بغية الطلب فى تاريخ حلب

ابن العديم

الجزء الاول

[الجزء الاول] تقديم بسم الله الرحمن الرحيم عرفت ابن العديم للمرة الاولى عام 1961، وكنت آنذاك طالبا في قسم التاريخ في جامعة دمشق، وقد عرفته آنئذ من خلال كتابه «زبدة الحلب من تاريخ حلب» ثم مرت الايام فأوفدت لتحضير الدكتوراه في جامعة لندن، وهناك جعلت موضوع أطروحتي البحث في تاريخ إمارة حلب خلال القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر للميلاد، ولدى شروعي بالعمل وجدت أن أهم مصادري المتوفرة هو كتاب «زبدة الحلب» ، وعدت الى هذا الكتاب فتعرفت من جديد على محتوياته، وبدأت معرفتي بابن العديم تتأكد وتتأصل، ومن خلال البحث عرفت من مقدمة محققه المرحوم الدكتور سامي الدهان له، ان لابن العديم عددا من المؤلفات أهمها كتاب اسمه «بغية الطلب في تاريخ حلب» ، وقد تحدث الدكتور الدهان عن هذا الكتاب ونسخه الخطية وجاء في ثنايا هذا الحديث قوله: «ولن نفيض في وصف هذه النسخ هنا، ولن نبسط طريقتنا في التعرف اليها وترتيبها، وانما نحيل القارئ الى الجزء الاول من» «بغية الطلب» ، فنحن نطبعه في القاهرة المعزية، ونصدره بدراسة مطولة يدرك معها القارئ سبب سرورنا، ومبلغ سعادتنا في تسلمها جميعا في القرن الرابع عشر كما ذكرها السخاوي في القرن العاشر (ص: 55) . وبحثت عن كتاب بغية الطلب في مكتبة المعهد فلم أجده، وعجبت للأمر،

خاصة أن هذا حدث معي عام 1967، أي بعد مرور ما يزيد على ست عشرة سنة على نشر المجلدة الاولى من كتاب زبدة الحلب. وبعد بحث طويل تأكد لدي أن الكتاب لم ينشر، ولم يدفع قط لمطبعة، وهنا أخذت أبحث عنه فوجدت المرحوم الاستاذ الطباخ يذكره في كتابه «أعلام النبلاء» انما يبين بأمانة أنه لم يره انما سمع بوجوده في استانبول. وتبعا لهذا يممت وجهي شطر استانبول، وأخذت أبحث عن الكتاب وعن مصادر اضافية أعود اليها أثناء البحث في موضوع اطروحتي، وفي استانبول عرفت بوجود عشر مجلدات من هذا الكتاب جميعها بخط المؤلف، وهي موزعة على ثلاث مكتبات، وتمكنت من الحصول على مصورة لهذه المجلدات. وبعد عودتي الى لندن عرفت أن بين محتويات مكتبة المتحف البريطاني مجلدا من كتاب بغية الطلب، وان المكتبة الوطنية في باريس تحوي أيضا واحدا من أجزاء الكتاب كما أن مكتبة المرحوم داود جلبي في الموصل فيها أحد أجزاء الكتاب، ولدى البحث والمقارنة تبين لي بأن هذه الاجزاء ليست بخط المؤلف وان محتوياتها موجودة بين الاجزاء العشرة التي صورتها من مكتبات استانبول. وفي لندن قرأت أجزاء كتاب بغية الطلب وتعرفت الى محتوياتها، فأدركت مدى أهمية هذا الكتاب وأهمية محتوياته ليس كمصدر لتاريخ شمال بلاد الشام بل كمصدر أساسي لتاريخ بلاد الشام جنوبا وشمالا ثم تاريخ الاسلام بشكل عام، وانه تبعا لهذا ينبغي نشره. وبعد عودتي الى دمشق أخذت أخطط لنشر المجلدات العشرة الموجودة من كتاب البغية، وتأكد لدي أنه لا يوجد في العالم غيرها، ومعروف ان ابن العديم كان قد وضع خطة لكتابة مصنفه هذه في أربعين مجلدة، انما لا ندري هل تمكن

من كتابة مسودة هذه المجلدات جميعا، أم أن المنية حالت بينه وبين ذلك، ثم نحن لا ندري الآن ماذا تحتل المجلدات الموجودة من حجم الكتاب الاصلي، لانها في وضعها الحالي هي على غير الحال التي كانت عليه حين صنفها ابن العديم: «أوراقها مدشوته» وقد أخذ كل جزء من أجزائها مكانا غير مكانه، ويعني هذا انها كانت قبل تسفيرها الاخير عبارة عن مجموعة من الاجزاء والاوراق، وأن الذي تولى تسفيرها لم يكن من ذوي العلم والدراية ... ليس في نيتي القيام بوصف هذه المجلدات العشر بشكل مسهب في هذا البحث بل أنني سأدع ذلك كله الى بحث متكامل أصنعه عن ابن العديم وعن كتابه بغية الطلب، وسأقوم- بعونه تعالى- بالحاق هذا البحث بفهارس الكتاب العامة وذلك بعد ما أفرغ من نشره. ومن حسن الحظ أن الموجود من كتاب بغية الطلب فيه المجلدة الاولى مع المجلدة الاخيرة منه، وهذا سيمكننا من التعرف على الخطة العامة للكتاب، وهي خطة اقتبسها ابن العديم من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر، فقد أوقف ابن العديم المجلدة الاولى من الكتاب على الحديث ن فضائل شمالي بلاد الشام مع وصفها الجغرافي وأخيرا أخبار فتوحها على أيدي المسلمين، وبعد ذلك أخذ يترجم لاعلام شمال بلاد الشام ممن ولد هناك أو مر أو سكن أو ... ، على حروف المعجم ولم يقتصر على أعلام حقب تاريخ الاسلام بل تناول أعلام ما قبل الاسلام مثل الفيلسوف أرسطو وسواه. ويختلف عمل ابن العديم عن عمل «أستاذه» ابن عساكر، كاختلاف مهنتيهما مع سيرة حياتهما، فابن عساكر كان محدثا أولا وآخرا، وابن العديم كان سياسيا وريث أسرة عريقة جمعت بين العلم والقضاء والحكم والسياسة والتجارة والنشاط الزراعي.

بعد هذا كله أرى من الاحسن التعرف الى الملامح العامة لحياة ابن العديم ومن ثم نعود الى الحديث عن كتابه بغية الطلب. ان مصدرنا الاول والاساسي عن حياة ابن العديم مع تاريخ أسرته هو كتاب بغية الطلب، حيث ضمنه العديد من تراجم أفراد أسرته، كما تحدث هنا وهناك عن نشاطات رجال أسرته في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للقسم الشمالي من بلاد الشام، وبالاضافة الى هذا المصدر الاساسي نجد ياقوتا الحموي صديق ابن العديم يذكر انه اعتمد في ترجمته له على كتاب اسمه «الاخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة» ، وقال ياقوت: «أنا سألته جمعه فجمعه لي، وكتبه في نحو أسبوع، وهو عشرة كراريس» . وابن العديم هو الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله ... بن أبي جرادة، وقد ولد في مدينة حلب في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة للهجرة وعندما بلغ السابغة من عمره حمل الى المكتب للدراسة، وهناك ظهرت استعداداته مما بشر بنبوغه المبكر، وقد كان نحيف البنية لذلك عني به أبوه عناية كبيرة، فحدب على رعاية صحته، وسهر على تربيته وتعليمه، ونظرا لمنزلة والده ولما تمتعت به أسرته من مكانة نال ابن العديم حظه وافيا من معارف عصره الدينية والدنيوية، ويروى بأن أباه حضه على اتقان قواعد الخط، ذلك أنه- أي الاب- كان رديء الخط، فأراد أن يجنب ابنه هذه الخلة، ونجح في هذا المجال نجاحا كبيرا للغاية، وقد وصف ياقوت اتقان ابن العديم لقواعد الخط العربي بقوله: «وأما خطه في التجويد والتحرير والضبط والتقييد فسواد ابن مقلة، وبدر ذو كمال عند علي بن هلال» ، ويؤكد شهادة ياقوت هذه المجلدات العشرة من كتاب بغية الطلب التي وصلتنا بخط ابن العديم، حيث نرى فيه واحدا من ألمع النساخ في تاريخ العربية وأكثرهم ضبطا وبراعة وأمانة ويقظة ودراية.

وفي باب العناية في انشاء ابنه وتثقيفه صحب أحمد بن هبة الله ولده عمر في رحلاته وأسفاره، حيث زار دمشق أكثر من مرة كما زار بيت المقدس ورحل الى العراق والحجاز. وعندما بلغ سن الشباب وجد ابن العديم السبل أمامه كلها مفتوحة لمستقبل لامع، وكان لمواهبه وثقافته وأسرته الفضل الأكبر في تحقيق نجاحاته، وهنا يحسن التوقف قليلا للتعرف الى أسرة ابن العديم، وذلك قبل متابعة الحديث عن مراحل حياته: يعرف الجد الأعلى للصاحب كمال الدين باسم ابن أبي جرادة، وكان صاحبا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ينتسب الى ربيعة من عقيل احدى كبريات قبائل عامر بن صعصعة العدنانية، وكان يقطن مدينة البصرة، وفي هذه المدينة عاش أولاد آل أبي جرادة وأحفادهم، وفي مطلع القرن الثالث للهجرة قدم أحد أفراد أسرة أبي جرادة الى الشام في تجارة وكان اسمه موسى بن عيسى وحدث آنئذ أن ألم بالبصرة طاعون، لهذا قرر موسى البقاء في الشام، واستوطن مدينة حلب، وفي هذه المدينة التي كانت عاصمة شمال بلاد الشام، ومفتاح الطريق الى العراق وبلاد المشرق الاسلامي مع آسية الصغرى والأراضي البيزنطية، فيها خلف موسى بن عيسى أسرة نمت مع الأيام عددا ومكانة وثروة وشهرة، وتملكت هذه الأسرة الأملاك، كما ساهمت في جميع ميادين الحياة في حلب من سياسة وعلم وقضاء وادارة وتجارة وغير ذلك، وبهذا غدت أسرة آل أبي جرادة من أبرز أسر حلب، وظلت هكذا حتى حل بحلب الدمار على أيدي جيوش هولاكو، كما ظلت محتفظة باسمها ذاته طوال تاريخها، انما في القرن الأخير من حياتها كسبت اسما اضافيا، أخذ رويدا يعم في الاستعمال أكثر من الاسم الأصيل، لكنه لم يلغه، وكان الاسم الجديد هو «العديم» ، ونحن لا نملك تعليلا لسبب هذه التسمية، فقد قال ياقوت: «سألته

أولا لم لم سميتم ببني العديم؟ فقال: سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه وقال: هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون بهذا» . ودانت أسرة ابن أبي جرادة بالتشيع حسب مذهب الإمامية، وظلت هكذا حتى بدأ التشيع بالانحسار في حلب، وذلك منذ النصف الثاني للقرن الخامس/ الحادي عشر، وهذا وان كنا نعرف بالتحديد تاريخ أخذ هذه الأسرة بمذاهب السنة أمكننا أن نقدر ذلك، بحكم سقوط سلطة الشيعة في حلب مع عصر السلطان السلجوقي ألب أرسلان (وهو أمر بحثته بالتفصيل في كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية) ونظرا لعلاقات أسرة آل أبي جرادة الخاصة مع سلطات حلب، لابد أن الحال اقتضى المسايرة والتحول الى السنة، ولربما حسب المذهب الحنفي. وفي عودة نحو سيرة الصاحب كمال الدين نجدة يحدثنا بأن والده خطب له وزوجه مرتين، فقد أخفق في الزواج الأول، لذلك طلق زوجته وتزوج ثانية بابنة الشيخ الأجل بهاء الدين أبي القاسم عبد المجيد بن الحسن بن عبد الله- المعروف بالعجمي، وكان شيخ أصحاب الشافعي ومن أعظم أهل حلب منزلة وقدرا وثروة ومكانة سياسية ودينية واجتماعية، ومن زواجه الثاني رزق الصاحب كمال الدين أولاده، ولم يمت والده حتى كان ابنه أحمد طفلا يدب على الأرض، ويمكننا التعرف الى هذا الابن من خلال استعراضنا لكتاب بغية الطلب حيث سمع الكتاب على أبيه وقام بعد وفاة والده باستدراك بعض المواد التي حالت المنية بين والده وبين تدوينها في كتابه، فمن المقرر أن ابن العديم مات دون أن يقوم باعادة النظر في مؤلفه «بغية الطلب» ، ولم يقم بتبييضه، والذي وصلنا هو مسودة الكتاب، انما نظرا لبراعة المؤلف وحسن طريقته وجودة خطه، نرى أن مكانة الكتاب وأهميته هي هي، ذلك أن أهمية الكتاب نابعة مما حواه من مواد تاريخية نهلها ابن العديم من وثائق ومصنفات غيبها الزمن عنا، فابن العديم كان مصنفا ممتازا ولم يكن «مؤرخا»

حسب مصطلحات أيامنا هذه، فهو قد جمع في كتابه المواد الاخبارية ونسقها، لكنه لم يحاول تعليلها ومعالجتها كما يفعل الباحث في التاريخ في جامعات أيامنا هذه ... ومنذ أن بلغ الصاحب كمال الدين سن الشباب أخذ يشارك في الحياة السياسية والعلمية لمدينة حلب، فقد كان يحضر مجلس الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب- فيكرمه ويقربه ويقبل عليه أكثر من اقباله على غيره على الرغم من صغر سنه، وفي ذي الحجة سنة ست عشرة وستمائة ولي ابن العديم أول عمل رسمي لقد ولي التدريس في مدرسة شاذبخت وكانت من أجل مدارس حلب وأرقاها، كل «هذا وحلب أعمر ما كانت بالعلماء والمشايخ، والفضلاء الرواسخ، الا أنه رؤي أهلا لذلك دون غيره، وتصدر، وألقى الدرس بجنان قوي، ولسان لوذعي، فأبهر العالم وأعجب الناس» (ياقوت: 16/44) ، ويبدو أنه تولى بعد هذه المدرسة التدريس بالمدرسة الحلاوية، التي كانت أجل مدارس حلب، وهي مدرسة ما زالت قائمة حتى الآن، تعلو واحدا من جدارنها لوحة حجرية كتبها ابن العديم بخطه. ومع مرور الأيام علت مكانة ابن العديم، فسفر عن ملوك حلب الى ملوك الدول المجاورة في بلاد الشام والجزيرة وآسية الصغرى، والى سلاطين القاهرة وخلفاء بغداد، وكانت خزائن كتب ووثائق كل بلد زارها تحت تصرفه، فنهل منها ما لم ينهله سواه، وأودع جل ذلك في كتابه بغية الطلب، ومن هذه الزاوية يمكن أن نرى أهمية هذا الكتاب، ومن ناحية أخرى يمكننا أن نرى المدن الذي وصلت اليه خزائن المشرق العربي قبيل وقوع الطامة الكبرى على يد المغول بسنوات. وفي كل مكان زاره ابن العديم كان يلقى الحفاوة من رجال السلطة، وكان في الوقت نفسه يلتقي بالعلماء وشيوخ العصر فيأخذ عنهم، ولقد أودع ما أخذه عن علماء عصره، وما رآه من أحداث أو شارك به، أودعه في كتابه بغية الطلب، حتى غدا هذا الكتاب أشبه بمنجم للمعلومات لا ينضب معينه.

وظل نجم ابن العديم يصعد في سماء السياسة في حلب وسواها حتى وصل الى مرتبة الوزير، ولكن مشاغل السياسة والحياة العامة لم توقف العمل الفكري ولم تعطله، وهكذا صنف ابن العديم عددا كبيرا من الكتب، غلب على معظمها سمة التاريخ، ولعل أشهر كتبه «كتاب زبدة الحلب من تاريخ حلب» و «كتاب الانصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري» ، وكتابنا الذي نتحدث عنه اليوم، وقد طبع كتاب الزبدة في أجزاء ثلاثة في دمشق، أما كتاب «الانصاف» فقد طبعت قطعة منه للمرة الأولى بحلب ثم أعيد طبعها في القاهرة، وأقول قطعة ذلك أن الكتاب لم يصلنا كاملا بشكل مباشر. وعند ما قلت بشكل مباشر أردت أن أقول بأن الكتاب وصلنا بشكل غير مباشر، فواحد من أحفاد ابن العديم ممن عاش بعد جده في القاهرة، صنف كتابا حول القاضي الفاضل دعاه باسم «سوق الفاضل في ترجمة القاضي الفاضل» ، وتوجد من هذا الكتاب نسخة خطية في مكتبة شيخ الاسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة، وفي ثنايا الكتاب ورد في احدى رسائل القاضي الفاضل بيت من شعر المعري، وأراد حفيد ابن العديم أن يعرف بالمعري، فقال: قال جدي في كتابه الانصاف والتحري، وأثبت نص الكتاب بكماله، ويوجد هذا الكتاب مصورا على شرايط في معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة سابقا. ويعود سبب انتقال ابن العديم الى القاهرة، الى تعرض مدينة حلب الى الدمار سنة 657 هـ على يد جيوش هولاكو، وكان ابن العديم غادر مدينته الى دمشق، ثم منها الى غزة فالقاهرة، ويبدو أنه عاد بعد عين جالوت الى دمشق، وربما أراد التوجه الى حلب، أو توجه اليها فعلا ليعاين الدمار الذي لحقها، وفي أثناء ذلك عرض عليه هولاكو منصب قاضي حلب، فرفض، وعاد الى القاهرة، حيث أمضى بقية حياته، وقد وافته منيته في مصر في العشرين من جمادى الأولى سنة ستمائة وستين للهجرة.

ان التشتت الذي لحق بابن العديم في سنوات حياته الأخيرة، ثم ما آلت اليه الحال في بلاد الشام، قد ترك أبعد الآثار على مكتبة ابن العديم مع مؤلفاته، وخاصة كتابه «بغية الطلب» ، فاذا قبلنا فرضا بأن ابن العديم قد أنجز تسويد مؤلفه، من المؤكد أنه لم يتمكن من تبييضه وبالتالي لم تقم أمام الكتاب الفرصة لنسخه وتداوله. ان من يقرأ بعض المتبقي من كتاب «بغية الطلب» يدرك عظمة ابن العديم، فيرى فيه أعظم مؤرخ أنجبته بلاد الشام بلا منازع، وبلا شك علما بارزا للغاية بين أعلام فن التأريخ الاسلامي، ومن هذا المنطلق رأيت من المتوجب العمل في سبيل تحقيق الكتاب ونشره، وبالفعل فرغت عام 1972 من تحقيق المجلدة الأولى من الكتاب وتوزيعه ضمن شروط تصون الكتاب وتبعده عن طرائق الوراقين في النشر، فلم أوفق، وكانت القضية بحاجة الى مساعدة من جهة حكومية أو غير حكومية، ولقد رأيت في المبادرات التي تمت تجاه تاريخ ابن عساكر ما يشجع، انما بعد اطلاعي على التجربة، ملت نحو عدم طلب المساعدة الحكومية، فأنا شخصيا أرى في التراث شيئا مقدسا، انه يحوي النتاج الفكري لأمتي خلال أجيال وهذا النتاج جزء من الماضي، ولا يجوز أن نطلب من الماضي أكثر من الماضي، وانه لإثم عظيم أن يبعث بتراثنا، وانه لكفر ما بعده كفر أن يلقي التراث المعاملة التي يلقاها الآن من الوراقين ومن أنصاف المتعلمين فالذي يحل بالتراث الآن على أيديهم أعظم شناعة من جريمة هولاكو وجنده. ومرت الايام وشغلت بالأعمال الجامعية وباخراج عدد من الكتب لكن بقي كتاب البغية ماثلا أمامي يطالبني بنشره، وسافرت الى المغرب وحملت الكتاب معي الى فاس حيث تابعت العمل في نسخه، وبعد عودتي من المغرب شغلت مجددا في اخراج عدد من الكتب، ومع حلول عيد الاضحى الماضي عقدت العزم مجددا على

تحريك محاولات نشره فتوجهت نحو الرئيس المناضل حافظ الاسد بالتمني عليه رعاية مشروع احياء هذا الكتاب، وتحققت الأمنية، ولا عجب في ذلك فالرئيس الاسد هو باعث أمجاد هذه الأمه والمحامي عن هويتها وتراثها وأصالتها والساعي بإيمان راسخ في سبيل وحدتها وتحرير أراضيها المغتصبة. فله شكري وعظيم امتناني وليكتب له الخلود خلود أمتنا العظيمة وتراثها ورسالتها التي هو راعيها وأمينها. توجد مخطوطة المجلدة الأولى من كتاب «بغية الطلب» في خزانة جامع أيا صوفيا باستانبول وهي نسخة فريدة بالعالم، لا نعرف بوجود نسخة أخرى عنها، وجاءت هذه النسخة- كما سلفت الاشارة- بخط المؤلف، وتحوي مائتين واحدى وعشرين ورقة من الكتاب، ألحق بها بضع أوراق عليها ملاحظات وتمليكات كتبت بشكل أخص من قبل متملك النسخة الأخير في القرن التاسع للهجرة واسمه محمد بن محمد بن السابق الحموي الحنفي، وسألحق نصوص هذه الملاحظات والتمليكات بهذه المقدمة. ان النسخة التي بين أيدينا هي بلا شك تشكل المجلدة الأولى من كتاب بغية الطلب حسب خطة المؤلف، وحسب الموجود بين أيدينا الآن، وهذا أمر لا نستطيع تقريره بالنسبة للمجلدات الأخرى من الكتاب اللهم الا بالنسبة للمجلدة الثامنة من مجلدات مكتبة أحمد الثالث باستانبول، حيث أعتقد أنها تحوي نص المجلد الأخير من الكتاب، أي المجلدة الأربعين اذا صح خبر تصنيف ابن العديم لكتابه في أربعين مجلدة. وقد وصلتنا نسخة المجلدة الأولى ناقصة الأول والآخر، فقد من أولها جزء واحد فيه ما لا يقل عن عشر أوراق، ولا بد أنه حوى خطبة الكتاب مع بداياته، هذا

ومن الصعب تحديد كمية الأوراق الناقصة من آخر المجلدة، انما يخيل لي أنها ليست كثيرة، ربما تماثل ما نقص من المطلع تقريبا. هذا ولم تكن مشكلة النقص هي المشكلة الوحيدة التي أصابت هذه المجلدة، بل- كما سبق وأشرت- اضطربت أجزاء الكتاب وتداخلت الأوراق، ولقد قمت باعادة ترتيب أوراق هذه المجلدة بشكل متيقن من صحته، انما باستثناء ورقة واحدة لم أهتد الى مكانها لذلك ألحقتها بآخر الكتاب، والذي مكنني من اعادة ترتيب الكتاب هو الترابط بين الموضوعات، علما بأن ابن العديم لا يستخدم «الرقاص» في نهاية الصفحات، يضاف الى ذلك أن ابن العديم سمع الكتاب من أولاده، وتم السماع عبر عدة مجالس، وكان من حسن الحظ أن قام المؤلف بتدوين تاريخ كل مجلس سماع، ولقد مكن وجود التواريخ المتلاحقة من اعادة ترتيب الكتاب، ويكفي هنا أن نضرب بعض الأمثلة على حالة الاضطراب التي كانت مسيطرة على الكتاب، فالورقة رقم/ 1/الآن كانت من قبل تحمل رقم/ 47/ورقم/ 27/الآن كانت من قبل تحمل رقم/ 73/والورقة رقم/ 157/كانت من قبل تحمل رقم/ 10/وهكذا ... وعلى العموم وصلنا كتاب بغية الطلب بحالة لا بأس بها، انما لا بد من أن نشير الى مسألة هامة، وهي أنه برغم جودة خط ابن العديم وضبطه، فقد كان من عادته الاقلال من استخدام التنقيط، وهذا الحال عبارة عن مزلقة كبيرة تقود الى التصحيف، ان لم يتم العمل بحذر شديد مع الاستعانة بالمصادر اللازمة. لقد أنجزت تحقيق القسم الأعظم من مجلدات بغية الطلب، وقمت أثناء عملي باعادة ترتيب أوراق كل جزء منها لأنها كانت «مدشوتة» وها أنا ذا أدفع بالمجلدة الأولى الى النشر وكلي أمل وعزم بأن ينجز العمل في أقل من عامين ان شاء الله تعالى وأعان، فقد زالت الآن جميع العوائق في وجه النشر.

ان المنهج الذي اتبعته في تحقيق كتاب بغية الطلب، استهدف أولا ضبط نصه، واخراجه بالصورة التي ابتغاها مؤلفه، مع الاقلال الى أكبر الحدود من الحواشي، وفقط اثبات الضروري منها، هذا ومن الملاحظ أن ابن العديم نهل جل مواد كتابه من مصادر متوفر بعضها وبعضها الآخر هو في حكم المفقود، أو من المتعذر الوصول اليه، ولقد قمت بتخريج النصوص التي تمكنت من الوقوف على أصولها، ونبهت الى الفوارق ان وجدت، ولقد تجلى لدي أثناء عمليات التخريج مدى دقة ابن العديم، وعلو أمانته، وخلصت الى نتيجة هامة مفادها أن «نقول ابن العديم» يمكن اتخاذها مرجعا للضبط والتصحيح، ولا شك أن هذا يزيد من قيمة كتاب بغية الطلب وقيمة محتوياته. ولقد ارتأيت في البداية القيام بالتعريف بأصحاب المصادر التي نقل منها ابن العديم ولكنني أقلعت عن ذلك، كيما لا أثقل الحواشي وأتجنب عمليات التكرار، ورأيت الاستعاضة عن ذلك أثناء وضع الفهارس العامة للكتاب، بوضع فهرس على قاعدة- الببلوغرافيا- أوضح فيه مصادر ابن العديم بذكر اسم المؤلف وسنة وفاته، مع اسم كتابه أو كتبه المنقول عنها مع موضوعات النصوص المنقولة، وأخيرا أرقام الصفحات والمجلدات التي جاءت فيها بعد طباعة كتابة البغية، وأملي كبير بأن يأتي هذا الفهرس كمفتاح عام للكتاب، وأن يكون فيه بعض التجديد بالنسبة لأعمال تحقيق النصوص خاصة الطويلة منها «1» .

1 - 2 كتب ابن السابق الحموي بخطه على الصفحة الأولى:

[1- 2] كتب ابن السابق الحموي بخطه على الصفحة الأولى: 1- نوبة جمال غفرانه تعالى محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم أجمعين، بالقاهرة المحروسة في يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الآخر في سنة ست وخمسين وثمانمائة، أحسن الله عاقبتها في خير آمين. 2- يقول كاتب هذه الأحرف فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد بن الحموي الحنفي عامله الله بلطفه الخفي: انه يروي تاريخ حلب للصاحب كمال الدين عمر بن أحمد المعروف بابن أبي جرادة وبابن العديم عن الشيخ تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، مؤرخ الديار المصرية، عن ناصر الدين محمد الهواري الطبردار عن الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عن مصنفه الصاحب كمال الدين بن العديم تغمدهم الله تعالى برحمته ورضوانه. 3- وجاء ايضا على الصفحة الثانية بخط ابن السابق: 1- عمر بن أحمد بن أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم محمد بن هبة الله بن قاضي حلب أبي الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل.

الصاحب العلامة، رئيس الشام كمال الدين أبو القاسم الهواري العقيلي الحلبي، المعروف بابن العديم. ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ستين وستمائة، وسمع من أبيه ومن عمه أبي غانم محمد، وابن طبرزد، والافتخار، والكندي، وابن الحرستاني، وسمع جماعة كثيرة بدمشق، وحلب، والقدس، والحجاز، والعراق، وكان محدثا حافظا، مؤرخا صادقا، فقيها، حنيفا، مفتيا، منشيا بليغا، كاتبا مجودا، درس وأفتى، وصنف وترسل عن الملوك، وكان رأسا في الخط المنسوب اليه بالنسخ والحواشي. أطنب الحافظ شرف الدين الدمياطي في وصفه، وقال: ولّي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية، وله الخط البديع، والخط الرفيع، والتصانيف الرائقة، منها تاريخ حلب، أدركته المنية قبل إكمال تبييضه، وروى عنه الدواداري وغيره، ودفن بسفح المقطم بالقاهرة. قال ياقوت: سألته لم سميتم ببني العديم؟ فقال: سألت جماعة من أهلي عن ذلك فلم يعرفوه، وقال: هو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون به، ولم يكن في نساء أهلي من يعرف بهذا، ولا أحسب الا أن جدّ جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة- مع ثروة واسعة، ونعمة شاملة- كان يكثر في شعره من ذكر العدم، وشكوى الزمان، فان لم يكن هذا سببه، فلا أدري ما سببه. قال: ختمت القرآن ولي تسع سنين، وقرأت بالعشر ولي عشر سنين، ولم أكتب على أحد مشهور، الا أن تاج الدين محمد بن أحمد بن البورنطي البغدادي ورد الينا الى حلب، فكتبت عليه أياما قلائل، لم يحصل منه فيها طائل، وله كتاب «الدراري في ذكر الذراري» جمعه للملك الظاهر، وقدمه اليه يوم ولد ولده

4 - وجاء على الصفحة الثالثة بخط ابن السابق أيضا:

الملك العزيز، وكتاب «ضوء الصباح في البحث على السماح» صنفه للملك الأشرف، وكتاب «الأخبار المستفادة في ذكر بني أبن جرادة» وكتاب «في الخط وعلومه ووصف آدابه وطروسه وأقلامه» وكتاب «دفع التجري على أبي العلاء المعري» وكتاب «الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار» . وممن كتب اليه يسترفده سعد الدين منوجهر الموصلي، وأمين الدين ياقوت المعروف بالعالم ومنوجهر ياقوت الكاتب الذي يضرب به المثل. وكان في بعض سفراته يركب في محفة تشد له بين بغلين، ويجلس فيها ويكتب، وقدم الى مصر رسولا، والى بغداد، وكان اذا قدم مصر يلازمه أبو الحسين الجزار، وله فيه مدائح. 4- وجاء على الصفحة الثالثة بخط ابن السابق أيضا: 1- للادريسي: اذا عرف الانسان أخبار من مضى ... توهمته قد عاش من أول الدهر وتحسبه قد عاش آخر دهره ... الى الحشر إن أبقى الجميل مع الذكر فقد عاش كل الدهر من كان عالما ... كريما حليما فاغتنم أطول العمر 2- محمد بن محمد بن عبد الله بن ادريس بن يحيى بن علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن ادريس (بن ادريس) بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الشريف الادريسي، مؤلف كتاب رجّار، الفرنجي صاحب صقلية، وكان أديبا، ظريفا، شاعرا، مغوى بعلم جغرافيا، صنف لرجّار الكتاب المذكور، ومن شعر الادريسي المذكور: ليت شعري أين قبري ... ضاع في الغربة عمري لم أدع للعين ما تشتاق ... في برّ وبحر

5 - وجاء على الصفحة الرابعة بخط ابن السابق أيضا:

وخبرت الناس والأر ... ض لدى خير وشر لم أجد جارا ولا دارا ... كما في طيّ صدري فكأني لم أسر ... ألا بميت أو بقفر 3- لأبي الخطاب محمد بن محمد بن أحمد البطائحي- روى شعره ابن النجار عن ثلاثة عنه: يا راقد العين عيني فيك ساهرة ... وفارغ القلب منك منك ملآن إني أرى منك عذب الثغر عذبني ... وأيقظ الجفن جفن منك وسنان أخذ هذا المعنى شهاب الدين أحمد بن عبد الملك العزازي أحد من روى عنه الشيخ فتح الدين بن سيد الناس، فقال في قصيدته التي أولها: دمي بالحلال ذات الخال مطلول ... وجيش صبري مهزول ومغلول منها: يا راقد العين عيني فيك ساهرة ... وفارغ القلب قلبي منك مشغول فغير القافية لا غير. 5- وجاء على الصفحة الرابعة بخط ابن السابق أيضا: 1- فصل في فوائد التاريخ منها واقعة رئيس الرؤساء مع اليهودي الذي أظهر كتابا، زعم أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن أهل خبير، وفيه شهادة جماعة من الصحابة، منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فحمل الكتاب الى رئيس الرؤساء، ووقع الناس في حيرة، فعرضه على الحافظ أبي بكر خطيب بغداد، فتأمله ثم ألقاه، وقال: هذا مزوّر، فقيل له: من أين لك كل ذلك؟ فقال: فيه

شهادة معاوية، وهو أسلم عام الفتح، وفتوح خيبر قبل ذلك سنة سبع، وفيه شهادة سعد بن معاذ، وهو مات يوم بني قريظة قبل خيبر بسنتين، ففرج ذلك عن المسلمين غما. وروي عن اسماعيل بن عياش أنه قال: كنت بالعراق، فأتاني أهل الحديث، فقالوا: ها هنا رجل يحدث عن خالد بن معدان، فأتيته فقلت: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ فقال: سنة ثلاث عشرة- يعني ومائة- فقلت: أنت تزعم أنك سمعت منه بعد موته بسبع سنين لأن خالدا مات سنة ست ومائة. وروي عن الحاكم أبي عبد الله أنه قال: لما قدم علينا أبو جعفر محمد بن حاتم الكشي- بالشين والسين معا- وحدّث عن عبد بن حميد، سألته عن مولده، فذكر أنه ولد سنة ستين ومائتين، فقلت لأصحابنا هذا يزعم أنه سمع من عبد بن حميد بعد موته بثلاث عشرة سنة. وذكر قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان، قال: وجدت في كتاب الشامل في أصول الدين لإمام الحرمين، وذكر طائفة من الثقات الأثبات: إن هؤلاء الثلاثة تواصوا على قلب الدول، والتعرض لإفساد المملكة، واستعطاف القلوب واستمالتها، وارتاد كل واحد منهم قطرا. أما الجنابي فأكناف الأحساء، وابن المقفع توغل في أطراف بلاد الترك، وارتاد الحلاج بغداد، فحكم عليه صاحباه بالهلكة والقصور عن درك الأمنية لبعد أهل العراق عن الانخداع، هذا آخر كلام إمام الحرمين. ثم قال شمس الدين بن خلكان: وهذا لا يستقيم عند أرباب التواريخ، لعدم اجتماع الثلاثة المذكورين في وقت واحد. أما الحلاج والجنّابي فيمكن اجتماعهما، ولكن لا أعلم هل اجتمعا أم لا، وذكر وفاة الحلاج في سنة تسع وثلاثمائة، وذكر

2 - فائدة:

وفاة الجنابي في سنة احدى وثلاثمائة، وذكر ابن المقفع فقال: كان مجوسيا، وأسلم على يد عيسى بن علي عم السفّاح والمنصور، وكتب له، واختص به، وذكر أنه قتل في سنة خمس وأربعين ومائة. ثم ان ابن خلكان قال: لعل إمام الحرمين أراد المقنع الخراساني، وانما الناسخ حرّف عليه، ثم فكرت في أن ذلك أيضا لا يصح، لأن المقنع الخراساني قتل نفسه بالسم في سنة ثلاث وستين ومائة، ثم قال: واذا أردنا تصحيح ما ذهب اليه إمام الحرمين فلا يكون الا ابن الشلمغاني لأنه أحدث مذهبا عاليا في التشيع والتناسخ، وأحرق بالنار سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. 2- فائدة: رأيت مشايخ الكتابة لا يشكلون الكاف اذا وقعت آخرا، ولا يكتبونها مجلسة، أما اذا وقعت أولا وفي بعض الكلمة حشوا فانهم يجلسونها ويشكلونها بردة الكاف، ورأيتهم لا يجوزون في السطر الواحد أكثر من ثلاث مدّات، فأما الكلمة نفسها فلا يمدون فيها الا بعد حرفين، ويعدون ذلك كله من لحن الوضع في الكتابة. 3- فائدة اخرى: لا تنقط القاف ولا النون ولا الياء اذا وقعت أواخر الكلم. برهانه أن الإعجام إنما أتي به للفارق، فان صورة الباء والتاء والثاء، والحاء والخاء، والدال والذال، متشابهة، والقاف والنون والياء آخر الكلمة لا تشبهها صورة أخرى، أما اذا وقعن في بعض الكلمات وجب نقطهن لأن الفارق بطل. 4- فائدة اخرى: لا يكتب المضاف في آخر السطر الأول، ويبتدأ بالمضاف إليه في السطر الثاني

6 - وجاء على الصفة الخامسة بخط ابن السابق أيضا:

كعبد الله، وأبي بكر، والمغاربة يفعلون ذلك، وليس بحسن، وأبلغ من هذا أن يكتبوا الكلمة الواحدة مفصولة الحروف في السطرين، كالزاي، والياء، والدال، والواو، في السطر الأول آخرا، والنون من تتمة زيدون في أول السطر الثاني، وهو أقبح من الأول. 6- وجاء على الصفة الخامسة بخط ابن السابق أيضا: 1- فائدة ينبغي للمؤرخ حفظها والعمل بها ينبغي للمؤرخ أن يقدم اللقب على الكنية، والكنية على العلم، ثم النسبة الى البلد، ثم الى الأصل، ثم الى المذهب في الفروع، ثم الى المذهب في الاعتقاد، ثم الى العلم، أو الصناعة، والخلافة أو السلطنة، أو الوزارة، أو القضاء، أو الإمرة، أو المشيخة، أو الحج، أو الحرفة، كلها تقدم على الجميع، فتقول في الخلافة: أمير المؤمنين الناصر لدين الله، أبو العباس السامري، إن كان ولد بسر من رأى، البغدادي، فرقا بينه وبين الناصر الأموي صاحب الأندلس، الحنفي الماتريدي، إن كان يتمذهب في الفروع بفقه أبي حنيفة، ويميل في الاعتقاد الى أبي منصور الماتريدي، ثم يقول القرشي الهاشمي. ويقول في السلطنة: السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس الصالحي- نسبة الى أستاذه الملك الصالح- التركي، الحنفي، البندقدار، أو السلاح دار. وتقول في الوزراء: الوزير فلان الدين أبو كذا فلان، وتسرد الجميع كما تقدم، ثم تقول: وزير فلان. وتقول في القضاة كذلك: القاضي فلان الدين، وتسرد الباقي كما تقدم.

وتقول في الأمراء كذلك: الأمير فلان الدين وتسرد الباقي الى أن تجعل الآخر وظيفته التي كان يعرف بها قبل الإمرة، مثل الجاشنكير، أو الساقي، أو غيرهما. وتقول في أشياخ العلم: العلامة، أو الحافظ، أو المسند، فيمن عمّر وأكثر الرواية، أو الإمام، أو الشيخ، أو الفقيه، وتسرد الباقي الى أن تختم الجميع: بالأصولي أو النحوي أو المنطقي. وتقول في أصحاب الحرف: فلان الدين، وتسرد الجميع الى أن تقول الحرفة، إما البزاز أو العطار، أو الخياط. فان كان النسب الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قلت: القرشي، التيمي، البكري، لأن قرشيا أعم من أن يكون تيميا، والتيمي أعم من أن يكون من ولد أبي بكر رضي الله عنه. وإن كان النسب الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قلت: القرشي، العدوي، الأموي، العثماني، وان كان النسب الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قلت: القرشي، الهاشمي، العلوي، وان كان النسب الى طلحة رضي الله عنه، قلت: القرشي، التيمي، الطلحي، وان كان النسب الى الزبير رضي الله عنه، قلت: القرشي، الأسدي، الزبيري، وان كان النسب الى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قلت: القرشي، الزهري، السعيدي، وان كان النسب الى سعيد رضي الله عنه، قلت: القرشي، العدوي، السعيدي، إلا أنه ما نسب اليه فيما أعلم. وإن كان النسب الى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قلت: القرشي، الزهري، العوفي من ولد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وان كان النسب الى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، قلت: القرشي، من ولد أبي عبيدة، على أنه ما أعقب. هذا والذي ذكر هو القاعدة المعروفة، والجادة المسلوكة المألوفة عند أهل العلم،

2 - فائدة أخرى:

وان جاء في بعض التراجم ما يخالف ذلك من تقديم وتأخير، فانما هو سبق قلم، وذهول من الفكر، وانما قررت هذه القاعدة ليرد ما خالف الأصل اليها، وبالله التوفيق. 2- فائدة أخرى: كلما رفع المؤرخ في أسماء الآباء والنسب، وزاد في ذلك، انتفع به، وحصل له الفرق بين المترجمين، فقد حكم أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، قال: حججت في سنة، وكنت بمنى أيام التشريق، فسمعت مناديا ينادي: يا أبا الفرج، فقلت: لعله يريدني، ثم قلت: في الناس كثير ممن يكنى أبا الفرج، فلم أجبه، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى، فهممت بإجابته، ثم قلت: قد يكون اسمه المعافى وكنيته أبا الفرج، فلم أجبه، فنادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا، فلم أجبه، فنادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، فقلت: لم يبق شك في مناداته إياي، إذ ذكر كنيتي، واسمي، واسم أبي، وبلدي، فقلت: ها أناذا، فما تريد؟ فقال: لعلك من نهروان الشرق؟ فقلت: نعم، فقال: نحن نريد نهروان الغرب، فعجبت من اتفاق ذلك. انتهى. وكذلك الحسن بن عبد الله العسكري أبو أحمد اللغوي صاحب كتاب التصحيف، والحسن بن عبد الله العسكري، أبو هلال صاحب كتاب الأوائل، كلاهما الحسن بن عبد الله العسكري، الأول توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، والثاني كان موجودا في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، فاتفقا في الاسم واسم الأب والنسبة والعلم، وتقاربا في الزمان، ولم يفرق بينهما إلا بالكنية لأن الأول أبو أحمد، والثاني أبو هلال، والأول ابن عبد الله بن سعيد بن اسماعيل، والثاني ابن عبد الله بن سهل بن سعيد، ولهذا كثير من أهل العلم بالتاريخ لا يفرقون بينهما، ويظنون أنهما واحد.

7 - وجاء على الصفحة السادسة بخط ابن السابق أيضا:

وكذلك أبو بكر محمد بن علي الشاشي الشافعي، هذه الكنية، والاسم، واسم الأب، والنسبة الى البلد، والى المذهب، الجميع مشترك بين الإمامين المشهورين: أحدهما الفقيه المحدث الاصولي اللغوي الشاعر، المعروف بالقفال الكبير، والاخر الفقيه صاحب الطريقة المشهورة، والاول وفاته سنة خمس وستين وثلاثمائة، والثاني وفاته سنة خمس وثمانين وأربعمائة، الاول محمد بن علي بن اسماعيل، والثاني محمد بن علي بن حامد: وكذلك محمد بن علي، كلاهما شرح المقامات الحريرية، أحدهما محمد بن علي بن أحمد أبو عبد الله، يعرف بابن حميدة الحلي، توفي سنة خمسين وخمسمائة، والاخر محمد بن علي بن عبد الله أبو سعيد الجاواني الحلوي، توفي سنة إحدى وستين وخمسمائة. 7- وجاء على الصفحة السادسة بخط ابن السابق أيضا: 1- فائدة: كانت العرب تؤرخ في بني كنانة من موت كعب بن لؤي، فلما كان عام الفيل أرخت منه وكانت المدة بينهما مائة وعشرين سنة. قال أبو الفرج صاحب الاغاني: انه لما مات الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، أرخت قريش بوفاته مدة لاعظامها اياه، حتى اذا كان عام الفيل جعلوه تاريخا، هكذا ذكر ابن داب. وأما الزبير بن بكار فذكر انها كانت تؤرخ بوفاة هشام بن المغيرة تسع سنين الى ان كانت السنة التي بنوا فيها الكعبة، فأرخوا بها، انتهى. وأرخ بنو اسماعيل عليه السلام من نار ابراهيم عليه السلام الى بنائه البيت، ومن بنائه البيت الى تفرق معد، ومن تفرق معد الى موت كعب بن لؤي. ومن عادة الناس أن يؤرخوا بالواقع المشهور والامر العظيم، فأرخ بعض العرب بعام الختان لشهرته، وكانت العرب قديما تؤرخ بالنجوم، وهو أصل قولك نجمت على فلان كذا حتى يؤديه في نجوم.

وقال بعضهم: قالت اليهود: ان الماضي من خلق آدم عليه السلام الى تاريخ الاسكندر ثلاثة ألاف سنة وأربعمائة سنة وثمانية وأربعون سنة، وقالت النصارى: انها خمسة آلاف سنة ومائة وثمانون سنة. وأما المدة المحررة من هبوط آدم عليه السلام من الجنة الى الارض لتاريخ الليلة المسفرة عن صباح يوم الجمعة الذي كان فيه الطوفان عند اليهود، ألف سنة وستمائة وخمسون سنة، وعند النصارى ألفا سنة ومائتان واثنتان وأربعون سنة وعند السامرة ألف وثلاثمائة سنة وسبع سنين. وقال آخر: المدة التي بين خلق آدم ويوم الطوفان ألفا سنة ومائتان وعشرون سنة وثلاثة وعشرون يوما. وأما تاريخ الاسكندر المذكور في القرآن العظيم (كذا؟) وتاريخ بخت نصر فمعلومان وتاريخ الطوفان مجهول، فأردنا تصحيح ذلك وتحريره، فصححناه بحركات الكواكب وأوساطها، من وقت كون الطوفان الذي وضع فيه بطليموس من أوساط الكواكب في المجسطي، فبمقارنة هذين الاصلين صححنا تاريخ الطوفان بحركات الكواكب، كما تصحح حركات الكواكب بالتاريخ طردا فعكسنا ذلك الى خلف، وجمعنا أزمنته وحررناه، فوجدنا بين الطوفان وبخت نصر من السنين الشمسية على أبلغ ما يمكن من التحرير الفي سنة وأربعمائة سنة وثلثي سنة وربع سنة، ومنه الى تاريخ السريان أربعمائة سنة وست وثلاثون سنة، وجمعنا ذلك فكان ما بين الطوفان وذي القرنين بعد جبر الكسور الفين وتسعمائة واثنتين وثلاثين سنة، ثم زدنا على ذلك ما بيننا وبين ذي القرنين الى عامنا هذا وهو سنة إحدى وسبعين وستمائة للهجرة، فبلغ من آدم عليه السلام الى الآن ستة آلاف سنة وسبعمائة وتسعا وسبعين سنة على أبلغ ما يمكن من التحرير.

وأقدم التواريخ التي بأيدي الناس:

وقال وهب: عاش آدم ألف سنة، وفي التوراة تسعمائة وثلاثين سنة، وكان بين آدم وطوفان نوح ألفا سنة ومائتان وأربعون سنة، وبين الطوفان وابراهيم عليه السلام تسعمائة وسبعة وأربعون سنة، وبين ابراهيم وموسى عليهما السلام سبعمائة سنة، وبين موسى وداود عليهما السلام خمسمائة سنة، وبين داود وعيسى عليهما السلام ألف سنة ومائة سنة، وبين عيسى ومحمد نبينا (صلوات الله وسلامة عليهما) ستمائة وعشرون سنة، والله أعلم بالصواب. وأقدم التواريخ التي بأيدي الناس: زعم بعضهم أن أقدم التواريخ تاريخ القبط، لأنه بعد انقضاء الطوفان، وأقرب التواريخ المعروفة تاريخ يزدجرد بن شهريار الملك الفارسي، وهذا هو تاريخ أرخه المسلمون عند افتتاحهم بلاد الاكاسرة، وهي البلاد التي تسمى بلاد ايران شهرة. وأما التاريخ المعتضدي فما أظنه تجاوز بلاد العراق، وفيما بين هذه التواريخ تواريخ القبط والروم والفرس، وبني اسرائيل، وتاريخ عام الفيل، وأرخ الناس بعد ذلك من عام الهجرة. وأول من أرخ الكتب من الهجرة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في شهر ربيع الاول سنة ست عشرة، وكان سبب ذلك أن أبا موسى الاشعري، كتب الى عمر (رضي الله عنهما) : انه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب لا ندري على أيها نعمل، قد قرأنا صكا منها محله شعبان، فما ندري أي الشعبانين، الماضي أو الآتي فعمل عمر (رضي الله عنه) على كتب التاريخ، فأراد أن يجعل أوله رمضان، فرأى أن الاشهر الحرم تقع حينئذ في سنتين، فجعله من المحرم. 8- وجاء على الصفحة السابعة، بغير خط ابن السابق: 1- الحمد لله. من تاريخ ابن العديم، بخطه، رحمة الله عليه، واسمه زبدة الحلب في تاريخ حلب.

2- وجاء بخط ابن السابق: نوبة فقير عفو الله تعالى محمد بن محمد بن محمد بن السابق الحنفي عفا الله عنهم أجمعين، بالقاهرة المحروسة في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، أحسن الله عاقبتها في خير، آمين. *** الكتاب سيغدو الآن ملكا للقارىء العربي وسواه ولا شك أن كل مهتم بالتاريخ العربي سيجد فيه فوائد كبيرة جدا. الامل كبير في أن أكون قد وفقت في عملي ولله الحمد أولا وآخرا والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. دمشق في 22 جمادي الاولى 1408 11- كانون الثاني 1988 سهيل زكار***

الورقة الاولى بخط المؤلف

الورقة الثانية

كان رقم هذه الصفحة/ 329/وهي الآن/ 120/

الورقة قبل الأخيرة

الورقة قبل الأخيرة

صفحة بخط ابن السابق

صفحة بخط ابن السابق

باب في ذكر فضل حلب

باب في ذكر فضل حلب بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي. أخبرنا القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني بالموصل، ح. وأخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، ومنصور بن عبد المنعم بن عبد الله ابن محمد الفراوي في كتابيهما إلي من نيسابور قالوا كلهم: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد ابن سفيان قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج القشيري قال: حدثني زهير بن حرب قال: حدثنا معلى بن منصور قال: حدثنا سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، تقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا ينثنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن (1- و) المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل

عيسى بن مريم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته. «1» وجه الاستدلال بهذا الحديث على فضل حلب قوله صلى الله عليه وسلم: «ينزل الروم بالأعماق وبدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض» ، ذكره بحرف الفاء وإنها للتعقيب، والمدينة المذكورة التي يخرج منها الجيش هي حلب لأنها أقرب المدن الى دابق، وفي تلك الناحية إنما ينطلق اسم المدينة على حلب عند الإطلاق، لا على يثرب كما في قوله تعالى: «وجاء رجل من أقصى المدينة» «2» ، وفي قوله تعالى «وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة» «3» . حيث انصرف الإطلاق الى المدينة التي يفهم إرادتها عند الاطلاق، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنهم من خيار أهل الأرض، وما زالت عساكر حلب في كل عصر موصوفة بالمصابرة والغناء، والثبات عند المقاتلة واللقاء. ويؤيد ذلك ما يأتي في فضل أنطاكية من قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها، وعلى باب دمشق وما حولها (1- ظ) ظاهرين على الحق لا يبالون من من خذلهم ولا من نصرهم» . الحديث، لأن الطائفة- والله أعلم- هي جيش حلب لأنه عليه الصلاة والسلام قال: «لا تزال طائفة من أمتي» وأنطاكية استولى عليها الروم سنين عدة، ثم فتحها سليمان بن قطلمش، ثم استولى عليها الفرنج الى زمننا هذا، فلولا أن يكون المراد بالطائفة المذكورة جيش حلب، وأنه يقاتل حول أنطاكية لتطرق الخلف الى كلامه صلى الله عليه وسلم، وما زالت عساكر حلب ظاهرة على من مجاورها بأنطاكية في قديم الزمان وحديثه إلا ما ندر وقوعه.

باب في بيان أن حلب من الأرض المقدسه

باب في بيان أن حلب من الأرض المقدسه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي، إن لم يكن سماعا فإجازة قال: أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين النجاد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن الحداد قال: حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال: أخبرنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال: أخبرنا خارجة- يعني- ابن مصعب السرخسي عن ثور- هو ابن يزيد الكلاعي الحمصي- عن خالد بن معدان عن معاذ رضي الله عنه قال: الأرض المقدسة (2- و) ما بين العريش الى الفرات. «1» وقد حكينا عن أبي العلاء بن سليمان المعري أنه قال في بعض رسائله: والشام خمسة أجناد، جند العواصم منه حلب وقنسّرون، وجند حمص، وجند جلق، والأردن، وفلسطين، وهذه الأجناد الخمسة بلاد مقبلة يزعم الأنبياء أنها ذرّت فيها البركة، ويذكرون أن جميعها أرض مقدسة. ***

باب في بيان أن حلب مهاجر ابراهيم صلى الله عليه وسلم وأنها من جملة الأرض المبارك فيها

باب في بيان أن حلب مهاجر ابراهيم صلى الله عليه وسلم وأنها من جملة الأرض المبارك فيها أخبرنا الفقيه العالم فخر الدين أبو منصور بن عساكر الشافعي قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو الدحداح قال: حدثنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال يهاجر الرعد والبرق الى مهاجر إبراهيم حتى لا تبقى قطرة إلا فيما بين العريش الى الفرات. وأخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن الإمام قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن الحنّائي في كتابه قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي (2- ظ) قال: أخبرنا أبو الدحداح قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر قال: حدثنا الوليد بن موسى قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن كعب الأحبار قال: يوشك بالرعد والبرق أن يهاجر الى الشام حتى لا تكون رعدة ولا برقة إلا بين العريش والفرات. قال علي بن الحسن وأنبأناه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي قال: حدثنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال: قرىء علي أبي بكر

محمد بن أحمد بن النّضر قال: حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي اسحاق عن الأوزاعي عن يحيى قال: قال كعب: يهاجر الرعد والبرق الى الشام حتى لا تبقى رعدة ولا برقة إلا فيما بين العريش والفرات. «1» وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن قال: أخبرنا جدي أبو عبد الله قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا محمد بن موسى بن الحسن بن السمسار الحافظ قال: أخبرنا محمد بن خريم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا معاوية بن يحيى قال: حدثنا سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن يزيد بن شريح عن كعب الأحبار قال: إن الله تعالى بارك في الشام من الفرات الى العريش. «2» ***

باب في بيان أن أهل حلب في رباط وجهاد (3 - و)

باب في بيان أن أهل حلب في رباط وجهاد (3- و) أخبرنا سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي فيما أذن لنا فيه، واجتمعت به بحلب، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عوف أحمد المزكي قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين السمسار قال: أخبرنا محمد بن خريم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا معاوية بن يحيى قال: حدثنا أرطاة عن من حدثه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم الى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة فهو في رباط، ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد» . وقال الحافظ أبو القاسم: وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيّصي، وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني، وأبو القاسم الحسين بن أحمد التميمى وأبو اسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي قالوا: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس السلماسي قال: حدثنا أبو الحسن المظفر بن الحسن قال: حدثنا ابن حمير عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ستفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا، فإذا فتحها فاحتلها فأهل (3- ظ) الشام مرابطون الى منتهى الجزيرة رجالهم ونساؤهم وصبيانهم

وعبيدهم، فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد، ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط» . أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي زيد الكراني قال: أخبرنا محمود بن إسماعيل قال: أخبرنا أبو الحسين بن فادشاه قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا أبو مطيع معاوية ابن يحيى عن أرطاة بن المنذر عن من حدثه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم الى منتهى الجزيرة مرابطون فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط، أو ثغرا من الثغور فهو في جهاد» . «1» أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب عن أبي بكر بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري إذنا: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف إجازة قال: حدثنا الحسين بن فهم قال حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عامر قال: سمعت أبان بن صالح يقول: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول بدابق: نحن في رباط. ***

باب في بيان أن حلب كانت باب الغزو والجهاد ومجمع الجيوش والأجناد

باب في بيان أن حلب كانت باب الغزو والجهاد ومجمع الجيوش والأجناد إعلم أن دابق كانت مجمعا العساكر الاسلام في كل صائفة من زمن معاوية ابن أبي سفيان، فكانوا يجتمعون بها فاذا تكامل العسكر وقبضوا عطاءهم دخلوا حينئذ من الثغور الى جهاد العدو، واستمر ذلك في أيام بني أمية، لا سيما في أيام سليمان بن عبد الملك، فإنه أقام بدابق سنين، وسيّر أخاه مسلمة لغزو (4- 5) القسطنطينية، وكان يمده بالعساكر الى أن مات سليمان بدابق، وبعد زوال ملك بني أمية تتبع بنو العباس مدن الثغور وحصونها فعمروها وحصنوها، وغزوا غزوات مذكورة من نواحي حلب من العراق ودابق وغيرهما، لا سيما أمير المؤمنين الرشيد رحمة الله عليه فانه اجتهد في إقامة الجهاد، وأنفق الاموال الوافرة في الثغور وأهلها، وكان يقدم حلب ويرتب أمر الغزو منها، وكذلك فعل المأمون بعده، ومات غازيا بطرسوس، وجاء المعتصم كذلك وفتح عمورية. أخبرنا أبو منصور بن محمد بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان الحافظ قال: حدثنا عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: وحدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيره: أن جند حمص الجند المقدم، وأن قنسّرين كانت يومئذ ثغرا وأن الناس كانوا يجتمعون بالجابية لقبض العطاء، وإقامة

البعوث من أرض دمشق في زمن عمر وعثمان حتى نقلهم الى معسكر دابق معاوية ابن أبي سفيان لقربه من الثغور. قال: وكان والي الصائفة، وإمام العامة في أهل دمشق، لأن من تقدمهم من أهل حمص وأهل قنسرين، وأهل الثغور مقدمة لهم، والى أهلها يؤولون إن كانت (4- ظ) لهم جولة من عدوهم «1» . وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفقيه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الشافعي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الكريم بن حمزة قالا: حدثنا عبد العزيز قال: أخبرنا تمام وعبد الوهاب قالا: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن المعلى، ح. قال تمام: وأخبرني أبو إسحاق إجازة قال: حدثنا ابن المعلى، ح. قال تمام: وأخبرني يحيى بن عبد الله قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا ابن المعلى قال: وأخبرني صفوان بن صالح، أملاه علي، قال: حدثنا الوليد ابن مسلم قال: حدثنا محمد بن مهاجر قال: سمعت أخي عمرو بن مهاجر قال: سمعت عمر بن عبد العزيز، وذكر مسجد دمشق فذكر الحكاية ومقدم خالد بن عبد الله القسري إليه وقوله له حين هم برفع الزخرفة منه: ما ذلك لك، حتى قال: فما قولك «وما ذلك لي» ؟ قال: لأنا كنا معشر أهل الشام وإخواننا من أهل مصر واخواننا من أهل العراق نغزو فيعرض على الرجل منا أن يحمل من أرض الروم قفيزا بالصغير من فسيفساء، وذراع في ذراع من رخام، فيحمله أهل العراق وأهل حلب الى حلب، ويستأجر على ما حملوا الى دمشق، ويحمله أهل حمص الى حمص

ويستأجر على ما حملوا الى دمشق، ويحمل أهل دمشق ومن وراءهم حصتهم الى دمشق. وقرأت في كتاب البلدان وفتوحها وأحكامها تأليف أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: وحدثني محمد بن سهم الأنطاكي قال: حدثني معاوية (5- و) ابن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري قال: كانت بنو أمية تغزو الروم بأهل الشام والجزيرة صائفة وشاتية مما يلي ثغور الشام والجزيرة، وتقيم المراكب للغزو، وترتب الحفظة في السواحل، ويكون الإغفال والتفريط خلال الحزم والتيقظ، فلما ولي أبو جعفر المنصور تتبع حصون السواحل ومدنها فعمرها وحصنها وبنى ما احتاج الى البناء منها، وفعل ذلك بمدن الثغور، ثم لما استخلف المهدي استتم ما بقي من تلك المدن والحصون وزاد في شحنها. قال معاوية بن عمرو: وقد رأينا من اجتهاد هرون في الغزو، ونفاذ بصيرته في الجهاد أمرا عظيما، أقام من الصناعة ما لم يقم قبله، وقسم الأموال في الثغور والسواحل، وأشجر الروم وقمعهم، وأمر المتوكل بترتيب المراكب في جميع السواحل، وأن تشحن بالمقاتله وذلك في سنة سبع وأربعين ومائتين. «1» ***

باب في ذكر صفة مدينة حلب وعمارتها وأبوابها وما كانت عليه أولا، وما تغير منها وما بقي

باب في ذكر صفة مدينة حلب وعمارتها وأبوابها وما كانت عليه أولا، وما تغير منها وما بقي سور حلب: كان سورا مبنيا بالحجارة من بناء الروم، ولما وصل كسرى أنوشروان الى حلب واستولى عليها، شعث سورها عند الحصار، ثم رمّ ما هدم منه، فبني بالآجر الفارسي الكبار، وشاهدت مرمته بالآجر الكبار في الاسوار التي بين باب الجنان وباب النصر، وسترها (5- ظ) السور الثاني الذي ابتناه الملك الظاهر رحمه الله، فيما بين باب الجنان وباب النصر، فلا يبين الآن إلا لمن يمر بين السورين، وأظن أن كسرى أنوشروان فتح حلب من هذه الجهة، فإنها كانت أضعف مكان في البلد، فلهذا كانت المرمة فيه دون غيره، وكان ملكها وملك أنطاكية الذي أخذها أنوشروان من يده يوسطينيانوس ملك الروم «1» . وفي أسوار حلب أبرجة عديدة جددها ملوك الاسلام بعد الفتوح، وأسماؤهم مكتتبة عليها، وبنى نور الدين محمود بن زنكي فصيلا على مواضع من الباب الصغير الى باب العراق، ومن باب العراق الى قلعة الشريف، ومن باب اليهود- الذي يقال له الآن باب النصر- الى باب الجنان، ومن باب الاربعين الى باب اليهود، جعل ذلك سورا ثانيا قصيرا بين يدي السور الكبير وأمر الملك الظاهر بتجديد سور من باب الجنان الى برج الثعابين، وفتح الباب المستجد، فرفع

الفصيل وجدد السور والابرجة على علو السور الاول، وكان يباشر العمارة بنفسه، فصار ذلك المكان من أقوى الاماكن. ثم إن أتابك طغرل ابتنى برجا عظيما فيما بين باب النصر وبرج الثعابين مقابل أتونات الكلس ومقابر اليهود. ثم ان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد أعز الله سلطانه أمر بتجديد أبرجة من باب الاربعين الى البرج الذي جدده أتابك، فجددت أبرجة عظيمة كل برج منها حصن مفرد، وسفح من السور والابرجة في الميل الى الخندق فصار (6- و) ذلك كله كالقلعة العظيمة في الارتفاع والحصانة وأمر ببناء أبرجة كبار من باب الجنان الى باب قنسرين، فقويت المدينة بذلك قوة ظاهرة. وأما قلعة حلب فلم يكن بناؤها بالمحكم، وكان سورها أولا منهدما على ما ذكره أرباب التواريخ ولم يكن مقام الملوك حينئذ فيها، بل كان لهم قصور بالمدينة يسكنونها، ولما فتح الروم حلب في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة لجأ الى القلعة من لجأ، وستروها بالأكف والبراذع، فعصمتهم من العدو لعلوها، وزحف ابن أخت الملك فألقي عليه حجر فقتله، ورحل الدمستق عنها، فاهتم الملوك بعد ذلك بعمارة القلعة وتحصينها. وعصى فيها فتح القلعي على مولاه مرتضى الدولة بن لؤلؤ، ثم سلمها الى نواب الحاكم، فعصى فيها عزيز الدولة فاتك على الحاكم، وقتل بالمركز، وكان قصره الذي ينسب اليه خانكاه القصر متصلا بالقلعة، والحمام المعروفة بحمام القصر الى جانبه، فخرب القصر بعد ذلك تحصينا للقلعة وصار الخندق موضعه. ودخلت أنا هذه الحمام وهي دائرة، فهدمها الملك الظاهر رحمه الله، وجعلها مطبخا له.

ولما قتل عزيز الدولة، صار الظاهر وولده المستنصر يوليان واليا بالقلعة، وواليا بالمدينة خوفا أن يجري ما جرى من عزيز الدولة. فلما ملك بنو مرداس سكنوا في القلعة، وكذلك من جاء بعدهم من الملوك «1» وحصنوها لا سيما الملك الظاهر غازي (6- ظ) فانه حصنها وحسنها وابتنى بها مصنعا كبيرا للماء، ومخازن للغلة، ورفع باب القلعة وكان قريبا من المدينة، ويصعد منه الى باشورة، هي موضع باب القلعة الآن. ولها سور من موضع الباب الآن، يدور في وسط التل الى المنشار المتصل بباب الاربعين وكان في الباشورة مساكن لاجناد القلعة، ورأيت في وسطه برجا كبيرا، مبنيا فوق طريق الماء من القناة الى الساتورة التي للقلعة، وكان على ذلك البرج اسم الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي، فخرب الملك الظاهر رحمه الله تلك الباشورة، وسفح القلعة من أسفل الخندق الى سورها الاعلى، وكان قد بنى بعض السفح بالحجر الهرقلي، وعزم على تسفيحها بذلك الحجر، فحالت المنية بينه وبين أمله، وصده عن مراده ما حضر من أجله «2» ، وكان قد وسع الخندق الذي للقلعة وعمقه، وبنى حائطه من جهة المدينة، ورفع باب القلعة الى مكانه الآن، وعمل له هذا الجسر الممتد، فجاء في غاية الحسن والحصانة، وعمل بابا آخر كان اذا ركب ينزل منه وحده ويصعد ويغلق فلا يفتح الا له، وهو باب الجبل الذي هو الى جانب دار العدل، وبنى الملك الظاهر سورا على دار العدل، وفتح له بابا من جهة القبلة تجاه باب العراق، وبابا من جهة الشرق والشمال على حافة الخندق، كان يخرج منهما اذا ركب، وبنى دار العدل لجلوسه العام فيها بين السورين، السور العتيق الذي فيه (7- و) الباب الصغير، وفيه الفصيل الذي بناه نور الدين، وبين السور الذي جدده الى جانب الميدان.

واهتم الملك الظاهر أيضا بتحرير خندق الروم، وهو من قلعة الشريف الى الباب الذي يخرج منه الى المقام، وبنى ذلك الباب ولم يتمه، فتم في أيام ولده الملك العزيز رحمه الله، ثم يستمر خندق الروم من ذلك المكان شرقا، ثم يعود شمالا الى الباب الذي جدد أيضا في أيام الملك العزيز لصيق الميدان، ويعرف بباب النيرب، ثم يأخذ شمالا الى أن يصل الى باب القناة الذي يخرج منه الى بانقوسا، وهو باب قديم، ثم يأخذ غربا من شمالي الجبل الى أن يتصل بخندق المدينة. وأمر الملك الظاهر برفع التراب والقائه على شفير هذا الخندق فيما يلي المدينة، فارتفع ذلك المكان وعلا، وسفح الى الخندق، وبني عليه سور من اللبن في أيام الملك العزيز محمد رحمه الله، وولاية الاتابك طغرل، وأمر الحجارون بقطع الاحجار من الحوارة من ذلك الخندق، فعمق واتسع وقويت به المدينة غاية القوة. وأما قلعة الشريف فلم تكن قلعة بل كان السور محيطا بالمدينة، وهي مبنية على الجبل الملاصق للمدينة وسورها دائر مع سور المدينة على ما هي الآن. وكان الشريف أبو علي الحسن بن هبة الله الحتيتي الهاشمي مقدم الاحداث بحلب «1» ، وهو رئيس المدينة فتمكن وقويت يده، وسلم المدينة الى أبي المكارم مسلم ابن قريش، فلما قتل مسلم انفرد بولاية (7- ظ) المدينة، وسالم بن مالك بالقلعة على ما نشرحه في ترجمته، فبنى الشريف عند ذلك قلعته هذه، ونسبت اليه،

في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، خوفا على نفسه من أهل حلب، واقتطعها عن المدينة، وبنى بينها وبين المدينة سورا، واحتفر خندقا آثاره باقية الى الآن، ثم خرب السور بعد ذلك في أيام ايلغازي بن أرتق حين ملكها، واستقل بملكها في سنة ست عشرة وخمسمائة، فعادت من المدينة كما كانت. وأما أبواب مدينة حلب فأولها باب العراق، سمي بذلك لأنه يسلك منه الى ناحية العراق. ثم بعده الى جهة الغرب باب قنّسرين، سمي بذلك لأنه يخرج منه الى ناحية قنّسرين، وقد جدد في أيام السلطان الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز أعز الله أنصاره، وغير عن وضعه ووسع وعمل عليه أبرجة عظيمة، ومرافق للاجناد حتى صار بمنزلة قلعة عظيمة من القلاع المرجّلة. ثم باب أنطاكية سمي بذلك لانه يسلك منه الى ناحية أنطاكية. ثم باب الجنان، سمي بذلك لانه يخرج منه الى البساتين التي لحلب. ثم بعده باب اليهود سمي بذلك لان محال اليهود من داخله، ومقابرهم من خارجه، وهذا الباب غيرّه السلطان الملك الظاهر رحمه الله، وكان عليه بابان، ويخرج منهما الى باشورة يخرج منها الى ظاهر المدينة، فهدمه وجعل عليه أربعة أبواب كل بابين بدركاة على حدة، يسلك من احدى الدركاتين الى الاخرى في قبو عظيم محكم البناء، وجعل (8- و) عليه أبراجا عالية محكمة البناء، ويخرج منه على جسر على الخندق، وكان على ظاهره تلول عالية من التراب والرماد وكنايس المدينة، فنسفها وأزالها وجعلها أرضا مستوية، وبني فيها خانات تباع فيها الغلة والحطب، وسمي الباب باب النصر، ومحي عنه اسم باب اليهود، فلا يعرف الآن إلا بباب النصر، وهجر اسمه الاول بالكلية. ثم بعده باب الأربعين وكان قد سد هذا الباب مدة مديدة، ثم فتح واختلف في تسميته بباب الأربعين، فقيل إنه خرج منه مرة أربعون ألفا فلم يعودوا.

وأخبرني والدي رحمه الله أنه بلغه أنه خرج منه أربعون ألفا فلم يعد منهم غير واحد، فرأته امرأة في طاق في علو وهو داخل منه، فقالت له: دبير جئت؟ فقال لها: دبير من لم يجيء. وقيل انما سمي باب الاربعين لانه كان بالمسجد من داخله أربعون من العباد يتعبدون فيه، وكان الباب مسدودا. وأخبرني عمي أبو غانم رحمه الله أنه بلغه أنه كان به أربعون محدثا، وقيل كان به أربعون شريفا. والى جانبه أعلى المسجد مقبرة للشراف العلويين، قيل أنهم من بني الناصر. والباب الصغير وهو الباب الذي يخرج منه من تحت القلعة من جانب الخندق وخانكاه القصر الى دار العدل، ومن خارجه البابان اللذان جددهما الملك الظاهر رحمه الله في السور الذي جدده على دار العدل، أحدهما يفتح على شفير الخندق ويدعى باب الصغير أيضا، وهو (8- ظ) مسلوك فيه الى ناحية الميدان. والآخر القبلي الذي يقابل باب العراق، وهو مغلق لا يخرج منه أحد بعد موت الملك الظاهر الا السلطان في بعض الاحيان، وكذلك باب الجبل الذي للقلعة أغلق بعده. وجدد الملك الظاهر رحمه الله الى جانب برج الثعابين فيما بين باب الجنان وباب النصر بابا سماه باب الفراديس، وبنى له جسر على الخندق، ومات الملك الظاهر ولم يفتحه، فسد وتطيروا به، وفتحه الملك الناصر بعد ذلك، ورتب فيه أجنادا. وجدد الملك الناصر أيضا بابا إلى جانب برج الغنم، وعمل عليه برجان عظيمان وفتحة إلى جهة ميدان باب قنّسرين في سنة خمس وأربعين وستمائة وسمي (باب السعادة) «1» .

وكان لحلب باب يقال له باب الفرج الى جانب حمام القصر، كان الى جانبه القصر المشهور الذي يلي قلعة حلب، فخربه الملك الظاهر رحمه الله. وكان خارج باب أنطاكية على جسر باب أنطاكية على نهر قويق باب يقال له باب السّلامة، وهو الذي ذكره الواساني في قصيدته التي يهجو فيها ابن أبي أسامة، وأولها: يا ساكني حلب العوا ... صم جادها صوب الغمامه «1» وسيأتي ذكره بعد هذا. وعلى خندق الروم أبواب مجددة أولها باب الرّابية التي تباع فيها الغلّة والتبن، خارج باب قنّسرين، والسور اللبن المجدد على خندق الروم من حدّه. والثاني الباب المعروف بباب المقام خارج باب العراق من القبلة يسلك فيه إلى مقام إبراهيم عليه السلام وغيره. والثالث باب النيرب خارج باب العراق، وقد ذكرنا أنه جدد في أيام الملك العزيز رحمه الله ثم باب القناة، وقد ذكرناه أيضا. وأما قناة حلب التي تدخل إلى المدينة فقيل هي عين إبراهيم عليه السلام، وهي تأتي من حيلان، قرية شمالي حلب «2» ، وفيها أعين، جمع ماؤها وسيق إلى المدينة، وقيل إن الملك الذي بنى حلب، وزن مائها إلى وسط (9- و) المدينة، وبنى المدينة عليها، وهي تأتي إلى مشهد العافية تحت بعاذين «3» ، وتركب بعد ذلك على بناء

محكم رفع لها لانخفاض الأرض في ذلك الموضع، ثم تمر الى أن تصل الى بابلى «1» ، وهي ظاهرة في مواضع، ثم تمر في جباب قد حفرت لها إلى أن تنتهي إلى باب القناة، وتظهر في ذلك المكان، ثم تمر تحت الأرض إلى أن تدخل من باب الأربعين، وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد. ولأهل حلب صهاريج في دورهم يخزنون فيها الماء منها ويبردونه فيها، إلا ما كان من الأمكنة المرتفعة كالعقبة، وقلعة الشريف فإن صهاريجهم من المطر، وقد كانت هذه القناة فسد طريقها لطول المدة ونقص منابيع عيونها فكراها السلطان الملك الظاهر رحمه الله، وحرر طريقها إلى البلد وكلّسه وسد مخارج الماء فيه، فكثر ماؤها وقويت عيونها، وجدد القنوات في حلب والقساطل، وأجرى الماء فيها حتى عست أكثر دور البلد، واتخذت البرك في الدور، حتى قال أبو المظفر بن محمد بن محمد الواسطي المعروف بابن سنينير يمدحه، وسمعتها من لفظه: روى ثرى حلب فعادت روضة ... أنفا وكانت قبله تشكو الظما (9- ظ) أحيا رفات مواتها فكأنّه ... عيسى بإذن الله أحيا الأعظما لا غرو أن أجرى القناة جداولا ... فلطالما بقناته أجرى الدّما ووصل ماء القناة في أيامه إلى مواضع من البلد لم يسمع بوصوله إليها، حتى أنها سيقت الى الحاضر السليماني، ووقف عليها أوقافا لعمارتها وإصلاحها. قرأت في كتاب المسالك والممالك الذي وضعه الحسن بن أحمد المهلبي للعزيز الفاطمي المستولي على مصر قال: فأما حلب فهي مدينة قنسّرين العظيمة وهي مستقر السلطان، وهي مدينة جليلة عامرة آهلة، حسنة المنازل، بسور عليها من حجر، وفي وسطها قلعة على جبل وسط المدينة لا ترام، ليس لها إلا طريق لا مقابلة

عليه، وعلى القلعة أيضا سور حصين؛ وشرب أهل حلب من نهر على باب المدينة يعرف بقويق، ويكنيه أهل الخلاعة أبا الحسن. وأعمال قنسّرين كلها ومدينة حلب فتحت صلحا. وقال: فأما الأقاليم التي هي منها، فإنّ من الإقليم الرابع حلب، وعرضها أربع وثلاثون درجة. فأما أهلها فهم أخلاط من الناس من العرب والموالي، وكانت بها خطط لولد صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وتأثلث لهم بها نعمة ضخمة، وملكوا بها نفيس (10- و) الأملاك، وكان منهم من لحقت بقيتهم بنو القلندر فإنني شاهدت لهم نعما ضخمة، ورأيت لهم منازل في نهاية السّرو. وكان بها أيضا قوم من العرب يعرفون ببني سنان، كانت لهم نعمة ضخمة. وسكنها أحمد بن كيغلغ وبنى بها دارا معروفة الى الآن؛ وملّك بها بدر غلامه ضياعا نفيسة، فأتى على ذلك كله الزمان، وسوء معاملة من كان يلي أمورهم، لأنه لم يكن بالشام مدينة أهلها أحسن نعما من أهل حلب، فأتى على ذلك كلّه، وعلى البلد نفسه سوء معاملة علي بن حمدان لهم، وما كان يراه من التأول في المطالبة. قلت إلى ذلك أشار أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان في قصيدته التي يقول فيها: أودى علي بن حمدان بوفرهم ... وقدرت لهم في ملكه المحن «1» وكان سيف الدولة علي بن حمّدان قبض أملاك جده سعيد وهي مزرعة تعرف بكفر صفرا من كورة قورس، ورحى الديناري وأرضها السقي والعذي، وبستان البقعة بحلب.

عدنا إلى كلام العزيزي قال: وحلب من أجل المدن وأنفسها، ولها من الكور والضياع ما يجمع سائر الغلات النفسية، وكان بلد معرّة مصرين «1» إلى جبل السماق بلد التين والزبيب والفستق والسماق، وحبة الخضراء (10- ظ) يخرج عن الحد في الرخص، ويحمل إلى مصر والعراق، ويجهز إلى كل بلد، وبلد الأثارب «2» والأرتاح إلى نحو جبل السماق أيضا، مثل بلد فلسطين في كثرة الزيتون. ولها ارتفاع جليل من الزيت، وهو زيت العراق، يحمل إلى الرقّة إلى الماء، ماء الفرات، إلى كل بلد، وقد اختل ذلك ونهكه الروم. فأما خلق أهلها، فهم أحسن الناس وجوها وأجساما، والأغلب على ألوانهم الدرية والحمرة والسمرة، وعيونهم سود وشهل، وهم من أحسن الناس أخلاقا وأتمهم قامة وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما، إلّا من تخصص منهم، وقبلتهم موافقة لقبلة أهل الشام «3» . يشير بقوله: وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما؛ إلى مذهب أهل السنة وكذلك كان مذاهب أهل حلب، حتى هجمها الروم في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وقتلوا معظم أهلها، فنقل إليها سيف الدولة من حرّان جماعة من الشيعة مثل الشريف أبي إبراهيم العلوي وغيره، وكان سيف الدولة يتشيع، فغلب على أهل حلب التشيع لذلك. وقوله: وفي وسطها قلعة على جبل وسط المدينة، ليس كذلك، بل القلعة في

طرف المدينة، وسور المدينة يختلط بسورها، والظاهر أنه شاهد القلعة من داخل المدينة فظنها في وسطها، ولم يشاهدها من خارج. وقوله: وشرب أهل حلب من نهر قويق، ليس كذلك، إلّا من كان بالفرب منه، أو أنه أراد ما يحمله السقاءون في الروايا، بل الغالب في شرب أهلها من قناة حيلان. وقد أنبأنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف عن أبي الفتح بن البطّي قال: أخبرنا الحميدي قال: أخبرنا محمد بن هلال بن المحسّن الصابئ (11- و) وقال: كتب المختار بن الحسن بن بطلان المتطبب كتابا إلى والدي هلال بن المحسن في سنة أربعين وأربعمائة يذكر له فيها خروجه من بغداد وما دخل من البلاد، قال فيها: رحلنا من الرصافة «1» إلى حلب في أربع مراحل، وحلب بلد مسوّر بحجر أبيض، فيه ستة أبواب، وفي جانب السور قلعة في أعلاها مسجد وكنيستان، وفي إحداهما كان المذبح الذي قرب عليه ابراهيم عليه السلام. وفي البلد جامع، وست بيع، وبيمارستان صغير، والفقهاء يفتون على مذهب الإمامية، ويشرب أهل البلد من صهاريج فيه مملوءة بماء المطر، وعلى بابه نهر يعرف بالقويق، يمدّ في الشتاء وينضب في الصيف. وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحتري. وهو بلد قليل الفاكهة والبقول والنبيذ إلا ما يأتيه من بلاد الروم، وفيها من الشعراء جماعة، وذكر أبا الفتح بن أبى حصينة، وذكر كاتبا نصرانيا هو صاعد بن عيسى بن سمان، وذكر أبا محمد بن سنان، وأبا المشكور «2» .

ثم قال: ومن عجائب حلب أن في قيسارية البزّ عشرين دكانا للوكلاء، يبيعون فيها كل يوم متاعا قدره عشرون ألف دينار مستمر ذلك منذ عشرين سنة، وإلى الآن وما بحلب موضع خراب أصلا. قلت: الكنيسة التي أشار إليها (11- ظ) في القلعة أن فيها مذبح إبراهيم عليه السلام، هي الآن مقام إبراهيم عليه السلام الأسفل، والكنيسة الأخرى دثرت، والمسجد الذي في أعلى القلعة هو مقام إبراهيم عليه السلام الأعلى، وأما البيع الست، فاثنتان باقيتان إحداهما بالقرب من الزجاجين إلى جانب مسجد ابن زريق، والأخرى بالقرب من الرحبة، والبواقي جعلت مساجد في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، حين حصر الفرنج حلب، وبعثروا الضريح الذي بمشهد الدّكّة، ويقال إن به سقطا للحسين بن علي رضي الله عنه، وكان يدبر أمر البلدة أبو الفضل ابن الخشاب، لأن صاحبها تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق كان بماردين، فجعل ابن الخشاب كنائس حلب هذه مساجد، إحداهما الكنيسة العظمى التي يقال إن هيلانة ملكة القسطنطينية بنتها، فجعل فيها محراب، وعرفت بمسجد السراجين، وهي غربي المسجد الجامع وجعلها نور الدين محمود بن زنكي مدرسة لأصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه، والأخرى جعلت مسجدا بالحدادين، فوقفت مدرسة للحنيفة أيضا، وقفها حسام الدين لاجين وهي مدرسة الحدادين، والأخرى كانت بدرب الخزاف فهدمها عبد الملك بن المقدم، وبناها مدرسة للحنفية أيضا، وأما الرابعة (12- و) فلا أعلم بها. «1» قرأت بخط الحسين بن كوجك العبسي الحلبي في كتاب سيرة المعتضد

بالله تأليف سنان بن ثابت «1» بن قرّة، كتب بها إلى أبي الحسين محمد بن عبد الرحمن الروذباري الكاتب، قال ثابت بن سنان في أول الجزء السادس منها: لما انتهيت إلى هذا الموضع، أمرني أمير المؤمنين أن أميّز معه وبحضرته ما في الخزائن القديمة للسلطان من الدفاتر والآلات النجومية وغيرها مما يجري مجراها فما كان يصلح للأميرين أبي جعفر وأبي الفضل أيدهما الله عزلته لهما على ما رسمه لي فيما رغب في اختياري إياه لهما مما يشاكل سنهما من كتب الفقه، وكتب اللغة، وكتب السير القديمة والقريبة العهد وأخبار الملوك وأيام الناس، وأخبار الدولة العباسية وأشباه ذلك. قال: فكان فيما أخرج إلينا صناديق كثيرة فيها كتب أحمد بن الطّيّب التي كان المعتضد قبضها لما نكبه، وكنت بها عارفا، وقد كنت ميزتها للمعتضد في ذلك العصر وعملت لها فهرستا، فمر فيها كتاب بخط أحمد بن الطّيّب بأخبار مسير المعتضد بالله من مدينة السلام الى وقعة الطواحين وأخبار انصرافه عنها «2» ، فتتبعته نفسي تتبعا شديدا لصحته، وأنه أصل لرجل محصل وبخطه، وكان وقوع هذا الكتاب في يده قبل وقوعه في يدي، فبدأني بما كان في نفسي، فرمى به إلي (12- ظ) لأتأمله، ثم قال لي: أحسب هذا مما سبيله أن تقتصه في الكتاب الذي عملته لمحمد بن عبد الرحمن الروذباري، فقلت: بل أنسخه فيه حرفا حرفا، فقال: إفعل، ثم اردده، فنسخه ثابت من خط أحمد بن الطّيّب كما قال، وذكر فيه المنازل الى أن ذكر وقال: ورحلنا عن بالس «3» ليلة السبت لأربع عشرة ليلة بقيت منه، فنزلنا على ميلين من بالس على صهريج في أول برية خساف، ثم رحلنا عن الموضع سحرا فقطعنا برية خساف الى انقضائها، وبين بالس وبين انقضاء برية

خساف خمسة عشر ميلا بأميال العراق، وفيها قرى خراب، ثم يوجد بعد هذه الخمسة عشر ميلا ماء نزر قليل ينصب من قني من حد حلب، حتى ينتهي الى هذا الموضع قليلا يسيرا، وفي هذا الموضع يجري إليه الماء من قرية لمحمد بن العبّاس الكلابي، تعرف بقرية الثلج، كانت المنزل ذلك اليوم، والقني في هذه القرية غزيرة كثيرة الماء، قد سيقت من نهر حلب من نهر قويق من موضع الى موضع حتى انتهى إليها، ثم الى الموضع الذي ذكرناه على رأس برية خساف، وبين بالس وبين قرية محمد بن العبّاس الكلابي ثلاثة وعشرون ميلا، تكون سبعة فراسخ وميلين. قلت هكذا ذكر أحمد بن الطّيّب، وقد أخطأ في موضعين أحدهما قوله: ينصب من قني من حد حلب، والآخر في قوله: والقني في هذه القرية (13- و) غزيرة كثيرة الماء، قد سيقت من نهر حلب، من نهر حلب، من قويق، فإن حدّ حلب ونهر قويق بعيد من هذا المكان، يكون مقدار ستة فراسخ من جهة الغرب، وهذه القني تأتي من جهة الشمال، لكن الماء في هذه المواضع التي ذكرها وفي قرى تأتي بعد ذلك فيما بين هذه المواضع وبين الناعورة، قد حفر له جباب الى منبع الماء، ومنبع الماء قريب في تلك الارض كلها، ثم خرق بعض الجباب إلى بعض إلى أن ينتهي الماء إلى أرض يتسلط عليها، فيسقي أرض تلك القرية، وهذه القرية التي أشار إليها أظنها تعرف الآن بالكلابية. قال ابن الطّيّب: ورحلنا عن هذا الموضع يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت منه، فنزلنا منزلا يعرف بالناعوره، بينه وبين المنزل الذي كنا نزلناه ثمانية أميال، تكون فرسخين وميلين وفيه قصر لمسلمة بن عبد الملك من حجارة صلدة ليس بالكبير، وماؤه من العيون التي ذكرناها. قلت: هذا القصر كان مبنيا من الحجارة السود الكبار المنحوتة، وأدركت أنا قطعة منه، وهو برج من أبرجة القصر، وقد انهدم الآن، وتقسمت حجارته إلّا القليل منه.

قال ابن الطّيّب: ورحلنا غداة يوم الاثنين لإثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر، فنزلنا مدينة حلب في وقت ارتفاع النهار من هذا اليوم، وبين المنزلين ثمانية أميال (13- ظ) تكون فرسخين وميلين، وأقمنا بحلب إلى انقضاء يوم الأربعاء لليلة خلت من رجب. قال: وعلى حلب سور محيط بها وبقلعتها، كانت الروم بنته، وبنت الفرس بعضه أيام أنوشروان، والقلعة على جبل مشرف على المدينة، وعليها سور، وعليها بابا حديد واحد دون الآخر، وفي وسطها قد حفر إلى الماء ينزل إليه على مائة وعشرين مرقاة، قد خرقت تحت الأرض خروقا، وصيرت آزاجا، ينفذ بعضها الى بعض الى ذلك الماء، وفيها دير للنصارى، وفيه امرأة قد سدّت الباب عليها في وجهها منذ سبع عشرة سنة. ثم ينحدر السور إلى المدينة من جانبي القلعة. ولها ستة أبواب، تعرف: بباب العراق، وباب قنسرين، وباب أنطاكية، وباب الجنان وباب اليهود، وباب أربعين، وهو مما يلي القلعة، ومن جانبها الآخر باب العراق. وشرب أكثر أهل حلب من ماء قويق، لأنه يجري إلى أبواب الجنان وأنطاكية وقنّسرين، وقدّام باب أنطاكية ربض يعرف بربض الدارين في وسطه قنطرة على قويق، كان محمد بن عبد الملك بن صالح بناه، أعني الربض، ولم يستتمه، واستتمه سيما الطويل، ورم ما كان استهدم منه وصيّر عليه باب حديد حذاء باب أنطاكية، أخذه من قصر لبعض الهاشميين بحلب، يسمى قصر البنات (14- و) : ويسمى الباب باب السلامة. قلت والقصر قد كان في الدرب المعروف بدرب البنات بحلب، بالقرب من الصناديقيين، وشرقي الدارين بستان، يعرف ببستان الدار من شمالي ميدان باب قنّسرين، وهو الآن وقف على المدرسة النورية الشافعية المعروفة ببني أبي بغية الطلب في تاريخ حلب م (5)

غصرون «1» ، وهو منسوب الى إحدى الدارين اللتين ذكرهما أحمد بن الطّيّب. قال ابن الطّيّب: وشرب أهل باب أربعين، وأهل باب اليهود، وأهل الأسواق من عيون تجري على وجه الأرض مقدار أربعة فراسخ في موضع هو أعلى من حلب، ثم تجري على باب اليهود على وجه الأرض، وتسقي بساتين الدور هناك سيحا، ثم يكون ما وراء هذا الموضع من حلب أسفل منه فقد عدل بعبّارة بنتها الروم في الطريق، يجري الماء عليها، فهو في السوق، وإنما بينه وبين باب أربعين ربع ميل على عشرة أذرع من الأرض. قلت: يريد بالعيون المذكورة قناة حلب الآتية من حيلان، وهي تسقي داخل باب الأربعين بستانا بطل، وبني دورا، وتسقي بستان اليهود بباب اليهود الذي هو وقف على الكنيسة. قال: وقويق نهر يأخذ من واد على أربعة فراسخ من حلب مما يلي جبلا يتصل بوادي العسل. قلت: وادي العسل غربي مدينة حلب، ونهر قويق يأتي إلى حيلان، ثم يجري في الوادي بين جبلين، لا يتصل بوادي العسل. (14- ظ) . وقال أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن أبي الحسن الزيّات الفيلسوف في كتاب نزهة النفوس وأنس الجليس: ذكر مدينة حلب، وهي في الإقليم الرابع قريبا من أنطاكية، وبها ينزل الولاة العزام «2» ، وهي عامرة، أهلها كثير، وبعدها عن خط المغرب ثلاثة وسبعون درجة، وعن خط الاستواء خمسة «3» وثلاثون درجة. وقرأت في كتاب جغرافيا تأليف ابن حوقل النصيبي، وهو كتاب حسن في

بابه، قال: حلب وهي مدينة جند قنسّرين، وكانت عامرة جدا غاصة بأهلها، كثيرة الخيرات على مدرج طريق العراق إلى الثغور وسائر الشامات، افتتحها الروم، وكان لها سور من حجارة لم يغن عنهم من العدو شيئا، بسوء تدبير سيف الدولة وما كان به من العلّة، فأخرب جامعها، وسبى ذراري أهلها، وأحرقوها، وكان لها قلعة غير طائلة ولا حسنة العمارة، لجأ إليها قوم من أهلها فنجوا، ونقل ما بها من المتاع والجهات «1» للسلطان وأهل البلد وسبى بها، وقتل من أهل سوادها ما في إعادته إرماض لمن سمعه ووهن على الإسلام وأهله. وكانت لها أسواق حسنة وحمامات وفنادق ومحال وعراص فسيحة، ومشايخ وأهل جلّة، وهي الآن كالمتماسكة. ولها واد يعرف بأبي الحسن قويق، وشرب أهلها منه، وفيه قليل طفس «2» ولم تزل أسعارها في الأغذية وجميع المآكل قديما واسعة رخيصة. وعليهم الآن للروم في كل سنة قانون يؤدونه وضريبة تستخرج من كل دار وضيعة معلومة، وكأنهم (15- و) معهم في هدنة، وليست وإن كانت أحوالها متماسكة وأمورها راجية بحال جزء من عشرين جزءا مما كانت عليه في قديم أوانها وسالف أزمانها. أشار ابن حوقل إلى فتح الروم لها وتخريبها في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وفي ذكر الضريبة التي تؤدّى إلى الروم في كل سنة إلى ما قرره قرعويه السيفي

مع الروم من الأتاوة التي تؤدى في كل سنة عن حلب إلى الروم، وليس هذا موضع ذكرها «1» . وقال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفارسي الإصطخري في كتاب صفة الأقاليم: وأما جند قنسّرين، فإن مدينتها قنسرين، غير أن دار الإمارة والأسواق ومجامع الناس والعمارات بحلب. قال: وهي عامرة بالأهل جدّا، على مدرجة طريق العراق إلى الثغور، وسائر الشامات «2» . سمعت أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر يقول: بلغني أن حلب كانت من أكثر المدن شجرا، فأفنى شجرها وقوع الخلف بين سيف الدولة والإخشيد على ما نذكره، فإن كل واحد منهما كان ينزل عليها ويقطع شجرها، فإذا أخذها جاء الآخر وفعل مثله. وأخبرني مكي بن هرون بن صالح الكفر بلاطي وكان من كفر بلاط من نقرة بني أسد قال: أخبرني هرون عن أبيه صالح يأثره عن سلفه أن الناس كانوا يمشون من مقام إبراهيم عليه السلام الذي على سطح جبل نوائل إلى زبيدة، وهي قرية على طرف جبل الأحص، وهي مشرفة على النقرة، في ظلال شجر الزيتون، والدليل على صحة ما ذكره أنه ما من قرية في نقرة بني أسد إلا وفيها أثر معصرة للزيت والحجر الذي كان يعصر بها. ***

باب في ذكر قنسرين وتسميتها بهذا الاسم ومعرفة من بناها

باب في ذكر قنسرين وتسميتها بهذا الاسم ومعرفة من بناها قد ذكرنا فيما تقدم أن اسم قنسّرين كان أولا صوبا «1» ، فسميت بعد ذلك قنسرين، وصوبا بالعبرانية، قيل إن اسمها في التوراة كذلك، ويقال فيها قنّسرون أيضا، ويقال بفتح النون بعد القاف وكسرها. وقرأت بخط محمد بن يوسف بن المنيرة في حرفية اشتقاق أسماء البلدان: قنسّرين من قولهم للشيخ قنسّري، وقيل نزل بها رجل يقال له ميسرة، فقال: ما أشبه هذه بقن نسرين، فبني منه اسما للمكان. وقال محمد بن سهل الأحول في كتاب الخراج: قنسّرين سميت برجل من قيس يقال له ميسرة، وذلك أنه مرّ به رجل فقال له: ما أشبه هذا الموضع بقن نسرين، فسميت بذلك. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي بالبيت المقدّس قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر (15- ظ) أحمد بن محمد بن إبراهيم السّلفي الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن المسبح قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن منير الخشّاب قال: أخبرنا علي ابن أحمد بن إسحاق البغدادي قال: أخبرنا الوليد بن حماد الرملي قال: أخبرنا الحسين بن زياد عن أبي إسماعيل محمد بن عبد الله البصري قال: وحدثني الحسين

ابن عبد الله قال: ثم إن أبا عبيدة دعا ميسرة بن مسروق فسرحه في ألفي فارس، فمر على قنسّرين فأخذ ينظر إليها في الجبل، فقال: ما هذه؟ فسميت له بالرومية، فقال: إنها لكذلك، والله لكأنها قن نسر. وقال أبو بكر الأنباري: قنسّرون أخذت من قول العرب رجل قنسّري، أي مسن، وأنشد للعجّاج: أطربا وأنت قنسّريّ «1» ... والدهر بالانسان دواريّ وأنشد غيره: وقنسرته أمور فاقسأن لها ... وقد حنى ظهره دهر وقد كبر وقال أبو بكر بن الأنباري: وفي إعرابه وجهان يجوزان تجريها مجرى قولك الزيدون، فتجعلها في الرفع بالواو فتقول: هذه قنسّرون، وفي النصب والخفض بالياء، فتقول مررت بقنّسرين ودخلت قنسرين، والوجه الآخر أن تجعلها بالياء على كل حال، وتجعل الإعراب في النون، فلا تصرفها. وقال أبو القاسم الزجاجي: هذا الذي ذكره ابن الأنباري من طريق اللغة، ولم يسم البلد كما ذكر، ولكنه روى أنها سميت برجل من عبس يقال له ميسرة وذلك أنه نزلها فمر به رجل فقال: ما أشبه هذا الموضع بقن نسرين فبني منه اسم لمكان، فقيل قنّسرين بفتح النون من قنسرين. وذكر عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي اللخمي ثم الرّشاطي في كتاب اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار قال: قال آخرون: دعا أبو عبيدة ميسرة بن مسروق القيسي فوجهه في ألف فارس، في أثر العدو

فمر على قنسّرين، فجعل ينظر إليها، فقال: ما هذه؟ فسميت له بالرومية، فقال: والله لكأنها قنسرين فسميت قنسرين بذلك «1» . قال الرّشاطي: فهذا الخبر يدل على أن قنسّرين اسم مكان آخر عرفه ميسرة القيسي، فشبه به هذا، فسمي به. قلت: وهذا وهم من الرّشاطي، وقد تصحف عليه قن نسرين، أو قن نسر، على ما ذكرناه بقنّسرين، فقال ما قال، ولعله بلغة أن حيار بني القعقاع يقال لها قنسّرين أيضا، فوقع في هذا الوهم، ولا يمكن الاعتداد بذلك، فإن من ذهب إلى ذلك جعل مدينة قنسّرين هي قنسرين الأولى، وحيار بني القعقاع هي قنسرين الثانية، فلا يمكن تشبيه الأولى بالثانية. أخبرنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا القاضي أبو البركات محمد بن (16- و) حمزة العرقي إجازة قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الدائم بن عمر بن حسين سماعا منه قال: أخبرنا أبو البركات بن العرقي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن جعفر المعروف بابن القطاع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن البر اللغوي قال: أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن محمد النيسابوري قال: أخبرنا أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قال: وقنسّرون بلد بالشام، بكسر القاف والنون مشددة تكسر وتفتح، وأنشد ثعلب بالفتح هذا البيت لعكرشة العبسي: سقى الله فتيانا ورائي تركتهم ... بحاضر قنسّرين من سبل القطر قال: والنسبة إليه قنسّري، وإن شئت قنسّريني «2» . وقع إلي كتاب ألّفه أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي سماه الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر والنجوم في آفاقها والأقاليم وأسماء

بلدانها في سياقها، وهو مسموع عليه، وأحسبه بخطه، فقرأت فيه: حدثنا جدي رحمه الله قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا أشعث وسعيد جميعا عن الحسن أنه قال: الأمصار: المدينة، والشام، ومصر، والجزيرة، والكوفة، والبصرة، والبحرين. قال ابن المنادي: وحدثني جدي قال: حدثنا روح قال: حدثنا سعيد عن قتادة أنه كان يجعلها عشرة: المدينة، ومصر، والكوفة، والبصرة، ودمشق، والجزيرة، وحمص، والأردن، وفلسطين، وقنسّرين. وقال ابن المنادي: الشامات خمس كور: الأولى قنسّرين، ومدينتها العظمى حلب، وقنّسرين أقدم منها، وبينهما أربع فراسخ، وبها آثار الخليل عليه السلام (16- ظ) ومقامه، وقد نزلها أكابر الملوك كبني حمدان وغيرهم. قال: ومن رسداقها «1» منبج، وهي مدينة قديمة. وذكر ابن حوقل النصيبي في كتابه قال في ذكر جند قنسّرين: هي مدينة تنسب الكور إليها من أضيق النواحي بناء وإن كانت نزهة الظاهر، معونة في موضعها لما كان بها من الرخص والسعة في الأسعار والخيرات «2» والمياه، اكتسحها الروم، فكأنها لم تكن إلا بقاياد من، وجميع جند قنسّرين أعذاء، وشربهم من السماء، وهي مدينة كثيرة الخير والسعة، وبها الفستق والتين وما شاكل ذلك. قوله: وشربهم من السماء، يعني ضواحي قنسّرين وقراها، أما المدينة نفسها فقويق يمر بجانبها وكانت القناة من بركة عين المباركة بقرب حلب يأتي ماؤها إلى مدينة قنسّرين، وكانت القناة قد سيقت في لحف الجبل عند الوضيحي إلى

صلدي، ثم سيقت تحت الأرض إلى أن انتهت الى القناطر، وهي قرية من عملها، فعقدت لها قناطر رفيعة، ورفع ماء القناة فوقها الى أن انتهى الى مكان مرتفع، فسيقت تحت الأرض إلى مدينة قنسّرين، فكان شرب أهل قنسرين منها، وأدركت أنا معظم أسوارها، وبعض أسوار قلعتها، وأبواب مدينتها قائمة. وكان سليمان بن قطلمش بعد قتله مسلم بن قريش قد استولى على قنسرين وعمر قلعتها وتحصن فيها، وحصر حلب، فاتفق ما اتفق من قتله على ما نذكره في ترجمته «1» ، فخربت قلعة قنسرين مع المدينة؛ وأخذ الناس حجارتها لعمائرهم، وسكورة الأرحاء. وبنى محمود بن زنكي أولا خان قنسرين منها، وزاده أتابك طغرل الظاهري ثانيا. ونقل من عمد المدينة إلى حلب شيء وافر، ونقل أيضا من حجارتها إلى الجسر الذي جدده (17- و) سيف الدين علي بن سليمان بن خدر في الوطاة، ورصفه بالحجارة، وفي الخان الذي جدده بتل السلطان، فتداعت أقطارها، وأمحت أثارها، ولم يبق منها اليوم غير قرية قنسرين يسكنها الفلاحون والأكره، ويرى من شاهد آثارها فيها معتبره. وقال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الإصطخري في كتاب صفة الأقاليم: وقنسرين مدينة تنسب إليها الكور، وهي من أصغر المدن بها «2» . وقرأت في بعض كتبي من تواريخ القدماء، ولم يسم القائل أن سلوقوس، وهو الملك الأول بعد الاسكندر بني فامية، وحلب، وقنسّرين، وقد ذكرت ذلك، والله أعلم.

قلت: ويقال لقنسرين هذه قنسرين الأولى، كذا ذكره ابن الطّيّب وابن واضح وقال ابن واضح: وقنسرين الثانية، هي حيار بني القعقاع. وقال ابن الطيب السرخسي في رحلة المعتضد: ورحل الأمير نحو قنسرين الأولى وقنسرين مدينة صغيرة لأخي الفصيص التنوخي، وعليها سور، ولها قلعة، وسورها متصل بسور سائر المدينة. وقال ابن واضح: وكورة قنسرين الأولى، وهي مدينة على جادة الطريق الأعظم، وبها قوم من تنوخ. وقال أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صورة الأرض والمدن: وقنسرين مدينة تنسب الكورة إليها، وهي من أخصب المدن. وقال أيضا: وأما جند قنسرين، فإن مدينتها قنسرين، غير أن دار الإمارة والأسواق ومجامع الناس والعمارات بحلب «1» . (17- ظ) . ***

باب في فضل قنسرين

باب في فضل قنسرين واعلم أن لحلب من هذه الفضيلة الحظ الأوفر والنصيب الأكثر، لان ذكر قنسّرين في الغالب عند الإطلاق ينصرف إلى جند قنسرين، فيتناول ناحيتها، وقد بينا فيما تقدم أن قصبتها حلب، وأنها المدينة العظمى، فشاركتها في هذه الفضيلة المذكورة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، وأبو جعفر محمد بن إسماعيل الطرسوسي قالا: أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه، قال الطرسوسي: وأخبرنا أبو نهشل العنبري قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قالا: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسين بن حريث قال: حدثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل أوحى إلي أيّ هؤلاء الثلاث نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنسّرين» «1» . وأخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا، وأبو محمد عبد العزيز (18- و) ابن الأخضر مكاتبة قالا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي قال: أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي قال: أخبرنا عبد الجبار ابن محمد الجراحي قال: أخبرنا محمد بن أحمد المحبوبي قال: أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي الحافظ قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث قال:

حدثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أوحى إلي أي هؤلاء الثلاثة نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنسرين» . قال أبو عيسى الترمذي: غريب لا نعرفه إلّا من حديث الفضل بن موسى، تفرّد به أبو عمار «1» . وقد تابع أبا عمار الحسين بن حريث جعفر بن محمد الخراساني، فرواه عن الفضل بن موسى السّيناني. أخبرناه شيخنا الزاهد الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي مشافهة قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: أخبرنا جدي أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله ابن الحسن الأديب بأطرابلس قال: حدثنا القاضي أبو نصر محمد بن محمد بن عمرو (18- ظ) النيسابوري قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي قال جعفر ابن محمد الخراساني قال: حدثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن غيلان ابن عبد الله العامري عن أبي زرعة عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أوحى إليّ أيّ هؤلاء نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنسّرين» . وقد تابع الفضل بن موسى السّيناني علي بن الحسن بن شقيق فرواه عن عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري. أخبرناه زين الأمناء أبو البركان الحسن بن محمد بن الحسن بدمشق قال:

أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي إجازة، إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، ح. وأخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي، وزينب بنت الشعري في كتابيهما إلي من نيسابور عن أبي عبد الله الفراوي، ح. قالت زينب: وأنبأنا أبو المظفر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال: أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السيّاري بمرو قال: أخبرنا إبراهيم بن هلال قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: حدثنا عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله (19- و) تبارك وتعالى أوحى إليّ أيّ هؤلاء البلاد الثلاث نزلت فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنسّرين» . قال أبو عبد الله الحاكم في المستدرك على الصحيحين: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه «1» . (19- ظ) . «2» ***

باب في ذكر أنطاكية وتسميتها بهذا الاسم ولقبها ومعرفة من بناها وما قيل فيها

باب في ذكر أنطاكية وتسميتها بهذا الاسم ولقبها ومعرفة من بناها وما قيل فيها بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وهي من الإقليم الرابع أيضا، وكانت دار الملك للروم، إلى أن كانت وقعة اليرموك، ونصر الله المسلمين فلم تقم للروم راية بعدها، فانتقل الملك عن أنطاكية الى القسطنطينية، ولما انفصل هرقل عنها، وخرج طالبا القسطنطينية، التفت نحو الشام عندما جاوز الدرب وقال: عليك يا سورية السلام، وسورية هي الشام الخامسة، وأنطاكية منها، وقد ذكرنا أن في طرف الأحص مدينة خربة يقال لها سورية. وأنطاكية أعجمية معرّبة، قيل إنها بتشديد الياء، وقيل بالتخفيف، واسمها بالرومية أنطوخيا «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسين الكندي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي قال: في كتابه: فيما تلحن فيه العامة، ومما يشدد، والعوام تخففه، قال: وأنطاكية بتشديد الياء. وقال أبو منصور في كتابه المعرّب: وأنطاكية اسم مدينة معروفة، مشدّدة

الياء، وهي أعجمية معرّبة، وقد تكلمت بها العرب قديما، وكانوا إذا أعجبهم عمل شيء نسبوه اليها. قال زهير: علون بأنطاكية فوق عقمة ... وراد الحواشي لونها لون عندم «1» (20- و) قلت: والمشهور من شعر زهير: وعالين أنماطا عتاقا وكلة ... وراد الحواشي...... البيت. وقد جاء في رواية، كما ذكره أبو منصور. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو زكريا التبريزي قال: أخبرنا أبو محمد الدهان اللغوي قال: أخبرنا علي بن عيسى الرماني عن ابن مجاهد القارئ عن أبي العباس ثعلب، ح. وقال ابن ناصر: وأخبرنا الحميدي سماعا من لفظه قال: أخبرنا الشيخ أبو غالب أحمد بن محمد بن سهل النحوي الواسطي قال: قرأت على أبي الحسين بن دينار قال: أخبرنا أبو بكر بن مقسم قال: حدثنا أبو العباس ثعلب وأنشد بيت زهير. وعالين أنماطا عتاقا وكلة ... وراد الحواشي لونه لون عندم وقال: ويروى: علون بأنطاكية فوق عقمة ... وراد الحواشي لونه لون عندم وقال في تفسيره: أنطاكية أنماط توضع على الخدور، نسبها الى أنطاكية، قال: وكل شيء عندهم من قبل الشام فهو أنطاكي «2» . قلت: وقال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي:

أهاجتك سعدى إذ أجد بكورها ... وحفت بأنطاكي رقم خدورها «1» وذكر أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري في اللامع العزيزي، قيل: انما سميت أنطاكية، لان الذي بناها يقال له أنطيخنوس الملك (20- ظ) ولا شك أن لفظها قد عرب بعض التعريب، فلو أنها عربية لوجب أن تكون من النطك، ولم يذكر ذلك أحد من الثقات. قال أبو العلاء: أنطاكية بلد قديم، وقد ذكرته العرب في أشعارها، وقيل انهم كانوا يقولون لمن جاء من الشام، ولما جلب من متاعه أنطاكي، ومنه قول امرئ القيس: علون بأنطاكية فوق عقمة ... كجرمة نخل أو كجنة يترب «2» أي بثياب أنطاكية. قال السكري: وهي قرية من قرى الشام، ويقال لكل ما يأتي من الشام أنطاكي وقرأت في كتاب أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري، كتاب معجم ما استعجم في ذكر ما جاء في أشعار العرب من الاماكن، قال: أنطاكية بتخفيف الياء، مدينة من الثغور الشامية معروفة، قال اللغويون كل شيء عند العرب من قبل الشام، فهو أنطاكي، قال زهير: وعالين أنطاكية فوق عقمة ... وراد الحواشي لونه لون عندم «3» وقد وجدت بخط علي بن حمران في ديوان شعر زهير هذا البيت، وكتب بخطه نسبها الى أنطاكية، وكتب فوقها خف، وذكر أنه نقله من أصل أبي الحسين علي بن محمد بن دينار، وهي مقابلة بنسخة أبي الفتح جخحج، وذكر أنه

قابل بها كتاب أبي عمر القطربلي، وكتابا بخط أبي موسى الحامض، ونسخة بخط أبي الحسن محمد بن محمد الترمذي، ونقوله من أصل أبي بكر بن مجاهد، وذكر أبو الفتح أنه قابل (21- و) نسخته بأصل ابن الخياط، وقابل أيضا بأصل أبي سعيد بخطه، قال ابن حمران: وقرأته على أبي أحمد عبد السلام البصري، وسمعته يقرأ على أبي الحسن علي بن عيسى صاحب أبي علي. وقال الحسن بن أبي الخصيب الكاتب في كتاب الكار متهر في علم أحكام النجوم: أقسام الأرض أربعة، أولها أنطاكية وناحية المشرق، لها من البروج السرطان والاسد والعذراء ومن السبعة الشمس والمشتري. وقرأت في تاريخ أبي الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني، بحران، قال: وقيل ان ابراهيم عليه السلام قال: أخبرني ربي ان أول مدينة وضعت على وجه الارض حران، وهي العجوز، ثم بابل، ثم مدينة تيونه، ثم دمشق، ثم صنعاء اليمن، ثم أنطاكية، ثم رومية. وهذا خلاف ما يأتي من أن بنائها كان بعد موت الاسكندر. قرأت بخط محمد بن فتوح بن عبد الله الحميدي الحافظ: أنطاكية تسميها النصارى مدينة الله، ومدينة الملك، وأم المدن، لانها أول بلد ظهرت فيه النصرانية، وبها كرسي باطره، وهو المقدم على التلاميذ، وهو سمعون «1» ، وقيل انه هو الذي ابتدأ بنيان الكنيسة بأنطاكية، التي تسمى القسيان. وقرأت بخط الشريف ادريس بن حسن بن علي الادريسي المؤرخ ما ذكر أنه نقله من تاريخ أنطاكية لبعض النصاري، أقلو ذنوس ملك ثلاثة عشر «2» سنة

وأما معرفة من بناها

وتسعة أشهر، وسمي المؤمنون بالمسيح- يعني في أيامه- بأنطاكية نصارى، ومنها كان ابتداء النسبة وانتشر هذا الاسم في سائر البلاد «1» . وذكر في هذا التاريخ يوسطليانوس ملك تسعا وثلاثين سنة، وفي السنة (21- ظ) الثالثة من ملكه خسف بأنطاكية. وأبصر رجل قديس في نومه قائلا يقول له: تكتب على أبواب المدينة، الله معنا. ومن ذلك اليوم دعيت مدينة الله. وقرأت في بعض تواريخ المسيحية ان مقام الروم بأنطاكية- وكانوا يدعونها مدينة الله، ومدينة الملك، وأم المدن، وانما قيل لها أم المدن، لانها أول بلد ظهر فيه دين النصرانية، وسميت مدينة الله، لانه خسف بها في السنة الثالثة من مملكة يوسطليانوس الرومي، وأبصر رجل صالح في نومه قائلا يقول: يكتب على أبواب المدينة، الله معنا، فدعيت من ذلك اليوم مدينة الله «2» . وأما معرفة من بناها «3» فقرأت بخط يحيى بن جرير التكريتي في كتابه الذي ضمنه أوقات بناء المدن، وقد قدمنا ذكره قال: بعد دولة الاسكندر وموته باثنتي عشرة سنة بنى سلوقس اللاذقية، وسلوقية وأفامية، وباروا وهي حلب وإذا سا وهي الرها، «4» وكمل بناء أنطاكية، وكان بناها قبله، أعني أنطاكية، أنطيغنوس في السنة السادسة من موت الاسكندر.

قال يحيى بن جرير: بني أنطيغنوس الملك على نهر أورنطس «1» مدينة سماها أنطوغنيا وهي التي كمل سلوقوس بناءها، وزخرفها وسماها على اسم ولده أنطيوخوس، وهي أنطاكية. وذكر أحمد بن محمد بن اسحاق الهمذاني المعروف بابن الفقيه، فيما قرأته في كتاب البلدان وأخبارها من تأليفه قال: وقال الهيثم بن عدي: (22- و) أنطاكية بناها أنطيخس الملك الثالث بعد الاسكندر «2» وقد ذكرنا عن أبي العلاء أن الذي بناها يقال له أنطيخنوس الملك. وقرأت في تاريخ قديم وقع الي وعدد فيه ملوك سورية قال: وهي بالشام فذكر سلوقس، وهو الذي بنى حلب وقنسرين، ثم ملك بعده أنطياخوس بن سوطر تسعا وعشرين سنة، وبنى أنطاكية، وسمي الاله خمسة عشر سنة. وقرأت في تاريخ سعيد بن بطريق النصراني قال: وملك بطلميوس محب أمه عشرين سنة، وفي أيامه غلب على الشام وأرض يهوذا أنطياخوس ملك الروم، فأخرج اليهود من الشام، ونالهم منه كل شدة وعذاب. وملك بعده أخوه بطلميوس ويلقب أيضا الصائغ ثلاثا وعشرين سنة، وفي أيامه بنى أنطياخوس ملك الروم أنطاكية، وسماها باسمه فسميت مدينة أنطياخوس وهي أنطاكية «3» . وقرأت في بعض ما علقته من الفوائد قيل ان أول من سكن أنطاكية وعمرها أنطاكية بنت الروم بن اليفن بن سام بن نوح، وهي أخت أنطاكية باللام.

وقرأت في بعض تواريخ القدماء قال أونيناوس «1» : في السنة الثالثة عشر من تاريخ الاسكندر بنى سولوقس أنطاكية» . قرأت بخط غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن في كتاب الربيع، وأنبأنا به جماعة عن ابن البطي عن محمد بن فتوح الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أنه نقل من خط ابن بطلان الطبيب رسالة، كتبها الى والده هلال بن المحسن، بعد خروجه من بغداد يخبره فيها بأحوال البلاد التي مر بها في سفره، وذلك في سنة أربعين وأربعمائة قال فيها: وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبين حلب وبينها يوم وليلة، فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية أرضا عامرة لا خراب فيها أصلا، لكنها أرض زرع للحنطة والشعير تحت شجر الزيتون، قراها متصلة ورياضها مزهرة، ومياهها متفجرة، يقطعها السفر في بال رخي وأمن، وسكون. وأنطاكية بلد عظيم ذو سور وفصيل، ولسوره ثلاثمائة وستون برجا (22- ظ) يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس، ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة، ويستبدل بهم في السنة الثانية. وسكك البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل، والسور يصعد مع الجبل الى قلته، فيتم دائرة، وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها عن البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية، وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب، وفي وسطها بيعه القسيّان، وكانت دار قسيّان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريّين عليه السلام، وهو هيكل طوله مائة خطوة، وعرضه ثمانون، وعليه كنيسة على أساطين، وكان بدور

الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة، ومعلموا النحو واللغة، وعلى أبواب هذه الكنيسة بنجام للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما، اثنتي عشر ساعة، وهو من عجائب الدنيا، وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات وبساتين، ومعاصر حسنة نخرقها المياه، وعلة ذلك أن الماء ينزل إليهم من الجبل المطل عليهم، وهناك من الكنائس مالا تحد كثرة، كلها معمولة بالفص المذهب، والزجاج الملون والبلاط المجزّع. قال: وظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب، أخذ من الجنوب إلى الشمال، وهو مثل نهر عيسى، وعليه رحىّ، يسقي البساتين والأراضي «1» (23- و) . وقال أبو العباس أحمد بن ابراهيم الفارسي الإصطخري في كتاب صفة الأقاليم: أنطاكية، وهي بعد دمشق أنزه بلد بالشام، عليها سور صخر يحيط بها، وبجبل مشرف عليها، فيه مزارع ومياه وأشجار، ومراعي وأرحبة، وما يشتغل به أهلها من مرافقها، يقال إن دور السور للراكب يومين، وتجري مياههم في دورهم، وسككهم، وبها مسجد جامع، وبها ضياع وقرى ونواحي خصبة جدا «2» . وقرأت في كتاب ابن حوقل النصيبي قال: والعواصم اسم الناحية، وليس بمدينة تسمى بذلك، وقصبتها أنطاكية، وهي بعد دمشق أنزه بلد بالشام، وعليها إلى هذه الغاية سور من صخر يحيط بها، وجبل مشرف عليها، فيه لهم مزارع ومراعي وأشجار وأرحية، وما يستغل بها أهلها من مرافقها. ويقال إن دور السور للراكب يوم واحد، وتجري مياههم في أسواقهم

ودورهم وسككهم ومسجد جامعهم، وكان لها ضياع وقرى ونواحي خصبة حسنة، استولى عليها الروم، وكانت قد اختلت قبل افتتاحها، في أيدي المسلمين، وهي أيضا في أيدي الروم أشد اختلالا، وفتحها الروم في سنة نسبع وخمسين وثلاثمائة «1» . قلت: وبعد استيلاء الروم عليها في هذه السنة فتحها المسلمون، وذلك أن سليمان قطلمش بن قاؤر بن سلجوق، وجده قاؤر أخو ألب أرسلان، أسرى من نيقيه، وكتم خبره وجد في السير (23- ظ) فوصل إلى أنطاكية في مائتي فارس وثمانية فوارس ليلا، فتسوروا الأسوار، وفتحوها ليلا، وذلك في أول شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة، ثم قتل سليمان بن قطلمش واستولى يغي سيان على أنطاكية، وأخذها الفرنج خذلهم الله منه في سنة تسعين وأربعمائة، وبقيت في أيديهم إلى الآن. والمسجد الجامع الذي كان بأنطاكية للمسلمين، هو إلى جانب القسيّان، ودخلت أنطاكية في سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وستمائة، ودخلت بيعة القسيان فوجدت بجانبها محراب المسلمين على حاله، وفي سقوفه آيات القرآن مكتوبة في النقش، وهي على ما ذكره ابن بطلان من الصورة، وبيعة القسيان مزخرفة بالرخام والفسيفساء. وقرأت في كتاب الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر والنجوم في آفاقها، تأليف أبي الحسين ابن المنادي، يقال: ما من بناء بالحجارة أبهأ من كنيسة الرها، ولا بناء بالخشب أبهأ من كنيسة منبج ولا بناء بالرخام أبهأ من قسيّان أنطاكية. قال لي الشيخ علي بن أبي بكر الهروي في ذكر أنطاكية: وهي من المدن التي كانت يتسلى بها الغريب عن وطنه، وأما اليوم فلا يعنى لكربها صائم «2» .

ونقلت من كتاب البلدان تأليف أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب: ولجند قنسّرين والعواصم من الكور، كورة أنطاكية، وهي مدينة قديمة، يقال إنه ليس في أرض الإسلام، ولا أرض الروم مثلها، أجلّ ولا أعجب سورا، عليها سور حجارة في داخل السور منازل تسير فيها الركبان. وبلغني أن مساحة دور السور، وهو يحيط بالمدينة وبالجبل الذي المدينة في سفحه اثنا عشر ميلا، وافتتحت مدينة أنطاكية صلحا، صالحهم أبو عبيدة بن الجراح، وعندهم كتاب الصلح إلى هذه الغاية، وبها الكف التي يقال أنها كف يحيى بن زكريا عليه السلام في كنيسة يقال لها كنيسة القسيان «1» . ولها نهر يقال له الأرنط، عليه العمارات والأجنة، ولها عيون كثيرة تأتي من الجبل، ثم تجري في منازل المدينة، ويصرف الماء فيها كيف أحب أهلها، وأهلها الغالبون عليها قوم من العجم، وبها قوم من ولد صالح بن علي الهاشمي وقوم من العرب من يمن. قرأت في كتاب أبي إسحاق إبراهيم بن الحسن بن أبي الحسن الزيّات الفيلسوف، المسمى نزهة النفوس وأنس الجليس في ذكر المدن والأقاليم، فقال: ذكر مدينة أنطاكية، وهي في الإقليم الرابع، وبعدها من خط الاستواء ستة وثلاثون درجة، وهي مدينة قديمة، وليس في أرض الإسلام ولا في أرض الروم مثلها، ولها سور من حجارة، ودورها اثنا عشر ميلا وبعدها (24- و) عن خط المغرب اثنتان وستون درجة افتتحها أبو عبيدة بن الجراح صلحا، وعندهم الآن كتاب الصلح، وبها قبر يحيى بن زكريا عليه السلام، وكنيسة يقال لها القسيّان، وبها نهر الأرنط، عليه العمارات والضياع والبساتين، وبها عيون كثيرة تأتي من قنوات من الجبال، فتدخل منازلهم، فيضرب الماء لكل جهة، وأهلها قوم من العجم، وبها قوم من العرب. وقرأت في كتاب المسالك والممالك للحسن بن أحمد المهلبي العزيزي، وضعه

للعزيز الفاطمي المستولي على مصر، قال: فأما مدينة أنطاكية فهي مدينة العواصم، وهي مدينة جليلة فتحها أبو عبيدة بن الجراح، وأسكنها المسلمين، وهي من الإقليم الرابع، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي مدينة عظيمة ليس في الإسلام، ولا في بلد الروم مثلها، لأنها في لحف جبل، هو من شرقها مطل عليها، لا تقع عليها الشمس إلّا بعد ساعتين من النهار، وعليها سور من حجارة يدور بسهلها، ثم يطلع إلى نصف الجبل، ثم إلى أعلاه، ثم ينزل حتى يستدير عليها من السهل أيضا، وفي داخل السور عراص «كثيرة في الجبل ومزارع وأجنّة» وبساتين، ويتخرق الماء من عيون له في الجبل مقنّاة إلى المدينة والأسواق والمنازل، كما يتخرق مدينة دمشق، وأبنيتها كلها بالحجر، والفواكه والزهر بها كالمجان، ومساحة دور السور اثنا عشر ميلا، وبها كنيسة القسيّان، وهي كنيسة جليلة (24- ظ) عظيمة البناء والقدر عند النصارى، ويقال أن بها كفّ يحيى بن زكريا عليه السلام، وبرسمها بطريق، وتجل النصارى قدّره، لها أعمال واسعة من المشرق إلى المغرب، وأهلها الغالبون عليها قوم من الفرس، وقوم من ولد صالح بن علي ومواليه، وأهلها أحسن خلق الله تعالى وجوها، وأكرمهم أخلاقا، وأرقهم طباعا، وأسمحهم نفوسا، والأغلب على خلقهم البياض والحمرة، ومذاهبهم على ما كان عليه أهل الشام إلّا من تخصّص ولها من الكور، كورة تيزين، وهي ضياع جليلة القدر، وكورة الجومة وبها العيون الكبريتية التي تجري إلى الحمّة، وكورة جندارس «1» مدينة عجيبة البناء، مبنية بالحجارة والعمد، وكورة أرتاح، وهي مدينة جليلة القدر، وكورة الدقس، وهي كورة جليلة، وكورة قرصيلي، وهي ضياع جليلة، وكورة السويديّة وهي مدينة على ضفة البحر المالح، وكورة الفارسية والعربية، وهي جليلة القدر، وكورة يدابيا والقرشيّة.

قلت وأهلها الآن هم من أبناء الروم والأفرنج، وخلقهم في الحسن والجمال على ما ذكر. وكورة تيزين وكورة الجومة، وكورة جندارس، وكورة أرتاح في يد المسلمين الآن مضافة إلى ولاة حلب. وحارم «1» من هذه الناحية لها قلعة عظيمة حصينة، وهي عامرة، ولها ربض وأسواق ومسجد جامع، وهي كثيرة البساتين والفواكه نزهة، كانت من أعمال أنطاكية، وهي الآن مستقلة (25- و) بنفسها، مستتبعة لغيرها من أعمال حلب حرسها الله. نقلت من خط بنوسة في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري مما حكاه عمن حدثه من أهل الشام، قالوا: ونقل معاوية بن أبي سفيان إلى أنطاكية في سنة اثنتين وأربعين جماعة من الفرس من أهل بعلبك وحمص، ومن المصرين، فكان فيهم مسلم بن عبد الله، جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي، وكان مسلم قتل على باب من أبواب أنطاكية يعرف اليوم بباب مسلمة، وذلك أن الروم خرجت من الساحل، فأناخت على أنطاكية، وكان مسلم على السور، فرماه علج بحجر فقتله. وقال البلاذري: وحدثني جماعة من مشايخ أهل أنطاكية منهم ابن برد الفقيه أن الوليد بن عبد الملك أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل، وصير الفلثر، وهو الجريب، عليهم بدينار ومدي قمح، فعمروها، وجرى ذلك لهم، وبنى حصن سلوقية. قال: وحدثني أبو حفص الشامي عن محمد بن راشد عن مكحول قال: نقل

معاوية في سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين إلى السواحل قوما من زط البصرة والسيابجه، وأنزل بعضهم أنطاكية. قال أبو حفص: بأنطاكية محلة تعرف بالزط، وببوقا من عمل أنطاكية قوم من أولادهم يعرفون بالزط، وقد كان الوليد بن عبد الملك نقل إلى أنطاكية قوما من زط السند ممن حمله محمد بن القاسم إلى الحجاج، فبعث بهم الحجاج إلى الشام «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي مشافهة عن أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أنطاكية هي من احسن البلاد في تلك الناحية وأكثرها خيرا، استولى عليها الفرنج، وهي في أيديهم الساعة، وهي دار مملكتهم، والدواء المستقل الذي يقال له الأنطاكي منسوب إلى هذه البلدة، المعروف بالسقمونيا، ولا يكون ببلد إلا بهذه البلدة، وقيل إن هذه الآية في أنطاكية: «واضرب لهم مثلا أصحاب القرية، إذ جاءها المرسلون» «2» . وبها قبر حبيب النجار في السوق كان بها، ومنها جماعة من العلماء المشهورين قديما «3» وحديثا. قرأت في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني الفقيه في البلدان وأخبارها: لما أن افتتح أنوشروان قنسّرين ومنبج وحلب وحمص ودمشق وإيليا وأنطاكية استحسن أنطاكية، فلما انصرف إلى العراق، بنى بها مدينة على مثال أنطاكية بأسواقها وشوارعها ودورها، وسماها رندخسره، وهي التي يسميها العرب الرومية، وأمر أن يدخل إليها سبي أنطاكية، فلما دخلوها لم ينكروا من منازلهم شيئا، فانطلق كل رجل منهم إلى منزله، إلّا رجل أسكاف، كان على باب داره بأنطاكية شجرة فرصاد فلم يرها على بابه ذلك، فتحير ساعة، ثم دخل الدار فوجدها مثل داره «4» .

وقرأت في بعض ما علقته (25- ظ) من الفوائد أن كسرى بنى الرومية بالمدائن وهي باذبجان خسره، وتفسيرها خير من أنطاكية. وهذا الذي ذكره ابن الفقيه أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني من أنهم لم ينكروا من منازلهم، وأن الرجل الإسكاف لم ير شجرة الفرصاد على بابه فتحير ساعة ثم دخل، بعيد جدا، بل هو من المستحيلات، لأن أبنية أنطاكية بالحجر، وبناء هذه المدينة بالآجر، بل يحتمل أنه شبهها بها في المنازل والشوارع، فدخل كل واحد إلى ما يشبه منزله، لا أن الإسكاف أنكر الموضع لأنه لم ير شجرة الفرصاد «1» . وذكر أبو عبد الله حمزه بن الحسن الأصبهاني في كتاب تواريخ الأمم: كسرى أنوشروان بن قباذ، قال: وبنى عدة مدن، منها مدينة دخلت في عداد مدن المدائن السبع، وسماها به أربذيو خسره ومعنى به أربذيو خسره، أي خير من أنطاكية وقال: أربذيو اسم «2» لمدينة أنطاكية، وبه اسم للخير. وقع إلي قصيدة من نظم أبي عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي مزدوجة وسمها بقصيدة الأعلام يذكر فيها خروجه من طرسوس سنة ثمان وثلاثمائة، ويصف فيها المنازل التي نزلها فذكر أنطاكية وفضلها، وفسر الأبيات، والنسخة نسخة عتيقة جدا. قال فيها: ثم وردنا غدوة أنطاكية ... وأهلها في خيرها مواسيه أهل عفاف وأمور عالية ... أخلاقهم قدما عليها جارية مدينة ميمونة مذ لم تزل ... النصف في السهل ونصف في الجبل والبق لا يدخلها ويتّصل ... لكن بها فأر عظيم كالورل

كثيرة الخيرات والثمار ... وتينها القلار في الأشجار مثل النجوم في دجى الأسحار ... حصينة كثيرة الآثار صاحب ياسين حبيب فيها ... وكان عند ربّه وجيها في الخلد والثمار يجتنيها ... أكرم به مفتخرا نبيها وقال في تفسير الأبيات: أما أنطاكية فإن لها حصنا نصف في السهل، ونصف في الجبل ولا يدخلها البق، ومن خرج منها آذاه البق، وهي كثيرة الفأر، والتين القلّاري لا يكون إلا بها، ويعرف بالعراق بالشامي، وصاحب ياسين حبيب النجار قبره بها، وهو الذي قال: «يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين» «1» . ***

باب ما جاء في ذم أنطاكية

باب ما جاء في ذم أنطاكية قيل إن أمير المؤمنين هرون الرشيد رحمة الله عليه كان ورد أنطاكية، فاستطابها جدا، وهمّ بالمقام فيها، وكره ذلك أهلها، فقال له شيخ منهم، وصدفه عن الصورة: يا أمير المؤمنين ليست هذه من بلدانك، قال: وكيف؟ قال: لأن الطيب الفاخر يتغير فيها حتى لا ينتفع به، والسلاح يصدأ فيها، ولو كان من قلع الهند، فتركها ورحل عنها. ويقال إن أنطاكية كثيرة الفأر، وقد ذكر ذلك أبو عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي في أرجوزة له، فقال في ذكر أنطاكية: والبق لا يدخلها ويتصل ... لكن بها فأر عظيم كالورل أنبأنا عبد المحسن بن عبد الله الخطيب عن أبي عبد الله الحسين بن نصر بن (26- و) خميس قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما النعالي قال: أخبرنا أبو علي محمد بن جعفر بن مخلد الباقر حي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان قال: حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة عن ابن سمعان قال: بلغني عمن له علم بالعلم الأول أن كل رجل بعثه سمعون بعد عيسى إلى أناس أو بلدة أقام عندهم حتى مات في بلادهم، واتبعوه ما خلا يحنى وتومان بعثا إلى أنطاكية فلم يجيبوهما، وقتلوا من آمن بهما واتبعهما، وعدوا عليهما، وأرادوا قتلهما، وقتلوا حبيب النجار، فأخذهم الله بالصيحة، وكانت أول مدينة أهلكها الله بعد عيسى أنطاكية.

قال أبو حذيفة إسحاق بن بشر: وقال الحسن: إن مدينة أنطاكية من مدائن جهنم. قلت ظن أبو حذيفة أن الحسن أراد بقوله ان مدينة أنطاكية من مدائن جهنم، أنطاكية الشام، فذكر ذلك عقيب ذكر حبيب النجّار وأخذ أهل أنطاكية بالصيحة، وليس الأمر كذلك، بل المراد من أنطاكية التي ذكرها الحسن أنطاكية المحترقه، وهي أنطاكية الروم، لما نذكره ونبينه، وأخذ أهل أنطاكية بالصيحة لعتوهم وتكذيبهم، لا يدلّ على عدم الفضيلة، فإن مكة أشرف البقاع وقد كذب أهلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتقم الله منهم، ونصره عليهم، بل عقوبة الجاني في الموضع الشريف أليق بحال الجاني، ألا ترى إلى أصحاب الفيل كيف انتهكوا (26- ظ) حرمة الحرم، فأهلكهم الله تعالى كما أخبر في كتابه بقوله تعالى: «وأرسل عليهم طيرا أبابيل. ترميهم بحجارة من سجيل. فجعلهم كعصف مأكول» «1» ، فكان ذلك زيادة في شرف الحرم، فهكذا فيما نحن فيه. ألا ترى إلى ما حكيناه فيما تقدم من تسميتها مدينة الله، أنه لما خسف بها رأى رجل صالح في نومه قائلا يقول: تكتب على أبواب المدينة الله معنا، فسميت مدينة الله. والدليل على أن المراد بقول الحسن أنطاكية الروم، ما أخبرنا الشيخ الإمام أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد قال أخبرنا جدي أبو عبد الله قال: أخبرنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد الله بن العباس بن أبي السّحيس الحمصي، قدم علينا، قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن سليمان بن يوسف الربعي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي قال: حدثنا ادريس بن سليمان بالرملة قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن حازم قال: حدثنا الوليد بن محمد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي

أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربع مدائن في الدنيا من الجنة مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق، وأربع مدائن من النار روميه وقسطنطينية وأنطاكية وصنعاء، قال إدريس: يعني أنطاكية المحترقة. وقد جاء في رواية أخرى مصرحا في الحديث (27- و) بأنها أنطاكية المحترقة. أخبرنا بذلك الفقيه العالم شرف الدين أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ابن الحسن الدمشقي قال أخبرنا عمي أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن سبط وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع ببغداد، وأم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين العكبرية بدمشق قالوا: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي الدجاجي قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمد الحربي قال حدثنا أبو السري سهل بن يحيى، وقال ابن السبط: ابن يحيى بن سبأ الحداد، قال: حدثنا سعيد بن عثمان الرازي قال: حدثنا عبد الواحد بن يزيد عن محمد بن مسلم الطائفي عن محمد بن مسلم الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أربع مدائن من مدائن الجنة وأربع مدائن من مدائن النار، فأما مدائن الجنة فمكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق، وأما مدائن النار فالقسطنطينية وطبريه وأنطاكية المحترقة وصنعاء.» «1» وذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري أن أنطاكية المحترقة ببلاد الروم، أحرقها العباس بن الوليد بن عبد الملك «2» . وقال أبو عبد الله السّقطي ليس هي صنعاء وانما هي صنعاء بأرض الروم. وقد جاء في رواية أخرى بدل طبرية الطوانه وهو الصحيح «3» . قرأت في كتاب الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر (27- ظ) والأقاليم

وأسماء بلدانها تأليف أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي، وأظنه بخطه، والنسخة مقروءة عليه، قال: بلغنا عن يزيد بن عبد الله الخولاني عن كعب الأحبار أنه قال: خمس مدائن في الدنيا من مدائن الجنة وخمس مدائن في الدنيا من مدائن النار، فأما مدائن الجنة فحمص، ودمشق، وبيت المقدس، وبيت جبرين، وظفار اليمن، وأما مدائن النار فالقسطنطينية وعمورية وأنطاكية وتدمر وصنعاء اليمن. قال أبو الحسين بن المنادي: هذه ليست أنطاكية الشام، ولكنها أنطاكية الروم. أخبرني من أثق به، وكتبه لي بخطه، قال: قرأت في مجموع جمعه رشاء بن نظيف، قال: وأظنه بخطه، قلت وأخبرنا به إجازة أبو البركات الحسن بن محمد ابن الحسن عن عمه أبي القاسم الحاظ قال: أنبأنا أبو القاسم النسيب عن رشاء بن نظيف قال: حدثني أبو سعيد محمد بن أحمد بن عبادة البيروتي، بمدينة دمشق قال: حدثني عبد المؤمن بن المتوكل قال: حدثنا أبو عبد الرحمن مكحول قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه الوليد عن عروة عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تثور بنو الأصفر بالعرب فتكون بينهم وقعة في موضع يقال له الرأس واللفئكة، فتسيل فيه دماء حتى تخوض الخيل في الدماء الى أرسانها، قال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أفمن قلة؟ قال: إنما تكثر الأعمال السوء، ولينزع (28- و) الله المهابة من صدور أعدائكم منهم، وتكونوا في عينهم كغثاء السيل، ويفتحون الملعونتان، قال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله وما الملعوتتان؟ قال: أنطاكية وصيدا. وهذه أيضا أنطاكية المحترقة أيضا، والله أعلم، لانه قد ورد أنها من مدائن النار أما أنطاكية الشام، فقد جاء في فضلها من الأخبار والآثار ما نذكره إن شاء الله تعالى.

باب في فضل أنطاكية

باب في فضل أنطاكية ذكر الله تعالى أنطاكية في القرآن في موضعين وسماها قرية، وسماها مدينة في الموضعين، ذكرها في سورة الكهف في قصة الجدار الذي أراد أن ينقض فأقامه، وسماها في أول القصة قرية بقوله تعالى: «حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها» وسماها تبارك وتعالى في آخر القصة بالمدينة حيث قال عز من قائل: «وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة» . «1» جاء في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه أنها أنطاكية، وذكر ذلك أبو إسحاق الثعلبي وغيره. وذكرها الله تعالى أيضا في سورة ياسين في قصة حبيب النجّار، قال سبحانه وتعالى في أول القصة: «واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون» . وقال عز من قائل في آخر القصة: «وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى» «2» . أخبرنا أبو الغنائم محمد بن أبي طالب بن شهريار في كتابه إلينا من أصفهان (28- ظ) قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي الفضل، المعروفة ببنت البغدادي، قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ قال: حدثنا إبراهيم «3» بن عبد الله قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا سفيان عن السدي عن عكرمة في قوله تعالى: «واضرب لهم مثلا أصحاب القرية» «4» . قال هي أنطاكية.

ونقلت من كتاب أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي الذي سماه الحافظ، وهو مسموع عليه، قال: حدثنا جدي قال: حدثنا يونس قال: حدثنا شيبان عن قتادة: «واضرب لهم مثلا أصحاب القرية» . قال: ذكر لنا أنها أنطاكية، مدينة من مدائن الروم. قلت: قوله «من مدائن الروم» يعني أنها كانت من مدائن الروم، والروم يعظمونها. قال: قصة حبيب كانت بأنطاكية الشام، وقبره بها. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسين بن بطحاء المحتسب قال: أخبرنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي الحرّاني قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبه قال: حدثنا أحمد بن مسلم الحلبي قال: حدثنا عبد الله بن السري المدائني عن أبي عمر البزّاز عن خالد بن سعيد عن الشعبي عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله ما رأيت بالروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية، وما رأيت أكثر (29- و) مطرا منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم وذلك أنّ فيها التوراة، وعصا موسى ورضراض الالواح، ومائدة سليمان بن داوود في غار من غير انها، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه إلّا أفرغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي، ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي، اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. وقد روي هذا الحديث عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه زيادة على ما رواه الشعبي عن تميم الداري، نقلته من خط القاضي أبي عمرو

عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي قاضي معرة النعمان، وكان فاضلا مسندا، قال: حدثنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي قال: حدثنا يوسف ابن سعيد بن مسلم قال: حدثنا الحجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه تميم الداري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أين قدمت؟ قال: من الشام، فقال تميم: يا رسول الله لم أر بالشام مدينة أحسن من أنطاكية ولا أطيب إلّا أنها كثيرة الأمطار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما السبب في ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فيها جبل، وفي (29- ظ) ذلك الجبل غار، وفي ذلك الغار عصاة موسى صلى الله عليه، وشيء من ألواحه، ومائدة سليمان، ومحبرة إدريس، ومنطقة شعيب، وبردا نوح، ولا تطلع سحابة شرقية ولا غربية ولا قبلية ولا حربية إلّا حط من بركتها عليها وعلى ذلك الغار قبل أن تمطر في الدنيا، ولا تقوم الساعة ولا تذهب الليالي والأيام حتى يخرج رجل من أهل بيتي ومن عترتي يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، فيستخرج جميع ما في ذلك الغار، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما. أنبأنا عبد العزيز بن الحسين بن هلالة قال: أخبرتنا عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الأصبهانية قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حاتم قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر الورّاق عمن حدثه عن كعب قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر قد خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية «1» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي القرشي، ح.

وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن الخضر بن هبة الله بن طاوس إجازة قال: أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود قال: حدثنا علي بن أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو الحسن فاتك بن عبد الله المزاحمي بصور قال: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن طاهر بصور (30- و) قال: حدثنا أبو عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير بن عبدوس قال: حدثنا موسى بن أيوب قال: حدثنا عبد الله بن قسيم عن السري بن بزيع عن السري بن يحيى عن الحسن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها، وعلى باب دمشق وما حولها، وعلى أبواب الطالقان وما حولها، ظاهرين على الحق لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم، حتى يخرج الله كنزة من الطالقان فيحيي به دينه كما أميت من قبل «1» . وقرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي القاضي: حدثنا أبو الفضل صالح بن يوسف العجلي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود قال: حدثنا ابن مسرور عن ابن عيينة عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الرباط أربعة: عسقلان، والاسكندرية، وهما العروسان، وأنطاكية ثم قال: لا تزال طائفة من الملائكة يقاتلون حول أنطاكية وحول دمشق وحول الطالقان إلى أن يخرج يأجوج ومأجوج» . وسقط ذكر الرابعة في رواية القاضي أبي عمرو، وأظنها دمشق. قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا أبو الحسن علان بن عيسى بن مشكان القاساني سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة

(30- ظ) قال: حدثنا أبي وعمي قالا: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا روح ابن عبادة قال: حدثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليلة أسري بي إلى السماء رأيت قبة بيضاء لم أر أحسن منها، وحولها قباب كثير، فقلت ما هذه القباب يا جبريل؟ قال: فقال هذه ثغور أمتك، فقلت: ما هذه القبة البيضاء فإني ما رأيت أحسن منها؟ قال: هي أنطاكية، وهي أم الثغور، فضلها على الثغور كفضل الفردوس على سائر الجنان، الساكن فيها كالساكن في البيت المعمور، يحشر إليها أخيار أمتك، وهي سجن عالم من أمتك، وهي معقل ورباط، وعبادة يوم فيها كعبادة سنة، ومن مات بها من أمتك كتب الله له يوم القيامة أجر المرابطين. وقرأت في كتاب البلدان وفتوحها وأحكامها تأليف أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: حدثني محمد بن سهم الأنطاكي عن أبي صالح الفراء قال: قال مخلد بن الحسين سمعت مشايخ الثغر يقولون كانت أنطاكية عظيمة الذكر والأمر عند عمر وعثمان رحمهما الله تعالى. «1» أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح المعزّم قال: أخبرنا أبو بكر هبة الله بن الفرخ بن أخت الطويل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي المحكمي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل (31- و) الكرابيسي البخاري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن موسى قال: حدثنا أبو جعفر هرون بن إبراهيم بن عيسى بن المنصور أمير المؤمنين الهاشمي ببغداد قال: حدثنا إبراهيم بن الحسن الأنطاكي والربيع بن ثعلب قالا: حدثنا ربيع بن جميع عن الأعمش عن بشر بن غالب قال: قدم أهل أنطاكية على الحسين بن علي فسألهم عن حال بلدهم وعن سيرة أميرهم فيهم، فذكروا خيرا،

إلا أنهم شكوا البرد، فقال الحسين بن علي: حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما بلده كثر أذانها بالصلاة كسر بردها. وقد رواه الربيع بن ثعلب عن عمرو بن جميع عن بشر بن غالب. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله مشافهة قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءة أبي بكر الخطيب وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيات قراءة عليه، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير قال: حدثنا الربيع بن ثعلب العابد قال: حدثنا عمرو بن جميع عن بشر بن غالب قال: قدم على الحسين بن علي عليهما السلام ناس من أهل أنطاكية فسألهم عن حال بلادهم، وعن سيرة أميرهم، فذكروا خيرا، إلا أنهم شكوا إليه البرد، فقال الحسين رضي الله عنه: حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (31- ظ) أنه قال: «أيما بلدة كثر أذانها بالصلاة كسر بردها» . وقد روي ذلك عن الحسن بن علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنذكره في ترجمة أخي بشر بن غالب فيمن لا يعرف اسمه. (32- و) ***

باب في ذكر منبج واسمها وبنائها

باب في ذكر منبج واسمها وبنائها «1» وهي مدينة حسنة البناء صحية الهواء كثيرة المياه والأشجار، يانعة البقول والثمار، وأهلها خلق حسنة، ويقال أنها كانت مدينة الكهنة ودورها وأسوارها مبنية بالحجارة، ولم تزل أسوارها في أكمل عمارة الى أن حصرها الملك الظاهر غازي ابن يوسف بن أيوب في سنة (ثمان وتسعين وخمسمائة) «2» . ولما فتحها خرب حصنها وكان حصنا مانعا، وهو الذي حصره بلك بن أرتق وصاحبها إذ ذاك حسان، فقتل عليها «3» ، وبقي السور على حاله، وإذا انهدم منه شيء لا يعمر، فلما مات الملك الظاهر جاء كيكاوس ملك الروم وفي صحبته الملك الأفضل علي بن يوسف أخو الملك الظاهر، فاستولى على المدينة، ورم ما تشعث من سورها، وفتح تل باشر من يد ابن دلدرم، واستدعى أتابك طغرل الملك الأشرف موسى بن الملك العادل من حمص ليدفع كيكاوس، فجاء وخرج بعسكر حلب الى الباب، واتفق للعسكرين وقعة أسر فيها جماعة من أمراء الروم، فاندفع كيكاوس عن البلاد، فاستعادها الملك الأشرف، فشعت أتابك طغرل سور منبج عند ذلك تشعيثا فاحشا، وتداعت أركانه، وبنى منه الخان الذي جدده أتابك للسبيل، وهو موضع الحصن (32- ظ) الذي خربه الملك الظاهر، وأخذ أهل البلد من حجارة السور أحجارا كثيرة لعمائرهم، فلم يبق منه إلا ما يمنع الغارة،

وأما البلد فإنه عامر آهل كثير الخيرات ومعايشهم وافرة جدا، لا سيما في استخراج ماء الورد والخلاف الإبريسم. وكان اسمها أولا سرياس ثم سميت أبروقليس «1» ، فسماها كسرى منبه، وعربت فقيل منبج. قرأت في تاريخ وقع إلي ذكر جامعه أنه انتسخه من كتب شتى، ومن التوراة اليونانية والسريانية، ومن تاريخ للروم وغيرهم، قال: وفي سنة خمسين من ملكه- يعني ملك بختنصر- قتل فرعون الأعرج ملك مصر واسمه يوياقيم، قال: وكان فرعون قد أحرق مدينة منبج، ثم بنيت بعد ذلك، وسميت أبروقليس، وتفسيره مدينة الكهنة. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني في كتابه إلي من مرو قال: أخبرنا أبي أبو سعد إجازه، إن لم يكن سماعا، قال: ومنبج بناها كسرى حين غلب على ناحية من الشام مما كان في أيدي الروم، وسماها منبه، وبنى بها بيت نار، ووكل به رجلا يسمى يزدانيار من ولد أردشير ابن بابك، وهو جدّ سليمان بن مجالد الفقيه، ومنبه بالفارسية أنا أجود، فأعربت العرب منبه منبج، ويقال إنما سميت ببيت نار منبه، فغلب على اسم المدينة «2» .

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور موهوب (33- و) بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي قال: ومنبج اسم البلد، أعجمي، وقد تكلموا به، ونسبوا إليه الثياب المنبجانية «1» . قلت: ويقال الأنبجانية أيضا، وقد جاء في الحديث ... «2» وقال: أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صورة الأرض والمدن: وأما منبج فهي مدينة في برية، الغالب على مزارعها الأعذاء، وهي خصبة. وبقربها سنجه، وهي مدينة صغيرة بقربها قنطرة حجاره، تعرف بقنطرة سنجه، ليس في الإسلام قنطرة أعجب منها. وقرأت في كتاب أحمد بن الطّيّب السرخسي في المسالك والممالك، في الطريق من بلاد الروم الى الشام في بعض مسالكه، قال: ثم ارجع الى الحوره، فمنها طريق الى بحيرة سماطي ثم بعقبة بيغاس، الى علوّ وهي الفرات، ثم الى سرياس وهي منبج. وذكر أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان في بغداد، كور جند قنسّرين والعواصم، فقال وكورة منبج وهي مدينة قديمة، افتتحت صلحا صالح عليها عمرو بن العاص وهو من قبل أبي عبيدة بن الجراح، وهي على الفرات

الأعظم، وبها أخلاط من الناس من العرب والعجم، وبها منازل وقصور لعبد الملك ابن صالح بن علي الهاشمي. (قلت) : قوله «وهي على الفرات» خطأ، لكن جسر منبج على الفرات. وقيل إن عياض بن غنم فتح منبج صلحا على مثل صلح حلب. وذكر البلاذري قال: ولم تزل قنسّرين وانطاكية ومنبج وذواتها جندا، فلما استخلف هرون بن المهدي أفرد قنسّرين بكورها فصير ذلك جندا (33- ظ) واحدا، وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وأنطاكية وتيزين، وسماها العواصم، لأن المسلمين يعتصمون بها، فتعصمهم وتمنعهم إذا انصرفوا من عدوهم وخرجوا من الثغور، وجعل مدينة العواصم منبج، فسكنها عبد الملك بن صالح ابن علي في سنة ثلاث وسبعين ومائه، وبنى بها أبنيته. «1» وذكر قدامه في كتاب الخراج نحوا من ذلك. وقرأت في كتاب ابن حوقل النصيبي: مدينة منبج، وهي خصبه كثيرة الأسواق قديمة عظيمة الآثار، وهي ذات سور أزلي رومي، وبقربها أيضا مدينة صنجه، وهي مدينة صغيرة، بقربها قنطره حجاره تعرف بقنطره صنجه، ليس على الإسلام أعجب بناء منها، يقال أنها من عجائب الزمان. قال: وجسر منبج مدينة صغيرة لها زرع سقي ومباخس، وماؤها من الفرات، حصينة، وزروعها سقي، نزهة ذات مياه وأشجار، وهي قريبة من الفرات، وقد قاربت أن تختل وتخرب. «2» قال البلاذري في كتاب البلدان: وقرية جسر منبج، ولم يكن الجسر يومئذ،

إنما اتخذ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه للصوائف، ويقال بل كان له رسم قديم. وقال: قالوا: وأتى أبو عبيدة حلب الساجور وقدم عياضا الى منبج، ثم لحقه وقد صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية، فأنفذ أبو عبيدة ذلك. «1» قرأت بخط علي بن هلال الكاتب، المعروف بابن البواب: لما دخل الرشيد منبج قال: لعبد الملك بن صالح، وكان أوطنها،: هذا منزلك؟ قال: هو لك، ولي بك، قال: كيف بناؤه؟ قال: دون منازل أهلي، وفوق منازل الناس، قال: فكيف طيب (34- و) منبج؟ قال: عذبة الماء، غذيّة الهواء، قليلة الأدواء، قال: فكيف ليلها؟ قال سحر كله. وفي رواية أخرى من غير خط ابن البواب، قال: إنها لطيبة؟ قال: بك طابت، وبك جملت. وقرأت في تاريخ محمد بن الأزهر الكاتب: يقال إن الرشيد لما وصل منبج، قال: له، يعني لعبد الملك بن صالح،: كيف مدينتك؟ قال عذبة الماء، باردة الهواء، صلبة الموطأ، قليلة الأدواء، قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله. وقال له يوما: يا أبا عبد الرحمن ما أحسن بلادكم! قال: وكيف لا يكون ذلك، وهي برية حمراء، وشملة صفراء، وشجرة خضراء، فيافي فيّح وجبال وضحّ! فالتفت الرشيد الى الفضل بن الربيع فقال له: ضرب السوط أسهل من هذا الكلام. أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن الحافظ أبي طاهر الأصبهاني عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي قال: يقال: إن ما من بناء بالحجارة أبهأ من كنيسة الرها، ولا بناء بالخشب أبهأ من كنيسة منبج، لأنها بطاقات من خشب العنّاب، ولا بناء بالرخام أبهأ

من قسيّان أنطاكية، ولا بناء بطاقات الحجارة أبهأ من كنيسة حمص، ولا بناء بالآجر والجص أبهأ من إيوان كسرى بالمدائن، ولا منارة أعجب بناء من منارة الإسكندرية. نقلت من خط أبي جعفر أحمد بن جبير في رحلته، ذكر مدينة منبج حرسها الله، بلدة فسيحة الأرجاء وصحيحة الهواء، يحويها سور عتيق ممتد الغاية والانتهاء، (34- ظ) جوها صقيل، ومختلاها جميل، ونسيمها أرج النّشر عليل، نهارها يندى ظله، وليلها كما قيل فيها سحر كله، يحف بغربيها وشرقيها بساتين ملتفة الأشجار مختلفة الثمار، والماء يطرد فيها، ويتخلل جميع نواحيها «1» . قرأت في رسالة أبي المظفر ابراهيم بن أحمد بن الليث الأذري، بخط أبي طاهر السلفي الحافظ: ورحلنا منه، يعني من نهر الساجور، الى منبج، فرأيته ثغرا قد تشعث سوره، وبلدا قد اختلت أموره، إلا أني رأيت له ظاهرا حسنا أديمه، وجوا طيبا نسيمه، فلم ألم صديقنا الطائي على قوله: أوطنتها وأقمت في أفيا ... ئها فكأنني في منبج «2» ولأبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان التّغلبي يصف منتزهات منبج، وقد أنشدنا بعض قوله والدي رحمه الله قال: أنشدنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد قال: أنشدنا أبو منصور بن طاهر قال: أنشدنا محمد بن عمر المتكلم قال: أنشدنا أبو فراس لنفسه، فذكر بيتين من شعره، والأبيات: قف في رسوم المستجا ... ب وحي أكناف المصلا

فالجرس فالميموم فالس ... قيا «1» بها فالنهر الأعلى «2» تلك الملاعب والمنا ... زل لا أراها الله محلا حيث التفت وجدت ما ... ء سايحا وسكنت ظلّا تر دار وادي عين قا ... صر منزلا رحبا مطلّا وتحلّ بالجسر الجنا ... ن وتسكن الحصن المعلّى يجلو عرائسه لنا ... مرج أحسن العيش سهلا والماء يفصل بين زه ... ر الرّوض في الشطيّن فصلا كبساط وشي جرّدت ... أيدي القيون عليه نصلا «3» (35- و) قلت: وجسر منبج الآن تحت قلعة نجم «4» ، وهي قلعة صغيرة على الفرات، والجسر في ذيلها، وهي قلعة حسنة المنظر محمودة المخبر، كان لها ربض صغير ومسجد لطيف، فأقطعها الملك الظاهر بدر الدين ايدمر عتيقه عند موته، وأخذ ولاية قلعة حلب منه، فعمرها وبنى في الربض مسجدا جامعا، وجعل فيه منبرا وخطيبا، وبنى سوقا حسنا، فعظم الربض، ورغب الناس في المقام فيه، وعوض عن قلعة نج باللاذقية، وجعل في القلعة وال من جهة السلطان الملك الناصر أعز الله نصره، وفي البلد وال، فكثرت العمائر في الربض، وبنيت فيه منازل كثيرة، فاتسعت أرجاؤه، وكثر بناؤه، وصار مصرا من الأمصار، مقصدا للمعاش من سائر الأقطار.

والقلعة منسوبة الى نجم غلام جني الصفواني، وكانت لبني نمير، وآخر من كان بها منصور بن الحسن بن جوشن بن منصور النميري من ولد الراعي عبيد بن الحصين الشاعر، فقتل منصور وأخذت القلعة منهم، وخلف ولدا اسمه نصر، فأضر وعمره أربع عشرة سنة، وقال الشعر، وانتقل الى بغداد بعد أن تغلب الترك على ديارهم، فقال ولده يذكر أباه، وأنشدنيها أبو الحسن المبارك بن أبي بكر بن مزيد الخوّاص البغدادي بها عنه. لا تبعدنّ حسام دولة عامر ... من ليث ملحمة وغيث عطاء أنحى على شمل العشيرة بعده ... ريب الزمان بفرقة وتناء وسنذكر ترجمة نصر في الأسماء إن شاء الله تعالى. وقد ذكرها القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي بن الشيباني في بعض رسائله فقال: وجئنا قلعة نجم، وهي نجم في سحاب، وعقاب في عقاب، وهامة لها الغمامة عمامة، وأنملة إذا خصها الأصيل كان الهلال لها قلامة «1» (35- ظ) .

باب في ذكر رصافة هشام

باب في ذكر رصافة هشام وهي من عمل حلب، واسمها بالرومية قطا ميلا، وذكر ذلك أحمد بن الطيب السرخسي في كتاب المسالك والممالك، وقال: ومن قطا ميلا الى العذيب أربعة أربعة وعشرون ميلا. وبناها هشام بن عبد الملك بن مروان، ولها سور من الحجر، وفي داخلها مصنع كبير لماء المطر يشرب منه أهلها، وهي قوية منيعة لأنها في برية ولا ماء عندها إلا ماء المصنع الذي هو داخل السور، وكان هشام قد اتخذها دار إقامته، ويجري بها خيل الحلبة، وتفد إليه الوفود بها. وأهلها مياسير وتغلب عليهم التجارة. نقلت من كتاب ربيع الآداب في محاسن الأخبار وعيون الأشعار، تصنيف أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، من نسخة مقروءة عليه، قال: أخبرني محمد بن يحيى بن العباس، أخبرنا الحسن بن عليل العنزي بها قال: حدثنا علي بن الصباح قال: حدثني هشام بن محمد قال: لما كثر الطاعون في زمن بني أمية وفشا، كانت العرب تنتجع البر وتبتني القصور والمصانع هربا منه، الى أن ولي هشام بن عبد الملك، فابتنى الرصافة. وكانت الرصافة مدينة رومية بنتها الروم في القديم، ثم خربت، وكان الخلفاء وأبناؤهم يهربون من الطاعون، فينزلون البرية، فعزم هشام على نزول الرصافة، فقيل له: لا تخرج فإن الخلفاء لا يطعنون، لم نر خليفة طعن، قال:

أفتريدون (36- و) أن تجربوا بي، فخرج الى الرصافة، وهي برية فابتنى بها قصرين «1» . وذكر حمزة بن الحسن الأصبهاني في كتاب تواريخ الأمم أن النعمان بن الحارث بن الأيهم بن الحارث بن ماريه ذات القرطين، وهو أول ملوك غسان هو الذي أصلح صهاريج الرصافة وكان بعض ملوك لخم خربها «2» . قلت وفي الرصافة دير مذكور للنصارى ذكره الشمشاطي في كتاب الديارات، وذكر حكاية الأخطل، وشدّ راهب الدير إياه على هجوه الناس، وسنذكر ذلك في ترجمة الأخطل إن شاء الله. ***

باب في ذكر خناصره

باب في ذكر خناصره «1» وكانت بلدة صغيرة ولها حصن، وبناؤه بالحجر الأسود الصلد، وهي من كورة الأحص، وبلاد بني أسد، وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قد تديرها وكان يقيم بها في أكثر أوقاته، وهي اليوم قرية من قرى الأحص، يسكنها الفلاحون، وخرب حصنها وأبنيتها، ونقلت حجارته. وسميت باسم بانيها خناصره بن عمرو بن الحارث، وقيل بناها أبو شمر بن جبلة بن الحارث. أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني عن أبيه أبي سعد قال: وخناصره بناها خناصره بن عمرو بن الحارث بن كعب بن الوغى بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة الكلبي، وقيل الخناصره بن عمرو، خليفة إبراهيم الأثرم صاحب الفيل، خلفه باليمن بصنعاء إذ سار الى كسرى أنو شروان، ويوم خناصره أجاروا على العجم، وقيل بناها أبو شمر بن جبلة بن الحارث «2» . ونقلت من كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: حدثني العباس بن هشام عن أبيه قال: خناصرة نسبت (36- ظ) الى خناصر ابن عمرو بن الحارث الكلبي ثم الكناني «3» .

وقرأت بخط محمد بن أسعد الجواني النسابة في كتاب الجوهر المكنون: خناصرة فخذ في عذرة كلب، هم ولد خناصرة بن عمرو أحد بني عبد ود بن عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، وبه سميت خناصره. وقرأت في جمهرة نسب اليمن، ولا أعلم مؤلفه، في ذكر كعب المعروف بالوكّاء بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن زيد بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان، قال: فمن بني الوكاء بن عمرو خناصر بن الحارث بن كعب الوكاء، كان قد ملك الشام وبه سميت خناصرة. وقال ابن الكلبي: بناها خناصرة بن عمرو بن الحارث بن كعب بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة، وكان ملك الشام. وقال غيره: عمرها الخناصر بن عمرو خليفة الأثرم صاحب الفيل. وقال جران العود، وجعلها خناصرات: نظرت وصحبتي بخناصرات ... ضحيّا بعد ما متع النهار إلى ظعن لأخت بني نمير ... بكابة حيث زاحمها العقار «1» يعني الرمل. وفي خناصرة يقول عدي بن الرقاع العاملي، وقد نزل بها الوليد بن عبد الملك، ووفد عليه. وإذا الربيع تتابعت أنواؤه ... فسقى خناصرة الأحصّ وزادها (37- 5)

نزل الوليد بها فكان لأهلها ... غيثا أغاث أنيسها وبلادها «1» وقال أبو زيد البلخي في جند قنسّرين: والخناصرة حصن على شفير البرية كان يسكنه عمر بن عبد العزيز. وقال ابن حوقل النصيبي في جغرافيا: خناصرة، هي حصن يحاذي قنسرين من ناحية البادية، وهي على شفيرها وسيفها، وكان عمر بن عبد العزيز يسكن بها، وهي صالحة في قدرها، مغوثة للمجتازين عليها في وقتنا هذا، لأن الطريق انقطع من بطن الشام بإتيان الروم عليه، وهلاك مرافقه وبوار ولاته، واستيلاء الأعراب عليهم بعد هلاك ولاته، فلجأ الناس الى طريق البادية والبر بالأدلاء والخفارة «2» . ***

باب في ذكر بالس

باب في ذكر بالس «1» وهي مدينة كانت في أول الإسلام عامرة جدا، وهي أول مدن جند قنسرين وكان لها سور من بناء الروم، وكانت تفضّل على قنسرين في العمارة، وخرج منها جماعة من العلماء والرؤساء، وفي زماننا خرب سورها ولم يبق فيها من العلماء أحد ولا من الرؤساء، وينسب أهلها الى قلة العقول. والغالب على أهل البلد بنو كلاب، وبريتها نزلها قديما بنو فزارة. أخبرنا أبو منصور بن محمد الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد، أخبرنا أبو القاسم بن طاهر قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد (37- ظ) قال: أخبرنا أبو حاتم البستي قال: أول الشام بالس. وقال أبو زيد البلخي في كتابه: وأما بالس فهي مدينة على شط الفرات صغيرة، وهي أول مدن الشام، من العراق إليها عامر، وهي مدينة فرضة الفرات لأهل الشام. قلت: وكانت الفرات تلصق بسور المدينة، فجزرت عنها وبعدت جدا حتى صار بينهما بعد، وفي زماننا قد قربت منها. وقرأت في كتاب البلدان لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: وحدثني سفيان بن محمد البهراني عن أشياخه قالوا: فتح عبادة والمسلمون معه أنطرسوس

وكان حصنا، ثم جلا عنه أهله، فبنى معاوية أنطرسوس ومصّرها وأقطع بها القطائع، وكذلك فعل بمدقية وبالس «1» . وقال البلاذري، فيما حكاه عن شيوخ الشام: قالوا: ثم سار أبو عبيدة- يعني بعد فتح دلوك ورعبان- حتى نزل عراجين وقدم مقدمته الى بالس، وبعث جيشا عليه حبيب بن مسلمة الى قاصرين وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما، وجعلا حافظين لما بينهما وبين مدن الروم بالشام، فلما نزل المسلمون بها صالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء، فجلا أكثرهم الى بلاد الروم وأرض الجزيرة. قالوا: ورتب أبو عبيدة ببالس جماعة من المقاتلة، وأسكنها قوما من العرب الذين كانوا بالشام، فأسلموا بعد قدوم المسلمين من الشام، وقوما لم يكونوا من البعوث نزعوا من البوادي من قيس، وأسكن قاصرين قوما ثم رفضوها وأعقابهم «2» . ونقلت من خط ابن كوجك في سيرة المعتضد تأليف سنان بن ثابت، وذكر سنان أنه نقله من خط أحمد بن الطّيّب السرخسي في مسير المعتضد لقتال خمارويه ابن طولون في وقعة الطواحين، على ما ذكرناه في وصفه لمدينة حلب، وذكر أنه رحل من دوسر «3» إلى إلى بالس يوم السبت لتسع ليال خلون منه- يعني من شهر ربيع الأول من سنة إحدى وسبعين- فنزل في الجانب الشرقي، ثم عبر في يوم الأحد إلى الجانب الغربي من الفرات، وهو جانب المدينة، وهي مدينة صغيرة (38- و) ولها قلعة وربض، عليها سور واحد، بعض بنائها على الفرات وبعضه بينه وبين الفرات رقه.

وذكر البلاذري في كتابه قال: وكانت بالس والفرى المنسوبة إليها حدها الأعلى والأسفل أعذاء عشريه، فلما كان مسلمه بن عبد الملك بن مروان توجه غازيا للروم من نحو الثغور الجزرية، عسكر ببالس، فأتاه أهلها وأهل توبلس وقاصرين وعابدين وصفين، وهي قرى منسوبة إليها، وأتاه أهل الحد الأعلى فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث من غلاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه، فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشروط، ورمّ سور المدينة وأحكمه، ويقال بل كان ابتداء العرض من مسلمة، وأنه دعاهم الى هذه المعاملة، فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته، فلم تزل في أيديهم إلى أن جاءت الدولة المباركه، وقبض عبد الله بن علي أموال بني أمية، فدخلت فيها، فأقطعها أمير المؤمنين أبو العباس سليمان بن علي ابن عبد الله بن العباس، فصارت لابنه محمد بن سليمان. وكان جعفر بن سليمان أخوه يسعى به إلى أمير المؤمنين الرشيد، ويكتب إليه فيعلمه أنه لا مال له ولا ضيعه الا وقد اختان أضعاف قيمته، وأنفقه فيما يرشح له نفسه، وعلى من اتخذ من الخول (38- ظ) وأن أمواله حلّ طلق لأمير المؤمنين، وكان الرشيد يأمر بالاحتفاظ بكتبه، فلما توفي محمد بن سليمان، أخرجت كتب جعفر إليه واحتج عليه بها، ولم يكن لمحمد أخ لأبيه وأمه غيره، فأقرّ بها، وصارت أمواله للرشيد، فأقطع بالس وقراها المأمون، فصارت لولده من بعده «1» . (39- و) «2» .... (39- ظ) «3» .

ذكر اخرى فى بالس

[ذكر اخرى فى بالس] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي قرأت في كتاب جغرافيا لابن حوقل النصيبي قال: بالس وهي مدينة على شط الفرات من غريبه، صغيره، وهي أول مدن الشام على الفرات، فعفت آثارها ودرست قوافلها وتجارها بعد سيف الدولة، وهي مدينة عليها سور أزلي، ولها بساتين فيما بينها وبين الفرات، وأكثر غلاتها القمح والشعير، ومن مشهور أخبارها أن المعروف بسيف الدولة عند انصرافه عن لقائه صاحب مصر، وقد هلك جميع ماله، أنفذ إليها المعروف بأبي حصين القاضي، فقبض من تجار كانوا بها، توافرت لهم الأوقات ولم يطلق لهم النفور مع خوف بالهم، فأخرجهم عن أحمال بزّ، وأطواف زيت الى ما عدا ذلك من متاجر الإسلام في دفعتين بينهما شهور قلائل وأيام يسيرة ألف ألف دينار «1» . ونقلت من كتاب البلدان تأليف أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب، وذكر بالس وقال: وهي مدينة قديمة على شاطىء الفرات في أصل جبل، ومنها تحمل التجارات التي ترد من مصر وسائر أرض الشام في السفن إلى بغداد، وخراج بالس إلى عامل ديار مضر، وحربها وصلاتها إلى عامل جند قنّسرين والعواصم، وأهلها أخلاط من العرب والعجم (40- و) .

باب في ذكر حيار بني القعقاع

باب في ذكر حيار بني القعقاع ويعرف بحيار بني عبس أيضا. وهي منسوبة إلى بني القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث العبسي، وهم أخوال الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان. لأن أمهما ولادة بنت القعقاع بن خليد بن جزء، وقيل هي ولّاده بنت العباس بن جزء. وكان الحيار بلدا قديما، فصار الآن منزلا للأعراب، ويعرف بقنّسرين الثانية، فإنني قرأت في كتاب البلدان لابن واضح الكاتب في تعداد كور جند قنسرين والعواصم، قال: وكورة قنّسرين الثانية وهي حيار بني القعقاع وأهلها عبس وفزاره وغيرهم من قيس. وذكر أبو الحسين بن المنادي في كتابه المعروف بالحافظ أن الحيار من الإقليم الثالث. وذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب البلدان فيما حكاه عن شيوخه، ونقلته من خط بنوسه، قال: وقالوا: وكان حيار بني القعقاع بلدا معروفا قبل الإسلام، وبه كان مقتل المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة، فنزله بنو القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة ابن ربيعه بن مازن بن الحارث بن قطيعه بن عبس بن بغيض، فأوطنوه فنسب إليهم، وكان عبد الملك بن مروان أقطع القعقاع به قطيعة، وأقطع عمه العباس بن جزء بن الحارث قطائع أو غرها له إلى اليمن، وأوغرت بعده، وكانت، أو أكثرها (40- ظ) مواتا. وكانت ولّادة بنت العباس عند عبد الملك بن مروان فولدت له الوليد وسليمان «1» .

باب في ذكر معرة النعمان

باب في ذكر معرة النعمان هي مدينة حسنة وكان لها سور من الحجارة، وأبنيتها أبنية حسنة بالحجر، وهي كثيرة الأشجار والفواكه، لا سيما من التين والفستق والزيتون. ويغلب على أهلها الذكاء المفرط، وخرج منها جماعة من العلماء والشعراء منهم أبو العلاء بن سليمان، وكان الفرنج قد هجموها، وتشمتت أهلها في البلاد في سنة ست وسبعين وأربعمائة «1» ، ثم فتحها من أيديهم أتابك زنكي بن آقسنقر، ورد على أهلها أملاكهم، فعادوا إليها وسكنوها وعمرت المدينة عمارة حسنة، لكن سورها خرب، وبنى بها الملك المظفر محمود بن ناصر الدين محمد بن تقي الدين عمر بن شاهانشاه حين كانت في يده قلعة حسنة حصينة، ونقل حجارتها من سياث، مدينة خربه كانت قريبا منها، ومن أبنية الروم التي في الكنائس المنهدمة في بلدها، وانتزعها من يده عسكر الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز بن الملك الظاهر أعز الله أنصاره، فزاد في عمارتها وتقويتها، فقويت قلوب أهلها بالقلعة ورغبوا في عمارة البلد وسكناه، وهي اليوم من أعمر البلاد، وقد صار أكثر عبور القوافل عليها. أنبأنا أبو محمد وأبو العباس ابنا عبد الله بن علوان الأسديان عن أبي عبد الله محمد بن أبي السعادات عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسن المسعودي قال: معرّة النعمان هي منسوبة (41- و) إلى النعمان بن بشير من الصحابه رضوان الله عليهم، كان والي حمص والعواصم وتلك النواحي، وكانت المعرة قديما تسمى ذات القصور، فلما مات للنعمان ابن هناك، قيل لها معرّة النعمان.

وأخبرني أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي قال: كان اسمها- يعني المعرة- قديما ذات القصور، فنسبت إلى النعمان بن بشير من الصحابة رضي الله عنهم، لأن ابنه مات بها «1» . وبلغني من غيره أن التي تعرف بذات القصور هي معرة مصرين، والأول أصح. وأخبرني القاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن مدرك بن سليمان المعرّي قاضيها بها، فيما يأثره عن أهل معرّة النعمان أن معرة النعمان إنما نسبت إلى النعمان بن بشير لأن موضعها كان أجمة قصب، وكان سكنى أهل المعرّة بسياث، وهي المدينة إذ ذاك، وآثارها تدل على ذلك فخرج من سياث ولد النعمان يتصيد، فافترسه الأسد عند الأجمة، فدفنه في ذلك الموضع، وبنى منزلا عند قبره، وقال لأهل سياث من كان يودّني ويحب موافقتي فليبن له موضعا عند الموضع الذي ابتنيته، فبنى الناس معرّة النعمان، وسيت بذلك لما لحق النعمان من معرّة الحزن على ولده. قلت: والصحيح أن النعمان بن بشير جدد بناءها وزاد فيه، واختارها للمقام أيام ولايته فنسبت إليه، وقد كانت مدينة معروفة قبل ذلك، فتحها أبو عبيدة رضي الله عنه. وأكثر أهلها من تنوخ. (41- ظ) . وقال البلاذري في كتاب البلدان له: هي منسوبة الى النّعمان بن بشير «2» . وقال ابن حوقل النصيبي في جغرافيا: معرّة النعمان مدينة هي وما حولها من القرى أعذاء ليس بنواحيها ماء جار ولا عين «3» .

كذا قال وقد شاهدت عين ماء من قبلي المعرّة على الطريق بالقرب منها. وقال الجدليّ: هي منسوبة الى النعمان بن بشير الأنصاري، كان معاوية ابن أبي سفيان أقطعه إياها فنسبت إليه. وقال ابن واضح الكاتب: ومعرّة النعمان مدينة قديمة خراب وأهلها تنوخ. وذكر صاحبنا ياقوت بن عبد الله الحموي في كتابه وقال: بمعرّة النعمان قبر محمد بن عبد الله بن عمار بن ياسر «1» . وقرأت بخط محمد بن أحمد بن الحسن الكاتب في روزنامج «2» أنشأه وذكر فيه رحلته من بلاد أذربيجان إلى الحج وعوده منه، وجعله كالتذكرة لولده قال فيه بعد أن ذكر خروجه من حلب حرسها الله: ونزلنا سرمين، فاستقبلي القائد بها بالإكرام والإنعام، وركب في صحبتي إلى معرّة النعمان، بل مقر الروح والريحان، بل زهرة العين والجنان، بل معدن البيان واللسان والرجحان في الأدب والشعر والاتقان، بل محل كل كريم وهجان، وهي مدينة تبل غلة الظمآن، وتفثأ أكلة الغرثان السغبان «3» . أخبرنا أبو علي الأوقي إذنا عن أبي طاهر السّلفي قال: حدثني محمد بن أحمد ابن إبراهيم الرازي قال: هذه نسخة كتاب الشيخ أبي القاسم عبد العزيز بن الحسين بن علي بن زبيد المصري وقد رأيته بمعرة النعمان، ولم أسمعها منه، وذكر فيها: ثم سافرت منها- يعني طرابلس- فوصلت معرة النعمان فوجدتها واسعة الأسواق كثيرة الأرفاق، صحيحة الهواء، واسعة الفضاء، مياهها غزيرة، وفواكهها

كثيرة، وأهلها يميلون الى الخير والتعفف، ويعيشون بالقناعة والتكلف، وفيهم بعض الحمية، وشيء من العصبية، ولهم مع هذا معرفة بالشر والخصومة، وعادة شدة السعاية والنميمة، غير أن ذلك فيما بينهم لا يتعداهم ولا يتجاوزهم إلى أحد سواهم. وأنبأنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي عن تاج الاسلام أبي سعد السمعاني قال: وذكر أبو نصر بن هميماه الرامشي أن النسبة الصحيحة إليها معر نمي لأن ثم معرّتين (42- و) معرّة النعمان ومعرّة مصرين، فالنسبة الى الأولى معرنمي والى الثانية معرمصي غير أن أكثر أهل العلم لا يعرف ذلك، والمعري المطلق منسوب إلى معرّة النعمان. قال أبو سعد السمعاني: خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، وقبر عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه في سوادها بموضع يقال له دير سمعان «1» . ومن أحسن ما وقع إلى في وصفها أبيات قالها الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن المغربي، وقد أخبرنا ببعض قوله أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: أنشدني أبو صالح قراطاش بن طنطاش الظّفري إملاء قال: أنشدني أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري ح. وقد أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن ابن كادش قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن حرده قال أنشدني الوزير أبو القاسم المغربي لنفسه والأبيات: ما على ساكن المعرّة لو أن ... ديارا أنبت بهم أو طلولا يسكنون العلى معاقل شما ... ويرون الآداب ظلا ظليلا منزل شاقني أنيس وما كا ... ن رسوما نواحلا وطلولا

حيث يدعى النسيم فظا وتلفى ... سبل الغاديات شكسا بخيلا أينما تلتفت تجد ظلّ طوبى ... وتجد كوثرا أغر صقيلا (42- ظ) تربها طيب الشباب فما تصحب ... إلّا السرور فيها خليلا فترى اللهو إن أردت طليقا ... والتّقى إن أردته مغلولا وإذا ما اعتزى بها الأدب العذ ... ريّ جاءوا عمارة وقبيلا ليت لا يعنف السحاب عليها ... ليته جادها عليلا كليلا وسلام على بنيها ولا زا ... ل نعيم الحياة فيهم نزيلا أنشدنا الحسن بن عمرو بن دهن الخصا قال: أنشدنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي قال: أنشدنا الخطيب أبو زكريا التبريزي إجازة، ح. وأنشدنا أبو المحامد إسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدني أبو جعفر محمد ابن المؤيد بن أحمد التنوخي قال: أنشدني جدي أبو اليقظان أحمد بن محمد بن حواري قالا: أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه مما قاله ببغداد يتشوق بلده: متى سألت بغداد عني وأهلها ... فإني عن أهل العواصم سآّل إذا جنّ ليلي جنّ لبي وزائد ... خفوق فؤادي كلما خفق الآل وماء بلادي كان أنجع مشربا ... ولو أن ماء الكرخ صهباء جريال فيا وطني إن فاتني بك سابق ... من الدهر فلينعم لساكنك البال فإن أستطع في الحشر آتك زائرا ... وهيهات لي يوم القيامة اشتغال «1» ***

باب في ذكر معرة مصرين

باب في ذكر معرة مصرين «1» وهي من الجزر من عمل حلب، ويقال فيها معارة مصرين أيضا، وهي مدينة مذكورة وبلدة مشهوره، لها ذكر في الفتوح، وباب الرزق فيها لطالبه مفتوح، باطنها حسن وظاهرها أغن محفوفة بالأشجار، وشرب أهلها من ماء الأمطار، ولها سور قديم مبني بالحجر، وقد تهدم، وكاد أن لا يبقى منه إلا الأثر، وكان الفرنج قد استولوا عليها حين استولوا على الأثارب «2» وزردنا. وزردنا «3» قرية قريبة منها كان لها قلعة خربت، ففتح إيلغازي بن أرتق مدينة معرّة مصرين وزردنا والأثارب في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة بعد أن كسر الفرنج على ما نشرحه إن شاء الله في ترجمته؛ وأهلها ذوو يسار وأموال وأملاك ولما هجمها الفرنج دفن أهلها فيها أموالا، فظهر بعدهم منها شيء. ويقال أنها هي التي تعرف بذات القصور، وكان أكابر حلب وأعيانها (43- و) يرغبون في اقتناء الأملاك بها، واتخاذ الدور والمنازل فيها، وكان فيها لسلفنا أملاك وافرة، خرج عنا بعضها، وبقي البعض، ويجلب منها الزيت الكثير، وأرضها عذي

يزرع فيها البصل والثوم والكسفره والحبّه، فتأتي على أكمل ما يكون من غير سقي. وذكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان ما ذكره عن مشايخه في ذكر الفتوح قالوا: وبلغ أبا عبيدة أن جمعا للروم بين معارة مصرين وحلب، فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك الجيش، وسبى وغنم، وفتح معارة مصرين على مثل صلح حلب «1» . وقد عد ابن واضح الكاتب لجند قنسّرين والعواصم كورا فقال: وكورة مرتحوان، وكورة معرة مصرين. قلت: وكلتاهما من الجزر متلاصقتان، ومرتحوان قريبة من معرة مصرين. وقال الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه: وكان بلد معرة مصرين إلى جبل السماق بلد التين والزبيب والفستق والسماق وحبة الخضراء، يخرج عن الحد في الرخص، ويحمل إلى مدن العراق، ويجهز إلى كل بلد. أنشدني بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد الخشّاب قال: أنشدني بعض أهل معرة مصرين لحمدان بن عبد الرحيم. جادت معرة مصرين من الديم ... مثل الذي جاد من دمعي لبينهم وسالمتها الليالي في تغيّرها ... وصافحتها يد الآلاء والنّعم ولا تناوحت الإعصار عاصفة ... بعرصتيها كما هبّت على إرم حاكت يد القطر في أفنائها حللا ... من كل نور شنيب الثغر مبتسم (43- ظ) إذا الصّبا حرّكت أنوارها اعتنقت ... وقبّلت بعضها بعضا فما لفم كأنما نشرت كفّ الربيع بها ... بهار كسرى مليك الفرس والعجم

كم وقفة لي بباب السوق أذكرها ... مع أسرة ماتت الدنيا لموتهم وكم على تل باب الحصن من أرب ... أدركته عند خلّ من بني جشم وكم على الجانب الشرقي لي خلس ... مع فتية يدرؤون الهم بالهمم مهلهليّون لا يألون في كرم ... جهدا ويرعون حقّ الجار والذمم عاقرتهم وجلابيب الصبا قشب ... وعارضي غير محتاج إلى الكتم يا ليت شعري وليت أصبحت غصصا ... هل يجمع الله شملي بعد بينهم وما كفى الدهر مني أن نأى بكم ... عني وغادرني لحما على وضم حتى أراني حصار الكفر ثانية ... بناظر غرق تحت الدموع عم صبرا لعلي أرى للدهر عاطفة ... تدبّ فينا دبيب البرء في السّقم فالله يعقب أهل الصّبر إن صبروا ... وصابروا بنعيم غير منصرم الكفر قرية كبيرة من الجزر من كورة مرتحوان ولها مغائر كان الفرنج إذا أغاروا على البلد دخلوا واحتموا فيها ومعهم أهل يحمول وبيت رأس وهي ثلاثة قرى مجتمعات يسمع في كل قرية صوت من يصيح في الأخرى، فكان الفرنج يحصرونهم في المغائر فلا يقدرون عليهم. (44- و) . أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى قال أجاز لنا أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني وقال في معرة مصرين، ورأيته أنا بخطه في ديوان شعره: معرّة مصرين «1» ناهيك مصرا ... محلّا محلى بهاء وفخرا أرق البقاع هواء وماء ... وأبهى المنازل دارا وقصرا أقمت بها يوم صدر أغر ... يضاهي وجوها من القوم غرا ووا لهفتا لو أعان الزمان ... خلعت على ذلك اليوم شهرا (44- ظ)

باب في ذكر حاضر قنسرين

باب في ذكر حاضر قنسرين ويقال له حاضر طيء، وكان مدينة إلى جانب قنسرين، ولها قلعة تشبه قلعة قنسرين وبها قوم من طيء، فلهذا ينسب إليهم. وقيل بأن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس لما تزوج رائطة بنت عبد الله الحارثية، دخل بها في دار رجل من أهل الحاضر يقال له طلحة بن مالك الطائي، أو منصور بن مالك الطائي، فاشتملت على أبي العباس السفاح في داره. والحاضر الآن قرية كبيرة يسكنها الفلاحون، وخربت قلعتها وصارت الآن تلّا يزرع فيه القصيل والأشنان. قرأت بخط ابن كوجك العبسي الحلبي في كتاب سيرة المعتضد تأليف سنان ابن ثابت بن قرّه مما نقله من خط أحمد بن الطيب السرخسي في مسير المعتضد إلى وقعة الطواحين فقال بعد أن ذكر دخول المعتضد إلى حلب: ورحل الأمير من مدينة حلب يوم الخميس لليلتين خلتا من رجب- يعني من- سنة إحدى وسبعين نحو قنسرين الأولى، وبينهما اثنا عشر ميلا تكون أربعة فراسخ، وقنسرين مدينة صغيرة لأخي الفصيص التنوخي، وعليها سور، ولها قلعة، وسورها متصل بسور سائر المدينة، وعلى فرسخ من هذا الموضع مما يلي حلب مثل هذه المدينة لطيء، وهي التي تعرف بحاضر طيء، وعليها سور أيضا، ولها قلعة على بناء قنسرين. وقرأت بخط بنوسه في كتاب أخبار (45- و) البلدان وفتوحها وبنائها تأليف أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري: وكان حاضر قنسرين لتنوخ مذ أول ما تنخوا بالشام نزلوه وهم في خيم الشعر، ثم ابتنوا به المنازل، فدعاهم أبو عبيدة إلى الإسلام، فأسلم بعضهم، وأقام على النصرانية بنو سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.

قال: فحدثني بعض ولد يزيد بن حنين الطائي الأنطاكي عن أشياخهم أن جماعة من أهل ذلك الحاضر أسلموا في خلافة المهدي، فكتب على أيديهم بالخضرة قنسرين. ثم قال البلاذري: وكان حاضر طيء قديما نزلوه بعد حرب الفساد التي كانت بينهم حتى نزل الجبلين من نزل منهم، فتفرق باقوهم في البلاد، فلما ورد أبو عبيدة عليهم أسلم بعضهم، وصالح كثير منهم على الجزية، ثم أسلموا بعد ذلك بيسير إلا من شذّ عن جماعتهم «1» . وقال ابن واضح الكاتب: وبإزاء مدينة قنسرين مدينة يقال لها حاضر طيء بها منازل طيء. قلت: وبها الآن جماعة كبيرة عبسيون. وكان عكرشة بن أربد العبسي نازلا بها في أيام هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد، فمات بنوه فيها فقال يرثيهم وسنذكرها في ترجمته إن شاء الله تعالى. سقى الله أجداثا ورائي تركتها ... بحاضر قنسرين من سبل القطر مضوا لا يريدون الرواح وغالهم ... من الدهر أسباب جرين على فدر «2» (45- ظ) أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بالمزّة من لفظه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي أحمد لفظا قال: أنبأنا محمد بن محمد الصوفي عن أبي سعد الفقيه قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: قرىء على أبي محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب قال: أخبرنا أبو حاتم الرازي قال: دخلت حاضر قنسرين فرأيت مدينتها وبيوتها وحيطانها وأنهارها قائمة ليس فيها أحد، فسألت عن أمرهم فقيل لي: إنه كان بينهم وبين أهل حلب قتال، فكانوا يغدون كل يوم للقتال حتى كان ليلة دخلوا مدينتهم، فأصبحوا وليسوا في المدينة لا يدرى أين أخذوا.

باب في ذكر سرمين

باب في ذكر سرمين «1» وهي مدينة بطرف جبل السماق كبيرة العمل واسعة الرستاق، ولها مسجد جامع وأسواق. وكان لها سور من الحجر خرب في زماننا هذا ودثر، وبها مساجد كثيرة دائرة كانت معمورة بالحجر النحيت عمارة فاخرة، قيل إن بها ثلاثمائة وستين مسجدا ليس بها الآن مسجد يصلى فيه إلا المسجد الجامع، وأكثرها الآن إسماعيلية ولهم بها دار دعوة. وكان يسكن بها الحسن بن عجل المعروف بالصوفي الذي ينتسب إليه بنو الصوفي رؤساء دمشق، وكان جد أبي الحسن علي بن مقلد بن منقد صاحب شيزر لأمه، ولما قوي أمر الإسماعيلية بسرمين تحول (46- و) إلى حلب فسكنها، وداره بحلب هي الدار التي وقفها شيخنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم رحمه الله مدرسة لأصحاب الشافعي رحمه الله، تجاه المدرسة النورية، وخرج منها فضلاء وشعراء. وذكرها أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان في تسمية كور جند قنسرين والعواصم فقال: كورة سرمين وأهلها من قيس. وكان بقربها في جبل بني عليم حصن منيع يقال له كفر لاثا «2» ، وكان الفرنج قد استولوا عليه وعلى سرمين في سنة ست وسبعين وأربعمائة «3» ، فاستنقذه نور الدين محمود بن زنكي من أيديهم وخرّبه.

باب في ذكر كفر طاب

باب في ذكر كفر طاب وأما مدينة كفر طاب فكانت مدينة مبنية بالمدر وشربهم من صهاريج من ماء المطر، وكان بها جماعة من الأعيان الموسرين، ومن أهل العلم والدين، فهجمها الفرنج في سنة ست وسبعين «1» ، فتشتت أهلها في بلاد الشام، وكان منهم المعروفون ببني قشام، ولما استرجعها أتابك زنكي من أيدي الكفار رجع إليها من أهلها من أحب الرجوع واختار، وكان بها جماعة من العلماء، والأدباء والشعراء. وذكرها أحمد بن أبي يعقوب بن واضح في كتاب البلدان فقال: ومدينة كفر طاب والأطميم وهي مدينة قديمة، وأهلها قوم من يمن من سائر البطون، وأكثرهم كنده. الأطميم هي المعروفة (46- ظ) الآن بلطمين «2» ، وهي قرية كبيرة جامعة. قرأت بخط أبي طاهر السّلفي في رسالة أبي المظفر إبراهيم بن أحمد الأذري التي ذكر فيها رحلته إلى الشام وغيرها قال: ومنها- يعني من معرة النعمان- إلى كفر طاب، وما أحسنها بلدة لو أن لأهلها ماء لشفاههم وشربا لأفواههم «3» . أنشدني والدي رحمه الله لبعض الشعراء يصف كفر طاب بقلة الماء: بالله يا حادي المطايا ... بين حناك وأرمنايا

عرّج على أرض كفر طاب ... وحيّها أوفر التحايا وأهد لها الماء فهي ممن ... يفرح بالماء في الهدايا ويروى: يهدى لها الماء في الهدايا. وقيل بأن هذه الأبيات لأبي محمد عبد الله بن محمد سعيد الخفاجي الحلبي، والأمر على ما ذكره في قلة الماء بها، فإن حمامها لها صهريج من ماء المطر، وما يخرج منها من الماء المستعمل يستعملونه في دباغة الجلود، ثم يستعملونه في طين الفخار الذي يعمل بها، ويحمل الى البلاد التي حولها «1» . ***

باب في ذكر أفاميه

باب في ذكر أفاميه ويقال فيها فاميه أيضا بغير ألف، وهي مدينة قديمة، وبها آثار روميه عظيمه ولها قلعة منيعة في نهاية القوة، هي باقية إلى اليوم، وقد ذكرنا فيما تقدم أن سلوقس بناها وبنى سلوقيه، وحلب، والرها، واللاذقية. وقال ابن واضح الكاتب في كتاب البلدان: ومدينة فاميه، وهي مدينة رومية قديمة خراب على بحيرة عظيمة، وأهلها عذرة وبهراء. وشاهدت في طريق حماه بالقرب من العبّادي أثر قناة قيل لي: إن هذه قناة أفاميه وكانت تأتي إليها من سلميه. وأخبرني والدي رحمه الله قال إذا مدّ نهر قويق وغاض بالمطخ يحمر ماء بحيرة أفاميه فيقولون إن مغيض الماء يخرج تحت الأرض إلى البحيرة المذكورة. وبعض الناس يقول: إن سمك البحيرة يحيض فيحمر ماؤها، وأفاميه بلدة وبئة جدا. ويقال: إن أبا هريرة صار الى فاميه فلم يضيفوه، فارتحل عنهم، فقالوا: يا أبا هريرة لم ارتحلت عنا؟ فقال لأنكم لم تضيفوني. قالوا: ما عرفناك. فقال وإنما تضيفون من تعرفوا؟ قالوا: نعم، فارتحل عنهم. أخبرنا بذلك أبو الحسن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن علي الخزوي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قال: حدثنا

أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو المعمر المسدّد بن علي ابن عبد الله بن العباس الأملوكي قال: أخبرنا أبي أبو طالب علي قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن سعيد قال: حدثنا عمران بن بكّار البراد قال: حدثنا عبد السلام بن محمد الحضرمي عن بقيّة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن أبا هريرة دخل حمص مجتازا بها حتى صار الى فاميه فلم يضيفوه، فارتحل عنهم، وذكر ما ذكرناه إلى آخره. وقلعة فاميه من القلاع الموصوفة بالحصانة والمنعة «1» . وأنبأنا أبو القاسم الأنصاري عن الحافظ أبي طاهر السلفي عن أحمد بن محمد ابن الآبنوسي عن أبي الحسين بن المنادي قال: أما القلاع التي اتخذها جباروا الأمم وملوك الأرض عواصم من أعدائهم، والأبنية التي تحصنوا بها من مخاوفهم فأكثر من أن تحصى، وإن من أعجبها بنيانا وأمنعها بإذن الله لمن استقطنها قلعة ماردين، وقلعة بعلبك، وقلعة فاميه. وذكر غير ذلك. وكانت أفامية في أيدي نواب المصريين فنزل عليها قسيم الدولة آق سنقر في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، فكاتبه أهلها فخاف الوالي وسلمها إليه، فسلمها إلى أبي المرهف نصر بن منقذ، ثم أخذها منه تاج الدولة تتش، فلما قتل وثب أهلها فيها، ونادوا بشعار المستنصر المستولي على مصر، فسير إليها خلف بن ملاعب في سنة ثمان وثمانين، إلى أن قتله الباطنيه بها فنزل عليها طنكري الفرنجي فتسلمها في شهر محرم من سنة خمسمائة بعد أن أقام عليها ثمانية أشهر «2» .

باب في ذكر شيزر

باب في ذكر شيزر هي مدينة صغيرة وفواكهها كثيرة ولها قلعة حصينة، ومدينة تحت مدينة استولى عليها الفرنج «1» حين خرجوا الى الشام وانتزعوها من أيدي ولاة الإسلام وكان لسديد الملك أبي الحسن علي بن المقلّد بن منقد قلعة الجسر إلى جانبها فعمرها وحصنها، وقصد بذلك التضييق على الأسقف الذي كان بشيزر، فحصل لابن منقذ ما قصده، وضاق بالأسقف الأمر وكره بلده، فاشترى شيزر من الأسقف بمال بذله، وتسلم منه البلد ونزله، وذلك في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وعمرها ابن منقذ وسكنها، وشيّد قلعتها وحصنها، فصارت مذكورة بين البلاد. وأمراؤها السادة بنو منقذ هم الأجناد، وقصدها أبو المكارم مسلم بن قريش بالحصار، فعاد عنها بالخيبة والخسار، فقال فيه سالم بن المهذب عند عجزه عنها أبياتا ستذكر في ترجمته إن شاء الله، منها. قمت كمدا فالجسر لست بجاسر ... عليه وعاين شيزرا أبدا شزرا «2» (47- ظ) وشيزر بلد موصوف بالوخامة، وفيه يقول مؤيد الدولة أسامة:

وخمت وجاورها العدو فأهلها ... شهداء بين الطعن والطاعون «1» ولم تزل شيزر في أيدي بني منقذ يسكنونها ويحامون عنها ويحفظونها إلى أن جاءت الزلزلة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، فهدمت شيزر وحماه، وقتلت صاحبها محمد بن سلطان بن منقذ، وهتكت حماه، وكان قد ابتنى دارا وزخرفها، وجلس فيها وعنده أولاده وبنو عمة وحاشيته وهم يتفرجون على قرد عندهم، فجاءت الزلزلة وهدمت الدار عليهم، فلم ينج منهم غير القرد، وبادر نور الدين محمود بن زنكي إلى شيزر فتسلمها وعمر أسوارها، ودفعها إلى سابق الدين عثمان ابن دايته، ولم تزل في عمارة وزيادة الى أن أخذت من ابن ابنه، حصره الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر رحمهما الله، فتشعثت أحوال المدينة، وقلت معايش أهلها لعدم سكنى العسكر بها، وأما القلعة فأحوالها منتظمة وأمورها مستقيمة ملتئمة، ونهر الأرنط يحلء سفح القلعة، وقد بني عليه سكر «2» ليجتمع الماء تحت القلعة، ويسمى ذلك الموضع الخرطله. وقد ذكرها امرؤ القيس في قصيدته الرائية بقوله: تقطّع أسباب اللبانه والهوى ... عشية جاوزنا حماة وشيزرا «3» أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن حمزة العرقي كتابة وأخبرنا عنه سماعا أبو محمد عبد الدائم ابن عمر بن حسين قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن جعفر السعدي المعروف بابن القطّاع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن البرّ اللغوي قال: أخبرنا أبو محمد

إسماعيل بن محمد النيسابوري قال: أخبرنا أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قال: وشيزر اسم موضع لا أحسبه عربيا صحيحا «1» (48- و) . وقد ذكرها أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صوره الارض والمدن وما تشتمل عليه فقال: فأما شيزر وحماه فإنهما مدينتان صغيرتان نزهتان، كثيرتا المياه والشجر والزرع. ***

باب في ذكر حماة

باب في ذكر حماة حماة بلدة حسنة نضرة حلوة خضرة، أطاع حسنها العاصي واستحلاها الداني والقاصي طيبة الفواكه والثمار، وأهلها خيرة أبرار، وهي مدينتان والقلعة بينهما، وعلى كل مدينة منهما سور، وفيها سوق، والمدينة الغربية تعرف بسوق الأعلى، والمدينة الشرقية تعرف بسوق الأسفل، ولكل واحدة منهما مسجد جامع تقام فيه الخطبة، ونهر الأرنط يحف بدور المدينتين، ولم تكن قلعتها بالحصينة ولا المختارة وخربتها الزلزلة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وكانت زلزلة عظيمة هائلة. ولما ملكها تقي الدين عمر ابن أخي السلطان الملك الناصر حصنها وقواها، وجاء بعده ولده الملك المنصور محمد بن عمر فجدد أسوار القلعة، وبناها وشيدها وعلاها فصارت من أحسن القلاع وأبهاها، ويغلب على أهلها العلم والأدب، وقد عدها البشاري كما ذكرناه من مدن حلب «1» . وقرأت بخط أبي طاهر السلفي في رسالة أبي المظفر الليثي قال: ومنها- يعني من كفر طاب- الى حماه، وهي مدينة نزهة بنيت على النهر المعروف بالعاصي، وربما قيل له المقلوب، وعلى حافتي النهر دواليب يسميها أهلها الحنّانات، ومن جملتها الحنانة المعروفة بأم الحسن، ويقال إن فلكها أربعون ذراعا «2» (48- ظ) وقد ذكرها امرؤ القيس مع شيزر في شعره كما ذكرنا، وكذلك عبيد الله ابن قيس الرقيات في قوله:

قضوا بي أنظر نحو قومي نظرة ... فلم يقف الحادي بنا وتغشمرا فوا حزنا إذ فارقونا وجاوزوا ... سوى قومهم أعلى حماة وشيزرا «1» وقال أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في ذكر حماة: وهي مدينة قديمة وعلى نهر يقال له الأرنط وأهل هذه المدينة قوم من يمن، والأغلب عليهم بهراء وتنوخ. وعدّها ابن واضح من عمل حمص لكن البشاري ذكرها وشيزر ورفنيه من مدن حلب. وذكر أبو العلاء المعري أنها من العواصم. ورفنية مدينة قريبة من حماة خربت ودثرت. وقيل إنما سميت حماة لأنه نزل بها الحماني بن كنعان بن حام. أنشدني أبو الربيع سليمان بن ينيمان بن أبي الجيش بن ينيمان الإربلي لنفسه: سقى زمنا بربع حماة ولّى ... هزيم الودق منهلّ الرّباب حتى يستطير البرق فيه ... كمتن السيف سلّ من القراب فكم سلفت لنا فيها ليال ... سرقناهنّ من عصر التّصابي وكم صدنا بها من ظبي إنس ... رخيم الدلّ مقتبل الشباب يريك إذا بدا أنوار وجه ... كشمس الأفق تسفر عن نقاب وعاصيها يصفّق حين تشدوا الحمائم ... فوق أغصان رطاب ترى الأنهار منها في اصطخاب ... إذا الورقاء أبدت في انتحاب فكم من جدول ينساب فيه ... على الحصباء جريا كالحباب وبدر التّمّ قد ألقى سناه ... عليه فهو فضّي الإهاب فلا تعدل بعاصيها قويقا ... فأين الدّوح من تلك الهضاب

باب في ذكر بغراس

باب في ذكر بغراس هي قلعة مذكورة حصينة وكان الطريق الى الثغور للغزاة عليها، وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب قد استنقذها من أيدي الكفار في ثاني شعبان من شهور سنة أربع وثمانين وخمسمائة، فخرب قلعتها. فجاء الفرنج الديوية «1» وعمروها واستولوا عليها وهي الآن في أيديهم. وقريب منها حصن الدربساك فتحه الملك الناصر أيضا في ثامن من شهر رجب من السنة المذكورة، وهو في أيدي المسلمين اليوم. وقرأت في كتاب أبي زيد أحمد بن سهل البلخي في صفة الارض والمدن (49- و) وما تشتمل عليه قال: وبغراس على طريق الثغور، وبها دار ضيافة لزبيدة، وليس بالشام دار ضيافة غيرها. وذكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان وفتوحها وأحكامها ونقلته من خط بنوسه وحكاه البلاذري عمن حدثه من أهل الشام قالوا: وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك فوقفها في سبل البرّ، وكانت عين السلور وبحيرتها له أيضا. قلت: يريد بعين السلور وبحيرتها بحيرة يغرا من عمل حارم «2» ، وناحية العمق.

وقال البلاذري: وحدثني بعض أهل أنطاكية وبغراس أن مسلمة بن عبد الملك لما غزا عموريه حمل معه نساءه وحمل ناس ممّن معهم نساءهم وكانت بنو أمية تفعل ذلك إرادة الجد في القتال للغيرة، فلما صار في عقبة بغراس عند الطريق المستدقة التي تشرف على الوادي سقط محمل فيه امرأة الى الحضيض، فأمر مسلمة أن تمشي سائر النساء، فمشين، فسميت تلك العقبة عقبة النساء. قال: وقد كان المعتصم بالله صلوات الله عليه بنى على حد تلك الطريق حائطا قصيرا من حجارة. قال البلاذري: وقد اختلفوا في أول من قطع الدرب، وهو درب بغراس، فقال بعضهم لبعض: قطعه ميسرة بن مسروق العبسي، وجهه أبو عبيدة بن الجراح (49- ظ) فلقي جمعا للروم ومعهم مستعربة من غسان وتنوخ وإياد يريدون اللحاق بهرقل، فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم لحق به الاشتر النخعى مددا من قبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية. وقال بعضهم: أول من قطع الدرب عمير بن سعد الأنصاري حين توجه في أثر جبلة بن الأيهم. وقال أبو الخطاب الأزدي: إن أبا عبيدة نفسه غزا الصائفة فمر بالمصّيصة وطرسوس، وقد جلا أهلها وأهل الحصون التي تليها، فأدرب وبلغ في غزاته زندة. وقال غيره: إنما وجه ميسرة بن مسروق فبلغ زندة «1» . ***

باب في ذكر المصيصه

باب في ذكر المصيصه وهي الآن في أيدي الأرمن. وهي مدينة مذكورة من الثغور الشامية وأعمال حلب، والاقليم الرابع، وتشتمل على مدينتين بينهما نهر جيحان، مدينة المصيصة من الجانب الغربي من النهر، ومدينة كفربيا من الجانب الشرقي، وكلتاهما كان بها جماعة من أهل العلم. وقرأت في بعض المجاميع في عجائب طبائع البلدان قال: ومن أطال الصوم بالمصّيصة في الصيف هاجت به المرة السوداء، وربما جنّ. وقرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قال: حدثنا أبو محمد وأبو الفضل والقاسم وصالح ابنا أبي القاسم العجليان قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن الضريس الرازي قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: توسوس يوسف بن أسباط بالمصّيصة، وعوفي حتى صار إلى حال الصحة. وقرأت بخط أبي عمرو حدثني أبو الحسن العدل علي بن الحسين الحذاء وأبو بكر غانم بن يحيى بن عبد الباقي قالا: حدثنا أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي قال: وكذلك يحكم أهل الحكمة على من أدمن شرب ماء جيحان مع ملازمة الصوم أنه يورث الوسواس. وقرأت في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الزيات الهمذاني في البلدان وذكر من أعاجيب البلاد وقال: ومن أطال الصوم في المصّيصة هاج به المرار الأسود.

وقال أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري في كتاب معجم ما استعجم من أسماء البلاد: المصّيصة بكسر أوله وتشديد ثانيه بعده ياء ثم صاد أخرى مهملة، ثغر من ثغور الشام. وقال أبو حاتم: قال الأصمعي: ولا يقال مصّيصه بفتح أوله «1» . وقرأت بخط إبراهيم بن محمد الطبري (50- و) المعروف بتوزون في كتاب الياقوت تأليف أبي عمر محمد بن عبد الواحد صاحب ثعلب في ياقوته البرم، وذكر أن أبا عمر أملاه علينا من حفظه في شهور سنة سبع وثلاثمائه وعشرين، وذكر أنه قرأة على أبي عمر أيضا قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: هي المصّيصة، والنسب إليها مصّيصي. وأخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي قراءة عليه فيما تلحن فيه العامة مما يكسر، والعامة تفتحه، وهي المصّيصة بكسر الميم «2» . وقرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأجازه لنا عنه غير واحد من الشيوخ قال: وسمعته- يعني أبا الحسن أحمد بن حمزه بن أحمد التنوخي العرقي- يقول كان أبو القاسم بن القطاع يقول فلان المصيصي بتخفيف الصاد وينكر على من يشدده. وأما معرفة من بناها أولا فاختلف في ذلك، فقال أحمد بن الطّيّب السرخسي في المسالك والممالك: المصّيصة، قال: وهي مسماة فيما زعم أصحاب السير باسم الذي عمرها وهو المصيصة بن الروم بن اليفن بن سام بن نوح.

وقرأت في كتاب وقع إليّ بالقاهرة في جماهير أنساب اليمن وأسماء ملوكها، قال أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي حدثنا أبو سليمان داود بن عبد الله اليماني الصنعاني قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا الفضل بن العباس الأنصاري عن أبيه قال: أتي معاوية بن أبي سفيان بشيخ كبير قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فما ينظر إلا ما رفع باليد، قال: ما اسمك؟ قال: عبيد بن شريه «1» ، قال: المني؟ قال: الجرهمي، قال: وهل بقي من جرهم أحد؟ قال: أنا من بقيتهم، قال: فسأله عن مسائل ذكرها، إلى أن ذكر له ولد يافث بن نوح، فقال: يافث (50- ظ) بن نوح ولد سبعة ذكور منهم جومر بن يافث، ومأجوج بن يافث وماذي بن يافث، وياوان بن يافث، وثوبان بن يافث، وماشج بن يافث وتيراس بن يافث. قال: وولد ياوان بن يافث أياس، والمصّيصة وطرسوس، وأذنه، والروم من ولد هؤلاء، وحلّوا بلادهم، فعرفت بأسمائهم على تخوم الروم، طرسوس وأذنه والمصّيصة وأياس. وقد ذكر في التوراة ولد ياوان كما ذكرناه. وقال الحسن بن أحمد المهلبي العزيزي في كتاب المسالك والممالك الذي وضعه للعزيز المستولي على مصر، وذكر المصيصة: فكانت تسمى بغداد الصغيرة لأنها كانت جانبين على النهر، وكان بها من أهلها فتيان فرسان ظرفاء شجعان. قال: فأما خاصيات الثغر فإنه كان يعمل بالبلد الفراء المصّيصية، تحمل إلى الآفاق، وربما بلغ الفرو منها ثلاثين دينارا، ويعمل بها عيدان السروج التي يبالغ

بثمنها إلى هذه الغاية، ولم يكن على وجه الأرض بلد يعمل فيه الحديد المحزوز للكراسي الحديد واللجم والمهاميز والعمد والدبابيس كما يعمل بالثغور. وقرأت في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يعقوب بن واضح الكاتب قال: ومدينة المصّيصة مدينة بناها المنصور أمير المؤمنين في خلافته، وكانت قبل ذلك مصلحة، وأول من قطع جبل اللكام وصار إلى المصّيصة مالك بن الحارث الأشتر النخعي، من قبل أبي عبيدة بن الجرّاح، وكان بها حصن صغير بناه عبد الله بن عبد الملك لما غزا الصائفة. وقد حكينا (51- و) في الباب الذي قبل هذا الباب عن البلاذري قال: وقال أبو الخطاب الأزدي: إن أبا عبيدة نفسه غزا الصائفة فمر بالمصيصة وطرسوس، وقد جلا أهلها وأهل الحصون التي تليها فأدرب، وبلغ في غزاتة زنده. عدنا إلى كلام ابن واضح قال: وخرج المنصور إلى الثغور، فبنى مدينة المصّيصة العظمى على النهر الذي يقال له جيحان، ونقل الى مدينة المصيصة أهل السجون من الآفاق وغيرهم، وبنى أمير المؤمنين المأمون مدينة إلى جانبها سماها كفر بيّا، فصار النهر المعروف بجيحان بين المدينتين، وعلى النهر جسر عظيم قديم معقود بالحجارة، ومدينة المصيصة من الجانب الغربي من جيحان، ومدينة كفر بيا من الجانب الشرقي، وأهلها أخلاط من الناس. وذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب البلدان قال: وحدثني محمد ابن سعد عن الواقدي وغيره قالوا: لما كانت سنة أربع وثمانين غزا على الصائفة عبد الله ابن عبد الملك بن مروان، فدخل من درب أنطاكية، وأتى المصّيصة فبنى حصنها على أساسه القديم، ووضع بها سكانا من الجند فيهم ثلاثمائة رجل انتخبهم من ذوي البأس والنجدة المعروفين، ولم يكن المسلمون سكنوها قبل ذلك، وبنى فيها مسجدا فوق تل الحصن، ثم سار في جيشه حتى غزا حصن سنان ففتحه ووجّه يزيد بن حنين الطائي الأنطاكي فأغار ثم انصرف إليه.

وقال أبو الخطاب الأزدي: وكان أول من ابتنى حصن المصّيصة في الإسلام (51- ظ) عبد الملك بن مروان على يد ابنه عبد الله بن عبد الملك في سنة أربع وثمانين على أساسها القديم، فتم بناؤها وشحنتها في سنة خمس وثمانين، وكانت في الحصن كنيسة جعلت هريا، فكانت الطوالع من أنطاكية تطلع عليها في كل عام، فتشتوا بها، ثم تنصرف، وعدة من كان يطلع إليها ألف وخمسائة إلى الألفين. قالوا: وشخص عمر بن عبد العزيز حتى نزل هرى المصّيصة وأراد هدمها وهدم الحصون بينها وبين أنطاكية، وقال: أكره أن يحاصر الروم أهلها، فأعلمه الناس أنها عمرت ليدفع من بها الروم عن أنطاكية، وقال: أكره أن يحاصر الروم أهلها، فأعلمه الناس أنها عمرت ليدفع من بها الروم عن أنطاكية وأنه إن أخربها لم يكن للعدو ناهية دون أنطاكية، فأمسك وبنى لأهلها مسجدا جامعا من ناحية كفر بيّا، واتخذ فيه صهريجا، ثم ان المسجد جدد في خلافة المعتصم، وهو يدعى مسجد الحصن. «1» قالوا: ثم بنى هشام بن عبد الملك الربض، ثم بنى مروان بن محمد الخصوص في شرقي جيحان وبنى عليها حائطا، وأقام فيه باب خشب، وخندق خندقا، فلما استخلف أبو العباس رحمه الله فرض بالمصّيصة لأربعمائة رجل زيادة في شحنتها، وأقطعهم، ثم لما استخلف المنصور صلوات الله عليه فرض فيها لأربعمائة رجل، ثم لما دخلت سنة تسع وثلاثين ومائة أمر بعمران مدينة المصّيصة، وكان حائطها متشعثا من الزلازل، وأهلها قليل في داخل المدينة فبنى سور المدينة وأسكنها أهلها سنة أربعين ومائة، وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا في (52- و) موضع هيكل كان فيها وجعله مثل مسجد عمر مرات، ثم زاد فيه المأمون أيام ولاية عبد الله بن طاهر بن الحسين المغرب، وفرض المنصور رحمة الله عليه فيها لألف رجل، ثم نقل أهل الخصوص وهم فرس وصقالبه وأنباط نصارى، كان مروان بن محمد أسكنهم إياها وأعطاهم خططا في المدينة عوضا من منازلهم على ذرعها، ونقض منازلهم وأعانهم على البناء، وأقطع أرباب الفرض قطائع ومساكن،

ثم لما استخلف المهدي أمير المؤمنين صلوات الله عليه فرض بالمصّيصة لألفي رجل ولم يقطعهم لأنها قد كانت شحنت من الجنود والمطوعه ولم تزل الطوالع تأتيها من أنطاكية في كل عام، حتى وليها سالم البرنسي، وفرض معه لخمسمائة مقاتل على خاصة عشرة دنانير، فكثر من بها وقووا، وذلك في خلافة المهدي رحمة الله عليه. وقال البلاذري: وحدثني محمد بن سهم عن مشايخ الثغر قالوا: ألحت الروم على أهل المصّيصة في أول الدولة المباركة حتى جلوا عنها، فوجه صالح ابن علي جبريل بن يحيى البجلي إليها فعمرها وأسكنها الناس سنة أربعين ومائة، وبنى الرشيد صلوات الله عليه كفر بيا، ويقال بل كانت ابتديت في خلافة المهدي رحمة الله عليه، ثم غير الرشيد بناءها، وحصنها بخندق ثم رفع إلى المأمون رضي الله عنه في غلة كانت على منازلها، فأبطلها، وكانت منازلها كالخانات، وأمر فجعل لها سور، فرفع، فلم يستتم حتى توفي، فقام المعتصم صلوات الله عليه بإتمامه (52- ظ) وتشريفه. وقال البلاذري: حدثني دؤاد بن عبد الحميد قاضي الرقّة عن أبيه عن جدّه أن عمر بن عبد العزيز أراد هدم المصّيصة ونقل أهلها عنها لما كانوا يلقون من الروم فتوفي قبل ذلك. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أبي منصور جعفر بن عبد الله الدامغاني البغدادي إذنا، وقرأت عليه هذا الإسناد بحلب، قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن محمد بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمره عن رجاء بن أبي سلمة قال: همّ عمر بن عبد العزيز بهدم المصّيصة لتغوّلها في بلاد الروم.

عدنا إلى ما ذكره البلاذري قال: وقال أبو النعمان الأنطاكي: كان الطريق فيما بين أنطاكية والمصيصة مسبعة يعترض الناس فيها الأسد، فلما كان الوليد بن عبد الملك شكي ذلك إليه، فوجه أربعة آلاف جاموسة وجاموس، فنفع الله بها، وكان محمد ابن القاسم الثقفي عامل الحجاج على السند بعث منها بألوف جواميس، فبعث الحجاج إلى الوليد منها بما بعث من الأربعة الآلاف، وألقى باقيها في آجام كسكر، ولما خلع يزيد بن المهلّب فقتل، وقبض يزيد بن عبد الملك أموال بني المهلب أصاب لهم أربعة آلاف جاموسة، كانت بكور دجلة، فوجه بها يزيد بن عبد الملك إلى المصيصة أيضا مع زطها، فكان أصل (53- و) الجواميس بالمصيصة ثمانية آلاف جاموسة، وكان أهل أنطاكية وقنسرين قد غلبوا على كثير منها واحتازوه لأنفسهم في أياه فتنة مروان بن محمد، فلما استخلف أمير المؤمنين المنصور رحمه الله، أمر بردها إلى المصيصة، وأما جواميس أنطاكية فكان أصلها ما قدم به الزطّ معهم، وكذلك جواميس بوقا. وقال أبو الخطاب: بني الجسر الذي على طريق أذنه من المصيصة وهو على تسعة أميال من المصيصة سنة خمس وعشرين ومائة، فهو يدعى جسر الوليد، وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك المقتول. قالوا: ولما كانت سنة خمس وستين ومائة أغزى المهدي رحمه الله ابنه هرون الرشيد صلوات الله عليه بلاد الروم، فنزل على الخليج، ثم خرج فرمّ المصيصة ومسجدها، وزاد في شحنتها، وقوى أهلها «1» . وقرأت في كتاب أبي زيد أحمد بن سهل البلخي في صفة الأرض والمدن قال: والمصيصة مدينتان إحداهما المصيصة والأخرى تسمى كفر بيّا على جانبي جيحان

وبينهما قنطرة حجاره حصينة جدا على شرف من الأرض، ينظر منها الجالس في مسجد الجامع بها إلى قرب البحر نحو أربعة فراسخ. وجيحان يخرج من بلد الروم حتى ينتهي إلى المصيصة، ثم إلى رستاق يعرف بالملون، حتى يقع في بحر الروم. قلت: فقد ينخل من مجموع ما ذكرناه أن بناء المصيصة في الدولة الإسلامية كان، لأن هرقل لما خرج عن أنطاكية إلى (53- ظ) القسطنطينية استصحب أهل هذه البلاد، وأجلوا منها، ونقلهم معه، وشعث هذه البلاد. فإن البلاذري قال في كتابه: حدثني مشايخ من أهل أنطاكية وغيرهم قالوا: كانت ثغور المسلمين الشامية أيام عمر وعثمان وما بعد ذلك أنطاكية وغيرها من المدن التي سماها هرون الرشيد فكان المسلمون يغزون ما وراءها كغزو اليوم ما وراء طرسوس، وكانت فيما بين إسكندرونه وطرسوس حصون ومسالح للروم، كالمسالح والحصون التي يمر بها المسلمون اليوم، فربما أجلاها أهلها، وهربوا إلى بلاد الروم خوفا، وربما نقل إليها من مقاتلة الروم من تشحن به، وقد قيل إن هرقل أدخل أهل هذه المدن معه عند انتقاله من أنطاكية لئلا يسير المسلمون في عمارة ما بين أنطاكية وبلاد الروم، والله أعلم. قال البلاذري: وحدثني ابن طيبون البغراسي عن أشياخهم أنهم قالوا: الأمر المتعالم عندنا أن هرقل نقل أهل هذه الحصون معه، وشعثها، وكان المسلمون إذا غزوا لم يجدوا بها أحدا، وربما كمن عندها القوم من الروم، فأصابوا غرّة المتخلفين عن العساكر والمنقطعين عنها، فكان ولاة الشواتي والصوائف إذا دخلوا بلاد الروم خلفوا بها جندا كثيفا إلى خروجهم «1» . فكانت المصّيصة وغيرها من الثغور الشامية خرابا بسبب ذلك، فلما غزا (54- و) عبد الله بن عبد الملك بنى حصن المصيصة دون مدينتها، فأراد عمر بن

عبد العزيز هدمه بالكلية، فلما عرف المصلحة في تركه، تركه وبنى مسجدا جامعا للمسلمين من ناحية كفر بيا، ثم بنى هشام ربض الحصن، ثم بنى مروان بن محمد الخصوص من الناحية الشرقية، لقلة من يعم المدينة بالسكنى، فيكون ساكنوا الخصوص مستيقظين لأنفسهم، وجعل عليه خندقا وحائطا، وكثروا في أيام السفاح، ثم ازدادوا في أيام المنصور، فرأى أن يجدد عمارة المصيصة ويسكنها الناس لأنهم كثروا، فبنى المدينة على الوجه الذي نقلناه، فلهذا نسب بناء المدينة إليه، وكثر الناس بعد ذلك، فاحتيج في أيام الرشيد إلى بناء كفر بيا، ولم يكن لها سور، فبنى المأمون لكفر بيا سورا، فلهذا نسب بناؤها إليه، والله أعلم. ***

باب في فضل المصيصة

باب في فضل المصيصة أخبرنا الفقيه العالم أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال: حدثنا عبد العزيز ابن أحمد قال: حدثنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أبو الحارث بن عمارة قال: حدثنا أبي وهو محمد بن أبي عمارة بن أبي الخطاب الليثي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم عن هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن مكحول عن كعب قال: بطرسوس من قبور الأنبياء عشرة، وبالمصيصة خمسة، وهي التي يغزوها الروم في آخر الزمان، فيمرون بها فيقولون إذا رجعنا من بلاد الشام أخذنا هؤلاء (54- ظ) أخذا، فيرجعون وقد تحلقت بين السماء والأرض «1» . قال الحافظ أبو القاسم رواه غيره عن محمد بن هشام والرجل سعيد بن عبد العزيز. قال أبو القاسم: أخبرنا أبو الفضل ناصر بن محمود بن علي قال: حدثنا علي ابن أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن محمد شجاع قال: حدثنا تمام بن محمد قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي قال: حدثنا محمد بن هشام بن خالد عن الوليد- يعنى- ابن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن كعب، فذكره. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد

ابن محمد بن طلحة النّعالي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبيد الله بن يوسف قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السمّاك قال: حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن إسحاق بن سنين الختّلي قال: حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي قال: حدثنا علي ابن الهيثم المصيصي عن عبد الحميد بن بحر عن سلام الطويل عن داود بن يحيى مولى عون الطفاوي عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس وبعسقلان قال: بينا أنا أسير في وادي الأردن إذ أنا برجل في ناحية الوادي قائما يصلي فإذا سحابة تظله من الشمس، فوقع في ظني أنه الياس النبي عليه السلام، فانتبه، فسلمت عليه، فانفتل من صلاته فرد علي السلام، فقلت له: من أنت رحمك الله؟ فلم يرد علي شيئا، فأعدت القول مرتين، فقال: أنا الياس النبي، فأخذتني رعدة (55- و) شديدة خشيت على عقلي من أن يذهب، فقلت له: إن رأيت رحمك الله أن تدعو لي أن يذهب الله عني ما أجد حتى أفهم حديثك، فدعا لي ثمان دعوات، قال: يا بريا رحيم يا قيوم يا حنان يا منان يأهيا شراهيا «1» ، فذهب عني ما كنت أجد، فقلت له: إلى من بعثت؟ قال: إلى أهل بعلبك، قلت: فهل يوحى إليك اليوم؟ قال: منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فلا، قال: قلت: فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال: أربعة، أنا والخضر في الأرض، وإدريس وعيسى في السماء، قلت: فهل تلتقي أنت والخضر؟ قال: نعم في كل عام بعرفات وبمنى، قلت: فما حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره، قلت: فكم الأبدال؟ قال: هم ستون رجلا، خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطيء الفرات، ورجلان بالمصيصة، ورجل بأنطاكية، وسبعة في سائر أمصار العرب، وهم بهم يسقون الغيث، وبهم ينصرون على العدو، وبهم يقيم الله أمر الدنيا حتى إذا أراد الله أن يهلك الخلق كلهم أماتهم جميعا. وقد رواه أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن محمد بن المفضّل بن عطيه عن داود بن يحيى عن زيد مولى عون الطفاوي نحوه، والله أعلم.

قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي: حدثنا محمد بن سعيد بن الشفق قال: حدثنا محمد بن أحمد أبو الطّيّب قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نوح قال: سمعت محمد بن عيسى يقول: قيل لعلي بن بكّار، وذكر له جزع الروم، فقال: (55- ظ) البطيخ كبير، والحلو منه قليل، كنا في هذا الحصن- يعني حصن المصيصة- أربعمائة فتى، إذا أقلبنا «1» حوافر خيولنا لننعلها للغزو اضطربت ركب بطارقة القسطنطينية. ***

باب في ذكر عين زربه

باب في ذكر عين زربه وهي في أيدي الأرمن الآن. وهي مدينة من الثغور الشامية، والإقليم الرابع، بينها وبين المصّيصة ثمانية عشر ميلا، وهي مدينة مذكورة خرج منها جماعة من العلماء والحكماء. وقال أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان: وحدثني أحمد بن الحارث الواسطي عن محمد بن سعد عن الواقدي قال: لما كانت سنة ثمانين ومائة، أمر الرشيد صلوات الله عليه بابتناء مدينة عين زربه وتحصينها، وندب إليها ندبة من أهل خراسان وغيرهم، فأقطعهم بها المنازل «1» . هكذا ذكر البلاذري. وقال أحمد بن يعقوب بن واضح الكاتب: بنى عين زربه أمير المؤمنين المهدي ابن المنصور، وأتقنها. فيحتمل أن المهدي حين أغزى الرشيد ابنه الغزاة المعروفة ابتناها الرشيد بأمر أبيه، فنسبت إليه، والله أعلم. وذكر أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتابه الذي ذكر فيه صورة الأرض والمدن وما تشتمل عليه، قال فيه: وعين زربه بلد فيه الغورية، بها نخل، وهي خصبة واسعة الثمار والزروع والمرعى، وهي المدينة التي أراد وصيف الخادم أن يدخل بلد الروم منها، فأدركه (56- و) المعتضد هناك «2» .

وقيل إن أبا سليمان الخادم التركي بنى عين زربه في أيام الرشيد، وكان ولاه الثغور، والصحيح أنه أبو سليم فرج. قال البلاذري: وقد كان المعتصم بالله نقل إلى زربه ونواحيها بشرا من الزطّ الذين كانوا قد غلبوا على البطائح بين واسط والبصرة فانتفع أهلها بهم «1» . وكانت عين زربه قد خربت في أيام سيف الدولة بن حمدان، فسار سيف الدولة، وبناها، وغزا الروم بعد بنائها، وفي ذلك قال أبو فراس: وكل يوم تزور الثّغر لا ضجر ... يثنيك عنه ولا شغل ولا ملل فالنّفس جاهدة والعين ساهدة ... والحبس منتهك والمال مبتذل «2» ***

باب في ذكر أذنه

باب في ذكر أذنه وهي في أيدي الأرمن. وهي مدينة قديمة من بناء الروم سميت باسم أذنه ين ياوان بن يافث، وقد ذكرنا ذلك في باب المصّيصة، وجددت عمارتها في الدولة العباسية، كما جدد عمارة غيرها من مدن الثغور، وحالها في الخراب كحال المصيصه. قرأت بخط ياقوت بن عبد الله الحموي قال: ولأذنه نهر سيحان وعليه قنطرة حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن مما يلي المصيصة، وهو شبيه بالربض، والقنطرة معقودة على طاق واحد، ولأذنه ثمانية أبواب، وسور وخندق. وقال: قال ابن الفقيه: عمرت أذنه في سنة تسعين ومائة على يدي أبي سليمان خادم تركي كان للرشيد ولاه الثغور، وهو عمر طرسوس وعين زربه «1» . قال: وقال البلاذري بنيت أذنه في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وجنود خراسان معسكرون عليها بأمر صالح بن علي بن عبد الله بن العباس «2» . وقرأت بخط بنوسه في كتاب البلدان للبلاذري فيما حكاه عن شيوخه قالوا: ولما كانت سنة خمس وستين ومائة أغزى المهدي رحمه الله ابنه هرون الرشيد صلوات الله عليه بلاد الروم، فنزل على الخليج، وبنى القصر الذي عند جسر أذنه

على سيحان، وقد (56- ظ) كان المنصور صلوات الله عليه أغزى صالح بن علي بلاد الروم، فوجه هلال بن ضيغم في جماعة من أهل دمشق والأردن وغيرهم، فبنى ذلك القصر، ولم يكن بناؤه محكما، فهدمه الرشيد، وبناه. ثم لما كانت سنة أربع وتسعين ومائة بنى أبو سليم فرج الخادم أذنه، فأحكم بناءها وحصنها، وندب إليها رجالا من أهل خراسان وغيرهم على زيادة في العطاء، وذلك بأمر محمد بن الرشيد، ورم قصر سيحان، وكان الرشيد رحمة الله عليه توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة، وعامله على أعشار الثغور أبو سليم، فأقره محمد، وأبو سليم هذا هو صاحب الدار بأنطاكية «1» . قلت: وهذا أبو سليم قدم الثغور في أيام المهدي هو وغيره من الخدم، وسكنوها رغبة في الجهاد، وكانوا من أولاد الملوك بخراسان، ولخصائهم سبب أنا ذاكره، ونقلته من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قال: سمعت أبا نصر محمد بن أحمد بن الحمال، قبل أن يصيبه ما أصابه، يقول: سمعت أبا حفص يقول: سمعت أبا حفص عمر بن سليمان بن الشرابي يقول: سمعت أبا العباس بن المعتز بالله يقول: وردت الكتب من خراسان في أيام أبي جعفر المنصور: إن قوما من أبناء وجوه خراسان منعوا جانبهم، وقدر عليهم، والتمس إذن المنصور فيهم، فألفى ورود الكتاب أبا جعفر حاجا، وتوفي في طريقه ذاك، واستخلف (57- و) المهدي، فعرض عليه الكتاب، فأمر بكتب الجواب عنه، وأن يحصى أولئك الأبناء فيعمل في بابهم ما يعود بالصلاح، فسقط من قلم الكاتب على أعلى الحاء مقدار النقط، فقريء بخراسان بالخاء معجمة. فخصوهم خدما، أربعة آلاف، منهم أبو سليم، والحسين صاحب المهدي، وأبو معروف، وبشّار. ونقلت من كتاب أبي زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صورة الأرض والمدن

وما تشتمل عليه، قال: وأذنه مدينة خصبة عامرة، وهي منعطفة على نهر سيحان في غربي النهر. وسيحان هو دون جيحان في الكبر، عليه قنطرة حجارة عجيبة البناء طويلة جدا، يخرج هذا النهر من بلد الروم أيضا. وقال أحمد بن أبي يعقوب بن واضح في كتابه: ومدينة أذنه بناها أمير المؤمنين الرشيد، واستتمها أمير المؤمنين محمد بن الرشيد، وبها منازل ولاة الثغور في هذا الوقت لسعتها، وهي على هذا النهر الذي يقال له سيحان. وأهلها أخلاط من موالي الخلفاء وغيرهم. قلت: وكان بأذنه جماعة من الرؤساء والعلماء والمحدثين، سنذكرهم في الأسماء إن شاء الله. ***

باب في ذكر الكنيسة السوداء

باب في ذكر الكنيسة السوداء ويقال لها الكنيسة المحترقة أيضا، وهي مدينة قديمة، مبنية بالحجر الأسود من بناء الروم، وأغارت الروم عليها وأحرقتها فقيل لها (57- ظ) الكنيسة المحترقة، وحالها في الخراب والعمارة حال بقية مدن الثغور. وقال أبو زيد البلخي في كتابه: والكنيسة حصن فيه منبر، وهو ثغر في معزل من شاطىء البحر. وقال أحمد بن الطيب السرخسي في كتاب المسالك والممالك: ومن عوادل الثغور الشامية، الهارونية، كنيسة السوداء، تل جبير. وقال أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتابه، بعد ذكر المصّيصه وأذنه وطرسوس: وللثغور الشامية غير هذه الثلاث المدن التي قد ذكرناها مدينة عين زربه، والهارونية، والكنيسة المحترقة. بنى عين زربة أمير المؤمنين ابن المنصور وأتقنها، وبنى الهارونية الرشيد في أيام المهدي، وهو ولي عهد، وبنى الكنيسة المحترقة الرشيد أيضا. ونقلت من خط بنوسة في كتاب البلدان للبلاذري، مما حكاه عن شيوخه من أه الشام، قالوا: وكانت الكنيسة السوداء من حجارة سود بناها الروم على وجه الدهر، ولها حصن قديم، أخرب فيما أخرب، فأمر الرشيد ببناء مدينة الكنيسة السوداء وتحصينها، وندب اليها المقاتلة في زيادة العطاء.

قال: وأخبرني بعض أهل الثغر وعزّان بن سعد (58- و) أن الروم أغارت عليها، والقاسم بن الرشيد مقيم بدابق فاستاقوا مواشي أهلها، وأسروا عدة منهم، فنفر إليهم أهل المصّيصة ومطوعتها، فاستنقذوا جميع ما صار إليهم، وقتلوا منهم بشرا كثيرا، ورجع الباقون منكوبين مفلولين، فوجه القاسم من حصّن المدينة ورمها وزاد في شحنتها. «1» . قلت وهذه المدينة هي الآن أيضا في أيدي الأرمن خذلهم الله. «2» (58- ظ) ***

باب في ذكر مدينة طرسوس

باب في ذكر مدينة طرسوس بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي وهي مدينة قديمة من بلاد الثغور الشامية عظيمة، وبها كان يقوم سوق الجهاد وينزلها الصالحون والعبّاد، ويقصدها الغزاة من سائر البلاد، وهي اليوم في أيدي الأرمن من ولد ابن لاون الملعون «1» ، وفيها قبر أمير المؤمنين عبد الله المأمون، واسمها بالرومية تارسين، وسميت أيضا طريسوس، فعربت، وقيل طرسوس بفتح الراء وقيل باسكانها. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قراءة عليه بدمشق قال: أخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي، ح. وأخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا محمد بن خمردكس مولى أبي زكريا التبريزي عن مولاه أبي زكريا قال: أخبرنا أبو محمد الدهان اللغوي قال: أخبرنا علي بن عيسى الرماني قال: أخبرنا ابن مجاهد القارئ قال: أخبرنا أبو العباس ثعلب، ح. قال: شيخنا أبو اليمن: وأخبرنا سعد الخير بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا

أبو سعد المطرز قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله (59- و) قال: أخبرنا ابن كيسان النحوي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في كتاب الفصيح في باب المفتوح أوله من الأسماء قال: وهي طرسوس «1» . وقرأت في كتاب البهيء فيما تلحن فيه العامة لأبي حاتم السجستاني قال: وتقول هي طرسوس بفتح الطاء والراء جميعا ومثاله أسود حالك وحلكوك. قال أبو زيد: عقيل وعامر يقولون طرسوس بضم الطاء وتسكين الراء، ويزعمون أنهم ليس يعرفون لحلكوك اسما ثانيا. وقرأت بخط جعفر بن أحمد بن صالح المعري كاتب أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في فوائد عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه قال:- يعني ابن خالويه- ومما تخطىء فيه العامة شغب الجند، وثغر طرسوس، وجبل وعر، ورجل سمح، هؤلاء الأربع سواكن والعامة تحركهن. وقد ذكرنا في باب ذكر المصّيصة ما قرأته في كتاب جماهير أنساب اليمن من حديث الشيخ الكبير الذي دخل على معاوية بن أبي سفيان وذكر أنه من جرهم، وذكر له أن يافث بن نوح ولد سبعة ذكور وعدّ فيهم ياوان بن يافث، وقال: وولد ياوان بن يافث أياس، والمصّيصة وطرسوس وأذنه (59- ظ) والمصّيصة وأياس. وقرأت في تاريخ وقع الى ذكر جامعة- ولم أعرف اسمه- أنه نقله من تواريخ شتى قال: في تاريخ بني اسرائيل بعد مائة وخمسة وخمسين سنة بعد الألف الرابع لآدم عليه السلام أنه ملكهم يولع بن هوا من سبط ايساجار ثلاثة وعشرين سنة، وفي زمانه بنيت طريسوس، وهي طرسوس.

وذكر أحمد بن الطيب السرخسي في كتاب المسالك والممالك في ذكر طرسوس قالوا: سميت بطرسوس بن الروم بن اليفن بن سام بن نوح. وقالوا: واسم طرسوس بالرومية تارسين. قال ابن الطيب في رحلة المعتضد: ورحلنا من المصّيصة نريد العراق الى أذنه، ومن أذنه إلى طرسوس، وبينها وبين أذنه ستة فراخ، وبين أذنه وطرسوس فندق بغا، والفندق الجديد، وعلى طرسوس سوران وخندق واسع ولها ستة أبواب، ويشقها نهر البردان. قلت وكانت طرسوس قد خربت وجلا أهلها في صدر الاسلام، خربها المسلمون حين غزوها وقاتلوا أهلها وهزموهم، ومضى من مضى منهم الى الروم، وكان ذلك في السنة التي فتحت فيها حلب وأنطاكية. فجدد عمارتها أمير المؤمنين الرشيد رحمه الله، وقواها وحصنها، ولم تزل قوتها تزيد وتتضاعف الى أن استولى عليها الروم في شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (60- و) . قرأت في كتاب صفة الأرض والأقاليم وما تشتمل عليه تأليف أبي زيد أحمد بن سهل البلخي قال: وطرسوس مدينة كبيرة عليها سوران تشتمل على خيل ورجال وعدة، وهي على غاية العمارة والخصب، وبينها وبين حد الروم جبال، وهي الحاجز بين المسلمين والروم، ويقال ان بها زهاء ألوف من الفرسان فيما يزعم أهلها، وليس من مدينة عظيمة من حد سجستان الى كرمان وفارس والجبل وخوزستان وسائر العراق والحجاز واليمن والشامات ومصر الا وبها لأهلها دار وأكثر، أهلها ينزلونها اذا وردوها. وقال ابن واضح الكاتب في كتاب البلدان: وطرسوس مدينة بناها أمير

المؤمنين الرشيد في المرج الذي في سفح الجبل الذي يقطع منه الى أرض الروم، وكان بناؤها اياها سنة سبعين ومائة، في أول خلافته على يد أبي سليم فرج التركي الخادم، وبها نهر جار يأتي من جبل الروم، حتى يشق في وسطها، وأهلها أخلاط من الناس من سائر الآفاق. وقال اسحاق بن الحسن بن أبي الحسن الزيات الفيلسوف في كتاب نزهة النفوس وأنس الجليس: مدينة طرسوس وهي من الاقليم الرابع، وبعدها من خط المغرب ثمانون درجة، وبعدها من خط الاستواء ست وثلاثون درجة، بناها الرشيد سنة سبعين ومائة، وبها نهر جار يأتي من بلاد الروم (60- ظ) يشق وسطها، وأهلها أخلاط من الناس. وقرأت في كتاب المسالك والممالك الذي وضعه الحسن بن أحمد المهلبي للعزيز المستولي على مصر: فأما مدينة طرسوس فهي من الاقليم الخامس، وعرضها ست وثلاثون درجة. وارتفاع الثغور بجميع جباياتها ووجوه الأموال بها مائة ألف دينار على أوسط الارتفاع، تنفق في المراقب والحرس والقوائين والركاضة والموكلين بالدروب والمخاض، وغير ذلك مما جانسه، وكانت تحتاج بعد ذلك لشحنتها من الجند وما يقوم للمماليك وراتب تعاريفها للصوائف والشواتي في البر والبحر وعمارة الصناعة على الاقتصاد الى مائة وخمسين ألف دينار، وعلى التوسعة الى ثلاثمائة ألف دينار. فأما ما يلقاها من بلاد العدو ويتصل بها فانها من جهة البر وما يسامت الثغور الجزرية تواجه بلاد الفنادق من بلد الروم، وبعض الناطليق، ومن جهة البحر بلاد سلوقية. وكانت عواصم هذه الثغور من ناحية الشام أنطاكية وبلاد الجومة وقورس.

فأما أهل هذه الثغور ومن كان يسكنها وأحوال البلاد ومقاديرها، فان طرسوس كانت أجلها مدينة وأكثرها أهلا، وأغصها أسواقا، وليس على وجه الارض مدينة جليلة الا ولبعض أهلها دار حبس عليها حبس نفيس وغلمان برسم تيك الدار بأحسن العدة وأكمل الآلة، يقوم بهم الحبس الذي عليهم، وكان أكثر ذلك لأهل بغداد، فانه كان لهم بها ولغيرهم (61- و) من وجوه أهل البلدان وذوي اليسار منهم جلة الغلمان، مقيمين عليهم الوقوف السنية، والارزاق الدارة، ليس لهم عمل إلا ارتباط فرهة الخيل وتخريجها في الطراد والعمل عليها بسائر السلاح، يعملون ذلك في صدور أيامهم، ويتصرفون في أعجازها الى منازل فياحة فيها البساتين والمياه الجارية والعيش الرغد. وكان أهل البلد في نفوسهم على هذه الصفة من ركوب الخيل والعمل بالسلاح ليس فيهم من يعجز عن ذلك، ولا يتخلف عنه حتى أن دور «1» المتاجر الدنية والصنائع الوضيعة كانوا يلحقون بالطبقة العليا في الفروسية والشجاعة وارتباط الخيل، واعداد السلاح. وكانت غزواتهم تتصل ومن الغنائم والمقاسم لهم معيشة لا تنقطع. فأما أهل البلد فكانوا من سائر أقطار الارض بخلق حسن وألوان صافية، وفيهم رقيق وأجسام عبلة، والاغلب على ألوانهم البياض والحمرة والسمرة الصافية وكان في أكثرهم جفاء وغلظة على الغريب، الا من كان منهم قريب عهد بالغربة، وكذلك الشح كان فيهم فاشيا الا في الغريب، وغلب على السوقة والمستخدمين قوم من الخوز وسفلة العجم، ومن كانت فيه فسولة عن الحرفة، وكسل عن طلب المعاش فأظهروا زهدا وورعا، وأعلنوا بالنصب، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

قال: فأما أهل البلد وأولاد المجاهدين وأولاد الغلمان وأولاد خراسان فكانوا من الاخلاق (61- ظ) السمحة، والنفوس الكريمة، والهمم العالية والمحبة للغريب على ما ليس عليه أحد، ولكنهم كانوا في تقية من هؤلاء الأوباش، فهذا الاكثر من حال طرسوس. وأما ما سوى ذلك من مدن الثغر فعلى هذا الوصف وهذا النعت، وخاصة المصّيصة. قال: وكان يعمل بها- يعني بالثغور- ثياب كان تسمى الشفايا مثل رفيع الدبيقي «1» تحمل الى كل بلد، وبالثغر زبيب لا عجم فيه كالقشمش، ويقطع الى الثغور الجارح من بلد الروم، فتؤخذ فيه البزاة الفرّه، وقد كان في جبال الثغر أيضا أوكار للجارح والكلاب السلوقية الموصوفة من بلاد سلوقية. فهذه أحوال الثغر ومن فيه ولم تزل أحواله تجري على الانتظام والرخاء والسلامة والغزو متصل والمعايش رغده، والسبل آمنه ما دام الغزاة اليهم من العراق ومن مصر متصلين، فلما زهد الناس في الخير، وقع بينهم في نفوسهم من التنافس والتحاسد والغل ما وقع، وخاصة بين الغلمان الثمليّة، وابن الزيات، والمعروف بسيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان. وقرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي «2» في كتاب سير الثغور، وضعه للوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل، فذكر فيه صفة طرسوس، فقال: مدّت طرسوس على سورين في كل سور منها خمسة أبواب حديد، فأبواب السور المحيط بها حديد ملبس وأبواب السور المتصل بالخندق حديد

مصمت، فالسور الاول الذي يلي المدينة مشرّف تعلوه ثمانية آلاف شرافه، فيها مرتبة عند الحاجة الى الحرب عنها رجال يرمون عن ستة عشر ألف قوس رمية رجل واحد، وفي هذا السور من الابراج مائة برج سواء، منها ثلاثة أبرجة للمجانيق الحرري «1» ، وعشرون برجا للمجانيق الكبار، وعشرون برجا للعرادات، وسائرها لقسي الرجل، وهذه الابرجة التي ذكرناها فهي ملك لاربابها، ومساكن لمتأهلين وعزّاب، وبعضها مرسوم بعمل الورق والكاغد، وهو مما يلي زاوية الحبالين. قال: فأما برج باب قلميه المبني عن يمين الخارج منه فموسوم بتفرقة أعشار غلات ضياع طرسوس، متى ورد منها عشرة أحمال أو رواحل أو عجل، حط واحد من عشرة وأطلق له تسعه، يقبل قوله فيه، فإذا اجتمع أطلق منه لأهل الشرف أبناء المهاجرين والأنصار على رسم جريدة أمر بانشائها المأمون عبد الله بن هرون الرشيد رحمهما الله،؛ يتوارث ما ثبت في تلك الجريدة أهل الشرف المقيمون بطرسوس، ويجري بينهم مجرى الميراث، يأخذه خلفهم عن سلفهم، وإن طرأ طرسوس غريب من أبناء المهاجرين والأنصار دفع إليه مقدار كفايته، وكفاية جملته إن كان ذا عيال أو ذا جملة شريفة. ويفض منه على الشيوخ المسجدية رسما لا ينقطع عنهم في كل سنة عند قبض الأعشار من الغلات، لكل شيخ منهم ستة أمداء بالمدي الطغاني الذي يبلغ كل مدي منه أربعة عشر مكوكا (62- ظ) بالمكوك الطرسوسي، مبلغ المكوك منه زيادة على المكوكين بالبغدادي المعدّل، ويفض منه على الأدلاء المؤلفه قلوبهم من الروم والأرمن وأولادهم بحسب ما يراه السلطان بطرسوس من حسن النظر لهم ولمن يتجدّد منهم، ويجعل ما يفضل عما وصفناه من الحنطة للخباز المقام لقوت الأعلاج المحبوسين في سجن طرسوس؛ وما ورد من الشعير برسم العشر أطلق للأدلاء المؤلفة قلوبهم رسما على مقدار كراعهم قضيما لها في كل سنة، وحمل سائره لقضيم بغال الساقه أولا أولا، فإن

فضل من القمح شيء عما وصفناه وذكرناه من وجوهه بيع بسعر وقته وصرف في مهمات البلد، وسنذكرها في أماكنها إن شاء الله. قال: وما وقع في هذا البرج من غلّات القطاني «1» كلها مع ما ينضاف إليها من زيتون وكمون وبزر فجل وبزر كتان وسمسم وترمس وأرز، بيع كل صنف منه بسعره وأضيف إلى راتب البلد. قال: وكان في هذا السور قديما، وقد رأيناه رأي عين، أثر خمسة وعشرين بابا، منها خمسة أبواب مفتوحة مسلوكة معروفة، وهي: باب الشام، وباب الصفصاف، وباب الجهاد، وباب قلمية، وباب البحر، وسائرها مسدودة. وقال: سمعت أبا الربيع سليمان بن الربيع الجوزاني، شيخا كبيرا كان أقام بحصن الجوزات زيادة على أربعين سنة مجاهدا يذكر أن جيشا لجبا خرج عن طرسوس غازيا في زيادة على عشرين ألف فارس وراجل من باب المسدود (63- و) فأصيبوا عن آخرهم في بلد الروم، واستشهدوا رحمة الله عليهم، ولم يعد منهم إلى طرسوس مخبرّ، فأجمع رأي أهل طرسوس على سدّه تشاؤما به. قال: وقد رأيته مفتوحا، وهو ما بين زاويه الحبّالين وباب الجهاد عند آخر شارع النجارين، تصل به الدار الكبيرة التي بنيت للسيدة أم المقتدر بالله رحمهما الله، وليس بطرسوس ولا بالثغر كله دار أكبر منها، وبرسم هذه الدار صناع معروفون من أهل سوق السلاح لتدبير جوانبها، ورم شعث سلاحها وجلاء دروعها وسيوفها في كل سنة مرة أو مرتين. وكان يركب من هذه الدار إلى الجهاد في سبيل الله مائة وخمسون غلاما بجنائبهم ومن ضامّهم، ويروسهم رجل منهم على رأسه مطارد تعرف بهم متى

احتيج إليهم في الغزو لساقة أو ميمنة أو ميسرة أو في تجريد لحادثة سدوا أكبر مسد، وقوفهم بأرض الثغر وأعمال أنطاكية وحلب معروفة مشهورة. وارتفاعها في السنة الواحدة مائة ألف دينار، يستغرقها الانفاق، وربما اقترضوا إن تعذر وجه مالهم، وردوه عند حصوله. قال: وأما شارع باب الصفصاف ففيه دار قبيحة أم المعتز بالله رحمهما الله، قد بنيت حجرا مقدره، لسكنى مائة وخمسين غلاما في كل حجرة منها بيتان ومرتفق، وبرسم هذا الوقف رئيس يركب هؤلاء الغلمان بركوبه، ويسيرون بسيره، ينشر على رأسه مطرد وأعلام كتابتها المعتز بالله، وكذلك شعارهم (63- ظ) إذا سافروا وغزوا في بلد الروم وغيره. قال: وللدار خزانه للسلاح تظهر في أيام الأعياد عند ورود الرسل من الروم، فيها الدروع الحصينة تستر الفارس والفرس، والعمد المذهبه والجواشن اليبنيّة والخوذ المنيعة، ومن الأسلحة كل نوع يحمل كل غلام ما يعاني العمل به، وبرسم هذه الدار مؤدب لا يدخل مكتبه أحدا، إلّا أولاد موالي المعتز بالله، والرئيس على موالي المعتز من الموالي من وجدوه مذكورا فارسا رئيسا مقدما فإن تعذر من هذه صورته من الموالي، نصب لهم رئيس من قواد طرسوس ووجوهها، يدبر أمرهم ويكتب العقود والضمانات باسمه، وقد رأيت أبا حفص عمر بن سليمان الشرابي رحمه الله رئيسا عليهم، ثم رأيت بعده جماعة منهم ومن غيرهم. قلت وهذا أبو حفص عمر بن سليمان هو ممدوح أبي الطيب المتنبي بالقصيدة التي أولها. نرى عظما بالصّد والبين أعظم ... ونتّهم الواشين والدمع منهم «1»

وكان من موالي المعتز وشرابيا لابنه عبد الله بن المعتز، وسنذكر ترجمته في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. ومما نقلته من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي: حدثني أبو نصر محمد بن أحمد بن الحمّال قال: حدثني ابن عطيّة قال: أحصينا سنة تسعين ومائتين سكك طرسوس فوجدناها ألفي سكة نافذة ومسدودة، وأحصينا الدور فوجدناها أربعة (64- و) وثلاثين ألف دار اقتضى التقدير أن يكون ثلثاها للعزّاب أهل البلدان، حتى لا يعرف من عمائر الإسلام بلد إلا ولهم بطرسوس دار أو داران، حتى أهل قم؛ وثلثها للمتأهلين بها ملكا لأربابها أو وقفا عليهم. قلت: ووقفت على كتاب وقف كتبه جد جدي زهير بن هرون بن أبي جرادة بحصة من ملكه بأورم الكبرى من ضياع حلب «1» ، على أن تستغل ويشتري من مغلها فرس تكون مقيمة بثغر طرسوس بدار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث، ويقام لها العلوف وأجرة من يخدمها، ويقام عليها فارس يكون مقيما بالدار المذكورة يجاهد عليها عن زهير بن هرون، وما فضل من المغل يعد لنائبة إن لحقت هذه الفرس. وقد ذكر هذه الدار أبو عمرو الطرسوسي وقال: وهذه الدار بيوت سفالي وإصطبلات ومخازن وعلالي؛ فأما الحوانيت فهي وقف على سبعة أفراس تكون في مربط هذه الدار بسروجها وآلاتها وجلالاتها، ويقام بقضيمها ونعالها ومساميرها وأجرة بياطرتها وأجرة ساستها، وقد رسمت هذه الأفراس السبعة كل فرس منها بقائد من قواد طرسوس، متى نودي بنفير أو غزو قاد السائس فرسا برسم

قائد من القواد إليه بعينه، بعد القيام بكفايته، حتى إذا عاد القائد من نفيره أو غزوه ردّ الفرس إلى مربطه. وذكر دورا كثيرة لا يحتمل الحال ذكرها، ويطول كتابنا بإيراد ما ذكره. قرأت في كتاب البلدان لأحمد بن يحيى بن جابر (64- ظ) البلاذري، ونقلته من خط بنوسه قال: وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي قال: لما غزا الحسن بن قحطبة الطائي بلاد الروم سنة اثنتين وستين ومائة في أهل خراسان وأهل الموصل والشام وأمداد اليمن ومتطوعة العراق والحجاز، خرج مما يلي طرسوس، فأخبر المهدي بما في بنائها وتحصينها وشحنتها بالمقاتلة من عظيم الغناء عن الإسلام، والكبت للعدو والوقم «1» له فيما يحاول ويكيد، وكان الحسن قد أبلى في تلك الغزاة بلاء حسنا ودوخ أرض الروم حتى سموه التّنين، وكان معه في غزاته مندل العنزي المحدث الكوفي، ومعتمر بن سليمان البصري. قال: وحدثني محمد بن سعد قال: حدثني سعد بن الحسن قال: لما خرج الحسن من بلاد الروم نزل مرج طرسوس فركب إلى مدينتها وهي خراب فنظر إليها وأطاف بها من جميع جهاتها، وحزر عدة من يسكنها فوجدهم مائة ألف، فلما قدم على المهدي وصف له أمرها وما في بنائها وشحنتها من غيظ العدو وكبته وعزّ الإسلام وأهله؛ وأخبره في الحدث أيضا بخبر رغّبه في بناء مدينته، فأمر ببناء طرطوس، وأن يبدأ بمدينة الحدث، فبنيت، وأوصى المهدي ببناء طرطوس. فلما كانت سنة إحدى وسبعين ومائة بلغ الرشيد أن الروم قد ائتمروا بينهم بالخروج إلى طرسوس لتحصينها وترتيب المقاتله فيها، فأغزى الصائفة في سنة

إحدى وسبعين ومائة هرثمة بن أعين، وأمره بعمارة (65- و) طرسوس وبنائها وتمصيرها ففعل، وأجري أمرها على يدي فرج الخادم أبي سليم بأمر الرشيد فوكّل ببنائها، ووجه أبو سليم الى مدينة السلام، فأشخص الندبة الأولى من أهل خراسان وهم ثلاثة آلاف رجل، فوردوا طرسوس، ثم أشخص الندبة الثانية وهم ألفا رجل، ألف من أهل المصّيصه وألف من أهل أنطاكية على زيادة عشرة دنانير لكل رجل في أصل عطائه، فعسكروا مع الندبة الأولى بالميدان على باب الجهاد في مستهل المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائة، الى أن استتم بناء طرسوس وتحصينها، وبناء مسجدها؛ ومسح فرج ما بين النهر إلى النهر فبلغ ذلك أربعة آلاف خطّة، كل خطّة عشرون ذراعا في مثلها، وأقطع أهل طرسوس الخطط، وسكنتها الندبتان في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ومائة. قال: وكان عبد الملك بن صالح قد استعمل يزيد بن مخلد الفزاري على طرسوس، فطرده من بها من أهل خراسان، واستوحشوا منه للهبيريه، فاستخلف أبا الفوارس، فأقره عبد الملك بن صالح، وذلك في سنة ثلاث وتسعين ومائة «1» . قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي سمعت أبا زرعة نعيم بن أحمد المكي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة يقول: سمعت عبد الله بن كلرت يقول: سمعت أشياخنا رحمهم الله يذكرون أن خيل خراسان وردت لعمارة طرسوس في أيام المهدي مع رسله وعساكره، وأنهم (65- ظ) حطوا بمكان وصفه لنا بباب الجهاد غربي حائط المصلىّ، أربعة آلاف راحلة دقيقا، مكتوب عليها بلخ، خوارزم، هراة، سمرقند، فرغانه، أسبيجاب، حمل ذلك كله على البخاتي من خراسان مع أبي سليم، وبشار، وأبي معروف الخدم أبناء الملوك.

أنبأنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي عن أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: سمعت أبا علي الحسن بن مسعود الوزير الدمشقي الحافظ يقول: كان المشايخ يقولون زينة الإسلام ثلاثة: التراويح بمكه، فانهم يطوفون سبعا بين كل ترويحتين، ويوم الجمعة بجامع المنصور لكثرة الناس والزحمه ونصب الأسواق، ويوم العيد بطرسوس، لأنها ثغر وأهلها يتزيّنون ويخرجون بالأسلحة الكثيرة المليحة والخيل الحسان، ليصل الخبر إلى الكفار فلا يرغبون في قتالهم «1» . قرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي، وذكره بإسناده الى وريزه بن محمد بن وريزه الغسّاني قال: حدثني الحارث بن همام قال: سمعت أبي يقول: استوصف الحجاج ابن القرّيّة «2» البصرة والكوفة وواسط فوصفها، ثم استوصف منه الشام، فقال: الشام عروس بين نسوة جلوس. «3» قالوا أبو عمرو القاضي: قلت أنا: وابن القرّيّة نعت الشام وليس للمسلمين يومئذ طرسوس، فأما منذ ملكهم الله إياها، وجعل خطبة خلفاء دينه على منابرها، ونصبها قبة للجهاد وملجأ وعلما لأولئك الأخيار البررة، فما اختلف اثنان سلكا عمائر الإسلام وجابا أفقها أن مدن الشام كالنسوة الجلوس وأن طرسوس تلمع بينها بمنزلة العروس. ***

ذكر كيفية النفير بطرسوس، وكيف كان يجري أمره

ذكر كيفية النفير بطرسوس، وكيف كان يجري أمره قرأت بخط أبي عمرو القاضي في كتابه قال: يركب المتولي لعمل الحسبة أي وقت وقع النفير من ليل أو نهار، ورجالته بين يديه ينادون بأعلى أصواتهم أجمع، صوتا واحدا، يقولون: النفير يا أصحاب الخيل والرجّالة، النفير حملكم الله إلى باب الجهاد؛ وإن أراد إلى باب قلميه أو الى باب الصاف «1» أو الى أي باب اتفق، وتغلق سائر أبواب (66- و) المدينة، وتحصل مفاتيحها عند صاحب الشرطة، فلا تزال مغلقة حتى يعود السلطان من النفير، ويستقر في داره ثم تفتح الأبواب المغلقة كلّها. ويطوف المحتسب ورجّالته الشوارع الجداد كلها، فإن كان ذلك نهارا إنضاف إلى رجالته عدد كثير من الصبيان، وساعدوهم على النداء بالنفير، وربما احتاجوا إلى حشد الناس لشدة الأمر وصعوبة الحال، فأمر أهل الأسواق بالنفير وحضّهم على المسير في أثر الأمير أين أخذ وكيف سار، ويكون مركز صاحب الشرطة إذا وقع النّفير مع رجالته الموسومين به عند الباب الأول الذي يلي المدينة الذي يخرج منه الناس إلى النّفير، وكذلك المحتسب، إلّا أن المحتسب يتردد في الأسواق إذا طال أمر النفير، وتأخر خبره، ويبعث على اللحوق بمن سار مع الأمير وبمن توجه إلى النفير، فلا يزال الأمر على هذا حتى يعود السلطان إلى دار الإمارة. ويخرج إلى النفير قوّاد الرجّالة، معروفون متى عقد السلطان لقائد من الفرسان فبعثه للقاء من ورد من ذلك الوجه أضاف إليه قائدا من قواد الرجالة، وأتبعه

من أجلاد الرجالة أهل القوة والنشاط والنية من المطّوعة المسجدية، حتى إذا نزلوا أول منزل، تبتّل شيخ، بل شيوخ من الصلحاء معروفون بحفظ من هناك من الغلمان المرموقين بالصباحة والوضاءة، فتنضاف طبقة طبقة إلى ذي معرفتهم وثقتهم وحصلوا تحت (66- ظ) علمه ورايته، فلو همّ أحدهم بالوضوء لصلاة لما أفرج عنه إلّا برقيب ثقة أمين شيخ معروف، يمضي معه لحاجته، حتى إذا فرغ منها عاد إلى جملته. وقد رأينا في آخر أيام طرسوس رجلا يعرف برؤبة يجتمع إليه الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم، يزيد عددهم على ألف صبي كلهم بالسلاح الذي يمكن مثله حمل مثله، وبمزاودهم وقد أعدوا فيها من صنوف أطعمة أمثالهم يطوف جميعهم بمطرد يحمله رؤبة، يسيرون بسيرة ويقفون بوقوفه، فلا يزال ذلك دأبهم حتى إذا عاد السلطان إلى مقر داره عند رجوعه من نفيره، دخل أولئك الصبيان أمامه على مراتبهم، يصفهم قائدهم الأمثل فالأمثل، رماتهم عن قسي الرجل التي قد عملت على مقاديرهم، ثمّ رماتهم عن القسي الفارسية، وربما كان فيه من أولاد اليمانية من يحمل القسي العربية بنبلها، فيدخلون فوجا فوجا صبيين صبيين، ثم من يحسن الثقاف، فيثاقف قرينه ومثله وخدينه وشكله حتى يدخل كل صنف منهم في مرتبته، ثم يتلوهم رؤبة قائدهم بمطرده وعلامته، حتى إذا خرج أحد أولئك الصبيان من حدّ الطفولة، واشتد عضده، وقارب حد البلوغ، أو بلغ، أو تجاوز البلوغ قليلا، إنضاف إلى قائد من قواد الرجالة الذين ذكرت، وصحبه في نفيره وغزوه، وارتاد لنفسه الرفاق بحسب ما يختار تربه وجاره وقرينه، فإذا التحى، وخرج عن حد المرد دخل في جمهور (67- و) الناس، حاذقا بما يحتاج إليه، ماهرا بصيرا بأمر جهاده وتدبير أمره، نافذا يقظا إن شاء الله. وقع إليّ قصيدة الأعلام، وهي أرجوزه نظمها أبو عمرو القاسم بن أبي داود

الطرسوسي يذكر فيها رحلته من طرسوس، ويتشوقها، ويصف أوضاع المجاهدين فيها، وقد شرحنا في ترجمته من كتابنا هذا صورة القصيدة، قال فيها في وصف طرسوس: يذكر قومي عنهم ارتحالي ... وترك داري جانبا ومالي تركي سجستان من المعالي ... مالي ودار للغواة مالي لبئس ما بدلتها مرارا ... زرنج من طرسوس لا مختارا طرسوس أرض الفضل والجهاد ... ومنتهى الرغبة للعبّاد تيك بلادي وبها تلادي ... وما لفي ومعدن الرشاد سكانها أهل البلاء والجلد ... غلامهم لدى الحروب كالأسد وكهلهم في المعضلات معتمد ... وشيخهم لكل خير مستند أهل فضيلات وأهل سنّة ... للعائفين والغريب جنّة حبّ النبي فيهم ما إنّه ... هداهم الله طريق الجنّة قد دوّخوا بالضرب في الحقائق ... بكل قطّاع من البوارق هام العدى والوخز بالمزارق ... والطعن بالخطيّ في الحمالق (67- ظ) بالسمهريات من الرّماح ... يختطفون شكّة الأرواح وفي الدجى يسرون للتصباح ... سرية في الروم لاجتياح وللثواب والغنى والريش ... يرجون خلدا في لذيذ العيش ليسوا بأطياش غداة الهيش ... إذا اغتدوا كانوا أمام الجيش تراهم صبيحة المغار ... كالأسد في أشبالها الضّواري على الجياد العرب والشهاري ... كأنّها العقبان في البراري من كل طرف مارح لدى العمل ... أغرّ كالبدر تدلّى ما أفل

محجّل أرجله جم الكفل ... ما هاب يوما في الوغى لمح الأسل فهم يحلون بها الديارا ... ويقتلون عندها الكفّار ويستبون الخردّ الأبكارا ... ويحتوون المال والأسارى قد صفّدوا في السير في وثاق ... وضمّت الأيدي إلى التراقي لخشية الفرار والإباق ... وتلكم الجوار في استباق يسقن كالأغنام في الشغاف ... يحزن بالرماح والقذاف حوز الرعاة الشاء في الفيافي ... كم فيهم من ظبية ذلاف يمنعها من مشيها سحج الربل «1» ... وثقل ردف مائل لها عدل وأنها ذات دلال وخجل ... لو حسّها الراهب يوما لنزل والقس لو أبصرها لما صبر ... وقبّل الرجلين منها واعتذر (68- و) تبكي بعين ذات غنج وحور ... وتلطم الوجه المنير كالقمر أبيض يعلوه كلون الخمر ... نعم وفي الصدر الوضيء تفري باللكم والخمش ونتف الشعر ... من حالك قد حل عند الخصر وكل ما يبدو لها مليح ... إذا احتواها المرد يستريح دع ذكرها فذكرها قبيح ... على الفتى وخذ بما تبوح ***

ذكر زهاد طرسوس

ذكر زهاد طرسوس بها رجال بعضهم من بعض ... في الله قاموا بحقوق الفرض فيها يعيشون بكل خفض ... يحبوهم ببركات الأرض يبدون من يلقون بالتسليم ... يعفون عن ذي القدرة الظلوم نهارهم صوم بلا تعتيم ... وليلهم عبادة القيّوم فتارة يبكون شجوا دررا ... خوف الحساب والخطايا حذرا وتارة يعتبرون السورا ... مستغفرين عله قد غفرا وتارة يغزون أرض الروم ... يرجون قتلا في هوى الكريم يا ليتني في الارض كالرميم ... عندهم فقصّري أو لومي هذا كان حال مدينة طرسوس والشرائع محفوظة، وأمور الجهاد ملحوظة، وأحوال البدع مرفوضة، والجفون عن الحرمات مغضوضة، فحين فسدت الأمور، وارتكبت الفجور، وقلت الخيرات، واشتغل أهل الجهاد (68- ظ) باللذات، طمع العدو ومنعه طلب الثأر الهدوّ فقصد البلاد وأكثر الأمداد، وهجم حلب وفتح أنطاكية، وقتل الأبطال، وسبى الذرية، ثم استولى على الديار، وقصد طرسوس، وألحّ عليها بالحصار، فجرى في أمرها العظيم ما ذكره عثمان بن عبد الله بن إبراهيم في مقدمة كتابه الموسوم بسير الثغور، ونقلته من خطّه مع ما نقلته من حوادث الأمور. قال بعد أن حمد الله على نعمه التي تظاهرت فما تحصى وأياديه التي ترادفت فما تستقصى: نفذت سوابق أقضيته في عالم من بريته أسكنهم حينا من الدهر ثغرا

بأطراف الشام، نوّه به وبهم في معالم الإسلام، متّعهم فيه مدّة من المدد، وأعزه وأعزهم إلى غاية من الأمد، ظاهرين على أعدائهم، مظفرين في قلوب إخوانهم المسلمين، معظمين مبجّلين، ضاقت بهم أرض الروم «1» ، ترأى نيرانهم، وتكافح فرسانهم، إن دنوا منهم هلكوا، وإن أمعنوا الهرب عنهم أدركوا، لا تحرزهم أرضهم وان اتسعت، ولا تحميهم معاقلهم وان امتنعت، تغزى بنودهم «2» ، وتهزم حشودهم، وتفل جنودهم، وتستباح حريمهم، ويستأصل كريمهم، وتروح أفنيتهم، وتهدم أبنيتهم، وتشن الغارات فيهم، زيادة على مائتي سنة، حتى نبغ من نقفور بن خاردس الفقّاس «3» من صمد نحوهم وعندهم، وأناخ بهم وقصدهم، وأجمع على استئصالهم واجتياحهم، وبوارهم، فغزاهم (69- و) عاما بعد عام، ونازلهم في عقر ديارهم، يدوّخ أطرافهم، ويسوق عواملهم، ويتردد إلى زروعهم أوان استحصادهم فيجتثها ويأتي عليها، وتتوالى لأجل ذلك سنوات الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات، وضيق الأسعار، وتأخر المبر والامداد، وفناء الحماة من الرجال الكماة، وتلاشي الشجعان والفرسان، وانحلال الأحوال، واختلال الأبطال، وحلول الداء الذي لا دواء له، والعلة التي لا يرجى برؤها، وهو نبو السلاطين حينئذ عن نصرتهم، وتثاقلهم عن إجابة مستصرخهم، وتخلفهم حين دهمهم ما دهمهم عن معونتهم. فالنائب بمصر وما ينسب إليها برا وبحرا من أقاصي الصعيد إلى حدود جوسيه راض بمدافعة الأيام وسلامة الشهور والأعوام من صولة ملك الغرب ومدبّره «4» ،

والرائب المشار إليه بأرض العراق وما يجري مجراها إلى حدود بحر الصين وباب الأبواب، يتشاغل بأساورة ديلمان وجيلان، وملك خراسان في كف غربه كما قال المساور بن هند العبسي: وتشعبوا شعبا فكل جزيرة ... فيها أمير المؤمنين ومنبر فحاق لذلك بأهل الثغر- جدده الله- من قراع الروم- وقمهم «1» الله- على وفور عددهم وقوة عددهم، ووفاق أجناس الكفرة إياهم ما ثقل حدّه (69- ظ) وعظم مردّه، وامتنع مسدّه، بما وصفنا من خلف سلاطين الإسلام وأمرائه، وتفاوت كل منهم في شتات آرائه، وما خامر أفئدتهم من الوهل «2» وران على قلوبهم من الرعب والوجل كما سبق لهم في علم الله العزيز وإرادته ألّا يجعل لهم حظا في الآخرة. فقد حدثني أبو العباس محمد بن نصر بن مكرم، أحد عدول بغداد، في درب الريحان، أن أحمد بن بويه رحمه الله جلس بمكان أرانيه بباب داره المعزية، يعرض خيله متنزها بالنظر إليها، فقيد بين يديه من دار الدواب إلى ذلك المكان في مدة أربعة عشر يوما متصلة اثنا عشر ألف فرس، أغلاها ثمنا بمائة ألف درهم، وأدناها ثمنا بعشرة آلاف درهم، لم يطرح قط على فرس منها سرج في سبيل الله ولا في غير سبيل الله. وحدثني أيضا كهل من أهل أذنه يعرف بابن الشعراني وقد سألته ببغداد عن منصرفه، فوصف إشرافا على قضيم حمير برسم فنا خسرو بن الحسن بن بويه

رحمه الله عددها ستة آلاف حمار، قد رتبها لخدمة الكراع ينقل لها القصيل «1» في حينه، والقضيم والعلوفات في سائر الاوقات، وسألته عن عدد هذا الكراع الذي قد رتبت هذه الحمير لخدمته، فذكر أن المشرف على قضيم جميع الكراع يستوفي كل ليلة قضيما لثمانين ألف رأس، من ذلك ثلاثون ألف جمل، وأربعة وعشرون ألف بغل (70- و) وعشرون ألف فرس وستة آلاف حمار. فهذان رجلان من أمراء الاسلام وصفنا ظاهر نعم الله عليهما، والجهاد معطل والثغر يباب لا أنيس به خاو من القرآن، خال من الأذان. مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات فمن قتيل أو جريح، وعفير من أهلها طريح، وهارب طامح، ومتحيز الى وطن نازح، ومفتون في دينه، ومغلوب على ملك يمينه، قد استبيحت منازلهم بجميع ما كانت تحويه الا ما نقله السائر عنها على ظهره بحسب قوته إن كان ذا طاقة لشيء من حمله، أو على ذي أربعة ان كان واحدا له أو أعوانه ان وجد عونا، «فلكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه» «2» ، لا يعرج على سواه ولا يعود بعد الى مثواه بذلك سبق فيهم علم الله المكنون الغامض المصون، «لا يسأل عما يفعل وهم يسألون» «3» . وقرأت بخط أبي عمرو في كتابه: وجرى من اعتياد الروم طرسوس ما اقتضت الصورة إخراج وفد الى مصر والعراق يستصرخون ويطلبون المدد، ورسم أبو الحسن ابن الفياض بوفادة مصر، ووفد أبو بكر الاصبهاني الاسكاف، وأبو علي

ابن الأصبهاني خليفة القاضي العباس بن أحمد الخواتيمي على طرسوس الى بغداد، فندب للخطبة أبو صالح عبد الغفار بن الحراني الوراق عوضا منه (70- ظ) فقام مقامه، وأقام أبو صالح عند خروج الناس بطرسوس لعلة منعته من الحركة بها توفي، وما زال أبو صالح يخطب مدة أيام منازلة نقفور إيّانا، فلما انتهينا الى الأيام التي وادعناه فيها للخروج عن طرسوس اعتلّ أبو صالح علة حالت بينه وبين الصلاة، واحتاج الناس في آخر جمعة جمعوها بطرسوس إلى خطيب فسئل أبو الحسن بن الفياض الصلاة، وقد كان عاد من مصر معذرا لم ينل في الوفادة ما تمنى من أرسله لها، فأبى، وقال: ما أحب أن أكون آخر خطيب خطب بطرسوس، وحضرت الصلاة فصلى بالناس يومئذ أبو ذر، رجل من أبناء طرسوس، شيخ من أهل العلم كان سافر وغاب عن طرسوس عدة سنين، وعاد الينا في تلك الأيام، فهو آخر من خطب على منبر طرسوس يوم الجمعة العاشر من شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، لأن خروج الناس كان عنها في يوم الاربعاء النصف من هذا الشهر في هذه السنة، وأقام المؤذنون في ذلك اليوم وأخذوا في الأذان، فسهوا فأقاموا، فرد عليهم فأذنوا، وقام أبو ذر فخطب، فلما أتى الدعاء للسلطان خطب للمعتضد، ورد عليه، فتمم خطبته ونزل، فأقيمت الصلاة وكبر وقرأ في الركعة الاولى بفاتحة كتاب، وسورة والشمس وضحاها (71- و) ، وفي الركعة الثانية بسورة الحمد وسورة إذا زلزلت الأرض زلزالها. فلما سلم قام أبو عبد الله الحسين بن محمد الخواص قائما في قبلة المسجد، واستقبل الناس بوجهه وقال: يا معشر أهل طرسوس أقول فاسمعوا: هذا المقام الذي كان يتلى فيه كتاب الله العظيم، هذا المقام الذي كانت تعقد فيه المغازي الى الروم، هذا المقام الذي كان يصدر عنه أمر الثغور، هذا المقام الذي كانت تصلى فيه الجمع والأعياد، هذا المقام الذي يأوي إليه

الملهوف بالدعوات، هذا المقام الذي يزدحم عليه أهل الستر والسداد، هذا المقام الذي كان يفد الى الله فيه الوافدون، هذا المقام الذي كان يعتكف فيه العابدون الزاهدون، وما يجرى مجرى هذا الكلام. وقرأت في تاريخ أبي غالب همام بن الفضل المعري أن نقفور لما صالح أهل طرسوس، وخرجوا منها وتسلمها صعد على منبرها وقال: يا معشر الروم أين أنا؟ قالوا: على منبر طرسوس، فقال: لا بل أنا على منبر بيت المقدس، وهذه البلدة التي كانت تمنعكم من بيت المقدس. ***

باب ما جاء في فضل طرسوس (71 - ظ)

باب ما جاء في فضل طرسوس «1» (71- ظ) قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الكرجي، ونقلته منه، حدثنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي قال: حدثنا عمي أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي قال: حدثنا يحيى بن زكريا أبو زكريا قال: حدثني محمد بن ابراهيم بن مالك الصوري قال: حدثني فتح بن محمد بالغور قال: حدثنا عبد الله بن عيسى العقدي قال: حدثنا نصر بن يونس قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا السري بن بزيعة عن أبي بكر اليشكري عن الحسن البصري عن أنسى بن مالك قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ودموعه تقطر على لحيته قال: فقلنا بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله، من اخواننا هؤلاء الذين ذكرتهم فرققت لذكرهم؟ قال: قوم من أمتي يكونون في مدينة تبنى من وراء سيحان وجيحان فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ بنصيبه منها، فإن شهيدهم يعدل شهداء بدر، والذي نفسي بيده ليبعثن الله يوم القيامة من تلك المدينة سبعين ومائة ألف شهيد يدخلون الجنة بغير حساب، وان الله عز وجل ينظر الى أهل تلك المدينة كل يوم سبعين مرة، كلما نظر اليهم ذر عليهم من بره وحنانه، الله عز وجل أرفق بتلك المدينة من الوالدة بولدها، يغفر الله لأهل تلك المدينة كل يوم عند (72- و) طلوع الشمس وعند غروبها، ولا يزالون على الحق والحق معهم حتى يكون آخر الزمان عصابة منهم يحاربون الدجال، يحشر الله من تلك المدينة اثني عشر ألف زمرة، في كل زمرة مائة ألف شهيد، والشهيد منهم يشفع

في مائة ألف سوى أهل بيته وجيرانه، واسمها بالعربية طرسوس، وفي التوراة أبسوس، وفي الإنجيل أرسوس، وهي الصارخة الى الله عز وجل في بيت المقدس حين أخربت، ولها بابان مفتوحان حول العرش، من دخلها من أمتي غفر له ما سلف من ذنبه، ولم يكتب عليه ذنب حادث، طوبى لمن حشر منها من أمتي، طوبى له. ونقلت من خطه حدثني أبو الحسن علي بن وهب الوراق الرملي بطرابلس قال: حدثنا أبو يعقوب العدل العطار الموصلي بالموصل قال: حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحراني عن قيس بن الربيع عن ابن أبي ليلى عن عبد الكريم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ستعمر مدينة بين سيحان وجيحان تسمى المنصورة، من دخلها من أمتي دخلها برحمة، ومن خرج عنها رغبة عنها خرج بسخطة، يبنى مسجدها على روضة من رياض الجنة، يدعى مسجد النور، الصلاة فيه بألفي صلاة، النائم فيها كالصائم القائم في غيرها، المنفق فيها على عياله (72- ظ) الدرهم بسبعمائة، طوبى للمجاهدين فيها، وطوبى لمن حشر منها، الميت فيها شهيد، وشهيدها يعدل عشرة من شهداء البحر. وقال أبو عمرو القاضي فيما نقلته من خطه: حدثنا أبو هاشم عبد الجبار ابن عبد الصمد السّلمي قال: حدثنا أبو يعقوب الأذرعي قال: حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبيد الله السليماني قال: حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا إبراهيم ابن صدقة الجهني قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا هشام بن مودود الهجري عن برد بن سنان عن وهب بن منبه قال: لا تذهب الأيام حتى تبنى مدينة من وراء سيحان وجيحان قريبة من العدو غير بعيدة، تخيف العدو من وجهين من بر ومن بحر، ينظر الله عز وجل اليهم في كل يوم سبعين مرة، كلما نظر اليهم ذرّ عليهم من برّه وحنانه، الله عز وجل أروف بأهل تلك المدينة من الوالدة الشفيقة بولدها، يغفر الله لهم في كل يوم مرتين عند طلوع الشمس وعند غروبها، يحشر

الله منها يوم القيامة اثني عشر ألف زمرة في كل زمرة مائة ألف شهيد، لا يزالون على الحق، والحق معهم، آخر عصابة منهم تقاتل الدجال. قال ابن منبه: يا طوبى لأهل تلك المدينة هم أولياء الله وأحباؤه. ومن خطه أيضا حدثنا عدي بن أحمد بن عبد الباقي أبو عمير قال: حدثنا عمي يحيى بن عبد الباقي أبو القاسم قال: حدثنا يوسف بن بحر قال: حدثنا سعيد (73- و) بن هشام الفيومي قال: حدثنا هشام بن مودود قال: سمعت وهب بن منبه يقول: تبنى مدينة من وراء نهر من أنهار الجنة ينظر الله في كل يوم الى تلك المدينة سبعين مرة، يدر عليهم من بره وحنانه وهو أروف بهم من الوالدة بولدها. قال سعيد بن هشام: سمعت هشام بن مودود يقول: هي طرسوس. ونقلت من خطه: حدثنا أبو عمير عدي بن أحمد الأذني بطرسوس إملاء في داره يوم السبت غرة ذي القعدة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة حدثنا عمي أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي حدثني أبو القاسم يوسف بن بحر الساحلي قال: حدثنا جنادة بن مروان بن الحكم الأزدي قال: حدثني الهيثم بن حميد الكندي عن الحكم بن عمرو الرعيني عن كعب الاحبار قال: إن طرسوس خرجت إلى ربها عز وجل من وحشتها وبكت اليه من خرابها، فأوحى الله عز وجل اليها أيتها الصارخة إليّ أنا أذنت لخرابك، وأذنت لعمرانك، وأنزل عليك من بركات سمائي لأطهرك من دنس الأرجاس الأنجاس، ثم أعمرك «بخير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» ، «1» وأضع فيك معهم توراة محدثة وخدودا سجودا يدفعون اليك دفيف «2» النسور الى أوكارها، ويحنون اليك حنين الحمامة الى فراخها.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي (73- ظ) محمد قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، ح. وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن عبد الكريم بن حمزة قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أبو الحارث بن عمارة قال: حدثنا أبي وهو محمد بن عمارة بن أبي الخطاب الليثي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم عن هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن رجل عن مكحول عن كعب قال: بطرسوس من قبور الانبياء عشرة. أخبرنا أبو الفتوح الحصري وأبو محمد عبد القادر الرهاوي في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبوا عثمان الصابوني والبحيري وأبوا بكر البيهقي والحيري إجازة منهم قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله قال: سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب العدل يقول: سمعت حمش التريكي الزاهد يقول: سمعت أحمد بن حرب «1» يقول: المقام بطرسوس في وقتنا هذا أحب الي من الجوار بمكة. وقرأت بخط أبي عمرو القاضي في كتابه حدثنا أبو هاشم السلمي قال: حدثنا أبو يعقوب الاذرعي قال: حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبيد الله السليماني قال: سمعت يوسف بن عبد الله الهاشمي يقول: قال عبد الله بن المبارك: تكبيرة على حائط طرسوس تعدل فرسا في سبيل الله، ومن حمل على فرس في سبيل الله حمله الله على ناقة من (74- و) نوق الجنة. قلت وكان ابن المبارك قد قدم طرسوس فأقام بها وبالمصيصة غازيا سنين

عدة، فقال له أبو إسحاق الفزاري، ما أخبرنا به القاضي أبو القاسم عبد الصمد ابن محمد إذنا قال: كتب إلينا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبوا بكر أحمد البيهقي ومحمد الحيري، وأبوا عثمان إسماعيل الصابوني وسعيد البحيري إجازة منهم قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال: أخبرني محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن المنذر قال: حدثني محمد بن الوليد قال: حدثني أبو عمران الطرسوسي قال: سمعت عبد الله بن محمد بن ربيعة المصيصي يقول: حضرت أبا إسحاق الفزاري وابن المبارك، قال أبو إسحاق الفزاري لابن المبارك يا أبا عبد الرحمن تركت ثغور خراسان الواشجرد وقزوين وقد قال الله تعالى: «قاتلوا الذين يلونكم من الكفار» «1» ، فقال: يا أبا إسحاق وجدت آية أوكد من هذه، قال الله عز وجل: «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله» «2» ، قال: ثم قال: هؤلاء يقاتلون على دنيانا، يعني الترك والديلم، وهؤلاء يحاربونا على ديننا، يعني الروم، فأيما أولى الذّب عن ديننا أو عن دنيانا؟ قال: لا بل عن ديننا، لا بل عن ديننا. وقال الحاكم أبو عبد الله: حدثني أبو أحمد بن أبي الحسين قال: حدثنا محمد بن الفيض الدمشقي قال: حدثنا المسيّب (74- ظ) بن واضح قال: أنشدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله: إنّي أشير على العزّاب إن قبلوا ... بأن يكون لهم مثوى بطرسوس الدار واسعة بالأهل رافقة ... غيظ العدو وأجر غير محسوس قوم إذا نابهم في الحرب نائبة ... حلّوا الرباط فلم يلووا على كوس قرأت بخط أبي عمر والطرسوسي: حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن

الشفق قال: حدثنا محمد بن أحمد أبو الطّيب قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نوح قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال ابن المبارك: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام واضعا يده على سور طرسوس قال: اللهم احفظني فيها وفي أهلها. ومن خطه: حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد قال: حدثنا أبو يعقوب الأذرعي قال: حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبيد الله السليماني قال: سمعت أبا الطيّب يقول: حدثني بعض إخواني قال: قال ابن المبارك: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو واضع يده على حائط طرسوس وهو يقول: اللهم اخلفني على من فيها. وقرأت بخطه أيضا: حدثني محمد بن أحمد أبو نصر بن الحمّال قال: سمعت أحمد بن مضر؛ وهو أبو أبي العباس بن مضر محمد بن أحمد يقول: كنا نسمع شيوخ الثغر قديما يقولون: لم يسكن طرسوس فيما مضى من الدهر والأزمنة في الكفر والاسلام الا أوطاء أهل زمانهم حتى أن قوما من اليونانية سكنوها، فكانوا أهل سداد وصلاح. ونقلت من خطه: حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن الشفق البغدادي بطرسوس سنة خمس وأربعين وثلاثمائه قال: حدثنا أبو الطيّب محمد بن أحمد البغدادي بطرسوس سنة إحدى وتسعين ومائتين قال: حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن نوح قال: سمعت محمد بن عيسى قال: جاء رجل إلى ابن المبارك فقال: يا أبا عبد الرحمن أريد أن أسكن الثغر، قال: اسكن أنطاكية، قال: أريد أن أتقدم، قال: أذنه، قال: أريد أن أتقدم، قال: أتريد أن تكون في الطلائع فعليك بطرسوس. ***

باب في ذكر حصون مذكورة

باب في ذكر حصون مذكورة مجاورة لطرسوس والمصيّصة وأنطاكية، كانت مضافة الى هذه المدن، وهي من الثغور الشامية التي يفصل جبل اللكام بينها وبين الثغور الجزريه، نذكرها عقيب ذكر طرسوس لأنها الآن في أيدي الكفار خذلهم الله، واعادها إلى أيدي المسلمين. فمنها ذكر اقليقيه، وهي مدينة بين المصيصة وأذنه داثرة. قرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي: سمعت أبا الحسن علي بن جعفر بن عقبه الأعرابي صاحب الجيش بطرسوس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة قال: سمعت أبي جعفر بن عقبه رحمه الله يقول كان شيوخنا يقولون: إن أول مدينة عرفت في إقليم الثغر أزلية قبل الاسلام مدينة اقليقية، واليها ينسب علماء الروم الثغر فيقول بند اقليقيه، قال لنا أبو الحسن بن الأعرابي: وقد بقي أثر هذه المدينة (75- ظ) دمنة فيها آثار أبنية قديمة وهي عن يمين السالك من المصيصة إلى أذنه بينها وبين أذنه نحو ميلين. ***

ذكر حصن ثابت بن نصر

ذكر حصن ثابت بن نصر وهو كان المشهور قبل الثغور وبنائها. قرأت بخط أبي عمرو القاضي حدثني محمد بن أحمد الزمام قال: سمعت عبد الله بن كلرت يقول: ما زال أولونا يقولون لم يعرف الجهاد فيما مضى في شيء من أرض الثغور، يعني طرسوس وأذنه وعين زربه، إنما كان حصن ثابت بن نصر بمدينة المصيصة في آخر أيام بني أمية، وأول أيام بني العباس، يخرج منه أربعمائة فارس صلحاء إذا أقلبوا «1» حوافر خيولهم لتنعل للغزو، قلبوا بذلك قلوب بطارقه قسطنطينية خوفا منهم وجزعا. قال: وقد غزا محمد بن عبد الله أمير المؤمنين المهدي رحمه الله فلم تك هناك طرسوس ولا أذنه ولا عين زربه، وانما كان هذا الحصن لا غير. وقرأت بخطه أيضا حدثني أبو الحسن العدل علي بن الحسين الحذاء وأبو بكر غانم بن يحيى بن عبد الباقي قالا: حدثنا أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي قال: كان حصن ثابت بن نصر مشحنا بالابدال يجاهدون الروم، منهم يوسف بن أسباط صاحب سفيان الثوري، كان أدمن الصوم به فتوسوس. وقرأت بخطه: حدثني علي بن إسحاق صاحب العرض قال: سمعت أبا العباس ابن عبدوس يقول: كان ابتداء أمر الثغر وحصول المسلمين به أن نفرا (76- و)

صالحين سكنوا حصن ثابت بن نصر بالمصيصة كثرت غزواتهم، وتشمر الروم منهم لشدة بأسهم وعظم نكايتهم فيهم، منهم: يوسف بن أسباط، وعلي بن بكار، وبعدهم إبراهيم بن أدهم، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاوية الأسود وطبقاتهم، وقتا بعد وقت من لا يحصى عددا الى أن شحنت طرسوس، كلهم أهل فضل وجهاد. قلت: وهذا ثابت بن نصر الذي نسب هذا الحصن إليه، هو ثابت بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف الخزاعي، أخو أحمد بن نصر الشهيد، وكان فيه دين، وله حسن أثر في جهاد الروم، وولي الثغور الشامية، وسنذكر حاله ونسبه في ترجمته إن شاء الله تعالى. ***

ذكر حصن عجيف

ذكر حصن عجيف وهذا الحصن ينسب إلى عجيف بن عنبسه من أكابر القواد، ومن له بأس ونجدة في الجهاد، وكان من قواد المأمون، ودخل معه إلى بلاد الروم، وسنذكره إن شاء الله تعالى. قرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي في ذكر حصون طرسوس، ذكر حصن عجيف وأبرجته، رسم هذا الحصن أمير وأربعة فرسان، وثلاثة حراس، وثلاثة رجالة وخطيب، رزق الأمير عشرة دنانير، ورسم كل فارس ديناران، والرّجالة والحرس دينار دينار، والخطيب ديناران. برج الوصيفي ثمانية رجال، للرئيس دينار وسدس، وللرّجاله دينار دينار. برج المنشا ستة نفر، رئيس بدينار وسدس، ولكل راجل دينار. برج المقطع (76- ظ) خمسة عشر رجلا، الرئيس دينار وسدس، ولكل راجل دينار. برج الجزيري سبعة نفر، الرئيس بدينار وسدس، ولكل راجل دينار. ***

حصن شاكر

حصن شاكر وهو قريب من طرسوس، ينسب هذا الحصن الى شاكر بن عبد الله أبي الحسن المصّيصي، وكان من الغزاة المذكورين والمحدثين المشهورين، وسنذكر ترجمته في بابه إن شاء الله. ***

ذكر حصن الجوزات

ذكر حصن الجوزات وبينه وبين طرسوس ثمانية فراسخ، وهو بين البذندون وطرسوس، وبينه وبين البذندون اثنا عشر ميلا، وهو حصن مذكور موصوف بالقوة. وقفت على فصل في ذكره بخط أبي عمرو الطرسوسي في سير الثغور، فنقلته على حاله وصورته: رسم هذا الحصن أمير وخليفة ينوب عنه، وخطيب وقيم للدار، وصاحب الحمام، وكاتب، ومطرديان، وبوقي، وبواب. وفي جبل هذا الحصن شجر جوز مثمر مسافته ثلاثة أميال في عرض ميل، فاذا حان إدراكه، خرج والي الجوزات وجميع رجالته، إلا من يضبط الحصن من الثقات، فينفضون الجوز أياما، وضم كل واحد ما نفضه، وعد بالإحصاء ما حصل، فدفع إلى الوالي من كل عشرة آلاف جوزة ألف جوزة، وأمسك لنفسه تسعة آلاف، فيجتمع للوالي- أعني والي الجوازات- من ذلك خمسمائة الف جوزة وأكثر، ومما ينمحق من ذلك بالمسامحة فيه عند ضمه مع ما تعذر نقضه، (77- و) لبعد فروع أشجاره وتعذر وصول الناس إليه، اكثر مما وصفت، فتمتليء بيوت الجوزانيين كلهم من الجوز يرتفقون به مدة أيام الشتاء، ويتهادونه إلى طرسوس، الى ذي موداتهم وقراباتهم. وفي فضاء من عمل الجوزات منبت للأشنان الزبطري، فإذا تناهى إدراكه ضموه وارتفقوا به من هدية وبيع واستعمال. وفي هذا الجبل أشجار مخصوصة بأوكار البزاة يغتادها قوم من الجوزانيين،

فإذا فرخ في وكره تعهده الطالب له بالتفقد وتردد إليه، حتى إذا صلح، تلطف بحيلة في نقل الفراخ، ودبرّ تربيتها، وتكلف حملها الى طرسوس، وربما بيع الواحد بمائة وخمسين درهما، فتستحيل إلى الفراهة إذا علم وضري، فبلغ خمسمائة درهم وأكثر «1» (77- ظ) . ***

ذكر اخرى في حصن الجوزات

[ذكر اخرى في حصن الجوزات] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي. وفي جبلها أيضا عقار يعرف بالغاريقون «1» يحمل منه إلى أكثر الاقاليم. حدثني أبو محمد عبد الله بن أبي مروان المعداني، وهو الأفطس، وهو ممن رابط وجاهد في حصن الجوزات ثلاثين سنة، أنهم أخرجوا في فاثور «2» ، فوجد أحدهم شيئا من الغاريقون، فرفعه في مئزر معه، ثم وجدوا ماء ينبع من عين، فعرّسوا عليها وأخرجوا زادهم، ورفعوا الغاريقون من المئزر في مزود مع أحدهم وبلوا كعكا معهم بذلك بالماء البارد ولفوه في المئزر، وسار ثلاثة أو أربعة منهم يتجسّسوا مكانهم لئلا يعلم بمكانهم، فتناول صاحبهم شيئا من الكعك المبلول فنال منه، وأبطأ أولئك، فعمل الغاريقون الملتصق بالمئزر في طبع الرجل، وتردد واختلف، فوافاه أصحابه وقد تردد نحو مائتي طريق، وحيل بينه وبين القوة والحركة، فرأوا إن قطعوا دهقين «3» ، وجعلوا صاحبهم في عباء، وحملوه بينهم الى الجوزات، فعولج وعوفي، فباع ما كان معه من الغاريقون بجملة جاملة. وما وطئ هذا الحصن منذ ملكه المسلمون وشيدوه امرأة، ولا أطلق لأحد أن

يدخل بغلام أمرد، إلى أن أخرج عنها المسلمون، وإنما يختار لها أهل القوة والبأس، ومن يعاني أعمال السلاح المختلفة كالثقاف بالسيف والرمح، والرمي عن القسي الفارسية، وقسي الرجل، من أبناء (78- و) أربعين وما زاد وما نقص، فإذا حضر الغزو فقد رسم الجوزانيون يوما في ساقة عسكر المسلمين، ويوما في مقدمته بأحسن الزي، وأجمل الأحوال، وأكمل العدّة، شامة في الناس. ***

ذكر تل جبير

ذكر تل جبير وهو من عوادل الثغور الشامية على ما ذكره أحمد بن الطّيّب السرخسي في كتابه، وقال: ومن طرسوس الى تل جبير اثنا عشر ميلا. وقرأت في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى البلاذري فيما نقله عن أشياخ الثغر قالوا: وتل جبير نسب إلى رجل من فرس أنطاكية، كانت له عنده وقعة، وهو من طرسوس على أقل من عشرة أميال «1» . ***

ذكر حصن أولاس

ذكر حصن أولاس ويقال له حصن الزهاد، وهو على ساحل البحر، ومنه أبو الحارث فيض بن الخضر بن أحمد التميمي الأولاسي، أحد الأولياء المشهورين، وسنذكر ترجمته في بابها إن شاء الله تعالى. وقال أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صورة الأرض والمدن وما تشتمل عليه: وأولاس حصن على ساحل البحر، بها قوم متعبدون، وهو آخر ما على بحر الروم من العمارة للمسلمين. ***

ذكر الهارونية

ذكر الهارونية قال أبو زيد البلخي في كتابه: والهارونية غربي جبل اللّكام في بعض شعابه (78- ظ) وهي حصن صغير، بناها هرون الرشيد، فنسبت إليه. وقال أحمد بن الطيب في المسالك والممالك: ومن عوادل الثغور الشامية الهارونية، كنيسة السوداء، تل جبير. وذكر أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان قال: وللثغور الشامية مدينة عين زربه، والهارونية، والكنيسة المحترقه. قال: وبنى الهارونيه الرشيد في أيام المهدي، وهو ولي عهد. قال البلاذري: ثم لما كانت سنة ثلاث وثمانين ومائة أمر- يعني الرشيد- ببناء الهارونية فبنيت وشحنت أيضا بالمقاتله ومن نزع إليها من المطوّعة، ونسبت إليه، ويقال أنه بناها في خلافة المهدي رحمة الله عليه، ثم أتمت في خلافته «1» . ***

ذكر الاسكندرونه

ذكر الاسكندرونه وهو حصن بنته أم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم الأمين، وجدد بناءه أحمد بن أبي دؤاد، وهو على ساحل البحر. قال ابن واضح الكاتب: تهبط من جبل اللّكام إلى مدينة على ساحل البحر الأخضر يقال لها الإسكندرونه، بناها ابن أبي دؤاد الإيادي في خلافة الواثق. وقال أبو زيد البلخي: والإسكندرونه حصن على ساحل البحر للروم، وهي صغيرة بها نخيل. وقال أبو عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي في مزدوجته. والإسكندرون حصن أم جعفر ... وردت يوم الجمعة المطهر كم من شهيد عندهم في المقبر ... ومن خبايا من طبيات الثمر «1» وفسره بأن قال: بنته أم جعفر يعني زبيدة. قال البلاذري في كتاب البلدان: وكانت الإسكندرونه له- يعني لمسلمة بن عبد الملك- ثم صارت لرجاء مولى المهدي إقطاعا يورثه منصور وإبراهيم ابنا المهدي، ثم صارت لإبراهيم بن سعيد الجوهري، ثم لأحمد بن أبي دؤاد الإيادي ابتياعا، ثم انتقل ملكها الى المتوكل على الله «2» .

ذكر بياس

ذكر بياس وهي مدينة على البحر خرج منها جماعة من الرواة، وبينها وبين الإسكندرونة عشرة أميال، وبينها وبين فندق حسين خمسة عشر ميلا، وهذا الفندق في مرج يقال له مرج حسين منسوب إلى حسين بن سليم الأنطاكي، كانت له به وقعة مع العدو، وسنذكره إن شاء الله. وقال أبو زيد أحمد بن سهل البلخي: وبياس مدينة صغيرة على شاطىء بحر الروم ذات نخيل وزروع خصبة. ***

ذكر أياس

ذكر أياس قد ذكرنا أن الشيخ الجرهمي ذكر لمعاوية أن ياوان بن يافث ولد أياس، فعرف المكان الذي حله باسمه. قلت: وأياس، مدينة إلى جانب بياس على شاطىء بحر الروم، من الثغور الشامية، هي الآن في يد الأرمن أيضا. ***

ذكر التينات

ذكر التينات وهو حصن على شاطىء البحر بين بياس والمصيصة، أقام به أبو الخير التيناتي، فنسب إليه. قال أبو زيد البلخي: والتينات حصن على شاطىء البحر أيضا، فيه يجمع خشب الصنوبر الذي ينقل إلى الشامات، وإلى مصر، وإلى الثغور. ***

ذكر المثقب

ذكر المثقب وهو حصن على ساحل بحر الروم. قال أبو زيد البلخي: والمثقب حصن صغير بناه عمر بن عبد العزيز رحمه الله، بها منبر ومسجد ومصحف. قال البلاذري: وكان الذي بنى حصن المثقّب هشام بن عبد الملك على يد حسان بن ماهويه الأنطاكي، ووجد في خندقه حين حفر عظم ساق مفرط الطول، فبعث به إلى هشام «1» . ***

ذكر سيسه

ذكر سيسه ويقال لها سيس، وهي مدينة قريبة من عين زربه، وهي الآن مستقر ملك الأرمن خذلهم الله، ولم يكن لها فيما مضى كبير ذكر. غير أن أحمد بن يحيى ابن (79- ظ) جابر البلاذري ذكرها في كتاب البلدان وقال: قال محمد بن سعد، بعد أن أسند عنه فقال: حدثني محمد بن سعد قال: حدثني الواقدي قال: جلا أهل سيسية، مدينة تلي عين زربه، وقد عمرت سيسية في خلافة المتوكل على يدي علي بن يحيى الارمني، فنزلوها، ثم أخربتها الروم «1» ، ثم عمرها فارس بن بغا الصغير في خلافة أحمد المعتمد على الله في سنة ستين ومائتين، أو سنة تسع وخمسين ومائتين، وأنفق عليها من ماله بسبب نذر كان عليه، وجرت عمارتها على يدي مكين الخادم. ***

ذكر حصن ذي الكلاع

ذكر حصن ذي الكلاع قال البلاذري، فيما حكاه عن شيوخ الشام، قالوا: والحصن المعروف بذي الكلاع إنما هو الحصن ذو القلاع، لانه على ثلاث قلاع فحرف اسمه، وتفسير اسمه بالرومية الحصن الذي مع الكواكب «1» . ***

حصن قطرغاش

حصن قطرغاش قال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري: وبنى هشام حصن قطر غاش على يدي عبد العزيز بن حيان الأنطاكي «1» . قلت: وهذا الحصن بين أنطاكية والمثقب. ***

حصن موره

حصن موره وهو في جبل اللكام. قال البلاذري: وبنى هشام ايضا حصن موره على يدي رجل من أهل (80- و) أنطاكية وكان سبب بنائه إياه أن الروم عرضوا لرسول له في درب اللكام عند العقبه البيضاء، ورتب فيه أربعين رجلا وجماعة من الجراجمة، وأقام ببغراس مسلحة في خمسين رجلا، وابتنى لهم حصنا «1» . ***

ذكر حصن بوقا

ذكر حصن بوقا وهو حصن من عمل أنطاكية ينسب إليه بعض أهل الحديث، وله كورة تنسب إليه. قال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري: وبنى هشام- يعني ابن عبد الملك- حصن بوقا من عمل أنطاكية، ثم جدد وأصلح حديثا، وبنى محمد بن يوسف المروزي المعروف بأبي سعيد حصنا بساحل أنطاكية، بعد غارة الروم على ساحلها في خلافة المعتصم «1» . ***

ذكر الصخره

ذكر الصخره وهي بقرب أنطاكية، وقيل هي التي ذكرها الله في القرآن بقوله تعالى: «أرأيت إذ أوينا الى الصخرة» «1» . وقد ذكرها أبو زيد البلخي في ذكر المدن والحصون عقيب ذكر أنطاكية فقال: وأما الصخرة فإنها تعرف بصخرة موسى بن عمران في هذا الموضع. ***

باب في ذكر الجرجومة

باب في ذكر الجرجومة قد ذكر أحمد بن الطيب السرخسي فيما أوردنا عنه إنه عدّ في المسالك والمالك في ذكر المدن والكور بقنسرين والعواصم وقال: الجرجومة على جبل اللكام. وقد ذكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان فيها فصلا نذكره هاهنا بعينه، قال: حدثني مشايخ من أهل أنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جبل اللّكام عند معدن الزاج، فيما بين بيّاس وبوقا يقال لها الجرجومة، وأن أمرهم كان في أيام استيلاء الروم على الشام وأنطاكية إلى بطريق (80- ظ) أنطاكية وواليها، فلما قدم أبو عبيدة أنطاكية وفتحها، لزموا مدينتهم، وهمّوا باللحاق بالروم إن خافوا على أنفسهم، ولم ينتبه المسلمون لهم، ولم ينبّهوا عليهم، ثم إن أهل أنطاكية نقضوا وغدروا، فوجّه إليهم أبو عبيدة من فتحها ثانية، وولّاها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري، فغزا الجرجومة، فلم يقاتله أهلها، ولكنهم بدروا بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعوان المسلمين وعيونا ومسالح في جبل اللّكام، وأن لا يؤخذوا بالجزية، وأن ينفّلوا أسلاب من يقتلون من عدو المسلمين إذا حضروا معهم حربا في مغازيهم. ودخل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط وأهل القرى وغيرهم في هذا الصلح، فسمّوا الرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم، ويقال أنهم جاءوا بهم الى عساكر المسلمين وهم أرداف لهم، فسموا الرواديف، فكان الجراجمة يستقيمون للولاة مرة، ويعوجّون أخرى، فيكاتبون الروم ويمايلونهم.

ولما كانت أيام ابن الزبير، وموت مروان بن الحكم، وطلب عبد الملك الخلافة بعده لتوليته إياه عهده، واستعداده للشخوص الى العراق لمحاربة المصعب بن الزبير خرجت خيل للروم الى جبل اللكام، وعليها قائد من قوادهم ثم صارت الى لبنان وقد ضوت إليها جماعة كثيرة من الجراجمة وأنباط وعبيد أباق من عبيد المسلمين فاضطر عبد الملك الى أن صالحهم (81- و) على ألف دينار في كل جمعة، وصالح طاغية الروم على مال يؤديه إليه ليشغله عن محاربنه، وتخوفّه أن يخرج الى الشام فيغلب عليها، واقتدى في صلحه بمعاوية حين شغل بحرب أهل العراق، فصالحهم على أن يؤدي إليهم مالا وارتهن منهم رهنا وضعه ببعلبك ووافق ذلك أيضا طلب عمرو بن سعيد بن العاص الخلافة وإغلاقه أبواب دمشق حين خرج عبد الملك عنها، فازداد شغلا، وذلك في سنة سبعين. ثم إن عبد الملك وجّه إلى ذلك الرومي سحيم بن المهاجر وتلطف حتى دخل عليه متنكرا، فاظهر الممالأة له، وتقرّب إليه بذم عبد الملك وشتمه وتوهين أمره حتى أمنه، واغتر به، ثم أنه انكفأ عليه بقوم من موالي عبد الملك وجنده، كان أعدّهم لمواقعته، ورتبهم بمكان عرفه، فقتله ومن كان معه من الروم، ونادى في سائر من ضوى إليه بالأمان، فتفرق الجراجمة بقرى حمص ودمشق، ثم رجع أكثرهم الى مدينتهم باللكام، وأتى الأنباط قراهم، ورجع العبيد الى مواليهم. وكان ميمون الجرجماني عبدا روميا لبني أمّ الحكم أخت معاوية ابن أبي سفيان، وهم ثقفيون وإنما نسب الى الجراجمة لاختلاطه بهم، وخروجه بجبل لبنان معهم، فبلغ عبد الملك عنه بأس وشجاعة، فسأل مواليه أن يعتقوه، ففعلوا، وقوّده على جماعة من الجند وصيّره بأنطاكية، فغزا مع مسلمه بن عبد الملك الطّوانه وهو على ألف من أهل أنطاكية، فاستشهد بعد بلاء حسن (81- ظ) وموقف مشهود، فغم عبد الملك مصابه، وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره.

قالوا: ولما كانت سنة تسع وثمانين اجتمع الجراجمة الى مدينتهم، وأتاهم قوم من الروم من قبل الإسكندرونة وروسس، فوجه الوليد بن عبد الملك إليهم مسلمة بن عبد الملك فأناخ عليهم في خلق من الخلق، فافتتحها على أن ينزلوا بحيث أحبّوا من الشام، ويجري على كل امرئ منهم ثمانية دنانير، وعلى عيالاتهم القوت من القمح والزيت، وهو مديان من قمح وقسطار من زيت «1» ، وعلى أن لا يكرهوا ولا أحد من أولادهم ونسائهم على ترك النصرانية وعلى أن يلبسوا لباس المسلمين، ولا يؤخذ منهم ولا من أولادهم ونسائهم جزية، وعلى أن يغزوا مع المسلمين فينفلوا أسلاب من يقتلونه مبارزة، وعلى أن يؤخذ من تجاراتهم وأموال موسريهم ما يؤخذ من أموال المسلمين، فأخرب مدينتهم، وأنزلهم جبل الحوّار، وشيح اللّولون، وعمق تيزين، وصار بعضهم الى حمص، ونزل بطريق الجرجومة في جماعة معه أنطاكية، ثم هرب الى بلاد الروم، وقد كان بعض العمال ألزم الجراجمة بأنطاكية جزية رؤوسهم، فرفعوا ذلك الى الواثق بالله، وهو خليفة، فأمر باسقاطها عنهم. وحدثني بعض من أثق به من الكتاب أن أمير المؤمنين المتوكل على الله أمر بأخذ الجزية من هؤلاء الجراجمة، وأن تجري (82- و) عليهم الارزاق، إذا كانوا ممن يستعان به في المسالح وغير ذلك. وروى أبو الخطاب الازدي أن أهل الجرجومة كانوا يغيرون في أيّام عبد الملك بن مروان على قرى أنطاكية والعمق، واذا غزت الصوائف قطعوا على المتخلف واللّاحق ومن قدروا عليه ممن في أواخر العسكر، وغالوا في المسلمين، فأمر عبد الملك ففرض لقوم من أهل أنطاكية وأنباطها جعلوا مسالح، وأردفت بهم

عساكر الصوائف ليذبوا الجراجمة عن أواخرها، فسموا الرواديف، وأجرى على كل امرئ ثمانية دنانير، والخبر الاول أثبت «1» . فهذه أخبار الثغور الشامية، فنشرع الآن في ذكر الثغور الجزرية، وجبل اللّكام هو الفاصل بين الثغور الشامية والثغور الجزرية. وقال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفارسي الإصطخري في كتاب صفة الأقاليم: وقد جمعت الى الشام الثغور الشامية، وبعض الثغور تعرف بثغور الجزيرة، وكلاهما من الشام وذلك أن كل ما وراء الفرات من الشام، وإنما سميّ من ملطية إلى مرعش ثغور الجزيرة لأن أهل الجزيرة بها يرابطون، وبها يعرفون لأنها من الجزيرة، وبين ثغور الشام وثغور الجزيرة جبل اللّكام وهو الفاصل بين الثغرين. «2» ***

باب في ذكر مرعش (82 - ظ)

باب في ذكر مرعش (82- ظ) وهي مدينة من أعمال حلب عامرة ولها مياه وزروع وأشجار، ولها حصن منيع، وخرج منها جماعة من أهل العلم والعبادة منهم حذيفة المرعشي. وقد ذكرها أبو زيد البلخي في كتابه فقال: والحدث ومرعش هما مدينتان عامرتان، فيهما مياه وزروع وأشجار كثيرة وهما ثغران. قلت: وبين مرعش والحدث ثمانية فراسخ، وهي في زمننا هذا في أيدي المسلمين، تسلمها نور الدين محمود بن زنكي من جوسلين حين أسره «1» ، ثم استولى عليها الأرمن في سنة ست وخمسين وستمائة من أيدي نواب ملك الروم كيكاوس بن كيخسرو بن كيقباذ. وذكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان مما نقله عن مشايخ الشام، وقالوا: وجّه أبو عبيدة بن الجراح وهو بمنبج خالد بن الوليد إلى ناحية مرعش ففتح حصنها، على أن جلا أهله ثم أخربه. وكان سفيان بن عوف الغامدي لما غزا الروم سنة ثلاثين دخل من قبل مرعش فساح في بلد الروم، وكان معاوية بنى مدينة مرعش، وأسكنها جندا، فلما كان موت يزيد بن معاوية كثرت غارات الروم عليهم فانتقلوا عنها.

قال: ثم إنّ العباس بن الوليد بن عبد الملك صار إلى مرعش، فعمرها وحصنها ونقل الناس إليها، وبنى لهم مسجدا جامعا، وكان يقطع في كل عام على أهل قنّسرين بعثا إليها، فلما كانت أيام مروان بن محمد وشغل بمحاربة أهل حمص، خرجت الروم فحصرت مدينة مرعش حتى صالحهم أهلها على الجلاء، فخرجوا نحو الجزيرة وجند قنّسرين بعيالاتهم، ثم أخربوها، وكان عامل مروان عليها يومئذ الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، وكان الطاغية يومئذ قسطنطين بن اليون، ثم لما فرغ مروان من أمر حمص وهدم سورها بعث جيشا لبناء مرعش، فبنيت ومدّنت، فخرجت الروم في فتنته فأخربتها، فبناها صالح ابن علي في خلافة (83- و) أبي جعفر المنصور، وحصنها وندب الناس إليها على زيادة العطاء، واستخلف المهدي، فزاد في شحنتها وقوّى أهلها. قال البلاذري: وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي قال: خرج ميخائيل من درب الحدث في ثمانين ألفا فأتى عمق مرعش، فقتل وأحرق، وسبى من المسلمين خلقا، وصار الى باب مدينة مرعش وبها عيسى بن علي، وكان قد غزا في تلك السنة، فخرج إليه موالي عيسى وأهل المدينة ومقاتلتها، فرشقوه بالنبل والسهام، فاستطرد لهم حتى إذا نحاهم عن المدينة كر عليهم، فقتل ثمانية نفر من موالي عيسى، واعتصم الباقون بالمدينة فأغلقوها، فحاصرهم بعض نهار، ثم انصرف حتى أتى جيحان، وبلغ الخبر ثمامة بن الوليد العبسي وهو بدابق وكان قد ولي الصائفة سنة إحدى وستين ومائة، فوجّه إليه خيلا كثيفة، فأصيبوا إلّا من نجا منهم، فأحفظ ذلك المهدي، واحتفل لإغزاء الحسن بن قحطبة في العام المقبل، وهو سنة اثنتين وستين ومائة «1» .

وقال سعيد بن كثيرّ بن عفير في تاريخه كانت سنة اثنتين وستين ومائة، كان فيها خروج الروم على مرعش فخرجت شيئا كثيرا «1» . قلت: وخرب الروم مرعش كما ذكرناه فبناها سيف الدولة أبو الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان، وجاء الدمستق ليمنع من بنائها، فقصده سيف الدولة، فولى هاربا، وتمم سيف الدولة عمارة مرعش. وفي ذلك يقول المتنبي: أتى مرعشا يستقرب البعد مقبلا ... وأدبر إذا أقبلت يستبعد القربا فأضحت كأن السور من فوق بدؤه ... إلى الأرض قد شق الكواكب والتربا تصدّ الرياح الهوج عنها مخافة ... وتفزع فيها الطير أن تلقط الحبّا وتردي الجياد الجرد فوق جبالها ... وقد ندف الصّنبّر في طرقها العطبا كفى عجبا أن يعجب الناس أنه بنى ... مرعشا تبّا لآرائهم تبّا وما الفرق ما بين الأنام وبينه ... إذا حذر المحذور واستصعب الصعبا؟ «2» ***

باب في ذكر الحد ث

باب في ذكر الحد ث وتعرف بالحدث الحمراء لحمرة أرضها، وهي مدينة كثيرة الماء والزرع، وحولها أنهار كثيرة وخرب حصنها وبقيت المدينة، وساكنوها في زمننا هذا أرمن أهل ذمة، وهي في أيدي المسلمين، وكان ينزل في مروجها الأكراد بأغنامهم، وتسميتها الأرمن كينوك، وتسميها الأكراد الهتّ، والعرب تسميها (83- ظ) الحدث، وكانت تسمى قديما المحمدية، والمهديّة، لأنها بنيت في أيام المهدي محمد بن المنصور رحمه الله، وتحول اليها أبو محمد عيسى بن يونس السبيعي من الكوفة، فنزلها مرابطا الى أن مات، وبقي ولده بها بعده. والجبل المعروف بالأحيدب من قبليها مطل عليها، شاهدتها ونزلت في أرضها عند ما توجهت إلى الروم. وفتحها حبيب بن مسلمة من قبل عياض بن غنم. وقرأت في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى البلاذري مما رواه عن شيوخ الشام قالوا: كان حصن الحدث مما فتح أيام عمر فتحه حبيب بن مسلمة من قبل عياض بن غنم، وكان معاوية يتعهده بعد ذلك، وكان بنو أمية يسمون درب الحدث درب السلامة للطيرة، لأن المسلمين كانوا أصيبوا به، فكان ذلك الحدث فيما يقول بعض الناس. قال: وقال قوم: لقى المسلمين على الدرب غلام حدث، فقاتلهم في أصحابه فقيل درب الحدث.

قال: ولما كان زمن فتنة مروان بن محمد خرجت الروم فهدمت مدينة الحدث، وأجلت عنها أهلها، كما فعلت بملطيّة، ثم لما كانت سنة احدى وستين ومائة خرج ميخائيل الى عمق مرعش، ووجه المهدي الحسن بن قحطبة ساح في بلاد الروم، فثقلت وطأته على أهلها حتى صوروه في كنائسهم، وكان دخوله من درب الحدث، فنظر الى موضع مدينتها فأخبر أن ميخائيل أخرج منه، فارتاد الحسن موضع مدينة هناك (84- و) فلما انصرف كلم المهدي في بنائها، وبناء طرسوس فأمر بتقديم بناء مدينة الحدث، فأنشأها علي بن سليمان بن علي، وهو على الجزيرة وقنسرين وسميت المحمدية، وتوفي المهدي مع فراغهم من بنائها، فهي المهدية والمحمدية، وكان بناؤها باللبن، وكانت وفاته سنة تسع وستين ومائة، واستخلف موسى الهادي ابنه، فعزل علي بن سليمان، وولى الجزيرة وقنسرين محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي، وقد كان علي بن سليمان فرغ من بناء مدينة الحدث، وفرض محمد لها فرضا من أهل الشام والجزيرة وخراسان في أربعين دينارا من العطاء، وأقطعهم المساكن، وأعطى كل امرئ منهم ثلاثمائة درهم، وكان الفراغ منها في سنة تسع وستين ومائة. قال: وقال أبو الخطاب: فرض علي بن سليمان بمدينة الحدث لأربعة آلاف فأسكنهم اياها، ونقل اليها من ملطية، وشمشاط، وسميساط، وكيسوم، ودلوك ورعبان ألفي رجل. قال الواقدي: ولما بنيت مدينة الحدث هجم الشتاء والثلوج، وكثرت الامطار ولم يكن بناؤها بمتوثق منه ولا محتاط فيه، فتثلمت المدينة، وتشعثت، ونزل بها الروم فتفرق عنها من كان فيها من جندها وغيرهم، وبلغ الخبر موسى، فقطع بعثا مع المسيب بن زهير، وبعثا مع روح بن حاتم، وبعثا مع حمزة بن مالك، فمات

(84- ظ) قبل أن ينفذوا، ثم ولي الرشيد رحمة الله عليه الخلافة فأمر ببنائها وتحصينها وشحنتها، واقطاع مقاتلتها المساكن والقطائع. قال: وقال غير الواقدي: أناخ بطريق من عظماء بطارقة الروم في جمع كثيف على مدينة الحدث حتى بنيت، وكان بناؤها بلبن قد حمل بعضها على بعض، وأضر به الثلوج، فهرب عاملها ومن فيها، ودخلها العدو فحرق مسجدها وأخربها، واحتمل أمتعة أهلها، فبناها الرشيد حين استخلف «1» . قال: وحدثني بعض أهل منبج قال: حدثني شيخ لنا أن الرشيد رحمة الله عليه كتب الى محمد بن ابراهيم باقراره على عمله، فجرى أمر مدينة الحدث من قبل الرشيد على يده ثم عزله. وقيل: ان المهدي بنى الحدث لمنام رآه، أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف بن علي عن أبي الفتح بن البطي عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن ابراهيم الصابئ قال: وذكر الرئيس أبو الحسن رضي الله عنه يعني والده هلال بن المحسن في كتاب المنامات الذي صنفه قال: ذكر أبو بكر بن دقة مولى بني هاشم قال: لما عزم المهدي على الخروج الى قنسرين والعواصم رأى في منامه كأن آتيا أتاه وقال له: انك تمضي الى مدينة يقال لها منبج، وهناك شيخ كبير له ثمانون سنة يؤذن في بعض المساجد، فادع به واضرب رقبته، واذا خرجت من هذه المدينة فسترى آثار خطوط فابن عليها مدينة وسمها الحدث. قال: فلما وصل المهدي الى منبج وحضره أهلها سألهم وقال: هل عندكم شيخ كبير مؤذن؟ قالوا: نعم عندنا شيخ له مائة سنة وأربع سنين يؤذن منها ثمانين

سنة في بعض المساجد، فأمر باحضاره، فلما حضر تقدم بضرب رقبته، فارتاع الشيخ، وناشده الله تعالى في أمره وأذكره بالله في دفعه عن دمه، وعرفه كبر سنه وكثرة عياله، فقال له دع هذا عنك، ولا بد مما أمرت به فيك، ولكن ان صدقتني عن أمرك حفظتك في مخلفيك، وإلا أسأت اليهم بعدك، فقال: أما على ذاك فاني منذ ثمانين سنة أقول في أذاني: أجحد أن محمد رسول الله، فأمر به وقتل. قال ابن دقة: وهذا الشيخ جد البحتري الشاعر «1» . قلت وجاء ملك الروم الدمستق في أيام سيف الدولة ابن حمدان ونزل على حصن الحدث ليحصره، وكان سيف الدولة قد بناه وأحكم بناءه، فخرج سيف الدولة، فتركه ومضى، وجرت له وقعة مع الروم أيضا، وقد خرج سيف الدولة لبناء الحدث فواقعهم وقتل منهم وأسر، وكان أهل الحدث سلموه بالامان الى الروم قبل ذلك فخربوه. أخبرنا عبد العزيز بن محمود بن الاخضر البغدادي كتابة قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعيد قال: أخبرنا أبو البركات (85- و) محمد بن عبد الله بن يحيى قال: أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين قال: أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه يمدح سيف الدولة، ويذكر بناءه ثغر الحدث، بعد أن كان أهلها أسلموها عن الامان الى الروم، ومنازلة ابن الفقاس اياه وهزمه لابن الفقاس، وكان أسر قودس «2» الاعور بطريق سمندو وابن ابنة الدمستق، وأنشده اياها بعد الوقعة في الحدث.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم يكلّف سيف الدولة الجيش همّه ... وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم قال فيها: هل الحدث الحمراء تعرف لونها ... وتعلم أيّ الساقين الغمائم سقتها الغمام الغر قبل نزوله ... فلما دنا منها سقتها الجماجم بناها فأعلى والقنا يقرع القنا ... وموج المنايا حولها متلاطم وكان بها مثل الجنون فأصبحت ... ومن جثث القتلى عليها تمائم طريدة دهر ساقها فرددتها ... على الدّين بالخطّي والدهر راغم وكيف يرجى الرّوم والروس هدمها ... وذا الطعن أساس لها ودعائم وقد حاكموها والمنايا حواكم ... فما مات مظلوم ولا عاش ظالم نثرتهم فوق الأحيدب كلّه ... كما نثرت فوق العروس الدراهم «1» وفي ذلك يقول أبو فراس: وحسبي بها يوم الأحيدب وقعة ... على مثلها في الحرب تثنى الخناصر عدلنا بها في قسمة الموت بينهم ... وللسيف حكم في الكتيبة جائر إذ الشيخ لا يلوي ونقفور مجحر ... وفي القيد ألف كالليوث قساور ولم يبق إلّا صهره وابن بنته ... وثوّر بالباقين من هو ثائر «2» (85- ظ)

وأنبأنا عبد العزيز بن الاخضر قال: أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا أبو البركات قال: أخبرنا علي بن أيوب قال: أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه يمدح سيف الدولة، وقد ورد عليه خبر آخر ساعة نهار يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الاولى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة أن الدمستق وجيوش النصرانية قد نازلت ثغر الحدث ونصبت مكائد الحصون عليه، وقدرت أنها فرصة لما تداخلها من القلق والانزعاج والوصم في تمام بنائه على يد سيف الدولة، ولان ملكهم ألزمهم قصدها، وأنجدهم بأصناف الكفر من البلغر والروس والصقلب وغيرهم، وأنفذ معهم العدد، فركب سيف الدولة لوقته نافرا، وانتقل الى موضع غير الموضع الذي كان به، ونظر فيما وجب أن ينظر فيه في ليلته، وسار عن حلب غداة يوم الاربعاء لسبع خلون، فنزل رعبان، وأخبار الحدث مستعجمة عليه لضبطهم الطرق وتقديرهم أن يخفى عليه خبرهم، فلما أسحر لبس سلاحه وأمر أصحابه بمثل ذلك، وسار زحفا، فلما قرب من الحدث عادت اليه الطلائع بأن عدو الله لما أشرفت عليه خيول المسلمين على عقبة يقال لها العبراني، رحل ولم تستقر به دار، وامتنع أهل الحدث من البدار بالخبر خوفا (86- و) من كمين يعترض الرسل، فنزل سيف الدولة بظاهرها، وذكر خليفته بها أنهم نازلوه وحاصروه، فلم يخله الله من نصر عليهم الا في نقوب نقبوها في فصيل كان قديما للمدينة، وأتتهم طلائعهم بخبر سيف الدولة في اشرافه على حصن رعبان، فوقعت الصيحة وظهر الاضطراب وولى كل فريق على وجهه، وخرج أهل الحدث، فأوقعوا ببعضهم وأخذوا آلة حربهم فأعدوها في حصنهم، فقال أبو الطيب في ذلك. ذي المعالي فليعلون من تعالى ... هكذا هكذا وإلا فلا، لا شرف ينطح النجوم بروقيه «1» ... وعزّ يقلقل الأجبالا

حال أعدائنا عظيم وسيف ال ... دولة ابن السيوف أعظم حالا لا ألوم ابن لاون ملك الروم ... وان كان ما تمنى محالا أقلقته بنيّة بين أذنيه ... وبان بغى السماء فنالا كلما رام حطّها اتسع البني ... فغطى جبينه والقذالا يجمع الروم والصقالب والبلغر ... فيها ويجمع الآجالا ويوافيهم بها في القنا السمر ... كما وافت العطاش الصلالا قصدوا هدم سورها فبنوه ... وأتى كي يقصروه فطالا قال فيها: إنّ دون التي على الدّرب والاح ... دب والنهر مخلطا مزيالا «1» (86- ظ) غضب الدّهر والملوك عليها ... فبناها في وجنة الدهر خالا وحماها بكل مطرد الأكعب ... جور الزمان والآجالا فهي تمشي مشى العروس اختيالا ... وتثنّى على الزمان دلالا «2» ***

باب في ذكر زبطرة

باب في ذكر زبطرة وهي مدينة هي الآن في أيدي المسلمين، وهي مذكورة، وفيها معدن حديد، يجلب منها الحديد الى البلاد، وهي الآن قرية، وبينها وبين الحدث ثمانية عشر فرسخا. وذكرها أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتابه وقال: وأما زبطرة فإنها حصن كان من أقرب هذه الثغور الى بلد الروم، خربها الروم. قلت: وقد كانت الروم في صدر الإسلام تنتابه وتطرقه لقربه من بلادها فتخربه ويعمره المسلمون مرة بعد أخرى، فإن أبا جعفر أحمد بن يحيى البلاذري ذكر فيما نقله في كتاب البلدان عمن حدثه من أهل الشام فقال: قالوا وكانت زبطرة حصنا قديما روميا، ففتح مع حصن الحدث القديم، فتحه حبيب بن مسلمه الفهري وكان قائما الى أن أخربته الروم في أيام الوليد بن يزيد، فبني بناء غير محكم، فأناخت الروم عليه في أيام فتنة مروان فهدمته، فبناه المنصور، ثم خرجت إليه فشعثته فبناه الرشيد أمير المؤمنين على يد محمد بن إبراهيم، وشحنه. فلما كانت خلافة المأمون طرقه الروم فشعثوه، وأغاروا على سرح أهله فاستاقوا (87- و) لهم مواشي، فأمر المأمون رحمه الله بمرمته وتحصينه، وقدم وفد الطاغية في سنة عشر ومائتين يسأل الصلح، فلم يجبه الى ذلك، وكتب الى عمال الثغور، فساحوا في بلاد الروم فأكثروا فيها القتل، ودوّخوها وظفروا ظفرا حسنا، إلا أن يقظان بن عبد الأعلى بن أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي أصيب.

ثم خرجت الروم الى زبطرة في خلافة المعتصم أبي إسحاق بن الرشيد فقتلوا الرجال وسبوا النساء وأخربوها، فأحفظه ذلك وأغضبه، فغزاهم حتى بلغ عمورية، وقد أخرب فيها حصونا، فأناخ عليها حتى فتحها، فقتل المقاتله وسبى النساء والذرية ثم أخربها وأمر ببناء زبطرة، وحصنها وشحنها، فرامها الروم بعد ذلك، فلم يقدروا عليها «1» ***

باب في ذكر حصن منصور

باب في ذكر حصن منصور وهو في أيدي المسلمين، تولى بناءه بعد أن كان الروم خربوه منصور بن جعونه بن الحارث العامري من بني عامر بن صعصعة، وكان هو وأبوه يغزون الروم، وقتله المنصور في خلافته، وسنذكر حاله في ترجمته إن شاء الله تعالى. وذكره أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتابه فقال: وحصن منصور حصن صغير فيه منبر وزروعه عذي. وقال أحمد بن يحيى البلاذري: وحدثني أبو عمرو الباهلي وغيره قالوا: نسب حصن منصور الى منصور بن جعونه بن الحارث «1» (87- ظ) العامري، من قيس، وذلك أنه تولى بناءه ومرمته وكان مقيما به أيام مروان ليرد العدوّ، ومعه جند كثير من أهل الشام والجزيرة. قال: وكان الرشيد بنى حصن منصور وشحنه في خلافه المهدي. «2» ***

باب في ذكر ملطية

باب في ذكر ملطية وكان اسمها بالروميه ملطيا، وقيل كان اسمها ملدني فعرّب وجعل ملطيّة. ويقال: إن الإسكندر بناها، والعامة يقولون: ملطيّة بكسر الطاء وتشديد الياء. كذلك ضبطها أبو نصر الجوهري في كتاب الصحاح في اللغة، أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو البركات بن العرقي في كتابه؛ وأخبرنا أبو محمد عبد الدائم بن عمر قال: أخبرنا ابن العرقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن القطّاع قال: أخبرنا أبو بكر بن البرء قال أخبرنا إسماعيل بن محمد قال: أخبرنا أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري قال: وملطيّة بلد. «1» ولما قرأت المقامات الحريرية على شيخنا أبي اليمن الكندي فقرأت عليه: أزمعت عن ملطيّة مطيّة البين «2» ، وكانت مضبوطه في نسختي كذلك بخط أبي المعمّر الأنصاري وعليها خط الحريري، فقال لي شيخنا أبو اليمن: ملطيّة لا غير لا يجوز غيرها. ثم قرأت عليه بعد ذلك: أخبركم أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي، فأقرّ به، قال: فيما تلحن فيه العامّة مما يخفف، والعامة تشدده، وهي ملطيّة.

وأخبرنا شيخنا أبو اليمن إذنا قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: حدثني محمد بن علي الصّوري قال: قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ: ليس في الملطيين ثقه. وكتب إلينا أبو المظفر عبد الرحيم السمعاني من مرو يذكر عن أبيه أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني أنه قال، في ذكر ملطيّة: بنى هذه المدينة الإسكندر. قال: وسمعت أن أكثر من خرج منها من المحدثين كانوا ضعفاء.» قلت وقد خرج منها جماعة من المحدثين، وهي الآن في أيدي المسلمين (88- و) وهي مدينة عامرة كبيرة حصينة. وقد ذكرها أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صفة الأرض والأقاليم والمدن وما تشتمل عليه قال: وملطيّة مدينة كبيرة من أكبر الثغور التي دون جبل لكام، ويحتف بها جبال كثيرة الجوز، وسائر الثمار، مباح لا مالك له، وهي من قرى بلد الروم على مرحلة. نقلت من كتاب البلدان تأليف أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب قال: وللثغور الجزرية من المدن مرعش والحدث وزبطرة وسميساط وحصن منصور وحصن زياد وملطيّة، وهي المدينة العظمى، وكانت مدينة قديمة فأخربتها الروم، فبناها أبو جعفر المنصور سنة تسع وثلاثين ومائه، وجعل عليها سورا واحدا بلا فصيل، ونقل إليها عدة قبائل من العرب، فهي سبعة أسباع، سبع لسسليم وسائر قيس، وسبع الهواسيه، وسبع الراعية والجعاونة، وسبع تيم، وسبع ربيعة، وسبع اليمن، وسبع هوازن. وملطيّة في مستوى من الأرض تحيط بها جبال الروم، وماؤها من عيون وأودية ومن الفرات.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن أبي القاسم قال: أخبرنا أبي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى قال: حدثنا خليفة قال: وفيها- يعني سنة أربعين ومائه- وجه أبو جعفر عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي لبناء ملطيّة، فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس. «1» قرأت في كتاب البلدان تأليف أبي جعفر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، وحكاه عمن حدثه من أهل الشام قالوا: وجه عياض بن غنم حبيب بن مسلمه الفهري من سميساط الى ملطيّة ففتحها، ثم أغلقت، فلما ولي معاوية (88- ظ) الشام والجزيرة وجه إليها حبيب بن مسلمه ففتحها عنوة ورتب فيها رابطة من المسلمين مع عاملها، وقدمها معاوية وهو يريد دخول الروم، فشحنها بجماعة من أهل الشام والجزيرة وغيرها، وكانت طريق الصوائف، ثم إن أهلها انتقلوا عنها في أيام عبد الله بن الزبير، وخرجت الروم فشعثتها ثم تركتها، فنزلها قوم من النصارى من الأرمن والنبط. فحدثني محمد بن سعد عن الواقدي في إسناده قالوا: كان المسلمون نزلوا طرنده بعد أن غزاها عبد الله بن عبد الملك سنة ثلاث وثمانين، وبنوا بها مساكن وهي من ملطيّة على ثلاث مراحل واغلة في بلاد الروم، وملطيّة يومئذ خراب ليس بها إلا ناس من أهل الذمة من الأرمن وغيرهم، فكانت تأتيهم طالعة من جند الجزيرة في الصيف فيقيمون بها الى أن ينزل الشتاء وتسقط الثلوج، فإذا كان ذلك قفلوا، فلما ولي عمر بن عبد العزيز رحّل أهل طرندة عنها وهم كارهون، وذلك لاشفاقه عليهم من العدو، فاحتملوا فلم يدعوا لهم شيئا حتى كسروا خوابي

الخل والزيت، ثم أنزلهم ملطيّة وأخرب طرندة، وولى على ملطيّة جعونه ابن الحارث أحد بني عامر بن صعصعه. قالوا: وخرج عشرون ألفا من الروم في سنة ثلاث وعشرين ومائة، فنزلوا على ملطيّة، فأغلق أهلها أبوابها، وظهر النساء على السور عليهن (89- و) العمائم يقاتلن، وخرج رسول لأهل ملطيّة مستغيثا، فركب البريد وسار حتى لحق بهشام بن عبد الملك وهو بالرصافة، فندب هشام الناس الى ملطيّة، ثم أتاه الخبر بأن الروم قد رحلت عنها، فدعا الرسول فأخبره، وبعث معه بخيل لترابط عليها، وغزا هشام نفسه، ثم نزل ملطيّة وعسكر عليها حتى بنيت، وكان ممره بالرقّه دخلها متقلدا سيفا، ولم يتقلده قبل ذلك في أيامه. قال الواقدي ولما كانت سنة ثلاث وثلاثين ومائه أقبل قسطنطين الطاغية عامدا لملطيّة، وكمخ يومئذ في أيدي المسلمين وعليها رجل من بني سليم، فبعث أهل كمخ الصريخ الى أهل ملطيّة، فخرج الى الروم منهم ثمانمائة فارس، فواقعتهم خيل الروم فهزمتهم، ومال الرومي فأناخ على ملطيّة فحصر من فيها، والجزيرة يومئذ مفتونه، وعاملها من قبل بني العباس موسى بن كعب بحران، فوجهوا رسولا لهم، فلم يمكنه إعانتهم وبلغ ذلك قسطنطين الطاغية، فقال لهم: يا أهل ملطيّة إني لم آتكم إلا على علم من أمركم وشاغل من سلطانكم، انزلوا على الأمان، وأخلوا المدينة أهدمها وأمضي عنكم، فأبوا عليه، فوضع عليها المجانيق فلما جهدهم البلاء واشتد عليهم الحصار، سألوه أن يوثق لهم، ففعل، ثم استعدوا للرحلة وحملوا ما استدف «1» لهم، وألقوا كثيرا مما ثقل عليهم في الآبار والمخابئ، ثم خرجوا، وقام لهم (89- ظ) الروم صفين من باب المدينة الى منقطع آخرهم مخترطي السيوف، طرف سيف كل امرئ منهم مع طرف سيف الذي يقابله حتى

كأنها عقد قنطرة، ثم شيعوهم حتى بلغوا مأمنهم، وتوجهوا نحو الجزيرة، فتفرقوا فيها، وهدم الروم ملطيّة، فلم يبقوا منها إلا هريها، فإنهم شعثوا منه شيئا يسيرا وهدموا حصن قلوذية. فلما كانت سنة تسع وثلاثين ومائه كتب المنصور الى صالح بن علي يأمره ببناء ملطيّة وتحصينها، ثم رأى أن يوجه عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام واليا على الجزيرة وثغورها، فتوجه في سنة أربعين ومائه ومعه الحسن بن قحطبه في جنود أهل خراسان، وقطع البعوث على أهل الشام والجزيرة، فتوافى معه سبعون ألفا، فعسكر على ملطيّة، وقد جمع الفعلة من كل بلدة، فأخذ في بنائها، فكان الحسن بن قحطبة ربما حمل الحجر حتى يناوله البناء، وجعل يغذي الناس ويعشيهم من ماله مبرزا مطابخه، فغاظ ذلك عبد الوهاب، فبعث الى أبي جعفر يعلمه أنه يطعم الناس، وأن الحسن يطعم أضعاف ذلك التماسا لأن يطوله ويفسد ما يصنع ويهجنه بالإسراف والرياء، وأن له منادين ينادون الناس الى طعامه، فكتب إليه أبو جعفر رحمة الله عليه: يا صبي يطعم الحسن من ماله، وتطعم من مالي فيفضلك، ما أتيت (90- و) إلا من صغر خطرك وقصر همتك وسفه رأيك، وكتب الى الحسن أن أطعم ولا تتخذ مناديا، وكان الحسن يقول: من سبق الى شرفة فله كذا، فجد الناس في العمل حتى فرغوا من بناء ملطيّة ومسجدها في ستة أشهر وبنى للجند الذين أسكنوها لكل عرافة بيتان سفليان وعليان فوقهما واصطبل، والعرافة عشره نفر الى الخمسة عشر، وبنى لها مسلحة على ثلاثين ميلا منها، ومسلحة على نهر يدعى قباقب يدفع في الفرات، وأسكن المنصور ملطيّة أربعة آلاف مقاتل من أهل الجزيرة، لأنها من ثغورهم، على زياده عشرة دنانير في عطاء كل رجل، ومعونة مائة دينار سوى الجعل الذي تتجاعله القبائل، ووضع فيها شحنتها

من السلاح، وأقطع الجند المزارع، وبنى حصن قلوذيه، وأقبل قسطنطين الطاغية في أكثر من مائة ألف، فنزل جيحان، فبلغه كثرة العرب، فأحجم عنها. قال: وفي سنة إحدى وأربعين ومائة غزا محمد بن إبراهيم ملطيّة في جند من أهل خراسان وعلى شرطته المسيّب بن زهير، فرابط بها لئلا يطمع فيها العدو فيراجع إليها من كان باقيا من أهلها، وكانت الروم عرضت لملطيّة في خلافة الرشيد فلم تقدر عليها، وغزاهم الرشيد فأشجاهم وقمعهم، وقد سمعت من يذكر أنه كان مع عبد الوهاب بن إبراهيم نصر بن مالك، وكان نصر بن سعد الكاتب مولى الأنصار معه أيضا، وقال: تكنفك النصران نصر بن مالك ... ونصر بن سعد عزّ نصرك من نصر «1» ***

باب في ذكر سميساط

باب في ذكر سميساط وهي مدينة صغيرة على الفرات، ولها قلعة حصينة، وهي مذكورة وخرج منها جماعة من العلماء. وقال أبو زيد أحمد بن سهل البلخي في ذكر صفة الأرض والمدن وما تشتمل عليه: وأما سميساط فهي على الفرات، وكذلك جسر منبج، وهما مدينتان صغيرتان خصبتان لهما زروع سقي ومباخس، وماؤهما من الفرات. وذكر أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان قال: وكورة سميساط وهي مدينة على الفرات بها أخلاط من الناس. وقد ذكرها ابن واضح في كور ديار مضر، وليست منها، بل إنما ذكرها فيها لأنها من جملة الثغور الجزيرة، وقد ذكرنا أنها من ثغور الشام، وانما تعرف بثغور الجزيرة لأن أهلها يغزون منها وبها يرابطون، وخراجها الى عامل ديار مضر، وأما حربها وصلاتها فانه ما زال الى عامل جند قنسرين والعواصم. وذكر البلاذري في كتاب البلدان قال: وحدثني أبو أيوب الرّقي المؤدّب قال: حدثني الحجاج بن أبي منيع الرصافي عن أبيه عن جده قال: فتح عياض الرقة، ثم الرها، ثم حران، ثم سميساط على صلح واحد. وقال فيما حكى عن شيوخ الشام وغيرهم: قالوا: ثم أتى عياض ففتح حران، ووجه صفوان بن المعطل وحبيب بن مسلمة الفهري الى سميساط فصالح عياض أهل حران على مثل صلح الرها، وفتحوا له أبوابها وولاها رجلا، ثم سار

الى سميساط فوجد صفوان بن المعطل وحبيب بن مسلمة مقيمين وقد غلبا على قرى وحصون من قراها وحصونها، فصالحه أهلها على مثل صلح الرها. قال: ثم إن أهل سميساط كفروا، فلما بلغه ذلك رجع اليهم فحاصرهم حتى فتحها «1» . قلت: وصلح الرها على أن يؤدوا عن كل رجل دينارا ومدي قمح، وعليهم إرشاد الضال وإصلاح الطرق والجسور، ونصيحة المسلمين «2» . وقرأت في تاريخ سعيد بن بطريق النصراني قال: وكان في عصر إبراهيم عليه السلام ملك في الشرق واسمه كموس وهو الذي بنى (91- و) مدينة سوميساط وقلوذيا والعراق «3» . وقلوذية حصن قريب من ملطية قد ذكر البلاذري أن المنصور بناه «4» ، وبين ملطية وسميساط ستة عشر فرسخا. وهي في أيدي المسلمين في زمننا هذا. ***

باب في ذكر رعبان

باب في ذكر رعبان وهي مدينة صغيرة قديمة البناء ولها قلعة حسنة، وهي الآن في أيدي المسلمين، وكان لسيف الدولة ابن حمدان بها وقعة مع الروم. وبينها وبين الحدث سبعة فراسخ وبها آثار أبنية قديمة، وينسب إليها جماعة منهم بنو الرعباني بحلب من أكابر الحلبيين منهم الوزير سديد الدولة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الباقي بن الرعباني كاتب معز الدولة ثمال بن صالح، وتولى الوزارة للمستنصر المستولي على مصر، وسنذكر ترجمته وترجمة غيره ممن ينسب إليها في كتابنا هذا إن شاء الله. وذكر ابن واضح في كتابه، في ذكر كور قنسرين والعواصم فقال: وكورتا دلوك ورعبان وهما متصلتان. وذكر قدامة في كتاب الخراج أن الرشيد لما استخلف أفرد قنسرين بكورها فصير ذلك جندا، وأفرد منبج، ودلوك، ورعبان، وقورس، وأنطاكية، وتيزين وسماها العواصم، لأن المسلمين يعتصمون بها في ثغورهم فتعصمهم «1» . وكانت الزلازل قد أخربت رعبان، وجلا أهلها واندرس أثرها، وملكها العدو في أيام سيف الدولة، فأنهض إليها العساكر والصناع، وأنفق عليها الأموال

الجسيمة حتى بناها في مدة شهر وعساكر الروم جامعة والحرب واقعة، وكان خليفته على الجيش أبا فراس، وبعد أن بناها قصدها الدمستق ونزل عليها، فسار إليه سيف الدولة فأوقع به وهزمه وقتل وأسر خلقا من عسكره، وخلف أسلحتهم في المدينة قوة لأهلها، وبصدد ذلك يقول أبو فراس: وسوف على رغم العدو يعيدها ... معوّد ردّ الثغر، والثغر داثر «1» ***

باب في ذكر دلوك

باب في ذكر دلوك وهي مدينة قديمة لها ذكر، وخرج منها بعض العلماء ممن نذكره في كتابنا هذا، وكانت مدينة عامرة ولها قلعة من بناء الروم عالية مبنية بالحجارة من بناء الروم، وكان الرشيد قد أفردها مع غيرها، وجعلها من (91- ظ) العواصم، لأنها كانت تعصم ما يليها من الثغور الجزرية من جهة الشمال، وكان لها قناة قد ركبت على قناطر يصعد الماء عليها الى القلعة، وحولها أبنية عظيمة حسنة منقوشة في الحجر، وحولها مياه كثيرة وبساتين، وهي كثيرة الفواكه والكروم، وقيل إن مقام داود عليه السلام كان بها، وأنه جهز الجيش منها الى قورس، فقتل فيه أوريا بن حنان، وقد خربت المدينة والقلعة، وبقيت الآن قرية مضافة الى عين تاب، وبها فلاحون وأكره. وذكر البلاذري في كتاب البلدان قال: وبعث- يعني أبا عبيدة- عياض بن غنم إلى ناحية دلوك ورعبان فصالحه أهلها على مثل صلح منبج، واشترط عليهم أن يبحثوا عن أخبار الروم، ويكاتبوا بها المسلمين «1» . وصلح منبج كان على الجزية أو الجلاء. وخربها نور الدين محمود بن زنكي بعد ما تسلمها من الجوسلين بعد أن أسره على ما نذكره بعد إن شاء الله.

باب في ذكر قورس

باب في ذكر قورس «1» وهي مدينة كانت قديمة من بناء الروم، وبها آثار عظيمة، ويقال أن بها قبر أوريا بن حنان، وخرج منها جماعة من الرواة، ولها ذكر في الفتوح. وذكرها أحمد بن أبي يعقوب بن واضح في كور جند قنّسرين والعواصم فقال: وكورة قورس مدينة قديمة وأهلها قوم من قيس وكان الغالبون عليها آل العباس بن زفر الهلالي. وذكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري فيما حكاه في كتاب البلدان عن مشايخ الشام قالوا: وسار أبو عبيدة يريد قورس، وقدّم أمامه عياضا، فتلقاه راهب من رهبانها يسأل الصلح عن أهلها، فبعث به الى أبي عبيدة وهو بين جبرين «2» وتل عزاز فصالحه، ثم أتى قورس فعقد لأهلها عهدا وأعطاهم (92- و) مثل الذي أعطى أهل أنطاكية، وكتب للراهب كتابا في قرية له تدعى سرقينا، وبث خيله فغلب على جميع أرض قورس الى آخر حدّ نقابلس. قالوا: وكانت قورس كالمسلحة لأنطاكية، يأتيها في كل عام طالعة من جند أنطاكية ومقاتلتها، ثم حوّل إليها ربع من ربع أنطاكية، وقطعت الطوالع عنها. وقال البلاذري: ويقال إن سلمان بن ربيعة الباهلي كان في جيش أبي عبيدة مع

أبي أمامة الصدي بن العجلان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل حصنا بقورس، فنسب إليه فهو يعرف بحصن سلمان. قال: وقيل إن سلمان بن ربيعة كان غزا الروم- بعد فتح العراق، وقبل شخوصه إلى أرمينية- بعسكر عند هذا الحصن، فنسب إليه. قال: وسمعت من يذكر أن سلمان هذا رجل من الصقالبة الذين رتبهم مروان ابن محمد بالثغور، وكان فيهم زياد الصّقلبي، فنسب إليه هذا الحصن، والله أعلم «1» ***

باب في ذكر كيسوم

باب في ذكر كيسوم وكانت مدينة كبيرة قديمة، وولاية واسعة عظيمة، وكان حصنها حصينا وبناؤه قويا ركينا، وكان بها في أيام المأمون نصر بن شبث العقيلي، وكان من قواد بني العباس، فعصى فيها على المأمون، فسير إليه طاهر بن الحسين، فلقيه نصر وكسره، فعاد طاهر مفلولا الى الرّقّة، وبقي نصر على عصيانه، فسير المأمون إليه عبد الله ابن طاهر بن الحسين، فحصره بها إلى أن فتحها، وخرب الحصن، وبقيت المدينة، وهي الآن قرية كبيرة عامرة بها الفلاحون، وهي في أيدي المسلمين. وقد ذكرها أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتابه فقال: وهي مدينة جليلة حصينة كان بها نصر بن شبث متحصنا لما خالف، وقد صار إليها المأمون. قلت: وقد رأيتها في طريقي إلى الروم، وبينها وبين الحدث سبعة فراسخ. ***

باب في ذكر عزاز (92 - ظ)

باب في ذكر عزاز «1» (92- ظ) وهي الآن مدينة عامرة، ومحاسنها في هذا العصر سائره، قد كثر بناؤها، واتسعت أرجاؤها، وعمرت قلعتها، وكثرت منفعتها، وكانت قلعتها مبنية باللّبن والمدر، فعمرها الملك الظاهر «2» رحمه الله بالحجر، فصارت من أحصن القلاع، ومدينتها من أحسن البقاع، وكانت تعرف في صدر الإسلام بتل عزاز، ولا ذكر لها إلّا بالعبور بها والاجتياز، ولإسحق بن إبراهيم الموصلي قصة فيها مع بنت قس يقال لها حنّه ذكرها أبو الفرج الأصبهاني، وقال فيها إسحاق الموصلي أبياتا وهي: إن قلبي بالتّل تلّ عزاز ... عند ظبي من الظباء الجوازي شادنّ يسكن الشآم وفيه ... مع شكل العراق ظرف الحجاز يا لقومي لبنت قسّ أصابت ... منك صفو الهوى وليست تجازي حلفت بالمسيح أن تنجز الوعد ... وليست تهمّ بالإنجاز «3» وكان الفرنج خذلهم الله قد استولوا على عزاز في شهر رمضان من سنة اثنتي عشرة وخمسمائه، ولقي أهل حلب منهم شدة عظيمة، إلى أن فتحها نور الدين محمود ابن زنكي بن آق سنقر رحمه الله في سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتسلمها من يد جوسلين.

وحكى لي والدي رحمه الله أن نور الدين كان على حصارها، فسمعنا بحلب أنها قد فتحت، وكان ذلك في ساعة من نهار، ولم نتحقق الخبر فوقع كتاب نور الدين على جناح طائر بأنها فتحت في تلك الساعة التي أخبر بفتحها فيها. وكان محمود بن نصر بن صالح (93- و) أمير حلب قد ولى فيها أبا محمد عبد الله بن محمد الخفاجي الحلبي، فعصى بها، فاحتال محمود حتى سمه فمات بها، وسنذكر القصة في ترجمة أبي محمد الخفاجي «1» . وقال أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني، وقد اجتاز بعزاز، فرأى فيها نساء الفرنج؛ وأجازها لنا شيخنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عنه، «2» وقرأتها بخطه في ديوان شعره: أين عزّي من روحتي بعزاز ... وجوازي على الظّباء الجوازي واليعافير ساحبات الغفافي ... ر علينا كالرّبرب المجتاز بعيون كالمرهفات المواضي ... وقدود مثل القنا الهزهاز ونحور تقلّدت بثغور ... ريقها ذوب سكر الأهواز ووجوه لها نبوّة حسن ... غير أن الإعجاز في الأعجاز كل خمصانة ثنت طرف الزتّار ... من سرة على هرّاز ذات خصر يكاد يخفى على الفا ... رس منه مواقع المهماز لاحظتني فانقضّ منها على قلبي ... طرف له قوادم باز وسبتني لها ذوائب شعر ... عقدتها تاجا على ابراز من معيني على بنات بني الأ ... صفر غزوا فإنني اليوم غاز

باب في ذكر بزاعا والباب

باب في ذكر بزاعا والباب «1» وهما قريتان عظيمتان، بل مدينتان صغيرتان، وفي كل واحدة منهما (93- ظ) منبر وخطيب وبساتين تلذ للنازل بها وتطيب، ولكل منهما وال يقطع الخصام، وقاض يفصل الأحكام، وبينهما وادي بطنان ومرجه، وإلى محاسن هذا الوادي عمرة كل متنزه وحجّه، وهو من أصح البقاع ماء، وأرقها هواء، وفيه نزل أبو نصر المنازي وقال: وقد تفيأ في ظلاله من الحرّ وقال: وقانا لفحة الرّمضاء واد ... غذاه مضاعف النبت العميم نزلنا دوحه فحنا علينا ... حنوّ الوالدات على الفطيم وأرشفنا على ظما زلالا ... ألذّ من المدامة للنديم يصدّ الشمس أنّى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنسيم يروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم «2» وقد خرج من الموضعين جماعة من الأدباء وعصابة من الشعراء، وأعيان الموضعين عباسيون، من بني العباس بن الوليد الكلابي، وكان والي جند قنسّرين، ونسله وعقبه ومواليهم بوادي بطنان.

فأما بزاغا فكان لها حصن مانع وعليه خندق وآثاره باقية إلى يومنا هذا، وكان الروم قد استولوا على هذا الحصن في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، فتحه ملك الروم بالسيف، ثم اندفع وعاد في سنة اثنتين وثلاثين وفتحه بالأمان، ثم غدر بهم ونادى مناديه من تنصر فهو آمن، ومن أبى فهو مقتول أو مأسور، فتنصر منهم أكثر من خمسمائة إنسان، منهم القاضي والشهود، وانقطعت الطرقات على طريق بزاغا وصارت على طريق بالس، وضاق بالمسلمين الخناق، فاستنقذه أتابك الشهيد زنكي من أيديهم في محرم سنة ثلاث وثلاثين (94- و) وخرب الحصن والبلد عامر. وأما الباب فهي أكثر عمارة من بزاغا، وكان فيها مغائر تعصمهم من الغارات، وكان بها طائفة كثيرة من الإسماعيلية، فاجتمع النبويه في ... ، «1» وزحفوا إلى الباب فاعتصموا في المغائر فاستخرجوهم منها بالدخان، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وليس بها في زمننا هذا منهم إلا القليل، وقد كثرت عمائر الباب، واتسعت وصارت مصرا من الأمصار، وعمر فيها الأتابك طغرل الظاهري خانا للسبيل، ومدرسة لأصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه، وكنت في أيام الصّبى أتردد إليها، فازدادت عمارتها على الضعف مما كانت، ولأبي عبد الله محمد بن نصر القيسراني فيها أبيات شاهدتها بخطه، وأخبرنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة عنه قال: ومررنا بسقي الباب وهي ضيعة حسنة الظاهر كثيرة المياه والشجر فقلت ارتجالا:

أما لك رقي سرّح الطرف غاديا ... على أهل بطنان سقتها سحابها حدائق للأحداق فيها لبانة ... يعيد لنا شرخ الشباب شبابها وإن كنت تبغي بالك الخير مدخلا ... إلى جنة الفردوس فالباب بابها «1» والوادي ينسب إلى بطنان حبيب، وهي قرية تعرف ببطنان حبيب (94- ظ) ولها تل عليه دير يقال له دير حبيب. قال البلاذري في كتاب البلدان: وبطنان حبيب نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري، وذلك أن أبا عبيدة، أو عياض بن غنم وجهه من حلب، ففتح حصنا بها، فنسب إليه «2» . وإلى جانب بطنان مرج كان ينزله عبد الملك بن مروان إذا توجه لقتال مصعب بن الزبير. وبوادي بطنان مواضع نزهة كثيرة المياه والأشجار، منها تاذف «3» ، وبو طلطل والفين. وقال امرؤ القيس في قصديته الرائية يذكر تاذف وباطلطل: ألا ربّ يوم صالح قد شهدته ... بتاذف ذات التّلّ من فوق طرطرا ولا مثل يوم في قذاران ظلته ... كأني وأصحابي على ظهر أعفرا «4» وقذاران قرية شمالي الباب. قرأت بخط توزون ابراهيم بن محمد الطبري في كتاب الياقوت املاء أبي عمر الزاهد قال توزون: أملاه علينا من حفظه في شهور سنة سبع وعشرين وثلاثمائة

وذكر أنه قرأه أيضا عليه، قال: فيما رواه عن أبي عمرو بن الطوسي ونقله عن ابن الاعرابي، وقال- يعني أبا عبد الله بن الاعرابي في بيت امرئ القيس. بتاذف دون التل من جنب طرطرا فقال له بعض من حضر: أفيروى تاذف؟ (فقال) «1» : هو حرف أعجمي يصنعون به ما شاءوا. قال: وقال أبو عمرو الطوسي: وأما طرطر فأخبرني (95- و) الوليد بن عبيد البحتري الشاعر قال: هي قرية عندنا بناحية منبج يقال لها باطرطل، باللام. قلت: واليوم يقال لها بوطلطل بلامين «2» . وفي هذا الوادي يجري نهر الذهب، ويخرج على قرى يسقيها، وتمده عيون بالوادي الى أن ينتهي الى الجبّول «3» ، وتجتمع اليه عيون أخر من قرى نقره بني أسد، فيجتمع الماء في الشتاء في أرض سبخة، الى جانب الجبّول، لاستغناء الناس عن السقي بالمياه في الشتاء، فلا يزال الماء في السبخة الى فصل الصيف، فيهب الهواء الغربي، فيحمل ذلك الماء شيئا فشيئا الى الارض التي يجمد الماء فيها، فيصير ملحا، ويجمع الاول فالأول، ويعبّى ويباع، وتمتار منه البلاد، وربما ثقل ماء السبخة في بعض السنين، فيستقون ماء من أبار حفرت في تلك الارض، ويجرونه الى مساكب قد سكبوها فيجمد فيها ويصير ملحا، فيجمعونه منها ويرفعونه ويصنعون غيره، وهذا الملح الذي يصنع يكون أشد بياضا من الاول

ويقال ان عجائب الدنيا ثلاث: قلعة حلب، وجبّ الكلب، ونهر الذهب. فأما قلعة حلب فلعلوها وارتفاعها وأنها في وطأة ليس الى جانبها جبل يحكم عليها وأما جبّ الكلب فانه بئر في قرية تعرف بجب الكلب في طرف الحبل من قرى حلب الى جنب قبثان الحبل هي الآن خربة، كان الذي يعضه الكلب الكلب (95- ظ) يأتي الى هذه البئر فيغتسل فيها فيبرأ، وقد بطل الآن فعلها لما نذكره ان شاء الله في باب يأتي. وأما نهر الذهب فقال لي والدي رحمه الله: انما سمي نهر الذهب لأن أوله بالقبان وآخره بالكيل، لان أوله يزرع على مائه القطن، والبصل، والثوم والكسفره، والكراويا، والخشخاش، والحبة السوداء، والحبة الخضراء، وبزر البقلة وغير ذلك، ويباع ذلك كله بالقبان وآخره يجمد فيصير ملحا، فيباع بالكيل ولا يضيع من مائه شيء، ولهذا سمي نهر الذهب، لانه ذهب كله باعتبار ما يؤول اليه. أنشدني بعض الاخوان لحمدان بن يوسف بن محمد البابي الضرير، وكان من أهل الباب، وأدركته وسمعت منه شيئا من شعره غير هذه الابيات، ثم حمل الى بعض أهل الباب، وأنابها، شعر حمدان المذكور، فنقلت منه هذه القصيدة، يصف فيها وادي بطنان، وما على نهر الذهب من القرى الى الجبول ويمدح فيها الملك الظاهر وهي. سل وميض البروق حمل التحيه ... من محب أسواقه عذريّه أظهرت لوعة الغرام شجونا ... منه كانت بين الضلوع خفيّه ويرى جسمه النحول فأمسى ال ... همّ في حندس الظلام نجيّه وأبى البين أن يبقّي من الصّبر ... عليه بعد الفراق بقيّه (96- و)

أيها السائق الذي لم يزل يطرب ... شجوا بشدوه الشدنيّه لا تسل عن قبا وسل عن نواحي ... قبّيا فهي جنّة عدنيه حبذا تاذف الأنيقة والأنهار ... تجري تحت الغصون البهيّه وبساتينها إذا جاوبت ور ... قاء فيها بسجعها قمريّه وبنونا يا ليت لي كل يوم ... غرفا فوق مائها مبنيه ولكم قد شممت في مرقونا ... نسات مثل العبير ذكيّه رشقتني على عوينات زكىّ ... طيبات بأعين بابليّه هذه كلها مزارع بين الباب وبزاعا: سفح الوابل الملث على وا ... دي بزاعا وسميه ووليه وسما بارق الغمام على بطنان ... بالغيث بكرة وعشيه وغدت بالحيا وراحت على الباب ... غوادي السحائب الوسميه قف على عينها تجد كل حوراء ... تثنىّ كأنها حورية وعلى تيمر وقيت من الخطب ... فقف بي بالله عند الوقيه تيمر الجبل المشرف على الباب من غريبة، والوقيه حجر كبير في هذا الجبل يعرف بالوقية. آخر الجزء السادس. ويتلوه في أول السابع وانظر العين من شماليه والرا ... هب تزهو أنواره قبليّه (96- ظ) «1» ***

بزاعا والباب فى الاشعار

[بزاعا والباب فى الاشعار] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وانظر العين من شماليه والرا ... هب تزهو أنواره قبليه وأرمق السقي عند ما تنثني ... برباها أشجاره شرقيه لا تكلني إلى اللوى فلقد غا ... درت من دون وصفه لي أليّه لست ممن تثنيه عن وصف إقليم ... بزاعا ذكر الحمى والثنيّه فلكم ظلت في ربوع أبي طلطل ... أقضي أوقات لهو هنيه ومساع كانت إلى السيعة الفيحاء ... أنوارها لدي مضيه وبألفين لي وبيرة خفان ... شجون طول الزمان شجيه قف بأعران لي ومحان والبرج ... وأيشى إن شئت والحصفيه وتأمل زهور نجارة الفيحاء ... تزهو كالأنجم الدريّه فبأكناف عين أرزة لهوي ... والمروج الأنيقة الشربعيه (منسوبة الى شربع قرية على النهر) طالما بتّ بالقبيبة أفني ... جلدي باكيا على الجلديه وتأمل بلحظ عينك يا صاح ... مروج الجبّول والنجبيّه كم بذاك الحمى ظباء بأطرا ... ف العوالي وبالظبى محميه كل سمراء في التماثيل تهتز ... دلالا كالصعدة اليزنيه غازلتنا قبل السفور بعينيها ... فخلنا بأنها تركيه

أي قاض يعدي لمكتئب غرته ... تلك الغريرة العدوية (97- و) مستهام تبيت أحشاؤه منها ... على لاعج الأسى محنيه وانسكاب الدموع من جفنه ينشر ... طي السرائر المطويه يا خليلي خليا ذكر سلع ... وربوع المعالم الحاجريه واذكرا لي أكناف ساحة بطنان ... وتلك المشاهد التيمريه وصفا لي أنهار تاذف مع أشجارها ... لا الحدائق الجلقيه بتّ أسري وهنا من الباب والليل ... علينا ستوره حندسيه أنا أعمى وقائدي في دجاه ... أعور والأتان لي مهريه وهو مما تغشرم البيد يسعى ... أعرجا فاعجبوا لها من قضيه من يرانا يظل يطرب بالسا ... ئق عجبا والممتطي والمطية يا لنا من ثلاثة يعجز الطا ... لب عن رابع لنا في البريه سرت حتى طويت أرض معير ثيا ... وتلك المعالم الغوريه واتساع الميدان مع سطح ربا ... ثا وتلك الحفيرة النشزيه وربا البقعة التي نشر الغيث ... عليها ملابسا سندسيه وترتبت بالمرتب في ظهر ... أتاني لأدرك الأمنيه وتجشمت بالصخير وشحنجّار ... وعرا تهابه الشّدقميّه وفليت الفلا إلى نحو بابلى ... بعزم أمضى من المشرفيه وعلى هضب بانقوسا بدا الصبح ... ولاحت أنواره المخفيه (97- و) وأتى الدهر مقلعا إذ رأى ... أن ملاذي بالقلعة الظاهريه فحططنا لما حططنا عن الدهر ... بها كل زلة وخطيه يا ذوي البؤس يمموها تحلوا ... كعبة الجود والندى والعطيه فبها مالك أقل أياديه ... تفوق الأيادي الطائيه

قلعة سامت السماء وضاهت ... في المعالي أفلاكها العلويه شرفت بالغياث حتى غدت فو ... ق الثريا أركانها مبنيه ثم أطال في مدح الملك الظاهر رحمه الله فاختصرته خوفا من الاطالة. أنشدني والدي رحمه الله وقال: خرج أبو عبد الله القيسراني مع والدي الى وادي بزاعا فمرا بتاذف فراقهم حسنها، فقال القيسراني فيها: ما زلت أخدع عن دمشق ... صبابتي بالغوطتين حتى مررت بتاذف ... فكأنني بالنيربين فرأيت ما قد كنت آ ... مله بأشواقي بعيني «1» ***

باب في ذكر صفين وبقعتها وحكم من شهدها من الجانبين ووقعتها

باب في ذكر صفين وبقعتها وحكم من شهدها من الجانبين ووقعتها ويقال فيها صفون وصفين، وهي من أعمال حلب وجند قنسرين، وقد قال بعض أصحاب علي عليه السلام، وقد رأى شدة القتال بها، فأتى أهله: (98- و) : إن أباك فر يوم صفين ... لما رأى عكا والأشعرين والخمس قد أجشمتك الأمرين ... جمزا إلى الكوفة من قنسرين وحابسا تشك بالطائيين ... وقيس عيلان الهوازنيين لا خمس إلا جندل الأحرين والكلام في صفين يقع في فصول. ***

الفصل الاول في ذكر بقعتها

الفصل الاول في ذكر بقعتها وهي قرية كبيرة عامرة على مكان مرتفع على شط الفرات، والفرات في سفحه وفيها مشهد لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقيل بأنه موضع فسطاطه، وموضع الوقعة من غربيه في الأرض السهلة، وقتلى علي رضي الله عنه في أرض قبلي المشهد وشرقيه، وقتلى معاوية من غربي المشهد، وجثثهم في تلال من التراب والحجارة، كانوا لكثرة القتلى يحفرون حفائر ويطرحون القتلى فيها، ويهيلون التراب عليهم، ويرفعونه عن وجه الأرض، فصارت لطول الزمان كالتلال. وفي حديث محمد بن إسحاق قال: أقبل معاوية حتى نزل صفّين، والصفّين مدينة عتيقة من مدائن الأعاجم في أرض قنسرين على شاطىء الفرات فيما بين منبج والرقة، على نجفة مشرفة الجذل، وبين النجفة وبين الفرات غيضة آسنة ذات ماء آجن، لا يقدر على الفرات إلا من شرائع الغيضة، فمن قدر على الشريعة استقى، ومن لم يقدر على الشريعة استقى من الجرف بالدلاء ماء آجنا غليظا لا يشرب إلا بالشن «1» . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد الفرّاء

قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: حدثنا صفوان بن عمرو عن ضمضم أبي المثنى الأملوكي عن كعب أنه رأى صفين والحجارة التي على الطريق (98- ظ) فقال: لقد وجدت نعتها في الكتاب أن بني اسرائيل اقتتلوا فيها تسع مرات حتى تفانوا، وأن العرب ستقتتل فيها العاشرة حتى يتفانوا ويتقاذفوا بالحجارة التي تقاذفت بها بنو اسرائيل، فاقتتل فيها أهل الشام مع معاوية وأهل العراق مع علي عليهما السلام حتى تفانوا وتقاذفوا بتلك الحجارة. قال صفوان: وكان أهل الشام ستين ألفا، فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة وعشرين ألفا، فقتل منهم أربعون ألفا. وقرأت في كتاب صفين تأليف أبي جعفر محمد بن خالد الهاشمي، المعروف بابن أمه، قال: حدثني الوليد بن مسلم قال: حدثنا اسماعيل بن عياش أن كعب الأحبار مر بصفين قافلا من غزاة، فسأل حراثا يحرث، ما يقال لهذه الأرض؟ قال: صفين، قال: والذي نفسي بيده إنها لفي كتاب الله صفوّا، اقتتلت فيها بنو إسرائيل تسع مرار، وستقتتل فيها أمة محمد صلى الله عليه وسلم العاشرة. قال: وبنحو ذلك حدثني سهل بن زيد الأنصاري عن سعيد بن عبد الرحمن الزرقي عن نافع بن عوف الزرقي عن كعب. قال أبو جعفر الهاشمي: حدثني أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي البصري عن سليمان بن بشير عن قدامة بن موسى قال: حدثني إسحاق بن أبي قبيصة بن ذؤيب سأل كعب الذماري من أين كان كعب يعلم ملحمة صفين؟ قال: أما ملحمة

صفين فإنها في كتاب الله تبارك وتعالى: إني حابس الأميين حيث حبست بني إسرائيل، قال: وكانت قبل صفين تسع ملاحم كانت صفين العاشرة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم ابن بوش قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن يوسف قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن العباس بن محمد ابن حيّويه قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الكندي قال: حدثنا محمد بن المثنى (99- و) قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش قال: قيل لأبي وائل شهدت صفين؟ قال: نعم، وبئست الصفون كانت. أنبأنا أبو الغنائم محمد بن أبي طالب بن أبي الرجاء بن شهريار قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن المعروفة ببنت البغدادي قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ قال: حدثنا صدقة قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا فرج بن فضالة عن اسماعيل عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أربعة أنهار من أنهار الجنة وأربعة جبال من جبال الجنة، وأربعة ملاحم في الجنة، فأما الأنهار فسيحان وجيحان والنيل والفرات، وأما الجبال فطور، ولبنان، وورقان، وأحد، وأما الملاحم فصفين والحرّة ويوم الجمل» . قال: وكان يكتم الرابعة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل ابن أحمد السمرقندي، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن المحسّن بن محمد بن الحسن بن الخلّال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن ابن الحسين بن علي بن العباس النوبختي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد

الله بن مبشر قال: حدثنا أحمد بن النضر بن مهران قال: حدثنا سورة قال: حدثنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة، ح. قال: وحدثنا فرج بن فضالة عن إسماعيل (99- ظ) بن أمية عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعة ملاحم في الجنة: الجمل في الجنة، وصفين في الجنة، وحرّة في الجنة، وكان يكتم الرابعة» » . ***

الفصل الثاني في بيان أن عليا عليه السلام على الحق في قتاله معاوية رحمه الله

الفصل الثاني في بيان أن عليا عليه السلام على الحق في قتاله معاوية رحمه الله لا خلاف بين أهل القبلة في أن عليا رضي الله عنه إمام حق منذ ولي الخلافة الى أن مات، وأن من قاتل معه كان مصيبا، ومن قاتله كان باغيا ومخطئا، إلا الخوارج فإن مذهبهم معلوم، ولا اعتبار بقولهم. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني في كتابه إلينا من مرو قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي قراءة عليه، ح. وأنبأنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن الصفار قال: أخبرنا الشيخان أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري قراءة عليه، وأبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي إجازة. قال أبو الأسعد: أخبرنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري قراءة عليه، وقال أبو البركات: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحميّ، قالا: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني قال: أخبرنا خالي الإمام الحافظ أبو عوانه يعقوب بن إسحاق الأسفراييني قال: حدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا أسد بن موسى، ح. قال أبو عوانه: وأخبرنا حمدان بن علي قال: حدثنا (100- و) محمد بن محبوب، ح. قال: وحدثنا أحمد بن يحيى بن أبي زنبر الصوري قال: حدثنا الهيثم بن جميل، ح.

قال: وحدثنا الصّغاني قال: حدثنا عفان، كلهم عن أبي عوانة عن قنادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في أمتي فرقتان يخرج بينهما مارقه يقتلهم أولاهما بالحق» . وقال أبو عوانه الأسفراييني: حدثنا ابن أبي رجاء قال: حدثنا وكيع، ح. وقال: وحدثنا ابن المبارك قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا القاسم ابن الفضل، ح. وقال: وحدثنا أبو الأزهر قال: حدثنا عبد الملك الحري، ح. قال: وحدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود، ح. قال: وحدثنا الصغاني قال: حدثنا يونس بن محمد وعفان، ح. قال: وحدثنا أبو أمية قال: حدثنا أبو نعيم وعبيد الله قالوا: حدثنا القاسم ابن الفضل الحدّاني عن أبي نضره عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفين بالحق» . معناهم واحد. وقال أبو عوانه: روى أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر فيه قوما يخرجون على فرقة مختلفة يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق. قال: رواه مسلم عن القواريري عن أبي أحمد «1» . قال أبو عوانه في هذا الحديث دليل أن عليا كان الحق له فيما كان بينه (100- ظ) وبين معاوية، وأن أصحابهما كانوا على الاسلام، ولم يخرجوا من الاسلام بمحاربة بعضهم بعضا.

أنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر بن عبد الله بن سليمان المعري عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد ابن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن عبد الله الكرابيسي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو معاوية عن عمار بن رزيق عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال: جاء رجل الى عبد الله بن مسعود فقال: إن الله قد آمنا أن يظلمنا ولم يؤمنا أن يفتنا، أرأيت إذا نزلت فتنة كيف أصنع؟ قال: عليك بكتاب الله، قال: قلت: أرأيت إن جاء قوم كلهم يدعو الى كتاب الله؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا اختلف الناس كان ابن سميّة مع الحق» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أزرتق قال: أخبرنا أبو الفتح بن السبطي، وأبو المظفر الكاغدي، قال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وقال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر (101- و) الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري قال: حدثنا اسماعيل بن أبان قال: حدثنا ناصح عن سماك عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تقتل عمارا الفئة الباغية» . فبان بهذين الحديثين أن الحق مع علي رضي الله عنه، لأنه قال في الحديث

الأول: «إذا اختلف الناس كان ابن سمية مع الحق» ، وهو عمار بن ياسر، وكان مع علي رضي الله عنه، وقال في الحديث الثاني «تقتل عمارا الفئة الباغية» ، وقتله أصحاب معاوية رحمه الله. وقد أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران إجازة قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء علي بن عبد الرحمن بن غيلان الواسطي قال: أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال: نسخ لي من كتاب محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هرون عن العوام بن حوشب قال: حدثني أسود بن مسعود عن جبلة بن خويلد قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان فأتاه رجلان يختصمان في رأس عمار بن ياسر رحمه الله، كل واحد منهما يقول: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: لتطب نفس أحدكما لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية» . فقال (101- ظ) معاوية: ألا تغني مجنونك يا عمرو عنا، فما بالك معنا؟ فقال: إن أبي شكاني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: «أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه» ، فأنا معك ولست أقاتل. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقيّر عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا محمد بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وذكر أهل صفين فقال: كانوا عربا يعرف بعضهم بعضا في الجاهلية، فالتقوا في الاسلام معهم تلك الحمية ونية الاسلام، فتصابروا واستحيوا من الفرار، وكانوا إذا تحاجزوا

دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء، وهؤلاء في عسكر هؤلاء فيستخرجون قتلاهم فيدفنونهم. فلما أصبحوا يوما وذلك يوم الثلاثاء خرج الناس الى مصافهم، فقال أبو نوح الحميري: وكنت في خيل علي، فبينا أنا واقف إذ نادى رجل من أهل الشام من دلني على أبي نوح الحميري، قال أبو نوح: فقلت: أيهم تريد؟ فقال: الكلاعي. فقلت: قد وجدته، فمن أنت؟ فقال: أنا ذو الكلاع فسر إلي، قال أبو نوح: فقلت: معاذ الله أن أسير (102- و) إليك إلا في كتيبة، فقال: سر ولك ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة ذي الكلاع حتى ترجع، فإنما أريد أن أسألك عن أمر فيكم، فسار إليه أبو نوح، وسار إليه ذو الكلاع حتى التقيا، فقال له ذو الكلاع: إنما دعوتك أحدثك حديثا حدثناه عمرو بن العاص في إمارة عمر، فقال أبو نوح: وما هو؟ فقال ذو الكلاع: حدثنا عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يلتقي أهل الشام وأهل العراق في إحدى الكتيبتين الحق» . أو قال «الهدى ومعها عمار بن ياسر» ، فقال أبو نوح: نعم والله إن عمارا لمعنا وفينا. وقال: أجادّ هو على قتالنا؟ فقال أبو نوح: نعم ورب الكعبة، لهو أجدّ على قتالكم مني، ولودّ أنكم حلق واحد فذبحه «1» . أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود الصابوني كتابة قال: أنبأنا أبو محمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن الحسن قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال: حدثنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن حنش الصنعاني قال: جئت الى أبي سعيد الخدري وقد عمي فقلت: أخبرني عن هذه الخوارج؟ فقال: تأتوني فأخبركم ثم ترفعون ذلك الى معاوية فيبعث الينا بالكلام الشديد (102- ظ)

فقال له: حنش؟ تعال مرحبا بك يا حنش المصري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج ناس يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في نصله فلا ترى شيئا، وتنظر في قذذه «1» ، فلا ترى شيئا سبق الفرث والدم، يصلى بقتالهم أولى الطائفتين بالله. قال حنش: فان علي بن أبي طالب عليه السلام صلي بقتالهم؟ قال: وما يمنع عليا أن يكون أولى الطائفتين بالله عز وجل. وقال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا عمرو بن الربيع قال: حدثنا السري عن عبد الكريم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا أصحاب محمد تناصحوا، فانكم ان لم تفعلوا غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان. أخبرنا أبو الحسن بن المقير اذنا عن أبي محمد بن أحمد النحوي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال حدثنا ابن ديزيل قال: حدثنا يحيى ابن سليمان الجعفي قال: حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن موسى بن طريف يذكر عن أبيه أو عن عبد الله بن ربعي قال: قال علي عليه السلام: أنا قسيم النار قال أبو معاوية: قال الاعمش: وانما يعني بقوله أنا قسيم النار أن من كان معي فهو على الحق، ومن كان (103- و) مع معاوية فهو على الباطل. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن كتاب زاهر بن طاهر الشحامي أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثني محمد بن الحسن القاضي ببغداد قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن الحسن السبيعي قال:

حدثنا أبي قال: حدثنا قيس بن الربيع عن الصلت بن بهرام عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: ما آسي على شيء كما آسي على أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي. قرأت في كتاب صفين تأليف أبي جعفر محمد بن خالد الهاشمي المعروف بابن أمه قال: حدثني أبو إسماعيل أسد بن سعيد النخعي وعلي بن أبي بكر العرزمي عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تنزلون صفين على ثلاث أمم، أمة على الحق لا ينتقص الباطل منهم شيئا، وأمة على الباطل لا ينتقص الحق منهم شيئا، وأمه ملبدة يقولون هؤلاء أهدى من هؤلاء، بل هؤلاء أهدى، مثلهم كمثل شاة باتت في ربيض غنم فاغترت من الليل وقد سرّح قطيعها الذي هي منه، فخرجت فلقيت قطيعا آخر، فاغترّت به فأنكرته، فبينا هي كذلك إذ جاء الذئب فأكلها، كذلك من مات من أمتي ليس عليه إمام عامّة، فهو ميت ميتة جاهلية يحاسب (103- ظ) بأعمال الإسلام، ثم ترتحلون منها وأنتم على أربع أمم أمة على الحق لا ينتقص الباطل منهم شيئا، مثلهم كمثل الذهب إذا أدخل النار فنفخ عليه لم تزده النار إلا جودة، وأمة على الباطل لا ينتقص الحق منهم شيئا، مثلهم كمثل خبث الحديد إذا أدخل النار فنفخ عليه صار رمادا، فذلك مثل أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء، ذلك هو الضلال البعيد، وأمة ملبدة، وأمة مارقة يلتمسون الدين فيمرقون منه كما تمرق السهم من الرمية، لا يرجع فيه حتى يرجع السهم في رميته» . قال: قيل: يا رسول الله وأين المؤمنون يومئذ، أما يقاتلون؟ قال: «بلى ويزلزلون زلزالا شديدا» . أخبرنا السلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي إذنا، وسمعت منه بالمزة من غوطة دمشق قال: أخبرنا الحافظ عبد الخالق بن أسد بن ثابت قال:

أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن ببغداد قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين إجازة قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي قال: أخبرنا الحاكم أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن جعفر بالري قال: حدثنا أبو بكر الجعابي قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا الوليد بن حماد عن عمه الحسن بن زياد عن أبي حنيفة (104- و) أنه قال: ما قاتل أحد عليا إلا وعلي أولى بالحق منه، ولولا ما سار علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين. قال: وروى سالم بن سالم عن أبي حنيفة أنه قال: ما جازيت أحدا بسيئة قط، ثم قال: أتدرون لم يبغضنا أهل البصرة؟ قلنا: لا، قال: لأن قولهم في القدر ما قد علمتم، ونحن نخالفهم، ولذلك لم يحبونا، ثم قال: أتدرون لم يبغضنا أهل الشام؟ قلنا: لا، قال: لأنا لو حضرنا صفين كنا مع علي على معاوية، فلذلك لا يحبونا. أخبرنا بهرام إذنا قال: أخبرنا عبد الخالق بن أسد قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي ببغداد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن الحر بن بلوك، ح. وقال: أخبرنا عبد الخالق قال: وأخبرنا الفقيه أبو الخير مسعود بن الحسين ابن سعد بن علي بن بندار ببغداد قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن ابن الحسن قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الحسين بن أشتويه قال: حدثنا إبراهيم- هو ابن أحمد بن إبراهيم المستملي-، قال: أخبرنا فارس- هو ابن محمد بن علي بن عبد الله بن يحيى- قال: حدثنا سعيد قال: سمعت أبا نعيم يقول حدثني علي بن قادم قال: سمعت سفيان يقول: ما قاتل علي أحدا إلا كان أولى بالحق منه.

قرىء على شيخنا أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي أخبركم أبو منصور (104- ظ) عبد الرحمن بن محمد القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا أحمد بن عبد الله المؤدب بسر من رأى قال: حدثنا المعلى بن عبد الرحمن ببغداد قال: حدثنا شريك عن سليمان بن مهران الأعمش قال: حدثنا إبراهيم عن علقمه والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم وبمجيء ناقته تفضلا من الله وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله! فقال: يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله، وان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلنا، هم أهل الجمل طلحة والزبير، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم، يعني معاوية وعمرا، وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم، ولكن لابد من قتالهم إن شاء الله. قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: يا عمار تفتلك الفئة الباغية، وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك (105- و) ، يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره، فاسلك مع علي فإنه لن يدلّيك في ردى، ولن يخرجك من هدى، يا عمار من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوّه قلده الله يوم القيامه وشاحين من درّ، ومن تقلد سيفا أعان به

عدو علي عليه قلده الله يوم القيامه وشاحين من نار، قلنا يا هذا حسبك رحمك الله. حسبك رحمك الله. قال الخطيب أبو بكر أحمد بن علي: المعلى بن عبد الرحمن ضعيف جدا، قيل إنه كان يكذب «1» . ***

الفصل الثالث في بيان أن معاوية ومن كان معه بصفين لم يخرجوا عن الإيمان بقتال علي عليه السلام

الفصل الثالث في بيان أن معاوية ومن كان معه بصفين لم يخرجوا عن الإيمان بقتال علي عليه السلام . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني قال: أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحيري قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا يحيى القطان عن عوف قال: حدثنا أبو نضره عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في أمني فرقتان تفرق بينهما مارقه تقتلها أولى الطائفتين بالحق» . وقد ذكرنا في الفصل المتقدم عند فرقة من المسلمين، فجعل الفرقة من المسلمين وهم أصحاب علي ومعاوية (105- ظ) وفي هذه الرواية جعل الفرقتين من أمته، فلم يخرج واحدة منهما عن كونها من أمته صلى الله عليه وسلم، ولا عن كونها من المسلمين بهذه الفرقة التي وقعت، والمارقة هم الخوارج الذين قتلهم علي رضى الله عنه يوم النهر، فبان بذلك أن معاوية وأصحابه لم يخرجوا بقتال علي عن الإسلام، عن كونهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وكون علي أولى بالحق لقتله المارقة تبيّن أن من قاتله من المسلمين كان باغيا عليه. والذي يوضح ما ذكرناه ما أخبرناه أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن الحسين الشاشي قال: أخبرنا أبو

المعالي محمد بن زيد الحسيني في كتابه قال: أخبرنا طلحة بن علي بن الصّفر الكتّاني قال أخبرنا محمد بن عبد الله البزّاز قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أبو الزناد. وأخبرنا أبو الحسن المبارك بن أبي بكر بن مزيد الخوّاص وأبو عبد الله محمد بن نصر بن أبي الفتوح البغداديان بها قال محمد: وأنا حاضر، قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا سعيد أبي الرجاء الصّيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى العدني قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة» . وأنبأنا أبو القاسم عبد الصّمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتّاني الصوفي قال: حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر (106- و) بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن نصر بأنطاكية قال: حدثنا سليم بن منصور بن عمار قال: حدثنا أبي قال: حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون لأصحابي من بعدي زلة يغفرها الله عز وجل بسابقتهم معي، يعمل بها قوم من بعدهم يكبهم الله عز وجل في النار على مناخرهم» . وأنبأنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد الصابوني قال: أخبرنا أبو محمد

عبد الله بن أحمد بن أحمد النحوي إجازة قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسين بن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا الحكم بن نافع قال: حدثنا شعيب بن أبي حمرة عن الزهري قال: حدثنا الحسن بن مالك عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دم بعض، سبق ذلك من الله عز وجل كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم ففعل» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الحلبي بها قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي العباسي النقيب ببغداد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن (106- ظ) عبد الرحمن بن الحسن بن محمد الشافعي المكي بها قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن فراس العبقسي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل الدّيبلي قال: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعد عن رجل عن علي رضي الله عنه قال: من كان يريد وجه الله منا ومنهم نجا، يعني صفين. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادي إذنا قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصّريفيني قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي الجعد أخبرنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن عبد الرحمن بن جندب قال: سئل علي عن قتلاه وقتلى معاوية قال: يؤتى بي وبمعاوية يوم القيامة فنجتمع عند ذي العرش فأينا فلج فلج أصحابه. وأخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله إذنا، وقرأت

عليه إسناده قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي الهمذاني قال: حدثنا (107- و) يحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت أبا مالك الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له سالم بن عبيد الأشجعي قال: رأيت عليا بعد صفين وهو آخذ بيدي ونحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل الشام، فقلت له: يا أمير المؤمنين إنا في أصحاب معاوية، فقال علي إنما الحساب علي وعلى معاوية. وخبرنا أبو البركات إذنا قال: أخبرنا عمّي قال: وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو الحسن بن أيوب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن الطّيبي قال: حدثنا إبراهيم الكسائي قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني زيد بن الحباب قال: أخبرني إسحاق بن أبي بكر مولى حويطب المدني قال: حدثني عبد الرحمن بن نافع القاري عن أبيه قال: قدمت العراق فدخلت دار علي بن أبي طالب التي كان يسكن فإذا الموالي حلقتان يتحدثون، فجلست معهم، فخرج علي وهم يذكرون قتلى علي ومعاوية فقالوا: قبلتنا واحدة، والهنا واحد ونبينا واحد فأين قتلانا وقتلاهم؟ فأقبل علي، فلما رآهم قصد إليهم فسكتوا، فقال علي: ما كنتم تقولون؟ فسكتوا، فقال علي: عزمت عليكم لتخبرني، فقالوا: ذكرنا قتلانا وقتلى معاوية، وأن قبلتنا واحدة، وإلهنا واحد وديننا واحد، فقال علي: فإني أخبركم عن ذلك، إن الحساب عليّ وعلى معاوية «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل (107- ظ) بن عبد المطلب الهاشمي أخبرنا أبو الفتح أحمد بن جعفر الخلمى ببلخ قال: أخبرنا أبو اليسر محمد بن

محمد بن الحسين اليزدوي إملاء ببخارى قال: أخبرنا الحاكم أبو الحسين ابراهيم بن علي بن أحمد الاسماعيلي قال: أخبرنا ابو محمد عبد السلام بن موسى بن عيسى قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن المرزبان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البلخي قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن صفوان قال: قال رجل يوم صفين: اللهم إلعن أهل الشام، قال: فقال علي رضى الله عنه: لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا، فان بها الابدال، فان بها الابدال، فان بها الابدال. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي زيد الكراني قال: أخبرنا محمود بن اسماعيل الصّيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا ابو القاسم الطبراني قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الواحد بن أبي عون قال: مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم صفين وهو متكئ على الاشتر، فمر حابس اليماني، وكان حابس من العباد، فقال الأشتر: يا أمير المؤمنين حابس (108- و) معهم، عهدي به والله مؤمن، فقال علي: وهو اليوم مؤمن. قلت: وهذا حابس اليماني هو حابس بن سعد، وقيل حابس بن ربيعة، قيل إن له صحبة. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أبو بلال الاشعري قال: حدثنا أبو معاوية محمد بن خازم عن محمد بن قيس عن سعد بن ابراهيم قال: خرج علي بن أبي طالب ذات يوم ومعه

عدي بن حاتم الطائي، فاذا رجل من طيء قتيل قد قتله أصحاب علي، فقال عدي: ياويح هذا كان أمس مسلما واليوم كافرا، فقال علي: مهلا كان أمس مؤمنا، وهو اليوم مؤمن. وأنبأنا تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ونقلته أنا من خط الحافظ أبي القاسم، قال أخبرنا أبو سعد اسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه قال أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أبي جعفر الهاشمي قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن ابراهيم الصدفي المروزي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي الحليمي قال: أخبرنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري المروزي قال: أخبرنا الحكم (108- ظ) بن موسى قال: حدثنا شعيب بن إسحاق عن محمد بن راشد عن مكحول قال: سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن من قتل بصفين ما هم؟ قال: هم المؤمنون. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد بن هبة الله قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو عبد الله قال أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا بقيّة قال: حدثنا محمد بن راشد عن مكحول أن أصحاب علي سألوه عن من قتلوا من أصحاب معاوية، قال هم المؤمنون «1» . وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد مشافهة عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب

ابن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا صلهب، أبو أسد الفقعسي عن عمه قال: قال رجل يوم صفين من دعا إلى البغلة يوم كفر أهل الشام؟ قال: فقال علي: من الكفر فروا. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الدمشقي، وسمعت منه بها، (109- و) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، إجازة إن لم يكن سماعا قال: حدثنا أبو محمد بن عبد العزيز بن أحمد الكتاني لفظا قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: سمع علي يوم الجمل أو يوم صفين رجلا يغلو في القول يقول: الكفره، قال: لا تقولوا، فانهم زعموا أنا بغينا عليهم، وزعمنا أنهم بغوا علينا «1» . وأخبرنا القاضي أبو القاسم إذنا قال: كتبت إلينا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد الازهري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن احمد بن محمد بن الحسن المخلدي قال: حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا سعد بن سعيد قال: حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ذكر عند علي يوم صفين أو يوم الجمل، فذكرنا الكفر قال: لا تقولوا ذلك، زعموا أنا بغينا عليهم، وزعمنا أنهم بغوا علينا، فقاتلناهم على ذلك. أنبأنا أبو الحسن بن المقير البغدادي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد ابن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا

إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى- يعني ابن سليمان- قال: حدثني سفيان (109- ظ) ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي فاخته قال: أتيت عليا يوم صفين بأسير، فقال له الاسير: لا تقتلني، فقال له علي: لا أقتلك صبرا «إني أخاف الله رب العالمين» «1» ، ثم قال له علي: أفيك خير، أتبايع؟ فقال الرجل: نعم، فقال علي للذي جاء به: خذ سلاحه وخل سبيله. وقال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا الوليد بن بكير التميمي عن سيف بن عمر عن مجالد عن عامر الشعبي قال: سئل عن أهل الجمل وأهل صفين فقال: أهل الجنة لقي بعضهم بعضا، فاستحيوا أن يفر بعضهم عن بعض. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازه ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا النضر بن منصور العبدي قال: حدثنا أبو الجنوب عقبة بن علقمه اليشكري قال: شهدت مع علي صفين، فأتي بخمسة عشر أسيرا من أصحاب معاوية، فكان من مات منهم غسله وكفنه وصلى عليه. وقد رواه إبراهيم بن الحسين، فيما أجيز لنا بالاسناد المتقدم إليه، قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: أخبرنا النضر بن منصور عن أبي الجنوب قال: شهدت مع علي صفين، قال: فاسر علي من أصحاب معاوية خمسة عشر رجلا جرحى فلم يزل يداويهم يموت واحد بعد واحد، يكفنهم ويصلي عليهم ويدفنهم (110- و) . أنبأنا ابن طبرزد قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران إجازة قال: أخبرنا أبو الحسن المراعيشي وأبو

العلاء علي بن عبد الرحمن بن غيلان الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد بن عرفه نفطويه قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن عمرو بن ميمون عن أبي أمامه قال: شهدت مع علي بن أبي طالب صفين، فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يتبعون موليا. قلت: وهذا كله حكم أهل البغي، ولهذا قال أبو حنيفة: لولا ما سار علي فيهم ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين. أنبأنا أحمد بن أبي اليسر بن أبي المجد التنوخي قال: أخبرنا أبو محمد النحوي كتابة، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم ابن الحسين بن علي الهمذاني قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا هشيم بن بشير عن العوام بن حوشب عن بعض أشياخه قال: لما كان الموادعه بين علي ومعاوية توادعا الى رأس الحول بدومة الجندل. قال: وكان أصحاب علي يصلون خلف أصحاب معاوية، وكان أصحاب معاوية لا يصلون خلف أصحاب علي، فذكر ذلك أصحاب علي لعلي، فقال لهم: إذا استقبلوا بكم القبلة، وقرأوابكم القرآن، فصلوا خلفهم. أخبرنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني إجازة (110- ظ) قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي كتابة قال: أخبرنا أبو محمد أحمد وأبو الغنائم محمد ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان، وأبو القاسم علي بن أحمد البسري، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم الغضاري، وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري الخطيب قالوا: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي يعقوب قال: حدثنا عثمان بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عروة قال: أخبرني

عبد الله بن عروة قال: حدثني رجل شهد صفين قال: رأيت عليا خرج في بعض تلك الليالي فنظر إلى أهل الشام فقال: اللهم اغفر لي ولهم. قال: فأتي عمار فأخبر فقال: جروا له الحصير فأجره لكم. قال: وحدثنا جدي قال: حدثنا عثمان بن محمد قال: حدثنا وكيع عن حنش ابن الحارث عن رياح بن الحارث قال: قال عمار بن ياسر: لا تقولوا كفر أهل الشام، قولوا ظلموا، فسقوا. قال: وحدثنا جدي قال: حدثنا ابن الاصبهاني وهو محمد بن سعيد قال: أخبرنا شريك عن حنش عن رياح بن الحارث قال: سمع عمار رجلا يقول: كفر أهل الشام، قال: لم يكفروا، إن حجتنا وحجتهم واحدة، وقبلتنا وقبلتهم واحدة، ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق، فحق علينا أن نردهم إلى الحق. قرأت في كتاب صفين تأليف أبي جعفر محمد بن خالد الهاشمي المعروف (111- و) بابن أمه، قال: حدثني الوليد بن مسلم قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: لقي أبو قرّة حدير السلمي كعب في فج معلولا فقال: حدثني حديثا ينفعني الله به، قال كيف بكم إذا قاتلتم أهل العاقول؟ قال: قلت أمن المسلمين أم من المشركين؟ قال: لا بل من المسلمين، قلت أمن العرب أم من العجم؟ قال: من العرب، قلت لا يكون ذلك أبدا، قال: بلى، ثم عسى أن لا تنفك حتى تعور فيها عينك، ويهدم فيها فوك، فلما كان بصفين أصيبت عينه وهدم فوه، حصبت ورمي بجلمودة فذهب فوه. أخبرنا ثابت بن مشرف بن أبي سعد البغدادي كتابة، وسمعت منه الكثير، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد ابن علي الدقاق قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان

قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي: قال: حدثنا عباد بن موسى قال: حدثنا علي بن ثابت الجزري عن سعيد بن أبي عروبة عن عمر بن عبد العزيز قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر جالسان عنده فسلمت وجلست، فبينا أنا جالس إذ أتي بعلي عليه السلام ومعاوية رحمه الله، وأدخلا بيتا وأحيف عليهما الباب، وأنا أنظر، فما كان بأسرع من أن خرج علي عليه السلام وهو يقول: قضي لي ورب الكعبة، وما كان بأسرع أن خرج معاوية وهو يقول: غفر لي ورب الكعبة. وقال: حدثنا (111- ظ) ابن أبي الدنيا حدثني الحسين بن علي العجلي قال: حدثنا الحسين بن علي الجعفي قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الزبيري قال: رأيت في المنام كأن الناس حشروا فأرى سوادا عظيما ينطلقون، فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المقتتلون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: فأين ينطلقون؟ قالوا: إلى الجنة، قلت: سبحان الله، وبينما هم يتطاعنون بالرماح إذ صاروا إلى الجنة! قال: فقالوا: وما تنكر من رحمة الله تعالى. وأنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الصابوني قال: أنبأنا أبو محمد ابن أحمد النحوي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن اليمان قال: حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني قال: رأيت عمار بن ياسر وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض بأقبية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضا؟ فقالوا: بلى، ولكنا وجدنا الله واسع المغفرة. وقال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا يزيد بن

هرون قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال: رأيت أبو ميسرة- وكان من أفاضل أصحاب ابن مسعود- قال: رأيت في المنام كأني دخلت (112- و) الجنة فإذا قباب مضروبة، فقلت لمن هذه؟ فقالوا: لذي الكلاع وحوشب، قال: وكانا ممن قتل مع معاوية بصفّين قال: فقلت فأين عمّار وأصحابه؟ قالوا: أمامك، قلت: قد قتل بعضهم بعضا فقيل لي: إنهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة، قال: قلت: فما فعل أهل النّهر- يعني الخوارج- قال: لقوا ترحا. وأخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخصر في كتابه إلي من بغداد قال: أخبرنا أبو بكر بن عبيد الله قال: حدثنا محمد بن علي قال: أخبرنا علي ابن محمد قال: أخبرنا أبو علي البردعي قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدله عن أبي وائل قال: قال عمرو بن شرحبيل ليلة صفّين: رأيت في المنام البارحة كأنا وهؤلاء القوم جميعا، فقصّ من بعضنا لبعض، ثم أدخلنا الجنة جميعا. قال: فكان أبو وائل يقول: إن صدقت رؤيا أبي ميسرة. ***

الفصل الرابع في ذكر ما جاء في الكف عن الخوض في حديث صفين

الفصل الرابع في ذكر ما جاء في الكف عن الخوض في حديث صفين أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الحافظ- إن لم يكن سماعا فإجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي قال: أخبرنا (112- ظ) محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن حامد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال: حدثنا الحسن بن عليل قال: كتب إليّ يونس بن عبد الأعلى في كتابه إلي، وحدثنا موسى بن أبي موسى قال: حدثنا يونس أنه سمع محمد بن إدريس قال: قيل لعمر ابن عبد العزيز ما تقول في أهل صفيّن؟ قال: تلك دماء طهر الله يدي منها، ولا أحب أن أخضب لساني فيها. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضرّاب قال حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني عن الحسن بن دينار قال: سئل عمر بن عبد العزيز عن قتلى صفّين فقال: تلك دماء طهر الله يدي منها، فما لي أخضب لساني فيها؟!

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن عبد الله بن أحمد بن الخشّاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن الطيّبي قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا الوليد بن بكير التميمي عن سفيان عن فضيل بن غزوان عن أبي معشر عن أن تميم قال: كان إذا سئل عن أهل الجمل وأهل صفّين قال: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، ولا يسألون عما كانوا يعملون. وأخبرنا عبد الله بن أبي علي الحموي الأنصاري قراءة عليه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطّيوري، بانتخابي عليه من أصول كتبه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتقي قال: حدثنا سهل قال: حدثنا محمود قال: حدثنا أبو شريك قال: حدثنا يعقوب (113- و) ابن عبد الرحمن عن عباية بن سليمان عن عثمان بن عمر التيمي قال: بلغني أنه قدم ناس من أهل المشرق المدينة فاستدلوا على من يسألونه فأشاروا لهم إلى عبد الله بن عتبة، فجلسوا إليه فقالوا: يا أبا محمد: ما تقول في أهل صفّين؟ فقال: أقول فيهم ما قال من هو خير مني لمن هو شر منهم، عيسى بن مريم عليه السلام: «إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم» «1» . أخبرنا السلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، إجازة غير مرة، وقد سمعت منه بظاهر مدينة دمشق، قال: أخبرنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت قال: أخبرني أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل بأصبهان قال: أنبأنا أبو شجاع بن شهردار الدّيلمي كتابة قال: سمعت أبا ثابت الديلمي يقول سمعت الإمام خالي أبا

حاتم أحمد بن الحسن يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن الخضر المقرئ بباب الشام يقول: سمعت أبا علي الصواف يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كنت جمعت شيئا من حديث الصفين- صوابه صفين- والجمل، فرأيت أبي رحمه الله في المنام عاضا على إصبعه يهددني ويقول: جمعت حديث الفتنة، فانتهيت عنه. ***

الفصل الخامس في ذكر نبذة من حديث وقعة صفين

الفصل الخامس في ذكر نبذة من حديث وقعة صفين أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي شيخنا رحمه الله عن أبي بكر محمد ابن (113- ظ) عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران إجازة قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم ابن غيلان الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفه نفطويه قال: وكانت وقعة صفين أول سنة سبع وثلاثين. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السّمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل ابن إسحاق قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبيه عن أبي بكر بن عمرو قال: كان بين الجمل وبين صفين شهران أو نحوه، وكانت صفين في سنة سبع وثلاثين. وأنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن البغدادي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشّاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفرّاء قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد ابن إسحاق بن ننجاب الطيبي قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا شريك بن عبد الله

النخعي عن مجالد عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رحى الإسلام ستزول بعد خمس وثلاثين سنة، فإن يصطلحوا فيما بينهم يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم» . قال: وأخبرنا ابراهيم- يعني ابن ديزيل- قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا شريك عن منصور عن ربعي بن خراش عن البراء بن ناجيه قال: قال عبد الله قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن رحى الإسلام ستزول بعد خمس وثلاثين سنة أوست وثلاثين أو (114- و) سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يفم لهم دينهم يقم سبعين عاما» . قال عثمان: يا نبي الله مما مضى أو مما بقي؟ قال: مما بقي. وقال: حدثنا إبراهيم- يعني ابن ديزيل- قال: قالوا: وسار معاوية حتى ورد صفين في النصف من المحرم، فسبق إلى سهولة المنزل، وسعة المناخ وقرب الماء من الفرات، وبنى قصرا لبيت ماله. وقال إبراهيم حدثنا يحيى- يعني ابن سليمان- قال: حدثنا إبراهيم عن أبي يوسف عن المجالد عن عامر أن عليا قدم صفين في المحرم سنة سبع وثلاثين، لسبع أو ثمان بقيت من المحرم، فأقاموا سلخ المحرم، ثم اقتتلوا. وذكر أبو يوسف أيضا عن أبي بكر الهذلي أنهم التقوا في المحرم. وقال إبراهيم بن ديزيل: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: حدثنا صفوان ابن عمرو قال: وكان أهل الشام ستين ألفا، فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة وعشرين ألفا، فقتل منهم أربعون ألفا. وقرأت في كتاب صفين تأليف أبي جعفر محمد بن خالد الهاشمي، قالوا بأسنادهم عن أبي مخنف لوط بن يحيى: قال: حدثني الحارث بن كعب الوالبي

عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود قال: نزل معاوية بن أبي سفيان صفين في ثلاثة وثمانين ألفا. قال: وحدثني أبو مسهر قال: سمعت المشايخ يقولون ذلك أيضا أن معاوية ابن أبي سفيان في ثلاثة وثمانين ألفا. قال محمد بن خالد: قلت للوليد بن مسلم: إن أبا مسهر حدثني أن معاوية نزل صفين في ثلاثة (114- ظ) وثمانين ألفا، فقال: صدق لم أزل أسمع الجند يقولون ذلك. وقرأت بخط بنوسه وراق بني مقلة عن أبي الحسن المدائني أن أبا الحسن ابن أبي نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا جرير بن حازم عن يونس بن حباب قال: شهد مع علي بن أبي طالب يوم صفين ثمانون بدريا. وأنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر قال: أخبرنا أبو محمد بن أحمد النحوي قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن الطّيبي قال: حدثنا أبو إسحاق الكسائي قال: حدثنا يحيى- يعني ابن سليمان- قال: حدثنا محمد بن عميرة النخعي قال: حدثنا أبو إسرائيل العبسي عن الحكم بن عتيبة قال: شهد صفين مع علي رضي الله عنه ثمانون بدريا، وخمسون ومائة ممن بايع تحت الشجرة. وقال أبو إسحاق: حدثنا يحيى قال: حدثني سيف الضّبي قال: أقام علي ومعاوية بصفين سبعة أشهر أو قال: تسعة أشهر، وكانت بينهم قبل القتال نحوا من سبعين زحفا، وقتل في ثلاثة أيام من شهر أيام البيض، ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، ثلاثة وسبعون ألفا من الفريقين. وقال أبو إسحاق حدثنا يحيى قال: حدثنا ابن زياد قال: حدثنا أبو عبد الله

الثمالي عن معمر عن الزهري قال: التقى علي ومعاوية بصفين فاقتتلوا زمانا، فلقد بلغني أنه كان يدفن في القبر خمسون إنسانا. قال معمر: فلقد رأيتها مدّ البصر، يعني قبورهم. وقال أبو إسحاق: حدثنا عقبة بن مكرم الكوفي قال: حدثنا يونس عن عمرو ابن شمر عن جابر عن محمد بن علي ومحمد بن المطلب وزيد بن حسن قالوا: شهد مع علي بن أبي طالب في حربه من أصحاب بدر سبعون رجلا، وشهد معه ممن بايع تحت الشجرة سبعمائة رجل (115- و) فيما لا يحصى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه من التابعين ثلاثة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لهم بالجنة، أويس القرني، وزيد بن صوحان، وجندب الخير، فأما أويس القرني فقتل في الرجّالة يوم صفين، وأما زيد بن صوحان فقتل يوم الجمل. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب إذنا قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنّاء إجازة قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران إجازة قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم ابن محمد بن عرفه نفطويه قال: أخبرني محمد بن عيسى الأنصاري عن عبيد الله بن محمد التيمي عن إسماعيل بن عمرو البجلي عن حبان بن علي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن علي بن أبي طالب رحمه الله أنه قال: يوم صفين: من يبايعني على الموت؟ فقام تسعة وتسعون رجلا فبايعوه، فقال: أين التمام الذي وعدت؟ فقام إليه رجل من أخريات الناس محلوق الرأس، عليه أطمار من صوف فبايعه، فإذا هو أويس القرني، فقاتلوا فقتلوا. أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر قال: أخبرنا محمد بن ناصر إجازة، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطي المعروف بابن اللاعب قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسين المروزي الحاكم

قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم المروزي قال: حدثنا جدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم قال: حدثنا الهيثم بن عدي (115- ظ) قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق قال: حدثني أبي قال: قلت لأبي: أي أبة أشهدت صفين؟ قال: نعم، لقد رأيت عجبا، لقد شهدتهم يوما، وشجرونا بالرماح وشجرناهم بها حتى لو شاء رجل أن يمشي عليها لمشى، أسمع من ها هنا لا إله إلا الله والله أكبر، ومن ها هنا لا إله الا الله والله أكبر، ثم رأيتهم يوما آخر، ودلفوا إلينا ودلفنا إليهم فإذا رجل قد نذر «1» بين الصفين على رأس أحوى ذنوب، حتى إذا كان بين الصفين لا يدرى أهو إلينا أقرب أم إلى أهل الشام، استدبر أهل الشام، واستقبلنا، فإذا هو الأشتر، فقال: أيها المسلمون أقدكم من ربكم، لقد أسأتم الضّراب أمس، عضّ من ها هنا بهن «2» أمه، استقبلوا القوم بالهام وخذوا قوابع سيوفكم بأيمانكم وعضوا على النواجذ واطعنوا في الشراشيف اليسرى فإنها مقاتل، ثم التقى القوم، فقتلوا منا صفوفا خمسة وقتلنا منهم مثلها، فأفضينا إلى الصف السادس أو السابع وقد عقلوا أنفسهم بالعمائم، فو الله الذي لا إله غيره ما كان عندهم ولا عندهم إلّا العناق والكدم، فقلت: أي أبة لقد صبرتم، قال: أي بني إنها والله كانت العرب ليس فيها شائبة (116- و) «3» . ***

نبذة اخرى من حديث وقعة صفين

[نبذة اخرى من حديث وقعة صفين] بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي أخبرنا أبو محمد أحمد بن الأزهر بن عبد الوهاب السباك في كتابه الينا من بغداد أن القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي أخبرهم كتابة عن أبي غالب محمد ابن أحمد بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم بن غيلان الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: أخبرني محمد بن عيسى الأنصاري عن ابن عائشة قال: لما ورد أصحاب معاوية صفين بادأهم أصحاب علي بالقتال، فقتلوا منهم جماعة، فكتب معاوية الى علي رحمه الله. أزجر حمارك لا يرتع بروضتنا ... إذا يردّ وقيد العير مكروب إن تقبلوا الحق نعط الحق سائله ... والدرع محقبة «1» والسيف مقروب فكتب إليه علي عافانا الله واياك، فكان أول من كتب بها، فلما ورد عليّ صفين قيل له: يا أمير المؤمنين جاءتك كتائب الشام كأنها موج البحر وقطع السحاب وظلمة الليل، يسوقها معاوية، ويحدوها أبو الأعور، ويقدمها عمرو بن العاص وهو يقول: لا تحسبنّي يا علي غافلا ... لأصبحنّ الكوفة القنابلا والخيل والخطّية الذوابلا ... من عامنا العام وعاما قابلا

فقال علي: ما يقول ابن النابغة؟ (116- ظ) . لأصبحنّ العاصي بن العاصي ... سبعين ألفا عاقدي النواصي مستحقبين حلق الدّلاص ... مجتنبين الخيل بالقلاص «1» أشبال غيل حين لا مناص فبادر أبو الاعور السلمي الى ماء الفرات، فصف خيله عليه ومنعه أصحاب علي، فشاور معاوية أصحابه، فقال له عمرو بن العاص: خل لهم عن الماء فان ابن أبي طالب لا يعطش وبيده أعنة الخيل، فبعث علي الى معاوية إنا وإياك جئنا لأمر فخل لنا عن الماء وإلّا تجالدنا عليه، فبعث معاوية الى أبي الأعور خل لهم عن الماء، فبعث إليه والله لا شربوا منه شربة وفي شيء من الروح، وقال له ابن أبي سرح: اقتلهم عطشا قتلهم الله كما قتلوا أمير المؤمنين عثمان عطشا، فقال معاوية: إن عمرا أعلم منكما، وأبى أبو الأعور أن يخلي لهم عن الماء، فحمل الأشعت بن قيس في اثني عشر ألفا، فكشفهم عن الماء، فقال علي: هذا يوم نصرتنا فيه الحمية، فقال رجل ممن كان في عسكر علي: ألا تتقون الله إذ تمنعوننا الفرات ... وتروى بالفرات الثعالب وقد وعدونا الأحمرين فلم نجد ... لهم أحمرا إلا قراع الكتائب «2» وخرج علي يستعرض عسكر معاوية على بغل له قصير، وفرسه تحت غلام له وراءه، فهموا به، فقال علي لغلامه: انزل عن الأدهم لا أبالك، ثم بعث الى هاشم بن عتبة، وهو المرقال، وكان صاحب لواء علي يوم (117- و) صفين، أن احمل بلوائك، فحمل به، وسطع الغبار حتى حال بينهم وبين السماء، وثبت العسكران فقال هاشم بن عتبة: والله ان لهؤلاء القوم لشأنا والله ما حملت بلوائي هذا على

عسكر قط إلّا زعزعته، وتجالد العسكران بالسيوف، وحمل المرقال وهو يقول: أعور يبغي أهله محلّا ... قد عالج الحياة حتى ملّا لا بد أن يقتل أو يفلّا «1» وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد اجازة قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثني عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسن بن علي، ورجل منهم آخر قد سماه، قالوا: استعمل علي على مقدمته الأشتر النخعي ثم سار في خمسين ومائة ألف، وسار اليه معاوية في نحو من ذلك من أهل الشام، واستعمل على مقدمته أبا الأعور السلمي سفيان بن عمرو حتى توافقا بقناصرين الى جانب صفين، فأتى الأشتر وأبو الأعور قد سبقه الى المعسكر وكان الأشتر في أربعة آلاف من مستنصري أهل العراق، فأزالوا أبا الأعور عن معسكره، وأقبل معاوية في جمع الفيلق، فلما رأى ذلك (117- ظ) الأشتر انحاز الى علي، وغلب معاوية، وأقبل معاوية على الماء وحال بين أهل العراق وبينه، وأقبل علي حتى اذا أراد المعسكر حالوا بينه وبين الماء. وقال ابراهيم بن الحسين حدثنا يحيى قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر- يعني ابن سعد الأسدي- في اسناده الأول- يعني عن رجل من الانصار عن الحارث بن حصيرة عن أبي الكنود وعن غيره- أن عليا أقبل يومئذ يطلب موضعا لمعسكره، وأمن الناس فوضعوا أثقالهم، وهم مائة ألف أو يزيدون، فلما

نزلوا أسرع فوارس من فرسان علي على خيلهم الى أصحاب معاوية، وكانوا في ثلاثين ومائة ألف فناوشوهم القتال فاقتتلوا هويا «1» . قال ابراهيم بن الحسين حدثنا يحيى قال: حدثنا ابراهيم عن أبي يوسف عن أبي بكر الهذلي أن معاوية لما قدم عليه علي وأصحابه بصفين اقتتلوا على الإبل يجنبون الخيل، فقال معاوية لعمرو ويحك يا عمرو لقد وفى علي بن أبي طالب بقوله: مجنّبين «2» الخيل بالقلاص وقال ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا نصر قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي الطفيل قال: لما انسلخ المحرم من سنة سبع وثلاثين واستهل صفر بعث علي عليه السلام نفرا من أصحابه حتى اذا كانوا من عسكر معاوية حيث يسمعونهم الصوت قام يزيد بن الحارث الجشمي فنادى يا أهل الشام: ان أمير المؤمنين عليا وأصحاب رسول الله صلى الله (118- و) عليه وسلم يقولون لكم: إنا والله ما كففنا عنكم شكا في أمركم ولا بقيا عليكم وإنما كففنا لدخول المحرم، وقد انسلخ، وقد نبذنا اليكم على سواء «إن الله لا يحب الخائنين «3» » فتحاجز الناس وثاروا الى أمرائهم «4» . وقال: حدثنا يحيى قال: حدثنا نصر قال: حدثنا عمرو بن شمر عن أبي الزبير قال: كانت وقعة صفين في صفر «5» .

وقال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: لما خرج علي بمن معه يؤم معاوية وأهل الشام، وخرج إليه معاوية بأهل الشام حتى التقوا بصفين فاقتتلوا قتالا شديدا لم تقتتل الأمة مثله قط. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب اذنا عن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء عن أبي غالب محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله نفطوية قال: وقال عوانه بن الحكم كانت وقعات صفين أربعين وقعة كلها لاهل العراق على أهل الشام، فلما خاف عمرو على أهل الشام أشار على معاوية برفع المصاحف، ففتر أهل العراق، ودعوا الى حكم المصاحف، وحكم الحكمان. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الانصاري قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن محمد الحافظ- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين (118- ظ) المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: حدثنا أبو عبد الله الصوري قال: أخبرنا أبو الحسين الغساني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن بكر الهزاني قال: حدثنا العباس بن الفرح الرياشي عن الاصمعي عن شيخ من أهل الكوفة قال: قال زبيد اليامي- وهو حي من همدان- خرج من همدان الى صفين اثنا عشر ألف رجل فما رجع منهم الا خمسة أو ستة. أنبأنا أبو العلاء بن سليمان المعري أن أبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب أخبرهم اجازة قال: أخبرنا أبو الحسين بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو اسحاق الهمذاني قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم عن

عمر بن سعد باسناده قال: افترقوا على سبعين ألف قتيل، فلما صدر علي والناس من صفين أنشأ علي يقول: وكم قد تركنا في دمشق وأرضها ... من أشمط موتور وشمطاء ثاكل وغانية صاد الرماح حليلها ... فأضحت تعدّ اليوم إحدى الأرامل تبكّي على بعل لها راح غازيا ... فليس الى يوم الحساب بقافل وإنا أناس ما تصيب رماحنا ... إذا ما طعنا القوم غير المقاتل «1» ***

باب في ذكر حصون لم يقع لها ذكر في الفتوح

باب في ذكر حصون لم يقع لها ذكر في الفتوح ولا ورد في كتب الممالك والبلدان عنها خبر مشروح (119- و) وهي زماننا معدودة من البلاد موصوفة بالحصانة مشحونة بالاجناد، وهي من أعمال حلب وبقاعها وحصونها المتعلقة بها وقلاعها. فمن ذلك. تل باشر وهي بلدة مشهورة، ولها قلعة معمورة وبساتينها كثيرة، ومياهها غزيرة، وأجاصها موصوف مذكور، وشرب بلدها جميعه من نهر الساجور، وهو نهر أصله من عين تاب، تجتمع اليه عيون ببلد عين تاب، ويجري الى قرية تعرف بالنفاخ، وتجتمع اليه عيون أخر من بلد تل باشر، ثم ينتهي الى الفرات ويصب فيه، وللساجور ذكر في الفتوح، ونزله أبو عبيدة رضي الله عنه عند فتح منبج، واياه عنى البحتري بقوله: يا خليلي بالسواجير من عمرو ... بن ود وبحتر بن عتود إطلبا ثالثا سواي فإني ... رابع العيس والفلا والبيد «3» جمعه على السواجير لأنه جعل كل نهر يجتمع الى الساجور مسمى بالساجور. وتل باشر كانت قلعة للجوسلين الارمني فعمرها وحصنها، وكان أهلها أرمن وخرج يوما متنزها ومتصيدا في خف من أصحابه، فصادفه التركمان فأحاطوا به

وبمن معه وحملوه الى نور الدين، فأعطاهم عشرة ألاف دينار، وسير الأمير حسان المنبجي فتسلمها وذلك في سنة ست وأربعين وخمسمائة، وصارت بعد ذلك للامير بدر الدين دلدرم بن ياروق فحصنها وبناها وعمر فيها أبنية (119- ظ) حسنة ومنازل مزخرفة، وسكنها المسلمون واتسع ربضها، وصار بها قاض ومنبر وخطيب «1» . ***

في ذكر عين تاب

في ذكر عين تاب وهي قلعة حصينة كانت لجوسلين المذكور، فلما جرى عليه ما جرى، وصار في أسر نور الدين محمود رحمه الله، سار نور الدين إلى بلاده وقلاعه ففتحها ومن جملتها عين تاب، ورتب فيها الرجال والعدد والذخائر، وصارت إلى..... «1» فعمرها وحصّنها وصارت الى ولده من بعده، فلما مات تسلمها أتابك طغرل الظاهري للملك العزيز محمد بن الملك الظاهر، ثم أنه سلمها إلى الملك الصالح أحمد ابن الملك الظاهر، فسكنها وبنى بالقلعة آدرا حسنه وتنوع في زخرفتها بالرخام والذهب، وبنى أصحابه في الربض منازل سكنوها، وبنى فيها جوسقا تنوق في بنائه ومنجوره وزخرفته بالرخام والذهب، وعمله في بستان كبير نصب فيه صنوفا كثيرة من الفواكه، وصارت الأخشاب تحمل من بلاد الأرمن ومرعش إليها، وتباع بها وتنقل منها إلى البلاد وصار بها قاض ومنبر وخطيب. ***

في ذكر الراوندان

في ذكر الراوندان وهي قلعة صغيرة على رأس جبل عال منفرد في مكانه لا يحكم عليها منجنيق ولا يصل إليها نبل ولها ربض صغير في لحف جبلها وهي من أقوى القلاع (120- و) وأحسن البقاع، ويحف بالقلعة واد من جهة الغرب والشمال هو كالخندق، وفيه نهر جار، وصعدت إلى هذه القلعة راكبا فوجدت مشقة عظيمة، لعلوها وضيق المسلك إليها. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي عن مؤيد الدولة أسامة بن مرشد ابن علي بن منقذ قال: تل هراق والراوندان هذان المركزان من أعمال حلب وكان فيهما ولاة الملك رضوان بن تاج الدولة، فكان يلي تل هراق عزّك بن الوزير أبي النجم، وكان الملك رضوان ينادمه ويضحك من حكاياته فشرب عنده ليلة فعربد عليه الملك رضوان وضربه، فخرج من المجلس وسار من حلب ووصل إلى شيزر وعليه آثار العربدة وعيناه مخضرتان، فحكى يوما قال: بلغني أن بالراوندان أسارى أفرنج وقد وثبوا في حصنها وملكوه، فسرت من تل هراق إلى الراوندان نزلت عليه وراسلت الأفرنج الذين ملكوه وتلطفت في أمرهم الى أن استقر أني أحلف لهم أنهم آمنون وأني أسيرهم إلى أنطاكية ويسلموا لي الحصن، فحلفت لهم، وخرجوا وأطلقتهم وتسلمت الحصن واعتقدت أنني قد خدمت الملك رضوان خدمة يراها لي لاستخلاص الحصن مع قربه من الفرنج، فلما وصلت حلب بلغني أن الملك رضوان قال لما بلغه الخبر قد ضيّع علي عزّك ألف دينار ثمن الأسارى، فجلست من الغد في الدركاه والأمراء فيها مجتمعون وقلت: سمعت أن مولانا قال: ضيع علي عزك من ثمن الأسارى ألف دينار «1» .....

ذكر المرزبان واسمها الصحيح البرسمان

ذكر المرزبان واسمها الصحيح البرسمان فغير، وغلب هذا الاسم عليها، ولها قلعة قد تشعثت وتهدمت، وهي قرية كبيرة وأهلها أرمن أهل ذمة، وكانت في يد قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان السلجوقي، فاستولى عليها نور الدين محمود بن زنكي وأخذها من يده، والسبب في ذلك أن الملك المسمى ذو النون بن الدانشمند كانت ملطيّه وسيواس وغيرهما في يده، فضايقه قليج أرسلان وقوي عليه فأخذ بلاده من يده، فقصد نور الدين محمود بن زنكي وتعلق به، فأكرمه وأحسن إليه وشفع فيه إلى قليج أرسلان فلم يشفعه، فدخل إلى بلاده واستولى على البلاد الشامية منها مثل المرزبان وكيسوم ومرعش وبهسنى، وعجز قليج أرسلان عن مقاومته، وتحرك الفرنج بنواحي حمص فعاد نور الدين بسببهم. ***

ذكر بهسنى

ذكر بهسنى وهي قلعة عظيمة حصينة مانعة، ولها ربض كبير يسكنه جماعة من المسلمين والأرمن، وبلدها بلد حسن كثير الخيرات، وبها قاض ومنبر وخطيب وحولها أنهار وبساتين كثيرة، وهي على تخم بلاد الروم الإسلامية (120- ظ) وهي من جملة ما انتزعه نور الدين محمود بن زنكي من البلاد الشامية من يد قليج أرسلان للسبب الذي ذكرناه وكان ذلك في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ولما توفي الملك الظاهر غازي رحمه الله خرج ملك الروم كيكاوس بن كيخسرو بن قليج أرسلان، فقصد بلاد الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر فافتتح منبج ورعبان والمرزبان، وكان قد نزل إليه الطنبغا الظاهري، وكان ببهسنى، فعصى على الملك العزيز وانضوى إلى كيكاوس وصار في عسكره، وفتح تل باشر من يد ولد دلدرم، فاستدعى أتابك طغرل الملك الأشرف موسى بن الملك العادل في سنة خمس وعشرة وستمائة، فوصل إلى حلب ودفع كيكاوس عنها على ما نذكره فيما يأتي من ترجمتهما إن شاء الله. وعاد الطنبغا مع كيكاوس فطلب منه تسليم بهسنى فامتنع من ذلك، فأحضر تحت القلعة وعذّب بأنواع العذاب، فأمر الولاة بها بالتسليم إليه، فلم يفعلوا، فمات تحت العقوبة، ورحل كيكاوس عنها وكان بها والدة الملك الصالح أحمد بن الملك الظاهر، وهي زوج الطنبغا وأولادها منه، فاتفق الأمر معها ومع ولاة بهسنى على أن عوضهم أتابك طغرل بقلعة عزاز ومواضع من بلدها، وتسلم منهم بهسنى للملك العزيز رحمه الله.

ذكر الشغر وبكاس

ذكر الشغر وبكاس وهما قلعتان قويتان من أعمال حلب من النواحي الغربية، والشغر قلعة (121- و) «1» صغيرة قريبة من بكاس يعبر من إحداهما إلى الأخرى بجسر، وهما على جانب نهر الأرنط المعروف بالعاصي، ولبكاس نهر يخرج من تحتها، وهما في غاية المنعة والقوة. وكانت هاتان القلعتان في يد الفرنج ففتحهما الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب رحمه الله على ما أخبرني به القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: وسرنا حتى أتينا بكاس، وهي قلعة حصينة على جانب العاصي، وكان النزول بذلك المنزل يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخره، وكان المنزل على شاطىء العاصي، وصعد السلطان الملك الناصر إلى القلعة جريدة، وهي على جبل يطل على العاصي، فأحدق بها من كل جانب، وقاتلها قتالا شديدا بالمنجنيقات والزحف المضايق إلى يوم الجمعة أيضا تاسع جمادى الآخره، ويسر الله فتحها عنوة، وأسر من فيها بعد قتل من قتل منهم، وغنم جميع ما كان فيها، وكان لها قليعة تسمى الشغر قريبا منها، يعبر إليها منها بجسر، وهي في غاية المنعة ليس إليها طريق، فسلطت عليها المنجنيقات من الجوانب، ورأوا أنهم لا ناصر لهم، فطلبوا الأمان وذلك في يوم الثلاثاء ثالث عشره، وسألوا أن يؤخّروا ثلاثة أيام لإستئذان من بأنطاكية يسر الله فتحها، فأذن في ذلك، وكان تمام فتحها وصعود العلم السلطاني على قلتها يوم الجمعة سادس عشره «2» .

ذكر حصن برزويه والآن يعرف بحصن برزيه (121 - ظ)

ذكر حصن برزويه والآن يعرف بحصن برزيه (121- ظ) وهو حصن منيع يضرب المثل بحصانته ومنعته فيقول الناس: كأنه في حصن برزيه، وكان الفرنج قد استولوا عليه ففتحه الملك الناصر يوسف بن أيوب من أيديهم كما أخبرني به شيخنا بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال بعد ذكر فتح بكاس: ثم سار السلطان رحمة الله عليه جريدة إلى قلعة برزيه وهي قلعة حصينة في غاية القوة والمنعة على سن جبل شاهق يضرب بها المثل في جميع بلاد الفرنج والمسلمين، يحيط بها أودية من سائر جوانبها، وذرع علو قلتها فكان خمسمائة ذراع ونيفا وسبعين ذراعا، ثم حرر عزمه على حصارها بعد رؤيتها، واستدعى الثقل، فكان وصول الثقل وبقية العسكر يوم السبت رابع عشري جمادى الآخرة، ونزل الثقل تحت جبلها، وفي بكرة الأحد خامس وعشرين منه صعد السلطان رحمه الله جريدة مع المقاتلة والمنجنيقات وآلات الحصار إلى الجبل، فأحدق بالقلعة من سائر نواحيها، وركّب القتال عليها من كل جانب وضرب أسوارها بالمنجنيقات المتواترة الضرب ليلا ونهارا، وقاتلها فقسم العسكر ثلاثة أقسام، كل قسم يقاتل شطرا من النهار ثم يستريح، وضرس الناس من القتال وتراجعوا عنه، وتسلم النوبة الثانية السلطان رحمه الله بنفسه وركب وتحرك خطوات عدة وصاح في الناس فحملوا عليها حملة الرجل الواحد، وصاحوا صيحة الرجل الواحد (122- و) وقصدوا السور من كل جانب فلم يكن إلّا بعض ساعة وقد رقى الناس على الأسوار وهجموا القلعة واستغاثوا الأمان، وقد تمكنت الأيدي منهم «فلم يك

ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا» «1» ، ونهب جميع ما فيها وأسر جميع من كان فيها، وكان قد أوى إليها خلق عظيم، وكانت من قلاعهم المذكورة «2» . قلت وقد بقي حصون لحلب وأعمالها خربت بالكلية وأمحي رسمها وبقي اسمها مثل زردنا من بلد الجزر والأثارب، وقد خرج منها بعض الرواة، وكفر لاثا من جبل بني عليم وغيرها لم أذكرها لعدم الفائدة في ذكرها. فإن جاء في أثناء كتابنا هذا ذكر لشيء منها أو اسم ينسب إلى شيء منها نبهت عليه في موضعه، وكذلك لها حصون صغيرة وليست مشهورة ولا مذكورة لم أذكرها خوفا من الإطالة، وتحاميا عما يفضي إلى الملاله. ***

باب في ذكر عربسوس

باب في ذكر عربسوس وهي مدينة قد ذكر أنها من ثغور الشام، وبعضهم لم يثبتها فيها لأنها من وراء الدرب داخلة في بلاد الروم، ولهذا أخرت ذكرها لوقوع الاختلاف في كونها من الثغور الشامية، ولم أر إسقاط ذكرها بالكلية لأنه قد نقل أنها منها، ويقال لها أبسس وأفسس وأرب سوس وعربسوس، وهي مدينة دقيانوس، ودخلت هذه المدينة وقد اجتزت إلى زيارة أصحاب الكهف، وهم في جبل قريب منها، والمدينة قد خربت أسوارها (122- ظ) وبقيت آثارها وبعض حيطانها قائم وبعضها قد هدمه الهادم، وبها الآن سكان من الأرمن وأسواق دائرة، والناحية المسكونة من هذه المدينة قرية عامرة. وذكر يحيى بن معين في التاريخ قال الأصمعي: سألت عبد الملك بن صالح عن عذب سوس، فقال: إنما هي عرب سوس قرية من قرى الشام أنا بها عارف. وذكر ابن خرداذبه أن أصحاب الرقيم في عمل من أعمال الروم يسمى ترقسيس وفيه من الحصون أفسيس في رستاق الأواسي، وهي مدينة أصحاب الكهف وذكر أنه قد قرىء في مسجدهم كتابا بالعربية بدخول مسلمة بلاد الروم «1» . كتب إلينا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري من مكة شرفها الله أن أبا عبد الله محمد بن العباس بن عبد الحميد الحرّاني أخبرهم قال: أخبرنا

النقيب أبو الفوارس طرّاد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن البادا قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني قال: أخبرنا عم أبي علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلّام قال: حدثنا يزيد بن هرون عن هشام بن حسان عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب استعمل عمير بن سعيد أو سعد، شك أبو عبيد، على طائفة من الشام، فقدم عليه قدمة فقال: يا أمير المؤمنين إن بيننا وبين الروم مدينة يقال لها عرب سوس وإنهم لا يخفون على عدونا من عوراتنا شيئا، ولا يظهرونا على عوراتنا، فقال له عمر: فإذا قدمت فخيرنهم بين أن تعطيهم مكان (123- و) كل شاة شاتين، ومكان كل بعير بعيرين، ومكان كل شيء شيئين، فإن رضوا بذلك فأعطهم وخربها، فإن أبوا فانبذ إليهم، وأجلهم سنة ثم خربها، فقال: اكتب لي عهدا بذلك، فكتب له عهدا، فلما قدم عمير عليهم عرض عليهم ذلك، فأبوا فأجلهم سنة ثم أخربها. قال أبو عبيد فهذه مدينة بالثغر من ناحية الحدث يقال عرب سوس وهي معروفة هناك، وقد كان لهم عهد فصاروا الى هذا، وإنما عمر عرض عليهم ما عرض من الجلاء وأن يعطوا الضعف من أموالهم لأنه لم يتحقق ذلك عنده من أمرهم، أو أن النكث كان من طوائف منهم دون إجماعهم، ولو أطبقت جماعتهم عليه ما أعطاهم من ذلك إلا القتال والمحاربة. وقد وقع في غير هذه الرواية عن طراد قال: أخبرنا أبو الحسن بن البادا قال: أخبرنا أبو علي حامد بن أحمد الهروي قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز أخبرنا بذلك أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي وأبو الفرج عبد الرحمن ابن نجم بن عبد الوهاب الحنبليان فيما أجازاه لي، وقد سمعت من كل واحد منهما بدمشق قالا: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الآبري قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن

أحمد بن علي بن الحسن المعروف بابن البادا قال: أخبرنا أبو علي (123- ظ) حامد بن أحمد الهروي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام فذكره بإسناده مثله، وإنما وقع الاختلاف من أبي الحسن بن البادا لأن أبا علي الهروي المذكور في هذا الإسناد الثاني وأبا محمد الخراساني المذكور في الإسناد الأول» لأبي عبيد الذي هذا الحديث منه عن علي ابن عبد العزيز، وسمعه أبو الحسن بن البادا عنهما جميعا ورواه لطراد الزينبي عنهما فرواه طراد عن ابن البادا عن أبي علي، ومرة عن ابن البادا عن أبي محمد والله أعلم. وعمير المذكور في الحديث هو عمير بن سعد بن شهيد بن قيس بن النعمان الأوسي الأنصاري ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمص وقنسرين، وكان من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، وسنذكره في حرف العين في موضعه من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. أنبأنا عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي الحسن علي بن المسّلم السلمي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو نصر بن الجندي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: حدثنا غير واحد ممن سمع هشام بن حسان أن محمد بن سيرين حدثه أن عمير بن سعد كان يعجب عمر بن الخطاب، فكان من عجبه به يسميه نسيج وحده، وبعثه مرة على جيش من قبل الشام (124- و) فقدم مرة وافدا فقال: يا أمير المؤمنين إن بيننا وبين عدونا مدينة يقال لها عرب السوس يطلعون عدونا على عوراتنا ويفعلون ويفعلون، فقال عمر: إذا أتيتهم فخيرهم أن ينتقلوا من مدينتهم إلى كذا وكذا، وتعطيهم مكان كل شاة شاتين، ومكان كل بقرة بقرتين ومكان كل شيء شيئين، فإن فعلوا فأعطهم ذلك، وإن أبوا فانبذ إليهم، ثم أجلهم سنة، فقال:

يا أمير المؤمنين اكتب لي عهدك بذلك، فكتب له عهده، فأرسل إليهم فعرض عليهم ما أمره به أمير المؤمنين، فأبوا فأجلهم سنة، ثم نابذهم، فقيل لعمر: إن عمير قد خرّب عرب السوس وفعل وفعل، فتغيظ عليه عمر، ثم إنه قدم بعد ذلك وافدا ومعه رهط من أصحابه، فلما قدم عليه علاه بالدرّة، وقال: خربت عرب السوس، وهو ساكت لا يقول له شيئا، ثم قال لأصحابه: مبرنسين مبرنسين ضعوا برانسكم، قال عمير برانسكم ثكلتكم أمهاتكم، إنكم والله ما أنتم بهم، فوضعوا برانسهم، فقال عمر: معممين معممين ضعوا عمائمكم، قال عمير: ضعوا عمائمكم فإنا والله ما نحن بهم، فقال مكممين مكممين ضعوا كمائمكم، فقال عمير: ضعوا كمائكم فإذا عليهم جمام، فقال عمر أما والله الذي لا إله إلا هو لو وجدتكم محلّقين لرفعت بكم الخشب؛ ثم إن عمر دخل على أهله فاستأذن عليه عمير، فدخل فقال: (124- ظ) يا أمير المؤمنين اقرأ عهدك إلي في عرب السوس، فقال عمر: رحمك الله فهلا قلت لي ذلك وأنا أضربك، قال كرهت أوبخك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: غفر الله لك، ولكن غيرك لو كان. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن قال: أنبأنا الفقيه أبو الحسن السلمي، وأخبرنا أبي عنه قال: حدثنا علي بن محمد الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا علي بن يعقوب بن ابراهيم قال: أخبرني أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: ورأيت خلف درب الحدث مدينة حين أشرفنا على قباقب ناحية، فسألت عنها مشيخة من أهل قنسرين فقالوا: هذا عرب السوس مدينة أنسطاس التي غدرت، فأتاها عمير بن سعد، فقاتلهم وخربها، فهي خراب الى اليوم. وقريب من هذه المدينة جبل فيه الكهف الذي ذكره الله في كتابه، وجاء في

التفسير أن عربسوس هي المدينة التي قال الله تعالى فيما قصّه في كتابه الكريم: «فابعثوا بورقكم هذه الى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف» «1» . وزرت هذا الموضوع فوجدته على الصفة التي أخبر الله تعالى في كتابه الكريم: «وترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه» «2» وقد بني على الموضع بناء عظيم حسن واسع لمن يقصده من الزوار، ووقف عليه وقف، ورتب لهم ضيافة بناه صاحب مرعش. وأنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر الحافظ عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي عن أبي الحسين بن المنادي قال: ومدينة أصحاب الكهف من عمل الروم في رستاق الأواسي، والكهف في جبل بانجلوس، وقرىء في مسجدهم كتاب بالعربية: يدخل مسلمة بلاد الروم، ويفتح أربع حصون. (125- و) . ***

باب في ذكر فضائل الشام ولحلب وبلادها منها أوفر الاقسام

باب في ذكر فضائل الشام ولحلب وبلادها منها أوفر الاقسام وقد ذكر الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخ دمشق من فضله ما كفى، وأورد في ذلك من الاحاديث والآثار ما أشبع القول فيه وشفى، فانه أطال فيما ذكره وأطنب، وأكثر النقل فيما أورده وأسهب، ومد عنان قلمه فيما سطره وأطلقه وأوسع المجال في كل حديث أسنده وبين طرقه، فاكتفينا بما نقله وأورده، واستغنينا بما رواه في فضل الشام وأسنده، إلّا إنا لم نر اخلاء كتابنا هذا عن ايراد شيء من فضله، ولا استحسنا ترك التنبيه على ما ورد فيه وفي أهله، فاقتصرنا من ذلك على القليل، واكتفينا بالاشارة الى وجه الدليل. أخبرنا الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب بقراءتي عليه بقلعة حلب حماها الله، والقاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي، وولده أبو المعالي أحمد، قراءة عليهما بدمشق، قالوا: أخبرنا القاضي أبو المجد الفضل بن الحسين بن ابراهيم البانياسي قال: أخبرنا الاخوان أبو الحسن وأبو الفضل ابنا الحسين الموازيني قالا: أخبرنا أبو عبد الله بن سلوان قال: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي قال: حدثنا أبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني قال: حدثنا (125- ظ) سعيد ابن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي ادريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة الازدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستجندون أجنادا: «جند بالشام، وجند بالعراق، وجند باليمن» فقال الحوالي: خر لي يا رسول، قال:

«عليكم بالشام، فمن أبي فليلحق بيمنه، وليسق من غدره، فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله» . فكان أبو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث التفت الى ابن عامر فقال: من تكفل الله به، فلا ضيعة عليه. وقد روي من طريق آخر أن ابن حواله كان يقول ذلك، أخبرناه أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم بن أبي محمد، الحافظ، قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن رافع الفارسي البزاز الدمشقي ببغداد، وبدمشق، قال: أخبرنا أبي أبو الفضل. ح. وقال الحافظ أبو القاسم: وأخبرناه أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ببغداد قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن ابراهيم بن كبيبة النجار. ح. قال أبو القاسم: وأخبرناه أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن ابراهيم بن الحنائي قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الرحمن بن عبيد الله بن يحيى القطان قراءة عليه، ونحن نسمع قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي وعقبة بن علقمة قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني مكحول عن أبي ادريس الخولاني عن عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (126- و) «انكم ستجندون أجنادا، جندا في الشام، وجندا في العراق، وجندا باليمن» قال: قلت: يا رسول الله خرلي، قال: «عليكم بالشام، فمن أبى، فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله» . قال سعيد: وكان ابن حوالة رجلا من الازد، وكان مسكنه الاردن، وكان اذا حدث بهذا الحديث قال: وما تكفل الله به، فلا ضيعة عليه. «1» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الشافعي قال: أخبرنا أبو محمد

عبد الرحمن بن أبي الحسن ابن ابراهيم الداراني قال: أخبرنا أبو الفرج سهل ابن بشر بن أحمد الاسفراييني قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد ابن الطفال قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر الذهلي قال: حدثنا موسى بن هرون قال: حدثنا أبو طالب قال: حدثنا بقيه بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي قتيلة عن ابن حوالة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيصير الامر الى أن يكون جنودا مجندة، جندا بالشام، وجندا باليمن، وجندا بالعراق» . فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذلك، فقال: عليكم بالشام، فانها خيرة الله من أرضه، يجتبي اليه خيرته من عباده، فان أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي (126- و) وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان الكاشغري قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي، وأبو المظفر الكاغدي، قال أبو الفتح: أخبرنا ابن خيرون، وقال الكاغدي: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي، قالا أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب الفسوي قال: حدثنا يزيد ابن مهران قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن داود بن أبي يزيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول الناس هلاكا فارس، ثم العرب، وسائر الناس هاهنا» . وأشار بيده الى الشام. أخبرنا أبو منصور الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الازدي بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم بن مروان

قال: أخبرنا أبو عبد الملك قال: حدثنا محمد بن أبي السري قال: حدثنا فضاله بن حصين قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستخرج نار من حضر موت، فتسوق الناس الى المحشر، تقيل اذا قالوا، وتسير اذا ساروا» : قالوا: يا رسول الله فما تأمر من أدرك ذلك منا؟ قال: «عليكم بالشام» . «1» . أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو القاسم قال: وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي قال: أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن اسحاق ابن محمد بن يحيى بن (127- و) منده قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا جمح بن القاسم بن عبد الوهاب بن أبان بن خلف المؤذن بدمشق قال: حدثنا أحمد بن بشر بن حبيب الصوري قال: حدثنا عبد الحميد بن بكار قال: حدثنا عقبة بن علقمة قال: حدثنا الاوزاعي عن عطية بن قيس عن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أريت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فذهب به الى الشام، فأولته الملك» «2» . أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللطيف بن الحسين بن علي بن خطاب الدينوري- عرف بابن الحسمي- ببغداد قال: أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن شاتيل قال: أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم ابن بشران قال: أخبرنا أبو بكر النجار قال: حدثنا أبو الليث يزيد بن جمهور بطرسوس قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع عن يحيى بن حمزة عن ثور بن زيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عائذ الله، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بينا أنا نائم رأيت عمود الاسلام

احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به الى الشام ألا وان الايمان حين تقع الفتن بالشام» «1» . أخبرنا ثابت بن مشرف بن أبي سعد قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن الداؤدي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حموية السرخسي قال: أخبرنا عيسى بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا زيد بن عوف قال: حدثنا أبو عوانه عن عبد الملك بن عمير عن ذكوان أبي صالح، عن كعب: في السطر الاول محمد رسول الله عبدي المختار، لا فظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الاسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته بطيبه، وملكه بالشام. وفي السطر الثاني محمد رسول الله، أمته الحمادون، يحمدون الله في السراء والضراء، يحمدون الله في كل منزلة، ويكبرونه على كل شرف، رعاة الشمس يصلون الصلاة اذا جاء وقتها، ولو كانوا على رأس كناسة، ويأتزرون على أوساطهم، ويوضئون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل. وقال أبو محمد الدارمي: أخبرنا مجاهد بن موسى قال: حدثنا معن- هو ابن عيسى- قال: حدثنا معاوية بن صالح عن أبي فروة عن ابن (127- ظ) عباس أنه سأل كعب الأحبار، كيف تجد بعث النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ فقال كعب: نجده محمد بن عبد الله، يولد بمكة، ويهاجر الى طابة، ويكون ملكه بالشام، وذكر تمام الحديث. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي مسعود الأصبهاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا الحسين بن إسحاق قال: حدثنا مخلد

ابن مالك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه وعباده، وليدخلن الجنة من أمتي ثلّة لا حساب عليهم ولا عذاب» «1» . أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله السعدي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى للشام» . قلنا لأي شيء ذاك؟ قال: «لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم» «2» . أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، ح. وأنبأنا به عمر بن محمد بن طبرزد عن ابن السمرقندي (128- و) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي من أهل حمص أن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي قالا: إن أبا هريرة وابن السمط كانا يقولان: لا يزال المسلمون في الأرض حنى تقوم الساعة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال من أمتي عصابة قوّامة على أمر الله لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداء الله، كلما ذهب حزب نشب حزب قوم

آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك حتى يلبسوا لذلك الدروع» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هم أهل الشام» . ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه يومئ بها الى الشام، حتى أوجعها. رواه البخاري في التاريخ عن عبد الله بن يوسف «1» . أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله عن عبدان قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن المظفر بن محمد الموصلي بها قال: حدثنا عبد الله بن حيان بن عبد العزيز بن حيان قال: حدثنا الحسن بن علوية القطان قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد بن مصعب الشامي قال: حدثنا ابن خليد (128- ظ) الدمشقي عن الوضين بن عطاء عن مكحول عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخير عشرة أعشار، تسعة بالشام، وواحد في سائر البلدان؛ والشر عشرة أعشار، واحد بالشام، وتسعة في سائر البلدان، وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم» «2» . أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا عمي قال: قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب قال: قرأت بخط عبد الله بن علي بن أبي العجائز الأزدي حدثنا علي بن محمد بن أبي سليمان الصوري قال: حدثنا يزيد ابن عبد الصمد الدمشقي عن سلمة بن أحمد قال: حدثنا إسحاق بن عبد الواحد

القرشي الموصلي قال: حدثنا عمرو بن رزيق- وهو موصلي- عن ثور بن يزيد عن حفص بن بلال بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وقعت الفتن فهاجروا الى الشام، فإنها من الله بمنظر وهي أرض المحشر» «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيّد بن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الأصبهاني- قالت إجازة-، ح. وأنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي الفرج بن أبي الرجاء، ح. وأخبرنا أبو منصور الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني بها قال: أخبرنا أحمد بن محمود الثقفي ومنصور بن الحسين الكاتب قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ (129- و) قال: حدثنا محمد بن علي الحسن بن حرب، قاضي الطبرية، بطبرية قال: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم- هو ابن عليّة- قال حدثنا زياد بن بيان حدثنا سالم عن عبد الله بن عمر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الفجر ثم انفتل، فأقبل على القوم فقال: «اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مدّنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في حرمنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا» . فقل رجل: والعراق يا رسول الله، ثم عاد فقال مثل ذلك، فقال الرجل: والعراق يا رسول الله، فسكت ثم قال: «اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدّنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في حرمنا، وبارك لنا في شامنا ويمننا» . فقال رجل: والعراق يا رسول الله، قال: «ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن» «2» . أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا عمي قال: أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن

علي بن محمود قال: حدثنا علي بن أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن أحمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن بيهس بمصر قال: حدثنا أحمد بن ثابت بن زيد قال: حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن المغيرة قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار قال: حدثنا علي بن همّام عن كعب قال: جاء إليه رجل فقال: إني أريد الخروج أبتغي فضل الله عز وجل قال: عليك بالشام فإنه ما نقص من بركة الأرضين يزاد في الشام «1» . وأخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا عمي قال: أخبرنا (129- ظ) أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن تميم وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن علي بن بركات الخشوعي قالوا: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جرير بن أحمد بن خميس السلماسي قال: حدثنا أبو الحسن المظفر بن الحسن قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصاء قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن عثمان بن كثير قال: حدثنا أبو المغيره قال: حدثني الغاز بن جبلة قال: حدثني الوليد بن عامر البرقي عن كعب أنه كان يقول: يا أهل الشام إن الناس يريدون أن يضعوكم، والله يرفعكم وإن الله يتعاهدكم كما يتعاهد الرجل نبله في كنانته، لأنها أحب أرضه إليه، يسكنها أحب خلقه إليه، من دخلها محروم، ومن خرج منها مغبون» «2» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي بالربوة بظاهر دمشق قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي قال:

حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الرّبعي المالكي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الشيباني قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن بهيس «1» بمصر قال: حدثنا علي بن الحسين بن عبد المؤمن قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصيني قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار قال: حدثنا المسعودي عون بن عبد الله بن عتبة قال: قرأت فيما أنزل الله جل وعز على بعض الأنبياء: إن الله يقول: الشام كنانتي، فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم «2» . أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد قراءة عليه قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان في قول الله عز وجل: «وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها» . قال الشام «3» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الصوري، ونقلته من خطه، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن ابراهيم البزاز بالبصرة قال: حدثنا أبو بكر يزيد (130- و) بن اسماعيل بن عمر الخلال قال: حدثنا العباس بن عبد الله ابن أبي عيسى الترفقي قال: حدثنا محمد بن كثير المصّيصي عن اسماعيل بن خالد عن محمد بن عمرو- أو عمر- شك أبو محمد- يعني العباس- قال ابن كثير: وأراني قد سمعته منه- عن وهب بن منبه قال: إني لأجد ترداد الشام في الكتب حتى كأنه ليس لله حاجة إلا بالشام «4» .

أنبأنا الأخوان أبو محمد عبد الرحمن وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان عن مسعود الثقفي قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال: قرىء على أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية بن عمرو: حدثنا معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي عن إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة الفزاري عن الأوزاعي عن ثابت بن معبد قال: قال الله تعالى: يا شام أنت خيرتي من بلدي أسكنك خيرتي من عبادي. أخبرنا قاضي القضاة بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر بن محمد بن علي الجيّاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي المفسر قال: قوله «يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة» قال قتادة هي الشام «1» . ***

باب في ذكر قويق نهر حلب ومخرجه وما ورد فيه

باب في ذكر قويق نهر حلب ومخرجه وما ورد فيه وله مخرجان شاهدتهما، وبين حلب وبينهما أربعة وعشرون ميلا، أحدهما في قرية (130- ظ) يقال لها الحسينية، بالقرب من عزاز، يخرج الماء من عين كبيرة، فيجري فيه نهر، ويخرج بين جبلين حتى يقع في الوطاة التي قبلي الجبل الممتد من بلد عزاز شرقا وغربا، والمخرج الآخر يجتمع من عيون ماء من سنياب «1» ، ومن قرى حولها كلها من بلد الراوندان، فتجتمع تلك الأعين وتجري في نهر يخرج من فم فج سنياب، فيقع في الوطاة المذكورة، ويجتمع النهران فيصيران نهرا واحدا في بلد عزاز، وهو نهر قويق، ثم يجري الى دابق ويمر بمدينة حلب، وتمده عيون قبل وصوله إليها، وكذلك بعد أن يتجاوز حلب، وتمده عين المباركة فيقوى وتدور عليه الأرحاء، ويسقي في طريقه مواضع كثيرة حتى ينتهي الى قنسرين، ثم يمر الى المطخ، فيغيض في الأجم. وحكى لي والدي رحمه الله قال: يقال إن نهر قويق يغيض في المطخ، ويخرج الى بحيرة أفامية، وأن قويق إذا مدّ في الشتاء احمرّ ماء بحيرة أفامية، فاستدلوا بذلك على ما ذكرناه. ومسافة ما بين مغيضه الى أفامية مقدار أربعة عشر ميلا.

وقال أبو زيد البلخي في تاريخه: ومخرج نهر حلب من حدود دابق، دون حلب بثمانية عشر ميلا، ويغيض في أجمة أسفل حلب «1» . وقال ابن حوقل النصيبي في جغرافيا وقد ذكر حلب: ولها واد يعرف بأبي الحسن قويق، وشرب أهلها منه، وفيه قليل طفس «2» . وذكر الحسن بن أحمد المهلبي العزيزي في كتاب المسالك (131- و) والممالك، الذي صنفه للعزيز الفاطمي المستولي على مصر، فذكر حلب بما قدمنا ذكره في صدر كتابنا هذا وقال: وشرب أهل حلب من نهر على باب المدينة يعرف بقويق، ويكنيه أهل الخلاعة أبا الحسن. وقال أبو الحسين بن المنادي في كتابه المسمى بالحافظ، وأنبأنا بذلك أبو القاسم الحموي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي إجازة عن أحمد بن محمد الآبنوسي قال: ذكر أبو الحسين بن المنادي قال: ومخرج قويق- نهر حلب- من قرية تدعى سنياب على سبعة أميال من دابق، ثم يمر إلى حلب، ثمانية عشر ميلا، ثم الى مدينة قنسرين اثنا عشر ميلا، ثم الى مرج الأحمر اثنا عشر ميلا، ثم يغيض في الأجمة، فمن مخرجه الى مغيضه مقدار اثنين وأربعين ميلا. وذكر أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني في كتابه قال: ويخرج قويق- نهر حلب- من قرية تدعى سنياب، على سبعة أميال من دابق، ثم يمر الى حلب ستة عشر ميلا، ثم الى مدينة قنسرين اثنا عشر ميلا، ثم الى مرج الأحمر اثنا عشر ميلا، ثم يغيض في الأجمة. وقال أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني المعروف بابن الفقيه فيما قرأته في

كتاب البلدان وأخبارها من تأليفه قال: مخرج قويق- نهر حلب- من قرية تدعي بسنياب على ستة أميال من دابق، ثم يمر إلى حلب ثمانية عشر ميلا، ثم يمر إلى مدينة قنّسرين اثنا عشر ميلا، ثم يغيض في الأجمة؛ (131- ظ) فمن مخرجه إلى مغيضه اثنان وأربعون ميلا «1» . قلت وهذا مرج الأحمر هو المرج المعروف الآن بمرج تل السلطان «2» ، ولا يعرف الآن بمرج الأحمر؛ ويعرف قويق تحت جبل جوشن بالعوجان، لاعوجاجه في ذلك الموضع. قال الصنوبري من أبيات: والعوجان الذي كلفت به ... قد سوّي الحسن فيه مذعوّج «3» وقال أبو نصر منصور بن المسلم بن أبي الخرجين الحلبي من أبيات: هل العوجان العمر صاف لوارد ... وهل خضبته بالخلوق مدود «4» وكان سيف الدولة بن حمدان لما ابتنى قصره بالحلبة ساق نهر قويق من الموضع المعروف بالسقايات وأدخله في قصره في شباك يجري في القصر، ثم يخرج من جانبه القبلي في شباك آخر، ثم يصب في النهر الأصلي عند الموضع المعروف بالفيض؛ وكان قد رأى في منامه كأن حية قد تطوقت على داره، فعظم عليه ذلك، فقال له بعض المفسرين: الحية في النوم ماء، فأمر بحفر يحفر بين داره، وبين قويق حتى أدار الماء حول الدار، وقضى الله أن الروم خرجوا، فصبحوا حلب، واستولوا على

دار سيف الدوله، وأخذوا منها أموالا عظيمة، وذلك في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة، وخربت الدار، فعاد النهر إلى ما هو عليه الآن. أخبرنا تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي كتابة، واجتمعت به (132- و) في مجلس شيخنا أبي اليمن الكندي بدمشق قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ابن مقاتل السوسي قال: أخبرنا جدي أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الأهوازي قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الأديب قال: حدثنا أبو نصر محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري حدثني يحيى بن علي بن هاشم قال: حدثنا عبد الملك بن دليل قال: حدثنا عباس الحذاء عن سعيد بن إسحاق الدمشقي في قول الله عز وجل: «إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم» «1» على نهر حلب يقال له قويق. وقد ذكر قويق جماعة من الشعراء، ووصفوه، فمنهم الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي قال فيه، وقرأتها في ديوان شعره «2» : أما قويق فلا عدته مزنة ... من خدرها برز الغمام الصيب نهر لأبناء الصبابة معشق ... فيه وللصادي الملوّح مشرب لازال يدرم تحت وسق مكلّ ... عمم يقدح منكبيه وينكب مما تمناه الربيع لريه ... أيام ظم رياضه لا تقرب فرد الرباب يقول شائم برقه ... من أين رفع ذا الفريق المهدب والغيث في كلل السحاب كأنه ... ملك بقاصية الرواق محجب ضخب الرعود وإنما هي ألسن ... فأمرهن اللوذعي المسهب

راعي الضحي في حين غرة أمنه ... فسناه مخطوف الاضاءة أكهب (132- ظ) جذلان إن هتك اللثام بداله ... خد بحادي البوارق مذهب والأرض حاسرة تود لو أنها ... مما يحبره الربيع تجلبب وقال أبو بكر أحمد بن محمد الصنوبري وقد أنشدنا بعض قوله القاضي أبو القاسم بن محمد قاضي دمشق بها قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب قال: أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع قال: أنشدني أبو بكر الصنوبري. قويق له عهد لدينا وميثاق ... وهذي العهود والمواثيق أطواق نفى الخوف أنا لا غريق نرى له ... فنحن على أمن وذا الأمن أرزاق ونزهه ألا سفينة تمتطي ... مطاه لها وخد «1» عليه وإعناق وأن ليس تعتاق التماسيح شربه ... إذا اعتاق شرب النيل منهن معتاق ولا فيه سلور ولو كان لم أكن ... أرى أنه إلا حميم وغساق بلى تعلن التسبيح في جنباته ... علاجم بالتسبيح مذكن حذاق أقامت به الحيتان سوقا ولم تزل ... تقام على شطيه للطير أسواق وسربل بالأرجاء مثنى وموحدا ... كما سربلت غصنا من البان أوراق وفاضت عيون من نواحيه ذرف ... ولما تعاونها جفون وآماق هو الماء إن يوصف بكنه صفاته ... فللماء إغضاء لديه وإطراق ففي اللون بلور وفي اللمع لؤلؤ ... وفي الطيب قنديد وفي النفع درياق (133- و) إذا عبثت أيدي النسيم بوجهه ... وقد لاح وجه منه أبيض براق

فطورا عليه منه درع خفيفة «1» ... وطورا عليه جوشن منه رقراق ولم يعده نيلوفر متشوّف ... بأرؤس تبر والزبر جد أعناق له ورق يعلو «2» على الماء مطبق ... كأطباق مدهون يليهن أطباق يهاب قويق أن يملّ فإنما ... يقيم زمانا ثم يمضي فنشتاق وقد عابه قوم وكلهم له ... على ما تعاطوه من العيب عشّاق وقالوا أليس الصيف يبلي لباسه ... فقلت الفتى في الصيف يقنعه طاق وما الصبح إلّا آئب ثم غائب ... تواريه آفاق وتبديه آفاق ولا البدر إلّا زائد ثم ناقص» ... له في تمام الشهر حبس وإطلاق ولو لم تطاول غيبة الورد لم تتق ... إليه قلوب تائقات وأحداق ولو دام في الحب الوصال ولم يكن ... فراق ولا هجر لما اشتاق مشتاق وفضل الغنى لا يستبين لذي الغنى ... إذا لم يبين ذلك الفضل إملاق قويق رسيل الغيث يأتي وينقضي ... ويأتي انسياقا تارة ثم ينساق «4» قرأت هذه الابيات بخط أحمد بن خلف الممنع وقال: قال القاضي أبو عمر عثمان بن عبد الله الطرسوسي: حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبيد الله الصّفري قال: وأنشدني- يعني الصنوبري لنفسه يصف قويقا ويحن له، وهذا مما أبدع فيه. وقال الصنوبري أيضا في قويق وقد مدّ: اليوم يا هاشمي يوم ... لباسه الطلّ والضباب عيّد في عيدنا قويق ... وخلقت وجهه السحاب ما لون الزعفران ما قد ... لوّن من مائه التراب

تذهب أمواجه كخيل ... شقر لها وسطه ذهاب (133- ظ) فبادر الشرب قبل فوت ... قد برد الماء والشراب «1» وقال الصنوبري أيضا فيه: رياض قويق لا تزال مروضه ... يجاور فيها أحمر اللون أبيضه يعارضنا كافوره كل شارق ... إذا ما الصبا مرت به متعرضه لدى العوجان المستفادة عنده ... مغان على حث الكؤوس محرضه إذا ما طفا النيلوفر الغض فوقه ... مفتحة أجفنانه أو مغمضة حسبت نجوما مذهبات تتابعت ... فرادى ومثنى في سماء مفضضه «2» أنشدنا ضياء الدين الحسن بن عمرو الموصلي المعروف بابن دهن الخصا النحوي بقراءتي عليه قال: أنشدنا الخطيب بالموصل- أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي- قال: أنشدنا الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اجازة قال: أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه من أبيات كتب بها الى ابن حلبات المعري. ونكب إلّا عن قويق كأنه ... يظن سواه زائدا في أوامه بعيس تقضي الدهر جريا كأنها ... مفتشة أحشاءه عن كرامه تذكرن من ماء العواصم شربة ... وزرق العوالي دون زرق جمامه فلو نطق الماء النمير مسلما ... عليهن لم يرددن رجع سلامه وملتثم بالغلفق الجعد عرست ... عليه فلم تكشف خفي لثامه (134- و) وكم بين ريف الشام والكرخ منهلا ... موارده ممزوجة بسمامه «3»

وأنشدنا الحسن بن عمر وقال: أنشدنا أبو الفضل الخطيب قال: أنشدنا أبو زكريا التبريزي في كتابه قال: أنشدنا أبو العلاء المعري لنفسه، وقالها وهو ببغداد. طربن لضوء البارق المتعالي ... ببغداد وهنا مالهنّ ومالي سمت نحوه الأبصار حتى كأنها ... بناريه من هنا وثم صوال إذا طال عنها سرها لو رؤوسها ... تمدّ إليه في صدور عوال تمنت قويقا والصراة حيالها ... تراب لها من أينق وجمال إذا لاح إيماض سترت وجوهها ... كأني عمرو والمطيّ سعال وكم هم نضو أن يطير مع الصبا ... إلى الشام لولا حبسه بعقال أنشدني أبو نصر محمد بن محمد بن ابراهيم بن الخضر الحلبي لنفسه بدمشق ما بردى عندي ولا دجلة ... ولا مجاري النيل في مصر أحسن مرأى من قويق إذا ... أقبل في المدّ وفي الجزر يا لهفتا منه على جرعة ... تبلّ مني غلة الصدر «1» ومما قاله الصنوبري في قويق: أما قويق فارتدى بمعصفر ... شرق بحمرته الغداة بياضه فكأنما فيما اكتسى من صبغه ... نفضت شقائقها عليه رياضه «2» (134- ظ) هذا «3» يصف قويق، وقد مد في الشتاء واحمر لون مائه، ولا أعلم نهرا إذا مدّ يكون أشده حمرة من ماء قويق، لان السيول التي تسيل عليه تمر في البقاع التي

في بلد اعزاز الى حلب، وترابها كلها أحمر شديد الحمرة، فيحمر الماء لذلك، ويكتسي لونا حسن المنظر. وقال الصنوبري في قويق: قويق على الصفراء ركبّ جسمه ... رباه بهذا شهّد وحدائقه فإن جد جد الصيف غادر جسمه ... ضئيلا ولكن الشتاء يوافقه «1» يريد أن أصحاب الامزجة الصفراوية تنحل أجسامهم في الصيف، ويوافقهم الشتاء، ويريد أن قويق يقل ماؤه في الصيف، وهو كذلك لان النهر يبقى حول المدينة كالساقية، لان أهل القرى يسقون من مائه، والذي يصل منه الى حيلان يتقسمه أرباب البساتين الشمالية يسقونها منه، فيقل ماؤه لذلك، وربما انقطع في بعض السنين بالكلية لذلك، ولهذا قال ابن حوقل فيما حكيناه: «وفيه قليل طفس» . ثم يزداد قبلي مدينة حلب من عين المباركة، وتدور الارحاء منها. وللصنوبري أبيات يصف فيها قلة ماء قويق في الصيف أنشدني بعضها والدي رحمه الله. قويق إذا شم ريح الشتاء ... أظهر تيها وكبرا عجيبا وناسب دجلة والنيل والفرات ... بهاء وحسنا وطيبا وإن أقبل الصيف أبصرته ... ذليلا حقيرا حزينا كئيبا (35- و) إذا ما الضفادع نادينه ... قويق قويق أبى أن يجيبا فيأوين منه بقايا كسين ... من طحلب الصيف ثوبا قشيبا وتمشي الجرادة فيه فلا ... تكاد قوائمها أن تغيبا «2»

أنشدني والدي رحمه الله: تخوض الجرادة فيه فلا ... تكاد قوائمها أن تغيبا وقال الصنوبري أيضا في المعنى: قويق إذا شم ريح الشتاء ... تشم الخلافة من جيبه وفي الصيف وغد متى عبته ... فلست ملوما على عيبه «1» (135- ظ) «2» ***

باب في ذكر الفرات ومخرجه ومعرفة من حضره وما ورد في فضله

باب في ذكر الفرات ومخرجه ومعرفة من حضره وما ورد في فضله بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وإنما ذكرناه لأنه يمر في عمل حلب من حدّ ملطيّة إلى أن يتجاوز الرّقّة، وقد ذكرنا فيما أوردناه في صدر كتابنا هذا عن كعب الأحبار قال: إن الله تعالى بارك في الشام من الفرات إلى العريش فيدل ذلك على دخوله في حد حلب، والفرات بالتاء، هذا هو المعروف المنقول. وقرأت بخط الحافظ أبي طاهر السّلفي في رسالة كتبها أبو المظفر إبراهيم ابن أحمد الليث الأذري إلى الكيا «1» أبي الفتح الحسن بن عبد الله بن صالح الأصبهاني يذكر له فيها سفرته، قال في أثنائها: إلى أن حصلنا بشط الفرات، وهم يقولونها الفراه، بالهاء، ولم أك أحقها حتى قرأت في بعض الكتب: إنه يقال: فرات وفراه، كما يقال عنكبوت وعنكبوه، وتابوت وتابوه، هذا على أن يكون لغة لهم، ولا يكون على سبيل الاعتقاب «2» .

وذكر لي من شاهد مخرج الفرات من أرزن الروم من جبل هناك قال: ويخرج من جانبه الآخر نهر جيحون. والفرات إذا انتهى إلى الشام ودخل في أراضيها تصب فيه أنهار متعددة من أعمال حلب، شاهدتها منها: النهر الأزرق، ويعرف ببردا، وهو دون الدرب على حد بلاد الروم من الشام، ومنها نهر بهسنى، ومنها نهر رعبان، ومنها نهر البرسمان، ومنها نهر الساجور، ويجتمع إليه أيضا ذوب الثلوج من الجبال الشامية، فلهذا يكثر ماؤه، ويمد عند اقبال الصيف وعقد الرّمان. وقال أبو عبد الله محمد أحمد الجيهاني: الفرات طالعه السّنبله، وصاحب الساعة القمر، ونهر الفرات يخرج من بلاد الروم فوق موضع يقال له أبريق «1» ، فيقبل مع الشمال حتى يمر بالجزيرة والرقة، ثم ينحدر إلى الكوفة (136- و) وفي غربية بلاد الشام، وفي شرقيه بلاد الجزيرة، ثم يصب في البطائح بعد أن يتفرق فيصير أنهارا عظاما، ومصبه في البطائح بموضع كسكر. ويقع في الفرات في أرض الجزيرة نهر الخابور، فيصب في الفرات في موضع يسمى قرقيسيا «2» وقال الحسن بن أبي الخصيب الكاتب في كتاب الكار مهتر في علم أحكام النجوم: الفرات نجمه العذراء. وقرأت في كتاب المسالك والممالك تأليف أحمد بن الطّيب السّرخسي قال:

مخارج الفرات من قاليقلا على فرسخين من عين، يمر بأرض الروم ويستمد من عيون، ويصب فيه أرسناس نهر شمشاط، ويجيء إلى كمخ على ميلين من ملطيّة، ويخرج إلى حينيا «1» حتى يبلغ إلى سميمشاط، فيحمل من هناك السفن والأطواف، ويصب في أنهار تتشعب منه بسواد بغداد والكوفة في دجلة. وقال أحمد بن الطيّب: علو هي الفرات. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن، وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ إجازة عن أحمد بن محمد ابن الآبنوسي قال: ذكر أبو الحسين بن المنادي في كتاب الحافظ من تلخيصه قال: ومخرج الفرات من قاليقلا حتى يمر بأرض الروم، ويستمد من عيون حتى يخرج على ميلين من ملطيّة، ثم يبلغ إلى سميساط، فيحمل من هناك السفن والأطواف، ثم يبلغ إلى الكوفة من فوّة دممّا، وإلى دجلة من هنالك أيضا، ومصابّه في دجلة (136- ظ) . وقال أبو زيد البلخي في تاريخه: ومخرج الفرات من أرض الروم من جبال بها من موضع يقال له أبويق صخر، ويمر بالجزيرة والرقّة، وينحدر إلى الكوفة، ثم يمر حتى ينصب إلى البطائح فيختلط بدجلة. قال: ويخرج الخابور من رأس عين، ويستمد من الهرماس، وينصب في الفرات «2» . أخبرنا عبد الله بن الحسين الأنصاري عن أبي طاهر السّلفي قال: أخبرنا

المبارك بن عبد الجبار قال: حدثنا أبو عبد الله الصّوري قال: أخبرنا أبو الحسين الغساني قال حدثنا أحمد بن محمد بن بكر الهزّاني قال أخبرنا العباس بن الفرج الرياشي قال: يقال إن الفرات جاء من بلاد الروم، فجاء حتى صبّ في دجلة، وصبت دجلة في البحر، وعطفت «1» البحر إلى عدن، ثم إلى جدّة. قال الرياشي: وقال الأصمعي: هو من حضرموت إلى جدّة. وقرأت في كتاب أحمد بن أبي أحمد بن القاص، قاضي طرسوس في كتاب دلائل القبلة قال: ومخرج الفرات من قاليقلا من موضع يقال له: أبويق بين قاليقلا وبلاد الروم، ثم ينحدر إلى ناحية الكوفة، فيتم فاصلا بين بلاد الشام والجزيرة، ففي شرقية بلاد الجزيرة، وفي غربيه بلاد الشام، فيمر على ميلين من ملطيّة، ويخرج إلى حينيا حتى يبلغ إلى سميساط، ويمر بقرقيسيا ويحمل منها السفن إلى الأطراف، وآخر مصبه في البطائح في موضع يقال له كسكر والبطائح، ثلاثون فرسخا في ثلاثين فرسخا، حدّ منها (137- و) جزيرة العرب، وحد منها أرض مشان، وحد منها دجلة بغداد، وحد منها مصبّ الفرات والنهروان، ويمر البطائح حتى يقع في خليج أبّلة في بحر الهند. ووقع إلي رسالة في ذكر الدنيا وما فيها من الأقاليم والجبال والأنهار والبلاد، ولم يسم واضعها فنقلت منها في فصل ذكره في المشهور من الأنهار الكبار في الربع المسكون، ومعرفة ابتدائها وانتهائها. قال: والمشهور من هذه الأنهار الكبار اثنا عشر نهرا، وهي: الدجلة، والفرات، والنيل وجيحون، ونهر الشاش، وسيحان وجيحان، ونهر بردان ومهران، ونهر الرّس، ونهر الملك، ونهر الاهواز، وجميع هذه الأنهار تجري فيها السفن.

قال: فأما الفرات فإنها تخرج، وتلقى بلد الروم، ثم تتفرق على إقليم أثور وتتشعب إليها الخابور، ثم تدخل العراق، وتنبطح خلف الكوفة، وتلقى دجلة منها أربع شعب. وأما معرفة من حفر الفرات، فقد قيل: إنه خلقة من الله تعالى لم يحفره أحد فإن أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري، وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل أجاز لنا عن أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي في كتاب الحافظ من تأليفه قال: حدثنا موسى بن إسحاق بن موسى الخطمي قال: حدثنا منجاب بن الحارث قال: أخبرنا بشر بن (137- ظ) عمارة عن أبي روق عن الضّحاك عن ابن عباس في قوله «وفجرنا فيها من العيون، ليأكلوا من ثمره» «1» وكذلك كانوا يقرءونها وما عملت أيديهم، ذلك وجدوه معمولا، يعني الفرات ودجلة ونهر بلخ، وأشباهها، وجدوه معمولا لم تعمله أيديهم. وقد قيل إن دانيال حفره. أخبرنا زيد بن الحسن البغدادي إذنا، ونقلته من أصل سماعة، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قال: أبو القاسم بن البسري عن محمد بن جعفر بن النجّار قال: يقال إن الفرات حفره دانيال مع الدجلة، وأن الفرات يجيء من واد يقطع الروم، وأن دجلة يخرج ماؤها من جبل بآمد. وأخبرنا أبو اليمن الكندي إجازة، قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ثابت الخطيب قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء

قال: حدثنا الفضل بن غانم قال: حدثنا الهيثم بن عدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أوحى الله سبحانه إلى دانيال الأكبر أن فجر لعبادي نهرين، واجعل مغيضهما البحر، فقد أمرت الأرض أن تطيعك. قال: فأخذ قناة، أو قصبة، فجعل يخدها في الأرض ويتبعه الماء، فإذا مر بأرض شيخ كبير أو يتيم ناشده الله، فيحيد عن أرضه، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك. وقال أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن (138- و) محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل ابن محمد الصفار إملاء قال: حدثني أبو بكر محمد بن إدريس الشعراني قال: حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري عن إسماعيل بن جعفر المدني عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوحى الله تعالى إلى دانيال أن احفر لي سيبين نهرين بالعراق، قال دانيال: إلهي بأي مكاتل، وبأي مساحي، وبأي رجال، وبأي قوة أحفر لك هذين النهرين؟ فأوحى الله سبحانه، أن أعدّ سكة حديد وعرّضها واجعلها في خشبة، وألقها خلف ظهرك، فإني باعث إليك الملائكة يعينونك على حفر هذين السيبين؛ قال: ففعل فحفر، وكان إذا انتهى إلى أرض أرملة أو يتيم حاد عنه، حتى حفر الدجلة والفرات، فهذه العواقيل التي في الدجلة والفرات من حفر دانيال. وأنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد الخطيب عن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو الحسين بن المنادي قال: وروي عن ابن عباس أن الله تعالى أوحى الى دانيال الأكبر، وكان بين نوح وإبراهيم صلى الله عليهم أجمعين، أن احفر لعبادي نهرين ينتفعون بهما فإني قد أمرت الأرض والماء أن يطيعاك فأخذ عصا، ثم أقبل يخط في الأرض، والماء يتبعه، يمر بالقراح والكرم والنهر للشيخ وللمرأة وللصبي، فتقول المرأة نحه عن كرمي وارحمني لضعفي، فصرف به حتى قذفه، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك. (138- ظ)

وقد قيل إن ملكا من ملوك العجم يقال له جم شاد هو الذي حفر الفرات. فإن البلخي ذكر في تاريخه وقال: وفي كتب العجم إن جم شاد حفر سبعة أنهار سيحون، وجيحون، والفرات، ودجلة، ونهر مرّان بأرض السند. قالوا ونهران لم يسميا لنا. وهذا غير جائز ولا ممكن، اللهم إلا أن يقال، هو ساق ماء هذه الأنهار إلى أراضي البلاد فاستعمرها، واستنزلها وحفر الأنهار منها، والله سبحانه أعلم «1» . ***

فصل في تفضيل ماء الفرات على غيره من المياه

فصل في تفضيل ماء الفرات على غيره من المياه أخبرنا أبو المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني الفقيه القاضي بحلب، وأبوا محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، ومحفوظ بن هلال ابن محفوظ الرسعيني برأس عين قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد الآبري، قال محفوظ: إجازة، قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (قال:) حدثني محمد بن الحسين عن عبيد الله بن محمد عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال: كان بصري قد ذهب، فرأيت إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم، فيما يرى النائم، فمسح عيني وقال: ائت الفرات، فغض فيه، وافتح عينيك فيه، ففعلت، فذهب ما كان بعيني. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد (139- و) الحريري قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري عن محمد بن جعفر بن النجار قال: وقالت الأطباء: كل ماء في نهر فطير إلا ماء فرات فإنه خمير، لكثرة اختلاط الأهوية به، وتكسير المهدزانات له، وهذه المهدزانات عملت لتكسير حدة الماء. قلت: والى زمننا هذا يختار ماء الفرات للخلفاء، على ماء دجلة، فإن دجلة تمر ببغداد بدور الخليفة، ويحمل الماء لشرب الخليفة من نهر عيسى، وهو نهر يأتي من الفرات، ويصب في دجلة، حتى أن السقائين ببغداد يمنعون أن يستقوا للعامة من نهر عيسى، فلا يمكن من الشرب منه إلا أهل الدور التي هي على نهر عيسى، وما يقاربها. وقرأت فيما علقته من الفوائد، وقيل إن الفرس تسمي نهر الفرات عندهم نهر شير، وهو نهر الملك، وكانوا يرون سقي الفرات وثماره أفضل من سقي دجلة وأحلى وأجود.

باب في ذكر ما جاء في فضل الفرات من الأحاديث والآثار

باب في ذكر ما جاء في فضل الفرات من الأحاديث والآثار أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي كتابة، وسمعته بدمشق في منزله قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي إجازة قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن مهدي قال: حدثنا محمد بن زيد الرّطاب قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرنا يوسف بن بهلول قال: حدثنا عبده ابن سليمان الكلابي (139- ظ) عن سعيد بن أبي عروبه عن قتادة عن أنس ابن مالك عن مالك بن صعصعة قال: أخبرنا نبي الله صلى الله عليه وسلم: «أنه رفع له سدرة المنتهى فرأى أربعة أنهار يخرجن من أصلها. قلت: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ قال: أما النهران الظاهران فالنيل والفرات، وأما الباطنان فنهران في الجنة» . وقد رواه حفص بن عبد الله السّلمي عن ابراهيم بن طهمان عن شعبة ابن الحجاج عن قتادة عن أنس، وذكر فيه زيادة. أخبرناه أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد بن روح قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية قال «1» : أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق أبو عوانه النيسابوري الحافظ قال: حدثنا محمد بن عقيل النيسابوري قال: حدثنا حفص بن عبد الله السلمي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان عن شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: «رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا أربعة أنهار، نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران فالنيل والفرات، وأما الباطنان فنهران في الجنة، وأتيت بثلاثة أقداح، قدح فيه لبن، وقدح فيه عسل، وقدح فيه خمر، فأخذت الذي فيه اللبن فشربت فقيل: أصبت الفطرة أنت وأمتك. قال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا ابراهيم بن طهمان، تفرد به حفص بن عبد الله (140- و) . أخبرنا زيد بن الحسن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن الطبر قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد الأحمسي قال: حدثنا الحسين- يعني- ابن حميد قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الصفّار قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهران مؤمنان النيل والفرات، ونهران كافران دجلة وبردى» . وفي رواية أخرى بدل بردى نهر بلخ. وأنبأنا الكندي قال: أخبرنا ابن الطبر قال: أخبرنا ابن البسري قال: أخبرنا التميمي إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد الأحمسي قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا محمد بن اسماعيل الواسطي قال: حدثنا علي بن عاصم عن الليث بن سعد، أراه عن عطاء، قال: دجلة نهر اللبن في الجنة، والفرات نهر العسل، والنيل نهر الخمر في الجنة. وقرىء على شيخنا أبي اليمن الكندي أخبركم أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هرون بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: قرأت على العباس بن يزيد البحراني قلت: حدثكم مروان بن معاوية عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نهران من الجنة النيل والفرات» .

وقد جاء في حديث آخر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة أنهار من الجنة الفرات وسيحان وجيحان (140- ظ) والنيل» . ونحن نذكر الحديث بإسناده في الباب الذي يأتي بعد هذا في فضل سيحان وجيحان. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين ابن البغدادي، ح. وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي سعد إجازة قال: أخبرنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد قال: أخبرنا أبو عمر عبد الله ابن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الزهري قال: حدثنا عمي عبد الرحمن بن عمر بن يزيد أبو الحسن الزهري يعرف برسته، قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا المسعودي عن القاسم قال: مدّ الفرات على عهد عبد الله، فكره الناس ذلك فقال عبد الله: يا أيها الناس لا تكرهوا مدّه، يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء فلا يوجد ذلك، وذلك حين يرجع كل ماء الى عنصره، فتكون بقية الماء والمؤمنون بالشام. والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. وذكر أبو زيد البلخي في تاريخه قال: وزعموا أن الفرات مدّ فرمى برمانة شبه البعير البارك، وذلك في زمن معاوية، فسئل كعب الأحبار عن ذلك فقال: هي من الجنة «1» . وقد رواه جعفر بن عون العمري عن أبي عميس عن القاسم موقوفا عليه أنبأنا به عبد الرحيم بن يوسف وغيره عن أبي طاهر الحافظ عن أحمد (141- و) ابن محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: وحدثنا

العباس بن محمد- يعني- الدوري إملاء قال: حدثنا جعفر بن عون العمري قال: أخبرنا أبو عميس عن القاسم قال: مدّ الفرات فحاء برمانة مثل البعير، فكانوا يتحدثون أنها من الجنة. وأخبرنا أبو اليمن الكندي فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا أبو القاسم الحريري قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي إذنا قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن مهدي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن زيد الرطاب قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي قال: حدثني ابن أبي أويس الوراق قال: حدثنا جعفر بن عون عن العميس عن أبيه قال: قذف الفرات رمانة مثل البعير، فتحدث أهل الكتاب أنها من الجنة. وقال محمد بن جعفر التميمي: حدثنا أبو القاسم بن مهدي قال: حدثنا محمد قال: حدثنا ابراهيم قال: حدثني يحيى بن الحسن بن الفرات قال: حدثنا علي بن بهيس قال: حدثني موسى بن أبي الغمر عن عطاء الهمداني عن تميم بن خذيم قال: كنا عند علي جلوسا فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين جاء البارحة شيء فسكر الفرات، ما ندري ما هو، قال: فدعا بدلدل «2» فركبها، وركب الناس معه حتى انتهى الى الفرات، فقال: هذه رمانة من رمان الجنة. فدعا بالرجال والحبال، فاستخرجت، فقسم ما فيها فما بقي أهل بيت بالكوفة إلا وقد دخله منها. قال علي: قال موسى قلت لعطاء: أرني الموضع الذي أراكه (141- ظ) تميم، قال: فأراني المضيق الزمي. وقال: حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد قال: حدثنا ابراهيم قال: حدثنا اسماعيل بن أبان قال: حدثنا عمرو عن جابر قال: غضب الشعبي على رجل من همدان اسمه عبد الرحمن فقال لي: ما له قاتله الله، كأن رأسه رمانة الفرات،

فقلت يا أبا عبد الرحمن وما قصة رمانة الفرات؟ قال: حدثني من زعم أنه نظر إليها في زمن ابن أبي طالب أسفلها قد أفرغ في أسفل الوادي وأعلاها بارز، وذكر أنه كان فيها حين كيل حبّها أكرار «1» . وذكروا أن عليا قال: إن الفرات لواد من أنهار الجنة. وقال: حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد قال: حدثنا ابراهيم حدثني عبد الرحمن بن أبي هاشم قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد العرزمي عن أبيه عن السدّي عن أبي أراكة قال: أتي علي عليه السلام ذات يوم فقيل له: يا أمير المؤمنين هذه رمانة قد سدت الفرات، فقال: يا غلام بغلتي، فركبها وركب الناس معه، فإذا رمانة عظيمة، فأمر فأنشبت فيها الحبال، ثم أمر بها فأخرجت، ثم هدمت، فاستخرجوا منها كرّين وأقفزة، فقال علي: إن نهركم هذا من أنهار الجنة، هذه الرمانة من رمان الجنة. قال ابن العرزمي: فحدثت به عمرو الجعفي فذكره عن جابر عن أبي أركة «2» قال: كانت الحبة منه مثل الكمّة العظيمة. أنبأنا أبو اليمن بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب (142- و) قال: أخبرنا ابراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن الحبّاب الدلال قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن برد قال: حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، ح. قال الخطيب: وأخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان- واللفظ له- قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي قال: حدثنا أحيد ابن الحسين- قرأت عليه أن محمد بن حفص حدثهم- قالا: حدثنا الربيع بن

بدر عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة الجنة» . وقال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد الختّلي قال: حدثني عبد الله بن محمد بن علي البلخي قال: حدثنا محمد بن أبان قال: حدثنا أبو معاوية عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء، غرس العجوة وأواق تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة والحجر» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون قال: أخبرنا أبو عبد الله (142- ظ) محمد بن علي بن الحسن الحسني قراءة عليه قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي: سمعت محمد بن أبي عمير يذكر عن محمد بن مسلم قال: سألت الصادق عن قول الله عز وجل «وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين» «1» . قال: الربوة النجف، والقرار المسجد، والمعين الفرات، ثم قال: إن نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمائة درهم في غيرها، والركعة بمائة ركعة، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة، ويشرب من ماء الجنة، ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات، فإن فيه مثعبين «2» من الجنة، وينزل من الجنة في كل ليلة مثقالان مسك في الفرات. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير بالقاهرة أخبرنا

محمد بن ناصر السلاميّ إجازة قال: أنبأنا ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق قال: أخبرنا أحمد ابن عبد الرحمن بن القاسم الحراني أبو صالح قال: حدثنا أبو الحسن عمر بن الحسن القاضي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حدثنا يونس بن بكير عن موسى بن قيس الحضرمي قال: سمعت جعفر بن محمد بن علي في قوله عز وجل «وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين» (143- و) قال: الربوة الكوفة والمعين الفرات. أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل عن الحافظ أبي طاهر السّلفي عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا عن أبي الحسين المنادي قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو يحيى الحماني قال: حدثنا الأعمش عن خيثمه بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو موقوفا قال: ما من يوم إلا يحمل في الفرات مثاقيل من بركة الجنة. أخبرنا أبو اليمن الكندي إذنا، ونقلته من أصل سماعه، قال أخبرنا أبو القاسم الحريري قال أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن مهدي قال: حدثنا محمد بن زيد قال: حدثنا إبراهيم الثقفي قال: حدثنا بكر قال: حدثنا شعبة بن الحجاج قال: أخبرني الحكم قال: سمعت خيثمه بن عبد الرحمن يقول: قال عبد الله بن عمرو: ما من يوم إلا وهو يوزن في الفرات مثاقيل من ماء الجنة. قال محمد بن جعفر التميمي وأخبرنا أبو بكر الدارمي قال: أخبرنا الحسين ابن محمد بن الحسين البجلي قال: حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا مطلب عن عبد الملك بن عمير قال إن الفرات نهر من أنهار الجنة، لولا ما يخلطه من الأذى، ما تداوى به بشر إلا برأ، وإن عليه ملكا يصرف عنه الأذى.

باب في ذكر جيحان نهر المصيصة وأهل بلاد الروم يسمونه جهان

باب في ذكر جيحان نهر المصيصة وأهل بلاد الروم يسمونه جهان وهو نهر كبير يخرج من بلد الروم، وينتهى الى المصّيصة، فيفصل بينها وبين كفر بيا، ثم يخرج منهما، فيلقي ماءه في بحر الروم، وشاهدت مخرجه من بلد الروم من قرية يقال لها كيز ميت، قريبه من مدينة أبلستين من شرقيها وقبليها، وبينها وبين مدينة أبلستين مقدار ميل، والماء يخرج من شقيف حجر الى أرض بين يدي الشقيف، وهي تنبع الماء جميعها، وعلى (143- ظ) الشقيف كنيسة قديمة من بناء الروم، وقد صور فيها الجنة، والنهر يخرج منها، ويأتي النهر الى مدينة أبلستين، فينقسم قسمين، ويحيط بالمدينة، فإذا جاوزها عاد واجتمع، وتلقى إليه أنهار متعدّدة منها نهر يأتي من بلدة يقال لها الرمان، شاهدتها وشاهدت نهرها، وهو نهر كبير أيضا. ويجري هذا النهر حتى يخرج الى الشام، ويصل الى المصّيصة، وهي من الجانب الغربي منه، وكفر بيّا من الجانب الشرقي، وعلى النهر بين المدينتين جسر عظيم قديم معقود بالحجارة. وقال أبو زيد البلخي: جيحان يخرج من بلد الروم حتى ينتهي الى المصّيصة، ثم الى رستاق يعرف بالملون، حتى يقع في بحر الروم. وقال أحمد بن أبي أحمد بن القاص في كتاب دلائل القبلة قال: ونهر جيحان هو نهر المصّيصة، مخرجه من بلاد الروم، وينصبّ أيضا في بحر الشام.

أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن الحافظ أبي طاهر عن أحمد بن محمد بن علي الآبنوسي قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: ويخرج جيحان نهر المصّيصة من بلاد الروم على مسيرة مراحل منها، ثم يجتاز في طريقه إليها بموضع يدعى هنالك نهر المسدود، ثم يصب في بحر اللبنان، ويستمد من وادي الريح، ثم يصب في البحر الشامي. وقال أحمد بن الطّيب السّرخسي في كتاب المسالك والممالك: ويخرج جيحان نهر المصّيصة من بلاد الروم، ويصب في نهر اللبنان، ويستمد من وادي الريح، ويصب في البحر الشامي. أنبأنا عيسى بن عبد العزيز بن عيسى قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أخبرنا أبو الحسن علي (144- و) بن منير بن أحمد في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف الأزدي قال: حدثنا عبد الرحمن ابن عبد الله قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا الليث بن سعد وعبد الله ابن لهيعة قالا: حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي جنادة الكتاني أنه سمع كعبا يقول: النيل في الآخرة عسل، أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل، ودجلة في الآخرة لبن أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله، وجيحان ماء أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادي إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، وأبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن دحروج، وأبو المعالي أحمد بن منصور ابن المؤمل الغزّال، قالوا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزّاز قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن

عبد الرحمن بن عيسى السكري قال: حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي وأبو بكر محمد بن صالح الأنماطي، قالا: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد قال: حدثني الليث بن سعد قال: بلغني أنه كان رجل من بني العيص يقال له حائذ بن أبي شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم نبي الله عليهما السلام، وأنه خرج هاربا من ملك من ملوكهم حتى دخل أرض مصر، وأقام بها سنين، فلما رأى عجائب نيلها وما يأتي به، جعل الله عليه أن لا يفارق ساحله حتى يبلغ منتهاه أو يموت، فسار عليه، قال بعضهم، ثلاثين سنة في الناس، وثلاثين سنة (144- ظ) في غير الناس، وقيل خمسة عشر كذا، وخمسة عشر كذا حتى انتهى إلى بحر أخضر، فنظر إلى النيل يشقّ مقبلا، فقعد على البحر، فإذا رجل قائم يصلي تحت شجرة من تفاح فلما رآه استأنس به، وسلم عليه، فسأله الرجل صاحب الشجرة فقال: من أنت؟ فقال له: أنا حائذ بن أبي شالوم بن العيص بن إسحاق عليهما السلام، قال: فمن أنت؟ قال: أنا عمران بن فلان بن العيص بن إسحاق عليه السلام، قال: فما الذي جاء بك هنا يا حائذ؟ قال: جئت من أجل هذا النيل. فما جاء بك يا عمران؟ قال: جاء بي الذي جاء بك حتى انتهيت الى هذا الموضع، فأوحى الله إلي أن قف في هذا الموضع، فأنا واقف حتى يأتيني أمره، قال له حائذ: أخبرني يا عمران ما انتهى إليك من أمر هذا النيل، وهل بلغك في الكتب أن أحدا من بني آدم يبلغه؟ قال له: نعم، قد بلغني أن رجلا من ولد العيص يبلغه، ولا أظنه غيرك يا حائذ، قال له حائذ: يا عمران أخبرني كيف الطريق إليه؟ فقال له: لست أخبرك بشيء إلا أن تجعل لي ما أسألك. قال: وما ذاك؟ قال: إذا رجعت إلي وأنا حي أقمت عندي حتى يوحي الله تعالى إلي بأمره: أو يتوفاني فتدفنني، وإن وجدتني ميتا دفنتني وذهبت، قال: ذلك لك علي، قال له: سر كما أنت على هذا البحر، فإنك ستأتي على دابة ترى آخرها، ولا ترى أولها، فلا يهولنك أمرها، اركبها فإنها دابة معادية للشمس، فإذا طلعت أهوت إليها

لتلتقمها حتى يحول بينها وبينها حجبتها «1» ، وإذا غربت أهوت إليها لتلتقمها فتذهب بك الى جانب البحر فسر (145- و) عليه راجعا حتى تنتهي الى النيل، فسر عليه فإنك ستبلغ أرضا من حديد، جبالها وأشجارها وسهولها حديد، فإن أنت جزتها وقعت في أرض من نحاس جبالها وأشجارها وسهولها من نحاس، فإن أنت جزتها وقعت في أرض من فضة، جبالها وأشجارها وسهولها من فضة، فإن أنت جزتها وقعت في أرض من ذهب جبالها وأشجارها وسهولها من ذهب، فيها ينتهي إليك علم النيل. فسار حتى انتهى الى أرض الذهب، فسار فيها حتى انتهى الى سور من ذهب وشرفه من ذهب وفيه قبة من ذهب، لها أربعة أبواب، فنظر الى ماء ينحدر من فوق ذلك السور حتى يستقر في القبة، ثم ينصرف «2» في الأبواب الأربعة، أما ثلاثة فتغيص في الأرض، وأما واحد فيسير «3» على وجه الأرض، وهو النيل، فشرب منه، واستراح، وأهوى الى السور ليصعد، فأتاه ملك فقال: يا حائذ قف مكانك، قد انتهى إليك علم هذا النيل، وهذه الجنة والماء ينزل منها، فقال: أريد أن أنظر الى ما في الجنة، فقال: إنك لن تستطيع دخولها اليوم يا حائذ، فقال: فأي شيء هذا الذي أرى؟ قال: هذا الفلك الذي يدور به الشمس والقمر، وهو شبه الرحى، فقال: إني أريد أن أركبه فأدور فيه،- فقال بعض العلماء: إنه ركبه حتى دار الدنيا، وقال بعضهم: لم يركبه- فقال له: يا حائذ إنه سينالك من الجنة رزق، فلا تؤثر عليه شيئا من الدنيا، فإنه لا ينبغي لشيء من الجنة أن يؤثر عليه شيء من الدنيا، إن لم تؤثر عليه شيئا من الدنيا بقي ما بقيت، فبينما هو كذلك إذ نزل عليه عنقود من عنب فيه ثلاثة أصناف، لون كالزبرجد الأخضر (145- ظ) ، ولون

كالياقوت الأحمر، ولون كاللؤلؤ الأبيض؛ ثم قال: يا حائذ أما إن هذا من حصرم الجنة وليس من طيب عنبها فارجع يا حائذ، فقد انتهى إليك علم النيل؛ قال: فهذه الثلاثة التي تغيص في الأرض ما هي؟ قال: أحدها الفرات، والآخر دجله، والآخر جيحان، فارجع، فرجع حتى انتهى الى الدابة، فركبها، فلما أهوت الشمس لتغرب قذفت به في جانب البحر، فأقبل حتى انتهى الى عمران، فوجده ميتا حين مات، فدفنه، وأقام على قبره ثلاثا، فأقبل شيخ متشبه بالناس، أغرّ من السجود، ثم أقبل الى حائذ فسلم عليه، فقال له يا حائذ: ما انتهى إليك من علم هذا النيل؟ فأخبره قال الرجل: هكذا نجده في الكتب، ثم طرّى ذلك التفاح في عينيه، فقال: ألا تأكل منه؟ قال: معي رزق قد أعطيته من الجنة، ونهيت أن أوثر عليه شيئا من الدنيا، قال: صدقت يا حائذ، وينبغي لشيء من الجنة يؤثر بشيء من الدنيا، وهل رأيت في الدنيا مثل هذا التفاح، إنما أنبت في الأرض ليست من الدنيا، وإنما هي شجرة من الجنة، أخرجها الله لعمران يأكل منها، وما تركها إلا لك، ولو ولّيت عنها لرفعت، فلم يزل يطريها في عينه، حتى أخذ منها تفاحة، فلما عضها عض على يديه، ثم قال: أتعرفه هو الذي أخرج أباك من الجنة، أما إنك لو سلمت بما معك لأكل منها أهل الدنيا قبل أن ينفد، وأقبل حائذ حتى دخل مصر، فأخبرهم بهذا، ومات بأرض مصر رحمه الله «1» . ***

باب في ذكر سيحان نهر أذنة

باب في ذكر سيحان نهر أذنة وهو نهر كبير دون جيحان في العظم، وبين مخرجه ومخرج جيحان يومان، ومخرجه (146- و) أيضا من بلاد الروم، وشاهدته في قرية يقال لها بالعربية رأس العين، ويقال لها بالتركية يانغرباشي، ومعناه رأس الماء، وهو يخرج من فوجة» بين جبلين ينبع ماؤه من تحت الجبل من الصخر الأصم، وعنده كنيسة قديمة من بناء الروم، قد صورت الجنة فيها، ونهر سيحان خارج منها، فيجري النهر، وتجتمع إليه عيون تسيل في واد في الدربند الذي بين الساروص، وبين هذه القرية، وتخرج هذه العيون في الوادي المذكور، فتصب في سيحان، ويخرج سيحان في بلد الروم حتى يمر تحت قلعة سمندو، ويمر على بلاد الأرمن، ويمتد على تلك البلاد حتى ينتهي الى أذنه، وهو من شرقيها، ثم يمتد منها فيصب في البحر الشامي. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: كتب إلينا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ أن أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي أخبرهم إجازة قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: ومخرج سيحان نهر أذنه من بلاد الروم، ثم يمر على موضع من بلاد أرمينية، فيدعى هنالك نهر محمد، ثم يمتد حتى ينتهي إلى أذنه، وهنالك يدعى سيحان، ثم يسير حتى يصب في البحر الشامي. قلت: قوله من بلاد أرمينية وهم فإن أرمينية هي أخلاط، والفرات يحول

بينها وبين بلاد الروم، بل الظاهر أن ابن المنادي وجد في بعض الكتب أنه يمر ببلاد الأرمن، فظنها أرمينيه، والله أعلم. ونقلت من خط صديقنا ياقوت الحموي في كتاب البلدان: ولأذنه نهر سيحان، وعليه قنطره حجارة (146- ظ) عجيبة بين المدينة وبين حصن مما يلي المصيصة، وهو شبيه بالربض، والقنطرة معقودة على طاق واحد «1» . وقرأت في كتاب أبي زيد أحمد بن سهل البلخي في كتاب صورة الأرض قال: وسيحان هو دون جيحان في الكبر، عليه قنطرة حجارة عجيبة البناء، طويلة جدا، يخرج هذا النهر من بلد الروم أيضا. وقال أحمد بن الطيب السرخسي في كتابه: ومخرج سيحان نهر أذنة من بلاد الروم، ويصب في البحر الشامي. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن يعقوب الإيادي قال: أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد قال: حدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل عن ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير قال: قال كعب: نهر النيل نهر العسل في الجنة، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة، ونهر سيحان نهر الماء في الجنة؛ قال: فأطفأ الله نورهن فيصيرهن إلى الجنة. ***

باب في ذكر ماورد في الحديث والسنة أن الفرات وسيحان وجيحان من أنهار الجنة

باب في ذكر ماورد في الحديث والسنة أن الفرات وسيحان وجيحان من أنهار الجنة وهذه الأنهار الثلاثة قد اختص عمل مدينة حلب بفضلها، لأنها من عملها، لم تختص مدينة أخرى بنظير هذه الفضيلة ولا بمثلها، فإن أبا الحسين مسلم (174- و) بن الحجاج خرّج في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة» «1» ؛ وهذه الثلاثة داخلة في عمل حلب، لا يخرج عنه غير النيل. أخبرنا بهذا الحديث قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الأسدي قاضي حلب قراءة عليه وأنا أسمع قيل له: أخبرك أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري الجياني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، ح. وكتب إلينا عاليا أبو القاسم منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، وأبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي من نيسابور قالا: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا وأبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري قال: وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا عبيد الله- يعني- ابن عمر العمري عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيحان وجيحان والفرات والنيل كلّ من أنهار الجنة» «1» . وقد رواه عن عبيد الله بن عمر، عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن جعفر؛ فأما حديث عبد الله بن يوسف فأنبأنا به عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي (147- ظ) قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن منير بن أحمد الحلال في كتابه قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج الصماح قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد الأزدي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة» . وأما رواية عبد الله بن جعفر فإن فيها زيادة على هذه الأنهار الأربعة دجلة. أخبرنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن ابراهيم البيضاوي قال: أخبرنا محمد بن العباس بن حيويه الخزار قال: أخبرنا ابن المجدر قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النيل والفرات ودجلة وسيحان وجيحان من أنهار الجنة» . وقد رواه شعبة بن الحجاج عن خبيب بن عبد الرحمن كذلك مرفوعا، وقال في آخر حديثه: «كلّ من أنهار الجنة وكلّ قد شربت منه» .

ورواه عن (148- و) أبي هريرة رضي الله عنه عبد الله بن مغيث مولى الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن (أبي سعيد) «1» المقبري، فأما عبد الله بن مغيث فحدث بها يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن مغيث مولى الزبير عن أبي هريرة مرفوعا، وزاد في آخره: «ولو أن النيل إذا مد التمستم لوجدتم فيه من ورق الجنة» . وأما رواية سعيد المقبري فأنبأنا بها الأخوان أبو محمد عبد الرحمن وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الحلبيان عن كتاب أبي طاهر السلفي قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: حدثنا القاسم بن زكريا قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: حدثنا قاسم بن يزيد الجرمي عن الفرج بن فضاله عن أبي رافع- هو إسماعيل بن رافع- المزني المديني- نزل البصرة- عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعة أنهار في الجنة سيحان وجيحان والنيل والفرات» . وأما رواية أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا، فأخبرنا بها أبو الحسن المبارك ابن محمد بن مزيد بن هلال الخواص وأبو عبد الله محمد بن نصر بن أبي الفرج الحصري البغداديان ببغداد قالا: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الغني بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي، ح. وأنبأنا عن أبي الفرج (148- ظ) شيخنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال أبو الفرج: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قال أخبرنا أبو إسحاق بن أحمد ابن نافع الخزاعي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العداني قال:

حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة أنهار من الجنة، الفرات وسيحان وجيحان والنيل» . وقد رواه سعدان بن نصر عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عمر، وشك سفيان في رفعه، أنبأنا به سعيد بن هاشم بن أحمد الأسدي قال: أخبرنا أحمد بن محمد كتابة عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: سمعت سعدان بن نصر قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن عمرو بن علقمة قال: أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان، فقيل لسفيان: أهذا عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لعله. ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا. أخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى البلدي، قال: حدثنا أبو العباس عمرو بن هشام بن عمرو قال: قرىء على الحارث بن محمد القيطريّ (149- و) حدثكم يزيد بن هارون، ح. قال الخطيب وأخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد وأبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قالوا: أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار قال: حدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فجرت أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان.

وقد رواه عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة موقوفا عليه، ولم يذكر النيل. أخبرنا بذلك القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني الأنصاري قراءة عليه بدمشق وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني قال: حدثنا محمد بن الحسين السامري قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: سيحان وجيحان والفرات كلهن من الجنة، موقوف. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: قرأت بخط شيخنا أبي الفرج غيث بن علي بن عبد السلام الخطيب ذكر القاضي أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري فيما قري (149- ظ) عليه بصور في ذي القعدة سنة سبع عشرة وأربعمائة أن أبا محمد الحسن بن رشيق أخبرهم قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن أبكجور مولى أمير المؤمنين قال: حدثنا أبو محمد المراغي قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اختار من الملائكة أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، واختار من النبين أربعة، إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم؛ وقال فيه: واختار من الأنهار أربعة، سيحان وجيحان والنيل والفرات» . قال الحافظ: هذا الحديث منكر بمرّه، وأبو الفضل والمراغي مجهولان «1» .

أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي، ح. وأنبأنا عمر بن طبرزد عن ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم بن مسعده قال: أخبرنا أبو القاسم حمزه بن يوسف قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: أخبرنا بهلول بن إسحاق بن بهلول قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثنا كثيّر المري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعة أجبل من جبال الجنة، وأربعة أنهار من أنهار الجنة، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة» ؛ قيل: فما الأجبل يا رسول الله؟ قال: «أحد جبل يحبنا ونحبه، جبل من جبال الجنة، وطور جبل من جبال الجنة (150- و) ولبنان جبل من جبال الجنة، والأنهار النيل والفرات وسيحان وجيحان، والملاحم بدر وأحد والخندق وخيبر، وسقط ذكر الجبل الرابع. أنبأنا عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الحلّال في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن الفرج القمّاح قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد الأزدي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن كعب الأحبار أنه كان يقول: أربعة أنهار من الجنة، وصفها الله عز وجل في الدنيا فالنيل نهر العسل في الجنة والفرات نهر الخمر في الجنة، وسيحان نهر الماء في الجنة، وجيحان نهر اللبن في الجنة. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الفنكي وفرج بن عبد الله الحبشي إجازة من كل واحد منهما قالا: أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم الخشوعي قال: أخبرنا

أبو الحسن علي بن المشرف بن المسلم قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن حمّود الصواف قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو حفص عمر بن المفضل بن المهاجر الربعي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا إبراهيم بن محمد قال: حدثنا زهير قال: حدثنا داود بن هلال (150- ظ) عن الصلت بن دينار عن أبي صالح عن نوف البكالي قال: الصخرة تخرج من تحتها أربعة أنهار من الجنة سيحان وجيحان والفرات والنيل. وقرأت في تاريخ أبي زيد البلخي قال: وأهل الكتاب يزعمون أن أربعة أنهار تخرج من الجنة سيحان وجيحان والفرات والنيل «1» . وقرأت في قصيدة الأعلام المزدوجة من نظم أبي عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي في ذكر الفرات وسيحان وجيحان: ثم انشمرنا في الفرات الرّحب ... واد من الجنان ذات الحجب أيمن واد ومحلّ الخصب ... بالبركات دهره ذو حلب وإنّه يوما من الأيّام ... عن ذهب يحسر للأنام ينتابه قوم من الطغام ... يقتّلون ثمّ في الزّحام وقال في تفسيره: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يحسر الفرات عن جبل من ذهب يأتيه شرار الناس، فيقتل من كل عشرة تسعة» . وسنذكر الحديث بإسناده في باب يأتي في كتابنا إن شاء الله تعالى. ثم ذكر المصّيصة وكفر بيّا في قصيدته وقال:

أهلاهما خصّا ببأس وجره ... بينهما جيحان تحت القنطره يجري فيسقي يمنة وميسره ... حتى ترى في البحر أفضى أثره ذاك وسيحان كصاحبين ... حلّا من الجنّة في المصرين (151- و) ***

باب في ذكر العاصي وهو نهر أنطاكية وحماه وذكر البردان وهو نهر طرسوس

باب في ذكر العاصي وهو نهر أنطاكية وحماه وذكر البردان وهو نهر طرسوس وهما نهران كبيران مشهوران يصبان في البحر الشامي، فأما نهر البردان فإنه يخرج من بلد الروم، ويمتد إلى طرسوس، ثم يصب في البحر، وتجري فيه السفن، ويشق وسط مدينة طرسوس، وماؤه موصوف بشدة البرد في الصيف. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة الأنصاري عن الحافظ أبي طاهر الأصبهاني عن أحمد ابن محمد الآبنوسي قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: ومخرج البردان نهر طرسوس من طرف بلاد الروم على دعوة من طرسوس، ثم يصب في البحر الشامي على خمسة أميال من طرسوس، وهو شديد البرودة في الصيف، فاتر في الشتاء. وقد ذكرت في باب الفرات أنه وقع إلى رسالة في ذكر الدنيا وما فيها من الأقاليم والجبال والأنهار وقال فيها: والمشهور من هذه الأنهار الكبار اثنا عشر نهرا، وهي الدجلة والفرات والنيل، وجيحون، ونهر الشاش، وسيحان، وجيحان، ونهر بردان، ومهران، ونهر الرسّ، ونهر الملك ونهر الأهواز. وجميع هذه الأنهار تجري فيها السفن. قال: وأما سيحان وجيحان وبردان، فانهن أنهار طرسوس وأذنه والمصيصة، تخرج من بلد الروم، ثم تغيص في البحر، وكذلك سائر أنهار الشام جميعها إلّا بردى (151- ظ) والأردن. وهذا غير مسلّم لصاحب الرسالة فإن في أنهار الشام عدة أنهر تصب في

الفرات، مثل نهر الساجور والنهر الأزرق وغيرهما من الأنهر التي ذكرنا أنها تغيص في الفرات وغيرها؛ فإن اعتذر له معتذر وقال: إنه أراد أنهار الشام الكبيرة مثل سيحان وجيحان وبردان، فنقول استثناؤه بردى أوجب مؤاخذته، فإن نهر الساجور والنهر الأزرق لا يقصران عن بردى في الكبر، فدل على أنه أراد جميع الأنهار التي بالشام. وأما نهر العاصي فيقال له الأرند والأرنط «1» ، ويقال له العاصي والمقلوب، لأنه يخالف أنهار الدنيا كلها لأنه يجري من الجنوب إلى الشمال، بخلاف سائر الأنهر ومخرجه من أرض بعلبك من موضع يقال له اللّبوة، يخرج من عين هناك، شاهدتها ثم تمده عيون أخر في طريقه، ويجري حتى يشق بحيرة قدس «2» من عمل حمص، ويمتد من غربي حمص، ويأتي إلى الرستن، ثم يأتي حماه من غربيها «3» ، فيلاصق دورها، ثم يأتي شيزر فيلصق بسفح قلعتها، ودور المدينة من الغرب والشمال، ويمتد الى أفامية، ويخرج الى أنطاكية فيحف بالمدينة من جهة الغرب، وينفصل عنها، فيصب في البحر. وكان ينسب إلى أنطاكية، فيقال الأرنط نهر أنطاكية، وأما في زمننا هذا فنسبته إلى حماه أكثر. وأهل حماه لا ينتفعون بمائه في السقي والزرع (152- و) إلّا بالنواعير، فإن عامة سقي بساتينهم منه بالنواعير، وكذلك الماء الذي يدخل إلى منازلهم. وأما حمص فإن بساتينها تشرب منه سيحا. وساق الملك المجاهد شيركوه بن محمد بن شيركوه حين كانت حمص له من العاصي أنهارا الى مدينة حمص، يجري

بعضها في المسجد الجامع والبيمارستان، والمنازل بها، ويجري منه في خندق المدينة والقلعة، وبعض الأنهر تسقي في قرى حمص. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن الحافظ أبي طاهر عن ابن الآبنوسي قال: ذكر أبو الحسين بن المنادي في كتاب الحافظ من تأليفه قال: ومخرج الأرند نهر أنطاكية من أرض دمشق مما يلي طريق البريد، وهو يجري مع الجنوب، ولذلك يسمى المقلوب، ثم يصير في البحر الشامي. وقال أحمد بن محمد بن إسحاق الزيّات، ومخرج الأرند نهر أنطاكية من أرض دمشق مما يلي البريد، ويجري مع الجنوب، ويصب في البحر الرومي. هذا ما ذكره ابن المنادي وأحمد بن محمد الزيات أنه من أرض دمشق، وقد ذكرنا أن مخرجه من اللبوة، قرية من بلد بعلبك، ولعلهما أرادا أن بعلبك من أعمال دمشق، فنسبا أرضها إلى دمشق. (152- ظ) . ***

في ذكر البحر الشامي ويعرف أيضا ببحر الروم

في ذكر البحر الشامي ويعرف أيضا ببحر الروم وهو ملاصق لأعمال حلب حرسها الله، من طرطوس إلى السويدية ساحل أنطاكية، وعلى شاطئه من مدنها طرسوس، وحصن أولاس، والإسكندرونة، وبيّاس، والمثقّب، والسويدية، والأنهار الأربعة التي ورد الحديث الصحيح أنها من أنهار الجنة، وهي النيل، والفرات، وسيحان، وجيحان، يصب فيه ثلاثة منها، وهي النيل وسيحان وجيحان، فقد صار لحلب وعملها قسط من ماء النيل، فتكمل لها بركة الأنهار الأربعة، بعضها بحقيقه الأنهر وبعضها بالممازجة. وقد ورد في فضل سكان ساحل هذا المبحر ما أنا ذاكره، وهو ما أخبرنا به أبو يعقوب يوسف بن محمود الساوي الصوفي إجازة- إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، ح. وأنبأنا أبو الحسن علي بن المفضّل بن علي بن مفرج المقدسي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي والصالح المعمّر أبو الضياء بدر بن عبد الله الحبشي سماعا عليهما بالإسكندرية قالا: أخبرنا أبو إسماعيل إبراهيم بن الحسن بن محمد بن الحسين الموسوي قال: أخبرنا عبيد الله بن أبي مطر المعافري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الفقيه قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله سوار قال: حدثنا أحمد ابن الحجاج قال: حدثنا حمزة قال: حدثنا محمد بن (153- و) يزيد عن مالك بن

يحيى عن معاوية عن الأوزاعي عن بلال بن سعد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كبّر على شاطىء بحر الروم تكبيرة لا يريد بها إلا وجه الله والدار الآخرة جعل الله في ميزانه يوم القيامة صخرة أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما بينهن وما تحتهن» . وقال: أخبرنا أبو الحسن الفقيه قال: حدثنا هانىء عن محمد بن هرون عن حفص بن عمر عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة طوبى لقوم من أمتي يموتون على ساحل البحر، يخرجون من قبورهم حتى يرذوا «1» العرش، فيقول الله تعالى: هؤلاء سكان السواحل؟ فيقولون: نعم، فيقول الله عز وجل: لا حساب عليهم، انطلقوا فعانقوا الأبكار» . أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ الدمشقي قال: أنبأنا أبوا محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي قالا: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قال: حدثنا أنس بن السّلم قال: حدثنا الحسن بن يحيى القرشي قال: حدثنا إبراهيم اليماني قال: قدمت من اليمن، فأتيت سفيان الثوري فقلت: يا أبا عبد الله إني جعلت في نفسي أن أنزل جدّة فأرابط بها كل سنة، فأعتمر في كل شهر عمرة، وأحج في كل سنة حجة، وأقرب من أهلي، أحب إليك، أم آتي الشام (153- ظ) فقال لي: يا أخا اليمن، عليك بسواحل الشام، عليك بسواحل الشام، فإن هذا البيت يحجه في كل عام مائة ألف ومائة ألف وثلاثمائة ألف، وما شاء الله من التضعيف، لك مثل حجهم وعمرهم ومناسكهم «2» .

أخبرنا إبراهيم بن محمود بن سالم إجازة قال: أنبأنا أبو الفتح بن البطّي قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي قال: أخبرنا أبو القاسم الطبري قال: أخبرنا محمد بن رزق الله قال: حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري قال: حدثنا خلف ابن شمس المقرئ الخصيب على نهر عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري عن أبي إسحاق الجرشي عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة قال: كان لأبي قلابه الجرمي ابن أخ ركب المحارم، فاحتضر فجاء طائران أبيضان يشبهان النسرين، فجلسا في كوة البيت فقال أحد الطائرين لصاحبه: انزل ففتشه، فنزل ففتشه، ثم غرّق منقاره في جوفه، وذلك بعين أبي قلابه، فقال الطائر لصاحبه: الله أكبر، انزل إليه فقد وجدت في جوفه تكبيرة كبرها في سبيل الله عز وجل على سور أنطاكية، فأخرج الطائر خرقة بيضاء فلفا روحه في الخرقة، ثم احتملاها، ثم قالا يا أبا قلابه قم الى ابن أخيك فادفنه فإنه من أهل الجنة؛ قال: وكان أبو قلابه عند الناس مرضيا، فخرج الى الناس، فأخبرهم بالذي ظهر: قال: فما رأيت جنازة أكثر أهلا منها. ***

فصل في صفة البحر الشامي وطوله وعرضه

فصل في صفة البحر الشامي وطوله وعرضه ذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن يعقوب ابن القاص، قاضي طرسوس، في كتاب دلائل القبلة قال: وأما بحر الروم الذي هو بحر إفريقية والشام فيكون من عند الخليج الذي يخرج من عند البحر الأخضر إلى المشرق، يمد إلى صور وصيدا وأنطاكية وطرسوس، طوله خمسة آلاف ميل، وعرضه في مكان سبعمائة ميل، وفي مكان ثمان مائة ميل، يخرج منه خليج إلى ناحية الشمال قريب من الرومية، طول ذلك الخليج خمسمائة ميل يسمى أرس، وخليج آخر إلى خلف قبرس، ففي هذا البحر مائة واثنان وستون جزيرة عامرة، منها خمس جزائر عظام كقبرس. وقال: وبحر اللاذقية، فإنه يمدّ بين لاذقية إلى خلف قسطنطينية، يخرج منه خليج يجري كأنه نهر حتى يصب في بحر الروم، وعرضه عند قسطنطينية قدر ثلاثة أميال فقط مشرفة عليه. وقال أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله المسعودي في ذكر بحر الروم والشام: إن طوله خمسة آلاف ميل وعرضه مختلف، فمنه ثمانمائة ميل فما دونه، وأضيق موضع فيه بين سبتة وطنجة، وهو المعروف (154- و) بزقاق سبتة نحو عشرة أميال. وعلى هذا البحر من المدن الغربية سبتة وطنجة، والجزائر وتونس والمهدية، وطرابلس وسفاقس. ومن المدن المصرية والثغور، الإسكندرية ورشيد، ودمياط، وتنيس؛ ومن المدن الشامية، غزة، وعسقلان، وعكا وصيدا، وصور، وبيروت، وطرابلس، واللاذقية، وأنطاكية، وأذنه وطرسوس وجبلة وغير ذلك «1» . (154- ظ) «2» .

توصيف اخرى فى بحر الشامى

[توصيف اخرى فى بحر الشامى] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني: وبحر الروم وافريقية والشام ومصر طوله من الخليج الذي يخرج من بحر المغرب الى ناحية المشرق، ينتهي الى صور وصيدا، يكون ذلك مقدار خمسة ألاف ميل، وعرضه في مكان ستمائة ميل وفي مكان ثمانمائة ميل، ويخرج منه خليج الى ناحية الشمال قريب من الرومية، يكون طوله ثمانين ميلا، وفي هذا البحر مائتان واثنتان وستون جزيرة عامرة منها خمس جزائر عظام، أعظمها قوريس، يحيط بها مائتا ميل، وسردانية، يحيط بها ثلاثمائة ميل، وسقليه، يحيط بها خمس مائة ميل، وأطريقية يحيط بها ثمانمائة ميل، وقوبرس، يحيط بها ثلاثمائة وخمسون ميلا. قال: وعند القسطنطينية، يخرج منه، يعني من بحر نيطش خليج يجري كهيئة النهر، وينصب في بحر مصر، وعرضه عند القسطنطينية قدر ثلاثة أميال، بنيت القسطنطينية عليه. قال: وأما البحر الشامي، فانه اذا صارت الشمس في أول العقرب الى أن تصير في أول الحوت في هذه الاربعة الاشهر لا يستطيع الناس ركوبه، وذلك لان الشمس تباعد عنه، وتحدث فيه الرياح العاصفة، وذلك في ناحية الشمال منه. وقرأت في كتاب مروج الذهب تأليف (155- و) أبي الحسن علي بن الحسين ابن علي بن عبد الله المسعودي قال: فأما بحر الروم وطرسوس، وأذنه، والمصيصة،

وأنطاكية، واللاذقية، وطرابلس، وصيدا وصور وغير ذلك من ساحل الشام، ومصر والاسكندرية، وساحل المغرب. فذكر جماعة من أصحاب الزيجات في كتبهم النجومية منهم محمد بن جابر البتاني وغيره أن طوله خمسة ألاف ميل، وعرضه مختلف، فمنه ثمانمائة ميل، ومنه سبعمائة، ومنه ستمائة، وأقل من ذلك على حسب مضايقة البر للبحر، والبحر للبر. ومبدأ هذا الخليج من خليج يخرج من بحر أقنابس، وأضيق موضع في هذا البحر بين ساحل طنجة وسبتة من بلاد المغرب وبين ساحل الاندلس، وهو الموضع المعروف بشيطا، وعرضه فيما بين الساحلين نحو من عشرة أميال، وهذا الموضع هو المعبر لمن أراد من المغرب الى الاندلس، ومن الاندلس الى المغرب، ويعرف بالزقاق، ويتشعب من بحر الروم والشام ومصر خليج من نحو خمسمائة ميل، يتصل بمدينة رومية، يسمى بالرومية ادوس، وفي البحر الرومي جزائر كثيرة، منها جزيرة قبرس بين ساحل الشام والروم، وجزيرة رودس مقابل الاسكندرية، وجزيرة أقريطش، وجزيرة صقلية، والتنانين فيه يعني بحر الشام كثيرة، وأكثر ما تكون فيه مما يلي طرابلس واللاذقية والجبل الاقرع من (155- ظ) أعمال أنطاكية، وتحت هذا الجبل معظم ماء البحر، وأكثره، وهو يسمى عجز البحر وغايته الى ساحل أنطاكية وسيس والاسكندرية، وبياس، وحصن المثقب، وذلك في سفح جبل اللكام، وساحل المصيصة، وفيه مصب نهر جيحان، وساحل أذنة، وفيه مصب نهر سيحان، وساحل طرسوس، وفيه نهر مصب البردان، وهو نهر طرسوس. والعمارة على هذا البحر الرومي من المضيق الذي قدمنا ذكره، وهو الخليج الذي عليه طنجة متصل بساحل المغرب، وبلاد افريقية، والسوس، وطرابلس المغرب، والقيروان، وساحل برقة والرقادة، وبلاد الاسكندرية، ورشيد، وتنيس ودمياط، وساحل الثغور الشامية، ثم ساحل الروم متصل مارا الى بلاد رومية

الى أن يتصل بساحل الاندلس الذي ينتهي الى ساحل الخليج الضيق المقابل طنجة على ما ذكرنا أنه لا يقطع بين هذا البر كله، والعمائر التي وصفناها من الاسلام والروم، الى الانهار الجارية الى البحر إلا خليج القسطنطينية، وعرضه نحو من ميل، وخلجانات أخر من البحر الرومي داخلة في البر لا منفذلها، فجميع ما ذكرنا على شط هذا البحر الرومي متصل بالديار، غير منفصلين بماء يمنعهم أو بحر يقطعهم إلا ما ذكرنا من الأنهار، وخليج القسطنطينية، ومثال هذا البحر الرومي ومثال ما ذكرنا من العمائر عليه الى أن ينتهي الى مبدأه الخليج الاخذ من أقنابس الذي عليه المنار النحاس، ويلي الاعلام من طنجة وساحل (15- و) الاندلس مثل الكرنيب فمقبضه الخليج والكرنيب على صفة البحر إلا أنه مدور الشكل لما ذكرنا من طوله. قال: وقد ذكر أحمد بن الطيب السرخي في رسالته في البحار والمياه والجبال عن الكندي: أن بحر الروم طوله ستة آلاف ميل من بلاد صور وطرابلس وأنطاكية والمثقب وساحل المصيصة وطرسوس وقلمية الى منار هرقل، وأن أعرض موضع فيه أربع مائة ميل. وقال: شاهدت أرباب المراكب في البحر الرومي من الحربية والعمالة وهم النواتية وأصحاب الارجل والرؤساء ومن يلي تدبير المراكب والحرب فيها، مثل لاون المكنى بأبي الحارث غلام زرافة صاحب طرابلس الشام من ساحل دمشق، وذلك بعد الثلاثمائة، يعظمون طول البحر الرومي وعرضه وكثرة خلجانه وتشعبه. وعلى هذا وجدت عبد الله بن وزير صاحب مدينة جبلة من ساحل حمص من أرض الشام، ولم يبق في هذا الوقت، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة أبصر منه بالبحر الرومي، ولا آنس به، وليس فيمن يركبه من أرباب المراكب من

البحرية والعمالة إلا وهو ينقاد الى قوله، ويقر له بالبصر والحذق مما هو عليه من الديانة والجهاد القديم فيه. «1» . وأنبأنا الاخوان أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله، وأبو العباس أحمد الاسديان قالا: أخبرنا أبو طاهر السلفي إذنا عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال: ذكر أبو الحسين بن المنادي في كتاب الحافظ لمعارف (156- ظ) حركات الشمس والقمر والنجوم، وأوصاف الافلاك، والأقاليم وأسماء بلدانها قال: حدثني هرون بن علي بن الحكم المزوق قال: حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال: حدثنا عمر بن يزيد المنقري قال: في الكتاب الذي تنبأ عليه هرون عليه السلام ان بحرنا هذا خليج من فنطس وفنطس خلفه محيط بالارض كريا فهو عنده كعين على سيف البحر، ومن خلفه الاصم محيط بالارض كلها، ففنطس ومادونه عنده كعين على سيف البحر، ومن خلفه المظلم محيط بالارض كلها، فالاصم ومادونه عنده كعين على سيف البحر ومن خلفه الماس محيط بالارض كلها، فالمظلم ومادونه عنده كعين على سيف البحر ومن خلفه الباكي، وهو ماء عذب أمره الله تبارك وتعالى أن يرتفع، فأراد أن يستجمع، فزجره، فهو باك يستغفر الله، محيط بالارض كلها، فالماس ومادونه عنده كعين على سيف البحر، ومن خلفه العرش محيط بالدنيا كلها، فالباكي ومادونه عنده كعين على سيف البحر. قال ابن المنادي: ثم بلغنا بعد ذلك أن البحر المعروف بفنطس من وراء قسطنطينية يجيء من بحر الخزر وعرض فوهته ستة أميال، فاذا بلغ أندس صار هنالك بين جبلين وضاق حتى يكون عرضه غلوة سهم، وبين أندس هذه وبين

قسطنطينية مائة ميل في مستوى من الارض، ثم يمر الخليج حتى يصب في بحر الشام، وعرضه عند مصبه ذلك مقدار غلوه (157- و) سهم أيضا، وهنالك زعموا صخرة عليها برج فيه سلسلة تمنع المسلمين من دخول الخليج، وطول الخليج من بحر الخزر الى بحر الشام ثلاثة وعشرون ميلا تنحدر المراكب فيه من بحر الخزر وتيك النواحي، وتصعد فيه من بحر الشام الى القسطنطينية. وقال أبو الحسين بن المنادي: حدثنا جدي رحمه الله قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال: حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال: خرجت ليلة بحرس الى الميناء، ولم يخرج تلك الليلة أحد غيري، فصعدت الميناء، فكان يخيل الي وأنا مستيقظ أن البحر يشرف حتى يحاذي برءوس الجبال ففعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ، ثم نمت فرأيت في النوم كأن الراية يبدي وأنا أمشي أمام أهل هذه المدينة، وهم يمشون خلفي، فلما أصبحت رجعت، فاستقبلني أمير المدينة، وأبو صالح مولى عمر بن الخطاب رحمه الله، فكانا أول من خرج من المدينة فقالا لي: أين الناس؟ قلت رجعوا قبلي، قالا: لم تصدقنا، انحن أول من خرج من المدينة، قال: قلت: لم يخرج أحد غيري، قالا: فما رأيت؟ قلت: والله لقد كان يخيل إليّ أن البحر يشرف حتى يحاذي برءوس الجبال، ففعل ذلك مرات وأنا مستيقظ، ثم نمت، فرأيت كأن الراية بيدي، وأنا أمشي أمام أهل هذه المدينة، وهم يمشون خلفي، فقال أبو صالح: صدقت، حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس من ليلة إلا (157- ظ) والبحر يشرف على الارض ثلاث مرات يستأذن الله في أن ينتضح عليهم، فيكفه الله، وأما ما رأيت من الراية فان تصدق رؤياك تفز بأجر أهل هذه المدينة الليلية، قال: وكان أبو صالح مباعدا لي قبل ذلك، فكأنه استأنس بي، فجعل يحدثني، وذكر كلاما قطعناه.

وعلى قول المسعودي فيما ذكرنا عنه أن التنانين في بحر الشام كثيرة، فوقع الى ببغداد من تصنيف أحمد بن محمد بن اسحاق الزيات مؤلف كتاب البلدان قال فيه: وقال المعلى بن هلال العوفي: كنت بالمصيصة فسمعتهم يتحدثون أن البحر ربما مكث أياما وليالي تصفق أمواجه، ويسمع له دوي شديد، فيقولون ما هذا الا لشيء قد آذى دوابّ البحر فهي تصيح الى الله، قال: فتقبل سحابة حتى تغيب في البحر، ثم تقبل أخرى حتى عد سبع سحابات، ثم ترتفع التي جاءت آخرهن وتتبعها التي تليها والريح تصفقها، ثم يرتفعن جميعا في السماء، وقد أخرجن شيئا يرونه أنه التنين، حتى تغيب عنا، ونحن نراه وننظر اليه ورأسه في السحاب، وذنبه يضطرب، فيقال أنه تطرحه الى يأجوج ومأجوج، قال: ويسكن البحر عند ذلك. قال الصوري: فربما رأيناه قد انفلت من السحاب ورجع الى البحر، فتجيء السحابة، ولها رعد وبرق حتى تخرجه ثانية، فربما مر في طريقه بالشجرة العادية العظيمة، فيقتلعها، أو الصخرة العظيمة فيرفعها (158- و) . ***

فصل في ذكر ماورد في ذم بحر الشام

فصل في ذكر ماورد في ذم بحر الشام أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكر المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن سلم قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري قال: حدثنا سعد بن زنبور قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة. قال محمد: وحدثنا سريج قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة- المعنى واحد- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلّم الله البحر الشامي فقال: يا بحر ألم أخلقك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء؟ قال: بلى يا رب، قال: فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادي يهللوني ويحمدوني ويسبحوني ويكبروني؟ قال: أغرقهم قال: فاني جاعل بأسك في نواحيك، وحاملهم على يدي، قال ثم كلم الله البحر الهندي فقال: يا بحر ألم أخلقك فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء؟ قال: بلى يا رب، قال فكيف تصنع اذا حملت فيك عبادي يهللوني ويسبحوني ويحمدوني ويكبروني؟ قال: أهللك معهم، وأسبحك معهم، وأكبرك معهم، وأحملهم بين ظهري وبطني، قال: فآتاه الله الحليه والصيد والطيب. قال أبو بكر أحمد بن علي: هكذا رواه عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن سهيل (158- ظ) وتابعه أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فرواه

عن عمه عبد الله بن وهب عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه خالد بن خداش المهلبي فرواه عن عبد العزيز الدراوردي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب الاحبار، وخالفهما خالد بن عبد الله الواسطي فرواه عن سهيل عن النعمان ابن أبي عياش الزرقي عن عبد الله بن عمرو موقوفا لم يجاوزه، ورفعه غير ثابت. قال: أما حديث ابن أخي عبد الله بن وهب فأخبرناه أبو بشر محمد بن عمر ابن محمد بن ابراهيم الوكيل قال: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال: حدثنا عمي، حدثني الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان الله تعالى كلم البحرين فقال للبحر الذي بالشام: يا بحر اني قد خلقتك وأكثرت فيك من الماء، وحامل فيك عبادا لي يسبحوني ويحمدوني ويهللوني ويكبروني، فما أنت صانع بهم؟ قال: أغرقهم، فقال الله: فاني أحملهم على ظهرك وأجعل بأسك في نواحيك، وقال للبحر الذي باليمن مثل ذلك، فما أنت صانع بهم؟ قال: أسبحك وأحمدك وأهللك معهم، وأكبرك معهم، وأحملهم في بطني وبين أضلاعي، قال الله: فاني أفضلك على البحر الآخر بالحيلة والطيب. قال: وأما حديث خالد بن (159- و) خداش عن الدراوردي، فأخبرناه علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذغي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن كعب الاحبار قال: ان الله تعالى أوحى الى البحر الغربي حين خلقه قد خلقتك، فأحسنت خلقك فأكثرت فيك من الماء، واني حامل

فيك عبادا لي يكبروني ويسبحوني ويهللوني ويقدسوني فكيف تفعل بهم؟ قال: أغرقهم، قال الله: فاني أحملهم على كفي وأجعل بأسك في نواحيك، ثم قال للبحر الشرقي: قد خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت فيك من الماء، واني حامل فيك عبادا لي يكبروني ويهللوني ويسبحوني، فكيف أنت فاعل بهم؟ قال: أكبرك معهم وأهللك معهم وأحمدك معهم، وأحملهم بين ظهري وبطني فأعطاه الله الحلية والصيد والطيب. قال: وأما حديث خالد بن عبد الله الواسطي عن سهيل فأخبرناه محمد بن الحسين القطان والحسن بن أبي بكر بن شاذان قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن علي بن زيد الصائغ أن سعيد بن منصور حدثهم قال: حدثنا خالد ابن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش الزرقي عن عبد الله بن عمرو قال: كلم الله هذا البحر الغربي فقال: يا بحر اني خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت فيك من الماء، واني حامل فيك عبادا لي يكبروني ويحمدوني (159- ظ) ويسبحوني ويهللوني، فكيف أنت فاعل بهم؟ قال: أغرقهم، قال: بأسك في نواحيك، وأحملهم على يدي، وكلم الله هذا البحر الشرقي فقال: يا بحراني خلقتك فأحسنت خلقك، وأكثرت فيك من الماء، واني حامل فيك عبادا لي يكبروني ويحمدوني ويسبحوني ويهللوني، فكيف أنت فاعل بهم؟ قال: اذا أسبحك معهم وأهللك معهم وأحملهم بين ظهري وبطني فأثابه الله الحلية والصيد. قلت: وقد تابع النعمان بن أبي عياش سعيد بن محمد بن عبد الله بن عمرو فرواه عن أبيه عبد الله بن عمرو موقوفا عليه. أنبأنا به أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي عن الحافظ أبي طاهر الاصبهاني عن أحمد بن محمد بن الابنوسي عن رجل عن أبي الحسين بن المنادي قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو سلمة التبوذكي

قال: حدثنا سعيد بن يزيد قال: حدثنا يزيد بن حازم قال: مربنا شعيب بن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن العاص بالمدينة فجلس في حلقه سليمان بن يسار فحدثنا عن عبد الله بن عمرو قال: ان الله تعالى لما خلق بحر الشام أوحى اليه اني خلقتك واني حامل فيك عبادا الي يبتغون من فضلي يسبحوني ويقدسوني ويكبروني ويهللوني، فكيف أنت صانع بهم؟ قال: رب اذا أكسر بهم سفينتهم وأغرقهم، قال: اذهب فقد لعنتك، وسأنقل أو سأقل حليتك، وأقل صيدك، وأوحى الى بحر العراق اني قد خلقتك واني حامل فيك عبادا إليّ يبتغون من فضلي يسبحوني ويقدسوني ويكبروني ويهللوني (160- و) فكيف أنت صانع بهم؟ قال: رب اذا أحملهم على ظهري وأحملهم في بطني، إذا سبحوك سبحتك معهم، واذا قدسوك قدستك معهم، واذا كبروك كبرتك معهم، وإذا هللوك هللتك معهم، قال: اذهب فقد باركت فيك، وسأكثر حليتك، وأكثر صيدك. وقد رواه صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا به أبو محمد وأبو العباس الأسديان، إجازة من كل واحد منهما، قالا: كتب إلينا أبو طاهر الحافظ أن أحمد بن محمد بن الآبنوسي أنبأهم قال: أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن دينار أبو محمد الفارسي قال: حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر الحرّاني قال: حدثنا محمد بن إسحاق العكاشي عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أوحى إلى بحر الهند كيف أنت يا بحر الهند إذا حملت فيك عبادا لي يقدسوني ويهللوني

ويسبحوني ويكبروني؟ قال أكون لهم كالملوك على أسرتهم إذا سبحوك سبحتك، وإذا كبروك كبرتك، وإذا قدسوك قدستك، وإذا هللوك هللتك، فبارك الله فيه فأكثر حليته وصيده؛ وأوحى إلى بحر الروم كيف أنت يا بحر الروم إذا حملت فيك عبادا لي يقدسون (160- ظ) ويهللون ويسبحون ويكبرون؟ قال: أكون لهم كفار بين الأسد إن ثبتوا فزعتّهم، وإن غرقوا أكلتهم، قال: فلعنه الله، وأقل حليته وصيده. ***

باب في ذكر البحيرات التي في أعمال حلب

باب في ذكر البحيرات التي في أعمال حلب وتسمى الواحدة منها بحيرة لانبساطها على ظهر الأرض في سعة وامتداد تشبيهأ بالبحر وتخرج عن حدود الأنهار. فمنها: بحيرة أفامية، وهي بحيرة كبيرة مذكورة، ويجلب منها السمك السّلور، وهو الجرّيث، ويقال: إن قويق إذا مدّ في الشتاء وغاض ماؤه في الأجمة بالمطخ يحمر ماء بحيرة أفامية، فيقولون إنه يمر تحت الأرض إلى بحيرة أفامية، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم، وقال بعضهم: إن السّلور يحيض في ذلك الأوان فيحمر ماؤها، والله أعلم بذلك؛ ويضمن سلورها بمبلغ وافر. ومنها: بحيرة يغرا، وهي بحيرة كبيرة في جانب العمق، مستطيلة بعمق أنطاكية، وتعرف أيضا ببحيرة بغراس، ويجلب منها السمك الكثير، ولها ارتفاع وافر أيضا. ومنها: بحيرة أنزنيت، وهي بحيرة أصغر من البحرتين اللتين قدمنا ذكرهما، وهي بحيرة على جانبها تل عال، عليه قرية يقال لها أنزنيت بالقرب من مدينة الحدث، وتخم بلاد الروم، وأهلها أرمن وهي اليوم (161- و) من عمل بهسنى، بينها وبين الحدث. ***

باب في ذكر الجبال المذكورة بحلب وأعمالها

باب في ذكر الجبال المذكورة بحلب وأعمالها ونبدأ أولا بالجبال التي تختص بها وبقراها، ثم نذكر ما هو في عملها سواها؛ فأولها: جبل جوشن، وهو جبل من غربي مدينة حلب، وفي لحفه نهر قويق، ويسمى قويق في ذلك الموضع العوجان؛ وهذا الجبل فيه معدن النحاس. وأخبرني والدي رحمه الله قال: إنما امتنعوا من عمل النحاس به لأنهم عملوه فما حصل فيه فائدة، وقيل: إن سبب عدم الفائدة فيه قله الحطب بحلب. وقرأت بخط بعض الحلبيين، وأظنه بعض أعيان بني الموصول، قال: ويقال إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين ونساؤه وأولاده عليهم السلام، وأن زوجة الحسين كانت حاملا، وأنها أسقطت هناك وطلبت من الضيّاع «1» في ذلك الجبل خبزا أو ماء، وأنهم شتموها، ومنعوها فدعت عليهم، وإلى الآن من عمل فيه لم يربح سوى التعب. سمعت بعض شيوخ الشعية بحلب يقول: كان دعاؤها عليهم، لا أربح الله لكم تجارة، فما ربحوا بعدها. وقبلي الجبل فيه مشهد يعرف بالسقط، وهو يسمى مشهد الدكّة، والسقط يسمى المحسن بن الحسين. قلت وللشيعة بحلب فيه اعتقاد عظيم، وينذرون له النذور، وتسمية السقط

بالمحسن لا أصل له، لأن السقط لا يسمى، وإن كان استهل وسمي، فكان ينبغي أن يذكره النسابون في كتبهم، ومع هذا لم يذكر، اللهم إلّا إن كان الحسين عليه السلام عزم على تسمية ما في بطن امرأته المحسن، فلما أسقطت أطلق عليه هذا (161- ظ) الاسم، لكن هذا وغيره لم يذكر في كتاب يعتمد عليه، وإنما يتداول الحلبيون ما ذكرناه. ولما نزل الفربخ على حلب وحصروها في سنة ثمان عشرة وخمسمائة نبشوا الضريح الذي يقال به السقط في المشهد المذكور، ونزلوا فيه، فلم يروا فيه شيئا فأحرقوه، وكان أبو الفضل بن الخشاب حيئذ يتولى تدبير أمر المدينة في الحصار فغير كنائس النصارى بحلب، واتخذ فيها محاريب إلى جهة القبلة، وجعلها مساجد؛ أخبرني بذلك والدي رحمه الله عن أبيه. وإنما عرف هذا المشهد مشهد الدكّة لأن في سطح جبل جوشن من شمالي المشهد المذكور في مكان مشرف صخرة ناتئة في الجبل تشبه الدكّة المبنية. ووقفت يوما عليها ومعي رضى الدين أبو سالم بن المنذر، وكان شيخا حسنا من أعيان الحلبيين فقال لي: هذه الدكة كان يجلس عليها الأمير سيف الدولة بن حمدان كثيرا ويتفرج على مدينة حلب وما حولها، فلا يستتر عنه شيء منها؛ وهذا المشهد جدد عمارته قسيم الدولة أق سنقر والدزنكي، واسمه عليه. وفي سفح جبل جوشن من شمالي مشهد الدكّة مشهد آخر يسمى مشهد الحسين، بناه الحلبيون لمنام زعموا أنه رؤي، وتنوقوا في بنائه وإحكامه ومنجوره، وتبرع جماعة من الصناع في عمارة شيء منه، وأظهر صنعته فيه؛ ووقف الملك الظاهر غازي رحمه الله عليه وقفا حسنا، استمالة لقلوب الشيعة من أهل حلب. وكان في سفح جبل جوشن دير للنصارى يعرف بدير البيعتين، ويعرف أيضا بمارة مروثا (161- و) وقد ذكره الشمشاطي في كتاب الديرة، وقيل إن

سيف الدولة كان أيام مقامه بالحلبة في قصره كان ينتباب هذا الدير، ويحسن إلى أهله، وقد خرب هذا الدير بالكلية، ولم يبق له أثر، وكان من شمالي مشهد الحسين، وأراني موضعه بعض أكابر أهل حلب؛ وقد ذكره أبو عيسى صالح بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن علي الهاشمي في قصيدة قالها في إحراق المنتزهات حول حلب، وأظن أن سيما الطويل أحرقها، أول القصيدة. عفا أثر من المتنزّهات قال فيها: إلى البرج المنيف فبيعتيه ... إلى تلك الديار الخاليات وهذا الدير هو الذي عناه الخالديان بقولهما من قصيدة يأتي ذكرها في موضعها واستشرفت نفسي الى مستشرف ... للدّيرتاه بحسنه وبطيبه فنعمت بين رياضه وغياضه ... وسكرت بين سكوره وعروبه «1» وقد ذكر جماعة من الشعراء جبل جوشن، فمنهم أبو بكر الصّنوبري قال: فللظهر من حلب منزل ... تثاب العيون على حجّه أعد نحو جوشنه نظرة ... الى بيعتيه الى برجه «2» وأنشدنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الحلبي قال: أنشدنا أبي هاشم الخطيب بحلب قال أنشدنا أبي أحمد بن عبد الواحد الأسدي قال: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي لنفسه: قل للنسيم إذا حملت تحية ... فاهد السلام لجوشن وهضابه

واسأله هل سحب الربيع رداءه ... فيها وجرّ الفضل من هدّابه (162- ظ) وتبسمت عنه الرياض وأفصحت ... بثناء بارقه ومدح سحابه فلقد حننت وعادني من نحوه ... شجن بخلت به على خطابه «1» وأنشدنا أبو عبد الله الخطيب قال: أنشدني أبي قال: أنشدني أبي قال: أنشدنا أبو محمد الخفاجي لنفسه: يا برق طالع من ثنيّه جوشن ... حلبا وحيّ كريمة من أهلها «2» وقال الاستاذ أبو نصر منصور بن المسلم بن أبي الخرجين الحلبي المعروف بالدّميك «3» . عسى مورد من سفح جوشن ناقع ... فإني الى تلك الموارد ظمآن وما كلّ ظن ظنّه المرء كائن ... يقوم عليه للحقيقة برهان ***

ذكر جبل بانقوسا

ذكر جبل بانقوسا وهو جبل ممتد قليل الارتفاع من شرقي مدينة حلب، وبينها وبين بابلى «1» ، وحلب فيما بينه وبين جبل جوشن، وقد كان مسكونا وفيه آثار صهاريج للماء، ولم يبق من أثر بنيانه القديم غير الصهاريج، ثم بني في سفحه أبنية كثيرة جدد أكثرها في أيام الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر، ثم اتصل البناء الى سطح الجبل، وبني عليه منازل كثيرة في دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز أعز الله أنصاره، وقيل إن منبت خشب الشربين بحلب كان ببانقوسا، وهو خشب السرو، ومنه كانت تعمل السقوف بحلب، (163- و) والسقوف في آدر حلب القديمة والأنجاف من خشب الشربين، ويدل على ذلك وصف الصّنوبري حلب بكثرة السّرو كما في قوله في القصيدة الهائية التي يأتي ذكرها في باب مدح حلب إن شاء الله. أي حسن ما حوته ... حلب أو ما حواها سروها الداني كما تد ... نو فتاة لفتاها وفيها: بانقوساها بهابا ... هى المباهي حيث باها «2» وأخبرنا قاضي العسكر أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال: كانت حلب من أكثر المدن شجرا، فأفنى شجرها وقوع الخلف بين سيف الدوله بن حمدان وبين الإخشيد أبي بكر محمد بن طغج، فإن الإخشيد كان ينزل على حلب

ويحاصرها، ويقطع شجرها، فإذا أخذها وصعد الى مصر جاء سيف الدوله، وفعل بها مثل ذلك، وتكرر ذلك منهما حتى فني ما بها من الشجر، واتفق بعد ذلك نزول الروم على حلب، وأخذ المدينة في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ففني شجر الشّربين لذلك، وكانت الوقعة بين سيف الدولة وبين الدمستق في هذه السنة بسفح بانقوسا، وسميت وقعة بانقوسا، وقتل فيها جماعة من أهله وكتابه، وكان عسكره غائبا مع نجا، واستولى الدمستق على حلب تسعة أيام، وسنذكر الوقعة فيما يأتي من كتابنا هذا في موضعها، والحيات التي ببانقوسا قواتل لا يسلم (163- ظ) من لدغته بل يموت في الحال، وحيات داخل المدينه لا تكاد تقتل أحدا، وبين المدينة وبين بانقوسا مقدار شوط من جري الفرس، وقد ذكرت بانقوسا كثيرا في الشعر، وقال الصّنوبري في القصيدة الجيمية بعد البيتين اللذين ذكرناهما في جبل جوشن: الى بانقوسا تلك التي ... حكت راكبا لاح من فجه لترتاض نفسك في روضه ... ويمرج طرفك في مرجه «1» وقال أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري يذكر بانقوسا وبابلى وبطياس: أقام كلّ ملثّ الودق رّجاس ... على ديار بعلو الشام أدراس فيها لعلوة مصطاف ومرتبع ... من بانقوسا وبابلّى وبطياس منازل أنكرتنا بعد معرفة ... وأوحشت من هوانا بعد إيناس هل من سبيل إلى الظّهران من حلب ... ونشوة بين ذاك الورد والآس إذا أقبل الريح- والأيام مقبلة- ... من أهيف خنث العطفين مياس «2»

ذكر جبل سمعان

ذكر جبل سمعان وهذا الجبل غربي مدينة حلب أوله شمالي جبل جوشن، ثم يمتد غربا ويتصل بجبال عدة محسوبة منه، الى كورة تيزين، وهو جبل نزه، كثير الشجر من التين والزيتون والكرم والكمثرى؛ وفيه آثار عظيمه من بناء الروم، وفيه دير سمعان «1» ، وكان من الأبنيه العظيمة المستحسنة التي تقصد لحسنها (164- و) وكان على الدير حصن مانع، أخربه سعد الدولة أبو المعالي شريف بن سيف الدولة بن حمدان، خوفا من غلبة الروم عليه، ومضايقتهم حلب به. وهذا الدير غير دير سمعان الذي دفن فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بالقرب من معرة النعمان، ويعرف بدير النّقيرة أيضا. وفي هذا الدير الذي بجبل سمعان يقول أبو الفوارس بن أبي الفرج الاستاذ البزاعي، أنشدنا عبد الرحمن بن أبي غانم بن إبراهيم بن سندي الحلبي قال: أنشدني أبو الفوارس بن أبي الفرج البزاعي الاستاذ لنفسه وكتبها على حائط دير سمعان؛ وقرأت هذه الأبيات أيضا بخط اللطيف علي بن سنان السراج، وذكر أنه أنشده إياها أبو الفوارس لنفسه، وكتبها على حائط دير سمعان، وقد أتاه متفرجا في سنة إحدى وثمانين وخمسمائه. يا دير سمعان قل لي أين سمعان ... وأين بانوك خبرني متى بانوا وأين سكانك القوم الألى سلفوا ... قد أصبحوا وهم في الترب سكان أصبحت قفرا خرابا مثل ما خربوا ... بالموت ثم انقضى عمر وعمران وقفت أسأله جهلا ليخبرني ... هيهات من صامت بالنطق تبيان أجابني بلسان الحال إنهم ... كانوا ويكفيك قولي إنهم كانوا «2»

وقيل إن هذا الجبل ينسب إلى سمعان حواري عيسى عليه السلام الذي ينسب الدير إليه، وسنذكر ترجمته إن شاء الله، وقيل سمعان هو اسم (164- ظ) الجبل نفسه، والدير المذكور مضاف إلى الجبل المسمى بسمعان ويدل على ذلك ما أخبرنا أبو البيان بن أبي المكارم بن هجام الحنفي بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن منصور الحضرمي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد ابن عيسى السعدي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن نعيم قال: حدثنا أبو علي عبيد الله الدارسي حدثني أبو مسعود عبيد بن سميع عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما قدم وفد إياد قال لهم رسول الله: «ما فعل قس بن ساعدة» ؟ قالوا: مات يا رسول الله، قال: «يرحم الله قس بن ساعدة كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أورق، وهو يتكلم بكلام عليه حلاوة، وما أجدني أحفظه» ؛ فقال أبو بكر رضي الله عنه: سمعته يقول بسوق عكاظ: أيها الناس، اسمعوا واحفظوا من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحار تزخر، ونجوم تزهر، ومطر ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، وضوء وظلام، وبر وأثام، ولباس ومركب ومطعم ومشرب، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، مالي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا (165- و) بالمقام هنالك فأقاموا، أم تركوا هنالك فناموا، يقسم بالله قس بن ساعدة قسما برّا لا إثم فيه، ما لله في الأرض دين أحب إليه من دين قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه، طوبى لمن أدركه فتابعه، وويل لمن أدركه ففارقه، ثم أنشأ يقول:

في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا ... للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها ... يمضي الأصاغر والأكابر لا من مضى منهم يرا ... جعهم ولا الباقي بغابر أيقنت أني لا محا ... لة حيث صار القوم صائر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله قس بن ساعدة إني لأرجو أن يأتي يوم القيامة أمة وحده» ، فقال رجل من القوم: يا رسول الله، لقد رأيت من قس عجبا، قال: «وما الذي رأيت؟» قال: بينا أنا يوما بجبل في ناحيتنا يقال له سمعان في يوم قائظ شديد الحر، إذا أنا بقس بن ساعدة في ظل شجرة عندها عين من ماء، وإذا حوله سباع كثيرة قد وردت، وهي تشرب من الماء، فإذا زأر سبع منها على صاحبه، ضربه بيده، وقال: كفّ حتى يشرب من الذي ورد قبلك، فلما رأيته وما حوله من السباع هالني ذلك، ودخلني رعب شديد، فقال لي: لا تخف، لا بأس عليك إن شاء الله، وإذا (165- ظ) أنا بقبرين، بينهما مسجد، فلما أنست به قلت له ما هذان القبران؟ قال: هذان قبرا أخوين كانا لي يعبدان الله في هذا الموضع، واتخذت فيما بينهما مسجدا أعبد الله فيه حتى ألحق بهما، ثم ذكر أيامهما وفعالهما، فبكى ثم قال: خليلي هبّا طالما قد رقدتما ... أجدكما لا تقضيان كراكما ألم تعلما أني بسمعان مفرد ... وما لي فيها من حبيب سواكما أقيم على قبريكما لست نازحا ... طوال الليالي أو يجيب صداكما أبكيكما طول الحياة وما الذي ... يردّ على ذي لوعة إن بكاكما كأنكما والموت أقرب غاية ... بروحي في قبريكما قد أتاكما فلو جعلت نفس لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون وقاكما

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله قس بن ساعدة» . فقد صرح في هذا الخبر بقوله: بجبل في ناحيتنا يقال له سمعان، وفي الشعر ألم تعلما أني بسمعان مفرد......... ويجوز أن يكون الجبل في الأصل منسوبا الى سمعان، ثم غلب الاسم على الجبل، كما سمي جبل البشر باسم رجل يقال له البشر، ثم غلب على الجبل، ومثل هذا كثير في كلام العرب، وفي هذا الجبل قرية يقال لها روحين، وفي أرضها مشهد حسن يقال له مشهد روحين، وفيه قبور ثلاثة، قيل ان أحد القبور قبرقس، والى جانبه عين اذا زاد الماء سرحت. وسنذكره فيما يأتي من المزارات بمدينة حلب وأعمالها ان شاء الله. وفي وسط هذا الجبل جبل عال شاهق على الجبال التي حوله، يقال له بيت لاها (166- و) وهو بيت لاها الشرقي، لان جبل اللكام يقال له بيت لاها الغربي، ومعناه بالسريانية بيت الله، ويقال: إن ابراهيم عليه السلام لما هاجر الى الشام كان يرعى غنمه من أرض حلب الى بيت لاها، ويقال لما حوله من الجبال، جبل ليلون، وقيل فيه لولون، كذا ذكره البلاذري في حديث الجراجمة «1» وهو من أحسن الاماكن وأكثرها بهجة، وجميعها من جبل سمعان، وأنشدني منصور بن سعيد بن أبي العلاء الحلبي قال: أنشدني عيسى بن سعدان لنفسه. يا دار علوة ما جيدي بمنعطف ... إلى سؤال ولا قلبي بمنجذب ويا قرى الشام من ليلون لا بخلت ... على بلادكم هطالة السحب ما مر برقك مجتازا على بصري ... إلّا وذكرني الدارين من حلب

ليت العواصم من شرقي فامية ... أهدت إليّ نسيم البان والغرب ما كان أطيب أيامي بقربهم ... حتى رمتنا عوادي الدهر عن كثب «1» ولمحاسن بن اسماعيل بن علي الشوا من قصيدة أولها: أيّها المزن إن طرقت الأحصّا ... فاسق منه ذاك المكان الأخصا قال فيها: وتعهد ليلون ليلا تجد زهر ... عراص تحكي بروقل عرصا ***

ذكر الجبل الأعلى

ذكر الجبل الأعلى وهو جبل عال يتصل بجبل سمعان من جهة الشمال، وبجبل السماق من قبليه (166- ظ) ومن غربي هذا الجبل أرمناز «1» وكورتها، ومن شرقيه الحفة والجزر، وفيه من العمائر وبناء الروم آثار تروق الطرف، وتبسط النفس، وهو كثير الاشجار من التين والزيتون والرمان والجوز والسماق، وفيه قرى فيها أعين ماء، وكذلك القرى التي في لحف هذا الجبل، وتحف به من جوانبه الاربع. وقرأت بخط حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان الأثاربي من أجزاء من شعره، سيرها إليّ القاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب صديقنا رحمه الله، فنقلت منه أبياتا كتبها بعد خروجه من معربونية، وهي قرية كانت ملكه في جانب هذا الجبل، الى جيرانه بها وهي: أسكان عرشين القصور عليكم ... سلامي ما هبت صبا وقبول ألا هل إلى حثّ المطابا اليكم ... وشمّ خزامى حربنوش سبيل «2» وهل غفلات العيش في دير مرقش ... تعود وظلّ اللهو فيه ظليل إذا ذكرت لذّاتها النفس عندكم ... تلاقى عليها زفرة وعويل بلاد بها أمسى الهوى غير أنني ... أميل مع الأقدار حيث تميل

ذكر جبل السماق

ذكر جبل السماق وهو جبل يشتمل على جبال وقرى من أنزه البقاع وأعجبها، وأحسن الاماكن وأطيبها، وفيه من الابنية الرومية والآثار والفواكه الحسنة، والثمار ما يتجاوز الوصف، ويسر النفس، ويقر الطرف، ويزرع في أرضه (167- و) القطاني كلها، والقثاء والحبوب، فتأتي على أكمل ما يكون في الاراضي التي تسقى بالماء، وكذلك أشجاره فانها قدعمت الجبال والبقاع والاودية والتلاع، من التين والعنب، والفستق واللوز والجوز، والتفاح والمشمش والكمثرى، والسماق، وإنما عرف بجبل السماق لكثرته فيه، وسماقه أجود من غيره. وقراه قرى نزهة عامرة، وفي بعضها ماء نبع وعيون وأكثرها من ماء المطر وفي قراها قرية يقال لها إصطمك فيها مصنع عظيم للماء من بناء الروم، مبني بالحجر الهرقلي على قناطر كثيرة محكمة البناء، وهو من عجائب العمائر. وقراه قرى نزهة عامرة، وفي بعضها ماء الروم، مبني بالحجر الهرقلي على قناطر كثيرة محكمة البناء، وهو من عجائب العمائر. والغالب من أهل هذا الجبل أسديون من بني كاهل، ومذاهب عامتهم في زمننا هذا مذهب الإسماعيلية النزارية. وكان أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أبو الفضل قد قدم الشام، ونزل بجبل السماق، فاستطاب ماءه، واستلذ هواءه، وأعجب به اعجابا كثيرا، ورحل عنه فقال: يا جبل السماق سقيا لكا ... ما فعل الظبي الذي حلكا فارقت أطلالك لا أنه ... قلاك قلبي لا ولا ملكا

فأي لذاتك أبكي دما ... ماءك أم ظبيك أم ظلكا أم نفحات منك تندى إذا ... دمع الندى إثر الدجى بلكا ومن شعر عيسى بن سعدان الحلبي في ذكره. عهدي بها في رواق الصبح لامعة ... تلوي ظفائر ذاك الفاحم الرجل وقولها وشعاع الشمس منخرط ... حييت يا جبل السماق من جبل «1» ***

ذكر جبل الطور بقنسرين

ذكر جبل الطور بقنسرين وهو جبل عال، مدينة قنسرين كانت في لحفه من جهة القبلة والشرق، ونهر قويق يمر من شرقيه، وفي رأسه مشهد يقال أنه مقام صالح النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون إن الناقة خرجت منه، وهذا لا أصل له، فان صالحا عليه السلام كان بالحجر، وقتل قومه الناقة بالحجر، والذي يغلب على ظني أن هذا المشهد بناه صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، فنسب الى صالح النبي عليه السلام. (167- ظ) . ***

ذكر جبل بني عليم

ذكر جبل بني عليم وهو منسوب الى بني عليم بن جناب بن كلب وبرة بن تغلب بن حلوان، نزلوه فعرف بهم، ونسلهم به الى اليوم، وسيأتي في أثناء كتابنا هذا ذكر جماعة منهم ان شاء الله، وهو جبل عال مشرف على جبل السماق، وفي ذيله قرية كبيرة يقال لها ريحا. «1» . وفي رأس الجبل عين ماء في موضع يقال له الكرساني فيه أشجار على العين، من الجوز وغيره، ويشرف ذلك الموضع على جبل السماق وغيره، ويقصد الناس هذا الموضع للنزهة به من حلب وغيرها، وينحدر الماء في هذا الجبل الى أسفله، فيجري في قرية ريحا، وينتفعون به للشرب والحمام، ونفس القرية اذا حفر فيها بئر لا يصلون الى منبع الماء الا بعد مجاوزة ثلاثمائة ذراع، وفي القرية أبنية عظيمة من بناء الروم. وفي هذا الجبل قبلى الكرساني قرية يقال لها كفر لاثا «2» في شعب من شعابه فيها عين ماء، وتحتها بساتين تشرب منها، وهي من أنزه البقاع تشرف على كورة قنسرين، وكورة حلب، وكان بها حصن منيع استولى عليه طنكري الفرنجي،

وأخذه من نواب رضوان بن تتش في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ففتحه نور الدين محمود بن زنكي في سنة ست وأربعين وخمسمائة، وخربه. وفي قرية من هذا الجبل يقال لها نحله «1» مقابر يشاهد الناظر النور عليها ليلا عن بعد، فاذا وصل اليها لا يرى شيئا، وعليها كتابة بالرومية، حكى لي صديقنا بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب رحمه الله ان الامير سيف الدين علي بن قلج أمر بأن (168-) تنقل تلك الكتابة، ودفعها الى بعض علماء الروم بحلب، فترجمها فكان فيها هذا النور موهبة من الله العظيم لنا، أو ذكر كلاما نحو هذا، وفيه زيادة عليه. ***

ذكر جبل الأحص

ذكر جبل الأحص وهو من شرقي مدينة حلب وقبليها، ومن غربيه السهول، ومن شرقيه برية الرصافة، ومن شماليه نقرة بني أسد، وهو جبل كبير وفيه قرى عامرة، كثيرة الغلة، وفيه خناصرة منزل عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وفيه شبيث ماء مذكور وفيه يقول الشاعر: فقال تجاوزت الاحص وماءه ... وماء شبيث وهو ذو مترسم وكان جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان، وهو قاتل كليب وائل ينزل الاحص، فجرت وقعة البسوس، فقتل جساس كليبا، فلما غشية الموت قال لجساس: أغثني بشربة، فقال تجاوزت شبيثا والأحص فأرسلها مثلا، ووقعت الحرب بين الحيين بكر وتغلب على ما نذكره في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله. وفي الاحص من المدن الخربة الاندرين «1» ، وهي مدينة خربة، مبنية بالحجر الاسود، على شفير البرية، وينسب اليها الخمر، قال: ألا هبيّ بصحنك فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا مشعشعة كأن الحصّ فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا «2» (168- ظ) وتنسب اليها الحبال أيضا قال النابغة الذبياني:

كأني شددت الكور حين شددته ... على قارح مما تضمن عاقل أقب كعقد الاندري معقرب ... حزابية قد كدحته المساحل «1» وقاتلته الحمر وطاردها. وفي هذا الجبل مدينة خربة، وهي سورية كانت مبنية بالحجر الأسود، وهي اليوم خراب لا ساكن بها، ويعمل بها القلي السورياني، وأظن اللسان السورياني منسوب اليها، وصار اسمها بعد خرابها ينطلق على ناحية قنسرين وحلب وأعمالهما أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي اجازة، ان لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور البزاز قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني قال: حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى التميمي قال: حدثنا شعيب ابن ابراهيم التيمي قال: حدثنا سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة عن عبادة وخالد أن هرقل كان كلما حج بيت المقدس خلف سورية وطعن في أرض الروم، التفت إليها فقال: عليك السلام يا سورية تسليم مودع ولم يقض منك وطره، وهو عائد، فلما توجه المسلمون نحو حمص عبر الماء فنزل الرها، فلم يزل بها حتى طلع أهل الكوفة، وفتحت قنسرين، وقتل ميناس، فخنس (169- و) عند ذلك الى شمشاط حتى اذا فصل منها نحو الروم علا على شرف، والتفت ونظر نحو سورية وقال: عليك السلام يا سورية سلام لا اجتماع بعده، ولا يعود اليك رومي أبدا الا خائفا، حتى يولد المولود المشؤوم، وياليته لا يولد، ما أحلى فعله، وأمر عاقبته على الروم.

وقال: حدثنا السري قال: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف عن أبي الزهراء وعمرو بن ميمون قالا: لما فصل هرقل من شمشاط وأخلى الروم، التفت الى سورية فقال: قد كنت سلمت عليك تسليم المسافر، فأما اليوم فعليك السلام يا سورية تسليم المفارق لا يعود اليك رومي أبدا الا خائفا حتى يولد المولود المشؤوم، ويا ليته لم يولد، ومضى حتى نزل قسطنطينية. ***

ذكر جبل البشر

ذكر جبل البشر وهو جبل كبير في طرف عمل حلب من جهة البرية، وبينه وبين الرصافة أربعة فراسخ، وهو متصل بعاجنة الرحوب، بينهما فرسخ واحد، وعاجنة الرحوب من شماليه، ويفرغ سيوله فيها، وسمي البشر برجل يقال له البشر، وفي هذا الجبل كانت وقعة الجحاف بن حكيم السلمي ببني تغلب، قتل فيها الرجال والنساء وبقر بطون الحبالى، وسنذكر ذلك ان شاء الله تعالى، في ترجمة الجحاف مسندا. واياه عنى عبد الله بن قيس الرقيات. أمست رقية دونها البشر ... فالرقة السوداء فالغمر «1» ووقفت على صفة هذا الجبل وذكر الوقعة في شعر القطامي رواية أبي جعفر الخراساني، عن أبي يوسف يعقوب بن (169- ظ) السكيت، مما ذكره ابن السكيت في شرح قول القطامي: حلّوا الرحوب وحل العز ساحتهم ... تدعوا أمية أو مروان والحكما «2» فأوردت الفصل جميعه في هذا الموضع لما تضمن من وصف الجبل، وذكر الوقعة. قال ابن السكيت: هذا يوم الرحوب، ويوم مخاشن، ويوم البشر، وكان من سبب هذا اليوم أنه لما كانت سنة ثلاث وسبعين قتل عبد الله بن الزبير، فهدأت

الفتنة، واجتمع الناس على عبد الملك، وتكافّت قيس وتغلب عن المغازي بالشام والجزيرة، وظن كل واحد من الفريقين أن عنده فضلا لصاحبه، وتكلم عبد الملك، ولم يحكم الصلح، فبينا هم على تلك الحال، إذ أنشد الأخطل عبد الملك، وعنده وجوه قيس قوله: ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر «1» حتى أتى على آخرها، فنهض الجحاف بن حكيم يجر مطرفه حتى خرج من عند عبد الملك، ثم شخص من دمشق، حتى أتى منزله بباجروان من أرض البليخ، وبين باجروان وبين شط الفرات ليلة، ثم جمع قومه بها، فقال: إن أمير المؤمنين استعملني على صدقات تغلب، فانطلقوا معي، فارتحل، وانطلقوا معه وهو لا يعلمهم ما يريد، وجعلت امرأته عبلة تبكي حين ودعته، ثم أتى بهم شط الفرات منازل بني عامر، فقال لهم مثل ذلك، وجمعهم (170- و) فارتحلوا معه، ثم قطع بهم الفرات إلى الرصافة، وبينها وبين شط الفرات ليلة، وهي قبلة الفرات، حتى إذا كانوا بالرصافة قال لهم: إنما هي النار أو العار، فمن صبر فليتقدم، ومن كره فليرجع، فقالوا: ما بأنفسنا رغبة عن نفسك، فأخبرهم بما يريد، فقالوا: نحن معك، فيما كنت فيه من خير وشر، فارتحلوا فطرقوا صهينا بعد روية من الليل، وهي في قبلة الرصافة، بينهما ميل؛ ثم صبحوا عاجنة الرحوب، وهي في قبلة صهين، والبشر واد لبني تغلب، وإنما سمي البشر برجل من قاسط يقال له البشر، كان يخفر السابلة، وكان يسلكه من يريد الشام من أرض العراق بين مهبّ الدبور والصبا معترض بينهما يفرغ سيوله في عاجنة الرحوب وبينهما فرسخ وبين عاجنة الرحوب وبين الرصافة ثلاثة فراسخ، والبشر في قبلة عاجنة الرحوب، ودمشق في قبلة البشر.

ثم أغاروا على بني تغلب بين البشر والشام ليلا، فقتلوهم، وبقروا النساء فقتلوهن، فهو يوم البشر، ويوم عاجنة الرحوب، ويوم مخاشن، وهو جبل ينعرج إلى بعض البشر، وهو يوم مرج السلوطح، لأنه بالرحوب. قال: وقتل أبو الأخطل في تلك الليلة، وفي ذلك يقول جرير: شربت الخمر بعد أبي غياث ... فلا نعمت لك النّشوات بالا «1» (170- ظ) وهرب الجحاف بعد فعله هذا، فتبعه عبيدة بن همّام التغلبي، فلحقه دون الدرب وهو يريد بلاد الروم، فعطف عليه فهزم أصحابه وقتلهم، وأفلت الجحاف، ومكث زمانا في بلد الروم حتى سكن غضب عبد الملك، ولان وكلمته العبسية في أن يؤمنه، فتلكأ، فقيل إنّا والله لا نأمنه على المسلمين أن يأتي بالروم إليهم، فأعطاه الأمان، وقد كان عامة أصحابه تسللوا إلى منازلهم، فأقبل فيمن بقي من أصحابه، فلما قدم على عبد الملك لقيه الأخطل، فأنشده الجحاف: أبا مالك هل لمتني إذ حضضتني ... على القتل أم هل لامني لك لائم فزعموا أن الأخطل قال له: أراك بالله شيخ سوء، ورأى عبد الملك أنه إن تركهم على حالهم أنه لم يحكم الأمر، فأمر الوليد بن عبد الملك فحمل الدماء التي كانت قبل ذلك بين قيس وتغلب، وضمّن الجحاف قتلى البشر، وألزمها إياه عقوبة له فقال الأخطل في تصديق ذلك: لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعوّل «2» فأدى إليهم الوليد الحمالات، ولم يكن عند الجحاف ما حمّل، فلحق بالحجاج ابن يوسف، لأنه من هوازن، فسأل الإذن على الحجاج، فمنعه، فلم يعد إليه،

وأتى أسماء بن خارجه، فعصب حاجته به، فقال: إني لا أقدر لك على منفعة، وقد علم الأمير مكانك، ولم يأذن لك، فقال لأسماء: والله لا يلزمها (171- و) غيرك أنجحت أم نكثت، فلما بلغ ذلك الحجاج قال: ما له عندي شيء، فأبلغه ذلك، قال: وما عليك أن تكون أنت الذي تويسه، فانه قد لح، فأذن له، فلما رآه قال: أعهدتني خائنا لا أبا لك؟ قال: أنت سيد هوازن، وبدأنا بك، وعمالتك خمسمائة ألف في كل سنة، وما بك بعدها إلى خيانة، قال: أشهد أن الله وفقك، وأنك نظرت بنور الله، فلك نصفها العام، فأعطاه وأدى أسماء البقية، ثم استأذن الجحاف في الحج، فأذن له في ذلك مع الجلة من الشيوخ التي شهدت الوقعة، وفعلوا الأفاعيل، فخرجوا وقد أبروا آنفهم- يقول خزموها- يمشون من الشام محرمين يلبون، فلما قدموا المدينة خرج أهل المدينة ينظرون إليهم ويتعجبون منهم، فلما قدموا مكة، تعلقوا بأستار الكعبة فقالوا: اللهم اغفر لنا وما أراك تفعل، فقال ابن عمر: يأسكم من قبول التوبة أشد عليكم من ذنوبكم، فقيل له: هذا الجحاف وأصحابه، فسكت وتمّ ذلك الصلح. قلت قوله في هذا الخبر: ودمشق في قبلة البشر، يريد في السّمت، لا أنها على قرب منه، فإن بين دمشق وبين البشر ثمانية أيام، وقد ذكر الصّمّة بن عبد الله القشيري جبل البشر في شعره فقال: ولما رأيت البشر قد حال دوننا ... وأضحت بنات الشوق يحننّ نزّعا تلفت نحو الحي حتى وجدتني ... ألمت من الإصغاء ليتا وأخدعا «1» (171- ظ) وقرأت في كتاب معجم ما استعجم لأبي عبيد البكري: البشر بكسر أوله على

لفظ البشر الذي هو الاستبشار، قال عمارة بن عقيل: البشر هو عاجنة الرحوب متصل بها، وسمي البشر برجل من النّمر بن قاسط، كان يخفر السابلة يسمى بشرا، يقطعه من يريد الشام من أرض العراق بين مهب الصبا والدبور، معترضا بينهما يفرغ سيوله في عاجنة الرحوب، وبينهما فرسخ، والبشر في قبلة عاجنة الرحوب، وبين عاجنة الرحوب وبين رصافة دمشق ثلاثة فراسخ، وفي البشر قتل الجحاف بن حكيم بني تغلب، فهو يوم البشر، ويوم الرحوب، ويوم مخاشن، وهو جبل إلى جنب البشر، ويوم مرج السلوطح لأنه بالرحوب، والرحوب منقع ماء الأمطار، ثم تحمله الأودية فيصب في الفرات. وقال أبو غسان: البشر دون الرقة على مسيرة يوم منها، فهذا بشر آخر. قال الأخطل: سمونا بعرنين أشمّ وعارض ... لنمنع ما بين العراق إلى البشر وقال أيضا في إيقاع الجحاف بهم: لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعوّل «1» قلت: قوله: «فهذا بشر آخر» غلط منه لأن الرصافة من الرقة تكون بمقدار يوم وزيادة يسيرة، وهي غربي الرقة وقبليها، وطرف جبل البشر ينتهي إلى الفرات، فيقرب من الرقة من هذا الطرف، وبينه وبين الرصافة ثلاثة فراسخ في وسطه (172- و) فظن أبو عبيد البكري أن ثم بشرا آخر لقول عمارة بن عقيل أن بينه وبين رصافة دمشق ثلاثة فراسخ، وقال أبو غسان: البشر دون الرقة على مسيرة يوم منها، فظن أبو عبيد البكري أن الرصافة عند دمشق، ولم يعلم أنها من أرض قنّسرين، لبعده عن بلاد الشام، لأنه مغربي لا خبرة له ببلاد الشام، وإنما نسب الرصافة إلى دمشق لنزول هشام بن عبد الملك فيها وهو خليفة، وكان كرسي ملكه بدمشق،

فنسبها إلى دمشق ليفرق بينها وبين رصافة بغداد، والبشر جبل طويل عريض يمتد في العرض الى قباقب، وهو ماء في طرف البشر، وقد نزلت به، بينه وبين رحبه «1» مالك بن طوق مقدار عشرة فراسخ. ولأبي الحسن محمد بن أحمد بن خلف النصروي أبيات قالها بالعراق يذكر فيها البشر وحلب وهي: يا راكبا والفجر قد غار على ... الجوزاء إذ جللها الازارا وحلّق النسران ثم انغمسا ... كالراكبين أنجدا أو غارا أمامك البشر فإن طرحته ... مستقبلا من حلب أحجارا فكم ستلقى دونها من باحث ... عن خبري يستقبل السفّارا يودّ أن كان الذي زودتّه ... من العراق كلّه أخبارا فبلّغ القوم بأن لا سفر ... يحدث أرضى بالعراق دارا أرضى من الإسعاد أن صيّرني ... لبيته سعد الكفاة جارا (172- ظ) ***

ذكر جبل برصايا

ذكر جبل برصايا وهو جبل عال شامخ شمالي عزاز، يشرف على بلد عزاز وكورة الأرتيق، وهو من أبهى البقاع منظرا وأرقها هواء، وعلى رأسه مشهد حسن، وقريب منه مسجد آخر، وتحتهما قرية يقال لها كفر شيغان، وقفها نور الدين محمود بن زنكي على مصالح المسلمين، وعلى مشهد برصايا ويقال إن مقام داود صلى الله عليه وسلم كان بموضع المشهد المذكور، وقال لي الشيخ علي بن أبي بكر الهروي السائح: جبل برصايا به مقام برصيصا العابد، وقبر شيخ برصيصا، ومقام داود عليه السلام «1» ، وهذا الجبل بين عزاز وقورس. ***

ذكر الجبل الأسود

ذكر الجبل الأسود وهو جبل دون جبل اللكام من شرقيه ويقال: إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان إذا أقام بحلب يبث رعاءه إليه ليرعوا غنمه فيه، وفيه أشجار كثيرة غير مثمرة يؤخذ منه الخشب إلى البلاد التي حوله، وفيه حصن الدربساك، وهو حصن مانع وفي لحفه من شرقيه النهر الأسود له ذكر في حديث الملاحم أن الروم ينزلون عليه في الملحمة، ويقال له نهر الرقية أيضا، ويتصل هذا الجبل الى صرفد كان حصن قوي في يد الأرمن، وكان به جماعة من العبّاد والرهبان. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل بن سلامة قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن؛ ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي (173- و) بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف؛ ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن سنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله بن حمد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الموصلي- قال ابن حمد إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله قال: قال حذيفة المرعشي: مررت على راهب في جبل الأسود فناديته يا راهب، فأشرف علي، فقلت له: بأي شيء تجتلب الأحزان؟ قال: بطول الغربة، وما رأيت شيئا أجلب لذوي الأحزان من الوحشة والوحدة. «1» (173- ظ)

ذكر جبل اللكام

ذكر جبل اللكام بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ويقال له أيضا بيت لاها الغربي، ومعناه بالسريانية بيت الله، وهو جبل عال مشرف يبين عن مسيرة أربعة أيام، ولا يزال به الثلج في الشتاء والصيف، وهو مسكن العباد والزهاد وفيه من الفواكه المباحة ما يقتاتون به، وهو يفصل بين الثغور الشامية والجزرية. وكانت به وقعة لسيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان مع الروم، قتل منهم فيها ثلاثين ألفا. وقال أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان في ذلك: وأبقت على اللكام قتلى سيوفه ... لهم من بطون الخامعات مقابر ويقال بتشديد الكاف وتخفيفها. وقال أبو العباس أحمد بن أبي أحمد بن القاص في كتاب دلائل القبلة وذكر الجبال فقال: ربما كان الجبل دليلا لأهل ناحية على القبله كجبل لكام بالشام، وجبل الشراة بتهامة، وجبل الراهون بسرنديب وجبل دنباوند عندنا بآمل طبرستان. قال: وأما جبل لكام فإنه جبل ممدود ابتداؤه من مكة والمدينة، ويسمى هنالك العرج، يمتد طولا حتى يتصل بالشام، ويصير من جبال حمص، فيسمى هنالك

لبنان، وينثني من دمشق ثم يمضي حتى يصير من جبال أنطاكية والمصيصة، فيسمى هنالك باللكام، ثم يمتد حتى يصير من جبال ملطيّه وشمشاط وقاليقلا (174- و) ، ويمتد طولا حتى يصير من جبال خزر، ويسمى هنالك القيق. ونقلت من كتاب الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر والنجوم في آفاقها، والأقاليم وأسماء بلدانها في سياقها، تلخيص أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد ابن عبيد الله المنادي، وأنبأنا به أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل عن أبي طاهر السلفي عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي عن رجل عنه قال: وأما جبل العرج الذي بين مكة والمدينة فإنه يمضي إلى الشام حتى يتصل بلبنان من حمص، ثم يسير من دمشق فيمضي حتى يتصل بجبال أنطاكية والمصيصة، ويسمى هنالك اللكام، ثم يتصل بجبال ملطية وشمشاط وقاليقلا أبدا إلى بحر الخزر، وهو الباب والأبواب، ويسمى هنالك القيق. وقال قدامة في جبل العرج: وهذا الجبل يتصل بالشام فبعضه يتصل بلبنان وبعضه بجبل الثلج من أرض دمشق، ويمتد إلى الروم. قال: وقال النضر بن شميل: يأتي إلى الشام من ناحية أيلة، ثم إلى الطور ثم إلى بيت المقدس ثم إلى طبرية، ويمتد بالبقاع وبعلبك، ويمتد غربي حمص وحلب حتى يتصل باللكام، ثم يمتد إلى ملطية، وإلى بحر الخزر، وفيه القلاع والحصون الكثيرة والمدن. ***

ذكر جبل الأقرع

ذكر جبل الأقرع وهو من جبال أنطاكية، جبل عال يستبين من مسيرة ثلاثة أيام، وهو مستدير (174- ظ) عال لا نبات عليه، ولهذا يسمى الأقرع، ويتصل بجبل اللكام، وهو على شاطىء البحر. وقال المسعودي في كتاب مروج الذهب: والجبل الأقرع من أعمال أنطاكية، وتحت هذا الجبل معظم ماء البحر وأكثره وهو يسمى عجز البحر «1» . وأنبأنا أبو القاسم بن رواحة وابن الطفيل عن الحافظ أبي طاهر عن ابن الآبنوسي عمن أخبره عن أبي الحسين بن المنادي قال: وأما الجبل المطل الذي بأنطاكية، فهو على ما ذكروا قطعة من اللكام. قال لي علي بن أبي بكر الهروي: وجبلها- يعني أنطاكية- كان معبدا يزار من الآفاق «2» . ***

باب في ذكر الاقليم الرابع

باب في ذكر الاقليم الرابع إعلم أن حلب من الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة، وقد قيل إنه أفضل الأقاليم السبعة وأصحها هواء وأعذبها ماء، وهو وسط الأقاليم وخيرها. ووقع إلي رسالة في ذكر الدنيا وما فيها من الأقاليم والجبال والأنهار والبلاد، ولم أظفر باسم مؤلف الرسالة، فنقلت منها بعض ما ذكره ملخصها في فصل منها في قسمة الأقاليم السبعة قال: فأما الأقاليم السبعة فإنها قسمت في الربع المسكون سبعة أقسام، فسمي كل قسم منها إقليم، فتكون الأقاليم كلها سبعة، فأما هرمس الأول فقسمها قسمة مستوية، فجعل الإقليم الرابع في الوسط من العمران، والستة الأقاليم تحيط به، وكل إقليم منها سبعمائة فرسخ في سبعمائة فرسخ، فالأول منها الهند، والثاني الحجاز، والثالث مصر والإسكندرية، والرابع بابل (175- و) والخامس الروم، والسادس يأجوج ومأجوج، والسابع الصين. فأما بطليموس الحكيم فقسمها بخلاف ذلك، وجعلها على قدر بعدها عن خط الاستواء، وقسمها سبعة أقسام جعلها في الربع المسكون من الأرض، كل إقليم كأنه بساط مفروش قد مد طوله من الشرق إلى الغرب، وعرضه من الجنوب إلى الشمال، وهي مخلتفة الطول والعرض، فأطولها وأعرضها الإقليم الأول، وأقصرها طولا وعرضا الإقليم السابع، وأما سائر الأقاليم مقسم بينهما من الطول والعرض، ثم ذكر كل واحد من الأقاليم السبعة وقال في الإقليم الرابع: الإقليم الرابع للشمس أطول ما يكون النهار في المدن التي على الخط المسمى،

وبسيطه أربعة عشر ساعة ونصف، وبعد هذا الخط من خط الاستواء ستة وثلاثون درجة يكون من الأميال ألفي ميل وأربعمائة ميل، وسعة عرضه من آخر حدود الإقليم الثالث الى أول حد الخامس من الأجزاء خمس درج وأربع دقائق ونصف يكون ذلك من الأميال ثلاثمائة وثمانية وثلاثين ميلا ونصف ميل، وابتداؤه من الشرق، ويمر على بلاد الصين وجنوب بلاد يأجوج ومأجوج، ثم يمر على بلاد الترك مما يلي الجنوب والشمال من بلاد الهند، ثم يمر على بلاد بلخ، ثم يمر على شمال بلاد كابل ثم يمر على سجستان، ثم يمر على وسط بلاد كرمان وخراسان، ثم يمر على بلاد فارس وخوزستان، ثم يمر على وسط (175- ظ) بلاد العراق، ثم على وسط ديار بكر وربيعة، ثم يمر على جنوب بلد الثغر، وشمال بلد الشام، ويمر على وسط بحر الروم وجزيرة قبرس، وجزيرة رودس، ويمر في البحر على شمال بلاد مصر والإسكندرية، وشمال بلاد مماريقي وبلاد القادسية، وبلاد القيروان وبلاد طنجة، وينتهي إلى بحر المغرب، وأكثر هذه المواضع ألوانهم بين السمرة والبياض. وفي هذا الإقليم من الجبال الطوال اثنان وعشرون يهرا «1» ، ومن المدن المشهورة الكبار نحو مائتي مدينة واثنا عشر مدينة، وهذا الإقليم هو إقليم الأنبياء والحكماء، لأنه وسط الأقاليم، ثلاثة جنوبية وثلاثة شمالية، وهو أيضا في قسمة النيّر الأعظم من بعد الإقليمين اللذين عن جنبتيه أعني الثالث والخامس؛ وعدّ من المدن المشهورة في هذا الاقليم: زبطرة، ملطيه، سميساط، بالس، منبج، حلب، قنسرين، المعرة، كفر طاب، شيزر، حماه، فامية، أنطاكية، طرسوس، الكنيسة السوداء، أذنه، المصيصة، قورص، دلوك. قال: وعرض هذه البلدان جميعها من ثلاثة وثلاثين درجة إلى تسعة وثلاثين درجة، وعدّ غير هذه المواضع من المدن لم أكتبها لأنه لا يتعلق بذكرها لي غرض، وإنما غرضي منها ما ذكرته لأنه من أعمال حلب حرسها الله تعالى.

وقرأت في تاريخ الموصل للخالديين أبي بكر وأبي عثمان قالا: وأما موقعها يعني الموصل من الأقاليم السبعة، ففي الإقليم (176- و) الرابع وهو أفضل الأقاليم وأجلّها، وذلك أنه يبتدئ من المشرق بالصين فيمر ببلاد التبت ثم على خراسان، ففيه من المدن: خجنده وأشر وسنة وفرغانة وسمرقند وبلخ وبخارى وهراة وأبرشهر ومرو روذ ومرو الشاهجان وسرخس وطخارستان وطوس ونيسابور وجرجان وقومس وطبرستان ودنباوند والديلم والري وأصبهان وقم وهمذان ونهاوند والدينور وحلوان وشهرزور وسر من رأى والموصل وبلد نصيبين وآمد ورأس عين وقاليقلا وشمشاط وحران والرقة وقرقيسيا، ثم يمر على شمال الشام، ففيه من المدن: بالس ومنبج وسميساط وملطيه وزبطرة حلب وقنسرين وأنطاكية والمصيصة وطرابلس وصيدا وأذنه وطرسوس وعمورية واللاذقية؛ ثم يمر في بحر الشام على جزيرة قبرس، ورودس، وإليها ينسب هذا الإقليم؛ ثم يمر في أرض المغرب بالأندلس وقرطبة وسردينه الى بلاد طنجة، وينتهي الى بحر المغرب. وأهل هذا الإقليم أصح هذه الأقاليم طباعا وأتمهم اعتدالا، وأحسنهم وجوها وأخلاقا. والإقليم الأوسط هو الذي فيه الموصل أكثر الأقاليم السبعة مدنا وعمارة، وإنّه واسطة الأقاليم وأطيبها ماء، وأعدلها هواء، وأحسنها أهلا، وفيه مغاص الدرّ، وفي جباله أنواع اليواقيت (176- ظ) والحجارة المثمنة، وجميع أصناف الطيب، ولأهله الصنائع واللطف والتأليف في الرخام، وصنع الرخام وعمل الفسيفساء ونصب الطلسمات. ومن أهله كان الجبابرة من الملوك، وخيرة الصالحين، وكل مدينة معتدلة الهواء مشهورة الاسم فمنه، داخلة فيه.

وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني في كتابه: والإقليم الرابع يبتدئ من المشرق فيمر ببلد التبت ثم على خراسان، فيكون فيه من المدن: فرغانه وخجنده وأشرو سنة وسمرقند وبخارى وبلخ وآمل وهراة ومروالرود ومرو وسرخس وطوس ونيسابور وجرجان وقومس وطبرستان ودنباوند وقزوين والديلم والري وأصبهان وقم وهمدان ونهاوند والدينور وحلوان وشهر زور وسر من رأى والموصل وبلد ونصيبين وآمد ورأس العين وقاليقلا وشمشاط وحران والرقة وقرقيسيا؛ ويمر على شمال الشام ففيه من المدن هناك: بالس ومنبج وسميساط وملطيه وزبطرة وحلب وقنسرين وأنطاكية وأطرابلس والمصيصة والكنيسة السوداء وأذنه وطرسوس وعمورية ولاذقية؛ ثم يمر في بحر الشام على جزيرة قبرس، ورودس، ثم يمر في أرض المغرب على بلاد طنجه، وينتهي الى بلاد المغرب. قال: والاقليم الرابع وسطه حيث يكون طول النهار (177- و) الاطول أربع عشرة ساعة ونصف ساعة، وارتفاع المقطب ستة وثلاثين جزءا وخمس جزء، وعرضه من حد الاقليم الثالث الى حيث يكون طول النهار الاطول أربع عشرة ساعة ونصف وربع ساعة، وارتفاع القطب تسعة وثلاثين جزءا وهو مسافة ثلاثمائة ميل. أنبأنا الخطيبان أبو البركات سعيد وأبو الفضل عبد الواحد ابنا هاشم بن ابن أحمد بن عبد الواحد الاسديان قالا: كتب الينا الحافظ أبو طاهر بن محمد الاصبهاني أن أحمد بن محمد بن الآبنوسي أنبأهم قال: أخبرت عن أبي الحسين ابن المنادي قال: والاقليم الرابع وسطه حيث يكون طول النهار الاطول أربع عشرة ساعة ونصف ساعة، وارتفاع القطب ستة وثلاثين جزءا وخمس جزء، وعرضه من حد الاقليم الثالث الى حيث يكون طول النهار الاطول أربع عشرة ساعة ونصف وربع ساعة وارتفاع القطب تسعة وثلاثين جزءا وهو مسافة ثلاثمائة ميل.

قال: والاقليم الرابع يبتدئ من المشرق فيمر ببلاد التبت ثم على خراسان، وفيه من المدن هنالك خجنده، وأشر وسنة، وفرغانة، وسمرقند، وبلخ، وبخارى وآموية، ومروذ، ومرو، وسرخس، وطوس، ونيسابور، وجرجان وقومس وطبرستان، ودنباوند، وقزوين، والديلم، والري، وأصبهان، وقم، وهمذان ونهاوند، والدينور، وحلوان، وشهرزور، وسر من رأى (177- ظ) والموصل وبلد ونصيبين وآمد، ورأسعين، وقاليقلا، وشمشاط وحران، والرقة، وقرقيسيا، ثم يمر على شمال الشام وفيه من المدن هنالك بالس ومنبج وسميساط وملطية وزبطرة وحلب، وقنسرين وأنطاكية، وطرابلس، والمصيصة، وصيدا، والكنيسة السوداء، وأذنة، وطرسوس، وعمورية، ولاذوقية، ثم يمر في بحر الشام على جزيرة قبرس، ورودس ثم يمر في أرض المغرب على بلاد طنجة، وينتهي الى بحر المغرب، وذكر الحيار من الاقليم الثالث. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق ح. وأنبأناه اجازة عاليا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قالوا: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ: ذكر علماء الاوائل أن أقاليم الارض سبعة وأن الهند رسمتها فجعلت صفة الاقاليم كأنها حلقة مستديرة تكتنفها ست دوائر على هذه الصفة. فالدائرة الوسطى هي اقليم بابل والدوائر الست المحدقة بالدائرة الوسطى كل دائرة منها إقليم من الأقاليم السته فالاقليم (178- و) الأول منها إقليم بلاد الهند، والاقليم الثاني اقليم الحجاز، والاقليم الثالث اقليم مصر، والاقليم

الرابع إقليم بابل وهو الممثل بالدائرة الوسطى التي اكتنفتها سائر الدوائر، وهو أوسط الأقاليم وأعمرها، وفيه جزيرة العرب، وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا، وحد هذا الاقليم مما يلي أرض الحجاز وأرض نجد الثعلبية من طريق مكة، وحدة مما يلي الشام وراء مدينة نصيبين من ديار ربيعة بثلاثة عشر فرسخا، وحده مما يلي أرض خراسان وراء نهر بلخ، وحده مما يلي الهند خلف الديبل بستة فراسخ، وبغداد في وسط هذا الاقليم، والاقليم الخامس بلاد الروم والشام، والاقليم السادس بلاد الترك، والاقليم السابع بلاد الصين «1» . وهذا الذي ذكره الخطيب من أن الاقليم الخامس بلاد الروم والشام وهم فاحش لأن البلاد الشمالية من الشام وهي التي حكينا فيها عن الخالدين والجيهاني، وأبي الحسين بن المنادي، وعن الرسالة التي ذكرناها في أول الباب ما حكيناه، اتفقوا كلهم على أنها من الاقليم الرابع، وما عدا هذه البلاد من بلاد الشام وهي الاكثر هي من الاقليم الثالث، فكيف يجعل الشام جميعه من بلاد الاقليم الخامس ولم يذهب أحد الى ذلك، وانما أوردنا قوله لوصفه الاقليم الرابع لكونه أوسط الاقاليم وأعمرها. والله الموفق للصواب. (178- ظ) . ***

باب ما جاء في صحة تربة حلب وهوائها واعتدال مزاجها وخفة مائها

باب ما جاء في صحة تربة حلب وهوائها واعتدال مزاجها وخفة مائها أعلم أن هواء حلب الغربي ينعش الانفس ويحييها، ويربي الاجسام ويغذيها، ويؤثر في الأجساد كتأثيره في الزروع بعد الفساد، فإن الزرع بها قد يذبل ويبور فيخضر عند ما تهب عليه الدبور، ومياها بالرقة والخفة موصوفة، وتربتها بقلة العفونات مشهورة معروفة، وهذه الاسباب موجبة للصحة والاعتدال مؤثرة في دفع الاسقام والاعلال، وما أحسن ما وصفها عبد الملك بن صالح وجمع في أوجز كلام ما فيها وفي بلادها من المدائح، وقد قبل له يوما: يا أبا عبد الرحمن ما أحسن بلادكم! فقال: وكيف لا تكون كذلك، وهي تربة حمراء، وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء، فيافي فيحّ وجبال وضحّ. وسمعت الحكيم الصفي سليمان بن يعقوب بن سعيد البغدادي بقيصرية من بلد الروم يقول لي: ذكر أرسطاطاليس في كتاب الكيان أنه لما أتى مع الاسكندر لقصد دارا الملك ومقابلته، وصل معه الى حلب وكانت تسمى باليونانية بيرواء «1» فتحقق حال تربتها وصحة هوائها، فاستأذن الاسكندر في المقام بها وقال: إن بي بهاء (179- و) مرضا باطنا، وهواء هذه البلدة موافق لشفائي، فأقام بها، فزال ما كان به من المرض. وقد اتبعه الاسكندر بعد ذلك فيما اعتمده من فعاله، وسلك طريقه الذي

سلكه ونسج على منواله، فان الشيخ أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفقيه الدمشقي أخبرنا بها قال أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن عوف قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن منير قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خريم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا غالب بن غزوان الثقفي قال: حدثنا صدقة بن يزيد الخراساني عمن حدثه قال: لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه فبعث الى تراب الشام فأتي به، فجلس عليه، فرجع اليه ما كان يعرف من نفسه «1» . ولا أشك أن التراب الذي أحضر اليه من تراب حلب، أو بعض عملها لما ذكرناه من فعل أرسطو، ولما بيناه في الباب المتقدم من أن الاقليم الرابع واسطة الاقاليم وأطيبها ماء وأعدلها هواء وأحسنها أهلا، وأصحها طباعا، وليس في بلاد الشام من الاقليم الرابع غير حلب وأعمالها. وقرأت بخط الحافظ أبي نصر بن فتوح الحميدي قال: ووقع طاعون ووباء بالشام فأراد الوليد أن يخرج الى حلب فيقيم بها، فقال له رجل يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل يقول: «قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا» «2» فقال له الوليد: فذلك القليل أريد. قلت وقد كان جماعة من بني أمية اختاروا المقام بناحية حلب، وأثروها على دمشق مع طيب دمشق وحسنها، وكونها وطنهم، ولا يرغب الانسان عن وطنه إلّا بما هو أفضل منه، فمنهم هشام بن عبد الملك انتقل الى الرصافة، وسكنها واتخذها

منزلا لصحة تربتها، واختار المقام بها على دمشق، ومنهم عمر بن عبد العزيز رحمه الله أقام بخناصرة واتخذها له منزلا، ومنهم مسلمة بن عبد الملك سكن بالناعورة، وابتنى بها قصرا وبناه بالحجر الصلد الاسود، وبقي ولده به بعده، وكان صالح بن علي بن عبد الله بن عباس قدولي الشام جميعه، فاختار حلب لمقامه، وابتنى له بظاهرها قصر بطياس وهو من غربي النيرب وشماليه، وولد له به عامة أولاده، كل هذا لما اختصت به هذه البلاد من الصحة والاعتدال، وكذلك الحصانة. فانني قرأت في كتاب نسب بني العباس تأليف أبي موسى هرون بن محمد بن اسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: أن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس لما مات وكان أولاده (180- و) بفلسطين قال: فأمر الرشيد عبد الملك بن صالح بحمل ولد ابراهيم جميعا من فلسطين الى حلب من مال أمير المؤمنين لاجتماع ولد صالح بن علي بها ولأنها حصينة منيعة، وأن يجري عليهم من الأرزاق ما أمر به لهم، فحملهم عبد الملك بن صالح جميعا من فلسطين الى حلب، فلم يزالوا بها الى أن توفي الرشيد، ثم افترقوا. وأما غير هؤلاء من الملوك العظام أرباب الممالك الواسعة والبلاد الشاسعة الذين تركوا سائر بلادهم، واختاروا المقام بحلب قرارا، وجعلوها مسكنا لهم ودارا، فأكثر من أن يحصون، وهذا هرقل على سعة مملكته واستيلائه على بلاد الروم وبلاد الشام جميعها اختار المقام بأنطاكية، وكان كما ذكرنا عنه أنه كلما حج بيت المقدس، خلف سورية وهي شام حلب وقنسرين وعملهما وطعن في أرض الروم التفت اليها فقال: عليك السلام يا سورية تسليم مودع ولم يقض منك وطره، وهو عائد، ولما فتحت قنسرين، وسار نحو القسطنطينية التفت وقال: عليك السلام يا سورية سلام لا اجتماع بعده.

باب في ذكر ما ورد من الكتابة القديمة على الاحجار بحلب وعملها وما أشبه ذلك

باب في ذكر ما ورد من الكتابة القديمة على الاحجار بحلب وعملها وما أشبه ذلك قد ذكرنا في أول كتابنا هذا ما حكاه أبو أسامة الخطيب بحلب أن (180- ظ) أباه حدثه أنه حضر مع أبي الصقر القبيصي ومعهما رجل يقرأ باليونانية فنسخوا كتابة كانت على القنطرة التي على باب أنطاكية قال: ونسختها: بنيت هذه المدينة بناها صاحب الموصل والطالع العقرب والمشتري فيه، وعطارد يليه ولله الحمد كثيرا. وذكرنا أن صاحب الموصل هو تلوكوس. وقرأت بخط ابراهيم بن أحمد بن اسحاق بن ابراهيم بن عطاء الله مما سمعه على أبي العباس الكندي قريء على أبي العباس أحمد بن ابراهيم الكندي قال: حدثني أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان في رجب من سنة تسع عشرة وثلاثمائة قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن أبي سعد الوراق قال: حدثني علي بن الحسين بن هرون قال: حدثني أحمد بن عباد قال: حدثنا عبد الملك بن قريب قال: وجد حجر بقنسرين مزبور مكتوب فيه بالعبرانية: اذا كان الامير وصاحباه ... وقاضي الارض يدهن في القضاء فويل ثم ويل ثم ويل ... لقاضي الارض من قاضي السماء وقرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان في كتاب سير الثغور من تأليفه في ذكر مدينة طرسوس قال: وبباب قلمية يعني باب طرسوس حجر بحضرة دار مزاحم مدور لاصق بالحائط مكتوب عليه باليونانية

سطور قرأها أحمد بن طغان السندي البيطار فذكر (181- و) أن المكتوب عليه: الحمد لله الوارث للخلق بعد فناء الدنيا كما غرقني، فاني ابن عم ذي القرنين عشت أربعمائة سنة وكسرا، ودرت الشرق والغرب أطلب دواء للموت من أراد أن يدخل الجنة فليصل في هذا الدير عند العمود ركعتين، ومن أراد صنعة العمد وآلتها، فعليه بالقنطرة السابعة من جسر أذنه. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الاربلي قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن محمد النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن سعيد بن السماك قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي قال حدثني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن يزيد الانطاكي قال: حدثنا علي ابن الهيثم المصيصي قال: حدثنا تمام بن كثير أبو قدامة الساحلي قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال: حدثنا الوليد القاص قال: أتيت أنطاكية فاذا أسود قد نبش قبرا فأصاب فيه صفيحة نحاس فيها مكتوب بالعبرانية، فأتوا بها الى امام أنطاكية، فبعث الى رجل من اليهود فقرأه، فاذا فيه أنا عون بن أرميا النبي، بعثني ربي الى أنطاكية أدعوهم الى الايمان بالله، فأدركني فيها أجلي، وسينبشني أسود في زمان أمه أحمد صلى الله عليه وسلم. (181- ظ) . ووقع إلي ببغداد كتاب من تأليف أحمد بن محمد بن إسحاق الزيات الهمذاني الفقيه، فنقلت منه: حدثنا أبو عمرو عبد العزيز بن محمد بن الفضل قال: حدثني الفضل بن شحرف قال: حدثنا عبد الله بن جبير قال: حدثني موسى بن طريف عن أبي يحيى عن إسماعيل بن عياش قال: كنت جالسا إلى عامل أنطاكية إذ ورد عليه كتاب من أبي جعفر بنبش القبور فنبشوا في هذا الجبل قبرا فإذا فيه رجل أضلاعه تتثنى، وعند رأسه لوح مكتوب فيه لا إله إلا الله محمد رسول الله، أنا

عوذ بن سام بن نوح بعثت إلى أهل أنطاكية فكذبوني وقتلوني، وينبشني رجل أسود أفرع أصلع، فنظروا فإذا الذي نبشه أسود، وكانت عليه عمامه فكشفوها، فإذا هو أصلع، ونزعوا خفه فإذا هو أفرع، فقال: اتركوه كما كان. أخبرنا سليمان بن محمد بن الفضل الموصلي في كتابه قال أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا سعيد بن كثيّر قال: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبان بن أبي عياش عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه وجد تحت الجدار الذي قال الله عز وجل في كتابه: «وكان تحته كنز لهما» «1» . أنه كان لوح من ذهب، والذهب لا يصدأ ولا يتغير، فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن يؤمن بزوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، محمد رسول الله. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا الكاتبه شهدة بنت الآبري قالت: أخبرنا أبو عبد الله النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن عبيد الله الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجراح قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله «وكان تحته كنز لهما» «2» قال: صحف علم؛ وقال: حدثنا إسحاق بن سنين قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا قتيبه بن بسام عن إسماعيل عن ليث عن مجاهد قال: كان الكنز لوحا من ذهب في أحد جانبيه، لا إله إلا الله الواحد «الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد» «3» ، وكان في الجانب الآخر عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبا

لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم هو يطمئن إليها، عجبا لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل. قلت: وكان الكنز المذكور بأنطاكية فيما روي عن ابن عباس رضى الله عنه، وقد ذكرنا ذلك في فضل أنطاكية. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي، ح. وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان الزركشي البغدادي قال أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا أبو فضل بن خيرون قال: أبو إسحاق وأخبرنا أبو المظفر الكاغدي قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثتنا هنّادة بنت مالك الشيباني ذكرت عن صاحبها حماد بن الوليد الثقفي أنه سمع جعفر بن محمد وهو (182- و) يقول حين سئل عن كنز الغلامين اليتيمين وصلاح أبيهما فقال جعفر: إنه كان أبوهما صالحا دونه سبعة آباء، فحفظ الغلامان بصلاح أبيهما الأكبر، وإنما كان الكنز علم سطرين ونصف ولم يتم الثالث، فيه مكتوب: يا عجبا من الموقن بالموت كيف يفرح، ويا عجبا من الموقن بالرزق كيف يتعب، ويا عجبا من الموقن بالحساب كيف يغفل. وهذا الكنز كان بأنطاكية، جاء في التفسير عن ابن عباس وغيره ذلك. وفي جبل بني عليم من أعمال حلب قرية يقال لها: نحله، وقريب منها مقبرة عليها كتابة بالرومية، ويشاهد الناظر على المقبرة في بعض الليالي نورا ساطعا حتى إذا قصده اختفى عنه النور، فلا يرى شيئا، وهذا أمر شائع ذائع مستفيض، أخبرني جماعة لا يتصور تواطؤهم على الكذب أنهم شاهدوه.

وقال لي صديقنا بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب رحمه الله: أمر الأمير سيف الدين علي بن قلج وكان من أكابر الأمراء بحلب، وقد اجتمعت أنا به ولم أسأله عن ذلك، بأن تنقل تلك الكتابة الرومية، فنقلت، ودفعها إلى بعض علماء الروم، فترجمها، فكان معناها هذا النور هبة من الله العظيم لنا، أو ذكر كلاما نحو هذا، وفيه زيادة عليه. وحضرت بقلعة الراوندان عند الملك الصالح أحمد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب (182- ظ) فحكى أن عنده ببلد الراوندان قرية، وأشار بيده نحو الغرب، وقال: هي في ذلك المكان، وإنه يشاهد فيها نور ساطع إما في ليلة الجمعة أو في ليلة أخرى سواها ينظر إليه من كان خارجا عن تلك القرية، حتى إذا قصدها ووصل إليها غاب عنه فلم ير شيئا.. قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتاب سير الثغور قال: وفي البرج المنسوب إلى الهري، فذكر أشياء ثم قال: وعلى أسكفتي الباب العلياتين حجر قد طبّق المصراعين، فيه قبر دقيانوس ملك أصحاب الكهف، وذكر لي جماعة ثقات بطرسوس أن يازمار الخادم في ولايته كشف عنه بمقدار ما يمكن الوصول إليه، فوجد ميتا مسّجى بأكفانه مصبرا، معه سيف إلى جانبه، فأمر بالسيف فأخذ فوزن، فوجدوه أحد عشر أوّقية بالطرسوسي التي وزن كل أوقية منها اثنان وثلاثون درهما، وردّ ما كان كشف منه إلى حاله. قلت والعجب أن عبد الله المأمون دفن في بطانة محراب جامع طرسوس بسلاحه، ولما ملك الدمستق «1» طرسوس، سقط محراب الجامع، وسقط المأمون بسلاحه، فأخذ الدمستق سيفه، وردّ الباقي إلى حاله، ورد إلى موضعه. وشاهدت في المدرسة الحنفية المعروفة بالحلاوية بحلب مذبحا من الرخام

الملكي الشفاف الذي يقرب النصارى عليه القربان (183- و) وهو من أحسن الرخام صورة إذا وضع تحته ضوء من وجهه، فسألت الشريف تاج الدين أبا المعالي الفضل ولد شيخنا افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي عنه، وكان نشأ بهذه المدرسة، وولي تدريسها بعد أبيه فقال لي: إن نور الدين محمود بن زنكي أحضره من أفامية، ووضعه في هذه المدرسة، وعليه كتابة باليونانية، فسألته عنها فذكر لي أنه حضر من ترجمها، وفيها مكتوب عمل هذا للملك دقلطيانوس والنسر الطائر في أربعة عشر درجة من برج العقرب، قال: فيكون مقدار ذلك ثلاثة آلاف سنة. قلت وهذا دقلطيانوس هو آخر ملوك رومية، قيل انه ملك عشرين سنة والله أعلم. وسمعت والدي رحمه الله يقول لي: ان نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله كان يحشو للفقهاء القطائف، ويملأ بها هذا الجرن الرخام، ويجتمعون عليه ويأكلونها. ***

باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من المزارات وقبور الأنبياء والاولياء والمواطن الشريفة التي بها مظان اجابة الدعاء

باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من المزارات وقبور الأنبياء والاولياء والمواطن الشريفة التي بها مظان اجابة الدعاء فأما قلعة حلب ففيها مقاما ابراهيم صلى الله عليه وسلم الاعلى والاسفل، وقيل ان ابراهيم عليه السلام كان قد وضع أثقاله بتل القلعة، وكان يقيم به ويبث رعاءه الى نهر الفرات والجبل الأسود، ويحبس بعض الرعاء بما معهم عنده، ويأمر بحلب ما معه، واتخاذ الاطعمة وتفرقتها على الضعفاء والمساكين، وقد ذكرنا ذلك مستقصى في باب تسمية حلب (183- ظ) . فأما المقام التحتاني فكان موضعه كنيسة للنصارى الى أيام بني مرداس، وقد قال ابن بطلان في بعض رسائله «ان فيها كان المذبح الذي قرب عليه ابراهيم عليه السلام» ، فغيرت بعد ذلك وجعلت مسجدا للمسلمين، وجدد عمارته نور الدين محمود بن زنكي ووقف عليه وقفا حسنا، ورتب فيه مدرسا يدرس الفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه. وأما المقام الاعلى ففيه تقام الخطبة بالقلعة ويصلي فيه السلطان الجمعة، وفيه رأس يحيى بن زكريا عليه السلام موضوع في جرن من الرخام في خزانة، ووقع الحريق ليلة من الليالي في المقام المذكور فاحترق جميعه في سنة أربع وستمائة، ولم يحترق الجرن المذكور ودفع الله النار عنه. وقرأت في تاريخ محمد بن علي العظيمى، وأنبأنا به شيخنا أبو اليمن

الكندي عنه قال: في سنة خمس وثلاثين وأربعمائه ظهر ببعلبك رأس يحيى بن ذكرياء في حجر منقور، فنقل إلى حمص، ثم إلى حلب وهو إلى الآن. «1» وأخبرني أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي رحمه الله قال: بقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل عليه السلام، وبه صندوق فيه قطعة من رأس يحيى بن زكريا عليه السلام، ظهرت سنة خمس وثلاثين وأربعمائة «2» . وأما ما هو في نفس المدينة فمنها مسجد الغضائري، ويعرف الآن بمسجد شعيب «3» ، وهو أول مسجد اختطه المسلمون بحلب عند فتحها. (184- و) . أنبأنا شيخنا أبو اليمن الكندي عن محمد بن علي العظيمي قال: لما فتح المسلمون حلب دخلوها من باب أنطاكية، ووقفوا داخل الباب، وحفّوا حولهم بالتراس، فبني في ذلك المكان مسجد وهو المعروف بالغضائري «4» . وأخبرني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله أن الغضائري كان يعبد الله بالمسجد المعروف بالغضائري داخل باب أنطاكية، وهو المعروف الآن بمسجد شعيب، لأن نور الدين وقف عليه وقفا، وجعل فيه الشيخ شعيبا يقرئ الناس الفقه. وهذا الغضائري هو أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري أحد الأولياء من أصحاب سري السقطي وحج من حلب ماشيا أربعين حجه، وسنذكر ترجمته في موضعها من كتابنا هذا إن شاء الله. وأما شعيب فهو ابن أبي الحسن بن حسين بن أحمد الأندلسي الفقيه، كان من الفقهاء الزهاد، وكان محمود بن زنكي يعتقد فيه، وكان مقيما بهذا المسجد،

فوقف على المسجد وقفا ورتب فيه شعيبا هذا يذكر الدرس على مذهب الشافعي رضى الله عنه، فاليوم يعرف بمسجد شعيب. وسنذكر ترجمته إن شاء الله تعالى. ومنها مسجد غوث داخل باب العراق في المرمى، وفيه قطعة من عمود فيه كتابة في الجمر، يزعمون أن عليا رضوان الله عليه كتبها بسنان رمحه حين ورد الى صفين، ويقولون: إن هذا الحجر نقل من الرّقة إلى حلب. قال لي: (184- ظ) علي بن أبي بكر الهروي فيما ذكره من الزيارات بحلب: وبها داخل باب العراق مسجد غوث به حجر عليه كتابه، ذكروا أنها خطّ علي بن أبي طالب عليه السلام، وله حكاية. «1» قلت وأظن أن مسجد غوث هذا منسوب إلى غوث بن سليمان بن زياد قاضي مصر، وكان قدم مع صالح بن علي بن عبد الله بن العباس إلى حلب، وسنذكر ترجمته في موضعها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ومنها مشهد النور وهو بالقرب من باب قنسرين في برج من أسوار حلب فيما بين برج الغنم وباب قنسرين قال لي عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة: هذا مشهد النور، إنما سمي بذلك لأنه رؤي النور ينزل عليه مرارا؛ قال: وكان ابن أبي نمير العابد يتعبد فيه، فاتفق أن نزل ملك الروم على حلب محاصرا لها، فجاء الحلبيون إلى ابن أبي نمير العابد فقالوا ادع الله لنا أيها الشيخ، قال: فسجد على ترس كان عنده، ودعا الله تعالى وسأله دفع العدو عن حلب، فرأى ملك الروم في منامه تلك الليلة قائلا يقول له ارحل عن هذه البلدة، وإلا هلكت، أتنزل عليها وفيها الساجد على الترس في ذلك البرج، وأشار إلى البرج الذي فيه مشهد النور، فانتبه ملك الروم، وذكر المنام لأصحابه، وصالح أهل حلب، وقال: لا أرحل حتى تعلموني

من كان الساجد على الترس في ذلك البرج، فكشفوا عنه فوجدوه ابن أبي نمير (185- و) ورحل ملك الروم عن حلب. وقال لي الوزير الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف القفطي: مشهد النور تعتقد فيه النصيرية اعتقادا عظيما ويحجون إليه. وهذا ابن أبي نمير هو أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن عبد الواحد بن أبي نمير العابد الأسدي، وكان من الأولياء المشهورين بالكرامات، وسنذكره في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، وقبره خارج باب قنّسرين يزار، وتنذر له النذور الى يومنا هذا، وهو مدفون في تربة بني أمين الدولة ابن الرعباني، غربي قلعة الشريف والخندق، وقيل إنه ما سئل الله عنده حاجة إلا قضاها. وقال لي أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم بن العجمي يقال لقبره سم ساعة، لسرعة الإجابة عنده، يعني إذا دعا الانسان عنده على عدوه. وكان بالقرب منه من جهة الشمال إلى جانب سور باب قنّسرين قبر مشرق ابن عبد الله العابد الحنفي، وكان فقيها حنفيا منقطعا في المسجد الجامع، وكان قبره يزار ويتبرك به، وزرته مرارا مع والدي رحمه الله، فلما حرر الملك الظاهر خنادق حلب، ووضع التراب على المقابر حوّل قبر مشرق العابد من موضعه، ونقل إلى سفح جبل جوشن، وشاهدته في الموضع الذي نقل إليه، ولوح قبره الاوّل عليه، وسنذكره إن شاء الله في موضعه. وفي المسجد الجامع في الشرقية من القبليّة في العضادة الثانية الملاصقة لصحن الجامع في شمال الشرقية (185- ظ) موضع متعبّد مشرق العابد المذكور. وأخبرني القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب قال: كان

الخطيب أبو الفضل عبد الواحد بن هاشم يصلي بجامع حلب في الشرقية، ويتعمد الصلاة في هذا الموضع المذكور، فسألته عن ذلك، فقال: كان أبي هاشم يصلي أبدا هاهنا كثيرا، وأخبرني أن الشيخ مشرق بن عبد الله العابد كان يصلي فيه، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يصلي هاهنا. وخارج المدينة مما يلي القبلة مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم في الجبانة، وفي محراب المسجد حجر قيل أنه يجلس عليه، وفي الرواق القبلي الذي يلي الصحن صخرة نابته فيها نقرة قيل إنه كان يحلب فيها غنمه «1» ، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدّم، وفي المشهد المذكور في جهة الشمال فيها قبر الإمام علاء الدين أبي بكر الكاساني الحنفي أميركا سان، وقبر امرأته فاطمة بنت شيخه علاء الدين السّمرقندي، وكان من العلماء الصالحين، وسنذكرها في هذا الكتاب إن شاء الله. وقبلي هذا المشهد مقبرة فيها جماعة من العلماء الصالحين الأخيار منهم أحمد الأصولي صاحب برهان الدين البلخي، وسيأتي ذكره إن شاء الله. وقبلي هذه المقبرة قبر أبي الحسين الزاهد المقدسي، ينذر له النذور، والدعاء عنده مستجاب وله كرامات مشهورة، وكان الفرنج يعظمونه، وقيل إنه رؤي وهو راكب الأسد (186- و) وإلى جانبه قبر صاحب له من الأولياء أيضا يقال له زيد العابد. ومن شمالي المشهد التربة المعروفة بسلفي من بني العديم فيها جد أبي أبو غانم وعمي أبو غانم وكانا من العباد الأولياء، وفيها قبر الحافظ أبي بكر الجياني، وسيأتي ذكر هؤلاء في هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.

وفي جهة الشمال من هذه الجبانة مشهد للخضر عليه السلام قيل إنّه رؤي فيه، وهو قديم وعليه وقف. ومن شرقي المدينة بينها وبين النيرب مشهد قرنبيا «1» على جبل صغير قيل إنه رؤي النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه، فعمره قسيم الدولة آق سنقر، ووقف عليه وقفا. وخارج باب الأربعين قبر بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف موضع قبره بل نقل إنه مات بحلب ودفن بها خارج باب الأربعين، وسنذكر ذلك في موضعه، ونذكر إختلاف الناس فيه إن شاء الله، وقد شوهد النور مرارا ينزل على الجبانة التي خارج باب الأربعين بالجبل. وفي هذا الجبانة جماعة من الأولياء والصالحين منهم الحافظ أبو الحسن علي ابن سليمان المرادي أحد الأولياء المكاشفين، والاستاذ عبد الله بن علوان والد شيخنا الحافظ أبي محمد عبد الرحمن، وشيخنا المذكور، وفيها في تربة واحدة قبور جماعة من الأولياء منهم الشيخ أبو الحسن علي بن يوسف الفاسي، والشريف الزمن، والشيخ عبد الحق المغربي، وشيخ الشيوخ بالموصل (186- ظ) وسيأتي ذكرهم في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وفي جبانة باب النصر مشهد يعرف بمشهد الدعاء، يقال إن الدعاء به مستجاب. وبباب الجنان ملاصق الباب من ظاهره مشهد قديم يعرف بمشهد علي بن

أبي طالب رضي الله عنه، قيل رؤي في المنام؛ أخبرني بذلك الشيخ علي بن أبي بكر الهروي «1» . وبجبل جوشن مشهد الدكّة «2» ، ومشهد الحسين رضي الله عنه، وقد ذكرناهما عند ذكر جبل جوشن. وفي قبلي جبل جوشن في طرف الياروقيه مشهد الأنصاري، قال لي أبو الحسن بن الهروي به قبر عبد الله الأنصاري، كما ذكروا «3» . وأخبرني والدي رحمه الله قال: رأت امرأة من نساء أمراء الياروقية في المنام قائلا يقول: هاهنا قبر الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فنبشوا، فوجدوا قبرا، فبنوا عليه هذا المشهد، وجعلوا عليه ضريحا. وفي قرية يقال لها نوايل من شرقي مدينة حلب على رأس جبلها مشهد يقال هو مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وبأرض آرل، وهي قرية من جبل سمعان، على رأس الجبل من جهة الشرق، مشهد مشرف على بلد الأرتيق جميعه، يقال له مشهد الرجم، يزار ويتبرك به، وفيه سرداب، قيل إن نبيا من الأنبياء رجمه قومه، وإنه في ذلك السرداب؛ سمعت والدي رحمه الله يذكر لي ذلك.

وبروحين، قرية من جبل سمعان، مشهد حسن، وفي جانب المسجد منه ثلاثة قبور، قيل إن الأوسط منها قبر قس بن ساعدة الإيادي (187- و) والقبران الآخران قبرا سمعان وشمعون من الحواريين، وقد ذكرنا قصة قس، ومقامه بين القبرين، والشعر الذي أنشده، فلا حاجة إلى إعادته هاهنا، وسيأتي في ترجمة قس من شرح ذلك ما فيه مقنع إن شاء الله تعالى. وبجبل برصايا قبر شيخ برصيصا، ومقام داود عليه السلام، وقد ذكرناه، وقال لي الشيخ علي بن الهروي: جبل برصايا به مقام برصيصا العابد وقبر شيخ برصيصا، ومقام داود عليه السلام. وقال: مشحلا قرية من بلد عزاز بها قبر أخي داود النبي عليه السلام «1» . قلت وهذه مشحلا قرية من قبلي عزاز وغربها، وبها نهر جار وبساتين، وقد خرج منها بعض أهل الحديث. وبقورس قبر أوريا بن حنان، في قبة من قبلي المدينة، وقصته مع داود عليه السلام معروفة، تذكر في موضعها إن شاء الله تعالى. وبمنبج مشهد من شرقي المدينة زعموا أن به قبر خالد بن سنان العبسي، وهو النبي الذي ضيعه قومه، وسنذكر قصته إن شاء الله. أخبرني علي بن أبي بكر الهروي قال: وبها يعني منبج مشهد النور، يزعمون أن به بعض الأنبياء، ويقولون إنه خالد بن سنان العبسي الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذلك نبي أضاعه قومه» .

قال: وبها مسجد المستجاب، وبها قبور جماعة من الصالحين. وفيها مشهد من غربي المدينة وشماليها يقال له المستجاب، يتبرك به، ويقال إن الدعاء به مستجاب «1» . وبجبل باب بزاعا من غربي الباب، ويقال للجبل تيمر، مشهد مطل على الباب يزورونه ويتبركون به، ويقولون بأنه في كل سنة في خميس نيسان يجتمع إليه من هذه الدويبات الحمر الحمر التي تشبه الدراريج، ويوجد على المقابر شيء كثير حتى يعم أكثر الأرض التي حول المشهد، ثم (187- ظ) تذهب من حوله، ولا يبقى إلّا اليسير. وبجبل الطور إلى جانب قنّسرين مشهد قيل إنه مقام صالح النبي عليه السلام وقد تقدم ذكره. وقال لي الشيخ علي بن أبي بكر الهروي مدينة قنّسرين بجبلها مشهد يقال إنه مقام صالح النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال إن الناقه منه خرجت لصالح، وبه آثار أقدام البعير. وقال: والصحيح أن صالحا كان بأرض اليمن، وقبره في شبوه باليمن، هذا ما ذكره ابن الهروي، والصحيح أن موضع الناقة بالحجر من مدائن ثمود، والذي يغلب على ظني أن هذا المشهد من بناء صالح بن علي بن عبد الله بن العباس، وكان إليه ولاية الشام، وله آثار بحلب وقنّسرين، فنسب المشهد إلى صالح عليه السلام. وبمعرّة النعمان فيما زعموا قبر يوشع بن نون عليه السلام، في مشهد هناك جدد عمارته الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب رحمه الله، وهو يزار ويتبرك به.

وقيل إن بها قبر محمد بن عبد الله بن عمّار بن ياسر، يزار أيضا. وبكفر طاب قرية يقال لها شحشبو قيل بها قبر الإسكندر، وقيل إنه مات بها ونزع ما في جوفه ودفن بهذا المكان، وصبرّ جسده وحمل إلى أمه؛ وقد ذكر بعض ارباب التواريخ أنه مات بحمص، فلا استبعد ذلك فإن كفر طاب كانت من أعمال حمص، والله أعلم. قال لي علي بن أبي بكر الهروي: شحشبو قرية من أعمال فاميه، بها قبر الإسكندر، ويقال إن أمعاءه هناك وجثته بمنارة الاسكندرية، وقيل إنه مات ببابل. «1» وبدير سمعان من قرى معرّة النعمان، ويقال أيضا دير النقيره لأن إلى جانبها قرية يقال لها النقيرة قبر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في حائر صغير، (188- و) وإلى جانبه من خلف ظهره قبر الشيخ أبي زكرى يحيى بن المنصور، وكان أحد أولياء الله تعالى، وله كرامات ظاهرة، وكان قد أقام في المسجد الذي بهذه القرية يعبد الله تعالى حتى أدركه أجله، فدفن في الحائر إلى جانب عمر رضى الله عنهما، وسنذكره إن شاء الله تعالى في كتابنا هذا. وبأنطاكية قبر حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وزرت قبره بها. وبها قبر عون بن أورميا النبي، وقبر عوذ بن سام بن نوح النبي عليهما السلام، وقد ذكرناهما في باب قبل هذا. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي بحبرى «2» في مشهد الخليل عليه السلام قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن

الشافعي قال: أنبأنا أبو سعد عمار بن طاهر بن عمار بن إسماعيل الهمذاني قال: أخبرنا أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسن بن القاسم بن محمد الرميلي المقدسي قال: أخبرني الشيخ أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي الدمشقي إجازة، شافهني بها قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ الرازي قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي قال: حدثنا محمد بن الخضر عن هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عن سعيد- يعني- بن عبد العزيز عن مكحول عن كعب قال: بطرسوس من قبور الأنبياء عشرة، وبالمصّيصة خمسة، وبسواحل الشام من قبور الأنبياء ألف قبر، وبأنطاكية قبر حبيب النجار، وذكر تمام الحديث. «1» وقد ذكرنا (88- ظ) فيما تقدم في فضل أنطاكية حديثا مسندا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن فيها التوراة، وعصا موسى، ورضراض الألواح، ومائدة سليمان بن داود في غار من غيرانها» ؛ وفي حديث آخر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وفيها جبل، وفي ذلك الجبل غار، وفي ذلك الغار عصا موسى صلى الله عليه وسلم وشيء من ألواحه، ومائدة سليمان، ومحبرة إدريس، ومنطقة شعيب، وبردا نوح. وقد ذكرنا فيما نقلناه عن الحسن بن أحمد المهلبي في وصفها، وبها كنيسة القسيّان وهي كنيسة جليلة، ويقال إن بها كفّ يحيى بن زكرياء عليه السلام. وقرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي قاضي المعرة قال: قبر أبي معاوية الأسود بطرسوس، بباب الجهاد في الطريق الآخذ الى الميدان يمنة السائر، بإزاء قبة ابن الأغلب، ما فارقه الزوار مدّة عمارة طرسوس تبركا به وتيمنا بالدعاء بحضرته؛ وقال أبو عمرو سمعت عدة من شيوخ طرسوس يقولون ما صدق أحد

نيته في حاجة لله عز وجل فيها رضا، فتوسل ودعا عند قبر أبي معاوية إلّا أجابه الله عز وجل. وبعرب سوس، وقيل إنها آخر حدود الشام في جبل بانجلوس من غربي عرب سوس، الكهف الذي كان فيه أصحاب الكهف، ولبثوا فيه ثلاثمائة سنين، وزرت المكان عند دخولي الى بلاد الروم، وهو مكان حسن كثير الزوّار، وهو كما وصفه الله (189- و) تعالى في كتابه. «وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال» «1» . والكهف يدخل إليه الإنسان حبوا لا يمكن الماشي أن يمشي فيه قائما لقصر سقفه، وبني عليه مشهد عظيم بالحجر، وجعل له سور، ووقف عليه وقف للزوار، وقد ذكرنا عرب سوس فيما تقدم. قال لي علي بن أبي بكر الهروي مدينة الرصافة بها قبور جماعة من الصحابة والتابعين لا أعرف أسمائهم. وقال: مدينة بالس بها مشهد علي بن أبي طالب عليه السلام، وبها مشهد الطرح، وبها مشهد الحجر، يقال إن رأس الحسين عليه السلام وضع عليه عند ما عبروا بالسبي والله أعلم. «2» ***

باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من العجائب والخواص والطلسمات والغرائب

باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من العجائب والخواص والطلسمات والغرائب حدثني والدي رحمه الله قال: لم يكن البق يوجد في مدينة حلب ولا يعهد منه شيء، الى أن اتفق عمارة في بعض أسوارها، ففتح فيها طاقة أفضت الى مغارة كانت مسدودة، فخرج منها بق عظيم عند فتحها، أظنها في ناحية قلعة الشريف، فحدث البق فيها من ذلك اليوم. قال: وقيل بأنه كان الانسان إذا أخرج يده من داخل السور الى خارجه سقط البق على يده، فإذا أعادها الى داخل السور ارتفع. وأخبرني الرئيس إبراهيم بن الفهم رئيس معرة النعمان قال: كان في معرة النعمان عمود فيه طلسم للبق، قال: وذكر أهل المعرة أن الرجل كان يخرج يده وهو على سور المعرة الى خارج السور فيسقط عليها البق، فإذا أعادها الى داخل السور زال عنها. قال لي وأخبرني رجل من أهل المعرة يسمى محمدا قال: رأيت أسفل عمود في الدار التي كنت بها في معرة النعمان (189- ظ) ففتحت موضعه لأستخرجه، فانخرق الى مغارة، فأنزلت إليها إنسانا، أو قال نزل هو بنفسه، ظنا أنه مطلب، فوجدنا مغارة كبيرة، ولم نجد فيها شيئا، قال: ورأى فيها في الحائط صورة بقة، قال: فمن ذلك اليوم كثر البق بمعرة النعمان

وقد قال أبو عمرو القاسم بن أبي داود الطرسوسي في قصيدة الأعلام في وصف أنطاكية وقد قدمنا ذكره. والبق لا يدخلها ويتصل ... لكن بها فأر عظيم كالورل وقال في تفسير هذا البيت، ولا يدخلها البق، ومن خرج منها آذاه البق، وهي كثيرة الفأر. وسمعت والدي رحمه الله وغيره من الحلبيين يقولون: لم نسمع بأن حية من الحيات التي داخل مدينة حلب لدغت أحدا فمات من لدغتها. قال لي والدي رحمه الله: ويقال إن بها طلسما للحيات، وقيل إنه ببرج الثعابين في الزاوية التي عند باب الفراديس المستجد. وبلغني أن جماعة في زماننا لدغتهم حيات داخل مدينة حلب، ولم تؤذهم كجاري العادة، وأن الملدوغ لا يبقى بالألم إلا أياما يسيره ويبرأ، والعجب أن حيات بانقوسا خارج المدينة لا تلدغ أحدا إلا ويموت في الحال، وحيات المدينة كما ذكرنا، وهذا لطف من الله عز وجل. وسرمين «1» لا يوجد فيها حية أصلا، وفي وسطها عمود يقال إنه طلسم للحيات. وذكر لي أهل معرة النعمان أن حيات معرة النعمان لا تؤذي إذا لدغت (190- و) كما يؤذي غيرها. وسمعت إبراهيم بن الفهم رئيس المعرة يقول: إن العمود القائم في مدينة المعرة هو طلسم، ذكروا أنه للحيات، وأن الحية إذا لدغت إنسانا عندنا بالمعرة لا تؤذيه. وهذا العمود قائم مستقر على قاعدة بزبرة حديد في وسطه يميله الانسان

فيميل، وربما تميله الريح القوية، ويضع الناس إذا مال الجوز أو اللوز فيعود الى مستقره فيكسره. وسمعت إبراهيم بن الفهم المذكور يقول كان بالمعرّة عمود آخر كان فيه طلسم للعقارب، فكانت العقارب بالمعرة لا تؤذي، فزال ذلك العمود، فزال أثره وللعقارب اليوم بالمعرة إذا لدغت تقتل وبناحية الجزر من أعمال حلب بالقرب من معرة مصرين قرية يقال لها يحمول «1» ، ولنا فيها ملك نتوارثه عن أجدادنا من حدود الثلاثمائه للهجرة، لا يوجد في أرضها عقرب أصلا. وحكى لي جماعة من فلاحيها أنهم يخرجون في بعض الأوقات، ويحتطبون من جبل الأعلى حطبا، ويأتون به الى يحمول هذه فربما يعلق في الحطب من الجبل عقرب، فمتى ما شمت تراب يحمول ماتت. ومن العجب أن الى جانب يحمول قريتين يقال لأحديهما الكفر وللأخرى بيت رأس، وبين جدارها وجدار كل واحدة من القريتين مقدار شوط فرس، وإذا صاح انسان في القرية سمع في القرية الأخرى، وفي كل واحدة من القريتين من (190- ظ) العقارب شيء كثير، وهي من أشد العقارب ضررا. وفي يحمول هذه آبار كثيره ماؤها معين طول البئر مقدار عشره أذرع، وهاتان القريتان ليس فيهما بئر واحد، وإذا حفر فيهما بئر لا يجدون فيها معينا، ولهم صهاريج من ماء المطر، وربما يقل عليهم الماء، فيكون شرب أهل القريتين من يحمول هذه. وأخبرني من أثق به من الحلبيين أنه ولي عملا بشيح الحديد، وأنه لا يوجد بها عقرب أصلا وأن الرجل من أهل شيح إذا غسل ثوبه في مائها ثم خرج الى موضع

آخر، فوضع على ثوبه ماء وعصر وشربه من لدغته عقرب بريء من وقته، وإن قطر منه قطرة على عقرب ماتت في الحالة الراهنة. وهذه شيح الحديد قرية كبيرة لها كورة، وفيها وال وديوان، وهي في طرف العمق من أعمال أنطاكية وهي اليوم من أعمال حلب مضافة الى حارم، وبها كان مقام يوسف بن أسباط رحمة الله عليه. وأخبرني والدي رحمه الله وجماعة من مشايخ حلب، يأثره الخلف عن السلف، أن العمود الحجر المعروف بعمود العسر، بالقرب من الأسفريس بمدينة حلب، ينفع من عسر البول، وإذا أصاب الإنسان، أو الدابة عسر البول أتوا به إليه وأداروا به حوله، فيزول ما به، وذكروا أن هذا مجرب، والناس يعرفون ذلك الى زمننا هذا ويستعملونه فيفيد، والمحله التي هذا العمود (191- و) بها تعرف بعمود العسر. وفي قرى حلب في الناحية الشرقية وتعرف بالحبل خربة تعرف بجب الكلب، وهي الى جانب قبثان الحبل كان بها بئر ينفع المكلوب؛ وأخبرني والدي رحمه الله فيما يأثره عن سلفه أن هذا البئر كان ينفع من عضه الكلب الكلب، فيأمن المعضوض من الكلب بالنظر في تلك البئر والشرب منها. قال والدي رحمه الله: وبطلت منفعة البئر بأن امرأة ألقت فيها خرقة حيض، فبطل تأثيرها، وهذا متداول عند أهل حلب، يأثره الخلف عن السلف، وإنما بطلت منفعه البئر في حدود الخمسمائه. ونقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه الموسوم بالبداية والنهاية قال: سنة خمس وأربعين وأربعمائه فيها كلبت الذئاب والكلاب وأتلفت أكثر الناس. قال أبي: قال لي جدّك رحمه الله كان أبي أبو المتوج قد دخل الى حلب

وتركني عند جدي الصوفي أتفرّج بسرمين، وكنت لا أعرف لي والدا سواه لغيبة أبي عند الأمراء والملوك، فقال: يا علي احذر أن تخرج وحدك فإن الكلاب الكلبة كثير، فاتفق أنني خرجت مع أصحابي وغلماني فقيض لي كلب فرعشني، فدخلت غير طيب النفس، وذلك بعد العصر والزمان الصفّريّ في التشارين، فمضى من خبّر جدي الحسن الصوفي العجلي، فركب فرسه، وأخذ دلوا للسموط وأخذني، ومضى يخب ويناقل وأنا معه الى أن أتى بي جب الكلب شمالي حلب فسقاني (191- ظ) منه، وغسل يدي ورجلي ووجهي، وقال: إقلع ثيابك، فقلت: الله الله إن خلعت ثيابي في هذا البرد متّ، فقال: وليت مت واسترحت يا فاعل يا صانع، فاستقى أربعين دلوا وصبها علي، وقال: تطلّع في الجبّ، وكانت آية الجب إن نفع المرعوش أبصر النجوم في الجبّ، وإن لم ينفعه سمع نبيح الكلاب، فقال: ما ترى؟ فقلت أرى النجوم في الماء، فقال: الحمد لله، وركب، وأخذني فبات في سرمين، ولكن بعد تهور الليل. قال: يقول جدك: فو الله بعد تمام الإسبوع بلت ثلاث كلاب مصورة بأذنابها ورؤوسها. قال: ولم يزل هذا الجب يتداوى به الناس الى أن ملك حلب رضوان الملك ابن تاج الدولة، فعوّل على توسيع فمه، وكان ضيقا عليه أربعة أعمدة، تمنع أن ينزل فيه، فقال: نعمله يكون الإنسان ينزل إليه، ولا يقلب عليه، فقيل له: إن هذه الطلسمات لا يجب أن تتغير عن كيفياتها، فلم يقبل ففتحه، فزال عنه ما كان يزيل الأذى، وكان يقال إن ذلك كان في سنة ست وتسعين وأربع مائه، وهو كان من العجائب الثلاث: جبّ الكلب، ونهر الذهب، وقلعة حلب، فأما النهر فهو ماء يجري الى ينتهي الى مواضع في الجبول وغيرها من القرى، فيسكبونها ويجرون إليها السواقي، فإذا دخل تلك المساكب جمد بإذن الله، وصار ملحا أبيض في بياض الثلج، فيباع منه بالأموال الخطيرة، ولذلك سمي نهر الذهب.

قلت: وهذا علي بن منقذ صاحب هذه الواقعة هو الأمير سديد الملك (192- و) أبو الحسن علي بن أبي المتوج مقلد بن مننقذ الكناني الذي فتح شيزر واشتراها من الأسقف بمال بذله له على ما ذكرناه في الباب المتقدم في ذكر شيزر، وكان من الرجال العقلاء، والأمراء العلماء، والأدباء الشعراء، وجدّه المذكور لأمه هو الحسن بن عجل المعروف بالصوفي؛ وبنو الصوفي الذين تولوا رئاسة دمشق كانوا من نسله، وكان الصوفي يسكن سرمين، وسيأتي ذكرهما في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. قرأت في كتاب الربيع تأليف غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال بن المحسن ابن ابراهيم بن هلال الصابي، وأخبرنا به عبد اللطيف بن يوسف إجازة عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البططي عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن قال: وحدثني أبو عبد الله بن الأسكان كاتب البساسيري في سنة إحدى وخمسين وأربعمائه قال: احترق بحلب عاما أول برج من أبراج سورها، وحكى ذلك للمستنصر بالله صاحب مصر خادم كان له بحلب، فقال له: إن كنت صادقا ففي هذه السنة يخطب لنا بالعراق، وذاك عندنا في كتبنا دليل على ما قلناه. قال أبو عبد الله: وأتفق أن جئنا وأقمنا الخطبة في ذي القعدة من سنة خمسين «1» . (192- ظ) ***

فى ذكر كفر نجد من أعمال حلب

[فى ذكر كفر نجد من أعمال حلب] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وفي قرية من قرى جبل السماق من أعمال حلب يقال لها كفر نجد «1» ، وهي قرية كبيرة كثيرة الأشجار، بئر من غربي القرية ربما ساح ماؤها في بعض السنين على وجه الأرض، من خاصية ماء البئر أنه يخرج العلق إذا نشب في حلق الانسان أو الدابة، إذا شرب ذلك الماء. وهذا أمر مستفيض لا شك فيه، فإنني جربته أنا بنفسي، فإنني سافرت في بعض السنين مع والدي رحمه الله الى حماه، فشربت ماء بتمنع «2» ، وهي قرية في طريق حماة من عمل كفر طاب، ولها ركيّة معروفة بالعلق، فنشب في حلقي علقة في موضع لا يوصل إليه في أقصى الحلق، وعدت الى حلب، وهي على حالها، وعولجت بأنواع الأدوية التي تسسعمل لاستخراج العلق، فلم تنجع شيئا، وجعلت تكبر في حلقي، ويزداد خروج الدم بسببها، حتى أني كنت ألقي منه في كل يوم شيئا كثيرا، فاشتغل خاطر والدي رحمه الله لذلك، فاتفق أن حضر مقدم قرية كفر نجد عند عمي أبي المعالي، وذكر له خاصية هذه البئر، فجاء عمي وذكر لوالدي ذلك، فقام في الحال وركب، وسار بي الى كفر نجد، فوصلناها آخر

النهار قبل المغرب، وخرج بي الى البئر وشربت من مائها مرارا، وعدت الى القرية، وألقيت من الدم شيئا كثيرا، وغلبني النوم لما نالني من التعب، فأغمضت، فخرجت العلقة من حلقي الى فمي فوجدته مطبقا، فطلبت منفسي الهواء وأن (193- و) تخرج من خيشومي، فانتهب، وفتحت فمي، فنزلت إليه، فأخرجتها من فمي وهي بمقدار الاصبع الطويلة بعد أن ألقت ما كان في جوفها من الدم. وفي أعمال حلب عدة حمّات تنفع من البلاغم والرياح وكثير من الأدواء، فمنها حمّة في السخنة من عمل المناظر من ناحية قنسرين ماؤها في غاية الحرارة، وأهلها يغتسلون فيها ويتعوضون بها عن الحمام، وذكر لي جماعة من أهلها أنهم ينتفعون بها من الريح والبلغم والحب، ونزلت إليها واغتسلت فيها. وذكر لي أن بناحية العمق حمّة أخرى يتداوى بها الناس أيضا. وذكر أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب في كتاب البلدان، وعدّ كور قنسرين والعواصم، وقال: وكورة الجومة، وبها العيون الكبريتية التي تجري الى الحمة، والحمة بقرية يقال لها جندارس، ولها بنيان عجيب معقودة بالحجارة، يأتيها الناس من كل الآفاق فيسبحون فيها للعلل التي تصيبهم، ولا يدرى من أين يجيء ماؤها ذلك الكبريتي، ولا أين يذهب. وقرأت في كتاب أخبار البلدان تأليف أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني، المعروف بابن الفقيه، قال: وعلى سبعة أميال من منبج حمّة عليها قبة تسمى المدير، وعلى شفيرها صورة رجل من حجر أسود، تزعم النساء أن كل من لا تحبل منهن إذا حكت فرجها بأنف تلك الصورة حبلت، وبها حمام يقال له حمام الصراني في وسطه صورة رجل من حجر يخرج ماء الحمام من إحليله. (193- ظ) «1» .

أخبرني بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب رحمه الله قال: أخبرني ابن الإكليلي المنجم الحلبي قال: لما حفر بالمسجد الجامع بحلب موضع المصنع للماء، وجد فيه صورة أسد من الحجر الأسود، وهو موضوع على بلاط أسود، ووجهه الى جهة القبلة، قال: فاستخرجوه من مكانه، فجرى بعد ذلك ما جرى من خراب جامع حلب إما بالزلزلة وإما بالحريق. قلت ووقع مثل ذلك في زماننا في أيام دولة الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وأتابكه ومدبر دولته طغرل الخادم الظاهري، فجدد طغرل دارا في القلعة ليسكنها، فلما حفر أساسها، ظهر فيما حفروه صورة أسد من حجر أسود، فأزالوه عن موضعه، فسقط بعد ذلك الجانب القبلي من أسوار قلعة حلب، وانهدم من سفح القلعة قطعة كبيرة. أخبرنا أحمد بن الأزهر بن السباك البغدادي في كتابه إلي عن أبي بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا المحسن بن علي التنوخي قال: حدثني الحسن ابن ابنة غلام أبي الفرج الببّغاء، وكتب خطه، وشهد له أبو الفرج بصحة الحكاية، قال: في أعمال حلب ضيعة تعرف بعين جارا، وبينها وبين الحوته حجر قائم قائم كالتخم بين أرض الضيعتين، فربما وقع بين أهل الضيعتين شر فيكيدهم أهل الحوتة بأن يطرحوا ذلك الحجر القائم، فكما يقع الحجر، يخرج أهل الضيعتين من النساء ظاهرات متبرجات لا يعقلن طلبا للجماع (194- و) ولا يستقبحن في الحال ما هم عليه من غلبة الشهوة الى أن يتبادر الرجال الى الحجر، فيعيدونه الى حاله الأولى، فيتراجعن النساء الى بيوتهن وقد عاد إليهن التميز باستقباح ما كن عليه. وهذه الضيعة كان سيف الدولة أقطعها أبا علي أحمد بن نصر البازيار، وكان أبو علي يتحدث بذلك ويسمعه منه الناس وذكر هذه الحكاية بخطه في الأصل.

قلت: هكذا قال: الحوتة بالحاء، وهي الآن تسمى الهوته بالهاء، وهي الى جانب عنجار «1» والهوتة أقطعتها، وبطل ما ذكره التنوخي، وقيل لي بأن الحجر باقي. قرأت في تاريخ أعارنيه بعض الهاشميين بحلب جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر المهذب المعري، ذكر فيه حوادث سنة سبع وستين وأربعمائة أنه ظهر بأنطاكية طلسم في جرن على صور الأتراك، فما حال الحول حتى فتحها الأتراك. ثم قرأت بخط محمد بن علي العظيمي الأستاذ في تاريخه، وأنبأنا به عنه المؤيد بن محمد الطوسي في حوادث سنة سبع وستين قال: وفيها فتح سليمان بن قطلمش نيقيه وأعمالها، وفيها كانت الزلزلة بأنطاكية فأخربت منها كنائس ومنازل وبعض سورها، وفيها ظهر بأنطاكية طلسم الأتراك في دير على بابها، وكان الدير عاب، فلم يجدوا له خشبا لسعة أكواره، فجددوا في وسطه أساسات للقناطر، فخرج عليهم جرن فيه خيالة أتراك من نحاس، فظهر الأتراك على أنطاكية (194- ظ) . وذكر العظيمي في تاريخه المختصر ما أخبرنا به شيخنا أبو اليمن الكندي إجازة عنه قال، في حوادث سنة سبع وستين وأربعمائة: وزلزلت أنطاكية، وفتح سليمان بن قطلمش نيقيه وأعمالها وظهر بأنطاكية طلسم الأتراك في دير الملك على باب أنطاكية سبعة أتراك من نحاس على خيل نحاس بجعابهم، فما حال الحول حتى فتحها الأتراك «2» .

قلت: فقد تواطأ ابن المهذب والعظيمي على أن هذا كان في سنة سبع وستين وليس الأمر كذلك بل كان فتح سليمان بن قطلمش أنطاكية في سنة سبع وسبعين وأربعمائة، والظاهر أن ابن المهذب نقل ذلك وطغى القلم في سنة سبع وسبعين بستين، فكتبه على الغلط، ونقل العظيمي ذلك من تاريخه على الغلط، والصحيح ما ذكره حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي في أخبار الفرنج، وقرأته بخط الرئيس يحيى بن المراوي الحلبي، وذكر أنه نقله من خط حمدان بن عبد الرحيم، قال: وكان من عجائب الزمان أن أنطاكية خربتها زلزلة عظيمة قبل فتحها بمدة أربع سنين، وسقط من سورها عدة أبرجة. حكى القاضي حسن بن الموج الفوعي قال: كنت قد هربت من المجنّ «1» ووصلت الى أنطاكية وخدمت بها الأجل مسعود وزير يغي سغان، فتركني على العمارة، قال: فعدنا الى ما قد أخربته الزلزلة من السور فعمرناه، فعاد أحد الأبرجة هبطا وعاب، فأشير علينا بنقضه، وأن يقرّر أساسه، فهدمناه، ونزلنا على آخر (195- و) دمس في أساسه، فوجدنا جرنا قد انكسر عليه طابق عظيم، فكشفناه فوجدنا فيه سبعة أشخاص من نحاس على خيل من نحاس، على كل واحد ثوب من الزرد، معتقلا ترسا ورمحا؛ قال: فعرّفت الأجل مسعود بذلك، فنفذ ثقته، فأخرج الأشخاص وكشف ما تحت الجرن فلم يجد شيئا سواها، فحمل الأشخاص الى الوزير فأخذها وأحضرها الى مجلس الأمير يغي سغان؛ فقال بعض الحاضرين: لو أحضر الأمير من مشايخ المدينة من يكشف له حقيقة هذا الأمر، فتقدم بإحضار جماعة، وأبرزت إليهم الأشخاص وقيل لهم: تعرفون ما هذه الأشخاص؟ قالوا: ما نعرف، بل إننا نحكي للأمير ما يقارب هذا الأمر،

لنا دير يعرف بدير الملك واسع الهواء، عاب علينا في سنة سبع وسبعين وأربعمائة فتكسر أكثر خشبه، فنقضناه وتطلبنا له خشبا بمقداره فلم نجد بأنطاكية وبلدها شيئا، فأشار علينا بعض الصناع بتقديم الحائط فحفرنا أساس الحائط الجديد، فلما انتهينا الى أسفله وجدنا أشخاص أتراك من نحاس في أوساطهم القسي والنشاب، فلم نحفل بذلك، وعمرنا الحائط، فما مضى لنا غير مدة قصيرة حتى سرق المدينة سليمان بن قتلمش في أول شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة في أربعمائة غلام أو دون، وملكنا كما سمع الأمير، وهذه الأشخاص ربما كانت من أمة هذه أشكالهم من العرب أو غيرهم من المسلمين، وورّوا (195- ظ) عن خبر الفرنج، وكان قد وصلهم عنهم أخبار شاذة وما يجسر أحد يفوه بها، فشتمهم يغي سغان أقبح شتم وقال: يا كفار في الأرض غير الأتراك؟! وأمر بإخراجهم، فما حال الحول حتى قيل الفرنج قد نزلوا القسطنطينية. هذا ما حكاه القاضي حسن بن الموج، والتواريخ كلها متفقة على أن سليمان بن قطلمش هجم أنطاكية في سنة سبع وسبعين وأربعمائة. وقال حمدان بن عبد الرحيم بعد هذه الحكاية، ونقلته من خط ابن المراوي،: ومثل هذا أن روجار صاحب أنطاكية احتاج الى رخام يستعمله، فذكر له: إن في الموضع الفلاني قصرا عمره الملك الذي عمر أنطاكية، وإن فيه من الرخام كل عجيبة، فأمر أن يطلب، وكان هذا في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، فلما كشف عنه وجد جرن رخام، وفيه فارس على فرس، إلا أن فيها ما ينافي الفرس، وهو ملثم لا يبين فيه غير عينيه، فأحضر ذلك الشخص إليه، وأخذ في أحاديث تلك الأشخاص التركية والفرنجية، فنظر في ذلك، فقال له بعض القسوس إضرب تلك الأشخاص التركية والفرنجية، فنظر في ذلك، فقال له بعض القسوس إضرب به الأرض ينكسر وينكسر شره، فضرب به الأرض حتى تكسر؛ وفي تلك الجمعة وصله مستصرخ بيت المقدس يخبره بنزول عسكر المصريين إليهم، فسار حتى

إذا وصلهم وبرز لمقاتلة عسكرهم فجايشوا أياما، ثم رجع عسكر مصر وقد خسر، وعاد روجار الى أنطاكية، ولم يقم بها غير عشرة أيام، وخرج الى أعزاز (196- و) وحاصرها، فأنفذ الحلبيون الى إيل غازي بن أرتق، فاستدعوه وملكوه حلب، وشد التركمان، وسار إليه فالتقوا على فرضة ليلون على موضع اسمه تل عقبرين فكسر الفرنج، وقتل روجار وأخذ رأسه، وقتل من الفرنج عدد ألوف، ولو تم عسكر إيل غازي الى أنطاكية لأخذت، ولكنه هاب الأمر ولله المشيئة «1» . ***

باب في ذكر ما يتعلق بحلب وأعمالها من الملاحم وأمارات الساعة

باب في ذكر ما يتعلق بحلب وأعمالها من الملاحم وأمارات الساعة أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي في كتابه إلينا قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعد بن أبي العباس الجرجاني قال: أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال: حدثنا أبو ثور قال: حدثنا معلى بن منصور قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من أهل المدينة، وهم خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فيهزموا، ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا (196- ظ) ثم يقتل ثلثهم وهم أفضل شهداء عند الله، ويفتح ثلث، فيفتحون قسطنطينية فبينا هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج- يعني الدجال- فبينا هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى بن مريم فإذا رآه عدو الله يذوب كما يذوب الثلج، ولو تركوه لذاب حتى يهلك، ولكنه يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته.

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه عن زهير بن حرب عن معلى بن منصور عن سليمان بن بلال، وقد أوردناه عنه فيما تقدم «1» . كتب إلينا أبو محمد أحمد بن الأزهر بن عبد الوهاب بن السّباك من بغداد أن القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد أخبرهم كتابة عن أبي محمد الحسن ابن علي بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيوّية قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي قال: أخبرت عن الحكم بن موسى السمسار قال: حدثنا يحيى بن حمزه عن إسحاق بن عبد الله قال: أخبرني عبد الرحيم بن شيبة عن من أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا، فطوبى للغرباء» ، قالوا: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: «الذين (197- و) يصلحون إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده ليأرزن الإيمان الى المدينة كما يجوز السيل الدمن، والذي نفسي بيده ليأرزن الاسلام الى ما بين المسجدين كما تأرز الحية الى حجرها، فبينما هم كذلك استغاث العرب بأعرابها فخرجوا في مجلية لهم لصالح من قضى وخير من بقي، فاقتتلوا هم والروم، فستتقلب بهم الحرب حتى يردوا العمق، عمق أنطاكية، فيقتتلون فيها ثلاث ليال، العرب والروم، ويرفع الله النصر عن كلّ حتى تخاض الخيل إلى ركبها في الدم، وتقول الملائكة يا رب ألا تنصر عبادك المؤمنين، فيقول حتى يكثر شهادهم فيستشهد ثلث، ويصبر ثلث، ويرجع ثلث شكاكا، فيخسف بهم، فيقول الروم: لن ندعكم حتى تخرجوا كل بضعة فيكم ليست منكم، فيقول العرب للعجم: الحقوا بالروم، فتقول العجم أكفر بعد الإيمان! فيغضبون عند ذلك فيجتمعون على الروم فيقتتلون هم وهم، ويغضب الله عز وجل عند ذلك فيضرب بسيفه ويطعن برمحه، فقيل لعبد الله بن عمرو: وما سيف الله ورمحه؟ قال: سيف المؤمن ورمحه حتى يهلك الروم جميعا فما ينفلت منهم مخبر، ثم ينطلقون إلى أرض الروم فيفتحون حصونها ومدائنها

بالتكبير، ثم يأتوا مدينة هرقل فيجدوا خليجها بطحاء، ثم يفتحونها بالتكبير (197- ظ) ثم يأتوا فيكبروه الله تكبيرة فتسقط جدارا من جدرها، ثم يكبرون تكبيرة أخرى فتسقط جدارا آخر، ثم يكبرون تكبيرة أخرى فتسقط جدارا آخر، ثم لا يبقى جدارها البحري إلّا سقط، ويسيرون إلى روميه فيفتحونها بالتكبير فيكيلون بها غنائمهم كيلا بالفرايق. قال أبو الحسين بن المنادي: وحدثنا علي بن داود قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني أبو قبيل المعافري عن عبد الله بن عمرو أنه قال فيما كان يسأل عنه من الملاحم: إن رجلا من أعداء المسلمين بالأندلس يقال له ذو العرف يجمع من قبائل الشرك جمعا عظيما، فيعرف من بالأندلس أنه لا طاقة لهم به فيهرب أهل القوة من المسلمين في السير فيجوزون إلى طنجة، ويبقى ضعفة المسلمين وجماعتهم ليس لهم سفن يجوزون فيها، فيبعث الله لهم وعلا يبين لهم الأرض في البحر فيجوزون فلا يبطن الماء أظلافه فيفطن له الناس، فيقول بعضهم لبعض اتبعوا الوعلة، فيجوز الناس كلهم على أثره، ثم يرجع البحر قلا على ما كان عليه قبل ذلك، ثم يجوز العدو في المراكب، فإذا أحسسهم أهل إفريقية هربوا كلهم من إفريقية ومعهم من كان بالأندلس من المسلمين حتى يقتحمون الفسطاط هربا من ذلك العدو حتى ينزلوا فيما بين ترنوط الى الأهرام مسيرة خمسة (198- و) برد، فيصلون هنالك تترى، فتخرج إليهم راية المسلمين على الجسر فينصرهم الله عليهم فيهزمونهم ويقتلونهم إلى نوبية مسيرة عشر ليال من النيل، فيوقد أهل الفسطاط بعجلهم وأداتهم سبع سنين وينقلب ذو العرف من أهل القتل ومعه كتاب قد كتب له وأمر أن لا ينظر فيه حتى يقدم مصر، فينظر فيه وهو منهزم، فيجد فيه ذكر الإسلام، وأنه يؤمر بالدخول فيه إذا قرأ ذلك الكتاب، فيسأل الأمان على نفسه وعلى من أجابه إلى الإسلام الذين انفلتوا معه من القتل، فيسلم ويصير مع المسلمين ثم يأتي

في العام الثاني رجل من الحبشة يقال له اسيس وقد جمع جمعا، فيهرب المسلمون من أسوان حتى لا يبقى فيها ولا فيما دونها أحد من المسلمين إلّا دخل الفسطاط فينزل اسيس بجيشه مدفا على رأس بريد من الفسطاط، فتخرج إليهم راية من المسلمين على الجسر فينصرهم الله عليهم، فيقتلونهم ويأسرونهم حتى يباع الأسود بعباءة. قال الليث بن سعد: قال أبو قبيل: فالفارس يؤمئذ خير من كذا وكذا راجلا، يغير على فرسه فيصيب لأهله الشاة والطعم يغيثهم به. قال الليث بن سعد: فقلنا لأبي قبيل: قدر ماذا؟ فقال: قدر ما يأتيهم أعراب على قعدانهم مدادا لهم يخرج الراكب يومئذ من عدن أبين فلا يجد لراحلته كلأ حتى يرد الشام فإذا اجتمع المسلمون (198- ظ) بالشام ساروا إلى الروم، فالتقوا بالأعماق من أرض قنسرين فاقتتلوا، وأنزل الله على الفريقين الصبر ورفع عنهم النصر، قال أبو قبيل: فيقتل ثلث المسلمين، فهم من خيار شهداء المسلمين، ويهرب ثلث فيخسف بهم ويبقى ثلث. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي قال الحافظ: وحدثنا أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الواحد الحارثي الفقيه عنه قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ قال: حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي قال: أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصّمد السلمي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصاء قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن حريم المقرئ قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز أن من أدرك من علمائنا كانوا يقولون: يخرجون أهل مصر من مصرهم إلى ما يلي المدينة، ويخرج أهل فلسطين والأردن إلى مشارق البلقاء وإلى دمشق ويخرج أهل الجزيرة وقنسرين وحمص إلى

دمشق وذلك لما كان حدثنا به سعيد عن مكحول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة مدينة يقال لها دمشق «1» . أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي (199- و) بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الواحد الحارثي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ قال: حدثنا أبو نصر عبد الوهاب ابن عبد الله بن عمر المرّي قال: أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصاء قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر بن عمارة بن خريم المقرئ قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: لقيت أبا بشر الكلاعي، وكان ثقة، فذاكرته، فقال: سمعت أبا وهب الكلاعي يخبر عن مكحول أن الملاحم عشر، فأولاهن ملحمة قيسارية بفلسطين وآخرهن ملحمة عمق أنطاكية. قرأت في كتاب الملاحم والفتن لأبي عبد الله نعيم بن حماد المروزي، وقد قرأه كاتبه على أبي بكر عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، قال أبو بكر: حدثنا نعيم بن حماد. وأنبأنا عبد العزيز بن الحسين بن هلاله قال: أخبرتنا بذلك أم هانىء عفيفة بنت أبي بكر أحمد بن عبد الله بن محمد الفارفاني الأصبهانية قالت: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانيه قالت أخبرنا أبو بكر بن ريذه قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حاتم المرادي قال: حدثنا نعيم بن حماد

حدثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمع القاسم أبا عبد الرحمن يقول: الفئة الخاذلة للمسلمين بعمق عكا وأنطاكية ينخرق لهم من الارض خرق يدخلون فيه لا يرون الجنة ولا يرجعون الى أهليهم أبدا «1» . وقال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد عن كلثوم بن زياد عن سليمان ابن حبيب المحاربي عن كعب قال: تقتتلون بالأعماق قتالا شديدا ويرفع النصر ويفرغ الصبر ويسلط الحديد بعضه على بعض حتى تركض الخيل في الدم (199- ظ) الى ثنتها ثلاثة أيام متوالية لا يحجز بينهم إلا الليل حتى تقول عمائر من الناس- يعني طوائف-: ما كان الاسلام إلّا إلى أجل ومنتهى، وقد بلغ أجله ومنتهاه، فالحقوا بموالد آبائنا، فيلحقون بالكفر، ويبقى أبناء المهاجرين، فيقول رجل منهم: يا هؤلاء ما ترون الى ما صنع هؤلاء قوموا بنا نلحق بالله، فما يتبعه أحد، فيمشي إليهم حتى يأتيهم فينشلونه بينازكهم حتى أن دماءه لتبل أذرعهم، فيهزمهم الله. قال الوليد: فحدثني عثمان بن أبي العاتكه عن كعب مثله، قال كعب: فذلك أكرم شهيدا كان في الإسلام إلا حمزه بن عبد المطلب، فتقول الملائكة: ربنا ألا تأذن لنا بنصرة عبادك؟ فيقول: أنا أولى بنصرتهم، فيومئذ يطعن برمحه ويضرب بسيفه ورمحه، وسيفه أمره، فيهزمهم الله، ويمنحهم أكتافهم فيدوسونهم كما تداس المعصرة، فلا يكون للروم بعدها جماعة ولا ملك. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الحكم بن نافع عن جرّاح عن أرطأة قال: إذا ظهر صاحب الأدهم في الإسكندرية وعلا أرض مصر لحقت العرب بيثرب والحجاز

وتخلي بين الشام وتلحق كل قبيلة بأهلها، ويبعث إليهم بجيش، فإذا انتهوا بين الجزيرتين نادى مناديهم ليخرج إلينا كل صريح أو دخيل كان منا في المسلمين، فتغضب الموالي فيبايعون رجلا يسمى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار فيخرج بهم، فيلقى بهم جيش الروم فيقتلهم ويقع الموت في الروم وهم يومئذ (200- و) ببيت المقدس قد استولوا عليها، فيموتون موت الجراد ويموت صاحب الأدهم، وينزل صالح بالموالي أرض سورية فيدخل عمّورية وتدين له، وينزل قموليه ويفتح بزنطيه وتكون أصوات جيشه فيها بالتوحيد عالية، وتقتسم أموالها بينهم بالآنية، ويظهر على روميه ويستخرج منها تابوت صهيون، وتابوت من جزع فيه قرط حواء، وكتونه آدم- يعني كساءه-، وحلة هرون، فبينا هو كذلك إذ أتاه خبر- وهو باطل- فيرجع. قال جراح عن أرطاة: الملحمة الأولى في قول دانيل بالإسكندرية بسفنهم فيستغيث أهل مصر بأهل الشام فيلتقون فيقتتلون قتالا شديدا، فيهزم المسلمون الروم بعد جهد شديد، ثم يقيمون عاما ويجمعون جمعا عظيما، ثم يقبلون فينزلون يافا فلسطين عشرة أميال، ويعتصم أهله بذراريهم في الجبال، فيلقاهم المسلمون فيظفرون بهم، ويقتلون ملكهم. والملحمة الثانية: يجمعون بعد هزيمتهم جمعا أعظم من جمعهم الأول فيقبلون فينزلون عكا، وقد ملك ملكهم ابن المقتول، فيلتقي المسلمون بعكا، ويحبس النصر عن المسلمين أربعين يوما، ويستغيث أهل الشام بأهل الأمصار فيبطئون عن نصرهم، فلا يبقى يومئذ مشرك حر ولا عبد من النصرانيه إلا أمدّ الروم، فيفر ثلث أهل الشام، ويقتل الثلث، ثم ينصر الله البقية، فيهزمون الروم هزيمة لم يسمع بمثلها (200- ظ) ويقتلونهم وملكهم. والملحمة الثالثة: يرجع من رجع منهم في البحر، وينضم إليهم من كان فرّ

منهم في البر، ويملكون ابنا لملكهم المقتول، صغيرا لم يحتلم، ويقذف له مودّة في قلوبهم، فيقبلون بما لم يقبل به ملكاهم الأولان من العدد فينزلون عمق أنطاكية، ويجتمع المسلمون فينزلون بإزائهم، فيقتتلون شهرين، ثم ينزل الله نصره على المسلمين فيهزمون الروم، ويقتلون فيهم وهم هاربون طالعون في الدّرب، ثم يأتيهم مدد لهم، فيقفون ويتذامر المسلمون فيكرون عليهم كرة فيقتلونهم وملكهم، وينهزم بقيتهم، فيطلبهم المهاجرون، فيقتلونهم قتلا ذريعا، فحينئذ يبطل الصليب، وينطلق الروم إلى أمم من ورائهم من الأندلس، فيقبلون بهم حتى ينزلوا الدرب فيتميز المهاجرون نصفين، فيسير نصف في البر نحو الدرب والنصف الآخر يركبون في البحر، فيلتقي المهاجرون الذين في البر ومن في الدرب من عدوهم، فيظفرهم الله بعدوهم فيهزمونهم هزيمة أعظم من الهزائم الأول، ويوجهون البشير إلى إخوانهم في البحر: إن موعدكم المدينة فيسيرهم الله أحسن سيرة حتى ينزلوا على المدينة فيفتحونها ويخربونها، ثم يكون بعد ذلك أندلس، وأنتم تجمعون فتأتون الشام فيلقاهم المسلمون فيهزمهم الله «1» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الحكم بن نافع قال: ثم يستمد الروم بالأمم الثانية فتجيش عليهم الألسنة (201- و) المختلفة، ويجتمع إليه أهل رومية والقسطنطينية وأرمينية حتى الرعاء والحراثون تغضب لملك الروم، فيقبل بأمم كثيرة سوى الروم، ملوك عشرة يبلغ جمعهم مائة ألف وثمانين ألف، وتنزوي العرب بعضها إلى بعض من أقطار الأرض، ويجتمع الجناحان مصر والعراق والشام وهي الرأس، فيقبل ملك الروم على منبر محمول على بغلتين فيوجهون جيوشهم، فيجولون الشام كلها غير دمشق، فيسير إليهم المسلمون على أقدامهم، فيلتقون في عمق كذا وكذا

وعمق كذا وكذا أربعة مواطن، فيسير الجمعان على نهر ماؤه بارد في الصيف حار في الشتاء، فيغور «1» ماؤه، ويكثر يومئذ، فينزل المهاجرون أدناه والروم أقصاه، ويربطون خيولهم بالشجر التي عند رحالهم، ويستعدوا للقتال حتى يصيروا في أرض قنسرين، فيكون منزلهم ما بين حمص وأنطاكية، والعرب فيما بين بصرى ودمشق وما وراءهما فلا يبقى الروم خشبا ولا حطبا ولا شجرا إلا أوقدوه، فيلتقي الجمعان عند نهير فيما بين حلب وقنسرين، ثم يصيرون إلى عمق من الأرض فيه عظم قتالهم، فمن حضر ذلك فليكن في الزحف الأول، فإن لم يستطع ففي الثاني أو الثالث أو الرابع أو الآخر فإن لم يطق فليلزم فسطاط الجماعه لا يفارقها فإن يد الله عليهم، ومن هرب يومئذ لم يرح ريح الجنة، فيقول الروم للمسلمين: خلوا لنا أرضنا وردوا إلينا (201- ظ) كل أحمر وهجين منكم، وأبناء السراري، فيقول المسلمون: من شاء لحق بكم ومن شاء دفع عن دينه ونفسه، فيغضب بنو الهجن والسراري والحمراء، فيعقدون لرجل من الحمراء راية وهو السلطان الذي وعد إبراهيم إسحاق أن يعطيا في آخر الزمان، فيبايعونه، ثم يقاتلون وحدهم الروم فينصرون على الروم، ثم تنحاز فجرة العرب إلى الروم ومنافقوهم حين يرون نصرة الموالي على الروم، وتهرب قبائل بأسرها جلها من قضاعة وناس من الحمراء، حتى يركزوا راياتهم فيهم، ثم ينادي الرفاق بالتميّز، فإذا لحق بهم من لحق نادوا غلب الصليب، فخير العرب يومئذ اليمانيون المهاجرون وحمير وألهان وقيس، أولئك خير الناس يومئذ، فقيس يومئذ تقتل ولا تقتل، وحدس مثلها والأزد يقتلون ولا يقتلون، ويومئذ يفترق جيش المسلمين أربع فرق، فرقة يستشهدون، وفرقة تصبر، وفرقة تفر، وفرقة تلتجيء بعدوها. قال: وتشد الروم على العرب شدّة فيقتل خليفتهم القرشي اليماني الصالح

في ثلاثة آلاف، فيؤمرون عليهم أميرا ومعه سبعون أميرا كلهم صالح صاحب راية، فالمقتول والصابر يومئذ في الأجر سواء، ثم يسلط الله على الروم ريحا وطيرا تضرب وجوههم بأجنحتها فتفقأ أعينهم، وتصدع بهم الأرض، فيتحلحلوا في مهواة بعد صواعق ورواجف (203- و) تصيبهم، ويؤيد الله الصابرين، ويوجب لهم من الأجر كما أوجب لأصحاب محمد عليه السلام، ويملأ قلوبهم وصدورهم شجاعة وجرأة، فإذا رأت الروم قلة الفرقة الصابرة طمعت فقالت: اركبوا كل حافر فطؤوهم وانبذوهم، فيقوم راكب من المسلمين على سرجه فينظر عن يمينه وشماله وبين يديه فلا يرى طرفا ولا انقطاعا فيقول: أتاكم الخلق ولا مدد لكم إلا الله فموتوا وأميتوا، فيبايعون رجلا منهم بيعة خلافة فيأمرهم فيصلون الصبح، فينظر الله إليهم، فينزل عليهم النصر، ويقول: لم يبق إلا أنا وملائكتي وعبادي المهاجرون، اليوم مأدبة الطير والوحوش، لأطعمنها لحوم الروم وأنصارها ولأسقينها دماؤهم، فيفتح ربك خزائن سلاحه التي في السماء الرابعة، وسلاحه العز والجبروت، فينزل عليهم الملائكة، ويقذف المسلمون قسيهم، ويدقّوا أغماد سيوفهم، فيصلتونها عليهم، ويوجهوا أسنة رماحهم إليهم، ويبسط ربك يده إلى سلاح الكفار، فيضمه فلا يقطع، ويغلّ أيديهم إلى أعناقهم، ويسلط أسلحة الموحدين عليهم، فلو ضرب مؤمن يومئذ بزند لقطع، ويهبط جبريل وميكائيل فيدفعونهم بمن معهم من الملائكة، فيهزمهم الله، فيسوقونهم (202- ظ) كالغنم حتى ينتهوا بهم إلى ملوكهم، وملوكهم من الرعب لوجوههم، وتنتزع أتوجتهم عن رؤوسهم، فيطؤونهم بالخيل والأقدام حتى يقتلوهم حتى تبلغ دماؤهم ثتن الخيل فلا تنشفه الأرض، وكل دم يبلغ ثتن الخيل فهو ملحمه، وهو ذبح، فذلك انقطاع ملك الروم، ويبعث الله ملائكة إلى جزائرها تخبرهم بقتل الروم «1» .

وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا أبو المغيرة عن صفوان قال: حدثنا بعض مشايخنا قال: جاءنا رجل وأنا نازل عند ختن لي بعرقه، فقال: هل من منزل الليلة فأنزلوه فإذا رجل خليق للخير كأنه حين ينظر إليه ملتمس العلم، فقال: هل لكم علم بسوسية؟ قالوا: نعم، قال: وأين هي؟ قلنا خربة نحو البحر، فقال: هل فيها عين يهبط إليها بدرج وماء بارد عذب؟ قالوا: نعم، فقال: هل إلى جانبها حصن خرب؟ قلنا: نعم، قال: قلنا: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا رجل من أشجع، قالوا: ما بال ما ذكرت؟ قال تقبل سفن الروم في البحر حتى ينزلوا قريبا من تلك العين فيحرقون سفنهم، فيبعث إليهم أهل حمص وأهل دمشق، فيمكثون ثلاثا يدعونهم الروم على أن يخلّوا لهم البلد، فيأبون عليهم، فيقاتلهم المهاجرون، فيكون أول يوم القتل في الفريقين كلاهما، واليوم الثاني على العدو، والثالث يهزمهم الله، فلا تبلغ سفنهم منهم إلا أقلهم، وقد حرقوا سفنا كثيرة، قالوا: (203- و) لا نبرح هذا البلد، فهزمهم الله، وصفّ المسلمين يومئذ بحذاء البرج الخرب، فبينما هم على ذلك قد هزم الله عدوهم حتى يأتي آت من خلفهم فيخبرهم أن أهل قنسرين أقبلوا مقبلين إلى دمشق، وأن الروم قد حملت عليهم، وكان موعدا منهم في البر والبحر، فيكون معقل المسلمين يومئذ دمشق «1» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا أبو أيوب سليمان بن داود قال: حدثنا أرطاة بن المنذر قال: سمعت أبا عامر الألهاني يقول: خرجت مع تبيع من باب الرستن، فقال: يا أبا عامر إذا نسفت هاتان الزبلتان فأخرج أهلك من حمص، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: فإذا دخلت أنطرسوس فقتل فيها ثلاثمائة شهيد فأخرج أهلك من حمص، قلت فإن لم أفعل؟ قال: فإذا جاء الحمل من أهل الأندلس بألف قلع، ثم فرقها بين الأقرع ويافا فاخرج أهلك من حمص، قلت: أرأيت إن لم أفعل؟ قال:

فو الله لئن لم تفعل ليصيبن أهلك ما أصاب أهل حمص، قلت: وما الذي يصيبهم؟ قال: يغلقها أعاجمها على ذراري المسلمين ونسائهم «1» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا بقيّة عن صفوان عن شريح بن عبد عن كعب قال: تكون وقعة بيافا يقاتلهم المسلمون يوم الاربعاء والخميس والجمعة والسبت والاحد، ثم يفتح الله للمسلمين يوم الاثنين. قال صفوان: فسألت عن ذلك (203- ظ) خالد بن كيسان فقال: حدثني أبي قال: اذا هزم الله الروم من يافا ساروا حتى يجتمعوا بالاعماق فتكون الملحمة. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن عامر بن عبد الله أبي اليمان الهوزني عن كعب قال: ان الله يمد أهل الشام اذا قاتلهم الروم في الملاحم بقطعتين، دفعة سبعين ألفا، ودفعة ثمانين ألفا من أهل اليمن حمائل سيوفهم المسد «2» ، فيقولون: نحن عباد الله حقا حقا، نقاتل أعداء الله، يرفع الله عنهم الطاعون والأوجاع والاوصاب حتى لا يكون بلد أبرأ من الشام، ويكون ما كان في الشام من تلك الأوجاع والطاعون في غيرها. قال: وإن بالمغرب لحمل الضان ملك من ملوكهم يعد لأهل الإسلام ألف قلع، كلما أعدها بعث الله عليها قاصفا من الريح حتى يأذن الله بخروجها فترسي ما بين عكا والنهر فيشغلوا كل جند أن يمد جندا، فسألته أي نهر هو؟ قال: مهراق الأرنط نهر حمص، ومهراقة ما بين الأقرع الى المصيصة. «3» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا ابن وهب ورشدين جميعا عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن جبريل بن شراحيل قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:

إن أهل الأندلس يأتون في البحر وإن طول سفنهم في البحر خمسون ميلا، وعرضها ثلاثة عشر ميلا (204- و) حتى ينزلوا الاعماق. قال ابن وهب: البر والبحر. «1» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان وسعيد بن هاشم بن أحمد الأسديان عن أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن الحسين قال: أخبرنا أبو علي الأهوازي قال: حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري قال: أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي قال: أخبرنا أحمد بن عمير قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي عن رجل من قومه أنه سمعه من كعب يقول: يلتقون بعمق عكا فيقتتلون، ثم يتهايبون فينحازون، ثم يقتتلون ثم يتهايبون حتى ينتهوا الى عمق أنطاكية، فيقيمون به لا ينهزم هؤلاء ولا هؤلاء، ويبعث المسلمون فيستمدون الى عدن أبين، ويبعث الروم الى من يمدهم من روميه. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي الدمشقي بها قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم السمرقندي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر بن الصواف قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا (204- ظ) محمد بن عوف قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا صفوان بن عمرو قال: حدثنا أبو الزاهرية حدير بن كريب عن كعب أنه قال:، ح. قال الحافظ أبو القاسم: وأنبأنا أبو علي الحداد، وحدثني أبو مسعود يعني

عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا عيسى بن خالد قال: حدثنا أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن أبي الزاهرية عن كعب أنه قال: لن تزالوا بخير ما لم يركب أهل الجزيرة أهل قنسرين، وأهل قنسرين أهل حمص فيومئذ تكون الجفلة ويفزع الناس الى دمشق «1» . أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم المقرئ قال: حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري قال: أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر قال: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني يزيد بن سعيد بن ذي غضوان العنسي عن مدلج بن المقداد العذري عن سليم مولاهم أنه سمع كعب الاحبار يقول: اذا نزلت الروم عمق الأعماق بأنطاكية، فمن لم ينصر المسلمين يومئذ (205- و) فليس هو على شيء. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو الحسن بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد قال نبئت أن عبد الله بن سلام قال: إن أدركني وليس لي ركوب فاحملوني حتى تضعوني بين الصفين، يعني قتال الاعماق. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم

علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا حبيب بن الحسن وعبد الله بن محمد قالا: حدثنا عمر ابن الحسن أبو حفيص القاضي الحلبي قال: حدثنا محمد بن كامل بن ميمون الزيات قال: حدثنا محمد بن اسحاق العكاشي قال: حدثنا الأوزاعي قال: قدمت المدينة في خلافة هشام، فقلت: من هاهنا من العلماء؟ قالوا: هاهنا محمد بن المنكدر، ومحمد بن كعب القرظي، ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ومحمد ابن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: والله لا بد أن أبدأ بهذا قبلهم، قال: فدخلت المسجد فسلمت فأخذ بيدي فأدناني منه فقال: من أي إخواننا أنت؟ فقلت له: رجل من أهل الشام، قال: من أي أهل (205- ظ) الشام؟ قلت: رجل من أهل دمشق، قال: نعم، أخبرني أبي عن جدي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للناس: ثلاث معاقل فمعقلهم من الملحمة الكبرى التي تكون بعمق أنطاكية دمشق ومعقلهم من الدجال بيت المقدس، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج طور سيناء. «1» . ونقلت من كتاب الملاحم والفتن تأليف نعيم بن حماد مما رواه عنه أبو بكر ابن أبي مريم، وأنبأنا عبد العزيز بن الحسين قال: أخبرتنا به الحرة عفيفة بنت أحمد قالت: أخبرتنا فاطمة قالت أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني قال: أخبرنا المرادي قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا أبو عمر عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب ابن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن عبد الله قال: لا ينجو من بليتها إلا من صبر على الحصار، والمعقل من السفياني باذن الله ثلاث مدن للأعاجم ناحية الثغور، مدينة يقال لها أنطاكية، ومدينة يقال لها قورس، ومدينة يقال لها سميساط، والمعقل من الروم جبل يقال له المعنق. «2» .

وقال: أخبرنا أبو عبد الله نعيم بن حماد المروزي قال: حدثنا أبو عمر صاحب لنا من أهل البصرة قال: حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث الهمداني عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم، ثم ان الروم يغزون مع المسلمين فارس، فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم فتقول الروم: قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم، فيقاسمونهم الاموال (206- و) وذراري المشركين، فتقول الروم: قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم، فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبدا، فيقولون: غدرتم، فترجع الروم الى صاحبهم بالقسطنطينية، فيقولون: ان العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عددا وأتم منهم عده وأشد منهم قوة فأمدنا نقاتلهم، فيقول: ما كنت لأغدربهم وقد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا، فيأتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيوجه بثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا في البحر، ويقول لهم صاحبهم: اذا أرسيتم بسواحل الشام فحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم فيفعلون ذلك، ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمعنق ويخربون بيت المقدس. قال: فقال ابن مسعود: وكم تسع دمشق من المسلمين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لتتسعن على من يأتها من المسلمين كما تتسع الرحم على الولد، قال: قلت: وما المعنق يا نبي الله؟ قال: جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط، فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعنق والمسلمون على الأرنط يقاتلونهم صباحا ومساء، فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية، وجّه في البر إلى قنّسرين ثلاثمائة ألف حتى تجيئهم مادة اليمن سبعون ألفا، ألّف الله قلوبهم بالإيمان، فيهم أربعون ألفا من حمير حتى يأتوا بيت المقدس (206- ظ) فيقاتلون الروم، فيهزمونهم، يخرجونهم من جند إلى جند حتى يأتوا

قنّسرين، وتجيئهم مادة الموالي، قال: قلت وما مادة الموالي يا رسول الله؟ قال: هم عتاقتكم، وهم منكم قوم يجيئون من قبل فارس فيقولون: تعصبتم يا معشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين، أو تجتمع كلمتكم، فتقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم الى المعنق، وينزل المسلمون على نهر يقال كذا وكذا، والمشركون على نهر يقال له الرقية، وهو النهر الاسود، فيقاتلونهم، فيرفع نصره عن العسكرين وينزل صبره عليهما، حتى يقتل من المسلمين ثلث، ويفر ثلث ويبقى الثلث، فأما الذين يقتلون فشهيدهم كشهيد عشرة من شهداء بدر، يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين، وشهيد الملاحم يشفع لسبعمائة، وأما الثلث الذين يفرون فإنهم يفترقون ثلاثة أثلاث، ثلث يلحقون بالروم يقولون لو كان لله بهذا الدين من حاجة لنصرهم، وهم مسلمة العرب بهراء وتنوخ وطيء وسليح، وثلث يقولون منازل آبائنا وأجدادنا، وحيث لا ينالنا الروم أبدا، مرّوا بنا مرّوا بنا إلى البدو، وهم الأعراب، وثلث يقولون: ان كل شيء كاسمه، وأرض الشام كاسمها الشؤم، فسيروا إلى أرض العراق واليمن والحجاز حيث تخاف الروم، وأما الثلث الباقي فيمضي بعضهم إلى بعض يقولون: الله الله (207- و) دعوا عنكم العصبية، ولتجتمع كلمتكم، وقاتلوا عدوكم فإنكم لن تنصروا ما تعصبتم، فيجتمعون جميعا ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا باخوانهم الذين قتلوا، فاذا أبصر الروم الى من تحول إليهم، ومن قتل، ورأوا قلة المسلمين قام رومي بين الصفين ومعه بند في أعلاه صليب، فيقول: غلب الصليب غلب الصليب، فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين ومعه بند فينادي: بل غلب أنصار الله وأولياؤه، فيغضب الله على الذين كفروا من قولهم: «غلب الصليب» ، فيقول: يا جبريل أغث عبادي، فينحدر في مائة ألف من الملائكة، ويقول: يا ميكائيل أغث عبادي، فينحدر في مائتي ألف من الملائكة، ثم يقول: يا إسرافيل أغث عبادي، فينحدر إسرافيل في ثلاثمائة ألف من الملائكة، وينزل الله نصره على المؤمنين، وينزل بأسه على الكفار فيقتلون

ويهزمون ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية، وعلى سورها خلق كثير يقولون: ما رأينا شيئا أكثر من الروم كم قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة، فيقولون: آمنونا على أن نؤدي اليكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية، وتجتمع اليهم أطرافهم فيقولون: يا معشر العرب ان الدجال قد خالفكم إلى ذراريكم، والخبر باطل، فمن كان فيهم منكم فلا يلقين شيئا مما معه، فإنه قوة لكم على ما بقي (207- ظ) فيخرجون فيجدون الخبر باطلا، وتثب الروم على من بقي في بلادهم فيقتلونهم حتى لا يبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلّا قتل، فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضبا لله فيقتلون مقاتلتهم ويسبون الذراري، ويجمعون الاموال، لا ينزلون على مدينة ولا على حصن فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم، وينزلون على الخليج، ويمد الخليج حتى يفيض فيصبح أهل قسطنطينية يقولون: الصليب مدّ لنا بحرنا، والمسيح ناصرنا فيصبحون والخليج يابس، فتضرب فيه الأخبية ويحسر البحر عن القسطنطينية، ويحوط المسلمون ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم ولا جالس، فإذا طلع الفجر كبرّ المسلمون تكبيرة واحدة، فيسقط ما بين البرجين فيقول الروم: إنما كنا نقاتل العرب فالآن نقاتل ربنا وقد هدم لهم مدينتنا وخربها لهم فيمكنون بأيديهم، ويكيلون الذهب بالأترسه، ويقسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء، ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله، ثم يخرج الدجال حقا، ويفتح الله القسطنطينية على يدي أقوام هم أولياء الله، ويرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم، فيقاتلون معه الدجال «1» . وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي مريم: وأخبرني عمرو بن (208- و) قيس عن أبي بحيرة قال: لتسيرن الروم حتى ينزلوا دير بهراء حتى

يضع ملكهم صليبه وبنوده على هذا التل تل قحمايا فيكون أول هلاكهم على يد رجل من أنطاكية يدعوا الناس فينتدب معه رجال من المسلمين، فهو أول من يحمل عليهم فيهلكهم الله «1» . كتب الينا أبو محمد أحمد بن الازهر بن عبد الوهاب بن السباك من بغداد أن القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد، المعروف بقاضي المارستان، أنبأهم أن أبا محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أخبرهم فيما أذن لهم فيه قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيوية قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد المنادي قال: أخبرني أبو سليمان عبد الله بن جرير الجواليقي قال: أخبرني رجل من أهل الكتاب موصوف بجمع الملاحم أن هذا الكتاب يعني كتاب دانيال عليه السلام عندهم مسموع من كبرائهم لا يكادون يدفعونه إلا الى من يثقون بكتمه ليعرفهم بما يتضمنه من عجائب الملاحم: فأخذت من أبي سليمان ما يكون من الملاحم الآتية، وتركت كتب الماضية، فابتدأت من ذلك بآخر عهد المعتمد، ثم آخر الكتاب، فذكر دانيال عليه السلام في كتابه هذا، وذكر ابن المنادي أشياء من الملاحم اختصرتها أنا وذكرت ما يتعلق بحلب وأعمالها فمنها أنه قال: ويطوي الله الارض للظاهر الخارج من مكة واسمه محمد بن علي من ولد السبط الاكبر الحسن بن علي فيتسمى (208- ظ) بالامام الحسني، فيبلغ البيداء من يومه. وذكر حديث السفياني وهلاكه وهلاك جيشه الى أن قال: ثم ان الحسني يستخلف على العراقين وما ولا هما ويخرج الى الروم، فيكتب ملك الروم الى ملك الصقالبة ان هذا العدو الذي قدم لقتالي اذا هزمني أقبل اليك، فأمدني أكفك

أمره، فيمده ويكتب الى صاحب أرمينية بمثل ذلك، فأما صاحب أرمينية فقد شغله صاحب الحسني فلا يجيبه بلا ولا نعم، ويحارب الحسني الروم فيفتح منها مدنا وحصونا كثيرة، ويقيم بطرسوس، ويبث أصحابه وجيوشه في جميع الثغور فكلهم ينصرهم الله، فيفتح الوجه الذي هو فيه ويغنم، وذكر بعد ذلك فتح الحسني قسطنطينية وهرب ملكها وقد قسم السبي وغنم ما يعجز عن قسمته حتى يكيل الذهب والفضة بالترس، وذكر خوارج يخرجون على أصحاب الحسني في البلاد. ثم قال: ويخرج أصحاب الحسني في كل الوجوه فينصرهم الله في الوجوه كلها، ويفتحون البلدان، ويصفو الامر للحسني، وقد كان ملك الروم لما بلغه أن الخوارج قد خرجوا على الحسني حلف وهو بالرومية خلف قسطنطينية أن يخرج الى أرض الاسلام، فيغلب على ما قدر عليها من مدنها، ويدخلها كما دخل الحسني قسطنطينية، ويرجع الى قسطنطينية، ثم تجتمع بطارقته عنده ويسير الى طرسوس، ثم يخرج منها حتى يأتي الفرات، ويمهله الحسني (209- و) حتى يأتي حران، ثم يأخذ عليه الحسني من ورائه ومن قدامه، فيقتل أصحابه ويأخذ صلبانهم، وينزع ملك الروم ثيابه ويلبس ثياب أهل طرسوس ويتزيا بزي أهل الثغر، ويتقلد سيفا ويركب بغلا، ويلطخ فمه بدم، فكلما تلقاه رجل من المسلمين أومأ اليه بيده كأنه يسلم عليه، ويدعو له، فيظن أنه رجل من أهل الثغر قد أصابه ذلك في جهاده الروم، فلا يزال كذلك حتى يأتي طرسوس، ثم يضرب الى الروم وينادي «1» ويسأل هل رأيتم الطاغية؟ فيقولون: هرب، ولو كان في القتلى وجدناه، فيولي الولاة، ويوجههم في وجوه بلدان الاسلام كلها وقد استقام أمر الاسلام كله، ثم يخرج في أصحابه فيجاهد الروم، ويرسل اليه ملك الروم ويخبره بحيلته التي نجا

بها، ويسأله الصلح والرجوع وبخوفه فساد بلاده ان هو اشتغل بقتال الروم، فيقول له لسنا نقاتلك على الاموال والغنائم، انما نقاتلك على أن يكون الدين دين الاسلام. قال: فيقرأ ملك الروم كتابه على بطارقته ويقول لهم: لا يكون هذا أحرص على الجهاد منكم، فيقولون له: صدقت، فاخرج بنا اليه، فيجتمعون ويخرجون الى الحسني في ألف صليب، تحت كل صليب جمع كبير، ويلقاهم الحسني، فيقتل منهم كل يوم مقتلة عظيمة لا تحصى، وينهزمون ويتبعهم حتى يبلغ بهم القسطنطينية ويحاصرهم أيضا، ويضيق عليهم ويسألونه الصلح فيأبى ذلك عليهم فيهزمون عنها (209- ظ) الى رومية ويخلونها له فيدخلها في أصحابه فيهدمون بيعتها العظمى بعد أخذهم بيت مذبحها وصلبانه، ويحرثون قسطنطينية، ويهدمون سورها ويقيمون فيها وفيما حولها، ويريدون المسير الى رومية، فيرسل الحسني جيشا الى ملك الصقالبة فيهزمونه أيضا، ويأخذون بعض بلاده. ويخرج بإصطخر من فارس رجل أعور يدعي أنه الدجال، ويسمي نفسه فيقول أنه الإله، واقتص قصة خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وقال: ثم يقول المسيح للحسني وأصحابه: دونكم أصحاب الدجال، فكل من لا يقول لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، فاقتلوه فيضعون فيهم السلاح فيقتلونهم عن آخرهم، ثم يقول المسيح عيسى للحسني: قد قضيت ما عليك ووجب أجرك، وهذا آخرهم، ثم من الدنيا، ويأتيه ملك الموت، فيقبض روحه بأهون ما قبض أحدا من الناس طيبة بذلك نفسه، ثم ذكر بعد ذلك قصة المهدي وبيعته. كتبت الينا زينب بنت عبد الرحمن الشعري من نيسابور أن أبا المظفر القشيري أنبأها قال: أخبرنا الامام أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن صالح بن هانيء قال: حدثنا الفضل بن محمد

الشعراني قال: حدثنا عبد الصمد بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: للدجال آيات معلومات اذا غارت (210- و) العيون، ونشفت الانهار، واصفر الريحان، وانتقلت مذحج وهمدان من العراق فنزلت قنسرين، فانتظروا الدجال غاديا أو رائحا. قال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه. «1» . أخبرنا الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال أخبرنا أبو الفتح أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الشاشي قال: أنبأنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الفارسي قال: أخبرنا دعلج بن أحمد العدل قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا يونس بن أبي يعقوب قال: حدثني أبي أبو يعقوب عن مسلم أبي سعيد قال: كنت مع ابن مسعود رضي الله عنه فوضع يده علي يتوكأ حتى دخل- يعني دارا قريبة من باب السوق- فرأى فيها غضارة من عيش من رقيق وحشم وخيل وهدايا ودواجن من الغنم، فقال: يا أبا سعيد يعجبك ما ترى هاهنا؟ قلت: أي والله يا أبا عبد الرحمن، فقال: والذي نفس عبد الله بيده لئن بقيت قليلا لتختار أن لك بالدنيا وما فيها بعيرا تقتنيه، ثم أشار بيده نحو المغرب، ثم قال: طريق المسلمين هاربين من الدجال ملطاط الفرات الى الشام، فذكر الحديث. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الدامغاني البغدادي الصوفي قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: (210- ظ) أخبرنا

أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد ابن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا المسعودي عن حمزة العبدي- أو العيدي- قال: حدثنا أشياخنا قال: خرج ابن مسعود فنادى نداء، ولم يناج نجاء، فقال: الملطاط شاطىء الفرات طريق بقية المؤمنين، هرّاب من الدجّال، فبئس المنتظر أم الساعة: «فالساعة أدهى وأمر» «1» ، ثم أخذ حصاة فقال بها على ظفره: هكذا ما خروجه بأنفض لإيمان مؤمن ما نفضت هذه الحصاة من ظفري. وقرأت في كتاب الملاحم والفتن لنعيم بن حماد راوية أبي بكر بن أبي مريم عنه من نسخة قرئت على أبي بكر قال: حدثنا نعيم. وأنبأنا عبد العزيز بن هلالة قال: أخبرتنا به عفيفة بنت أحمد قالت أخبرتنا فاطمة قالت: أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة قال: تفتح القسطنطينية ثم يأتيهم الخبر بخروج الدجال، قال: فيكون باطلا، ثم يقيمون ثلاث سبع سابوع فتمسك السماء في ثلث السنة ثلث مطرها، وفي السنة الثانية ثلثيها، وفي الثالثة تمسك قطرها أجمع، فلا يبقى ذو ظفر ولا ناب إلا هلك، ويقع الجوع فيموتون حتى لا يبقى من كل سبعين عشرة، ويهرب الناس الى جبال الجوف الى أنطاكية، ومن علامة خروج الدجال ريح شرقية ليست بحارة ولا باردة، تهدم صنم اسكندرية، وتقلع زيتون المغرب والشام من أصولها، وتيبس الفرات والعيون والأنهار وتنسى (211- و) لها مواقيت الأيام والشهور ومواقيت الأهلة «2» .

وقال أبو بكر عبد الله بن أبي مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان عن مسلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال: ذكر عن ابن مسعود الدجال فقال: تفترقون أيها الناس بخروجه على ثلاثة فرق، فرقة تتبعه، وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيخ، وفرقة تأخذ شاطىء الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام، فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق فيقتلون لا يرجع منهم بشر «1» . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد بن خالد الخشني قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عوانة الكلابي، من كفر بطنا، قال: حدثنا محمد بن نصر النيسابوري قال: حدثنا محمد بن بدر الملطي قال: حدثنا كثيّر بن الربيع بن مرازم السلمي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنس لا تؤذن علي اليوم أحدا» ، فجاء أبو بكر فاستأذن فلم يؤذن له، ثم جاء عمر فاستأذن فلم يؤذن له، ثم جاء علي فاستأذن فلم يؤذن له، فرجع علي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فدخل عليه الحجرة، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فجلس علي محمر قفاه، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أخذ برقبته فقال له: «يا علي لعلك أمكنت الشيطان من رقبتك» ، قال: وكيف لا (211- ظ) أغضب وهذا أبو بكر صاحبك ووزيرك استأذن عليك فلم يؤذن له، وهذا عمر بن الخطاب صاحبك ووزيرك استأذن عليك فلم يؤذن له، وأنا ابن عمك وصهرك استأذنت عليك فلم يؤذن لي، وجاءك رجل من بني سليم فأذنت

له، فقال: اسكت يا علي، يأبي الله لسليم إلا حبا، يا علي إن جبريل أمرني أن أدفع الراية الى بني سليم، يا علي إن لله ملائكة سياحين مشبهين برجال من بني سليم يتصفحون وجوه بني سليم فإذا لقيتم الشيخ الكبير منهم، فسلوه أن يدعو الله لكم فإنه تستجاب دعوتهم، يا علي إن بني سليم رضى الاسلام، يا علي إن بني سليم ردء الإسلام، يا علي إن الله ادّخر بني سليم الى آخر الزمان، يا علي إنه إذا كان في آخر الزمان يخرج من النواحي معهم أحياء من العرب من عكّ وسليم وبهراء وجذام وطيء، فينتهون الى مدينة يقال لها نصيبين، فيكون من فسادهم أمر عظيم، فينتهون الى مدينة يقال لها آمد، فيغلبون عليها، فيفزع الناس منهم ويدخلون في حصونهم، ثم ينتهون الى مدينة يقال لها الرقة، مدينة يجري على بابها نهر من الجنة، فيغلبون على مدينة الى جانبها يقال لها الرقة السوداء، فيستبيحون ذراري المسلمين وأموالهم، فتنتهي طائفة منهم الى نواحي من نواحيها، فتسبي نساء عيلان فيغضب لذلك رجل من بني سليم، خميص البطن، أخوص العين، يقال له فلان، ويخرج حي من بني عقيل، فيلحقون فيدركونهم فيستنقذون (212- و) ذراري المسلمين وأموالهم، يا علي رحم الله بني سليم، يقتل منهم الثلث، ويبقى الثلثان، ثم ينتهون من فورهم ذلك الى مدينة يقال لها ملطيّة قد غلب عليها العدو، يا علي رحم الله بني سليم يقتل منهم الثلثان، ويبقى الثلث، يا علي رحم الله بني عقيل يقتل منهم الثلث ويبقى الثلثان، يا علي إن في بني سليم خمس خصال، لو أن خصلة منها في جميع العرب لا فتخرت بها، إن فيهم من خصب القراء، وفيهم ثالث ثلاثة، وفيهم من نزلت براءته من السماء، وفيهم من نصر الله ورسوله، وفيهم من الثلاثة الذين خلّفوا، يا علي

لو أن خصلة منها في جميع العرب لا فتخرت بها، يا علي لو مالت العرب فرقتين، فكانت فرقة منها بني سليم لملت مع بني سليم، يا علي إن العرب كلها تختلف في حكمهم، وإن بني سليم على الحق، يا علي حب بني سليم، فإن حبهم أمان وبغضهم نفاق، يا علي لا تخبرهم بما أخبرتك به «1» «2» . ***

فى مد الفرات

[فى مد الفرات] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا الشيخ العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد الأحمسي قال: حدثنا الحسين بن حميد قال: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: مدّ الفرات، فكره الناس ذلك، فقال عبد الله: أيها الناس لا تكرهوا مدّه فإنه يوشك أن يلتمس فيه ملء طست ماء فلا يوجد، وذلك حين يرجع كل ماء الى عنصره، وتكون بقية الماء والمؤمنون بالشام. هكذا جاء في رواية عبد الرحمن المسعودي منقطعا ليس بين القاسم وابن مسعود أحد، ورواه الأعمش عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود متصلا. أنبأنا بها عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن القاسم ابن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: شكوا إليه الفرات وقلة الماء، فقال: يأتي عليكم زمان لا تجدون فيه ملء طست من ماء، ويرجع كل ماء الى عنصره ويبقى (213- و) الماء والمؤمنون بالشام.

ففي روايته منقطعا، وفي هذه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود متصلا ذكر قلة الماء في الفرات، وفي رواية عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي منقطعا ليس بين القاسم وبين ابن مسعود أحد ذكر كثرة الماء في الفرات. قال أبو الحسين بن المنادي: ثم إن الروايتين على الاتفاق أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس والله أعلم. قلت: ويحتمل أن الاختلاف في الكثرة والقلة إنما جاء لاختلاف الواقعتين بأن يكون ماء الفرات مدّ سنة ونقص أخرى، فقال عبد الله فيه ما يؤول حاله إليه. أخبرنا الشيخ الثقة أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا مسعود بن الحصين البغدادي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى ابن عبد الجبار السكري قال: أخبرنا أبو علي اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الأيام والليالي حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ويحسر الفرات عن جبل من ذهب، فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعين، وينجو واحد. وقد رواه علي بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة وزاد فيه أن أبا صالح قال لابنه سهيل: يا بني إن أدركته فلا تقربنه. أخبرنا بذلك أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا المؤيد عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي وأبو الفتح

منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن مسعود ابن عمرو بن ادريس الزنبري المصري قال: حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى قال: حدثنا علي بن عاصم قال: أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الدنيا حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون. قال لي أبي: يا بني إن أدركته فلا تقربنه، قال علي بن عاصم: فحدثت بهذا الحديث شعبة فقال: إني قد سمعته من سهيل ولكن لا أحفظ أنه قال: يا بني إن أدركته فلا تقربنه استيقنت أنه قال: يا بني إن أدركته فلا تقربنه، قلت: نعم. (213- ظ) وأخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن أخي ميمي الدقاق قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا إسحاق بن شاهين قال: حدثنا خالد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عنده، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعين. وأخبرنا أبو سعد بن مشرف قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ابن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي قال: حدثنا أبو محمد عبد بن حميد بن نصر قال: أخبرني ابن أبي شيبة قال: وجدت في كتاب أبي محمد بن أبي شيبة عن عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرت عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فإذا سمع

به الناس ساروا إليه، فيقول الذين عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبون به، فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون. وقد رواه حفص بن عاصم بن عمر والأعرج عن أبي هريرة وزاد فيه: فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا. أخبرنا به أبو روح الهروي (214- و) في كتابه قال: أخبرنا تميم الجرجاني قال: أخبرنا الحاكم البحاثي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن هرون قال أخبرنا أبو حاتم بن حبان قال: أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عقبة بن خالد قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا. وقال ابن حبان: أخبرنا أحمد بن حمدان في عقبه قال: حدثنا الأشج قال: حدثنا عقبة بن خالد قال: حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال: يحسر عن جبل من ذهب. وقد رواه الحسين بن حميد عن عبد الله بن سعيد الكندي عن عقبة بن خالد عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن جده حفص بن عمر، وهو جد عبيد الله بن عمر بن حفص بن عمر وليس بجد خبيب، وزاد فيه من ذهب ومن فضة. أخبرنا به أبو اليمن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحري قال أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي

إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد الأحمسي قال: حدثنا الحسين بن حميد قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال: حدثنا عقبة بن خالد قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن جده حفص بن عمر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الفرات أن يحسر (214- ظ) عن كنز من ذهب ومن فضة، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا. ورواه إسحاق مولى المغيرة بن نوفل عن المغيرة بن نوفل عن أبيّ بن كعب وقال فيه: فيقتل تسعة أعشارهم. أنبأنا به أبو روح الهروي قال: أخبرنا تميم الجرجاني قال: أخبرنا الحاكم البحاثي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو حاتم بن حبان قال: أخبرنا يحيى بن أحمد بن عمرو بالفسطاط قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن العلاء الزبيدي قال: حدثنا عمرو بن الحارث قال: حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم قال: أخبرني إسحاق مولى المغيرة بن نوفل أن المغيرة بن نوفل أخبره عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن تل من ذهب، فيقتتل عليه الناس فيقتل تسعة أعشارهم. وقرأت في كتاب الملاحم والفتن لنعيم بن حماد رواية أبي بكر بن أبي مريم قال: حدثنا نعيم. وأنبأنا عبد العزيز بن هلاله قال: أخبرتنا به عفيفة بنت أحمد بن عبد الله قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية قالت أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا الطبراني قال: أخبرنا المرادي قال حدثنا نعيم قال: حدثنا مروان عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن حذيفة أنه قال لعروة بن أبي الجعد البارقي، ونظر

الى الفرات، فقال: كيف أنتم حين تخرجون منها لا تذوقون منه قطرة؟ فقال له عروة: تظن ذلك؟ قال: لا بل أستيقنه. أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي قال: أخبرنا أبو اسماعيل داود بن محمد بن أبي منصور بن مساشاذه بأصبهان أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها وهو حاضر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله (215- و) بن ريذه قال: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا يحيى ابن سعيد العطار وأبو المغيرة عن ابن عياش عن عبد الله بن دينار عن كعب قال: تنزل الترك آمد وتشرب من الدجلة والفرات ويسعون في الجزيرة وأهل الإسلام من الحيرة لا يستطيعون لهم شيئا، فيبعث الله عليهم ثلجا بغير كيل فيه صرّ من ريح شديدة وجليد فإذا هم خامدون، فإذا أقاموا أياما قام أمير أهل الإسلام في الناس فيقول: يا أهل الإسلام ألا قوم يهبون أنفسهم لله، فينظروا ما فعل القوم، فينتدب عشرة فوارس فيجيزون إليهم فإذا هم خامدون، فيرجعون فيقولون إن الله قد أهلكهم وكفاكم، هلكوا من عند آخرهم. قال ابن عياش: وأخبرني عتبة بن تميم عن الوليد بن عامر اليزني عن زيد بن جبير، وفي نسخة يزيد بن جبير، عن كعب قال: ليردن الترك الجزيرة حتى يسقوا خيولهم من الفرات، فيبعث الله عليهم الطاعون فلا يفلت منهم إلا رجل واحد «1» . وأخبرنا أحمد بن الأزهر بن عبد الوهاب في كتابه قال: أنبأنا أبو بكر محمد ابن عبيد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري فيما أذن لنا في الرواية عنه قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: أخبرنا أبو الحسين بن المنادي قال: حدثنا أبو موسى

محمد بن هارون أن موسى الأنصاري قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحرّاني المعروف الكزبراني قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن- هو الطواييقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه أنه سمع مكحولا يقول: لا تنقضي الدنيا حتى يرد الترك الفرات. وقرأت في كتاب الملاحم والفتن تأليف نعيم بن حماد، رواية أبي بكر بن أبي مريم من نسخة قرئت عليه قال: حدثنا نعيم بن حماد. وأنبأنا عبد العزيز بن هلاله قال: أخبرتنا عفيفة بنت أحمد بن عبد الله قالت: أخبرتنا فاطمة الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذه قال: أخبرنا الطبراني قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الوليد عن ابن جابر وغيره عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم: للترك خرجتان إحداهما يخربون أذربيجان والثانية يشرعون منها على ثني الفرات، قال: فيرسل (215- ظ) الله على جننهم الموت، يعني دوابهم، فيرجلهم، فيكون فيهم ذبح الله الأعظم، لا ترك بعدها. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا يحيى بن سعيد وأبو المغيرة عن ابن عياش قال: وأخبرني رجل من آل حبيب بن مسلمه عن الحكم بن عتيبه قال: يخرجون فلا ينهنههم دون الفرات شيء، أصحاب ملاحمهم وفرسان الناس يومئذ قيس عيلان فتستأصلهم، لا ترك بعدها. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الوليد عن ابن آدم عن أبي الأعبس عن كعب قال: يشرع الترك على ثني الفرات فكأني بذوات المعصفرات يطفقن على ماء الفرات. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين

عن ابن مسعود قال: كأني بالترك قد أتتكم على براذين مخذمه الآذان حتى يربطوها بشط الفرات «1» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا بقية عن أم عبد الله عن أخيها عبد الله بن خالد عن أبيه خالد بن معدان عن معاوية قال: اتركوا الرايضة ما تركوكم فإنهم سيخرجون حتى ينتهوا الى الفرات فيشرب منه أولهم ويجيء آخرهم، فيقولون: قد كان هاهنا ماء «2» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة عمن حدثه عن كعب قال: قال عبد الله بن عمر: ثم يبعث الله بعد قبض عيسى وأرواح المؤمنين بتلك الريح الطيبة نارا تخرج من نواحي الأرض تحشر الناس والدواب والذرّ الى الشام (216- و) . قال كعب: وتخرج تلك النار من القسطنطينية نار وكبريت يبلغ لهبها ودخانها السماء فتركد عند الدروب بين جيحان وسيحان، ونار أخرى من عدن تبلغ بصرى، تقوم إذا قاموا، وتسير إذا ساروا، وإن الفرات ليجري ماؤه أول النهار، وبالعشي يجري كبريتا ونارا، وذكر تمام الحديث. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن رجل عن أبي هريرة قال: تخرج نار من قبل المشرق ونار أخرى من قبل المغرب تحشران الناس بين أيديهم القرده، تسيران بالنهار، وتكمنان بالليل حتى تجتمعا بجسر منبج «3» . وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي عن صفوان بن عمرو عن

عبد الله بن بسر الحمصي عن كعب قال: المهدي يبعث بقتال الروم، يعطى قوة عشرة، يستخرج تابوت السّكينه من غار بأنطاكية فيه التوراة التي أنزل الله على موسى، والانجيل الذي أنزل الله على عيسى، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الانجيل بانجيلهم. وقال: حدثنا نعيم قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر الورّاق عمن حدثه عن كعب قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر قد خفي، ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية. وقال: حدثنا نعيم قال: حدثنا يحيى بن اليمان عن المنهال بن خليفة عن مطر الوراق قال: المهدي يخرج التوراة غضة- يعني طرية- من أنطاكية (216- ظ) «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا الفراء قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: أخبرنا الحسين بن علي قال: أخبرنا أبو سليمان الحرّاني قال: حدثنا محمد ابن الحسن قال: حدثنا أحمد بن سلم قال: حدثنا عبد الله بن السّري عن أبي عمر البزاز عن مجالد عن الشعبي عن تميم الداري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها- يعني أنطاكية- رجل من عترتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي، يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. أخبرنا أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الحلبي الشافعي قاضي منبج قراءة عليه قال: أنبأنا أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم المعدّل قال: أخبرنا أبو الأسوار عمر بن منخل الدربندي بحلب قال: حدثنا محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني من لفظه بأصبهان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الغفار،

وتميم بن عبد الواحد، وعمر بن أحمد بن عمر الأصبهانيون بها قالوا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي الدمشقي بدمشق سنة سبع وسبعين قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السّيباني عن عبد الله بن الديلمي قال: أتى رجل ابن عباس قال: بلغنا أنك تذكر سطيحا تزعم (217- و) أن الله عز وجل خلقه، لم يخلق من ولد آدم شيئا يشبهه؟! قال: نعم، إن الله عز وجل خلق سطيحا الغساني لحما على وضم، والوضم شراح من جريد، وكان يحمل على وضمه، فيؤتى به حيث يشاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمه والكفين، وكان يطوى من رجليه الى ترقوته كما يطوى الثوب، ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه، فلما أراد الخروج الى مكه، حمل على وضمه فأتي به، فخرج إليه أربعة من قريش عبد شمس وعبد مناف ابنا قصي، والأحوص بن فهر وعقيل بن أبي وقاص، انتموا الى غير نسبهم وقالوا: نحن أناس من جمح أتيناك لنزورك لما بلغنا قدومك، ورأينا أن إتياننا نحوك حق لك واجب علينا، وأهدى إليه عقيل صفيحة هندية وصعدة ردينيّة، فوضعت على باب البيت الحرام لينظروا هل يراها سطيح أم لا، فقال: يا عقيل ناولني يدك، فناوله يده، فقال: يا عقيل والعالم الخفية، والغافر الخطية، والذمة الوفية، والكعبة المبنية انك الجائي بالهندية والصعدة الردينية، فقالوا: صدقت يا سطيح، فقال: والآتي بالفرح وقوس قزح وسائر القرح، والحطيم المنتطح، والنخل والرطب والبلح، إن الغراب من حيث مر «1» سيح فأخبر أن القوم ليسوا من جمح وأن نسبهم من قريش ذي السطح، فقالوا: صدقت يا سطيح، نحن أهل البلد الحرام أتيناك (217- ظ) لنزورك لما بلغنا من عملك، فأخبرنا عما يكون في زماننا وما يكون بعد، إن يكن عندك علم في ذلك،

فقال: صدقتم والآن خذوا مني إلهام الله عز وجل، إباي، أنتم يا معشر العرب في زمان الهرم، سواء بصائركم وبصيره العجم، لا عمل عندكم ولا فهم وينشؤ من عقبكم ذو فهم يطلبون أنواع العلم، يكسرون الصنم، يبلغون الردم، يقتلون العجم يطلبون الغنم. قالوا: يا سطيح من يكون أولئك؟ قال لهم: والبيت ذي الأركان، والأمن والسكان، لينشؤنّ من عقبكم ولدان يكسرون الأوثان، وينكرون عبادة الشيطان، ويوحدون الرحمن وينشرون دين الديان، ويستفتون العميان. قالوا: يا سطيح من نشو من يكون أولئك؟ قال: وأشرف الأشراف والمحصي للأشراف، والمزعزع الأحقاف، المضعف الأضعاف لينشون آلاف من عبد شمس ومناف نشو يكون فيهم إختلاف. قالوا: يا سوءتاه يا سطيح، فما تخبر من العلم بأمرهم، وفي أي بلدهم، ومن أي بلد يخرج أولئك؟ فقال: والباقي الأبد، والبالغ الأمد ليخرجن أولئك من ذا البلد نبيّ يهدي الى الرشد، يرفض يغوث والفند، ينزه من عبادة المدد «1» يعبد ربا انفرد، ثم يتوفاه الله محمودا، من الأرض مفقودا، وفي السماء مشهودا، ثم يلي أمره الصديق إذا قضى صدق، وفي رد الحقوق لا خرق ولا نزق، ثم يلي أمره الحنيف محرب غطريف (218- و) يترك قول العنيف قد صاف المضيف وأحكم التحفيف، ثم يلي أمره دارع لأمره مجرب، فتجتمع له جموع وعصب فيقتلونه نقمة عليه وغضبا، فيؤخذ الشيخ يذبح إربا، فتقوم به رجال خطبا- يعني عثمان-، ثم يلي أمره الناصر يخلط الرأي برأي ماكر، يظهر في الأرض العساكر- يعني معاوية-، ثم يلي بعده ابنه يأخذ جمعه ويقل حمده، ويأخذ المال ويأكل وحده، ويكثر المال من بعده، ثم يلي بعده عدة ملوك، الدم فيهم لا شك

مسفوك، ثم يلي من بعده الصعلوك يطأهم كطية «1» الدرنوك- يعني أبا العباس-، ثم يلي من بعده عضهور يقصي الخلق ويدني مضرا، يفتتح الأرض افتتاحا منكرا- يعني أبا جعفر- ثم يلي قصير القامه بظهره علامه يموت موتا وسلامه- يعني المهدي-، ثم يلي من بعده قليل ماكر يترك الملك باير، ثم يلي بعده أخوه بسننه سائر، يختص بالأموال والمنابر، ثم يلي من بعده أهوج صاحب دنيا ونعيم مختلج، تبادره معاشر ودوده، ينهضون إليه يخلعونه ويأخذون الملك ويقتلونه، ثم يلي أمره من بعده السابع يترك الملك مخلا ضائع، يثور في ملكه كل مشوّه جائع، عند ذلك يطمع في المال كل غرثان، ويلي أمره الصيبان، يرضي نزارا جمع قحطان، إذا التقيا «2» بدمشق جمعان بين بيسان ولبهان «3» ، يصف اليمن يومئذ صنفان، صنف المشورة، وصنف المخذول، لا ترى إلا خباء محلولا أو أسيرا مغلولا بين الفرات والجبول عند (218- ظ) ذلك تخرب المنازل، وتسلب الأرامل، وتسقط الحوامل، وتظهر الزلازل، وتطلب الخلافة وائل، فتغضب نزار وتدني العبيد والأشرار، وتقصي النساك والأخيار، وتغلوا الأسعار، في صفر الأصفار تقتل كل جبار، ثم يسيرون الى خنادق وأنهار ذات أسفار «4» وأشجار تصدّ له الأنهار، يهزمهم أول النهار، تظهر الأحبار فلا ينفعهم نوم ولا قرار حتى يدخل مصرا من الأمصار، فيدركه القضاء والأقدار، ثم تجىء الرماه بلف مشاه تقتل الكماة وتأسر الحماة، ومهلك «5» الغواة، هنالك يدرك في أعلى المياه، ثم يبور الدين، وتنقلب الأمور، ويكفر الزبور، وتقطع الجسور، فلا يفلت إلا من

كان في جزائر البحور، ثم تثور الجبوب «1» ، وتظهر الأعاريب ليس فيهم معيب على أهل الفسق والمريب في زمان عصيب، لو كان للقوم جنى وما تغني المنى. قالوا: ثم ماذا يا سطيح؟ قال: ثم يظهر رجل من أهل اليمن أبيض كالّشطن «2» يذهب الله على رأسه الفتن. هكذا وقع في هذه الرواية سقوط ذكر علي عليه السلام، وقد وقع لنا هذا الخبر من طريق آخر وفيه ذكره. أخبرنا به أبو محمد أحمد بن الازهر بن عبد الوهاب السباك في كتابه الينا من بغداد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي القاضي اجازة عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو الحسين بن المنادي قال: أخبرت عن سليمان بن شرحبيل الدمشقي عن (219- و) اسماعيل بن عياش، وذكر باقي الاسناد والخبر كما سقناه إلّا أنه قال فيه: لا علم عندكم ولا فهم، ولينشون من عقبكم دهم، وقال: ويستنون بدين الديان يشرفون البنيان، وقال: ثم يلي من بعده الامين الناصر فيخلط الرأي بحزم باهر، ثم يلي من بعده إمرء مناكر يظهر في المدائن العساكر، فقد ذكر في هذه الرواية عليا ثم معاوية. قلت والجبول قرية كبيرة من قرى حلب في طرف نقرة بني أسد والقرب من برية خساف في أرضها يجمد الملح ويجمع، وبينها وبين الفرات سبعة فراسخ. سير الي ابن تيمية خطيب حران كتاب بابا الصابئ الحراني يشتمل على سبع مقالات ذكر فيها ما يكون في الازمان، وقيل انه تكلم بذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثمائة سنة وسبعة وستين سنة. قال في المقالة الرابعة: والاسرار الخفية ظهرت لي وانزعجت نفسي، ورعب

قلبي أن أتكلم، وتكلمت بغير اختياري لاني أمرت رب الارباب بذلك حتى أعرف وأبين ماذا يكون في الازمان، وذلك أنه تنتبه الحبشة الذين هم أفاضل أهل القبلة، ويخرج ملكهم الذي اسمه حسن بقوة عظيمة، ما لا يحويه عدد من كثرته مع دوابهم وسوادهم، وأعوادهم كالحياة، ودوابهم كالسباع تهج، ويكون خروجهم من قبلة المغرب، ويكون عددهم كعدد الرمل والجراد ويكون أشد شرا من الحياة، والشرايين التي على رؤوسهم من الخوص، وهم فارغون من (219- ظ) المال والنفقة، ولا في قلوبهم رحمة لوالد ولا ولد، وتجتمع أجنادهم وجيوشهم كالجراد الذي يطير ويعبر البلاد الخربة، ويصل الى البلاد العامرة، ويملكون بلاد النوبة وبلاد مصر، ويصعدون من هناك الى دمشق ويفسدونها ويخربونها، ويأتي نهر الاردن ويعبر على فلسطين، وينزل على الفرات، وتأمن مدينة الاحبار المسماة ما بوغ- هي حلب «1» ، وحينئذ يأتي اليك يا حران، وأنت أيضا تكونين في الامن والسلامة، وأهل السماء فيك يسكنون، ويرفع شأن أهل حران الى المنزلة العليا ويحاربون ويقهرون البر والبحر بعقد قوي، ويطرد واحد لمائة وعشرين، ويطرد عشرون لألفين، وكل من لا يقبل منهم ويسمع كلامهم يقتلونه. وذكر في المقالة السادسة وقال: فصل، اذا ما انتهت مملكة الاهواز يكون قتال عظيم، ويسفك في الارض دم عظيم، ويكون في المغرب قتال شديد مدة أيام، ومع هذا فالويل لكم يا مدن بهيات، والويل للقرايا والمدن الصغار من شعب نجسه ينجسون الارض بأعمالهم، وهم الذين لا يعرفون الله ولا يوقرون أهل السماء، سلكوا طريق الشهوات الردية وزاغوا عن الحق، فسخط عليهم أهل السماء، الويل لك يا دمشق البهية يا مدينة حسنة الملك، كيف تخرب أسوارك وتهدم أسواقك الى

الارض، والويل (220- و) لك يا بعلبك يا مدينة الشمس، كيف تنتقل قوى الطلسمات التي فيك الى جبل الباجوك- وهو الجبل الشرقي من حران- ويتبدل بخورك وعطرك وقرابينك، وتصيري الى الخراب حتى تسمع أصوات الهدم، فيك وأنت يامابوغ- وهو حلب- مدينة الاحبار يأتي رجل سلطان ويحل بك، ويعلي أسوارك، ويجدد أسواقك، ويجوز المعين الذي فيك، وبعد قليل يؤخذ منك، فالويل لك، وما تلتقين من القتال والحروب، والويل لك يا سميساط. وقال: فصل، وبالحقيقة أقول ان الرها تخرب والماء الذي أخذ منها يرجع الى حران، وتخرب سميساط، والماء الذي لكوزن يأخذونه الى القبلة. وقال في هذه المقالة: وتشال حجارة الرها الى حران، ويبني بها لحران سور وفصيل، وفي الباب الذي بين الشرق والقبلة يبنى بيت للعبادة، وذلك بأمر من قوة سيدنا الاعمى، وهو أمرني أن أعرفكم بهذه الاشياء، وأقول ان ما بوغ- وهي حلب- تستعير من الاحبار وتكون الامن والسلامة على جميع العالم. وقد ذكرنا هذا الفصل فيما تقدم، وأنه انهدم موضع في سور حران في سنة اثنتين وخمسين وستمائة، فاحتيج الى أن نقل اليه من سور الرها حجارة بني بها ما انهدم من سور حران، أخبرني بذلك خطيب حران، ونقلت ما نقلته من هذا الكتاب على ما فيه من اللحن وركة الالفاظ (220- ظ) . ***

باب في ذكر من نزل من قبائل العرب بأعمال مدينة حلب ومن كان قبلهم في سالف الحقب

باب في ذكر من نزل من قبائل العرب بأعمال مدينة حلب ومن كان قبلهم في سالف الحقب قرأت في كتاب جماهير أنساب اليمن قال أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي: حدثنا أبو سليمان داود بن عبد الله اليماني قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا الفضل بن العباس الانصاري عن أبيه قال: أتي معاوية بن أبي سفيان بشيخ كبير قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فما ينظر الا ما رفع باليد، فسأله عن أشياء ذكرها، وذكرها له، وذكر له وقال: فكانت أرض الشام لسام بن نوح وبه سميت شاما، فحولهم عنها ولد حام، وذكر من ولد حام كنعان بن حام وقال: وولد كنعان بن حام صيدون بن كنعان، وحاث بن كنعان، واليبوسي بن كنعان، والروادي بن كنعان، والصماري بن كنعان، والحماني بن كنعان، والحواني بن كنعان، حل هؤلاء كلهم وهم بنو كنعان السواحل من أنطاكية، والساحل كله من صيدا وطرابلس وحمص وأرض القدس والغور الى عمل البثنية، وهم الذين قتلهم يوشع بن نون وأجلاهم الى بلاد المغرب. وقال: وذكر له ولد يافث فقال: يافث بن نوح ولد له سبعة ذكور منهم: جومر بن يافث، ومأجوج بن يافث، وماذي بن يافث، وياوان بن يافث، وثوبان بن يافث، وما شيج بن يافث، وتيراس بن يافث. وقال: وولد ياوان بن يافث أياس والمصيصة وطرسوس وأذنه (221- و) ،

والروم من ولد هؤلاء، حلوا بلادهم فعرفت بأسمائهم على تخوم الروم طرسوس، وأذنه، والمصيصة، وأياس وذكر لي بعض الاسرائيليين أن الروادي بن كنعان هو الاروادي. وقرأت في نسخة معربة من التوراة عربت للمأمون قال: وبنو ياوان أياس، وطرسوس والمصيصة وأذنه. قلت: والحماني بن كنعان اليه تنسب حماه. وقرأت في كتاب ديوان العرب وجوهرة الادب وايضاح النسب تأليف محمد بن أحمد بن عبد الله الاسدي النسابة قال: وقرأت في التوراة أن العيص لما ولد له هؤلاء الشعوب بأرض ساعير وكان مع أخيه وأهل بيته، وكثر مالهما وأولادهما وضاقت عليهم الارض فلم يزالوا بتلك الارض الى أن خرج موسى ببني اسرائيل فاجتاز بهم، ودام حربهم، ونهاه رب العالمين عن ذلك، فأخبره أن تلك الارض دفعها الى العيص وولده ميراثا، ولم تزل المشاحنة والبغضاء بين ولد يعقوب والعيص وولدهم وملوكهم، ولم يزل ولد العيص بتلك الارض يقتتلون الى أن قويت ولد يعقوب بالملك والسعة. كذا يقول الكتاب، الى عصر داود فغزاهم وملكهم، وصار الآدميون عبيدا وإماء لآل اسرائيل اخوتهم، وتفرق من بقي منهم في البلاد، فمنهم من دخل بلد إسماعيل عمهم، ومنهم من سار نحو الشام فدخلوا على الأمم واختلطوا بهم، ومنهم من نزل الى نحو العراق وبلاد الجزائر وأطراف البر مثل الرصافة وما والاها، فهم بها الى اليوم، وضاع نسبهم (221- ظ) في الشعوب وليس لهم حفظ. وأما من نزل من قريش بحلب وأعمالها، فمن بني هاشم: صالح بن علي بن عبد الله بن عباس نزل ظاهر حلب، وابتنى به قصره المعروف ببطياس وكان على

الرابية المشرفة على النيرب من جهة الغرب والشمال، وكان عن يسار المتوجه من حلب الى النيرب، وموضع اصطبله عن يمين المتوجه، والطريق بينهما، ودثر القصر ولم يبق منه إلّا الآثار، ويجد الناس في موضعه شيئا من الفسيفساء وكسور الرخام. وولد لصالح عامة أولاده به، وبقي من أولاده عيسى بحلب بعده، ووقف بها وقوفا على ولده، فولده بحلب الى زمننا وأوقافهم عليهم، وسنذكر ان شاء الله صالحا وولد في كتابنا هذا. ونزل من ولده عبد الملك بن صالح بمنبج وابتنى بها قصرا وبستانا وولده الى اليوم بمنبج، وبستان القصر بأيديهم الى اليوم. قال النسابة محمد بن أحمد بن عبد الله الاسدي في كتاب ديوان العرب: وأما صالح بن علي بن عبد الله بن العباس فأمّه يقال لها سعدى، وهي أم ولد يعرف ولدها ببني سعدى، وانه طلع الى الشام بأرض حلب فولد هناك سبعة عشر ذكرا من صلبه، منهم بظاهر حلب ومنهم بحلب، والعقب في العشرة الى اليوم: الفضل بن صالح، واسماعيل بن صالح، وعيسى بن صالح، وعلي بن صالح، وعبد الملك بن صالح، ويعقوب بن صالح، وسليمان بن صالح، وداود بن صالح وابراهيم بن صالح، وعبد الله بن صالح. ذلك كل واحد منهم قد ولد بطنا وهم أهل مدر لا وبر. وأما ولد صالح فهو ممن علا أمره في بلد حلب وعظم قدره وملك منها الضياع والعقار والعبيد مثل صباح، ومطرف، ولؤلو، وبدر، وغير ذلك من العبيد حتى لحقوا مواليهم في النسب. قال: وعقبهم الى يومنا هذا لاحق بهم، عليهم الوقوف، وقوف مواليهم مثل

الزامر وغيره بأرض دمشق وغير ذلك من أرض الشام الى سنة ثلاثمائه وعشرين، ثم غلب على الأمر غيرهم. قلت: ومن أوقاف مواليهم وقف بني فضال، وبني الصفري والطشتي كل هؤلاء من موالي صالح وبنيه، وعوام حلب ورعاعها يقولون: إن وقف الزامر وقف على ولد الذي زمر بين يدي رأس الحسين عليه السلام، ووقف الطشتي على الذي حمل رأسه في الطشت، ووقف الصفرية على بني الذي صفّر بين يديه، ووقف بني فضال على بني المتفضله، وهي امرأة أبدت ضوئها لرأسه عليه السلام حين قدم حلب به يطوفون به، وهذا لا أصل له ولا صحه، والصحيح ما ذكرناه. ونزل من ولد عبد الملك بن صالح بأنطاكية الفضل بن صالح بن عبد الملك بن صالح، فلما ولي سيما الطويل أنطاكية قبض عليه وعلى ولده ودفنهما حيين في صندوقين، فبصر رجل بالصندوق الذي كان ولد الفضل فيه فظنه مالا، فحفر عليه واستخرجه وبه رمق، وعاش بعد ذلك عشرين سنة وثلث. والموجودون الآن بمنبج وحلب من ولد صالح بن علي، بنو عيسى بن صالح، وبنو عبد الملك بن صالح من نسل عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح، وسنذكر من أخبارهم ما فيه كفاية إن شاء الله تعالى. (225- و) وأما من نزل من بني أمية فهشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، نزل الرصافة وبناها واتخذها منزلا له، وبقي بها ولده بعده الى أن زالت دولة بني أمية وتفرقوا. ونزل عمر بن عبد العزيز بخناصره واتخذها منزلا الى أن مات. ونزل مسلمة بن عبد الملك بن مروان بالناعورة من نقرة بني أسد، وبني بها قصرا بالحجر الصلد الأسود، وآثاره باقية الى يومنا هذا، وأدركت منه برجا

قائما انهدم في زماننا، وأخذ منه حجارة كثيرة، وبقي أولاد مسلمة بعده الى دولة بني العباس، ولما اجتاز الرشيد بهم، برهم ووصلهم مجازاة لأبيهم لأنه كان يحسن الى بني هاشم في أيام ولاية أخوته، وكان لمسلمة قرى ومزارع بأعمال حلب اتخذها وعمرها أيام إقامته بالناحية المذكورة، منها الحانوت وبها مات، وتسمى في زمننا الحانوته «1» . وأما سليمان بن عبد الملك فإنه نزل دابق غازيا وأقام بها سنين ومات بها، وبقي من أولاده بناحية حلب بعضهم، فإنني قرأت في كتاب نسب بني العباس تأليف أبي موسى هرون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي قال: حدثني علي بن عيسى بن محمد قال: سمعت أبي يقول: خرجنا مع أمير المؤمنين هرون رضي الله عنه ونحن نريد أن نغزو، فمررنا بعسكرنا ونزلنا على نهر بين خساف وبين حلب يقال له سبعين، فتحدث أمير المؤمنين مع قوم من بني هاشم من ساكني حلب، وجاءوا بلغط من القول، فقال لنا: (222- ظ) إني أريد أن أتفرد اليوم في مسيري فلا يدنو مني أحد إلا أنت. قال: فمضى غير بعيد فتنكب عن الطريق فبصر برجل حسن الوجه يمشي خلف فدان يحرث عليه وهو يبكى، فقصده فإذا عليه فرو مقلوب الجلد على ظهر جسده والصوف الى خارج، فسلم عليه أمير المؤمنين وأعجبه حسن وجهه، فقال: اسقني يا فتى ماء، فقال: نعم يا سيدي، ففزع إليه وترك الفدان وقال: تصير معي الى القرية فأسقيك ماء باردا؟ فقال: نعم، فعدا بين يديه وهرون يتلوه حتى جاء القرية، فأخرج مفتاحا، ففتح بابا وخرجت منه صبية ظاهرة الوضاءة يبين عليها سوء الحال، وأخرج قدحا فغسله، ثم قال: يا سيدي تشرب ماء على الريق، هل لك أن

تنزل عندي فتصيب ما حضر وتشرب على أثر طعامك؟ فقال: نعم، فأنزله وأخذ فرسه فربطه، وأضجع عجلة فذبحها واستخرج كبدها وأخرج دقيقا من كوزله، فدفعه الى جارة له تصير له منه فطيرا، ومر الى الفدان فحلّه وقد شوي الكبد وخرج الخبز من التنور فقدمه الى أمير المؤمنين، وجلس يأكل معه. قال أبي: ثم قام فجاءني من ذلك الفطير ومن تلك الشرائح اللحم، فقال: كل، وعمد الى ريحان كان على سطح بيته فوضعه بين يديه؛ فقال أتنشد من الشعر شيئا؟ فأنشده من أشعار بني أمية، وأنشده في زوال النعم، فقال له: حدثني حدثيك، فو الله ما وجهك بوجه زراع ولا بوجه من (223- و) ربي في بؤس، فأخبره أنه من ولد سليمان بن عبد الملك وأن هذه الصبيه التي معه أخته، وأن بعض المسالمة خطبها، فأبى عليه، وأنه هرب فنزل هاهنا، فاستأجره وكيل القرية بعشرة دراهم على أن يفرد له بيتا يكون فيه وفدّانه وأخته، فبكى هرون وقال: عمل صالح قبل الغزو، فإنما النصر والتمكين بخوف الله، وجاءت الخيول وحفّت بالموضع، وقيل أمير المؤمنين أمير المؤمنين، فقال: لا بأس عليك لن ترع، فكتب الى الذي خلفه بالإحسان الى بني أمية وإدرار العطاء عليهم، ودفع الى من اشترى له القرية التي هو بها. قال: قال أبي: فرأيت أمير المؤمنين يبكي ويقول في سجوده إلهي ارحمني بقرابتي من محمد، ولا تجعل محمدا خصمي وموبخي، ولا تؤاخذ الأمة بذنوبي، ثم صلى الظهر فركب فنزلنا حلب بعد المغرب وهرون منكسر متخليا بنفسه. قوله: وإن بعض المسالمة خطبها، يريد بعض بني مسلمة بن عبد الملك، وكانت منازلهم بالناعورة قريبا من سبعين. وقرأت في ديوان العرب تأليف محمد بن أحمد الأسدي النسابة قال: وأما

النضر بن كنانه- يعني ابن خزيمة بن مدركه- فهو قريش، وقبائل قريش كلها من ولده، وعدّ جماعة منهم. وقال: وبنو عوف بن حرب بن خزيمة بن لؤي بن غالب فتشاءمت وتجزّرت ومنهم بأرض حلب خلق كثير أهل مدر لا وبر وهم أهل (223- ظ) ذاذيخ وكفر بطيخ «1» وغيرها من الضياع بأرض معرّة مصرين، وهي تعرف بهم ضياع العوفيين الى اليوم. قلت ونسبهم بنو عوف بن حرب بن خزيمة بن لؤي- وفيه يجتمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم- بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار. ونزل بأعمال حلب بعض العمالقة، وقد ذكرنا فيما تقدم أن حلب إنما سميت بحلب بن المهر من ولد جاب بن مكيف من العمالقة، وقيل فيه حلب بن مهر بن حيص بن عمليق. ومنهم عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن عاملة العماليق ملك العرب بأرض قنّسرين والمشارف، وبنته الزباء واسمها نائله بنت عمرو بن ظرب ملكت قنّسرين والجزيرة، وكان لها حصون من غربي الفرات وشرقيها، وسنذكرهما في موضعهما من كتابنا إن شاء الله تعالى. نزول بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن نبت بن حمل بن قيذار بن إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام.

قال محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الأسدي النسابة في كتاب ديوان العرب وجوهرة الأدب وإيضاح النسب: وأما أسد بن خزيمة فهو شعب كبير تشعبت منه قبائل وعشائر وأفخاذ الى يومنا هذا. قال وإنما سمي خزيمة لأنه خزم نور رسول الله (224- و) صلى الله عليه وسلم، ولم ينظر من النساء إلّا أم ولده؛ فولد خزيمة: أسد بن خزيمة، وكنانة بن خزيمة، والهون بن خزيمة قبيلة لا شعب. قال: وخص الله بالرسالة والشرف كنانة دون أخيه أسد، فأما أسد بن خزيمة فولد خمس نفر: كاهلا، وهو أول ولده، وبه كان يكنى، قبيلة لطيفه، وعمرا قبيلة متوسطة، وصعبا قبيلة، وحملة قبيلة، وذودان قبيلة. ومن ذودان تفرعت قبائل أسد بن خزيمة وعمائرها وأفخاذها الى يومنا هذا. فولد ذودان ثعلبة وغنما قبيلتين عظاما في العدد والمنعة، فأما غنم فإنها حالفت ولد عبد مناف وأقامت بالحرم ولم تشخص مع بني أبيها، وذلك أن بني أسد شخصت عن الحرم لحرب جرى بينها وبين اليمن، فنزلت بئر فيد يقال له إهالة، فأقاموا بتلك الأرض مدة طويلة، ثم انتشروا في الأرض فمنهم من أخذ نحو العراق وأرضها فتديروها الى يومنا هذا، أرض الطيّب وقرقوب وبر الرمله وما والى تلك الأرض وهم أهل وبر ومدر، عالم كثير وملك عظيم؛ ومنهم من أخذ نحو بلاد الشام فقطن بلاد دمشق وهم أصحاب مدر لا وبر، ومنهم من نزل أرض الكوفة الى أرض البصرة الى الأحساء وما والى تلك الأرض، ومنهم من أخذ نحو نهر كربلاء، ومنهم من جزّر، ومنهم من أخذ نحو الشام السفلى نحو أرض حلب وما ولاها فهم بها الى (224- ظ) اليوم أهل مدر ووبر، وبهم تعرف تلك الأرض فيقال نقره بني أسد طرف البر، وكان نزولهم سنة سبع ومائتين للهجرة، فهم بها الى اليوم.

قلت: وفي زمننا لم يبق من بني أسد في بلد حلب من ينزل بيوت الو بربل مساكنهم المدر لا غير. قال النسابة: ومن قبائل غنم بن ذودان بن أسد بنو دهمان بن عامر بن غنم، وبنو صالح، وهو قليع بن عامر قبيلة، كان منزلهم الأحص طرف البر، وهم أهل مدر لاوبر، وبنو حبيبه بن عامر بطن لا قبيلة، وهم أهل مدر لاوبر، وكان منزلهم نحو بلاد الشمال بدير يقال له دير قزمان. قلت: ودير قزمان هذا قريب من عزاز من شماليها وشرقيها، وهو مذكور في كتب الديارات، وسيأتي شيء من ذكره في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. قال: وأما مالك بن غنم فولد ربيعة بطن ومنازلهم باذيذ عاربه «1» وما والاها وهم أهل مدر لاوبر، وربيعة يعرف بالكذاب. قال: وأما كثير بن غنم بن ذودان بن أسد، فهم محالفون لبني عبد مناف ابن قصي، وهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم زينب زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن ذودان بن أسد. قال: وبنو كثير قبائل وهم آل رئاب ومنازلهم بأرض الشام بحوران. قال: وسليط بن رئاب ومنازلهم بأرض حلب (225- و) طرف البر من الأحص، وهم أهل مريمين» وما والاها، وهم أهل مدر لا وبر. قال النسابة: وقد كان منهم بأرض الشام، أعني بني غنم، بأرض الحاتميه والملّوحه وما والى تلك الأرض بطن يقال له سليم، وكان سيدا جليلا عظيما،

وله بطنان عبد الملك وحاتم، وهم أهل مدر لاوبر، منزلهم مع أخوتهم بني غنم بأرض الحاتميه والملّوحة. قلت: الحاتمية- والله أعلم- منسوبة الى حاتم بن سليم هذا والله أعلم. قال النسابة: وقبائل ذودان بن أسد كان العز فيه دون إخوته، فقبائل ذودان بنو فقعس رهط طليحة بن خويلد بن نضلة بن الأشترين بن حجوان بن فقعس الذي ادعى النبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عظيم القدر في العرب، وأخوه حبال بن خويلد. وقبائل فقعس بن طريف بن حجوان قبيلة كبيرة أيضا، وبنو ديان قبيلة كبيرة، وبنو نفيل قبيلة عظيمة، وبنو منقد قبيلة كبيرة، وبنو حذيم قبيله كبيرة، وقد خرج من كل قبيلة من هذه القبائل عمائر وأفخاذ وعشائر وفصائل الى يومنا هذا، ومنازل بني فقعس بأرض الطيّب وقرقوب مع أخوتهم ولد الحارث بن ثعلبة، وهم أهل وبرلا مدر، في تلك الأرض إلّا من شذ منهم، فتشاءم وجزّر فنزل أرض حلب طرف البر وهو حيار بني فقعس سميت تلك الأرض باسمه، فهم بها وبالنقرة متفرقين مع أخوتهم (225- ظ) بني أسد بن خزيمة. قلت: قوله مع أخوتهم ولد الحارث بن ثعلبة بن ثعلبة بن ذودان بن أسد، والثّعلبية بالقرب من كارس منسوبة الى ثعلبة بن ذودان، وحيار بني فقعس في طرف البر من ناحية منبج، وحبال بن خويلد بن نضله بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن ذودان بن أسد بن خزيمة له فرقة تنسب إليه بضواحي حلب يقال لهم الحبّاليون، وبينهم وبين فرقة أخرى بضواحي حلب يقال لهم الزواقله، حرب وعداوة مستمرة وشحناء وينسبون الى زوقل بن حييط بن قدامه بن عبد الله بن عامر بن حصين بن الحارث بن الهصّان، وهو عامر الأكبر ابن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، وهم ثلاث بطون: حمزه، وقابوس،

وعجمي، ومنهم الزوقليه أم صالح بن مرداس الكلابي أمير حلب، وكان حبال ينزل بحيار بني فقعس، وزوقل بمنازل بني الهصّان بنواحي وادي بطنان. فالحبّاليون من بني أسد والزواقله من بني كلاب. قال النسابة: فهذه قبائل ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس ابن مضر بن نزار، وقد كنت ذكرت في ابتداء الكلام طرفا من منازلهم بعد ما نزلوا بئر إهالة ثم افترقوا منهم من تشاءم ومنهم من جزّر ومنهم من تعرّق، ومنهم من نزل الشمال من أرض بلاد اليونانية بجبل يقال له عوريه من أرض الروم، منهم فيه عالم عظيم، وذلك أنهم هربوا من جور الملوك من ديار العرب والغلاء (226- و) الى تلك الأرض، ومنهم فريق بأرض الغرب من أهل المدن قاطنين بالغرب على غربي حلب بمعرة مصرين وجبل السماق بنحليا وبتباسون وما والاها وهم أهل مدر لاوبر، ومنهم بأرض الجزيرة خلق كثير، وتعرف أرضهم بنقرة بني أسد، وحدها من خناصرة إلى جبل الأحصّ إلى الوادي إلى طرف البر ثم غربا إلى حد الناعورة، والجبال محيطة بها من حقلى إلى القبتين إلى الجرّاعة إلى الملّوحة وكسيان الى حد البر من أرض السّبخة ثم على الحبل سائر الى حد النهر من سبعين وكارس إلى حد وادي بني كلاب، كل هذه الضياع والجبال وما يليها من البقاع لبني أسد، وهم بها إلى اليوم، وهذا الإقليم كبير تديّروه سنة سبع ومائتين للهجرة. قال: وأما كاهل بن أسد فولد ثلاث قبائل عظام: بنو أذينة، وبنو هراوة وبنو حرموا، هذه ثلاث قبائل، ومن هذه القبائل تفرعت قبائل كاهل وبطونها، وهم أهل مدر ووبر متفرقين في البلاد، منهم بالنقرة بالجراعة وكسيان، وكان منهم بطن بجبل السماق وبالجزر وغير ذلك. قلت: وأظن الكاهلية هي منسوبة إلى كاهل بن أسد والله أعلم.

قال النسابة: في ولد مالك بن مالك- يعني مالك بن أسامة بن نمير بن نصر بن قعين، من بني أسد، أو مالك بن نصر بن قعين- قال: منهم: بنو قطبة بن محيس بن برّة بن خزيمة بن كوز بن موله، وقطبة بن كوز. قلت: والقرية المعروفة بالقطبية منسوبة الى أحد الرجلين، وهي من نقرة بني أسد بالقرب من البر، ويقال لها القطبيات أيضا، فلعلها منسوبة إليهما، وأبو عبد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي القطبي منسوب إلى أحدهما أيضا، والله أعلم. قال النسابة: وأما ضبّة بن أدّ بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار خرج منه قبائل وعمائر وبطون وأفخاذ وإلى يومنا هذا، فولد الضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر سعد بن ضبة قبيلة عظيمة، وذكر جماعة منهم. قال: وبنو شعاع بن علقمه كان بأرض حلب، ثم بوادي بني كلاب في ضيعة يقال لها البيرة؛ وبنو علقمة قبيلة كبيرة «1» . قال: وبنو السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبه قبيلة عظيمة. قال: وقد كان شخص منهم فريق، فنزل بأرض الشام، وكان يعرف بأبي رمادة فإنه نزل بأرض حلب، بأرض النقرة، وجاور بني أسد في دارهم، وولد نحو من عشرة أولاد ذكور، وولد لهم أيضا أولاد، فصار قبيلة تعرف بقبيلة أبي رماده، وتأمر فيهم من تأمر وساد فيهم من ساد، وهم من هجان بن كعب بن بجاله بن ذهل- يعني ذهل ابن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة- قال: ونسلهم إلى اليوم وهم وبني عم لهم من ضبة (227- و) بأرض حلب وأرض الغرب والباره «2» وما والاها، وهم أهل مدر لاوبر.

قلت: وبالملوحة رجل من نسل أبي رمادة في زمننا يعرف بالرمادي. قال النسابة: وولد عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان واسمه الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان قطيعة بن عبس، فولد قطيعة، غالبا قبيلة عظيمة، وشيماء قبيلة، والحارث بن قطيعة قبيلة، فمن ولد الحارث بن قطيعة بن عبس مازن قبيلة، فولد مازن ربيعة قبيلة، فولد ربيعة رواحة قبيلة، وعبيد قبيلة، ورياحا، ورواحا، هؤلاء بنو ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وهم رهط زهير بن جذيمة بن رواحة سيد عبس في زمانه، وهو أبو عشرة، وأمهم تماضر السلمية، والحارث بن زهير، وأهل الحيار من ولده. قلت: ومن ولده القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير، وعمه العباس بن جزء بن الحارث بن زهير، ونسب حيار بني عبس الى بني القعقاع، لأن عبد الملك بن مروان أقطعهم به قطائع، وكانت مواتا فعمروها، وتزوج عبد الملك منهم ولّادة بنت العباس بن جزء، وقيل إنها بنت القعقاع، وهي أم الوليد وسليمان. عدنا إلى كلام النسابه قال: وقيس بن زهير صاحب حرب داحس، وكثيّر ابن زهير قتيل كلب، وخداش بن زهير لم يعقب، وشأش بن زهير (227- ظ) قتيل غني ولم يعقب، وورقاء بن زهير لم يعقب، وأسيد بن زهير، وهم أهل وبر لا مدر، والحكم بن زهير له عقب بالبادية، وحذيم بن زهير عقبه في البادية، وعوير بن زهير له عقب بالبادية. قال: وعنترة الفوارس منهم. قال: ومنهم الحطيئة الشاعر واسمه جرول. فولد غالب بن قطيعة مالك قبيلة، وعوذ قبيله، ومخزوم قبيلة، وعبد وعوذ قبيله، وقيس بن غالب قبيلة. ومن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس خالد بن سنان، وهو النبي الذي بعثه الله إلى نار الحدثان فأطفأها، وله حديث يطول.

ومنهم بنو هذم قبيلة عظيمة، ما ولد هذم أهل شحشحور وفاح وما والاها وهم أهل مدر لا وبر، فهذه عبس، ومن هذه تفرعت قبائل عبس وعمائرها وأفخاذها وبطونها، وهي قبيلة عظيمة، وكانت من إحدى الجمرات ومنازلهم كان بالبرّ ثم تشاءم منهم وجزّر وتعرّق، وكان لهم محل يعرف بجبل صراع وأرض زعرايا وهو طرف البرية تديرته عبس وتناسلت فيه أعني في ضياعه مثل القعقاعية من أرض العرب وغير ذلك. قلت: خالد بن سنان هو خالد بن سنان بن غيث بن مريط بن مخزوم بن مالك ابن غالب بن قطيعة بن عبس وستأني ترجمته في موضعها إن شاء الله تعالى. وشحشحور خربة بقرب من فاح في الوادي الذي هو شمال المرتّب والمقبله، وآثار (228- و) العمارة بها كثيرة ليس بها يومنا هذا ساكن. وهذم هو ابن مخزوم بن مالك، والقعقاعية من ناحية الفايا من عمل منبج تنسب إلى القعقاع بن خليد العبسي. ونزل بحاضر قنسرين جماعة من عبس منهم عكرشه بن أربد بن عروة بن مسحل بن شيطان بن حذيم بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث ابن قطيعة بن عبس بن بغيض وكان في أيام هشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد؛ والغالب اليوم على أهل حاضر قنسرين عبس. قال النسابة: وولد مالك بن أعصر بن سعد بن قيس سعيدا قبيلة، وأمّه يقال لها باهله، وهي ابنة صعب بن سعد العشيرة من مذحج، ومعن قبيلة، وأمه هند ابنة سنان بن عبد الله بن غطفان، فولد معن أود وحاده قبيلتين عظاما، وأمهما باهله، وكان خلف عليها معن بعد أبيه، فولد معن شيبان، وهو فرّاض قبيلة كبيرة، وهم بشط الفرات، وزيد قبيلة وهو بحثّان، وذكر غيرهم.

قال: وولد سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفه بن قيس بن عيلان بن مضر، وسليم شعب لا قبيلة، لأنه خرج منه عدة قبائل عمائر وبطون وأفخاذ متفرقين في البلاد أهل مدر ووبر. فولد سليم بن منصور بهثة بن سليم كلها، فولد بهثه ابن سليم الحارث قبيلة كبيرة وثعلبة قبيلة كبيرة، وامرؤ القيس قبيلة كبيرة، وعوف قبيلة وكان كاهنا في العرب، وثعلبة ومعاوية قبيلتان كبار. فولد امرؤ القيس خفاف (228- ظ) وعوف وتيم ثلاث قبائل عظام تفرعت عنها عمائر وبطون وأفخاذ كثيرة، فولد خفاف مالك بن خفاف قبيلة، وولد خفاف أيضا عميرة وعصيّه وناضرة ثلاث قبائل عظام خرج من عمائر وبطون وأفخاذ كثيرة، ومن خفاف خلق كثير كانوا بطونا وأفخاذا بأرض جبل صراع وأرض زعرايا طرف البر أهل مدر ووبر وغير ذلك من الأرض. قال: وولد الحارث بن بهثه بن سليم جني، ورفاعة، وكعب، وظفر، ووائله وعبادة وعبيد، كل هؤلاء قبائل خرج منها بطون وأفخاذ وفصائل متفرقون في الأرض. فولد رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم عبس وربيعة وعامر وجشم وذكوان وبحتر، كل هؤلاء قبائل، فمن عبس بن رفاعة مرداس بن أبي عامر، وجشم؛ فولد مرداس بن أبي عامر العباس بن مرداس وهبيرة وحدي ومعاوية وعمر وهم قبائل خرج منها بطون وأفخاذ، وهم بأرض العراق والحجاز والشام أهل مدر ووبر. قلت ومن ولد العباس بن مرداس جماعة بعلم وهي قرية من طرف النقرة والحبل مما يلي حلب، وهم يحفظون أنسابهم.

وقال النسابة: فولد صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور- يعني منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان- عامر شعب لا قبيلة، ومرّة قبيلة، ومازن قبيلة كبيرة، وهم رهط بني وردان، كان منازل هؤلاء بأرض الصّنوبران من بر حمص إلى حيار عبس خلق كثير أهل مدر لا وبر كان (229- و) قد شخصوا عن بر الحجاز قديما فتديروا هذه الأرض، ثم رحلوا عنها. فولد عائذ ووائل وأمهم عمرة بنت عامر بن الظّرب العدواني يعرفون بها، وكان رحيلهم من المصعبة والشدة، تولوا فنزلوا بأرض النقرة نقرة بني أسد، وذكر غيرهم. ***

ذكر نزول بني كلاب بأعمال حلب

ذكر نزول بني كلاب بأعمال حلب ونزل منهم بنو عامر الأكبر، وهو عامر بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب. قال النسابة الأسدي: وولد عامر الأكبر، وهو الهصّان جميع ولد العباس بن سعيد بن بكر بن سعيد بن المعاد بن المعارك بن سعيد بن الحارث بن الهصان، فولد المعاد سعيد قبيلة، وعبد الله قبيلة، وحمزة قبيلة، ومحمد قبيلة، وولد المعارك معاد قبيلة، ومرشد قبيلة، ومدرك قبيلة لطيفة، وأبا الهدله بطن كبير وأمهم كريمه ابنة أشرس. قال: وكان سعيد بن الحارث بن الهصان وولد المعارك من بطن وفخذ بأرض الشام والبو، وكان نزول المعاد بن المعارك الشام قبل نزول الهبير بالنسير، وهم أهل مدر لا وبر، وكانت الإمارة والرئاسة من ولد الهصان فيهم، منهم الأمير العباس كان والي جند قنسرين وما والاها، وغير ذلك، وساد في الإسلام، فولد له محمد الأمير وأحمد وسعيد، وولد هؤلاء ومواليهم بوادي بطنان. قلت والى العباس (229- ظ) بن الوليد الكلابي تنسب الكلابية، وتعرف بقرية الثلج، وهي في طرف النقرة مما يلي برية خساف، ذكر بعض ذلك أحمد بن الطيب السرخسي. قال النسابة: ومن ولد سعيد بن قرط مسكر بن غليظ بن فرقد بن أشرس بن هوذة بن نهشل بن ثمامة بن سعيد بن قرط بن عبد الله بن أبي بكر ابن كلاب، كان سيدا وشريفا في زمانه، وشرف قرط فيه الى اليوم بالشام.

قال: ومن هؤلاء أهل مدر لا وبر بأرض الشام بمحل سمّوقة بني مسكر، فولده بها إلى اليوم. قلت: هذه السموقة من كورة نهر بوجبار، وهي قرية كبيرة بين بزاعا ومنبج، وإلى جانبها السكرية «1» ، أظنها منسوبة إلى بني مسكر فغير في نسبتها وقيل السكرية وهذه أماكن لم يبق بها من بني كلاب أحد، وأهلها في زمننا هذا تركمان. قال النسابة: وولد قرط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب زنباع بطن كبير، من قرط أهل كارس بني كلاب وهم أهل مدر لاوبر ومربع، فوقع ولده بأرض العرب. قلت كارس بني كلاب هي كارس الشمالية، وكارس القبلية هي كارس بني أسد. قال النسابة: ومن ولد عبد القيس يعني ابن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب- نباته بن حنظلة بن ربيعة بن عبد القيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، كان سيدا وشريفا في زمانه مع بني أمية، فولد محمد بن نباته (235- و) بطن، وعبيد الله بن نباته بطن، منهم بالرقة أهل مدر لا وبر، ومنهم بجرجان أيضا من ولده، ومنهم بأرض حلب بوادي بطنان بالسيعة وأرضها منهم بطن، والكل أهل مدر لا وبر إلا من شذ منهم، وباسم نباته سمي محل ببر الوادي يقال له النباتية لأنه وقع هناك. قلت والنباتية من عمل بزاعا على نهر بوجبار، وإلى جانبها قرية صغيرة يقال المرّية منسوبة إلى مرة بن أبي لطيفة بن عامر بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب.

ومن المشهورين من بني كلاب ممن كان بناحية حلب من ولد عبد القيس الأمير صالح بن مرداس بن إدريس بن نصر بن حميد بن شداد بن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، وأمه الرباب الوقلية من ولد زوقل بن حييط بن قدامة بن عبد الله بن عامر بن حصين، وكان لسلفه شرف وبأس بقنسرين وانتهت إمرة العرب بناحية حلب إليه، فقبض عليه مرتضى الدولة بن لؤلؤ وسجنه بقلعة حلب فهرب منها وجمع بني كلاب، وقصد ابن لؤلؤ فخرج إليه إلى تل حاصد ولقيه فأسر ابن لؤلؤ، فاشترى نفسه منه فأعاده إلى حلب، ثم ضعف أمر ابن لؤلؤ، وتجددت ولاية حلب بعده لجماعة الى أن نزل على حلب وحاصرها وتسلمها في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وسنذكر شرح ذلك مستقصى في ترجمته إن شاء الله، وبقيت مملكة حلب في عقبه بعده الى أن ملكها أبو المكارم مسلم بن قريش العقيلي في سنة اثنتين وسبعين (235- ظ) وأربعمائة، وزالت دولة بني مرداس وبقيت إمرة العرب في بني كلاب الى زمن ولاية الملك الظاهر، ثم أزاحهم عنها آل طيء فدخلوا الى بلاد الروم، وتحضر منهم جماعة واشتغلوا بالمعايش. ومن ولد عبد الله بن أبي بكر بن كلاب القريطيّون، ويعرفون بآل جهيل، ومنهم المعروف بالدنين الذي أسر ناصر الدولة الحسين بن الحسن بن الحسين بن حمدان في الفنيدق وقد قدم إلى حلب ليأخذها من محمود بن نصر بن صالح «1» ، وهم ينتسبون إلى جهيل بن نصير بن زيد جناب بن نصير بن عمرو بن عصمة بن مريرة بن قريط بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب، وتحضر بعض ولده وصار منهم علماء وفقهاء وعدول بمدينة حلب، وسنذكرهم في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. وذكر النسابة ولد عوف بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب فقال في

ذكر عوف: وهو الأفقه سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه أوفده إلى قومه فكان كلما كلمه بشيء يقول: قد فقهت يا رسول الله. قال: وولد عوف أهل وبر، وأخوتهم من عامر بن كعب ببر الشام. قال: فمن ولد حيّة بن عاصم بن سلمان بن ثعلبة بن يزيد بن مالك بن خصفه ابن عوف بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب أهل مدر لا وبر، وهم بأرض الوادي بضيعة تعرف بشيح أبي حيّة باسم أبيهم، ومواليهم بها وبما والاها. فولد حية ابن عاصم إدريس بن حيه بطن كبير، وموسى بن حية بطن والحويرث بن (236- و) حية درج لم يعقب ولدا. قلت شيح بني حيّه غيروا نسبها فهو يعرف في زماننا بشيح بني مي. قال النسابة في ذكر جري بن عمرو بن عوف بن كعب بن عبد الله، فولد جري زرارة قبيلة، وقيس قبيلة، وطلحة بطن كبير، فبنوا زرارة بن جري بطون وأفخاذ بأرض الحجاز. وكان نزول مشارقة بني كلاب شعثه وذيبه أرض الشام سنة عشرين وثلاث مائة، وفي سنة اثنتان وعشرين نخروا البلد من ضياع الشرق وغيره من البلاد. ومن بني زرارة عبد العزيز بن زرارة بن جري، وكان سيدا في زمانه، وله جهاد كبير في بلاد الروم مات رحمه الله شهيدا. وولد قيس بن جري بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، صالحا بطن كبير، وأبا الصهباء بطن، واسمه مسلم، وعبيد الله بطن كبير وهم أهل وبر لا مدر ببر الشام اليوم، ولهم بالحجاز فريق أهل وبر لا مدر مع أخوتهم زرارة إلّا من شذمنهم

فجزر وتحضر، ولهم بأرض الوادي بأدوبيش وما والاه من الأرض فريق يسير أهل مدر لا وبر. قال: ومن كعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب مطرف بن قتادة بن كعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، وهو بطن كبير من بني كلاب. وذكر أيضا مطرف بن اياد بن قتادة بن كعب بن عوف وهو بطن أيضا من اياد من بني كلاب، وكانوا أهل وبر بأرض الشام لا مدر، وهم أهل مطرف بن عوف ابن عبد بن أبي بكر بن كلاب. قلت والمطرفيه بالقرب من بزاعا (236- ظ) في وادي بني كلاب نزلها مطرف فنسبت اليهم والله أعلم. ***

من نزل عمل حلب من ولد عمرو بن كلاب

من نزل عمل حلب من ولد عمرو بن كلاب ذكر النسابه ولده نفيلا فقال: ونفيل قبيلة كبيرة، فولد نفيل خالد بطن كبير، وخويلد بطن كبير وأمهما غني من القين بن غني، فولد خويلد بن نفيل ربيعة بطن كبير، وعمرو بطن كبير، وزفر بطن، ومعاوية وعوف بطنان، وعلس ومعد بطنان كبار، فولد عمرو بن خويلد يزيد الشاعر وكان سيدا، فمن بني يزيد بن عمرو زفر ابن الحارث بن عبد عمرو بن معان بن يزيد بن عمرو بن خويلد بن نفيل كان سيدا في زمانه وكان فارسا شجاعا، فولد ثلاث بطون، الهذيل، والكوثر، ووكيع، وهم أهل مدر ووبر متفرقين في البلاد. قلت: وكان منزل زفر وأولاده بالقرب من خساف وناحية بالس، وكان ينزل كوثر ببالس. قال النسابة: وولد خالد بن نفيل حصين بطن كبير، وحصن بطن كبير وشنين «1» بطن كبير، وكان شنين فارسا جوادا شاعرا، وذودان وعبد الله قبيلتان كبار، وزهير بطن، والصباح بطن. فمن ولد الحصين بن خالد بنو جمهور بطن كبير، وهم أهل مدر لا وبر، وكانوا

ينزلون ببالس، وكان بها بطنان من العرب لا غير هم بنو جري بن عمرو بن مالك بن عمرو بن كلاب، وبنو صلتان، وكانوا ينزلون الحدث وما والاها. ومن ولد الحصين بنو الضحاك بن فايد بطن كبير كانوا بأرض زعرايا «1» تعرف بهم كانوا يتديرونها فأسمي تلك الارض بدير عمرو وهم أهل مدر لا وبر. قال: وولد عبد الله بن كلاب معاوية بطن (237- و) كبير وهو الصموت، ونفاثه بطن كبير، وعوف بطن كبير. فولد الصموت عامر بطن كبير وغيره من البطون. وولد نفاثة بن عبد الله عمرة بطن كبير وغيره من البطون، وهؤلاء أهل وبر ومدر بأرض الشام وأرض العراق، كان منهم بوادي بني كلاب بضيعة يقال لها البيرة «2» بطن يعرف ببني عامر هم وملاءمتهم متفرقين في البلاد، منهم بالنقرة خلق كثير أهل مدر ووبر. وولد معاوية بن كلاب، وهم الضباب: زهير، وحصن، وحصين، وحمل، ومالك وأمهم الاحمسية، هؤلاء الحمس، بطون يعرفون بأمهم، وربيعة، وضب وضبيب، وحيين، وجني، وزفر، والاعور، هذه السبع بطون أمهم السلولية وبها يعرفون، وهذه الاسماء تعرف بالضباب، منهم آل جوشن، واسمه شرحبيل، وانما سمي جوشن لانه أول عربي لبس الجوشن من كلاب في الجاهلية. ومنهم بنو الاشهب قبيلة ذات منعة وعدد. ومنهم بنو منة بطن لطيف. ومن بني السلولية وبني الاحمسية تفرعت قبائل الضباب وبطونها وأفخاذها الى اليوم، أهل وبر ومدر، ببر الشام من أرض شيزر وما والاها، وكان منهم بنهر

للساجور وبأرض منبج الى أرض عدايا كثير، أهل مدر ووبر لانهم تديروا هذه الارض وهم بها الى اليوم. قال: وولد جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ست قبائل، زهير وربيعة وعبد الله (231- ظ) وهو اللبوة، والطحناء، ومعاوية، ومرداس، وبرقان، فولد ربيعة بن جعدة تسع بطون، عمرو، وحيان، وعبد الله، وحرب، وعامر، وعوف، وحصن، وعدس، وقرة، ومن هذه البطون تشعبت بطون جعدة وأفخاذها. فمن جعده الرفاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب له كتابا هو عند ولده، وأقطعه الفلح، والعائل، وصد، وحراضة، فجعدة بها الى اليوم، وبأرض اليمامة أهل مدر ومزارع وحرث إلا من شذ منهم فتشاءم وجزر وتحضر، وكان منهم بطن بأرض منبج بأخليط والصيادة وما والاها، أهل مدر لا وبر. ***

ومن ولد قشير

ومن ولد قشير قال النسابة: ثم قبائل الاعور بن قشير بنو عبد الله الاعور، وبنو حصن، وبنو قرط، وبنو عامر، وبنو مسلح، فهذه قبائل عامر بن الاعور، وبنو بيهس، وبنو عاصم بن عامر. فمن بني بيهس آل زياد وهم يتفخذون وأفخاذهم القاطنون بشط الفرات يعرفون بالشطيين، وهم أهل مدر لا وبر، ومواليهم الى اليوم بها ولهم بأرض خراسان خلق كثير وهم من ولد زيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن هبيرة ابن زفر بن عبد الله بن الاعور بن قشير، وكان عمر بن عبد العزيز ولاه خراسان بأسرها فولده هناك أهل مدر ووبر، ولهم بأرض العرب خلق كثير أهل مدر لا وبر وهم ولد كلثوم بن عياض بن وحوح بن قشير بن الاعور (238- و) بن قشير بن كعب ولي لهشام بن عبد الملك افريقية فولده هناك، ولهم خراسان بنيسابور وبسرخس خلق كثير منهم ولد زرارة بن عمر بن شمس بن سلمة كان ولي خراسان للوليد بن عبد الملك وعظم بها قدره، فولده هناك الى اليوم أهل مدر لا وبر، ولهم بأرض الشام خلق، بالشام بأرض حلب بحموص وعار وما والى تلك الارض أهل مدر لا وبر، وتعرف تلك الارض بنقرة قشير، ومنهم متفرقون في البلاد بالجزيرة وغيرها من الارض. قلت: ومن آل زياد القشيريين الشطيين جعبر القشيري الذي تنسب اليه قلعة جعبر، وكانت أولا تعرف بقلعة دوسر، وكان جعبر هذا يقطع الطريق، وجمع في قلعة جعبر أموالا جليلة كثيرة، وقتل في سنة أربع وستين وأربعمائة بحيلة ومكيدة

تست عليه، ويقال أنه عمي قبل أن يموت، وصارت القلعة بعده الى ولده سابق ابن جعبر القشيري، فسلك مسلك أبيه في الفساد وقطع الطريق، فلما اجتاز السلطان ملك شاه بقلعة جعبر وهو متوجه الى حلب فأنهي اليه سوء سيرته وما هو عليه من الفساد فقبضه وقتله، ولما تسلم قلعة حلب من من سالم بن مالك بن بدران العقيلي عوضه عنها بقلعة جعبر، وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة سالم ان شاء الله تعالى (238- ظ) «1» . ***

من نزل من ولد نمير بن عامر بن صعصعة

من نزل من ولد نمير بن عامر بن صعصعة بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي قال أبو عبد الله محمد بن أحمد النسابة الاسدي في كتاب ديوان العرب: ثم قبائل ضنة بن نمير بنو وهب، وبنو ناضرة، وبنو ناشرة، وبنو عفيف، وبنو سعد، وبنو عمرو، وبنو ربيعة، وبنو حبيب، وبنو وديعة، وبنو علاثة، ومن هذه العشرة قبائل تفرعت بطون ضنة بن نمير وأفخاذه الا أنهم قليل متفرقون في البلاد قد نزل منهم فريق بمحل حلب طرف البرية وهو يعرف بتل بني ضنة وهو اليوم خراب، متفرقون في البلاد، وكان قد نزل فريق كبير من سائر فرق بني نمير بأرض الشمال نحو الحوارة والاخترين وما والى تلك الارض فتديروها فنسب المحل اليهم فيقال حبل بني نمير، وكان القوم أهل مدر لا وبر وكان نزول نمير بالجزيرة سنة تسع وثلاثمائة للهجرة. قلت: وبعد زمن النسابة عمر تل بني ضنة ونزله من أهل نقرة بني أسد من سكنة، وصار المكان من أمهات قرى النقرة. وممن كان بأعمال حلب من بني نمير، بنو الحارث بن نمير ومنهم عبيد الراعي ابن الحصين قيل انهم نزلوا بشط الفرات، وكانت قلعة نجم لبعض أولاده، وهو منصور بن الحسن بن جوشن بن منصور بن حميد بن ثال بن وزر بن عطاف بن بشر بن جندل بن عبيد الراعي بن الحصين بن معاوية بن جندل بن قطن بن ربيعة

ابن عبيد الله بن (239- و) الحارث بن نمير، وكان له قلعة نجم. فقتل واحد واحد منهم منصورا ووقع الاختلاف بين عشيرته واختل أمرهم وتغلب الترك على ديارهم وتفرقت جماعتهم وكان ولده نصر فاضلا أديبا، وستأتي ترجمته في موضعها ان شاء الله تعالى. ولو لده نصر المذكور أبيات يرثي والده ويذكر ما جرى من اختلاف عشيرته. أنشدناها ببغداد أبو الحسن المبارك بن أبي بكر محمد بن مزيد الخواص عنه. لا تبعدنّ حسام دولة عامر ... من ليث ملحمة وغيث عطاء أنحى على شمل العشيرة بعده ... ريب الزمان بفرقة وتنائي وأنشدنا أيضا عنه. ولولا الخلف ما انصدعت عصانا ... ولا ملك الزمان لنا اقتسارا عدنا الى قول النسابة قال:: من ولد هلال بن عامر بن صعصعة أخي نمير بنو عبد الله بن هلال منهم: رويبه بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة. قال النسابة: فقبائل رويبه بن عبد الله بن هلال بنو الهزم، وبنو عمرو، وبنو البراق، وبنو أهي، وبنو زفر، وبنو الخير، ومن هذه السبع تفرقت بطون رويبة ابن عبد الله بن هلال بن عامر، وهم أهل وبر ومدر بالحجاز الا من شذ منهم فانه نزل بأرض الشام، فتديروا بأرض حوران، ونزل منهم فريق بأرض زعرايا طرف البرهم بالفا وما ولاها، ونسب المحل اليهم الى اليوم فكانوا هم ومواليهم به، ثم تخرب البلد فتفرقوا في البلاد (239- ظ) . قلت: ومن بني الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال ممن كان بالفايا عاصم ابن عبيد الله بن يزيد بن عبد الله بن الاصرم بن شعثة بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال الهلالي، وولده زفر بن عاصم وابنه العباس بن زفر وابنه زفر بن

العباس وابنه عاصم بن زفر، وما زالوا يقيمون بأرض حلب، والعباس بن زفر بن عاصم هو الذي أنجد الهاشميين من أهل حلب لما حاربهم أهل حاضر حلب وأرادوا اخراجهم منها وذلك في أيام فتنة محمد بن الرشيد، وما من أحد من هؤلاء الا سيد مذكور، وسنذكر كل واحد منهم في موضعه من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى. ومن قبائل نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور. قال النسابة: وكان من نصر بن معاوية بطن نزل بأرض حلب ونسل بها يقال لهم بنو طريف، وهم أهل مدر ووبر بالغور وما والى تلك الارض، كانوا بها ومواليهم. قال النسابة: ثم قبائل ثقيف وهو منبه بن بكر بن هوازن بن منصور، وثقيف واسمه قسي، فقبائل قسي ثقيف بن عوف وهي: جشم، وبنو خداش وهم في الازد، وبنو سلامة، ومن هذه القبائل تفرعت بطون ثقيف وأفخاذه، وقبائل عوف ابن ثقيف بنو مغيث، وبنو عتاب، وبنو غسان، وبنو منبه، وبنو عقبة، وبنو مالك هذه قبائل عوف، ومنها تفرعت بطون عوف بن ثقيف، وقبائل مغيث بن غوث ابن مسعود وبنو عامر، وبنو وهبان، وبنو عمر، وبنو معاوية، وبنو سلمة، وبنو ربيعة (240- و) ومن هذه القبائل تفرعت قبائل مغيث بن عوف وأفخاذه، ومنهم بنو خطية بن جشم بطن كبير وهم أهل مدر ووبر كان محلهم الطائف، وهم قبيلة عظيمة خرج منها سادة في الجاهلية والاسلام، وقد شذ منهم قبائل تشاءمت وجزرت وتعرقت، وكان منهم بطن نزل أرض منبج وبأرض رعبان وما والى تلك الارض، وهم أهل مدر لا وبر. قال: ومن قبائل النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار فقبائل تيم الله بن النمر، بنو الخزرج بن تيم الله، ومن الخزرج تفرعت بطون الخزرج وأفخاذها، فولد الخزرج بن تيم الله بن النمر

ابن قاسط سعد قبيلة كبيرة، فولد لسعد بن الخزرج عامر الضحيان قبيلة، وكان سيدا في زمانه وكان حاكم العرب يقعد لقومه الضحى، فسمعته ربيعة الضحيان، والبيت فيه وهو البيت الثالث، فمن ولده عامر بن هلال قبيلة، وهو هلال بن عامر ابن سعد بن الخزرج بن تيم الله. فمن عامر بن هلال نمير بن عامر أبا سلمة بن سلام بن الحارث بن هلال بن عامر فأهل كفريا من نمير بن النمر والقشعم وهذه القبيلة لغني. قال: شذت عن محل النمر وكانوا أهل وبر لا مدربا بأرض العراق ببره. فولد نمير لأم، ومالك، وحصين، وسهيل، وسالم، وبهيج، وعائش بنو دروه ابن عائش بن عيسى من ولد سالم بن نمير. وخرج من الخزرج عن المحل، فمنهم (240- ظ) من تشاءم ومنهم من جزر وتفرقوا في البلاد على نسبهم في ربيعة أهل مدر ووبر. قال: أما هلال بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط فنزل هو ومالك بأرض حلب، وولده هناك وذلك المحل يعرف بالنمريات وهي كفريا وكفر زغير وتل الغبر وهم قبيلة أهل مدر ووبر. وقال: ومن ولد زهير بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو ابن غنم بن تغلب، وذكرهم وقال: ومن هذه القبائل الثلاث تفرعت قبائل بنو زغير بن تيم وبطونها الى اليوم وهم أهل مدر ووبر بديار ربيعة الا من شخص منهم فنزل الشام والجزيرة، والذي بالشام منهم ولد الحارث بن زهير وهو هيينة، فولده هناك بأرض بلد آمد وما والى تلك الارض الى نهر الساجور الى شبيث وبقعة منبج أهل مدر لا وبر الى حد قلعة بني الشيان، وهذه القبيلة متفرقة في الارض خلق كثير وسادة، فهم بذلك المحل وهو يعرف بمحل ربيعة.

قال: ثم قبائل خالد بن كعب بن زهير بنو سلمة وهو السفاح، فولد السفاح ابن خالد هدم قبيلة، وسفيح قبيلة، فولد لسفيح بن السفاح قرط بطن كبير، فولد لقرط بن سفيح قيس بطن كبير، فهذه بطون سلمة، وهم بديار ربيعة أهل مدر ووبر إلا من شذ منهم. فولد لقيس بن عمرو بطن وهو وبر، فولد لوبر بن قيس حنظلة بطن، فهذه بطون هدم بن كعب بن زهير ومنه تفرعت هذه البطون وهم أهل مدر ووبر (241- و) بأرض ديار ربيعة، ومنهم فريق بأرض الشام مع أخوتهم ببقعة منبج، ولهم الساجور. قال: وقبائل سعد بن كنانة بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بنو عبد العزى بن سعد سلمة، ويغمر قبيلتان، ويغمر هو الشمس لقب لزمه في العرب. فولد لسلمة بن عبد العزى معاوية بطن كبير، فولد لمعاوية بن سلمة عمرو، وولد لعمرو بن معاوية عامر، فهذه بطون سعد بن كنانة، ومنها تفرعت بطون سعد، ومنهم فريق مع اخوتهم بالشام بنهر الساجور وبقعة منبج. قال: ومن قبائل جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، وهي القبيلة الثانية من الأراقم، بنو زهير بن جشم وبنو سعد بن جشم وبنو زيد بن جشم وبنو عبد بن جشم، ومن هذه القبائل الأربع تفرعت بطون جشم. ثم ولد له خمس قبائل أخر بنو عامر بن جشم، وبنو معاوية بن جشم، وبنو عوف بن جشم، وبنو الحارث بن جشم وبنو مالك بن جشم. قال: فولد للحارث بن زهير مرّة بطن كبير فولد لمرة بن الحارث ربيعة بطن، فولد لربيعة بن مرة وائل بطن كبير، وهم أريقة وكليب، وعدي، وامرؤ القيس، ومهلهل، ومسلمة، وعبد الله. والبيت الرابع والخامس من ربيعة في كليب وآله، وأسماء بني كليب وائل سيد تغلب في زمانه وملك ربيعة بن مرة في عصره.

فهذه ولد الحارث من زهير بجميع بطونه وأفخاذه، وهم أهل وبر ومدر بديار ربيعة إلا من شخص منهم من (241- ظ) قبائل جشم فتشاءم وجزر وذلك أنه نزل فريق كبير بأرض حلب بجبل السماق وهم فيه من حد ريحا الى النيرب الى معرة مصرين الى سرمين الى تيزين الى العمق وأوقيه الى حد حريم حلب، فهذه من جشم بن بكر ومواليهم خلق كثير أهل مدر ووبر. قلت: وهذا كليب وائل الذي قتله جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط، فوقعت الحرب بين بكر وتغلب وهي حرب البسوس، وكان منزل جساس بالأحص، ولما غشي كليبا الموت قال لجساس: أغثني بشربة، فقال تجاوزت شبيثا والأحص فأرسلها مثلا. وسنذكر قصته إن شاء الله تعالى. وقال بعد ذكر إياد بن نزار. فولد لإياد بن نزار أربع قبائل: زهير، ودعمى، وقثم، ونمارة، ومن هذه الأربع تفرعت بطون إياد وأفخاذها، فقبائل زهير بن إياد بنو حذافة وبنو الشليل فولد حذافة بن زهير أمية بطن كبير. فولد لأمية بن حذافة الدئل بطن كبير، وقدم بطن، فولد لقدم بن أمية عصيمة بطن، ومن هذه البطون تفرعت بطون زهير بن إياد، وولد للدئل الدوس بطن كبير، فولد للدوس خمس بطون كبار، بنو سلمان، وبنو حدم، وبنو زمعة، وبنو أنمار، وبنو سعد، ومن هذه البطون تفرعت بطون الدئل بن أمية. ثم قبائل دعمى بن إياد مسعود بطن كبير، فولد مسعود وائل (242- و) والتاج بطنان كبار، ومن هذه البطون تفرعت بطون دعمى بن إياد. وولد نمارة بن إياد الطماح قبيلة، ومنه تفرعت بطون نمارة.

ومن قبائل إياد المشهورة بنو يقدم بن أفصى بن دعمى بن إياد قبيلة، وبنو ضبيعة بن ذهل بن مالك قبيلة، وبنو الهون قبيلة، وبنو النمر من وائلة قبيلة، وبنو كنانة بن نباتة قبيلة، وبنو الحارث بن ذهل قبيلة، وغير ذلك من عدد القبائل، قبائل إياد بن نزار، ومن هذه القبائل تفرعت بطون إياد بن نزار، وجلهم أهل مدر، وهم متفرقون في البلاد بأرض العراق والجزائر، ومنهم فريق بأرض كفر طاب والمعرة، وأرض سرمين وحلب بتل نصب، وهؤلاء أهل مدر لا وبر. ***

ذكر من نزل في أعمال حلب من حمير ابن سبابن يشجب بن يعرب بن قحطان

ذكر من نزل في أعمال حلب من حمير ابن سبابن يشجب بن يعرب بن قحطان قال أبو عبد الله الأسدي النسابة قال: وولد عمرو بن حمير، وهو الأكبر، من ولده فمن قضاعة بن مالك بن زيد بن مرة بن عمرو بن مالك بن حمير بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان. ويقال: قضاعة بن معد بن عدنان. قال: ولم أجد أهل العلم مجمعين على ذلك بل ذكروا أن مالكا اجتاز هو وزوجته بمعد بن عدنان وكانت حاملا، وهي معاية أم قضاعة ابنة جوشم بن جلهمة ابن عمرو بن جرهم الأصغر. قال أهل العلم: فنزل مالك بمعد هو وزوجته فلحقه حال فأودعه زوجته ورحل فولدت على فراش (242- ظ) معد ابنا ذكرا وسمته عمرا وهو قضاعة، وقضاعة قبيلة عظيمة تظهّر منها عشرون قبيلة، وتشعبت من كل قبيلة بطن وفخذ وقبيلة وعشيرة الى يومنا هذا. فمن قبائل قضاعة: كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة. ومن بطون كلب وجناب، زهير، وعدي، وعليم، وحارثة، هؤلاء ولد جناب وهم قبائل عدة. قال: فمن كلب عامر بن عون خرج منها نيف وعشرون بطنا أولهن كلب كنانة

ابن عبدود قبيلة كبيرة تخرّج منها أفخاذ وبطون عدة، ومنازل هؤلاء كنانة بأرض حمص والرستن الى فامية وما والاها الى حد جبل بهراء، ومنازل عامر كلب المناظر طرف البر الى حد أرض دمشق والقرتين والغنثر وضمير وما والاها. ومنازل جناب عليم وزهير وعدي من أرض حلب من حد جبل جوشن، وكان بها من كلب ومن كنانة وكذا كانت حاضر حلب نزل كنانة كلب ظاهرها الى حد جبل بني عليم، وهم أهل وبر لا مدر. قلت والى عليم بن جناب بن كلب بن وبرة ينسب جبل بني عليم، ومنهم عمرو ابن محمد بن معاذ البريدي من معراثا البريدية، وسيأتي ذكره وذكر أبيه في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. قال النسابة: وأما بهراء، وبلي، وخولان فهم ولد عمرو بن الحارث بن قضاعة ثلاث قبائل عظام خرج منها عدة قبائل. وقال: وأما بهراء فتشاءمت (243- و) فأخذت جبلا من جبال الأكراد غلبت عليه وعلى جرف منه فقطنته وهو من حد جبل بلد طرابلس الى حد جبال اليونانية وما تحته من المدن، ومنهم بحماة وأرضها الى حد الجبل بنو عبد الله بطن كبير، وبنو أرقش بطن كبير، وبنو مسعود أهل بيت شرف وغير ذلك من بطونهم. ومن قبائل قضاعة سليح، قال النسابة: وأما سليح فتشاءم ونزل ولده طرف من أطراف الشام منهم بأرض حمص وبكفر طاب وبأرض القسطل طرف البرية وما والاها هم بها الى يومنا هذا. قال: وأما تنوخ فهم قبائل عدة، منها قضاعة، ومنها نزار اجتمعت فتشاءمت وتنخت بأرض الشام، وجمعها الاسم كما جمع لغيرها من القبائل مثل مذحج

وكلب وغير ذلك من قبائل العرب، وإن تنوخ تجمعها فهم بن تيم اللات بن أسد ابن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك. قال: وكان تنوخ ولد الساطع، كان دارهم سورية من طرف البرية وما والاها، وبأرض معرة النعمان وأرض قنسرين وما والى تلك الأرض جبل متصل الى أرض حمص غلب عليه تنوخ وذلك في عصر ملك الروم، وكان أقطعهم إياه، فلما أن جاء الاسلام في عصر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سارت معه قضاعة الى صفين، وقاتلت بين يديه، فلما أن رجع الى الشام وفدت عليه وفود قضاعة (243- ظ) ممن كان بأرض الشام تطلب الإقطاع والجوائز، فأقطعهم الولايات والمدن وذلك من حد بلد الأردن الى حد جبل حلب، وهو جبل جوشن، وكان مروان بن الحكم أقطع لعكار القضاعي الجبل الذي يلي الساحل الى حد أرض حمص، فهو يسمى جبل ابن عكار. قال النسابة: فاقتسمت تنوخ وقبائل قضاعة بن مالك بن حمير بأنسابها، وهو قضاعة وكلب وغيرها، الدنيا والجبال والمدن والبر، وأقاموا بها الى اليوم. قلت: وقال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب البلدان فيما حكاه عمن حدثه من أهل الشام: وكان حاضر قنسرين لتنوخ منذ أول ما تنخوا بالشام، نزلوه وهم في خيم الشعر، ثم ابتنوا به المنازل، فدعاهم أبو عبيدة الى الاسلام، فأسلم بعضهم، وأقام على النصرانية بنو سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة. فحدثني بعض ولد يزيد بن حنين الطائي الأنطاكي عن أشياخهم أن جماعة من أهل ذلك الحاضر أسلموا في خلافة المهدي، فكتب على أيديهم بالخضرة قنسرين. قلت: وهذا يوهم أن بني سليح من تنوخ، وليس كذلك، بل تنوخ تجمعها

تيم اللات بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان، وقيل ولد فهم بن تيم اللات، وسليح تجتمع مع تنوخ في حلوان جد جدهم. ومن سليح الضيزن بن معاوية بن العبيد بن الأجرام بن عمرو بن النخع بن سليح بن حلوان، وكان ملك الجزيرة وقنسرين. وقال (242- و) البلاذري: وكان بقرب مدينة حلب حاضر يدعى حاضر حلب، يجمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم، فصالحهم أبو عبيدة على الجزية، ثم إنهم أسلموا بعد ذلك، فكانوا مقيمين وأعقابهم الى بعد وفاة أمين المؤمنين الرشيد، ثم إن أهل ذلك الحاضر حاربوا أهل مدينة حلب وأرادوا إخراجهم عنها، فكتب الهاشميون من أهلها الى جميع من حولها من قبائل العرب يستنجدونهم، فكان أسبقهم الى إنجادهم وإغاثتهم العباس بن زفر بن عاصم الهلالي بالخؤولة لأن أم عبد الله بن العباس لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم الهلالية، فلم يكن لأهل ذلك الحاضر به وبمن معه طاقة، فأجلوهم عن حاضرهم، وأخربوه وذلك في أيام فتنة محمد بن الرشيد، فانتقلوا الى قنسرين، فتلقاهم أهلها بالأطعمة والكساء، فلما دخلوها أرادوا التغلب عليها فأخرجوهم عنها، فتفرقوا في البلاد، فمنهم قوم بتكريت قد رأيتهم، ومنهم قوم بأرمينية وفي بلدان كثيرة متباينة «1» . قلت: وبعد خراب حاضر حلب صار قرية، وكان بها دار تعرف بدار السليمانية، ابتناها بنو سليمان بن صالح بن علي أو مواليه، فنسب الحاضر إليهم، فقيل الحاضر السليماني، وعمر بعد أيام بني حمدان وسكنه الناس. قلت والتنوخيون كلهم ينسبون الى فهم بن تيم اللات، وكان له أولاد جذيمة، وعبد الله، وعمرو. فأما بنو جذيمة فإنهم من بني محطه بن عدي بن زيد بن حية بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن فهم بن تيم اللات، منهم الفصيصيون

وكانوا بقنسرين وحلب (244- ظ) فيهم أمراء وكتاب ووزراء، وسيأتي ذكر أعيانهم في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وهم ينتسبون الى الفصيص، وهو يوسف بن يعقوب بن ابراهيم بن إسحاق ابن قضاعة بن ثويب بن محطه بن ثويب بن عدي بن زيد بن تميم بن ضبيعة بن بلقن بن عدي بن زيد بن محطه بن عدي بن زيد بن محطه بن عدي بن زيد ابن حية بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن فهم بن تيم الله، وهو تيم اللات، والفصيص لقب، وقيل الملقب بالفصيص هو أبوه يعقوب، وكان لهم بلاد كثيرة من بلاد الشام، وكانت قنسرين لأخي الفصيص، وكانت حمص واللاذقية وجبلة لابنه إبراهيم، فحصرهم طريف السبكري واستنزل إبراهيم وأهله من حصونهم بالأمان سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وقد ولي اللاذقية بعد ذلك إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفصيص، ثم صاروا الى حلب، وصار منهم كتاب، وانقرض عقبهم، وإليهم ينسب درب الفصيصي بحلب. وحكى كثيّر بن أبي صابر القنسريني قال: كنت يوما عند إسحاق بن قضاعة التنوخي فدعا بسيوف فجعل يقلبها، فقال لي: يا كثير هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صفين، وهي عندنا مدخرة حتى يقوم القائم من آل أبي سفيان، فنقاتل بها معه. ومنهم بنو الساطع واسمه النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن فهم بن تيم اللات، ونزلوا معرة النعمان وعقبهم بها الى يومنا هذا، وكان للساطع بنون ثلاثة، أسحم، وعدي، وغنم، فأما أسحم فينتسب إليه من أهل معرة النعمان بنو سليمان، وفيهم جماعة من العلماء والفضلاء منهم أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان ابن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن

أسحم، وقيل أنور بن أسحم بن النعمان بن الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة. وينتسب إليه أيضا من أهل معرة النعمان بنو أبي حصين (245- و) وهو أبو حصين القاضي، واسمه عبد الله بن المحسّن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن أحمد بن داود بن المطهر، وفي داود يجتمع بنو سليمان وبنو أبي حصين. وأما عدي بن الساطع فينتسب إليه من أهل معرة النعمان بنو المهذّب، وهو المهذب بن محمد بن همام بن عامر بن عامر بن محارب بن نعيم بن عدي بن عمرو ابن عدي بن الساطع. وينتسب إليه بنو زريق وهو عبد اللطيف بن سعيد بن يحيى بن عبد اللطيف ابن يحيى بن عبد المنعم بن نعيم، وفيه يجتمع بنو المهذب وبنو زريق، ويقال لهم العمريون وفيهم جماعة غير هؤلاء البطنيين وينتسبون كذلك الى عمرو بن عدي ابن الساطع، وأهل المعرة يقولون: الشعر عمري لأن الشعراء فيهم كثير، وكلهم مجيدون، وقيل إنما لقب النعمان الساطع لحسنه وجماله. وأما بنو غنم بن الساطع فمنهم بمعرة النعمان بنو الحواري وهو الحواري بن حطان بن المعلى بن حطان بن سعد بن زيد بن لوذان بن غنم بن الساطع، وما من بطن من هذه البطون إلا وقد خرج منه جماعة من العلماء والأدباء والشعراء والمحدثين وسيأتي ذكرهم في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. ومن لا معرفة له من الجهال يقول: إن معرة النعمان منسوبة الى النعمان بن عدي بن الساطع لأن عامة أهلها من ولده، وهو خطأ منه، وإنما هي منسوبة الى النعمان بن بشير الأنصاري كما ذكرناه في الباب المختص بذكرها فيما تقدم. فهؤلاء بنو جذيمة بن فهم (245- ظ) .

وأما بنو عمرو بن فهم من تنوخ فنزلوا أنطاكية، ومنهم القاضي أبو جعفر أحمد بن محمد بن داود أبي الفهم بن إبراهيم بن تميم بن جابر بن هانىء بن زيد ابن عبيد بن مالك بن مريط بن تنوخ بن نزار بن عمرو بن الحارث بن صبح بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسلم، وانتقل أخوه أبو القاسم علي بن محمد بن داود الى بغداد من أنطاكية فسكنها، وسنذكره وأخاه في كتابنا هذا إن شاء الله. وأولد أبو القاسم ببغداد ولده المحسن بن علي التنوخي مؤلف نشوار المحاضرة، وكتاب الفرج بعد الشدة، وليس هو من شرط كتابنا هذا. وأما عبد الله بن فهم فنزل بنوه أنطاكية، ومن ولده أبو بكر محمد بن الربيع ابن عامر المعروف بالصامت، وكان موصوفا بالدين والورع، وكان خال القاضي أبي الحسن سليمان بن محمد المعري جد أبي العلاء المعري. قرأت في كتاب وقع إلي في أنساب اليمن قال فيه: ومن أشراف تنوخ الصامت واسمه محمد بن الربيع بن عامر بن الربيع بن عبد المجيب بن محمد بن العباس بن ذبيان بن كعب بن ذبيان بن الشلل بن إياد عبد الله بن فهم بن تيم الله بن أسد ابن وبرة. وكان بعضهم في الشلل أنه ابن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة، والصحيح أنه ابن إياد بن عبد الله بن فهم، وسنذكر ترجمة الصامت في ذكر المحمدين من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى (246- و) . ونزل بأعمال حلب من ولد كهلان أخي حمير لأبيه، بنو زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قال النسابة الأسدي: والملك كان في ولد حمير والحكم في ولد كهلان، وذكر من بنيه زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان قال: فولد زيد مالكا،

وفيه العدد، وأدد بن زيد، فمن ولد أدد طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قال النسابة: فولد قطرة بن طيء، والغوث بن طيء، والعدد والشرف في غوث، وأم قطرة وغوث عدية بنت الآمري بن مهرة. وولد قطرة: سعد، وحية، وولد سعد بن قطرة خارجة، فولد خارجة جندبا، وحور، وأمهما جديلة ابنة سبيع بن حمير، وهذه القبيلة من طيء فتشاءمت، ولحقت بأرض الشام، فنزل منهم بأرض رفنية وما والاها من الأرض الى حد جبل الساحل، ومنهم من نزل بأرض حلب، منهم بحاضر قنسرين مع أخوتهم من طيء، ومنهم من نزل بأرض منبج فهم مع أخوتهم الذرماويين. قلت: وقرأت في كتاب البلدان لأحمد بن يحيى البلاذري فيما حكاه عمن حدثه من أهل الشام قالوا: وكان حاضر طيء قديما نزلوه بعد حرب الفساد التي كانت بينهم، حتى نزل الجبلين من نزل منهم، تفرق باقوهم في البلاد، فلما ورد أبو عبيدة عليهم أسلم بعضهم وصالح (246- ظ) كثير منهم على الجزية، ثم أسلموا بعد ذلك بيسير إلا من شذ عن جماعتهم «1» . قال النسابة: ومن سلامان بن عمرو بن ثعل بن الغوث بن طيء بنو ثعلبة بن سلامان، فولد ثعلبة مالك بطن كبير، وعوف بن ثعلبة بطن كبير، وأبان بن ثعلبة بطن كبير، ووائل بن ثعلبة بطن كبير، فولد وائل بن ثعلبة عزمي بن وائل، وأم وائل وأبان مرة، يقال لها ذرماه، وكان قد تشاءمت هذه القبيلة وفارقت طيء، فنزلت الشام في ستمائة، منهم آل المنتصر بن عبد العزيز وهم أهل بيت شرف، ومنهم آل دهلاث أو دلهاث من محمد بن عوارهم بن أبان بن ثعلبة بن سلامان الذرماويون، نزلوا بأرض الشام بمدينة يقال لها منبج، فهم بها الى اليوم.

قال: وولد بحتر- يعني- بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طيء تذول، ومن تذول تشعبت قبائل بحتر ومنازلهم أرض الحجاز إلا من شذ منهم فتشاءم وجزّر. قلت والذين تشاءموا نزلوا بمنبج والساجور، ومنهم البحتري الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن جشم بن أبي حارثة بن جدي بن تذول بن بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء وكان من قرية بمنبج يقال لها خزدفنة، وهو القائل: يا خليلي بالسواجير من عمرو ... بن ود وبحتر بن عتود (247- و) ونزل من بني بحتر فرقة بأورم الكبرى من قرى حلب، وكان بأورم مزرعة يقال لها البحترية منسوبة إليهم، وقد دثرت وانضافت الى أورم. رأيت كتابا من كتب أجدادنا وقد اشترى حصة في هذه البحترية من بعضهم. قال النسابة: وولد مرة بن عمرو بن الغوث بن طيء الكهف، فولد الكهف الكهيف بطن، وامرؤ القيس بطن، فولد الكهيف وزبيرة بطنين، ونفرة بطن، وهؤلاء هم أهل السهل والدهر، وتيم اللات بطن، فولد تيم اللات مالكا، فولد مالك قناية ومبارك، هؤلاء بأرض الشام، وهم بأرض يقال لها حاضر قنسرين، ومنهم من نزل أرض العراق ومنهم من جزّر. ***

باب في ذكر فتح حلب وقنسرين وما تقرر عليه أحكامهما

باب في ذكر فتح حلب وقنسرين وما تقرر عليه أحكامهما أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قراءة عليه بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الشيخ قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الحبال قال: أخبرنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن منير الخشاب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي قال: حدثنا أبو العباس الوليد بن حماد الرملي قال: أخبرنا الحسين بن زياد عن أبي اسماعيل محمد بن عبد الله قال: وحدثني الحسن بن عبد الله أن الأشتر قال لأبي عبيدة: ابعث معي خليلا أتبع آثار القوم وأمضي نحو أرضهم، فإن عندي جزاء وغناء، فقال له أبو عبيدة: والله إنك لخليق لكل خير، فبعثه في ثلاثمائة فارس وقال له لا تباعد في الطلب وكن مني قريبا، فخرج الأشتر فكان يغير منه على مسيرة اليوم واليومين ونحو ذلك. قال: ثم إن أبا عبيدة دعا ميسرة بن مسروق فسرحه (247- ظ) في ألفي فارس فمر على قنسرين فأخذ ينظر إليها في الجبل، فقال: ما هذه؟ فسميت له بالرومية، فقال: إنها لكذلك، والله لكأنها قن نسر ثم إنه مضى في إثر القوم حتى قطع الدروب، وبلغ الأشتر أنه قطع الدروب، فمضى قبله حتى لحقه، وإذا ميسرة مواقف لجمع من الروم وهم كثير، وكان ميسرة في ألفي فارس من المسلمين، وكان أولئك أكثر من ثلاثين ألفا من الروم، وكان ميسرة قد أشفق على من معه

وخاف على نفسه وعلى أصحابه الهلاك، فإنهم لكذلك إذ طلع عليهم الأشتر في ثلاثمائة فارس من النخع، فلما رآهم أصحاب ميسرة كبروا وكبر الأشتر وأصحابه، وإن الأشتر حمل من مكانه ذلك عليهم، وحمل ميسرة عليهم فهزموهم، وركب بعضهم بعضا، فهزموهم، وركبوا رؤوسهم واتبعتهم خيل المسلمين فقتلوهم حتى انتهوا الى موضع مرتفع من الأرض فعلوا فوقه، ونزلت رجالة منهم الى خيل المسلمين فرموهم، فوقف المسلمون حين رمتهم رجالة الروم، فقال بعض المسلمين لبعض: دعوهم فإنهم قد انهزموا، وأخذت الروم على وجوههم، وأقبل عظيم من عظمائهم مع رجالة كثيرة من رجالتهم فجعلوا يرمون خيل المسلمين وهم على مكان مشرف. قال: فإن خيل المسلمين لموافقتهم إذ نزل الى المسلمين رجل من الروم أحمر عظيم جسيم، فتعرض للمسلمين ليخرج إليه رجل منهم، قال: فو الله ما خرج إليه رجل منهم، فقال لهم الأشتر (248- و) فما منكم من أحد يخرج الى هذا العلج، فلم يتكلم أحد. قال: فنزل الأشتر ثم خرج إليه، فمشى كل واحد منهما الى صاحبه وعلى الأشتر الدرع والمغفر، وعلى الرومي مثل ذلك، فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه شد عليه الأشتر فاضطربا بسيفيهما، فوقع سيف الرومي على هامة الأشتر قطع المغفر وأسرع السيف في رأسه حتى كاد ينشب في العظم، ووقعت ضربة الأشتر على عاتق الرومي فلم يقطع سيفه شيئا من الرومي إلا أنه قد ضربه ضربة شديدة أوجعت الرومي وأثقلت عاتقه، ثم تحاجزا، فلما رأى الأشتر أن سيفه لم يصنع شيئا، انصرف يمشي على هينته حتى أتى الصف وقد سال الدم على لحيته ووجهه، فقال: أخزى الله هذا سيفا، وجاءه أصحابه، فقال: علي بشيء من حناء، فأتوه به من ساعته، فوضعه على جرحه ثم عصبه بالخرق، ثم حرك لحيته وضرب أضراسه بعضها ببعض، ثم قال: ما أشد لحمي ورأسي وأضراسي، ثم قال لابن عم له: أمسك سيفي هذا واعطني سيفك، فقال له:

دع سيفي رحمك الله فإني لا أدري لعلي أحتاج إليه، فقال: أعطينيه ولك أم النعمان يعني ابنته، قال: فأعطاه إياه، فذهب ليعود الى الرومي، فقال له قومه: إنا ننشدك الله أن تتعرض لهذا العلج، فقال: والله لأخرجن إليه فليقتلني أو لأقتلنه، فتركوه فخرج إليه، فلما دنا منه الأشتر شد عليه وهو شديد الحنق (248- ظ) فاضطربا بسيفيهما فضربه الأشتر على عاتقه فقطع ما عليه حتى خالط السيف رقبته، ووقعت ضربة الرومي على عاتق الأشتر فقطعت الدرع ثم انتهت ولم تضره شيئا، ووقع الرومي ميتا، وكبر المسلمون ثم حملوا على صف رجالة الروم، فجعلوا ينقضون ويرمون المسلمين وهم من فوق، فما زالوا كذلك حتى أمسوا، وحال بينهم الليل، فلما أمسوا نادى منادي العبسي بالصلاة فلما أقام وتقدم ميسرة بن مسروق العبسي فصلى بأصحابه، وتقدم الأشتر بأصحابه فصلى بهم، فلما انصرف جاءه قنان بن دارم العبسي فقال: يا صاحب هذه الخيل ما منعك أن تجيء فتصلي مع الأمير ميسرة بن مسروق العبسي؟ فقال الأشتر: ومن ميسرة بن مسروق؟ فقال: ميسرة بن مسروق العبسي، فقال الأشتر: وما عبس وما بنو عبس؟ فقال: سبحان الله: وما تدري من عبس ومن بنو عبس؟! قال الأشتر: لا والله ما أدري فقال العبسي: فمن أنت؟ قال له: أنا مالك بن الحارث، قال: ممن أنت؟ قال: من النخع، قال العبسي: فو الله إن سمعت بالنخع قط قبل الساعة، فغضب أناس من أصحاب الأشتر، فقال الأشتر لأصحابه: مم تغضبون؟ أما أنا والله ما كذبت، وما أظن هذا الرجل إلا صادقا، ثم قال الأشتر: منعني يا عبد الله من الصلاة معكم أني وليت هذه الخيل ولم يؤمر علي إنسان ولم أومر بطاعة أحد، ولست مؤمرا على من لم أومر بطاعته ولا أريد الإمارة على من لم يؤمر بطاعتي وأنا إذا (249- و) صليت الغداة انصرفت إن شاء الله. فلما صلى الغداة وقد باتوا ليلتهم كلها يتحاربون، فلما أصبحوا وصلى الغداة ارتحل الأشتر بأصحابه، ومضى ميسرة حتى بلغ مرج القبائل وهي ناحية أنطاكية والمصيصة، ثم انصرف راجعا، وكان

أبو عبيدة قد أشفق عليهم حين بلغه أنهم قد أدربوا، وجزع جزعا شديدا، وندم على إرساله إياهم في طلب الروم. قال: فإنه لجالس في أصحابه مستبطئ قدومهم متأسف على تسريحه إياهم إذ أتى مبشر بقدوم الأشتر، وجاء الأشتر فحدثه بحديث ما كان من أمرهم ولقائهم ذلك الجيش وهزيمتهم إياهم وما صنع الله لهم، ولم يذكر مبارزته الرومي وقتله إياه حتى أخبره غيره، وسأله عن ميسرة بن مسروق وأصحابه فأخبره بالوجه الذي توجه فيه وأخبره أنه لم يمنعه من التوجه معه بأصحابه إلا الشفقة على أصحابه أن يصابوا بعد ما ظفروا، فقال: قد أحسنت، وما أحب الآن أنك معهم، ولوددت أنهم كانوا معك، قال: وأقام حتى قدم عليه ميسرة بن مسروق، وكتب كتابا أمانا للناس من أهل قنسرين، ثم أمر مناديه فنادى الرحيل الى إيلياء، وقدم خالد بن الوليد على مقدمته بين يديه، وأقبل يسير حتى انتهى الى حمص، فبعث على حمص حبيب بن مسلمة القرشي، وأرض قنسرين إذ ذاك مجموعة الى حمص، وإنما سميت حمص الجند المقدم لأنها كانت أدناها من الروم ومن (249- ظ) دمشق والأردن وفلسطين وهن كلهن وراءها. أخبرنا أبو علي الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر قال: أخبرنا أبو الحسين قال أخبرنا أبو إسحاق الحبال قال: أخبرنا أبو العباس منير بن أحمد قال: أخبرنا علي ابن أحمد قال: حدثنا أبو العباس الوليد بن حماد الرملي قال: أخبرنا الحسين بن زياد عن أبي اسماعيل البصري قال: وحدثني عمر بن عبد الرحمن أنه حين خرج من أنطاكية- يعني هرقل- أقبل حتى نزل الرها، ثم منها كان خروجه الى القسطنطينية فأقبل خالد في طلب الروم حتى دخل أرض قنسرين، فلما انتهى الى حلب تحصن منه أهل حلب، وجاء أبو عبيدة حتى نزل عليهم، فطلبوا الى المسلمين الصلح والأمان فقبل منهم أبو عبيدة فصالحهم، وكتب لهم أمانا.

ووقع بيدي فتوح الشام بخط أبي عبد الله بن مقلة، رواه أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن أبي زيد عمر بن شبه عن هرون بن عمر فذكر فيه قال: حدثني هرون قال: حدثني محمد بن سعيد قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو جهضم عن عبد الرحيم بن الشلك عن عبد الله بن قرظ فذكر نحوا مما ذكر أبو اسماعيل البصري وقال: وكان مخرجه- يعني هرقل- من أنطاكية الى الرها ثم الى القسطنطينية، وكان أبو عبيدة لما نزل حمص قدم خالد في جنوده الى قنسرين، فسار خالد حتى نزل على حلب، وأقبل أبو عبيدة في أثره حتى نزل بها، فعسكر بها فحصر أهلها منه فحاصرهم فطلبوا منه الصلح والأمان، فقبل ذلك منهم على أن يؤدوا الجزية الى المسلمين، وكتب لهم كتابا وأمانا. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي رحمه الله غير مرة قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثنا عبيد الله بن المغيرة قال حدثني أبي أن أبا عبيدة بعث عمرو بن العاص بعد فراغه من اليرموك الى قنّسرين فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وافتتح سائر أرض قنّسرين عنوة «1» . وقرأت في مغازي أبي عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد قال: حدثني أبي عن يزيد بن سنان عن أشياخ لهم قال: بعث عمرو عياض بن غنم الفهري الى قنّسرين والجزيرة، وكانت قنّسرين والجزيرة من حمص، فافتتح قنّسرين وكتب لهم كتابا وختمه. قال يزيد: فأنا قرأت كتابهم، ثم خرج حتى نزل حران.

وأنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا أبو غالب (250- و) الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السّيرافي قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أحمد ابن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: سنة ست عشره، قال: وفي هذه السنة افتتحت حلب وأنطاكية ومنبج. وقال ابن الكلبي: صالح أبو عبيدة أهل حلب وكتب لهم كتابا، ثم شخص أبو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد فحاصر إيليا «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي، إجازة إن لم يكن سماعا، وقال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحمامي قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الصواف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن عتود القطان قال: أخبرنا اسماعيل بن عيسى العطار قال: أخبرنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز القرشي عن قدماء أهل الشام وذكر عنهم وقعة اليرموك، وتوجه خالد من اليرموك، وأن أبا عبيدة سار بالناس في أثر خالد بن الوليد حتى لحقه بحمص. قالوا: فلما اجتمعوا بها آتاهم الله الغلبة والسرور، واجمعوا لها، وأمر خالد ابن الوليد بالمسير إلى أرض قنّسرين. ثم ذكر ورود الخبر إلى قيصر بالهزيمة، وقال: قالوا: ثم نادى- يعني قيصر- في أصحابه فخرج إلى القسطنطينية راجعا، فلما خرج من الشام، وأشرف على أرض الروم قال: سلام عليك يا سورية سلام مودع لا يرى (250- ظ) أن يرجع إليك أبدا، فلما أشرف على أرضه قال: ويحك أرضنا ما أنفعك لعدوك لكثرة ما فيها من العشب والخصب.

قال: وأقبل خالد في طلب الروم في وجهه هذا الذي قدّمه فيه أبو عبيدة بين يديه من حمص حتى دخل في أهل قنسرين فانتهى الى حلب فتحصن أهل حلب منه فأقام حتى لحقه أبو عبيدة حتى نزل، فتهيأ لهم أيضا، فطلبوا الى المسلمين الصلح والأمان، فقبل منهم أبو عبيدة، وكتب لهم كتابا أمانا. قالوا: ثم طلب إلى أبي عبيدة الأشتر مالك بن الحارث أن يبعث معه خيلا حتى يتبع آثار الروم: فإن عندي غناء وحزما، فقال: والله إنك لخليق لكل خير، فبعثه في ثلاثمائه فارس، وقال له: لا تبعد في الطلب وكن مني قريبا، فكان يغير منه على مسيرة اليوم أو بعض اليوم، ثم إن أبا عبيدة دعا ميسرة بن مسروق العبسي فبعثه في ألفي فارس، فمر على قنّسرين وذكر إدرابه، ثم قال: وأقام أبو عبيدة حتى قدم عليه ميسرة وكتب أمانا وصلحا لأهل قنسرين، ثم نادى في الناس للرحيل إلى إيلياء، وقدم خالد بن الوليد بين يديه وأبو عبيدة يسير راجعا حتى انتهى إلى حمص. قالوا: فبعث حبيب بن ميسرة القرشي إلى أرض قنسرين، وأرض قنسرين إذ ذاك مجموعة لصاحب حمص، وإنما أحدثت قنسرين وفرقت بعد ذلك في إمارة يزيد بن معاوية ليقيم بها. وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي إجازه عن أبي القاسم إسماعيل ابن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد (251- و) بن محمد بن عبد الله بن النفور البزاز قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن أبي عثمان قال: وكان صلح حمص على أنصاف دورهم، وعلى أن يترك لهم المسلمون أموال الروم وبنيانهم لا ينزلون عليهم، فتركوه لهم. قال: فصالح بعضهم على صلح دمشق على دينار وطعام على كل جريب، أبدا أيسروا أو أعسروا، وصالح بعضهم على قدر طاقته من زاد ملكه زيد عليه وإن نقص نقص.

وقال: حدثنا السري قال: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان عن خالد وعبادة والربيع عن النعمان عن رجاء بن حيوه قالوا: لما كان ذو القعدة من سنة ست عشره أغزى هرقل أهل حمص في البحر وقد اتخذوا مسالح، ونزل علقمه بن محرز وعلقمة بن حكيم الرمله وعسقلان وذواتها، وفعل يزيد وشرحبيل نحوا من ذلك، واستمد أهل الجزيرة واستثار أهل حمص، فأرسلوا إليه بإنا قد عاهدناهم فنخاف ألا تنصر، وخرج على أبي عبيدة في جلية الروم، فاستمد أبو عبيدة خالدا، فأمده بمن معه جميعا، لم يخلف أحدا، فكفر أهل قنسرين بعده، وتابعوا هرقل، فكان أكفر من هنالك تنوخ الحاضر، وكان تمسك كل أمير بكورته من القوة وهو أنجز وأعز للمسلمين، ودنا هرقل من حمص وعسكر وبعث (251- ظ) البعوث إلى حمص، فأجمع المسلمون على الخندقه والكتابة إلى عمر رضوان الله عليه، إلا ما كان من خالد، فإن المناجزة كانت برأيه، فخندقوا على حمص، وكتبوا إلى عمر، واستصرخوه، وجاء الروم ومن أمدهم حتى نزلوا عليهم، فحصروهم، وبلغت أمداد الجزازره ثلاثين ألفا سوى أمداد قنسرين من تنوخ وغيرهم فبلغوا من المسلمين كل مبلغ، وجاء الكتاب إلى عمر وهو متوجه إلى مكه للحج في ذي الحجة فمضي لحجه، وكتب (الى سعد إن أبا عبيده) قد أحيط به ولزم جهته، فانبذ المسلمين بالجزيره، ومرهم بالجد ومرهم بالتوجه إلى حمص وأمد أبا عبيدة بالقعقاع بن عمرو فخرج القعقاع بن عمرو ممدا لأبي عبيدة، وخرجت الخيول نحو الرقه وحران ونصبين، فدوخوا الجزيرة، وبلغ قبائل القوم بحمص فارتحلوا إلى مدائنهم وبادر المشركون يجفلون عنها وسمعهم المسلمون فيها، ولما دنا القعقاع بن عمرو من حمص أقبلت إلى هرقل كتائب من تنوخ خوفا وذلّا وأخبروه الخبر، فأرسل إليهم إني والله لولا (أني في سلطان غيري ما باليت) أقللتم أم كثرتم أو أقمتم أو ذهبتم، فإن كنتم (صادقين فانفشوا «1» كما أنفش) أهل الجزيرة (فساموا) سائر تنوخ ذلك (فأجابوهم، وراسلوا خالدا إن ذلك) إليك، فإن شئت فعلنا، وإن شئت أن تخرج علينا فننهزم بالروم، فقال: بل أقيموا

فإذا خرجنا فانهزموا بها؛ وقال المسلمون لأبي عبيدة ارتحل أهل الجزيرة، وقد ندم أهل قنسرين ووعدوا من أنفسهم بتجنب الحرب فاخرج بنا، وخالد ساكت (252- و) فقال: مالك يا خالد لا تتكلم؟ فقال: قد عرفت الذي قلته ورأيي فلم تسمع من كلامي، قال: فتكلم فإني أسمع منك وأطيعك، قال: فاخرج بالمسلمين فإن الله قد نقص من عدتهم، وبالعدد يقاتلون، وإنما نقاتل منذ أسلمنا بالنصر فلا تخفك كثرتهم. وقال السري: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف عن أبي عثمان.. بن أسيد الغساني عن ... عمرو ... عن الربيع بن النعمان النصري عن ... بن النضر ابن علقمة النضري (فجمع أبو عبيدة الناس) فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس (إن هذا يوم له ما بعده، أما من حيي منكم فإنه يصفو له ملكه وقراره، وأما من مات منكم فإنها الشهادة فأحسنوا بالله الظن، ولا يكرهن إليكم الموت أمرا افترضه) أحدكم دون الشرك توبوا الى الله (وتعرضوا للشهادة، فإني أشهد وليس) أوان الكذب، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من (مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة «1» ) (وكانما كان الناس في عقل فنشطت) ، فخرج بهم وخالد على الميمنة (وعباس) على الميسرة، وأبو عبيدة في القلب وعلى باب المدينة معاذ بن جبل (فاجتلدوا بها) وبينما هم كذلك إذ قدم القعقاع (متعجلا) في مائة وانهزم أهل قنسرين بالروم، فاجتمع القلب والميمنة على قلبهم وقد انكسر أحد (جناحيه) وأوعبوا المدد فما أفلت منهم مخبر وذهبت الميسرة على وجهها، وكان آخر من أصيب منهم بمرج الديباج (انتهوا إليه (252- ظ) فكسروا سلاحهم وألقوا يلامقهم «2» تخفيفا) فأصيبوا وتغنموا. ولما ظفر المسلمون جمعهم أبو عبيدة فخطبهم وقال: لا تتكلوا ولا (تزهدوا في) الدرجات، فلو علمت أنه سيبقى منا أحد لم أحدثكم بذلك الحديث، وتوافى إليه آخر أهل الكوفة في ثلاث من يوم الوقعة. وقال: حدثنا السّسري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا

سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة قالا: وبعث أبو عبيدة بعد فتح حمص خالد بن الوليد إلى قنسرين فلما نزل بالحاضر، زحف إليهم الروم وثار أهل الحاضر وأمروا عليهم ميناس وهو رأس الروم وأعظمهم فيهم بعد هرقل فالتقوا بالحاضر فقتل ميناس ومن معه مقتله لم يقتلوا مثلها فأما الروم فماتوا على دمه، حتى لم يبق منهم أحد، وأما أهل الحاضر فهربوا وراسلوا خالدا بأنهم عرب وأنهم إنما حشروا ولم يكن من رأيهم حربه، فقبل عذرهم وتركهم. فلما بلغ ذلك عمر رضي الله عنه قال: أمّر خالد نفسه، رحم الله أبا بكر، لقد كان أعلم بالرجال مني، وقد كان عزله والمثنى مع قيامه وقال: لم أعزلهما عن ريبة، ولكن الناس أعظموهما فخشيت أن يوكلوا إليهما، فلما كان من أمره وأمر قنسرين ما كان رجع عن رأيه، وكذلك فعل بالمثنى لما قام بعد أبي عبيد «1» ، وقال: كان أبو بكر رضي الله عنه أعلم بالرجال مني. وسار خالد حتى نزل على قنسرين فتحصنوا منه فقال: إنكم لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم إلينا فنظروا في أمرهم وذكروا ما (253- و) لقي أهل حمص، فصالحوه على صلح حمص، فأبى إلا على إخراب الدينة فأخربها فاتطأت حمص وقنسرين (فعند ذلك) خنس هرقل، وإنما كان سبب خنوسه أن خالدا حين قتل ميناس وماتت الروم على دمه وترك قنسرين طلع من قبل الكوفة عمر بن مالك من قبل قرقيسيا، وعبد الله بن المعتم من قبل الموصل، والوليد بن عقبة على بلاد بني تغلب وعرب الجزيرة، وطووا مدائن الجزيرة من نحو هرقل، وأهل الجزيرة في حرّان والرقة ونصيبين وذواتها لم يغرضوا غرضهم، حتى يرجعوا إليهم، إلا أنهم خلفوا في الجزيرة لئلا يؤتوا من خلفهم، فأدرب خالد وعياض مما يلي الشام، وأدرب عمر وعبد الله مما يلي الجزيرة، ولم يكونوا أدربوا قبله، ثم رجعوا، فهي أول مدربة كانت في الإسلام سنة ست عشرة، فرجع خالد إلى قنسرين فنزلها، وأتته امرأته، فلما عزله وضمه الى المدينة قال: إن عمر ولاني الشام حتى إذا صارت بثنية «2» وعسلا عزلني. الحديث.

قلت: وسيأتي ذكر عزله وقول خالد في ترجمته في مكانها من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. ونعود إلى تمام الحديث قال حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف عن أبي عثمان عن أبيه أن خالد أتي (253- ظ) في قنسرين برجل معه زق خمر فقال: اللهم اجعله خلا، وأفلت منه فإذا هو خلّ مسطار «1» ، وأقبل الرجل يعدو. قال زياد بن حنظلة: ونحن بقنّسرين كنا ولاتها ... عشية ميناس يكوس ويعتب يثور وتثنيه جوارح جمّة ... وحالفه شيبان منا وتغلب وقد هربت منا تنوخ وخاطرت ... بحاضرها والسمهرية تضرب فلما اتقونا بالجزاء وهدّموا ... مدينتهم عدنا هنالك نعجب وقال أيضا: وميناس نلنا يوم جاء بجمعه ... فصادفه منا قراع مؤزر فولت فلولا بالفضاء جموعه ... ونازعه منا سنان مذكّر فضمنه لما تراخت خيوله ... مبال لديه عسكر ثم عسكر وغودر ذاك الجمع يعلو وجوههم ... دقاق الحصا والسافياء «2» المغبّر أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الدمشقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن المسلم إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو نصر بن الجندي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد ابن إبراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: حدثني هشام بن عباد عن أبيه أن أبا عبيدة بن الجراح عقد لحبيب بن مسلمة حين هزم الله الروم على خيل لطلب، يقتل من أدرك ويقتفي من سبقه بالهزيمة حتى (254- و) أجلاهم عن دمشق وغوطتها، والجولان والحولة وبعلبك وكذا إلى حمص.

قال: وأخبرني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن الخيول طلبت الروم حتى أجلتها عن أرض دمشق وحمص، وبعث إليه من كان بمدائن قنسرين والجزيرة يسألونه الموادعة سنة، فمن سار إلى أرض الروم في تلك السنة فهو حرب، ومن أقام فيها فهو ذمة وصلح، فأجابوهم إلى ذلك، ولم يغزوهم سنة، وجعلوا عمودا قائما بين المسلمين وبينهم، ليس للمسلمين أن يجوزوا ذلك العمود إليهم، ولا لهم أن يجوزوا العمود إلى المسلمين وصوروا قيصر في ذلك العمود جالسا في ملكه؛ فبينا رجل من المسلمين على فرسه معتقل رمحه إذ مر بذلك العمود وبتلك الصورة، فقال برمحه ففقأ بها عين التمثال، فاجتمعت الروم، فقالوا: غدرتم يا معشر العرب، وانتقض الصلح، فقالوا ما نقضه؟ فقالوا: فقأتم عين ملكنا، قالوا: ما ندري من صنع هذا، قالوا: فإنا لا نرضى دون أن نفقأ عين أميركم، قالوا: وكيف؟ قالوا: تصورونه لنا في عمود ونصنع مثل ما صنعتم. قال: فصوروا لهم مثالا، وأقبل رجل منهم حتى فقأ عينه برمحه وتم الصلح بينهم، فلما انقضت السنة سار من سار منهم وأقام من أقام على الصلح والجزية، ودخل المسلمون أرض قنسرين وأمضوا صلح من أقام بالجزية. وقال أبو عبد الملك القرشي: وحدثنا ابن عائذ قال: (254- ظ) قال الوليد قال أبو عثمان معاوية بن يحيى: إن أبا عبيدة بن الجراح ولي فتح مدائن قنسرين، وأقبل إليه بطارقة من بطارقة الروم فيما بين قنسرين ومعرة مصرين فصافوه للقتال وتواقفهم للقتال، فقتل المسلمون اثني عشر بطريقا منها رميا بالنبل، ثم إن سائر البطارقة ركبت وقالت: نحن تبع لمن بين أيدينا من بطارقة المدائن والحصون، فمضى أبو عبيدة إلى أنطاكية. قرأت في تاريخ سعيد بن كثيّر بن عفير قال: ثم كانت سنة سبع عشرة وفيها كان افتتاح قنسرين صلحا على يد أبي عبيدة، سار أبو عبيدة إلى قنسرين فافتتحها بصلح، وأغار على حاضرها فقتل المقاتلة وسبى الذرية، ولم يدخل مدينة حلب لأنه

لم يكن فيها أحد، كانت قد تركت قبل الإسلام، فبعث إلى عمر بثلث سبي الحاضر. وقد ذكر سعيد بن البطريق النصراني في تاريخه ما حكاه ابن عائذ أتم خبرا فأوردته بما فيه من الزيادة، ولعل الزيادة إنما أخذها من كتبهم، قال: وكان هرقل قد تنحى من دمشق إلى حمص، فلما سمع هرقل أن المسلمين قد أخذوا فلسطين والأردن وصاروا إلى البثنية خرج من حمص إلى مدينة أنطاكية، ففرض الفروض واستنفر المستعربة من غسان، وجذام، ولخم، وكل من قدر عليه من الأرمن وأقام عليهم قائدا من قواده يقال له ماهان، ووجه بهم إلى دمشق، وذكر أمر دمشق وفتحها وقال: وكل من أفلت من الروم من المقاتله لحق بهرقل بأنطاكية، فلما سمع هرقل أن دمشق قد فتحت، قال: عليك السلام يا سورية، ثم سار حتى دخل قسطنطينية، وذلك في السنة الثالثة من خلافة عمر بن الخطاب. وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن يصير بجنده إلى فلسطين، وكتب إني قد استعملت يزيد بن أبي سفيان على دمشق وشرحبيل بن (255- و) حسنة على الأردن، وأبا عبيدة بن الجراح على حمص، فسار عمرو بن العاص إلى فلسطين، وشرحبيل إلى الأردن، وسار أبو عبيدة بن الجراح إلى بعلبك، فقالوا: نحن على ما صالحتم عليه أهل دمشق، فكتب لهم أمانا، ثم سار إلى حمص، وكتب لأهل مدينة حلب الأمان، ودخلت المدائن كلها في الصلح، فالمدائن كلها صلح، ثم اتصل بالمسلمين قدوم عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس، فخلف أبو عبيدة بن الجراح عياض بن غنم على أصحابه، وخلف يزيد بن أبي سفيان معاوية بن أبي سفيان على أصحابه وخلف عمرو بن العاص ابنه عبد الله بن عمرو على أصحابه، ولقوا عمر بن الخطاب عند فتح بيت المقدس. وقال: ثم رجع عمر بن الخطاب من بيت المقدس إلى المدينة، وخرج أبو عبيدة ابن الجراح إلى حمص، وسار من حمص إلى قنسرين، فكتب إليه أهل قنسرين يسألونه الموادعة سنة، فمن سار إلى الروم فهو حرب، ومن أقام فهو ذمة وصلح فأجابوهم ولم يغزوهم، وجعلوا عمودا قائما بين الروم وبين المسلمين، ليس للمسلمين

أن يجوزوا ذلك العمود إلى الروم، ولا للروم أن يجوزوا ذلك إلى المسلمين، وصوروا في العمود صورة هرقل جالسا في ملكه، فرضي بذلك أبو عبيدة، فبينما نفر من المسلمين على خيولهم يتعاطون الفروسية إذ مر أبو جندل بن سهيل بن عمرو على فرسه ملأ فروجه في يده قناه جديدة فمر بذلك العمود وتلك الصورة فنصب زج رمحه في عين (255- ظ) تلك الصورة غير متعمد لذلك، ففقأ عين التمثال، فأقبل بطريق قنسرين وقال لأبي عبيدة: غدرتم يا معشر العرب ونقضتم الصلح، وقطعتم المدد التي بيننا وبينكم، فقال أبو عبيدة: ومن نقضه؟ قالوا: الذي فقأ عين ملكنا، قال أبو عبيدة: فما تريدون؟ قالوا: لا نرضى حتى نفقأ عين ملككم، قال أبو عبيدة: صوروني في صورتكم، ثم افعلوا ما بدا لكم، قالوا لا نرضى بتصوير إلّا ملككم الأكبر، فأجابهم أبو عبيدة إلى ذلك، فصورت الروم مثال عمر بن الخطاب في عمود وأقبل رجل منهم حتى فقأ عينه برمحه. فقال البطريق: قد أنصفتمونا، وبعد سنة أقاموا على الصلح والذمة «1» . أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي الحافظ، وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قالا: أخبرنا أبو الحسين علي بن المسلّم إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو نصر الجندي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: قال: وقطع- يعني قنسرين- فمضى أبو عبيدة بن الجراح إلى أنطاكية فصالحه أهلها على الإقامة ... فأدركهم الثلج.... الثلج ارتحلوا فلما كان.... (256- و) «2» .

انطاكية

[انطاكية] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وقال البلاذري: حدثني محمد بن سهم الأنطاكي عن أبي صالح الفراء قال: قال مخلد بن الحسين: سمعت مشايخ الثغر يقولون: كانت أنطاكية عظيمة الذكر والأمر عند عمر وعثمان رحمهما الله، فلما فتحت كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة أن رتب بأنطاكية جماعة من المسلمين أهل نيات حسنة، واجعلهم بها مرابطة، ولا تحبس عنهم العطاء، ثم لما ولي معاوية كتب إليه بمثل ذلك، ثم إن عثمان كتب إليه يأمره أن يلزمها قوما ويقطعهم قطائع، ففعل. قال ابن سهم: وكنت واقفا على جسر أنطاكية على الأرنط فسمعت شيخا مسنّا من أهل أنطاكية، وأنا يومئذ غلام، يقول: هذه الأرض قطيعة من عثمان لقوم كانوا في بعث أبي عبيدة، أقطعهم إياها أيام ولاية معاوية الشام. وقال البلاذري فيما حكاه قال: وبلغ أبا عبيدة أن جمعا للروم بين معارّة مصرين وحلب، فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك الجيش، وسبى وغنم وفتح معارة مصرين على مثل صلح حلب، وجالت خيوله حتى بلغت بوقا، وفتحت قرى الجومه وسرمين، ومرتحوان، وتيزين، وصالحوا أهل دير طيايا، ودير الفسيلة على أن يضيفوا من مرّ بهم من المسلمين، وأتاه نصارى خناصره فصالحهم وفتح أبو عبيدة جميع أرضي قنسرين وأنطاكية «1» . (256- ظ) .

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن، ح. وأنبأناه عاليا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد حدثنا أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: أنه كان في كتاب أبي عبيدة الجراح لأهل دير طيايا: إني آمنتكم على دمائكم وأموالكم وكنائسكم أن تهدم أو تسكن ما لم تحدثوا أو تؤووا محدثا فإن فعلتم فقد برئت منكم الذمة، وأبو عبيدة بن الجراح والمسلمون براء من معرة الجيش، شهد على ذلك. قال لي أبو الحسن: قال لي الحافظ أبو محمد القاسم بن علي دير طيايا من أرض قنسرين، وذكره لي مقيدا بياءين، ونقلته من خط بنوسه فيما نقلته من كتاب البلاذري كذلك بياءين. وقرأت في تاريخ سعيد بن كثير بن عفير في سنة سبعة عشرة، في نسخة قديمة صحيحة، قال: وافتتح أبو عبيدة في وجهه ذلك ديارات حول قنسرين بصلح منها دير طيايا بياءين. وقال لي صديقنا بهاء الدين الحسن بن إبراهيم بن الخشاب: هو دير طباثا بالباء والثاء، وهو الموضع المعروف بدير باثبوا وهو إلى جانب القرية المعروفة بباثبوا في مكان يشرف على الأثارب وما حولها. وقع إلى مجموع بخط بعض الفضلاء يتضمن فقرا وقواعد وأخبارا وفوائد في نسخة عتيقة يغلب على ظني أن كاتب النسخة جمع المجموع، فقرأت فيه: شرط عمر بن الخطاب على أهل قنسرين على الغني ثمانية وأربعين وعلى (257- و) الوسط أربعة وعشرين وعلى المدقع اثني عشر يؤديها بصغار، وعلى مشاطرة

المنازل بينهم وبين المسلمين، وألا يحدثوا كنيسة إلا ما كان في أيديهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا في جوف البيعة، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة، ولا يرفعوا صليبا إلّا في كنيسة، وأن يؤخذ منهم القبليّ من الكنائس للمساجد، وأن يقروا ضيف المسلمين ثلاثا، وعلى أن لا تكون الخنازير بين ظهراني المسلمين وعلى أن يناصحوهم فلا يغشوهم، ولا يمالوا عليهم عدوا، وأن يحملوا راجل المسلمين من رستاق إلى رستاق وأن لا يلبسوا السلاح ولا يحملوه الى العدو، ولا يدلّوا على عورات المسلمين، فمن وفى وفى المسلمون له ومنعوه بما يمنعون به نساءهم وأبناءهم، ومن انتهك شيئا من ذلك حلّ دمه وماله وسباء أهله، وبرئت الذمة منه. وكتب بذلك كتابا بريء فيه من معرة الجيش، فدخل في هذا الصلح أهل الجزيرة، وقبل ذلك ما كان أبو عبيدة فارقهم على أربعة دراهم وعباءة على كل جلجله «1» على أن يكون عمر الفارض عليهم إذا قدم بلادهم. وذكر البلاذري فيما حكاه في كتابه قال: وحدثني أبو جعفر الدمشقي عن سعيد ابن عبد العزيز قال: لما فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق استخلف يزيد على دمشق، وعمرو بن العاص على فلسطين وشرحبيل على الأردن، وأتى حمص فصالح أهلها على نحو صلح بعلبك، ثم خلف بحمص عبادة بن الصامت (257- ظ) الأنصاري، فمضى نحو حماه فتلقاه أهلها مذعنين فصالحهم على الجزية في رؤوسهم، والخراج في أرضهم، فمضى إلى شيزر فخرجوا يكفرون ومعهم المقلسون ورضوا بمثل ما رضي به أهل حلب، ومر أبو عبيدة بمعرة حمص وهي التي تنسب إلى النعمان بن بشير فخرجوا يقلسون بين يديه، ثم أتى فامية ففعل أهلها مثل ذلك وأذعنوا بالجزية والخراج، واستمر أمر حمص وكانت حمص وقنسرين شيئا واحدا «2» .

قوله يكفرون أي يخضعون بأن يضعوا أيديهم على صدورهم، ويتطأمنوا له كما يفعله العلوج بدهاقينهم. قال جرير. وإذا سمعت بحرب قيس بعدها ... فضعوا السلاح وكفروا تكفيرا «1» والمقلسون الذين يلعبون بين يدي الامير اذا قدم المصر، قال أبو الجراح: التقليس استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. قال الكميت يصف ثورا طعن الكلاب فتبعه الذباب لما في قرنه من الدم: ثم استمر يغنيه الذباب كما ... غنى المقلس بطريقا بمزمار «2» أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الدمشقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن المسلم اجازة قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو نصر بن الجندي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد ابن إبراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: حدثنا الهيثم بن حميد عن محمد بن يزيد الرحبي قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني قال: لما (258- و) فتح الله علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة تبرزه، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح ففتح الله بنا حمص، ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا مادون النهر يعني الفرات، وحاصرنا عانات وأصابتنا عليها لأواء، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا فقال: ألا أحدثكم بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن ييسر الله عليكم بعض ما أنتم فيه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه صائما لا يفطر، وقائما لا يفتر، فان مات جرى له صالح ما كان يعمل ووقي عذاب القبر.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفي هذه السنة- يعني سنة ست عشرة- افتتحت منبج. «1» .

باب في ذكر نبذة من أخبار ثغور الشام وما كان تجري عليه أمورها في صدر الاسلام

باب في ذكر نبذة من أخبار ثغور الشام وما كان تجري عليه أمورها في صدر الاسلام لم يزل الخلفاء في صدر الاسلام مهتمين بأمر الجهاد باذلين في ذلك من أنفسهم نهاية الاعتناء وغاية الاجتهاد، وقد ذكرنا فيما سبق من أحوال البلاد التي قدمنا ذكرها وبينا حالها، وشرحنا أمرها ما فيه كفاية صالحة ودلائل على ما قصدنا في هذا الباب واضحة وغير خاف ما كان في زمن عمر وعثمان من الاهتمام بالثغور الشامية، وأن معاوية أغزى ابنه يزيد حتى وصل الى القسطنطينية، وأغزى عبد الملك بن مروان (258- ظ) ابنه مسلمة الغزاة المشهورة، وهي مسطورة في التواريخ مذكورة، وأغزى الوليد ابنه العباس مرارا، وأوسع الروم بغزواته ذلة وصغارا، ورابط سليمان بدابق سنين، وحلف أن لا يعود منها حتى يفتح الله القسطنطينية على المسلمين، وجهز لفتحها أخاه مسلمة الى أن استدعاه عمر بن عبد العزيز اشفاقا على المسلمين ومرحمة. واهتم بعد بني أمية بأمر الثغور أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فعمرها وحصنها وقواها بالجند وشحنها، وتمم المهدي ما شرع فيه أبو جعفر، وفعل مثله هرون الرشيد وأكثر، وغزا المأمون فأدركته في غزاته الوفاة، وقد عرف فعل المعتصم حين بلغه نداء المرأة- وقد غدر بالمسلمين طاغية الروم- وا معتصماه، واهتم المتوكل في الثغر بترتيب المراكب، وما زال مشحونا من ملوك المسلمين بالراجل والراكب الى أن قصرت الهمم وولي من تعدى وظلم، واشتغلوا باللذات

وتعاطوا الامور المنكرات، فضعف أمر لثغور واختل ووهى عقد نظامها وانحل، فجرى ما ذكرناه في باب طرسوس، وحل بالمسلمين من أعداء الله الشدة والبؤس. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت على الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان قال: حدثنا (259- و) عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عمير قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: وحدثني عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر وغيره أن الناس كانوا يجتمعون بالجابية لقبض العطاء وإقامة البعوث من أرض دمشق في زمن عمر وعثمان، حتى نقلهم الى معسكر دابق معاوية ابن أبي سفيان لقربه من الثغور. «1» . وقد ذكرنا في الباب المتقدم أن أول من أدرب من المسلمين خالد بن الوليد من جهة الشام وعمرو بن مالك وعبد الله بن المعتم من جهة الجزيرة، فهي أول مدربة كانت في الاسلام سنة ست عشرة فيما رواه سيف بن عمر، وقيل أول من أدرب الاشتر مالك بن الحارث في ثلاثمائة فارس، وألحقه أبو عبيدة بميسرة بن مسروق العبسي في ألفي فارس على ما رويناه أيضا في الباب المتقدم عن أبي اسماعيل محمد بن عبد الله البصري ومحمد بن عائذ. وذكر البلاذري في كتاب البلدان قال: وقد اختلفوا في أول من قطع الدرب، وهو درب بغراس، فقال بعضهم: قطعه ميسرة العبسي، وجهة أبو عبيدة بن الجراح فلقي جمعا للروم ومعهم مستعربة من غسان وتنوخ واياد يريدون اللحاق بهرقل، فأوقع بهم، وقتل منهم مقتله عظيمة، ثم لحق به مالك الاشتر النخعي مددا من قبل أبي عبيدة وهو بأنطاكية.

وقال بعضهم أول من قطع الدرب عمير بن سعد (259- ظ) «1» .... بيد الروم وبعض قد خربت وكانت طرسوس ومدنها خلف هذه الكورة، وبالس رأس الحد من قبل الرقة عامرة، وقنسرين مدينة قد خف أهلها. قال البشاري: فان قال قائل: لم جعلت قصبة الكورة حلب وهاهنا مدينة على اسمها؟ قيل له: قد قلنا ان مثل القصبات كالقواد والمدن كالجند، ولا يجوز أن تجعل حلب على جلالتها وحلول السلطان بها، وجمع الدواوين اليها، وأنطاكية ونفاستها، وبالس وعمارتها، أجنادا لمدينة خربة صغيرة. «2» . وسير الي القاضي بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب أوراقا بخطه ذكر لي أنه نقلها من خط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة فنقلت منها ما صورته: كانت حلب في أول الاسلام الى أخر ملك بني أمية مضافة الى قنسرين ومعدودة من أعمالها، ولذلك قل ذكرها في الاخبار عن ذلك الزمان، ثم تدرجت في العمارة وقنسرين في الخراب حتى صارت مضافة الى حلب في أيام بني العباس، ووليها لهم جماعة من الهاشمين وخاصة بنو صالح بن علي بن عبد الله ابن عباس. فهذه المدن والثغور التي أوردنا ذكرها في هذا الفصل هي شرط كتابنا هذا، وقد بينا أنها من أعمال حلب، وان وقع الاختلاف في بعضها، فلا بد من ذكرها في هذا الكتاب، وذكر ماورد فيها، وذكر من دخلها أو اجتاز بها، أو كان من أهلها ان شاء الله تعالى (260- و) . .

الجزء الثانى

[الجزء الثانى] [ذكر حرف الجيم فى آباء الاحمديين] [ذكر من اسم ابيه جعفر] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي «1» احمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد بن المنادي، أبو الحسين البغدادي حدث عن جده محمد، وأبي داود سليمان بن الأشعث وزكريا بن يحيى المروزي، وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، والعباس بن محمد الدوري، ومحمد ابن أبي موسى الزرقي، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وأبي العباس عيسى بن محمد بن عيسى المروزي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وكثيّر بن شهاب القزويني، وأبي بكر عمر بن ابراهيم، والحسن بن المتوكل، والحسن بن العباس الرازي، والعباس بن الفضل بن رشيد الطبرستاني، وأبي الاحوص محمد بن الهيثم، وأبي بكر أحمد ابن أبي العوام الرياحي، وابراهيم بن عمر بن دنوقا، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبي يوسف القلوسي، وعيسى بن جعفر الوراق، ومحمد بن اسحاق الصغاني، وأبي سليمان عبد الله بن جرير الجواليقي، وعبد العزيز بن محمد بن دينار، وهرون بن علي بن الحكم المزوق، وعلي بن داود، والقاسم بن زكريا، وسعدان بن نصر، وغيرهم. روى عنه أبو الحسن بن الصلت، وأبو عمر بن حيوية، ومحمد بن فارس الغوري، وأبو ... وقدم طرسوس، ثم عاد منها إلى بغداد سنة سبع وثلاثمائة،

وله مصنفات كثيرة وقفت منها على كتاب الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر والنجوم واوصاف الافلاك والاقاليم وأسماء بلدانها» ، وعلى كتاب في الملاحم وسمه بكتاب ملاحم عابري الايام المقتص على محمد بن أبي العوام، وعلى كتاب له في الوفيات، وكتاب في خط المصحف، وعلى كتاب وازع المتنازعين في معنى كلا عن التهاتر لما من غوامضها جلا، ومن مصنفاته كتاب أفواج القراء. (2- و) . أخيرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن منصور بن قبيس قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن جعفر ابن محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو الحسين المعروف بابن المنادي، سمع جده محمد بن عبيد الله، ومحمد بن اسحاق الصغاني، والعباس بن محمد الدوري، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري، وأبا داود السجستاني، وعيسى بن جعفر الوراق، وأبا يوسف القلوسي، وخلقا كثيرا نحوهم وكان ثقة أمينا ثبتا، صدوقا، ورعا حجة فيما يرويه، محصلا لما يحكيه، صنف كتبا كثيرة، وجمع علوما جمة، ولم يسمع الناس من مصنفاته إلا أقلها. وروى عنه المتقدمون كأبي (2- ظ) عمر بن حيوية ونحوه، وآخر من حدث عنه محمد بن فارس الغوري. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزار قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: حدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال: كان أبو الحسين بن المنادي صلب الدين خشنا شرس الأخلاق، فلذلك لم تنتشر الرواية عنه قال: وقال لي أبو الحسن بن الصلت: كنا نمضي مع ابن قاج الوراق الى ابن

المنادي لنسمع منه، فاذا وقفنا ببابه خرجت الينا جارية له وقالت: كم أنتم؟ فنخبرها بعددنا، ويؤذن لنا في الدخول، ويحدثنا، فحضر معنا مرة انسان علوي وغلام له، فلما استأذنا قالت الجارية: كم أنتم؟ فقلنا نحن ثلاثة عشر، وما كنا حسبنا العلوي ولا غلامه في العدد، فدخلنا عليه، فلما رآنا خمسة عشر نفسا قال لنا: انصرفوا اليوم فلست أحدثكم، فانصرفنا، وظننا أنه عرض له شغل، ثم عدنا اليه مجلسا ثانيا، فصرفنا ولم يحدثنا، فسألناه بعد عن السبب الذي أوجب ترك التحديث لنا؟ فقال: كنتم تذكرون عددكم في كل مرة للجارية وتصدقون، ثم كذبتم في المرة الآخرة، ومن كذب في هذا المقدار أيؤمن أن يكذب فيما هو أكثر منه؟! قال: فاعتذرنا اليه، وقلنا: نحن نتحفظ فيما بعد، فحدثنا، أو كما قال. (3- و) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال: ولد أبو الحسين بن المنادي لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول سنة ست وخمسين ومائتين، وقال غيره: سنة سبع وخمسين «1» . كتب الينا أحمد بن أحمد البندنيجي أن منوجهر بن محمد أخبرهم قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أنبأنا أبو عمر بن حيوية الخراز قال: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن المنادي في الوفيات التي جمعها قال: وأبو القاسم عصام بن عتاب ابن عصام الكندي البزاز يوم الاثنين، يعني من سنة سبع وثلاثمائة، وهو اليوم الذي دخلت فيه الى مدينتنا من طرسوس. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر

أحمد بن جعفر بن محمد بن هرون بن محمد بن عبد الله

الخطيب قال: حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: توفي أبو الحسين بن المنادي يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الخيزران «1» . أحمد بن جعفر بن محمد بن هرون بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس الهاشمي، الملقب بالمعتمد على الله بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي (3- ظ) بن المنصور. قدم حلب صحبة أبيه المتوكل سنة أربع، وقيل ثلاث، وأربعين ومائتين، حين توجه الى دمشق وفي عودته منها. وبويع له بالخلافة يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وعقد العهد لاخيه أبي أحمد الموفق، فغلب على أمره، ومنعه من التصرف، وحكم على جيشه حتى أنه كان لا يمكنه من الخروج الى موضع إلّا بأمره. وخرج مرة الى ناحية الموصل ليمضي الى ابن طولون، فرده منها، ولم يبق له في الخلافة غير اسمها، وكان سمحا جوادا فصيحا، روى عنه وراقه الحضرمي بيتين من شعره. أخبرنا تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: بويع له- يعني المعتمد على الله- بالخلافة يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين. وكان قدم دمشق مع أبيه جعفر المتوكل «2» ، فيما قرأته بخط عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- كتابه- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد- أمير المؤمنين المعتمد على الله- جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن الرشيد، ويكنى أبا العباس، ولي الخلافة بعد المهتدي بالله، وكان مولده بسر من رأى. فأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: أخبرنا محمد بن أحمد المفيد قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن الازهر الكاتب قال: ولد أحمد بن جعفر المعتمد (4- و) على الله بسر من رأى سنة تسع وعشرين ومائتين وأمه أم ولد يقال لها فتيان، رومية. وقال الخطيب: أخبرني الازهري قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال: كانت البيعة للمعتمد على الله- وهو أحمد بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد الكامل بن علي السجاد بن عبد الله- الحبر والبحر وترجمان القرآن- بن العباس- سيد العمومة ذي الرأي والمستسقى به- بن عبد المطلب- وهو شيبة الحمد- بن عمرو- وهو مطعم الثريد، وبذلك سمي هاشما لهشمه الثريد- بن عبد مناف، يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين «1» . وأنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن يسران- اجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة، وذكر ما ذكره أحمد بن ابراهيم، وقال بعده: وركب يوم الاثنين الى دار العامة، ثم مر على الجوسق «2» ،

وحضره من أولاد الخلفاء: بنو الواثق، وحمزة بن المعتز، والعباس بن المستعين وبنو المنتصر بن المتوكل، والعباس بن المعتصم، وبعث بولد المهتدي وعياله الى مدينة السلام، وقدم عبيد الله بن يحيى، فخلع عليه، وولي الوزارة. أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني- اذنا- قال: أخبرنا أبو الحسن الغساني قال: (4- ظ) أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا عمر بن حفص السدوسي قال: وبويع أحمد بن المتوكل، المعتمد على الله، يوم الثلاثاء لاربع عشرة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وأمه أم ولد يقال لها فتيان، وقدم المعتمد بغداد يوم السبت ارتفاع النهار لعشر خلون من جمادى الآخرة، ونزل الشماسية «1» فأقام بها السبت والاحد والاثنين والثلاثاء، ودخل يوم الاربعاء بغداد، فعبرها مارا يريد الزعفرانية «2» لحرب الصفار «3» ، وكان يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة، ولاربع عشرة في أذار، سنة اثنتين وستين ومائتين، فكانت الحرب بين أمير المؤمنين والصفار بسيب بني كوما يوم الاحد العاشر من رجب، والتاسع من نيسان مع الظهر الى الليل سنة اثنتين وستين ومائتين. قال أحمد بن علي: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقّاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البرّاء قال: وأقبل يعقوب بن الليث- يعني- الصفّار، وخرج المعتمد إليه والتقى الجيشان وباصطربذ بين سيب بني كوما ودير العاقول «4» ، فهزم يعقوب أقبح هزيمة، وذلك في رجب يوم شعانين؛ قال محمد بن أبي عون البلخي:

لله ما يومنا يوم الشعانين ... فضّ الإله به جيش الملاعين (5- و) وطار بالناكث الصفّار منشمر ... كأنما بعده نسل السراحين «1» أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال: أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي إذنا عن أبي القاسم علي بن أحمد البندار عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الصولي إجازة قال: حدثنا الحسين بن إسحاق قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحارث قال: بويع المعتمد على الله، وهو أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل على الله، وأمه أم ولد يقال لها فتيان في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، وهو اليوم الذي مات فيه المهتدي، ودعي له بالخلافة على المنبر يوم الجمعة لعشر بقين من رجب، وقد قيل إن المهتدي بالله مات يوم الخميس بعد ما بويع المعتمد بيومين. قال: وركب المعتمد يوم الاثنين لسبع بقين من رجب إلى دار العامّة، وقعد لبني هاشم والناس فبايعوه، فلما كان يوم الخميس لأربع ليال بقين من رجب ركب في الميدان إلى وادي إسحاق، وخرج من الماء، فركب وظهر للعامة من الوادي إلى الجوسق في شارع الحسنيّة، ثم أمر أن يحدر عيال الواثق وولده إلى مدينة السلام، ولما مات المهتدي بالله نودي على أخيه عبد الله بن الواثق، وبذل لمن جاء به مال، ثم ظهر أمره أنه هرب إلى يعقوب الصفار، وأن يعقوب قبله أحسن قبول، وأظهر إكرامه، وكتب (5- ظ) المعتمد إلى يعقوب في حمله فلم يجب إلى ذلك. وقال أبو بكر الصّولي: حدثنا عون بن محمد قال: قتل المهتدي يوم حارب الأتراك جماعة بيده، ورأوا من شجاعته وبأسه ما لم يروه من أحد قط، فلما صار

في أيديهم أرادوه على الخلع فأبى، وسمع الضجّة، فقال: ما هذا؟ قيل جاءوا بأحمد بن المتوكل للخلافة، فقال: أحمد هذا هو ابن فتيان؟ قالوا: نعم، قال: ويل لهم، فهلا أتوا بأبي عيسى أخيه، فإنه كان أقرب لهم إلى الله عز اسمه، وأنفع للمسلمين. قال: وأوقع الأتراك البيعة لأحمد بن المتوكل على الله وسموه المعتمد، وذلك في يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين، ولم يخلع المهتدي نفسه فقتلوه، وقيل مات من سهم وضربة كانابه، وصلى عليه جعفر ابن عبد الواحد الهاشمي «1» . قال أبو بكر الصولي: وكان المعتمد جهيرا فصيحا صيّتا إذا خطب أسمع أقصى الناس، وكان يمثّل بينه وبين المستعين بالسخاء فيقال: ما ولي لبني العباس أسخى منهما، وكان جيد التدبير فهما بالأمور، جليلا في قلوب الناس، فلما جرى عليه ما جرى من تفويضه أمره، وغلب على رأيه، نقصت حاله عند الناس؛ وكان يحب الشعر ويشتهيه، ولم يكن له طبع يزنه به، فكان ربما وقع له الموزون، وربما لم يتزن فيغني المعنى في الشعر الذي هو عنه موزون ويعملون ألحانا عليه (6- و) فيرى أنه جيد لما غني فيه، وليس كل مغن يفهم التقطيع والقسمة، ولا يغني إلا بشعر صحيح. قال الصولي: أنشدني عبد الله بن المعتز للمعتمد مما وزنه صحيح: الحمد لله ربي ... ملكت مالك قلبي فصرت مولى لملكي ... وصار مولى لحبي قال: وهو القائل لما أكثر الناصر لدين الله نقله من مكان الى مكان:

ألفت التباعد والغربه ... ففي كل يوم أطأ تربه وفي كل يوم أرى حادثا ... يؤدي إلى كبدي كربه أمرّ الزمان لنا طعمه ... فما لي ترى ساعة عذبه قال: ومما قاله، وأنشدنيه جماعة، وبعض الناس ينحله الى غيره لما في نفوسهم مما كان يقع له في الوزن: بليت بشادن كالبدر حسنا ... يعذّبني بأنواع الجفاء ولي عينان دمعهما غزير ... ونومهما أعز من الوفاء قال الصولي: وحكى عبد الله بن خرداذبه أنه رأى هذين البيتين بخط الحضرمي ورّاق المعتمد، وقد كتب الحضرمي: أنشدنيهما المعتمد لنفسه. قرأت في كتاب معجم الشعراء لأبي عبيد الله المرزباني: المعتمد على الله أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل على الله كان يقول (6- ظ) الشعر المكسور، ويكتب له بالذهب، ويغني فيه المغنون وذكر له هذين البيتين والأبيات التي قبلها «1» . أنبأنا ابن المقير عن ابن ناصر عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد المقرئ قال: أخبرنا الصولي- إجازة- قال: وكان المكتفي أخرج إلينا مدارج مكتوبة بالذهب، فكان فيها من شعر المعتمد على الله الموزون: طال والله عذابي ... واهتمامي واكتئابي لغزال من بني الأصفر ... لا يعنيه ما بي

أنا مغرى بهواه ... وهو مغرى باجتنابي فإذا ما قلت صلني ... كان لا منه جوابي قال الصولي: ووجدت أيضا من الموزون: عجّل الحبّ بفرقه ... فبقلبي منه حرقه مالك بالحب رقي ... وأنا أملك رقه إنما يستروح الصبّ ... إذا أظهر عشقه وبعد هذا أبيات لا نظام لها. وقال الصولي: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: طلب المعتمد ثلاثمائة دينار يصل بها عريب وقد حضرت مجلسه فلم يجدها، فطلب مائتين فلم يجدها، وكان قد أمر أن يطرح لها تكاء فأبت، فكان يجعل تحت ركبتها أترجتان «1» من الأتراج الكبار (7- و) وربما قورتا، وجعل فيها دنانير؛ قال: فبلغني أنه لما لم يجد الدنانير قال شعرا: أليس من العجائب أن مثلي ... يرى ما قلّ ممتنعا عليه وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا ... وما من ذاك شيء في يديه إليه تحمل الأموال طرّا ... ويمنع بعض ما يجبى إليه قال الصولي: فكان المعتمد من أسمح الناس، قال له القاسم بن زرزر المغني: يا سيدي إلى جانب ضيعتي ضيعة لا تصلح إلا بها تباع بسبعة آلاف دينار وما عندي من ثمنها إلا ألفي دينار، فقال: أحضروني خمسة آلاف دينار، فجيء بها، فدفعها إليه فاشترى الضيعة، فسأله بعد أيام عنها، فعرفه شراءها، فقال: ما أحب أن يكون لك فيها وزن، ادفعوا إليه ألفي دينار مكان ألفيه، فأخذها وانصرف.

وقال أبو بكر الصولي: حدثنا الحسن بن إسماعيل قال: جلس المعتمد يشرب يوم الأحد لإثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب بالحسني «1» على المسنّاة الشرقية على دجلة مع المغنين والمخنثين، وأكل في ذلك اليوم من رؤوس الجداء، واصطبح، ثم تشكى في عشيته تلك، فتعالج وبات وقيذا «2» ، فمات في ليلته، وأحضر المعتضد القضاة ووجوه الناس فنظروا إليه، ثم حمل إلى سر من رأى، ودفن بها، وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام، وقيل: غير يوم، وقيل: يوما؛ وكان صوته الذي (7- ظ) شرب عليه يوم اصطبح في شعر أبي نواس: يا كثير النوح في الدمن ... لا عليها بل على السكن «3» قال: وكان عمره يوم مات خمسين سنة كاملة، وكان أسنّ من الموفق بستة أشهر. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، ح. وأخبرنا عمر بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إن لم يكن سماعا فإجازة- قال: أخبرنا أبو منصور بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عمر بن الحسن الأشناني قال: أخبرنا ابن أبي الدنيا قال: ومات المعتمد على الله ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين فجأة ببغداد، وحمل إلى سر من رأى.

أحمد بن جعفر بن محمد البزاز البغدادي

قال الاشناني: فدفن بها، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيام؛ وكان أسمر رقيق اللون، أعين، خفيف- زاد الأشناني- العارضين؛ وقالا: لطيف اللحية، جميلا، وميلاده سنة تسع وعشرين ومائتين في أولها- زاد ابن السمرقندي- ويكنى أبا العباس، وأمه أم ولد يقال لها فتيان «1» . أحمد بن جعفر بن محمد البزاز البغدادي أبو بكر الوزان الحلبي الخزيمي: بغدادي نزل حلب وسكنها، فنسب إليها، حدث عن سوّار بن عبد الله (8- و) ابن سوار العنبري وأبي علي الحسن بن محمد البوسنجي، وزيد بن أخرم، ومجاهد بن موسى، ويحيى بن محمد بن السكن، وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وحميد بن زنجويه النّسائي، ويعقوب الدورقي. روى الحفاظ: أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، ومحمد بن جعفر قاضي منبج، وأبو حفص عمر بن علي العتكي الأنطاكي، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد السراج، المعروف بابن الطبيز، وأبو بكر محمد بن عبد الله الأردبيلي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الأبزاري ومحمد بن عبد الله الأبهري، وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن البهلول الشيباني، وأبو العباس أحمد بن محمد بن عمر. أخبرنا أبو روح عبد المعزّ بن محمد بن أبي الفضل الهروي، وزينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري في كتابيهما إلينا من هراة ونيسابور،

وأخبرنا عنهما سماعا، أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قالا: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز البغدادي بحلب قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال: حدثنا يعلى بن منصور: وقال أبو روح سهل بن منصور قال: حدثنا خالد بن موسى عن (8- ظ) منصور بن زاذان عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حوضي عرضه كطوله كرانية «1» عدد نجوم السماء» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم بن الإخوة قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر الوزان البغدادي، نزيل حلب بها، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السّكن قال: حدثنا حبّان بن هلال قال: حدثنا مبارك بن فضالة عن عبد الله بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحبّكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون والمتفيهقون» قالوا: يا رسول الله قد علمنا ما الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: «المتكبرون» «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن قشام الحلبي عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي

أحمد بن جعفر مشكان المصيصي:

الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ قال: أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز البغدادي، سكن حلب، مدينة من مدن الشام، سمع سوار (9- و) بن عبد الله بن سوار العنبري، وأبا جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي. وأخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن جعفر بن محمد، أبو بكر البزاز، وقيل: الوزان، سكن حلب، وحدث بها «1» . أحمد بن جعفر مشكان المصيصي: حدث عن عبد الله بن رماحس الرّمادي؛ روى عنه أبو علي سعيد بن عثمان ابن السكن. أحمد بن جعفر الارتاحي: من أرتاح قرية كبيرة بين حلب والعمق، وكان بها حصن مانع، ولها ذكر في التاريخ. حكى عن شيخ من الصالحين لقيه بأولاس «2» ، حصن الزهاد. حكى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه إلينا «3» منها قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا

علي بن عبد العزيز قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر الارتاحي قال: دخلت أولاس فاذا شيخ كبير، فدنوت منه، فقلت له: يا شيخ حدثني بشيء ينفعني الله عز وجل به، قال: عليك بالجد، فانه كان لي وردا أقرأ فيه جزوين من القرآن كل ليلة، قال: فنمت عنه، فنوديت من زاوية البيت: ان كنت تزعم حبي فلم جفوت يا هذا كتابي، أو ما تدبرت ما فيه لك من لطيف عتابي (9- ظ) واذكاري، ومواعظي، وآلائي واعجازي؟! ثم أنشد: إن كنت تزعم حبي ... فلم جفوت كتابي أما تدبرت ما في ... هـ من لطيف عتابي.

ومن أفراد حرف الجيم في آباء الأحمدين

ومن أفراد حرف الجيم في آباء الأحمدين أحمد جناب بن المغيرة، أبو الوليد المصيصي الحدثي، وقيل: الحلبي. حدث عن: عيسى بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي، وخالد بن يزيد بن خالد ابن عبد الله القسري. روى عنه: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان، وجنيد ابن حكيم بن الجنيد الازدي، وأبو أحمد بن عبدوس السراج، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك، ومحمد بن هشام بن أبي الدميك، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز صاحب السابري، وأبو بكر المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن منصور الرمادي، وعثمان بن عبد الله الحافظ، ومحمد بن ابراهيم البزاز، ومحمد بن يعقوب بن الفرجي، وعمر ابن شبة النميري، ومحمد بن عيسى التميمي. أخبرنا الاخوان أبو محمد عبد الرحمن وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان والاخوان أبو البركات سعيد وأبو الفضل عبد الواحد ابنا هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الاسديون الحلبيون، وأبو الحجاج (10- و) يوسف بن سوار بن عبيد السلمي البرجيني، كلهم بحلب، قالوا: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن العجمي الحلبي بها قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان قال: أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب قال: أخبرنا أحمد بن عثمان الآدمي قال: حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا أحمد

ابن جناب قال: حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عثمان بن حيان قال: سمعت أم الدرداء تقول: ان أحدهم يقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن الله عز وجل لا يمطر عليه دينارا ولا درهما، وبعضهم من بعض، فاذا أعطي أحدكم شيئا فليقبله، فان كان ذا غناء عنه فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه، وإن كان إليه محتاجا فليستعن به على حاجته ولا يرد على الله عز وجل رزقه الذي رزقه. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو الفتح ناصر بن محمد قال: أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن النعمان، وابراهيم بن منصور سبط بحروية قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي قال: أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال: حدثنا أحمد بن جناب الحلبي قال: حدثنا عيسى- يعني- ابن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» «1» . وذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل قال: أحمد بن جناب بن المغيرة المصيصي أبو الوليد روى عن عيسى بن يونس روى عنه أبي وأبو زرعة، سئل أبي عنه فقال صدوق «2» . أخبرنا بذلك الخطيب أبو البركات بن هاشم إذنا عن أبي طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل عن أبي عمرو بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم (10- ظ) أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن أحمد

احمد بن جواس المنبجي

ابن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني علي بن محمد الحبيبي بمرو قال: سألت صالح بن محمد جزرة عن أحمد بن جناب المصيصي فقال: صدوق. قال الخطيب: أخبرنا الأزهري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: أحمد ابن جناب بغدادي يروي عن عيسى بن يونس آخر من حدث عنه أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي. قال الخطيب: كذا قال: علي بن عمر، ولم يكن بغدادي الاصل انما هو مصيصي ورد الى بغداد «1» . سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي من أحمد بن جناب في رجب من سنة ثلاثين ومئتين فقد توفي بعد ذلك. احمد بن جواس المنبجي رجل صالح أثنى عليه علي بن عبد الحميد الغضائري، وحكى عنه مناما رأى فيه يحيى بن أكثم القاضي وهو ما أخبرنا به القاضي أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن بهرام القزويني، قراءة عليه بحلب، قلت له: أخبرك أبو حفص عمر بن عبد المجيد بن عمر الميائشي القرشي بمكة، فأقر به وقال: نعم، قال: أخبرنا محمد بن حامد المقدسي قال: أملى علينا الشيخ أبو محمد يحيى بن محمد الكلبي: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو نصر أحمد ابن علي بن محمد المقرئ النسفي بها، والشيخ الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم البركدي قالا: أخبرنا أبو القاسم ميمون بن علي بن ميمون الميموني قال: حدثنا الامين أبو سهل اسحاق بن محمد بن اسحاق المروزي (11- و) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علوية العبدي قال: سمعت علي بن عبد الحميد بن سليمان الغضائري بحلب يقول: بلغني عن أحمد بن جواس المنبجي، وكان من خيار عباد الله، قال: رأيت يحيى بن أكثم في المنام، فقلت: يا يحيى ماذا فعل بك؟ فقال:

وقفت بين يديه جل جلاله فقال: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، قال: فسقطت بين يدي ربي جل وعز ونزل بي ما ينزل بالعبد بين يدي مولاه، ثم أفقت، فقال: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، قال: فسقطت بين يدي ربي جل جلاله، ونزل بي ما ينزل بالعبد بين يدي مولاه، ثم أفقت فقال: يا شيخ السوء لولا شيبتك لاحرقتك بالنار، قال: فقلت يا سيدي ومولاي ما هكذا أخبرت عنك فقال: يا يحيى بما أخبرت عني؟ فقلت: حدثني عبد الرزاق بن همام عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك عن نبيك صلى الله عليه وسلم عن جبريل صلوات الله عليه عنك تباركت وتعاليت أنك قلت: لا يشيب لي عبد في الاسلام ثم أحرقه بالنار فقال «1» : جل جلاله صدق عبد الرزاق، وصدق معمر، وصدق الزهري وأنس، وصدق نبي، وصدق جبريل، انطلقوا به الى الجنة. قلت: وذكرنا هذا المنام فيما يأتي من كتابنا هذا في ترجمة بشرى بن عبد الله المقتدري عن علي بن عبد الحميد الغضائري عن أحمد بن علي الخواص أنه رأى المنام، وقد رواه عمر بن سعيد بن سنان (11- ظ) عن أحمد بن سلم الخواص وفي الرائي للمنام اختلاف قد ذكرناه في ترجمة يحيى بن أكثم وقد قيل ان يحيى ابن أكثم رآه في حياته، وسنذكر ذلك فيما يأتى من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

حرف الحاء في أباء الأحمدين

حرف الحاء في أباء الأحمدين أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة الطائي «1» صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو علي الموصلي، أخو علي بن حرب، وقيل: كنيته أبو بكر، نزل أذنة، مدينة من الثغور الشامية، قد ذكرناها في مقدمة كتابنا هذا، وحدث بها عن أبي محمد عبد الله بن ادريس الاودي، وأبي بشر اسماعيل بن ابراهيم بن عليّة الأسدي، وسفيان بن عيينة، وأبي يزيد قاسم بن يزيد الجرمي الموصلي، ومصعب ابن المقدام، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وأبي بكر أحمد بن هشام بن الحكم وأخيه علي بن حرب، وأبي بكر موسى بن سعيد، وأحمد بن يوسف المنبجي، وأبي محمد أسباط بن محمد القرشي. روى عنه عتيق بن عبد الرحمن الأسدي الأذني، ووصيف بن عبد الله الانطاكي الحافظ، وأبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الملطي، وأبو الفضل صالح بن الاصبغ المنبجي، وأبو الليث سلم بن معاذ بن سلم البصري، ومحمد بن عبد الله البيروتي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة. أخبرنا أبو المحاسن الفضل بن عقيل بن عثمان بن عبد القاهر العباسي (12- و) قال: أخبرنا أبو الندى حسان بن تميم الزيات قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد الواسطي قال:

أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الملطي قال: حدثنا أبو علي أحمد بن حرب الطائي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الرصافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يعتذر الى أخيه فلا يقبل منه إلا تحمل كخطية صاحب مكس» «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن هشام الحلبي قال: كتب الينا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني أن أبا جعفر محمد بن أبي علي أخبرهم قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا ابن فنجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو بكر أحمد بن حرب بن محمد بن حيان بن مازن بن الغضوبة الطائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أخو علي بن حرب، أصلهما من الموصل، سكن أحمد أذنة، سمع أبا محمد أسباط بن محمد القرشي، وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كناه لي أبو الليث سلم بن معاذ بن سلم البصري. وقرأت في كتاب الجرح والتعديل لابي محمد بن أبي حاتم الرازي قال: أحمد ابن حرب الموصلي، أخو علي بن حرب الموصلي، كان يسكن الثغر، روى عن أبي معاوية الضرير، وأدركته، ولم أكتب عنه، وكان صدوقا «2» . أنبأنا بذلك أبو البركات بن هاشم الخطيب عن أبي طاهر محمد بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم.

أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان العدل قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن أحمدين بن صفوان قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعيد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد ابن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس الأزدي قال: ومنهم- يعني من الطبقة السابعة من علماء الموصل- أحمد بن حرب بن محمد، وكان فاضلا ورعا، ورحل عن الموصل الى ثغر أذنه رغبة في الجهاد، فأوطن هناك، وتكلم في مسألة اللفظ التي وقعت الى أهل الثغور فقال: فيما ذكر لي يقول محمد بن داود المصيصي، فهجره علي بن حرب لذلك وترك مكاتبته «1» . وروى عن عبد الله بن ادريس، وسفيان بن عيينه، وشارك عليا في رجاله، وتفرد عنه باسماعيل بن علية، فان عليا لم يسمع منه. وكان مولده في سنة أربع وسبعين ومائة، وتوفي في صدر خلافة هرون الرشيد بأذنه سنة ثلاث وستين ومائتين، ودفن بها، وله هناك ولد. أخبرنا المبارك بن مزيد الخواص (12- ظ) ببغداد قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الابهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني قال: أحمد بن حرب الطائي الموصلي نزل أذنه، ومات بها سنة ثلاث وستين، يكنى أبا علي. نقلت من خط أبي طاهر السلفي وأنبأنا عنه أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل

أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس بن أحمد بن الحسين بن موسى، أبو بكر السلماسي القاضي.

وغيره قال: أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الاكفاني عن أبي الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن غلاب الحراني قال: أحمد بن حرب الموصلي أخبرني أبو عروبة أنه نزل أذنه ومات بها سنة ثلاث وستين ومائتين. أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس بن أحمد بن الحسين بن موسى، أبو بكر السلماسي القاضي. حج في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، واجتاز بحلب في طريقه، وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي في تاريخ دمشق، بما أخبرنا به القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي اذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس بن أحمد بن الحسين بن موسى أبو بكر السلماسي القاضي، قدم دمشق سنة ثمان وعشرين وأربعمائة حاجا «1» . وحدث عن: أبي علي الحسين بن محمد بن يوسف اللحياني، وأبي القاسم الطيب بن يمن، وعيسى بن سليمان الفقيه، ويوسف بن الحسين، وعبد الله بن محمد بن حبابة، وأبي حفص بن شاهين، وأبي بكر بن شاذان، وأبي بكر بن اسماعيل الوراق، وأبي اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري، وأحمد بن طالب بن عثمان بن محمد، وأبي محمد كوهي بن الحسن بن يوسف، وغيرهم. روى عنه: أبو الحسن بن أبي الحديد، وأبو القاسم بن أبي العلاء (13- و) وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وأبو القاسم عمر بن أحمد بن عمر الآمدي. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا

أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن الحسن بن شوّاش، وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حنش، وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، قالوا: حدثنا أبو القاسم بن أبي العلاء سنة سبع وتسعين قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس السلماسي قراءة عليه بدمشق، في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، قدم علينا حاجا، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف اللحياني قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أحمد ابن حنبل حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان عن ابن نديمة: حدثني قيس بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر حرام» » .

ذكر من اسم أبيه الحسن من الاحمدين

ذكر من اسم أبيه الحسن من الاحمدين أحمد بن الحسن بن أحمد أبو العباس الكفر طابي خطيب سقبا من ضياع الغوطة «1» ، أنشد عن أبي سالم الباري شعرا، وكتبه عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وذكره في معجم شيوخه وقال في ترجمته: ونقلته من خط أحمد بن الحسن بن أحمد الكفر طابي، الشيخ الصالح. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم إجازة قال: أخبرنا أبو المواهب (13- ظ) الحسن بن هبة بن صصرى قال: أنشدنا الشيخ أبو العباس الخطيب بسقبا، قرية من قرى الغوطة، قال: أنشدني الشيخ أبو سالم المعروف بابن الذكوري، من أهل البارة «2» ، الخطيب ببعلبك. الحر من عرف الدنيا فجاد بها ... فإنّما هي دنيا كلّها غرر تصفو لمن عاش فيها وهي كارهة ... صفوا قليلا ويأتي بعده الكدر ويح اللئام أما يدرون أنّهم ... لا يصبح المال مقبورا وقد قبروا لا بارك الله في مال تثمّره ... يد البخيل ولا يجنى له ثمر قال الحافظ أبو المواهب: ورأيته بخطه، أخبرني هذا الشيخ رحمه الله أنه سمع حديثا ببغداد وبدمشق، ولم يقع إلي من سماعه شيء، وتوفي بعد السبعين «3»

أحمد بن الحسن بن جندب الترمذي

وقد جاوز التسعين سنة، وأقام خطيبا ستين سنة، وحفّظ جماعة القرآن، وعادت عليهم بركاته. أحمد بن الحسن بن جندب «1» الترمذي أبو الحسن الحافظ صاحب الامام أحمد بن حنبل، قدم الشام ودخل الثغور الشامية، وسمع بها أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي، ومحمد بن عيسى بن الطبّاع، وروى عنهما، وعن أحمد بن محمد بن حنبل وغيرهم؛ روى عنه الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه وغيرهما. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السّلمي البغدادي، وأبو (14- و) سعد ثابت بن مشرّف بن أبي سعد البناء البغدادي، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الله روزبه البغدادي قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي قال: حدثنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: أخبرنا محمد بن يوسف الكريري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا أحمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل هلال قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن كهمس عن بن بريدة عن أبيه قال: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة «2» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي فيما أذن لنا في روايته عنه قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن الحسن بن جندب أبو الحسن الترمذي الحافظ رحال طوف الشام ومصر والعراق، واجتاز بدمشق. سمع بمصر: سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وسعيد بن كثير بن عفير، وأبا صالح عبد الله بن صالح.

وبالشام: آدم بن أبي إياس، ويزيد بن عبد ربه الجرجسي، وأبا توبة الربيع ابن نافع، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وبالعراق يعلى بن عبيد، وعبيد الله بن موسى وأبا نعيم، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأسود بن عامر شاذان، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وعمرو بن عاصم الكلابي، وأبا النعمان محمد بن الفضل عارما، وأحمد بن حنبل، والحسن (14- ظ) بن الربيع البوراني، ووضاح بن يحيى النهشلي، وقيس بن حفص الدارمي، ومحمد بن عرعرة بن الرند، وغيرهم. روى عنه البخاري في الصحيح، وأبو عيسى الترمذي في جامعة، وإبراهيم ابن أبي طالب، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن النضر الجارودي، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن الليث المروزي. أنبأنا عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبوا بكر البيهقي والحيري، وأبوا عثمان الصابوني والبحيري- إجازة- قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أحمد بن الحسن الحافظ أبو الحسن الترمذي صاحب أحمد بن حنبل، ورد نيسابور سنة إحدى وأربعين ومائتين، فحدث في ميدان الحسين، ثم حج وانصرف إلى نيسابور فأقام بها مدة سنة يحدث، فكتب عنه كافة مشايخنا، وسألوه عن علل الحديث والجرح والتعديل، وذكر بعض من سمع منه، ثم قال: روى عنه محمد بن اسماعيل البخاري في الجامع الصحيح، وسمع منه مشايخنا بنيسابور. أنبأنا تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم ابن عبد الكريم القشيري: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني (15- و) أبو أحمد الحسين بن محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد

أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ أبو نصر

ابن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي بنيسابور، وكان أحد أوعية العلم. «1» أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ أبو نصر دخل الشام وجال في أقطارها وسواحلها، واجتاز بحلب، أو ببعض أعمالها، في طريقه ما بين الجزيرة واطرابلس الشام. ذكر أبو سعد السمعاني بما أخبرنا به أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ من أهل شيراز، سكن ديار مصر والاسكندرية وكان حافظا فاضلا عارفا بطرق الحديث، رحل عن بلده وسافر إلى العراق والشام والسواحل والجزيرة، وكان بمصر يخرج على الشيوخ مثل: القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي وغيرهما. سمع أبو نصر الشيرازي ببلده شيراز: أبا محمد عبد الرحمن بن محمد الدمشقي، وأبا بكر أحمد بن محمد بن علي الجواليقي، وأبا الحسن علي يوسف بن أحمد الحافظ، وأبا القاسم عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن القسام، وأبا القاسم عبد الصمد (15- ظ) بن الحسن بن محمد بن جعفر الحافظ، وأبا بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن الليث الصفار. وبالاهواز: أبا عبد الله الحسين بن محمد بن عمر بن إبراهيم الخطيب الفرضي، وأبا القاسم رضوان بن الحسن بن يعقوب بن سهلان الفقيه، وأبا الحسن علي بن عمر بن أحمد البرمكي.

وبايذج «1» : أبا القاسم علي بن الحسن بن عبد الرحيم البصري. وبكازرون «2» : أبا الحسين عبد الملك بن الحسن بن شياوش الفارسي. وبالبصرة: أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد الفقيه الشافعي، وأبا الحسين محمد بن علي بن أحمد السيرافي، وأبا اسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان البصري، وأبا الربيع سليمان بن نفيد بن راشد الحنفي الشاهد. وبالنعمانية «3» : أبا بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن رزقويه البغدادي. وببغداد: القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبا الحسن أحمد ابن محمد بن أحمد بن عبدوس بن كامل الزعفراني السلمي، وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الآزجي، وأبا الحسين محمد بن محمد بن محمد بن المظفر السراج الدقاق، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران القندي، وأبا الفرج الحسين بن علي بن أحمد الطناجري، وأبا اسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، وأبا حفص عمر بن محمد بن علي بن عطية المكي، وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح بن العشاري، وأبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن لؤلؤ البغدادي، وأبا محمد الحسن (16- و) بن علي محمد الجوهري. وبأصبهان: أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وأبا منصور أحمد ابن محمد بن إبراهيم الصيرفي، وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وأبا بكر محمد بن علي الجوزداني، وأبا الفرج محمد بن عبد الله بن جعفر البزاز الحافظ، وأبا طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن سليمان الحسناباذي. وبمكة: أبا القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي، وأبا القاسم عبد

الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الاديب، والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة ابن جعفر القضاعي، وبمصر أيضا. وسمع بمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال النيسابوري، وأبا القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب، وأبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد ابن سعدون الموصلي، وأبا زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري الحافظ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن مسكين الفقيه، وأبا الحسين محمد بن الحسن بن الترجمان الغزي الصوفي. وببيت المقدس: أبا عبد الله محمد بن علي البيهقي. وبصور: أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وأبا محمد عبد الله بن علي عياض بن أحمد بن أبي عقيل القاضي، وأبا منصور نصر بن أبي نصر الطوسي المقرئ. وباطرابلس أبا الحسن حامد بن منير بن عبد الرزاق الطرابلسي، وأبا الفيض محمد بن علي بن محمد بن عمرو بن رجاء (16- ظ) الشاهد. وبتنيس «1» : أبا الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن جابر القاضي. وبدمشق: أبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي، وأبا عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، وأبا القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ، وأبا علي الحسين بن علي بن ابراهيم الاهوازي المقرئ وأبا القاسم الحسين بن محمد بن ابراهيم الحنائي. وبميافارقين «2» : أبا الفتح العباس بن أحمد بن العباس بن بهات العدل.

وبآمد «1» : أبا منصور محمد بن أحمد بن القاسم بن المقرئ، وأبا القاسم بن أحمد بن اسحاق بن أحمد الأصبهاني. وبالموصل: أبا نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسين بن طوق الشاهد. وبتكريت: أبا الغنائم حاجب بن حمزة بن القاسم بن شعيب الزاهد؛ وجماعة كثيرة سوى من ذكرناهم. صنّف كتاب المعجم لأسماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمع منه ذلك الكتاب في مجلدين أبو الليث نصر بن الحسن بن القاسم السّكتي التاجر. أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفّر المروزي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الامام والدي رحمه الله- إجازة- قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ- كتابة- قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن الحسين، أبو نصر الشيرازي (17- و) بمصر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله أبو بكر بن ريذة الضبيّ قال: أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث بن محمد بن عبد الرحمن اليحصبي قال: حدثنا أي قال: بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن المقدام بن معديكرب الزبيدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر وأبيض لم يتهنّ بالعيش» «2» . أخبرنا أبو هاشم بن الفضل عن أبي سعد السمعاني قال: مات أبو نصر أحمد ابن الحسن بن الحسين الشيرازي الحافظ منه بعد سنة ثلاث وستين وأربعمائه، فإن أبا الليث الشاشي سمع منه في هذه السنة بالإسكندرية.

أحمد بن الحسن بن زريق الحراني أبو محمد.

أحمد بن الحسن بن زريق الحراني أبو محمد. حدث بدمشق، واجتاز بحلب في طريقه اليها من حران، أو ببعض عملها. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أحمد بن الحسن بن زريق، أبو محمد الحراني، حدث بدمشق عن عبد الله بن محمد النفيلي، واسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرّقي، وعبد العزيز بن داود الحراني. روى عنه أبو الميمون بن راشد، وأبو علي بن حبيب الحصائري، وأبو الطيب أحمد بن ابراهيم بن عبادك «1» . (17- ظ) . أحمد بن الحسن بن عبد الله، أبو الحسن الملطي المقرئ قرأ القرآن العظيم برواية عاصم بن أبي النجود على أبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ، وأخبره أنه قرأ على أبي محمد عبد الله بن سليمان الرقي، وأخبره أنه قرأ على أبي زيد عمر بن شبه، وأخبره أنه قرأ على أبي أحمد جبلة بن مالك بن جبلة البصري، وأخبره أنه قرأ على الفضل وأخبره أنه قرأ على عاصم. روى عنه أبو الحسن احمد بن ملاعب الحلبي، أنبأنا بذلك عمر بن قشام عن أبي العلاء الحافظ قال: قرأت به على أبي العز الواسطي، وأخبره أنه قرأ على ابن ملاعب. أحمد بن الحسن بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب أبو الفوارس: قاضي بالس، حدث بها عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، روى عنه القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد الأنصاري قاضي سيوط «2» . أخبرنا أبو الحسن مرتضى بن حاتم بن المسلم الحارثي في كتابه إلينا قال:

أحمد بن الحسن بن علي كليب، أبو جعفر الطرسوسي:

أخبرنا القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا الشيخان: القاضي الأجل أبو الفوارس أحمد بن الحسن بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب الحاكم يومئذ ببالس، والشيخ أبو بكر محمد بن منصور بن الفرج الدينوري بقراءتي عليهما بمدينة بالس في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن الحسين بن علي البيهقي رحمه الله قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار (18- و) أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة» ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة» «1» ، لم يرد أنها تحلق الشعر بل تحلق الدين. أحمد بن الحسن بن علي كليب، أبو جعفر الطرسوسي: حدث عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن سلام الطرسوسي، ومحمد بن إبراهيم بن أبي أميه الطرسوسي، وأبي حفص عمر بن محمد بن طاهر بن أبي خيثمة، وأبي بكر محمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرجي. روى عنه أبو القاسم هبة الله بن سليمان الجزري، وأبو الحسين عتيق بن إبراهيم بن أحمد بن الكاتب الاسكندراني، سمع منه طرابلس، وكتب عنه محتسب دمشق إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي، وأبو اسحاق إبراهيم بن هبة الله ابن إبراهيم. أخبرنا أبو محمد بن عبد الوهاب بن رواج الاسكندراني بمنظرة سيف الاسلام بين مصر والقاهرة، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، والشريفان أبو محمد عبد الله، وأبو الطاهر اسماعيل ابنا أبي الفضل عبد الرحمن ابن يحيى الديباجي- اجازة من كل واحد منهم- قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الله

أحمد بن الحسن بن عيسى الخشاب، أبو الفتح الحلبي الكردي:

ابن يحيى بن حمود المالكي قال: أخبرنا أبو معشر الطبري قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن سليمان الجزري بميافارقين قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن كليب الطرسوسي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن داود بن عيسى (18- ظ) الكرجي قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» «1» . أحمد بن الحسن بن عيسى الخشاب، أبو الفتح الحلبي الكردي: من بيوت حلب المذكورة القديمة، وعيسى الخشاب جدهم كان مقدما في دولة بني حمدان، وتقدم بنوه وعقبه بعده، ورأسوا بها، واتخذوا الاملاك بحلب، ومال إليهم الشيعة بها، وتولوا بها المراتب السنية، وسيأتي في كتابنا هذا ذكر جماعة منهم، وكان أبو الفتح هذا من فقهاء الشيعة، ومن أعيان حلب، وكان عنده تدين وورع، سمع بحلب الحسين بن أحمد القطان البغدادي، وأبا محمد عبد الرحمن بن الحسن الواعظ النيسابوري، وأبا الحسن محمد بن الحسين البصري، وكتب عنهم. قرأت بخط أبي الحسن محمد بن أبي الفتح أحمد بن الحسن بن عيسى الخشاب لنفسه أبياتا يرثي بها أباه أحمد، وقد توفي بحلب. أتاني الدهر بما لم أزل ... أحذره منه وأخشاه بفقد مولى فعله دائما ... للخير أدناه وأقصاه (19- و) مراقبا في كل أفعاله ... لله ذي العزّة مولاه تالي كتاب الله مستشعرا ... بآيه قد فاز مسعاه

أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى بن يحيى بن الحسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

قوام ليل صائم دهره ... ذو غيرة للدين أوّاه غزير علم عالم عامل ... رجاه «1» في أفعاله الله كريم نفس باذل جهده ... ينهب منه المال والجاه باك لأولاد نبي الهدى ... قد ذهبت بالدمع عيناه وصول أرحام على قطعها ... يعطي بيمناه ويسراه يا رب بلغ أحمدا سؤله ... أكرم غدا في البعث مثواه أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى بن يحيى بن الحسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الطيب بن القاضي أبي محمد العلوي، الزيدي الشريف، أخو الشريف أبي الغنائم الزيدي النسابة، أصله من الكوفة. وتولى أبوه أبو محمد القضاء بحلب في أيام سعد الدولة أبي المعالي شريف ابن سيف الدولة بن حمدان، وكان أبو الطيب هذا وأخوه مع أبيهما أبي محمد بحلب. وذكره أخوه أبو الغنائم عبد الله بن الحسن الزيدي النسابة في كتاب نزهة عيون المشتاقين في النسب «2» ، وذكر له أبياتا من الشعر، وأنه أنشده إياها لنفسه وهي: اصبر فإن الصبر مركريه ... سيعقب الصبر بما تشتهيه (19- ظ) كم آمل أمرا وقد فاته ... فلم ينل بالسعي ما يرتجيه

أحمد بن الحسن الانطاكي أبو بكر.

فكن على الصبر صبورا عسى ... ينفعك الصبر بخير تليه فكم عسير عزّ في عسره ... هوّنه الرحمن باليسر فيه أحمد بن الحسن الانطاكي أبو بكر. روى عن أبي زكريا الحبّال، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنباري الضرير. أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه إلينا من نيسابور عن أبي الحسن علي ابن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني أبو الفضل أحمد بن علي بن زريق المعري قال: أخبرنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري قال: حدثني أبو الفرج عبد الصمد بن أحمد بن عبد الصمد قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن إبراهيم الأنباري الضرير قال: حدثني أبو بكر أحمد بن الحسن الأنطاكي عن أبي زكريا الحبال عن أبي زيد النحوي عن معاذ بن العلاء قال: لما فتحت مدائن كسرى بيع تابوت مقفل فاشتراه توبة بن جلهمة «1» بثمانين دينارا، ففتحه فإذا فيه لوح من الذهب مرصع بالجوهر فيه تسع عشرة كلمة بالسريانية، ففسرت بالعربية فإذا هي من أكثر التفكر في الله تزندق، ومن تعاطى النجوم كفر، ومن كثر حديثه كذب، ومن طلب الدنيا بالكيمياء افتقر، ومن وقّر أباه زيد له في العمر، ومن وقر أمه رأى في بيته ما يسره، ومن أحدّ النظر إلى والديه فقد عقّهما (20- و) والدهن يذهب البؤس، والكسوة الحسنة تظهر الغنى، والإحسان إلى المملوك يكبت الأعداء، ومشاش الطير يورث السل، واستقبال الشمس يورث الداء الدفين، والتخلل بالقصب يورث الداء في الفم، والتدلك بالنخالة يورث الفقر، ومسح الوجه بالذيل يجلب الصّرفة «2» ، وأكل سؤر «3» الفأر يورث النسيان، ومن بات وفي جوفه وزن

أحمد بن الحسن الملطي المقرئ.

درهم من جزر أمن ريح القولنج باقي ليلته، وما أقفر بيت فيه خلّ، وفوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها. أحمد بن الحسن الملطي المقرئ. أبو الحسن، قرأ على أبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصّلت بن شنبوذ، وروى عنه. قرأ عليه وروى عنه أبو محمد الحسن بن ملاعب الحلبي المكفوف، وقيل في موضع آخر: قرأ عليه أبو الحسن أحمد بن ملاعب بن عبد الله الحلبي، والصحيح الحسن بن ملاعب. أحمد بن الحسن المنبجي من رواة الشيعة: يروي عن يعقوب بن شعيب، روى عنه الحسن بن محمد. أحمد بن الحسن الاقليدسي. أبو يوسف الحاسب المصّيصي، وقيل فيه أحمد بن الحسين، وقفت على كتاب صنفه في الجبر والمقابلة في علم الحساب، وهو كتاب حسن، تكلم في مقدمته في الدلالة على أن جميع العلوم مفتقرة إلى الحساب (20- ظ) .

من اسم أبيه الحسين من الأحمدين

من اسم أبيه الحسين من الأحمدين بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: أبو القاسم الحسيني الشريف العقيقي الدمشقي، وبعضهم يسميه محمدا، ونسب العقيقي إلى جد جده محمد بن جعفر، وكان يعرف بالعقيقي، منسوب إلى العقيق «1» من ناحية المدينة. وأبو القاسم هذا هو صاحب الدار والحمام المعروفين بالعقيقي «2» بناحية باب البريد بدمشق وكان من وجوه الأشراف بدمشق وأولي المراتب العالية والممدحين بها، وكان قدم إلى حلب وافدا على الأمير سيف الدولة، وكان مكرما له محترما عنده. وسمع بحلب أبا عبد الله بن خالويه اللغوي، وسمع منه عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي، ومدحه الوأواء الدمشقي، وعبد الله بن محمد الخطابي الشاعر. أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين بن هبة الله في كتابه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: قرأت بخط عبد العزيز بن محمد بن عبدويه

الشيرازي: سمعت الشريف أبا القاسم أحمد بن الحسين الحسيني المعروف بالعقيقي يقول في قول الله عز وجل في قصة يوسف وخطابه لأخوته: «إنه من يتق ويصبر «1» » قال: يتق الله في جميع أموره ويصبر على العزوبة كما (23- و) صبر يوسف عن زليخا وعزو بته في تلك السنين كلها «2» . قرأت في جزء وقع إليّ من أماني أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، نكتتب من إملائه وعليه خطه: سأل سيف الدولة جماعة العلماء بحضرته ذات ليلة فقال: هل تعرفون اسما ممدودا وجمعه مقصور؟ فقالو: لا، فقال ابن خالويه ما تقول أنت؟ قلت أنا أعرف اسمين ممدودين وجمعها مقصور، قال: ما هما؟ قلت: لا أقول لك ذلك إلا بألف درهم، ثم كتبت رقعة فقلت: إنما لم أقلهما لأن لا تؤخذ بغير شكر، وهما صحراء وصحارى، عذراء وعذارى، فلما كان بعد شهر كتبت إليه إني قد أصبت حرفين آخرين ذكر هما الجرمي في كتاب التنبيه، وهما صلفاء وصلافى وهي الأرض الغليظة، وخبراء وخبارى وهي أرض فيها ندوّة «3» ، فلما كان بعد عشرين سنة من هذا الحديث أمللت هذهع الأحرف على أبي القاسم العقيقي أيده الله، فلما مضى إلى دمشق كتبت إليه: إنه بإقبال الشريف ويمنه لما استغرب هذه الأحرف وجدت حرفا خامسا ذكره ابن دريد في الجمهرة وهو سبتاء وسباتاء وهي الأرض الخشنة «4» . قرأت في جزء وقع إلي بخط أبي القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين

الا طرابلسي يتضمن تعليق وأمالي عن أبي عبد الله بن خالويه، وذكر أنه قرأه على ابن خالويه ونقله من خطه؛ نسخة كتاب كتبه أبو عبد الله بن خالويه إلى أبي القاسم أحمد بن الحسين العقيقي الحسيني. هنّأتني برا ملكتت به ... شكري وشكرك واجب فرض لم يبتلل وجه ولا شفعت ... شفعاء لي في منّها حض ففداك منّا عون لو ملكوا ... عدد البحار إذا لما بضّوا سلام الله عليك وصلواته ومغفرته ورحمتع أيها السيد الكريم والشريف ذا الحكمة، يازينة الدنيا وبهجتها، أطال الله بقاءك ووهب والدك «1» ابن خالويه وقاك وفدك، فلقد تقيلت آباءك الطاهرين وتسنمّت جدك وأسلافك المنتجين وأشبهتهم خلقا وخلقا، ومضيت على أساسهم، قفوت حميد أفعالهم، فأصبحت فذّ الدهر، وقريع العصر، وواحد السمحاء وسيد الأدباء براعة وفصاحة، وكريم الكرماء سخاء وسماحة، وتبعت جدّيك محمدا سيد المرسلين وعليا سيد الوصيّين صلوات الله على ذكرا هما كلما ذر شارق وطرق أثناء الليل طارق، ونزعت إليهما حذو القدّة «2» ، والماء بالماء، تهذيب خلق ومحض ضريبة، ودماثة شمائل، كرم سجيّة، أقول من قس «3» إذا نطق، وأفصح من سحبان وائل إذا خطب، وأسخى من الافظة كفا، وأجود من السحاب جودا، وأبهى من فحت «4» العمر، وأسنى من الهالة «5» فأنسأ الله أجلك، وبعّغك أكلأ الأعمار يد المسند وسمير الليالي مايل

بحر صوفه «1» ، ونعمت ظبية في تنوفه «2» واستدار من رمل عالج كوفه «3» ، وظهرت في أطفور ناشئ فوفه «4» . كتبت غرّة الشهر إلى غرة الزمان عن سلامة تتم بسلامته، ونعمة من الله جل وعز لا أقوم بشكرها، وتوق إلى الشريف العقيقي لا أصفه. فأيهات أيهات العقيق ومن به ... وأيهات وهل بالعقيق تواصله وهيهات هيهات أين للعقيقي شروى ونظير. عقم النساء فما يلدن شبيهه ... إن النساء بمثله عقم وعن لوعة لا تطفى حرارتها إلا باجتماع وشيك لدى مولانا الشريف بن الشريف، والسيد بن السيد شريف «5» بن سيف الدولة أطال الله حياته وأعاشه عمر نصر بن دهمان، إذ كان لا يقطع مجالسه إلا بذكر مناقبك وصفاتك أتاح الله من ذلك ما تحبه. ووصل كتاب سيدنا الشريف أدام الله عزه بعد ظمأ إليه، فما أتممت قراءته حتى تبادر أهل المجلس إلى نسخه استحسانا لألفاظه الجزلة، ومعانيه الفخمة، ووصلت معه، وصل الله أيامه بمحابه، الهدية النفيسة، والكسوة الشريفة.

أحمد بن الحسين بن بندار بن أبان الاصبهاني القاضي الطرسوسي.

وذكر تمام الرسالة، اقتصرت منها على ما فيه وصف العقيقي وتقريظه، وألغيت ما عداه. قرأت بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي وأنبأنا عنه أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد النسابه وغيره قال: وجدت بخط أبي محمد عبد المنعم بن علي ابن (24- ظ) النحوي الدمشقي سنة ثمان وسبعين- يعني- وثلاثمائة: وفي يوم الثلاثاء لأربع خلون من جمادى الأولى منها توفي الشريف أبو القاسم العقيقي بين الصلاتين، وركب ابن البقّال المحتسب ودار البلد وأمر أن لا يفتح أحد من الغد إلا خباز أو قصاب، وأغلق البلد بأسره يوم الأربعاء، وأخرجت جنازته ضحوة إلى المصلى، وحضر بكجور «1» وأصحابه ومشى الأشراف خلف سريره، ودفن في المقبرة التي كان بناها خارج باب الصغير «2» . أحمد بن الحسين بن بندار بن أبان الاصبهاني القاضي الطرسوسي. أبو بكر، سمع أبا سعيد بن الاعرابي، وعبد الله بن محمد بن العلاء الطرسوسي، وكان زاهدا عابدا. أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني عن أبيه الامام تاج الاسلام أبي سعد قال: وأبو بكر أحمد بن الحسين بن بندار بن أبان الاصبهاني القاضي الطرسوسي الشيخ العابد الصالح المجتهد. سمع أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي، وعبد الله بن محمد بن العلاء الطرسوسي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ. وقال أبو بكر الطرسوسي: ورد علينا نيسابور عند محنة أهل طرسوس «3»

أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي، أبو بكر البروجردي:

وسكنها الى أن توفي بها بها في شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر. أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي، أبو بكر البروجردي: نزيل حلب (25- و) حدث بها عن أبي الحسن علي بن محمد الفقيه، روى عنه أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري المقرئ. أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر رواج الاسكندراني بمنظرة سيف الاسلام بين مصر والقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد ابن ابراهيم السلفي، والشريفان أبو محمد عبد الله وأبو الطاهر اسماعيل ابنا أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل العثمانيان الديباجيان- كلهم اجازة قالوا: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن حمود المالكي قال: أخبرنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البروجردي بحلب قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الفقيه قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد قال: حدثنا خلاد بن أسلم قال: حدثنا مروان بن معاوية عن أبان بن اسحاق عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن مرّة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله حق الحياء» قالوا: يا رسول الله انا لنستحيي، قال: ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، وليحفظ البطن وما وعى وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء «1» (25- ظ) .

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي الشاعر المعروف بالمتنبي:

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي الشاعر المعروف بالمتنبي: وقيل: هو أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار، وكان والده الحسين يعرف بعيدان السقاء، وكان أبو الطيب شاعرا مشهورا مذكورا محظوظا من الملوك والكبراء الذين عاصرهم، والجيد من شعره لا يجاري فيه ولا يلحق، والردي منه في نهاية الرداءة والسقوط، وكان يتعظم في نفسه ويترفع، وقيل انه ادعى النبوة في حداثته فلقب بالمتنبي لذلك، وكان عارفا باللغة قيما بها. قدم الشام في صباه وجال في أقطارها، وصعد بعد ذلك الى الديار المصرية، وكان بها في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ثم قدم حلب وافدا على الامير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، ومادحا له، فأكرمه ونفق عليه، وصار خصيصا به، ملازما له حضرا وسفرا الى أن خرج من حلب غضبان بسبب كلام وقع بينه وبين أبي عبد الله بن خالويه في مجلس سيف الدولة، فضربه ابن خالويه بمفتاح. وكان دخوله الى حلب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وخروجه منها الى مصر الدفعة الثانية في سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وكان نزوله بحلب في محلتنا المعروفة بآدر بني كسرى. قال لي والدي: وكانت داره دارا هي لآن خانكاه سعد الدين كمشتكين «1» ملاصقة لداري. وكان ابن خالويه مؤدب ولدي الامير سيف الدولة: أبي المكارم، وأبي المعالي،

فظفرت بجزء خط ابن خالويه ذكر فيه ما يحفظه الاميران المذكوران، فذكر أنواعا من الفقه والادب (26- و) وأشعار العرب وقال في جملتها: ويحفظان من شعر الشاعر المعروف بالمتنبي كذا وكذا قصيدة، وعينها، ولم يذكر أنهما يحفظان لغيره من العصريين شيئا، وهذا يدل على عظم قدره وجلالة أمره في ذلك الزمان. روى عن أبي الطيب: القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، وأبو الفتح عثمان بن جني النحوي، وأبو محمد الحسن بن علي بن الصقر الكاتب، وأبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان الكاتب، والاستاذ أبو علي أحمد بن محمد مسكويه، وأبو عبد الله بن باكويه الشيرازي، وأبو الحسن علي ابن عيسى الربعي، وأبو القاسم بن حسن الحمصي، وعبد الصمد بن زهير بن هرون بن أبي جرادة، ومحمد بن عبد الله بن سعد النحوي الحلبيان، وعبد الله ابن عبيد الله الصفري الشاعر الحلبي، وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الجوع الوراق المصري، وأبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن المغربي، وأبو بكر الطائي، وأبو القاسم النيلبختي، وأبو محمد الحسن بن عمر بن ابراهيم، وأبو العباس بن الحوت، وجماعة سواهم. أنبأنا تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: قال لنا هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي: قال لنا أبو بكر الخطيب: عيدان بكسر العين وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها، هو والد أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي، كان يعرف بعيدان السقاء «1» . أخبرني صديقنا أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي مولى الحموي البغدادي قال: رأيت (26- ظ) ديوان أبي الطيب المتنبي بخط أبي الحسن علي بن عيسى الربعي قال في أوله: الذي أعرفه من نسب أبي الطيب أنه: أحمد بن الحسين بن

مرة بن عبد الجبار الجعفي، وكان يكتم نسبه، وسألته عن سبب طيه ذلك؟ فقال: اني أنزل دائما بعشائر وبقبائل من العرب، ولا أحب أن يعرفوني خيفة أن يكون لهم في قومي تره «1» ، وهذا الذي صح عندي من نسبه «2» . قال: واجتزت أنا وأبو الحسن محمد بن عبيد الله السلامي الشاعر على الجسر ببغداد وعليه من جملة السؤال رجل مكفوف، فقال لي السلامي: هذا المكفوف أخو المتنبي، فدنوت منه فسألته عن ذلك، فصدقه، وانتسب هذا النسب، وقال: من هاهنا انقطع نسبنا. وكان مولده بالكوفة في كنده سنة ثلاث وثلاثمائة، وأرضعته امرأة علوية من آل عبيد الله. قال الربعي: وقال لي المتنبي: كنت أحب البطالة وصحبة البادية، وكان يذم أهل الكوفة لانهم يضيقون على أنفسهم في كل شيء حتى في الاسماء فيتداعون بالالقاب، ولما لقبت بالمتنبي ثقل ذلك علي زمانا، ثم ألفته. وقال الربعي: رأيت عنده بشيراز جزءا من شعره بخط ابن أبي الجوع الوراق المصري، وعليه بخط آخر المتنبي السلمي البغدادي، فقال: ما كفاه أن عزاني الي غير بلدي حتى نسبني الى غير أبي، قال: وما أظن أن أحدا صدق في رواية هذا الديوان صدقي، فانني كنت أكاثره ونحن (27- و) بشيراز وربما أخذ عني من كلام أبي علي النحوي، وسمعت شعره يقرأ عليه دفعات، ولم أقرأ عليه بلفظي الا العضديات والعميديات فإني قرأتها تكرمة لمن قيلت فيه، ونقلتها بخطي من مدرج بخطه كان معه. هذا آخر كلام الربعي. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، فيما أذن لنا فيه، قال: بغية الطلب في تاريخ حلب م (41)

أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الشاعر المعروف بالمتنبي، بلغني أنه ولد بالكوفة في سنة ثلاث وثلاثمائة، ونشأ بالشام، وأكثر المقام بالبادية، وطلب الادب وعلم العربية، ونظر في أيام الناس، وتعاطى قول الشعر من حداثته حتى بلغ فيه الغاية التي فاق أهل عصره، وعلا شعراء وقته. واتصل بالامير أبي الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة، وانقطع اليه، وأكثر القول في مديحه، ثم مضى الى مصر، فمدح بها كافور الخادم، وأقام هناك مدة، ثم خرج من مصر وورد العراق، ودخل بغداد، وجالس بها أهل الأدب، وقرئ عليه ديوانه. فحدثني أحمد بن أبي جعفر القطيعي عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي قال: لما ورد المتنبي بغداد سكن في ربض حميد، فمضيت الى الموضع الذي نزل فيه لأسمع منه شيئا من شعره، فلم أصادفه، فجلست أنتظره، وأبطأ علي، فانصرفت من غير أن القاه، ولم أعد إليه (27- ظ) بعد ذلك، وقد كان القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي سمع منه ديوانه ورواه عنه. قال الخطيب: أخبرنا علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي قال: كان المتنبي وهو صبي ينزل في جواري بالكوفة، وكان يعرف أبوه بعيدان السقاء، يستقي لنا ولا هل المحلة. ونشأ هو محبا للعلم والادب فطلبه، وصحب الاعراب في البادية، فجاءنا بعد سنين بدويا قحا، وقد كان تعلم الكتابة والقراءة، فلزم أهل العلم والادب، وأكثر من ملازمة الوراقين، فكان علمه من دفاترهم. فأخبرني وراق، كان يجلس اليه يوما، قال لي: ما رأيت أحفظ من هذا الفتى

ابن عيدان قط، فقلت له: كيف؟ فقال: كان اليوم عندي وقد أحضر رجل كتابا من كتب الاصمعي، سماه الوراق وأنسيه أبو الحسن، يكون نحو ثلاثين ورقة ليبيعه، قال: فأخذ ينظر فيه طويلا، فقال له الرجل: أريد بيعه، وقد قطعتني عن ذلك، فان كنت تريد حفظه فهذا ان شاء الله يكون بعد شهر، قال: فقال له ابن عيدان فان كنت قد حفظته في هذه المدة فمالي عليك؟ قال: أهب لك الكتاب، قال: فأخذت الدفتر من يده، فأقبل يتلوه علي الى آخره، ثم استلبه فجعله في كمه وقام، فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن، فقال: ما الى ذلك سبيل، قد وهبته لي، قال: فمنعناه منه وقلنا له: أنت شرطت على نفسك هذا للغلام، فتركه عليه. وقال (28- ظ) أبو الحسن: كان عيدان والد المتنبي يذكر أنه من جعفى، وكانت جدة المتنبي همدانية صحيحة النسب لا أشك فيها، وكانت جارتنا، وكانت من صلحاء النساء الكوفيات. قال التنوخي: قال أبي: فاتفق مجىء المتنبي بعد سنين الى الاهواز منصرفا من فارس، فذاكرته بأبي الحسن، فقال: تربي وصديقي وجاري بالكوفة، وأطراه ووصفه، وسألت المتنبي عن نسبه، فما اعترف لي به، وقال: أنا رجل أخبط القبائل وأطوي البوادي وحدي، ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها وبين القبيلة التي أنتسب اليها، وما دمت غير منتسب الى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني. قال: واجتمعت بعد موت المتنبي بسنين مع القاضي أبي الحسن بن أم شيبان الهاشمي الكوفي وجرى ذكر المتنبي فقال: كنت أعرف أباه بالكوفة شيخا يسمى عيدان، يسقي على بعير له، وكان جعفيا صحيح النسب. قال: وقد كان المتنبي لما خرج الى كلب وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني، ثم ادعى بعد ذلك النبوة، ثم عاد يدعي أنه علوي الى أن أشهد عليه بالشام بالكذب

في الدعوتين، وحبس دهرا طويلا وأشرف على القتل، ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق «1» . قرأت بخط عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الجوع الوراق المصري: سألت أبا الطيب المتنبي أحمد بن الحسين بن الحسن (28- ظ) عن مولده ومنشئه؟ فقال: ولدت بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة في كنده، ونشأت بها، ودخلت مدينة السلام، ودرت الشام كله سهله وجبله. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر البغدادي في كتابه قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعيد البصري قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل قال: أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان قال: ولد أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن المتنبي بالكوفة في محلة كنده سنة ثلاث وثلاثمائة، وقال الشعر وهو صبي في المكتب. وقرأت في بعض النسخ من شعره أن مولده قيل على التقريب لا على التحقيق وقرأت في تاريخ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي، وأخبرنا به المؤيد بن محمد الطوسي اجازة عنه، قيل انه ولد- يعني المتنبي- سنة احدى وثلاثمائة «2» ، والاول أصح، والله أعلم. أخبرنا أبو الدر ياقوت بن عبد الله الحموي قال: ذكر أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، ونقلته من خطه، أن المتنبي لما ذكر في القصيدة التي أولها. كفى أراني ويك لومك ألوما «3» .

النور الذي يظاهر لا هو تيته في ممدوحه، وقال: أنا مبصر وأظن أنّي حالم «1» ودار على الألسن، قالوا: قد تجلى لأبي الطيب ربّه، وبهذا وقع في السجن والوثاق الذي ذكره في شعره أيا خدّد الله ورد الخدود «2» . ولم يذكر سبب لقبه على صدقه (29- و) وإنما وجّه له وجها ما، كما حكى عنه أبو الفتح عثمان بن جني أن سببه هو قوله: أنا في أمة تداركها الله ... غريب كصالح في ثمود «3» وإنما هو أن الخيوط في رأسه كانت تديره وتزعجه، فتحين غيبة سيف الدولة في بعض غزواته، وقصد أعراب الشام، واستغوى مقدار ألف رجل منهم، واتصل خبره بسيف الدولة فكرّ راجعا وعاجله فتفرق عنه أصحابه، وجىء به أسيرا، فقال له: أنت النبي؟ قال: بل أنا المتنبي حتى تطعموني وتسقوني فإذا فعلتم ذلك فأنا أحمد بن الحسين، فأعجب بثبات جأشه وجرأته في جوابه، وحقن دمه وألقاه في السجن بحمص إلى أن قرر عنده فضله فأطلقه واستخصه، ولما أكثروا ذكره بالتبني تلقب به كيلا يصير ذمّا، إذا احتشم أخفي عنه، وشتما لا يشافه به. واستمر الأمر على ما تولى التقلب به. قلت: قول أبي الريحان: «إنه تحين غيبة سيف الدولة في بعض غزواته» الى آخر ما ذكره ليس بصحيح، فإن أهل الشام وغيرهم من الرواة لم ينقلوا أن

المتنبي ظهر منه شيء من ذلك في أيام سيف الدولة ومملكته بحلب والشام، ولا أنه حبسه منذ اتصل به، وإنما كان ذلك في أيام لؤلؤ الإخشيذي أمير حمص. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن البغدادي كتابه قال أخبرنا أبو منصور بن زريق، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: وأخبرنا علي بن المحسن التّنوخي قال: حدثنا أبي (29- ظ) قال: حدثني أبو علي بن أبي حامد قال: سمعت خلقا بحلب يحكون، وأبو الطيب المتنبي بها إذ ذاك، أنه تنبأ في بادية السماوة ونواحيها الى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الإخشيذية فقاتله وأسره وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب وحبسه في السجن دهرا طويلا فاعتل وكاد أن يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه، وكتب عليه وثيقة أشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه الى الإسلام وأنه تائب منه، ولا يعاود مثله وأطلقه. قال: وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه وكانوا يحكون له سورا كثيرة، نسخت منها سورة ضاعت وبقي أولها في حفظي وهو: والنجم السيار، والفلك الدوّار، والليل النهار إن الكافر لفي أخطار، امضى على سننك، واقف إثر من كان قبلك من المرسلين، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه وضلّ عن سبيله، قال: وهي طويلة لم يبق في حفظي منها غير هذا. قال: وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة- ونحن إذ ذاك بحلب- يذكر له هذا القرآن وأمثاله مما كان يحكى عنه، فينكره ويجحده. قال: وقال له ابن خالويه النحوي يوما في مجلس سيف الدولة: لولا أن الآخر جاهل لما رضي أن يدعى بالمتنبي، لأن متنبي معناه كاذب، ومن رضي أن يدعى بالكذب فهو جاهل، فقال له (30- و) أنا لست أرضى أن أدعى بهذا، وانما يدعوني به من يريد الغض مني، ولست أقدر على الامتناع. قال الخطيب: قال لنا التنوخي: قال: قال لي أبي: فأما أنا فإني سألته بالأهواز في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، عند اجتيازه بها الى فارس، في حديث

طويل جرى بيننا، عن معنى المتنبي، لأني أردت أن أسمع منه هل تنبىّ أم لا؟ فأجابني بجواب مغالط لي، وهو أن قال: هذا شيء كان في الحداثة أوجبته الصورة، فاستحييت أن أستقصي عليه وأمسكت. وقال لي أبو علي بن أبي حامد: قال لي أبي ونحن بحلب، وقد سمع قوما يحكون عن أبي الطيب المتنبي هذه السورة التي قدمنا ذكرها: لولا جهله أين قوله: «امضي على سننك» إلى آخر الكلام من قول الله تعالى: «فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين» «1» إلى آخر القصة، وهل تتقارب الفصاحة فيهما أو يشتبه الكلامان «2» ؟! قرأت في نسخة وقعت إلي من شعر أبي الطيب المتنبي ذكر فيها عند قوله: أبا عبد الإله معاذ أنى خفي ... عنك في الهيجاء مقامي ذكرت جسيم ما طلبي وإنّ ... نخاطر فيه بالمهج الجسام أمثلي تأخذ النكبات منه ... ويجزع من ملاقاة الحمام ولو برز الزمان إلي شخصيا ... لخضبّ شعر مفرقه حسامي وما بلغت مشيتها الليالي ... ولا سارت وفي يدها زمامي (30- ظ) إذا امتلأت عيون الخيل مني ... فويل للتيقظ والمنام «3» وقال: أبو عبد الله معاذ بن اسماعيل اللاذقي: قدم المتنبي اللاذقية في سنة نيف وعشرين وثلاثمائة وهو كما عذر «4» ، وله وفرة الى شحمتي أذنه، وضوى إلي فأكرمته وعظمته لما رأيت من فصاحته وحسن سمته، فلما تمكن الأنس بيني وبينه،

وخلوت معه في المنزل اغتناما لمشاهدته، واقتباسا من أدبه، وأعجبني ما رأيت، قلت: والله انك لشاب خطير تصلح لمنادمة ملك كبير، فقال لى: ويحك أتدري ما تقول: أنا بني مرسل، فظننت أنه يهزل، ثم فكرت أني لم أحصّل عليه كلمة هزل منذ عرفته، فقلت له: ما تقول؟ فقال: أنا نبي مرسل، قلت له: مرسل الى من؟ قال: الى هذه الأمة الضالة المضلة، قلت: تفعل ماذا؟ قال أملأها عدلا كما ملئت جورا، قلت بماذا؟ قال: بإدرار الأرزاق والثواب العاجل والآجل لمن أطاع وأتى، وضرب الأعناق وقطع الأرزاق لمن عصى وأبى، فقلت له: إن هذا أمر عظيم أخاف منه عليك أن يظهر، وعذلته على قوله ذلك، فقال بديها: أبا عبد الله معاذ أنى خفى ... عنك في الهيجاء مقامي الأبيات، فقلت له: لم ذكرت أنك نبي مرسل إلى هذه الأمة، أفيوحى إليك؟ قال: نعم، قلت: قاتل علي شيئا من الوحي إليك، فأتاني (31- و) بكلام ما مر بسمعي أحسن منه، فقلت: وكم أوحي إليك من هذا؟ فقال: مائة عبرة وأربع عشرة عبرة، قلت: وكم العبرة؟ فأتى بمقدار أكبر الآي من كتاب الله، قلت: ففي كم مدة أوحي إليك، قال: جملة واحدة، قلت، فأسمع في هذه العبر أن لك طاعة في السماء فما هي؟ قال: أحبس المدرار لقطع أرزاق العصاة والفجار، قلت أتحبس من السماء مطرها؟ قال: أي والذي فطرها، أفما هي معجزة؟ قلت: بلى والله، قال: فإن حبست عن مكان تنظر إليه ولا تشك فيه هل تؤمن بي وتصدقني على ما أتيت به من ربي؟ قلت: أي والله، قال: سأفعل فلا تسألني عن شيء بعدها حتى آتيك بهذه المعجزة ولا تظهر شيئا من هذا الأمر حتى يظهر، وانتظر ما وعدته من غير أن تسأله، فقال لي بعد أيام: أتحب أن تنظر الى المعجزة التي جرى ذكرها؟ قلت: بلى والله، فقال لي: إذا أرسلت إليك أحد العبيد فاركب معه ولا تأخر ولا يخرج معك أحد، قلت: نعم.

فلما كان بعد أيام تغيمت السماء في يوم من أيام الشتاء، وإذا عبده قد أقبل، فقال: يقول لك مولاي: اركب للوعد، فبادرت بالركوب معه، وقلت أين ركب مولاك؟ فقال: الى الصحراء ولم يخرج معه أحد غيري، واشتد وقع المطر، فقال: بادر بنا حتى نستكن معه من هذا المطر، فإنه ينتظرنا بأعلى تل لا يصيبه فيه المطر، قلت: وكيف عمل؟ قال: أقبل ينظر الى السماء (31- ظ) أول ما بدا السحاب الأسود وهو يتكلم بما لا أفهم، ثم أخذ السوط فأدار به في موضع ستنظر اليه من التل وهو يهمهم والمطر مما يليه ولا قطرة منه عليه، فبادرت معه حتى نظرت إليه، واذا هو على تل على نصف فرسخ من البلد فأتيته وإذا هو عليه قائم ما عليه من ذلك المطر قطرة واحدة، وقد خضت في الماء الى ركبتي الفرس والمطر في أشد ما يكون، ونظرت الى نحو مائتي ذراع في مثلها من ذلك التل يابس ما فيه ندى ولا قطرة مطر، فسلمت عليه، فرد علي وقال لي: ما ترى؟ فقلت: ابسط يدك فإني أشهد أنك رسول الله، فبسط يده فبايعته بيعة الاقرار بنبوته، ثم قال لي: ما قال هذا الخبيت لما دعا بك- يعني عبده-؟ فشرحت له ما قال لي في الطريق لما استخبرته، فقتل العبد وقال: أي محل أرتقي ... أي عظيم أتقي وكلّما قد خلق الل ... هـ وما لم يخلق محتقر في همّتي ... كشعرة في مفرقي «1» وأخذت بيعته لأهلي، ثم صح بعد ذلك أن البيعة عمّت كل مدينة بالشام وذلك بأصغر حيلة تعلمها من بعض العرب، وهي صدحة المطر، يصرفه بها عن أي مكان أحب بعد أن يحوي عليه بعضا وينفث بالصدحة التي لهم، وقد رأيت كثيرا منهم بالسكون وحضرموت والسكاسك من اليمن يفعلون هذا ولا يتعاظمونه

حتى أن أحدهم يصدح عن غنمة وابله وبقره، وعن القرية من القرى فلا يصيبها من المطر قطرة ويكون المطر (32- و) مما يلي الصدحة، وهو ضرب من السحر، ورأيت لهم من السحر ما هو أعظم من هذا، وسألت المتنبي بعد ذلك: هل دخلت السكون؟ قال: نعم، ووالدي منها، أما سمعت قولي: أمنسيّ السّكون وحضرموتا ... ووالدتي وكندة والسّبيعا «1» فقلت: من ثم استفاد ما جوزه على طغام أهل الشام، وجرت له أشياء بعد ذلك من الحروب والحبس والانتقال من موضع إلى موضع حتى حصل عند سيف الدولة وعلا شأنه. قلت: والصدحة التي أشار إلى أنها تمنع المطر معروفة إلى زماننا هذا، وأخبرني غير واحد ممن أثق به من أهل اليمن أنهم يصرفون المطر عن الإبل والغنم وعن زرع عدوه، وإن رعاء الإبل والغنم ببلادهم يستعملون ذلك، وهو نوع من السحر. وذكر أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن فورجة في كتاب التجنّي على ابن جنيّ قال: أخبرني أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري عمن أخبره من الكتاب قال: كنت بالديوان في بعض بلاد الشام، فأسرعت المدية في اصبع بعض الكتاب وهو يبري قلمه وأبو الطيب حاضر، فقام إليه وتفل عليه وأمسكها ساعة بيده، ثم أرسلها وقد اندملت بدمها، فجعل يعجب من ذلك ويري من حضر أن ذلك من معجزاته. قال: ومما كان يمخرق به على أبيات البادية أنه كان مشّاء قويا على السير سيرا لا غاية بعده، وكان عارفا (32- ظ) بالفلوات، ومواقع المياه، ومحال

العرب بها، فكان يسير من حلة إلى حلة بالبادية في ليلة وبينهما مسيرة ثلاث. فيأتي ماء ويغسل يديه ووجهه ورجله، ثم يأتي أهل تلك الحلّة فيخبرها عن الحلة التي فارقها، ويريهم أن الأرض طويت له، فلما علت سنّه رغب عن ذلك وزهد فيه. وأقبل على الشعر وقد وسم بتلك السّمة. أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعيد قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله ابن يحيى قال: أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين قال: أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه. وكان قوم في صباه وشوا به إلى السلطان، وتكذبوا عليه، وقالوا له: قد انقاد له خلق من العرب وقد عزم على أخذ بلدك حتى أوحشوه منه، فاعتقله وضيق عليه، فكتب إليه يمدحه: أيا خدّد الله ورد الخدود ... وفدّ قدود الحسان القدود فهنّ أسلن دما مقلتي ... وعذّبن علبي بطول الصّدود قال فيها في ذكر الممدوح: رمى حلبا بنواصي الخيول ... وسمر يرقن دما في الصّعيد وبيض مسافرة ما يقم ... ن لا في الرقاب ولا في الغمود يقدن الفناء غداة اللقاء ... إلى كل جيش كثير العديد (33- و) فولّى بأشياعه الخرشنيّ ... كشاء أحس بزأر الأسود يرون من الذعر صوت الرياح ... صهيل الجياد وخفق البنود فمن كالأمير ابن بنت الأمي ... ر أم من كآبائه والجدود سعوا للمعالي وهم صبية ... وسادوا وجادوا وهم في المهود أمالك رقي ومن شأنه ... هبات اللّجين وعتق العبيد

دعوتك عند انقطاع الرجا ... ء والموت مني كحبل الوريد دعوتك لما براني البلى ... وأوهن رجليّ ثقل الحديد وقد كان مشيهما في النعال ... فقد صار مشيهما في القيود وكنت من الناس في محفل ... فها أنا في محفل من قرود تعجّل فيّ وجوب الحدود ... وحدّي قبيل وجوب السجود وقيل عدوت على العالمين ... بين ولادي وبين القعودي فما لك تقبل زور الكلام ... وقدر الشهادة قدر الشهود فلا تسمعن من الكاذبين ... ولا تعبأن بمحك «1» اليهود وكن فارقا بين دعوى أردت ... ودعوى فعلت بشأو بعيد وفي جود كفّيك ما جدت لي ... بنفسي ولو كنت أشقى ثمود «2» وذكر أبو منصور الثعالبي في اليتيمة عن ابن جني أنه قال: سمعت أبا الطيب يقول: إنما لقبت بالمتنبي لقولي: (33- ظ) أنا في أمة تداركها الله ... غريب كصالح في ثمود ما مقامي بدار نخلة إلّا ... كمقام المسيح بين اليهود «3» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدنا الأستاذ أبو علي أحمد بن محمد المعروف بمسكويه قال: أنشدنا المتنبي: ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بدّ «4»

قال: قيل للمتنبي: على من تنبأت؟ قال: على الشعراء، فقيل لكل نبي معجزة فما معجزتك؟ قال: هذا البيت. وقرأت في رسالة علي بن منصور الحلبي، المعروف بدوخله، وهي التي كتبها إلى أبي العلاء بن سليمان وأجابه عنها برسالة الغفران، وذم فيها أبا الطيب المتنبي وقال: وذكر ابن أبي الأزهر والقطر بلي في التاريخ الذي اجتمعا على تصنيفه «1» أن الوزير علي بن عيسى أحضره إلى مجلسه فقال له: أنت أحمد المتنبي؟ فقال: أنا أحمد النبي، ولي علامة في بطني خاتم النبوة، وأراهم شبيها بالسلعة على بطنه فأمر الوزير بصفعه فصفع وقيد، وأمر بحبسه في المطبق. ثم طالعت التاريخ المشار اليه فقرأت فيه حوادث سنة اثنتين وثلاثمائة (34- و) قال: وفيها جلس الوزير علي بن عيسى للنظر في المظالم، وأحضر مجلسه المتنبي وكان محبوسا ليخلي سبيله، فناظره بحضرة القضاة والفقهاء، فقال: أنا أحمد النبي ولي علامة في بطني خاتم النبوة، وكشف عن بطنه وأراهم شبيها بالسلعة «2» على بطنه، فأمر الوزير بصفعه فصفع مائة صفعة، وضربة وقيده، وأمر بحبسه في المطبق «3» . فبان لي أن أبا الحسن علي بن منصور الحلبي رأى في تاريخ ابن أبي الازهر والقطربلي «ذكر أحمد المتنبي» فظنه أبا الطيب أحمد بن الحسين، فوقع في الغلط الفاحش لجهله بالتاريخ، فان هذه الواقعة مذكورة في هذا التاريخ في سنة اثنتين وثلاثمائة، ولم يكن المتنبي ولد بعد، فان مولده على الصحيح في سنة ثلاث وثلاثمائة، وقيل ان مولده سنة احدى وثلاثمائة، فيكون له من العمر

سنة واحدة وأبو محمد عبد الله بن الحسين الكاتب بن القطربلي ومحمد بن أبي الازهر ماتا جميعا قبل أن يترعرع المتنبي ويعرف. وهذا المتنبي الذي أحضره علي بن عيسى هو رجل من أهل أصبهان تنبأ في أيام المقتدر، يقال له أحمد ابن عبد الرحيم الاصبهاني، ووجدت ذكره هكذا منسوبا في كتاب عبيد الله بن أحمد بن طاهر الذي ذيل به كتاب أبيه في تاريخ بغداد أخبرني ياقوت بن عبد الله الحموي قال: وقع لي كتاب مصنف في أخبار أبي الطيب صغير الحجم تصنيف الاستاذ (34- ظ) أبو القاسم عبيد الله بن عبد الرحيم الاصبهاني، وذكر فيه ادعاءه النبوة، وقال فيه: وقد هجاه الشعراء بذلك فقال الضب الضرير الشامي فيه: أطللت يا أيها الشقي دمك ... لا رحم الله روح من رحمك أقسمت لو أقسم الامير علي ... قتلك قتل العشار ما ظلمك ويروى قبل العشاء، فأجابه المتنبي فقال: إيها أتاك الحمام فاخترمك ... غير سفيه عليك من شتمك همك في أمرد تقلّب في ... عين دواة من صلبه قلمك وهمّتي في انتضاء ذي شطب ... أقد يوما بحده أدمك فاخسىء كليبا واقعد على ذنب ... وأطل بما بين أليتيك فمك «1» قال: وهجاه شاعر آخر فقال- وقيل هو الضب أيضا: قد صح شعرك والنبوة لم تصح ... والقول بالصدق المبين يتضح الزم مقال الشعر تحظ برتبة ... وعن التنبي لا أبا لك فانتزح تربح دما قد كنت توجب سفكه ... إن الممتع بالحياة لمن ربح

فأجابه بأبيات وهي: نار الذراية من لساني تقتدح ... تغدو عليّ من النهى ما لم يرح بحر لو اغترفت لطامة موجه ... بالأرض والسبع الطباق لما نزح (35 و) أمري إلي فإن سمحت بمهجة ... كرمت عليّ فإن مثلي من سمح «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي وأبو يعقوب يوسف بن محمود الساوي الصوفي قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي اجازة- ان لم يكن سماعا- قال: سمعت أبا عبد الله الحسين ابن علي بن همام الحسيني الطالقاني ببغداد يقول: هجا أبو عبد الله بن الحجاج أبا الطيب المتنبي لما دخل بغداد بمقطعات منها: ياديمة الصفع هبّي ... على قفا المتنبي ويا قفاه تقدم ... تعال واجلس بجنبي ويا يدي فاصفعيه ... بالنعل حتى تدبي ان كان هذا نبي ... فالقرد لا شك ربي فلما بلغ أبا الطيب قال: عارضني كلب بني دارم ... فصنت منه الوجه والعرضا ولم أكلمه احتقارا به ... من ذا يعض الكلب إن عضا «2» كذا رواه السلفي «هبى» والمحفوظ «صبي» . وقال لي ياقوت الحموي: وذكر الاستاذ أبو القاسم عبيد الله بن عبد الرحيم الأصبهاني في أخبار أبي الطيب قال: وقد تعلق قوم ممن يتعصب على المتنبي

فانتزع من شعره أبياتا زعم أنها تدل على فساد اعتقاد، وقد جعل لها من يتعصب وجها منها. هوّن على بصر ما شق منظره ... فإنما يقظات العين كالحلم (35- ظ) قالوا: هذا البيت من اعتقاد السوفسطائية، وقوله في أخرى: تمتع من سهاد أو رقاد ... ولا تأمل كرى تحت الرجام فإن لثالث الحالين معنى ... سوى معنى انتباهك والمنام «1» قالوا: فهذا ينبي عن اعتقاد الحشيشية «2» ، وقوله في أخرى: تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم ... إلّا على شجب والخلف في الشجب فقيل تسلم نفس المرء باقية ... وقيل تشرك جسم المرء في العطب «3» قالوا: فهذا مذهب من يقول بالنفس الناطقة، وقوله في عضد الدولة: نحن بنو الدنيا فما بالنا ... نعاف ما لا بد من شربه تبخل أيدينا بأرواحنا ... على زمان هي من كسبه فهذه الأرواح من جوه ... وهذه الاجساد من تربه «4» فهذا مذهب الهوائية وأصحاب الفضاء، وقوله في ابن العميد: يعللنا هذا الزمان بذا الوعد ... ويخدع عما في يديه من النقد فإن يكن المهديّ من بان هديه ... فهذا وإلا فالهدى ذا فما المهدي «5»

قالوا: فهذا مذهب أهل النجوم. وقال لي ياقوت الحموي: نقلت من خط أبي الريحان محمد بن أحمد البيروني في رسالة له سماها التعلل بإجابة الوهم في معاني نظوم أولى الفضل قال في أثناء كلام ذكره: ثم ان لي من أخلاقهم- يعني الشعراء- أسوة حسنة ومسلاة (36- و) أكيدة بامام الشعراء الذي طرق لهم ولمن بعده الى طريقته المخترعة في الشعر، وخلفهم من معاني كلامه في بروق تخطف أبصارهم وبصائرهم، كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا، أبي الطيب المتنبي، حتى أن أفاضل أهل زماننا كأحمد بن فارس يحسده على ما آتاه الله من فضله، ويقول: انه مبخوت وإلّا. قال لي ياقوت كذا رأيته مبيضا بخطه. ويقول: سألت أبا الفضل بن العميد عن معنى قوله: وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه.... «1» . فأجابني بأن المتنبي خرج من الدنيا بعد ستين سنة عاشها ولم يكن وقف على معناه. وكان أبو الطيب على ضيق عطنه «2» رفيع الهمة في صناعته، فاقتصر لها في رحلته بمدح عضد الدولة ووزيره ابن العميد، وراوده الصاحب اسماعيل بن عباد على التزاور رغبة في مديحه، فأبى الانحطاط الى الكتبة، وهذا ما حمله على الخوض في مساوئ شعره، وليس يترفع عن حله ونثره في أثناء كتابته ومشاركة الحاتمي في ادامة حل نظمه في رسائله بعد مقالته التي عملها فيه محرضا عليه ومتنادرا به كنوادر المخنثين، كما حمل مثله أبا محمد المهلبي «3» مستوزر بختيار بن معز الدولة على

اغراء سفهاء بغداد عليه، ومعاملته بالسخف الذي أعرض بوجهه عنه وعنهم ولم يزد (36- ظ) في الجواب على الخسأ ترفعا وتنزها واكتفاء من مهاجاتهم على ما في خلال شعره من مثل قوله: أفاضل الناس أعراض لذا الزمن ... يخلو من الغم أخلاهم من الفطن «1» وذكر أبياتا مثله وقال: ثم ما يدريني هل كان سبب الفتك به من الاعرابي نبذ من ذلك الاغراء، فالقائل بالشر غير مبال أيضا بفعله، وخاصة عند استماع ما كان حظي به لدى المقصودين من القبول والاقبال حتى أنه قال عند دخوله الى شيراز: أنا لا أنشد ما ثلا، فأمر عضد الدولة بكرسي له، فلما دخل ورآه أنشده قائما، فأمره بالجلوس، فأبى وقال: هيبتك تمنع عن ذلك، فوقع قوله وفعله منه أحسن المواقع. وكان المهلبي مع بختيار يناكر أن عضد الدولة فعل ذلك، حنفا وجهلا بالقدر. قال: ومما يغيظني حقا قوم متسمون بالفضل يكابرون عقولهم في أمره، ويرتكبون في اطفاء نوره، كشمس المعالي قابوس، فقد كان يقول: ليس للمتنبي في ديوانه ما يسوى استماعا الا أربعة أبيات، ثم لم يكن يبتدئ من ذات نفسه بالاشارة اليها، وكان سوء خلقه يمنعني من سؤاله عنها، وكأبي الفتح البستي في قوله: سئلت عن المتنبي فقلت ... مقال إمرئ ليس يغلو «2» له في مواضع فصل الخطاب ... وسائر ما قاله فهو فسل «3» (37- و)

قال: ولو كان قلبه فقال: «ان مواضع منه فسل» وسائر ما قاله فصل خطاب لكان أبعد عن الاثم، وأقرب الى الصدق والصواب. وذكر ابن الصابئ في كتاب الوزراء أن ابن العميد «1» كان يجلس المتنبي في دسته ويقعد بين يديه، فيقرأ عليه الجمهرة لابن دريد، لان المتنبي كان يحفظها عن ظهر قلب. وقرأت في بعض مطالعاتي أن المتنبي لما اجتاز بالرملة ومدح طاهر بن الحسن ابن طاهر بن يحيى العلوي، أجلسه طاهر في الدست، وجلس بين يديه حتى فرغ من مدحته. وقرأت في كتاب «نزهة عيون المشتاقين» لأبي الغنائم الزيدي قال: حدثني جماعة أن المتنبي لما مدح طاهر بن الحسن بن طاهر إجازة ألف دينار. قلت: والقصيدة التي مدحه بها هي القصيدة البائية التي أولها: أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب ... وردوا رقادي فهو لحظ الحبائب «2» وقال ابن فورجة في كتاب «التجني على ابن جني» : حدثني الشيخ أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه بأصبهان، وكان تربية ابن العميد ونديمه قال: حضرت مجلس ابن العميد بأرجان «3» وقد دخل عليه أبو الطيب، وكان يستعرض سيوفا، فلما بصر بأبي الطيب نهض من مجلسه، وأجلسه في دسته، ثم قال لابي الطيب: اختر سيفا من هذه السيوف، فاختار منها واحدا ثقيل الحلي، واختار ابن

العميد أخر غيره، فقال كل منهما: سيفي الذي اخترته أجود، ثم اصطلحا على أن يجرباهما، فقال ابن العميد: فبماذا (37- ظ) نجربهما؟ فقال أبو الطيب: في الدنانير فيؤتى بها فينضد بعضها على بعض، ثم تضرب به، فان قدها، فهو قاطع، فاستدعى ابن العميد بعشرين دينارا، فنضدت ثم ضربها أبو الطيب فقدها وتفرقت في المجلس فقام من مجلسه المفخم يلتقط الدنانير المتبددة في كمه، فقال ابن العميد: ليلزم الشيخ مجلسه فان أحد الخدام يلتقطها ويأتيه بها، فقال: بل صاحب الحاجة أولى بها. قال ابن فورجة: وكان رجلا ذا هيئة مر النفس شجاعا حفظة للآداب، عفيفا، وكان يشين ذلك كله ببخله. قرأت على ظهر نسخة قديمة من شعر المتنبي ما صورته: وحكى أبو بكر الخوارزمي أن المتنبي كان قاعدا تحت قول الشاعر: وان أحق الناس باللوم شاعر ... يلوم على البخل الرجال ويبخل وانما أعرب عن طريقته وعادته بقوله: وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه. قال: فحضرت عنده يوما وقد أحضر مال، فصب بين يديه من صلات سيف الدولة على حصير قد افترشه، فوزن وأعيد في الكيس، وتخللت قطعة كأصغر ما تكون خلال الحصير، فأكب عليه بمجامعه يعالج لاستنقاذها منه، ويشتغل عن جلسائه حتى توصل الى اظهار بعضها، وأنشد قول قيس من الخطيم: تبدت لنا كالشمس بين غمامة «1» ... بدا حاجب منها وضنت بحاجب (38- و) ثم استخرجها وأمر باعادتها الى مكانها وقال: انها تخضر المائدة.

أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب البغدادي في كتابه عن أبي بكر محمد ابن عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- اجازة- قال: أخبرنا محمد بن علي بن نصر الكاتب- قلت: ونقلته من خطه ببغداد- قال: حدثني أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغاء قال: كان أبو الطيب المتنبي يأنس بي ويشكو عندي سيف الدولة، ويأمنني على غيبته له، وكانت الحال بيني وبينه صافية عامرة دون باقي الشعراء، وكان سيف الدولة يغتاظ من عظمته وتعاليه، ويجفو عليه إذا كلمه، والمتنبي يجيبه في أكثر الأوقات، ويتغاضى في بعضها. قال: وأذكر ليلة وقد استدعى سيف الدولة بدرة فشقها بسكين الدواة، فمدّ أبو عبد الله ابن خالوية النحوي جانب طيلسانه، وكان صوفا أزرق، فحثا فيه سيف الدولة صالحا، ومددت ذيل درّاعتي وكانت ديباجا فحشا لي فيها، وأبو الطيب حاضر، وسيف الدولة ينتظر منه أن يفعل مثل فعلنا، أو يطلب شيئا منها، فما فعل، فغاظه ذلك، فنثرها كلّها، فلما رأى أنها قد فاتته زاحم الغلمان يلتقط معهم، فغمزهم عليه سيف الدولة، فداسوه وركبوه، وصارت عمامته وطرطوره في حلقه، واستحيا ومضت به ليلة عظيمة، وانصرف فخاطب أبو عبد الله بن خالويه (38- ظ) سيف الدولة في ذلك، فقال: من يتعاظم تلك العظمة يتضع إلى مثل هذه المنزلة لولا حماقته؟! ومما يحكى من بخله وشحه ما قرأته في تاريخ أبي غالب همّام بن الفضل بن المهذب المعري «1» ، سيره الي بعض الشراف بحلب، قال: وكان سيف الدولة قد أقطعه- يعني المتنبي- ضيعة تعرف ببصّف من ضياع معرة النعمان القبلية، فكان يتردد اليها، وكان يوصف بالبخل فمما ذكر عنه ما حدثوه جماعة من أهل بصف أن كلبا من كلاب الضيعة المعروفة بصهيان كان يطرق تين بصف فذكر ذلك لأبي الطيب المتنبي فقال للناطور: إذا جاء الكلب فعرفني به، فلما جاء عرفه، فقال: شدوا على الحصان، وخرج إليه فطرده أميالا، ثم عاد لا يعقل من التعب وقد عرق فرسه، فقال له أهل بصف: يا أستاذ كيف جرى أمر الكلب؟ فقال كأنّه كان فارسا

مرة إن جئته بالطعنة عن اليمين عاد الى الشمال، وان جئته من الشمال عاد الى اليمين. قال أبو همّام المعري: وحدثوا عنه أن أبا البهيء بن عدي، شيخ رفنّية «1» ، وكان صديقا له: فنزل عنده ببصف، فسمعوه وهو يقول له: يا أبا البهيء أوجز في أكلك فإن الشمعة تتوا «2» ، وسمعوه يحاسب وكيلا له وهو يقول: والحتان ما فعلتا، يعني فضه. أخبرني ياقوت بن عبد الله مولى الحموي قال: قرأت في أخبار المتنبي تصنيف (39- و) أبي القاسم عبيد الله بن عبد الرحيم الأصبهاني قال: وأخبرني أبو الحسين الطرائفي ببغداد أنه قال: رأيت المتنبي وقد مدح رجلا بقوله: انصر بجودك ألفاظا تركت بها ... في الشرق والغرب من عاداك مكبوتا فقد نظرتك حتى حان مرتحل ... وذا الوداع فكن أهلا لما شيتا «3» فأعطي دون الخمسة دراهم وقبلها. قال: وأخبرني الطرائفي قال: حدثني المتنبي قال: أول يوم وصلت بالشعر الى ما أردته أني كنت بدمشق فمدحت أحد بني طغج بقصيدتي التي أولها: أيا لائمي إن كنت وقت اللّوائم ... علمت بما بي بين تلك المعالم «4» فأثابني الممدوح بمائة دينار، ثم ابيضت أيامي بعدها.

قال أبو القاسم بن عبد الرحيم، واتصل بعد هذا بأبي العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان ونفق عليه نفاقا تاما، فأجرى ذكره عند سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، فأمره باحضاره عنده، فاشتط المتنبي عليه واشترط أن ينشده جالسا، وأن لا يكلف بتقبيل الأرض بين يديه، فأجابه الى ذلك، وأنشده، فصادف من سيف الدولة رجلا قد غذي بالعلم، وحشي بالفهم، فأعجبه شعره واستخلصه لنفسه وأجزل عطاءه، وأكرم مثواه ووصله بصلات كثيرة، وسلّمه إلى الرّواض فعلموه الفروسية، وصحب سيف الدولة في عدة غزوات إلى بلد الروم منها غزوة الفناء (39- ظ) التي لم ينج منها إلّا سيف الدولة بنفسه، وأخذت عليه الروم الطرق، فجرّد السيف وحمل على العسكر، وخرق الصفوف ونجا بنفسه «1» . قرأت بخط محمد بن علي بن نصر الكاتب في كتابه الموسوم «بالمفاوضة» ، وأخبرنا به أبو حفص عمر بن محمد معمر بن طبرزد وغيره إجازة عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال: أنبأنا أبو غالب بن بشران قال: أخبرنا ابن نصر قال: حدثني أبو القاسم الرّقي المنجم عن سيف الدولة أنه انهزم في بعض السنين وقد حللت الصناديق عن بغاله في بعض دروب الروم، وأنها ملأت الدروب، وكان على فرس له يعرف بالثريا وأنه حرك عليها نحو الفرسخ حتى نزل، ولم يعثر ولم يتلعثم، وأخبرني أنه بقي في هذه السفرة في تسعة أنفس أحدهم المتنبي، وأنه كان يحدث أبا عبد الله بن خالوية النحوي حديث الهزيمة، وأن المتنبي كان يجري بفرسه فاعتلقت بعمامته طاقة من الشجر المعروف بأم غيلان، فكلما جرى الفرس انتشرت العمامة، وتخيل المتنبي أنه قد ظفر به، فكان يصيح: الأمان يا علج، قال: فهتفت به وقلت: أيما علج، هذه شجرة قد علقت بعمامتك، فودّ أن الأرض

خاست «1» به، وما سمعته يقول ذلك، فقال له ابن خالويه: أيها الامير أفليس قام معك حتى بقي في تسعة أنفس تكفيه هذه الفضيلة. وقرأت في مجموع (40- و) بخط بعض الفضلاء أنه لما فعل ذلك لحقه سيف الدولة وضحك منه وقال له: يا أبا الطيب أين قول: الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والطعن والضرب والقرطاس والقلم «2» ولم يزل يضحك منه بقية يومه في منهزمه. أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقيّر عن أبي علي الحسن بن جعفر ابن المتوكل البغدادي ونقلته من خطه قال: حدثني الشيخ الإمام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي وهو ابن عيدان السقاء قال: قدم بعض الأشراف من الكوفة فدخل إلى مجلس فيه المتنبي، فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي، فجعل كل واحد من الحاضرين يسأله عن الأحوال بالكوفة، وما تجدد هناك، فقال له المتنبي: يا شريف كيف خلفت الأسعار بالكوفة؟ فقال: كل راوية برطلين خبز فأخجله. وقصد الشريف أن يعرّض بأن أباه كان سقاء. ذكر ابن فورجه في «التجني على ابن جني» وقال: وقال: وأما محله- يعني المتنبي في العلم، فقال الحسن بن علي الجلاب: سمعته يقول: من أراد أن يغرب علي بيتا لا أعرفه فليفعل، قال: وهذه دعوى عظيمة، ولا ريب أنه صادق فيها. وأخبرت عن أبي العلاء بن سليمان المعري أنه كان يسمى المتنبي «الشاعر»

ويسمي غيره من الشعراء باسمه (40- ظ) وكان يقول: ليس في شعره لفظة يمكن أن يغرم عنها ما هو في معناها. وقرأت في بعض كلام أبي العلاء: قد علم أن أحمد بن الحسين كان شديد التفقد لما ينطق به من الكلام، يغير الكلمة بعد أن تروى عنه، ويفرّ من الضرورة وإن جلب إليها الوزن. سمعت شيخنا ضياء الدين الحسن بن عمرو الموصلي، المعروف بابن دهن الخصا يقول: كان أبو العلاء المعري يعظم المتنبي ويقول: إياي عني بقوله: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم «1» أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السبّاك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة عن أبي علي التنوخي- قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصقر الكاتب- رجل من أهل معلثايا «2» ، وممن نشأ بالموصل، وكان أبوه عاملا لسيف الدولة على أنطاكية، وهو من أهل الأدب قال: جرى ذكر أبي الطيب المتنبي بين يدي أبي العباس النامي المصيصي فقال لي النامي: كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي. قال: وقال لي في هذا المجلس: كنت أشتهي أن أكون قد سبقته إلى معنيين قالهما ما سبق إليهما، ولا أعلم أنّ أحدا أخبر عنهما قبله، فقلت: ما هما؟ قال: أما أحدهما فقوله: (41- و) رماني الدهر بالأرزاء حتى ... فؤادي في غشاء من نبال «3»

والآخر قوله: في جحفل ستر العيون غباره ... فكأنما يبصرن بالآذان «1» أخبرني ياقوت بن عبد الله الحموي قال: حكى لي بعض الفضلاء في المذاكرة قال: لما ورد المتنبي إلى شيراز مادحا لعضد الدولة كان يجتاز على مجلس أبي علي وقد اجتمع إليه أعيان أهل العلم، وكان زي المتنبي زيا عجيبا يلبس طرطورا طويلا وقباء، ويعمل له عذبة طويلة تشبّها بالأعراب، فكان أبو علي يستثقله، ويكره زيّه، ويجد في نفسه نفورا منه، وكان إذا اجتاز عليهم يقول أبو علي لتلاميذه: إذا سلم عليكم فأوجزوا في الردّ لئلا يستأنس فيجلس إلينا، وكان أبو الفتح عثمان بن جني يعجب بشعره ويحب سماعه، ولا يقدر على مراجعة شيخه فيه، فقال أبو علي يوما: هاتوا بيتا تعربونه، فابتدر أبو الفتح فأنشد للمتنبي: حلت دون المزار فاليوم لو زر ... ت لحال النحول دون العناق «2» فقال أبو علي: أعد، أعد، فأعاده، فقال: ويحك لمن هذا الشعر فإنه غريب المعنى؟ قال: هو للذي يقول: أمضى إرادته فسوف له قد ... واستقرب الأقصى فثمّ له هنا «3» قال: فازداد أبو علي عجبا وقال: ما أعجب هذه المعاني وأغربها من (41- ظ) قائلها؟ قال الذي يقول: ووضع الندى في موضع السيف بالعلى ... مضرّ كوضع السيف في موضع الندى «4»

قال: فاستخف أبا علي الطرب وقال: ويحك من قائل هذا؟ قال: الذي يقول قال: ونسي البيت الذي أنشده قال: فقال أبو علي: أحسن والله، وأطلت أنت، من يكون هذا؟ قال: هو صاحب الطرطور الذي يمر بك فتستثقله ولا تحب محاضرته، قال: ويحك أهذاك يقول هذا؟! فقال: نعم، قال أبو علي: والله ما ظننت أن ذلك يأتي بخير أبدا، إذا كان في الغد ومر بنا فاسألوه أن يجلس إلينا لنسمع منه، فلما كان الغد ومرّ بهم كلموه وسألوه النزول عندهم ففعل، واستنشده أبو علي فملأ صدره، وأحبه وعجب منه ومن فصاحته وسعة علمه، فكلم عضد الدولة فيه حتى أحسن إليه وضاعف جائزته. قلت: وهذه الحكاية لا يقبلها القلب ولا تكاد تثبت، فإن أبا علي الفارسي كان يعرف المتنبي قبل أن يصير بشيراز حين كانا بحلب، وقد حكى أبو الفتح عثمان بن جني عن أبي علي الفارسي في كتاب الفسر ما يشهد بخلاف ما تضمنته الحكاية. قال أبو علي: خرجت بحلب أريد دار سيف الدولة، فلما برزت من السور إذا أنا بفارس متلثم قد أهوى نحوي برمح طويل فكدت أطرح نفسي من الدابّة فرقا، فلما قرب مني ثنى السنان وحسر لثامه، فإذا المتنبي وأنشدني: (42- و) نثرت رؤوسا بالأحيدب منهم ... كما نثرت فوق العروس الدراهم ثم قال: كيف ترى هذا القول أحسن هو؟ فقلت: ويحك قتلتني يا رجل. قال ابن جني: فحكيت هذه الحكاية بمدينة السلام لأبي الطيب فعرفها، وضحك لها، وذكر أبا علي بالثناء والتقريظ بما يقال في مثله «1» . وجرى للمتنبي مع ابن خالويه مثل هذه الواقعة التي حكاها أبو علي فإنني نقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني المالكي

من كتابه الموسوم «بالبداية والنهاية في التاريخ «1» » قال فيه: حدثني أبي قال: حدثني- وبيض ولم يذكر من حدّث أباه- قال: حدثني ابن خالويه، وكان نديما ومجالسا لسيف الدولة، قال: خرجت في بعض الأيام إلى ظاهر حلب فقعدت أطالع في كتاب، وأنظر الى قوقق، فما رفعت رأسي إلّا من وقع فرس، فنظرت فإذا بفارس مسدد نحوي رمحه، فقلت: والله ما أعرف بيني وبين واحد من الناس ما يوجب هذا ورأيت الفارس متلثما فلما دنا حط لثامه فإذا بأحمد بن الحسين المتنبي فسلم عليّ فرددت السلام وجاريته الحديث فقال: كيف رأيت قصيدتي التي أنشدتها أول أمس الأمير سيف الدولة؟ فقلت: والله إنها لمليحة، وإن أولها لا يحتاج إلى تمام في قولك: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم» ، وفيها كذا وكذا، فقال: ما رأيت إلا مليحا والذي فيه ما سبقني إليه؛ من أحسن فيه من ذكر الدراهم فإنها (42- ظ) لا تأتي في شعر إلا بردته وضعّفته، إلا ما جاءني: نثرتهم فوق الأحيدب نثرة ... كما نثرت فوق العروس الدراهم أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي- إذنا- عن أبي الفتح محمد ابن عبد الباقي بن البطي عن أبي نصر الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسّن بن أبي نصر اسحاق الصابئ قال: وحدثني رضي الله عنه- يعني أباه هلال بن المحسّن- قال: حدثني أبو اسحاق جدي تجاوز الله عنه «2» قال: لما ورد أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي إلى بغداد متوجها إلى حضرة الملك عضد الدولة بفارس أعدّ له أبو محمد عشرة آلاف درهم وثيابا كثيرة مقطوعة وصحاحا، وفرسا بمركب ليعطيه ذلك عند مديحه له، فأخر المتنبي من ذاك ما كان متوقعا منه، وحضر

مجلس أبي محمد للسلام عليه الذي لم يخلط به غيره، فغاظ أبا محمد فعله، وخاطبت المتنبي على استعماله ما استعمل وتأخيره من خدمة الوزير ما أخر، فقال: لم تجر عادتي بمدح من لم يتقدم له إليّ جميل، فقلت: إن الوزير شديد الشغف بموردك، ومعتقد فيك الزيادة بك على أملك، والامتناع من خدمته إلا بعد الاستسلاف لصلته غير مستحسن منك بل مستقبح لك، فقال: ليس الى مخالفة عادتي سبيل (43- و) واتصل ذلك بأبي محمد من غير وجهتي، فأكد غيظه، وأظهر الاملال به، والاطراح له، وفرق ما كان أعده على الشعراء، وزادهم، مدة مقام أبي الطيب، من الاحسان والعطاء، وتوجه أبو الطيب إلى شيراز، ثم عاد منها، فكانت وفاته في الطريق بين دير العاقول ومدينة السلام، على ما شرح في أخباره؛ وقد كان أبو محمد اعتقد أن يقطعه بالفعال الجميل، والحباء الجزيل عن قصد شيراز، فلما جرى أمره على ما جرى، تغيرت نيته، واستحالت تلك العزيمة منه. قلت: وهذا الوزير أبو محمد هو المهلبي. قال: وحدثني قال: حدثني أبو علي والدي قال: حدثني أبو اسحاق والدي قال: راسلت أبا الطيب المتنبي في أن يمدحني بقصيدتين، وأعطيته خمسة آلاف درهم، ووسطت بيني وبينه صديقا له ولي، فأعاد الجواب بأنني ما رأيت بالعراق من يستحق المدح غيرك، ولا من أوجب علي حقا سواك، وإن أنا مدحتك تنكر لك الوزير أبو محمد المهلبي لأنني لم أمدحه، وجرى بيننا في ذاك ما قد عرفته، فإن كنت لا تراعي هذه الحال، لأنني لم أمدحه، وجرى بيننا في ذاك ما قد عرفته، فأن كنت لا تراعي هذه الحال، ولا تباليها فعلت ولم أرد منك عوضا من مال. قال: فنبهني والله الى ما كان ذهب عني، علمت أنه نصحني، فلم أعاوده. (43- ظ) «1»

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وذكر علي بن عيسى الربعي في كتاب «التنبيه» الذي رد فيه على ابن جني في كتاب «الفسر» قال: كنت يوما عند المتنبي بشيراز فقيل له: أبو علي الفارسي بالباب، وكانت بينهما مودة، فقال: بادروا إليه فأنزلوه، فدخل عليه أبو علي وأنا جالس عنده، فقال: يا أبا الحسن خذ هذا الجزء فأعطاني جزءا من كتاب التذكرة وقال: اكتب عن الشيخ البيتين اللذين ذاكرتك بهما، وهما: سأطلب حقيّ بالقنا ومشايخ ... كأنّهم من طول ما التثموا مرد ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا ... كثير إذا شدّوا قليل إذا عدّوا فهما مثبتان في التذكرة بخطي، قال: وهذا من فعل الشيخ أبي علي الفارسي عظيم، قال الربعي: وكان قصد أبي علي الفارسي نفعه لا التأدب والتكثّر، وأيّا قصد فهو كثير. قرأت بخط يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي في تعليق له، حكي أن السّريّ الرفّاء حين قصد سيف الدولة ابن حمدان رحمه الله أنشده بديها بيتين هما: إني رأيتك جالسا في مجلس ... قعد الملوك به لديك وقاموا فكأنك الدهر المحيط عليهم ... وكأنهم من حولك الأيام «1»

ثم أنشده بعد ذلك ما كان قال فيه من الشعر، وبعد يومين أو ثلاثة (45- و) أنشده أبو الطيب المتنبي: أيدري الدمع «1» أي دم أراقا. إلى أن انتهى إلى قوله: وخصر تنبت الأبصار فيه ... كأنّ عليه من حدق نطاقا قال: فقال السري هذا والله معنى ما قدر عليه المتقدمون، ثم إنه حمّ في الحال حسدا، وتحامل إلى منزله، فمات بعد ثلاثة أيام. قلت: هكذا وجدته بخط الحصكفي، والمتنبي فارق سيف الدولة في سنة ست وأربعين وثلاثمائة والسري توفي بعيد سنة ستين وثلاثمائة ببغداد على ما نقله الخطيب في تاريخه «2» ، وقيل سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، فعلى هذا لا يكون لهذه الحكاية صحة. وقد نقل ابو اسحاق إبراهيم بن حبيب السقطي في تاريخه المسمى «بلوامع الأمور» أن السري توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، فعلى هذا تكون هذه الحكاية محتملة الصحة بشرط أن يكون موت السري بالشام، ولم ينقل ذلك كيف، وهو أن هذه القصيدة من أول شعر أبي الطيب المتنبي في سيف الدولة والله أعلم. أخبرنا ياقوت بن عبد الله الحموي قال: وحدث أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبيّ أن الصاحب إسماعيل بن عبّاد قال بأصبهان، وهو يومئذ على الانشاء: بلغني أن هذا الرجل، يعني المتنبي، قد نزل بأرجان متوجها إلى ابن العميد، ولكن إن جاءني خرجت إليه من جميع (45- ظ) ما أملكه، وكان جميع ما يملكه لا يبلغ ثلاثمائة دينار، فكنا نعجب من بعد همته وسمو نفسه وبلغ ذلك المتنبي، فلم

يعرج عليه، ولا التفت إليه، فحقدها الصاحب حتى حمله على اظهار عيوبه في كتاب ألفه، لم يصنع فيه شيئا، لأنه أخذ عليه مواضع تحمّل فيها عليه. أخبرني في بعض أهل الأدب قال: وحدت في كتاب بعض الفضلاء عن أبي القاسم عبد الصمد بن بابك قال: قال أبو الفتح بن جني: كنت أقرأ ديوان أبي الطيب عليه، فقرأت قوله في كافور: أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب حتى بلغت إلى قوله: ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ... فلا أشتكي فيها ولا أتعتّب وبي ما يذود الشعر عني أقلّه ... ولكن قلبي يا ابنة القوم قلّب «1» فقلت له: يعز علي كيف يكون هذا الشعر في ممدوح غير سيف الدولة، فقال: حذرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل فيه: أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك ... ولا تعطين الناس ما أنا قائل «2» فهو الذي أعطاني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه. وأحضر إليّ عماد الدين أبو القاسم علي بن القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي، وقد قدم علينا حلب في رحلته إلى خراسان، جزءا فيه أخبار سيف الدولة بن حمدان

(46- و) تأليف أبي الحسن علي بن الحسين الديلمي الزرّاد، فنقلت منه: وكان لسيف الدولة مجلس يحضره العلماء كل ليلة فيتكلمون بحضرته، وكان يحضره أبو إبراهيم، وابن ماثل القاضي، وأبو طالب البغدادي، وغيرهم، فوقع بين المتنبي وبين أبي عبد الله الحسين بن خالويه كلام، فوثب ابن خالويه على المتنبي فضرب وجهه بمفتاح كان معه، ففتخه وخرج دمه يسيل على ثيابه وغضب، فمضى الى مصر، فامتدح كافورا الاخشيدي. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن منصور الغساني وأبي الحسن علي بن المسلم السلمي قالا: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أملى علينا أبو عبد الله المحسن بن علي ابن كوجك، وأخبرنا أن أباه حدثه قال: كنت بحضرة سيف الدولة وأبو الطيب اللغوي والمتنبي وأبو عبد الله بن خالويه، وقد جرت مسألة في اللغة تكلم فيها ابن خالويه مع أبي الطيب اللغوي، والمتنبي ساكت، فقال له الامير سيف الدولة: ألا تتكلم يا أبا الطيب، فتكلم فيها بما قوى حجة أبي الطيب اللغوي، وأضعف قول ابن خالويه، فحرد منه وأخرج من كمه مفتاح حديد لبيته ليلكم به المتنبي، فقال له المتنبي: اسكت ويحك فانك عجمي، وأصلك خوزي، وصنعتك الحياكة فما لك وللعربية؟!. ودفع الى بعض الشراف من أهل حلب كتابا فيه تاريخ جمعه أبو غالب همام ابن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري قال: في حوادث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وفيها: وصل أبو الطيب المتنبي الشاعر الى سيف الدولة ومدحه بالقصيدة الميمية. وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه ... «1» .

بعد انصرافه من حصن برزويه. «1» . وقال في حوادث سنة ست وأربعين وثلاثمائة: فيها سار المتنبي من الشام الى مصر. ووقع إلي أجزاء من تاريخ مختار الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي «2» ، فقرأت فيه قصيدة لأبي الطيب يرثي بها أبا بكر بن طغج الاخشيذ، ويعزي ابنه أنوجور بمصر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، والقصيدة ليست في (46- ظ) ديوان شعره، فقد كان أبو الطيب صعد الى مصر مرة أخرى قبل هذه المرة التي ذكرناها، وأول القصيدة. هو الزمان مشت بالذي جمعا ... في كل يوم ترى من صرفه بدعا إن شئت مت أسفا أو فابق مصطبرا ... قد حل ما كنت تخشاه وقد وقعا لو كان ممتنع تغنيه منعته ... لم يصنع الدهر بالاخشيذ ما صنعا وهي طويلة. وقرأت في كتاب أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي الذي ذيل به تاريخ أبي سعيد بن يونس، وذكر فيه من دخل مصر من الغرباء فقال: أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي الشاعر، أبو الطيب، يعرف بالمتنبي، رحل من مصر سرا من السلطان ليلة النحر سنة خمسين وثلاثمائة، ووجه الاستاذ كافور خلفه رواحل الى جهات شتى، فلم يلحق «3» .

أنشدنا علي بن أحمد المادرائي قال: كتب أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي في حاجة كانت له بالرملة: إني سألتك بالذي ... زان الامامة بالوصي وأبان في يوم الغدير ... لكل جبار غوي فضل الإمام عليهم ... بولاية الرب العلي إلّا قصدت لحاجتي ... وأعنت عبدك يا علي قال: وكان يتشيع، وقيل: كان ملحدا، والله أعلم. قلت: وسنذكر (47- و) في ترجمة طاهر بن الحسن بن طاهر حكاية عن الخالديين تدل على أن المتنبي كان مخالفا للشيعة. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي قال: قال علي بن حمزة البصري صاحب أبي الطيب المتنبي- أو غيره ممن صحب المتنبي، شك فيه أبو منصور قال: بلوت من أبي الطيب ثلاث خلال محمودة، وتلك:

أنه ما كذب، ولا زنى، ولا لاط، وبلوت منه ثلاث خلال ذميمة كل الذم، وتلك: أنه ما صام، ولا صلى، ولا قرأ القرآن، عفا الله عنا وعنه آمين. وذكر ابن فورجة في كتاب «التجني على ابن جني» عن أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري عن رجل من أهل الشام كان يتوكل لابي الطيب «1» في داره، يعرف بأبي سعد، قال: وبقي الى عهدنا، قال: دعاني أبو الطيب يوما ونحن بحلب، أظنه قال، ولم أكن عرفت منه الميل الى اللهو مع النساء ولا الغلمان فقال لي: أرأيت الغلام ذا الاصداغ الجالس الى حانوت كذا من السوق، وكان غلاما وسيما فحاشا فيما بسبيله، فقلت: نعم وأعرفه، فقال: امض فاتني به واتخذ دعوة وأنفق وأكثر، فقلت: وكم قدر ما أنفقه، فلم يزدني على قوله: أنفق وأكثر، وكنت أستطلع رأيه في جميع ما أنفق، فمضيت، واتخذت له ثلاثة ألوان من الاطعمة وصحفات من الحلواء، واستدعيت الغلام، فأجاب وأنا متعجب من جميع ما أسمع منه، اذا لم تجر له عادة بمثله، فعاد من (47- ظ) دار سيف الدولة آخر النهار وقد حضر الغلام، وفرغ من اتخاذ الطعام، فقال: قدم ما يؤكل وواكل ضيفك، فقدمت الطعام فأكلا وأنا ثالثهما، ثم أجن الليل، فقدمت شمعة ومرفع دفاتره، وكانت تلك عادته كل ليلة، فقال: أحضر لضيفك شرابا واقعد الى جانبه فنادمه، ففعلت ما أمرني به، كل ذلك وعينه الى الدفتر يدرس ولا يلتفت إلينا إلّا في الحين بعد الحين، فما شربنا إلّا قليلا حتى قال: افرش لضيفك وافرش لنفسك وبت ثالثنا، ولم أكن قبل ذلك أبايته في بيته، ففعلت وهو يدرس حتى مضى من الليل أكثره، ثم أوى الى فراشه ونام، فلما أصبحنا قلت له: ما يصنع الضيف؟ فقال: احبه واصرفه، فقلت له: وكم أعطيه؟ فأطرق ساعة ثم قال: أنطه ثلاثمائة درهم، فتعجبت من ذلك، ثم جسرت نفسي فدنوت اليه وقلت: انه ممن يجيب بالشيء اليسير وأنت لم تنل منه حظا، فقطب ثم قال: أتظنني من هؤلاء

الفسقة، أنطه ثلاثمائة درهم ولينصرف راشدا، قال: ففعلت ما أمرني به، وصرفته قال: وهذا من بديع أخباره، ولولا قوة اسناده لما صدقت به. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفتح بن البطي عن أبي نصر الحميدي قال: أخبرني غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن أبي اسحاق الصابئ قال: وحدثني رضي الله عنه- يعني والده هلال بن المحسن- قال: حدث الرضي أبو الحسين محمد بن الحسين الموسوي قال: حدثني أبو القاسم عبد العزيز بن يوسف حكار قال: لما وصل أبو الطيب المتنبي الى حضرة عضد الدولة في أول مجلس شاهده فيه، قال لي عضد الدولة: أخرج واستوقفه واسأله كيف شاهد مجلسنا، وأين الامراء الذين لقيهم في نفسه منا؟ قال: فامتثلت ما أمرني به، ولحقته وجلست معه وحادثته وطاولته وأطلت معه في المعنى الذي ذكرته، فكان جوابه عن جميع ما سمعه مني أن قال: ما خدمت عيناي قلبي كاليوم، فجاء بالجواب موزونا، واستوفى القول في اختصار من اللفظ. قرأت في مجموع صالح بن ابراهيم بن رشدين بخطه قال لي أبو نصر بن غياث النصراني الكاتب: اعتل أبو الطيب المتنبي بمصر العلة التي وصف الحمى في أبياته من القصيدة الميمية، فكنت أواصل عيادته وقضاء حقه (48- و) فلما توجه الى الصلاح وأبل أغببت «1» زيارته ثقة بصلاحه، ولشغل قطعني عنه، فكتب إلي: وصلتني وصلك الله معتلا وقطعتني مبلا، فان رأيت أن لا تحبب العلة إليّ، ولا تكدر الصحة علي فعلت ان شاء الله. ونقلت من هذا المجموع بخطه: ذكر لي أبو العباس بن الحوت الوراق رحمه الله أن أبا الطيب المتنبي أنشده لنفسه هذين البيتين:

تضاحك منّا دهرنا لعتابنا ... وعلمنا التمويه لو نتعلم شريف زغاويّ وزان مذكر ... وأعمش كحال وأعمى منجّم «1» أنشدنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام الحلبي- قراءة عليه بها- قال: أنشدنا الحافظ أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني الحافظ قال: أنشدني أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو الحسين البحيري قال: أنشدنا محمد بن الحسين بن موسى السلمي قال: أنشدني محمد بن الحسين البغدادي قال: أنشدني المتنبي: هنيئا لك العيد الذي أنت عيده ... وعيد لمن سمّى وضحّى وعيّدا فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى ... كما كنت فيهم أوحدا كان أو حدا «2» أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني قال: سمعت الشيخ أبا الحسن علي بن أحمد المديني قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي قال: سمعت السيد أبا الحسن محمد بن أبي (48- ظ) اسماعيل العلوي يقول: دخل المتنبي على الاستاذ الرئيس أبي الفضل محمد بن الحسين، وبين يديه مجامر من آس ونرجس، قد أخفي فيها مواضع النار، لا ترى النار، ويشم رائحة الند، فقال: يا أبا الطيب قل فيه شيئا، فأنشأ يقول: أحبّ الذي حبّت الأنفس ... وأطيب ما شمّه المعطس ونشر من الند لكنه ... مجامره الآس والنرجس ولست أرى وهجا هاجه ... فهل هاجه عزك الأقعس وإنّ القيام الذي حوله ... لتحسد أقدامها الأرؤس «3»

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر البغدادي في كتابه قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعيد البصري قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل قال: أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان قال: وخرج يعني المتنبي من شيراز لثمان خلون من شعبان قاصدا الى بغداد ثم الى الكوفة، حتى اذا بلغ دير العاقول «1» وخرج منه قدر ميلين، خرج عليه فرسان ورجاله من بني أسد وشيبان فقاتلهم مع غلامين من غلمانه ساعة وقتلوه، وقتل معه أحد الغلامين وهرب الآخر، وأخذوا جميع ما كان معه، وتبعهم ابنه المحسّد طلبا لكتب أبيه فقتلوه أيضا، وذلك كله يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (49- و) . أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: خرج المتنبي الى فارس من بغداد فمدح عضد الدولة وأقام عنده مدة مديدة، ثم رجع يريد بغداد فقتل في الطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة «2» . وقرأت في تاريخ أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني: لما هرب المتنبي الشاعر من مصر وصار الى الكوفة فأقام بها، وصار الى ابن العميد فمدحه، فقيل انه صار اليه منه ثلاثون ألف دينار، وقال له: تمضي الى عضد الدولة، فمضى من عنده اليه، فمدحه ووصله بثلاثين ألف دينار، وفارقه على أن يمضي الى الكوفة يحمل عياله ويجيء معهم إليه، وسار حتى وصل الى النعمانية «3» بازاء قرية تقرب منها يقال لها بنورا، فوجد أثر خيل هناك فتنسم خبرها فاذا خيل قد كمنت له، فصادفته لانه قصدها فطعن طعنة نكس عن فرسه، فلما سقط الى الأرض نزلوا

فاحتزوا رأسه ذبحا، وأخذوا ما كان معه من المال وغيره، وكان مذهبه أن يحمل ماله معه أين توجه، وقتل ابنه معه وغلام من جملة خمس غلمة كانوا معه، وإن الغلام المقتول قاتل حتى قتل، وكان قتل المتنبي يوم الاثنين لخمس بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. قال الفرغاني: وحدثت أنه لما نزل المنزل الذي رحل منه فقتل جاءه قوم خفراء فطلبوا منه خمسين (49- ظ) درهما ليسيروا معه فمنعه الشح والكبر، فأنذروا به، فكان من أمره ما كان. قال: وقيل بأنهم لما طلبوا منه الخفارة اعتذر في ذلك أن قال لهم: لا أكذب نفسي في قولي «1» ... يذمّ لمهجتي سيفي ورمحي ففارقوه على سخط وأنذروا به وكان من أمره ما كان. وقرأت في جذاذة طرس مطروح في النسخة التي وقعت إليّ بسماع جد جد أبي القاضي أبي الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة من شعر المتنبي على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي الحلبي وفيها مكتوب بغير خط النسخة: المتنبي أبو الطيب أحمد بن الحسين، عاد من شيراز من عند فناخسرو وابن العميد وزيره بأموال جزيلة، فلما صار بالصافية من أرض واسط وقع به جماعة من بني أسد وغيرهم فقتلوه وخمس غلمان كانوا معه وولده، وسلبوا المال، وذلك في شوال من سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وكان المتولي لقتله رجل منهم يقال له فاتك بن أبي جهل، وهو ابن خالة ضبة الذي هجاه المتنبي، وكان على شاطىء دجلة. وسمعت والدي رحمه الله يقول لي: بلغني أن المتنبي لما خرج عليه قطاع الطريق ومعه ابنه وغلمانه أراد أن ينهزم، فقال له ابنه: يا أبة وأين قولك:

الخيل والليل والبيداء تعرفني ... والطعن والضرب والقرطاس والقلم «1» فقال له: قتلتني يا بن اللخناء ثم ثبت وقاتل حتى قتل. (50- و) . سير الى الشريف الاجل العالم تاج الشرف شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي الحسيني جزءا بخطه في مقتل أبي الطيب كتب فيه ما نقلته وصورته: نقلت من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي، أحد الخالديين في آخر النسخة التي بخطه من شعر أبي الطيب المتنبي ما هذه صورته، ذكر مقتله: كنا كتبنا الى أبي نصر محمد بن المبارك الجبلي نسأله شرح ذلك، وهذا الرجل من وجوه التناء «2» بهذه الناحية وله أدب وحرمة فأجابنا عن كتابنا جوابا طويلا يقول فيه: وأما ما سألتما عنه من خبر مقتل أبي الطيب المتنبي رحمه الله، فأنا أنسقه لكما وأشرحه شرحا بينا: إعلما أن مسيره كان من واسط في يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وقتل ببيزع «3» ضيعة بقرب من دير العاقول في يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، والذي تولى قتله وقتل ابنه وغلامه رجل من بني أسد يقال له فاتك بن أبي الجهل بن فراس بن بداد، وكان من قوله وهو منعفر: قبحا لهذه اللحية يا سباب، وذلك أن فاتكا هذا قرابة لوالدة ضبّة بن يزيد العيني الذي هجاه المتنبي بقوله: ما أنصف القوم ضبّة ... وأمه الطرطبة ويقال ان فاتكا خال ضبة، وأن الحمية داخلته لما سمع ذكرها بالقبيح في الشعر وما للمتنبي شعر أسخف من هذا الشعر كلاما، فكان على سخافته وركالته (50- ظ) سبب قتله وقتل ابنه وذهاب ماله.

وأما شرح الخبر فان فاتكا كان صديقا لي، وكان كما سمي فاتكا لسفكه الدماء واقدامه على الاهوال، فلما سمع الشعر الذي هجي به ضبة، أحفظه ذلك واشتد عليه، ورجع على ضبة باللوم، وقال له: قد كان يجب أن لا تجعل لشاعر عليك سبيلا، وأضمر غير ما أظهر، واتصل به انصراف المتنبي من بلد فارس الى العراق، وأن اجتيازه بجبل ودير العاقول، فلم يكن ينزل عن فرسه وجماعة معه من بني عمه رأيهم في المتنبي مثل رأيه في طلبه واستعلام خبره من كل صادر ووارد وكان فاتك يتحرق خوفا أن يفوته، وكان كثيرا ما يجيئني وينزل عندي، فقلت له يوما وقد جاءني وهو يسأل قوما مجتازين عنه: قد أكثرت المسألة عن هذا الرجل فأي شيء عزمك أن تفعله به متى لقيته، قال: ما عزمي إلا الجميل، وأن أعذله على ما أفحش فيه من الهجاء، فقلت: هذا الأليق بأخلاقك والأشبه بأفعالك، فتضاحك ثم قال: يا أبا نصر والله لئن اكتحلت عيني به، أو جمعتني واياه بقعة لأسفكن دمه ولأمحقن حياته إلا أن يحال بيني وبينه، فقلت له: كف عافاك الله عن هذا القول، وارجع الى الله، وأزل هذا الرأي عن قلبك، فان الرجل شهير الاسم، بعيد الصوت، وقتلك إياه في شعر قاله لا يحسن، وقد هجت الشعراء الملوك في الجاهلية والخلفاء في الاسلام فما علمنا أن شاعرا قتل بهجاء، وقد قال: هجوت زهيرا ثم إني مدحته ... وما زالت الأشراف تهجا وتمدح ولم يبلغ جرمه ما يوجب قتله، فقال: يفعل الله ما يشاء، وانصرف، فلم يمض لهذا القول (51- و) إلّا ثلاثة أيام حتى وافى المتنبي ومعه بغال موقرة بكل شيء من الذهب والفضة والثياب والطيب والجوهر والآلة، لأنه كان اذا سافر لم يخلف في منزله درهما ولا دينارا ولا ثوبا ولا شيئا يساوي درهما واحدا فما فوقه، وكان أكثر اشفاقه على دفاتره لانه كان قد انتخبها وأحكمها قراءة وتصحيحا. قال فتلقيته وأنزلته داري وسائلته عن أخباره وعمن لقي، وكيف وجد من

قصده، فعرفني من ذاك ما سررت به، وأقبل يصف لي ابن العميد وفضله وأدبه وعمله وكرمه، وسماحة الملك فنا خسرو ورغبته في الادب وميله الى أهله، فلما أمسينا قلت له: على أي شيء أنت مجمع؟ قال: على أن أتخذ الليل جملا، فان السير فيه يخفّ عليّ، قلت هذا هو الصواب رجاء أن يخفيه الليل ولا يصبح إلّا وقد قطع بلدا بعيدا، والوجه أن يكون معك من رجالة هذه المدينة الذين يخبرون الطريق، ويعرفون المواضع المخوفة فيه، جماعة يمشون بين يديك الى بغداد، فقطب وقال: لم قلت هذا القول؟ قلت: تستأنس بهم، قال: أما والجراز «1» في عنقي فما بي حاجة الى مؤنس غيره، قلت الامر كما تقول، والرأي في الذي أشرت به عليك، فقال: تلويحك هذا ينبي عن تعريض، وتعريضك يخبر عن تصريح، فعرفني الأمر وبين لي الخطب، قلت: ان هذا الجاهل فاتك الأسدي كان عندي منذ ثلاثة أيام، وهو محفظ عليك لأنك هجوت ابن أخته، وقد تكلم بأشياء توجب الاحتراس والتيقظ، ومعه أيضا نحو العشرين فارسا من بني عمه قولهم مثل قوله، قال: وغلامه- وكان عاقلا لبيبا فارسا- يسمع كلامنا، فقال: الصواب ما رآه أبو نصر، خذ معك (51- ظ) عشرين راجلا يسيرون بين يديك الى بغداد، فاغتاظ غيظا شديدا وشتم الغلام شتما قبيحا، وقال: والله لا تحدّث عني أني سرت في خفارة أحد غير سيفي. قلت: يا هذا فأنا أوجه قوما من قبلي في حاجة يسيرون بمسيرك ويكونون في خفارتك، قال: والله لا فعلت شيئا من هذا، ثم قال لي: يا أبا نصر أبخروا الطير تخشيني، ومن عبيد العصا تخاف عليّ، وو الله لو أن مخصرتي هذه ملقاة على شاطىء الفرات وبنو أسد معطشون لخمس وقد نظروا الى الماء كبطون الحيات ما جسر لهم خف ولا ظلف أن يرده، حاشى لله من فكر اشتغله بهم لحظة العين،

فقلت له: قل ان شاء الله، فقال: كلمة مقولة لا تدفع مقضيا ولا تستجلب آتيا، ثم ركب فكان آخر العهد به. قال: ولما صح عندي خبر قتله، وجهت من دفنه وابنه وغلامه، وذهبت دماؤهم هدرا. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما وكتب محمد بن هاشم الخالدي بالموصل في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وهو يستغفر الله ويستقيله من كل ذنب وخطيئة عن عمد أو خطأ. «1» . أما قولنا بخروا الطير تخشيني ومن عبيد العصا تخاف علي، فان أسد يلقبون خروا الطير، قال امرؤ القيس: فرت بنو أسد خروا الطير عن أربابها ... ويلقبون أيضا عبيد العصا، قال الشاعر، ونظنه امرؤ القيس أيضا: قولا لدودان عبيد العصا. آخر ما كان بخط أبي بكر الخالدي. ......... ما غركم بالأسد الباسل «2»

أحمد بن الحسين بن حمدان، أبو العباس التميمي الشمشاطي:

كذا في الاصل، قد أتم هذا هذا البيت وأظنه بخط أخيه أبي عثمان ولا أتحققه. (52- و) أخبرنا تاج الاماء أحمد بن محمد بن الحسن- كتابة- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبي غالب شجاع ابن فارس بن الحسين الذهلي قال: أنشدني الحكيم أبو علي الحسين بن عبد الرحمن الثقفي النيسابوري لابي القاسم المظفر الزوزني الكاتب يرثي المتنبي- قلت: هو المظفر بن علي: لا رعى الله سرب هذا الزمان ... إذ دهانا في مثل ذاك اللسان ما رأى الناس ثاني المتنبي ... أي ثان يرى لبكر الزمان كان في نفسه الكبيرة في جي ... ش وفي كبرياء ذي سلطان كان في لفظه نبيا ولكن ... ظهرت معجزاته في المعاني أنشدني نجيب الدين داود بن أحمد بن سعيد بن خلف بن داود الطيبي التاجر إملاء من لفظه بحلب قال: أنشدني شمس الدين بن الوالي بالموصل لأخت المتنبي ترثي أخاها المتنبي لما قتل: يا حازم الرأي إلا في تهجمه ... على المكاره غاب البدر في الطفل «1» لنعم ما عاملتك المرهفات به ... ونعم ما كنت توليها من العمل الأرض أم أضناها بواحدها «2» ... فاسترجعته وردّته الى الحبل أحمد بن الحسين بن حمدان، أبو العباس التميمي الشمشاطي: أديب فاضل شاعر، له معرفة بالنحو واللغة، قدم حلب في أيام سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان وأملى بها أمالي وفوائد، وكتب عنه بعض (52- ظ)

أفاضل الحلبيين شيئا منها، وروى في أماليه عن أبوي بكر بن دريد وابن الأنباري، وأبوي عبد الله بن إبراهيم بن محمد نفطويه، والحسن بن اسماعيل المحاملي واسماعيل بن العباس الوراق، وأبي زكريا بن محمد، وحجظة البرمكي، ومغصا غلام أبي عبد الله نفطويه، ومحمد بن يحيى الصولي، ومحمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني، وأبي نصر عبد العزيز بن نباتة السعدي، وجماعة سواهم. روى عنه أبو القاسم سلامة بن محمد بن عترة، وأبو الحسن محمد بن عبد الكافي بن محمد، وأبو بكر أحمد بن عمر بن البقال، وغيرهم. نقلت من أمالي أبي العباس أحمد بن الحسين الشمشاطي التي أملاها بحلب من خط من كتبها عنه بها، وأنشدنا الشيخ لنفسه. إذا شئت أن تكبت الحاسدي ... ن غيظا وتقمع كيد العدو فأغض وعفّ وسوّ المسا ... ء في الفضل يزداده بالغدو تبت حاسديك على غصّة ... وتحم عدوّك طيب الهدو ونقلت من الأمالي المذكورة بعينها: أنشدنا الشيخ لنفسه- يعني التميمي-: قد تستزلّ المرء أوقاته ... ويطمح السمع به والبصر فالكيّس العاصي هوى نفسه ... والأيّد العفّ إذا ما قدر استغفر الله فكم نظرة ... سكرتها ما كلفت من سهر قال: وأنشدنا الشيخ لنفسه: (53- و) حسرات تطول إن أنت أكثر ... ت التفاتا إلى الزمان القديم لك فيما فقدتّ أسوة أسيان ... ن «1» وسال وجاهل وعليهم

كلّهم راعة الزمان بشيب ... وفراق لصاحب ونعيم فاستكانوا لذلك طوعا وكرها ... ورضوا بالبقاء والتسليم لو بقوا هانت الرّزايا ولكن ... سلبوا بعد ذاك روح النسيم قال: وأنشدنا الشيخ لنفسه: أيها الرائح في العيد ... بأرواح الوقوف فاتر لحظك تفترّ ... عن الدرّ الرصيف أنت في العالم إحدى ... بدع البرّ اللّطيف إنّ من قلّدك السيف ... جهول بالسيوف أو غفول عند إيما ... نك باللحظ الضّعيف وقرأت في كتاب «اطرغش» تأليف أبي عبد الله الحسين بن خالويه النحوي، وذكر جماعة مدحوه ومدحوا كتابه المذكور، وقال: قال أبو العباس: الشميشاطي تميمي ... للعلم لألاء بجانبيه ليس بنحو نحو سيبويه ... إلّا إذا قرأته عليه وقد كان بين أبي العباس وبين ابن خالويه مودة تقتضي الثناء عليه، فإنني وقفت على أبيات لابي العباس يرثي بها أبا عبد الله بن خالويه بعد وفاته (53- ظ) أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن الحسين بن حمدان، أبو العباس التميمي الشمشاطي، حدّث ببغداد عن محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني. روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر البقال، وقال: هو شيخ ثقة قدم علينا من الموصل في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة «1» .

أحمد بن الحسين بن سعد بن أبان:

رأيت اجازة بخط أبي العباس التميمي كتبها لأبي الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد، وقال في آخرها: وكتب أحمد بن الحسين التميمي بخطه بشاطئ دجلة في شوال سنة احدى وسبعين وثلاثمائة فتكون وفاته بعد ذلك. أحمد بن الحسين بن سعد بن أبان: الشاهد الطرسوسي، حدّث عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الشيرازي، روى عنه ... «1» أحمد بن الحسين بن العباس الطرسوسي: أبو علي حدّث «2» ... ، روى عنه الحسن بن فارس الطرسوسي نزيل سمرقند. أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم بن عبد الله: أبو زرعة الرازي، رحل في طلب الحديث، ودخل حلب، وسمع بها أبا بكر محمد بن الحسين بن صالح بن إسماعيل السّبيعي الحافظ، روى عنه أبو الطيب أحمد بن علي الطالبي الجعفري وغيره، وذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد، بما أخبرنا به زيد بن الحسن الكندي إذنا، قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا (54- و) الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم بن عبد الله، أبو زرعة الرازي، سمع محمد بن إبراهيم بن نومرد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعلي ابن ابراهيم القطان القزويني، وعبد الله بن محمد الحارثي، وبكر بن عبد الله المحتسب البخاري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدّوري وكان حافظا متقنا ثقة، رحل في الحديث، وسافر الكثير، وجالس الحفاظ، بغية الطلب في تاريخ حلب م (44)

وجمع التراجم الأبواب، وحدّث ببغداد، فحدثنا عنه القاضيان: أبو العلاء الواسطي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو زرعة روح بن محمد الرازي، ورضوان ابن محمد الدينوري «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي- إجازة إن لم يكن سماعا- عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو البقاء المعمّر بن محمد بن علي الحبال بالكوفة قال: أخبرنا أبو الطيّب أحمد بن علي بن محمد الطالبي الجعفري قال حدثنا أبو زرعة أحمد ابن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم بن عبد الله الرازي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن اسماعيل السّبيعي بحلب قال: أخبرني المنذر بن محمد القابوسي قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو أيوب الإفريقي عبد الله (54- ظ) بن علي قال: حدثني سماك عن جابر بن سمرة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون عنده الشعر ويذكرون أمر جاهليتهم، فيضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبسم إليهم. أخبرنا أبو الحسن علي بن شجاع عن سالم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن عبد المولى بن محمد اللبني قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو خلف عبد الرحيم ابن محمد المدبر قال: حدثنا المروزي- يعني أبا عبد الله الحسن بن علي بن محمد- قال: حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي رحمه الله قال: حدثنا ابن رميس قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا أبو زيد الهروي قال: حدثنا شعبة عن الاعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي حتى ترم قدماه، فقيل له أتفعل هذا وقد غفر «الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر «2» » ؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا «3» ! (55- و)

أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران:

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا علي بن المحسن قال: سألنا أبو زرعة الرازي عن مولده، فقال: لست أحفظه، ولكن خرجت الى العراق أول دفعة لطلب الحديث سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وكان لي آنذاك أربع عشرة سنة أو نحوها. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- إجازة- قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه: فقد أبو زرعة أحمد ابن الحسين الرازي في طريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة «1» . أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران: ابن عبد الله بن الحسين بن الحسن الأفطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الحسيني الأنطاكي الشاعر، ولد بمصر ثم انتقل إلى نصيبين، ثم أنطاكية، فسكنها فعرف بالأنطاكي لذلك. ووفد على الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان إلى حلب، وكان عنده بها في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة حين استولى نقفور على حلب، وأسر الروم في تلك السنة امرأته فاطمة بنت محمد (55- ظ) بن أحمد ابن محمد بن الشبيه العلوية، وخلصها الله تعالى من الأسر بغير سعي، وقد ذكرنا حكاية أسرها وخلاصها في ترجمتها في ذكر النساء فيما يأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى. وحكى عنه ابنه منها أبو يعلى، وكان أبو القاسم الشريف هذا شاعرا مجيدا

أحمد بن الحسين بن القاسم:

جليل المقدار فاضلا أديبا، ومن شعره ما أورده الشريف النسابة أبو الحسن علي ابن أبي الغنائم العمري. قدك عني سئمت ذلّ الضراعة ... أنا ما لي وصنيعة وبضاعة إنما العزّ قدرة تملأ الأرض ... وإلّا فعفّة وقناعة أحمد بن الحسين بن القاسم: وقيل ابن أبي القاسم، أبو خالد الصنعاني، قدم منبج، وحدث بها عن أبي القاسم يحيى بن الحسين بن موسى العطار، وسعيد بن العباس النيسابوري المقرئ؛ روى عنه المبارك بن محفوظ بن أحمد الرهاوي. أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام الحلبي الفقيه الحنفي فيما أذن لنا برويه عنه قال: أخبرنا أبو الفضائل عبد الوهاب بن صالح بن محمد بن علي الهمذاني في كتابه قال: حدثنا أبو القاسم عبد الغالب بن عمار بن الحسين بن محمد الخطيب بحلب قال: حدثني أبو الاسد محمد بن عبد العزيز بن محمد البالسي ببالس قال: أخبرنا والدي أبو تمام عبد العزيز (56- و) بن محمد القاضي قال: أخبرنا ناشي بن مروان البصير قال: حدثنا المبارك بن محفوظ بن أحمد الرهاوي قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن الحسين بن القاسم الصنعاني، قدم علينا منبج، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن الحسين بن موسى العطار قال: حدثنا الحسين ابن عبد العزيز الواعظ الكواز قال: حدثنا أبو الفرج عبد الرزاق بن حمدان البطين قال: حدثنا أبو بكر محمد بن المنذر قال: حدثني الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: فارقت مكة وأنا ابن خمس عشرة سنة، وذكر القصة الى آخرها، أعني رحلة الإمام الشافعي رضى الله عنه «1» .

أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد:

أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد: أبو العباس البغدادي الحنبلي المقرئ العراقي، كان عارفا بعلوم القرآن، وانتفع به جماعة، وكان حسن المحاضرة، دخل حلب وسمع بها أبا عبد الرحمن بن أبي الرضا بن سالم الرحبي، وقرأ عليه قصيدة أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن المتقنه في الفرائض بروايته لها عنه، وكانت قراءته عليه بمدرسة الزجاجين في شهر رجب من سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وسمع أيضا بحلب أبا الحسين أحمد ابن منير الأطرابلسي، وسمع ببغداد أبا محمد سعد الخير الأنصاري ومحمد بن عبد الله بن سهلون السبط (56- ظ) . وروى عن هؤلاء المذكورين، وحدثنا أيضا بدمشق الإجازة عن أبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني، وروى عنه أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد المقدسي، وشيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي، وروى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي. أخبرنا الشيخ الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد البغدادي المقرئ، بقراءتي عليه بدمشق في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، قلت له: أخبركم محمد بن عبد الله بن سهلون السبط بقراءتك عليه فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن عبد الله بن هزارمرد الصريفيني قراءة عليه في مسجده بصريفين «1» في شعبان سنة ستين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن اسحاق ابن سليمان بن حبابة قراءة عليه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة وشيبان عن قتادة قال:

سمعت أنس بن مالك قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم، فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم «1» . وأخبرنا به أعلى منه بدرجة الشيخ أبو سعد ثابت بن مشرف (57- و) بن أبي سعد البناء البغدادي، بقراءتي عليه بحلب، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني قالا: أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد البسري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرحمن بن العباس البزاز المخلص قراءة عليه في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي فذكره باسناده مثله سواء. وقع الى جزء بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي، جزءا يتضمن أسماء جماعة أجازوا لأبي العباس أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد البغدادي العراقي هذا، فمنهم: أبو الفتح بن البطي وأبو محمد عبد الله بن الموصلي، وأبو بكر بن المقرّب ويحيى بن ثابت؛ ومن أهل أصبهان: أبو الخير مسعود الثقفي وأبو عبد الله الرستمي، وأبو المطهر الصيدلاني، وأبو موسى الحافظ وجماعة يطول ذكرهم. قرأت بخط شيخنا ناصح الدين أبي محمد عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي في كتاب «الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» وقد أجاز لنا الرواية عنه الشيخ أحمد بن الحسين بن محمد البغدادي ورأيت بخطه: العراقي سمع الحديث الكثير ببغداد، وقرأ القرآن العزيز بطرق كثيرة، وكان ماهرا فيه وتصدر لإقراء القرآن. تحت النسر «2» بجامع دمشق، فختم عليه القرآن جماعة، وكان كثير الحكايات والنوادر، قدم من بغداد مع الفقيه الأعز سنة أربعين وخمسمائة، قال لي:

أحمد بن الحسين بن محمد النفري:

(57- ظ) جئيت الى الشام بنية أنني أزور القدس، والى الآن ما زرته، فقلت: معي تزوره إن شاء الله، فزاره في صحبتي سنة سبع وثمانين أو سنة ثمان. وقرأت عليه فاتحة الكتاب تجويدا وتحريرا، وقرأت عليه كتاب «الفصيح» لثعلب، رواه عن سعد الخير الأندلسي، وقرأت عليه رسالة الشيخ ابن منير الى الشيخ شرف الإسلام جدي رواها عنه، قال: اجتمعت بابن منير في حلب، وسمعت الرسالة عليه، وقرأت عليه أيضا تصديقه القرآن إنشاء ابن منير، رواها أيضا عنه، وكان يصلي إماما في مسجد الخشابين «1» أقام به سنين، وكان له منهم أصحاب وجماعة، فحسن فيه الظن، وكان يقول: كان عندنا في الحربيه «2» قوم من المتشددين يسمون السبعية لا يسلمون على من سلم على من سلم الى سبعة على مبتدع. وبلغ من العمر فوق السبعين سنة، ومات بدمشق. أحمد بن الحسين بن محمد النفري: أبو العباس، حدث بحلب عن القاضي أبي عمران موسى بن القاسم بن موسى ابن الحسن الأشيب، روى عنه أبو الحسن المهذب بن علي بن المهذب بن أبي حامد المعري. قرأت بخط أبي صالح محمد بن المهذب بن علي بن المهذب، وأنبأنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إجازة، قال: أنبأنا محمد بن كامل بن ديسم قال: أخبرنا أبو صالح محمد بن المهذب إجازة قال: حدثنا أبي أبو الحسن المهذب في جمادى الأولى من سنة سبع وتسعين وثلاثمائه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن محمد النفريّ بحلب لسبع عشرة ليلة خلت من شوال سنة تسع وسنين

أحمد بن الحسين بن المؤمل:

(58- و) وثلاثمائه قال: حدثنا القاضي أبو عمران موسى بن القاسم بن موسى ابن الحسن الأشيب قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا موسى بن اسماعيل قال: حدثنا معتمر عن أبيه قال: وحدث أيضا أبو عثمان النهدي عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين ومائه، فقال: «هل مع أحد منكم طعام» ؟ فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن، ثم جاء رجل مشرك طويل بغنم يسوقها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبيع أم عطية» ؟ أو قال «هبة» قال: لا بل بيع، فاشترى منه شاة فصنعت، وأمر نبي الله صلى الله عليه وسلم بسواد البطن أن يشوى. قال: وايم الله ما من الثلاثين ومائة إلا وقد جزّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم جزّة من سواد بطنها، إن كان شاهدا أعطاه إياها، وإن كان غائبا خبأها له؛ قال: وجعل منها قصعتين، فأكلنا أجمعين وشبعنا، وفضل في القصعتين، فحملته على البعير، أو كما قال «1» . أحمد بن الحسين بن المؤمل: أبو الفضل المعروف بابن الشواء، وكتب عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي بها انشادا، ذكره في معجم شيوخه. أنبأنا أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي في معجم شيوخه قال: أنشدني أحمد ابن الحسين بن المؤمّل أبو الفضل المعرّي المعروف بابن الشواء (58- ظ) بدمشق لابن النوت المعري في بعض الوزراء من اليهود. يهود هذا الزمان قد بلغوا ... غاية آمالهم وقد ملكوا العزّ فيهم والمال عندهم ... ومنهم المستشار والملك

أحمد بن الحسين النحوي المقرئ:

ولست ممن فيهم يغرّكم ... تهوّدوا قد تهوّد الفلك «1» أحمد بن الحسين النحوي المقرئ: أبو بكر المعروف بالكتّاني، قرأ على أبي عمران موسى بن جرير الضرير الرقي النحوي، وقرأ عليه بحلب أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المقرئ، وحدث عنه بمصر. أحمد بن الحسين، أبو بكر البصري: حدث بأنطاكية عن عمران بن موسى النصيبي؛ روى عنه أبو الحسن محمد ابن الحسين الآبري، وسمع منه بها. كتب إلينا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي أن الإمام أبا الفتح محمد بن عمر بن أبي بكر الحازمي أخبرهم قال: أخبرنا عيسى بن شعيب بن اسحاق السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن بسرى الليثي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن ابراهيم الآبري قال: قرأت على أبي بكر أحمد بن الحسين البصري بأنطاكية عن عمران بن موسى بن أيوب النصيبي عن أبيه في تاريخه، باسناد ذكره عن سعيد بن المسيّب عن ابن عباس فزاد فيه في نسبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد أدد بن السّميدع (59- و) بن عائذ بن شالخ بن الهميسع.

أحمد بن الحسين المنبجي المعروف بدوقلة بن العبد:

أحمد بن الحسين المنبجي المعروف بدوقلة بن العبد: شاعر مجيد من أهل منبج، وإليه تنسب القصيدة اليتيمة التي أولها: هل بالطلول لسائل رد ... أم هل لها بتكلم عهد وسنذكره إن شاء الله تعالى في حرف الدال لأنه اشتهر بدوقلة، وصار اسمه مهجورا. أحمد بن الحسين بن الزيات: أبو الحسن، أمير الثغور الشامية، ولي إمارة الثغور في غالب ظني بعد أخيه أبي بكر محمد بن الحسين بن الزيات، وخرج عن طرسوس بعد استيلاء الروم عليها، وتوجه الى الديار المصرية، واتصل بكافور الاخشيدي، وسنذكر في ترجمة غيطة مولاة منصور النسيمي الخادم فيما يأتي من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى في ذكر النساء، أنه كان معها مال في عشر قماقم حصلت به في مصر، فاعترض فيه كافور وهم به، فخاطبه أمير الثغور أبو الحسن هذا، وقال: إنه كان هذا المال بطرسوس وعنها أخرج، وقد جرت لنا أحوال كنا فيها أحوج إليه من الأستاذ، فكففنا عنه وتركناه بحاله ليتولى من هو في يده منه ما تولى، فأمسك عنه خجلا. وكان أحمد هذا وأخوه محمد من أهل الرقه، وسكنا الثغر. أحمد بن الحسين الجزري التغلبي: المعروف بالأصفر «1» ، كان مقدما مذكورا، ظهر في الجزيرة، وعبر الى الشام مظهرا غزو الروم (59- ظ) فتبعه خلق عظيم من المسلمين، وجرت له مع الروم وقعات، ودخل حلب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائه، فقبض عليه لؤلؤ السيفي، وجعله في قلعة جلب.

وقرأت في تاريخ أبي غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري قال: فحدثني من شاهد عسكره أنه كان يكون في اليوم في ثلاثين ألفا، ثم يصير في يوم آخر في عشرة آلاف وأكثر وأقل لأنهم كانوا عواما وعربا، ونزل على شيزر، وطال أمره فاشتكاه بسيل «1» ملك الروم الى الحاكم، فأنفذ إليه مفلحا اللحياني في عسكر عظيم فطرده سنة خمس وتسعين. وقبض عليه أبو محمد لؤلؤ السيفي بخديعة خدعه بها، وذلك أنه أنفذ إليه أن يدخل إليه الى حلب، وأوهمه أنه يصير من قبله، فلما حصل عنده قبض عليه وجعله في القلعة مكرّما، لأنه كان يهوّل به على الروم. قال أبو غالب همام بن المهذب: ورأيته أنا وقد خرج مبارك الدولة سنة ست، وله شعرة، والمصحف في حجره على السرج وهو يقرأ فيه. ونقلت من خط يحيى بن علي بن عبد اللطيف بن زريق المؤرخ: وفي سنة خمس وتسعين ظهر رجل غازي متزيّ بزي الفقراء، ومعه خلق كثير من العرب يسمى أحمد بن الحسين أصفر تغلب، ويعرف بالأصفر، وتبعه وصحبه رجل من العرب يعرف بالحملي، وأسرى في جماعة من العرب وغيرهم ممن اجتمع إليه، ولقي عسكر الروم فأخذه وكسره (60- و) إلى أرتاح، وسار يريد أنطاكية نحو جسر الحديد، فلقيه بطريق من بطارقة السقلاروس «2» في عسكر كان معه، فقتل الحملي وانهزم الأصفر إلى بلد سروج «3» ، فانتهى إلى الماخسطرس «4» أن الاصفر ساكن في الجزيرة في ضيعة تعرف بكفر عزور «5» من عمل سروج، وهي ضيعة كبيرة ولها

أحمد بن الحسين أبو الفرج القاضي:

سور، فقصده في عساكره وعبر الفرات، نازل كفر عزور وكان قد اجتمع إليها أكثر أهل تلك الأعمال لحصانتها، وأقام ثمانية عشر يوما وفتحها وأخذ منها اثني عشر ألف أسير وغنائم كثيرة، وحرم الأصفر، وهرب هو بالليل، وكانت عرب بني نمير وكلاب اجتمعت مع وثاب «1» في زهاء ستة آلاف فارس، فلقوا عسكر الروم وظفروا بهم، وهرب الروم إلى أنطاكية وجد الماخسطرس في طلب الأصفر والتمس من لؤلؤ أن يحمله إليه خوفا من ارهاج المسلمين عليه، وتوسط الحال بينهما على أن يأتي إلى حلب على أن يكون الأصفر في القلعة بحلب معتقلا أبدا، وحمله إليه في شعبان سنة سبع وتسعين، فقيده لؤلؤ واعتقله ولم يزل في القلعة إلى أن حصلت حلب للمغاربة «2» في سنة ست وأربعمائة. أحمد بن الحسين أبو الفرج القاضي: قاضي طرسوس، كان فاضلا عالما، وهو الذي مدحه المتنبي بالقصيدة التي أخبرنا بها أبو محمد عبد العزيز بن محمود الأخضر البغدادي في كتابه، قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن (60- ظ) علي بن نصر بن سعيد البصري قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل قال: أخبرنا علي ابن أيوب بن الحسين بن الساربان قال: أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه يمدح أبا الفرج أحمد بن الحسين القاضي: لجنّية أم غادة رفع السّجف ... لوحشيّة لا ما لوحشيّة شنف قال فيها أردّد ويلي لو قضى الويل حاجة ... وأكثر لهفي لو شفى غلة لهف ضنى في الهوى كالسمّ في الشهد كامنا ... لذذت به جهلا وفي اللذّة الحتف

أحمد بن الحسين، وقيل الحسن:

فأفنى وما أفنته نفسي كأنما ... أبو الفرج القاضي له دونها كهف قليل الكرى لو كانت البيض والقنا ... كآرائه ما أغنت البيض والزّغف يقوم مقام الجيش تقطيب وجهه ... وتستغرق الألفاظ من لفظه حرف وإن فقد الاعطاء حنت يمينه ... إليه حنين الإلف فارقه الإلف أديب رست للعلم في أرض صدره ... جبال جبال الأرض في جنبها قفّ جواد سمت في الخير والشركفه ... سموا لودّ الدهر أن اسمه كفّ تفكّره علم ومنطقه حكم ... وباطنه دين وظاهره طرف «1» وهي طويلة اقتصرت منها على هذه الأبيات. أحمد بن الحسين، وقيل الحسن: أبو يوسف المصيصي الحاسب، له كتاب في الجبر والمقابلة، وقد ذكرناه فيمن اسم أبيه الحسن. (61- و) ومن أفراد حرف الحاء في آباء الأحمدين أحمد بن الحصين التميمي: ورد دابق في أيام عبد الملك بن مروان، وبها مسلمة بن عبد الملك، ودخل معه غازيا بلاد الروم حين توجه إلى القسطنطينية هو وأخوه مع الفتية الذين تابوا بالمدينة «2» . وسيأتي ذكر خبرهم إن شاء الله تعالى. أحمد بن حماد بن سفيان أبو عبد الرحمن القرشي: مولاهم، الكوفي، قاضي المصيصة، حدث عن خراش بن محمد بن خراش،

وهرون بن سعيد الأيلي، وأبي مسعود محمد بن عبد الملك بن محمد المؤدّب، وعقبة بن مكرم، واسحاق بن موسى، وأبي كريب الهمداني، وحكيم بن سعيد المازني، وأبي بلال الأشعري، وأحمد بن عبد المؤمن، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وجعفر بن دهقان، ويوسف بن موسى القطان، وأبي الربيع بن أخي رشدين، وعبد الرحمن بن الفضل بن مونق، ومحمد بن سليمان الأسدي، وعباد ابن يعقوب، وأبي عمرو بن حازم، ومحمد بن عوف، وأبي عبد الله أحمد بن يحيى ابن الوزير المصري، وكثير بن عبيد، وبشر بن هلال، وأبي سعد الأشج، وإبراهيم ابن مروان، وعبد الله بن حفص البرّاد، وعبد الله بن معاوية، واسرائيل «1» . روى عنه: أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبو عمرو بن السماك، وأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلّاد الرامهرمزي، وعبد الباقي بن (61- ظ) قانع، وأبو القاسم عبد الرحمن بن منصور ابن سهل بن عمرو الحلبي، وأبو بكر محمد بن الحسين السّبعي الحلبي الحافظ، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن الجلىّ الطرسوسي، وأبو عبد الله محمد بن نصر المصيصي، وجعفر بن محمد بن بنت حاتم، ومحمد بن إبراهيم بن حبّون الحجازي، ومحمد بن علي بن حبيش، وأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد. أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد أبي جرادة قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل ابن أحمد الجليّ الحلبي بها قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المعروف بابن الطيوري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل قال: حدثنا أحمد بن حماد القاضي قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا

عيسى بن عبد الله أبو بكر العلوي قال: حدثني أبي عن جدي عن جده عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زعم أنه يحبني ويبغض عليا فقد كذب» «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري القاضي بجامع دمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر ابن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن برامهرمز قال: حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن حفص البراد قال: حدثنا (62- و) يحيى بن ميمون قال: حدثنا أبو الأشهب العطاردي عن الحسن عن أبي أيوب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله عز وجل، أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا» «2» . أخبرنا أبو القاسم الأنصاري إذنا قال: أخبرنا أبو الحسن الغساني قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن حماد بن سفيان، أبو عبد الرحمن الكوفي القرشي مولاهم، سمع أبا بلال الأشعري، وهرون بن سعيد الأيلي، وعبد الله بن معاوية الجمحي وعقبة بن مكرم، وأبا كريب الهمداني، ويوسف بن موسى القطان ونحوهم، وقدم بغداد، وحدث بها فروى عنه أبو عمرو بن السماك وعبد الباقي ابن قانع، وجعفر بن محمد بن بنت حاتم بن ميمون، ومحمد بن علي بين حبيش، وكان ثقة، ولي قضاء المصيصة، وذكره الدارقطني، فقال: لا بأس به. أنبأنا عبد العزيز بن الأخضر، أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد عن أحمد بن

أحمد بن حمدان العائذي الضبي:

علي بن خلف عن أبي عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أحمد بن حماد بن سفيان القاضي، كوفي لا بأس به «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قال: قرأنا على أحمد بن الفرج بن الحجاج الوراق عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: توفي أبو عبد الرحمن أحمد بن حماد بن سفيان بالمصيصة ليومين بقيا من المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب. أنبأنا حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحربي قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وتسعين ومائتين: أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، وهو قاضي المصيصة؛ يعني مات. أحمد بن حمدان العائذي الضبي: أبو الحسن الأنطاكي، من بني عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد، وقيل عائذ الله بن سعيد بن (62- ظ) ضبة من أهل أنطاكية، يروي عن الحسين بن الجنيد الدامغاني روى عنه علي بن الفضل بن طاهر البلخي، والمثلم بن المشخر الضبي. من اسم أبيه حمدون من الاحمدين أحمد بن حمدون بن اسماعيل بن داود: أبو عبد الله الكاتب الشاعر، وقد سماه بعضهم محمدا؛ قدم حلب صحبة المتوكل حين قدمها، وغزا الروم مع المأمون والمعتصم، واجتاز بحلب في غزاته تلك. روى عن أبيه حمدون بن اسماعيل، وعن الواثق بن المعتصم، روى عنه

أحمد بن الطيب السرخسي، وعلي بن محمد بن بسام، والحسن بن محمد، عم أبي الفرج الأصبهاني، وجعفر بن قدامة، وكان أديبا شاعرا. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، إذنا، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي علي البصري، إذنا، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري قال: حدثنا أحمد بن اسحاق بن ابراهيم قال: حدثنا أحمد بن الطيب السرخسي قال: حدثني أبو عبد الله بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه قال: سمعت المعتصم بالله يحدث عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم: وذكر الحجامة يوم الخميس فكرهها. كتب إلينا أبو روح بن محمد الهروي أن زاهر بن طاهر المستملي أخبرهم- إجازة إن لم يكن سماعا- عن أبي القاسم علي بن أحمد البندار قال: أنبأنا أبو أحمد عبيد الله (63- و) بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، إجازة، قال:- في كتاب الأوراق، في ذكر من نفاه المتوكل- قال: ونفى أحمد بن حمدون النديم الى بغداد، وقطع طرف أذنه وقال له: أنت قدت علي بعض غلماني، ثم رده «1» . أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن، تاج الأمناء، قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن حمدون بن اسماعيل بن داود، أبو عبد الله الكاتب، شاعر في غاية الظرف والملاحة والأدب، حكى عن الواثق وعن أبيه حمدون، قدم دمشق في صحبة المتوكل، وامتدحه البحتري. روى عنه علي بن محمد بن نصر بن بسام- وهو ابن أخته-، وجعفر بن بغية الطلب في تاريخ حلب م (45)

قدامة، والحسن بن محمد- عم أبي الفرج الأصبهاني-، وأحمد بن الطيب السرخسي. وذكره أبو عبد الله محمد بن داود الجراح في كتاب الورقة في أسماء الشعراء، وأنشد له في أحمد بن محمد بن ثوابة، وكان ابن حمدون يلقبه لبابة، وكان ابن ثوابة قد دعا أبا القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب فبزل لموسى بن بغا رغيفا من بيت ابن ثوابة، فمات موسى من غد ذلك اليوم «1» . فقال: استعذنا الإله من شر ما يطرق ... صبحا ومن رغيف لبابه قد دهانا الرغيف في الفارس المعلم ... واجتث ملكه ونصابه من رأى مصرع الأمير فلا يطعم ... طعاما من منزل ابن ثوابه فلقد حرم الإله على كل ... أديب طعامه وشرابه (63- ظ) إن فيه خلائقا وخصالا ... موجبات هجرانه واجتنابه صلف معجب بغيض مقيت ... أحمق مائق ضعيف الكتابه قال: ومن شعره يعاتب أبا الحسن علي بن يحيى المنجم: من عذيري من أبي حسن ... حين يجفوني ويصرمني كان لي خلّا وكنت له ... كامتزاج الراح بالبدن فوشى واش فغيّره ... وعليه كان يحسدني إنما يزداد معرفة ... بودادي حين يفقدني أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي ببلخ قال: وروي أنه رمدت عين الفتح بن خاقان «2» فقال فيه أحمد بن حمدون:

أحمد بن حمدون:

عيناي أحمل من عينيك للرمد ... فاسلم وكان الأذى بي آخر الأبد من ضن عنك بعينيه ومهجته ... فلا رأى الخير في مال ولا ولد فدتك من ألم الشكوى ولوعتها ... نفس تخلصتها من مخلب الأسد لولا رجاؤك لم تلبث ولا سكنت ... ولا استقر قرار الروح في الجسد أحمد بن حمدون: وقيل: محمد بن حمدون، بن مغرض بن صالح بن عمر بن خالد بن سويد ابن يحيى بن الكوثر بن الفرج بن المنذر بن محذور بن سعدين بن مغرض بن عائذ ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبره التنوخي، أبو الحسين (64- و) وقيل أبو الحسن، وقيل فيه: أحمد بن محمد، عوض حمدون، ويعرف بالقنوع المعري، شاعر من أهل معرة النعمان، حسن الشعر، روى عنه شيئا من شعره أبو يعلى محمد بن الحسن البصري، وابراهيم بن أحمد بن الليث الآذري الكاتب؛ وقيل: إنما لقب بالقنوع لأنه قال: قد قنعت من الدنيا بكسرة وكسوة. وقال ابراهيم الآذري في ذكره: إنه رضي من دنياه بسد الجوع ولبس المرقوع، ولهذا لقب بالقنوع. قرأت في مراثي بني المهذب، في مرثية أبي عبد الله الحسين بن اسماعيل بن جعفر بن علي ابن المهذب، وقال أبو الحسين أحمد بن حمدون القنوع يرثيه: أما وذهاب الحزن في كل مذهب ... وروعات قلب ذاهل غير قلّب لقد شغلتني عن رزية واحدي ... رزية أهل الفضل آل المهذب فحتى متى يا دهر لست بمعتبي ... وفيم على ما فات منك تعتبي تصبرت حتى عيل صبري وأخلقت ... قوي جلدي في موطني وتغربي ولي عبرات عبرت عن ضمائري ... بألسن دمع ترجمت عن تلهّبي فلله أنفاس علت في تصعد ... وأدمع أجفان هوت في تصوّب

أحمد بن حمدون البالسي:

وسنذكر في كل حرف ما سمي به، ونورد من شعره في ذلك الحرف ما نسب الى ذلك الاسم، والذي يترجح عندي أن اسمه محمد بن حمدون لان الاكثر عليه، والله أعلم. (64- ظ) . أحمد بن حمدون البالسي: حدث «1» ... روى عنه الفقيه أبو شاكر عثمان بن محمد بن الحجاج بن رزام البزاز النيسابوري. أحمد بن حمدويه بن موسى: أبو حامد المؤذن النيسابوري، كان من الصلحاء الراغبين في عمل الخير وقدم طرسوس مجاهدا في سبيل الله عز وجل، وأقام بها مرابطا ثلاث سنين. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبوي عثمان الصابوني والبحتري كتبوا اليه، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أحمد بن حمدويه بن موسى النيسابوري أبو حامد المؤذن الفامي بباب عزرة. وكان من أعيان الصالحين جاور بمكة خمس سنين، وبطرسوس ثلاث سنين، وكان كثير الحج والجهاد والاحسان الى أكابر العلماء، بلغني أن أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة كان لا يخلو من مال لا حمد بن حمدويه قرضا عليه، وكان يفرق بمكة ونيسابور. سمع بنيسابور ابراهيم بن عبد الله السعدي، ومحمد بن عبد الوهاب،

من اسم أبيه حمزة من الاحمدين

وقطن بن ابراهيم، ومحمد بن يزيد، وبالري أبا حاتم وطبقته، وببغداد أبا قلابة وطبقته، والكوفة أحمد بن حازم بن أبي غرزة وطبقته، وبالحجاز محمد بن اسماعيل بن سالم، وابن أبي مسرة وطبقتهما، وبالبصرة (65- و) أبا داود السجستاني وطبقته. روى عنه: أبو سعيد بن أبي عثمان، وابنه أبو سعيد، وأبو الطيب المذكر وغيرهم. وقال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي حامد يقول: توفي أبي رحمه الله في جمادي الآخرة سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وصلى عليه أبو عمرو الحيري، ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ. من اسم أبيه حمزة من الاحمدين أحمد بن حمزة بن الحسين بن الشام الحلبي: أصله من طرابلس، وسكن حلب فنسب اليها، وكان أديبا فاضلا متقنا، له خط حسن على غاية ما يكون من الضبط والاتقان، وهو من بيت مشهور بالفضل والادب، وكان جدهم يعرف بالشام يده، فاختصر بعد ذلك، وقيل الشام. قال لي ياقوت بن عبد الله الحموي: رأيت بخطه نسخة من شعر المتنبي نسخه بمصر في سنة ثمان وخمسمائة، وله عليه نكت حسنة من كلامه تدل على علمه وفضله، وذكر أنه نقله من نسخة بخط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي «1» . أحمد بن حمزة بن حماد: أبو الفضل، شاعر كان بمعرة النعمان، وقفت له على أبيات يرثي بها أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وعلى أبيات يرثي بها أبا طاهر حامد بن جعفر بن

المهذب، فأما مرثيته في أبي العلاء (65- ظ) فانني وقفت عليها في جزء وقع الي بخط بعض المعريين، جمع فيه مارثي به أبو العلاء حين مات، وأورد فيه لاحمد ابن حمزة بن حماد: لعظيم هذا الرز حار لساني ... ونأى وخان لما أجن جناني هدم الردى من كان يبني جاهدا ... مجدا لأهل معرة النعمان أترى يد الدنيا تجود بمثله ... هيهات ليس يرى له من ثان شرف العلوم وتاج أرباب العلى ... كنف العديم ومعدن الاحسان أسفي عليه مجدد ما ينقضي ... أو ينقضي عمري ووقت زماني ما كنت أدري قبل ميتة أحمد ... أن البحار تلف في الأكفان حتى رأيت أبا العلاء موسدا ... فرويت ذاك رواية بعيان لله ما يحوي الثرى من جسمه ... ويضم من شرف بغير بنان فخر لو أن الفخر ينطق لا نبرى ... منه التفاخر ناطقا ببيان اني وان أوردت معنى حازه ... علمي لقد خلفت فيه معاني يا موت أنت سقيتني كأس الردى ... وملأت قلبي غلّة الأحزان وقصدت سيدنا فأمس ثاويا ... ما بيننا فهو البعيد الداني وأما مرثية أبي طاهر بن المهذب فانني قرأتها في جزء يتضمن مراثي بني المهذب المعريين حمله إلي بعضهم فنقلت منه قوله: جسمي من الوجد الدخيل نحيل ... وكذا الفؤاد متيم معلول (66- ظ) لي مقلة لا ينقضي هملانها ... وجوى على مر الزمان طويل ذهب الذي قد زال صبري بعده ... عني وحزني ما أراه يزول قد كنت أرجو أن يفادي ميت ... ويكون منه لدى الحمام بديل

أحمد بن حمزة بن سويد المعري:

فأكون أول باذل نفسي له ... لو كان لي فيما أروم سبيل آل المهذب قد عرتكم نكبة ... والصبر عند النائبات جميل فقد الرئيس وليس يوجد مثله ... طول الزمان لأن ذاك قليل هو ماجد من أهل بيت طاهر ... وفواضل فيساره مبذول قد عاش ذا دعة لأهل وداده ... ولحاسديه صارم مصقول توفي هذا الشاعر في سنة تسع وأربعين وأربعمائة أو بعدها، فإنه رثى أبا العلاء في هذا التاريخ. أحمد بن حمزة بن سويد المعري: شاعر آخر كان بمعرة النعمان، ظفرت من شعره بأبيات وقعت إلي أيضا في الجزء الذي حمل إلي في مراثي بني المهذب، يرثي بها أبا الفضل عامر بن شهاب وأبا اليسر عبد الجبار بن محمد بن المهذب وهي: يعارض وجدا في الحشا عارض الفكر ... فينهلّ دمع العين مني ولا أدري وأرفل في ثوب الكآبة كلما ... تذكرت فقدي عامرا وأبا اليسر تقيّين حازا كل فخر وسؤدد ... فمجدهما عال على الأنجم الزهر (66- ظ) وفيّين كانا زاهدين تورعا ... فقد أمنا من كلفة الاثم والوزر وما حيلة المشتاق فيمن يودّه ... إذا غيّبوه عنه في ظلمة القبر وقد رمت صبرا عنهما فوجدته ... أمرّ مذاقا من مساوغة الصّبر لقد ألبسا جسمي الصّبابه والضنا ... وقد حملاني الحزن وقرا على وقر سأبكيهما ما عشت دمعا فإن ونت ... دموعي عن التسكاب بكّيت بالشعر

أحمد بن حمزة بن عبيد الله:

أحمد بن حمزة بن عبيد الله: وقيل عبد الله، أبو نصر الأسدي الملقب بالمهند، «1» ويعرف بابن الخيشي الحلبي الشاعر، شاعر مجيد، جزل الألفاظ حسن المعاني، أصله من خلاط، «2» وأقام بحلب فنسب إليها، روى عنه شيئا من شعره أبو عبد الله بن الخياط الشاعر، وأبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم التميمي «3» ، وكان قد أنزله حمدان حمدان عنده بداره بالأثارب، فأقام ابن الخيشي عنده بها أشهرا. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد الملحي لفظا قال: أنشدني أيضا- يعني حمدان بن عبد الرحيم- لأبي الخيشي من قصيدة إلى سلطان الأمراء «4» يستهدي منه مملوكا. وما ثلاثون دينارا تحوز بها ... شكري وعندك نزر ألف دينار غدا يسوّد نبت الشّعر عارضة ... وعارض المجد مبيض بأشعاري (67- و) وقرأت في شرح خطبة ديوان شعر أبي القاسم بن أفلح الشاعر وهو الشارح لها لابن الخيشي الحلبي.

عقبان روع والسروج وكورها ... وليوث حرب والقنا آجام وبدور تمّ والترائك في الوغى ... هالاتها والسابري غمام جادوا بممنوع التلاد وجوّدوا ... ضربا تجدّ به الطلى والهام وتحاورت أسيافهم وجيادهم ... فالأرض تمطر والسماء تغام (67- ظ) «1»

تنبيه

تنبيه بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني قال: قال أبو عبد الله بن الخياط: رأيت الأمير ابن المهند أبا نصر أحمد بن حمزة الخيشي بطرابلس، وكنا نجتمع على الطريق وكان يتشوق إليّ أبدا، واجتمعنا يوما في أوائل شهر رمضان فعرض عليّ الإفطار عنده فامتنعت، فلم يراجعني، وافترقنا، وأتبعني غلامه وأنا لا أعلم، فعرف البيت ورصدني الى حين خروجي فخالفني إليه فغشّ القفل، ونقل جميع ما فيه الى بيت مولاه، فلما انصرفت عشاء وعاينت بيتي ظننت أني سرقت، وإذا الأمير الخيشي قد وافاني يضحك، فعلمت أنه صاحب القصة، وما برح حتى انصرفت معه، فأقمت عنده الشهر كلّه. قال أبو عبد الله: ورأيته في هذا الشهر وقد بيّض سبعا وعشرين قصيدة لجماعة من الطرابلسيين وصار إليه منهم نحو مائتي دينار، فعرض علي القسمة فما فعلت، ولم يحصل لي أنا شيء. قال القيسراني وكان أبو عبد الله يروي له أشعارا جيدة منها القطعة التي عملها في ابن الأحمر: «1»

هو البيين لا أشكو الصبابة لولاه ... ........ قال: وكان أبو عبد الله يستجيدها ويعجب من قوله فيها في صفة الطبيب «1» . (69- و) قال: وسمعته يوما ينشد: لا تخد عن الأماني بالمواعيد ... وكلفّ العزم رمي البيد بالبيد فالجد ما صافحت بالمدلجين بها ... أيدي النجائب هامات القراديد «2» فقلت: لمن هذا؟ فقال: للخيشي يمدح بها نصر بن محمود «3» يقول فيها: صاحت بهام العدى والضرب يحرسهم ... نصر من الله يا نصر بن محمود نقلت من خط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي منقذ، وأخبرنا به أبو الحسن محمد بن أحمد ابن علي عنه، إجازة، قال: ومن شعراء الشام الأمير المهند أبو نصر أحمد بن عبيد الله الأسدي المعروف بالخيشي، وهو شاعر مجيد عجيب الاسلوب، طويل النفس، يخرج من حسن الى حسن، وكان يبسط لسانه بالهجو سرا، ويترفع عنه ظاهرا؛ فمن شعره يمدح ضياء الدولة أبا علي حسن بن منيع «4» قصيدة أولها: كم بين غيطل «5» في الهوى ومعان ... من أربع أشتاقها ومغاني فارقتها والقلب في قرصاتها «6» ... مستوطن فأنا البعيد الدّاني

لولا غرام لي جريت بحكمها ... لثنى إليها الاشتياق عناني عجبا لصبري واشتياقي كلما ... اعتلجا بقلبي كيف يتفقان إني لأنأى مرغما وكذاك من ... لا يبلغ الأوطار في الأوطان وأصد عن شرب النمير «1» على الظما ... والذلّ فيه تعلة الظمآن (69- ظ) لا خير في أرض ولا قوم معا ... لا يعرفون بها شريف مكان ومنها: وإذا الرجال غدت عليّ قلوبهم ... قلبا تفيض بجمة الأضغان وليت أطراف العوالي متحها «2» ... في نزحها عوضا من الأشطان «3» إن لم أجشمها الخطار فلا عصت ... يمناي يوم كريهة بيماني «4» أصبحت في الأقوام أحسب شاعرا ... يا فضل «5» قد بالغت في نقصاني أعلى السؤال معولي يا سنّة ... شانت علاي ولم يكن من شاني لا رزق إلا بالصوارم والقنا ... عندي وبعض الرزق كالحرمان أعززت بالآداب نفسا مرة ... فعلام أعرضها بسوق هوان ولقد صدفت عن القوافي برهة ... وأرحت منها خاطري ولساني حتى تعرض لي ضياء الدولة ... العظمى «6» بغامر فضله فثناني وعلا على عنق القريض نواله ... متغطرسا فانقاد بعد حران

هكذا ذكره أسامه ونسبه الى جده عبيد الله وأسقط ذكر أبيه حمزة. وذكره.... «1» ابن الزبير في كتاب جنان الجنان وقال: شاعر مجيد من شعره: هذا الحمى وكناس الغيد والبان ... فاستوقف الركب واسأل أية بانوا عسى حمائمه يعلمن من خبر ... أو عندهنّ لسر الدّمع إعلان أشبهننا فوق أكوار المطي وقد ... مادت بهن من الأشجار أغصان (70- و) وما شجا القلب تغريد سجعن به ... إلا ونمت صبابات وأشجان إذا هتفن بأطراف الغصون ضحى ... هاجت لنا الوجد أوطار وأوطان وفي الهوادج أقمار تضمنها ... مثل النواظر تحويهن أجفان تألفت لتلاف الصبّ واختلفت ... منها بدور وأغصان وكثبان وفي رحالهم قلب تقسمه ... بالبغض والحب آساد وغزلان ما زال يطمعني منهم ويوئسني ... ظبي غرير وباغي الغرم غيران إن قلت إن شبابي قد مضى وأنا ... كما عهدت الي ظمياء ظمآن فكم بنعمي شبيب شبّ من هرم ... وكم صد بأبي الريان ريان كأنه وكأنّ الأعوجي إذا ... رمى به الروع ضرغام وسرحان ملء النواظر والراحات من يده ... ووجهه للندى حسن واحسان وقال: أيا من يستحلّ دمي ... ويظهر للورى ورعا

أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن خزيمة الهروي:

أما ترثي لمكتئب ... نقضت عهوده ورعا وكان حمامه بكم ... ومبدأ حبكم ولعا فقل لفتى تعثر في ... هواك سلامة ولعا قال: وكتب الى الأمير سديد الملك، يعني أبا الحسن بن منقذ. إني وحقك في طرابلس كما ... تهوى العدى تحت المقيم المقعد (70- ظ) أما المحرم قد حرمت نجاز ما ... وعدوا وفي صفر فقد صفرت يدي قالت لي العلياء لما أن سقو ... ني كاس مطلهم سكرت فعربد قرأت بخط أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وأخبرنا به أبو الحسن محمد ابن أحمد بن علي إجازة عنه قال: كتب عبد الله بن الدويدة المعري الى جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ وقد وفد عليه ابن الخيشي الشاعر: يا عليّ بن منقذ يا هماما ... حين يدعى الوغي يعدّ بجيش قد أتاك الخيشي في وسط آب ... بقريض يغنيك عن بيت خيش أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن خزيمة الهروي: أبو اسماعيل الحداد الصوفي المعروف بعمويه شيخ الصوفية بهراة «1» (71- و) . أحمد بن حميدان الرماني: أبو القاسم، له كلام حسن في الحقيقة وطريقة الصوفية. روى عنه أبو الفرج هبة الله بن سهل، وقدم حلب في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، وحضر عنده وفاوضه في شيء.

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي قال: أخبرنا الحافظ أبو موسى محمد أبي بكر بن أحمد المديني إجازة قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر الإمام قال: أخبرنا أبو مسعود بن أبي القاسم قال: أخبرنا أبو سعد الماليني إجازة قال سمعت أبا الفرج هبة الله بن سهل يقول: سمعت أبا القاسم أحمد بن حميدان الرماني يقول: دخلت حلب فأحضرت بين يدي سيف الدولة فقال لي: بما تدخل في الصلاة؟ فقلت على مذهبنا أو مذهبكم؟ فقال: وايش مذهبنا ومذهبكم؟ فقلت: أما على مذهبكم فتدخل بفرضين وسنة التكبير فرضاه، ورفع اليدين عند التكبير سنة، وأما على مذهبنا فالدخول بالله والخروج بالله عز وجل.

ذكر حرف الخاء في آباء الأحمدين من اسم أبيه خالد

ذكر حرف الخاء في آباء الأحمدين من اسم أبيه خالد أحمد بن خالد المزني الحلبي: حدث عن مبشّر بن اسماعيل الحلبي، روى عنه سليمان بن عبد الحميد البهراني. أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب، وسمعت منه بدمشق، قال: أخبرنا أبو المحاسن (72- و) نصر بن المظفر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله بن مندة قال: أحمد بن خالد المزني من أهل حلب؛ سمع مبشّر بن اسماعيل؛ روى عنه سليمان بن عبد الحميد البهراني. أحمد بن خالد الدامغاني: أبو العباس، نزيل نيسابور، كان رحالا، واسع الرحلة، دخل الشام، وسمع بتل منّس «1» من ناحية حلب المسيّب بن واضح السلمي. (72- ظ) . أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر الغزال قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني ببغداد قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحتري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا إليه: بغية الطلب في تاريخ حلب م (46)

ومن أفراد حرف الخاء في آباء الاحمدين

أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: أحمد بن خالد أبو العباس الدامغاني نزيل نيسابور، شيخ ثقة، كثير الرحلة، سكن نيسابور وتوفي بها، سمع ببغداد داوود بن رشيد، وعبيد الله بن عمر القواريري وغيرهما، وبالبصرة نصر بن علي، وعمر بن علي وأقرانهما؛ وبالكوفة أبا كريب وأقرانه، وبالحجاز أبا منصور الزهري ويعقوب بن حميد، وبمصر الحارث بن مسكين، وأبا الطاهر، وعيسى بن حماد، وأبا الربيع الرشيدي وغيرهم؛ وبالشام محمد بن المصفى، والمسيّب بن واضح، وهشام بن عمار، ودحيم بن اليتيم، روى عنه أبو العباس الكوكبي، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو بكر بن علي، وأبو عبد الله بن يعقوب، وهم حفاظ بلدنا. قال أبو عبد الله الحافظ: أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله عن (73- و) أبيه قال: توفي أحمد بن خالد الدامغاني بنيسابور سنة ثمان وثمانين ومائتين. ومن أفراد حرف الخاء في آباء الاحمدين أحمد بن الخصيب بن عبد الرحمن: نزيل طرسوس؛ حدث عن محمد بن عمرو بن جبلة، وأحمد بن محمد بن حنبل، وصحبه وأخذ عنه الفقه؛ روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم، وكان فقيها تصدر بطرسوس، وكان له حلقة فقه بها. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور الجمال قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: أحمد بن الخصيب، سكن طرسوس. حدثنا أبو محمد بن الحجاج قال: حدثنا أبو عمرو بن حكيم قال: حدثنا أحمد بن الخصيب بطرسوس قال: حدثنا محمد بن عمر بن جبلة قال: حدثنا

أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس:

أبو الحواب عمار بن رزيق عن الاعمش عن أبي اسحاق عن أبي أسماء عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لبيك بحجة وعمرة معا «1» . أنبأنا أبو الحجاج يوسف قال: أخبرنا أبو محمد فارس بن أبي القاسم بن فارس الحربي قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أحمد بن الخصيب بن عبد الرحمن، ذكره أبو بكر الخلال، فقال: مشهور بطرسوس، كان له حلقة فقه، ورئيس قومه، نقل عن إمامنا (73- ظ) مسائل جيادا «2» . أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس: أبو المعالي بن أبي طالب بن أبي محمد بن أبي البركات الدمشقي، شيخ حسن صحيح السماع ثقة، سمع والده الخضر بن هبة الله بن أحمد، وأبا يعلي بن كروس سمعت عليه الاربعين حديثا التي جمعها نصر بن ابراهيم المقدسي بروايته لها عن أبي يعلي بن كروس عن الفقيه نصر، وسألته عن مولده فقال: تقديرا بعد الاربعين وخمسمائة، فانني في عشر الثمانين، وكان سؤالي إياه في شوال سنة ثلاث وعشرين وستمائة بدمشق، قال لي: ودخلت حلب وأقمت بها مدة، وهو من بيت مشهور بدمشق، خرج منه جماعة من أهل الحديث. أخبرنا أبو المعالي أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس السلمي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا الامام أبو الفتح نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسي بقراءته علينا من لفظه بدمشق

قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد السراج بدمشق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن السقاء بحلب قال: حدثنا محمد بن معاذ بن هشام قال: حدثنا محمد بن كثير قال: حدثنا مسلم بن ابراهيم الفراهيدي قال: حدثنا هشام وأبان قالا: حدثنا يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث (74- و) دعوات لا شك فيهن، دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم» ، قال أبان: «دعوة الوالد على ولده» . «1» . أخبرنا أبو المعالي قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس قال: أخبرنا أبو الفتح الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: أخبرنا أبو الفتح- هو- الفرغاني قال: سمعت أبا القاسم المفسر يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن علي ابن الطيان القمي يقول: قال سالم خادم ذي النون المصري: قال ذو النون: رأيت مجنونا أسود في بعض البوادي كلما ذكر الله عز وجل أبيض، فسمعته يقول، وقد سألته: لم لا تأنسن بالناس؟ فقال: أنست به فما أبغي سواه ... مخافة أن أضل فلا أراه وحسبك حسرة وضنا وسقما ... يصادر عن موارد أولياه أخبرني جمال الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمود الصابوني أن شيخنا أبا المعاني أحمد بن الخضر بن طاووس توفي بدمشق في رابع شهر رمضان من سنة خمس وعشرين وستمائة. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات في سنة خمس وعشرين وستمائة: وفي شهر رمضان توفي الشيخ الاجل أبو المعالي بن الشيخ الاجل أبي البركات أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس بن

أحمد بن الخطاب السميساطي:

موسى بن العباس بن طاووس، البغدادي الاصل الدمشقي المولد والدار، بدمشق سمع من أبي يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس السلمي، وغالب ظني أنني لقيته ببلبيس، ولم يتفق لي السماع منه، ولنا منه اجازة، وهو من بيت الحديث. أحمد بن الخطاب السميساطي: من أهل سميساط «1» من الثغور الجزرية على شاطىء الفرات، «2» وقد ذكرناه. أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد ابن مندة (74- ظ) قال: أحمد بن الخطاب من أهل سميساط، حدث عن العلاء ابن هلال، روى عنه ابن قتيبة. أحمد بن خلد: أبو العباس المعروف بابن حياة أمها، رجل أديب فاضل، قرأ بحلب على أبي عبد الله الحسين بن خالويه، وتصدر بعده بحلب لافادة علم الادب، قرأ عليه جماعة من الادباء بها، ورأيته مضبوطا في بعض الاسانيد التي ظفرت فيها بذكره بفتح الخاء واللام. أحمد بن خلف بن أحمد بن علي: أبو العباس المعري، المعروف بالممتع، أديب شاعر فاضل كان مقيما بحلب في أيام بني مرداس الكلابيين، وهو شاعر حسن الشعر، سمع الحديث بحلب من

الشيخ أبي عبيد الله بن عبد السلام بن أبي نمير العابد، ومن أبي الحسن علي بن محمد بن الطيوري، وبمعرة النعمان من الشيخ أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن ابن سليمان، وحدث بمعرة النعمان عن أبي الحسين محمد بن أحمد الرقي الصوفي. روى عنه أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وذكره أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في رسالة الغفران التي أجاب بها علي بن منصور الحلبي المعروف بدوخلة فقال: وسيدي الشيخ أبو العباس الممتع أدام الله عزه: في السن ولد، وفي المودة أخ، وفي فضله جد أو أب، وانه في أدبه لكما قال تعالى: «وما لأحد عنده من نعمة تجزى» «1» . وإياه (75- و) عنى أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصين بقوله في أبيات كتبها الى تلميذه أبي اليمن محمد بن الخضر المعروف بالسابق بن أبي مهزول المعري، ونقلته من خط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي: أيها السابق الذي سبق النا ... س الى المعجزات يوم الرّهان ذهب الممتنع الأديب وخلّا ... ك أباه تجلو غريب المعاني لأن أبا الممتنع اسمه خلف، فقال: ذهب الممتنع وخلاك خلفا من بعده. كتبت الينا زينب بنت عبد الرحمن الشعري من نيسابور أن أبا القاسم محمود ابن عمر الزمخشري أخبرها اجازة، وقرأته بخطه في معجم أبي سعد السمان في الكتب الموقوفة في مشهد أبي حنيفة رضي الله عنه، ظاهر بغداد، قال: حدثني الاستاذ أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد

اسماعيل بن علي بن الحسين السمان اجازة قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن خلف الممتع بقراءتي عليه بمعرة النعمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد أحمد الرقي الصوفي قال: حدثنا أبو هاشم محمد بن أحمد بن سنان بالموصل قال: حدثنا جدي قال: حدثنا عبد الله بن أيوب بن أبي علاج قال: حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله: ما منتهى العلم الذي اذا علمه العبد كان عالما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي (75- ظ) «1» أربعين حديثا من أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» «2» . وقع الي جزء بخط بعض المعريين يتضمن مراثي أبي العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان فقرأت فيه لأحمد بن خلف الممتع يرثيه: قبر تضمن شخص العالم العلم ... يجلّ عن لامس أو لاثم بفم جادت عليه غوادي الدمع واتصلت ... بها السواري فأغنته عن الديم وآلت الشمس لا تنفك كاسفة ... فسوّدت غرر الأيام بالظّلم فلو تكون على هاماتنا لمما «3» ... لما ألم بياض الشيب باللمم نبغي السرور من الدنيا وقد قدرت ... بها الهموم على الأقدار والهمم وما تزال بنا الآمال مائلة ... الى المطامع في وجد وفي عدم إذا الشبيبة بانت عن أخي أرب ... فلا مآرب بعد الشيب والهرم نبكي الأقارب منّا والبكاء على ... نفوسنا واجب إذ نقتدي بهم فليت ذا الحلم منّا حين نفقده ... مخبر بالذي يلقاه في الحلم

وليت من بديار الشام منزله ... ليوم رب العلى والمجد لم يشم في قلب كل يمان نازح ألم ... فلا يلام حليف القرب في الألم وفي تهامة أحشاء حشين أسى ... وأعين كحلت بالسهد لا التهم وقاطنون رأوا تحريم أمنهم ... على النفوس وما بانوا عن الحرم لا ينعمون بحال يظفرون بها ... من الزمان وهم حالون بالنعم (76- و) قوم الى شرف الآباء نسبتهم ... فطيب فرعهم الزاكي بأصلهم يرون موت ابن عبد الله عندهم ... نظير موت ابن عبد الله جدّهم وما العراق بمذموم على جذل ... لوصف أكثره بالغدر في الذمم أبان صفحة أهل العلم فيه لمن ... رأى التصفح من عرب ومن عجم وبثّ من علمه كتبا مصححة ... بها أبان لهم تصحيف كتبهم وكان أحدث ما أملاه بينهم ... يفوق أفضل ما أملى أولو القدم فسلمت لسليمان وأسرته ... بنو الأكارم طرف العلم بالكرم فما يصنّف علم مثل علمهم ... ولا يشرف بيت مثل بيتهم تميّزوا بخلال لا نظير لها ... مع الجلال جلال الحكم والحكم وقد تضمّن عبد الله فخرهم ... فليس يوجد فخر مثل فخرهم يريد أبا محمد عبد الله بن أبي المجد أخي أبي العلاء، وكان قاضي معرة النعمان، والقصيدة طويلة اقتصرت منها على هذا القدر، وقرأت بعدها في الجزء المذكور، وله فيه أيضا: أيّ بحر ما كان يخشى عبابه ... وبدرّ المحار يزرى حبابه وطريق الى العلاء محوب «1» ... بأبيه ما ضله محتابه

يوم أفضى إلى قرار ضريح ... كل جفن عليه تهمى سحابه ما الخضمّ المحيط إلا الذي يع ... رب فيه عن الأريب ارتيابه (76- ظ) غاض منه ما طبّق الأرض إذ فا ... ض فلم تحم عنه طودا شعابه فكأن الزمان لم يبق فيه ... مذ عداة التقاء أو لأسرابه ترب الدهر من وحيد بنيه ... فبعيد بمثله أترابه وتألت أن لا أتت بنظير ... بعده في صفاته أحقابه وادعى النقص غاية الفضل إذ لا ... حكم يدرء المحال صوابه ونأى النازح الغريب الذي كا ... ن إليه نزوحه واغترابه فعزيز على المحلّ الذي حو ... ول عنه أن يغلق الدهر بابه ولقد كان لا يخاف إذا آ ... ن أوان الحجاب منه حجابه ويرى نازلا به كلّ من حي ... ن يروم الركوب يغش ركابه طالبا منه ما يهون عليه ... وهو مستصعب يعزّ طلابه فكأنّ الملوك تصحب للعز ... زة في كونها لديه صحابة أدّبتها وهذّبت رأيها الثا ... قب في كلّ مذهب آدابه كلّ ملك يزينه عنه ما يح ... فظ لا تاجه ولا ألقابه لا يرجّيه للثواب وإن كا ... ن جزيلا على العفاة ثوابه ورع يؤنس الجليس ولا يؤا ... نس منه إذا يغيب اغتيابه لم يخلّف من طول دنياه ما يح ... سب كيلا يطول فيه حسابه أتنوخ اعقري الجياد وحطّي ... كلّ عال على السها أطنابه (77- و) فلقد راح واغتدى ابن تراب ... بعد حمر القباب سودا قبابه وإلى غير ما انتسبت إليه ... من بني يعرب الكرام انتسابه

أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الحلبي:

كل يوم ترون في الحيّ كالحو ... م «1» تراغى قرومه وسقابه «2» لا تظني حولا يحول فللقى ... قاضيا للآسي عليه انقضابه واضربي في البلاد طولا وعرضا ... أبدا لن ترى بها أضرابه غاب عن لدنها السنان فما تح ... دث نفعا بعد السنان كعابه وتعرّي من المعرّة إذ كا ... ن ذهاب الجمال عنها ذهابه أو أقيمي بها فأكثر أسبا ... ب علاها وفخرها أسبابه منها: بان منيّ من كان يكثر عني ... في الخطوب التي تنوب منابه إن قضى نحبه فإني من لا ... ينقضي أو إليه يفضي انتحابه وقليل لذي الكآبة والوج ... د عليه بكاؤه واكتئابه فوشى قبره الربيع ولا زا ... ل مرّ باعلى ثراه ربابه «3» أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الحلبي: أبو عبد الله الكندي، سمع بحلب زهير بن عبّاد الرواسي، وأبا نعيم عبيد بن هشام الحلبي، ومحمد بن أبي أسامة الحلبي، وعبيد بن جناد الحلبي القاضي، وأبا توبة الربيع بن نافع الحلبي، وبالثغور محمد بن عيسى الطبّاع، وإبراهيم بن مهدي المصّيصي، (77- ظ) وإسحاق بن عبد الله الأذني التميمي، وعبد الله بن السري الأنطاكي، وسعيد بن رحمة، وعبد الرحيم بن مطرف السروجي، وبدمشق عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي، وبحمص أبا اليمان

الحكم بن نافع، وعبد الله بن جعفر الرّقي، وبالحجاز عبد الله بن الزبير الحميدي، واسماعيل بن أبي أويس، وبالعراق أبا نعيم الفضل بن دكين، وحدّث بحلب عنهم، وعن محمد بن معاوية النيسابوري، وأبي الحسين يوسف بن يونس الأفطس. روى عنه أبو جعفر أحمد بن اسحاق بن يزيد قاضي حلب، وأبو بكر محمد ابن الحسين بن صالح السبيعي الحلبيان، وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بريد الكوفي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي المصيصي، وأبو بكر أحمد ابن مروان المالكي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، وعمر بن محمد بن سليمان العطار نزيل مصر، وأبو زرعة أحمد بن شبيب الصوري، وأبو عبد الله أحمد بن جعفر بن أحمد الحاضري الحلبي وأبو بكر محمد بن بركة برداعس القنّسري، وأحمد بن سعيد بن أم سعيد. حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانية، ح. وأخبرنا يوسف بن خليل بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن معمر بن عبد الواحد ابن الفاخر الأصبهاني (78- و) بها قال: أخبرتنا خجسته بنت علي بن أبي ذر الصالحانية، وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانية، قالتا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي قال: أخبرنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال حدثنا أحمد بن خليد الحلبي أبو عبد الله بحلب سنة ثمان وسبعين ومائتين، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد بن يوسف

الملثّم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عمر الموصلي الفراء، ح. قال لنا أبو عبد الله: وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن خليد الكندي قال: حدثنا يوسف بن الافطس أخو أبي مسلم المستلمي قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان يوم القيامة دعا الله عز وجل عبدا من عبيده فيوقف بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله» . «1» قال أبو القاسم الطبراني: لم يروه عن عبد الله بن دينار إلّا سليمان بن بلال تفرد به يوسف بن يونس. أنبأنا تاج الأمناء أبو المفضّل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم (78- ظ) علي بن الحسن الدمشقي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن أبي العلاء قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أن أبا الحسن الدارقطني ذكر هذا الحديث، يعني حديث الجاه فقال: يوسف بن يونس الأفطس ثقة، وهو أخو أبي مسلم المستملي، وأحمد بن خليد ثقة أيضا. قال أبو الحسن الدارقطني، وحدثني الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ الحلبي أن هذا الحديث كان في كتاب أحمد بن خليد عن يوسف بن يونس عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر وقد درس متنه ودرس اسناد الحديث الذي بعده، وبعده هذا الكلام فكتبه بعض الوراقين عنه، وألزق اسناد حديث سليمان بن بلال إلى هذا المتن.

حدثنا يحيى بن عقيل بن شريف بن رفاعة بن غدير السعدي قال: أخبرني جدي لأمي وهو عم أبي أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي قال: أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو العباس الاشبيلي، قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن خليد بن يزيد الحلبي قال: حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال: حدثنا الوليد بن بكير عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيها الناس توبوا الى الله قبل أن تموتوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة الصوم والصلاة تؤجروا (79- و) وتجبروا وترزقوا وتنصروا» «1» . وذكر أبو حاتم محمد بن حيان البستي في تاريخ الثقات في الطبقة الرابعة قال: أحمد بن خليد أبو عبد الله الحلبي، يروي عن أبي اليمان، وقد سمع أبو اليمان صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان وقد رويا جميعا عن عبد الله بن بسر، مات بعد الثمانين. أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب الاصبهاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله بن مندة قال: أحمد بن خليد الحلبي حدث عن أبي نعيم مات بعد الثمانين. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه الينا قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء البعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق ابن ابراهيم القراب قال: سمعت منصور ابن عبد الله يقول: سمعت علي بن محمود بن داود بن أبي الفهم القاضي التنوخي يقول: توفي أحمد بن خليد بن يزيد الكندي سنة تسع وثمانية ومائتين.

من أسم أبيه خليفة من الاحمدين

من أسم أبيه خليفة من الاحمدين أحمد بن خليفة الحلبي: حدث ... «1» روى عنه أبو العباس أحمد بن جعفر بن نصر الجمال الرازي أحمد بن خليفة الهراس المقرئ: امام جامع معرة النعمان، كان مقرئا صالحا مرضي الطريقة محمود السيرة. قرأت في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب (79- ظ) وفيها- يعني سنة ست وعشرين وأربعمائة- توفي أبو القاسم علي بن عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الطبيب المعروف بالمنجم إمام المسجد الجامع بالمعرة، وقدم بعده أحمد بن خليفة الهراس، وكان صالحا محمودا يقرأ للسبعة روايات، قال: وفيها- يعني سنة ثلاثين- توفي أحمد بن خليفة امام الجامع بمعرة النعمان، وقدم ولده خليفة. أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الشافعي أبو العباس الخويّي: القاضي، فقيه فاضل حسن الصورة كامل الاوصاف، قدم علينا حلب، وتولى بها الاعادة بالمدرسة السيفية ومدرسها اذ ذاك القاضي زين الدين أبو ذر عبد الله ابن شيخنا عبد الرحمن بن علوان، وسمع بحلب جماعة من شيوخنا مثل قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي وغيرهما. وأقام بها مدة ثم سار منها الى دمشق، وحضر مجلس الملك المعظم عيسى بن الملك العادل صاحبها فأعجبه كلامه، ونفق عليه وارتفعت حاله عنده الى أن ولاه القضاء بدمشق والتدريس بالمدرسة العادلية، فسلك أحسن المسالك والطرق في القضاء، ولازم العفة والصلاح، وحمدت طريقته، وشكرت سيرته، ولم تزل

منزلته تزداد ومرتبته ترتفع الى أن مات الملك المعظم عيسى، وولي ابنه صلاح الدين داود (80- و) دمشق فاستمر في القضاء على حاله، إلا أن داود بن عيسى ولىّ القضاء أيضا معه القاضي محي الدين يحيى بن محي الدين محمد بن الزكي، ونزل الملك الكامل محمد والملك الاشرف موسى على دمشق وحصراها وفتحاها، وسلمت الى الملك الاشرف موسى، فعزل ابن الزكي عن القضاء واستمر شمس الدين أحمد الخوّيي على قضاء القضاة في سنة سبع وعشرين وستمائة. وسمت نفسه الى حفظ القرآن العزيز ولم يكن يحفظه، فحدثني جماعة بدمشق أنه ألزم نفسه بحفظه حتى حفظه جميعه، وكان يقرأه وهو قاضي القضاة على بعض القراء بدمشق، فكان يجلس بين يديه وهو قاضي القضاة بجامع دمشق كما يجلس التلميذ بين يدي الاستاذ، ثم انه رغب عن القضاء ومال الى الزهد والانقطاع، وطلب من الملك الاشرف الا قالة من القضاء، وأن يأذن له في الحج، فأجابه الى ذلك، وحج الى بيت الله الحرام، وأرسله الملك الاشرف في رسالة الى سلطان الروم كيقباذ بن كيخسرو، فتوجه اليه، واجتاز علينا بحلب في سنة أربع وثلاثين وستمائة، ثم انه ولي القضاء بعد ذلك مرة ثانية، فبقي قاضيا بها، ومرض مرضة بحمى السل، وتوفي بدمشق في سنة سبع وثلاثين وستمائة. وكنت اذ ذاك رسولا بمصر فبلغتني وفاته وأنا بها، وكان بيني وبينه اجتماع ومخالطة بحلب ودمشق، وسمع معي بحلب الحديث وكان حسن العشرة حلو العبارة في بحثه، موفقا في أحكامه، لا (80- ظ) تأخذه في الله لومة لائم، ولا يراعي في أحكامه ذا سلطان لسلطانه ولا ذا جاه لجاهه، بل يجري على سنن الحق وطريق العدل. «1» وكان قد سمع بنيسابور المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، وحدث عنه

بدمشق بشيء يسير، وصنف عده تصانيف منها كتاب في تفسير سورة الاخلاص، وكتاب في الفرائض وتعليلها وبيان الحكمة في مقاديرها، وكتاب في النفس. وأخبرني ولده أنه توفي في السابع من شعبان سنة سبع وثلاثين وستمائة. وأخبرني جمال الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن الصابوني قال: سألت القاضي شمس الدين الخويي عن مولده، فقال: في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة بخوي «1» ، وذكر غيره في شوال. وقرأت بخط عبد العزيز بن عثمان الاربلي: توفي قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الخويي يوم السبت سابع شعبان سنة سبع وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بسفح جبل قاسيون، وولي قضاء دمشق يوم الاثنين سابع شهر ذي القعدة من سنة خمس وثلاثين وستمائة، يعني الولاية الثانية.

ذكر حرف الدال في آباء الأحمدين

ذكر حرف الدال في آباء الأحمدين ذكر من اسم أبيه داود أحمد بن داود بن هلال: أبو طالب القاضي، قاضي أذنة، حدث بالمصيصة وغيرها عن محمد بن حرب المديني، وأسد بن محمد (81- و) الخشاب، روى عنه أبو حاتم محمد بن حبان البستي، وأبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش. أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الصوفي في كتابه الينا من هراة قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني قال: أخبرنا البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن الزوزني قال قال: أخبرنا أبو حاتم بن حبان قال: أخبرنا أبو طالب أحمد بن داود بن هلال بالمصيصة قال: حدثنا محمد بن حرب المديني قال: حدثنا اسحاق الفروي عن مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال نادما بيعته أقاله الله عثرته يوم القيامة» . «1» قال أبو حاتم: ما رواه عن مالك إلا اسحاق. قرأت في كتاب القضاة تأليف الحافظ أبي محمد عبد الغني بن سعيد المصري، من نسخة منقولة من خطه، قال: أحمد بن داود بن هلال، أبو طالب، قاضي أذنة، روى عن أسد بن محمد الخشاب حديثا غريبا حدثناه أبو بكر النقاش قال: حدثنا أبو طالب، وسماه أحمد بن داود بن هلال، قال: حدثنا أسد بن محمد

أحمد بن داود المكي:

الخشاب قال: حدثنا أبو عثمان الصياد قال: حدثنا أبو اسحاق الفزاري عن الاوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (81- ظ) «ما من أيام أحب الى الله عز وجل العمل فيهن من أيام العشر، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل؟» قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل «1» . أحمد بن داود المكي: سمع بحلب محمد بن أبي أسامة الحلبي، روى عنه أبو القاسم الطبراني. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو سعيد خليل بن بدر بن ثابت الصوفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن داود المكي قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، ح. وحدثنا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة قال: حدثني أبي قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن عبد الكريم بن رشيد عن ابن الشخير عن أبيه قال: «كنت أسمع للنبي صلى الله عليه وسلم أزيزا بالدعاء وهو ساجد كأزيز المرجل» «2» . أحمد بن دبيس الاحصي: أبو العباس المعروف بابن عادب، شاعر من أهل الأحص، كان بحلب في أيام أتابك زنكي بن أقسنقر، قرأت له أشعارا بخط الاستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي وأنبأنا بها المؤيد بن محمد بن علي الطوسي عنه. منها:

أحمد بن دهقان:

خاطر فما المجد إلّا بين أخطار ... وادلج فإن العلى للمدلج الساري واضرب غواربها في كل مهلكة ... تفز بعزّ مقيم غير سيّار ولا ترحها فمن بعد الكلال لها ... بالنجع راحة نفّاع وضرّار وارخ الرواسم أو تدمى المناسم في ... طلاب ثار العلى إن كنت ذا ثار العجز يفرس أهليه الهوان كما ... أن العلى في قرابيس وأكوار وإن تطاول حرمان كما اغترضت ... عوائق دون اغراض وايثار المجد لا يقتضيه الماجدون إذا ... ما اعتاص إلا بماضي الحد بتار وارم الخطار إلى العلياء مقتحما ... وناجها بعوالي كل خطّار واصدع جلابيب هذا اللّيل مقتدحا ... متى ظللت «1» زناد العزمة الواري ولا ترق لمحبوب تفارقه ... ولا تعرّج على ربع ولا دار (82- و) أحمد بن دهقان: أبو بكر الحافظ، كان يسكن الحدث، مدينة من الثغور قد ذكرناها. في صدر كتابنا هذا، ودهقان لقب، واسمه الفضل، وإنما ذكرناه هاهنا لأنه جاء في بعض الأسانيد هكذا، وسنذكر ترجمته في حرف الفاء من آباء الأحمدين إن شاء الله تعالى.

ذكر حرف الذال في آباء الأحمدين

ذكر حرف الذال في آباء الأحمدين أحمد بن ذكر بن هارون بن اسحاق بن ابراهيم البجلي: أبو العباس، سمع بمعرة النعمان أبا الفتح محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد ابن روح المعري، وكيل أبي الطيب المتنبي، وحدث عنه بعكا، روى عنه أبو زكريا عبد الرحيم بن نصر بن الحافظ البخاري. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل إذنا قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المشرّف المصري قال: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الحافظ البخاري قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ذكر بن هرون بن إسحاق بن إبراهيم البجلي بعكا قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن روح المعري قال: حدثنا عم أبي البهيء ميمون بن أحمد بن روح قال: حدثنا عبيد بن خلصة قال: حدثنا مالك بن يحيى القلانسي عن يعلى بن الأشدق عن عمه عبد الله بن جراد قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه (82- ظ) النابغة، فأنشده شعرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفضض الله فاك» ، قال: فعاش النابغة عشرين ومائة سنة لم تسقط له سن «1» أحمد بن ذوالة المصيصي. أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر قال:

أحمد ذو غباش القائد:

أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله بن مندة قال: أحمد بن ذوالة المصيصي حدث عن أحمد بن خالد الوهبي، روى عنه أحمد بن رشدين. أحمد ذو غباش القائد: كان من قواد خمارويه بن أحمد بن طولون، وولاه حلب بعد السبعين والمائتين بعد ولاية محمد بن العباس بن سعيد الكلابي. وقع إليّ جزء بخط أبي منصور هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن الجبراني والد شيخنا تاج الدين أحمد بن هبة الله، يتضمن ذكر ولاة حلب، وكان أديبا وله عناية بالتاريخ. قال في هذا الكتاب- ونقلته من خطه-: ثم تنقلت الحال بمحمد بن عباس إلى أن ولي حلب من ابن طولون، ثم ولي حلب بعده ابن ذو غباش، وكان من قواد الطولونية، ثم وليها بعده محمد بن ديوداد بن أبي الساج. ويقال فيه أحمد بن يد غباش، وسنذكره إن شاء الله.

ذكر حرف الراء في آباء الأحمدين

ذكر حرف الراء في آباء الأحمدين أحمد بن راشد بن أبي الحسن: أبو العباس الديار بكري ثم الحلبي، سكن (83- و) حلب وأقام بها، وسمع بها جماعة منهم: يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي، وأبو الفضل محمد ابن يوسف الغزنوي وغيرهما. وكان رجلا كيسا، عنده محاضرة ومجالسة، كتب عنه الشريف ادريس بن الحسن الادريسي فوائد، وأجاز لشيخنا أبي محمد عبد الله بن عمر بن حموية، وحدثنا عنه بتلك الإجازة. أخبرنا شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الله بن عمر بن حمّوية بدمشق قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن راشد بن أبي الحسن في كتابه إلينا من حلب قال: أخبرنا يوسف بن محمد بن مقلّد الدمشقي بحلب في ذي الحجة من سنة سبع وخمسين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، ح. وأخبرناه عاليا تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني قال: حدثنا أبو بكر أحمد جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال: حدثنا ادريس بن عبد الكريم المقرئ قال: حدثنا خلف بن هشام قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عقبة بن عامر أنه

أحمد بن رستم بن كيلان شاه:

سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة» «1» . أحمد بن رستم بن كيلان شاه: الديلمي الأصل، الدمشقي المولد (83- ظ) أبو العباس الشافعي، وكان أبوه يعرف باسباسلار، شيخ حسن فقيه، أديب، شاعر، ناثر، أمين، ثقة. قدم حلب، وأقام بها مدّة في صحبة أبي محمد طاهر بن جهبل الحلبي المعروف بالمجد، وتفقه عليه بها، وولاه ابن جهبل وقف المدرسة النورية المعروفة بالنفري «2» ، وانتقل ابن جهبل إلى البيت المقدس، فانتقل في صحبته ولم يفارقه، وأقام بالبيت المقدّس بعد وفاته، وصار من المعدّلين بها. ولما هدم الملك المعظم أسوار البيت المقدس في سنة خمس عشرة وستمائة خرج من البيت المقدس، وانتقل إلى دمشق وسكنها إلى أن مات. وكان قد سمع بدمشق من أبي الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز الأزدي، ومن أبي علي الحسن بن هبة الله بن يحيى المعروف بابن البوقي الواسطي، ومن أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن الحافظ؛ وسمع بمصر من أبي الطاهر اسماعيل بن ياسين المقرئ، وأبي القاسم البوصيري وأبي عبد الله بن حمد الأرتاحي، وفاطمة بنت سعد الخير، وغيرهم. اجتمعت به بالبيت المقدس وكتبت عنه الجزء الأول من حديث ابن سختام بروايته عن أبي الفهم بن أبي العجائز، وجزا من روايته عن أبي علي بن البوقي، وجزءا يتضمن عدة قصائد ومقاطيع من شعره، وخطبة من انشائه. وأخبرني رفيقنا الحافظ إبراهيم بن الأزهر الصريفيني أن مولد شيخنا أحمد ابن اسباسلار رستم في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بدمشق. (84- و) .

أخبرنا أبو العباس أحمد بن اسباسلار رستم بن كيلان شاه الديلمي الدمشقي قال: أخبرنا أبو الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز الأزدي بجامع دمشق قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن ابراهيم الحنّائي قال: قرئ على أبي الحسن علي بن ابراهيم بن نصرويه بن سختام الفقيه السمرقندي، قدم علينا دمشق طالبا للحج فأقرّ به، قيل له: حدثكم الشيخ والدك أبو اسحاق إبراهيم بن نصرويه بن سختام بن هرثمة بن اسحاق بن عبد الله قال: حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن محمد بن الحارث الحافظ عن علي علي اسماعيل الخجندي، وفتح بن عبيد قالا: حدثنا علي بن اسحاق عن محمد بن مروان عن الكلبي عن عامر بن خليفة الأنصاري عن الحسن عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن في القيامة لثلاث ساعات يشتغل فيها المرء عن ولده وعن والده وعن من في الأرض جميعا حتى يعلم في أي الفريقين يكون» «1» أخبرنا الفقيه أبو العباس أحمد بن رستم قراءة عليه بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن هبة الله بن يحيى المعروف بابن البوقي الواسطي، قال: حدثنا والدي شيخ الاسلام أبو جعفر هبة الله قال: قرئ على الشيخ أبي نعيم محمد بن ابراهيم بن محمد بن خلف الجماري، فأقربه وأنا حاضر أسمع قيل له: أخبركم أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار قال: أخبرنا أبو محمد (84- ظ) عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ الواسطي، الملقب بابن السقا، قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا مسدد بن مسرهد قال: حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني حتى حدثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وصدق أبو بكر، وكان اذا حدثني بعض أصحابنا حديثا

استحلفته فان حلف لي صدقته، وانه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم يستغفر الله عز وجل لذلك الذنب الا غفر له» «1» . أنشدني أبو العباس أحمد بن رستم بن كيلان شاه الديلمي لنفسه في الغزل: شهرت من لحظها لي مرهفين ... يوم زمّت عيسها بالمازمين «2» عرفت في عرفات وانثنت ... بشعار النسك نحو المشعرين «3» وأفاضت فأفاضت عبرتي ... حاته الأعمال بين العلمين لمنى ثم رمت خاذقة ... جمرة أذكت بقلبي جمرتين ثم طابت نفسها في طيبة ... إذ ألبت سحرا باللابتين «4» حرمت عيني الكرى وادعة ... حين ولت من وداع الحرمين (85- و) ليتها إذ عذبتني بالقلا ... سمحت مالكتي بالأعذبين كلما استنجدت فيها عزمة ... لسلو فترت بالفاترين كيف أسلو والهوى لمحة عين ... أودعتني عارضا من عارضين من مجيري من هواها فلقد ... حجب النوم قسيّ الحاجبين أعرضا عني فما ينفعني ... طب بقراط ولا رأي حنين ليس يرجى لي شفاء عنده ... بل شفائي من برود الشفتين قد رآني قاضيا حق الصبي ... بحقاق حملت عنبرتين وا عجبا مني ومن معجبة ... بنت تسع وثلاث واثنتين

أحمد بن رضوان:

وأنشدني أحمد بن رستم الشافعي لنفسه: ربّ كاس عار من الآداب ... همه ما يشيده للخراب يتباهى بثوبه وثرى الم...... ... ال وجسم يبلى وعيش لباب مهملا أمر دينه ليس يدري ... أن هذا جميعه للذهاب وأنشدني لنفسه: اشتدي أزمة تنفرجي ... فالضيق منوط بالفرج والعسر يؤول الى يسر ... والروح تراح من الحرج مذ لاح بياض في لمم ... من بعد سواد كالسبج فاسمع يا صاح وصية من ... في زور الباطل لم يلج (85- ظ) اعلم واعمل بالعلم لكي ... تسمو في الخلد ذرى الدرج لا ترض أخاك وتوسعه ... مكرا فالبهرج لم يرج لا ترم الناس بمعضلة ... يرموك بقاصمة الثبج «1» إياك فلا تك معتذرا ... للّائم من أمر مرج إياك وعيب سواك وكن ... ما عشت بعيبك ذا لهج والخلّ فواس بما ملكت ... كفاك بلا خلق سمج أخبرني محب الدين أبو عبد الله محمد بن النجار أن شيخنا أبا العباس أحمد بن رستم الدمشقي توفي بها يوم الجمعة الرابع عشر من ذي الحجة من سنة إحدى وعشرين وستمائة، ودفن بجبل قاسيون. أحمد بن رضوان: أبو الفضل البرمكي، سمع بحلب أبا الحسن علي بن أحمد الجرجاني نزيل حلب، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الأنطاكي الوراق.

أحمد بن رمضان المصري:

أنبأنا أبو القاسم بن يوسف المعري عن أبي طاهر السلفي، ونقلته من خطه، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم يوسف بن ابراهيم بن يوسف بن بكران النشوي، بالنشوى «1» ، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين ابراهيم بن حمكان بن محمد النشوي قال: حدثنا أبي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن محمد الأنطاكي الوراق قال: حدثني أبو الفضل أحمد بن رضوان البرمكي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني قال: حدثنا عمرو بن علي الصيرفي يقول: سمعت معاذ بن معاذ يقول: كنا عند هشام بن حسان ذات يوم فذكر ابن عون فقال: لأحدثنكم عن رجل والله ما رأت عيناي مثله قط، فقلت: من تقول القاسم بن محمد أو محمد بن سيرين؟ قال: ذاك القائم يصلي، قال: فإذا هو ابن عون قائم يصلي الى سارية. أحمد بن رمضان المصري: أبو العباس، حدث بطرسوس عن أحمد بن محمد بن سلام البغدادي، وأحمد بن شعيب، والعباس بن محمد بن العباس المصري، ومحمد بن مخلد العطار، روى عنه أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان. قرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي القاضي، حدثنا أبو العباس أحمد بن رمضان المصري قراءة عليه ونحن ماشيان في صحن المسجد الجامع بطرسوس، فذكر حديثا. أحمد بن روح بن زياد بن أيوب: أبو الطيب البغدادي الشعراني (86- و) سمع بأنطاكية عبد الله بن خبيق ابن سابق الأنطاكي، وحدث عنه، وعن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي،

ومحمد بن حرب النشائي، والربيع بن سليمان، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن يزيد بن ماجة القزويني، والحسن بن عرفة. روى عنه القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم العسال، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأحمد بن بندار بن اسحاق الشعار، وعبد الرحمن بن منصور بن سهل بن أبي طالب. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الاصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أحمد بن روح الشعراني ببغداد قال: حدثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكي قال: حدثنا الأنطاكي قال: حدثنا يوسف بن أسباط قال: حدثنا سفيان عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن روح ابن زياد بن أيوب، أبو الطيب الشعراني، حدث عبد الله بن خبيق الأنطاكي، ومحمد بن حرب النشائي، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني. روى عنه القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم العسال، وأحمد بن بندار (86- ظ) بن اسحاق الشعار الأصبهانيان، وأبو القاسم الطبراني. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر قال: قال لنا أبو نعيم أحمد بن روح بغدادي، قدم أصبهان قبل سنة تسعين ومائتين، له مصنفات في الزهد والأخبار «2» .

ذكر حرف الزاي في آباء الأحمدين

ذكر حرف الزاي في آباء الأحمدين أحمد بن زرقان: أبو بكر المصيصي، حدث عن حسين بن الفرج الخياط، روى عنه أبو علي الحسن بن حبيب. أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي: أبو الحسن، حدث عن أحمد بن شيبان الرملي، ومحمد بن سليمان بن هشام البصري، واسماعيل بن حمدويه البيكبدني، وابراهيم بن محمد بن بزة الصنعاني، ومحمد بن حماد الطهراني، وابراهيم بن عبد الله بن أخي عبد الرزاق. روى عنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن جميع الغساني، وأبو عبد الله محمد بن مندة الأصبهاني، ومحمد بن يوسف بن يعقوب الرقي، وأبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن الحسن الكرخي، وأبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق الحساني، وتمام بن محمد بن أحمد الرازي. وروى عنه تمّام أيضا مناولة فقال: أخبرني أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي مناولة وهو مار الى الرقة، ففي مروره من دمشق الى الرقة اجتاز بحلب أو ببعض عملها. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن بن المسلّم قال: أخبرنا أبو نصر بن طلّاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: (87- و) أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب أبو الحسن

أحمد بن زياد بن يوسف:

المقدسي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شيبان قال: حدثنا مؤمّل بن اسماعيل قال: حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة» «1» . روى الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن هذا الحديث من طريق ابن جميع وقال عقيبه: كذا قال، والمحفوظ أن كنية أحمد بن شيبان أبو عبد المؤمن «2» . أحمد بن زياد بن يوسف: أبو بكر الحلبي، حدث بها عن سهل بن صالح الأنطاكي، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب قال: أنبأنا أبو الوفاء عقيل بن محمد بن عقيل قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن زياد بن يوسف الحلبي بحلب قال: حدثنا سهل بن صالح قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة، أراه رفعه، أن رجلا مر بكلب على رأس قليب يلهث فنزع خفه فسقاه فغفر له. (87- ظ) «3» . السّري قال: كان بالبصرة شاب متعبد، وكانت عمة له تقوم بأمره، فأبطأت عليه مرة، فمكث ثلاثة أيام يصوم ولا يفطر على شيء، فلما كان بعد ثلاث قال: يا رب رفعت رزقي، فألقي إليه من زاوية البيت مزود ملئ سويق، فقيل له: هاك يا قليل الصبر.

أحمد بن سطحان اليماني:

أحمد بن سطحان اليماني: حدّث بطرسوس عن علي بن إبراهيم الناقد، وأبي حامد أحمد بن عبد الله الأصبهاني، وعبيد الله بن محمد بن العباس بن الفضل اللحام. روى عنه أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي قاضي معرة النعمان. أحمد بن سعد بن ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أبو ابراهيم الزهري، خرج الى جبل اللكام والثغور، وتردد في نواحيها، ودخل المصيصة، وكان من العباد المذكورين ويقال إنه كان من الأبدال. حدث عن علي بن الجعد، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد ابن سلام الجمحي، وهشام بن عمار، وعفان بن مسلم، وابراهيم بن يحيى بن أبي المهاجر، وسعيد بن حفص الحراني، وابراهيم بن الحجاج، ودحيم، وإسحاق بن موسى الأنصاري، ويحيى بن عبد الله بن بكير ويحيى بن سليمان الجعفي، وعبيد بن إسحاق العطار، وعبد العزيز بن عمران، وعلي بن بحر بن بري. روى عنه أبو العباس الأصم، وأبو القاسم البغوي، وأبو عوانه يعقوب (88- ظ) بن إسحاق الإسفرائيني، والحسين بن اسماعيل المحاملي، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي،

واسماعيل بن محمد الصفار، وأبو القاسم الحذّاء الحربي، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن مخلد الدوري. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني في كتابه إلينا من مرو غير مرة قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي قراءة عليه، ح. وأخبرنا أبو بكر القاسم بن أبي سعد عبد الله بن عمر بن الصفار في كتابه إلينا من نيسابور قال: أخبرنا الشيخان أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد ابن أبي القاسم القشيري قراءة عليه وأنا أسمع، وأبو البركات الفراوي إجازة، قال أبو البركات: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي. وقال أبو الأسعد: أخبرنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري قالا: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني قال: أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم قال: حدثنا أبو ابراهيم الزهري- وكان من الأبدال- قال: حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا شعيب بن اسحاق قال: حدثنا الأوزاعي قال: أخبرني يحيى بن أبي كثير أن عمرو بن يحيى أخبره عن أبيه يحيى بن عمارة أنه سمع أبا سعيد الخدري يقال: قال (89- و) رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمس ذود «1» صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة» «2» . وقال أبو عوانة في حديث ذكره: قلت لابن خراش- يعني عبد الرحمن بن خراش-: أخاف أن يكون أبو إبراهيم غلط على علي بن الجعد، فقال: أبو إبراهيم كان أفضل من علي بن الجعد كذا وكذا مرة، أحسبه قال: مائة مرة.

أنبأنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: حدثنا عثمان بن الحسين قال: حدثنا أبو القاسم الحربي الحذّاء قال: حدثني أبو إبراهيم الزهري قال: كنت جائيا من المصيصة فمررت باللكام، فأحببت أن أراهم «1» ، فقصدتهم، ووافيت صلاة الظهر، قال: وأحسبه رآني منهم إنسان عرفني، فقلت له: فيكم رجل تدلوني عليه؟ فقالوا: هذا الشيخ الذي يصلي بنا، فحضرت معهم صلاة الظهر والعصر، فقال له ذلك الرجل: هذا من ولد عبد الرحمن بن عوف، وجدّه أبو أمه سعد بن معاذ، قال: فبش بي وسلم عليّ كأنه كان يعرفني، فقلت له: من أين تأكل؟ فقال: أنت مقيم عندنا؟ قلت: الليلة، ثم جعل يحدثني ويؤانسني، ثم جاء الى كهف فدخل، وقعدت وأخرج قعبا فوضعه، ثم جعل يحدثني حتى إذا (89- ظ) كادت أن تغرب، اجتمع حواليه ظباء، فاعتقل منها واحدة، فحلبها حتى ملأ ذلك القدح، ثم أرسلها، فلما سقط القرص جئناه، ثم قال: ما هو غير ما ترى. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: سمعت أبي يقول: مضى عمي أبو إبراهيم الزهري الى أحمد بن حنبل فسلم عليه، فلما رآه وثب إليه، وقام إليه قائما وأكرمه، فلما أن مضى قال ابنه عبد الله: يا أبة، أبو إبراهيم شاب، وتعمل به هذا العمل، وتقوم إليه؟! فقال له: يا بني لا تعارضني في مثل هذا، ألا أقوم الى ابن عبد الرحمن بن عوف!

قال أبو بكر الخطيب: وكان- يعني أحمد بن سعد- مذكورا بالعلم والفضل موصوفا بالصلاح والزهد، ومن أهل بيت كلهم محدثون. وقال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أنبأنا محمد بن أحمد رزق قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال: أخبرنا محمد بن اسحاق السراج قال: حدثنا أبو إبراهيم أحمد بن سعد الرضا. وقال أبو بكر: أخبرني الأزهري قال: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أحمد بن سعد الزهري، وكان ثقة «1» . أنبأنا تاج الأمناء أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (90- و) بن هبة الله الحافظ قال: أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إبراهيم الزهري، سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن ابن إبراهيم دحيما، وإبراهيم بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وبمصر يحيى بن عبد الله بن بكر، وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص، ويحيى ابن سليمان الجعفي، وبالعراق علي بن الجعد، وعلي بن بحر بن برّي، ومحمد ابن سلام الجمحي، وعبيد بن اسحاق العطار واسحاق بن موسى الأنصاري، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وعفان بن مسلم، وسعيد بن حفص الحرّاني خال النفيلي. روى عنه البغوي، وابن صاعد، والحسين المحاملي، وابن مخلد، وأبو عوانه الإسفرائيني وأبو الحسين بن المنادي، واسماعيل بن محمد الصفار، وأبو

ذكر حرف السين فى آباء الاحمديين

عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي، والقاسم بن زكريا المطرّز، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وغيرهم، وكان يعد من الأبدال، وسكن بغداد، وخرج الى الثغر «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو الحسين بن المنادي قال: وأبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم القرشي ثم الزهري، كان معروفا بالخير والصلاح والعفاف الى أن مات. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر قال: أخبرنا أحمد ابن جعفر (90- ظ) قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: سنة ثلاث وسبعين- يعني- ومائتين فيها مات أبو إبراهيم الزهري. وقال أبو بكر: أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري توفي يوم السبت ودفن يوم الأحد لخمس خلون من المحرم سنة ثلاث وسبعين، وقد بلغ خمسا وسبعين سنة، كان ميلاده سنة ثماني وتسعين ومائة، ودفن في مقبرة التّبانيين «2» . [ذكر حرف السين فى آباء الاحمديين] من اسم أبيه سعيد بن الأحمدين أحمد بن سعيد بن الحسن بن النضر الشيحي: أبو العباس الشامي، وهو جد عبد المحسن بن محمد بن علي الشّيحي التاجر لأمه. وهو من أهل شيح بني حيّة بالقرب من بزاعا، أو من شيح الحديد بالقرب من الدّر بساك وكلتاهما من أعمال حلب.

وأخبرنا أبو المظفر السمعاني كتابة عن أبيه أبي سعد الإمام، قال في كتاب الأنساب: الشّيحي بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها حاء مهملة مكسورة، هذه النسبة الى شيحة «1» وهي قرية من قرى حلب، وذكر منها جماعة منهم: أحمد بن سعيد الشّيحي «2» . قلت: ولا أعرف في قرى حلب قرية يقال لها شيحه، اللهم إلّا أن يكون في بلد منبج فإن بها قرية يقال لها شيحه، والذي يغلب (91- و) على ظني أن أحمد ابن سعيد من شيح بني حيّة من وادي بطنان بالقرب من بزاعا. حدث أحمد الشّيحي عن أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون الحلبي المقرئ، وأبي علي الحسن بن موسى الثغري، وأبي القاسم شهاب بن محمد بن شهاب الصوري، وأبي أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم الزاهد. روى عنه الإمام القادر أبو العباس أحمد بن اسحاق أمير المؤمنين، وأبو طالب محمد بن علي العشاري، وأبو محمد إبراهيم بن الخضر الصائغ، وأبو أحمد عامر ابن أحمد بن محمد السلمي، وأبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس الهاشمي. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي الصوفي بالقاهرة قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي- قلت: وقرأته بخطه- قال: أخبرني أبو المجد صمصام بن عساكر بن يعقوب الكاتب بالاسكندرية، قال: أخبرنا يحيى بن أبي مغيث اللخمي قال: كتب إليّ عبد السلام بن عبد العزيز ابن محمد الهاشمي من البصرة: حدثنا أبو الحسن بقية بن عبد الله بن محمد الزاهد

إملاء في مسجده بقسامل «1» ، وهو مجلس أملاه، قال: أخبرنا الإمام أبو العباس أحمد بن اسحاق القادر بالله أمير المؤمنين إجازة قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الشّيحي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم الزاهد قرأت عليه، قلت له: حدثك أبو الحسن علي بن سعيد صاحب أبي بكر بن دانيار قال: حدثني أبو المؤمّل العباس بن الفضل قال: حدثنا أبو عتبة قال حدثنا بقيّة (91- ظ) قال: حدثنا عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل عليّ القرآن كلام الله غير مخلوق» «2» . أنبأنا أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن المهدي قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن سعيد الشّيحي المعدّل قال: حدثنا أبو الطيب عبد المنعم بن غلبون المقرئ قال: قال الحسين بن خالويه: كنت عند سيف الدولة وعنده ابن بنت حامد فناظرني على خلق القرآن، فلما كان تلك الليلة نمت، فأتاني آت فقال: لم لم تحتج عليه بأول القصص «طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ» «3» ، والتلاوة لا تكون إلّا بالكلام. قرأت بخط أبي طاهر السّلفي، وأخبرنا عنه جماعة من شيوخنا إجازة قال: أبو العباس أحمد بن سعيد الشّيحي، كتب عن أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله ابن غلبون المقرئ الحلبي بمصر، وأبي أحمد محمد بن عبد الرحيم الزاهد القيسراني المعروف بابن أبي ربيعة بقيسارية، وعن غيرهما؛ روى عنه أبو

أحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة:

طالب محمد بن علي بن الفتح العشاوي، وآخرون من أهل بغداد، وكان استوطنها. وهو من أهل الشام، وقد روى عنه الإمام القادر بالله أبو العباس أحمد بن اسحاق أمير المؤمنين. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: أحمد بن سعيد، أبو العباس الشامي يعرف بالشّيحي، سكن بغداد وحدث بها عن عبد المنعم بن غلبون المقرئ وغيره؛ وله كتاب مصنف في الزوال وعلم مواقيت الصلاة، حدثناه عنه محمد بن علي بن الفتح الحربي. وكان ثقة، صالحا دينا، حسن المذهب، وشهد عند القضاة وعدّل، ثم ترك الشهادة تزهدا. وذكر لي أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب أنه مات في ذي القعدة من سنة ست وأربعمائة، قال: ودفن بباب حرب «1» . (92- و) . أحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة: ابن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن قضاعى ابن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس ابن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الباهلي. ولاه الواثق على الثغور والعواصم في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وأمره بحضور الفداء مع خاقان الخادم، وصاحب الروم ميخائيل بن توفيل، فخرج على سبعة عشر من البريد على قدم، وأمضى الفداء، وبلغ عدّة المسلمين أربعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وستين إنسانا.

فلما انقضت المدة بين خاقان والروم، أربعون يوما، غزا أحمد بن سعيد بن سلم شاتيا، فأصاب الناس الثلج والمطر، فمات منهم قدر مائتي إنسان، وغرق منهم في البذبذون «1» قوم كثير وأسر منهم نحوا من مائتين، فوجد الواثق عليه لذلك، وعزله وعقد لنصر بن حمزة الخزاعي في جمادي الآخرة من سنة إحدى وثلاثين. وكان أبوه سعيد بن سلم من صحاب المأمون وقواده، وولي مرو. وروى أحمد بن سعيد عن أبيه، روى عنه القاسم بن اسماعيل، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا ابن توش قال: أخبرنا ابن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي عن أبيه قال: دخلنا الى الرشيد يوما فقال: أنشدني في شدة البرد فأنشدته لأبي محكان السّعدي. في ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب في ظلماتها الطنبا ما ينبح الكلب فيها غير واحدة ... حتى يلف على خرطومه الذنبا فقال: هات غير هذا، فأنشدته: وليلة قر يصطلى القوس ربّها ... وأقدحه اللّاتي بها يتنبّل فقال لي: ما بعد هذا شيء «2» .

أحمد بن سعيد بن عباس بن الوليد، أبو العباس الكلابي:

أنبأنا عمر بن طبرز وعن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله نفطويه قال: وولى الواثق في هذه السنة- يعني سنة إحدى وثلاثين ومائتين- الفداء ومعه خاقان خادم الرشيد، ومعهما أبو رملة، وجعفر الحذّاء، وأمر بامتحان أسرى المسلمين ومن قال بخلق القرآن فودي به، ومن امتنع ترك في أيدي الروم، فأجابوا كلهم الى خلق القرآن وكانوا ألفين وتسعمائة وخمسين رجلا، أو نحوا من مائة مراهق «1» . أحمد بن سعيد بن عباس بن الوليد، أبو العباس الكلابي: ولي مدينة حلب في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومدحه أبو بكر الصنوبري وقرأت في بعض التواريخ أنه كان واليا حلب سنة أربع وعشرين وثلاثمائ ة، وكانت ولايته حلب بعد طريف السّبكري. وقرأت في مختصر تاريخ (92- ظ) السليل بن أحمد بن عيسى، اختصار الشمشاطي قال: وفيها يعني سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة دخل سيف الدولة حلب، وصرف عنها صاحب الاخشيذ محمد بن طغج، وكان أحمد بن سعيد الكلابي. وهذا يدل على أنه وليها خلافة عن الاخشيذ مرة ثانية، فان الحسين بن حمدان وليها سنة اثنتين وثلاثين، وسار محمد بن طغج الاخشيد نحوه، فهزمه عن حلب، واستولى عليها، فقد استناب الاخشيذ عند استيلائه عليها هذه المرة أحمد بن سعيد الكلابي على حلب، وبقي واليا بها الى أن قدم اليها سيف الدولة وافتتحها من يده. (93- و) .

أحمد بن سعيد بن نجدة الازدي الموصلي:

وقرأت بخط أبي الحسين بن المهذب المعري في تاريخ جمعه قال: في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وفيها أغارت بنو كلاب على البلد، فخرج اليهم والي المعرة معاذ بن سعيد وجنده، واتبعهم الى مكان يعرف بمرج البراغيث «1» فعطفوا عليه فأسروه ومن كان معه، وعذبوهم بالماء والجليد، وأقام معاذ بن سعيد عند بني كلاب وأصحابه حتى خرج اليهم أبو العباس أحمد بن سعيد الكلابي فخلصهم. أحمد بن سعيد بن نجدة الازدي الموصلي: نزيل طرسوس، وقيل هو بغدادي ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد بما أنبأنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن سعيد بن نجدة الازدي البغدادي، حدث عن: أبي بدر شجاع بن الوليد، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وداود بن المحبر، والحسين بن علوان، واسحاق بن سليمان الرازي. روى عنه: محمد بن علي الرقي المعروف بالمري، وزيد بن عبد العزيز الموصلي والوليد بن مضاء الخشاب، وغيرهم. وذكر بعض الناس أن ابن نجدة هذا موصلي، وقال: مات في سنة ست وسبعين ومائتين. أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب الاصبهاني اذنا قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة (93- ظ) قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله قال: أحمد بن سعيد بن نجدة الازدي الموصلي، حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد، سكن طرسوس ومات بها. «2»

أحمد بن سعيد بن أم سعيد:

أحمد بن سعيد بن أم سعيد: أبو الحارث، سمع بحلب أبا عبد الله أحمد بن خليد بن يزيد الحلبي الكندي، وروى عنه وعن يونس بن عبد الأعلى. روى عنه: محمد بن المظفر البزاز، وأبو بكر بن المقرئ. أحمد بن سعيد المالكي: أبو الحسين الصوفي، نزل طرسوس غازيا، وكان من أصحاب الجنيد بن محمد. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني في كتابه الينا من مرو قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر المزكي اجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أحمد بن سعيد المالكي، أبو الحسين بغدادي الاصل، صحب الجنيد، ونزل طرسوس للغزو ومات بها. سمعت الشيخ أبا سهل محمد بن سليمان يقول: لم أر فيمن رأيت أفصح من أبي الحسين المالكي. أحمد بن سعيد الشيزري: حدث بدمشق، وكان من طبقة ابن جوصاء. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: وجدت بخط أبي محمد بن الاكفاني- ذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث- في تسمية من سمع منه بدمشق: أحمد ابن سعيد الشيزري، وفوقه غريب، وذكر طبقة فيها ابن جوصاء وأبو الدحداح (94- و) في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.

اسم مفرد

اسم مفرد أحمد بن سلم الحلبي السقاء: حدث عن سفيان بن عينية، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن السري المدائني، وعبد الرزاق، ومعن بن عيسى، وشبابة. روى عنه: محمد بن الحسن بن قتيبة أبو العباس العسقلاني، ومحمد بن عوف الحمصي وصالح بن بشر. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمود بن أحمد الثقفي قال: أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، ح. وأخبرنا أبو الغنائم بن شهريار في كتابه الينا قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي (قالت) : أخبرنا أبو طاهر بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال: حدثنا أحمد بن سلم الحلبي قال: حدثنا سفيان بن عينية عن مسعر عن سعد بن ابراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت: ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى فارق الدنيا. قال أبو الفرج: قال ابن المقرئ: يقال ان أحمد بن سلم حدث عنه ابن عوف الحمصي. ذكر أبو حاتم بن حبان البستي في تاريخ الثقات في الطبقة الرابعة فقال: أحمد بن سلم السقاء من أهل حلب، يروي عن عبيد الله بن موسى وعبد الرزاق، حدثنا عنه ابن قتيبة وغيره. وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل قال: أحمد بن سلم المقرئ شامي، المعروف بالسقاء، روى عن معن بن عيسى، وسفيان بن عيينة، وشبابة.

من اسمه سلمان في آباء الاحمدين

روى عنه: صالح بن بشر بن سلمة الطبري، وأبو عامر الامام الحمصي «1» . من اسمه سلمان في آباء الاحمدين أحمد بن سلمان بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك: أبو العباس الحربي (94- ظ) الملقب بالسكر، لقبه أبوه بذلك في حال صغره، فاستمر اللقب عليه. كان عالما بعلوم القرآن من التفسير والقراءات وغيره، وكان رجلا صالحا، سافر الى البلاد في طلب الحديث، وقدم حلب في رحلته. وذكر لي الفقيه عز الدين عمر بن دهجان البصري المالكي أن أحمد بن سلمان الحربي ولد سنة أربعين وخمسمائة، قال لي: وقرأ القرآن بالروايات وسافر الى واسط، فقرأ بها بالقراءات العشر حتى مهر في ذلك وصنف وأقرأ، وكان عالما بتفسير القرآن وأسباب نزوله وتأويله وكان كل يوم اذا صلى الفرض بآيات يقعد في المسجد ويفسر لهم تلك الآيات، وكان يقول: والله اني لأعلم تفسير الآية وتأويلها وسبب نزولها ووقته فيمن نزلت، فايش يذهب علي بعد ذلك من القرآن أو ما هذا معناه. قال: وكان كثير التلاوة للقرآن، طويل القنوت، كان يصلي التراويح كل ليلة بعشرة أجزاء من القرآن، فاذا كان النصف من رمضان صلى كل ليلة بنصف الختمة، وكان ينصرف من صلاة التراويح وقد صعد المسحرون المنارات، وكان خشن العيش يأكل من كسب يديه، وانقطع الى العلم. قال: وكان عفيفا لطيف الاخلاق، كتب الكثير بخطه، وكان خطه رديئا، وكان مفيد الناس في زمانه يقرأ لهم، وينقل السماعات، ويدلهم على الشيوخ، وسافر

في طلب العلم والحديث الى البلاد، ودخل حلب ودمشق وغيرهما، وعاد الى بغداد فتوفي بالحربية في جمادي من سنة ستمائة (95- و) ودفن بمقبرة أحمد رضي الله عنهما. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال في كتاب التكلمة لوفيات النقلة، في ذكر من مات في سنة احدى وستمائة: وفي ليلة العاشر من صفر توفي الشيخ المفيد أبو العباس أحمد بن سلمان بن أبي شريك البغدادي الحربي المقرئ المعروف بالسكر ببغداد، ودفن من الغد بباب حرب، ومولده سنة تسع وثلاثين أو سنة أربعين وخمسمائة. قرأ القرآن الكريم ببغداد بالقراءات الكثيرة على أبي الفضل أحمد بن محمد شنيف، وأبي محمد يعقوب بن يوسف المقرئ، وبواسط على القاضي أبي الفتح نصر الله بن علي بن الكيال وأبي بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني، وسمع الكثير من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد، وأبي السعادات ظافر بن معاوية الحراني، وخلق كثير، وسمع بمكة شرفها الله تعالى، وبدمشق والقدس وغيرها. وأقرأ وحدث ببغداد والشام، وكان مفيدا لاصحاب الحديث، كثير الخير، كثير التلاوة للقرآن الكريم، كثير القيام به، ويكرر قيامه به في ركعة أو ركعتين. وعرف بالسكر لان أباه كان وهو صغير يحبه محبة كبيرة، واذا أقبل عليه وهو بين جملته أخذه وضمه اليه وقبله، وكان قوم يلومونه على افراط محبته له، فيقول: انه أحلى في قلبي من السكر، وتكرر ذلك منه، فلقب بالسكر وغلب عليه حتى كان لا يعرف إلا به. «1» .

أحمد بن سلمان بن الحسن بن اسرائيل بن يونس:

أحمد بن سلمان بن الحسن بن اسرائيل بن يونس: المعروف بالنجاد، الفقيه الحنبلي كان فقيها مفتيا ومحدثا متقنا، واسع الرواية، مشهور الدراية، قدم حلب، وسمع بها محمد بن معاذ المعروف بدران الحلبي، وأبا علي الحسن بن أبي جعفر الحلبي، وبطرسوس أبا الليث يزيد بن جهور الطرسوسي، وعبد الله بن جناب الطرسوسي، وسعيد بن مسلم بن أحمد بن مسلم، وبأنطاكية أحمد بن يحيى بن صفوان الانطاكي، وببالس جعفر بن محمد بكر البالسي، وبمنبج عمر بن سعيد بن سنان المنبجي، وحدث عن هؤلاء، وعن أبي بكر بن أبي الدنيا، وهلال بن العلاء، وأبي العباس أحمد بن أصرم بن خزيمة المزني، وأبي محمد عبد الله بن محفوظ وأحمد بن علي بن المثنى، والحارث ابن أبي أسامة التميمي، وأبي اسماعيل الترمذي، وعبد الملك بن محمد أبي قلابة الرقاشي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن مكرم البزاز، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وعثمان بن أبي شيبة، وأبي داود سليمان بن ابن الأشعث السجستاني، ومحمد بن سليمان الباغندي، واسحاق بن الحسن الحربي، وابراهيم بن اسحاق الحربي، ويعقوب بن يوسف، والحسين بن الهيثم الكسائي الرازي، ومحمد بن غالب بن حبيب التمتام، ومحمد بن عبدوس السراج، ومحمد بن عثمان العبسي، وأبي أحمد الزبير بن محمد الاسدي وادريس بن عبد الكريم المقرئ، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ويحيى بن أبي طالب، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ومحمد بن يونس بن موسى، ومحمد بن (95- ظ) الهيثم ابن حماد القاضي، واسماعيل بن اسحاق القاضي، وبشر بن موسى، وموسى بن اسحاق القاضي، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب المخرمي، وأحمد بن محمد البرتي، وأحمد بن علي الأبار، وأبي الاحوص العكبري، وأبي بكر محمد ابن أبي العوام، ومعاذ بن المثنى وغيرهم.

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر القطيعي، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الغضائري، وأبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبو علي الحسن بن ابن شاذان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وأبو بكر محمد بن عثمان القطان، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن محمد كثير البيع، ومحمد بن عبد الله بن أبان الهيتي، وأبو عقيل أحمد بن عيسى بن زيد السلمي البزاز، وأبو القاسم الحسن بن الحسن بن ابن المنذر، وأبو عبد الله محمد بن يوسف بن كراكير الرقي، ومحمد بن الحسين ابن محمد بن الفضل القطان، وأبو زكريا بن أبي اسحاق المزكي، وأبو الحسن محمد بن محمد بن ابراهيم بن مخلد، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن سعيد بن الروزبهان، ومحمد بن فارس الغوري، والحسين بن عمر بن برهان الغزال، وعلى ابن محمد بن بشران. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله الأنصاري الدمشقي بها قال: أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيّصي (96- و) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب عال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطّان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن سلمان بن الحسن النجاد قال: قرأت على محمد بن معاذ وهو المعروف بدرّان الحلبي: حدثكم القعنبي قال: حدثنا أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء عمي من الرضاعة يستفتح بعد أن ضرب علينا الحجاب، فأبيت حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن عمي من الرضاعة جاء يستأذن عليّ فأبيت أن آذن له حتى استأذنك فقال لها «ليلج عليك» فقالت: إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل، فقال: «إنه عمّك فليلج عليك» «1» .

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلّم بن سلمان الإربلي قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن المعروف بابن سوسن التمار قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي السمسار قال: حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه قال: حدثنا أبو الليث يزيد بن جهور بطرسوس قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن الحجاج عن جابان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس تفطر الصائم وتنقض الوضوء: الكذب، والغيبة، والنميمة، والنظرة بالشهوة، واليمين (96- ظ) الفاجرة» ، قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها كما يعقد اليسار «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن سلمان بن الحسن ابن إسرائيل بن يونس، أبو بكر الفقيه الحبلي المعروف بالنجاد، كان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان قبل الصلاة وبعدها، إحداهما للفتوى في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، والأخرى لإملاء الحديث، وهو ممن اتسعت رواياته، وانتشرت أحاديثه. سمع الحسن بن مكرم البزاز، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن ملاعب المخرمي، وأبا داود السجستاني، وأبا قلابة الرقاشي، وأحمد بن محمد البري، واسماعيل بن اسحاق القاضي، وأبا الأحوص العكبري، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبا اسماعيل الترمذي، وجعفر بن محمد بن ساكر الصائغ، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، وأبا بكر

بن أبي الدنيا، وهلال بن العلاء الرقيّ، وإبراهيم بن اسحاق، واسحاق بن الحسن الحربيين، وبشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبدوس السراج، وخلقا سوى هؤلاء من هذه الطبقة. وكان صدوقا، عارفا، جمع المسند، وصنف في السنن كتابا كبيرا. روى عنه: أبو بكر بن مالك القطيعي، والدارقطني، وابن شاهين، وغيرهم من المتقدمين. وحدثنا عنه: ابن رزقويه، وابن الفضل (97- و) القطّان، وأبو القاسم ابن المنذر القاضي، ومحمد بن فارس الغوري، وعلي وعبد الملك ابنا بشران، والحسين بن عمر بن برهان الغزّال، وخلق يطول ذكرهم. وقال أبو بكر الخطيب قال: قال ابن أبي الفوارس: أحمد بن سلمان، يقال مولده سنة ثلاث وخمسين ومائتين «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد الخطيب الكشميهني قال: أنبأنا أبو بكر محمد ابن منصور السمعاني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن الحداد الحلبي قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي الدمشقي قال: أنبأنا أبو بكر السمعاني قال: أبو بكر أحمد بن سلمان ابن الحسن بن إسرائيل بن يونس النجاد الفقيه، من أئمة بغداد في العلم والورع والزهد، سمع الحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وأبا داود السجستاني، وأبا قلابة الرقاشي، واسماعيل بن اسحاق، وهلال بن العلاء الرقيّ، ومن لا يحصى كثرة؛ روى عنه الدارقطني وابن شاهين وغيرهما من المتقدمين. بغية الطلب في تاريخ حلب م (49)

أخبرنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد ابن علي قال: حدثني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ قال: سمعت أبا الحسن ابن رزقويه غير مرة يقال: أبو بكر النجاد ابن صاعدنا. قال أحمد بن علي: عنى بذلك أن النجاد في كثرة حديثه واتساع طرقه، وعظم رواياته، وأصناف فوائده لمن سمع منه، كيحيى بن صاعد لأصحابه، إذ كل واحد من الرجلين كان واحد وقته في كثرة الحديث. (97- ظ) . أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: سمعت أبا علي بن الصواف يقول: كان أبو بكر النجاد يجيء معنا إلى المحدثين إلى بشر بن موسى وغيره، ونعله في يده، فقيل له: لم لا تلبس نعلك؟ قال: أحب أن أمشي في طلب الحديث- رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأنا حافي. وقال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني الحسين بن علي بن محمد الفقيه الحنفي قال: سمعت أبا اسحاق الطبري يقول: كان أحمد بن سلمان النجاد يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف، ويترك منه لقمة، فإذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف، وأكل تلك اللّقم التي استفضلها «1» . وقال الخطيب: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الضّيمري قال: حدثنا الرئيس أبو الحسن علي بن عبد العزيز في مجلسه في دار الخلافة قال: حضرت مجلس أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وهو يملي فغلط في شيء من العربية، فرد عليه بعض الحاضرين، فاشتد عليه، فلما فرغ من المجلس، قال: خذوا، ثم قال: أنشدنا هلال بن العلاء الرقيّ:

سيبلي لسان كان يعرب لفظه ... فياليته في موقف العرض يسلم وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى ... وما ضرّ ذا تقوى لسان معجّم أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد الزينبي قال: أخبرنا أبو القاسم ابن (98- و) مسعدة الاسماعيلي، ح. قال شيخنا ابن طبرزد: وأخبرنا اسماعيل بن أحمد السمرقندي وابن مسعود المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالا: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: سأل الشيخ أبو سعد الإسماعيلي أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، فقال الشيخ أبو الحسن: قد حدّث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: كان النجاد قد كف بصره في آخر عمره، فلعل بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدارقطني، والله أعلم. وقال أبو بكر الخطيب: سمعت محمد بن أحمد بن رزقويه يقول: مات أبو بكر النجاد في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وقال الخطيب: حدثنا ابن الفضل القطان إملاء قال: توفي أحمد بن سلمان النجاد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وقال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي قالا: توفي أحمد بن سلمان الفقيه النجاد يوم الثلاثاء؛ وقال ابن المحاملي: ليلة الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب حرب، قال ابن المحاملي: صبيحة تلك الليلة؛ قال ابن العلاف: وأحسب أنه عاش خمسا وسبعين سنة.

أحمد بن سلمان بن أبي بكر بن سلامة بن الاصفر.

حدّثنا عن أبن الحسن بن الفرات أنّ (98- ظ) النجاد دفن في مقابر الحربية عند قبر بشر الحارث «1» . أحمد بن سلمان بن أبي بكر بن سلامة بن الاصفر. أبو العباس الحريمي المستعمل البغدادي، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب الوراق المعروف بأبن الطلاية، وأبا القاسم سعيد بن البنّاء، وأبا بكر بن الأشقر الدلال، وهو آخر من روى عنه فيما أرى. وحدث عنهم وعن أبي سعد بن البغدادي، وأبي محمد المقرئ، وأبي سعد السمعاني بالإجازة. وأجاز لي رواية جميع مسموعاته، وجميع ما صحت عنه روايته، وكتب إليّ يذكر أنه دخل حلب عند عوده من دمشق، وذكر لي في كتابه إليّ أن مولده في عاشر محرم من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ببغداد. (99- و) . أخبرني رفيقنا كمال الدين عباس بن بزوان الإربلي أن ابن الأصفر هذا توفي بكرة يوم الثلاثاء خامس وعشرين ذي الحجة سنة ست عشرة وستمائة بالموصل، ودفن بصحراء عنّاز «2» ، وكان أوصى أن أغسّله وأصلي عليه، فغسلته وصليت عليه، وكان دينا صالحا، ثقته، صحيح السماع، رحمه الله. من اسم أبيه سليمان في آباء الاحمدين أحمد بن سليمان بن حميد بن ابراهيم بن أحمد بن علي بن ابراهيم المخزومي: أبو العباس البلبيسي المعروف بابن كسا المصري، من أهل بلبيس «3» ،

أحمد بن سليمان بن عمر بن شابور الحلبي:

شاعر مجيد مشهور، كثير الشعر، طاف البلاد، ومدح الملوك وأخذ صلاتهم، وكان له ثروة وتجمل، وقدم حلب. ومن شعره قوله: وركبت ظهر توصّلي في أوبتي ... وحلفت أني لا أنام عن السرى حتى أريت الأفق أن بدوره ... تخض وبدر الدين متّقدا يرى أخبرني أبو علي القيلوبي قال: بلغ الحاجب علي الأشرفي، وهو بالشرق أن ابن كسا هجاه، فأحضره وقال: بلغني أنك هجوتني، وها أنا أهجوك لتعلم أينا أهجى، وأي الهجوين أوجع، ثم مدّة وما زال يضر به بالدبابيس حتى أشرف على الموت، ورفع على باب الى السجن فبقي بالسجن مدة، ثم أطلقه. وبلغني أن ابن كسا توفي في صغر سنة أربع وثلاثين وستمائة بالقاهرة. أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من توفي سنة خمس وثلاثين وستمائة «2» : وفي شهر ربيع الآخر توفي أبو العباس أحمد بن سليمان بن حميد بن إبراهيم بن مهلهل القرشي المخزومي البلبيسي الشافعي المعروف بابن كسا بالقاهرة، ومولده ببلبيس في سنة سبع وستين وخمسمائة، تفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وتأدب وقال الشعر، وسافر الكثير، وحدث بشيء من شعره ببلبيس وغيرها، وذكر أنه دخل دمشق واشتغل بها، وبالموصل وبغداد وخراسان، أنه اجتمع بفخر الدين الرازي، المعروف بابن الخطيب، بخوارزم، وكان له انس بالنظريات والخلاف. أحمد بن سليمان بن عمر بن شابور الحلبي: سمع اسحاق بن ابراهيم بن الأخيل الحلبي، وابراهيم بن عبد الله بن خرّزاد

الأنطاكي؛ روى عنه أحمد بن محمد الحلال، ومحمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الرقيّ الصوفي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني عن أبي بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن حفص الماليني، ح. وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن الأخوة البغدادي وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن بن محمد بن سليم قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي، قال: سماعا، وقالت: إجازة؛ قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي، وأبو الفتح الكاتب، ح. وقال لنا أبو الحجاج يوسف بن خليل: أخبرنا أبو عبد الله محمود بن (99- ظ) أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، ح. وأخبرنا أبو الغنائم بن شهريار في كتابه قال: أخبرتنا فاطمة بنت البغدادي. قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قالا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي شيخ الصوفي الرقي قال: حدثنا أحمد بن سليمان الحلبي قال: حدثنا اسحاق بن الأخيل قال: حدثنا مبشّر بن إسماعيل عن الخليل بن مرّة عن عمرو بن دينار عن عطاء ابن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة» «1» .

أحمد بن سليمان بن عمرو:

أحمد بن سليمان بن عمرو: أبو بكر الأنماطي، وقيل الأنطاكي، حدث بحلب عن مخلد بن مالك وأحمد ابن إبراهيم، ومؤمل بن إهاب؛ روى عنه عمر بن محمد بن سليمان العطار، وعبد الله بن سعيد الحلبي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني بدمشق قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني الحافظ قال: أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل بن نصر النابلسي قال: أخبرنا عمر بن محمد بن سليمان العطار قال: حدثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن عمر الأنماطي بحلب قال: حدثنا مخلد بن (100- و) مالك قال: حدثنا محمد بن يزيد عن مجاشع بن عمرو عن الزبرقان عن مقاتل بن حيان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الجنة ليحتاجون الى العلماء في الجنة، وذلك أنهم يزورون الله تعالى في كل جمعة فيقول لهم: تمنوا علي ما شئتم، فيلتفتون الى العلماء فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقولون: تمنوا كذا وكذا، قال: فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا» «1» . أحمد بن سليمان: أبو الفتح الفخري الحلبي، شاعر من أهل حلب، كان في عصر عبد المحسن الصوري، ورحل الى مصر فأقام بها الى أن مات. وجدت ذكره في مجموع جمعه بعض أهل الأدب، وقرأته بخطه، ذكر أن أحمد

ومن الأفراد

ابن سليمان الفخري الحلبي كتب الى عبد المحسن الصوري «1» ، وقد بلغه ما صار عليه عبد المحسن من الفقر والفاقة، وقرأتها أيضا بخط أبي طاهر السّلفي: أعبد المحسن الصوري لم قد ... جثمت جثوم منهاض كسير فإن قلت العيالة «2» أقعدتني ... على مضض وعاقت عن مسيري فهذا البحر يحمل هضب رضوى ... ويستثني بركن من ثبير وإن حاولت سير البرّ يوما ... فلست بمثقل ظهر البعير إذا استحلى أخوك قلاك يوما ... فمثل أخيك موجود النظير تحرّك عل أن تلقى كريما ... تزول بقربه إحن الصدور (100- ظ) فما كل البريّة من تراه ... ولا كل البلاد بلاد صور فكتب إليه عبد المحسن الصوري: جزاك الله عن ذا النصح خيرا ... ولكن جاء في الزمن الأخير وقد حدّت لى السبعون حدّا ... نهى عما أردت من الأمور ومذ صارت نفوس الناس عني ... قصارا عدت بالأمل القصير وذكر صاحب المجموع أنه رحل الى مصر ومات بها. ومن الأفراد أحمد بن سنان، أبو جعفر المنبجي: حدّث عن عبيد الله بن موسى العبسي، روى عنه موسى بن العباس. أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت الحافظ أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن في كتابها إلينا من نيسابور، وأخبرنا بذلك عنها إبراهيم بن محمد بن الأزهر

أحمد بن سهل بن محمد بن داود بن ميكائيل بن سليمان بن سلجق:

الصّريفيني، قالت: أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ الواعظ قال: أخبرنا أبو حفص بن مسرور قال: حدثنا أبو سهل محمد بن سليمان ابن محمد بن سليمان الحنفي الصّعلوكي قال: حدثنا موسى بن العباس سنة ثلاث عشر وثلاثمائة قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن سنان المنبجي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن أبي حنيفة عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم حنين عن لحوم الحمر الأهلية وعن متعة النساء قال: «وما كنا مسافحين» . أحمد بن سهل بن محمد بن داود بن ميكائيل بن سليمان بن سلجق: السلطان سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن جغري بك بن ميكائيل، أبو الحارث، قدم صحبة أبيه ملكشاه وهو طفل وكان قد ولد له بظاهر سنجار في طريقه الى الشام، وسنذكره في حرف السين فيما يأتي إن شاء الله تعالى. (101- و) أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلمان، أبو العباس النجار: رجل صالح، عارف الحديث، قدم حلب غير مرة، إحداها في سنة سبع وستمائة، وسمع بها شيخنا أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب، وقدمها مرة أخرى، وحدث بها عن أبي الفرج بن كليب.

ذكر حرف الشين في آباء الأحمدين

ذكر حرف الشين في آباء الأحمدين أحمد بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان: أبو العلاء بن أبي اليسر بن أبي محمد بن أبي المجد بن أبي محمد، القاضي ابن أبي المجد أخي أبي العلاء التنوخي المعري، من أهل معرّة النعمان. أخو شيخنا إبراهيم الذي قدمنا ذكره، وتمام نسبه قد تقدم في ترجمة أخيه. شيخ حسن من أهل الفضل وبيت العلم والقضاء، وأبوه أبو اليسر من الفضلاء المشهورين، وأجداده الذين نسبناه إليهم ما منهم إلا فاضل مشهور. وأبو العلاء هذا سمع أباه أبا اليسر شاكرا، والحافظ أبا القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، وغيرهما، وقدم علينا حلب مرارا متعددة، وكان يسكن معرّة النعمان. وكنت ظفرت بسماعه في عدة أجزاء من تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم، فانتخبت منها جزءا لطيفا، وقرأته عليه بسماعه منه، وسمعه بقراءتي جماعة كانوا معي بحلب. وسألته عن مولده فقال: في سنة أربع وأربعين أو خمس (101- ظ) وأربعين وخمسمائة. أخبرنا أبو العلاء أحمد بن شاكر بن عبد الله المعري، قراءة عليه بحلب، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن القزويني إملاء سنة ست وثلاثين وأربعمائة

أحمد بن شبوية:

قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن سعيد المؤدب قال: حدثنا أحمد بن محمد العسكري قال: حدثنا مطلب بن شعيب قال: أخبرنا عبد الله بن صالح قال: حدثني ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احفظوني في أصحابي، فمن حفظني في أصحابي رافقني وورد عليّ حوضي، ومن لم يحفظني فيهم لم يرد عليّ حوضي، ولم يرني إلا من بعيد» «1» . قدمت معرّة النعمان في بعض قدماتي إليها في جمادى الأولى من سنة ثمان وثلاثين وستمائة، فأخبرني قاضيها أبو العباس أحمد بن مدرك بن عبد الله بن سليمان أن شيخنا أبا العلاء أحمد بن شاكر توفي بها في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وثلاثين المذكورة. أحمد بن شبوية: ابن أحمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الأكبر بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان (102- و) بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو خزاعة، أبو الحسن الماخواني الخزاعي. وقيل هو أحمد بن محمد بن ثابت، وشبويه لقب أبيه محمد أو جده، وقيل هو مولى لبديل بن ورقاء الخزاعي «2» ، وهو منسوب الى قرية من قرى مرو يقال لها ماخوان «3» ، وسكن طرسوس وأقام بها الى أن مات. وذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب «الجرح والتعديل» فقال: أحمد

ابن شبّوية المروزي أبو الحسن الخزاعي، وهو أحمد بن محمد بن شبّوية حدثنا علي بن الهسنجاني عنه. روى عن وكيع، وعبد الرزاق، وأبي أسامة. مات بطرسوس سنة ثلاثين ومائتين، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك؛ سمعت أبا زرعة يقول: جاء نانعيه وأنا بحرّان، ولم أكتب عنه، وكذلك سمعت أبي يقول: أدركته ولم أكتب عنه. روى عنه أيوب بن اسحاق بن سافري نزيل الرملة، وعبد الملك بن ابراهيم الجدي. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: هو أحمد بن محمد بن شبّوية، حدثنا علي بن الحسين الهسنجاني عنه هكذا «1» ، وسنذكره في باب المحمدين من أباء الأحمدين إن شاء الله. أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن محمود الصوفي عن الحافظ أبي طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الآزجي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرائا «2» قال: أخبرنا أبو عمران موسى بن هرون بن عبد الله البزاز قال: ومات أحمد بن شبويه بطرسوس آخر سنة ثلاثين أو تسع وعشرين ومائتين. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر الحافظ قال: أخبرنا أبو علي أحمد ابن محمد البرداني قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا

من اسمه شعيب في آباء الأحمدين

أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ قراءة عليه قال: قال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ابن بنت منيع: مات أحمد بن شبويه بطرسوس سنة تسع وعشرين، أو سنة ثلاثين في أولها، يعني ومائتين. (102- ظ) من اسمه شعيب في آباء الأحمدين أحمد بن شعيب بن عبد الاكرم الانطاكي: حدث عن الحسن بن عبد الأعلى البياسي، ومحمد بن أبي يعقوب الدينوري، وعبيد بن محمد الكشوري، ويعقوب بن يوسف الفروي. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وكان من الصالحين العباد، والأخيار الزهاد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر السمعاني، ح. وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن الأخوة البغدادي، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسين بن محمد بن سليم قالوا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الدوري قالا: أخبرنا؛ وقالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن شعيب بن عبد الأكرم الأنطاكي، وكان يقال أنه من الأبدال، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله البوسي، وقال أبو مسلم وصاحبته: الحسن بن عبد الأعلى البياس- وهو الصحيح-، قال: حدثنا عبد الرزاق عن عبد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة

أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر:

رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الغيث قال: «اللهم (103- و) سيبا نافعا» «1» . أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أبي الرجاء الشهرياري في كتابه إلينا من أصبهان قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي قال: حدثنا أحمد بن شعيب بن عبد الأكرم الأنطاكي قال: حدثنا عبيد بن محمد ابن إبراهيم الكشوري قال: حدثني محمد بن عمر بن أبي مسلم قال: حدثنا محمد ابن مصعب الصنعاني قال: حدثني القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم عن عمه عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: «لعله بشفاعتي يوم القيامة يجعل في ضحضاح من النار، يبلغ كعبيه، تغلي منه جبهته أو دماغه» «2» . أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر: أبو عبد الرحمن النسائي، القاضي الحافظ الإمام، كان علما من الاعلام، وإماما من أئمة الإسلام، واليه في علم الحديث ومعرفة رجاله النقض والابرام، رحل الرحلة الواسعة، وسافر في طلب الحديث وجمعه الى البلاد الشاسعة، قدم حلب، وسمع بها أبا العباس الفضل بن العباس بن ابراهيم الحلبي، وسمع بالمصيصة قاضيها أحمد بن عبد الله بن علي بن أبي المضاء المصيصي (103- ظ) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بحلب قال: أخبرنا أبو طاهر الشيحي

قال: أخبرنا أبو محمد الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا علي بن حجر قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس قال: خرجت جارية عليها أوضاح «1» ، فأخذها يهودي فرضخ رأسها، فأخذ ما عليها من الحلي، فأدركت وبها رمق، فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «من قتلك أفلان» ؟ فقالت برأسها: قال: «ففلان» حتى سمى اليهودي، فقالت برأسها: نعم، فأخذ فاعترف، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضخ رأسه بين حجرين «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن زريق القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة، قال: أخبرنا أبو بكر الوليد بن القاسم بن أحمد الصوفي بمصر قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي قال: حدثنا الفضل بن العباس بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثني بشر، وهو ابن الحارث، قال: حدثنا ابراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب «3» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء البغدادي بدمشق وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي بحلب قالا: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبيد الله (104- ظ) ابن الزاغوني قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الانباري قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عيسى قال:

حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا محمد بن ربيعة عن أبي عميس، واسمه عبيد بن عبد الله، عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذا انتصف شعبان فكفوا عن الصوم» «1» . أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني في كتابه قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، ح. وأنبأنا القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار قال: أخبرتنا عمة أبي عائشة بنت أحمد بن منصور قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. وقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يذكر أربعة من من المسلمين رآهم، فبدأ بأبي عبد الرحمن. وقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت جعفر بن محمد بن الحارث يقول: سمعت مأمون المصري الحافظ يقول: خرجت مع أبي عبد الرحمن الى طرسوس سنة للفداء فاجتمع جماعة من مشايخ الاسلام، واجتمع من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن ابراهيم مربع، وأبو الأذان، وكيلجة، وسنجة ألف، وغيرهم، فتشاوروا (105- و) من ينتقي لهم على الشيوخ، فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي، وكتبوا كلهم بانتخابه. قال الحاكم أبو عبد الله: فأما كلام أبي عبد الرحمن على فقه الحديث، فأكثر

من أن يذكر في هذا الموضع، ومن نظر في كتاب السنن له تحير في حسن كلامه، وليس هذا الكتاب مسموع عندنا. ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره، فحدثني محمد بن اسحاق الاصبهاني قال: سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره، وخرج الى دمشق، فسئل بها عن معاوية بن أبي سفيان وما روى من فضائله فقال: لا يرضى منا معاوية رأسا برأس حتى يفضل فمازالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد، ثم حمل الى الرملة، فمات بها سنة ثلاث وثلاثمائة وهو مدفون بالرملة «1» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي، وأخبرنا به اجازة عنه أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف وغيره، قال: قرأت على أبي عبد الله يعني محمد ابن أحمد بن ابراهيم الرازي بالاسكندرية عن أبيه أبي العباس قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن نصر البزاز، وكتبه لي بخطه، قال: حدثنا علي بن محمد الكاتب المادرائي قال: حدثني أبو منصور تكين الامير قال: قرأ علي أبو عبد الرحمن النسائي كتاب الخصائص فقلت له: حدثني بفضائل معاوية، فجاءني بعد جمعة بورقة فيها حديثان، فقلت: أهذه بس؟ فقال: وليست بصحاح، هذه غرم معاوية عليها الدراهم، فقلت له: أنت شيخ سوء، لا تجاورني، فقال: ولا لي في جوارك حظ، وخرج. قال علي بن محمد المادرائي: وحدثني أهل بيت المقدس قالوا: قرأ علينا أبو عبد الرحمن النسائي كتاب الخصائص، فقلت «2» له: أين فضائل معاوية؟ فقال:

وما يرضى معاوية أن يسكت عنه، قال: فرجمناه وضغطناه، وجعلنا نضرب جنبه، فمات بعد ثلاث. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الاشيرى قال: أنبأنا القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض قال: حدثنا الفقيهان أبو محمد عبد الله بن أبي جعفر الخشني، وعبد الرحمن بن محمد بن عتاب بقراءتي عليهما قالا: حدثنا أبو القاسم حاتم بن محمد قال: حدثنا أبو الحسن القابسي الفقيه قال: سمعت أبا الحسن بن هاشم المعري يقول: سئل أبو عبد الرحمن النسائي عن اللحن «1» . (106- و) . أخبرنا أبو الفرج محمد محمد بن علي بن بن حمزة بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت منصور الفقيه وأحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي يقولان: أبو عبد الرحمن النسائي امام من أئمة المسلمين. وقال أبو أحمد بن عدي: أخبرني محمد بن سعيد البارودي قال: ذكرت لقاسم المطرز أبا عبد الرحمن النسائي فقال: هو إمام، أو يستحق أن يكون اماما «2» ، أو كما قال: (105- ظ) .

أحمد بن شكر بن عبد الرحمن بن أبي حامد بن عبد الرحمن:

أحمد بن شكر بن عبد الرحمن بن أبي حامد بن عبد الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الملقب بنان- بن علي- الملقب ذؤيب- بن أبي البركات- وكان يلقب عصية لطوله ودقته- بن هبة الله- ويكنى أبا الحمر- بن أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن موسى بن يعقوب بن محمد ابن المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة المعروف بابن الاسود الكندي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو العباس بن أبي حامد بن أبي القاسم بن أبي حامد الكندي المقدادي الحربي الخياط، المعروف بابن عصية المقرئ، من أولاد المحدثين من أهل الحربية. وكان أبو الحمر هبة الله قدم من دمشق، وسكن الحربية، وأعقب بها. سمع أبو العباس أباه أبا حامد، وجده أبا القاسم عبد الرحمن، وجده لامه أبا بكر محمد بن المبارك بن مشق، وأبا منصور عبد الله بن محمد بن علي بن علي بن عبد السلام الكاتب، وأبا الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني، وأبا الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، وخلقا غير هؤلاء يطول ذكرهم، وحدث ببعض حديثه وسمع منه جماعة من طلبة الحديث.

أحمد بن شيبان الاحنف المصيصي:

وقال لي أبو حفص عمر بن دهجان البصري: هذا الشيخ سافر الى البيت المقدس زائرا بعد أن حج الى بيت الله الحرام، فدخل حلب مرتين في ذهابه وعوده. ومولده في سنة احدى وثمانين وخمسمائة بالحربية، وهو شيخ صالح خير متدين، متواضع (107- و) كثيرة التلاوة للقرآن، محب للحديث وأهله، فقير صبور، متقنع بالحلال، يأكل من كسب يده، حسن الطريقة، صحيح العقيدة، محمود السيرة على قانون السلف. أحمد بن شيبان الاحنف المصيصي: حدث عن محمد بن كثير المصيصى، روى عنه أبو سهل أحمد بن محمد بن يزيد الفارسي نزيل المصيصة.

ذكر حرف الصاد في آباء الاحمدين

ذكر حرف الصاد في آباء الاحمدين أحمد بن صافي: أبو بكر التنيسي، مولى الحباب بن رحيم البزاز، سمع بحلب وغيرها من الثغور: أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي ادريس الامام، وأبا أيوب سليمان بن محمد بن ادريس بن رويط، وأبا بكر محمد بن بركة بن الفرداج برداعس الحلبيين، وعثمان بن محمد بن علي بن علان الذهبي نزيل حلب، وأبا عمير عدي ابن أحمد بن عبد الباقي الآذي، وأبا الحسين مسدد بن يعقوب الفلوسي قاضي تنيس، وأبا عبد الله محمد بن الحكم، وبكر بن أحمد الشعراني، وأبا جعفر محمد ابن الحسين بن زيد، وأبا الحسن جعفر بن محمد الحروي، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن أبي مطر، وأبا اسحاق ابراهيم بن ميمون الصواف، وأبا أحمد جابر ابن عبد الله بن حاتم الجهازي، وأبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، وأبا الحسن داود بن أحمد بن مصحح، وأبا الحسين علي بن محمد بن أبي الحديد المصري، وعبد القدوس بن عيسى بن موسى الحمصي، وأبا علي الحسين بن يوسف (107- ظ) بن مليح الطرائفي، واسماعيل بن يعقوب الحراب. روى عنه أبو الحسين الميداني، وسمع منه بدمشق عبد العزيز وعبد الواحد ابنا محمد بن عبدويه الشيرازي. أنبأنا أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال: أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم

ذكر من أبوه صالح من الاحمدين

بن علي أحمد الكلابي قال: أخبرنا علي بن الخضر قال: أخبرنا أبو الحسين الميداني قال: حدثنا أحمد بن صافي التنيسي قال: حدثنا عثمان بن محمد الذهبي قال: حدثنا ابراهيم بن زياد قال: حدثنا محمد الاسفاطي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول الله: ان عبد الله بن داود حدثنا عن الاعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود عنك بحديث الصادق المصدوق، فهو عنك يا رسول الله، فذكر الحديث،؟ قال: رحم الله كل من حدث به الى يوم القيامة. قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط الميداني: حدثنا أبو بكر أحمد بن صافي مولى الحباب بن رحيم البزاز، قدم علينا من تنيس في سنة ستين وثلاثمائة، بحديث ذكره، فتكون وفاته بعد ذلك، والله أعلم. «1» . ذكر من أبوه صالح من الاحمدين أحمد بن صالح بن عبد الرحمن: أبو بكر الصوفي الحافظ الانماطي، المعروف بكيلجة، ويسمى أيضا محمدا، والاكثر على ذلك، وقد ذكرنا (108- و) في ترجمة أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي أنه كان مع جماعة من مشايخ الاسلام والحفاظ بطرسوس، واجتمعوا للفداء، وقد استقصينا ترجمته في المحمدين، اذ الاكثر على أن اسمه محمد. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن صالح الصوفي، وهو محمد بن صالح بن عبد الرحمن، أبو بكر الحافظ الانماطي، المعروف بكيلجة، كان محمد بن مخلد يسميه أحمد في بعض رواياته، ومحمدا في بعضها.

أحمد بن صالح بن عمر بن اسحاق:

حدث عن أبي حذيفة النهدي، وسعيد بن أبي مريم البصري، وموسى بن أيوب النصيبي، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن أبي حامد صاحب بيت المال وسماه أحمد، كما سماه ابن مخلد هاهنا، وروى عنه غيرهما فسماه محمدا، وقد ذكرناه في المحمدين. «1» أحمد بن صالح بن عمر بن اسحاق: أبو بكر المقرئ البزاز البغدادي، صاحب أبي بكر بن مجاهد، انتقل من بغداد الى الشام، ونزل أطرابلس وسكنها، فقد اجتاز بحلب أو بعملها. ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد بما أخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن صالح بن عمر، أبو بكر المقرئ انتقل الى الشام، ونزل أطرابلس، حدث بها وبالرملة عن جعفر بن عيسى الناقد، ومحمد بن الحكم العتكي، وروى عنه (108- ظ) الغرباء، وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه. وقال الخطيب: حدثنا يحيى بن علي، أبو طالب الدسكري لفظا قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الجرجاني بها قال: حدثني أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي بأطرابلس قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحكم العتكي قال: حدثنا سليمان- يعني ابن سيف- قال: حدثنا أحمد بن عبد الملك قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة قال: كنت جالسا عند عبد الله بن زياد فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ان عذاب هذه الامة في دنياها» . قال الخطيب: هكذا حدثناه أبو طالب من أصل كتابه، وقد سقط منه ألفاظ

أحمد بن صالح المصري:

كثيرة ففسد بذلك، وصوابه ما أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد ابن القاسم المخزومي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي- إملاء- قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يوسف التركي قال: حدثنا اسحاق بن موسى قال: سألت أبا بكر بن عياش، وعنده هشام بن الكلبي، فأخبرنا عن أبي حصين عن أبي بردة قال: كنت عند عبيد الله بن زياد فأتي برءوس من رؤوس الخوارج، فجعلت كلما أتي برأس أقول: الى النار، الى النار، فعيرني عبد الله بن يزيد الأنصاري وقال: يا بن أخ وما تدري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «جعل عذاب هذه الأمة في دنياها» «1» . كذا قال الخطيب: «وقد سقط منه ألفاظ كثيرة ففسد بذلك» «2» . قلت «3» : (109- و) والظاهر أنه تصحف يزيد بزياد لا غير، والصواب: كنت جالسا عند عبد الله بن يزيد فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث، ولم يذكر أنه كان عند عبيد الله بن زياد، ولا أنه أتي برءوس الخوارج، فلا يفسد الحديث، والله أعلم. أحمد بن صالح المصري: أبو جعفر الحافظ المعروف بابن الطبري، حدث عن عبد الله بن وهب المصري، واسماعيل بن أبي أويس، وابراهيم بن الحجاج، وعنبسة بن خالد، وعبد الله بن ابن نافع. روى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني،

وابنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، وأبو اسماعيل الترمذي، وأبو بكر بن زنجويه، وأبو علي صالح بن محمد جزره، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو حاتم محمد بن اسحاق الرازي، وسمع منه بأنطاكية. أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي، ومحمد بن عبد الكريم بن محمد، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان الكاشغري قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبو المظفر (109- ظ) أحمد بن محمد بن علي الكاغدي، قال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. وقال الكاغدي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، قالوا: أخبرنا الحسين ابن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن دستوريه قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: «1» ....... أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أحمد بن صالح، أبو جعفر المصري، طبري الأصل، سمع عبد الله بن وهب، وعنبسة بن خالد، وعبد الله بن نافع، واسماعيل بن أبي أويس، وكان أحد حفاظ الأثر، عالما بعلل الحديث، بصيرا باختلافه.

وورد بغداد قديما، وجالس بها الحفاظ، وجرى بينه وبين أبي عبد الله أحمد بن حنبل مذاكرات، وكان أبو عبد الله يذكره ويثني عليه، وقيل إن كل واحد منهما كتب عن صاحبه في المذاكرة- حدثنا-. ثم رجع أحمد الى مصر فأقام بها، وانتشر عند أهلها علمه، وحدث عنه الأئمة منهم: محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن اسماعيل البخاري، ويعقوب ابن سفيان (110- و) الفسوي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو اسماعيل الترمذي، وأبو داود السجستاني، وابنه أبو بكر وصالح جزره؛ ومن الشيوخ المتقدمين: محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمود بن عيلان وغيرهما «1» . أنبأنا تاج الأمناء أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، ح. قال الحلّال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله الأصبهاني- إجازة- قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أحمد بن صالح المصري، أبو جعفر، روى عن ابن عيينة، وابن وهب، وعبد الرزاق، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك. قال: وسمعت أبي يقول: كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية «2» . وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت محمد

ابن عبد الله بن نمير يقول: حدثنا أحمد بن صالح: فإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله؛ سئل أبي عن أحمد بن صالح فقال: ثقة «1» . أخبرنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس المعروف بابن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن علي بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت محمد بن سعد السعدي يقال: سمعت أبا عبد الرحمن النّسائي (110- ظ) أحمد بن شعيب يقول: سمعت معاوية بن صالح يقال: سألت يحيى بن معين عن أحمد بن صالح فقال: رأيته كذابا يخطب «2» في جامع مصر. وكان النّسائي هذا سيء الرأي فيه، وينكر عليه خمسة أحاديث منها: عن ابن وهب عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» . قال ابن عدي: حدثناه العباس بن محمد بن العباس عن أحمد بن صالح بذلك. قال ابن عدي: وأحمد بن صالح من حفاظ الحديث، وخاصة حديث الحجاز، ومن المشهورين بمعرفته، وحدث عنه البخاري مع شدة استقصائه، ومحمد بن يحيى، واعتمادهما عليه في كثير من حديث الحجاز، وعلى معرفته، وحدّث عنه من حدث من الثقات فاعتمدوه حفظا وإتقانا، وكلام ابن معين فيه تحامل. فأما سوء ثناء النّسائي عليه، فسمعت محمد بن هارون بن حسان الرقي يقول: هذا الخراساني- يعني النّسائي- يتكلم في أحمد بن صالح، وحضرت

أحمد بن صالح فطرده من مجلسه، فحمله ذلك على أن تكلم فيه، وهذا أحمد ابن حنبل قد أثنى عليه، والقول فيه: ما قاله أحمد رحمه الله لا ما قاله غيره. وحديث «الدين النصيحة» الذي أنكره عليه النّسائي فقد رواه عن ابن وهب يونس بن عبد الأعلى، وقد رواه عن مالك محمد بن خالد بن عثمة، وغيره. وقال ابن عدي: سمعت محمد بن موسى الحضرمي- يعرف بأخي أبي عجيبة- بمصر يقول: سمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس منها (111- و) الكل- يعني حرملة-، وعند بعض الناس منها النصف- يعني نفسه-. قال ابن عدي: وأحمد بن صالح من أجلّة الناس، وذاك أني رأيت جمع أبي موسى الزمن في عامة ما جمع من حديث الزهري يقول: كتب إليّ أحمد بن صالح: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، ولولا أني شرطت في كتابي هذا أن أذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم، لكنت أجلّ أحمد بن صالح أن أذكره «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري قال: حدثنا أبي قال: كان أحمد بن صالح يكنى أبا جعفر؛ كان صالح جنديا من أهل طبرستان من العجم، وولد أحمد بن صالح بمصر في سنة سبعين ومائة، وتوفي بمصر يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين، وكان حافظا للحديث. ذكر أبو عبد الرحمن النّسائي أحمد بن صالح فرماه وأساء الثناء عليه وقال:

حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أحمد بن صالح كذاب يتفلسف. وقال أبي: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال، ولم يكن له آفة غير الكبر «1» . أنبأنا محمد بن علي الحراني قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد الله بن علي قال: أخبرنا الإسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت «2» (111- ظ) أبا داود السجستاني يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهمون الناس، يعني ليس بذاك في الجلالة. قلت: والظاهر أن أبا داود إنما أراد أنه ليس كما يتوهمون في سوء الرأي فيه، فإن أبا داود ذكر عن أحمد بن صالح كلاما يشعر بتعظيمه وحسن الرأي فيه أخبرناه شيخنا أبو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: أخبرنا محمد بن عدي بن زهر البصري في كتابه قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: كتب أحمد بن صالح عن سلامة بن روح، وكان لا يحدث عنه، وكتب عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه، وحدث أحمد بن صالح ولم يبلغ الأربعين، وكتب عباس العنبري عن رجل عنه. أخبرنا الكندي- إذنا- قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم. قال أبو بكر: ثم أخبرنا أبو بكر البرقاني قراءة قال: أخبرنا محمد بن

عثمان القاضي قال: حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي بدمشق قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري قال: سألني أحمد بن حنبل قديما: من بمصر؟ قلت: بها أحمد بن صالح فسر بذكره ودعا له «1» . أنبأنا أبو الفرج بن القبيطي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة (112- و) قال: أخبرنا حمزة السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت أحمد بن عاصم الأقرع بمصر يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو يقول: قدمت العراق فسألني أحمد بن حنبل: من خلفت بمصر؟ قلت: أحمد بن صالح، فسر بذكره، وذكر خيرا، ودعا الله عز وجل له. قال ابن عدي: حدثنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن ابن المغيرة قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: سمعت أبا نعيم الفضل ابن دكين يقول: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يريد أحمد بن صالح. قال أبو أحمد بن عدي: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر زنجويه يقول: قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح، فسألني: من أين أنت؟ قلت من بغداد، قال: فأين منزلك من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت: أنا من أصحابه، قال: تكتب لي موضع منزلك فإني أريد أوافي العراق حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل، فكتبت له، فوافى أحمد بن صالح سنة اثنتي عشرة الى عفّان، فسأل عني فلقيني، فقال: الموعد الذي بيني وبينك، فذهبت به الى أحمد بن حنبل، فاستأذنت له، فقلت: أحمد بن صالح بالباب، فقال: ابن الطبري؟ قلت: نعم، فأذن له، فقام اليه ورحب به، وقربه وقال له: بلغني أنك

جمعت حديث الزهري فتعال حتى نذكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكران ولا يغرب (112- ظ) أحدهما على الآخر حتى فرغا، وما رأيت أحسن من مذاكرتهما، ثم قال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح: تعال حتى نذكر ما روى الزهري عن أولاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما على الآخر، الى أن قال أحمد ابن حنبل لأحمد بن صالح: عندك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يسرني أن لي حمر النّعم وأن لي حلف المطيبين» ، فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا! فجعل أحمد يتبسم ويقول: رواه عن الزهري رجل مقبول أو صالح، عبد الرحمن بن اسحاق، فقال: من رواه عن عبد الرحمن؟ فقال حدثناه رجلان ثقتان: اسماعيل بن عليّة، وبشر بن المفضل، فقال أحمد ابن صالح لأحمد بن حنبل: سألتك بالله، إلا أمليته علي، فقال أحمد: من الكتاب، فقام فدخل وأخرج الكتاب وأملاه عليه؛ فقال أحمد بن صالح: لو لم أستفد بالعراق إلا هذا الحديث كان كثيرا، ثم ودعه وخرج. وقال أحمد بن عدي: حدثنا العباس بن محمد بن العباس قال: حدثنا موسى ابن سهل قال: قدم أحمد بن صالح الرملة فسألوه أن يحدثهم ويجلس للناس، فأبى وامتنع عن ذلك، فكلموا ابن أبي السّري العسقلاني، فكلمه فجلس للناس، فحدثنا حينئذ بألوف من حفظه. قال موسى: وسألته منذ ثلاثين سنة عن تفسير حديث أبي الطفيل، فقال (113- و) نصدّق بهذه الأحاديث على وجوهها، ولا نسأل عن تأويلها، ثم سألته الآن عن مثل ذلك، فقال لي: هذه أخت تلك وبينهما نحو من ثلاثين سنة أو أكثر.

وقال ابن عدي: سمعت عصمة بن كماك يقول: سمعت صالح جزرة يقول: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال أحمد: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي، فقلت: أما المبتدع فلست، واما الماجن فأنا هو، وذلك أنه قيل له: إن صالح الماجن قد حضر مجلسك «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد الله المعبّر بأصبهان قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الغزّال قال: وأحمد بن صالح، أبو جعفر الطبري الأصل، وتوفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين؛ كان من حفاظ الحديث، واعيا، رأسا في علم الحديث وعلله، وكان يصلي بالشافعي «2» ، ولم يكن في أصحاب ابن وهب أحد أعلم منه بالآثار. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر قال: أخبرني الطناجيري قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: سمعت يحيى بن محمد بن صاعد يقول، ح. قال أبو بكر: وأخبرنا البرقاني قال: قرأت على إسماعيل بن هشام الصّرصري حدثكم محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين (113- ظ) قال: مات أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين ومائتين، زاد ابن رشدين لثلاث بقين من ذي القعدة «3» .

من اسم أبيه الصقر من الأحمدين

وقد روينا عن ابن يونس «1» أنه توفي بمصر يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي العقدة، فوقع الاتفاق على الشهر والسنة ووقع الاختلاف في الأيام لا غير. من اسم أبيه الصقر من الأحمدين أحمد بن الصقر بن أحمد بن ثابت: أبو الحسن المنبجي المقرئ العابد، رجل صالح عارف بوجوه القراءات وعللها، وله مصنف في القراءات سماه «الحجّة» ذكر فيه القراءات السبعة، وبين وجوهها وعللها، وهو كتاب حسن، وقفت عليه وطالعته. قرأ القرآن العظيم على أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم المقرئ، وأبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم، وأبي عيسى بكار ابن أحمد بن بكار بن بنان بن بكار بن زياد، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم النحوي، وأبي الحسن علي بن محمد بن البزاز القلانسي؛ وأخذ القراءات عنهم دراية ورواية. وأجاز أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، وشاهدت خطه له في الإجازة، وسماه بأبي الحسن أحمد بن الصقر العابد. روى عنه: أبو محمد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي، وأبو الحسن علي ابن محمد بن معيوف العين ثرماني. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا عمي الحافظ (114- و) أبو القاسم علي بن الحسن قال: بلغني أن أبا الحسن المنبجي الذي كان بدمشق توفي قبل الستين وثلاثمائة «2» .

أحمد بن الصقر بن ثوبان:

ووقع إليّ جزء بخط بعض الفضلاء من أهل دمشق، كتبه بها، يتضمن وفاءات جماعة من المحدثين والعلماء قال: سنة ست وستين وثلاثمائة، توفي أبو الحسن المنبجي، وهو أحمد بن الصقر بن ثابت صاحب كتاب القراءات، في ربيع الآخر من السنة. أحمد بن الصقر بن ثوبان: أبو سعيد الطرسوسي، حدث عن أبي سلمة يحيى بن خلف الباهلي، وأبي كامل الجحدري، ومحمد بن عبيد بن حساب، وبشر بن معاذ العقدي، ومحمد ابن موسى الجرشي، وعقبة بن سنان الذارع، وروح بن قرة المقرئ، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، وأحمد بن اسحاق البزار، ومحمد ابن عبد الأعلى الصنعاني، وعبد الجبار بن العلاء. روى عنه الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي الحافظ الحلبي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي، وأبو بكر بن الجعابي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق، وأبو بكر الاسماعيلي. (114- ظ) أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن الصقر ابن ثوبان، أبو سعيد البصري، وأصله من طرسوس. ذكر لي أبو نعيم الحافظ أنه كان مستملي بندار، سكن بغداد وحدث بها عن: أبي كامل الجحدري، وبشر بن معاذ العقدي، ومحمد بن عبد الله بن بزيع،

ومحمد بن موسى الجرشي، ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وعبد الجبار بن العلاء، ونصر بن علي الجهضمي. روى عنه: أبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن الجعابي، وأبو محمد بن السبيعي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي وغيرهم، وكان ثقة. وقال الخطيب: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا أبو بكر الاسماعيلي، قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن الصقر بن ثوبان، بصري، ببغداد «1» .

ذكر حرف الطاء في آباء الأحمدين

حرف الضاد في الآباء فارغ ذكر حرف الطاء في آباء الأحمدين من اسم أبيه طاهر أحمد بن طاهر بن النجم: أبو عبد الله الميانجي، سمع بحلب قاضيها أبا اسحاق إبراهيم بن جعفر بن جابر، وروى عنه وعن أحمد بن يحيى ثعلب (115- و) وأحمد بن علي الأبار ومحمد بن عبدوس، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن أيوب، ومحمد بن يوسف الضبي التركي، وموسى بن حمدون العكبري، ومحمد بن موسى الحلواني، وعلي بن سلم، وموسى بن هارون، وأبي بكر بن بنت معاوية بن عمرو وإبراهيم بن يوسف الرازي، وحفص بن عمر، ومكحول البيروتي، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجعفر الفريابي، وغيرهم. روى عنه أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي. قرأت بخط أبي محمد الحسن بن الحسين بن أحمد الخمكري الأديب، وكان من أصحاب أبي الحسين بن فارس بن زكريا فيما قرأه على أبي الحسين بن فارس، وعليه خطه، قال: أخبرنا أحمد بن طاهر قال: قرأت على أبي اسحاق إبراهيم بن جابر القاضي بحلب، فأقربه، قال: حدثنا سلم بن جنادة قال: حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن مسلم عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلى

أحمد بن طاهر الدمشقي:

الله عليه وسلم قال: «الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة وهي شفاء للسقم» «1» . أحمد بن طاهر الدمشقي: حكى عن عبد الله بن خبيق بن سابق الأنطاكي، ولقيه بها، روى عنه عمر ابن المؤمل الطرسوسي أبو القاسم. أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن كتابة، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله قال: أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي قال: أخبرنا أبو علي الأهوازي (115- ظ) المقرئ قال: حدثنا أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد الهروي المقرئ بمكة قال: حدثنا أبو القاسم عمر بن المؤمل قال: حدثنا أحمد بن طاهر الدمشقي قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سألت يوسف بن أسباط: هل مع حذيفة المرعشي علم؟ فقال: معه العلم الأكبر، خوف الله عز وجل «2» . أحمد بن طاهر الاسدي: المعروف بابن الموصول الحلبي، وهو جدّ الوزير أبي الفضل هبة الله بن عبد القاهر بن أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن طاهر، وزير الملك رضوان ابن تتش «3» . قرأت بخط بعض الحلبيين في جزء يتضمن مدائح الوزير أبي الفضل بن الموصول، وأظنه بخط سني الدولة أبي العلاء المحسن بن الحسين كاتب الحضرة وذكر في نسب الوزير أبي الفضل: جد جدّه أحمد بن طاهر الأسدي المذكور. وذكر أنه كان من الشهود المميزين بحلب، وكان فيه من قوة النفس، وعظم

المحل أجمل صفه، ومن الدين والزهد، ما لم يكن مثله في سواه من أهل زمانه، فلما اتصل خبره بالحاكم الفاطمي المستولي على مصر، وما هو عليه من الدين والأدب والعلم، والسؤدد الثاقب والفهم، حمله الشوق إليه على إيثار مشاهدته، فأنفذ رسولا قاصدا يستدعيه إليه ويسومه الوفادة عليه، وأصحبه من المال والدواب ما يستعين (116- و) به على طريقه، رغبة منه في رؤيته، والتبرك بمؤانسته فلما مثل بين يديه مال بجملته إليه، وتقدم بأن يخلع عليه، وأمر بانزاله، واجمال ضيافته، فلما كان بعد ثلاث أمر بإحضاره، فلما حضر أكرم مثواه وقربه وأدناه، وأمره بمواصلة حضرته، وتقدم الى الحجاب برفع حجبته، فأقام عنده المدة الطويلة كل يوم يمضي تتضاعف حظوته، وتتزايد من قلبه مكانته. وفي بعض الأيام وهو بين يديه أراد الحاكم من شدة محبته له، وإعجابه به أن يبالغ في كرامته ونباهة قدره فقال له: أدخل يدك يا أحمد حكّ ظهري، ففعل ما رسم له، وداخل يده من كمه وحك الموضع الذي أشار إليه من ظهره، فلما أخرج يده قال له الحاكم: يا أحمد ما أردت بذلك إلا إكرامك، حتى تقول وضعت يدي على ظهر أمير المؤمنين بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزيدك كرامة وتشريفا، وخلع عليه طيلسانا كان عليه، وقلده سيفا فاخرا كان يتقلد به يوم ركوبه في الأعياد، وأعطاه دواة كانت تحضر بين يديه للتوقيعات، وذلك كله عند ولده يتوارثه أب عن جد، ولم يزل مقيما عند الحاكم الى حين وفاته في أرفع رتبة وألطف منزلة. فهذا ما نقلته من الجزء المشار إليه في مدائح الوزير أبي الفضل بن الموصول. وقيل أن أحمد بن الموصول أقام عند الحاكم بمصر الى أن توفي في سنة تسعين وثلاثمائة.

ومن أفراد حرف الطاء في آباء الأحمدين

ومن أفراد حرف الطاء في آباء الأحمدين أحمد بن طغان: قائد مذكور من قواد خمارويه بن أحمد بن طولون «1» وولي على طرسوس وعلى جميع الثغور الشامية في سنة تسع وسبعين ومائتين، سيره واليا عليها خماروية ابن أحمد بن طولون، وعزل عنها محمد بن موسى الأعرج، ودخلها ابن طغان يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من شعبان من السنة، ذكر ذلك ابن أبي الأزهر والقطربلي في تاريخهما الذي اجتمعا على تأليفه وقالا في تاريخهما المذكور: في سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وفي شعبان، كان الفداء بين المسلمين والروم على يد أحمد بن طغان، وورد كتاب فيه: أعلمك أن أحمد بن طغان نادى في الناس بحضور الفداء «2» ، وأنه خرج الى اللامش معسكرا بالمسلمين يوم الجمعة لخمس خلون من شعبان وأنه صلى في الجامع وركب منه، ومعه راغب ومواليه، ووجوه البلد والقواد، والموالي، والمطوعة بأحسن زي وأكمل عدة، ووقع الفداء يوم الثلاثاء لتسع خلون منه، فأقاموا على ذلك اثني عشر يوما، فكان جملة من فودي به من المسلمين من رجل وامرأة وصبي: ألفين وخمسمائة وأربعة أنفس، وانصرف الفريقان، وخرج أحمد بن طغان، واستخلف على طرسوس دميانة، ولم يعد الى طرسوس.

أحمد بن طلحة:

قالا: ولما كان في هذا الشهر- يعني في صفر سنة أربع وثمانين- وافى يوسف بن البغامردي يخلف ابن طغان، فهوى به دميانة، فوثب براغب، فنصر (117- و) راغب، وقبض على دميانة وابن البغامردي وابن اليتيم، فقيدهم وبعث بهم الى بغداد، وكتب أهل طرسوس الى هارون بن خمارويه لا توجه إلينا واليا من قبلك، فإن أتانا قاتلناه، فكف عنهم، وبعثوا الى المعتضد ليولي عليهم واليا. قلت: وكان أحمد بن طغان حسن السيرة في تدبير الثغور، مشكور السياسة، وله غناء في الجهاد، وإليه ينسب المدي الطغاني الذي كان أهل طرسوس يتعارفونه وقد ذكرنا مقداره فيما تقدم في ذكر مدينة طرسوس في مقدمة كتابنا هذا «1» . أحمد بن طلحة: وقيل محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس المعتضد بالله ابن أبي أحمد الموفق الناصر ابن أبي الفضل المتوكل ابن أبي اسحاق المعتصم ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور ابن ذي الثفنات الهاشمي، أمير المؤمنين. وإنما وقع الاختلاف في اسم أبيه، أي الموفق، لأن المتوكل قال: من غلب كنيته من ولدي على اسمه فاسمه محمد، وكان الغالب كنية أبي أحمد الموفق على اسمه، والأكثر على أن اسمه طلحة. وأم المعتضد أم ولد يقال لها نخلة، ويقال ضرار، وكان اسمها قبل أن تصير إلى أبيه خفير فغير اسمها، وقيل إن اسمها خزر.

وكان مولده سنة اثنتين، وقيل ثلاث وأربعين ومائتين، وبويع له بولاية العهد بعد موت أبيه في يوم الاثنين (117- ظ) لثلاث بقين من المحرم من سنة تسع وسبعين ومائتين ثم ولي الخلافة بعد موت عمه المعتمد على الله يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين وهو ابن ست وثلاثين وقيل سبع وثلاثين، وبويع له ساعة موت المعتمد، وقعد على السرير وسلم عليه بالخلافة وقت طلوع الشمس من يوم الأحد، وكانت ولايته عهد المسلمين يوم الاثنين وولايته الخلافة يوم الاثنين، وموته يوم الاثنين، وقدم حلب من بين إحداهما في حياة أبيه، سيره لقتال خمارويه بن أحمد بن طولون في جيش. فقدم حلب في وقت ارتفاع النهار من يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وسبعين ومائتين، وقدم إليها على طريق بالس على برية خساف حتى نزل الناعورة، ثم دخل حلب، ثم خرج من حلب إلى قنسرين ثم توجه إلى شيزر ثم إلى حماه إلى أن انتهى إلى الرملة وجرى بينه وبين ابن طولون وقعة الطواحين، وانهزم ابن طولون إلى مصر، ثم عادت النصرة لعسكر ابن طولون على أبي العباس فعاد مفلولا حتى وصل أنطاكية، ثم خرج منها إلى بغراس ثم نفذ إلى المصيصة ثم إلى أذنه ثم إلى طرسوس ثم عاد إلى المصيصة ثم الى الكنيسة السوداء، ثم نفذ إلى مرعش ثم إلى كيسوم، ثم إلى حصن منصور ثم إلى سميساط ثم خرج إلى الرها وتوجه إلى بغداد، ذكر ذلك سنان بن ثابت (118- و) في سيرة المعتضد، ونقله من خط أحمد بن الطيب السّرخسي وذكر فيه المراحل التي نزلها أبو العباس من يوم خرج من بغداد إلى أن عاد إليها من وقعة الطواحين «1» . وأما القدمة الثانية فقدمها وهو خليفة خلف وصيف الخادم وقد فارق مولاه الأفشين من برذعة عاصيا، ومضى إلى الثغور وخلع الطاعة، فسار خلفه، وجد في

السير، وقدم حلب في طريقه في سنة سبع وثمانين فلحقه بعين زربة وقبض عليه وأحرق السفن، ونزل المصيصة، ثم عاد إلى أنطاكية، ثم إلى حلب ثم توجه إلى بغداد «1» . وكان المعتضد من أشجع الخلفاء، وأعظمهم همة، وأحسنهم سيرة، وأكملهم رأيا، وأكرمهم نفسا، وأكثرهم عدلا. وحدث عن يزيد بن سنان، وأبيه أبي أحمد الموفق، روى عنه إسماعيل بن اسحاق القاضي، وابن ابنه محمد بن علي المكتفي، وأظن أن المعتضد سمع كتاب السنن من أبي داود السجستاني أخبرنا القاضي أبو المعالي محمود بن محمد إسماعيل اليعقوبي في كتابه إلينا من بوشنج «2» . قال: أخبرنا محمد بن منصور الأديب قال: أخبرنا أحمد بن أبي عاصم الصيدلاني قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم العراب الحافظ قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الجوزقي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن موسى الملحمي الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن عبدان الجواليقي قال: حدثنا إسماعيل القاضي قال: حدثنا الإمام أبو العباس أحمد بن طلحة المعتضد بالله أمير المؤمنين قال: حدثنا (118- ظ) يزيد بن سنان قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مؤمن يدخل قبره إلّا وعمله معه، فإن كان محسنا أضاء له عمله، وإن كان مسيئا قبح له» «3» .

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد الخطيب الكشمهني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن الحداد الحلبي قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي قال: أخبرنا أحمد ابن الحسين الحافظ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ البيع قال: سمعت محمد ابن الفضل النحوي قال: سمعت أبا الطيب عبد الله بن شاذان قال: سمعت يوسف ابن يعقوب يقول: قرأت توقيع المعتضد إلى عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير: «واستوص بالشيخين الخيرين الفاضلين: إسماعيل بن اسحاق الأزدى وموسى بن اسحاق الخطمي خيرا، فإنهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض شرا دفع عنهم بدعائهما» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد ابن نعيم الضبي قال: سمعت أبا الوليد حسان (119- و) بن محمد الفقيه يقول: سمعت أبا العباس بن سريج يقول: سمعت اسماعيل بن اسحاق القاضي يقول: دخلت على المعتضد وعلى رأسه أحداث روم صباح الوجوه، فنظرت إليهم، فرآني المعتضد وأنا آملهم، فلما أردت القيام أشار إليّ، فمكثت ساعة، فلما خلا قال لي: أيها القاضي والله ما حللت سراويلي على حرام قط. وقع إليّ كتاب ذكر صاحبه في ترجمته فيه أخبار وحكايات قرأتها بخط أبي نصر إبراهيم بن علي بن عيسى بن الجراح فيه: حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي النحوي قال: سمعت القاضي اسماعيل بن اسحاق يقول: دعاني أمير المؤمنين المعتضد بالله في بعض الأيام، فدخلت عليه وبين يديه جام لطيف في طبق لطيف فيه خبيص، وبيده ملعقة وهو يأكل منه، فسلمت عليه، فرد علي

السلام، وسوى الخبيص في الجام بالملعقة التي في يده حتى استوى وانبسط في الجام كما كان، ثم أمر برفعه، ثم قال لي: يا إسماعيل، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ما على إمام المسلمين إذا عف عن أموالهم، ما أكل من شيء؟ قلت: لا شيء عليه يا أمير المؤمنين ولا حرج، بل نعمة يديمها الله، ويسعده بها، وكان بين يديه خادم وضيء الوجه جدا، فجعلت أنظر إليه وألحظه، فرآني المعتضد فقال: يا إسماعيل، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ما حللت سراويلي على حرام قط، ولا يسألني الله عنه، قلت: الحمد لله يا أمير المؤمنين، فأحدّث بهذا عنك؟ قال: نعم، حدّث به عني ما أحببت. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشمهني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي، ح. وأخبرنا أبو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن محمد قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا التنوخي قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبي قال: سمعت القاضي أبا عمر محمد بن يوسف يقول: قدّم خادم من وجوه خدم المعتضد إلى أبي في الحكم فجاء فارتفع في المجلس، فأمره الحاجب بموازاة خصمه، فلم يفعل إدلالا بعظيم محلة من الدولة، فصاح أبي عليه وقال: قفاه، أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع! يا غلام، عمرو بن أبي عمرو النخاس الساعة، لأتقدم إليه ببيع هذا العبد، وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين، ثم قال لحاجبه: خذ بيده وسوّ بينه وبين خصمه فأخذ كرها وأجلس مع خصمه، فلما انقضى الحكم انصرف الخادم فحدّث المعتضد بالحديث وبكى بين يديه، فصاح عليه المعتضد وقال: (119- ظ) لو باعك لأجزت بيعه، وما رددتك إلى

ملكي أبدا، وليس خصوصك بي يزيل مرتبة الحكم فإنه عمود السلطان وقوام الأبدان. هذا القاضي هو أبو محمد يوسف بن يعقوب بن اسماعيل بن حماد بن زيد البصري. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا زاهر بن طاهر المستملي إذنا عن أبي القاسم بن أحمد البندار قال: أنبأنا أبو أحمد بن محمد المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إجازة قال: ومات الموفق ليلة الخميس لثمان بقين من صفر- يعني من سنة ثمان وسبعين- وجلس أبو العباس يوم الخميس فعزاه الناس، وخطب يوم الجمعة للمعتمد ثم المفوض يعني جعفر بن المعتمد بالعهد، ثم لأبي العباس أحمد المعتضد بالله ولي عهد المسلمين. وقال الصولي: بعد ذلك أمر المعتمد أن يجعل أبو العباس أحمد بن الموفق في ولاية العهد مكان جعفر المفوض، وكتبت الكتب وقريت عليه، وأدخل القضاة إليه حتى شهدوا بذلك في يوم الاثنين لثلاث بقين من المحرم يعني من سنة تسع وسبعين. قال: فحدثني نصر الحاجب المعروف بالقشوري قال: أنا سفرت في ذلك لمال أطلقه لي المعتضد فأتيت المعتمد فأخبرته به بعد أن أشرت على المعتضد أن يحمل إليه مائتي ألف دينار، وثيابا وطيبا، ففعل ذلك، وطابت نفسه، وحمل إلى المفوض مثل ذلك، وفارقنا المعتمد على أن يرضى جعفر بذلك، فلما سألت (120- و) المعتمد ذلك قال لي: أفيرض جعفر؟ قلت: نعم، قال فليجئني أحمد حتى أفعل ما يريد، فجاء فأجلسه على كرسي بين يديه وهو على سريره بعد أن ضمه إليه، وقبل المعتضد يده، فتحدثا ساعة بغير ما قصداه، ثم ابتداه المعتمد فقال: أحضر من شئت فإني أفعل ما تريد، فأحضر الناس وشهدوا على خلع جعفر

من ولاية العهد، وتولية المعتضد، وكتب بذلك كتب إلى النواحي، وأن المعتمد قد جعل إليه ما كان إلى الموفق من الأمر والنهي، ووقع المعتمد في الكتاب: أقر عبد الله أحمد الإمام المعتمد على الله أمير المؤمنين بجميع ما في هذا الكتاب، وكتب بخطه، وأقر جعفر بن أمير المؤمنين المعتمد على الله بجميع ما في هذا الكتاب، وكتب بخطه «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد أمير المؤمنين المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق بالله- واسمه- محمد بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هرون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا العباس. ويقال إن اسم أبيه طلحة، وأمه أم ولد اسمها خفير، ويقال ضرار، توفيت قبل خلافته بيسير. وكان مولده فيما أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن أبي قيس قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: (120- ظ) حدثنا محمد بن حماد أن ميلاد أبي العباس سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: استخلف أبو العباس المعتضد بالله أحمد بن محمد في اليوم الذي مات فيه المعتمد على الله وله إذ ذاك سبع وثلاثون سنة. وقال الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: وولي المعتضد بالله أبو العباس ابن أبي أحمد الموفق بالله لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وتسعين

ومائتين، وولد بسر من رأى في ذي القعدة سنة أثنتين وأربعين ومائتين «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد- إذنا- قال: أنبأنا أبو أحمد المقرئ عن أبي بكر محمد بن يحيى الصولي قال: كانت البيعة بالخلافة لأبي العباس أحمد ابن الموفق بالله- واسم الموفق محمد، وقيل طلحة، وكان المتوكل على الله قال: كل من غلبت عليه كنيته من ولدي فاسمه محمد- يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، وسنه يوم ولي الخلافة سبع وثلاثون سنة، مولده في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين، سمعت المكتفي بالله يذكر ذلك. وقال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: كان المتوكل على الله يجلسني والمعتضد آخر (121- و) أيامه معه على السرير ونحن صغيران، فيرمي إلينا بالشيء فنتحارب عليه، فيضحك من فعلنا؛ قال: وكان هو أسنّ مني. قال: وأم المعتضد يقال لها خزر، ويقال أن اسمها غيّر، كان اسمها ضرار ثم سميت بخفير، وكانت وصيفة لخديجة بنت محمد بن إبراهيم بن مصعب فاشتراها منها أخوها أحمد بن محمد، ثم اشتراها بعض القواد فأهداها إلى المتوكل، فوهبها لإسحق أم الموفق جاريته، فوهبتها للموفق. وكان الذي سماه المعتضد عبيد الله بن عبد الله قبل ولايته العهد ببيتين قالهما وكتب إليهما «2» إليه. إرث الخلافة معضود بمعتضد ... لازال عنه وموصول لمن ولدا خليفة ملكه أمن وعافية ... ورخص سعر وخصب فليعش أبدا

قال: وكان المعتضد من أكمل الناس عقلا، وأعلاهم همة، وأكثرهم تجربة، قد حلب الدهر أشطره، وعاقب بين شدّته ورخائه، وكان أبوه الموفق يسمى المنصور الثاني لانشعاب الأمور عليه وقيامه بها حتى تجلت، وكان المعتضد يسمى السفاح الثاني لأنه جدد ملك بني العباس بعد اخلاقه، وقتل أعداءه، فكان أول لهم كما كان السفاح أولا، وقد احتذى هذا المعنى علي بن العباس الرومي فقال يمدحه لما قام بالخلافه: (121- ظ) . هنيئا بني العباس إنّ إمامكم ... إمام الهدى والباس والجود أحمد كما بأبي العباس أنشئ ملككم ... كذا بأبي العبّاس أيضا يجدّد إمام يظلّ الأمس يعمل نحوه ... تلهّف ملهوف ويشتاقه الغد «1» قرأ في كتاب أخبار المعتضد من أخبار بغداد لعبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر الذي ذيل به على تاريخ أبيه قال: وكان المعتضد بالله خليفة لم يقم من خلفاء بني العباس بعد المنصور خليفة كان أكمل منه شجاعة، ورجلة، وجزالة، ورأيا، وحذقا بكل صناعة، وعدلا وانصافا وحسن سيرة، مؤيدا بالنصر، مقرونا بالظفر. تولى الخلافة وهي علقة متمزقة متفرقه، فجمع أطرافها، وضم منتشرها، وشدد أركانها وقوّى عمادها، ووكد أسبابها، وسن السنن العادلة، وأبقى في رعيته الآثار الفاضلة، ودوّخ البلاد، وقوم العباد، حتى رد المملكه إلى حال جدتها بعد دروسها، ودانت له الأطراف، وخضعت له الأشراف، ولم يبق خارجي إلّا قصمه، ولا مستصعب إلّا وقمه ولا عاص الا اصطلمه وأمنت السبل بعد أن كانت مخوفة، واطمأنت النفوس بعد أن كانت مرعوبة، ودرت الأموال بعد أن كانت منقطعة، واستوت بالعدل والانصاف أحوال الرعية. قال عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر: ومن سيرة المعتضد (122- و)

الجميلة، وسننه الحسنة، ورفعه المواريث في أول خلافته، وما كان من الظلم فيها، وزيادته في مسجد الجامع بالجانب الغربي من قصر المنصور بمدينة السلام حتى اتسع، وتأخيره الخراج، وتسهيل العقاب «1» والطرقات، وقطعه الحجارة المانعة للمجتازين بها، ورفعه المكس الذي كان يجبى بمكة والمدينة، والخفارات بطريق الموصل، ورفعه البقايا التي كانت على العمال والرعية في جميع البلدان. قال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق: وفي تأخير الخراج والنوروز يقول يحيى بن علي: إنّ يوم النوروز عاد إلى العه ... د الذي كان سنّه اردشير أنت حوّلته إلى الحالة الأو ... لى وقد كان حائرا يستدير وافتتحت الخراج فيه فلأم ... ة في ذاك مرفق مذكور منهم الحمد والثناء ومنك ال ... رفد فيهم والنائل المشكور قال الصولي: وكان الحسين بن عبد الله الجوهري جاء بهدايا من عند خمارويه بن أحمد وسعى في تزويج ابنة خمارويه من علي بن المعتضد، فقال المعتضد: قد علمت إنما أراد خمارويه أن يتشرف بنا، فأنا أتزوجها، فتزوجها بحضرة القضاة، وزوجه إياها ابن الجصّاص «2» . قلت: ويقال إنه لم يكن عرس مثل عرس قطر الندى والمعتضد، وبوران (122- ظ) بنت الحسن بن سهل، وعبد الله المأمون. وقال الصولي: ولما ولي المعتضد الخلافة أمر بالزيادة في المسجد الجامع بالمدينة وأمر بتسهيل عقبة حلوان، وقال: هذا طريق الملك، فسهلت الى الموضع المعروف بدهليزان، وكان الناس يلقون منه تعبا شديدا، فبلغت النفقة عشرين ألف دينار

عليهما، وأمر برد المواريث على ذوي الارحام في آخر سنة ست وثمانين بكتاب ابن أبي خازم القاضي الى أبي النجم بعد أن سأله بدر عما عنده فيه، وأنشئت الكتب بذلك، وما فعله في أمر النوروز وتأخيره لتأخير الخراج، وانما احتذى ما كان المتوكل فعله، وكتب فيه إبراهيم بن العباس الصولي كتابا بتأخيره الى سبعة عشر يوما من حزيران، فاحتذى المعتضد ذلك إلّا أنه جعله لاحد عشر يوما من حزيران. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: أخبرنا أبي قال: حدثني أبي قال: لما خرج المعتضد الى قتال وصيف الخادم الى طرسوس وأخذه عاد الى أنطاكية فنزل خارجها، وطاف البلد بجيشه، وكنت صبيا اذ ذاك في المكتب، قال فخرجت في جملة الناس، فرأيته وعليه قباء أصفر، فسمعت رجلا يقول: يا قوم الخليفة أصفر بلا سواد، قال: فقال له أحد الجيش: هذا كان عليه وهو جالس في داره (123- و) ببغداد، فجاءه الخبر بعصيان وصيف، فخرج في الحال عن داره الى باب الشماسية، فعسكر به، وحلف أن لا يغير هذا القباء أو يفرغ من أمر وصيف، وأقام بباب الشماسية أياما حتى لحقه الجيش، ثم خرج فهو عليه الى الآن ما غيره «1» . أخبرنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار عن أبي أحمد المقرئ قال: أخبرنا محمد بن يحيى اجازة قال: وشخص المعتضد من بغداد في النصف من شوال سنة سبع وثمانين لطلب وصيف الخادم، وكان خبره ورد عليه وهو عليل، فكتم علته وأغذ السير الى أن ظفر به لسبع بقين من ذي القعدة، ودخل به الى

بغداد في أول المحرم سنة ثمان وثمانين ومائتين، وأركب الخادم الفالج، وألبس برنسا طويلا. قال محمد بن يحيى: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي قال: قال لنا المعتضد: والله ما أدري كيف ظفرت بالخادم، وما هو إلّا من أمر الله الذي لا يدرى كيف هو. قال: فقلت: كيف يحب سيدنا أن يصف هذا الفتح، قال بسرعة سيرنا، وسبقنا خبرنا حتى وافيناه قبل أن يعلم بنا. قال: فقلت: ألمّ بعين زربة والمطايا ... جنوح طيف أخت بني عدي فقال فيها: أمير المؤمنين هناك فتح ... خطت به من الله العلي (123- ظ) لقد خسي الأعادي في النواحي ... بما أنزلت بالخاسي الخصيّ أتتك بحائن رجلاه منه ... ألا يا ربّ حتف في مجي خففت إليه حين أتاك عنه ... بريد الصدق بالخبر الجلي طويت الأرض طيا فتّ فيه ... إليه تغلغل الموت الوحي قال: وهي قصيدة. نقلت من خط أبي الحسين علي بن المهذب التنوخي المعري في تعليق له في التاريخ حملة إليّ بعض عقبة قال: سنة ثماني وثمانين- يعني ومائتين- وفيها: هرب وصيف الخادم من مدينة برذعة من مولاه الافشين، وسار الى الثغور الشامية وتبعه المعتضد وظفر به بناحية الكنيسة السوداء، وهو يريد دخول بلد الروم، فأخذه وانصرف به الى بغداد، فقتله، واعتل المعتضد لاتعابه نفسه في طلبه إياه علة كانت

فيها وفاته، وقيل انه وهو في طلبه، وقد عاينه حصره بول فاستبطأ نفسه أن ينزل وعظم عليه أن يبول في ثيابه وسرجه، فانفتقت مثانته وكان سبب موته. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا يوسف بن أيوب الامام بمرو وعبد الله بن يوسف الحربي ببغداد قالا: حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن الهاشمي لفظا قال: أنشدنا الامير أبو الحسن (124- و) أحمد بن محمد ابن المكتفي بالله قال: أنشدني الصولي للمعتضد بالله: يا لاحظي بالفتور والدعج ... وقاتلي بالدلال والغنج أشكو إليك الذي لقيت من الوجد ... فمل لي لديك من فرج حللت بالطرف والجمال من الناس ... محل العيون والمهج «1» أخبرنا أبو القاسم بن الحسين بن رواحة الانصاري قال: أخبرنا أحمد بن محمد الأصبهاني الحافظ إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال: أخبرنا محمد بن علي بن محمد قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد قال: أنشدني أبو الحسن وصيف بن عبد الله الدينوري للمعتضد: غلب الشوق رقادي ... مثل غلبي للأعادي هاهنا جسمي مقيم ... وببغداد فؤادي أملك الأرض ولكن ... تملك الخود قيادي هكذا كلّ محبّ ... باع قربا ببعاد قلت: وقد رويت هذه الابيات ليحيى بن علي بن المنجم قال: عن لسان المعتضد أنبأنا بها أبو روح عبد المعز بن محمد عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو القاسم بن أحمد عن أبي أحمد المقرئ قال: أخبرنا محمد بن يحيى

الصولي إجازة قال: حدثني يحيى بن علي قال: كنا مع المعتضد في بعض أسفاره فدعاني فقال لي: قلبي ببغداد وان كان جسمي هاهنا، فقل عني شعرا في هذا (124- ظ) المعنى أكتب به الى من أريد ببغداد، فاني قد رمت ذلك فلم يتسق لي فقلت عن لسانه: هاهنا جسي مقيم ... وببغداد فؤادي وكذا كلّ محبّ ... باع قربا ببعاد أملك الأرض ولكن ... تملك الخود قيادي غلب الشوق اصطباري ... مثل غلبي للأعادي فأنا أحتال أن يخفى ... بجهدي وهو باد ليس واد لا أرى فيه ... حبيبي لي بواد فاستحسن الأبيات وكتب بها. قال الصولي: والناس يروونها للمعتضد، وقد حدثني بهذا يحيى بن علي، وكان ما علمت صدوقا فيما يحكيه، فأما الذي للمعتضد في هذا المعنى مما أنشدنيه له محمد بن يحيى بن أبي عباد: إن جسمي بسميا ... ط وقلبي بالعراق غلب الشوق اصطباري ... من تباريح الفراق أملك الأرض ولا أملك ... دفعا لاشتياقي قال الصولي: ومن شعر المعتضد: لم يلق من حرّ الفراق ... أحد كما أنا منه لاق يا سائلي عن طعمه ... ألفيته مرّ المذاق (125- و) جسمي يذوب ومقلتي ... عبرى وقلبي ذو احتراق ما لي أليف بعدكم ... إلّا اكتئابي واشتياقي فالله يحفظكم جميعا ... في مقامي وانطلاقي

قال الصولي: وكانت دريرة جارية المعتضد مكينة عنده لها موضع من قلبه، فتوفيت فجزع عليها جزعا شديدا، ومن شعر المعتضد فيها لما ماتت، أنشدنيه محمد ابن يحيى بن أبي عباد، وكان إبراهيم بن القاسم بن زرزر المغني يغني منه بيتين، ويقول: الشعر واللحن للمعتضد طرحه علي: يا حبيبا لم يكن يعدله ... عندي حبيب أنت عن عيني بعيد ... ومن القلب قريب ليس لي بداك في شيء ... من اللهو نصيب لك من قلبي على قلبي ... وإن بنت رقيب وخيالي منك مذغبت ... خيال ما يغيب لو تراني كيف لي بعدك ... عول ونحيب وفؤادي حشوه من ... حرق الحزن لهيب لتيقنت بأني ... فيك محزون كئيب ما أرى نفسي وإن ... سلليتها عنك تطيب لي دمع ليس يعصيني ... وصبر ما يجيب (125- ظ)

تتمة الكلام فى المعتضد

[تتمة الكلام فى المعتضد] بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي وقال الصولي: ومن شعر المعتضد ضاع الفراق فلا وجدته ... وأتى الحبيب فلا فقدته واهتاجني لما أتى ... شوق إليه فاعتنقته أنشدنيه يحيى بن علي قال: أنشدنيه المعتضد لنفسه وقال: اصدقني عنه فحلفت له أنه من حسن الشعر ومليحه. قال الصولي: واعتل المعتضد في سنة تسع وثمانين ولم يزل عليلا مذ وقت خروجه إلى الخادم وتزايدت علته. وقال: حدثني جابر وسعد بن غالب المطببان أن علّته كانت فساد مزاح وجفافا من كثرة الجماع، وكان دواؤه أن يقل الغذاء ويرطب بدنه قليلا قليلا ولا يتعب، فكان يستعمل ضد هذا ويريهم أنه يحتمي، فإذا خرجوا دعا بالجبن والزيتون والسموك والصّحاني، فلم يزل كذلك إلى أن سقطت قوته واشتدت علته في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين. فوافى دار العامة مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، ووصيف موشجير، وديوداد بن محمد بن أبي الساج وأخوه، والفضل بن راشد، في السلاح في جميع أصحابهم، وأحضر خفيف السمرقندي أصحابه، وكذلك رشيق القاري، وجعفر

ابن بغلاقر، وحضر القاسم بن عبيدة الله (126 و) والنوشجاني، ويانس وثابت الرصاصي، وبشر وغلمان الحجر، فسألوا القاسم أخذ البيعة لأبي محمد علي بن المعتضد، فقال القاسم: لست أجسر أطلب مالا لهذا وأخاف أن أنفق بلا إذن، فيفيق أمير المؤمنين ويبلّ فأطالب بالمال، فقالوا له بأجمعهم: نحن نضمن المال لك وهو علينا، فقال: رأيكم، فإن أمير المؤمنين المعتضد أمرني أن أسلم المملكة إلى ابنه أبي محمد والخلافة، فبايع الجميع يوم الجمعة بعد العصر وسمي المكتفي، وأفاق المعتضد يوم السبت فلم يخبر بشيء، ثم توفي ليلة الاثنين لخمس ساعات مضت من الليل، فبعث غداة الاثنين لثمان ليال بقين من شهر ربيع الآخر إلى محمد ابن يزيد المهندس فأعلمه صاف أن المعتضد أوصى أن يدفن في دار محمد بن عبد الله بن طاهر، وينقل إليها أمهات أولاده وولده ليكونوا بالقرب من قبره، فمضى محمد يزيد وحفر قبرا عشر أذرع في خمس، وكفّن في ثلاثة أثواب أدرج فيها، وحضر القضاة والفقهاء، وغسله أحمد بن شيبة عند زوال الشمس، وصلى عليه يوسف القاضي، وأدخل حفرته بعد ثلاث ساعات من ليلة الثلاثاء. وكتب القاسم إلى المكتفي بالخبر، وقد كان كاتبه قبل ذلك بحقيقه حال المعتضد وهو أخذ البيعة، فكانت مدة خلافته تسع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام، ومات وهو ابن خمس وأربعين سنة. (126 ظ) أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمد عبد الله ابن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي قال: المعتضد أرجف الناس بموته يوم الاثنين للنصف من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين، وذكر خاصته وقواته أنه لم يمت، وخطب له يوم الجمعة لعشر بقين من هذا الشهر، وأخذت البيعة بولاية العهد لعلي بن المعتضد بالله ليلة الثلاثاء، ودفن

في دار محمد بن عبد الله بن طاهر، وذكروا أنه أوصى أن يدفن فيها، فكانت ولايته تسع سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام. وأنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر قال: أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد ابن عرفة قال: توفي المعتضد يوم الاثنين لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين، ودفن في حجرة الرخام في دار محمد بن عبد الله بن طاهر، وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي، وتولى أمره، فكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر وخمسة أيام. أنبأنا أبو اليمن قال أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر قال: أنبأنا إبراهيم ابن مخلد قال: أخبرنا إسماعيل بن علي قال: توفي أمير المؤمنين المعتضد بالله وله من السن خمس وأربعون سنة وعشرة أشهر وأيام، وكان رجلا أسمر نحيف الجسم معتدل (127 و) الخلق قد وخطه الشيب في مقدم لحيته طول، وفي مقدم رأسه بيضاء هكذا رأيته في خلافته إلا الشامة «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي الحلبي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي أخبركم أبو الحسن بن النقور، وأبو منصور بن عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري قال: حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا زكرياء بن يحيى بن جلاد المنقري قال: حدثنا الأصمعي، ح. قال أبو شجاع البسطامي: ورأيت بخطي أن ابن السمرقندي رواه عن عبد العزيز بن علي بن بنت الحربي عن المخلص عن أبي أحمد بن المهتدى بالله،

أحمد بن طولون:

فالله أعلم، قال: أخبرني أبو أحمد بن المهتدي بالله قال: وقال المعتضد عند نزول الموت به: اللهم إنك تعلم أني أعلم أن لك السماوات والأرض وما بينهما فأسألك أن تغفر لي. أخبرنا أبو اليمن إذنا قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي المعروف بحجظة قال: قال: لي صافي الحرمي: لما مات المعتضد بالله كفنته والله في ثوبين قوهي قيمتهما ستة عشر قيراطا «1» . (127 ظ) . أحمد بن طولون: أبو العباس قيل إنه ولي حلب في سنة ست وخمسين ومائتين، والذي صح أنه ولي الثغور الشامية في سنة اثنتين وستين ومائتين، ثم ولي حلب وقنّسرين والعواصم من جهة المعتمد. وكان أبو أحمد الموفق منحرفا عنه، فلم يكن له حيلة في دفعه عن ذلك، ولما تمكن أبو أحمد الموفق استوحش أحمد بن طولون من جهته، وعقد موسى بن بغا لسيما الطويل على أنطاكية، فوصل إليها، واستولى عليها وعلى حلب. وعصى أحمد بن طولون على أبي أحمد الموفق، وأظهر خلعه عن ولاية العهد، وأخذ خط قضاة بلاده باستحقاقه لذلك، ونزل أحمد بن طولون إلى حلب، فانحاز سيما إلى أنطاكية، فكاتبه أحمد بن طولون يدعوه إلى الطاعة، فامتنع، وكان أحمد إذا لاينه الإنسان لم ير منه إلا خيرا، ومن خاشنه قاتله، فحينئذ حصره في أنطاكية، ونصب عليه المنجنيقات، وكان سيما سيء السيرة، فراسل أهل أنطاكية أحمد بن طولون، ودلوه على موضع فتح منه الحصن، فركب سيما وقاتل حتى قتل، وأتي

برأسه إلى أحمد، فقال أحمد: أما إني كنت أحب لك غير هذا فأبيت، فأنا بريء من دمك، وقد كان بينهما قبل ذلك مرافقة ومصادقة، وكان ابن طولون راضيا منه بإقامة الدعوة له فأبى، وكان آخر قوله له: لأن يلعب الصبيان (128- و) برأسي يا أحمد آثر عندي من أن تلعب أنت به. واستولى أحمد بن طولون على الشام جميعه، وجبى أمواله، ولم يحمل شيئا إلى المعتمد، وقطع السبيل عن بغداد، وحال بين التجار وبين النفوذ من مصر والشام إلى بغداد، ووكل بالطرق، ومنع من في ناحيته أن يكاتبوا أحدا من أهل الأمصار، ومنع حمل مال الخراج بمصر والشام وقنسرين والعواصم، ولعن ابن طولون على منابر بغداد ومكة. وولى أحمد بن طولون حلب غلامه لؤلؤ، وكاتبه أبو أحمد الموفق حتى عاث على مولاه، وجبى الخراج لنفسه، ومضى إلى أبي أحمد الموفق على ما نذكره في ترجمة لؤلؤ إن شاء الله. وكان أحمد بن طولون من موالي بني العباس وقوادهم، وأولي النجدة والبأس والشجاعة، وله معروف كثير، بنى بمصر الجامع المعروف به، وبنى مصانع كثيرة ومرافق للمسلمين. ونقلت من خط صالح بن إبراهيم بن رشيدين المصري في مجموعة: ولد أبو العباس أحمد بن طولون في سنة اثنتي عشرة ومائتين، ومات في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين. وقرأت في كتاب أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي الذي ذيل به تاريخ أبي سعيد بن يونس، قال في ذكر الغرباء ممن دخل مصر: أحمد بن طولون، يكنى أبا العباس، قدم واليا على مصر، حكي عنه حكايات، قال لي ابن رشيق: قال لي عدنان بن أحمد بن طولون: (128- ظ) دخل والدنا أحمد بن طولون رحمه

الله مصر، ويكنى أبا العباس، في شهر رمضان لأربع عشرة ليلة خلت منه، سنة أربع وخمسين ومائتين، دخل مصر وله اثنان وثلاثون سنة، أقام بها ست عشرة سنة، وتوفي سنة سبعين ومائتين، ومبلغ سنة ثمان وأربعون سنة. قلت: فمقتضى قول عدنان يكون مولد أحمد أبيه في سنة اثنتين وعشرين ومائتين، والله أعلم. أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي قال: كتب إلينا أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي وذكر أن أحمد بن طولون ملك حلب في سنة ست وخمسين ومائتين «1» . أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد كتابة عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران إجازة قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وفي هذه السنة- يعني سنة أربع وخمسين ومائتين- ولي أحمد بن طولون مصر خليفة لبابياك مكان مزاحم بن خاقان، فأخبرني من رأى أحمد بن إسرائيل خارجا من دار السلطان وهو يقول: إن أمير المؤمنين قد أمر بتولية ابن طولون مصر، وعليها وعليه السلام، فلم يزل عليها هو وولده إلى أن افتتحها محمد بن سليمان «2» . وقال: ثم دخلت سنة اثنتين وستين ومائتين، فذكر فيها حوادث ثم قال: وولي أحمد بن طولون الثغور الشامية على أن يحمل في كل سنة أربعمائة ألف دينار. وقال في سنة أربع وستين ومائتين: وولي ابن طولون أجناد الشام وقنّسرين والعواصم والثغور. وقال في سنة خمس وستين ومائتين: وقتل ابن طولون سيما الطويل.

وقال فيها: ويقال إنه مات في محابس ابن طولون ثمانية عشر ألفا. وقال في سنة تسع وستين: لعن المعتمد ابن طولون في دار العامة، وأمر بلعنه، وعقد لاسحق بن كنداج على أعمال ابن طولون. قال: (129- و) ولعن بمكة. وقال: وفي هذه السنة بني أحمد بن طولون أربعة أروقة على قبر معاوية ابن أبي سفيان وأمر أن يسرج هنالك، وأجلس أقواما معهم المصاحف يقرءون القرآن. أنبأنا أبو روح الهروي عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد المقرئ عن أبي بكر الصولي قال في سنة اثنتين وستين ومائتين: وولي أحمد ابن طولون الثغور الشامية إلى ما كان يلي من مصر، وفورق على أن يوجه في كل سنة بأربعمائة ألف دينار. وقال الصّولي في سنة خمس وستين ومائتين: وجاء أحمد بن طولون إلى أنطاكية فافتتحها وقتل سيما الطويل، وكان بها. وقال في سنة تسع وستين: وركب المعتمد يوم الجمعة فصار إلى دار العامة، وأحضر الناس، فلعن ابن طولون، وصلى بالناس المفوّض ولعنه، وعقد لاسحق على أعماله. وقال في سنة سبعين: وورد الخبر أن ابن طولون أمر فبنيت أروقة عند قبر معاوية، وأجلس رجالا يقرءون في المصاحف عنده. قلت إنما فعل ابن طولون هذا معاندة لبني العباس، وأبي أحمد الموفق حين لعن على المنابر وبمكة وامتنع من حمل الخراج.

قرأت في كتاب أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي الذي ذيل به تاريخ ابن يونس: حدثنا ابن رشيق قال: حدثنا سعيد بن هاشم الطبراني قال: حدثنا أحمد ابن محمد الطبراني قال: حدثني أبي قال: كنت جالسا عند أحمد بن طولون ذات يوم (129- ظ) فدعا برجل، فأدخل إليه فناظره ثم قال لحاجب من حجابه: خذ هذا فاضرب عنقه وائتني برأسه، فأخذه ومضى به، فأقام طويلا ثم أتى وليس معه شيء، فقال له أحمد بن طولون: ما قصتك؟ وماذا فعلت؟ فقال: أيها الأمير الأمان، قال: لك الأمان، قال: مضيت بالرجل لأضرب عنقه فجزت ببيت خال، فقال لي: ائذن لي أدخل هذا البيت فأصلي فيه ركعتين، فاستحييت من الله عز وجل أن أمنعه من ذلك فأذنت له، فدخل فأطال، فدخلت إلى البيت فلم أجد فيه أحدا وليس في البيت طاق نافذ، فجئت لأخبرك بذلك. قال: فقال له: فهل سمعته يقول شيئا؟ قال: نعم، قال: ماذا سمعته يقول؟ قال: سمعته قد رفع يديه وهو يشير باصبعه وهو يقول: يا لطيف لما يشاء، يا فعال لما يريد صلي على محمد وآله والطف لي في هذه الساعة وخلصني من يديه، فدخلت البيت بعد هذا أطلبه فلم أجد فيه أحدا، فقال له أحمد بن طولون: صدقت هذه دعوة مستجابة. وقال الحضرمي: سمعت محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا يعقوب بن صيغون الرجل الصالح يقول: كان لي صديق بالمعافر من خيار المسلمين، فقير كان له أربع بنات، فجمعن من غزلهن أحد عشر دينارا اشترين جارية أعجمية تستقي لهم من العيون والمصانع بالمعافر، وتخبز الخبز وتخدمهم، فهربت منهن في بعض الايام، فأخذها أصحاب (130- و) المصالح في بني وائل، فجئت فأخبرني بذلك، فجئت الى أصحاب المصالح فكلمتهم فقالوا: لا ندفعها الا بأربعة دنانير، فخاطبت البنات فأخرجن الي أربعة أزواج حلق في كل زوج نصف دينار،

فجئت الى أصحاب المصالح، فقالوا: لا نأخذ الا أربعة دنانير، فانصرفت آخر النهار الى بركة المعافر وقد دخلها الماء، فجلست على حجر على الماء، وقلعت نعلي وجعلت الحلق عليها، فبينا أنا مهموم إذا برجل على بغل قد وقف بي، ونزل الى جانبي وقلب العنان وأمسكه بيده وحادثني، واستخبرني عن مسكني وموضعي واستوصف منزلي الى أن سألني عن سيرة الوالي، فأخبرته أن له معروفا، وقد عمل هذه المصانع للماء والمارستان، وبنى الجامع، وحبس عليها الأحباس، الى أن سألني عن تلك الحلق التي رآها على النعل، فأخبرته الخبر، فقال لي: أنت تصف الرجل بالعدل ويستعمل من هؤلاء القوم، يفعل هذا الفعل؟ فقلت: لا علم له بفعلهم، وحضرت صلاة المغرب فقال لي: تقدم وصل بي، ووقف على يميني فصليت به المغرب، ثم فرغ وركع، وركب بغله وأخذ على المقابر على الصحراء وانصرفت الى منزلي، فإني لجالس على إفطاري إذ سمعنا على الباب جلبة، فاطلعت إحدى البنات فقالت لي: يا أبت على الباب قوم من أصحاب السلطان (130- ظ) فنزلت فإذا صاحب الشرطة سري فحملني على بغل وأخذ بي على الصحراء الى جبل، فإذا جمع وإذا بصاحبي جالس وبين يديه شمع، فقال لي: عندي يا إمامي، الساعة صليت بي المغرب، ثم قال: يا سري ما يقدر لي أبو أحمد الموفق على مثل ما كدتني به أنت، أبو أحمد يلقاني برجال، وألقاه برجال، وبكراع وسلاح وعدة، وألقاه بمثلها، أبو أحمد لا يقدر يوقف لي الليلة مثل هذا الرجل المستور في الليل وخلفه أربع بنات مظلومات يرفعون أيديهم الى الله، هذا يهلكني. قال: ثم التفت إلي فقال: أنشدك الله إن دعوت علي، ثم قال: يا سوار أحضر ما قلت لك، فأحضر أربع صرر وأربع رزم ثياب وقال لي: يا شيخ ادفع الضرر الى أصحاب الحلق الى كل واحدة مائة دينار ورزمة من الثياب يكتسينها، وهذه ثلاثون دينارا ابتع بها جارية مشهورة مخبورة، وبيعوا هذه الجارية التي باتت

بحيث لا يصلح. أجريت عليك وعلى بناتك خمسه دنانير في كل شهر لكل نفس منكم دينار ومائدة طعام يوم الاثنين ومائدة يوم الخميس، ولا تدعو علي وانصرف. وقال الحضرمي: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن يحيى قال: حدثني أبو اسحاق بن الطبيب قال: ركب أحمد بن طولون الى الجامع في جيشه ورجالته، فاجتاز بالموقف، وكان في الموقف (131- و) دكان فقاعي «1» ، فعبث السودان بالفقاع فبددوه في مسيرهم، ثم جاء أحمد بن طولون وقد انكشف له الأرض فرأى الفقاع مبددا، وكان بين يديه ابناه العباس وخمارويه يحجبانه، فنزلا فرأيتهما يجمعان الفقاع من الأرض، ويردانه الى دكان الفقاعي حتى بقيت واحدة على بعد، فأومى باصبعه إليها، فرأيتهما قد علقا سيفي ذهب بأيديهما وجريا إليها حتى أخذها أحدهما وردها الى دكان الفقاعي، فحينئذ سار الأمير أحمد بن طولون. قرأت في كتاب نزهة عيون المشتاقتين تأليف أبي الغنائم عبد الله بن الحسن النسابة قال: وحدثني فخر الدولة نقيب النقباء الطالبيين قال: حدثوني عن أحمد ابن طيلون «2» أنه أراد أن يرفع المكوث التي على الناس بمصر فقال لوزيره: أبصركم مبلغ المكوس؟ فقال: مبلغها مائة ألف دينار في كل سنة، فقال له: أريد أن أرفعها عن الناس، فقال له الوزير: لا تفعل أيها الأمير فإنك إن حططتها ضاق عليك المال، وطالبك الرجال، فتقصر يدك عن مالهم ويكون ذلك فساد، فثنى عزمه عن حطها. قال: فلما كان عشية ذلك اليوم رأى أحمد بن طيلون «3» الأمير في النوم

كأن قائلا يقول له: يا فلان رجع بدالك مما هممت به من حط المكوس عن الناس، لو كنت تركته لله عز وجل لكان عوضك خيرا مما تركت، فانتبه فقال: والله لا أخذتها لقاء الله عز وجل، ثم أمر فحطت عن الناس بأسرها. (131- ظ) قال: ثم بقي مدة يسيرة وركب حتى أتى الى سفح الجبل فوقعت رجل الفرس في مثل الخوار من الأرض فنظروا، فإذا هو كنز فيه ألف ألف دينار، فأخذها وبنى منها مسجد ابن طيلون بمصر، ووجه الى الثغور بأربعمائة ألف دينار، واستقل ببقية المال، ولم يأخذ المكوس أيام حياته «1» . هكذا قال: «ابن طيلون» وهي لغة العوام، وقد كان أبو الغنائم الزيدي يقع في ذلك كثيرا وكان لحانا. (132- و) نقلت من خط أبي الحسين علي بن المهذب بن أبي حامد المعري في تعليق له حمله إلي بعض عقبه- في التاريخ، سنة سبعين ومائتين، وفيها: توفي أحمد بن طولون في ذي العقدة، وقام مكانه ابنه خمارويه. ونقلت من «تاريخ مصر وذكرولاتها» تصنيف أبي بكر عبيد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم قال: وفي سنة أربع وخمسين ومائتين ولي أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين. وقال: في سنة تسع ابن طولون على حاله على الصلاة، وابن المدبر على الخراج؛ وفيها توفي المهتدي وبويع للمعتمد. قال: وفي سنة ستين ومائتين أحمد بن طولون على الصلاة الى سنة سبعين ومائتين وفيها توفي أحمد بن طولون لعشر ليال خلت من ذي القعدة «2» . بغية الطلب في تاريخ حلب م (53)

أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي غالب بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله نفطويه قال: وشخص ابن طولون من دمشق ووافى المعتمد مدينة السلام فلعن بها ابن طولون، ثم ورد الخبر بوفاة ابن طولون بعد أيام. أنبأنا ابن المقير عن ابن ناصر قال أنبأنا أبو القاسم البندار قال: أخبرنا أبو أحمد المقرئ إذنا عن أبي بكر الصّولي قال: سنة سبعين ومائتين قال: ووافى اسحاق بن كنداج لليلتين خلتا من جمادى الآخرة فخلع عليه خلعة فيها سيفان محليان وعقد له على المغرب، فشخص الى سر من رأى (132- ظ) من يومه لأنه اتصل به مصير ابن أبي الساج الى عانة وأنه دعا بالرحبة لابن طولون وأن أحمد بن مالك ابن طوق دعا لابن طولون بقرقيسياء، وكذلك ابن صفوان العقيلي. قال: وانصرف ابن طولون من دمشق وهو شديد العلة الى مصر، وانصرف أصحابه عن الرحبة وقرقيسياء، فخرج المعتمد يريد بغداد، وأمر بلعن ابن طولون على المنابر، وورد الخبر يوم السبت لست خلون من ذي الحجة بموت أحمد بن طولون، توفي بمدينة مصر. قال الصولي: وفيها مات أحمد بن طولون والحسين بن زيد لعشر خلون من ذي القعدة. قرأت في سيرة أحمد بن طولون من تأليف ابن زولاق المصري قال في آخرها: ورآه عبد الله بن القاسم، وكان من أصحاب سيما الطويل، قال: رأيت فيما يرى النائم كأن سيما الطويل متعلق بأحمد بن طولون على باب مسجد، وهو يصيح بأعلى صوته يا رسول الله أعدني على أحمد بن طولون فإنه قتلني واصطفى ما ملكت، وأسرع في أهلي وولدي، فصاح به صائح: كذبت يا سيما ما قتلك أحمد بل قتلك عجيج شمل التاجر الذي ظننت أن عنده مالا فضربته حتى أشرف على الهلكة، ثم

أحمد بن الطيب بن مروان الخراساني السرخسي:

دخنت عليه حتى مات في التدخين، أنت وأحمد خاطئان إلا أن أخفكما وزرا أحسنكما سيرة، وأكثر كما معروفا (133- و) أقربكما من المغفرة» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المالكي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي ابن سيف العنزي قال: سمعت أبا عبد الله الحسين بن أحمد المنجم النديم قال: سمعت محمد بن علي المادرائي قال: كنت أجتاز بتربة أحمد بن طولون فأرى شيخا عند قبره يقرأ ملازما للقبر، ثم إني لم أره مدة، ثم رأيته بعد ذلك، فقلت له: ألست الذي كنت أراك عند قبر أحمد بن طولون وأنت تقرأ عليه؟ فقال: بلى كان قد ولينا رئاسة في هذا البلد وكان له علينا بعض العدل إن لم يكن الكل، فأحببت أن أقرأ عنده وأصله بالقرآن، قلت له: لم انقطعت عنه؟ فقال لي: رأيته في النوم وهو يقول لي: أحب أن لا تقرأ عندي، فكأني أقول له: لأي سبب فقال: ما تمر بي آية إلا قرعت بها وقيل لي: ما سمعت هذه؟ أحمد بن الطيب بن مروان الخراساني السرخسي: ويعرف بابن الفرانقي، حدث عن أبي عبد الله أحمد بن حمدون بن اسماعيل النديم، وابن حبيب، وعمر بن شبة، وأبي جعفر محمد بن موسى، ومحمد بن يزيد الثمالي (133- ظ) وعبد الله بن هارون الواثق بن المعتصم، وأبي الخطاب ابن محمد بن الحسين بن الحسن بن عمران الطائي، وأبي عبد الله الحسين بن علي ابن طاهر ذي اليمينين، ويعقوب بن اسحاق الكندي. روى عنه أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري، وأحمد بن اسحاق بن إبراهيم الملحمي، وجحظة البرمكي، والحسن بن علي الخفاف، والحسن بن محمد الأموي

عم أبي الفرج الأصبهاني، وأبو بكر محمد بن أبي الأزهر، وأبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي. وقدم حلب صحبة أبي العباس المعتضد حين قدمها في حياة أبيه لمحاربة خمارويه ابن أحمد بن طولون في سنة احدى وسبعين ومائتين؛ ووقفت على نسخة ذكر مسير أبي العباس لهذه الوقعة منذ خرج من بغداد الى أن عاد إليها في كتاب «سيرة المعتضد» تأليف سنان بن ثابت، وذكر أنه نقله من خط أحمد بن الطيب، وذكر فيه دخوله حلب، وذكر صفة المدينة وتسمية أبوابها وصفة قلعتها، وقد ذكرنا في صدر كتابنا شيئا مما نقله عنه، وكان أحمد بن الطيب نديما للمعتضد وخصيصا به قبل الخلافة وبعدها، ثم غضب عليه لأمور نذكرها إن شاء الله فقتله. أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق بن محمد الهمذاني بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام الهمذاني قال: أخبرنا أبو منصور (134- و) شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي أبو بكر قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الأسدي قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري قال: حدثنا أحمد بن الطيب بن مروان السرخسي- وأدخلني عليه أبو الحسن الكردي- قال: حدثني أبو عبد الله محمد ابن حمدون بن اسماعيل قال: حدثني أبي عن المعتصم قال: سمعت المأمون يحدث عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحتجموا يوم الخميس فمن احتجم يوم الخميس فناله مكروه فلا يلوم إلا نفسه» «1» . قال أحمد بن الطيب: فذكرت هذا الحديث لعبد الله بن الواثق أبي القاسم فقال: سمعت أبي الواثق يحدث به عن المعتصم بهذا الاسناد.

هكذا جاء في هذه الرواية قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن حمدون، والمعروف أبو عبد الله أحمد بن حمدون، وقد تقدم ذكره. وقع الى كتاب صنفه أحمد بن الطيب السرخسي، ووسمه بزاد المسافر، ذكر فيه وصية المسافر وخدمة الملوك، وهو كتاب كتبه الى بعض إخوانه وقد أراد سفرا لخدمة بعض الملوك، فوجدته كتابا حسنا جامعا لوصايا (134- ظ) نافعة من كلامه وكلام غيره، فمما قرأت فيه من الوصايا البالغة من كلام أحمد بن الطيب قوله: إن أول ما أوصيك به وأحثك عليه، وأراه عزا وسعة وغنما وفائدة وأنسا، وكثرة وحصنا وجنة ونبلا ورئاسة، استشعار تقوى الله وخشيته والحذر منه في حالاتك كلها، فإنه لا يخاف من خافه، ولا يأمن من عصاه، يتفرق الأعوان، وينسأ «1» الاخوان، وينأى الجيران، ويجور السلطان، والله موجود بكل مكان لمن أيقن ألا حول ولا قوة إلا به، فاجعل الثقة بالله معولك، والاعتماد عليه ثقتل، والتوكل عليه نصيرك، والطاعة له سلاحك وعدتك، وإن نالك خير فاقرنه بشكر، فإن الشكر على الخير زيادة في النعمة، وإن يمسك ضير، فاجعل مفزعك الى الله. وجماع القول: ارض بالله طبيبا يبرك من داء البطر عند النعم، وذل الاستكانة عند حلول المحن، وتعوذ بالله من الشيطان كما أمرك يحرسك من شياطين الانس والجن، وتعوذ بالله من شر نفسك يقك مصارع هواك، ازجر غضبك بتذكر الحال التي أنت عليها من عجز أو قدرة، فإن الغضب مع العجز يظهر الزلة والقلة، والغضب مع القدرة يظهر الطيش والعجلة، وفي الحاجتين جميعا تعدم الحلم (135- و) والأناة، وحيث تعدم الحلم والأناة تعدم الفكرة، وحيث تعدم الفكرة تعدم الحكمة، وحيث تعدم الحكمة تعدم الخير كله. واعلم أن الشهوة من أكبر أعوان الهوى، فمن قويت شهوته اشتد حرصه، ومن اشتد حرصه عمي عن مراشده، ومن عمي عن مراشده أخطر ببدنه ودينه.

ونقلت من كتابه في خدمة الملوك قال: قال لي انسان مرة: لو صحبت الأمير أعزه الله بم كنت تخدمه؟ فقلت له: كنت أخدمه بأن لا أكذبه إذا سأل، ولا أصدقه إذا سكت، ولا أخونه إذا ولّى، ولا أذمه إذا عزل، ولا أساعد له عدوا، ولا أجالس من كان عنده طبيبا «1» ، لا أسأل ما لم ينله نظرائي، ولا أرتفع فوق قدري، لا أكتسب به من غيره، ولا أشكر على نعمته سواه، فإن حسن موقعي منه شكرته بالزيادة فيما قرّب منه، وإن جرى المقدار بخلاف ذلك كنت غير لائم لنفسي، ولا عاتب على فعلي. ووقفت على كتاب المسالك والممالك من تصنيف أحمد بن الطيب، وقد أوردت منه فوائد في صدر كتابنا هذا في ذكر البلدان المتعلقة بحلب. قرأت في مجموع وقع إلي بيتين لأحمد بن الطيب وهما: نعم مصاد المرء للشهادة اللحية الضخمة والسجادة (135 ظ) قرأت بخط الشريف محمد بن الحسن بن كمال الشرف أبي الحسن الأفساسي: وقف أحمد بن الطيب السرخسي على المبرد، فقال له المبرد: أنت والله كما قال البحتري: فعالك إن سئلت لنا مطيع ... وقولك إن سألت لنا مطاع خصال النبل في أهل المعالي ... مفرقة وأنت لها جماع «2» أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري عن أبي بكر أحمد بن

إبراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي الأزهر قال: وحدثني أحمد ابن الطيب صاحب الكندي قال: دخلت يوما على أمير المؤمنين المعتضد بالله فإذا بين يديه برذعة الموسوس، فقال لي: يا أحمد ادن مني، فدنوت منه موضع السر، فقال لي: قل لبرذعة: يا أبا عبد الله خبز، وكان إذا قيل له هذا خرج الأمر عن يده فلم يقرب من أحد إلا أثر فيه، وكان المعتضد بفرط شهوته للصنعة قد اتخذ له ولنظرائه ولجماعة من الندماء بين يديه بابا مستطيلا ينطبق على وهدة إذا وطئ عليها الانسان خرج من بعض أقسامها كفان بلولب فاعتورتا الانسان الواقف وأطبقتا عليها قيدا مقسوما بهلالين في طرف أحدهما عمود للقفل وفي الآخر فراشة (136- و) فإذا التقتا فكأن يدا أقفلت قفلا فلا يتهيأ للرجل مجنونا كان أو صحيحا التخلص منه إلا بعد أن يجيء الخادم بمفتاحه فيفتحه، فقال أحمد بن الطيب: فقلت: يا أبا عبد الله خبز فوثب وثبة ليقرب مني، فأخذه القيد، فبقي يزبد ولا يتهيأ له فيّ حيلة، والمعتضد يسكنه ويشغله عني حتى سكن، فقال له: ما تشتهي يا أبا عبد الله؟ فقال له: أشتهي أن يجلس ابن الطيب الى جانبي، فقال: قم يا أحمد فاجلس الى جانبه، فقلت على شريطة أن يضع أبو عبد الله يديه على الأرض ويقوم على أربعة، وكان الى جانب ذلك الموضع باب آخر لطيف على هذه الصورة، قال: نعم، فلما وضع يديه نالهما ما نال رجليه، فبقي موثقا، فوثبت فقربت منه، فنظر إلي من غير أن يتمكن مني لبطشه، فصاح صياح الشاة ووصل ذلك، فلم يتمالك المعتضد ضحكا، وكان بعيدا من الهزل، فلما بصر به برذعة وهو يضحك نظر إلي وهز رأسه ثم أقبل على المعتضد وقال: يا بن الموفق لا تضاحك ... واحذر وإلا صرت شاة هذا خبيث مخبث ... من شر خبّاث السعاة فاحذره واكتب ما أقو ... ل بظهر تذكرة الدواة لا تأنسن به فإن ... ني قد نصحت وها وهاة (136 ظ)

قال: فوالله لقد رأيت المعتضد وقد تغير وجهه وانحط أنسه، فلم أزل أتعرف ما أثر فيّ من تحريضه، فما زالت تلك الخبية في نفس المعتضد حتى قتل أحمد بسبب السعاية. كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي أن زاهر بن طاهر الشحامي أنبأهم عن أبي القاسم علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد ابن أحمد بن أبي مسلم إذنا قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إجازة قال: في سنة ثلاث وثلاثين غضب المعتضد على أحمد بن الطيب ووجه بشفيع اللؤلؤي ونحرير الصغير خادم بدر فقبضوا على جميع ما في داره، وقرروا جواريه على ماله حتى أخذوه، فاجتمع من ذلك ومن ثمن آلاته مما حمل الى بيت المال مائة وخمسون ألف درهم. قال: فحدثني محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: كان سبب غضب المعتضد على أحمد بن الطيب أن أحمد كان قديما يمدح عنده الفلاسفة ويستعقلهم ويحكي مذاهبهم، فيقول المعتضد: أنت على دينهم وكيف لا تكون كذلك وأستاذك الكندي «1» ، وكان قد تخمر «2» في نفس المعتضد أنه فاسد الدين، وكان ابن الطيب أحمق معجبا يدعي ما لا يحسن، وكان مع قصر عقله في لسانه طول، فكان كثيرا ما يقول للمعتضد: الأمور تخفى عليك وتستر دونك، فقال له (137 و) يوما: ما الدواء؟ قال: توليني الخبر على أبي النجم وعبيد الله «3» ، قال: قد وليتك، قال: فاكتب

بذلك رقعة، فكتب رقعة بخطه بتوليته، فجاء بها الى عبيد الله يعلمه ذلك ويتقرب إليه أنه لم يستر ذلك عنه، فأخذها عبيد الله ووثب، وطلبها ابن الطيب، فوجه إليه أنا أخرج بها إليك، ووكل به في داره، وركب الى بدر فأقرأه إياها، فركب الى المعتضد بالله حتى عرّفاه الخبر، ورمى عبيد الله بنفسه بين يديه وقال له: أنت يا سيدي نعشتني وابتدأتني بما لم أؤمله، وكل نعمة لي فمنك وبك، فسكن منه، وقال: إنه يسعى عليكما عندي فاقتلاه وخذا ما يملكه، فأدخل المطامير، وكان آخر العهد به. قال محمد بن يحيى الصولي: وقد قيل إن سبب ذلك أن عبيد الله لما أراد الخروج الى الجبل مع بدر قال المعتضد لبدر: الصواب أن يحضر أحمد بن محمد جراده ليعاون القاسم على خدمتنا، فسمع ابن الطيب ذلك فأداه الى عبيد الله فرده عبيد الله على المعتضد، وقال له نحو ما حكي في الخبر الأول، فعزم عليه ليخبرنه من قال له ذلك، فقال: ابن الطيب، فكان هذا سببه. وقال أبو بكر الصولي: حدثني محمد بن أحمد أبو الحسن الأنصاري قال: كان ابن الطيب يختلف معنا الى الكندي، وكان الكندي (137 ظ) يقول: هذا أحمق وسيتلف نفسه بحمقه، فكان كما قال. قال الصولي: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: كان القاسم يغتاظ من ابن الطيب فيقول له أبوه: نحن نخنقه بوصفه، وكان المعتضد بالله ربما نفث بشكواه والتأذي منه بالكلمة بعد الكلمة فيقرظه عبيد الله ويحتج عنه، فذكر عبيد الله يوما بشيء قدّام المعتضد، فقال له المعتضد: كفاك إن عبيد الله ما ذكرت لي قط إلا احتج عنك ووصفك، وأنت ما ذكرته عندي قط إلا غمزت منه على جانب، قبحك الله وقبح طبعك السوء، ثم انكشف أمره فأوقع به في سنة ثلاث وثمانين. أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد

الباقي الأنصاري إجازة عن أبي علي المحسن بن علي التنوخي قال: كان الذي نقمه المعتضد على أحمد بن الطيب أن عبيد الله بن سليمان دخل يوما على المعتضد وقد تغيظ المعتضد عليه من شيء بلغه عنه، وخاطبه بما يكره، فلما خرج قال: يا أحمد ما ترى الى هذا الفاعل الصانع، قد أخرب الدنيا واحتجز الأموال، وفي جنبه ثلاثة آلاف آلاف دينار ما يمنعني من أخذها إلا الحلم عنه، وفعل الله بي وصنع إن أنا استعملته أكثر من هذا، قال: فخرج أحمد بن الطيب فوجد (138 و) عبيد الله على الباب ينتظره، فحمله الى داره وواكله وسقاه ووهب له مالا عظيما، وخلع عليه خلعا كثيرة، ورفق به وسأله أن يعلمه ما عساه جرى بعد خروجه من ذكره، فاستحلفه أحمد على كتمان ذلك فحلف له، فكتمه فخبره الخبر على حقيقته، وودعه أحمد ونهض، فركب عبيد الله من غد بعد أن عمل ثبتا يحتوي على جميع ماله من عين وورق وضيعة وخرثي «1» وقماش وعقار ودار، ودابة وبغل ومركب، وغلام وآلة وسائر الأعراض، وجاء الى المعتضد فخاطبه على الأمور كما كان يخاطبه، فلما حضر وقت انصرافه قال: أريد خلوة من أمير المؤمنين لمهم عارض أذكره، فأخلى مجلسه له، فحل سيفه بين يديه ومنطقته، وقبل الأرض وبكى وقال: يا أمير المؤمنين الله الله في دمي، أقلني واعف عني، وهب لي الحياة، واغفر لي إجرامي، وما في نفسك علي، فأما مالي فوالله، وابتدأ يحلف بالطلاق والعتاق وما تبعه من أيمان البيعة إن كتمتك منه شيئا، وهذا ثبت بجميع ما أملكه فخذه بطيبة من قلبي، وانشراح من صدري، بارك الله لك فيه، ودعني أخدمك بدابة واحدة، فقال له المعتضد: ما بك الى هذا حاجة، ولا في نفسي عليك ما يوجب هذا، فقال: الآن قد علمت أن رأي أمير المؤمنين عليّ (138- ظ) فاسد إذ ليس يخرج إلي بما عنده فيّ، ولا يقبل ما بذلته، ولا يقع منه عقاب، وأخذ يلج في البكاء والتضرع، فرق له المعتضد وتغيظ من معرفته بذلك، فقال:

أتحب أن أفعل هذا؟ قال: نعم، قال: تصدفني عن السبب الذي حملك على هذا، فعرفه ما جرى له مع أحمد بن الطيب، فرضي عنه وحلف له على ما سر به وخفف عن خاطره، ووثق له أنه لا يسيء إليه وأنفذ في الحال وقبض على أحمد بن الطيب وحبسه. قال التنوخي: وقيل إن السبب في قتله أن أحمد بن الطيب دعاه الى مذاهب الفلاسفة والخروج عن الاسلام، فاستحل قتله، فلما أجمع على قتله أنفذ إليه يقول له: أنت كنت عرفتنا عن الحكماء أنهم قالوا: لا يجب للملوك أن يغضبوا، فإذا غضبوا، فلا يجب لهم أن يرضوا، ولولا هذا لأطلقتك لسالف ذمتك وخدمتك، ولكن اختر أي قتلة تحب أن أقتلك، قال: فاختار أن يطعم اللحم المكبب ويسقى الشراب العتيق حتى يسكر، ثم يفصد من يديه، ويترك دمه يجري الى أن يموت، فأمر المعتضد بذلك، ففعل به، وظن أحمد أن دمه إذا انقطع مات في الحال بغير ألم فانعكس ظنه. قال: وذلك أنه لما فصد نزف جميع دمه ثم بقيت معه من الحياة بقية فلم يمت وغلبت عليه الصفراء فصار كالمجنون ينطح برأسه الحيطان (139 و) ويصيح ويضج لفرط الآلام ويعدو في محبسه ساعات كثيرة الى أن مات، فبلغ المعتضد ذلك، فقال: هذا اختياره لنفسه، وليس في الفساد بأكثر مما اختاره لنفسه من الرأي الذي جر عليه القتل. أنبأنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف عن أبي الفتح بن البطي عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن ابن ابراهيم الصابئ قال: حدثني- يعني أباه- قال: حدثني جدي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبو اسحاق أبي قال: جرى بيني وبين أبي الحسين القاسم بن عبيد الله في وزارته للمكتفي بالله ذكر أحمد بن الطيب السرخسي الذي قتله المعتضد

بالله فقال: كان المعتضد بالله يعدد بعد قتله إياه ذنوبه إليه والأمور التي أنكرها عليه ليعلم أنه كان مستحقا ما عمله به، فمما حدثني به عنه أن كان له مجلس يجتمع إليه أهل العلم فيفاوضونه ويفاوضهم، وكنت ربما سألته عن هذا المجلس وما يجري فيه فيخبرني به، وسألته في بعض الأيام على عادتي، فقال: يا أمير المؤمنين مرّ بي أمس شيء طريف، قلت: ما هو؟ قال: دخل إلي في جملة الناس رجل لا أعرفه حسن الرواء والهيئة، فتوهمت فيه أنه من أهل الفضل والمعرفة، وقعد لا ينطبق من أول المجلس الى آخره، فلما انصرف من كان حاضرا لم ينصرف معهم، فقلت: ألك حاجة؟ قال: نعم تخلي لي نفسك، فأبعدت غلماني، فقال لي: أنا رجل أرسلني الله تعالى الى هذا البشر وقد بدأت بك لفضلك، وأملت أن أجد عندك معونة على ما بعثت له، فقلت له: يا هذا أما علمت أني مسلم أعتقد أنه لا نبوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قد علمت ذلك وما جئتك إلا بأمر وبرهان، فهل لك في الوقوف على معجزتي، فأردت أن أعلم ما عنده فقلت له: هاتها، فقال: يحضر سطل فيه ماء، فتقدمت بإحضاره، وأخرج من كمه حجرين أصمين صلدين كأشد ما يكون من الصخر، وقال لي: خذهما، فأخذتهما، فقال: ما هما:؟ فقلت: حجران، قال لي: رم أن تكسرهما فلم أستطع لشدتهما، وصلابتهما، فقلت: ما أستطيع، فقال: ضعهما في السطل، فوضعتهما، قال: وغطهما، فغطيتهما بمنديل، وأقبل يحدثني، فوجدته ممتعا كثير الحديث، شديد العبارة، حسن البيان، صحيح العقل لا أنكر منه شيئا، فلما طال الأمر قلت له: فأي شيء بعد هذا؟ فقال: أخرج لي الحجرين، فكشفت عنهما وطلبتهما في السطل فلم أجدهما وتحيرت وقلت: ليس في السطل شيء، فقال لي: أنت تركتهما بيدك ولم أقرب منهما، ولا لحظت السطل بعيني فضلا عن غيره، فقلت صدقت، فقال لي: أما في هذا إعجاز؟ فقلت: بقيت عليك حال واحدة، قال: ما هي؟ قلت: آتيك بحجر من عندي فتفعل به مثل هذا، فقال لي: وهكذا قال أصحاب موسى

له: نريد أن تكون العصا من عندنا، فتوقفت عن جوابه لأفكر فيه، فقام وقال: فكر في أمرك الى أن أعود إليك وانصرف وندمت بعد انصرافه على إخراجي عنه، وأمرت الغلمان بطلبه ورده فتفرقوا في كل طريق وما وجدوه. قال القاسم: وقال لي المعتضد بالله: أتدري ما أراد أحمد بن الطيب لعنه الله بهذا الحديث؟ فقلت: لا يا أمير المؤمنين، قال: إنما أراد أن سبيل موسى عليه السلام في العصا كانت كسبيل هذا الرجل في الحجرين وأن الجميع بحيلة، وكان ذاك من أكبر ما نقمت عليه. أخبرنا أبو الحسن بن المقير إذنا عن أبي الفضل بن ناصر قال: أنبأنا أبو القاسم بن أحمد عن أبي أحمد بن أبي مسلم عن أبي بكر الصولي قال: وأنشدني يحيى بن علي لنفسه في ابن الطيب، وكان قد زعم أنه أحرق كتبه كلها إلا الحديث والفقه واللغة والشعر، فقال المعتضد: وما ينفعه ذلك مع كفره. يا من يصلى رياء ... ويظهر الصّوم سمعه وليس يعبد ربّا ... ولا يدين بشرعه قد كنت عطلت دهرا ... فكيف أسلمت دفعه إن كنت قد تبت فالشّ ... يخ لا يفارق طبعه لو ظلت في كل يوم ... مصلّيا ألف ركعه وصمت دهرك لا مف ... طرا ولا يوم جمعه ما كنت في الكفر إلا ... كالنار في رأس قلعه «1» تتلو القرآن ولو تس ... طيع فرقت جمعه وإن سمعت بحق ... حاولت بالزور دفعه (139 ظ) قل لي أبعد اتباع ال ... كندي تعمر ربعه

وتستقي الكفر منه ... ولا تحاذر شنعه أظهرت تقوى ونسكا ... هيهات في الأمر صنعه ولو بدا لك سلح ... منه لآثرت لطعه «1» فاذهب الى مذهب الشي ... خ ربّ صك برجعه فما تقاك مليحأ ... وليس كفرك بدعه فأنشدتها المعتضد بالله في آخر أيام ابن الطيب، فقال: اكتبها وادفعها إليه، ففعلت ذلك. ذكر أبو الحسين محمد بن أحمد القواس قال: ولي أحمد بن الطيب الحسبة يوم الاثنين، والمواريث يوم الثلاثاء، وسوق الرقيق يوم الاربعاء لسبع خلون من رجب سنة اثنتين وثمانين ومائتين. قال: وفي هذا اليوم وهو يوم الاثنين لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين غضب على أحمد بن الطيب. قال: وفي يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الأولى ضرب أحمد بن الطيب مائة سوط وحول إلى المطبق «2» ، وفي صفر سنة ست وثمانين ومائتين مات أحمد بن الطيب السرخسي.

ذكر حرف العين في آباء الأحمدين (140 و)

حرف الظاء في آباء الأحمدين فارغ ذكر حرف العين في آباء الأحمدين (140 و) من اسم أبيه عاصم من الاحمدين أحمد بن عاصم بن سليمان: أبو عمر الجعدي البالسي الخضيب، حدث ببالس عن العباس بن اسماعيل قريق، ومحمد بن عمرو الباهلي، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ أخبرنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمرة القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهر زوري عن أبي القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن عاصم البالسي قال: حدثنا محمد بن عمر الباهلي عن عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد «1» بن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجلن الى شيء تظن انك ان استعجلت اليه انك مدركه وان كان الله عز وجل لم يقدر ذلك، ولا تستأخرن من شيء تظن أنك ان استأخرت أنه مدفوع عنك وان كان الله عز وجل قد قدره عليك.

أحمد بن عاصم الانطاكي:

أحمد بن عاصم الانطاكي: أبو عبد الله، وقيل أبو علي الزاهد الحكيم صاحب المواعظ، من كبار المشايخ وزهادهم وأولى الحكمة واللسان، روى عن الهيثم بن جميل الانطاكي، ومخلد بن الحسين، وأبي قتادة، وسفيان بن عيينة، ويوسف بن أسباط (140 ظ) وأبي معاوية محمد بن حازم الضرير، وأبي يعقوب اسحاق بن إبراهيم الحنيني، وقيل إنه رأى الفضيل بن عياض. روى عنه أحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، وأبو عمرو السراج، وأبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى التميمي، وعبد العزيز بن محمد بن المختار، وأحمد بن صالح، واسحاق بن عبد المؤمن الدمشقي، وعلي بن الموفق البغدادي، ومحمود بن خالد، وأبو محمد عبد الله بن هلال الدومي الربعي، وعبد الواحد بن أحمد الدمشقي، وأبو الحسن محمد بن الفيض بن محمد بن الفياض الغساني. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني في كتابه إلينا من مرو غير مرة قال: أخبرنا الشيخ أبو سعد محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة قال: (141 و) أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أحمد بن عاصم الأنطاكي كنيته أبو علي، ويقال أبو عبد الله، من متقدمي مشايخ الثغور من أقران بشر بن الحارث، وسري، وحارث المحاسبي. سمعت أبا القاسم النصر أباذي يقول: كان يقال: أحمد بن عاصم الأنطاكي جاسوس القلوب وذكر لي غيره أن أبا سليمان الداراني كان يسميه كذلك. أخبرنا أبو البركات بن محمد بن الحسن إذنا قال: أخبرنا علي بن الحسن ابن هبة الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلّال قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، ح.

قال ابن مندة وأخبرنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وسمعت أبا زرعة يقول: رأيته بدمشق يجالس محمود بن خالد وسمعت أبي يقول: أدركته ولم أكتب عنه، كان صاحب مواعظ وزهد. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذيافي، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن في كتابها إلينا من نيسابور قالا: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذيافي، ح. وأنبأنا أبو النجيب بن عثمان القاري قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: (141 ظ) ومنهم أبو علي أحمد بن عاصم الأنطاكي من أقران بشر بن الحارث، والسري، والحارث المحاسبي، وكان أبو سليمان الداراني يسميه جاسوس القلوب لحدة فراسته «1» . وقال أحمد بن عاصم: اذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك، وقال أحمد بن عاصم: قال الله تعالى: «انما أموالكم وأولادكم فتنة» ونحن نستزيد من الفتنة. «2» . أخبرنا عبد الرحيم بن أبي سعد المروزي كتابة قال: أخبرنا أبو الخير جامع ابن عبد الرحيم بن ابراهيم السقاء الصوفي قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار قال: أخبرنا أبو عبد الرحيم السلمي قال: أحمد بن عاصم، وهو أحمد بن عاصم الانطاكي أبو علي، ويقال أبو عبد الله وهو الاصح، وهو من أقران بشر بن الحارث، والسري، وحارث المحاسبي، ويقال إنه رأى الفضيل بن عياض. «3» .

سمعت أبا العباس محمد بن الحسن الخشاب يقول: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد وابن مسروق، والجريري يقولون: قال أبو عبد الله أحمد بن عاصم الانطاكي: قرة العين، وسعة الصدر، وروح القلب وطيب النفس في أمور أربعة: الاستبانة للحجة، والانس بالاحبة، والثقة بالعدة، والمفائز للمناية أخبرنا عمي أبو غانم قال: أخبرنا عمر بن علي الجويني، ح. وأنبأتنا زينب الشعرية قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذيافي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القاري قال: أخبرنا أبو الاسعد (142 و) القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم بن هوازن القشيري قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي قال: حدثنا عباس ابن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: قال أبو عبد الله الانطاكي: ان أقل اليقين اذا وصل الى القلب يملأ القلب نورا، وينفي عنه كل ريب، ويمتلئ القلب به شكرا، ومن الله خوفا. وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي قال: حدثنا عباس بن حمزة قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أحمد بن عاصم الانطاكي يقول: من كان بالله أعرف كان له أخوف. «1» . أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر المزكي اجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: سمعت عبد الله بن محمد الرازي يحكى عن أحمد بن عاصم أنه قال: وافقنا الصالحين في أعمال الجوارح وخالفناهم في الهمم.

وقال أبو عبد الرحمن: سمعت محمد بن ظاهر الوزيري يقول: سمعت الحسن ابن محمد بن اسحاق يقول: سمعت سعيد بن عثمان الحناط يقول: حدثنا أحمد ابن أبي الحواري يقول: سمعت أحمد بن عاصم أبو عبد الله الانطاكي يقول: الصبر هو أول مقام الرضا. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمّوية (142 ظ) قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذيافي، ح. وأخبرنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان بن اسماعيل القاري، وزينب بنت عبد الرحمن في كتابيهما، قال أبو النجيب: أخبرنا أبو الاسعد القشيري، وقالت زينب: أخبرنا الشاذيافي، قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: وسمعته يعني محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت النصر أباذي يقول: سمعت ابن أبي حاتم يقول: سمعت علي بن شهمردان يقول: قال أحمد بن عاصم الانطاكي- وسئل ما علاقة الرجاء في العبد- قال: أن يكون اذا أحاط به الاحسان ألهم الشكر راجيا لتمام النعمة من الله عليه في الدنيا، وتمام عفوه في الآخرة. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى يقول: أنشدنا مسعر بن علي البرذعي قال: أنشدنا عبد الله بن أحمد بن عقبة الاصبهاني قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن متوية لأحمد بن عاصم الأنطاكي:

داعيات الهوى تخفّ علينا ... وخلاف الهوى علينا ثقيل فقد الصدق في الأماكن حتى ... وصفه اليوم ما عليه دليل (143 و) لا نرى خائفا فيلزمنا الخوف ... ولا صادقا كما قد نقول فبقينا مردّدين حيارى ... نطلب الصدق ما إليه سبيل أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: أخبرنا جدي أبو محمد مقاتل بن مطكود السوسي قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن علي الاهوازي قال: أنشدنا أبو القاسم العطار قال: أنشدنا أبو القاسم ابن أبي العقب قال أنشدني أبو زرعة الدمشقي قال: أنشدنا أحمد بن عاصم الأنطاكي: هون عليك فكل الأمر منقطع ... وخلّ عنك عنان الهمّ يندفع فكلّ همّ له من بعده فرج ... وكلّ همّ إذا ما ضاق يتّسع إن البلاء وإن طال الزمان به ... فالموت يقطعه أو سوف ينقطع «1» أخبرنا أبو بكر منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي اجازة قال: أخبرنا جد أبي أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الامام أبو سعيد محمد بن علي الخشاب قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: سمعت أبا جعفر الرازي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أحمد بن عاصم الانطاكي يقول: يسير اليقين يخرج كل الشك من القلب، ويسير الشك يخرج اليقين كله من القلب (143 ظ)

ذكر من اسم أبيه العباس من الاحمدين

ذكر من اسم أبيه العباس من الاحمدين أحمد بن العباس بن أحمد بن الخواتيمي: أبو العباس بن أبي الفضل، كان أبوه قاضي طرسوس، وكان ابنه من الثقات الامناء العدول المؤهلين للرئاسة. حكى عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي. قرأت بخط القاضي أبي عمرو في سير الثغور من تأليفه قال: وحدثني أبو العباس أحمد بن العباس بن أحمد الخواتيمي، وهو ابن القاضي، وكان من يتحفظ اذا تكلم، ويعد من الصادقين، أنه أحصى على أبي بكر محمد بن محمد بن داود مدة شهري كانون الاول والآخر وعشرا من شباط في كل يوم كسوة لا تشبه التي تقدمتها. وقرأت بخط أبي عمرو أيضا قال: توفي أبو العباس أحمد بن العباس بن الخواتيمي أول يوم من شهر صفر من سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وكان يرجى ويؤهل للرئاسة لفضله ونبله وستره وثقته وعدالته، وكان أبوه القاضي عليلا، فلما عزوه به، وانصرف المعزون من داره أمسك على لسانه فلم يتكلم ثلاثا ومات. (144 ظ) .

أحمد بن العباس بن عثمان، أبو العباس الكشاني:

أحمد بن العباس بن عثمان، أبو العباس الكشاني: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي روى إنشادا بحلب عن الفقيه علي بن عبد الله السمنقاني، روى عنه جعفر بن الحسن ابن أحمد بن علي أبو الفضل النيسابوري. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدنا جعفر بن الحسن القارئ، بعين أيوب «1» إملاء، قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن العباس بن عثمان الكشاني المقرئ بحلب قال: أنشدني الفقيه علي بن عبد الله السمنقاني لنفسه: الدمع ينطق واللسان كتوم ... والصبر ناء والغرام مقيم والقلب من ألم الفراق مروّع ... فيه لهجران الحبيب كلوم ولنا على خلل المنازل وقفة ... منا البكاء ومنهم التسليم فنفاوض الشكوى بكسر جفوننا ... خوف الرقيب وسرنا مكتوم أحمد بن العباس بن علي بن نوبخت: كاتب أبي بكر محمد بن رائق، كان في صحبة أبي بكر بن رائق حين وصل الى حلب واليا عليها في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومدحه أبو الفرج علي بن أبي بكر بن العلاف بحلب بأبيات أولها:

من أسم أبيه عبد الله من الاحمدين

غادني يا غلام بالبابلي ... ..... (145- و) وكان ابن نوبخت فاضلا أديبا، وكاتبا أريبا، وله رأي ثاقب، وتدبير حسن صائب؛ وقد ذكرنا دخوله حلب في ترجمة علي بن الحسن بن العلاف «1» . من أسم أبيه عبد الله من الاحمدين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسين: أبو نصر بن أبي محمد بن أبي العباس الماسرجسي المطوعي، كان كثير الغزو والجهاد، وخرج الى طرسوس مجاهدا، فتوفي بعد دخوله الى الشام وهو متوجه إليها بأعمال حلب. وذكره أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور بما أخبرنا به أبو بكر عبد الله ابن عمر بن علي بن الخضر القرشي، وعبد الرحمن بن عمر الغزال في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي والحيري، وأبو عثمان الصابوني والبحيري فيما أذنوا لنا فيه قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسين، أبو نصر بن أبي محمد بن أبي العباس الماسرجسي، ابن ابنه الحسن بن عيسى بن ماسرجس، وكان من المطوعة الكثيري الجهاد. سمع جده أبا العباس، وأباه، وعمه أبا أحمد، وأبا أحمد والد الحسين، وغيرهم من أهل بيته، وسمع أبا بكر محمد بن اسحاق، وأبا العباس السراج وأقرانهما.

أحمد بن عبد الله بن أحمد المرعشي أبو الحسن:

توفي أبو نصر الماسرجسي في متوجهه (145- ظ) الى طرسوس وخرجت له الفوائد عند خروجه الى طرسوس سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وفيها توفي بالشام. أحمد بن عبد الله بن أحمد المرعشي أبو الحسن: حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، روى عنه القاضي أبو بكر محمد بن يوسف بن الفضل الجرجاني. أخبرنا أبو بكر القاسم بن أبي سعد بن أبي حفص الصفار في كتابه إلينا من نيسابور قال: أخبرنا جدي أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار، وأخته عائشة قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمير بن خلف الشيرازي قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن يوسف بن الفضل الجرجاني- قدم علينا رسولا- قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أحمد المرعشي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا طالوت بن عبد الله الجحدري قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: أتى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عن «شهد الله» بماذا شهد ربنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله اللوح وسماه محفوطا جعل دفيته من ياقوتة حمراء، ثم خلق الله القلم من لؤلؤة رطبة، مشقوق شفته، يستمدّ من غير من يستمدّ وأقام (146- و) بإزاء عرشه، وأراد منهم الإقرار، فقال لهم: من أنا؟ فقالوا: أنت الله لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، فأمر الله القلم اكتب «شهد الله أنه لا إله إلّا هو» ، ثم خلق الله الملائكة بعلمه لا يعلم عددهم إلا الله، وأراد منهم الإقرار، فقال لهم: من أنا؟ فقالوا: «أنت الله لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك» ، فأمر الله القلم: اكتب «والملائكة» فكتب القلم «والملائكة» ثم وقف، وخلق الله آدم عليه السلام وسماه أبا البشر وخلق

أحمد بن عبد الله بن اسحاق:

ذريته على مثال الذر وأقامهم بإزاء عرشه، وأراد منهم الإقرار فقال لهم: من أنا؟ فقالوا: أنت «الله الذي لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك» فأمر الله القلم: اكتب «وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلّا هو العزيز الحكيم» «1» . أحمد بن عبد الله بن اسحاق: أبو الحسن وقيل أبو الحسين الخرقي، كان له اختصاص بالمتقي لله قبل أن يلي الخلافة فلما وليها خلع عليه، وولاه قضاء مصر والشامات جميعها والحرمين، ومرّ في الشارع والجيش معه، وكان المتقي يشاركة في الرأي ويقبل مشورته، وسيره في رسائل عدة منها أنه كان قدم مع المتقي الى الرقة حين قدمها وقد جرى له ما جرى مع توزون، فسيره المتقي رسولا الى حلب الى الإخشيذ أبي بكر محمد ابن طغج، فقدم عليه حلب يسأله أن يسير إليه (146- ظ) ليجتمع معه بالرقة ويجدد العهد به، ويستعين به على نصرته ويقتبس من رأيه، ولما وصل أبو الحسن الى حلب تلقاه الإخشيذ وأكرمه وأظهر السرور، والمتعة بقرب المتقي، وسار الإخشيذ الى المتقي الى الرقة، فأكرمه وكناه، وخاطبه بأبي بكر، وسنذكر ذلك في ترجمة الإخشيذ إن شاء الله تعالى. أنبأنا أبو روح عبد المعز الهروي عن زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو القاسم البندار عن أبي أحمد المعرىء قال: أخبرنا أبو بكر الصولي إجازة قال في حوادث سنة ثلاثين وثلاثمائة: وصرف القضاة عن الجانبين ببغداد، وتقلد القضاء بهما أبو الحسين أحمد بن اسحاق الخرقي لأربع بقين من شهر ربيع الآخر، وخلع عليه في يوم خميس ونزل في جامع الرصافة، وقرأ عهده «2» . وقال أبو بكر الصولي في حوادث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة قال: ووجه المتقى لله أحمد بن عبد الله بن اسحاق القاضي من الرقة الى الأمير توزون ليؤكد الأيمان عليه ويجددها، ووافقه على شرائط اشترطها عليه المتقي لله، وأشهد عدو له

أحمد بن عبد الله بن الحسن القاضي:

عليه ووجوه الهاشميين أصحاب المراتب الذين يصلون الى السلطان أيام الموكب، ويتقدمون القضاة والعالم في السلام، ويسمعون أيمانه، وما عملت له منها مما يطوقون رقبته، فوصل القاضي الى بغداد يوم الخميس لأربع خلون من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ففعل جميع ما تقدم به إليه المتقي (147- و) لله، وكان قد وجه معه بخلع وطوق من ذهب ليخلعها على الأمير توزون إذا فرغ مما بينه، وبينه، ففعل هذا كله إلّا أمر الخلع فإنه دافع عنه. قال: وتحدث الناس بمجيء الخليفة الى هيت، وخرج القاضي إليه وعرفه جميع ما جرى وطيب نفسه، وسكن الى ذلك، ورجع القاضي الى الأمير توزون فعرفه ما صنع، فدخل بغداد للنصف من صفر، ثم ذكر قبض توزون على المتقي لله، وأنه كحله. قال: وعبر توزون مع المستكفي بالله يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر، ونزل بباب الشماسية، وقبض على أبي الحسين علي بن محمد بن مقلة وزير المتقي، وعلى القاضي الخرقي، وعلى جماعة معهم. قال: وحمل القاضي الخرقي الى دار ابن شيرزاد ليؤدي ما بقي عليه من مال مصادرته التي فورق عليها. (147- ظ) «1» أحمد بن عبد الله بن الحسن القاضي: أبو الفضل الأنطاكي، من الرؤساء وأولي الهيئات والممدحين بأنطاكية، ومدح المتنبي فيه يدل على فضله وسعة علمه. أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعد قال أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن

يحيى قال: أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين قال: أنشدنا أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي لنفسه يمدح القاضي أبا الفضل أحمد بن عبد الله بن الحسن الأنطاكي: لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهنّ منك أواهل قال فيها: جمع الزمان فلا لذيذ خالص ... مما يشوب ولا سرور كامل حتى أبو الفضل بن عبد الله رؤ ... يته المنى وهي المقام الهائل ممطورة طرقي إليه ودونها ... من جوده في كلّ فجّ وابل محجوبة بسرادق من هيبة ... يثني الأزمّة والمطيّ ذوامل للشمس فيه وللرياح وللسحاب ... وللبحار وللأسود شمائل ولديه ملعقيان والأدب المفاد ... وملحياة وملممات مناهل لو لم تهب لجب الوفود حواله ... لسرى إليه قطا الفلاة الناهل يدري بما بك قبل تظهره له ... من ذهنه ويجيب قبل تسائل (148 و) وتراه معترضا لها ومواليا ... أحداقنا وتحار حين تقابل كلماته قضب وهنّ فواصل ... كلّ الضرائب تحتهن مفاصل هزمت مكارمه المكارم كلها ... حتى كأنّ المكرمات قتائل وقتلن ذفرا والدهيم فما ترى ... أمّ الدهيم وأم ذفر هائل علامة العلماء واللجّ الذي ... لا ينتهي ولكلّ لج ساحل لو طاب ولد كل حيّ مثله ... ولد النساء ومالهنّ قوابل لو بان بالكرم الجنين بيانه ... لدرت به ذكرا أم أنثى الحامل ليزد بنو الحسن الشراف تواضعا ... هيهات تكتم في الظلام مشاعل ستروا الندى ستر الغراب سفاده ... فبدا وهل يخفي الرباب الهاطل «1»

أحمد بن عبد الله بن حمدون بن نصير بن ابراهيم:

أحمد بن عبد الله بن حمدون بن نصير بن ابراهيم: أبو الحسن الرملي المعروف بالجبريني، أظن أن أصله من بيت جبرين «1» ، وسكن الرملة. سمع بحلب أبا بكر أحمد بن محمد بن أبي ادريس إمام جامعها، وبأنطاكية أبا بكر محمد بن الحسن بن فيل، وحدث عنهما وعن أبي محمد عبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني، وأبي الفضل عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة، وأبي هاشم محمد بن عبد الأعلى بن عليك الإمام، وأبي الحسن داود بن أحمد بن مصحح العسقلاني وأبي الحسن محمد بن بكار بن يزيد السكسكي الدمشقي. روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني، وتمام بن محمد الرازي (148 ظ) أحمد بن عبد الله بن سابور بن منصور الدقاق: أبو العباس البغدادي السابوري، منسوب الى جده سابور، قدم حلب وسمع بها أبا نعيم عبيد بن هشام، وبركة بن محمد الحلبيين وحدث عنهما، وسمع بغيرها أبا بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد بن شبّوية، وسفيان بن وكيع وواصل بن عبد الأعلى الكوفي، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن أبي نوح فراد. روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، وأبو عمر بن حيوية وأبو بكر الأبهري، وابن المقرئ، وعمر بن محمد بن سنبك، وأبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر. أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن عثمان الكاشغري في كتابه، وقرأت عليه بحلب قال: أخبرنا أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد

ابن عبد الله بن محمد بن البيضاوي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق قال: حدثنا بركة بن محمد بحلب قال: حدثنا يوسف بن أسباط بن واصل الشيباني عن سفيان بن سعيد عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الاستنشاق والمضمضة للجنب ثلاثا فريضة (149- ظ) . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: إجازة؛ قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين- قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق قال: حدثنا أبو نعيم الحلبي قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد أن ابن عباس- قال: سمعته عن علي- قال: ألا أخبركم بخبر الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طرّاد بن محمد الزينبي، ح. قال ابن طبرزد: وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وابن المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالوا: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي قال: قرئ على حمزة بن يوسف السهمي وأنا حاضر أسمع قال: سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق فقال: ثقة.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت قال: أحمد بن عبد الله بن سابور بن منصور أبو العباس الدقاق، سمع أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا نعيم (150 و) عبيد بن هشام، وبركة بن محمد الحلبيين، وعبد الله بن أحمد بن شبّويه المروزي، وسفيان بن وكيع بن الجراح، ونصر بن علي الجهضمي، وواصل بن عبد الأعلى الكوفي. روى عنه عمر بن محمد سنبك، وأبو عمر بن حيّويه، وأبو بكر الأبهري الفقيه، وغيره. وقال الخطيب: أخبرني الأزهري قال: قال لنا محمد بن العباس الخزاز: مات أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق يوم السبت بالعشي، ودفن يوم الأحد ضحوة لعشر بقين من المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة «1» . أنبأنا أبو الحسن بن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد السّلفي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي- قرأت عليه من أصل ابن الفرات- قال: قرأت على أبي اسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي: أخبركم أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات في كتابه قال: قرئ على أبي عبد الله محمد بن مخلد ونحن نسمع فأقر به وقال: نعم، قال: سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة: فيها مات أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق في المحرم. وأنبأنا حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار: قال أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال:

أحمد بن عبد الله بن سليمان:

أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، أبو العباس بن سابور الدقاق في المحرم- يعني مات. أحمد بن عبد الله بن سليمان: ابن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم، وقيل أنور بن أسحم بن النعمان، وهو الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريخ بن جذيمة بن تيم اللّات، وهو مجتمع تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن العرنج بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر، وهو هود عليه السلام، أبو العلاء بن أبي محمد التنوخي المعري. قرأ النحو واللغة على أبيه أبي محمد عبد الله بمعرّة النعمان، ومحمد بن عبد الله بن سعد النحوي بحلب. وحدث عن أبيه أبي محمد عبد الله بن سليمان بن محمد- بن محمد «1» -، وجدّه سليمان بن محمد وأبي الفتح محمد بن الحسن بن روح، ويحيى بن مسعر (150 ظ) أبي زكريا وأخويه أبي المجد وأبي الهيثم عبد الواحد ابني عبد الله، وأبي الفرج عبد الصمد بن أحمد بن عبد الصمد الفقيه الضرير الحمصي، وأبي عبد الله محمد بن يوسف الرقي المعروف بابن كراكير، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحيم الرحبي، والقاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان، وجدته أم سلمة بنت الحسن بن اسحاق بن بلبل. ورحل إلى بغداد سنة ثماني وتسعين وثلاثمائة، ودخلها سنة تسع وتسعين

وثلاثمائة، وسمع بها أبا الحسن علي بن عيسى الربعي، وأبا أحمد عبد السلام ابن الحسين البصري المعروف بالواجكا. وقرأ عليه ببغداد أبو القاسم التنوخي، وابن فورجه، وروى عنه أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي، وأقام مدة بالمعرة يقرأ عليه، وأبو المكارم عبد الوارث بن محمد بن عبد المنعم الأبهري، وأبو محمد الحسن بن علي بن عمر المعروف بقحف العلم، وابن أخيه القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد قاضي معرة النعمان، وابنه أبو المجد محمد بن عبد الله بن محمد، والشيخ أبو الحسين علي بن محمد بن عبد اللطيف بن زريق المعري، وابنه أبو الفضل أحمد بن علي، روى عنه سبعة أجزاء من حديث أبي العلاء عن شيوخه، وأبو الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف ابن زريق، وجد جدي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبيان، والقاضي أبو الفتح ابن أحمد بن أبي الروس (151 و) السروجي، والخليل بن عبد الجبار بن عبد الله التميمي القرّائي، وعثمان بن أبي بكر السفاقسي المغربي، وأبو التمام غالب بن عيسى بن أبي يوسف الأنصاري الأندلسي، وأبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي وأبو الحسن علي بن أخيه أبي المجد بن عبد الله بن سليمان، وزيد بن أخيه أبي الهيثم عبد الواحد، وأبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن المهذب، وأبو صالح محمد ابن المهذب بن علي بن المهذب، وأبو اليقظان أحمد بن محمد بن أبي الحواري، وأبو العباس أحمد بن خلف الممتع، وابن أخته إبراهيم بن الحسن البليغ، ومحمد ابن الخضر المعروف بالسابق بن أبي مهزول، وأبو الفضل بن صالح المعريون، والقاضي أبو القاسم المحسن بن عمرو التنوخي المعري، وأبو القاسم عبيد الله بن علي ابن عبد الله الرقّي الأديب، وأبو الحسن رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، وأبو نصر محمد بن محمد بن هميماه السالار، وأبو الحسن الدلفي الشاعر المصيّصي، وأبو سعد إسماعيل بن علي السّمّان، وأبو الوليد الدربندي، وأبو طاهر

محمد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني، وأبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن التبريزي، وأبو المظفر إبراهيم ابن أحمد بن الليث الآذري. وكتّابه الذين كانوا يكتبون مصنفاته وما يمليه: أبو الحسن علي بن عبيد الله ابن أبي هاشم، وابنه أبو الفتح محمد بن علي، وجعفر بن أحمد بن صالح، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن إبراهيم الخطيب (151 ظ) القارئ. وكان خشن العيش، قنوعا من الدنيا بملك ورثه من أبيه، والناس فيه مختلفون على مذهبين فمنهم: من يقول أنه كان زنديقا ملحدا ويحكون عنه أشياء تدل على كفره، ومنهم من يقول أنه كان على غاية من الدين والزهد، وأنه كان يأخذ نفسه بالرياضة والخشونة وظلف العيش، وأنه كان مقتنعا بالقليل، غير راغب في الدنيا، وسأورد من قول كل فريق ما فيه كفاية ومقنع، وقد أفردت كتابا جامعا في ذكره، وشرحت فيه أحواله وتبينت وجه الصواب في أمره، وسمته «بدفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري» فمن أراد معرفة حقيقة حاله فلينظر في ذلك الكتاب فإن فيه غنية في بيان أمره «1» ، وتحقيق صحة اعتقاده، وعلو قدره ان شاء الله تعالى. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء البغدادي بدمشق، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي بحلب قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الخطيب الأنباري من لفظه قال: أخبرنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي بقراءتي عليه في داره بمعرة النعمان قال: حدثني أبو زكريا بن مسعر

التنوخي المعري قال: حدثنا أبو عروبة بن أبي معشر الحراني قال: حدثنا هوبر قال: حدثنا مخلد بن عيسى الخياط عن أبي الزناد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (152 و) «إن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وإن الصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار، فالصلاة نور المؤمن والصيام جنّة من النار «1» » . قرأت بخط أحمد بن علي بن عبد اللطيف المعري: وولد- يعني أبو العلاء- يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاثة أيام مضت من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة. وقرأت في تاريخ جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري التنوخي قال: سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، فيها ولد الشيخ أبو العلاء أحمد ابن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي، يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول. وسير إلي قاضي معرة النعمان أبو المعالي أحمد بن مدرك بن سليمان جزءا بخطه يتضمن أخبار بني سليمان، نقله من نسخة عنده، فقال في ذكر أبي العلاء: ولد يوم الجمعة قبل مغيب الشمس لسبع وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، واعتل علة الجدري التي ذهب بصره فيها في جمادى الأولى من سنة سبع وستين وثلاثمائة. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي قال: ذكر لي أبو العلاء المعري أنه ولد في يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة «2» .

أخبرنا أبو الحسن بن أبي جعفر أحمد بن علي، وأبو المحامد إسماعيل بن حامد ابن عبد الرحمن (152 ظ) القوصي قالا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن المؤيد بن أبي اليقظان أحمد بن محمد بن حواري التنوخي المعري- قال أبو الحسن: إجازة- قال: أخبرني جدي أبو اليقظان قال: كان مولد الشيخ أبي العلاء بن سليمان المعري رحمه الله بمعرة النعمان يوم الجمعة مغيب الشمس لثلاث بقين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وجدّر في أول سنة سبع وستين وثلاثمائة فعمي من الجدري، وغشّى يمنى حدقتيه بياضا، وأذهب اليسرى جملة. ورحل إلى بغداد سنة ثمان وتسعين، ودخلها سنة تسع وتسعين، وأقام بها سنة وسبعة أشهر، ولزم منزله عند منصرفه من بغداد مدة سنة أربعمائة، وسمى نفسه رهين المحبسين للزومه منزله ولذهاب عينيه، وتوفي بين صلاتي العشاءين ليلة الجمعة الثالث من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة، فكان عمره ستا وثمانين سنة إلا أربعة وعشرين يوما، ولم يأكل اللحم من عمره خمسا وأربعين سنة، وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة، رحمة الله عليه. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي عن أبي طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال: سمعته- يعني أبا محمد عبد الله بن الوليد بن غريب الإيادي المعري- يقول: دخلت على أبي العلاء وأنا صبي مع عمي أبي طاهر نزوره، فرأيته قاعدا على سجادة لبد وهو يسبح، فدعا لي ومسح على رأسي (153 و) وكأني انظر إليه الساعة، وإلى عينيه إحداهما بادرة والأخرى غائرة جدا، وهو مجدر الوجه نحيف الجسم. أخبرني والدي رحمه الله يأثره عن شيوخ الحلبيين أنه بلغهم أن أبا العلاء بن سليمان قال: أحقق من الألوان لون الحمرة، وذلك أنني لما جدّرت ألبستني أمي قميصا أحمر فأنا أذكر ذلك اللون وأحققه قبل العما.

وقرأت فيما سيّره القاضي أبو المعالي أحمد بن مدرك قاضي المعرة من أخبار بني سليمان قال: ولما قدم من بغداد- يعني أبا العلاء- عزم على العزلة والانقضاب من العالم فكتب إلى أهل معرة النعمان: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب إلى السّكن المقيم بالمعرة شملهم الله بالسعادة، من أحمد بن عبد الله بن سليمان، خصّ به من عرفه وداناه، سلّم الله الجماعة ولا أسلمها ولم شعثها ولا آلمها. أما الآن فهذه مناجاتي بعد منصرفي عن العراق، مجتمع أهل الجدل، وموطن بقية السّلف، بعد أن قضيت الحداثة فانقضت، وودّعت الشبيبة فمضت، وحلبت الدهر أشطره، وخبرت خيره وشره، فوجدت أقوى ما أصنعه أيام الحياة أن اخترت عزلة تجعلني من الناس كبارح الأروى «1» من سانح النعام، وما ألوت نصيحة لنفسي، ولا قصرت في اجتذاب المنفعة إلى حيّزي، فأجمعت على ذلك، واستخرت الله فيه بعد جلائه عن نفر يوثق بخصائلهم، فكلهم رآه حزما وعدّة إذا تم (153 ظ) رشدا، وهو أمر أسري عليه بليل قضى سنة، وخبت به النعامة، ليس بنسج الساعة ولا ربيب الشهر والسنة، ولكنه غذيّ الحقب المتقادمة، وسليل الفكر الطويل، وبادرت إعلامهم ذلك مخافة أن يتفضل منهم متفضل بالنهوض إلى المنزل الجارية عادتي بسكناه ليلقاني فيه، فيتعذر ذلك عليه، فأكون قد جمعت بين سمجين: سوء الأدب، وسوء القطيعة، وربّ ملوم لا ذنب له. والمثل السائر خلّ امرأ وما اختار «2» ، وما أسمحت القرون الإياب حتى وعدتها أشياء ثلاثة: نبذة كنبذة فتيق النجوم «3» ، وانقضابا من العالم

كانقضاب القابية من القوب «1» ، وثباتا في البلد إن جال أهله من خوف الروم، فإن أبى من يشفق عليّ أو يظهر الشفق إلا النفرة مع السواد كانت نفرة الأعضب «2» والأدماء «3» . وأحلف ما سافرت استكثر من النشب، ولا أتكثّر بلقاء الرجال، ولكن آثرت الإقامة بدار العلم، فشاهدت أنفس ما كان لم يسعف الزمن بإقامتي فيه، والجاهل مغالب القدر، فلهيت عما ما استأثر به الزمان، والله يجعلهم أحلاس الأوطان، لا أحلاس الخيل والركاب، ويسبغ عليهم النعمة سبوغ القمراء الطلقة على الظبي الغرير، ويحسن جزاء البغداديين فلقد وصفوني بما لا أستحق (154 و) وشهدوا لي بالفضيلة على غير علم وعرضوا علي أموالهم عرض الجد، فصادفوني غير جذل بالصفات ولا هش الى معروف الأقوام، ورحلت وهم لرحلتي كارهون، وحسبي الله «وعليه فليتوكل المتوكلون «4» .» قال: وانما قيل رهن المحبسين للزومه منزله، وكف بصره، وأقام مدة طويلة في منزله محتجبا لا يدخل عليه أحد، ثم ان الناس تسببوا اليه حتى دخلوا عليه، فكتب الشيخ أبو صالح محمد بن المهذب إلى أخيه أبي الهيثم عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان رحمهما الله في ذلك. بشمس زرود لا ببدر معان ... ألمّا وإن كان الجميع شجاني يقول فيها: أبا الهيثم اسمع ما أقول فإنّما ... يعين على ما قلت خير معان قريضي هجاء إن حرمت مديحه ... لأروع وضّاح الجبين هجان

أطلّ على بغداد كالغيث جاءها ... بأسعد نجم في أجلّ أوان نضاها ثياب المحل وهي لباسها ... وبدّلها من شدّة بليان فياطيب بغداد وقد أرجت به ... على بعدها الأطراف من أرجان غدا بكم المجد المضىء وإنّه ... ليقمر من أضوائه القمران ميسّر المعالي دوننا هل يسرّها ... بطون وهاد أو ظهور رعان (154 ظ) نأى ما نأى فالموت دون فراقه ... فما عذره في النأي إذ هو دان فكن حاملا مني إليه رسالة ... تبيّن لينا في هضاب أبان فإن قال: أخشى من فلان تشبها ... فقل ما فلان عندنا كفلان هو الخلّ ما فيه اختلال مودّة ... فلا تخشى منه زلة بضمان فإن خنت عهدا أو أسأت خليقة ... ولم يك شأني في المودّة شاني فلا أحسنت في الحرب امساك مقبضي ... يميني ولا يسراي حفظ عناني لعلّ حياتي أن تعود نضيرة ... لديه كما كانت وطيب زماني قلت: وكان أبو صالح بن المهذب قائل هذا الشعر ابن عمة أبي العلاء. وكان أبو العلاء مفرط الذكاء والحفظ، وأخبرني والدي رحمه الله فيما يأثره عن أسلافه أنه قيل لأبي العلاء: بم بلغت هذه الرتبة في العلم؟ فقال: ما سمعت شيئا إلا حفظته، وما حفظت شيئا فنسيته. وحكى لي أيضا والدي فيما يأثره عن سلفه قال: سار أبو العلاء من المعرة الى بغداد، فاتفق عند وصوله إليها موت الشريف أبي أحمد الحسين والد المرتضى والرضي، فدخل الى عزيته، والناس مجتمعون، فخطا الناس في المجلس، فقال له بعضهم ولم يعرفه: الى أين يا كلب؟ فقال: الكلب من لم يعرف للكلب كذا وكذا اسما، ثم جلس في أخريات الناس الى أن أنشد الشعراء، فقام وأنشد قصيدته الفائية التي أولها (155 و) :

أودى فليت الحادثات كفاف ... مال المسيف وعنبر المستاف يرثي بها الشريف المتوفى، فلما سمعها الرضي والمرتضى قاما إليه ورفعا مجلسه إليهما وقالا له: لعلك أبو العلاء المعري؟ فقال: نعم، فأكرماه واحترماه، وطلب أن تعرض عليه الكتب التي في خزائن بغداد، فأدخل إليها وجعل لا يعرض عليه كتاب إلا وهو على خاطره، فعجبوا من حفظه «1» . وزادني غير والدي أنه لما أنشد: أودى فليت الحادثات كفاف ... .......... قيل له: كفاف، فأعادها كفاف، فتأملوا ذلك وعرفوا أن الصواب ما قال. أخبرنا الشريف أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى العلوي الاسحاقي- إجازة كتبها لي ببغداد وأنا بها وقد اجتمعت به بحلب وعلقت عنه فوائد- قال: حدثني والدي رضي الله عنه وأرضاه يرفعه الى ابن منقذ قال: كان بأنطاكية خزانة كتب، وكان الخازن بها رجلا علويا، فجلست يوما إليه فقال: قد خبأت لك غريبة طريفة لم يسمع بمثلها في تاريخ ولا كتاب منسوخ، قلت: وما هي؟ قال: صبي دون البلوغ ضرير يتردد إلي وقد حفظته في أيام قلائل عدة كتب، وذاك أنني أقرأ عليه الكراسة والكراستين مرة واحدة فلا يستعيد إلا ما يشك فيه، ثم يتلو علي ما قد سمعه كأنه قد كان محفوظه، قلت: فلعله يكون يحفظ ذلك، قال: سبحان الله كل كتاب في الدنيا (155- ظ) يكون محفوظا له، وإن كان ذلك كذلك فهو أعظم، ثم حضر المشار إليه وهو صبي دميم الخلقة، مجدور الوجه على عينيه بياض من أثر الجدري كأنه ينظر بإحدى عينيه قليلا، وهو يتوقد ذكاء، يقوده رجل طوال من الرجال أحسبه يقرب من نسبه فقال له الخازن: يا ولدي

هذا السيد رجل كبير القدر، وقد وصفتك عنده، وهو يحب أن تحفظ اليوم ما يختاره لك، فقال: سمعا وطاعة فليختر ما يريد. قال ابن منقذ: فاخترت شيئا وقرأته على الصبي وهو يموج ويستزيد، فإذا مر به شيء يحتاج الى تقريره في خاطره يقول: أعد هذا، فأردده عليه مرة واحدة حتى انتهيت الى ما يزيد على كراسة، ثم قلت له: يقنع هذا من قبل نفسي، قال: أجل حرسك الله، قلت: كذا وكذا وتلا علي ما أمليته عليه وأنا أعارضه بالكتاب حرفا حرفا حتى انتهى الى حيث وقفت عليه، فكاد عقلي يذهب لما رأيت منه، وعلمت أن ليس في العالم من يقدر على ذلك إلا أن يشاء الله، وسألت عنه فقيل لي: هذا أبو العلاء التنوخي من بيت العلم والقضاء والثروة والغناء. قلت: ذكره لهذه الحكاية أنها كانت بأنطاكية لا يصح، فإن أنطاكية استولى عليها الروم وانتزعوها من أيدي المسلمين في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وولد (156 و) أبو العلاء بعد ذلك بأربع سنين وثلاثة أشهر، وبقيت أنطاكية في أيدي الروم الى أن مات أبو العلاء بن سليمان في سنة تسع وأربعين وأربعمائة وبعده الى أن فتحها سليمان بن قطلمش في سنة سبع وسبعين وأربعمائة «1» ، فكيف يتصور أن يكون بها خزانة كتب وخازن علوي وهي في أيدي الروم، ويشبه أن تكون هذه الواقعة بكفر طاب أو بغيرها، وقد يتصحف كفر طاب بأنطاكية، وابن منقذ أبو المتوج مقلد بن نصر بن منقذ كان من أقران أبي العلاء، وكانت له كفر طاب فيحتمل أن يكون ذلك كان معه والله أعلم. وقرأت في كتاب «جنان الجنان ورياض الأذهان» «2» لابن الزبير المصري ما يناسب هذه الحكاية، قال ابن الزبير: حدثني القاضي أبو الفتح محمود بن

القاضي اسماعيل بن حميد الدمياطي قال: حدثني أبي قال: حدثني هبة الله بن موسى المؤيد في الدين، وكانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة «1» ، قال: كنت أسمع من أخبار أبي العلاء وما أوتيه من البسطة في علم اللسان ما يكثر تعجبي منه، فلما وصلت المعرة قاصدا للديار المصرية لم أقدّم شيئا على لقائه، فحضرت إليه، واتفق حضور أخي معي وكنت بصدد أشغال يحتاج إليها المسافر فلم أسمح بمفارقته والاشتغال بها، فتحدث معي أخي حديثا باللسان الفارسي فأرشدته الى ما يعمله فيها، ثم عدت الى مذاكرة أبي العلاء، فتجارينا الحديث الى أن (156 ظ) ذكرت ما وصف به من سرعة الحفظ، وسألته أن يريني من ذلك ما أحكيه عنه فقال: خذ كتابا من هذه الخزانة- لخزانة قريبة منه- واذكر أوله، فإني أورده عليك حفظا، فقلت: كتابك ليس بغريب إن حفظته، قال: قد دار بينك وبين أخيك كلام بالفارسية إن شئت أعدته، قلت: أعده، فأعاده ما أخل والله منه بحرف، ولم يكن يعرف اللغة الفارسية. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل- إذنا- قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: وذكر أبو العلاء بن سليمان، وحكى تلميذه أبو زكريا التبريزي أنه كان قاعدا في مسجده بمعرة النعمان بين يديه يقرأ عليه شيئا من تصانيفه، قال: وكنت قد أتممت عنده سنتين ولم أر أحدا من بلدي، فدخل مغافصة «2» المسجد بعض جيراننا للصلاة فرأيته وعرفته وتغيرت من الفرح، فقال لي أبو العلاء: ما أصابك، فحكيت له أني رأيت جارا لي بعد أن لم ألق أحدا من بلدي منذ سنين، فقال لي: قم وكلمه، فقلت: حتى أتمم السّبق «3» ، فقال: قم أنا أنتظرك، فقمت وكلمته بالأذربيجية شيئا كثيرا، الى

أن سألت عن كل ما أردت، فلما عدت وقعدت بين يديه قال لي: أي لسان هذا؟ قلت: هذا لسان أهل أذربيجان، فقال: ما عرفت اللسان ولا فهمته غير أني حفظت ما قلتماه، ثم أعاد لفظنا بلفظ ما قلنا، فجعل (157 و) جاري يتعجب غاية العجب، ويقول: كيف حفظ شيئا لم يفهمه. وأخبرني عنه بمثل هذه الحكاية والدي رحمه الله يأثره عن أسلافه قال: كان لأبي العلاء جار أعجمي فاتفق أنه غاب عن معرة النعمان، فحضر رجل أعجمي يطلبه قد قدم من بلده فوجده غائبا ولم يمكنه المقام فأشار إليه أبو العلاء أن يذكر حاجته إليه، فجعل ذلك الرجل يتكلم بالفارسية وأبو العلاء يصغي إليه الى أن فرغ من كلامه، ولم يكن أبو العلاء يعرف باللسان الفارسي، ومضى الرجل، فقدم جاره الغائب، وحضر عند أبي العلاء فذكر له حال الرجل، وجعل يذكر له بالفارسية ما قال والرجل يبكي ويستغيث ويلطم الى أن فرغ من حديثه، وسئل عن حاله، فأخبرهم أنه أخبر بموت أبيه وأخوته وجماعة من أهله. قال لي والدي: ومما بلغني من ذكائه أن جارا سمانا كان له وبينه وبين رجل من أهل المعرة معاملة، فجاءه ذلك الرجل وحاسبه برقاع كان يستدعي فيها ما يأخذ منه عند دعو حاجته إليه، وكان أبو العلاء في غرفة له يسمع محاسبتهما. قال: فسمع أبو العلاء السمان المذكور بعد مدة يتأوه ويتململ، فسأله عن حاله، فقال: كنت حاسبت فلانا برقاع كانت له عندي، وقد عدمتها ولا يحضرني حسابه، فقال له: ما عليك من بأس تعال إلي فأنا أملي عليك حسابه، وجعل يملي (157 ظ) معاملته جميعها رقعة رقعة، والسمان يكتبها الى أن فرغ وقام، فما مضت إلا أيام يسيرة ووجد السمان الرقاع وقد جذبها الفأر الى زاوية في الدكان، فقابل بها ما أملاه عليه أبو العلاء، فلم تخرم حرفا واحدا. أخبرني القاضي أبو المعالي أحمد بن مدرك بن سعيد بن مدرك بن علي بن

سليمان قاضي معرة النعمان، قال: أخبرني جماعة من سلفنا أن بعض أمراء حلب قيل له: إن اللغة التي ينقلها أبو العلاء إنما هي من الجمهرة، وعنده نسخة من الجمهرة ليس في الدنيا مثلها، وحسنوا له طلبها منه قصدا لأذاه فسيّر أمير حلب إليه من يطلبها منه، فقال للرسول: سمعا وطاعة للأمير، تقيم عندنا هذه الأيام حتى نقضي شغلك، ثم أمر من يقرأ عليه كتاب الجمهرة، فقرئت عليه حتى فرغت، ثم دفعها الى الرسول، وقال: ما قصدت بذلك إلا بأن أمرها على خاطري خوفا من أن يكون قد شذ منها شيء عن خاطري، فعاد الرسول بها وأخبر أمير حلب بذلك، فقال: من يكون هذا حاله لا يجوز أن يؤخذ منه هذا الكتاب، وأمر برده إليه. قلت وكان أبو العلاء قد سمع الجمهرة من أبيه أبي محمد عبد الله، وسمعها أبوه من أبي عبد الله الحسين بن خالويه ورواها أبو عبد الله عن ابن دريد الأزدي. وسمعت أبا المعالي قاضي المعرة يقول: سمعت (158 و) جماعة من أهلنا يقولون كان الشيخ أبو العلاء متوقد الخاطر على غاية من الذكاء من صغره، وتحدث الناس عنه بذلك، وهو إذ ذاك صبي صغير، فكان الناس يأتون إليه ليشاهدوا منه ذلك، فخرج جماعة من أهل حلب الى ناحية معرة النعمان وقصدوا أن يشاهدوا أبا العلاء، فدخلوا الى معرة النعمان وسألوا عنه، فقيل لهم هو يلعب مع الصبيان، فجاءوا إليه وسلموا عليه، فرد عليهم السلام، فقيل له: إن هؤلاء جماعة من أكابر حلب جاءوا لينظروك ويمتحنوك، فقال لهم: هل لكم في المقافاة؟ فقالوا: نعم، فجعل كل واحد منهم ينشد بيتا وهو بافية حتى فرغ محفوظهم بأجمعهم وقهرهم، فقال لهم: أعجزتم أن يعمل كل واحد منكم بيتا يقافي به عند الحاجة؟ فقالوا له: فافعل أنت ذلك، فجعل يجيب كل واحد منهم من نظمه في مقابلة ما أنشده حتى قهرهم، فعجبوا منه وانصرفوا.

ومن أعجب ما بلغني من ذكائه ما حدثني به والدي رحمه الله قال: بلغني أنه لما سافر أبو العلاء الى بغداد وأقام بها المدة التي أقامها اجتاز في طريقه وهو متوجه بشجرة، وهو راكب على جمل، فقيل له طأطىء رأسك لئلا تلحقك الشجرة، ففعل ذلك، فلما عاد من بغداد ووصل الى ذلك الموضع، وكانت الشجرة قد قطعت، طأطأ رأسه (158 ظ) فقيل له في ذلك، فقال: هاهنا شجرة، فقال «1» له: ما هاهنا شجرة، فقال: بلى، فحفروا في ذلك الموضع، فوجدوا أصلها، والله أعلم. أخبرني بعض أهل المعرة بها قال: كان أبو العلاء المعري يشرب الماء من بئر بالمعرة يقال له بئر القراميد، وكان يستطيب ماءه، فلما رحل الى بغداد سيرت له والدته من ماء بير القراميد شيئا، فلما وصل الماء لم يعلموه به، وسقوه منه، فلما شربه قال: لا إله إلا الله ما أشبه هذا الماء بماء بير القراميد. وأخبرني الوزير الفاضل مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن العلقمي «2» ببغداد قال: سمعت شيخي في النحو ابن أيوب يقول: كان ببغداد رجل من أهل العلم يقال له: أبو القاسم، وكان أديبا وبينه وبين أبي العلاء بن سليمان مكاتبات قد تكررت، ولم يكونا اجتمعا، فاتفق أن أبا القاسم المذكور قدم الشام ودخل على أبي العلاء، ولم يكن رآه قبل ذلك، فسلم عليه فقال له: أبو القاسم؟ فقال: نعم، فقيل له: كيف عرفت أنه أبو القاسم؟ فقال: أخذت اسمه من كلامه. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي: سمعته- يعني أبا الزاكي حامد بن بختيار خطيب الشمسانية «3» - يقول: سمعت عبد المنعم- يعني أبا المهذب بن أحمد بن أبي الروس- يقول: سمعت أخي- يعني أبا الفتح- يقول: دخل

أبو العلاء المعري يوما على عمه القاضي أبي محمد التنوخي فلما رآه من بعيد يقصده قال لجارية لهم: قومي الى سيدك وخذي بيده، فقامت وأخذت بيده، فلما قام أشار إليها أيضا، فأخذت بيده لتوصله الى حجرته، فلما أخذ يدها التفت الى عمه وقال: دخلت وهذه الجارية بكر، والآن فهي ثيب، فقال: ومن أين تعلم، أيوحى إليك؟ فقال: حاشى وكلا، قد انقطع الوحي بعد المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام، ولكنني لما دخلت مسكت يدها وعصب الزند كالأوتار المشدودة، فعلمت أنها بكر، والآن فقد ارتخت، فعلمت أن البكورية زالت، فبحث القاضي أبو محمد وإذا ابن له قد دخل بها في تلك الساعة. وهذا القاضي أبو محمد هو ابن أخي أبي العلاء، وأبو العلاء عمه، ولعل بعض رواة هذا الخبر نقله من حفظه، فاشتبه عليه أي الرجلين عم صاحبه، فوهم والله أعلم. أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: سمعت أبا الحسن علي بن بركات بن منصور التاجر الرحبي بالذنبة «1» من مضافات (159 و) دمشق يقول: سمعت أبا عمران المعري يقول: عرض على أبي العلاء التنوخي الكفيف كف من اللوبياء، فأخذ منها واحدة ولمسها بيده، ثم قال: ما أدري ما هي إلا أني أشبهه بالكلية، فتعجبوا من فطنته واصابة حدسه. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة عن الحافظ أبي طاهر السلفي، ح. وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي قال: سمعت

أحمد بن محمد الأصبهاني يقول: سألت أبا زكريا التبريزي إمام عصره في اللغة ببغداد وقلت له: قد رأيت أبا العلاء بالمعرة، وعالي بن عثمان بن جني الموصلي بصور، والقصباني بالبصرة، وابن برهان ببغداد، وغيرهم من الأدباء، فمن المفضل من بينهم؟ فقال: هؤلاء أئمة لا يقال لهم أدباء، وأفضل من رأيته ممن قرأت عليه أبو العلاء. أخبرنا أبو القاسم بن أبي علي الأنصاري قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: سمعت أبا الطيب سعيد بن إبراهيم بن سعيد الطّلبيري الطبيب بالثغر يقول: سمعت عبد الحليم بن عبد الواحد السوسي بسفاقس «1» يقول: سئل الحسن بن رشيق «2» عن أبي العلاء المعري هل هو أشعر أم أنت؟ فقال: قد ألفت أنا كتابا وهو كتابا في معناه، فالفرق ما بيننا كالفرق ما بين الترجمتين، سمى هو كتابه «زجر النّابح» وسميت (159 ظ) أنا كتابي «ساجور الكلب» يشير إلى أن أبا العلاء أفضل وألطف وأهدى إلى المعاني وأعرف «3» . أخبرنا عبد الله بن أبي علي الحموي عن أبي طاهر أحمد بن محمد، وكتب إلي أبو القاسم عيسى بن عبد الله بن عيسى اللخمي- قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسن بن زرارة اللغوي يقول: كان بالمشرق لغوي، وبالمغرب لغوي في عصر واحد لم يكن لهما ثالث وهما ضريران، فالمشرقي أبو العلاء التنوخي بالمعرة، والمغربي ابن سيدة الأندلسي. وابن سيده أعلم من المعري، أملى من صدره كتاب المحكم ثلاثين مجلدا، وما في كتب اللغة أحسن منه. قلت: وهذا غير مسلم لابن زرارة فإن ابن سيدة إن كان أملى المحكم في اللغة

فأبو العلاء قد أملى من خاطره نثرا: «كالأيك والغصون، والفصول والغايات، والسجع السلطاني» وغير ذلك مما يتضمن اللغة وغيرها من الألفاظ البليغة، والكلمات الوجيزة، ونظما مثل: «استغفر أو استغفري، ولزوم ما لا يلزم، وجامع الأوزان» يزيد على المحكم في المقدار أضعافا مضاعفة، وكتبه محصورة ولولا خوف الإطاله بذكرها لذكرت أسماءها وبيان حجم كل مصنف منها، وقد استوعبت ذلك في كتاب «دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن عبد الله سليمان أبو العلاء التنوخي الشاعر من أهل معرة (160 و) النعمان، كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الأدب، عالما باللغة حافظا لها. وذكر لي القاضي أبو القاسم التنوخي أنه ورد بغداد في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وأنه قرأ عليه ديوان شعره ببغداد. قال الخطيب: وكان أبو العلاء ضريرا، عمي في صباه وعاد من بغداد إلى بلده معرة النعمان، فأقام به إلى حين وفاته، وكان يتزهد ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب، وصنف كتابا في اللغة، وعارض سورا من القرآن، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده حتى رماه بعض الناس بالالحاد «1» . أخبرنا أبو القاسم بن أبي علي الرمّاني قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي- إذنا إن لم يكن سماعا-؛ وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الأندلسي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: يحكى عن أبي العلاء المعري في الكتاب الذي أملاه وترجمه «بالفصول والغايات» وكأنّه معارضة منه للسور والآيات، فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة.

وسمعت والدي يقول: قيل إن أبا العلاء عارض القرآن العزيز، فقيل له: ما هذا إلّا مليح إلا أنه ليس عليه طلاوة القرآن، فقال: حتى تصقله الألسن أربعمائة سنة وعند ذلك انظروا كيف يكون. وقرأت بخط الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي في كتاب له تتبع الكلام فيه على الصرفة «1» ، ونصر فيه مذهب المعتزلة في أن القرآن ليس (160 ظ) بمعجز في نفسه، لكن العرب صرفوا عن معارضته، فقال فيه: وقد حمل جماعة من الأدباء قول أرباب الفصاحة أنه لا يتمكن أحد من المعارضة بعد زمان التحدي على أن نظموا على اسلوب القرآن وأظهر ذلك قوم وأخفاه آخرون ومما ظهر منه قول أبي العلاء في بعض كلامه: أقسم بخالق الخيل والريح الهابة بليل بين الشرط ومطالع سهيل إن الكافر لطويل الويل، وإن العمر المكفوف الذيل، اتق مدارج السّيل، وطالع التوبة من قبيل تنج وما أخالك بناج. وقوله: أذلت العائدة أباها، وأضاءت الوهدة ورباها، والله بكرمه احتباها، أولاها الشرف بما حباها، أرسل الشمال وصباها «ولا يخاف عقباها» «2» . وهذا الكلام الذي أورده ابن سنان هو في كتاب «الفصول والغايات في تمجيد الله تعالى والعظات» «3» وهو كتاب إذا تأمله العاقل المنصف علم أنه بعيد عن المعارضة وهو بمعزل عن التشبه بنظم القرآن العزيز والمناقضة، فإنه كتاب وضعه على حروف المعجم، ففي كل حرف فصول وغايات، فالغاية مثل قوله: نباج، والفصل ما يقدم الغاية، فيذكر فصلا يتضمن التمجيد أو الموعظة ويختمه بالغاية على الحرف من حروف المعجم، مثل تاج، وراج، وحاج، كالمخمسات والموشحات في الشعر.

وله كتاب آخر كبير نحو ستين مجلدا على هذا الوضع أيضا سماه «الأيك (161 و) والغصون» وسماه «الهمزه والردف» يتضمن أيضا تمجيد الله تعالى والثناء عليه والمواعظ، ولم ينسبوه فيه إلى معارضة القرآن العزيز، وإنما نسبوه في الفصول والغايات لا غير، وقد كان له جماعة يحسدونه على فضله ومكانته من أبناء زمانه تصدّوا لأذاه، وتتبعوا كلامه وحملوه على غير المقصد الذي قصده كما هو عادة أبناء كل زمان في افتراء الكذب واختلاق البهتان، ووقفت له على كتاب وضعه في الرد على من نسبه إلى معارضة القرآن والجواب عن أبيات استخرجوها من نظمه رموه بسببها بالكفر والطغيان، سمى الكتاب «بزجر النابح» ورد فيه على الطاعن في دينه والقادح. قرأت بخط أبي طاهر السلفي في رسالة كتبها أبو المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث الآذري إلى الكيا أبي الفتح الأصبهاني قال: ومنها- يعني من قنسرين- أدلجت متوجها الى معرة النعمان، والسوق الى أبي العلاء أحمد بن عبد الله التنوخي أسعده الله، يحدو ركابي، والحنين إلى لقائه يحثّ أصحابي، وبلغت المعرة ضحية فلم أطق صبرا حتى دخلت إلى الشيخ أبي العلاء أسعده الله، فشاهدت منه بحرا لا بدرك غوره، وقليب ماء لا يدرك قعره، فأما اللغة ضمن قلبه، والنحو حشو ثوبه، والتصريف نشر بيته، والعروض ملك يده، والشعر طوع طبعه، والترسل بين أمره ونهيه، ورأيت أسبابه كلها أسباب من علم أن العيش (161 ظ) تعليل وأن المقام فيها قليل. قال فيها: ورأيت من كتبه كتاب «الفصول والغايات، وكتاب لزوم ما لا يلزم، وكتاب زجر النابح» وسبب تصنيفه هذا الكتاب أن قوما من حساده فكوا من مقاطيع له في كتاب «لزوم ما لا يلزم» أبياتا كفروه فيها، وشهدوا عليه باستحالة معانيها، ومقاصد الشيخ أبي العلاء فيها غير مقاصدهم، ومغايصه في معانيها غير مغايصهم، فمن ذلك قوله: بغية الطلب في تاريخ حلب م (56)

إنما هذه المذاهب أسباب ... لجذب الدنيا إلى الرؤساء عرض القوم لا يرقون لدمع ... الشمّاء والخنساء «1» كالذي قام يجمع الزّنج بالبصرة «2» ... والقرمطي بالأحساء «3» وأول الأبيات: يا ملوك البلاد فزتم بنسىء «4» العمر ... والجور شانكم في النّساء ما لكم لا ترون طرق المعالي ... قد يزور الهيجاء زيّ النّساء «5» يرتجي الناس أن يقوم إمام ... ناطق في الكتيبة الخرساء كذب الظنّ لا إمام سوى العقل ... مشيرا في صبحه والمساء فإذا ما أطعته جلب الرّحمة ... عند المسير والإرساء ثم يقول: «إنما هذه المذاهب» الأبيات الثلاثة، فأي بأس بهذا الشعر، وهل أتي القوم إلا من ضعف الخيزة «6» وسوء الفكر. قرأت بخط الإمام أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني: سمعت الشيخ أبا الطيب سعيد بن إبراهيم بن سعيد الأندلسي يقول: سمعت عبد الحليم بن عبد الواحد بسفاقس (162 و) يقول: قدم بعض أهل الأدب من المشرق إلى إفريقية، فسأله الحسن بن رشيق عن أبي العلاء المعري وقال: أنشدني شيئا من شعره، فأنشده القصيدة التي أولها:

منك الصّدود ومني بالصدود رضا ... من ذا عليّ بهذا في هواك قضى «1» فلم يرتض هذا المذهب من الشعر، واستلانه، وعزم على هجائه، فهجاه، ثم أنشده بعد بعض أحد الأدباء ممن جاء من المشرق أيضا: هات الحديث عن الزوراء أو هيتا ... وموقد النار لا تكرى بتكريتا «2» فقطع ما عمل فيه من الهجو، وقال: لو أخرج أبو العلاء يده من المعرة وصكّ ابن رشيق صكّة لرده إلى الزّاب من حيث جاء، وكان رشيق أبوه مملوكا ربي بالزّاب. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الجبار بن عبد الله العثماني في كتابه قال: سمعت الشيخ الإمام الحافظ السلفي رحمه الله إملاء من لفظه ومن كتابه قال: سمعت أبا المكارم عبد الوارث بن محمد بن عبد المنعم الأسدي رئيس أبهر «3» بأبهر، وكان من أفراد الزمان، يقول: سمعت رشاء بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ الفاضل الكبير بدمشق يقول: ما حملت الأرمض مثل أبي العلاء العري في فنه؛ وكان يتغالى فيه، وكان قد رآه وقرأ عليه. (162 ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله، وعيسى بن عبد العزيز الأندلسي- قراءة على الأول، وكتابة من الثاني- قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني- قال عبد الله: إجازة إن لم يكن سماعا- قال: سمعت محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي يقول: سمعت عبد الباقي بن علي المعري يقول: كان أبو نصر المنازي أحد وزراء نصر الدولة بن مروان بديار بكر، فأرسله إلى مصر رسولا، فوصل إلى المعرة، ودخل إلى أبي العلاء، مسلما، فتناشدوا وانبسط أحدهما إلى الآخر، فذكر أبو العلاء ما يقاسي من الناس وكلامهم فيه، فقال له أبو نصر: ماذا يريدون منك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة! فقال: والآخرة أيضا والآخرة أيضا، وأطرق ولم يكلمه إلى أن قام. وهذا هو عبد الباقي هو أبو المناقب عبد الباقي بن علي من أهل معرة النعمان، وكان قد أقام بمصر وتلقب خريطة النايات، وشعره شعر بارد متهلهل النسج، والذي ذكره عن المنازي وجده في تاريخ غرس النعمة «1» أبي الحسن محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال الصابئ- وقرأته فيه- قال: وحدثني الوزير فخر

الدولة أبو نصر بن جهير قال: حدثني المنازي الشاعر قال: اجتمعت بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان وقلت له: ما هذا الذي يروى عنك ويحكى؟ فقال: (163 و) حسدني قوم فكذبوا علي وأساءوا إلي، فقلت له: على ماذا حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة؟! فقال: والآخرة أيها الشيخ؟ قلت: أي والله، ثم قلت له: لم تمتنع من أكل اللحم وتلوم من يأكله؟ فقال: رحمة مني للحيوان، قلت: لا بل تقول إنه من شر الناس، فلعمري إنهم يجدون ما يأكلون ويتجزون به عن اللحمان ويتعوضون، فما تقول في السباع والجوارح التي خلقت لا غذاء لها غير لحوم الناس والبهائم والطيور ودمائها وعظامها، ولا طعام يعتاض به عنها ولا يتجزى به منها، حتى لم تخلص من ذلك حشرات الأرض، فإن كان الخالق لها الذي بقوله نحن، فما أنت بأرأف منه بخلقه ولا أحكم منه في تدبيره، وإن كانت الطبائع المحدثة لذاك على مذهبك فما أنت بأحذق منها، ولا أتقن صنعة ولا أحكم عملا حتى تعطلها ويكون رأيك وعقلك أوفى منها وأرجح وأنت من أبجادها غير محسوس عندها، فأمسك. قلت: وهذا يبعد وقوعه من أبي نصر المنازي فإنه كان قدم على أبي العلاء وحكى ما أخبرنا به أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السّلفي قال: سمعت أبا الحسن المرجي بن نصر الكاتب يقول: سمعت خالي الوزير أبا نصر أحمد بن يوسف المنازي يقول: بعثني نصر الدولة أبو نصر أحمد بن مروان «1» سنة من ميافارقين إلى مصر رسولا، فدخلت معرة النعمان واجتمعت (163 ظ) بأبي العلاء التنوخي، وجرت بيننا فوائد، فقال أصحابه فينا قصائد، ومن جملتها هذه الأبيات: تجمع العلم في شخصين فاقتسما ... على البريّة شطريه وما عدلا

جاءا أخيري زمان ما به لهما ... مماثل وصل الجد الذي وصلا أبو العلاء وأبو نصر هما جمعا ... علم الورى وهما للفضل قد كملا هذا كما تراه رامح علم ... وذاك أعزل للدنيا قد اعتزلا هما هما قدوة الآداب دانية ... طورا وقاصية إن مثلا مثلا لولا هما لتفرّ العلم عن حلم ... أو لافترى صاحب التمويه إن سئلا يا طالب الأدب اسأل عنهما وأهن ... إذا رأيتهما أن لا ترى الأولا خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... فطلعة البدر تغني أن ترى زحلا فلو كان المنازي واجه أبا العلاء بهذا الكلام القبيح المستفظع لما مدح أصحابه أبا نصر بما ذكره، وكذلك الذي احتج به في ترك اللحم لا يليق أن يصدر مثله من أبي نصر المنازي، وقد كان عارفا بالفقه، وشهد له سليم الرازي بأن له يدا في الفقه واللغة على ما نذكره في ترجمته، ومثل ما نقله الناقل عنه جوابا عن قوله في ترك أكل اللحم أنه رحمة للحيوان لا يحسن الجواب عنه بما ذكر، والرحمة للحيوان من الخصال المندوب إليها كما قال صلى الله عليه وسلم: «والشاة إن رحمتها رحمك» «1» ، وقد ترك جماعة (164 و) من الزهاد والعباد أكل الشهوات والطيبات تقربا إلى الله تعالى، وعدّ ذلك في مناقبهم ومحاسنهم، ولم ينكر عليهم، فكيف يجعل الامتناع من أكل اللحم تركا للآخرة، وقد استقصينا الكلام على هذا في كتاب «دفع الظلم والتجري» . وقد قال أبو نصر المنازي في أبي العلاء أبياتا خاطبه بها في مدحه: لله لؤلؤ ألفاظ تساقطها ... لو كن للغيد ما استأنسن بالعطل ومن عيون معان لو كحلن بها ... نجل العيون لأغناها عن الكحل سحر من اللفظ لو دارت سلافته ... على الزمان تمشي مشية الثمل

فمن هذا خطابه له وذكره لما قيل فيهما كيف يصح عنه أنه يواجهه بهذا الكلام الفاحش الخارج عن حسن الآداب، المجانب لصحة القول والصواب. أخبرنا عبد الله بن أبي علي الانصاري عن أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: ذكر- يعني أبا الفضل هبة الله بن المثنى بن ابراهيم الهيتي- له أنه دخل المعرة، وكان أبو العلاء يعيش فيها، فنهاه أبو صالح بن شهاب عن الدخول عليه. قلت: وهذا أبو صالح هو أبو صالح محمد بن المهذب بن علي بن المهذب ابن أبي حامد بن همام بن أبي شهاب، وكان ابن عمه أبي العلاء، وهو الذي كتب الأبيات النونية الى أبي الهيثم أخي أبي العلاء حين احتجب أبو العلاء ومنع الناس من (164 ظ) الدخول عليه وأولها: بشمس زرود لا ببدر معان.... وقد ذكرناها وفيها من المدح والتقريظ لأبي العلاء والتحيل في الدخول عليه ما هو واضح، فكيف يمنع الناس من الدخول عليه وينهاهم عنه، اللهم إلّا إن كان ذلك وقع في الوقت الذي قدم أبو العلاء من بغداد، وعزم على العزلة عن الناس، وكتب الى أهل المعرة ما كتب، وأراد أبو الفضل الهيتي الدخول عليه فنهاه أبو صالح عن ذلك مخافة أن يمضي فيتعذر عليه فيكون كما قال في رسالته: «فأكون قد جمعت بن سمجين: سوء الأدب وسوء القطيعة» . ذكر ابن السيد البطليوسي في شرح سقط الزند لأبي العلاء قال: وكان المعري متدينا، كثير الصيام والصدقة، يسمع له بالليل هينمة «1» لا تفهم، وكان لا يقرع أحد عليه الباب حتى تطلع الشمس، فاذا سمع قرع الباب علم أن الشمس قد طلعت، فقطع تلك الهينمة وأذن في الدخول عليه، وكان لا يرى أكل اللحم، ولا شرب

المسكر، ولا النكاح، وكان ذا عفة ونزاهة نفس، إلّا أنه كان مخالفا لما عليه أهل السنّة. وقول ابن السيد: «أنه كان مخالفا لما عليه أهل السنة» لا أعلم بأي طريق وقعت المخالفة، وقد وصفه بهذه الصفات المحمودة، وكان شافعي المذهب من أهل السنة والجماعة. وقرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي في تعليق له: سمعته يقول:- يعني حامد بن بختيار ابن جروان الشمساني- سمعت عبد المنعم يقول:- يعني عبد المنعم بن أحمد بن أبي الروس السروجي- سمعت أخي- يعني أبا الفتح- يقول: دخل رجل من أهل الساحل على الشيخ أبي العلاء التنوخي بالمعرة ونحن عنده، وكان يعرفه، فقال له: أريد أن يملي سيدنا علي شيئا من غريب القرآن، فقال يا هذا من أين وصل إليّ غريب القرآن وأنا هاهنا في زاوية البيت، فلما خرج قال لنا: مضى فلان؟ فقلنا: نعم، فقال: ضعوا ما في أيديكم من الكراريس وخذوا سواها، ففعلنا، فقال: اكتبوا غريب القرآن فأملى علينا غريب القرآن والكلام عليه ثلاثة أسابيع من صدره، فقلنا له بعد ذلك: العلم لا يحل منعه وقد منعت ذلك الرجل الساحلي، فقال: ما كنت لأضيع الحكمة مع رجل يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتنقصهم. وأخبرنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السلفي قال: قال لي الرئيس (165 و) أبو المكارم يعني عبد الوارث بن محمد بن عبد المنعم الابهري، وكان من أفراد الزمان ثقة مالكي المذهب: لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعرا وختم في اسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة، وهذا ما لم يشارك فيه. وكانت الفتاوى في بيتهم على مذهب الشافعي من أكثر من مائتي سنة بالمعرة. قلت: ولم ينقل أن أبا العلاء كان مبتدعا، لكن نسبوه الى ما هو أعظم من ذلك.

وقرأت في تاريخ غرس النعمة ابن الصابئ: أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري الشاعر، الأديب الضرير، وكان له شعر كثير، وفيه أدب غزير، ويرمى بالالحاد، وأشعاره دالة على ما يزن به من ذاك، ولم يك يأكل لحوم الحيوان ولا البيض، ولا اللبن، ويقتصر على ما تنبته الأرض، ويحرم ايلام الحيوان ويظهر الصوم زمانه جميعه، ونحن نذكر طرفا مما بلغنا من شعره ليعلم صحة ما يحكى عنه من الحاده، وله كتاب سماه «الفصول والغايات» عارض به السور والآيات، لم يقع الينا منه شيء فنورده. وذكر أشعارا: نسبها اليه، فمنها ما هو من شعره في «لزوم ما لا يلزم» وفي «استغفر واستغفري» قد أجاب عنها في كتابه المعروف «بزجر النابح» والكتاب «بنجر الزجر» ، واذا تأملها المنصف حق التأمل لم يجد فيها ما يوجب القدح في دينه، ومنها ما وضع على لسانه وتعمل (165 ظ) تلامذته المنحرفون وغيرهم من الحسدة نظمها على لسانه وضمنوها أقاويل الزنادقة، وفيها من ركاكة اللفظ والعدول عن الفصاحة التي هي ظاهرة في شعره ما يوجب نفيها عنه وبعدها منه، فمما أورده وهو موضوع عليه: إذا كان لا يحظى برزقك عاقل ... وترزق مجنونا وترزق أحمقا فلا ذنب يا رب السماء على إمرئ ... رأى منك ما لا يشتهى فتزندقا «1» وهذا شعر في غاية السقوط والنزول والهبوط، يقضي على ناظمة بالجهل والعمه والكفر والسفه ومما أورد من الأشعار الموضوعة على لسانه البعيدة عن فصاحته وبيانه. صرف الزمان مفرق الإلفين ... فاحكم إلهي بين ذاك وبيني أنهيت عن قتل النفوس تعمدا ... وبعثت أنت بقبضها ملكين وزعمت أن لها معادا ثانيا ... ما كان أغناها عن الحالين «2»

ولم يعز غرس النعمة شيئا من هذه الاشعار المكذوبة الى كتاب يعتمد عليه، ولا: نسب روايتها الى ناقل أسندها اليه، بل اقتصر في ذكرها كما ذكر على البلاغ ولم يتأمل أن مثلها مما يختلق عليه زورا ويصاغ. وقد نسج أبو يعلى بن الهبارية على منوال غرس النعمة من غير فكر ولاروية، فقال في كتابه الموسوم «بفلك المعاني» المشحون بقول الزور فيما ينقله ويعاني: (166 و) وقد قال أبو العلاء أحمد بن سليمان مع تحذلقه ودعواه الطويلة العريضة وشهرته نفسه بالحكمة ومظاهرته: ونهيت عن قتل النفوس تعمدا ... وبعثت تقبضها مع الملكين وزعمت أنّك في المعاد تعيدها ... ما كان أغناها عن الحالين قال ابن الهبارية: وهذا كلام مجنون معتوه يعتقد أن القتل كالموت، والموت، كالقتل، فليت هذا الجاهل الذي حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يذع ما هو برىء منه بعيد عنه ولم يقل: غدوت مريض العقل والرأي فأتني ... لتخبر أنباء الأمور الصحائح حتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران داعي الدعاة بمصر، فقال: أنا ذلك المريض رأيا وعقلا، وقد أتيتك مستشفيا فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، وأمر باحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيرا من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام سمّ نفسه فمات «1» . وابن الهبّاريّة لا يعتمد على ما ينقله، وأبو نصر بن أبي عمران هو هبة الله ابن موسى، المؤيد في الدين، وكان اجتمع بأبي العلاء بمعرة النعمان، وذكرنا فيما نقله ابن الزبير باسناده أنه كانت بينه وبين أبي العلاء صداقة ومراسلة، وذكر حكايته معه.

وأما الرسائل التي جرت (166 ظ) بينه وبين أبي العلاء فإنني وقفت عليها، وملكتها نسخه، والمؤيد في الدين ابتداه وقال: بلغني عن سيدنا الشيخ بيتا، وذكر البيت المذكور، وقال: أنا ذلك المريض عقلا ورأيا وقد أتيتك مستشفيا، لم امتنعت عن أكل اللحم؟ فأجابه أبو العلاء أن ذلك لرقة تأخذه على الحيوان، وأن الذي يحصل له من ملكه لا يقوم بسعة النفقه. فأجابه بجواب حسن وقال: إنه قد تقدم إلى الوالي بحلب أن يحمل إليه ما يقوم بكفايته، لا كما ذكر ابن الهبّاريّة بأن يحمل الى حلب، وأنه وعد عن الاسلام خيرا من بيت المال، فامتنع أبو العلاء عن قبول ما بذله له وأجابه عن كتابه بجواب حسن، فورد جواب المؤيد في الدين يتضمن الاعتذار إليه عن تكليفه المكاتبة في المعنى المذكور، وشغل خاطره، لا كما ذكر ابن الهبارية. وكذلك قول ابن الهبّاريّة أن أبا العلاء «سم نفسه فمات» ، خطأ فاحش من القول فإن أبا العلاء مات حتف أنفه بمرض أصابه، وسنذكر ذلك إن شاء الله في ذكر وفاته. قرأت بخط أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد سليمان أو بخط أبيه أبي محمد عبد الله فإن خطيهما متشابهان، في ورقة وقعت إليّ، ذكر فيها شيئا من أحوال أبي العلاء، وقال فيها: إن المستنصر بالله صاحب مصر بذل له ما لبيت المال بمعرة النعمان من الحلال، فلم يقبل منه شيئا وقال: (167 و) . كأنما غانة لي من غنى ... فعدّ عن معدن أسوان «1» سرت برغمي عن زمان الصبى ... يعجلني وقتي وأكواني ضد أبي الطيب لما غدا ... منصرفا عن شعب بوّان «2»

وقال: لا أطلب الأرزاق والمولى ... يفيض علي رزقي إن أعط بعض القوت أعلم ... أن ذلك ضعف حقي «1» قال: وكان رضي الله عنه يرمى من أهل الحسد له بالتعطيل، وتعمّل تلامذته وغيرهم على لسانه الأشعار يضمنونها أقاويل الملحدة قصدا لهلاكه، وإيثارا لتلاف نفسه، فقال رضي الله عنه: حاول إهواني قوم ... فما واجهتهم إلا بإهوان تخوّنوني بسعاياتهم ... فغيروا نية إخواني لو استطاعوا لوشوا بي ... إلى المريخ في الشهب وكيوان وقال: غريت بذمّي أمة ... وبحمد خالقها غريت وعبدت ربي ما استطعت ... ومن بريته بريت وفرتني الجهال حا ... شدة علي وما فريت «2» سعروا علي فلم أحس ... وعندهم أني هريت (167 ظ) وجميع ما فاهوا به ... كذب لعمرك حنبريت «3» وقال أيضا في ذلك: والله سلم بعدما ... حشد العداة ونفّروا وسعوا الى الأمراء علي ... في المجال أفرفر «4»

وتراسلوا وتألبوا ... وسكت لما اسحنفروا خالوني الصيد الأخير ... سطا عليه غضنفر والله يعلم أينا ... أطغى وأي أكفر قال: وكان يدفع الله سبحانه عند مكائد الأعداء، ويقوم له من المتقدمين من ينتخي له، ويذب عنه، فقال في ذلك رضي الله عنه: ضعفت عن كيدهم غير ... أن الله بالحكمة قواني أعانني من عز سلطانه ... فلم أبك قلة أعواني وزينوا هلكي بعدوانهم ... لكل ذي جور وعدوان ومدّ في القصر «1» حديثي وكم ... ذممت في قصر وإيوان كفاني الصدق ورب رأى ... تعظيمه معظم ديواني فما رموا سهما لهم بالغوا ... في سمه إلا وأشواني «2» يا دائبا في عنتي جاهدا ... إبليس في ودّك أغواني خال من الضغن وخال حجى ... إني وإياك لخلوان (168 و) كأن طرحي في لظى مالك ... يدخله جنة رضوان قال: ولم يكن من شأنه أن يلتمس من أحد من خلق الله شيئا، وكان كثير الأمراض فقال: لا أطلب السّيب من الناس ... بل أطلبه من خالق السّيب ويشهد الأول أني امرؤ ... لي جسد يغرق في عيني تضرب أضراسي وطبي بها التعطيس ... بالكندس في جيبي ويلي مما أنا فيه وجل ... الأمر عن ويح وعن ويب

لو أن أعمالي محمودة ... لقلت حوطي بي وأعني بي قال: وأبان عن تعظيم الله سبحانه واعتقاده الصحيح فيه فقال: ترتاح في الصيف الى أشهر ... القرّ وفي مشتاك للصيف فخف إلها عز سلطانه ... وجل عن أين وعن كيف وعلم الناس محاسن الأخلاق فقال: والرزق مقسوم فياسر ولا ... تطلبه بالرمح والسيف وكن لما تملكه باذلا ... ولا تهاون بقرى الضيف فاز امرؤ أنصف في دهره ... وخاب من مال الى الحيف سمعت العماد ساطع بن عبد الرزاق بن المحسن بن أبي حصين المعري يقول: بلغني أن الناس لما أكثروا القول في الشيخ أبي العلاء بن سليمان ورموه بما (168 ظ) رموه به من الإلحاد، سير صاحب حلب قصدا لأذاه، فلما جاءه الرسول بات على عزم أن يأخذوه بكرة اليوم الآتي، فبات الشيخ أبو العلاء تلك الليلة في محرابه يدعو الله ويذكره، ويسأله أن يكفيه شره، وقال لبعض أصحابه أرقب النجم الفلاني فما زال يرقبه الى أن أخبره بأنه غاب، والشيخ يدعو مستقبلا القبلة. فلما أصبح جاءه الرسول فقال له أبو العلاء: امض فقد قضي الأمر، فقال: وما ذاك؟ قال: إن صاحبك مات، قال: تركته وهو في عافية، قال: إنه قد مات الليلة، فعاد فوجد الأمر كما ذكر، وذاك أنه سقط بيت كان به، وتقصفت الأخشاب فمات، هذا معنى ما ذكره لي أو قريب منه «1» .

وقرأت بخط الشريف إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي الإدريسي الحسني قال: أخبرني الشريف النقيب: نظام الدين أبو العباس بن أبي الجن الحسيني قال: حدثني ابن أخت أمين الدولة الشريف القاضي الأفطسي قال: كان الشريف أبو ابراهيم محمد يحضر مجلس معز الدولة ثمال بن صالح بن مرداس الكلابي صاحب حلب، ويحضره المحبرة العباسي من ولد إسماعيل بن صالح وكل واحد منهما فقيه نبيل في المذهب الذي عرف به، وكان المحبرة يدق على أبي العلاء بن سليمان ويكفره ويحض معز الدولة على قتله، فكان معز الدولة يستطلع رأي (169 و) الشريف أبي إبراهيم فيه، فيقول فيه بخلاف ما يقول المحبرة ويقرظه عند معز الدولة ويرغبه في إبقائه وينشده من أشعاره التي لا يلم فيها بأمر منكر، فجمع المحبرة جماعة من الفقهاء وغيرهم من أهل السنّة وصعد الى معز الدولة وألجأه الى أن يبعث إليه فيحضره الى حلب، ويعقد له مجلس يخاطب فيه على ما شاع له من الشعر والتصانيف التي صنفها، فندب لإحضاره رسولا من خاصته، فيقال: إن أبا العلاء بن سليمان صعد في الليلة التي ورد فيها الرسول لإحضاره، وبسط منديلا عليه رماد فوضع عليه خده ودعا الله عز وجل بدعاء الفرج طول ليلته، فلم ينزل إلا ورسول ثان من معز الدولة يقول للأول: لا تزعج الرجل واتركه، فعاد، واتفق في تلك الليلة أن سقط المحبرة من سطوح داره فمات. وغبر على ذلك مدة طويلة وأبو إبراهيم محمد ينتظر الثواب من أبي العلاء على ما كان منه إليه، وكان أبو العلاء لا يمدح أحدا ترفعا وضنّا بنفسه وشعره، إلا ما كان من مدحه لنفسه أو أحد من أهل بيته كالقاضي التنوخي، والفصيصي، وما اضطر إليه، فابتدأه الشريف أبو ابراهيم بالقصيدة النونية التي أولها: غير مستحسن وصال الغواني ... بعد ستين حجة وثمان (169 ظ)

فأجابه عنها بالقصيدة المكتوبة في سقط الزند: عللاني فان بيض الأماني ... فنيت والظلام ليس بفان «1» قلت: والشريف المحبرة هو أبو علي محمد بن محمد بن هارون الهاشمي الحلبي، وكان قد تصدى للسعي بأبي العلاء، والتأليب عليه، وكان من أكابر الحلبيين وفقهائهم، ولم يسقط من سطح داره، لكن معز الدولة ثمال بن صالح اعتقله بقلعة حلب سنة أربعين وأربعمائة مع جماعة من أكابر حلب عندما طرق ناصر الدولة بن حمدان الشام، ثم قتله دونهم بسعاية علي بن أحمد بن الأيسر في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين، ولم يكن الشريف أبو إبراهيم محمد بن أحمد ناظم النونية موجودا، ولا أدرك زمان ثمال فإنه توفي قبل الأربعمائة، ويحتمل أن أبا إبراهيم المذكور الذي كان يقرظ أبا العلاء عند معز الدولة هو أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم، فإنه كان جليل القدر محترما عند صالح بن مرداس وثمال بن صالح، لكن الشعر الذي ذكره لجده أبي إبراهيم الأكبر، والله أعلم «2» . أنبأنا الشريف أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى العلوي قال: قرأت بخط ابن سنان الخفاجي في ذكر أبي العلاء بن سليمان أنه ترك أكل اللحم تزهدا، وكان مع ذلك يصوم أكثر زمانه ويفطر على الخل والبقل ويقول: ان في هذا لخيرا كثيرا. أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد اجازة عن أبي الفضل بن ناصر قال: (170 و) حدثنا أبو زكريا التبريزي قال: كان المعري يجري رزقا على جماعة ممن كان يقرأ

عليه، ويتردد لاجل الأدب إليه، ولم يقبل لاحد هدية ولا صلة، وكان له أربعة رجال من الكتاب المجودين في خزانته وجارية يكتبون عنه ما يرتجله ويمليه. أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أنبأنا هبة الله بن علي العلوي الشجري قال: حدثنا أبو زكريا التبريزي قال: ما أعرف أن العرب نطقت بكلمة ولم يعرفها المعري، ولقد اتفق قوم ممن كان يقرأ عليه ووضعوا حروفا وألفوها كلمات وأضافوا إليها من غريب اللغة ووحشيها كلمات أخرى وسألوه عن الجميع على سبيل الامتحان، فكان كلما وصلوا الى كلمة مما ألفوه ينزعج لها وينكرها ويستعيدها مرارا ثم يقول: دعوا هذه، والألفاظ اللغوية يشرحها ويستشهد عليها حتى انتهت الكلمات، ثم أطرق ساعة مفكرا ورفع رأسه وقال: كأني بكم وقد وضعتم هذه الكلمات لتمتحنوا بها معرفتي وثقتي في روايتي، والله لئن لم تكشفوا لي الحال وتدعوا المحال، وإلا هذا فراق ما بيني وبينكم، فقالوا له: والله الأمر كما قلت، وما عدوت ما قصدناه، فقال: سبحان الله، والله ما أقول إلّا ما قالته العرب وما أظن أنها نطقت بشيء ولم أعرفه. قرأت في كتاب تتمة اليتيمة لأبي منصور الثعالبي وذكر فيها أبا العلاء المعري فقال: (170 ظ) وكان حدثني أبو الحسن الدلفي المصيّصي الشاعر، وهو ممن لقيته قديما وحديثا في مدة ثلاثين سنة قال: لقيت بمعرة النعمان عجبا من العجب، رأيت أعمى شاعرا طريفا يلعب بالشطرنج والنرد، ويدخل في كل فن من الجد والهزل، يكنى أبا العلاء؛ وسمعته يقول: أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر، فقد صنع لي وأحسن بي إذ كفاني رؤية الثقلاء والبغضاء. قال: وحضرته يوما وهو يملي في جواب كتاب ورد من بعض الرؤساء إليه: وافى الكتاب فأوجب الشكرا ... فضممته ولثمته عشرا بغية الطلب في تاريخ حلب م (57)

وفضضته وقرأته فإذا ... أحلى كتاب في الورى يقرا فمحاه دمعي من تحدره ... شوقا إليك فلم يدع سطرا فتحفظتها واستعملتها في مكاتبات الإخوان «1» . قلت: وهذا الذي حكاه الدلفي لم أسمعه في كتاب غير تتمة اليتيمة، ولم ينقل أحد من المعريين وغيرهم عن أبي العلاء اشتغالا بشطرنج أو نرد، أو دخولا في فن من فنون الهزل، ولم تزل أوقاته منذ نشأ مصروفة إلى الاشتغال بالعلم، كيف وهو أن منصب أبيه ومنصب أخيه لا يقتضى تمكينه من شيء من ذلك، فقد كانا من العلماء الفضلاء، وكان أبو العلاء يزيد عليهما. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن اسماعيل الطرسوسي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي إجازة (171 و) - قلت: ونقلته أنا من خط المقدسي، قال: سمعت الرئيس أبا نصر أحمد بن أحمد بن عبدوس الوفراوندي بها يقول: سألت شيخ الإسلام أبا الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري عن أبي العلاء المعري- وكان قد رآه- فقال: رجل من المسلمين. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي- إجازة، إن لم يكن سماعا-، ح. وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز اللخمي من الاسكندرية قال: سمعت أبا طاهر السّلفي يقول: سمعت أبا الزاكي حامد بن بختيار بن جروان النميري الخطيب بالشمسانية- مدينة بالخابور- يقول: سمعت القاضي أبا الفتح عبد المنعم بن أحمد بن أبي الروس السروجي يقول: سمعت أخي القاضي أبا الفتح

يقول: دخلت على الشيخ أبي العلاء التنوخي بالمعرة ذات يوم في وقت خلوة بغير علم منه، وكنت أتردد إليه وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد من قبله: كم غودرت غادة كعاب ... وعمرت أمّها العجوز أحرزها الوالدان خوفا ... والقبر حرز لها حريز يجوز أن تبطئ المنايا ... والخلد في الدّهر لا يجوز ثم تأوه مرات وتلا قوله تعالى: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ. وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا (171 ظ) لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ. يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ» «1» ، ثم صاح وبكى بكاء شديدا وطرح وجهه على الأرض زمانا، ثم رفع رأسه ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلم بهذا في القدم، سبحان من هذا كلامه، وسكت وسكن، فصبرت ساعة ثم سلمت عليه، فرد علي وقال: يا أبا الفتح متى أتيت؟ فقلت: الساعة، فأمرني بالجلوس، فجلست وقلت: يا سيدنا أرى في وجهك أثر غيظ، فقال: لا يا أبا الفتح بل أنشدت شيئا من كلام المخلوق وتلوت شيئا من كلام الخالق، فلحقني ما ترى، فتحققت صحة دينه وقوة يقينه. أخبرنا أبو القاسم الأنصاري عن الحافظ أبي طاهر السّلفي، وأنبأنا أبو القاسم اللخمي قال: وسمعت أبا طاهر أحمد بن محمد يقول: وقد كان شيخانا أبو زكريا التبريزي ببغداد وأبو المكارم الأبهري بأبهر، وهما هما ولا يخفى من العلم محلّهما، يبالغان في الثناء عليه ويصفانه بالزهد والدين القوي، والعقيدة الصحيحة القوية، والخوف من الله تعالى، وإن كل ما يذكر من شعره إنما كان يذكره على ما جرت به عادة أهل الأدب، كما فعله أبو الحسين بن فارس في فتيا فقيه العرب، وقبله أبو بكر بن دريد في الملاحن، وعدّ ذلك منهما في جملة

المناقب والمحاسن، وهذا الإمامان فمن أجلّاء (172 و) من رأيته من أهل الأدب والمتبحرين في علوم العرب، والى أبي العلاء انتماؤهما وفي العربية اعتزاؤهما، وقد أقاما عنده برهة من الدهر للقراءة والأخذ عنه والاستفادة. أخبرنا القاضي أبو المعالي أحمد بن مدرك بن سعيد بن سليمان قاضي معرّة النعمان قال: بلغني من شيوخ المعرة أن جماعة من أهل حلب خرجوا إلى ناحية المعرة فقالوا: نريد أن نجتمع بالشيخ أبي العلاء فقال: واحد منهم يقال له ابن الطرسوسي: أي حاجة بنا أن نمضي إلى ذلك الأعمى الأصطيك فقالوا: لابد لنا من المضي إليه، فمضوا حتى وصلوا إلى بابه ودقوا الباب واستأذنوا عليه، فقال: يؤذن للجماعة كلهم ما خلا فلان فلا حاجة له إلى أن يجتمع بالأعمى الأصطيلي، فدخلوا وسألوه الإذن له، فأذن له، وعجبوا من ذلك. قرأت بخط أبي الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الكاتب الوزير في روزنامج أنشأه لولده الحسن يذكر فيه رحلته الى الحج من أذربيجان وعبوره بحلب ومعرة النعمان في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وكان رجلا جليلا وفاضلا، وسنذكر ترجمته في موضعها إن شاء الله. ذكر معرّة النعمان ثم قال وحسنتها وغرّتها وديباجتها وعالمها وراويتها وعلّامتها ونسابتها الشيخ الجليل العالم أبو العلاء أحمد عبد الله بن سليمان المعروف برهن المحبسين، وهو العالم المقصود (172 ظ) والبحر من الأدب المورود، والإمام الموجود، والأديب الذي يشهد بفضله الحسود، والزاهد الذي لو أحلّ الدين السجود لوجب له السجود، والفاضل الذي تنضى إليه الركائب، وتركب إلى الاقتباس منه الطريق الموعّر واللاحب «1» ، وتهجر لمواصلته المناسب والمصاحب، وتطوى إليه البلاد، ويخالف للاكتحال به الرقاد ويحالف السهاد ليؤخذ منه العلم المحض والسداد، ويستفاد من مجالسته العلم المطلوب والرشاد،

يفقد لديه الزيغ والإلحاد والفضول في الدين والعناد، الفهم ملء إهابه، والفضل حشو ثيابه، شخص الأدب ماثلا، ولسان البلاغة قائلا: جمال الأيام، وزينة خواص الأنام، وفارس الكلام، والمقدم في النثار والنظام، قد لزم بيته فما يرى متبرزا، وألف داره وأصبح فيها معتمدا متعززا لا يؤنسه عن الوحشة إلّا الدفاتر، ولا يصحبه في الواحدة إلا المحابر، وقد اقتصر من دنياه على الزاوية، وأنس الاعتزال والعافية، وقصر همته على أدب يفيده، وتصنيف يجيده، وقريض ينظمه، ونثر ينثره فيحكمه، ومتعلّم يفضل عليه، ومسترفد صعلوك يحسن إليه، فهو عذب لمشرب، عف المطلب، نقي الساحة من (173 و) المآثم، بريء الذمة من الجرائم يرجع الى نفس أمّارة بالخير، بعيدة من الشر، قد كفّ عن زخرف الدنيا ونضرتها، وغضّ طرفه عن متاعها وزهرتها، ونقىّ جيبه فأمن الناس عيبه، قد استوى في النزاهة نهاره وليله، فلم يتدنّس بفاحشة قط ذيله، وعاد لإصلاح المعاد بإعداد الزاد، واعتزل هذه الغدّارة، وأفرج عن المراد. وله دار حسنة يأويها، ومعاش يكفيه ويمونه، وأولاد أخ باق يخدمونه ويقرءون بين يديه، ويدرسون عليه، ويكتبون له، ووراق برسمه مستأجر، ثم ينفق على نفسه من دخل معاشه نفقة طفيفة، وما يفضل عنه يفرقه على أخيه وأولاده واللائذين به الفقراء والقاصدين له من الغرباء، ولا يقبل لأحد دقيقا ولا جليلا، فقد استعمل قول النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه فقال: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه. قال ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره «1» وما روي أن عقبة بن عامر قال: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: أملك عليك لسانك وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك «2» فقد اتخذ الله تعالى ذكره صاحبا، وترك الناس جانبا. فمضيت اليه مسلما، وللاستسعاد به مغتنما، فرأيت شيخا (173 ظ) حكمت

بأنه مولود في طالع الكمال، وأنه جملة الجمال، شمس عصره، وزينة مصره، وعلم الفضل المطلوب، وواسطة عقد الادب المحبوب يزيد على العلماء زيادة النور على الظلام، والكرام على اللئام، وينيف عليهم انافة صفحة الشمس على كره الارض ويشأهم «1» كما يشأى السابق يوم الامتحان والعرض. وذكر قصائد سمعها منه من شعره، وقال في آخرها: يا ولدي أبقاك الله هذا ما علقته عن هذا الشيخ المذكور في زورة كانت أقصر من ابهام الضب، وعتاب الصب، وحسوة الطائر، وهجعة السائر، وسالفة الذباب، ودولة الخضاب، ثم عرضت عليه ما أسأرته النوائب من حالي، وتخطته الحوادث من نفقتي ومالي، فأبى عن القبول وامتنع وتلكأ علي ودفع، فلما عرفت مذهبه وظلف نفسه جئته من الباب الذي اقترن بمراده وأنسه. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي في رسالة كتبها الكيا أبو الفتح الحسن ابن عبد الله بن صالح الأصبهاني الى أبي المظفر الليثي الآذري، وقد سأله عن حاله في سفرة سافرها الى الشام وغيرها، قال فيها: وهل أدرك أبا العلاء المعري المحجوب حجب الله عنه السوء، وهو أديبهم الراجح، وعالمهم الفاضل، وشاعرهم البارع، وعهدي به راجعا من بغداد، ولم يصح بجانبي ليله النهار، ولم يقع على شبابه لوقائع الدهر غبار، وهو ... احتجت الى علمه، وجئت ... الى وطني أربح ... رأيته معنا مغنّا ... فتذكرت قول ... لساني وقلبي ... صارم كالسيف ... «2» كتبها الى الدهخذا أبي الفرج محمد بن أحمد قال: فيها والشيخ أبو العلاء المعري فاني وجدته كما قال أبو الطيب.

علامة العلماء واللج الذي ... لا ينتهي ولكل لج ساحل «1» ولم يكن التقائي به في دفعتين الا قدر قبسة العجلان وخفقه النعسان. أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرني أبي أبو اليسر قال: أخبرني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله قال: كان ظهر بمعرة النعمان منكر في زمن صالح بن مرداس، فعمد شيوخ البلد الى انكار ذلك المنكر، فأفضى الى أن قتلوا الضامن بها، وأهرقوا الخمر، وخافوا فجمعهم الى حلب واعتقلهم بها، وكان (174 و) فيهم بعض بني سليمان، فجاء الجماعة الى الشيخ أبي العلاء وقالوا له: ان الامر قد عظم وليس له غيرك، فسار الى حلب ليشفع فيهم، فدخل الى بين يدي صالح، ولم يعرفه صالح، ثم قال له: السلام عليك أيها الامير. الامير أبقاه الله كالسيف القاطع، لان وسطه، وخشن جانباه، وكالنهار الماتع قاظ، وسطه، وطاب جانباه، «خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين» «2» ، فقال له: أنت أبو العلاء؟ فقال: أنا ذاك، فرفعه الى جانبه، وقضى شغله وأطلق له من كان من المحبسين من أهل المعرة، فعمل فيه- قال لي: قال لي أبي: قال لي جدي: وأنشدنيها لنفسه: ولما مضى العمر إلا الأقل ... وحان لروحي فراق الجسد بعثت رسولا إلى صالح ... وذاك من القوم رأي فسد فيسمع مني هديل الحمام ... وأسمع منه زئير الأسد فلا يعجبني هذا النفاق ... فكم محنة نفقت ما كسد وقرأت هذه الحكاية في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري، وذكر أن

اجتماع أبي العلاء بصالح كان بظاهر معرة النعمان قال: سنة سبع عشرة وأربعمائة فيها: صاحت امرأة في الجامع يوم الجمعة، وذكرت أن صاحب الماخور أراد أن يغصبها نفسها، فنفر كل من في الجامع إلا القاضي والمشايخ، وهدموا الماخور، وأخذوا خشبه ونهبوه، وكان أسد الدولة صالح في (174 ظ) نواحي صيدا. ثم قال: سنة ثماني عشرة وأربعمائة فيها: وصل أسد الدولة صالح بن مرداس الى حلب وأمر باعتقال مشايخ المعرة وأما ثلها، فاعتقل سبعون رجلا في مجلس الحصن سبعين يوما، وذلك بعد عيد الفطر بأيام، وكان أسد الدولة غير مؤثر لذلك، وانما غلب تاذرس «1» على رأيه وكان يوهمه أنه يقيم عليهم الهيبة، ولقد بلغنا أنه خاطبه في ذلك فقال له: أقتل المهذب وأبا المجد بسبب ماخور، ما أفعل وقد بلغني أنه دعي لهم في آمد وميافارقين، وقطع عليهم ألف دينار، واستدعى الشيخ أبا العلاء بن عبد الله بن سليمان رحمه الله بظاهر معرة النعمان، فلما حصل عنده في المجلس قال له الشيخ أبو العلاء: مولانا السيد الاجل، أسد الدولة ومقدمها وناصحها، كالنهار الماتع اشتد هجيره وطاب أبرداه، وكالسيف القاطع لان صفحه وخشن حداه: «خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين» فقال صالح: قد وهبتهم لك أيها الشيخ، ولم يعلم الشيخ أبو العلاء أن المال قد قطع عليهم والا كان قد سأل فيه، ثم قال الشيخ أبو العلاء بعد ذلك شعرا: تغيبت في منزلي برهة ... ستير العيون فقيد الحسد فلما مضى العمر إلّا الأقل ... وحم لروحي فراق الجسد (175 ظ) بعثت شفيعا إلى صالح ... وذاك من القوم رأي فسد فيسمع مني سجع الحمام ... وأسمع منه زئير الأسد فلا يعجبني هذا النفاق ... فكم نفقت محنة ما كسد

قلت: وبلغني في غير هذه الرواية أنه قال بيتين حين أطلق صالح أهل المعرة: نجى المعرة من براثن صالح ... رب يداوي كل داء معضل ما كان لي فيها جناح بعوضة ... الله ألحفهم جناح تفضل «1» نقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ في تاريخه قال: وحدثني أبي قال: حدثني أبو المعافى بن المهذب قال: عمل الشيخ أبو العلاء في بغداد: منك الصدود ومني بالصدود رضا ... وهي قصيدة مليحة، فلما ظهرت غني بها، فهو ليلة قاعد في بيته اذ سمع في جواره غناء من القصيدة: بي منك ما لو بدا بالشمس ما طلعت ... والغصن ماماس أو بالبرق ماو مضا قال: فلطم وبكى واستغفر الله من ذلك وقال: والله لو علمت أنه يغنى بشعري لما نطقت به. أنشدنا ضياء الدين الحسن بن عمرو بن دهن الخصا بقراءتي عليه بحلب قال: أنشدنا أبو الفضل خطيب الموصل قال: أنشدنا أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، ح. وأنشدنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن حرب (175 ظ) خطيب قلعة حلب، والشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي الحلبيان بها، والقاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن مدرك بن سعيد بن ابن سليمان المعري بها، وشهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي بدمشق، قالوا: أنشدنا القاضي المؤيد أبو جعفر محمد بن مؤيد بن أحمد بن حواري قال: أنشدني جدي أبو اليقظان أحمد بن محمد بن حواري قالا: أنشدنا

أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه وهي في أبي الرضا عبد الله بن محمد بن عبد الله القصيصي الكاتب: يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر ... لعل بالجزع أعوانا على السفر وإن بخلت عن الأحياء كلهم ... فاسق المواطر حيا من بني مطر ويا أسيرة حجليها أرى سفها ... حمل الحلي بمن أعيى عن النظر ما سرت إلّا وطيف منك يصحبني ... سرى أمامي وتأويبا على أثري لو حط رحلي فوق النجم رافعة ... ألفيت ثم خيالا منك منتظري يود أن ظلام الليل دام له ... وزيد فيه سواد القلب والبصر لو اختصرتم من الاحسان زرتكم ... والعذب يهجر للافراط في الخفر أبعد حول تناجي الشوق ناجية ... هلا ونحن على عشر من العشر قال فيها في المدح: يا روع الله سوطي كم أروع به ... فؤاد وجناء مثل الطائر الحذر (176 و) باهت بمهرة عدنانا فقلت لها: ... لولا الفصيصي كان المجد في مضر وقد تبين قدري أن معرفتى ... من تعلمين سترضيني عن القدر القاتل المحل اذ تبدو السماء ... لنا كأنها من نجيع الجدب في أزر وقاسم الجود في عال ومنخفض ... كقسمة الغيث بين النبت والشجر قد أخذ قوم على أبي العلاء قوله: لولا الفصيصي كان المجد في مضر وجعلوا هذا القول دليلا على سوء اعتقاده لانه يشعر بتفضيل الفصيصي على النبي صلى الله عليه وسلم، لان المجد في مضر كان به صلى الله عليه وسلم، فلما جاء الفصيصي صار المجد في قحطان. قالوا: وهذا تفضيل للفصيصي نعوذ بالله من ذلك، وكنت أبدا أستعظم معنى هذا البيت وأفكر له في وجه يحمل عليه، وتأويل يصرفه عن هذا المعنى القبيح الذي طعن به الطاعن على ناظمه، فلم يخطر لي في تأويله شيء أرتضيه، ومضى

لي على ذلك سنون، فرأيت في منامي ليلة من ليالي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة كأنني أذاكر رجلا بهذا البيت وأقول له: ان هذا كفر، فقال لي ذلك الرجل: لم يرد أبو العلاء ما ذهبت اليه من التفضيل وانما أراد أن المجد كله كان في مضر دون غيرها من القبائل فلما جاء الفصيص وانما صار لقحطان به مجد ونصيب منه، وهذا تأويل حسن، وتكون الالف واللام لاستغراق الجنس والله أعلم. (176 ظ) . أنشدنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري قال: أنشدنا هبة الله بن يحيى بن الحسن بن البوقي الفقيه الشافعي قال: أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر قحف العلم قال: أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه: أما يفيق المرء من سكر ... مجتهدا في سيره والسرى نمت عن الأخرى فلم تنتبه ... وفي سوى الدين هجرت الكرى كم قائل راح الى معشر ... أبطل فيما قاله وافترى على القرا يحمل أثقاله ... وإنما يأمل نزر القرى يفتقر الحيّ ويثرى وما ... يصير إلا حثوة في الثرى اسمع فهذا هاتف صادق ... أراك عقباك فهلّا ترى أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر الإمام قال: أنشدتنا أم سلمة سنّبك بنت عبد الغابر بن اسماعيل الفارسي بنيسابور، وأبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الإمام بمرو قالا: أنشدنا أبو نصر الرامشي النحوي الإمام قال: أنشدني أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه: رغبت الى الدنيا زمانا فلم تجد ... بغير عناء والحياة بلاغ

والقى ابنه اليأس المريح وبنته ... لدي فعندي راحة وفراغ (177 و) وزاد بلاء الناس في كل بلدة ... أحاديث مما تفترى وتصاغ تأمّلتها عصر الشباب فلم تسغ ... وليس لها من المشيب مساغ ومن شرّ ما أسرجت في الصبح والدجى ... كميت لها بالراكبين مراغ أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب قال: وبلغنا أنه- يعني أبا العلاء- مات في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة. «1» وقرأت بخط أبي الفضل هبة الله بن بطرس الحلبي النصراني المعروف بابن شرارة: لزم أبو العلاء منزله من سنة أربعمائة الى أن توفي يوم الجمعة لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين بمعرة النعمان. وقرأت في الجزء الذي سيره لي قاضي المعرة أبو المعالي بن سليمان في أخبار بني سليمان أنه توفي رحمه الله وقت صلاة العصر من يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وأربعمائة، ودفن في مقابر أهله بمعرة النعمان، وصلى عليه ابن أخيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان رحمه الله. وكذلك قرأت وفاته بخط مؤيد الدولة أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني. أخبرنا أبو العرب بن أبي الشكر بن أبي القاسم الأنصاري قال: أخبرنا محمد ابن المؤيد التنوخي قال: أخبرني جدي أحمد بن محمد المعري التنوخي (177 ظ) أبو اليقظان قال: وتوفي- يعني- أبا العلاء بين صلاتي العشاءين ليلة الجمعة الثالث من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وأربعمائة.

وقرأت في تاريخ غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال الصابئ في حوادث سنة تسع وأربعين وأربعمائة قال: وفي الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول توفي بمعرة النعمان من الشام أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان. قال: وأذكر عند ورود الخبر بموته تذاكرنا أمره وإظهاره الإلحاد وكفره، ومعنا غلام يعرف بأبي غالب بن نبهان من أهل الخير والسلامة والعفة والديانة، فلما كان من غد يومنا حكى لنا وقد مضى ذلك الحديث يسمعه غرضا فقال: أريت البارحة في منامي رجلا ضريرا وعلى عاتقه أفعيان متدليان الى فخذيه وكل منهما يرفع فمه الى وجهه فيقطع منه لحما يزدرده وهو يصيح ويستغيث، فقلت من هذا- وقد أفزعني ما رأيته منه، وروعني ما شاهدته عليه-؟ فقيل لي: هذا المعري الملحد، فعجبنا من ذلك واستطرفناه بعقب ما تفاوضناه من أمره وتجاريناه «1» . قلت: خفي على غرس النعمة تأويل المنام وهو أن الأفعيين: هو والذي كان يذاكره بإلحاد المعري وكفره، فرأى هذا الغلام في النوم ما عاينه منهما في اليقظة، قال الله سبحانه وتعالى: «أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه» «2» وأما (178 و) صياحه واستغاثته فإلى الله تعالى عليهما. ذكر الوزير القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني في كتاب «إنباء الأنباه في أنباء النحاة» قال: قرأت بخط المفضل بن مواهب بن أسد الفارزي الحلبي قال: حدثني الشيخ أبو عبد الله الأصبهاني قال: لما حضرت الشيخ أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي الوفاة أتاه القاضي الأجل أبو محمد عبد الله التنوخي «3» بقدح شراب فامتنع من شربه فحلف القاضي أيمانا مؤكدة لا بد من أن

يشرب ذلك القدح وكان سكنجبين «1» ، فقال أبو العلاء مجيبا له عن يمينه: أعبد الله خير من حياتي ... وطول ذمائها موت صريح تعلّلني لتشفيني فذرني ... لعلي أستريح وتستريح وكان مرضه ثلاثة أيام ومات في اليوم الرابع ولم يكن عنده غير بني عمه، فقال لهم في اليوم الثالث: اكتبوا فتناولوا الدوى والأقلام، فأملى عليهم غير الصواب، فقال القاضي أبو محمد: أحسن الله عزاءكم في الشيخ فإنه ميت، فمات في غداة غد، وإنما أخذ القاضي هذه المعرفة من ابن بطلان، لأن ابن بطلان- كان يدخل على أبي العلاء، ويعرف ذكاءه وفضله، فقيل له قبل موته بأيام قلائل: إنه أملى شيئا فغلط فيه، فقال ابن بطلان: مات أبو العلاء، فقيل: وكيف عرفت ذلك فقال: هذا رجل (178 ظ) فطن ذكي ولم تجر عادته بأن يستمر عليه سهو ولا غلط، فلما أخبرتموني بأنه غلط علمت أن عقله قد نقص، وفكره قد انفسد «2» ، وآلاته قد اضطربت، فحكمت عليه عند ذلك بالموت والله أعلم. قرأت بخط بعض البغداديين، قيل: لما مات أبو العلاء المعري سامحه الله وقف على قبره سبعون شاعرا من أهل المعرة، فأنشد كل منهم قصيدة يرثيه بها فقال بعضهم: إن كنت لم ترق الدماء زهادة ... فلقد أرقت اليوم من عيني دما سيرت ذكرك في البلاد كأنّه ... مسك فسامعة تضمّخ أو فما وأرى الحجيج إذا أرادوا ليلة ... ذكراك أوجب فدية من أحرما

قلت: وهذه الأبيات لعلي بن محمد بن همام التنوخي، وسنذكرها في ترجمته إن شاء الله تعالى. قرأت في مجموعة بخط بعض الفضلاء لابن أخي المعري يرثي عمه أبا العلاء. لو كان ينفع بعد مصرع مالك ... تطويلي الأشعار والأشعارا لوقفت في سبل القوافي خاطري ... ولبست من شعري عليك شعارا قلت: وإياه عنى أبو محمد الخفاجي الشاعر في قصيدته الرائية بقوله: ومقيما على المعرّة تطويه ... الليالي وذكره منشورا «1» ووقع إلي جزء بخط بعض المعريين فيه بعض مارثي به أبو العلاء من الشعر (179 و) فقرأت فيه لأبي مسلم وادع بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان من جملة قصيدة: ألا يا شبيه البحر أقسم لو درى ... بموتك ما جاشت بليل غواربه ويا من بكى طرف المكارم وحشة ... له ولسان الفضل والحلم نادبه ولو نطقت كتب العلوم إذا بكى ... على فقده من كلّ علم غرائبه ولو أنّ هذا الليل يعلم أنه ... قضى لقضى ألّا تزول غياهبه ولو علمت شهب الظلام بفقده ... إذا ندبته في الظلام كواكبه سقى قبره السحب الغزار وخصه ... من الله عفو لا يزال يصاحبه فما زال كلّ الناس ينهب علمه ... الى أن غدا صرف الردى وهو ناهبه وقد عمّ أهل الأرض جمعا مصابه ... كما عمّهم إحسانه ومواهبه رعى الله قبرا أنت يا عمّ ملحد ... به وسقاه من حيا المزن صائبه ولولا توخيك الطهارة شيمة ... لقلت: سقاه من دم الدمع ساكبه

وقرأت فيه لأبي يعلى عبد الباقي بن أبي حصين من قصيدة: نصال الدهر أقصد من سواها ... وإن أدمت ولم تدم النصال ألم تر كيف لم يأمن شباها ... أمين الأرض والورع البجال وسار سريره فوق الهوادي ... لقد خفّت مذ اليوم الجبال وأقبر في المعرّة وهو أولى ... بقبر في المجرّة لا يطال (179 ظ) وقرأت فيه لأبي الفتح الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة: العلم بعد أبي العلاء مضيّع ... والأرض خالية الجوانب بلقع لا عالم فيها يبين مشكلا ... للسائلين ولا سماع ينفع وعظ الانام بما استطاع من الهدى ... لو كان يعقل جاهل أو يسمع ومضى وقد ملأ البلاد غرائبا ... أسفي عليه وقد مشيت وراءه ما كنت أعلم وهو يودع في الثرى ... أن الثرى فيه الكواكب تودع جبل ظننت وقد تزعزع ركنه ... أنّ الجبال الراسيات تزعزع وعجبت أن تسع المعرة قبرة ... ويضيق عرض الارض عنه الأوسع أسفي عليه وقد مشيت وراءه ... ومتالع فوق المناكب ترفع والشمس كاسفة الضياء كئيبة ... والجوّ مسود الجوانب أسفع والأرض عادمة النسيم كأنما ... سدّت منافسها الرياح الأربع لو فاضت المهجات يوم وفاته ... ما استكثرت فيه فكيف الأدمع إني لمحتشم وقد دخل الثرى ... ويكون لي كبد ولا تتقطع «1» أخبرنا أبو اليمن الكندي في كتابه قال: أجاز لنا أبو عبد الله محمد بن نصر القيسراني، وقال: وكتبها عند قبر أبي العلاء بمعرة النعمان.

أحمد بن عبد الله بن صالح:

نزلت فزرت قبر أبي العلاء ... فلم أر من قرى غير البكاء ألا يا قبر أحمدكم جلال ... تضمه ثراك وكم ذكاء «1» وزرت قبر أبي العلاء في البرية التي فيها مقابر أهله داخل معرة النعمان، بالقرب من آدر بني سليمان، رحمه الله. أحمد بن عبد الله بن صالح: ابن عبد الله بن صالح بن علي عبد الله بن العباس، أبو جعفر الصالحي من أهل حلب، وجدت ذكره (180 و) في جزء وقع إلي بخط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي يتضمن نسب بني صالح بن علي. قال: وكان- يعني أحمد بن عبد الله بن صالح- سيد ولد عبد الله بن صالح في أيامه، وجليلهم الذي يقتدون برأيه ويرجعون الى أمره. أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم: أبو الحسن العجلي الكوفي الحافظ، كان حافظا كبيرا كثير الحديث، تفقه في الحديث ومهر فيه، وخرج عن الكوفة وقدم الشام، ودخل أنطاكية، وتوجه منها الى الساحل، ودخل مصر، وتوجه الى أطرابلس المغرب وأقام بها الى أن مات. سمع بأنطاكية نزيلها يعقوب بن كعب الحلبي، وبالمصيصة نزيلها موسى بن أيوب النصيبي، وروى عنهما وعن أبيه عبد الله بن صالح، وعن الامام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وعبيد الله بن موسى، والحسين بن علي الجعفي، وأبي أحمد الأسدي، ومحمد بن جعفر غندر، ويحيى بن معين، وأبي داود الجفري، ومحمد ابن يوسف الفيريابي، وأبي سفيان الحميري، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعثمان ابن محمد العبسي، ومحمد ويعلى ابني عبيد، وقاسم العرفطي، وأبي زيد سعيد بن

الربيع الهروي، وأسد بن موسى، وقبيصة بن عقبة، وعفان بن مسلم، وحجاج بن منهال، وعبد الله بن نافع الزبيري، وشبابه، وسليمان بن حرب، ويزيد بن هارون واسماعيل بن عبد الكريم وابن أبي مريم، واسماعيل بن خليل، ونعيم بن حماد، وعمر بن حفص بن غياث، وجعفر بن عون، ويعقوب بن اسحاق، ويحيى بن آدم، ونصر بن علي، وعمرو بن عون، والعلاء بن عبد الجبار. روى عنه ابنه أبو مسلم صالح بن أحمد، وكان زاهدا، ورعا، وهو من بيت العلم والحديث، وجده صالح من شيوخ الكوفة من أقران سعيد الثوري (180 ظ) والد سفيان، وأبوه كان قاضيا بشيراز من أصحاب شعبة واسرائيل، وقد أخرجه البخاري في صحيحه، وابنه صالح بن أحمد كان من أهل العلم والرواية، وله سؤالات سأل عنها أباه. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الاصبهاني- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ابن محمد السلماسي قال: أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد الغمري الاندلسي قال: سمعت علي بن أحمد- يعني ابن زكريا بن الخصيب الهاشمي- قال: سمعت صالح بن أحمد يقول: سمعت أبي أحمد يقول: طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة، وكان مولدي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين ومائة. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف- فيما أذن لنا أن نرويه عنه عن أحمد بن محمد بن أحمد السلفي- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد الغمري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي قال: حدثني أبي قال: حدثنا يعقوب

ابن كعب قال: حدثنا يحيى بن اليمان العجلي عن أشعث بن اسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل. قال: هذا في العلم. وقال: حدثنا أبو (181 و) مسلم قال: حدثني أبي قال: أخرج إلي أحمد بن نوح نفقة دنانير كثيرة فقال: خذ منها حاجتك، أراك رث الهيئة، فأخرجت اليه منطقة لي فيها دنانير بعت بها بزا بأنطاكية فقلت: لو كنت أحوج الخلق أجىء الى أسير آخذ منه. قلت: وكان أحمد بن نوح محبوسا في المحنة مع أحمد بن حنبل «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الانصاري عن الحافظ أبي طاهر قال: أخبرنا أبو المعالي البقال قال: أخبرنا أبو عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر بن مخلد قال: وكان أبو الحسن أحمد بن عبد الله من أئمة أصحاب الحفاظ المتقنين، ومن ذوي الورع والزهد. كما سمعت زياد بن عبد الرحمن أبا الحسن اللولي بالقيروان يقول: سمعت مشايخنا بهذا المغرب يقولون لم يكن لابي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي ببلادنا شبه ولا نظير في زمانه ومعرفته بالحديث واتقانه له، وزهده وورعه. وقال: أخبرنا الوليد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زكريا بن الخطيب بأطرابلس المغرب قال: حدثنا أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الحافظ بالقيروان قال: سألت مالك بن عيسى القفصي- وكان من علماء أصحاب الحديث بالمغرب- فقلت له: من أعلم من رأيت بالحديث؟ فقال لي: أما من الشيوخ فأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي الساكن باطرابلس المغرب. وقال: أخبرنا الوليد قال: وحدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا أبو العرب قال:

حدثنا مالك بن عيسى قال: حدثنا عباس بن يحيى الدوري عن عبد الله بن صالح العجلي- قال مالك بن عيسى: فقلت لعباس الدوري: إن له ابنا عندنا بالمغرب، فقال: أحمد؟ فقلت نعم، قال عباس: إنما كنا نعده مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين- قال: قال لي علي بن أحمد: وقد ذكر أحمد بن عبد الله بن صالح أن ابن حنبل وابن معين قد كانا يأخذان عنه. «1» وقال: أخبرنا الوليد قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن غانم الحافظ قال: سمعت أحمد بن معتب- مغربي ثقة- يقول: سئل يحيى بن معين عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم فقال: ثقة ابن ثقة ابن ثقة. قال (181 ظ) الوليد: وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق قبل خروج أحمد بن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ إلا أنه دونه في السن، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل لأنه يقول في هذه السؤالات: دخلت على أحمد بن حنبل وهو محبوس بصور «2» ، وذلك أن المأمون احتمل ابن حنبل إليه من بغداد للمحنة في القرآن. وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب العلم، وأعلى إسنادا، وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعا وزهدا من محمد بن اسماعيل البخاري لأنه سمع من الحسين بن علي الجعفي، ومن محمد بن جعفر غندر، ومن أبي داود الجفري، وأبي سفيان الحميري، وأبي عامر العقدي، ومحمد ويعلى ابني عبيد، ومن أسد ابن موسى بمصر، وسمع الأكابر من أصحاب سفيان وشعبة، وغيرهما، وهو كثير الحديث، خرج عن الكوفة والعراق بعد أن تفقه في الحديث، ثم نزل أطرابلس المغرب.

أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين:

قال: أخبرنا الوليد قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا أبو مسلم عن أبيه قال: آخر سفرة سافرتها الى البصرة كتبت بها ألف حديث منتقا إلا حديث حماد بن سلمة القعيني، واستعرت حديث حفص بن عمر النميري، وكانت عشرين ألف حديث فما تنقيت منها إلا مائتي حديث فسمعتها. قال: أخبرنا الوليد قال: قلت لزياد بن عبد الرحمن: أي شيء أراد أحمد بن صالح بخروجه إلى المغرب؟ فقال: أراد التفرد للعبادة. يحكي ذلك عن مشايخ المغرب، قال: وسمعت علي بن أحمد يقول نحو ذلك. قال الوليد: وحدث أحمد، وتصانيفه وأخباره بالمغرب، وحديثه عزيز بمصر والشام والعراق لبعد المسافة. وتوفي باطرابلس، وقبره هناك على الساحل، وقبر ابنه صالح إلى جنبه رحمهما الله. أنبأنا أبو علي الأوقي عن أبي طاهر السّلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد قال: سمعت صالح بن أحمد قال: ومات أبي بعد الستين والمائتين. (182 و) . أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين: ابن مصعب بن رزيق بن أسعد بن زاذان الخزاعي، الأمير أبو الفضل ابن الأمير أبي العباس ابن الأمير أبي طلحة ذي اليمينين؛ أمير فاضل من الأمراء الكبراء، والأجواد الكرماء، قدم الشام، ونزل جبل السماق فاستطاب ماءه، واستلذ هواءه، وأعجب به إعجابا كثيرا، ورحل منه عن هوى له، فقال أبياتا ذكرها السّري الموصلي في كتابه الذي سماه «المحب والمحبوب والمشموم والمشروب» فقال: أنشد المبرد قال: أنشدني أحمد بن عبد الله بن طاهر لنفسه:

أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي:

يا جبل السماق سقيا لكا ... ما فعل الظبي الذي حلّكا فارقت أطلالك لا أنه ... قلاك قلبي لا ولا ملكا فأي لذاتك أبكي دما؟ ... ماءك أم ظبيك أم ظلكا أم نفحات منك تبدي إذا ... دمع الندى إثر الدجى بلكا «1» أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي: أبو القاسم (182 ظ) العطار بن أبي محمد البغدادي، سمع أباه أبا محمد عبد الله، وأبا الوقت عبد الأول بن شعيب السّجزي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البسطي وغيرهم بإفادة والده أبي محمد، وكان والده من شيوخ الحديث ببغداد. وقال القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما نقلته من خطه: كان يذكر- يعني أبا محمد عبد الله- أنه من ولد أبي عبد الرحمن السلمي. وكان أبو القاسم ولده شيخا صالحا ورعا ثقة أمينا صموتا، حسن السمت، اجتمعت به بدمشق في سنة ثلاث وستمائة، وكان عطارا بها، وسمعت منه جزء بيتي الهرثمية، ثم قدم علينا حلب في سنة اثنتي عشرة وستمائة، وأنزله الملك المحسن أحمد بن الملك الناصر يوسف بن أيوب في جواره، وكان يصحبه بدمشق، فسمعت منه بحلب صحيح البخاري ومسند الدارمي بروايته لهما عن أبي الوقت، وغيرهما من الأجزاء، وكان رحمه الله تعجبه قراءتي الحديث، وكان به لما قدم علينا حلب رياح الشوكة؛ وسألته عن مولده فقال: يوم الجمعة ثامن عشر شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وخمسمائة- يعني ببغداد-. أخبرنا الشيخ الثقة شمس الدين أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد

السلمي قراءة عليه بدمشق قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السّجزي قال: أخبرتنا الحرة أم عزّي بيبي بنت عبد (183 و) الصمد بن علي بن محمد الهرثمية قالت: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب قال: حدثني مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير» «1» . أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قراءة عليه بحلب حرسها الله قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا يوسف بن موسى قال: حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا محمد بن الحسن الصنعاني قال: حدثنا منذر عن وهب بن منبه «2» قال: مجلس يتنازع فيه العلم أحب إليّ من قدره صلاة، لعل أحدهم يسمع الكلمة فينتفع بها سنة أو ما بقي من عمره. رجع شيخنا أبو القاسم من حلب إلى دمشق فتوفي بها في يوم الخميس سابع عشر شعبان من سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن من يومه بجبل قاسيون. (183 ظ) وأخبرني الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي قال: أبو القاسم هذا بغدادي سكن دمشق، من أهل الصلاح والعفاف والخير، ويعرف بالشمس

العطار، محدث ابن محدث، وكان والده يذكر أنه من ولد أبي عبد الرحمن السلمي. وذكر الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري في كتاب «التكملة لوفيات النقلة» فيمن مات سنة خمس عشرة وستمائة قال: وفي ليلة السابع عشر من شعبان توفي الشيخ الأجل أبو القاسم أحمد بن الشيخ الأجل أبي محمد عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي البغدادي العطار الصيدلاني، نزيل دمشق، بدمشق، وصلي عليه من الغد بالمدرسة المجاهدية ظاهر باب الفراديس، ودفن بجبل قاسيون. سمع بإفادة والده، وذكر بعضهم أن أبا القاسم هذا توفي في جمادى الآخرة من السنة، والأول أكثر «1» . (184 و) .

أحمد بن عبد الله بن علي:

أحمد بن عبد الله بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو العباس الفرائضي الرازي، سمع بحلب نزيلها سليمان بن المعافى بن سليمان ومحمد بن معاذ الحلبي المعروف بدرّان، وبالمصيصة الحسن بن منصور المصّيصي. وروى عنهم وعن: الحسين بن أحمد بن الفضل الباهلي، والحسن بن علي بن زكريا العدوي، ومطين الحضرمي، وأبي بكر محمد بن قارن، وأبي بكر أحمد بن سعيد السوسي، وعثمان بن الأصبغ الرقّي، والحسين بن محمد بن أبي الأحوص، وجعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن جعفر القطان، وعبد الله بن أحمد القواريري، وأبي شعيب الحراني، وابن أبي حسان؛ وعن موسى بن عمران الوراق، سمع منه بطرسوس، ويوسف بن يعقوب القاضي، ومكي بن أحمد بن ماهان. روى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، ويوسف القواس، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، وعبد الله بن عثمان الصفار، وأبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي. أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقرئ- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن

أحمد بن عبد الله بن علوان:

علي بن محمد الحلبي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الفرائضي قال: حدثنا موسى بن عمران الوراق بطرسوس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: حدثنا يحيى بن اليمان قال: سمعت سليمان الأعمش يقول: إني لأرى الشيخ يخضب بالحناء، ليس عنده شيء من الحديث فأشتهي أن ألطم قفاه. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا أبو (185- و) الحسن الدارقطني قال: أحمد بن عبد الله بن علي الفرائضي رازي ثقة. أحمد بن عبد الله بن علوان: أبو العباس الأسدي الحلبي، أخو شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن الاستاذ، شيخ حسن صالح، زاهد ورع، حسن الأخلاق، كثير العبادة والدعاء. سمع بحلب الحافظ أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الحياني، وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي الحلبي، ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود المسعودي الفنجديهي وغيرهم، وسمع بمكة أبا محمد عبد الدائم بن عمر بن حسين الكتاني وغيره، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي. وكان سار من حلب صحبة والدته، وكانت امرأة صالحة، وصحبه أخيه الشيخ علوان إلى الحج، فجاور بمكة مع أخيه ووالدته يخدمهما إلى أن مات أخوه علوان، فأقام بمكة يخدم والدته إلى أن ماتت، فكانت إقامته بمكة عشرين سنة متوالية يخدم والدته، ثم عاد إلى حلب الحروسة من مكة بأخت له كانت مع والدته، وكان بعد ذلك يتردد من حلب حاجا إلى مكة في بعض السنين، وكان يجاور في بعضها، وآخر حجة حجّها في سنة ثمان وستمائة، سيره الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب ليلحق عمته ربيعه خاتون بنت أيوب، وكانت حجت في هذه السنة، ليعلمها مناسك

الحج، وكانت حجت من إربل، وعادت على الشام، فقدم معها، وكنت بالبيت المقدس، فقدم علينا معها في أوائل سنة (185- ظ) تسع وستمائة، وأقام بعدها بحلب إلى أن مات. وقال لي ابن أخيه القاضي الإمام زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن: إنه تكمل للشيخ أحمد- عمه- إلى أن مات ثلاثون حجة إلى مكة حرسها الله بسني المجاورة. وسمعت القاضي زين الدين المذكور يقول: كان الشيخ ربيع بن محمود المارديني- وكان أحد الأولياء- يقول: لو صعد أحد إلى السماء بخدمة والدته لصعد الشيخ أحمد، فإنه لم يخدم أحد والدته مثل خدمته. قال: وبلغني أنه طاف ليلة بأمه من العشاء إلى الصباح ويدها على كتفه لضعفها ومعه إبريق فيه ماء، وهو يطوف والماء معه معدّ لأمه إن عرضت لها حاجة إليه. قال: وكان الشيخ عبد الحق الفاسي، وكان أيضا أحد الأولياء قد سكن الفين، قرية في وادي بطنان، وأقام بمسجدها، وذلك بعد موت الشيخ أبي زكريا المدفون بدير النقيرة، وعزم عبد الحق على أن لا يخرج من الفين إلى أن يموت، فلما قدم الشيخ أحمد من مكة بعد المجاورة الطويلة، دخل عبد الحق من الفين قصدا لرؤيته، وأقام بحلب أياما قلائل حتى قضى حق زيارته، ثم عاد إلى الفين. وسألت القاضي أبا محمد المذكور عن مولد عمه أبي العباس، فقال: لا أعلم، إلا أنه كان بينه وبين والدي في العمر مقدار سبع سنين، ومولد والدي في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة في ربيع، فيكون تقدير (186- و) مولد عمي في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وخمسمائة، ثم وجدت في تعليق بخط رفيقنا رزق الله الدنيسري: إن شيخنا أحمد مولده سنة أربع وأربعين وخمسمائة، فلا أدري من أين وقع له ذلك.

سمعت من الشيخ أحمد رحمه الله كتاب الصحاح للجوهري في اللغة، بحق سماعه لها من أبي محمد عبد الدائم الكناني عن أبي البركات بن العرقي، وبإجازته من ابن العرقي، وكان له إجازة حسنة من شيوخ مصر ودمشق وأصبهان، وغير ذلك من البلاد، أخذها له ولأخيه شيخنا أبي محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي، وسمعت منه عدة أجزاء من حديثه، وعلقت عنه فوائد وانشادات عن شيوخه. أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الاسدي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن العجمي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قال: أخبرنا أبو قاسم طلحة ابن علي بن الصقر بن عبد المجيب بن عبد الحميد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث عن كعب بن علقة التنوخي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري عن أبي الخير عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله (186- ظ) عليه وسلم قال: «كفارة النذر كفارة اليمين «1» » هذا حديث صحيح أخرجه مسلم. أخبرنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن أبي الحسن المسعودي قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المقدر قال: أخبرنا الشيخ أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري عن معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يضحك

أحمد بن عبد الله بن عمر بن جعفر:

الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة» قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: «يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر فيهديه الى الاسلام، ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد» «1» . أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان من لفظه قال: أنشدني الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي بالموصل بمسجده عند منزله، في سنة ثمان وستين وخمسمائة قال: أنشدني والدي لنفسه: إني وإن بعدت داري لمغترب ... منكم بمحض موالاة واخلاص وربّ دان وإن دامت مودته ... أدنى الى القلب منه النازح القاصي (187- و) وأنشدنا أبو العباس قال: أنشدنا الخطيب أيضا لوالده: إنا وإن بعد اللقاء فودنا ... باق ونحن على النأي أحباب كم نازح بالود وهو مقارب ... ومقارب بودادنا مرتاب أنشدنا أحمد بن عبد الله الاسدي قال: أنشدني شيخ بالحجاز لبعضهم: قد تفاءلت بالأراك فلما ... أن رأيت الأراك قلت أراكا وتخوفت أن يكون سواكا ... فيكون الذي أراه سواكا توفي شيخنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بحلب في سنة سبع عشرة وستمائة، ودفن بالجبيل في التربة المدفون بها والده رحمها الله. أحمد بن عبد الله بن عمر بن جعفر: أبو علي المالكي البغدادي، نزيل حلب، وقيل ان اسم جد أبيه حفص بدل جعفر، حدث عن أبي جعفر الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، وأبي شعيب

الحراني، وجعفر بن محمد بن المستفاص الفريابي، وخلد بن عمرو العكبري، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي. روى عنه محمد بن يونس بن هاشم الاسكاف، وتمام بن محمد بن عبد الله الرازي. أخبرنا يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو طاهر بركات ابن ابراهيم بن طاهر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، ح. وأخبرنا أبو القاسم بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني- إجازة عاليا- قال: (187- ظ) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله الرازي قال: حدثنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي- ومسكنة حلب، قدم دمشق- قال: حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي قال: حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، وشر المسيح الدجال. هكذا في كتابه، والصواب حسان بن عطية عن محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة، والله أعلم. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن عبد الله بن عمر جعفر، أبو علي، سكن حلب، وحدث بدمشق عن: أبي شعيب الحراني، وجعفر الفريابي، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي.

أحمد بن عبد بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق:

روى عنه تمام الرازي. أحمد بن عبد بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق: ابن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو العباس، صاحب الخال، نسب نفسه هكذا. وقيل: أحمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر. وقيل: محمد بن عبد الله بن جعفر، وقيل عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل (188- و) . وقيل: ان اسمه الحسين بن زكرويه بن مهرويه «1» وقيل ابن مهري- الصواني، من أهل صوان، من سواد الكوفة، وهو المعروف بصاحب الخال، أخو علي بن عبد الله القرمطي، نسب نفسه الى محمد بن اسماعيل بن جعفر، وتسمى بالمهدي. وبايعته القرامطة بعد قتل أخيه بنواحي دمشق «2» وصار الى السخنة، والاركه والزيتونة «3» وخناصرة من الأحص من أعمال حلب، ودخل هذه المواضع عنوة، ونهب ما فيها من الاموال والسلاح. وأفسد بالشام، وعاث في بلادها، وغلب على أطراف حمص، وخطب على منابرها، وفتحوا له بابها، وسار الى حماه، ومعرة النعمان وغيرهما من البلاد، فقتل أهلها، والنساء والاطفال، ثم جاء الى سلمية، فمنعوه، ثم أعطاهم الامان ففتحوا له بابها، فدخل وقتل الهاشميين أجمعين بها، ثم قتل الرجال، ثم البهائم ثم الصبيان ثم خرج منها وليس بها عين تطرف. وجهز جيشا كثيفا بخيل ورجاله مع بعض دعاته ويعرف بعميطر المطوّق،

الى ناحية حلب فأوقعوا بأبي الاغر خليفة بن المارك «1» بوادي بطنان، وقتلوا خلقا عظيما، وانتهبوا عسكره، وأفلت أبو الأغر في ألف رجل لا غير، فدخل الى حلب، ووصلوا خلفه الى حلب، فأقاموا عليها على سبيل المحاصرة، وتسرع أهل حلب في يوم الجمعة سلخ شهر رمضان من سنة تسعين ومائتين، وطلبوا الخروج لقتالهم فمنعوا من ذلك، فكسروا قفل باب المدينة، وخرجوا الى (188- ظ) القرامطة فتحاربوا، ونصر الله الرعية من أهل حلب عليهم، وقتل من القرامطة جماعة كبيرة، وخرجوا يوم السبت يوم عيد الفطر مع أبي الأغر الى مصلى العيد، وعيد المسلمون وخطب الخطيب على العادة، ودخل الرعية الى مدينة حلب في أمن وسلامة، وأشرف أبو الأغر على عسكر القرامطة فلم يخرج اليه أحد منهم، فلما يئسوا من فرصة ينتهزونها من حلب ساروا ومضوا الى صاحب الخال. ولما انتهى الى المكتفي بالله هذه الامور خرج نحوه، وجهز اليه عسكرا قويا في المحرم سنة احدى وتسعين ومائتين، فقتل من أصحاب القرمطي خلق كثير، وانهزم نحو الكوفة، فقبض بالدالية من سقي الفرات، وحمل الى الرقة الى المكتفي بالله. فحمل الى بغداد، وشهر وطيف به على جمل، وقيل على فيل، ثم بنيت له دكة فقتل عليها هو وأصحابه في شهر ربيع الاول من سنة احدى وتسعين ومائتين. وكثير مما يقع الاختلاف في اسمه ونسبه، واسم أخيه الذي قبله علي بن عبد الله، وبعضهم يسمي أخاه محمد بن عبد الله بن يحيى، والصحيح أن الذي ثبت عليه في اسمه ونسبه: أبو العباس أحمد بن عبد الله، وهو دعي. وانما سموا القرامطة، زعموا أنهم يدعون الى محمد بن اسماعيل بن جعفر

ابن محمد بن علي، ونسبوا الى قرمط، وهو حمدان بن الاشعث، كان (189- و) بسواد الكوفة، وانما سمي قرمطا لأنه كان رجلا قصيرا، وكان رجلاه قصيرتين، وكان خطوه متقاربا، فسمي بهذا السبب قرمطا، وكان قرمط قد أظهر الزهد والورع وتسوق به على الناس مكيدة وخبثا. وكان أول سنة ظهر فيها أمر القرامطة سنة أربع وستين ومائتين، وذكر بعض العلماء أن لفظة قرامطة انما هو نسبة الى مذهب يقال له القرمطة خارج عن مذاهب الاسلام، فيكون على هذه المقالة عزوة الى مذهب باطل، لا الى رجل «1» . وانما قيل لهذا القرمطي صاحب الخال، لانه كان على خده الايمن خال «2» ، ويعرف بابن المهزول زكرويه بن مهري الصواني، من أهل صوان، من سواد الكوفة وقيل هو وأخوه من قيس من بني عبادة بن عقيل من بني عامر، ثم من بني قرمطي ابن جعفر بن عمرو بن المهيّا بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، فادعى أنه من ولد محمد بن اسماعيل بن جعفر، فعلى هذا يكون منسوبا الى قرمطي، ولا يبعد أن يكون الأمران جميعا، والله أعلم. وقرأت في رسالة أبي عبد الله محمد بن يوسف الانباري «3» الكاتب الى أخيه أبي علي في ذكر أخبار هذا (189- ظ) القرمطي: انه ادعى أنه أحمد بن عبد الله بن جعفر، وأنه المهدي، وأنه نظر محمد بن اسماعيل في النسب، فلما وقف على بعد هذا النسب، ادعى بعد وقعة السطح «4» من الكسوة، أنه محمد بن بغية الطلب في تاريخ حلب م (59)

عبد الله بن جعفر، وكتب بذلك كتابا بخطه الى المعروف بابن حوي السكسكي ممن يسكن بيت لهيا «1» ، فصار ابن حوي الى أبي نصر حمد بن محمد، كاتب طغج، ثم نزع عن هذا النسب الى عبد الله بن ادريس الحسني القادم من الحجاز الى مدينة أذرعات من جهة دمشق، وقيل ان القرمطي من يهود نجران، وأنه دعي وذكر أبو محمد عبد الله بن الحسين الكاتب القطربلي ومحمد بن أبي الازهر في التاريخ «2» الذي اجتمعا على تأليفه في حوادث سنة تسع وثمانين ومائتين قالا: وفي آخر هذه السنة ظهر رجل يقال له محمد بن عبد الله بن يحيى، من ولد اسماعيل ابن جعفر العلوي بنواحي دمشق، يدعو الى نفسه، واجتمع اليه خلق كثير من الاعراب، وأتباع الفتن، فسار بهم الى دمشق، وكان بها طغج بن جف مولى أمير المؤمنين من قبل هارون بن خمارويه عامل أمير المؤمنين على مصر والشام، فلما بلغه خبره استعد لحربه، وتحصن طغج بدمشق، فحصره هذا العلوي بها، وكانت بينهما وقعات، وانقضت «3» . قالا: وفي هذه السنة- يعني سنة تسعين ومائتين- جرت بين طغج بن جف وبين القرمطي حروب كثيرة كلها على طغج، فكتب الى هارون «4» (190- و) يستنجده، فوجه اليه من مصر جيشا بعد جيش، كل ذلك يهزمهم القرمطي. ثم وجه هرون بن خمارويه ببدر الحمامي، وكتب الى طغج في معاضدته، وضم اليه وجوه القواد بمصر والشام، فخرج الى القرمطي، فكانت بينهم حروب كثيرة أتت على أصحاب بدر الحمامي، وكان هذا القرمطي قد جعل علامته ركوب جمل

من «1» جماله، وترك ركوب الدواب، ولبس ثيابا واسعة، وتعمم عمة أعرابية، وأمر أصحابه أن لا يحاربوا أحدا وان أتي عليهم حتى ينبعث الجمل من قبل نفسه من غير أن يثيره أحد، فكانوا اذ فعلوا ذلك لم يهزموا، وكان اذا أشار بيده الى ناحية من النواحي انهزم من يحاربه، واستغوى بذلك الاعراب. فخرج إليه بدر يوما لمحاربته، فقصد القرمطي رجل من أصحاب بدر يقال له زهير بزانة «2» ، فرماه بها فقتله، ولم يظهر على ذلك أصحاب بدر إلّا بعد مدة، فطلب في القتلى فلم يوجد، وكان يكنى أبا القاسم. قال ابن أبي الأزهر: وحدثني كاتبه المعروف بإسماعيل بن النعمان، ويكنى بأبي المحمّدين، وسبب هذه الكنية أنه وافى مع جماعة من القرامطة بعد الصلح وقبولهم الأمان من القاسم بن سيماء، وكان على طريق الفرات، ومن عبد الله بن الحسين بن سعد وكان على القابون «3» ، فكان القاسم بن سيماء يكنى أبا محمد وصاحب الخرائط قرابة أبي (190- ظ) مروان يكنى أبا محمد، فكني إسماعيل هذا أبا المحمدين، فبقي معروفا بذلك. فحدثني إسماعيل عن هذه الوقعة قال: فصرت إليه غير مرة وهو راكب على نجيبه، وعليه درّاعة ملحم، فقلت له: قد اشتد الأمر على أصحابنا، وقد قربوا منك، فتنح عن هذا الموضع إلى غيره، فلم يرد علي جوابا، ولم يثر نجيبه، فعدلت إليه ثانية، فقلت له: قم، فانتهرني ولم يرم إلى أن وافته زانة، أو قال: حربة، فسقط عن البعير، وكاثرنا من يريد أخذه، فمنعنا منه، وقتل زهاء مائة إنسان في ذلك الوضع، ثم أخذناه وتنحينا بأجمعنا.

فقلت: هذا الذي أقمتموه مقامه أهو أخوه؟ فقال لا والله ما نعلم ذاك غير أنه وافانا قبل هذه الحادثة بيومين، فسألناه من أنت من الإمام؟ فقال: أنا أخوه، ولم نسمع من الشيخ شيئا في أمره، يعني المكتني أبا القاسم. وكان هذا المدّعي أخاه يكنى أبا العباس، واسمه أحمد بن عبد الله، فعقد لنفسه البيعة على القرامطة، ودعاهم إلى مثل ما كان أخوه يدعوهم إليه، فاشتدت شوكته، ورغبت البوادي في النهب، وانثالت عليه انثيالا، وذلك في آخر شهر ربيع الآخر من هذه السنة. ثم صار الى دمشق فصالحه أهلها على خراج دفعوه إليه، فانصرف عنهم، ثم سار إلى أطراف دمشق وحمص فتغلب عليها، وخطب له على منابرها، وتسمى بالمهدي، ثم صار إلى مدينة حمص فأطاعه (191- و) أهلها وفتحوا له بابها فدخلها، ثم صار إلى حماه، وسلمية، وبعلبك فاستباح أهلها، وقتل الذراري ولم يبق شريفا لشرفه، ولا صغيرا لصغره، ولا امرأة لمحرمها؛ وقتل أهل الذمة، وفجروا بالنساء. وحدثني من كان معهم قال: رأيت عصاما سيافه وقد أخذ من بعلبك امرأة جميلة جدا ومعها طفل لها رضيع، فرأيته والله وقد فجر بها، ثم أخذ الطفل بعد ذلك فرمى به نحو السماء ثم تلقاه بسيفه فرمى به قطعتين، ثم عدل إلى أمه بذلك السيف بعينه، فضربها به فبترها. فلما اتصل عظيم خبرهم، واقدامهم على انتهاك المحارم، ودام، خرج أمير المؤمنين المكتفي بالله متوجها نحوه، يوم الثلاثاء لتسع خلون من شهر رمضان، في قوّاده، ومواليه، وغلمانه، وجيوشه، وأخذ على طريق الموصل، ثم صار الى الرقّة وأقام بها، وأنفذ الجيوش نحو القرامطة، وقلّد القاسم بن عبيد الله بن سليمان تدبير أمر هذه الجيوش، فوجه القاسم محمد بن سليمان الكاتب

صاحب الجيش خليفة له على جميع القواد، وأمرهم بالسمع والطاعة، فنفذ عن الرقة في جيش ضخم، وآلة جميلة، وسلاح شاك؛ وكتب الى جميع القواد والأمراء في النواحي بالسمع له والطاعة لأمره، وضم محمد بن سليمان القواد بعضهم الى بعض، وصمد نحو القرمطي، فلم يزل يعمل التدبير، ويذكي العيون، (191- ظ) ويشاور ذوي الرأي، ويتعرف الطرقات الى أن دخلت سنة إحدى وتسعين. قال: وفي أول هذه السنة كتب أمير المؤمنين الى محمد بن سليمان، وإلى سائر القواد في مناهضة القرمطي فساروا إليه فالتقوا على اثني عشر ميلا من حماه في موضع «1» بينه وبين سلمية، فاشتدت الحرب بينهم وصدقوهم القتال، فتجمع القرامطة وحملوا على الميمنة حملة رجل واحد، فثبت الأولياء، فمروا صادفين عنها وجعلوها هزيمة، ومنح الله أكتافهم، وقتل منهم وأسر أكثر من عشرة آلاف رجل، وشرد الباقون في البوادي، واستمرت بهم الهزيمة، وطلبهم الأولياء الى وقت صلاة عشاء الآخرة من ليلة الأربعاء لسبع خلون من المحرم. ولما رأى القرمطي ذلك، ورأى من بقي من القرامطة قد كاعوا «2» عنه، حمل أخا له يكنى أبا الفضل مالا، وتقدم إليه أن يلحق بالبوادي الى أن يظهر في موضع آخر، فيصير إليه، وتجمع رؤساء القرامطة، وهم الذين كانوا صاروا الى رحبة مالك بن طوق «3» ، فطلبوا الأمان، وهم: أبو المحمدين، والنعمان بن أحمد، وأحمد بن النعمان أخو أبي المحمدين، ووشاح، وعطير، وشديد بن ربعي، وكليب من رهط النحاس، وعصمة «4» السياف، وسجيفة رفيقه، ومسرور، وغشام

فقالوا للقرمطي، وهو صاحب الخال،: قد وجب حقك علينا، وقد رأيت ما كان من جدنا واجتهادنا (192- و) ومن حقك علينا أن ندعك ورأيك، وإنما يطلبنا السلطان بسببك، فانج بنفسك، فأخذ ألف دينار فشدها في وسطه في هميان «1» ، وأخذ معه غلاما له روميا يقال له لؤلؤ، كان يهواه ويحل منه محل بدر من المعتضد بالله، وركب معه المدثر، وكان يزعم أنه ابن عمه، والمطوق غلامه، ومع كل واحد منهم هميان في وسطه. فأما المطوق- وهو اتخذ له سخاب «2» وقت دخوله الى مدينة السلام- فإني سألت عنه أبا المحمدين فذكر أنه رجل من أهل الموصل، وأنه صار الى الإمام- بزعمه- فجعل يورق له ويسامره، ولم يعرف قبل ذلك الوقت. وأخذوا دليلا، وسار يريد الكوفة عرضا في البرية، فغلط بهم الدليل الطريق، وأخرجهم بموضع بين الدالية والرحبة يقال له بنو محرز، فلما صاروا الى بني محرز نزلوا خارج القرية في بيدر عامر، فأخرجوا دقيقا كان معهم في مزود، واقتدحوا نارا، واحتطبوا ليخبزوا هناك، وكان وقت مغيب الشمس، فعلا الدخان، وارتاب الموكلون ببني محرز من أصحاب المسالح بما رأوه، فأموا الموضع، فلقوا الدليل فعرفه بعضهم، فقال ما وراءك؟ قال: هذا القرمطي وراء الدالية، فشدوا عليهم فأخذوهم، وكتبوا الى أبي خبزة وهو في الدالية يعلمونه بهذا، فأتاهم ليلا، فأخذهم وصار بهم الى الدالية، وأخذ من وسط غلام له هميانا فيه ألفا دينار، (192- ظ) ومن وسط المدثر مثل ذلك، وأخذ الهميان الذي كان مع القرمطي، ووكل بهم في دار بالدالية، وكتب الى أحمد بن محمد بن كشمرد وهو

بالرحبة يخبره فأسرع في السير إليهم، فلما وافى احتبس القرمطي في بيت لطيف في مجنب الحيري، فحدثني بعض أهل الدالية قال: لما وافى ابن كشمرد سأل القرمطي ما أخذه منك؟ قال: ما أخذ مني شيء، فقال له المطوق: أتبغي من الإمام ما لا يحسن منه الإقرار به، ودعا بالبزاز فأخذ ثيابا، ثم دعا بالخياط ليقطع للقرمطي تلك الثياب، فقال ما لخياط للقرمطي: قم حتى أقدر الثوب عليك، فقال المطوق للخياط: أتقول يا بن اللخناء للإمام قم! اقطع ثكلتك أمك على سبعة أشبار. وصار ابن كشمرد وأبو خبزه بالقرمطي الى الرقة، ورجعت جيوش أمير المؤمنين بعد أن تلقطوا كل من قدروا عليه من أصحاب القرمطي في أعمال حمص ونواحيها، وورد كتاب القاسم بن عبيد الله بأن القرمطي أدخل الرقة ظاهرا للناس على جمل فالج «1» ، وعليه برنس حرير ودراعة ديباج، وبين يديه المدثر والمطوق على جملين في يوم الاثنين لأربع ليال بقين من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين حتى صير بهم الى دار أمير المؤمنين بالرقة فأوقفوا بين يديه، ثم أمر بهم فحبسوا، واستبشر الناس والأولياء بما هنأه الله في أمر هذا القرمطي، وقرظ أمير المؤمنين القاسم بن عبيد الله في (193- و) هذا الوقت وأحمده فيما كان من تدبيره في أمر هذا الفتح، وخلع عليه خلعا شرفه بها، وقلده سيفا ولقبه بولي الدولة، وانصرف الى منزله بالرقة. وخلف أمير المؤمنين عساكره مع محمد بن سليمان، وشخص من الرقة في غلمانه ووجوه أصحابه، وحرمه، وشخص معه أبو الحسين القاسم بن عبيد الى بغداد وحمل معه القرمطي والمدثر، والمطوق وجماعة ممن أسر في الوقعة مستهل صفر، وقعد في الحراقات في الفرات، ولم يزل متلوما في الطريق حتى وصل الى البستان المعروف بالبشرى ليلة السبت لليلتين بقيتا من صفر، فأقام به، ثم عبر من هناك الى

الجانب الشرقي، فعبأ الجيوش بباب الشماسية، وكان أمير المؤمنين قد عزم على أن يدخل القرمطي بغداد مصلوبا على دقل «1» ، والدقل على ظهر فيل، وأمر بهدم الطاقات التي يجتاز بها الفيل اذ كانت أقصر من الدقل، ثم استسج ذلك، فعمل له دميانة غلام يازمار كرسيا ارتفاعه ذراعان ونصف، وأجلسه عليه، وركب الكرسي على ظهر الفيل، فدخل أمير المؤمنين مدينة السلام صبيحة يوم الاثنين مستهل ربيع الأول في زي حسن، وتعبئة جيش كثيف، وآلة تامة، وسلاح شاك، بين يدي القرمطي على جمل فالج، وعليه دراعة حرير (193- ظ) وبرنس، ثم القرمطي على الكرسي على ظهر الفيل وعليه دراعة ديباج وبرنس حرير، ثم دخل أمير المؤمنين خلفه حتى اشتق مدينة السلام الى قصره المعروف بالحسني، والقاسم بن عبيد الله خلفه، وأمر بالقرمطي والمدثر فأدخلا الحبس بالحسني، ووجه بالأسرى الى الحبس الجديد بالجانب الغربي، ومضى المكتفي من ساعته من الحسني الى الثريا بعد أن خلع على أبي الحسين القاسم بن عبيد الله، وانصرف الى منزله. ووافى محمد بن سليمان بعد اصلاحه الأمور وتلقطه جماعة من قوّاد القرمطي وقضاته وأصحاب شرطه، فأخذهم وقيدهم، وانحدر والقوّاد الذين تخلفوا معه إلى مدينة السلام فوافى بغداد إلى الباب المعروف بباب الأنبار ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وكان أمر القوّاد جميعا بتلقي محمد بن سليمان والدخول معه إلى بغداد، ففعلوا ذلك، ودخل محمد بن سليمان صبيحة يوم الخميس وبين يديه نيف وسبعون أسيرا غير من أسمينا والقواد معه حتى صاروا إلى دار أمير المؤمنين بالثريا، فدخلوا عليه، وأمر أن يخلع على محمد بن سليمان، ويطوق بطوق ذهب، ويسور بسوار، وخلع على جميع القواد القادمين معه، وطوقوا وسوروا وانصرفوا إلى منازلهم، وأدخل الأسرى إلى الحبس الجديد بمدينة السلام في الجانب الغربي منها.

فلما كان في يوم السبت (194- و) لعشر بقين من شهر ربيع الأول بنيت دكّة في المصلى العتيق من الجانب الشرقي الذي تخرج إليه الثلاث الأبواب ومن باب خراسان، تكسير ذرعها عشرون ذراعا في عشرين ذراعا، وجعل لها أربع درج يصعد منها إليها، وأمر القوّاد جميعا بحضور هذه الدكة، ونودي بذلك في الناس أن يحضروا عذاب القرامطة ففعلوا وكثر الناس في هذا الموضع، وحضر القوّاد والواثقي «1» المتقلد للشرطة بمدينة السلام، وحضر محمد بن سليمان، فقعدوا جميعا عليها، وأحضروها ثلاثمائة ونيفا وعشرين إنسانا ممن كان أسر قديما، ومن جاء به محمد بن سليمان، وأحضر القرمطي والمدّثّر فأقعدا، وقدم نيف وثلاثون إنسانا من هؤلاء الأسارى من وجوههم فقطعت أيديهم وأرجلهم وضربت أعناقهم، ثم قدم القرمطي فضرب مائتي سوط، ورش على الضرب الزيت المغلى، وكوي بالجمر، ثم قطعت يداه ورجلاه، وضربت عنقه، فلما قتل انصرف القواد وأكثر الناس ممن حضر للنظر إلى عذاب القرمطي، وأقام الواثقي إلى وقت العشاء الآخرة في جماعة من أصحابه حتى ضرب أعناق باقي الأسارى، ثم انصرف، فلما كان يوم الأربعاء لست بقين من هذا الشهر صير ببدن القرمطي إلى جانب الجسر الأعلى من الجانب الشرقي فصلب هناك، وحفر لأجساد القتلى آبار إلى (194- ظ) جانب الدكة فطرحوا فيها، وطمت، فلما كان بعد أمر بهدم الدكة وتعفية أثرها ففعل ذلك. قال ابن أبي الأزهر في هذا التاريخ في حوادث سنة ثلاث وتسعين ومائتين: وفيها ورد الخبر بأن أخا الحسين بن زكرويه المعروف بصاحب الشامة ظهر بالدّالية من طريق الفرات في نفر واجتمع إليه جماعة من الأعراب وسار بهم إلى نحو دمشق، فعاث في نواحيها، فندب للخروج إليه حسين بن حمدان فخرج في جماعة، وورد الخبر برجوعه إلى الدّالية.

فحدث محمد بن داود بن الجرّاح «1» أن زكرويه بعد قتل صاحب الشامة أنفذ رجلا كان معلما للصبيان يقال له عبد الله بن سعيد، فتسمى نصرا ليخفي أمره، فدار في أحياء كلب يدعوهم إلى رأيه، فاستجاب له جماعة من صعاليكهم وسقاطهم وسقاط العلّيصيين «2» ، فسار فيهم إلى بصرى وأذرعات من كورتي حوران والبثنيّة فقتل وسبى، وأخذ الأموال. قال: وأنفذ زكرويه رجلا يقال له القاسم بن أحمد داعية، فصار إلى نحو رستاق نهر ملخانا «3» . قال: فالتقت به طائفة، فساروا إلى الكوفة حتى صبحوها غداه يوم النحر وهم غارون فوافوا باب الكوفة عند انصراف الناس من المصلى، فأوقعوا بمن قدروا عليه، وسلبوا وقتلوا نحوا من عشرين رجلا، وكان رئيسهم هذا قد حملوه في قبة يقولون: هذا ابن رسول الله وهو (195- و) القاسم بن أحمد داعية زكرويه، وينادون يا ثارات الحسين- يعنون الحسين صاحب الشامة-، وشعارهم يا محمد يا أحمد- يعنون ابني زكرويه، ويموهون بهذا القول على أهل الكوفة- ونذر بهم الناس فرموهم بالحجارة من المنازل. وإنما ذكرت هذا الفصل من قول ابن أبي الأزهر لأن فيه ما يدل على أن صاحب الخال كان يسمى الحسين بن زكرويه، وعاش زكرويه بعد ولديه القرمطيين في زعمه. أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب بن

البنّاء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق قال: أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن علي بن اسماعيل الحطمي قال: قام مقامه- يعني مقام صاحب الجمل- أخ له في وجهه خال يعرف به يقال له صاحب الخال، فأسرف في سوء الفعل، وقبح السيرة، وكثرة القتل، حتى تجاوز ما فعله أخوه، وتضاعف قبح فعله على فعله، وقتل الأطفال، ونابذ الإسلام وأهله، ولم يتعلق منه بشيء، فخرج الكتفي إلى الرقة، وسير إليه الجيوش، فكانت له وقائع وزادت أيامه على أيام أخيه في المدّة والبلاء حتى هزم وهرب، فظفر به في موضع يقال له الدّالية (195- ظ) بناحية الرحبة، فأخذ أسيرا، وأخذ معه ابن عم له يقال له المدثر كان قد رشحه للأمر بعده، وذلك في المحرم سنة إحدى وتسعين. وانصرف المكتفي بالله إلى بغداد وهو معه، فركب المكتفي ركوبا ظاهرا في الجيش والتعبئة، وهو بين يديه على الفيل، وجماعة من أصحابه على الجمال مشهرين بالبرانس، وذلك يوم الاثنين غرة ربيع الأول من سنة إحدى وتسعين، ثم بنيت له دكة في المصلى، وحمل إليها هو وجماعة أصحابه فقتلوا عليها جميعا في ربيع الآخر بعد أن ضرب بالسياط، وكوى جميعه بالنار، وقطعت منه أربعته، ثم قتل ونودي في الناس فخرجوا مخرجا عظيما للنظر إليه، وصلب بعد ذلك في رحبة الجسر. وقيل إنه وأخوه من قرية من قرى الكوفة يقال لها الصوّان، وهما فيما ذكر ابنا زكرويه بن مهرويه القرمطي الذي خرج في طريق مكة في آخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وتلقى الحاج في المحرم من سنة أربع وتسعين فقتلهم قتلا ذريعا لم يسمع قط بمثله، واستباح القوافل، وأخذ شمسة «1» البيت الحرام، وقبل ذلك ما دخل الكوفة يوم الأضحى بغتة وأخرج منها، ثم لقيه جيش السلطان بظاهر الكوفة بعد دخوله إياها، وخروجه عنها، فهزمهم وأخذ ما كان معهم من السلاح والعدة، فتقوى

بها، وعظم أمره في النفوس (196- و) وهال السلطان، وأجلبت معه كلب وأسد، وكان يدعى السيد، ثم سير إليه السلطان جيشا عظيما فلقوه بذي قار بين البصرة والكوفة في الفراض «1» فهزم وأسر جريحا، ثم مات، وكان أخذه أسيرا يوم الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة أربع وتسعين بعد أن أسر، فقدم به إلى بغداد مشهورا في ربيع الأول، وشهرت الشمسة بين يديه ليعلم الناس أنها قد استرجعت، فطيف به ببغداد، وقيل إنه خرج يطلب ثأر ابنه المقتول على الدكة «2» . وذكر ابن أبي الأزهر في تاريخه أنه لما خرج على قافلة الحاج أن أصحابه أكبوا على الحاج فقتلوهم كيف شاؤوا واحتووا على جميع ما كان في القافلة، وسبوا النساء الحرائر، وجمع القرمطي لعنه الله أجساد القتلى، فعمل منها دكة تشبيها بالدكة التي قتل عليها أصحابه. وسير إلي بعض الشراف الهاشميين بحلب تاريخا جمعه أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب، ذكر أنه تذكرة كتبها مما وجده في التواريخ المتقدمة، ومما وجده بخط جد أبيه الشيخ أبي الحسين علي بن المهذب بن أبي حامد محمد بن همام بن أبي شهاب وغيره قال فيه: سنة تسعين ومائتين فيها نجم بالشام قرمطي بأرض دمشق، انتسب إلى العلوية. قال: وذكر الشيخ أبو الحسين علي بن المهذب أن أباه المهذب أخبره أن (196- ظ) هذا القرمطي أول من وقع عليه هذا اللقب، وكان خرج في بطن من بني عدي من كلب يقال لهم بنو العلّيص، فخرج إليه طغج بن جفّ والي دمشق من قبل الطولونية محتقرا له في غير عدة ولا عدة، وكان هذا القرمطي في بادية كلب فأوقع بطغج، ودخل إلى دمشق مهزوما، ثم رجع فجمع عسكره، وحشد، وخرج

إليه فكان الظفر للقرمطي أيضا، وقتل حلقا كثيرا من أصحاب طغج، ونهبوا عسكره وعاد طغج إلى دمشق، فقوي القرمطي وكتب طغج إلى مصر، فوجه إليه جماعة من الفرسان والرجّالة، وأمدّهم من في الشام، فصار جيشا عظيما، فخرج وهو غير شاك في الظفر به، فأوقع القرمطي به، وكانت الوقعة في موضع بعرف بالكسوة، وسار القرمطي إلى بعلبك ففتحها وقتل أهلها، ونهب وأحرق، وسار منها إلى حمص فدعا لنفسه بها، وبث ولاته في أعمالها، وضرب الدنانير والدراهم، وكتب عليها المهدي المنصور أمير المؤمنين، وكذلك كان يدعى له على المنابر، وأنفذ سرية إلى حلب فأوقع بأبي الأغرّ خليفة بن المبارك السلمي، وعادت السرية، وجبى الخراج، وحمل إليه مال جند حمص، فأنفذ الأمير أبو الحجر المؤمل بن مصبح أمير برزويه والبارة والرّوق «1» وأفامية وأعمال ذلك- وبقي والي هذه المواضع من قبل الخلفاء ببغداد أربعين سنة فيها- رجلين من أهل معرة النعمان اسم أحدهما (197- و) أحمد بن محمد بن تمام، والآخر ابن عاص القسري، وجاءا إلى القرمطي يرفعان على أهل معرة النعمان فمضيا إليه، وقالا له: إن أهل معرة النعمان قد شقوا العصا، وبطلوا الدعوة، وغيروا الأذان، ومنعوا الخرج، وكان أهل معرة النعمان قد أرسلوا معهما الخراج فأخذ منهما في الطريق، فلما قالا له ذلك، التفت إلى كاتبه وقال له: اكتب «وشهد شاهدان من أهلها» ، فسار إليها وقال لأصحابه: إن أغلقوا الباب فاجعلوها غارة على الدارين «2» ، فخرج أهل معرة النعمان ولا علم لهم بما قد جرى، وأصحاب القرمطي يقولون: القوا مولانا السيد، فبلغ كثير من الناس إلى قرب حناك، وأخذ الأبواب أصحاب القرمطي على الناس، فقتل خلق كثير، ودخلها يوم الأربعاء النصف من ذي الحجة، فأقام يقتل المشايخ والنساء والرجال والأطفال، ويحرق وينهب خمسة عشر يوما، فذكر أن القتلى كانوا بضعة عشر ألفا.

وخرج المكتفي إلى الرقة وأنفذ عساكره مع محمد بن سليمان الأنباري، وكان شهما شجاعا مدبرا، فحصل في حلب في جيش فيه ثلاثون ألفا مرتزقة، فيما ذكر غير واحد، وكان جهير بن محمد يقول له: تخرج إليهم فقد أهلكوا عشيرتي، فيقول له ابن الأنباري الكاتب: لو أخذوا بلحيتي ما خرجت إليهم حتى يهل هلال المحرم، يريد سنة إحدى وتسعين. قال أبو غالب (197- ظ) بن المهذب: سنة إحدى وتسعين، فيها: سار محمد ابن سليمان الكاتب الأنباري إلى القرامطة فأوقع بهم في قرية تعرف بالحسينية فقتلهم وبدد شملهم، ولما تصور القرمطي ورأى أنه لا طاقة له بعساكر الخلافة هرب قبل الوقعة بأصحابه، فحصل في قرية شرقي الرحبة تعرف بالدالية، في نفر يسير من خواص أصحابه، فتستروا بها، وبعث بعض أصحابه متنكرا ليمتار لهم ما يحتاجون إليه، فأخذ وأنكر، وأتي به إلى رجل كان يتولى معونة الدالية يعرف بأبي خبزة لأحمد ابن محمد بن كشمرد والي الرقة، وكان أبو خبزة صغير الشأن حقيرا في الجند، فسأله أبو خبزة عن خبره وقصته، فتبين منه قولا مختلفا، فألح عليه أبو خبزة، فأقر ذلك الرجل بأنه من رجال القرمطي، ودل عليهم في أي موضع هم، فخرج أبو خبزة فيمن جمعه من الأجناد الرجال إلى الموضع الذي فيه القرمطي وأصحابه فظفر بهم وبالقرمطي، وكان معهم حملان من المال، فأخذهم والمال معهم، وحملهم إلى ابن كشمرد والي الرقة، فأخذهم وكتب بخبرهم إلى المكتفي، فبعث إليه من تسلمهم منه وأوردهم الرقة، وانحدر المكتفي إلى مدينة السلام بغداد وهم معه، فبنى لهم دكة عظيمة بظاهر القصر المعتضدي، وعذبوا عليها بأنواع العذاب. أخبرنا أبو البركات بن محمد بن الحسن كتابة (198- و) قال: أخبرنا علي ابن أبي محمد الدمشقي قال: قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري وأبي جعفر بن المسلمة عن أبي عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني

قال: أحمد بن عبد الله الخارج بالشام في أيام المكتفي بالله، وكان ينتمي إلى الطالبيين، وهو المعروف بصاحب الخال، وقتل بالدكة في سنة إحدى وتسعين ومائتين يروى له ولأخيه علي بن عبد الله شعر يشك في صحته، فمما يروى لأحمد: متى أرى الدنيا بلا كاذب ... ولا حروري ولا ناصبي متى أرى السيف على كل من ... عادى عليّ بن أبي طالب متى يقول الحقّ أهل النهى ... وينصف المغلوب من غالب هل لبغاة الخير من ناصر ... هل لكؤوس العدل من شارب قال: ويروى له: نفيت من الحسين ومن عليّ ... وجعفر الغطارف من جدودي وخيب سائلي وجفوت ضيفي ... وبتّ فقيد مكرمة وجود وأعطيت القياد الدّهر مني ... يمين فتى وفيّ بالعهود لئن لم أعط ما ملكت يميني ... لحرب من طريف أو تليد وأفتتحنها حربا عوانا ... تقحم بالبنود على البنود فإما أن أبوح بروح عزّ ... وجدّ آخذ ثار الجدود وإما أن يقال فتى أبيّ ... تخرّم في ذرى مجد مشيد وهي أكثر من هذا فيقال أن عبد الله بن المعتز أجابه عنها بقصيدة منها: تهددنا زعمت شبوب حرب ... تقحم بالبنود على البنود فكان السيف أدنى عند ورد ... إلى ودجيك من حبل الوريد «1» قرأت بخط أبي بكر محمد بن يحيى الصّولي، وأخبرنا به أبو القاسم عبد الصمد بن (198- ظ) محمد بن أبي الفضل، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: كتب

إلينا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أن أبا القاسم البندار أنبأهم عن أبي أحمد ابن أبي مسلم عن أبي بكر الصولي قال: وأجلس القرامطة مكان علي بن عبد الله أخا له يقال له أحمد بن عبد الله، زعموا أنه عهد إليه، وصار أحمد بن عبد الله إلى حمص ودعي له بها وبكورها، وأمرهم أن يصلوا الجمعة أربع ركعات، وأن يخطبوا بعد الظهر، ويكون أذانهم: أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن عليا ولي المؤمنين حي على خير العمل؛ وضرب الدراهم والدنانير وكتب عليها الهادي المهدي، لا إله إلا الله محمد رسول الله، «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» «1» وعلى الجانب الآخر «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى» «2» . ووجه أحمد بن عبد الله هذا برجل يعرف بالمطوق- أمرد فرأيته بعد ذلك- فكبس أبا الاغر وهو غافل، فقتل أكثر أصحابه، وأفلت أبو الاغر، ثم خرج المكتفي بالله اليه، وأقام بالرقة، وأنفذ الجيوش اليه محمد بن سليمان، وأنفذ غلامه سوسنا معه في جيش عظيم، فورد الخبر بأنه قتل، ذكر ذلك الصولي في سنة احدى وتسعين ومائتين. قال: ثم أتى الخبر للنصف من المحرم من الدالية بأن فارسين من الكلبيين أحدهما من بني الاصبغ والآخر من بني ليلى نزلا بالسقافية «3» (199- و) فأخذا فأقرا أنهما من القرامطة، وأن القرمطي بالقرب، فركب محمد بن علي أبو خبزة، وأحمد بن محمد بن كشمرد من الرحبة فظفرا بالقرمطي، وأخذ معه رجل يقال له المدثر، وكاتبه، وغلام أمرد حدث يقال له المطوق، وحمل الى الرقة، وقد ذكرنا خبره. قال الصولي: ومما يروى من شعر أحمد بن عبد الله:

متى أرى الدنيا بلا كاذب.. وذكر الأبيات الاربعة، وقال: ومنه: ثأرت بجدي خير من وطي الحصا ... وأنصاره بالطف «1» قتلى بني هند فأفنيت من بالشام منهم لأنهم ... بقصدهم جاروا عن المنهج القصد على أنهم جاشوا لنا وتجمعوا ... وكادوا وكان الله أعلم بالقصد فجاهدتهم بالله منتصرا به ... فأفنيتهم بالبيض والسمر والجرد قال الصولي: ولعلي بن عبد الله وأخيه أحمد بن عبد الله شعر أظن بعض من يميل إليهم ويكره السلطان عمله أو أكثره، وحمله عليهما. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أحمد بن عبد الله، ويقال عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كما زعم، وهو صاحب الخال، أخو علي بن عبد الله القرمطي، بايعته القرامطة بعد قتل أخيه بنواحي دمشق، وتسمى (199- ظ) بالمهدي، وأفسد بالشام، فبعث اليه المكتفي عسكرا في المحرم سنة احدى وتسعين ومائتين، فقتل من أصحابه خلق كثير، ومضى هو في نفر من أصحابه يريد الكوفة فأخذ بقرية تعرف بالدالية من سقي الفرات، وحمل الى بغداد، وأشهر وطيف به على بعير، ثم بنيت له دكة، فقتل عليها هو وأصحابه الذين أخذوا معه يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الاول من سنة احدى وتسعين ومائتين، وكان شاعرا، وله في الفخار أشعار من جملتها: سبقت يدي يده لضر ... به هاشمي المحتد

أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي المضاء المصيصي القاضي:

وأنا ابن أحمد لم أقل ... كذبا ولم أتزيد من خوف بأسي قال بد ... ر: ليتني لم أولد يعني بدر الحمامي الطولوني أمير دمشق. «1» . هكذا قال الحافظ أبو القاسم، ولا أعلم أحدا قال في صاحب الخال عبد الله ابن أحمد غيره، والمعروف بهذا الاسم ابن عمه المعروف بالمدثر، وكان سار الى الشام فلقيه شبل الديلمي مولى المعتضد بالرصافة في سنة أربع وثمانين ومائتين، فقتله القرامطة، وقتلوا أصحابه، ودخلوا الرصافة فأحرقوها، وجاءوا مسجدها ونهبوها، وساروا نحو الشام، فالظاهر أنه اشتبه عليه بصاحب الخال، وأكد عنده ذلك هذه الابيات الثلاثة التي عزاها (200- و) اليه، وقوله فيها: وأنا ابن أحمد لم أقل ... كذبا ولم أتزيد على أن هذه الابيات ليس مراد صاحب الخال منها أن أحمد أبوه، بل أراد بقوله: «وأنا ابن أحمد» أنه من نسل أحمد النبي صلى الله عليه وسلم. أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي المضاء المصيصي القاضي: قاضي المصيصة حدث عن ... «2» روى عنه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان النسائي الامام، وقال فيه: ثقة. أحمد بن عبد الله بن مرزوق: أبو العباس الأصبهاني الدستجردي الحافظ، سمع أبا القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل، وغانم بن أبي نصر محمد بن عبيد الله البرجي، وهبة الله بن محمد بن الحصين البغدادي، وأبوي سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، ومحمد

ابن محمد بن محمد بن عبد الله المطرز، وأبا منصور عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الشرابي، والقاضي أبا بكر أحمد بن محمد بن الحسين الارجاني، وأبا طالب عبد القادر بن يوسف البغدادي، وأبوي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني ومحمد بن محمد بن المهدي، وأبا محمد طاهر بن محمد بن عبد الله الفزاري. روى عنه الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وذكره في معجم شيوخه، وقدم حلب سنة ثماني وأربعين وخمسمائة، وحدث بها وسمع منه بها أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله البجلي الحنفي الفقيه، وحدث عنه بمصر، والحافظ أبو المحاسن (200- ظ) عمر بن علي بن الخضر القرشي، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، والحافظ أبو المواهب بن صصرى، وشيخنا أبو اليمن الكندي وسمع منه بدمشق. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قراءة عليه وأنا أسمع بحلب قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني ببغداد قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحيم بن أحمد بن يحيى الشرابي بشيراز قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي الليث الشاهد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد خميرويه الكرابيسي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الخزاعي الحكاني قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: حدثني عروة ابن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت: كان عتبة ابن أبي وقاص عهد الى أخيه سعد بن أبي وقاص أن يقبض إليه ابن وليدة زمعة وقال: انه ابني، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح أخذ ابن وليدة زمعة فأقبل به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه ابن زمعة، فقال

سعد: يا رسول الله هذا ابن أخي عهد الي أنه ابنه، وقال عبد ابن زمعة: يا رسول الله هذا أخي ابن زمعة وولد على فراشه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابن وليدة زمعة فاذا هو (201- و) أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو لك يا عبد ابن زمعة من أجل أنه ولد على فراش أبيه» ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبي منه يا سودة بنت زمعة، مما رأى من شبهه بعتبة بن أبي وقاص وسودة بنت زمعه زوج النبي صلى الله عليه وسلم «1» . أنبأنا أبو البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام الحنفي، وسمعت منه بالقاهرة قال: أخبرنا الامام العالم أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله البجلي الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع سنة سبع وسبعين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو العباس أحمد ابن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني قراءة عليه في تاسع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمدينة حلب: قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد ابن الفضل قال: أخبرنا الامام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني قال: حدثنا الشيخ أبو حفص هبة الله بن محمد بن عمر بن زاذان قال: حدثنا عمي أبو محمد عبد الله بن عمر بن زاذان قال: حدثنا أبو الحسين علي بن خفيف بن عبد الله الدقاق قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن داود القنطري قال: حدثنا خيرون بن واقد الإفريقي قال: حدثنا مخلد بن حسين عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أقبل أبو بكر وعمر رضي الله (201- ظ) عنهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذان السمع والبصر» «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد

ابن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني الدستجردي بقراءتي عليه سنة سبع وأربعين وخمسمائة بدمشق قال: أخبرنا القاضي أبو محمد طاهر بن محمد بن عبد الله ابن الحسين الفزاري قال: أخبرنا أبو الفتوح حمزة بن محمد بن عبد الله السرخسي الصوفي قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم قال: حدثنا محمد بن هشام بن ملاس النميري من أهل دمشق قال: حدثنا مروان قال: حدثنا حميد قال: قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قيل يا رسول الله انصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي عن أبي سعد السمعاني قال: أنشدنا أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني ببغداد لفظا قال: أنشدنا القاضي الامام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الارجاني لنفسه بتستر: فلقد دفعت الى الهموم ينوبني ... منها ثلاث شدائد جمعن لي أسف على ماضي الزمان وحيرة ... في الحال منه وخشية المستقبل ما إن وصلت الى زمان آخر ... إلا بكيت على الزمان الاول أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني أبو العباس فقيه متودد الى الناس، وهو من أصحاب شيخنا اسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ من أهل أصبهان، دخل بغداد سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتفقه على الحسن بن سلمان ثم رجع الى أصبهان، وسافر الى بلاد خوزستان، ثم ورد بغداد وأنا بها في سنة ست وثلاثين وخمسمائة. سمع بأصبهان أبا سعد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المطرز، وأبا

أحمد بن عبد الله:

علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبا القاسم غنائم بن محمد بن عبيد الله البرجي وببغداد أبا سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، وأبا علي محمد بن محمد ابن المهدي (202- و) ، وأبا طالب عبد القادر بن يوسف، وأبا القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين الشيباني، وبشيراز أبا منصور عبد الرحيم بن محمد بن ابن أحمد بن يحيى الشرابي، وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وسألته عن مولده فقال: قالت لي والدتي: ولدت بعد موت ملكشاه بسنة «1» . قلت: وكانت وفاة السلطان ملكشاه في سنة خمس وثمانين وأربعمائة، فيكون مولده سنة ست وثمانين. أحمد بن عبد الله: أبي الحواري بن ميمون بن عياش بن الحارث الغطفاني، أبو الحسن التغلبي الزاهد المشهور، وقيل بأن اسم أبي الحواري ميمون؛ أصله من الكوفة، وسكن دمشق، وقدم الثغور الشامية والعواصم، وسمع بها أبا بكر محمد بن توبة الطرسوسي، وأبا جعفر محمد بن حاتم المصّيصي، وأبا معاوية الأسود الزاهد، والمسيب بن واضح بن سرحان التلمنسي. وأنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن عبد الله، أبي الحواري بن ميمون بن عياش بن الحارث، أبو الحسن التغلبي الغطفاني الزاهد، أحد الثقات، وذكر أبو عبد الله بن مندة أن أصله من الكوفة، وسكن دمشق. روى عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، وحفص بن غياث، ووكيع بن الجراح، ومروان بن محمد، عن شيخه واستاذه أبي سليمان الداراني، وأبي سعد

عبد الله بن إدريس، وأبي (202- ظ) أسامة حماد بن أسامة، والوليد بن مسلم، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل، وعمرو بن أبي سلمة، وروّاد بن الجراح، وزكريا بن إبراهيم الخصّاف، واسحاق الحناط، وسليمان بن أبي سليمان الداراني، ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الله بن نمير، وإسماعيل بن عليّة، وجعفر بن محمد، وإسحاق بن خلف، وأبي بكر محمد بن توبة الطرسوسي، ومضاء بن عيسى، وأبي جعفر محمد بن حاتم، وعبد الله ابن أحمد بن بشير بن ذكوان، وعبد الواحد بن جرير العطار الدمشقي، وأبي مسهر الدمشقي، وسلام بن سليمان المدائني، وعيسى بن خالد اليمامي، وزهير ابن عباد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بن ثعلبة، وعبد العزيز بن عمير الدمشقي، وأحمد بن معاوية بن وديع، وعلي بن حمزة الكسائي، وإبراهيم بن أيوب. روى عنه أبو داود، وابن ماجه، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، ومحمود بن إبراهيم بن سميع، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، وأبو عبد الملك التستري، وسليمان بن أيوب بن حذلم، ومحمد بن يعقوب وأبو عبد الرحمن محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس، وأبو الحسن محمد ابن اسحاق بن الحريص، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأبو العباس أحمد بن مسلمة العذري، وأحمد بن عامر بن المعمر الأزدي، ومحمد بن الفيض الغساني، وعبد الله بن عتّاب بن الزفتي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، ومحمد بن خريم، ومحمد بن عون بن الحسن الوحيدي، وعبد الصمد بن عبد الله (203- و) بن عبد الصمد، وسيار بن نصر، وأحمد بن سليمان بن زبان، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال، وأبو محمد عبد الرحمن بن اسحاق بن إبراهيم بن الضامدي الدمشقيون، وعلي بن الحسين بن ثابت الرازي، وأبو عبد الله محمد بن المعافى الصيداوي، وعبد الله بن هلال الدّومي، وسعد بن محمد البيروتي، وأبو بكر

محمد بن يحيى السّماقي، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشعراني، وأبو عصمة نوح بن هشام الجوزجاني، وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي بدمشق قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المعروف بابن الطبر قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شمعون قال: حدثنا أحمد بن سليمان الكندي، المعروف بابن أبن هريرة بدمشق قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا دخل أحدكم الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يمسح بيمينه» «2» . أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس السّلمي قال: حدثنا الفقيه الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي قال: حدثنا أبو المعمّر المسدّد علي بن عبد الله بن عبد الله الحمصي قال: حدثنا أبو حفص (203- ظ) عمر بن علي العتكي قال: حدثنا أبو العباس الفضل بن محمد الأحدب بأنطاكية قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا حفص بن غياث عن مسعر عن العوام بن حوشب عن إبراهيم السكسكي عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مرض العبد أو سافر، قال الله تبارك وتعالى لملائكته: اكتبوا لعبدي من الأجر مثل ما كان يعمل وهو صحيح مقيم» «3» . (204- و)

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد معمر بن طبرزد قال: سمعت اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي يقول: سمعت عبد الدائم بن الحسن الهلالي بدمشق في سنة ستين وأربعمائة يقول: سمعت عبد الوهاب بن الحسن الكلابي يقول: سمعت محمد بن خريم العقيلي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت له: يا معلم ما فعل الله بك؟ قال: يا أحمد جئت من باب الصغير «1» فلقيت وسق شيح فأخذت منه عودا ما أدري تخللت به أو رميت به فأنا في حسابه من سنة إلى هذه الغاية» . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن الخضر البغدادي التاجر بحلب قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وشهدة بنت أحمد بن الآبري ببغداد، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن (205- و) بن سهل الخرائطي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثنا عون بن إبراهيم بن الصلت قال: حدثني أحمد بن

أبي الحواري قال: حدثني أحمد بن وديع عن الوليد بن مسلم قال: كانت امرأة من التابعين تقول: اللهم أقبل بما أدبر من قلبي، وافتح ما أقفل عنه حتى تجعله هنيئا مرئا بالذكر لك. وقال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا أبو حفص النسائي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا أبو سلمة الطائي عن أبي عبد الله البناجي قال: سمعت هاتفا يهتف عجبا لمن وجد حاجته عند مولاه فأنزلها بالعبيد. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الفتح اسماعيل بن عبد الجبار المالكي قال: سمعت أبا يعلى الحافظ يقول: سمعت علي ابن عمر الفقيه يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: سمعت عبد الله بن هلال الاسكندراني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: كنت مع أبي سليمان الداراني في أمحل، فتلهفت «1» يوما، فنظر إلي وقال: ما هذا؟ قلت: قد ظهر بي منذ أيام، فقال: احذر هذا لو كان فيه خير لما أظهره الله فيك. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، والشيخ (205- ظ) أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قالا: أخبرنا أبو الفتح بن أبي الحسن الصوفي، ح. وأخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري في كتابها قالا: أخبرنا عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذيافي، ح. وأنبأنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان القارى في كتابه قال: أخبرنا أبو الأسعد عبد الرحمن بن عبد الواحد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم ابن هوزان القشيري قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت

أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز الحلبي يقول: سمعت أحمد ابن أبي الحواري يقول: من نظر الى الدنيا نظر إرادة وحب، أخرج الله نور اليقين والزهد من قبله. وقال: سمعت أبا عبد الرحمن يقول: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: من عمل بلا اتباع سنة، فباطل عمله. وقال: قال أحمد: أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة. قال: وقال أحمد ما ابتلى الله عبدا بشيء أشد من الغفلة والقسوة» . أنبأنا أبو المفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلّال قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني- إجازة- قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني قال: حدثني هرون (206- و) بن سعيد قال: قال يحيى بن سعيد: قال يحيى بن معين، وذكر أحمد بن أبي الحواري فقال: أهل الشام به يمطرون «2» . أخبرنا عمي أبو غانم قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذيافي، ح.

وأخبرنا أبو النجيب القارئ إجازة قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في شيء يأمره به، فجاءه يوما وهو يتكلم في مجلسه وقال: إن التنور قد سجر فما تأمر، فلم يجبه، فقال: مرتين أو ثلاثة، فقال أبو سليمان: اذهب فاقعد فيه- كأنه ضاق به قلبه-، وتغافل أبو سليمان ساعة ثم ذكر فقال: اطلبوا أحمد فإنه في التنور لأنه على عقد أن لا يخالفني، فنظروا فإذا هو في التنور لم تحترق منه شعرة «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: سمعت أبا الفتح اسماعيل ابن عبد الجبار بن محمد الماكي قال: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي قال: أحمد أبي الحواري الزاهد ثقة، كبير في العبادة والمحل؛ روى عنه مثل أبي حاتم الرازي في الزهد والعبادة، ومروان بن محمد، وعمّر حتى أدركه المتأخرون، آخر من روى عنه بالري إبراهيم (206- ظ) بن يوسف الهسنجاني، وبخراسان الحسين بن عبد الله بن شاكر السمرقندي، وبالشام ابن خريم، ومحمد ابن الفيض. أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر ابن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني- إجازة- قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أبي

الحواري أبو الحسن الدمشقي، روى عن حفص بن غياث، ووكيع، والوليد بن مسلم، وعبد الله بن وهب، يعد في الدمشقين، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وكتبا عنه، سمعت أبي يحسن الثناء عليه ويطنب فيه «1» . كتب إلينا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي أن أبا الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري أخبرهم قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن الحافظ قال: ومنهم- يعني من مشايخ الصوفية- أحمد بن أبي الحواري، واسمه ميمون، من أهل دمشق، وكنيته أبو الحسن، صحب أبا سليمان، وبشر بن السري، والنباجي، ومضاء بن عيسى، وغيرهم من المشايخ، ومات سنة ثلاثين ومائتين، وكان هو وأخوه محمد، وأبوه أبو الحواري، وابنه عبد الله كلهم من الورعين العارفين، وبيتهم بيت العلم والورع والزهد «2» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: (207- و) أخبرنا عمر بن علي بن محمد بن حمّوية، ح. وأخبرتنا زينب الشعرية في كتابها قالا: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذيافي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: ومنهم أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري من أهل دمشق، صحب أبا سليمان الداراني وغيره، مات سنة ثلاثين ومائتين. وكان الجنيد يقول: أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام «3» .

أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة:

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن محمد المروزي في كتابه منها قال: أخبرنا أبو الخير جامع بن عبد الرحمن بن ابراهيم السقّاء الصوفي قراءة عليه بنيسابور قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار الصوفي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: ومنهم أحمد بن أبي الحواري كنيته أبو الحسن، وأبو الحواري، اسمه ميمون من أهل دمشق، صحب أبا سليمان الداراني، وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية الفزاري، ومضاء بن عيسى، وبشر بن السري، وأبا عبد الله النباجي، وله أخ يقال له محمد بن أبي الحواري، يجري مجراه في الزهد والورع، وابنه عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري من الزهاد، وأبوه أبو الحواري، كان بيتهم بيت الزهد والورع، مات سنة ثلاثين ومائتين. أنبأنا عبد الرحيم بن عبد الكريم قال: أخبرنا أبو سعيد (207- ظ) الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر المزكّي- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرني أحمد بن محمد بن الفضل قال: مات أحمد بن أبي الحواري في سنة ثلاثين ومائتين. أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة: أبو العباس الذهلي القاضي والد القاضي أبي الطاهر الذهلي، ولي القضاء بالبصرة وواسط وغيرها من البلاد، وسمع بحلب صالح بن علي النوفلي الحلبي، وأبا أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، وبمنبج حاجب بن سليمان ومحمد بن سلام المنبجيين، وبغيرهما من البلاد: علي بن عثمان بن نفيل الحراني، وأبا أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، وأبا الدرداء هاشم بن محمد الأنصاري مؤذن بيت المقدس، والعباس بن الوليد البيروتي، ومحمد بن عوف، ومحمد بن عبد النور الخزاز، وأحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر الأطرابلسي، وربيعة

ابن الحارث الجيلاني الحمصي، والخليل بن عبد القهار الصيداوي، وأبا عيينة أحمد بن الفرج الحمصي، واسحاق بن سيار النصيبي، وأحمد بن عبد الحميد الكوفي، وسعيد بن محمد زريق الرسعيني، وابراهيم بن هانىء النيسابوري، وعلي بن موفق الأنباري، ويعقوب بن ابراهيم الدورقي ومحمد بن عبد الله المخرمي، وعمران بن بكار، ومحمد بن خالد بن خلي الحمصي، ومحمد بن حماد الطهراني، ومحمود بن (208- و) خداش، ومحمد بن صالح بن البطاح. روى عنه: ابنه أبو الطاهر محمد بن أحمد، وأبو الطاهر المخلص، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر المقرئ، والمعافى بن زكريا الجريري، ومحمد بن أحمد الهاشمي المصيصي، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وعبد الباقي بن قانع بن مرزوق. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: إجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين- قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أحمد (بن عبد الله) «1» بن نصر بن بجير القاضي قاضي واسط قال: حدثنا علي ابن الموفق الأنباري عن أحمد بن أبي الحواري عن أبي سليمان قال: لقيت عابدة بمكة فقالت (208- ظ) لي: من أين أنت؟ فقلت: من أهل الشام، قالت: اقرأ على كل محزون مني السلام. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: قال لنا أبو بكر الخطيب: أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة، أبو العباس الذهلي كان من شيوخ القضاة ومقدميهم، ولي قضاء البصرة

أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي:

وواسط وغيرهما من البلدان، وحدث عن يعقوب بن ابراهيم الدورقي، ومحمد ابن عبد الله المخرمي، ومحمود بن خداش، ومحمد بن حماد الطهراني، وعمران ابن بكار، ومحمد بن خالد بن خلي الحمصيين، ونحوهم. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، والمعافى بن زكريا الجريري، وأبو طاهر المخلص، وكان ثقة. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني الحسن بن محمد الخلّال قال: وجدت في كتاب أبي الفتح القواس: مات ابن بجير القاضي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. قال: وكذلك حدثني عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ عن أبيه قال: وقال: مات يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الآخر «1» . أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي: أبو الفضل، دخل الثغور الشامية وسمع بها أبا بكر محمد بن أحمد بن زرقان المصيصي، وعبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي، وأبا أمية بن ابراهيم الطرسوسي، وحدث عنهم وعن غيرهم. وذكره أبو القاسم الدمشقي الحافظ (209- و) في تاريخ دمشق بما أخبرنا به ابن أخيه تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ عمي قال: أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال، أبو الفضل السلمي، حدث عن أبيه عبد الله بن نصر، وأبي عامر موسى بن عامر المري، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، وابراهيم بن عتيق وأحمد بن علي بن يوسف الخزاز، وعمر بن مضر العبسي، ويزيد بن محمد بن

عبد الصمد، وأبي حارثة أحمد بن ابراهيم بن هشام الدمشقيين، والمؤمل بن إهاب الربعي، ووريزة بن محمد الغساني الحمصي، وأبي أمية الطرسوسي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن رزقان المصيصي، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر الأطرابلسي، وعبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي، وأبي سعد إسماعيل بن حمدويه البيكندي، ومحمد بن اسماعيل بن علية البصري قاضي دمشق، ومحمد ابن عبد الرحمن بن علي الجعفي الكوفي نزيل دمشق، وابراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبي الخير فهد بن موسى الاسكندراني، والوليد بن مروان الأزدي الحمصي، وجعفر بن محمد بن حماد القلانسي. روى عنه أبو الحسين الرازي، وعد الوهاب الكلابي، وأبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن درستويه، وأبو القاسم الحسن بن سعيد بن حليم القرشي، وأبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين السلامي الحوثري، وعمران بن الحسن الحفاف الدمشقيون (209- ظ) وأبو الفتح المظفر أحمد بن ابراهيم بن برهان المقرئ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هرون البرذعي الصوفي، وأبو علي محمد بن علي الحافظ الإسفرائيني، وأبو حفص بن شاهين (210- و) . أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي الحسين نجا العطار فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي، مات في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة «1» .

أحمد بن عبد الله، أبو بكر الطرسوسي:

أحمد بن عبد الله، أبو بكر الطرسوسي: روى عن حامد بن يحيى السلمي، روى عنه أبو القاسم الطبراني. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي المؤدب فيما أذن لنا فيه مرارا قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله الطرسوسي قال: سمعت حامد بن يحيى البلخي يقول: سمعت (210- ظ) سفيان بن عيينة يقول: رأيت كأن أسناني كلها سقطت، فذكرت ذلك للزهري، فقال: يموت أسنانك «1» ، وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت، فجعل الله كل عدو لي محدّثا. أحمد بن عبد الله الرصافي: من رصافة هشام بن عبد الملك من عمل قنسرين، حكى عن عثمان بن عبد الله العابد، روى عنه محمد بن عيسى القرشي. كتب إلينا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري المعروف والده بأزرتق أن أبا المعالي أحمد بن عبد الغني بن خيفة أخبرهم قال: أخبرنا جعفر بن أحمد السراج قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الآزجي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: حدثنا المفيد قال: حدثنا محمد بن عيسى القرشي قال: حدثنا أبو الأشهب السائح، وأحمد بن عبد الله الرصافي عن عثمان بن عبد الله، رجل من العباد، خرجت من بيت المقدس أريد بعض قراها في حاجة، فإذا أنا بعجوز عليها مدرعة من صوف، وخمار من صوف، تعتمد على عكاز لها، فقلت في نفسي: راهبة تريد ديرا، فحان منها التفاتة، فقالت لي: يا عبد الله، على (211- و) دين الحنيفية؟ فقلت: وما أعرف دينا غيره،

فقالت: ما اسمك؟ فقلت: عثمان، فقالت: يا عثمان من أين خرجت، وأين تريد؟ فقلت: من بيت المقدس الى بعض قراها في حاجة، فقالت: كم بينك وبين أهلك ومنزلك؟ فقلت: ثمانية عشر ميلا، فقالت: إن هذه لحاجة مهمة؟ قلت: نعم، فقالت: ألا سألت صاحب القرية يوجه إليك بحاجتك ولا يعنّيك، قال عثمان: فلم أدر ما تريد، فقلت: يا عجوز ليس بيني وبينه معرفة، فقالت: يا حبيبي وما الذي قطع بينك وبين معرفته في حال بينك وبين الاتصال به؟ قال عثمان: ففهمت ما قالت، فبكيت، فقالت: مم بكاؤك من شيء كنت تعلمه فتركته وذكرته؟ قلت: نعم، فقالت: احمد الله عز وجل الذي لم يتركك في حيرتك، فقلت: يا عجوز لو دعوت الله عز وجل بدعوة، فقالت: بماذا؟ قلت: ينقذني من حب الدنيا، فقالت: امض لشأنك فقد علم المحبوب ما ناداه الضمير من أجلك، ثم قالت: يا عثمان تحب الله عز وجل؟ قلت: أجل، فقالت: اصدقني ولا تكن كذابا، فقلت: والله إني أحب الله عز وجل، قالت: يا عثمان فما الذي أفادك من طرائف حكمته إذ أوصلك بها الى محبته؟ قال: فأمسكت لا أجيبها، فقالت: يا هذا عساك ممن يحب كتمان المحبة؟ قال: فأمسكت لا أدري ما أقول لها، فسمعتها تقول: يأبى الله عز وجل أن يدنس طرائف حكمته وخفي (211- ظ) مكنون محبته قلوب البطالين، ثم قالت يا عثمان أما والله لو سألتني عن محبة ربي لكشفت القناع الذي على قلبي وأخبرتك بمحبة سيدي وربي عز وجل: ثم استقبلت بوجهها الى القبلة وهي تقول: من أين لعقلي الرجوع إلهي، ومن أين لوجهي الحياء منك سيدي، إن لم تكن لي هلكت، وإن لم تكن معي في وحدتي عطبت، ثم استقبلتني بوجهها توبخني وهي تقول: يا عثمان، فقلت: لبيك، فقالت: تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا وربي في الفعال بديع لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع

أحمد بن عبد الله، أبو العباس الحلبي المعروف بابن كاتب البكتمري:

قال عثمان: فما ذكرت والله كلامها إلا هيجت علي أجزاني. أحمد بن عبد الله، أبو العباس الحلبي المعروف بابن كاتب البكتمري: وقيل إن اسم أبيه كاتب، وقيل اسمه عبد الله وأنه كان يكتب لوصيف البكتمري، وهو شاعر مشهور، وذكرناه فيمن اسم أبيه على حرف الكاف للاختلاف في اسمه ولكونه إنما يعرف بابن كاتب البكتمري. أحمد بن عبد الدائم بن أحمد بن نعمة المقدسي: أبو العباس الدمشقي الحنبلي، شيخ حسن فاضل من أهل الحديث المقيمين بجبل الصالحين بدمشق في سفح قاسيون، رحل الى بغداد واجتاز في طريقه حلب، وسمع ببغداد أبا الفتح محمد بن أحمد بن المنداي، وأبا الفرج بن كليب، وأبا الفرج بن الجوزي، وسمع بدمشق أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، ويحيى الثقفي، وأبا القاسم بن الحرستاني وعمر بن طبرزد، وحنبلا المكبر، وجماعة يطول ذكرهم. واجتمعت به بدمشق، وسمعت بقراءته على جماعة من الشيوخ بدمشق، ثم قدم علينا حلب، وسمع بها من جماعة من شيوخنا مثل: قاضي (212- و) القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي وغيرهما، ثم اجتمعت به بدمشق بعد ذلك، وسمعت منه جزء الحسن بن عرفة بسماعه من أبي الفرج بن كليب، وغير ذلك من حديثه. وكان يورق بالاجرة ويكتب سريعا، وكتب شيئا كثيرا، ولم يكن بخطه بأس وكتب لي بخطه تاريخ دمشق للحافظ أبي القاسم الدمشقي، وكتاب الذيل لابي سعد السمعاني. وكان حسن الخلق، سألته عن مولده فأخبرني أن مولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة بدمشق، وأن أباه كان من أهل قرية تعرف بالفندق من جبل نابلس،

وأنه هاجر به، وهو حمل، منها في أيام صلاح الدين يوسف بن أيوب، فولد بدمشق، وسكنوا بجبل الصالحين. وذكر لي أنه نسخ بخطه ألفي مجلد، وقال لي: أنا أنسخ الى الآن وأطالع، وعمري احدى وثمانون سنة، وكتبت أمس اثنتي عشرة ورقة، وأنا أشكر الله تعالى على ذلك. حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن أحمد بن نعمة المقدسي من لفظه بدمشق قال: أخبرنا أبو الفرج بن كليب الحراني قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قال: أخبرنا أبو علي اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي أبو علي قال: حدثني محمد بن صالح الواسطي عن سليمان بن محمد عن عمر بن نافع عن أبيه قال: قال عبد الله بن عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على هذا المنبر- يعني منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو يحكي عن ربه قال: «ان الله عز وجل اذا كان يوم القيامة جمع السماوات السبع والارضين السبع في قبضته، ثم قال:» هكذا وشد قبضته ثم بسطها، ثم يقول (212- ظ) عز وجل: أنا الرحمن، أنا الملك القدوس، أنا السلام، أنا المؤمن، أنا المهيمن، أنا العزيز، أنا الجبار، أنا المتكبر «1» أنا الذي الذي بدأت الدنيا ولم تك شيئا، أنا الذي أعدتها، أين الملوك أين الجبابرة. (توفي «2» أحمد بن عبد الدائم بن أحمد بن نعمة المذكور في يوم الاثنين

أحمد بن عبد ذي العرش الربعي المصيصي:

تاسع رجب سنة ثمان وستين وستمائة بمنزلة في سفح جبل قاسيون، ودفن هناك عند مشايخهم، وكان قد كف بصره، وذلك بعد وفاة والدي مؤلف هذا التاريخ رحمه الله) «1» . أحمد بن عبد ذي العرش الربعي المصيصي: روى عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، كتب عنه بعض أهل العلم. من اسم أبيه عبد الرحمن من الاحمدين أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد: ابن محمد بن عيسى بن طلحة بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو بكر العلوي المروزي الواعظ البكري، منسوب الى تلميذه أبي بكر محمد بن منصور السمعاني حدث عن أبي منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي، وأبي بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، وأبي ابراهيم اسماعيل بن عبد الوهاب الناقدي، وأبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن علي البخاري الهروي. روى عنه الحافظان أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، وأبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وكان قد أقام بدمشق مدة، وأخرج منها فمضى الى بلد الروم واجتاز في طريقه بحلب، وكان له قبول في الوعظ. (213- و) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- قراءة عليه

وأنا أسمع بحلب- قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي منصور المروزي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن البكري بالري قال: أخبرنا أبو ابراهيم اسماعيل ابن عبد الوهاب الناقدي بمرو قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار، ح. قال أبو سعد: وأخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال بأصبهان قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد العيار الصوفي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يحيى الأنصاري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا ابن الجعد عن شعبة عن الاعمش عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، «لا تسبوا الاموات فانهم قد أفضوا الى ما قدموا» «1» رواه البخاري في صحيحه عن علي بن الجعد. أخبرنا تاج الامناء أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن- اذنا- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أحمد بن عبد الرحمن ابن أحمد، أبو بكر العلوي الزيدي المروزي الشافعي الواعظ، قدم دمشق وأملى بها الحديث، وعقد بها مجالس الوعظ، وروى عن أبي منصور محمد بن علي ابن محمود نافلة الكراعي، وأبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن علي البخاري الهروي، وأبي ابراهيم اسماعيل بن عبد الوهاب (213- ظ) الناقدي الخراجي، وأبي بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني المراوزة، وارتبت ببعض سماعه، فكتبت الى أبي سعد بن السمعاني فكتب الي أنه وجد سماعه على أصول الكواعي والناقدي «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أحمد بن عبد الرحمن الاشرف

البكري، أبو بكر، ولد بنواحي أبيورد، وتفقه بمرو وخالط الفقهاء، وكتب الحديث الكثير، وقرأه، وكان ينتسب في التتلمذ الى والدي رحمه الله، وخرج الى ما وراء النهر، ودخل فرغانة، وأقام بأوش «1» مدة مديدة، ونفق سوقه عندهم في الوعظ والتذكير، ثم رجع الى مرو، وخرج منها الى البلاد، ولقي القبول التام فيها من العوام، وكان يكذب في كلام المحاورة كذبا فاحشا، ثم ولد له ولد علمه التذكير وحفظ المجالس، وخرج الى مازندران «2» ، ومنها الى العراق وورد بغداد، وسمعت أنه خرج الى الشام، ووعظ هو وابنه بدمشق، وحصل لهما مبلغ من المال، وانصرف الى بغداد. وكان سمع بمرو والدي الامام رحمه الله، وأبا ابراهيم اسماعيل بن عبد الوهاب الناقدي، وأبا منصور محمد بن علي بن محمد الكراعي وغيرهم، لقيته بمرو وظني أني سمعت بقراءته على أبي طاهر السبخي شيئا، ثم لقيته بالري منصرفي (214- و) من العراق وهو متوجه إليه، وكتبت عنه حديثا واحدا لا غيره. قال السمعاني: ورأيت في كتاب «القند في معرفة علماء سمرقند «3» » لابي حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي نسب أخي أبي بكر هذا، ولا أشك أن النسفي كتبه من قول أخيه، ولا يعتمد على قوله، وذكرت النسب ها هنا، وما ذكره عمر في حقهما. قال: ذكر السيد العالم محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عيسى بن طلحة بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب المروزي، قال دخل سمرقند مع أخيه السيد العالم

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله:

أحمد بن عبد الرحمن، وجلس أخوه للعامة مجالس، وذلك سنة تسع عشرة وخمسمائة، وروى حديثا عن محمد بن عبد الرحمن، أخي صاحب الترجمة، عن أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار السجزي. أنبأنا أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخرج أبو بكر العلوي من دمشق في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة وسار إلى ناحية ديار الملك مسعود بن سليمان «1» ، وانقطع خبره عنا بعد ذلك، وكان غير مرضي الطريقة. أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله: أبو العباس المقدسي الصوفي، قيم المسجد الاقصى، كان رجلا صالحا ورعا فاضلا، حسن السمت، من أهل الحديث والتصوف، سمع الحديث الكثير بدمشق من شيوخنا أبي اليمن الكندي، وأبي القاسم بن الحرستاني وغيرهما، وبحماه من أبي البركات بن قرناص، وببيت المقدس من أبي منصور عبد الرحمن بن محمد وكان يلازم السماع بقراءتي في المسجد الاقصى من الشيخ أبي علي الاوقي، وأقام بالبيت المقدس قيما بالمسجد الأقصى إلى أن خربت أسوار البيت المقدس، وشعثت دوره خوفا من استيلاء الفرنج عليه، فانتقل إلى حلب وسكنها ونزل بخانكاه سنقرجا بالقرب من القلعة «2» ، كتب عنه بعض طلبة الحديث شيئا منه، وتوفي بحلب يوم الجمعة سلخ جمادي الاولى من سنة تسع وثلاثين وستمائة، وصلي عليه بالمسجد الجامع، ودفن بمقابر مقام ابراهيم عليه السلام خارج باب العراق، تجاه المشهد المعروف بالمقام من غربيه وشماليه، وحضرت دفنه والصلاة عليه رحمه الله.

أحمد بن عبد الرحمن بن علي:

أحمد بن عبد الرحمن بن علي: ابن عبد الملك بن بدر بن الهيثم بن خلف بن خالد بن راشد بن الضحاك بن النعمان بن محرق بن النعمان بن المنذر اللخمي القاضي، أبو عصمة بن الوزير أبي الهيثم أبي حصين، وقيل بدر بن الهيثم بن خليفة بن راشد بن خالد بن الضحاك ابن قابوس بن أبي قابوس النعمان بن المنذر، أصله من الكوفة، ثم سكن (214- ظ) سلفه الرقة، واليها ينسب جده القاضي أبو حصين قاضي حلب لسيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، ووزر والده أبو الهيثم عبد الرحمن لسعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة، وانتقل أبو عصمة هذا الى طرابلس، وأظنه ولي بها القضاء، وهم من بيت القضاء والعلم، وبدر ولي قضاء الكوفة، ولابي عصمة عم يقال له عبد الحميد بن علي ولي قضاء جبيل، وسيأتي ذكره وذكر أبي الهيثم، وذكر أبي حصين في مواضعهم من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى. وأظن أبا عصمة ولد بحلب، والله أعلم، حكى بطرابلس انشادا عن قاضي القضاة أبي محمد بن معروف، رواه عنه الحافظ أبو عبد الله الصوري. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أنشدنا أبو الفضل موسى بن علي المؤذن ببغداد قال: أنشدنا محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري قال أنشدنا محمد بن علي بن محمد الحافظ الصوري، ح. وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني محمد بن علي الصوري قال: أنشدني القاضي أبو عصمة أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم اللخمي بطرابلس قال: أنشدنا قاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن معروف لنفسه ببغداد مضمنا للبيت الآخر (215- و) .

أحمد عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن خلف بن قابوس:

أشتاقكم اشتياق الأرض وابلها ... والأم واحدها والغائب الوطنا أبيت أطلب أسباب السلو فما ... ظفرت إلّا ببيت شفني وعنا أستودع الله قوما ما ذكرتهم ... إلّا تحدر من عيني ما خزنا قال أبو بكر الخطيب: وأنشدني الصوري الابيات التي ضمن ابن معروف منها شعره البيت الآخر قال: يا صاحبي سلا الأطلال والدمنا ... متى يعود الى عسفان من ظعنا إن الليالي التي كنا نسربها ... أبدى تذكرها في مهجتي حزنا أستودع الله قوما ما ذكرتهم ... إلا تحدر من عيني ما خزنا كان الزمان بنا غرا فما برحت ... أيدي الحوادث حتى فطنته بنا «1» أحمد عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن خلف بن قابوس: أبو النمر الاطرابلسي الاديب اللغوي، وقيل في جد أبيه محمد بن قابوس بن خلف. كان بحلب في سنة سبعين وثلاثمائة، وقرأ بها على أبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه النحوي كتاب الجمهرة لابي بكر بن دريد، وغيرها، وشاهدت على أصل أبي عبد الله بن خالويه قراءته عليه بخطه، وروى عنه وعن أبي الحسن علي ابن محمد بن عمران الناقد البغدادي، والقاضي يوسف بن القاسم الميانجي، وأبي بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم الفقيه الحلبي البحري (215- ظ) وأبي العلاء أحمد بن عبيد الله بن شقير

النحوي اللغوي، وأبي نصر محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري المعروف بالبنص. روى عنه الحافظان أبو عبد الله محمد بن علي الصوري، وأبو سعد اسماعيل ابن علي السمان، والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري، وأبو علي الحسن بن علي الاهوازي المقرئ. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته، وقرأت عليه اسناده- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد قال: أخبرنا جدي أبو محمد قال: حدثنا الحسن ابن علي الاهوازي قال: حدثنا أبو النمر الاديب قال: حدثنا القاضي يوسف بن القاسم الميانجي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمذاني قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الاعمش عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي برزة الاسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فانه من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته» «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي قال: أخبرنا أبو الفضل موسى بن علي الخياط- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا (216- و) أبو الفضل محمد بن عبد السلام الانصاري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الساحلي الحافظ قال:

قرأت على أبي النمر أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد قابوس بن خلف الاديب بطرابلس قلت: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن خالويه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد عن الرياشي عن الاصمعي عن منتجع بن نبهان الصيداوي قال: أخبرني رجل من بني الصيداء من أهل الصريم قال: كنت أهوى جارية من باهلة وكان أهلها قد أخافوني، وأخذوا علي المسالك فخرجت ذات يوم فاذا حمامات يسجعن على أفنان أيكات متناوحات في سرارة واد، فاستنفرني الشوق فركبت وأنا أقول: دعت فوق أغصان من الأيك موهنا ... مطوقة ورقاء في إثر آلف فهاجت عقابيل الهوى اذ ترنمت ... وشيب ضرام الشوق بين الشراسف بكت بجفون دمعها غير ذارق ... وأغرت جفوني بالدموع الذوارف لكني سرت فآواني الليل الى حي، فخفت أن يكون من قومها، فبت القفر فلما هدأت الرجل، ورنقت في عيني سنة، واذا قائل يقول: تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار فتفاءلت بها والله، ثم غلبتني عيناني فإذا آخر يقول: لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار (216- ظ) فقمت وعبرت، وركبت متنكبا عن الطريق، فاذا راع مع الشروق وقد سرح غنما له وهو يتمثل: كفى بالليالي المخلقات لجدة ... وبالموت قطاعا حبال القرائن فأظلمت والله علي الارض، فتأملته فعرفته، قلت: فلان؟ قال فلان، قلت ما وراءك؟ قال: ماتت والله رملة، فما تمالكت أن سقطت عن بعيري، فما أيقظني

إلّا حرّ الشمس، فقمت وقد عقل الغلام ناقتي ومضى، فركبت إلى أهلي بأخيب ما آب به راكب، وقلت: يا راعي الضّان قد أبقيت لي كمدا ... يبقى ويتلفني يا راعي الضّان نعيت نفسي إلى جسمي فكيف إذا ... أبقى ونفسي في أثناء أكفان لو كنت تعلم ما أسأرت «1» في كبدي ... بكيت مما تراه اليوم أبكاني أخبرنا أبو هاشم الحلبي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي المظفر- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي الحسيني بالري قال: أخبرنا طاهر بن الحسين السمان قال: حدثنا اسماعيل بن علي الحافظ قال: قرأت على أبي النمر الاديب الاطرابلسي قلت له: أنشدكم ابن خالويه قال: أنشدني أبو الحسن الوراق الشاعر لسعيد بن المسيب: انظر لنفسك حين ترضى ... وانظر لنفسك حين تغضب (217- و) فالمشكلات كثيرة ... والوقوف عند الشك أصوب أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن تاج الامناء قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن خلف بن قابوس، أبو النمر الاطرابلسي الاديب، حدث بصور سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وبأطرابلس عن أبي الحسن علي بن محمد بن عمران الناقد البغدادي وأبي بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي، وأبي عبد الله بن خالويه، وأبي نصر محمد بن محمد بن عمرو النيسابوري، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن ابراهيم البحري، ويوسف بن القاسم الميانجي. روى عنه أبو عبد الله الصوري، وأبو علي الأهوازي.

أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود بن هرون:

أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: وجدت بخط أبي الفرج غيث بن علي الصوري: قرأت بخط أبي طاهر الصوري في ذكر من أدركه بطرابلس من الشيوخ: أبو النمر أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس، عاصر ابن خالويه، وكان يدرس العربية واللغة، وتوفي بها وخلف ولدا شخص الى العراق، وتقدم هناك «1» . أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود بن هرون: أبو بكر الحافظ الرقي، دخل أنطاكية، وسمع بها الحافظ أبا عمرو عثمان ابن عبد الله بن خرزاد، وأبا محمد عبد الله بن نصر الاصم الانطاكيين، واجتاز (217- ظ) بحلب في طريقه اليها. وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في تاريخه بما أنبأنا به تاج الامناء أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أحمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن الجارود بن هرون، أبو بكر الرقي الحافظ نزيل عسكر مكرم «2» . ذكر أنه سمع بدمشق هشام بن عمار، وأبا زرعة النصري، ومحمد بن عوف بحمص، وحدث عنهم وعن أبيه عبد الرحمن بن الجارود، وعلي بن حرب، وأحمد ابن حرب، وهلال بن العلاء، وأحمد بن شيبان الرملي، وعثمان بن خرزاد وعبد الله بن نصر الانطاكيين، ويونس بن عبد الاعلى، والمزني، والربيع بن سليمان ويزيد بن سنان البصري، والحسن بن عرفة، والحسن بن محمد بن الصباح، وشعيب بن أيوب الصريفيني، وعيسى بن أحمد البلخي، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكوفي، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبي زرعة، وأبي حاتم الرازيين.

روى عنه القاضي أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي نزيل نيسابور، وأبو الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الاستراباذي، وأبو اسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبراني المقرئ الشاهد، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد بن خالد الذهلي الخالدي، وأبو علي الحسن بن أحمد بن الليث الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الاعلى الاندلسي الورسي (218- و) . أخبرنا أبو البركات بن محمد- إذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان النسوي الطبيب، وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح النيسابوري الصوفيان قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام قال: أخبرنا القاضي الامام أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود بن هرون الرقي قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك الدقيقي وعثمان بن خرزاد الانطاكي، وعباس الدوري قالوا: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: يا بن آدم أنا بدّك اللازم فاعمل لبدك، كل الناس لهم بدّ وليس لك مني بد» . قال علي بن أبي محمد: رواه أبو بكر الخطيب عن الحسن بن محمد الخلال عن القاضي أبي عمر البسطامي، فأخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور، وأبو منصور ابن خيرون قالوا: قال لنا أبو بكر الخطيب هذا الحديث موضوع المتن مركب على هذا الاستاد وكل رجاله مشهورون معروفون بالصدق الا ابن الجارود فانه كذاب، ولم نكتبه الا من حديثه. وقال أبو بكر في موضع آخر بهذا الاسناد: وقد رواه- يعني حديث بقية

أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ماكا:

عن مالك عن الزهري عن أنس، (218- ظ) انتظار الفرج- شيخ كذاب: كان بعسكر مكرم عن عيسى بن أحمد العسقلاني عن بقية، وأفحش في الجرأة على ذلك لانه معروف أن الحيائري تفرد به، والله أعلم «1» . ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في في معرفة الضعفاء: أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، يضع الحديث ويركبه على الاسانيد المعروفة. أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ماكا: أبو بكر المقرئ، مقرئ مذكور، قدم أنطاكية سنة أربعين وثلاثمائة وأقرأ بها القرآن العزيز. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن أبي محمد ابن هبة الله قال: قرأت بخط الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحنائي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن ابراهيم الانطاكي المعروف بابن العريف قال: قدم علينا أنطاكية سنة أربعين وثلاثمائة أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن ابن محمد ابن ماكا فقيل له: ان ابراهيم بن عبد الرزاق يذكر أنه قرأ على قنبل «2» ، فلم يحفل بهذا القول الى أن ورد في بعض الايام رجل من أهل خراسان شيخ كبير عليه ثياب صوف، فجلس بين يدي الشيخ ابن ماكا، وقال: أريد أقرأ، فقرأ عليه عشرين آية وقال: حسبي آجرك الله، فقال له: أيش في كمك؟. قال: قراءات، قال له: وعلى (219- و) من قرأت؟ قال: قرأت على قنبل أنا ورجل من أهل أنطاكية يقال له ابراهيم بن عبد الرزاق الخياط، فقال الشيخ بغية الطلب في تاريخ حلب م (62)

أحمد بن عبد الرحمن بن المبارك:

ابن ماكا: قوموا بنا الى الشيخ، فجاء الى ابن عبد الرزاق، فقال: يا شيخ اجعلني في حل، فجعله، وعرف ابن عبد الرزاق الرجل، فقال له: أيش لي معك، فأخرج خط قنبل بقراءة ابن عبد الرزاق عليه. أحمد بن عبد الرحمن بن المبارك: وقيل ابن عبد الرحمن بن علي بن المبارك بن الحسن بن نفاذة، أبو الفضل السّلمي الدمشقي، شاعر مجيد فاضل أديب، يلقب نشء الدولة، وبدر الدين، وكان يكتب للملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وصحبه حضرا وسفرا، وقدم معه حلب حين افتتحها. أنشدنا عنه شيئا من شعره أبو محمد مكي بن المسلّم بن علّان الدمشقي، وأبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي، قال لي أبو المحامد: كان لا يبارى في فضله، ولا يجارى في معرفته ونبله، وجمعه بن رئاسة نفسه وطيب أصله، وورث عنه حسن الكتابة وحلية الفضل لذريته ونسله. قال: ومولده بدمشق في شهور سنة إحدى وأربعين وخمسمائة «1» . وقال لي السديد أبو محمد مكي بن المسلم: إن أبا الفضل بن نفاذة دخل حلب مرارا، ومدح بها الملك الظاهر غازي رحمه الله. أنشدنا سديد الدين أبو محمد مكي بن المسلّم قال: أنشدنا الأمير نشو الدولة أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن المبارك بن الحسن بن نفاذة السّلمي (219- ظ) الدمشقي لنفسه: سفرت عن جبينها الوضّاح ... فأرتنا في الليل ضوء الصّباح قلت لما زارت على غير وعد ... تتهادى كالغصن تحت الرياح:

مرحبا بالتي أبادت همومي ... وغمومي وأبدأت أفراحي أيها اللائمي على حبها ... أقصر فما أنت فيه من نصّاحي مقلة الظبي سالف الريم قد ... الغصن خدّ الشقيق ثغر الأقاحي أنشدني شهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدني الشيخ الرئيس الأديب الفاضل البارع نشء الدولة بدر الدين أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن المبارك بن الحسن بن نفاذة السلمي متغزلا على حرف الهمزة. يا ساكنا في مهجتي تتبوّأ ... لم لا ترقّ لأدمع لا ترقأ لي منك جفن لا يجف وثقل هـ ... م لا يخف ومضجع لا يهدأ هل ما تمزق من فؤادي بالجفا ... يا هاجري بيدي وصالك يرفأ ومدلل أنا في هواه مذلّل ... منه ومني مالك وموطأ ثمل المعاطف قده متأود ... بالغصن يزري إذ يهزّ ويهزأ بلحاظه قلبي جريح مثخن ... فالوصل يأسو والتجني ينكأ سبحان خالقه ومبدع حسنه ... والله يخلق ما يشاء ويذرأ (220- و) كالليل شعرا غاسقا والصبح وجها ... شارقا أنواره تتلألأ في ثغره حانية عانية ... تسبى العقول بها وليست تسبأ سفك الدماء وطرفه سيافه ... وبه على أجرائها يتجرأ متمرض الأجفان قلبي مذ جفا ... متمرض وكلاهما لا يبرأ صبري لدائرة الصبابة نقطة ... تسمى وليس ترى ولا تتجزأ يحظى به غيري وأحرم وده ... وسواي يروى بالوصال وأظمأ قال لنا أبو المحامد القوصي: وأنشدني لنفسه متغزلا على حرف الذال المعجمة:

رسل اللحاظ الى الخواطر تنفذ ... وسهامها في كل قلب تنفذ ومن العجائب وهي تصمي مهجتي ... أني بوقع سهامها أتلذذ إن السهام لتخطئ المرمى سوى ... سهم بأهداب الجفون مقذذ «1» وبمهجتي صاح يعربد لحظه ... تيها عليّ فطرفه متنبذ رشأ يصيد بحسنه مهج الورى ... وعلى العقول بسحره يستحوذ تحوي القلوب بخفة وصناعة ... أجفانه فاللحظ منه مشعبذ سحر به فتن الأنام فحق ... هاروت الإمام لجفنه يتتلمذ مقبول شخص بالعيون مقبّل ... ميهوب حسن بالأماني يجبذ ميعاده مثل السراب ووصله ... بالقول لا بالفعل فهو مطرمذ «2» من طبع أهل الشام قاس قلبه ... لكنه في دلّه يتبغدذ (221- ظ) يا نظرة قد أعقبتني حسرة ... طرفي جنا فعلام قلبي يؤخذ وجدي به طول الزمان مجدد ... والقلب منه بالصدود مجذذ والحزن مرد في هواه مردد ... والخد من مطر الدموع مرذذ وأنشدنا أبو المحامد القوصي قال: وأنشدني رحمه الله لنفسه متغزلا على حرف الزاي: أعانوا على القلب الجريح وأجهزوا ... وسفك دمي ظلما أباحوا وجوزوا هم رحلوا صبري غداة رحيلهم ... وسرى بوجدي أبرزوا يوم برزوا وكنت كنزت الدمع ذخرا لبينهم ... فأنفقت يوم البين ما كنت أكنز يعز وقد بانوا علي فراقهم ... ويعزب صبري والتجلد يعوز وكانوا حياتي فارقوني ففارقت ... فها أنا حي في ثيابي مجنز

أحمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد اللخمي:

وبي حب من لا الود يطلب عنده ... ولا الوصل مرجو ولا الوعد منجز لدائرة الأبصار من حول وجهه ... إذا ما بدا من نقطة الخال مركز له غصن قدّ بالملاحة مزهر ... وديباج خد بالعذار مطرز هو الرمح قدّا واعتدالا ولحظه ... سنان به ما زال قلبي يوخز حكى ألف الخط اعتدال قوامه ... ولكنه من عطفه الصدغ يهمز لقد صاد قلبي حبه بيد الهوى ... ولم يجد فيه أنني متحرز أخبرني أبو المحامد القوصي أن أبا الفضل بن نفاذة توفي بدمشق في شهور سنة احدى وستمائة تاسع المحرم منها. أحمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد اللخمي: أبو العباس بن أبي علي بن أبي المجد البيساني المصري المعروف بالقاضي الأشرف بن القاضي الفاضل، أصل سلفه من بيسان، وانتقلوا الى عسقلان، وولي جده قضاءها، وولد أبوه بها، ثم انتقل عنها الى مصر حين غلب عليها الفرنج، فنشأ بمصر على ما نذكره في ترجمته إن شاء الله، وولد له هذا الولد أبو العباس بمصر في المحرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، أخبرني بمولده جمال الدين محمد بن علي الصابوني، وكان رجلا حسنا فاضلا، شريف النفس، وقورا مشتغلا بما يعنيه. سمع الحديث الكثير في كبره بدمشق وبغداد وحلب، وغيرها من البلاد، وكان سمع الحافظ أبا محمد القاسم بن أبي القاسم الحافظ الدمشقي، وفاطمة بنت سعد الخير وغيرهما، وقدم علينا حلب رسولا الى بغداد فسمع بها من جماعة منهم: أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله وغيره، وكان قد سمع إنشاد السعيد ابن سناء الملك، وأجازت له بحنى الوهبانية وطبقتها، وكان ينظم الشعر، ولم يزل يطلب ويسمع الحديث حتى علت سنه.

ووقف على أهل الحديث كتبا حسنة بالمقصورتين المعروفتين به وبوالده بالكلاسة من جامع دمشق «1» . وكان أخبرني عنه جماعة من المحدثين أنه يمتنع (221- ظ) من الرواية والتحديث، ثم إنني اشتريت أجزاء من مسموعاته، فوجدته قد حدث بمدرسه أبيه بالقاهرة في سنة ثمان وعشرين وستمائة بشىء من حديثه، وسمع منه جماعة من طلبة الحديث منهم صاحبنا- بالديار المصرية- أبو الحسن علي بن عبد الوهاب بن وردان، وروى لنا عنه شيئا من شعره أبو الفضل عباس بن بزوان الإربلي، وأبو عبد الله بن الصابوني، وكنت اجتمعت به في سنة ست وعشرين وستمائة بدمشق، وفي سنة.... «2» وثلاثين بمصر، ولم يتفق لي سماع شيء منه. أنشدني أبو الفضل عباس بن بزوان قال: أنشدني القاضي الأشرف أحمد بن عبد الرحيم بن علي بن البيساني لنفسه، وقال: أنشدتها الوزير ببغداد ارتجالا حين أرسلت الى بغداد. يا أيها المولى الوزير ومن له ... نعم حللن من الزمان وثاقي من شاكر عني بذاك فإنني ... من عظم ما أوليت ضاق نطاقي منن تحفّ على يديك وإنما ... ثقلت مؤونتها على الأعناق أنشدنا جمال الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن الصابوني قال: أنشدني القاضي الأشرف بن القاضي الفاضل لنفسه بالقاهرة. الحمد لله وشكرا له ... كم نعمة ألبسني فاخره أعطاني الدنيا بأفضاله ... وأنظر لما خول في الآخره (222- و)

أحمد بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب:

أنشدني جمال الدين ابن الصابوني قال: أنشدني القاضي الأشرف بن الفاضل قال: أنشدني هبة الله بن جعفر بن سناء الملك لنفسه: لعلوي جربت لا لانحطاطي ... جربي رفعة وما هوداء جربت قبلي السماء وناهي ... ك علوّا أن أشبهتني السماء ولقد أجمع الرواة وما في ... ذاك خلف أن اسمها الجرباء سمعت أبا الفضل عباس بن بزوان رفيقنا رحمه الله يقول: مات القاضي الأشرف أبو العباس أحمد بن القاضي الفاضل بالقاهرة في ليلة الاثنين سابع جمادي الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ودفن في يوم الاثنين بعد صلاة العصر بسارية الى جنب والده رحمهما الله. أحمد بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب: أبو الفوارس البالسي القاضي ببالس، حدث بها، روى عنه القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد بن محمد الأنصاري قاضي سيوط «1» (222- ظ) أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن بزوان بن جابر بن قحطان: أبو العباس الهذباني الكردي المعروف بصلاح الدين الإربلي، كان صائغا بإربل، واشتغل بالأدب، واتصل بخدمة الملك المغيث بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب حين كان بإربل، وكان يغني له، وخدمه وصار حاجبا له، ووصل معه الى مصر، فلما توفي اتصل بالملك الكامل فنفق عليه وتقدم عنده، وصار عنده أميرا كبيرا، وحبسه مدة، ثم أطلقه، وعظم عنده، وكان أميرا فاضلا شاعرا، حسن الأخلاق، قدم حلب في اجتيازه الى مصر، ثم قدم منبج صحبة الملك الكامل أبي المعالي محمد بن أبي بكر بن أيوب، حين وردها قاصدا بلد الروم بعساكره. روى لنا عنه شيئا من شعره القاضي محي الدين محمد بن جعفر بن قاضي إربل،

والفقيه شهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وأبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي. وأخبرني أبو المحامد القوصي أن مولد الأمير صلاح الدين بإربل في شهور سنة أربع وستين وخمسمائة على ما ذكر. أنشدنا القاضي محي الدين بن جعفر بن محمد بن محمود الإربلي قال: أنشدني صلاح الدين أحمد بن عبد السيد بن شعبان الإربلي لنفسه بالجسور «1» ظاهر مدينة دمشق: تعدّى الى الخيل الغرام كأنما ... بطيب زمان الوصل يخبرها عنا (223 و) نجاذبها رفقا بها وتمدّنا ... إليكم من الشوق الذي اكتسب منا أنشدني شهاب الدين أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل الفاضل صلاح الدين أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان الهذباني رحمه الله بدمشق سنة ست وعشرين وستمائة لنفسه في الفراق: والله لولا أماني القلب تخبرني ... بأنّ من بان يدنو مسرعا عجلا قتلت نفسي يوم البين من أسف ... وكان حقا بأن أستعجل الأجلا وأنشدنا قال: وأنشدني أيضا لنفسه وكتب بها الى صديق له: لم ترحلوا عني لأن محلكم ... قلب بكم ما إن يزال متيما والبين إن نقض الخيام من الثرى ... فالوجد أودعها الفؤاد وخيّما قال: وأنشدني لنفسه في المعنى، وكتب بها الى صديق له: على بقعة عنها ترحّلت وحشة ... كأنس مكان أنت فيه مخيّم وحسبي عذابا أنني عنك نازح ... وغيري قريب بالوصال منعم

أنشدني أبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي قال: أنشدني صلاح الدين الإربلي أحمد بن عبد السيد لنفسه: في حالة البعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأرض عني فهي نائبتي وهذه نوبة الأشباح قد حضرت ... فامدد يمينك كي تحظى بها شفتى (223 ظ) وأنشدني سليمان بن بنيمان قال: أنشدني صلاح الدين لنفسه: ما الى ترك هواكم لي سبيل ... كيف شئتم فاعدلوا عني وميلوا آه ما قولى لكم آها على ... زمن يفنى وأوقات تحول إنما أبكي على يتم الهوى ... بعد موتي من له حي حمول أنشدنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني صلاح الدين الإربلي لنفسه، وذكر أنه أوصى بأن يكتب البيتان على قبره رحمه الله. يا رب عبدك جاء رهن ذنوبه ... مترجيا من عفوكم للجود فشماله في شعر شيبة وجهه ... ويمينه في عروة التوحيد قال القوصي: وهذا الأمير صلاح الدين الإربلي رحمه الله كان فاضلا مجيد لشعره ودو بيتاته، مفيدا في محاضراته ومذاكراته، وصحب الملك المغيث مدة طويلة، وكانت صحبته له بإربل ودمشق صحبة جميلة؛ ثم خدم الدولة الملكية الكاملية فحصل له فيها المال الوافر والجاه الحسن، وكفر دهره في آخر وقته بحسنات المنح ما جناه عليه من سيئات المحن، وتوفي في الشرق في العسكر الكاملي في شهور سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن بالرها «1» ، ثم نقل الى قرافة مصر. وقال لي ابن بنيمان: إنه توفي بالرها في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكان قد مرض بالسويداء فنقل في محفة، فمات بالرها ودفن بها. (224- و) .

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات في سنة إحدى وثلاثين وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي العشرين من ذي الحجة توفي الأمير الأجل أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان الإربلي المولد والمنشأ، المصري الدار، المنعوت بالصلاح، بمدينة الرها، ودفن من يومه بالمقبرة المعروفة بمقبرة باب حران، وكنت إذ ذاك بها، ثم نقل من هناك الى مصر. حدث بشيء من شعره، سمعت منه شيئا منه ببعض بلاد حمص، ومولده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بإربل؛ ذكر أنه رآه بخط والده عبد السيد بن شعبان، وكان اتصل بخدمة مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل مدة، ثم توجه الى الشام، ثم اتصل بخدمة الملك الكامل، وتقدم وترسل عنه «1» (224 ظ) .

ذكر من اسم أبيه عبد العزيز من الأحمدين

ذكر من اسم أبيه عبد العزيز من الأحمدين أحمد بن عبد العزيز بن أيوب بن زيد: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو عبد الله العرقي، من أهل عرقة «1» ، وولد بالموصل، ففي نقلته من الموصل الى عرقة اجتاز بجلب أو ببعض عملها. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أحمد بن عبد العزيز بن أيوب بن زيد أبو عبد الله العرقي الأطروش المعروف بالعجيل، ولد بالموصل وحدث بعرقة عن يحيى بن عثمان الحمصي. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي. «2» . أحمد بن عبد العزيز بن داود بن مهران الراذاني الحراني: رحل الى مصر وسمع بها الحديث، ثم عاد الى بلده حران، ففي طريقه اجتاز بحلب أو ببعض عملها. ذكره أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي في كتابه في تاريخ

أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي:

الغرباء ممن قدم مصر، وقرأته بخط عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: أحمد بن عبد العزيز داود بن مهران الراذاني من أهل حران، هو ابن أخي أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني، قدم مصر سنة تسع وستين، وكان قد رحل وكتب الحديث، وكان يحفظ كتبا عن ثابت بن موسى وطبقته نحو النيف وعشرين ومائتين، ورجع الى (225 و) حران سنة سبعين ومائتين، ومات في رجوعه، وكتب عنه. أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي: المقدسي الواعظ، امام جامع الرافقة، أبو الطيب، قدم حلب مجتازا، وسمع بشيزر أبا السمع إبراهيم بن عبد الرحمن بن جعفر المعري التنوخي معلم بني منقذ، وبالبيت المقدس الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وبمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري. روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي في مصنفاته، وكان شاعرا حسن الشعر. أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الدمشقي المعروف بابن الشيرجي بحلب، وأبو اسحاق إبراهيم بن بركات بن إبراهيم المعروف بالخشوعي بقراءتي عليه بالربوة من ظاهر دمشق قالا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي المقدسي الواعظ- إمام جامع الرافقة «1» ، بقراءتي عليه في المحرم سنة تسع وعشرين وخمسمائة- قال: أخبرنا الشيخ الإمام إمام الحرمين أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري الفقيه بمكة حرسها الله في المسجد الحرام سنة سبع وثمانين وأربعمائة، ح. قال الحافظ أبو القاسم: وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو

محمد اسماعيل بن أبي بكر القارئ (225 ظ) بنيسابور قالوا: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي بنيسابور قال: أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد الفارسي قال: حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي بخسروجرد «1» قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي قال: أخبرنا هشيم عن أبي هرون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف: «سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين» «2» . أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أنشدنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أنشدني أبو الطيب لنفسه: من لصب نازح الدار ... نهب أشواق وأفكار مستهام القلب محترق ... بهوى أذكى من النار فنيت بالبعد أدمعة ... فهو يبكي بالدم الجاري قائلا جار الزمان على ... مهجتي في فرقة الجار فالى من أشتكي زمنا ... غالني في حكمه الجاري بيد قذافة سلبت ... كل أغراضي وأوقاري صرت أرضى بعد رؤيتكم ... بخيال أو بأخبار كتب إلينا الحسن بن محمد الدمشقي أن علي بن الحسن الشافعي أنشدهم قال: وأنشدني يعني أبا الطيب المقدسي لنفسه معاتبة: (226 و) . يا واقعا بين الفرات ودجلة ... عطشان يطلب شربة من ماء إن البلاد كثيرة أنهارها ... وسحابها فغزيرة الانواء

ما أختلت الدنيا ولا عدم الندا ... فيها ولا ضاقت على العلماء أرض بأرض والذي خلق الورى ... قد قسم الأرزاق في الأحياء قال الحافظ: وأنشدني أيضا لنفسه: يا ناظري ناظري وقف على السهر ... ويا فؤادي فؤادي مسكن الضرر ويا حياتي حياتي غير طيبة ... وهل تطيب بفقد السمع والبصر ويا سروري سروري قد ذهبت به ... وإن تبقى قليل فهو في ثر فالعين بعدك يا عيني مدامعها ... تسقي مغانيك وما يغني عن المطر والقلب بعدك يا قلبي تقلبه ... في النار أيدي الاسى من شدة الفكر كم يبك قلبي على ما نابه أحد ... في الناس كلهم إلا أبو البشر لو أن أيوب لاقى بعض مالقيت ... نفسي لبادر يشكو غير مصطبر وما مصيبه اسرائيل فادحه ... لأنه كان يرجو فرحة الظفر «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي، أبو الطيب المقدسي، إمام جامع الرافقة- وهي بلدة على شط الفرات تعرف بالرقة الساعة، والرقة كانت يجنبها فخربت- كان واعظا ورد (266 ظ) بغداد حاجا، وسمع بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري، سمع منه رفيقنا أبو القاسم الدمشقي وغيره. أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال: أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب أبو الطيب المقدسي الفقيه الواعظ إمام جامع الرافقة، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري بمكة، وذكر لي أنه سمع الفقيه نصر بن

ذكر من اسم أبيه عبد الغني من الأحمدين

إبراهيم المقدسي، ودخل المغرب مع أبيه، وسمع من جماعة من الشيوخ، ولم يكن عنده عنهم شيء. وكان له ديوان شعر حسن، سمعت منه بعضه بالرافقة، وكان قد قدم دمشق غير مرة، ورأيته في إحدى القدمات وأنا صغير ولم أسمع منه بدمشق شيئا، وكتبت عنه بالرافقة شيئا يسيرا، وكان شيخا مستورا معيلا مقلا. وقال الحافظ أبو القاسم: فارقت أبا الطيب حيا في سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومات بعد ذلك «1» . ذكر من اسم أبيه عبد الغني من الأحمدين أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم اللخمي القطرسي أبو العباس بن أبي القاسم المغربي المصري، الملقب بالنفيس، شاعر مجيد، أصله من المغرب وهو مصري، ورد حلب، وامتدح بها الملك الظاهري غازي بن يوسف رحمه الله، وكان فقيها أديبا له (227 و) عناية بعلوم الأوائل، وترك الفقه، وتصرف وخدم في الديوان بقوص «2» . روى لنا عنه شيئا من شعره أبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي، وقال لي: كان هناك الاجل نفيس الدين، فاضلا أديبا فيلسوفا، ولم يزل برقيق الشعر موصوفا، وبدقيق فن الحكمة معروفا. وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني في كتاب «خريدة القصر» بما أنبأنا به صديقنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار بن أبي الحجاج المقدسي المصري قال: أخبرنا العماد الكاتب قال: النفيس بن القطرسي شاب

مصري فقيه في المدرسة المالكية بمصر، له خاطر حسن، ودراية ولسن، ويد في علوم الأوائل قوية، وروية من منابع الأدب ومشارعه رويّة، أنشدت له: يسرّ بالعيد أقوام لهم سعة ... من الثراء وأما المقترون فلا هل سرني وثيابي فيه قوم سبا ... أوراقني وعلى رأسي به ابن جلا عيد عداني الغني فيه الى سفل ... لا تعرف العرف أيديهم ولا القبلا ظللت أنحر فيهم مهجتي أسفا ... وهم به ينحرون الشاء والابلا تبا لها قسمة لو أنها عدلت ... لكان أرفع حظينا الذي سفلا «1» أنشدنا شهاب الدين أبو المحامد القوصي قال: أنشدنا الفقيه الأجل الأديب نفيس الدين أبو العباس أحمد بن عبد الغني القطرسي المصري لنفسه (227 ظ) . هلا عطفت على المحب المدنف ... فشفيت غلة قلبه المتلهف يا محرقا قلبي بنار صدوده ... لو شئت كان ببرد ريقك ينطفي أتلفتني بهواك ثم تركتني ... حيران يدأب في تلافي متلفي أو ما علمت بأنني رهن الضنا «2» ... متوقف لعذارك المتوقف لا شيء أحسن من محب مغرم ... وجد السبيل إلى حبيب منصف من لي وقد سمع الزمان بخلسة ... لولا تذكر طيبها لم تعرف إذ بت معتنق القضيب على النقا «3» ... وظللت مغتبق السلاف القرقف «4» أجني جني الورد ثم يعيده ... خجل بحوري الملاحة مترف فعجبت من ورد يعود بقطفه ... غض النبات كأنه لم يقطف

أنشدنا أبو المحامد قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنشدني أبو العباس لنفسه: يا من تعوذه محاسنه ... من عين عاشقه اذا يشكو فبوجهه ياسين طرته ... وعلى لماه ختامه مسك وأنشدنا القوصي- إجازة- قال أنشدنا ابن القطرسي يرثي صديقا له: يا راحلا وجميل الصبر يتبعه ... هل من سبيل إلى لقياك يتفق ما أنصفتك جفوني وهي دامية ... ولا وفى لك قلبي وهو يحترق وأنشدنا القوصي من كتابه قال: أنشدنا أبو العباس لنفسه في شجرة ياسمين: ولما حللناها سماء زبرجد ... لها أنجم زهر من الزهر الغض (228 و) تناولها الجاني من الأرض قاعدا ... ولم أر من يجني النجوم من الأرض وأنشدنا القوصي قراءة قال: وأنشدني ابن القطرسي لنفسه وأبدع فيهما: أحب المعالي وأسعى لها ... وأتعب نفسي لها والجسد لأرفع بالعز أهل الولاء ... وأخفض بالذل أهل الحسد قال: وانشدني لنفسه: يا صاحبي خذا لقلبي عصمة ... فلقد هفا بهوى الغزال الأهيف وترقبا شغل الرقيب لتخبرا ... سعدى بشقوة عاشق متلهف صنم فتنت به وتلك بلية ... شنعاء من متكلم متفلسف أنشدني رشيد الدين أبو بكر محمد بن عبد العظيم المنذري بالقاهرة، وكتبه لي بخطه قال: أنشدنا الشيخ الأجل أبو الحسين أحمد بن محمد بن اسماعيل الخزرجي التلمساني رحمه الله قال: أنشدنا الأديب البارع أبو العباس أحمد بن عبد الغني القطرسي لنفسه يمدح الملك الناصر ويهنيه بفتوح الشام وأنشدت بظاهر بيت المقدس في شعبان سنة ثلاث وثمانين: بغيةالطلب في تاريخ حلب م (63)

فيك نتلو عليك إنا فتحنا ... فتهنأ بما ملكت تهنا ما رأى الناس قبل دولتك ال ... غراء من نال كل ما يتمنا أيد الله دينه بك حتى ... كنت درعا له وسيفا وحصنا (228- ظ) وأعز الهدى بعزك حتى ... بدل الشام خوفه بك أمنا فرأينا الثغور مبتسمات ... لتلقّيك قائلات أمنّا وسمعنا السيوف ينشد عنها ... ما تقضى لبانه عند لبنا تتهادى إليك مثل الغواني ... حاليات وهنّ بالحسن أغنا كلما رمت معقلا ملكته ... لك يمنى لا تعدم الدهر يمنا راقه منك خاطب نقد الهن ... دي ضربا والسّمهرية طعنا ونثار من السهام عليها ... نظم الشمل بالوصال وهنا ومجانيق راعت الجو حتى ... درعته أنامل الريح مزنا فسنا البرق لوعة فيه والرع ... د أنين كذاك من خاف أنّا فهي كالشهب في البروج وإن ... كانت سماواتها من الأرض تبنا حائرات بسطوة الملك النا ... صر جورا به على العدل يثنا ملك عنده تنال الأماني ... إن دعونا صوب الغمام فضنّا «1» أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في كتاب التكملة وفي الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول يعني من سنة ثلاث وستمائة توفي الشيخ الفقيه الأديب أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي القاسم عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم اللخمي المالكي المعروف بالقطرسي المنعوت بالنفيس بمدينة قوص من صعيد مصر الأعلى وقد ناهز السبعين، تفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه على الفقيه أبي المنصور ظافر بن الحسين اليزدي، واشتغل

أحمد بن عبد الغني القشيري الحموي:

بالأصوليين والمنطق وغير ذلك، وقرأ الأدب على الشيخ الموفق أبي الحجاج يوسف ابن محمد المعروف بابن الخلال كاتب الدست، وصحبه مدة، وسمع من الشريف أبي المفاخر سعيد بن الحسين المأموني وغيره، وتصدر للإقراء، وله ديوان شعر مشهور ومدح جماعة من الملوك والوزراء وغيرهم وتقلب في الخدم الديوانية، وحدث، أنشدنا عنه جماعة من أصحابنا «1» . أنشدني الشيخ الحافظ رشيد الدين أبو الحسن يحيى بن علي بن عبد الله القرشي للنفيس أحمد بن عبد الغني القطرسي من قصيدة، قال: وكان فقيها فاضلا متكلما أصوليا. بين الكثيب والنقا ... ما أرب لولا التقا وفي اللثام قمر ... أضلني وأشرقا ومنها في ذكر الصعيد: ليس صعيدا طيبا ... لكن صعيدا زلقا أخبرنا أبو المحامد القوصي أن مولد النفيس بن القطرسي بمصر وتوفي بها في شهور سنة ثلاث وستمائة. أحمد بن عبد الغني القشيري الحموي: الملقب بالتاج، ابن بنت (229- و) الشيخ أبي سعد النحوي الحموي الضرير، شيخنا، وكان أبوه عبد الغني من أهل المغرب، وكان ولده هذا أحمد شاعرا مجيدا فاضلا، وكان مقيما بحماه عند جده لأمه أبي سعد النحوي، وقدم الى حلب في محاكمة شرعية. روى لنا عنه شيئا من شعره عفيف الدين عبد الرحمن بن عوض المعرّي، ووصفه لي بالذكاء وحدة الخاطر، وجودة الشعر.

قال: وكان ناظما ناثرا فاضلا عروضيا، نحويا، حسن المحاضرة، رقيق الحاشية لطيف المعاشرة، وصنف كتابا في العروض، ومات ولم يبلغ ثلاثين سنة. أنشدني عفيف الدين عبد الرحمن بن عوض قال: أنشدني تاج الدين أحمد بن عبد الغني حفيد الشيخ أبي سعد النحوي لنفسه يرثي شمس الدين محمد بن علي بن المهذب، وكان غرق بحماه في العاصي عند مسجد ابن نظيف، وكان صديقا له، فأسف عليه، وقال فيه يرثيه: لتبك العيون الجامدات محمدا ... فقد أبلت الأيام حسن شبابه غريب غريق أدركته شهادة ... تخفف عن أهليه عظم مصابه كريم أسال البحر من سيب كفه ... فلذ له أن مات تحت عبابه وأنشدني عبد الرحمن بن عوض المعري قال: كتب إلي أحمد بن عبد الغني لنفسه، ثم أنشدنيها بعد ذلك: ما بين خيف منى إلى الجمرات ... فمواقف الحجاج من عرفات (229- ظ) ظبيات أنس يقتنصن الأسد بال ... ألحاظ أفديهن من ظبيات عارضننا بالمازمين «1» سوافرا ... عن أوجه بالورد منتقبات ونحرننا عوض الأضاحي فاغتدت ... أبداننا تجزى عن البدنات منها: أمعرة النعمان بعدك مل من ... جسمي الضنا وسئمت طيب حياتي أترى يساعدني الزمان فأرتوي ... من عذبك السلسال قبل مماتي ما بين ثغرتها وباب كفيرها ... رام يصيب مواقع الثغرات

أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن طاهر بن الموصول:

يا صاحبيّ خذا بثاري واعلما ... أني قتيل جفونه الغنجات قال لي عبد الرحمن بن عوض: توفي أحمد بن عبد الغني سنة اثنتين وعشرين وستمائة بحماه. أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن طاهر بن الموصول: أبو سالم الحلبي المعروف بأمين الدولة، كان من عدول حلب وأمنائها وأعيانها، وكبرائها وعلمائها وفضلائها، ورواتها وأدبائها. حدث بها عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي، وسمع منه بحلب القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الصمد الطرسوسي، والحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، وروى لنا عنه عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، والشيخ أبو محمد عبد الرحمن (230- و) بن عبد الله علوان الأسدي وولده القاضي جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحلبي. وذكر لي بعض الحلبيين أنه كان ينوب في كتابة الإنشاء في زمن نور الدين محمود بن زنكي في سنة أربعين وخمسمائة إلى أن توفي نور الدين. وسمعت أبا الفضل هبة الله بن عبد القاهر بن الموصول يقول: كان أبو سالم بن الموصول مقداما في الأمور، جسورا على ما يفعله، وكان سني المذهب. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، قراءة عليه بحلب، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي الحلبي بها قالا: أخبرنا أمين الدولة أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن الموصول- بقراءة الحافظ عبد القادر الرهاوي عليه ونحن نسمع- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد

الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله بن عبد السلام بن عبد الواحد القطبي قال: أخبرنا أبو بكر السبيعي قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن مستفاض الفيريابي القاضي ببغداد قال: حدثنا أبو جعفر العقيلي قال: حدثنا كثير بن مروان المقدسي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وشاح عن عمران بن مصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع» قالوا (230 ظ) يا رسول الله وإن كان خيرا؟ قال: «وإن كان خيرا فهي مزلة إلّا من رحم الله وإن كان شرا فهو شر» «1» . أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي وولده أبو عبد الله القاضي- بقراءتي عليهما بحلب منفردين- قالا: أخبرنا أمين الدولة أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن الموصول قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد الحلبي قال: أخبرنا عبد الرزاق بن أبي نمير العابد الأسدي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن صالح قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأودي الصيرفي الكوفي ابن كارد بالكوفة قال: حدثنا محمد بن حفص بن راشد أبو جعفر قال: حدثنا الحارث بن عمران عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يطوف بالبيت وهو يقول: اللهم اغفر لي ولأخي فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قلت» ؟ قال: يا رسول الله إن أخا لي استودعني أن أدعو له في هذا المكان، فقال له رسول الله: «قد غفر لك ولأخيك» «2» . قرأت بخط بعض الحلبيين: لأمين الدولة أبي سالم بن الموصول، قال: وكتب

من اسم أبيه عبد الكريم من الاحمدين

بهذه الأبيات إلى قاضي الحكم بحلب يتضوّر من عمة، وكان اغتصب أكثر أملاكه. (231 و) . يا حاكم الشرع إنّي أستغيث إلى ... حكم الشريعة تحكيما علي ولي وإني واثق من حسن رأيك لي ... أن لا يسوّغ ظلمي من عليّ ولي سير إلي الشريف جمال الدين أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي بيتين من شعر أبي سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول، وذكر أنه نقلها من خط والده أبي حامد محمد بن عبد الله أشكو إليك زمانا ... قد ضاع فيه الصواب يضمّني فيه قوم ... حاشى الكلاب كلاب أنشدني الأمير بدران بين جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم العقيلي الحلبي لجده لأمة أمين الدولة أبي سالم بن الموصول يهجو رجلا من أهل حلب يلقب بالعفيف. أعلن الدين مستغيثا ينادي ... خلصوني وقعت وسط الكنيف لعن الله دولة أصبح الجامو ... س فيها ملقّبا بالعفيف قال لي بدران بن حسين بن مالك: توفي جدي لأمي أبو سالم بن الموصول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وذكر غيره وفاته كانت سنة سبعين وخمسمائة، والله أعلم. من اسم أبيه عبد الكريم من الاحمدين أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الانطاكي الحلبي: أبو بكر المؤدّب، معلم أبي عدنان (231 ظ) ، سمع بحلب أبا الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الرافقي، وأبا عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي

أحمد بن عبد الكريم الانطاكي:

الأذني، وأبا حفص عمر بن سليمان الشرابي في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وحدث عنهم، وعن المنقري، روى عنه أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي الحمصي. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله، قاضي اليمن، ومكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر القرشي، أبو الفضل، بحلب، وأبو عبد الله محمد ابن غسان بن غافل الأنصاري بدمشق قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الأملوكي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقي قال: أخبرنا الفضل بن العباس بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو معاوية عن اسماعيل بن مسلم عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي قال: أذّن بلال بليل فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصعد فينادي: إنّ العبد نام، قال: فصعد بلال وهو يقول: ليت بلالا لم تلده أمه، وابتل من نضج دم جبينه، فصعد فنادى: إنّ العبد نام، فلما طلع الفجر أعاد الأذان. حدث أبو بكر أحمد بن عبد الكريم بحمص (232 و) في محرم سنة ثمان وستين وثلاثمائة، فقد توفي بعد ذلك. أحمد بن عبد الكريم الانطاكي: روى عن ابن قتيبة، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني. أحمد بن عبد اللطيف المعري: شاعر كان بمعرة النعمان، ظفرت له بقطعة يرثى بها أبا صالح محمد بن

أحمد بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد القيسي الحنفي:

المهذب، وأخشى أن يكون هو أحمد بن علي بن محمد بن عبد اللطيف بن زريق الآتي ذكره، وقد أسقط ذكر أبيه وحده، ونسبة إلى جده الأعلى، فإن بني زريق يعرفون ببني عبد اللطيف، فإن كان هو وإلّا فهذا غيره، والأبيات مذكورة في مراثي بني المهذب، ووفاة أبي صالح كانت في سنة خمس وستين وأربعمائة، وهي: أبني المهذّب وجدكم وجدي به ... ومصابكم هذا الجليل مصابي بي ما بكم من لوعة لفراقه ... ولو استزدت لكنت غير محاب يا وحشة الدنيا ووحشة أهلها ... لفراق هذا الصّالح الأوّاب ماذا أعدّد من جميل جلاله ... ويسيرها يربي على إطنابي أنا إن غدوت مقصّرا أو مقصرا ... فلما بقلبي منه من أوصاب أبني علي بن المهذب أصبحت ... موصولة بحبالكم أسبابي فبما تأكّد من صفاء ودادنا ... ووشائج الأسباب والأنساب كونوا لعذري باسطين فإنّه ... قصر الغرام إطالة الإسهاب أحمد بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد القيسي الحنفي: قاضي ملطيّة، فقيه مذكور، أخذ الفقه عن والده أبي سعد عبد المجيد الحنفي، قاضي بلاد الروم، وسنذكر أباه إن شاء الله تعالى في بابه. ذكر من اسم أبيه عبد الملك من الاحمدين أحمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس: أبو العباس بن أبي عبد الرحمن الهاشمي، كان بمنبج مع أبيه، وله ذكر في بني صالح. قرأت في كتاب نسب بني صالح بن علي بخط القاضي أبي طاهر الحلبي الهاشمي قال: وكان أحمد بن عبد الملك عالما بالطب والفلسفة، قد قرأ الكتب

أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن الحافظ:

وطلبها، ولقي أهل المعرفة بهذا الفن وأخذ عنهم فكان يعد العلاجات والأدوية والأشربة التي لا توجد عنه أحد إلّا عنده ويعطيها في السبيل. أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن الحافظ: أبو صالح النيسابوري، سمع بمنبج أبا علي الحسن بن الأشعث المنبجي، وبدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز، وأبا عبد الله الحسين بن محمد ابن أحمد الحلبيين، ومسدد بن علي الأملوكي، ورشاء بن نظيف بن ما شاء الله، وبالموصل أبا الفرج محمد بن إدريس بن محمد وأخاه هبة الله بن إدريس، وبجرجان أبا القاسم حمزة بن يوسف السّهمي، وبأصبهان أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وعبد الله بن يوسف بن باموية الأصبهانيين، وأبا بكر بن أبي علي، وبهمذان أبا طالب علي بن الحسين الحسني، وببغداد أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران، وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وسمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، وأبا الحسين محمد بن الحسين الحسيني العلوي، وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبا زكريا يحيى ابن إبراهيم المزكى، وأبا بكر محمد بن زهير بن أخطل النسوي، وأبا سعيد محمد ابن موسى الصيرفي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان بن محمد الشاهد، وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبا الحسن علي بن محمد بن السقا، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا بكر محمد بن الحسن بن فورك وجماعة غيرهم. روى عنه ابنه أبو سعد اسماعيل بن أحمد، وأبو بكر الخطيب البغدادي، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو القاسم زاهر، وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد الشحاميان، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن وابن أخيه أبو الاسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد القشيريان، وأبو سعيد اسماعيل

بن أبي القاسم الفوسنجي، وأبو علي الحسن ابن عمر بن أبي بكر الطوسي البياع وأبو القاسم عبد الكريم بن الحسين بن أحمد الصفار البسطامي، وأبو الحسن طريف بن محمد بن عبد العزيز الحيري، وعبد الغافر بن اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبو الوفاء علي بن زيد بن شهريار، ومر بحلب مجتازا (233- ظ) . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي- وهذا أول حديث سمعناه منه في مشيخته- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد ابن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري- وهذا أول حديث سمعناه منه بجامع حلب في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر الله الاصم رجب من سنة ست وخمسين وخمسمائة- قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي- وهذا أول حديث سمعته منه بقراءتي عليه، وأول حديث كتبته عنه- ح. وحدثنا عمر بن بدر بن سعيد الموصلي من لفظه وحفظه- وهو أول حديث سمعته منه قال: حدثنا أبو الغنائم شيرويه بن شهردار بن شيرويه الكيا الديلمي- وهو أول حديث سمعته من لفظه وحفظه بهمذان- قال: حدثنا أبو القاسم زاهر ابن طاهر بن محمد الشحامي- وهو أول حديث سمعته من لفظه وحفظه، قدم علينا همذان- ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن عبد الغالب العثماني الاموي من لفظه وحفظه- وهو أول حديث سمعناه منه- قال: أخبرنا أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن الاخوة البغدادي- وهو أول حديث سمعته منه- قال: حدثنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي- وهو أول حديث سمعته منه بأصبهان- ح. وحدثنا ابراهيم بن محمد بن الازهر الصريفيني- وهذا أول حديث سمعته (234- و) من لفظه- قال: حدثنا أبو الفتوح محمد بن الجنيد الاصبهاني من لفظه بأصبهان- وهذا أول حديث سمعته منه- ح.

وأنبأنا به أبو الفتوح الاصبهاني- وهذا أول حديث كتبناه عن كتابه- قال: حدثنا زاهر بن طاهر بن محمد- وهذا أول حديث سمعته منه من حفظه من لفظه قال: حدثنا الشيخ أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن- وهذا أول حديث سمعته منه- قال: حدثنا الامام أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن محمش الزيادي- وهذا أول حديث سمعته منه في شهر ربيع الاول من سنة سبع وأربعمائة- قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز- وهذا أول حديث سمعته منه- قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي وهو أول حديث سمعته منه- قال: حدثنا سفيان بن عيينة- وهو أول حديث سمعته منه- عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء» «1» . وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفضائل هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي اللخمي المصري الخطيب الفقيه المعروف بابن الجميزي بحلب قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسن (234- ظ) ظريف بن محمد بن عبد العزيز النيسابوري ببغداد، وأبو الوفاء علي ابن زيد بن شهريار الزعفراني بأصبهان قالا: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ابن علي المؤذن بنيسابور قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء» . قال عبد الرحمن: هذا أول حديث سمعته من سفيان، قال أبو حامد: هذا أول حديث سمعته من عبد الرحمن، قال أبو طاهر: هذا أول حديث سمعته من أبي حامد، قال أبو صالح: هذا أول حديث سمعته من أبي طاهر، قال ظريف وعلي: هذا أول حديث سمعناه من أبي صالح، قال الحافظ أبو طاهر: وهذا أول حديث سمعته من ظريف ببغداد، ومن علي قبله بأصبهان، قال شيخنا أبو الحسن: وهذا أول حديث سمعناه من الحافظ السلفي، قلت: وهذا أول حديث سمعناه من أبي الحسن بن الجميزي. أخبرنا الشريف أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمروك البكري الصوفي- قراءة عليه بدمشق غير مرة- قال: أخبرنا (235- و) أبو الاسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: أخبرنا الشيخ أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن سنة تسع وستين وأربعمائة قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة قال: أخبرنا أبو علي الحسين ابن داوود البلخي- املاء- قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل سوقا من أسواق المسلمين فقال: لا اله الا الله وحده، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحي عنه ألف ألف سيئة، وبنى له قصرا في الجنة» «1» . أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي- في كتابه الينا من نيسابور- قال: أخبرنا أبو الاسعد هبة الرحمن بن عبد الرحمن القشيري قال: أخبرنا أبو صالح

أحمد بن عبد الملك المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن الاشعث المنبجي- بها- قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الله الحمصي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز ابن مروان الحلبي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: اذا قال لك الرجل: لم أذكر حاجتك فاعلم أنه لم يعنى بها (235- ظ) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا عبد الكريم ابن أبي بكر- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أنشدنا خره شير بن محمد بن عبد العزيز السهروردي قال: أنشدنا عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي املاء بنيسابور قال: أنشدنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك الحافظ قال: أنشدنا الشريف أبو الحسن عمران بن موسى المغربي لنفسه: جزيت وفائي منك غدرا وخنتني ... كذاك بدور التم شيمتها الغدر وحاولت عند البدر والشمس سلوة ... فلم يسلني يا بدر شمس ولا بدر وفي الصدر مني لوعة لو تصورت ... بصورة شخص ضاق عن حملها الصدر أمنت اقتدار البين من بعد بينكم ... فما لفراق بعد فرقتكم قدر أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- اجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن صرما عن أبي بكر الخطيب البغدادي قال: أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر، أبو صالح المؤذن النيسابوري، قدم علينا حاجا وهو شاب في حياة أبي القاسم بن بشران ثم عاد الى نيسابور، وقدم علينا مرة ثانية في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، فكتب عني في ذلك الوقت وكتبت عنه في المقدمتين جميعا، وكان يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني، ومحمد بن الحسين العلوي الحسني، وأبي طاهر الزيادي، وعبد الله بن يوسف بن بامويه (236- و) الاصبهاني، وأبي عبد الرحمن السلمي، ومن بعدهم.

وقال لي: أول سماعي في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكنت اذ ذاك قد حفظت القرآن، ولي نحو من تسع سنين، وكان ثقة «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني- اجازة ان لم يكن سماعا قال: أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن، أبو صالح، من أهل نيسابور، الامين المتقن الثقة المحدث، الصوفي، نسيج وحده في طريقته وجمعه وافادته، وكان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ، والموقوفة على أصحاب الحديث، وكان يصونها ويتعهد حفظها، ويتولى أوقاف المحدثين من الخبز والكاغد، وغير ذلك، ويقوم بتفرقتها عليهم، وايصالها اليهم، وكان يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتسابا، ووعظ المسلمين وذكرهم الاذكار في الليالي، وكان في أكثر الاوقات قبل الصبح اذا صعد يكرر هذه الآية ويقول: «أليس الصبح بقريب» «2» وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها الى المستحقين والمستورين من ذوي الحاجات والارامل واليتامى، ويقيم مجالس الحديث، وتقرأ عليه، وكان اذا فرغ يجمع ويصنف ويقيد، وكان (236- ظ) حافظا ثقة، دينا خيرا، كثير السماع، واسع الرواية، جمع بين الحفظ والافادة والرحلة، وكتب الكثير بخطه. سمع أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، وأبا الحسين محمد بن الحسين الحسني العلوي، وأبا محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني، وأبا طاهر محمد بن محمد محمش الزيادي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبا بكر محمد بن الحسن بن فورك، وأبا عبد الله

محمد بن عبد الله الحافظ البيّع، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وبجرجان أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وبأصبهان أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ، وجماعة كثيرة من مشايخ جرجان، والريّ، والعراق، والحجاز، والشام، كما تنطق به تصانيفه، وما تفرغ الى عقد الإملاء لكثرة ما هو بصدده من الاشتغال والقراءة عليه. روى لنا عنه: أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبو سعيد إسماعيل بن أبي القاسم الفوسنجي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، وأبو علي الحسن بن عمر بن محمد الطوسي، وجماعة سواهم (237- و) . صنف التصانيف، وجمع الفوائد، وعمل التواريخ منها التاريخ لبلدنا مرو، ومسودته عندنا بخطه، وصحب جماعة من الشايخ الكبار مثل: أحمد بن نصر الطالقاني، وأبي الحسن الجرجاني، وأبي علي الدقاق، وأبي سعيد بن أبي الحسن، وأبي القاسم القشيري، وغيرهم من مشايخ العراق والشام، وكان حسن السيرة، مليح المعاشرة، حسن النقل والضبط. وقال: كان مولد أبي صالح المؤذن في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ الدمشقي قال: أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر، أبو صالح المؤذن الحافظ، سمع بدمشق أبا القاسم بن الطبيز، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي ومسدّد بن علي الأملوكي، ورشاء بن نظيف، وبخراسان أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، وأبا محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه، وأبا طاهر محمد بن محمش، وأبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبا بكر محمد بن زهير بن أخطل النسوي، وأبا عبد الرحمن

السلمي، وأبا سعيد الصيرفي، وأبا الحسن علي بن محمد بن السقاء، وأبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبا القاسم بن بشران ببغداد، وغيرهم. روى عنه أبو بكر الخطيب، وحدثنا عنه ابنه أبو سعد (237- ظ) إسماعيل ابن أبي صالح، وأبو القاسم زاهر، وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد الشحاميان وأبو علي الحسن بن عمر بن أبي بكر الطوسي البياع، وأبو القاسم عبد الكريم بن الحسن بن أحمد الصفار البسطامي، وكان ثقة خيارا. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: وفيما كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر يخبرني قال: أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد، الشيخ الحافظ أبو صالح المؤذن الأمين المتقن المحدث الصوفي، نسيج وحده في طريقته وجمعه وافادته، وما رأينا مثله، حفظ القرآن، وجمع الأحاديث، وسمع الكثير وصنف الأبواب والمشايخ وسعى في الخيرات، وصحب مشايخ الصوفية، وأذّن سنين حسبة، ولو ذهبت إلى شرح ما رأيته منه من هذه الأخبار لسودت أوراقا جمّة، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وتوفي يوم الاثنين التاسع من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة «1» . وذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة في تاريخ أصبهان وقال: أبو صالح المؤذن قدم أصبهان وسمع من أبي نعيم، وأبي بكر بن أبي علي ومن في وقتهما حافظ للحديث، رحل وكتب الكثير وسمع. أخبرنا أبو هاشم بن الفضل عن أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: سمعت أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور (238- و) يقول: خرج أبو صالح المؤذن ألف حديث من ألف شيخ له. وأخبرنا أبو هاشم عن أبي سعد السمعاني قال: قرأت بخط أبي جعفر محمد بن بغية الطلب في تاريخ حلب م (64)

أبي علي الحافظ بهمذان: سمعت الشيخ الزكي أبا بكر بن أبي اسحاق المزكي يقول: ما يقدر أحد يكذب في الحديث في هذه البلدة- يعني نيسابور- وأبو صالح المؤذن حيّ، لأنه كان يذب الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وقرأت بخط أبي جعفر أيضا: سمعت الشيخ الإمام أبا المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي يقول: إذا دخلتم على أبي صالح المؤذن فادخلوا بالحرمة يغفر لكم بغير مهلة، فإنه نجم الزمان وشيخ وقته في هذا الأوان. قال: وقرأت بخطه أيضا: سمعت الشيخ الصالح أبا الحسن بن أحمد الكوار البسطامي يقول: سألت الله أن أرى أبا صالح المؤذن في المنام، فرأيته ليلة على هيئة صالحة، فقلت له: أبا صالح أخبرني عن ما عندكم، فقال: يا حسن كنت من الهالكين لولا كثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال «1» : أين أنتم عن الرؤية واللقاء؟ فقال: هيهات قد رضينا منه بدون ذلك، فانتبهت ووقع علي البكاء. أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: قرأت بخط والدي رحمه الله: سمعت أسعد بن حيان النسوي يحكي عن أبي صالح المؤذن أنه دخل (238 ظ) على أحمد بن نصر الشبوي مع شاهفور، فقال الشيخ لفقير: خذ سلاحك، فأمر لشاهفور بسؤاله عن السلاح، فقال: هو الوضوء، ثم سأله عن الحديث، وأراد أن يقرأ عليه كتاب البخاري عن الشبوي فقال: ذكر في أوله الاعمال بالنية، وأنا ما سمعت هذا الكتاب لأحدث سمعته لأعمل به. أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سألت أبا سعد بن أبي صالح عن وفاة والده فقال: في سنة سبعين وأربعمائة، قيل: في أي شهر؟ فقال: في شهر رمضان، وذلك

من اسم أبيه عبد الواحد من الأحمدين

أنه كان قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلا في شهر رمضان، فكان إذا دخل شهر رجب تفرغ للعبادة الى أن يخرج شهر رمضان. وقال الحافظ أبو القاسم: كتب إلي أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البار قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي قال: سنة سبعين وأربعمائة ورد الخبر بوفاة أبي صالح المؤذن الحافظ في رمضان، وكان مولده سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة «1» . أخبرنا أبو هاشم الحلبي عن أبي سعد السمعاني قال: قرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ بهمذان: توفي الإمام الحافظ أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن يوم الاثنين بالباكر لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة، وقد بلغ خمسا وثمانين سنة (239 و) من عمره رآه بعض الصالحين في تلك الليلة في النوم كأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بيده وقال له: «جزاك الله خيرا فنعم ما أقمت بحقي ونعم ما أديت من من قولي ونشرت من سنني» . من اسم أبيه عبد الواحد من الأحمدين أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن منصور: أبو العباس المقدسي، ويعرف بالبخاري الحنبلي، فقيه فاضل رحل رحلة واسعة الى العراق، وخراسان، وما وراء النهر، ولحق الرضي النيسابوري وعلق عليه الخلاف ومهر فيه، وبرز على أقرانه، وعرف بالبخاري لطول مقامه ببخارى، وسمع الحديث الكثير بدمشق، وبالبلاد التي رحل إليها، روى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وأبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله المعروف بالرشيد العطار، واجتاز في طريقه بحلب.

ذكر لي ذلك شيخنا عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي وقال إن أصحابنا المقادسة الذين رحلوا دخلوا كلهم حلب، وكان قد تصدر بحمص لإفادة علم الحديث والفقه، ورتب له الملك المجاهد شيركوه صاحبها بها معلوما، وحدث بها وبغيرها من البلاد، وروى عنه أخوه الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ابن أحمد، وذكر له ترجمة في جزء جمع فيه أخبار المقادسة ودخولهم الى دمشق وقع إلي بخطه فنقلت ما ذكره على قضه نقلا من خطه، وقد أجاز لي رواية ذلك مع غيره. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد وقال- ونقلته من خطه-: أحمد (239 ظ) بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن منصور، أبو العباس أخي، يعرف بالبخاري، وهو ممن يشتغل بالعلم من صغره الى كبره، وبرز على أقرانه، ودخل خراسان، وغزنه «1» ، وما وراء النهر، وأقام مدة ببخارى، ولحق الرضي النيسابوري، وعلق عليه الخلاف، وكان قبل ذلك قد اشتغل ببغداد على أبي الفتح بن المني رحمه الله، وسمع الحديث الكثير بدمشق، وبغداد، وواسط، وهمذان، ونيسابور، وهراة، وبخارى، فسمع بدمشق أبا المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر، وأبا الفهم عبد الرحمن بن عبد العزيز الأزدي المعروف بابن أبي العجائز، وأبا المجد الفضل بن الحسين بن البانياسي، وأبا طالب الخضر بن هبة الله بن طاوس، وعبد الرزاق النجار، ومحمد بن علي البحراني، وغيرهم، وببغداد سمع أبا الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، وأبا السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز، وغيرهم، وبنيسابور أبا البركات عبد المنعم الفراوي، وخلقا كثيرا يطول ذكرهم، وأقام في سفره نحوا من أربع عشرة سنة، ورجع الى وطنه، ووجد أصحابنا به راحة عظيمة من قضاء حوائجهم عند السلاطين والحكام والولاة، مع عفة ودين وأمانة، وقل من رآه وعرفه إلا أحبه من قريب أو بعيد حتى أني سمعت من بعض من يخالفنا أنه قال (240 و) لشخص: لم لا تكون مثل البخاري الذي يدخل حبه على القلب بغير استئذان.

ومولده في سنة أربع وستين وخمسمائة في الشوال في العشر الآخر منه، ذكره لي والدي. أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي قال: أخبرنا الفقيه الإمام شمس الدين أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي قراءة عليه بدمشق قال: أخبرنا الشيخ أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله الفراوي؛ قال القوصي: وأجازه لي عبد المنعم، ح. وأخبرناه عاليا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي الدمشقي بالمسجد الحرام تجاه الكعبة شرفها الله، والإمام عبد المحسن بن أبي العميد بن خالد أبو طالب الأبهري الخفيفي بمسجد الخيف من منى، وأبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله الأنصاري بحماه وبحلب قالوا: أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسن ظريف بن محمد بن عبد العزيز الحيري، وأبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد الحيزباراني قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو عمرو اسماعيل ابن نجيد بن أحمد السلمي قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله البصري قال: (240 ظ) حدثنا أبو عاصم عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك، وكانوا يمشون أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي الحافظ بمصر قال: أخبرنا أبو العباس أحمد ابن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن منصور المقدسي ثم الدمشقي الفقيه قال: أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبيد الله بن شاتيل الدباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البزاز من لفظه

قال: حدثنا محمد بن الفرج الأزرق قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا حنظلة عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا «1» . أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد- ونقلته من خطه- قال: سمعت والدتي تقول: لما حملت بأخيك أحمد رأيت كأن لنا كبشا له قرون، فأرسلت فأولته، فقيل: يولد لهم ولد يكون يدفع عنهم الخصوم، ولعمري إنه لكذلك، فإنه كان يمضي الى المخالفين ويناظرهم ويظهر كلامه على كلامهم، ويدخل على القضاة، وإن كان لأحد حاجة أو حكومة هو يتولى ذلك حتى أنه أثبت كتبا عند الحاكم لم يكن غيره يقدر على اثباتها. قال أبو عبد الله- ونقلته من خطه-: سمعت والدتي تقول: رأى أبوك قبل أن يولد أخوك أنه يبول في المسجد، قالت: فسألت عن تأويله، فقيل: يولد لك مولود يكون عالما، أو ما هذا معناه. وقال- ونقلته من خطه-: سمعت والدتي تقول: قال العز- يعني أبا الفتح محمد بن الحافظ عبد الغني-: كل من جاء منا ترك الاشتغال بالعلم غير فلان- يعني أخي- فإنه بعد مجيئه لم يترك الاشتغال بالعلم. قال: وسمعت أخي أبا العباس يقول، وقد جاء من الغزاة، وكان غزا يافا فوقعت في فخذة نشابة جرخ «2» ، قال: لما وقعت في كنت أشتهي لو وقعت في هذا الموضع حتى تحصل لي الشهادة (241 و) أي تقع في مقتل. وقال: سمعت بعض أهلي يحكي أن جماعة من أصحابنا مضوا الى زيارة امرأة صالحة متعبدة، وكان فيهم أخي، فقالت: في هذه الجماعة ثلاثة من الأبدال، فسمت أخي أحمد أحدهم.

قال: وسمعت أبا العباس أحمد بن سعيد يقول: سمعت في النوم قائلا يقول: ثلاثة من أهل الجنة، فسمى- يعني- أخي أحد الثلاثة. وسعت أحمد يقول: لما وضعت جنازته- يعني أخي- غفوت والإمام يخطب، وكأن قائلا يقول: لو كانوا وضعوا على جنازته إزارا ثم وضعوا الإزار على الناس ليحصل لهم من بركته، أو ما هذا معناه. قال: وتوفي رحمة الله عليه ليلة الجمعة خامس عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة بالجبل «1» ، ودفن بجنب قبر خاله الإمام موفق الدين رحمه الله. وسمعت اختي قالتا: هلل الله قبل موته وأضاء وجهه وأسفر جدا، قالت أم محمد: وكان يهلل تهليلا فصيحا. وقال: سمعت الحافظ أبا موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني يقول: لما مات كافور الخادم المنتمي الى ست الشام، رأيته تلك الليلة في المنام وهو في هيئة حسنة وعليه لباس حسن، فوقفت معه ساعة يحدثني، ثم عرفت أنه مات، فقلت: هل لقيت أصحابنا؟ فقال: نعم، فقلت: فمن فيهم أفضل، فقال: ما أعطي أحد مثل ما أعطي الشمس البخاري (241 ظ) أو قال: ليس أحد مثل منزلة الشمس البخاري. أخبرنا الحافظ رشيد الدين يحيى بن علي في معجمه قال: الشيخ أبو العباس هذا- يعني البخاري- من أهل دمشق، فقيه فاضل من فقهاء الحنابلة، ويعرف بالشمس، البخاري، وأصلهم من البيت المقدس أو من أعماله. حدث عن جماعة من شيوخ الشام والعراق، وكان مولده في العشر الآخر من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة، وتوفي ليلة الجمعة الخامس عشر من جمادى

أحمد بن عبد الواحد بن هاشم بن علي، أبو الحسين المعدل الاسدي الحلبي:

الآخرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة. كتب إليّ مولده ووفاته أخوه الحافظ أبو عبد الله. وذكر الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري في كتاب التكملة «1» أنه ولي القضاء بحمص، وليس كذلك، وإنما ولي التحديث بحمص في أيام الملك المجاهد شيركوه بن محمد، أحضره إليها للتحديث، فظن الناقل أنه ولي القضاء، وكان قاضي حمص صالح بن أبي الشبل، قبل وصول البخاري إلى حمص، واستمر في قضائها الى بعد وفاة البخاري ووفاة شيركوه. أحمد بن عبد الواحد بن هاشم بن علي، أبو الحسين المعدل الاسدي الحلبي: والد الخطيب أبي طاهر هاشم بن أحمد، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن يحيى بن سنان الخفاجي الحلبي، وأخاه سعيد بن عبد الواحد بن هاشم، وأبا يعلى عبد الباقي، وأبا سعد عبد الغالب ابني عبد الله أبي حصين بن المحسن التنوخيين، وأبا الحسن علي بن مقلد بن منقد سديد الملك، وكان أمينا فاضلا، وتصرف في الديوان في الغربيات من عمل حلب؛ روى عنه ابنه الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد خطيب حلب. أنشدنا الخطيب أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم قال: أنشدنا أبي الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد قال: أنشدني أبي أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن هاشم قال: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد الخفاجي الحلبي لنفسه. أرأيت من داء الصبابة عائدا ... ووجدت في شكوى الغرام مساعدا أم كنت تذكر بالوفاء عصابة ... حتى بلوتهم فلم تر واحدا تركوك والليل الطويل وعندهم ... سحر يرد لك الرقاد الشاردا وكأنما كانت عهودك فيهم ... دمنا حبسن على البلى ومعاهدا

يا صاحبي ومتى نشدت محافظا ... في الودّ لم أزل المعني الناشدا (242 و) أعددت بعدك للملامة وقرة ... وذخرت عندك بالصبابة شاهدا ورجوت فيك على النوائب شدّة ... فلقيت منك نوائبا وشدائدا أما الخيال فما نكرت صدوده ... عني وهل يصل الخيال الساهدا سار تيمم جوشنا من حاجر ... مرمى كما حكم النوى متباعدا كيف اهتديت له ودون مناله ... خرق تجور به الرياح قواصدا ما قصّرت بك في الزيادة نية ... لو كنت تطرق فيه جفنا راقدا عجبت لاخفاق الرجاء وما درت ... أني ضربت به حديدا باردا ما كان يمطره الجهام سحائبا ... تروى ولا يجد السراب مواردا وإذا بعثت الى السباخ برائد ... يبغي الرياض فقد ظلمت الرائدا «1» كتب إلينا عبد الوهاب بن علي الأمين أن الخطيب أبا طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد أنشدهم قال: أنشدنا والدي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن مقلد ابن منقذ لنفسه: أحبابنا لو لقيتم في مقامكم ... من الصبابة ما لاقيت في ظعني لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا ... كالبرّ من أدمعي ينشق بالسفن أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنشدنا أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الأسدي إملاء من حفظه بحلب، وأنبأنا صقر بن يحيى بن صقر عن الخطيب هاشم قال: أنشدني والدي من لفظه قال: أنشدني القاضي أبو يعلى ابن أبي حصين لنفسه: بانوا فجفن المستهام قريح ... يخفي الصبابة تارة ويبوح

أحمد بن عبد الواحد المدروز العجمي:

من طرفه وصلت جراحة قلبه ... وإليه فاض نجيعه المسفوح لم يبق بعدهم له من جسمه ... شي فواعجباه أين الروح أحمد بن عبد الواحد المدروز العجمي: شيخ كبير صالح، ورد حلب (242 ظ) وأقام بها بمسجد السيدة علويه بنت وثاب بن جعبر النميريه والدة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس، بالقرب من تحت القلعة «1» ، وانضم إليه في المسجد جماعة من الفقراء الصالحين، وكان يخدمهم بنفسه ويدروز «2» لهم في زنبيل كبير كان معه، ويمد لهم من ذلك سفرة في كل يوم، ولما شاخ واحدودب وضعف عن حمل الزنبيل، كان يأخذ معه فقيرا من الفقراء يحمل الزنبيل معه، وكان يعرف بأحمد الزنبيل لذلك. وكان حسن الأخلاق معروفا بالخير والصلاح، صحب روزبهار وقضيب البان بالموصل وشاهدته وأنا صبي وقد انحنى واحدودب، وقد حضر سماعا مع الفقراء، وطاب فانتصب قائما تام القامة، وكانت هذه عادته إذا طاب في السماع، وكان يحكى عن قضيب البان كرامات. وأخبرني تاج الدين أحمد بن هبة الله بن أمين الدولة قال: سمعت الشيخ أحمد بن عبد الواحد المدروز يقول: إن سبب اشتغالي بالدروزة أنني كنت قد حججت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم، فبقيت بالمدينة ثلاثة أيام لا أطعم طعاما، فجئت الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجلست عنده وقلت: يا رسول الله أكون ضيفك ولي ثلاثة أيام لم أطعم طعاما، قال: فهومت وانتبهت وفي يدي درهم كبير، فخرجت واشتريت به شيئا أكلته، وشيئا للبسي، ثم اشتغلت بعد ذلك بالدروزة.

أحمد بن عبد الواحد بن مراء:

قلت: وكان الملك الظاهر رحمه الله (243 و) وأمراؤه يحترمونه ويكرمونه، وتوفي رحمه الله بحلب بمسجد السيدة «1» في ثامن شوال من سنة سبع عشرة وستمائة، وكان قد ناهز مائة سنة، وصلي عليه بالمسجد الجامع، ودفن بمقام إبراهيم، ومروا بجنازته على باب داري وصعدت الى غرفة في الدار مشرفة على الطريق، فوجدت زوجتي فيها نائمة، فنبهتها وقلت: اجلسي وانظري جنازة الشيخ أحمد المدروز، فانتبهت وقالت لي: الساعة رأيت في منامي جنازة تمر بين السماء والأرض، والميت مغطى بازار أبيض والهواء يهببه، وقد جاءوا بالجنازة الى مشهد الملك رضوان خارج حلب فأدخلوا الجنازة الى البستان الى جانبه، وهو البستان المعروف بالجنينة. قلت: وتبع جنازته جمع عظيم، رحمة الله عليه. أحمد بن عبد الواحد بن مراء: أبو العباس الحوراني القاضي، الملقب بالتقي الشافعي فقيه فاضل، أديب زاهد، شاعر، قدم حلب وأقام بها مدة وتفقه بها على شيخنا الشريف قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وسمع منه الحديث ومن شيخنا الشريف أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وغيرهما، وبرز في علم الفقه والأدب، ثم توجه من حلب الى سنجار وولي بها القضاء، ثم انتقل عنها الى بغداد وذكر بها مسألة فولي الإعادة بالمدرسة المستنصرية من جهة الشافعية وسمع بها الحديث من ابن الخازن وغيره، ثم تزهد وانقطع عن الدنيا وجاور بمكة وبالمدينة. وحدث بمكة وبسنجار عن أبي هاشم (243 ظ) عبد المطلب الهاشمي بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم لأبي عيسى الترمذي، وبمسند الإمام الشافعي رضي الله عنه عن ابن الخازن النيسابوري وعن غيرهما، وكان لي به اجتماع بحلب، وكان

يسمع معنا الحديث، ثم قدم الديار المصرية من المدينة- على ساكنها الصلاة والسلام في ذي القعدة من سنة ثمان وخمسين وستمائة رسولا من صاحبها الى قطز المعزي، بعد أن استولى على مصر، وامتدت يده في الظلم، وقبض أوقاف المدينة بالديار المصرية، فوجده قد قتل وتولى قاتله الملك الظاهر ركن الدين بيبرس، فاجتمع به، وقضى شغله وأطلق الوقف، وكنت إذ ذاك بمصر، فحضر إلي وعلقت عنه فوائد وشيئا من شعره، وسألته عن مولده، فقال: عمري الآن سبعة وسبعون سنة، وكان سؤالي إياه في رابع وعشرين من ذي القعدة من سنة ثمان وخمسين وستمائة. وأخبرني في ذلك اليوم قال: أخبرني هارون بن الشيخ عمر عن بعض الصلحاء المجاورين بمكة شرفها الله من أهل اليمن أنه فيما يرى النائم كأنه قد نزل الى البيت المعظم ليطوف به على جاري العادة، فلم يجده، فقال: ذهب الإسلام، راح الدين، فقيل له: مه كيف تقول هذا؟! قال: أين البيت الذي كان يطوف المسلمون، فقيل له الساعة يجيء، قال: من يجيء به؟ قيل: أهل مصر، أو أصحاب مصر، قال: متى يجيء؟ قال: لا تعجل الساعة يجيء فبينا هو كذلك إذ جاء البيت، وعاد في مكانه كهيئته الأولى لكنه لا كسوة عليه، فقال: أين كسوته؟ فقيل: الساعة تجىء فبينا هو كذلك إذ أفرغ على البيت المعظم الكريم (244 و) كسوة بيضاء وانتبه. قلت: فقدر الله تعالى أن التتار استولوا على الشام في سنة ثمان وخمسين، وخرج عسكر مصر ومن التجى إليهم من عسكر الشام مع قطز، والتقوا بعسكر التتار على عين جالوت فكسروا التتار ومضوا الى الشام جميعه فاستولوا عليه، ونرجو من ألطاف الله أن الكسوة البيضاء تكون عمارة الشام وعود ما تشعث من مدنه وحصونه إن شاء الله تعالى. وأخبرني أبو العباس الحوراني أن بعض الصالحين أخبره من فيه أنه رأى أنه فتح في السماء بابان، ونزل من أحدهما ملائكة خيالة على خيل، وسمع قائلا يقول:

هؤلاء ملائكة قد نزلوا من السماء لنصرة الاسلام، وقيل للباب الآخر هذا الباب الاخر باب رحمة له سنين لم يفتح، وقد فتح الآن لتنزل منه الرحمة على الناس. أخبرني أبو العباس بن عبد الواحد قال: أخبرني شخص من كبار الصالحين يعرف بعمر بن الزغب أنه كان مجاورا بالمدينة المقدسة، وأنه خرج في بعض السنين في يوم عاشوراء الذي تجتمع الإمامية فيه لقراءة المصرع الى قبة العباس، فسأل شيئا في محبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما جرت عادة السؤال، فقال له رجل شيخ من الحاضرين: اجلس حتى تفرغ، فلما فرغوا أخذه الى داره وسلط عبدين له عليه، فكتفاه وأوجعاه ضربا، ثم قطع لسانه، وقال: اخرج الى الذي طلبت لأجله ليرد عليك لسانك، فجاء وهو مقطوع اللسان تجاه الحجرة المقدسة يستغيث ويقول: يا رسول الله تعلم ما قد جرى عليّ في محبة صاحبك، فإن كان صاحبك (244 ظ) على حق أحب أن يرجع الي لساني، فإن لم يرجع الى لساني وإلا شككت في ايماني، قال: فبينما هو في أثناء الليل إذ استيقظ فوجد لسانه في فيه كما كان قبل قطعه، ثم عاد في مثل ذلك اليوم في العام المقبل الى القبة المذكورة، وقام وقال: أريد في محبة أبي بكر الصديق دينارا مصريا، فقال له حدث من الحاضرين اقعد حتى تفرغ، فلما فرغوا أتى به ذلك الحدث الى تلك الدار التي قطع فيها لسانه فأدخله إليها وأجلسه في مكان مفروش وأحضر له طبق طعام وواكله واستزاده في الأكل حتى اكتفى، ثم رفع الطعام وفتح بيتا، وجعل الفتى يبكي، فقام عمر المذكور لينظر سبب بكائه، فرأى قردا مربوطا عنده وهو ينظر إليه ويبكي، فسأله عن ذلك، فازداد بكاؤه وارتفع نحيبه، ثم سكنه حتى سكن، وسأله عن ذلك القرد ما هو، فقال لي: إن حلفت لي أنك لا تحكي هذه الحكاية في المدينة المقدسة أخبرتك، فحلف له بما استحلفه أنه لا يخبر بها أحد في المدينة النبوية، فقال له: اعلم أنه أتانا شخص في العام الماضي وطلب شيئا في قبة العباس التي أتيت إلينا العام فيها، وسأل شيئا في محبة أبي بكر الصديق وكان والدي من فقهاء الإمامية وعلماء الشيعة ممن يرجع الى فتياه وقوله في

مذهبه، فسلط عليه عبدين له فكتفاه وأوجعاه ضربا، ثم قطع لسانه وأخرجه وقال: اذهب الى الذي طلبت لأجله ليرد عليك لسانك، فلما كان في أثناء الليل صرخ أبي صرخة عظيمة فاستيقظنا لها فوجدناه قد مسخ (245 و) قردا، وهو هذا، فجددنا إسلامنا نحن، وتبرأنا من ذلك المذهب، وخطر لنا إظهار موته، فأظهرنا موته، وأخذنا خشبة نخل بالية تشبه الآدمي، ولففنا عليها خرقا ودفناه، وكنت أظهرت أني حلفت أنه لا يتولى غسله إلا أنا ووالدتي لئلا يطلع أحد على شيء من ذلك. قال: فقال له الشيخ عمر فأنا أزيدك في الحكاية زيادة، وهو أني أنا الشخص الذي قطع لساني، وقد عاد كما كان، فأكب عليه يقبل رأسه ويديه ويتبرك به، وأعطاه دينارا وكساه ثوبا، وكان يتفقده مدة مقامه في المدينة النبوية على ساكنها السلام. قال: وحكى لي هذه الحكاية بمنى أيام الموسم، وذكر ان اسم الممسوخ كان أحمد. أنشدنا محمد بن أبي محمد بن الصفار السنجاري بها قال: أنشدني تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الواحد الحوراني المدرس الشافعي- ثم اجتمعت بأبي العباس أحمد فأنشدني- قال: أنشدني الشيخ موفق الدين أبو الثناء محمود بن أحمد الخجندي الفقيه الشافعي لنفسه بسنجار وجالس للدروس يعمه في ... مسلك تيه للأسد فرّاس في جدر ألفت مساكنها ... من غصب وال ومكس مكاس ينهى عن الظلم في دراسته ... وأكله من مظالم الناس فقف عليه وسل ملاءمة ... بين نقيضي ذا الذاكر الناسي تقطعه في معرك الجدال وما ... في طلل بالوقوف من باسي

أحمد بن عبد الوارث بن خليفة القلعي:

أنشدني تقي الدين أبو العباس الحوراني بمصر لنفسه وقال لي: هذه الأبيات أنشدتها (245 ظ) ببغداد حين استذللت في المسأله ومدحت بها المستنصر: له شرف الخلافة من قريش ... ومجد من مساعيها العظام له سرّ النبوة من معد ... فهذا السر في هذا الإمام فرأي بين من واقتداء ... وعزم بين سر وانتقام أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن مراء لنفسه قراءة عليه وأنا أسمع: دعها تسير من العراق سريعا ... فلعلها ترد الحجاز ربيعا أضحت تحنّ الى العقيق صبابة ... وتمد أعناقا لهن خضوعا وردت على ماء العذيب فسرّها ... ذاك الورود فنقطته دموعا والله لولا حبّ من سكن الحمى ... ما كان قلبي للغرام مطيعا أحمد بن عبد الوارث بن خليفة القلعي: سمع بحلب الفقيه أبا علي عالي بن إبراهيم بن اسماعيل الغزنوي الحنفي، وحدث عنه بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة فقد توفي بعد ذلك.

الجزء الثالث

[الجزء الثالث] [ذكر حرف الميم فى آباء الاحمديين] [ذكر من اسم ابيه محمد] بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه توفيقى احمد بن محمد بن متّوية، أبو جعفر المروزي «1» : المعروف بكاكو، سافر الى الشام وجال في أقطارها، وسمع بها وبآمد وميّافارقين، ففي تجواله «2» بين هذه البلاد دخل حلب أو بعض عملها، إن لم يكن سمع بها. ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في تاريخ دمشق بما أخبرنا به ابن أخيه أبو البركات الحسن بن محمد إجازة قال: أخبرنا عمي قال: أحمد بن محمد بن متّوية، أبو جعفر المروزي المعروف بكاكو، سمع أبا القاسم بن الطبيز بدمشق وأبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجيّ، وأبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن حميد بصيدا، وأبا الحسن بن الترجمان بالرملة، وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف، وأبا عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الحرّاني، وأبا علي الحسين بن ميمون بن حسون بمصر، وعبد الله بن يوسف بن عبد الله بن نصر البغدادي بتنّيس، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي بآمد، وأبا القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجزري، وأبا الطيب سلامة بن اسحاق بن محمد بميّافارقين.

أحمد بن محمد بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن موسى المحمودي:

روى عنه أبو محمد الحسن بن مسعود البغوي المعروف بالفراء، حدثنا عنه أبو القاسم وأبو بكر الشحاميان «1» . (1- و) . أحمد بن محمد بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن موسى المحمودي: أبو العباس بن أبي عبد الله بن أبي الفتح المعروف بابن الصابوني، من بيت الرواية والحديث، سمع جده الإمام أبا الفتح محمودا، وأباه أبا عبد الله محمدا، وأبا يعقوب يوسف بن الطفيل بمصر، والحافظ أبا طاهر السّلفي بالاسكندرية، وابن شافع بدمشق، وأبا الفتح بن شاتيل ببغداد. وأجاز له محمد بن عبد الرحمن المسعودي، وأبو الفرج الثقفي. وحدث بدمشق، ومصر، ذكر لي ابن عمه جمال الدين أبو حامد محمد بن علي بن محمود بن الصابوني أنه دخل حلب مع والده أبي عبد الله محمد، وأنه توفي بمصر يوم الجمعة ثالث شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن يوم السبت بسارية بسفح المقطّم، بتربة جده رحمهما الله. أنبأنا الحافظ عبد العظيم المنذري قال في ذكر من مات سنة إحدى وثلاثين وستمائة: وفي الثالث من شهر رمضان توفي الشيخ الأجل أبو العباس أحمد بن الشيخ الأجل الموفق أبي عبد الله محمد بن الشيخ الأجل الصالح أبي الفتح محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن موسى المحمودي الصابوني الشافعي بمصر، ودفن الى جانب جده بسفح المقطّم. سمع بالاسكندرية بإفادة أبيه من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وببغداد من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل.

أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد الغزنوي:

وحدث بدمشق ومصر، سمعت منه بالقاهرة وسألته عن مولده فذكر ما يدل تقريبا أنه سنة تسع وستين وخمسمائة «1» . أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد الغزنوي: الفقيه، المعروف بالتاج الحنفي، وقيل فيه أحمد بن محمود بن سعيد، وهو الصحيح، وسنعيد ذكره إن شاء الله تعالى. (1- ظ) كان فقيها فاضلا من أصحاب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، أقام بحلب مدة معيدا بالمدرسة النورية المعروفة بالحلاويين في أيام ولاية الإمام علاء الدين أبي بكر الكاشاني، وانتفع به جماعة من الفقهاء، وصنف في الفقه وعلومه كتبا حسنة منها كتاب «روضة العلماء» في الفقه، و «مقدّمة في الفقه» مختصرة، وكتاب في «أصول الفقه وأصول الدين» . وسمعت والدي يثني عليه ثناء حسنا، ومن جملة من انتفع بصحبته والقراءة عليه الفقيه الشريف عماد الدين أبو العباس أحمد بن يوسف الحسني نزيل حلب. أنشدنا الفقيه برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود قال: قرأت بخط جدي أحمد الغزنوي: الرقص نقص والسماع رقاعة ... وكذا التواجد خفة في الرأس والله ما اجتمعوا لطاعة ربهم ... إلّا لما طحنوه بالأضراس توفي أحمد بن محمد الغزنوي بحلب حرسها الله في..... «2» ودفن في مقابر الفقهاء قبلي مقام إبراهيم عليه السّلام رحمه الله.

أحمد بن محمد بن المستنير المصيصي:

أحمد بن محمد بن المستنير المصّيصي: حدث عن أبيه أبي الخصيب محمد بن المستنير، وسعيد بن المغيرة أبي عثمان الصياد المصيصي، وعبده بن سليمان، ويعقوب بن كعب. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن المستنير، ويعقوب بن اسحاق. وقيل إنه يكنى الخصيب، والصحيح أنها كنية أبيه، والله أعلم. (3- و) . أحمد بن محمد بن مسعر: ابن محمد بن يحيى بن الفرج بن أنس بن الواصل بن جهم بن عبّاد بن أنس ابن عبّاد بن مالك بن عمرو بن ساعدة بن نزار بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة، أبو الفضل بن أبي بكر التنوخي المعري، من أهل معرة النعمان، من بيت معروف بالرواية والشعر والأدب، وأبو الفضل هذا شاعر مجيد، روى الحديث عن أبيه أبي بكر محمد بن مسعر. روى عنه أبو سعد السّمان الحافظ، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه. أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري النيسابورية في كتابها إلينا منها عن أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري قال: حدثني الاستاذ أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك قال: أخبرنا أبو سعد السّمان- إجازة- قال: حدثنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن مسعر بن محمد بن يحيى بن الفرج التنوخي بمعرة النعمان بقراءتي عليه قال: حدثنا أبي أبو بكر محمد بن مسعر قال: حدثنا محمد بن بركة القنّسري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن همّام بن الحارث عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قتّات» «1» .

قرأت في مراثي بني المهذّب المعريين أبياتا لأبي الفضل أحمد بن محمد بن مسعر يرثي بها الشيخ أبا القاسم جعفر بن علي بن المهذب، وهي على وزن قصيدة أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان وقافيتها رثى بها أبو العلاء جعفر المذكور. وقصيدة (2- ظ) أبي العلاء. أحسن بالواجد من وجده وقصيدة أبي الفضل بن مسعر: يا سيدا غيّب في لحده ... جاز مصابي بك عن حده بعد علي وابنه جعفر ... لا تلم الواجد في وجده وما هما الدهر بخطب وقد ... كانا هما واسطتي عقده رأيت هذا الدهر أحداثه ... تجلل المحكم من عقده أي سرور لك لم تقصه ... وأي حزن لك لم تهده وأي خطب بك لم تغره ... وأي أحبابك لم ترده مالي على عدوانه ناصر ... ولا يد تدفع من أيده كابدت مر الصبر من بعد من ... فقدت حلو العيش مع فقده أضحت بي الأحزان ملتفة ... لما غدا قد لف في برده ذممت دهري بعد فقدانه ... وكنت قد أطنبت في حمده فالآن لا أصغي الى عاذل ... يعذلني في الحزن من بعده قد كان يخشى الله في هزله ... ويتقي الرحمن في جده إن غاب عنا فله أنجم ... طالعة باليمن من سعده ما منهم إلا فتى ماجد ... كالصارم المشهور من غمده ما مات من خلف أمثالهم ... لكنه دان على بعده (3- و) فأمطر الله ثرى جعفر ... سحائب الغفران من عنده

أحمد بن محمد بن مسعود الأنطاكي:

توفي جعفر بن علي بن المهذب المرثي في ذي الحجة من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، فقد توفي أحمد بن محمد بن مسعر بعد ذلك. أحمد بن محمد بن مسعود الأنطاكي: حدّث عن أبي غالب الأنطاكي، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن هرون الخلّال. أحمد بن محمد بن مفرح العشّاب: أبو العباس بن أبي الخليل الأموي الأشبيلي النّباتي، المعروف بابن الرومية، منسوب الى معرفة العشب والنبات، وقفت على كتاب صنفه في الحشائش، ورتب أسماؤها على حروف المعجم، وهو كتاب حسن كثير الفائدة، ورحل الى البلاد ودخل حلب في رحلته، وسمع الحديث ببلاد الأندلس وغيرها. وقال لي رفيقنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي: كان أبو العباس العشاب يعرف الحشائش معرفة جيدة، وكان رئيس الحزميّة «1» بإشبيلية، واعتنى بنفسه وطلب الحديث، وسمع بالأندلس وغيرها من البلاد، وسمع بدمشق الشيخ أبا القاسم بن الحرستاني، وداود بن ملاعب، وأبا العباس أحمد بن عبد الله العطار، وغيرهم واجتاز بحلب مرافقا لابن عفير. سمعت الوزير القاضي الأكرم أبا الحسن علي بن يوسف الشيباني يقول: لما ورد أحمد العشاب حلب اجتمعت به، وتفاوضنا في ذكر الحشائش (3- ظ) فقلت له: قصب الذريرة قد ذكر في كتب الطب وذكروا أنه يستعمل منه شيء كثير، وهذا يدل على أنه كان موجودا كثيرا، والآن فلا يوجد، ولا يخبر عنه مخبّر، فقال: هو موجود وإنما لا يعلمون أين يطلبونه، فقلت له: وأين هو؟ فقال: بالأهواز منه شيء كثير.

أخبرني الحسن بن الحسن بن منصور الجنب التميمي المغربي قال: قرأت على أبي جعفر أحمد بن يوسف بن فرتون في كتابه الذي ذيل به الصلة لابن بشكوال، وكتبه لي بخطه بالقاهرة قال: أحمد بن محمد بن أبي الخليل مفرح الأموي، يعرف بابن الرومية، يكنى أبا العباس، من أهل مدينة إشبيلية، روى بالأندلس كثيرا عن إشياخ من أهلها، ورحل الى المشرق، فجمع في رحلته، وروى عن خلق كثير عددهم بين رجال ونساء ضمنهم كتاب «التذكرة» له، وله «مختصر كتاب الكامل لأحمد بن عدي في رجال الحديث» ، وله كتاب «المعلم بما زاده البخاري على كتاب مسلم» . ويعرف أحمد هذا بالنباتي، لمعرفته به، ومولده في نحو إحدى وستين وخمسمائة، وتوفي رحمه الله بإشبيلية منسلخ شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وستمائة، عرفني بوفاته ولده الطيب أبو النور محمد. وذكر الرواية المكثر والبحر المزخر أبو محمد عبد الله الحريري رحمه الله في جزء من تأليفه سماه «بنثر النور والزهر في نشر أحوال الشيخ أبي العباس النباتي» ، أنه سأله عن مولده، فذكر أنه ولد في شهر الله المحرم سنة إحدى وستين وخمسمائة، وأنه توفي فجأة بين الظهر والعصر من يوم الاحد الموفى ثلاثين من ربيع الأول من العام المذكور في نفس هذا المجموع، وصلي عليه ضحى يوم الاثنين مستهل ربيع الآخر على مقربة من قبره بمقبرة الكدية بخارج إشبيلية، وحضره جمع كبير. وقد رثاه أناس من تلاميذه كأبي محمد عبد الله هذا الحريري، وأبي آمنة إسماعيل بن عفير، وكأبي الأصبغ عبد العزيز الكبتوري، وأبي بكر محمد بن محمد بن جابر السقطي، وأبي العباس بن سليمان، وذكر جميعهم أبو محمد الحريري في المجموع المتقدم ذكره.

أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي أحد الربيعين، يعني، من سنة سبع وثلاثين وستمائة توفي الشيخ الأجل الفاضل أبو العباس أحمد ابن محمد بن مفرح الأموي الأندلسي، الإشبيلي، العشاب، الزهري، النباتي، الحزمي، المعروف بابن الرومية، بإشبيلية. سمع من أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن يحيى بن الجد، وأبي محمد أحمد بن جمهور بن سعيد القيسي، وأبي بكر محمد بن علي بن خلف التجيبي، وغيرهم. ورحل وسمع ببغداد من غير واحد، ولقيته بمصر بعد عوده من الرحله، وحدث بمصر أحاديث من حفظه، ثم توجه الى الغرب، ولم يتفق لي السماع منه، وجمع مجاميع «1» . والعشاب: بالعين المهملة والشين المعجمة المشددة، وبعد الألف باء بواحدة، والزهري: بفتح الزاي وسكون الهاء، والنباتي: بفتح النون وبعدها باء بواحدة مفتوحة، وبعد الألف تاء ثالث الحروف، وكل ذلك نسبة الى معرفة الحشيش والنبات، ويقال أنه كان مهاجرا في ذلك جدا، والحزمي بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، نسبة إلى مذهب أبي محمد علي بن أحمد بن حزم «2» . أخبرني أبو جعفر أحمد بن محمد بن صابر قال: أخبرني من أثق به أن أحمد بن محمد بن المفرح بن الرومية كان جالسا في دكانه بإشبيلية يبيع الحشائش وينسخ، فاجتاز به الأمير أبو عبد الله بن هود، سلطان الأندلس، فسلم عليه، فرد عليه السلام، واشتغل بنساخته ولم يرفع إليه رأسه، فبقي واقفا ينتظر أن يرفع اليه رأسه ساعة طويلة، فلما لم يحفل به ساق فرسه ومضى.

أحمد بن محمد بن منصور الطرسوسي:

قال لي ابن صابر: وكان رجلا صالحا زاهدا، وتوفي بإشبيلية سنة سبع وثلاثين وستمائة. قال لي: وله كتابان حسنان في علم الحديث، إحداهما يقال له «الحافل في تكملة الكامل لابن عدي» مختصر من الأسانيد، وهو كتاب كبير، والآخر اختصر فيه الكامل لأبي أحمد ابن عدي «1» . أحمد بن محمد بن منصور الطرسوسي: أبو الحسن «2» ، حدث بدمشق عن أبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ الدمشقي، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني. أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي، وعبد الرحيم بن يوسف ابن الطفيل وغيرهما قالوا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني- قلت: ونقلته أنا من خط الحافظ- قال الحافظ: أخبرنا الشيخ الأمين- يعني أبا محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الأكفاني- قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن منصور الطرسوسي- قدم علينا- قال: حدثنا أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ الدمشقي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني- وأنا سألته- قال: حدثنا عبيد بن (4- ظ) أبي رجاء الشيرازي- من أصل كتابه- قال: حدثنا سعيد بن عيسى الكريزي قال: حدثنا أبو داود- هو سليمان بن داود- قال: حدثنا شعبة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» «3» (5- و) .

أحمد بن محمد بن ميمون بن ابراهيم:

أحمد بن محمد بن ميمون بن ابراهيم: ابن كوثر بن حكيم بن أبان بن عبد الله بن العباس الهمداني أبو الميمون الحلبي المذحجي، من بيت الرواية والحديث، (4- و) وسنذكر جد جده كوثر ابن حكيم في موضعه من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى. حدث أبو الميمون عن: أبي عبد الله محمد بن اسحاق الضبي، المعروف بابن شبّويه، ومؤمل بن يهاب، واسحاق بن إبراهيم الأحيل الحلبي، واسحاق بن الضيف. روى عنه: أبو أحمد عبد الله بن عدي، والحاكم محمد بن محمد، الحافظان، وأبو حفص عمر بن علي العتكي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا أبو ميمون أحمد بن محمد بن ميمون بن إبراهيم بن كوثر بن حكيم الحلبي- بحلب- قال: حدثنا اسحاق بن الضيف قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعلى رأسه المغفر. وقال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت أبا الميمون أحمد بن محمد بن ميمون بن إبراهيم بن كوثر بن حكيم بن أبان بن عبد الله بن العباس الهمداني الحلبي- بحلب- هكذا نسب لي جدّ جده كوثرا، وقال لي: كنية كوثر أبو مخلد، وكان كوفيا «1» .

أحمد بن محمد بن موسى، أبو بكر السوانيطي:

أحمد بن محمد بن موسى، أبو بكر السوانيطي: سمع بالمصيصة أحمد (5- ظ) بن محمد بن أبي رجاء، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصيين. روى عنه أبو حفص عمر بن شاهين، وموسى بن عيسي السرّاج. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد الفقيه قال: أخبرنا موسى بن عيسى بن عبد الله السراج قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى السوانيطي قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان الله ليس بتارك أحدا من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلّا غفر له» «1» . أخبرنا أبو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن محمد بن موسى، أبو بكر المعروف بالسوانيطي. حدث عن يوسف بن سعيد بن مسلم، وأحمد بن أبي رجاء المصيصي. روى عنه: موسى بن عيسى السراج أحاديث عدة، سماه فيها أحمد بن محمد ابن موسى، وكذلك سماه ابن شاهين اذ روى عنه في الاخبار والنزه وسماه في غير ذلك محمد بن أحمد بن موسى «2» ، وروى عنه غيره فقال: محمد بن أحمد ابن موسى، وذاك أصح، وقد ذكرناه في جملة المحمدين. قلت: روى أبو سعيد الحسن بن اسحاق بن بلبل القاضي عن (6- و) أبي

أحمد بن محمد بن نباته، أبو بكر البغدادي:

عبد الله، وسماه محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي، وكذلك محمد بن أحمد الزبيري، وأبو أحمد بن عدي، وأبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الحلبي وسماه كل منهم محمد بن أحمد بن موسى، وكناه أبا عبد الله، فاختلفت الكنيتان والاسمان، فيحتمل عندي أن يكون هذا غير هذا، وقد روى كل واحد منها جميعا، وقد كانا في عصر واحد، ويعرفان جميعا بالسوانيطي، فظنهما أبو بكر الخطيب واحدا، وهما اثنان، والله أعلم. أحمد بن محمد بن نباته، أبو بكر البغدادي: حدث بمعرة النعمان عن...... «1» ، روى عنه أبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمد التنوخي المعري. أحمد بن محمد بن نصر الحداد: أبو جعفر بن أبي عبد الله البغدادي ثم الحلبي. (حدث بحلب عن ابراهيم ابن مهدي المصيّصي، ومحفوظ، وعفّان بن مسلم، وفيض بن وثيق البصري، وسعداه. روى عنه الحافظ أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم الحلبي برداعس، وأبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، وصالح بن الأصبغ المنبجي، وأبو جعفر الحضرمي مطين، وأبو الحسن علي بن سراج المصري. أخبرنا القاضي شمس الدين أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي (6- ظ) ، وأبو الفضل مكرم بن أبي الصقر، والحرّة أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشي بدمشق، قالا: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحبوبي، ح. وأخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله

الشافعي قال: أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل القيسي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد ابن أبي ثابت قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله الحداد الحلبي قال: حدثنا ابراهيم بن مهدي المصيصي قال: حدثنا أبو حفص الأبّار عن اسماعيل بن عبد الرحمن عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أول من صنع له الحمّام سليمان بن داود، فلما وجد حره قال: أوّه من قبل أن لا يكون أوّه» «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو الفضل اسماعيل بن علي بن إبراهيم الجنزوي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم الحلبي المعروف ببرداعس قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن نصر الحدّاد قال: سمعت عفان بن مسلم يقول: (7- و) قال شعبة: من كتبت عنه أربعة أحاديث أم خمسة أحاديث، فأنا عبده حتى يموت. أنبأنا أبو القاسم عبد الصّمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الغسّاني قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي بدمشق، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بن خلف بالقاهرة قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السّبيّ قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن طلحة التنّيسي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد

أحمد بن محمد بن النعمان بن عبد الرحمن بن النعمان:

الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدّي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بركة بن إبراهيم المعروف ببرداعس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن نصر البغدادي بحلب وكان حاذقا بالحديث قال: حدثنا عفان بن مسلم. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد زوريق قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر البغدادي قال: وأخبرنا علي بن أبي علي قال: قرأنا على الحسين بن هرون الضّبي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: أحمد بن محمد بن نصر الحدّاد، بغدادي سمع عفّان بن مسلم، والفيض بن وثيق ونحوهما وكان بحلب. أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي فيما أذن لنا فيه، وقرأت عليه اسناده قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن محمد بن نصر (7- ظ) الحداد، حدث عن عفان بن مسلم، وفيض بن واثيق البصري، روى عنه أبو جعفر الحضرمي مطين، ومحمد بن بركة، المعروف ببرداعس الحافظ «1» . أحمد بن محمد بن النعمان بن عبد الرحمن بن النعمان: أبو العباس السميساطي، حدث ببالس عن أبي زرعة أحمد بن موسى المكي، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي ببغداد قال: أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله الطناجيري قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن

أحمد بن محمد بن نفيس:

محمد بن النعمان السميساطي ببالس قال: حدثنا أبو زرعة أحمد بن موسى المكي قال: حدثني أحمد بن محمد بن الصبّاح قال: حدثنا محمد بن الحكم بن موسى قال: حدثنا عبد الصمد بن حسّان قال: سمعت سفيان الثوري يقول: الاسناد سلاح كيف يقاتل الرجل بغير سلاح؟!. أحمد بن محمد بن نفيس: أبو الحسن الملطي، الإمام الشاهد، حدث عن أبي علي الحسن بن حبيب الحضائري، روى عنه أبو الحسن بن علي بن الأهوازي المقرئ، وعلي بن محمد الحنّائي. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا علي بن (8- و) أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن نفيس الإمام قال: حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب قال: حدثنا علّان بن المغيرة بمصر قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا رشدين بن سعد عن جرير بن حازم عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جمع القرآن متعه الله تبارك وتعالى بعقله حتى يموت «1» » . أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: قال لنا أبو محمد ابن الأكفاني: سنة أربع وأربعمائة، فيها توفي أبو الحسن الملطي. أخبرنا أبو الفضل بن محمد في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: قرأت بخط أبي محمد عبد المنعم بن علي بن النحوي: مات أبو الحسن بن نفيس الملطي في يوم الجمعة لثلاث خلون من ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة. «2» . أحمد بن محمد بن هارون: أبو بكر الخلّال الأنطاكي، صاحب التصانيف الواسعة، والمجاميع النافعة.

سمع بحلب: صالح بن علي النوفلي، وصالح بن عمرو بن الفضيل الحلبي، وصالح بن أحمد الحلبي، وبالمصّيصة: الحسن بن علي بن عمر الفقيه، والحسن ابن سفيان المصيصي، وببالس اسحاق بن خالد البالسي، وبطرسوس: الحسين بن الحسن الوراق، واسماعيل بن الفضل، وبأنطاكية أحمد بن محمد بن مسعود الأنطاكي (8- ظ) ويحيى بن طالب الأنطاكي. وروى عنهم، وعن أبي بكر أحمد بن محمد المروذي، ومحمد بن عوف الحمصي، والحسن بن عرفه، وسعدان بن نصر، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة الحافظ، وعبد الله بن محمد بن سيّار. روى عنه صاحبه عبد العزيز بن جعفر الفقيه، ومحمد بن المظفّر الحافظ، والحسن بن يوسف الصيرفي، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر النهاوندي. وقدم الشام، ودخل الثغور الشامية مرتين، إحداهما في سنة سبعين، والثانية في سنة إحدى وسبعين. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن محمد بن هرون، أبو بكر الخلّال الحنبلي، سمع الحسن بن عرفه، وسعدان بن نصر، وأبا بكر المروذي ومحمد بن عوف الحمصي ومن في طبقتهم وبعدهم. روى عنه عبد العزيز بن جعفر صاحبه، والحسن بن يوسف الصيرفي، ومحمد ابن المظفّر، وكان ممن صرف عنايته الى الجمع لعلوم أحمد بن حنبل وطلبها (9- و) وسافر لأجلها، وكتبها عالية ونازلة، وصنفها كتبا، ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أجمع منه لذلك.

وقال أبو بكر الخطيب: أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن بشار، والخلّال بحضرته في مسجده وقد سئل عن مسألة، فقال: سلوا الشيخ، فكأنّ السائل أحب جواب أبي الحسن، فقال: سلوا الشيخ، هذا الشيخ- يعني الخلّال- إمام في مذهب أحمد ابن حنبل، سمعته يقول هذا مرارا. قال عبد العزيز: وسمعت أبا بكر محمد بن الحسين بن شهريار يقول: كلنا تبع للخلّال لأنه لم يسبقنا إلى جمعه وعلمه أحد. وقال عبد العزيز: وسمعت أبا بكر الشيرجي يقول: الخلّال قد صنف كتبه ويريد منا أن نقعد بين يديه ونسمعها منه، وهذا بعيد، فقال له أبو بكر بن شهريار: من طلب العلم يقابل أبا بكر الخلّال، من يقدر على ما يقدر عليه الخلّال من الرواية؟! قال عبد العزيز: وقد رسم في كتبه ومصنفاته إذا حدّث عن شيوخه يقول: أخبرنا أخبرنا، فقيل له: انهم قد حكوا أنك لم تسمعها وإنما هي إجازة، قال: سبحان الله، قولوا في كتبنا كلها حدثنا. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا بكر الخلّال مات في سنة احدى عشرة وثلاثمائة. قال أبو بكر: وقال لي أبو يعلى بن الفرّاء (9- ظ) توفي أبو بكر الخلّال يوم الجمعة قبل الصلاة ليومين خلوا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشر وثلاثمائة، ودفن في يوم السبت الى جنب أبي بكر المروذي، وصلى عليه أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي «1» .

أحمد بن محمد هانيء الطائي:

أحمد بن محمد هانيء الطائي: وقيل هو كلبي، أبو بكر الأثرم الوراق الاسكافي، صحب أحمد بن محمد ابن حنبل، وسمع بطرسوس أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي، وبالمصيصة سنيد ابن داود المصيصي، وحدث عنهما وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وعفان بن مسلم وأبي نعيم، والقعنبي وغيرهم، روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد وموسى بن هرون. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو بكر (10- و) البرقاني قال: قرأت على بشر بن أحمد الأسفرائيني حدثكم عبد الله بن محمد بن سيّار أبو محمد الفرهياني قال: سمعت عباسا العنبري يقول: ما قدم علينا مثل عمرو بن منصور، وأبي بكر الوراق، فقلت: من أبو بكر؟ قال: الأثرم، فقلت أنا له: لا نرضى أن تقرن صاحبنا بالأثرم، أي بأنّ هذا فوقه. قال أبو بكر الحافظ: حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الخلّال قال: وأخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت أبا القاسم بن الجبّلى قال: قدم رجل فقال لي: أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب ابن أبي شيبة، قال: فقلنا- أو فقالوا- ليس لك إلّا أبو بكر الأثرم، قال: فوجه إليه ورقا، فكتب ستمائة ورقة من كتاب الصّلاة، فنظرنا فإذا ليس في كتاب ابن أبي شيبة منه شيء. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن محمد بن هانىء، أبو بكر الطائي، ويقال الكلبي، الأثرم، صاحب أحمد بن حنبل. سمع حرمي بن حفص، وعفان بن مسلم، ومعاوية بن عمرو، وسليمان بن

حرب، وأبا الوليد الطيالسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا توبة الربيع بن نافع، وسنيد بن داود، ونعيم بن حماد، وأبا بكر ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير. وله كتاب في علل الحديث، ومسائل أحمد بن حنبل يدل على علمه ومعرفته. روى عنه موسى بن هرون، ومحمد بن جعفر الراشدي، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري، ويحيى بن (10- ظ) محمد بن صاعد وغيرهم، وكان الأثرم من أهل اسكاف بني الجنيد، وبها مات فيما ذكر لي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء، وقال لي: حدثني من زار قبره هناك. قال الخطيب: وكان الأثرم فيمن يعد في الحفاظ والأذكياء، حتى قال فيه يحيى ابن معين- ما حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: حدثنا أبو بكر أحمد ابن محمد بن هرون الخلال قال: أخبرني عبد الله بن محمد قال: سمعت سعيد بن عتّاب يقول: سمعت يحيى بن معين يقول:- كان أحد أبوي الأثرم جنّيا. وقال الخلال أيضا: أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة قال: سمعت أبا جعفر بن شكاب يقول: سمعت يحيى بن أيوب، وذكر الأثرم، فقال أحد أبويه جنيّ. وقال الخلّال: أخبرني أبو بكر بن صدقة قال: سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن. قال الخلال: وكان عاصم بن علي بن عاصم لما قدم بغداد طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها، فلم يوجد له في ذلك الوقت إلّا أبو بكر الأثرم، فكأنه لما رآه لم يقع منه موقع لحداثة سنه، فقال له أخرج كتبك، فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ، وهذا الحديث كذا، وهذا غلط، وأشياء نحو هذا، فسرّ عاصم به، وأملى

أحمد بن محمد بن همام:

قريبا من خمسين مجلسا، فعرضت على أحمد بن حنبل فقال: هذه أحاديث صحاح. وكان يعرف الحديث ويحفظه، ويعلم الأبواب والمسند، فلما صحب أحمد ابن حنبل ترك كل ذلك، وأقبل على (11- و) مذهب أبي عبد الله. فسمعت أبا بكر المروذي يقول: قال الأثرم: كنت أحفظ- يعني الفقه والاختلاف- فلما صحبت أحمد بن حنبل تركت ذاك كله، وليس أخالف أبا عبد الله إلّا في مسألة واحدة، ذكرها المروذي، قال: فقلت له: فلا تخالفه أيضا في هذه المسألة، وكان معه تيقظ عجيب جدا. أنبأنا عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي قال: سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول: كان أصحابنا ينكرون على الأثرم كتاب العلل لأحمد بن حنبل. وقال أحمد بن علي: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا الحسين بن علي التميمي قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق الأسفراييني قال: حدثنا أبو بكر المروذي قال: وسألته- يعني أحمد بن حنبل- عن أبي بكر الأثرم، قلت: نهيت أن يكتب عنه، قال: لم أقل إنه لا يكتب عنه الحديث، إنما أكره هذه المسائل «1» . أحمد بن محمد بن همّام: ابن عامر أبي شهاب بن عامر بن محارب بن نعيم بن عدي بن عمرو بن عدي ابن الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم الله، أبو العباس بن أبي حامد بن أبي الوليد، التنوخي المعري، رجل مشهور مذكور، وكانوا يقولون انه كان شيخ (11- ظ) جند حمص.

أحمد بن محمد بن يحيى:

قرأت في تاريخ جمعه أبو غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب: فيها- يعني سنة أربع وستين ومائتين- ولد أحمد بن أبي حامد بن همّام رحمه الله، وسمعت جماعة من شيوخ معرة النعمان يصفونه ويقولون: انه كان شيخ جند حمص. وقرأت بخط أبي الحسين علي بن المهذّب المعري في تعليق له: سنة أربع وستين فيها: ولد عمي أحمد بن أبي حامد رحمه الله لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى، وست خلت من أيار، وجدت مولده بخطّ أبيه، جدي أبي حامد محمد بن همّام. وقرأت بخط أبي الحسين بن المهذب في هذا التعليق: سنة إحدى وثلاثين- يعني- وثلاثمائة فيها: توفي عمي أحمد رحمه الله، يوم الاثنين للنصف من شعبان. وقرأت في تاريخ أبي غالب همّام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب قال: سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فيها: توفي أحمد بن أبي حامد بن همّام. قلت: أظن أن أحمد بن أبي حامد روى الحديث عن أبيه أبي حامد والله أعلم. أحمد بن محمد بن يحيى: أبو الحسن العسكري الفقيه بالثغور الشامية، حدت بطرسوس عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وإبراهيم بن راشد الادمي، وحميد بن الأصبغ، وإبراهيم بن دنوقا، وأبي سعيد بن عقيل الفريابي، والربيع بن سليمان، وأحمد بن طاهر بن حملة، ومحمد (12- و) بن عبد الله بن عبد الحكم، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأبي علاثة أحمد بن عمرو بن خالد، وأحمد بن حازم ابن أبي غرزة وغيرهم. روى عنه الحافظ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم، وأبوا بكر: محمد بن

إبراهيم بن المقرئ، ومحمد بن علي بن سويد المؤدّب، وأبو الحسن: محمد بن الحسن الآبري، وعلي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني الحربي، وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله بحلب قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة البغدادي وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن بن محمد بن سليم قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- وقالت عين الشمس: إجازة- قال: أخبرنا الشيخان: أبو منصور ابن الحسين، وأبو طاهر بن محمود الثقفي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يحيى العسكري الفقيه بطرسوس قال: حدثنا حميد بن الأصبغ قال: حدثنا آدم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذه الآية كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ «1» قال: هي النخلة، وتلا: كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ «2» قال: «هي الحنظل» . كتب إلينا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الحرّاني قال: أخبرنا أبو الفتح (12- ظ) محمد بن عمر بن أبي بكر الحازمي قال: أخبرنا عيسى بن شعيب ابن اسحاق الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي قال: حدثنا الشيخ أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يحيى العسكري فقيه الثغور بطرسوس فيما قرأت عليه قال: حدثنا إبراهيم بن دنوقا قال: حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا سليمان بن عبد العزيز عن سيار بن سلامة عن أبي برزة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الأمراء من قريش، الأمراء من قريش، لى عليهم حق،

أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن أبي عبيد الله بن المغيرة:

ولهم عليكم حق ما فعلوا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا» «1» . وقال أبو الحسن الآبري: قرأت على أبي الحسن أحمد بن محمد بن يحيى العسكري بطرسوس رحمه الله، وكان من نبلاء الشافعيين، سنة أربع عشرة وثلاثمائة عن أحمد بن طاهر بن حرملة، فذكر حديثا. وتوفي أبو الحسن العسكري بعد هذا التاريخ. أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن أبي عبيد الله بن المغيرة: أبو جعفر العدوي المقرئ النحوي، المعروف جدّه بأبي محمد اليزيدي، عرف بذلك لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي. سمع: أباه محمدا، وجدّه أبا محمد اليزيدي، وأبا سعيد الأصمعي، وأبا زيد الأنصاري. روى عنه: ابناه أبو عيسى موسى، وأبو موسى عيسى، وأخواه عبيد الله والفضل ابنا محمد، وابن أخيه محمد بن العباس (13- و) بن محمد اليزيديون، ومحمد بن عبد الملك الزيات، وعون بن محمد الكندي. وكان أبو جعفر شاعرا مجيدا، عالما بالقراءات والنحو، مدخ المأمون، وقدم معه حلب حين قدمها، وكان في صحبت حين غزا الروم. ذكر أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني في كتاب الأغاني قال: أخبرنا محمد ابن العباس- حدثني أبي عن أخيه أبي جعفر- قال: دخلت يوما على المأمون بقارا «2» وهو يريد الغزو فأنشدته شعرا مدحته فيه أوله:

يا قصر ذا النخلات من بارا «1» ... إني حننت إليك من قارا أبصرت أشجارا على نهر ... فذكرت أنهارا وأشجارا لله أيام نعمت بها ... بالقفص «2» أحيانا وفي بارا إذ لا أزال أزور غانية ... ألهو بها وأزور خمّارا لا أستجيب لمن دعا لهدى ... وأجيب شطّارا وذعّارا أعصي النّصيح وكل عاذلة ... وأطيع أوتارا ومزمارا فغضب المأمون وقال: أنا في وجه غزو وأحض الناس على الغزو، وأنت تذكرهم نزهة بغداد؟ فقلت: الشيء بتمامه، ثم قلت: فصحوت بالمأمون من سكري ... ورأيت خير الأمر ما اختارا ورأيت طاعته مؤدّية ... للفرض إعلانا وإسرارا فخلعت ثوب الهزل عن عنقي ... ورضيت دار الخلد دارا (13- ظ) وظللت معتصما بطاعته ... وجواره وكفى به جارا إن حلّ أرضا فهي لي وطن ... وأسير عنها حيث ما سارا فقال له يحيى بن أكثم: ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين، أخبر أنه كان في سكر وخمار، فترك ذلك وارعوى وآثر طاعة خليفته، وعلم أن الرشد فيها، فسكن وأمسك «3» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة، أبو جعفر العدوي النحوي،

المعروف أبوه باليزيدي، كان من ندماء المأمون، وقدم معه دمشق، وتوجه منها «1» غازيا للروم، وسمع أباه أبا محمد يحيى بن المبارك، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري، وكان مقرئا. روى عنه أخواه عبيد الله والفضل ابنا محمد وابن أخيه محمد بن العباس ابن محمد بن أبي محمد اليزيدي، وعون بن محمد الكندي، ومحمد بن عبد الملك الزيات. «2» . قلت: كذا وقع السهو في كتاب الحافظ أبي القاسم في موضعين، في قوله «المعروف أبوه باليزيدي» ، وإنما المعروف بذلك جدّه أبو محمد، وفي قوله «سمع أباه أبا محمد يحيى بن المبارك» ، وإنما هو جدّه أيضا. نقلت من خط عبد السلام البصري المعروف بالواجكا: نسخت من آخر كتاب نوادر اليزيدي، كتاب الشيخ أبي سعيد- يعني السيرافي- من خط أبي بكر بن السراج قال لي أبو عبد الله اليزيدي أيده الله- يعني أبا عبد الله بن العباس بن محمد بن يحيى اليزيدي-: كان لأبي محمد يحيى بن المبارك العبدي (*) - وهو المعروف باليزيدي، وإنما سمي (14- و) اليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي- من الذكور محمد، وهو أسنهم، وهو جد أبي عبد الله، وولد محمد من الذكور اثني عشر فأولهم أحمد، وعبد الله، وهو الغالب عليه اللقب عبدوس، والعباس أبو أبي عبد الله أسعده الله، وهؤلاء الثلاثة أوصياء أبيهم؛ وجعفرا، وعليا، والحسن، والفضل، والحسين، وهما توأمان، وعيسى، وسليمان، وعبيد الله، ويوسف، فالبارع منهم أحمد، والعباس، وجعفر، والحسن

أحمد بن محمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي

والفضل، وسليمان، وعبيد الله، فمات أحمد قبل سنة ستين، ولم ينشى لهؤلاء كلهم ابن روى العلم غير أبي عبد الله أسعده الله، وابنين لأحمد بن محمد أحدهما موسى، ويكنى بأبي عيسى، وعيسى ويكنى بأبي موسى، رويا عن أبيهما، وعم أبيهما إبراهيم بن محمد، ما سمعا من أبي زيد والأصمعي. هذا مما نقلته من خط عبد السلام في ذكره، وقد قيل إنهم من موالي بني عبد مناة بن تميم. وقال أبو حاتم: اليزيدي مولى لبني عدي وليس منهم، ولكن كذا يقولون، كان نازلا فيهم فنسب الى آل يزيد، وكان مؤدبا ليزيد بن مزيد «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، وأنبانا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك، أبو جعفر اليزيدي، سمع جدّه يحيى بن المبارك، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري. روى عنه أخوه عبيد الله وابن أخيه محمد بن العباس بن محمد اليزيدي، وعون بن محمد الكندي، (14- ظ) وكان أديبا عالما بالنحو، شاعرا مدح المأمون والمعتصم وغيرهما، ومات قبل سنة ستين ومائتين بمدة طويلة «2» . أحمد بن محمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي أبو بكر، قيل فيه هكذا، وقيل أحمد بن يحيى بن صفوان، وهو المعروف، وسيأتي ذكره فيمن اسم أبيه يحيى إن شاء الله تعالى.

أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخناجر:

أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخناجر: أبو علي الأنصاري الأطرابلسي، سمع بطرسوس: بشير بن زاذان، واسحاق بن عيسى بن الطباع، وموسى بن داود قاضي طرسوس أبا عبد الله؛ وبالمصيصة: محمد بن كثيّر المصيصي؛ وروى عنهم وعن محمد بن مصعب القرقساني ومعاوية بن عمرو، ويحيى بن أبي بكير الكرماني، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن مصعب القرقساني، والعباس بن الوليد البصري، ومؤمّل بن اسماعيل. روى عنه: أبوا بكر: عبد الله بن محمد زياد النيسابوري، ومحمد بن عبد الله بن محمد الطائي الحمصي، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وأبو علي محمد ابن محمد بن أبي حذيفة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن محمد بن نصر بن بحير، وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة، وأبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو المعمّر الحسين بن محمد بن سنان الموصلي، والحسن بن حبيب، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن عدي، وأبو الطيّب علي بن محمد بن أبي سليمان الصوري، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن هلال السلميّ، وعبد الملك بن عدي. أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو زيد واقد بن الخليل بن عبد الله قال: أخبرنا (15- و) والدي أبو يعلى الحافظ قال: حدثني أحمد بن محمد الزاهد قال: حدثنا عبد الملك بن عدي قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن يزيد بن أبي الخناجر الأطرابلسي قال: حدثنا مؤمل بن اسماعيل قال: حدثنا همّام بن يحيى، وحمّاد بن سلمة، وسفيان الثوري قالوا: حدثنا عطاء ابن السائب قال: حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة

أربعين يوما- أو قال: «صباحا» - فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد فشربها فمثل ذلك، فإن عاد فشربها فمثل ذلك، فإن عاد فشربها الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين يوما، فإن تاب لم يتب الله عليه، وكان حقا على الله أن يسقيه» . قال همّام: من نهر الخبال، وقال حماد وسفيان: من طينة الخبال: قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن وما طينة الخبال؟ قال: صديد أهل النار «1» . أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني- إذنا عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمّام بن محمد قال: حدثنا خيثمة ابن سليمان من حفظه قال: حدثنا ابن أبي الخناجر قال: كنت في مجلس يزيد بن هرون بواسط، فجاء أمير المؤمنين فوقف علينا في المجلس، وفي المجلس ألوف، فالتفت إلى أصحابه، فقال: هذا الملك. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلّال قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر الحسين بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الخناجر، روى عن المؤمل بن اسماعيل، ويحيى بن أبي بكير، وموسى بن داود، كتبنا عنه، وهو صدوق «2» . أخبرنا عمر بن طبرزد- فيما أذن لنا فيه- عن أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا الحسن بن محمد أحمد بن جميع (15- ظ) قال: أخبرنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة قال: سمعت محمد بن الحسن بن قتيبة يقول: ما كتبت في الإسلام عن شيخ أهيأ ولا أنبل منه- يعني الخليل بن عبد الله- ومن ابن أبي الخناجر

أحمد بن محمد بن يزيد، أبو بكر النرسي:

أحمد بن محمد بن يزيد، أبو بكر النرسي: سمع بحلب أبا أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، وحدث عنه ببغداد، روى عنه محمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبد الله بن أبي بكر بن شاذان قال: حدثنا محمد جعفر، المعروف بزوج الحرة، املاء قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يزيد النرسي قال: حدثنا أبو أسامة الحلبي قال: حدثنا يعقوب بن كعب قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، ومغيرة عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف آخر الناس خروجا من النار رجل يخرج منها زحفا فيقال له: انطلق فادخل الجنة، فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيقال له: تذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم فيقال له: تمنّ، فيتمنى، فيقال له: لك ما تمنيت وعشرة أضعاف ذلك، فيقول: أتسخر بي وأنت الملك، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه «1» .» (16- و) . أحمد بن محمد بن يزيد، أبو سهل الفارسي حدث بالمصيصة عن أحمد بن شيبان الأحنف المصيصي، وأحمد بن حرب الطائي، روى عنه الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة البغدادي وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن

أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد أبي هزان الخثعمي الأنطاكي:

الحسن قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، وقالت عين الشمس إجازة، قال: أخبرنا الشيخان أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم، وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد الفارسي بالمصيصة قال: حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي قال: حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قال: من كانت عنده شهادة، فلا يقول: لا أخبر بها إلّا عند إمام، ولكن ليخبر بها لعلّه يرجع ويرعوي «1» . أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقيّر- كتابة- قال: أخبرنا أبو العلاء الهمذاني إجازة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفّار قال: أخبرنا أبو بكر بن منحوية قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ قال: أبو سهل أحمد بن محمد بن يزيد الفارسي سكن المصيصة، سمع أحمد بن حرب الطائي، وأحمد بن شيبان الأحنف المصيصي. (16- ظ) . أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد أبي هزان الخثعمي الأنطاكي: أبو بكر، حدث بحلب عن أبي الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث، روى عنه أبو سعد السمان. أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري في كتابها إلينا من نيسابور عن أبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري قال: حدثني الاستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسن بن مردك قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد إسماعيل ابن علي بن الحسين الرازي- إجازة- قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد بن أبي هزّان الخثعمي الأنطاكي بحلب بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث قال: حدثنا بكر بن سهل

أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله

الدمياطي قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر وأبي الزبير عن جابر قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح حتى اذا بلغ الكديد أفطر وأفطر الناس «1» . أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو الحسين الوراق البغدادي، المعروف بابن توتو. حدث بحلب وغيرها عن أبي حفص بن حرب القصير وأبي النضر اسماعيل بن عبد الله، وأبي أحمد عبيد الله بن يزيد الطرسوسي، وعبيد الله بن الحسن بن عبد الرحمن الانطاكي، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبي بكر المدبر بن الربيع البزاز، وأبي بكر محمد بن عمر الجعابي، ومحمد بن أحمد بن هرون العسكري وعمر بن يوسف، وأبي محمد عبد الرحمن بن المبارك بن محمد، وأبي بكر محمد ابن (17- و) الحسن بن دريد الأزدي، وأبي محمد عبيد الله بن الحسن الأزدي وأبي بكر محمد بن ابراهيم بن عبد الله، وأبي كثير محمد بن ابراهيم بن محمد بن اسحاق الشيباني، وأبي بكر محمد بن عبد الله الوراق، ومحمد بن الحسن الرافقي، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي يعلى محمد بن زهير بن الفضل الايلي، وعبد الله بن ثابت المحاربي الكوفي، وأبي القاسم منصور بن الحسن بن مذحج الأزدي، وأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد الله الطالقاني. روى عنه: القاضي أبو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي، وأبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الصوفي المعروف بابن الحبال، الحلبيان، ومحمد بن أحمد الأشعري، وتمام بن محمد الرازي، ومحمد بن أحمد «2» الأشعري. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي، وأبو عبد الله بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (67)

الحسين بن ابراهيم بن الحسين الإربلي قالا: أخبرنا بركات بن ابراهيم الخشوعي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الاكفاني في يوم عيد الاضحى سنة عشرين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قراءة علينا من لفظه في يوم عيد فطر أو عيد أضحى قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر ابن أحمد بن زياد الميداني في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثني أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الحلبي الصوفي المعروف بالحبال في يوم عيد فطر قال: حدثنا أبو الحسين أحمد الوراق بحلب في يوم عيد أضحى قال: حدثني أبو جعفر القصير يوم عيد فطر بين الصلاة والخطبة قال: حدثني (17- ظ) أخي سليمان بن حرب في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثني بشر بن عبد الوهاب الكوفي في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثنا وكيع بن الجراح في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثنا سفيان الثوري في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثني ابن جريح في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثني عطاء بن أبي رباح في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: حدثني ابن عباس في يوم عيد فطر أو أضحى بين الصلاة والخطبة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطرا وأضحى، فلما صلى قال: «قد أصبتم خيرا فمن أحب أن يقعد فليقعد ومن أحب أن ينصرف فلينصرف» «1» . وقال أبو الحجاج: أخبرنا بركات الخشوعي في يوم عيد فطر من سنة ست وثمانين وخمسمائة بدمشق. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أحمد بن محمد بن يعقوب ابن عبد الله، أبو الحسين الوراق البغدادي المعروف بابن توتو، حدث بدمشق عن

أحمد بن محمد بن يعقوب بن أبي أحمد الطبري:

محمد بن أحمد بن هرون العسكري، وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي، روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي. «1» . أحمد بن محمد بن يعقوب بن أبي أحمد الطبري: أبو العباس بن أبي بكر، المعروف بابن القاص الفقيه القاضي من أهل طبرستان من كبار أصحاب (18- و) الامام الشافعي رضي الله عنه. صحب أبا العباس بن سريج وتفقه عليه، وتولى قضاء طرسوس، وكانت الفتوى اليه بها، وحدث بها عن: محمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن غنام الكوفي، وأبي بكر محمد بن أحمد القاضي، وأحمد بن هاشم البغوي، ومحمد ابن عبيد الله، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد ابن صالح بن ذريح، ومحمد بن سعيد الأزرق، وأبي القاسم البغوي، ومحمد بن الفرج، واسحاق بن أحمد الخزاعي، والقاضي جعفر بن محمد الفريابي، وعبد الله ابن محمد، والحسن بن علي الطبري، وعلي بن مهروية القزويني، وأبي شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، والمفضل بن محمد الشعبي. روى عنه: أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي القاضي، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن منصور البيع العتيقي، وموسى بن ابراهيم الوراق، وأبو ذر الخضر بن أحمد الطبري. وقال بعضهم: هو المعروف بالقاص. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو

علي الاهوازي قال: أخبرنا القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الكرجي بالمعرة قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن أبي بكر الفقيه بطرسوس قال: حدثنا أحمد بن هاشم قال: حدثنا رجاء بن محمد قال: حدثنا محمد بن عياد المهلبي قال: حدثنا صالح المري عن المغيرة بن حبيب عن مالك بن دينار عن الاحنف ابن قيس عن (18- ظ) أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تكون قرية أو مدينة، أو مصر- يقال له البصرة أقوم الناس قبلة، وأكثره مؤذنون، يدفع الله عنهم ما يكرهون» «1» . أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: وكان أبو العباس- يعني ابن القاص- فيه أهل طرسوس ومفتيهم «2» . كتب الينا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني أن أباه الامام أبا سعد السمعاني أخبرهم- اجازة ان لم يكن سمعه منه- قال: والامام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد القاص الطبري، امام عصره وصاحب التصانيف في الفقه والفرائض وأدب القاضي، ومعرفة القبلة وغيرها، تفقه على أبي العباس بن سريج، وبرع في الفقه وتلمذ له جماعة منهم: أبو علي الطبري المعروف بالبرجلاني. وإنما قيل لأبي العباس القاص لدخوله ديار الديلم والجبل، وقود عساكر الجهاد بها منها إلى الروم بالوعظ والتذكير. ومن أشهر مصنفاته كتابه الموسوم «بالتلخيص» ، وهو أجمع كتاب في فنه الأصول والفروع على قلة عدد أوراقه وخفة محمله على أصحابه، وكتابه في «أصول الفقه» ، وهو كتاب مقنع.

وكان من أخشع الناس قلبا إذا قص، فمن ذلك ما يحكى أنه كان يقص على الناس بطرسوس فأدركته روعة ما كان يصف من جلاله وعظمته، وملكته خشية ما (19- و) كان يذكر من بأسه وسطوته، فخر مغشيا عليه، وانقلب الى الآخرة لاحقا باللطيف الخبير. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو المعمر المبارك بن عبد العزيز الأنصاري قال: أخبرنا أبو اسحاق الفيروزبادي قال: ومنهم أبو العباس بن أبي أحمد العروف بابن القاص الطبري، صاحب أبي العباس بن سريج، مات بطرسوس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وكان من أئمة أصحابنا صنف المصنفات الكثيرة: «المفتاح» ، و «أدب القاضي» «والمواقيت» ، «والتلخيص» الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي؛ وقال: تمثلت فيه بقوله الشاعر: عقم النساء فما يلدن شبيهه ... إنّ النساء بمثله عقم قال: ومنه أخذ الفقه أهل طبرستان. وأخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي في كتابه عن كتاب أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي قال في تاريخه في حوادث سنه خمس وثلاثين وثلاثمائة: توفي أبو العباس أحمد بن أبي القاص الطبري بطرسوس «1» . قلت: هكذا ذكر أبو اسحاق الفيروزآبادي في طبقات الفقهاء وفاة أبي العباس ابن القاص وأبو عبد الله العظيمي في تاريخه في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وقد شاهدت بخط القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان في مواضع متعددة من مصنفاته: حدثنا أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري إملاء بطرسوس (19- ظ) في المسجد الجامع سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فتكون

أحمد بن محمد بن يعقوب الأنطاكي:

وفاته في هذه السنة أو بعدها، وهو الصحيح فإن أبا عمرو الطرسوسي كان من أهل طرسوس، وكان ضابطا، فهو أعلم بحياته، سنة ست وثلاثين وثلاثمائة والله أعلم. أحمد بن محمد بن يعقوب الأنطاكي: وليس بابن أبي هزّان المقدم ذكره، سمع بالبصرة أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وحدث عنه بدمشق، روى عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله ابن إبراهيم الطرسوسي، وهو شرط الحافظ أبي القاسم الدمشقي، ولم يذكره في تاريخ دمشق. أحمد بن محمد بن يوسف: أبو العباس المؤدب المقرئ الأصبهاني، المعروف بابن مردة؛ قرأ القرآن العظيم بمنبج بقراءة أبي عمرو وابن عامر، وحمزة وعاصم، على أبي العباس أحمد ابن علي المنبجي المقرئ، وقرأ ببغداد على أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، وأبي القاسم بكر بن شاذان؛ وبدمشق علي أبي بكر محمد بن أحمد السلمي، وابن داود الداراني؛ وبالرقة علي أبي طاهر محمد بن أسيد بن هلال الأشناني الرّقي؛ وبالكوفة على محمد بن عبد الله القاضي الجعفي، وسمع عبد الوهاب الكلابي، وأبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وأبا أحمد عبد الله بن الطبراني، وأبا محمد عبد الله بن جعفر الطبري، وأبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، وأبا علي الحسن بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، وعمران ابن الحسن بن يوسف الجبلي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن (25- و) أبي الحديد. روى عنه: أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم، وأبو المعمّر شيبان بن عبد الله بن أحمد بن شيبان، وأبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأحمد بن الفضل الباطرقاني. (20- ظ)

أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الحارث البزاز:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الحارث البزاز: أبو جعفر، سمع بالثغور الشامية حجاج بن محمد الأعور، وموسى بن داود الضبي قاضي المصيصة، والحسن بن موسى الأشيب قاضي الثغر، ومحمد بن مصعب القرقساني وغيرهم. وذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، بما أخبرنا به القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال: أخبرنا الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الحارث أبو جعفر البزاز، سمع حجاج بن محمد الأعور، ومحمد بن مصعب الفرقساني، وروح بن عبادة، والحسن بن موسى الأشيب، ويحيى بن يعلى المحاربي، ومعلى بن منصور الرازي، ويونس بن محمد المؤدب، وموسى بن داود الضبي. روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو الحسين بن المنادي، وأبو عوانة الإسفرائيني، وعلي بن اسحاق البادرائي، وغيرهم؛ وكان ثقة. قال أبو بكر الخطيب: أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع قال: وتوفي أبو جعفر أحمد بن

أحمد بن محمد بن أبي حمدان الأنطاكي الكوفي:

محمد بن أبي الحارث في هذه الأيام، يعني في شهر ربيع الآخر من سنة سبعين ومائتين. وقال أبو بكر: حدثني عبد العزيز بن أحمد بن علي (22- و) الكتاني بدمشق قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب قال: أخبرنا أبو سليمان محمد ابن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: سنة سبعين قال أبي: فيها مات أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي الحارث يوم الأحد آخر جمادى الآخرة «1» . أحمد بن محمد بن أبي حمدان الأنطاكي الكوفي: أبو بكر نزيل أنطاكية، حدث عن: سهل بن صالح الأنطاكي، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وجعفر بن محمد بن الحجاج، وأبي عيّاش أحمد بن عبد الله بن أبي حماد. روى عنه: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن محمد عيسى بن يقطين اليقطيني. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا منصور بن محمد بن الحسن الحذّاء قال: حدثنا عبد الله بن أبي داود قال: حدثنا أيوب الوزان قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إبراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري، ح. قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي حمدان الأنطاكي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الحجاج قال: حدثنا سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني قال: حدثنا إبراهيم بن هراسة قال: حدثنا

أحمد بن محمد بن أبي الخصيب المصيصي:

سفيان الثوري عن معاوية بن قرّة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه (22- ظ) وسلم، وذكرت عنده فارس فقال: «فارس عصبتنا أهل البيت» زاد جعفر، قيل لسعيد: ما معنى «عصبتنا أهل البيت» ؟ قال: هم ولد اسحاق عم ولد اسماعيل «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام قال: أخبرنا أبو العلاء الحافظ الهمذاني إجازة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجوية قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي حمدان الكوفي سكن أنطاكية، سمع سهل بن صالح الأنطاكي، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي. أحمد بن محمد بن أبي الخصيب المصيصي: إن لم يكن ابن المستنير الذي قدمنا ذكره فهو غيره، وهو أبو بكر الحافظ من ولد شرحبيل بن حسنة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم؛ حدث عن موسى بن الحسن المصري، وأحمد بن صالح؛ روى عنه أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري. كتب إلينا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرّهاوي أن أبا الفتح محمد بن عمر بن أبي بكر الأنباري أخبرهم قال: أخبرنا عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا علي بن بشرى الليثي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن أبي الخصيب الحافظ المصيصي من ولد شرحبيل بن حسنة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم- وكان أحفظ من (23- و) بالثغور في زمانه- قال: سمعت موسى بن الحسن المصري

أحمد بن محمد بن أبي سعدان:

بالمدينة قال: سمعت هرون بن سعيد يقول سمعت الشافعي يقول: شربت اللّبان للحفظ، فأعقبني صّب الدّم «1» . أحمد بن محمد بن أبي سعدان: أبو بكر الشافعي الصوفي البغدادي، من كبار شيوخ الصوفية وعلمائهم، نزل طرسوس، وكان صحب الجنيد بن محمد، وأبا الحسين النوري، وصحبه أبو القاسم المصري، وروى عنه شيا من كلامه أبو القاسم جعفر بن أحمد الرازي. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي في كتابه إلينا منها قال: أخبرنا أبو الخير جامع بن عبد الرحمن بن إبراهيم السقاء الصوفي قراءة عليه بنيسابور قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد العزيز الصفار الصوفي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: ومنهم- يعني من مشايخ الصوفية- أبو بكر بن سعدان، وهو أحمد بن محمد بن أبي سعدان البغدادي من أصحاب الجنيد والنوري، وهو أعلم مشايخ الوقت بعلوم هذه الطائفة، وكان عالما بعلوم الشرع متقدما فيه ينتحل مذهب الشافعي، وكان استاذ أبي القاسم المصري رضي الله عنه، ويعرف من علوم الصنعة وغير ذلك، وكان ذا لسان وبيان، وبلغني أنه كان بطرسوس فطلب من يرسل به إلى الروم فلم يجدوا مثله في فضله وعلمه (23- ظ) وفصاحته وبيانه ولسانه. قال السلمي: سمعت الشيخ أبا القاسم جعفر بن أحمد الرازي يقول: سمعت أبا الحسن بن حريق، وأبا القاسم الفرغاني يقولان: لم يبق في هذا الزمان لهذه الطائفة إلّا رجلان: أبو علي الروذباري بمصر، وأبو بكر بن أبي سعدان بالعراق، وأبو بكر أفهمها. وقال: سمعت أبا القاسم الرازي يقول: سمعت أبا بكر يقول: من صحب

أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن أبي الخطاب بن محمد بن الهزبر الربعي:

الصوفية فليصحبهم بلا نفس ولا قلب ولا ملك، فمتى نظر إلى شيء من أسبابه قطعه ذلك عن بلوغ مقصده. أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن أبي الخطاب بن محمد بن الهزبر الربعي: أبو الطيب المعروف بابن الحلاوي الموصلي، شاعر مجيد فاضل حسن المفاكهة والأخلاق، قدم علينا حلب في أيام الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي، وامتدحه بها، وأقام بها مدة، وجالسته وسمعت شيئا من شعره بحلب، وخرج عن حلب إلى بلده، وتوجه إلى بغداد وامتدح الامام المستنصر أبا جعفر المنصور أمير المؤمنين رحمه الله، ثم عاد إلى الموصل وأقام بها، وأجرى له أميرها بدر الدين لؤلؤ جاريا حسنا، واجتمعت به فيها، وأنشدني مقاطيع من شعره، وكان حينئذ قد غير ملبوسه وتزيا بزي الأجناد، وكان اجتماعي به بالموصل بمشهد البرمة يوم التاسع من محرم سنة إحدى وخمسين وستمائة. (24- و) أنشدنا شرف الدين أبو الطيب أحمد بن محمد بن أبي الوفاء المعروف بابن الحلاوي لنفسه بالموصل من لفظه. حكاه من الغصن الرّطيب وريقه ... وما الخمر إلّا وجنتاه وريقه هلال ولكن أفق قلبي محلّه ... غزال ولكن سفح عيني عقيقه وأسمر يحكى الأسمر اللدن قدّه ... غدا راشقا قلب المحبّ رشيقه على خدّه جمر من الحسن مضرم ... يشبّ ولكن في فؤادي حريقه أقرّ له من كلّ حسن جليله ... ووافقه من كلّ معنى دقيقه بديع التثني راح قلبي أسيره ... على أنّ دمعي في الغرام طليقه على سالفيه للعذار جديده ... وفي شفتيه للسلاف عتيقه يهدّد منه الطّرف من ليس خصمه ... ويسكر منه الريق من لا يذوقه على مثله يستحسن الصبّ فتكه ... وفي حبّه يجفو الصديق صديقه

من الترك لا يصبيه وجد إلى الحمى ... ولا ذكر بانات الغوير يشوقه ولا حلّ في حي تلوح قبابه ... ولا سار في ركب يساق وسيقه ولا بات صبّا بالفريق وأهله ... ولكن إلى خاقان يعزى فريقه له مبسم ينسي المدام بريقه ... ويخجل نوّار الأقاحي بريقه تداويت من حرّ الغرام ببرده ... فأضرم من ذاك الحريق رحيقه إذا خفق البرق اليمانيّ موهنا ... تذكّرته فاعتاد قلبي خفوقه (24- ظ) حكى وجهه بدر السماء فلو بدا ... مع البدر قال الناس هذا شقيقه وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا ... على عارضيه آسه وشقيقه رآني خيالا حين وافى خياله ... فأطرق من فرط الحياء طروقه وأشبهت منه الخصر سقما فقد غدا ... يحملني كالخصر مالا أطيقه فما بال قلبي كلّ حبّ يهيجه ... وحتام طرفي كل حسن يروقه فهذا ليوم البين لم تطف ناره ... وهذا فبعد البعد ما خفّ موقه «1» ولله قلبي ما أشدّ عفافه ... وإن كان طرفي مستمرا فسوقه أرى الناس أضحوا جاهليّة ودّه ... فما باله عن كل صب يعوقه فما فاز إلّا من يبيت صبوحه ... شراب ثناياه ومنها غبوقه وأنشدنا أبو الطيب بن الحلاوي لنفسه. ألف الملال ومال عن ميثاقه ... رشأ فراق النفس دون فراقه عذب اللمى حلو الخلال كأنما ... خلقت مراشف فيه من أخلاقه جوّال حلى الخصر أخرس صدّه ... عن ذكره السلوان نطق نطاقه يفتر عن عذب المراشف واضح ... مرّ الصبابة دون حلو مذاقه يسقي لماه سليم عقرب صدغه ... فينوب منه الريق عن درياقه

دقّت معاني حسنه ولقدّه ... عبث الأنام القنا بدقاقه وسنان يقلقني توعد طرفه ... ويودّه قلبي على اقلاقه (25- و) يهوى المطال ولو بأيسر موعد ... ويصدّ حتى الطيف عن مشتاقه وقف الجمال على محاسن وجهه ... حتى ظننا الحسن من عشّاقه يا محرقا قلبا أقام بديعه ... ألا كففت جفاك عن احراقه رفقا بصبّك إن أرتّ بقاءه ... يكفيه ما يلقاه من أشواقه أطلقت أدمع عينه يوم النّوى ... وفؤاده أحكمت شدّ وثاقه أسهرته وأسلت مقلته دما ... أترى ذبحت النّوم في آماقه وهذا المعنى سبقه به ابن قلاقس في قوله: فليت شعري وقد بكيت دما ... هل ذبح النّوم بين آماقي وأنشدنا ابن الحلاوي أيضا لنفسه: تبدّت فأودى بالقضيب اعتدالها ... وأربى على نقص الهلال كمالها وفاهت من الدرّ الثمين بمثله ... وأزرى على السّحر الحرام حلالها فما الحسن إلّا ما حواه لثامها ... وما الغصن إلا ما أراه اختيالها من الترك في رشق السهام وإنها ... ليعزى إلى حيي هلال هلالها تصول بميّاد القوام بمثله ... تكر إلى قتل الرجال رجالها وما الصّعدة السمراء إلّا قوامها ... فصعب على غير الجليد اعتقالها نأت دارها عني وفي القلب شخصها ... فحمّلني ثقل الغرام احتمالها ولو لم تكن بدر السماء لما غدا ... إلى القلب بعد الطّرف مني انتقالها (25- ظ) تذللت في حبي لها فتذللّت ... وآفة ذلي في الغرام دلالها ومن عجب أخشى مع الهجر بعدها ... وما كان يرجى في الدنو وصالها

وما هي إلا الشمس يدنو منارها ... ويبعد عن أيدي الرجال منالها من البيض وافاها النّعيم فعمّها ... وزيّنها في رتبة الحسن خالها وأنشدنا لنفسه ثلاثة أبيات نظمها بحلب المحروسة وقد سئل أن ينظمها لتكتب على مشط للسلطان الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر رحمهما الله فقال: حللت من الملك العزيز براحة ... غدا لثمها عندي أجلّ الفرائض وأصبحت مفترّ الثنايا لأنني ... حللت بكف بحرها غير غائض وقبّلت سامي خدّه بعد كفه ... فلم أخل في الحالين من لثم عارض وأنشدني لنفسه وقد سئل أن يحل هذا اللغز وهو في الشّبابة بنظم يلغز فيه الشّبابة. وناطقة خرساء باد شجونها ... تكنّفها عشر وعنهنّ تخبر يلذ إلى الأسماع رجع حديثها ... إذا سدّ منها منخر جاش منخر فقال في الجواب: نهاني النهى والحلم عن وصل مثلها ... فكم مثلها فارقتها وهي تصفر وأنشدنا لنفسه أبياتا كتبها إلى القاضي محيي الدين يحيى بن محيي الدين محمد بن الزكي يصف كتابه. (26- و) كتبت فلولا أن ذاك محرّم ... وهذا حلال قست خطّك بالسحر فو الله ما أدري أزهر خميلة ... بطرسك أم در يلوح على نحر فإن كان زهرا فهو صنع سحابة ... وإن كان درّا فهو من لجّة البحر وأنشدنا لنفسه من أبيات يهنئ بها الأمير ركن الدين ابن قراطاي بعيد الفطر في سنه إحدى وأربعين وستمائة. أتاك العيد مبتسما ولولا ... وجودك لم يكن منه ابتسام

أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هرون الرشيد:

وولى الصوم يشكر منك سعيا ... حميدا لا ينال ولا يرام كلا الحالين فيه أجدت صنعا ... فمحمود فطورك والصيام على دار السلام وأنت فيها ... لأجلك دائما منا السلام بقربك لّذلي فيها مقامي ... ولولا الركن ما طاب المقام وأنشدني لنفسه وكتب بها الى أمين الدين ياقوت المعروف بالعالم، صاحب الأمير أمين الدين لؤلؤ، يطلب منه أن يطلب له من صاحبه أمين الدين لؤلؤ صايوانا وقد عزم على السفر إلى الشام من الغد. عزمت رحيلا في غد غير جازع ... من البين إذ أنحى علىّ بثقله وكيف يخاف البين من إلفه النوى ... وأهون شيء عنده شت شمله وقد عرضت لي حاجة إن تقم بها ... فإنك أهل للجميل وفعله أريد من المولى الأمير الذي سرت ... مواهبه بين الورى سير عدله (26- ظ) أخا سفر ما حلّت الشمس وجهة ... من الأرض إلّا صّدها قدر شكله ذوائبه مستبشرات لشدّه ... إذا شئت أو مستسلمات لحله فكن مسعدي فيما طلبت فمقصدي ... بأنّي لا أنفكّ من تحت ظله توفي أبو الطيب بن الحلاوي في شهور سنة ست وخمسين وستمائة. أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هرون الرشيد: ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، أبو الحسن الرشيدي الهاشمي، أمه أم ولد، وولي في أيام المقتدر أحكام المظالم والأمور الدينية، وكان من الأماثل الممدحين، ومدحه أبو بكر الصنوبري، وأبو أحمد ابن الزكوريّة الأنطاكي. وحدث بحلب وأنطاكية عن: أبيه محمد بن أبي يعقوب، وأبي العباس محمد

ابن الحسن بن اسماعيل الهاشمي، وأبي جعفر محمد بن علي الوراق حمدان، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، واسماعيل ابن عبد الله بن ميمون بن أبي الرجال العجلي الفقيه، والحسن بن عليل البصري، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدّورقي، ويحيى بن أبي طالب الواسطي والحسن بن عرفة العبدي، والعباس بن عبد الله الترقفي، وأبي بكر عمرو ابن يحيى بن الحارث الزمجاري، وأبي اسماعيل الترمذي، وأحمد بن عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي، وأبي الحسن علي بن أحمد السوّاق، وأبي موسى عمران ابن موسى، وأحمد بن الهيثم البزاز، وأبي عبادة الوليد بن عبيد البحتري وغيرهم. روى عنه: أبو طالب علي بن الحسن بن إبراهيم بن سعد بن دينار الحلبي، وسمع منه بحلب، وأبو حفص عمر بن الحسن العتكي (27- و) الأنطاكي، سمع منه بأنطاكية؛ وأبو يوسف يعقوب بن مسدّد بن يعقوب القلوسي، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي الهروي، وأبو الحسن اسماعيل بن أحمد بن أيوب ابن هرون البالسي، وأبو أحمد الحسن بن أحمد الامام، وأبو محمد الحسن بن محمد داود الثقفي المؤدّب، وأبو الفتح محمود بن الحسين كشاجم، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي. أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن المبارك الزبيدي البغدادي بمكة، وأبو سعد ثابت بن مشرّف البناء البغدادي بحلب، قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري قال: حدثنا أبو أحمد الامام قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن هرون الرشيد أمير المؤمنين قال: حدثنا أبو موسى عمران بن موسى بالطبرية قال: حدثنا محمد بن أبي عمران بن أبي ليلى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر قال: انتهى رسول

الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر ولما يفرغ منه، فاطلع فيه ثم قال: «أعوذ بالله من عذاب القبر» فعذنا بالله من عذاب القبر ثم اطلع ثانية ثم قال: «أعوذ بالله من عذاب القبر» «1» . كذا قال في الاسناد: أحمد بن محمد بن هرون، فأسقط اسم جده أبي يعقوب، ونسبه إلى جد أبيه هرون الرشيد، وبه عرف بالرشيدي. (27- ظ) أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن المننّجا بن كرّوس السلمي قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي قال: أخبرنا أبو العمّر مسدّد بن علي بن عبد الله الأملوكي الحمصي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن بن إبراهيم العتكي الأنطاكي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد ابن محمد الرشيدي رحمنا الله وإياه بأنطاكية سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن علي الوراق أبو جعفر قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مصعب ابن سليمان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم تمر فجعل يهديه، فرأيته يأكل مقعيا من الجوع «2» . أخبرنا أبو المعالي أحمد بن الخضر بن هبة الله بن طاووس قال: أخبرنا حمزة ابن أحمد قال: أخبرنا أبو الفتح الفقيه قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي ابن إبراهيم بن يزداد الأهوازي بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله ابن قدامة الملطي المؤدب بأطرابلس قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن مسدّد بن يعقوب القلوسي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الرشيدي الهاشمي قال: بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (68)

حدثنا أحمد بن عبد الوهاب الحوطي وذكر حديثا يأتي ذكره في ترجمة علي بن عبيد الله الملطي إن شاء الله تعالى. أخبرنا أبو القاسم الثعلبي قال: أخبرنا أبو يعلى السلمي قال: أخبرنا نصر ابن إبراهيم قال: أخبرنا المعمّر الحمصي قال: أخبرنا عمر بن علي الأنطاكي قال: حدثنا أبو الحسن الرشيدي (28- و) قال: سمعت العباس بن عبد الله الترقفي يقول: سمعت الفريابي ومحمد بن كثير قالا: سمعنا الأوزاعي قال: كان عندنا رجل صياد وكان يرى التخلف عن الجمعة، قال: فخرج يوما كما يخرج فخسف به وببغلته، فما رأى منها إلا آذانها، قال ابن كثير والفريابي مررنا بذلك الموضع فرأيناه، قال العتكي: وقد رأيت ذلك الموضع. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ الدمشقي قال: أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هرون الرشيد، أبو الحسن الرشيدي الهاشمي، سمع: بدمشق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأبا العباس محمد بن الحسن بن اسماعيل، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي بجبلة، وأبا بكر عمرو بن يحيى بن الحارث الزمجاري بحمص، وبالعراق أبا جعفر محمد بن علي الوراق حمدانا، ومحمد بن غالب بن حرب تمتاما، وأبا النضر اسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن أبي الرجال العجلى الفقيه، والحسن بن عليل البصري بسر من رأى، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، ويحيى بن أبي طالب الواسطي، وأبا الحسن علي بن أحمد السوّاق، والعباس بن عبد الله الترقفي، والحسن بن عرفة العبدي، وأبا اسماعيل الترمذي وغيرهم. روى عنه: أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي الهروي، وأبو يوسف يعقوب بن مسدّد بن يعقوب القلوسي «1» .

قرأت في شعر أبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري الحلبي أبياتا يمدح بها أبا الحسن الرشيدي، وقد أنشدنا (28- ظ) بعض قوله ابن رواج قال: أنشدنا السّلعي قال: أنشدنا أبو منصور بن النقور قال: أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: أنشدنا المعنوي قال: أنشدنا الصنوبري لنفسه، والأبيات قوله: وأحللت همّاتي بنجم تجلّه ... نجوم قصي عند غايتها القصوى بمنتخب من هاشم ضربت له ... قباب العلا منها على الذّروة العليا بأبلج ينميه الرشيد إذا بدا ... رأيت لسيما المجد في وجهه سيما بديهته تعلو روية غيره ... ويسرى يديّ معروفه أبدا يمنى إذا لشيمة الحسنى أبا الحسن انتمت ... فإن إليكم منتمى الشيمة الحسنى ألستم بني خير الأباطح أبطحا ... وأعظم من صلّى إلى القبلة العظمى توليت أحكام المظالم والتقى ... على سنن منها البعيد وذو القربى وقلدت أعواد المنابر فاكتست ... منابرها نور الطهارة والتقوى رآك إمام المسلمين أجلّهم ... نهوضا فلم ينهضك إلّا إلى الجلى إذا حضروا للإذن قدّمت قبلهم ... إلى رتبة يدعونها الرتبة القدما وإن رفع الأستار راعاك طرفه ... مراعاة بشر في عواقبه بشرى «1» وقرأت في ديوان شعر أبي أحمد موسى بن أحمد الأنطاكي المعروف بابن الزكروية قال يمدح أبا الحسن أحمد بن محمد الرشيدي المقيم كان بحلب، من أبيات أولها: رماني بالبعاد وبالصدود ... وفارقني فأشمت بي حسودي (29- و) طلبت فتى تليق به القوافي ... لأقصده فأمنحه قصيدي

فلم أر في جميع الأرض أهلا ... لذاك سوى أبو الحسن الرشيدي فتى عذبت خلائقه فعمت ... جميع الخلق من بيض وسود رفيع المجد شهم هاشمي ... شريف في الأبوة والجدود جواد في مذاهبه جميل ... سعيد حل في برج السعود فلو حل السجود لوجه خلق ... نعظمه سوى الصمد المجيد لكان لأحمد المحمود مني ... ركوعي ثم كان له سجودي هو القيل المؤمل والمرجا ... مدى الدنيا لبأس أو لجود لقد أحيا أناسا بعد موت ... فعاش القوم في عيش رغيد أنال المستحقين العطايا ... كذاك ينال في دار الخلود وسد الثغر من بعد انثلام ... بأقوام كأمثال الأسود ولو لم يأت تدبيرا وعرفا ... يشيب لهوله رأس الوليد لكان الروم يغشونا وكانت ... جموع جيوشهم في برقعيد «1» لقد منّ الإله على البرايا ... برأيك بل وبالعقل الحميد لكم أصلحت ثلمة هدم ثغر ... وكم أنشأت من حصن جديد وكم جسرا عقدت على طريق ... شققت بعقده بطن الحسود بزائريك إذا ألمّوا ... وتصغي للكلام وللنشيد (29- ظ) وتنثر بعد ذاك لهم حديثا ... كنظم الدر في عقد وجيد نقلت من خط أبي الحسين علي بن المهذب المعري في تعليق له في التاريخ، سنة أربع عشرة- يعني- وثلاثمائة، وفيها: توفي أبو الحسن الرشيدي بحلب. وسير الى بعض الشراف الهاشميين بحلب تاريخا جمعه أبو غالب همّام بن

أحمد بن محمد اليشكري:

الفضل بن المهذب فقرأت فيه، وفيها- يعني سنة أربع عشرة وثلاثمائة-: توفي أبو الحسن الرشيدي بحلب. أحمد بن محمد اليشكري: قدم دابق على مسلمة بن عبد الملك، ودخل معه في غزاته المشهورة التي جهزه فيها أبوه عبد الملك بن مروان، وبلغ فيها الى القسطنطينية، وكان اليشكري هذا أحد الفتية الذين تابوا بالمدينة وخرجوا الى دابق لهذه الغزاة، وسنذكر خبرهم ان شاء الله تعالى فيما يأتي من هذا الكتاب «1» . أحمد بن محمد الحلبي: حدث عن محمد بن الحارث، روى عنه أبو بكر أحمد بن مروان المالكي. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن «2» الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أحمد بن علي من لفظه عن أبي المعالي عبد الله بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: حدثنا أبو محمد (30- و) الحسن بن اسماعيل الضّراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن محمد الحلبي قال: حدثنا محمد بن الحارث قال: حدثنا المدائني قال: تغدّى أعرابي مع سليمان بن عبد الملك، وهو يومئذ ولي عهد، فقال له سليمان: كل من كليته فإنها تزيد في الدماغ، فقال: لو كان هذا هكذا لكان رأس الأمير مثل رأس البغل.

أحمد بن محمد الحلبي:

أحمد بن محمد الحلبي: حدث عن علي بن عبد العزيز صاحب أبي عبيد، روى عنه أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي. أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى الحكاك المكي إجازة قال: أخبرنا أبو نصر عبد الله بن سعيد ابن حاتم الوائلي قال: أخبرنا أحمد بن الحاج قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحلبي قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو أيوب الدمشقي عن محمد بن نمران عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء قال: جزّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ثلاثة أجزاء، فقال: «قل هو الله أحد» جزء منها «1» . أحمد بن محمد أبو بكر الحلبي: حدّث عن يوسف بن موسى، روى عنه أبو حامد أحمد بن علي العطار. أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي (30- ظ) قراءة عليه بحلب عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الحياني الحافظ قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد الشريك قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي المسكي، والشيخ مفتي بن مشكور قالا: أخبرنا أبو الفرج علي ابن عبد الرحمن- إملاء- قال: أخبرنا الشيخ أبو حامد أحمد بن محمد بن علي العطار السرخسي رحمه الله بها، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الحلبي قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا أبو التقى هشام بن عبد الملك قال: حدثنا محمد بن مخزوم بن سعدانة القرشي قال: حدثنا محمد بن داب عن بكر بن يونس الكوفي عن بعض أشياخه، وكانت له صحبة الى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا ذات يوم بابن له، فقال له: يا بني لا تزهد في معروف، فإن الدهر ذو صروف،

أحمد بن محمد الرافقي:

والأيام ذوات نوائب على الشاهد والغائب، يا بني كم من راغب قد كان مرغوبا إليه، وطالب قد كان مطلوبا ما لديه، وأعلم أن الزمان ذو ألوان، ومن صحب الزمان يرى الهوان، وكن يا بني كما قال أخو بني الدّئل: أعدد من الرحمن فضلا ونعمة ... عليك إذا ما جاء للخير طالب فكل امرئ لا يرتجى الخير عنده ... يكن هينا ثقلا على من يصاحب ولا تمنعن ذا حاجة جاء طالبا ... فانك لا تدري متى أنت راغب أحمد بن محمد الرافقي: حدث بحلب عن عبد الله بن الحسن بن زيد الحرّاني، روى عنه أبو الحسن البصري. (31- و) . نقلت من مجموع وقع إليّ بماردين بخط بعض أهل الحديث لا أعرف كاتبه قال: وأخبرنا الشيخ الصالح الواعظ أبو حفص عمر بن محمد بن يحيى الزبيدي قال أخبرنا حسس بن غالب قال: أخبرنا أبو الحسن البصري قال: حدثنا أحمد ابن محمد الرافقي بحلب قال: حدثني عبد الله بن الحسن بن زيد الحراني قال: حدثنا يحيى بن اسحاق بن يزيد الخطابي قال: رفع إليّ عمر كتابا، فقال: هذا كلام عمر بن عبد العزيز، فكان فيه: لقد لام الله العلماء على علمهم كما لام الجاهلين على جهلهم، فوضع الثواب والعقاب على فرائضه ومحارمه، كما وضعها على الإقرار والإنكار، وحاجّ العلماء على إقرارهم كما حاجّ الجهال على إنكارهم، والتمني على الله خدعة، والاعتدال عليه هلكة، واستصغار محارمه فرية عليه، وترك التوبة زهد فيما عنده، والبخل بحقّه شك في وعده، وتتبع الشهوات إضرار، وتأميل البناء جهل، وبقدر الشغل بالدنيا يكون الفقر، وبقدر إيثار التقوى يكون العلم، ليس العلم بالرواية ولا الحكم بالظلامة، ولا معرفة الحكم بالحفظ، ولا حفظه بتلاوته دون العمل به والانتهاء الى حدوده، وبتحريف الكتاب هلك الزّائغون،

أحمد بن محمد الحلبي:

وبإضاعة التأويل هلك العالمون، وبإصابة التأويل وحفظه يهتدي الراسخون في العلم. وذكر بعده كلاما آخر اختصرته. أحمد بن محمد الحلبي: روي عن سري السّقطي، روي عنه علي بن محمد القصري. (31- ظ) أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب قال: حدثنا أبو بكر الخطيب «1» قال: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسن بن محمد بن رامين الأسترآباذي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحميدي الشيرازي قال: حدثنا القاضي أحمد بن محمود بن خرزاد الأهوازي قال: حدثني علي بن محمد القصري قال: حدثني أحمد بن محمد الحلبي قال: سمعت سريّا السّقطي يقول: سمعت بشرا- يعني- ابن الحارث يقول: قال ابراهيم بن أدهم: وقفت على راهب في جبل لبنان فناديته، فأشرف علي، فقلت له: عظني، فأنشأ يقول: خذ عن الناس جانبا ... كي يعدّوك راهبا إنّ دهرا أظلّني ... قد أراني العجائبا قلّب النّاس كيف شئ ... ت تجدهم عقاربا قال بشر: فقلت لإبراهيم: هذه موعظة الراهب، فعظني أنت، فأنشأ يقول: توحّش من الاخوان لا تبغ مؤنسا ... ولا تتخذ أخا ولا تبغ صاحبا وكن سامريّ الفعل من نسل آدم ... وكن أوحديا ما قدرت مجانبا

فقد فسد الاخوان والحب والاخا ... فلست ترى إلا مذوقا وكاذبا فقلت ولولا أن يقال مدهدة ... وتنكر حالاتي لقد صرت راهبا قال سري: فقلت لبشر: هذه موعظة إبراهيم لك، فعظني أنت، فقال: عليك (32- و) بلزوم بيتك، فقلت: بلغني عن الحسن أنه قال: لولا الليل وملاقاة الاخوان ما كنت أبالي متى مت، فأنشأ يقول: يا من يسرّ برؤية الاخوان ... مهلا أمنت مكائد الشيطان خلت القلوب من المعاد وذكره ... وتشاغلوا بالحرص في الخسران صارت مجالس من ترى وحديثهم ... في هتك مستور وخلق قران قال الحلبي: فقلت لسري: هذه موعظة بشر لك، فعظني أنت، فقال: عليك بالاخمال، فقلت: إني لأحب ذلك، فأنشأ يقول: يا من يريد بزعمه اخمالا ... إن كان حقا فاستعد خصالا ترك المجالس والتذاكر يا أخي ... واجعل دؤبك للصلاة خيالا بل كن بها حيا كأنك ميت ... لا يرتجي منه القريب وصالا قال علي بن محمد: قلت للحلبي: هذه موعظة سري لك، فعظني فقال لي: يا أخي أحب الأعمال إلى الله تبارك ما أصدر إليه من قلب زاهد في الدنيا، فازهد في الدنيا يحبك الله، ثم أنشأ وهو يقول: أنت في دار شتات ... فتأهّب لستاتك واجعل الدنيا كيوم ... صمته عن شهواتك واجعل الفطر إذا ما ... صمته يوم مماتك

قال ابن خرزاد: فقلت لعلي: هذه موعظة الحلبي لك، فعظني فقال لي: احفظ (32- ظ) وقتك واسخ بنفسك لله تعالى، وانزع قيمة الأشياء عن قلبك يصفو لذلك سرك، ويزكو بذلك ذكرك، ثم أنشدني: حياتك أنفاس تعد فكلما ... مضى نفس منها انتقصت به جزءا فتصبح في نقص وتمسي بمثله ... وما لك معقول تحسّ به رزءا تمسّك بما يحييك في كل ساعة ... ويحدك حاد ما يريدك الهزءا قال أبو محمد: قلت لأحمد: هذه موعظة علي لك، فعظني فقال لي: يا أخي عليك بلزوم الطاعة وإياك أن تبرح من باب القناعة، واصلح مثواك، ولا تؤثر هواك واتبع آخرتك بدنياك، واشتغل بما يعنيك بترك ما لا يعنيك، ثم أنشدني: ندمت على ما كان مني ندامة ... ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم ... ستلقون ربا عادلا ليس يظلم «1» فليس لمغرور بدنياه زاجر ... ستندم إن زلّت النعل فاعلم قال القاضي أبو محمد بن رامش» قلت لأبي محمد: هذه موعظة أحمد لك فعظني أنت فقال: اعلم رحمك الله، إن الله جل ثناؤه ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم نحوها، فانظر أين أنزلت قلبك، واعلم أنّه يقرب القلوب على حسب ما قرب إليها، فانظر من القريب من قلبك وأنشدني: قلوب رجال في الحجاب تزول ... وأرواحهم فيما هناك حلول (33- و) بروح نعيم الأنس في عز قربه ... بايراد توحيد المليك تجول لهم بفناء القرب من محض برّه ... عوائد بدل خطبهنّ جليل

أحمد بن محمد أبو العباس النامي الدارمي المصيصي:

قال أبو بكر الخطيب: فقلت للقاضي أبي محمد بن رامين: هذه موعظة الحميدي لك فعظني فقال: اتق الله وثق به ولا تتهمه فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك، وأنشدني: اتّخذ لله صاحبا ... وذر الناس جانبا جرب الناس كيف ... شئت تجدهم عقاربا قال أبو الفرج غيث الصوري: قلت للشيخ أبي بكر: هذه موعظة القاضي أبي محمد لك فعظني أنت فقال احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك، إن تتابعها على هواها فذلك أعضل دائك، واستشعر الخوف من الله بخلافها، وكرر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء، والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء، واعتد في جميع أمورك أن تحرّى الصدق، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ «1» ، وقد ضمن الله تعالى لمن خالف هواه أن يجعل دار الخلد قراره ومأواه، وأنشدني لنفسه: إن كنت تبغي الرشاد محضا ... في أمر دنياك والمعاد فخالف النفس في هواها ... إنّ الهوى جامع الفساد (33- ظ) أحمد بن محمد أبو العباس النامي الدارمي المصيصي: شاعر مجيد من شعراء سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان المقيمين بحلب في أيامه، وكان فاضلا أديبا عارفا بالأدب واللغة، وقفت له على أمالي أملاها بحلب، روى فيها عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفشي، وابن درستويه، وأبي عبد الله الكرماني، وأبي بكر الصولي، وإبراهيم بن عبد الرحيم العروضي، وأبيه محمد المصيصي، وطحال.

روى عنه: أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، وأبو الفرج الببغاء، وأبو الخطاب بن عون الحريري، وأبو بكر الخالدي، والقاضي أبو طاهر ابن جعفر الهاشمي الحلبي، وأبو الحسين أحمد بن علي بن أبي أسامة الحلبي. ووقع إلي كتاب صنفه في العروض سماه «المقنع» وعليه خطه بقراءة أبي القاسم ابن أبي أسامة عليه. وقيل إنه كان جزارا بالمصيصة، وقرأت في أشعار السري الرفاء الموصلي يهجوه ويذكر أنه كان بالمصيصة جزارا في موضع بها يقال له باب الشام: أجزار باب الشام كيف وجدتني ... وأنت جزور بين نابي ومخلبي أراك انتهبت الشعر ثم خبأته ... عن الناس فعل الخائف المترقب تباعدت عن ياقوتة الثغر بالمدى ... إليه فلم تجرح ولم تتحوّب ولما جرى الحذّاق في ضوء صبحه ... تعثّرت منه في ضبابة غيهب (34- و) حرمت من الايجاز أقرب مسلك ... ومن ذهب الألفاظ أحسن مذهب وتزعم أن الشعر عندك أعربت ... محاسنه عن ناطق منك معرب فما بال شعر الناس ملء عيوننا ... وشعري في الأشعار عنقاء مغرب أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الأديب إجازة عن أبي منصور الثعالبي في يتيمة الدهر: أحمد بن محمد النامي شاعر مفلق من فحول شعراء العصر وخواص شعراء سيف الدولة وكان عنده تلو المتنبي في المنزلة والرتبة «1» . وذكر ابن فورجة في التجني على ابن جني قال: وكان على كثرة شعراء

سيف الدولة لا يتقي أبو الطيب المتنبي منهم غير أبي العباس أحمد بن محمد المصيصي المعروف بالنامي، وله يقول المتنبي: والمدح لابن أبي الهيجاء تنجده ... في الجاهلية عين العي والخطل خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل «1» قال: وذلك أن النامي كثيرا ما يذكر في مدائحه أيام الجاهلية. أخبرنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب في كتابه إليّ من بغداد عن أبي بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: أخبرنا أبو علي المحسن بن علي التنوخي قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الصقر الكاتب قال: وكان النامي (34- ظ) بطيء الخاطر شديد القول، إذا أراد أن يعمل شعرا خلا خلوة طويلة أياما وليالي، فإن نطقت في داره جارية أو غلام كاد أن يقتله، وانقطع خاطره، واذا أراد أن يعمل قصيدة جمع جميع ما للعرب والمحدثين من الشعر على وزن تلك القصيدة وجعله حواليه ونظر فيه حتى يقتدح به خاطره ويتجلب معانيه. قال: ورأيته يفعل ذلك. وقال أبو علي التنوخي: وقد أخبرني أيضا بهذا جماعة منهم أبو اسحاق إبراهيم ابن علي النصيبيّ أنه شاهده، وأنه كانت ترتفع له القصيدة في سبعة أشهر، قالوا: فكانت تحدث الحادثة عند سيف الدولة من فتح، أو صفة لوقعة، أو تهنئة بعيد أو غير ذلك فيعمل فيها الشعراء وينشدونه في الحال، أو بعد يوم ويومين ولا ينشده هو شيئا، فإذا كان بعد سبعة أشهر أو ثلاثة أو أكثر من ذلك أو أقل على حسب ما ترتفع، جاء إليه فاستأذن في الانشاد وقال: قد ارتفعت لي قصيدة في الفتح الفلاني، أو القضية الفلانية التي كانت جرت في وقت كذا وكذا، فإن رأى مولانا أن يأذن في انشادها، قال: فيكايده سيف الدولة فيقول: في أي وقت وأي قصة؟ فلا يزال يريه

أنه قد أنسي تلك الحال لبعدها توبيخا له إلى أن يكاد يبكي فيقول: نعم نعم هاتها الآن؛ قال: وربما اغتاظ لطول العهد وخروج الزمان عن الحد فلا يأذن له في الانشاد (35- و) . قال أبو علي التنوخي: وأخبرني أبو عبد الله بن الصقر هذا قال: كنت قائما بين يدي سيف الدولة وقد ولد له قبل ذلك بتسعة أشهر مولود، وهنأه الشعراء عليه، فجاء النامي واستأذنه في الانشاد يهنيه بالمولود، فقال له سيف الدولة: يا أبا العباس الصبي قد حان لنا أن نسلمه الى الكتاب، تنشدنا تهنئة بولادته الآن، فما زال يتضرع حتى أذن له. قال أبو علي: وأخبرني ابن الصقر هذا، قال: قال لي النّامي يوما: كنت البارحة أعمل شعرا فصعق ديك سمعت صياحه، فانقطع خاطري قال: فقلت له: لا يجب أن تخبر بهذا عن نفسك. قرأت بخط محمد بن علي بن نصر الكاتب في كتاب «المفاوضة» ، وأنبأنا المؤيد بن محمد بن علي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: حدثنا محمد بن علي بن نصر قال: حدثني أبو الفرج الببغاء قال: قصدت يوما أبا العباس النامي المصيصي بعد تأخره عن سيف الدولة لأجل ما كان تنجّز بينهما في معنى المتنبي وتقديمه له عليه، فعرفته خبره، وتفاوضنا ما جرى مع سيف الدولة، فقال: يا أبا الفرج خدمته الدهر الأطول وما رعى، واستجمل أن يقول لي: قال المتنبي، وأنا الذي أقول: له نظرة نحو الحمول بحومل ... وأخرى الى ودّان صادقة الودّ (35- ظ) الى ها هنا عهد الوداع الذي به ... عهدت وما لي بالتجلّد من عهد فيا قلب أعوان عليك كثيرة ... وما لك صبر عليهن من بدّ

وشاة وعذال وبرق ودمنة ... ألا قل ما أجدت عليك وما تجدي قرأت في كتاب «أدب الخواص» «1» تأليف الوزير أبي القاسم الحسين بن علي ابن الحسين بن المغربي قال: وأنشدنا يوما- يعني سيف الدولة أبا الحسن بن حمدان- في مجلسه القافية التي أولها إن الخليط أجد البين فانفرقا ... يعني من شعر زهير بن أبي سلمى، فأبدى استحسانا لها، فقال له النامي المصيصي أبو العباس أحمد بن محمد الدارمي: أراك كلفا بها، أفتحب أن أمدحك بخير منها؟ قال: نعم أشدّ الحب، فلما كان بعد أيام لقيه راكبا على نهر حلب المسمى قويق، قال: فترجل ووقف عليه سيف الدولة، وأخذ ينشد قصيدة في غاية الحسن أولها: ما أنت مني ولا الطيف الذي طرقا ... ردّ الكرى واسترد مني الأرقا «2» فأراد سيف الدولة كياده والعبث به، فأعرض عنه وأظهر استنقاصا لشعره، فقطع الانشاد في وسط القصيدة، وركب ومضى- وسيف الدولة يراه- الى شاطىء النهر فخرقها وغسلها فاحتمله سيف الدولة، ولم ينكر ما كان منه، ودرست آثار هذه القصيدة فليس توجد في ديوانه. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب إذنا (36- و) ومكاتبة عن أبي غالب بن البناء قال: أنبأنا أبو غالب بن بشران قال: حدثنا محمد بن علي بن نصر الكاتب: قال: وحدثني أبو القاسم علي بن محمد المنجم الرقّي قال: كان جميع أصحاب سيف الدولة يغتاظون من المتنبي ويتعصبون عليه للنامي، فلما عمل في وقعة بني كلاب القصيدة الرائية التي أولها:

طوال قنا تطاعنها قصار «1» ... فعمل النامي قصيدة أولها: أألبيض تعصي يا عقيل بن عامر ... وما تبر الأعمار مثل البواتر كأن عليا والقنا في ظهورهم ... سماء رمتهم بالنجوم الزواهر فولت تناجي بالنجاء خلالها ... وتجأر من أحكام سمر جوائر قال: وتشاجر الناس في القصيدتين، وتقدم سيف الدولة بانفاذهما الى بغداد وأن يكتب في معناهما الى العلماء، فلم يحكم أحد بشيء إلا أن قصيدة النامي أعيدت وقد كتبت بالذهب، فعلم من هذا أنهم قد فضلوها. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي بحلب قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن المنصور السمعاني- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أنشدني أبو القاسم اسماعيل بن أحمد الدمشقي الحافظ «2» . ح وأنبأنا به عاليا الخطيب أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا عمي عبد الرحمن بن أحمد بقراءتي عليه قالا: أنشدنا عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: أنشدنا أبو الفتح أحمد بن علي (36- ظ) المدائني بحلب قال: أنشدنا أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن محمد النامي لنفسه. رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء عيني تحب رؤيتها فقلت للبيض إذ تروعها ... بالله ألا رحمت غربتها قالت رأيت السوداء في وطن ... تكون فيه البيضاء ضرتها

أنبأنا أحمد بن أزهر السباك عن أبي بكر الأنصاري قال: أنبأنا أبو غالب بن بشران قال: حدثنا محمد بن علي نصر قال: أبو الخطاب بن عون الحريري وحدثني عنه أبو القاسم الشاعر بذلك، وقد رأيته ولم أسمع منه هذه الحكاية قال: دخلت الى أبي العباس النامي فوجدته جالسا ورأسه كالثغامة بياضا وفيه شعرة واحدة سوداء، قلت له: يا سيدي في رأسك شعرة سوداء، قال: نعم، هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها، ولي فيها شعر، قلت: أنشدنيه فأنشدني: رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء تهوى العيون رؤيتها فقلت للبيض إذ تروعها ... بالله ألا رحمت غربتها وقلّ لبث السوداء في وطن ... تكون فيه البيضاء ضرتها ثم قال: يا أبا الخطاب بيضاء واحدة تروع ألف سوداء، فكيف بسوداء بين بين ألف بيضاء؟! قرأت في نسخة قديمة من ديوان شعر أبي العباس (37- و) النامي، وأظنها بخط جامع شعره، ما صورته: وكنت أنشدت في ليلة من الليالي سيف الدولة أبيات البحتري. وأبت تركي الغديات والآ ... صال حتى خضبت بالمقراض شعرات أقصهن ويرجع ... ن رجوع السهام في الأغراض فهل الحادثات يا بن عويف ... تاركاتي ولبس هذا البياض «1» فاستحسنها وقال للنامي: أعمل مثل هذا، فعمل قصيدة يمتدحه ويصف الشيب وفيها: ولقد جارت النهى فتغاضيت ... لبيض نهين بعض التغاضي ثم خفت انقراض ود الغواني «2» ... فاستعرت الصبا من المقراض

خطوات الشباب عن شعرات ... أشعرت أنها بواق مواض وقرأت في هذه النسخة المشار إليها، وقال لي أبو العباس النامي: أهديت إلى صديق لي سكينا عليها طائر مذهب وكتبت معها أبياتا منها: أوقد الصقل ماء إفرندها الجاري ... فجاءت كالنار ذات اشتعال جو نور لم تخله بدعة الصنعة ... من طائر بديع المثال عام في لؤلؤ ولكنه قد ... قام فيه مذهب السربال أخبرنا أبو الحسن بن المقير فيما أذن لنا فيه قال: كتب الينا الفضل بن سهل الحلبي أن أبا بكر الثابتي أخبرهم إذنا قال: أنشدنا أبو الفتح أحمد بن علي بن (37- ظ) النحّاس بحلب قال: أنشدنا الحسين بن علي بن أبي أسامة قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن محمد النامي لنفسه يصف الشقائق. وعذراء كالعذراء عاقصة الشعر ... بدت في وقايات لقامتها حمر تنشر عنها معجزا من زبرجد ... يد الشمس زرته عليها يد القطر قرأت بخط بعض الفضلاء: مات النامي أبو العباس في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة عن سن عالية، وكان من شعراء سيف الدولة. والصحيح ما أنبأنا به أبو اليمن الكندي عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن التنوخي قال: مات أبو العباس أحمد بن محمد المصيصي الشاعر المعروف بالنامي الكبير بحلب في سنة سبعين أو احدى وسبعين وثلاثمائة عن سنّ عالية، وسمعت من يذكر أنه مات عن تسعين سنة أو نحوها. وأخبرنا أبو محمد بن عبد الله الأسدي إذنا عن مسعود الثقفي قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال في كتاب «المؤتنف» ، ح.

أحمد بن محمد، أبو الحسن المعنوي:

ونقلته من خط محمد بن سعدون العبدري مما أخرجه أبو عبد الله الحميدي من كتاب «المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف «1» » لعبد الغني والدارقطني قال: وأما النامي بالنون فهو أحمد بن محمد أبو العباس المصيصي الشاعر المعروف بالنامي، ذكر لي أبو القاسم التنوخي أنه مات بحلب في سنة سبعين أو إحدى وسبعين وثلاثمائة، شك في ذلك. أحمد بن محمد، أبو الحسن المعنوي: وبعضهم يسميه علي بن أحمد، والصحيح (38- و) هو الأول، وهو شاعر مجيد كان في أواخر عصر سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان. سمع أبا عبد الله بن خالويه، وروى عن أبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري، وأحمد بن علي الكاتب، روى عنه شيخه أبو عبد الله بن خالويه، وأبو القاسم عبد الصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني، وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي. أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الفقيه قال: أخبرنا الإمام أبو سعد بن أبي بكر المروزي إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أنشدنا محمد بن محمد السّلال قال: أنشدنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله الزينبي مولاهم قال: أنشدنا أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد ابن محمد المعنوي قال: أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه. إن كان في الصيف ريحان وفاكهة ... فالأرض مستوقد والجو تنور وإن يكن في الخريف النخل محترقا ... فالأرض محسورة والجو مأسور وإن يكن في الشتاء الغيث متصلا ... فالأرض عريانة والجو مقرور ما الدهر إلّا الربيع المستنير إذا ... جاء الربيع أتاك النور والنور

فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة ... والنبت فيروزج والماء بلور ما يعدم النبت كأسا من سحائبه ... فالنبت ضربان: سكران ومخمور فيه لنا الورد منضود مورده ... بين المجالس والمنثور منثور (38- ظ) ونرجس ساحر الأبصار ليس كما ... كانت له من عمى الأبصار مسحور هذا البنفسج هذا الياسمين وذا ال ... نسرين قد قرنا بالحسن مشهور فظل تنثر فيه السحب لؤلؤها ... والأرض ضاحكة والطير مسرور حيث التفت فقمري وفاخته «1» ... تغنيان وشفنين وزرزور إذ الهزاران فيه صوتا فهما ... لحسن صوتيهما عود وطنبور يطيب فيه الصحارى للمقيم بها ... كما يطيب له في غيره الدور من شم ريح تحيات الربيع يقل ... لا المسك مسك ولا الكافور كافور «2» أخبرنا عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: أخبرنا أبو جعفر المهدي بن أبي حرب المرعشي في دارة بسارية «3» قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن المرهف القاضي بنهاوند قال: أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أنشدني أبو الحسن المعنوي قال: أنشدنا أحمد بن علي الكاتب: يوم بدا في غاية الحسن ... تبكى سحائبه بلا جفن فالأرض تضحك من بكا المزن ... والشمس تحت سرادق الدجن وكأن دجلة في تموجها ... تختال بين مطارف دكن أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن رواج قراءة عليه ببركة الفيل بين مصر

والقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد (39- و) بن محمد بن النقور قال: أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: أنشدنا السّنوبري لنفسه. أيها المغتدي من العرس غادت ... ك نحوس ما بعدهن نحوس ما سمعنا والله فيما سمعنا ... بعروس تجلى عليها عروس «4» قرأت على ظهر كتاب معاني القرآن للفراء بخط أبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمذاني مكتوبا بخط بعض تلامذته، أظنه عمار بن الحسين بن علي ابن حماد الموصلي قال ابن خالويه: حضر ذات يوم عندي أبو اسحاق بن شهرام، وأبو العباس ابن كاتب البكتمري، وأبو الحسن المعنوي، فأنشد عمار بيتا على فص خاتمه وهو: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وسأل الجماعة إجازته، فقال أبو اسحاق بن شهرام. وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وقد قال لي قوم تبدل سواهم ... لعلك تسلو إنما الحب كالحب ومن لي بسلوى عنهم لو أطقتها ... ولكن عذلي ليس يقبله قلبي فياحب لا تبخل علي بقبلة ... ترد بها نفسي فيغبطني صحبي فإني وبيت الله فيك معذب ... الفؤاد عليل القلب مختلس اللب ولي مثل قد قاله قبل شاعر ... إذا ازددت منه زدت ضربا على ضرب (39- ظ) خرجت غداة النضر اعترض الدمى ... فلم أر أحلى منك في العين والقلب فو الله ما أدري أحسنا رزقته ... أم الحب أعمى مثل ما قيل في الحب

أحمد بن محمد أبو سهل الفارسي:

وقال أبو العباس: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب فيا أسفي لو كان يغني تأسف ... ووا كربتي لو روحت شدة الكرب شربت بكأس الهم خمر فراقهم ... فأصبحت سكران السرور بلا شرب وقال أبو الحسن المعنوي: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب ولم أر هذا الدهر يملك صرفه ... سوى الرجل العلّامة النجد الندب ولست لصرف الدهر بالواهن الذي ... يروح على لوم ويغدو على عتب ولست أنا معنويّ الشام قولا وفطنة ... ولست هبيريّ العلاقة والحب أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر الامام قال: أنشدنا أبو الفضل بن ناصر السلامي قال: أنشدنا أبو الفضل ابن الحداد الفرضي الحداد قال: أنشدنا أبو محمد الجوهري، ح. قال أبو سعد: وقرأت على أبي منصور بن خيرون المقرئ الشاهد عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أنشدني أبو الحسن المعنوي لنفسه: كأنما ما كان من ... آثارهم لم يبن (40- و) إلّا بقايا دمن ... فديتها من دمن ودع روحي بدني ... يوم وداع السفن راحوا فراحوا معهم ... بكل شيء حسن أحمد بن محمد أبو سهل الفارسي: حدث بالمصيصة عن أحمد بن حرب، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ «1» .

أحمد بن محمد العباسي:

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيّد ابن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: إجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد الفارسي بالمصيصة قال: حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا محمد بن مسلم الطائفي قال: حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده شهادة فلا يقول لا أخبر بها إلا عند إمام، ولكن ليخبر بها لعله يرجع ويرعوي» . أحمد بن محمد العباسي: حدث عن عبد الله حبيق الأنطاكي، روى عنه أبو بكر بن المقرئ. أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس (40- ظ) قالا: أخبرنا أبو الفرج الصيرفي- قالت: إجازة- قال: أخبرنا أبو الطاهر وأبو الفتح قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن محمد العباسي قال: حدثنا عبد الله بن حبيق قال: حدثنا يوسف بن أسباط قال: سئل الثوري عن مسألة وهو يشتري شيئا، فقال: دعني فإن قلبي مع درهمي. أحمد بن محمد الاذني: إن لم يكن ابن سعيد الراوي عن لوين فهو غيره، حدث عن إبراهيم بن حماد؛ روى عنه أبو عمران موسى بن سهل الجوني. كتب إلينا أبو الفتوح داود بن معمّر القرشي من أصبهان قال: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الواعظ عن أبي هاشم محمد بن الحسين الجرجاني قال: أخبرنا

اسماعيل بن محمد بن عبد الله البخاري قال: حدثنا محمد بن عمر بن القاسم أبو عبد الله الفقيه ببخارى قال: أخبرنا عمر بن محمد بن إبراهيم أبو بكر العطار ببغداد قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الجوني قال: حدثنا أحمد بن محمد الأذني قال: حدثنا إبراهيم بن حماد قال: حدثنا يوسف بن سوّار قال: حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن محارب بن دثار عن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه يقال له سفينة بكتاب الى معاذ إلى اليمن، فلما صار في الطريق إذا هو بسبع رابض وسط الطريق، فخاف أن يجوز، فتقدم إليه فقال: أيها السبع إني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ، وهذا كتاب رسول الله إلى معاذ (41- و) فقام السبع فهرول قدّامة غلوة ثم همهم ثم صرخ ثم تنحى عن الطريق، فمضى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاذ ثم رجع بالجواب فاذا هو بالسبع فخاف أن يجوز فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى معاذ وهذا جواب كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من معاذ، فقام السبع فصرخ، ثم همهم، ثم تنحى عن الطريق، فلما قدم أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدري ما قال أول مرة؟ قال: كيف رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وأما الثانية فقال: أقر رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا وسلمان وصهيبا وبلالا مني السلام «1» . (41- ظ)

أحمد بن محمد العقيلي الامير:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحمد بن محمد العقيلي الامير: أمير شاعر مذكور، وقفت على ذكره في مختار من أخبار مصر تأليف الأمير مختار الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحّي «1» وأورد له قصيدة طردّية على مذهب طردّية أبي فراس، وصف فيها أياما مرت له بحلب وناحيتها، وذكر فيها منازل من قرى حلب مر بها وهو في الصيد، وذكر وقعة جرت له مع الروم، وكان ذلك في دولة بني حمدان، والطردّية قوله: يا سائلي عن خبري وسني ... خذ وصف أيام السرور عني ذاك هو العمر الذي يسر ... وما سوى ذاك فليس عمر أيام للأمر نفاذ ومضا ... وللسرور لذة بلا انقضا أحسن يوم مرّ لي من عمري ... لم أر يوما مثله في دهري يوم سرور كان في أرض حلب ... طربت فيه طربا على طرب وذاك أني قمت نصف الليل ... مشارفا لخدمي وخيلي حين زقا الباز وصاح الصقر ... فقلت: يوم صيده يسر هات إليّ يا غلام الطاهي ... قلت له لمّا أتى: بالله أكثر لنا من الشواء المنضج ... ومن دجاج فائق ملهوج

واشو من الحملان ما يكفينا ... واختر هديت الفائق السمينا (34- و) وامل الصناديق من المصوص ... حتى تكون عدد الشّخوص واصلح من القبج مطجنات ... ومن فراريج مبزرات واحمل من المري وماء الحصرم ... والخل والزيت اللذيذ المطعم للكردناج والشوى والمائدة ... فحمل ذا فيه جميعا فائدة وأصلح من البيض مشوشات ... ونرجسيات ومقلوات وأصلح رقاقا واسعا نقيا ... يكون ان لقيته بهيا حتى ترى اللفة في التدوير ... قائمة كعنق الطنبور إن قطعت ووضعت في الجام ... رأيت زهرا حسن النظام ملاك بزماوردك الدجاج ... والقبج والدرّاج والسكباج بكثرة البقل وخل الدنّ ... والبيض والزيتون والجبن «1» والجوز أيضا وقلوب الخسّ ... وكثرة النعنع والكرفس واضم إلى الصعتر والهليون ... ما يفتق الشهوة من طرخون والمسك والماورد يا عجيب ... به إذا طيبته يطيب وإن لقيت أحدا بلفة ... فلتكن اللفة تملا كفه أريده يوم سرور كاملا ... والخير فيه للرجال شاملا وخذ لنا من الجنوب والجدا «2» ... ما تشتهيه النفس في وقت الغدا ووفر الأوساط والذوائبا ... حتى ترى منا غدا عجائبا (43- ظ-) وخذ من الحلوى السلال الوافرة ... فإن أيدينا لها مباشرة قلت: الشرابي فقالوا: قد حضر ... قلت احمل الراح ووفر يا قمر

وامل الأواني والبلسقيات ... يكن للطالب بارزات واحمل من المرواح في جراره ... يشربه من شاء باختياره وخذ من المطبوخ والشمسي ... ري رجال حظهم في الريّ وخذ لنا فاكهة ترضاها ... فأعين الناس غدا تراها وقلت: أين البازيار جعفر؟ ... قيل: بباب الدار قلت: يحضر قلت له لما أتى: اسمع قولي ... ولا تخالفني تنل من نيلي قم فاحمل الكرز والفطرافا ... والزرقين واحذر الخلافا وزرقان فهو سبع القبج ... وهو كثير في نواحي الفج «1» واحمل مع الكرز باشقين ... فرخين إن شئت وكرزين أربعة فيها لنا كفاية ... وهي لعمري تبلغ النهاية تصيد ما طار من الفراخ ... أحسن من صيدك بالفخاخ وخذ صقورا تسعة كبارا ... تأخذ مادب لها أو طارا وخذ شواهينا جيادا فرها ... تأخذ طير الماء فيه كرها ستا وإن شئت فخذ ثمانية ... تدير منها ما تشا علانيه وخذ لنا عشرا من الكلاب ... مختارة تمعن في الهراب (24- و) وخذ من الأكلب للعراض ... أربعة فهي القضاء الماضي وخلها بالله بالنوائب ... فإنها تأخذ كل ذاهب وخذ لنا بورجنا يفرج ... فإنه يخرج ما في البنج ثم خذ الفهد فإني وامق «2» ... لصيده إذا اغتدي يعانق كأنه بلثم ما يصيد ... وضمه فإنه شديد

كعاشق فاز بمن يحب ... وهو به من قبل ذاك صب وقل له واس أخي مفرج ... لست أحب اليوم صيد الزمج لا الباز يصطاد ولا الصقور ... إذا رأته فوقها يدور وقلت للغلمان في وسط السحر: ... قوموا اخرجوا فاليوم يوم مشتهر ولا تريدوا معكم من قد عرف ... بالشؤم في الصيد ولكن ينصرف قالوا: فمن نرد؟ قلت: ردوا ... ذاك وذا وذا وشدوا لما رددت القوم طابت نفسي ... وسرت في عصابة من جنسي كل كريم بطل محام ... مغاور منازل مقدام أجرى من الليث إذا الليث زأر ... والبدر في الحسن اذا البدر بهر سقيا لعجار «1» وما ولاها ... طاب ثراها وشفى هواها حتى إذا صرت ورا البستان ... وعين قنسرين «2» في الجنان رأى الغلام أرنبا في المجثم ... نائمة بحينها لم تعلم (44- ظ) فشكها بالآلة المباركة ... ونفسها مما دهاها هالكه وانفتح الصيد لنا وطابا ... قلت: احفظوا ويحكم الكلابا فلم نزل نطلبها في البقعة ... حتى أخذنا مائة وسبعه وصاح طير الماء عن يميني ... كأنما دل على كمين قلت: ذر الأصفر والملمعا ... حتى إذا ما استعليا دارا معا كأن ذا يطلب ذا في الحرب ... والطير منها في أشد الكرب لما نقرت الطبل طار الرف ... واستقبلته بالردى الأكف فجدلت أربعة كبار ... كأنها من ثقلها أحجار ثم تبعناه إلى أحد البرك ... وهو من الخوف كطير في شرك

فلم يطر حتى نقرنا الطبلا ... فازداد منا وحشة وخبلا حتى إذا طارت طيور الماء ... والطائران فوق في الهواء تصوبت كالنار لما اشتعلت ... فجدّلت أربعة وارتفعت ثمت عادا فأجدا في الطلب ... فلحقا ما كان منها قد هرب فصرعا أربعة وأربعه ... وهبت الريح فصارت زوبعة وجاءني العبد بسلوتين ... كلاهما في ثقل وزتين وجاء صياد بمخلاتي سملء ... قد صادها منفردا وما ترك ثم عدلنا نطلب الدراجا ... وكان من كثرته أزواجا فلم نزل نأخذ ما يطير ... كبيرها المأخوذ والصغير حتى أخذنا فوق تسعين عدد ... والباز قد أسرع فينا واجتهد ملنا جميعا فإذا الكراكي ... طويلة الساقات والأوراك لما رأى الباز أجد السيرا ... ولا ترى أخبث منه طيرا حتى إذا قاربها تعلقا ... زاد علوا وسما وحلقا ثم رمى بنفسه عليها ... فكان موتا مسرعا إليها فلم يزل يضربها وينصرع ... وقد تحداها بموت وطمع فعل الشواهين بطير الماء ... إذا رأته وهو في السماء حتى لقد صاد الكريم تسعه ... وسبعة وسبعة وسبعه صيدا ترى عدنه في جمعه ... وذا من الباز لعمري بدعه واتبع الغطراف طيرا قد هرب ... لكل حتف سبب من السبب بينا نسير فإذا الحبارى ... واقفة كأنها حيارى لما رآها الباز طابت نفسي ... أرسلته فانسل مثل النمس يطير فوق الأرض لا يدرى به ... فأفرد البائس من أصحابه لحقته وهو عليه ينتف ... والقلب من خوف عليه يرجف

قلت له اركب مسرعا فماركب ... حتى نزلت والحبارى تضطرب ثم إذا الغطريف فوق الثاني ... أراه من بعد ولا يراني (45- ظ) فصحت بالصياد خذه من يده ... فطيرنا مجتهد في طرده وقلت للقوم وقد صاح الحجل ... مذكرا بنفسه لمن عقل هذا لعمري وقت صيد الباشق ... والزرقان سلوة للوامق كبارها نأخذها في البنج ... والفرخ تعليقا ولما يدرج حتى أخذنا مائة وأربعة ... رأيتها في موضع مجتمعه فيا له من فرح على فرح ... تأخذ من طير الفلاة ما سنح لما أتينا النهر نبغي الطردا ... نكد ما نبصر منه نكدا إذا النعام والحمير والبقر ... في فيء زيتون وتين وشجر قال لي الصياد: ذا يوم ظفر ... والصبر عقبى خيره لمن صبر فابعث بخيل تأخذ المضائقا ... واختر من الخيل الطمر السابقا ووصهم بصيده من الجبل ... فكلما عاد إلينا قد حصل بعثت من عينته للوقت ... سبعا وسبعا وصلت بست ثم عبرنا النهر بعد مرهم ... نسير سيرا لينا في إثرهم حتى إذا صرنا حذا الزيتون ... وقد قربنا من أصول التين إذا الظباء جفلت تطير ... واتبعتها بعدها الحمير ثم إذا سرب النعام والبقر ... نافرة قد طلبت منها الأثر قلت لهم: خلو الكلاب طرا ... ولا تخلوا فوق كف صقرا (46- و) فأدبرت هاربة فرارا ... والموت قد حاصرها حصارا قد أخذت طرق الفلا عليها ... وكلنا منكمش إليها حتى استوينا وهي في البطحاء ... بأكلب شدت على الظباء فكم مهاة هلكت بطعنة ... ورمية تمكنت في الثفنة

وكم حمار كسرته حذفه ... وضربة تقد منه كتفه وكم غزال أخذته الخيل ... حل به منها هناك الويل وثابت الأكلب والصقور ... والصيد قد لاح لها الكثير قلت: اجمعوا الصيد وشدوه شلل ... مما أصبننا بالسيوف والأسل فجمعوا ما صيد بالكلاب ... وبالصقور الفره في الشعاب ثمت جاءوا بنعامتين ... أحسن مما أبصرته عيني قد شدتا وسيقتا في حبل ... كعاشقين اجتمعا للوصل رأيت صيدا لا يرى نظيره ... غزلانها تقدمها حميره وبقرات حمل تساق ... كأنها في سيرها الرفاق قلت اجمعوا صيدكم وسيروا ... فما لصيد يومكم نظير سرنا وقد حان أوان الظهر ... حتى نزلنا فوق شط النهر قلت استريحوا ثم صلوا وكلوا ... ثم اشربوا الراح هنيا وارحلوا وأجج الطباخ نارا هائلة ... يقلي ويشوي والنفوس مائلة (46- ظ) إلى فراخ القبج والدراج ... والراح إذ تشرب في الزجاج وكلنا يذكر ما قد كانا ... وما رأته عينه عيانا قمنا جميعا كلنا قد هاله ... ما قد رأى وسره ما ناله قالوا: كذا الاقبال يا مولانا ... بالله لا تعلم بذا سوانا قلت كلوا أحويكم مشوية ... فإنها بنية سرية وقلت: لما شربوها راحا ... وكلهم قد طاب واستراحا سيروا بنا ندخل بالنهار ... لينظر الناس إلى استظهاري سرت وسار القوم بالسرور ... نعيد ما كان من الطيور حتى مررنا بشفير واد ... إذا بشبلين على ميعاد

قلت لوهّاق معي خذ الوهق «1» ... وارم به إن كان في الحبل حلق ثمت درنا حولها بالخيل ... فشدها الوهاق قبل الليل ثم حملناها وسرنا نجري ... خوفا من الليث لئلا يدري حتى إذا صرنا إلى الزيتون ... إذا بخيل الروم في الكمين وهو لعمري موضع محذور ... فيه اللصوص أبدا تدور لما رأونا اجتمعوا وقالوا ... لنا: الأمان قلت: ذا محال والله لا أو من إلا من نطق ... بالحق فيما قاله ومن صدق قالوا: علينا لك صدق المنطق ... نحن تركنا عسكر الدمستق (47- و) ليلا وقد مر على سرتين «2» ... ثمت خلاها على اليمين وعزمه أن ينزل البدريه ... ليلا ومنها يخرج السرية نعم ولا بد من الكمين ... في موضع يخفى عن العيون فاستبقنا فكلنا ذو حال ... بالمال نفدى ثم بالرجال قلت: لكم ما قد طلبتم مني ... والله لا يروى القبيح عني فسرت بالقوم وقد طار الخبر ... وخرج الناس جميعا للنظر وافترق العسكر كل قد حمل ... مما أصبناه ومما قد قتل وفرق الباقي على أهل البلد ... فعمهم طرا وزاد في العدد فأي يوم مثل ذا تره ... يشهده من صاد أو يراه فقل لمن صاد زمانا واجتهد ... هذا هو الصيد فمن شاء فليصد أنا العقيلي وهذا صيدي ... يتلف من كايدني بكيدي بادرت بالروم إلى الأمير ... وبالظبا والصيد والحمير قلت له: اسمع خبر الدمستق ... وسر فإني سائركي نلتقي

عليه إن حل بأرض الجومة «1» ... فهي عليه سفرة مشؤومة فسار لما جاءه رسولي ... سير همام قائل فعول لما اجتمعنا قال: قد صح الخبر ... قلت له: ابشر فلك اليوم الظفر قالوا لنا: قد نزلوا بمشحلا «2» ... قلت لهم: حل بهم منا البلا (47- ظ) حتى إذا ما انتشرت خيل العدى ... ونهبت بعض الضياع والقرى سرنا وسيف «3» الله في عدوه ... يفري ولا نفرق من نبوه قال: اتبعوني قد رأيت الجنة ... مفتوحة وعلقوا الأعنه فقاتلوا بالحق أهل الباطل ... والسيف في الأعداء خير فاصل لما رأونا طلبوا منا الهرب ... وسار في إثرهم سير الطلب لم ترعيني مثل ما رأيت ... هذا وقد قاسيت ما قاسيت عشرين ألفا هلكت نفوسهم ... وحملت في وقعة رؤوسهم على دواب الروم والبغال ... تقودها الأسرى من الرجال فكانت الأسرى فويق الألف ... ما فيهم متهم بضعف ونهب الناس من الدواب ... ومن سلاح الروم والثياب ما ليس يحصى بالحساب والعدد ... فكم فتى لله شكرا قد سجد وعاد ثاني يومه الأمير ... وما له ند ولا نظير فالحمد لله على ما كان ... فكم رأيت ظفرا عيانا كم وقعة بالروم والأعراب ... بني تميم وبني كلاب ظفرت فيها بهم مرارا ... وكلهم يلتمس الفرارا كم قد قتلت وسبيت الأرمنا ... والروم لكن ليس للروم فنا بغية الطلب في تاريخ حلب ج 3 (70)

أحمد بن محمد القاضي الحلبي:

والسعي قد قابلني بسعد ... يمشي مع الاقبال سعي العبد (48- و) والدهر لي غصن وغصني ناضر ... وطالب الدنيا إليّ ناظر أعطي ولا يرجع عني من طلب ... إلّا بما يهوى ولو كان السلب سقيا لدهر مرّ لي ما أطيبه ... لا يحوج الرزق إلى أن أطلبه والعز تربي والحسام خدني ... يقرب مني ما يغيب عني فليت شعري كم بقي من عمري ... وما الذي يجري عليه أمري قد قلت لما ضاقت المذاهب ... استغفر الله فإني تائب ما تصلح الدنيا لخلق بعدي ... إلّا لمن يزهد فيها زهدي قد نلت منها كل ما أريد ... وعشت فيها وأنا سعيد وكنت لا أعبا بذكر الموت ... أطلب ما أهوى حذار الفوت فاليوم قد خفت وخافت نفسي ... من ضغطة القبر وضيق الرمس يا رب فارحم ضعف عبد خاطي ... يخاف يوم البعث والصراط أخاف ما أعرفه من جهلي ... ومن ذنوبي وقبيح فعلي ما لي في يوم الحساب عذر ... ولا على نار الجحيم صبر ذكري لما قد كان في الشبيبة ... يجدد الحسرة والمصيبة الله حسبي وعليه أعتمد ... فقد زهدت والسعيد من زهد قرأت في حوادث سنة خمس وثمانين وثلاثمائة من تاريخ مختار الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي قال: ولأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع (48- ظ) الاول توفي أحمد بن محمد العقيلي، وذكر له هذه المزدوجة. أحمد بن محمد القاضي الحلبي: ان لم يكن ابن ماثل الذي قدمنا ذكره فهو غيره، حدث ... «1» روى عنه أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي بن ابراهيم الحراني.

أحمد بن محمد السهلي أبو الحسن:

أحمد بن محمد السهلي أبو الحسن: وقيل أبو الحسين الخوارزمي، كان يؤدب بني عم الوزير أبي القاسم الحسين ابن علي المغربي «1» بحلب، وسمع بها أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه سنة ست وستين وثلاثمائة، وقرأت سماعه عليه مع المذكورين بخط علي بن الحسين والد الوزير في هذا التاريخ، ثم ارتفع شأنه بعد ذلك، وصنف له أبو علي بن سيناء كتاب «دفع المضار الكلية للأبدان» ، وقرأت في مقدمة هذا الكتاب من كلام الرئيس أبي علي قال: أما بعد فان الشيخ الجليل السيد أبا الحسن أحمد بن محمد السهلي، وهو من عرف بعلو الهمة وشرف الارومة ومحبة العلوم الحقيقية والأخذ منها بالحظ الوافر، وارتباط المبرزين فيها وتحصيلهم عنده من حيث كانوا واحدا بعد واحد، لما اصطنعني في عقد جملته، وضمني الى زمرته، أمرني من الأوامر الحكمة أن أعمل كتابا في دفع المضار الكلية للأبدان الانسانية، اذ تأمل الكتب الطبية فوجدها قد صرف فيها أكثر العناية الى تحذير الأمور الضارة وقصّر فيها كل التقصير (49- و) في تدارك الخطأ فيما يقع للمهورين الواقعين فيما حذروا والمخالفين لما أمروا به، فتلقيت أمره العالي بالطاعة بقدر الاستطاعة، ورجوت أن ننتج بركة طاعتي لولي نعمتي ضروريا من التوفيق تقصر عنها ذات مقدرتي، واستعنت بالله تعالى، انه عز وجل نعم المعين. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الأديب إجازة عن أبي منصور الثعالبي «2» قال: أبو الحسين أحمد بن محمد السهلي هو وزير بن وزير. ورث الوزارة كابرا عن كابر ... موصولة الاسناد بالاسناد

قال: وكان يجمع بين آلات الرئاسة والآداب والوزارة، ويضرب في العلوم والآداب بالسهام الفائزة، ويأخذ من الكرم وحسن الشيم بالحظوظ الوافرة، وله كتاب «الروضة السهلية في الاوصاف والتشبيهات» ، وبأمره والتماسه صنف الحسن بن الحارث الحبوبي في المذهب «كتاب السهلي» يذكر فيه المذهبين: مذهب الشافعي والحنفي، وله شعر فمن ذلك، ولم يسبق الى معناه. ألا سقنا الصهباء صرفا فإنها ... أعز علينا من عناق الترحّل وإني لأقلي النقل حبا لطعمها ... لئلا يزول الطعم عند التنقل وله في النجوم (49- ظ) . والشهب تلمع في الظلام كأنها ... شرر تطاير من دخان النار فكأنها فوق السماء بنادق ... الكافور فوق صلاية العطار قال: وله في النجوم أشعار منها في شعاع القمر على الماء. كأنما البدر فوق الماء مطلعا ... ونحن بالشط في لهو وفي طرب ملك رآنا فأهوى للعبور فلم ... يقدر فمد له جسر من الذهب قرأت بخط صديقنا الفاضل ياقوت بن عبد الله الحموي في كتاب معجم الأدباء: أحمد بن محمد أبو الحسين السهلي الخوارزمي، قال محمود بن محمد الاسلامي في تاريخ خوارزم: انه مات بسر من رأى في سنة ثمان عشرة وأربعمائة على ما نذكره وهو من أجله خوارزم وبيته بيت رئاسة ووزارة وكرم ومروة. خرج السهلي من خوارزم في سنة أربع وأربعمائة الى بغداد وتوطنها، وترك وزارة خوارزم شاه أبي العباس مأمون بن مأمون، خاف من شره، ولما قدم بغداد أكرمه فخر الملك أبو غالب محمد بن خلف وهو والي العراق يومئذ، وتلقاه بالجميل، فلما مات فخر الملك خرج من بغداد هاربا أيضا حتى لحق بغريب بن متقن

أحمد بن محمد الانطاكي:

خوفا على ماله، وكان غريب صاحب البلاد العليا تكريت ودجيل وما لاصقها، فأقام عنده الى أن مات، وخلف عشرين ألف دينار سلمها غريب الى ورثته» . أحمد بن محمد الانطاكي: حدث عن أبي عياش أحمد بن عبد الله بن (50- و) أبي حماد، روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي البخاري. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة اذنا عن أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قال: أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله السعدي قال: حدثني أبي محمد ابن عبد الله قال: حدثني أبي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد قال: حدثني محمد بن الحسن بن علي قال: حدثنا أحمد بن محمد الانطاكي قال: حدثنا أبو عياش أحمد بن عبد الله بن أبي حماد قال: حدثنا محمد بن بشير قال: حدثنا محمد بن حفص قال: قيل لداود الطائي: يا أبا سليمان لم لا تجالس الناس؟ فسكت، ثم أعاد عليه، فقال: اللهم غفرا إما صغير لا يوقرك وإما كبير يحصي عليك عيوبك. أحمد بن محمد الانطاكي: حكى عن سليمة الأنطاكية زوج الهيثم بن جميل الأنطاكي حكاية موته، وقد ذكرناها في ترجمة الهيثم فيما يأتي من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى، روى عنه أبو بكر أحمد بن مروان المالكي. أحمد بن محمد الخزاعي المعروف بالخاقاني: له كتاب مصنف في التاريخ ذكره أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله المسعودي في مقدمة كتاب مروج الذهب في تسمية من صنف (50- ظ) كتابا في التاريخ أو الأخبار «2» .

أحمد بن محمد أبو حامد الانطاكي المعروف بأبي الرقعمق:

أحمد بن محمد أبو حامد الانطاكي المعروف بأبي الرقعمق: أحمق شاعر معروف يهزل في شعره ويحاكي فيه الطيور وغيرها، وأول من سبق بهذا الفن أبو أحمد بن الزكورية الأنطاكي وسنذكره إن شاء الله تعالى فيمن اسمه موسى، ثم تبعه أبو الرقعمق، ثم تبعهما القصار المعروف بالصريع، وكان أبو حامد الأنطاكي حسن الشعر في الجد والهزل، وسافر الى الديار المصرية ومدح بها الحاكم الفاطمي، روى عنه شيئا من شعره صالح بن إبراهيم بن رشدين. قرأت بخط صالح بن إبراهيم بن رشدين في مجموعه، أنشدني أبو حامد المعروف بأبي الرقعمق أحمق لنفسه: إلى كم يا بن بطريق ... رجاي منك في ضيق وكم أصبح من مطلك ... سكرانا على الريق وما أنت أبا بكر ... إلى جود بمسبوق ولكنك في أمري ... بلا ذرة توفيق وكم تضرط في خلقي ... بوعد غير مخلوق ونقلت من خط صالح بن رشدين أيضا قال: قال لي أبو حامد المعروف بأبي الرقعمق أحمق: هجوت أبا الحسن محمد بن هارون الأكثمي ببيت واحد وهو: ومن هارون في الناس ... أنا أصفع هارونا (51- و) فصنعت بيتين أضفت البيت اليهما حتى كمل الشعر وهما: أرى الناس مجانينا ... بزور القول يهذونا يقولون ابن هارون ... وهم في ذاك يخطونا

أحمد بن محمد أبو عبد الله الواسطي الكاتب:

ومن هارون في الناس ... أنا أصفع هارونا أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الأديب إجازة عن أبي منصور الثعالبي قال في في اليتيمة: أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق نادرة الزمان وجملة الاحسان، ومن تصرف بالشعر الجزل في أنواع الجد والهزل، وأحرز قصب الخصل «1» ، وهو أحد المجيدين والفضلاء المحسنين، وهو بالشام كابن حجاج بالعراق «2» . قرأت في كتاب الأمير مختار الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي في التاريخ، وفيه- يعني ربيع الآخر من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة- توفي أبو حامد الشاعر المعروف بأبي الرقعمق وكان مطبوع الشعر، يذهب بشعره مذهب ابن مهران الشاعر المصري، ومذهب ابن الحجاج الشاعر البغدادي «3» ، ويجيء مليحا. وقرأت في مجموع وقع إليّ يتضمن فوائد ووفيات بخط بعض المصريين ممن يعتني بالتاريخ، قال فيما علقه فيه من الفوائد: مات الشاعر المعروف بأبي الرقعمق، وهو أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي في شهر رمضان سنة تسع وتسعين، وذكر أيضا وفاته في موضع آخر من هذا المجموع، وقال: في يوم الجمعة لثمان بقين من شهر (51- ظ) رمضان مات أبو حامد الشاعر المعروف بأبي الرقعمق أحمد بن محمد أبو عبد الله الواسطي الكاتب: وبعضهم يسميه محمد بن أحمد، حدث عن: الهيثم بن سهل، وعاصم بن علي

روى عنه: محمد بن حمدون بن خالد النيلي، وأبو سليمان عوف بن اسماعيل وسنذكر حديثه فيمن اسمه محمد بن أحمد فيما يأتي من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى، وكان شاعرا كاتبا، وكتب لأحمد بن طولون الى أن مات، وتولى تدبير ولده خمارويه بن طولون بعده. ثم ان خمارويه لما خاف من اضطراب الشام بعد موت أبيه نفذ اليه مع سعد الأيسر جيشا، وأمده بأحمد بن محمد الواسطي لتدبير الجيش، وتولي النفقات واستكتب عوضه محبوب بن رجاء، فلم يقع ذلك بموقع يرضي أبا عبد الله الواسطي، فتغير الواسطي وفسد حاله معه، فكاتب أبا العباس أحمد بن الموفق يحثه على الوصول الى مصر، وقال: أسست أمر أبي الجيش، والله لأهدمن ما كنت بنيته، فلما قرب أبو العباس سار اليه وسار في صحبته وهو متوجه الى وقعة الطواحين، فلما تلاقي الجمعان بالطواحين من أرض الرملة، وانهزم ابن الموفق، هرب أبو عبد الله الواسطي الى أنطاكية، وأقام بها الى أن مات. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد اذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال: أحمد بن يوسف: اجتمع الحسن بن مهاجر وأحمد بن محمد الواسطي للغد من يوم مات أحمد بن طولون (52- و) على أخذ البيعة لأبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون فبدأوا بالعباس بن أحمد بن طولون قبل سائر الناس لأنه أخوه وأكبر منه سنا فوجهوا إليه عدة من خواص خدم أبيه يستحضرونه لرأي رأوه، فلما وافى العباس قامت الجماعة اليه، وصدروه وأبو الجيش داخل قاعد في صدر مجلس أبيه، فعزاه الواسطي وبكى وبكت الجماعة، ثم أحضر المصحف وقال الواسطي للعباس: تبايع أخاك، فقال العباس: أبو الجيش فديته ابني وليس يسومني هذا، ومن المحال أن يكون أحد أشفق عليه مني، فقال الواسطي: ما أصلحتك هذه

المحنة، أبو الجيش أميرك وسيدك ومن استحق بحسن طاعته له التقدم عليك، فلم يبايع العباس، فقام طبارجي وسعد الأيسر فأخذا سيفه ومنطقته وعدلا به الى حجرة من الميدان، فلم يخرج منها إلّا ميتا، وبايع الناس كلهم لأبي الجيش وأعطاهم البيعة وأخرج مالا عظيما ففرقه على الأولياء وسائر الناس، وصحت البيعة لأبي الجيش يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين. قال: وهذا ما كتب به أبو عبد الله أحمد بن محمد الواسطي الكاتب إلى أبي العباس أحمد بن الموفق بالله يستحثه على حرب أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون والخروج إليه قبل وقعة الطواحين بأيام، وبعد انصراف اسحاق بن كنداجيق، ومحمد بن أبي الساج، وجعفر بن يغامردي، والعساكر (52- ظ) معه عنه: يا أيها الملك المرهوب جانبه ... شمّر ذيول السرى فالأمر قد قربا كم ذا الجلوس ولم يجلس عدوّكم ... عن النهوض لقد أصبحتم عجبا لا تقعدن على التفريط معتكفا ... واشدد فقد قال جلّ الناس: قد رهبا ليس المريد لما أصبحت تطلبه ... إلا المشمّر عن ساق وإن لغبا فان نصبت فعقبى ما نصبت له ... ملك تشاد معاليه لمن نصبا طال انتظاري لغوث منك آمله ... وما أرى منك ما أصبحت مرتقبا ولو علمت يقين العلم من خبري ... وما نهضت له في الله محتسبا لسرت نحو امرئ قد جد مجتهدا ... حتى يكون لما تسعونه سببا أجاد مروان في بيت أراد به ... عين الصواب وما أخطا وما كذبا إذ قال حين رأى الدنيا تميد بهم ... بعد الهدو وصار الحبل منقضبا إني أرى فتنا تغلي مراجلها ... فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا «1»

وله إليه أيضا: قل للأمير ابن الموفّق للهدى ... حتّام عن أهل الضلالة يطرق جرد خيول العزم هذا وقتها ... وأخو العزيمة في الخطوب محقق أصدق بني الأعداء ضربا وقعه ... ينبي الطلا قدما فمثلك يصدق هذا وأنت أبو الفتوح وأمها ... وأخو الحروب غداة يحمى الفيلق (53- و) لا تجزعن فقد جرى لك سانحا ... طير السعادة بالبشارة ينطق ولقد هتكت جموعهم لك عنده ... وكشفت رأسي حين حان المصدق وحسرت جلباب التستر ساحبا ... ذيل النصيحة والنصيح يصدق وجمعت من صيد القبائل جحفلا ... لو رام يأجوجا إذا لتمزقوا وأقمت سوقا للضراب تجارها ... بيض الصفائح والوشيج الأزرق فالبيض من ظمأ تعج ظباتها ... ولطالما ظلت بها لا تشرق قد جردت للضرب دون موفق ... أعداؤه في نكثهم ما وفقوا بيضا مصقلة فليت متونها ... بدماء من نكث العهود تخلق «1» هذا ما ذكره في هذه الرواية، وذكر غيره أن الأبيات البائية كتبها مع كتاب، ووصل الكتاب إلى أحمد بن الموفق وهو بحلب، وبها كنداج وابن أبي الساج، فقال لهما: ما قعودكم؟! وضرب طبله وسار، وساروا معه فكبسوا أصحاب أبي الجيش بشيزر. قرأت في سيرة خمارويه «2» بن أحمد بن طولون في نسخة عتيقة، ولم يسم مؤلفها: إن خمارويه لما خاف أن يضطرب الشام أنفذ إليه جيشا أمرّ عليه سعد الأيسر وأمدّه بأحمد بن محمد الواسطي كاتب أبيه ليدبر الجيش، ويتولى النفقات فيه، وكان

الواسطي يطمع أن يدبر أمر خمارويه، وأنه يرد تدبير الأمر إليه، وقال: هذا صبي حدث أدبره كما أرى، فلما أخرجه الى هذا الوجه واستكتب (53- ظ) محبوب ابن رجاء بعده فسدت نيته، وقال: محبوب أحد كتابي يتصرف بين أمري ويهيئ، آل الأمر الى أن صرت بعض خلفائه، فتغير على سعد، وافترقا، وتغير الواسطي وكتب الى ابن الموفق كتابا يحثه على المسير الى مصر وقال: أنا أسست أمر أبي الجيش، والله لأهدمن ما كنت بنيته وضمن الكتاب هذه الأبيات: يا أيها الملك المرهوب جانبه ... شمر ذيول السرى فالنصر قد قربا كم ذا القعود ولم يقعد عدوكم ... عن القتال لقد أصبحتم عجبا ليس المريد لما أصبحت تطلبه ... ولا المشمر عن ساق وإن لغبا لا تقعدن عن التفريط منعكفا ... واجدد فقد قال قوم: إنه رهبا فأنت في غفلة يقظان ذو سنة ... وطالب الوتر ذو جد إذا طلبا أجاد مروان في بيت أصاب به ... عين الصواب فما أخطا ولا كذبا إذ قال لما رأى الدنيا تميد بهم ... بعد الهدو وعاد الحبل مضطربا: إني أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا فلما قرأ ابن الموفق كتاب الواسطي قال لابن كنداج وابن أبي الساج ما قعودكم، وضرب طبله وسار وساروا معه حتى كبسهم في شيزر، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وكان ابن الواسطي بالرملة يقطع الطريق فيما بين ابن أبا وسعد الأعسر وهما بدمشق، فسار أحمد بن الموفق الى دمشق (54- و) وكبسها على غرّة، فانهزما الى الكسوة وقتل من بقي من أصحابهما، ثم إنهم اجتمعوا وقصدوا ابن الواسطي فهزموه، وأخذ على طريق الساحل حتى لحق بأحمد بن الموفق، ودخل المصريون الى الرملة فنهبوا دار الواسطي وخزائنه، ثم ذكر وصول أحمد بن الموفق وأنه لما أبصر عسكر أبي الجيش هاله وأكبره، وصغر جيشه في عينه، فشجعه الواسطي وضمن له النصرة

أحمد بن محمد الجمحي المصيصي:

عليه، وقال له: لا يغرك هذا فأكثرهم عامة، بقال وحائك وفاعل، فثق بالنصر ولا تجزع الى أن التقى العسكران وكانت النصرة على أحمد بن الموفق، فركبا دواب الهزائم ومرّ كل واحد منهما على حدة، فأما ابن الموفق فلم يرد وجهه عن دمشق شيء، فلم يفتح له أهلها بابها ومنعوه من الدخول، فمر على طيّته الى طرسوس، وأما ابن الواسطي فأضرّ به الهرب الى أنطاكية، فأقام بها مديدة، ومات كمدا. قرأت في تاريخ الأمير مختار الملك محمد بن عبيد الله المسبحي في حوادث سنة اثنتين وسبعين ومائتين: وأبو عبد الله أحمد بن محمد الواسطي كاتب أحمد بن طولون في شعبان- يعني مات-. أحمد بن محمد الجمحي المصيصي: حدث عن اسحاق بن إبراهيم الحنيني، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن هلالة الأندلسي بحلب، قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم الجوز دانية قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن محمد الجمحي المصيصي قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» «1» . قال الطبراني: لم يرو هذه اللفظة «والنهار» عن العمري غير الحنيني «2» . أحمد بن محمد الجوهري المصيصي المعروف بالحرّان: شاعر محسن أنشد له أبو علي الهائم أبياتا لا أعلم هل هي من روايته عنه أم لا.

أحمد بن محمد الخشاب أبو الحسن:

قرأت بخط أبي منصور محمد بن دلال الشيباني أخبرنا الشيخ أبو الحسين الصيرفي قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال أنشدني أبو علي أحمد بن علي الهائم لأحمد بن محمد الجوهري المصيصي المعروف بالحرّان: الخد ورد والثغر در ... والنشر مسك والريق خمر والقد غصن والردف موج ... والشعر ليل والوجه بدر له من الحسن بارعات ... لم يتعلق بهن فكر مخففات مثقلات ... ألّف ما بينهن خصر أنشدني أبو السعادات المبارك بن أبي بكر الموصلي لأحمد بن محمد الحران في المزملة «1» (55- و) : بديعة جسمها زبر جدة ... خضراء حالت من دونها الحجب كأنها في خفاء لبستها ... مقرورة والهجير يلتهب مجروحة الخصر غير دامية ... كما تكون الجراح والندب كأنما الماء حين تبعثه ... ذوب لجين ميزانه ذهب أحمد بن محمد الخشاب أبو الحسن: حدث بطرسوس عن عتكل بن عبد الله الفرغاني؛ روى عنه أبو بكر محمد ابن يحيى بن محمد المصري، وعبد الله بن محمد بن ذكوان. أخبرنا يوسف بن خليل بن عبد الله إجازة قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور الحمّال قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن محمد وعبد الله بن محمد ابن ذكوان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الخشاب بطرسوس قال: حدثنا

أحمد بن محمد الزنجاني:

عتكل بن عبد الله الفرغاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن واقد قال: حدثنا زهير بن محمد قال: حدثنا الربيع بن محمد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نظر الى عورة أخيه متعمدا لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة» «1» . أحمد بن محمد الزنجاني: نزيل طرسوس، حدث..... «2» ، روى عنه داوود بن عمر بن حفص. (55- ظ) . أحمد بن محمد أبو بكر الطرسوسي الصوفي: حدث بمكة، وكان شيخ الحرم وصحب إبراهيم بن شيبان وروى عنه. روى عنه: أبو بكر أحمد بن موسى بن عمار القرشي الأنطاكي، وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن زياد. كتب إلينا أبو المظفّر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني من مرو أن أبا سعد محمد بن منصور الحرضي أخبرهم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أحمد بن محمد المعروف بأبي بكر الطرسوسي المقيم بالحرم، وهو اليوم شيخ الحرم، صحب إبراهيم بن شيبان وإليه ينتمي، وهو من أبها المشايخ وأورعهم، وأحسنهم استقامة، مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا بكر بن الطرسوسي يقول: أبو سعيد الخرّاز قمر الصوفية.

أحمد بن محمد الجبلي:

أنبأنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي العمري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق ابن إبراهيم القراب قال: وسمعت أبا سعد يعني الماليني يقول: مات أبو بكر أحمد ابن محمد الطرسوسي بمكة في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وصليت عليه. (56- و) . أنبأنا أبو العباس الصيدلاني ومحمد بن مكي قال: أخبرنا اسماعيل بن غانم وأبو الفتح الخزفي، قال اسماعيل: أخبرنا، وقال أبو الفتح: أنبأنا أبو مطيع المصري، قال: أخبرنا أبو منصور معمر بن أحمد قال: أخبرني أبو بكر بن الطرسوسي قال: سمعت إبراهيم بن شيبان، فذكر كلاما عنه ذكرناه في ترجمة إبراهيم بن شيبان. أحمد بن محمد الجبلي: أبو بكر الطرسوسي، إن لم يكن المتقدم فهو غيره، حدث عن أبي الخير التّيناتي، روى عنه أبو الحسن بن جهضم. أنبأنا الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز ابن علي الآزجي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: حدثنا أحمد بن محمد الجبلي، هو أبو بكر الطرسوسي، قال: حدثني أبو الخير قال: جاورت بمكة سنة، ومر بها عليّ شدائد وآفات، فكلما هممت أن أخرج الى السؤال هتف بي هاتف: أما تستحيي، الوجه الذي يسجد لي تبذله لغيري! فأجلس. أحمد بن محمد أبو العباس الخياط الاسبيجابي: أقام بالثغر الشامي، وصحب بالتينات أبا الخير التيناتي، وكان من متقدمي أصحاب ذي النون المصري، حكى عنه أبو علي بن خرشيد قولة الأصبهاني (56- ظ) .

أحمد بن محمد الملطي:

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني في كتابه قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أحمد بن محمد أبو العباس الخياط المقيم بمصر، وكان قبل ذلك مقيما بالثغر. صحب أبا الخير الأقطع ومن قبله من المشايخ، وكان لا يأكل إلّا من كسب يده. سمعت عمر بن عنبر يقول: كان أبو العباس يقول: إن أصله من اسبيجاب «1» . قال السلمي: سمعت محمد بن محمد بن توبة يقول: سمعت أبا علي بن خرشيد قولة الأصبهاني، يقول: كنت بمصر عند أبي العباس الخياط فقال لي ليلة: توفي الشيخ أبو عثمان المغربي بنيسابور، قال: فكتبت اليوم والليلة، ثم سألت بعد ذلك عن موته فإذا هو مات تلك الليلة. قال السلمي: وسمعت أبا العباس النسوي يحكي عن أبي العباس الخياط هذه الحكاية. قال السلمي: ومات أبو عثمان المغربي سنة تسع وسبعين، أو تسع وتسعين، وأظن أن موته في سنة تسع وتسعين أصح. قلت: فقد توفي أبو العباس الاسبيجابي بعد موته. أحمد بن محمد الملطي: روى عن أحمد بن محمد بن صالح بن عيسى عن الحسن بن علي بن جميل بن صالح عن موسى بن طريف عن عباد بن ربعي عن رفاعة بن شداد وصية لعلي عليه

أحمد بن محمد البشاري:

السلام كتبها إليه وقد أخرجه الى الأهواز (57- و) قاضيا، رواها عنه أبو القاسم الليث بن أحمد بن يعقوب البلخي. أحمد بن محمد البشاري: كان مع أبي الحسن الآبري في الرحلة، وسمع معه في البلاد وورد معه منبج وطرسوس وغيرهما من مدن العواصم والثغور. حدث عن زكريا بن يحيى وأحمد بن عبد الله الديبلي، روى عنه أبو الحسن الآبرّي وقال: وكان معنا في الرحلة. أحمد بن محمد أبو الحسين المعري: المعروف بالقنوع هكذا اسماه ونسبه أبو منصور الثعالبي في تتمة اليتيمة وقد سماه غيره أحمد بن حمدون، وقد سبق ذكره وسماه آخرون محمد بن حمدون وسيأتي ذكره ان شاء الله في المحمدين، ويحتمل عندي أن أباه محمدا كان يعرف بحمدون مشتقا من اسمه محمد، فإن العامة يطلقون كثيرا حمدون على محمد والله أعلم، وهو شاعر مذكور مشهور. وقيل في كنيته أبو الحسن روى عنه أبو يعلى محمد بن الحسن البصري. أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الأديب إجازة عن أبي منصور الثعالبي «1» قال: أبو الحسين أحمد بن محمد المعري وكان يلقب بالقنوع لأنه قال يوما في كلام له: قد قنعت والله من الدنيا بكسرة وكسوة. قال: ووصف بعض العمال فقال: ما هو إلا ماء كدر، وعود دعر «2» ، وقفل عسر. بغية الطلب في تاريخ حلب ج 3 م (71)

أحمد بن محمد القرشي:

قال وأنشدني أبو يعلى محمد بن الحسن البصري قال: أنشدني القنوع (57- ظ) لنفسه ملحا وغررا ونكتا وطرفا، وكان قد استكثر منه، وروى جل شعره عنه، فمن ذلك قوله: ربّ همّ قطعته في دجى الليل ... بهجر الكرى ووصل الشراب والثريا قد غربت تطلب ... البدر بسير المروّع المرتاب كزليخا وقد بدت كفها ... تطلب أذيال يوسف بالباب قال: وله في الغزل: ومجرد أبدى على قل ... بي حسامي مقلتيه جسمي على حالين من ح ... ذر مقيم في يديه فإذا أمنت الخوف منه ... بقيت في خوف عليه وله في رئيس جالس على رأس بركة: قل للرئيس أبي الوضي محمد ... قول امرئ موليه حسن ولاء من حول بركتك البهيّة سادة ال ... قراء والعلماء والشعراء لو أنصفوك وهم قيام أشبهت ... أشخاصهم أمثالهم في الماء. قرأت بخط صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب الحلبي ما صورته: الوزير أبو القاسم بن المغربي ذكر أنه للقنوع: ألف الهوى فالهجر منه نصيبه ... إن الهوى مستعذب تعذيبه وكأنّ نمنمة العذار بخدّه ... نحل ولكن في القلوب دبيبه أحمد بن محمد القرشي: أبو الحسن السرميني من أهل سرمين، مدينة من أعمال حلب وطرف جبل السماق، وقد ذكرناها في مقدمة كتابنا هذا، كتب عنه الحكيم أبو حليم ظافر بن جابر الحراني الطبيب.

أحمد بن محمد الطرسوسي:

قرأت بخط أبي حليم الطبيب أنشدني مولاي الشيخ الجليل أبو الحسن (58- و) أحمد بن محمد القرشي الرميني لأبي الحسن بن تميم الرقيّ: قلت لأمّي حين أمّ الشتا ... ببرد برد وحذا طين لو لم أكن مناطرا منطرا ... تشرين لي في كل تشرين ما رقّ بالرقة حالي ولي ... نصيب مال بنصيبين قومي فكدّي لي وكدّي معا ... فأنت تسعين لتسعين ولا يعل صبرك من عيلة ... ما بين تشديد وتليين وانف الكرى عنك بعزل الكرى ... لتوجري في ستر مسكين فأطرقت لا عن قلى وابتدت ... تند بني حزنا وتبكيني لا خير في مثلي بين الورى ... كذا بلا دنيا ولا دين أحمد بن محمد الطرسوسي: حدث عن أبي الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب، ومحمد بن جعفر النجار؛ روى عنه أبو محمد عبد العزيز الكتاني الحافظ. ذكر من اسم أبيه محمود ممن اسمه أحمد أحمد بن محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك بن زاذان بن شهريار: أبو نصر بن أبي الفتح الكاتب المعروف، والده بكشاجم، من ولد يزدجرد، وقيل اسمه محمد وقيل الفتح، شاعر بن شاعر، كان مع أبيه بحلب، وروى عن أبيه كشاجم؛ روى عنه عبد الله بن أحمد الفارسي، وسماه محمدا (58- ظ) وصالح بن إبراهيم بن رشدين المصري، وسماه أحمد، واتفقا على الكنية. وقرأت بخط أبي الحسن الشمشاطي ان كشاجم وغلامه أنشدا لكشاجم أبياتا بحلب أنشداها بحلب أبا الصقر القبيصي، وأبا زكريا بن مبشّر، وسنذكرها إن شاء الله في ترجمته في المحمدين.

نقلت من خط صالح بن إبراهيم بن رشدين في مجموعه: كتب أبو نصر أحمد ابن كشاجم الكاتب الى أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بهذين البيتين على تفاحة، وأنفذها إليه بعد أن أنشدني إياهما: إذا الوزير تجلى ... للنيل في الأوقات فقد أتاه سميّاه ... جعفر بن الفرات «1» وسنذكره أيضا فيمن اسمه محمد فيما يأتي إن شاء الله تعالى. قرأت في جزء من الأجزاء الأخبارية التي جمعها أبو علي صالح بن إبراهيم بن رشدين لنفسه من نسخه منقولة من خطه، قال أبو علي صالح بن رشدين: أنشدني أبو نصر أحمد بن كشاجم لنفسه: فديت من رؤيته علتي ... وداء قلبي وهي الشّافيه يمرضني حتى إذا عادني ... أعادني في حالة العافيه وعلى آخر الأجزاء قال أبو علي بن رشدين: أنشدني أبو نصر أحمد بن كشاجم هذه القصيدة في سنة خمسين وثلاثمائة في أبي بكر صالح بن علي الروذباري يمدحه وليس فيها حرف ينقط: هل ممسك لومه امرؤ لاما ... أأسمع اللوم ساء ما ساما لله در المدموع مسعدة ... ودر عصر الوصال لو داما كم لوعة أودع الصدود وكم ... مؤكد الود صار صرّاما واها لروح له مطاوعة ... أسلمها للحمام إسلاما والله لولا الأهواء ما أوطأ ... الأسد كرام الرءوس آراما

آهلة هللوا طرارهم ... وأودعوا حسرة وآلاما لولا هلال الأرواح مهملة ... لما أرادوا راء ولا لاما أصاح حطّ الصدود كلكله ... وصار وصل الصدود إلماما (58- ظ) مهما عدا الدهر مدة ولعا ... لطالما الوصل دام أعواما أعمل راحا مع الملاح ولا ... أعدم آل الإكرام اكراما لم أعص أهل الاسعاد مسألة ... ولم أطع حاسدا ولوّاما ما روّح الروح كالمدام ولا ... أطار هما عراك دهّاما دع مدحهم ما حموك ودهم ... وامدح هماما سمحا وكراما ما أمّه آمل لمكرمة ... إلّا رآه للمال هدّاما ولا دعاه داع لملحمة ... إلّا دعا صارما وصمصاما أسمعه وارد السماح كما ... أصمّ سمع اللوّام صماما وقرأت في الأجزاء الأخبارية المنقولة من خط صالح بن إبراهيم: هجا أبو الحسن محمد بن هارون الأكثمي أبا الفرج وأبا نصر عبيد الله وأحمد ابني كشاجم بهذه الأبيات ولم يجيباه: ابني كشاجم أنتما ... مستعملان مجربان لو تكتبان لذا الزمان ... أمتّماه بلا زمان مات المشوم أبو كما ... فخلفتماه على المكان وقرنتما في عصرنا ... ففعلتما فعل القران بغلاء أسعار الطعام ... وميتة الملك الهجان «1» يا طلعتي شؤم يظل ... الشوم منها في امتحان فترجلا لا تقتلا بالش ... ؤم من لا تعرفان «2»

أحمد بن محمود بن سعيد الغزنوي الفقيه الحنفي:

توفي أبو نصر بعد موت كافور في حدود الستين والثلاثمائة. (59- و) أحمد بن محمود بن سعيد الغزنوي الفقيه الحنفي: هكذا رأيت نسبه بخطه في غير موضع، وهو الصحيح، كان فقيها فاضلا، أقام بحلب مدة معيدا بالمدرسة النورية الحنفية المعروفة بالحلاويين في ولاية أبي بكر الكاشاني، وتفقه عليه جماعة، وصنف في الفقه وعلومه، والأصول كتبا مفيدة، منها: كتاب «روضة العلماء» في الفقه ومقدمة مختصرة، وكتاب في أصول الفقه وكتاب في أصول الدين وسمه «بروضة المتكلمين» وكتابا مختصرا منه وسمه «بالمنتقى من روضة المتكلمين» . وقع إلي بخطه وعليه مكتوب بخطه قال مؤلفه: جزى الله خيرا من تأمل صنعتي وقابل ما فيها من السهو بالعفو وأصلح ما أخطأت فيه بفضله وفطنته، وأستغفر الله من سهو. توفي بعد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بحلب، فانني شاهدت خطه في هذا التاريخ، ودفن في مقابر الفقهاء الحنفية قبلي مقام إبراهيم عليه السلام «1» ، وسمعت والدي يحسن الثناء عليه في العلم والدين. أحمد بن محمود أبو بكر الرسعيني: سمع بحلب أبا عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني، وحدث عنه؛ روى عنه أبو الفرج محمد بن أحمد بن علي بن جعفر العين زربي، المعروف بابن الفاثوري، أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن كتابة قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد عن جده أبي عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد ابن علي بن جعفر المعروف بابن الفاثوري في داريا قال: أخبرنا (59- و) أبو بكر أحمد بن علي بن الفرج الحبال الصوفي، وأبو بكر أحمد بن محمود الرسعيني قالا:

من اسم أبيه مدرك ممن اسمه أحمد

أخبرنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني بحلب قال: حدثنا عمي أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي قال حدثنا أبو عمير محمد بن النحاس الرملي قال: حدثنا سوار بن عمارة عن زهير بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقتلوا الفاعل والمفعول به» «1» . من اسم أبيه مدرك ممن اسمه أحمد أحمد بن مدرك بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد البهراني: الحموي المعروف بابن حبيش القاضي من أكابر أهل حماه وأعيانهم، وكان محترما عند الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، وكان يعتمد عليه فيما ينشئه من أبواب البر وسبل الخير والمعروف، سمع الإمام أبا الحسن علي بن محمد البلخي بحلب، روى لنا عنه ابنه أبو المشكور مدرك بن أحمد انشادا سمعه من أبيه عن البلخي. أنشدنا القاضي أبو مشكور مدرك بن أحمد بن مدرك بن الحسين بمدينة الكرك من البلقاء قال: أنشدني والدي قال: أنشدني برهان الدين على البلخي لشاعر أنشدها هارون الرشيد: وآمرة بالبخل قلت لها أقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بخيلا له في العالمين خليل (59- ظ) وإني رأيت البخل يزري بأهله ... فأكرمت نفسي أن يقال بخيل وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل

أحمد بن مدرك بن سعيد بن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان:

وهذه الابيات لاسحاق بن ابراهيم الموصلي وستأتي في ترجمته ان شاء الله تعالى. أحمد بن مدرك بن سعيد بن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان: أبو المعالي التنوخي المعري القاضي قاضي معرة النعمان من ولد أبي المجد محمد أخي أبي العلاء أحمد ابني عبد الله بن سليمان، وكان القضاء بمعرة النعمان في سلفه، اجتمعت به بحلب ومعرة النعمان، وعلقت عنه فوائد عن المعريين وسمعت منه شيئا من الحديث وأشعارا للمعريين. روى لنا عن أبي طاهر الخشوعي وأبي جعفر محمد بن المؤيد بن حواري وسمع أيضا عبد الملك بن ياسين الدولعي بدمشق. أخبرنا أبو المعالي أحمد بن مدرك بن سعيد قاضي المعرة بحلب قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم بن طاهر القرشي المعروف بالخشوعي بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس السلمي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي السلمي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن ابن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير ابن يوسف بن جوصاء قال: حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال: حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم (60- و) عن البتع «1» والبتع نبيذ العسل فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شراب أسكر فهو حرام «2» . أنشدنا القاضي أبو المعالي أحمد بن مدرك بن سعيد بن سليمان قال: أنشدني

أبو جعفر محمد بن المؤيد بن حواري لنفسه من قصيدة يمدح بها الملك المنصور محمد بن عمر صاحب حماة أولها: بانت سليمي فأقوت «1» ساحة الدار ... منها وبدلت من عسر بايسار تغشرمتها «2» يد الأيام فاندملت ... آثارها ثم عفتها بآثار منها في صفة الأسد والممدوح: ما محذر ترهب الآساد صولته ... يدأى فيفرق «3» منه كل زآر غضنفر أهرت «4» الشدقين ذو لبد ... شثن «5» البراثن مرهوب السطا ضار دامي البضيع «6» شديد البأس ذو ذنب ... مثل الرشاء «7» قليل اللبث في الدار بقوت شبلين قد أودى الطوى بهما ... فيشكوان إليه من خوا طار ما أن تأرض في أرض يروم بها ... صيدا فتسلم منها نفس سيار حتى لو أن الردى صيدا وصادفه ... أرداه قسرا بأنياب وأظفار إلا ويرعد خوفا من سطاه إذا ... نودي بذكراه في يهماء «8» مقفار ولا الفرات إذا جاشت جوانبها ... يوما فخلناه يما ماؤه جار وطبق الأرض حتى لا أرى علما ... إلا وعممه منه بزخار (60- ظ) يوما كنائل كفيه إذا زمر ال ... وفود لاذت به في عام إعصار هذا ولا فرخ عصفور تعسفه ... طفل فأفلت منه بعد إضرار وعاد من بعد سجن موحش حرج ... يروح ما بين جنات وأنهار

ذكر من اسم أبيه مروان ممن اسمه أحمد

يوما بأفرح مني عند رؤيته ... وقد تبدلت من عسر بأيسار يا كعبة الجود إني قد حططت الى ... فنائك الرحل شاك ثقل أوزاري توفي القاضي أبو المعالي بن مدرك بمعرة النعمان في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. ذكر من اسم أبيه مروان ممن اسمه أحمد أحمد بن مروان بن دوستك أبو نصر نصر الدولة الكردي: وهو ابن أخي باد الكردي وكان من الأكراد الحميدية ويلقبون بالجهار بختية ملك ميافارقين وآمد بعد قتل أخيه أبي منصور سعد بن مروان بالهتاخ، وكان أبو نصر هذا قد ورد حلب مجتازا الى إنجاد يغيسغان ملك أنطاكية حين قصده الفرنج. قرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني «1» قال: بعد أن ذكر قتل أخيه أبي منصور سعد في الحصن المعروف بالهتاخ» في ليلة الخميس الخامس من جمادى الأول سنة إحدى وأربعمائة قال: وولى أخوه أبو نصر أحمد بن مروان ولقبه القادر بالله نصر الدولة وعدل في رعيته وتنعم تنعما لم يسبق إليه وملك خمسمائة سرية سوى (61- و) خدمهن وتوابعهن، وكان معروفا بكثرة الأكل والشرب والنكاح، وتزوج بنات ملوك الأطراف وكان يجمع في مجلس لذته من الأواني ما تزيد قيمته على مئتي ألف دينار، وكان يصدّق بالصدقات الكثيرة، ووقع وباء في بلاده وكفن في سنة واحدة أربعة عشر ألف انسان، وكان لأهل الدين والعلم عنده مقدار عظيم، والتمس مائة ألف دينار يصرفها في بعض حروبه، فأحضر له وزيره توزيعا على أرباب الاموال بها، فقال: لو أردت أموال الناس لعولت على صاحب الشرط وإنما أريد ذلك من أموال المتاجرة، فأتاه تاجر

بألف دينار وقال: أسألك يا مولانا قبولها في هذا البيكار «1» فإني اكتسبت أمثالها في بعض الايام فقال: خذها ولا حاجة لي فيها وأمر أن يتصدق من خزانته بألف دينار شكرا لله تعالى على عمارة بلده، وكان بآمد في أيامه أربع عشرة دارا للمرابطين وعشرة آلاف رجل من المجاهدين وسلاح عظيم وذلك في وزارة فخر الدولة أبي نصر محمد بن جهير لابن مروان، وتوفي في شوال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وعمره ست وسبعون سنة وثمانية أشهر، وإمارته ثلاث وخمسون سنة تنقص شهرا واحدا، وولي بعده ابنه نظام الدين أبو القاسم نصر «2» . وروي له شعر قرأته في مجموع لابن نوين المعري قال: للملك ابن مروان مالك ديار بكر (61- ظ) : يا ويح بيت ماله أصحاب ... بيت يدبره نجا وشراب فشراب إن ظفرت بشيء لبوة ... ونجا لما تحوي يداه عقاب (62- و. ظ)

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي نقلت من كتاب «الربيع» «1» تأليف غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال ابن المحسن بن ابراهيم بن هلال المعروف بابن الصابئ، وأنبأنا به أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن، قال: وحدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر قال: حدثني نصر الدولة أبو نصر بن مروان صاحب آمد وميافارقين وتلك الثغور، وكان ناظرا له «2» إلى حين وفاته، قال: كان بعض متقدمي الأكراد معي على الطبق فأخذت حجلة مشوية مما كان بين يدي فأعطيته إياها، فأخذها وضحك فقلت: مم تضحك؟ فقال: خير فظننت أنه قد عاب علي ذلك فألححت عليه ودافع عن الجواب حتى رفعت يدي وقلت لا آكل شيئا حتى تعرفني سبب ضحكك ما هو، فقال: شيء ذكرتنيه الحجلة وذاك أنني كنت أيام الشباب والجهالة قد أخذت بعض التجار في طريق وما كان معه من المتاع وقربته الى لحف جبل، فأردت قتله خوفا على نفسي منه وأن يعرفني من بعد ويطالبني ويعرضني للقبيح وتعترضني، فقال: يا هذا قد أخذت مالي وأفقرتني وأولادي فدعني أرجع الى عيلتي فأكد عليهم ولا تحرمهم مالي ونفسي وبكى وسألني وتضرع إليّ، فلم أرق له شرها (63- و) الى ما كان معه، فلما أيس من الحياة التفت الى حجلتين

على جبل وقال لهما: أشهدا لي عليه عند الله تعالى أنه قاتلي ظلما، وقتلته فلما رأيت الحجلة الآن ذكرت ذلك الرجل وحمقه في استشهاده الحجل علي، قال ابن مروان: فحين سمعت قوله اهتززت حتى لم أملك نفسي وتقدمت بأخذه وكتفه ثم ضرب رقبته بين يدي، فلم آكل حتى رأيت رأسه مبرّأ بين يديه بعد أن قلت له: قد والله شهدت الحجلتان عليك عند من أقادك بالرجل وأخذ له بحقه منك. قال: وحدثني- يعني- الوزير فخر الدولة قال: كان لبعض الأكراد المتوجهين فرس أعطي به ألف دينار وجعلها ابن مروان ألف دينار وضيعة فلم يبعه ولا طابت نفسه بمفارقته، وركب يوما ابن مروان الى الصيد فقيل له أيها الأمير نفق البارحة الفرس الفلاني فاغتم به وحزن عليه: وأحضر صاحبه إليه وعزاه به لعظيم ما كان عنده منه، فوجده لا يقبل العزاء وعنده من الأسف على المال لا على الفرس ما غاظه، فقال له: يا هذا مالك وما فرس حتى يلحقك هذا الأمر العظيم عليه ولعل الله تعالى قد دفع عنك ما هو أعظم من ذهاب ثمنه منك، فقال: أهي فرس أيها الأمير هي ألف دينار، فقال له: تأخذ ألف دينار وتجعل ثواب الفرس لي؟ فقال: نعم فتقدم باطلاقها له، وحضرني وتقدمت (63- ظ) بتسليمها اليه وانصرف بها فلم يصبح إلّا أعمى يتلمس الحيطان وجاءنا الخبر فعجب الامير والناس أجمعون مما جرى في ذاك، ووقع للأمير أن الله تعالى قد دفع عنه بالألف دينار ما نزل بمن أخذها وسر بذاك. وقال حدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر بن جهير قال: حدثني نصر الدولة أبو نصر بن مروان صاحب ديار بكر عند خدمتي له وقد جرى حديث أبي القاسم ابن المغربي «1» قال: لما خدمني عند مجيئه من مصر وما جرى له مع الحاكم جاءني يوما ومعه سدس كاغد فقال لي: قد أثبت في هذا السدس أسماء أصحابك الذين قد

أخذوا أموالك وأخلوا خزانتك من مال يعد فيها لحاجة أو شدة ما قيمته ثلاثمائة وسبعون ألف دينار- شك الوزير في ذاك- وقال: اذا أخذت هذا القدر منهم لم تجحف بأموالهم وكان كل منهم مرتبا في خدمته ومركزه وولايته وتكون قد نقصت من «1» أموالك التي احتجنوها ما جعلته لك خزانة وعدة، فقلت له: يا هذا إنما نصبتك وزيرا لتعطيني وتعطي أصحابي بعمارة بلادي وتوفير أموالي، فأما مصادرة أصحابي فلو أردت هذا لأخذت أنا أضعافه وكفاني فيك مردك صاحبي هذا الذي هو أهون وأدون من يخدمني، ولم أكن محتاجا فيه إلى مثلك، فقال لي إذا كان هذا رأيك فأحرسني من أصحابك ولا تطلعهم على ما قلته (46- و) في معناهم فتفسد ما بيني وبينهم، فقلت: أفعل وتركني مديدة قريبة، وقال لي: قد جرى في الجزيرة خلف بين الضامن لها وبين فلان تفاقم الأمر فيه إلى أن احتاج إلى مشارفتي له واصلاحه بنفسي، فتأذن في الانحدار إلى هناك فمدة الغيبه عشرون يوما، وأعود وقد حسمت مادة ربما طمحت الى حد يشغل قلبك، فعلمت أنه يريد المضي إلى الموصل وقرواش بن المقلد أمير بني عقيل لمّا لم ير لشره عندي نفاذا، ولا علي نفاقا، ولم يكن يحسن غيره، فقلت له: افعل ما ترى، وتشاغل بإصلاح أمره للانحدار فجاءني موسك خالي وقال لي: عرفت أن أبا القاسم بن المغربي على الانحدار إلى الجزيرة، وكذب فإنه بنية المضي إلى الموصل فقلت: قد عرفت ذلك وعلمته ودعه يمضي الى اللعنة فما في مقامه هاهنا لكم فائدة، وكان موسك ممن سعى ابن المغربي به، وأراد مصادرته، وأخذ المال منه، قال: وتدعه يمضي وقد أخذ أموالك وسرقها وحصلها، واحتجنها، ولم لا تقبض عليه وتأخذ ما أخذ ثم تصرفه الى اللعنة وسوء المنقلب؟ فضحكت منه وقلت: ليس كل من يأخذ مالي أرتجعه منه، ولعمري إنه خدمنا وانتفع منا وكسب معنا، وأخذ ذلك منه لؤم، فأمسك وانحدر ابن المغربي إلى الجزيرة ومنها الى الموصل وخدمة قرواش، (64- ظ) ثم انحدر الى بغداد وخدمة الملك مشرف الدولة أبي علي بن بويه في سنة خمس عشرة وأربعمائة.

أحمد بن مروان بن محمد:

أحمد بن مروان بن محمد: أبو بكر الدينوري المالكي القاضي، سمع الحديث الكثير، وروى عن الجم الغفير، فحدث عن أحمد بن خليد الحلبي، وأحمد بن محمد الحلبي وأحمد بن ابراهيم المصيصي، وأحمد بن محمد الأنطاكي، وعلي بن الحسن الأنطاكي، وموسى ابن طريف، وأحمد بن علي الوراق، وأبي داود سليمان بن الأشعث، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن اسحاق الأصبهاني، ومحمد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، وإبراهيم بن حبيب الهمداني، وزيد بن اسماعيل الواسطي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد العزيز، وعباس بن محمد الدوري، واسماعيل بن أبي أويس، ومحمد بن سنان، ومحمد بن يزيد الوراق، وبشر بن موسى، ويحيى بن المختار، وإبراهيم بن نصر النهاوندي، ويحيى بن أبي طالب البغدادي، وجعفر بن محمد الصايغ، واسماعيل بن اسحاق القاضي، وابراهيم بن عبد الله المروزي، وابراهيم بن دازيل الهمذاني، ومحمد بن يوسف الرزّاز، ونعيم بن حماد، وأحمد بن عباد التميمي، وزكريا بن عبد الرحمن البصري، ومحمد بن يونس القرشي، ومحمد بن علي بن مهران الوراق، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وعبد الله بن روح المدائني، ومعاذ بن المثنى العنبري، وأحمد بن عبد الله الخزّاز، وجعفر بن محمد المستملي، وأبي قلابة، وأبي بكر بن أبي خيثمة، والحسين (65- و) بن الحسن السكري، وجماعة غيرهم يطول ذكرهم ويصعب حصرهم. روى عنه: أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب، وأبو حفص عمر بن محمد ابن عراك الحضرمي، وصالح بن علي بن محمد الحصني. ودخل حلب، وحدث بها في شهر ربيع الأول من سنة ثنتين وثلاثمائة، ثم نزل مصر، وحدث بها. وأخبرني الوزير القاضي الأكرم علي بن يوسف الشيباني أنه شاهد على ظهر كتاب اصلاح الغلط لابن قتيبة ما كتبه لي وسيره إليّ، وصورته:

قريء لي جميع ما في هذا الجزء على أبي بكر أحمد بن مروان المالكي بحلب، وكان الفراغ منه في شهر ربيع الأول من سنة ثنتين وثلاثمائة، سمع علي بن الحسين القاضي جميع ما فيه. وجمع كتاب «المجالسة» وضمنه من نخب الأحاديث والأخبار ومحاسن النوادر والآثار ومنتقى الحكم والأشعار ما يشهد له بحسن التأليف والاختيار، وولي قضاء أسوان. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني، وأبو الحسن محمد ابن أحمد بن علي قراءة علينا من لفظه، قال أبو بكر: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، وقال أبو الحسن: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن ابن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نطيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد المعروف بابن الملثم قال: أخبرنا أبو القاسم (65- ظ) هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حميد بن حامد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرّاء، قال الأرتاحي: إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري قال: حدثنا أحمد بن خليد قال: حدثنا سعيد أبو عثمان الصياد عن عطاء ابن مسلم عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: بسبح اسم ربك، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وكان يقنت قبل الركوع «1» . أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن داود بن عزّون بالقاهرة، وأبو محمد يونس بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، والحافظ بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (72)

أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي بمصر، قالوا: أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن صالح بن ياسين المقرئ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري بمصر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري قال: حدثنا يحيى بن المختار قال: حدثنا بشر بن الحارث قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول ما أحد من أهل العلم إلّا وفي وجهه نضرة لقوله عليه السلام: «نضر الله امرأ سمع منّا حديثا» «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان (66- و) بن بنين المصري بالقاهرة قال: أخبرنا هبة الله بن علي الأنصاري، وأبو عبد الله بن حمد قالا: أخبرنا علي ابن الحسين، قال ابن حمد: إجازة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: أخبرنا أحمد بن عباد قال: حدثنا أبو عثمان المازني قال: حدثنا الأصمعي عن أبي سفيان بن العلاء قال: قيل للأحنف بن قيس: من حلمك؟ قال: تعلمت الحلم من قيس بن عاصم المنقري، لقد اختلفت إليه في الحلم كما يختلف الى الفقهاء في الفقه، بينا نحن عند قيس بن عاصم وهو قاعد بفنائه محتب بكسائه أتته جماعة فيهم مقتول ومكتوف، فقيل: هذا ابنك قتله ابن أخيك قال: فو الله ما حل حبوته حتى فرغ من كلامه، ثم التفت الى ابن له في المسجد فقال: قم فأطلق عن ابن عمك، ووار أخاك، واحمل الى أمه مائة من الإبل فانها غريبة، وأنشأ يقول: إني امرؤ لا شائن حسبي ... دنس يغيره ولا أفن من منقر في بيت مكرمة ... والغصن ينبت حوله الغصن خطباء حين يقول قائلهم ... بيض الوجوه أعفة لسن لا يفطنون لعيب جارهم ... وهم بحسن جواره فطن

أحمد بن مروان المصيصي:

قرأت في كتاب قضاة مصر تأليف أبي محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق الذي وصل به كتاب أبي عمر الكندي في ذكر القاضي أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة بن مسلم الدينوري وذكر أنه كان يحفظ كتب أبيه. قال: وكان مجلسه محشوا من عيون الناس، فكان يرد اللفظه والشكلة وما معه نسخة، وذكر أن أباه حفظه كتبه في اللوح. قال: وكان أحمد بن مروان المالكي القاضي قد قدم الى مصر قديما فحدث بكتب ابن قتيبة في جملة ما حدث، ثم سافر الى أسوان، فأقام بها سنين كثيرة، وحدث عنه الناس بالكتب قال: فحدثني أحمد بن مروان في سنة ثمان وعشرين قال: ولي ابن قتيبة قضاء مصر، وبلغني ذلك فجاءني كتاب أبي الذكر محمد بن يحيى ابن مهدي يقول لي فيه: خاطبت القاضي في أمرك- يعني ابن قتيبة- فوعدني بانفاذ العهد إليك، فلما ذكرت له أنك تروي كتب أبيه بدا له، فقال: أنا أعرف كل من سمع من أبي، وما أعرف هذا الرجل، فان كانت عندك علامة فاكتب إلي بها، فقال لي أحمد بن مروان: فكتبت اليه بعلامات يعلمها سخمت وجهه من فوق إلى أسفل، وكان فيما قاله أحمد بن مروان أنه كتب إليه أنه يعرف أحمد بن عبد الله ابن مسلم صبيا في حياة أبيه يمشي حافيا يلعب بالحمام مع العيارين، قال: ولقد رأيته يوما ونحن عند أبيه وقد أقبل حافي، وهو في يده حمام، فأطلقه ونحن نراه، فلما وصلت العلامات اليه كتب إليّ ما عرفتك، وأنفذ الي العهد. «1» . أحمد بن مروان المصيصي: حدث عن «2» ......، روى عنه أبو عمران موسى بن هشام بن أحمد الوراق الدينوري. (66- ظ) .

أحمد بن مسعود بن شداد بن خليفة:

أحمد بن مسعود بن شداد بن خليفة: أبو العباس الصفّار الموصلي، الملقب بالذكي، شيخ حسن دمث الاخلاق، سمع بالموصل أبا جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص، وأبا بكر يحيى ابن سعدون بن تمام القرطبي المقرئ، وقدم حلب مرارا عدة، وسكنها بالآخرة إلى أن توفي بها، وسمعت منه في هذه النوبة جزءا من أمالي أبي سهل القطان وغيره وسألته عن مولده، فقال لي: في سلخ جمادى الأولى ليلة الأربعاء من سنة خمس وأربعين وخمسمائة. أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الموصلي قراءة عليه بحلب سنة ثمان وستمائة قال: أخبرنا أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص بالموصل سنة ثلاث وستين وخمسمائة قال: أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ابن نبهان الكاتب قراءة عليه قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز قراءة عليه قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وعلي بن زيد وسعيد الجريري عن أبي عثمان النّهدي أن أبا موسى الأشعري قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما دنونا من المدينة كبر الناس ورفعوا أصواتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إنكم لا (67- و) تدعون أصمّا ولا غائبا، إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم» ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حول ولا قوة إلّا بالله» . «1» . شابكت الشيخ أبا العباس أحمد بن مسعود بن شداد وقال لي: شابكت الشيخ علي بن محمد الباجباري النساج وقال لي: شابكت الخطيب علي بن عمر

أحمد بن مسعود بن محمد أبو العباس الأنصاري الخزرجي القرطبي الشافعي:

الباعوزي خطيب باجبّارا «1» وقال لي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال: «يا علي شابكني» فشابكته، ثم قال: «من شابكني دخل الجنّة، ومن شابك من شابكني دخل الجنة، ومن شابك من شابك من شابكني دخل الجنة الى سبعة» . سمعت الشيخ أبا عبد الله محمد بن علي بن العربي المغربي الحاتمي بحلب قبل اجتماعي بشيخننا أبي العباس أحمد بن مسعود وقد شابكني وروى لي هذا المنام عنه، قال: تم لي في هذا المنام عجيبة وذلك أني كنت ببلاد الروم وغيرها من المدن وكنت أهم بمشابكة جماعة من الناس فكأن الله يمنعني من ذلك، وكان ثم إنسان أجعله أبدا على خاطري لأشابكه، فلم يتيسر ذلك لي. أنشدني أحمد بن مسعود الموصلي، قال: أنشدني فارس من فرسان الفرنج بأنطاكية. بالله ربكما عوجا على سكني ... وعاتباه لعلّ العتب يعطفه وعرّضابي وقولا في حديثكما ... ما بال عبدك بالهجران تتلفه (67- ظ) وإن بدا لكما من سيد غضب ... فغالطا بي وقولا ليس نعرفه وأنشدني أبو العباس بن مسعود لبعضهم: ورأيته في اللوح يكتب مرة ... غلطا ويمحو خطّه برضابه فوددت أني في يديه صحيفة ... ووددته لا يهتدي لصوابه مات شيخنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار بحلب في سنة ثلاث عشرة وستمائة رحمه الله. أحمد بن مسعود بن محمد أبو العباس الأنصاري الخزرجي القرطبي الشافعي: تفقه على مذهب الشافعي، وكان متفننا في عدة من العلوم، عارفا بالحساب والفرائض عالما بتفسير القرآن العزيز والقرآن والحديث والأصول واللغة والنحو والعروض وأنواع الأدب، وكان ينظم شعرا جيدا، وسافر الى بلاد الهند، وجال

في الأقطار، وقدم حلب سنة ستمائة، ثم سكن دنيسر ودرس بها الفقه على مذهب الشافعي رضى الله عنه بالمدرسة الشهابية، وأقام بها إلى أن مات، وكان له مصنفات حسنة مفيدة منها كتاب في علم الأصول في ثماني مجلدات سماه «تقريب المطالب» ، وكتاب «القوانين في أصول الدين» ، وكتاب في النحو، وكتاب سماه «الاختيار في علم الأخبار» . روى عنه شيئا من شعره أبو الفتح مسعود بن أبي الفضل النقاش الحلبي الشاعر وكان بينهما مقارضة (68- و) بالشعر، وأنشده بحلب، وأبو الحسن علي ابن يوسف بن محمد الصفّار المارديني الشاعر، وأبو حفص عمر بن أحمد بن أللمش الدنيسري. قال أبو الفتح مسعود بن أبي الفضل النقاش الحلبي الشاعر- ونقلته من خطه ومن خط من نقله عنه-: أنشدني أحمد بن مسعود الخزرجي لنفسه في يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ستمائة بظاهر حلب: أعانقه غصنا وألثمه بدرا ... وأرشف وهنا من لما فمه خمرا وأهصر منه حين تثنيه نشوة ... تهادت به تيها وماست به سكرا بتمثال نور في ظلام ذوائب ... إذا ما توارت شمسه أطلع البدرا ومنها: ونمت بنا في الليل أنوار وجهه ... فمد علينا من ذوائبه سترا ومن شعره ما قرأته في ديوان شعر أبي الفتح النقاش الحلبي قال: وكتب اليه الشيخ وجيه الدين أبو العباس أحمد بن مسعود بن محمد الأنصاري عند قدومه من الهند ونزوله بظاهر حلب بعد اقامته أياما لا يراه لاشتغاله بتجارته في سنة ستمائة هذه الأبيات: أبا الفتح تاج الدين لا تنسى ودّنا ... هلمّ نجدد بالتذكر عهدنا فقد كاد قلبي أن يطير بقالبي ... إليك اشتياقا فاشف بالوصل وجدنا وإن لم تكن في الوصل شمسا لعائق ... فكن فيه بدرا واطلع الليل عندنا (68- ظ)

فقال في جوابه، ولم يذكر الابيات: أنشدني أبو السعادات المبارك بن حمدان الموصلي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد الصفار الكاتب الشاعر الماردي بإربل قال: أنشدني أبو العباس الخزرجي لنفسه: وفي الوجنات ما في الروض لكن ... لرونق زهرها معنى عجيب وأعجب ما التعجب منه أني ... أرى البستان يحمله قضيب وأنشدني أبو السعادات قال: أنشدني أبو الحسن قال: أنشدني أبو العباس من شعره: يا ظبي سنجار أما ترثي لمن ... قد صار من أجلك في كف الأجل قد كان مشغولا بدرس علمه ... فاليوم لا علم بقي ولا عمل ومن جيد شعره قوله، ورواه النقاش عنه: راض بحكم هواك واجد ... فعلام أنت عليّ واجد ما كان لي ذنب سوى ... أني سهرت وأنت راقد نقلت من خط أبي حفص عمر بن الخضر بن أللمش بن الدرمش التركي المتطبب الدنيسري في كتابه الذي وسمه «بحلية السريين من خواص الدنيسرين «1» قال في ذكر أبي العباس الخزرجي: هو أول من درس بالمدرسة الشهابية بدنيسر فقيه فاضل مفنن، عارف بكثير من علوم الأصول (69- و) والفقه والنحو وسائر الآداب، شهد له بذلك جماعة من العلماء قال: قال لي أبو محمد بن عربد النحوي: كان أبو العباس رحمه الله حديد النظر، سديد الفكر، عجيب الفقر، عجيب السير، حسن التبحر في العلوم، سليم التصوّر فيما يبدي من المنثور والمنظوم، جيد الفاكهة، متزيد النزاهة، لطيف

أحمد بن مسعود بن النضر الساجي:

الشمائل، طريف المخايل، لم أر في علماء عصره ومعشره أتم من بحثه ولا أدق من نظره، وله تصانيف في فنون كثيرة، ولم يظهر له عندنا سماع حديث على طريق الرواية البتة، بل كان يذكر لنا أن له سماعات كثيرة، وقد أنشدني كثيرا من شعره ثم قال: وتوفي رحمه الله تعالى في سنة احدى وستمائة بدنيسر، ودفن بالمقبرة القبلية بها «1» . أحمد بن مسعود بن النضر الساجي: أبو بكر الوزّان البغدادي ثم الحلبي أصله من بغداد، وسكن حلب وحدث بها عن سهل بن صالح الأنطاكي، والحسن بن عرفه، وأبي محمد عبد الله بن أيوب المخرّمي، وزيد بن اسماعيل الصايغ، وسعيد بن يزيد الخلال، وعبد الرزاق ابن منصور البندار، وإبراهيم بن الوليد، وعبد الله بن جرير بن جبلة، وعبد الله بن محمد بن ثمامة الأنصاري قاضي حلوان الأزدي، ومشرّف بن سعيد، وأيوب بن اسحاق الفلوسي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ومحمد بن جعفر بن أبي الزبير قاضي (69- ظ) منبج، وأبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل، وأبو الحسين محمد بن العباس بن يحيى بن العباس الحلبيان، وأبو الحسين محمد ابن أحمد بن عبد الرحمن الملطي، وأبو علي الحسين بن علي بن دحيم الحلبي، ومحمد بن أحمد الهاشمي المصيصي، وأبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة الأسفرائيني، والحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن اسحاق الحافظ، وأبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني، وأبو شاكر عثمان بن محمد بن الحجاج الشافعي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قراءة عليه بالمسجد الجامع بدمشق قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم بن الفتح السلمي قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلّاب قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا أحمد بن مسعود بحلب قال: حدثنا الحسن بن عرفه

أحمد بن مسعود المقدسي:

قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني عن المختار فلفل عن أنس بن مالك قال: غفا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أغمي إغماءة، فرفع رأسه متبسّما، فإمّا سألوه وإمّا أخبرهم عن ابتسامه، فقال: «إني أنزلت عليّ آنفا سورة» قال: فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح (70- و) منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مسعود الوزّان الحلبي قال: حدثنا زيد بن اسماعيل الصائغ قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا عبد الله الأشجعي عن مسعر بن كدام عن الأعمش عن أبي صالح قال: صرير الباب تسبيح. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي: أبو بكر أحمد بن مسعود بن نضر الوزّان، روى عن عبد الله بن محمد بن ثمامة الأنصاري قاضي حلوان وغيره؛ روى عنه الحسين بن علي بن دحيم أبو علي بمصر، وكتب عنه بحلب. أحمد بن مسعود المقدسي: أبو الحسن سمع بالثغور والعواصم الهيثم بن جميل الأنطاكي، وأبا يوسف محمد بن كثير المصيصي. (70- ظ) . أحمد بن مسلم بن عبد الله أبو العباس الحلبي: مولى بني العجمي، وكان ينتسب: أحمد بن مسلم بن أبي الفتح بن الحلبي، وسبب ذلك أن أبا الفتح بن الحلبي باع أمة له من بني العجمي، فظهر بها حمل، وادعت أنه من مولاها أبي الفتح، فولدت عند بني العجمي ولدا سموه مسلما وعتق بعد ذلك، فكان ينتسب إلى ابن الحلبي لذلك. وكان أبو العباس رجلا حسنا من أهل الستر والصيانة، سمع بحلب أبا الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وحدث بها عنه، وذكر أن مولده بحلب سنة سبع

أحمد بن المسيب بن طعمة الحلبي:

وستين وخمسمائة، وتوفي ليلة السبت رابع شعبان بعد المغرب من سنة تسع وأربعين وستمائة، ودفن يوم السبت ضحوة النهار بالجبيل خارج باب الأربعين. أحمد بن المسيّب بن طعمة الحلبي: حدّث عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد المصيصي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانية، ح. وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني قال أخبرتنا خجسته بنت علي بن أبي ذر الصالحانية وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، ح. (71- و) . وأخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو سعيد خليل بن بدر بن ثابت الصوفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قالا: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن المسيّب بن طعمة الحلبي قال: حدثنا أبو خيثمة مصعب بن سعيد قال: حدثنا موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينيه» «1» . قال الطبراني: لا يروى عن ابن عباس إلّا بهذا الاسناد، تفرد به موسى بن أعين الجزري الحراني «2» . أحمد بن مطهر البغدادي ثم المصيصي: نزل المصيصة فنسب إليها، حدث عن: روح بن أسلم، ويزيد بن أبي حكيم

العدني، ومحمد بن القاسم الأسدي، ويزيد بن هرون، وصالح بن بنان الثقفي، وأبي سفيان الحميري، وبريك ومؤمل. روى عنه: علّان بن عبد الصمد الطيالسي، وأبو بكر محمد بن عمر بن الحسين، وأبو بكر بن أبي شيبة أحمد بن شبيب البغدادي، وأبو العباس عبد الله ابن الصّقر بن نصر السكري، واسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبو يعقوب البزاز، وأبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، وأحمد بن الحسن الصباحي، ومحمد بن محمد الباغنديّ. أخبرنا أبو اليمن الكندي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو منصور (71- ظ) بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كونه الإمام بأصبهان قال: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا علّان بن عبد الصمد الطيالسي قال: حدثنا أحمد بن مطهّر المصيصي قال: حدثنا صالح بن بنان الثقفي، ح. قال الطبراني: وحدثنا إبراهيم بن محمد الستري الدستوائي قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهدي قال: حدثنا همّام بن مسلم قالا: حدثنا سفيان عن أبي عبيدة، ح. قال الخطيب: وحدثني الحسن بن أبي طالب، واللفظ له، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم قال حدثنا جعفر بن أحمد بن يحيى المروزي المؤذن قال: حدثنا سليمان بن الربيع قال: حدثنا همام بن مسلم قال: سمعت سفيان يقول: حدثنا أبو عبيدة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل لهي أسرع ذهابا في الأرض من وتد الحديد في الأرض الرخوة» «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد

الغساني قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو اسحاق بن أبي بكر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن المعدّل قال: حدثنا عبد الله بن الصقر، ح. قال الخطيب: وأخبرنا محمد بن اسماعيل بن عمر البجلي قال: أخبرنا عمر ابن أحمد الواعظ قال: أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قالا: حدثنا أحمد بن مطهر المصيصي، ح. «1» وأخبرنا عبد البر بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا (72- و) أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة البغدادي واسمه أحمد بن شبيب قال: حدثنا أحمد بن مطهر المصيصي قال: حدثنا روح بن أسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي هاشم الروماني عن إبراهيم، وفي حديث الباغندي قال: حدثنا إبراهيم بن ميمون الصائغ عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الضبع صيد، وفيه جزاء كبش مسن، إذا أصابه المحرم، ويؤكل أيضا» ، وقال الباغندي: «إذا أصابها المحرم» قال: «وتؤكل» . قال أبو بكر الخطيب: إنما نسبا- يعني عبد الله بن الصقر والباغندي- في حديث رواه عنهما، عنه أحمد بن المطهّر، الى المصيصة، لأن أحمد سكنها، ولعله بها مات، وأظنه قدم من المصيصة إلى بغداد، فسمع منه بها البغداديون والله أعلم. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن المطهر البغدادي نزل المصيصة وحدث بها عن محمد بن القاسم الأسدي، ويزيد بن أبي حكيم العدني وصالح بن بنان الساحلي، وروح بن أسلم البصري؛ روى عنه علي بن عبد الصمد الطيالسي وعبد الله بن الصقر السكري، ومحمد بن الباغندي وغيرهم «2» .

أحمد بن المظفر بن المختار أبو العباس الرازي:

مات أحمد بن المطهر سنة ست وخمسين ومائتين، أو بعدها، فان أبا بكر محمد بن عمر بن الحسين سمع منه في هذه السنة. أحمد بن المظفر بن المختار أبو العباس الرازي: القاضي فقيه أديب شاعر حنفي المذهب، تولى القضاء ببعض بلاد الروم، وذكره لي رفيقنا أبو الفتح نصر الله بن أبي العز الشيباني وقال: إنه اجتاز بحلب في طريقه من دمشق إلى بلد الروم. أنشدنا أبو الفتح بن الصفار قال: أنشدنا الامام بدر الدين أبو العباس أحمد بن المظفر بن المختار الرازي لنفسه، وكان حنفي المذهب تولى القضاء ببعض بلاد الروم، وشرح المقامات وأخذ على شراحها مثل البندهي وغيره ما أخذ: تفقد السّادات خدّامهم مك ... رمة لا تنقص السؤددا هذا سليمان على ملكه قد قال: ... مالي لا أرى الهدهدا «1» أحمد بن المفرج..... (72- ظ) . أحمد بن المفضل بن عبد الرحمن: نزل طرسوس، حدث عن داود بن الزبرقان، روى عنه عبد الله بن بشر ابن صالح، قاله أبو عبد الله بن مندة، وأخبرنا به عبد الجليل بن أبي غالب الأصبهاني إذنا قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن منذة قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة. أحمد بن مقاتل أبو الحسن الخطيب: حدّث بالمصيصة عن الربيع بن سليمان، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة قراءة عليه، وعيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي في كتابه إلينا من الاسكندرية قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، قال ابن رواحة: إجازة

أحمد بن المكين الأنطاكي:

(73- و) إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد المصيصي من كتابه قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن مقاتل الخطيب بالمصيصة قال: حدثنا الربيع بن سليمان صاحب الشافعي قال: كان للشافعي في كل يوم عيد قوم يتغدون عنده من جيرانه، فجاءه رجل في ليلة العيد فقال: يا أبا عبد الله ولدت امرأتي الساعة ولم يكن معي ما أنفق عليها وعلى من قام بأمرها- يعني القابلة- فأدخل الشافعي يده الى جيبه فأخرج صّرة فيها ثلاثون دينارا ذهبا وقال: خذ هذه فأنفقها واعذرني، فلما كان أول الليل رأى أمير مكة في المنام النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: اذهب الساعة الى محمد بن إدريس الشافعي فادفع إليه من رزقه ثلاثين دينارا، فجاء أمير مكة فدق الباب، فقال الشافعي: من؟ قال من تعرفه إذا رأيته، فلما رأى الأمير، قال: أصلح الله الأمير ما جاء بك؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب إلى محمد ابن إدريس الشافعي فادفع إليه ثلاثين دينارا من رزقه، فجزاه الشافعي خيرا. أحمد بن المكين الأنطاكي: قال أبو بكر الخلال: عنده عن أبي عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- مسائل حسان سمعتها منه في قدمتي الثانية الى الثغور، وكان رجلا كما يجب إن شاء الله، (73- ظ) ذكر ذلك أبو الحسين محمد أبي يعلى بن الفراء في ذكر أصحاب أحمد ابن حنبل، وأنبأنا به أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد فارس بن أبي القاسم بن فارس قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء «1» .

ذكر من اسم أبيه منصور ممن اسمه أحمد

ذكر من اسم أبيه منصور ممن اسمه أحمد أحمد بن منصور بن محمد: أبو العباس الشيرازي، سمع بطرسوس أبا تراب محمد بن الحسين، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي. ذكره أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، في تاريخ دمشق، بما أخبرنا به أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن إذنا قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أحمد بن منصور بن محمد أبو العباس الشيرازي الحافظ، قدم دمشق وحدث بها عن: أحمد بن جعفر بن سليمان القزاز الفسوي، والحسين بن أحمد بن المبارك الطوسي، والقاسم بن القاسم بن سيار السياري، والحسين بن عمران المروزي، وبندار بن يعقوب، وأبي جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني، والحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، ومحمد بن عبد الله بن الجنيد، وأبي تراب محمد بن الحسين الطرسوسي، وأبي الحسين عبد الواحد بن الحباب، وعبد الله بن عدي الجرجاني، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد البغدادي نزيل الأبلة «1» . روى عنه: تمام الرازي، وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي، وأبو نصر محمد بن أحمد الإسماعيلي الجرجاني، وأبو علي الحسن بن حفص الأندلسي، والحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد ابن بختويه الصوري. أنبأنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد الرازي قال: حدثني أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي الحافظ، قدم دمشق، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سليمان القزاز الفسوي قال: حدثنا إسحاق بن عبد

الله الدامغاني قال: حدثنا الحسين بن عبد الله- وصوابه ابن عيسى- البسطامي قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يأنف من ثلاث فهو مؤمن حقا: خدمة العيال، والجلوس مع الفقراء، والأكل مع خادمه، هذه الأفعال من علامة المؤمنين الذين وصفهم الله في كتابه- أولئك هم المؤمنون حقا-» «1» . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ابن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمّر المسدّد بن علي بن عبد الله قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي قال: سمعت أبا تراب محمد بن الحسين بطرسوس يقول: سمعت محمد بن المنذر بن سعيد النيسابوري يقول: حضرت عند داود بن علي فذكر مسألة، فقيل له: يا أبا سليمان هذا قول من هو؟ قال: هذا قول مطلبينا الذي علاهم بنكته، وقهرهم بأدلته، وباينهم بشهامته، التقي في دينه، الفاضل في نفسه، المتمسك بكتاب الله، المقتدي قدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الماحي آثار- يعني- المبتدعين، الذاهب بخيرهم، الطامس لشرهم، فأصبحوا (74- و) كما قال الله: هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ «2» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا الحاكم «3» أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني وذكر أحمد بن منصور الشيرازي فقال: يتفرد إلي بكتب يكتبها، وقد أدخل بمصر وأنا بها أحاديث على جماعة من الشيوخ.

أحمد بن منصور الخزيمي:

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عمر في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي والحيري، وأبوا عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أحمد بن منصور بن الحافظ، أبو العباس الشيرازي الصوفي، وكان أحد الرحالة في طلب الحديث، المكثرين من السماع والجمع، ورد علينا نيسابور سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وأقام عندنا سنين وكنت أرى معه مصنفات كثيرة في الشيوخ والأبواب، ورأيت له الثوري، وشعبة في ذلك الوقت؛ ثم خرج الى هراة الى الحسن بن عمران وانحدر منها الى أبي أحمد بن قريش بمرو الروذ، ودخل مرو وجمع من الحديث ما لم يجمعه غيره، والذي أتوهمه أنه دخل العراق بعد منصرفه من عندنا فإنه دخلها ودخل الشام، ثم انصرف الى شيراز، وصار في القبول عندهم بحيث يضرب به المثل، وكانت كتبه إلي متواترة، الى أن ورد علي كتاب أبي علي الحسن بن أحمد بن الليث المقرئ الشيرازي بخط يده مع أبي الحسن الشيرازي يعزيني بوفاة أحمد بن منصور، فسألت أبا الحسن فذكر أنه توفي في شعبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وأنه حضر تجهيزه والصلاة عليه، ووصف أبو الحسن من حرقة أهل شيراز وتفجعهم عليه ما يطول شرحه، وذكر أنه توفي وهو ابن ثمان وستين سنة «1» . أحمد بن منصور الخزيمي: حدّث بحلب عن أبي كريب، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الخزيمي بحلب قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا

أحمد بن منصور البخاري الحاكم:

معاوية بن هشام عن عمران بن أنس المكي عن عطاء عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم» «1» . أحمد بن منصور البخاري الحاكم: سمع بمنبج موسى بن إبراهيم الأطروش، روى عنه علي بن عبد الله البلخي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي والحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن المبارك بن الأخضر قالا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن محمد الكروخي قال: أخبرنا الامام أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا علي بن عبد الله البلخي قال: أخبرنا أحمد بن منصور البخاري (74- ظ) قال: حدثنا موسى بن إبراهيم الأطروش بمنبج قال: حدثنا أبو الخير فضل بن منيع المنبجي قال: حدثنا زكريا بن الحكم قال: حدثنا خالد بن يزيد قال: حدثنا مروان ابن محمد عن ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن عبد الله بن زرير عن علي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأبدال فقال: «هم ستون رجلا، ليسوا بالمتنطعين ولا بالمبدعين ولا بالمتععنين، لم ينالوا ما نالوه بصلاة ولا صيام ولا صدقة ولكن بسلامة القلوب وسخاء الأنفس والنصيحة لأمتهم فهم يا علي في أمتي أقل من الكبريت الأحمر» «2» . أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الاطرابلسي الشاعر: كان كثير التردد الى حلب والإقامة بها، وبها مات، ومدح ملوكها وأمراءها ورؤساءها، وكان شاعرا مجيدا حسن النظم كثير الهجاء والفحش، وذكره أبو يعلي بن القلانسي في تاريخه الذيل في تاريخ دمشق وذمه، فقال في ذمّه: كان يصله بهجائه مالا يصله بمدحه وثنائه «3» . وكان ابن منير عارفا باللغة، وبلغني أنه كان يحفظ الجمهرة لأبي بكر بن دريد حفظا جيدا، روى عنه الأمير أبو الفضل اسماعيل بن سلطان بن منقذ، وأبو عبد

عبد الله الحسن بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة، والخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن هاشم، وأبو القاسم عيسى بن أحمد المعروف بالحنيك (75- و) وكان رواية شعره، وابنه الوجيه بن الحنيك، وعلي بن الحكم الحلبي، ويحيى بن سعد ابن ثابت الحلبي المعروف بابن المراوي، وأبو الحسن علي بن ابراهيم بن نجا الدمشقي، ومجد العرب العامري، وروى لنا عنه شيئا من شعره الحكيم نافع بن أبي الفرج الحلبي، وكان شيخا كبيرا مولعا بشعره مفتونان به وجمع أشتات شعره، وكان يخدمه أيام شبابه. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحميري الكاتب أن مولد أبي الحسين بن منير سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة بأطرابلس. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرفاء، كان أبوه منير منشدا ينشد أشعار العوني في أسواق أطرابلس ويغني، ونشأ أبو الحسين وحفظ القرآن وتعلم اللغة والادب، وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها، وكان رافضيا خبيثا، يعتقد مذهب الإمامية وكان هجّاء خبيث اللسان يكثر الفحش في شعره، ويستعمل فيه الألفاظ العامية، فلما كثر الهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق في السجن مدة، وعزم على قطع لسانه، فاستوهبه يوسف بن فيروز (75- ظ) الحاجب جرمه، فوهبه له، وأمر بنفيه من دمشق، فلما ولي ابنه اسماعيل بن بوري عاد الى دمشق، ثم تغير عليه اسماعيل لشيء بلغه عنه فطلبه، وأراد صلبه، فهرب واختفى في مسجد الوزير أياما، ثم خرج عن دمشق ولحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماة الى شيزر، والى حلب، ثم قدم دمشق آخر قدمة في صحبة الملك العادل «1» لما حاصر دمشق الحصر الثاني، فلما استقر الصلح دخل البلد، ورجع مع العسكر الى حلب فمات، رأيته غير مرة ولم أسمع منه.

أخبرني نافع بن أبي الفرج بن نافع الحلبي، وكان أحد غلمان أبي الحسين بن منير، أن ابن منير انهزم من أتابك طغتكين الى بغداد، وهربّه الحاجب يوسف بن فيروز، وكان سبب ذلك أنه شبّب في قصيدة له ببعض أقارب طغتكين، وكان صبيا أمرد، وهو حسام الدين دلق بن أبق، والقصيدة هي التي أولها: من ركّب البدر في صدر الرديني.... قال: وأركبه الحاجب يوسف علي خيل البريد فهرب إلى بغداد «1» . وحكى لي القاضي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قاضي العسكر، أن سبب طلب صاحب دمشق ابن منير واستتاره منه وخروجه من دمشق أن ابن منير مدحه بقصيدة فيها بيت أوله: مني ومنك استفاد الناس ما كسبوا.... وكان ابن منير كثير الأعداء عنده، فقال له بعض الأعداء عنده بعد خروج ابن منير: انظر أيها الأمير الى قول ابن منير لك يهددك في هذا البيت (76- و) «مني ومنك» وكان رجلا تركيا، وقد سمع الناس يقولون عند تهديد بعضهم بعضا «مني ومنك» فوقع ذلك في نفسه وغضب وطلبه، فاختفى وخرج عن دمشق، هذا معنى ما حكي لي قاضي العسكر، ويحتمل أن يكون خوفه واختفاؤه لمجموع الأمرين والله أعلم. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني المعروف بالعماد الكاتب في كتاب «خريدة القصر وجريدة العصر» قال: المهذب أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي كان شاعرا مجيدا مكثرا هجّاء، معارضا للقيسراني في زمانه، وهما كفرسي رهان، وجوادي ميدان، وكان القيسراني سنيا متورعا وابن منير مغاليا متشيعا، سمعت الأمير مؤيد الدولة أسامة بن منقذ بدمشق سنة احدى وسبعين وهو يذكره، وجرى حديث شعر ابن مكنسة المصري وقوله:

لا تخدعنك وجنة محمرة ... رقت ففي الياقوت طبع الجلمد فقال: من هذا أخذ ابن منير حيث يقول: خدع الخدود تلوح تحت صفائها ... فحذارها إن موهت بحيائها تلك الحبائل للنفوس وإنما ... قطع الصوارم تحت رونق مائها فقلت له: هذا شعر جيد، وأنت لأهل الفضل سيد، فاحكم لنا كيف كان في الشعر، وهل كان قادرا على المعنى البكر؟ فقال: كان مغوارا على (76- ظ) القصائد يأخذها ويعول في الذب عنها على ذمّه للناقد أو للجاحد. قال: وسمعت زين الدين ابن نجا الواعظ الدمشقي يذكره ويفضله ويقرظه ويبجله، ويقول: ما كان أسمح بديهته، وأوضح طريقته، وأبرع بلاغته، وأبلغ براعته ورأيته يستجيد نثره ويستطيب ذكره، ويحفظ منه رسائل مطبوعة، يتبع له في الاحسان طرائق متبوعة، ويقول كانت الجمهرة على حفظه، وجّمة المعاني تتوارد من لفظه، ويصف ترفعه على القيسراني، واستنكافه في الوقوع في مرعى مناقضته، ولقد كان مقيما بدمشق الى أن أحفظ أكابرها، وكدر بهجوه مواردها ومصادرها، فأوى الى شيزر، وأقام بها وروسل مرارا بالعودة الى دمشق، فضرب بالرّد وجه طلبها وكتب رسائل في ذم أهلها، وبين عذره في تنكب سبلها، واتصل في آخر عمره بخدمة نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله، ووافى الى جلق رسولا من جانبه قبل استيلائه عليها، وتملكه لها، وارتدى عنده من الوجاهة والكرامة حللها، ومحاسن أبي الحسين بن منير منيرة، وفضائله كثيرة، وذكر مجد العرب العامري بأصفهان لما سألته عن شعراء الشام فقال: ابن منير ذو خاطر منير، وله شعر جيد لطيف، لولا أنه يمزجه بالهجو السخيف قال: وأنشدني يوما قصيدة له، فما عقدت خنصري الا على هذا البيت. أنا حزب والناس والدهر حزب ... فمتى أغلب الفريقين وحدي (77- و) شعره ككنيته حسن، ونظمه كلقبه مهذب، أرق من الماء الزلال، وأدق من السحر الحلال وأطيب من نيل الأمنية، وأعذب من الأمان من المنية، وقع القيسراني

في مباراته ومعارضته ومجاراته في مضمار القريض ومناقضته، فكأنهما جرير العصر وفرزدقه، وهما مطلع النظم ومشرقه، وشى بالشام عرفهما، وفشا عرفهما، وكثر رياشهما وتوفر معاشهما، وعاشا في غبطة ورفعة وبسطة، وكنت أنا بالعراق أسمع أخبارهما، ثم اتفق انحداري الى واسط سنه اثنتين وخمسين وخمسمائة فانحدر بعض الوعاظ الشاميين اليها طالبا منتجعا جدوى أعيانها، راغبا في احسانها، فسألته عنهما، فأخبر بغروب النجمين وأفول الفرقدين في أقرب مدة من سنتين، قال: واتفق انتزاح ابن منير من دمشق بسبب خوفه من رئيسها ابن الصوفي، ومقامه بشيزر عند بني منقذ «1» . قرأت بخط مؤيد الدولة أبي المظفر أسامه بن مرشد بن علي بن منقذ في جزء كتبه لابن الزبير بأسماء جماعة من الشعراء، سأله عنهم ليودع ذكرهم كتابه المعروف «بجنان الجنان ورياض الأذهان» قال: ومنهم شرف الأدباء أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي، أوحد عصره، ولسان دهره، تأخر زمانه وتقدم فضله وبيانه، فهو زهير الفصاحة، وابن حجاج الملح والطرافة، في أشعاره لطافة تستخف القلب، وتملك السمع وكل فن من فنون الشعر يقصده يستولي على محاسنه (77- ظ) وفنونه، ويحرز أبكار معانيه وعونه، فمن شعره في الغزل. يا غريب الحسن ما أغ ... ناك عن ظلم الغريب أترى الافراط في حب ... بك أضحى من ذنوبي حل بي من حبك ... الخطب الذي لا كالخطوب وعجيب أن ترى فع ... لك بي غير عجيب لا تغالطني فما تخ ... فى أمارات المريب أين ذاك البشر يامو ... لاي من هذا القطوب يا هلالا يلبس ... الارض نقابا من شحوب ما بدا إلّا ونادى ... وجهه يا شمس غيبي

أيها الظبي الذي مر ... تعه أرض القلوب والذي قادني الحي ... ن له قود الجنيب سقمي من سقم جف ... نيك وفي فيك طبيبي وسنا وجهك مص ... باحي وأنفاسك طيبي أنا خير الناس إذ ... كنت من الناس نصيبي عشقوا قبلي ولكن ... ما أحبوا كحبيبي بأبي برد ثناياك ... وإن أذكى لهيبي لا بلاك الله إن أح ... ببت يوما بالذي بي أنشدني القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد الخشاب الحلبي قال: أنشدني الوجيه بن أبي القاسم الحنيك بحلب قال: أنشدني ابن منير لنفسه، وقد اجتمعت بالوجيه ابن الحنيك في دار قاضي العسكر محمد بن يوسف بن الخضر وهو يذاكره بأقطاع من شعر ابن منير، فلا أتحقق هل كانت هذه الأبيات فيها أم لا، وهذه الأبيات مدح بها ابن منير نور الدين محمود بن رنكي، وقد كسر عسكر الفرنج بالروج وقتل ملكهم البرنس: صدم الصليب على صلابة عوده ... فتفرقت أيدي سبا خشابته وسقى البرنس وقد تبرنس ذلة ... بالروج ممقر ما جنت غدراته (78- و) تمشي القناة برأسه وهو الذي ... نظمت مدار النيرين قناته «1» قال لي القاضي أبو محمد: قال لي ابن الحنيك حين أنشدني هذه الأبيات: ما يقدر ابن عويدان السقاء يقول مثل هذا- يعني أبا الطيب المتنبي.

حدثني الحكيم نافع بن أبي الفرج بن نافع الحلبي وكان شيخا مسنا قال: كنت يوما مع أبي الحسين بن منير وقد مر به غلام حسن الصورة يقال له عمر بوبلة، وكان من أحسن الناس وجها، وأدركته أنا وقد هرم وهو يستعطي، قال: فناوله ابن بوبلة وردة ومضى، قال: فارتجل أبو الحسين بن منير: كأنما قطفت من خد مهديها ... كأنما قطفت من حد مهديها رقت فراقت فأحيت قلب ناشقها ... كأن عبقة فيه أفرغت فيها وأنشدنا نافع بن أبي الفرج قال: أنشدني ابن منير لنفسه: أصغى لهينمة الواشي فقال: سلا ... وكاذب في الهوى من يحتوي العذلا كان الصبا مزنة هبت عليه صبا ... هز الصلا مرها ثم استحال صلا وتمامها نذكره ان شاء الله تعالى في ترجمة الحكيم نافع. أنشدني الرئيس بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشاب قال: أنشدنا الشيخ الرئيس أبو زكرى يحيى بن سعد بن ثابت الحلبي قال: أنشدني مهذب الملك أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي (78- ظ) لنفسه في سنة ست وأربعين وخمسمائة: جعل القطيعة سلما لعتابه ... متجرم جان على أحبابه ما زال يضمر غدره متعللا ... بوشاته متسترا بكذابه حتى تحدث ناظراه فحللا ... ما كان أوثق من عرى أعتابه والله لولا ما يقوم بنصره ... من نار وجنته وماء شبابه لأبحت ما حظر الهوى من هجره ... ليصح أو حرمت حل رضا به ولكان من دين المروءة تركه ... فالصبر أعذب من أليم عذابه حتام أقبل وهو ثان عطفه ... والحب يحملني على استجذابه وأقول: غرّ ظن غي وشاته ... رشدا فأرجو أن يضيق لما به

وإذا تغيره لمعنى باطن ... لا خوف عاتبه ولا مغتابه يا ظالما أعطى مواثق عهده ... بوفائه والغدر ملء ثيابه زينت لي وجه الغرور بموعد ... كذب فوا ظمأي للمع سرابه ونبذتني نبذ الحصاة مضيعا ... ودا بخلت به على خطابه ما كان وصلك غير هجعة ساهر ... غض الجفون فريع في أهبابه آها لهذا القلب كيف خدعته ... متصنعا فسكنت سر حجابه ولناظر كتبت إليك جفونه ... خبرا فما أحسنت رد جوابه هذا هواك محكما «1» ما ضره ... ما قطع الحساد من أسبابه (79- و) ومكانك المأهول لم يحلل به ... أحد سواك ولا أقام ببابه وأنا الذي جربته فوجدته ... ماء تقرّ النّفس باستعذابه فإن استقمت فأنت أنت وإن تزغ ... فالبغي مصرعه على أربابه أنشدني الحسن بن أبي طاهر الحلبي قال: أنشدني يحيى بن سعد الحريري قال: أنشدني أحمد بن منير لنفسه: إذا غضب الأنام وأنت راض ... علي فما أبالي من جفاني وكيف أذمّ للأيام فعلا ... وقد وهبتك يا كل الأماني فقل للحاسدين ثقوا بكبت ... يقودكم الى درك التفاني صفا ورد الصفاء ورق روح ال ... وفاء وأينعت ثمر التداني وواصل من أحبّ فبتّ منه ... أرود اللحظ في روض الجنان ويا عين الرقيب سخنت عينا ... فما أغنى سهادك إذ رعاني وصلت الى مناي وأنت عبرى ... تضللك المدامع عن مكاني فمن لقي الزمان بوجه سخط ... فإني قد رضيت على الزمان

قرأت بخط أبي الحسين أحمد بن منير في رقعة كتبها الى جدي أبي الفضل هبه الله بن محمد بن أبي جرادة يقتضيه موعده بإعارة كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي أبي الحسن الجرجاني: يا حائزا غاي كل فضل ... تضلّ في كنهه الإحاطه (79- ظ) ومن ترقى الى محلّ ... أحكم فوق السها مناطه الى متى أوسط التمني ... ولا ترى المنّ بالوساطه أخبرني تاج الدين أبو المعالي الفضل بن عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الوجيه بن أبي القاسم الحنيك يحكي قال: كان ابن منير مقيما بشيزر في جوار صاحبها أبي العساكر سلطان بن منقذ، فخلع عليه ابنه يوما ثوبا فاخرا، واتفق أنه دخل ذلك اليوم مع أبي العساكر الى الحمام فأخذ رجله يحكها، فدخل عليه حاجبه وقال له: الأمير فلان ولدك يطلب منك الثوب الفلاني وأشار الى ثوب فاخر له، فقال له: أعطه، وقل له: لا تعطه لنحس آخر، ثم ارتأى على نفسه ورأى ابن منير فاعتذر إليه وقال له: والله ما خطر لي أنك هاهنا، فرمى برجله وقال: والله إنك أمير نحس، فاحتملها ابن منقذ منه ولم يبد له ما يكره. سمعت والدي رحمه الله يقول: كان بلغ نور الدين محمود بن زنكي أن ابن منير يسب الصحابة، فقال له يوما: ما تقول في الشيخين؟ فقال: مدبران ساقطان سفلتان، فقال نور الدين وقد غضب: من هما ويلك؟ قال: أنا والقيسراني، فسرّي عنه وضحك. ذكر أبو يعلى بن القلانسي في تاريخه المذيل به على تاريخ دمشق: أن ابن منير توفي في جمادى الآخرة من سنة ثمان وأربعين وخمسمائة «1» . (80- و) . وأنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: وبلغني أن أبا الحسين بن منير مات بحلب في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة في جمادى الآخرة.

ووقع إليّ نسخة من شعر ابن منير بخط أبي المكارم عبد الوهاب بن سالم بن أبي الحسن وبخطه، في آخره وجدت على ظهر الأصل المنقول منه هذا الديوان أن الشيخ أبا الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح مرض بحلب في دار ابن عسرون يوم الأربعاء ثالث عشر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بالمائتنرا «1» ، وكان سببه أنه أكل تينا أخضر وجلس في الشمس ففصد في الحال، وورم وجهه وبقي الى يوم الأربعاء العشرين من جمادى، وتوفي الى رحمة الله وصلي عليه بالجامع، ودفن بظاهر باب قنّسرين بالقرب من تربه مشرق رحمه الله. قلت يعني مشرق بن عبد الله العابد، ورأيت قبر ابن منير من قبلي قبر مشرق وبينهما بعد، وعلى قبره بيتان من شعر ذكر لي أنه قالهما حين احتضر، وأوصى أن يكتبا على قبره فنقشا على أحجار قبره وهما: من زار قبري فليكن موقنا ... أن الذي ألقاه يلقاه فيرحم الله امرأ زارني ... وقال لي يرحمك الله ولما حرر السلطان الملك الظاهر رحمه الله خنادق حلب ووضع (80- ظ) ترابها على المقابر القريبة منها خارج باب قنسرين خاف الحكيم نافع بن أبي الفرج ابن نافع أن يوضع التراب على قبر ابن منير فيمحى ويدرس أثره، فنبشه ونقل عظامه وحوّل قبره الى سفح جبل جوشن بالقرب من مشهد الحسين، وقبره الآن ظاهر هناك، وكان في تربة بني الموصل بالقرب من قبر ابن أبي نمير العابد. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت بخط صديقنا أبي اسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد القيسي وكان صديقا لابن منير وعنده اختفى لما اختفى بمسجد الوزير قال: حدثني الخطيب السديد أبو محمد عبد القاهر بن عبد العزيز خطيب حماة قال: رأيت أبا الحسين بن منير الشاعر في النوم بعد موته وأنا على قرنة بستان مرتفعة، فسألته عن حاله وقلت له: اصعد الى عندي فقال: ما أقدر من رائحتي، فقلت: تشرب الخمر؟ قال: شر من الخمر يا خطيب، فقلت: ما هو؟ فقال: تدري ما جرى

علي من هذه القصائد التي قلتها في مثالب الناس؟ فقلت له: ما جرى عليك منها؟ فقال: لساني قد طال وثخن وصار مدّ البصر، وكلما قرأت قصيدة منها قد صارت كلّابا يتعلق في لساني، وأبصرته حافيا عليه ثياب رثّة الى غاية، وسمعت قارئا يقرأ من فوق: لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ «1» الآية، ثم انتبهت مرعوبا «2» . (81- و) حكى لي أبو طالب القيّم، وكان شيخا مسنا عندنا بحلب، وكان أولا قيما بالمسجد الجامع بحلب، ثم صار قيما بمدرسة شاذبخت «3» النوري رحمه الله، والعهدة عليه، قال: لما مات ابن منير خرجنا جماعة من الأحداث تنفرج بمشهد الحف فقال بعضنا لبعض: قد سمعنا أنه لا يموت من كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما إلا ويمسخه الله في قبره خنزيرا، ولا نشك أن ابن منير كان يسبّهما، وأجمع رأينا على أن نمضي الى قبره تلك الليلة وننبشه لنشاهده، قال لي: فمضينا جميعا ونبشنا قبره فوجدنا صورته صورة خنزير ووجهه منحرف عن القبلة الى جهة الشمال وكان معنا ضوء فأخرجناه على شفير قبره ليشاهده الناس، ثم بدا لنا فأحرقناه ووضعناه في القبر وأعدنا التراب عليه، هذا معنى ما حكاه لي أبو طالب القيّم والله أعلم. وقال شيخنا بدر الدين يونس بن محمد بن محمد بن محمد الفارقي بدمشق: مات ابن منير سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وهذا وهم اشتبه عليه ما قبل الخمسين بسنتين بما بعدها بثلاث والصحيح ما ذكرناه أولا أن وفاته كانت في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة «4» . (81- ظ) .

ذكر من اسم أبيه موسى ممن اسمه أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ذكر من اسم أبيه موسى ممن اسمه أحمد أحمد بن موسى بن الحسين بن علي أبو بكر بن السمسار: سمع بحلب أو عملها أبا بكر محمد بن بركه بن الفرداج القنسريني الحافظ، والعباس بن الفضل الدباج، وعلي بن محمد بن كاس النخعي القاضي بالعواصم والثغور. وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بما أنبأنا به الفقيه الإمام أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أحمد بن موسى ابن الحسين بن علي أبو بكر بن السمسار، أخو أبي العباس، وأبي الحسن، حدّث عن أبي الحسن بن عمارة، وأبي بكر بن خريم، وأبي الجهم بن طلّاب، وإبراهيم ابن عبد الرحمن بن مروان، وأبي الحسن بن جوصاء، وعبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي، وعلي بن محمد بن كاس النخعي، وأبي الدحداح، وأبي العباس بن ملاس ومحمد بن اسماعيل بن البصّال، ومكحول البيروني، وأبي عمرو أحمد بن علي بن حميره، وعبد الغافر بن سلامة، ومحمد بن بركة، وعباس بن الفضل الدباج، ومحمد بن عبد الله بن محمد الكندي المعروف بالمنجع، وأبي بكر الخضر بن محمد ابن غويث، وزكريا بن أحمد البلخي، وأبي بكر الخرائطي، وأحمد بن إبراهيم ابن عبادل، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبي باسم بن عليل الإمام.

أحمد بن موسى بن عمار:

روى عنه: أبو الحسن محمد بن عوف، ومكي بن محمد بن الغمر، وعبد الوهاب بن الميداني، وأخوه أبو الحسن بن السمسار. (83- و) . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي القاضي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله ابن محمد الفقيه قال: حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي، ح. قال الحافظ: وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني قال: قرئ على أبي العباس محمد بن موسى، وأحمد بن موسى بن السمسار قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن خريم بن عبد الملك بن مروان قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن حبيبة بنت ميسرة عن أم كرز الخزاعية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عن الغلام شاتان مكافاتان وعن الجارية شاة «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل بن الحسين قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثني أبو الحسين بن الميداني قال: توفي أبو بكر أحمد بن موسى بن السمسار أخو أبي العباس في ذي القعدة سنة خمس وستين. قال عبد العزيز: حدّث بشيء يسير، انتقى عليه أخوه، حدث عن ابن خريم وابن جوصاء وغيرهما، حدثنا عنه أبو بكر محمد بن عوف، وأخوه أبو الحسن علي بن موسى وغيرهما «2» . أحمد بن موسى بن عمار: أبو بكر القرشي الأنطاكي القاضي، روى (83- ظ) عن: أبوي بكر أحمد ابن محمد الطرسوسي، ومحمد بن إبراهيم بن هرون الهمذاني، وأبوي الحسن علي

ابن هرون البغدادي، وعلي بن إبراهيم الصّوفي الحصري، وعيسى بن أبي الخير التيناتي. روى عنه: أبو سعد الحسين بن عثمان بن أحمد الشيرازي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن علي الجرّاحي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ «1» قال: حدثنا أبو سعد الحسين بن عثمان بن أحمد الشيرازي قال: أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن موسى بن عمار الأنطاكي الصّوفي بالدينور قال: سمعت أبا الحسين علي إبراهيم الحصري يقول: كل من كان له غالب كانت غفلاته ترفغه «2» الى ذلك الغالب، وكان غالبي بدأتي قراءة القرآن، فكنت أجهد أن لا أقرأ، وكنت إذا غفلت قرأت، فأقرأ ثلاثين آية أربعين آية، فإذا ذكرت سكتّ، وإذا غفلت قرأت، فكانت هذه حالي. قال: وسمعته يقول: كنت في بدأتي نحوا من خمس عشرة سنة أجلس بالليل على رجلي معلقا، فإذا حملني النوم سقطت، فأقول: الله، فيقول الجيران: الله قتلك، الله أبادك، الله أراحنا منك حتى أصابني علّة في رجلي فعجزت عن ذلك. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أحمد بن موسى بن عمار، أبو بكر القرشي الأنطاكي، سمع بدمشق عيسى بن أبي الخير التيناتي وبغيرها أبا الحسن علي بن هرون (84- و) البغدادي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن هرون الهمذاني بها، وأبا بكر أحمد بن محمد الطرسوسي بمكة وأبا الحسن علي إبراهيم الحصري الصوفي، روى عنه: أبو عبد الله محمد ابن الحسين بن علي الجرّاحي، وسمع منه في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة «3» .

أحمد بن موسى الأردستاني:

أحمد بن موسى الأردستاني: أبو بكر إمام جامع طرسوس، روى عن: عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي روى عنه: أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحافظ سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، فأخرج جيشا مع جيوش ما وراء النهر، كان يحكي لنا عن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، كتبنا عنه الحكايات عنه. أحمد بن موسى الطرسوسي: حدث عن: علي بن نصر البصري، روى عنه: علي بن أبي الأزهر. أحمد بن مؤنس الراغبي: مولى راغب الموفقي، ساكن طرسوس، كان من أهل الحديث والورع فإنني قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي بعد أن ذكر راغبا مولى الموفق بالله قال: ومن مواليه أحمد بن مؤنس الراغبي، صاحب حديث ودين وستر وصلاح وعفّة. ذكر من اسم أبيه مهدي أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني: أبو جعفر المديني، رحل في طلب الحديث، ودخل الشام والجزيرة ومصر والعراق، وسمع بحلب الحجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي، وبحمص أبا اليمان، وبدمشق هشام بن عمار، وحدث عنهم وعن سعيد بن أبي مريم، ونعيم بن حماد، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن عبد الوهاب (84- ظ) الحجبي وأبي عبيد القاسم بن سلام وغيرهم. روى عنه: أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، وأبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى الخشاب، وأبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله فيما أذن فيه قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد قال: حدثنا أحمد بن مهدي قال: حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش «1» شقه الأيمن، قال أنس: فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد، فصلينا وراءه قعودا، فقال حين سلّم: «إنما الإمام ليؤتم به، فإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون» . «2» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الدوري بأصبهان قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين الرهاوي يقول: سمعت أحمد بن مهدي يقول: أردت أن أكتب كتاب (85- و) الأموال لأبي عبيد، فخرجت لأشتري ماء الذهب، فلقيت أبا عبيد، فقلت: يا أبا عبيد رحمك الله أريد أن أكتب كتاب الأموال بماء الذهب، قال: اكتبه بالحبر فإنه أبقى «3» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي إجازة وقد سمعت منه غيره، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أحمد بن مهدي بن رستم، أبو جعفر الأصبهاني المديني أحد الثقات الأثبات، رحل في طلب الحديث، وسمع بدمشق هشام بن عمار، وبحمص أبا اليمان، وحجاج بن أبي منيع، وبمصر عبد الله بن صالح، وعبد الغفار بن داود، وسعيد بن أبي مريم، ونعيم بن حماد، وأحمد بن صالح، وبحرّان عبد الله بن محمد النفيلي، وبالكوفة أبا نعيم وقبيصة وثابت بن محمد الزاهد، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (74)

وأحمد بن عبد الله بن يونس وأبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني وغيرهم، وبالبصرة عبد الله بن مسلمة القعنبي، ومسددا وأبا الربيع الزهراني، ومعلى بن أسد، ومسلم بن إبراهيم، وأبا معمر عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجني، وعثمان بن طالوت بن عباد، وبواسط سعيد بن سليمان، وعمرو بن عون، وببغداد أبا عبيد القاسم بن سلّام، وعلي بن الجعد وبأصبهان محمد بن بكير الحضرمي وغيرهم. روى عنه: أبو جعفر أحمد بن جعفر بن معبد، وأحمد بن إبراهيم بن يوسف (85- ظ) وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الزاهد. أنبأنا يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني توفي في شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وقيل لعشر مضين من رمضان. كان ظاهر الثروة، صاحب ضياع، لم يحدّث في وقته من الأصبهانيين أوثق منه، وأكثر حديثا، صاحب الكتب والأصول الصحاح، أنفق عليها نحوا من ثلاثمائة ألف درهم. قال أبو محمد بن حيّان: قال محمد بن يحيى بن مندة: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق من أحمد بن مهدي، صنف المسند، كتب بالشام، ومصر، والعراقين. روى عن: أبي اليمان، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن صالح، وحجاج ابن أبي منيع، ونعيم بن حماد، وعن أبي نعيم، وقبيصة. ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة، صاحب صلاة واجتهاد، افتقد من كتبه كتاب قبيصة، ثم ردّ عليه فترك قراءته.

أحمد بن مهدي بن سليمان أبو نصر السربجي المقرئ:

وقال يوسف بن خليل: أخبرنا أبو المحاسن محمد بن الحسن بن الأصفهبذ قال: أخبرنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي، ح. قال يوسف: وأخبرنا أبو عبد الله الكرّاني قال: أخبرنا أبو طاهر بن الراشتيناني قالا: حدثنا أبو القاسم بن أبي بكر قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان يقول: سمعت أحمد بن محمود بن صبح يقول: مات أحمد بن عصام سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وفيها مات أحمد بن مهدي بن رستم في شوال «1» . (86- هـ) . أحمد بن مهدي بن سليمان أبو نصر السّربجي المقرئ: جال الأقطار وتخلل الديار في طلب الشيوخ وسماع الآثار، ودخل حلب في رحلته، وسمع بها أبا الحسن علي بن محمد بن أحمد الطيوري الحلبي، وبمكة شرفها الله أبا بكر محمد بن منصور بن حميل الشهر زوري الفقيه، وبالبيت المقدّس أبا عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى النيسابوري وبعسقلان أبا بكر محمد بن جعفر ابن علي الميماسي، وبحرّان الشريف أبا القاسم علي بن محمد بن علي الزبيدي، وبصيدا الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن جميع الغساني المعروف بسكن، وبمصر محمد بن الفضل الفرّاء، وأبا محمد اسماعيل بن عمرو بن راشد، وأبا عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي، وبالموصل أبا الفرج محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس الموصلي، وبآمد أبا الفتح أحمد بن محمد بن ياسين المؤدب العقبي، وأبا يعلى حمزة بن أحمد بن محمد الصفار النصيبي، وبدمياط أبا عبد الله الحسين بن المحسن بن علي، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف بن نصر البغدادي، وجماعة غير هؤلاء من شيوخ البلاد يطول ذكرهم، ويكثر تعدادهم. روى عنه ابنه أبو منصور محمد بن أحمد بن مهدي. نقلت من خط الإمام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي، وأخبرنا به إجازة عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي، وعبد الرحيم بن

أحمد بن ملاعب بن عبد الله:

يوسف بن الطفيل وجماعة غيرهما، قال: أخبرنا الإمام المقرئ أبو منصور محمد ابن أحمد بن مهدي بن سليمان السّربجي بنصيبين قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الطيوري بحلب قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن الحسين بن عبد الرحمن الصابوني القاضي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا مالك بن الخير الريادي أن مالك بن سعد التجيبي حدثه أنه سمع عبد الله بن عباس يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فقال: يا محمد ان الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه، وشاربها وبائعها ومبتاعها وساقيها ومستقاها «1» . وأخبرنا بهذا الحديث عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قراءة عليه قال: أخبرنا والدي القاضي أبو الفضل هبة الله قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الحلي الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الطيوري باسناده مثله سواء. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر: سمعته- يعني أبا منصور- يقول: سمعت أبي يقول: كتبت عن أربعمائة شيخ اسمه محمد في سفري وحضري. سمعته يقول: فقد والدي في طريق الموصل سنة تسع وخمسين- يعني وأربعمائة- ولم ير بعد ذلك لا حيا ولا ميتا. (87- و) . أحمد بن ملاعب بن عبد الله: أبو الحسن الحلبي، قرأ على أبي الحسن أحمد بن الحسن بن عبد الله الملطي قرأ عليه أبو العز محمد بن الحسين الواسطي. أنبأنا أبو حفص عمر بن قشام الفقيه قال: كتب إلينا أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني أنه قرأ القرآن أجمع على أبي العز محمد بن الحسين الواسطي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن أحمد بن ملاعب بن عبد الله الحلبي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن أحمد بن الحسن بن عبد الله الملطي وأخبره أنه قرأ على أبي

أحمد بن ميمون بن عبد الله الخشاب:

الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ، وأخبره أنه قرأ على أبي محمد عبد الله بن سليمان بن محمد بن عثمان الرقي، وأخبره أنه قرأ على أبي زيد عمر بن شبّة بن عبيدة النميري، وأخبره أنه قرأ على أبي أحمد جبلة بن مالك ابن جبلة بن عبد الرحمن البصري، وأخبره أنه قرأ على المفضل، وأخبره أنه قرأ على عاصم. أحمد بن ميمون بن عبد الله الخشاب: أبو الحسين القاضي، حدث بحلب عن أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله المالكي الربعي. قرأت بخط نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان القطان الموصلي قال: أخبرنا الشيخ أبو الفتح المفضل بن الحسن بن علي بن الطيّان قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله المالكي (87- ظ) الربعي قال: حدثنا القاضي أبو الحسين أحمد بن ميمون بن عبد الله الخشاب بحلب قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان الغضائري سنة ثمان وثلاثمائة قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا، فقال: «يا عمر ما لي وللدنيا وما للدنيا وما لي، والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلّا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» «1» .

حرف النون في آباء الأحمدين

حرف النون في آباء الأحمدين أحمد بن ناصح: أبو عبد الله المصيصي، حدث عن هشيم بن بشير، وعبد العزيز الدراوردي روى عنه النسائي، وقال: صالح، وقال في موضع آخر: ليس به بأس. أحمد بن نجم بن عبد الوهاب: ابن عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن يعيش بن سعيد بن سعد بن عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي الدمشقي، أبو العباس المعروف بابن الحنبلي، أخو شيخنا ناصح الدين عبد الرحمن. سافر الى بغداد في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وسمع بها انشاد الحيص بيص، وروى عنه عند عوده، واجتاز بحلب في ممره وعوده. أنشدنا عنه نجيب الدين أبو الفتح بن الصفار، وروى عنه أبو حامد القوصي وخرج عنه في معجم شيوخه شيئا من شعر الحيص بيص رواه عنه. أنشدنا أبو الفتح بن الصفار قال: أنشدنا بهاء الدين أحمد بن نجم بن الحنبلي قال: أنشدني الحيص بيص لنفسه، قال لي ابن الصفار: وذكر لي ابن الحنبلي أنه دخل حلب: لا تضع من عظيم قدر وإن ... كنت مشارا إليه بالتعظيم فالعظيم الخطير يصغر قدرا ... بالتعدّي على الخطير العظيم ولع الخمر بالعقول رمى ... الخمر تنجيسها وبالتحريم قرأت بخط أبي حامد القوصي في معجمه، وناولني إياه وأجاز لي روايته فيما أجازه: هذا الأجلّ بهاء الدين كان من العدول المميزين، والأمناء المأمونين، وفرعا طيبا «1» تفرع من شجرة الأنصاريين رحمة الله عليهم أجمعين.

ذكر من اسم أبيه نصر من الأحمدين

قال: ومولده بدمشق في شهور سنة تسع وأربعين وخمسمائة «1» . ذكر من اسم أبيه نصر من الأحمدين أحمد بن نصر بن بجير: وهو أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير، أبو العباس، وقد تقدم ذكره؛ نسبه بعضهم الى جده مع اسقاط اسم أبيه لشهرته به، فنبهنا على ذلك لكيلا يظن أننا أغفلناه. (88- و) . أحمد بن نصر بن الحسين البازيار: أبو علي الكاتب، وإليه ينسب درب البازيار «2» بحلب، كان أبوه من أهل سامراء، وانتقل هو الى حلب وسكنها، واتصل بخدمة الأمير سيف الدولة بن حمدان، وحظي عنده، وكان كاتبا فاضلا أديبا. حدّث عن أبي أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن علي الحسيني. روى عنه القاضي أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين الحسيني. نقلت من كتاب «نزهة عيون المشتاقين» تأليف أبي الغنائم عبد الله بن الحسن الزيدي قال: حدثني القاضي أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبيد الله الحسيني بدمشق قال: حدثني أبو علي أحمد بن نصر البازيار قال: حدثني جدك- يعني أبا أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم بن علي- قال: حدثني أبي الحسين بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الأصغر عليه السلام عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى عن جده عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: كنت جالسا بحضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام إذ جاء أعرابي فشكا إليه حاله وزعم أنه ليس في عشيرته أفقر منه، فقال له أمير المؤمنين: با أعرابي عليك بالاستغفار.

ذكر الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي في كتاب «المأثور من ملح الخدور» ورأيته بخطه في حكاية حكاها عن أبي الهيجاء بن حمدان قال: وحدثت عن أبي علي أحمد بن نصر المعروف بابن البازيار الأديب الكاتب (88- ظ) الظريف وكان قد صحب سيف الدولة رحمه الله دهرا فذكر الحكاية. نقلت من كتاب الفهرست لمحمد بن اسحاق النديم، من خط مظفر الفارقي، وذكر أنه نقله من خط محمد بن اسحاق النديم قال: ابن البازيار، أبو علي أحمد بن نصر بن الحسين البازيار، وكان نديما لسيف الدولة، وكان أبوه نصر بن الحسين من ناقلة سامراء. واتصل بالمعتضد وخدمه، وخفّ على قلبه، وأصله من خراسان وكان يتعاطى لعب الجوارح، فرد إليه المعتضد نوعا من أنواع جوارحه، وتوفي أبو علي بحلب في حياة سيف الدولة، وله من الكتب كتاب «تهذيب البلاغة» «1» . قرأت في كتاب «معرفة شرف الملوك» ، تصنيف أبي الحسين أحمد بن علي بن أبي أسامة، وقال أبو القاسم بن الأبيض العلوي رحمه الله: كان سيف الدولة رضي الله عنه كثيرا ما يترحم على أبي علي أحمد بن نصر البازيار، ويقول: رحمك الله يا أبا علي، كان يقول لي، وأنا أفوض الى نجا، وأعطيه، وأرفع منزلته،: أيها الأمير إنك تعقد عقدا فانظر كيف تحلّه، فلما عصى وخرج إليه سيف الدولة رحمه الله كان يذكر قوله. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال: أخبرنا زاهر ابن طاهر إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البندار إجازة عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي إجازة في كتاب الأوراق قال في حوادث (89- و) سنة ثلاثين وثلاثمائة: وقلد أحمد بن نصر البازيار أبا علي رمام السواد الى ما كان قلده إياه أحمد بن علي الكوفي من ديوان المغرب، يعني أبا اسحاق القراريطي، قلد أحمد بن نصر لما استوزر «2» .

أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار:

قرأت في كتاب «لوامع الأمور» تأليف أبي اسحاق السقطي: ذكر في حوادث سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة في ذكر من مات فيها: وأبو علي أحمد بن نصر البازيار ابن أخت أبي القاسم بن الحواري، وحمل تابوته الى بغداد. وقرأت بخط ثابت بن سنان في جزء جمع فيه الوفاآت مجردا عن غيره أن أبا علي أحمد بن نصر بن البازيار مات بالشام، يعني في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار: أبو الحسن بن أبي رجاء المقرئ المؤدب، سمع بالثغور والعواصم المسيب بن واضح، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وروى عنهما، وعن مؤمل بن إهاب، وأيوب ابن محمد الوزان، وعبد الوهاب بن الضحاك العرضي، ويعقوب الدورقي، وهشام ابن عمار، ومحمود بن خداش، وإبراهيم بن هشام بن يحيى، والوليد بن عتبة، ويوسف بن موسى القطان، واسحاق بن سعيد بن الأركون، وهشام بن خالد، ودحيم، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي، وعمرو بن الغار، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب، ومحمد بن الخليل الخشني، ويحيى بن عثمان بن سعيد، وأحمد بن منيع، والفتح بن سلومة الحمراني، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق، ومحمد بن مسعدة (89- ظ) البيروتي، ومحمد بن يزيد الآدمي، وأبي سالم العلاء بن مسلمة ابن عثمان، وأبي هشام الرفاعي، وسعيد بن يحيى الأموي، وصفوان بن صالح ومحمد بن سهل بن عسكر، واسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل. روى عنه أبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان، وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو بكر أحمد بن محمد بن فطيس، ويحيى بن عبد الله بن الحارث، وحثمة بن سليمان، وأبو الميمون بن راشد، ومحمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، وأبو القاسم بن أبي العقب، وأبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء، وأبو أحمد بن محمد بن الناصح، وأبو علي بن شعيب، وأبو الحسن بن شنبوذ، والحسن بن حبيب، وأبو القاسم عبد الله بن عبدان الغنوي، وعبد الله بن عبد الصمد المهتدي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم قال: أخبرنا أبو نصر بن طلّاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن نصر بن أبي رجاء المقرئ قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بنى فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة بحمله على عاتقه» «1» . (90- و) . أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار، وهو أحمد بن أبي رجاء، أبو الحسن المقرئ المؤدب، قرأ القرآن على الحسين بن علي العجلي عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم، وعن الوليد بن عتبة الأشجعي، وقرأ الوليد على أيوب بن تميم، وقرأ أيوب على يحيى بن الحارث، وقرأ يحيى على ابن عامر، وقرأ عليه بحرف عاصم أبو القاسم بن أبي العقب، وبحرف ابن عامر أبو الحسن أحمد بن محمد بن شنبوذ، وأبو القاسم عبد الله بن عبدان الداودي المعروف بالغنوي، وروى عن الوليد بن عتبة، وعبد الوهاب بن الضحاك، ويوسف بن موسى القطان، وأحمد بن محمد بن عمر اليمامي، وهشام بن عمّار، وإبراهيم بن هشام بن يحيى، واسحاق بن سعيد بن الأركون، وعمرو بن الغار، ودحيم، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب، والفتح بن سلومة الحمراني، وأبي سالم العلاء ابن مسلمة بن عثمان بن محمد بن اسحاق، وهشام بن خالد، وعبد الوهاب بن الحكم الورّاق، وأيوب بن محمد الوزان، وأبي هشام الرفاعي، والمسيب بن واضح، ومؤمل بن إهاب وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن الخليل الخشني البلاطي، ومحمد بن يزيد الآدمي وسعيد بن يحيى الأموي، ومحمد بن سهل بن عسكر، وصفوان بن صالح، ومحمد بن مسعدة البيروتي، ويحيى بن عثمان بن سعيد، ويعقوب الدورقي، ومحمود بن خداش.

أحمد بن نصر بن طالب:

روى (90- ظ) عنه أبو الميمون بن راشد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس الوراق، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مروان، وأبو القاسم بن أبي العقب، وأبو علي شعيب، وأبو الحسن بن جوصاء، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان، وإبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، والحسن بن حبيب، وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح المفسر، وخثمة بن سليمان، وأبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن أحمد بن الوليد ابن أبي هشام، وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله. قال: وذكر ابن الناصح المفسّر أن أحمد بن أبي رجاء مات في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين «1» . أحمد بن نصر بن طالب: أبو طالب الحافظ البغدادي، سمع بحلب جعفر بن محمد بن موسى الأعرج الحافظ، وبأنطاكية أبا عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاد الأنطاكي، وروى عنهما، وعن علي بن إبراهيم بن عبد المجيد الواسطي، وعمر بن ثور، وهلال بن العلاء، وأبي الوليد عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي البصري، والعباس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن محمد بن برّة، واسحاق بن إبراهيم الدّبري الصنعانيين، واسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي، وأحمد بن أصرم المغفلي، وأحمد بن المعلى بن يزيد الأسدي، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى ابن أبي حبيب (91- و) وعثمان بن محمد بن بلج البصري، وسليمان بن عبد الحميد البهراني وجعفر بن محمد القلانسي، وسليمان بن أيوب بن حذلم، وحويت ابن أحمد بن أبي حكيم، وأبي زرعة البصري، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، ويحيى بن عثمان بن صالح. وروى عنه الحفاظ أبو الحسين بن المظفر، وأبو الحسين الدارقطني، وأبو الفتح الأزدي الموصلي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر ابن المقرئ وابن شاذان، وأبو طاهر المخلص، وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن

أخي ميمي، وأبو عمر بن حيّوية، وأبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي، وعبد الله بن موسى الهاشمي. أخبرنا الشيخ العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النّقور قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن أخي ميمي قال: حدثنا أبو طالب أحمد ابن نصر بن طالب قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن عبد المجيد قال: حدثنا يعقوب بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن أبي سلمة قال: حدثنا أبي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه إلى طعام فقال: «تعال كل مما يليك وكل بيمينك واذكر اسم الله عز وجل» «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم بن الأخوة وصاحبته (91- ظ) عين الشمس بنت أبي سعد قالا: أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، قالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي وأبو الفتح بن الحسين، قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر بن طالب قال: حدثنا جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي قال: حدثنا اسحاق بن محمد الفروي عن مالك عن الزهري عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدبّا والمزّفت «2» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري كتابة عن محمد بن علي بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سألته يعني الدارقطني- عن ابن طالب الحافظ، فقال: حافظ متقن.

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد ابن علي البغدادي قال: سمعت البرقاني يقول: كان الدارقطني يقول: أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ أستاذي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي الغساني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت الخطيب قال: أحمد بن نصر بن طالب، أبو طالب الحافظ، سمع العباس ابن محمد الدوري، واسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي، وعثمان بن محمد ابن بلج البصري، وأحمد بن أصرم المغفلي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، ويحيى بن عثمان بن صالح المصري، وإبراهيم بن محمد بن برّة الصنعاني، واسحاق ابن (92- و) إبراهيم الدّبري. روى عنه أبو عمر بن حيّوية الخزاز، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر، والدارقطني، وابن شاهين، وكان ثقة ثبتا «1» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أحمد بن نصر بن طالب، أبو طالب البغدادي الحافظ، سمع بدمشق أبا زرعة البصري، وسليمان بن أيوب بن حذلم، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وحويت بن أحمد بن أبي حكيم، وجعفر ابن محمد القلانسي، وأحمد بن المعلّى بن يزيد الأسدي، وبحمص سليمان بن عبد الحميد البهراني، وبأنطاكية عثمان بن خرزاد، وبمصر يحيى بن عثمان بن صالح، وأحمد بن أصرم المغفلي، وبالعراق العباس بن محمد الدوري، واسماعيل بن عبد الله بن ميمون العجلي، وعثمان بن محمد بن بلج البصري، وباليمن أبا زيد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى بن أبي حبيب، واسحاق بن إبراهيم الدّبري، وإبراهيم بن محمد بن برّة الصنعانيين. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو عمر بن حيّوية، وأبو الحسين بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن موسى بن اسحاق الهاشمي، وأبو بكر

أحمد بن نصر بن أبي القاسم بن الحسن القميرة الأزجي البغدادي التاجر:

ابن شاذان، وأبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي الحافظ، وأبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي الكوفي، وهو أكبر منه، وأبو طاهر المخلص وهو آخر من حدث عنه «1» . أنبأنا أبو القاسم القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: قال لنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا الأزهري (92- ظ) قال: حدثنا أبو بكر بن شاذان قال: سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فيها توفي أبو طالب الحافظ. قال الخطيب: وحدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر، ح. قال: وأخبرنا السمسار قال: أخبرنا الصفّار قال: حدثنا ابن قانع أن أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ مات في شهر رمضان من سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. قال: وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد قال: توفي أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ في شوال سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة «2» . أحمد بن نصر بن أبي القاسم بن الحسن القميرة الأزجي البغدادي التاجر: أبو العباس بن أبي السعود، أخو شيخنا المؤتمن، قدم حلب تاجرا، أخبرني بعض أهل الحديث عنه بذلك. حدث عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن النّرسي، وسئل عن مولده فقال: في ثالث ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بباب الأزج، وتوفي ببغداد في أوائل سنة تسع وأربعين وستمائة. أحمد بن نصر، أبو العباس الأنطاكي: حدث بأنطاكية عن سليم بن منصور بن عمار، روى عنه جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام المعروف بابن بنت عدبّس، وأحمد بن محمد بن جعفر البزاز.

أحمد بن نصر النيسابوري:

أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني قال: حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر ابن هشام الكندي قال: حدثنا (93- و) أبو العباس أحمد بن نصر بأنطاكية، قال: حدثنا سليم بن منصور بن عمّار: قال: حدثنا أبي قال: حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مزيد بن عبد الله البرتي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يكون لأصحابي من بعدي زلّة يغفرها الله عز وجل بسابقتهم معي، يعمل بها قوم من بعدهم يكبّهم الله عز وجل في النار على مناخرهم» «1» . أحمد بن نصر النيسابوري: سمع بأنطاكية عبد الله بن السّري الأنطاكي. أحمد بن نصر، أبو العشائر: ... «2» ، ولاه المكتفي ثغر طرسوس وما يليه من الثغور الشامية في سنة تسعين ومائتين. وذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في حوادث سنة تسعين ومائتين قال: ولإحدى عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر خلع على أبي العشائر أحمد بن نصر، وولي طرسوس، وعزل عنها مظفر بن جاخ لشكاية أهل الثغور إياه. قال: ولعشر خلون من جمادى الآخرة شخص أبو العشائر إلى عمله بطرسوس وخرج معه جماعة (93- ظ) من المطّوعة للغزو، ومعه هدايا من الكتفي إلى ملك الروم «3» . قال: وفي المحرم منها- يعني سنة اثنتين وتسعين ومائتين- أغار أندرونقس

أحمد بن النضر بن بحر السكري:

الرومي على مرعش ونواحيها، فنفر أهل المصيصة وأهل طرسوس، فأصيب أبو الرجال بن أبي بكار مع جماعة من المسلمين. قال: وفيها كان الفداء بن المسلمين والروم، وكان عهد الفداء والهدنة من أبي العشائر والقاضي ابن مكرم، فلما كان من أمر أندرونقس ما كان من غارته على أهل مرعش وقتله أبا الرجال وغيره، عزل أبو العشائر، وولي رستم، فكان الفداء على يديه «1» . أحمد بن النّضر بن بحر السكّري: أبو جعفر العسكري، من عسكر مكرم «2» دخل الشام والعواصم والثغور، وسمع بحلب أبا محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد بن أخي الإمام الحلبي الأسدي، وبمنبج محمد بن سلام المنبجي، وبالمصيصة أبا خيثمة مصعب بن سعيد المصّيصي، وأحمد بن النعمان الفرّاء المصيصي، ومحمد بن آدم المصيصي، وأبا جعفر المغازلي المصيصي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، وبطرسوس حمزة بن سعيد المروزي، وأبا موسى بن يونس الطرسوسي، وبأنطاكية محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، وحدث عنهم سعيد بن حفص النفيلي وهشام بن عمار، ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحرّاني الحصني، والعباس بن الوليد بن صبح الخلّال، ومحمد بن مصفى الحمصي، وحامد بن يحيى البلخي. روى عنه أبو القاسم (94- و) سليمان بن أحمد الطبراني، وعبد الله بن اسحاق المدائني، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وعبد الباقي بن قانع القاضي، واسماعيل بن علي الخطبي، ومحمد علي بن سهل الإمام، وأبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي، وأبو علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان

ابن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن النضر بن بحر العسكري قال: حدثنا أبو خيثمة مصعب بن سعيد المصّيصي قال: حدثنا عيسى بن يونس بن عوف الأعرابي عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على حي من بني النجار فإذا جوار يضربن بالدف ويقلن: نحن فتياّت من «1» بني النجّار ... فحبّذا محمّد من جار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الله يعلم أن قلبي يحبّكم» . قال الطبراني: لم يروه عن عوف إلّا عيسى بن يونس، تفرد به مصعب بن سعيد. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس قال: قال لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: أحمد بن النضر ابن بحر، أبو جعفر السكري، من أهل عسكر مكرم، قدم بغداد وحدث بها عن: (94- ظ) سعيد بن حفص النفيلي، ومصعب بن سعيد المصيصي، ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحراني، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وحامد بن يحيى البلخي، ومحمد بن مصفى الحمصي. روى عنه: عبد الله بن اسحاق المدائني، واسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الباقي بين قانع القاضي، ومحمد بن علي بن سهل الإمام «2» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا فيه، وقد سمعت منه بالبيت المقدّس، وبدمشق قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله قال: أحمد بن النضر بن بحر، أبو جعفر العسكري السكري قرأ القرآن بدمشق عن هشام بن عمّار بحرف ابن عامر، قرأ عليه أبو بكر النقاش. وحدث ببغداد عن هشام بن عمار، والعباس بن الوليد بن صبح الخلال، ومحمد بن سلام المنبجي، وسعيد بن حفص النفيلي، ومصعب بن سعيد المصيصي، بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (75)

أحمد بن النعمان الفراء:

ويحيى بن رجاء بن أبي عبيدة الحراني الحصني، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، ومحمد بن مصفى الحمصي، وحامد بن يحيى البلخي. روى عنه أبو محمد بن صاعد، وعبد الله بن اسحاق المدائني، واسماعيل بن علي الخطبي، وسليمان بن أحمد الطبراني، وعبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن سهل الإمام، وأبو علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي، وأبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا السمسار (95- و) قال: أخبرنا الصفار قال: حدثنا ابن قانع أن أحمد بن النضر بن بحر مات في سنة تسعين ومائتين. قال: وأخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: وجاءنا الخبر بموت أبي جعفر أحمد بن النضر العسكري، عسكر مكرم، خرج من عندنا إلى الرّقة فمات بها ليومين خلوا من ذي الحجة سنة تسعين. كان من ثقات الناس وأكثرهم كتابا، وقيل لنا- ولم نسمع هذا منه- أن جدّه لأمه سهل بن محمد بن الزبير العسكري «2» . أحمد بن النعمان الفراء: أبو جعفر المصيّصي، حدث عن زهير بن معاوية، يعرف بالأبح، وعنبسة بن عبد الواحد، وأبي خالد الأحمر، وأسباط بن محمد، ويحيى بن يعلى الأسلمي، وعبد الله بن خراش. روى عنه: يوسف بن سعيد بن مسلم، ومحمد بن حماد بن المبارك، ومحمد ابن ادريس بن مطيّب المصيصيون، وموسى بن محمد الأنصاري، والحسين بن اسحاق التستري، وأبو جعفر أحمد بن النضر العسكري.

أحمد بن نهيك الكاتب:

أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني الحلبي قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل ابن الجلي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا موسى بن محمد الأنصاري قال: حدثنا (95- ظ) أحمد بن النعمان عن أسباط بن محمد عن طعمة بن غيلان يرفعه إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول هذه الأمّة ورودا عليّ الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب» «1» . أحمد بن نهيك الكاتب: كاتب عبد الله بن طاهر بن الحسين، قدم معه حلب سنة ثمان ومائتين حين قدم الشام، وهدم بيعة معرة النعمان وغير ذلك من حصون الشام، وكان خصصيا به وعبد الله محسنا إليه. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس، ح. وأنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال ابن قبيس حدثنا، وقال القزاز: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثني الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله ابن أحمد بن أبي طاهر قال: حدثني أبي أن عبد الله بن طاهر لما خرج الى المغرب كان معه كاتبه أحمد بن نهيك، فلما نزل دمشق أهديت الى أحمد بن نهيك هدايا كثيرة في طريقه وبدمشق، وكان يثبت كل ما يهدى اليه في قرطاس ويدفعه الى خازن له، فلما نزل عبد الله بن طاهر دمشق أمر أحمد بن نهيك أن يغدو عليه بعمل كان أمره أن يعمله، فأمر خازنه أن يخرج اليه قرطاسا فيه العمل الذي أمر باخراجه يضعه في المحراب بين يديه لئلا ينسى وقت ركوبه في السحر، فغلط الخازن فأخرج إليه

القرطاس الذي فيه ثبت ما أهدي إليه فوضعه في المحراب (96- و) فلما صلى أحمد ابن نهيك الفجر أخذ القرطاس من المحراب فوضعه في خفه، فلما دخل على عبد الله بن طاهر سأله عما تقدم إليه من إخراجه العمل الذي أمره به فأخرج الدرج من خفّة فدفعه إليه، فقرأه عبد الله من أوله الى آخره وتأمله، ثم أدرجه ودفعه الى أحمد بن نهيك وقال: ليس هذا الذي أردت، فلما نظر أحمد بن نهيك فيه أسقط في يديه، فلما انصرف إلى مضربه وجه إليه عبد الله بن طاهر يعلمه أنه قد وقف على ما في القرطاس فوجده سبعين ألف دينار، وأعلم أنه قد لزمك مؤونة عظيمة غليظة في خروجك، ومعك زوار وغيرهم، وإنك محتاج إلى برهم، وليس مقدار ما صار إليك يفي بمؤونتك، وقد وجهت اليك مائة ألف درهم لتصرفها في الوجوه التي ذكرتها.

حرف الواو في أسماء آباء الأحمدين

حرف الواو في أسماء آباء الأحمدين من اسم أبيه الوليد أحمد بن الوليد بن محمد بن برد بن يزيد بن سخت بن سميع: أبو الوليد الأنطاكي، وقيل في جد أبيه برد بن ذي شجب، وأظنه لقبا لقب به سميع. حدث عن عبد الله بن ميمون القداح، وأبي عصام رواد بن الجراح العسقلاني ومحمد بن اسماعيل بن أبي فديك، وأبي عبد الله بشر بن بكير. روى عنه ابنه أبو الوليد محمد وأحمد بن عمير بن جوصاء، وابراهيم بن متّويه ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وأبي عمرو عثمان بن عبد الله بن عفان، وأسامة ابن الحسن بن عبد الله بن سلمان، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، وأبو بكر (96- ظ) محمد بن إدريس بن الحجاج الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله بن محمد ابن أعين، وأبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم بن يونس، وأبو بكر محمد بن تمام ابن صالح البهراني، وابراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني، وجعفر بن درستويه وكان شاعرا فقيها. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي ببلخ، قال: أخبرنا أبو القاسم عزيز بن عبد الرحمن المركب قال: أخبرنا أحمد بن محمود بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، وأبو عمرو عثمان بن عبد الله بن عفّان قالا: حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال: حدثنا محمد بن اسماعيل بن أبي فديك عن شبل بن العطاء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق المؤمن على المؤمن ست» قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: «إذا لقيته فسلم عليه،

واذا دعاك فأجبه، واذا استنصحك فانصح، واذا عطس فحمد الله فشمته، واذا مرض فعده، واذا مات فأصحبه» «1» . أنبأنا عبد الجليل الأصبهاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أحمد بن الوليد بن محمد ابن برد بن سميع الأنطاكي حدث عن: ابن أبي فديك وعبد الله بن ميمون القداح، روى عنه إبراهيم بن متّويه، وابن جوصاء. قرأت في كتاب معجم الشعراء للمرزباني «2» وأنبأنا به أبو اليمن الكندي عن أبي بكر بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عنه قال: أحمد بن الوليد بن برد الشامي الفقيه الأنطاكي، كان الفضل بن صالح بن عبد الملك الهاشمي يهوى جارية أخيه عبيد بن صالح فسقى الفضل أخاه سما فقتله، وتزوجها، فقال أحمد بن الوليد- وكان الفضل قد ظلمه في شيء: «3» لئن كان فضل بزني الأرض ظالما ... لقبلي ما أذرى عبيد بن صالح سقاه نشوعيا من السم ناقعا ... ولم يتئيب من مخزيات الفضائح حوى عرسه من بعده وتراثه ... وغادره رهن الثرى والصفائح قال: وله في رجل أنشده شعرا رديئا: قد جاءني لك شعر لم يكن حسنا ... ولا صوابا ولا قصدا ولا سددا وجدت فيه عيوبا غير واحدة ... ولم أزل لعيوب الشعر منتقدا كأن ذا خبرة بالشعر جمعه ... ثم انتقى لك منه شر ما وجدا إني نصحتك فيما قد أتيت به ... من الفضائح نصح الوالد الولدا فعد عن ذاك وادفنه كما دفنت ... هر خروءا ولم تعلم به أحدا أنبأنا حسن بن أحمد بن الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن بن قشيش الحربي قال: أخبرنا أبو

أحمد بن الوليد، أبو جعفر:

محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست وخمسين ومائتين، أحمد بن برد الأنطاكي، يعني مات (97- و) . أحمد بن الوليد، أبو جعفر: سمع بطرسوس أحمد بن أزداد، وروى عنه، حدث عنه أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن هبة الله بن الشرابي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي «1» . أحمد بن وهب بن سلمان بن أحمد بن عبد الله بن أحمد: المعروف بابن الزّنف، أبو الحسين بن الفقيه أبي القاسم السلمي الدمشقي. حدث بحلب عن أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، والحافظ أبي الحسن علي بن سليمان المرادي، وكان صحبه بحلب وتفقه عليه وعلى أبي الدر ياقوت بن عبد الله مولى ابن البخاري، وحدث عنه بدمشق عن أبي المعالي محمد بن يحيى القرشي، وأبي القاسم نصر بن مقاتل بن مطكود، وأبي الفتح ناصر ابن محمد النجار، ونصر الله بن محمد المصيّصي، ومحمد بن يحيى بن علي القرشي القاضي، وحضر مجلس يحيى بن بطريق. روى عنه القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي والشيخ أبو يعلى عبد المنعم (97- ظ) بن هبة الله بن الرّعباني المعروف بابن أمين الدولة الحلبيان. وحدثا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي، وأبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي، وخرج كل واحد منهما عنه حديثا في معجم شيوخه.

وكان أمينا عدلا، شاعرا، فقيها. وقال أبو الحجاج يوسف بن خليل فيما نقلته من خطه: وسألته عن مولده، فقال: يوم الأحد تاسع صفر سنة ثلاثين وخمسمائة. وقال عبد العظيم المنذري: شاهدت بخطه: ومولدي يوم الأحد عاشر صفر سنة ثلاثين «1» . أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قراءة عليه بدمشق قال: أخبرنا الشيخ الأمين زين الأئمة أبو الحسين أحمد بن الفقيه أبي القاسم وهب بن سلمان ابن أحمد السلمي المعروف بابن الزنف أبو الحسين، بقراءتي عليه بمنزله بدمشق في ثاني شوال سنة خمس وتسعين وخمسمائة قال: أخبرنا المشايخ الثلاثة: القاضي الإمام، قاضي القضاة منتخب الدين أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي، وأبو القاسم نصر بن مقاتل ابن مطكود السوسي، وأبو الفتح ناصر بن محمد النجار قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن عثمان المعدّل قال: قال أخبرنا أبو اسحاق بن أبي عبد الله بن أحمد قال: حدثنا عبد الحميد قال: حدثنا المعافي قال: حدثنا موسى عن اسماعيل بن عياش قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وكبر ثلاثا وثلاثين وقال تمام (98- و) المائة لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، غفر له ما عمل وان كان مثل زبد البحر «2» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع بحلب قال: أخبرنا القاضي الإمام أبو الحسين أحمد بن وهب بن سلمان بن أحمد السلمي قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، قيل له: أخبركم أبو الدر ياقوت بن عبد الله مولى ابن البخاري قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو محمد

عبد الله بن محمد بن عبد الله الخطيب قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قراءة عليه وأنا أسمع قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر بن أبي أمامة الباهلي رحمة الله عليه قال: قيل يا رسول الله ما كان بدو أمرك؟ قال: «دعوة أبي ابراهيم عليه السلام، وبشرى عيسى عليه السلام، ورأت أمي خرج منها نور أضاءت له قصور الشام» «1» . قرأت بخط أبي الحسين أحمد بن الزّنف الفقيه أبياتا من شعره كتبها الى أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان أولها: ما جميل فيك عذل ... كل جور فيك عدل كل ما يستصعب العشا ... ق عندي فيك سهل (98- ظ) والذي أصبح مرا ... عندهم لي منك يحلو إن يكن يرضيك إعرا ... ضك عني فهو وصل وإذا ما العشق أضحى ... ضد قولي فهو جهل ما لمن يعشق أو يش ... كو من المعشوق عقل كيف أشكوك وقلبي ... ليس من حبيك يخلو وغزال أكحل ما ... جال في جفنيه كحل لا يظنن عذو لي ... أن قلبي عنه يسلو لا ومن قدر أن ليس ... له في الحسن مثل أنبأنا عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي العشر الوسط من ذي الحجة يعني من سنة خمس وتسعين وخمسمائة توفي الشيخ أبو الحسين أحمد بن الفقيه الأجل أبي القاسم وهب بن سلمان بن أحمد السلمي الدمشقي المعروف بابن الزنف بدمشق ودفن من الغد.

وشاهدت بخطه: ومولدي يوم الأحد عاشر صفر سنة ثلاثين وخمسمائة «1» . حضر أبا القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى الطرسوسي، وسمع من أبي المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي، وأبي الفتح نصر الله بن محمد، وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، وأبي الدر ياقوت بن عبد الله التاجر وغيرهم، وحدث وأجاز لي إجازة مطلقة من دمشق في شوال سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وأبوه الفقيه المقرئ أبو القاسم وهب بن سلمان، سمع من غير واحد، وحدث وأقرأ، والزنف بفتح الزاي وسكون النون وآخره فاء. أخبرني أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي أن أبا الحسين أحمد بن وهب ابن الزّنف الدمشقي، توفي بها يوم الاثنين ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة. وقرأت بخط يوسف بن خليل: توفي ليلة الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة.

حرف الهاء في أسماء آباء الأحمدين

حرف الهاء في أسماء آباء الأحمدين من اسم هرون من الأحمدين أحمد بن هارون بن آدم المصيصي: حدث عن الحارث بن عطية، ومحمد بن حمير، وأبي عبد الصمد المعلى بن بركة، وأبي سعد. روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي، وولده أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون وأبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار (99- و) . أحمد بن هارون بن روح البرديجي: أبو بكر البرذعي الحافظ، وبرديج من أعمال برذعه «1» بينهما مقدار أربعة عشر فرسخا، وهو حافظ معروف رحل وطاف وسمع بالمصيصة يوسف بن سعيد ابن مسلم المصيصي، واجتاز في طريقه بحلب. وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي بما أخبرنا به ابن أخيه أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن اذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم عمي قال: أحمد بن هارون بن روح، أبو بكر البرذعي البرديجي الحافظ من أهل برديج من أعمال برذعة من أعمال أرمينية، سمع العباس بن الوليد بن مزيد العذري ببيروت، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبا زرعة بدمشق، ومحمد بن عوف بحمص، والربيع بن سليمان وبحر بن نصر، وعلي بن عبد الرحمن علّانا وسليمان ابن شعيب الكتاني بمصر، وسليمان بن سيف بحران، ويوسف بن سعيد بن مسلم بالمصّيصة، وأبا سعيد الأشج، وهرون بن اسحاق الهمذاني، وعمرو بن عبد الله الأودي والحسن بن علي بن عفان، وبالكوفة أبا بكر محمد بن اسحاق الصغاني، وعلي بن الحسين بن إشكاب ببغداد، ومحمد بن يحيى بن كثير بحران، ومحمد ابن عبد الملك الدقيقي.

روى عنه أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، وأبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم العسال الأصبهاني، وسليمان بن أحمد الطبراني، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني، وأبو بكر الشافعي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ «1» . (99- ظ) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قراءة مني عليه بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أحمد بن هارون البرديجي الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا اسحاق بن محمد قال: حدثنا علي بن أبي علي عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال: جاء علي بن أبي طالب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بموت أبي طالب فقال: «اذهب فاغسله ثم ائتني لا تحدث حدثا حتي تأتيني» فغسله وواراه، ثم أتاه، فقال: «اذهب فاغتسل» «2» . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمداني قال: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: أحمد بن هرون بن روح، أبو بكر، ويعرف بالبرذعي صدوق من الحفاظ «3» . أخبرنا أبو حفص المؤدب البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد الزيبني قراءة عليه وأنا أسمع، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعود بن المجلي- إجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف قال: سألت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ عن أبي بكر البرديجي؟ فقال: ثقة مأمون (100- و) جبل.

أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر الغزال قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي بكر البيهقي وأبي عثمان الصابوني وأبو بكر الحيري وأبي عثمان البحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أحمد بن هرون البرديجي أبو بكر البرذعي الحافظ سمع نصر بن علي الجهضمي وأقرانه من الشيوخ، روى عنه جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي والمتقدمون من الشيوخ، ورد نيسابور على محمد بن يحيى فاستفاد وأفاد، وكتب عنه مشايخنا في ذلك العصر. قرأت بخط أبي عمرو المستملي سماعه من أحمد بن هرون البرذعي الحافظ في مسجد محمد بن يحيى في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين. وقد سمع شيخنا أبو علي من أبي بكر البرديجي بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة، وأظنه جاور بمكة، وبها مات رحمه الله، فاني لا أعرف إماما من أئمة عصره في الآفاق إلّا وله عليه انتخاب يستفاد. قلت: أبو علي شيخ الحاكم، هو الحسين بن علي الحافظ، وأبو بكر البرديجي مات ببغداد لا بمكة. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد إذنا قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أحمد بن هرون بن روح، أبو بكر البرذعي، ويعرف بالبرديجي، سكن بغداد، وحدث بها عن أبي سعيد الأشج، (100- ظ) وهرون ابن اسحاق الهمداني، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وعمرو بن عبيد الله الأودي، ومحمد بن حمدون الكرماني، وعلي بن الحسين بن اشكاب، ومحمد ابن اسحاق الصنعاني، وبحر بن نصر المصري وغيرهم. روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو علي بن صوّاف، وعلى بن محمد بن لؤلؤ وكان ثقة، فاضلا، فهما، حافظا «1» .

قلت: وحكى أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي عن أبي عبد الله الحسين ابن أحمد بن عبد الله بن بكير الحافظ قال: عرفت أن بعض الحفاظ أنكر أن يكون أحمد بن هرون برذعيا، وهو برذعي برديجي، حدث عنه جماعة فقالوا: البرذعي، منهم: أبو شيخ الأصبهاني وغيره. وسمعت أبا بكر محمد بن علي الصابوني البرذعي يقول: وسألته عن برذعة وبرديج؟ فقال: من برذعة الى برديج أربعة عشر فرسخا، وبرديج حواليها الماء يدور في نهر يقال له الكزة، كبير مثل الدجلة ببغداد. أنبأنا يوسف بن خليل الآدمي قال: أخبرنا أبو مسعود الحمال قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أحمد بن هرون بن روح الحافظ أبو بكر البرديجي، قدم أصبهان مرتين، يروي عن العراقيين والمصريين، حدث عنه عبد الله بن محمد بن عمران المعدل، توفي ببغداد سنة احدى وثلاثمائة «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: (101- و) وأخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أحمد بن هرون البرديجي في شهر رمضان من سنة احدى وثلاثمائة، وكان من حفاظ الحديث المذكورين بالحفظ والثقة، ولم يغير شيبة «2» . أخبرنا أبو الحجاج بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو المحاسن ابن الأصفهبذ قال: أخبرنا أبو الفضل بن عبد الواحد الثقفي، ح. قال يوسف: وأخبرنا أبو عبد الله بن أبي زيد الكراني قال: أخبرنا اسحاق بن أحمد بن محمد الراشتيناني، قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: سنة احدى وثلاثمائة، فيها مات أحمد بن هرون بن روح البرديجي ببغداد.

أحمد بن هارون بن محمد بن الحسن بن الزباب الحلبي:

أحمد بن هارون بن محمد بن الحسن بن الزباب الحلبي: أبو العباس، وأظنه منسوبا الى بيع الزبيب، حدث بحلب عن: أبي محمد بن جعفر بن أحمد الوزان، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي. روى عنه: أبو عبد الله بن باكوية، وأبو الفتح الفضل، وأبو النضر عبد الكريم ابنا جعفر بن علي بن المهذب المعرّيان، وأبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي قاضي معرة النعمان، وأبو أسامة عبد الله بن أحمد بن علي ابن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن سلمة بن عبد الله الربعي المالكي قاضي قضاة ديار بكر، وأبو طاهر محمد بن الحسن المقرئ الأنطاكي. وكان مولده في حدود الثلاثمائة. أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي في كتابه الينا من نيسابور قال: أخبرنا محمد (101- ظ) بن كامل بن ديسم اجازة عن أبي صالح محمد بن المهذب.. «1» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي وأجازه لنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله وغيره عنه: أحمد بن هرون بن محمد المعروف بابن الزيات الحلبي، روى بحلب عن علي بن عبد الحميد الغضائري وغيره. كتب عنه بها أبو طاهر محمد بن الحسن المقرئ الأنطاكي، وروى بالقدس عنه. كذا ضبطه الحافظ السلفي «الزيات» في موضعين، والصحيح الزباب بباءين. توفي أبو العباس أحمد بن هرون بن الزباب الحلبي في سنة احدى وثمانين وثلاثمائة أو بعدها، فان أبا الفتح وأبا النضر ابني جعفر بن المهذب سمعا منه في هذه السنة، وكان سماعه من جعفر الوزان سنة ثمان وثلاثمائة. أحمد بن هرون بن معاوية الاشعري: أبو عبيد الله المصيصي، حدث عن أبيه هرون بن أبي عبيد الله معاوية المصيصي.

روى عنه: أحمد بن عمير بن جوصاء، وهو ابن عم معاوية بن صالح بن معاوية الأشعري. أنبأنا سليمان بن الفضل بن البانياسى قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد بن طاوس قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد ابن هبة الله قال: أخبرنا أبو علي الأهوازي قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء قال: حدثنا أحمد بن هرون (102- و) قال: حدثنا هرون بن أبي عبيد الله، ح. قال: وحدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله عن هرون بن معاوية قال: حدثنا عبد الغني بن عبد الله بن نعيم القيني عن أبيه عن سليمان بن سعد قال: دخلت على عبد الملك حين أتاه وفاة عبد العزيز بن مروان من مصر، وكان مروان قد عقد لعبد العزيز بعد عبد الملك، فعزيته، ثم قلت: انكم أردتم بعبد العزيز أمرا أراد الله غيره، وقد رد الله ذلك اليك يا أمير المؤمنين لتعمل فيه بالحق، الحكاية بطولها في مبايعة عبد الملك لابنيه الوليد وسليمان بالعهد «1» . (102- ظ)

أحمد بن هرون المصيصي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحمد بن هرون المصيصي: يقال إن اسمه حميد بن هرون، وأظنه تصغيرا لاسمه أحمد على غير وضع التصغير الصحيح، تقوله العامة كذلك على وجه اللقب، حدث عن حجاج بن محمد، ومحمد بن كثير. روى عنه عبد الله بن محمد بن مسلم، وعمر بن القاسم بن بندار السبّاك. أخبرنا أبو الفرج محمد بن علي القبيطي في كتابه إلينا من بغداد قال: أخبرنا أبو الحسن بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السّهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم قال: حدثنا أحمد بن هرون المصّيصي قال: حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريح عن الزهري عن عروة عن عائشة وزيد بن خالد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» . وقال أبو القاسم السهمي: أخبرنا ابن عدي قال: أحمد بن هرون، ويقال حميد، المصّيصي، يروي مناكير عن قوم ثقات لا يتابع عليه «1» . من اسم أبيه هاشم من الأحمدين أحمد بن هاشم بن الحكم بن مروان الأنطاكي: أبو بكر الأشل، نزيل أذنه، حدث عن: أحمد بن حنبل، وقطبة بن العلاء، والفيض بن اسحاق، وعبد الله بن السّري الأنطاكي، وعثمان بن سعيد بن قرّة (104- و) والحجاج بن أبي منيع نزيل حلب، ومحمد بن حسان، ورجاء بن محمد وداود بن منصور، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وعمر بن إبراهيم بن خالد القرشي. بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (76)

روى عنه: الحافظان أبو عوانة، وأبو بكر محمد بن بركة برداعس، وأبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وأبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يوسف بن حبيبة الأنطاكي، وأبو العباس أحمد ابن أبي أحمد بن القاص، وعبد الله بن ابراهيم بن العباس، وأبو بكر أحمد بن محمد الخلّال، وأبو هريرة الأنطاكي، وأبو علي الحسن بن علي بن محمد الرافقيّ. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن المنجّا بن كروّس السلمي قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي قال: أخبرنا أبو المعمّر مسدّد بن علي بن عبد الله الأملوكي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن بن ابراهيم العتكي الأنطاكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن فيل بأنطاكية قال: حدثنا أحمد بن هاشم الأنطاكي قال: حدثنا عثمان ابن سعيد بن قرّة المكفوف قال: حدثنا مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من السنّة (104- ظ) الغسل يوم الجمعة» «1» . أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قراءة عليه بدمشق قال: أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل القيسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان ابن القاسم بن أبي نصر قال: حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا أحمد بن هاشم الأنطاكي قال: حدثنا قطبة بن العلاء قال: حدثنا سفيان الثوري عن خالد الحذّاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرأهم أبيّ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» «2» رضي الله عنهم.

أنبأنا يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد فارس بن أبي القاسم ابن فارس الحيري قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن القاضي أبي يعلي محمد بن الحسين بن الفراء قال: أحمد بن هاشم بن الحكم بن مروان الأنطاكي، ذكره أبو بكر الخلال فقال: شيخ جليل متيقظ رفيع القدر، سمعنا منه حديثا كثيرا، ونقل عن أحمد مسائل حسانا سمعناها منه «1» . كتب الينا جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا جعفر السّراج قال: أخبرنا أبو محمد الخلّال (105- و) في تسمية الذين حدثوا عن أحمد بن حنبل رحمه الله بحديث أو حكاية أو مسألة، قال: أحمد بن هاشم من أذنه. ذكر عبد الباقي بن قانع في تاريخ الوفاآت: سنة خمس وسبعين ومائتين: أحمد بن هاشم الأنطاكي، يعني مات. أخبرنا بذلك أبو علي حسن بن أحمد الأوقي في كتابه قال: أخبرنا الحافظ السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا ابن قانع: أحمد بن هاشم، وقيل هشام، ابن عمرو بن اسماعيل بن عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله، أبو جعفر بن أبي هشام الحميري البعلبكي، سمع بطرسوس أبا أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي وحدث عنه وعن جده لأمه محمد بن هاشم وأحمد بن عيسى الخشاب التنّيسي، وسليمان بن عبد الرحمن الحرّاني، ومحمد بن سويد. روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ، والحافظ أبو أحمد ابن عدي، ومحمد بن إبراهيم بن أسد الصوري، وكان أحمد يلقب بندار. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين، قالا: أخبرنا أبو

من اسم أبيه هبة الله من الأحمدين

بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن هاشم بن عمرو بن اسماعيل بن عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله الحميري بن بنت محمد بن هاشم البعلبكي ببعلبك قال: حدثنا محمد بن هاشم قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: حدثنا (105- ظ) الوضين بن عطاء عن شداد بن أوس قال: زوجوني، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تلقى الله عز وجل وأنت أيّم» «1» . قال ابن المقرئ: حدثنا أحمد قال: حدثنا محمد بن سويد عن حصين عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ «2» قال: مقذفون في النار. من اسم أبيه هبة الله من الأحمدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن جعفر بن عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق: وقيل: مصعب بن طلحة بن زريق بن أسعد بن زاذان، أبو الرضا الخزاعي، المعروف بابن قرناص الحموي من بيت الرئاسة والتقدم والفضل بحماه، قدم حلب وسمع بها أبا الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي وسمع ببغداد أبا منصور موهوب بن أحمد الجواليقي، وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. روى عنه: ابنه الشيخ أبو البركات هبة الله. وكان فاضلا، شاعرا، رئيسا، صنف له محمد بن أبي محمد بن ظفر كتابا وسمه «بخير البشر بخير البشر» «3» ذكر فيه فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومولده، وقال في مقدمته: أما بعد فإن لله سبحانه ضنائن من عباده حلى بهم عواطل بلاده فجعلهم رحمة مهداة، ونعمة مسداة، ومنة معادة مبداة، همهم أن يجيروا من لهافة الغل (106- و) أسيرا، ويجبروا من زمانة القل كسيرا، ويصونوا عن خسف الغير وجيها، ويعينوا على كلف المروءة نبيها.

وإن من أرفعهم نفسا وقوما، وأنفعهم أمسا ويوما أخي ووليي في الله سبحانه الشيخ الأجل الرئيس الحسيب، العالم الحبر، الفاضل، صفي الدين أبو الرضا أحمد بن هبة الله بن أحمد بن علي بن قرناص، فهو المتوحد في العصبية للعصبة العلمية، والفئة الأدبية، في عصر صحت سماؤهم، وكشطت أسماؤهم، وأوسعوا جفا وخسرا، وأرهقوا من أمرهم عسرا. فهو المهدي إلى نفائس الصنائع، المعني بتوضيع المتكبّر، وتكبير المتواضع، فأجزل الله له المواهب، وأحمد العواقب، وصرف عن علائه الشوائب، ووقاه مكروه النوائب. وإني لما هاجرت من المغارب القصيّة الى حرم المملكة النورية، أهابت بي الأقدار الى معاسف أوسعتني بهرا «1» وأرتني السهى ظهرا، فبتنا أحن إثر الصبر المزايل وأنوء تنواء الفصال الهزايل «2» ، تداركني الله، وله الحمد، من أخي ووليي في الله، الحبيب الرئيس الحبر صفي الدين بمظنّة مرتاد، وأظفرني بقرة عين وطمأنينة فؤاد وأضافني إلى جار كأبي دؤاد «3» ، فرأيت أن أتحفه بهذا الكتاب المطرز بحميد ذكره، الخطيب بارتفاع قدره واتساع فخره. قرأت بخط أبي الرضا أحمد بن هبة الله بن قرناص: ولدت يوم الخميس عاشر ذي القعدة من سنة عشر وخمسمائة. (106- ظ) . أنشدني الشيخ الزاهد أبو الفضل محمد بن هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص إملاء من لفظة قال: أنشدنا والدي أبو البركات هبة الله قال: أنشدني أبي أحمد بن هبة الله لنفسه أبياتا كتبها إلى عز الدين بن عبد السلام: إن أكن مهملا لما هو فرض ... من موالاة خدمة أو كتاب فلما قد لقيته من زمان ... لم يزل بي مقصرا عن طلابي واعتمادي فيه على حسن ظن ... في الموالاة بي وفي الأغباب وعلى ما يجنه القلب من صدق ... ولاء معول الأحباب

أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل:

أخبرني أبو الفضل بن أبي البركات بن أبي الرضا بن قرناص قال: أخبرني أبي أبو البركات قال: أنشدني أبي لنفسه أبياتا نظمها لتكتب على أبواب دار لتاج الدولة ابن منقذ بشيزر وكان بينهما مودة: فما كتب على بابكم لمجلس يشاهده الداخل إذا دخل: أهلا وسهلا بك من واقف ... في مجلس عار من العاب صفه ولا تذممه شيئا فإن ... خالفت فانظر ما على الباب قال: فإذا التفت إلى الباب الآخر وجد عليه مكتوبا: يا واقفا يفكر في زلة ... يأخذها طعنا على الصانع أي أنني ممن له خبرة ... غض فما طرفك بالنافع (107- و) أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل: أبو الحسن العقيلي، عم جدي، كان يؤم بالمسجد الجامع بحلب، ويخطب على منبره، وينوب في القضاء عن أخيه جدّ أبي، أبي غانم محمد بن هبة الله؛ وكان دينا ورعا. حدث بحلب عن أبيه، وعن الشيخ الإمام العابد أبي محمد عبد الله بن شافع بن مرزوق المقرئ التّيني، وعن جمال العلماء أبي حامد التفليسي، ومشرق ابن عبد الله العابد، وسمع انشاد أبي الفتيان بن حيّوس، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي، وأبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الكاتب. وكان مولده في سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وتوفي سنة أربع عشرة وخمسمائة نقلت ذلك من خط حفيده أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة، ودفن خارج باب قنّسرين في التربة التي كانت تعرف بسلفنا، وكانت موضع المسجد الذي جدده سيف الدين علي بن سليمان بن جندر بالقرب من خان السلطان في السوق، حين عفيت تلك المقابر، ونقل هو وجماعة بني أبي جرادة الذين كانوا بالتربة إلى سفح جبل جوشن، وكان رحمه الله حنفي المذهب.

أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن سعد بن مقلد الجبراني:

أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن سعد بن مقلد الجبراني: (107- ظ) ابن أحمد بن صالح بن مقلد بن عامر بن علي بن أحمد بن يحيى ابن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن حنتم بن أبي حارثة ابن جديّ بن تذول بن بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعال بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، وهو طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بن كهلان بن سبرة، أبو القاسم بن أبي منصور البحتري الطائي الحلبي المعروف بابن الجبراني، القارئ، النحوي، اللغوي، وجد أبي جده مقلد بن أحمد هو المعروف بالجبراني، وكان من أهل جبران قورسطايا «1» . أخبرني بذلك، وقد سألته عن هذه النسبة، وجبرين قورسطايا قرية كبيرة من ناحية بلد عزاز، قال لي: وهذه النسبة من شواذ النسب. وجدهم الأعلى يحيى بن عبيد أخو أبي عبادة البحتري الشاعر؛ وأبو القاسم هذا رجل فاضل مقرئ مجود، عارف بعلوم القرآن واللغة والنحو معرفة جيدة قرأ القرآن على شيخنا أبي القاسم علي بن قاسم بن الزقّاق الاشبيلي المقرئ وغيره، وقرأ اللغة على شيخنا أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، والنحو على أبي الرجاء محمد بن حرب النحوي الحلبي، وسمع الحديث من أبي منصور أبيه، ومحمد بن أسعد الجوّاني، وأبي الفرج يحيى بن أبي الرجاء بن سعد الثقفي، وله شعر. تصدر بالمسجد الجامع لإفادة علوم القرآن واللغة والنحو سنين عدة، وكان له حلقة به إلى أن مات، كتبت عنه شيئا من شعره، وسمعت منه جزءا من الحديث، وعلقت عنه فوائد عن شيوخه، وسألته عن مولده، فقال: في سنة إحدى وستين وخمسمائة، ثم قرأت بخط والده أبي منصور: (108- و) مولد أبي القاسم أنشأه الله صالحا، آخر الساعة الثالثة من نهار يوم الاربعاء ثاني عشرين شوال سنة إحدى وستين وخمسمائة موافق أول يوم من أيلول سنة «2» يونانية. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن هبة الله بن سعد الله الحلبي قراءة عليه بها قال:

أخبرنا أبو الفرج يحيى بن أبي الرجاء بن سعد الثقفي الأصبهاني بحلب قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قراءة عليه وأنا حاضر قال: حدثنا الشيخ الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن عبد الله بن علي بن يحيى المعروف بابن أبي العزائم قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك» «1» . أنشدنا تاج الدين أبو القاسم أحمد بن هبة الله بن سعد الله الحلبي النحوي لنفسه يمدح الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب: لقد سمت مالا أستطيع من الأمر ... رويدك إن اللوم لي بالهوى يغري فلو ذقت ما قد ذقت من لذة الهوى ... تيقنت أن العذل ضرب من الهجر سقاني الصبى كاس الهوى ثم علني ... وجرعني من حلوه ومن المر بنفسي التي أودى هواها بمهجتي ... وأصبح قلبي عندها موثق الأسر (108- ظ) إذا سمتها تعجيل حلو وصالها ... يكلفني صبرا أمر من الصبر وترنو بطرف كلما طرفت به ... تقلب قلبي في ذكي من الجمر فتحسب هاروتا وماروت إذ رنت ... لدى الرأي في ألبابنا نافثي سحر لقد منعت يقظى لذيذ وصالها ... وفي النوم حتى صدت الطيف أن يسري ولو أنها تستطيع بخلا بذكرها ... لصدته أن يجري ويخطر في فكري عديه وصالا منك يشفيه إنه ... أضربه الهجران ياضرة البدر جوانحه تأتج نارا من الأسى ... وأجفانه قرحى وأدمعه تجري لك الله من قد رشيق وطلعة ... لقد أزريا بالبدر والغصن النضر تعطر نادي الحي إذ خطرت به ... ولم تمسس الأردان شيئا من العطر ولم أنسها يوم الوداع وقد سبت ... فؤادي وغالت ما ادخرت من الصبر بدرين منثورين لفظ وأدمع ... ودرين منظومين في الفم والنحر لأزمع لما أن رحلت ترحلا ... رقادي عن عيني وقلبي عن صدري قفي زوديني نظرة منك علني ... أعيش بها ياعز واغتنمي أجري

ولا تجمعي هجرا وبينا فلم أكن ... لأقوى على بين الأحبة والهجر رأت شيب رأسي الغانيات فعفنني ... وكنت أرى ما بين سحر إلى نحر مضت لي أيام الشباب حميدة ... ولم يبق من عصر الشباب سوى الذكر وأقبل عصر الشيب بالكره مؤذنا ... بتصريم أيام بقين من العمر (109- و) كأن شبابي كان ليلة وصلها ... فلم تدج حتى روعت بسنا الفجر كأن سواد الشعر سود مطالبي ... يبيضها غاز بأفعاله الغر أنشدنا أبو القاسم ابن الجبراني لنفسه من قصيدة: ملك إذا ما اسلم شتت ماله ... رد الهياج عليه ما قد فرقا وأكفه تكف الندى فبنانه ... لو لامس الصخر الأصم لأورقا قال لي أبو القاسم أحمد بن هبة الله النحوي: عمل أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في لزوم مالا يلزم في النون الساكنة مع الباء والذال وواو الردف وأول السريع: كل واشرب الناس على خبرة ... فهم يمرون ولا يعذبون ولا تصدقهم إذا حدثوا ... فإنني أعهدهم يكذبون وإن أروك الود عن حاجة ... ففي حبال لهم يجذبون «1» قال: وقيل لا يقدر شاعر أن يأتي ببيت رابع لهذه الأبيات الثلاثة، فزاد فيها ابن منير أبو الحسين بيتا رابعا وهو قوله: قزم إذا سيلوا وإن أطعموا ... رأيتهم من طمع يهذبون يعني يسرعون، قال لي أبو القاسم: فزدت أنا بيتا خامسا وهو قولي: ليس يرجى خيرهم آمل يوما ... ولا عن لاجىء يشذبون يعني يذبون. قلت فزدت أنا بيتا سادسا وهو قولي: لا يصدفون النفس عن شرها ... كلا ولا عن سوءة يعذبون أي يمنعون.

أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة:

قال لي أبو القاسم بن الجبراني: كان أبو محمد القاسم بن علي الحريري عمل بيتين وقد أوردهما في المقامات، وقال الناس: لا ثالث لهما وهما قوله: لا تسأل المرء من أبوه ورز «1» ... خلاله ثم صله أو فاصرم فما يشين السلاف «2» حين حلا ... مذاقها كونها ابنة الحصرم «3» قال: فعملت بيتا ثالثا وهو قولي: وإن غدا راقيا مراتب ذي ... أصل عريق فلا تقل حص رم قلت: وبيتا الحريري أخبرني بهما الشيخ العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة مني عليه بدمشق قال: أخبرنا جماعة منهم: الشيخ أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي، مجد الاسلام عبيد الله بن القاسم بن علي، ح. وأخبرنا ضياء الدين الحسن بن هبة الله بن عمرو الموصلي قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي العراقي، وسعيد بن المبارك بن علي بن الدهان، ح. وأخبرنا عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي وأبو بكر عبد الله بن عمر ابن علي القرشي قالا: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن النقور قالوا كلهم: أنشدنا أبو محمد القاسم بن علي الحريري البصري، فذكر البيتين. توفي أبو القاسم أحمد بن هبة الله بن الجبراني الطائي بحلب يوم الاثنين سابع (110- و) شهر رجب من سنة ثمان وعشرين وستمائة، ودفن في سفح جبل جوشن. أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة: أبو الحسن بن أبي الفضل بن أبي غانم بن أبي الفضل بن أبي الحسن الحلبي، القاضي العقيلي، والدي، وتمام نسبه قد ذكرناه في ترجمة عم أبيه أبي الحسن أحمد بن هبة الله بن أحمد.

ولي القضاء بحلب وأعمالها في سنة خمس وسبعين وخمسمائة في دولة الملك الصالح اسماعيل بن محمود بن زنكي، ومن بعده في دولة عز الدين مسعود بن مودود، ودولة عماد الدين زنكي بن مودود، وصدرا من دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، فانتقلت المناصب الدينية بحكم المذهب من الحنفية إلى الشافعية «1» ، فعزل والدي عن القضاء في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ووليه القاضي محي الدين محمد بن علي قاضي دمشق. وكان عمي أبو غانم إذ ذاك مجاورا بمكة حرسها الله، فحج والدي تلك السنة، واجتمع به بمكة، وعاد إلى حلب. وكان والدي قبل ولايته القضاء قد ولي الخطابة بقلعة حلب في أيام نور الدين محمود بن زنكي، وخطب بالمسجد الجامع بحلب في أيام ولده الملك الصالح اسماعيل نيابة عن أخيه أبي غانم، وولي أيضا قبل ولايته القضاء في أيام الملك الصالح خزانة بيت المال. وكان رحمه الله حسن السيرة في أحكامه، جاريا فيها على أحسن قانون، متحريا في قضاياه، مقيما لناموس الشريعة المطهرة؛ وكان رحمه الله يقول لي: يا بني والله ما (110- ظ) أوثر لك أن تتولى القضاء، فإن عرض عليك لا تتوله فإنني ما استرحت منذ وليته حتى تركته، ولكني أوثر أن تكون مدرسا، وأن تتولى مدرسة الحلاويين، فقدر الله تعالى أن وفقني لما كان يؤثره لي بعد وفاته. وكان رحمه الله قد سمع أباه القاضي أبا الفضل هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبا المظفر سعيد بن سهيل بن محمد الفلكي وزير خوارزم، والشيخ أبا زكريا يحيى ابن المنصور الزاهد المغربي، وأبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن جزي الأندلسي والشيخ محمد بن علي بن محمد التّرمذي؛ وحدث عن هؤلاء، وسمع جماعة من شيوخنا مثل: يحيى بن عقيل بن شريف بن رفاعة السعدي، وأبي اليمن الكندي، وأبي علي الأوقي، وأبي عبد الله الدربندي، وجماعة غيرهم، وكان يحضر قراءتي عليهم.

وأخبرني أن مولده بحلب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. قال لي عمي أبو غانم: مما أذكره لك من فضل والدك أنني كنت مجاورا بمكة وبها الشيخ ربيع بن محمود المارديني، فقال لي في بعض الايام: يا أخي قد ألهمني الله تعالى أن أمضي كل ليلة، أو قال: كل يوم، إلى الملتزم، وأدعو الله تعالى أن يخلص أخاك أبا الحسن من القضاء، فقدر الله تعالى أن استجاب من الشيخ ربيع، وترك والدك القضاء، وحج من عامه ذلك، وجاء إلينا إلى مكة في الموسم. ذكر لي عمي عندما توفي والدي في معرض عناية الله تعالى به حيث ألهم الشيخ ربيع بن محمود الدعاء له، واستجيب له، وكان الشيخ ربيع أحد الأولياء (111- و) الظاهرة كرامتهم، واجتمعت به بحلب، ودعا لي في حياة والديّ رحمهما الله. أخبرنا والدي أبو الحسن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قراءة عليه بحلب حرسها الله قال: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي إملاء بالمدرسة النوريه بحلب في يوم الأربعاء الحادي عشر من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن عبيد الله بن المديني إملاء بنيسابور قال: أخبرنا القاضي الجليل أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال: أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا عبد الرحيم بن منيب المروزي قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له فإن العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا، وإن العامل ليعمل زمانا من عمره بعمل سيء لو مات عليه لدخل النار، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا، فإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته» قالوا: يا رسول الله وكيف يستعمله قبل موته؟ قال: «يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه» «1» . (111- ظ) . توفي والدي رحمه الله ليلة الجمعة لثلاث بقين من شعبان سنة ثلاث عشرة وستمائة بمرض التراقي، وهو طلوع ظهر في ظهره بين كتفيه على محاذاة القلب،

ويقال له الشقفه، ودفن يوم الجمعة بعد الصلاة في التربة المختصة بأهلنا بالقرب من مقام إبراهيم عليه السلام. وكان رحمه الله في مرضه ذلك يطلب مني أن أقرأ له شيئا في كتاب «أدب المريض والعائد» لأبي شجاع البسطامي، ويسألني أن أورد له أشياء وردت في الصبر وما ينبغي للمريض أن يقوله ويدعو به مما ينفعه لآخرته، وكان إذا قال له أحد من الجماعة: أبشر بالعافية يقول: والله إني لا أكره الموت، من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وأوصى بإخراج شيء من ماله وافر يتصدّق به على الفقراء والمساكين، ولما أحس بالموت جعل يقول في تلك الليلة التي توفي فيها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أعني على سكرات الموت» ثم استدعى بسواك فاستاك به، وسمعه من كان يتولى تمريضه من جماعتنا وهو يقول: هذا دو الكفل يصلي، وقال: أعطوني سبحة الشيخ أبي الحسن- يعني- الفاسي، وكان من أولياء الله تعالى وكبار الزهاد؛ ثم إنه طلبني، وكنت في ناحية الدار، فحضرت إليه، فالتفت فرآني واستدعاني إليه، ثم قبّل فمي، فوجدت شفتيه قد بردتا، فعلمت أنه في النزع، ولما احتضر جعلت أنا وعمي أبو غانم نلقنه الشهادة وهو يتشهد معنا، وقرأنا سورة الإخلاص فجعل يقرأها معنا إلى أن مات، وعرق «1» (112- ظ) جبينه عرقا باردا طيب الرائحة، ودمعت عينه، وظهر له من أمارات الخير عند موته ولله الحمد ما طيب القلوب لفقده، وكان قد سأل في الليلة التي توفي فيها: ما هذه الليلة؟ فقيل له: ليلة الجمعة، فقال: غدا أفارقكم، فمات في تلك الليلة، ودفن يوم الجمعة. ومن عجائب ما اتفق أنه كان يجتهد في تزويجي يحثني عليه، ويقول: أشتهي أن أرى لأبي القاسم ولدا يمشي بين يدي، فاتفق أن زوجني، فولد لي ولدي أحمد الذي قدمت ذكره، فسماه والدي باسمه، وتكمل له من العمر سنة، ومرض والدي، فلما كان يوم الخميس الذي أعقبه ليلة الجمعة التي توفي فيها جئت إلى جنب الدار، فرأيت أحمد وهو يمشي خطوات أول مشيه وله سنة وشهر، فحملته وجئت إلى والدي وقلت له: يا مولاي هذا أحمد قد مشى، فنظر إليه وهو على

أحمد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد:

جنبه فاستدعاه إليه فمشى إليه من باب المجلس إلى صدره، فأخذه وقبل وجهه، ودمعت عينه، وتوفي تلك الليلة، وقد أدرك ما تمناه رحمه الله. أحمد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد: أبو المعالي المدائني، ويسمى أيضا القاسم، شيخ حسن فاضل فقيه أديب شاعر، قدم إلى حلب وأقام بها مدة في مدرسة شيخنا قاضي القضاة، ثم سافر إلى بغداد، وكتب بها الإنشاء في ديوان الخليفة المستعصم، وسمعت من ينشد مدائح المستعصم التي نظمها في ذلك الوقت، وهو حاضر لأنه كان يترفع عن الانشاد (113- و) لكنه كان دمث الأخلاق، حسن المحاضرة، طيب المفاكهة، اجتمعت به في مجلس الوزير أبي طالب بن العلقمي، وجرى بيني وبينه مباحثة في الفقه. وسأذكر ترجمته في حرف القاف، وأورد شيئا من شعره الذي سمعته منه، لأن القاسم أشهر اسميه، لكني لا أخلي هذه الترجمة من شيء من محاسن شعره، فمن ذلك ما أنشدني رضي الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن فلاح الهيتي الناظر بها بهيت، قال: أنشدني موفق الدين بن أبي الحديد لنفسه، وكتبها إلى أخيه عبد الحميد بن أبي الحديد وقد وضع كتابا يرد فيه على ضياء الدين نصر الله بن الأثير في كتابه الموسوم «بالمثل السائر» وسمى كتابه «الفلك الدائر على المثل السائر» : المثل السائر يا سيدي ... صنفت فيه الفلك الدائرا لكن هذا فلك دائر ... تصير فيه المثل السائرا وقرأت من شعره بخطه في الموجه: عجبوا من عذاره بعد حولين ... وما طال وهو غض النبات كيف يزكو زرع بخديه ... والناظر وسنان فاتر الحركات وقرأت بخطه: ولما رتب بعض أصحابنا عارضا للجيش ودخل بالخلعه قمت إليه وقبلته ودعوت له، وقلت ارتجالا: لما بدا رائق التثني ... وهو بأثوابه يميد (113- ظ) قبلته باعتبار معنى ... لأنه عارض جديد

من اسم أبيه هشام من الاحمدين

توفي ابن أبي الحديد ببغداد بعد استيلاء التتار عليها في شهور سنة ست وخمسين وستمائة، وكان قد سلم من القتل، وكتب لهم الإنشاء إلى البلاد على عادته. من اسم أبيه هشام من الاحمدين أحمد بن هشام بن عمرو بن أبي هشام: وقد تقدم ذكره، والصحيح أن اسم أبيه هاشم. أحمد بن هشام بن فرخسرو المروزي القائد: وهو أخو علي والحسين بن هشام الخراسانيين، كان في صحبة عبد الله المأمون حين خرج إلى بلاد الروم غازيا، وقدم معه حلب، حكى عن المأمون، روى عنه بعض ولده، وكان شاعرا حسن الشعر. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن فيما أذن لنا أن نرويه عنه عن أبي المعمّر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن محمد بن زيد الوقاياتي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، ح. وأنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو منصور. وأخبرنا أبو الحسن إذنا قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاعوني قال: أخبرنا أبو منصور بن العكبري إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم آدم بن محمد المعدّل قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حبيش التمار رحمه الله قال: حدثنا أبي عن بعض ولد أحمد بن هشام عن أبيه قال: كنت في جمله المأمون حيث خرج إلى بلد الروم، فدخل وأنا معه إلى كنيسة قديمة البناء بالشام عجيبة الصور، فلم يزل يطوفها (114- و) ، فلما أراد الخروج قال لي: إن من شأن الغرباء وذوي الأسفار، من نزحت داره عن إخوانه وأترابه إذا دخل موضعا مذكورا، ومشهدا مشهورا أن يجعل لنفسه فيه أثرا، تبركا بدعاء ذوي الغربة، وأهل الانقطاع والسياحة وقد أحببت أن أدخل في الجملة، فابغ

أحمد بن هشام بن الليث الفارسي أبو عبد الله:

لي دواة أكتب بها حضوري في موضع من هذه الكنيسة، فاستدعيت دواة، فكتب على ملبن المذبح هذه الأبيات: يا معشر الغرباء ردّ شتيتكم ... ولقيتم الأحباب عن قرب قلبي عليكم مشفق حدب ... فشفى الإله بحفظكم قلبي إني كتبت لكي أساعدكم ... فإذا قرأتم فاعرفوا كتبي «1» وذكر المرزباني في معجم الشعراء فقال: أحمد بن هشام بن فرخسرو المروزي القائد من أبناء خراسان وأخوه علي بن هشام القائد أقدمهما المأمون معه من خراسان، وأحمد هو القائل، وله فيهما لحن في طريقة الثقيل الأول: إلام وكم تعد لي الذنوب ... ألم تر مذنبا قبلي يتوب أؤمل أن تداركني بعفو ... وتقسم من لقائك لي نصيب قال: وله: تمنع من شفعت به إليه ... فزادك منعه أسفا عليه (114- ظ) خذوا بدمي محاسنه وخصوا ... مقبّله وبرد ثنيتيه أحمد بن هشام بن الليث الفارسي أبو عبد الله: سمع المسيّب بن واضح التلمسيّ بها، أو بحلب، أو ببعض عملها، وحدث عنه بصور؛ روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلّاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: حدثنا أحمد بن هشام بن الليث بصور قال: حدثنا المسيّب بن واضح قال: حدثنا اسماعيل بن عيّاش عن محمد بن طلحة عن عثمان بن يحيى عن ابن عباس قال: أول ما سمع بالفالوذج أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمتّك ستفتح لهم الأرض، وما نكر عليهم من الدنيا حتى أنهم ليأكلون الفالوذج، قال

من اسم أبيه الهيثم من الأحمدين

النبي صلى الله عليه وسلم «وما الفالوذج» ؟ قال: يخلطون العسل والسمن جميعا، قال: فشهق النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك شهقة «1» . من اسم أبيه الهيثم من الأحمدين أحمد بن الهيثم بن حفص أبو بكر القاضي: قاضي طرسوس، كان قاضيا بها في أيام المتوكل. سمع موسى بن داود، والحسين بن حميد العكّي، وأبا عثمان سعيد بن محمد الخولاني الخصيب المؤذن، والقاضي عبد الله بن محمد القزويني (115- و) ومحمد ابن أبي غالب، وإبراهيم بن مهدي. روى عنه أحمد بن شعيب النسائي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن الجلي الطرسوسي، وأبو الحسن أحمد بن محمد الرشيدي، والحسن بن مهران الأصبهاني. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحافظ قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرهبي قال: حدثنا الحسن بن مهران الأصبهاني قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قاضي طرسوس قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي قال: حدثنا أبو حفص الأبّار عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول من صنعت له الحمام سليمان بن داود، فلما وجد حرّها قال: أوّه من عذاب الله، أوه قبل أن لا يكون أوه» «2» . أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ التغلبي قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن المنتجّا بن كروّس السّلمي قال: حدثنا الفقيه بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (77)

أحمد بن الهيثم بن حديدة الحلبي:

الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي قال: أخبرنا أبو المعمّر مسدّد بن علي بن عبد الله الأملوكي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن علي الأنطاكي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الرشيدي بأنطاكية قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: حدثنا محمد بن أبي غالب قال: أخبرنا هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي قال: رأيت في المنام كأنه أورد بي على نهر فقيل لي اشرب واسق من شئت لما صبرت وكنت من الكاظمين. (115- ظ) . أحمد بن الهيثم بن حديدة الحلبي: حدث عن أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وأحمد بن محمد. روى عنه أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي الموصلي الحافظ. أخبرنا أبو الخطاب عمر بن أسعد بن المنجّا التنوخي الحنبلي بدمشق، وعبد الرحمن بن أبي القاسم بن الصوري بحلب قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري. ح. وأخبرنا أبو بكر عبد الله بن الحسن بن الحسن الأنصاري من لفظه، وأبو اسحاق إبراهيم بن عثمان بن علي الحنفي، وأبو منصور يونس بن محمد بن محمد بن محمد الفارقي بدمشق، وأبو العباس عبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون بحلب قالوا: أخبرنا جدنا للأم أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الفتح بن عبد الله بن فرغان قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله بن بريدة الحافظ قال: حدثنا أحمد بن الهيثم بن حديدة الحلبي قال: حدثنا عبيد بن هشام الحلبي قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي قال: حدثنا عنبسة بن (116- و) عبد الرحمن عن محمد بن سليمان عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اعتكف عشرا في رمضان عدل بحجتين وعمرتين» «1» .

حرف الياء في آباء الأحمدين

حرف الياء في آباء الأحمدين أحمد بن ياسين بن أبي تراب: حدث بطرسوس عن عبد الله بن يوسف المدائني؛ روى عنه أبو الحسن علي ابن أحمد بن قرقور التمّار. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمّر بن طبرزد فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطرّاح قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط قال: حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقور التمار بهمذان قال: حدثنا أحمد بن ياسين المعروف بابن أبي تراب بطرسوس قال: حدثنا عبد الله بن يوسف المدائني قال: حدثني يونس بن عطاء، من ولد زياد الصّدائي، عن سفيان الثوري عن أبيه عن جده عن زياد الصّدائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب العلم تكفل الله له برزقه» «1» . ذكر من اسم أبيه يحيى من الأحمدين أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، أبو بكر: وقيل أبو جعفر، وقيل أبو الحسن، البلاذري البغدادي الكاتب، كاتب، أديب، شاعر، مصنف، له كتب حسنة (116- ظ) منها كتاب «أنساب الأشراف» «2» وهو كتاب ممتع كثير الفائدة والنفع ومات ولم يتمه؛ وكتاب «البلدان وفتوحها وأحكامها» «3» وهو أيضا كتاب كثير الفوائد. ودخل حلب ومنبج وأنطاكية والثغور، وكان شاعرا مجيدا، راوية للأخبار والأدب، سمع بأنطاكية أحمد بن الوليد بن برد، ومحمد بن عبد الرحمن الأنطاكيين،

وروى عنهما وعن هشام بن عمار، وأبي حفص عمر بن سعيد الدمشقيين، ومحمد بن مصفى الحمصي، وعفان بن مسلم، وأحمد بن إبراهيم الدرقي، ومحمد بن الصّباح الدولابي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن حاتم السمين، وعباس بن هشام، وعباس بن الوليد النرسي، وأبي الحسن علي بن محمد المدائني، وشيبان بن فرّوخ، وعبد الواحد بن غياث، وعثمان بن أبي شيبة، والحسين بن علي بن الأسود العجلي، وعلي بن المديني، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وعمرو الناقد، ومصعب الزبيري، وعبد الله بن صالح العجلي، واسحاق بن أبي إسرائيل، وأبي الربيع الزهراني، وخلف البزّاز. روى عنه: محمد بن خلف، وأحمد بن عمار، وأبو يوسف يعقوب بن نعيم ابن قرقارة الأرزني، ويحيى بن البريم، وعبد الله بن أبي سعد. وكان المتوكل قد جعله من ندمائه أخيرا، وكان يعلّم عبد الله بن المعتز. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن بصلاء البندقجي الصّوفي وأبو جعفر يحيى بن جعفر الدامغاني البغداديان بحلب. قال ابن بصلاء: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المقرّب الكرخي، وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار (117- و) . وقال ابن الدامغاني: أخبرتنا عمتي تركناز بنت عبد الله بن محمد الدامغاني. قالوا كلهم: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني أحمد بن يحيى بن جابر قال: حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: استسقى عمر بالعباس عام الرمادة فقال: اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم، فاسقنا سقيا نافعة تعم البلاد وتحيي العباد، اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم، ونستشفع إليك بشيبته، فسقوا، ففي ذلك يقول عباس بن عتبة بن أبي لهب:

بعمي سقى الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر توجه بالعباس في الجدب راغب ... إليه فما إن رام حتى أتى المطر ومنا رسول الله فينا تراثه ... فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر «1» قرأت بخط أبي علي المحسن بن علي التنوخي، وأنبأنا به أبو جعفر أحمد بن الأزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي القاسم علي بن أبي علي عنه. قال: وأخبرني- يعني- أبا الحسين عبد الله بن سلمان البصير باسناد ذكر أنه غاب عنه (117- ظ) أن البلاذري كان ينفق دائما ولا يجتدي، ولا يحترف، فقيل له في ذلك؟ فقال: دخلت مع الشعراء يوما إلى المستعين، فقال لنا: من كان قد قال فيّ مثل قول البحتري في عمي المتوكل. ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما ... في وسعه لمشى إليك المنبر «2» وإلا فلا ينشدني شيئا، قال: فقلنا ما فينا من قال فيك مثل هذا، وانصرفنا، فلما كان بعد أيام عدت إليه، فقلت: يا أمير المؤمنين قد قلت فيك أحسن مما قال البحتري في عمك، فقال: إن كان كذلك أسنيت جائزتك، فهات، فقال: ولو أن برد المصطفى إذ حويته ... يظن لظن البرد أنك صاحبه وقال وقد أعطيته فلبسته: ... نعم هذه أعطافه ومناكبه فقال: أحسنت، انصرف إلى منزلك، وانتظر رسولي، ففعلت، فجاءني رسوله برقعة بخطه فيها: قد أنفذت إليك سبعة آلاف دينار، وأنا أعلم أنك ستجفى بعدي، وتطرح وتجتدي فلا يجدى عليك، فاحفظ هذه الدنانير عندك، فإذا بلغت بك الحال إلى هذا فأنفق منها، ولا تتعرض لأحد ليبقى ماء وجهك عليك، ولك علي أن لا تحتاج ما عشت إلى شيء من أمر دنياك كبير ولا صغير على حسب حكمك وشهوتك. قال: ثم أجرى لي الجرايات والأرزاق السنية، وتابع جوائزه، فما احتجت منذ ذلك وإلى الآن إلى غير جوائزه والسبعة الآلاف، فأنا أنفق من جميع ذلك، ولا أخلق نفسي بالتعرض (118- و) وأترحم عليه.

أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد ابن أبي جرادة:

أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي القاسم بن أبي محمد الشافعي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالدامغاني الصوفي قال: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الجلّابي الجرجاني قال: أخبرتنا فاطمة المعروفة ببيبي بنت أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الطلقي قالت: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن خلف قال: أخبرني أحمد بن يحيى البلاذري قال: قال لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت: استعدي يا نفس للموت واسعي ... لنجاة فالحازم المستعد قد تبينت أنه ليس للحي ... خلود ولا من الموت بد إنما أنت مستعيرة ما سوف ... تردين والعواري ترد أنت تسهين والحوادث لا ... تسهو وتلهين والمنايا تجدّ أي ملك في الأرض أو أي حظ ... لإمريء حظه من الأرض لحد لا ترجي البقاء في معدن الموت ... وار حتوفها لك ورد كيف يهوى امرؤ لذاذة أيام ... عليه الأنفاس فيها تعدّ أخبرنا أبو منصور بن محمد الفقيه إذنا قال: أخبرني عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: بلغني أن البلاذري كان أديبا راوية له كتب جياد، ومدح المأمون بمدائح، وجالس المتوكل، وتوفي في أيام المعتمد، ووسوس (118- ظ) في آخر عمره وهو القائل: ما من روى أدبا ولم يعمل به ... فيكفّ عادية الهوى بأديب حتى يكون بما تعلم عاملا ... من صالح فيكون غير معيب ولقل ما تجدي إصابة صائب ... أعماله أعمال غير مصيب «1» أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد ابن أبي جرادة: أبو الحسن بن أبي جعفر القاضي العقيلي، وتمام نسبه الى عقيل قد ذكرناه في ترجمة ابن ابنه أحمد بن هبة الله.

وهذا أبو الحسن هو جدّ جدّ أبي، وأول من ولي القضاء بحلب من بني أبي جرادة، وتولى القضاء بعد الثلاثين والأربعمائة، ورأيت كتابا مسجلا عليه مؤرخا بجمادى الآخر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة. وكان فقيها، فاضلا أديبا، قرأ الفقه على القاضي أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني بحلب، وسمع الحديث من عمه أبي الفضل عبد الصمد بن زهير بن هرون، والقاضي أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي أسامة. وروى عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن سعد النحوي الحلبي عن أبي الطيب المتنبي جميع ديوان شعره. وأمّه قرة العين ابنة محمد بن بكير بن العباس، وولد بحلب في غداة يوم الأربعاء الرابع عشر من ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة. روى عنه ابنه القاضي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة قاضي حلب (119- و) . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي طاهر بن سعد بن محمد الميهني الصوفي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله القرشي في كتابة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: قرئ على القاضي أبي الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة، وأنا أسمع، فأقرّ به وأجازه، قال: حدثني أبي القاضي أبو الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة في العشر الأواخر من صفر من سنة تسع وعشرين وأربعمائة قال: حدثني عمي أبو الفضل عبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو نصر اسحاق بن إبراهيم بن معروف البستي بمكة في المسجد الحرام قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم ابن عبد الله بن عثمان بن بكر الكوفي قال: حدثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبّوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» «1» .

أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وزيد بن الحسن بن زيد الكندي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة في كتابه إلينا من حلب قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى قال: حدثني أبي القاضي أبو الحسن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة قال: حدثني عمي أبو الفضل قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محبوب بن سليمان قال: حدثنا أبو مسلم (119- ظ) إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال: حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا الورق بالورق إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض» «1» . قرأت بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة في جزء خرجه من حديثه، وروى فيه حديثا عن أبي الحسن علي ابن عبد الله بن أبي جرادة عن أبي الفضل هبة الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن يحيى، وتكلم على رجال الحديث وقال في ذكر أحمد بن يحيى: ولي القضاء بحلب، وكان موفقا في تنفيذ الأحكام واستنباط القضايا المعضلات، وقرأ الفقه على القاضي الفقيه أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني، وعلق عليه بحلب التعليق المنسوب إليه على مذهب الإمام أبي حنيفة، وجمع جميع كتبه في الفقه؛ وألف كتابا في الفقه ذكر فيه الخلاف بين أصحاب أبي حنيفة، وما تفرد به عنهم. حدثني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله، ووالدي أبو الحسن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قالا: أخبرنا والدنا القاضي أبو الفضل هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة عن أبيه عن جده قال: كان القاضي أبو الحسن أحمد بن يحيى يقرأ الفقه بحلب على القاضي أبي جعفر السمناني، وهو إذ ذاك صبي، والقاضي أبو جعفر إذ ذاك قاض بحلب، فحضر شاهدان (120- و)

من عدول حلب ليؤديا شهادة عند السمناني، فاشتغل بتدريس الحسن عن استماع شهادتهما حتى فرغ أبو الحسن من درسه، فشق على ذينك الشاهدين ذلك، وقالا في أنفسهما: يقدم هذا الصبي علينا ويؤخرنا فيما حضرنا فيه عنده حتى يفرغ، ففطن أبو جعفر السمناني لذلك منهما، فالتفت اليهما بعد الفراغ وقال لهما: لعلكما شق عليكما اشتغالي بهذا الصبي عنكما، والله ان دام على ما هو عليه لتشهدان بين يديه فقدر الله تعالى أن أبا الحسن تفقه وكبر، وزوجه أبو جعفر السمناني بابنته، وتوفي السمناني، وولي أبو الحسن أحمد بن أبي جرادة القضاء بحلب وأتى الشاهدان المشار اليهما وشهدا بين يديه. أنشدني والدي لجد أبيه القاضي أبي الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى يذكر أباه ويفتخر به، وكتب الينا بهذه الابيات أبو اليمن الكندي عن أبي الحسن بن أبي جرادة قال: أنشدنا القاضي أبو الفضل لنفسه: أنا ابن مستنبط القضايا ... وموضح المشكلات حلّا وابن المحاريب لم تعطّل ... من الكتاب العزيز يتلى وفارس المنبر استكانت ... عيدانه من حجاه ثقلا قرأت بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة في بعض تخاريجه، وذكر القاضي أبا الحسن أحمد بن يحيى فقال: وتوفي في أواخر سنة اثنتين (120- ظ) وأربعين وأربعين وأربعمائة بحلب بعد نزوله من القلعة بها في الثامن من شعبان من هذه السنة، لأن معز الدولة أبا علوان ثمال بن صالح بن مرداس صاحب حلب لما خاف من ناصر الدولة أمير الجيوش أبي علي الحسن بن حمدان أن يقصده، وقد عصى على المستنصر صاحب مصر، وكانت اليه ولاية حلب، قبض أماثل الحلبيين واعتقلهم في القلعة، والقاضي في جملتهم، لئلا يسلموا البلد الى ابن حمدان، وذلك في العاشر من شهر ربيع الآخر من سنة أربعين وأربعمائة. قرأت بخط القاضي أبي الفضل هبة الله بن القاضي أبي الحسن، أو بخط غيره، على ظهر كتاب شعر المتنبي، نسخة القاضي أبي الحسن التي قرأها على محمد بن عبد الله بن سعد، وخطه عليها، ما صورته: صعد القاضي خلّصه الله الى القلعة يوم

أحمد بن يحيى بن سند:

الخميس العاشر من شهر ربيع الآخر سنة أربعين وأربعمائة. ولله على ذلك الحمد وخالص الشكر. أحمد بن يحيى بن سند: أبو العباس، شاعر كان بمعرّة النعمان، وقفت على أبيات من شعره في مراثي بني المهذب المعريين، يرثي بها أبا عبد الله الحسين بن اسماعيل بن جعفر بن علي المهذب وهي قوله: فؤاد عراه حزنه فتصدعا ... وقلب براه وجده فتقطعا (121- و) ونائبة عمّ البريّة خطبها ... فلم تلق إلا موجعا أو مفجعا لفقد حسين قرة العين والذي ... أتته المنايا بغتتة حين أيفعا أأنساه بين الأهل ملقى وكلهم ... لفقدانه يبدي أسى وتوجعا وقد سألوه كيف أنت فلم يحر ... جوابا وأضحى بالبنان مودعا فيا سيدا أودى بصبري مصابه ... لقد خانك الدهر الخؤون فأسرعا ولو كان بالانصاف يحكم لم يكن ... عجيبا بأن تبقى لنا وتمتّعا فبالرغم مني يا حسين تحكمت ... بجسمك أيدي الدهر حتى تضعضعا وبالرغم مني أن توسّد مفردا ... ويصبح بعد الأنس بيتك بلقعا وبالود مني لو صحبتك في الثرى ... وصيرت من حزني بقربك مضجعا وفاضت دما عيني عليك فإنني ... لأعذل أجفاني إذا فضن أدمعا وقرأت في هذا الجزء له أبياتا يرثي بها أبا الحسن المهذب بن علي بن المهذب، وتوفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة: دنياك هذي بالأنام تقلب ... وصروفها فيهم تجيء وتذهب والدهر فيهم قد أجدّوا كلهم ... يلهو عن الدهر المجد ويلعب لم ينج من صرف الردى ذو نمرة ... غمر ولا فطن له يتهيّب

أحمد بن يحيى بن سهل بن السري الطائي:

عتبي على الدهر الخؤون مجدد ... أبدا لو أن الدهر ممن يعتب إلّا يشب رأسي لعظم مصابه ... بالأكرمين فإن قلبي أشيب (121- ظ) أحمد بن يحيى بن سهل بن السّري الطائي: أبو الحسين المنبجي الشاهد المقرئ النحوي الأطروشي، سمع بحلب ومنبج أبا سلمة عمر بن عبد الرحمن الإمام الحلبي، وأبا الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ الحلبي، وأبا عبد الله محمد بن ابراهيم بن مروان، وأبا العباس أحمد بن فارس الأديب المنبجي، وأبا الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه اللغوي. روى عنه عبد الوهاب الميداني، وعلي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو بكر مكي بن جابار الدينوري، وأبو سعد اسماعيل بن علي الرازي السمان، وعلي بن محمد الحنّائي، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وأبو الغنائم عبد الله بن القاضي الحسن بن محمد الزيدي النسابة، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الدمشقي فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن يحيى المنبجي الأديب قال: حدثنا أبو الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ قال: حدثنا أبو علي محمد بن معاذ درّان قال: حدثنا أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير، وكان إذا بعث رجلا سأل عن اسمه فإن أعجبه (122- و) اسمه فرح لذلك، ورؤي في وجهه البشر، وان كره اسمه رؤي كراهة ذلك في وجهه، واذا دخل عن القرية سأل عن اسمها فان أعجبه اسمها فرح بها ورؤي بشر ذلك في وجهه، وان كره رؤي كراهة ذلك في وجهه «1» .

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أحمد بن يحيى بن سهل بن السّريّ، أبو الحسين الطائي المنبجي الشاهد، المقرئ، النحوي، سكن دمشق، وكان وكيلا في الجامع. روى عن: أبي عبد الله بن مروان، وأبي العباس أحمد بن فارس الأديب، وأبي الحسن نظيف بن عبد الله المقرئ، وأبي الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير، وعمر بن عبد الرحمن الإمام الحلبي. روى عنه: عبد الوهاب الميداني، وهو من أقرانه، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وعلي بن محمد الحنائي، وعلي بن الخضر السلمي، وأبو بكر مكي بن جابار الدينوري، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وأبو سعد اسماعيل بن علي الرازي السمان. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي شيخنا أبو الحسن أحمد بن يحيى المنبجي الأطروش سنة خمس عشرة وأربعمائة. حدث عن نظيف الحلبي وغيره، وكان يحفظ من أخبار (122- ظ) أبي عبد الله ابن خالويه. وكان ثقة. (123- و) .

أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي: أبو بكر الإمام، وقيل فيه: أحمد بن محمد بن يحيى بن صفوان، ويعرف بقرقرة الفقيه. حدث بأنطاكية عن: عبد الله بن نصر الأنطاكي، وأبي خيثمة مصعب بن سعيد المصّيصي، وهشام بن عمّار، وسعيد بن منصور، وكثير بن عبيد الحذّاء، ومحمد ابن مصفى الحمصي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وابن أبي كريمة. روى عنه: أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، وأبو القاسم عبد الله ابن محمد بن اليسع القارئ الأنطاكي، وسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو محمد عبد الرحمن بن المبارك الأنطاكي، والقاضي أبو الحسن سليمان بن محمد التنوخي المعري. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور البزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المظفر بن الحسن المعروف بابن سوسن التمّار قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي السمسار قال: حدثنا أحمد ابن سلمان الفقيه قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي قال: حدثنا سعيد ابن منصور قال: حدثنا مالك بن أبي سعد الدمشقي قال: سمعت حيّان أبا النضر قال: سمعت (123- و) جنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يقول: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا عبادة قلت: لبيك يا رسول

أحمد بن يحيى بن عوف:

الله، فقال: اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك، وان أخذوا مالك وضربوا ظهرك، ما لم تكن معصية بواحا «1» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن هلالة قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانيّة قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن ريذة الضّبيّ قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأنطاكي قرقرة قال: حدثنا عبد الله بن نصر الأنطاكي قال: حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذكاة الجنين ذكاة أمه» . قال الطبراني: لم يروه مرفوعا عن عبيد الله إلّا أبو أسامة، تفرد به عبد الله ابن نصر «2» . نقلت من «كتاب الألقاب» تأليف الحافظ أبي الفضل علي بن الحسين الهمداني قرقرة: أحمد بن يحيى بن صفوان، أبو بكر الفقيه الأنطاكي، روى عن ابن أبي كريمة، روى عنه عبد الرحمن بن المبارك أبو محمد الأنطاكي. أحمد بن يحيى بن عوف: أبو المكارم القرشي الكاتب، كان من أصحاب الملك الناصر يوسف بن أيوب، وكتّابه، قدم معه حلب، وكان فاضلا، حسن البديهة والرويّة، وله نثر حسن، وشعر جيد. روى عنه من شعره أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي الحسن المعدّل بالاسكندرية (123- ظ) . أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن شحانة الحرّاني برابغ «3» قال: أنشدني أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي الحسن المعدّل بالاسكندرية قال: أنشدني أبو المكارم أحمد بن يحيى القرشي الكاتب لنفسه:

أحمد بن يحيى بن النعمان أبو العباس:

خبرت أنك قد عثرت فلم أزل ... مغرى بفيض مدامع ونحيب بأبي علام تركت شعرك مسبلا ... حتى عثرت بفضله المسحوب أخبرني أبو محمد بن شحانة قال: أخبرني أبو القاسم قال: قال لي أبو المكارم القرشي: كنت بالبيت المقدّس مع السلطان الملك الناصر، فرأى جارية من بنات الروم حسنة الوجه تصلي الى الشرق، فقال لي: قل فيها شيئا، فقلت: وغادة تعزى إلى قيصر ... حل عزائي عقد زنارها صلت إلى الشرق وأولى بها ... لو أنها صلت إلى دارها قال لي أبو محمد: قال لي أبو القاسم: قال لي أبو المكارم أنه رأى ببيت المقدس جارية حسنة الوجه فسألها السلطان الملك الناصر أن تسقيه، فقال: قل فيها شيئا، فقلت: تروم من ظبيات الروم سفك دمي ... هيفاء عاقدة في الخصر زنارا شربت من يدها ماء وذا عجب ... كيف استحال بقلبي ماؤها نارا أحمد بن يحيى بن النعمان أبو العباس: حدث ببالس عن عمر بن سعيد (124- و) بن يوسف المنبجي؛ روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الماسرجسي. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي في كتابه منها عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الماسرجسي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن النعمان ببالس قال: حدثنا عمر بن سعيد بن يوسف المنبجي قال: حدثنا علي بن عبد الله أبو الحسن النصري في دار النصريين قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار الهمداني قال: حدثنا عثمان بن زفر قال: حدثنا محمد ابن زياد عن ابن عجلان عن أبي الزبير عن جابر قال: أتي رسول الله صلى الله عليه

أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي بن صدقة:

وسلم بجنازة، فلم يصل عليها، فقلت: يا رسول الله لم تركت الصلاة عليه؟ قال: «لأنه كان يبعض عثمان» «1» أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي بن صدقة: أبو العباس القاضي، قاضي دمشق المعروف بابن سني الدولة التغلبي، كان أبوه قاضي دمشق، وتولى ابنه هذا القضاء نيابة عن ابن الزكي، ولما ملك الملك الصالح، أيوب بن الملك الكامل دمشق ولاه القضاء استقلالا، ودام فيه في دولته ودولة أبيه، ودولة الملك الناصر إلى أن استولى التتار على دمشق، فسار إلى حلب إلى ملك التتار هلاكو بهدية، فولى القضاء محي الدين يحيى بن محمد بن الزكي، وجعله نائبا في القضاء عن ابن الزكي، وعاد فتوفي في طريقه ببعلبك، وكان مولده سنة تسعين وخمسمائة. أخبرنا القاضي صدر الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن سني الدولة الدمشقي بها قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو الحسن عبد اللطيف بن اسماعيل بن أحمد الصوفي قال: أخبرنا أبو منصور علي بن علي بن عبيد الله الأمين، ح. وأنبأنا عاليا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي قال: أخبرنا والدي أبو منصور المذكور قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر الصريفيني الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن اسحاق بن سليمان ابن حبابة البزاز قال: حدثنا عبد الله- هو- البغوي قال: حدثنا علي قال: أخبرنا شعبة عن سيار أبي الحكم عن ثابت البناني عن أنس أنه مر على صبيان فسلم عليهم، ثم حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على صبيان فسلم «2» . رواه البخاري عن علي بن الجعد. سمع القاضي أبو العباس أبا طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي، وعبد اللطيف بن اسماعيل بن أحمد الصوفي، ونعمة بنت الطراح، وشيخنا أبو اليمن

أحمد بن يحيى أبو عبد الله بن الجلاء:

الكندي، وأبا الفضل بن محمد بن الحرستاني، ومحمد بن علي بن يحيى القرشي القاضي، وعمر بن إيلملك بن الأردعانسي، وحدث عنهم، وتوفي ببعلبك عند عوده من حلب في سنة ثمان وخمسين وستمائة. أحمد بن يحيى أبو عبد الله بن الجلّاء: وقيل فيه محمد بن يحيى، والصحيح، الأول؛ صحب أباه يحيى الجلاء، وذا النون المصري، وأبا عبيد البسري، وحكى عنهم، وصحب أيضا أبا تراب النّخشبي. روى عنه: أبو بكر الدقي، ومحمد بن عبد الله بن الجلندى، ومحمد بن الحسن بن علي اليقطيني، وأبو اسحاق الأذرعي، وأبو عمر محمد بن سليمان بن أبي داود اللبّاد، وأبو العباس الدمشقي الوراق، وإبراهيم بن المولّد الرّقي، وأبو محمد بن ياسين، وأبو الفضل عبد الله بن عبيد الله. وحكى أبو الخير التيناتي أنه رآه بالتينات ثغر من الثغور الشامية، قد ذكرناه. وكان بغداديا دخل الشام وسكن الرملة ودمشق، وهو من كبار شيوخ الصوفية، وله أحوال وكرامات ظاهرة. (124- ظ) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن يحيى أبو عبد الله المعروف بابن الجلّاء من كبار مشايخ الصوفية، انتقل من بغداد فسكن الشام. سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: أبو عبد الله أحمد بن يحيى، بغدادي سكن الرملة، وصحب ذا النون، وأبا تراب، وأبوه يحيى بن الجلاء، أحد الأئمة، له النكت اللطيفة «1» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمّويه، ح. بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (78)

وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي ح. وأنبأنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان بن اسماعيل القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: ومنهم- يعني من مشايخ الصوفية- أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاء، بغدادي الأصل، أقام بالرملة ودمشق، من أكابر مشايخ الشام، صحب أبا تراب، وذا النون، وأبا عبيد البسري، وأباه يحيى الجلّاء «1» . أخبرنا الشيخان أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة، وأبو عبد الله محمد بن أبي نصر زيد بن عبد الله بن رواحة الأنصاريان قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: قرئ على أبي الفضل محمد بن (125- و) الحسن بن الحسين السلمي وأنا أسمع بدمشق عن أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي قال: حدثنا محمد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي الطائي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلّاء، وقد قيل له: أكان أبوك يجلو المرايا والسيوف، فسمي الجلّاء؟ قال: لا ولكن كان إذا تكلم على قلوب المؤمنين جلاها. أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن احمد الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: حدثني أبو عبد الله الفرغاني ساكن دمشق قال: سمعت أبا الخير يقول: كنت جالسا ذات يوم في موضعي هذا على باب المسجد، فرفعت رأسي، فرأيت رجلا في الهواء، وبيده ركوة، فأومى إلي، فقلت له: انزل، فأبى ومر في الهواء، فسئل الشيخ أبو الخير: عرفت الرجل؟ فقال: أبو عبد الله بن الجلّاء. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا

أبو سعد الماليني قال: سمعت أبا أحمد عبد الله بن بكر الطبراني يقول: سمعت أبا اسحاق الأذرعي يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاء يقول: (125- ظ) قدمت على أبي عبيد البسري، فأخلى لي بيتا فكان يأتيني بعد صلاة العشاء الآخرة، فيقف على الباب فيقول: ما أظن أن أبا عبد الله يعدل بالوحدة شيئا؟ فأقول: إلّا منك، فيقول: إلّا مني؟ فأقول: نعم، فيدخل، فيذاكرني إلى أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر، فيخرج ويصلي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد إذنا قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا عبد العزيز بن علي الورّاق قال: سمعت علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني يقول: سمعت محمد بن داود يقول: ما رأت عيناي بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بالجبل مثل أبي عبد الله بن الجلّاء، وكان في ممشاذ خمس خصال لم تكن واحدة منها في الجلّاء. قال الخطيب: أخبرني أحمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت جدي اسماعيل بن نجيد يقول: كان يقال إن في الدنيا ثلاثة من أئمة الصوفية لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله الجلّاء بالشام «1» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتوح حمّويه، ح. وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن في كتابها قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشادياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب بن عثمان قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: وكان يقال في الدنيا ثلاثة لا رابع لهم: أبو عثمان (126- و) بنيسابور، والجنيد ببغداد، وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام. قلت: أبو عثمان هو سعيد بن اسماعيل الحيري. أنبأنا عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل قال:

أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: سمعت عبيد الله بن إبراهيم يقول: سئل أبو بكر بن الزانيار عن ابن الجلاء؟ فقال: مؤتمن على سر الله عز وجل. أخبرنا أبو منصور بن محمد فيما أذن لنا فيه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد الأكفاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الطالقاني بدمشق قال: قال أبو عبد الرحمن السّلمي ومنهم: أبو عبد الله بن الجلاء واسمه أحمد بن يحيى بن الجلاء، ويقال: محمد بن يحيى، وأحمد أصح؛ كان أصله بغدادي، أقام بالرملة ودمشق، وكان من جلّة مشايخ الشام، صحب أباه يحيى الجلاء، وأبا تراب النّخشبي، وذا النون المصري وأبا عبيد البسري، وكان أستاذ محمد بن داود الدقي، وكان عالما ورعا. كتب إلينا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني من مرو أن أبا سعد محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي أخبرهم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: محمد بن يحيى، ويقال: أحمد بن يحيى، وأحمد أصح، أبو عبد الله بن الجلاء، كان أصله بغداديا، أقام بالرملة وبدمشق، وكان (126- ظ) من جلة المشايخ وأئمة القوم، صحب أبا تراب النخشبي، وسافر معه. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أحمد بن يحيى أبو عبد الله الجلّاء أحد مشايخ الصوفية الكبار، صحب أباه، وذا النون بن إبراهيم المصري، وأبا تراب النّخشبي، وحكى عنهم. حكى عنه أبو عمر محمد بن أبي سليمان بن أبي داود اللبّاد، وأبو بكر محمد ابن داود الدقّي وأبو العباس الوراق الدمشقي، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني، ومحمد بن عبد الله الجلندي المقرئ «1» . أخبرنا عمي أبو غانم بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمّويه، ح.

وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشّعري قالا: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشادياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن عبد العزيز الطبري يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: سمعت ابن الجلّاء يقول: قلت لأبي وأمي: أحب أن تهباني لله عز وجل فقالا: قد وهبناك لله، فغبت عنهما مدة، فلما رجعت كانت ليلة مطيرة، فدققت الباب، فقال أبي: من ذا؟ قلت: ولدك أحمد، قال: كان لنا ولد فوهبناه لله، ونحن من العرب لا نسترجع ما وهبنا، ولم يفتح الباب. قال: وقال ابن الجلاء: من استوى عنده (127- و) المدح والذم فهو زاهد ومن حافظ على الفرائض في أول مواقيتها فهو عابد، ومن رأى الأفعال كلها من الله فهو موحد. أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو المظفر القشيري إجازة قال: أخبرنا أبي قال: وقال ابن الجلاء: كنت أمشي مع أستاذي، فرأيت حدثا جميلا، فقلت: يأستاذ يعذب الله هذه الصورة؟ فقال: أفنظرت سترى غبّة، قال: فنسيت القرآن بعده بعشرين سنة «1» . أنبأنا إبراهيم بن عثمان الكاشغري قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: حدثنا علي ابن عبد الله بن جهضم قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الجلندي المقرئ قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول: كنت واقفا أنظر إلى غلام حسن الوجه، فمر بي أبو عبد الله البلخي فقال: إيش وقوفك؟ فقلت: يا عم ما ترى، هذه الصورة تعذب بالنار؟ فضرب بيده بين كتفي وقال: لتجدن غبّها بعد أربعين سنة، قال: فأنسيت القرآن بعد أربعين سنة. قال علي: سألت محمد بن داود، فقلت له: حكاية بلغتني عن ابن الجلاء، قال: ما هي؟ فذكرت له هذه الحكاية، فقال: صحيحة.

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمّويه، ح. وأنبأتنا زينب الشعرية قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ (127- ظ) قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا محمد بن ياسين يقول: سمعت ابن الجلاء، وقد سألته عن الفقر، فسكت حتى خلا، ثم ذهب ورجع عن قريب ثم قال: كان عندي أربعة دوانيق فاستحيت من الله أن أتكلم في الفقر، فذهبت وأخرجته، ثم قعد وتكلم في الفقر. قال القشيري: سمعته- يعني محمد بن الحسين- يقول: سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول: سمعت إبراهيم بن المولد يقول: سألت ابن الجلاء متى يستحق الفقير اسم الفقر؟ فقال: إذا لم تبق عليه بقية منه، فقلت: كيف ذاك؟ فقال: إذا كان له فليس له، وإذا لم يكن له فهو له. أنبأنا أبو القاسم الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن الغساني قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: قال أبو عبد الله بن الجلاء: لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه من المودة والصداقة، فإنّ الله تعالى فرض لكل مؤمن حقوقا لا يضيعها إلّا من لم يراع حقوق الله عليه. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حمويه، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالا: أخبرنا الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: (128- و) أخبرنا أبو الأسعد القشيري

أحمد بن يحيى أبو غانم القاضي:

قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر يقول: سمعت محمد بن داود الدينوري يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلّاء يقول: أعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم إلّا ما استقاه بركوته ورشاه، ولم يتناول من طعام جلب من مصر. أخبرنا أبو اليمن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر المؤدب قال: أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال: قال أبو يعقوب الأذرعي توفي أبو عبد الله بن الجلاء يوم السبت لاثني عشرة خلت من رجب سنة ست وثلاثمائة «1» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح بن حموية، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: ولما مات ابن الجلاء نظروا إليه وهو يضحك، فقال الطبيب: إنه حي، ثم نظر إلى مجسته فقال: إنه ميت، ثم كشف عن وجهه فقال: لا أدري هو ميت أم حي، وكان في داخل جلده عرق على شكل لله «2» . (128- ظ) . أحمد بن يحيى أبو غانم القاضي: قاضي حران، حدث بحلب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة عن: أبيه يحيى، وعلي بن أحمد بن بسطام، والحسن بن المثنى، ومحمد بن أحمد بن إسماعيل بن ماهان الأبلي، ومحمد بن مرداس الأبلي، وموسى بن الحسين بن موسى، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأبي موسى بن عبد الحميد الجوني، ومحمد ابن الحسين بن مكرم البزاز البغدادي، وسمعهما بالبصرة، واحمد بن عبد الرحيم ابن موسى، والنعمان بن أحمد الواسطي، وأبي بكر محمد بن عبد السلام السلمي،

وأحمد بن منصور الرمادي، وهرون بن محمد الحارثي، والحسن بن محمد السكوني، وأبي بكر محمد بن إبراهيم حموية الطيالسي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وإبراهيم بن زكريا الأيلي، وأبي بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد البغدادي، وأحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، وعبد الله بن أحمد بن موسى عبدان، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبد الله بن حمدان الصائغ، ومحمد بن سعيد ابن زكريا، وأبي محمد القاسم بن عباد القزاز، والحسن بن محمد السكوني، وأبي بكر أحمد بن مقبل، ومحمد بن علي بن حاتم، وأبي أيوب سليمان بن الحسن العطار، وأبي عثمان سعيد بن هليبة العبّاداني، وأبي أيوب عثمان عمرو بن أبي سويد، ومحمد بن سعيد بن مهران، ومحمد بن حبان المازني، وأبي بكر أحمد بن حيان، وأبي الحسن علي بن الحسن بن مهدي، وعلي بن الحسن بن صدقة (129- و) ومحمد بن زهير بن الفضل، وأحمد بن القاسم البغدادي، وخرّج فوائد من حديثه، وأملاها بحلب في التاريخ المذكور. وهو في غالب ظني ممن انتقل من حران الى حلب في أيام سيف الدولة بن حمدان بعد ما هجمها الروم في سنة احدى وخمسين، وقتلوا أكثر أهلها. روى عنه: الشيخ أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام، وأبي نمير العابد، واسماعيل بن أحمد بن اسماعيل بن أبي عيسى الجلي الحلبيان. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد ابن الجلي قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن عبد الواحد الاسدي القطبي قال: حدثنا أبو غانم أحمد بن يحيى القاضي بحلب سنة احدى وخمسين وثلاثمائة إملاء قال: حدثنا علي بن أحمد بن بسطام قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي عن مسلم بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما أفضل منهما «1» » .

أحمد بن يحيى المصيصي:

أحمد بن يحيى المصيّصي: حدث عن الوليد بن مسلم، روى عنه عمران بن عبد الرحيم الأصبهاني (129- ظ) أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الخياط الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرت عن عمران بن عبد الرحيم قال: حدثنا أحمد بن يحيى المصيصي قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه إلّا جعل إليه شيئا من حوائج الناس، فان تبرم بهم فقد عرّض تلك النعمة للزوال» «1» . أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب الأصبهاني فيما أذن لنا فيه، وسمعت منه بدمشق قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو ابن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة قال: أحمد بن يحيى المصيّصي، حدث عن الوليد بن مسلم بمناكير، روى عنه عمران بن عبد الرحيم الأصبهاني. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو الحسن الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ في تاريخ أصبهان قال: أحمد بن يحيى المصيصي، قدم أصبهان، حدث عن الوليد بن مسلم «2» . أحمد بن يدغباش التركي القائد: هو أحمد بن دغباش، وقد قدمنا ذكره وأنه ولى حلب، وذكره الحافظ أبو القاسم ابن عساكر بما أخبرنا ابن أخيه أبو البركات الحسن بن محمد اجازة قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أحمد بن يدغباش التركي (130- و) كان أبوه أهداه ملك الترك الى المعتصم، وكان يدير أمر دمشق لما وليها علي بن أماجور بعد موت أبيه في خلافة المعتمد على الله لصغر علي بن أماجور.

أحمد بن برنقش بن عبد الله العمادي:

ثم وليها خلافة لأحمد بن طولون، فلما مات أحمد بن طولون أظهر مخالفة أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، وموافقة أبي أحمد الموفق، فلما وصل المعتضد بن الموفق الى دمشق ووقعت الوحشة بينه وبين اسحاق بن كنداحيق فارقه ابن يدغباش وصار حيز ابن كنداجيق «1» . قلت: وكان ابن كنداجيق لما وقعت الوحشة بينه وبين المعتضد عاد هو وابن أبي الساج وجعفر البغامردي الى حلب وابن يدغباش معهم، وجبوا أموالها. ذكر أحمد بن يوسف بن ابراهيم الكاتب قال: حدثني أحمد بن خاقان قال: استخلف أحمد بن طولون على دمشق أحمد بن يدغباش، وسار الى حمص والى أنطاكية والثغر في سنة أربع وستين ومائتين، ثم ورد عليه بالثغر خلاف ابنه العباس في سنة خمس وستين فانكفأ مسرعا الى مصر. قال: ولما مات أحمد بن طولون أظهر أحمد بن يدغباش بدمشق الدعوة لأحمد ابن الموفق، وخلع أبا الجيش، فلم يزل على دمشق الى أن قدم المعتضد بالله أحمد ابن الموفق، وهو ولي عهد المعتمد اذ ذاك، الى دمشق، ثم خرج عنها الى ناحية الرملة، فالتقى هو وأبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون بالطواحين من الرملة فهزم كل واحد منهما صاحبه، ورجع أحمد الى العراق، (130- ظ) وصار أبو الجيش الى دمشق فملكها. قلت: قوله «إلى أن قدم المعتضد بالله أحمد بن الموفق وهو ولي عهد المعتمد» ، يريد أن الموفق ولي عهد المعتمد اذ ذاك لأن المعتضد ولي عهد المعتمد في محرم سنة تسع وسبعين ومائتين، بعد أبيه الموفق، والله أعلم. أحمد بن برّنقش بن عبد الله العمادي: أبو العباس، الامير ناصر الدين بن الأمير مجاهد الدين، كان أبوه يرنقش من مماليك عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي صاحب سنجار، وولد ابنه أحمد هذا بسنجار، وتقدم وصار أستاذ دار قطب الدين بن عماد الدين، وكان أميرا

مكملا، فاضلا، شاعرا، حسن الأخلاق، طيب المعاشرة، وكان متمولا وله أملاك كبيرة بسنجار، ووجاهة عظيمة، فتغير عليه قطب الدين بن عماد الدين مولاه وقبض عليه وعذبه بالجوع والعطش، وأخذ جميع ماله وحبسه حتى مات. وكان قد قدم علينا حلب قبل ذلك في أيام الملك الظاهر، وأقام بها مدة وسكن بدرب العدول «1» ، ثم عاد الى سنجار. روى لنا عنه أبو المجاهد اسماعيل بن حامد القوصي، وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن دبابة الحنفي السنجاري، وأخبرني ابن دبابة أن أحمد بن يرنقش كان في صدر عمره مسرفا على نفسه، وأنه أقلع، وتاب توبة حسنة. قال: وكان يصوم الهواجر «2» ، ويقوم الليل. (131- و) . أنشدني أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن دبابة السنجاري بها قال: أنشدني ناصر الدين أحمد بن مجاهد الدين يرنقش بن عبد الله العمادي لنفسه. مشيب الرأس حين بدا ... يقول دنا الذي بعدا فقم بادر إلى عمل ... يسرك أن تراه غدا فيومك ذا إذا ما فا ... ت ليس بعائد أبدا وأنشدني أبو الحسن بن دبابة قال: أنشدني أحمد بن يرنقش لنفسه: تقول وقد ودعتها ودموعها ... على نحرها من خشية البين تلتقي مضى أكثر العمر الذي كان نافعا ... رويدك فاعمل صالحا في الذي بقي أنشدنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير ناصر الدين أبو العباس أحمد ابن الأمير مجاهد الدين يرنقش أستاذ دار الملك المنصور قطب الدين صاحب سنجار رحمه الله، وذلك حين مقدمي الى سنجار رسولا عن الملك العادل رحمه الله في

شهور سنة ستمائة، لأبي عبد الله بن شرف الشاعر وقد شكرت مخدومه، وأثنيت عليه بكثرة حوائج الناس اليه، هذين البيتين: لملتمسي الحاجات جمع ببابه ... فهذا له فن وهذا له فن فللخامل العليا وللمعدم الغنى ... وللمذنب الرحمن وللخائف الأمن قال القوصي: وأنشدني رحمه الله، وقد حرضته على فعل الخير، متمثلا (131- ظ) للخير أهل ما تزال ... وجوههم تدعو إليه طوبى لمن جرت الأمور ... الصالحات على يديه قال: وحرضته يوما على الاحسان وبذل الجاه للاخوان فأنشدني هذين البيتين فأحسن إلى الاخوان تملك رقابهم ... فخير تجارات الكريم اكتسابها وأدّ زكاة الجاه واعلم بأنها ... كمثل زكاة المال تم نصابها قال لنا أبو المحامد القوصي: هذا الأمير ناصر الدين رحمه الله كان عارفا بأحوال الملك، ناصحا لسلطانه، ثم وشى به أعداؤه حسدا على علو شأنه، فنكبه سلطانه نكبة استأصل فيها شأفته وشأفة أتباعه، وقبض على جميع أمواله وحواصله ورباعه، وتوفي محبوسا. أخبرني القاضي أبو علي الحسن بن محمد القيلوي قال: أخبرني بعض أهل سنجار أن ناصر الدين ابن المجاهد كتب على حائط المكان الذي مات فيه في محبسه بخطه: حالى عجب وفي حديثي عبر ... في أغفل ما كنت أتاني القدر أخبرني جماعة من أهل سنجار أن أحمد بن يرنقش مات في حبس قطب الدين صاحب سنجار بعد أن قبض على جميع ماله ومنعه من الطعام والشراب، فبلغ من من أمره أن أكل قلنسوته وأكمامه لشدة الجوع.

وأنشدني غير (131- و) واحد من أهل سنجار الدويتي الذي أنشدناه أبو علي القيلوي، وفيه زيادة على ما أنشدناه أبو علي، وذكروا أنه نظمه في السجن بسنجار، وقد منع الماء والطعام. حالي عجب وفي حديثي عبر ... أشكو ظمأ وعبرتي تنحدر في صفو زماننا أتاني الكدر ... يا من ظلموا تفكروا واعتبروا وأخبرت بسنجار أنه مات في حبس قطب الدين بعد أن قبض على جميع ماله ومنعه الطعام والشراب، ودخل اليه بعض من كان يشرف على حاله من أصحاب قطب الدين فقال له: قل لقطب الدين: يطعمني ويسقيني وأنا أعطيه ألف دينار لم يبق لي غيرها، قال: فمضى ذلك الانسان، وأخبر قطب الدين بما ذكره، فسير اليه طعاما وماء بثلج، وقال للرسول: أدخله اليه ولا تمكنه منه حتى يعطيك الذهب فلما دخل به اليه نظر اليه، فقال له الرسول: لا سبيل لك اليه إلّا بعد أداء ما ذكرت فقال: والله ما بقي لي شيء والذي لي قد قبض جميعه، وإنما قلت لتطعموني وتسقوني، فردوا الطعام والماء، ولم يتناول منه شيئا، وخرجوا من عنده، فنام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فناوله شيئا أكله، فزال عنه الجوع والعطش، فدخلوا عليه بعد ذلك فرأوه قائما يصلي، فلما فرغ من صلاته (132- ظ) أخبرهم بما رأى، فلما بلغ قطب الدين اتهم والدته أم قطب الدين بأنها أنفذت اليه مأكولا ومشروبا، ولم يزل على ذلك الى أن مات رحمه الله. وحكى لي بعض أهل سنجار أن صاحب سنجار سير الى أحمد بن يرنقش جماعة خنقوه وهو في السجن. وقال لي بعض من أدركه من أهل سنجار من فقهائنا الحنفية: انه لم يبق أحد ممن تولى خنقه إلا ابتلي ببلية، فمنهم من لازمه الصرع الى أن مات، ومنهم من افتقر واحتاج بعد الغنى الى مسألة الناس. وحكى لي غيره أن قطب الدين صاحب سنجار لما احتضر ودنت وفاته جعل يشكو العطش، ويسقى فلا يروى، ويذكر ابن المجاهد كثيرا، ويردد اسمه على لسانه الى أن مات.

من اسم أبيه يزيد من الاحمدين

وقال لي علي بن الحسين بن دبابة السنجاري: ان أحمد بن يرنقش توفي بسنجار سنة خمس عشرة وستمائة، في حبس قطب الدين صاحبها، ممنوعا من الطعام والشراب. قال: وبلغني أنه أتي بماء ليشربه فرده وقال: لا حاجة لي فيه، فاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فشكوت اليه العطش، فناولني فص خاتمه، فمصصته فزال عني العطش. من اسم أبيه يزيد من الاحمدين أحمد بن يزيد بن ابراهيم: أبو بكر البجلي، امام المسجد الجامع بمعرة النعمان، (133- و) حدث عن أبي بكر أحمد بن اسحاق، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي: كان قائدا من قواد طاهر بن الحسين، وكان في صحبته حين خرج الى الشام، وقدم معه الى ناحية حلب، وحكى عنه، روى عنه محمد بن أبي شيخ الرقي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد بن سهل قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسين بن اسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني هرون بن ميمون الخزاعي قال: حدثنا محمد بن أبي شيخ من أهل الرقة قال: حدثني أحمد بن يزيد ابن أسيد السلمي قال: كنت مع طاهر بن الحسين بالرقة، وأنا أحد قواده، وكانت لي به خاصية أجلس عن يمينه، فخرج علينا يوما راكبا، ومشينا بين يديه وهو يتمثل: عليكم بداري فاهدموها فانها ... تراث كريم لا يخاف العواقبا إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ... وأعرض عن ذكر العواقب جانبا سأرحض عني العار بالسيف جالبا ... عليّ قضاء الله ما كان جالبا «1»

أحمد بن يزيد بن خالد:

فدار حول الرافقة، ثم رجع فجلس مجلسه، فنظر في قصص ورقاع، فوقع (133- ظ) فيها صلات أحصيت ألف ألف وسبعمائة ألف، فلما فرغ نظر إليّ مستطعما للكلام، فقلت: أصلح الله الأمير، ما رأيت أنبل من هذا المجلس، ولا أحسن، ودعوت له، ثم قلت: لكنه سرف، فقال: السرف من الشرف، فأردت الآية التي فيها وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا «1» فجئت بالأخرى التي فيها إن إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ «2» فقال: صدق الله، وما قلنا كما قلنا. أحمد بن يزيد بن خالد: حدث بحلب عن يوسف بن يونس أبي يعقوب الأفطس الطرسوسي روى عنه عصمة بن بجماك. أنبأنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزه القبّيطي قال: أخبرنا أبو الكرم الشهرزوي عن أبي القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: وحدثني عصمة بن بجماك قال: حدثني أحمد بن يزيد بن خالد بحلب، ح. قال ابن عدي وحدثنا ابن شبيب قال: حدثنا محمد بن يزيد الكندي قالا: حدثنا يوسف بن يونس أبو يعقوب الأفطس قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يدعو يوم القيامة بعبد من عبيده فيوقفه بين يديه فيسائله عن جاهه كما يسائله عن ماله» «3» . من اسم أبيه يعقوب من الاحمدين (134- و) أحمد بن يعقوب بن أحمد بن أبي عبيدة: محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب

أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن بغاطر:

الهاشمي الصّالحي الحلبي، حدث عن محمد بن عزيز الأبلي، وأبي سليمان الكيساني. روى عنه ابنه القاضي محمد بن أحمد بن يعقوب المصّيصي. أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن بغاطر: ابن مصعب بن سعيد بن مسئلة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو بكر القرشي الأموي الجرجاني رحل وطاف البلاد، ودخل العراق والشام والجزيرة ومصر، وسمع بدمشق وحرّان، ففي ما بين دمشق حرّان دخل حلب أو بعض عملها. ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي في تاريخ دمشق بما أخبرنا ابن أخيه أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن إذنا قال: أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن بغاطر بن مصعب بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو بكر القرشي الأموي الجرجاني، رحل وسمع بدمشق وبطبرية الفضل بن صالح بن بشر بن سلمة، وبحران أبا العباس محمد بن أحمد بن سلم وبغيرها عبد الله بن محمد بن خلّاد، وعبد الله بن محمد بن سليمان السعدي المروزي، وبمصر أبا دجانة سفيان بن محمد بن هبة الله الخولاني، وأبا بكر محمد بن أحمد بن نصر العطار البغدادي، وعبدان بن أحمد الجواليقي. روى عنه: (1134- ظ) أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، وأبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي وأبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الجوري النيسابوري، وأبو الفضل محمد بن أحمد الزهري، وأبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي الاستوائي، وأبو حازم عمر بن إبراهيم الحافظ العبدري وهو نسيبه، وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبوا بكر: أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأحمد بن محمد بن ابراهيم المروزي الصدفي، وأبو الفضل نصر بن أبي نصر العطار الطوسي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن علي البيهقي، الخسروجردي «1» .

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي سماعا، أو إجازة، قال: أخبرنا أبو سعد الخنزرودي قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه قال: حدثنا أحمد بن يعقوب قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد قال: حدثنا عبد الرحمن ابن عمرو بن جبلة قال: حدثتنا نسعة بنت شعبة الطائية قالت: سمعت أمي حفصة بنت عمر الطائية أنها سمعت عائشة تقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أردت أن يذرك الله عنده فأكثري من قول: لا حول ولا قوة إلّا بالله، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر» «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم ابن أبي محمد الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد، وأبو بكر (135- و) عمر ابنا محمد بن محمد بن باذوية السهلكي البسطامي بقراءتي عليها ببسطام «2» قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد البسطامي السهلكي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي قال: سمعت أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار القرشي يقول: دخلت مع خالي بغداد سنة ثلاث وثلاثمائة، وبغداد تغلي بالعلماء، والأدباء، والشعراء، وأصحاب الحديث، وأهل الأخبار، والمجالس عامرة، وأهلها متوافرون، فأردت أن أطوف المجالس كلها، وأخبر أخبارها فقيل لي: إنّ ها هنا شيخا يقال له أبو العبرطن «3» أملح الناس، يحدث بالأعاجيب، فقلت لخالي: مر بنا ندخل على الشيخ، فقال: إنه مهوّس يضحك منه الناس، فارتحلنا من بغداد، ولم ندخل عليه، وكنت أجد في القلب من ذلك ما أجد، حتى إذا كان انحداري من الشام بعد طول من المدة وامتداد من الأيام والأعوام، وتوفي خالي فلما دخلت بغداد فأول من سألت عنه سألت عن أبي العبرطن، فقيل: يعيش وله مجلس، فقمت وعمدت إلى الكاغد والمحبرة، وقصدي الشيخ، فإذا الدار مملوءة من أولاد بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (79)

الملوك والأغنياء، وأولاد الهاشميين بأيديهم الأقلام يكتبون، وإذا مستمل قائم في صحن الدار، وإذا شيخ في صدر الدار، ذو جمال وهيئة، قد وضع في رأسه طاق خف مقلوب، واشتمل بفرو أسود قد جعل الجلد مما يلي بدنه، فجلست في أخريات القوم، وأخرجت الكاغد، وانتظرت ما (135- ظ) يذكر من الاسناد، فلما فرغوا قال الشيخ: حدثنا الأول عن الثاني عن الثالث أن الزّنج والزط كلهم سود؛ وحدثني خرباق عن نياق قال: مطر الربيع ماء كله، وحدثني دريد عن رشيد قال: الضرير يمشي رويدا. قال أبو بكر أحمد بن يعقوب: فبقيت أتعجب من أمر الشيخ، فطلبت منه خلوة في أيام، أعوذ إليه كل يوم فلا أصل إليه، حتى كانت الليلة التي يخرج الناس فيها الى الغدير «1» اجتزت بباب داره فإذا الدار ليس فيها أحد، فدخلت فإذا الشيخ وحده جالس في صدر الدار فدنوت منه وسلمت عليه، فرحب بي وأدناني، وجعل يسألني، فرأيت منه من جميل المحيّا والعقل والأدب والظرافة واللباقة ما تحيرت فقال لي: هل لك من حاجة؟ قلت: نعم، قال: وما هي؟ قلت قد تحيرت من أمر الشيخ، وما هو مدفوع إليه مما لا يليق بعقله وحسن أدبه وبيانه وفصاحته، فتنفس نفسا شديدا، ثم قال: إن السلطان أرادني على عمل لم أكن أطيقه وحبسني في المطبق أيام حياته، فلما ولي ابنه عرض علي ما عرض علي أبوه فأبيت، فحبسني وردني إلى أسوأ ما كنت فيه، وذهب من يدي ما كنت أملكه، واخترت سلامة الدين، ولم أتعرض لشيء من الدنيا بشيء من ديني، وصنت العلم عما لا يليق به، ولم أجد وجها لخلاصي، فتحامقت ونجوت، فها أنذا في رغد من العيش. (136- و) . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: كتب إليّ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي قال: قال لنا أبو بكر البيهقي: أحمد بن يعقوب، كان يعرف بابن بغاطرة القرشي الأموي، له من أمثال هذا، يعني حديثا ذكره، أحاديث موضوعة لا أستحلّ رواية شيء منها «2» .

أحمد بن يعقوب الانطاكي:

أحمد بن يعقوب الانطاكي: روى عن عبد الله بن محمد البلوي، روى عنه جعفر بن محمد بن سوّار أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد الشافعي بدمشق قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن عبدان النيسابوري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمّل قال: حدثنا جعفر بن محمد بن سوار قال: أخبرني أحمد بن يعقوب الأنطاكي عن عبد الله بن محمد البلوي قال: حدثنا البراء بن بن سعيد بن سماعة بن محمد بن عبد الله بن البراء بن مالك الأنصاري عن أبيه أن قدامه بن عقيل الغطفاني أخبره عن جمعة أو جميعة بنت ذابل بن طفيل بن عمرو عن أبيها ذابل بن طفيل بن عمرو الدّوسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قعد في مسجده منصرفه من الأباطيل فقدم عليه خفّاف بن نضلة بن عمرو بن بهدلة الثقفي، فأنشد رسول الله الله عليه وسلم: كم قد تحطمت القلوص بي الدجى ... في مهمه قفر من الفلوات (136- ظ) فل من التوريس ليس نقاعة ... نبت من الأسبات والأزمات إني أتاني في المنام مساعد ... من جن وجرة كان لي وسواتي يدعو إليك لياليا ولياليا ... ثم اخزاك وقال لست بآتي فركبت ناحية أضر بنيها ... جمر يخبّ به على الأكمات حتى وردت إلى المدينة جاهدا ... كيما أراك فتفرج الكربات قال: فاستحسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «إنّ من البيان لسحرا، وإن من الشعر كلحكم» «1»

أحمد بن يعقوب القائد:

أحمد بن يعقوب القائد: كان من قوّاد خمارويه بن طولون، ولاه حلب وأنطاكية وقنّسرين سنة أربع وسبعين ومائتين بعد أن هزم خماويه بن طولون محمد بن ديوداد الأفشين بالثنيّة، واستأمن إليه جماعة من عسكره، وولى الأفشين هاربا. فكتب أحمد بن يعقوب الى خمارويه يسأله أن يرد إليه ما كان يتولاه من أعمال المعاون بأنطاكية وناحيتها، فأجابه إلى ذلك، ثم كتب له تقليدا بالصّلاة بأهل أنطاكية وساحل جند حمص، وأهل كورة قنسرين والمعاون «1» والأحداث بهذه البلاد بأسرها. قرأت ذلك في سيرة خمارويه. أحمد بن يعقوب أبو الحسين الكفرطابي: شاعر مجيد مذكور من أهل كفر طاب. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن يوسف الحالي الكفرطابي (137- و) المعروف بابن المنيّرة في كتاب له سماه «البديع في نقد الشعر» ، فذكر في باب تجنيس التركيب منه قال: وشعر أبي الفتح البستي أكثره من هذا الباب، وقد تبعه الناس في ذلك، فقال شاعرنا أحمد بن يعقوب الكفرطابي: وأهيف الخصر مثل الليل طرته ... وصدغه خزريّ الجنس أولاني أوليت وصلا فأولاني قطيعته ... بئس الجزاء بما أوليت أولاني قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن منفذ في تاريخه، وذكر وفاة جد أبيه أبي المتّوج مقلد بن نصر بن منقذ قال: ورثاه الشيخ أبو الحسن أحمد بن يعقوب بقصيدة أولها:

أحمد بن يمن بن همام بن أحمد بن أحمد بن الحسين، أبو العباس العرضى:

لا تصحب الدّهر عزما واصحب الجزعا ... ولا تطع زاجرا عنه وإن وزعا أتابع أنا من لم يدر ما كمدي ... وقد رأيت الفتى من كان متبعا لو قلبه بين أحشائي إذا لرأى ... قلبا تقطعه أيدي الجوى قطعا ويح الردى راميا لم تشو أسهمه ... وفاجع الخطب لم يعلم بمن فجعا أمخلص الدولة اعتاقت حبائله ... لا حبذا بك من ناع إليّ نعا قال في آخرها يخاطب أبا الحسن عليا ولده: ما جار حكم الليّالي عن سجيّته ... ولا استسنّ الردى فيكم ولا ابتدعا هذي سبيل الردى من قبلنا سلفوا ... وسوف نمضي علي آثارهم تبعا (137- ظ) لو خلّدوا لم تكن هذي منازلنا ... ولم نجد معهم في الأرض متّسعا فعشتم يا بني نصر ولا سلب ... الرحمن أنعمه عنكم ولا نزعا كانت وفاة مقلد بن نصر في ذي الحجة سنة احدى وخمسين وأربعمائة، فقد توفي أحمد بن يعقوب بعد ذلك. أحمد بن يمن بن همام بن أحمد بن أحمد بن الحسين، أبو العباس العرضى: من أهل عرض، بلدة من المناظر من عمل قنّسرين، والقرب من رصافة هشام انتقل الى دمشق وسكنها، واكتسب بها أموالا، وحصل بها أملاكا، وكان له شعر حسن، روى لنا عنه شيئا من شعره شهاب الدين أبو المحامد القوصي. أنشدنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، ونقلته من خطه، قال: أنشدني الأجل الرئيس نجيب الدين أبو العباس أحمد بن يمن بن همام بن أحمد ابن أحمد بن الحسين العرضي بدمشق لنفسه: يقولون لي أفنيت دمعك فاقتصد ... فمن لي بعين لا تجف غروبها ولي أنّة تبري الضلوع من الجوى ... ولي كبد لم أدر ماذا يذيبها

قال لي: وأنشدني لنفسه في الشيب: (138- و) : ما كان أسرع ما ولى الشباب وما ... جاء المشيب بجيش الوهن والهرم وما تذكرت أياما مضين به ... إلّا بكيت على ساعاتها بدمي قال لي: وأنشدني لنفسه في الشيب أيضا: (138- و) : لا أبعد الله الشباب فإنه ... عون على السراء والضراء ولطالما قد كنت فيه منعما ... ما بين غانية إلى حسناء واليوم مذ وخط المشيب بعارضي ... متوقع لشماتة الأعداء قال أبو المحامد القوصي:، ونقلته من خطه وأجازه لي، وأنشدته يوما هذه الأبيات الرائية على سبيل المذاكرة: حاشى لفضلك أن تنيل مطالبي ... قوما سبقتهم إليك تخيرّا ويكون حظي في العناء مقدما ... عنهم وحظي في العطاء مؤخرا هطلت عليهم من نداك سحابة ... تروي البلاد ولا تبل لي الثرى وسريت قبلهم الى أكنافها ... قيد الصباح وما حمدت له السرى قال: فأنشدني لنفسه على وزنها ورويها: ولقد سألت عن الكرام فلم أجد ... سمعا يحسّ بهم ولا عينا ترى فسريت ألتمس الغنى حتى بدا ... ضوء الصباح فما حمدت له السرى آه على موت يريح لو أنه ... مما تباع به النفوس ويشترى

من اسم أبيه يوسف من الاحمدين

من اسم أبيه يوسف من الاحمدين أحمد بن يوسف بن أسباط بن واصل الشيباني: كان مع أبيه بشيح الحديد من عمل حلب وكورة أنطاكية، روى عن أبيه يوسف بن أسباط، روى عنه عبد الله بن خبيق الأنطاكي، وسعدان بن يزيد. أخبرنا الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب (138- ظ) الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشاهد قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الرحمن بن اسحاق العامري قال: أخبرنا أبو عمرو أحمد بن أبيّ الفراتي قال: أخبرنا أبو موسى عمران بن موسى قال: حدثنا محمد بن المسيب قال: حدثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكي قال: حدثني أحمد بن يوسف بن أسباط قال: سمعت أبي يقول: ما أبالي سألت صاحب بدعة عن ديني أو زنيت. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا سعدان بن يزيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن أسباط عن أبيه قال أبي: مكثت دهرا وأنا أظن أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء غائب لغائب «1» » أنه إذا كان غائبا، ثم نظرت فيه فإذا هو لو كان على المائدة ثم دعا له وهو لا يسمع كان غائبا. أحمد بن يوسف بن اسحاق: وقيل أبي اسحاق، يعقوب المنبجي، أبو بكر الطائي، حدث عن: أبي سعيد سهل بن صالح، وعبد الله بن خبيق الأنطاكيين، وحاجب بن سليمان المنبجي،

وعبد الله بن عبد الرحمن، وأحمد بن سعيد بن شاهين، ومحمد بن شعبة، وسفيان ابن عينية. روى عنه: أبو الحسين محمد بن أحمد بن (139- و) جميع الصيداوي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ومحمد بن جعفر بن أبي الزبير قاضي منبج، وأبو عثمان محمد بن أحمد بن حمدان، وعبد الرحمن بن عيسى بن محمد المنبجي، ومحمد بن محمد بن مقبل البغدادي، وأبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن زيد العدل، وأبو علي محمد بن علي بن الحسين الأسفراييني المعروف بابن السقاء، وأبو الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان ابن صاحب المصلى، وأبو الفضل نصر بن أبي نصر الحافظ، وأحمد بن حرب الطائي، وأبو شاكر عثمان بن محمد بن حجاج النيسابوري الفقيه، وأبو القاسم فرج بن إبراهيم ابن عبد الله النّصيبي، وأبو الفضل نصر بن محمود بن أحمد العطار الصوفي الطوسي. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن طلّاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي قال: أخبرنا أحمد بن يوسف بمنبج قال: حدثنا سهل بن صالح قال: حدثنا عبدة بن سليمان قال: حدثنا علي بن صالح عن أشعت بن أبي الشعثاء عن معاوية بن سويد بن مقرّن عن البراء قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الأخوة قال: أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، ح.

قال أبو الحجاج: وأخبرتنا عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسين بن محمد ابن سليم قالت: أخبرنا أبو الرجاء الصيرفي (139- ظ) قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن اسحاق المنبجي بمنبج قال: حدثنا شعيب بن حرب عن يحيى التيمي عن ادريس الأودي عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتهى الى القبور قال: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين إنا إن شاء الله بكم لاحقون، وانتم لنا فرط «1» ونحن لكم تبع، ونسأل الله عز وجل لنا العافية» . قال ابن المقرئ: قال أبو بكر: قطعوا الورقه التي فيه» هذا الحديث من كتابي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي جرادة العقيلي بقراءتي عليه بحلب قال: أخبرنا أبو الفتح بن الجلي قال: حدثني أبي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن أبي الزبير قاضي منبج قال: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت سقلاب بن خزيمة يقول: مكتوب في التوراة «يا بن آدم خوّفناك فلم تخف، وشوقناك فلم تشتق، يا بن الأربعين مهلا يا بن الخمسين لا عذر لك، يا بن الستين قددنا الحصاد، يا بن السبعين هلم الى الحساب» .

أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان:

أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان: أبو العباس (140- و) الملقب بالملك المحسن يمين الدين بن الملك الناصر صلاح الدين رحمهما الله، وأمه أم ولد. أخبرني أن مولده في شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين وخمسمائة بدمشق، وذكر العضد مرهف بن أسامة في تعليق له، ونقلته من خطه، أن مولده بمصر. ونقلت من خط أبي المحامد القوصي، وذكره وقال: ومولده بالقاهرة المعزية في شهور سنة سبع وسبعين وخمسمائة، قال: أخبرنا بذلك شيخنا الوزير، ذو البلاغتين، عماد الدين الأصبهاني الكاتب. اشتغل الملك المحسن بالعلم، وخرج عن لبس الأجناد، وتزيا بزي أهل العلم، واشتغل بالحديث وسماعه، والاستكثار منه، وتحصيل الأصول الحسنة بخطوط المشايخ، وسمع بالديار المصرية أبا القاسم البوصيري، وأبا عبد الله محمد بن حمد ابن حامد الأرتاحي وغيرهما، وسمع بدمشق أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحرّاني، وشيوخنا: أبا اليمن الكندي، وأبا القاسم بن الحرستاني وأبا القاسم العطار، وداود بن ملاعب، وغيرهم، وسير الى بغداد وحمل منها أبا الحفص بن طبرزد، وحنبل بن عبد الله المكبّر، وسمع منهما عامة حديثهما، وأفاد الناس بالشام حديثهما. ثم قدم علينا حلب وافدا الى أخيه الملك الظاهر رحمه الله، فأكرمه وأحسن إليه، وملكه قرية من بلد حلب يقال لها قذاران، وهي التي ذكرها امرؤ القيس في قصيدته الرائية، وسمع بحلب من شيخنا افتخار الدين (140- ظ) أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وشيخنا أبي بكر بن روزبه البغدادي. وحج الى مكة مرتين فسمع بمكة أبا الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله الفراش نزيل مكة، وبالمدينة أبا محمد عبد الرحيم بن المفرج بن علي بن مسلمة؛ وعاد في الحجة الثانية على طريق بغداد، فسمع بها من جماعة من الشيوخ الذين أدركهم.

ووصل الى حلب وأقام بها الى أن مات، وحدث بها عن أبي عبد الله محمد بن علي الحرّاني، وسمعت منه عنه، وكان يميل أولا الى مذهب أهل الظاهر، ثم مال الى التشيع عند مقامه بحلب رحمه الله. أخبرنا الملك المحسن أبو العباس أحمد بن الملك الناصر يوسف بن أيوب بحلب بالمسجد الجامع بين يدي المحراب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحرّاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد ابن محمد الفرّاوي قال: أخبرنا أبو يعلى اسحاق بن عبد الرحمن الواعظ قال: أخبرنا أبو سعيد بن محمد الصوفي قال: أخبرنا محمد بن أيوب البجلي قال: أخبرنا مسلم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي ما لم تتكلم به ولم تعمل به أو ما حدثت به أنفسها» «1» . توفي الملك المحسن أحمد بن يوسف بحلب يوم الأحد الخامس والعشرين من محرم سنة أربع وثلاثين وستمائة وقت الظهر، وأوصى أن يصلي (141- و) عليه القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قاضي حلب، فصلى عليه بالجامع بحلب؛ وأوصى أن يحمل الى الرقة ويدفن بها بالقرب من عمار بن ياسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمل إليها بعد أن صلي عليه وحضرت الصلاة عليه ودفن الى جانب قبر عمار رضي الله عنه، لما مررت بالرقة وزرت بها عمارا، رأيت قبره الى جانبه رحمه الله وإيانا. (141- ظ)

أحمد بن يوسف بن الحسين أبو العباس الكواشي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحمد بن يوسف بن الحسين أبو العباس الكواشي: وكواشا قلعة حصينة من قلاع الموصل، رجل من الصالحين الأخيار، والأولياء الأبرار، عالم فاضل، فقيه كامل، عارف بالنحو والتفسير، وسمع الحديث اليسير. وحدث عن شيخنا أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير، وقرأ النحو على والده يوسف، وشيخنا أبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني، وقدم علينا حلب، وأقام بالمسجد المنسوب إلينا، واجتمعت به ولم أسمع منه شيئا لنزول سنده، وعاد من حلب الى الموصل، وانقطع الى الله في دويرة الصوفية بالجامع العتيق، لزم العبادة بها، وصنف للقرآن تفسيرين مطولا ومختصرا، وقفت على المختصر منهما، وهو حسن مفيد. وقدمت الموصل رسولا وزرته بالدويرة المذكورة، وجددت العهد برؤيته، وطلبت أن أسمع منه حديثا فلم يكن عنده شيء من أصوله، فذكر لي حديثا من حفظه، رواه عن شيخنا ابن الأثير من كتاب الترمذي باسناده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره مقطوعا، وأجاز لي ولو لديّ رواية جميع ما يروى عنه؛ ثم قدمت الموصل مرة أخرى في شهور سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وجددت العهد بزيارته، والتبرك به، فاجتمعت به بالجامع العتيق بعد صلاة الجمعة وقد أضر، ووجدت بين (143- و) يديه على سجادته منديلا قد وضعه وهو يسجد عليه،

أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية:

فلما فرغ من صلاته قال لي معتذرا: هذا المنديل أضعه بين يدي في الصلاة، وأسجد عليه خوفا من أن أميل عن القبلة في حالة السجود «1» . أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية: أبو الحسن السلمى، وقيل الأزدي النيسابوري، ويعرف بحمدان، وكان إماما في الحديث، واسع الرحلة، دخل الشام والجزيرة، واجتاز بحلب في طريقه ما بين الشام والجزيرة، أو ببعض عملها. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور بما أنبأنا به أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو بكر أحمد بن الحسين ابن علي البيهقي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري إجازة منهم قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أحمد بن يوسف بن خالد بن سلم، أبو الحسن السلمي النيسابوري، أحد أئمة الحديث، كبير الرحلة، واسع الفهم، مقبول عند الأئمة في أقطار الأرض، وهو خواص يحيى بن يحيى، ومن المصاهرين له على أقاربه (143- ظ) ويقال على ابنته. سمع بخراسان: حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله، ويحيى بن يحيى، والجارود بن يزيد النيسابوري، وعلي بن الحسين بن شقيق، وعبد الرحمن ابن علقمة، وعبدان بن عثمان المروزي وطبقتهم. وبالريّ من عيسى بن جعفر القاضي، وسليمان بن داود القزاز، ومحمد بن يحيى بن الضريس وطبقتهم.

وبمدينة السلام من: أبي النضر، ومحمد بن جعفر المدائني، وموسى بن داود الضبي، ومنصور بن سلمة الخزاعي وطبقتهم. وبالكوفة من: يعلى ومحمد ابني جنيد، وجعفر بن عون، وعبيد الله ابن موسى، وطبقتهم. وبالبصرة من: أبي عامر العقدي، وصفوان بن عيسى القاضي، وعمر بن يونس اليمامي وطبقتهم. وبالحجاز من: النضر بن محمد الجرشي، ومؤمل بن إسماعيل، والمنقري. وباليمن من: عبد الله بن سلام، وإسماعيل بن عبد الكريم وعمر بن يزيد وطبقتهم. وبالشام من: محمد بن يوسف الفريابي، وروّاد بن الجراح العسقلاني، وعبد الأعلى بن مسهر، ومحمد بن المبارك الصوري وطبقتهم. وبالجزيرة من: محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني وطبقته. روى عنه: يحيى بن يحيى التميمي، ومحمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج في الصحيحين وأكثر إبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن اسحاق بن خزيمة وكافة أئمتنا الرواية عنه. قال الحاكم: سمعت أبا العباس الأصم يقول: كنت سمعت من أحمد بن يوسف السلمي قبل خروجنا الى مصر، فانصرفت فلم (144- و) أجد سماعي منه. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن إذنا قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت: أخبرنا سعد بن أحمد العبار قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الخفاف قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي قال: حدثنا أحمد ابن يوسف السلمي ومحمد بن عقيل، وأحمد بن حفص قالوا: حدثنا حفص- هو ابن عبد الله- قال: حدثني إبراهيم بن طهمان عن شعبة بن الحجاج عن قتادة

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفعت الى السّدرة فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فأما الظاهران فالنيل والفرات، وأما الباطنان فنهران في الجنه، وأتيت بثلاثة أقداح، قدح فيه لبن، وقدح فيه عسل، وقدح فيه خمر، فأخذت الذي فيه اللبن، فقيل لي أصبت الفطرة، وأمسك «1» » . أنبأنا أبو حفص عمر بن قشام الحلبي عن الحافظ أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي السلمي النيسابوري، كان أبوه ينسب إلى الأزد، وأمه إلى سليم. سمع عبد الرزاق، والنضر بن محمد؛ روى عنه (144- ظ) مسلم بن الحجاج؛ كناه لنا أبو النضر بكر بن محمد بن اسحاق السلمي. أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو سعد اسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف: قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن عيسى الحيري قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد القبابي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية الأزدي بالبصرة، وهو حمدان السلمي، ح. قال: وحدثنا أبو عبد الله بن الأخرم قال: حدثنا أحمد بن سلمة قال: حدثنا أحمد بن يوسف الأزدي، ح. قال: وسمعت أبا أحمد يقول: سمعت مكي بن عبدان يقول: قال لنا أحمد ابن يوسف: أنا أزدي، وكانت أمي سلميّة. قال: وسألت الشيخ الصالح أبا عمرو اسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي عن السبب فيه؟ فقال: كانت امرأته أزدية فعرف بذلك.

أنبأنا أبو الفتوح الحصري، وأبو محمد الرهاوي قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبو عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عمرو إسماعيل بن نجيد قال: سمعت أحمد بن يوسف السلمي يقول: كان جدي أزدي الأب سلمي الأم فغلب عليه السلمي. وقال أبو عبد الله: سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: سمعت بعض مشايخنا يحكى عن أحمد بن يوسف السلمي: أما أنا لست (145- و) بسلمي، أنا أزدي وعيالي سلميّة. أنبأنا أبو القاسم بن محمد الأنصاري عن أبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو المستلمي: سمعت حمدان السلمي، وقالوا له: أسمعنا، فقال: لا يمكنني أنا ابن ثمانين سنة، وذلك يوم الخميس بعد العصر لخمس عشرة ليلة خلت من شوال سنة اثنتين وستين ومائتين. قلت: فيكون مولده على هذا في سنة اثنتين وثمانين ومائة، والله أعلم. قال أبو المظفر القشيري: أخبرنا محمد بن علي بن محمد إذنا قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: وسألته- يعني الدارقطني- عن أحمد بن يوسف السلمي؟ فقال: ثقة نبيل. أخبرنا نصر بن أبي الفرج، وعبد القادر بن عبد الله في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم الشحامي عن البيهقي والحيري والصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو محمد بن جعفر عن مكي بن عبدان قال: سألت مسلم بن الحجاج عن أحمد بن يوسف السلمي؟ فقال: ثقة، وأمرني بالكتابة عنه. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي عن أبي الفضل الحكاك قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم قال: أخبرنا الخصيب بن بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (80)

عبد الله بن محمد قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أحمد بن يوسف السلمي نيسابوري ليس به بأس. (145- ظ) . أخبرنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري فيما أذن لنا فيه قال: كتب إلينا أبو المظفر القشيري عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني محمد بن إبراهيم المؤذن قال: حدثنا مكي بن عبدان قال: سمعت أحمد ابن يوسف السلمي يقول: كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية أبو الحسن السلمي النيسابوري المعروف بحمدان، أحد الثقات الأثبات، رحل في طلب الحديث، وسمع بالشام والعراق وخراسان واليمن، وحدث عن عبد الأعلى بن مسهر، ومحمد بن المبارك الصوري، ومعمّر بن يعمر، وصفوان بن صالح، ويحيى ابن أبي بكير، وعمرو أبي سلمه التنّيسي، ومحمد بن يوسف الفريابي، ورواد بن الجرّاح العسقلاني، وأبي النضر هاشم بن القاسم، ومحمد بن جعفر المدائني، وموسى بن داود الضّبي، ومنصور بن سلمة الخزاعي، ويعلى ومحمد ابني عبيد، وجعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، وأبي عامر العقدي، وصفوان بن عيسى، وحفص بن عبد الله، وحفص بن عبد الرحمن، ويحيى بن يحيى، والجارود بن يزيد، وعلي بن الحسن بن شقيق، وعبدان بن عثمان، ومحمد بن يحيى بن الضريس، وسليمان بن داود القزاز الرازيين، وعبد الرزاق بن همّام، واسماعيل ابن عبد الكريم، والنضر بن محمد الحرشي، وعمر بن عبد الله بن رزين (146- و) وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبي حذيفة النهدي وغيرهم. روى عنه يحيى بن يحيى، وهو من مشايخه، ومحمد بن اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه، وأبو محمد الحسن بن محمد بن جابر، وجعفر بن محمد بن موسى الحافظ، وإبراهيم بن عبد الله بن أحمد الحيري، وأبو

العباس السراج، وأبو عبد الرحمن النّسائي، والحسين بن محمد بن زياد النيسابوري القتابي «1» . قلت: هكذا قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي في ترجمة أحمد بن يوسف السلمي: «روى عنه يحيى بن يحيى وهو من مشايخه» وذكر بعده الحديث الذي أوردناه، ثم قال بعده. أنبأنا أبو نصر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: سمعت مكي بن عبدان يقول: سمعت أحمد بن يوسف السلمي يقول: سألت يحيى بن يحيى عن حديثي عن حفص ابن عبد الله عن إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما رفعت الى السدرة المنتهى، إذا نهران ظاهران» الحديث فسمعه مني. وروى ذلك عن أبي نصر عن البيهقي عن أبي عبد الله الحاكم. وقال أبو عبد الله الحاكم في ترجمته التي ذكرناها من تاريخ نيسابور: روى عنه يحيى بن يحيى التميمي. فإن كان اعتمادهما في قولهما «روى عنه يحيى بن يحيى» على ما روياه من قول أحمد بن (146- ظ) يوسف السلمي: «فسمعه مني» فليس هذا برواية عنه، وإنما يكون رواية عنه إذا حدث به عنه، أو ذكره في فوائد خرجها، أو مصنف جمعه، أما مجرد السماع، لا يقال فيه: روى عنه، وإنما يقال فيه: كتب عنه، أو سمع منه، أو استفاده، والله أعلم. أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد في كتابه عن أبي القاسم الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي إجازة قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد الشعراني قال: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول: مات أحمد ابن يوسف السلمي سنة أربع وستين ومائتين.

أحمد بن يوسف بن عبد الواحد بن يوسف:

وأخبرني أبو سعد المؤذن عن أبيه قال: مات السلمي سنة ثلاث وستين ومائتين. أحمد بن يوسف بن عبد الواحد بن يوسف: أبو الفتح الأنصاري الحلبي الحنفي الصوفي، الملقب شهاب الدين، كان أبوه دمشقيا وانتقل إلى حلب، وولى بها خانقاه سنقرجا النوري «1» ، وسنذكر ترجمته إن شاء الله. وولد أحمد ابنه بحلب، واشتغل بالفقيه بها، وسافر إلى الموصل وتفقه بها على الجلال الرازي، وبرع في علم النظر والخلاف، وتولى الإعادة بالمدرسة النورية الحلاوية بحلب في أيام شيخنا افتخار الدين أبي هاشم، وكان ولي مشيخة الصوفية برباط سنقرجا بعد موت والده، ثم استدعي إلى بغداد ليدرس بالمدرسة المستنصرية، فتوجه إليها (147- و) في أيام الإمام المستنصر بالله رحمه الله، وولي بها تدريس الفرقة الحنفية، وأقام على ذلك مدة، ثم ضجر الإقامة ببغداد والتقيد بما عليه أوضاعهم بها، فاستأذن في العود إلى وطنه فأذن له في ذلك، فعاد إلى حلب والمدرسة المقدمية «2» خالية من مدرس، فقلد التدريس بها، ثم مات المدرس بمدرسة الحدادين «3» ، فأضيف تدريسها إليه أيضا. وكان قد سمع الحديث من أبيه ومن شيخنا أبي هاشم الهاشمي وغيرهما، وسمعت منه شيئا يسيرا عن والده، وأدركت والده ولم أكتب عنه، وحكى عنه شيخنا ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن الحنبلي في كتاب «الاستسعاد بمن لقي من صالحي العباد في البلاد» مناما أخبره به سنذكره في ترجمة أبيه يوسف إن شاء الله تعالى. أخبرنا الفقيه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف الأنصاري بحلب قال: أخبرنا أبي فخر الدين يوسف بحلب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجيّاني بحلب قال: أخبرنا أبو المكارم محمد بن عمر بن أميرجه قال: قال أخبرنا

أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن الحسين بن أبي بكر البغدادي:

أبو محمد عبد الله بن الحسن بن أبي منصور الطبسي قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت عبد الله بن علي الطويسي يقول: سئل أبو الحسن الحصري: هل يحتشم المحب أو يفزع؟ فقال: لا، الحبّ استهلاك لا يبقى معه (147- ظ) صفة، وأنشد: قالت: لقد سؤتنا في غير منفعة ... بقرعك الباب والحجاب ما هجعوا ماذا يريبك في الظلماء تطرقنا؟ ... قلت: الصبابة هاجت ذاك والطمع قالت: لعمري لقد خاطرت ذا جزع ... حتى وصلت وألا عاقك الجزع توفي شهاب الدين أحمد بن يوسف الأنصاري بحلب يوم الخميس في السادس عشر من شعبان قبل العصر من سنة تسع وأربعين وستمائة، وبلغتني وفاته وأنا بدمشق، ثم وصل ابنه فأخبرني أنه توفي في هذا التاريخ رحمه الله. أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن الحسين بن أبي بكر البغدادي: المعروف بابن القرميسيني، سمع ببغداد أبا الكرم الشهرزوري، وأبا الفتح بن البطي، وأبا الفضل الأرموي، وأبا الفرج إبراهيم بن سليمان الضرير، وسمع بمرو عبد الرحمن بن محمد الكشمهني، وبنيسابور أبا الأسعد القشيري، وحدث بشيء من حديثه، وطاف البلاد الواسعة، ودخل الجزيرة والشام واجتاز بحلب. أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي أواخر جمادى الأولى «1» توفي الشيخ أبو العباس أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن الحسين بن أبي بكر البغدادي المعروف بابن القرميسيني بالموصل ودفن بها. ومولده ببغداد يوم عاشوراء سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، سمع ببغداد من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي الكرم المبارك بن الحسن

أحمد بن يوسف بن علي:

الشهرزوري، وأبي الفرج إبراهيم بن سليمان الضرير، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد وغيرهم، وسمع بنيسابور من أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري، وبمرو من عبد الرحمن بن محمد الكشمهني، وسافر الكثير، وطاف ما بين الحجاز، واليمن، والشام، وديار مصر، وخراسان، وما وراء النهر، وقطعة من بلاد الترك، وغزنة، وبلاد الهند، وجزائر البحر، وكان يذكر عجائب رآها في أسفاره، وحدث. أحمد بن يوسف بن علي: أبو العباس الشريف العلوي الحسني، الملقب عماد الدين الموصلي الفقيه الحنفي، كان فقيها، حسنا، صالحا، ورعا، زاهدا، فاضلا، سكن حلب وتفقه بها على تاج الدين أحمد بن محمد بن محمود الغزنوي الحنفي، ثم صحب موفق الدين محمود بن هبة الله بن النحاس، ولزم درسه بمدرستي شاذ بخت النوري، والحدادين، وسافر معه إلى العجم حين توجه إليها رسولا، وعاد إلى حلب فأقام بمدرسة الحدادين مشتغلا بالفقه والعبادة واجتهد في عمارة المدرسة، ولم يتعرض لمنصب، وسمع معي الحديث على شيخنا افتخار الدين أبي هاشم الهاشمي، وشيخنا بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن (148- و) تميم. ثم خرج من حلب إلى مصر حين وصل التتار إلى بلاد الروم سنة أربعين وستمائة وكنت بمصر في هذه السنة، وهو بها، وحدث بها عن شيخنا أبي هاشم المذكور، وعدت إلى حلب وهو بالديار المصرية، فأضر بها، وعاد إلى حلب وقد ذهبت عيناه وهو صابر محتسب، فلزم مدرسة الحدادين إلى أن مات في بعض شهور سنة ثمان وأربعين وستمائة، وكان حسن العقيدة والمذهب رحمه الله. أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب: أبو جعفر، كاتب أديب، ناظم ناثر مجيد فيهما؛ حكى عن عبد الحميد بن يحيى الكاتب، وعن عبد الله المأمون، وقدم حلب صحبته، وكان يلي له ديوان المشرق، وديوان الرسائل، ووزر له ونادمه، وكان خصيصا به؛ روى عنه ابنه محمد بن أحمد بن يوسف، وأبو الحسن علي بن سليمان الأخفش، وأحمد بن أبي سلمة، وأبو سعيد البصري، وأبو هفان.

وذكره محمد بن داود بن الجرّاح في كتاب الورقة فقال: أحمد بن يوسف الكاتب، يكنى أبا جعفر، كاتب أديب شاعر، رقيق الشعر، تقلد ديوان الرسائل للمأمون وغيره من أعمالهم «1» . وقال الصولي في كتاب الأوراق، في ذكر كتّاب المأمون، قال: جعل ديوان المشرق إلى عبد الرحمن بن علي الكلبي ثم مات فجعله إلى أحمد بن يوسف، ولم تزل له خاصية منه «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أحمد بن يوسف بن القاسم (148- ظ) بن صبيح الكاتب، مولى بني عجل، كان من أفاضل كتاب المأمون وأذكاهم وأفطنهم، وأجمعهم للمحاسن، وكان جيد الكلام، فصيح اللسان، حسن اللفظ والخط، يقول الشعر في الغزل والمديح والهجاء، وله أخبار مع إبراهيم بن المهدي، وأبي العتاهية، ومحمد بن بشير، وغيرهم «3» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح، أبو جعفر الكاتب، أصله من الكوفة، ولي ديوان الرسائل للمأمون، يقال إنه من بني عجل. وكان له أخ يقال له القاسم بن يوسف كان شاعرا كاتبا، وهما وأولادهما جميعا أهل أدب وطلب للشعر والبلاغة. حكى أحمد بن يوسف عن المأمون، وعبد الحميد بن يحيى الكاتب؛ حكى

عنه محمد بن أحمد بن يوسف، وأحمد بن أبي سلمة كاتب عيّاش بن القاسم صاحب شرطة المأمون، وعلي بن سليمان الأخفش، وقدم دمشق في صحبة المأمون «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بن أبي علي المعدّل قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا علي بن سليمان الأخفش قال: قال أحمد بن يوسف الكاتب: رآني عبد الحميد بن يحيى أكتب خطا رديئا، فقال لي: إن أردت أن تجوّد خطك فأطل جلفتك وأسمنها، وحرف قطتك وأيمنها، ثم قال: (149- و) . إذا جرح الكتاب كان قسيهم ... دوايا وأقلام الدوي لهم نبلا قال الأخفش: قوله «جلفتك» أراد فتحه رأس القلم «2» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو سعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العزّ بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسن الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكرياء قال: حدثنا الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن علي بن أبي حمزة الهاشمي قال: حدثني علي بن إبراهيم بن حسن قال: أخبرني موسى بن عبد الملك قال: جاء أبو العتاهية يريد الدخول على أحمد بن يوسف، فمنعه الحاجب فكتب إليه: ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى ... وأن الغنى يخشى عليه من الفقر قال: فقلت له: لا تتعرض له، وأسكته عنك، فوجه إليه بخمسة آلاف درهم. قال علي بن إبراهيم: فأعلمت ذلك علي بن جبلة، فقال: بئس ما صنع، كان ينبغي له أن يقول له: أأحمد إن الفقر يرجى له الغنى ... ....... فيشيّد باسمه «3» .

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: سمعت أبا بكر محمد بن الحسين بن أبي القاسم الآملي يقول: سمعت أبا عبد الله اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي بنيسابور يقول: سمعت أبا القاسم علي بن عبد الغافر الفارسي يقول سمعت أبا عبد الرحمن (149- ظ) محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت أبا سعيد أحمد بن محمد بن زكريا يقول: سمعت أبا سعيد البصري يقول: أنشدنا أحمد بن يوسف قول أبي تمّام: قدك أتئب «1» أربيت في الفلواء ... كم تعذلون وأنتم سجرائي فقال: يا غلام اصفع أبا تمام عني، فأنشد البيت الثاني: لا تسقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي «2» فقال: يا غلام انقلب واصفعني عن أبي تمّام. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي في تربة الخليل عليه السلام بحبرى، وأبو علي حسن بن إبراهيم بن محمد بن دينار بالقاهرة قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني أحمد بن العباس النوفلي قال: حدثني أبو الحارث النوفلي، قال الصولي: وقد رأيت أبا الحارث هذا وكان رجل صدق، قال: كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لمكروه نالني منه، فلما مات أخوه الحسن قلت على لسان ابن بسّام: قل لأبي القاسم المرجى ... قابلك الدهر بالعجائب مات لك ابن وكان زينا ... وعاش ذو الشين والمعائب حياة هذا بموت هذا ... فليس نخلو من المصائب (150- و) قال أبو بكر الصولي: وانما أخذه من قول أحمد بن يوسف الكاتب لبعض اخوانه من الكتاب، وقد ماتت له ببغاء، وكان له أخ يضعف، فكتب اليه: أنت تبقى ونحن طرا فداكا ... أحسن الله ذو الجلال عزاكا

فلقد جل خطب دهر أتانا ... بمقادير أتلفت ببغاكا عجبا للمنون كيف أتتها ... وتخطت عبد الحميد أخاكا كان عبد الحميد أصلح للموت ... من لببغا وأولى بذاكا شملتنا المصيبتان جميعا ... فقدنا هذه ورؤية ذاكا قال أبو بكر الصولي: وإنما أخذه أحمد بن يوسف الكاتب من قول أبي نواس في التسوية وزاد في المعنى إرادة وكراهة، قال أبو نواس لما مات الرشيد، وقام الأمين، يعزي الفضل بن الربيع: تعز أبا العباس عن خيرها لك ... بأكرم حي كان أو هو كائن حوادث أيام تدور صروفها ... لهن مساو مرة ومحاسن وفي الحي بالميت الذي غيب الثرى ... فلا أنت مغبون ولا الموت غابن «1» أخبرنا أبو هاشم بن الفضل الصالحي قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر المروزي قال: أخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر الهمذاني قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي (150- ظ) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن إبراهيم الصّولي النديم قال: وقال أحمد بن يوسف الكاتب- يعني- في وصف الليل: كمم ليلة فيك لا صباح لها ... أفنيتها قابضا على كبدي قد غصّت العين بالدموع وقد ... وضعت خدي على بنان يدي قلت: نقلت هذين البيتين بهذا الاسناد من خط أبي أسعد بن أبي بكر. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قراءة عليه بحلب قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله ابن محمد بن يوسف الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك

قال: حدثنا أبو القاسم بن إبراهيم بن سنين الختّلي قال: أنشدني جعفر بن أبي رجاء لأحمد بن يوسف: يزين الشعر أقواما إذا نطقت ... بالشعر يوما وقد يزري بأفواه قد يرزق المرء لا من حسن حيلته ... ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي ما مسني من غنى يوما ولا عدم ... إلّا وقولي عليه الحمد لله قال: وحدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: وحدثني محمد بن مزيد قال: هذه الأبيات لأحمد بن يوسف: إذا قلت في شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجب (151- و) وإلّا فقل لا تسترح وأرح بها ... لكيلا يقول الناس إنك كاذب قال أبو القاسم اسحاق بن إبراهيم: وأنشدني أيضا لأحمد في إفشاء السر. إذا المرء أفشى سره بلسانه ... فلام عليه غيره فهو أحمق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي استودعته السر أضيق أخبرنا عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو الكرم الشهرزوري بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن الأمين قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان الفارسي قال: حدثنا أبو بكر بن كامل القاضي قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم النحوي قال: حدثنا أبو هفان عن أحمد بن يوسف أنه أهدى الى المأمون يوم نيروز، أو مهرجان، هدية وكتب إليه: على العبد حق فهو لا بد فاعله ... وإن عظم المولى وجلت فضائله ألم ترنا نهدي إلى الله ماله ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله ولو كان يهدى للمليك بقدره ... لقصر علّ البحر عنه وناهله ولكننا نهدي إلى من نجّله ... وإن لم يكن في وسعنا ما يشاكله

وذكر أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري له في كتاب الوزراء. صدّ عني محمد بن سعيد ... أحسن العالمين ثاني جيد (151- ظ) صدّ عني لغير جرم إليه ... ليس إلّا لحسنه في الصدود قال: ومن مليح قوله: قلبي يحبك يا منى ... قلبي ويبغض من يحبك لأكون فردا في هواك ... فليت شعري كيف قلبك «1» أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقيّر عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار- إذنا- قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ إجازة عن أبي بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم ابن يوسف قال: حدثني نصر الخادم مولى أحمد بن يوسف قال: كان أحمد بن يوسف يتبنى مؤنسة جارية المأمون، فجرى بينها وبين المأمون بعض ما جرى، فخرج الى الشمّاسيّة وخلفها، فجاء رسولها الى أحمد بن يوسف مستغيثة به، فدعا بدابته، ثم مضى فلحق المأمون بالشماسية، فقال للحاجب: أعلم أمير المؤمنين أن أحمد بن يوسف بالباب وهو رسول، فأذن له، فدخل فسأله الرسالة فاندفع ينشد: قد كان عتبك مرة مكتوما ... فاليوم أصبح ظاهرا معلوما نال الأعادي سؤلهم لا هنئوا ... لما رأونا ظاعنا ومقيما (152- و) هبني أسأت فعادة لك أن ترى ... متفضلا متجاوزا مظلوما فقال: قد فهمت الرسالة، كن الرسول بالرضا، يا ياسر امض معه، قال: فحملها ياسر اليه. أنبأنا عمر بن طبرطزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو

عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: ووقع أحمد بن يوسف الكاتب عن المأمون الى عامل: أنا لك حامد فاستدم حسن ما أنت عليه يدم لك أحسن ما عندي، وأعلم أن كل شيء لم يزد فيه الى نقص، والنقصان وان قل ممحق للكثير، كما تنمي الزيادة على القليل. قرأت في كتاب الوزراء والكتاب لأبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري قال: أحمد بن يوسف بن صبيح، اختص بالمأمون، وكان نبيلا بليغا، وقلده ديوان المشرق وبريد خراسان، وكان ديوان الرسائل الى عمرو بن مسعدة، وكان المأمون لعلمه بتقدم أحمد في البلاغة اذا احتاج الى كتاب يشهر، أمر أحمد بن يوسف أن يكتبه، فأمر المأمون أحمد بن يوسف بكتاب عنه الى جميع الأمصار باقامة زيت المصابيح في جميع المساجد والاستكثار منها، قال: فلم أدر ما أقول، ولم يكن أحد سبق من الكتاب في ذلك فأسلك طريقته، فنمت في وقت القائلة وأنا مشغول القلب فرأيت قائلا يقول لي: اكتب «فإن في ذلك أنسا للسابلة، واضاءة للمتهجدة، ومنعا لمكامن الريب، وتنزيها لبيوت الله عز وجل ومن وحشة الظلم» . قال الجهشياري: ثم قلده المأمون ديوان الرسائل، فلم يزل عليه الى أن سخط عليه فمات في سخطه، وكانت وفاته في سنة أربع عشرة ومائتين. قال: وكان سبب سخط المأمون على أحمد بن يوسف أنه جلس يوما وبحضرته أصحابه، فقال: نجلس غدا مجلسا فلا يكون (152- ظ) عندنا من نتحشمه، ثم أقبل على أحمد بن يوسف فقال: كن المختار لنا من يجالسنا وأنت معنا، قال أحمد: أنا وأبو سمير؟ قال: نعم، قال أحمد: قلنا على أمير المؤمنين أن لا يجلس معنا غيرنا، قال: نعم. وبكروا وحجب الناس، واستأذن الحسن بن سهل، فأمر بالدخول، وكان اصطنع أحمد، فقال: يا أمير المؤمنين هذا خلاف ما ضمنت، قال: فأبو محمد يحجب؟! فدخل وعليه سواده، فقال: يا أبا محمد هذا مجلس اقتضيناه على غير موعد، لولا ذلك لبعثت اليك، فأقم عندنا، فقال: يا أمير المؤمنين تمم الله لك السرور، عبدك يجد شيئا يمنعه من خدمته، فان رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي،

فألح عليه في المسألة والجلوس، فلم يفعل، فقال أحمد: يا أمير المؤمنين ما اعتذرت الى الحسن، قال: ليس هو اعتذار، قال: بلى، قال: لا ولكنه شبيه بالاعتذار، قال أحمد: نرضى بإبراهيم حكما بيننا؟ قال المأمون، رضيت، قال ابراهيم: لم يكن اعتذارا مصرحا ولكنه مثله، وأقبل يعين أحمد ويسيغ قوله، فقال المأمون لأبي سمير: والله لقد شاورت الناس فيك فكلهم أشاروا بقتلك وما منعني من ذلك إلّا أبو محمد، فو الله ما كا فأته على ذلك، ثم التفت الى أحمد وقال: أو تقول هذا لأبي محمد وهو أجلسك هذا المجلس، فاذا لم تشكره فأنت أحرى أن لا تشكر غيره، والله لا جلست مجلسك هذا أبدا، فألزمه منزله حتى مات «1» (153- و) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال أخبرنا الحسن بن صفوان البرذعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن قال: أشرف أحمد بن يوسف وهو بالموت على بستان له على شاطىء دجلة، فجعل يتأمله ويتأمل دجلة، ثم تنفس وقال متمثلا: ما أطيب العيش لولا موت صاحبه ... ففيه ما شئت من عيب لعائبه قال: فما أنزلناه حتى مات. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: بلغني أن أحمد بن يوسف الكاتب مات سنة ثلاث عشرة ومائتين «2» أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: بلغني أن أحمد بن يوسف توفي سنة أربع عشرة ومائتين، وهو في سخط المأمون «3» . وقد ذكرنا مثل ذلك عن الجهشياري وهو أشبه بالصحة.

أحمد بن يوسف بن نصر بن عبد الرزاق بن الخضر بن عجلان:

أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني إذنا عن أبي بكر بن المزرفي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد العكبري قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصّلت قال: حدثنا أبو الفرج الأصبهاني قال: حدثني جعفر بن قدامة قال: حدثني ميمون بن مهران قال: كان لأحمد بن يوسف جارية مغنية شاعر يقال لها نسيم، وكان (153- ظ) لها من قلبه مكان، فلما مات أحمد قالت ترثيه: ولو أن ميتا ها به الموت قبله ... لما جاءه المقدار وهو هيوب ولو أن حيا صانه الردى ... إذا لم يكن للأرض فيه نصيب قال أبو القاسم جعفر بن قدامة: وقالت ترثيه: نفسي فداؤك لو بالناس كلهم ... ما بي عليك تمنوا أنهم ما توا وللورى موتة في الدهر واحدة ... ولي من الهم والأحزان موتات قال أبو القاسم: وهي القائلة وقد غضب عليها: غضبت بلا جرم علي تجرما ... وأنت الذي تجفو وتهفو وتغدر سطوت بعز الملك في نفس خاضع ... ولولا خضوع الرق ما كنت أصبر فإن تتأمل ما فعلت تقم به ال ... مقادير أو تظلم فإنك تقدر «1» أحمد بن يوسف بن نصر بن عبد الرزاق بن الخضر بن عجلان: أبو الحسين البالسي ثم الجعبري، أصله من بالس وهو من قلعة جعبر، وهو أخو الجعبري والي قلعة دمشق، له شعر جيد. أحمد بن يوسف الاستاذ أبو نصر المنازي السليكي الوزير: من أهل منازكرد «2» ، وكان وزيرا للمروانية ملوك ديار بكر، وسيره نصر الدولة أحمد بن مروان رسولا عنه إلى مصر، فقدم حلب وتوفي له ولد بها،

واجتمع بأبي العلاء بن سليمان بمعرة النعمان، وجرت بينهما مذاكرات، وكان شاعرا مجيدا كاتبا فاضلا أدبيا. روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي، وابن أخته أبو الحسن المرجّى بن نصر الكاتب، والوزير فخر الدولة أبو نصر محمد بن جهير، وحكى عنه الفقيه سليم الرازي وأثنى عليه، وأبو الحسين علي بن عبد السلام الأرمنازي، وقرأ عليه سعيد بن (154- و) عبد الله بن بندار الشّاتاني والد العلم الشّاتاني. أخبرنا شرف الدين اسماعيل بن أبي سعد الآمدي، المعروف بابن التّيتي قال: نقلت في دمشق أنه وجد في مسودّة تاريخ صور «1» لغيث بن علي الأرمنازي قال غيث بن علي الأرمنازي، قال: حدثني والدي أبو الحسن علي بن عبد السلام قال: ولما وصل المنازي الى صور خرج القاضي أبو محمد وجماعة من بياض الصوريين وكنت معهم، فلما لقيه رأى موكبا حسنا فقال: أيكم القاضي، فإني أرى جماعة كل واحد منهم يصلح أن يكون القاضي، فتبسم منه، وتقدم إليه، فسلم عليه. قال: وسمعت أبا الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد يقول: لما وصل المنازي إلى ها هنا كان الفقيه سليم يمضي إليه ويذاكره، فسألته هل كان يفقه شيئا؟ فقال: نعم كان له يد في الفقه واللغة والشعر، أو كما قال. قرأت في كتاب الهفوات تأليف الرئيس غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن ابن إبراهيم الصابئ قال: وحدثني الوزير فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير قال: حضر رسل نصر الدولة أبي نصر بن مروان الكردي أمير آمد وميّا فارقين وأعمالهما عند معتمد الدولة أبي المنيع قرواش بن المقلّد أمير بني عقيل يستحلفونه على معاهدة بنيت، ومعاقدة قررت، وفيهم المنازي الشاعر، فلما حلف معتمد الدولة أنشد المنازي:

كلّفوني اليمين فارتعت منها ... كي يغرّروا بذلك الارتياع ثم أرسلتها كمنحدر السي ... ل تهادى من المكان اليفاع فقال له قرواش: يا ويلك قبحك الله وقبح ابن مروان، ما هذا الكلام؟ وبدا الشرّ في وجهه، وكاد يكون ذلك اليوم آخر أيام المنازي من عمره، فبدأ المنازي باليمين الغموس أنه أنشد ما أنشد عن سهو لا روية، وباتفاق سوء، لا قصد ونية، وتحقق قرواش قوله لأنه مما لا يقدم عليه مثله فأغضى وعفا عما غلط فيه وهفا «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الحموي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا-، ح. وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز الأندلسي أن أبا طاهر السّلفي أخبرهم قراءة عليه وهو يسمع قال: سمعت أبا طاهر إبراهيم بن سعيد بن عبد البر البدليسي بثغر بدليس «2» يقول: سمعت أبا الحسن المرجّى بن نصر الكاتب يقول: سمعت خالي الوزير أبا نصر أحمد بن يوسف المنازي يقول: بعثني نصر الدولة أبو نصر أحمد بن (154- ظ) مروان سنة من ميّا فارقين الى مصر رسولا، فدخلت معرّة النعمان واجتمعت بأبي العلاء التنوخي، وجرت بيننا فوائد، فقال أصحابه فينا قصائد ومن جملتها هذه الأبيات: تجمّع العلم في شخصين فاقتسما ... على البرية شطريه وما عدلا جاءا أخيري زمان ما به لهما ... مماثل وصل الحدّ الذي وصلا أبو العلا وأبو نصرهما جمعا ... علم الورى وهما للفضل قد كملا هذا كما قد تراه رامح علم ... وذاك أعزل للدنيا قد اعتزلا هما هما قدوة الآداب دانية ... طورا وقاصية إن مثّلا مثلا لولا هما لتفّرى العلم عن علم ... أو لافترى صاحب التمويه ان سئلا يا طالب الأدب اسأل عنهما وأهن ... إذا رأيتهما أن لا ترى الأولا بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (81)

خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... فطلعة البدر تغني أن ترى زحلا قرأت في جزء وقع إلي من رسائل إبراهيم بن أحمد بن الليث، في رسالة له كتبها إلى بعض اخوانه، قال فيها في ذكر أبي نصر المنازي: وأما أبو نصر فعترة الخطابة، وعدة الكتابة، ومنبع العلم، ومعدن الحلم، خدم السلطان في ميعة الصبى وريعان الشبيبة، فعفت عن الدنيا طعمته، وتنزهت عن الرذائل همته، ثم انتقل إلى خدمة مولاه فأدى حجه وقضى حقه، وأحرز من رضاه حظه، فعل من هدي الطريق، وأوتي التوفيق. قرأت بخط مؤيد الدولة أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ في كتابه الذي عنقه لابن الزبير من الشعراء الدين سأله عنهم ليودعهم في كتابه المسمى «جنان الجنان ورياض الأذهان» ، فكتب له ما حضر عنده عنهم، وزاد فيه ذكر جماعة غيرهم وقال فيه- وأنبأنا به أبو الحسن بن أحمد بن علي القرطبي عنه-: ومن الشعراء المذكورين أبو نصر المنازي حسن الشعر، سهل الألفاظ، صحيح المعاني، مستعذب القول، من حقه أن يتميز عن هذه الطبقة، فمن شعره: أظاهر بالعتبى إذا أضمرت عتبا ... وأسأل غفرانا ولم أعرف الذنبا وأصدق ما نبيت أني بلوتها ... فما سالمت سلما ولا حاربت حربا هي الشمس حالت دونها حجب خدرها ... ولو برزت كان الضياء لها حجبا إذا جهزت ألحاظها قصد غافل ... أغارت على قلب أو استهلكت لبا ألم يأن في حكم الهوى أن ترّق لي ... من المدمع الرّيان والكبد اللهبا ومن زفرة حرّى إذا ما تقطعت ... شعاعا تدّمي الجفن أو تحرق الهدبا شجتني ذات الطوق عجماء لم تبن ... وشيمة عجم الطير أن تشجو العربا دنا إلفها واختلّ أطراف عيشها ... فهاجت لي البلوى «1» وقد هدلت «2» عجبا هفا بك متن الغصن لو أنّ قدرة ... سلبتك حلى الطوق والغصن الرّطبا ولكنّ إخوانا أعّد فراقهم ... خسارا ولو سافرت أقتنص الشهبا وخلفت قلبي بالعراق رهينة ... لقصد بلاد ما اكتسبت بها قلبا

وإني ليحييني على بعد داره ... نسيم نعاماه ولو حملت تربا ومن شيمتي أن استمد «1» له الصّبا ... وأستسيغ النعمى واستمطر السحبا وأعمّر من ذكراه كلّ مفازة ... وألهي بعلياه الركائب والرّكبا وأذكره بالصيف إن جاء طارقا ... وبالطيف إن أسرى وبالسّيف إن هبا وبالبدر إن أوفى وبالليث إن سطا ... وبالغيث إن أروى وبالبحر إن عبا وأشتاق أياما تقضّت كأنما ... أسرت عن الأيام أو أدركت غصبا (155- ظ) نحن حنين البعد والشمل جامع ... ونزداد حبا كلما لم نزر غبا إخاء تعالى أن يكون أخوّة ... وقربى وداد لا تقاس إلى قربى أنشدني بعض البغداديين لأبي نصر المنازي يخاطب أبا العلاء بن سليمان ببغداد حين قدمها أبو العلاء وقد فاوضه في شيء فأعجبه كلامه. لله لؤلؤ ألفاظ تساقطها ... لو كنّ للغيد ما استأنسن بالعطل ومن عيون معان لو كحلن بها ... نجل العيون لأغناها عن الكحل سحر من اللفظ لو دارت سلافته ... على الزمان تمشّي مشية الثمل قال: فقال له أبو العلاء ادن مني فإني أشم منك ريح السعادة، فقدر الله تعالى له أن وزر بعد ذلك للمروانية. قرأت بخط الفقيه نصر بن الفقيه معدان بن كثير البالسي للمنازي أيضا، وقد وصل الشام واجتاز بوادي بزاعا، وأنشدني البيتين الأولين، أو الأبيات جميعها الشريف محي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله الهاشمي الحلبي بحرّان وذكر أنه سمعها من عبد القاهر بن علوي المعري، قاضي معرة مصرين للمنازي. وقانا لفحة الرمضاء واد ... غذاه مضاعف الظلّ العمم حللنا دوحه فحنا علينا ... حنّو الوالدات على اليتيم وأرشفنا على ظمأ زلالا ... ألذ من المدامة للنديم

تروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم (156- و) يصد الشمس أنّى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنّسيم وبلغني أن المنازي عمل هذه الأبيات ليعرضها على أبي العلاء بن سليمان إذا وصل إليه وقد عزم على قصد المعرة لزيارة أبي العلاء، فلما اجتمع بأبي العلاء وذاكره أنشده هذه الأبيات فجعل المنازي كلما أنشده المصراع الأول من كل بيت سبقه أبو العلاء إلى تمام البيت كما نظمه، ولما أنشده قوله: نزلنا دوحه فحنا علينا.. قال أبو العلاء: حنو الوالدات على الفطيم، فقال المنازي: إنما قلت: حنو الوالدات على اليتيم، فقال أبو العلاء: الفطيم أحسن. قرأت بخط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي على ظهر كتاب وقع إليّ بحرّان: للمنازي الاستاذ أبي نصر أحمد بن يوسف في ولده أبي الوفاء عند وفاته بحلب وما كان له ولد غيره، وكان أحسن الناس صورة وأدبا، فلم ير أصبر منه على الرزية به: أطاقت يد الموت انتزاعك من يدي ... ولم يطق الموت انتزاعك من صدري لئن كنت مبثوث المحاسن في الحشا ... فإنك ممحوّ المحاسن في القبر فلا وصل إلّا بين عينيّ والبكا ... ولا هجر إلّا بين قلبي والصبر ووقع إلى بعد ذلك بيت بعد البيت الثاني وهو: رجوتك طفلا فوق ما يرتجي الفتى ... كذاك هلال الشهر أرجى من البدر ونقلت من خط الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي (156- ظ) رحمه الله على ظهر كتاب وجدته بآمد في خزانة الكتب بجامع آمد حرسه الله، وقد دخلت إليها في يوم الخميس لثمان بقين من صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، كتابا فيه قطعة من رسائل أبي الفضل ابن العميد، وعليه مكتوب بخط أبي القاسم الحسين بن علي المغربي، وقال أبو نصر المنازي

أيده الله يوم انتقال عابد عند الله احتسبه وهو الاثنين الثامن من صفر سنة ثمان وأربعمائة: يا من إذا افتدي الكرام بمنفس ... فلتمض أنفسهم فداء خياله هزّتك حادثة الزمان فلم تجد ... لين المهزّة في أرقّ نصاله وهو الزمان إذا تغطرس صرفه ... أهدى الكسوف لشمسه وهلاله أيسوم حلمك وهو خير حباله ... شركا مع الهضبات في زلزاله وقد امتراك فما سمحت بدمعة ... لمفجّر الجلمود عن سلساله إن تصطبر فالمجد أول جازع ... أو تسل فالعلياء آخر واله وعلى النجوم كآبة من فقدها ... قمرا أضرّ بهنّ قبل كماله جذلت به الأحساب قبل رضاعه ... ورجاه قول الفصل قبل فصاله وتخيّرت فقر الكلام نفوسها ... رصدا لبدع مقاله وفعاله أمل فجعت به وينفق حازم ... أيامه سرفا على آماله ورزيت علق مضنة لو أنه ... للدّهر ما خطر السلوّ بباله (157- و) مضت الملوك وخلفتكم في العلى ... عقبا يسوء الليث في أشباله وإذا انتميت فكم صريحة ماجد ... تبدي بطون الأرض من أوصاله لا تبدل الموتى شريف جواره ... بالعيش مؤتنفا رفيف ظلاله وقال أبو محمد الخفاجي: أنشدنا الاستاذ أبو نصر المنازي لنفسه، وقدم حلب في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة: لقد عرض الحمام لنا بسجع ... إذا أصغى له ركب تلاحى صحا قلب الخليّ فقال: غنيّ ... وبرّح بالشجيّ فقال: ناحا وكم للشوق في أحشاء صّب ... اذا اندملت أحدّ لها جراحا ضعيف الصّبر فيك وإن تقاوى ... وسكران الفؤاد وإن تصاحى كذاك بنو الهوى سكرى صحاة ... كأحداق المها سكرى صحاحا

وقرأت بخط المفضّل بن مواهب الفارزي الحلبي لأبي نصر أحمد بن يوسف المنازي رحمه الله- وينتمي إلى سليك- في الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي، أنشده إياها بميا فارقين سنة ست وأربعمائة: اصفح لطرف الصبّ عن نظراته ... إن كنت آخذه بما لم ياته سقيا لوجهك فهو أول روضة ... زهرت أقاحيه أمام نباته لما خططت مثاله في ناظري ... مدّ الحجاب عليه من عبراته حالت حماتك دون ورد غديره ... وشميم زهرته ورشف قلاته (157- ظ) الماء يلمع في أريض جنابه ... والنار تسفع «1» من ضلوع رعاته وإذا ادّعى بدر التمام بهاءه ... وأنار للسّارى قلا زعماته ومنها في المدح: ولئن جزت نعم الحسين محامد ... فلتجزينّ الغبث عن هطلاته أفنى وأغنى فانقلبت ولي به ... شغلان بين صفاته وصلاته حاولت عدّ خلاله فوجدتها ... يشقى الرواة بها شقاء عداته أبصرت سبل المجد من لحظاته ... وأفدت حسن القول من لفظاته وأرى الفصاحة والسماحة والغنى ... ومكارم الأخلاق بعض هباته ورث المعالي عن عليّ وابتنى ... رتبأ مشيّدة إلى رتباته وكذاك لابن القيل «2» إرث علائه ... فرضا ولابن القين إرث علاته أخبرنا أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن الطوسي في كتابه غير مرة قال: أخبرنا عمي القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد إجازة قال: أخبرنا أبي أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر بقراءتي عليه: أنشدني الأخ الجليل أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الصقر السرّ من رأى الدوري قال: أنشدنا للمنازي.

أحمد بن يوسف الثقفي:

لو قيل لي وهجير الصيف متقّد ... وفي فؤادي جوى بالحرّ يضطرم أهم أحبّ إليك اليوم تشهدهم ... أم شربة من زلال الماء قلت هم (158- و) أنشدني شهاب الدين ياقوت بن عبد الله مولى الحموي الأديب لأبي نصر المنازي: غزال قّده قد عجيب ... تليق به المدائح والنسيب جهدت وما أصبت رضاه يوما ... وقالوا: كلّ مجتهد مصيب «1» قرأت بخط نصر بن معدان بن كثير البالسي الفقيه لأبي نصر المنازي يثنيّ عطفه هفوات دلّ ... إذا لم يثنه هفوات راح يميل مع الوشاة وأي غصن ... رطيب لا يميل مع الرياح قال لي ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي ثم البغدادي: مات المنازي في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة «2» . كتب إلي ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي أنّ عماد الدين محمد بن محمد بن حامد الكاتب أخبرهم عن العلم الشاتاني الحسن ابن سعيد الديار بكري قال: ومات- يعني- المنازي سنة سبع وثلاثين، وكان عظيم الشأن. أحمد بن يوسف الثقفي: سمع بأنطاكية عبد الله بن خبيق الأنطاكي؛ روى عنه إبراهيم بن أحمد الآملى، وعبد السلام بن محمد البغدادي، وأظنه من أهل أنطاكية. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي- سماعا أو إجازة- قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال:

أحمد بن يوسف:

حدثنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد قال: أخبرنا أحمد بن أبي عمران الحديثي بمكة قال: أخبرني عبد السلام بن محمد البغدادي قال: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: ذكر عن إبراهيم بن أدهم قال: لا تجعل فيما بينك وبين الله عليك منعما، واعدد النعمة عليك من غير الله مغرما. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد- إذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الدمشقي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البروجردي قال: أخبرنا أبو سعد علي بن عبد الله الحيري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه قال: أخبرنا عبد العزيز بن الفضل قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد الآملي قال: حدثنا أحمد بن يوسف الثقفي قال: حدثنا عبد الله بن خبيق الأنطاكي قال: حدثني موسى بن طريف قال: ركب إبراهيم بن أدهم البحر فأخذتهم ريح عاصف وأشرفوا على الهلكة فلف ابراهيم رأسه في عباءة ونام، فقالوا له: ما ترى ما نحن فيه من الشدّة؟ فقال: ليس ذا شدّة، قالوا: ما الشدة؟ قال: الحاجة إلى الناس، ثم قال: اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك، فصار البحر كأنه قدح زيت. أحمد بن يوسف: رجل كان بأنطاكية، وحكى عن بعض العبّاد كلاما تكلم به، إن لم يكن الثقفي الذي قدمنا ذكره فهو غيره. وقع إلى مجموع بخط بعض الفضلاء يقال له أبو علي المحسن بن مهبروذ فنقلت منه: قال أحمد بن يوسف: لقيت بعض العباد بأنطاكية فسألته عن مسائل فأجابني ثم قال لي: يا أحمد لقد سمعت من راهب حكمة لم أسمع مثلها، (159- و) قال: قلت: فتخبرني، قال: قلت له: يا راهب ما معبودك؟ قال: الله الذي خلقني وخلقك، قال: قلت: فأين الله من قلوب العارفين؟ قال: قلوب العارفين لا تحول عن الله طرفة عين، قال: قلت: يا راهب ألكم عيد؟ قال: نعم، قلت: فأي يوم هو؟ قال: يوم نصبح ونمسي لا يكتب علينا فيه خطيئة، قال: قلت: لم جلستم في الصوامع؟ قال: نفرة الأكياس من فخ الدنيا، لأن الدنيا

أحمد بن يوسف أبو العباس التيفاشي القاضي:

شوكة أخشى أن أطأ عليها فتدخل في قدمي، قلت: لم لبستم المسوح والسواد؟ قال: لأن الدنيا مأتم، قال: قلت: أستغفر الله، قال: فنظر إلي، وقال: يافتى أستغفر الله توبة الكاذبين، فكم مستغفر بلسانه معاد لله بقلبه يقاد غدا إلى عذاب السعير، قال قلت له: ياتيني «1» بقيت واحدة قال: سل، قال: قلت: من أين المطعم والمشرب؟ قال: فنظر إلي نظرة احمرت حماليق عينيه ثم قال: ويحك لم تنتفع بالموعظة بعد. أحمد بن يوسف أبو العباس التيفاشي القاضي: تيفاش قرية من قرى قفصة إحدى بلاد إفريقية، وكان أبو العباس قاضي قفصة، وكان شيخا حسنا فاضلا، عارفا بالأدب وعلوم الأوائل، وله شعر حسن، ونثر جيد، ومصنفات حسنة في عدة فنون كثيرة الفائدة. اجتمعت به بالقاهرة، وقد توجهت إليها رسولا، فوجدته شيخا كيسا، ظريفا، حريصا على الاستفادة لما يورده في تصانيفه ويودعه مجاميعه (159- ظ) وأوفقني علي شيء من تصانيفه الحسان، وأهدى إليّ بخطة منها كتابا وسمه «بالدرة الفائقة في محاسن الأفارقه» ، وأنشدني مقاطيع من شعره. وذكر لي أنه ولد بقفصة من بلاد إفريقية، وأنه خرج وهو صبي، واشتغل بالديار المصرية على شيخنا أبي محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، ورحل إلى دمشق وقرأ بها على شيخنا أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأحب المقام بها ثم إن نفسه اشتاقت الى الوطن، فعاد إلى قفصة، ثم إنه حن الى المشرق وطالبته نفسه بالمقام بدمشق، فباع أملاكه وما يثقل عليه حمله، وأخذ معه أولاده وزوجه وماله، وركب البحر في مركب اتخذه لنفسه، فغرق أهله وأولاده، وخلص بحشاشة نفسه، وخلص عرب برقة بعض متاعه، فخرج معهم متفكرا خوفا منهم أن يهلكوه بسبب أخذ متاعه، وسبقهم إلى الاسكندرية، وتوصل بعمل مقامة يذكر فيها ما جرى له في طريقه، وعرف الملك الكامل أبو المعالي محمد بن الملك العادل أبي

بكر بن أيوب ملك الديار المصرية بذلك فكتب له إلى الاسكندرية بتخليص ماله، فخلص له منه جملة، ثم إنه لما رحل الملك الكامل إلى آمد وافتتحها، توجه إلى دمشق، ومنها إلى حلب، ومنها إلى آمد، فوجد الملك الكامل راجعا إلى الديار المصرية، فعاد معه إليها، وسكن بها. وذكر لي أن مولده بقفصة في سنة ثمانين وخمسمائة، وأن ولايته القضاء (160- و) كانت بعد رجوعه من المشرق إليها، وحكى لي غيره أن سبب عزله عن القضاء أنه وجد في داره خمر، فعزل بسبب ذلك. وسمعت صاحبنا نور الدين أبا الحسن علي بن موسى بن محمد بن سعيد يحكى أن أبا العباس التيفاشي لما حصل مع عرب برقة وخاف منهم، كتم نفسه، وسألوه من هو، ومن أين هو، وما صنعته؟ فقال لهم: أنا قواد، فقالوا: الله الأحد، وأنفوا منه، وكان ذلك سبب خلاصه منهم. أنشدني شرف الدين أبو العباس أحمد بن يوسف التيفاشي بالقاهرة في أبي الحسن علي بن موسى بن سعيد الغرناطي، يشير إلى كتاب أبي الحسن الذي جمعه في محاسن المغرب وسماه «المغرب» : سعد الغرب وازدهى الشرق عجبا ... وابتهاجا بمغرب ابن سعيد طلعت شمسه من الغرب تحلا ... فأقامت قيامة التفنيد لم يدع للمؤرخين مقالا ... لا ولا للرواة بيت نشيد إن تلاه على الحمام تغنّت ... ما على ذا في حسنه من مزيد وأنشدني أبو العباس التيفاشي لنفسه فيه: يا طيب الأصل والفرع الزكي كما ... يبدو وجنا ثمر من أطيب الشجر ومن خلائقه مثل النسيم إذا ... يهفو على الزهر حول النهر في السحر ومن محياه والله الشهيد إذا ... يبدو إلى بصري أبهى من القمر (160- ظ) أثقلت ظهري ببر لا أقوم به ... لو كنت أتلوه قرآنا مع السور

ذكر من يعرف أبوه بالكنية من الاحمدين

أهديت لي المغرب مجموعا بعالمه ... في قاب قوسين بين السمع والبصر كأنني الآن قد شاهدت أجمعه ... بكل من فيه من بدو ومن حضر نعم ولا قيت أهل الفضل كلهم ... في مدّتي هذه والأعصر الأخر إن كنت لم أرهم في الصدر من عمري ... فقد رددتّ عليّ الصدر من عمري وكنت لي واحدا فيه جميعهم ... ما يعجز الله جمع الخلق في بشر جزيت أفضل ما يجزى به بشر ... مفيد عمر جديد الفضل مبتكر بلغني أن أبا العباس التيفاشي نزل الماء الى عينيه فعمي، فقدحهما وأبصر، وكتب وعوفي من ذلك، ثم شرب مسهلا وأعقبه بآخر فمات لذلك، يوم السبت ثالث عشر محرم سنة احدى وخمسين وستمائة بالقاهرة. «1» . ذكر من يعرف أبوه بالكنية من الاحمدين أحمد بن أبي المعالي بن أحمد البكراني: أبو الفضل، شيخ كتب عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الدمشقي، وخرج عنه انشادا في معجم شيوخه. أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى التغلبي قال: أنشدنا أخي أبو المواهب الحسن، قال أحمد بن أبي المعالي بن أحمد بن أبي المعالي بن أحمد البكراني: أنشدنا الأجل أبو الفضل الفقيه بحلب في ظاهرها حين عزمت على العود الى دمشق، حالة (161- و) التوديع لبعضهم: إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا ... تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا وإن سألوكم كيف حالي بعدهم ... فقولوا لهم: والله ما نقض العهدا هم جعلوا ديني لهم نسية ... ودينهم عندي أعجله نقدا

أحمد بن أبي السري الغزاء:

أحمد بن أبي السّري الغزّاء: ويعرف بذلك لغزوه الى بلاد الروم، سمع بالمصيصة يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، روى عنه أبو حامد الأشعري. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الفضل قال: حدثنا أبو حامد الأشعري قال: حدثنا أحمد بن أبي السري الغزاء قال: حدثنا يوسف بن سعيد بالمصيصة قال: حدثنا يحيى بن عنبسة قال: حدثنا حميد قال: حدثنا أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسن الشعر مال، وحسن الوجه مال، وحسن اللسان مال» «1» . أحمد بن أبي الكرم بن هبة الله الفقيه: أبو ... [الحنفي، كان فقيها حسنا، دينا ورعا، كثيرة التلاوة للقرآن، ولي التدريس بالموصل في المدرسة ... ] «2» ومشيخة الرباط ... وروى الحديث. وقدم حلب مرارا رسولا من بدر الدين لؤلؤ صاحب (161- ظ) الموصل، واجتمعت به بدمشق، وقد وردها رسولا الى الملك الناصر في سنة ثمان وأربعين وستمائة، وببغداد في هذه السنة، وقد وصلها رسولا، ولم يتفق لي سماع شيء منه. وتوفي بالموصل في شوال سنة خمسين وستمائة، وبلغتني وفاته وأنا ببغداد في هذا التاريخ. (162- و) .

أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن محمد البغدادي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن محمد البغدادي: المعروف بابن الصائغ الحنبلي، فقيه الحنابلة وإمامهم، قدم حلب، وفوض إليه التدريس بالزاوية الموقوفة على الحنابلة بالمسجد الجامع بحلب، التي وقفها نور الدين محمود بن زنكي، فأقام بها مدة، وحدث بها، ثم انتقل الى حران ودرس بالمدرسة النورية بها، واشتهر اسمه، وقصده الناس للاشتغال عليه. وكان قد سمع أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني، وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، وأبا محمد القاسم بن علي الحريري، وغيرهم. سمع منه جماعة من الشيوخ الحفّاظ مثل: الحافظين أبي يعقوب يوسف بن أحمد البغدادي، والقاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي، وأبي المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى التغلبي الدمشقيين، وخرجا عنه في معجم شيوخهما وأبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الصمد الطرسوسي الحلبي، وغيرهم. روى لنا عنه الشيخ الامام أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الحلبي وأبو العز يوسف بن عبيد بن سوّار السلمي البلوي. وأخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شحانة أن مولد أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن المعروف بابن الصائغ في سنة تسعين وأربعمائة ببغداد. (163- و) . أخبرنا الشيخ الصالح العابد أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان

الأسدي بحلب- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن البغدادي، إمام الحنابلة- بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن بيان الرزّاز قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد قال: أخبرنا أبو علي اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا الحسن بن عرفة أبو علي العبدي قال: حدثنا أبو معاوية محمد بن حازم الضرير عن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: «ائتني بكتف حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه بعدي» ، قالت: فلما قام عبد الرحمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر الصديق» «1» . أخبرنا أبو العز يوسف بن سوار بن عبيد السلمي بحلب قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفتح أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن بن الصائغ بحرّان قال: أخبرنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن حيويه الخزاز قال: قرئ على أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام قال: حدثنا أبو العباس المروزي قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم قال: حدثنا ابن الصلت عن الحكم بن هشام عن عبد الملك (163- ظ) ابن عمير عن طلحة بن عبيد الله أنه قال: مجلس الرجل ببابه مروءة. أهدى إليّ الخطيب سيف الدين أبو محمد عبد الغني بن محمد الحراني، المعروف بابن تيمية، جزءا بخطه فيه تاريخ لأبي المحاسن بن سلامة بن خليفة الحراني جعله تكملة لتاريخ حرّان الذي ألفه حماد الحراني، وذكر لي أنه نقله من خط أبي المحاسن المذكور، فقرأت فيه: حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن عمر السعردي رحمه الله قال: انقطع الشيخ أبو الفتح البغدادي عن المدرسة بحران شهرا بسبب مرض أصحابه، فحمل اليه قيم المدرسة واجب الشهر، فقال له الشيخ: يا بني

أحمد بن أبي يحيى، أبو بكر الفقيه:

ما ألقيت في هذا الشهر درسا، ولا لي فيه واجب، ردها لى الخزانة، فردها ولم يأخذها. قال أبو المحاسن: وكان- يعني الفقيه أبا الفتح- يدخل على أبي يزوره، وكان أبي يزوره، وكان أبي فقيرا، وكان الفقيه يريد بذلك وجه الله، وابتغاء مرضاته، تبركا بالفقراء وتواضعا لهم، وحسن ظن فيهم مع جلالة قدره وعلمه، وكان كلما دخل على أبي ينشده: يا بومة القبة الخضراء قد أنست ... روحي بروحك إذ يستبشع البوم زهدت في زخرف الدنيا فأسكنك ... الزهد الخراب فمن يذممك مذموم قال أبو المحاسن: وحدثني عنه رجل من فقهاء بغداد قال: سافر الشيخ أبو الفتح في طلب العلم الى خراسان سفرة طويلة، ثم رجع الى بغداد وليس (164- و) معه غير كتبه وثيابه، فوضعها في بيت من الخان، ثم دخل الى شارعهم فدخل الدرب الذي كان أهله فيه، فجلس في مسجد وسأل عن أهله، فأخبروه أنه لم يبق منهم في ذلك الدرب أحد، فجال مع الفقيه الذي هو قاضي الشارع فتكلما في مسألة، واختلفا فيها، فلما رأى خصمه على نفسه الغلبة، وقهره الشيخ أبو الفتح بالحجّة قال: والله لو أنك أبو الفتح ابن الصائغ ما سلمت اليك، فقال: يا أخي أنا أبو الفتح ابن الصائغ فقام اليه واحترمه. توفي أبو الفتح ابن أبي الوفاء إمام الحنابلة بحرّان في سنة خمس وسبعين وخمسمائة، نقلت ذلك من خط الخطيب عبد الغني بن تيميه، وذكر لي أنه نقله من خط أبي المحاسن بن سلامة بن غرير «1» الحراني. أحمد بن أبي يحيى، أبو بكر الفقيه: حدث بأنطاكية عن أبي الأخيل خالد بن عمر السّلفي روى عنه اسماعيل بن يحيى الحراني. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم

ذكر من لم ينته الينا اسم أبيه من الاحمدين

السهمي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن عدي قال: حدثنا اسماعيل بن يحيى الحراني بمصر قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى أبو بكر الفقيه بأنطاكية قال: حدثنا أبو الأخيل خالد بن عمر الحمصي قال: حدثنا سفيان (164- ظ) بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مداراتك الناس صدقة» «1» . ذكر من لم ينته الينا اسم أبيه من الاحمدين أحمد العجيفي: قائد مشهور مذكور، وأظنه منسوبا إلى عجيف بن عنبسة القائد، وسنذكره في حرف العين إن شاء الله تعالى. وهذا أحمد له غزوات مذكورة، وآثار في قتال الروم مأثورة، دخل سنة ثمان وسبعين ومائتين طرسوس، فغزا مع يازمار الصائفة، فبلغ سمندو، ومات يازمار في هذه الغزاة، وتولى أحمد العجيفي طرسوس، وغزا غزوات كان له بها الأثر الجميل، والذكر الحسن. أحمد المولّد: قائد معروف، له ذكر، من قواد بني العباس، ورد حلب في فتنة المستعين من قبل المعتز بالله بن المتوكل، فعصا أهلها عليه، فحصرها. وقرأت بخط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي الحلبي، في نسب بني صالح بن علي: وقدم في فتنة المستعين أحمد المولد محاصرا لأهل حلب، فلم يجيبوه الى ما أراد، وكان السفير بينه وبينهم الحسين بن محمد بن صالح بن عبد الله بن صالح، أبا عبد الله، فلما بايعوا بعد ذلك للمعتز، وانقضى أمر المستعين، ولّاه أحمد المولد جند قنسرين. وذكر أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق، سنة تسع وخمسين (165- و) ومائتين فيها عقد لأحمد المولّد على ديار ربيعة من قبل موسى بن بغا في المحرم نقلت من كتاب «الأحداث» تأليف أبي جعفر محمد بن الأزهر لأبي نصر

أحمد الشيخ أبو العباس خطيب تل أعرن:

الطائي، في سنة خمسين، قال: وكان أحمد المولّد وجه من سرّ من رأى في جماعة من الأتراك لمعاونة أيوب بن أحمد عند محاربته محمد بن خالد بالسكير، وأتبع بسيما أخي مفلح، وكان مقداما سفاكا للدماء، فملئا أيديهما من أموال محمد بن خالد وغيره من أموال بني المعمر، ثم كتب إليهما فلحقا صفوان، فأقام سيما معه، ومضى أحمد المولد إلى قنسرين وحمص. وقتل أحمد المولد في طريقه خلقا كثيرا، ثم وافى حمص، وبايع مؤمل وغطيف المعتز، فأقام أياما بحمص، ثم اغتال غطيفا فضرب عنقه صبرا، ووجه برأسه الى سر من رأى، وورد الخبر على المعتز بفتوح أحمد المولد، وتوجه في طريقه الى الشام ومعه صفوان بن اسحاق إلى باجدّا «1» فأقام عليهم وحاصرهم حتى دخلوا في طاعة المعتز وبايعوا، وتوجه إلى حرّان فأقام عليها ثلاثا وناوشوه شيئا من القتال ثم فتحت، فبايعوا المعتز ووجه صفوان بن اسحاق بن العوفية الى بالس ففتحها، وبايع أهلها للمعتز، وتتبع كور قنسرين كورة كورة يفتحها ويبايع أهلها للمعتز خلا حلب ومنبج وأنطاكية فانهم أقاموا على طاعة المستعين مع محمد بن هارون بن العوفية، فقتل منهم ابن العوفيه مقتلة عظيمة ثم دخل أحمد المولد البلد فبايعه أهلها «2» . (165- ظ) . أحمد الشيخ أبو العباس خطيب تل أعرن: ويقال فيها تل عرن. وجدت ذكره في كتاب «الاستسعاد بمن لقت من صالحي العباد في البلاد» جمع شيخنا ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الحنبلي، ونقلته من خطه، فقال في ذكره: فممن لقيته بحلب الشيخ أبو العباس أحمد ابن «3» .. خطيب تل أعرن، وتل أعران قرية من قرى حلب قريبة من حلب، فيها بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (82)

آخر ذكر من اسمه أحمد

أشجار وفواكه، وكان هذا الشيخ أحمد رجلا صالحا، حافظا لكتاب الله ينظر في كتب الحديث، وتفسير القرآن. وكان من أصحاب الشيخ أبي المعالي بن الحداد، ويصلي به إماما، وبقي الى أن قدمت الى حلب سنة ثلاث وستمائة، وكنت رأيته قبل ذلك بدمشق يلازم المدرسة الشّرقيةّ «1» الحنبلية وأصله من العراق. آخر ذكر من اسمه أحمد أحمد شاه التركي: مقدم الأتراك بحلب، وقيل انه شيباني، كان يسكن مع الأتراك بالحاضر السليماني، وكان مطاعا مذكورا شجاعا، له مواقف حسنة مع الفرنج «2» . وهو الذي استعاد منبج من أيدي الروم في سنة ثمان وستين، بعد أن كان ميخائيل ابن أخت أرمانوس الرومي «3» ، استولى عليها في ثامن محرم سنة ستين وأربعمائة، ففتحها أحمد شاه، وصاحب حلب اذ ذاك نصر بن محمود، في يوم الاحد لعشر خلون من صفر سنة ثمان وستين وأربعمائة. ولما أفضى الامر بحلب الى نصر بن محمود بن نصر بن صالح قبض على أحمد شاه واعتقله بقلعة حلب في عيد الفطر من سنة ثمان وستين وأربعمائة، وشرب نصر الى العصر، وحمله السكر على الخروج الى الأتراك الى الحاضر بظاهر حلب، فحمل عليهم، فرماه تركي بسهم فقتله، وزحف الاتراك الى البلد يطلبون أحمد

شاه، وكان والي القلعة (166- و) ورد، وعنده الامير أبو الحسن بن منقذ وجماعة من الخواص، فلما أحسوا بذلك استدعوا بسابق بن محمود من البلد الى القلعة، ونادوا بشعاره، وأشاروا عليه باطلاق أحمد شاه، فأطلقه في الحال وخلع عليه، ونزل أحمد شاه الى العسكر بالحاضر، فسكن النائرة وأخمد الفتنة، فكان سابق بن محمود بعد ذلك يعين الاتراك ويقربهم ويحسن اليهم، ويقدمهم على أهله بني كلاب وينصرهم عليهم. قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين: استولى على البلد- يعني حلب- أحمد شاه التركي، وفي كفالته سابق بن محمود بن نصر. وقرأت بخط منصور بن تميم بن الزنكل السرميني أنه لما ملك سابق اجتمعت بنو كلاب الى أخيه وثاب، وعولوا على معونته عليه وأخذ حلب له من أخيه سابق، فلما تحقق سابق ذلك استدعى أحمد شاه أمير الأتراك- وكانوا ألف فارس- وشاوره، فأنفذ أحمد شاه الى رجل من الأتراك يعرف بمحمد بن دملاج، وكان نازلا في طريق بلد الروم في خمسمائة فارس، وضمن له مالا كثيرا، فوصله محمد ابن دملاج في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة من سنة ثمان وستين، وتحالفوا وخرجوا الى بني كلاب المجتمعين مع وثاب في غداة يوم الخميس مستهل ذي الحجة من سنة ثمان وستين وأربعمائة، وكان بنو كلاب في جمع عظيم ما اجتمعوا قط في مثله، يقال إنهم كانوا يقاربون سبعين ألف فارس (166- ظ) وراجل، فعند معاينتهم الأتراك انهزموا من غير قتال، وخلفوا حللهم وكلما كانوا يملكونه، وأهاليهم وأولادهم. فغنم أحمد شاه وأصحابه ومحمد بن دملاج وأصحابه كلما كان لبني كلاب، فيقال إنهم أخذوا لهم مائة ألف جمل، وأربعمائة ألف شاة، وسبوا من حرمهم الحرائر جماعة كثيرة، ومن امائهم أكثر، وكلما كان في بيوتهم، وعفوا عن قتل عبيدهم المقاتلة، وكانوا يزيدون عن عشرة آلاف عبد مقاتل، ولم يقتلوا أحدا منهم وكان الذي غنمه الغزّ من العرب في ذلك اليوم ما لا يحصى كثرة. وبعد انهزام العرب بثلاثة عشر يوما دعا محمد بن دملاج التركي أحمد شاه،

أحمد بن إبراهيم، صاحب مراغة:

فخرج اليه وكان نازلا شمالي حلب، فلما أكلوا وشربوا قبض محمد بن دملاج على أحمد شاه وأسره، وكان في نفر قليل، فأقام في أسره تسعة أيام، ثم ان سابق ابن محمود اشترى أحمد شاه من محمد بن دملاج بعشرة آلاف دينار، وعشرين فرسا، يوم السبت. ووجدت بعض التواريخ يقول جامعه فيه، سنة سبعين وأربعمائة، فيها: حصر تاج الدولة تتش حلب، ورحل عنها، وعاد إليها، وخرج منها أحمد شاه وكبس العسكر، وعاد. ثم قال: سنة احدى وسبعين وأربعمائة، قتل أحمد شاه. وذكر أبو يعلى حمزة بن أسد بن القلانسي قال في حوادث سنة احدى وسبعين وأربعمائة: وفي هذه السنة قتل أحمد شاه مقدم الأتراك في الشام «1» . (167- و) . أحمد بن إبراهيم، صاحب مراغة «2» : قيل كان اقطاعه في كل سنة أربعمائة ألف دينار، وجنده خمسة آلاف فارس. سيره السلطان محمد بن ملكشاه الى الشام مع سكمان القطبي، ومودود بن التورتكين صاحب الموصل، ومودود مقدم العساكر، في سنة خمس وخمسمائة، في عسكر عظيم لقتال الفرنج، واجتازوا على بالس، ومضوا بالعساكر، وافتتحوا حصونا كثيرة، وقصدوا حلب فغلقت أبواب المدينة في وجوههم. ومرض سكمان بن التورتكين، وعاد فمات ببالس، ثم تفرقوا بعد ذلك، وعاد أحمديل الى بغداد.

وفي المحرم من سنة عشر وخمسمائة كان أحمديل في مجلس السلطان محمد، فجاءه رجل ومعه قصة يشكو فيها الظلم وهو ينتحب، وسأله أن يوصل قصته الى السلطان، فتناولها منه فضربه بسكين كانت معدّة، فوثب عليه الأمير مودود فتركه تحته، فجاء آخر فضرب مودودا، وجاء ثالث فتممه. وهذا ممدود «1» ليس بابن التورتكين، لأن ذلك قتل بدمشق في سنة ست وخمسمائة، على ما نذكره في ترجمته ان شاء الله تعالى.

حرف الهمزه

[حرف الهمزه] الاحنف بن قيس السعدي التميمي: أبو بحر البصري، اشتهر بذلك لأنه كان أحنف الرجل «1» ، واختلف في اسمه فقيل صخر، وقيل الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال ابن مرّة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو بحر بن أبي مالك (167- ظ) وأمه من باهله واسمها حبّى بنت قرط بن ثعلبة ابن قرواش من بني زافر بن أود بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان وقال ابن قتيبة: هي حبّى بنت عمرو بن ثعلبة من أود من باهلة. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم على عهده ولم يره، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن مسعود، وأبي ذر الغفاري، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم، وشهد صفين مع علي عليه السلام. روى عنه حميد بن هلال، والحسن البصري، وعبد الله بن عميرة، وكهمس ابن الحسن، وسعد بن وابصة، وأبو تميمة السلمي، ومالك بن دينار، ومحمد بن سيرين، وطلق بن حبيب. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب البغدادي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أبو الوليد محمد بن برد الأنطاكي قال: حدثنا موسى بن داود قال: حدثني قيس بن الربيع، ح.

قال: وحدثنا الشافعي قال: وحدثني محمد بن بشر بن مطر قال: حدثنا محمد ابن العلاء وكريب قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: حدثنا قيس بن الربيع عن يونس بن عبيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، فالتفت اليها فقال: «إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك، ولكن أخاف أن (168- و) تضلّهم النجوم» قال: «ينزل الله عز وجل الغيث فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا» «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن موهوب بن جامع البغدادي المعروف بابن البناء بدمشق، وأبو سعد ثابت بن مشرّف بن أبي سعد البناء البغدادي بحلب قالا: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي من لفظه قال: أخبرنا الشيوخ الثقات: أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النّرسي الكوفي- قراءة عليهم مفردين- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني. وزاد ابن خيرون قال: وأخبرنا أبو الحسين بن أبي علي الأصبهاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان الحافظ قال: حدثنا محمد بن سهل البصري المقرئ قال: حدثنا أبو عبد الله البخاري قال: قال لنا حجاج: حدثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن البصري أنه قال له الأحنف: بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان رضي الله عنه أخذ بيدي رجل من بني ليث فقال: ألا أبشرك؟ قلت: نعم، قال: أما تذكر اذ بعثني النبي صلى الله عليه وسلم الى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الاسلام وقلت: انه يدعو الى خير، ويأمر بالخير، فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم أغفر للأحنف؟ فقال: قال الأحنف: ما عمل أرجى إليّ منه» . أخبرنا محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد الخراساني قال: أخبرنا أبو العز بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي (168- ظ) قال: حدثنا عبد الله بن

أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني عبد الله بن عمر قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الأحنف فذكره بخير. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الواحد أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا عبد الملك بن معن عن جبر بن حبيب أن الأحنف بلغه رجلان أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فسجد. «1» . أخبرنا أبو البركات داود بن ملاعب البغدادي قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل الأرموي قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: قدمت على عمر بن الخطاب رضوان الله فاحتبسني عنده حولا، فقال: يا أحنف اني قد بلوتك وخبرتك فرأيت علانيتك حسنة وأنا أرجو أن تكون سريرتك على مثل علانيتك، وانما كنا نتحدث انما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن الخراساني قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبو (169- و) عامر العدوي قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال: قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاحتبسني عنده حولا، ثم قال: يا أحنف اني قد بلوتك وخبرتك فوجدتك علانيتك حسنة، وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك، وإنا كنا نتحدث أن مما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم، ثم كتب الى أبي موسى الأشعري «2» أن أدن الأحنف منك واسمع منه وشاوره.

وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا عبد الله بن بكر المزني عن مروان الاصغر قال: كان الأحنف بن قيس يقول: اللهم ان تعذبني فأنا أهل ذاك، وان تغفر لي فأنت أهل ذاك. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال: حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري الخراساني من كتابه- قال أبي: وكان ثقة وزيادة، وأثنى عليه أبي خيرا- قال: حدثنا حماد بن زيد عن زريق بن رديح عن سلمة بن منصور قال: اشترى أبي غلاما كان للأحنف فأعتقه، فأدركته شيخا كبيرا يحدثنا أن عامة صلاة الأحنف بالليل كان الدعاء، وكان المصباح قريبا منه فيضع اصبعه عليه فيقول حس يا أحنف ما حملك على ما صنعت يوم كذا وكذا، يعني كذا وكذا. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله (169- ظ) محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة- قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار ابن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي قال: حدثني جدي علي بن الحسين بن بندار- قالا: حدثنا محمود بن بن محمد الأديب قال: حدثنا عبد الله بن الهيثم قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا صالح المري عن علي بن زفر السعدي قال: مرت بالأحنف جنازة فقال: رحم الله عبدا أجهد نفسه لمثل هذا. وكان يطيل الصوم في الحر الشديد ويقول: أعدّه لطول عطش القيامة، وكان يصلي من الليل ثم يقدم اصبعه من السراج، فاذا وجد حره قال أوه يا أحنف أوّه ما تذكر يوم كذا وكذا، ما تذكر ليلة كذا. أخبرنا أبو عبد الله بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد الخراساني قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله

ابن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني محمد بن عبد الملك قال: حدثنا عارم أبو النعمان قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: سمعت أبي يقول: قيل للأحنف بن قيس: انك شيخ كبير وان الصيام يضعفك، قال: أعدّه لشر طويل. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي (170- و) قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا يونس قال: أخبرني مولى للأحنف بن قيس قال: كان الأحنف قلّ ما خلا إلّا دعا بالمصحف. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني عبد الله بن عمر مسكدانه قال: حدثني حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال: كن النمل قد آذين الأحنف، فأمر بكرسي فوضع على حجرهن ثم حمد الله عز وجل وأثنى عليه فقال: إنكن قد آذيتمونا فاكففن والّا آذيناكن، قال: فكففن وذهبن. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر محمد بن نصر بن منصور بن علي العامري بسمرقند قال: حدثنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي- املاء بسمرقند- قال: أخبرنا عبد الغفار بن محمد المؤدب في كتابه قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا محمد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا أبو عبد الله الكواز قال: حدثتني مولاة الأحنف بن قيس أنها رأت الأحنف ورآها تقتل نملة فقال: لا تقتليها، ثم دعا بكساء فجلس عليه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اني أحرج عليكن لما خرجتن من داري فاني أكره أن تقتلن في داري، قالت: فخرجن فلم يبق شيء منهن بعد ذلك اليوم ولا واحدة. قال عبد الله: ورأيت أبي يفعل مثل ذلك، فرأيت النمل قد خرجن بعد (170- ظ) ذلك نمل كبار سود، ولم أرهم بعد ذلك. أخبرنا أبو عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو العز بن الخراساني قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا عبد الملك بن المتعال بن طالب قال: حدثنا عبد الله بن وهب

عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سعد بن مسعود قال: قيل للأحنف ابن قيس، وكان سيد قومه، ألا يضرب عليك سرادق؟ قال: ما سمعت بالسرادق إلّا في النار، والله لا يضرب على سرادق أبدا، قال: فما كان بيته الّا خص من قصب، حتى لقي الله عز وجل. وقال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو عمرو الأزدي نصر بن علي قال: حدثنا نوح بن قيس قال: حدثنا عون العقيلي أن رجلا قال للأحنف: ما يمنعك أن تتخذ سرادقا؟ قال: لأني سمعت ربي يقول: ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها «1» . وقال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن رحمه الله قال: قدم الأحنف بن قيس من سفر وقد غيروا سقف بيته أو قد حمروا السفاسق «2» وخضروها، فقالوا له: ما ترى الى سقف بيتك؟ قال: معذرة اليكم اني لم أره، لا أدخله حنى تغيروه. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد ابن الفضل بن (171- و) محمد العراقي، وأبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، والشيخ أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي قالوا: أخبرنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد الشقاني- قال أبو بكر: قراءة عليه، وقالا: إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه قال: أخبرنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي قال: حدثنا أبو رجاء محمد بن أحمد القاضي قال: حدثنا الرياشي العباس بن الفضل قال: حدثنا الأصمعي عن نافع بن أبي نعيم قال: قيل للأحنف بن قيس: من أين أتيت ما أتيت في الحلم والوقار؟ فقال: لكلمات سمعتهن من عمر بن الخطاب، سمعت عمرا يقول: يا أحنف من فرح استخف به، ومن ضحك قلت هيبته، ومن أكثر من شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسين

ابن الطيوري قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا سهل قال: حدثنا الصولي قال: حدثنا أبو عمر سعيد بن عمرو بن محمد بن عبد الله اليمني قال: قال رجل لأبي بحر الأحنف بن قيس: يا أبا بحر إني أتيتك في حاجة لا تنكئك ولا ترزؤك، قال: إذا لا تقضى، أمثلي يؤتي في حاجة لا تنكأه ولا ترزؤه؟! (171- ظ) . أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مسلم قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو العز بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا عرعرة بن البرند قال: حدثنا ابن عون عن الحسن قال: قال لأحنف بن قيس: إني لست بحليم ولكني أتحالم. قال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبو موسى العنزي قال: حدثنا عرعرة بن البرند الشامي فذكره. وقال: حدثنا عبد الله قال: قرأت على أبي إبراهيم بن اسحاق الطالقاني قال: حدثنا الحارث بن عمير عن رجل من أهل البصرة قال: قيل للأحنف: مالك لا تمس الحصا؟ فقال: ما في مسه أجر ولا في تركه وزر مع أني في خلتين: لا أغتاب جليسي إذا قام من عندي، ولا أدخل في أمر قوم لم يدخلوني معهم. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي- بقراءتي عليه بنابلس- قال: أخبرتنا تجني بنت عبد الله الوهبانية، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبي قال: أخبرنا الأصمعي عن معتمر بن سليمان عن حزم القطعي عن سليمان التيمي قال: قال الأحنف بن قيس ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن يقوم من عندي. وقال: حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا الأصمعي عن أبيه قال: (172- و) كان الأحنف بن قيس إذا ذكر عنده رجل قال: دعوه يأكل رزقه، ويأتي عليه أجله.

وقال عن غير أبيه: إنّ الأحنف قال: دعوه يأكل رزقه ويكفى قرنه. وقال: حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن جميل المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سفيان عن أبي حيان عن أبي الزنباع عن أبي الدهقان قال: صحب الأحنف بن قيس رجل فقال: ألا تميل فنحملك وتفعل، قال: لعلك من العراضين؟ قال: وما العراضون؟ قال الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا «1» ، قال: يا أبا بحر ما عرضت عليك حبي، قال يا بن أخي إذا عرض لك الحق فاقصد له، واله عما سوى ذلك. أخبرنا قنور بن ابراهيم قال: أخبرنا محمد بن الخراساني قال: أخبرنا ابن المختار قال: أخبرنا أبو علي: أخبرنا أبو بكر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حيان عن أبي الزنباع قال: كان شاب يمشي مع الأحنف بن قيس فمر بمنزله فعرض عليه الشاب فقال: يا بن أخي لعلك من العارضين، قال: يا أبا بحر وما العارضون؟ قال: الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، يا بن أخي إذا عرض لك الحق فاقصد واله عما سوى ذلك. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي قال: أخبرتنا تجني الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم بن المنذر قال: أخبرنا (172- ظ) أبو علي الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين عن عبيد الله بن محمد التيمي قال: قيل للأحنف بن قيس يوم قطري «2» : تكلم قال: أخاف ورطة لساني. وقال: حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثني داود بن عمرو الضبي قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا ابن عون عن الحسن قال: كانوا يتكلمون عند معاوية والأحنف ساكت، فقالوا: مالك لا تكلّم يا أبا بحر؟ قال: أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت.

أخبرنا أبو عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرنا ابن الخراساني قال: أخبرنا ابن المختار قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني عبيد الله بن عمر قال: حدثنا سليم بن أخضر قال: حدثنا ابن عون قال: أنبأني الحسن قال: تكلموا عند معاوية والأحنف ساكت، فقال له معاوية: مالك لا تكلّم؟ قال: أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت. وقال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: وحدثني موسى قال: حدثني ابن أبي عدي عن ابن عون عن الحسن قال: تكلموا عند معاوية والأحنف ساكت، فقال: مالك يا أبا بحر لا تكلّم؟ قال: أخاف الله إن كذبت، وأخافكم إن صدقت. أخبرنا أبو محمد المقدسي قال أخبرنا تجني الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو علي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا داود بن عمرو الضّبيّ قال: حدثنا يحيى بن عبد الملك (173- و) بن أبي عتبة قال: حدثنا سلامة بن منيح قال: قال الأحنف بن قيس: ما كذبت منذ أسلمت إلّا مرة واحدة، فإن عمر رضي الله عنه سألني عن ثوب: بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقيّر البغدادي بالقاهرة المعزية قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد إذنا قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن القاسم قال: أخبرنا صالح بن محمد بن علي الحصيني قال: حدثنا ابن قتيبة قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا عطاف عن عبد العزيز بن قرير أن الأحنف قيل له: يا أبا بحر ما رأينا أشد أناة منك! فقال: قد عرفت في عجلة في أمور ثلاثة، فقالوا: وما هي؟ قال: الصلاة إذا حضرت حتى أوديها، وأيّمي «1» إذا خطبها كفؤها حتى أزوجها، وجنازتي إذا توفّيت حتى أواريها. أخبرنا أبو عبد الله الإربلي قال: أخبرنا أبو العز بن الخراساني قال: أخبرنا

ابن المختار قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني فضيل بن سهل قال: حدثني عفان قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن كهمس عن الأحنف قال: في كل شيء أناة إلّا في ثلاث: الصلاة إذا حضرت، وأيّم إذا وجدت لها كفؤا والجنازة إذا حضرت. وقال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: حدثني عبد العزيز بن قرير قال: قيل للأحنف بن قيس: يا أبا بحر ما رأينا رجلا أشد أناة منك! قال: قد عرفت مني عجلة في أمور ثلاث، قالوا: ما هي؟ (173- ظ) قال: الصلاة إذا حضرت حتى أوديها، وأيّمي إذا خطبها كفؤها حتى أزوجها، وجنازتي إذا توفيت حتى ألحقها بحفرتها. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: شكا ابن أخي الأحنف بن قيس إلى الأحنف بن قيس وجع ضرسه، فقال له الأحنف بن قيس: لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة فما ذكرتها لأحد. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر القرطبي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر المالكي قال: حدثنا أحمد بن داود قال: حدثنا المازني عن الأصمعي قال: قال هشام بن عبد الملك لخالد بن صفوان: أخبرني عن الأحنف بن قيس، قال: إن شئت يا أمير المؤمنين أخبرتك عنه في ثلاث، وإن شئت باثنتين، وإن شئت بواحدة، قال: فأخبرني عنه بثلاث، قال: كان لا يحرص ولا يجهل ولا يدفع الحق إذا نزل به، وخضع لذلك؛ قال: فأخبرني- عنه باثنتين، قال: كان

يؤتي الخير ويتوقى الشر قال: فأخبرني عنه بواحدة، قال: كان أعظم الناس سلطانا على نفسه «1» . أخبرنا عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: أخبرنا أبو القاسم الشروطي أن شيخ السنة أبا بكر أخبرهم قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثني خالي- يعني أبو عوانة- قال: حدثنا ابن الفرج قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: شكا ابن أخ الأحنف بن قيس وجعا بفرسه، فقال الأحنف: لقد ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد. قال أبو شجاع البسطامي: كذا في أصلي وأظنه بضرسه. أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الآبري قالت: أخبرنا أبو عبد الله بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو سهل بن عمر قال: أخبرنا علي ابن الفرج العكبري قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا حماد بن زيد عن عامر بن عبيدة عن رجل قال: كنت أسير في جوف الليل فإذا خلفي رجل أظنه الأحنف، فسمعته يقول: اللهم هب لي يقينا تهوّن به علي مصيبات (174- و) الدنيا. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر السمعاني إجازة إن لم يكن سماعا قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ إملاء بأصبهان قال أخبرنا القاضي أبو الفرج محمد بن عبيد الله البصري في كتابه قال: حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا المرزباني قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدثنا العلاء بن حريز عن أبيه قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاثة مجالس لاعيب على الرجل أن يجلسها: انتظار العلم، وانتظار إذن السلطان، وانتظار الجنازة؛ وثلاثة لا عيب فيهن: أن يخدم الرجل أباه، وضيفه وفرسه.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بنابلس قال: أخبرتنا تجني بنت عبد الله الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي قال: حدثنا بشر بن المفضل عن عبيد الله بن العيزار عن صاحب له عن أبي تميمة السلمي قال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: قال الله عز وجل: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ «1» فصاحب اليمين يكتب الخير، وهو أمير على صاحب الشمال، فإن أصاب العبد خطيئة قال: أمسك، فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها، وإن أبى إلّا أن يصر كتبها. أخبرنا شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الإربلي قال: أخبرنا أبو طاهر (174- ظ) بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي ابن عثمان قال: أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي قال: حدثنا أبو بكر بن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال شبيب بن شيبة: قال الأحنف ابن قيس: رأس الأدب آلة النطق، ولا خير في قول إلّا بفعل، ولا في منظر إلّا بمخبر، ولا في مال إلّا بجود، ولا في صديق إلّا بوفاء، ولا في فقه الا بورع، ولا في صدقة الا بنية، ولا في حياة الا بأمن وصحة. أخبرنا الشيخ العلامة أبو اليمن زيد الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان البيّع، ح. قال أبو منصور: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي قال: وقال الأحنف: الملول ليس له وفاء، والكذاب ليس له حياء، والحسود ليس له راحة، والبخيل ليست له مروءة، ولا يسود سيء الخلق. بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (83)

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي- قراءة عليه عن أبي الفضل محمد بن ناصر- قال: أنبأنا إبراهيم بن سعيد قال: أخبرنا أبو الحسين بن محمد بن القاسم قال: أخبرنا علي بن الحسن بن بندار قاضي أذنه قال: حدثنا محمود بن محمد قال: حدثني ثمامة (175- و) بن عتبة عن عبد الرحمن بن صخر الوابصي قال: حدثني يحيى بن أيوب، وعمرو بن أبي إياس عن عبد الرحمن بن سعد ابن وابصة عن أبيه سعد قال: سمعت الأحنف يقول: ثلاث لا أفعلهن أبدا: لا أزوج رجلا ثم أخاصمه، ولا أقاول من لا كفاء له، ولا أبارز السلطان فإنه من سلطان الله، أخاف أن يغلبني بسطوته. أخبرنا أبو عبد الله بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن مواهب قال أخبرنا أبو العز قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو بكر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد قال: حدثنا شيخ من بني تميم قال: قال الأحنف بن قيس: إنه ليمنعني كثيرا من الكلام مخافة الجواب. وقال حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن عبد الملك قال حدثني ابن شبّوية قال: حدثني سليمان قال: حدثني ابن مبارك قال: قال قائل للأحنف: بأي شيء سوّدك قومك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثني هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قال الأحنف بن قيس: عرضت نفسي على القرآن فلم أجد نفسي بشيء أشبه مني بهذه الآية: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ «1» . وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو معاوية الغلابي قال: حدثني رجل من بني تميم قال: قال الأحنف: لا مروءة لكذوب ولا راحة لحسود (175- ظ) ولا خلة لبخيل، ولا سؤدد لسيء الخلق، ولا إخاء لملول» . وقال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال:

حدثنا محمد- يعني ابن طلحة- عن الهجيع بن قيس قال: قال الأحنف بن قيس: ما أحب أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد ابن شبّويه قال: حدثني سليمان- وهو سلمويه من أصحاب ابن المبارك- قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن خزيمة بن خازم قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب أن أم الأحنف كانت امرأة من بني زافر من باهلة وأنها كانت ترتجز وهو في حجرها: والله لولا حنف في رجله ... ما أدرك في ولدانكم من مثله «1» أنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر بن عبد الله بن سليمان عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا إبراهيم بن الجراح عن أبي يوسف عن أبي حمزة الثمالي قال: لما بويع معاوية وفد عليه الأحنف ابن قيس وأبو الأسود الدؤلي في أهل البصرة، فقال معاوية للأحنف حين دخل عليه: أنت القاتل أمير المؤمنين- يريد عثمان- والخاذل أمير المؤمنين ومقاتلنا بصفين، فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين لا تردد الأمور على أدبارها (176- و) فإن القلوب التي أبغضناك بها في صدورنا، والسيوف التي قاتلناك بها في عواتقنا، فلا تمد لنا شبرا من الغدر إلا مددنا لك باعا من الختر «2» ، وإن كنت يا أمير المؤمنين لجدير أن تستصفي كدر قلوبنا بفضل حلمك، فقال: إني فاعل إن شاء الله «3» . أخبرنا عتيق بن أبي المفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا

أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: حدثنا أبو محمد بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن داود قال: حدثنا الزيادي عن الأصمعي قال: حدثنا معمر بن حيان عن هشام بن عقبة أخي ذي الرمة الشاعر قال: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم فتكلم فيه فقال: احكموا، فقالوا: نحكم ديتين، فقال: ذاك لكم، فلما سكتوا قال: أنا أعطيكم ما سألتم غير أني قائل لكم شيئا: إن الله عز وجل قضى بدية واحدة وإن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بدية واحدة، وان العرب تعاطي بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون، وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا يرضى الناس منكم إلا بمثل الذي سننتم على أنفسكم، قالوا: فردها إلى دية واحدة، فحمد الله وأثنى عليه وركب. وقال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا ابن عائشة قال: سمعت أبي يقول: سئل الأحنف بن قيس: ما المروءة؟ فقال: كتمان السر والتباعد من الشر. قال ابن مروان: حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني عن حماد بن زيد قال: قال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك- وأراد عيبه؟ فقال الأحنف: بتركي من أمرك ما لا يعنيني كما عناك من أمري ما لا يعنيك؛ وجاء في غير هذه الرواية أنه قال له: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ وقال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: قال الأحنف بن قيس: ما دخلت بين اثنين قط حتى يكونا هما يدخلاني في أمرهما، ولا أقمت من مجلس قط، ولا حجبت عن باب قط. يقول: لا أجلس مجلسا أعلم أني أقام عن مثله ولا أقف على باب أخاف أن أحجب عن صاحبه. قال الأصمعي: وقال: إني مارددت عن حاجة قط، قيل له: ولم؟ قال: لأني لا أطلب المحال. قال الأصمعي: قيل للأحنف: إنك تطيل الصيام، قال: إني أعده لسفر طويل. نقلت من خطّ ابن الحداد صاحب ثعلب على ظهر كتاب ببغداد فيه أخبار

الحارث المخزومي قال أبو هفان: بروى أن الأحنف لم يقل غير هذين البيتين: فلو أنّ مالي مال كثير ... لجدت وكنت له باذلا فإنّ المروءة لا تستطاع ... إذا لم يكن مالها فاضلا أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الدامغاني الصوفي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوّار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثني الزبير- يعني ابن بكار- قال: قال الأحنف بن قيس: وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم تبق إلّا صورة اللحم والدّم قال الزبير: إنما قال الأحنف هذا لأنه كان يجلس إليه رجل فأعجبه ما رأى من صمته الى أن قال له يوما: يا بن أخي والله إن المائة (176- ظ) الألف درهم لمحروص عليها، ولكني قد كبرت وما أقوى على القيام على القيام على هذه الشرفة، وقام الفتى، فلما ولى قال الأحنف هذين البيتين. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم قال: أخبرتنا الكاتبه شهدة بنت أحمد بن الفرج قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك قال: حدثنا أبو القاسم اسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي قال: حدثني محمد بن مزيد قال: أخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للأحنف: أنت أبي بحر، فقال الأحنف: الرجل مخبوء تحت لسانه، ثم أنشأ يقول: وكائن ترى من معجب لك صامتا ... زيادته أو نقصه في التكلّم لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم تبق إلّا صورة اللحم والدم أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن

فادشاه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أبو شعيب الحراني قال: حدثنا عمر بن شبّة قال: حدثنا علي بن محمد المدائني عن سحيم بن حفص قال: كانت امرأة من بني عامر عند الأحنف بن قيس فطلقها فخلف عليها بدر بن أحمد الضبّي، فأتاها الأحنف يوما فدخل عليها، فأرسل إليه بدر بن أحمر «1» ابنه وقال للرسول: (177- و) قل له: لا يشغلنّك عن شيء هممت به ... إنّ الغزال الذي ضيّعت مشغول فقال الأحنف: قل له: إن كان ذا شغل فالله يحفظه ... فقد لهونا به والحبل موصول ذكر أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب البيان والتبيين قال: وروى الهيثم بن عدي عن أبي يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال: قدم علينا الأحنف ابن قيس الكوفة مع المصعب بن الزبير فما رأيت خصلة تذم إلا وقد رأيتها فيه، كان صعل الرأس «2» متراكب الأسنان، أشدق «3» مائل الذقن، ناتئ الوجه، باحق العين «4» ، خفيف العارضين أحنف الرجل، ولكنه كان إذا تكلم جلا عن نفسه «5» . وزعم يحيى بن نجيم بن ربيعة أحد رواة أهل البصرة قال: قال يونس بن حبيب في تأويل الأحنف بن قيس وقال: أنا ابن الزافرية أرضعتني ... بثدي لا أحذّ «6» ولا وخيم أتمّتني فلم تنقص عظامي ... ولا صوتي إذا اصطكّ الخصوم قال: إنما عنى بقوله: عظامي أسنانه التي في فيه، وهي التي إذا تمّت تمّت الحروف، وإذا نقصت نقصت الحروف.

قال يونس: وكيف يقول مثله: أتمتني فلم تنقص عظامي، وهو أحنف من رجليه جميعا مع قول الحباب له: والله إنك لضئيل، وإن أمك لورهاء «1» ، وكان أعرف بمواقع العيوب وأبصر بدقيقها وجليلها، وكيف يقول ذلك وهو نصب عيون الأعداء وشعراء (177- ظ) الأعداء، وهو أنف مضر الذي تعطس به وابن العرب والعجم قاطبة. أخبرنا حسن بن أحمد الأوقي فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا الحافظ السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد العجلي قال: حدثني أبي قال: والأحنف بن قيس بصري تابعي ثقة، وكان سيد قومه، وكان أعور أحنف، دميما قصيرا، كوسحا «2» له بيضة واحدة، قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ويحك يا أحنف لما رأيتك أرديتك، فلما نطقت فقلت: لعله منافق صنع اللسان، فلما اختبرتك أحمدتك، ولذلك حبستك- حبسه سنة يختبره، فقال عمر: هذا والله السيد. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي وأحمد بن عبادة قالا: حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال: قال عبد الملك بن عمير: قدم علينا الأحنف مع مصعب بن الزبير، فما رأيت خصلة تذم إلّا رأيتها فيه، كان ضئيلا، صعل الرأس، متراكب الأسنان مائل الذقن، ناتئ الوجه، باحق العين، خفيف العارضين، أحنف الرجلين، فكان إذا تكلم جلا عن نفسه.

وفي نسخة: كان ضئيلا، صعيل الرأس؛ قال إبراهيم: وذكر الهيثم أنه كان أعور العين ذهبت بسمرقند، وولد ملتزق الاليتين فشق باثنين. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل عن خلف بن عبد الملك بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قال: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي بن السكن قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن زهير قال: حدثنا سليمان ابن أبي شيخ قال: كان أحنف الرجلين جميعا ولم يكن له إلّا بيضة واحدة، وكان اسمه صخر بن قيس أحد بني سعد، وأمه امرأة من باهلة، وكانت ترقصه وتقول: لولا حنّف برجله وقلّة أعرفها من نسله ما كان في فتيانكم من مثله قال ابن المسكر: وأحنف بن قيس السعدي، أبو بحر واسمه الضحاك، سكن البصرة، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال اسمه صخر بن قيس. كتب إلينا أبو الفتوح نصر بن علي الحصري من مكة أن الحافظ أبا محمد عبد الله بن محمد الأشيري أخبرهم قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد الخطيب قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البرّ النمري قال: الأحنف بن قيس السعدي التميمي، يكنى أبا بحر، واسمه الضحاك ابن قيس، وقيل صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النّزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه من باهلة، كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ودعا له النبي عليه السلام، فمن هناك ذكرته في أصحابه لأنه أسلم على عهد النبي عليه السلام. كان الأحنف أحد الجلة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء، يعد في كبار التابعين بالبصرة، وتوفي الأحنف بن قيس بالكوفة في إمارة مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته «1» .

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن موهوب بن البناء، وأبو سعد ثابت ابن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديان قالا: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السّلامي من لفظه قال:- وذكر- الأحنف بن قيس السعدي البصري، واسمه الضحاك، أدرك أيام النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عمر بن الخطاب، وعثمان وعليا رضي الله عنهم، وكان حليما وقورا عاقلا، وكان شيخ بني تميم (178- و) وعالمهم أجمع، وكان يتبعه منهم عشرة آلاف فارس، وشهد قتال المختار بن أبي عبيد مع مصعب بن الزبير وكان معه، وتوفي بالكوفة من قبل قتل مصعب، ومشى مصعب في جنازته بغير رداء، وذلك في سنة إحدى وسبعين من الهجرة، أخرج البخاري ومسلم عن الأحنف في كتابيهما. أخبرنا الأوقي حسن بن أحمد إذنا قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وستين، والأحنف بن قيس أبو بحر بالكوفة- يعني مات- وصلى عليه مصعب بن الزبير، وقال: سنة إحدى وسبعين، والأحنف بن قيس أبو بحر- يعني قيل إنه توفي فيها-. قرأت في تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي، مما كتب لخزانة أمير المؤمنين القادر، في حوادث سنة ثمان وستين قال: وفيها مات أبو بحر الأحنف بن قيس بالكوفة، واسمه صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن نزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان قيس أبوه يكنى أبا مالك، وقتلته بنو مازن في الجاهلية، ورهطه بنو مرّة بن عبيد بعثوا بصدقاتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عكراش بن ذؤيبة؛ وأم الأحنف حبّى بنت عمرو بن علقمة من بني أود من باهلة، ولدته ملتصق الاليتين حتى شقّ وكان أعور ذهبت عينه بسمرقند، ويقال بل ذهبت بالجدري، وكان أحنف الرجل متراكب الأسنان، صعل الرأس، مائل الذقن، خفيف العارضين، وشهد مع علي عليه السلام صفين، ولم يشهد الجمل مع أحد الفريقين، ودفن بالكوفة عند قبر زياد بن أبيه بالتوبة «1» ، وخرج في جنازته مصعب بن الزبير وهو أمير العراقين

أحوص

ماشيا، وطرح رداءه، فطرح الأشراف أرديتهم، فكان أول (178- ظ) من فعل من الأشراف ذلك في جنازته إعظاما لمصابه، وبلغ من السن سبعين سنة، وله وفادة على عمر بن الخطاب رحمه الله، وكان له ابن يقال له بحر، وكان مضعوفا، حكي أنه قيل له: ما يمنعك أن تنقيّل بعض أخلال أبيك؟ قال: الكسل، ولم يكن له عقب. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال وخديجه المرابطة- قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي قال: حدثني جدي علي بن الحسين بن بندار- قالا: حدثنا محمود بن محمد الأديب قال: حدثنا عبد الله هلال بن العلاء قال: حدثنا عمرو الناقد قال: حدثنا معتمر عن قرّة بن خالد وغيره قال: رأيت مصعب بن الزبير يمشي في جنازة الأحنف بغير رداء، وكان أول من تسلب على ميت. أحوص الأحوص، واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري: قدم خناصرة وافدا على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، والأحوص لقب اشتهر به، وسنذكره في العبادلة في حرف العين من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. الأحوص الدفافي الشاعر: ويلقب المحترز، وينسب إلى دفافة العبسي، وكان يصحب بعض بني صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بحلب، وهو شاعر لم أظفر إلى الآن بشيء من شعره وله ذكر يأتي في أثناء هذا الكتاب إن شاء الله تعالى (179-) . وكان معاصرا لديك الجن عبد السلام بن رغبان الحمصي، وتوفي في حياة ديك الجن، فرثاه ديك الجن بأبيات أولها:

أخنس

عزاء وتسليما على الرغم والصغر ... فما الدهر أنساناك بل وارث الدهر وأنساك بل أسلاك بل أجد الكرى ... فأعطيك صبري لا حمدت إذا أمري مضى فارس الآداب والمجد والشعر ... وقسورة الأبطال والورق والتبر منها: أأحوص دعوى لو تجلاك طيفها ... لرواك من ذكر تنفق من شكر ثنا نظمته تحت أجنحة الدجى ... أنامل صدر فيك ملآن من جمر فوافى شروق كالقداح إذا انبرت ... صحائفها خدي وكاتبها شفري منها: أتدرين من بات الصعيد ضجيعه ... برغمي ومن نالته قاصمة الظهر فتى كان لم يحبب حياة معمر ... فتى في الوغى إلّا أحبّ انقضاء العمر ولا رمقته العين في جنح عارض ... من الموت إلّا عمن في عارض الذعر فتى ما تراءته الكماة ولو غدت ... ذوي عدد إلّا رأت جحفلا يسري علوا وإسلاما وبأسا ونائلا ... غداة الندى والدين والبأس والفخر «1» أخنس الأخنس بن العيزار الطائي: كان ممن شهد صفين مع علي بن أبي (179- ظ) طالب عليه السلام، ثم رجع عنه بعد التحكيم، وصار من الشراة، وقاتل عليا يوم النهروان مع الخوارج فقتله علي رضي الله عنه، وكان شاعرا. قرأت في كتاب الفتوح «2» تأليف أبي محمد أحمد بن أعثم الكوفي في قصة أهل النهروان قال: وتقدم رجل من الشراة يقال له الأخنس بن العيزار الطائي حتى وقف بين الجمعين، وكان من أشد فرسان الخوارج، وكان ممن شهد صفين فقاتل فيها، فلما كان ذلك اليوم تقدم بين الجمعين وأنشأ يقول:

ذكر من اسمه إدريس

ألا ليتني في يوم صفين لم أؤب ... وغودرت في قتلى بصفين ثاويا وقطعت آرابا وألقيت جيفة ... فأصبحت ميتا لا أجيب المناديا ولم أر قتلى سنبس ولقتلهم ... أشاب غداة الدهر مني النواصيا ثمانون من حزبي جديلة قتلوا ... على النهر كانوا يخضبون العواليا ينادون لا لا حكم إلّا لربنا ... حنانيك فاغفر حوبنا والمساويا هم فارقوا من جار في الله حكمه ... فكل عن الرحمن أصبح راضيا ولا وإله الناس ما هاب معشري ... على النهر في الله الحتوف القواضيا شهدت لهم عند الإله بفلجهم ... ألا صالح الأقوام خاف المخازيا أنابوا الى التقوى ولم يتبعوا الهوى ... فلا يبعدن الله من كان ساريا قال: ثم حمل على أصحاب علي رحمة الله عليه، فشق الصفوف، وقصده (180- و) علي فالتقيا بضربتين ضربه علي ضربة ألحقه بأصحابه. ذكر من اسمه إدريس إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي: ابن عيسى بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الإدريسي الحسني، أبو الحسن بن أبي علي الاسكندراني، من أبناء الأكابر، ونجل الأمراء بالمغرب، وكان فاضلا أديبا شاعرا مجيدا بصيرا بالحكمة وعلوم الأوائل، عارفا بالأدب، قيما بعلم النسب، عالما بأيام العرب، قيما بالتاريخ والأخبار، راوية للدواوين والأشعار، له مصنفات عديدة ومجاميع في الأنساب والتواريخ مفيدة. سمع من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، وابنه أبي محمد القاسم بن علي، وأبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي والقاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني وغيرهم. دخل حلب مرارا متعددة وقطنها بالأخرة الى أن مات بها، وحدث بها ببعض

كتاب النسب «1» للزبير بن بكار بروايته عن الحافظ أبي القاسم الدمشقي. روى عنه العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد في كتاب الخريدة، وروى لنا عنه شيئا من شعره القاضي أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب، والشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي الحلبيان. وكان فاسقا مدمنا لشرب الخمر، منهمكا في الخلاعة (180- ظ) فأعرض الناس عن السماع عليه لذلك، أدركته بحلب ولم يتفق لي الاجتماع به البته، وكان أول دخوله الى حلب على ما قرأته بخطه في بعض تعاليقه في جمله الملك العادل محمود ابن زنكي بن آق سنقر في المحرم سنة تسع وخمسين وخمسمائة. وسمعت الصدر القاضي بهاء الدين أبا محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب الحلبي يقول: ورد الشريف الادريسي الى حلب بعد الستين والخمسمائة، وأقام بها واختلط بأهلها، وهو على طريقة حسنة من التزمّت والوقار. قال: وغلب عليه في آخر عمره حب الخمر والتهتك فيه ومعاشرة الأراذل والسفلة. قال لي: وكنت إذا اجتمعت به أو لقيته ألومه على ذلك، وأعنفه فيقول لي: إن هؤلاء اللفيف الأخساء إذا جلست معهم لا أعبأبهم، ولا أتحفظ منهم، وتحصل لي الراحة بصغر أقدارهم واطراحهم، وأنا فمكب على النسخ، متى جلست معهم لا أكلمهم ولا يكلمونني، ولا يكلفوني شططا. وقد ذكر قصته معهم في قصيدته الرائية التي نظمها بعد الستمائة، وهي مشهورة يعرض فيها بالمباحية وغيرهم، أولها: أعلي إن خلعت فيك العذارا ... حسبة أو لزمت فيك الوقارا وأعرضت عن ذكر القصيدة، وإن كانت من لطيف الشعر، لما فيها من السخف والخلاعة وذكر ما لا يليق ذكره بأهل العلم.

قال لي القاضي أبو محمد: وبالجملة (181- و) فقد كان عنده من القناعة وقلة الطمع فيما يرغب الناس فيه جملة كافية صانت ماء وجهه على فقره وفاقته، فإنه أكثر أيامه كان يورق بالأجرة وكان أبوه وخاله من الأمراء المشهورين بالديار المصريه بفضيلتي السيف والقلم، إلّا أنه محا ذكرهم بما اشتهر عنه من هذه السيرة الذميمة، وقبح المقالة. وأنشدنا القاضي أبو محمد عنه شيئا من شعر خاله، أنشده إياه عنه، نذكره في ترجمة خاله إن شاء الله تعالى. وولد الإدريسي هذا بالديار المصرية سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ونقلت ذلك من خطه عفا الله عنه. (181- ظ)

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنشدني بهاء الدين أبو محمد الحسن بن أبي طاهر بن الخشاب بضمير، «1» ونحن متوجهون الى دمشق قال: أنشدني الشريف أبو الحسن الإدريسي لنفسه بحلب: يا سادتي مالي على هجركم ... صبر وهل يصبر مهجور أنلتم الحاسد فيه المنى ... فهو بما أحزن مسرور إن يك ذنب أن بكى فهو في ... شريعة العشاق مغفور عودوا إليه بالرضا قبل أن ... يقول من يعذل معذور قرأت بخط بعض الأدباء بحلب للشريف إدريس بن حسن بن علي بن عيسى بن علي الإدريسي الحسني، وكان مولده بمصر سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وكان عند تقي الدين صاحب حماه «2» ، وقد ورد إليه مغنيان لقب أحدهما البدر والآخر الشمس، وكانا بديعين في الحسن فاتفق أن الشمس زار الإدريسي، فجاء أخوه البدر فاطلع في بيته، فرأى الشمس فعاد وذهب، فقال الإدريسي على البديه، ثم أنشدني الأبيات الثلاثة الشريف جمال الدين أبو المحاسن عبد الله بن أبي حامد محمد بن عبد الله الهاشمي قال: أنشدني الشريف أبو الحسن الإدريسي لنفسه: زار لا واصلا ولكن أتاه ... نبأ أنني عشقت فزارا بدر حسن لما رأى الشمس عندي ... طلعت مطلع البدور توارى (183- و)

وإذا ما الحبيب أسرف في ... الهجر أغره فطبه أن يغارا أنشدني القاضي أبو محمد بن إبراهيم قال: أنشدني عز العرب أبو الحسن إدريس الإدريسي قال: أنشدني القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي بن البيساني عند اجتماعي به، ولم يسم قائلها: تراه من الذكاء نحيف جسم ... عليه من توقده دليل إذا كان الفتى ضخم المعالي ... فليس يعيبه جسم نحيل قال لي الشريف تاج الدين أبو المعالي الفضل ابن شيخنا افتخار الدين أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي: كان قدم الى حلب الشريف النسابه محمد بن أسعد المعروف بابن الجوّاني وطعن في نسب الإدريسي- يعني أبا الحسن إدريس بن الحسن- فجرى على الإدريسي من ذلك شيء عظيم، وطعن في نسب ابن الجواني، وكان يشتمه شتما كثيرا في المحافل. قلت: وقد وقفت على شيء من تعليق الادريسي يعرض فيه بشيء من ذلك، وسنذكره في ترجمة محمد بن أسعد إن شاء الله تعالى. ووقفت على تعليق بخط محمد بن أسعد الجواني، وفي حاشية منه في ذكر أبي الحسن الإدريسي، أملى علي نسبه فقال: أنا إدريس بن الحسن بن علي، فذكر نسبه كما سقناه أولا، ثم قال ابن الجواني فيما كتبه بخطه: يقال له ابن أخت الشريف المحنك، قال فيه نقيب النقباء بحلب الشريف القاضي أمين الدين بخطه على الجريدة التي (183- ظ) سلمها لي على اسم المذكور ثبت نسبه بكتاب نسيب الملك ثم عاد نسيب الملك توقف وكتب محمد بن أسعد الجواني فوق ترجمته دعي. ثم وقع لي كتاب محمد بن أسعد بن الجواني صنفه في نسب بني إدريس وسمه «بالمنصف النفيس في نسب بني إدريس» ، فقرأت فيه. وممن ادعى الى بني يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس على نسق من تقدم ذكره من ذوي التدليس من بربر الغرب المجاورين للبطن المذكورة، دعي مقيم بحلب يدعى عز العرب، ويسمى إدريس بن حسن، ويعرف بابن أخت المحنك برهان الدين التلمساني، مولده كما

ذكر في خطه الاسكندرية سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وقدم أبوه من نفيس كما زعم في طائفته وفد الحاج في سنة عشرين وخمسمائة، ولم يثبت له ولا لوالده قط اسم في جرائد الأشراف بمصر، ولا نسب ولا شهدت بينة بصحة الحسب، ولو شهدت لما ثبت منتماه، إذ لا دليل يقوم على وصلته في دعواه، وسيأتي بيانه وشرحه وبرهانه، ولم يأخذ قسما، ولا حاز رسما لا في نقابتي ونظري، ولا قبل نظري، وقد كان أمري في نظر الأنساب وتذييل الأعقاب مذ سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وللمذكور إذ ذاك من العمر سنتان، فلم يكن لأبيه ولا له في رهطهم ثبوت في المنتسبين، بل كان أمرهم يجري مجرى أمثالهم من الأدعياء (184- و) المسببين، ولم تزل المغاربة والتجار من القادمين الى الديار المصرية من السفر يذكرون أنهم من الدعيين الى من ادعوه بالجوار على ما تقدم من القول في الطوائف والأنفار. قال: ثم سافر هذا الدعي إدريس الى دمشق في سنة اثنتين وستين وخمسمائة وكان بها إذ ذاك خاله البرهان التلمساني المحنك، ثم سافر خاله الى الغرب، وسافر هو الى حمص في سنة ثمان وخمسمائة كما ذكره في خطه. وقد كان استعار شيئا من كتاب النسب للزيدي المنعوت (بالنزهة) وكتب منه ونسخ فمسخ، وصار يتحدث ويقول، ويزيد وينقص في الفضول، فتنبه عليه أشراف دمشق وعلى كذبه ومحاله، وزيفه وانتحاله، فجرت بينه وبينهم محاورات، فخرج هاربا منهم الى حلب، وتسبب كل سبب الى ان تصاهر عند آل الناصر الرسبيين واستترت حاله، واكتتم عن كثير من الناس محاله. وكان قبل ذلك قد كتب إلي الى مصر من دمشق كراسة بذكر ما يدعيه، وشرح أموره بما لا يسمعه منه سامع التحقيق ولا يعيه، ولما قدر الله سبحانه توجهي الى حلب من عسكر السلطان صلاح الدين أبي المظفر بن يوسف بن أيوب بعد حضوري معه فتح عسقلان، والقدس، واللاذقية، وصهيون، وجبلة، وانطرسوس، وغزاة طرابلس، فكان وصولي الى حلب في شهر (184- ظ) رجب سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وكنت قد تقدمت السلطان عن إذنه وهو محاصر برزية عن وجع أصابني وألم أنابني، وكان النقيب إذ ذاك بها الشريف أمين الدين أبا طالب أحمد بن محمد ابن جعفر الحسيني الإسحاقي، فلم أشعر به إلا وقد أتاني ماشيا الى الباب الذي بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (84)

يعرف بباب أنطاكية في ولده وحفدته، وبني أخويه، وحلف بالأيمان المغلظة لا كان نزولي إلا عليه، ووفودي إلا إليه، وأخلى لي جليل داره، وبحبوحة قراره، فأجبته الى سؤاله مبلغه بلوغ آماله فيما بذله من إكرامه واحتفاله. وانثال في حال كوني بحلب لدى أشرافها بالتردد إلي والوفود علي، يصححون أنسابهم ويستوضحون أحسابهم، وكان بها جماعة أدعياء، هذا إدريس أحدهم، وأخذ يتردد الى مجلسي، ويستطلع طلع نفسي، ويطلب تصحيح ما لا يصح له أبدا، ويقصدني في أمر لا يجد له عندي مقصدا، فكنت فيما قصد كما ينشد. إنا إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السامع للقائل لا نجعل الباطل حقا ولا ... نلظ «1» دون الحق بالباطل تكره أن نسفه أحلامنا ... ونجمل الدهر مع الخامل ولما كان في بعض الأيام كتب إلي استدعاء بخطه في مجلس النقيب أمين الدين بحلب، وسألني جماعة الوقوف عليه، والجواب عنه، نسخته بعد (185- و) البسملة والدعاء الجاري به العادة بعد الاستدعاء، ثم قال: إن يبين لأصغر مماليكه إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى ابن عبد الله أبي الآمر، ما عجز عنه من بيان وعلم وصلته بإدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ولم يجده عند أحد إلا ما يحكيه بعد: وهو أن مملوكه لما حصل بدمشق ورام تصحيح نسبه صار مع خاله الشريف المحنك أبي المنصور يحيى بن سليمان بن علي الحسني الى الشريف النقيب نظام الدين أبي العباس أحمد بن طاهر بن حيدر بن أبي الجن الحسيني رحمه الله، فقال الشريف نظام الدين: انتسب، فانتسبت النسب المذكور، وقلت: عبد الله أبو الآمر بن محمد، وزاد خال المملوك زيادة على ذلك فقال: محمد أظنه ابن القاسم ابن يحيى بن يحيى أو ابن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن إدريس، فقام الشريف النقيب الى بيته وأتى برسالة الحسين بن علي الفارسي في أخبار الملحدة «2» وقال: عيسى

ابن أبي الآمر عبد الله هو الفقيه المذكور هنا، فكان نسبه: عيسى بن أبي الآمر عبد الله بن الأمير أبي المطول محمد الأكبر بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس، ابن إدريس، فوصل النسب على ما رأيت بخطه وهو أحد الآمرين اللذين ذكرهما المحنك. وأنت أدام الله أيامك فكعبة هذا الأمر والعلم وغيره، وقد رأيت على محمد ويحيى ابني القاسم نصيبتين فيما حكاه شيخ (185- ظ) سيدنا الشريف شرف الدين ناصر الدين العمري بن الصوفي رحمه الله، فلا أدري ما معنى وضعهما، أفتنا يرحمك الله مأجورا موفقا. قال مؤلف هذا الكتاب: وقد خلد هذا الخط بمجلس النسب على العادة في مثله حجة على كاتبه وجهله، وتلوه جوابنا على فصوله: أما قوله عن نفسه: إدريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي بن عيسى ابن عبد الله أبي الآمر، فهذه أسماء لا يشهد له بها سواه، اذ لم يتضمنها مسطور نسب ولا مقتضاه، ولا يصح لمنتم بها منتماه. وذكر أن أحدا من أئمة النسب لم يرو في شيء مما ألفوه وجردوه وصنفوه اسما مما ادعاه هذا الدعي من ثالثة ولا رابعة ولا خامسة ولا سادسة، وبسط القول، ثم قال: وسؤاله فيما تضمنه تمويهه ومحاله، ومقاله أن أبين له ما عجز عنه من بيان وعلم وصلته بإدريس، فهذا أمر دال على التمويه والمحال والتدليس، لأن إدريس بن إدريس أعقب من جماعة كثير عددهم، جم مددهم، فإذا لم يتضح للنسابة من يعزى إليه المنتسب إليه من الطرفين، فحصول العلم من أين؟ ثم قال في الجواب عما ذكره خاله، ثم قوله: أنه قال: أظنه فلان بن فلان بن فلان، والأنساب لا تثبت بالظن في الانتساب، فلا يحتج بالظنون إلا كل مرتاب دعي كذاب، كلامه مضطرب الهندام، كأنه تجربة الأقلام. ثم قال: وقوله: فقام الشريف نظام الدين الى بيته وأتى برسالة الحسين بن (186- و) علي الفارسي في أخبار الملحدة، وقال: عيسى بن أبي الآمر عبد الله هو الفقيه المذكور هنا؛ وهذا قول طريف، لا يوجب الشرف لشريف، لأن من يشهد على قوله بعيسى بن أبي الآمر عبد الله من النسابين، ثم من يشهد بأن عيسى بن

عبد الله، وأن كنيته أبو الآمر، وأن عبد الله هو ابن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى على ما رتبه المدعي في قاعدة دعواه، وهو لا يصح أولاه ولا أخراه. وشيخنا إمام النسابين أبو الحسن علي بن محمد العمري رحمه الله قد ذكر الأخوين محمد بن القاسم، ويحيى بن القاسم، وأورد ليحيى دون محمد العقب الى ثالث ولد وخرج ولم يذكر لمحمد بن القاسم ولدا ولا عليه عرج، ووافقه على ذلك الأئمة أهل طبقته ورفقته، وبعده ممن نحا نحوه، وقصد قصده. وقد يكون عيسى بن عبد الله المذكور من البرابر المعتزين الى بني يحيى بن يحيى، المجاورين لهم كما قدمنا ذكرهم فيما يلونه فقيها أو عالما نبيها، أو دينا عفيفا لا يكون علويا شريفا؛ ولو فرضنا أن يتضمن المسطور عيسى بن عبد الله أنه ابن محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس لما ثبت لذلك حقيقة، ولا استقامت إليه طريقه، لكون محمد بن القاسم بن يحيى بن يحيى لم يذكر له ولد، ولا أورد عقبه أحد، انقطع عقبه، وانبت سببه، والمورود ولده، والمحصور عدده (186- ظ) أخوه يحيى بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس، فإنه أورد في كتب الأئمة وشجراتهم ولده، وولد ولده، وولد ولد ولده دون أخيه محمد، حجة على كذب مدعيه. ثم قال: فعقب يحيى بن القاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس بن إدريس الى زمان شيخنا العمري علي بن محمد العلوي النسابة رحمة الله عليه الى سنة أربعين وأربعمائة: يحيى وحمود ابنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المذكور، وهو الثالث من ولد يحيى بن القاسم أخي محمد بن القاسم، وانقطع عقب محمد بن القاسم بن يحيى ابن يحيى بن إدريس من نحو مائتي سنة الى زماننا هذا سنة ست وثمانين وخمسمائة. وقال: وقوله: أبو الطول محمد الاكبر، ترى أين تثبت كنيته، ومن أوردها إذ ثبتت نسبته؟ ثم قوله: الأكبر، أكبر ممن؟ لم يكن للرجل أخ آخر اسمه محمد الأصغر، فيكون هو منه الأكبر، لأن جميع ما كان للقاسم بن يحيى بن يحيى بن إدريس ولدان لا غير: محمد هذا، ويحيى، ولم يذكر شيخنا العمري النسابة، وجميع النسابين للقاسم بن يحيى بن يحيى سوى الولدين: محمد ويحيى اللذين ذكر العمري أنه رأى عليهما نصيبتين، فمن أين لنا محمدا آخر أكبر غير آخر أصغر؟

إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي:

هو الحائن المائن يطلب كشف انتسابه، ويذكر أنه لا يعلمه، وأن النسابين أولى به، وأنه لم يجد ذلك في كتاب، ولا أورده أحد من النساب، وأنه سافر الى الشام للكشف عن دعواه وحقيقة منتماه (187- و) فانتقل من هذه الحال الى أن يفضل على النسابين في المقال، فيذكر من صفة ادعائه ما لم يذكروا، ويخبر من خبرهم بما لم يخبروا، ويتعاطى في الذيل تقويم الميل من كنية من لم يكنى، وتمييز الأكبر من الأصغر صفة ومعنى، وسرد نسب لم يسرد، وإيراد عقب لم بورد، هذه كرامة ظهرت له، أزالت حيرته وجهله، ما أقل عقله. قلت: ولعز العرب في الطعن في نسب ابن الجواني كلام يشبه كلامه فيه، سنذكره إذا انتهينا الى ترجمته إن شاء الله تعالى، وكلاهما ينسب إليهما الدعوى في النسب. مات عز العرب أبو الحسن الإدريسي بحلب في سنة عشر وستمائة، وقرأت في بعض تعاليق الحلبيين أنه مات في السنة الحادية عشرة والستمائة. إدريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي: روى عن أبيه أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، روى عنه ابنه خلف بن إدريس ابن عمر، وكان بخناصرة مع أبيه وشهد وفاته بدير سمعان، مع من شهده من ولده، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة إبراهيم بن عمر. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن مسلم، ثم حدثني أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني عنهما قالا: أخبرنا (187- ظ) أبو بكر الباطرقاني قال: أخبرنا محمد ابن اسحاق، ح. قال الحافظ أبو القاسم: وأخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أنبأني أبو عمرو ابن مندة عن أبيه محمد بن اسحاق قال: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زريق قال: حدثنا

إدريس بن أبي خولة الأنطاكي:

محمد بن أصبغ بن الفرج قال: حدثنا أبي قال: حدثنا العباس بن خلف بن إدريس ابن عمر بن عبد العزيز بن مروان عن أبيه عن جده أن عمر بن عبد العزيز قال لجرير ابن الخطفي: ما أجد لك في هذا المال حقا، ولكن هذه فضلة من عطائي ثلاثون دينارا فخذها واعذر، قال: بل اعذرك يا أمير المؤمنين. وقال ابن يونس: ولست أعرفه- يعني إدريس- من أهل مصر «1» . إدريس بن أبي خولة الأنطاكي: من العباد المذكورين، وكان يكون ببيت المقدس، حكى عنه سهل بن عبد الله التستري. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر ابن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثنا عبيد الله بن جعفر الساجي قال: حدثنا عمر بن واصل عن سهل بن عبد الله قال: مرض رجل من أولياء الله عز وجل مرضا مشكلا، فكان الناس إذا رأوه قالوا به جنة فأكثر عليه (188- و) فلما عظم كلام من تكلم في أمره قالوا له: نعالجك، فقال: يا قوم اعلموا أن لي طبيبا إن شاء داوى كل عليل على وجه الأرض، لكني لا أسأله أن يداويني، فقيل له: ولم ذاك، وأنت محتاج الى الدواء؟! فقال: أخشى إن برئت من هذه العلة طغيت، فقيل له: فإن لنا مجنونا فاسأل طبيبك أن يداويه، فقال: نعم ائتوني به، فأتوه برجل في عنقه غل عظيم، ويده مشدودة الى عنقه في قيد ثقيل قد استمكنت منه العلة، فقال لهم: خلوني معه، فعمد جهال القوم الى يده فحلوها وأدخلوه معه في البيت الذي كان فيه، وأغلقوا عليهما الباب، وهم يظنون أنه سيفضي إليه بمكروه، فلما كان بعد ساعة صاحوا به، فأجابهم وخرج إليهم وكلمهم بكلام عاقل وهو يبكي بكاء شديدا، فقالوا له: خبرنا بقصتك وما كان منك؟ فقال: دخلت على هذا الرجل وأنا على ما قد علمتم من علتي لا أعقل شيئا كما رأيتموني فقربني منه وأدناني، فكلما قربت منه جعل يده على صدري، والأخرى

ذكر من اسمه أدهم

على رأسي، فحسست بطعم البرء يدب في جسمي حتى زال ما بي، فقالوا له: ادخل معنا إليه فاسأله أن يدعو لنا، فدخل مع القوم إليه فلم يجدوه في البيت، وستره الله عز وجل عنهم، فمن عقل منهم عظمت ندامته، وكثر أسفه. قال سهل: وهذا رجل من أهل بيت المقدس يقال له إدريس بن أبي خولة الأنطاكي من أفاضل القوم. (188- ظ) ذكر من اسمه أدهم أدهم بن محرز بن أسيد بن أخشن: وقيل: أخنس بن رياح بن أبي خالد بن زمعة بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان الباهلي الحمصي، شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، ولأبيه محرز ذكر في فتوح حمص. وكان أدهم من قواد الحجاج، روى عن أبيه محرز بن أسيد، وحكى عن عبد الملك بن مروان، روى عنه فروة بن لقيط، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعمرو بن مالك القيني، وكان له شعر. وذكره ابن ماكولا في كتاب الإكمال فقال: أدهم بن محرز بن أسيد بن أخشن، أحد بني الأحب بن زيد بن عمرو بن وائل بن معن بن أعصر، شاعر من فرسان أهل الشام «1» . وأنبأنا أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أدهم بن محرز بن أسيد بن أخنس بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان الباهلي الحمصي أحد أمراء الجيش الذين وجهوا مع عبيد الله بن زياد لقتال التوابين «2» الذي قتلوا عند عين الوردة، وكان قد شهد صفين مع معاوية، وكان من قواد الحجاج بن يوسف.

حدث عن أبيه محرز، حكى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعمرو بن مالك القيني، وفروة بن لقيط. وذكر (189- و) أدهم أنه أول مولود ولد بحمص «1» وأول مولود فرض له بها «2» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: كتب إلينا مسعود الثقفي عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن اسحاق الكاتب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي قال: حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني قال: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني قال: قال خالد بن سعيد: دخل أدهم بن محرز الباهلي، أبو مالك بن أدهم، على عبد الملك، ورأسه كالثغامة، فقال: لو غيرت هذا الشيب، فذهب فاختضب بسواد، ثم دخل عليه، فقال: يا أمير المؤمنين قد قلت بيتا لم أقل بيتا قبله ولا أراني أقول بعده، قال هات، فقال: ولما رأيت الشيب شينا لأهله ... تفتيت وابتعت الشباب بدرهم «3» أخبرنا حسن بن أحمد بن يوسف قراءة عليه بالبيت المقدس، قال: أخبرنا الفقيه الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن المسبح قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن منير الخشاب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن اسحاق البغدادي قال: حدثنا أبو العباس الوليد بن حماد الرملي قال: أخبرنا الحسين بن زياد الرملي عن أبي إسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري قال: وحدثني قرة أو فروة بن لقيط عن أدهم بن محرز الباهلي (189- ظ) قال: إن أول راية دخلت أرض حمص ودارت حول مدينتها لراية ميسرة بن مسروق العبسي، ولقد كانت لأبي أمامة راية، ولأبي راية، وإن أول رجل من المسلمين قتل رجلا من المشركين بحمص لأبي، إلا

أن يكون رجل من حمير، فإنه حمل هو وأبي جميعا، فكل واحد في حملتهما قتل رجلا من المشركين، فكان أبي يقول: أنا أول رجل من المسلمين قتل رجلا من المشركين بحمص، لا أدري ما الحميري، فإني حملت أنا وهو وقتلنا في حملتنا كل رجل منا رجلا منهم. وقال أدهم: إني لأول مولود ولد بحمص، وأول مولود فرض لها «1» ، وبيدي كتف وأنا أختلف الى الكتاب أتعلم الكتاب، ولقد شهدت صفين وقاتلت. وقال في غير هذه الرواية: ولقد شهدت مشهدا ما أحب أن لي بذلك المشهد حمر النعم. أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني. قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الفرغاني قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: قال هشام بن محمد: قال أبو مخنف عن عبد الرحمن بن يزيد بر جابر عن أدهم بن محرز الباهلي أنه أتى عبد الملك بن مروان ببشارة الفتح، قال: فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الله قد (190- و) أهلك من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة، ورأس ضلالة سليمان بن صرد، ألا وإن السيوف تركت رأس المسيب بن نجبة خذاريف «2» ألا وقد قتل الله من رؤوسهم رأسين عظيمين ضالين مضلين عبد الله بن سعيد أخا الأزد وعبد الله بن وائل أخا بكر ابن وائل، فلم يبق بعد هؤلاء أحد عنده دفاع ولا امتناع «3» . قال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو علي بن نبهان، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي عن أبي علي بن شاذان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن

أدهم بن لام القضاعي:

العباس بن نجيح البزاز قال: حدثنا الحسن بن علي بن شبيب واسماعيل بن اسحاق ابن الحصين الرقي قالا: حدثنا محمد بن خلاد، أبو بكر الباهلي قال: حدثنا هشيم بن أبي ساسان قال: حدثني أبيّ بن ربيعة الصيرفي قال: سمعت عبد الملك ابن عمير يقول: خرجت يوما من منزلي نصف النهار والحجاج جالس بين يديه رجل موقف عليه كمّة من ديباج، والحجاج يقول: انت همدان مولى علي، تعال سبّه، قال: إن أمرتني فعلت وما ذاك جزاؤه، رباني صغيرا وأعتقني كبيرا، قال: فما كنت تسمعه يقرأ من القرآن؟ قال: كنت أسمعه في منامه وقعوده وذهابه ومجيئه يتلو: فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ. فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ «1» ، قال: فابرأ منه، قال: أما (190- ظ) هذه فلا، سمعته يقول: تعرضون على سبي فسبوني، وتعرضون على البراءة مني فلا تبرءوا فإني على الإسلام، وقال: أما ليقومن إليك رجل يتبرأ منك ومن مولاك، يا أدهم بن محرز قم إليه فاضرب عنقه، فقام إليه يتدحرج كأنه جعل «2» ، وهو يقول: يا ثارات عثمان، قال: فما رأيت رجلا كان أطيب نفسا بالموت منه، ما زاد على أن وضع القلنسوة عن رأسه وضربه فبدر رأسه رحمه الله «3» . أدهم بن لام القضاعي: فارس مذكور له رجز، شهد صفين مع معاوية، وقتل بها. ذكره أبو محمد بن أعثم في فتوحه وقال في وقعة صفين: وخرج رجل من أصحاب معاوية أيضا يقال له الأدهم بن لام القضاعي وهو يرتجز ويقول: قد علمت ذات القرون الميل ... أني بنصل السيف خنشليل أحمي وأرمي أول الرعيل ... بصارم ليس له فلول

أدهم أبو الفضيل بن أدهم:

فخرج إليه حجر بن عدي الكندي وهو يرتجر ويقول: إن كنت تحمي أول الرعيل ... ولم تكن بالهلع الكليل فاثبت لوقع الصارم الصقيل ... فأنت لا شك أخو قتيل ثم حمل عليه حجر بن عدي فقتله. أدهم أبو الفضيل بن أدهم: روى عن الأشتر النخعي (191- و) خطبته بصفين، وشهدها مع علي رضوان الله عليه، روى عنه ابنه الفضيل بن أدهم. أنبأنا أحمد بن شاكر بن عبد الله بن سليمان عن عبد الله بن أحمد بن أحمد البغدادي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الفضيل بن أدهم قال: حدثني أبي أن الأشتر قام فخطب الناس بقناصرين وهو يومئذ على فرس أدهم مثل الغراب، فقال: الحمد لله الذي خلق السماوات العلى، الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى «1» ، أحمده على حسن بلائه وتظاهر النعماء حمدا كثيرا بكرة وأصيلا، من يهد الله فقد اهتدى ومن يضلل فقد غوى، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى والصواب، وأنزل عليه الكتاب بيانا عن العمى، وإزالة عن الردى لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ «2» ، صلى الله عليه. ثم إنه كان مما قضى الله عز وجل أن ساقتنا المقادير إلى هذه البلدة من الأرض

أدهم مولى عمر بن عبد العزيز:

ولفت بيننا (191- ظ) وبين عدونا، فنحن بحمد الله ونعمته وفضله قريرة أعيننا، طيبة أنفسنا، نرجو في قتالهم حسن الثواب، والأمن من العقاب، معنا ابن عم رسول الله وسيف من سيوف الله علي بن أبي طالب أول المؤمنين، وسيد المسلمين، من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لم يسبقه بالصلاة معه ذكر حتى صار شيخا، لم يكن له صبوة ولا نبوة «1» ولا سقطه، فقيه في دين الله، عالم بحدود الله، حافظ لكتاب الله، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، وعفاف قديم، وفعل كريم، فاتقوا الله وعليكم بالصبر والحزم والجد، واعلموا أنكم على الحق، وأن القوم على باطل، يقاتلون مع معاوية الطليق بن الطليق، وبئيس «2» الأحزاب، وقائد الأعراب وأنتم مع ابن عم رسول الله وأخيه في دينه علي بن أبي طالب، والبدريون معكم قريب من مائة رجل من أهل بدر، ومع أصحاب نبيكم ومعكم رايات قد كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاتل بها أعداء الله، ومع معاوية رايات قد كانت مع المشركين على رسول الله والمؤمنين، فما يشك في هؤلاء إلّا ميت القلب، ضعيف النفس، وأنتم على إحدى الحسنيين: إما الفتح وإما الشهادة، ففي أيهما كان فلكم فيه الحظ والظفر والغبطة والسرور عصمنا الله وإياكم بما عصم به من أطاعه واتقاه (192- و) وألهمني وإياكم طاعته وتقواه، واستغفر الله لي ولكم. أدهم مولى عمر بن عبد العزيز: كان معه بخناصرة وحكى عنه، روى عنه عبد السلام البزاز. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا عبد السلام البزاز عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال: كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيدين: تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد علينا ولا ينكر ذلك علينا.

أرجون

أرجون أرجون بن أولغ طرخان التركي: قلده أبو أحمد الموفق في أيام المعتمد، وهو الغالب على دولته، طرسوس، وأمره أن يقبض على سيماء الطويل، فخرق هذا وجهل، وذلك أن المرتّبين بلؤلؤة أبطأ «1» عنهم أرزاقهم وميرتهم، فضجوا من ذلك وضاقوا به ذرعا، وكتبوا إلى أهل طرسوس: إنكم إن لم تبعثوا إلينا بما نحتاج إليه على الرسم والا سلمنا لؤلؤة والقلعة الى الروم، فأعظم ذلك أهل طرسوس وأكبروه، وجمعوا فيما بينهم خمسة عشر ألف دينار، وعزموا على (192- ظ) حملها إليهم، فقال لهم أرجون: أنا أولى بأن أتولى حمله إليهم، فسلموا المال إليه، فأخذه لنفسه، فلما أبطأ عن أهل لؤلؤة ما طلبوا سلموا القلعة إلى الروم، ونزلوا عنها، فقامت على أهل طرسوس من أجل ذلك القيامة، وضجوا في الطرقات بالدعاء على أرجون، واتصل الخبر بالسلطان، فكتب إلى أحمد بن طولون وقلده إياها ضرورة، ولم يكن لأبي أحمد حيلة في منعه منها، وذلك في سنة أربع وستين ومائتين. أرسطو بن ينقوماخوش: وهو أرسطاطاليس الحكيم- وقيل فيه أرسطوطاليس- بن الحكيم الفيثاغوري، وكان تلميذ افلاطون الحكيم، وكان افلاطون يقدمه على غيره من تلاميذه، وبه ختمت حكمه اليونانيين. وكان قد صحب الاسكندر، وقدم حلب صحبته حين وصل إليها لقتال دارا الملك فلما رأى حلب وصحة هوائها وتربتها استأذن الاسكندر في الإقامة بها لمداواة مرض كان به، فأذن له في ذلك، فأقام بها الى أن زال ذلك المرض، وقد ذكرنا ذلك في صدر كتابنا هذا. وذكر أبو الحسن علي بن الحسن المسعودي أن تفسير أرسطاطاليس: تام الفضيلة، وتفسير ينقوماخوش: قاهر الخصم «2» .

قرأت بخط أبي نصر محمد بن فتوح الحميدي، وأنبأنا به ابن المقير عن أبي الفتح البطي عنه: أرسطاطاليس تلميذ أفلاطون، وأفلاطون تلميذ سقراط (193- و) وسقراط تلميذ أرسيلاس، وأرسيلاس تلميذ انكساغورس. أخبرنا الشيخ العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد المقرئ قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، ح. قال أبو منصور: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب قال: أخبرنا أبو بكر بن الجراح الخزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد قال: قيل لأرسطاطاليس: ما أعسر الأشياء على الإنسان؟ قال: السكوت، وقيل له: ما أحسن الحيوان؟ قال: الإنسان المزين بالأدب، وقيل له: أي الأشياء ينبغي أن يقتنيها العاقل؟ قال: الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه. وقال ابن دريد: كانت لأرسطاطاليس ضيعة نفيسة، فدفعها إلى قيّم يقوم بها، ولم يكن يشرف عليها، فقال بعض الناس له: لم تفعل ذلك؟ فقال: إني لم أقتن ضيعة بتعاهدي الضياع وإنما اقتنيتها بتعاهدي أدب نفسي، وبذلك أرجو اتخاذ ضياع أخر. قال: وقال أرسطاطاليس: العقل سبب رداءة العيش. وقرأت في كتاب التعريف في أحوال الحكماء تأليف القاضي الإمام أبي القاسم (193- ظ) صاعد بن أحمد بن صاعد اللغوي المالقي الأندلسي فصلا في ذكر أرسطاطاليس، أذكره على وجهه، فإن فيه ذكر أحواله على التحقيق، قال أبو القاسم: وأما أرسطاطاليس فهو ابن ينقوماخوش الجهراشي الفيثاغوري، وكان ينقوماخوش فيثاغوري المذهب، وله تأليف مشهور في الأرثماطيقي، وكان ابنه أرسطوطاليس تلميذ افلاطون، ويقال أنه لازمه عشرين سنة، وكان افلاطون يؤثره على سائر تلاميذه، ويسميه العقل. وإلى أرسطوطاليس انتهت فلسفة اليونانيين وهو خاتمة حكمائهم، وسيد

علمائهم، وهو أول من خلص صناعة البرهان من سائر الصناعات المنطقية وصوّرها بالأشكال الثلاثة، وجعلها آلة للعلوم النظرية، حتى لقب بصاحب المنطق. وله في جميع العلوم الفلسفية كتب شريفة كلية وجزئية، فالجزئية رسائله التي يتعلم منها معنى واحد فقط، والكلية بعضها تذاكير يتذكر بها، وبقوتها ما قد علم من عمله وهي السبعون كتابا التي وضعها لأوقارس، وبعضها تعاليم يتعلم منها ثلاثة أشياء: آخرها علوم الفلسفة، والثانية أعمال الفلسفة، والثالثة الآلة المستعملة في علم الفلسفة وغيره من العلوم، والكتب التي في علوم الفلسفة بعضها في العلوم التعليمية وبعضها في العلوم الطبيعية، وبعضها في العلوم الإلهية، وأما الكتب التي في العلوم (194- و) التعليمية فكتابه في المناظر، وكتابه في الخطوط، وكتابه في الحيل، وأما الكتب التي في العلوم الطبيعية فمنها ما يتعلم منه الأمور التي تخص كل واحد من الطبائع، فالأمور التي يتعلم منها الأمور التي تعم جميع الطبائع وهو كتابه المسمى «بسمع الكيان» ، فهذا الكتاب يعرف بعدد المبادئ لجميع الأشياء الطبيعية، وبالأشياء التوالي للمبادئ، وبالأشياء المشاكلة للتوالي، فأما المبادئ: فالعنصر والصورة، وأما التي كالمبادئ وليست مبادئ بالحقيقة بل بالتقريب والعدم، وأما التوالي فالزمان، وأما المشاكلة للتوالي: فالخلاء، والملاء، وما لا نهاية له، وأما التي يتعلم منها الأمور الخاصة لكل واحد من الطبائع، فبعضها في الأشياء التي لا كون لها وبعضها في الأشياء المكونة، وأما في الأشياء التي لا كون لها فالأشياء التي تتعلم من المقالتين الأوليين من كتاب السماء والعالم، وأما التي في الأشياء المكونة فبعض علمها عامي، وبعضها خاصي، فالعامي بعضه في الاستحالات، وبعضه في الحركات، أما الاستحالات ففي كتاب الكون والفساد، وأما الحركات ففي المقالتين الأخرتين من كتاب السماء والعالم، وأما الخاصي فبعضه في البسائط وبعضه في المركبات، وأما الذي في البسائط ففي كتاب الآثار العلوية، وأما الذي في المركبات فبعضه (194- ظ) في وصف كليات الأشياء المركبة، أما الذي في وصف كليات المركبات في كتاب الحيوان وفي كتاب النبات، وأما الذي في وصف أجزاء المركبات ففي كتاب النفس، وفي كتاب الحس والمحسوس، وفي كتاب الصحة والسقم، وفي كتاب الشباب والهرم، وأما

الكتب التي في العلوم الإلهية فمقالاته الثلاث عشرة التي في كتاب ما بعد الطبيعة، واما الكتب التي في أعمال الفلسفة فبعضها في اصلاح أخلاق النفس وبعضها في السياسة، فأما التي في إصلاح الأخلاق فكتابه الكبير الذي كتب به إلى ابنه، وكتابه الصغير الذي كتب به إلى ابنه أيضا، وكتابه المسمى أوذيما، وأما التي في السياسة فبعضها في سياسة المدن، وبعضها في سياسة المنزل، وأما الكتاب الذي في الآلة المستعملة في علوم الفلسفة فهي كتبه الثمانية المنطقية التي لم يسبقه أحد ممّن علمنا إلى تأليفها ولا تقدمه إلى جمعها، وقد ذكر ذلك في آخر الكتاب السادس منها وهو كتاب سوفسطيقا فقال: وأما صناعة المنطق وبناء السلوجسمات فلم نجد لها فيما خلا أصلا متقدما يبنى عليه لكنا وقعنا على ذلك بعد الجهد الشديد والنصب الطويل، فهذه الصناعة وإن كنا ابتدعناها واخترعناها فقد حطنا جهاتها، ورممنا أصولها، ولم نفقد شيئا مما ينبغي أن يكون (195- و) موجودا فيها، كما فقدت أوائل الصناعات لكنها كاملة مستحكمة متينة أسبابها، مزمومة قواعدها، وثيق بنيانها، معروفة غاياتها، واضحة أعلامها، قد قدمت أمامها أركانا ممهدة ودعائم موطدة، فمن عسى أن ترد عليه هذه الصناعة بعدنا فليغتفر خللا إن وجد فيها، وليعتد بما بلغته الكلفة منها اعتداده بالمنّة العظيمة واليد الجليلة، ومن بلغ جهده فقد بلغ عذره. وكان أرسطو طاليس متعلم الاسكندر الملك بن فلغيوس بن الاسكندر المقدوني بآدابه عمل في سياسة رعيته وسيرة ملكه، وانقمع له الشرك في بلاد اليونانيين وظهر الخير وفاض العدل، ولأرسطوطاليس إليه رسائل كثيرة جليلة منها رسالة يحضه فيها على المسير لحرب دارا بن دارا ملك الفرس، ومنها رسالة جاوبه عن كتابه إليه من أرض الهند يصف ما رآه في بيت الذهب بأعالي أرض الهند، وهو البيت الذي كان فيه البددة وهي الأصنام الممثلة بالجواهر العلوية، فجاوبه أرسطوطاليس بهذه الرسالة يعظه فيها ويزهده في الدنيا ويرغبه في النعيم الدائم. قال صاعد: وكان أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي شديد الانحراف عن أرسطوطاليس وعائبا له في مفارقته معلمه أفلاطون وغيره من متقدمي الفلاسفة

ذكر من اسمه أرسلان

(195- ظ) في كثير من آرائهم، وكان يزعم أنه أفسد الفلسفة وغير كثيرا من أصولهم. وما أظن الرازي أحنقه على أرسطو طاليس وحداه إلى تنقصه إلّا ما أباه أرسطو طاليس ودان به الرازي مما ضمنه كتابه في العلم الإلهي، وكتابه في الطب الروحاني وغير ذلك من كتبه الدالة على استحسانه المذاهب الثنويّة في الإشراك، ولآراء البراهمة في إبطال النبوة والاعتقاد عوام الصابئة في التناسخ. ولو أن الرازي وفقه الله للرشد وحبب إليه نصر الحق، لوصف أرسطو طاليس أنه مخض آراء الفلاسفة ونخل مذاهب الحكماء، فنفى خبثها، وأسقط غثها، وانتقى لبّها، واصطفى خيارها، فاعتقد منها ما توجبه العقول السليمة وتراه البصائر النافذة، وتدين به النفوس الطيبة، فأصبح إمام الحكماء، وجامع فضائل العلماء، وليس لله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد «1» . قرأت بخط محمد بن أيوب بن غالب الأنصاري الأندلسي الغرناطي في كتابه المعروف «بكتاب القصد والأمم في التعريف بأخبار الأمم» قال: وأما أرسطو طاليس فهو أرسطو طاليس بن ينقوماخوش الجهراشي الفيثاغوري، وتفسير ينقوماخش قاهر الخصم، وتفسير أرسطو طاليس تام الغذاء، وقيل تام الفضيلة، لأن أرسطو هو الفضيلة وطاليس التام، قاله المسعودي، وكان ينقوماخش فيثاغوري المذهب، وكان أرسطو طاليس معلم الاسكندر الملك بن فليقوس بن الاسكندر المقدوني. ذكر من اسمه أرسلان أرسلان بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر التركي: وقيل أرسلان شاه، الملقب نور الدين بن عز الدين صاحب الموصل، قدم مع والده حلب حين ملكها في سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وعاد معه الى الموصل، ولما توفي والده في شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة تولى ولده هذا (196- و) بغية الطلب في تاريخ حلب م/ 3 م (85)

الموصل في يوم الخميس خامس وعشرين من شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وتوفي يوم الاحد ثامن وعشرين رجب من سنة سبع وستمائة، وكان حسن السيرة، ووصل الخبر بوفاته في شعبان الى حلب، وجلس الملك الظاهر في عزائه بحلب، وجمع له الكبراء والأماثل، وتكلم الوعّاظ وأنشد الشعراء بدار العدل، وأظهر الاحتفال به، والانزعاج لموته. أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدني الملك العادل أتابك نور الدين أرسلان شاه بن أتابك عز الدين مسعود بن أتابك قطب الدين مودود بن زنكي بن آق سنقر صاحب الموصل عند مقدمي إليه رسولا عن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب رحمه الله هذه الأبيات، وذكر أن الملك الناصر صلاح الدين رحمه الله كتب بها الى والده أتابك عز الدين مسعود على سبيل المعاتبة في أول المكاتبة، وهي للشريف الرضي: يا مالكا نقض الودادا ... أشمتّ بالقرب البعادا وتركتني والفكر يأبى ... أن يروّح لي فؤادا ارجع الى حسن الوفا ... فإنه إن عدت عادا ودع العدا فوحرمة ... العلياء لا بلغوا مرادا من ضاع مثلي من يديه ... فليت شعري ما استفادا «1» قال: وذكر لي رحمه الله أن والده كتب إليه في ذلك بهذين البيتين: يا ملكا أصبح لي ناصرا ... إذ عزّ أعوان وأنصار مرني بخوض النار والعن فتى ... تثنيه عن طاعتك النار قال القوصي: وهذا الملك كانت له سيرة جميلة، وهمة شريفة، وتمذهب بمذهب الإمام الشافعي، وكان آباؤه على مذهب الإمام أبي حنيفة، ومولده بالموصل. أنبأنا عبد العظيم المنذري قال: وفي أواخر رجب- يعني من سنة سبع وستمائة- توفي الملك العادل نور الدين أبو الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن

أرسلان اللاني، أبو الحارث،

مودود بن زنكي بن آقسنقر، صاحب الموصل، في شبّارة ظاهر الموصل، وكتم موته حتى دخل به الى دار السلطنة، وكانت مدة ملكه سبع عشرة سنة، وأحد عشر شهرا، وكان عالي الهمة، وقام بالأمر بعده ولده عز الدين أبو الفتح مسعود، وكان الثناء عليه جميلا «1» . أرسلان اللاني، أبو الحارث، قدم بالس، وحكى عن قبور الشهداء بصفين، روى عنه أبو الحسن بن ننجاب الطيبي. أخبرنا أبو العلاء أحمد بن شاكر المعري فيما أذن لنا في روايته عنه عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر بن الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي ابن شاذان قال: قال أبو الحسن بن ننجاب الطيبي قال: حدثني رجل كان ركب معنا في سفينة، يكنى بأبي الحارث، واسمه أرسلان اللّاني قال: خرجت من الرقة أريد بالس، فرأيت الجبل الذي بصفين الذي قاتل عليه علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان رحمهما الله، فرأينا القبور على ذلك الجبل بالبعد من مسيرة فرسخين، أقل أو أكثر، لو أراد العاد لعدها، من ذلك المكان ظاهرة بينه، واذا فوقها غمام يظلها، فلما قربنا منها (196- ظ) وبلغنا اليها فاذا القبور مستوية بالارض لا يبين منها شيء ولا قبر، ببياض الارض، وكأن نورا يظلها، فأقول لو كان أحد الفريقين على غير هدى لم يكن النور بيّنا إلّا على المحق من احدى الطائفتين. أرسلان التركي أبو الحارث «2» : وقبل أبو منصور البساسيري منسوب الى بسا بلدة بفارس والعرب تسميها فسا، وينسبون اليها فسوي، وأهل فارس يقولون بسا بين الباء والفاء، وينسبون اليها البساسيري. وكان مولاه رجل من أهل بسا، فنسب الغلام اليه، واشتهر بهذه

النسبة، وكان أحد الأمراء الأصفهسلارية «1» فعظم شأنه، واستفحل أمره، وقويت هيبته، وانتشر ذكره، ومكنه القائم «2» من البلاد، وكثر منه العبث والفساد، وآل أمره الى العصيان على القائم، ونهب بغداد وكان رأس الاتراك بها، فخرج عليه، وهون أمره بكل ما وصلت قدرته اليه، حتى كان يأخذ الجاني من حرم الخليفة، ولا يلحقه في سوء فعله نظر في عاقبة ولا خيفة. وقرأت في تاريخ أبي غالب همام بن جعفر بن المهذب المعري «3» انه كان إذا وصلت هدية من خراسان وغيرها من البلاد اعتقلها شهرا قبل أن يطلقها له بسؤال، وأشياء كثيرة تجري هذا المجرى في حق الخليفة فعلها، فلما زاد الامر على الخليفة بعث الى طغر لبك «4» ملك التركمان والغزّ، أبو طالب محمد بن ميكال، (196- ظ) وكان مقيما بالري «5» وقد ملك من جيجون الى بغداد، وأذل الملوك من أولاد محمود «6» والترك وغيرهم، فوصله الرسول من الخليفة يأمره بأن يصل الى بغداد ليستنجد به على البساسيري أبي منصور، فأقبل اليه طغر لبك في مائة ألف وعشرين ألف من الترك والغزّ، والأعاجم، والكرد، والديلم، وغيرهم من الاجناس، فوصل بغداد وهجمها، وقتل منها خلقا عظيما، ونهبها، وذلك أنهم قاتلوه، وانهزم البساسيري منه فحصل في أرض الرحبة، ولقيه معز الدولة- يعني ثمال بن صالح- وأكرمه «7» ، وحمل إليه مالا عظيما، وكان قد وصل في قلة، فحدث من شاهده

من بني كلاب أنه لم ير مثله في الشجاعة والمكر والحيلة، وكان اذا ركب معز الدولة قفز اليه ليمسك له الركاب ويصلح ثيابه في السرج، وهمت بنو كلاب بأخذه فمنعها معز الدولة، وندم بعد ذلك عليه، ثم انه تقدم الى أن حصل على الفرات، وفزع منه معز الدولة وكثر عسكره، فسلم اليه الرحبة لما طلبها من معز الدولة، ليجعل فيها ماله وأهله. قلت: وكان حصوله على الفرات بأرض بالس فإنني قرأت في بعض تعاليق الشاميين في التاريخ ما صورته: ظهور البساسيري الى الشام، ونزوله أرض بالس مدة سنة وشهرين، سنة تسع وأربعين وأربعمائة. وقرأت في تاريخ همام بن المهذب في حوادث (197- و) سنة خمسين وأربعمائة فيها: اضطرب الأمر في خراسان على طغرلبك «1» ، فسار لإصلاحه، فجمع البساسيري من قدر عليه من الكرد والديلم، واجتمعت اليه بنو عقيل، وكان علم الدين قريش بن بدران زعيمها، وبنو أسد زعيمها نور الدولة دبيس بن مزيد، وقصد بغداد، وزحف معهم أهل الجانب الغربي من بغداد الى دار الخليفة القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبي جعفر بن القادر، فنهبوا جميع ما فيها، واستدعى الخليفة من فوق القصر علم الدين قريش بن بدران، فجاءه فخرج اليه الخليفة وهو مبرقع، وعليه بردة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يده قضيبه، فأجاره ولم يمكن منه أحدا، ومنعه من البساسيري، وسيره الى حصن عانه، وقيل: الحديثة وهو حصن منيع في وسط الفرات، وصاحبه رجل يعرف بمهارش، أحد أمراء بني عقيل، فأكرمه إكراما عظيما، وخدمه خدمة مرضية، فبقي فيه عند مهارش شهورا. قال ابن المهذب: وفيها:- يعني سنة احدى وخمسين- دعا البساسيري للمستنصر صاحب مصر في جامع المنصور ببغداد، وبقيت الدعوة شهورا. وفيها: عاد طغر لبك ملك التركمان أبو طالب محمد بن ميكال الى بغداد، فانحاز البساسيري وجماعته العرب، وخرج معهم من التجار ببغداد وغيرهم خلق

عظيم لا تحصى أموالهم، وذكر أنهم كانوا زهاء عن (197- ظ) مائة ألف وعشرين ألفا، وتبعهم من أصحاب طغر لبك زهاء عن عشرين ألفا، فقتل البساسيري وخلق كثير لا يحصى عدده، ونهبت تلك الاموال وكان الذين تبعهم ولقيهم من عسكر طغر لبك نحو من عشرين ألفا. وسار مهارس العقيلي بالخليفة الى بغداد في محمل، فأعطاه من الأموال والاقطاع شيئا عظيما، حتى أنه صار مهارش أيسر بني عقيل. وسار الأمير أبو ذؤابة عطية بن أسد الدولة صالح بن مرداس الى الرحبة فأخذ جميع ما تركه البساسيري بها من السلاح الذي لم ير مثله كثرة وجودة وأموالا جزيلة كانت للبساسيري، ثم ولى فيها بعض أصحابه. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب «1» قال: ولم يزل أمر القائم بأمر الله مستقيما الى أن قبض عليه في سنة خمسين وأربعمائة، وكان السبب في ذلك أن أرسلان التركي المعروف بالبساسيري، كان قد عظم أمره واستفحل شأنه لعدم نظرائه من مقدمي الاتراك المسمين الاصفهسلارية، واستولى على البلاد، وانتشر ذكره، وطار اسمه وتهيبته أمراء العرب والعجم، ودعي له على كثير من المنابر العراقية، وبالاهواز ونواحيها وجبى الأموال، وخرب الضياع ولم يكن الخليفة القائم بأمر الله يقطع (198- و) أمرا دونه، ولا يحل ويعقد إلّا عن رأيه. ثم صح عند الخليفة سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة من الاتراك أن البساسيري عرّفهم- وهو اذا ذاك بواسط- عزمه على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكال المعروف بطغر لبك أمير الغز، وهو بنواحي الري يستنهضه على المسير الى العراق، وانفض أكثر من كان مع البساسيري وعادوا الى بغداد، ثم أجمع رأيهم على أن قصدوا دار البساسيري، وهي بالجانب الغربي في الموضع المعروف بدرب صالح، بقرب الحريم الطاهري، فأحرقوها

وهدموا أبنيتها، ووصل طغر لبك الى بغداد في شهر رمضان من سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ومضى البساسيري على الفرات الى الرحبة، وتلاحق به خلق كثير من الاتراك البغداديين، وكاتب صاحب مصر «1» يذكر له كونه في طاعته، وأنه على اقامة الدعوة له بالعراق، فأمده بالاموال وولاه الرحبة. وأقام طغر لبك ببغداد سنة الى أن خرج منها الى الموصل، وأوقع بأهل سنجار وعاد الى بغداد، فأقام بها مدة، ثم رجع الى الموصل، وخرج منها متوجها الى نصيبين ومعه أخوه ابراهيم ينال، وذلك في سنة خمسين وأربعمائة، فخالف عليه أخوه ابراهيم، وانصرف بجيش عظيم معه يقصد الري، وكان البساسيري راسل ابراهيم يشير عليه بالعصيان لأخيه ويطمعه في (198- ظ) الملك والتفرد به، ويعده بمعاضدته ومضافرته عليه، فسار طغر لبك في إثر أخيه ابراهيم، وترك عساكره، فتفرقت، غير أن وزيره المعروف بالكندري وربيبه أنو شروان وزوجته خاتون وردوا بغداد بمن بقي معهم من العسكر في شوال من سنة خمسين وأربعمائة، واستفاض الخبر باجتماع طغر لبك مع أخيه ابراهيم بهمذان، وأن ابراهيم استظهر على طغرلبك، وحصره في مدينة همذان، فعزمت خاتون وابنها أنوشروان والكندري على المسير الى همذان لإنجاد طغرلبك، واضطرب أمر بغداد اضطرابا شديدا، وأرجف المرجفون باقتراب البساسيري، فبطل عزم الكندري على المسير فهمت خاتون بالقبض عليه وعلى ابنها لتركهما مساعدتها على انجاد زوجها، ففرا الى الجانب الغربي من بغداد، وقطعا الجسر وراءهما. وانتهبت دارهما، واستولى من كان مع خاتون من الغز على ما تضمنتا من العين «2» والثياب والسلاح وغير ذلك من صنوف الاموال، ونفذت خاتون بمن ضوى اليها، وهم جمهور العسكر، متوجهة نحو همذان وخرج الكندري وأنو شروان يؤمان طريق الاهواز، فلما كان يوم الجمعة السادس من ذي القعدة تحقق الناس كون البساسيري بالانبار، ونهضنا الى صلاة الجمعة بجامع المنصور فلم يحضر الإمام واذن المؤذنون بالظهر ونزلوا من (199- و) المئذنة، فأخبروا أنهم رأوا عسكرا للبساسيري حذاء شارع

دار الرقيق، فبادرت الى أبواب الجامع فرأيت من الاتراك البغداديين أصحاب البساسيري نفرا يسيرا يسكنون الناس، ونفذوا الى الكرخ، فصلى الناس في هذا اليوم بجامع المنصور ظهرا أربعا من غير خطبة، ثم ورد من الغد، وهو يوم السبت نحو مائتي فارس من عسكر البساسيري. ثم دخل البساسيري بغداد يوم الاحد ثامن ذي القعدة، ومعه الرايات المصرية، فضرب مضاربه على شاطىء دجلة، ونزل هناك والعسكر معه، وأجمع أهل الكرخ والعوام من أهل الجانب الغربي على مضافرة البساسيري، وكان قد جمع العيارين وأهل الرساتيق وكافة الذعار وأطمعهم في نهب دار الخلافة، والناس اذ ذاك في ضر وجهد قد توالت عليهم سنون مجدبة، والاسعار غالية والاقوات عزيزة، وأقام البساسيري بموضعه والقتال في كل يوم يجري بين الفريقين في السفن بدجلة. فلما كان يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة دعي لصاحب مصر في الخطبة بجامع المنصور، وزيد في الأذان «حي على خير العمل» ، وشرع البساسيري في اصلاح الجسر فعقده بباب الطاق وعبر عسكره عليه وانزله بالزاهر، وكف الناس عن المحاربة أياما، وحضرت الجمعة يوم العشرين من ذي القعدة فدعي لصاحب (199- ظ) مصر في جامع الرصافة كما دعي له في جامع المنصور، وخندق الخليفة حول داره، ونهر المعلى خنادق وأصلح ما استرم من سور الدار، فلما كان يوم الاحد لليليتين بقيتا من ذي القعدة حشر البساسيري أهل الجانب الغربي عموما، وأهل الكرخ خصوصا ونهض بهم الى حرب الخليفة، فتحاربوا يومين، قتل بينهما قتلى كثيرة. واستهل هلال ذي الحجة، فدلف البساسيري في يوم الثلاثاء ومن معه نحو دار الخلافة، وأضرم النار في الاسواق بنهر معلى وما يليه، ولم يكن بقي في الجانب الغربي إلّا نفر ذو عدد، وعبر الخلق للانتهاب، وأحاطوا بدار الخلافة، فنهب مالا يقدر قدره، ووجه الخليفة الى قريش بن بدران البدوي العقيلي، وكان ضافر البساسيري، وأقبل معه، فأذم قريش للخليفة في نفسه، ولقيه قريش فقبل الارض

بين يديه دفعات، وخرج الخليفة معه من الدار راكبا، وبين يديه راية سوداء، وعلى الخليفة قباء أسود وسيف ومنطقة، وعلى رأسه عمامة تحتها قلنسوة، والأتراك في أعراضه وبين يديه، وضرب قريش للخليفة خيمة ازاء بيته بالجانب الشرقي، فدخلها الخليفة، وأحدق بها خدمة. وما شى البساسيري وزير الخليفة أبا القاسم بن المسلمة ويد البساسيري قابضه على كم الوزير، وقبض على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وجماعة معه (200- و) وحملوا الى الحريم الطاهري «1» وقيد الوزير وقاضي القضاة. فلما كان يوم الجمعة الرابع من ذي الحجة لم يخطب بجامع الخليفة، وخطب في سائر الجوامع لصاحب مصر، وفي هذا اليوم انقطعت دعوة الخليفة من بغداد، ولما كان يوم الاربعاء تاسع ذي الحجة، وهو يوم عرفه، أخرج الخليفة من الموضع الذي كان به، وحمل الى الانبار ومنها الى حديثة عانة على الفرات، فحبس هناك، وكان صاحب الحديثة والمتولي خدمة الخليفة بنفسه هناك مهارش البدوي، وحكي عنه حسن الطريقة وجميل المعتقد. فلما كان يوم الاثنين الثامن والعشرون من ذي الحجة شهر الوزير على جمل وطيف به في محالّ الجانب الغربي، ثم صلب حيا بباب خراسان إزاء الترب، وجعل في كلّوبان من الحديد وعلّق على جذع، فمات بعد صلاة العصر من هذا اليوم، وأطلق قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني بمال قرر عليه، وخرجت من بغداد يوم النصف من صفر سنة احدى وخمسين. فلم يزل الخليفة في محبسه بحديثة عانة الى أن ظفر طغرلبك بأخيه ابراهيم وقتله، ثم كاتب قريشا في اطلاق الخليفة وإعادته إلى داره، وذكر لنا أن البساسيري عزم على ذلك لما بلغه أن طغر لبك متوجه إلى العراق، واطلع البساسيري أبا منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف على ذلك وجعله (200- ظ) السفير بينه وبين الخليفة فيه، وشرط أن يضمن الخليفة للبساسيري صرف طغر لبك عن وجهه.

وأحسب أن طغر لبك كاتب مها رشا في أمر الخليفة، فأخرجه من محبسه، وعبر به الفرات، وسار به في البرية قصد تكريت في نفر من بني عمه، وأغذ السير حتى وصل به الى دجلة، ثم عبر به وسار في صحبته قصد الجبل، وقد بلغه أن طغرلبك بشهرزور فلما قطع أكثر الطريق عرف أن طغرلبك قد حصل ببغداد، فعاد سائرا حتى وصل الى النهروان، فأقام بالخليفة هناك، ووجه اليه طغرلبك مضارب ورحلا وأثاثا، ثم خرج لتلقيه، فانتهى الينا ونحن بدمشق في يوم عيد الاضحى من سنة احدى وخمسين وأربعمائة ان الخليفة تخلص من محبسه، وانتهى الينا لسبع بقين من ذي الحجة خبر حصوله ببغداد في داره. وكتب إليّ من بغداد من ذكر أن الخليفة حصل في داره في يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة، وأسرى طغرلبك الى البساسيري عسكرا من الغزّ، وهو في بلد ابن مزيد بسقي الفرات، فحاربوه الى أن ظفر به، وقتل وحمل رأسه الى بغداد، فطيف به وعلق إزاء دار الخلافة في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين (201- و) .

تتمة الكلام فى ارسلان التركى

[تتمة الكلام فى ارسلان التركى] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ذكر أبو الوفاء الاخشيكثي في تاريخه، وحكاه عن الأديب أبي العباس أحمد ابن علي بن بابه القاشي في ذكر أبي الحارث أرسلان التركي البساسيري قال: هو منسوب الى بسا مدينة بفارس، والعرب تقول فسا، وينسبون إليها فسوي، وأهل فارس ينسبون إليها البساسيري، وكان مولاه رجلا من أهل بسا، فنسب الغلام إليه واشتهر بهذه النسبة «1» . قرأت بخط العماد الكاتب أبي حامد محمد بن الأصبهاني في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة: وقتل في هذه السنة البساسيري، فإن السلطان سير أنو شروان، وأزذم، وساوتكين الخادم، وانصاف إليهم سرايا بن منيع الخفاجي، فقصدوا نور الدولة دبيسا، والبساسيري عنده، فمضى نور الدولة ووقف البساسيري في جماعة ووقعت في فرس البساسيري نشابة فاجتهد في قطع تجفافها، ورمته فرسه، ووقع في وجهه ضربة، وأسره كمشتكين دواتيّ عميد الملك، وحز رأسه، وحمله الى السلطان «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: دفع إلي أبو الحسن (202- و) علي ابن أحمد بن الحسين اليزدي الفقيه جزءا في آخره بخط محمود بن الفضل بن أبي نصر الأصبهاني دعاء الامام القائم بأمر الله أمير المؤمنين رضي الله عنه لما أخذه

البساسيري وحمله الى الحديثة، وهو في السجن، فعمل هذا الدعاء، وسلمه الى بدوي وأمره أن يعلقه على الكعبة: الى الله العظيم، من عبدك المسكين، اللهم إنك العالم بالسرائر والمحيط بمكنونات الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على أمور خلقك عن إعلامي بما أنا فيه، عبد من عبيدك قد كفر بنعمتك وما شكرها، وألقى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك، وتجبّر بأناتك، حتى تعدى علينا بغيا، وأساء إلينا عتوا وعدوانا. اللهم قل الناصرون لنا، واعتز الظالم، وأنت المطلع العالم، والمنصف الحاكم، بك نعتز عليه، وإليك نهرب بين يديه، فقد تعزز علينا بالمخلوقين ونحن نعتز بك يا رب العالمين. اللهم إنا حاكمناه إليك، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، وقد رفعت ظلامتي الى حرمك ووثقت في كشفها بكرمك، فاحكم بيني وبينه، وأنت خير الحاكمين، وأرنا منه ما نرتجيه، فقد أخذته العزة بالاثم. اللهم فاسلبه عزه ومكنا بقدرتك من ناصيته يا أرحم الراحمين. فحملها البدوي وعلقت (203- و) على الكعبة، فحسب ذلك اليوم، فوجد أن البساسيري قتل وجيء برأسه بعد سبعة أيام من التاريخ. نقلت من كتاب الربيع تأليف غرس النعمة محمد بن هلال الصابئ، وأنبأنا به عبد اللطيف بن يوسف عن أبي الفتح بن البطي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحميدي عنه قال: حدثني المسعود بن أبي المعالي الفضل، وكان أحد حجاب البساسيري، في المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة بالرحبة، وقد خرجت إليها خوفا من جريرة فعل البساسيري بالقائم بأمر الله، قال: رأيت في منامي في ذي الحجة كأن البساسيري جالسا في داره وأنا قائم على رأسه إذ دخل عليه غلامان بثياب حسان، فنهض إليهما وخدمهما وقبل أيديهما وأرجلهما، وجلس بين أيديهما، فقالا له: يا هذا قصدت البصرة فعضدناك، والأنبار فأعناك، وسنجار فساعدناك، والموصل فقويناك، وبغداد فنصرناك، وقالا بأيديهما يضمانها ويبسطانها ما معناه، فما آخر ذاك،

ذكر من اسمه أزهر

والى متى؟ يكررانه دفعات، فاستطرف ذاك، وجاء خبره بعد أيام الى الرحبة بقتله وزوال أمره. قرأت بخط أبي منصور أسبهدوست بن محمد بن أسفار الديلمي في ديوان شعره يرثي أبا الحارث البساسيري: أقسمت بعدك لا أقول مديحا ... حتى أصابح في التراب صفحيا كلا ولا صاحبت غيرك صاحبا ... إلّا الأسى والحزن والتبريحا الصبر يحسن عند كل مصيبة ... وأراه بعدك يا أجلّ قبيحا لهفي على دمك العزيز وقد غدا ... فوق التراب مضيعا مسفوحا إن كنت لم تسكن ضريحا فالحشا ... منيّ لذكرك لا يزال ضريحا ولقد علمنا إذ طرحت على الثرى ... أن الندى أمسى هناك طريحا ذكر من اسمه أزهر أزهر: كان مع علي رضي الله عنه بصفين، ثم صار بها مع معاوية رحمه الله، له ذكر في وقعة صفين، ذكره المدائني. أزهر الكوفي: بياع الخمر، كان بخناصرة من إقليم الاحص من عمل حلب، ورأى بها عمر ابن عبد العزيز رحمه الله، وسمع خطبته، روى عنه إدريس بن يزيد الأودي الكوفي. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادي عن أبي غالب بن البناء عن أبي (204- و) محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا سليمان بن أيوب الجلاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت أبي ذكر عن أزهر- صاحب كان له- قال: رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يخطب الناس، وقميصه مرقوع. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أنبأنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم

ذكر من اسمه أسامة

الحافظ، وأخبرنا قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن أزهر بياع الخمر قال: رأيت عمر بن عبد العزيز بخناصرة يخطب الناس، عليه قميص مرقوع «1» . ذكر من اسمه أسامة أسامة بن الحسن بن عبد الله بن سلمان: سمع بأنطاكية أحمد بن الوليد بن محمد بن برد الأنطاكي، وحدث عنه، وعن عبد الله بن أحمد العدوي، وعلي بن معبد بن نوح البغدادي. روى عنه أبو الطيب العباس بن أحمد الشافعي. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرتنا أمة العزيز سكر ابنة أبي الفرج سهل (204- ظ) ابن بشر الأسفراييني قالت: أخبرنا أبي وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري البزاز، المعروف بابن الطفال، بمصر قال: أخبرنا أبو الطيب العباس بن أحمد بن محمد بن اسماعيل المعروف بالشافعي قال: حدثنا أسامه بن الحسن بن عبد الله بن سليمان بعرقة «2» قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثنا شجاع بن الوليد قال: حدثنا حمير بن الكندي عن زياد بن أبي زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما» «3» . أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ: ابن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم بن سرار بن زياد بن زغيب بن مكحول ابن عمرو بن الحارث بن عمرو بن مالك بن أبي مالك بن عوف بن كنانة بن بكر بن

عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح. أبو المظفر بن أبي سلامة بن أبي الحسن بن أبي المتوج الكناني الشيزري، الملقب مؤيد الدولة. ولد بشيزر ونشأ بها وأخرجه عمه أبو العساكر سلطان بن علي خوفا منه (205- و) على نفسه، لما رأى من شجاعته وإقدامه، وقدم حلب مرارا متعددة، وكان من الأمراء الفضلاء الأدباء الشعراء الشجعان الفرسان، له مصنفات عديدة ومجاميع مفيدة، ومواقف مشهورة، ووقائع مذكورة، وفضائل مسطورة. روى عن أبي الحسن علي بن سالم بن الأغر بن علي السنبسى وابنه كامل بن علي، ومؤدبه أبي عبد الله محمد بن يوسف بن المنيرة الكفرطابي، ووالده أبي سلامة مرشد بن علي بن منقذ، وأبي عبد الله محمد بن شافع بن الحسين ابن العرار، سمعهم بشيزر، وأبي بكر محمد بن مخلد بن عبد الله بن مخلد التميمي الإشبيلي، سمعه بمصر، والخطيب يحيى بن سلامة الحصفكي «1» سمعه بميافارقين، وأبي هاشم محمد بن أبي محمد بن محمد بن ظفر، سمعه بحماه، وأبي القاسم عبد الملك ابن زيد بن ياسين الدولعي خطيب دمشق، سمعه بدمشق، وآخرين غيرهم، وروى بالإجازة عن أبي الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني. روى عنه الحافظان أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، وأبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وعماد الدين محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب، وعبد السلام بن يوسف الدمشقي، وأبو البركات محمد ابن محمد بن علي قاضي أسيوط، والشريف أبو القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي، وولده العضد مرهف بن أسامة بن منقذ، وجماعة غيرهم. روى لنا عنه أبو القاسم اسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان، وأبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي القرطبي، وأبو محمد عبد الله بن عمر بن علي الحموي، والحكيم أبو القاسم هبة الله بن صدقة الكولمي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الكافي

ابن علي الربعي، وأبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل القيلوي (205- ظ) وأبو المعالي محمد بن الحسين بن أسعد بن العجمي. أخبرنا القاضي بهاء الدين أبو اسحاق إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي- قراءة عليه بداره بدمشق-، والشيخ تاج الدين أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي الدمشقي بها، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن الكافي بن علي الرّبعي، قاضي حمص بحلب وبدمشق، وأبو القاسم هبة الله بن صدقة بن عبد الله الكولمي بالقصر الغربي بالقاهرة، قالوا: أخبرنا مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن سالم بن الأغر بن علي السنبسي بثغر شيزر سنة تسع وتسعين وأربعمائة قال: أخبرنا الشيخ أبو صالح محمد بن المهذب بن علي قال: حدثنا جدي أبو الحسين علي بن المهذب بن أبي حامد قال: حدثنا أبو حامد بن همام قال: حدثنا محمد بن سليم القبرسي قال: حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا من بكى على ذنب في الدنيا حتى تسيل الدموع على حرّ وجهه حرّم الله ديباج وجهه على جهنم» «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني الإمام قال «2» : (206- و) أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري، أبو المظفر المعروف بمؤيد الدولة من أهل شيزر، قلعه بالشام من الثغر، أمير فاضل غزير الفضل، وافر العقل، حسن التدبير، مليح التصانيف، عارف باللغة والأدب، مجود في صنعة الشعر، من بيت الإمارة والفروسية واللغة، سكن دمشق، لقيته بالفوّار «3» بظاهر دمشق بحوران، واجتمعت معه بدمشق عدة نوب، وكان مليح المجالسة حسن المحاورة، كثير المحفوظ، كان يقول لي: كنت أحفظ أكثر من عشرين ألف بيت من شعر الجاهلية، علقت عنه من شعره شيئا، وقال لي: دخلت بغداد وقت محاربة

دبيس بن صدقة مع المسترشد بالله، قال: ونزلت الجانب الغربي عند باب البصرة وما عبرت إلى شرقيها، سألته- أعني أبا المظفر- عن مولده، فقال: ولدت في سنة سبع أو ثمان وثمانين وأربعمائة- أنا الشاك. أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، قال: أسامة بن مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المظفر الكناني الملقب بمؤيد الدولة، له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر، ذكر لي أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وخدم بها (206- ظ) السلطان، وقرب منه وكان شجاعا فارسا، ثم خرج إلى مصر، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى الشام، وسكن حماة، واجتمعت به بدمشق، وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة «1» . قرأت بخط مؤيد الدولة أسامة في كتابه الموسوم «بأزهار الأنهار» «2» ، وقد أجاز روايته مع غيره لجماعة أجازوا لنا ذلك عنه منهم: الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: ومما يخصّني من غرائب اللبن أنني حين ولدت التمس لي من يرضعني، فقدر الله سبحانه الرزق من امرأة كبيرة قد نيفت عن الستين سنة، ليس لها ولد صغير، فدرت علي وأرضعتني إلى حين فطمت، وعاشت بعد فطامي نحوا من خمس عشرة سنة وكانت رحمها الله متى عصرت ثديها طار منه اللبن كأنها مرضعة. أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي: الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصي وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال، بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (86)

لا يفرّق بينها وبين شعر ابن الوليد «1» ولا ينكر على منشدها نسبتها الى لبيد، وهي على طرف لسانه بحسن بيانه غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فصولها (207- و) والمقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد في كل معنى غريب وشرح عجيب. قلت: ولم يذكر الحافظ أبو القاسم في تاريخه أحدا ممن تأخرت وفاته عن وفاته غير أربعة أو خمسة، أبو المظفر أسامة بن منقذ هذا أحدكم، وذلك لجلالته عنده، وعلو منزلته. أنبأنا محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار بن أبي الحجاج المصري قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني في كتاب «خريدة القصر وجريدة العصر» تأليفه، قال: أسامة كإسمه في قوة نثره ونظمه، يلوح من كلامه أمارة الإمارة، ويؤسس بيت قريضة عمارة العبارة، نشر له علم العلم، ورقي سلم السلم، ولزم طريق السلامة وتنكب سبل الملالة والملامة، واشتغل بنفسه، ومجاورة أبناء جنسه، حلو المجالسة حالي المساجلة، نديّ النّدى بماء الفكاهة، عالي النجم في سماء النباهة، معتدل التصاريف، مطبوع التصانيف، أسكنه عشق الغوطة دمشق المغبوطة، ثم نبت به كما ينبو الدار بالكريم، فانتقل إلى مصر، فبقي بها مؤمّرا مشارا إليه بالتعظيم إلى أيام ابن رزيك «2» ، فعاد الى الشام، وسكن دمشق مخصوصا بالاحترام حتى أخذت شيزر من أهله «3» ، ورشقهم صرف الزمان بنبله، ورماه الحدثان الى حصن كيفا مقيم بها في ولده، مؤثرا بلدها على (207- ظ) بلده حتى أعاد الله سلطنة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة سبعين، ولم يزل مشغوفا بذكره، مستهترا بإشاعة نظمه ونثره، والأمير العضد مرهف ولد الأمير مؤيد الدولة جليسه وأنيسه، فاستدعاه إلى دمشق، وهو شيخ قد جاوز الثمانين.

وكنت قد طالعت مذيل السمعاني، فوجدته قد وصفه وقرّظه، وأنشدني العامري له بأصبهان من شعره ما حفظه، وكنت أبدأ لقياه، وأشيم على البعد حياه، وسألته عن مولده فقال: يوم الأحد سابع عشري جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة «1» . وقرأت في «كتاب أنموذج الأعيان» لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرّز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفا بالإقدام والشجاعة، معروفا باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام (208- و) اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي. قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة «2» . أخبرني أبو المعالي محمد بن الحسين بن أسعد بن عبد الرحمن الحلبي قال: سمعت أسامة بن مرشد بن منقذ، مؤيد الدولة، يحكي لنا بدمشق أن سبب إخراج عمه إياه من شيزر أنه قتل أسدا ضاريا بناحية شيزر فأخرجه عمه- يعني أبا العساكر سلطان بن علي- منها خوفا على نفسه منه.

وقال لنا: جاء الخبر إلى عمي بأن في بعض نواحي شيزر أسدا ضاريا قد آذى الناس في طريقهم، فتقدم عمي إلى عسكره كلهم أن يركبوا بكرة الغد من ذلك اليوم الذي تقدم إليهم فيه للتأهب للقاء الأسد وقتله. قال: فاستدعيت غلامي وأمرته بإسراج دابتي وأخذ رمحي معه، وركبت أنا والغلام في اليوم الذي أمر عمي بالتأهب له، وخرجت وغلامي معي حتى أتيت الموضع الذي فيه الأسد، فخرج الأسد وحمل علي فقاتلته وصرعته، ونزلت إليه فقطعت رأسه، وناولته الغلام، وأمرته بتسميطه معه على الدابة التي تحته، ودخلت شيزر وبت بها، فلما أصبح الصباح ركب عمي وعسكره، وخرجوا يطلبون الأسد، فوجدوا جثته مطروحة بلا رأس، فعجبوا من ذلك، وأنا ساكت لا أتكلم. قال: وتحدث غلامي مع الغلمان بذلك فشاع بينهم حتى علم عمي به، فرجع ودخل شيزر، وصعدنا على العادة إلى قلعتها وبتنا تلك الليلة، فقام عمي نصف الليل (208- ظ) وطلبني، وأمر من أسرج له مركوبا، وأمرني بالركوب وقال: أريد أن تجىء معي إلى موضع سماه خارج شيزر في شغل، فركبت معه حتى أبعدني عن شيزر، ثم قال لي: يا بن أخي شيزر لك فهبها لي، فو الله ما بقيت أقدر على مساكنتك، ولم يأخذني في هذه الليلة نوم من شدة فكري فيك، إذا كان فعلك مع الأسد هذا الفعل فايش يكون معي لو سوّلت لك نفسك أن تفتك بي؟ ومنذ رجعت إلى القلعة ليس لي فكر إلّا فيك، ولم يأخذني نوم في ليلتي هذه ولا قرار إلى أن بادرت إلى إخراجك، فما أقدر أن أساكنك وأنت على هذه الصفة! قال: فامتثلت أمره، وودعني، وعاد إلى شيزر؛ قال: فخرجت منها وأقمت في مكان سماه لنا شذ عني اسمه. قلت: وإلى هذا أشار أسامة في قوله، وقد أسنّ وأرعشت يده، وكتب خطا مضطرب الحروف. فاعجب لضعف يد عن حملها قلما ... من بعد حطم القنا في لبّة الأسد «1»

أنشدنا افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أنشدنا تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، ح. ثم أنشدني تاج الدين أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي الفنكي بدمشق قالا: أنشدنا أسامة بن مرشد بن منقذ الشيزري لنفسه: يا دهر مالك لا يص ... دك عن مساءتي العتاب (209- و) أمرضت من أهوى ويأ ... بى أن أمرضه الحجاب لو كنت تنصف كانت الأ ... مراض لي وله الثواب «1» قال العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني- وقد أورد لأسامة هذه الأبيات في خريدة القصر: قد قيل في مرض الحبيب كل معنى بكر مخترع بديه، ومبتدع فكر، إلا أن هذه الأبيات لطيفة المعنى، ظريفة المغزى، مقصدها سهيل، وموردها سهل، لو سمعتها في البادية عقيل لم يثبت لها عقل، ولا شك أن حبيبته عند استنشاق هوائها فاز ببرو مهجته وشفائها «2» . أنشدنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي القرطبي قال: أنشدني أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ الكناني لنفسه: إذا الصب أشفى من جواه على شفا ... أتى الياس مما يرتجي بشفائه وقد زادني يأسي سقاما فكيف ... بالشفاء لصب داؤه في دوائه «3» أنشدني أبو علي حسن بن محمد بن إسماعيل النيلي قال: أنشدنا مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ لنفسه في كتاب العصا: حناني الدّهر وأب ... لتني الليالي والغير فصرت كالقوس ومن ... عصاي القوس وتر أهدج في مشيي وفي ... خطوي فتور وقصر (209- ظ)

كأنني مقيد ... وإنما القيد الكبر والعمر مثل الكأس في ... آخره يبقى الكدر «1» أنشدنا محمد بن أحمد بن علي بدمشق قال: أنشدني أبو المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ لنفسه في ضرس قلعه: وصاحب صاحبني في الصبا ... حتى ترديت رداء المشيب لم يبد لي ستين حولا ولا ... بلوت من أخلاقه ما يريب أفسده الدهر ومن ذا الذي ... يحافظ العهد بظهر المغيب ثم افترقنا لم أصب مثله ... عمري ومثلي أبدا لا يصيب فأعجب لها من فرقة باعدت ... بين أليفين وكل حبيب «2» أنشدني الحكيم أبو القاسم هبة الله بن صدقه بن عبد الله الكولمي بالقاهرة قال: أنشدنا مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ لنفسه بدمشق في سنة أربع وثمانين وخمسمائة في ضرس قلعه: وصاحب صاحبته ... ستين حولا ما رأيته حتى إذا عاينته ... عاينت منه ما أبيته والهجر فيه- راحة ... من كل مصحوب قليته وأنشدنا الحكيم أبو القاسم المذكور قال: أنشدنا مؤيد الدولة أسامة بن منقذ لنفسه في مثله: (210- و) . وصاحب لا تمل الدهر صحبته ... يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد لم ألقه مذ تصاحبنا فحين بدا ... لناظري افترقنا فرقة الأبد قال العماد الكاتب- وأوردهما في الخريدة: لو أنصفت فهمك ان كنت منتقدا وترقيت عن مرقب وهمك مجتهدا، وغصت بنظر فكرك في بحار معانيه لغنمت من

فرائد درره ولآليه، ولعلمت إذا لم يكن هكذا فلغو، وأنه اذا لم يبلغ هذا الحد من الجد فهجر ولهو، ومن الذي أتى في وصف السن المقلوع بمثل هذا الفن المطبوع، فهل سبقه أحد الى معناه، وهل في هذا النمط ساواه «1» . أنشدنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الحلبي قال: أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، ح. وأنشدنا محمد بن أحمد بن علي الفنكي قالا: أنشدنا أبو المظفر أسامة بن علي الكناني لنفسه: لم يبق لي في هواكم أرب ... سلوتكم والقلوب تنقلب أوضحتم لي سبل السلو وقد ... كانت لي الطرق عنه تنشعب إلام دمعي من هجركم سرب ... قان وقلبي من غدركم يجب إن كان هذا لأن تعبدني السح ... با فقد أعتقني الريب أحببتكم فوق ما توهمه ال ... خلق وخنتم أضعاف واحسبوا «2» أورد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب هذه الأبيات في الخريدة وقال: (210- ظ) تأمل معاني هذه الأبيات بعين التأني والثبات تعرف أن قائلها من ذوي الحمية، والنفوس الأبية، والهمم العلية وكل من يملكه الهوى ويسترقه قلما يطلقه السلو ويعتقه، إلّا أن يكون كبيرا غلب عقله هواه، واستهجن في الشهوات المذمومة نيل مناه، وقوله «قد أعتقني الريب» في غاية الجودة، ونهاية الكمال، أعذب من الزلال، وأطيب من الحلال، وألعب بقلوب المتيمين من نسيم الشمال «3» أنشدنا شيخ الشيوخ تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حموية قال: أنشدنا مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ لنفسه:

أيا تاج فرسان الهياج ومن بهم ... ثبتت أواخي ملك كل متوج قوم إذا لبسوا الحديد عجبت من ... بحر يدافع في لظى متوهج «1» أنشدنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنشدنا أبو المظفر أسامة بن مرشد لنفسه وقالها على لسان الشيخ أبي صالح بن المهذب رحمه الله، وكانت فيه حدة مع فضل وعلم وتقى، وكان نزل بشيزر فريق من العرب معهم جارية اسمها شوق مستحسنة، وكتب الأبيات ورمى بها نسخا بشيزر، فوقع منها بيد الشيخ أبي صالح رحمه الله، فقامت قيامته، ولم يدر أحد من عمل الأبيات، فقال له الشيخ العالم أبو عبد الله محمد بن يوسف المعروف بابن المنيرة رحمه الله، وهو مؤدبه هذه الأبيات التي قد (211- و) رميت ما يحسن يقولها إلّا أنا، أو القاضي أبو مرشد بن سليمان، أو أنت، وأنا وأبو مرشد ما قلناها، وما قالها غيرك، وهي: قولا لريم في حلة العرب ... إليك أشكو ما يصنع اسمك بي بم استجازت عيناك سفك دمي ... وأخذ قلبي في جملة السلب لولاك والدهر كله عجب ... ما خفرت في ذمة العرب جارك أولى برعي ذمته ... إن أنت راعبت حرمة الصقب هذا هوى كنت في بلهنية ... عنه فيا للرجال للعجب أيسترق الكريم ذا النسب ال ... واضح عبد مستعجم النسب ويحمل الثأر من به خورّ ... عن احتمال الحجال والقلب نشدتك الله في احتمال دمي ... فمعشري ما يفوتهم طلبي ما فات قومي آل المهذب من ... قبلي ثار في سالف الحقب فلا تريقي دما لذي أدب ... يسطو بأقلامه على القضب «2» قلت: هذا أبو صالح ابن المهذب ليس هو أبو صالح الكبير محمد بن المهذب ابن علي بن المهذب فان أسامة لم يدرك زمنه لأنه توفي سنة خمس وستين وأربعمائة وهذا غيره، ذكرنا ذلك لئلا يلتبس به.

أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن حموية قال: أنشدنا أسامة بن منقذ لنفسه:. أساكن قلبي والمهامه بيننا ... وانسا عيني والمزار بعيد (211- ظ) تمثلك الأشواق لي كل ليلة ... فهمي جديد والفراق مديد «1» أنشدنا محمد بن أبي جعفر بن علي قال: أنشدنا أسامة لنفسه: أبى لي أن أبالي بالرزايا ... فؤاد لا يروع بالخطوب ونفس لا تسف لمستفاد ... ولا نأس على وفرسليب وعلمي أن ما أهوى وأخشى ... يزول بغير شك عن قريب «2» أنشدنا الامام أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أنشدنا أسامة بن مرشد بن علي في كتابه لنفسه: يا رب إن إساءتي قد سودت ... يبد الكرام الكاتبين صحائفي والخوف منك ومن عقابك مقلقي ... فارحم مخافة ذي الفؤاد الراجف من خاف شيئا فرّ منه هاربا ... وإليك منك مفر عبد خائف «3» أنشدنا محمد بن أحمد بن علي القرطبي قال: أنشدنا أسامة بن مرشد لنفسه، وكتبها على كتاب نسخه: يا رب حسن رجائي فيك حسن لي ... تضييع وقتي في لغو وفي لعب وأنت قلت لمن أضحى على ثقة ... بحسن عفوك إني عند ظنك بي «4» قال لي أبو علي حسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي توفي أسامة بن مرشد ابن منقذ بدمشق في سنة أربع وثمانين وخمسمائة، قال: وفيها دخلت دمشق.

أسامة بن أبي عطاء الانطاكي:

أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال- في ذكر من توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة «في كتاب التكملة لوفيات النقلة» : وفي ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان توفي الامير الأجل مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة ابن أبي سلامة مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الكلبي الشيزري بدمشق، ودفن من الغد بجبل قاسيون، وكان مولده بشيزر في يوم الاحد السابع والعشرين من جمادي الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وقيل في شهر رمضان منها، حدث عن أبي الحسن علي بن سالم السنبسي وغيره، سمع منه الحفاظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، وأبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وأبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد، وحدثنا عنه ولده الامير الأجل أبو الفوارس مرهف وغيره، وهو من بيت الامارة والشجاعة، وله اليد البيضاء في اللغة والكتابة والشعر، وله مصنفات مشهورة، وكان مشهورا بالشجاعة والإقدام، ودخل بغداد، والموصل، ودمشق ومصر «1» (212- و) . أسامة بن أبي عطاء الانطاكي: معدود في التابعين، وعده أبو الحسن محمود بن ابراهيم بن محمد بن عيسى ابن القاسم بن سميع في الطبقة الرابعة منهم. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل إذنا عن أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب الكلابي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء قال: أخبرنا أبو الحسن محمود بن ابراهيم بن سميع، في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام قال: أسامة بن أبي عطاء الأنطاكي.

ذكر من اسمه اسحاق

ذكر من اسمه اسحاق من اسم أبيه ابراهيم ممن اسمه اسحاق اسحاق بن ابراهيم بن الاخيل: وقيل ابن أبي الأخيل الحلبي، من أهل حلب، حدث عن مبشر بن اسماعيل الحلبي، وأبي سعيد الأنصاري، ونمير بن لوليد بن نمير، وأبي الزرقاء عبد الملك ابن محمد الدمشقي، ومعاوية بن هشام. روى عنه أحمد بن سليمان الحلبي، وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، وعبد الله بن محمد ابن زياد النيسابوري، وعثمان بن الحسن بن نصر الحلبي، وأبو ميمون أحمد بن محمد بن ميمون بن ابراهيم بن كوثر بن حكيم الحلبي، وأبو بكر أحمد بن محمد ابن أبي موسى الأنطاكي، وكان من الثقات. أخبرنا عبد الله بن عمر بن علي بن اللّتيّ قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم (12- ظ) سعيد بن أحمد بن البناء، ح. وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرّف بن أبي سعد البناء البغدادي بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء والشريف أبو المظفر محمد ابن أحمد بن علي بن عبد العزيز الخطيب قالا: أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قال: قرئ على أبي بكر محمد بن عمر بن خلف المعروف بابن الوراق، وأنا أسمع فأقر به قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني قال: حدثنا اسحاق بن الأخيل قال: حدثنا أبو سعيد الأنصاري قال: حدثنا مسعر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي دعوة يدعو بها لأمته، واني اختبأت دعوى شفاعة لأمتي يوم القيامة» «1» أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل الأنصاري بدمشق، ومكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر بحلب قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن

اسحاق بن ابراهيم بن بنان:

جعفر الحرستاني قال: أخبرنا القاضي الخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم الأنطاكي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد الرافقي قال: أخبرنا أبو أسامة عبد الله بن محمد قال: حدثنا اسحاق بن الأخيل قال: حدثنا نمير بن الوليد عن أبيه عن جده عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات السماء والارض والبقر والحديد وابن آدم «1» » (213- و) . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان فيما أذن لنا فيه عن أبي القاسم بن أبي محمد قال: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا في كتاب الإكمال قال: واسحاق بن الأخيل حلبي ثقة «2» . اسحاق بن ابراهيم بن بنان: وقيل بيان- أبو يعقوب الجوهري أصله من البصرة، وسكن دمشق، سمع بطرسوس أبا أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي وحدث عنه، وعن أبي داود سليمان ابن سيف الحراني، والربيع بن سليمان المرادي، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحسن الجعفي. روى عنه أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، وأبو الحسين محمد بن.... «3» وعلي بن أحمد الرازيان، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، وعبد الله بن عمر أيوب المرّي. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: حدثنا علي بن أحمد بن ثابت

اسحاق بن ابراهيم بن الحسن بن كثير الازدي الجرجاني:

الرازي قال: حدثنا اسحاق بن بيان الجوهري بدمشق- وأنا سألته- قال: حدثنا أبو أمية محمد بن ابراهيم قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال: حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ان الله لا يقبض العلم انتزاعا» «1» الحديث، كذا قال نسبة الى جده (213- ظ) . قال الحافظ أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد- وذكر في باب بنان بضم الباء وفتح النون: اسحاق بنان الجوهري الدمشقي حدث عن أبي أمية الطرسوسي حدث عنه علي بن أحمد بن ثابت الرازي «2» . قال الحافظ أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد- وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي- في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن بيان الجوهري، وكان أبوه أيضا محدثا، وأصلهم من البصرة انتقلوا الى دمشق وابن عمه، مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وقال الحافظ: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زيز قال: سنة سبع وعشرين وثلاثمائة فيها: توفي ابن بنان الجوهري في شعبان. «3» . اسحاق بن ابراهيم بن الحسن بن كثير الازدي الجرجاني: أبو يعقوب، حدث بطرسوس عن الضحاك بن حجوة المنبجي، روى عنه نعمان ابن هرون بن أبي الدلهاث البلدي، وسمعه بطرسوس. اسحاق بن ابراهيم بن سهم المصيصي: من أهل المصيصة، ذكره أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة بما أخبرنا به عبد الجليل بن أبي غالب الأصبهاني فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو-

اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن زياد أبو يعقوب العقيلي:

المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: اسحاق بن ابراهيم بن سهم المصيصي (214- و) كان بالثغر، حدث عن عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي حدثنا عنه عبد الرحمن بن حمدان الحلاب. اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن زياد أبو يعقوب العقيلي: نزيل طرسوس، حدث عن عبد الرحمن بن محمد الدمشقي، وسفيان بن عيينة ومحمد بن ادريس الشافعي، وعبد الله بن المبارك، روى عنه أحمد بن ابراهيم الدورقي، وأسيد بن عاصم، وأبو مسعود، ومسلم بن سعيد بن مسلم أبو سلمة الاشعري. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال الخياط قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا مسلم بن سعيد قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن صالح العقيلي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الدمشقي قال: حدثنا محمد بن تميم عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من آذى مؤمنا فقيرا بغير حق فكأنما هدم مكة عشر مرات وبيت المقدس، وكأنما قتل ألف ملك من المقربين» «1» أنبأنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن زياد العقيلي (214- ظ) سكن طرسوس وتوفي بها سنة أربعين ومائتين، يكنى أبا يعقوب، ذكره أبو عبد الله بن مخلد، يروي عن ابن عيينة، والشافعي، وابن المبارك لم يخرج حديثه. روى عنه أحمد بن ابراهيم الدورقي، وأبو مسعود، وأسيد، وكان بينه وبين أحمد بن حنبل صداقة وأخوة. أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي، قال:

اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي:

أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبي قال: اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن زياد، أبو يعقوب العقيلي مات بطرسوس سنة أربعين ومائتين: حدث عن ابن عيينة، والشافعي، روى عنه أحمد الدورقي. اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: من بني صالح الساكنين بحلب والناشئين بها وبنواحيها، وقد تقدم ذكر أبيه ابراهيم، وولي اسحاق هذا دمشق نيابة عن أبيه، وكان من أعيان بني صالح وفصحائهم. روى عنه أحمد بن أبي الحواري، وقد ذكرنا أن ولد ابراهيم بعده انتقلوا الى حلب. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي لفظا بدمشق قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بالحجاز قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بمكة قال: حدثنا محمد بن هرون قال: حدثنا عباس بن جنزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت اسحاق بن ابراهيم بدمشق يقول (215- و) على منبر دمشق: من آثر الله آثره الله، فرحم الله عبدا استعان بنعمته على طاعته، ولم يستعن بنعمته على معصيته، فإنه لا يأتي على صاحب الجنة ساعة إلّا وهو يزداد صنفا من النعيم لم يكن يعرفه، ولا يأتي على صاحب النار ساعة إلّا وهو مستنكر لشيء من العذاب لم يكن يعرفه. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي الصالحي، ولي دمشق نيابة عن أبيه ابراهيم في خلافة الرشيد، وفي ولايته وقعت عصبية أبي الهيذام «1» حتى تفانى فيها جماعة من الناس وتفاقم أمرها، حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.

اسحاق بن ابراهيم بن الضيف:

قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني محمود بن محمد بن الفضل الرافقي قال: حدثنا حبش بن موسى الضبي قال: حدثنا علي بن أحمد المدائني قال: ولما خرج ابراهيم بن صالح من دمشق مع الوفد الذين قدم بهم على أمير المؤمنين الرشيد استخلف ابنه اسحاق على دمشق، وضم اليه رجلا من كندة يقال له الهيثم بن عوف فغضب الناس، وحبس رؤساء من قيس وأخذ أربعين رجلا من محارب فضربهم وحلق رؤوسهم ولحاهم، ضرب كل رجل ثلاثمائة فنفر الناس بدمشق وتداعوا الى العصبية ونشبت الحرب، ورجعوا الى ما كانوا عليه من القتل والنهب، فلم يزالوا على ذلك أشهرا، ثم خرج الى حمص «1» . قلت: وكانت (215- ظ) العصبية بالشام بين النزارية واليمانية، ورأس النزارية في ذلك الوقت أبو الهيذام سنة ست وسبعين ومائة، فأقاموا على ذلك مدة طويلة، ثم ضعف أمر أبي الهيذام وتوارى في منزله. اسحاق بن ابراهيم بن الضيف: أبو يعقوب الباهلي البصري، وقيل اسحاق بن الضيف، وسنذكره في حرف الضاد في آباء من اسمه اسحاق ان شاء الله تعالى. اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن سهم: أبو يعقوب الانطاكي، وهو ابن أخي محمد بن عبد الرحمن ابن سهم، وقد قيل في نسبه اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم، روى عن عبدة ابن عبد الرحمن المروزي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل الفارسي، وأبو اسحاق ابراهيم بن جعفر بن سنيد المصيصي. أخبرنا أبو حفص عمر بن قشام- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم

اسحاق بن ابراهيم بن كامجر:

ابن عبد الرحمن بن سهم الانطاكي، ابن أخي محمد بن عبد الرحمن بن سهم، سمع عبدة بن عبد الرحيم، كناه لنا أبو اسحاق إبراهيم بن جعفر بن سنيد بن داود المصيصي. اسحاق بن ابراهيم بن كامجر: أبو يعقوب بن أبي اسرائيل المروزي، دخل حلب، أو عملها، بدليل ما أخبرنا به أبو اليمن الكندي في الاجازة قال: أخبرنا عبد الرحمن بن القزاز قال: أخبرنا الخطيب (216- و) أبو بكر أحمد بن علي قال: قرأت على البرقاني عن اسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق السراج قال: سمعت الفضل بن سهل الاعرج قال: سمعت اسحاق بن أبي اسرائيل يقول: أدركت زائدة، قلت: كيف أدركته قال: كان أبي في الغزوة التي غزا فيها زائدة، فكنت أسأل عن أبي، وهذا يدل على أنه كان مع أبيه في الغزاة لان زائدة بن قدامة مات في غزاته هذه بحلب، وقيل بأرض الروم في سنة اثنتين وستين، وقيل سنة احدى وستين، فلا يسأل عن أبيه في الغزاة الا وقد كان معه، لأن زائدة لم يرجع من غزاته تلك، فكان سؤاله عن أبيه وهو في الغزاة دليلا على أنه كان معه فيها. وقد كان عمره حينئذ احدى عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة، لأن مولده سنة خمسين أو احدى وخمسين على ما نذكره، وغزاة زائدة سنة احدى وستين. حدث اسحاق بن أبي اسرائيل عن عبد القدوس بن حبيب الكلاعي، وهو أول شيخ كتب عنه وعن محمد بن جابر الخثعمي اليمامي، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وعبد الوارث بن سعيد، وكثير بن عبد الله الأيلي، وجعفر بن سليمان، وهشام بن يوسف الصنعاني والفضيل بن عياض، ومرجوم بن عبد العزيز، وعفيف بن سالم، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي. روى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، وأبو يحيى بن صاعقة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويعقوب بن شيبة، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وفضل بن بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (87)

سهل الأعرج، وأبو يعلى الموصلي (216- ظ) وابراهيم بن المدبر الكاتب، ومحمد ابن جابر بن حماد الفقيه، وأبو بكر بن أبي موسى، واسحاق بن إبراهيم بن محمد ابن عرعرة، وعبد الوهاب بن عيسى بن أبي حيّة. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل بن نجاد الأنصاري بدمشق، وأبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم الأنطاكي الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم الأنطاكي الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي موسى قال: حدثنا اسحاق بن أبي اسرائيل قال: حدثنا محمد بن جابر الحنفي عن حماد عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلّا عند افتتاح الصلاة» «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني قال: أخبرنا أبو نصر محمد ابن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن بدر السلامي قال: حدثنا الحسن بن دفر قال: حدثني أبو صعصعة المجاشعي قال: دخل اسحاق بن أبي اسرائيل على أمير المؤمنين جعفر المتوكل، فمد اسحاق يده ليصافحه، فلم يمد يده المتوكل، فقال اسحاق: يا أمير المؤمنين حدثنا الفضيل بن عياض عن هشام عن الحسن (217- و) بن أبي الحسن البصري قال: المصافحة تزيد في الودّ، قال: فمد يده المتوكل اليه فصافحه، فقال له: نصافحك أبا يعقوب، قال: وكناني، ودعا بغالية «2» فعلفني منها بيده، قال: فلما جاء الى منزله غسل الغالية من لحيته فبقيت عندهم مدة.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا محمد بن غالب الجعفي قال: أخبرنا موسى بن هرون قال: أخبرني أبي أن مولد ابن أبي اسرائيل سنة خمسين ومائة، قال: وأخبرني أبي أنه سمع اسحاق بن أبي اسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة. قال الخطيب: أخبرني أبو القاسم الأزهري عبد الرحمن بن عمر الخلّال قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: وأما اسحاق بن أبي اسرائيل فإن أبا اسرائيل اسمه إبراهيم بن كامجر المروزي، ويكنى اسحاق أبا يعقوب مولده سنة احدى وخمسين ومائة. وقال الخطيب: أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا محمد ابن حميد المخرّمي قال: حدثنا علي بن الحسين بن حبّان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: وابن أبي اسرائيل من ثقات المسلمين، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس إلّا ما ضبطه هو في ألواحه، أو كتابه، وقال: سألت أبا زكرياء قلت: اختلف ابن أبي اسرائيل والقواريري في حديث عن ابن (217- ظ) مهدي، فقال: ابن أبي اسرائيل أثبت من القواريري، وأكيس، وأضبط من أبيه ومن أهل قريته أجمعين، ثقة مأمون، ضابط، والقواريري ثقة صدوق، وليس هو مثل اسحاق. وقال في موضع آخر- يعني الحسين بن حبان-: ذكر أبو زكرياء بن أبي اسرائيل فقال: الثقة الصادق المأمون، ما زال معروفا بالدين والخير والفضل، قيل له: في حديث مبارك بن سعيد؟ فقال أبو زكرياء: لو قال أبو يعقوب اني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد لكان الثقة الصدوق المأمون. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: كتب إليّ ابراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا يحيى بن علي الحضرمي قال: حدثنا عبد الله بن محمد ابن المفسّر قال: حدثنا أحمد بن علي القاضي قال: كنت تركت حديث ابن أبي

اسرائيل فقال لي حبيش بن مبشر: لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا فقلت له: يا أبا زكريا كتبت عن اسحاق ابن أبي اسرائيل؟ فقال: كتبت عنه سبعة وعشرين جزءا قبل هذا. «1» . أخبرنا زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الاشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن أبي اسرائيل ثقة. قال أبو سعيد: اسحاق بن أبي اسرائيل لم يكن أظهر الوقف حتى سألت يحيى ابن (218- و) معين عنه، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد، ويوم كتبنا عنه كان مستورا عنه. قال أبو بكر الخطيب: أخبرني الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سريج بن يونس شيخ صالح صدوق، واسحاق بن اسرائيل أثبت منه. قال الخطيب: أخبرني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: اسحاق ابن أبي اسرائيل ثقة. قال الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الصابوني فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال: حدثنا شاهين بن السّميدع العبدي قال: سمعت أبا عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- يقول إسحاق بن أبي اسرائيل واقفي مشؤوم إلّا أنه صاحب حديث كيس. قال الخطيب: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حموية بن ايرك الهمذاني بها قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد ابن محمد بن يوسف الريحاني قال: حدثنا أبو علي الحسين بن اسماعيل الفارسي قال: سألت عبدوس عبد الله بن محمد بن مالك بن هانىء النيسابوري عن اسحاق

ابن أبي اسرائيل فقال: كان حافظا جدا، ولم يكن مثله في الحفظ والورع، وكان لقي المشايخ، فقلت: كان يتهم بالوقف، قال: نعم اتهم ولم يكن منهم. وقال الخطيب: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسين (218- ظ) المروزي أنه سمع أحمد بن الخضر الخزاعي يقول: سمعت محمد بن جابر بن حماد الفقيه، وحدثنا عن اسحاق بن أبي اسرائيل، فسئل عن عدالته فقال: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ . «1» . وقال الخطيب: أخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن اسحاق بن أبي اسرائيل فقال: صدوق في الحديث، إلّا أنه كان يقول كلام الله ويقف. قال الخطيب: أخبرنا البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي قال: حدثنا محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: وتركوا اسحاق بن أبي اسرائيل لموضع الوقف، وكان صدوقا. وقال: قرأت على البرقاني عن ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال: أخبرنا أبو العباس السراج قال: سمعت اسحاق بن أبي اسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون كلام الله غير مخلوق، ألا قالوا: كلام الله وسكنوا، ويشير الى دار أحمد ابن حنبل. قال الخطيب: أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: قال لي مصعب بن عبد الله: ناظرت اسحاق بن أبي اسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا- يعني في القرآن- فناظرته فقال: لم أقل على الشك ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي.

قال مصعب: فأنشدته هذا (219- و) الشعر فأعجبه، وكتبه وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة: أأقعد بعد ما رجفت عظامي ... وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كلّ معترض خصيم ... وأجعل دينه غرضا لديني فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرأي كالعلم اليقين وما أنا والخصومة وهي لبس ... يصرف في الشمال وفي اليمين وقد سنّت لنا سنن قوامّ ... يلحن بكل فجج أو وضين وكان الحق ليس به خفاء ... أغرّ كغرة الغلق المبين وما عوض لنا منهاج حمق ... بمنهاج ابن آمنة الأمين فأما ما علمت فقد كفاني ... وأما ما جهلت فجنبوني فلست بمكفر أحدا يصلي ... ولن أجرمكم أن تكفروني وكنا أخوة نرمى جميعا ... ونرمي كل مرتاب ظنين فما برح التكلف أن تساوت ... بشأن واحد فرق الظنون فأوشك أن يخر عماد بيت ... وينقطع القرين من القرين فلما كتبه قال لي: يا أبا عبد الله لا أجاوز هذا. قال أبو بكر محمد «1» بن زهير فقلت أنا لمصعب: هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا لا يجاوز هذا «2» الشعر؟!. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال:: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أحمد بن علي عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد بن اسماعيل

الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا الحسن بن المثنى قال: حدثنا أبو عمران موسى الرفاء قال: سألت أحمد بن حنبل عن اسحاق بن أبي اسحاق بن أبي اسرائيل وضربائه فقال: يهجرون ويجفون ولا يجلس اليهم «1» . أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن عبدل بن محمد (219- ظ) الشيرازي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم المروزي، وكان ثقة مأمونا إلّا أنه كان قليل العقل. قال أبو بكر الحافظ: أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا محمد بن أحمد الواعظ قال: حدثنا اسحاق بن محمد بن الفضل الزيات قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن أبي سلم الرازي قال: حدثنا حفص بن عمر المهرقاني- سمعته يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم واقفا على اسحاق بن أبي اسرائيل وهو يقول له: قد عنّيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا أنت الذي يقف في القرآن. قال أبو بكر الخطيب: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا علي بن ابراهيم المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاري، ح. قال: وأخبرنا السمسار قال: أخبرنا الصفار قال: حدثنا ابن قانع أن اسحاق ابن أبي اسرائيل مات في سنة خمس وأربعين ومائتين، زاد ابن قانع في شعبان بسر من رأى. وقال: أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق قال: حدثنا عمر بن محمد بن ابراهيم البجلي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي قال. مات أبو يعقوب اسحاق ابن أبي اسرائيل سنة خمس وأربعين ومائتين، وولد في سنة خمسين ومائة. وقال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن اسحاق ابن وهب البندار قال: حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال، ح. قال: وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد

اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن عبد الله بن مطر:

الله بن محمد البغوي: مات اسحاق بن أبي اسرائيل في سنة ست وأربعين، زاد البغوي: بسامراء في شعبان «1» (220- و) . اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن عبد الله بن مطر: وقيل بكر بن عبيد الله، وقيل عبد الله- بن غالب بن الوارث- وقيل عبد الوارث- بن عبيد الله- وقيل عبد الله- بن عطية بن مرّة بن كعب بن همام بن أسمر- وقيل أسد- بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم، أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي، المعروف بابن راهويه، امام عظيم الشأن، جامع بين العلم والعمل والاتقان، رحل الى الآفاق، وسمع شيوخ الشام وخراسان، واليمن والعراق، وهو الامام الذي وقع عليه الاجماع والاتفاق. قدم حلب وسمع بها سليمان بن نافع العبدي، وعطاء بن مسلم الخفاف، وميسر ابن اسماعيل، وكلثوم بن محمد بن أبي سدرة الحلبيين، وحدث عنهم، وعن عيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، واسماعيل بن عليّة، وأحمد بن أيوب الضبي، وابراهيم بن الحكم بن أبان، وبشر بن المفضل، وبقية بن الوليد وجرير ابن عبد الحميد الرازي، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وحفص بن غياث، وخالد ابن الحارث الهجيمي، وسفيان بن عيينة وسويد بن عبد العزيز، وشعيب بن اسحاق، وشريح بن يزيد الحمصي، وأبي خالد بن سليمان بن حيان الأحمر، وعبد الله بن إدريس، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبد العزيز الدراوردي، وعمر بن هرون البلخي، وعلي بن الحسين بن واقد، والفصل بن موسى السيناني، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الله بن وهب، ومحمد ابن بكر البرساني، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سامة الحراني (220- ظ) ومعاذ بن هشام، ومحمد بن شعيب بن شابور، ومحمد بن حرب الخولاني، وعمر ابن عبد الواحد، ومحمد بن أبي عدي، والمؤمل بن اسماعيل، وأبي قرة موسى

ابن طارق، والنضر بن شميل، ووكيع بن الجراح، والوليد بن مسلم، وأبي معاوية الضرير، ويحيى بن آدم، ويحيى بن سعيد القطان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وهشام بن يوسف، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وعمر بن عبيد، وأبي بكر بن عياش وغيرهم. روى عنه بقية بن الوليد، ويحيى بن آدم، وكانا من شيوخه، والأئمة الحفاظ أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن النسائي، واسحاق بن منصور الكوسج، وأحمد بن سلمة، وآباء بكر محمد بن اسماعيل بن مهران الاسماعيلي ومحمد بن الحسين بن الحسن البرذعي، ومحمد بن عاصم، وآباء العباس: محمد ابن اسحاق الثقفي، وأحمد بن سهل بن بحر، ومحمد بن اسحاق السراج، وابنه محمد بن اسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، ومحمد بن الأزهر، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن عصمة النيسابوري أبو الفضل، وابراهيم بن اسماعيل العنبري، وأحمد بن سعيد الدارمي، ويحيى بن معين، وأبو يعقوب الأسفراييني، وجعفر الفريابي والحسن بن سفيان، ويعقوب ابن يوسف الوراق، ويعقوب بن يوسف الاخرم، ويحيى بن يحيى، وموسى بن هرون الحمال، وعبد الرحمن الدارمي، وأبو عمرو نصر بن زكريا، وأبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن نصر البستي، وهرون بن عبد الصمد (221- و) بن عبدوس الرحبي، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وأبو العباس السراج، وأبو محمد العباس بن أحمد الكتاني، وأبو محمد جعفر بن محمد بن سوار الحافظ، واسحاق ابن منصور الكوسج، ومحمد بن نصر المروزي، وجماعة سواهم. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمّر بن طبرزد البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن يحيى المزكى قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي قال: أخبرنا النضر قال: حدثنا شعبة عن أشعث بن أبي الشّعثاء قال:

سمعت أبي يحدث عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في أمره، أو شأنه، في تنعّله، وفي ترجله، وطهوره «1» . نقلت من خط الإمام أبي طاهر السّلفي، وأخبرنا به إجازة عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسين الحموي، وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل وغيرهما قال: حدثني أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور العلائي بالإسكندرية قال: قرأت في كتاب الحسين بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق صديقنا بمصر قال: حدثنا أبو علي حسن بن عبد الله الخالدي بهراة قال: حدثنا أحمد بن زكريا الهمذاني قال: حدثنا احمد بن سلمة النيسابوري قال: جاء سائل إلى اسحاق بن راهويه يسأله شيئا فقال له: صنع الله لك، فقال: ما جئت لتدعو لي، إنما جئت لتعطيني، فقال اسحاق: حدثنا روح قال: حدثنا (221- ظ) عوف عن الحسن قال: إذا جدّ السؤال جدّ المنع، فقال السائل: يا أبا يعقوب عندي حديث خير من حديثك، وإسناد خير من إسنادك، فقال: هات، فقال السائل: حدثنا سيما الصغير عن سيما الكبير عن زغليتج عن أمير المؤمنين علي أنه قال: اقعد تمنّا خير من أن تعمل تعنّا، فقال اسحاق: ادفعي إليه يا جارية درهمين ورغيفين وعودين حطب، فلما تسلم السائل ما دفع اليه، التفت إلى إسحاق فقال له: أيما خير اسنادك أو اسنادي؟ فقال اسحاق: اسنادك خير، انصرف. قال الحافظ أبو طاهر- ونقلته من خطه-: محمد بن إسحاق هو ابن مندة الأصبهاني الحافظ أبو عبد الله، صاحب التواليف، والخالدي المشهور اسمه منصور، وهذا لا أعرفه ومنصور يروي مناكير، ولعل النيسابوري علقه بعدما سمعه من حفظه فغلط فيه (222- و) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الكرّاني، وأبو جعفر الطرسوسي قالا: أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن فاذ شاه، ح. قال أبو جعفر: وأخبرنا أبو نهشل العنبري قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قالا: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا موسى بن هرون قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرني سليمان بن نافع بحلب فذكر حديثا قد ذكرناه بهذا الاسناد في ترجمة سليمان بن نافع فيما يأتي في كتابنا هذا ان شاء الله تعالى. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو يعقوب الخراساني عن عبد الرزاق عن النعمان بن شيبة عن ابن طاووس عن أبيه قال: ليس في الأوقاص صدقة «1» ، قال السراج: فسألت أبا يعقوب اسحاق بن راهويه فحدثني به، وقال لي: إسحاق كتب عن يحيى بن آدم ألفي حديث. كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي أن أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن اسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن رافع (223- و) قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عن أبي

بكار الحكم بن فروخ عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكبر من غداة يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق. قال محمد بن رافع: فلقيت اسحاق بن إبراهيم فقلت: إن يحيى بن آدم حدثي عنك عن يحيى بن سعيد فذكرت له هذا الحديث، فحدثني كما حدثني يحيى بن آدم. قال أبو العباس: فأتيت اسحاق فقلت إن محمد بن رافع حدثني عن يحيى بن آدم عنك، فحدثني كما حدثني محمد بن رافع. قال أبو العباس: فقلت لاسحق: كم كتب عنك يحيى بن آدم؟ قال إسحاق: نحو ألفي حديث. أخبرنا أبو اليمن الكندي- إجازة- قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أبو الخطاب العلاء بن المغيرة بن أحمد ابن حزم الأندلسي عن ابن عمه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم قال: اسحاق بن راهويه، هو اسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرّة بن كعب بن همام بن أسد بن مرّة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم «1» . أنبأنا عمر بن محمد المؤدّب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصوّاف قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قال: قال محمد بن إسحاق ابن راهويه: (223- ظ) ولد أبي رحمه الله سنة ثلاث وستين ومائة، وهو اسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن بكر بن عبد الله بن غالب بن عبد الوارث بن عبد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همّام بن أسمر بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، توفي رحمه الله في ليلة الأحد النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين، وفيه يقول الشاعر: يا هدّ ما هدّدتنا ليلة الأحد ... في نصف شعبان لا تنسى يد الأبد

أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضببّي قال: أخبرني علي بن محمد المروزي قال: حدثنا محمد بن موسى الباشاني قال: ولد اسحاق بن راهويه سنة إحدى وستين ومائة. وقال محمد بن موسى: كان اسحاق بن راهويه سمع من عبد الله بن المبارك وهو حدث، فترك الرواية عنه لحداثته، وخرج إلى العراق سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة. قال: وقد قيل في مولد اسحاق غير هذا. أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: قال عبد الله بن محمد البغوي قال لي موسى بن هرون: قلت لإسحق بن راهويه: من أكبر أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره، وكان مولد اسحاق سنة ست وستين فيما يرى موسى. قال الخطيب: وكان مولد أحمد بن حنبل في سنة أربع وستين ومائة. (224- و) . قال: وأخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس الخزّاز قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان قال: حدثنا أبو الحسن علي بن اسحاق بن راهويه قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، قال: فمضى جدي راهويه الى الفضل بن موسى السّيناني فسأله عن ذلك وقال: ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير وإما في الشر. قال الخطيب: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال: أخبرنا محمد بن محمد بن زكريا المطوّعي قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن بالويه يقول: سمعت أبا الفضل أحمد بن سلمة يقول: سمعت اسحاق بن إبراهيم يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: لم قيل لك ابن راهوي، وما معنى هذا، وهل تكره أن يقال لك هذا؟ قال: إعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق، فقال المراوزة:

راهوي بأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه «1» . أخبرنا محمد بن حمزة القبّيطي في كتابه إلينا من بغداد قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سمعت أحمد بن حفص السعدي يقول: ذكر لأحمد بن حنبل وأنا حاضر اسحاق بن راهويه، فكره أحمد أن يقال راهويه، وقال إسحاق بن إبراهيم (224- ظ) الحنظلي، وقال: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا «2» . أخبرنا أبو القاسم بن أبي يعقوب الدمشقي بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أحمد ابن أبي أحمد الحافظ قال: حدثنا أبو الفتح القزويني قال حدثنا الحافظ أبو يعلى الخليلي قال: سمعت محمد بن علي الحافظ يقول: سمعت أبي يقول: قيل لإسحق ابن راهويه: إن هذا الصبي الرازي- يعني أبا زرعة- وارد عليك، فكان يصلي يومين ثم يرجع إلى البيت ولا يأذن لأحد، فقيل له في ذلك فقال: بلغني أن هذا الفتى وارد وقد أعددت مائة وخمسين ألف حديث ألقيها عليه، خمسون ألفا منها معلولات لا تصح. أنبأنا محمد بن حمزة القبّيطي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت يحيى بن زكريا بن حيّوية يقول: سمعت أبا داود الخفّاف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يعبر الجسر مثل اسحاق. وقال ابن عدي: سمعت يحيى بن زكريا يقول: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألف أسردها. وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا علي بن خشرم

قال: حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث (225- و) قط إلّا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي، فحدثت بهذا الحديث اسحاق بن راهويه قال: فعجبت من هذا؟ قلت: نعم، قال: كنت لا أسمع شيئا إلا حفظته، فكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث، أو قال أكثر من سبعين ألف في كتبي. وقال ابن عدي: سمعت يحيى بن زكريا يقول: سمعت أبا داود الخفّاف يقول: أملى علينا اسحاق بن راهويه أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا «1» . أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال: سمعت أبا بكر أحمد ابن عبد الرحمن الحافظ بهمذان يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد يقول: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني يقول: سمعت اسحاق بن إبراهيم يقول: أحفظ سبعين ألف حديث، وأذاكر بمائة ألف حديث. قال الخطيب: وحدثنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي حامد أحمد بن عمر بن حفص المروزي بها قال: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها، وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي، وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة، فقيل له: ما معنى المزوّرة؟ قال: إذا مرّ بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا. قال: وأخبرنا محمد بن علي بن مخلد الورّاق قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن عمران قال: حدثنا أحمد بن كامل (225- ظ) قال: قال عبد الله بن طاهر لإسحق بن راهويه: قيل لي أنك تحفظ مائة ألف حديث، قال: مائة ألف حديث ما أدري ما هو، ولكني ما سمعت شيئا إلّا حفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته «2» .

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- قراءة عليه بالديار المصرية- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد قال: سمعت أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد المالكي قال: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: روى عنه- يعني سفيان بن عيينة- وذكر جماعة ثم قال: واسحاق بن راهويه وكان يسمى شاهنشاه الحديث. قال أبو يعلى الخليلي: سمعت أحمد بن محمد بن عمر الزاهد بنيسابور يقول: سمعت محمد بن اسحاق الثقفي يقول: حدثنا اسحاق بن راهويه شاهنشاه العلماء. قلت: ومعنى شاهانشاه ملك الملوك. كتب إلينا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم من مرو، والقاسم بن عبد الله بن عمر الصفار من نيسابور، قال عبد الرحيم: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل، وقال القاسم: أخبرتنا عمة أبي عائشة بنت أحمد بن منصور الصفار قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن حكيم المروزي قال: حدثنا أبو عمرو نصر بن زكريا قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل ابن موسى، حديث ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يلحظ في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره «1» . (226- و) قال: فحدثته، فقال له رجل: يا أبا يعقوب رواه وكيع بخلاف هذا، فقال له أحمد بن حنبل: اسكت إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين، فتمسك. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحّامي بنيسابور قال: أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد الأسلمي يقول: سمعت محمد بن اسحاق بن ميمون الفارسي يقول:

عبد الوهاب الفراء يقول: سمعت الحسين بن منصور يقول: كنت مع يحيى بن يحيى واسحاق بن راهويه يوما نعود مريضا فلما حاذينا الباب تأخر اسحاق وقال ليحيى: تقدم، فقال يحيى لإسحق تقدم أنت، قال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني، قال: نعم أنا أكبر منك، وأنت أعلم مني فتقدم إسحاق. أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد بن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن ابراهيم بن الحنائي قال: أخبرنا أبو علي أحمد وأبو الحسين محمد ابنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي قال:: أملى علينا أبو محمد عبد الله بن حمدان بن وهب الحافظ بالدينور قال: أملى علينا أبو زرعة- يعني- عبيد الله بن عبد الكريم الرازي رحمه الله حديث (226- ظ) عبد الله بن نجيّ، فلما أن فرغ قال لنا: بقي شيء؟ فقلت له أنا: نعم قد بقي عبد الله بن نجي عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب عليّ متعمدا فقال: من روى هذا؟ فقلت: حدثنا أبو بكر محمد بن عاصم قال: حدثنا اسحاق بن راهويه قال: حدثنا أحمد بن أيوب الضبي عن أبي حمزة السكري عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي عليه السلام، قال: سبحان الله ما علمت أن يكون هذا، فبينا أنا عنده في بعض الأيام إذ أتاه ابن عاصم زائرا، فقال له: حدثنا حديث عبد الله بن نجي عن علي عليه السلام، فاستحى وجعل يتأبى، فقال: بحقي عليك لما حدثتني به، فقال له: حدثنا اسحاق بن راهويه كالمستحي، فدفع أبو زرعة في صدره وقال: ارفع صوتك، وقل: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي فانه لا يستحى من ذكره، فقال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي قال: حدثنا أحمد بن أيوب الضبي قال: حدثنا أبو حمزة السكري عن جابر عن عبد الله بن نجيّ عن علي عليه السلام والشعبي عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار «1» » فجعل أبو زرعة يعجب ويقول: الشعبي عن مسروق عن عبد الله هذا أغرب من ذلك. بغية الطلب في تاريخ حلب م (88)

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب البغدادي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن يحيى المزكي النيسابوري قال: أخبرنا عبد الواحد (227- و) بن محمد بن سعيد أبو أحمد قال: حدثنا ابراهيم ابن علي قال: حدثني الفضل بن عبد الله الحميري قال: سألت أحمد بن حنبل رضي الله عنه عن رجال خراسان فقال: أما اسحاق بن راهويه فلم ير مثله، وأما الحسين بن عيسى البسطامي فثقة، وأما اسماعيل بن سعيد الشالنجي فقيه عالم، وأما أبو عبد الله العطار فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم لو أمكنني زيارته لزرته. روى أبو بكر الخطيب هذه الحكاية عن أبي طالب بن غيلان، فكان شيخنا عمر سمعها من الخطيب أنبأنا ابن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن الزينبي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني، قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: اسحاق بن ابراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي المروزي سمع ابن عيينة ووكيع، سمع منه يحيى بن آدم، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين ليلة السبت لأربع عشرة خلت من شعبان، وهو ابن سبع وسبعين سنة. «1» . أنبأنا الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم الحنظلي عن عبد العزيز بن محمد وعيسى ابن يونس روى عنه يحيى بن آدم. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر (227- ظ) الخطيب قال: أخبرنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: حدثنا

عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: قال أبي: أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم الثقة المأمون، سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل اسحاق. قال: وأخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى إملاء قال: حدثنا علي بن الحسين بن عبدة قال: سمعت حاشد بن مالك يقول: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله اسحاق بن راهويه، وصدقة، ويعمر عن الإسلام خيرا أحيوا السنة بأرض المشرق. قال أبو بكر الخطيب: أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن هرون قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد قال: سمعت أحمد بن الهيثم بن السّميدع الشاشي يقول: قال لي يحيى ابن يحيى بخراسان: كنزان كنز عند محمد بن سلام البيكندي وكنز عند اسحاق ابن راهويه. أنبأنا أبو روح الهروي عن أبي القاسم الشحامي قال: أخبرنا سعيد بن محمد البحيري قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان الحيري قال: سمعت أبا عبد الله محمد ابن أحمد بن نعيم يقول: سمعت السلمي يقول: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي فاطمة أم محمد: اذا خرجت من الطارمة قدمت اسحاق بين يديك، وأنت أكبر سنا منه، قال: لأنه أكثر علما مني. السلمي هو أحمد بن يوسف، وفاطمة امرأة يحيى بن يحيى. (228- و) . أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا هناد بن ابراهيم النسفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الغنجار قال: حدثنا خلف بن محمد قال: سمعت أبا علي الحسن بن الحسين البزاز يقول: سمعت محمد بن حميد بن

فروة يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: الحفاظ بخراسان اسحاق بن راهويه، ثم عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ثم محمد بن اسماعيل. قال أبو القاسم: أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي ابن عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي ببغداد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار ابن يحيى بن عمار الشيباني إملاء قال: حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد بن موسى القاضي قال: حدثنا جدي قال: قال أبو الفضل أحمد بن سلمة: وجدت عندي مكتوبا عن عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: سمعت أبا عبيد يقول: انتهى- يعني علم الحديث- الى أربعة: الى أحمد بن حنبل وهو أفقههم فيه، والى علي ابن المديني وهو أعلمهم به، والى يحيى بن معين وهو أكتبهم له، والى أبي بكر ابن أبي شيبة وهو أحفظهم له. قال أحمد بن سلمة: لو عاين أبو عبيد بن ابراهيم الحنظلي لفضّله عليهم حفظا وعلما وسعة في العلم، وعلما باختلاف العلماء. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي- اذنا عن أبي المظفر بن القشيري- قال: أخبرنا أبو بكر (228- ظ) البيهقي قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا عمرو بن مطر يقول: سمعت موسى بن عبد الرحمن الشني يقول: وسئل- يعني أحمد بن حنبل- عن اسحاق بن راهويه امام هو؟ قال: نعم. وقال: أنبأنا أبو المظفر عن البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا أبو عبد الرحيم الجوزجاني قال: سمعت أحمد بن حنبل- وذكرنا عنده اسحاق بن ابراهيم، وما تنقصه أهل خراسان- فقال أحمد: لا أعرف لإسحق بالعراق نظيرا. قال أبو عبد الله الحافظ: وسمعت فتح بن عبد الله يقول: سمعت محمد بن عبد الرحمن الشامي يقول: سئل أحمد بن حنبل عن اسحاق فقال: ومن مثل اسحاق، يسأل مثلي عن مثل اسحاق؟!.

قال: وسمعت أبا زكريا العنبري يقول: سمعت أبا مضر محمد بن نصر المروزي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن شبّويه يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسحاق لم ير مثله. أنبأنا عبد الصمد بن محمد عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد المخلدي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفراييني قال: سمعت أبا نصر يعقوب بن يوسف بن أخي أحمد بن الخليل يقول: سمعت محمد بن سهل بن عسكر يقول: ذكر أحمد بن حنبل، وذكر يوما اسحاق فقال: ذاك الإمام. وأخبرنا أبو القاسم القاضي- اذنا عن عبد المنعم بن عبد الكريم- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد (229- و) بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: حدثنا عبد الله بن مسلم قال: حدثنا أحمد ابن سلمة قال: قلت لأبي حاتم محمد بن ادريس: أراك أقبلت على قول أحمد ابن حنبل واسحاق فقال: لا أعلم في دهر ولا عصر مثل هذين الرجلين رحلا، وكتبا، وذاكرا، وصنّفا. قال محمد بن عبد الله الحافظ: وحدثنا عبد الله بن محمد قال: سألت محمد ابن الجنيد عن أحمد واسحاق قلت: أيهما أفقه؟ قال: كان اسحاق يميل الى قول مالك، وكان يحتج لأهل المدينة، وكان أحمد يتبع الأثر. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن يعقوب قال: أخبرنا ابن نعيم قال: سمعت أبا الفضل محمد ابن ابراهيم يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت أبا حاتم محمد بن ادريس الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة اسحاق بن ابراهيم الحنظلي وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من اسحاق، قال: أبو حاتم: والعجب من اتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ.

وقال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه، فقال أبو حاتم: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها. قال الخطيب: وأخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله النيسابوري الحافظ قال: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت علي بن سلمة النسفي يقول: كان اسحاق عند الامير عبد الله ابن طاهر (229- ظ) وعنده إبراهيم بن أبي صالح فسأل الأمير اسحاق عن مسألة فقال اسحاق: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول: من سلك طريق أهل السنة، وأما فلان وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا، فقال إبراهيم: لم يقل فلان بخلاف هذا، قال اسحاق: حفظته من كتاب جده، وأنا وهو في كتاب واحد، فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب اسحاق على جدي، فقال اسحاق: ليبعث الأمير الى جزء كذا وكذا من جامعه، فأتي بالكتاب، فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال اسحاق: عدّ من الكتاب إحدى عشرة ورقه، ثم عدّ سبعة أسطر، ففعل فإذا المسألة على ما قال اسحاق، فقال الأمير عبد الله بن طاهر قد تحفظ المسائل ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة، فقال اسحاق: ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا مثله. قال الخطيب: وأخبرنا أبو نعيم قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن اسحاق الضبعي يقول: سمعت ابراهيم بن أبي طالب يقول: فاتني عن اسحاق بن ابراهيم الحنظلي من مسنده مجلس وكان يمله حفظا فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر، فقصدته يوما لأسأله اعادته وقد حمل إليه حنطة من الرستاق فقال لي: تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة، فإذا فرغت أعدت لك الفائت، قال: ففعلت ذلك، فلما فرغت عرفته، وكان خرج من منزله فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل، فقلت له فيما وعد من الفائت، فسألني عن أول حديث من المجلس (230- و) فذكرته له، فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس الى آخره حفظا، وكان قد أملى المسند كله من حفظه وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله. قال الخطيب: أخبرنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا ابن نعيم قال: أخبرني

محمد بن صالح بن هانىء من أصل كتابه قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد القهندزي قال: سمعت اسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: أحفظ سبعين ألف حديث كأنها نصب عيني. قال: وحدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني لفظا بأصبهان قال: حدثنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت محمد بن أحمد بن زيرك اليزدي يقول: سمعت جعفر بن محمد بن سوار يقول: سمعت اسحاق- يعني ابن راهويه- يقول: إني لأدخل الحمام وبين عيني سبعون ألف حديث. قال أبو بكر الخطيب: أخبرني محمد بن علي الصوري قال: حدثنا عبيد الله ابن القاسم الهمذاني بطرابلس قال: حدثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن اسماعيل الخشاب العروضي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال اسحاق بن إبراهيم ابن راهويه أحد الأئمة. قال: وأخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن نعيم قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي الحافظ يقول: سمعت محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول: والله لو أن اسحاق بن إبراهيم الحنظلي كان في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه. قال: وحدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى الهاشمي قال: هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله، فقرأت فيه: حدثني (230- ظ) أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: سمعت اسحاق يقول: أتيت وهب بن جرير فقال: قد حلفت أن لا أحدث الى كذا شهرا، قال: قلت: قد أغنى الله عنك، وأردت أن يكون اسمك عندي قال: فقال لي: من أين أنت؟ قلت: خراساني قال: لعلك ابن راهويه؟ قال: قلت: نعم، قال: قد استثنيتك فسلني. قال الخطيب: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن خلف الدقاق قال: حدثنا عمر بن محمد الجوهري قال: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: اسحاق أبو يعقوب- أعني ابن

راهويه- ترى لإنسان أن يقصد إليه فيتعلم منه الفقه، فإنه رجل ممكن؟ فقال: ما أفهمه هو كيس. قال: وأخبرنا علي بن أبي علي المعدّل قال: أخبرنا علي بن عبد الله البرذعي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي جلست أنا واسحاق بن راهويه يوما الى الشافعي فناظره اسحاق في السكنى بمكة، فعلا يومئذ اسحاق الشافعي «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: حدثنا أبو الفتح القزويني قال: حدثنا أبو يعلى الخليلي قال: سمعت الحاكم أبا عبد الله يحكي بإسناد لا يحضرني أن اسحاق بن راهويه ناظره عند بعض الأمراء مجوسي فقال: أنتم لا تحسنون الى الموتى، توارونهم في التراب حتي تنفسد أعضاؤهم ونحن نحسن إليهم، نفتح عليهم الرياح، فقال: (231- و) بيني وبينك مسألة المولود إذا ولدته أمه ثم اكترت له ظئرا ترضعه إذا فطم، الأم أولى به أم الظئر؟ فقال: الأم، فقال: الأرض أمنا قال الله تعالى مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ «2» . أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرني محمد ابن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول: سمعت محمد بن اسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: دخلت على أحمد بن حنبل فقال: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: بلى فقال: أما أنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك، فإنك لم تر مثله. قال: وحدثني علي بن أحمد الهاشمي قال: هذا كتاب جدي فقرأت فيه حدثني محمد بن داود النيسابوري قال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت الدارمي يقول: ساد اسحاق بن إبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه. قال محمد بن داود: وسمعت أبا بكر يقول: سمعت أبا عبد الرحيم الجوزجاني

يقول سمعت أحمد بن حنبل وذكر اسحاق فقال: لا أعلم ولا أعرف لاسحق بالعراق نظيرا. وقال: سمعت أبا بكر بن نعيم يقول: سمعت محمد يحيى الذهلي يقول: وافقت اسحاق بن ابراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد، اجتمعوا في الرصافة أعلام الحديث فيهم أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين وغيرهما، فكان صدر المجلس لاسحق وهو الخطيب «1» . أنبأنا أبو روح الهروي عن زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانىء قال: (231- ظ) حدثنا محمد بن النضر الجارودي قال: حدثنا شيخنا وكبيرنا ومن تعلمنا منه وتجملنا به أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: وسمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني يقول: حدثنا اسحاق بن إبراهيم الإمام بخراسان بلا مدافعة. أخبرنا عمر بن طبرزد إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا حنبل بن اسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد الله- وهو أحمد بن حنبل- وسئل عن اسحاق بن راهويه فقال: مثل اسحاق يسأل عنه، اسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد البروجردي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ قال: حدثنا مروان بن أحمد أبو أحمد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي عندنا إمام والحميدي عندنا إمام، واسحاق ابن راهويه عندنا إمام. قال الخطيب: وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال: حدثنا علج

ابن أحمد السجستاني قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشامي قال: سئل أحمد بن حنبل عن اسحاق بن إبراهيم وأنا حاضر فقال: من مثل اسحاق؟ مثل اسحاق يسأل عنه! أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالديار المصرية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر (231- و) أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: سمعت اسماعيل بن عبد الجبار الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت الحاكم يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن العنبري يقول: سمعت محمد بن عبد السلام الوراق يقول: سمعت محمد بن داود القبي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي حين مات اسحاق بن راهويه يقول: ما أعلم أحدا كان أخشى لله تعالى من اسحاق، يقول الله تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ «1» ، وكان أعلم الناس، فلو كان سفيان الثوري حيا لاحتاج الى اسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال: والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان والليث بن سعد حتى عدّ عشرة لا حتاجوا الى اسحاق. قال محمد بن عبد السلام: فأخبرت بذلك محمد بن علي الصفار فقال: والله لو كان الحسن البصري في الحياة لاحتاج الى اسحاق في أشياء كثيرة، ولم أر بعده مثل أحمد بن سعيد الرباطي. أنبأنا أبو القاسم وأبو العباس ابنا أبي محمد الأسدي قالا: كتب إلينا الحافظ أبو طاهر بن محمد أن أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار أخبرهم- إجازة إن لم يكن سماعا- أنه سمع أبا مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث يقول- وأنبأنا أبو محمد ابن رواح قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: سمعت أبا الحسين بن عبد الجبار يقول: سمعت أبا مسلم الليثي يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي يقول: سمعت الحاكم أبا عبد الله

محمد بن عبد الله الحافظ يقول: دفن محمد بن يحيى كتبه، واسحاق بن راهويه، ويحيى بن يحيى وعبد الله بن المبارك كلهم دفنوا كتبهم (231- ظ) . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبي أبو الفضل هبة الله، ح. وأخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قالا: أخبرنا ذو الفقار بن محمد ابن معبد المروزي بالموصل قال: أخبرنا الحسن بن علي بن اسحاق الوزير بأصبهان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الصائغ في كتابه قال: حدثنا أبو العباس بن تركان قال: حدثنا عبد الله بن محمد الفقيه الشافعي قال: سمعت محمد بن اسحاق بن راهويه يقول: قال أبي رضي الله عنه: قل ليلة إلا وأنا أدعو لمن كتب عنا ولمن كتبنا عنه. قال أبو سعد السمعاني: أخبرناه عاليا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر الدمشقي في كتابه إلي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا الحسين بن ميمون بن محمد بن عبد الغفار المصري بها قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الفقيه الشافعي قال: سمعت ابن اسحاق بن إبراهيم بن راهويه يقول: قال أبي رضي الله عنه، الحكاية. أخبرنا زيد بن الحسن إذنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: اسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم أبو يعقوب الحنظلي المروزي، المعروف بابن راهويه، كان أحد أئمة المسلمين وعلما من أعلام الدين اجتمع له الحديث والفقه والحفظ، والصدق والورع، والزهد، ورحل الى العراق والحجاز واليمن والشام، فسمع جرير بن عبد الحميد (232- و) الرازي، واسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية، وأبا أسامة ويحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وعبد الرزاق بن همام، والنضر بن شميل، وعبد العزيز الدراوردي، وعيسى بن يونس، وعبدة بن سليمان، وأبا بكر بن عياش، وعبد الوهاب الثقفي، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن بكر البرساني، وعبد الله بن

وهب، ومحمد بن سلمة الحراني، وسويد بن عبد العزيز، ومعاذ بن هشام، والوليد ابن مسلم، وورد بغداد غير مرة، وجالس حفاظ أهلها، وذاكرهم وعاد الى خراسان فاستوطن نيسابور الى أن توفي بها، وانتشر علمه عند الخراسانيين. وروى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، واسحاق بن منصور الكوسج، ومسلم بن الحجاج النيسابوري ومحمد بن نصر المروزي، وأبو عيسى الترمذي، وأحمد بن سلمة، وخلق يطول ذكرهم؛ وروى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، ومن أقرانه أحمد بن حنبل، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئا استدل به على أنه حدث ببغداد إلا أن يكون على سبيل المذاكرة والله أعلم «1» . أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: اسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن بكر- ويقال مطر بدل بكر- بن عبد الله بن غالب بن عبد الوارث- ويقال ابن الوارث- ابن عبد الله بن عطية بن مرة ابن كعب بن همام بن أسمر- ويقال أسد بدل أسمر- بن مرة بن عمرو بن حنظلة ابن مالك بن (232- ظ) زيد مناة بن تميم، أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي المعروف بابن راهويه، أحد أئمة المسلمين، وأعلام الدين، سمع بدمشق والشام سويد بن عبد العزيز، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن شعيب بن شابور، والوليد ابن مسلم، وشعيب بن اسحاق الدمشقيين، وعطاء بن مسلم الخفاف، ومبشر بن اسماعيل الحلبيين، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب الخولاني، وأبا حيوة شريح ابن يزيد، ومحمد بن حمير الحمصيين، وبالري جرير بن عبد الحميد، وبالكوفة حفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل بن غزوان، وعبدة بن سليمان، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية الضرير، وأبا أسامة حماد بن أسامة، وأبا خالد سليمان بن حيان الأحمر، ويحيى بن آدم، وبالبصرة معتمر بن سليمان وبشر ابن المفضل، وعبد الوهاب الثقفي وعبد الاعلى بن عبد الاعلى السامي، واسماعيل ابن علية، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي وخالد بن الحارث الهجيمي، ومعاذ بن هشام، ومحمد بن أبي عدي، ومرحوم بن عبد العزيز العطار،

وبمكة سفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم، والمؤمل بن اسماعيل، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وباليمن أبا قرة موسى بن طارق، وعبد الرزاق بن همام، وإبراهيم بن الحكم بن أبان، وهشام بن يوسف، وبخراسان عبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وأبا تميلة يحيى بن واضح، وعلي بن الحسين بن واقد، والنضر ابن شميل، وأحمد بن أيوب الضبي، وعمر بن هرون (233- و) البلخي، وجماعة سواهم. روى عنه يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وهما من شيوخه، وأحمد بن حنبل ومحمد بن حميد الرازي، وهما من أقرانه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، ويحيى بن معين، ويحيى بن يحيى وعبد الرحمن الدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وموسى بن هرون الجمال، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، والحسن بن سفيان، وجعفر بن محمد الفريابي، وأبو اسحاق إبراهيم بن اسماعيل العنبري الطوسي، وأبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم بن نصر البستي، وأحمد ابن سعيد الدارمي، وأبو يعقوب اسحاق بن أبي عمران الأسفراييني الشافعي، وأبو العباس أحمد بن سهل بن بحر، وأبو بكر محمد بن اسماعيل بن مهران الاسماعيلي، وأبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن البرذعي، وهرون بن عبد الصمد بن عبدوس الرحبي، ويعقوب بن يوسف بن يعقوب الأخرم، ويعقوب بن يوسف بن معقل الوراق، وأبو العباس السراج، وهو آخر من حدث عنه «1» . قلت: كذا قال الحافظ أبو القاسم أن أحمد بن حنبل روى عن إسحاق بن راهويه، ولم يذكر الشاهد على ذلك، كما ذكر في يحيى بن آدم، وبقية بن الوليد، وأظنه- والله أعلم- رأى أبا بكر الخطيب قد قال في ترجمة اسحاق: وروى عنه من قدماء شيوخه يحيى بن آدم وبقية بن الوليد ثم قال: ومن أقرانه أحمد بن حنبل، وإنما أراد الخطيب الإخبار عن أحمد بن حنبل أنه من أقران اسحاق، لا أن أحمد روى عنه، والدليل على أن مراد أبي بكر الخطيب ذلك قوله بعده، ولم أر في أحاديث البغداديين شيئا أستدل به على أنه حدث (233- ظ) ببغداد، فلو

كان أحمد روى عنه كفاه ذلك دليلا على أنه حدثه إسحاق ببغداد، فان اجتماعه بأحمد كان ببغداد في سنة تسع وتسعين على ما ذكرناه عن محمد بن يحيى الذهلي في أثناء الترجمة، وقول الخطيب: ومن أقرانه أحمد بن حنبل، اتبع في هذا القول أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ، وقد ذكر اسحاق بن راهويه في كتاب «الارشاد» بما أخبرنا به أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: سمعت اسماعيل ابن عبد الجبار الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ يقول: أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم الحنظلي بن راهويه، الإمام المتفق عليه شرقا وغربا، كان إمام هذا الشأن حفظا وعلما وفقها، وفي العلوم كلها. سمع ابن عيينة، وعبد الرزاق وأقرانهما من شيوخ مكة واليمن والعراق وخراسان، وشيوخه أكثر من أن يعدوا، وكان يقارن بأحمد بن حنبل، أخرجه البخاري والأئمة كلهم في الصحاح وآخر من أكثر عنه محمد بن إسحاق السراج، توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. على أنه يحتمل أن يكون أحمد روى عنه على ما هو عادة العلماء والحفاظ من الرواية عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه، والله أعلم. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا علي بن ابراهيم (234- و) المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاري قال: مات اسحاق بن ابراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي وهو ابن سبع وسبعين سنة. قال الخطيب: وهذا يدل على أن مولده كان في سنة إحدى وستين ومائة، قبل مولد أحمد بن حنبل بثلاث سنين. قال الخطيب: قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: أخبرني أبو يحيى الشعراني أن إسحاق بن راهويه توفي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وأنه كان يخضب بالحناء، وقال لي: ما رأيت بيد إسحاق كتابا قط، وما كان يحدث

إلا حفظا، قال: كنت إذا ذاكرت اسحاق في العلم وجدته فيه فردا، فإذا جئت الى أمر الدنيا رأيته لا رأي له. قال الخطيب: وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: اسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أيام، وسمعت منه في تلك الايام، ورميت به، ومات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائتين. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن الحافظ أبي طاهر قال: أخبرنا أبو علي البرداني- سماعا أو اجازة- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ قال: قال أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي: مات اسحاق بن ابراهيم الحنظلي، وهو ابن راهويه، سنة ثمان وثلاثين في أولها. أخبرنا حسن بن أحمد الأوقي- إذنا- قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع أن إسحاق بن راهويه مات بنيسابور في شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين «1» . أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم عمي قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: واسحاق بن راهويه من أهل خراسان، يعني مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين «2» . أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- (234- ظ) قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري قال:

أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن ابراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: قال محمد بن اسحاق بن راهويه: قال محمد بن اسماعيل البخاري: مات أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم ليلة السبت لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبع وسبعين سنة. قال أبو القاسم السمرقندي: أخبرنا أبو علي بن المسلمة، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف قالا: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن السّكوني قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات اسحاق بن ابراهيم بن راهويه سنة ثمان وثلاثين ومائتين. أنبأنا ابن الحسن اللغوي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي الثابتي قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي حامد أحمد ابن عمر بن حفص المروزي بها قال: سمعت أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد يقول: مات اسحاق بن ابراهيم ليلة الخميس سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال أحمد بن علي: وأخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم قال: حدثنا محمد بن ابراهيم المزكي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: توفي إسحاق بن ابراهيم الحنظلي ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين. أخبرنا أبو منصور بن محمد الفقيه- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: كتب إلي أبو نصر القشيري: أخبرنا أبو بكر (235- و) البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: أخبرني علي ابن سلمة بن علي الجلاباذي الكرابيسي- وهو من الصالحين قال: رأيت ليلة مات إسحاق بن ابراهيم الحنظلي كأن قمرا ارتفع من الارض الى السماء من سكة اسحاق ابن ابراهيم، ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه اسحاق بن ابراهيم، ولم أشعر أنا بموته، فلما غدوت إذا أنا بحفار يحفر قبر إسحاق بن ابراهيم في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه، فسألت الحفار قلت: قبر من هذا؟ قال: قبر إسحاق ابن ابراهيم.

اسحاق بن ابراهيم بن مصعب بن رزيق بن أسعد الخزاعي،

قال أبو عمرو: وأخبرني علي بن سلمة قال: حدثنا شاذان وكان وكيلا لآل طاهر قال: رأيت الليلة التي مات فيها اسحاق بن إبراهيم كأن عليه ازارا ورداءا وهو يتحرك كأنه قائم مستقبل قبره الذي دفن فيه ومعه رجال كثير كأنهم قالوا: لاسحق ابن إبراهيم: أين تريد؟ فقال اسحاق بن إبراهيم: أريد الحج «1» . اسحاق بن ابراهيم بن مصعب بن رزيق بن أسعد الخزاعي، مولاهم، أبو الحسن، وهو ابن عم طاهر بن الحسين ذي اليمينين، ومصعب ابن رزيق مولى خزاعة، ولي حلب والعواصم بأسرها والثغور، استعمله المأمون عليها، وعزل ابنه العباس بن المأمون عنها في سنة أربع عشرة ومائتين. وقرأت في تاريخ محمد بن أبي الأزهر الكاتب أن ذلك كان في سنة خمس عشرة (235- ظ) ومائتين، قال: ثم عزل المأمون إسحاق بن ابراهيم في السنة التي ولاه وأعاد ابنه العباس بن المأمون الى الولاية، وعقد لإسحق ولاية مصر. وقد روي عنه إنشاد من الشعر، وحكى عنه أحمد بن محمد بن المدبر، وأبو حشيشة، وكان أميرا عاقلا متميزا مذكورا وجيها كريم الأخلاق، وعظم أمره عند المتوكل حتى جعل إليه أمر القضاء، فعزل وولى. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا علي بن محمد ابن الجهم أبو طالب الكاتب قال: حدثني القاسم بن أحمد الكاتب قال: حدثني أحمد بن محمد بن مدبر قال: حدثني إسحاق بن ابراهيم بن مصعب قال: تضمنت السواد من المأمون لسنة ثلاث عشرة ومائتين بأربعمائة ألف كر شعير مصرفا بالفالج «2» حاصلا وثمانية آلاف درهم سوى مؤن العمل وأرزاق العمال وغير ذلك، فارتفع لي فيه من الفضل بعد المؤن والأرزاق الجارية عشرون ألف ألف درهم، قال: فأتيت المأمون فقلت: يا أمير المؤمنين إني قد استفضلت في ضمان السواد بغية الطلب في تاريخ حلب م (89)

عشرين ألف ألف درهم، قال: قد سررتني وقد سوغتكها، ولكن أكتب الى عبد الله ابن طاهر فعرفه أني إنما ضمنتك السواد له (236- و) وسوغتك هذا الفضل لمكانه ومحله مني، ففعلت. قال: فكتب إلي عبد الله بن طاهر قد سرني ما كتبت به من ربحك عشرين ألف ألف درهم وتسويغ أمير المؤمنين إياك ذلك، وأمير المؤمنين أجل قدرا وأعظم خطرا أن يستكثر هذا من فعله أن كان أهلا لما هو أكثر منه، وليس ينبغي يقنع لك بهذا دون أن أضيف إليه شيئا آخر من مالي، فاقبض من غلة ضياعي مائة ألف ألف درهم «1» . قرأت بخط محمد بن الحسن بن محمد الصيرفي في جزء فيه أخبار ونوادر سمعها من أبي محمد علي بن أحمد الماذرائي عن شيوخه، قال الماذرائي: وأنشدني أبو القاسم- يعني علي بن الحسن بن شمردل الكاتب قال: أنشدني بعض العباسيين ببغداد قال: سمعت إسحاق بن ابراهيم بن مصعب الطاهري ينشد: لو كنت أحمل خمرا يوم زرتكم ... لم ينكر الكلب أني صاحب الدار لكن أتيت وريح المسك يفضحني ... والعنبر الورد أذكيه على النار فأنكر الكلب ريحي حين أبصرني ... وكان يألف ريح الزق والقار وقرأت بخط محمد بن الحسن بن محمد الصيرفي في هذا المجموع: قال الماذرائي: أخبرني محمد- يعني أبا الحسين محمد بن حميد الأنباري- قال: أخبرني العباسي قال: حدثني أبو حشيشة قال: كنت في منزلي بمدينة السلام فأتاني رسول اسحاق (236- ظ) بن ابراهيم قبل صلاة المغرب في الحضور، فقلت لرسوله: ومن عنده؟ فقال بعث الى بدل الكبيرة وعمرو بن بانة، قال: فصرت الى داره فرأيت آلة الشرب وآنية النبيذ والفواكه والرياحين في صحن الدار وهو جالس في قبته التي كانت مشرفة على دجلة، فدخلت ووافى عمرو بن بانة ووافت بدل، فأومأ إلينا بالجلوس فجلسنا وما فينا أحد ينطق وهو في صدر المجلس

لا يتكلم، ثم حضر وقت صلاة عشاء الآخرة، فقام للصلاة وقمنا، ثم عاد الى مجلسه وعدنا، فما زلنا جلوسا بين يديه لم يدع بشيء مما أعد له، ولا نطق بحرف، ولا نطقنا، فلما أن نادى المؤذن بصلاة الغداة، فقام لما سمع الأذان، وقمنا جميعا فعبرنا في زورق، فقالت لنا بدل: مروا بنا الى منزلي لنقم اليوم فيه وتتعجب مما كنا في البارحة، قال: ففعلنا وأقمنا عندها وما فينا أحد يدري لم أحضرنا، ولا لم صنع بنا ما صنع، حتى إذا مضى لهذا الحديث مدة قالت لي بدل- وكانت جريّة على إسحاق-: علمت أني سألته عن قصتنا ليلة، فقال لي: نعم كنت أشتهي منذ دخلت بغداد أن أصادف ليلة أربع عشرة من الشهر والقمر فيها تام، وقد مدت دجلة فأشرب على الماء والقمر، فاتفق ذلك في الليلة التي دعوتكم إليها، وعزمت على الشرب فلما تكامل لي ما أردت عرض في فكرتي أنى متى أعطيت نفسي شهوتها طالبتني (237- و) بذلك في غير هذا الأمر حتى تغلبني، فتفسد علي أمري، فمنعتها تلك الشهوة لئلا أضرّيها على مثلها. ذكر أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف قال: وفيها- يعني سنة خمس وثلاثين ومائتين- مات اسحاق بن ابراهيم الموصلي واسحاق الطاهري المغنيان، وكان اسحاق الموصلي عالما باللغة والأخبار. قلت: إسحاق الطاهري كان أميرا ولم يكن يعرف بالغناء. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي غالب بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال: وأما دار إسحاق فمنسوبة الى إسحاق بن ابراهيم المصعبي، ولم يزل يتولى الشرطة من أيام المأمون الى أيام المتوكل، ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين، وسنة ست وخمسون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما. وقال ابن عرفة في موضع آخر: وأما إسحاق بن ابراهيم فمات عن ثمان وخمسين سنة وأربعة أشهر. وقال ابراهيم بن محمد بن عرفة: وفي هذه السنة- وهي سنة خمس وثلاثين ومائتين مات أبو الحسن إسحاق بن ابراهيم وسنه ثمان وخمسون سنة وأربعة أشهر وأحد عشر يوما.

اسحاق بن ابراهيم بن ميمون بن ماهان بن بهمن التميمي،

أنبأنا حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة أربع وثلاثين ومائتين: وفيها مات إسحاق بن ابراهيم صاحب الشرطة. اسحاق بن ابراهيم بن ميمون بن ماهان بن بهمن التميمي، مولاهم، أبو محمد المعروف أبوه بإبراهيم الموصلي، فدم حلب صحبة الرشيد حين قدمها، ثم قدمها صحبة ابنه عبد الله المأمون، وكان أديبا فاضلا شاعرا كريما حاذقا بالغناء وصنعته، وجيها عند الخلفاء. أخذ الأدب عن أبي سعيد الأصمعي وأبي عبيدة معمر بن المثنى ووكيع بن الجراح، وعبد الرزاق بن همام، وأبي تميله، وسمع مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وأبا معاوية الضرير، وهشيم بن بشير، والهيثم بن عدي، وبقية بن الوليد الحمصي، وروح بن عبادة، والحارث بن قيس، وأبا مسكين، وعلي بن إسحاق، وسعد بن مسلم، والحسن بن عتبة اللهبي ومصعب بن عبد الله الزبيري، وشداد بن عقبة، وأبا محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، وأبا عبد الله أحمد بن أبي دؤاد القاضي. روى عنه شيخه أبو سعيد الأصمعي، والزبير بن بكار، وأبو خالد يزيد بن محمد المهلبي، وابنه حماد بن اسحاق بن ابراهيم، وأبو العيناء محمد بن القاسم ابن خلاد، وعلي بن يحيى المنجم، وميمون بن هرون الكاتب، والحسين بن يحيى الكاتب، وأحمد بن القاسم الهاشمي، ومحمد بن عبد الله بن مالك، وأبو الفضل العباس بن الفضل الربعي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي بها قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الفتح سعيد (237- ظ) بن ابراهيم بن أحمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم ابن ابراهيم المقرئ قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي قال: حدثني محمد بن عبد الله الدوري بمدينة السلام، قال: حدثنا علي بن

الحسن بن الهيثم قال: حدثنا الحسين بن علي المرداسي قال: حدثنا حماد بن اسحاق ابن ابراهيم الموصلي قال: قال لي أبي: قلت ليحيى بن خالد: أريد أن تكلم لي سفيان بن عيينة ليحدثني بأحاديث، فقال: نعم إذا جاء فاذكرني، قال: فجاءه سفيان، فلما جلس أومأت الى يحيى فقال: يا أبا محمد إسحاق بن ابراهيم من أهل العلم والادب وهو مكره على ما تعلمه منه فقال سفيان: ما تريد بهذا الكلام؟ فقال: تحدثه بأحاديث، قال: أكره ذلك، فقال يحيى: أقسمت عليك إلا فعلت، فقال: نعم فليبكر إلي، قال: فقلت ليحيى افرض لي عليه شيئا، فقال له: يا أبا محمد افرض له شيئا، قال: نعم قد جعلت له خمسة أحاديث، قال: زده، قال قد جعلتها سبعة، قال: هل لك أن تجعلها عشرة، قال: نعم، قال اسحاق: فبكرت اليه واستأذنت ودخلت فجلست بين يديه، وأخرج كتابه فأملى علي عشرة أحاديث، فلما فرغ قلت له: يا أبا محمد إن المحدّث يسهو، ويفضل، والمحدّث أيضا كذلك فإن رأيت أن أقرأ عليك ما سمعته منك، قال اقرأ فديتك، فقرأت عليه وقلت له أيضا: إن القارئ ربما أغفل طرفه الحرف، والمقروء عليه ربما ذهب عنه الحرف (238- و) فأنا في حل أن أروي جميع ما سمعته منك؟ قال: نعم فديتك، أنت والله فوق أن يستشفع أو يشفع لك، تعال كل يوم، فلوددت أن سائر أصحاب الحديث كانوا مثلك. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الكاتب قال: حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو العيناء قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الموصلي قال: جئت أبا معاوية الضرير ومعي مائة حديث أريد أن أقرأها عليه، فوجدت في دهليزه رجلا ضريرا فقال لي: انه قد جعل الأذن عليه اليوم إليّ لينفعني، وأنت رجل جليل، فقلت له: معي مائة حديث وأنا أهب لك عنها مائة درهم، فقال: قد رضيت، ودخل فاستأذن لي فدخلت وقرأت المائة حديث، فقال لي أبو معاوية الذي ضمنته لهذا يأخذه من أذناب الناس، وأنت من رؤسائهم وهو ضعيف معيل، وأنا أحب منفعته، قلت: قد جعلتها له مائة دينار، فقال: أحسن الله جزاءك، فدفعتها اليه فأغنيته.

قال أبو بكر الخطيب: حدثني الحسن بن علي المقنعي عن محمد بن موسى الكاتب قال: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه عن جده عن اسحاق قال: بقيت دهرا من دهري أغلس في كل يوم الى هشيم أو غيره (238- ظ) من المحدثين فأسمع منه ثم أصير الى الكسائي أو الفراء أو ابن غزاله فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم آتي منصور بن زلزل فيضاربني طريقتين أو ثلاثة، ثم آتي عاتكة بنت شهدة فأخذ منها صوتا أو صوتين، ثم آتي الأصمعي وأبا عبيدة فأنشدهما وأحادثهما وأستفيد منهما، ثم أصير الى أبي فأعلمه ما صنعت ومن لقيت وما أخذت وأتغذى معه، فاذا كان العشي رحت الى أمير المؤمنين الرشيد «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد بن سهل بن بشران النحوي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار اللغوي قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: اسحاق بن ابراهيم بن ميمون بن ماهان بن بهمن الموصلي كان يقول: أصلنا من فارس، ولنا بيت شريف في العجم «2» . قال أبو الفرج: موضع اسحاق من العلم ومكانه من الادب، ومحله في الرواية، وتقدمه في الشعر ومنزلته في سائر المحاسن أشهر من أن يدل عليه، فيها يوصف، فأما الغناء فانه كان أصغر علومه، وأدنى ما يوسم به، لم يكن له في الغناء نظير، لحق بمن مضى فيه، وسبق من بقي، أوضح للناس طريقه، وسهل عليهم سبيله فهو امام أهل صناعته جميعا، وقدوتهم ورأسهم، ومعلمهم، شهد له به الموافق والمفارق، وكان المأمون يقول: لولا ما (239- و) سبق لإسحق على ألسنة الناس من الغناء لوليته القضاء، فإنه أولى به، وأعف وأصدق وأكثر دينا وأمانة من هؤلاء القضاة. وقال الواثق: ما غناني اسحاق قط إلّا ظننت أن قد زيد في ملكي، وأن اسحاق

نعمة من نعم الملك التي لم يحظ أحد بمثلها، ولو أن العمر والشباب والنشاط مما يشتري لاشتريته لهن بشطر ملكي «1» . وذكره محمد بن داود بن الجراح في «كتاب الورقة» فقال: اسحاق بن ابراهيم الموصلي أبو محمد مولى لبني تميم، كثير الشعر، حسنه، وأكثر أغانيه في أشعاره، وهو استاذ الناس في صناعته وفي علم الاخبار والاشعار، وله بالفقه أيضا معرفة، وقال: لي عشرين سنة ما رأيت مثله قط، قال: وسألته عما عنده من الكتب، فقال عندي مائتا قمطر «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني الحسين بن علي الصيمري قال: حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني عون بن محمد الكندي أن محمد بن عطية العطوي الشاعر حدثه أنه كان عند يحيى بن أكثم في مجلس له يجتمع الناس فيه، فوافى اسحاق بن ابراهيم الموصلي فأخذ يناظر أهل الكلام حتى انتصف منهم، ثم تكلم في الفقه فأحسن وقاس، واحتج وتكلم في الشعر واللغة ففاق من حضر فأقبل على يحيى فقال: أعز الله القاضي أفي شيء مما ناظرت فيه وحكيته (239- ظ) نقص أو مطعن؟ قال: لا، فما بالي أقوم بسائر هذه العلوم قيام أهلها، وأنسب الى فن واحد قد اقتصر الناس عليه. قال العطوي: فالتفت اليّ يحيى بن أكثم فقال: جوابه في هذا عليك- قال: وكان العطوي من أهل الجدل- فقلت: نعم أعز الله القاضي الجواب عليّ، ثم أقبلت على اسحاق: فقلت: يا أبا محمد أنت كالفراء والأخفش في النحو؟ قال: لا، قلت: أفأنت في اللغة وعلم الشعر كالأصمعي وأبي عبيدة؟ قال: لا، قلت أفأنت في الأنساب كالكلبي وأبي اليقظان؟ قال: لا، قلت: أفأنت في الكلام كأبي الهذيل والنظام؟ قال: لا، قلت: أفأنت في الفقه كالقاضي؟ قال: لا، قلت: أفأنت في قول الشعر كأبي العتاهية وأبي نواس؟ قال: لا، قلت: فمن هاهنا نسبت الى ما نسبت اليه لانه لا نظير لك فيه ولا شبيه، وأنت في غيره دون رؤساء

أهله! فضحك وقام فانصرف، فقال لي يحيى بن أكثم: لقد وفيت الحجة حقها وفيها ظلم قليل لإسحق، وانه لمن يقل في الزمان نظيره. وقال أبو بكر الخطيب: حدثني علي بن المحسن قال: وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي، حدثنا الحرمي بن أبي العلاء قال: حدثنا أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي قال: سمعت اسحاق الموصلي يقول: لما خرجنا مع الرشيد الى الرقة قال لي الأصمعي: كم حملت معك من كتبك؟ قلت: تخففت فحملت ثمانية أحمال ستة (240- و) عشر صندوقا، قال: فعجب، فقلت: كم معك يا أبا سعيد؟ قال: ما معي إلا صندوق واحد، قلت: ليس إلا؟ قال وتستقل صندوقا من حق؟! قال أبو خالد: وسمعت اسحاق بن ابراهيم الموصلي يقول: رأيت في منامي كأن جريرا ناولني كبة من شعر فأدخلتها في فمي، فقال بعض المعبرين: هذا رجل يقول من الشعر ما شاء. قال وجاء مروان بن أبي حفصة يوما الى أبي فاسننشدني من شعري فأنشدته: إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي ... ودافع ضيمي خازم وابن خازم عطست بأنف شامخ وتناولت ... يداي السماء قاعدا غير قائم قال: فجعل مروان يستحسن ذلك ويقول لأبي: إنك لا تدري ما يقول هذا الغلام! (240- ظ) .

فضايل الإسحاق

[فضايل الإسحاق] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحزنيل قال: ما سمعت ابن الأعرابي يصف أحدا بمثل ما يصف به اسحاق من العلم والصدق والحفظ، وكان كثيرا ما يقول: أسمعتم بأحسن من ابتدائه في قوله: هل إلى أن تنام عيني سبيل ... إن عهدي بالنوم عهد طويل هل تعرفون من شكا نومه بمثل هذا اللفظ الحسن. وقال محمد بن يحيى: سمعت ابراهيم بن اسحاق الحربي يقول: كان اسحاق الموصلي ثقة صدوقا عالما، وما سمعت منه شيئا، ولوددت أني سمعت، وما كان يفوتني منه شيء لو أردته. قال محمد: وسمعت أحمد بن يحيى النحوي يقول نحو هذا القول. قال الخطيب: حدثني الحسن بن علي المقنّعي عن محمد بن موسى الكاتب قال: أخبرني الصولي قال: حدثني عبد الله بن المعتز قال: حدثني أبو عبد الله الهشامي قال: اعتبر أهلنا على اسحاق بأن دعوه ومدوا ستارة وأقعدوا كاتبين ضابطين بحيث لا يراهما اسحاق، وقالوا: كلما غنت الستارة صوتا فتكلم عليه اسحاق فاكتبا الصوت، واكتبا لفظه فيه، وجعل (242- و) اسحاق كلما سمع صوتا أخبرنا بالشعر لمن هو، ونسب الصوت، وذكر جميع من تغنى فيه، وخبرا ان كان

له خبر حتى كتب ذلك كله وحفظ، ثم دعوا اسحاق بعد مدة طويلة وضربوا ستارة وأمروا من خلفها أن يغنين مثلما كن غنين به ذلك اليوم، ففعلن وابتدأ اسحاق يتكلم في الغناء بمثل ما كان تكلم به ما خرم حرفا. قال: فعلموا وعلم الناس أنه لا يقول إلّا صوابا وحقا، وعجبوا منه. وقال: قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال: أخبرني أحمد بن القاسم الهاشمي عن اسحاق بن ابراهيم قال: دعاني المأمون وعنده ابراهيم بن المهدي، وفي مجلسه عشرون جارية قد أقعد عشرا عن يمينه وعشرا عن يساره معهن العيدان يضربن بها، فلما دخلت سمعت من الناحية اليسرى خطأ فأنكرته، فقال المأمون: يا إسحاق أتسمع خطأ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فقال لابراهيم بن المهدي: هل تسمع خطأ؟ قال: لا، فأعاد عليّ السؤال، فقلت: بلى والله يا أمير المؤمنين وانه لفي الجانب الأيسر، فأعاد ابراهيم سمعه الى الناحية اليسرى، ثم قال: لا والله يا أمير المؤمنين ما في هذه الناحية خطأ، فقلت: يا أمير المؤمنين مر الجواري اللواتي على الميمنة أن يمسكن، فأمرهن فأمسكن (242- ظ) ، ثم قلت لابراهيم هل تسمع خطأ؟ فتسمع ثم قال: ما هاهنا خطأ، فقلت: يا أمير المؤمنين يمسكن وتضرب الثامنة، فأمسكن وضربت الثامنة، فعرف ابراهيم الخطأ، فقال: نعم يا أمير المؤمنين هاهنا خطأ، فقال عند ذلك المأمون: يا ابراهيم لا تمار اسحاق بعد اليوم فإن رجلا فهم الخطأ بين ثمانين وترا وعشرين حلقا لجدير بألاتماريه، فقال: صدقت يا أمير المؤمنين «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر ابن ماكولا قال: واسحاق بن ابراهيم الموصلي المغني شاعر متأدب فاضل، له روايات كثيرة، وكتاب مصنف في الأغاني. «2» . أنبأنا زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد

ابن علي بن ثابت قال: اسحاق بن ابراهيم بن ميمون أبو محمد التميمي المعروف والده بالموصلي، يقال إنه ولد في سنة خمسين ومائة، وقيل ولد بعد ذلك، وكتب الحديث عن سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، وأبي معاوية الضرير، وطبقتهم، وأخذ الأدب عن أبي سعيد الأصمعي، وأبي عبيدة ونحوهما وبرع في الغناء، وغلب عليه فنسب إليه، وكان حسن المعرفة، حلو النادرة، مليح المحاضرة، جيد الشعر، مذكورا بالسخاء، معظما عند الخلفاء، وهو صاحب كتاب الأغاني الذي يرويه عنه ابنه حماد، وقد روى عنه أيضا الزبير بن بكار، وأبو العيناء (243- و) وميمون بن هارون، وغيرهم «1» . أنبأنا زين الأمناء الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: اسحاق بن ابراهيم بن ميمون أبو محمد التميمي، المعروف أبوه بالموصلي سمع مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، وأبا معاوية الضرير، وأبا سعيد الأصمعي، وأبا عبيدة معمر بن المثنى، وبقية بن الوليد، وروح بن عبادة. روى عنه ابنه حماد وشيخه أبو سعيد الاصمعي، والزبير بن بكار، وأبو العيناء محمد بن القاسم بن خلّاد، وميمون بن هرون الكاتب، وعلي بن يحيى المنجم، وأبو خالد يزيد بن محمد المهلبي، والحسين بن يحيى الكاتب، وغيرهم، وقدم دمشق مع المأمون «2» . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي القرشي قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز، والكاتبه شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد ابن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس

الكندي قال: حدثنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا العباس بن الفضل قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم عن أبي مسكين قال: ضلت ناقة لفتى من بني تميم، فخرج الى حي بني شيبان ينشدها، فإنه لكذلك إذ بصر بجارية كأنها الشمس حسنا وجمالا، فعشقها عشقا مبرحا، فرجع الى قومه وقد أذهبت (243- ظ) عقله، فما تمالك أن رجع الى حيهم، فلما هدأ الليل قال: لعليّ أسكن بالنظر إليها بعض ما بي، فأتاها وهي جالسة وأخوتها نيام حولها فقال لها: يا قرّة عيني قد والله أذهب الشوق عقلي وكدّر علي عيشي، فقالت له: امض الى حالك وإلا أنبهت أخوتي فقتلوك، فقال لها: إن القتل أهون عليّ من الذي أنا فيه، قالت: وهل يكون شيء أشد من القتل؟ قال: نعم ما أنا فيه من حبك، قالت له: فما تشاء؟ قال: أمكنيني من يدك حتى أضعها على قلبي، ولك عهد الله أني أرجع، ففعلت، فرجع، فلما كانت القابلة عاد فوجدها على مثل حالها، فقالت له كقولها الأول فقال: أمكنيني من شفتيك حتى أرشفهما وأنصرف، فلما فعلت ذلك وقع في قلبها منه كهيئة النار، فأقبلت تلقاه كل ليلة، فنذر به حيها وأخوتها، فقالوا: ما لهذا الكلب قد أطال المكث في هذا الجبل وهو يتخطانا، فقعدوا لطلبه في ليلتهم تلك، فأرسلت إليه إن القوم يريدونك، فكن على حذر، وإياك والغفلة، فجاءت السماء بمطر حال بينهم وبين طلبه، ثم انجلت السحاب وطلع القمر، فتطيب الجارية، ونشرت شعرها، وأعجبت بنفسها، واشتهت أن يراها على تلك الحال، فقالت لترب «1» لها قد كانت أطلعتها على شأنها يا فلانة أسعديني على المضي إليه، فخرجتا تريدانه، وهو على الجبل خائف من الطلب لما حذرته، فبصر بشخصين يسيران في القمر، فلم يشك أنهما من (244- و) الطالبين له ليقتلوه، فانتزع بسهم، فما أخطأ قلب صاحبته فسقطت مضرجة بدمائها، فلم تزل تضطرب حتى ماتت، فبهت شاخصا ينظر إليها ثم أنشأ يقول: نعب الغراب بما كره ... ت ولا إزالة للقدر تبكي وأنت قتلتها ... فاصبر وإلّا فانتحر ثم جمع نبله، فجعل يجأ أوداجه حتى قتل نفسه.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي بمسجد الخليل عليه السلام بحبرى «1» ، وأبو علي حسن بن ابراهيم بن هبة الله بن دينار المصري بالقاهرة قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي الأصبهاني قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن الأسود قال: حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي قال: أنشد شاعر أبي ولم يسمه: ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني ... وإن أظهر الحسّاد سوء مقال عففت ولكن المحبّ إذا خلا ... بمن حبّ جال الظنّ كل مجال «2» فقال له أبي: قد أذعنت للصورة، وأقررت بالخلوة، ثم ادعيت العفة، ونحتاج على ذلك إلى بينة. قرأت في كتاب الخمارين لأبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدثني عمي عبد الله بن مالك عن إسحاق، ح. قال: وأخبرنا به وكيع محمد بن خلف عن أبي أيوب المديني عن (244- ظ) محمد بن عبد الله بن مالك عن اسحاق قال: كنت مع الرشيد حين خرج الى الرقة، فدخل يوما يشرب مع النساء وانصرفنا، فخرجت ومضيت الى تل عزاز فنزلت عند خمارة هناك لها زوج قس لها منه بنت واسمها حنّة لم أر مثلها قط جمالا ولا مثل بنتها، وأخرجت إليّ شرابا لم أر مثله حسنا وطيب رائحة وطعم، وأجلستني في بيت مرشوش فيه ريحان غض وأخرجت ابنتها تخدمني كأنها خوط بان «3» أو جدل عنان لم أر أحسن منها قدا، ولا أسهل خدا، ولا أعتق وجها، ولا أبرع ظرفا، ولا أحسن كلاما، ولا أتم تماما، فأقمت عندها ثلاثا والرشيد يطلبني فلا يقدر علي، ثم انصرفت

فذهبت بي رسله إليه، فدخلت عليه وهو غضبان، فلما رأيته خطرت في مشيتي ورقصت، وكانت في رأسي فضلة قوية من السكر، وغنيت في شعر قلته في بيت الخمارة وصنعت فيه، وهو: إن قلبي بالتّل تل عزاز ... عند ظبي من الظباء الجوازي شادن يسكن الشآم وفيه ... مع شكل العراق ظرف الحجاز يا لقوم لبنت قس أصابت ... منك صفو الهوى وليست تجازي حلفت بالمسيح أن تنجّز الوع ... د وليست تهمّ بالانجاز فسكن غضبه، ثم قال لي: ويحك أين كنت؟ فأخبرنه فضحك، وقال: عذر والله وأي عذر وإن مثل هذا لطيب إذا اتفق، أعد عليّ غناءك، فأعدته فأعجب (245- و) وأمرني أن أغنيه ليلتي كلها أعيده أبدا ولا أغني أنا ولا غيري سواه، وأمر المغنين بأخذه، فما زلت أغنيه ويشرب عليه الى الغداة ثم انصرفنا فصليت ونمت فما استقررت حسنا حتى وافاني رسول الرشيد يأمرني بالحضور، فركبت ومضيت، فلما دخلت إذا بابن جامع يتمرغ على دكان في الدار لغلبه النبيذ والسكر عليه، فقال لي: أتدري لم دعينا؟ قلت: لا، قال: لكني أدري، دعينا بسبب نصرانيتك الزانية عليها وعليك لعنة الله، فضحكت، فلما خرج الرشيد إلينا أخبرته الخبر فضحك وقال صدق أعيدوه ولا تغنوا غيره، فإني اشتقت الى ما كنا فيه لما فارقتموني فغنيناه جميعا يومنا كله حتى نام في موضعه سكرا ثم انصرفنا «1» . قلت: إنما أوردت هذه الحكاية مع ما فيها من التظاهر بالفسق والمعصية لأنه يستفاد منها دخول إسحاق الى حلب بدخوله الى عزاز، وليفهم أن اسحاق لم يكن من أهل رواية الحديث لأنه قد سبق من قول سفيان أنه قال له: فلوددت أن سائر أصحاب الحديث كانوا مثلك، وإنما أراد فيما سلكه معه من تحري الصدق، وكذلك ما سبق ذكره من قول إبراهيم بن اسحاق الحربي: كان اسحاق الموصلي ثقة صدوقا،

ولوددت أني سمعت منه، وإنما أراد فيما يرويه من النوادر والشعر والحكايات، لا من الحديث، وأنا أستغفر الله تعالى من إيراد هذا ومثله. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن (245- ظ) أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا أبو الفضل الربعي قال: حدثني اسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قال لي علي بن هشام: قد عزمت على الصبوح فاغد علي، فعاقني عائق فشغلني عن البكور إليه، فجئت في وقت الظهر وعنده مخارق، فقال لي: يا اسحاق أين كنت؟ فقلت: شغلني أعز الله الأمير ما لم أجد من القيام به بدا، ثم دعي لي بطعام وجلسنا على شرابنا، فغنى مخارق صوتا من الطويل بشعر المؤمل، والغناء لأبي سعيد مولى فايد وهو: وقد لامني في حب مكنونة التي ... أهيم بها أهل الصفاء فأكثروا يقولون لي مهلا وصبرا فلم أجد ... جوابا سوى أن قلت كيف التصبّر أأصبر عن نفسي وقد حيل دونها ... وواقعني منها الذي كنت أحذر وفرّق صرف الدهر بيني وبينها ... فكيف تقرّ العين أم كيف تحبر فأخطأ فيه فقلت: أخطأت ويلك، ثم غنى صوتا من البسيط شعره لحميد بن ثور والغناء للهذلي وهو: يا موقد النار بالعلياء من أضم ... قد هجت لي سقما يا موقد النار يا ربّ نار هدتني وهو موقدة ... بالندّ والعنبر الهندي والغار تشبّها إذ خبت أيد مخضبة ... من ثيبات مصونات وأبكار (246- و) فلو تهن ولم تبرحن شاخصة ... ينظرن من أين يأتي الطارق الساري «1»

فأخطأ فيه، فقلت: أخطأت ويلك، ثم تغنى صوتا ثالثا من الكامل شعره لكثيّر والغناء لمعبد وهو: إني استحيتك أن أقول بحاجتي ... فإذا قرأت صحيفتي فتفهم وعليك عهد الله إن أنبأته ... أحدا ولا أظهرته بتكلم فأخطأ فيه فقلت: أخطأت ويلك، فغضب وقال: يا اسحاق يأمرك الأمير بالبكور فتأتي ظهرا وتغنيت أصواتا كلها يحبها ويطرب لها فخطأتني فيها وتزعم أنك لا تضرب بالعود إلّا بين يدي خليفة أو ولي عهد، ولو قال لك بعض البرامكة مثل ذلك لبكرت وضربت وغنيت، فقلت: ما ظننت أن هذا يجترئ علي، وو الله ما أبديه انتقاصا لمجلس الأمير أعزه الله، ولكن اسمع يا جاهل، ثم أقبلت على ابن هشام فقلت: دعاني- أصلح الله الأمير- يحيى بن خالد يوما وقال لي: بكر فإني على الصبوح، وقد كنت يومئذ في دار بأجرة، فجاءني من الليل صاحب الدار فأزعجني إزعاجا شديدا فجرت مني يمين غليظة أني ما أصبح حتى أتحول، فلما أصبحت خرجت أنا وغلماني حتى اكتريت منزلا وتحولت، ثم صرت الى يحيى وقت الظهر، فقال لي: أين كنت الى الساعة؟. فحدثته بقصتي، فقعدنا على شرابنا وأخذنا في غنائنا، فلم ألبث أن دعا يحيى بدواة وقرطاس فوقع (246- ظ) شيئا لم أدر ما هو، ثم دفع الرقعة الى جعفر فوقع فيها شيئا ودفعها إليّ، فإني لأنظر فيها ولم أدر ما تضمنت إذ أخذها الفضل من يدي فوقع فيها شيئا ودفعها إليّ، وإذا يحيى قد كتب: يدفع الى اسحاق ألف ألف درهم يبتاع بها منزلا، وإذا جعفر قد وقع: يدفع الى اسحاق ألف ألف درهم يبتاع بها أثاثا، وإذا الفضل قد وقع: يدفع الى اسحاق ألف ألف درهم يصرفها في نفقاته ومؤونته، فقلت في نفسي: هذا حلم، فلم ألبث أن جاء خادم فأخذها من يدي، فلما كان وقت الانصراف استأذنت وخرجت فإذا أنا والله بالمال، وإذا بوكلاء ينتظروني حتى أقبض منهم، فعلام يلومني هذا الجاهل؟! ثم قلت لمخارق: هات العود، فأخذته ورددت الاصوات التي أخطأ فيها، وغنيت صوتا من الطويل بشعر لأبي بشير والغناء لي فيه وهو:

إلهي منحت الود مني بحيلة ... وأنت على تغيير ذاك قدير شفاء الهوى بث الجوى واشتكاؤه ... وإن امرأ أخفى الهوى لصبور فطرب لذلك طربا شديدا، ثم قال: حق لك، ثم أقبل على مخارق فقال: يا فاسق ما أنت والكلام، وأمر لي بمائة ألف درهم وخلعة، وأمر لمخارق بعشرة آلاف درهم، فبلغ ذلك اسحاق بن خلف فأنشأ يقول: إن جئت ساحته تبغي سماحته ... بلّتك راحته بالوبل والدّيم ما ضرّ زائره الراجي لنائله ... إن كان ذا رحم أو غير ذي رحم (247- و) فعاله كرم وقوله نعم ... بقوله نعم قد لجّ في نعم «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي بقراءتي عليه قال: أخبرنا ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال قال: أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحي قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى ابن زكريا الجريري قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو الفضل الهاشمي- من ولد حرث بن عبد المطلب بن هاشم- عن اسحاق ابن إبراهيم الموصلي قال: جلست مع الواثق في الزلال نريد النجف، فلما أخذت المجاذف الزلال ذكرت الوطن فتنفست الصعداء، فقال لي: يا أبا اسحاق سّ فنتأ الصعداء وأنت معي؟! فقلت: يا أمير المؤمنين أنشدك بيتين فإن عذرتني، وإلا فهذا الماء فاقذفني فيه ثم أنشدته: حننت الى أصيبية صغار ... وهاج لي الهوى قرب المزار وأبرح ما يكون الشوق يوما ... إذا دنت الديار من الديار قال: فاستحسنا وأمر لي بعشرة آلاف درهم. بغية الطلب في تاريخ حلب م (90)

نقلت من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي: حدثنا جحظة عن حماد بن اسحاق عن أبيه قال: لقيت الأصمعي يوما فقلت له: يا أبا سعيد ما تقول في قول الشاعر: هل الى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصّدى ويشفى الغليل إن ما قل منك يكثر عندي ... وكثير من الحبيب القليل (247- ظ) فقال: هذا والله يا أبا محمد الديباج الخسرواني، فقلت: إنه ابن ليلته، فحسدني وقال: إنك لتعرف التوليد فيه، ثم أفكر قليلا وقال: أجدت هذا من قول بعض العقيليين:. قفي متّعينا يا مليح بنظرة ... فقد حان منّا يا مليح رحيل أليس قليلا نظرة إن نظرتها ... إليك وكلّا ليس منك قليل فحلف اسحاق أنه ما عرفه، فقال له الأصمعي: دع هذا عنك أبا محمد فتلك الخرقة من هذا الثوب «1» . وقد روى هذه الحكاية الحسين بن يحيى الكاتب عن اسحاق، أخبرنا أبو اليمن الكندي اذنا قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الحطيب قال: أخبرني أحمد ابن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى النديم قال: حدثنا الحسين بن يحيى الكاتب قال: حدثنا اسحاق الموصلي قال: أنشدت الأصمعي شعرا لي على أنه لشاعر قديم. هل إلى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصّدى ويشفى الغليل إن ما قل منك يكثر عندي ... وكثير من الحبيب القليل فقال لي: هذا والله الديباج الخسرواني، فقلت له: انه ابن ليلته، فقال: لا جرم أن أثر التوليد فيه، فقلت له: لا جرم أن أثر الحسد فيك.

قال أبو بكر- يعني (248- و) محمد بن يحيى الصولي: وقد أعجب هذا المعنى اسحاق فردده في شعره فقال: أيها الظبي الغرير ... هل لنا منك مجير إن ما نولتنا من ... ك وإن قل كثير وكان إسحاق يظن أنه سبق الى هذا المعنى حتى أنشد الاعرابي: قفي ودعينا يا مليح بنظرة ... فقد حان منا يا مليح رحيل أليس قليل «1» نظرة إن نظرتها ... إليك وكلّ ليس منك قليل قال: فحلف اسحاق أنه ما كان سمعه «2» . وقد روى الاصمعي هذين البيتين وحكى الحكاية عن اسحاق، أنبأنا بذلك أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش المقرئ عن أبي الحسن رشاء بن نظيف- قال الحافظ: وقرأته من خط رشاء- قال: أخبرنا ابراهيم بن علي بن ابراهيم البغدادي قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو العيناء قال: قال لي الأصمعي يوما لقيني اسحاق الموصلي فقال لي: ما تقول في قول الشاعر: هل إلى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصدى ويشفى الغليل إن ما قل منك يكثر عندي ... وكثير من المحبّ القليل فقلت له هذا والله الديباج الخسرواني وأعجبت به، فقال لي: انه ابن ليلته، أي أنا قلته البارحة، فخجلت وقلت له: لا جرم ان أثر الوليد فيه، (248- ظ) قال: لا جرم أن أثر الحسد فيك، وانما سرق اسحاق هذا البيت من العباس بن قطن الهلالي حيث يقول:

قفي متعينا يا ملح بنظرة ... فقد حان منا يا مليح رحيل أليس قليلا نظرة إن نظرتها ... إليك وكلّا ليس منك قليل «1» أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمار قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن جعفر بن سليمان بن علي قال: حدثنا صباح بن خاقان قال: اعتللت علة أشفيت منها، فبلغ ذلك اسحاق بن ابراهيم الموصلي فاغتم منها، ثم ورد عليه الخبر بافاقتي فكتب إليّ: حمدت الله إذ عافى صباحا ... وأعقبه السلامة والصلاحا وكنا خائفين على صباح ... من الخبر الذي قد كان باحا وخوفي من الحدنان أني ... رأيت الموت إن لم يغد راحا «2» قرأت بخط الشيخ الاديب أبي الحسن علي بن أبي سالم البغدادي الكاتب قال: نقلت من خط أبي عبد الله الحسن بن علي بن مقلة قال: نقلت من خط أبي العباس ثعلب عن اسحاق- يعني الموصلي- قال اسحاق: أنشدني شداد بن عقبة (249- و) لجميل: إني وتكرار الزيارة نحوكم ... لبين يدي هجر بثين طويل فقلت أنا: فياليت شعري هل يقولنّ بعدنا ... إذا نحن أجمعنا غدا لرحيل ألا ليت أياما مضين رواجع ... وليت النوى قد ضاعفت بجميل «3»

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن محمد، وشهدة بنت أحمد بن الفرج، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد قالوا: أخبرنا أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو الفضل الربعي قال: حدثني اسحاق بن ابراهيم قال: كنت عند الواثق بالله يوما وهو بالنجف، فدخل ابن أبي دؤاد فقعد معنا يتحدث ولم يكن خرج الواثق بعد، فقال لي ابن أبي دؤاد: يا اسحاق، قلت: لبيك، قال: أعجبني هذان البيتان، قلت: فأنشدني يا أبا عبد الله، فما أعجبك من شيء ففيه السرور، فأنشدني: ولي نظرة لو كان يحبل ناظر ... بنظرته أنثى لقد حبلت مني فإن ولدت ما بين تسعة أشهر ... إلى نظري ابنا فإن ابنها ابني قلت: قد أجاد ولكني أنشدك بيتين أرجو أن يعجباك، قال: هات، فأنشدته: ولما رمت بالطرف غيري ظننتها ... كما آثرت بالطرف تؤثر بالقلب (249- ظ) وإني بها في كل حال لواثق ... ولكن سوء الظن من شدة الحب قال: أحسنت يا اسحاق، وخرج الواثق فقال: فيم أنتم؟ فحدثه ابن أبي دؤاد وأنشده فأمر له بعشرة آلاف درهم، وأمر لابن أبي دؤاد بثلاثين ألفا، فلما رجعت الى منزلي أصبت في منزلي أربعين ألفا، فقلت: ما هذا؟ فقيل: وجه اليك أبو عبد الله بهذا. كتب الينا أحمد بن الازهر بن السباك أن أبا بكر محمد بن عبد الباقي أخبرهم إذنا عن الحسن بن علي الجوهري قال: حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد ابن زكريا بن حيوية الخزاز قال: حدثنا حماد بن اسحاق بن ابراهيم الموصلي قال: حدثني أبي، ح.

قال أبو بكر: وحدثني أبي قال: حدثنا أبو عكرمة الضبي عامر بن عمران قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الموصلي- واللفظ في الروايتين مختلط- قال: دخلت على هرون الرشيد فقال: يا اسحاق أنشدني شيئا من شعرك فأنشدته: وآمرة بالبخل قلت لها: اقصدي «1» ... فذلك شيء ما إليه سبيل أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بخيلا له في العالمين خليل وإني رأيت البخل يزري بأهله ... فأكرمت نفسي أن يقال بخيل ومن خير حالات الفتى لو علمته ... إذا نال شيئا أن يكون ينيل عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي كما تعلمين قليل (250- و) وكيف أخاف الفقر وأحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل فقال: لا، كيف ان شاء الله، يا فضل أعطه مائة ألف درهم، ثم قال: لله در أبيات تأتينا بها يا اسحاق ما أجود أصولها وأحسن فصولها! فقلت: يا أمير المؤمنين كلامك أحسن من شعري، فقال: يا فضل أعطه مائة ألف أخرى، قال اسحاق: فكان ذلك أول مال اعتقدته «2» . وأخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الفرغولي- فيما أجاز لي مشافهة- قال: حدثنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدوية الحافظ بدهستان «3» قال: حدثني علي بن أحمد الأنصاري أبو الحسن الأندلسي ببيت المقدس قال: أخبرني أبو محمد غانم بن وليد المخزومي قال: أخبرني أبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون السهمي قال: أخبرني أحمد بن أبان بن سيد اللغوي قال: أخبرني أبو علي اسماعيل ابن القاسم القالي قال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: حدثنا ثعلب النحوي فذكر بإسناده مثله «4» .

أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا الحسن ابن الحسين النعالي قال: حدثنا أبو الفرج الاصبهاني قال: ذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله بن أبي سعد أن عبد الله بن سعيد بن زرارة حدثه عن محمد بن ابراهيم اليساري قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون أذن له فدخل عليه وعنده اسحاق الموصلي، وكان العتابي شيخا جليلا نبيلا، فسلم فرد عليه وأدناه وقربه حتى قرب منه فقبل يده، ثم أمره بالجلوس، وأقبل عليه يسائله عن حاله وهو يجيبه بلسان طلق، فاستطرف المأمون ذلك منه، وأقبل عليه بالمداعبة والمزح، فظن الشيخ أنه استخف به فقال: يا أمير المؤمنين الإيناس قبل الإيساس، فاشتبه على المأمون قوله، فنظر الى اسحاق مستفهما فأومى اليه بعينه وغمزه على معناه حتى فهمه، ثم قال: نعم يا غلام ألف دينار، فأتي بذلك فوضعه بين يدي العتابي، وأخذوا في الحديث، ثم غمز المأمون اسحاق بن ابراهيم عليه، فجعل العتابي لا (250- ظ) يأخذ في شيء إلّا عارضه فيه اسحاق، فبقي العتابي متعجبا ثم قال: يا أمير المؤمنين أتأذن لي في مسألة هذا الشيخ عن اسمه؟ قال: نعم سله، فقال لاسحق: يا شيخ من أنت، وما اسمك؟ قال: أنا من الناس واسمي كل بصل، فتبسم العتابي ثم قال: أما النسب فمعروف، وأما الاسم فمنكر، فقال له اسحاق ما أقل إنصافك، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل واسمك كلثوم، وما كلثوم من من الأسماء، أوليس البصل أطيب من الثوم؟! فقال له العتابي: لله درك ما أحجك أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أصله بما وصلتني به؟ فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك ونأمر له بمثله، فقال له اسحاق: أما اذ أقررت بهده فتوهمني تجدني، فقال له: ما أظنك إلّا اسحاق الموصلي الذي يتناهى اليه خبره، قال: أنا حيث ظننت، فأقبل عليه بالتحية والسلام، فقال المأمون- وقد طال الحديث بينهما- أما اذا اتفقتما على المودة فانصرفا، فانصرف العتابي الى منزل اسحاق فأقام عنده «1» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد في كتابه عن أبي القاسم الشحامي عن أبي

القاسم البندار قال: أنبأنا أبو أحمد الفرضي قال: أخبرنا أبو بكر الصولي اجازة قال: حدثني الحسين بن يحيى قال: سمعت جعفر بن علي بن الرشيد يقول: لما ولي المتوكل الخلافة خرج اليه اسحاق بن ابراهيم الموصلي من بغداد مهنيا، وكان (251- و) قد ضعف وضعف بصره، فلما دخل عليه دعا له واستأذنه في الانشاد، فأذن له فأنشد: أشجاك من أسماء رسم دارس ... قفر بمختلف الرياح بسابس فلما بلغ قوله: يا خير من ورث الرسول ومن به ... سمقت فرع خلافة ومغارس أنت ابن آباء سمت بك منهم ... خلفاء أربعة وأنت الخامس وإذا دعيت الى الجنان مخلدا ... مع رفقة الأبرار أنت السادس إن الخلافة لا تكون لغيركم ... أبدا وإن زعمت لذاك معاطس قال له المتوكل: يا اسحاق وددت أني أشتري لك شبابا وقوة بنصف ملكي، ثم سأل عما وصله به الواثق حين خرج اليه فأضعفه له. قال الصولي: فأما حماد بن اسحاق فروى أن المتوكل لما ولي الخلافة كتب اليه اسحاق: لعمري لقد زان الخلافة جعفر ... فكانت له الحق الذي ليس ينكر تناهت إليه فاستقر قرارها ... ونام به من كان للخوف يسهر وأصبح من في الأرض بعد مخافة ... وقد أمنوا ما كان يخشى ويحذر تلألأ تاج الملك لما لبسته ... وأصبح مختالا سرير منبر فوصله وأمره بالخروج اليه «1» (251- ظ) . أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا

اسحاق بن ابراهيم بن هاشم بن يعقوب بن ابراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد:

أبو بكر الحافظ قال: أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني قالا: حدثنا أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرنا عبد الاول بن مربد عن أبيه قال: مات اسحاق بن ابراهيم الموصلي سنة خمس وثلاثين ومائتين، ومات فيها اسحاق بن ابراهيم الطاهري، قال: وأنشدني في ذلك الوقت رجل يعرف بابن سيابة: تولى الموصلي فقد تولت ... بشاشات المعارف والقيان وأيّ غضارة تبقى فتبقى ... حياة الموصلي على الزمان ستبكيه المعارف والملاهي ... ويسعدهن عاتقه الدنان وتبكيه الغواية يوم ولى ... ولا تبكيه تالية القران «1» اسحاق بن ابراهيم بن هاشم بن يعقوب بن ابراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد: ويقال ابن ابراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي الأذرعي، من أهل أذرعات «2» رحل وسمع بالعواصم وحلب وغيرها من البلاد، فسمع بحلب نزيلها أبا عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي، وبأنطاكية أبا عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاد الأنطاكي، وابراهيم بن اسماعيل بن زراره البالسي ببالس أو بغيرها. روى عنه أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي. وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي بما أخبرنا به أبو البركات الحسن بن محمد (252- و) بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: اسحاق بن ابراهيم بن هاشم بن يعقوب بن ابراهيم بن عمرو بن هاشم بن أحمد، ويقال: ابن ابراهيم بن زامل، أبو يعقوب النهدي الأذرعي من أهل أذرعات، مدينة بالبلقاء، أحد الثقات، من عباد الله الصالحين، رحل وحدث عن يحيى بن أيوب بن بادي العلاف، وأبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، ومقدام بن داود، وأحمد بن حماد زغبة، وأبي بكر أحمد بن عبد الخالق، وأبي زرعة

وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي عبد الله محمد بن ابراهيم بن زياد، وأبي جعفر محمد بن الخضر، وأبي عمرو حفض بن عمر بن الصباح، وأبي العباس محمد بن جوشن الرقيين، والحسن بن جرير الصوري، وعثمان بن خرزاد، وموسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، وأبي عمرو أحمد بن الغمر بن أبي حماد الحمصي، وأبي الأصبغ محمد بن عبد العزيز القرقساني، وأبي عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد العسكري بالرافقة، وأبي العباس محمد بن الحسن بن إسماعيل بن عبد الصمد الهاشمي الدمشقي، ومحمد ابن جعفر بن سفيان الربضي، وإبراهيم بن إسماعيل بن زرارة البالسي، وأبي الزنباع روح بن الفرج القطان، وأبي عبد الله سعيد بن يحيى إمام الرقّة، وأبي ذر هرون بن سليمان بن سهيل المصري، وأبي بكر أحمد بن محمد بن نافع الأطروش المصري، وأبي عبد الله عمرو بن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السّرح، ووريزة بن محمد، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وابنه محمد بن يزيد، وأحمد ابن المعلّى، وسليمان بن أيوب بن حذكم، وأحمد (252- ظ) بن ابراهيم بن هشام، ومحمد بن هرون بن محمد بن بكار بن بلال، وأحمد بن محمد بن عثمان، ومحمد بن سعيد الخزيمي. روى عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب، وتمام بن محمد، وأبو محمد ابن أبي نصر، وأبو القاسم خلف بن محمد بن القاسم بن عبد السلام بن محرز الداراني، وأبو الحسين عبد الله بن أحمد بن عمرو بن أحمد بن معاذ الداراني، وأبو عبد الله بن أبي كامل، وأبو الحسين بن جميع، وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان، وأبو القاسم بن طغان، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي الأنطاكي، وأبو الحسين محمد بن أحمد ابن الحسن الكرجي نزيل بيت المقدس، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو قابوس أحمد بن لبيب، وأبو عبد الله بن منده، وأبو الحسين الرازي، وأبو الفرج عمران بن الحسن بن يوسف الخفاف، وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي

البرذعي، وعبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان، وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الرملي، وعبيد الله بن الحسن بن أحمد الوراق «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري بالمسجد الجامع بدمشق قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع الصيداوي قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم الأذرعي قال: حدثنا زهير بن عباد قال: حدثنا منصور ابن عمار قال: قال (253- و) سليمان بن داود عليه السلام: إن الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده. أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو سعد محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أبو يعقوب الأذرعي من أصحاب أبي عبيد البسري. أنبأنا زين الأمناء بن عساكر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد: هبة الله بن الأكفاني، وعبد الكريم بن حمزة قالا: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا أبو محمد بن أبي نصر قال: حدثني أبو يعقوب الأذرعي قال: خلوت في بعض الأوقات فتفكرت وقلت: ليت شعري إلى ما نصير؟ فسمعت قائلا يقول إلى رب كريم. قال: وكان أبو يعقوب لا يكاد تفارقه قارورة البول لعلة كانت به، فحدثني أبو يعقوب أنه دفعها الى- زاد عبد الكريم: بعض، وقالا:- من كان يخدمه لغسلها، أو لإراقه ما فيها، فاحتاج إليها، ولم يحضر من يحضر من يناوله إياها، فقال: أسأل من حضر من إخواننا المسلمين من الجن أن يناولنيها، فنولها. قالا: وحدثنا عبد العزيز قال أخبرنا أبو الحسين عبد القاهر بن عبد العزيز

اسحاق بن ابراهيم بن يزيد القرشي:

الصايغ، المعروف بالصوفي، قال: وسمعت أنا يعقوب الأذرعي يقول: سألت الله أن يقبض بصري فعميت، فاستضررت في الطهارة، فسألته إعادته فأعاده علي تفضلا منه. قال زين الأمناء: أخبرنا أبو القاسم (253- ظ) قال: قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد- وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق-: في الدفعة الثانية: أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، وكانوا من أهل أذرعات، سكن دمشق، وكان من أجلةّ أهل دمشق، وعبّادها، وعلمائها، وأبو يعقوب هذا مات وأنا بدمشق في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال أبو القاسم: هذا وهم، وقد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس: توفي يعقوب اسحاق بن ابراهيم الأذرعي يوم الأضحى سنة أربع وأربعين، ومات وهو ابن نيف وتسعين سنة. قال الكتاني: حدث عن يحيى بن أيوب بن باد بن العلاف، حدثنا عنه: عبد الرحمن بن أبي نصر، وتمام بن محمد الرازي، وغيرهما. قال ابن الأكفاني: هو عبيد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله بن أبي مريم القرشي، المعروف بابن فطيس، وبلغني أن الذي غسله عمر بن البري، والذي صلى الله إسماعيل العلوي «1» . اسحاق بن ابراهيم بن يزيد القرشي: مولاهم، أبو النضر الدمشقي القراديسي، مولى أم الحكم بنت عبد العزيز، ويقال: مولى أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان، وقيل مولى عمر بن عبد العزيز، ولعل ولاءه انتقل إلى عمر رضي الله (عنه) «2» من إحدى أختيه المذكورتين.

سمع بحلب عطاء بن مسلم (254- و) الخفاف، وبالمصّيصة نزيلها عمر ابن المغيرة البصري ثم المصيصي، المعروف بمفتي المساكين. وروى عنه الحافظ أبو عمرو عثمان بن خرزاد، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكيان. وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في تاريخ دمشق، بما أخبرنا به ابن أخيه أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن، فيما أذن لنا أن نرويه، وسمعت منه بعضه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قراءة عليه وأنا أسمع قال: اسحاق ابن ابراهيم بن يزيد أبو النضر القرشي الفراديسي، مولى أم الحكم بنت عبد العزيز، ويقال أنه مولى عمر بن عبد العزيز. روى عن سعيد بن عبد العزيز، وصدقة بن خالد، وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي، ويحيى بن حمزة، ومحمد بن شعيب بن شابور، ومعاوية بن يحيى الاطرابلسي، وعمر بن المغيرة نزيل المصيّصة، وسليمان بن عتبة الغساني، والحسن بن يحيى الخشني، وعمر بن الدرفس الغساني، وسبرة بن عبد العزيز ابن الربيع بن سبرة الجهني، وعبد العزيز بن أبي حازم، ويزيد بن ربيعة، وخالد ابن يزيد بن صالح المرّي، ومحمد بن المبارك الصوري، ورشدين بن سعد، وسعيد بن الفضل بن ثابت البصري، وسعيد بن يحيى اللخمي، وعطاء بن مسلم الحلبي، وإسماعيل بن عياش، والحكم بن هشام الثقفي. روى عنه البخاري في صحيحه، والحسن بن علي الحلواني شيخ مسلم، وأبو داود السجستاني في سننه، وخلف بن روح بن أبي حجير (254- ظ) الثقفي، وأبو عبد الملك البسري، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن يعقوب الدمشقي، ومحمد بن عبد الله بن أبي مسهر الغساني، وعبد الحميد بن محمود ابن خالد، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد ابن عوف الحمصي، ويزيد بن محمد، وأحمد بن ابراهيم بن هشام، وأبو شرحبيل عيسى بن خالد بن نافع، وأبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وعبد

الرحمن بن عثمان بن هشام بن زبر، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، وموسى بن سهل، واسحاق بن سويد الرمليان، وأحمد بن محمد بن عمار بن جبير السلمي، وصالح بن عثمان بن عامر المري، ويزيد بن أحمد السلمي، وأحمد بن منصور بن سيار الرمادي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وعثمان بن خرزاد الأنطاكي «1» . أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبه الصوفي البغداديون قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحموي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مبطر الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا اسحاق بن يزيد قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال: زرت عائشة رضي الله عنها مع عبيد بن عمير فسألها عن الهجرة فقالت: لا هجرة اليوم (255- و) كان حزب المؤمنين يفر أحدهم بدينه الى الله والى رسوله مخافة أن يفتتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الاسلام، فالمؤمن يعبد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية «2» . أنبأنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن القبّيطي قال: أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: اسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي، مولى عمر بن عبد العزيز. حدثنا محمد بن هرون بن حمزة قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الأعمال بالخواتيم «3» .

قال ابن عدي: وهذا الحديث من حديث هشام بن عروة غير محفوظ، وأبو النضر الدمشقي هذا يحدث عن يزيد بن ربيعة، وهو أيضا دمشقي، عن أبي الأشعث الصنعاني وهو من صنعاء دمشق، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مقدار عشرين حديثا كلها غير محفوظة. قال: حدثناه علي بن الحسن بن عبد الجبار البلدي عن إسحاق بن سيار عنه، لأبي النضر أحاديث صالحة، ولم أر له أنكر مما ذكرته. وفي غير رواية ابن الآبنوسي قال ابن عدي: وتلك الأحاديث أتى الوهم فيها من يزيد بن ربيعة لا من أبي النضر، لأن يزيد مشهور بالضعف «1» (255- ظ) . أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد إذنا عن أبي القاسم الشروطي قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم عامر بن خريم بن محمد ابن مروان الدمشقي قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس قال: حدثنا أبو النضر اسحاق بن إبراهيم بن يزيد مولى أم الحكم بنت عبد العزيز، أخت عمر ابن عبد العزيز بحديث ذكره. أنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر ابن ماكولا قال: وأما نضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، أبو النضر اسحاق ابن إبراهيم بن يزيد القرشي مولى عمر بن عبد العزيز، ويقال: مولى أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز، سمع يحيى بن حمزة، ومحمد بن شعيب بن شابور؛ روى عنه اسحاق بن سويد الرملي، وأحمد بن منصور الرمادي «2» . أنبأنا زين الأمناء بن عساكر قال: أخبرنا عمي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: أخبرنا أبو زرعة الدمشقي قال: وحدثني أبو

النضر اسحاق بن إبراهيم مولى عمر بن عبد العزيز- وكان أبو مسهر يوثّقه- قال: حدثنا بكّار بن يزيد المرّي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت عبد الله ابن عمر يوتر على راحلته. وقال: أخبرنا عمي قال: أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي، ثم حدثنا أبو الفضل ابن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي قالوا: (256- و) أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: وأبو الحسن الأصبهاني قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان- قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل قال: اسحاق بن إبراهيم بن يزيد أبو النضر، مولى عمر بن عبد العزيز القرشي، سمع يحيى بن حمزة. وقال: أخبرنا عمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد ابن منصور بن خلف قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو النضر اسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأموي، سمع يحيى بن حمزة. أخبرنا ابن طبرزد إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني أبو النضر الفراديسي قال: ولدت سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بعد أخذ المبرقع «1» ، وأخذ المبرقع بعد موت أبي إسحاق أمير المؤمنين. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: أخبرنا أبو زرعة الدمشقي قال:

حدثني أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي قال: ولدت سنة إحدى وأربعين ومائة. أخبرنا أبو القاسم القاضي إذنا قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه (256- ظ) قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: أخبرنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو النضر اسحاق بن إبراهيم، وكان من الثقات البكائين. قال أبو القاسم: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرنا أبي قال: أبو النضر اسحاق بن إبراهيم بن يزيد دمشقي ليس به بأس. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الخلّال شفاها قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله إجازة، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أخبرنا موسى بن سهل الرملي فيما كتب إليّ قال: سألت أبا مسهر عن إسحاق بن إبراهيم الدمشقي فقال: ثقة. قال عبد الرحمن: وسمعت أبا زرعة- يعني الرازي- يقول: أدركناه وما كتبت عنه شيئا. قال: وسئل أبي- يعني أبا حاتم- عن اسحاق بن إبراهيم الدمشقي فقال: كتبت عنه وهو ثقة. قال عبد الرحمن: وبلغني عن اسحاق بن سيار النّصيبي أنه قال: أبو النضر اسحاق بن إبراهيم ثقة من الثقات «1» . بغية الطلب في تاريخ حلب م (91)

قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي قال: حدثنا أبو منصور (257- و) محمد بن الحسين بن عبد الله البزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي ثقة يحدّث عنه فهد بن سليمان. قال أبو بكر البرقاني الذي في التعليق عندنا إسحاق بن يزيد أبو النضر الدمشقي، وهذا من البرقاني كأنه أخذ على الدارقطني، ولم يهم الدارقطني، هو اسحاق بن إبراهيم بن يزيد، نسب في التعليق الى جده، فالوهم من البرقاني لا من الدارقطني «1» . قلت: وقد روى عنه أبو عبد الله البخاري في غير موضع من صحيحه فنسبه إلى جده يزيد كما أوردناه في الحديث الذي سقناه، وذكره في التاريخ فنسبه إلى أبيه، ونسب أباه إلى يزيد جده كما ذكرناه أيضا «2» . أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب الفسوي: قال: ومات- يعني أبا النضر- بعد أخذ المبرقع، وأخذ المبرقع بعد موت أبي اسحاق أمير المؤمنين، وفي سنة سبع وعشرين ومائتين توفي أبو اسحاق في شهر ربيع الاول «3» . كتب إلينا عبد الصمد بن محمد الأنصاري أن عبد الكريم بن حمزة أخبرهم عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرني أبي أبو الحسين قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس قال: حدثنا الحسن بن محمد بن بكار قال: وتوفي أبو النضر اسحاق بن إبراهيم القرشي في سنة سبع وعشرين ومائتين. (257- ظ)

اسحاق بن ابراهيم الحنيني:

اسحاق بن ابراهيم الحنيني: أبو يعقوب، نزيل طرسوس، روى عن: مالك بن أنس، وهشام بن سعد القرشي، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف. روى عنه: يوسف بن سعيد المصيصي، ومحمد بن عوف الطائي، وأبو جعفر محمد بن جعفر بن أبي الحسين السمناني، وعلي بن منصور العطار. أخبرنا أبو هاشم بن الفضل الحلبي قال: أخبرنا أبو طاهر السنجي قال: أخبرنا أبو محمد بن حميد الدوني قال: أخبرنا أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق بن السني قال: أخبرني أبو عرّوبة قال: حدثنا علي ابن منصور العطار قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء» ، قيل يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: «الذين يحيون سنتي بعدي ويعلمونها الناس» «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن قشام- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار- إجازة، كتب إلي بها- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد ابن اسحاق الحاكم في كتاب «الأسامي والكنى» قال: أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم الحنيني، سكن طرسوس، يروي عن أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، وأبي عباد هشام بن سعد القرشي، في (258- و) حديثه بعض المناكير «2» روى عنه: أبو يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، وأبو جعفر محمد ابن عوف بن سفيان الطائي.

اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي:

قال الحاكم: أخبرنا محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: اسحاق بن إبراهيم الحنيني في حديثه نظر، هو في الأصل صدوق إلا أنه يأتي بعجائب. أنبأنا أبو الفرج القبّيطى قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السّهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: اسحاق بن إبراهيم الحنيني، سكن ناحية طرسوس. قال ابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: اسحاق بن إبراهيم الحنيني عن مالك وهشام بن سعد، في حديثه نظر «1» . قال ابن عدي: والحنيني مع ضعفه يكتب حديثه «2» . اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي: حدث عن عبد الرحمن بن مسافر، روى عنه أحمد بن حمزة بن هرون. أخبرنا أبو الحسن بن المقير إذنا عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو المفضل جعفر بن يحيى الحكاك المكي إجازة قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي قال: أخبرنا عبد الله بن علي بن أحمد الجبلي- وكان صالحا- قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن أحمد الوراق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن أحمد بن رشيد قال: حدثنا أحمد بن حمزة بن هرون البصري قال: حدثنا اسحاق (258- ظ) بن إبراهيم الطرسوسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مسافر قال: حدثني محمد بن عبد الصمد الحراني قال: حدثنا أبو داود عن سفيان الثوري قال: أنبأني معمر عن هلال الوزان عن يزيد بن حيان عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معاذ العرش والكرسي وحملتهما والسماوات السبع وسكانها والأرضون السبع وسكانها الى الدرك الأسفل، الى الماء الأسود،

اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي:

الى الريح الهفافة ما تناهت به الحدود المتناهية، كل ذلك مخلوق ما خلا القرآن فإنه كلام الله عز وجل» «1» . اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي: إن لم يكن الأول فهو غيره، حدث عن وهب بن محمد البناني، روى عنه أسامة بن أحمد التّجيبي. أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب إذنا قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله بن مندة قال: اسحاق ابن إبراهيم الطرسوسي مجهول، حدث عن وهب بن محمد البناني، روى عنه أسامة بن أحمد التّجيبي. اسحاق بن ابراهيم أبو يعقوب الفرغاني: المعروف بجيش، سمع محمد بن آدم المصيصي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي، وحدث عنهما روى عنه أبو القاسم علي بن يعقوب بن العقب الهمداني الدمشقي، وأبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الليثي (259- و) . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني فيما أذن لنا أن نرويه عنه، وسمعت منه غيره بدمشق، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد الرازي قال: حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن أبي الخطاب الليثي قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم- يعرف بجيش الفرغاني- قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا اسماعيل بن يحيى بن عبد الله أبو علي التيمي قال: حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما انتعل أحد قط ولا تخفف، ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب علم يتعلمه إلا غفر الله له حيث يخطو عند باب بيته» «2» .

اسحاق بن ابراهيم الحلبي:

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الفرغاني، المعروف بجيش، حدث بدمشق في سنة تسع وثمانين ومائتين عن محمد بن آدم المصيصي، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي. روى عنه: أبو القاسم بن أبي العقب، وأبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الدمشقيان. قال أبو القاسم الحافظ: أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الفرغاني، ويعرف بجيش، حدث عن محمد بن آدم المصيصي، روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر (259- ظ) بن ماكولا قال: وأما جيش، أوله جيم مفتوحة وبعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها فهو أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم الفرغاني يعرف بجيش، روى عن محمد بن آدم المصيصي، روى عنه أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب الهمداني «1» . اسحاق بن ابراهيم الحلبي: رجل من أهل حلب، حكى عن بعض العباسيين كلاما لإبراهيم بن المهدي كتب به الى المأمون، رواه عنه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري. قرأت في كتاب (الشذور) «2» تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثني اسحاق بن ابراهيم الحلبي عن بعض بني العباس قال: كتب إبراهيم بن شكلة الى المأمون بعقب سخطه: لم تقدم نعمتك يا أمير المؤمنين فيساها شكري،

اسحاق بن ابراهيم الحلبي:

ولم يرث حالي في ظلك فيشكل علي التقرب منك، فبم استحق يا أمير المؤمنين معارضة المكروه، وما الذي صح منه وقد تفيأت بنعمتك في ظل شكر يفي ببعضها قولا وعملا «1» . اسحاق بن ابراهيم الحلبي: شاعر ذكره أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب معجم الشعراء، فقال في ذكره: اسحاق بن إبراهيم الحلبي الشاعر، معتمدي ضعيف الشعر «2» (260- و) .

اسحاق بن ابراهيم المعروف بابن الجمال:

اسحاق بن ابراهيم المعروف بابن الجمال: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي عابد كان ينزل جبل اللكام، حكى عنه عبد الله بن محمد الريحاني. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني في كتابه قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد ابن الحسين السلمي قال: اسحاق بن ابراهيم المعروف بابن الجمال من قدماء مشايخهم يعني الصوفية، له آيات وكرامات، وكان ينزل جبل لكام. قال السلمي: سمعت منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول: سمعت عبد الله ابن محمد الريحاني يقول: دخلت لكام فغلطت الطريق فوقعت على شيخ متزر بجلد متشح بمسح، فقال: الله أكبر جني أم أنسي؟ قلت: بل أنسي، قال: ضللت الطريق قلت: نعم، قال: فعلمني كليمات ودفع إلي عصا فقال: خذ هذا العصا فإنه يدلك على الطريق، فإذا بلغت مرادك فألق العصا فمشيت قليلا فإذا أنا على باب أنطاكية، فألقيت العصا، فلا أدري كيف كان ذلك، فشاهد قوم سفري فقالوا لي: من أين؟ قلت: من اللكام، ضللت الطريق فوقعت على شيخ فدلني وعلمني كليمات وقال لي: منذ ثلاثين سنة ما رأيت إنسيا قالوا: نعم كان هاهنا أخوين يقطعون الطريق فوقعوا (262- و) على هذا الشيخ، فدعا لهم فتابوا فليس اليوم في هذه النواحي أصلح منهم، وهذا الشيخ هو اسحاق بن إبراهيم الجمال.

اسحاق بن ابراهيم أبو يعقوب الشهرزوري:

اسحاق بن ابراهيم أبو يعقوب الشهرزوري: رجل من الصالحين، كان مرابطا بثغر طرسوس ملازما للمسجد الجامع بها. قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي في كتاب «سير الثغور» في ذكر المسجد الجامع بطرسوس قال: وفي هذا المسجد أقوام معروفون راتبون، لا يقرأ عليهم متوجهون الى القبلة يصلون نافلة نهارهم أجمع إلا في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أو تجديد، أو تشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين، منهم أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم الشهرزوري ما زال لازما للجانب الغربي من منبر طرسوس عشرين سنة لايفارقه، إذا أخذ المؤذنون في أذان صلاة الظهر ختم القرآن قائما مصليا، أو كاد يختم، ثم يصلي من الظهر الى العصر كذلك، هذا دأبه الى أن مات رحمه الله. اسحاق بن ابراهيم الرافقي: كان في صحبة عبد الله بن طاهر بن الحسين حين توجه عبد الله واليا على مصر من قبل المأمون، واجتاز معه بحلب في طريقه، وكان عبد الله يأنس به، له ذكر. (262- ظ) أنبأنا أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير الطبري قال: ذكر أحمد بن حفص بن عمر عن أبي السمراء قال: خرجنا مع الأمير عبد الله بن طاهر متوجهين الى مصر حتى إذا كنا بين الرملة ودمشق إذا نحن بأعرابي قد اعترض، فإذا شيخ فيه بقية على بعير له أورق «1» ، فسلم علينا فرددنا عليه السلام.

قال أبو السمراء: وأنا واسحاق بن إبراهيم الرافقي، واسحاق بن أبي ربعي ونحن نساير الأمير، وكنا يومئذ أفره من الأمير دوابا، وأجود منه كسا. قال: فجعل الأعرابي ينظر في وجوهنا، قال: فقلت: يا شيخ قد ألححت في النظر أعرفت منا أمرا أنكرته؟ قال: والله ما عرفتكم قبل يومي هذا، ولا أنكرتكم لسوء أراه بكم، ولكني رجل حسن الفراسة في الناس، جيد المعرفة بهم. قال: فأشرت له الى اسحاق بن أبي ربعي فقلت: ما تقول في هذا؟ فقال: أرى كاتبا زهو الكتابة بين ... عليه وتأديب العراق منير له حركات قد تشاهدن أنه ... عليم بتقسيط الخراج بصير قال: ونظر الى اسحاق بن إبراهيم الرافقي فقال: (263- و) ومظهر نسك ما عليه ضميره ... يحب الهدايا بالرجال مكور أخال به جبنا وبخلا وشيمة ... تخبر عنه إنه لوزير ثم نظر إلي وأنشأ يقول: وهذا نديم للأمير ومؤنس ... يكون له بالقرب منه سرور إخالك للأشعار والعلم راويا ... فبعض نديم مرة وسمير ثم نظر الى الأمير فأنشأ يقول: وهذا الأمير المرتجى سيب كفه ... فما أن له فيمن رأيت نظير عليه رداء من جمال وهيبة ... ووجه بإدراك النجاح بشير لقد عصم الاسلام منه بذي يد ... بها عاش معروف وغاب نكير ألا إنما عبد الإله بن طاهر ... لنا والد بر بنا وأمير قال: فوقع ذلك من عبد الله أحسن موقع، وأعجبه ما قال الشيخ، فأمر له بخمسمائة دينار، وأمره أن يصحبه «1» .

اسحاق بن أحمد بن اسحاق:

اسحاق بن أحمد بن اسحاق: أبو يعقوب الزيات الحلبي المعدل، حدث بحلب عن محمد بن عبد الله أبي عمرو السوسي، وصالح بن علي النوفلي الناطلي الحلبيين، وأبي عمران موسى بن نصر بن سلام القنطري، وأبي داود سليمان بن سيف الحراني. روى عنه: أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن الحسن الحسني الهمذاني الصوفي، ومحمد بن أحمد الهاشمي (263- ظ) القاضي المصيصي، وأبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المقرئ، وأبو الخير أحمد بن علي الكلفي الحافظ الحمصي. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله «1» قال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو القاسم عبد المنعم بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو الخير أحمد بن علي الحافظ قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن أحمد بن اسحاق الحلبي قال: حدثنا أبو داود سليمان الحراني قال: حدثنا محمد بن سليمان ابن داود القرشي قال: حدثنا عبد الله بن سمعان المدني عن فاطمة بنت الحسين عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الذباب في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، فإذا وقع على الطعام فاغمسوه فيه فإنه يذهب الله الداء بالدواء» «2» . قال: في هذا الاسناد محمد بن سليمان بن داود القرشي، والصواب محمد بن سليمان بن أبي داود القرشي، وهو حراني يعرف بالبومة. أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر إذنا قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر كتابة عن أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال قال: أخبرنا أبو الطيب بن غلبون الحلبي قال: حدثنا إسحاق بن أحمد بن إسحاق الزيات قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن (264- و) عبد الله السوسي قال: حدثنا الحجاج بن منهال قال: حدثنا حماد عن

إسحاق بن أسعد بن عمار بن سعد بن عمار بن علي:

حميد عن أبي عثمان النهدي قال: أتت علي نحوا من ثلاثين ومائة سنة وما شيء مني إلّا قد أنكرته إلّا أملي فإني أجده كما هو. إسحاق بن أسعد بن عمار بن سعد بن عمار بن علي: أبو يعقوب، بن أبي المعالي الموصلي المعروف والده بالرتيب، وهو الأكبر من أولاده، كان يرجع إلى رئاسة وفضل. أخبرني أخوه عمر بن أسعد أن أخاه الأكبر سمع الحديث، وقصد حلب ومات بها في أوائل سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ودفن بقرب من مقام إبراهيم عليه السلام. ذكر من أسم أبيه اسماعيل ممن اسمه اسحاق اسحاق بن اسماعيل بن قنق بن اسحاق: أبو يوسف التركي الفقيه المنبجي الدنيسري، تركماني النسب، ولد بمنبج وأقام بدنيسر، وكان فقيها حسنا اشتغل عليه الفقهاء بدنيسر. قرأت بخط أبي حفص عمر بن الخضر بن اللمش الدنيسري في كتاب حلية السّريين من خواص الدنيسريين: اسحاق بن إسماعيل بن قنق بن اسحاق أبو يوسف التركي المنبجي المولد، الدنيسري الدار، كان فقيها شافعيا، وكان ابتداء اشتغاله بالفقه بالمدرسة الشهابية بدنيسر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، تفقه بها على شيوخنا أبي الكرم بن الأكاف الموصلي، والقاضي (264- ظ) أبي بكر المحلبي، والقاضي أبي عمران الماكسي وغيرهم، قرأ جملة من كتب المذهب، وله في المناظره تصرف، وأنس بالجدل، وبحث في الطب، صار يعيد الدروس للمتفقهة بالمدرسة بعد خروج القاضي محمد بن يحيى منها سنة سبع وستمائة «1» . اسحاق بن اسماعيل بن نوبحت الكاتب: أبو سهل وأبو يعقوب، أحد أعيان الكتاب الممدحين والأمناء المتصرفين، ولي بقنسرين عملا حمد فيه أثره وشكر، ومدح فعله وذكر، فمن ذلك ما قرأته في أشعار أبي عبادة الوليد بن عبيد البحتري من قصيدة مدحه بها أولها:

اسحاق بن إسماعيل الحلبي:

في غير شأنك بكرتي وأصيلي ... ...... قال فيها: إنّ العواصم قد عصمت بأبيض ... ماض كصدر الأبيض المسلول ورحضت «1» قنسربن حتى أنقيت ... جنباتها من ذلك البرطيل «2» اسحاق بن إسماعيل الحلبي: حكى عن محمد الفيريابي حكاية رواها عنه عبد الله بن خبيق الأنطاكي. أخبرنا أبو العلاء أحمد بن شاكر بن عبد الله بن سليمان إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد الحافظ قال: أنبأنا أبوا محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا الحسن بن حبيب قال: حدثنا أبو يعقوب- يعني المروزي- قال: حدثنا (265- و) عبد الله بن خبيق قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الحلبي قال: قال لي الفيريابي: جئت سليمان الخواص وهو بقيسارية «3» وهو مغطى الوجه بكساء، فجرى الحديث إلى أن قلت: قدم علينا رجل فاشترى زيتا فربح فيه كذا وكذا دينارا، فكشف سليمان الكساء عن وجهه فقال: ما أكثر فضولك يا محمد إيش تغمنا بهذا الكلام وما مائة ألف دينار لرجل عاش ألف سنة إلّا أنه يموت؟! اسحاق بن أيلملك بن الأردعانسي: ويقال: ابن الأردونيسي، أبو الفضل الحنفي أخو شيخنا عمر بن أيلملك، كانا جميعا بحلب وأقاما بها مدة مديدة، ذكر لي ذلك شيخنا عمر. حدث أبو الفضل عن أبي محمد بن برّي وغيره، سمع منه جماعة من طلبة الحديث بدمشق.

حرف الجيم في آباء من اسمه إسحاق

حرف الجيم في آباء من اسمه إسحاق إسحاق بن الجراح الأذني: من أهل أذنة، حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، وأبي علي الحسين بن زياد المروزي العلاقي، ويزيد بن هرون، والحسن بن الربيع البوراني. روى عنه أبو نصر الفتح بن شخرف بن داود الصوفي، ومحمد بن المسيب الأرغياني ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو الفضل العباس بن يوسف الشّكلي، وأبو سعيد حامد بن يزيد الأذني المذحجي. أخبرنا عبد البر بن أبي العلاء في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن (265- ظ) المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا إسحاق بن الجراح قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا عبد العزيز بن الحصين الترجماني عن عبد الكريم بن الحسن «1» عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قهقه أعاد الوضوء وأعاد الصلاة» . أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر الغزّال قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل الطالقاني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحّامي أن أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، وأبا عثمان سعيد بن البحيري، وأبا بكر محمد ابن عبد العزيز الحيري كتبوا إليه أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثني محمد بن سيماء قال: حدثنا محمد بن المسيب الأرغياني قال: حدثني إسحاق بن الجرّاح- من أهل أذنة- قال: حدثنا الحسين بن زياد قال: أخذ الفضيل بن عياض «2» فقال لي: يا حسين ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: كذب من ادعى محبتي فإذا أجنه الليل نام عني، أليس كل حبيب يحب خلوة حبيبه، ها أنذا مطّلع على أحبابي إذا جهنم الليل مثّلت نفسي

حرف الحاء في آباء من اسمه اسحاق

بين أعينهم فخاطبوني على المشاهدة، وكلموني على حضوري، غدا أقرّ أعين أحبّائي في جناني (266- و) . حرف الحاء في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن حسان بن قوهي: أبو يعقوب الخريمي الغطفاني الشاعر، شاعر محسن، نزل الجزيرة والشام، واجتاز بحلب أو ببعض عملها. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: اسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب الشاعر المعروف بالخريمي، جزري نزل بغداد، وأصله من خراسان من أبناء السغد، وكان متصلا بخريم بن عامر المرّي وآله، فنسب إليه، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خريم، وكان قائدا جليلا وسيدا شريفا، وأبوه خريم الموصوف بالناعم، فأما يعقوب فشاعر محسن وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد، ويحيى بن خالد وغيرهما، ومرات لعثمان ابن خريم، وكان يتأله ويتدين. وقال أبو حاتم السجستاني: الخريمي أشعر المولدين، وروى عنه شيئا من شعره أبو عثمان الجاحظ، وأحمد بن عبيد بن ناصح، ذكر أنهما سمعا منه «1» . أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسحاق بن حسان بن قوهي، ويقال: قوهي لقب حسان أبو يعقوب الخريمي مولاهم المري، شاعر متقدم مطبوع مشهور، له ديوان معروف، وأصله من مرو الشاهجان «2» صغدي، نزل الجزيرة والشام، وسكن بغداد (266- ظ) . وبلغني أنه قيل له: ما بال شعرك لا يسمعه أحد إلّا استحسنه وقبله طبعه؟

قال: لأني لا أجاذب الكلام إلّا أن يساهلني عفوا، فإذا سمعه إنسان سهل عليه استحسانه. وبلغني عن أبي العباس المبرّد قال: كان أبو يعقوب الخريمي، واسمه اسحاق بن حسان، جميل الشعر، مقبولا عند الكتاب، له كلام قوي، ومذهب مبسوط، وكان يرجع إلى بيت في العجم كريم، وكان رجلا من أبناء الصغد، وكان له ولاء في العرب في غطفان، وكان اتصاله بمولاه ابن خريم المرّي الذي يقال له خريم الناعم، وكان أبو يعقوب على ظرفه يرجع إلى إسلام، والى وقار، وذهبت عيناه بعد أن طلع من السبعين، وله فيهما مراثي جيدة تتجاوز أهل عصره، وأمثال مضروبة، وقناعة واعتصام «1» . أنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما الخريمي بضم الخاء وبالياء فهو أبو يعقوب الخريمي الشاعر، اسمه اسحاق بن حسان بن قوهي من شعراء الدولة العباسية المجيدين «2» . أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني علي بن أيوب القمي قال: أخبرنا محمد بن عمران الكاتب قال: أخبرني الصولي قال: أنشدني عون بن محمد لأبي يعقوب الخريمي: باحت ببلواه جفونه ... وجرت بأدمعه شؤونه لما رأى شيبا علاه ... ولم يحن في العد حينه (267- و) فعلا على فقد الشبا ... ب وفقد من يهوى أنينه ما كان أنجح سعيه ... وشبابه فيه معينه واللهو يحسن بالفتى ... ما لم يكن شيب يشينه «3» أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر عن الفضل بن سهل الحلبي قال: أنبأنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم التنوخي قال: وجدت في كتاب جدي القاضي أبي بغية الطلب في تاريخ حلب م (92)

القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم: حدثنا حرمي بن أبي العلاء المكي قال: حدثنا اسحاق بن محمد بن أبان قال: أنشدني الزيادي لأبي يعقوب الخريمي: لم ترعني دار عفت بالجناب ... دارس آيها كخطّ الكتاب أوحشت بعد آهل وأنيس ... من جوار خرائد أتراب واضحات الخدود كالبقر الخنّس ... عين الحمى فروض الرّوابي إنما راعني لذكراي حالي ... بسجستان خادم الحجاب قلّ عنّى غناء عقلي وديني ... ودخولي في العلم من كلّ باب أدركتني وذاك أعظم مابي ... بسجستان حرفة الآداب قال: وأنشدني- يعني الزيادي- لأبي يعقوب الخريمي قد كنت أحسبني راسا فقد جعلت ... أذنابهم تعتنيني بالولايات الحمد لله كم في الدهر من عجب ... ومن تصرف أحوال وحالات بينا ترى المرء في غيطاء مشرفة ... إذ زال عنها الى دحض ومومات (267- ظ) لا تنظرن إلى عقل ولا أدب ... إنّ الجدود قرينات الحماقات أنبأنا أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز في كتابه، ثم أخبرني أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي عنه قال: حدثنا أبو الوفاء مهدي بن أحمد بن محمد البغدادي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي قال: سمعت محمد بن طاهر الوزيري قال: سمعت المطرفي قال: أصيب الخريمي بمصيبة في ابنه، وكان يميل إليه فرثاه فقال: ولو شئت أن أبكي دما لبكيته ... عليك ولكن ساحة الصبر أوسع وأعددته ذخرا لكل عظيمة ... وسهم المنايا بالذّخائر مولع قال علي بن الحسن: وهذان البيتان من قصيدة للخريمي في مولاه خريم ابن عامر بن عمارة لا في ابنه، وقد زادني أبو الحسن سعد الخير بن محمد فيها

حرف الخاء في آباء من اسمه اسحاق

بالإجازة قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي ابن محمد بن السمّاك قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن مخلد بن جعفر المعدّل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أنشدنا المبرد لأبي يعقوب الخريمي: ألم ترني أبني على اللّيث بيته ... وأحثي عليه الترب لا أتخشع ولو شئت أن أبكي دما لبكيته ... عليه ولكن ساحة الصبر أوسع وأعددته ذخرا لكل عظيمة ... وسهم المنايا بالذخائر مولع (268- و) وإني وإن أظهرت مني جلادة ... وصانعت أعدائي عليك لموجع «1» حرف الخاء في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن خالد بن يزيد، وقيل مرثد بدل يزيد- بن قردم، أبو يعقوب الأسدي البالسي، ويعرف بابن خلدون، وهذا مما تستعمله العوام، ويقولون في خالد خلدون وفي أحمد حمدون على وجه الإعجاب بالمسمى. حدث ببالس عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الأموي البالسي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الوهاب بن نجدة، ومحمد بن مصعب القرقساني، وحجاج بن محمد، وخلف بن تميم. روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم، المعروف بابن ممك الأبرش، وآباء بكر: محمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، ومحمد بن أحمد بن حمدون البالسي، ومحمد بن بركة بن الفرداج برداعس الحلبي، وأحمد بن عمر بن عبد الرحمن التيمي، وأحمد بن محمد بن هرون الخلال، وابن أبي الحديد، وأبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن أبي ثابت، وأبو عيسى عبد الرحمن بن عبد الله ابن هرون الأنباري، وأحمد بن محمد بن زياد، وأبو الحسن اسحاق بن محمد بن ابراهيم بن حكيم، وأبو العباس يعقوب بن يوسف الشرمقاني، وأبو جعفر أحمد

ابن الحسن الأصبهاني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي، وأبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الرحمن القرشي. أخبرنا أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أبي الصقر التاجر بداريا، وأبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي، وأم الفضل كريمة بنت (268- ظ) عبد الوهاب بن علي القرشية قالوا: أخبرنا أبو يعلى بن الحبوبي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن أبي ثابت قال: حدثنا اسحاق بن خالد البالسي قال: حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج أخبرني زياد أنه أخبره ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد، وصالح مولى التوأمة أنهما سمعا أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل يتبختر في بردتين خسف به الأرض، فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة» «1» . أخبرنا القاضي الأمين أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى قال: أخبرنا أبو يعلى بن كروس قال: حدثنا نصر بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرنا أبو المعمّر مسدّد بن علي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن بن ابراهيم العتكي قال: حدثنا محمد بن فيل أبو بكر قال: حدثنا اسحاق بن خلدون ابن مرثد البالسي فذكر حديثا. أنبأنا أبو الفرج بن القبيطي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: اسحاق بن خالد بن يزيد البالسي، ويقال له اسحاق بن خلدون، روى غير حديث منكر عن جماعة من الشيوخ، ولم يتفق لي إخراج شيء من حديثه، ورواياته تدل عن من روى عنه بأنه ضعيف «2» . أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب إذنا قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي: قال أخبرنا (269- و) أبو عمر بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله بن مندة

اسحاق بن خلاد، أبو يعقوب التيلمي المقرئ،

قال: اسحاق بن خالد بن يزيد البالسي مات قبل السبعين- يعني ومائتين-. اسحاق بن خلّاد، أبو يعقوب التّيلمي المقرئ، كان مقيما بجامع طرسوس يقرئ القرآن العزيز، وكان زاهدا عابدا، قرأ عليه أبو عمرو عثمان بن عبد الله الكرجي الطرسوسي، وذكره في كتاب سير الثغور. قرأت بخط القاضي أبي عمرو الطرسوسي: وقد رأيت في هذا المسجد- يعني الجامع بطرسوس- من وجوه الصالحين ما لا أحصي، فممن أذكر وأعرف أبا يعقوب اسحاق بن خلّاد التّيلمي، وقد قرأت عليه مرارا عدة قراءات، وسمعت منه كتاب القراءات لأبي بكر بن مجاهد من أوله الى آخره، وفي مجلسه الذي يقرئ فيه أكثر من ثلاثين شيخا، قرّاء، أستاذين عبادا، يشار إليهم بالفضل والنبل، والورع، والزهد. فأما قوام اسحاق بن خلاد فإنه كان إذا فرغ ضحى كل يوم من دراسة من يقرأ عليه صار الى بستان قد فارق صاحبه على أجرته لعمله في كل يوم فتل شيء من القتّ «1» معلوم بثلثي درهم، ينفق من ذلك في مؤونته ومؤونة زوجته ثلث درهم، ويتصدق بما بقي، ولم يذق شيئا من الفاكهة بيده أربعين سنة، وعمله في البساتين، وهو يسرد الصوم خمسين سنة، وهذا دأبه. اسحاق بن داود بن صبيح المصيصي: أخو أبي جعفر محمد بن داود (296- ظ) من أهل العلم والرواية، وله ذكر في كتاب طبقات أصحاب أحمد بن حنبل. ذكر أبو الحسين بن الفراء أخاه أبا جعفر محمد بن داود وعرفه بأخيه فقال: أبو جعفر محمد بن داود بن صبيح المصيصي أخو اسحاق «2» .

حرف الراء في آباء من اسمه اسحاق

حرف الراء في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن راشد أبو سليمان الحراني القرشي، مولاهم، سمع الزّهري برصافة هشام- إن ثبت سماعه منه فان الجزريين سمعوا منه برصافة هشام- وزار بيت المقدس، فاجتاز بحلب، أو ببعض عملها في طريقه من حرّان إليها. وذكره أبو القاسم علي بن الحسن في تاريخ دمشق بما أخبرنا به ابن أخيه أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: اسحاق بن راشد أبو سليمان الحرّاني مولى عمر بن الخطاب، ويقال مولى بني أمية، حدث عن: الزهري، وعمرو بن وابصة، وقيل عن سالم عن عمرو، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. روى عنه معمر بن راشد، وعبيد الله بن عمرو الرقّي، وموسى بن أعين، وعتاب بن بشير، وابراهيم بن المختار، وسليمان بن صهيب العطار الرقي، والقاسم بن غزوان، وسلمة بن الفضل الأبرش. وزار بيت المقدس، فاجتاز بدمشق، أو بأعمالها. (270- و) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد أبي الفضل عن أبي محمد بن حمزة قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن راشد أبو سليمان، مولى عمر بن الخطاب، من أهل حرّان، حدث عن ابن شهاب الزهري، روى عنه عتّاب بن بشير، وعبيد الله بن عمرو، وموسى بن أعين. وذكر بعض أهل العلم أنه أخو معمر بن راشد، وذلك وهم، ليس بين معمر واسحاق قرابة في النسب، لكن اسحاق هو أخو النعمان بن راشد، ولا نعرف لمعمر أخا، فالله أعلم «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه.

ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرونه وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: اسحاق بن راشد أخو النعمان بن راشد، نسبه محمد بن راشد، قال أحمد: لا أعلم بينهما قرابة، ولا أراه حفظه، ويقال الحرّاني، مولى بني أمية، عن الزهري، سمع منه عتاب بن بشير ومعمر «1» (270- ظ) . أنبأنا عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا وجيه بن طاهر الشحامي في كتابه قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك بن علي قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي بن السقاء، وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالوية قالا: حدثنا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى يقول: اسحاق بن راشد ليس بينه وبين معمر بن راشد قرابة. أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: واسحاق بن راشد جزري، حسن الحديث، ومعمر بن راشد بصري وقع باليمن، ليس بينهما قرابة. قال ابن طبرزد: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي اذنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية قال: حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا ابراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: النعمان بن راشد جزري، واسحاق بن راشد جزري ليس بأخيه ولا بينهما قرابة ولا رحم. قلت ليحيى بن معين: أيهما أعجب اليك؟ قال: ليس هما في الزهري بذاك، قلت: ففي غير الزهري؟ قال: ليس باسحق بأس. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال:- في نسخة الكتاب- أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله إجازة، وأبو طاهر بن سلمة قراءة قال:

أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد- فيما كتب إلي- قال: وسئل أبي وأنا أسمع عن اسحاق بن راشد (271- و) والنعمان بن راشد فقال: ليس هما بأخوين، اسحاق رقّي، والنعمان جزري، ولا أعلم بينهما قرابة، واسحاق أحب إليّ وأصح حديثا من النعمان، هو فوقه. قال: وسألت أبي عن اسحاق بن راشد فقال: شيخ، قلت هو أخو النعمان بن راشد؟ فقال: لم يصح عندي أنهما أخوان. «1» . أخبرنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب في كتابه عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: وسمعت عبيد الله بن عمرو، وأبا الميح يقولان قال: اسحاق بن راشد: بعث محمد بن علي بن زيد بن علي الى الزهري قال: يقول لك أبو جعفر «2» استوص باسحق خيرا، فانه منا أهل البيت. قال عبيد الله بن عمرو: وكان اسحاق- يعني ابن راشد- صاحب مال، فأنفق عليهم أكثر من ثلاثين ألف درهم ورثها من أبيه. قال: ثم احتاج بعد فما أصاب عندهم خيرا. قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن راشد جزري، ومعمر بن راشد بصري ليس بينهما رحم، والنعمان بن راشد ثقة. أنبأنا عبد الصمد بن محمد عن أبي بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح المؤذن قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي بن السقاء، وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس الاصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: وسمعت يحيى يقول: اسحاق بن راشد ثقة. زاد ابن السقاء في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: اسحاق بن راشد صالح الحديث. أخبرنا ابن المقيّر اجازة عن الفضل بن سهل (271- ظ) عن أبي بكر الخطيب

قال: أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال: حدثنا المفضل بن غسان الغلابي قال: اسحاق بن راشد ثقة. أخبرنا ابن طبرزد اذنا عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: واسحاق بن راشد صالح الحديث. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقال قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن أحمد قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: قال يحيى بن معين: واسحاق بن راشد الجزري ثقة. قال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا محمد ابن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البانسيري قال: حدثنا الاحوص بن المفضل قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد العامري- وذكر اسحاق ابن راشد، يعني- فقال: مولى بني أمية. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر- فيما قرأته عليه- قال: وسئل يعني أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة عن اسحاق بن راشد الجزري الذي يروي عن الزهري فقال: لا يحتج بحديثه. قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله قال: قلت للدار قطني: فاسحق بن راشد الجزري؟ قال: تكلموا في سماعه من الزهري وقالوا: (272- و) انه وجد في كتابه والقول عندي قول مسلم فيه. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسين كتابة قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو سعد اسماعيل بن أبي صالح الكرماني وأبو الحسن

حرف السين في آباء من اسمه اسحاق

مكي بن أبي طالب الهمذاني قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان قال: حدثنا ابراهيم بن نصر قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثني صاحب لي من أهل الري يقال له أشرس قال: قدم علينا محمد بن اسحاق فكان يحدثنا عن اسحاق ابن راشد، فقدم علينا اسحاق بن راشد فجعل يقول: حدثنا الزهري، حدثنا الزهري، قال: فقلت له: أين لقيت ابن شهاب؟ قال: لم ألقه، مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا له ثم. أخبرنا ابن طبرزد- فيما أجاز لنا روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: سمعت عليا يقول: أخبرني عبد الجبار الخطابي قال: أخبرني مولى لنا عن اسحاق بن راشد قال: قال لي ابن شهاب: هل بقي أحد عنده علم؟ قال: قلت: نعم، رجل من أهل الكوفة يقال له سليمان الأعمش، قال: هات حدثني عنه، قال: فقلت: لا أحفظ، ولكن ان شئت جئتك بكتاب عندي، قال: هاته، فجئته بكتاب، فقرأه فقال: ويحك ما كنت أرى بقي أحد يحسن هذا. أخبرنا أبو عبد الله محمد «1» (272- ظ) .... قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين ابن محمد بن مودود الحراني، في الطبقة الثانية من التابعين: اسحاق بن راشد، عقبة بحران، وولده ينسبون الى ولاء عمر بن الخطاب، ذكر بعضهم أنه مات بسجستان، أحسبه قال: في خلافة أبي جعفر المنصور، وجل حديثه عند موسى ابن أعين، وقد روى عنه عتاب بن بشير، وعبيد الله بن عمرو وغيرهم. حرف السين في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن سفيان بن زياد: أبو يعقوب، حدث بالمصيصة عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، روى عنه القاضي محمد بن أحمد الهاشمي المصيصي.

اسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس:

اسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس: أبو يعقوب الهاشمي، ولي الثغور الشامية، وهو أول من جمعت له الثغور الشامية. وذكر أبو بكر محمد بن يحيى الصولي في كتاب الاوراق أنه ولد اسحاق بن سليمان بن علي في سنة تسع وثلاثين ومائة «1» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي غالب بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسن المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم ابن محمد بن عرفة قال: سنة أربع (273- و) وتسعين فيها كان الظفر بأهل حمص بعد شدة شوكة وامتناع شديد، وبعد اخراجهم اسحاق بن سليمان وايقاعهم به «2» أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب أبو بكر قال: اسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو يعقوب الهاشمي، كان من أولي الأقدار العالية، وولي لهارون الرشيد المدينة والبصرة ومصر والسند، وولي لمحمد الأمين حمص وأرمينية. وذكر أحمد بن محمد بن حميد الجهمي النسابة أنه مات ببغداد. «3» . حرف الصاد [والضاد] في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: كان بحلب، وولي الشام في أيام الرشيد، وكان موصوفا بالمروءة والشدة. وسير الى بعض الشراف الأفاضل العباسيين بحلب جزءا بخط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي الصالحي، قاضي حلب، يتضمن نسب بني صالح بن علي، فذكر فيما قرأته فيه: انه- يعني اسحاق بن صالح- كان موصوفا بالجلد والشدة، لم يكن يعرف له شبيه في شدته، وله أخبار كثيرة قد تحدث بها الناس

اسحاق بن الضيف:

واشتهر ذكرها، ولد بالرصافة، ومات بسلمية عند أخيه عبد الله، وذكر أن أمه أم ولد يقال لها توفيق. (273- ظ) . وقع الى مدرج بخط الشريف هادي بن اسماعيل بن الحسن بن علي بن الحسن الحسيني، كتبه ووضعه وذهبه للسلطان محمد بن ملكشاه، في النسب، فوجدت فيه ذكر جماعة من بني صالح بن علي، وذكر فيهم اسحاق بن صالح فقال: أمه مروة، ويقال توفيق، أم ولد، صاحب الشام، له مروءة، وكان اذا ركب الرشيد ركب هو في زي أحسن منه، فحرص الرشيد على هلاكه، وأعد له برذونا جموحا في باب ضيق، وأمره بركوبه، فجذبه اسحاق، فخافه الرشيد فقال له: أخرج عني وولاه الشام. وقرأت في كتاب مشجرة ولد العباس رضى الله عنه لأبي المنذر علي بن الحسين ابن طريف النسابة الكوفي، بخط أبي الحسن علي بن محمد بن علي العلوي العمري المعروف بابن الصوفي، أم اسحاق تدعى توفيق، وكان شديد العارضة، ذا مروءة، وكان الرشيد اذا ركب، ركب هو بأحسن زي منه، فحرص الرشيد على قتله، فأعد له برذونا جموحا في باب ضيق، وأمره بركوبه، ثم قال له: ادخل الباب، فجذبه اسحاق فقطعه، فقال له الرشيد: اخرج عني، وولاه اليمامات. قلت: كذا رأيته بخط العمري النسابة «اليمامات» وعليه ضبّة «1» ، والصحيح وولاه الشامات. اسحاق بن الضيف: وقيل اسحاق بن ابراهيم بن الضيف الباهلي (274- و) أبو يعقوب البصري العسكري، روى عن محمد بن كثير المصيصي، وحجاج بن محمد الأعور، وأبي مسهر الدمشقي، ومعاوية بن عمرو، وعبد الرزاق وعبد الوهاب ابني همام الصنعانيين، ويزيد بن أبي حليم العدني، ويعلى بن عبيد الطنافسي، ومحمد بن منيب العدني، وخالد بن مخلد الفطواني، وأبي عاصم النبيل، وعثمان بن عمر ابن فارس، وروح بن عبادة، وأيوب بن علي، وزيد بن السكن الجندي، وعمر

ابن سهل المازني، وأبي عبد الله محمد بن الحجاج المصفر البغدادي، ومنصور بن أبي نويرة، وعمر بن عاصم الكلابي، وبشر بن الحارث الحافي، وابراهيم بن الحكم بن أبان، وسليمان بن حرب، وأبي الاسود. وحدث بحلب وعملها فروى عنه من أهلها: أبو العباس يحيى بن علي بن هاشم الكندي، وصالح بن علي الناطلي، وعمر بن محمد بن نصر، ومحمود بن محمد الحلبيون، وأبو محمد عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي، وأبو عيسى الحسين بن ابراهيم بن عامر المعروف بابن أبي عجرم المقرئ الأنطاكيان، ومن غيرهم أبو مسعود عبد الرحمن بن الحسين الصابوني، وأحمد بن يحيى بن زهير التستريان، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو الأصبغ عبد العزيز ابن سعيد الهاشمي، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأبو الطيب محمد بن أحمد ابن حمدان الرسعني، وعبد الله بن اسحاق المدائني، وأبو بكر محمد بن ابراهيم ابن نيروز الأنماطي، ومحمد بن العباس بن الأخرم المديني (274- ظ) وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، والهيثم بن خلف الدوري، واسحاق بن عبد الله بن سلمة، ومحمد بن عبد الله بن عرس المصري، ومحمد بن يعقوب الأهوازي، ومحمد بن زريق بن جامع المديني المصري، وأحمد بن ابراهيم بن الحكم، ومحمد بن عزرة، والفضل ابن الحسين الأهوازي، وأبو حاتم الرازي، وعمر بن حفص بن عمرويه، ومحمد ابن محمد بن يحيى الفريابي، وأبو الحسن قسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد، وهيثم بن مجاهد، وعبيد الله بن محمد الكوفي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن المنجا بن كروس السلمي قال: حدثنا الفقيه الزاهد نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسي قال: أخبرنا أبو المعمّر مسدّد بن علي بن «1» عبد الله الحمصي قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن

سليمان بن عبد العزيز الحرملي، بالحرملية، أن اسحاق بن الضيف حدثهم قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المعدن جبار، والنار جبار، والعجماء جبار، وفي الركاز الخمس» «1» . أخبرنا أبو الحسن بن المقيّر- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن الفضل بن سهل الحلبي قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر (275- و) محمد ابن القاسم النرسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا هيثم بن مجالد قال: حدثنا اسحاق بن الضيف قال: قال لنا بشر بن الحارث: انك قد أكثرت مجالستي ولي اليك حاجة، انك صاحب حديث وأخاف أن تفسد علي قلبي، فأحب أن لا تعود إليّ فلم أعد إليه «2» . أنبأنا زين الامناء أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم بن الحسن قال: كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، وحدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد، وأبو بكر محمد بن شجاع عنه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: اسحاق بن الضيف الباهلي، بصري قدم مصر وكتبت عنه. وأنبأنا زين الأمناء قال: أخبرنا عمي قال: في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال: وأخبرنا ابن منده قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: اسحاق بن ابراهيم بن الضيف الباهلي روى عن عبد الرزاق وعبد الوهاب ابني همّام، وابراهيم بن الحكم بن أبان، ومحمد بن منيب، روى عنه أبي، وسئل عنه أبو زرعة فقال: صدوق «3» .

حرف العين في آباء من اسمه اسحاق

حرف العين في آباء من اسمه اسحاق «1» ذكر من اسم أبيه عبد الله اسحاق «2» بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن سلمة: أبو يعقوب البزاز الكوفي، رحل الى الشام، وسمع بمعرة النعمان محمد بن تمام بن عياش التنوخي، وبالمصيّصة أحمد بن مطهر المصيّصي، وحدث عنهما وعن محمد بن زياد الزيادي، ومحمد بن عبد الرحيم المصري، وأبي حاتم محمد بن اسحاق الرازي، وأحمد بن ثابت الخجندي، وأبي قرصافة العسقلاني، ويحيى بن معلى بن منصور، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن جابر المحاربي. روى عنه: علي بن محمد بن لؤلؤ، وأبو أحمد عبد الله بن عدي (283- و) الحافظ، ومحمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، ومحمد بن المظفر الحافظ، ومحمد ابن علي الناقد. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن سلمة أبو يعقوب البزاز الكوفي، سكن بغداد في قطيعة الربيع، وحدث بها عن محمد بن زياد الزيادي وأحمد بن ثابت الخجندي، وأبي بجير محمد بن جابر المحاربي، ويوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عبد الرحيم المصري المعروف ببنان، وأحمد بن المطهر المصيّصي، ويحيى بن معلى بن منصور، وأبي حاتم الرازي، وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني. روى عنه محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، ومحمد بن علي بن حبيش (283- ظ) الناقد، ومحمد بن المظفر، وعلي بن محمد بن لؤلؤ وغيرهم، وكان

اسحاق بن عبد الله بن أبي فروه:

ثقة، سافر الى الشام ومصر، وكتب عن شيوخ تلك البلاد، وصنف المسند، واستوطن بغداد الى حين وفاته «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه بحلب وأنا أسمع- قيل له: أخبركم الوزير أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة بن اسماعيل الاسماعيلي، ح. قال ابن طبرزد: وأخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وابن مسعود المجلي وغيرهما- إجازة إن لم يكن سماعا منهم، أو من أحدهم، كلهم عن أبي القاسم الاسماعيلي سماعا قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف قال: سألت الدارقطني عن اسحاق بن عبد الله، أبي يعقوب الكوفي البزاز، فقال: ثقة. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال: ومات أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم الكوفي في يوم الاربعاء لأربع عشرة خلت من شوال سنة سبع وثلاثمائة، أحد الثقات «2» . قلت نسبه ابن المنادي الى جده ابراهيم ولم يذكر أباه. اسحاق بن عبد الله بن أبي فروه: وقيل ابن عبد الله بن محمد بن أبي فروة (ذكره) ابن عدي عن أحمد بن شبويه بن ثابت الخزاعي المروزي «3» . (275- ظ) واسم أبي فروة عبد الرحمن، وقيل كيسان بن الأسود بن سوادة، وقيل الأسود بن عمرو بن رياش، أبو سليمان القرشي المدني، من أهل المدينة، مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه. كان يصحب صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بحلب وغيرها من بلاد الشام حكى عن معاوية بن أبي سفيان، وحدث عن محمد بن المنكدر، ونافع مولى عبد الله

ابن عمر، وزيد بن أسلم، والزهري، وعمرو بن شعيب، ومجاهد بن جبر، ومحمد بن يوسف المدني مولى عمرو بن عثمان، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وموسى بن وردان، وزيد بن أسلم، وأبي الزبير، وابراهيم بن محمد بن أسلم، وابراهيم بن عبد الله بن حنين، وعيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومالك بن أنس، ومكحول الفقيه، ورزيق بن حكيم الإيلي. روى عنه محمد بن شعيب، والليث بن سعد، ويحيى بن حمزة، وعمرو بن الحارث، وعمر بن عبد الواحد، واسماعيل بن عيّاش، وعبد الله بن لهيعة، والوليد بن مسلم، وأبو بكر بن أبي سبرة، ومروان بن جناح، وابراهيم بن محمد بن أبي يحيى، والقاسم بن هزان الخولاني، وشعيب بن أبي حمزة الحمصي (276- و) . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي بحلب قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن، وشهدة بنت أحمد بن الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش المعدّل قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن أحمد الطوسي قالوا: حدثنا الحاجب أبو الحسن بن العلّاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا العباس بن عبد الله الترفقي قال: حدثنا بسرة بن صفوان قال: حدثنا أبو معشر عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو لولد شيطان أو ولد غيّة. أخبرنا أبو حفص بن طبرزد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: خطبنا معاوية وعليه ثوب أخضر. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو بغية الطلب في تاريخ حلب م (93)

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن (276- ظ) بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا الحسن بن هرون قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا بقيّة عن عتبة بن أبي حكيم عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أنه جلس بالمدينة في مجلس الزهري، فجعل اسحاق يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الزهري، قاتلك الله يا بن أبي فروة ما أجرأك على الله، أسند حديثك، تحدثوننا بأحاديث ليست لها خطم ولا أزمة. أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني سليمان ابن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سليمان بن حميد قال: كتب اسحاق بن أبي فروة الى عمر بن عبد العزيز يستأذنه في القدوم عليه، فكتب، الشقّة بعيدة، والوطأة ثقيلة، والنيل قليل، وأنا عنك راض «1» . كتب إلينا أحمد بن أزهر السباك أن أبا بكر محمد بن عبد الباقي أخبرهم قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّويه قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن اسحاق بن ابراهيم بن الخليل الجلاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، ويكنى أبا سليمان، وكان (277- و) أبو فروة مولى لعثمان بن عفان، ويقولون أن عبيد الحفار جاء بأبي فروة عبدا مكانه فأعتقه عثمان بعد ذلك، وكان أبو فروة يرى رأي الخوارج، وقتل مع ابن الزبير، فدفن في المسجد الحرام. وقال بعض ولده: انه من بليّ، وأن اسمه الأسود بن عمرو، وكان ابنه

عبد الله بن أبي فروة مع مصعب بن الزبير بن العوام بالعراق، وكان مصعب يثق به فأصاب معه مالا عظيما. وكانت لاسحق بن عبد الله حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه، يجلس إليه فيها أهله، وهم كثير بالمدينة، وكان اسحاق مع صالح بن علي بالشام، فسمع منه الشاميون، ثم قدم المدينة فمات بها سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر، وكان اسحاق كثير الحديث، يروي أحاديث منكرة، ولا يحتجون بحديثه. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، ويكنى أبا سليمان، مولى لآل عثمان بن عفان، مات بالمدينة سنة أربع وأربعين ومائة «1» . أنبأنا أبو اليمن بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا (277- ظ) خليفة بن خياط في طبقات أهل المدينة قال: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة يكنى أبا سليمان مولى عثمان بن عفان، مات سنة أربع وأربعين ومائة «2» . أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي إذنا عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- قال ابن خيرون- ومحمد الحسن الأصبهاني قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال:

أخبرنا محمد بن سهل قال: قال لنا أبو عبد الله البخاري: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، أبو سليمان، مولى عثمان بن عفان، مدني قرشي، قال ابن سهل: تركه «1» . قال ابن ناصر: أخبرنا أبو الفضل المكي إجازة قال: أخبرنا أبو حاتم الوائلي قال: حدثنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو سليمان اسحاق بن أبي فروة مدني متروك، أخبرنا معاوية ابن صالح عن يحيى بن معين قال: اسحاق بن أبي فروة مدني لا يكتب حديثه، ليس بشيء. أنبأنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو سليمان اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني ضعيف الحديث «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- قراءة عليه بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: سمعت القاضي أبا الفتح (278- و) إسماعيل بن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: اسحاق بن عبد الله بن محمد بن أبي فروة المدني غير متفق عليه، ولا مخرج في الصحاح، روى عن مالك. أنبأنا أبو الفرج بن القبّيطي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا علي بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن أبي فروة ليس بشيء لا يكتب حديثه. قال ابن عدي: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثني معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة مديني، حديثه ليس بذاك، وفي موضع آخر لا يكتب حديثه، ليس بشيء.

وقال ابن عدي: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، ومحمد بن أحمد- يعني ابن حماد- وعبد الملك بن محمد قالوا: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وعبد الأعلى بن أبي فروة، وآخر من بني فروة، وقال ابن حماد: وصالح بن عبد الله بن أبي فروة ثقات إلا اسحاق، وأبو علقمة عبد الله بن محمد الفروي ابن عمهم وهو ثقة. قال ابن عدي: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تحل عندي الروايه عن اسحاق بن أبي فروة؛ قال: ما هو بأهل أن يحمل عنه، ولا يروى عنه. وقال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: حدثنا علي قال: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة (278- ظ) مديني منكر الحديث. وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن العراد قال: حدثنا يعقوب بن أبي شيبة قال: سمعت علي بن عبد الله يقول لم يدخل مالك في كتبه ابن أبي فروة. وقال: حدثنا محمد بن يحيى بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا محمد بن عاصم بن حفص- وكان من ثقات أصحابنا- قال: حججت ومالك حي، فلم أر أهل المدينة يشكون أن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متهم، قلت له: في ماذا؟ قال: في الاسلام. قال: وقال عمرو بن علي: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك الحديث. «1» أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد عن مسعود الثقفي قال: أنبأنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قالا: أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت محمد بن عاصم المصري- وكان من أهل الصدق- قال: قدمت المدينة ومالك بن أنس حي، فلم أر أهل المدينة يشكون أن اسحاق بن أبي فروة متهم على الدين.

قال أحمد بن علي الحافظ: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا أبو الفضل ابن خميرويه قال: أخبرنا أبو علي الأنصاري قال سمعت محمد بن عبد الله بن عمار يقول: اسحاق بن أبي فروة ضعيف وقال في موضع آخر عن محمد بن عبد الله ابن عمار: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ضعيف ذاهب. كتب إلينا أبو القاسم بن محمد الأنصاري أن أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أخبرهم قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله (279- و) الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني يقول: سمعت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة يقول: سمعت أحمد ابن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أكتب حديث أربعة: موسى بن عبيدة، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وجويبر بن سعيد، واسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: في نسخة ما أخبرنا أبو عبد الله الخلال- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: سمعت أبي يقول: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ذاهب الحديث، متروك الحديث، وسمعت أبا زرعة يقول: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ذاهب الحديث، متروك الحديث، وكان في كتابنا حديث عنه فلم يقرأه علينا وقال: أضعف ولد أبي فروة اسحاق، وقال: ذكر أبي عن اسحاق بن منصور الكوسج عن يحيى بن معين أنه قال: اسحاق بن أبي فروة لا شيء، قال: وحدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن أبي فروة كذاب. ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن هانىء الكتاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، أبي سليمان المديني، مولى عثمان بن عفان، فقال: ضعيف الحديث «1» .

أنبأنا أبو المحاسن قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا عن أبي نصر بن الجبان عن أحمد بن القاسم (279- ظ) الميانجي قال: حدثني أحمد بن طاهر بن النجم قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن عمر قال: وكان أبو زرعة قد أخرج أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين، فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه، ولم أسمعه منه ومنهم: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة. قال أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال: أخبرنا أبو تمام علي بن محمد بن الحسن، وأبو الغنائم بن الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطنى قال: ح. قال أبو القاسم: وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي- إجازة- قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني، من المتروكين فذكرهم وفيهم: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، زاد ابن بطريق: متروك، قالا: وله ثلاثة أخوة ثقات وابن عمهم أبو علقمة ثقة. أخبرنا عبد الصمد بن الحرستاني إذنا عن أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو الفرج الأسفراييني قال: أخبرنا علي بن منير قال: أخبرنا الحسن ابن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، متروك الحديث، ثم ذكره النسائي في الطبقة العاشرة من أصحاب نافع المتروك حديثهم. أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: باب من يرغب عن الرواية عنهم، (280- و) وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم منهم: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وآل أبي فروة كل من حدث عنه ثقة إلا اسحاق بن أبي فروة لا يكتب حديثه.

كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر قال: سئل أبو بكر محمد بن اسحاق عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة فقال: لا أحتج بحديثه، وهم أخوة: اسحاق، وعبد الحكيم، وعبد الأعلى بنو أبي فروة. أنبأنا زين الأمناء بن عساكر قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي ورشاء بن نظيف قالا: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد البصري قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: اسحاق ابن أبي فروة كذاب «1» . أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي البركات في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: حدثنا أبو هاشم السلمي قال: حدثنا القاسم ابن عيسى العصار قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: اسحاق بن أبي فروة، سمعت ابن حنبل يقول: لا يحل الكتاب عنه (280- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: أخبرنا أبي قال وحدث الواقدي عن محمد بن سلمة بن بخت عن اسحاق بن أبي فروة وليس بثقة عند يحيى بن معين. وقال الأنماطي: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقال قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: اسحاق بن أبي فروة، والحكم الايلي، وابن أبي يحيى لا يكتب حديثهم. وقال الأنماطي: أخبرنا أبو بكر الشامي قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: حدثنا يوسف بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثني أبو غسان قال: جاءني علي بن المديني فكتب عني عن عبد السلام بن حرب أحاديث اسحاق بن أبي فروة فقلت: أي شيء تصنع بها؟ قال: أعرفها لا تفلت. أنبأنا أبو حفص الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر قال: حدثنا عبد الواحد ابن محمد بن عثمان قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن موسى قال: حدثنا اسماعيل

(282- و) بن اسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة- يعني منكر الحديث-. أخبرنا ابن طبرزد إذنا عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: أخبرني مصعب ابن عبد الله قال: كان عبد الله بن أبي فروة كاتبا لمصعب بن الزبير، وأبو فروة كيسان، وكان الخيار من رقيق الإمارة الذين يحفرون القبور، فجاء بأبي فروة فدفعه الى عثمان بن عفان في خلافته، فأخذه فأعتقه وخلى سبيل الخيار، فقال ابن الكوسج: شهدت بإذن الله أن محمدا ... رسول من الرحمن غير مكذب وأن بني صياد ردوا لأصلهم ... وأن حنينا كان عبد المثقب وأن ولاء طيس على رغم أنفه ... لشماس عبد السوء في شر منصب وأن ابن كيسان الذي كان كاتبا ... عبيد لحفار القبور بيثرب يعني عبد الله بن أبي فروة، وكان كاتبا لمصعب «1» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون- وأبو الحسين الأصبهاني قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد ابن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل (282- ظ) البخاري قال: قال لي أحمد ابن أبي الطيب عن ابن أبي الفديك مات- يعني اسحاق بن أبي فروة- سنة ست وثلاثين ومائة «2» . هكذا نقل البخاري في تاريخه وفاة اسحاق بن أبي فروة، والصحيح أنه مات

اسحاق بن عبد الله الاذني:

سنة أربع وأربعين ومائة، وقد ذكرنا ذلك عن محمد بن سعد كاتب الواقدي، وأخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: حدثنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: سنة أربع وأربعين ومائة، فيها مات اسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة «1» . أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع أن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة مولى عثمان بن عفان نزل المدينة، ضعيف، توفي سنة أربع وأربعين ومائة. وقال ابن قانع: سنة ست وثلاثين ومائة ابن أبي فروة- يعني قيل أنه مات فيها-. أنبأنا عمر بن محمد المؤدب عن أبي غالب بن البناء عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: ويقال أن اسحاق بن عبد الله توفي سنة أربع وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر. اسحاق بن عبد الله الاذني: من أهل أذنه، روى عنه أحمد بن حنبل. اسحاق بن عبد الله البوقي: من أهل بوقة من قرى أنطاكية حدث عن عيسى بن يونس، وداود بن عبد الرحمن، وسفيان بن عيينة، ومالك بن أنس. روى عنه: محمد بن الخضر بن علي، وهلال بن العلاء.

اسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ:

أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة قال: اسحاق بن عبد الله، أبو يعقوب البوقي، وبوقة قرية من قرى أنطاكية، روى عن هشيم، وابن عيينة، ومالك. روى عنه هلال بن العلاء الرقي، ومحمد بن الخضر بمناكير. اسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ: أبو يعلى الصابوني النيسابوري، أخو أبي عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني. كان واعظا مذكرا، له قبول عند الناس، لطيف المعاشرة، حسن الأخلاق، قدم حلب صحبة أخيه أبي عثمان سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائه حاجين على طريق (284- و) الشام، وسمع الحديث الكثير من أبي طاهر المخلص، وأبي سعيد الرازي، وأبي سعيد محمد بن أحمد الأسفزاري، وأبي طاهر بن خزيمة، وأبوي محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، والمخلدي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، وأبي بكر محمد بن محمد بن الهاني، وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس، وأبي طاهر بن محمش الزيادي، والحافظ أبي عبد الله الحاكم، وأبي العباس أحمد بن محمد البالوي، وأبي معاذ الهروي، وأبي بكر الجوزقي، وأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، وأبي بكر محمد بن الحسين السمسار، وأبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب، وأبي الحسين الخفاف، وأبي علي منصور بن عبد الله الذهلي. روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي، وأبو محمد السيدي، وزاهر بن طاهر الشحامي وأبو علي الحسن بن أبي الحر الزريقي. أخبرنا أبو هاشم بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني- إملاء- قال: أخبرنا الزكي أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور قال: أخبرنا أبو يعلى اسحاق بن عبد الرحمن الصابوني قال: أخبرنا أبو علي منصور بن عبد الله الذهلي

قال: حدثني أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن جميل البغدادي قال: حدثنا عبيد بن محمد بن الكشوري قال: حدثنا الحسن بن يحيى الصنعاني قال: حدثني عبد القدوس بن إبراهيم بن مرداس قال: أخبرنا شيخ من قريش من بني أمية يقال له إبراهيم بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لله ملائكة موكلون بأنقاب الحرم منذ خلق الله الدنيا الى أن تقوم الساعة يدعون لمن حج من مصره ماشيا» «1» (284- ظ) . أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة المعزية قراءة عليه قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: سمعت أبا علي الحسن بن عبيد الله بن سعادة الزريقي- وعبيد الله يكنى أبا الحر- بثغر سلماس «2» يقول: قدم علينا الامام أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة بعد رجوعه من الحج ومعه أخوه أبو يعلى اسحاق وتبع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف بن عمران الهلالي، فقام بجميع مؤنه، وكان يعقد المجلس كل يوم في الجامع، وافتتن به الناس، وسمعنا عليه وعلى أخيه كثيرا من رواياتهما، وكان أخوه أبو يعلى فيه دعابة، والشيخ أبو بكر بن حريز السلماسي مثله في كثرة المزاح، وكان يورد من المضاحك ما يعجز أبا بكر، واتخذ جدي يوما حلاوة كثيرة، وكان بين يدي اسماعيل صحف صغير فأكله، فأخذ جدي صحفا آخر كان بقرب أبي يعلى فقربه إليه، فقال أبو يعلى: كان بنيسابور رجل مموّل فاجتاز بعض الماجنين بدار حسنة فقال: لمن هذه؟ فقيل لفلان، فمضى ورأى خانا جليلا، فقال: وهذا لمن؟ فقيل له، وكذا دكاكين وحماما وبستانا، فأخذ عمامته من رأسه وقال: إلهي عن أي شيء سألت قيل هو له، فهذه عمامتي أعطها أيضا إياه، ولكن أخي ما يكفيه الحشم والدواب والثياب والاموال التي معه حتى زاحمني في هذه الحلاوة التي كانت بين يدي، فاستحسنوا كلامه. (285- و) .

أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ، أبو يعلى النيسابوري الواعظ، أخو الاستاذ أبي عثمان، سمع أبا سعيد عبد الله بن محمد الرازي وأبا طاهر بن خزيمة، وأبا محمد المخلدي، وأبا الحسين الخفّاف، وأبا بكر محمد بن محمد بن الحسن بن الهاني، وأبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن اسحاق البالوي، وأبا سعيد محمد بن أحمد الأسفزاري، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي المجبر، وأبا معاذ الشاه بن عبد الرحمن بن مأمون الهروي، وآباء بكر: محمد بن أحمد بن عبدوس، ومحمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الحوزقي، ومحمد بن الحسين السمسار، وأبا طاهر المخلص، وأبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش، والحاكم أبا عبد الله وأبا يعلى حمزة بن عبد العزيز الكتاني. وحدثنا عنه أبو عبد الله الفراوي، وأبو محمد السيّدي، وأبو القاسم الشحامي بنيسابور، وأبو الحسن حفيد البيهقي ببغداد. قال: كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل في تذييله تاريخ نيسابور قال: اسحاق بن عبد الرحمن أبو يعلى الصابوني، شيخ ظريف، ثقة، حسن الصحبة، خفيف المعاشرة، على طريقة التصوف «1» ، قليل التكلف، وكان ينوب عن الاستاذ الامام شيخ الاسلام (285- ظ) في عقد مجلس التذكير، وسمع الحديث الكثير بهراة، ونيسابور، وبغداد، وحدث. توفي عشية الخميس وصلي عليه عصر يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وقال: أنبأنا أبو نصر أحمد بن الفضل بن ابراهيم البار الأصبهاني قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الحاكم بهراة قال: سنة خمس وخمسين

ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه اسحاق

ورد الخبر بوفاة أبي يعلى اسحاق بن عبد الرحمن الصابوني نيسابور، وكان مولده سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. وقال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثني عمر بن عبد الكريم، أبو الفتيان الدهستاني قال: توفي اسحاق سنة ست وخمسين وأربعمائة «1» . ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه اسحاق اسحاق بن علي بن ابراهيم بن يوسف الفصيص بن يعقوب، وقيل هو الفصيص بن إبراهيم بن اسحاق بن قضاعة بن تويب الفصيصي، أبو يعقوب بن أبي الحسين التنوخي وسنذكر تمام نسبه الى تنوخ في ترجمة جد جد جده اسحاق بن قضاعة إن شاء الله تعالى، وكان أبو يعقوب هذا من الأمراء المذكورين، الفضلاء والنبلاء الممدحين الكرماء، وبيتهم بيت عريق في التقدم والولايات بقنسرين وحلب وبالعلم. قرأت في أشعار أبي الحسن محمد بن عيسى النامي العراقي اليشكري، بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان، وسمعه منه، قصيدة يمدح بها الأمير أبا يعقوب اسحاق بن علي الفصيصي التنوخي أولها: (286- و) . صنت دمعي إلا ليوم الفراق ... فهو وقف عليه حتّى التلاقي لست أقضي حق الأحبة حتى ... أمزج الدمع مع دمي في المآقي فتحال الدموع والدم درّا ... وعقيقا في المدمع الرقراق قال فيها: ليس يشفي من النوائب إلّا ... كلّ وجناء عنتريس «2» دفاق كلما أيقظت تراب فلاة ... نوّمته في صحصح أو رقاق

تحرق الأرّم اغتياظا على الدّه ... ر إذا نوخت بماء حراق فاستثارت من الزمان بمن يم ... لك قبض الأرواح والأرزاق بالأمير السميدعي أبي يعق ... قوب ذي الطول والعلى اسحاق بالحسيب النسيب والسيد الأ ... يد والأروع الفتى الغيداق والخضم الغطم «1» والأبلج الأ ... بلح أصلا والمدره «2» المسلاق وإذا الحرب أوقدت وغدا الم ... وت لديها مشمرا عن ساق زوّج السيف بالرقاب فأضحت ... أرؤس عن جسومها في طلاق وترى رمحه إذا اصطلت الأيد ... ي ولوجا بين اللهى والتراقي لعلي وللفصيص وفهم ... وتنوخ به أشم المراقي نسب منه يستعار رضا ... ء الشمس والفجر ساعة الاشراق لو على الليل كان صار نهارا ... أو على البدر لم يخف من محاق (286- ظ) وإذا ما الغمام أكدى رتعنا ... في حيا جود كفه المهراق ملك أدب الزمان فلاقى ... معتفيه بأحسن الأخلاق وسمت مكرمانه الناس حتى ... صرن فيهم قلائد الأعناق منها: أنت باب الإمام والعالم الباط ... ن مفتاح مبهم ذي انغلاق رحمة كالغمام أنت على الشا ... م وآثارها بأرض العراق فدعاك الإمام بحرا ولكن ... ك عذب المذاق غير زعاق فالورى شاربون منه جميعا ... ومعد أبو تميم ساق ولقد كان عاطلا عنق الده ... ر فحليت بالعلوم الدقاق إن آل الفصيص شادوا ذر ... ى المجد بدر العطاء غير فواق وعليّ أبوك ما زال فينا ... باقيا شخصه وشخصك باق

اسحاق بن علي بن أبي الغنائم بن مراجل الكاتب الحموي:

فأنفذ اليه ثيابا وأهدى اليه أشياء حسنة، فعمل هذه الأبيات، ولم ينشده إياها، وخرج من اللاذقية مبادرا. بأبي نائل أتاني جسيم ... مستفيض كما تفيض الغيوم حامل فوق ظهره لي علما ... قدره في الإسلام قدر عظيم ذو معان كأنما هن أروا ... ح لطاف لها العقول جسوم بأبي والد غذاني كبيرا ... لبنا شربه براد جميم (287- و) فإذا قيل لي: اتصف قلت: إني ... أنا كهل طفل رضيع فطيم ففديناه من صروف الليالي ... وفداه أخوه ابراهيم قد نأيناه والزمان ضحوك ... وأتيناه- والزمان شتيم وقصدناه عاطلين فحلى ... فعلينا من راحتيه نعيم فانصرفنا من عنده وقرانا ... حين ضفناه نائل وعلوم اسحاق بن علي بن أبي الغنائم بن مراجل الكاتب الحموي: شاب فاضل، حسن النظم والنثر، كتب الانشاء بحماه للملك المظفر محمود ابن محمد بن عمر بن شاهانشاه بن أيوب: ثم اتصل بعد ذلك بالملك الصالح أيوب ابن الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب، ملك الديار المصرية، فكتب له الانشاء مدة، ثم فارق الديار المصرية وقدم علينا حلب، وطلب الخدمة بها، فلم يستخدم، وكتب إلي بهذين البيتين يستعين بي على قضاء شغله: عاتبت دهري لما تصدى ... معاندا لي وما رثى لي فقال خطي: لا تخش نقصا ... فقد وصلنا إلى الكمال «1» أقام اسحاق بن مراجل بحلب بعد ذلك الى أن طرق التتار البلاد، وكتب فيها لبعض ولاتها. وأخبرني أخوه أبو عبد الله محمد بن علي أن ولادته كانت في سنة عشر وستمائة. بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (94)

اسحاق بن علي الرهاوي الطبيب:

اسحاق بن علي الرهاوي الطبيب: طبيب فاضل متقدم العصر، دخل حلب، وقفت له على مصنف في آداب الأطباء وذكر في كتابه أشياء جرت له بحلب (287- ظ) . اسحاق بن عمار بن جش بن محمد بن جش: أبو يعقوب الأزدي المهلبي، شيخ المصيصة وأميرها، وكان مقدما بالثغور الشامية واليه صغير أمورها وكبيرها، وفد على سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان الى حلب في سنة احدى وأربعين وثلاثمائة في التماس مصالح الثغور، وهو من ولد قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة، وكان من بني عم الوزير الحسن بن محمد المهلبي، وزير العراق، وكان أمير المصيصة، وعاضد سيف الدولة ابن حمدان وكاثفة على إخراج محمد بن الحسين بن الزيات عن ولاية الثغور وكان واليا على الثغور الشامية فلما استولى سيف الدولة على الثغور لم يف لاسحق بن جش بما عاقده عليه، ووافق ابن الزيات على القبض عليه بعد أن كان ولاه سيف الدولة الثغور، فاجتاز بالمصيصة، وقد بلغ ابن جش ذلك فاستوحش، وأظهر أنه عرض له النقرس، ولم يلق ابن الزيات، وأطعمه أنه كاتب المطيع في أمر ابن الزيات أن يعيده الى ولاية الثغور، وأن ابن عمه الحسن بن محمد المهلبي الوزير تكفل له بإيصال الكتاب الى المطيع، وأظهر لابن الزيات أنه يغار أن يكون ابن الزيات مضموما الى نجا غلام سيف الدولة، فقام ذلك في نفس ابن الزيات وصدقه، وعصى على سيف الدولة، وأقام الدعوة لمن بالعراق، ثم لنفسه، وقطع اسم سيف الدولة. وكان اسحاق بن جش حين قدم حلب سمع بها أبا عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه (288- و) وشاهدت سماعه وسماع ولده محمد بن اسحاق على نسخة أبي عبد الله بن خالويه من الجمهرة لابن دريد في سنة احدى وأربعين وثلاثمائة. وحدث اسحاق بن جش بالمصيصة وطرطوس عن محمد بن عمير بن مسعود، وأبي بكر محمد بن ابراهيم بن مهدي، والحسن بن حبيب الكرماني. روى عنه القضاة أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي، وأبو

اسحاق بن عمارة:

محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان البعلبكي، ومحمد ابن أحمد بن يعقوب المصيصي. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن كتابة، واجتمعت به بدمشق في منزل شيخنا أبي اليمن الكندي قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو القاسم النسيب، وأبو محمد بن الأكفاني وغيرهما قالوا: حدثنا أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي البغدادي الخلال في رجب سنة عشرين وأربعمائة قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن أحمد بن ذكوان قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن عمار بن جش بن محمد بن جش بالمصيصة قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن مهدي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي قال: حدثنا صالح بن مسلم أبو هاشم الواسطي عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن يوسف الأنصاري عن سهل بن سعد عن أبي بكر أن سورة «إذا جاء نصر الله والفتح» حين أنزلت على رسول الله صلى الله عليه (288- ظ) وسلم، علم أن نفسه نعيت له. «1» . اسحاق بن عمارة: قدم صحبة هرون الرشيد، ودخل من الرقة معه الى الشام، وسيره رسولا إلى ملك الروم، فاجتاز بحلب، وحكى أمورا شاهدها في بلاد الروم. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير البغدادي اذنا عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن نصر بن الزاغوني. قال أبو المعمر: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن زيد الوقاياتي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري، ح. وقال ابن الزاغوني: أخبرنا أبو منصور بن العكبري- اجازة- قال: أخبرنا

اسحاق بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم:

أبو القاسم آدم بن محمد المعدل قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: وكان هرون الرشيد أنفذ اسحاق بن عمارة الى ملك الروم في السنة التي نزل فيها الرقة فوجد في صدر مجلسه هذه الأبيات مكتوبة بالذهب. ما اختلف الليل والنهار ولا ... دارت نجوم السماء في الفلك إلّا لنقل النعيم عن ملك ... قد زال عن ملكه إلى ملك وملك ذي العرش دائم أبدا ... ليس بفان ولا بمشترك اسحاق بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم: ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي القرشي، كان مع أبيه بخناصره وشهد وفاته بدير (289- و) سمعان مع جماعة أولاد عمر. ذكره أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ في تاريخ دمشق، وقال: له ذكر وعقب، أخبرنا بذلك ابن أخيه زين الأمناء الحسن محمد قال: أخبرنا عمي، فذكره. «1» . اسحاق بن عيسى بن نجيح: أبو يعقوب بن الطباع الفقيه، وأبو عيسى هو المعروف بالطباع، بغدادي انتقل الى أذنة، وأقام بها الى أن مات. وحدث عن: مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن لهيعة، وحماد بن زيد، والمنكدر بن محمد، وأبي معشر، وحماد بن سلمة، ويحيى بن سليم، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وسلّام بن أبي مطيع. روى عنه: ابن أخيه أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى، وأبو عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل، وعبد الله بن نصر الأنطاكي، والحسين بن عيسى البسطامي، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن المنصور، ومحمد بن يحيى، ويعقوب بن

شيبة، والحسن بن مكرم بن حسن البزاز، والحارث بن أبي أسامة، والحسن بن يزيد المؤذن، ويوسف بن بحر البغدادي الجبلي، ومحمد بن حاتم المصيصي، واسحاق بن بهلول التنوخي، ومحمد بن اسماعيل ابن علية، وهاشم السراج، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ومحمد بن عبيد. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- قراءة عليه بمنزله بدمشق- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، المعروف بابن الطير قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد (289- ظ) بن إسماعيل المعروف بابن سمعون الواعظ قال: أخبرنا أحمد بن عثمان السمسار قال: حدثنا عباس بن محمد قال: حدثنا اسحاق ابن عيسى الطباع قال: حدثنا ابن لهيعة عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ودع أحدا قال: «استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك» «1» . أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الدامغاني قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن شاذان قال: حدثنا أبو جعفر عبد الله بن اسماعيل بن إبراهيم الهاشمي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى الطبّاع قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن عيسى عمي قال: حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يحرم من الرضاع ما يحرم من الولادة» «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: اسحاق بن عيسى بن نجيح، أبو يعقوب، المعروف بابن الطباع، وهو أخو محمد بن يوسف، سمع مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبا ضمرة أنس بن عياض.

روى عنه: أحمد بن حنبل، وابن أخيه محمد بن يوسف، واسحاق بن بهلول التنوخي ويعقوب بن شيبة، وعباس الدوري، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم. (290- و) . وكان قد انتقل في آخر عمره إلى أذنة، فأقام بها حتى مات. قال الخطيب: أخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: وسألت أبا علي صالح بن محمد عن ابن الطباع اسحاق بن عيسى فقال: لا بأس به صدوق «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد الماكي قال: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله ابن أحمد الخليلي يقول: اسحاق بن عيسى بن الطباع وأخوه محمد بن عيسى متفق عليهما ثقتان، رويا عن مالك. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الأزهري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن اسحاق المعدّل قال: أخبرنا الحارث بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: سنة خمس عشرة ومائتين، فيها مات أبو يعقوب اسحاق بن الطباع الفقيه بأذنة في ربيع الأول. وقال الخطيب: أخبرنا السمسار قال: أخبرنا الصفّار قال: حدثنا ابن قانع أن اسحاق بن عيسى بن الطباع مات في سنة أربع عشرة ومائتين، والأول أصح والله أعلم «2» . وقرأت في تاريخ عبد الله بن الحسين القطربّلي ومحمد بن أبي الأزهر الذي اجتمعا على تأليفه في حوادث سنة ست وعشرين ومائتين قالا: وفيها مات اسحاق بن عيسى الطباع بأذنة.

حرف القاف في آباء من اسمه اسحاق

وذكر أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق مثل ذلك «1» . أخبرنا أحمد بن الأزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أجاز لي القاضي أبو القاسم علي بن المحسن عن أم الضحاك عاتكة بنت أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ... روى ... «2» سنة خمس عشرة ومائتين اسحاق بن الطباع- يعني مات-. حرف القاف في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن قضاعة بن ثويب بن محطة بن وهب بن عدي: وقيل ثويب بن عدي بن يزيد بن تيم بن سبعة بن بلقن بن عدي بن زيد ابن محطة بن عدي بن زيد (290- ظ) بن حيّة بن بريح بن جذيمة بن فهم بن تيم الله بن وبرة- وقيل تيم الله بن أسد بن وبرة- بن تغلب بن حلوان بن الحاف ابن قضاعة بن مالك، التنوخي القنّسريني، جد بني الفصيص، له ذكر. حكى عنه كثيرّ بن أبي صابر القنسريني قال: كنت يوما عند اسحاق ابن قضّاعة التنوخي، وهو جد بني الفصيص، فدعا بسيوف فجعل يقلبها، فقال لي: يا كثير هذه سيوف آبائنا التي قاتلوا بها يوم صفين، وهي عندنا مدخرة حتى يقوم القائم من آل أبي سفيان، فنقاتل بها معه، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة ابنه إبراهيم بن اسحاق بن قضاعة فيما تقدم من هذا الكتاب. وآباء اسحاق بن قضاعة هم الذين قاتلوا من قضاعة يوم صفين مع معاوية ابن أبي سفيان، وأقطعهم الاقطاعات والمدن، وكانت مدينة قنسّرين وحاضرها مما أقطعهم إياه. وقرأت في كتاب «ديوان العرب وجوهرة الأدب وايضاح النسب» «3» تأليف محمد بن أحمد بن عبد الله الأسدي النسابة قال: وبأرض معرّة النعمان

حرف الكاف في آباء من اسمه اسحاق

وأرض قنسرين وما الى تلك الأرض جبل متصل إلى أرض حمص غلبت عليه تنوخ، وذلك في عصر ملك الروم، وكان أقطعهم إياه، فلما أن جاء الإسلام في عصر معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه سارت معه قضاعة الى صفين وقاتلت بين يديه، فلما أن رجع إلى الشام وفدت عليه وفود قضاعة ممن كان بأرض الشام تطلب الإقطاع والجوائز، فأقطعهم الزيادات والمدن، وذلك من حد بلد الأردن إلى حد جبل حلب وهو جبل جوشن. (291- و) . حرف الكاف في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن كعب بن اسحاق الحلبي: أبو يعقوب الأنطاكي، وكان أبوه قنّسرينيا، وسيأتي ذكره، وأظن أن أصله قنسري، وسكن اسحاق حلب فنسب إليها، ثم سكن أنطاكية فنسب إليها، ثم انتقل إلى بغداد فنسب إليها، والله أعلم، وهو من موالي عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس. حدث عن أبيه كعب بن اسحاق القنسريني، وموسى بن عمير العنبري، وشريك بن عبد الله وعبيدة بن حميد التيمي، وعبد الحميد بن سليمان، وعباد ابن العوام، وعلي بن غراب. روى عنه أحمد بن زياد بن مهران السمسار، وأبو عمرو عثمان بن عبد الله ابن خرزاد الأنطاكي الحافظ، وأحمد بن ملاعب، وعلي بن حرب الطائي، وأبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبىّ، وأبو بكر بن أبي الدنيا وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن محمد الشطري، ومحمد بن الفضل السقطي، ومحمد ابن اسماعيل الترمذي. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي الفقيه- قراءة عليه بالبيت المقدس، في صحن المسجد بالقرب من قبة الصخرة- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الطلحي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله قال: أخبرنا

محمد بن عبد الواحد النحوي قال: حدثنا أحمد بن زياد بن مهران السمسار قال: حدثنا اسحاق بن كعب الحلبي قال: حدثنا (291- ظ) موسى بن عمير عن الحكم ابن عتيبة عن ابراهيم عن الأسود عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأعدوا للبلاء الدعاء» «1» . كتب إلينا المؤيد بن محمد الطوسي من نيسابور أن أبا الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي أخبره قال: حدثني الشيخ أبو الفضل بن زريق قال: حدثنا أبو العلاء المعري قال: حدثني أبي عبد الله بن سليمان قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد الأنطاكي قال: حدثنا عثمان بن خرزاد قال: حدثنا اسحاق ابن كعب، أبو يعقوب مولى عيسى بن علي قال: حدثنا موسى بن عمير العنبري عن مكحول عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لحامل كتاب الله دعوة مجابة» «2» . وأخبرنا بهذا الحديث أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن النقور، وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن العلاف قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال: حدثنا اسحاق بن كعب الأنطاكي قال: حدثنا موسى بن عمير فذكر الحديث بتمامه. وأخبرنا به أبو الحسن علي بن عبد اللطيف بن الحسين الدينوري- عرف ابن كعب، أبو يعقوب مولى عيسى بن علي قال: حدثنا موسى بن عمير العنبري بابن الخيمي- ببغداد قال: أخبرنا أبو الفتح بن شاتيلا قال: أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا اسحاق بن كعب الأنطاكي قال: حدثنا موسى بن عمير فذكره.

أنبأنا الفقيه أبو حفص عمر بن علي بن قشام الحنفي عن أبي العلاء الحسن ابن أحمد الحافظ العطار قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم الحافظ في كتاب الأسماء والكنى قال: أبو يعقوب اسحاق بن كعب الهاشمي مولاهم البغدادي، سمع أبا عبد الله شريك بن عبد الله النخعي، وأبا عبد الرحمن عبيدة بن حميد. روى عنه: أبو الحسن علي بن حرب الطائي، وأبو جعفر محمد بن غالب ابن حرب الضبي، كناه لنا محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه:، وهو صدوق «1» . (292- و) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: اسحاق بن كعب، أبو يعقوب مولى بني هاشم، سمع شريك بن عبد الله القاضي، وعبد الحميد بن سليمان أخا فليح، وعبيدة بن حميد الحذّاء، وموسى بن عمير، وعلي بن غراب، وعبّاد ابن العوام. روى عنه علي بن حرب الطائي، وعباس الدوري، وأحمد بن موسى الشطوي، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن الفضل السقطي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه، وهو صدوق. وقال الخطيب: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاري، ح. وقال الخطيب: وحدثني محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قالا: اسحاق بن كعب، أبو يعقوب، بغدادي، زاد البخاري مولى بني هاشم «2» .

اسحاق بن كنداج:

وذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل قال: اسحاق بن كعب، مولى بني هاشم، أبو يعقوب، بغدادي، روى عن شريك، وهشيم، وعبيدة بن حميد، سمعت أبي، وأبا زرعة يقولان ذلك. قال: وسمعت أبي يقول: كتبت عنه، وهو مولى عيسى بن علي بن عبد الله ابن العباس، قال أبو زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه، كان في مرضه مجيئي. سئل أبي عن اسحاق بن كعب الهاشمي فقال: صدوق «1» . (292- ظ) . اسحاق بن كنداج: وقيل كنداجيق الخزري قائد مذكور، من أكابر القواد. كان في أيام المعتمد على الله، وبقي إلى زمن المعتضد، وولي مدينة حلب وقنّسرين، وهزم ابن أبي الساج عنها «2» ، وورد أحمد بن المعتضد في حياة أبيه لقتال خمارويه بن طولون، واتفق ابن أبي الساج واسحاق بن كنداج معه، وصعدا معه من حلب حتى صار الى دمشق، فانصرفنا عنه، وصار إلى حلب ومعهما جعفر البغامردي، فجعلوا يجبون أموال حلب، فلما وقعت وقعة الطواحين دعا ابن أبي الساج لخمارويه، وصار اسحاق بن كنداج بمعزل عنه، ووصل خمارويه، ودفع اسحاق وهزمه، فالتجأ إلى قلعة ماردين ثم إلى تكريت. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا علي بن أحمد البندار- إذنا- قال: أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- إجازة- قال في سنة ست وستين ومائتين: هزم اسحاق بن كنداج اسحاق بن أيوب، واستنجد عليه عيسى بن شيخ وأبا المغراء، ووجه السلطان إلى اسحاق ابن كنداج بخلع ولواء، وولاه الموصل وديار ربيعة وأرمينية، فطلب القوم صلحه على أن يقرهم على أعمالهم، ويعطوه مائتي ألف دينار. وقال الصولي في سنة تسع وستين ومائتين: وخلع على اسحاق بن كنداج،

وقلد سيفين بحمائل أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، وسمي ذا السيفين (293- و) وتوج وألبس وشاحين، ورصع ذلك بالجوهر، وشيعه إلى منزله هرون بن الواثق وصاعد «1» ، وتغديا عنده مع سائر القواد بسرمن رأى فقال البحتري: أخلق بذي السيفين أو صدّق به ... أن يعمل السيفين حتى يحسرا ما قلدّ السيفين إلّا نجدة ... في الحرب توجب أن يقلّد آخرا قد ألبس التاج المعوّد لبسه ... في حالتيه مملكا ومؤمّرا شرف تزّيد بالعراق إلى الذي ... عهدوه بالبيضاء أو بيلنجرا «2» وقال الصولي في سنة سبعين: وأمر- يعني جعفر المفوض ابن المعتمد- اسحاق بن كنداج بموافاة بغداد، ووافاه اسحاق بن كنداج لليلتين خلتا من جمادى الآخرة، فخلع عليه خلعا فيها سيفان محليان، وعقد له على المغرب، فشخص إلى سرمن رأى من يومه لأنه اتصل به مسير بن أبي الساج الى «3» عانة، وأنه دعا بالرحبة لابن طولون، وأن أحمد بن مالك بن طوق دعا لابن طولون بقرقيسيا، وكذلك ابن صفوان العقيلى، وانصرف ابن طولون من دمشق وهو شديد العلة إلى مصر، وانصرف أصحابه عن الرحبة وقرقيسيا، ورجع ابن أبي الساج إلى قرقيسيا. قال: ورد الخبر يوم السبت لست خلون من ذي الحجة بموت أحمد بن طولون بمدينة مصر، وبمصير اسحاق بن كنداج وابن أبي الساج الى الرقة، وصار اسحاق بن كنداج الى الرقة، وهزم أصحاب ابن طولون، وهزم ابن أبي الساج عن (293- ظ) قنسرين والعواصم. ثم قال الصولي في حوادث سنة إحدى وسبعين: ثم دخل أبو العباس- يعني أحمد بن الموفق- الى قنسرين، وسار منها فلقيه بحماه جيش لأبي الجيش بن

حرف اللام في آباء من اسمه اسحاق

طولون فهزم، وصار الى دمشق فجاءه أبو عبد الله الواسطي في الأمان، وتنحى اسحاق ومحمد بن أبي الساج وجعفر البغامردي عن أبي العباس، فصاروا الى حلب يجبون الأموال. وقال الصولي في سنة اثنتين وسبعين: بعد عود أبي العباس من وقعة الطواحين، وصار أبو العباس الى الجزيرة الى رأس عين ثم الى قرقيسيا، وتنحى اسحاق بن كنداج وابن أبي الساج الى باجدى «1» ثم الى دارا «2» . وقال في سنة ثلاث وسبعين ومائتين: ودعا ابن أبي الساج لخمارويه على جميع عمله، وانفرج الأمر بينه وبين اسحاق بن كنداج، فصار الى الرقة، وصار خمارويه إليها واجتمعا فحاربا اسحاق فهزماه، فوافى ديار ربيعة في جمادى الاولى وتحصن في قلعة ماردين، ثم صار الى تكريت «3» . (294- و) . حرف اللام في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن الليث الملطي، أبو العساكر، حدث عن أحمد بن عمير بن جوصاء. روى عنه أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عمر الحازمي قال: أخبرنا عيسى بن شعيب الصوفي قال: أخبرنا علي بن بشرى الليثي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين السجزي قال: سمعت أبا العساكر اسحاق بن الليث الملطي قال: سمعت أحمد بن عمير بن جوصاء يقول: سمعت أيوب بن سافري يقول: سمعت بشر بن الحارث يقول: إن مما يعذب الله تعالى به عباده أن يعذبهم بفرقة الأحباب.

حرف الميم في آباء من اسمه اسحاق

حرف الميم في آباء من اسمه اسحاق ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه اسحاق اسحاق بن محمد بن ابراهيم بن حكيم بن أسيد، أبو الحسن الاصبهاني المعروف بابن ممك، مولى بني هاشم، رحل ودخل الشام، وسمع بحلب محمد بن أيوب الأنماطي، وأبا أسامة عبد الله بن أبي أسامة الحلبي، وببالس اسحاق بن خالد بن يزيد البالسي، وبطرسوس أبا أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، وبجبلة عبد الواحد بن شعيب، وبغيرها محمد بن علي بن سفيان، ومحمد بن عاصم الأصبهاني (924- ظ) والحسن بن عثمان، واسحاق ابن ابراهيم بن عباد الدّبّوي. روى عنه الحافظ أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن المقرئ، ومحمد بن عبيد الله المرزبان، وأبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم العسال، ومحمد بن جعفر، وأحمد بن عبيد الله بن محمود. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن بن محمد بن سليم قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين- قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو الحسن اسحاق بن محمد بن ابراهيم بن حكيم قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن خالد قال: حدثنا محمد بن مصعب قال: أخبرنا إسرائيل عن منصور عن ابراهيم عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا له قرين من الجن» قالوا: يا رسول الله ولا أنت؟ قال: «ولا أنا إلا أني آمره فيطيعني» «1» . وقال: أخبرنا ابن المقرئ قال: حدثنا اسحاق: حدثنا محمد بن مصعب قال:

اسحاق بن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى،

حدثنا قيس عن الأعمش عن مجاهد في قوله عز وجل: وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ «1» ، قال: يلعنهم كل شيء حتى هوام الأرض. أنبأنا أبو البركات الحسين بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسحاق بن محمد بن ابراهيم بن حكيم بن أسيد، أبو الحسن الأصبهاني المعروف بابن ممّك، أخو أبي عمرو أحمد بن (295- و) محمد بن ابراهيم بن حكيم، وهو الأكبر. سمع عبد الواحد بن شعيب بجبلة، وأبا أمية الطرسوسي، والحسن بن عثمان، ومحمد بن عاصم الأصبهاني، ومحمد بن علي بن سفيان، واسحاق بن ابراهيم بن عباد الدّبّوي. روى عنه محمد بن جعفر، ومحمد بن عبيد الله بن المرزبان، وأحمد بن عبيد الله بن محمود، وأبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم العسال «2» . أخبرنا أبو الحجاج الدمشقي- إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال الخياط قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحاق الأصبهاني قال: اسحاق بن محمد بن ابراهيم بن حكيم بن أسيد، أبو الحسن، توفي في رمضان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، شيخ، ثبت، صدوق، عارف بالحديث، أديب، ولا يحدث إلا من كتابه، كتب بالشام والحجاز، وبالعراق، صنّف الشيوخ «3» . اسحاق بن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى، أبو يعقوب الحلبي القاضي والد القاضي أبي جعفر محمد قاضي حلب، وأظن أبا يعقوب تولى قضاء حلب بعد الثلاثمائة وأصله من اصطخر «4» ، ومولده ومنشأه

بحلب، وهو بيت القضاء والعدالة وو العلم، والرواية، خرج منهم جماعة من رواة الحديث. وحدث اسحاق هذا بحلب، وبغداد عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني، وأبي عمرو محمد بن عبد الله السوسي، وأبي خالد عبد العزيز (295- ظ) ابن معاوية العتبي، وعلي بن عثمان النفيلي. روى عنه جعيدة القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمد المعري، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب ابن الحسن الكلابي. أخبرنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل- في المدرسة القبيسية «1» بدمشق، بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفرائيني سنة خمس وعشرين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال: حدثني جدي اسحاق بن محمد قال: حدثنا أبو داود- يعني سليمان بن سيف- قال: حدثنا محمد بن سليمان قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «من كانت له صلاة صلاها نصف الليل فنام عنها كان ذلك صدقة تصدق الله عليه، وكتب له أجر صلاته» «2» . قال القاضي أبو الحسن: غريب من حديث محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير لا أعلم حدّث به غير أبي جعفر بن ماهان الرازي، والله أعلم. أنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي القاسم بن مطكود السوسي قال: أخبرنا

جدي أبو محمد قال: أخبرنا أبو علي الأهوازي- إجازة- (296- و) قال: قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه: اسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد الحلبي، قدم علينا أبو يعقوب حاجا سنة تسع عشرة وثلاثمائة. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد، أبو يعقوب القاضي الحلبي، قدم بغداد وحدث بها عن علي بن عثمان النفيلي، وسليمان بن سيف الحرّاني، كتب عنه الناس بانتقاء أبي طالب الحافظ، وروى عنه أبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس «1» . أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسحاق بن محمد بن أحمد بن يزيد، أبو يعقوب الحلبي، حدث بدمشق، وبغداد عن أبي خالد عبد العزيز بن معاوية العتبي، وعلي بن عثمان النفيلي، وسليمان بن سيف الحرّانيين وأبي عمرو محمد بن عبد الله السوسي. روى عنه: ابن ابنه أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق، وأبو هاشم المؤدب، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس. وقال: قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني- وذكر أنه نقله من خط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة وثلاثمائة-: اسحاق بن محمد حاج غريب. حدث اسحاق بن محمد بن يزيد ببغداد في محرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة فتكون وفاته بعد ذلك «2» (296- ظ) . بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (95)

إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي:

إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي: أبو محمد الشافعي الصوفي، الهمذاني الأصل، المصري المولد والمنشأ، سمع الحديث الكثير بنفسه، ورحل في طلبه إلى الشام، والعراق، وخراسان، وقدم حلب غير مرة، وسمع بها جماعة من شيوخنا مثل: قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب، وأبي محمد بن علوان الأسدي وغيرهم. وحدث ببعض ما سمع، وبلغني أنه كان على غاية من العلم والدين، سمع منه بعض أصحابنا ولم يتفق لي سماع شيء منه. وولي القضاء ببعض بلاد أذربيجان، وقدم مصر بعد أن طرق التتار البلاد، وأقام بها إلى أن مات، وله شعر مطبوع. وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد العظيم المنذري أنه تولى القضاء والخطابة بأبرقوم، بلدة من أعمال فارس «1» . وأخبرني ابنه أبو الفضل محمد بن اسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي الهمذاني أن أباه دخل حلب، وسمع بها أبا المحاسن يوسف بن شداد وغيره من شيوخها، وسمع بغيرها من البلاد، وحدث بمصر والعجم ببعض ما سمعه، وتوفي بالقاهرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة «2» . ... بكر أحمد ... نعيم ... «3» : سمعت ابن جبق يقول: سمعت يوسف بن أسباط يقول- وسأله رجل فقال: يا أبا محمد ما تقول: إذا ختمت القرآن؟ قال: أقول خمسين مرة: اللهم لا تمقتني قال: وربما كان ابني خارجا فأنتظره حتى يجيء لعل الله أن ينزل علينا الرحمة.

اسحاق بن محمد الطرسوسي:

اسحاق بن محمد الطرسوسي: حدث عن حميد بن ثور، روى عنه الحسين بن منصور المصيصي. قرأت في كتاب فضائل الصحابة، جمع الشيخ أبي القاسم عمر بن علي المعروف (297- و) بالديلمي عن شيوخه حدثنا محمد بن موسى المعروف بجابار الواعظ بأبهر «1» سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة قال: حدثنا الحسين بن منصور المصيصي عن اسحاق بن محمد الطرسوسي عن حميد بن ثور عن محمد بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن خالد بن سليمان عن زيد بن وهب عن ابن عيينة عن اسماعيل السدي عن أبي موسى الأشعري قال: دخل الحسن والحسين رضوان الله عليهما على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في امارته، وكان قد تصدق معاوية على المهاجرين والأنصار أربعمائة ألف دينار، فأمر خازنه أن يعطي الحسن والحسين مثلما أعطى المهاجرين والأنصار، فأخرج أربعمائة ألف دينار وأعطاهما. اسحاق بن محمود الجراح: أبو يعقوب الملطي، سمع أبا العباس الأصم، وأبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي القرشي، وعبد الرحمن بن عمر بن الغزال قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا اسحاق بن محمود الملطي قال: حدثنا أبو عروبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا زهير عن أبي اسحاق عن عاصم ابن ضمرة عن علي أنه قال: ان الوتر ليست كفريضة الصلاة ولكنها سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم وليس ينبغي لاحد من المسلمين أن يبدلها «2» (297- ظ) قال أبو عبد الله الحافظ: اسحاق بن محمود بن الجراح، أبو يعقوب الملطي،

اسحاق بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الاموي:

قدم علينا نيسابور، وهو كهل يفهم، وكان من الملازمين لأبي العباس الأصم الاموي سمع حديثه، سمع أبا عروبة الحراني وأقرانه. أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن محمد المروزي عن أبيه الامام أبي سعد السمعاني قال في كتاب الأنساب، فيمن نسب الى ملطية: وأبو يعقوب اسحاق ابن محمود بن الجراح الملطي، سمع أبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني «1» . اسحاق بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الاموي: كان ينزل مع أبيه بنواحي حلب في قصره بالناعورة وغيره. وذكره الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق بما أنبأنا به زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: اسحاق بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، له ذكر وعقب، من ولده علي بن عاصم ابن أبي العاص، واسحاق بن مسلمة محدث من أهل دمشق، حدث بمصر. «2» . اسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم: ابن حزن بن عامر بن عوف بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن، أبو صفوان العقيلي، كان كبير القدر جليل الامر، وولي أرمينية، وكان من قواد مروان بن محمد بن مروان، وتوجه معه حين توجه من حران الى دمشق طالبا للخلافة، وكان غزا الروم سنة عشرين ومائة وافتتح قلاعا، ومر بحلب في طريقه الى (298- و) دمشق والى الغزاة. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنية أبو القاسم النسيب، وأبو الوحش المقرئ عنه قال: أخبرنا أبو القاسم ابراهيم بن علي ابن ابراهيم بن سيبخت البغدادي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو العباس ثعلب قال: حدثنا ابن شبيب قال: حدثنا اسحاق بن عبد الله قال: قال

المنصور: يا اسحاق بن مسلم أفرطت في وفائك لبني أمية، فقال: يا أمير المؤمنين اسمع جوابي قال: هات، قال: من وفى لمن لا يرجي كان لمن يرجي أوفى، قال: صدقت. قال: وحدثنا الصولي قال: حدثنا ثعلب قال: حدثني أبو العباس المبرد قال: لما بلغ أبا جعفر المنصور وفاة أبي العباس السفاح، بعث الى اسحاق بن مسلم العقيلي، وكان معه عند منصرفه من مكة، فحادثه ساعة، ثم قال له: انه يخطر ببالي ما يعرض للناس من الفكر، فقلت: انه يغدا على الأنفس ويراح، وان الأحداث غير مأمونه، فلو حدث يا أمير المؤمنين حدث ونحن بالموضع الذي نحن فيه كيف كان الرأي وما ترى عبد الله بن علي يصنع؟ قال اسحاق: أيها الأمير ليس لمكذوب رأي، اصدق الحديث أنصح لك الرأي، فأخبره الخبر، وسأله عن رأيه، فقال: ان كان ابن علي ذا حزم بعث حين يصل اليه الخبر، خيلا فتلقاك في هذا الموضع البراري فحال بينك وبين دار الملك، وأخذتك فأتته بك (298- ظ) أسيرا، قال: ويحك ان لم يفعل هذه، دعني عنها، قال: يقعد على دوابه فانما هي ليال يسيرة حتى يقدم الأنبار، فيحتوي على بيوت الأموال والخزائن والكراع، فيصير طالبا وأنت مطلوب، فان لم يوفق قبل ذلك فلا حياة لعمك «1» . وذكر أحمد بن يحيى البلاذري أن اسحاق بن مسلم حج مع أبي جعفر المنصور، وكان عديله. «2» . قال: وحدثني أحمد بن الحارث عن المدائني قال: مات اسحاق بن مسلم ببثرة خرجت به في ظهره، فحضر المنصور جنازته، وحمل سريره حتى وضعه وصلى عليه وجلس عند قبره فقال له موسى بن كعب أو غيره: أتفعل هذا به؟! قال: وكان الله مبغضا لك، كارها لخلافتك، فقال: ما فعلت هذا إلّا شكرا لله اذ قدمه أمامي، قال: أفلا أخبر أهل خراسان بهذا من رأيك فقد دخلتهم وحشة لك لما فعلت، قال: بلى، فأخبرهم فكبروا.

اسحاق بن منصور بن بهرام:

أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: اسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر عوف بن عقيل بن كعب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، أبو صفوان العقيلي، كان قائدا من قواد مروان بن محمد، وولي أرمينية، وشهد مع مروان حربه بعين الجرمع «1» سليمان بن هشام، ودخل معه دمشق. وكان اسحاق مع مروان حين توجه الى دمشق لطلب الخلافة، وذلك مذكور في ترجمة مروان، وبقي الى خلافة بني العباس، وكان أثيرا عند أبي جعفر المنصور «2» (299- و) . اسحاق بن منصور بن بهرام: أبو يعقوب الكوسج، الامام الزاهد، المروزي نزيل نيسابور، ورحل في طلب الحديث، ودخل الشام، وسمع بأنطاكية الهيثم بن جميل الأنطاكي، وروى عنه وعن أحمد بن حنبل، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد، ووكيع بن الجراح، والنضر بن شميل، ومحمد بن بكر البرساني، ومعاذ بن هشام، وعبد الرحمن ابن مهدي، وأبي أسامة، وعبد الله بن نمير، وروح بن عبادة، وعبد الرزاق وأبي جعفر بن جهضم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وزكريا بن عدي، وأبي داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وابراهيم بن أبي شيبان. روى عنه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحيهما، وأبو بكر عبد الله بن أبي أبي داود، وابراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو حاتم محمد بن اسحاق الرازي، ومحمد بن الحسين بن أبي العلاء الزعفراني، وأبو محمد الحسن بن محمد بن جابر، وأبو زرعة الرازي، وأبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحيري، وأبو العباس أحمد بن سهل بن يحيى النيسابوري، ومحمد بن أحمد بن زهير، ومحمد بن شيران، وأبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم الاعمش.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد، وأبو سعد ثابت بن مشرّف بن أبي سعد البناء، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قال: أخبرنا أبو الحسن (299- ظ) عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحموي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا اسحاق بن منصور قال: حدثنا حبّان قال: أخبرنا شعبة- قال قتادة: أخبرني عن صالح أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما» «1» . أخبرنا أبو القاسم نصر بن أبي الفرج الحصري، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحافظان في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل بن يوسف القزويني ببغداد قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحّامي قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري إجازة منهم قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن صالح بن هانىء قال: حدثنا محمد بن شيران قال: حدثنا اسحاق بن منصور قال: سمعت أبا سهل الهيثم بن جميل بأنطاكية يقول: سمعت شريكا يقول: أحرّج على رجل يزعم أن الصلاة ليست من الدين أن يحضر مجلسنا، قال اسحاق: أنا على ما قال شريك (300- و) . أخبرنا ابن المقيّر- إذنا- قال: أنبأنا ابن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: وأبو الحسين الأصبهاني-

قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: اسحاق بن منصور أبو يعقوب «1» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر الشّقاني قال: أخبرنا أبو بكر بن خلف قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو يعقوب اسحاق ابن منصور المروزي الكوسج سمع يحيى بن سعيد، وابن عيينة، وابن أبي فدبك، وابن نمير «2» . (300- ظ) «3» .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني عبد الله بن أحمد بن جعفر عن أبي حاتم السلمي أنه سأل مسلم بن الحجاج عن اسحاق بن منصور فقال: ثقة مأمون. وقال أحمد بن علي: أخبرني محمد بن علي الصوري قال: حدثنا عبيد الله بن القاسم الهمذاني بطرابلس قال: حدثنا أبو عيسى عبد الرحمن بن اسماعيل الخشاب العروضي بمصر قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: اسحاق بن منصور الكوسج مروزي ثقة. أخبرنا ابن المقيّر إذنا عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي قال: حدثنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: أبو يعقوب اسحاق بن منصور الكوسج المروزي ثقة ثقة «1» . أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو عبد الله الخلّال شفاها قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: اسحاق بن منصور بن بهرام المعروف بالكوسج،

أبو يعقوب المروزي (2- و) روى عن ابن عيينة، وأبي أسامة، وعبد الرزاق، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، ورويا عنه، سئل أبي عنه فقال: صدوق «1» . أخبرنا أبو الفتوح الحصري، وعبد القادر الرهاوي في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني، والبحيري وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال: اسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج، مولده بمرو ومنشؤه بنيسابور، وبها توفي، كتب وهو أحد الأئمة من أصحاب الحديث من الزهاد المتمسكين بالسنة. سمع سفيان بن عيينة، والنضر بن شميل، ويحيى بن سعيد، وأبا أسامة، ووكيع بن الجراح، ومحمد بن بكر البرساني، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ ابن هشام. روى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري في الصحيحين واعتمداه أي اعتماد، فمن بعدهما من صحة الحديث؟! وهو صاحب المسائل عن أحمد التي يستهزئ به المبتدعة والمتحرمون فيقولون: قال: اسحاق كما قال «2» . أخبرنا زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج المروزي، ولد بمرو، ورحل الى العراق، والحجاز والشام، فسمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي (2- ظ) ووكيع بن الجراح، وأبا أسامة، والنضر ابن شميل، وأبا اليمان الحكم بن نافع. وورد بغداد وحدث بها، فروى عنه من أهلها: ابراهيم بن اسحاق الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.

واستوطن اسحاق بنيسابور، وبها كانت وفاته، وكان اسحاق بن منصور عالما فقيها، وهو الذي دون عن أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه المسائل في الفقه «1» أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ عمي قال: اسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج، من أهل مرو وسكن نيسابور، وسمع سفيان بن عيينة، وأبا أسامة، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نمير، والنضر بن شميل، ويحيى القطان، وروح بن عبادة، وأبا جعفر محمد بن جهضم، وأبا داود الطيالسي، وابراهيم بن أبي شيبان الدمشقي، ووكيع بن الجراح، وزكريا بن عدي، ومحمد بن بكر البرساني، وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن هشام، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الصمد بن عبد الوارث. روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، والحسن بن محمد بن أبر، أبو محمد وكيل أبي عمرو الخفاف، وأبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى، وأبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم الأعمش، وأبو العباس أحمد بن سهل بن يحيى النيسابوري، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحيري وأبو ميسرة محمد بن الحسين بن أبي العلاء الهمذاني الزعفراني، وأبو بكر بن داود، وقدم دمشق وسمع بها من سليمان بن عبد الرحمن، وهشام (3- و) بن عمار «2» . أخبرنا أبو اليمن الكندي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: وأخبرنا أبو محمد الحسن ابن الحسين بن رامين الأسترآباذي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد ابن جعفر الجرجاني قال: حدثنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن الربيع بن دينار- وهو من أصدقاء أحمد بن حنبل- قال: قال أحمد بن حنبل: بلغني أن الكوسج يروي عني مسائل بخراسان، اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله.

قال الخطيب: وأخبرني الحسين بن محمد- أخو الخلال- قال حدثنا أحمد ابن محمد بن عمر، أبو صادق القزاز، بأستراباذ قال: أخبرنا أبو نعيم بن عدي الحافظ قال: حدثنا اسحاق بن إبراهيم مثله سواء. قال أبو نعيم: قلت لصالح بن أحمد بن حنبل: عندنا شيخ يروي حكاية عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال: قد رجعت عما رواه اسحاق الكوسج عني، وذكرت له هذه الحكاية فقال لي صالح: إني قلت لأبي: بلغني أن اسحاق بن منصور يروي بخراسان المسائل التي سألك عنها، ويأخذ عليها الدراهم، فغضب أبي من ذلك واغتم مما أعلمته فقال: يسألوني عن المسائل ثم يحدثون بها ويأخذون عليها، وأنكر انكارا شديدا. قال صالح: فقلت له: إن أبا نعيم الفضل بن دكين كان يأخذ على الحديث، فقال: لو علمت هذا ما رويت عنه شيئا. قال صالح: ثم إن اسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد فصار إلى أبي (3- ظ) فأعلمته أنه على الباب فأذن له، ولم يتكلم معه بشيء من ذلك. قال الخطيب: وأخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: سمعت أبا الوليد حسان بن محمد يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن اسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه، قال: فجمع اسحاق بن منصور تلك المسائل في جراب وحملها على ظهره، وخرج راجلا إلى بغداد وهي على ظهره، وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه فيها فأقرّ له بها ثانيا، وأعجب بذلك أحمد من شأنه «1» . أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: اسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج المروزي، انتقل بآخره إلى نيسابور، وسمع حسين الجعفي،

اسحاق بن منيب المصيصي:

والنضر بن شميل، وروح بن عبادة، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وعبد الرزاق، روى عنه البخاري في الحج والزكاة، وغير موضع، مات بنيسابور يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين. أخبرنا أبو القاسم بن محمد الأنصاري إذنا عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا (4- و) مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا سليمان بن زبر قال: قال الحسن بن علي: وفيها- يعني سنة إحدى وخمسين ومائتين- مات إسحاق بن منصور بن بهرام. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر قال: أخبرنا ابن الفضل القطان قال: أخبرنا علي بن ابراهيم المستملي قال: حدثنا أحمد بن فارس قال: حدثنا البخاري قال: مات اسحاق بن منصور الكوسج سنة إحدى وخمسين ومائتين «1» . قال الخطيب: أخبرنا ابن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن زياد القباني قال: مات اسحاق بن منصور بن بهرام، أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادي الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين «2» . اسحاق بن منيب المصيصي: حكى عن مخلد بن الحسين المصيصي، روى عنه هرون بن سفيان. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي الصوفي- بالمسجد الأقصى بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلّاف قال: حدثنا أبو علي الحسين بن

ذكر من اسم أبيه موسى ممن اسمه اسحاق

صفوان البرذعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني هرون بن سفيان (4- ظ) قال: حدثني اسحاق بن منيب المصيصي قال: سمعت مخلد بن الحسين يقول: ما أحب الله عز وجل عبدا وأحب أن يعرف الناس مكانه، قال: قال سفيان بن عيينة: لم يعرفوا حتى أحبّوا أن لا يعرفوا. ذكر من اسم أبيه موسى ممن اسمه اسحاق اسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى: ابن عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة، واسمه عبد الله بن جشيم بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء، أبو موسى الأنصاري الخطمي القاضي المدني ثم الكوفي. قدم حلب صحبة جعفر بن محمد، المتوكل على الله، بن المعتصم في سنة أربع وأربعين ومائتين في محرم، ونفذ معه منها إلى دمشق، وعاد معه فمات بحمص. حدث عن معن بن عيسى المدني، وأبي المعن محمد بن معن بن محمد الغفاري ويونس بن بكير، ومعاذ بن هشام، وسفيان بن عيينة، وعبد السلام بن حرب، وعبد الرحيم بن سليمان، وعمر بن عبيد الطنافسي، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وعاصم بن عبد العزيز، والطيب بن زياد. روى عنه ابنه موسى بن اسحاق القاضي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو عبد الله بن ماجة القزويني، وأبو طاهر الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، وأبو بكر بن خزيمة، واسحاق بن يعقوب العطار، وأبو زرعة الرازي، وأبو علي القباني، وأبو علي صالح بن محمد المعروف بجزرة، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، وموسى بن هرون، وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد الدمشقي ومحمد بن أحمد بن البراء، والهيثم بن خلف الدوري (5- و) ومحمد ابن محمد الباغندي، ومحمد بن صالح بن ذريح، وسعيد بن سعدان الكاتب، وأبو محمد عبدان الأهوازي، ومحمد بن أحمد بن سلم الضراب.

أخبرنا الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي، وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن، يعرف بشيخ، وأبو علي الحسين بن بشير بن عبد الله النقاش، وأبو الفتح عبد الرشيد بن النعمان الولوالجي قالوا: أخبرنا الدهقان أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي قال: أخبرنا الاديب أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي قال: حدثنا أبو عيسى الترمذي قال: حدثنا اسحاق بن موسى الأنصاري قال: أخبرنا معن قال: أخبرنا مالك قال: أخبرنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبيد بن جريج أنه قال لابن عمر: رأيتك تلبس النعال التي ليس فيها شعر وتتوضأ فيها فاني أحب أن ألبسها «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الأصبهاني قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد ابن أحمد بن الهيثم قال: أخبرنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم قال: حدثنا الهيثم بن خلف الدوري والحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل الأنطاكي، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي (5- ظ) قالوا: حدثنا اسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا معن قال: حدثنا مالك عن عبد الله بن ادريس عن شعبة عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال: بعث عمر الى ابن مسعود والى أبي الدرداء والى أبي مسعود الأنصاري فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبسهم بالمدينة حتى استشهد. قال أبو بكر: لفظ ابن فيل، قلت: ويغلب على ظني أن أبا طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل الأنطاكي سمعه من اسحاق بن موسى بحلب أو ببعض عملها حين اجتاز مع المتوكل في سنة أربع وأربعين، والله أعلم، ووقع في هذه الرواية هكذا «أبي مسعود الأنصاري» .

أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد الحلبي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد الدمشقي قال: أخبرنا أبو طاهر الحنائي قال: أخبرنا أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن ابن أبي نصر قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الميانجي قال: حدثنا محمد بن صالح ابن ذريح بعكبراء قال: حدثنا اسحاق بن موسى الأنصاري قال: حدثنا معن بن عيسى قال: حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن ادريس الأودي عن شعبة عن سعد ابن ابراهيم عن أبيه قال: بعث عمر رضي الله عنه الى عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء، وأبي موسى فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحبسهم بالمدينة حتى استشهد رضي الله عنه. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو (6- و) بكر الخطيب قال: قرأت على أبي بكر البرقاني عن ابراهيم بن محمد المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق السراج قال: حدثني عيسى بن اسحاق ابن موسى قال أبي: اسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن زيد ابن زيد بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة، واسم خطمة عبد الله بن جشم ابن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ماء السماء، وانما سمي خطمة لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمه فسمي خطمة، وسمي النجار لأنه ضرب رجلا بسيفه على هامته فقده بالسيف، فلذلك سمي النجار، واسمه تيم الله. وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا علي بن عمر الدارقطنى قال: حدثنا الحسن بن رشيق البصري قال: حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه، ثم أخبرني محمد بن علي الصوري قال: حدثنا الخصيب ابن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم، وكتب لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: اسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري أصله كوفي، وكان بالعسكر «1» ، ثقة «2» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن

قال: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد ابن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلما يقول: أبو موسى اسحاق بن موسى الأنصاري، سمع معن بن عيسى، وأبا ضمره «1» . قال علي بن الحسن في نسخة الكتاب الذي أخبرناه أبو عبد الله الأديب شفاها قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله اجازة، ح. قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة (6- ظ) قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: اسحاق بن موسى، أبو موسى الأنصاري الخطمي، روى عن عاصم بن عبد العزيز، وأنس عياض، وعبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وعمر بن عبيد، ومعن بن عيسى. روى عنه أبي وأبو زرعة، سمعت أبي يطنب القول فيه في صدقه واتقانه «2» . أخبرنا أبو اليمن الكندي فيما أذن فيه قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن موسى بن عبد الله، أبو موسى الأنصاري الخطمي، مديني الأصل، كوفي الدار، ورد بغداد، وحدث بها وبسرّمن رأى عن: سفيان بن عيينة، وأبي ضمرة أنس بن عياض، وعبد السلام بن حرب الطائي وعمر بن عبيد الطنافسي، وعبد الرحيم بن سليمان، ومعن بن عيسى، وعنده عن معن عن مالك كتاب الموطأ. روى عنه ابنه موسى، واسحاق بن يعقوب العطار، ومحمد بن أحمد بن البراء، وموسى بن هرون، والهيثم بن خلف الدوري، وسعيد بن سعدان الكاتب، وكان ثقة «3» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: اسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد ابن زيد أبو موسى الأنصاري الخطمي القاضي، أصله من المدينة، وسكن الكوفة، بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (96)

وقدم دمشق مع جعفر المتوكل سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وحدث ببغداد وغيرها عن سفيان بن عيينة وأنس بن عياض، وأبي معن محمد (7- و) بن معن بن محمد الغفاري، وعاصم بن عبد العزيز، وعبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وعمر ابن عبيد، ومعن بن عيسى القزاز. روى عنه: مسلم في صحيحه، وأبو عيسى الترمذي في جامعة، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو عبد الله بن ماجة في سننهما، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو علي الحسين بن محمد بن زياد القباني، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان الرقي، وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد الدمشقي، وأبو علي صالح بن محمد جزرة الحافظ، وابنه موسى بن اسحاق القاضي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وولي القضاء بنيسابور، وقال يحيى بن يحيى: هو من أهل السنة «1» . هكذا قال أبو القاسم الحافظ أنه قدم دمشق مع جعفر المتوكل سنة ثلاث وأربعين ومائتين، والمتوكل قدم دمشق غرة صفر سنة أربع وأربعين ومائتين، وسيأتي ذكر قدومه في ترجمته إن شاء الله تعالى. قال أبو القاسم الحافظ: أنبأنا أبو نصر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن زياد قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: مات أبو موسى الأنصاري الكوفي سنة أربع وأربعين ومائتين. قال الحافظ: وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق مات بجوسية «2» من حمص منصرفا من المتوكل «3» . أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر قال أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد

اسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد اليحمدي:

الله بن محمد البغوي: مات أبو موسى اسحاق بن موسى الأنصاري بحمص سنة أربع وأربعين، وقد رأيتة «1» . اسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبيد اليحمدي: أبو يعقوب (7- ظ) الأستراباذي المعروف بابن أبي عمران الشافعي الفقيه، رحل وسمع الحديث، وطاف البلاد في طلبه، فسمع بدمشق وحران وغيرهما، فقد اجتاز بحلب أو ببعض عملها فيما بين حران ودمشق. ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي في تاريخها بما أخبرنا به ابن أخيه زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه- قال أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: اسحاق بن موسى بن عبد الرحمن ابن عبيد، أبو يعقوب اليحمدي الأستراباذي الفقيه الشافعي، ويعرف بابن أبي عمران، سمع: بدمشق هشام بن عمار، وهشام بن خالد، وبخراسان قتيبة بن سعيد، واسحاق بن إبراهيم بن راهويه. وبمصر حرملة بن يحيى التجيبي، بن سعيد الشالنجي، وبمصر حيون بن المبارك البصري. روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وجعفر بن شهريل، ومحمد «2» بن أحمد بن الغطريف، والد أبي أحمد الجرجانيون. وذكره حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان بما أنبأنا به أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي- إجازة- قال: اسحاق بن موسى بن عبد الرحمن ابن عبيد اليحمدي الأستراباذي، وكنيته أبو يعقوب، يعرف بابن أبي عمران الشافعي (8- و) كان من ثقاتهم، وفقهائهم، يقال إنه أول من حمل كتب الشافعي الى أستراباذ.

حرف النون في آباء من اسمه اسحاق

روى عن: قتيبة بن سعيد، واسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وهشام بن عمار، وهشام بن خالد، ومخلد بن مالك الحراني، وحرملة بن يحيى، ومحمد ابن عثمان بن أبي صفوان، واسماعيل بن سعيد الشالنجي وغيرهم، روى عنه أبو نعيم وجعفر بن شهريل، وأحمد بن محمد بن الغطريف. أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي إذنا عن اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف- فيما أجاز لنا- قال: قال أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف: حدثنا أبي قال: حدثنا اسحاق بن أبي عمران الأستراباذي قال: حدثنا حيّون بن المبارك البصري بمصر قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا أبي عن جدي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه، وبالحجر، وبما وجد من شيء، مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء «1» . حرف النون في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن نجيح الملطي: أبو صالح وقيل أبو يزيد الأزدي، حدث عن عطاء الخراساني، وابن جريج، وزنكل بن علي العقيلى الرقي، واسماعيل الكندي، ويحيى بن أبي كثير، وعباد بن راشد، وهشام بن حسان، وأبي المنيب العتكي، وعبد العزيز بن أبي روّاد، وعبد السلام بن سلمة الفلسطيني. روى عنه الحسن بن عرفة، وعلي بن حجر، وأحمد بن محمد بن سعيد ابن جبلة، ومخلد بن مالك، وحماد بن عمرو النصيبي، وعبد الصمد بن (8- ظ) الفضل، وعبد الرحيم بن حبيب البغدادي وأبو صالح صبيح بن بديع الخراساني، ومحمد بن حرب النشائي، ويوسف بن يعقوب الثقفي وعلي بن هاشم ابن مرزوق، وعيسى بن أبي فاطمة، وسهل بن شقير، ومحمد بن بشر البغدادي،

ودهثم بن جناح الملطي، ويزيد بن مروان الخلال، وإبراهيم بن راشد الأدمي، وسويد بن سعيد، وأحمد بن بشار الصيرفي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، ومحمد ابن منصور الطوسي، ومحمد بن الحسين الحضرمي، وكان يتهم بوضع الحديث، وأظن تمام بن نجيح الملطي أخاه، وكان يتهم أيضا بوضع الحديث. أخبرنا حسن بن يوسف الأوقي بالبيت المقدس، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين بالمسجد الحرام بالحجر، وأبو الخطاب عمر بن إيلملك بن الأرغانسي بالبيت المقدس، وأبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي الصوفي بحبرى بمسجد الخليل عليه السلام، وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي بها، والخطيب علي بن عبد الرحمن بن مساور بحلب وبمنبج قالوا كلهم: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو المظفر سعد بن الحسين بن الحسن الجصاص المفيد بأصبهان قال: أخبرنا أبو سهل حمد بن أحمد بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد بن عمر بن حفص قال: حدثنا أبو عبد الله الهيثم ابن محمد الأصبهاني قال: حدثنا سهل بن شقير قال: أخبرنا أبو صالح اسحاق بن نجيح قال: حدثنا عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من روى عني أربعين حديثا جاء في زمرة العلماء يوم القيامة» «1» . ورواه اسحاق بن نجيح أيضا عن ابن جريج عن (9- و) عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس، أخبرنا به الشيخان أبو الفهم يحيى بن إبراهيم بن علي بن جعفر الزهري بنابلس، وأبو الفضل محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص الحموي بحلب قالا: أخبرنا أبو المحاسن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن ابن عبد الواحد بن عبد الكريم قال: أخبرنا جدي أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الكزبري قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن قريش قال: حدثنا الحسن بن سفيان، ح.

وأخبرنا به عاليا أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمروك البكري بدمشق قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني الحافظ قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن رجاء السرخسي بها قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم التاجر- واللفظ له- قالا: حدثنا على بن حجر قال: حدثنا اسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنّة كنت له شفيعا يوم القيامة» . ورواه مخلد بن مالك بن اسحاق بن نجيح عن عطاء عن ابن عباس وقال: «كنت له شفيعا من النار» ، أخبرنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله ابن علوان- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله ابن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض قال: حدثنا الفقيه أبو اسحاق إبراهيم بن جعفر الغلابي قال: حدثنا القاضي أبو الأصبغ بن سهيل قال: حدثنا أبو القاسم الطرابلسي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد ابن إبراهيم بن فراس قال: حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن رحمون قال: حدثنا.. «1» قال: حدثنا مخلد بن مالك قال: حدثنا اسحاق بن نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال: قال النبي عليه السلام: «من حفظ على أمتي في السنّة أربعين حديثا كنت له شفيعا من النار» . قال الحافظ أبو الفضل (9- ظ) محمد بن طاهر المقدسي في كتاب الكذبة والمجروحين: في قوله: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا» فيه اسحاق بن نجيح الملطي وهو دجال، وقال في قوله: «أتربو الكتاب وسحوه من أسفله» رواه اسحاق بن نجيح الملطي وهو كذاب دجال «2» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحافظ، المعروف بابن الأستاذ الحلبي- قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن

حمويّة بحلب قال: أخبرنا عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش الزبونجي قال: أخبرنا علي بن سعيد العسكري قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا اسحاق بن نجيح الملطي عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا هريرة ائت أهل الصفة أضياف الاسلام الذين لا يأوون إلى أهل ولا مال» وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه صدقة وجه بها إليهم «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أنبأني أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال: قرأت على محمد بن طلّاب بن علي فأقرّ به قال: قال أبو علي صالح بن محمد: اسحاق بن نجيح عن ابن جريج حديثه «من حفظ (10- و) على أمتي أربعين حديثا» قال أبو علي: حديث باطل، واسحاق بن نجيح ترك حديثه. قلت لمحمد بن منصور الطوسي: لم ترك حديث اسحاق بن نجيح الملطي؟ فقال: حدثنا اسحاق بن نجيح عن هشام بن حسان عن الحسن قال: «يغفر للزاني قبل يغفر للقوّاد» فأنكروا هذا عليه، ثم حدث بعد بأحاديث مناكير عن عطاء الخراساني وغيره «2» . قلت: والعجب أن هذا الحديث وهو «من حفظ على أمتي أربعين حديثا» مع ضعفه وكونه من حديث اسحاق بن نجيح الملطي وهو معروف بالكذب ووضع الحديث خرّجه جماعة من أئمة الحديث الذين خرجوا الأربعينيات، فرواه الحافظ أبو طاهر السّلفي مع جلالة قدره وحفظه في صدر كتابه المعروف بالأربعين البلدانيه، وأبو القاسم القشيري في الأربعين حديثا من تخريجه، وحفيده أبو الأسعد القشيري في الأربعين التي خرجها، وتبعهم على ذلك غيرهم، وجعلوا هذا

الحديث من رواية اسحاق بن نجيح حجتهم في جمع الأربعين حديثا مع أنه لا يصح الاحتجاج بحديث اسحاق وهو متروك الحديث بالاتفاق. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنبأنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله بن محمد بن الأكفاني عن أبي الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو الحسين علي بن الحسين بن علان الحراني الحافظ قال: اسحاق بن نجيح الملطي متروك الحديث، يكنى أبو زيد وقيل أبو صالح، قرأته بخط أبي طاهر السلفي. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: حدثنا صالح بن محمد، أبو علي البغدادي قال: حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا اسحاق بن نجيح (10- ظ) الملطي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال في ديننا برأيه فاقتلوه» ، قال أبو علي: اسحاق بن نجيح كان يضع الحديث، وقرأ علي أبو علي هذا الحديث وأمرّ القلم عليه وقال: ما يصنع هو باطل. أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام الحلبي عن الحافظ أبي العلاء الحسن ابن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن فنجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد قال: أبو صالح اسحاق بن نجيح الملطي عن أبي أيوب عطاء بن عبد الله الخراساني، منكر الحديث. روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن إياس السعدي، سمعت محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس قال: سمعت يحيى، وذكر اسحاق بن نجيح الملطي فضعفه، قال: لا رحمه الله، كناه مسلم. أخبرنا أبو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال:

أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: وأخبرنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن مخلد، ح. وأنبأنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس المعروف بابن القبّيطى في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا محمد بن حماد قال: حدثنا العباس ابن محمد قال: سمعت يحيى بن معين وذكر اسحاق بن نجيح (11- و) الملطي فضعفه، وقال: لا رحمه الله «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا البرقاني قال: حدثني محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن مسعدة الفزاري قال: حدثنا جعفر بن درستويه قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن القاسم بن محرز قال سمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن نجيح الملطي كذاب، عدو الله، رجل سوء خبيث. وقال الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا هبة الله بن محمد ابن حبش الفراء قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث معهم اسحاق بن نجيح الملطي «2» . أخبرنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الابنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: اسحاق بن نجيح، أبو صالح الملطي، ويقال إن كنيته أبو زيد. حدثنا علي بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: من المعروفين بالكذب ووضع الحديث اسحاق بن نجيح الملطي.

قال ابن عدي: واسحاق بن نجيح بينّ الأمر في الضعفاء، وهو ممن يضع الحديث «1» . قال ابن عدي: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثني عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: اسحاق بن نجيح الملطي أكذب الناس، يحدث عن البتي عن ابن سيرين برأي أبي حنيفة (11- ظ) . أنبأنا أبو اليمن قال أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، ح. قال الخطيب: وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: اسحاق بن نجيح الملطي هو من أكذب الناس، زاد العقيلي يحدث عن البتي وعن ابن سيرين برأي أبي حنيفة. قال الخطيب: أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال: حدثنا ابن الغلابي قال: قال أبو زكريا: اسحاق بن نجيح الملطي كذاب. وقال الخطيب: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المالكي قال: حدثنا أبو حازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت قال: أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب، ح. قال الخطيب: وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني بدمشق قال: حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال: حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي قال: حدثنا القاسم بن عيسى العطار قالا: حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: اسحاق بن نجيح الملطي غير ثقة، ولا من أوعية الأمانة «2» .

أنبأنا ابن القبّيطي قال: أخبرنا ابن الآبنوسي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: اسحاق بن نجيح الملطي غير ثقة ولا من أوعية الأمانة. وقال ابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: اسحاق بن نجيح منكر الحديث وهو أزدي (12- و) . وقال أبو أحمد: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: قال علي بن نصر: اسحاق بن نجيح الملطي منكر الحديث «1» . قال ابن عدي: وقال النسائي: اسحاق بن نجيح الملطي متروك الحديث. أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر الاسكندراني بمنظرة سيف الإسلام بين مصر والقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي بالاسكندرية قال: أخبرنا أبو مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النّسوي قال: اسحاق بن نجيح الملطي متروك الحديث «2» . قلت: وقد قال النسائي في كتاب التمييز في أحوال الرجال: اسحاق بن نجيح الملطي كذاب. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال: وسألت أبي عن اسحاق بن نجيح الملطي فقال بيده هكذا، أي ليس بشيء وضعفه. وقال عبد الله في موضع آخر: سمعت أبي يقول: اسحاق بن نجيح الملطي روى عجائب وضعفه.

قال أبو بكر الحافظ: أخبرنا ابن الفضل القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: اسحاق بن نجيح الملطي لا يكتب حديثه. وقال: (12- ظ) أبو بكر: وأخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا سهل بن أحمد الواسطي قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: اسحاق بن نجيح الملطي كذاب كان يضع الحديث. وقال أبو بكر: أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطي قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصري قال: حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: وقال لي غير يحيى بن معين: اجتمع الناس على طرح هؤلاء النفر ليس يذاكر بحديثهم ولا يعتد به: اسحاق بن نجيح الملطي، وحماد بن عمرو النصيبي، وذكر قوما «1» . قرأت في كتاب الجرح والتعديل لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: اسحاق بن نجيح الملطي روى عن عطاء الخراساني، وعباد بن راشد، روى عنه عيسى بن أبي فاطمة، وعلي بن هاشم بن مرزوق. أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: اسحاق بن نجيح الملطي من أكذب الناس، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم برأي أبي حنيفة. قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين قال: اسحاق بن نجيح الملطي ليس بشيء «2» . قد ذكرنا أن أحمد بن حنبل قال: يحدث عن البتي برأي أبي حنيفة، وأظن قوله يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم تصحيف البتي، والله أعلم. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسحاق بن نجيح الملطي (13- و) أبو صالح،

اسحاق بن نصر أبو زياد:

وقيل أبو يزيد، كان يسكن بغداد، وحدث عن هشام بن حسان، وعطاء الخراساني، وابن جريج، وأبي المنيب العتكي، وعبد العزيز بن أبي رواد. روى عنه: يزيد بن مروان الخلال، وسويد بن سعيد، وعلي بن حجر، وأحمد بن بشار الصيرفي، ومحمد بن منصور الطوسي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وإبراهيم بن راشد الأدمي. أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي البركات الحمداني في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر قال: حدثنا أبو هاشم السلمي قال: حدثنا أبو بكر القاسم بن عيسى العصار قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: اسحاق بن نجيح الملطي غير ثقة، ولا من أوعية الأمانة. أخبرنا أبو هاشم الهاشمي إذنا عن الإمام أبي سعد السمعاني قال: اسحاق بن نجيح الملطي، سكن بغداد، دجال من الدجاجلة، كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا «1» . روى عن ابن جريح، ويحيى بن أبي كثير، روى عنه: محمد بن حرب النشائي الواسطي، وعلي بن حجر السعدي المروزي. اسحاق بن نصر أبو زياد: حدث بالمصّيصة عن يوسف بن سعيد بن مسلم، روى عنه أبو الفضل محمد ابن أحمد بن حمزة الهاشمي. قرأت في تاريخ حران تأليف حماد بن هبة الله بن حماد الحراني «2» - وأجازه لنا غير واحد من شيوخنا عنه- قال: قرأت في كتاب شيخنا المعمر بن عبد الواحد ابن الفاخر الأصبهاني وخطه: أخبرنا الإمام عمي في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم العبدي قال: أخبرنا أبو منصور الوكيل بهمذان قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن

حرف الياء في آباء من اسمه اسحاق

أحمد بن حمزة الهاشمي بالدسكرة «1» قال: حدثنا اسحاق بن نصر أبو زياد بالمصيصة قال: حدثنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا روح (13- ظ) الحرّاني عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حبذا كل عالم ناطق ومستمع واع» «2» . حرف الياء في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله: أبو محمد التيمي المديني، غزا الروم مع مسلمة بن عبد الملك، ودخل معه الدرب، وكان معه بدابق، وكان مع عمر بن عبد العزيز حين استخلف. وذكر أبو عبد الله البخاري في التاريخ الصغير قال: حدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثني معن قال: حدثني اسحاق بن يحيى قال: أدربت مع مجاهد- يعني دخل الدرب عام غزوة مسلمة بن عبد الملك «3» . أنبأنا بذلك أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري. ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخ دمشق- بما أخبرنا به ابن أخيه زين الأمناء الحسن بن محمد، فيما أذن فيه- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أبو محمد التيمي المديني، رأى السائب بن يزيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، والمسيب بن دارم، وعمّيه موسى وعيسى ابني طلحة بن عبيد الله، وعمته

عائشة، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومجاهد بن جبر، وعبد الله بن (14- و) كعب بن مالك السّلمي، ومعبد بن خالد. روى عنه: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، ومروان الفزاري، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن المبارك، ووكيع ويزيد بن هرون، وعبد الله بن وهب، وأبو عوانة الوضاح، وأبو عامر العقدي، واسماعيل بن أبي أويس، وسعيد ابن سليمان، وأبو داود الطيالسي، وعاصم بن علي، وأمية بن خالد، وفروة بن سليمان الجهضمي، وخالد بن نزار الأيلي، وشبابة بن سوّار، ومحمد بن خالد بن عثمة، ومحمد بن عمر الواقدي، وبشر بن الوليد الكندي، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وغزا القسطنطينية «1» . قلت: وقد روى عنه أيضا الهيثم بن جميل الأنطاكي، ومعن بن عيسى. وذكر أبو الحسن المسعودي في كتاب الاستذكار «2» قال: وروي عن اسحاق بن يحيى بن طلحة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وقد استخلف فوجدته قد جعل بيت مال الغنائم على حده، وبيت مال الخراج على حده، وبيت مال الخمس على حده. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: أخبرنا الزبير بن بكار قال: من ولد يحيى بن طلحة: اسحاق بن يحيى، روى عنه الحديث، وأمه الخنساء بنت زبّار بن الأبرد الكلبي «3» . أخبرنا أحمد بن الأزهر السباك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق بن ابراهيم بن الخليل الجلاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة من أهل المدينة، اسحاق

ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، وأمه الخنساء بنت زبار بن الأبرد بن مضاد بن عدي بن أوس بن (14- ظ) جابر بن كعب بن عليم من كلب. وقد روى اسحاق بن يحيى عن مجاهد والمسيب بن دارم وغيرهما، وكان أخوه طلحة بن يحيى أثبت في الحديث عندهم منه، وكان اسحاق بن يحيى يكنى أبا محمد، ومات بالمدينة في خلافة المهدي وهو يستضعف. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا ابن سعد قال: في الطبقة السادسة من أهل المدينة اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، ويكنى أبا محمد، مات بالمدينة في خلافة المهدي» . قال أبو القاسم الحافظ: أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، ح. قال: وحدثنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين البزاز قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني قال: قرأت على أبي يعلى حمزة بن محمد بن علي قلت له: حدثكم أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، ح. قال: وأنبأنا أبو الغنائم بن النرسي وحدثنا أبو الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين الغندجاني- زاد ابن خيرون ومحمد بن أحمد الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قالا: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي، يعد في أهل المدينة (15- و) عن المسيب بن رافع سمع منه- وقال الغازي: روى عنه- ابن المبارك، ووكيع، يتكلمون في حفظه زاد ابن سهل قال اسحاق: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا اسحاق بن يحيى بن طلحة أبو محمد، وزاد الغازي يكتب حديثه «2» .

وقال أبو القاسم الحافظ: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو محمد اسحاق بن يحيى بن طلحة عن المسيب بن رافع؛ روى عنه ابن المبارك، ووكيع، والهيثم بن جميل «1» . أنبأنا أبو الفرج بن القبّيطي قال: أخبرنا أبو الحسن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، أبو محمد، كان ابن المبارك ووكيع يتكلمون في حفظه. قال ابن عدي: وقال النسائي: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله مديني متروك الحديث «2» . أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ليس بثقة «3» . أنبأنا ابن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن (15- ظ) عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو محمد اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ليس بثقة. أنبأنا ابن القبّيطي قال: أخبرنا ابن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 3 م (97)

حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بشيء. قال ابن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني قال: حدثنا الليث بن عبده قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بشيء. وقال: حدثنا محمد بن علي المروزي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى بن معين: فاسحق بن يحيى ما حاله الذي يروي عنه ابن المبارك حديث أبي بكر؟ قال: ليس بشيء. وقال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن أحمد بن حماد، وعبد الملك ابن محمد قالوا: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف. وقال: حدثنا ابن أبي بكر قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: اسحاق ابن يحيى ليس بشيء لا يكتب حديثه. وقال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا معاوية عن يحيى قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف «1» . أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله عن مسعود الثقفي عن أبي بكر الخطيب «2» قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين قلت: فاسحق بن يحيى ما باله، الذي يروي عنه ابن (16- و) المبارك حديث ابي بكر؟ قال: ليس بشيء. أنبأنا أبو القاسم بن محمد عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن

أحمد قال: أخبرنا أبو الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة يضعّف. وقال المفضل «1» في موضع آخر: كان يحيى بن معين يضعف اسحاق بن يحيى، وبلغني عن القطان أنه ذكره فقال: ذاك شبه لا شيء. أخبرنا أبو الفرج الحراني في كتابه قال: أخبرنا ابن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو القاسم «2» قال: أخبرنا أبو أحمد الحافظ قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثني صالح بن أحمد قال: حدثنا علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد عن اسحاق بن يحيى بن طلحة قال: شبه لا شيء. وقال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة شيخ متروك الحديث. وقال ابن عدي: وقال عمرو بن علي: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله متروك الحديث، قال: وسمعت وكيعا وأبا داود يحدثان عنه. قال ابن عدي- وذكر أحاديث مناكير من رواية اسحاق-: ولاسحق أحاديث غير ما ذكرت، ولم أجد في أحاديثه أنكر مما ذكرته، وهو خير من اسحاق بن أبي فروة، واسحاق بن نجيح بكثير «3» . أنبأنا أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها قال: أخبرنا أبو (16- ظ) القاسم بن مندة عن حميد بن عبد الله الأصبهاني، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن

ابراهيم قال: حدثنا عمرو بن علي قال: سمعت وكيعا وأبا داود الطيالسي يحدثان عن اسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك الحديث، منكر الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة واهي الحديث. قال: وسمعت أبي يقول: اسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف الحديث ليس بقوي، ولا بمكان أن يعتبر حديثه. وقال: وذكر أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الكناني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم: ما تقول في اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي؟ فقال: ليس بقوي الحديث «1» . قال أبو القاسم قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا قال: أخبرنا أبو نصر بن الجبان إجازة قال: حدثنا أحمد بن القاسم الميانجي قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم قال: حدثني سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة الرازي اسحاق بن يحيى بن طلحة؟ قال: منكر الحديث جدا. قال: وأخبرنا أحمد بن القاسم إجازة قال: أخبرنا أحمد بن طاهر قال: حدثني سعيد عن أبي زرعة في أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين، فذكرهم وذكر منهم اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة (17- و) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفر الشامي قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: حدثنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله شيئا قط. أنبأنا أبو القاسم عن أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه قال: كتب إلينا

أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قال: وأخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة كان لا بأس به، وحديثه مضطرب جدا، قال يحيى بن معين: اسحاق بن يحيى بن طلحة ضعيف الحديث، وقال علي بن المديني: نحن لا نروي عن اسحاق بن يحيى بن طلحة شيئا. وقال: وحدثني عبد الله بن شعيب قال: قرأ علي يحيى بن معين: اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ليس بشيء، يضعّف. وقال مصعب الزبيري: اسحاق بن يحيى بن طلحة أمه أم ولد «1» . أنبأنا أبو القاسم عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري، وثابت بن بندار بن ابراهيم قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر، وأبو نصر محمد بن الحسن قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن زكريا قال: حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة ليس بالقوي. (17- ظ) . أنبأنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة- إجازة أو سماعا- عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن خمرويه قال: أخبرنا الحسن بن إدريس قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: اسحاق بن يحيى بن طلحة صالح. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إليّ أبو نصر بن القشيري: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: قرأت بخط أبي يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن عمار الأنصاري قال: سألت محمد بن اسماعيل البخاري فقال: اسحاق بن يحيى بن طلحة يهم في الشيء بعد الشيء إلا أنه صدوق.

ذكر من اسم أبيه يوسف ممن اسمه اسحاق

قال علي بن الحسن: قرأت في كتاب الأخوة والأخوات «2» لأبي العباس محمد بن اسحاق السراج: مات اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله سنة أربع وستين ومائة. ذكر من اسم أبيه يوسف ممن اسمه اسحاق اسحاق بن يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان، أبو يعقوب، المعروف بالملك المعز بن الملك الناصر صلاح الدين، كان قد سمع بالديار المصرية من أبي محمد بن بري، وسمعته يذكر أن الشيخ الطوسي كان شيخه. وقدم حلب وافدا على أخيه الملك الظاهر غازي، وأجرى عليه معيشة تكفيه، وكان عند قدومه حلب قد نزل في جوارنا في الدار (18- و) التي هي الآن في ملكي، المعروفة بسلفنا، وأقام بحلب الى أن مات أخوه الملك الظاهر، واجتمعت به مرارا، وكان حسن المذاكرة، طيب المعاشرة، وحدث بشيء مما سمعه من أبي محمد بن بري قبل موته بأيام قلائل. أخبرني أخوه الملك المحسن أحمد بن يوسف أن مولد أخيه الملك المعز سنة سبعين وخمسمائة، وزادني غيره أنه ولد بمصر في شهر ربيع الاول منها، وتوفي رحمه الله بظاهر مدينة حلب يوم السبت الرابع من ذي الحجة من سنة خمس وعشرين وستمائة، كان في الصيد فسقط عن مركوبه، فاندقت عنقه، ودفن بمقابر مقام ابراهيم خارج باب العراق. اسحاق بن يوسف الفصيص بن يعقوب التنوخي الفصيصي، أبو يعقوب، وقد سبق ذكر تمام نسبه فيما تقدم، وكان أمير حمص، واللاذقية، وجبلة، وهو والد محمد والحسين ممدوحي أبي الطيب المتنبي، وكانت الولاية على هذه المواضع المذكورة له ولأخيه ابراهيم في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وهما

ذكر الكنى في آباء من اسمه اسحاق

اللذان أوقعا بالأكراد في سنة ثلاثمائة، ومقدمهم يومئذ أبو الحجر المؤمل بن مصبّح، وهزم عسكر أبي الحجر وقتل أكثرهم، وهرب أبو الحجر فطرح نفسه في بحيرة أفامية، فأقام فيها أياما في الماء. وفي تلك الوقعة يقول بعض شعراء تنوخ يصف فعل أبي الحجر: توهم الحرب شطرنجا يقلبها ... للقمر ينقل فيها الرخّ والشاها (18- ظ) جازت هزيمته أنهار فامية ... الى البحيرة حتى غط في ماها وإسحاق هذا وأخوه ابراهيم هما اللذان سريا خلف الروم حين افتتحوا اللاذقية وجبلة، والهرياذة «1» ، وأسروا من كان فيها من المسلمين، وكانا بحمص، فلم يلحقا الروم، فكاتبا رئيس الأساقفة بقبرس وتهدداه فأطلق جميع الأسرى، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أخيه ابراهيم. وقدم اسحاق حلب سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وكان طريف السبكري صاحب حلب قد حاصره وجماعة أهله في حصونهم باللاذقية وغيرها وحاربوه حتى نفد جميع ما كان عندهم من القوت والماء فنزلوا على الأمان، ودخلوا معه حلب مكرمين. قرأت معنى ذلك جميعه في تاريخ أبي غالب همّام بن الفضل بن المهذب المعري، ثم قرأته بخط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب المعري التنوخي في جزء علقه في التاريخ. ذكر الكنى في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن أبي بكر بن محمد بن ابراهيم الطبري، أبو يوسف القاضي قاضي مكة شرفها الله، سمع بمكة أبا عبد الله محمد بن أبي الضيف، وأبا شجاع زاهر بن رستم، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري، وأبا محمد يونس بن يحيى الهاشمي، وأبا بكر بن حرز الله التونسي، وأبا القاسم عبد المحسن بن عبد الله الطوسي، وأبا المظفر محمد بن علوان بن مهاجر، وأبا عبد

اسحاق بن أبي ربعي الكاتب،

الله (19- و) محمد بن ابراهيم الخبري الفارسي، وشيخنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء البغدادي الصوفي، وأبا طالب عبد المحسن بن أبي العميد الحنفي الأبهري، وطاف البلاد، وسمع ببغداد العقاب شيخ الفتوة «1» ، وبحلب شيخنا أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وبالاسكندرية جعفر الهمداني، وسمع بحماة ودمشق ومصر وغيرها من البلاد، وحدث بشيء من الحديث بزبيد من بلاد اليمن. أخبرني أبو الفضل بن عبد الكريم بن عبد الله بن مالك الموصلي أنه سمع منه بزبيد شيئا من الحديث. اسحاق بن أبي ربعي الكاتب، كان في صحبة عبد الله بن طاهر، وخرج معه من الرقة الى مصر، واجتاز في طريقه معه بحلب أو ببعض عملها، وقد قدمنا ذكره في حكاية ذكرناها في ترجمة اسحاق بن ابراهيم الرافقي. اسحاق بن أبي عبد الرحمن، أبو يعقوب، وقيل أبو يوسف الأنطاكي الأطروش العطار، حدث بأنطاكية عن هشام بن عمار، وهشام بن خالد الأزرق، والمؤمل بن إهاب. روى عنه: أبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل المصري الحلبي. وأظن أن أصله بصري وسكن أنطاكية. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي قال: أخبرنا الحافظ (19- ظ) أبو القاسم بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز التميمي قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: حدثني أبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل المصري بدمشق

قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن أبي عبد الرحمن العطار الأطروش بأنطاكية قال: حدثنا هشام بن عمار بدمشق يوم السبت في شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن سعيد بن بقية عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن هذه الآية التي تجدونها في القرآن يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً «1» وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، ولن أقبضه حتى تقام به الملة المعوجة بأن يقولوا: لا إله الا الله، وتفتح به أعين عمي وآذان صم، وقلوب غلف. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا عمي علي بن أبي محمد الحافظ قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو الحسن بن صصرى قال: أخبرنا همام بن محمد قال: حدثنا اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل المصري قال: حدثنا أبو يوسف اسحاق بن أبي عبد الرحمن العطار البصري بأنطاكية قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا المخيس بن تميم عن بهز بن حكيم (20- و) عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق مائة رحمة فبث بين خلقه رحمة واحدة فهم يتراحمون بها، وادخر عنده لأوليائه تسعة وتسعين «2» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: اسحاق بن أبي عبد الرحمن، أبو يوسف، ويقال أبو يعقوب الأنطاكي الأطروش العطار، سمع بدمشق هشام بن عمار، وهشام بن خالد الأزرق في شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين، والمؤمل بن إهاب «3» . روى عنه أبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل المصري. قلت: توفي اسحاق بن أبي عبد الرحمن بعد التاريخ الذي ذكره. (20- ظ)

ذكر من لم يبلغنا نسبه ممن اسمه اسحاق

ذكر من لم يبلغنا نسبه ممن اسمه اسحاق اسحاق البلخي الشاعر، بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي كان قد بلغ مائة سنة وعشرين سنة، أو قاربها، وكان برصافة هشام بن عبد الملك في أيامه، حكى عن برمك أبي خالد بن برمك، روى عنه أبو حفص عمرو ابن الأزرق الكرماني. قرأت في أخبار البرامكة تأليف أبي حفص عمرو بن الأزرق الكرماني قال: وحدثني اسحاق البلخي الشاعر، وكان معمّرا قد زرّف «1» على العشرين والمائة سنة- أي أرمي «2» عليها- أنه رأى برمك قدم على هشام بن عبد الملك في خمسمائة شاكري «3» ، قال: فأكرمه وأعلى منزلته وأعجب به، ثم أسلم، فرأيته جليل القدر عنده، عظيم الموقع منه. وقد ذكرنا في ترجمة برمك بن برمك قدوم برمك الرصافة على هشام واسلامه على يده. اسحاق الانطاكي، رجل من أهل الصلاح بأنطاكية، قال شعرا وأوصى أن يكتب على قبره. أخبرنا أبو اليمن الكندي إذنا عن أبي قاسم الحريري قال: أخبرنا أبو بكر الخياط قال: أخبرنا ابن دوست قال: أخبرنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: وحدثنا أبو زكرياء الخثعمي قال: أوصى رجل من أهل أنطاكية (22- و) أن يكتب على قبره.

اسحاق الذي تنسب اليه الاسحاقية من النصارى:

أعدّ لله يوم يلقاه ... اسحاق أن لا إله إلّا هو يقولها مخلصا عساه ... يرحمه في القيامة الله اسحاق الذي تنسب اليه الاسحاقية من النصارى: رجل لعين، ممن غير دين المسيح عليه السلام عند ظهور الشعوب واختلافهم، ظهر بعد مرسواري اللعين الذي ادعى ان المسيح رب العالمين. قرأت في كتاب «ديوان العرب وجوهرة الأدب وإيضاح النسب» تأليف محمد ابن أحمد بن عبد الله بن محمد الأسدي بعد ذكر مرسواري قال: وظهر عند ذلك رجل لعين آخر بأرض سورية ثم بأرض حلب من شرقيها يقال له اسحاق صاحب الدين، بنى له دينا منفردا فيه عمن خالفه على مقالته وتابعه على ذلك أنباط كانوا بتلك الأرض من السواد وغيره، وذلك أنه أبدع له من مقالته وكفر مرسواري وتلميذه يعقوب، وأذن بلعنه وقال: إن المسيح إنسان وأن كلمة الله غيره، وأنها كانت تحل فيه إذا هم بفعل آية واظهار معجزة، وإذا لم يرد أن يفعل شيئا لم تحله الكلمة، فمشى على هذا الأمر، وله حجج على ذلك من متشابه الكتب، وبث دواعيه الى سائر الأعمال يدعون الشعوب إليه «1» .

الجزء الرابع

[الجزء الرابع] [تتمة حرف الهمزة] ذكر من اسمه أسد أسد بن ابراهيم بن كليب بن ابراهيم بن علي، أبو الحسن القاضي الحرّاني، قدم حلب وسمع بها نظيف بن عبد الله المقرئ مولى بني كسرى الحلبي، وأبا بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، وسمع بمكة أحمد بن موسى الأصبهاني، وحدث عنهم وعن أحمد بن ابراهيم الكندي، وابراهيم بن محمد الدّيبلي. روى عنه: أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري وأبو نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي الحافظ، وأحمد بن الحسين. أسد بن جهور الكاتب، وكان يتولى بحلب عملا، ومدحه البحتري، وله ذكر وكان ينسب الى الغفلة. قرأت في كتاب الصيد لأبي طالب محمد الخيمي البغدادي قال: وخبرني من حضر أسد بن جهور (23- و) الكاتب يتصيد، وكان من شدة الغفلة على ما لم ير مثله. وقال: رأيته وقد أطلق بين يديه باز على درّاجة، ودخلته الأريحية فركض في إثره حتى إذا كسرها استخرج سكينا من خفّه وأهوى بها نحو البازي فأمرها على حلقه ليذبحه، فصاح به البازيار فكف عن البازي وأخذ الدراجة وقال: كدنا نظلمه الشقي. قال: وكان معنا فتى ينادمه ظريف شاعر، وكان لا يزال يبلى من غفلته عنه واستخفافه به على جهة السهو بكل عظيمة فأنشأ ينشدني: أتيت بها مقبوحة الذكر سبّة ... تبثّ على مرّ الليالي وتربع فإن كان عمدا ما أتيت فإنه ... لعمرك لؤم واجب ليس يدفع وإن كان عن سهو وإفراط غفلة ... فأحضر منك الهالكون وأنفع

أنبأنا أبو محمد بن يوسف النحوي عن أبي الفتح بن السبطي قال أنبأنا أبو عبد الله الحميدي عن غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن بن المحسن بن الصابئ قال: وحدث أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن البهلول التنوخي قال: حدثني أبي قال: حضرت أسد بن جهور، وكان شديد النسيان، عند عبيد الله بن سليمان الوزير، وهو يخاطبه في أمر من الأمور فيقول له: السمع والطاعة لأمر القاضي أعزه الله، وقد أنسي أنه الوزير، وكان الى جنب أبي العباس ابن الفرات، فغمزه أبو العباس وقال له: قال الوزير أعزه الله، فقال لابن الفرات: نعم أعز الله القاضي، فضحك ابن الفرات وقال: لست القاضي، فارجع الى صاحبك فقضّه. قال: وكنت يوما عند أسد بن جهور وهو يكتب، فجفت دواته، فقال: يا غلام كوز ماء للدواة، فجاء الغلام بكوز ماء، فأخذه وشربه، ومضى الغلام بالكوز، وأخذ يكتب فلم تنكتب له، فقال: ويلك هات الماء للدواة، فجاء بشربة ثانية، فأخذها وشربها، ولم يطرح في الدواة منها، ثم كتب فلم تنكتب له، فقال: ويلك كم أطلب للدواة ماء ولا تحضره، فجاءه الغلام بشربة ثالثة، فأخذ يشربها فقال له: يا سيدي اطرح منها أولا في الدواة، ثم اشرب الباقي فقال: نعم نعم، وطرح في الدواة وكتب «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الغساني قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني علي بن أبي علي قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني أن محمد بن يحيى أخبره قال: كان أبو مسلم الكجي وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام فقال البحتري يمدحهما: هل تبدينّ لي الأيام عارفة ... لدى أبي مسلم الكجي أو أسد كلاهما آخذ للمجد أهبته ... وباعث بعد وعد اليوم نجح غد لله دركما من سيدي زمن ... أجريتما من معاليه الى أمد (23- ظ) وجدت عندكما الجدوى ميسّرة ... أوان لا أحد يجدي على أحد

أسد بن الفرات القاضي،

وقد تطلبّت جهدي ثالثا لكما ... عند الليالي فلم تفعل ولم تكد لن يبعد الله مني حاجة أمما ... وأنتما غايتي فيها ومعتمدي إن تقرضا فقضاء لا تريث وإن ... وهبتما فقبول الرفد والصفد «1» وفي القوافي إذا سوفتها بدع ... يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد فيها جزاء لما يأتي الرسول به ... من عاجل سلس أو آجل نكد «2» أسد بن الفرات القاضي، قاضي إفريقية «3» ، ولد بحرّان وكان أبوه حمل أمه معه في صحبة محمد بن الأشعث حيث توجه الى إفريقية واليا، فاجتاز به أبوه في صحبته بحلب. قرأت في كتاب قضاة إفريقية تأليف أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد قال: وذكر عن أسد أنه قال: أول مدينة بنيت على الأرض بعد العراق حرّان، وكان يقال لها العجوز ذات الاصنام، وبها ولدت، وإنما كان أبوه أتى بأمه مع محمد بن الأشعث حين ولي إفريقية في سنة أربع وأربعين ومائة، فلما صاروا بحرّان ولد أسد. وقال البجلي- يعني محمد بن علي البجلي-: كان مولده سنة خمس وأربعين ومائة «4» . (24- و) . أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم المقرئ، أبو الليث العبسي الحلبي، من أهل حلب، ونزل دمشق، روى عن خاله عبد الله بن صالح الحلبي، وأبي القاسم الفضل بن جعفر، وأحمد بن محمد بن صالح بن النضر الأنطاكي الفقير، وأبي بكر الميانجي.

روى عنه: أبو سعد اسماعيل بن علي السمان الرازي، وأبو محمد الكتاني، وأبو الحسن علي بن محمد الحنائي، وأبو الحسن علي بن محمد بن شجاع. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا أبو الليث أسد بن القاسم بن العباس الحلبي قراءة عليه قال: حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا عبد الله بن عيسى الخزار قال: حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدقة تطفىء غضب الرب وتدفع ميتة السوء» «1» . قال الحافظ أبو القاسم: كذا قال وهو محمد بن عبيد الله بن الفضيل، نسبه الى جده ولم يصغره. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم، أبو الليث المقرئ العبسي الحلبي، سكن دمشق، وكان إمام مسجد سوق النحاسين «2» ، وحدث عن أبي القاسم الفضل بن جعفر، وأبي بكر الميانجي، وأحمد بن محمد بن صالح بن النضر الأنطاكي الفقير. (24- ظ) روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع، وعلي بن محمد الحنائي، وأبو سعد اسماعيل بن علي السمان الرازي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني. قال لنا أبو محمد الأكفاني: توفي أبو الليث أسد بن القاسم الحلبي الذي كان يصلي في مسجد النحاسين- وقد حدث عن الفضل بن جعفر وغيره- في شوال سنة خمس عشرة وأربعمائة «3» .

أسد بن محمد الحلبي،

أسد بن محمد الحلبي، حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، روى عنه تمام بن محمد الرازي الحافظ. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد الامين قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن هبة الله قال: أنبأنا أبوا محمد بن عبد الله بن السمرقندي، وهبة الله بن الأكفاني قالا: أخبرنا أبو الحسن بن صصرى قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البرذعي، وأسد بن محمد الحلبي قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو جنادة عمرو بن قيس عن بهز بن حكيم القشيري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يشهد على أحدكم فخذه» «1» . أسد بن محمد المصيصي الخشاب، حدث بالمصيصة عن أبي عثمان سعيد بن المغيرة الصياد المصيصي، وأبي حاجب الحاجبي. روى عنه: حفيده أبو بكر محمد بن عبد الله بن أسد (25- و) وعبد الله ابن بشر بن عميرة البكري، وأبو طالب أحمد بن داود قاضي أذنه، وكان له شعر. أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي في كتابه منها قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو سعيد الجنزرودي قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن ابراهيم الفقيه الجوزي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الوراق قال: حدثنا عبد الله بن بشر البكري قال: حدثنا أسد بن محمد المصيصي قال: حدثنا أبو حاجب الحاجبي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عقل كالتدبير» «2» .

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر القرشي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الشيخ أبو المكارم المبارك بن المعمر البادرائي قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني محمد بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم الزاهد قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: وحدثنا أبو الفضل الشكلي قال: حدثني الحسين بن أحمد الأزدي قال: قدم المصيصة فتى من المتعبدين فنزل في مسجد أسد الخشاب، وكان يسمع من الناس الحديث، وكانت عليه أطمار، وكان ناحل الجسم ذابل، فأشرف أسد على بعض اجتهاده، فقربه وأدناه وخصه بالحديث فلما رأى ذلك من فعله هرب منه فافتقده فحزن عليه حزنا شديدا، وأنشأ يقول: (25- ظ) يا من رأى لي غر ... يبا ثيابه أطمار الجسم منه نحيل ... والوجه فيه اصفرار عليه آثار حزن ... بوجهه واغبرار يقوم في جوف ليل ... يناجي الجبار يقول: يا سول قلبي ... يا ماجدا غفار فالدمع يجري بحزن ... فدمعه مدرار يبغي جنان نعيم ... يا حسن دار القرار فيها جوار حسان ... يا حسن تلك الجوار عرائس في خيام ... من اللآلئ الكبار كواعب غنجات ... نواهد أبكار لباسهن حرير ... تحير الأبصار وفي الذراع سوار ... يا حسنه من سوار شرابهن رحيق ... يفجر الآبار وسلسبيل وخمر ... تبارك الجبار يا من رأى لي غر ... يبا ثيابه أطمار

ذكر من اسمه اسرائيل

ذكر من اسمه اسرائيل اسرائيل بن سهلون، أبو الحسن الطبيب الحلبي، أظنه من نصارى حلب، ظفرت له ببيت من الشعر قرأته بخط بعض كتاب حلب في مختار اختاره من شعر صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب النصراني الحلبي، قال: وعمل صديقه أبو الحسن إسرائيل بن سهلون الطبيب بيتا وهو: أيا طيف من أهوى تسربلت عفة ... وأشبهت في الأحلام فعلك يقظانا فأجابه- يعني صاعد بن عيسى بن سمان: ولكننا متنا من الوجد قبل أن ... يلمّ وحيا بالسلام فأحيانا على مثل هذا الفعل كانت أمامة ... تواصلنا حينا وتهجر أحيانا (26- و) إذا كنت لا ألقاك في الدهر يقظة ... فياليت أني عشت ما عشت وسنانا اسرائيل بن عبد الله بن عيسى بن يونس بن عمرو بن عبد الله الهمداني: أبو أحمد السّبيعي، من ولد أبي اسحاق السّبيعي، وسبيع الذي نسب اليه هو ابن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن حنتم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان. حدث بحصن منصور من الثغور الجزرية، وكان عيسى جده قد انتقل الى الحدث ومات بها وبقي أولاده بالثغر. روى عن علي بن اسرائيل، روى عنه أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحمن بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: إجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين- قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو أحمد اسرائيل بن عبد الله بن عيسى بن يونس بن

اسرائيل بن مقدار بن اسرائيل بن مقدار بن نصر بن أبي الحسن:

عمرو- هو ابن أبي اسحاق السّبيعي- بحصن منصور قال: حدثني عمي علي بن اسرائيل قال: حدثنا خالي أحمد بن عمرو عن أبيه عمرو عن أبيه عيسى عن الأعمش عن سفيان بن سلمة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة، وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور والفجور يهدي الى النار، وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله (26- ظ) كذابا» «1» . اسرائيل بن مقدار بن اسرائيل بن مقدار بن نصر بن أبي الحسن: المنبجي المولد، الإربلي المنشأ، كان جنديا وله شعر حسن وقع إلي منه: لا تحسبوا مرضي عن علّة عرضت ... لكنه حب من في طرفه حور إن ماس غصن أراك أو بدا قمر ... فما الدواء ودائي الغصن والقمر ومن شعره: مولاي إن النصر أصبح طائعا ... لك والسعادة حيث سرت تسير إنهض الى الطاغي وبدد جمعه ... فالامر سهل والعدو حقير واعلم بأن العبد ليس لصحبه ... زاد ولا للصافنات شعير ***

ذكر من اسمه أسعد

ذكر من اسمه أسعد أسعد بن ابراهيم الاربلي: المعروف بالمجد بن النشّابي، شاعر حسن الشعر، قدم إلينا الى حلب، واتصل بخدمة الوزير شمس الدين محمد بن عبد الباقي بن أبي يعلى، في أيام الملك الظاهر غازي، ومدح بها الملك الظاهر، ثم خرج من حلب وعاد الى بلده إربل، وخدم بها مظفر الدين كوكبوري بن علي وكتب له الانشاء، وكان حسن الكتابة والانشاء، وكان يطالع ديوان الخلافة بالمتجددات له، فاطلع عليه كوكبوري فقبضه وسجنه وبقي في السجن الى أن مات كوكبوري واستولى نواب الديوان المستنصيري على إربل، فكتب المستنصر بالله بإحضاره الى بغداد فحضر وأنعم عليه، وأجرى له معلوم، وقلّد أعمالا بنواحي بغداد، وحضرت دار الوزير أبي طالب بن العلقمي في سنة خمسين وستمائة، وكنت قد توجهت رسولا عن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد، في أيام المستعصم بالله، الى دار الخلافة، فسمعته ينشد بين يدي الوزير قصيدة في مدح المستعصم في الحادي عشر من ذي الحجة أولها: هل عند عطفك عطف ممسك رمقي ... أم هل ترق لما ألقاه من أرقي كأن حسنك دنيانا فنحن به ... ما بين وصل سعيد أو صدود شقي (27- و) وعند شعرك تتلى آية الغسق ... ومن محياك تبدو سورة الفلق كأن أرواح أهل العشق سائرة ... الى جمالك بالتقريب والعنق تأم كعبة حسن خالها حجر ... في الخد أسوده في أبيض يقق «1» نادت مكبرة لمّا جليت لها: ... سبحان من خلق الانسان من علق أرائد أنت يا طرفي لتخبرني ... أي الطريق اليه أسهل الطرق وأنت يا أضلعي شبي الضرام لكي ... يهدى بنارك ضيف الطيف في الغسق فما سرقت بنومي قط طيفهم ... إلا غدا النوم مقطوعا على السرق ويا دموعي اسكبي لا تسكبي حذرا ... عليه ان زارني من موجك الغرق

أسعد بن الحسين بن أسعد بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي:

يا ساحرا فيه جفني ساهر قلق ... وبالفراق فراق النفس من فرق أخذت قلبي بظلم الصد فاهد له ... ظلما عسى الظلم من ظلم الصدود يقي وانهض الى روضة أبدت أزاهرها ... مثل المجرّة من زاه ومتّسق أريضه كحلا الطاووس باكرها ... مر النسيم روى عن نشرها العبق تخال في كل قطر من جوانبها وجها ... يريك صفات الشادن اللبق فالاقحوان ثغور والشقيق بها ... مثل الخدود ومنها نرجس الحدق والعندليب ينادي في جوانبها: ... هبوا فكم سنة أدت الى أرق كأن أغصانه أضحت منابره ... وشدوه كخطيب مسقع ذلق لو كان يفصح عن قول أبان لنا ... مدح الخليفة مكتوبا على الورق (27- ظ) فقال له الوزير: أنت العندليب، وقد أبنت لنا مدح الخليفة مكتوبا على الورق وسيرت اليه أطلب منه القصيدة فكتبها لي وسيرها وكتب معها مقاطيع من شعره منها قوله: لي حبيب ذادني «1» عن وصله ... أهله ظلما وأغروه بهجري قلت من وجدي به اذ أطنبوا ... اعملوا ما شئتم يا أهل بدر «2» أسعد بن الحسين بن أسعد بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي: أبو المعالي بن أبي عبد الله بن أبي طالب بن أبي علي، ويسمى أيضا محمد، وكان أبوه سماه أسعد، فاختار هو لنفسه محمد، وسنذكر ترجمته في المحمدين ان شاء الله تعالى، وسماعه في الاجزاء مكتوب أسعد. أسعد بن الحسين بن أبي الرضا بن الخصيب: أبو اليمن المعري العطار الخصيبي، من أهل معرة النعمان منسوب الى جد أبيه الخصيب.

أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا أبي المليح بن مماتي:

حدث عن أبي الحسن علي بن المسلّم السلمي، روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن صصري التغلبي الدمشقي، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه. قرأت بخط أبي المواهب في معجم شيوخه ما أنبأنا به أبو الوحش عبد الرحمن ابن نسيم قال: أخبرنا أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى قال: أخبرنا (28- و) الشيخ أبو اليمن الخصيبي وجماعة بقراءتي قالوا: حدثنا أبو الحسن علي ابن المسلم السلمي الإمام قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد السلمي قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المؤمل بن اهاب قال: حدثنا مالك بن سعير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال أخاه أقال الله عثرته يوم القيامة» «1» . قال أبو المواهب: توفي رحمه الله في يوم الاثنين رابع عشر شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ودفن بجبانة باب الصغير «2» وقد قارب الستين. أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا أبي المليح بن مماتي: أبو المكارم المصري، الكاتب المعروف بالقاضي الأسعد من قبط مصر، كان آباؤه نصارى، وجد أبيه أبو المليح مماتي أحد أعيان الكتاب، كان كاتبا لبدر الجمالي ينوب عنه بمصر، وأسلم القاضي الخطير ونشأ ابنه الأسعد على الاشتغال بالأدب والكتابة، وسمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر السلفي، وبالقاهرة الفقيه محمد بن يوسف الغزنوي وغيرهما. وكان رجلا فاضلا أديبا لبيبا كيسا حسن الانشاء، مطبوع النظم، وله تصانيف عدة في فنون شتى. وخدم في الديار المصرية وخاف من الوزير صفي الدين عبد الله بن شكر فانفصل

منها، وقدم حلب وافدا على الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب وخدمه، فأقبل عليه وقبله ورتب له معلوما بحلب أجراه عليه، وأحسن بذلك اليه (28- ظ) . واجتمعت به بحلب مرارا وجرى بيني وبينه محادثات، وذكر لي أنه اختصر اللمع في النحو لابن جنّي في ورقة واحدة مخذولة ولم أرها ولا سمعت منه شيئا من نظمه. روى عنه العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، ونصر بن أبي الفنون النحوي، وروى لنا عنه شيئا من شعره الأوحد محمد بن عبد الله الزبيري الدمشقي، وعلي بن محمد التلمساني القاضي، ومن شعره ما وجدته في بعض مجموعاتي: يا بدر تم هيجت شو ... قي لرؤية المنازل وغدت أدلته على ... ما قلت فيه من الدّلائل ظن الشمول بريقه ... تخفى فأسكر بالشمائل رشأ تفقه في الخلاف ... فصار يلقيه مسائل لا تقبلن من الوشاة ... وتقبلن على العواذل فالعين قد جنّت ببعد ... ك والدموع لها سلاسل قرأت في كتاب نصر بن أبي الفنون النحوي قال: للأسعد أبي المكارم أسعد بن الخطير ابن مماتي مما أنشدني: خليج كالحسام له صقال ... ولكن فيه للرائي مسرة رأيت به الملاح تجيد عوما ... كأنهم نجوم في مجرّة قال ابن أبي الفنون: ولابن مماتي في صبي مليح نحوي مما أنشدني: (29- و) وأهيف أحدث لي نحوه ... تعجّبا يعرب عن ظرفه علامة التأنيث في لفظه ... وأحرف العلة في طرفه قال: ومما أنشدني له في خياط مليح:

وخيّاط نظرت إلي ... هـ مفتونا بنظرته أسيل الخدّ أحمره ... بقلبي ما بو جنته به أمسيت ذا سقم ... كأني خيط إبرته وأحسد فيه خيطا فا ... ز منه بخمر ريقته أنشدني أوحد الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزبيري الفقيه الحنفي بدمشق قال: أنشدني القاضي الأسعد بن مماتي لنفسه بحلب وقد سقط بها ثلج عظيم سدّ مسالكها وطرقها، قالها في الملك الظاهر غازي: ما بيض الله وجه الأرض في حلب ... إلّا لأنّ غياث الدين مالكها «1» أنشدني القاضي عماد الدين علي بن عبد الله التلمساني قال: أنشدني أسعد ابن مماتي لنفسه: مرضت فهلّا كنت أول عائدي ... وغبت فهلا كنت أول عائد فيا بين قد أغريت بي كل كاشح «2» ... ويا بعد قد أشمت بي كل حاسد ولي واحد فرقت بيني وبينه ... فهل تجمع الأيام شملي بواحدي (29- ظ) كتب إلي ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المصري يذكر لي أن عماد الدين أبا عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني أخبره في كتاب خريدة القصر في شعراء العصر قال: الأسعد أبو المكارم، أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا بن مماتي، أحد الكتاب بالديوان الفاضلي، ذو الفضل الجلي، والشعر العلي، والنظم السوي، والخاطر القوي، والسحر المانوي، والرّوي الروي، والقافية القافية أثر الحسن، والقريحة المقترحة صور اليمن، والفكرة المستقيمة على جدد البراعة، والفطنة المستمدة من مدد الصناعة، شاب للأدب رابّ، وعن الفضل ذابّ، وهو ممن شملته العناية الفاضلية، حسنت منه البديهة والروّية، اجتمعت به في القاهرة، وسايرني في العسكر الناصري وأنشدني من نظمه المعنوي ما ثنيت به خنصر الاستحسان، وآذنت لجواده في الإجراء في هذا

الميدان، وأثبت منه كلما حلي وحلا وأشرف في منار الاحسان وعلا وراج في سوق القبول وغلا، فمن ذلك قوله يصف الخليج يوم فتحه بالقاهرة: خليج كالحسام له صقال ... ولكن فيه للرائي مسره رأيت به الصغار تجيد عوما ... كأنهم نجوم في المجره وقوله في غلام نحوي: (30- و) وأهيف أحدث لي نحوه ... تعجبا يعرب عن ظرفه علامة التأنيث في لفظه ... وأحرف العلّة في طرفه «1» قلت: وكان لابن مماتي نكت مطبوعة، ونوادر مستحسنة، ومهاترات مستملحة، فمن ذلك أن السلطان الملك الظاهر رحمه الله لما حرر قناة حلب وأجرى المياه في أزقتها وشوارعها وقف عليها وقفا، واستخدم السديد محمد بن المنذر اليابري على مصالح القناة، فسئل الأسعد بن مماتي يوما عن السديد بن المنذر ما هو فقال مجيبا في الحال للسائل: مستخدم على القناة. أنبأنا عبد العظيم بن عبد القوي قال: وفي سلخ جمادى الأولى- يعني من سنة ست وستمائة- توفي القاضي الأجل أبو المكارم أسعد بن مهذب بن زكريا بن أبي مليح مماتي الكاتب المنعوت بالأسعد بحلب وهو ابن اثنتين وستين سنة، سمع بالاسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، وبالقاهرة من الفقيه أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وغيرهما، وحدث وجمع مجاميع وله شعر حسن، وتقلب في الخدم الديوانية مدة، رأيته فلم يتفق لي السماع منه، وأنشدت عنه «2» . توفي أسعد بن مماتي بحلب في سلخ جمادى الأول من سنة ست وستمائة، ودفن بالقرب من تربة أبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي قبليها بين الطريقين،

أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث ابن عمرو:

وكان ابن الهروي هو المتولي تجهيزه ودفنه، وكان أول شروعه في بناء تربته رحمهما الله «1» . أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث ابن عمرو: وهو بحزج بن حنش ويقال جلاس بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة بن عمرو بن عامر، أبو أمامة الأنصاري الأوسي، وأمة حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسماه باسم جده لأمه أسعد وكناه بكنيته، وحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلا، وروى عن عمر بن الخطاب، وعثمان، وأبيه سهل بن حنيف، وعبد الله بن عباس، (30- ظ) وأبي سعيد الخدري، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وسعيد بن سعد بن عبادة. روى عنه ابناه محمد وسهل، ومحمد بن شهاب الزهري، وعثمان بن حكيم، وحكيم بن حكيم، وأبو بلج بن عثمان بن حنيف، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن، وصدقة بن يسار، وسليمان بن عبد الرحمن بن خباب، وأميه بن هند، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج. وغزا الروم مع أهل الشام، واجتاز بحلب أو ببعض عملها في غزاته. أخبرنا أحمد بن عبد الله العطار قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: أخبرنا أبو عمران السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: أخبرنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له: سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم- وهي خالته وخالة ابن عباس- فوجد عندها

ضبئا محنوذا «1» قدمت به أختها حفيدة ابنة الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قلّ ما يقدم يده لطعام حتى يحدّث به ويسمى له، فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الضبّ فقالت امرأة من نسوة (31- و) الحضور: أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدمتن له، قلن: هذا الضبّ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال خالد بن الوليد: المحرم الضبّ يا رسول الله؟ قال: «لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه» ، قال خالد: فاجتررته فأكلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فلم ينهني. أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو علي نصر الله بن أحمد ابن حشنام قال: أخبرنا أبو بكر الحيري قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا بحر بن نصر قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني حيوة بن شريح عن أبي الأسود أنه كان في غزوة مع أهل الشام قال: ومعنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، فطلع علينا جيش من أهل الشام على خيلهم، عليهم أقبية السيجان «2» فقيل: يا أبا أمامة ألا ترى إلى هؤلاء وهيئتهم؟! فقال أبو أمامة: لا يزالون بخير ما كانوا هكذا، فإذا لبسوا الأقبية المدلكة والأقمصة المدلكة فلا حير فيهم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي المظفر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر ابن المؤمل قال: حدثنا الفضل بن محمد قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: أبو أمامة ابن سهل، اسمه أسعد، وأمه ابنة أسعد بن زرارة، وعثمان وسعد وعبد الله أخوة أبي أمامة. (31- ظ) قال: وأنبأنا أبو المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين

قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل ابن اسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: اسم أبي أمامة بن سهل أسعد بن سهل، وأمه ابنة أسعد بن زرارة. قال أبو القاسم: وأنبأنا أبو مسعود الأصبهاني وأبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي- قال أبو مسعود: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا أبو زرعة، ح. وقال أبو بكر: أخبرنا أبو حامد الأزهري قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قالا: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني، وفي حديث الطبراني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وكان من كبراء الأنصار وعلمائهم ومن أبناء الذين شهدوا بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم «1» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الاولى من تابعي أهل المدينة أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، أحد بني عمرو بن عوف. قال الواقدي: ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه أسعد وكناه أبا أمامه باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة. لم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا، وقد روى عن عثمان. قال الحافظ: قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد (32- و) قال: في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ممن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو أمامة بن سهل بن

حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو- وهو بحزج ابن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف، من الأوس. وأمه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وكانت حبيبة من المبايعات، وسمي أبو أمامة أسعد باسم جده أبي أمه، وكني بكنيته، وكان جده أسعد بن زرارة نقيب بني النجار. قال محمد بن عمر: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سماه أسعد وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمه وكنيته. قال: ولم يبلغنا روى عن عمر شيئا، وقد روى عن عثمان وعن زيد بن ثابت وعن معاوية، وعن أبيه سهل بن حنيف، وكان ثقة كثير الحديث «1» . أخبرنا عمر بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله ومحمد بن علي قالا: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن ثعلبة بن الحارث بن عمرو ابن عوف بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس بن حارثة. أخبرنا ابن المقير فيما أذن لنا في روايته عنه عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الطيوري، وأبو الفضل بن خيرون، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني- (32- ظ) قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: أسعد أبو أمامة بن سهل ابن حنيف بن واهب الأنصاري، سماه النبي صلى الله عليه وسلم، قاله لي إبراهيم ابن المنذر، يروي عن أبيه وعمر؛ روى عنه الزهري وابناه محمد وسهل وعثمان ابن حكيم. أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال:

أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري عن أبيه وعمر، روى عنه الزهري ويحيى بن سعيد «1» . أنبأنا ابن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أنبأنا أبو الفضل بن الحكاك قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: قال أبي: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف. أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد ابن الحسين الكلاباذي قال: أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب، أبو أمامة الأنصاري المدني، سماه النبي صلى الله عليه وسلم أسعد وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة. يروي عن أبيه، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية، وابن عباس، وأنس بن مالك؛ روى عنه الزهري وسعد بن إبراهيم بن (33- و) عبد الرحمن، وابن عمه أبو بلج بن عثمان بن حنيف. وقال الذهلي: قال يحيى- يعني ابن بكير-: مات سنة مائة، أو سنّه، أو جمعهما. وقال عمرو بن علي، وأبو عيسى، وابن نمير: مات سنة مائة، وقال الواقدي مثل عمرو «2» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو منصور شجاع بن علي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة قال: حدثنا عبد الله

ابن عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: وأبو أمامة بن سهل سماه النبي صلى الله عليه وسلم. وروى أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن الزهري قال: حدثني أبو أمامة- وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسماه وحنكه، وقال أبو معشر: كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن أبي داود: صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وبايعه، وسماه، وبارك عليه، وحنكه، وقول البخاري أصح. قال البخاري: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه «1» . كتب إلينا أبو الغنائم بن شهريار من «2» ؟ قال أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر المنبجي بها قال: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال: حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر قال: حدثنا أبو معشر قال: رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يخضب بالصفرة وأبو أمامة قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم (33- ظ) . قال أبو الفضل- يعني عبيد الله-: بلغني أن أبا أمامة اسمه سعد بن سهل وأمه بنت سعد بن زرارة وبه سمي، وأخبرت أن أبا أمامة مات سنة مائة. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر قال: حدثنا محمد بن أبي معشر المدني قال: سمعت أبي يقول: رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم «3» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب- فيما أذن في روايته عنه- قال:

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثني محمد ابن المقرئ قال: حدثنا سفيان عن صدقة بن يسار قال: صحبت أبا أمامة بن سهل فقال: لتصحبن ابن بدري سائر اليوم. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني الحكم ابن نافع قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حيف، وكان من علياء الأنصار، ومن أبناء الذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة: قال أحمد بن حنبل: وأبو أمامة بن سهل، اسمه أسعد بن سهل، وأمه بنت أسعد بن (34- و) زرارة، وعثمان، وسعد، وعبد الله أخوة أبي أمامة، ويقال: قد أدرك أبو أمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا ابن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا مالك بن أبي الرجال عن سليمان بن عبد الرحمن بن خباب قال: أدركت رجالا من المهاجرين ورجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد، فذكرهم وذكر من الأنصار أبا أمامة بن سهل بن حنيف. أنبأنا ابن المقير عن ابن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم محمد بن علي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون وأبو الحسن الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد ابن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: قال

الأويسي: حدثنا يوسف بن الماجشون عن عتبة- وهو ابن مسلم- قال: إن آخر خرجة خرج عثمان بن عفان يوم الجمعة، فلما استوى على المنبر حصبه الناس، فحيل بينه وبين الصلاة، فصلى بالناس يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف. أنبأنا زين الأمناء قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلال شفاها قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر ابن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله (34- ظ) إجازة قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: قيل له- يعني لأبيه-: ثقة هو- يعني أبا أمامة قال: لا تسأل عن مثله، هو أجل من ذلك «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر، ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد العتيقي قالوا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي (قال:) حدثني أبي أحمد قال: أبو أمامة بن سهل بن حنيف مديني تابعي ثقة. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني قال: أخبرنا أبو محمد يوسف بن رباح قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: أبو أمامة بن سهل ابن حنيف، مات سنة مائة. قال أبو البركات: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن الأصبهاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد الأهوازي قال: أخبرنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: في الثانية من أهل المدينة:

أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن حارثة بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، مات سنة مائة «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- سماعا أو إجازة- قال: أخبرنا أبو علي بن المسلمة، وأبو القاسم بن فهد قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي (35- و) قال: أخبرنا الحسن بن محمد السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا ابن نمير قال: مات أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة. قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص إجازة قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو عبيد قال: سنة مائة فيها توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف واسمه أسعد، يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم سماه باسم جده أبي أمه أسعد بن زرارة. أنبأنا أبو البركات بن عساكر قال: أخبرنا الحافظ عمي قال: حدثنا أبو الحسن بن البقشلان قال: أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: وحدثني عمي عن أبي عبيد قال: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف. وقال ابن نمير: مات أبو أمامة بن سهل سنة مائة. قال البغوي: أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه «2» . أنبأنا أبو علي الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال:

أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن عبد الواحد بن حبيش التنوخي:

أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة مائة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف، يعني مات. أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن عبد الواحد بن حبيش التنوخي: أبو التمام وأبو المعالي المعري الملقب بالوجيه أصله من معرة النعمان، وولد بدمشق ودخل حلب، حكى لي ذلك الحافظ محب الدين أبو عبد الله بن النجار عنه، وأخذ لي الاجازة منه، ولم يتفق لي منه سماع، حدث عن اسماعيل الجنزوي وغيره، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي، وأبو حامد القوصي، وخرّجا عنه في معجميهما، وأخبرني القوصي أن مولده بدمشق في شهور (35- ظ) سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وذكر غيره في شوال منها، وكان شاعرا. أخبرنا أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن بن حبيش- إجازة كتب بها إلي- قال: أخبرنا أبو الفضل اسماعيل بن علي بن ابراهيم الجنزوي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن ابراهيم الحنائي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصاء قال: حدثنا عمران بن بكار قال: حدثنا أبو التقى عبد الحميد بن ابراهيم عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي عن الزهري أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي سفيان بن الأخنس بن شرف «1» أنه دخل على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته- فسقته سويقا، ثم قالت: يا ابن أختي توضأ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «توضأ مما مسته النار» «2» . أجاز لنا الوجيه أبو التمام، وأنشد لنفسه مما كتب به الى العفيف محمد بن علي البالسي الى بالس: خلّ لومي يا لائمي في البكاء ... كل داء رأيته دون دائي

نح معي ساعة على الربع إن الر ... بع أقوى من سادتي الكرماء هول يوم الفراق مزق قلبي ... فرقا من شماتة الأعداء لهف نفسي على الذين تولوا ... إذ تولوا بفطنتي وذكائي (36- و) فغرامي من بعدهم لي غريم ... ليس ينفك والسّقام ردائي خيموا يوم بينهم في فؤادي ... وأقاموا في منزل البعداء ليس آسي على الحياة لأني ... بعدهم في مراتب الشهداء أنشدني أبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي قال: أنشدني الأمين وجيه الدين أبو المعالي أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بدمشق في شهور سنة أربع وستمائة لنفسه: إذا ما دارت الأفلاك يوما ... بسعدك فهي تأبى أن تكادا فمهما استطعت من خير فعجل ... به ما دمت تأمن أن تعادا فكم من جمرة أمست سعيرا ... فلما أصبحت أضحت رمادا وأنشدني أبو المحامد قال: أنشدني أسعد لنفسه لغزا في القلم: وأصغر لا من علة فنعوده ... وليس به ما تشتهيه الشوامت إذا رمت منه نشر كل فضيلة ... أتاك بها عن قدرة وهو صامت أخبرني أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي بحلب قال: في ليلة الجمعة ثالث صفر سنة أربع وثلاثين وستمائة توفي الوجيه أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن بن هبة الله بن حبيش التنوخي، ثم إني وقفت بعد ذلك على معجم أبي عبد الله البرزالي وذكر فيه حديثا عنه، وقال: وتوفي هذا الشيخ في سنة خمس وثلاثين وستمائة ببستانه بقرية المزة. أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات سنة أربع وثلاثين وستمائة، في كتاب التكملة لوفيات النقلة: ليلة الثالث من صفر توفي الشيخ الوجيه أبو التمام أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن عبد

أسعد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن طاهر بن يحيى النهاوندي:

الواحد بن حبيش التنوخي، سمع بدمشق من أبي الفضل اسماعيل بن علي الجنزوي، وحدث عنه، وحدث بشيء من شعره ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق «1» . (36- ظ) . أسعد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن طاهر بن يحيى النهاوندي: ثم الأسد اباذي، أبو المعالي القاضي، قدم حلب سنة تسع وخمسين وخمسمائة وسمع بها أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الحيّاني، والخطيب أبا طاهر هاشم أحمد بن هاشم خطيب حلب، والفقيه الإمام شرف الدين أبا سعد عبد الله بن محمد ابن أبي عصرون، وأبا الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمّوية. وحدثني شيخنا أبو الحجاج يوسف بن عبيد السلمي البرجيني أن أسعد النهاوندي هذا حدث عن بعض شيوخه وقال لي: سمعت منه، وذكر لي أن له تصنيفا في أدب الصوفية. ثم وقفت أنا على هذا التصنيف بعد ذلك، فوجدته يشتمل على آداب الصوفية ومقالتهم في الحال والمقام، وما يلزم المريد عند متابعة الشيخ، والإمام وما عليه من الأوراد، وبوبه ستين بابا، روى فيه عن أبي الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي وعن أبي سعد بن أبي عصرون، وسماه منية الخواص وغنية طالبي الخلاص، وحدث به بحلب بخانكاة القصر «2» في شهر رجب من سنة سبعين وخمسمائة، وتوفي بعد ذلك رحمه الله. أسعد بن علي بن عبد القادر بن المهنّا: أبو الماجد المعري المعروف بالبليغ، من معاصري أبي العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان، وكان شاعرا مجيدا. روى عنه أبو المكارم علوي بن عبد القاهر بن المهنا المعري.

أسعد بن عمار بن سعد بن عمار بن علي:

وقع إلي من شعره (37- و) أبيات يرثي بها أبا المجد بن سليمان أخا أبي العلاء وهي: جليل رزءنا فيه جليل ... عليه لكلّ عائلة عويل فأكثر ما استطعت الوجد فيه ... ولا تقلل فمشبهه قليل أضيق بحمل الخطب ذرعا ... على أني لكل أسى حمول ولو قصد التناصف كان أولى ... من العبرات أرواح تسيل منها: إذا أعطتك دنياك الأماني ... فقد أعطتك همّا لا يزول تقضي العمر فيه وما تقضيّ ... عليه الوجد والحزن الطويل قرأت في كتاب نزهة الناظر «2» تأليف القاضي كمال الدين عبد القاهر بن علوي ابن المهنا، قاضي معرة مصرين قال: وأنشدني- يعني أثير الدين أبا منصور محمد ابن علي بن عبد اللطيف- للبليغ، وكان قد خرج مع أقوام من أهل حلب الى الفرجة ببعاذين والعافية فتعب، فعمل: يا فرجة ما مرّ بي مثلها عدو ... ت فيها العيشة الراضية زرت بعاذين ولكنني عد ... ت في العافية العافيه أسعد بن عمّار بن سعد بن عمّار بن علي: أبو المعالي الخلاطي ثم الموصلي، الملقب بالربيب، سمع محمد بن سعد الله بن نصر بن الدجاجي الواعظ، وأبا الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي، وبرهان الدين إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم (37- ظ) المعروف بابن البرني. وشاهدت سماع الربيب أسعد بن عمار على جزء من حديث أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين على محمود بن سعد الله بن الدجاجي في سنة ثلاث وثمانين

وخمسمائة، وقد حدث به عنه موفق الدين أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن أحمد القيسي الاسكندري في سنة أربع وعشرين وستمائة. روى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد شيئا من شعر غيره خرجه عنه في معجم شيوخه. أخبرنا أبو المحامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل بهاء الدين ربيب الدولة أبو المعالي أسعد بن عمار بن سعد بن عمار أبياتا قيلت في أبي أيوب سليمان ابن محمد المورياني وزير أبي جعفر المنصور لما نكبه المنصور وأشار هذا الشاعر في أبياته إلى قتل أخيه السفاح لأبي سلمة حفص بن سليمان الخلال رحمه الله: قد رأيت الملوك تحسد من قد ... قلدوه أزمة التدبير إذا مالئوا له الأمر والنهي ... رموه من عرفهم بنكير شرب الكاس بعد حفص سليما ... ن ودارت عليه دوائر التدبير أسوأ الحالين حالا لديهم ... من تسمي بين الورى بالوزير قال القوصي: ومن العجائب والغرائب أنني بعد مفارقتي له من الموصل، وهو في عزه ونفاذ حكمه مخافة وهيبة، وارتسام رسمه، لم أصل إلى مدينة حران حتى بلغني أن أتابك الموصل نور الدين قد قبل قول أعداؤه في فساد أحواله، وأنه قبض عليه ونكبه واستأصل جميع أمواله وحبسه بالموصل إلى أن توفي رحمه الله في اعتقاله. وكان انشاده لي في شعبان. شاهدت بخط الربيب أبي المعالي أسعد بن عمار رحلته من خلاط إلى مكة شرفها الله في سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ثم أتبعها برحيله إلى الشام متقدما على عسكر الموصل في سنة ست وثمانين، وذكر في أولها فصلا من أحواله، فأحببت نقله لما فيه من ذكر شيء من أموره، وحقيقة حاله، وصورته: أما بعد: فلما وفق الله سبحانه وأثبتّ منازل الحج، وما تأتى في تلك السفرة الميمونة، وكانت حجة الإسلام، فإنني قضيتها في شهور سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وكنت حينئذ في خدمة الملكة شاه بانوان ابنه بيلدق بن علي بن أبي القاسم،

وهي يومئذ ملكة بلاد الروم، وأرمانية، زوجة شاه أرمن سكمان بن إبراهيم بن سكمان صاحب خلاط واقليمها رحمه الله، وكنت متقلدا أمورها، فشغلني ذلك عن تحرير طريق الحج في تلك السفرة، فأثبته في السفرة الثانية، وكان لي عدة سفرات يستحسن ثبت عجائبها، ويستطرف ذكر غرائبها من الجهاد في الجزر والسّناسنة «1» حتى قدر الله فتحها وتطهيرها من (38- و) الكفر في يوم الأحد عاشر المحرم من سنة سبعين وخمسمائة، وكان صاحب جيش الاسلام في ذلك الأوان شاه أرمن سكمان بن إبراهيم بن سكمان، وكان استخلاصها بعد حصارها ثلاث سنين والجهاد فيها، والحمد لله على ذلك. ثم بعد ذلك انتقلت من خلاط الى الموصل حماها الله الى خدمة المولى الملك العادل عز الدين أبي المظفر مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر، فأحسن إلي وقربني، ورد إليّ أمور ملكه ومصالح دولته، فلم أر شيئا أكافىء ذلك الانعام به إلّا بذل المجهود في الشفقة، وحفظ مصالحه في أمر دينه ودنياه وتقصير الأيدي المتطاولة والأطماع الفاجرة عن ماله وملكه بوسع الطاقة، وهو عارف لي بذلك، موفر حرمتي، ويزيد في معيشتي، وكان كلما تجدد حال أو حدث أمر من المهام العظام استندبني فيه، فلما قدر الله سبحانه وتعالى فتح بيت المقدس عمره الله في شهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وطهر ذلك البيت المطهر من نجسهم، تفرقوا في بلاد الكفر، وجمعوا الجموع من أقصى بلاد الكفر، وجاءوا بخيلهم ورجلهم، ونزلوا على عكة وحصروها، واستنجد المسلمون المولى أتابك عز الدين فبادر إلى اجابتهم، وتلبية دعوتهم، وجمع الجموع، وجهز الجيوش، وأخرج الأموال، وجعل ولده أميرا عليهم، وهو الملك (38- ظ) السعيد علاء الدين، وجعلني مقدم جيشه، ومر بي ولده، وقلدني أمورهم، وحفظ مصالح الدولة ومصالحهم، بحيث كان طريق الطاعة والجهاد في سبيل الله، وزيارة بيت الله المقدس عمره لله أحببت أن أثبت مراحله ومنازله، وما تجدد لنا في تلك السفرة المباركة،

أسعد بن المنجا:

ثم ذكر المراحل، وأن الحركة من الموصل يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة. ثم ذكر المنازل إلى أن قال: الاثنين رابع عشر- يعني ربيع الآخر من السنة-: المنزل في قرا حصار «1» ، وعرضنا العساكر. الثلاثاء خامس عشر ربيع الآخر: المنزل في مدينة حلب على شاطىء قويق، ثم ذكر المنازل من حلب الى أن ذكر وصولهم الى ظاهر عكة والتقاء الملك الناصر لهم «2» ، وذكر الربيب في هذا التعليق أنه خدم المقتفي بأمر الله مدة سنتين وستة أشهر آخرها غرة ربيع الأول سنة أربع وخمسين وخمسمائة. أخبرني عمر بن الربيب أسعد بن عمار أن ولادة أبيه سنة ثلاثين وخمسمائة، وخدم الخليفة المقتفي سنتين ونصفا، وكان في خدمته أيام حصار السلطان محمد بن محمود بغداد وسمع الحديث على أبي الوقت وغيره، ودخل حلب أيام نور الدين محمود بن زنكي، ثم في أيام صلاح الدين يوسف بن أيوب ثلاث مرات، كان يأتي مقدما على عسكر الموصل الى خدمته (39- و) وقبض عليه صاحبه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود في ثاني عشر رمضان سنة ست وستمائة، فمات بالسجن بالموصل. أسعد بن المنجا: وقيل أبي المنجا، بن بركات، وقيل أبي البركات بن المؤمل، أبو المعالي التنوخي المعري الأصل، الدمشقي المولد والمنشأ، الحنبلي القاضي، ولي قضاء حرّان، وذكر لي ولده عمر بن أسعد، أبو الخطاب، أن اسمه أسعد بن المنجابن بركات بن المؤمل. وذكر لي أبو الحجاج يوسف بن خليل أن أسعد بن أبي المنجا بن أبي البركات

قرأ الفقه بدمشق على شرف الإسلام عبد الوهاب بن عبد الواحد الحنبلي، ثم سافر الى بغداد وتفقه بها على أحمد الحربي، وقرأ على الشيخ عبد القادر بن صالح الجيلي، وسمع الحديث بدمشق من أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي، وببغداد من أبي منصور أنوشتكين الرضواني، والشريف النقيب أبي جعفر احمد بن محمد المكي العباسي، وأبي العباس أحمد بن بختيار المندائي الواسطي، وأبي محمد بن عمر الأرموي. روى لنا عنه: أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي، وأبو حامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي. ولما عاد الى دمشق بنى له تاجر مدرسة بدمشق «1» ووقفها عليه، وتولى القضاء والخطابة بحرّان يوم الأربعاء ثامن وعشرين من شهر رجب من سنة سبع وستين وخمسمائة. وأخبرني ولده أبو (39- ظ) الخطاب عمر بن أسعد أنه دخل حلب حرسها الله. وكان شاعرا. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- قراءة عليه وأنا أسمع بحلب- قال: أخبرنا القاضي أبو المعالي أسعد بن المنجا بن أبي البركات بن المؤمل المعري التنوخي- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قيل له: أخبركم أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي قراءة عليه وأنت تسمع فأقرّ به، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي الفقيه قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن بكر قال: حدثنا داود بن الحسن قال: حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب الرجل يغتسل منه كل يوم خمس مرات، فماذا بقي من درنه» «2» . أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي- بقراءتي

عليه بدمشق- قال: أخبرنا وجيه الدين أبو المعالي أسعد بن المنجا القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم السوسي قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت قال: حدثنا أحمد بن بكر قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن حرب بن مالك عن أبيه قال: جاء ملاعب الأسنة الى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية، فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم (40- و) الإسلام فأبى أن يسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإني لا أقبل هدية مشرك» «1» . قرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة بن خليفة بن غرير- أهداه إليّ الخطيب أبو محمد عبد الغني بن محمد بن تيمية، وقال لي: نقلته من خط مؤلفه- أنشدني عثمان بن عمر بن علي الشيّاح قال: أنشدني القاضي الإمام وجيه الدين أسعد بن المنجا لنفسه: أراش نبال مقلته فأصما ... غزال فاتن اللحظات ألما يعللني بسوف وهل وحتّى ... وقد وعسى وليت وأو ولمّا فأوسعه على التقبيح حمدا ... ويوسعني على الاحسان ذمّا قرأت بخط شيخنا ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي «في كتاب الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» من تأليفه: الشيخ أسعد بن المنجا الفقيه الحنبلي، يدعى وجيه الدين، كان رحل الى بغداد وقرأ على الفقيه أحمد الحربي الحنبلي كتاب الهداية وكتب خطه له بذلك، وعاد الى دمشق، وكان رأى الشيخ شرف الإسلام جدي وانتمي اليه، وطلب الفقيه حامد بن حجر شيخ حرّان قاضيا لحرّان من نور الدين، ونور الدين يومئذ صاحب دمشق، فأشاروا به، فسير الى حرّان قاضيا، فأقام مدة، ثم رجع الى دمشق فأقام مدة، ثم رجع الى حرّان قاضيا، مررت عليه عودي من أصبهان سنة إحدى وثمانين، وتأخر موته (40- ظ) .

قرأت في تاريخ حرّان لأبي المحاسن بن سلامة بن غرير: وكان مولده- يعني أسعد بن المنجا- بدمشق سنة عشرين وخمسمائة، ومات بدمشق سنة خمس وستمائة، وخطب على منبر حرّان، سمعته يخطب ويدعو للامام المستضيء رضي الله عنه. صنف كتاب النهاية في شرح الهداية عشرين مجلدا، جمع فيه المذاهب وأدلتها، واختصر كتاب الهداية، وكان له شعر حسن. أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي في معجم شيوخه، بعد أن ذكر أسعد بن المنجا وذكر الحديث الذي سقناه عنه وقال: وشيخنا هذا القاضي وجيه الدين رحمه الله كان إماما فاضلا في مذهب الامام أحمد بن حنبل، وولي القضاء بمدينة حران، فحمدت سيرته في الماضي والحال والمستقبل. ومولده سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي في شهور سنة ست وستمائة بدمشق رحمة الله عليه. قرأت بخط رفيقنا أبي علي الحسن بن محمد البكري، وذكر أنه نقله من خط أبي الطاهر اسماعيل بن عبد المحسن الأنماطي: مات أبو المعالي أسعد بن المنجا التنوخي قاضي حران بدمشق بعد أن عمي مدة عاشها في بيته، في يوم الخميس ثاني عشري شهر ربيع الاول سنة ست وستمائة. وقد أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من توفي سنة ست وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي الثاني والعشرين من شهر ربيع الاول توفي القاضي الفقيه أبو المعالي أسعد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي، الدمشقي، الحنبلي بدمشق، بعد أن كف بصره، ومولده سنة تسع عشر وخمسمائة، تفقه ببغداد على مذهب الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه مدة، وحصل طرفا من معرفة المذهب، وسمع بها من أبي منصور أنوشتكين ابن عبد الله الرضواني، والقاضيين أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي، وأبي العباس أحمد بن بختيار الماندائي، والشريف النقيب أبي جعفر أحمد بن محمد

أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب بن هبان السلمي:

العباسي، وسمع بدمشق من أبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، وحدث بدمشق، سمعت منه بها، وكان ولي القضاء بحران، ويقال فيه ابن أبي المنجا. «1» أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب بن هبان السلمي: أبو المعالي، المعروف بالبهاء السنجاري، فقيه شاعر، جيد الشعر رقيقة، كيس الأخلاق، حسن المنظر، ولد بسنجار، واشتغل بالفقه ببغداد على أبي القاسم بن فضلان، وأبي القاسم المجير البغداديين، وبالموصل على القاضي فخر الدين أبي الرضا بن الشهر زوري، والحسين بن نصر بن خميس، وسمع الحديث من أبي الفرج عبد القاهر بن نصر بن أسد بن عبسون بسنجار، ثم (41- و) اشتهر بالشعر وسلك غير مسلك الفقهاء وتزيا بغير زيهم. واتصل بخدمة تقي الدين عمر بن شاهان شاه بن أيوب في أيام عمه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ومدحهما وغيرهما من القضاة والأكابر، ثم اتصل بالملك الصالح ... «2» صاحب آمد ونادمه ومدحه، ثم اتصل بخدمة الملك المنصور محمد بن عمر بن شاهان شاه صاحب حماه وأقام عنده بها شاعرا ونديما، وسيره من حماه رسولا الى الملك الظاهر غازي الى حلب رسولا، واجتمعت به بحماة في سنة تسع وستمائة بحضرة والدي رحمه الله، وأنشدني عدة مقاطيع من شعره وكتبها لي في جزء بخطه، ثم ورد الينا الى حلب في سنة احدى عشر وستمائة منفصلا ومدح بها الملك الظاهر، وأقام بها مدة، وتوجه الى ماردين وتولى قضاء دنيسر ثم توجه الى سنجار فتوفي بها، وسئل عن مولده فقال: في حادي عشر جمادي اولى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة بسنجار. أنشدني بهاء الدين أسعد بن يحيى السنجاري بحماة في شهر رمضان من سنة تسع وستمائة في الغزل لنفسه:

علق الفؤاد دموعه علق ... أبدا على خديه تستبقق قلق الضمير تكاد أضلعه ... من لوعة التفريق تفترق واهي القوى أوهى تجلده ... قمر لسيف اللحظ ممتشق (41- ظ) حلو تناسب في ملاحته ... فالناس في أوصافه نسق عاتبته يوما وقلت له: ... عطفا فكلل وجهه العرق فحسبته شمسا وقد طلعت ... فيها النجوم أظلها الغسق عجبا لنار فوق وجنته ... أبدا بماء الخد تأتلق والنار ضدّ الماء كيف ترى ... جمعا وهذا كيف يتفق عابوه لما لاح عارضه ... حسدا وقالوا فيه لا رزقوا غفلوا عن المعنى أما علموا ... أن الغصون يزينها الورق لله ليلة بات معتنقي ... ويدى بفضل الصدغ تعتلق أخشى من الأنفاس تحرقه ... فأكف أنفاسي فأحترق ومتى هممت بلثم وجنته ... سلت علي سيوفا الحدق وحدثني أسعد بن يحيى قال: كان صاحب آمد يهوى قينة فقال لها يوما وهو سكران: قد سلوتك، فعلقت يدها في طوقه وقالت متمثلة: لتقرعن علي السن من ندم ... إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي فوقع في قلبه من ذلك شيء عظيم فدخلت عليه، فأخبرني بالقصة، فقلت ارتجالا- وضمّن البيت المتمثل به: أدر كؤوسك عني أيها الساقي ... وارفق علي فهذا وقت إرفاق أما ترى سورة الصهباء قد سلبت ... عقلي وقد أسكرتني خمر أشواقي (42- و) نار الغرام وماء الدمع قد جمعا ... فاعجب له بين إحراق وإغراق لم يبق مني هوى ليلى سوى رمق ... وفي الزجاجة باق يطلب الباقي قالت وقد قلت في سكر أمازحها: ... سلوت عنك فمدّينى بأطواقي

لتقر عن عليّ السن من ندم ... إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي وعدت معتذرا مما جنيت وقد ... قامت وقد قامت الدنيا على ساق هكذا أنشدنيه: «لم يبق مني هوى ليلى» وكنى بليلى عن أبشي وهو اسم القينة. وأنشدني البهاء السنجاري لنفسه من قصيدة: أقام وما دون العذيب مقام ... وليم فما أجدى عليه ملام وظن النوى يشفي الفؤاد من الجوى ... وهيهات أن يشفي السقام سقام أيا عذبات البان من أيمن الحمى ... سلام وهل يغني السليم سلام أحن إلى ذاك الأثيل تشوقا ... ودون التداني برزخ وإكام وأقلق إن ناح الحمام كأنما ... بقلبي من نوح الحمام حمام ومنها: إذا لم أفز منكم بوعد ولم يكن ... لطيفكم وهنا عليّ لمام فلاهب خفاق النسيم غدية ... ولا ضربت بالأبرقين خيام «1» وحدثني قال: كتب إليّ ابن التابلان- وكان بعض الكتاب بحلب حرسها الله- كتبا لم أجبه عنها، فكتب يعاتبني، فكتبت إليه: (42- ظ) . وردت مبرزة على أقرانها ... يدعو لسان الشكر عذب لسانها فوددت أن الطرس «2» أبيض مقلتي ... والنفس حين تخط من انسانها ونشرت نشر الروض حين نشرتها ... وأجلت طرف الطرف في ميدانها ودخلت جنة عبقر من حسنها ... يا حبذا ما كان من رضوانها ورأيت أبكار المعاني حورها ... وفصاحة البلغاء من ولدانها وخمائلا بالدرّ أثمر عودها ... يبدو عليها داك من أفنائها وبعدت عن لثمي أكف مجيدها ... فمحوت بالتقبيل وشي بنانها

فلو اجتلى عبد الرحيم جمالها ... لأقر أنك عندليب زمانها لم يأتنا فصحاء مصر بمثلها ... شرفت بها حلب على بيسانها يريد بعبد الرحيم القاضي ابن البيساني. وأنشدني أسعد بن يحيى السنجاري لنفسه عذرا من الخضاب. ولاح لا مني لما رآني ... أسود لون شيبي بالخضاب فقلت له: جهلت مكان قصدي ... وذا حزن على عصر الشباب وأنشدني لنفسه من أبيات: من منصفي من ملول لج في الطلب ... يظل يلعب والأشواق تلعب بي مستعرب من بني الأتراك ما تركت ... أيام جفوته في العيش من أرب مناني من لذة الدنيا بأجمعها ... تقبيل درّي ذاك المبسم الشنب (43- و) ومنها: لله ليلتنا والكاس دائرة على ... الندامى ووجه البدر لم يغب بكر إذا قرعت بالماء أولدها ... بكر السرور فيا فخرا ابنة العنب كادت تطير وقد طرنابها فرحا ... لولا الشباك التي صيغت من الحبب تخالها بيد الساقي وقد مزجت ... منثور در طفا في مايع الذهب قال لما أنشدني هذه الأبيات عند قوله «كادت تطير» : هذا معنى مبتكر لم أسبق إليه. وقال لي أبو الفتح النقاش الحلبي بعد ذلك: هذا البيت أخذه بعينه من بعض المغاربة لفظا ومعنى. قال لي علي بن ادريس الحمصي الشاعر: توفي البهاء السنجاري في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ثم قرأت في تاريخ علي بن أنجب، المعروف بابن الساعي، بلغني أن أسعد بن يحيى السنجاري هذا توفي بسنجار في المحرم من سنة «1» أربع وعشرين وستمائة.

أسفنديار

أسفنديار أسفنديار بن الموفق بن أبي علي بن محمد بن يحيى بن علي: أبو الفضل البوشنجي الأصل، الواسطي مولدا، قدم حلب، وسمع بها أبا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون، وقرأ القرآن بوجوه القراءات، ودرس الوعظ على أبي المجد علي بن المبارك الواسطي سبط ابن رشادة، وصحب الشيخ صدقة ابن وزير الواسطي الزاهد، وتكلم في الوعظ، ووعظ الناس، وفرأ الأدب ببغداد على أبي محمد عبد الله (43- ظ) بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وبعده على أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري النحوي، وسمع بها أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، ومحمد بن محمود بن حمود، وقاضي القضاة أبا طالب روح بن أحمد الحديثي قاضي بغداد، وأبا المعالي عمر بن بنيمان الهمذاني المستعمل وروى عن أبي طالب الحديثي، وأبي عمران موسى بن يحيى الحصكفي. روى عنه: أبو عبد الله محمد بن سعيد الدبيثي الواسطي، وذكره في ذيله الذي ذيل به على الذيل لأبي سعد السمعاني «1» . روى لنا عنه: الشريف أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى بن جعفر الحسيني البغدادي وأبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي. وأخبرني أبو السعادات أن أسفنديار هذا قدم حلب، وكان صاحب فكاهات ومحاضرات، وكان غاليا في التشيع، وله شعر حسن. قال: وذكر لي ولده أحمد بن أسفنديار أنه من أولاد عبيد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قال لي أبو السعادات: وأخبرني أسفنديار أنه ولد بواسط سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة منتصف رجب، وقيل إن له ستين مصنفا. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الدّبيثي في كتابه إلينا من بغداد قال: قرأت على أبي الفضل أسفنديار بن الموفق، قلت له: أخبركم قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن علي (44- و) بن أبي قريبة العجلي قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي قال: حدثنا عبد الله بن زيدان البجلي قال: حدثنا حسين بن زيد قال: حدثنا عائذ ابن حبيب عن صالح عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشرف المجالس ما استقبل به القبلة» «1» . أنشدنا أبو علي المظفر بن الفضل بن يحيى بن جعفر الحسيني بحلب قال: أنشدنا أسفنديار بن الموفق الواعظ ببغداد قال: أنشدني أبو عمران موسى بن أبي الفضل يحيى الحصكفي بميافارقين لوالده أبي الفضل المذكور في كتاب آمد من جملة قصيدة: قد ملأوا الدنيا بألقابهم ... ونافسوا فيها السّلاطينا توزعوا الدولة والملك وال ... حضرة والإسلام والدنيا شادوا بأقلامهم دورهم ... وأخربوا فيها الدواوينا عفوا وما عفوا بأقدامهم ... مساكنا تحوي المساكينا غرّتهم الدنيا بأن أظهرب ... عن غلظة تظهرها لينا والدّهر كم جرّع في مرّه ... مرّا وحينا ساقه حينا يا أنفسا ذلت بإتيانهم ... ويك أتأتين الأتاتينا وكان يجدي القصد لو أنهم ... يدرون شيئا أو يدرّونا لا تغبني الفضل باطراء من ... ترين فيه الهجو مغبونا (44- ظ) لو رمت شيئا دون أقدارهم ... لهجوهم لم تجد الدونا

أنشدني أبو السعادات الموصلي قال: أنشدني أسفنديار لنفسه: قد كنت مغرى بالزمان وأهله ... ولم أدر أن الدهر بالغدر دائل أرى كل من طارحته الودّ صاحبا ... ولكنه مع دولة الدهر مائل ورب أناس كنت أمحض ودهم ... وما نالني منهم سوى المزق طائل تعاطوا ولائي ثم حالوا سآمة ... وحال بني الأيام لا شك حائل وأعدم شيء سامه المرء دهره ... حبيب مصاف أو خليل مواصل أسادتنا قد كنت أحظى بإنسكم ... وأجني ثمار العيش والدهر غافل وما خلت أن البين يصدع شملنا ... ولا أنني عنكم مدى الدهر راحل وتا الله ما فارقتكم عن ملالة ... ولكن نبت بي بالمقام المنازل قطعت الفلا عنهنّ حتى أضعنني ... فأقفرن عن مثلي وهنّ أواهل وإني إذا لم يعل جدي ببلدة ... هدتني الى أخرى السرى والعوامل إذا الحرّ لم يظمأ لورد مكدر ... فلا بدّ يوما أن تروق المناهل سيعلم قومي قدر ما بان عنهم ... وتذكرني إن عشت تلك المعاقل قال لي أبو السعادات: وأنشدني أسفنديار لنفسه: الدّهر بحر والزمان ساحل ... والناس ركب راحل ونازل كأنهم سيارة في مهمه ... مكاره الدهر لهم مناهل (45- و) أنبأنا أبو عبد الله بن الدبيثي قال: أسفنديار بن الموفق بن أبي علي البوشنجي الأصل، الواسطي المولد، البغدادي الدار، أبو الفضل الكاتب الواعظ، قرأ القران الحبيب بواسط بالقراءات الكثيرة على جماعة منهم أبو الفتح المبارك بن أحمد بن رزين الحداد، ثم قدم بغداد واستوطنها، وصحب الشيخ صدقة بن وزير وسمع معه بها من جماعة منهم: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو المعالي عمر بن بنيمان، وأبو الأزهر محمد بن محمود بن حمود، وقاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد الحديثي وغيرهم، وتكلم في الوعظ مدة، وتولى كتابة ديوان الانشاء في محرم سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وصرف عنه في شهر رمضان

من السنة المذكورة، وكان وافر الفضل، حسن الخط، مليح العبارة، جيد الترسل، يقول الشعر الجيد، وينشئ الفصول الحسنة، سمعنا منه. قال لي أبو السعادات بن حمدان: توفي أسفنديار ببغداد في الليلة التي صبيحتها يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة. وسألت حفيده علي بن علي بن أسفنديار عن وفاة جده فقال: توفي ببغداد بالرباط العتيق المعروف بالقيساوية في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن بمشهد عبيد الله. والصحيح هو الأول، وقد أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال في ذكر من مات سنة خمس وعشرين وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي ليلة (45- ظ) التاسع من شهر ربيع الأول توفي الشيخ الأجل الفاضل أبو الفضل أسفنديار بن موفق بن أبي على البوشنجي الأصل، الواسطي المولد، البغدادي الدار، المقرئ، الواعظ، الكاتب، ببغداد، ودفن من الغد بمشهد عبيد الله. قرأ القرآن الكريم بواسط على جماعة منهم أبو الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد، وقرأ الوعظ على أبي المجد علي بن المبارك، وسمع ببغداد من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد، وأبي المعالي بن بنيمان، وأبي الأزهر محمد ابن محمود بن حمّود، وقاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي، وغيرهم. وحدث وتكلم في الوعظ مدة، وكان وافر الفضل، مليح العبارة حسن الخط، وله شعر جيد، وترسل جيد، ومولده في رجب سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة «1» . (46- و) .

الاسكندر الملك ذو القرنين بن فلفيوس:

الاسكندر الملك ذو القرنين «1» بن فلفيوس: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وقيل افليقوس بن الاسكندر المقدوني اليوناني، وقيل الاسكندر بن فليفوس المقدوني، وقال بعضهم أنه رومي وأنه ابن دارا بن بهمن الملك بن اسفنديار الشديد ابن نشتاسب الملك. وقال بعضهم: هو من الروم واسمه فيلفوس بن مصريم ابن هرمس بن هرديس بن ميطون بن رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نويه بن سرجون بن روميه بن يريط بن توفيل بن رومي بن الأصفر بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن إبراهيم النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل اسمه مرزبا بن مردفه اليوناني من ولد يونن بن يافث بن نوح عليه السلام، وقيل: هو ابن مكنوس بن مطرنوس، وقيل: اسمه هرمس وقيل: هرديمس بن قطون بن رومي بن ليطي بن كسلوخس، وقيل اسمه الصعب بن العزير بن يرعوش بن همان، والله أعلم. تأدب بأرسطو طاليس، وكان معلمه. وإنما سمي ذو القرنين لأنه بلغ المشرق والمغرب، وهو الذي غزا دار ابن دار ابن بهمن بن أسفندباد بن نشتاسف، وقيل انه اجتاز بحلب وفي صحبته أرسطاطاليس الحكيم، وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم عن أرسطو في هذا الكتاب «2» ، وكان اجتيازه لقتال دارا، وقيل إنه هو الذي بنى مدينة ملطية، ويقال إن قبره بقرية من بلد كفر طاب من عمل حلب يقال لها شحشحبو «3» ، وهو ظاهر عندهم يتداول الخلف عن السلف ذلك، ويقال أنه توفي بهذا المكان، وأنه أخرجت أمعاؤه وجميع

ما في بطنه، فدفن في هذه القرية، ونقلت جثته في تابوت إلى أمه الى الإسكندرية، وسنذكرها هنا شيئا من أمره، ثم نذكر في حرف الذال، في ذي القرنين نبذة من حديثه، لأن الله تعالى سماه في كتابه (47- و) العزيز ذا القرنين، في قوله تعالى: «ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا. إنّا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا. فأتبع سببا «1» » الى آخر الآيات التي ضمنها الله تعالى ذكره، ونذكر هذه القصة في موضعها إن شاء الله تعالى. أخبرنا أبو الفضل مرّجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال الواسطي التاجر قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قراءة عليه قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد ابن مخلد البزاز قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل ابن أسلم الرزاز قال: حدثنا محمد بن وزير قال: حدثنا محمد بن صالح البطيحي الواسطي قال: حدثنا العباس بن الفضل عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي قال: كان لذي القرنين صديق من الملائكة يقال له زرفيائيل وكان لا يزال يتعهده بالسلام، فقال له ذو القرنين: هل تعلم شيئا يزيد في طول العمر فأزداد شكرا وعبادة؟ فقال: ما لي بذلك من علم، ولكن أسأل عن ذلك في السماء، فعرج الى السماء فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم هبط فقال: إني سألت عما سألتني فأخبرت أن لله عينا ظلمة هي أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد، من شرب منها شربة لم يمت حتى يكون هو الذي يسأل الله (47- ظ) تعالى الموت «2» . (48- و) . أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر قال: أخبرنا أبو طالب الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: حدثنا يوسف ابن يعقوب قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم عن الفضل بن عطية

عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن إبراهيم صلى الله عليه لقي ذا القرنين فصافحه. قرأت على تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي بداره بدمشق قلت له: أخبرك الشيخ أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد المقرئ- فأقر به- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، ح. قال أبو منصور: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب قال: أخبرنا أبو بكر بن الجراح الخزاز- واللفظ له- قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد قال: وقيل للاسكندر: بم نلت هذه المملكة العظيمة على حداثة سنك؟ قال: باستمالة الأعداء وتصييرهم أصدقاء، وبتعاهد الأصدقاء بالإحسان إليهم. وقال ابن دريد: قصد الاسكندر موضعا ليحارب أهله، فحاربه النساء فكف عنهن وعن محاربتهن وقال: هذا جيش ان غلبناه لم يكن لنا فيه فخر وان (48- ظ) غلبنا كانت الفضيحة آخر الدهر. قال: وقال الاسكندر: انتفعت بأعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي لأن أعدائي كانوا يعيرونني بالخطإ وينبهونني عليه، وكان أصدقائي يزينون لي الخطأ ويشجعونني عليه «1» . أخبرنا عتيق السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أحمد عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري. وأبو عبد الله بن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء- قال ابن حمد: إجازة-

قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن- قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن موسى القطان قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرّقي قال: وشى واش برجل الى الاسكندر فقال له: أتحب أن نقبل منك فيه ما قلت فيه على أنا نقبل منه ما قال فيك؟ فقال لا، فقال له: فكف عن الشر يكف الشر عنك. قرأت في كتاب التعريف في ذكر اليونانين، وهذا الكتاب تأليف صاعد بن أحمد بن صاعد الاندلسي قال فيه: منهم الاسكندر بن فيلفوس المقدوني، المعروف بذي القرنين الذي غزا دارا بن دارا ملك الفرس في عقر داره، فثل عرشه، ومزق ملكه، وفرق جمعه، ثم تخطاه قاصدا الى ملوك المشرق من الهند، والترك، والصين فتغلب على بعضهم، وانقاد له جميعهم، وتلقوه بالهدايا الفخمة، واستكفوه بالأتاوات الجزلة، ولم يزل مترددا في أقاصي الهند، وتخوم الصين، وسائر أكناف المشرق، حتى أجمع ملوك الارض طرا على الطاعة لسلطانه، والخضوع لعزته، والاقرار بأنه ملك الاقاليم، والاعتراف بأنه رئيس الارض «1» . وقرأت بخط عبد السلام بن الحسين البصري المعروف بالواجكاء من كتاب في ذكر فضائل الفرس، وأنساب حكمائهم لم يسم مؤلفه، ولعله من تأليفه قال فيه: وقيل أن رجلين من أصحاب دارا من أهل همذان طعنا دارا من خلفه في الحرب، ثم هربا الى الاسكندر فأخبراه، فقتلهما بقتلهما دارا، وصلبهما لأن لا يجترأ على الملوك (49- و) . قال: ثم ملك الاسكندر الرومي، وقد قال بعض الفرس أنه ابن دارا بن بهمن الملك بن أسفنديار الشديد بن نشتاسب الملك، والفرس تسميه الاسكندر. قال مؤلف الكتاب: ولكن الثبت عندنا أن ذا القرنين الاسكندر كان من الروم وأنه فيلفوس بن مصريم بن هرمس بن هردمس بن ميطون بن رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نويه بن سرجون بن روميه بن يريط بن توفيل بن رومي بن الأصفر بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن إبراهيم النبي عليه السلام.

قال: وكان الاسكندر مؤمنا، فبلغنا أنه لم يزل يقتل الملوك وأبناءهم والاشراف حتى دخل بابل، فرأى أجسام أهل السواد وعقولهم فكتب الى أمه والى مؤدبه أرسطاطاليس يخبرهما أنه رأى قوما لم ير مثلهم، فكتبا اليه: ان مثل هؤلاء لا يقتل، ولكن كف عنهم، ومزق ملكهم، فبلغنا أن الاسكندر ملّك على السواد ثمانين ملكا، وكذلك صنع بسائر البلاد، وجعل على ملوك السواد جميعا رجلا، وجعل على الجبال رجلا، وعلى الروم رجلا، وعلى المشرق رجلا. قال: وبلغنا أن الاسكندر كان جوالا في البلاد لا دار له الا أنه لما قتل دارا الملك تزوج روستك ابنته وجلس على سريره ببابل، وهدم حصون الفرس ومدنهم وبيوت النيران، وأحرق دواوين دارا، وقتل (49- ظ) الهرابذة «1» ، وأحرق كتب المجوسية. قال: وبنى الاسكندر ملطيه، ومات الاسكندر ببابل، فطليت جثته بعسل وحمل الى الاسكندرية في تابوت ذهب فدفن، وانما طلي بالعسل لأن لا ينتن، وكان ملكه أربع عشر سنة، ولم يعقب. قال: وبنى الاسكندر الرومي الملك: مدينة سمرقند، ومدينة هراة، ومدينة مرو، والاسكندرية التي بمصر، وسرنديب التي على ساحل البحر، ومدينة لروستك امرأته بناها ببابل، وبنى ببابل أيضا مدينة أخرى، وبنى حيّ مدينة أصبهان على تمثال حيّة، ومدينة ملطية وهي بأرض اليونانيين، وبنى مدينتين بأرض اليونانيين، ومدينتين في موضع، ولا نعلم أن أحدا من ملوك الطوائف بنى شيئا. وقرأت في كتاب تواريخ الأمم تأليف أبي عبد الله حمزة بن الحسن الاصبهاني، وذكر دارا بن دارا، فقال: في زمان ملكه تحرك بأرض المغرب الاسكندر، وكانت لملوك الفرس أتاوة على من بالمغرب من القبط، والبربر، ومن بالشمال من الروم والسّقلب، ومن بالشام وفلسطين من الجرامقة والجراجم، فلما استولى الاسكندر على الملك، وورد عليه من قبل دارا من يتقاضاه الأتاواة قال: قولوا له: ان الدجاجة

التي كانت الى الآن تبيض قد انقطعت عن البيض، فصار ذلك سببا لالتحام الشرّ بين دارا والاسكندر حتى قتل فيه دارا، وبنى- يعني دارا- فوق نصيبين (50- و) مدينة باسمه، وسماها داران، وقد بقيت الى الآن وهي تسمى دارا. وقال: لما فرغ الاسكندر من قتل دارا واستولى على بلاد فارس أساء السيرة، وأسرف في هراقة الدماء، واجتمع في معسكره من وجوه الفرس وأشرافها سبعة آلاف أسير مقرنين في الاصفاد، يدعو بهم كل يوم، ويقتل منهم واحدا وعشرين أسيرا، حتى بلغ كاشغر فأقام بها زميّناه، ثم قفل راجعا نحو بابل، فلما بلغ قومس مرض بها، وتمادت به علته في طريقه، فمات قبل أن يصل الى بابل، وقد كان جعلها تلّ تراب. قال: وفيما ولّده القصاص من الاخبار أنه بنى بأرض ايرانشهر اثنتي عشرة مدينة سماها كلها الاسكندرية، واحدة بأصبهان، وواحدة بهراة، وواحدة بمرو، وواحدة بسمرقند، وواحدة بالصّغد، وواحدة ببابل، وواحدة بميسان، وأربعا بالسواد، وليس للحديث أصل، لان الرجل كان مخربا ليس بنّاء. وقال: لما فرغ الاسكندر من قتل الاشراف وذوي الاقدار من الفرس، واستولى على تخريب المدن والحصون، ووصل الى ما أراد، كتب الى ارسطاطاليس اني وترت جميع من بالمشرق بقتلي ملوكهم، وتخريبي معاقلهم وحصونهم، وقد خشيت ان يتضافروا من بعدي على قصد بلاد المغرب، فهممت ان اتتبع أولاد من قتلت من الملوك فأجمعهم والحقهم بآبائهم، فما الرأي قبلك؟ فكتب اليه: انك أن قتلت أبناء الملوك أفضى الملك (50- ظ) الى السفل والانذال، والسفل اذا ملكوا قدروا، واذا قدروا طغوا وبغوا وظلموا واعتدوا، وما يخشى من معرتهم أفظع، والرأي تجمع أبناء الملوك فتملك كل واحد منهم بلدا واحدا، وكورة واحدة من البلدان، فان كل واحد منهم يشّاح الاخر على ما في يده، فتتولد من أجله العداوة والبغضاء بينهم، فيقع لهم من الشغل بأنفسهم ما لا يتفرغون عنه الى من نأى عنهم من أهل المغرب. فعندها قسم الاسكندر بلاد المشرق على ملوك الطوائف، ونقل عن بلدانهم

علم النجوم والطب والفلسفة والحراثة الى بلدان المغرب، بعد أن حولها الى اليونانية والقبطية، فلما هلك الاسكندر وحصلت البلاد في أيدي الطوائف، رفعوا الحرب والتجاذب عما بينهم، فكان الواحد منهم انما يغلب الاخر بالمسائل العويصة، ففي أيامهم وضعت الكتب التي هي في أيدي الناس مثل: كتاب مروك، وكتاب سندباد، وكتاب برسنيفاس، وكتاب شنماس وما أشبهها من الكتب التي بلغ عددها قريبا من سبعين كتابا. فبقوا على هذا المنهاج الى أن ملك منهم نيف وعشرون نفرا، خرج في عدادهم من سمت به همته الى الغزو، وكان عدد أولئك الطوائف تسعين ملكا، فكانوا كلهم يعظمون من يملك العراق، وينزل طيسفون، وهي المدائن، وكان اذا كاتبهم يبدأ بنفسه «1» . وقال حمزة الاصبهاني: قرأت في كتاب مصنف في أخبار اليونانيين قد نسب نقله الى (51- و) حبيب بن بهريز مطران الموصل أن اليونانيين كانوا يؤرخون في القديم من وقت خروج يونان بن تورس عن أرض بابل الى جانب المغرب فبقوا على هذا التاريخ الى أن ظهر الاسكندر وغلب الملوك، فذهبت يونان وصاروا حشوة في الروم، وكان سبب ظهور الاسكندر على الملوك أنه لما مضى من مولده ست سنين خرج من بلده وركب البحر وفتح الجزائر الى أن بلغ أرض أفرنجة في أقصى المغرب، ثم رجع من وجهته تلك على طريق افريقية منحطا على أرض مصر، ومنها على أرض الشام، فقدر أنه لم يعمل عملا، وسمت به همته الى جانب المشرق، وطمع في الظفر بمملكة الفرس، فلما قرب منها اتفق له قتل ملكها بوثوب بعض حماة ظهره عليه، فاستولى على مملكة الفرس ثم تجرأ منها على قصد ما وراءها من أرض الهند، وأقاصي المشرق، فظفر بالمواضع التي صار اليها ثم رجع منها عائدا الى مدينة بابل العتيقة على أن يعيدها الى العمارة بعد ما خربها، وكانت في زمان عمرانها منزل ملوك الكلدانيين فلما قرب منها مات بسم سقوه اياه وله اثنتان وثلاثون سنة فحسب،

وقد كان في حياته تقدم الى أهل زمانه أن يؤرخوا بسني ملكه ويجعلوا ابتداءها من أول سنة سبع وعشرين من سني عمره، ومنه كانوا يؤرخون كتبهم، ثم أرخوها بعد وفاته بسنة ست من سني الاسكندر وذلك من ابتداء حركته «1» . وقرأت في مجموع عتيق بخط بعض الادباء خبر وفاة الاسكندر مختصرا قال فيه: (51- ظ) لما اعتل العلة التي أيس فيها من نفسه كتب الى والدته: اصنعي صنيعا وادعي اليه من لم تصبه مصيبة، فلما وصل الكتاب بذلك اليها قالت: لقد عزاني الاسكندر عن نفسه. ولما مضى لسبيله رثاه الناس فمما قالت الفلاسفة: قال أحدهم: حركنا الاسكندر بسكونه، وقالوا أرسطو طاليس: صدر عنا الاسكندر ناطقا، وقدم علينا صامتا، وقال اخر: خرجنا الى الدنيا جاهلين، وأقمنا فيها غافلين، ونخرج منها كارهين، وقال ميلاطوس: أيها الساعي المغتصب جمعت ما خانك عند الاحتجاج، وتركك عند الاحتياج، فلا قرابة يزورك، ولا وزير ينقذك، وقال فيليمون: هذا يوم عظيم أقبل من شره ما كان مدبرا، وأدبر من خيره ما كان مقبلا، فمن كان باكيا على زوال ملكه فليبك، وحمل في تابوت من ذهب فلما رآه بعض الفلاسفة قال: جمعته حيا وجمعك ميتا، وقيل ان الذي قال هذا أمه، وقال آخر: ما أزهد الناس فيك وأرغبهم فيما أنت فيه، ودفن بحمص رحمه الله. قلت: وهذا يؤكد ما يتعارفه أهل بلادنا أنه مقبور بشحشبو «2» ، قرية من بلد كفر طاب، لان كفر طاب وحلب وناحيتها كانت مضافة الى حمص من قديم الزمان الى ان عزل يزيد بن معاوية قنسرين وعملها وجعله جندا على حده، وأفرده عن حمص وقيل ان الذي فعل ذلك معاوية أبوه، والله أعلم «3» .

ذكر من اسمه أسلم (52 - و)

ذكر من اسمه أسلم (52- و) أسلم بن حرب بن سفيان بن سهم: ابن مالك بن عدي بن الاسود بن جشم بن سامة بن لؤي بن غالب الجشمي، كان بحلب وله ذكر. ذكره ابن الكلبي في نسب بني جشم بن سامة فقال: منهم أسلم بن حرب بن سفيان بن سهم بن مالك بن عدي بن الاسود بن جشم بن سامة بن لؤي ابن غالب، بحلب «1» . أسلم بن كرب الشامي: كان بحلب، وكان رجلا صالحا مجاب الدعوة. قرأت بخط أبي الحسين بن المهذب بن محمد بن همام المعري: وحدثنا القاضي- يعني أبا سعيد بن بلبل قاضي المعرة- قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد الله الاسدي قال: حدثنا الفضيل بن عبيد الله الهاشمي عن جده عبيد الله قال: وحدثنا محمد بن الصقر الشامي عن أبيه كلاهما عن أبي النضر قال: خرج عبد الله ابن محمد المنصور فذكر حكاية نوردها فيما يأتي من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى في ترجمة المستهل بن الكميت بن زيد، وأن المنصور أمره أن يتقرى «2» منابر الشام فيذكر مناقب بني هاشم وما فضلهم الله به، ومثالب بني أمية وما كانوا عليه، ففعل ذلك، وتقرى منابر الشام مدينة مدينة الى حلب، فرقا منبرها فذكر فضائل بني هاشم ومثالب بني أمية رجلا رجلا حتى انتهى الى عمر بن عبد العزيز فقال: وانما كان مثله مثل بغي بني اسرائيل التي كانت تزني بحب رمان وتتصدق (52- ظ) به على

أسلم أبو عمران الكندي:

المرضى، فقام اليه أسلم بن كرب الشامي فقال: ان كنت كاذبا فأعمى الله بصرك فعمي في موضعه، وانحدر من المنبر يقاد، فكان أسلم بن كرب يطرح التراب الى فيه ويقول: تبّا له، سمع دعاؤه، يزري على نفسه. أسلم أبو عمران الكندي: مولاهم، روى عن عقبة بن عامر الجهني، وأبي أيوب الانصاري صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، ودخل بلاد الروم غازيا في الجيش الذي كان فيه أبو أيوب الانصاري. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا ناصر ابن محمد، ح. وأخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي في كتابه قالا: أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان، وابراهيم بن منصور سبط بحرويه قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حيوة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: حدثني أسلم أبو عمران مولى لكندة قال: كنا بمدينة الروم فأخرجوا الينا صفا عظيما من الروم وخرج اليهم مثله أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح به الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده الى التهلكة، فقام أبو أيوب الانصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس انكم تؤولون هذه الآية (53- و) على هذا التأويل، وانما نزلت هذه الآية فينا معاشر الانصار، انما لما أعز الله الاسلام وكثر ناصريه، قلنا بعضا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان أموالنا قد ضاعت، وان الله قد أعز الاسلام وكثر ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ما قلنا: «وانفقوا في سبيل الله

أسلم، أبو رافع:

ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين» «1» فكانت التهلكة الاقامة في أموالنا واصلاحها وتركنا الغزو. قال: وما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم «2» . أسلم، أبو رافع: وقيل اسمه ابراهيم، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وسنذكره في باب الكنى لشهرته بأبي رافع، والاختلاف في اسمه، شهد صفين مع علي رضي الله عنه.

أسماء

أسماء أسماء بن الحكم الفزاري: شهد صفين مع علي رضوان الله عليه، وروى عنه وحكى عن وقعة صفين، روى عنه زيد بن أبي رجاء، وعلي بن ربيعة الاسدي. أخبرنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الحافظ في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: أخبرنا الفضل- هو ابن الحباب- قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة الثقفي، ح. قال: وأخبرنا الفضل قال: حدثنا ابراهيم بن بشار الرمادي قال: حدثنا سفيان عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال: كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ينفعني الله بما شاء أن (53- ظ) ينفعني، حتى حدثني أبو بكر، وكان اذا حدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه استحلفته، فاذا حلف صدقته، وانه حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلّا غفر الله له» . قال ابن عدي: وهذا الحديث مداره على عثمان بن المغيرة رواه عنه غير من ذكرت: الثوري وشعبة، وزائدة، واسرائيل وغيرهم. وقد روي عن غير عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة. قال: حدثنا عبد الله ابن أبي داود قال: أخبرنا أيوب الوزان قال: حدثنا مروان، قال: حدثنا معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة الأسدي عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: قال علي بن أبي طالب: كان الرجل اذا حدثني عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم بحديث استحلفته فاذا حلف لي صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه قال: «ما من عبد يذنب ذنبا ويصلي ركعتين ثم يستغفر منه إلّا غفر له» . قال الشيخ ابن عدي: وهذا الحديث طريقه حسن وأرجو أن يكون صحيحا، ولا أعلم له حديثا آخر، وأسماء بن الحكم هذا لا يعرف إلّا بهذا الحديث. وقال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت محمد بن أحمد بن حماد يقول: قال البخاري وأسماء بن الحكم الفزاري سمع عليا، روى عنه علي بن ربيعة قال: كنت اذا حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استحلفته، فاذا حلف (54- و) لي صدقته «1» . قال ابن عدي: ولم يرو هذا عن أسماء غير هذا الحديث الواحد، ويقال إنه قد روي عنه حديثا آخر لم يتابع عليه «2» . أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، وأبو البقاء يعيش ابن علي بن يعيش- قراءة عليهما بحلب- قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد الخطيب الطوسي، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن سلمان الإربلي قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قالا: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد ابن الحسن السراج قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن ابراهيم قال: حدثنا القاضي موسى بن اسحاق بن موسى قراءة قال: حدثنا خالد- يعني ابن يزيد العمري- قال: حدثنا الثوري قال: أخبرني عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت اذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني حديثا- نفعني الله بما شاء منه، وكان اذا حدثني عنه غيري استحلفته فاذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر رضي الله عنه، وصدق أبو بكر، قال: سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلّا غفر الله له عز وجل» «1» . قال السراج: محفوظ من حديث عثمان بن المغيرة وهو عن ابن أبي زرعة، وعثمان الأعشى عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وافق سفيان الثوري على روايته مسعر بن كدام، واسرائيل بن يونس، وأبو عوانة، وشعبة، والحسن بن عمارة، وقيس بن الربيع وشريك بن عبد الله، فرووه كلهم عن عثمان بن المغيرة، إلّا أن شعبة شك في أسماء ابن الحكم، فقال: عن أسماء، أو أبي أسماء، أو ابن أسماء. ورواه علي بن عابس عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي بن أبي طالب، ووهم علي بن عابس في ذلك، والله أعلم. نقلت من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو القاسم عبد الله ابن الحسين وغيره قال: أخبرنا الشيخ الامام أبو القاسم يوسف بن ابراهيم بن يوسف بن بكران السمان النشوي قال: أخبرنا ابراهيم بن حمكان النشوي قال: حدثنا أبي قال: سمعت مكي بن هرون الزنجاني يقول: أسماء بن الحكم الفزاري لا يعرف إلّا بهذا الحديث، يعني حديثه عن علي عن أبي بكر رضي الله عنهما، ويقال إنه قد روى أيضا حديثا لم يتابع عليه، ولا أحفظه وهذا الحديث مداره على عثمان بن المغيرة، رواه عنه الثوري، وشعبة، ومسعر، وزائدة، واسرائيل، وأبو عوانة، وعند الحفاظ أجمع وأهل المعرفة بهذا الشأن أنه لم يروه عن علي ابن ربيعة غير عثمان لان عليه المدار، وقد تابعه معاوية بن أبي العباس القيسي، وهو طريق غريب عجيب. ***

ذكر من أسمه اسماعيل

ذكر من أسمه اسماعيل ذكر من أسم أبيه ابراهيم ممن اسمه اسماعيل اسماعيل بن ابراهيم بن أحمد الشيباني: أبو الفضل القاضي الحنفي المعروف بابن الموصلي، وقد قدمنا ذكر أبيه، تولى القضاء نيابة، يحكم على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه بدمشق الى أن مات، وكان قد حكم بالموصل قبل ذلك، ثم خرج منها وتوجه الى دمشق، واجتاز في طريقه بحلب، وأقام بها مدة يسيرة، وحكم بمصر، ثم انتقل الى دمشق، وكان فقيها فاضلا حنفي المذهب مشكور السيرة، حدث عن أبي الفضل محمد بن يوسف ابن علي الغزنوي، وأبي محمد هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي، وروى عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ. روى عنه جماعة من أهل الحديث منهم: أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي وأبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وخرجا عنه في معجم شيوخهما، وقال القوصي عند ذكره: تولى الحكم نيابة بدمشق فحمد نافذ حكمه، وشكرت فتاويه وكان مولده ببصرى في رابع عشر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتوفي رحمه الله بدمشق في يوم الأربعاء تاسع جمادي الأولى سنة تسع وعشرين وستمائة، وأخبرني بذلك غيره. (54- ظ) . اسماعيل بن ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان: أبو محمد بن أبي اسحاق بن أبي اليسر المعري الأصل، الدمشقي المولد والدار، كاتب مجيد وشاعر محسن من بيت العلم والفضل والأدب، وقد قدمنا ذكر شيخنا والده، ونذكر ان شاء الله تعالى جده، وجد أبيه، وجد جده، وجد أبي جده، وجد جد جده، وجد أبي جد جد جده وجماعة من أهل بيته.

نشأ أبو محمد بدمشق، واشتغل بالعلم والأدب، وسمع بها شيخنا أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، والقاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني، وسمع أبا حفص عمر بن محمد بن طبرزد، وسمع أباه أبا اسحاق ابراهيم بن أبي اليسر وجماعة غير هؤلاء من شيوخ دمشق. وكتب الانشاء للملك الناصر داود بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب مدة في أيام ولايته، وسيره رسولا الى مصر، وقدم علينا حلب في سنة أربع وأربعين وستمائة وزارني في داري وأنشدني شيئا من شعره، وأخبرني أن مولده بدمشق يوم السبت سابع عشر محرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ثم اجتمعت به بعد ذلك بدمشق وعلقت عنه فوائد. أنشدنا أبو محمد اسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر لنفسه بحلب في جمادى الاولى سنة أربع وأربعين وستمائة. ليلي كشعر معذبي ما أطوله ... أخفى الصباح بفرعه إذ أسبله وأنار ضوء جبينه في شعره ... كالصبح سلّ على الدياجي منصلة (55- و) قصصي بنمل عذاره مكتوبة ... يا حسن ما خط الجمال وأجمله والله لا أهملت لام عذاره ... يا عاذلي ما كل لام مهملة أقرا على قبلي سياقي حبة ... والذاريات ومدمع قد أهمله آيات تحريم الوصال أظنها ... وطلاق أسباب الحياة مرتله ما هامت الشعراء في أوصافه ... إلّا وفاطر حسنه قد كمله ثبت الغرام بحاكم من حسنه ... وشهادة الألحاظ وهي معدلة كم صاد من صاد بعين دونها ... أسياف لحظ في الجفون مسللة إن أبعدته يد النوى عن ناظري ... فله بقلبي إذ ترحل منزله بالعاديات قد اغتدى عنا ضحى ... وبدا له في كل قلب زلزله شمس النفوس لبينه قد كورت ... والنار في الأحشاء منه مشعله

اسماعيل بن ابراهيم بن صالح بن زياد:

وأنشدني لنفسه ابتداء مكاتبة كتبها الى القاضي بدر الدين قاضي سنجار: لولا مواعيد آمال أعيش بها ... لمت يا أهل هذا الحي من زمني وإنما طرف آمالي به مرح ... يجري بوعد الأماني مطلق الرسن اسماعيل بن ابراهيم بن صالح بن زياد: أبو يعقوب العقيلي، حدث عن ابن عبينة، والامام الشافعي. وأخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب- فيما أذن لنا في روايته عنه- (55- ظ) قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة قال: اسماعيل بن ابراهيم بن صالح ابن زياد، أبو يعقوب العقيلي مات بطرسوس سنة أربعين ومائتين، حدث عن ابن عيينة، والشافعي، روى عنه أحمد الدورقي. اسماعيل بن ابراهيم بن عبد الكريم بن الحسين بن محمد: ابن جعفر بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، أبو الفضل المعروف بالزين بن قرناص الحموي، من مقدمي حماة، وكبرائها، وأعيانها، وتنائها، «1» قدم حلب مرارا متعددة، وكان شيخا حسنا وقورا، يرجع الى دين وفضل، وهو من بيت كبير بحماة. وكان الملك الناصر (قلج أرسلان) «2» بن الملك المنصور محمد لما ولي حماة بعد موت أبيه طرح على أهل حماة وأعيانها حنطة ثمنها عليهم بزيادة عن قيمتها، وألزمهم بأخذها فامتنع أبو الفضل من أخذها، وخرج عن حماة هاربا الى مصر، فأمر الملك الناصر باخراب داره وحمامه، فأخربت، وكان قد غرم على ذلك جملة عظيمة، وقبض أملاكه بحماة ظلما منه وبغيا، فلم يلتفت الى فعله، وسار الى مصر مستغيثا عليه الى خاله الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبقي

عنده بالديار المصرية الى أن نزل الملك الكامل الى الشام، وفتح دمشق، ونزل في صحبته، وسير الملك الكامل الملك المظفر محمود بن الملك المنصور محمد، ومعه عسكر الى حماة فافتتحها، وأبو الفضل بن قرناص في صحبته، وأعاد عليه أملاكه (56- و) فعمرها وأعادها الى حالتها الاولى وشفى غيظه من صاحب حماة الملك الناصر وبعد أن مات الملك الكامل قبض الملك المظفر محمود على أبي الفضل بن قرناص وسجنه الى أن مات في سجنه. وكان لأبي الفضل اجازة من الحافظ أبي طاهر السلفي حدث بها بدمشق، وسمع منه رفيقنا أبو عبد الله البرزالي، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه. وكنت قد سمعت منه في دمشق بالمزة أبياتا من شعره نظمها في الملك الكامل، وكنا جميعا بظاهر دمشق، والملك الكامل يحاصرها في سنة ست وعشرين وستمائة. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي- اجازة- قال: أخبرنا اسماعيل بن ابراهيم بن عبد الكريم بن الحسين بن قرناص، أبو الفضل الخزاعي، بقراءتي عليه بدمشق عند قدومه علينا بمنزله بدار العفيف الحمصي يوم الاثنين الثاني والعشرين من شعبان سنة ست وعشرين وستمائة، قلت له: أخبرك الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني- اجازة كتب لكم بها من الاسكندرية- فأقر بذلك، وقال: نعم، ح. وأخبرنا به أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي بالبيت المقدس وغيره قالوا: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ ببغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن بشران المعدل بقراءة أبي محمد الخلال الحافظ عليه سنة احدى عشرة وأربعمائة قال: حدثنا (56- ظ) أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنا عباس بن محمد بن حاتم الدوري قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا أبو حيان عن الشعبي عن ابن عمر قال: خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، فوعظ وذكر ثم قال: ان الخمر نزل تحريمها

يوم نزل وهي من خمسة: من العنب، والتمر والحنطة، والشعير، والعسل، والخمر ما خامر العقل. ثلاث أيها الناس وددنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يفارقنا حتى يعهد الينا فيهن عهدا ينتهى اليه: الجد «1» ، والكلالة «2» ، وأبواب من أبواب الربا. «3» . أنشدنا أبو الفضل بن قرناص بالمزة ظاهر دمشق لنفسه من قصيدة في الملك الكامل دفعها إليّ لأكتبها له بخطي: قبل ثرى عتبات سلطان الورى ... مولى الملوك أجل من وطئ الثرا وأعزهم جارا وأسخاهم يدا ... وأتمهم برا وأطهر مئزرا الكامل المنصور أيمن طائرا ... وأعز أنصارا وأكرم معشرا الناصر الإسلام حين تخاذلت ... أنصاره ومجيره أن يعثرا الناشر الإنعام حين طواه أق ... وام فعم به الوهاد الى الذرا قال فيها: والهج بلثم ترابه متشرفا ... إن عز لثم ركابه وتعذرا (57- و) واحرم ولب وطف بكعبة بابه ال ... عالي وهلل ما استطعت وكبرا وأركع وسبح وادع واسجد ... واقترب واشكر عوارفه التي لن تنكرا واسأله ما ترجو فما أولاه أن ... يحبو بأضعاف الرجاء لمن عرا فمحمد يحكى النبي سميه خبرا ... جميلا في الأنام ومخبرا وحديث مدح فيه مثل قديمه ... فتراه وحيا لا حديثا يفترى وبفضله يثنى عليه لا كما يثنى ... على باقي الملوك مزورا

اسماعيل بن ابراهيم بن غازي بن علي بن محمد:

يهب البلاد لمن ألم ببابه ... مستجديا ويهاب أن يهب القرى ويحقر البدر العظام جلالة ... عن أن تكون نضيفه بعض القرى فرد يرى من باسه وكأنما ... معه وما معه سواه عسكرا توفي أبو الفضل اسماعيل بن قرناص في السجن بحماه. اسماعيل بن ابراهيم بن غازي بن علي بن محمد: أبو أحمد النميري المارديني الحنفي، المعروف بابن فلوس، فقيه، فاضل، شاعر، ولد بماردين، وقدم الى دمشق، واجتاز بحلب في طريقه، وأقام بدمشق، روى لنا عنه أبو المحامد القوصي شيئا من شعره، وخرّج عنه في معجم شيوخه. وله تصانيف عدة، وكان عارفا بالمنطق. أنشدنا شهاب الدين أبو المحامد بن حامد قال: أنشدني الفقيه الفاضل شمس الدين أبو الطاهر اسماعيل بن إبراهيم لنفسه: (57- ظ) . بأبي الأهيف الذي لحظ عي ... نيه ذا راشق وهذا رشيق راح في حسنه غريبا وإن ... كان شقيقا لو جنتيه الشقيق وأخبرني أبو المحامد القوصي- فيما دفعه إلي وأجازه لي- قال: وسألته أن ينشدني شيئا من غزله غير ذلك وأرق منه، فأنشدني في الغزل رحمه الله أيضا: قال العذول بدا العذار بخده ... فتسل عنه فالعذار يشين فأجبته مهلا رويدك إنما ... أغراك عنه بالملام جنون ما ذاك شعر «1» عذاره لكنما ... أجفان عينك في الصقال تبين قلت: وهذا مأخوذ من قول بعضهم: نظرت محاسنه العواذل نظرة ... فتغيرت من حسنه ألوانها فلحيني فيه أتهوى ناحلا ... منه المحاسن ذاهب إحسانها فأجبت في وجناته مائية ... أبدى نحو لكم بها لمعانها

اسماعيل بن ابراهيم بن أبي علي:

قال لنا أبو المحامد القوصي: ومولده- يعني ابن فلوس- بما ردين في شهور سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وتوفي بدمشق. قال لي القوصي: كان الإمام شمس الدين معدودا من جملة العلماء الأفاضل، مبرزا في فنون الحكمة وعلوم الأوائل، ودرس بدمشق وبالديار المصريه، وكان طريف المحاضرة، لطيف الشمائل. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم المنذري قال في ذكر من توفي سنة سبع وثلاثين وستمائة: وفي الحادي عشر من صفر توفي الشيخ الفقيه أبو أحمد اسماعيل ابن ابراهيم بن غازي بن علي بن محمد النميري المارداني الحنفي، المعروف بابن فلوس بدمشق، ودفن بمقابر ابن زويران «1» ، تفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، واشتغل بالأصولين والطب والمنطق، والعربية، وغير ذلك، ودرس بمدرسة الأمير فخر الدين عثمان بالقاهرة مدة، ودرس بمدرسة الأمير عز الدين أيبك التي بدمشق على الشرف «2» ، وصنف، وله شعر جيد «3» . اسماعيل بن ابراهيم بن أبي علي: حدث بحلب بجزء إبراهيم بن هدبة عن مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وتوفي في حدود الستمائة. اسماعيل بن ابراهيم بن أبي جعفر المصيصي: حكى عنه محمد بن حماد الحمصي، قاضي جبلة. (58- و) أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو نصر محمد بن عمر قال: حدثنا أبو عبد الرحمن- يعني محمد بن المنذر- قال: حدثني محمد بن حماد

اسماعيل بن ابراهيم البالسي:

الحمصي قاضي جبلة قال: حدثنا اسماعيل بن إبراهيم بن أبي جعفر المصيصي قال: رأيت الحارث بن عطية في النوم فقلت: ما فعل الله بك يا أبا عبد الله قال: غفر لي، قلت: فابن المبارك؟ قال: بخ. بخ ابن المبارك في عليين ممن يلج على الله في كل يوم مرتين «1» . اسماعيل بن ابراهيم البالسي: حدث عن معاوية بن هشام، روى عنه ابن ماجة القزويني، والحسين بن عبد الله القطان (58- ظ) . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني قال: أخبرنا الحاكم أبو الحسن البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو حاتم بن حبان قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال: أخبرنا اسماعيل بن إبراهيم البالسي قال: حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في الجنة باب يقال له الريان أعد للصائمين، فإذا دخل آخرهم أغلق» «2» . مات اسماعيل البالسي سنة ست وأربعين ومائتين. ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه اسماعيل اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل بن سعيد بن أبي عيسى الجلي: أبو الحسن الحلبي، حدث بحلب عن أبيه أحمد بن اسماعيل، والقاضي أبي الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي قاضيها، وأبي غانم أحمد بن يحيى قاضي حران، سمعهم بحلب. روى عنه ابنه أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي.

اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل:

أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي بها قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي الحسيني الحلبي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي بها قال: حدثني أبي اسماعيل بن أحمد في العشر الآخر من شهر رمضان سنة سبع وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسين (59- و) محمد بن جعفر بن أبي الزبير القاضي المنبجي بحلب قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: أخبرنا إبراهيم بن حبيب بن المنبه عن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: نزلت النبوة يوم الاثنين وصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء. توفي أبو الحسن بن الجلي بحلب في سنة احدى وأربعين، أو اثنتين وأربعين وأربعمائة، وجدت ذلك في محضر يتضمن ذكر أملاكه ووقوفه بحلب. اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل: أبو إبراهيم الصوفي السرمن رائي، أخو إبراهيم الخواص، دخل الثغور الشامية غازيا، وكان له معاملات وكرامات. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل، أبو إبراهيم الصوفي، أخو إبراهيم الخواص، وهو من أهل سرمن رأى، كان مذكورا بالفضل والخير، وكثرة الغزو والحج، وأكثر سفره كان على التجريد وحكم التوكل. وقال الخطيب: أخبرني أحمد بن علي المحتسب قال: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا عثمان بن الأدمي يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: كان أخي اسماعيل يسافر مع أبي تراب النخشبي ويصحبه، وكان له آيات، وكرامات، مات قديما «1» .

اسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هرون البالسي:

اسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هرون البالسي: أبو الحسن الخيزراني (59- ظ) سمع بحلب أبا محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أخي الإمام الحلبي، ومحمد بن عيسى الأطروش، وأبا اسحاق إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري، وأبا الفضل العباس بن الفضل الديباجي، وأبا العباس الوليد بن عبد العزيز بن أبان الأنطاكي، وأبا الحسن الخليل بن محمد بن سعيد الصيمري، وببالس أباه أحمد بن أيوب بن الوليد الزيات، وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي، وأبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي، وعبد الله بن أحمد البغدادي الصفار، وأبا عمران موسى بن عيسى بن اسماعيل الخابوري، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أبي يعقوب الرشيدي، وبالرقة أبا الفضل محمد بن علي بن الحسين بن حرب قاضي الرقة، وبأطرابلس خيثمة بن سليمان الاطرابلسي. روى عنه أبو الفرج عبد الله بن محمد بن يوسف النحوي المراغي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي الصوفي. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء الصوفي بدمشق، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بن إبراهيم البناء البغدادي بحلب قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاعوني قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا أبو الفرج عبد الله بن محمد بن يوسف النحوي بقراءتي عليه في منزله في سطح موسى ببيت المقدس قال: حدثنا أبو الحسن اسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هرون البالسي الخيزراني قال: حدثنا أبو محمد (60- و) عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام قال: حدثنا محمد بن قدامة المصيصي قال: حدثنا جرير قال: حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذروني ما تركتكم، فانما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فاذا أمرتكم بأمر فخذوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فانتهوا» «1» .

اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث:

اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث: أبو القاسم بن أبي بكر السمرقندي، الدمشقي المولد، البغدادي الدار، كان أبوه من أهل سمرقند ونزل دمشق، وولد له بها أبو القاسم، وسمع بدمشق أبا بكر الخطيب، وأبا نصر بن طلاب، وأبا الحسن بن أبي الحديد، وأبوي محمد عبد الله بن إبراهيم كبيبه، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبا الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي، وأبا العباس أحمد بن منصور بن قبيس، وأبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، وببيت المقدس أبا بكر محمد بن أحمد الطوسي، وأبا القاسم مكي الرميلي، وأبا سعد حمد بن علي بن حميد الرهاوي، ثم سافر عن دمشق الى بغداد واستوطنها، وسمع بها أبا محمد عبد الله بن محمد هزار مرد، وأبا نصر الزينبي، وأبا القاسم بن البسري، وأبا الحسين بن النقور، وأبا منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبا القاسم عبد الله بن الحسين الخلال، وأبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وجماعة يطول ذكرهم. روى عنه: أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، وأبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله (60- ظ) الحافظ الدمشقي، والحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي، وجماعة غيرهم. وروى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، واجتاز بحلب أو عملها في طريقه من دمشق الى بغداد. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه بحلب- قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قال: حدثني عبد الله بن محمد الصريفيني قال: حدثنا عمر بن إبراهيم الكتاني، وأبو القاسم عبيد الله بن محمد ابن اسحاق بن حبابه- تلقينا- كل واحد مفردا قالا: حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي، ح. وقال: حدثنا اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن

النقور البزاز قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن حبابة قال: حدثني عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا طالوت بن عباد قال: حدثنا فضال بن خير قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم» «1» . وأخبرنا ابن طبرزد قال: حدثنا اسماعيل بن أحمد قال: حدثنا الشيخ أبو محمد عبد الله الصريفيني قال: حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني المقرئ قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي البصري قال: حدثنا خراش بن عبد الله قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصوم جنة» «2» (61- و) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور (السمعاني) «3» قال: قرأت على أبي القاسم اسماعيل ابن أحمد بن السمرقندي بباب المراتب «4» عن أبي أحمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عمر العنبري: سل الركب عن ليل الثوية «5» من سرى ... أمامهم يحدو به وبهم حادي ومن أذهل الحيّ الحلول بذي الغضا ... وقد مر مجتازا على يمنة الوادي أشمس أضاءت من خلال سحابة ... أم الرشأ «6» البادي من السجف البادي وو الله ما أبكي لنفسي وإنما ... بكائي لأرواح رهائن أجساد غدا البين في الغادين يسبي قلوبهم ... وراح فما راحوا مع الرائح الغادي

أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: سألت أبا القاسم بن أبي بكر السمرقندي المقرئ عن مولده فقال: ولدت يوم الجمعة وقت الصلاة، الرابع من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة بدمشق. قال: وحمله والده الى بغداد في سنة تسع وستين إن شاء الله. قال أبو سعد: سمعت أبا القاسم اسماعيل بن أبي بكر السمرقندي مذاكرة يقول: ما بقي في الدنيا من يروي معجم أبي الحسين بن جميع غيرى، ولا بدمشق أيضا، ولا عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي، ثم أنشد: وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا في من بطش (61- ظ) ثم قال: وهذا البيت من قطعة أنشدناها أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي للوزير أبي القاسم المغربي: وما ظبيه إدما تحنو على طلا «1» ... ترى الإنس وحشا وهي تأنس بالوحش غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعه ... فلم تلف شيئا من قوائمه الحمش فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت ... سباع الفلا ينهشنها أيما نهش بأوجع مني يوم ظلت أنامل ... تودعني بالدر من شبك النقش وأجمالهم تحدى وقد خيل الهوى ... كأن مطاياهم على ناظري تمشي وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا فيّ من بطش وقال أبو سعد: سمعت أبا القاسم بن السمرقندي يقول مذاكرة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه مريض، فدخلت وكنت أقبل أخمص رجليه، وأمرّ وجهي عليهما، فحكيت لأبي بكر بن الخاضبة رحمه الله، فقال لي: أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء، وانتشار الرواية عنك لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن تقبيل رجله اتباع أثره، وأما مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فيحدث وهن في الاسلام، فما أتى على هذا الحديث إلا قليلا حتى وصل الخبر أن الأفرنج استولت على بيت المقدس.

وقال أبو سعد: سمعت أبا العلاء الحسن بن أحمد العطار المقرئ بهمذان يقول: ما أعدل بأبي القاسم بن السمرقندي (62- و) أحدا من شيوخ خراسان والعراق. قال أبو سعد: وسمعت من أثق به أن شيخنا أبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي كان يقول: أبو القاسم بن السمرقندي أستاذ خراسان كله والعراق. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث، أبو القاسم ابن أبي بكر السمرقندي، ولد بدمشق وسمع بها أبا بكر الخطيب، وأبا الحسن ابن أبي الحديد، وأبا نصر بن طلاب، وعبد العزيز الكتاني، وعبد الدائم القطان، وأبا العباس بن قبيس وغيرهم. ثم خرج الى بغداد فاستوطنها الى أن مات بها، وأدرك بها إسنادا حسنا، وسمع بها أبا الحسين بن النقور، وأبا منصور بن غالب العطار، وأبا القاسم بن البسري، وجماعة سواهم من أصحاب المخلص فمن دونهم، وكان مكثرا ثقة صاحب نسخ وأصول، وكان دلالا في الكتب، وسمعته غير مرة يقول: أنا أبو هريرة في ابن النقور- يعني لكثرة ملازمته له وسماعه منه- فقلّ جزء قرىء على ابن النقور إلا وقد سمعته منه مرارا، وبقي الى أن خلت بغداد، وصار محدثها كثرة وإسنادا حتى صار يطلب العوض على التسميع بعد رغبته- كانت- الى أصحاب الحديث في السماع، وحرصه على إسماع ما عنده، وأملى في جامع المنصور زيادة على ثلاثمائة مجلس في الجمعات (62- ظ) بعد الصلاة في البقعة المنسوبة الى عبد الله بن أحمد بن حنبل، وكان مبخوتا في بيع الكتب، باع مرة صحيح البخاري، وصحيح مسلم في مجلدة لطيفة بخط أبي عبد الله الصوري الحافظ بعشرين دينارا، وقال لي: وقعت على هذه المجلدة بقيراط لأنني اشتريتها وكتاب آخر معها بدينار وقيراط، فبعت ذلك الكتاب بدينار، وبقيت هذه المجلدة بقيراط، وكان قدم دمشق سنة نيف وثمانين زائرا لبيت المقدس، فزارها وسمع بها جماعة، وسمع بدمشق نصر بن ابراهيم المقدسي، وحدث بدمشق في دار أبي

الحسن بن أبي الحديد، فسمع منه أبو الحسن بن أبي الحديد، وأبو محمد بن صابر، ثم رجع الى بغداد «1» . أخبرنا أبو هاشم بن الفضل العباسي الصالحي- قراءة عليه بحلب وأنا أسمع- قال: أخبرنا الإمام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي بن أبي بكر المقرئ، كان يسكن باب المراتب الشريفة بعد أن سكن خرابة الزينبيين، شيخ كبير ثقة، حافظ متقن، سمع الكثير بنفسه، ونسخ بخطه، وجمع الشيوخ وسمع منهم، وصارت أصول البغداديين من أكثرها له نقل، وحمل عنه الكثير، واشتهر بالرواية والذكاء، وجودة السماع الى من يقرأ عليه. سمع بدمشق: أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبا الحسن احمد بن عبد الواحد بن أبي (63- و) الحديد السلمي، وأبا الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ، وأبا نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب الخطيب، وأبا محمد عبد الله بن ابراهيم بن كبيبة النجار، وأبا العباس أحمد بن منصور الغساني المالكي؛ وببيت المقدس: أبا القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي الرميلي الحافظ، وأبا سعد حمد بن علي بن حميد بن محمد بن صدقة الرهاوي، وأبا بكر محمد بن أحمد الطوسي المقرئ؛ وببغداد: أبا محمد عبد الله بن محمد بن هزارمرد الخطيب الصريفيني، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز، وأبا القاسم عبد الله بن الحسن الخلال، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبا منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وخلقا يطول ذكرهم. وتفرد بالرواية عن جماعة من الشاميين، وقد ذكرت جماعة كثيرة في هذا الكتاب من شيوخه، سمعت منه الكثير، وقرأت عليه الكتب الكبار، والأجزاء المنثورة، وعلى الحقيقة ما فاته من الإسناد العالي والنازل شيء ببغداد إلا وسمعه،

اسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز الخلال:

وأكثر عن أبي الحسين بن النقور، وكان يلازمه حتى سمعته يقول: سمعت جزء يحيى بن معين عن ابن النقور اثنا عشر نوبة، أو ثلاثة عشر نوبة، الشك مني. وقال أبو سعد السمعاني: توفي شيخنا أبو القاسم بن أبي بكر بن السمرقندي ليلة الثلاثاء، (63- ظ) ودفن ضحوة يوم الأربعاء الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، بباب حرب في مقابر الشهداء، وصلي عليه بجامع القصر، والمدرسة النظامية، وصلينا نحن عليه عند قنطرة باب حرب رحمه الله. أخبرنا اسماعيل بن سليمان بن عبد الجبار بن أيداش بدمشق قال أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت قال: توفي أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي في ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله، ببغداد. اسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز الخلال: أبو سعيد الجرجاني الوراق، جال في الآفاق، وسمع ببلاد الجزيرة، وبلاد الشام والعراق، ففي طريقه ما بين الشام والجزيرة دخل حلب، أو بعض عملها، إن لم يكن سمع بها شيئا. سمع ببلده: عمران بن موسى السجستاني الجرجاني، وبنيسابور أبا العباس الثقفي السراج، وأبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، ومحمد بن عبد الله الزبيري، وبدمشق: محمد بن صالح بن أبي عصمة، ومحمد بن الفيض، وجماهر الزملكاني وبعسقلان: محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وبحمص: محمد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصي، وببغداد: حامد بن محمد بن شعيب، والهيثم بن خلف، وجعفر بن محمد بن الصباح الجرجرائي، وبالموصل: أبا يعلى الموصلي، وبالرقة: الحسين بن عبد الله القطان، وبالبصرة: زكرياء بن يحيى الساجي، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وبالكوفة: عبد الله بن زيدان الكوفي، وبمصر: علّان بن علي بن أحمد بن سليمان، وموسى بن عبد الله بن وردان، وأبا جعفر الطحاوي، وجماعة غير هؤلاء. روى عنه: الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي،

وأبو سعد شعيب بن محمد الشعيبي، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود، وأبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، وأبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي. (64- و) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن مسعدة الجرجاني قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف بن ابراهيم السهمي- في تاريخ جرجان- قال: إسماعيل بن أحمد بن محمد الجرجاني الخلالي، نزيل نيسابور، روى عن ابن قتيبة العسقلاني وغيره من أهل الشام، وزكرياء الساجي «1» . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبي عثمان الصابوني، وأبي عثمان البحيري وأبي بكر البيهقي، وأبي بكر الحيري، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: اسماعيل بن أحمد بن محمد التاجر، أبو سعيد الخلال الجرجاني، سكن نيسابور، وبها ولد له، وبها مات رحمه الله. وكان أحد الجوالين في طلب الحديث، والوراقين في (64- ظ) بلاد الدنيا، والمفيدين، سمع في بلده: عمران بن موسى السجستاني وأقرانه، وبنيسابور: أبا بكر محمد بن اسحاق، وأبا العباس الثقفي، ومحمد بن عبد الله الزبيري وأقرانهم، وببغداد: حامد بن محمد بن شعيب، والهيثم بن خلف وأقرانهما، وبالبصرة: محمد بن الحسين بن مكرم، وزكريا بن يحيى الساجي وأقرانهم، وبالكوفة: عبد الله بن زيدان وأقرانه، وبالشام: محمد بن يحيى بن رزين صاحب ابراهيم بن العلاء، وأقرانه، وبالجزيرة: أبا يعلى والحسين بن عبد الله الرقي وأقرانهما، وبالشام: محمد بن الحسن بن قتيبة وأقرانه، وبمصر: أبا جعفر الطحاوي، وعلّان بن علي بن أحمد بن سليمان وأقرانهم.

وانتقى عليه أبو علي الحافظ، ثم عقدت له المجلس بعد وفاته غداة الأحد، فكان يملي من أصوله، وكان يحسن الى أهل العلم، ويقوم بحوائجهم، فإنه صار بتجارته موسعا عليه بنيسابور بعد أحواله القديمة. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: اسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز، أبو سعيد الجرجاني الخلال الوراق، نزيل نيسابور، رحل وسمع بدمشق جماهر بن محمد الزملكاني، ومحمد بن الفيض، ومحمد بن صالح بن أبي عصمة، وبغيرها أبا العباس بن قتيبة، ومحمد بن يحيى بن رزين الحمصي العطار، وعمران بن موسى الجرجاني، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس السراج، وحامد بن (65- و) محمد بن شعيب، والهيثم بن خلف، وعبد الله بن زيدان الكوفي، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وزكرياء بن يحيى الساجي البصريين، وأبا يعلى الموصلي، والحسين بن عبد الله الرقي، وأبا جعفر الطحاوي، وعلي بن أحمد بن سليمان علان، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وأبا بكر أحمد بن عمرو ابن عبد الخالق، وأبا الفضل جعفر بن محمد بن الصباح الجرجرائي، وموسى بن عبد الله بن وردان المصري وغيرهم، روى عنه أبو بكر الجوزقي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود، وأبو سعد عبد الملك ابن أبي عثمان الزاهد. كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل من هراة أن أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم- إجازة أو سماعا- عن أبي بكر البيهقي قال: قال لنا أبو عبد الله الحافظ اسماعيل بن أحمد بن محمد التاجر، أبو سعد الخلالي، توفي بنيسابور سنة أربع وستين وثلاثمائة في يوم الخميس السابع عشر من صفر، وهو ابن سبع وثمانين سنة، ودفن من يومه العشية في مقبرة باب معمر «1» . (65- ظ)

اسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست دادا:

اسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست دادا: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو البركات بن أبي سعد النيسابوري الصوفي، شيخ الشيوخ البغدادي، والد شيخ الشيوخ عبد الرحيم، كان والده من أهل نيسابور وسكن بغداد، وولد له أبو البركات بها، ونشأ على طريقة الصوفية، وتخلق بأخلاقهم حتى صار من شيوخهم المعتبرين، وسادتهم المشهورين، وبه يعرف رباط شيخ الشيوخ ببغداد، وعمره أبوه. سمع: أبا نصر محمدا، وأبا الفوارس ابني محمد بن علي الزينبي، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، وعلي بن أحمد بن البسري، وعلي بن محمد ابن علي الكوفي، واسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، وأبا عبد الله مالك بن أحمد ابن علي البانياسي، وأبا منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وأبا الفضل ابن خيرون، وأبا بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القاري، وأبا علي اسماعيل بن علي الجاجرمي، وأباه أحمد بن محمد بن دوست دادا وبه تخرج وتأدب. وقدم حلب مجتازا الى زيارة بيت المقدس. روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، وأبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد (67- و) عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو البركات اسماعيل بن أبي سعد النيسابوري قال: حدثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس الذهبي قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن

المقدام قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال: حدثنا أيوب عن محمد- هو ابن سيرين- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت فواتح الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم البارحة أتيت بمفاتح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي» . قال أبو هريرة: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتقلونها وربما قال: تتسلونها «1» . أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو البركات اسماعيل بن أبي سعد النيسابوري- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا اسماعيل ابن مسعدة الاسماعيلي- قراءة عليه- قال: أخبرنا حمزة بن يوسف القرشي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت حرملة يقول: كان الشافعي رضي الله عنه كثيرا يتمثل بهذين البيتين: تمنى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تهيّأ لأخرى مثلها فكأن قد «2» قال أبو سعد عبد الكريم: وسمعت شيخ الشيوخ يقول: كنت صبيا صغيرا فسمعت (67- ظ) بعض الصبيان يقول: الدراج يقول: طاب نبيذ الدّقل «3» ، فحكيت لوالدي بالليل على ما جرت به عادة الصبيان، وقلت يا سيدي الدراج يقول: طاب نبيذ الدّقل، فقال لي: يا بني لا تقول هذا بل تقول: طاب طريق الطلب. أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: سألت شيخ الشيوخ اسماعيل بن أبي سعد عن مولده، فقال: ولدت في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وأربعمائة ببغداد. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: اسماعيل بن أحمد بن محمد، أبو البركات بن أبي

سعد الصوفي، المعروف بشيخ الشيوخ، كان أبوه من أهل نيسابور، واستوطن بغداد، وولد له أبو البركات بها. وسمع أبو البركات أبا القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد ابن بنت السكري، وأبا نصر وأبا الفوارس الزينبيين، وأبا منصور بن العطار، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب، ومالكا البانياسي، وأبا القاسم علي بن محمد الكوفي، وأبا علي اسماعيل بن علي الجاجرمي، وأبا الخطاب نصر بن البطر، وأبا القاسم بن مسعدة الجرجاني، وأبا الفضل بن خيرون، وأبا بكر الطريثيثي. كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان قدم دمشق لزيارة بيت المقدس، ونزل في دويرة السميساطي «1» . أخبرنا أبو هاشم بن الفضل عبد المطلب العباسي قال: أخبرنا الامام أبو سعد السمعاني قال: اسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست دادا النيسابوري، أبو البركات بن أبي سعد الصوفي، شيخ (68- و) الشيوخ، كان مستمرا على شاكلة حميدة وطريقة سديدة منذ كان حدثا الى أن طعن في السن وكبر، ولم يزل يرقأ بهمته الى جسام الأمور، ومجرى الصواب في مساعيه ومقاصده كلها الى أن صار أوحد عصره، وفريد دهره، وكان وقورا، مهيبا، أديبا، مختصر الكلام موجزه، مع البيان والإفهام، حلو المنطق، حسن الاخلاق، مليح المحاورة، دائم البشر، ما عرف له هفوة، صحبته سنين، وقرأت عليه الكثير، وكنت نازلا عنده في رباطه. سمع: أبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، وأبا منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأخاه الكامل طرادا، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا القاسم علي بن محمد بن علي الكوفي، وأبا القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، وأبا بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي، وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وجماعة سواهم.

اسماعيل بن أحمد بن أبي عبد الله بن أحمد بن المجبر:

قال: أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن القاسم بن علي الجريري- من لفظه، وكتب لي بخطه- قال: أنشدني والدي لنفسه، وهو مما كاتب به شيخ الشيوخ أبا البركات اسماعيل بن أبي سعد. سلام كأزهار الربيع نضارة ... وحسنا على شيخ الشيوخ الذي صفا ولو لم يعقني الدهر عن قصد ربعه ... سعيت كما يسعى الملبي الى الصفا ولكن عداني عنه دهر مكدّر ... ومن ذا الذي واتاه في دهره الصفا (68- ظ) أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: سألت شيخ الشيوخ أبا البركات عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وأربعمائة، ومات ليلة الثلاثاء التاسع عشر من جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ببغداد «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: سمعت أبا الرضا سعيد بن عبد الله الشهرزوري بمرو يقول: توفي شيخ الشيوخ اسماعيل بن أبي سعد النيسابوري يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، ودفن من الغد عند جامع المنصور، ثم كتب إليّ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جرير القرشي من بغداد وأنا بمرو: توفي ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وكان الخلق في جنازته متوفر جدا. اسماعيل بن أحمد بن أبي عبد الله بن أحمد بن المجبر: أبو المظفر الأنصاري الدمشقي، حدث بحلب عن الحافظ أبي طاهر السّلفي بالأربعين البلدانية، روى عنه شيخنا يونس بن محمد بن محمد الفارقي، وكان سمعها منه بحلب في صفر سنة ست وستين وخمسمائة. أخبرنا أبو منصور يونس بن محمد بن محمد الفارسي- فيما أذن لنا أن

اسماعيل بن اسحاق بن ابراهيم بن تميم:

نرويه عنه، وسمعت منه بدمشق في منزله- قال: أخبرنا أبو المظفر اسماعيل بن أحمد بن (69- و) أبي عبد الله بن أحمد بن المجبّر الأنصاري الدمشقي بحلب في صفر سنة ست وستين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد ابن ابراهيم السّلفي الأصبهاني، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي، وأبو عبد الله محمد بن داود الدربندي، وأبو حفص عمر بن إيلملك، وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة وغيرهم، قالوا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا القاضي أبو العباس عبد الواحد بن اسماعيل بن أحمد الروباني بالريّ قال: أخبرنا أبو غانم أحمد بن علي الكراعي بمرو قال: أخبرنا عبد الله بن الحسين البصري قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة التميمي قال: حدثنا محمد كناسة الأسدي الكوفي قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن أبي موسى قال: قلت يا رسول الله المرء يحب القوم ولمّا يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب» «1» . اسماعيل بن اسحاق بن ابراهيم بن تميم: أبو أحمد، غزا الروم واجتاز بناحية حلب في طريقه إلى الغزاة. روى عنه أبو سعيد بن يونس وذكره في تاريخ مصر فقال: اسماعيل بن اسحاق ابن ابراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر، مولى آل شرحبيل بن حسنة، يكنى أبا أحمد، توفي في رجب سنة سبع عشرة وثلاثمائة بمصر، وكان من الغزاة، وكانت له مواقف للروم معروفة، وكتبت عنه حكايات. حرف الباء في آباء من اسمه اسماعيل (69- ظ) اسماعيل بن بوري بن طغتكين: أبو الفتح، الملقب شمس الملوك بن تاج الملوك، صاحب دمشق وليها بعد أبيه

تاج الملوك بوري في سنة ست وعشرين وخمسمائة، واستعاد بانياس «1» من أيدي الفرنج بعد أن استولوا عليها، ونازل حماة وشيزر في سنة سبع وعشرين، وكان شجاعا ظالما. وقرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه: سنة سبع وعشرين وخمسمائة: نازل اسماعيل بن تاج الملوك، الملقب بشمس الملوك حماة وشيزر. وقرأت بخطه أيضا فيه قال في حوادث سنة تسع وعشرين: وفيها قتل شمس الملوك اسماعيل بن بوري، قتلته أمه زمرد خاتون، وأجلست أخاه شهاب الدين محمودا. وقرأت أيضا بخط مرهف بن أسامة بن منقذ مثل ذلك. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد زين الأمناء قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسماعيل بن بوري بن طغتكن، أبو الفتح المعروف بشمس الملوك، ولي إمرة دمشق بعد قتل أبيه بوري المعروف بتاج الملوك في العشر الأخير من رجب سنة ست وعشرين وخمسمائة، وكان شهما مقداما مهيبا، استرد بانياس من أيدي الكفار في يومين، وكانت قد سلمها إليهم الاسماعيلية، وأسعر «2» بلاد الكفار بالغارات، ثم مد يده إلى أخذ الأموال، وعزم على مصادرة المتصرفين والعمال. ولم يزل أميرا على دمشق حتى كتب إلى قسيم الدولة زنكي بن آق سنقر يستدعيه ليسلم إليه دمشق، فخافته أمه زمرد فرتبت له من قتله في قلعة دمشق في شهر ربيع الآخر (70- و) من سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ونصبت أخاه محمود بن بوري مكانه «3» .

حرف الجيم في آباء من اسمه اسماعيل

حرف الجيم في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن جعفر بن علي بن المهذب: أبو إبراهيم المعري التنوخي، حدث بمعرة النعمان عن جده علي بن المهذب، روى عنه الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه. أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري عن أبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري قال: حدثني الأستاذ أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك قال: أخبرنا الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي السمان- إجازة- قال: حدثنا أبو ابراهيم اسماعيل بن جعفر بن علي بن المهذب- بقراءتي عليه بمعرة النعمان- قال: حدثنا جدي علي بن المهذب قال: حدثنا محمد بن همّام التنوخي قال: حدثنا محمد بن سليم القرشي قال: حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا مقعده من النار» «1» . حرف الحاء في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن المرجي: ابن المؤمل بن محمد بن علي بن ابراهيم بن يعيش بن سعيد بن سعد بن عبادة ابن الصامت، أبو الطاهر، وأبو الفداء، وأبو العرب، وأبو المحامد بن أبي الشكر ابن أبي القاسم بن أبي الآمال بن أبي الرجاء بن أبي المعالي بن أبي الحسن بن أبي اسحاق الأنصاري الخزرجي القوصي، نزيل دمشق (70- ظ) . هكذا قرأت نسبه بخطه، وكتب عن نفسه: ذي الكنى الأربع، وكان يلقب بالشهاب شيخ فقيه، فاضل، أديب، حسن المغاضرة «2» ، مليح المحاضرة، وكان له نوادر مطبوعة، وكلمات مسجوعة. تفقه بالديار المصرية على شهاب الدين الطوسي، وسمع بدمشق: أبا طاهر بركات

ابن ابراهيم بن طاهر الخشوعي، وعماد الدين أبا عبد الله محمد بن محمد الكاتب، وأبا المجد الحسن بن الحسن بن علي بن النحاس، والشريف أبا محمد جعفر بن محمد بن جعفر العباسي، وأبا الفضل جعفر بن أبي الحسن بن علي الهمداني، وشيوخنا أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبا القاسم عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الحرستاني، وأبا القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار، وأبا حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبزد، وأبا الفتوح محمد بن محمد بن محمد البكري، وأبا صادق الحسن بن يحيى بن صباح، وأبا القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى، وتاج الأمناء أبو الفضل أحمد، وزين الأمناء أبو البركات الحسن ابني محمد بن الحسن بن هبة الله، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة، وأبا محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسيين وغيرهم، وسمع بالديار المصرية: أبا الشكر حامد بن أحمد بن ثابت الغرناطي، وأبا الفضل جعفر بن علي بن محمد بن عمر التونسي، وجعفر بن شمس الخلافة محمد بن مختار، وأبا الفضل شلعلع، المصريين، وجماعة آخرون. وسمع بسنجار: أبا محمد الحسن بن أحمد بن محمود الخجندي. وولد بقوص، وأقام بدمشق، واتصل بالوزير صفي الدين عبد الله بن علي بن شكر، وزير الملك (71- و) العادل أبي بكر بن أيوب، فنفق عليه، وكان يتنادر عنده على من يقصده ابن شكر، فعلت منزلته عنده، وسيره رسولا عن الملك العادل إلى الملك الظاهر غازي بن يوسف إلى حلب، وإلى سنجار، والموصل، وأخلاط، فتمول، وتولى وكالة بيت المال، وحظي عند ملوك زمنه، وجمع معجما لشيوخه في مجلدات أربعة وسمه بكتاب «تاج المجامع والمعاجم وسراج الأعارب والأعاجم» ، دفعه إليّ، وشيوخه فيه يقاربون ألف شيخ، وانتخبت منه عدة أجزاء من الفوائد التي تتعلق أغراضي بها، وقرأتها عليه، وسألته عن مولده فأخبرني أن مولده بقوص سنة أربع وسبعين وخمسمائة في المحرم. وسمعته يقول: سيرني الملك العادل الى الملك الظاهر إلى حلب رسولا عنه، وأنشدني الملك العادل أبياتا أمرني أن أنشدها الملك الظاهر عنه، من جملتها:

لا يوحشنك ما صنعت فتنثني ... متجنبا وهواك لا يتجنّب قال: فلما وصلت الى حلب أنشدتها الملك الظاهر رحمه الله كما أمرني. أخبرنا شهاب الدين أبو طاهر اسماعيل بن حامد القوصي- قراءة عليه بدمشق- قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب- بقراءتي عليه بدمشق- قلت له: أخبرك أبو الكرم المبارك بن علي بن عبد العزيز، المعروف بابن السمدي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني قال: أخبرنا أبو الحسين بن أخي ميمي قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم بن خالد قال: حدثنا رباح عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (71- ظ) حين قبض مسندا ظهره إليّ، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر عليه، وفي يده سواك، فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت السواك فطيبته، ثم دفعته إليه، فجعل يستن به، فثقلت يده عليه وهو يقول: «اللهم في الرفيق الأعلى» قالت: ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين سحري ونحري «1» . أنشدنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد قال: أنشدني أبو الفضل جعفر بن عبد الله المعروف بشلعلع المصري بفسطاط مصر لنفسه غزلا. عضضت له دينار خدّ مضرّج ... فلان ليدرى أنّه غير بهرج وكان صقيلا أملسا فنقشته ... فأقبل يمحوه بصدغ معوّج وما زاد الّا بالمحكّ إبانة بأن ... نضار الصّدغ غير مضرّج وأنشدني أبو العرب اسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدني الأمير الأجل الفاضل الأديب مجد الملك جعفر بن شمس الخلافة محمد بن مختار لنفسه في الحكم: هي شدة يأتي الرخاء عقيبها ... وأسى يبشر بالسرور العاجل وإذا رأيت فإن بؤسا زائلا ... للمرء خير من نعيم زائل

ذكر من أسم أبيه الحسن ممن اسمه اسماعيل

أنشدني أبو الفداء القوصي قال: أنشدني الشيخ الأديب المعتمد طاهر بن محمد بن قريش العتابي البغدادي لنفسه لغزا في غلام اسمه آقش. أحببت بدرا منيرا ... في جنح ليل بهيم سمّوه لي لشقاي ... معكوس ضدّ النعيم (72- و) أنشدنا أبو المحامد القوصي بدمشق، وهو أول اجتماعي به، بحضرة نجم الدين البادرائي رسول بغداد، وكنت قدمتها رسولا، قال: أنشدنا أبو جعفر بن حواري المعري قال: أنشدنا جدي أبو اليقظان لابن أبي حصين القاضي المعري: وليت الحكم خمسا هن خمس ... لعمري والصبى في العنقوان فما وضع الأعادي قد رشاني ... ولا قالوا: فلان قد رشاني قلت: وهذان البيتان لأبي يعلى عبد الباقي بن أبي حصين، وكان تولى قضاء معرة النعمان، وعمره عشرون سنة، وعزل عنه وقد كمل خمسة وعشرين سنة من مولده، وسنذكرها في ترجمته إن شاء الله تعالى. توفي شهاب الدين القوصي بدمشق يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وخمسين وستمائة، ودفن في داره بدرب زكرى بالقباقبيين داخل حصن جيرون «1» ، ووقفها بعده دار حديث رحمه الله. ذكر من أسم أبيه الحسن ممن اسمه اسماعيل اسماعيل بن الحسن بن محمد بن حفص الوكيل العسقلاني: سمع بحلب أبا القاسم عبيد الله بن احمد بن عبد الأعلى الفقيه الرقي، وحدث عنه بعسقلان. روى عنه عبد الله بن طلحة التنّيسي، وخرج عنه حديثا ذكره في معجم شيوخه، سقناه بإسناده في ترجمة أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الرّقي الفقيه، فيما يأتي إن شاء الله تعالى في كتابنا هذا (72- ظ) .

اسماعيل بن الحسن بن أبي بكر الشعري:

اسماعيل بن الحسن بن أبي بكر الشّعري: أبو سعد النيسابوري، دخل الشام، وسمع بمعرة النعمان أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وبطوس خاله أبا بكر الصرام، وبالبيت المقدس أبا حفص الأبهري، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي، وذكره في معجم شيوخه. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: سمعت اسماعيل بن الحسن بن أبي بكر الشّعري النيسابوري ببغداد يقول: سمعت خالي أبا بكر الصرّام بطوس يقول: سمعت أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: يا أبا سعيد بك يختم التصوف كما ختمت بي النبوة. أخبرنا أبو يعقوب عن الحافظ أبي طاهر قال: اسماعيل هذا سافر إلى الشام، ورأى مشايخها وقال: سماني أبو سعيد بن أبي الخير، وكناني لما ولدت، وذكر أنه رأى أبا العلاء المعري بالمعرة، وأبا حفص الأبهري بالقدس. اسماعيل بن حميد، أبو طاهر: أظنه من أهل معرة النعمان، أو ممن سكن بها من الغرباء، سمع القاضي أبا المجد محمد بن عبد الله بن سليمان أخا أبي العلاء المعري، روى عنه القاضي أبو الراضي مدرك بن سعيد بن مدرك بن سليمان. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن النسابة الربعي بدمشق (73- و) عن أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي الدمشقي، ونقلته من خط العليمي، قال: أنشدني أبو الراضي مدرك بن سعيد بن مدرك بن سليمان التنوخي- إملاء من حفظه- قال: أنشدني أبو طاهر اسماعيل بن حميد قال: أنشدني القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان لنفسه. لئن عظم اشتياق منك نحوي ... ففي قلبي من الأشواق نار وعلّ الله يجمع بعد بين ... لنا شملا ويقترب المزار وليس بضائر والودّ باق ... إذا نزحت بأهليها الدّيار

حرف الدال في آباء من اسمه اسماعيل

حرف الدال في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن داود: أحد الفقهاء المذكوريين، أشخصه اسحاق بن ابراهيم المصعبي الى عبد الله المأمون وهو بالرقة في أيام المحنة، سابع سبعة ليمتحنهم بالقول بخلق القرآن، فقدموا الرّقة على المأمون فأجابوا بالقول بذلك، ثم رحل المأمون من الرقة الى الشام، فاستدعاهم بعد رحيله الى الشام، فقدموا عليه العسكر بنواحي حلب. اسماعيل بن داية: له ذكر، وفيه صلاح، وكان بشيح الحديد «1» من عمل أنطاكية، ولما مرض يوسف بن أسباط أوصى بأن يكون اسماعيل بن داية فيمن يغسله، وكان موت يوسف بن أسباط بشيح وبها دفن، فكان ابن داية بها، وقد ذكرنا الحكاية مسندة في ترجمة خبيق بن سابق والد عبد الله خبيق. حرف الزاي في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة: كان بالثغر الشامي وبه توفي. أخبرنا عبد الوهاب بن رواح- إذنا- قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات- في كتابه- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار قال: سنة ستين ومائتين وفيها بلغني أن أبا عبد الله اسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة مات بالثغر (73- ظ) .

حرف السين في آباء من اسمه اسماعيل

حرف السين في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث ابن زهرة القرشي الزهري: اجتاز بحلب غازيا بلاد الروم فاستشهد بها. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب، وأبو عبد الله ابنا البناء قالا: حدثنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: أخبرنا الزبير بن بكار قال: واسماعيل بن سعد بن ابراهيم، لام ولد، استشهد بالروم «1» . اسماعيل بن سعيد العجلي: أبو غالب البغدادي، روى بمعرة النعمان عن أبي غالب اسماعيل الاسكافي، وعن أبي الحسن البصروي الشاعر، روى عنه أبو المكارم الفياض بن جعفر بن عبد الكريم بن جعفر بن علي بن المهذب المعري إنشادا، وأورده في كتابه المعروف «بأنس الوحيد» «2» . نقلت من خط الفياض بن جعفر بن عبد الكريم المعري في كتابه المسمى «أنس الوحيد» : أنشدني الشيخ أبو غالب اسماعيل بن سعيد العجلي البغدادي في ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أنشدني أبو غالب اسماعيل الإسكافي قال: قرأت على مهيار بن مرزويه قوله: بكر العارض تحدوه النعامى ... فسقاك الريّ يادار أماما وتمشت فيك أرواح الصبا ... يتأرجن بأنفاس الخزامى (74- و) وإذا مغنى خلا من زائر ... بعد ما فارق أو زير لماما فقضى حفظ الهوى أن تصبحي ... للمحبين مناخا ومقاما

أجتدي المزن وماذا أربي ... أن تجود المزن أطلالا رماما وقليل لك أن أدعو لها ... ما رآني الله استجدي الغماما أين سكانك لا أين هم ... أحجازا أقبلوها أم شآما صدعوا بعد التئام فغدت ... بهم أيدي المرامي تترامى وبجرعاء الحمى قلبي فعج ... بالحمى واقرأ على قلبي السلاما وترحل فتحدّث عجبا ... أن قلبا سار عن جسم أقاما قل لجيران الغضا آه على طيب ... عيشي بالغضا لو كان داما حملوا ريح الصبا نشركم ... قبل أن تحمل شيحا وثماما وابعثوا أشباحكم لي في ... الكرى إن أذنتم لجفوني أن تناما وقف الظامي على أبوابكم ... أفيقضي وهو لم يشف الأواما ما يبالي من سقيتن اللمى ... منعكر الماء عذبا والمداما أشتكيكم والى من أشتكي ... غلب الداء فمن يبري السقاما أنتم والدهر سيف وفم ... ما تملأن ضرابا وخصاما واذا عاتبت في حظّي دهري ... زاده العتب لجاجا وغراما واذا استرهفت خلا فكأني ... منه جردت على عنقي حساما (74- ظ) حفظ الله وراعى لرجال مذ ... رعوني لم يضيعوا لي سواما كفني جودهم أن أجتدي ... وأبى عزّهم لي أن أضاما «1» ونقلت من خط الفياض في هذا الكتاب قال: وأنشدني- يعني اسماعيل بن سعيد- ما سمعه من أبي الحسن البصروي لنفسه في غلام يعرف بقسيمة. أقسمت بالنفر الغادين تحملهم ... إلى منى ناحلات مضها «2» السفر وهم عليها جسوم لا لمحوم لهم ... من السرى غير ما قد ضمت الأزر

اسماعيل بن سفيان:

لا يقدرون على أهل ولا ولد ... أو يقبلون بما لبوا وما نحروا فبلغوا قسمي هذا بجملته ... إلى قسيمة حتى يصدق الخبر لا أبصرت بعده عيني الى أحد ... من الحسان سوى ما يغلط البصر ولا رقدت ولي إلف يصاحبني ... على الوسادة إلا الهمّ والفكر حتى أراه وقد ضاق الزحام به ... وأبدت النفس ما تبدي وما تذر اسماعيل بن سفيان: وقيل سقير الرعيني الحجري الأعمى المصري، قدم على عمر بن عبد العزيز بعد ولايته خناصرة، أو دابق، وحكى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه ضمام بن اسماعيل، وعبد الرحمن بن شريح. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم عمي قال: كتب إليّ أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، وأبو محمد حمزة بن العباس بن علي، ثم حدثني أبو بكر محمد بن شجاع عنهما قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني قال: أخبرنا (75- و) أبو عبد الله بن مندة،- قال أبو بكر، يعني ابن شجاع-: وأنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه أبي عبد الله- قال: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس قال: حدثنا سلامة بن عمر المرادي قال: حدثنا محمد بن حميد بن هشام الرعيني، أبو قره قال: حدثنا النضر بن عبد الجبار قال: أخبرنا ضمام عن اسماعيل الحجري- حجر رعين- الرعيني قال: كنت أخرج الى الوليد وسليمان بن عبد الملك فيعطياني، فلما ولي عمر بن عبد العزيز خرجت اليه، وكنت على الباب الذي يخرج منه، فرفعت صوتي بالقرآن فأرسل إليّ ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر، قال: ما حملك الينا؟ قلت: إني كنت أخرج الى الوليد وسليمان بن عبد الملك فأصيب منهما، قال: أترى أنا كنا غافلين عنك وعن أشباهك وأنت في بلدك ومنزلك، فأعطاني حمولتي الى مصر وأمرني بالانصراف. قال: وقال لنا أبو سعيد بن يونس: اسماعيل بن سفيان الرعيني ثم الحجري،

اسماعيل بن سلطان بن علي بن مقلد بن نصر بن مقذ:

الأعمى، وفد على الوليد وسليمان ابني عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، حدث عنه ضمام بن اسماعيل، وعبد الرحمن بن شريح «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما الحجري بفتح الحاء وسكون الجيم فجماعة منهم: من حجر رعين اسماعيل بن سفيان الرعيني ثم الحجري الأعمى، وفد على الوليد وسليمان ابني عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، حدث عنه ضمام بن اسماعيل، وعبد الرحمن ابن شريح، قاله ابن يونس «2» . أخبرنا الحسن بن محمد، ومحمد بن نصر فيما أذنا لنا في روايته عنهما قالا: أخبرنا أبو القاسم (75- ظ) علي بن الحسن قال: اسماعيل بن سفيان الرعيني الحجري المصري الأعمى، حدث عن عمر بن عبد العزيز قوله. روى عنه ضمام بن اسماعيل، وأبو شريح عبد الرحمن بن شريح الاسكندريان، ووفد على الوليد وسليمان، وعلى عمر بن عبد العزيز «3» . اسماعيل بن سلطان بن علي بن مقلد بن نصر بن مقذ: أبو الفضل بن أبي العساكر بن أبي الحسن بن أبي المتوّج، الملقب شرف الدولة الكناني الشيزري، وقد سبق تمام نسبه في ترجمة أسامة بن مرشد بن علي، أمير شاعر، فاضل، من أهل شيزر، ولد ونشأ بها، وكان أبوه سلطان أميرها بعد أبيه علي، ثم وليها تاج الدولة أخوه، وأخوه اسماعيل مقيم بها تحت كنفه الى أن خربتها الزلزلة «4» ، ومات أخوه وجماعة من أهله تحت الردم، وتوجه نور الدين محمود ابن زنكي بن آق سنقر الى شيزر فتسلمها، وكان اسماعيل غائبا عنها، فانتقل عند ذلك الى دمشق واستوطنها الى أن مات بها. روى عنه شيئا من شعره الحافظ أبو القاسم بن عساكر، ولم يفرد له ترجمة

في تاريخ دمشق، وروى عنه مرهف بن الصنديد الشيزري، وأبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي. أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي الفوارس بن أبي علي بن الامان الشيزري إملاء من لفظه بالهول من بلد سنجار- قال: أنشدني القاضي وجيه الدين مرهف ابن الصنديد الشيزري قال: أنشدني شرف الدولة- يعني أبا الفضل- (76- و) اسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن علي بن مقلد لنفسه، وكانت الزلزلة قد خرّبت شيزر في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وسقطت القلعة على أخيه وأولاده وزوجته الخاتون أخت شمس الملوك- يعني بنت بوري بن طغتكين- فسلمت المرأة وحدها دونهم، ونشبت من الردم وخلصت، وجاء نور الدين محمود الى شيزر وطلب من امرأته أن تعلمه بالمال وهدّدها، فذكرت له أن الردم سقط عليها وعليهم ونشبت هي دونهم ولا تعلم بشيء، وإن كان لهم شيء فهو تحت الردم، وكان شرف الدولة غائبا فحضر بعد الزلزلة، وعاين ما فعلت بشيزر وأخيه، وشاهد امرأة أخيه بعد العز في ذلك الذل، فعمل: ليس الصباح من المساء بأمثل ... فأقول لليل الطويل ألا انجلي شلت يد الايام ان قسيها ... ما أرسلت سهما فأخطأ مقتلي لي كل يوم كربة من نكبة ... يهمي لها جفني وقلبي يصطلي يا تاج دولة هاشم بل يا أبا ... التيجان بل يا قصد كل مؤمل لو عاينت عيناك قلعة شيزر ... والستر دون نسائها لم يسبل لرأيت حصنا هائل المرأى غدا ... متهلهلا مثل النقا «1» المتهلهل كذا أنشدنيه المتهلهل وينبغي أن يكون المتهيل. لا يهتدي فيه السعاة لمسلك ... فكأنما يسري بقاع مهول (76- ظ) قال فيها يذكر امرأة أخيه المذكورة:

اسماعيل بن سلمة، أبي غيلان الثقفي:

نزلت على رغم الزمان ولو حوت ... يمناك قائم سيفها لم تنزل فتبدلت عن كبرها بتواضع ... وتعوضت عن عزها بتذلل كتب إلينا القاضي الأشرف حمزة بن علي بن عثمان المخزومي من الديار المصرية قال: أنشدنا أبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور بن هيجون البلطي النحوي، وأخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أجاز لنا البلطي قال: أنشدني الأمير شرف الدولة أبو الفضل اسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن علي بن منقذ بدمشق لنفسه: ومهفهف كتب الجمال بخدّه ... سطرا يدله ناظر المتأمّل بالغت في استخراجه فوجدته ... لا رأي إلّا رأي أهل الموصل قال البلطي: وأنشدني أيضا لنفسه يصف النحل والزنبور: ومغردّين ترنما في مجلس ... فنفا هما لأذاهما الأقوام هذا يجود بما يجود بعكسه ... هذا فيحمد ذا وذاك يذام أي الذي يعطي هذا عسل، والذي يعطي هذا لسع، وهو عكسه. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار بن أبي الحجاج المقدسي قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب في كتاب خريدة القصر قال: وتوفي- يعني اسماعيل بن سلطان بن منقذ- سنة إحدى وستين وخمسمائة بدمشق «1» . اسماعيل بن سلمة، أبي غيلان الثقفي: سمع بطرسوس محمد بن مصعب (77- و) القرقساني وحدث عنه، وعن حجاج بن محمد الأعور، روى عنه ابنه عمر بن اسماعيل. أخبرنا زيد بن الحسن بن زيد فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن

اسماعيل بن سليمان بن أيداش بن عبد الجبار الحنفي:

المظفر السراج قال: أخبرنا علي بن عمر السكري قال: حدثنا أبو حفص عمر بن اسماعيل بن أبي غيلان الثقفي قال حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني بطرسوس قال: حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» فقالت له عائشة، أو بعض أزواجه: يا رسول الله إنا لنكره الموت، قال: «ليس من ذاك ولكن العبد المؤمن إذا حضر أجله بشر عند ذلك برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه من لقائه، فأحبّ لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الرجل الكافر إذا حضر أجله بشر بعد ذلك بسخط الله وعقابه فليس شيء أبغض إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه» «1» . اسماعيل بن سليمان بن أيداش بن عبد الجبار الحنفي: أبو الطاهر العسكري الدمشقي، يعرف بابن السلار، كان شيخا حسنا خيرا، حسن الصورة، كثير الورع، ملازما للجماعات، من أولاد الجند، سمع بدمشق: الحافظ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي، والحافظ أبا القاسم علي بن الحسن الشافعي، وروى عنهما، اجتمعت به بدمشق في داره (77- ظ) في وليمة دعاني إليها أخوه أمير الحاج علي بن سليمان بعد عودي من الحج في سنة أربع وعشرين وستمائة، وسمعت منه أحاديث وأناشيد وفوائد انتقيتها من معجم عبد الخالق بن أسد بروايته سماعا منه، وذكر لي ذلك اليوم أنه دخل حلب، وسألت أخاه أمير الحاج علي بن سليمان عن مولد أخيه اسماعيل فقال: قالت لي أمي: لما جاء ملك الألمان وحصر دمشق كان لأخيك عشرة أشهر، وكان نزول ملك الألمان على دمشق سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة «2» ، وسئل عن مولده فقال: في حادي عشر رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بدمشق. أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن سليمان بن أيداش العسكري في منزله بدمشق

قال: أخبرنا الحافظ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن أبي غانم بن أحمد بن محمود الثقفي بقراءتي عليه بأصبهان قال: أخبرنا أبو الرجاء أحمد بن عبد الله بن المظفر بن ماجه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن علي الجوزداني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف الأسدي قال: حدثنا أبو العباس الفضل بن الخصيب بن نصر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة قال: حدثنا محمد بن عبد الملك قال: حدثنا عثمان بن القاسم بن عروة عن أبيه عن عائشة أن امرأة نذرت أن تضرب بالدف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له فقال: «أوفي بنذرك» فضربت بالدف على رأسه، فبينما هي تضرب إذ طلع عمر بن الخطاب، فلما رأته سقط من يديها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يفرق من حس عمر» «1» (78- و) . أنشدنا شمس الدين أبو الطاهر اسماعيل بن سليمان بن أيداش قال: أنشدنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي- قراءة عليه- قال: أنشدنا أبو محمد شميلة بن محمد بن جعفر بن محمد بن أبي هاشم الحسني ببغداد قال: أنشدنا محمد بن عبد الله الشيرازي بمكة: ولقد كتمت هواك أوثق صاحب ... عندي مخافة أن يكون عدوّا حذرا عليك وأنت موضع ظنتي «2» ... لا زلت فيك مسلّما مكلوّا «3» لا نال قلبي من وصالك سوله ... إن كان قلبي رام عنك سلوّا أنشدنا أبو الطاهر اسماعيل بن سليمان بن أيداش قال: أنشدنا عبد الخالق قال: أنشدني أبو علي الفرج بن أحمد بن الأخوة البغدادي بها لنفسه: إن الضغائن من نعمان هجن هوى ... يا طال ما هيّج الاطراب نعمان لما رأين دمي أنكرن سافكه ... نفرن عنه وبعض النكر عرفان

اسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري:

دمي الذي صار مسكا في نوافجها «1» ... فكيف تنفر منه وهي غزلان أخبرني أمير الحاج شجاع الدين أبو الحسن علي بن سليمان بن السلار- وقد سألته بحلب عن وفاة أخيه أبي الطاهر اسماعيل شيخنا- فقال: توفي في ذي القعدة سنة ثلاثين وستمائة- يعني بدمشق- رحمه الله. ثم أخبرني زكي الدين محمد بن يوسف البرزالي أنه توفي يوم الجمعة رابع ذي القعدة من السنة المذكورة، ودفن يوم السبت بسفح جبل قاسيون (78- ظ) . اسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري: أبو الطاهر، كان والده من عتقاء نور الدين محمود بن زنكي، وكان رجلا خيرا صالحا، سكن مصر وولد له ابنه اسماعيل هذا في سنة ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة بالديار المصرية، ونشأ بها على الخير والصلاح، واشتغل بالعلم، وسماع الحديث، وكلام الصوفية، وانتقل مع أبيه الى حلب حين انتقل إليها المبارز يوسف ابن ختلج الحلبي لقرابة كانت بينهما. ومال اسماعيل الى الصوفية وخالطهم وانتفع بكلامهم، وسمع بالقاهرة: أبا الفضل محمد بن يوسف الغزنوي، وبحلب: إبراهيم بن عثمان بن درباس المازاني، وحدثنا بحلب عنهما، وسمع بحلب: شيوخنا افتخار الدين أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وأبا محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وعمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وغيرهم. وكان حسن الأخلاق، طيب المعاشرة، رقيق الحاشية، وكان ينظم شعرا حسنا علقت عنه شيئا يسيرا، وكتب عنه شيخه محمد بن علي بن العربي شيئا من شعره. أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن سودكين النوري بحلب قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوي قال: أخبرنا الشيخ أبو الفتح عبد الوهاب ابن محمد بن الحسين الصابوني قال: أخبرنا الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي بن

ميمون النرسي الكوفي قال: أخبرنا أبو الحسن مشرق بن عبد الله الحنفي الزاهد بحلب قال: حدثنا أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي قال: حدثنا عبد الله بن الحسين الصابوني قال: حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا أبو توبة قال: حدثنا (79- و) معاوية- يعني ابن سلام- عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه قال: حدثني الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم «أن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني اسرائيل أن يعملوا بهن، قال: فكان يبطئ بهن، فقال له عيسى: إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني اسرائيل يعملوا بهن فإما أن تأمرهم بهن وإما أن أقوم فآمرهم بهن، فقال يحيى: انك إن تسبقني بهن أخاف أن أعذب، أو يخيف بي، فجمع بني اسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وحتى جلس الناس على الشرفات، فوعظ الناس ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن: إن أولهن أن لا تشركوا بالله شيئا، فإن من أشرك بالله مثله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق «1» ثم قال له: هذه داري وعملي فاعمل وأد إليّ عملك، فجعل يعمل ويؤدي عمله الى غير سيده، فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك يؤدي عمله لغير سيده، وإن الله هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا، ثم قال: إن الله أمركم بالصلاة، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو ينصرف؛ وأمركم بالصيام فإن مثل الصائم كمثل رجل معه صرة مسك وهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره فكلهم يشتهي يجد ريحها، فإن فم (79- ظ) الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ وأمركم بالصدقة فإن مثلها كمثل رجل أخذه العدو فأسروا يده الى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: لا تقتلوني فإني أفتدي منكم نفسي بكذا وكذا من المال، فأرسلوه فجعل يجمع لهم حتى فدا نفسه، وكذلك الصدقة؛ وأمركم بكثرة ذكر الله فإن مثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو فانطلقوا في طلبه حتى أتى حصنا حصينا وأحرز نفسه، كذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد

منه أنفسهم إلّا بذكر الله» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأنا آمركم بخمس كلمات أمرني الله بهن: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد، فمن خرج من الإسلام قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه إلّا أن يراجع، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من حثاء «1» جهنم» ، فقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن صام وصلى؟ قال: «نعم وإن صام وصلى، ادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمون المؤمنون عباد الله» «2» . أنشدني بعض الفقراء ممن صحب اسماعيل بن سودكين أبياتا لإسماعيل المذكور وهي: ما هبّ من نسمات نشرك عابق ... إلّا وسرّ الوجد مني ناشق أو لاح من برق ثغرك لامع ... إلّا وقابله فؤاد خافق يا أهل ذياك الحمى قلبي بكم ... أبدا وإن عزّ التلاقي وامق «3» قدمت عهودكم فزادت حرمة ... عندي وحقت للذمام حقائق (80- و) وسلا أناس إذ تقادم عهدهم ... وأنا لكم ذاك المحبّ الصادق ومن شعر اسماعيل بن سودكين ما وجدته بخط شيخه محمد بن علي بن العربي الحاتمي الطائي: اعتلّ بعدكم النسيم ... وتنكّرت تلك الرسوم دمن سقتها أدمعي ... إن لم تسحّ بها الغيوم جزع الغداة الجزع لل ... ترحال وانصرم الصريم يا راحلين عن الحمى ... وعليهم أسفي مقيم وحياتكم في كل قلب ... من وداعكم كلوم من لم يمت يوم الودا ... ع صبابة فهو الظلوم

حرف الصاد في آباء من اسمه اسماعيل

أجبابنا وحياتكم ... قسم على قلبي عظيم ما عشت إلّا حين كا ... ن عليّ للبلوى رسوم من كان بالصبر الجمي ... ل إذا قضت روحي يقوم ومن الذي هو للشجو ... ن وللغرام بكم غريم أحبابنا ما ضاع عن ... د حفاظي العهد القديم بل صنته في باطن ... هو للوفا أبدا حريم (80- ظ) توفي أبو الطاهر اسماعيل بن سودكين بحلب بعد عوده من زيارة البيت المقدس بأيام، يوم الأربعاء قبل طلوع الشمس الثالث والعشرين من صفر سنة ست وأربعين وستمائة، ودفن قبل الظهر بتربة أنشأها بالقرب من مشهد الدعاء خارج باب النصر، وكان عمره يومئذ سبعه وستين سنة. حرف الصاد في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي: حدث عن أبيه صالح بن علي، روى عنه طاهر بن اسماعيل، وسليمان بن سعيد والوليد بن مسلم، وكان شاعرا مجيدا بليغا، متقدما في ضرب العود والغناء، وغنى الرشيد فولاه مصر سنة اثنتين وثمانين ومائة، ثم عزله وولاه جند قنسرين والعواصم، وولد ببطياس قصر أبيه خارج مدينة حلب، وكان أكثر مقامه بحلب وبها مات. وقال ابن عفير: ما رأيت أحدا على هذه الأعواد أخطب من اسماعيل بن صالح ابن علي. وقرأت بخط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي الحلبي: كان اسماعيل ابن صالح أصغر ولد أبيه، أفضت إليه وصيته وأوقافه، وذلك أنها كانت في ولد صالح بن علي الأكبر فالأكبر والباقي بعد الماضي حتى انتهت إليه وهو آخر من 81- و) بقي منهم، فكانت في يده وأيدي ولده من بعده على السن والقعدد،

وولد ببطياس ومات بحلب، وكان جليلا متقدما جامعا لكل سؤدد، بارعا في العلم والأدب والفلسفة والنجوم، وكان الرشيد يقدمه ويفضله ويستكفيه، ولاه مصر فأقام عاملا عليها سنين ثم عزله عنها وولاه جند قنسرين والعواصم، ثم ولاه دمشق وأعمالها، وأقطعه ما كان له في سوق مدينة حلب، وهي الحوانيت التي بين باب أنطاكية الى العروفة بالدلبة، وقدرها قدر جليل جسيم. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي- فيما أذن لي في الرواية عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البركات الانماطي قالا: أخبرنا أبو الحسين النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، ح. قال أبو القاسم بن أبي محمد: وأخبرنا أبو القاسم، وأبو البركات أيضا، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري، وأبو الدر ياقوت بن عبد الله عتيق ابن البخاري قالوا: أخبرنا أبو محمد الصريفيني، ح. قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي قال: أخبرنا أبو علي محمد بن اسماعيل بن محمد العراقي قالا: حدثنا أبو طاهر المخلص- إملاء- قال: حدثنا أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي بالله- إملاء- قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن طاهر بن اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس قال: حدثني أبي القاسم قال: حدثني أبي طاهر قال: حدثني أبي اسماعيل (81- ظ) قال: حدثني أبي صالح قال: حدثني أبي علي قال: حدثني أبي عبد الله- زاد ابن النقور «ابن عباس» - قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم- زاد ابن النقور «على بغلته» وقالا- وأنا ابن ثمان سنين وهو يريد عمته بنت عبد المطلب، قال: فوقف- زاد ابن النقور «بي» وقالوا- في طريقه على شجرة قد يبس ورقها وهو يتساقط فقال: «يا عبد الله» قلت: لبيك يا رسول الله قال: «ألا أنبئك بما يساقط الذنوب عن بني» - قال: وقال ابن النقور: عن ولد- آدم كتساقط الورق عن هذه الشجرة» ؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي، قال: «سبحان الله» . وفي حديث الصريفيني وابن النقور قال: «قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فانهن الباقيات الصالحات المنجيات المعقبات» «1» .

هكذا ذكر في هذا الإسناد «وقال: حدثني أبي طاهر قال: حدثني أبي اسماعيل» وليس لإسماعيل بن صالح ولد اسمه طاهر، بل ولد ولده طاهر بن محمد ابن اسماعيل بن صالح، فلعله سقط من الاسناد ذكر محمد بن اسماعيل أو تجوز بذكر جده وسماه أبا، والله أعلم. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: كتب إلينا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي الإمام، ح. وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أسعد بن بوش قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قالا: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين (82- و) الجازري قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أحمد بن محمد الطالقاني قال: حدثني فضل اليزيدي عن محمد بن اسماعيل بن صبيح قال: قال الرشيد للفضل بن يحيى، وهو بالرقة،: قد قدم اسماعيل بن صالح بن علي وهو صديقك، وأريد أن أراه، فقال له: إن أخاه عبد الملك في حبسك وقد نهاه أن يجئك، قال الرشيد: فاني أتعلّل حتى يجيئني عائدا فتعلل، فقال الفضل لإسماعيل: ألا تعود أمير المؤمنين؟ قال: بلى، فجاءه عائدا، فأجلسه ثم دعا بالغذاء فأكل وأكل اسماعيل بين يديه فقال له الرشيد: كأني قد نشطت برؤيتك الى شرب قدح، فشرب وسقاه، ثم أمر باخراج جوار يغنين وضربت ستارة، وأمر بسقيه، فلما شرب أخذ الرشيد العود من يد جارية ووضعه في حجر اسماعيل وجعل في عنق العود سبحة فيها عشر درات اشتراها بثلاثين ألف دينار وقال: غنني يا اسماعيل وكفر عن يمينك بثمن هذه السبحة فاندفع فغنى بشعر الوليد بن يزيد في عالية أخت عمر بن عبد العزيز، وكانت تحته وهي التي ينسب اليها سوق عالية بدمشق. فأقسم ما أدنيت كفيّ لريبة ... ولا حملتني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأي عليها ولا عقلي وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي (82- ظ)

فسمع الرشيد أحسن غناء من أحسن صوت، وقال: الرمح يا غلام، فجىء بالرمح فعقد له لواء على إمارة مصر. قال اسماعيل: فوليتها ست سنين أو سعتهم عدلا، وانصرفت بخمسمائة ألف دينار. قال: وبلغت عبد الملك أخاه ولايته فقال: غنى والله الخبيث لهم، ليس هو لصالح بابن. وفي غير هذه الرواية قال: وقد كان أخوه عبد الملك وجه إليه «إنما يريدونك لأمر، وإن فعلت فما أنت أخي ولا ترث صالحا «1» . أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو منصور العكبري عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولى- إجازة- قال: حدثني علي بن سراج المصري قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: كان اسماعيل بن صالح يألف قينة بحلب، وكانت في نهاية حسن الوجه والغناء فاشتراها الرشيد فقال اسماعيل: يا من رماني الدهر من فقده ... بفرقة قد شتتت شملي ذكرت أيام اجتماع الهوى ... وقرة الأعين بالوصل ونحن في صحبة دهر لنا ... نطالب الأزمان بالذحل فكدت أقضي من قضاء النوى ... علي بعد العزّ بالذلّ وليس ذكري لك عن خاطر ... بل هو موصول بلا فصل قال الصولي: ومن شعره فيها: (83- و) فديت من يهجرني كارها ... بلا اختيار منه للهجر ومن دهاني الدهر في فقده ... من ذا الذي يعدى على الدهر ومن تجرعت له لوعة ... أحر في القلب من الجمر

لا أستطيع الدهر ذكرا له ... إلّا بجاري الدمع والفكر «1» أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال: حدثنا ابن أبي سعيد قال: حدثني عمر بن محمد بن حمزة الكوفي قال: حدثني سليمان بن سعيد قال: حدثني اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله- وكان انقطاعه الى الرشيد- قال: دخلت على الرشيد- وقد عهد الى محمد والمأمون- فيمن يهنيه من ولد صالح بن علي، فأنشأت أقول: يا أيها الملك الذي ... لو كان نجما كان سعدا اعقد لقاسم بيعة ... واقدح له في الملك زندا الله فرد واحد ... فاجعل ولاة العهد فردا قال: فاستضحك هرون، وبعثت إلي أم جعفر «كيف تحبنا وأنت شآم» ؟ وبعثت إلي أم المأمون «كيف تحبنا وأنت أخو عبد الملك بن صالح» ؟! وبعثت إلي أم القاسم بعشرة آلاف درهم فاشتريت بها ضيعتي بأرتاح. (83- ظ) قلت: أرتاح قرية كبيرة عامرة من عمل حلب بالقرب من حارم، وكان لها حصن مذكور، وحولها ضياع تضاف إليها، وإليها ينسب الأرتاحي. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار- إذنا- قال: أخبرنا أبو أحمد الفرضي- إجازة عن أبي بكر الصولي- قال: حدثني علي بن سراج قال: حدثني معاوية بن صالح قال: غزا اسماعيل بن صالح، فرأى غلاما من أبناء المقيمين بطرسوس أملح الناس وآدبهم، فاستصحبه فقال له الغلام: بلغني أن فيك ملّة؟ فقال له اسماعيل: هي فيّ لها، فضحك الغلام وقال: الآن طابت صحبتك، فصحبه، فقال فيه اسماعيل:

أحسن من بدر الدجى في الدجى ... ومن طلوع الكوكب اللابث ومن فتى يحلف أن لم يخن ... عهدا وما الصادق بالحانث ظبي بأرض الثغر ما إن له ... في الحسن من ثان ولا ثالث ترسل عيناه هواه الى ... كل سقيم دنف لاهث أعدمني حبي له قوتي ... وكنت أقوى من أبي الحارث «1» قلت له إذ زارني في ال ... هوى قولة مازح عابث ما خلق الله على ظهرها ... أحمل مني للهوى الماكث قال الصولي: ومن شعر اسماعيل في أخيه عبد الملك بن صالح: (84- و) يا أخي أنت عدتي وعديدي ... وافتخاري ورغم أنف حسودي أنت صنوي وقد خلقت جليدا ... وأراني في الخلق غير جليد لا أطيق الذي تطيق من الأ ... مر فبعض العتاب والتفنيد «2» قرأت بخط علي بن موسى بن اسحاق الزّرار في نوادر أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان- سماعه منه- قال ابن المرزبان: وأنشدت لاسماعيل بن صالح ابن علي: زعم الناس أن ليلك يا بغ ... داد ليل يطيب فيه النعيم ولعمري ما ذاك إلا لأن حا ... لفهم بالنهار منك السّموم وقليل الرخاء يتّبع الش ... دة عند الأنام حظ عظيم كتب إلينا المؤيد بن محمد الطوسي من نيسابور قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي منصور العكبري قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد ابن أبي مسلم- إذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- إجازة- قال: حدثنا الحسين بن يحيى قال: حدثنا اسحاق الموصلي قال: كان اسماعيل بن صالح أحسن الناس غناء وصوتا، حتى أن حسن صوته ليبين في كلامه، وكان

صديقا للفضل بن يحيى بن خالد، فلما دخل الرشيد الرقة ومعه الفضل بن يحيى كتب الفضل الى اسماعيل بن صالح وهو بحلب يشتاقه، فقدم عليه اسماعيل الرقة، فصادف الفضل عظيم الشغل بأمر الرشيد لا يمكنه مفارقته، فأقام اسماعيل أياما ثم غضب وانصرف الى حلب، وكتب الى الفضل: (84- ظ) قليتك فاقلني واطلب خليلا ... سواي فإنني باغ سواكا إذا ما سمتني الاكرام مني ... وسمتني الهوان فدام ذاكا فلو أني علمت العلم حقا ... بأن الغدر غاية منتهاكا لسمتك بالقطيعة من قريب ... ولم تعلق قوى حبلي قواكا أبعدي يرتجيك أخ لعهد ... ألا يا طول خيبة من رجاكا فلما وصلت هذه الأبيات الى الفضل بن يحيى، كتب يسترضيه، ووصله بمائة دينار ودينار من ضربهم وكان في كل دينار عشرة دراهم «1» . وقال أبو بكر الصولي: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثني عبد الله بن محمد الحلبي قال: كان اسماعيل بن صالح من آدب الناس وأرقهم طبعا، وكان شاعرا حسن الغناء مقدما في ضرب العود. وقرأت في كتاب معجم الشعراء للمرزباني: اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، كان سريا أديبا، حسن الغناء، مقدما في ضرب العود، غنى الرشيد فقلده مصر «2» . وقرأت في تاريخ الأمير مختار الملك المسبّحي: سنة احدى وثمانين ومائة، ثم وليها- يعني مصر- اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس من قبل الرشيد على صلاتها يوم الخميس لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين «3» .

اسماعيل بن الطير المقرئ، قرأ عليه بحلب يوسف بن علي بن جبارة الهذلي البسكري:

قال ابن عفير: ما رأيت أحدا على هذه الأعواد أخطب من اسماعيل بن صالح ابن علي. فوليها الى أن صرف (85- و) عنها في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين ومائة. أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران قال: أخبرنا أبو بكر المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن عرفة قال: وكانت وفاة الرشيد بطوس «1» ، ودفن هناك، وكان على حجبته الفضل بن الربيع، ثم ذكر ولاة البلاد وقال: وعلى منبج اسماعيل بن صالح ابن علي. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله عمي قال: اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، حدث عن أبيه صالح بن علي، روى عنه: ابنه طاهر بن اسماعيل، والوليد بن مسلم، وسليمان بن سعيد، وهو ممن دخل دمشق «2» . اسماعيل بن الطير المقرئ، قرأ عليه بحلب يوسف بن علي بن جبارة الهذلي البسكري: قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السّلفي قال يوسف بن علي بن جبارة الهذلي البسكري في كتاب «الكامل في القراءات» قال: وما أخذته عن الشيوخ المتفرقة، فذكر جماعة وقال: وعبد الله بن منيرة بقنّسرين، وأبو المجد، وابن المهذب بالمعرة، واسماعيل بن الطّير بحلب. (85- ظ) . ***

حرف الظاء في آباء من اسمه إسماعيل

حرف الظاء في آباء من اسمه إسماعيل اسماعيل بن ظفر بن أحمد بن ابراهيم بن مفرح بن منصور بن ثعلب بن عنيبة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو الطاهر المنذري النابلسي ثم الدمشقي الحنبلي الحافظ، رجل فاضل حافظ، أصله من نابلس، وولد بدمشق في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، أنبأنا بذلك عبد العظيم بن عبد القوي المنذري عنه، رحل في طلب الحديث، وسمع بمصر: أبا القاسم البوصيري، وأبا عبد الله بن حمد الأرتاحي، والحافظ عبد الغني المقدسي، وبحلب: شيخنا أبا هاشم الهاشمي، وبحرّان: الحافظ عبد القادر الرهاوي، وانقطع إليه مدة، وبخراسان: منصور الفراوي، والمؤيد الطوسي، وزينب الشعرية وبأصبهان أبا المكارم اللبان، وأبا جعفر الصيدلاني، وأبا عبد الله الكرّاني، وكتب بخطه الكثير، وحدث بدمشق وحران. روى عنه الحافظ عبد العظيم المنذري «1» ، وأبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي، وخرج عنه في معجم شيوخه، وتوفي بدمشق في الرابع من شوال سنة تسع وثلاثين وستمائة، ودفن بجبل قاسيون.

حرف العين في آباء من اسمه إسماعيل

حرف العين في آباء من اسمه إسماعيل ذكر من اسم أبيه عبد الله ممن اسمه اسماعيل اسماعيل بن عبد الله بن اسماعيل بن حمدون بن اسماعيل بن حمدون بن أبي صالح: أبو الحسن المؤدّب، حدث بمعرة النعمان عن قاضيها أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي، روى عنه الحافظ أبو سعد السّمان، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه. (89- و) . أخبرتنا الحرّة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الشعري في كتابها إلينا من نيسابور قالت: أخبرنا أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري- إجازة- قال: حدثني أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك قال: أخبرنا الشيخ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين الرازي السمان- إجازة- قال: حدثني أبو الحسن اسماعيل بن عبد الله بن اسماعيل بن حمدون بن اسماعيل ابن حمدون بن أبي صالح المؤدب- بقراءتي عليه في جامع معرة النعمان- قال: حدثنا يزيد بن جهور قال: حدثنا الربيع بن نافع قال: حدثنا مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن جعفر المدني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يعادون صاحب الرمد، والحبن، والضّرس» «1» . قلت: الحبن عظم البطن «2» . اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد: أبو عبد الله القرشي العبدري الرقيّ المعروف بالسكري القاضي، قاضي دمشق، حدث عن محمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة رضي الله عنهما،

وعن أبي اسحاق الفزاري، ومحمد بن سلمة الحراني، وبقيّة بن الوليد الحمصي، وعيسى بن يونس، وأبي المليح الرقّي، ومحمد بن أبي فديك، وعبيد الله بن عمرو الرقي، ويعلى بن الأشدق، وعبد الله بن رجاء المكي، والوليد بن مسلم، ومحمد بن حرب الأبرشي، وعبد الملك بن محمد الصنعاني. روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وأبو حاتم محمد ابن إدريس الرازي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبو العباس بن زنجويه القطّان، والعباس بن سعيد، وجماهر بن محمد الزملكاني، ومحمد بن هشام النميري، وأبو الميمون ابن راشد. وحدث عن مشايخ الثغر. (91- ظ) . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني الحافظ في تاريخ الرقة قال: اسماعيل بن عبد الله بن خالد، أبو عبد الله السكري، ولي قضاء دمشق «1» . أنبأنا أبو نصر بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني- لفظا- قال: أخبرنا تمام ابن محمد- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مروان قال: حدثنا ابن فيض قال: لم يل القضاء بدمشق بعد محمد بن يحيى بن حمزة أحد في خلافة المعتصم وخلافة الواثق حتى كانت خلافة جعفر المتوكل، فولّى ابن أبي دؤاد اسماعيل بن عبد الله السكّري في أول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، فأقام قاضيا الى أن عزل أحمد بن أبي دؤاد وولي يحيى بن أكثم، فعزل اسماعيل بن عبد الله السكري عن القضاء، وولي محمد بن هاشم بن ميسرة مكانه.

قال علي بن أبي محمد: (92- و) أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد- ونقلته من خطه- قال: أخبرنا القاضي أبو نصر محمد ابن أحمد بن هرون بن الجندي قال: أخبرنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب المؤذن قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الروّاس قال: قال لي خالي- يعني ابراهيم بن أيوب الحوراني- قلت لاسماعيل بن عبد الله القاضي: بلغني أنك كنت صوفيا، من أكل من جرابك كسرة افتخر بها على اصحابه. فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلّال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: اسماعيل بن عبد الله بن خالد السكّري الرقّي، أبو عبد الله، روى عن: أبي المليح الرقي، وعبيد الله بن عمرو، كتب عنه أبي بالرقة؛ سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: روى عن محمد بن سلمة، ومحمد بن حرب، وأبي اسحاق الفزاري، وبقيّة، وعبد الله بن رجاء المكي، وابن أبي فديك، سئل أبي عنه، فقال: صدوق «1» . أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد، أبو عبد الله القرشي العبدري الرقّي، المعروف بالسكّري، قاضي دمشق، روى عن أبي المليح الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو الرقّيين، ومحمد بن سلمة الحرّاني، ويعلى بن الأشدق، ومحمد ابن حرب الأبرش، وأبي اسحاق (92- ظ) الفزاري، وبقيّة بن الوليد، وعبد الله بن رجاء المكي، ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، ومحمد بن أبي فديك والوليد بن مسلم، وعبد الملك بن محمد الصنعاني.

روى عنه العباس بن سعيد، وأبو الميمون بن راشد، ومحمد بن هشام بن ملاس النميري، وجماهر بن محمد الزملكاني، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي والحسن بن أبي جعفر الحلبي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن زنجويه القطان، وأبو بكر الباغندي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وكتب عنه أبو حاتم الرازي «1» . هكذا عدّ الحافظ أبو القاسم الحسن بن أبي جعفر الحلبي في الرواة عنه، وهو من الرواة عن ابن زرارة، وقد أخبرنا علي بن شجاع قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن عبد المولى قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو حاتم بن المدبّر قال: أخبرنا أبو اسحاق النقاش قال: حدثنا أبو عبد الله الجرجاني قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد العطار قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أبي جعفر البطناني قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الله بن زرارة، فذكر حديثا. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وأخبرنا به أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- إجازة عنه- قال: أنبأنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الأكفاني عن أبي الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحراني الحافظ قال: اسماعيل بن عبد الله ابن خالد الأقطع القرشي السكّري من أهل الرقّة، مات بعد الأربعين، كان يرمى بالجهم «2» .

اسماعيل بن عبد الله بن زرارة:

اسماعيل بن عبد الله بن زرارة: أبو الحسن الرقي السكري، سمع الحجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي نزيل حلب، بحلب أو برصافة هشام، وروى عنه وعن عفيف بن سالم، وعبد العزيز ابن عبد الرحمن القرشي البالسي، وداود بن الزّبرقان، وشريك بن عبد الله النخعي، وعبد الوهاب الثقفي، وحماد بن زيد، واسحاق وعبد الله بن حرب الليثي، ومحمد بن ربيعة الكلابي. روى عنه: ابنه ابراهيم بن اسماعيل، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (89- ظ) القرشي، وهلال بن العلاء الرقي، وعبد الله بن أحمد بن محمد ابن حنبل، والحسن بن علي بن الوليد، الفارسي، واسحاق بن سنين الختّلي، ومحمد بن الفضل بن جابر السّقطي، وأبو محمد جعفر بن محمد بن سوار الحافظ، وأبو علي الحسن بن أبي جعفر الحلبي، وأبو عمرو عثمان بن خرزاد. أخبرنا القاضي شمس الدين أبو المظفر حامد بن أبي العميد بن أميري بن ورشي القزويني- قراءة عليه بحلب-، والفقيه بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن ابن ابراهيم بن أحمد المقدسي- قراءة عليه بنابلس- والشيخ أبو محمد محفوظ بن هلال بن محفوظ الرسعني- برأس عين- قالوا: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري- قال محفوظ: في كتابها- قالت: أخبرنا الشريف الكامل أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الله بن زرارة قال: حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي عن جده عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه- يعني نحو حديث ذكره قبله- قال: «بينما ثلاثة رهط يتماشون أخذهم المطر، فأووا الى غار في جبل، فبيناهم فيه انحطت صخرة فأطبقت عليهم الغار» «1» فذكر حديث الرقيم بطوله. أخبرنا سيف الدولة أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل بن نجاد الأنصاري

(90- و) بدمشق، وأبو المفضل مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أبي الصقر القرشي- بحلب- قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمّر المسدّد بن علي الأملوكي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم ابن يعقوب الحلبي المؤدّب قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الرافقي قال: حدثنا ابراهيم بن اسماعيل بن عبد الله بن زرارة السكّري قال: حدثنا أبي عن عفيف بن سالم عن عبد الله بن لهيعة عن سعد بن ابراهيم عن المسور ابن مخرمة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يغرّم السارق إذا أقيم عليه الحد» «1» . ذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب «الجرح والتعديل» قال: اسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقّي، روى عن شريك ونظرائه، وأدركته ولم أكتب عنه، سمعت أبي يقول ذلك «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: اسماعيل بن عبد الله زرارة، أبو الحسن السكري الرقي، قدم بغداد وحدث بها عن حماد بن زيد وعبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، وعبد الوهاب الثقفي، وشريك بن عبد الله النخعي، وداود بن الزبرقان. روى عنه أبو بكر بن (90- ظ) أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن الفضل بن جابر السّقطي، واسحاق سنين الختّلي، والحسن بن علي ابن الوليد الفارسي وغيرهم. قال الخطيب: حدثني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال: اسماعيل بن عبد الله السكّري ثقة «3» .

قلت: هكذا أورد الخطيب عن أبي الحسن الدارقطني هذا الكلام في ترجمة اسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبي الحسن، ويحتمل أن يكون قول الدارقطني عن اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد أبي عبد الله السكري، الآتي «1» ذكره، وهو به أشبه لوصف أبي حاتم الرازي له بالصدق، ولم يذكر في ابن زرارة شيئا غير ما أوردناه. وقد أنبأنا أبو الفرج بن القبّيطي قال: أخبرنا أبو الكرم بن الشهرزوري عن أبي القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال في ذكر عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي: وعبد العزيز هذا يروي عن خصيف أحاديث بواطيل، يرويها عنه اسماعيل بن زرارة، واسحاق بن خلدون البالسي، وفيها غير حديث خصيف عن أنس، وسائر ذلك كله ليس لها أصول، ولا يتابعه الثقات عليها «2» . وقد ذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر قول الدارقطني بإسناده الى الخطيب في ترجمة أبي عبد الله اسماعيل بن عبد الله القاضي الآتي «3» ذكره «4» . أخبرنا أبو القاسم بن الطفيل قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم الدهان قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن (91- و) الحراني الحافظ قال: سمعت ابراهيم ابن اسماعيل بن عبد الله بن زرارة يقول: مات أبي بالبصرة سنة تسع وعشرين ومائتين. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي، وأخبرنا به أبو القاسم ابن رواحة إجازة عنه قال: أنبأنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني عن أبي الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي قال: أخبرنا أبو القاسم تمّام بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن

اسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن أسد:

علان الحراني الحافظ قال: اسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، قال لنا محمود: انه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين «1» . قلت: هو محمود بن محمد بن الفضل. اسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن أسد: ابن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن عمعمة بن جرير بن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار ابن أراش بن عمرو بن الغوث، وقيل: عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان، وقيل: عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان، أبو هاشم القسري العبقري البجلي، وقال بعضهم: هو منسوب الى قصر ابن هبيرة وأبدلوا الصاد سينا وقال آخرون: هو منسوب الى قصر بجيلة، موضع (93- و) بالكوفة، وهو بجلي، والأول هو الصحيح. وأبو هاشم القسري هو أخو خالد القسري، روى عن أخيه خالد، روى عنه أيوب بن سويد الرملي، ومحمد بن عمران، وولي إمرة الموصل ففي طريقه إليها اجتاز بحلب أو ببعض عملها. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي في كتابه، ثم أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله ابن أحمد بن حبيب، وأبو منصور بزغش بن عبد الله عنه قال: أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: حدثنا أبو العباس الأصم، ح. قال أبو القاسم: وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع ابن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال: حدثنا أيوب بن سويد قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الله القسري عن أخيه خالد بن عبد الله عن أبيه عن جده يزيد بن أسد أنه قدم على عمر بن الخطاب من دمشق فقال له: يا بن أسد، الشهداء

فيكم؟ فقال: الشهيد يا أمير المؤمنين من قاتل في سبيل الله حتى يقتل، قال: فما تقولون فيمن مات حتف أنفه، لا يعلمون منه إلّا خيرا؟ قال عبد عمل خيرا ولقي ربا لا يظلمه، يعذب من عذب بعد الحجة عليه والمعذرة فيه، أو يعفو عنه، قال عمر: كلا والله ما هو كما تقول. وقال الشيروي: يقولون من مات مفسدا في الأرض ظالما للذمة عاصيا للإمام (93- ظ) غالا للمال، ثم لقي العدو فقاتل فقتل شهيدا، ولكن الله عز وجل قد يعذب عدوه والبر والفاجر، ومن مات حتف نفسه لا يعلمون منه إلا خيرا كما قال الله عز وجل: «من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين «1» الآية. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الشويخ الأرموي قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن سنبك قال: حدثنا أبو علي الحسن ابن محمد الأنصاري قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبو القاسم هرون بن أبي نمر السلمي قال: أخبرني محمد بن زبان عن محمد بن عمران عن اسماعيل بن عبد الله القسري قال: قال خالد بن عبد الله القسري لبنيه: انكم قد شرفتم، وقمن «2» أن تطلب اليكم الحوائج فمن يضمن حاجة امرئ مسلم فليطلبها بأمانة الله عز وجل. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري- قال: أخبرنا عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: ومن بجيلة- وهم بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن (94- و) يعرب بن قحطان: يزيد بن أسد

اسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن حسين بن عبد الله:

ابن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد شمس بن عمعمة بن جرير بن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار، وقد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ولم يكن ممن اختط بالكوفة ولا نزلها، ونزل الشام. من ولده: خالد بن عبد الله بن يزيد وأخوه اسماعيل بن عبد الله ولي الموصل، وكان في صحابة أبي جعفر. «1» . وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: ولم يولد لعبد الله بن عبد شمس إلّا واحد الى يزيد بن أسد واحد واحد بولد. «2» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله- اجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: اسماعيل بن عبد الله القسري، روى عنه أيوب بن سويد الرملي. «3» . اسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن حسين بن عبد الله: أبو الطاهر بن أبي محمد الحافظ الأنصاري المصري، المعروف بابن الأنماطي، رحل في طلب الحديث، وسمع منه الكثير بمصر، وبغداد، ومكة، وإربل، وحلب، ودمشق. سمع بمكة: أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الأشكيذباني، وأبا عبد الله محمد بن ابراهيم الشيرازي، وسمع بمصر: من البوصيري، وابن حمد الأرتاحي، وأبي الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي، وأبي عبد الله محمد بن عبد المولى بن محمد الليثي، ومحمد بن يوسف الغزنوي وأبي عبد الله محمد الكاتب، وأبي الثناء حماد بن هبة الله، ومرتضى بن حاتم بن مسلم بن أبي

العز الحارثي، وزين الدين علي بن نجا الواعظ (94- ظ) وصاحبته فاطمة بنت سعد الخير الأنصارية زوج ابن نجا، وسمع ببغداد عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف بابن سكينة، وأبا محمد عبد العزيز بن الاخضر وغيرهما، وبواسط: أبا الفتح المندائي، وبإربل: حنبل بن عبد الله المكبر، وشيخنا أبا حفص بن طبرزد وبالاسكندرية: أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن مكي، وبحلب شيخنا أبا هاشم الهاشمي، وبدمشق: أبا محمد القاسم ابن علي بن الحسن بن عساكر، وأبا طاهر الخشوعي، وشيوخنا القاضي أبا القاسم ابن الحرستاني، وأبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، وزين الأمناء وأبا منصور ابني محمد بن الحسن وغيرهم ممن يطول ذكرهم، ويكثر عددهم. وكان قد سيره الملك المحسن أحمد بن يوسف بن أيوب الى اربل لإحضار حنبل بن عبد الله الى دمشق لسماع مسند أحمد بن حنبل، فمضى الى اربل وأحضره الى دمشق واجتاز به بحلب فأقام بها يوما أو يومين بظاهرها، ولم يسمع على حنبل بها إلّا الشيء اليسير. وكان تقي الدين أبو الطاهر الأنماطي هذا كثير الافادة حريصا على تحصيل الفوائد، حسن الأخلاق، سمحا باعارة كتبه وأصوله حتى الى البلاد النائية عنه، وكان يضبط سماع الطلبة ويؤدبهم في مجالس الحديث ويكتب الطباق بخطه. ونفق على الوزير عبد الله بن علي المعروف بابن شكر، وقرر له بدمشق معلوما على المصالح، وكان ما لكي المذهب، ثم انتقل الى مذهب الشافعي، واجتمعت به بدمشق في سنة أربع عشرة (95- و) وستمائة، وأفادني عن جماعة من الشيوخ، وأعارني أصوله، وسمعت بقراءته وسمع بقراءتي، ولم يتفق لي سماع شيء منه إلّا ما جرى في المذاكرة، وحدث بدمشق، وكتب عنه جماعه من المحدثين من أقرانه وغيرهم، وروى لنا عنه أبو المحامد القوصي حديثا خرجه عنه في معجم شيوخه، والحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي حكاية ذكرها أيضا في معجم شيوخه. أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي- قراءة عليه بدمشق- قال: حدثنا المحدث الأجل تقي الدين أبو الطاهر اسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن

الأنصاري، المعروف بابن الأنماطي المصري قال: أخبرنا رضي الدين مرتضى بن حاتم بن مسلم الحارثي المصري القدسي- قال القوصي: وأجازه لي الشيخ المذكور قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد المهندس قال: أخبرنا محمد بن محمد الباهلي قال: حدثنا محمد بن أبان البلخي قال: أخبرنا سفيان عن أبي اسحاق عن أبي حية بن قيس عن علي بن أبي طالب أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم شرب فضل وضوئه، ثم قال: من سره أن ينظر الى وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فلينظر الى هذا. هكذا أخبرنا أبو المحامد القوصي عن أبي الطاهر عن مرتضى عن أبي عبد الله الحضرمي، وأبو الطاهر الأنماطي سمع من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي وقد أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي العطار قال: سمعت شيخنا أبا الحسن شجاع بن سيدهم المدلجي المالكي، وكان من خيار عباد الله وصلحائهم من بقية أهل الخير بمصر يقول: كان شيخنا أبو العباس بن الحيطة رحمه الله سديدا في دين الله، فظا غليظا على أعداء الله أهل البدع، لقد كان يحضر مجلسه داعي الدعاة مع عظم سلطانه ونفوذ أمره، فما يحتشمه ولا يكرمه، ولقد كان يقول بحضرته في بعض المسائل التي يرد فيها على الشيعة والروافض: والإسماعيلية أحمق الناس في هذه المسألة، الروافض خالفوا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا بالله كفرا صريحا، بلا تأويل هذا ومعناه. قال الحافظ أبو الحسين العطار: الحافظ أبو الطاهر بن الأنماطي مصري من أعيان المحدثين وفضلائهم المعتبرين، سمع الكثير بمصر، ثم رحل الى العراق ودخل بغداد بعد التسعين، وحصل من المسموعات والفوائد جملة كثيرة، وكتب بخطه الكثير، وقطع جل عمره في طلب العلم، وكان كثير الافادة، واستجاز لخلق كثير من المصريين والشاميين وغيرهم ابتداء من غير سؤال من أكثرهم، ولم يحدث إلّا باليسير مما حصله. سمع بالاسكندرية: من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن الحضرمي في سنة سبع وثمانين وخمسمائة، رأيت سماعه عليه لسداسيات

اسماعيل بن عبد الجبار بن يوسف بن عبد الجبار بن شبل بن علي بن أبي الحجاج الصويتي:

الرازي في جمادي الاولى من السنة المذكورة، وسمع بها أيضا من غيره، وسمع معنا على جماعة من الشيوخ بمصر والشام، وكان مولده بمصر، وتوفي رحمه الله ليلة الاثنين الثالث عشر من شهر رجب سنة تسع عشرة وستمائة بدمشق. أخبرني أبو المحامد القوصي قال: توفي أبو الطاهر بن الأنماطي بدمشق في شهور سنة تسع عشرة وستمائة. (95- ظ) . اسماعيل بن عبد الجبار بن يوسف بن عبد الجبار بن شبل بن علي بن أبي الحجاج الصويتي: المقدسي، ثم المصري الجذامي- وصويت بطن من جذام- ويلقب علم الدين، قرأ الأدب على أبي محمد بن بري، وسمع الحديث بالاسكندرية من الحافظ أبي طاهر السلفي وحدث عنه. سمع منه ولده صديقنا ورفيقنا ضياء الدين محمد بن اسماعيل، وكان عارض جيش الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله بعد موت أبيه، ثم وليه بعد لابنه الملك العزيز عثمان بن يوسف ولمن تجدد بعده من ملوك الديار المصرية الى زمن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، فحصل في نفس وزيره صفي الدين عبد الله بن شكر منه شيء أوجب أذاه وعزله، ففارق مصر وقدم حلب في سنة ثلاث وستمائة وافدا على الملك الظاهر غازي بن يوسف ابن أيوب، فأكرمه وأحسن اليه، وأجرى له رزقا حسنا، ولم يزل مقيما بحلب في كنفه وجاريه الى أن مات بها بعد أن أصابه الفالج مدة بحلب، ولم أسمع منه شيئا. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار بن أبي الحجاج- اذنا- قال: أخبرنا والدي اسماعيل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني، ح. وأخبرنا به سماعا عاليا أبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي، وأبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفيان وآخرون قالوا: أخبرنا أبو طاهر السلفي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن ابراهيم الاصبهاني قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن (96- و) محمود الثقفي رئيس أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي سنة تسع، ومولده سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة- قال:

أخبرنا عبد الله بن يعقوب الكرماني قال: حدثنا يحيى بن يحيى الكرماني قال: حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم اليوم على دين واني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا القهقرى بعدي» . كتب لي رفيقنا ضياء الدين محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج بخطه، وذكر حال والده وقال: وقرأ والدي الأدب على الشيخ أبي محمد عبد الله بن بري وصحبه مدة طويلة، ومولده بدرب الأسواني بالقاهرة في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ومن شعره ما سمعته من لفظه، وقد دخل عليه مملوك صغير وقد لحقه رمد تشيف بأشياف ورد «1» : أقول لما أن طرفه مشيفا: ... سبحان من أعلى على نرجس وردا مضعفا قال: ونقلت من خطه من شعره: يقول أناس إن في الملح حرمة ... موكدة حتى نساهم في البلوى فقلت لهم: إن كان حقا حديثكم ... فماذا عساه أن يكون من الحلوا قال: ونقلت من خطه- يعني من شعره: وردّ الجواب كرد السلام ... بمثل التحية أو أحسن قال: ولما شاهد الثلج بحلب عند سقوطه قال: (96- ظ) . رأيت الثلج عم الأرض حتى ... تساوى الوهد منه بكل سن كأن الأرض مد بها إزار ... ووقع الثلج من نداف قطن قال: والعجب أنه تولى ديوان الجيش الناصري بعد موت أبيه، وكانت وفاة والده في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في البيت المقدس الى أن صرف منه في حادثة الصفي عبد الله بن علي المعروف بابن شكر، في ذي الحجة سنة اثنتين وستمائة، أقام فيه تسع عشرة سنة، وتولاه أبوه في سنة أربع وستين وخمسمائة، وتوفي في

اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ:

السنة المذكورة- يعني سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة- فأقام فيه تسع عشرة سنة، فاتفق هو ووالده في مدة توليهما الجيش، واتفقا أيضا في العمر، لأن والده ولد في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وتوفي في السنة المذكورة، فعاشا عمرا واحدا، وهو أحد وستون سنة. قال: وتوفي- يعني أباه- بمحروسة حلب في عشية الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة عشر وستمائة. قلت: وكان العلم بن أبي الحجاج ماهرا في صناعة التصرف، وبضاعته في العلوم مزجاة «1» رحمه الله. اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ: أبو عثمان الصابوني النيسابوري، الامام الحافظ المفسر الواعظ، قدم حلب حاجا سنة اثنتين وأربعمائة، وحدث بها، وسمع منه جد جدي أبو الفضل هبة الله ابن «2» أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي جرادة، واجتاز بمعرة النعمان، وسمع من أبي «3» (97- و) العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان شيئا من شعره رواه عنه، وحدث بمعرة النعمان فسمع منه أبو غانم عبد الرزاق بن أبي حصين المعري، وحدث بدمشق ونيسابور وغيرهما من البلاد عن أبي العباس أحمد بن محمد بن اسحاق البالوي، وأبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف، وأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، واسحاق بن ابراهيم الهروي، وأبي عبد الرحمن محمد ابن الحسين بن موسى السمسار، وأبي منصور محمد بن عبد الله بن جمشاد الواعظ، وأبي الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني، وأبي الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي، وأبي بكر محمد بن عبد الله الحوزقي، وأبي طاهر ابن خزيمة، وأبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، وأبي محمد بن أبي شريح، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبي حفص عمر بن أحمد

ابن محمد بن عمر بن حفص الرازي، وأبي معاذ الشاه ابن أحمد الهروي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن الرومي، وأبي الحسن عبد الرحمن بن ابراهيم المزكي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، وروى عن أبي الفتح البستي شيئا من شعره. روى عنه: أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين، وأبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ البيهقيان وآباء الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي، وعلي ابن الخضر السلمي الدمشقيان، ونجا بن أحمد العطار، وعلي بن الحسين بن صصرى، وعلي بن عبد الله الواعظ النيسابوري، وطريف بن محمد بن عبد العزيز الحيري، وأبوا علي (97- ظ) الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصوري، ونصر الله بن أحمد بن عثمان الحشنامي، وأبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الغساني، وأبو المحاسن الروياني، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، ومحمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفرّاء، ومحمود بن سعادة السلماسي، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وعبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل، وغير هؤلاء ممن يطول ذكرهم. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء البغدادي الصوفي بدمشق، وشيخ الشيوخ أبو الحسن بن عمر بن أبي الحسن بن محمد بن حمّوية بحلب بالياروقية «1» قالا: أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي بن محمد بن الطائي قال: أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرنا الإمام حقا، وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد عمر بن حفص الرازي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن خداش قال: حدثنا سعدان ابن نصر قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، ومات وأنا ابن عشرين سنة، فكن أمهاتي يحثثنني على خدمته، فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم دارنا فحلبنا له من شاة لنا داجن وشيب له من ماء بئر في

الدار، وأبو بكر عن شماله وأعرابي عن يمينه (98- و) فشرب النبي صلى الله عليه وسلم وعمر ناحية، فقال عمر: أعط أبا بكر، فناول الأعرابي وقال: «الأيمن فالأيمن» «1» حديث صحيح أخرجاه في صحيحيهما. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي عبد الله محمد ابن الفضل بن أحمد الفراوي قال: أخبرنا الإمام شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل ابن عبد الرحمن الصابوني قال: أنشدني أبو العلاء التنوخي الأديب بمعرّة النعمان لنفسه: محمود الله والمسعود خائفه ... فعدّ عن ذكر محمود ومسعود «2» ملكان لو أنني خيرت ملكهما ... وعود صلب أشار العقل بالعود القبر لا ريب منزول فما أربي ... إلي ارتفاع رفيع السمك مصعود قوتي غناي وطمري ساتري وتقى ... مولاي كنزي وورد الموت موعودي والنفس أمارة بالسوء ما اجترمت ... إلّا وسيىء طبعي قائل عودي قال أبو عبد الله الفراوي: أنشدنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني لنفسه: ما لي أرى الدهر لا يسمو بذي كرم ... ولا يجود بمعوان ومفضال ولا أرى أحدا في الناس مشتريا ... حسن الثناء بأنعام وأفضال ولا أرى أحدا في الناس مكتنزا ... ظهور أثنية أو مدح مقوال صاروا سواسية في لومهم ... شرعا كأنما نسجوا فيه بمنوال (98- ظ) قال أبو عثمان: ورأيت في بعض أجزائي مكتوبا: طيب الزمان لمن خفّت مؤونته ... ولن يطيب لذي الأثقال والمؤن فاستحسنته وأضفت إليه من قبلي:

هذا يزجي بيسر عمره طربا ... وذاك ينماث» في غم وفي حزن فاجهد لتزهد في الدنيا وزينتها ... إن الحريص على الدنيا لفي محن قال: وكنت قلت في باب ولدي أبي نصر عبد الله الخطيب رحمة الله ورضوانه عليه: غاب وذكراه لم تغب أبدا ... وكان مثل السّواد في الحدقه لو ردّه الله بعد غيبته ... جعلت مالي لشكره صدقه فلم يرد الله سبحانه رده إلي، وقبض روحه في بعض ثغور أذربيجان متوجها إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر نبيه محمد المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، فصبرا لحكمه، ورضا بقضائه، وتسليما لأمره، ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين، وإلي الله جل جلاله الرغبة في التفضل عليه بالمغفرة والرضوان، والجمع بيننا وبينه في رياض الجنان بمنه وفضله. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: حدثنا أبو الفرج بن أبي الحسين بن يوسف- من لفظه- قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن اسحاق بن موسى المخزومي بقرية سراك من نواحي نيسابور قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي قال لما عزم شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني على الحج، فابتكر يوما وقد أسرجت الدواب، وزمت الركاب، وهيئت الأقتاب، وهو يبكي مودعا أهله وينشد هذه الأبيات: ما كنت أعلم ما في البين من جزع ... حتى تنادوا بأن قد جىء بالسفن قالت تودعني والدمع يغلبها ... كما يميل نسيم الريح بالغصن وأعرضت ثم قالت وهي باكية: ... يا ليت معرفتي إياك لم تكن أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر قال: ومن ذلك- يعني شعر أبي عثمان- قوله: (99- و)

إذا لم أصب أموالكم ونوالكم ... ولم آمل المعروف منكم ولا البرا وكنتم عبيدا للذي أنا عبده ... فمن أجل ماذا أتعب البدن الحرا أخبرنا أبو يعقوب بن محمود الصوفي بالقاهرة عن أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل الله أبي الخير الميهني الشيخي بثغر جنزة «1» يقول: سمعت أبي يقول: كان جدي الشيخ أبو سعيد فضل الله بن أبي الخير في آخر عمره يقعد على دكة من خشب، ولم يك يصعدها من علماء نيسابور إذا رأوه سوى ثلاثة أحدهم إسماعيل الصابوني. هذا ما ذكره عبد الرحمن، وقال لي علي بن عيسى الواعظ النيسابوري المعروف بالعيار بمرند «2» وكان قد رأى الصابوني- الحكاية، وقال: سوى اسماعيل الصابوني، وأبي محمد الجويني، وأبي القاسم القشيري. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: قرأت بخط الإمام والدي رحمه الله: سمعت أبا الحسن ظريف بن محمد الحيري يقول: دخلت مع والدي على شيخ الإسلام اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني فقال: كنا ثلاث وستين رجلا، من أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ، وهم المقدمون من أصحابه الذين كانوا يسمعون منه متى شاءوا من غير نوبة، وغيرهم كان لهم نوبة، فلم يبق من أولئك إلّا ثلاثة، يعني نفسه، والشيخ (99- ظ) أبا بكر محمد بن عبد العزيز الحيري والشيخ أحمد بن الحسين البيهقي. أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني إذنا قال: أخبرنا أبو المظفر بن عبد الكريم القشيري في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ قال: أخبرنا إمام المسلمين حقا، وشيخ الاسلام صدقا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بحكاية ذكرها «3» . أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أبي البناء بن الحسين الساوي الصوفي بالقاهرة

- قراءة عليه- قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: سمعت أبا علي الحسن بن عبيد الله بن سعادة الزريقي بسلماس «1» يقول: سمعت أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني- وقت وداعه الناس-: يا أهل سلماس لي هاهنا عندكم أشهر أعظ في كل يوم ولم أشرع إلّا في تفسير آية واحدة وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة لما تعرضت لغيرها، والحمد لله تعالى. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي الواعظ بدمشق قال: أخبرنا أبي أبو طاهر بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه قال: حدثني أبو الحسين البغدادي قال: كان الشيخ الإمام أبو الطيب رضي الله عنه إذا حضر محفلا من محافل التهنئة أو التعزية، أو سائر ما لم يكن يعقد إلّا بحضوره فكان المفتتح به والمختتم، الرئيس بإجماع الموالف والمخالف المقدم، (100- و) أمر بإلقاء مسألة، وكانت المتفقهة لا يسألون غيره في مجلس حضره، فإذا تكلم عليها ووفى حق الكلام فيها وانتهى إلى آخرها، أمر أبا عثمان فترقل الكرسي، وتكلم على الناس على طريق التفسير والحقائق، ثم يدعو، ويقوم أبو الطيب فيفرق الناس. قال: وهو يومئذ في أوائل سنة. «2» قال ابن كاكا: وحدثني أبو سعد يحيى بن الحسن الهروي الفقيه نزيل نيسابور عن الإمام أبي علي الحسن بن العباس قال: اتفق مشايخنا من أئمة الفريقيين وسائر من ينتمي الى علم التفسير والتذكير أن أبا عثمان كامل في آلاته مستحق للإمامة بصفاته، لم يترقل الكرسي في زمانه على ظرفه وبيانه وثقته وصدق لسانه. قال ابن كاكا: وحدثني أبو طالب الحراني وكان قد أمضى في خدمة العلم طرفا صالحا من عمره بنيسابور وقرأ على أبي منصور البغدادي وأبي محمد الجويني

قال: توسطت مجالس أعيان الوقت أيام السلطان أبي القاسم «1» رحمه الله، فصادفتهم مجمعين على أن أبا عثمان إذا نطق بالتفسير قرطس في غرض الإجادة والإصابة، وإذا أخذ في التذكير والرقائق أجابته القلوب القاسية أحسن الإجابة، وإنه في علم الحديث علم بل عالم، وبسائر العلوم متحقق عالم. قال: وحدثني الشيخ أبو منصور المقرئ الأسد أباذي وقد جمع في أسفاره بين بلاد المشرق والمغرب قال: كانوا يعدون بخراسان وأفنية العلم رحاب، ويد العدل تجاب (100- ظ) والعيش عذب مستطاب، في علوم التفسير رجلين: أبا جعفر فاخر السجستاني، والصابوني بخراسان لا يثلثهما فاضل ولا يدخل في حسابهما كامل. قال أبو منصور: فأما اليوم فلا مثل لأبي عثمان في الموضعين. قال: وحدثني أبو عبد الله الخوارزمي- شيخ تفقه ببغداد ووقع إلينا- قال: دخلت نيسابور عند اجتيازي إلى العراق لطلب العلم فرأيت أبا عثمان مائسا في حلة الشباب ولمته يومئذ كجناح الغداف «2» أو حنك الغراب، وشيوخ التفسير إذ ذاك متوافرون، كأبي سعد وأبي القاسم، وهو يعد على تقارب سننه صدرا وجيها وشيخا نبيها، له ما شئت من إكرام وإعظام وإجلال وافضال. قال: وحدثني أبو شيبة مولى الهرويين قال: وفد أبو عثمان عن السلطان المعظم «3» الى الهند فلما صدر منها دخل هراة، وعقد المجلس أياما، وأبو زكريا- يعني- يحيى بن عمار في قيد الحياة قد انتهت اليه رئاسة الحنابلة في جميع الإقليم، فكان إذا فرغ من المجلس جاءه من جلس عنده وأبو زكريا يظهر السرور بمكانه، ويصرح أنه من حسنات قرانه. قال: وحدثني أبو الفضل محمد بن شعيب النديم قال: كان مشايخنا الذين ينظم بقولهم عقد الإجماع يسلمون لأبي عثمان مقاليد الإمامة في علم التفسير

والحديث وما يتعلق بهما من الفنون أيام السلطان (101- و) المعظم والمراتب متنافس فيها. قال: وحدثني أبو الوفاء الكرماني- وكان حميد الخليقه، سديد الطريقة، كثير الإقامة بنيسابور، وقد سمع بها الكثير، وعاشر الصدور- قال: لقيت المسان من الرواة ومن نبغ من الفقهاء العصريين بعدهم، فذكر من أولئك: الحيري، والطرازي، ومن هؤلاء: العمري والجويني وغيرهم من الأئمة الذين هم المعتمدون في أصول الفقه وفروعه، المدرسون لمفترق الشرع ومجموعه، فاذا نطقوا خرست الألسن هيبة وإجلالا، وإذا أفتوا همت الكواعب بأن تخر لتقبيل فتاويهم سراعا عجالا، أو نازلوا الخصم في المناظرة وقوة الكلام صاعا بصاع سجالا فأنزلوا به آجالا لا أو جالا. قال: ويجاوبهم الى من يتحقق بعلم التنزيل أو التأويل ويطلع على خبايا التحقيق والتحصيل، فكانت آراؤهم على أن أبا عثمان منهم عين الاكليل وأنه: يجلو القلوب بوعظه وكلامه ... كالثلج بالعسل المشوب لسانه قال: وحدثني الحسين بن إبراهيم، مستملي المالكي، قال: ما زلت أسمع بالعراق من الشيوخ، ثم بديار بكر من القاضي أبي عبد الله المالكي أن الصابوني في الحفظ والتفسير وغيرهما ممن شهدت له أعيان الرجال بالكمال. قال: وحدثني محمد بن عبد الله العامري الأسفرائيني الفقيه قال: أدركت آخر أيام الأئمة الذين كانوا أئمة الأرض دون خراسان كأبي اسحاق، وأبي منصور البغدادي وأبي بكر القفال (101- ظ) إمام الشفعوية في المشرق، وأبي زكريا يحيى بن عمار المفسر، وكان الناس يطلقون القول في مجالس النظر المعقودة عندهم أن أبا عثمان لا يدافع في كماله ولا ينازع في شيء من خصاله. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي الصوفي بالديار المصرية قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الحافظ قال: سمعت أبا نصر أحمد بن سعد بن أبي صابر الطريثيثي- وكان من شيوخ الصوفية بوراوي من مدن

أذربيجان- يقول: كان أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الحافظ بهراة يقول: لم أر في أئمة العلم أقل حسدا من اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بنيسابور. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي في تعليق له: سمعت الموهبي أبا الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي بهمذان يقول: سمعت أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق الطوسي بنيسابور يقول: كنا نقرأ على اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني جزءا، فلما بقي منه قدر قريب قام وتوضأ ورجع وقال: شككت في الوضوء فلم أر لي أن أكون شاكا في وضوئي ويقرأ عليّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي قال: اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عائذ الأستاذ الإمام، شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني، الخطيب المفسر، المحدث، الواعظ، أوحد وقته في طريقته، وعظ المسلمين في مجالس التذكير سبعين سنة، وخطب وصلى في الجامع نحوا من عشرين سنة، وكان أكثر أهل العصر من المشايخ سماعا وحفظا ونشرا لمسموعاته، وتصنيفا وجمعا، وتحريضا على السماع، وإقامة لمجالس الحديث، سمع الحديث بنيسابور، وذكر بعض شيوخه، وبسرخس، وبهراة، وسمع بالشام والحجاز والجبال وغيرها من (102- و) البلاد، وحدث بخراسان الى غزنة وبلاد الهند، وبجرجان، وآمل، وطبرستان، والثغور، وبالشام وبيت المقدس، والحجاز. وأكثر الناس السماع منه، ورزق العز والجاه في الدين والدنيا، وكان جمالا للبلد، زينا للمحافل والمجالس، مقبولا عند الموافق والمخالف، مجمعا على أنه عديم النظر، وسيف السنة ودافع أهل البدعة، وكان أبوه أبو نصر من كبار الواعظين بنيسابور ففتك به لأجل التعصب والمذهب، وقتل وهذا الإمام صبي بعد، حول تسع سنين، وأقعد بمجلس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئمة الوقت مجالسه، وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في تربيته وتهيئة أسبابه، وكان يحضر مجالسه

ويثني عليه، وكذلك سائر الأئمة كالأستاذ أبي اسحاق الأسفرائيني، والاستاذ الإمام أبي بكر بن فورك، وسائر الأئمة، ويتعجبون من كمال ذكائه وعقله وحسن إيراده الكلام، وحفظه للأحاديث حتى كبر وبلغ مبلغ الرجال، ولم يزل يرتفع شأنه حتى صار الى ما صار إليه وهو في جميع أوقاته مشتغل بكثرة العبادات ووظائف الطاعات، مبالغ في العفاف والسداد وصيانة النفس، ومعروف بحسن الصلاة وطول القنوات واستشعار الهيبة حتى كان يضرب به المثل، وكان محترما للحديث. قرأت من خط الفقيه أبي سعد السكري أنه حكى عن بعض من يوثق بقوله من الصالحين أنه قال: ما رويت خبرا ولا أثرا في المجلس إلّا وعندي إسناده، وما (102- ظ) دخلت بيت الكتب قط إلّا على الطهارة، وما رويت الحديث ولا عقدت المجلس، ولا قعدت للتدريس قط إلّا على الطهارة. قال السكري: ورأيت كتاب الاستاذ الإمام أبي اسحاق الأسفرائيني إليه كتبه بخطه وخاطبه بالاستاذ الجليل سيف السنة، وفي كتاب آخر غيظ أهل الزيغ. وحكى الاستاذ أبو القاسم الصيرفي المتكلم أن الإمام أبا بكر بن فورك رجع عن مجلسه يوما فقال: تعجبت اليوم من كلام هذا الشاب، تكلم بكلام عذب بالعربية والفارسية. أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد فيما أذن في روايته عنه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عائذ، أبو عثمان الصابوني النيسابوري الحافظ الواعظ، قدم دمشق حاجا سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وحدث بها، وعقد مجلس التذكير، وروى عن أبي طاهر بن خزيمة، وأبي علي زاهر بن أحمد السرخسي الفقيه، وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وأبي العباس أحمد بن محمد بن اسحاق البالوي، وأبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، وأبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف، وأبي سعيد محمد بن الحسين بن موسى السمسار، وأبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي، وأبي بكر أحمد بن

الحسين بن مهران المقرئ، وأبي معاذ الشاه بن أحمد الهروي، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن الرومي، وأبي الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي (103- و) والسيد أبي الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني، وأبي الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي، وأبي منصور محمد بن عبد الله بن جمشاد الواعظ، والحاكم أبي عبد الله الحافظ، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي محمد بن أبي شريح، وخلق سواهم. وروى عنه من أهل دمشق أبو الحسن: علي بن محمد شجاع الربعي، وعلي ابن الخضر السلمي، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وأبو العباس بن قبيس ومحمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء، وأبو الحسن علي بن الحسين بن صصرى، ونجا بن أحمد العطار، وعبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل الدمشقيون، ومن غيرهم: أبو الحسن علي بن عبد الله النيسابوري الواعظ نزيل أصبهان، وأبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي النيسابوري، وأبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الواحد الصوري وجماعة كثيرة من أهل نيسابور وغيرهم. وحدثنا عنه: أبو عبد الله الفراوي. قال الحافظ أبو القاسم أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي قال: حدثني الحسن بن سعيد العطار قال: سمعت من أبي عثمان الصابوني جميع كتاب الموطأ رواية أبي مصعب عن مالك، ثم ورد كتابه الى دمشق يذكر فيه أن بعضه ليس بسماع له من شيخه، فذكرت ذلك للشيخ الحافظ أبي محمد عبد العزيز بن أحمد فقال: إليّ ورد كتابه من نيسابور يذكر فيه أن كتاب القراض والفرائض من الموطأ غير مسموعين له، ووعدني باخراج الكتاب، وذكر لي بعد ذلك أنه لا يعلم أين تركه، ولم يزل يزجي الأمر رحمه الله الى أن توفي (103- ظ) . قال: وحدثني الشيخ الفقيه الثقه أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الغساني قال: أراني أبو محمد عبد العزيز أحمد الكتاني الصوفي في نصف جمادى الأولى من سنة تسع وثلاثين وأربعمائة كتاب الإمام أبي عثمان الصابوني إليه يذكر فيه أن كتاب القراض والفرائض من الموطأ رواية أبي مصعب الزهري غير مسموعين

له ولا لشيخه زاهر بن أحمد، وبقية الموطأ سماعه من زاهر، فليعلم الجماعة بذلك ليعلموه ولا يرووا عنه من الموطأ هذين الكتابين، فإنهما غير مسموعين له ولا لشيخه زاهر. قال الحافظ أبو القاسم: أنشدنا أبوا جعفر: محمد بن الحسين بن أبي القاسم ابن الحسين الجالوسي، ومحمد بن الخليل بن أبي بكر بن أبي جعفر السلال الطبريان بمرو وقالا: أنشدنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي إملاء قال: أنشدني والدي لنفسه من قصيدة أنشأها في مدح شيخ الاسلام ويهنيه بالقدوم من الحج. من أبر شهر «1» الآن إذ هبت بها ... ريح السعادة بكرة وأصيلا بقدوم من أضحى فريد زمانه ... أعني أبا عثمان اسماعيلا فعدلا وعقلا واشتهار صيانة ... وعلو شان في الورى وقبولا من شاء أن يلقى الكمال بأسره ... خدم احتسابا ربعه المأهولا لا زال ركنا للمفاخر والعلى ... ما لاح نجم للسراة دليلا وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم البار قال: أخبرنا (104- و) أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الحاكم بهراة قال: سنة تسع وأربعين وأربعمائة وورد الخبر بوفاة الإمام شيخ الإسلام اسماعيل الصابوني بنيسابور في المحرم، وكان مولده في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وكان أول مجلس عقده بنيسابور بعد قتل والده أبي نصر في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وسمعته يقول: هراة وسجستان مجمع الأسرة، وبوشنج «2» مقطع السرة، ونيسابور موضع النصرة. وذكر غير الكتبي أن مولده ببوشنج ليلة الاثنين للنصف من جمادى الآخرة. قال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو الحسن الفارسي قال: حكى الأثبات والثقات أنه كان يعقد المجلس، وكان يعظ الناس ويبالغ فيه إذ دفع إليه كتاب ورد

من بخارى، يشتمل على ذكر وباء عظيم وقع بها، واستدعى فيه أغنياء المسلمين بالدعاء على رؤوس الملأ في كشف ذلك البلاء عنهم ووصف فيه أن واحدا تقدم الى خباز يشتري الخبز فدفع الدراهم الى صاحب الحانوت، فكان يزنها والخباز يخبز والمشتري واقف، فمات الثلاثة في الحال، واشتد الأمر على عامة الناس، فلما قرأ الكتاب هاله ذلك، واستقرأ من القارئ قوله تعالى: «أفأ من الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض «1» » ونظائرها، وبالغ في التخويف والتحذير، وأثر ذلك فيه، وتغير في الحال، وغلبه وجع البطن من ساعته، وأنزل من المنبر وكان يصيح من الوجع، وحمل الى الحمام الى قريب من غروب الشمس، فكان يتقلب ظهرا (104- ظ) لبطن ويصيح ويأن، فلم يسكن ما به، فحمل الى بيته وبقي فيه سبعة أيام لم ينفعه علاج، فلما كان يوم الخميس سابع مرضه ظهرت آثار سكره الموت فودع أولاده، وأوصاهم بالخير، ونهاهم عن لطم الخد وشق الجيوب والنياحة، ورفع الصوت بالبكاء، ثم دعا بالمقرىء أبي عبد الله خاصته حتى قرأ سورة يس وتغير حاله، وطاب وقته، وكان يعالج سكرات الموت الى أن قرأ اسناد ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة «2» » ثم توفي رحمه الله من ساعته عصر يوم الخميس، وحملت جنازته من الغد عصر يوم الجمعة- الى ميدان الحسين- الرابع من المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة، واجتمع من الخلائق ما الله أعلم بعددهم، وصلى عليه ابنه أبو بكر ثم أخوه أبو يعلى، ثم نقل الى مشهد أبيه في سكة حرب، وكان مولدة سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وكان وقت وفاته طاعنا في سبع وسبعين. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن أبي طاهر الحنبلي قال: توفي الأستاذ أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله في سنة خمسين وأربعمائة. قال عبد العزيز: وكان شيخا ما رأيت في معناه زهدا وعلما، كان يحفظ من

(105- و) كل فن، لا يقعد به شيء، وكان يحفظ القرآن وتفسيره من كتب كثيرة، وكان من حفاظ الحديث وكان مقدما في الوعظ والأدب وغير ذلك من العلوم. قال ابن الأكفاني: ثم حدثني أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني- قدم علينا- قال: حضرت وفاة أبي عثمان بنيسابور لأربع ليال مضت من المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وصلى عليه ابنه أبو بكر. قال الحافظ أبو القاسم: وهذا هو الصحيح في وفاته، وقال: سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر بجرباذقان «1» قال: سمعت أبا محمد عبد الرشيد بن ناصر الواعظ ببطحاء مكة من لفظه قال: سمعت اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي بنيسابور قال: سمعت الإمام أبا المعالي الجويني قال: كنت بمكة أتردد في المذاهب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: عليك باعتقاد ابن الصابوني. وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل قال: ومن أحسن ما قيل فيه ما كتبت بهراة للإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي البوشنجي: أودى الإمام الحبر اسماعيل ... لهفي عليه فليس منه بديل بكت السما والأرض يوم وفاته ... وبكى عليه الوحي والتنزيل والشمس والقمر المنير تناوحا ... حزنا عليه وللنجوم عويل (105- ظ) والأرض خاشعة تبكي شجوها ... ويلي تولول أين اسماعيل أين الإمام الفرد في آدابه ... ما إن له في العالمين عديل لا تخد عنك منى الحياة فإنها ... تلهي وتنسي والمنى تضليل وتأهبن للموت قبل نزوله ... فالموت حتم والبقاء قليل قال عبد الغافر: وحكى بعض الصالحين أنه رأى أبا بكر بن أبي نصر المفسر

المقبري الحنفي جالسا على كرسي وبيده جزء يقرأه، فسأله عما فيه فقال: إذا احتاج الملائكة الى الحج وزيارة بيت الله العتيق جاءوا الى زيارة قبر اسماعيل الصابوني. قال عبد الغافر: وقرأت من خط الفقيه أبي سعد السكري أنه حكى عن السيد أبي إبراهيم بن أبي الحسن بن ظفر الحسيني أنه قال: رأيت في النوم السيد النقيب أبا القاسم زيد بن الحسن بن محمد بن الحسين رحمه الله وبين يديه طبق من الجواهر ما شاء الله، فسألته فقال: أتحفت بهذا مما نثر على روح اسماعيل الصابوني. قال: وحكى المقري محمد بن عبد الحميد الأبيوردي، الرجل الصالح، عن الإمام فخر الإسلام أبي المعالي الجويني أنه رأى في المنام كأنه قيل له: عدّ عقائد أهل الحق، قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء، كان مفهومي منه أني أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: «ألم تقل إن ابن الصابوني رجل مسلم» ؟! قال: وقرأت (106- و) أيضا من خط السكري حكاية رؤيا رآها الشيخ أبو العباس الشقاني، رأى الحق سبحانه، وأنه قال: وأما ابن ذلك المظلوم فإن له عندنا قربى ونعمى وزلفى في منام طويل «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي بحماة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الأصبهاني قال: قال لي الأمين أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الأكفاني المعدّل بدمشق: هذه نسخة وصية الأستاذ الامام شيخ الاسلام أبي عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمة الله عليه ورضوانه وقعت إلي من جهة أعتمد عليها. قال الحافظ أبو طاهر: وقد أجاز اسماعيل لنسيبي أبي الطيب الطهراني، وهو قد أجاز لي قبل رحلتي ودخولي الى دمشق واجتماعي بابن الأكفاني، وآخرون سوى نسيبي رحمهم الله قال: هذا ما أوصى به اسماعيل بن عبد الرحمن بن اسماعيل أبو عثمان الصابوني الواعظ غير المتعظ، الموقظ غير المستيقظ، الآمر غير المؤتمر، الزاجر غير المتزجر، المعلم، المعرف، المنذر، المخوف، المخلط،

المفرط، المسرف، المقترف للسيئات، المعترف، الواثق مع ذلك برحمة الله سبحانه، الراجي لمغفرته، المحب لرسوله صلى الله عليه وسلم تسليما وشيعته، الداعي للناس الى التمسك بسنته وشريعته، أوصى وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها (106- ظ) واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يشرك في حكمه أحدا، الأول الآخر، الظاهر، الباطن، الحي القيوم، الباقي بعد فناء خلقه، المطلع على عباده، العالم بخفيات الغيوب. الخبير بضمائر القلوب، المبدي، المعيد، «الغفور، الودود. ذو العرش المجيد» «1» ، الفعال لما يريد «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير» «2» ، هو مولانا «فنعم المولى ونعم النصير» «3» ، يشهد بذلك كله مع الشاهدين، مقرأ بلسانه عن صحة واعتقاد وصدق يقين، ويتحملها عن المنكرين الجاحدين، وبعدها ليوم الدين، «يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم» «4» ، «يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، الا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم «5» ، ويشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله «بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» «6» ، ويشهد أن الجنة وجملة ما أعد الله تبارك وتعالى فيها لأوليائه حق، ويسأل مولاه الكريم جل جلاله أن يجعلها مأواه ومثواه، فضلا منه وكرما، ويشهد أن النار، وما أعده الله فيها لأعدائه حق، ويسأل مولاه الكريم أن يجيره منها ويزحزحه عنها، ويجعله من الفائزين الذين قال الله عز وجل: «فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور» «7» ، ويشهد أن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمر، وهو من المسلمين «8» ، والحمد لله رب العالمين، وأنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا،

وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، على ذلك يحيا (107- و) وعليه يموت إن شاء الله عز وجل، ويشهد أن الملائكة حق، والنبيين حق، «وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور» «1» ، ويشهد أن الله سبحانه وتعالى قدر الخير وأمر به ورضيه وأحبه، وأراد كونه من فاعله، ووعد حسن الثواب على فعله، وقدر الشر وزجر عنه ولم يرضه، ولم يحبه وأراد كونه من مرتكبه غير راض به ولا محب له تعالى ربنا عما يقول الظالمون علوا كبير «2» ، وتقدس عن أن يأمر بالمعصية أو يحبها أو يرضاها، وجل أن يقدر العبد على فعل شيء لم يقدره عليه، أو يحدث من العبد ما لا يريده ولا يشاؤه، ويشهد أن القرآن كتاب الله وكلامه، ووحيه وتنزيله، غير مخلوق، وهو الذي في المصاحف مكتوب، والألسنة مقروء، وفي الصدور محفوظ، وبالآذان مسموع، قال الله تعالى: «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله» «3» وقال: «بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم» «4» وقال: «ان الذين يتلون كتاب الله» «5» وقال: «ان هو إلا ذكر وقرآن مبين» «6» ، ويشهد أن الإيمان تصديق بالقلب بما أمر الله أن يصدق به، وإقرار باللسان بما أمر الله أن يقرّ به، وعمل بالجوارح بما أمر الله أن يعمل به، وانزجار عما زجر عنه، من كسب قلب، وقول لسان، وعمل جوارح وأركان، ويشهد أن الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه استواء غلبة كما بينه في كتابه في قوله تعالى: إن ربكم «الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا» «7» في آيات أخر، والرسول صلوات الله عليه وسلم تسليما ذكر فيمل نقل (107- ظ) عنه من غير أن يكيّف استواءه عليه، أو يجعل لفعله وفهمه أو وهمه سبيلا الى إثبات كيفيّة، إذ الكيفيّة عن صفات ربنا منفية.

قال إمام المسلمين في عصره أبو عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه في جواب من سأله عن كيفية الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك زنديقا، أخرجوه من المسجد. ويشهد أن الله سبحانه وتعالى موصوف بصفاته العلى التي وصف نفسه بها في كتابه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، لا ينفي شيئا منها، ولا يعتقد شبها لها بصفات خلقه بل يقول: إن صفاته لا تشبه صفات المربوبين، كما لا تشبه ذاته ذوات المحدثين، تعالى الله عما تقول المعطلة والمشبهة علوا كبيرا، ونسلك في الآيات التي وردت في ذكر صفات الباري جل جلاله، والأخبار التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بابها، كآيات مجيء الرب يوم القيامة، وإتيان الله في ظلل من الغمام، وخلق آدم بيده، واستوائه على عرشه، وكأخبار نزوله كل ليلة الى السماء الدنيا، والضحك والنجوى، ووضع الكنف «1» على من يناجيه يوم القيامة وغيرها مسلك السلف الصالحين، وأئمة الدين من قبولها وروايتها على وجهها بعد صحة سندها، وإبرازها على ظاهرها والتصديق بها، والتسليم لها، واتقاء اعتقاد التكييف والتشبيه فيها، واجتناب ما يودي الى القول بردها، وترك قبولها أو تحريفها بتأويل مستنكر مستكره، ولم ينزل الله به سلطانا، ولم يجر به للصحابة والتابعين والسلف الصالحين لسانا (108- و) وينهى في الجملة عن الخوض في الكلام والتعمق فيه، والاشتغال بما كره السلف رحمهم الله الاشتغال به ونهوا وزجروا عنه، فإن الجدال فيه والتعمق في دقائقه والتخبط في ظلماته كل ذلك يفسد القلب، ويسقط منه هيبة الرب جل جلاله، ويوقع الشبة الكثيرة فيه، ويسلب البركة في الحال، ويهدي الى الباطل والمحال والخصومة في الدين والجدال، وكثرة القيل والقال في الرب ذي الجلال الكبير المتعال، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا «2» ، والحمد لله على ما هدانا من دينه وسنة نبيه صلوات الله عليه حمدا كثيرا، ويشهد أن القيامة حق، وكل ما ورد به الكتاب أو الأخبار الصحاح من أشراطها وأهوالها ما وعدنا وأوعدنا به

فيها حق نؤمن به، ويصدّق الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عنه كالحوض، والميزان، والصراط، وقراءة الكتب، والحساب، والسؤال والعرض، والوقوف، والصدر عن الحشر الى جنة أو نار مع الشفاعة الموعودة لأهل التوحيد، وغير ذلك مما هو مبين في الكتاب، ومدون في الكتب الجامعة لصحاح الأخبار، يشهد بذلك كله في الشاهدين، ويستعين بالله تبارك وتعالى في الثبات على الشهادات الى الممات حتى يتوفى عليها في جملة المسلمين المؤمنين الموقنين الموحدين، ويشهد أن الله تعالى يمن على أوليائه بوجوه «ناضرة. الى ربها ناظرة» » ، ويرونه عيانا في دار البقاء، لا يضارون في رؤيته ولا يمارون ولا يضامون. ويسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل وجهه من تلك الوجوه. ويقيه كل بلاء وسوء (108) ومكروه، ويلقيه كل ما يأمله من فضله ويرجوه بيمنه، ويشهد أن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين، ويترحم على جميع الصحابة ويتولاهم ويستغفر لهم، وكذلك ذريته وأزواجه أمهات المؤمنين، ويسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله معهم، ويرجو أن يفعله به فإنه قد صح عنده من طرق شتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المرء مع من أحب» «2» . ويوصي الى كل من يخلفه من ولد، وأخ، وأهل، وقريب، وصديق، وجميع من يقبل وصيته من المسلمين عامة أن يشهدوا بجميع ما شهد به، وأن يتقوا الله حق تقاته ولا يموتوا إلا وهم مسلمون «3» «ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» «4» . ويوصيهم بصلاح ذات البين، وصلة الأرحام، والإحسان الى الجيران

والأقارب والإخوان، ومعرفة حق الأكابر، والرحمة على الأصاغر، ويناهم عن التدابر والتباغض والتقاطع والتحاسد ويأمرهم أن يكونوا اخوانا، وعلى الخيرات أعوانا وأن يعتصموا «بحبل الله جميعا» «1» ولا يتفرقوا، ويتبعوا الكتاب والسنة وما كان عليه علماء الأمة وأئمة الملة، كمالك بن أنس، والشافعي، وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، واسحاق بن ابراهيم، ويحيى بن يحيى، وغيرهم من أئمة المسلمين وعلماء الدين رضي الله عنهم أجمعين، وجمع بيننا وبينهم في ظل طوبى ومستراح العابدين. أوصى بهذا كله اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الى أولاده وأهله وأصحابه ومختلفة مجالسه وأوصى أنه إذا نزلت به المنية التي لا شك أنها نازلة، والله يسأل خير ذلك اليوم الذي تنزل (109- و) المنية به فيه، وخير تلك الليلة التي تنزل به فيها، وخير تلك الساعة وخير ما قبلها وخير ما بعدها- أن يلبس لباسا حسنا طيبا، طاهرا نقيا، وتوضع على رأسه العمامة التي كان يشدها في حال الحياة وضعا على الهيئة التي كان يضعها على رأسه أيام حياته، ويوضع الرداء على عاتقيه ويضجع مستلقيا على قفاه موجها للقبلة، ويجلس أولاده عند رأسه، ويضعوا المصاحف على حجورهم، ويقرءوا القرآن جهرا، وحرج عليهم أن يمكنوا امرأة لاقرلة بينه وبينها ولا نسب ولا سبب من طريق الزوجية تقرب من مضجعه في تلك الساعة، أو تدخل بيتا يكون فيه، وكذلك يحرّج عليهم أن يأذنوا لأحد من الرجال في الدخول عليه في تلك الساعة، بل يأمرون الأخ والأختان وغيرهم أن يجلسوا في المدرسة، ولا يدخلوا الدار، ويساعدوا الأصحاب في قراءة القرآن، وإمداده بالدعاء، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يهون عليه سكرات الموت، ويسهل له اقتحام عقبة الموت على الاسلام والسنة في سلامة وعافية. وأوصى إذا قضى نحبه وأجاب ربه، وفارقت روحه جسده أن يشد ذقنه، وتغمض عينه، وتمد أعضاده، ويسجى بثوب، ولا يكشف عن وجهه لينظر

إليه الى أن يأتيه غاسله فيحمله الى مغتسله جعل الله ذلك الحمل مباركا عليه، ونظر بعين الرحمة اليه، وغفر ما قدمه من الأعمال السيئة بين يديه. وأوصى أن لا يناح عليه، وأن يمنع أولياؤه وأقرباؤه وأحباؤه وجميع الناس من الرجال والنساء أنفسهم عن السلق (109- ظ) والحلق، والتخريق للثياب والتمزيق، وأن لا يبكوا عليه إلا بكاء حزن قلب ودموع عين لا يقدرون على ردها ودفعها، فأما دعاء بويل ورن شيطان، وخمش وجوه ولطمها، وحلق شعر وتنفه، وتخريق ثوب وتمزيقه وفتقه فلا، وهو بريء ممن فعل شيئا- ذلك كما توفي النبي صلى الله عليه وسلم- منهم. وأوصى أن يعجل تجهيزه وغسله وتكفينه وحمله الى حفرته، ولا يحبس ولا يبطأ به، وإن مات ضحوة النهار، أو وقت الزوال، أو بكرة، فإنه لا يؤخر تجهيزه الى الغد، ولا يترك ميتا بين أهله بالليل أصلا، بل يعجل أمره فينقل الى حفرته نقلا بعد أن يغسل وترا، ويجعل في آخر غسلة من غسلاته كافور، ويلف في ثلاثة أثواب بيض سحولية «1» إن وجدت، فإن لم توجد سحولية كفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، ويجمر كفنه وترا لا شفعا قبل أن يلف عليه، ويسرع بالسير بجنازته، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحمل للصلاة عليه الى ميدان الحسين ويصلي عليه ولده أبو نصر ان كان حاضرا، فان عجز عن القيام بالصلاة عليه فأمر الصلاة عليه الى أخيه أبي يعلى، ثم يرد الى المدرسة فيدفن فيها بين يدي والده الشهيد رضي الله عنه، ويلحد له لحدا، وينصب عليه اللّبن نصبا، ولا يشق له شقا، ولا يتخذ له تابوت أصلا، ولا يوضع في التابوت للحمل الى المصلى، وليوضع على الجنازة، ملفوفا في الكفن مسجى بثوب أبيض ليس فيه ابريسم بحال، ولا يطين قبره ولا يجصص، ويرش عليه الماء، وتوضع عليه الحصا، ويمكث عند قبره مقدار ما ينحر جزور ويقسم لحمه حتى يعلم ما يراجع (110- و) به رسل ربه جل جلاله، ويسأل الله تعالى على رأس قبره التثبيت الموعود لجملة المؤمنين في قوله تعالى «يثبت الله الذين آمنوا

بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة» «1» ويستغفر له ولوالديه، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، ولا ينسى بل يذكر بالدعاء، فإن المؤمن إذا قبض كان كالغريق المتغوث ينتظر دعوة صالحة تلحقه، ولا يمكن أحد من الجواري والنسوان أن يكشفن عن رؤوسهن، وأن يندبنه في ذلك الوقت، بل يشتغل الكل بالدعاء والاستغفار لعل الله سبحانه وتعالى يهون عليه الأمر في ذلك الوقت، وييسر خروج منكر ونكير من قبره على الرضا منه، وينصرفان عنه وقد قالا له: نم نومة العروس ولا روعة عليك، ويفتحان في قبره بابا من الجنة «فضلا من الله» «2» ومنّة فيفوز «فوزا عظيما» «3» ، ويجوز ثوابا كريما، ويلقى روحا وريحانا «4» ، وربّا كريما رحيما. آخر الجزء الثمانين، ويتلوه في أول الجزء الحادي والثمانين اسماعيل بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد، أبو سعد القيسي. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه المصطفى، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الأكرمين وسلم. (110- ظ) ***

اسماعيل بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد،

اسماعيل بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد، بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو سعد القيسي، درّس الفقه بمدينة سيواس من بلد الروم، واجتاز بحلب في دخوله الى الروم، أو ببعض عملها من الثغور، وكان فقيها فاضلا، أخذ الفقه عن أبيه عبد المجيد. اسماعيل بن عبيد الله بن أفرم: أبي المهاجر، أبو عبد الحميد، مولاهم، غزا الصائفة غير مرة، ومرّ بحلب، واستعمله عمر بن عبد العزيز على افريقية من بلاد المغرب، وأدرك معاوية بن أبي سفيان، وكان يؤدب أولاد عبد الملك بن مروان، وحدث عن أنس بن مالك، وفضالة ابن عبيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والسائب بن يزيد، والحارث بن الحارث الغامدي، وعبد الرحمن بن غنم، وعطية بن عروة السعدي، وقبيصة بن ذؤيب، وعلي بن عبد الله بن عباس، وأبي عبد الله الأشعري، وخالد بن عبد الله بن حسين، وعبد الملك بن مروان، وقيس بن الحارث الكندي، وعطاء بن يزيد الليثي، وأم الدرداء الصغرى، وكريمة بنت الحسحاس، وعبد الرحمن بن عبد الله بن أم الحكم وميسرة مولى فضالة. روى عنه أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، وابنه عبد العزيز بن اسماعيل بن عبيد الله، وسعيد بن عبد العزيز، وربيعة ابن يزيد الدمشقي، والهيثم بن عمران العبسي، ومحمد بن (112- و) مهاجر، ومحمد بن الحجاج القرشي، وأبو محمد عيسى بن موسى القرشي، ومنصور بن رجاء، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعمرو بن واقد، وعبد ربه بن

ميمون الأشعري، وعبد الرزاق بن عمر الثقفي، ومدرك بن أبي سعد الفزاري، وكلثوم بن زياد المحاربي، وأبو المقدام رجاء بن أبي سلمة، ومحمد بن سعيد المصلوب، ومنصور بن رجاء. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم السّلفي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ابن أحمد قال: حدثنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسن بن جرير الصوري قال: حدثنا يحيى بن عبد العزيز بن اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن اسماعيل بن عبيد الله قال: قال لي عبد الملك: يا اسماعيل أدّب ولدي فإني معطيك، قلت: وكيف بذلك يا أمير المؤمنين وقد حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يأخذ على تعليم القرآن قوسا قلده الله قوسا من نار» «1» . أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل- إذنا، واجتمعت به في دارنا بحلب في مجلس والدي- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني. قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني تمام بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله بن (112- ظ) عبد العزيز التنوخي عن اسماعيل ابن عبيد الله- وكان ثبتا- عمن حدثه عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ستر فاحشة فكأنما أحيا موؤدة» . «2» قال جابر بن عبد الله: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تمام: أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام قال: حدثنا أبو زرعة قال: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد القاسم

ابن علي بن القاسم قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن مطكود السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: أخبرنا أحمد بن عمير قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي ولاه عمر بن عبد العزيز افريقية، وقال ابنه عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل بن أبي المهاجر: هو مولى الأرقم بن الأرقم، دمشقي، ولده بها، مخزومي. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي، وأبو العز ثابت بن منصور بن المبارك قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسين- زاد الأنماطي: وأبو الفضل بن خيرون- قالا: أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن (113- و) اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: في الطبقة الثالثة من أهل الشامات: اسماعيل بن عبيد الله بن مهاجر، مولى لقريش، دمشقي «1» . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار، ومحمد بن علي النرسي- أبو الغنائم واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: وأبو الحسين الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: اسماعيل بن عبيد الله ابن أبي المهاجر الشامي مولى بني مخزوم، سمع السائب بن يزيد، وأم الدرداء؛ سمع منه سعيد بن عبد العزيز. قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن اسماعيل بن عبيد الله المخزومي: قال له رجاء بن حيوة: يا أبا عبد الحميد «2» . قال ابن ناصر: أنبأنا أبو الفضل بن الحكّاك قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي

قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب قال: قال أبي أبو عبد الرحمن النّسائي: أبو عبد الحميد اسماعيل بن عبيد الله. أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر الشّقاني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو عبد الحميد اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، سمع السائب بن يزيد، وأم الدرداء؛ روى عنه سعيد بن عبد العزيز «1» . قال أبو القاسم: أخبرنا أبو (113- ظ) محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني هشام عن الهيثم بن عمران عن الأوزاعي قال: قدم علينا اسماعيل بن عبيد الله بيروت مرابطا زمن مروان، قال: فقال لي: لعلك منهم؟ يعني قدريا، قلت: لا يا أبا عبد الحميد «2» . قال أبو القاسم: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، مولى بني مخزوم، روى عن السائب بن يزيد، وأم الدرداء، روى عنه الأوزاعي، وسعيد ابن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك؛ زاد أبو زرعة: واسم أبي المهاجر أقرم، يعد في الدمشقين؛ زاد أبي: وكان مؤدبا لعبد الملك بن «3» مروان، وكان عمر بن عبد العزيز استعمله على افريقية، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك، والحارث بن الحارث الغامدي، وعطية السعدي، وأدرك معاوية.

قال أبو محمد: روى عن علي بن عبد الله بن عباس، روى عنه ربيعة بن يزيد الدمشقي. قال أبو محمد: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل قال: حدثنا أيوب بن تميم القارئ عن الأوزاعي أنه كان إذا حدث عن اسماعيل بن عبيد الله قال: وكان مأمونا على ما حدث. قال أبو محمد: وحدثنا أبي أبو حاتم قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل قال: حدثنا أبو مسلمة قال: كان سعيد بن عبد العزيز (114- و) إذا حدث عن اسماعيل بن عبيد الله قال: وكان ثقة صدوقا. وقال أبو القاسم بن أبي محمد: قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا الهيثم بن عمران بن عبد الله بن جرول قال: رأيت اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، وكان من صالحي المسلمين يخضب رأسه ولحيته. وقال أبو القاسم: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو منصور محمد ابن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: سمعت الدارقطني يقول: اسماعيل هذا ثقة. قال أبو القاسم: أنبأنا أبو علي الحداد عن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن عمر بن يزيد الصفّار قال: حدثنا جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم، ح. قال: وأنبأنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان الأعرج قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد المقرئ قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن حبيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل قال: حدثنا الوليد

ابن مسلم قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: أشرفت أم الدرداء على وادي جهنم ومعها اسماعيل بن عبيد الله فقالت: يا اسماعيل اقرأ، فقرأ: «أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فو رب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون» «1» (114- ظ) فخرّت على وجهها وخرّ اسماعيل على وجهه، فما رفعا رؤوسهما حتى ابتل ما تحت وجوههما من دموعهما «2» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لي أن أرويه عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: سمعت معنا التنوخي يقول: ما رأيت في هذه الأمة زاهدا غير اثنين: عمر بن عبد العزيز واسماعيل بن عبيد الله المخزومي، وكان خالا لهشام بن عبد الملك، فقال رجاء: كان اسماعيل بن عبيد الله إذا قفل من الصائفة افترش براذعه وكان هو وأم ولده ودوابه في بيت واحد، دوابه في ناحية، وهو وأم ولده في ناحية، قال: وكان يقول: لو أنّ هذا الجدار يفجر عن قدير ما أذعت به، يعني القدير الطبيخ. قال ضمرة: وسمعت من يذكر عن اسماعيل بن عبيد الله أنه قدّم الى رجل زبيبا فجعل يأكل ويطرح حبه، فقال له: إن كنت شبعت فاتركه. قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد قال: كنا نجلس بالغدوات مع يزيد بن أبي مالك، وسليمان بن موسى، وبعد الظهر مع اسماعيل بن عبيد الله، وربيعة بن يزيد، وبعد العصر مع مكحول. أخبرنا أبو حفص إذنا عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن (115- و) الحسين قال: أخبرنا عبد الله

ابن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وروى الأوزاعي عن اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، مخزومي، شامي، ثقة. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي- إذنا- قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي كتابة قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: قال أبي: كان اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر من موالي بني مخزوم، وهو أدب سعيدا ويزيد ومسلمة بني عبد الملك، والعباس بن الوليد، وهو ممن يرضى به في الحديث. وقال أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن، وأحمد بن محمد العتيقي قالوا: أخبرنا الوليد ابن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا صالح بن أحمد العجلي قال: حدثني أبي قال: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، شامي، تابعي، ثقة. أخبرنا أبو القاسم القاضي إذنا عن أبي بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن السقاء قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: سمعت العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى يقول: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر كان معلما. وأنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل قال: أخبرنا (115- ظ) أبي قال: قال يحيى ابن معين: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم، معلم. أنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي محمد طاهر بن سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق قال: أخبرنا أبو بكر النجاد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال: حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال: حدثنا الهيثم بن خارجة قال: حدثنا

الهيثم بن عمران قال: سمعت اسماعيل بن عبيد الله يقول: ينبغي لنا أن نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظ القرآن لأن الله يقول: «وما أتاكم الرسول فخذوه» «1» . أنبأنا أبو القاسم عن أبي الحسن الفقيه قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم وأبو محمد بن فضيل قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف قال: أخبرنا أبو علي بن منير قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خريم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا الهيثم ابن عمران قال: سمعت اسماعيل بن عبيد الله، وسمع ربيعة بن يزيد يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ثنى فحدث اسماعيل عن كسرى، ثم ثنى ثم ثلّث، فقال ربيعة: غفر الله لك أبا عبد الحميد، حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدث عن كسرى فقال: ما حدثت عنه إلا من أجلك، انظر كيف تحدث يا ربيعة، فإنك ترى الإمام على المنبر يتكلم بالكلام، فما تخرجون من المسجد حتى تختلفوا عليه، والله لأن أكذب على كسرى أحب إليّ من أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وسمعت اسماعيل بن عبيد الله يحدث قال: قال (116- و) لي عمر بن عبد العزيز: كم أتت عليك يا اسماعيل سنة؟ قلت: ستون سنة وشهور، قال: يا اسماعيل إياك والمزاح. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني هشام ومحمود بن خالد قالا: حدثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت اسماعيل بن عبيد الله قال: كنت أعلّم بني عبد الملك من عاتكة: يزيد ومروان ومعاوية ومروان أصغرهم، فأخبرني عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: أم الدرداء أشارت به على عبد الملك.

قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم- قراءة عليهما- قالا: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي قال: قرىء على أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا عمر بن شبّة قال: قال عبد الملك بن مروان: ما رأيت مثلنا ومثل هذه الأعاجم، كان الملك فيهم دهرا طويلا، فو الله ما استعانوا منا إلا برجل واحد- يعني النعمان بن المنذر- ثم عادوا عليه فقتلوه، وان الملك فينا مذ هذه المدة، فقد استعنا منهم برجال حتى في لساننا، هذا اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر يعلم ولد أمير المؤمنين العربية. قال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو شجاع ناصر بن (116- ظ) محمد بن أحمد البوقاني بها قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا أبو سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي- بها وهي محلة من محال بخارى- قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب البخاري قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر بن سعيد الحافظ الهروي المعروف بشكر قال: حدثنا محمد بن ادريس الرازي قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل بن عبيد الله المخزومي قال: حدثنا عبد الأعلى بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت اسماعيل بن عبيد الله يقول لبنيه: يا بني أكرموا من أكرمكم وان كان عبدا حبشيا وأهينوا من أهانكم وان كان رجلا قرشيا. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز على افريقية، قال: ثم ولى اسماعيل بن عبيد الله، مولى بني مخزوم، فقدمها سنة مائة فأسلم عامة البربر في ولايته، وكان حسن السيرة، حتى مات عمر «1» . وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا

أو زرعة قال: حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: عقد عمر بن عبد العزيز لاسماعيل بن عبيد الله على جند افريقية، وبها من بها من قريش وغيرهم، وهو مولى لبني مخزوم. (117- و) . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا سعيد- يعني ابن أسد- قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن اسماعيل بن عبيد الله المخزومي قال: كلمت رجاء بن حيوة، وعدي بن عدي في شيء، فكأنهما وجدا في أنفسهما، فقلت لهما: انه ليس يحسن من رأيكما أن تنزلا رأيكما بمنزله من لا ينبغي أن يرد عليه منه شيء، فقال رجاء بن حيوة: يا أبا عبد الحميد من عد منا ذلك منه فلا نعدمه منك يا أبا عبد الحميد. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد إذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله قال: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، واسم أبي المهاجر أقرم أبو عبد الحميد، مولى لبني مخزوم، من أهل دمشق، كانت داره ظاهر باب الجابية عند طريق القنوات، وكان يؤدب ولد عبد الملك بن مروان، واستعمله عمر ابن عبد العزيز على افريقية. روي عن: فضالة بن عبيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس بن مالك، والسائب بن يزيد، والحارث بن الحارث الغامدي، وعطية بن عروة السعدي، وعبد الرحمن بن غنم، وقبيصة بن ذؤيب، وعلي بن عبد الله بن عباس، وخالد بن عبد الله بن حسين، وأبي عبد الله الأشعري، وقيس بن الحارث الكندي الأشعري المذحجي، وعبد الملك بن مروان، وعطاء بن يزيد الليثي، وأم الدرداء الصغرى، وكريمة بنت الحسحاس (117- ظ) وميسرة مولى فضالة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن أم الحكم، وأدرك معاوية. روى عنه: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وربيعة بن يزيد الدمشقي، وابنه عبد العزيز بن اسماعيل، والهيثم بن عمران العبسي،

وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكلثوم بن زياد المحاربي، ومحمد بن الحجاج القرشي الدمشقي، وعمرو بن واقد، وأبو محمد عيسى بن موسى القرشي، ورجاء بن أبي سلمة، وأبو المقدام، ومنصور بن أبيّ، وعبد ربه بن ميمون الأشعري، وعبد الرزاق بن عمر الثقفي، ومدرك بن أبي سعد الفزاري، ومحمد بن سعيد المصلوب، ومحمد بن مهاجر. قال: كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، وحدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد، وأبو بكر محمد بن شجاع عنه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، مولى بني مخزوم، دمشقي، ولي أمر افريقية لعمر بن عبد العزيز، توفي سنة احدى وثلاثين ومائة، وكان مولده سنة احدى وستين. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن زنبيل قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: ومات اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر في خلافة مروان بن محمد، أظنه حكاه عن ابن بكير. وقال: أنبأنا أبو القاسم النسيب، وأبو الوحش (118- و) المقرئ عن رشاء ابن نظيف المقرئ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، وعبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قال: حدثني سليمان ابن أشعث عن عبد الوهاب بن نجدة قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال: توفي اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي سنة احدى وثلاثين ومائة. وقال: أخبرنا أبو محمد بن الأنطاكي قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل بن عبيد الله قال: حدثني ابراهيم بن أبي شيبان قال: مات اسماعيل بن عبيد الله قبل دخول عبد الله بن علي دمشق بثلاثة أشهر، سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

ذكر من أسم أبيه علي ممن اسمه اسماعيل

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: اسماعيل بن عبيد الله مولى بني مخزوم ثقة. قال أبو مسهر: مات في خلافة مروان بن محمد، وقد أدرك معاوية وهو غلام. أخبرنا أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أجاز لي أبو القاسم التنوخي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري قال: حدثتنا أم الضحاك عاتكة بنت أحمد بن عمرو بن عاصم النبيل قال: قرأت في كتاب أبي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وأجاز لي أن أروي عنه، قال: سنة احدى وثلاثين ومائة: اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، يعني مات. «1» . ذكر من أسم أبيه علي ممن اسمه اسماعيل اسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن زنجويه الرازي: أبو سعد السمان، الحافظ الزاهد، رحل الى البلاد وجال، وأكثر من الشيوخ في الترحال، (118- ظ) وكان في الحفظ والثقة على أجمل حال، وأفسد حسن هذه الأفعال بانتحاله مذهب الاعتزال، وكان شيوخه نحوا من أربعة آلاف، وكان اماما في فقه أبي حنيفة رضي الله عنه، ومعرفة الخلاف، وله معجمان: معجم الشيوخ، ومعجم البلدان، ودخل في رحلته حلب، ومعرة النعمان. سمع بحلب: أبا محمد عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بن موسى ابن أبي جرادة الشاهد، والقاضي أبا يعلى عبد المنعم بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز بن سنان الخفاجي، المعروف بالقاضي الأسود، وأبا الحسن محمد ابن سعيد بن يحيى بن الحسين بن محمد بن الربيع بن سنان الخفاجي، والخطيب أبا أسامة عبد الله بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة، وعمه أبا القاسم الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة، وأبا مسلم أحمد

ابن محمد بن الحسن العدل، والشريف أبا عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد الحسيني الاسحاقي، وأبا الحسن علي بن محمد بن أحمد بن حبيب الطيوري، وأبا علي الحسن، وأبا طاهر محمد ابني عبد الوهاب بن علي بن أحمد الصائغ، وأبا الحسن محمد بن علي بن يوسف بن يش بن يعقوب بن يوسف التميمي الحلبيين، وأبا الفتح أحمد، وأبا الحسين علي ابني القاضي أبي عمر وعثمان بن عبد الله ابن ابراهيم العجلي الطرسوسي، والمؤيد بن أحمد الخطيب، وأبا بكر أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد بن أبي هزان الأنطاكي، وأبا العشائر هبة الله بن أحمد ابن البيع اللبان. وسمع بمعرة النعمان: أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وأبا العباس أحمد بن خلف الممتع الأديب، وأبا (119- و) العباس أحمد، وأبا الفضل جعفر ابني عبيد الله بن محمد بن خباءة، وأبا الحسن سلامة بن علي بن عبيد الله بن محمد ابن سلامة، وأبا الفضل أحمد بن محمد بن مسعر، وأخويه أبا المحاسن المفضل، وأبا محمد هبة الله ابني محمد بن مسعر، وأبا المجد محمد بن عبد الله بن سليمان والمهذب بن علي بن المهذب، وأبا ابراهيم اسماعيل بن جعفر بن علي بن المهذب، وأخويه أبا النضر عبد الكريم، وأبا الفتح الفضل ابني جعفر بن علي، وأبا القاسم شهاب بن محمد بن عامر بن أحمد بن محمد بن همام، وأبا عبد الرحمن معن بن عمرو بن أحمد بن محمد بن همام، وأبا حصين عبد الله بن المحسن التنوخيين المعريين، وأبا الفضل صالح بن الحسن بن علي بن محمد بن يحيى بن الفرج البوقي وأبا الخير الفرج بن محمد بن عبد الله بن ناشب الاديب، وأبا الحسن المؤمل بن عذير بن اسماعيل، وأبا محمد الحسن بن علي بن عبد العزيز بن حبابة البالسي. وسمع بمكة شرفها الله: أبا حفص عمر بن القاسم المصري، وأبا الحسن أحمد ابن ابراهيم بن فراس، وأبا أسامة محمد بن أحمد الهروي، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن جهضم. وبدمشق: أبا محمد عبد الرحمن بن عثمان التميمي، وأبا زكريا أحمد بن محمد

ابن أحمد بن سليمان الصوفي، وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان، وأبا القاسم عبد الدائم بن المحسن بن عبيد الله، وأبا الحسن علي بن محمد الحنائي. وبصور: أبا القاسم الحسن بن أحمد بن نصر الصوري، وبأطرابلس: أبا النمر (119- ظ) أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الاطرابلسي، وبقيسارية: أبا أحمد محمد بن سهل القفلي، وبكفر- بطنا أبا الحسن علي بن أبي الهول، وبضمير: أبا الفتح محمد بن علي بن الحسين، وبمدين شعيب: اسماعيل بن عمرو الحداد. وببغداد: أبا عبد الله محمد بن بكران بن عمران، والحسن بن حيدرة الداودي وأبا طاهر المخلص، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى، وأبا القاسم عبيد الله ابن أحمد المقرئ، وعلي بن عمر التمار، وكوهي بن الحسن الفارسي، وأبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين، ومحمد بن علي بن أحمد السقطي، ومحمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهثة. وبتكريت: أبا محمد الحسن بن محمد بن موسى، وبالكوفة: أبا عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي، وأبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد التميمي، وأبا محمد عبد الله بن مجالد بن بشر، وبواسط: عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب، وأبا الحسن علي بن الحسن الحازوي، ومحمد بن علي السقطي، وبالاهواز: أبا نصر أحمد بن علي بن عبدوس، وبعسكر مكرم: طاهر بن محمد بن سمعان الجواليقي، والحسن بن عبد الله بن سهل، وبالري: عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة وأبا علي عبد الملك بن محمد بن مهدي، وأبا حاتم محمد بن عبد الواحد الخزاعي، وبهمذان: أبا بكر أحمد بن علي بن لال، وأحمد بن ابراهيم بن تركان، وأبا بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبا عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي، وبقزوين: أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن الفراء، وعبد الله بن عمر بن زاذان، وبالسوس: أبا الحسين أحمد بن الحسين السوسي، وأبا القاسم ابراهيم بن أحمد ابن (120- و) موسى، وأبا عبد الله اسحاق بن محمد بن يوسف، وأبا القاسم بحر

ابن الحسين الضرير، وبأرجيش «1» : أبا بكر محمد بن عبد الله بن يزداد وجماعة آخرون يطول ذكرهم، ويشق حصرهم. روى عنه: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وابن أخيه أبو بكر طاهر بن الحسين بن علي، وأبو الحسين بن مردك، وأبو الحسن المطهر بن علي العلوي المعروف بالمرتضى، وجماعة غيرهم. أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن الشعري في كتابها الينا من نيسابور قالت: أخبرنا الامام أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري- اجازة- قال: حدثني الأستاذ الأمين أبو الحسين علي بن الحسين بن مردك قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان- اجازة- قال: حدثنا أبو القاسم الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي- بها لفظا- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلّام الطرسوسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا اسحاق الأزرق عن سفيان عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «على اثر كل صلاة ركعتان إلّا العصر والفجر» . «2» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأخبرنا به- اجازة أو سماعا- أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا السلفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الكاتب- بالري- قال: أخبرنا اسماعيل بن علي بن الحسين الحافظ السمان قال: أخبرنا أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي- بمعرة النعمان-، وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب- بحلب قالا: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم الحلبي- وقال المؤيد: المعروف بالمصري بحلب- قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن المعروف بابن أبي نضلة، الشيخ الصالح، قال: حدثني أبي قال:

حدثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي صالح عن عبد الله بن عباس قال: «استعدى رجل على علي بن أبي طالب الى عمر بن الخطاب، وكان علي جالسا في مجلس عمر ابن الخطاب، فالتفت عمر الى علي فقال: يا أبا الحسن- وقال المؤيد: قم يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك- فقام علي فجلس مع خصمه فتناظرا، وانصرف الرجل ورجع علي الى مجلسه فجلس فيه، فتبين عمر التغير في وجهه فقال له: يا أبا الحسن مالي أراك متغيرا، أكرهت ما كان؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ولم؟ قال: لأنك كنيتني بحضرة خصمي، فألّا قلت لي: قم يا علي فاجلس مع خصمك، فأخذ عمر برأس علي فقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنتم، بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا من الظلمات الى النور. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم ابن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم القصراني- بأذون- قال: أخبرنا أبو بكر طاهر بن الحسين بن علي بن الحسين السمان- بالري- قال: حدثنا عمي أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان الحافظ قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن اسماعيل النيسابوري قال: أخبرنا مكي ابن عبدان قال: حدثنا سعيد بن محمود الطوسي قال: حدثنا جعفر بن عمر قال: حدثنا الفرات بن السائب قال: حدثني ميمون بن مهران قال: حدثني ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء رحمة للمساكين» . «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد الطوسي الموصلي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن علي السقسيني قال: (120- ظ) أخبرنا أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي قال: أخبرنا الامام فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن أبي طالب- بالري- قال: أخبرنا أبو بكر طاهر بن الحسين بن علي السمان قال: حدثنا عمي الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي قال: حدثنا أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة- بحلب

قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن يعقوب بن ثوابة الحمصي قال: حدثنا محمد بن عوف قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا محمد بن مهاجر عن الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ويح لبيد اذ يقول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب «1» فكيف لو أدرك زماننا هذا؟! فقال عروة: رحم الله عائشة فكيف لو أدركت زماننا هذا؟! قال الزهري: رحم الله عروة فكيف لو أدرك زماننا هذا؟! فقال الزبيدي: يرحم الله الزهري فكيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال لنا عثمان: رحم الله ابن مهاجر كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال يعقوب بن ثوابة: رحم الله ابن عوف، كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال الشيخ أبو سعد: قال أبو القاسم الحسين ابن علي وأنا أقول: رحم الله ابن ثوابة كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال أبو سعد وأنا أقول رحم الله أبا القاسم بن أبي أسامة، كيف لو أدرك زماننا هذا؟! (121- و) قال أبو بكر طاهر بن الحسين: وأنا أقول: رحم الله عمي أبا سعد كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال أبو علي: وأنا أقول: رحم الله طاهرا كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال فخر خوارزم: رحم الله شيخنا أبا علي فكيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال أبو المؤيد: رحم الله شيخنا فخر خوارزم فكيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال أبو القاسم: رحم الله أبا الفضل فكيف لو أدرك زماننا هذا؟! قلت: رحم الله أبا القاسم فكيف لو أدرك زماننا هذا؟!. نقلت من خط الامام الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، وأخبرنا به أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- قراءة عليه بحلب وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو جعفر بن محمد بن اسماعيل بن محمد الطرسوسي عن أبي الفضل محمد بن طاهر قال: سمعت أبا الحسن المطهر بن علي العلوي، المعروف بالمرتضى،

بالري يقول: سمعت أبا سعد السمان يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الاسلام. قال أبو الفضل المقدسي: المرتضى رحمه الله كان امام الشيعة في وقته، وأبو سعد امام المعتزلة وله في الحديث رحلة حسنة، ومعرفة، والله تعالى وفقه الانصاف حتى جرى على لسانه هذا الكلام. أخبرنا زين الامناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: اسماعيل بن علي ابن الحسين (121- ظ) بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي، المعروف بالسمان الحافظ، قدم دمشق طالب علم، وكان من المكثرين الجوالين، سمع من نحو من أربعة آلاف شيخ، وسمع بدمشق: أبا محمد بن أبي نصر وجماعة سواهم، وببغداد أبا طاهر المخلص، ومحمد بن بكران بن عمران، ومحمد بن عمر بن محمد بن بهثة ومحمد بن علي بن أحمد السفطي، وبالري: عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة، وعلي بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه، وبمكة: أبا محمد ابن النحاس، وأحمد بن ابراهيم بن فراس. روى عنه أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني، وجماعة من أهل بلده، منهم ابن أخته أبو بكر طاهر بن الحسين. قال الحافظ أبو القاسم: سألت أبا منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني الرازي بالري عن وفاة أبي سعد السمان الرازي، فقال: توفي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وكان عدلي المذهب، يعني معتزليا، وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ، وصنف كتبا كثيرة، ولم يتأهل قط. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا عبد العزيز ابن أحمد الكتاني قال: بلغتني وفاة أبي سعد اسماعيل بن علي الحافظ الرازي

السمان بالريّ، في شعبان سنة سبع وأربعين، قدم علينا دمشق، وسمع بها من شيوخنا عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، وغيره، حدث عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص البغدادي وغيره، وكان من الحفاظ الكبار، وكان فيه زهد وورع (122- و) وكان يذهب إلى الاعتزال «1» . شاهدت بخط جار الله محمود بن عمر بن محمد الزمخشري: في أصل معجم أبي سعد السمان، والنسخة جميعها بخط الزمخشري ما مثاله، وأنبأتنا به زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالت: أخبرنا محمود بن عمر الزمخشري- إجازة- قلت: وقرأته بخطه: ذكر الاستاذ أبو علي الحسين بن محمد بن مردك في تاريخه: مات بالريّ شيخهم، وعالمهم، وفقيههم، ومتكلمهم، ومحدثهم الشيخ الزاهد أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان رحمة الله عليه، وقت العتمة من ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات، والحديث، ومعرفة الرجال والأنساب، والفرائض والحساب، والشروط، والمقدرات، وكان إماما أيضا في فقه أبي حنيفة وأصحابه، وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي، وفي فقه الزيديه، وفي الكلام، وكان يذهب مذهب الحسن البصري رحمه الله، ومذهب الشيخ أبي هاشم، وكان قد حج بيت الله وزار القبر، ودخل العراق، وطاف الشامات والحجاز وبلاد المغرب، وشاهد الرجال والشيوخ، وقرأ على ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه، وقصد أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره، وكان يقال في مدحه وتقريظه أنه ما شاهد مثل نفسه، وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا، ورعا، مجتهدا، قواما، صواما، قانعا، راضيا، لم يتحرم في مدة (122- ظ) عمره، وقد أتى عليه أربع وسبعون سنة، بطعام أحد، ولم يدخل إصبعه في قصعة انسان، ولم يكن لأحد عليه منّة ولا يد في حضره ولا سفره، مات رحمه الله ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان، كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية، والارشاد والهداية، والوراقة، والعبادة، خلف ما جمعه في طول عمره من الكتب وقفا على المسلمين،

كان رحمه الله تاريخ الزمان، وشيخ الاسلام، وبقية السلف والخلف، مات وما فاته في مرضه فريضة ولا واجب من صلاة وغيرها، وما سال منه لعاب، ولا تلوث له ثياب، ولا تغير لونه، وكان مع ما به من الضعف، وتساقط القوة يجدد التوبة، ويكثر الاستغفار، ويقرأ القرآن، مضى لسبيله وهو يتبسم كالغائب يقدم على أهله، وكالمملوك المطيع يرجع إلى مالكه، ودفن رحمة الله عليه غد ليلة يوم الاربعاء بجبل طبرك «1» بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، بجنب قبر أبي الفتح عبد الرزاق بن مردك رحمهم الله. أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: حدثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبي قال: وجدت على ظهر جزء: مات الشيخ الزاهد أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان وقت العتمة ليلة الاربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة، شيخ العدلية وعالمهم، وفقيههم، ومتكلمهم (123- و) ومحدثهم، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث، ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض، والحساب، والشروط، والمقدرات «2» ، وذكر كلام ابن مردك الذي نقلته من خط الزمخشري إلى آخره. أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري قالت: أخبرنا أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، وقرأته بخط الزمخشري على النسخة التي بخطه من معجم السمان، والنسخة موقوفة على تربة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ببغداد، وصورة ما شاهدته بخط الزمخشري نسخة كتاب وصية نقلتها من خطه: هذا ما أوصى اسماعيل بن علي بن الحسين السمان، المعروف بأبي سعد، في صحة من عقله وبدنه وجواز أمره، وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وهو يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير «3» ، ويشهد أنه تعالى واحد لا ثاني له في الأزل وأنه قادر لذاته، عالم لذاته، حي، سميع، بصير، غني فيما لم يزل ولا يزال، وأنه

لا يشبه الأجسام ولا الأعراض، «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير «1» » ، ويشهد أن أفعاله كلها حسنة، وأنه منزه عن فعل القبائح وأنه تعالى لا يريد المعاصي ولا يشاؤها ولا يرضاها ولا يختارها، ولا يحبها، ولا يكلف العباد ما لا يطيقونه (123- ظ) ولا يعذب أحدا بغير ذنب، وأنه متكبر عن ظلم عبيده صادق في جميع وعده ووعيده. ويشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلوات الله عليه، وصلوات ملائكته. ويشهد أن الموت حق، والحساب حق، والجنة حق، والنار حق، وأن «الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور «2» » وأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له «3» وبذلك أمر، وهو من المسلمين، وأنه قد رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله نبيا، وبالقرآن إماما، وبالمسلمين إخوانا، على ذلك حيي، وعليه يموت، وعليه يبعث حيا إن شاء الله، وأوصى من خلف بعده أن يعبدوا الله في العابدين، وأن يحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأن لا يموتن إلا وهم مسلمون. وأوصى أنه إذا حدث به حدث الموت الذي جعله الله عدلا بين عباده، وحتما على خلقه أن يبدأ من تركته بكفنه وحنوطه، وما لا بد منه في تجهيزه بالسنة، والمعروف، ثم يقضى دينه، ويترضى غرمائه، ثم يخرج من جميع ما خلفه من العين والدين والكتب جميع ماله مما مات عنه من سائر أملاكه من دور وأراض، وغير ذلك، ثلث جميعه تاما وافيا كملا فيتصدق به على فقراء المسلمين من أهل العدل والتوحيد، المعتزلة منهم، والزيدية، والهارونية «4» (124- و) يخرج ذلك عن سائر حقوق الله الواجبة كانت عليه، اللازمة له من زكاة واجبة، أو ندر، أو كفارة،

اسماعيل بن علي بن عبيد الله، أبو الفداء الموصلي الواعظ:

أو صدقة واجبة، لزمه في حال حياته صرفها الى الفقراء، وعن سائر القرب اللازمة كانت له، قل أو كثر، مما سمي أو لم يسم، وأسند وصيته هذه الى فلان، وفلان، وأوصى إليهما والى المسلمين عامة بأن يبروه بما أمكنهم من وجوه البر من حج، أو عمرة، أو زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أو غيره من قبور الأنبياء، والأئمة، والصالحين أو صدقة، أو قراءة قرآن، أو غير ذلك مما يجوز أن يبر به الميت بعد وفاته على ما يسوغه الشرع، أو يدعو له بأدعية حسنة صالحة، ليغفر الله ذنوبه من صغير أو كبير بعد ما تاب وندم على جميع ما ترك من الواجبات، أو أتى من المقبحات لقبحها، وعزم أن لا يعود إليها، وأوصى أن يستحلوا له كل من عرفوا، أو ظنوا أن له تبعة أو حقا عنده، وأن يقوموا بحق الله، وكل ما أوصى به، وأن يحذروا تأخير ما يمكن تعجيله، والتهاون بما يجب الجد والانكماش فيه، فقبل ذلك كله فلان وفلان بعد أن قرىء عليهما الكتاب، فعرفا ما فيه، واعترفا بصحته، وذلك في صحة من عقلهما وبدنهما، وجواز أمرهما، طائعين غير مكرهين وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. هذا ما نقلته من خط الزمخشري (124- ظ) وأنا أستغفر الله من إجراء قلمي بكل ما هو على خلاف السنة، وعلى موافقة البدع. اسماعيل بن علي بن عبيد الله، أبو الفداء الموصلي الواعظ: ويعرف بابن عبيد، سافر الكثير، وسمع ببغداد أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي والكروجي، وبالاسكندرية أبا طاهر السلفي، وبحلب أبا عبد الله محمد بن نصر القيسراني. وحدث بمصر، والاسكندرية، والموصل، وغيرها من البلاد عن الشيخ العارف أبي بكر محمد بن بركة بن محمد بن كرما الصلحي وغيره. روى لنا عنه شيخنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن الحسن بن الحدوس الشافعي الموصلي، وأثنى عليه معي، ووصفه بالكياسة والظرف، والعلم. وروى عنه أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وكتب إلينا أبو عبد الله بن الدبيثي الواسطي قال: سئل ابن عبيد عن مولده، فذكر أنه ولد في سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان الموصلي قال: أخبرنا أبو الفداء اسماعيل بن علي بن عبيد الله الموصلي الواعظ، بالموصل، قال: أخبرنا الشيخ العارف أبو بكر محمد بن بركة بن محمد بن كرما الصلحي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الدهان المرتب قال: أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن (125- و) بكران بن عمران الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا الحزامى قال: حدثنا خالي محمد ابن إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة قال: حدثنا عبد الرحمن بن خارجة عن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: كان أبي إذا قضى نسكه وودّع البيت، وركب دابته تمثل بهذين البيتين: فلما قضينا من منى كل حاجة ... ومسّح ركن البيت من هو ماسح أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الأباطح أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضّل المقدسي الاسكندراني قال: أنشدني أبو الفداء الواعظ قال: أنشدني القيسراني الشاعر لنفسه بحلب: تناهى الى ألحاظه السحر والظبى ... فراح وفي عينيه بابل والهند فلا تتركوا ثاري فلي عنده دم ... إذا كتمته العين نمّ به الخد «1» أخبرنا أبو محمد بن الحدوس الفقيه قال: أنشدني جمال الدين أبو الفداء اسماعيل بن علي الواعظ قال: دخلت على الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بعد أن فتح مصر، وكان مساء فدهشت فقلت: صبّح الله المولى بالسعادة، فأنكر على الحاضرون، فلما قعدت رجعت الى نفسي وأحسست بالغلط، قال: فحضرني أن أنشدته هذين البيتين:

اسماعيل بن علي بن محمد العثماني، الكوراني،

صبحته عند المساء فقال لي: ... ماذا الصباح وظن ذاك مزاحا (125- ظ) فأجبته إشراق وجهك غرّني ... حتى تيقنت المساء صباحا ذكر أبو عبد الله محمد بن ساكن، المتصدر بجامع مصر في تسمية شيوخه أن أبا الفداء ورد مصر سنة خمس وستين وخمسمائة، وقد توفي بعد ذلك. اسماعيل بن علي بن محمد العثماني، الكوراني، الكردي، شيخ حسن صالح، متعفف، منقطع عن أهل الدنيا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، قدم علينا حلب، وأقام مدة طويلة في مسجد باب الأربعين «1» لا يخالط أحدا من أرباب الدنيا، ولم يقبل من أحد من الملوك صلة، وكان يغلظ لهم في الأقوال، ويخشن عليهم في الموعظة، والنهي عن الظلم، والتقريع لهم على ذلك. سمع بحلب من القاضي أبي الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي، وحدث عنه بدمشق شيخنا أبا بكر عبد الله بن عمر القرشي، واجتمعت به مرارا متعددة بحلب وبدمشق، وصار بيني وبينه ود ومؤانسة ولم يتفق لي سماع شيء منه، ووهبني فرجية من صوف من ملابسه. وتوفي بدمشق ليلة السبت ثامن عشر شعبان سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن بظاهرها في مقابر الصوفية رحمه الله. اسماعيل بن علي الدمشقي، أبو محمد الكاتب، الشاعر، المعروف بابن العينزربي، أصله من عين زربة وانتقل أبوه منها حين استولى الروم عليها، وولد له اسماعيل بدمشق، روى عنه شيئا من شعره أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي، وكان بينه وبين الوزير أبي نصر بن النحاس الكاتب الحلبي مشاعرة، وأظنه تعرف

به بحلب، وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني في خريدة القصر، في شعراء حلب، وكان شاعرا مجيدا حسن النظم جيد الكتابة «1» . أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم بن الحسن قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الحلبي قال: أنشدنا أبو محمد اسماعيل بن العينزربي الكاتب بدمشق: ترك الظاعنون قلبي بلا قل ... ... ب وعيني عينا من الهملان وإذا لم تفض دما سحب أجفا ... ني على بعدهم فما أجفاني حلّ في مقلتي فلو فتشوها ... كان ذاك الانسان في انساني أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا علي بن أبي محمد (126- و) الشافعي قال: قرأت بخط حمزة بن علي بن العينزربي لأخيه أبي محمد اسماعيل بن علي: أيا راقد الليل حق يقال ... إذا هجع الجفن زار الخيال فمالي وعهدك عهد به ... ولا سرّ جفني منه اكتحال أحنّ الى ساكنات الحجاز ... وقد حجزتني أمور ثقال وأحنو على ظبيات هناك ... وقد تشتهي النفس ما لا تنال زجرتك يا قلب عن حبهن ... وقلت: أما آن منهن آل وما هنّ سمر طوال برزن ... بلى في الحشاهنّ سمر طوال بكيت وفاضت بحور الدموع ... وكان لها من جفوني انثيال وظن العواذل أن قد سلوت ... لفقد البكاء وجاءوا فقالوا: حقيق حقيق وجدت السّلوّ ... عنها فقلت: محال محال دليل على أنني ما سلوت ذاك ... التثني وذاك الدلال لهيفاء ينفث من طرفها إذا ... ما بدت لك سحر حلال وهي أطول من هذا. وقرأت بخط أخيه حمزة أيضا له:

ما على ما قلت تعويل ... كله مطل وتعليل كلما حملت من سقم ... فعلى الأجفان محمول ربّ ليل ظل يجمعنا ... كله ضمّ وتقبيل أشرفت كاساته وعملت ... في أعاليها أكاليل (126- ظ) أشموس لحن مشرقة أم ... كؤوس أم قناديل في يدي بدر يطوف بها ... من جنان الخلد منقول لم يشن أعطافه قصر ... فيه تهجين ولا طول وكأن الحسن صاح بنا ... حين وافى نحوه ميلوا كم أباطيل نعمت بها ... حبذا تلك الأباطيل أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه قال: أنشدنا خالي أحمد بن محمد بن عقيل الشهرزوري لإسماعيل ابن العين زربي: وحقكم لأزرنكم في دجنة ... من الليل تخفيني كأني سارق ولا زرت إلّا والسيوف هواتف ... إليّ وأطراف الرماح لواحق «1» قرأت في شعر الوزير أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الحلبي من قصيدة كتب بها الى اسماعيل بن العين زربي الكاتب: نبذتم الحفظ نبذ العار بينكم ... كأنكم كفّ إسماعيل في الأزم تفرعن يده الأموال عالمة ... بأنها عنده مخفورة الذمم لولا الذكاء الذي يذكيه خاطره ... لأعشبت في يديه صفحة القلم الدهر فيك مواعيد نطعن بها ... فضائل نسقت عن أكرم الشيم لما اشتملت المعالي زدتها شرفا ... وأصبح المجد يجلو ثغر مبتسم على الكتابة مذ لابستها عبق ... تضوع النور غب الوابل الرذم «2» (127- و)

اسماعيل بن عمر بن يوسف بن قرناص الحموي:

إذا الملم «1» علت يوما مراجله ... وأصبح الخطب موقوفا على قدم واستشهد القوم والألباب عازبة ... عن الصواب وضاقت خطة الكلم جلوت فصل خطاب تستقل به ... غرب «2» اللسان وحد الصارم الحذم «3» إن الطروس «4» على خديك مثنية ... وربّ مثن وإن لم يتصل بفم لو أن كفيك مدت باليسار على ... مقدار قدرك زالت سنة العدم لا بد أن يستقيل الدهر غفلته ... وتستنيب الليالي فيك عن أمم «5» إني مدحتك أبغي الود عن ثقة ... بأن عهدك محمي من التهم فأقر اعتقادي اخلاصا يصدقه ... فحرمة الود عفوا أوكد الحرم أهل الكتابة ما زالت طرائفهم ... في الشعر إلاك هجنا رزح الكلم فإن أجد فمقالي فيك أنطقني ... وإن أقصر فإني لا حق بهم أنبأنا أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسماعيل بن علي، أبو محمد بن العين زربي، شاعر محسن ذكر شيخنا أبو محمد بن الأكفاني أن اسماعيل بن العين زربي، مولده بدمشق، وتوفي بها في شهور سنة سبع وستين وأربعمائة. «6» . اسماعيل بن عمر بن يوسف بن قرناص الحموي: أبو العرب، ويلقب مخلص الدين، فقيه فاضل، أديب شاعر ناثر، من أهل حماة، ولي التدريس بمدرسة بني قرناص، خارج مدينة حماة، واجتمع بي بحماة وأنشدني شيئا من شعره، وذكر لي أن (127- ظ) مولده سنة أربع وستمائة. أنشدني مخلص الدين أبو العرب اسماعيل بن عمر بن يوسف بن قرناص بحماة لنفسه، وكتبها على قصيدة أبي القاسم بن فيرة الشاطبي الرعيني التي نظمها في القراءات على قافية اللام ألف:

اسماعيل بن عياش بن سليم:

جلا الرعيني لنا مبدعا ... عروسه البكر وياما جلا لو رامها مبتكر غيره ... قالت قوافيها له الكل: لا فأنشدني أيضا لنفسه: أما والله لو شقت قلوب ... ليعلم ما بها من فرط حب لأرضاك الذي لك في ضميري ... وأرضاني رضاك بشق قلبي اسماعيل بن عياش بن سليم: أبو عتبة الأزرق العنسي الحمصي، سافر الى بغداد ثم بعثه المنصور الى الشام، ودخل أنطاكية، وحكى أنه كان جالسا الى عاملها وقد ورد عليه كتاب أبي جعفر المنصور يأمره بنبش القبور، فنبشوا في جبل أنطاكية قبر عوذ بن سام ابن نوح وعند رأسه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله، أنا عوذ بن سام بن نوح بعثت الى أهل أنطاكية فكذبوني وقتلوني، وقد ذكرنا الحكاية في باب ما ورد من الكتابة القديمة على الأحجار بحلب وعملها، رواها عنه أبو يحيى. وروى عن محمد بن زياد الألهاني، وشرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليمان الأعمش، وأبي عمرو الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومحمد بن عمرو، وبجير بن سعد، وأبي (128- و) بكر بن عبد الله بن أبي مريم، وضمضم بن زرعة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعمرو بن قيس السكوني، وثور بن يزيد، وعمرو ومحمد ابني مهاجر، والحجاج بن أرطاة، واسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهشام بن الغاز، وهشام بن عروة، وعطاء بن عجلان، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وعمر بن محمد بن زيد العمري، وابن سمعان، وموسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح، ومحمد بن اسحاق، ويحيى بن عبيد الله، وجعفر بن الحارث، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم. روى عنه سفيان الثوري- وهو من شيوخه-، وعبد الله بن وهب، وضمرة ابن ربيعة، ومعمر بن سليمان، وهشام بن عمار، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وأبو عبيدة عتبة بن رزين الألهاني، ويحيى بن معين وعبد الله بن المبارك، وهرون بن معروف، وبقية بن الوليد، وسليمان بن عبد الرحمن، وأبو داود الطيالسي، والأبيض

ابن الأغر، ومحمد بن اسحاق، والفرج بن فضالة، ويحيى بن حسان، والحسن بن عرفة، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وداود بن رشيد، وعلي بن عياش، ويزيد بن هرون، ومنصور بن أبي مزاحم، وابراهيم بن العلاء، ومحمد بن حمير، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، وشبابة بن سوار، وكثير بن الوليد، وأبو اليمان، وأبو معمر القطيعي، وأبو الجماهر، وزهير بن عباد، وأبو عبيد، وأبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي، والهيثم بن خارجة، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي، وأبو قتيبة مسلم بن قتيبة، وموسى بن أعين، ومروان بن محمد، والليث بن سعد، وحجاج بن محمد الأعور، والوليد بن مسلم، ومحمد بن بكار (128- ظ) بن الريان، وعبد الله بن صالح العجلي، وهشام بن عمار، وداود بن عمرو الضبي، وأبو ابراهيم الترجماني، ويحيى بن عثمان البصري، ويحيى بن يحيى، وعلي بن حجر، وشيبان بن عبد الرحمن. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، البغدادي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين- بقراءة أخي عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم ابن غيلان البزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثني اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا يحيى بن عثمان البصري قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن محمد بن اسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا فزع أحدكم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعذابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وان يحضرون فإنها لن تضره» «1» . قال: فكان عبد الله يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم، كتبها في صك وعلقها في عنقه. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي في

ببياباد «1» قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن ابراهيم المزكي، ح. قال أبو سعد: وأخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيان النسوي بنيسابور قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي قالا: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن بكر الورثاني يقول: سمعت أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة يقول: حدثنا عبد الصمد بن سعيد قال: حدثنا سليمان بن عبد يقول: سمعت يحيى بن صالح يقول: كنا نأتي اسماعيل ابن عياش فيكرمنا ويبرنا وينزلنا أشرف المنازل، ويقدم إلينا من الفواكه ما نتحير فيه من ألوان التفاحات والرمان والسفرجل، ويبرد لنا الماء بالثلج ويقول لنا: كلوا يا سادتي فإن الله تعالى وصف الجنة بصفة الصيف لفواكهها لا بصفة الشتاء فقال تعالى: «في سدر مخضود. وطلح منضود. وظل ممدود. وماء مسكوب. وفاكهة كثيرة. لا مقطوعة ولا ممنوعة» «2» . كتب إلينا المؤيد بن محمد الطوسي من نيسابور عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: حدثنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال: واسماعيل بن عياش مولى عنس «3» . أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي قال: أخبرنا (129- و) أبو القاسم عبيد الله بن عتاب بن عتاب بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عمير إجازة، ح. وأنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الأسدي عن أبي القاسم بن السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد، ح. وأخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا القاسم بن علي قال: أخبرنا نصر بن

مطكود قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عمير- قراءة- قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة السادسة: اسماعيل بن عياش، أبو عتبة الحمصي، عنسي. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: اسماعيل بن عياش، يكنى أبا عتبة. أنبأنا ابن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم محمد بن علي النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زادا بن خيرون: وأبو الحسين الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: اسماعيل بن عياش، أبو عتبة الحمصي، أراه العنسي، سمع شرحبيل ابن مسلم، ومحمد بن زياد، روى عنه ابن المبارك، ما روى عن الشاميين فهو أصح «1» . أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد فيما أذن لنا في روايته عنه، وسمعت منه بعضه (129- ظ) قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر السقاني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عتبة اسماعيل بن عياش الحمصي عن محمد بن زياد ويحيى بن سعيد الأنصاري، روى عنه ابن المبارك ويحيى بن يحيى «2» . قال أبو القاسم الحافظ: قرأنا على أبي عبد الله بن البناء عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر

ابن أبي خيثمة قال: واسماعيل بن عياش، يكنى أبا عتبة، حدثنا بذلك الوليد بن شجاع، وسمعت أبي يقول: كان اسماعيل بن عياش أحول «1» . قال الحافظ أبو القاسم «2» : أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الفتح سليم بن أيوب قال: أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي قال: حدثنا أبو القاسم علي ابن ابراهيم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول: اسماعيل بن عياش الحمصي الأزرق، أبو عتبة «3» . أخبرنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن القبيطي في كتابه إلينا من بغداد قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن علي بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي، قال: حدثنا عن عبد الله البغوي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثني أبو مسهر (130- و) قال حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري قال: كان أخي محمد بن مهاجر يقول لي: لا تسألني كما يسألني هذا الأحمر الحمصي، يعني اسماعيل بن عياش «4» . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة- إذنا- قال: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، ح. قال شيخنا ابن الحرستاني: وأنبأنا أبو القاسم نصر بن مقاتل بن مطكود قال: أخبرنا ابراهيم بن يونس بن محمد قال: أخبرنا أبو زكريا البخاري قال: أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال: وأما العنسي الحمصي بعين وسين مهملتين ونون فعدد كثير منهم: اسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسي الحمصي، وقال عبد الغني بن سعيد: عياش بالياء، معجمة باثنتين والشين معجمة. أنبأنا ابن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما عياش بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها وآخره شين معجمة، اسماعيل بن

مولد ابن عياش

عياش، أبو عتبة «1» . قال ابن ماكولا: وأما العنسي بالنون فجماعة منهم: اسماعيل ابن عياش، أبو عتبة العنسي «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري قال: وأما عياش تحت الياء نقطتان والسين منقوطة منهم: اسماعيل بن عياش الحمصي مشهور. (130- ظ) [مولد ابن عياش] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن رزق قال: أخبرنا اسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف قالا: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: ولد ابن عياش- يعني اسماعيل- سنة ست ومائة. قال الخطيب: وأخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: سألت عمرو بن عثمان عن اسماعيل بن عياش قال: قال أبي: قال ابن عيينة: مولد ابن عياش قبلي سنة ست. قال: وكيف ذهب عنه أصحابنا وأنا مولدي سنة ثمان؟! قال: قلت: يا أبا محمد وأنت بكّرت. قال: وأخبرنا الطناجيري قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا اسحاق بن موسى الرملي قال: سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت يزيد بن عبد

ربه يقول: كان مولد اسماعيل بن عياش سنة اثنتين ومائة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة «1» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ عمي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني يزيد بن عبد ربه قال: ولد اسماعيل بن عياش سنة ست ومائة «2» . (132- و) أخبرنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس في كتابه إلينا من بغداد قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن علي بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن فضيل قال: سمعت سعيد بن عمرو يقول: سمعت بقية يقول: كانت إذا جاءت مسألة الى اسماعيل بن عياش يقول: اذهبوا بها الى ذلك الغلام. قال بقية: وإنما بيني وبينه خمس سنين، ولد سنة خمس ومائة وولدت سنة عشر ومائة. قال: وأخبرنا أبو أحمد الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عنبسة قال: حدثنا أبو التقى قال: قال لي بقية: قال لي عبد الله بن صالح الهاشمي: يا أبا يحمد أيكما أكبر أنت أو اسماعيل بن عياش؟ قلت: مولد اسماعيل سنة ثمان ومائة ومولدي سنة اثنتي عشرة ومائة. قال: فقال عبد الله: إنكما لترب «3» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ. قال الخطيب: وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثني أبي

قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه بالبصرة قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: ما رأيت رجلا أكبر نفسا من اسماعيل (132- ظ) ابن عياش، كنا إذا أتيناه الى مزرعته لا يرضى لنا إلا بالخروف والخبيص، وسمعته يقول: ورثت عن أبي أربعة آلاف دينار فأنفقتها في طلب العلم. قال الخطيب: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا الفضل بن زياد قال: قال أحمد بن محمد بن حنبل: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من اسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم. قال: وحدثنا يعقوب قال: كنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند اسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم. قال: وسمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا لهم رغبة في العلم وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة، وكانوا يقولون: نجهد في الطلب، ونتعب أبداننا، ونغيب فإذا جئنا وجدنا كلما كتبنا عند اسماعيل. قال يعقوب: وتكلم قوم في اسماعيل، واسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث الشام، ولا يدفعه دافع، وأكثر ما تكلموا قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين. وقال الخطيب: أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدثنا ابن صدقة قال: قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: اسماعيل بن عياش ثقة، والعراقيون يكرهون حديثه «1» . أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثني أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن اسماعيل بن عياش فقال: ليس به بأس، من أهل الشام، والعراقيون يكرهون حديثه.

قيل ليحيى: أيما أثبت بقية أو اسماعيل بن عياش؟ فقال: كلاهما صالحان. وقال ابن عدي الحافظ: حدثنا محمد بن علي بن اسماعيل قال: حدثنا عثمان ابن سعيد الدارمي قال: قلت ليحيى بن معين (133- و) فاسماعيل بن عياش كيف هو عندك؟ قال: أرجو أن لا يكون به بأس. قال ابن عدي: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز عن عباس عن يحيى قال: كان اسماعيل بن عياش أحب الى أهل الشام من بقية، وقد سمع ابن عياش من شرحبيل، وابن عياش ثقة وهو أحب إليّ من فرج بن فضالة «1» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا أبو موسى ابن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا سليمان بن أشعث قال: سمعت يحيى بن معين قال: اسماعيل بن عياش ثقة. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن إجازة، وأخبرنا عنه عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن الخليل قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب قال: حدثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلال قال: حدثنا مروان قال: حدثنا محمد بن مهاجر قال: قال لي أخي عمرو بن مهاجر: ليس يحسن تسأل، ألا تسألني مسألة، هذا الأزيرق ما سألني أحد أحسن مسألة منه، يعني اسماعيل بن عياش. قال محمد: فقلت له: كيف أريد أن أكون أنا مثل هذا، وهذا فقيه. قال أبو البركات: وأخبرنا عمي الحافظ قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدثني أبو البركات بن أبي (133- ظ) طاهر الفقيه عنه قال: أخبرنا رشاء بن نظيف- إجازة- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي- ونقلته من خطه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي قال: حدثنا عبد الصمد

ابن سعيد بن عبد الله بن يعقوب الحمصي قال: سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت أبا اليمان يقول: كان منزل اسماعيل بن عياش الى جانب منزلي، فكان يحيى الليل، فكان ربما قرأ، ثم قطع، ثم رجع فقرأ من الموضع الذي قطع منه، فلقيته يوما فقلت: يا عم قد رأيت منك شيئا وقد أحببت أن أسألك عنه، إنك تصلي من الليل، ثم تقطع ثم تعود الى الموضع الذي قطعت فتبتدي منه؟ فقال: يا بني ما سؤالك عن ذلك؟ قلت: أريد أن أعلم، قال: يا بني إني أصلي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب الذي أخرجتها فأقطع الصلاة فأكتبه فيه، ثم أرجع الى صلاتي فأبتدى من الموضع الذي قطعت منه. فقال: أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم عن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد أحمد الفرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي قال: حدثنا عثمان بن صالح قال: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد، فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا عن ذلك، وكان أهل حمص ينتقصون علي بن أبي طالب حتى نشأ فيهم اسماعيل بن عياش فحدثهم (134- و) بفضائله فكفوا عن ذلك. وقال: أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثني جدي يعقوب قال: حدثني أحمد بن داود الحراني قال: سمعت عيسى بن يونس، وذكر اسماعيل بن عياش فقال: أبو عتبة، هو أرشدني الى الشاميين. وقال أبو القاسم: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: حدثنا أبي قال: سمعت سليمان بن أحمد الواسطي يقول: سمعت

يزيد بن هرون يقول: ما رأيت شاميا ولا عراقيا أحفظ من اسماعيل بن عياش «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا-. وأخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي، قالا: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قال أخبرنا أبو أحمد ابن عدي قال: حدثنا يوسف بن الحجاج قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما رأيت أحفظ من اسماعيل بن عياش، ما أدري ما سفيان الثوري «2» . أخبرنا أبو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر (134- ظ) الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا اسماعيل بن علي الخطبي قال: قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي لداود بن عمرو الضبي، وأنا أسمع: يا أبا سليمان كان يحدثكم اسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه؟ قال: نعم، ما رأيت معه كتابا قط، فقال له: قد كان حافظا، كم كان يحفظ؟ قال: شيئا كثيرا، قال له: كان يحفظ عشرة آلاف؟ قال: عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف، قال أبي: هذا كان مثل وكيع. قال الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني أبو أحمد قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال: سمعت علي بن عبد الله بن جعفر يقول: رجلان هما صاحبا حديث بلديهما: اسماعيل بن عياش وعبد الله بن لهيعة. وقال الخطيب: أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي

الآجري قال: سمعته- يعني أبا داود السجستاني يقول: قال يزيد بن هرون: ما رأيت عربيا أحفظ من اسماعيل بن عياش، قال أبو داود: قدم اسماعيل قدمتين، قدم هو وجرير بن عثمان الكوفة في مساحة أرض حمص، وقدمة قدمها الى بغداد، سمع منه البغداديون، وسمع يزيد بن هارون من اسماعيل بن عياش ببغداد في القدمة الاولى. قال الخطيب: وأخبرنا الحسين- (135- و) بن علي الصيمري قال: أخبرنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مضيت الى اسماعيل بن عياش فرأيته قاعدا عند دار الجوهري على غرفة وما معه إلا رجلين ينظران في كتابه، فرجعت ولم أسمع شيئا، وكان يحدثهم بنحو من خمسمائة في اليوم أكثر أو أقل، وهم أسفل وهو فوق، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة الى الليل. وزاد غيره عن يحيى: فرجعت ولم أسمع شيئا «1» . أخبرنا به أبو الفرج بن القبيطي كتابة قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا عباس عن يحيى قال: مضيت الى اسماعيل بن عياش فرأيته عند دار الجوهري قاعد على غرفة ومعه رجلان ينظران في كتابه، فيحدثهم خمسمائة في اليوم، أقل أو أكثر، وهم أسفل وهو فوق، فيأخذون كتابه فينسخونه من غدوة الى الليل، قال يحيى: فرجعت ولم أسمع شيئا. وقال ابن عدي: وذكر عبد الرحمن بن أبي بكر بن عياش عن يحيى، وذكر عنده ابن عياش فقال: كان يقعد ومعه ثلاثة أو أربعة فيقرأ كتابا والناس مجتمعون، ثم يلقيه إليهم فيكتبونه جميعا، ولم ينظر في الكتاب إلا أولئك الثلاثة أو الأربعة. وشهدت ابن عياش وهو يحدث هكذا فلم أكن آخذ منه شيئا ولكني شهدته يملي إملاء فكتبت عنه.

قال ابن عدي: حدثنا يوسف بن الحجاج (135- ظ) قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: لم يكن بالشام بعد الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز مثل اسماعيل بن عياش «1» . أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: وأخبرني الحسن ابن محمد الخلال قال: حدثنا يوسف بن عمر القواس قال: سمعت أبا طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى ابن معين يقول: قدم علينا اسماعيل بن عياش فنزل شارع عمرو الرومي فقعد على روشن وقرأ على الناس صحيفة ورمى بها إليهم، فلم آخذ منها شيئا لأني لم أكن أنظر فيها «2» . أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي البركات في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب المداني قال: حدثنا أبو هاشم السلمي قال: حدثنا القاسم بن عيسى العصار قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن يعقوب الجورجاني قال: سألت أبا مسهر عن اسماعيل بن عياش وبقية فقال: كل كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثه عن الثقات فهو ثقة، أما اسماعيل بن عياش فقلت لأبي اليمان: ما أشبه حديثه بثياب سابور يرقم على الثوب المائه ولعل شراءه دون عشرة، قال: من أردى الناس عن الكذابين، وهو في حديث الثقات من الشاميين أحمد منه في حديث غيرهم. أنبأنا ابن القبيطي قال: أخبرنا ابن الآبنوسي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا ابن عدي قال: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: سألت أبا مسهر عن اسماعيل بن عياش وبقية فقال: كل كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثهم عن الثقات فهو ثقة. قال: وقال النسائي: اسماعيل بن عياش ضعيف «3» .

وقال ابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: اسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين فهو أصح. وقال ابن عدي: حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة قال: حدثنا أبو طالب أحمد ابن حميد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين صحيح وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح. وقال ابن أبي عصمة: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اسماعيل بن عياش ما روى عن الشاميين فهو صحيح وما روى عن (136- و) أهل المدينة وأهل العراق ففيه ضعيف يغلط. وقال ابن عدي: حدثنا ابن حماد قال: حدثني عبد الله بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن اسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عن الشيوخ الثقات مثل محمد ابن زياد وشرحبيل بن مسلم، قلت ليحيى: كتبت عن اسماعيل بن عياش؟ قال: نعم سمعت منه شيئا. قال عبد الله: وقد حدثنا عنه يحيى بن معين وهرون بن معروف قالا: حدثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الزعيم غارم» «1» . أخبرنا أبو محمد بن رواج- إذنا- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: سمعت المبارك بن عبد الجبار الصيرفي يقول: سمعت أبا مسلم الليثي يقول: سمعت علي بن أبي بكر الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي يقول: وسمعته- يعني الحاكم أبا عبد الله- يقول: اسماعيل بن عياش مع جلالته إذا انفرد بحديث لم يقبل منه لسوء حفظه. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا هبة الله بن محمد ابن جيش الفراء قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين- وذكر عنده اسماعيل بن عياش- فقال: كان ثقة فيما روى عن أصحابه أهل الشام، فما روى عن غيرهم فخلط فيها.

قال: وأخبرنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن شهريار الأصبهاني قال: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وما روى منه عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع فخلط في حفظه عنهم. وقال الخطيب: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا الحسين بن علي التميمي قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق الأسفراييني قال: حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألته- يعني (136- ظ) أحمد بن حنبل- عن اسماعيل بن عياش فحسن روايته عن الشاميين، وقال: وهو فيهم أحسن حالا مما روى المدنيين وغيرهم. قال: وأخبرنا البرقاني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه العرزمي قال: أخبرنا الحسين بن ادريس الانصاري قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: وسألت أحمد عن اسماعيل بن عياش فقال: ما حدث عن مشايخهم، قلت: الشاميين؟ قال: نعم، فأما حديث غيرهم فعنده مناكير. وقال الخطيب: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سألت عليا- يعني ابن المديني- عن اسماعيل بن عياش فقال: كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام، فأما ما روى عن غير أهل الشام ففيه ضعيف. قال الخطيب: وأخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: واسماعيل بن عياش ثقة عند يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة، وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطراب كثير، وكان عالما بنا حيته. قال: وأخبرنا ابن الفضل القطان قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا سهل بن أحمد الواسطي قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: واسماعيل ابن عياش إذا حدث عن أهل بلاده فصحيح، فإذا حدث عن أهل المدينة مثل هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد، وسهل بن أبي صالح، فليس بشيء «1» .

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي (137- و) قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله- إجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سألت أبي عن اسماعيل بن عياش فقال: هولين يكتب حديثه، لا أعلم أحدا كف عنه إلا أبو اسحاق الفزاري. قال: وسمعت أبي يقول: وسئل ابراهيم بن موسى عن اسماعيل بن عياش كيف هو في الحديث؟ قال: كان حسن الخضاب. وسئل أبو زرعة عن اسماعيل بن عياش فقال: صدوق إلا أنه غلط في حديث الحجازيين والعراقيين. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت وكيعا يقول: قدم علينا اسماعيل بن عياش فأخذ مني أطرافا لاسماعيل بن أبي خالد، فرأيته يخلط في أخذه. قال أحمد بن أبي الحواري: قال لي وكيع: يروون عندكم عنه؟ فقلت: أما الوليد ومروان فيروون عنه، وأما الهيثم بن خارجة ومحمد بن إياس فكأنّهم، قال: رأي شيء الهيثم وابن اياس، انما أصحاب البلد الوليد ومروان «1» . كتب الينا المؤيد بن محمد الطوسي من نيسابور غير مرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، ح. وأخبرنا أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الحيّاني قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن أحمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد ابن عمرويه الجلودي قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن سفيان قال: سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول: (137- ظ) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا زكريا بن عدي قال: قال لي أبو اسحاق الفزاري: اكتب عن بقيّة ما روي عن المعروفين، ولا تكتب عنه ما روي عن غير المعروفين، ولا تكتب عن اسماعيل بن عياش ما روي عن المعروفين ولا عن غيرهم.

أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفتح الكروخي قال: أخبرنا أبو عامر محمود بن القاسم، وأبو نصر الغورجي، وأبو بكر التاجر، قالوا: أخبرنا أبو محمد الحرّاني قال: أخبرنا أبو العباس المحبوبي قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذي قال: سمعت محمد بن اسماعيل يقول: ان اسماعيل بن عياش يروي عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير، كأنه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به، وقال: انما حديث اسماعيل بن عياش عن أهل الشام. وقال أحمد: اسماعيل بن عياش أصلح من بقيّة، ولبقيّة أحاديث مناكير عن الثقات. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور قال: سمعت أبا سعيد بن رميح يقول: سمعت عمر بن رميح بحير يقول: سألت محمد ابن اسماعيل البخاري عن اسماعيل بن عياش فقال: اذا حدث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدث عن غير أهل بلده ففيه نظر «1» . قال الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو جعفر العقيلي قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أبو صالح الفراء قال: قلت لابي اسحاق (138- و) الفزاري: إني أريد مكة وأريد أمر بحمص وثم رجل يقال له اسماعيل بن عياش فأسمع منه؟ قال: لا ذاك رجل لا يدري ما يخرج من رأسه. وقال الخطيب: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال علي بن المديني: ضرب عبد الرحمن على حديث اسماعيل بن عياش، وعلى حديث المبارك بن فضالة. وقال الخطيب: أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم الطرسوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: اسماعيل بن عياش ضعيف الحديث.

أنبأنا أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة الحراني قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: كتب الى محمد بن الحسن بن علي بن بحر: حدثنا عمرو بن علي قال: كان عبد الرحمن لا يحدث عن اسماعيل بن عياش، فقال له رجل مرة: حدثنا أبو داود عن أبي عتبة، فقال له عبد الرحمن: هذا اسماعيل بن عياش، فقال له الرجل: لو كان اسماعيل لما كتب عنه شيئا، فسألت عنه أبا داود «1» فقال: حدثنا اسماعيل بن عياش أبو عتبة. قال أبو أحمد بن عدي: اسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي، وذكر له أحاديث لم يروها غيره، ثم قال: وهذه الأحاديث من أحاديث الحجاز ليحيى بن سعيد، ومحمد بن عمر، وهشام بن عروة، وابن جريج، وعمر بن محمد، وعبيد الله الوصّافي، وغير ما ذكرت من حديثهم ومن حديث (138- ظ) العراقيين، اذا رواه ابن عياش عنهم فلا يخلو من غلط يغلط فيه اما ان يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصلة أو موقوفا يرفعه، وحديثه عن الشاميين اذا روى عنه ثقة فهو مستقيم، وفي الجملة اسماعيل بن عياش ممن يكتب حديثه ويحتج به خاصة في حديث الشاميين «2» . أخبرنا أبو القاسم بن محمد القاضي اجازة عن زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر فيما قرأته عليه قال: قرىء على أبي بكر محمد بن اسحاق وأنا أسمع قال: لا أحتج باسماعيل بن عياش. وأنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن منير قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: اسماعيل بن عياش ضعيف. أنبأنا زيد بن الحسن البغدادي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو بكر الشامي قال: أخبرنا أبو الحسن العقيقي قال: حدثنا يوسف بن أحمد قال: أخبرنا

أبو جعفر قال: حدثنا زكريا بن يحيى، ومحمد بن زكريا البلخي قالا: حدثنا محمد بن المثنى قال: ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن اسماعيل بن عياش شيئا قط. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن محمد بن ناصر عن أبي الفضل التميمي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو عتبة اسماعيل بن عياش الحمصي ليس ممن يعتمد عليه. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: اسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عتبة العنسي من أهل حمص، سمع محمد بن (139- و) زياد الالهاني، وشرحبيل بن مسلم، وبحير ابن سعد، وأبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وسهيل ابن أبي صالح، وعبد الله بن عثمان بن خثيم. روى عنه سليمان الأعمش، وفرج بن فضالة، وعبد الله بن المبارك، ويزيد ابن هرون، وأبو داود الطيالسي، وعبد الله بن صالح العجلي، ومحمد بن بكار ابن الريان، وأبو ابراهيم الترجماني وداود بن عمر الضبي، والحسن بن عرفة العبدي، وكان اسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور، وولاه خزانة الكسوة، وحدث ببغداد حديثا كثيرا «1» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: اسماعيل بن عياش بن سليم أبو عتبة العنسي الحمصي، روى عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، ومحمد بن زياد الالهاني وبحير بن سعد، وثور بن يزيد، وأبي بكر بن أبي مريم، وعمرو بن قيس السكوني، وعمرو ومحمد ابني مهاجر، وضمضم بن زرعة، والأوزاعي، وهشام بن الغاز الشاميين، وعطاء بن عجلان، وعمر بن محمد بن زيد العمري، وسهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن عثمان بن خثيم المكي، وابن سمعان، وابن جريج، ويحيى ابن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عمرو، وهشام بن عروة، واسحاق بن عبيد الله بن أبي فروة الحجازيين، والحجاج بن أرطاة، وسفيان الثوري، وروى عن الأعمش، وروى عنه سفيان الثوري، والليث بن

سعد، ومحمد بن اسحاق، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله (139 ظ) بن وهب، وضمرة بن ربيعة، وحجاج بن محمد الأعور، ومعتمر بن سليمان، ومروان بن محمد الاسدي، والوليد بن مسلم، وموسى بن أعين، وهشام بن عمار، وسليمان ابن عبد الرحمن، وبقية بن الوليد، وأبو داود الطيالسي، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، والفرج بن فضالة، ويزيد بن هرون، ويحيى بن حسان، ويحيى بن معين، وعبد الرحمن واقد الواقدي، وهرون بن معروف، والهيثم بن خارجة، والحسن بن عرفة، ومنصور بن أبي مزاحم، وكثير بن الوليد، والأبيض بن الأغر، وأبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي، وأبو عبيدة عبيد بن رزين الألهاني، وعبد الوهاب بن الضحاك، وابراهيم بن العلاء، ومحمد بن حميد، وأبو اليمان، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، وأبو مسهر، وأبو معمر الطّيعي، وداود بن رشيد، وعلي بن عياش، وأبو الجماهير، وزهير بن عباد، وشبابة بن سوار، وأبو عبيد، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وغيرهم. وكان حجاجا، وكانت طريقه على دمشق، حج بضع عشرة حجة، وبعثه أبو جعفر المنصور الى دمشق، فعدّل أرضها الخراجية. وقال: أخبرنا عمي الحافظ: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني يزيد بن عبد ربه قال: ولد اسماعيل بن عياش سنة ست ومائة، ومات سنة إحدى وثمانين «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل (140- و) القاضي قال: مات أبو عتبة اسماعيل بن عياش الحمصي الأزرق في سنة إحدى وثمانين ومائة، وكان ينزل بغداد، وولاه المنصور خزانة الكسوة. قال الخطيب: أخبرنا محمد بن الحسين المتوشي قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثنا الحسن بن علي قال: سمعت حيوة بن شريح يقول: مات اسماعيل بن عياش سنة إحدى وثمانين.

وقال الخطيب: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: سمعت الحجاج بن محمد الخولاني قال: مات اسماعيل ابن عياش سنة إحدى وثمانين ومائة، يوم الثلاثاء لست مضين من جمادى «1» . أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: قال أبو عبد الله: وابن عياش فيها مات- يعني سنة إحدى وثمانين ومائة. أنبأنا ابن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم محمد بن علي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني- قالا: أخبرنا: أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: قال لنا حيوة: مات- يعني اسماعيل بن عياش- سنة إحدى وثمانين ومائة. أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي غالب بن البناء عن عبيد الله بن أحمد الكوفي، ح. (140- ظ) . قال أبو حفص المؤدب: وأخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد الكوفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال: أخبرنا عبد الله بن أبي داود قال: حدثنا ابن مصفى قال: واسماعيل بن عياش توفي يوم الثلاثاء لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين ومائة. قال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: في

خامسة أهل الشامات: اسماعيل بن عياش، ويكنى أبا عتبة، حمصي مات سنة اثنتين وثمانين ومائة «1» . أنبأنا أبو حفص قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني عباس قال: حدثنا أبو مسلم قال: مات اسماعيل بن عياش سنة اثنتين وثمانين. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص- إجازة- قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة اثنتين وثمانين ومائة، فيها مات (141- و) اسماعيل بن عياش بحمص. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الخامسة من أهل الشام اسماعيل بن عياش، ويكنى أبا عتبة، حمصي، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عبدان الجدري في كتابه الينا من شيراز قال: حدثنا أحمد بن حمدان بن الخضر قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات اسماعيل بن عياش الحمصي، يكنى أبا عتبة.

حرف الغين في آباء من اسمه اسماعيل

قال الخطيب: وأخبرنا أبو سعيد بن حسنوية قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: مات اسماعيل بن عياش سنة اثنتين وثمانين ومائة. قال الخطيب: وأخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن علي الابار قال: سألت عمرو بن عثمان عن اسماعيل بن عياش متى مات قال: سنة إحدى أو اثنتين وثمانين «1» . (141- ظ) . حرف الغين في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن غازي بن عبد الله النقيب: أبو محمد الحراني، حكي عن زاكي المجنون الحراني، وكان يرجع إلى فضل وخير، روى عنه ابنه ابراهيم الذي قدمنا ذكره، ذكر لي ذلك رفيقنا أبو محمد عبد الرحمن بن شجانة الحراني، وحكى لنا عنه، وذكر لي أنه دخل حلب غير مرة. أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شجانة الحراني بها قال: أخبرني ابراهيم بن اسماعيل النقيب قال: قال أبي: خرجت من حرّان الى الموصل في زمن الشتاء والوحل والأمطار، وكانت جمال الناس تقع كثيرا، وقاسى الناس شدة عظيمة، وكنت أخشى على نفسي لما أعلم من ضعفي، فنمت فسمعت قائلا يقول: ألا أعلمك شيئا إذا قلته لم يقع جملك وتأمن به؟ فقلت له: بلى والله ولك الأجر، فقال لي: قل: «إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا «2» » الآية، فقلتها فما وقع جملي حتى دخلنا الموصل، وهلك للناس شيء كثير من سقوط جمالهم وسلم ما معي. أنشدني أبو محمد بن شجانة قال: أنشدني أبو اسحاق الحراني قال: أنشدني أبي اسماعيل قال: سمعت زاكي المجنون الحراني ينشد:

حرف الفاء في آباء من اسمه اسماعيل

قد تحرق النار من له كبد ... فمن هو النار كيف يحترق قالوا: به جنّة ولو علموا ... أن جنوني به لما نطقوا (142- و) توفي أبو محمد النقيب بإربل. حرف الفاء في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن فضائل بن سعيد: أبو محمد البدليسي الصوفي، من أهل بدليس، إحدى بلاد أخلاط، قدم الشام منها واجتاز بحلب أو ببعض عملها في طريقه. ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخه بما أنبأنا به أبو البركات الحسن ابن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: اسماعيل بن فضائل بن سعيد، أبو محمد البدليسي، من أهل بدليس من بلاد أرمينية، قدم دمشق، ونزل دويرة الصوفية «1» مدة ثم جعل اماما في الجامع، وسكن دار الخيل، وكان متصوفا، قليل التبذل، حافظا للقرآن بروايات، ملازما لبيته، فأقام اماما في الجامع نيفا وثلاثين سنة الى ان ظهر عليه شيء في اعتقاده من ميله الى التشبيه، فعزل عن الإمامة في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ونصب أبو محمد بن طاوس مكانه، وجرت في ذلك تعصبات ومرافعات الى الوالي، فاستقر الامر على أنه لا يتقدم في الجامع غير امام الشافعية، وامام الحنفية لا غير، وبقي الأمر كذلك مدة، وكان البدليسي في ابتداء أمره صوفيا مجردا، حكي عنه أنه كان في الدويرة، فاذا أصابه احتلام اغتسل بالماء البارد، فقال له بعض الناس: لو جعلت تحت سجادتك صحيحا تدخل به الحمام، فقال: أنا أظهر التصوف فكيف أدخر شيئا (142- ظ) ثم أثرى بعد ذلك من التجار فيما كان يأخذه من الأجر على الصلاة، ومن قبول الصلات، واشترى بستانا، ومات وخلف قطعة من المال، وكانت وفاته في الثالث من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، ودفن ببستانه من أرض كفر يا مقرى «2» .

اسماعيل بن الفضل:

اسماعيل بن الفضل: حدث بطرسوس عن أبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، روى عنه أحمد بن محمد بن هرون الخلال، وسمع منه بطرسوس. حرف القاف في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الامام: أبو القاسم الحلبي الخياط المؤدب، وبعضهم ينسبه المصري، كان حلبيا، وأظنه سكن مصر فنسب اليها، ثم سكن دمشق، وحدث بحلب، وحمص، وحماة، ودمشق. سمع بحلب: أبا العباس يحيى بن علي بن هاشم الكندي، ومحمد بن أحمد ابن عبد الله الرافقي وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وأبا الفضل العباس بن الفضل بن حبيب الدباج السامري الحافظ، وبأنطاكية اسحاق بن أبي عبد الرحمن الأطروش، وأبا الطاهر الحسين بن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وأبا العباس الوليد ابن عبد العزيز بن أبان، وأبا الحسن يعقوب بن اسحاق بن أبي عبد الرحمن العطار الأنطاكيين، وبطرسوس أبا عبد الله محمد بن أحمد السوانيطي، وأبا عبد الله محمد بن يزيد الذرقي، وبأذنة أبا عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني، وروى عنهم وعن أبي أحمد العباس بن (143- و) الفضل بن جعفر المكي، ومكحول البيروتي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسين، المعروف بابن أبي نضلة، وأبي الحسن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن يزيد العسقلاني، وابن خيرة الرقي. روى عنه أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي الحمصي، وأبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، والقاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله ابن ابراهيم الطرسوسي، وأبو الحسن علي بن محمد بن الطيوري الحلبي الفقيه، وأبو الفتح المؤيد بن أحمد بن علي الخطيب، وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله ابن الجبان، وعبد الوهاب الميداني، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي، وأبو الحسين علي بن عبد القاهر الأزدي الصايغ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي الصوفي، وأبو علي الحسن بن علي بن شواش،

وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو الحسن عبيد الله بن الحسن بن أحمد بن الوراق، ومكي بن محمد بن العمر، وأبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان المعري. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي بقراءة أبي عليه قال: أخبرنا القاضي الخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الحلبي بحمص يوم الجمعة لسبع وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب (143- ظ) عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا؟ فقال: «ما لي وللدنيا، وما للدنيا وما لي، والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلّا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» «1» . أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل، أبو القاسم المصري الخياط المؤدب، كان يسكن باب كيسان «2» ، روى عن محمد بن أحمد بن عبد الله الرافقي نزيل حلب، وأبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأذني، وأبي الطاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وأبي عبد الله محمد بن يزيد الدرقي نزيل طرسوس، ومكحول البيروتي، وأبي العباس الوليد بن أبان الأنطاكي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، المعروف بابن بصلة، وأبي العباس يحيى بن علي بن هاشم الكندي الحمصي.

وأبي الحسن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن يزيد العسقلاني، وأبي يعقوب اسحاق ابن أبي عبد الرحمن الأنطاكي العطار، وأبي الفضل العباس بن الفضل الدباج البغدادي نزيل حلب. روى عنه تمام بن محمد، وعبد الوهاب الميداني، وأبو نصر بن الجبان، ومكي ابن محمد بن الغمر، وأبو الحسين علي بن عبد القاهر الأزدي الصائغ، وأبو المعمر المسدد بن علي الحمصي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي وأبو علي الحسن بن علي بن شواش، وأبو الحسن (144- و) عبد الله بن الحسن ابن أحمد الوراق، وشعيب بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو العباس أحمد ابن محمد بن زكريا النسوي الصوفي «1» . كذا قال الحافظ أبو القاسم في ذكر شيوخ أبي القاسم هذا: يحيى بن علي بن هاشم الكندي الحمصي، وليس بحمصي، بل هو يحيى بن علي بن محمد بن هاشم الخفاف الكندي الحلبي مولدا ودارا، وستأتي ترجمته في موضعها من كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. وذكر في جملة شيوخه أيضا: أبا الفضل العباس بن الفضل الدباج البغدادي نزيل حلب، فذكرناه نحن أيضا اعتمادا على قول الحافظ، وتقليدا له، وفي النفس منه شيء، فإنني أخشى أن يكون أبا أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي، فإنه من شيوخ اسماعيل الحلبي، ووقع لنا جزء من حديثه رواه لنا شيخنا أبو القاسم ابن صصرى، وقد أوردنا حديثا منه في أول الترجمة، وروى في ذلك الجزء عن العباس بن الفضل بن جعفر المكي، فلعل روايته عن العباس بن الفضل المكي وقعت الى الحافظ أبي القاسم فظنه العباس بن الفضل الدباج، فعده من جملة شيوخه، وليس منهم، ولم يقع إليّ ما يدل على أنه روى عن الدباج غير ما ذكره الحافظ، والدباج هو من أقران أبي القاسم الحلبي فنهبت على ذلك الى أن يتضح الامر فيه ان شاء الله تعالى.

اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان:

مات أبو القاسم اسماعيل بن القاسم الحلبي بعد ذي القعدة من سنة سبعين وثلاثمائة، فانه حدث بحمص في هذا التاريخ كما أوردناه في الحديث الذي أسندناه. (144- ظ) . اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان: أبو العتاهية، وقيل اسمه القاسم بن اسماعيل، وقيل اسمه ابراهيم، وكنيته أبو اسحاق، وأبو العتاهية لقب له، وبكنى كيسان أبا سويد، وقيل كيسان لقب جد أبيه، وأبو سويد اسمه، ولقب كيسان في صغره لذكائه وكيسه، وهو مولى لعنزة، قيل هو مولى عباد بن رفاعة العنزي، وقيل هو مولى لعطاء بن محجن، وقيل انه كان بائع جرار، وكان شاعرا سهل الألفاظ حلوها، قادرا على النظم، غزا مع هرون الرشيد غزاته التي فتح فيها هرقلة «1» ، ومدحه عند فتحها بأبيات سنذكرها ان شاء الله تعالى. لقي أبو العتاهية بقية بن الوليد، وأظنه كتب عنه، وروى عن سليمان بن مهران الاعمش. روى عنه ضرام- وقبل صدام، وقيل صدران- بن ريحان بن جميل، ويحيى ابن معين، والرياشي، وأشجع السلمي، وأبو سلمة الغنوي، وأبو أيوب سليمان ابن أبي شيخ، وابراهيم بن أبي شيخ، وأحمد بن الحسن الصوفي، ويعقوب السواق، وعبد الله بن الضحاك، واسحاق بن ابراهيم الموصلي، واسحاق بن أحمد ابن نهيك، وأبو الشمقمق، ومساور السياف، وابنه محمد بن أبي العتاهية، وأبو رياح، وسلم بن وارع الخواص، وعلي بن عبيدة الريحاني، ومنصور بن عمار الزاهد، وأبو الحواجب محمد بن يحيى الأنصاري، وأبو توبة صالح بن عبد الله بن زياد بن دراج، وأحمد بن علي بن مرزوق، ومشرف بن سعيد، وأبو سعيد محمد بن النعمان، وحسن بن شقرة، وأبو شعيب الحجام، ومخارق المغني

ومحمد بن صالح العدوي، ومحمد بن عيسى الحربي، وأبو دعامة اسماعيل بن علي، ومحمد بن عمرو الطرسوسي الشاعر، وداود بن يحيى بن عيسى بن النجار (145- و) . أخبرنا لؤلؤ بن عبد الله الحارمي الغنوي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا محمد بن بركات السعيدي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله القضاعي قال: حدثنا أبو حازم محمد بن الحسين بن محمد ابن خلف بن الفراء البغدادي- املاء من كتابه- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه- قراءة عليه- قال: حدثنا أبو صخر مالك بن الحسن بن مالك بن الحكم بن سنان بن عصام بن خشيته بن أسود بن مرثد بن عوف بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم قال: حدثنا أبو الحسن صعصعة بن الحسين الرقي الأنصاري حافظ ثقة- بمرو قال: حدثنا محمد بن ضرام بن ريحان بن جميل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو العتاهية القاسم بن اسماعيل «1» الشاعر، ح. وأخبرنا به عاليا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن فيه- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن طلحة قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد ابن سهل الفارسي- قدم علينا من مرو حاجا- قال: حدثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحكم بن سنان السعدي المروزي من لفظه بمرو قال: حدثنا صعصعة بن الحسين الرقي بمرو قال: حدثنا محمد بن صدام بن ريحان بن جميل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو العتاهية الشاعر اسماعيل بن القاسم قال: حدثنا سليمان بن مهران الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كثر- وقال أحمد بن محمد بن غالب: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» «2» . ونقلت هذا الحديث من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وذكر أنه انتخبه من من أصول سماعات القاضي أبي الطيب الجنزي، وقرأه عليه، وأنبأنا به أبو القاسم

عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن المسدد بن المظفر الجنزي بثغر جنزة «1» قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري بثغر تفليس «2» قال: أخبرنا حمزة بن عبد العزيز بن محمد المهلبي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري قال: حدثنا مصعب بن الحسين الرقي قال: حدثنا محمد بن صدران بن ريحان بن جميل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو العتاهية، واسمه القاسم بن اسماعيل الشاعر، قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» (145- ظ) أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، أبو اسحاق العنزي، المعروف بأبي العتاهية الشاعر، أصله من عين التمر «3» ، ومنشأه الكوفة، ثم سكن بغداد، وأبو العتاهية لقب لقّب به لاضطراب كان فيه، وقيل بل كان يحب المجون والخلاعة، فكني لعتوه أبا العتاهية وهو أحد من سار قوله، وانتشر شعره، وشاع ذكره، ويقال: ان أحدا لم يجمع له ديوانه بكماله، لعظمه، وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما، ثم نسك وعدل عن ذلك الى الشعر في الزهد، وطريقة الوعظ، فأحسن القول فيه وجود، وأربى على كل من ذهب ذلك المذهب، وأكثر شعره حكم وأمثال، وكان سهل القول، قريب المأخذ، بعيدا عن التكلف مقدما في الطبع. «4» . نقلت من أخبار أبي العتاهية «5» للآمدي- وذكر كاتبها أنه نقلها من خط الآمدي- قال: وكان مولد أبي العتاهية سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ويقال: بل ولد في سنة ثلاثين ومائة.

قال: وكان في صباه غلاما مليحا قصيفا، له وفرة جعدة سوداء. قال: وقال المبرد: بل كان قبيح الوجه، مليح الحركات والشمائل، حلو الانشاد، وكان منشأه الكوفة، وبها تأدب، وكان اعتزاؤه الى بني نصر بطن من عنزة بن أسد بن ربيعة، وكانت أم أبي العتاهية تدعى أم زيد بنت زياد، وكان زياد من عظماء أهل بخارى، (146- و) وكان انقطاع أبي العتاهية لما آثر الاتصال بالسلطان الى أبي عصمة حماد بن سالم الشيعي، من أهل كرمان، وسالم هذا مولى أبي الهندي الشاعر، فأثبت أبو عصمة اسم أبي العتاهية في ديوانه في خلافة المنصور وجعله أحد أصحابه الى أن صرف أبو عصمة فأسقط من الديوان. قال: وكان لأبي العتاهية ابن يقال له محمد، ويكنى أبا عبد الله، وابنتان يقال لأحدهما بالله والأخرى لله، وأمهم يقال لها هاشمية بنت عمرو اليمامي مولى معن بن زائدة، كان اشتراها واستولدها. وقال: وكان معن أعتق عمرا وولده، فلما توفي معن بيع ولد عمرو وهم: ابنان وأربع بنات، فاشترى أبو العتاهية هاشمية وأخويها. قال: وقيل كيسان جد أبيه لقب، وأبو سويد اسمه، ولقب كيسان في صغره لذكائه وكيسه، وكان من أهل عين التمر من النيف والسبعين صبيا الذين سباهم خالد في خلافة أبي بكر، ولم يكن فيهم من أولاد الأعاجم غير سيرين أبي محمد بن سيرين، فأمر بهم أبو بكر رضي الله عنه ففرقوا في عشائرهم، فدفع أبو سويد الى عباد بن رفاعة العنزي أحد بني نصر لأنه ذكر أنه من عنزة فتبناه، وكان معه بالكوفة في عسكر سعد بن أبي وقاص أيام القادسية، فلما أدرك كيسان نزل له عباد عن سرية كانت له وكان له منها ولد يقال له زيد، فولدت لكيسان ابنا سماه سويدا، وكان زيد بن عباد وسويد بن كيسان أخوين لأم، ثم ان عبادا وكيسان توفيا وأعقب زيد بنين، ثم توفي فكان سويد الكافل لهم، والقائم بأمرهم، وولد (146- ظ) لسويد القاسم أبو أبي العتاهية، ومحمد واسماعيل وعبد الرحمن وحسان، فهؤلاء الأربعة عمومة أبي العتاهية.

ونقلت من كتاب المستنير «1» في أخبار الشعراء تأليف أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية الملقب بعتاهية قال: اسم أبي اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، وكنيته أبو اسحاق، وهو مولى لعباد ابن رفاعة العنزي، وكان كيسان جده من أهل عين التمر. قال المرزباني: وحدثني علي بن هارون قال: أخبرني أبي قال: أبو العتاهية اسمه اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة، يقال مولى لعطاء بن محجن العنزي، أحد بني نصر بن سعد بن حبّان، ويقال اسمه ابراهيم بن اسحاق ويكنى أبا اسحاق. قال: وذكر عافية بن شبيب عن علي بن بريد أن أبا العتاهية اسمه اسماعيل ابن ابراهيم، وكان جرارا من أهل الكوفة يبيع الخزف. وقال المرزباني: حدثني محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال: كان سبب اسم أبي حي، سمي اسماعيل أن أحد عمومته كان اسمه اسماعيل، وعمومته أربعة: محمد، واسماعيل، وعبد الرحمن، وحسان بنو سويد بن كيسان، وكان يقال انه من عنزة، وكان كيسان في وقت دخول خالد بن الوليد الكوفة صبيا صغيرا يتيما من أبويه جميعا، فكفله قرابة له، ولم يكن محمد ابنه يخبر من أمره أكثر من هذه الجملة. قال: فدخل خالد الناحية، وكيسان صغير يتيم، فوقع في يد (147- و) خالد مع عدة من الصبيان، فوجه بهم الى أبي بكر الصديق، وكان عباد بن رفاعة العنزي، أحد بني نصر بن سعد، وهم بطن من بني يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة ابن نزار حاضرا لأبي بكر وقت موافاته بالصبية، فلما سائلهم أبو بكر عن أنسابهم خبره كل واحد منهم بمبلغ معرفته بنسبه، ووقع في أذن عباد بن رفاعة من كيسان ذكر عنزة، فسأل أبا بكر هبته له، فأجابه الى ذلك بعد أن كان كيسان قد حصل لأبي بكر خالصا لنفسه، وكيسان لقب غلب عليه في قطنه «2» ، لكيسه وتوقده في حال

صعره وذكائه، فكان كيسان في يد عباد، وتبنّاه حتى شب، وأدخله معه الكوفة في معسكر سعد بن أبي وقاص يوم القادسية، وكان لعباد ابن من سرية له اسمه زيد، فلما بلغ كيسان مبلغ الرجال أعتق عباد أم ولده، وزوجه بها، فولدت له ابنا فسماه عباد بن رفاعة سويدا، فكان زيد بن عباد وسويد بن كيسان أخوين لأم، وتوفي عباد وبعده كيسان، وبلغ سويد مبلغ الرجال، وقد أعقب زيد أخوه لأمّه عدة بنين، وتوفي زيد أيضا، فكان سويد بن كيسان هو القائم بأمور ولد أخيه زيد، ورزق سويد الولد فكان من ذكور ولده: القاسم، ومحمد، واسماعيل، وعبد الرحمن، وحسان، ثم ان البعث ضرب على ولد زيد بن عباد مع قتيبة بن مسلم الى خراسان، فخرجوا جميعا، وأقام سويد بن كيسان عمهم وولده في ديارهم بالكوفة، وأعقب القاسم بن سويد ابنين وبنتا، فأحد الابنين (147- ظ) اسماعيل أبو العتاهية، وهو أصغر ولده، والآخر زيد وهو بكره، وانما سماه القاسم زيدا باسم عمه زيد بن عباد بن رفاعة، وكانت أم زيد واسماعيل بنت رجل من عظماء أهل بخارى يقال له زياد، ومن ولده يحيى بن جرير، كان بالكوفة له نسل، ويحيى هو ابن خال أبي العتاهية لحّا «1» ، وكان زياد جد أبي العتاهية من قبل أمه مولى محمد ابن هاشم بن عمرو بن عتبة الزهري، زهرة قريش، أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو بن مالك بن عتبة هو الذي كان على الناس يوم جلولاء الوقيعة «2» ، المرقال «3» من بني عمه. قال: ولما لم يصح لأبي العتاهية من نسبه أكثر من هذه الجملة اقتصر على الظاهر دون الخفي وانتمى الى ولاء عباد بن رفاعة العنزي من قبل أعمامه، والى ولاء محمد بن هاشم القرشي من قبل أخواله، وكان لا يرى التفاضل بالأنساب والمناكح واجبا، ومما قال في ذلك:

وإذا تناسبت الرجال فما أرى ... نسبا يقاس بصالح الأعمال «1» وله أيضا يومئ الى ذلك: ما بال من أوّله نطفة «2» ... وجيفة آخره يفخر «3» قال: ولم يكن يصاهر إلا الموالي ولا يضع نفسه إلا في جملتهم وعدادهم. وقال المرزباني: حدثني محمد بن أحمد الكاتب، ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا أبو أحمد البربري قال: حدثني ابن مهرويه قال: حدثني الحسن بن علي قال: حدثني أحمد بن الحجاج العنزي قال: حدثني صعب بن دوبل أبو دوبل الحداني قال: كنت عند (148- و) مندل وحبّان ابني علي بن الحارث بن قيس العنزي، وهما من ولد عمرو بن عامر بن سعد بن حبان بن حبيب بن أوس بن طريف بن النمر ابن يقدم بن عنزة، فأتاهما أبو العتاهية مشجوجا قد ضرب، فقال لهما: من أنا؟ فقال حبان ومندل: أنت اسماعيل بن القاسم، أخونا وابن عمنا ومولانا، قال: فان فلانا الجرار ضربني وقال لي: يا نبطي، فغضبا له، وقاما معه حتى أخذا له بحقه. وقال: حدثني أبو عبد الله الحكمي، وأبو بكر الصولي قالا: حدثنا محمد ابن موسى قال: حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثني الحسن بن علي البصري قال: حدثني محمد بن محمد بن معاوية الأسدي عن جباره بن المغلس قال: أبو العتاهية مولى لعطاء بن محجن من سادة أهل الكوفة، فخاصم يسير بن عبد الرحمن العجلي، وكان على شرطة الكوفة، فذهب ليقنّعه «4» فبدر عطاء بن محجن فقنّعه حتى فر منه. وقال المرزباني: حدثني محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أحمد بن خيثمة قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال: كنية أبي أبو اسحاق، وأبو عتاهية لقب، وكان

المهدي قال له يوما: أنت انسان متعتّه متحذلق تجهدل، فاستوت له من ذلك اليوم كنية غلبت عليه، وسارت له دون اسمه وكنيته. وقال الآمدي فيما نقلته من كتابه: وقيل انما لقب بهذا اللقب لاضطراب كان في خلقه كأنه معتوه. قال: ويقال: بل كان ابنه محمد يلقب عتاهية فكني به (148- ظ) . قلت: وقد روى بعض أصحاب الجاحظ عنه أنه قال: كان أبو العتاهية غلاما بالكوفة مخنّثا، وكان أبوه جرّارا، وكان مولى لعنزة، وكان يلقب بثاته «1» ، فخرج من الكوفة على ذلك، فصار الى بغداد ففتح له من الشعر فقاله، وكسب المال وصار الى ما صار اليه. وقال أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمّار في أخبار أبي العتاهية: ولم يصنع الجاحظ في قوله «كان مخنثا» شيئا، لكن حالته في أول أمره كانت خسيسة، وكان أبوه من السوقة بالكوفة، ففي كلامه لين وترصيع بطبع رقيق وقريحة صحيحة فكان كلامه نقيّا مختصرا، ومعانيه قريبة المأخذ، وكان يحب أن يحكي كلام كل صنف من الناس. قرأت في كتاب الورقة تأليف محمد بن داود بن الجرّاح قال: أبو العتاهية اسماعيل بن القاسم كيسان، كوفي، مولى لعنزة، وكان يتكسب بالعشق، ويتوصل الى مدح الخلفاء، وله من الشعر الجيد في الرقيق والمدح والزهد ما ليس لأحد، وعلى ذلك كثر غثاؤه وسقطه، وكان سلم «2» يقول: هو أشعر الأنس والجن «3» . وقرأت في معجم الشعراء تأليف أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، وأنبأنا به ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري عن أبي عبيد الله قال:

أبو العتاهية اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عباد بن رفاعة العنزي الكوفي، وكان كيسان جده من أهل عين التمر، وأبو العتاهية لقب، وكنيته أبو اسحاق، ولقب بذلك لاضطراب كان فيه، ويقال: هو مولى لعطاء بن محجن العنزي أحد بني نصر بن سعد بن حبان (149- و) ويقال: اسم أبي العتاهية ابراهيم بن اسحاق، والاول أصح، وكان جرارا يبيع الخزف بالكوفة، وأمه أم زيد بنت زياد البخاري، مولى لبني زهرة، وولد في سنة ثلاثين ومائة، ومات ببغداد في سنة عشر ومائتين، وقيل في سنة احدى عشرة، وقيل قبل ذلك وبعده، والاول أصح، وقبره في الجانب الغربي من مدينة السلام قبالة قنطرة الزياتين، وكان أبيض اللون، أسود الشعر، قصيفا، طريقا له وفرة جعدة، وهيئة حسنة، وخضب في آخر عمره بالحناء، وأخباره مع المهدي، والهادي، والرشيد، والامين، والمأمون مشهورة، وكان ذا منزلة عند الخلفاء والوزراء وعلية أهل الدولة، ومذهبه في سهولة الطبع وقرب المأخذ، والبعد من التكلف متعالم غير مدافع، حتى أن قائلا لو قال: انه أطبع الناس أجمعين لما خولف في قوله، وهو مفتن في سائر أجناس الشعر وأنفذ قوله في آخر عمره فيما لم يشركه أحد ممن تقدمه من الشعراء ولا من تأخر عنه من القول في الزهد، والمواعظ، والعبر، والامثال «1» . وقرأت في كتاب المستنير لأبي عبيد الله المرزباني قال: حدثني علي بن أبي عبد الله الفارسي قال: أخبرني أبي عن أبي دعامة علي بن بريد قال: كان أبو العتاهية كوفيا مولى لعنزة، وكان جرارا، وكان أبوه يكنى أبا اسماعيل، وكان في الديوان دهرا، فلما نسك أبو العتاهية، وترك الديوان، وقال في الزهد، تعلم الحجامة ليذل نفسه بذلك ويتواضع به، فأخبر يحيى بن (149- ظ) خالد، فقال: ما دعاه الى هذا؟ قيل: أراد أن يذل نفسه، قال: أما كانت له صناعة قبل هذا؟ قيل: بلى، كان يبيع الجرار، فقال: لقد كان له في بيع الجرار من الذل ما يغنيه عن الحجامة. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن البغدادي بالقاهرة قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أيوب

البزاز، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو علي الطوماري قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا أبو العباس المبرد عن الرياشي قال: أقبل أبو العتاهية ومعه سلة محاجم، فجلس الينا وقال: لست أبرح أو تأتوني بمن أحجمه، فجئناه ببعض عبيدنا فحجمه، ثم أنشأ يقول: ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... وحبّك للدنيا هو الذلّ والعدم وليس على عبد تقي نقيصة ... إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم «1» قرأت في كتاب المستنير للمرزباني عن محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عنه قال: وأخبرني الحسين بن محمد العرمرم قال: أخبرنا محمد بن يزيد النحوي قال: كان أبو العتاهية يبيع الجرار بالكوفة، وكانت له ابنتان سمى أحدهما بالله والأخرى لله، فخطب إحداهما منصور بن المهدي، فلم يزوجه أبو العتاهية، وقال: إنما مالت نفسه إليها لأنها بنت أبي العتاهية وأن اسمها لله، وكأني به في غد قد ملها وضامها، فلم يكن الى الانتصاف منه سبيل، وما كنت لأزوجها إلا بائع جرار (150- و) لا يطول عليها، ولكني أختاره مؤسرا. وقال: حدثني علي بن أبي عبد الله الفارسي قال: أخبرني أبي قال: حدثني علي بن مهدي قال: حدثني عبد الله بن عطية قال: رأيت أبا العتاهية أيام محمد «2» على قنطرة الصراة شيخا مخضوبا عليه رداء ونعل، يوم الجمعة والناس يمرون الى الصلاة وهو يمشي وخلفه غلام له على حمار، فسألت غلامه لم لا يركب؟ قال: لا يمضي الى صلاة الجمعة إلا راجلا، فإذا انصرف ركب. (150- ظ)

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وقال أبو عبيد الله المرزباني: حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثني محمد ابن موسى البربري قال: حدثني محمد بن الحسن قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: أخبرني محمد بن سعيد بن منصور خال المهدي قال: كان أبو العتاهية من أهل الكوفة، وكانوا ستة أخوة يتصرفون في تجاراتهم، وكان أبو العتاهية أوضعهم حالا، فقالت له أمه: كم تصبر على هذا الضر وتنتظر ما يكون من اخوتك، فلو صرت الى بغداد، فأطاع أمرها، وصار الى بغداد واتخذ تختا يبيع فوقه الفلوس، قال أبو العتاهية: فحضرتني أبيات قلتها في سعيد بن منصور فقال لي: لو قلت شيئا في أمير المؤمنين المهدي أوصلته إليه، فقلت أبياتا على الدال منها: شهدت قريش والقبائل كلها ... بفضل أمير المؤمنين محمد «1» فأمر لي بعشرة آلاف درهم، فأخذتها، وانفتح لي الشعر فقلت فيه،، فأمر لي بمثلها حتى وصل إليّ منه مائة ألف درهم، وكان سعيد بن منصور السبب في ذلك، ثم انفتحت لي الأمور. وقال: حدثني محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال: كان أبي في صغره أحد أهل الفتك والمزح، ولم يكن له تشاغل عن الأدب بشيء، وكان مكفيا قد ورث أباه عقارا يقيمه، وكان يأتي الحيرة ونواحيها كثيرا (152- و) للنزهة والشرب هناك. وقال: كان أبي يسلك في الأدب مسلك عبد الله بن المقفع، ولم يكن يقدم على علوم الأوائل من الهند والروم وأهل فارس علما، ولا يزيد على حكمتهم شيئا،

وكان يقول بالتوحيد غير أنه كان يزعم أن الله عز وجل أحدث جوهرين متضادين لا من شيء، ثم إنه بنى العالم هذه البنية منهما، وكان يقول: إن العالم حديث العين والصنعة لا محدث له ولجميع ما فيه إلا الله تعالى وحده، كان يزعم أن الله عز وجل سيعيد كل شيء مما خلق على هذه الصنعة الى الجوهرين المتضادين، أو قال: الأصلين الحديثين لا من شيء قبل أن تفنى الأعيان جميعا، وكان يذهب الى أن المعارف واقعة بقدر الفكر والبحث والاستدلال طباعا، وكان يقول: إن الله عز وجل لم يزل موصوفا بالحي، «وإنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار» «1» وكان يذهب الى أن الحوادث كلها خيرها وشرها مذ برأ الله العالم والى أن يبيده فلكية على مذهب الزيدية، وكان يتشيع لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يكن يتنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من أمهات المؤمنين رحمهن الله، ولم يكن يرى الخروج على السلطان، ولا يرى الجدل والمراء في الدين، وكان يذهب الى خلع الدنيا والزهد فيها والتصوف والقناعة، وكان يقول: الاستطاعة مع (152- ظ) الفعل، وإن الله عز وجل قضى السيئات والحسنات. وقال: كانت لأبي جارة تشرف على سطحه، فرأته ليلة يقنت، فروت عنه أنه يكلم القمر، واتصل الخبر بحمدويه «2» صاحب الزنادقة، فصار الى منزلها وبات وأشرف على أبي العتاهية فرآه يصلي، فلم يزل يرقبه حتى قنت وصار الى مضجعه، فانصرف حمدويه خاسئا. قال المرزباني: أخبرني محمد يحيى قال: حدثنا أبو ذكوان قال: حدثنا العباس بن رستم قال: كان حمدويه صاحب الزنادقة أراد أن يأخذ أبا العتاهية ففزع من ذلك فجلس حجاما. قال المرزباني: أخبرني الصولي قال: حدثني عون بن محمد قال: سمعت العباس بن رستم يقول: كان أبو العتاهية مذبذبا في مذهبه، يعتقد شيئا، فإذا سمع طاعنا عليه ترك اعتقاده وأخذ غيره، قال: وشعره يدلك على ذلك.

وقال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثني شيخ من مشايخنا قال: حدثني أبو شعيب الحجام صاحب ابن أبي دؤاد قال: قلت لأبي العتاهية: القرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ فقال: سألت عن الله أو غير الله؟ قلت: عن غير الله، فأمسك حتى أعدت عليه هذا مرات، يقول لي مثل قوله، فقلت: مالك لا تجبيبني؟ قال: قد أجبتك، ولكنك حمار. قال: وأخبرني محمد بن العباس قال: حدثني أبو أحمد يحيى بن علي قال: حدثني ابن مهرويه قال: حدثنا العباس بن ميمون طائع عن رجاء بن سلمة قال: سمعت أبا العتاهية يقول: قرأت البارحة «عم يتساءلون» ثم قلت قصيدة خيرا منها. وقال: (153- و) أخبرني الحسين بن علي قال: حدثني الحسن بن عليل العنزي قال: حدثني أحمد بن سليمان الحنفي قال: حدثني أبي قال: شهد رجل على أبي العتاهية بالزندقة، ونحن بطوس مع الرشيد، فحبسه الرشيد منذ غدوه إلى العصر، وطلبوا شاهدا آخر فلم يجدوا فأطلقه، ثم حبسه ثانية، فدخلنا عليه الحبس فأنشدنا: هي الأيّام والعبر ... وأمر الله ينتظر أتيأس أن ترى فرجا ... فأين الله والقدر «1» فأطلقه الرشيد. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه- قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا محمد بن العباس بن محمد الخزّار قال: حدثنا محمد بن المرزبان قال: أخبرني عبد الله بن محمد قال: أخبرني الحسين ابن عبد الرحمن قال: قال الرشيد لأبي العتاهية: الناس يزعمون أنك زنديق؟! فقال: يا سيدي كيف أكون زنديقا وأنا القائل:

أيا عجبي كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده جاحد وفي كل شيء له آية ... تدلّ على أنّه واحد «1» أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي البغدادي قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب قال: حدثنا عبد الواحد ابن محمد الخصيبي (153- ظ) قال: حدثني أبو الفضل ميمون بن هرون قال: حدثني العبر قال: جلس منصور بن عمار بعض مجالسه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: إنّي أشهدكم أنّ أبا العتاهية زنديق، فبلغ ذلك أبا العتاهية، فكتب إليه: إنّ يوم الحساب يوم عسير ... ليس للظالمين فيه نصير فاتخذ عدة لمطلع القب ... ر وهول الصراط يا منصور ووجه بها أبو العتاهية الى منصور، فندم على قوله، وحمد الله وأثنى عليه وقال: أشهدكم أن أبا العتاهية قد اعترف بالموت والبعث، ومن اعترف بذلك فقد برىء مما قذف به «2» . قرأت في كتاب المستنير للمرزباني قال: حدثني علي بن أبي عبد الله قال: أخبرني أبي قال: حدثني علي بن مهدي الكسروي قال: حدثني محمد بن يزيد العميّ عن عمرو بن مالك المذاري قال: كان أبو العتاهية من عندنا وكان أبوه بياع الجرار، وكان ضيق المعاش، وكان أبو العتاهية كثيرا ما يجالس من يجتاز بنا من النساك، وكان قليل العلم، فخرج مع بعض النساك فأقام بعبادان حينا، فرجع وقد تفقه وحسن أدبه، وقال الشعر في الزهد، ثم شخص إلى الكوفة فتأدب هناك، ثم قدم بغداد ورأى نفسه متخلفة عن أولئك الشياطين، وأراد أن يكون له سبب الى الملوك يتعيش به، فأشار عليه الهيثم بن عدي أن يشببب بالخيزران، فجبن

عن ذلك، فأغراه بعتبة جارية ريطة بنت أبي العباس، فلبس مدرعة صوف، وطلب عتبة (154- و) وسأل عنها فدل عليها وهي تسأل بعض عجائز القصر أرق مسألة، فتعرض لها أبو العتاهية فقال: فديتك تجميش «1» العجوز بلية ... ولا سيما من برة متبتلة «2» فأمرت فوجىء في عنقه ورأته في زي مجنون فخلت سبيله، فرجع إلى الهيثم ابن عدي فشكا إليه، فقال: إنما أشرت عليك أن تشبب بها وتدعي عشقها، لم أشر عليك أن تأمرها بالمعروف وتنهاها عن المنكر، وقد وقع الجنون بحيث أردت فالزم هذا فعسى ان تنال خيرا، ففعل فكان يتبع عتبة في الطرقات وينشدها أشعاره، وإذا دخلت إلى بيتها جلس لها حتى تخرج، فاستطرف الناس ذلك منه، وكنوه بأبي العتاهية، وضرب وحبس فلم يزده ذلك إلّا بصيرة في أمره، وكان ذلك سببا له إلى بلوغ ما أمّل. أخبرنا عبد الصمد بن الحرستاني- إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسن بن أحمد الغساني قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال: حدثني محمد بن موسى البربري قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي الهاشمي عن أبي شعيب أحمد بن يزيد صاحب ابن أبي دؤاد قال: قلت لأبي العتاهية: يا أبا اسحاق حدثني بقصتك مع عتبة فقال لي: أحدثك، قدمنا من الكوفة ثلاثة فتيان شبابا أدباء، وليس لنا ببغداد من نقصده، فنزلنا غرفة بالقرب من الجسر فكنا نبكر فنجلس في المسجد (154- ظ) الذي بباب الجسر في كل غداة، فمرت بنا يوما امرأة راكبة معها خدم سودان، فقلنا: من هذه؟ قالوا: خالصة، فقال أحدنا: قد عشقت خالصة، وعمل فيها شعرا فأعناه عليه، ثم لم يلبث أن مرت أخرى راكبة معها خدم بيضان، فقلنا: من هذه؟ فقالوا عتبة، فقلت: قد عشقت عتبة، فلم نزل كذلك في كل يوم الى أن التأمت لنا أشعار كثيرة، فدفع صاحبي شعره الى خالصة ودفعت أنا شعري الى عتبة، وألححنا الحاحا شديدا، فمرة تقبل أشعارنا، ومرة نطرد، الى

أن جدوا في طردنا، فجلست عتبة يوما في أصحاب الجوهر، ومضيت فلبست ثياب راهب، ودفعت ثيابي الى انسان كان معي، وسألت عن رجل كبير من أهل السوق، فدللت على شيخ صانع، فجئت إليه فقلت: إني قد رغبت في الاسلام على يدي هذه المرأة، فقام معي وجمع جماعة من أهل السوق، وجاءها فقال: إن الله قد ساق إليك أجرا، هذا راهب قد رغب في الاسلام على يديك، قالت: هاتوه، فدنوت منها فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وقطعت الزنار، ودنوت فقبلت يدها، فلما فعلت ذلك رفعت البرنس فعرفتني، فقالت: نحوه لعنه الله، فقالوا: لا تلعنيه فقد أسلم، فقالت: إنما فعلت ذلك لقذره، فعرضوا علي كسوة، فقلت ليست بي حاجة الى هذه، وإنما أردت أن أشرف بولائها، فالحمد لله الذي من علي بحضوركم، وجلست فجعلوا يعلمونني الحمد، وصليت (155- و) معهم العصر وأنا في ذاك بين يديها أنظر إليها لا تقدر لي على حيلة، فلما انصرفت لقيت خالصة فشكت إليها، فقالت: ليس يخلو هذان من أن يكونا عاشقين أو مستأكلين، فصح عزمهما على امتحاننا بمال على أن ندع التعرض لهما، فإن قبلنا المال فنحن مستأكلان وإن لم نقبله فنحن عاشقان، فلما كان الغد مرت خالصة فعرض لها صاحبها فقال له الخدم: اتبعنا فاتبعهم، ثم لم نلبث أن مرت عتبة فقال لي الخدم: اتبعنا، فاتبعتهم، فمضت بي الى منزل خليط لها بزاز «1» ، فلما جلست دعت بي فقالت لي: يا هذا إنك شاب وأرى لك أدبا، وأنا حرمة خليفة، وقد تأنيتك فإن أنت كففت وإلا أنهيت ذلك الى أمير المؤمنين، ثم لم آمن عليك. قلت: فافعلي بأبي أنت وأمي، فإنك إن سفكت دمي أرحتني، فأسألك بالله إلّا فعلت ذلك، إذ لم يكن لي فيك نصيب، فأما الحبس والحياة ولا أراك فأنت في حرج من ذاك، فقالت: لا تفعل يا هذا وأبق على نفسك وخذ هذه الخمسمائة الدينار واخرج عن هذا البلد، فلما سمعت ذكر المال وليت هاربا، فقالت: ردوه، فلم تزل تردني فقلت: جعلت فداءك ما أصنع بعرض من الدنيا وأنا لا أراك، وإنك لتبطئين يوما واحدا عن الركوب فتضيق بي الأرض بما رحبت، وهي تأبى إلا ذكر المال حتى جعلت لي ألف دينار، فأبيت وجاذبتها مجاذبة شديدة وقلت: لو أعطيتني جميع

ما يحويه الخليفة ما كانت لي فيه حاجة وأنا لا أراك بعد أن أجد السبيل الى رؤيتك، وخرجت (155- ظ) فجئت الغرفة التي كنا ننزلها فإذا صاحبي مورم الأذنين، وقد امتحن بمثل محنتي فلما مد يده الى المال صفعوه، وحلفت خالصة لئن رأته بعد ذلك لتودعنه الحبس، فاستشارني في المقام فقلت: اخرج وإياك أن يقدر عليك، ثم التقتا فأخبرت كل واحدة صاحبتها الخبر، وأحمدتني عتبة وصح عندها أني محب محق، فلما كان بعد أيام دعتني عتبة فقالت بحياتي عليك إن كنت تعزها إلا أخذت ما يعطيك الخادم فأصلحت به من شأنك، فقد غمني سوء حالك، فامتنعت، فقالت: ليس هذا مما تظن، ولكني لا أحب أن أراك في هذا الزي، فقلت: لو أمكنني أن تريني في زي المهدي لفعلت ذلك، فأقسمت عليّ، فأخذت الصرة فإذا فيها ثلاثمائة دينار، فاكتسيت كسوة حسنة واشتريت حمارا. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو حنيفة عبد الوهاب بن علي بن الحسن المؤدب قال: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم الحكيمي قال: أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا عتاهية بن أبي عتاهية قال: أقبل أبي يمدح المهدي ويجتهد في الوصول إليه، فلما تطاولت أيامه أحب أن يشهر نفسه بأمر يصل إليه، فلما بصر بعتبة راكبة في جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة تعرض لها وأمل أن يكون تولعه بها هو السبب الموصل الى محبته وانهمك في التشبيب والتعرض في كل مكان لها، والتفرد بذكرها واظهار شدة (156- و) عشقها، وكان أول شعر قاله فيها: راعني يا يزيد صوت الغراب ... لحذاري للبين من أحبابي يا بلائي ويا تقليل أحشائي ... ونفسي لطائر نعاب أفصح البين بالنعيب وما ... أفصح لي في نعيبه بالإياب فاستهلت مدامعي جزعا منه ... بدمع ينهل بالتسكاب ومنعت الرقاد حتى كأني ... أرمد العين أو كحلت بصاب

قلت للقلب إذ طوى وصل ... سعدى لهواه البعيد بالأنساب أنت مثل الذي يفر من القط ... ر حذار الندى الى الميزاب «1» وهي طويلة. قال: وقال في عتبة: ولقد طربت إليك ح ... تى صرت من ألم التصابي «2» يجد الجليس إذا دنا ... ريح الصبابة في ثيابي وقال فيها أيضا: وإني لمعذور على طول حبها ... لأن لها وجها يدلّ على عذري إذا ما بدت والبدر ليلة تمه ... رأيت لها فضلا مبينا على البدر وتهتز من تحت الثياب كانها ... قضيب من الريحان في ورق خضر أبى الله إلّا أن أموت صبابة ... بساحرة العينين طيبة النشر وتبسم عن ثغر نقي كأنه من ... اللؤلؤ المكنون في صدف البحر (156- ظ) يخبرني عنه السواك بطيبه ... ولست به لولا السواك بذي خبر «3» أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني بحلب قال: أخبرنا أبي أبو منصور جعفر ببغداد قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثنا الزبير- يعني ابن بكار- قال: حدثني جعفر بن الحسين اللهبي قال: أرسل أمير المؤمنين المهدي يوما الى أبي العتاهية فدعاه فقال: أنت الذي يقول في عتبة: الله بيني وبين مولاتي ... أبدت لي الصدّ والملامات

متى وصلتك حتى تنكر صدها عنك؟ قال: يا أمير المؤمنين أنا الذي أقول: يا ناق سيرى بنا ولا تعدي ... نفسك مما ترين راحات حتى تنيخي بنا الى ملك ... توّجه الله بالمهابات يقول للريح كلما صفقت: ... هل لك يا ريح في مباراتي «1» قال: فأطرق مليا وجعل ينكت بقضيب كان في يده، ثم رفع رأسه فقال: أنت الذي تقول: ألا ما لسيدتي مالها ... لقد سكن الحبّ سر بالها ما يدريك ما في سر بالها؟ فقال: يأمير المؤمنين وأنا الذي أقول: أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرر أذيالها (157- و) فلم تك تصلح إلا له ... ولا كان يصلح إلا لها ولو رامها أحد غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها قال: فنكس رأسه ونكت بقضيبه، ثم رفع رأسه فسأله عن شيء فعيي بجوابه، فأمر به فجلد، ثم أخرج مجلودا فلقي عتبة على الباب فقال: بخ بخ يا عتب من مثلكم ... قد قتل المهدي فيكم قتيل قال: فدخلوا فأخبروا المهدي بما قال: فضحك، ثم أمر له بعشرين ألف درهم فأخذها، فلما خرج كان على الباب المرابطة فقسمها فيهم، فأخبر المهدي بذلك، فدعاه فقال له: ما الذي حملك على أن أكرمتك بكرامة فقسمتها؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما كنت لآكل ثمن من أحببت، فأطلقها له، وتقدم إليه ألا يبذرها «2» . أنبأنا القاضي أبو القاسم بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو حنيفة المؤدب قال: حدثنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا

عسل بن ذكوان قال: أخبرنا دماذ عن حماد بن شقيق قال: قال أبو سلمة الغنوي: قلت لأبي العتاهية: ما الذي صرفك عن قول الغزل الى قول الزهد؟ قال: إذا والله أخبرك، إني لما قلت: الله بيني وبين مولاتي ... أهدت لي الصدّ والملالات منحتها مهجتي وخالصتي ... فكان هجرانها مكافاتي (157- ظ) هيّمني حبّها وصيّرني ... أحدوثة في جميع جاراتي «1» رأيت في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال: ما أصبت أحدا تدخله بينك وبين عتبة يحكم لك عليها بالمعصية إلا الله تعالى؟! فانتبهت مذعورا، وتبت الى الله من ساعتي من قول الغزل. وذكر أبو الحسن المسعودي في كتاب مروج الذهب: قال أبو العباس يحيى ثعلب: كان أبو العتاهية قد أكثر مسألة الرشيد في عتبة، فوعده بتزويجها، إن أجابت وتجهيزها ثم إن الرشيد سنح له شغل فحجب عنه أبو العتاهية فدفع الى مسرور الكبير ثلاث مراوح، فدخل بها مبتسما فقرأ الرشيد على إحداهن: ولقد تنسّمت الرياح لحاجتي ... فإذا لها من راحتيك نسيم قال: أحسن الخبيث، وإذا على الأخرى: أعلمت نفسي من رجائك ماله ... عنق يخبّ اليك بي ونسيم فقال: وقد أجاد، وإذا على الأخرى: ولربما استيأست ثم أقول لا ... إن الذي ضمن النجاح كريم فقال: قاتله الله، ثم دعا به فقال: ضمنت لك يا أبا العتاهية وإني قاعد لقضاء حاجتك، وبعث الى عتبة: انتظريني الليلة في منزلك فلي اليك حاجة، فصارت هي اليه، فحلف ألا يذكر حاجته الا عندها، فلما كان الليل صار اليها في خواص خدمه

فقال: لست أذكر حاجتي أو تضمنين لي قضاءها (158- و) قالت: أنا أمتك وأمرك في نافذ إلا أبا العتاهية فإني حلفت لأبيك رضي الله عنه بأيمان لاتحد كفارتها بالمضي الى مكة حافية، كلما قضيت حجة وجبت حجة أخرى، وكلما أفدت شيئا تصدقت به، وبكت بين يديه، فرحمها ورقّ لها، وانصرف عنها، وغدا عليه أبو العتاهية لا يشك في الظفر، فقال له: ما قصرت في أمرك، ومسرور وحسين ورشيد وغيرهم شهود لي، وشرح له الخبر. قال أبو العتاهية: لما خبرني بذلك لم أدر أين أنا، ثم قلت: الآن يئست منها إذ ردّتك، وعلمت أنها لا تجيب أحدا بعدك، فلبس الصوف وقال: قطعت منك حبائل الآمال ... وخططت عن ظهر المطيّ رحالي ووجدت برد اليأس بين جوانحي ... فغنيت عن حل وعن ترحال «1» وذكر أبو عبيد الله المرزباني في كتاب المستنير، وقرأته فيه في أخبار أبي العتاهية، وأخبرنا به إجازة أحمد بن الأزهر بن السباك قال: أنبأنا أبو بكر محمد ابن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري عنه قال: حدثني محمد بن أحمد الكاتب، ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني ثابت بن الزبير بن حبيب قال: أخبرني ابن أخت أبي خالد الحراني قال: قال لي هرون الرشيد: احبس أبا العتاهية حتى يقول شعرا رقيقا، وأمرني بالتضييق عليه، قال: فأخذته فحبسته في بيت خمسة أشبار في خمسة أشبار، فصاح الموت، أخرجوني أنا أقول لكم ما شئتم، قال: فقلت له: فقل، فقال: أخرجني حتى أتنفس فأخرجته وأعطيته قرطاسا ودواة فكتب فيه: (158- ظ) . من لعبد أذله مولاه ... ما له شافع اليه سواه يشتكي ما به اليه ويخشا ... هـ ويرجوه مثلما يخشاه «2» قال: فجئت بها مسرورا، فأدخلها الى أمير المؤمنين، فتقدم الرشيد الى ابراهيم الموصلي فغنّى بها، ودعا به فقال: أنشدني:

يا عتب سيدتي أمالك دين ... ...... فأنشده إياها، فوعده أن يزوجه بها، فلما خرج قال له النساء: إنه شبّب بها وشهرها في الناس وان زوجته اياها حققت عليها ما قال فيها، فأمر له عوضا من ذلك بخمسين ألف درهم. وقال المرزباني: حدثني محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال: غنّي الرشيد يوما في شعر أبي وهو في الحبس: خليليّ مالي لا تزال مضرّتي ... تكون على الأقدار حتما من الحتم كفاك بحق الله ما قد ظلمتني ... فهذا مقام المستجير من الظلم ألا في سبيل الله جسمي وقوتي ... أما مسعد حتى أنوح على جسمي «1» فأمر الرشيد بإحضاره فقال له: أيجوز لك هذا، بالأمس ينهاك أمير المؤمنين المهدي عن القول في عتبة فتأبى إلا لجاجا ومحكا، واليوم آمرك بالقول فيها فتأبى ذلك؟! قال: يا أمير المؤمنين ان الحسنات يذهبن السيئات، كنت أقول في الغزل ولي شباب وحدة، وبي حراك وقوة، واليوم فأنا شيخ ضعيف لا يحسن بمثلي لهو ولا تصاب، فقال: والله لا رضيت منك (159- و) إلا بالذي كنت عليه، ثم قال له: أنشدني بعض ما قلت فيها، فسكت، فقال: والله لتنشدني شيئا من ذلك، فأنشده: نفسي بشيء من الدنيا معلقة ... الله والقائم المهدي يكفيها إني لآيس منها ثم يطمعني ... فيها احتقارك للدنيا وما فيها «2» فقال له الرشيد: هل لك في التزويج بها؟ قال: لا والله، قال: انك ان قبلت ذلك خليت سبيلك وزدت في منزلتك، قال: عليّ عهد الله عز وجل ألا أتزوج على أم ولدي حتى ألقى الله، فاعفني من ذلك يا أمير المؤمنين عفا الله عنك، فأمر الرشيد برده الى الحبس.

وقال المرزباني: حدثني علي بن الفارسي قال: أخبرني أبي قال: حدثني علي بن مهدي عن أحمد بن حمدون قال: أخبرني مخارق قال: لما تقرّأ «1» أبو العتاهية ولبس الصوف، أمره الرشيد أن يقول شعرا في الغزل، فامتنع فضربه ستين عصا، وحلف ألا يخرج من حبسه حتى يقول شعرا في الغزل فلما رفعت المقارع عنه قال للرشيد: كل مملوك له حر، ومرته طالق ان تكلم سنة إلا بلا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأن الرشيد تحوّب «2» مما فعل به، فأمر بأن يحبس في دار ويوسع عليه، ولا يمنع من الدخول اليه. قال مخارق: وكانت الحال بيني وبين ابراهيم الموصلي لطيفة، فكان لا يزال يبعث بي اليه في الايام أتعرف خبره، فاذا ادخلت اليه الى حبسه وجدت بين يديه ظهورا ودواة يكتب إليّ بجميع ما يريد، وأكلمه أنا، فمكث كذا سنة، واتفق (159- ظ) أن ابراهيم صنع صوته: أعرفت أن الحيّ بالحجر ... فسر وريان فقبّة العمر وهجرتنا وألفت رسما باليا ... والرسم كان أحق بالعمر «3» فقال لي ابراهيم: اذهب الى أبي العتاهية حتى تغنيه هذا الصوت، فأتيته في اليوم الذي تنقضي فيه يمينه، فكتب إليّ بعد أن غنيته: هذا اليوم الذي تنقضي فيه يميني، فأحب أن تقيم عندي الى الليل، فأقمت عنده نهاري كله حتى إذا أذّن الناس المغرب، كلمني فقال: مخارق، قلت: لبيك، قال: قل لصاحبك: يا ابن الزانية، أما والله لقد أبقيت للناس فتنة الى يوم القيامة، فانظر أين أنت من الله غدا، قال مخارق: فقلت له: دعني من هذا، قلت شيئا نتخلص به من هذا الموضع؟ قال: قد قلت في امرأتي شعرا، قلت: فأنشدنيه، فأنشدني:

من لقلب متيم مشتاق ... شقّه شوقه وطول الفراق طال شوقي الى قعيدة بيتي ... ليت شعري فهل لنا من تلاق فهي حظي قد اقتصرت عليها ... من ذوات العقود والاطواق جمع الله عاجلا بك شملي ... عن قريب وفكّني من وثاقي «1» قال: فكتبتها وصرت بها الى ابراهيم، فصنع فيها لحنا، ثم دخل على الرشيد، فكان أول ما غنّاه في ذلك المجلس، فأعجبه، وقال: لمن هذا الغناء والشعر؟ قال: ابراهيم: أما الغناء فلي، وأما الشعر فلا سيرك أبي العتاهية، قال: أو فعل؟ قال: نعم قد كان ذاك، فدعا (160- و) به، ثم قال لمسرور: كم كنا ضربنا أبا العتاهية؟ قال: ستين عصا، فأمر له بستين ألفا، وخلع عليه وأطلقه. وقال المرزباني: حدثني محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن أبي العتاهية، ح. قال: وحدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا عبد الله ابن أبي سعد قال: قال لي محمد بن أبي العتاهية: لم يزل أبي يقول الشعر في عتبة الى ان خرج الرشيد في خلافته الى الرقة، وكان أبو العتاهية ينادم الرشيد، ولا يفارقه في سفر ولا حضر إلا في وقت الحج إذا كان بالعراق، وكان الرشيد يجري عليه في كل سنة خمسين ألف درهم سوى المعاون والجوائز، فلما قدم الرشيد الرقة أظهر أبو العتاهية التزهد، وتصوف وترك حضور المنادمة والقول في الغزل، فأمر الرشيد بحبسه فحبس، فلما طالت أيامه في الحبس كتب الى الرشيد قصيدة يقول فيها: تذكر أمين الله حقي وحرمتي ... وما كنت توليني لعلك تذكر ليالي تدني منك بالقرب مجلسي ... ووجهك من ماء البشاشة يقطر فمن لي بالعين التي كنت قبلها ... إليّ بها نفسي فداؤك تنظر «2»

فبعث اليه الرشيد لما قرأها: لا بأس عليك، فكتب اليه: أرقت وطار عن عيني النعاس ... ونام السامرون ولم يواسوا أمين الله ظلك ظل أمن ... عليك من التقى فيه لباس وجودك يستهل ندى ويحيا ... به من كل ناحية أناس (160- ظ) تساس من السماء بكل سعد ... وأنت به تسوس كما تساس كأن الخلق في تركيب روح ... له جسد وأنت عليه راس «1» قال: وحدثني أبو عبد الله الحكمي قال: حدثني محمد بن موسى عن الزبير، ح. قال: وأخبرني الحسين بن علي قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثني الزبير ابن بكار قال: حدثنا أبو غزيّة قال حدثني أبو يحيى العباداني عن اسحاق بن ابراهيم قال: لمّا حبس الرشيد أبا العتاهية كتب إليّ يسألني أن أتكلم فيه، قال: فكتبت اليه: قد قال أمير المؤمنين ليس عليك بأس، وأنا أتكلم في أمرك وأعمل في خلاصك، قال: فكتب إليّ: أرقت وطار عن عيني النعاس ... ونام السامرون ولم يواسوا فديتك ان غم السجن باس ... وقد أرسلت: ليس عليك باس قال: فعملت فيه لحنا غنيته الرشيد، فقال: لمن هذا الشعر؟ قلت: لأبي العتاهية، فأمر بإطلاقه. وقال المرزباني: أخبرني ابراهيم بن محمد النحوي عن محمد بن يزيد النحوي قال: كان على الروم امرأة «2» ، وكانت تكتب الى المهدي، والهادي، والرشيد في أول خلافته بالتعظيم والتبجيل، وتدرّ عليهم الهدايا حتى بلغ ابن لها، فصار الملك

دونها، وانما تملك الروم المرأة من أهل بيت المملكة إذا لم تجد منهم رجلا، وكذلك فارس تفعل، فلما بلغ ابنها عاث وأفسد، وخاشن الرشيد، فخافت على ملك الروم أن يذهب، وعلى بلادهم أن تعطب، لعلمها بالرشيد، وخوفها من سطوته، فاحتالت على ابنها فسملت عينه، فبطل من الملك، فعاد اليها، فاستنكر (161- و) ذلك أهل المملكة، وأبغضوها من أجله، فخرج عليها نقفور، وكان كاتبها، فأعانوه وعضدوه، فقام بأمر الملك، وضبط أمر الروم، فلما قوي على أمره، وتمكن من ملكه، كتب الى الرشيد: من نقفور ملك الروم الى هرون ملك العرب، أما بعد: فان هذه المرأة كانت قد وضعتك وأباك وأخاك موضع الشاه، ووضعت نفسها موضع الرخّ، وأنا الشاه وأنت الرخ، وقد عزمت على تطرف بلادك والهجوم على أمصارك، أو تؤدي إليّ ما كانت المرأة تؤديه اليك. وكلاما شبيها بهذا، فلما ورد على الرشيد كتب اليه: بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله هرون، أمير المؤمنين، الى نقفور كلب الروم، أما بعد فقد فهمت كتابك، وجوابك عندي: ما تراه فضلا أن تسمعه. ثم شخص من شهره يؤم بلاد الروم في جمع لم يسمع بمثله، وقواد لا يجارون رأيا ونجدة، فلما بلغ ذلك نقفور ضاقت عليه الارض بما رحبت، وشاور في أمره، وجاء الرشيد حتى توغل بلاد الروم يقتل ويسبي ويغنم، ويخرب الحصون، ويعفي الآثار حتى صار الى طريق متضايقة دون قسطنطينية، فلما بلغها ألفاها وقد أمر نقفور بالشجر فقطع، ورمي به في تلك الطرق، وأشعلت فيه النيران، فكان ذلك ما تحصن به عند نفسه، فقال الرشيد: ما ترون في هذه النيران؟ فكان أول من تلبس ثياب

النفاطين وخاضها محمد بن يزيد بن مزيد الشيباني، ثم اتبعه الناس، فبعث اليه نقفور بالهدايا، وخضع له أكثر الخضوع، وأدى اليه الجزية عن رأسه فضلا عن (161- ظ) أصحابه، ففي ذلك يقول أبو العتاهية: امام الهدى أصبحت بالدين معنيا ... وأصبحت تسقي كل مستمطر ريا لك اسمان شقا من رشاد ومن هدى ... وأنت الذي تدعى رشيدا ومهديا اذا ما سخطت الشيء كان مسخطا ... وان ترضى شيئا كان في الناس مرضيا بسطت لنا شرقا وغربا يد العلى ... فأوسعت شرقيا وأوسعت غربيا ووشيت وجه الدين بالجود والندى ... فأصبح وجه الأرض بالروض موشيا وأنت أمير المؤمنين فتى التقى ... نشرت من الاحسان ما كان مطويا قضى الله أن صفى لهارون ملكه ... وكان قضاء الله في الخلق مقضيا تحلبت الدنيا لهارون بالرضا ... وأصبح نقفور لهارون ذميا «1» فرجع الرشيد عند ما أعطاه نقفور الى الرقة، فلما سقط الثلج، وأمن نقفور أن يغزى، وتمكن بالمهلة من التدبير نقض ما كان بينه وبين الرشيد، ورجع الى حالته الأولى، فلم يجتر يحيى بن خالد، فضلا عن غيره، على اخبار الرشيد بذلك فبذل هو وبنوه للشعراء الأموال على أن يقولوا أشعارا في إعلام الرشيد بغدر نقفور، فكلهم كاع وأشفق إلّا شاعرا من أهل جدة يكنى أبا محمد عبد الله بن يوسف، كان مجيدا جيد النفس، قوي الشعر، فاختصه ذو اليمينين في أيام المأمون، ورفع قدره جدا، فإنه أخذ مائة ألف، وأدخل الى الرشيد فأنشده: نقض الذي أعطيته نقفور ... فعليه دائرة البوار تدور (162-)

أبشر أمير المؤمنين فإنه ... فتح أتاك به الإله كبير فتح يزيد على الفتوح تأمنا ... بالنصر فيه لواؤك المنصور فلقد تباشرت الرعية أن أتى ... بالنقض عنه وافد وبشير ورجت بيمنك أن تعجل غزوة ... تشفي النفوس نكالها مذكور أعطاك جزيته وطأطأ خده ... حذر الصوارم والردى محذور فأجرته من وقعها وكأنها ... من حرها شعل الضرام تطير وصرفت بالطول العساكر قافلا ... عنه وجارك آمن مسرور نقفور إنك حين تغدر أن نأى ... عنك الإمام لجاهل مغرور أظننت حين غدرت أنك مفلت ... هبلتك أمك ما ظننت غرور ألقاك حينك في زواخر بحره ... فطمت عليك من الإمام بحور إن الامام على اقتسارك قادر ... قربت ديارك أو نأت بك دور ليس الامام وإن غفلنا غافلا ... عما يسور لحزمه ويدير ملك تجرد للجهاد بنفسه ... فعدوه أبدا به مقهور يا من يريد رضى الإله بسعيه ... والله لا يخفى عليه ضمير لا نصح ينفع من يغش إمامه ... والنصح من نصحائه مشكور

نصح الإمام على الأنام فر ... يضة ولأهله كفارة وطهور «1» فلما أنشده قال الرشيد: أوقد فعل؟ وعلم أن الوزراء احتالوا في ذلك، فغزاه في بقية (162- ظ) الثلج، فافتتح هرقلة في ذلك الوقت، فقال أبو العتاهية: ألا نادت هرقلة بالخراب ... من الملك الموفق للصواب غدا هرون يرعد بالمنايا ... ويبرق بالمذكرة القضاب وغايات «2» يحل النصر فيها ... تمر كأنها مر السحاب أمير المؤمنين ظفرت فاسلم ... وأبشر بالغنيمة والإياب «3» قال: أراد قول امرئ القيس: وقد طوفت في الآفاق ... حتى رضيت من الغنيمة بالإياب «4» أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال: حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم ابن الحسن قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكّري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق قال: حدثني علي بن الحسن بن عبيد الشيباني قال: حدثني هرون بن سعدان قال: كنت جالسا مع أبي نواس في بعض طرق بغداد، وجعل الناس يمرون به وهو ممدود الرجل بين بني هاشم وفتيانهم والقواد وأبنائهم، ووجوه أهل بغداد، فكل يسلم عليه، فلا يقوم الى أحد منهم، ولا يقبض رجله اليه، إذ أقبل شيخ راكبا على حمار مريسي، وعليه ثوبان دبيقيان، قميص ورداء قد تقنع به، ورده على أذنيه، فوثب اليه أبو نواس، وأمسك الشيخ عليه حماره، واعتنقا، وجعل أبو نواس يحادثه وهو قائم على رجليه، فمكثا بذلك (163- و) مليا حتى رأيت أبا نواس يرفع احدى رجليه ويضعها على الاخرى

مستريحا من الاعياء، ثم انصرف الشيخ، وأقبل أبو نواس فجلس في مكانه، فقال له بعض من بالحضرة: من هذا الشيخ الذي رأيتك تعظمه هذا الاعظام وتجله هذا الإجلال؟ فقال: هذا اسماعيل بن القاسم أبو العتاهية، فقال له السائل: لم أجللته هذا الإجلال، وساعة منك عند الناس أكثر منه؟! قال: ويحك لا تفعل فو الله ما رأيته قط إلّا توهمت أنه سماوي وأنا أرضي. أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي- في كتابه الينا من الاسكندرية- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا أبو القاسم المحسن بن حمزة بن عبد الله الوراق قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن جعفر الدّيبلي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي قال: حدثني أبو علي محمد بن همّام عن يعقوب بن اسحاق الرخامي عن أبيه قال: كنت جالسا مع أبي نواس على باب داره بالبصرة، فبينا نحن كذلك اذ أقبل شيخ على حماره، فلما بصر به أبو نواس قام فتلقاه، ومشى معه يحادثه، وشيعه، ثم رجع، فقلت له: بالله ما رأيت كاليوم قط، قال: وما ذاك؟ قلت: أنا جالس معك منذ الغداة يمر بنا طبقات الناس من بني هاشم وغيرهم، ما رأيتك حفلت بأحد منهم، حتى أقبل هذا الشيخ ففعلت به ما رأيت، فقال: أو ما تعرف هذا، هذا أبو العتاهية الذي يقول: إذا قل مال المرء قل صديقه ... وضاق به عما يريد طريقه (163- ظ) وقصر طرف العين منه كلالة ... وأسرع فيما لا يحب شقيقه وذم إليه خدنه طعم عوده ... وقد كان يستحليه حين يذوقه «1» أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسحاق الوراق قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا ابن أبي شيخ قال: بكرت الى سكة ابن نيبخت في حاجة

فرأيت أبا نواس في السكة، فجلست اليه، فمر بنا أبو العتاهية على حمار، فسلم، ثم أومأ برأسه الى أبي نواس وأنشأ يقول: لا ترقدن لعينك السهر ... وانظر إلى ما تصنع العبر انظر الى عبر مصرفة ... إن كان ينفع عينك النظر وإذا سألت فلم تجد أحدا ... فسل الزمان فعنده الخبر أنت الذي لا شيء تملكه ... وأحق منك بمالك القدر قال: فنظر إليّ أبو نواس، ثم قال: «أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون» «1» . أخبرنا عبد الصمد بن محمد- اذنا- قال: أخبرنا أبو الحسن الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال: أخبرنا اسماعيل بن سعيد المعدل قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: قال لي أبو عبد الله محمد بن القاسم: أخبرني العتبي قال: رؤي مروان بن أبي حفصة «2» واقفا بباب الجسر كئيبا آسفا ينكث بسوطه في معرفة دابته، فقيل له: يا أبا السمط ما الذي نراه بك؟ قال: أخبركم بالعجب، مدحت (164- و) أمير المؤمنين، فوصفت له ناقتي من خطامها الى خفّيها، ووصفت الفيافي من اليمامة الى بابه أرضا أرضا، ورملة رملة، حتى اذا أشفيت منه على غنى الدهر جاء ابن بياعة الفخاخير- يعني أبا العتاهية- فأنشده بيتين، فضعضع بهما شعري، وسواه في الجائزة بي، فقيل له: وما البيتان؟ فأنشد: إن المطايا تشتكيك لأنها ... تطوي إليك سبا سبا ورمالا فإذا رحلن بنا رحلن مخفة ... وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا «3»

قلت: أخذ هذا المعنى من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو اتكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتعود بطانا» «1» . نقلت من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي، وحدثنا الصدائي عن المبرد عن علي بن عمروس الشاعر عن أشجع السلمي قال: أذن المهدي للشعراء، فدخلت مع من دخل، فاتفق أن جلست الى جانب بشار، فإنا لسكوت اذ سمعنا حسا، فقال لي بشار: من هذا يا أشجع؟ قلت: أبو العتاهية، فقال أترى تحمله قحته وجهله على أن ينشد في مثل هذا المحفل شعرا؟! قلت: لا علم لي، إذ استأذن في النشيد فأذن له، فأنشد: ألا ما لسيدتي مالها ... أدلت فأحمل إدلالها قال: فنخسني بشار ثم قال: أما ترى ما أجبس هذا الجاهل، ينشد هذا الشعر الركيك في مثل هذا المحفل العظيم، فلما بلغ الى قوله: (164- ظ) . أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرر أذيالها فلم تك تصلح إلّا له ... ولم يك يصلح إلا لها ولو رامها أحد غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها ولو لم تطعه بنات النفو ... س لما قبل الله أعمالها «2» فقال لي بشار: ويحك يا أشجع انظر هل طار أمير المؤمنين عن سريره سرورا؟! قال: فلا والله ما أخذ أحد من الشعراء في ذلك اليوم جائزة أسنى من جائزته «3» . أنبأنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي قال: أخبرنا علي بن الحسن الرازي قال: أخبرنا الحسين بن القاسم

الكوكبي قال: حدثنا ابن أبي سعد قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن معاوية المهلبي قال: حدثني أبو تمام قال: يكتب من شعر أبي العتاهية خمسة أبيات، فان أحدا لم يشركه فيها، ولا تهيأ لأحد مثلها، قوله: الناس في غفلاتهم ... ورحا المنية تطحن «1» والذي قال في أحمد بن يوسف: ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى ... وأن الغنى يخشى عليه من الفقر «2» وقوله في موسى أمير المؤمنين: ولما استقلوا بأثقالهم ... وقد أزمعوا بالذي أزمعوا قرنت التفاتي بآثارهم ... وأتبعتهم مقلة تدمع «3» وقوله: هب الدنيا تساق اليك عفوا ... أليس مصير ذاك الى زوال «4» وقال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني علي بن أيوب القمي قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة عن محمد بن يزيد النحوي قال: لا أعلم شيئا من غزل أبي العتاهية ومديحه يخلو من صنعة، وربما كانت من القصيدة في موضعين، فمن شعره الذي كان يستطرف قوله: آه من غمي وكربي ... آه من شدة حبي ما أشد الحب يا سب ... حانك اللهم ربي ولقد قلت وجمر الح ... ب قد أقرح قلبي: يا بلائي من غزال ... قد سبا قلبي ولبي

لم أنك منه نوالا ... غير أن كدر شربي أنت ممن خلق الرح ... من من ذا الخلق حسبي «1» قال: ومن مليح أشعاره قوله: من لم يذق لصبابة طعما ... فلقد أحطت بطعمها علما إني منحت مودتي سكنا ... فرأيته قد عدها جرما يا عتب ما أنا عن صنيعك بي ... أعمى ولكن الهوى أعمى والله ما أبقيت من جسدي ... لحما ولا أبقيت لي عظما إن الذي لم يدر ما كلفني ... ليرى على وجهى به وسما «2» قال: ومن شعره المختار قوله: (165- ظ) . يا عتب هجرك مورث الأدواء ... والهجر ليس لودنا بجزاء يا صاحبي لقد لقيت من الهوى ... جهدا وكل مذلة وعناء علق الفؤاد بحبها من شقوتي ... والحب داعية لكل بلاء اني لأرجوها وأحذرها فقد ... أصبحت بين مخافة ورجاء بخلت علي بودها وصفائها ... ومنحتها ودي ومحض صفائي فتخالف الأهواء فيما بيننا ... والموت عند تخالف الأهواء «3» نقلت من أخبار أبي العتاهية في كتاب المستنير للمرزباني: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا عون بن محمد الكندي قال: حدثني محمد بن النضر كاتب غسان بن عباد قال: أخرجت رسولا إلى عبد الله بن طاهر، وهو يريد مصر، فنزلت على العتابي، وكان لي صديقا، فقال: أنشدني لشاعر العراق، يعني أبا نواس، وكان قد مات، فأنشدته ما أحفظ من ملحه، وقلت له: ظننتك تقول أنشدني لأبي العتاهية؟ فقال: لو أردت هذا لقلت: أنشدني لأشعر الناس، ولم أقتصر على العراق.

وقال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني محمد بن موسى قال: حدثني أحمد بن بشر الحلبي أبو طاهر قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن برية الهاشمي قال: حدثني السدري قال: سمعت الأصمعي يقول: شعر أبي العتاهية مثل كساحة الملوك يقع فيه الجوهر والذهب. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد التميمي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن إبراهيم (166- و) الطرازي بأصبهان قال: أنبأنا أحمد بن مهدي السلامي قال: أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد النقاش أن أحمد بن يحيى ابن زيد أخبرهم قال: أتى أبا العتاهية بعض إخوانه فقال له: أعرني دفتر كذا وكذا، فقال: إني أكره ذاك، فقال له: أما علمت أنّ المكارم موصولة بالمكاره، فدفع إليه الدفتر. أخبرنا أبو العباس أحمد بن رستم بن كيلان شاه الديلمي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن هبة الله بن يحيى، المعروف بابن البوقي الواسطي قال: حدثنا والدي أبو جعفر هبة الله قال: قرىء على أبي طاهر بركة بن حسان الجوزي، وأنا حاضر أسمع، فأقرّ به قيل له: أخبركم أبو منصور زيد بن طاهر اللالكي، قدم عليكم، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن بلال بن عبدان قال: حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: حدثنا أبو الحسن بن النوبي قال: حدثني أبو العباس الذي يكثر لهارون الرشيد قال: بعث الرشيد إلى أبي العتاهية، وهو بالرقة، فأحضره، قال: من أمرك بقطع القول في الزهد، عد إلى القول فيما كنت تقول، فقال: يا أمير المؤمنين قد قلت وما سمعت مني، فإن استحسنته وأمرتني بالقول في مثله فعلت، وإلّا رجعت إلى ما كنت أقول، فقال: قل، فقال: وأنا خلف القبة. قل لأهل القبور: كيف وجدتم ... طعم مر البلى وثقل التراب في بيوت سقوفها اللبن فيها ... أسكن الموت جوفها أحبابي (166- ظ)

وأتاها البلى فمر عليها ... فأبت أن تسيغ رد الجواب أكل الدود من وجوه حسان ... لم تزل في غضارة وشباب بدد الموت شملهم فتنادوا ... بنزال إلى بيوت خراب فله الحمد إذ قضاه علينا ... منزل القطر من متون السحاب «1» فلما بلغ أبو العتاهية إلى قوله: أكل الدود من وجوه حسان.... بكى هرون الرشيد، وقال له لما فرغ منها: قل في هذا المعنى. قال: وكنا رؤساء المكثرين ثلاثة، فأمر لنا بعشرة آلاف درهم، فلم نزل نكثّر بهذه الأبيات حول قبته طول ليلته. وذكر أبو عبد الله المرزباني فيما قرأته في كتاب المستنير قال: حدثنا أبو عبد الله الحكمي، ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا محمد بن موسى البربري قال: حدثني محمد بن صالح العدوي قال: أخبرني أبو العتاهية قال: كان الرشيد يعجبه غناء الملاحين في الزلّالات إذا ركبها، وكان يتأذى بفساد كلامهم، وكثرة لحنهم، واستحالة معاني ألفاظهم، فقال يوما لعيسى بن جعفر وجماعة من ندمائه: قولوا لمن معنا يعمل شعرا لهؤلاء الملاحين حتى يحفظوه، ويترنموا به ويريحوني من هذا الذي أسمعه منهم، فقيل له: ليس أحد أحذق بهذا ولا أقدر عليه، وعلى ما أشبهه من أبي العتاهية، وكان الرشيد قد حبسني وقال: لا أطلقك أو تقول شعرا في الغزل، وتعاود ما كنت عليه، فبعث إلي وأنا في الحبس يأمرني أن أقول شعرا للملاحين، ولم يأمر بإطلاقي فغاظني ذلك، وقلت: والله لأقولن شعرا (167- و) يحزن به ولا يسره، فعملت شعرا ودفعته إلى من حفظه الملاحين، فلما ركب الحراقة اندفع الملاحون يغنون: خانك الطرف الطموح ... أيها القلب الجموح لدواعي الخير والشر ... دنو ونزوح

هل لمطلوب بذنب ... توبة منه نصوح كيف اصلاح قلوب ... إنما هن قروح أحسن الله بنا أ ... نّ الخطايا لا تفوح فإذا المستور منا ... بين ثوبيه فضوح كم رأينا من عزيز ... طويت عنه الكشوح صاح منه برحيل ... صائح الدهر الصيوح موت بعض الناس في ... الأرض على قوم فتوح سيصير المرء يوما ... جسدا ما فيه روح بين عيني كل حي ... علم الدهر يلوح كلنا في غفلة وال ... موت يغدو ويروح لبني الدنيا من الدن ... يا غبوق وصبوح رحن في الوشي وأصبح ... ن عليهن المسوح كل نطاح من الده ... ر له يوم نطوح نح على نفسك يا ... مسكين إن كنت تنوح لتموتن ولو عم ... رت ما عمر نوح «1» فلما اندفع الملاحون يغنون جعل الرشيد يبكي وينتحب، كلما زادوا بيتا زاد في بكائه ونحيبه، وكان الرشيد من أغزر الناس دموعا في وقت الموعظة، وأشدهم عسفا في وقت الغضب والغلظة، فلما رأى الفضل بن الربيع كثرة بكائه وما قد تداخله أو ما إلى الملاحين أن أمسكوا. أخبرنا أبو هاشم بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني عبد الكريم بن محمد قال: سمعت عبد الله بن عمر- يعني الإصطخري- يقول: سمعت أبا طاهر الرازي يقول: سمعت عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد، أبا طاهر الصوفي، يقول: سمعت أبا الفتح محمد بن أحمد (167- ظ) بن محمد ابن علي بن محمد بن النعمان النحوي الأنباري قال: سمعت أبي أبا بكر أحمد

قال: سمعت أبي أبا جعفر محمد يقول: سمعت أبي أبا الحسن علي يقول: سمعت أبي أبا سعيد محمد بن النعمان يقول: أنشدني أبو العتاهية لنفسه: الخير والشر مزداد ومنتقص ... فالخير منتقص والشر مزداد فما أسائل عن قوم صحبتهم ... ذوي محاسن إلّا قيل بادوا ولا أسائل عن قوم عرفتهم ... ذوي مساوي إلّا قيل قد زادوا فالخير ليس بمولود له ولد ... لكن له من بنات الشر أولاد «1» أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي بحلب قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك قال: حدثنا أبو القاسم اسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ أبو أيوب قال: أنشدني أبو العتاهية: ننافس في الدنيا ونحن نعيبها ... لقد حذرتنا لعمري خطوبها وما نحسب الساعات تقطع مدة ... على أنها فينا سريع دبيبها كأني برهطي يحملون جنازتي ... إلى حفرة يحثى علي كثيبها فكم ثم من مسترجع متوجع ... وباكية يعلو عليّ نحيبها (168- و) وداعية حرى تنادي وإنني ... لفي غفلة عن صوتها لا أجيبها وإني لممن يكره الموت والبلى ... ويعجبه ريح «2» الحياة وطيبها أيا هادم اللذات ما منك مهرب ... تحاذر منك النفس ما سيصيبها رأيت المنايا قسمت بين أنفس ... ونفس سيأتي بعدهن نصيبها «3»

قال أبو القاسم بن سنين: وأنشدني- يعني محمد بن مزيد- لأبي العتاهية: قد نغص الموت عليّ الحياه ... إذ لا أرى منه لحي نجاه من جاور الموتى فقد أبعد الدار ... وقد جاور قوما جفاه ما أبين الأمر ولكنني أرى ... جميع الناس عنه عماه لو علم الأحياء ما عاين ال ... موتى إذا لم يستلذّوا الحياة «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قراءة عليه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين ابن عبد الجبار الصيرفي- بانتخابي عليه من أصول كتبه- قال: حدثنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال: أخبرنا محمد بن مخلد الدوري قال: سمعت مشرف بن سعيد يقول: سمعت أبا العتاهية يقول: أرى علل الدنيا عليّ كثيرة ... وصاحبها حتى الممات عليل ومن ذا الذي ينجو من الناس ... سالما وللناس قال بالظنون وقيل «2» وقال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد (168- ظ) بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا الصولي قال: حدثنا الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: رأيت الناس في النفر وقد اجتمعوا على رجل وهو ينشد: أجاب الله داعيك ... وعادى من يعاديك كأنّ الشمس والبدر ... جميعا في تراقيك وفي فيك جنيّ النح ... ل ما أحلاه من فيك وقد شاع بأن الخ ... زّ يؤذيك ويدميك وما تدرين من ذل ... ك أسماء جواريك

ولافا «1» ختة النخل ... من الطاووس والديك تعالى الله ما أحس ... ن ما براك باريك «2» فقال له رجل: يا شيخ أفي مثل هذا الموضع؟! قال: وما على من قضى حجه أن يشكو بثه، ويصف من هداه. أخبرنا الشيخان الزاهدان: أبو محمد عبد الرحمن، وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان، والخطيبان: أبو البركات سعيد، وأبو الفضل عبد الواحد ابنا هاشم بن أحمد بن هاشم الأسديون الحلبيون، وأبو الحجاج يوسف بن عبيد بن سوار السلمي البرجيني- قراءة عليهم متفرقين بحلب- قالوا: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أخبرنا أبو القاسم (169- و) بن بيان الرزاز قال: أخبرنا أبو القاسم بن علي بن الصقر قال: حدثنا أبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي القارئ قال: حدثنا عمران بن موسى قال: سمعت أحمد بن الحسن العوفي قال: سمعت أبا العتاهية ينشد هذه الأبيات: إن كان يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قبلك الأخيارا ولئن ندمت على سكوتك «3» مرة ... فلقد ندمت على الكلام مرارا إن السكوت سلامة ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا وإذا تقرب خاسر من خاسر «4» ... زاد بذاك خسارة وتبارا «5» أخبرنا أبو القاسم بن قميرة التاجر البغدادي قراءة عليه بحلب قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت بن الآبري قالت: أخبرنا طراد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين ابن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال: كتب بكر بن المعتمر الى أبي العتاهية من السجن يشكو إليه طول السجن وشدة الغم، فكتب إليه:

هي الأيام والعبر ... وأمر الله ينتظر أتأيس أن ترى فرجا ... وأين الله والقدر «1» أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وعبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون، وأبو الحجاج يوسف بن عبيد بن سوار المصري، وأبو اسحاق إبراهيم بن عثمان بن علي الحنفي قالوا: أخبرنا أبو سعد عبد الله (169- ظ) بن محمد بن هبة الله بن أبي عصرون قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري قال: حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد الشجاعي قال: أخبرنا أبو الحسن الليث بن الحسن بن الليث بسرخس قال: أخبرني علي بن الفضل ابن محمد ببغداد أن أبا العتاهية كتب الى بعض اخوانه: صديقي من يقاسمني همومي ... ويرمي بالعداوة من رماني ويحفظني إذا ما غبت عنه ... وأرجوه لنائبة الزمان «2» أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر القرشي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن القزار، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله ابن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن جعفر ابن سهل الخرائطي قال: أنشدني أبو عبد الله المارستاني لأبي العتاهية: الناس يخدع بعضهم بعضا ... محضوا التخادع بينهم محضا فلقل ما تلقى بها أحدا ... متنزها تحمي له عرضا البس جميع الناس محتملا ... للعالمين وكن لهم أرضا

فلئن غضبت لكل حادثة ... ترمى بها فلقل ما ترضا «1» (170- و) أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون بالقاهرة، وأبي محمد يونس بن خليل بن عبد الله بحلب قالا: أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل ابن صالح بن ياسين قال: أخبرنا أبو عبد الله الرازي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن عبيد الله بن محمد الهمذاني بمصر قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن علي النحوي بالرملة قال: حدثني أبي قال: أنشدني إبراهيم بن السري الزجاج لأبي العتاهية: اصبر لدهر نال منك ... فهكذا مضت الدّهور فرح وحزن مرة ... لا الحزن دام ولا السرور «2» أخبرنا عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني بدمشق قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد ابن موسى بن حماد قال: حدثنا محمد بن منصور البغدادي قال: لما حبس أمير المؤمنين الرشيد أبا العتاهية، جعل عليه عينا له يأتيه بما يقول، فوجده يوما وقد كتب على الحائط: أما والله إن الظلم لوم ... وما زال المسىء هو الظلوم الى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم «3» (170- و)

قال: فأخبر بذلك الرشيد فبكى، ودعا به، فاستحله ووهب له ألف دينار. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري كتابة عن أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني- إجازة كتبها لي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة- قال: أخبرني عبد الله بن يحيى قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا هرون بن الحسن قال: أتينا بقية بن الوليد ومعنا أبو العتاهية، فانقبض بقية ولم يحدث فقال له أبو العتاهية: بلغني رحمك الله أن لكل شيء دسما، ودسم العلماء البشاشة والطلاقة، فانبسط، وسألناه أن يحدث فأبى، فقال أبو العتاهية: إن لكل شيء زكاة وزكاة العلماء الفوائد، قال: فحدث (171- و) . ***

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا محمد بن إبراهيم بن مسلم قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم ابن سننين قال: حدثنا محمد بن مزيد قال: حدثنا سعيد بن أبي سكينة قال: أتى أبو العتاهية باب أحمد بن يوسف، فأخبره الحاجب أنه نائم، فمكث ساعة ثم دعا بدواة وقرطاس، فكتب هذا البيت، ثم قال للحاجب: إذا انتبه فادفع إليه هذه الرقعة: ألم تر أنّ الفقر يرجى له الغنى ... وأنّ الغنى يخشى عليه من الفقر «1» قال ابن سنين: أنشدني محمد بن مزيد لأبي العتاهية: لله ما وارى التراب من الألى كانوا ... الكرام هم إذا نسب الكرام أفناهم من لم يزل يفني القرون ... وللفناء وللبلى خلق الانام يا صاحبي نسيت دار اقامتي ... وعمرت دارا ليس لي فيها مقام دار يريد الدهر نقلة أهلها ... وكأنهم عما يريد بهم نيام «2» أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني قال: أخبرنا أبي أبو منصور جعفر قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور

قال: حدثنا الزبير (172- و) - يعني ابن بكار- قال: حدثني جعفر بن الحسن اللهبي قال: دخل أبو العتاهية الى بعض الهاشميين، فبينا هو عنده إذ أتاه خبر عن وكيل له يخبره باختلال في ضيعته، فغمه ذلك حتى تبين الغم في وجهه، فقال أبو العتاهية: ليد المنية في تلمسها عن ... ذخر كل شقيقة فحص وكأنّ من وافى منيته لم ... يبق منه لناظر شخص تبغي من الدنيا زيادتها ... وزيادة الدنيا هي النقص «1» قال: فأسفر لونه، وسكن ما به. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، ح. وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال: أنبأنا أبو بكر السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبيد الله الصفار قال: حدثنا عمر بن محمد بن سيف قال: أنشدني أبو جعفر أحمد بن محمد الطبري المعروف بابن رستم النحوي قال: أنشدني ابن أبي العتاهية لأبيه: ما من صديق وإن تمت مودته ... يوما بأبلغ في الحاجات من طبق إذا تعمم بالمنديل منطلقا ... لم يخشى نبوة بواب ولا غلق لا تكذبن فإن الناس مذ خلقوا ... عن رغبة يعظمون الناس أو فرق (172- ظ) أما الفعال ففوق النجم مطلعه ... والقول يوجد مطروحا على الطرق «2» أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب البغدادي قال:

أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: أنشدنا محمد بن المرزبان قال أنشدني الحسن بن صالح الأسدي لأبي العتاهية: سبحان خيار السماء ... إن المحبّ لفي عناء من لم يذق حرق الهوى ... لم يدر ما جهد البلاء لو كنت أحسب عبرتي ... لوجدتها أنهار ماء كم من صديق لي أسا ... رقه البكاء من الحياء فإذا تفطن لامني ... فأقول ما بي من بكاء لكن ذهبت لأرتدي ... فأصبت عيني بالرّداء حتى أشككه فيس ... سكت عن ملامي والمراء يا عتب من لم يبك لي ... مما لقيت من الشّقاء بكت الوحوش لرحمتى ... والطير في جوّ السماء والجن عمار البيوت ... بكوا وسكان الفضاء والناس فضلا عنهم ... لم تبك إلّا بالدماء يا عتب إنك لو شهد ... ت علي لولة النساء وموجها مستبسلا ... بين الأحبّة للقضاء لجزيتني غير الذي ... قد كان منك من الجزاء أفما شبعت ولا روي ... ت من القطيعة والجفاء لم تبخلين على فتى ... محض المودّة والصّفاء يا عتب سيدتي أعيني ... حسن وجهك بالسخاء مهلا عليك وإن بخل ... ت عليّ بالحسن العزاء وأكثر أكثر من ترى ... وأقلهم أهل الوفاء والياس مقطعه المنى ... والصّبر مفتاح الرجاء «1»

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقيّر بمصر بالجامع العتيق قال: أخبرنا الحافظ أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر قال: أنشدنا الإمام (173- و) أبو المحاسن- يعني عبد الواحد بن اسماعيل بن أحمد الروياني قال: أنشدنا الإمام اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إملاء قال: أنشدنا زاهر بن أحمد قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن المنادي قال: أنشدني أبو بكر يونس بن يعقوب المقرئ الواسطي لأبي العتاهية: كم يكون الشتاء ثم المصيف ... وربيع يمضي ويأتي الخريف وانتقال من الحرور الى الظل ... وسهم الردى عليك منيف يا قليل البقاء في هذه الدن ... يا الى كم يغرك التسويف عجبا لامرىء يذلّ المخلو ... ق ويكفيه كل يوم رغيف «1» أخبرنا أبو الفضل اسماعيل بن سليمان بن ايداش الحنفي الدمشقي بها قال: أخبرنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحافظ قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا رجاء بن عبد الواحد قال: حدثنا أبو عبد الله- يعني محمد بن ابراهيم اليزدي- قال أنشدنا أبو الحسين محمد بن محمد قال: أنشدنا محمد بن القاسم بن بشار قال: أنشدني محمد بن المرزبان لأبي العتاهية: يا صاحب الدار التي ... ليست له بمواتيه أحببت دارا لم تزل ... عن نفسها لك ناهيه أأخيّ فارم محاسن ال ... دنيا بعين قاليه أترى شبابك عائدا ... من بعد شيبك ثانيه «2» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا عبد الكريم ابن محمد التميمي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أنشدني كيخسره بن يحيى

الشيرازي- املاء من حفظه- أنشدني أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي بباب المراتب «1» قال: أنشدني بعض أشياخي عن عتاهية بن أبي العتاهية لأبيه: يا أيها المختال في مشيه ... هل لك أن تنظر في القبر حتى ترى القبر ومن حله ... ثم ترى رأيك في الكبر «2» أخبرنا محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن يوسف قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو القاسم بن ابراهيم بن سنين قال: أنشدني محمد بن أبي رجاء لأبي العتاهية: ألا أيها القلب الكثير علائقه ... ألم تر أن الدهر تجري بوائقه «3» تسابق ريب الدهر في طلب المنى ... بأي جناح خلت أنك سابقه وترخي على السوء الستور ... وانما تقلب في علم الإله خلائقه ألا أيها الباكي على الميت بعده ... رويدك لا تعجل فانك لاحقه رويدك لا تنسى المقابر والبلى ... وطعم حسا الموت الذي أنت ذائقه فما الموت الا ساعة غير أنه ... نهار وليل بالمنايا تساوقه اذا حل من قد كنت تدنيه قبره ... فما هو الا الدفن ثم تفارقه وما تخطب الساعات الا على الفتى ... تغافصه «4» طورا وطورا تسارقه (174- و) فأي هوى أو أي لهو أصبته ... على لذة إلا وأنت مفارقه إذا اعتصم المخلوق من فتن ... الهوى بخالقه نجاه منهن خالقه ومن هانت الدنيا عليه فإنني ... ضمنت له أن لا تذم خلائقه ومن ذا الذي يخشى من الناس فاقة ... ورزاق هذا الخلق ما عاش رازقه أيا نفس فارضي بالإله فإنه ... مغاربه لي عرضه ومشارقه

أرى صاحب الدنيا مقيما بجهله ... على ثقة من صاحب لا يوافقه هي الدار دار تستذلّ عزيزها ... وإن كان مغشيّا عظيما سرادقه إذا نطق النطاق فيها برغبة ... تعرفت فيها الذل حين تناطقه إذا كنت في دين تمتّ بغيره ... وتزعمه دينا فأنت منافقه تفاضل أهل الدين فيه غدا ... كما تفاضل في يوم الرهان سوابقه «1» أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان الكاشغري، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغداديان بحلب، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني بها قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطّي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري قال: أنشدنا أبو صالح عبد الله بن صالح، أظنه لأبي العتاهية: المرء دنيا نفسه فإذا ... انقضى فقد انقضت (174- ظ) تغتاله في غيّه وتع ... ود فيمن خلّفت ما خير مرضعة بكأس ... الموت تفطم من غذت بينا ترين صلاحه ... إذ أفسدت ما أصلحت «2» أخبرنا افتخار الدين عبد المطلب بن أبي المعالي العباسي قال: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني يقول: أنشدنا أبو النجيب الرازي بها قال: أنشدنا محمد بن أبي حاتم القزويني قال: أنشدنا أبو سعد الخطيب ببلخ قال: أنشدنا عبد الملك بن مروان قال: أنشدنا مكحول بن الفضل قال: قال أبو العتاهية: نعى لك ظل الشباب المشيب ... ونادتك باسم سواك الخطوب فكن مستعدا لريب المنون ... فكل الذي هو آت قريب

ألسنا نرى شهوات النفو ... س تغني وتبقي علينا الذنوب يخاف على نفسه من يتوب ... فكيف ترى حال من لا يتوب «1» أخبرنا أبو جعفر بن جعفر البغدادي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوّار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: أنشدني الزبير لأبي العتاهية في الناس: يا رب «2» ان الناس لا ينصفونني ... فكيف وان أنصفتهم ظلموني وان كان لي شيء تصدوا لأخذه ... وان جئت أبغي شيئهم منعوني وان نالهم بذلي فلا شكر عندهم ... وان أنا لم أبذل لهم شتموني (175- و) وإن طرقتني نكبة فكهوا لها ... وان صحبتني نعمة حسدوني سأمنع قلبي أن يحن اليهم ... وأحجب عنهم ناظري وجفوني «3» أخبرنا ابن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد المروزي- إذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الرحيم بن علي الشاهد، بقراءتي عليه بأصبهان، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن محمد الجمال قال: سمعت الحجاج البارد يقول: سمعت الكسائي ينشد لأبي العتاهية: حتى متى أنا في حل وترحال ... وطول سعي بإدبار واقبال أنازع الدهر ما انفك مغتربا ... عن الأحبة لا يدرون ما حالي في مشرق الأرض طورا ثم مغربها ... لا يخطر الموت من حرصي على بالي ولو قنعت أتاني الرزق في مهل ... ان القنوع الغنى لا كثرة المال «4»

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد ابن مكي بن عثمان الأزدي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميني قال: أنشدنا محمد بن يزيد لأبي العتاهية: عيال الله أكرمهم عليه ... أبثّهم المكارم في عياله «1» قال محمد بن يزيد: أخذ أبو العتاهية هذا القول من الحديث الذي روى «ان الخلق عيال الله فأحبهم اليه أنفعهم لعياله» «2» . (175- ظ) . أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن محمد ابن عبد الله البسطامي قال: قرأت على أبي منصور بن خيرون: أخبركم الخطيب أبو بكر قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن علي بن مرزوق قال: دخلت على أبي العتاهية في مرضه الذي مات، وكان له صديقا، وكان أبو العتاهية قد أغمض عينيه، قال: فقالوا لي: كلّمه، فقلت يا أبا اسحاق، فلما سمع صوتي فتح عينيه، فقلت له: أعزز على العلماء بمصرعك، قال: فقال لي أبو العتاهية: ستمضي مع الايام كل مصيبة ... وتحدث أحداثا تنسي المصائبا «3» أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغسّاني قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: أنشدني- يعني أحمد بن علي بن مرزوق- لأبي العتاهية، وهو يكيد بنفسه:

يا نفس قد مثلت حا ... لي هذه لك منذ حين وشككت أني ناصح ... لك فاستملت الى الظنون فتأملي ضعف الحرا ... ك وكله بعد السكون وتيقني أن الذي ... بك من علامات المنون «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله (176- و) محمد بن حمد بن حامد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء، في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر الحسن ابن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي ابن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي- قالا: حدثنا محمود بن محمد بن الفضل قال: حدثنا عبيد الله بن محمد قال: حدثني محمد بن سعيد الترمذي قال: قيل لأبي العتاهية وهو يموت: ما تشتهي؟ قال: أشتهى أن يكون زلزل «2» عن يميني ومخارق عن يساري في حجر كل واحد منهما عود يدخلان في وتر واحد ويغنياني بهذا البيت: سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ... ويحدث بعدي للخليل خليل «3» أخبرنا محمد بن ابراهيم بن مسلم قال: أخبرتنا شهدة بنت الآبري قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: أخبرنا أبو القاسم بن ابراهيم قال: حدثني محمد بن أبي رجاء قال: حدثني يعقوب السواق قال: قال لي أبو العتاهية، وقد حضرته الوفاة، وسمع كلاما ببابه، فقال: ما هذا الكلام؟ فاعتللت عليه بشيء، فقال: لا هؤلاء قوم بلغهم أني ميت فجاءوا، فتمثل بهذا البيت: وما زالت تنعي برجم الظنون ... وقد جاءت النعية الصادقة «4»

أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن الغسّاني قال: أخبرنا أبو بكر (176- ظ) أحمد بن علي قال: أخبرنا ابراهيم بن مخلد إجازة قال: أخبرنا عبد الله بن اسحاق بن ابراهيم البغوي قال: أخبرنا الحارث بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: سنة احدى عشرة ومائتين، فيها: مات أبو العتاهية الشاعر يوم الاثنين لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة. وقال أبو بكر أحمد بن علي: قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال: مات أبو العتاهية اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان الجرار. مولى عنزة، فيما ذكر، سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد. وقال أبو بكر: ذكر محمد بن أبي العتاهية أن أبا العتاهية ولد في سنة ثلاثين ومائة، وأنه مات ببغداد، وقبره على نهر عيسى قبالة قنطرة الزيّاتين «1» . نقلت من خط صالح بن ابراهيم بن رشدين المصري ما صورته: يقال ان أبا العتاهية مات في خلافة المأمون سنة ثلاث عشرة ومائتين، مات أبو العتاهية، وابراهيم الموصلي، وأبو عمرو الشيباني بمدينة السلام في يوم واحد. ونقلت من أخبار أبي العتاهية للآمدي، ونقله كاتبه من خطه: قال أبو سويد عبد القوي بن محمد بن أبي العتاهية: مات أبو العتاهية سنة عشر ومائتين. وقال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة: مات أبو العتاهية سنة خمس ومائتين. وروي عن غيرهما أنه مات سنة ثمان عشرة ومائتين في آخر خلافة المأمون. وروي عن مخارق المغني، وكان من خلصان أبي العتاهية، أنه توفي في خلافة المأمون سنة ثلاث عشرة ومائتين، ويقال: انه مات هو وابراهيم أبو اسحاق الموصلي، وأبو عمرو (177- و) الشيباني بمدينة السلام في يوم واحد، وفي هذه السنة مات أبو عبيدة وقد بلغ سنّا نحو المائة، وقبره ببغداد قبالة قنطرة الزياتين.

وقد ذكرنا في أثناء الترجمة عن أبي عبيد الله المرزباني أنه مات ببغداد في سنة عشر ومائتين، وقيل في سنة احدى عشرة، وقيل قبل ذلك وبعده، قال: والاول أصح، يعني سنة عشر. أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني عبد العزيز بن علي الوراق قال: سمعت عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ يقول: سمعت محمد بن مخلد العطار يقول: سمعت اسحاق ابن ابراهيم البغوي يقول: قرأت على قبر أبي العتاهية: أذن حي تسمّعي ... اسمعي ثم عي وعي أنا رهن بمضجعي ... فاحذّري مثل مصرعي عشت تسعين حجة ... ثم فارقت مجمعي ليس زاد سوى التقى ... فخذي منه أو دعي «1» قلت: وهذه الابيات ليست لأبي العتاهية، لأنه على الاختلاف في مولده ووفاته لم يعش تسعين حجة، والابيات قديمة العصر، رواها محمد بن أبي العتاهية عن هشام الكلبي، أخبرنا بها أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت ابن الآبري قالت: أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الحنّائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: أخبرنا أبو القاسم اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثني محمد بن أبي رجاء قال: حدثني محمد بن أبي العتاهية قال: حدثنا هشام الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس (177- ظ) قال: أصيب في الجاهلية جمجمة عليها مكتوب: أذن حي تسمعي ... اسمعي ثم عي وعي أنا رهن بمصرعي ... فاحذري مثل مصرعي «2»

اسماعيل بن قيراط العذري:

قال: فأتيت أبي فأخبرته فاستحسنه، وزادني فيه بعض أصحابنا: ليس شيء سوى التقى ... فخذي منه أو دعي «1» اسماعيل بن قيراط العذري: أبو علي، سمع بمعرة النعمان مالك بن يحيى التنوخي، وهو اسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط، أبو علي العذري، روى عنه أبو أحمد عبد الله ابن محمد بن شجاع المفسر حديثا أوردناه فيما يأتي إن شاء الله تعالى في ترجمة مالك بن يحيى، ونسبه الى جد أبيه قيراط، وستأتي ترجمته ان شاء الله تعالى فيمن اسم أبيه محمد. حرف الميم في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن المبارك بن كامل بن مقلد بن علي بن المقلد بن نصر بن منقذ: أبو الطاهر بن أبي الميمون الكتاني الشيزري الأصل، المصري المولد والمنشأ، وقد استقصينا نسبه في ترجمة ابن عم جده أسامة بن مرشد بن علي، واسماعيل هذا أمير فاضل، شاعر، خدم الملك العادل أبا بكر بن أيوب، وولده الملك الكامل محمد ابن أبي بكر، وسيره الملك الكامل رسولا الى حلب وغيرها من البلاد، وواليا على حران، فقدم علينا حلب، وأقام بها أياما، ولم يتفق لي اجتماع به. وروى شيئا من الحديث عن الحافظ أبي طاهر السّلفي، وشيئا من شعر أبي الحسن علي بن يحيى بن الذروي. روى لنا عنه أبو المجاهد اسماعيل بن حامد القوصي، وأبو بكر محمد بن عبد العظيم المنذري، ومحمد بن علي بن الصابوني. (178- و) . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العظيم بالقاهرة قال: أخبرنا الأمير الأجل أبو

الطاهر اسماعيل بن المبارك بن كامل بن منقذ قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي، ح. وأخبرنا به أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي، وأبو القاسم عبد الله ابن الحسين بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا، المعروف بابن البيّع قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا الطفاوي قال: حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال الناس: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت إليه، فلما نظرت اليه عرفت أن وجهه ليس بوجه رجل كذاب، فكان أول ما سمعت من كلامه قال: «أيها الناس أفشوا السلام، وصلوا الأرحام، واطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» «1» . أنشدنا أبو حامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدنا الأمير الكبير أبو الطاهر اسماعيل بن سيف الدولة المبارك بن منقذ قال: أنشدني القاضي وجيه الدين أبو الحسن علي بن يحيى بن الذروي مديحا في والدي الأمير سيف الدولة قصيدته الذالية ومطلعها: (178- ظ) . لك الله عرج على ربعهم فذي ... رسوم يفوح المسك من عرفها الشذي وذا يا كليم الشوق واد مقدس ... لدى الحب فاخلع ليس تمشيه محتذي وقفنا فسلمنا على كل منزل ... نلذذ فيه العين كل تلذذ ولم يبكني إلا ادكار مجدّد ... لأشجان قلب بالغرام مجذّذ «2» فيا حرقى ذا آخر الدمع فاشربي ... ويا سقمي ذي فضلة القلب فاغتذي مر بي ظبي أنس كمل الله حسنه ... وقال لأفواه الخلائق عوذي

جلا تحت ياقوت اللمى ثغر جوهر ... رطيب وأبدى شاربا من زمرد وبي عذّل أبدي التشاغل عنهم ... إذا أخذوا في عذلهم كل مأخذ يقولون لي من ذا الذي متّ في الهوى ... به أسفا يا رب لا علموا الذي ورب أديب لم يجد في ارتحاله ... جوادا إذا ما قال هات يقل خذ أقول له إذ قام يرحل مسغبا ... وسلّمه طول السقام وقد خذي مبارك عيس الوفد باب مبارك ... وهل منقذ القصّاد إلا ابن منقذ أنشدني جمال الدين محمد بن علي بن الصابوني قال: أنشدنا جمال الدين اسماعيل بن المبارك بن منقذ لنفسه: صار داء الهوى لقلبي عاده ... فلهذا جفاه من كان عاده لو أتاه هجوده وشفاه ... كان يشتاق سقمه وسهاده ألف الهمّ والكآبة حتّى ... لو أتاه سروره ما أراده (179- و) ليس ذا قسوة ولكن مرادي ... أن ينال الحبيب مني مراده ان حرمت الوصال منه حياة ... فلعلي فيه أنال الشهادة يا رشيق القوام أخجلت بالبان ... تثني غصونه المياده قد سلبت الفؤاد والطرف جمعا ... ذا سويداءه وذا سواده هل ترى فيهما تكوّن صدغاك ... فخطا على العذار مداده قل لنبل القسيّ ما أنت إلا ... عند لحظ الحبيب شوك القتاده ولقرب السيوف أنت جفون ... لعيون قد ودنا قداره ولسمر الرماح ما نلت شبها ... بقويم القوام يا ميّاده ولغيث السحاب سحقا فباقي ... كاسنا قد أبان فيك الزهاده أنت تسقي وتحجب البدر عنا ... وهو يسقي وبدره في زياده منطقته العيون حسنا ولولا ... خشية من سناه كن قلاده

ونقلت هذه الأبيات الدالية من خط الأمير حسام الدين أبي بكر محمد بن مرهف بن مرهف بن أسامة بن منقذ للأمير جمال الدين اسماعيل بن الأمير سيف الدولة مبارك بن منقذ، وذكر أنه سمع منه هذه الأبيات، ونقلت من خطه من شعر ابن عمه اسماعيل المذكور: ظبى اللحاظ وهي في أجفانها ... قد قتل الانسان من إنسانها مشهورة قتلتها مشهورة ... فكيف تردي وهي في أجفانها أسد الحمى وان غدت فاتكة ... تفر بعد اليأس من غزلانها (179- ظ) لو لم تكن رماحها قدودها ... ما كانت الألحاظ من خرصانها بكيت وجدا بهم حتى بكت ... حمائم الأيك على أغصانها فان تك صادقة في نوحها ... مثلي وداعي النوح من أشجانها لم تلبس الأطواق في أعناقها ... وتخضب الحناء في بنانها قال لي أبو بكر محمد بن عبد العظيم: اسماعيل بن المبارك أحد أمراء الدولتين العادلية والكاملية، سمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي الأصبهاني، وبمصر من والده، وحدّث، وسئل عن مولده فقال: في العشرين من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة بالقاهرة، وتوفي في شهر رمضان سنة ست وعشرين وستمائة بمدينة حران. أخبرنا شهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: وهذا الأمير جمال الدين اسماعيل بن منقذ رحمه الله كان أميرا كاملا، وكبيرا فاضلا، وندبه السلطان الملك الكامل رحمه الله رسولا الى الغرب، فأبان عن نهضة وكفاية، وحسن سفارة، لما كان جامعا له من حسن صورة، وسيرة، وعذوبة لفظ، وسداد عبارة، وولّاه ولاية مدينة حران، وجمع له بين الولاية والإمارة، وتوفي بها في شهور سنة سبع وعشرين. قال: ومولده بمصر في شهور سنة تسع وستين وخمسمائة في العشرين من ذي القعدة.

ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه اسماعيل

قرأت في تعليق وقع إليّ بخط مرهف بن مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ، ذيل به على تعليق في التاريخ بخط أبيه مرهف بن أسامة (180- و) بن منقد في ما حدث في سنة سبعين وخمسمائة: ولد اسماعيل بن مبارك بن كامل بن منقذ. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: في ذكر من توفي سنة ست وعشرين وستمائة، في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي شهر رمضان توفي الأمير الأجل أبو الطاهر اسماعيل بن الامير الاجل سيف الدولة أبي الميمون المبارك بن كامل بن مقلد بن علي بن نصر بن منقذ الكناني، الشيزري الاصل، المصري المولد والدار، المنعوت بالجمال، بحران ودفن بظاهرها. سمع بالاسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وبمصر من والده سيف الدولة أبي الميمون المبارك. وحدّث، وتولى حران وغير ذلك، سمعت منه وسألته عن مولده فقال: في العشرين من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة بالقاهرة، وكان له شعر وأدب، كثير تلاوة القرآن الكريم، وترسّل عن السلطان الملك الكامل الى الفرنج خذلهم الله تعالى، وهم إذ ذاك بثغر دمياط المحروس، فبلغنا أنه كان ختم بها في كل يوم ختمة «1» . ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه اسماعيل اسماعيل بن محمد بن أيوب بن شاذي: أبو الفداء، الملك الصالح عماد الدين بن الملك العادل، دفع اليه أبوه الملك العادل أبو بكر بن أيوب مدينة بصرى وعملها، فأقام بها بعد موت أبيه الى أن ولى أخوه الملك الأشرف موسى دمشق في سنة ست وعشرين وستمائة، فانضم اليه، فاستنابه بها، ومرض الملك الأشرف، فأوصى له بدمشق وبعلبك، ثم توهم منه أنه يؤثر موته، فأراد أن يرجع عما عهد به له، فلم يتيسر له ذلك، فلما مات الملك الأشرف استولى عماد الدين المذكور على ما كان بيده

من البلاد، فنزل اليه أخوه الملك الكامل من الديار المصرية طالبا أخذ دمشق، فسير اليه نجدة من حلب، فحصره الملك الكامل الى أن استولى على دمشق، وابقى عليه بعلبك وبصرى، ومات الملك الكامل بدمشق، وبها ابن أخيه الملك الجواد يونس، فتراسل الملك الجواد والملك الصالح أيوب بن المالك الكامل، وكان ملك الديار الجزرية، واتفقا على أن يسلم الملك الصالح اليه الرقة، وسنجار، وعانة ويسلم اليه الملك الجواد دمشق، وتمت المقايضة بينهما، وتسلم الملك الصالح أيوب دمشق، وجعل فيها ولده عمر الملقب بالملك المغيث، وصعد طالبا للديار المصرية فنزل نابلس، وهي في يد ابن عمه الملك الناصر داود (180- ظ) بن عيسى ابن أبي بكر بن أيوب، فحالف اسماعيل ابن أخيه، ووعده بالصعود اليه الى نابلس، وموافقته على قصد الديار المصرية، فاتفق اسماعيل والملك المجاهد شير كوه صاحب حمص على مكاتبة جماعة من أهل دمشق، وعلى أن يكون للملك المجاهد نصيب فيها، والبلد لاسماعيل، وواعد أهل دمشق في يوم معين، وسار اسماعيل من بعلبك وشير كوه من حمص، وهجماها، واستعصت القلعة أياما قلائل، وبها عمر بن أيوب، وعجز من بها عن حفظها فسلموها اليه على أن يطلق الملك المغيث عمر، فلما تسلم القلعة غدر بعمر المذكور وقبض عليه، وعند ما انتهى الخبر الى الملك الناصر داود سير عسكرا الى الملك الصالح أيوب وقبض عليه وسجنه عنده في قلعة الكرك، ودام اسماعيل بدمشق، وعسف رعيتها وظلمهم، وأعانه على ذلك وزيره أمين الدولة الذي كان سامريا وأسلم، وقاضيها المعروف بالرفيع الجيلي، الى أن أخرج الملك الناصر داود الملك الصالح أيوب من السجن، ووافقه على أخذ الديار المصرية من يد الملك العادل ابن الملك الكامل أخيه، وتوجها جميعا الى مصر، وكاتبا جماعة من الخدم ومن كان بها من الأشرفية، وخرج العادل الى بلبيس في عسكر كثيف، وكنت اذ ذاك عنده رسولا بالقاهرة، فقبض العسكر على العادل وتسلم الصالح أيوب الديار المصرية، وابنه عمر في حبس عمه الصالح اسماعيل، وهو لا يفرج عنه، فاتفق أن مات عمر في حبسه بقلعة دمشق، وخاف اسماعيل فاتفق مع الفرنج. وسير (181- و) الملك المنصور ابراهيم بن شير كوه صاحب

حمص مقدما على عسكره الى غزة ومعه الفرنج، وبها عسكر مصر، فالتقى الجيشان، فانهزم الملك المنصور والفرنج، وتقدم العسكر المصري بعد ذلك الى بيسان، وتحالف الملك الصالح أيوب، والسلطان الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب، ونزل العسكر المصري ومقدمه الوزير معين الدين ابن الشيخ ابن حمّوية محاصرا دمشق، ووصلت اليه نجدة حلب، وكنت أنا الرسول الى مصر في المحالفة، ففتح العسكر المصري دمشق، وسلمها الصالح اسماعيل الى ابن الشيخ ومضى الى بعلبك، وأنكر أيوب على عسكره ترك بعلبك، فخرج عنها الصالح، والتجى الى الخوارزمية «1» ، ونزلوا على طرف البحيرة من بلد حمص، فخرج عسكر حلب والملك المنصور ابراهيم صاحب حمص، وكسروا الخوارزمية، وقتل مقدمهم بركة خان، وانفلت جموعهم وفتحت بعلبك، وهرب الملك الصالح اسماعيل وقدم الى حلب مستجيرا بالسلطان الملك الناصر ابن الملك العزيز، وملقيا نفسه اليه، فأنزله بدار جمال الدولة، وجعل عليه توكيلا طلبا لرضا الملك الصالح أيوب وسيرني رسولا الى مصر أشفع الى أيوب في اسماعيل، فلم يجب الى ذلك، وفسد ما بين السلطان الملك الناصر وبينه بسبب ذلك، ومات الملك المنصور ابراهيم صاحب حمص بدمشق، وتسلم نواب أيوب بصرى، وعزم أيوب على تجهيز عسكر الى الشرق، فمنعه الملك الناصر، وأزال التوكيل عن الصالح اسماعيل وسيرني اليه (181- ظ) واستحلفته يوم الاثنين ثامن عشر ذي القعدة، وخلع عليه، وأقطعه اقطاعا حسنا، وقدمه على عسكره، والأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني يتولى تدبير العسكر، وتوجه العسكر الى حمص ففتحها من يد الملك الأشرف موسى بن ابراهيم وكان قد مال الى جانب الصالح أيوب، فنزل أيوب الى دمشق، وسير العسكر الى حمص وحصرها، فخرج السلطان الملك الناصر والعسكر معه والصالح اسماعيل وورد نجم الدين البادرائي رسول الخليفة، ورحل العسكر عن حمص، وخرج

اسماعيل بن محمد بن سنان بن سرج:

الفرنج الى دمياط واستولوا عليها، وتوفي الصالح أيوب، ووصل ولده المعظم تورانشاه، وأسر ملك الفرنج «1» ، وقتله عسكره وتوجه السلطان الملك الناصر يوسف وافتتح دمشق، وصعد الى الديار المصرية، والصالح اسماعيل في صحبته وانفل وعاد، وأسر الصالح اسماعيل، ودخل به الى القاهرة، وسجن في قلعة الجبل، ثم أخرج وخنق، وذلك في سنة ثمان وأربعين وستمائة. وكان حسن السيرة في أول مملكته، مؤثرا للعدل الى أن ابتلي بقرناء السوء، فحسنوا له الظلم، وحببوه إليه، فأفرط فيه، وكان سببا لزوال ملكه مع أنه كان حسن العقيدة، محسنا ظنه في أهل الدين، يشتغل بتلاوة القرآن في كثير من أوقاته والله يتجاوز عنه. اسماعيل بن محمد بن سنان بن سرج: أبو الحسن الشيزري، القاضي، حدث بشيزر عن محمد بن حماد بن المبارك المصيصي، وأبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي. (182- و) . روى عنه أبو القاسم الطبراني، والحسين بن أحمد الثقفي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن الحكم، وأبو العباس محمد بن موسى بن السمسار، والحافظ أبو الحسين محمد بن المظفر. حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قال: أخبرنا أبو بكر ابن ريذة الضبي قال: أخبرنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا اسماعيل بن محمد بن سنان الشيزري، بشيزر، قال: حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا الأوزاعي، وسعيد ابن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب

اسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط:

ابن سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نقل من البراة الربع، ومن الرجعة الثلث. قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلّا بقية. «1» . اسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط: أبو علي العذري الدمشقي، سمع بمعرة النعمان مالك بن يحيى التنوخي، وبالمصيصة أحمد بن لقيط المصيصي، وروى عنهما وعن هشام بن عمار وعبد الله ابن أحمد بن بشير بن ذكوان، وحرملة بن يحيى، ويزيد بن محمد الرهاوي، وسليمان بن عبد الرحمن، وأبي الأخيل خالد بن عمرو الحمصي، وأحمد بن صالح وابراهيم بن العلاء، ومحمد بن اسماعيل بن أبي شيبة، وهرون بن سعيد الأيلي، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن مصفى الحمصي، وكثير بن عبيد (182- ظ) الحذاء الحمصي، وعبد الله بن عبد الجبار الخبايري، وعبد الرحمن بن ابراهيم، وصفوان بن صالح، وسليمان بن سلمة الخبايري، والحسن بن شاكر، وأبي عامر موسى بن عامر، وعمران بن خالد بن أبي جميل، وابراهيم بن المنذر الحزامي. روى عنه آباء القاسم: سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، والمظفر بن حاجب ابن أزكين الفرغاني، وعلي بن يعقوب بن ابراهيم بن أبي العقب، وأبوا بكر: محمد بن ابراهيم بن سهل بن حية، ومحمد بن الحسين بن عمر بن حفص بن مزاريب القرشي، وأبو عوانة الأسفراييني، وخيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، وأبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء، وهرون بن محمد بن هرون، ومحمد بن هرون بن شعيب، والفقيه أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن الناصح المفسر، وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، وأبو عمر بن فضالة، وابراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، وعبد الرحمن بن جيش الفرغاني،

وسنذكر في ترجمة مالك بن يحيى الحديث الذي سمعه منه بمعرة النعمان ان شاء الله. حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا اسماعيل بن قيراط الدمشقي قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ابن ابنة شرحبيل قال: حدثني الوليد ابن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق القفا إلّا للحجامة. (183- و) . قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلّا سعيد، تفرد به الوليد بن مسلم «1» . أخبرنا زين الأمناء أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد السلمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله الدوري قال: حدثنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة قال: حدثنا اسماعيل بن محمد بن قيراط أبو علي العذري قال: حدثنا أحمد بن صالح المصري قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن لهيعة، وسعيد بن أبي أيوب، والليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد النوم جمع يديه فنفث فيهما بقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم يمسح بهما رأسه وجسده «2» . قال عقيل: ورأيت ابن شهاب يصنع ذلك. أنبأنا زين الأمناء أبو البركات بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: اسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط، أبو علي العذري حدث عن سليمان بن عبد الرحمن، وأحمد بن صالح، وهرون

اسماعيل بن محمد بن علي بن حميد بن مكنسة القرشي:

ابن سعيد الأيلي، وحرملة بن يحيى، وهشام بن عمار، وابراهيم بن العلاء، وعبد الوهاب بن الضحاك، وعبد الله بن عبد الجبار الخبايري، ومحمد بن مصفى، وصفوان بن صالح، وعمران بن خالد بن أبي جميل، وسليمان بن سلمة الخبايري وأبي عامر موسى بن عامر، وابراهيم بن المنذر الحزامي، والحسن بن شاكر وكثير ابن عبيد الحذاء، ومحمد بن اسماعيل بن أبي شيبة، وأبي الأخيل خالد بن عمر الحمصي، ويزيد بن محمد الرهاوي، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان. روى عنه أبو الحسن بن جوصاء، وخيثمة بن سليمان، وأبو القاسم بن أبي العقب، وهرون بن محمد بن هرون، وأبو عمر بن فضالة، ومحمد بن هرون بن شعيب، وابراهيم بن محمد بن صالح بن سنان، وسليمان الطبراني، وأبو بكر محمد بن الحسين بن عمر بن حفص بن مزاريب القرشي، وأبو بكر محمد بن ابراهيم ابن سهل بن حية، وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح الفقيه، وعبد الرحمن ابن جيش الفرغاني، وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، وأبو عوانة الأسفراييني. «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز التميمي قال: أخبرنا مكي (183- ظ) ابن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة سبع وتسعين ومائتين، فيها مات اسماعيل بن محمد بن قيراط العذري. اسماعيل بن محمد بن علي بن حميد بن مكنسة القرشي: أبو الطاهر الإسكندراني الشاعر، ويعرف بالقائد شاعر مجيد مشهور، وفاضل بليغ مذكور، روى عنه شيئا من شعره علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي «2» ، وعطايا بن الحسن القرشي، ودخل حلب وسمع بها انشاد أبي الحسن علي بن مقلد بن منقذ. قرأت في رسالة أبي الصلت أمية بن عبد العزيز في صفة «3» مصر ومن بها من

الفضلاء قال: ومن شعرائها المشهورين أبو الطاهر اسماعيل بن محمد المعروف بابن مكنسة، وهو شاعر كثير التصرف، قليل التكلف، مفتن في نوعي جد القريض وهزله، وضارب بسهم دقيقه وجزله، وكان في ريعان شبيبته وعنفوان حداثته يتعشق غلاما من أبناء العسكرية المصريين يدعى عز الدولة بن فائق، وهو الآن بمصر من رجال دولتها المعدودين، وأكابرها المقدمين، ولم يزل مقيما على عشقه له وغرامه به الى أن محا محاسنه الشعر، وغير معالمه الدهر، ولم يزل عز الدولة هذا محسنا اليه مشتملا عليه الى أن فرق الموت بينهما. وكان في أيام أمير الجيوش بدر الجمالي منقطعا الى عامل من النصارى يعرف بأبي مليح بن مماتي، وأكثر أشعاره فيه، فلما انتقل الامر الى الأفضل تعرض لا متداحه واستماحه، فلم يقبله (184- و) ولم يقبل عليه، وكان سبب حرمانه ما سبق من مدائحه لأبي مليح ومراثيه، ولا سيما قوله: طويت سماء المكرما ... ت وكورت شمس المديح وتناثرت شهب العلا ... لما ثويت أبا مليح من أبيات منها: ماذا أرجي في حياتي ... بعد موت أبي المليح كفر النصارى بعد ما ... غدروا به دين المسيح قرأت بخط صديقنا عمر بن الربيب أبي المعالي أسعد بن عمار الموصلي في مجموع ذكر أنه نقل هذا الخبر من مجموع بالديار المصرية: لما توفي ابن مماتي عامل ديوان النظر الخاص يومئذ فرثاه ابن مكنسة، شاعر الدولة المصرية، والوزارة الأفضلية بقصيدة من جملتها: طويت سماء المكرمات ... وكورت شمس المديح يا نفس ماذا تصنعيين ... وقد فقدت أبا مليح وكان متواتر الصلة اليه، فاتصل ذكر هذه الأبيات بالأفضل أمير الجيوش، وزير الآمر، فعظم عليه، وقال: يقول كذا وكذا، وكرر القول مرارا، وقال: اذا

كان قولك هذا في نصراني خنزير فما الذي أبقيت لنا؟ تقول: «طويت سماء المكرمات» وما بقي بعده كريم، ثم أمر بابعاده من مصر وقطع جاريه وجرايته ورسمه، وقال: ان سمعت بخبره ضربت رقبته، فلما طال الأمر عليه، وحرم رزقه وعجز عن قيام أوده، عدّى في مركب حتى أرسى تحت الروضة، فلما رآه الأفضل انتهره وقال: ما سمعت أني متى رأيتك في الدنيا ضربت عنقك؟ أحضروا السياف، فقال: وحق نعمتك ما أنا في الدنيا، ولا أنا إلّا في الآخرة في النعيم المقيم، وهذه روضة الجنة، ثم أنشده قصيدة من جملتها: أين محل النجوم من هممك ... وأين فيض السحاب من كرمك وبالمعالي التي شرفت بها ... حتى كأن النجوم من خدمك (184- ظ) احتكمت فيه كل نائبة ... حكم المداد الذي على قلمك فعفا عنه، وأجرى عليه راتبه، وأجري على الانشاد بالحضرة الأفضلية، وقيل انه أنشده القصيدة التي فيها: لا تغررنك وجنة محمرة ... رقت ففي الياقوت طبع الجلمد وقيل انه كتب اليه: هل أنت منقذ شلوى من يدي زمن ... أضحى يقد قميصي قد منتهس دعوتك الدعوة الأولى وبي رمق ... وهذه دعوتي والدهر مفترسي فأحضره وعفا عنه، وسأله عن قيام أوده في هذه المدة، فأخبره أنه باع حتى الثوب الذي عليه، إلى أن سببّ الله له باجتماعه بإنسان فأعلمه بعلته، فاشتراه، فاستعلمها الشيخ الأجل منه «1» ، فقال له الأفضل: ما سألته عن حاله في أيّام عسرته، تسأله عن شيء أغناه الله به عنا! واستكتمه، وقال له: أمسك، ثم قال: أنشدنا مما رّقفت وزينت لفظه ولفّقت، فقال ارتجالا: (و) «2» لما رأيتك فوق السرير ... ولاح لي الستر والمستند

فقال: ما أتيت بشيء، فما انقطع، وقال: رأيت سليمان في ملكه ... يخاطبني وأنا الهدهد قلت: والبيتان اللذان على قافية السين هما لبعض الشعراء المتقدمين، وليسا له، بل تمثل بهما. (185- و) . أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي قال: حكى لي الشيخ الفقيه أبو علي منصور بن أحمد بن محمد بن أحمد الأنصاري قال: حدثني الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن قيصر الأزدي قال: حضر ابن مكنسة الشاعر وولد ابن منقذ الشاعر بن يدي الأفضل شاهنشاه بن بدر أمير الجيوش، وقد رأيت أنا «1» ابن مكنسة هذا، فقال له الأفضل: يا أبا الطاهر والد هذا يزعم أنك كذاب، فقال: يا مولانا ما الذي اطلع من كذبي؟ قال: قولك: أقول ومجرى النيل بيني وبينكم ... ونار الأسى مسعورة بضلوعي تراكم علمتم أنني لو بكيتكم ... على النيل لاستغرقته بدموعي فقال له: أنا أعرف لوالد هذا أشد من هذا، وقد خرجنا من حلب نقصد إلى شيزر (185- ظ) فأنشدني لنفسه: أحبابنا لو لقيتم في إقامتكم ... من الصبابة ما لاقيت في ظعني لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا ... والبرّ من أدمعي ينشق بالسفن فالتفت الأفضل إلى ولد ابن منقذ فقال: ما تقول؟ فقال: هما أهل صناعة واحدة، فلا أدخل بينهما. قلت: وهذان البيتان لأبي الحسن علي بن مقلد بن منقذ. أنشدنا رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي من لفظه بالقاهرة قال: أنشدنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وقد أجاز لنا أبو

الحسن في كتابه، قال: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني قال: أنشدنا عطايا بن الحسن القرشي قال: أنشدنا أبو الطاهر اسماعيل بن مكنسه لنفسه: لئن تأخرت عن مفروض خدمته ... تحشما فضميري غير متهم سعى إليه ابتهالي بالدعاء له ... والسعي بالقلب فوق السعي بالقدم نقلت من خط علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي قال: أنشدنا ابن مكنسة في الخمر من أبيات: أيام عودك مطلول بوابلها ... والدهر في غفلة من مسها خبل تنزو إذا قرعتها كف مازجها ... كأنما نارها بالماء تشتعل وقوله في وصف كأس: (186- و) . وخضبية بالراح يجلوها ... عليك خضيب راح ما زال يقدح نارها في ... الكاس بالماء القراح «1» ونقلت من خطه: وحدثني ابن مكنسة قال: حضرت جنازة ابن الطائي المقرئ فرأيت من اعظام الناس له وهو محمول على نعشه ما لم يكن له منهم في حياته، فقلت بديها: أرى ولد الطائي أصبح يومه ... تعظمه الأقوام أكثر من أمس وقد كرموه في الممات تراهم ... يظنون أن الجسم أزكى من النفس «2» ومما وقع إلي من مستحسن شعر ابن مكنسة، وأنشدته له، قوله، واختارها أبو الصلت: رقت معاقد خصره فكأنها ... مشتقة من عهده وتجلدي وتجعدت أصداغه فكأنها ... مسروقة من خلقه المتجعد

اسماعيل بن محمد بن قبيصة النيسابوري:

ما باله يجفو وقد زعم الورى ... أنّ الندى يختص بالوجه الندي لا تخدعنك وجنة محمرة ... رقت ففي الياقوت طبع الجلمد اسماعيل بن محمد بن قبيصة النيسابوري: حدث بطرسوس عن حامد بن محمود النيسابوري روى عنه أبو الفرج أحمد بن القاسم البغدادي. اسماعيل بن محمد بن مرشد بن سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب: أبو الفتح المعري، رجل حسن، خير، من أرباب البيوت بمعرة النعمان. حدثنا بجزء (186- ظ) إبراهيم بن هدبة عن عمه أبي المعافى سالم بن مرشد بن سالم بن المهذب المعري. أخبرنا أبو الفتح اسماعيل بن محمد بن مرشد بن سالم قراءة عليه بمعرة النعمان قال: أخبرنا عمي سالم بن مرشد بن سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب المعري بها قال: حدثنا أبو المجد عبد الواحد بن المهذب بن المفضل بن محمد بن المهذب قال: حدثنا والدي الشيخ أبو الحسن المهذب بن المفضل قال: حدثنا جدي الشيخ أبو صالح محمد بن المهذب بن علي، ح. وأخبرنا به عاليا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر القرطبي، وأبو اسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي الدمشقيان قالا: أخبرنا أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان، وأبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الكافي بن علي بن موسى الربعي، وأبو القاسم هبة الله بن صدقة الكولمي قالا: أخبرنا أبو المظفر أسامة، ح. وأخبرنا أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي بن مسلمة الدمشقي قال: أخبرنا أبو اليسر قال: أخبرنا جدي القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان، ح. وقال أسامة: حدثنا أبو الحسن علي بن سالم السنبسي، قالا: أخبرنا أبو

اسماعيل بن محمد بن يوسف المغربي:

صالح محمد بن المهذب قال: حدثنا جدي أبو الحسن علي بن المهذب قال: حدثنا جدي أبو حامد محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن سليم القرشي، قال: حدثنا إبراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مررت بأقوام قد نزع الشيطان بينهم فأمر بإصلاح، يصلح الله لك دينك، ويكتب أثرك في الصالحين «1» (187- و) . اسماعيل بن محمد بن يوسف المغربي: المعروف بالبرهان، سمع شيخنا عمر بن طبرزد وحدث عنه، وسمع معنا بالبيت المقدس على شيخنا حسن بن أحمد الأوقي، وبالمدينة على ساكنها السلام على الجمال عبد المنعم ... «2» الواسطي، وحج معنا في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وسمع معنا من جماعة من الشيوخ، وقدم علينا حلب مرارا متعددة، وكان لي به اختلاط وصحبة، وعنده دين وافر وحسن صحبة، وكرم أخلاق، وحسن قناعة، ورتب بالبيت المقدس إماما بالصخرة، الى أن سلم البيت المقدس الى الفرنج سنة اثنتين وأربعين وستمائة، فلما استعاد المسلمون البيت المقدس رتب في إمامة الصخرة غيره فلم يثابر على ذلك وأقام بالبيت المقدس مجاورا لم يخرج منه، واجتمعت به فيه في سنة اثنتين وأربعين في ذي الحجة، فأنشدني لنفسه بيتين قالهما، وذكر لي أنه كتبهما على حائط كنيسة صهيون بالقدس «3» بعد ما خربت. هي الديار فقف في ربعها الخالي ... لا يوحشنك فهو العاطل الحالي واستسقه القطر والثم تربة سحبت ... أذيالها في ثراها ربة الخال قال: فلقيني نجم الدين بن اسرائيل وقال لي: وجدت بيتيك اللذين كتبتهما وقد زدت عليهما بيتا ثالثا وهو:

اسماعيل بن محمد الحلبي:

عفا ولم تعف من قلبي صبابته ... لقاطنيها الألى هم أصل بلبالي أخبرني اسماعيل بن محمد بالبيت المقدس قال: أخبرني فقير صالح كان ببيت المقدس (187- ظ) قال: أخبرني بعض الصالحين ببيت المقدس أنه لما خرب البيت المقدس سمع هاتفا يهتف بهذين البيتين: إن يكن في الشام قل نصيري ... ثم خربت واستمر هلوكي فلقد أصبح الغداة خرابي ... سمة العار في جباه الملوك توفي اسماعيل بن محمد بالبيت المقدس ليلة الخميس الثالث والعشرين من محرم سنة ست وخمسين وستمائة. اسماعيل بن محمد الحلبي: روى عن محمد بن يزيد الذرقي أبي عبد الله، نزيل طرسوس، روى عنه ... «1» . اسماعيل بن محمد المصيصي: أبو اليسع بن أبي الجعد، حدث بمكة عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وعباس البيروتي. روى عنه: أحمد بن إبراهيم بن أحمد المكي، وأبو يعقوب يوسف بن أحمد الصيداني أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الأنصاري قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد المكي في المسجد الحرام قال: حدثنا أبو اليسع اسماعيل بن محمد المصيصي بمكة قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا داود بن أخت مخلد قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان عن

اسماعيل بن محمود بن زنكي بن آق سنقر:

أنس بن مالك قال: مطرت السماء بردا، فقال لي أبو طلحة: ناولني من ذلك البرد فناولته، فجعل يأكل منه وهو صائم في رمضان. قال: فقلت له: ألست صائم؟ قال: بلى إن هذا (188- و) ليس بطعام ولا شراب وإنه برد من السماء يطهر به قلوبنا، قال أنس: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: «خذ عن عمك» . «1» أخبرنا عبد الله بن الحسين قال: أخبرنا أبو طاهر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الصيدناني بمكة قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: سمعت علي بن بكار يقول: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: اتخذ الله صاحبا وذر الناس جانبا. اسماعيل بن محمود بن زنكي بن آق سنقر: أبو الفتح الملك الصالح، نور الدين بن الملك العادل نور الدين بن قسيم الدولة الشهيد بن قسيم الدولة التركي، ملك حلب بعد موت أبيه في سنة تسع وستين وخمسمائة، وهو إذ ذاك صبي لم يبلغ الحلم، وكان بدمشق مع والده. فختنه في هذه السنة، وسر بختانه، وأخرج صدقات كثيرة وكسوات للايتام، ختن منهم جماعة وزين البلد، وأظهر سرورا كثيرا، وتوفي بعد ختانه بأيام في يوم الاربعاء حادي عشر شوال، فحلف أهل دمشق لولده الملك الصالح، ووصل كتاب على جناح طائر الى حلب الى شاذبخت الخادم والي قلعة حلب بوفاة نور الدين، فأمر في الحال بضرب الكوسات والدبادب والبوقات، وكتم موته، وأحضر المقدمين والاعيان والفقهاء والامراء، وقال: هذا كتاب الطائر قد وصل يذكر فيه أن مولانا الملك العادل قد ختن ولده، وولاه العهد بعده، ومشى بين يديه، فسروا بذلك، وحمدو الله سبحانه عليه، ثم قال لهم: تحلفون لولده الملك الصالح كما أمر بأن حلب له، وأن طاعتكم له وخدمتكم كما كانت لأبيه، فاستحلف الناس على ذلك على اختلاف طبقاتهم ومنازلهم في ذلك اليوم، ولم يترك أحدا منهم يزول من مكانه، ثم قام

شاذبخت الى مجلس آخر (188- ظ) ولبس الحداد، وخرج إليهم وقال: يحسن الله عزاءكم في الملك العادل، فإن الله سبحانه نقله الى جنات النعيم، فأظهروا الحزن والكآبة والأسف والبكاء، واستقر الملك للملك الصالح. وتوجه المؤيد ابن العميد، وعثمان زردك، وهمام الدين الى حلب يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شوال لاثبات ما في خزائن حلب وختمها بخاتم الملك الصالح رحمه الله. وكان شمس الدين علي بن محمد ابن داية نور الدين بقلعة حلب مع شاذبخت وكان قد حدث نفسه بأمور، واختلفت كلمة الأمراء، وتجهز الملك الناصر صلاح الدين من مصر للخروج الى الشام وطلب أن يكون هو الذي يتولى أمر الملك الصالح وتدبير ملكه وترتيبه، ووقعت الفتنة بين السنة والشيعة بحلب، ونهب الشيعة دار قطب الدين ابن العجمي، ودار بهاء الدين أبا يعلى بن أمين الدولة، ونزل أجناد القلعة من القلعة، وأمرهم ابن الداية أن يزحفوا الى دار أبي الفضل بن الخشاب، فزحفوا اليها ونهبوها، فاختفى ابن الخشاب. واقتضى الحال أن الاتفاق وقع على وصول الملك الصالح من دمشق الى حلب فسار فوصل ظاهر حلب في اليوم الثاني من المحرم سنة سبعين وخمسمائة ومعه سابق الدين عثمان بن الداية، فخرج بدر الدين حسن للقائه، فقبض على سابق الدين، وصعد الملك الصالح الى القلعة، وظهر القاضي أبو الفضل بن الخشاب، وركب في جمع عظيم الى القلعة، وصعد إليها والحلبيون من أتباعه تحت القلعة، فقتل في القلعة (189- و) وتفرق من كان تحت القلعة منهم وقبض على شمس الدين علي، وبدر الدين حسن ابني الداية، وأودعا السجن مع أخيهم سابق الدين. ووصل الملك الناصر من مصر الى دمشق، فدخلها سلخ شهر ربيع الآخر وسار الى حمص وفتحها في جمادى الأولى، وسار الى حلب ونازلها يوم الجمعة سلخ جمادى الأولى، فنزل الملك الصالح الى المدينة وقال لأهلها: أنا ولدكم، وذكرهم بحقوق والده واستعان بهم على دفع الملك الناصر، فبكى الحلبيون ودعوا له، ووعدوه من أنفسهم بكل ما يؤثره وبلغ سيف الدين غازي بن مودود بن زنكي

صاحب الموصل ما جرى، فسير أخاه عز الدين مسعودا الى لقاء الملك الناصر، فرحل عن حلب في مستهل شهر رجب، وعاد الى حماه ووصل عز الدين الى حلب وأخذ من كان بها من العسكر، وخرج الى لقاء الملك الناصر، وتصاف العسكران عند قرون «1» حماه في تاسع عشر شهر رمضان، فكسر عز الدين، وسار الملك الناصر عقيب الكسرة ونزل على حلب، فصولح على أن أخذ المعرة وكفر طاب، وأخذ بارين «2» . وكان سيف الدين غازي محاصرا لأخيه عماد الدين زنكي، فصالحه وسار عبر الفرات، وراسل الملك الصالح، وسعد الدين كمشتكين، وخرج كمشتكين إليه واستقر اجتماع الملك الصالح به، فوصل حلب وخرج الملك الصالح الى لقائه فالتقاه قريب القلعة واعتنقه وضمه إليه وبكى، ثم أمره بالعود الى القلعه، فعاد، وسار سيف الدين ونزل بعين المباركة «3» ، وعسكر حلب يخرج (189- ظ) الى خدمته في كل يوم، وصعد سيف الدين الى قلعة حلب جريدة، ثم رحل الى تل السلطان «4» ومعه عسكر كثيف، وطلب الملك الناصر عسكر مصر، وسار نحوهم والتقى العسكران في بكرة الخميس العاشر من شوال سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، فانكسر سيف الدين غازي، وعاد الى حلب فأخذ منها خزانته وسار الى بلاده، وسار الملك الناصر فتسلم منبج، ونزل على قلعة عزاز ففتحها، وسار الى حلب فنزل عليها في السادس عشر من ذي القعدة فأقام عليها مدة، وبذل الحلبيون جهدهم في القتال والمحاماة عن الملك الصالح.

وحكى لي والدي أنهم كانوا يقاتلون عسكر الملك الناصر حتى يصلوا المخيم، وأنهم قبضوا على جماعة، فكانوا يشرحون أسافل أقدامهم ليمنعهم ذلك عن المشي، فلا يردهم ذلك عن القتال، فلما لم ينل من حلب ما أراد صالحهم، وسار عنها فأخرجوا إليه ابنة نور الدين أخت الملك الصالح، وهي صغيرة، فقال لها: ما تشتهين؟ فقالت: أريد أن تعيد إلينا عزاز فوهبها إياها، وكان التدبير بحلب الى والدته، والى شاذبخت الخادم، وأمير لالا، وخالد بن القيسراني. ثم إن الملك الصالح رحمه الله مرض بالقولنج في تاسع شهر رجب من سنة سبع وسبعين، فأخبرني قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: في ثالث وعشرين من رجب أغلق باب القلعة لشدة مرضه، واستدعي الامراء، وأخذ واحد واحد واستحلفوا لعز الدين مسعود صاحب الموصل. قال: وفي خامس وعشرين منه توفي رحمه الله، وكان لموته وقع عظيم في قلوب الناس. (190- و) وكان الملك الصالح رحمه الله قد ربي أحسن تربية، وكان دينا عفيفا ورعا، كريما محبوبا الى قلوب الرعية لعدله وحسن طريقته ولين جانبه لهم. قال لي والدي رحمه الله: إن اليوم الذي مات فيه انقلبت المدينة بالبكاء والضجيج، ولم ير الا باك عليه، مصاب به. قال لي: ودفن بقلعة حلب، ولم يزل قبره بها الى أن ملك الملك الناصر حلب وتسلم قلعتها فحول قبره الى الخانكاه التي أنشأتها والدته تحت القلعة «1» . قال لي: ولما حول، ظهر من الناس من البكاء والتأسف كيوم مات، قال: ووجد من قبره عند نبشه شبيه برائحة المسك، رحمه الله. وحكى لي ذلك أيضا غير والدي. وكان رحمه الله على صغر سنه كثير الاتباع للسنة، والنظر في العواقب، وأخبرني والدي قال: حكى لي العفيف بن سكرة اليهودي الطبيب، وكان يتولى معالجة الملك الصالح في مرضه الذي مات فيه، وكان به قولنج، قال: قلت له يوما: يا مولانا والله شفاؤك في قدح من خمر، وأنا أحمله اليك سرا ولا تعلم به والدتك،

اسماعيل بن مسعدة التنوخي:

ولا اللّالا، ولا شاذ بخت، فقال لي: يا حكيم كنت أظنك عاقلا، نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها، وتقول لي أنت هذا، وما يؤمنني أن أشربه وأموت وألقى الله تعالى، وهو في جوفي، والله لو جاءني جبريل وقال لي: شفاؤك فيه لما شربته» ، وتوفي وله نحو من ثمانية عشر سنة. سمعت شيخنا موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش قال: أخبرني (190- ظ) الأمير حسام الدين محمود بن الختلو، شحنة حلب، قال: لما عزل محيي الدين بن الشهرزوري عن قضاء حلب وتوجه الى الموصل جاء إليّ الفقيه عالي الغزنوي، وكان يدرس بمدرسة الحدادين «1» الي داري، وكانت تحت القلعة، فقال لي: قد توجه محيي الدين ابن الشهرزوري الى الموصل ويحتاجون قاضيا، فتأخذ لي قضاء حلب، قال: فصعدت الى الملك الصالح وقلت له: هذا عالي الغزنوي فقيه جيد، والمصلحة أن يوليه المولى قضاء حلب، فالتفت الي وقال: بالله وبحياتي هو سألك في هذا؟ فقلت له: أي والله هو جاء وسألني في ذلك، فقال: والله ما وقع في خاطري أن أولي قضاء حلب أحدا غيره، ولكن حيث سأل هو الولاية والله لا وليته إياه. قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن الحصين في تاريخه في هذه السنة- يعني سنة سبع وسبعين وخمسمائة- مات الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب، وبلغني أن وفاته كانت في شهر رجب عن تسع عشرة سنة، وكانت وفاته بقلعة حلب. وقرأت بخط عبد الرزاق بن أحمد الاطرابلسي الشاعر، أن وفاة الملك الصالح كانت في العشر الآخر من رجب من سنة سبع وسبعين وخمسمائة. اسماعيل بن مسعدة التنوخي: ختن أبي توبة، أصله من حلب، وسكن طرسوس، حدث عن.. «2» روى عنه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني «3» (191- و) .

اسماعيل بن معمر البصري:

اسماعيل بن معمر البصري: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي حدث بطرسوس عن محمد بن القاسم الحبطي، روى عنه محمد بن عبد الله السلمي. أنبأنا الفقيه أبو الحسن علي بن المفضل بن عبد الله المقدسي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن عطاء بن أبي بكر بن خداداد النشوي الصوفي- إجازة- قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي البغدادي قال: أخبرنا القاضي الفقيه أبو المظفر عبد الجليل ابن عبد الجبار المروزي قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم بن مند قال: حدثنا محمد بن ابراهيم قال: حدثنا عمر بن محمد قال: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا سعيد بن عمرو قال: حدثنا محمد بن عبد الله السلمي قال: حدثنا اسماعيل ابن معمر البصري بطرسوس قال: حدثنا محمد بن القاسم الحبطي قال: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اكتحل بكحل فيه مسك عاشوراء لم ترمد عينه سائر سنته «1» . هذا حديث موضوع، وفي اسناده غير واحد من المجهولين. اسماعيل بن مفروج بن عبد الملك بن ابراهيم: أبو العرب، ويعرف بابن معيشة الكناني السّبتي، من أهل سبته «2» ، بلدة بالمغرب، وهو من الملثّمة «3» (193- و) الباديسين، أديب فاضل متكلم، شاعر

مجيد، كاتب بليغ، قدم حلب وأقام بها مدة، ومدح بها الملك الظاهر غازي ابن يوسف. روى عنه: أبو عبد الله بن الدبيثي الواسطي، والفقيه علي بن ظافر بن أبي المنصور الاسكندراني، وروى لنا عنه شيئا من شعره الخطيب تاج الدين أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم خطيب حلب، وأثنى عليه، وقال لي: كان من نوادر الزمان، وكان على غاية من الفضل والعلم. قال لي: وخرج هاربا من المغرب وركب البحر، فرماه الهواء الى اللاذقية، فسأل عن أقرب البلاد اليه، فدلّ على حلب، فسار اليها ودخلها، ومدح بها الملك الظاهر غازي. قال لي: وكان على غاية من الكرم والجود، وحضرت يوما معه وهو في حمام النطاعين «1» بحلب، ورجل يخاصم ناطور الحمام على شاش علم ضاع له في الحمام، وكان على رأسه بقيار «2» مثمن خلعه عليه الملك الظاهر، فالتفت اليه وقال له: اسكت فأنا أقاسمك على البقيار الذي على رأسي، فظن أنه يسخر منه، فقال له: والله ما أقول لك إلّا حقا، واستدعى منه سكينا وقطع البقيار بينه وبينه. قرأت في كتاب بدائع البداية تأليف الفقيه أبي الحسن علي بن ظافر بن أبي المنصور قال: وأخبرني الفقيه أبو العرب بن معيشة الكناني السبتي قال: أخبرني شيخ من أهل اشبيلية كان قد أدرك دولة آل عباد، وكان عليه آثار كبر السن، ودلائل التعمير ما يشهد له بالصدق، وينطق بأن قوله الحق، قال: كنت في صباي حسن الصورة بديع الخلقة لا تلمحني عين أحد الا ملكت قلبه وخلست خلبه، وسلبت لبه، وأطلت كربه، فبينا أنا واقف على باب دارنا اذا بالوزير أبي بكر بن «3» عمار قد

أقبل في موكب زجل على فرس كالصخرة الصماء قدّت من قنة الجبل، فحين حاذاني ورآني اشرأب الي ينظرني، وبهت يتأملني، ثم دفع بمخصرة كانت بيده في صدري وأنشد: كفّ هذا النهد عني ... فبقلبي منه جرح هو في صدرك نهد ... وهو في صدري رمح أنشدني الخطيب محمد بن هاشم قال أنشدني اسماعيل بن معيشة أبو العرب المغربي لنفسه بحلب في الملك الظاهر: جنب السرب وخف من أن تصد ... أيها الآمل جهدا أن يصد واجتنب رشقة ظبي إن رنا ... أثبت الأسهم في خلب الكبد (193- ظ) ثعلى الطرف طائي الحشا ... مازني الفتك صخري الجلد أهيف لاعبه من شعره ... أرقم ماس على خوطة قد جادها الحسن يحتفي ردفه ... برذاذ الورد من تغييم ند فانثنت غصنا ومن أزهاره ... بدر تم حلّ في برج الفند «1» منعته عقربا أصداغه من ... حنا لثم ومن تخميش يد وحسام من لحاظ خلته ... صارم الظاهر يوم المطّرد ملك قامت له هيبته ... عوض الجيش وتكثير العدد خطب الحرب فولى عقدها ... مرهف الهند فأمضى وعقد جعل المهر لها خوض الوغا ... وطلا تقطف أو كفا تقد فأتت عذراء تجلى وأتى ... يسحب اللامة ليثا ذا لبد لبس الدرع فقلنا غصن ... غاص في جدول ماء فجمد أو هلال قد تردّى حندسا ... فبدت غرته دون الجسد وثنى الرمح فقلنا أرقما ... طلبت نصرته كفّ الأسد

وامتطى من طرفه ذا حسب ... مايع «1» الجلده سباح العضد سابق الافلاك في سرعتها ... برهان فحوى سبق الأمد فأتى في حلة من شفق ... طفت الشهب عليها كالزّند علق الفرقد في جبهته ... والثريا في عذار فوق خد (194- و) وأرانا سرجه شمس الضحى ... فحسبنا أنه برج الأسد كتب إلينا الحافظ أبو عبد الله الدبيثي الواسطي قال: اسماعيل بن مفروج ابن عبد الملك بن ابراهيم الكناني، أبو العرب الباديسي المغربي، منسوب الى بلدة بالمغرب تسمى باديس «2» ، شاب فاضل كاتب له معرفة حسنة بعلم الكلام والادب، وله شعر جيد، فدم بغداد، وأقام بها، وتكلم مع جماعة من أهلها في علم الكلام، وجالس العلماء، وناظر، وانحدر منها الى واسط، ولقيته بها، وسمعت منه قصائد من شعره وأناشيد لغيره، وصار منها الى البصرة، وتستر، وعاد الى بغداد، ثم توجه الى بلده فأدركه أجله قبل وصوله اليه، ويقال قتل في طريقه والله أعلم. كذا قال ابن الدبيثي «منسوب الى بلدة بالمغرب تسمى باديس» ، وهو وهم فاحش، وباديس اسم رجل ينتسب اليه جماعة من الملثمة، وفيهم ملوك منهم: تميم ابن باديس «3» ، وهذا سبتي وباديس التي هي المدينة ليس هذا منها، والله أعلم. قال لي الخطيب أبو عبد الرحمن بن هاشم: سار ابو العرب بن معيشة الى بلد الروم، ثم عاد منه، وصعد الى مصر في سنة خمس وثمانين وخمسمائة، فوجد فيها الحكيم أبا موسى اليهودي، وكان قد أهدر دمه في بلاد المغرب لفساد ظهر منه،

اسماعيل بن موسى الفزاري:

فاصطنعه أبو العرب وهربه منها، فنمى خبره الى ملك المغرب، فطلب أبا العرب، فهرب وحصل في نفس أبي موسى منه شيء، فرشا انسانا بمال جزيل، فترك أبا العرب على شاطىء النيل وأتاه من خلفه فضربه بخشبة عظيمة، فسقط (194- ظ) في النيل فمات. قال لي: وقيل: انما فعل به أبو موسى اليهودي هذا لأن ابا العرب كان عرف من حاله أنه أسلم في بلاد الغرب، وحفظ القرآن، فشهد عليه بذلك، وأراد اقامة البنية عليه، ففعل به ذلك «1» . اسماعيل بن موسى الفزاري: أبو محمد، وقيل أبو اسحاق الكوفي، ابن بنت السدي، والسدي اسمه اسماعيل بن عبد الرحمن، وقيل هو نسيب السدي وليس بابن ابنته. سمع بالمصيصة عمر بن شاكر البصري، وبدمشق الوليد بن مسلم، وحدث عنهما وعن مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله النخعي، وابراهيم بن سعد الزهري، وعبد السلام بن حرب الملائي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعلي بن عابس الكوفي، وعدي بن ثابت، وعباد بن أبي يزيد، وعبد الله البجلى. روى عنه أبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو عبد الله بن ماجه القزويني، وأبو يعلى الموصلي، وأبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، وأبو بكر بن خزيمة، واسماعيل بن هرون الكوفي، وزكريا بن يحيى الساجي، والحسن بن الطيب، وقاسم بن زكريا المطرز، والحسن بن صالح، والوليد بن أبي ثور الهمداني، ودليل بن عبد الملك الحلبي، وأبو الحسين علي بن الحسين بن بشير الدهقان، وأبو لبيد محمد بن ادريس السرخسي، وأبو جعفر محمد بن الحسن الخثعمي، وعلي بن جعفر الرماني وأبو الاصبغ محمد بن عبد الرحمن القرقساني، وأبو محمد عبيد الله بن محمد بن معاوية وزائدة بن قدامة، واسماعيل بن هرون الكوفي. (195- و) .

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سعيد بن سعد بن محمد الميهني الحلبي عن أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة، ح. وأنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي عن أبي الحسن بن أبي جرادة قال: أخبرني أستاذي أبو محمد عبد الله بن شافع بن مرزوق العابد بحلب قال: أخبرنا الشيخ الزاهد مشرق بن عبد الله الفقيه، الحنفي الفقيه بحلب قال: حدثنا عبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة قال: حدثنا ابو الفوارس نما بن عبد العزيز الصبحي قال: حدثنا الحسن بن الطيب قال: حدثنا اسماعيل بن موسى الفزاري السدّي قال: حدثنا عمر بن شاكر بالمصيصة قال: حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح. وأخبرناه عاليا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قراءة عليه بحلب قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو طاهر الحنائي قال: أخبرنا الشيخان أبو علي أحمد وأبو الحسين محمد ابنا «1» عبد الرحمن بن أبي نصر قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال: حدثنا اسماعيل بن هرون الكوفي بالكوفة قال: حدثنا اسماعيل بن موسى الفزاري عن عمر بن شاكر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر» «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن أبي الحسين الكرابيسي، وأبو علي الحسن بن بشير بن (195- ظ) عبد الله النقاش البلخي- قراءة عليهما وأنا اسمع ببلخ- وأبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي ببلخ، وأبو الفتح عبد الرشيد بن النعمان ابن عبد الرزاق الولوالجي بسمرقند قالوا: أخبرنا الدهقان أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي قال:

أخبرنا الأديب أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي قال: حدثنا اسماعيل بن موسى الفزاري قال: أخبرنا ابراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو سعد بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا علي بن محمد بن كاس النخعي قال: حدثنا علي بن جعفر بن الرماني قال: حدثنا اسماعيل بن ابنة السدي قال: كنت في مجلس مالك أكتب عنه فسئل عن فريضة فيها اختلاف بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب فيها بجواب زيد بن ثابت فقلت: فما قال فيها علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود؟ فأومأ الى الحجبة، فلما هموا بي حاضرتهم وحاضروني فأعجزتهم وبقيت محبرتي وكتبي بين يدي مالك، فلما أراد أن ينصرف قال له الحجبة: ما نعمل بكتب الرجل ومحبرته؟ قال: اطلبوه ولا تهيجوه بسوء حتى تأتوني به، فجاءوا إليّ ورفقوا بي حتى جئت معهم فقال (196- و) لي: من أين أنت؟ فقلت من أهل الكوفة، فقال لي: ان أهل الكوفة قوم معهم معرفة بأقدار العلماء، فأين خلفت الادب؟ قال: قلت: انما ذاكرتك لأستفيد، فقال: ان عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد، واذا كنت بين ظهراني قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون فيبدأك منهم ما تكره. قال: ثم حججت في سنتي، وقدمت الشام، فدخلت دمشق فجلست في حلقة الوليد بن مسلم، فلم أصبر أن سألته عن مسألة، فأصاب، فقلت له: أخطأت يا أبا العباس، فقال: تخطئني في الصواب وتلحن في الاعراب؟! فقلت له: خفضتك كما خفضك ربك، وداخلته بالاحتجاج فمال الناس اليّ وتركوه، وقالوا: أهل الكوفة أهل الفقه والعلم، فخفت أن يبدأني منه ما بدأني من مالك بن أنس، فاذا رجل له حلم ودين، وزعة «2» عن الاقدام.

أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي، واللفظ له، قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: وأبو الحسين الاصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: اسماعيل بن موسى بن بنت السدي الكوفي الفزاري، أبو اسحاق، سمع شريك، توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني الحافظ في كتاب بيان ما أخطأ فيه محمد بن اسماعيل البخاري في كتابه المؤلف في تاريخ حملة الآثار (196- ظ) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وبيان ما وافقه أبو حاتم محمد بن ادريس الرازي وخالفه، قال: اسماعيل بن موسى الفزاري بن ابنه السدي، أبو اسحاق، قال أبو زرعة: وانما هو أبو محمد. قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: وسمعت أبي يقول: ليس هو ابن ابنة السدي أنا سألته فذكر نسبة طويلة «1» . أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد الفأفاء، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله بن محمد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: اسماعيل بن موسى الفزاري، أبو محمد، نسيب السدي، روى عن مالك، وشريك، وابن أبي الزناد، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وقالا: يعد في الكوفيين، وسمعت أبي يقول: سألت اسماعيل بن موسى عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن ابنه، واذا قرابته منه بعيدة، وسألت أبي عنه فقال: صدوق «2» .

قلت: تخطئة أبي زرعة محمد بن اسماعيل البخاري في تكنيته: أبا اسحاق، وقوله: إنما هو أبو محمد، غير مسلم إليه بل يحتمل أنه يكنى أبا اسحاق ويكنى أبا محمد أيضا فإن هذا من الأمور الواقعة، فإن الشخص الواحد تكون له كنيتان وثلاثة وأكثر من ذلك، فلا وجه لذلك. وقد كناه مسلم بن الحجاج، وأبو عبد الرحمن النسائي: أبا اسحاق، وسنذكر ذلك إن شاء الله (197- و) وأما تخطية البخاري في قوله: ابن ابنة السدي، فلم بنفرد بهذا القول فإن علي بن جعفر الرماني قال في الحكاية التي أسندناها عن المعافى ابن زكريا عن علي بن محمد بن كاس عنه: حدثنا اسماعيل بن ابنة السدي، وذكر الحكاية. وتابع البخاري: مسلم بن الحجاج، وأبو عبد الرحمن النسائي، ومحمد ابن سعد كاتب الواقدي على ذلك. أما مسلم بن الحجاج فأخبرنا زين الأمناء أبو البركات إذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر المغربي قال: أخبرنا أبو سعيد بن عبدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو اسحاق اسماعيل بن موسى ابن بنت السدي الكوفي، سمع مالك بن أنس، وشريك بن عبد الله «1» . وأما النسائي: فأخبرنا أبو الحسن بن المقير إجازة عن ابن ناصر عن القاضي أبي الفضل جعفر بن يحيى بن ابراهيم المكي قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي قال: أخبرنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد بن الخصيب قال: أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب قال: أخبرني أبي أبو عبد الرحمن قال: أبو اسحاق اسماعيل بن موسى بن بنت السدي، كوفي ليس به بأس. وأما محمد بن سعد فأنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء- إجازة إن لم يكن سماعا- عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين

ابن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة التاسعة من أهل الكوفة: اسماعيل (197- ظ) بن موسى بن بنت اسماعيل بن عبد الرحمن السدي ويكنى أبا محمد، روى عن شريك بن عبد الله وغيره «1» . فبان أن محمد بن اسماعيل لم ينفرد بهذا القول، وبان أن اسماعيل بن موسى كان يعرف بابن بنت السدي، وقول أبي حاتم الرازي لا يشك فيه، وقد كان بين السدي وبين اسماعيل بن موسى نسب، فيحتمل أن بنت السدي أرضعته فنسب إليها، وأنها ربته لما كان بينهما من القرابة، فعرف بكونه ابنها وليس بابنها حقيقة، وهذا أمر واقع فإن كثيرا من الناس ينسبون الى غير آبائهم بسبب التربية، وقصة أسامة بن زيد معروفة «2» ، وإذا كان معروفا بابن بنت السدي فلا وجه الى تخطئة البخاري والتصريح بأنه أخطأ ولم يخطئ. أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: اسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي ابن بنت السدي، سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة أن هناد بن السري أنكر علينا ذهابنا الى اسماعيل هذا، وقال ايش عملتم عند ذا الفاسق الذي بشتم السلف. قال ابن عدي: واسماعيل هذا يحدث عن مالك، وشريك وشيوخ الكوفة، وقد أوصل عن مالك حديثين، وقد تفرد عن شريك بأحاديث، وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيع، وأما في الرواية فقد احتمله الناس ورووا عنه «3» . أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم (198- و) بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو علي بن المسلمة وأبو

حرف الهاء في آباء من اسمه اسماعيل

القاسم عبد الواحد بن محمد بن فهد قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: مات أبو محمد اسماعيل بن موسى الفزاري سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان صدوقا لا يخضب. أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان ابن زبر قال: قال الحسن بن علي: فيها- يعني سنة خمس وأربعين ومائتين- مات اسماعيل بن موسى بن بنت السدي. أخبرنا حسن بن أحمد الأوقي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ثلاث وأربعين ومائتين- يعني مات فيها- ثم قال بعد ذلك: سنة خمس وأربعين ومائتين، وقيل ابن بنت السدي فيها. حرف الهاء في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن هبة الله بن سعيد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن باطيش: أبو محمد بن أبي البركات بن أبي الرضا الموصلي، الفقيه الشافعي، قرأ الفقه في بلده الموصل، وسافر الى بغداد وتفقه بها مدة في المدرسة النظامية حتى برع في المذهب والخلاف والجدل والأصولين واشتغل بالأدب والحديث، وسمع من أصحاب أبي القاسم بن الحصين، وأبي بكر بن عبد الباقي وأبي غالب بن البناء، وأبي العز ابن كادش وطبقتهم، وعاد الى بلده ورتب معيدا في المدرسة البدرية، وقدم حلب في سنة اثنتين وستمائة، وسمع بها شيخنا أبا هاشم الهاشمي، ثم قدم علينا حلب في سنة عشرين وستمائة في ذي (198- ظ) القعدة، وكتبت عنه شيئا من شعره، وكان قد وردها حينئذ في شغل يتعلق بكمال الدين بن مهاجر، وكان ورد في صحبته من

الموصل الى الرقة، وقد وردها الى الملك الأشرف موسى بن الملك العادل، ففارقه من الرقة، وقدم علينا حلب فسمع بها شيخنا قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع ابن تميم، وأبا محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وسئل عن مولده وأنا أسمع فقال: في يوم الأحد السادس عشر من المحرم من سنة خمس وسبعين وخمسمائة بالموصل، ثم إنه توجه الى بلده فأقام به مدة الى أن أرسل إليه بلديه الأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني، وكان بينهما صحبة في الموصل، وكان يعتقد عليه، وسمعته مرارا يثني على صحبته، فاستدعاه الى حلب، فخرج من الموصل متوجها الى حلب، فخرج العرب على القافلة التي كان فيها فأخذوها فيما بين حران ورأس عين، وأخذوا كتبه ومتاعه، وسلم بنفسه ووصل إلينا الى حلب في سنة اثنتين وعشرين وستمائة، فأنزله شمس الدين لؤلؤ في داره، ومال إليه بجملته واعتمد عليه في أموره، ودام على ذلك مدة، وفوض إليه قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم التدريس بالمدرسة النورية المعروفة بالنفري «1» فأقام بها ولازم الإشغال والاشتغال، واستقل بحلب بالفتوى على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه. وصنف كتبا عديدة حسنة، منها كتاب في طبقات أصحاب الشافعي، وكتاب (199- و) في مشتبه النسبة، وكتاب شرح فيه ألفاظ التنبيه لأبي اسحاق الفيروزآبادي والأسامي المودعة فيه، وكان رجلا متدينا كيسا فاضلا حسن الطريقة، مشتغلا بما يعنيه، وله نظم حسن، كتبت عنه فوائد. أنشدنا عماد الدين أبو محمد اسماعيل بن هبة الله بن باطيش لنفسه، وذكر أنه كتبها في كتاب الى بعض أصدقائه ببغداد يداعبه. بأيّ لسان بعد بعدك أنطق ... لأبدي شكايات جناها التفرق سهاد بجفن العين مني موكل ... وقلب لتذكار الأحبة يخفق وشوق إلى الزوراء يزداد كلما ... ترنّم قمري وناح مطوّق

حرف الياء في آباء من اسمه اسماعيل

وما شاقني جسر ولا رقة ولا ... صراة بها الماء الفرات مرقرق ولا نهر عيسى والحريم ودجلة ... ولا سقنها أمست تخبّ وتعنق ولكن لييلات تقضت بسادة ... برؤيتهم شمل الهموم يفرّق ولاغرو أن تذرى الدموع ببعدهم ... ومنهم حليف المكرمات الموفق سلام عليه كلما ذر شارق ... وإن كان يلهيه الغزال المقرطق «1» توفي اسماعيل بن باطيش بحلب في العشر الأول من جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وستمائة، وبلغتني وفاته وأنا بدمشق في هذا الشهر المذكور. حرف الياء في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل يحيى الحراني: سمع بأنطاكية أحمد بن أبي يحيى الفقيه، وحدث (199- ظ) عنه بمصر، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الخياط، وقد سقنا عنه حديثا سمعه بأنطاكية من أحمد الفقيه، وذكرناه في ترجمة أحمد. ذكر الكنى في آباء من اسمه اسماعيل اسماعيل بن أبي البركات بن منصور الموصلي الربعي: إمام الربوة بدمشق، ذكر لي أنه دخل حلب وسمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحلبي، وسمع بالموصل أبا منصور سعيد بن مكارم المؤدب، وهو شيخ حسن كيس فاضل متدين، لقيته بالربوة من ظاهر دمشق في الرحلة الثالثة، وكتبت عنه شيئا من الحديث والفوائد، ثم اجتمعت به في الرحلة الرابعة حين مررت بدمشق مجتازا الى الحج في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وسألته عن مولده، فقال: إما في سنة ثلاث أو في سنة أربع وخمسين وخمسمائة. أخبرنا الشيخ الزاهد اسماعيل بن أبي البركات بن منصور الموصلي الربعي

اسماعيل بن أبي بكر:

قال: أخبرنا الشيخ أبو منصور سعيد بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن صفوان قال: أخبرنا الشيخ أبو البركات سعد بن محمد قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس قال: قرأت على أبي منصور المظفر بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: حدثنا اسحاق ابن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا عمارة بن زادان عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السبّاق أربعة، أنا سابق العرب (200- و) وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبش» «1» . أنشدني اسماعيل بن أبي البركات بالربوة إملاء من لفظه لبعضهم: لا تحسبي مزح الرّجال طرافة ... إن المزاح هو السباب الأصغر قد يحقر الملك المطاع ممازحا ... ويهاب سوقي الرجال الأوقر توفي إمام الربوة اسماعيل بن أبي البركات في سنة أربع أو خمس وعشرين وستمائة بدمشق. اسماعيل بن أبي بكر: كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز، وحكى عنه، روى عن عبدة بن أبي لبابة، روى عنه ضمرة بن ربيعة. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن الدامغاني- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبي أبو منصور جعفر قال: أخبرنا أبو العز بن المختار بن محمد قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن اسماعيل بن أبي بكر قال: كنت بدابق حين مات سليمان «2» وولي عمر بن عبد العزيز رحمه الله، قال: قلت: لأهجرن «3» حتى أدنو فأسمع خطبة أمير

اسماعيل بن أبي حكيم القرشي:

المؤمنين، قال: فهجرت فلما انتهيت الى المسجد إذا بالناس منصرفين قد صلى بهم. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي فيما أذن أن نرويه عنه قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن الخراساني قال: أخبرنا أبو العز بن المختار قال: أخبرنا أبو علي المذهب قال: حدثنا أبو بكر القطيعي قال: (200- ظ) حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: كتب إلينا ضمرة عن اسماعيل بن أبي بكر قال: رأيت عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين استخلف وعليه قميص ملاحف ورداء ملاحف. ذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل، وأنبأنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله عن أبي القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة-؛ قال ابن مندة: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمود قالا: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: اسماعيل بن أبي بكر، روى عن عبدة بن أبي لبابة، روى عنه ضمرة بن ربيعة، يعد في الشاميين، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وسمعت أبي يقول: هو مجهول «1» . اسماعيل بن أبي حكيم القرشي: مولاهم المدني، قيل إنه مولى عثمان بن عفان، وقيل مولى الزبير بن العوام، وكان يصحب عمر بن عبد العزيز، وكان معه بخناصرة، وما زال في صحبته بالشام وبدابق، وسيره في الفداء الى القسطنطينية، وقيل إنه (كان) «2» كاتبا له، واستعمله على بعض الاعمال، روى عن عمر بن عبد العزيز، وسعيد بن المسيب، وعروة بن، الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبيدة بن سفيان الحضرمي، وسعيد بن مرجانة. روى عنه: مالك بن أنس، ومحمد بن اسحاق، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزهير بن محمد، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن، وعبد السلام بن حفص،

وجويرية بن أسماء، واسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن سعيد أبي هند، والضحاك ابن عثمان، وموسى بن سرجس، والحارث بن محمد الفهري (201- و) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا القاضي اسماعيل بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن أبي بكر قال: حدثنا أبو الأسود حميد بن الأسود قال: حدثنا الضحاك بن عثمان عن اسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما تضورت «1» من هذه الليلة إلا سمعت في المسجد صوتا» فقلت: يا رسول الله تلك الحولاء بنت تويت لا تنام إذا نام الناس، فذكر كلاما حتى رأيت ذلك في وجهه وقال: «إن الله لا يمل حتى تملوا «2» » . أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو سعيد الراراني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا عبد الله بن بندار قال: حدثنا سليمان بن داود المنقري قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي قال: حدثنا موسى بن ابراهيم بن الحارث التيمي قال: حدثنا اسماعيل بن أبي حكيم قال: كنا مع عمر بن عبد العزيز بخناصرة في يوم الفطر فأخرج إلينا تمرا فقال: كلوا قبل أن تعيدوا، فقلنا له: عندك في هذا شيء؟ فقال نعم، حدثني ابراهيم بن عبد الله بن قارظ عن أبي سعيد الخدري (201- ظ) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم يوم الفطر قبل أن يعيد، ويأمر الناس بذلك. «3» لا يروي هذا الحديث عن عمر بن عبد العزيز إلا بهذا الإسناد، تفرد به الواقدي.

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: اسماعيل بن حكيم، وأخوه اسحاق بن أبي حكيم لم يعرفه يحيى. أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم محمد بن علي واللفظ له قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: ومحمد بن الحسن الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: اسماعيل بن أبي حكيم مولى عثمان بن عفان مدني قرشي عن سعيد بن المسيب وعبيدة بن سفيان، روى عنه: مالك، ومحمد بن اسحاق. وقال محمد بن مسلمة «اسماعيل بن حكيم» وهو وهم، وقال لنا المكي: حدثنا عبد الله بن سعيد عن اسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير، وسمع عمر بن عبد العزيز «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرنا سليم بن أيوب الرازي (202- و) قال: أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي يقول: اسماعيل بن أبي حكيم: روى عنه: مالك بن أنس وأهل المدينة، كان كاتب عمر بن عبد العزيز حين كان عمر أمير المدينة. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- عن أبي غالب بن البناء عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي

خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: اسماعيل بن أبي حكيم، يقال له مولى الزبير، وهو مولى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، تزوجها الزبير، وكان معهم فقيل مولى الزبير. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا محمد بن جعفر الزراد قال: حدثنا عبيد الله بن سعد قال: حدثنا عمي عن أبيه عن ابن اسحاق قال: اسماعيل بن حكيم مولى آل الزبير. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة-، ح. قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد الفأفاء قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: اسماعيل بن أبي حكيم، مولى عثمان بن عفان، مدني، روى عن القاسم بن محمد، (202- ظ) وعمر بن عبد العزيز، وعبيدة بن سفيان الحضرمي، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن مرجانة. روى عنه مالك، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن اسحاق، وعبد الله ابن سعيد بن أبي هند، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك. قال أبو محمد: روى عنه زهير بن محمد، ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: اسماعيل بن أبي حكيم، صالح. قال: وسئل أبي عن اسماعيل بن أبي حكيم فقال: يكتب حديثه، كان عاملا لعمر بن عبد العزيز. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن ابراهيم الأشناني قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سألت يحيى بن معين، قلت: فاسماعيل بن أبي حكيم؟ فقال: ثقة «1» .

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: أخبرنا سليمان ابن اسحاق بن ابراهيم الجلاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: أخبرنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: اسماعيل بن أبي حكيم مولى لبني عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، من لا يعرف ولاءهم، نسبهم الى ولاء آل الزبير بن العوام، وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز، وتوفي سنة ثلاثين ومائة، وكان قليل الحديث. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: (203- و) أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: ومن حديث اسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم بن محمد قال الواقدي: هو مولى لآل الزبير بن العوام، وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز، وتوفي في سنة ثلاثين ومائة، وكان قليل الحديث. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري عن أبي طاهر المخلص قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي محمد بن المغيرة قال: حدثني أبو عبيد القاسم ابن سلّام قال: سنة ثلاثين ومائة، فيها مات اسماعيل بن أبي حكيم، وهو مولى آل الزبير بن العوام، وكان كاتب عمر بن عبد العزيز. أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي إذنا عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: حدثنا علي بن أحمد المقابري قال: حدثنا موسى بن اسحاق الأنصاري قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن نمير قال: مات يزيد بن رومان واسماعيل بن أبي حكيم سنة ثلاثين ومائة. «1» أنبأنا عبد الصمد عن أبي محمد عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا مكي بن

محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الواقدي: وفيها يعني سنة ثلاثين ومائة مات اسماعيل بن أبي حكيم، وذكر أن أباه أخبره عن الحارث عن محمد بن سعد عن الواقدي بذلك. أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني (203- ظ) قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: اسماعيل ابن أبي حكيم مولى لآل الزبير بن العوام، وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز، توفي سنة ثلاثين ومائة. قال علي بن الحسن: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران بن موسى قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفي سنة ثلاثين مات اسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة «1» . قال علي بن الحسن: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا محمد بن الحسين ابن شهريار قال: حدثنا أبو حفص الفلاس قال: ومات اسماعيل بن أبي حكيم، ويزيد بن رومان في سنة ثلاثين ومائة «2» . أنبأنا أبو علي الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسين الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة ثلاثين ومائة: اسماعيل بن أبي حكيم، مولى آل الزبير بن العوام، نزل المدينة، يعني مات.

اسماعيل بن أبي خراسان:

اسماعيل بن أبي خراسان: غزا بلاد الروم واجتاز بحلب أو بعملها، روى عنه جعفر بن محمد الفسوي. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن المبارك بن الأخضر في كتابه إلينا من بغداد قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن محمد الكروخي قال: أخبرنا أبو اسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو يعقوب قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا يعقوب بن اسحاق قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن (204- و) ماهان قال: حدثنا جعفر- هو ابن محمد الفسوي- قال- سمعت اسماعيل بن أبي خراسان يقول: كنا إذا توسطنا أرض الروم اجتمعنا فقلنا: لا إله إلا الله، على الكرابيسي لعنة الله «1» . اسماعيل بن أبي الخير بن الفضل بن خلف بن عبد الله بن يعقوب: الكفرطابي الأصل، الحموي المولد والمنشأ، أبو الفضل الحكيم، المعروف بالمهذب، كان عارفا بالطب والمعالجة، ويرجع الى دين وأدب، وكان عبد الله بن خلف بن عبد الله النحوي المعروف بسطيح- وسنذكر ترجمته فيما يأتي من كتابنا هذا- جده لأمه وعم أبيه. قدم إلينا الى حلب مرارا، ثم أقام بالقاهرة يطب الناس، واجتمعت به مرارا متعددة، وكتبت عنه شيئا من أحوال جده، وروى شيئا يسيرا بالقاهرة، وكتبت عنه، وكان كيسا، حسن الأخلاق، توفي يوم السبت ثامن عشر صفر من سنة احدى وخمسين وستمائة بالقاهرة. اسماعيل بن أبي الفتح السنجاري: شاعر حسن المحاضرة، اجتمعت به بسنجار، وروى لنا عن المعتمد طاهر بن محمد العتابي شيئا من شعره، وأنشدنا من شعره أيضا نفسه، وذكر لي أنه دخل حلب صحبة نور الدين بن عماد الدين صاحب قرقيسيا، بعد سنة ثلاث عشرة

وستمائة، حين كان الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب بحلب (204- ظ) . أنشدني مجد الدين اسماعيل بن أبي الفتح السنجاري بها قال: أنشدني طاهر العتابي لنفسه، وكان له رسم في شهر رجب على بني مهاجر بالموصل، فجاء رجب في بعض السنين، فأعرضوا عنه ولم يعطوه شيئا، فقال فيهم، وأنشدنيه لنفسه: يا عصبة عن مودتي هربوا ... عودوا إلينا فقد مضى رجب عودوا إلينا فالمال في دعة ... لا فضة بيننا ولا ذهب أنشدني اسماعيل بن أبي الفتح السنجاري بها لنفسه: أماني نفس ليس تقضى عهودها ... وآمال دهر ليس يدنو بعيدها وديمة أضغان تسح بساحتي ... بوارقها مشبوبة ورعودها تحوك رياض الضيم لي فأعافها ... وتخلي مراعي الهم لي فأرودها كأن الليالي أقسمت لا تحلني ... بدار ولم يذعر سوامي سيدها سئمت المقام في عراص أهيلها ... صدورهم تغلي عليّ حقودها أناسيهم بغضاءهم لي مغالطا ... وأسألهم في حاجة لا أريدها وأصرف طرفي أن يشيم بروقهم ... وأمنع نفسي رفدهم وأذودها «1» وفي حشرات الأرض والليث ساغب ... مطاعم لو أن الفرير يصيدها عذيري من دنيا أحاول وصلها ... وقد شفّني هجرانها وصدودها تحملّني مكروهها متتابعا ... كأنيّ مما ساءني أستزيدها تروح على أهل الصلاح نحوسها ... وتغدو الى أهل الفساد سعودها (205- و) فبعدا لأثواب السلامة ملبسا ... إذا فوّفت للخالعين برودها وسحقا لأرض تنبت الذلّ تربها ... وتعلو على الأحرار فيها عبيدها يظل بها الفدم «2» الغبيّ يسوسها ... ويمسي بها النكس الدّني يسودها

اسماعيل بن أبي مسعود:

ولا حرمة الراجين تقضى حقوقها ... ولا ذمّة اللاجين ترعى عهودها ألا ليت شعري هل تحل عرى النوى ... وتبيض من أيامها النكد سودها ويحيى حشاشات المطالب بعدها ... تطاول في طيّ الأياس همودها وأعدو العوادي وهي خزر عيونها «1» ... وأخطو الأعادي وهي صعر «2» خدودها توفي اسماعيل بسنجار في حدود الخمسين والستمائة. اسماعيل بن أبي مسعود: أحد العلماء المذكورين، قدم نواحي حلب الى عسكر المأمون وهو طالب الغزاة الى بلد الروم، أشخصه اليه اسحاق بن ابراهيم بن مصعب، سابع سبعة ليمتحنهم بالقول بخلق القرآن. اسماعيل بن أبي موسى: غزا الصائفة مع سليمان بن هشام بن عبد الملك، واجتاز معه في غزاته بناحية حلب، وأخبر عن تلك الغزاة، حكى عنه الوليد بن مسلم. أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد، وأبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاريان قالا: أخبرنا أبو محمد الصوفي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: وأخبرني (205- ظ) اسماعيل بن أبي موسى أنه كان فيمن غزا مع سليمان بن هشام صائقة من تلك الصوائف، فقصد الى عمّورية، فلما دنوا منها نادى مناديه: أيها الناس أظهروا سلاحكم فإنكم ستفضون غدا على عمورية، قال: فأصبحنا على ظهر قد أظهرنا السلاح فبينا سليمان في موكبه، وخيول

ذكر من لم ينته الينا اسم أبيه ممن اسمه اسماعيل

الأجناد على راياتهم ميمنة وميسرة، لم يرعنا إلا بخيول عمورية، نحو من عشرة آلاف، فشدوا على من بين يدي سليمان حتى صيروهم الى سليمان، فوقف سليمان وثارت الأبطال، فشدوا عليهم حتى هزمهم الله، وتبعناهم نقتلهم حتى أدخلناهم مدينة عمورية «1» . ذكر من لم ينته الينا اسم أبيه ممن اسمه اسماعيل اسماعيل الجعفري الكوفي: قدم المصّيصة، ولقي بها أبا اسحاق الفزاري سنة احدى وثمانين ومائة، حكى عنه سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن أحمد بن يحيى بن الحارث السعدي قال: أخبرنا أبي محمد قال: حدثني أبي عبد الله بن محمد بمناقب أبي حنيفة رضي الله عنه وقال فيه: حدثني محمد بن أحمد بن حماد قال: سمعت سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي يقول: خرج عبد الله بن المبارك من المصيصة في شعبان سنة احدى وثمانين فشيّعه أبو اسحاق الفزاري، ومخلد بن (206- و) الحسين، وعلي بن بكار مشاة الى باب الشام يبكون، ثم قدم علينا اسماعيل الجعفري الكوفي فقال لأبي اسحاق: يا أبا اسحاق شهدت عبد الله بن المبارك بهيت وقد خرج عليلا من السفينة فمات بها ليلة الثلاثاء لصبيحة الاربعاء لثلاث عشرة مضت من رمضان، فبكى أبو اسحاق بكاء شديدا، وجزع، وعزّاه الناس. اسماعيل الديلمي: كان بطرسوس، وحكى مناما رآه لجعفر المتوكل، رواه عنه سعيد بن عثمان الخياط.

اسميفع بن باكورا:

أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن بركات بن ابراهيم بن طاهر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم الشافعي- إجازة من كل واحد منهما- قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الرزاق بن نصر بن المسلم بن نصر النجار قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن ابراهيم الحنّائي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا علي بن عبد القادر الطرسوسي قال: حدثنا أبو عبد الله علي بن المثنى قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن سهل النيسابوري قال: حدثنا سعيد بن عثمان الخياط قال: حدثنا اسماعيل الديلمي قال: رأيت جعفر المتوكل على الله بطرسوس في النوم، وهو في نور جالس، فقلت: المتوكل؟ قال: المتوكل، قلت ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قلت: بماذا؟ قال: بقليل من السنة أحييتها. اسميفع بن باكورا: هو ذو الكلاع الحميري «1» ، شهد صفين، سنذكره (206- ظ) في حرف الذال ان شاء الله تعالى. ذكر من اسمه أسود الاسود بن حبيب بن حماية بن قيس بن زهير الغطفاني العبسي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان من رؤساء قومه، وأولي الذكر والنباهة، وقد ذكرناه في ترجمة عيّاش بن شريك، فيما يأتي في كتابنا هذا ان شاء الله تعالى. الاسود بن ربيعة: أحد بني ربيعة بن مالك بن حنظلة، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بصفين، قاله سيف بن عمر فيما حكاه عن ورقاء ابن عبد الرحمن الحنظلي، أورده أبو حفص بن شاهين. أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور البزاز قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف قال: حدثنا السّري بن يحيى قال:

الاسود بن قيس:

حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظلي قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسود بن ربيعة، أحد بني ربيعة بن مالك بن حنظلة فقال: «ما أقدمك» ؟ قال: أتقرب بصحبتك، فترك الأسود، وسمي المتقرب «1» ، فصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي صفّين. الاسود بن قيس: ذكر المدائني أنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه، روى عن جندب بن سفيان البجلي، ونبيح العنزي، وثعلبة، روى عنه عبيدة بن (207- و) حميد، وسفيان، وشعبة. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفرائيني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي قال: أخبرنا جدي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زريق قال: حدثنا القاضي الحسين ابن اسماعيل الضبي ببغداد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سوادة قال: حدثنا عبيدة- يعني ابن حميد- عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي، ثم العلقي أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى قال: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو باللحم وذبائح الأضحى. قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ذبحت قبل أن يصلي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى، ومن لم يكن ذبح حتى صلينا فليذبح باسم الله «2» . أنبأنا علي بن المفضّل عن الحافظ أبي طاهر السّلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي ابن أحمد الأطرابلسي قال: حدثنا أبو مسلم- يعني صالح بن أحمد بن عبد الله

الاسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر:

العجلي- قال: حدثني أبي قال: الأسود بن قيس، تابعي ثقة، سمع من جندب ابن عبد الله. وقال: حدثني أبي قال: الأسود بن قيس، حسن الحديث، ثقة، روى عن جندب بن عبد الله، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في عداد الشيوخ من كبار أصحاب سفيان «1» . الاسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر: أبو عمرو، وقيل أبو عبد الرحمن النخعي، أحد التابعين، وقيل انه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، روى عن أبي بكر، وعمر، وابن مسعود، وبلال، وعائشة، روى عنه ابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وابراهيم النخعي، وأبو اسحاق، وأشعث بن أبي الشعثاء، وكان من فقهاء الكوفة، وأعيانهم، وعبادهم. روى الأعمش عن عمارة، وسئل عن الأسود قال: كنت إذا نظرت إليه كأنه راهب من الرهبان، وشهد صفين مع علي عليه السلام. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا (207- ظ) أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، وأبو حفص عمر بن علي الكرابيسي، وأبو علي الحسن بن بشير بن عبد الله النقاش- قراءة عليهم وأنا أسمع ببلخ- وأبو الفتح عبد الرشيد بن النعمان بن عبد الرزاق الولوالجي بسمرقند قالوا: أخبرنا الدهقان أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي قال: أخبرنا الأديب أبو سعد الهيثم بن كليب الشاشي قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود ابن يزيد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم «2» .

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: حدثنا سعيد بن الربيع قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت الأسود بن يزيد، ومسروقا يشهدان على عائشة أنها شهدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن عندها يوما إلّا صلى هاتين الركعتين، قال أبو محمد: يعني (208- و) بعد العصر. قال الدارمي: أخبرنا يعلى قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: حاضت صفية، فلما كانت ليلة النفر قالت: آي حلقي، آي عقري بلغة لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست قد طفت يوم النحر؟ قالت: بلى، قال: فاركبي «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه إلينا من مكة قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأشيري قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد بن الدباغ قال أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد قال: حدثنا أحمد ابن محمد القشيري قال: حدثنا علي بن خشرم قال: قلت لوكيع: من سلم من الفتنة؟ قال أمّا المعروفون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأربعة: سعد بن مالك «2» ، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأسامة بن زيد، واختلط سائرهم، قال ولم يشهد أمرهم من التابعين إلّا أربعة: الربيع بن خثيم، ومسروق ابن الأجدع، والأسود بن يزيد، وأبو عبد الرحمن السلمي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء، وأبو الحسن بن عمر بن حمّوية قالا: أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن الحسين التوني رحمه الله قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى قال: أخبرنا محبوب بن محمد البردعي قال: حدثنا يحيى بن (208- ظ) محمد ابن صاعد قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا محمد بن طلحة، وعبد الرحمن بن مروان، أن الأسود بن يزيد كان يجتهد في العبادة، ويصوم في الحر حتى يخضر جسده، ويصفر لونه، فقال له علقمة بن قيس: لم تعذب هذا الجسد؟ فيقول الأسود: كرامته أريد، إنّ الأمر جد، فجدوا. أخبرنا عتيق السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا محمد بن أحمد عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري، وأبو عبد الله بن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء- قال ابن حمد: إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا يحيى بن اليمان قال: حدثني حنش بن الحارث قال: رأيت الأسود ابن يزيد قد سالتا عيناه على خديه من ظمأ الهواجر. أنبأنا نصر بن أبي الفرج قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلما ولم يره.

قال: روى شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: قضى فينا معاد ابن جبل باليمن ورسول الله صلى الله عليه وسلمّ حي، في رجل ترك ابنته واخته، فأعطى الابنة النصف وأعطى الأخت النصف. روى شعبة أيضا عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن يزيد (209- و) مثله، ولم يقل: ورسول الله حيّ «1» . قال ابن عبد البر: والأسود بن يزيد هذا هو صاحب ابن مسعود أدرك الجاهليه، وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين، روى عن أبي بكر، وعمر، وكان فاضلا عابدا، سكن الكوفة. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم في كتابه إلينا من مرو قال: أخبرنا أبو البركات الفراوي، ح. وأخبرنا القاسم بن عبد الله في كتابه قال: أخبرتنا عمة أبي عائشة بنت أحمد قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال: حدثنا أبو إسماعيل السلمي قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: والأسود بن يزيد سنة خمس وسبعين، يعني مات. قرأت في تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي، في سنة خمس وسبعين قال: وفيها مات أبو عبد الرحمن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، وهو ابن أخي علقمة بن قيس، وخال إبراهيم بن يزيد النخعي. قال: والأسود من أكابر أصحاب عبد الله ابن مسعود رحمه الله، ويقال إنه حج واعتمر ثمانين حجة وعمرة. قرأت في كتاب الجرح والتعديل لأبي محمد بن أبي حاتم قال: الأسود بن يزيد النخعي، أبو عمرو، روى عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، روى عنه ابنه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، وابراهيم النخعي، يعد في الكوفيين، سمعت أبي يقول ذلك.

حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي قال: حدثنا أبان بن عمران النخعي عن عبد الرحمن بن الأسود قال: حدثني أبي- وكان ثقة- أنه صلى خلف عمر بن الخطاب. وقال: حدثنا محمد بن حمّوية بن الحسن قال: سمعت أبا طالب قال: قلت لأحمد بن حنبل: الأسود- يعني ابن يزيد-؟ قال: ثقة من أهل الخير. ذكره أبي عن يحيى بن معين أنه قال: الأسود- يعني ابن يزيد- ثقة «1» . وأنبأنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله- إجازة، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم. أنبأنا علي بن المفضل عن الحافظ أبي طاهر قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله قال: حدثني أبي قال: والأسود بن يزيد بن قيس النخعي، كوفي، تابعي، جاهلي، وكان رجلا صالحا متعبدا، فقيها. وقالت عائشة: ما بالعراق أحد أعجب إلي من الأسود، وكانت عائشة تكرمه، وصام حتى ذهبت إحدى عينيه، فقال له علقمة: ما تعذب هذه النفس؟ فقال: إنما أريد راحتها، وكان يحج كل سنة، فإذا حضرت الصلاة أناخ ولو على حجر، وهو ابن أخي علقمة بن قيس، وعلقمة أصغر منه، وهو زف أم علقمة إلى جده، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرءون، ويفتون.

وقال: حدثنا أبو مسلم قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن منصور بن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله الذين يقرءون ويفتون ستة: علقمة، والأسود، وعبيدة، وأبو ميسرة، والحارث بن قيس، ومسروق بن الأجدع. أخبرنا أبو علي الأوقي- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار، قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع أن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي ابن أخي علقمة مات سنة ست وسبعين. ***

ذكر من اسمه أسيد وأسيد

ذكر من اسمه أسيد وأسيد أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني: ورواه بعضهم بالشك أسيد، وأسيد، قدم دابق، ولقي بها رجاء بن حيوة، ومكحولا، وحكى عنهما وعن صالح بن جبير الفلسطيني، والعلاء بن زياد، ومقبل بن عبد الله (209- ظ) الفلسطيني، وفروة بن مجاهد، وابن محيريز، وخالد بن دريك، وأبي واقد صالح بن محمد الليثي، وقيل لم يرو عن ابن محيريز، وإنما روى عن خالد عنه، روى عنه الأوزاعي، والمغيرة بن المغيرة الرملي، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله بن حسان، وكان ثقة قليل الحديث. أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بحلب قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد ابن المظفّر الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك عن ابن محيريز قال: قلت لأبي جمعة- رجل من الصحابة-: حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، أحدثك حديثا جيدا، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة فقال: يا رسول الله، أحد خير منا، أسلمنا وجاهدنا معك؟ قال: نعم، قوم يكونون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني «1» . أنبأنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز

الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة قال: حدثني عبد الله بن حسان عن أسيد بن عبد الرحمن قال: رأيت مكحولا يسلم على رجاء ابن حيوة (210- و) بدابق راجل ورجاء راكب، وهو يقول: يا أبا المقدام عليك السلام، فما يرد عليه. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن مطكود السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن الرّبعي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عمير- قراءة- قال: سمعت أبا الحسن محمود بن ابراهيم بن سميع يقول: في الطبقة الخامسة أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي. أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الواسطي- زاد ابن خيرون: وأبو الحسين الأصبهاني- قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن سهل قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: أسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني عن فروة بن مجاهد، وابن محيريز، روى عنه الأوزاعي «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، ح. قال ابن البناء: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني في باب أسيد، بفتح الألف: أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد، وابن محيريز، روى عنه الأوزاعي «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري قال: أخبرنا عبد

الغني بن سعيد قال: أسيد (210- ظ) بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة عن مجاهد، وابن محيريز. أخبرنا ابن المقير- فيما أذن لنا أن نرويه- عن الفضل بن سهل عن أبي بكر الخطيب قال: قال أبو الحسن، وأبو محمد- يعني الدارقطني-، وعبد الغني بن سعيد جميعا: أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد، وابن محيريز، روى عنه الأوزاعي. قال الخطيب: وهذا الكلام ذكره البخاري في تاريخه ومنه نقلاه الى كتابيهما وهو خطأ وذلك أن أسيدا لا يروي عن ابن محيريز، وإنما يروي عن خالد بن دريك. عنه روى عن الأوزاعي عنه حديثه كذلك غير واحد «1» . قلت: وهذا القول من أبي بكر الخطيب تحكم على البخاري مع كونه إمام أهل الحديث، وأكثرهم تنقيبا على رجاله وكشفا لأحوالهم، ومواقع الصواب والخطأ منهم، وكذلك على هذين الحافظين: أبي الحسن الدارقطني، وأبي محمد عبد الغني ابن سعيد، وهما هما في هذا الفن، وإطلاقه الخطأ عليهم في أن أسيدا لا يروي عن ابن محيريز، وإنما يروي عن خالد بن دريك عنه الحديث الذي أوردناه، غير مسلم له، فإن رواية أسيد عن خالد عن ابن محيريز هذا الحديث لا ينفي روايته عن ابن محيريز وغيره، فإن من عادة الرواة إذا رأوا عند غيرهم من الشيوخ حديثا قد سمعه ذلك الشيخ من شيخه، ولم يسمعه منه أن يكتبه عنه عن شيخه، ولا ينفي ذلك روايته عن ذلك الشيخ حديثا غيره، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وروى بعضهم عن بعض عن النبي صلى الله عليه وسلم غيرها، لأنه لم يسمع ذلك الحديث (211- و) من النبي صلى الله عليه وسلم، فرواه عن صحابي آخر عنه، وذلك كثير، فكذلك هذا يجوز أن يكون أسيدا سمع من ابن محيريز غير هذا الحديث، وروى هذا الحديث عن خالد بن دريك عنه، اللهم إلّا إن أثبت بالنقل أن أسيدا لم يدرك ابن محيريز، فحينئذ يسوغ له تخطئة هؤلاء الأئمة فيما ذكروه، وقد تابع الإمام أبا عبد الله محمد بن اسماعيل

البخاري في قوله إن أسيدا روى عن ابن محيريز غير الدارقطني وعبد الغني، وهو إمام أهل العلم والحديث؛ ورئيسهم المتقن المصنف أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، فإن زين الأمناء الحسن بن محمد بن الحسن أنبأنا قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أحمد بن أبي بكر العدل قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري قال: فأما أسيد- السين مكسورة والياء ساكنة- فمنهم: أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني، روى عن ابن محيريز، وفروة بن مجاهد روى عنه الأوزاعي، واسماعيل بن عيّاش. وكذلك تابعه أبو حاتم الرازي، وابنه أبو محمد فيما ذكره في كتاب الجرح والتعديل، فإنه قال: أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني، روى عن ابن محيريز، وفروة بن مجاهد، روى عنه الأوزاعي، واسماعيل بن عياش، والمغيرة بن المغيرة الرملي، سمعت أبي يقول ذلك «1» . أنبأنا بذلك أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وغيره عن أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلّال قال: أخبرنا أبو القاسم ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله إجازة، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة (211- ظ) - قال أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم. (212- و، ظ) -.

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا، ح. وأنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم عمي قال: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، روى عن فروة بن مجاهد، وخالد بن دريك عن محيريز عن أبي جمعة حديثا يختلف فيه، وروى عن أبي واقد الليثي صالح بن محمد، وعن العلاء بن زياد روى عنه الأوزاعي، وهو قليل الحديث «1» . قال الحافظ أبو القاسم: قول ابن ماكولا إنه «روى عن أبي واقد الليثي» وهم أخذه عن الخطيب، وإنما قيل في نسبه «ابن محمد» خطأ أخطأ فيه الأوزاعي والله أعلم «2» . قلت: وتخطئه الحافظ أبي القاسم: الأوزاعي، والخطيب، تحكم أيضا، والأوزاعي أقدم زمانا وأعرف بنسب شيخ شيخه وأدرى به. أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: وروى- يعني الأوزاعي- عن شيخ يقال له أسيد بن عبد الرحمن، شامي، ثقة «3» .

أسيد بن ثعلبة الانصاري:

أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا الحافظ عمي قال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو القاسم تمّام بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة قال في تسمية نفر متقاربين في (213- و) - السن عمّروا: أسيد بن عبد الرحمن. أنبأنا أبو البركات قال: أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة قال: توفي أسيد بن عبد الرحمن بالرملة سنة أربع وأربعين ومائة، قال: ورأيته يصفّر لحيته؛ وقال في موضع آخر: حدثنا ضمرة قال: رأيت أسيد، قال: وتوفي أسيد بن عبد الرحمن- من أهل الرملة- سنة أربع وأربعين ومائة «1» . أسيد بن ثعلبة الانصاري: صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه بدرا، وشهد صفّين مع علي رضي الله عنه. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه إلينا من مكة شرفها الله قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدبّاغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البرّ النمري قال: أسيد بن ثعلبة الأنصاري، شهد بدرا، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه «2» . أسيد بن مالك أبو عمرة الانصاري: وقيل أسيد بن عمرو بن محصن بن عمرو الأنصاري، وقيل أسير، وقيل يسير بن عمرو بن محصن، وقيل ثعلبة بن عمرو بن محصن، وقيل بشر، وقيل بشير، وقيل عمرو بن محصن، من بني مازن بن النجّار، وهو

معروف بأبي عمرة الأنصاري، ووقع الاختلاف (213- ظ) - في اسمه، شهد مع علي رضي الله عنه صفين، وقتل بها. وذكر الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الحازمي قال: أسيد بن عمرو ابن محصن بن عمرو، أبو عمرة الأنصاري رضي الله عنه، من بني عمرو بن مبذول ثم من بني النجار، شهد بدرا، من أهل المدينة، اختلف في اسمه، فقيل بشر، وقيل بشير، وقيل ثعلبة، ذكروه في غير باب الألف، إلّا أن من طلبه في كتبهم في باب الألف لم يره، وعسى أن لا يعرف أنه مختلف في اسمه. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد قال: أخبرنا محمود الصيرفي قال: أخبرنا ابن فاذشاه قال: أخبرنا الطبراني قال: أسير بن مالك، أبو عمرة الأنصاري، ويقال يسير بن عمرو بن محصن، ويقال ثعلبة بن عمرو بن محصن، ويقال عمرو بن محصن، من بني مازن بن النجار، ويقال أن أبا عمرة أعطى عليا رضي الله عنه يوم صفين مائة ألف درهم أعانه بها يوم الجمل، وقتل بصفّين، وقال الطبراني: حدثنا محمد بن علي بن المديني قال: حدثنا إبراهيم الجوهري عن الواقدي قال: وفيها توفي أبو عمرة المازني- سنة سبع وثمانين. ***

أشجع

أشجع أشجع بن عمرو: أبو عمرو، وقيل أبو الوليد السلمي اليماني، وقيل الرقّي، ثم البصري الشاعر، شاعر مشهور مذكور، من ولد الشريد بن مطرود، قيل انه ولد باليمامة ونشأ بالبصرة، وقيل هو من أهل الرقة، وقدم البصرة، مدح الرشيد بالرقة، وغزا معه بلاد الروم، ومدح البرامكة واختص بجعفر بن يحيى وخرج معه الى دمشق حين ندبه الرشيد للإصلاح بين أهلها «1» ، وقد اجتاز بحلب مع الرشيد، وجعفر، حكى عن أمير المؤمنين محمد بن عبد الله المهدي، وأبي العتاهية، وبشار بن برد، وسنان بن يرحم، روى عنه علي بن عثمان، وسعيد بن سلم الباهلي، وأحمد ابن سيّار الجرجاني الشاعر، وأسد بن جديلة السلمي، وأبو دعامة، وكان مجيدا في جميع أصناف الشعر (214- و) -. قرأت بخط المحسن بن عبد الله بن مهبروذ: أشجع بن عمرو السلمي، يكنى أبا الوليد وأخوه أحمد بن عمرو، وهما شاعران مجيدان، مدح الرشيد والبرامكة، ولأشجع في كل صنف من أصناف الشعر قول كثير. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أشجع بن عمرو، أبو الوليد، وقيل أبو عمرو السلمي الشاعر، من أهل الرقة، قدم البصرة فتأدب بها، ثم ورد بغداد فنزلها، واتصل بالبرامكة، وغلب من بينهم على جعفر بن يحيى، فحباه، واصطفاه، وأبرّه، وأدناه، وكان أشجع حلوا ظريفا، سائر الشعر، وله كلام جزل، ومدح رصين، فمدح جعفرا بقصائد كثيرة، ووصله بهرون الرشيد، فمدحه وهو بالرقة بقصيدة نمكنت بها حاله عند الرشيد، وأوّلها:

قصر عليه تحية وسلام ... نشرت عليه جمالها الأيّام ويقال إنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه هرون مائة ألف درهم «1» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أشجع بن عمرو، أبو الوليد، وقيل أبو عمرو السلمي، شاعر من ولد الشريد بن مطرود، مشهور، ولد باليمامة، ونشأ بالبصرة وتأدب بها، وقال الشعر، ثم قصد الرشيد بالرقة وامتدحه، ومدح البرامكة، واختص بجعفر بن يحيى، وخرج معه الى دمشق حين ندبه الرشيد للاصلاح بين أهلها، حكى (214- ظ) - عن المهدي وسنان بن يرحم، روى عنه أسد بن جديلة السلمي، وأحمد بن سيّار الجرجاني الشاعر، وسعيد بن سلم الباهلي، وعلي بن عثمان، وأبو دعامة «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الطبري قال: حدثني علي بن محمد بن أبي عمرو البكري- من بكر بن وائل- قال: حدثني علي بن عثمان قال: حدثني أشجع السلمي قال: أذن لنا المهدي والشعراء في الدخول عليه، فدخلنا، فأمرنا بالجلوس فاتفق أن جلس الى جنبي بشّار، وسكت المهدي، وسكت الناس، فسمع بشار حسّا، فقال لي: يا أشجع من هذا «3» ؟ فقلت: أبو العتاهية، قال: فقال لي أتراه ينشد في هذا المحفل؟ فقلت: أحسب سيفعل، قال: فأمره المهدي أن ينشد، فأنشد: ألا ما ليّدتي مالها ... ..... قال: فنخسني بمرفقه، فقال: ويحك رأيت أجسر من هذا، ينشد مثل هذا الشعر في هذا الموضع؟!

أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرّر أذيالها فلم تك تصلح إلّا له ... ولم يك يصلح إلّا لها ولو رامها أحد غيره ... لزلزت الأرض زلزالها ولو لم تطعه بنات النفوس ... لما قبل الله أعمالها قال: فقال بشار: انظر ويحك يا أشجع هل طار الخليفة عن فرشه؟ قال: لا والله ما (215- و) - انصرف أحد من ذلك المجلس بجائزة غير أبي العتاهية. «1» . قرأت في بعض ما علقته من الفوائد: قال أشجع بن عمرو السلمي: شخصت من البصرة الى الرقة فوجدت الرشيد غازيا، ونالتني خلة «2» ، فخرجت حتى لقيته منصرفا من الغزو، وكنت قد اتصلت ببعض أهل داره، فصاح صائح ببابه: من كان هاهنا من الشعراء فليحضر يوم الخميس، فحضر سبعة وأنا ثامنهم، فأمرنا بالبكور في يوم الجمعة، فبكرنا فأدخلنا، وقدم واحد، واحد منا ننشد على الأسنان وكنت أحدث القوم سنا، وأرثهم حالا، فلما بلغ إليّ حتى كادت الصلاة أن تجب، فقدمت والرشيد جالس على كرسي، وأصحاب الاعمدة بين يديه سماطان، فقال لي: أنشد، فخفت أن أبتدىء من أول قصيدتي بالتشبيب فتجب الصلاة، ويفوتني ما أردت، فتركت التشبيب، وأنشدته من موضع المديح في قصيدتي التي أولها: تذكر عهد البيض وهو لها ترب ... وأيام تصبي الغانيات ولا تصبو فابتدأت قولي في المديح: إلى ملك يستغرق المال جوده ... مكارمه ثرو معروفه سكب وما زال هرون الرضا ابن محمد ... له من مياه النصر مشربها العذب متى تبلغ العيس المراسيل بابه ... بنا فهناك الشمل والمنزل الرحب

لقد جمعت فيك الظنون ولم يكن ... بغيرك ظن يستريح له قلب جمعت ذوي الأهواء حتى كأنهم ... على منهج بعد افتراقهم ركب (215- ظ) - بثثت على الأعداء أبناء دربة ... فلم يقهم منهم حصون ولا درب وما ترميهم بهم متفردا ... أينساك حزم الرأي والصارم العضب جهدت ولم أبلغ علاك بمدحة ... وليس على من كان مجتهدا عتب فضحك الرشيد، وقال: خفت أن يفوت وقت الصلاة فينقطع المديح عليك، فابتدأت به وتركت التشبيب، وأمرني أن أنشده التشبيب، فأنشدته اياه، فأمر لكل واحد من الشعراء بعشرة آلاف درهم، وأمر لي بضعفها «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- اذنا- قال: أخبرنا أبو الفرج بن كليب قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أحمد بن سيار الجرجاني، وكان شاعرا، راوية، مدّاحا ليزيد بن مزيد قال: دخلت أنا وأبو محمد التيمي، وأشجع بن عمرو، وابن رزين الخزاعي على الرشيد بالقصر الأبيض بالرقة، وكان قد ضرب أعناق قوم في تلك الساعة، فتخللنا الدم حتى وصلنا اليه، فتقدم التميمي فأنشده أرجوزة يذكر فيها نقفور ووقعه الرشيد بالروم فنثر عليه الدر من جودة شعره، وأنشده أشجع: قصر عليه تحية وسلام ... ألقت عليه جمالها الأيام قصر سقوف المزن دون سقوفه ... فيه لأعلام الهدى أعلام (216- و) - يثني على أيامك الإسلام ... والشاهدان: الحل والإحرام وعلى عدوك يا بن عم محمد ... رصدان: ضوء الصبح والإظلام فإذا تنبه رعته وإذا هدا «2» ... سلت عليه سيوفك الأحلام

القصيدة: قال: وأنشدته: زمن بأعلى الرقتين قصير ... ...... يقول فيها: لا تبعد الأيام إذ ورق الصبى ... خضل «1» واذا غصن الشباب نضير قال: فأعجب بها، وبعث إليّ الفضل بن الربيع ليلا فقال: اني أشتهي أن أنشد قصيدتك الجواري فابعث بها الي، فبعثت بها اليه. «2» قال أبو العباس: وركب الرشيد يوما في قبة، وسعيد بن سلم عديله، فدعا محمدا الرواية- يعرف بالبيذق لقصره، وكان إنشاده أشد طربا من الغناء- فقال الرشيد: الشعر في ربيعة سائر اليوم، فقال له سعيد بن سلم: يا أمير المؤمنين استنشده قصيدة أشجع التي مدحك بها، فقال: الشعر في ربيعه سائر اليوم، فلم يزل به سعيد حتى استنشده فأنشد، فلما بلغ قوله: وعلى عدوك يا بن عم محمد ... رصدان: ضوء الصبح والإظلام فإذا تنبه رعته وإذا هدا ... سلت عليه سيوفك الأحلام فقال له سعيد: والله لو خرس يا أمير المؤمنين بعد هذين البيتين كان أشعر الناس. ذكر أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب في كتاب الأغاني (216- ظ) - قال: أخبرني علي بن صالح قال: حدثني أحمد بن أبي فنن قال: حدثني داود بن مهلهل قال: لما خرج جعفر بن يحيى ليصلح أمر الشام، فنزل في مضربه، وأمر باطعام الناس، فقام أشجع فأنشده:

فئتان طاغية وباغية ... جلت أمورهما عن الخطب قد جاءكم بالخيل شازبة «1» ... ينقلن نحوكم رحا الحرب لم يبق إلّا أن تدور بكم ... قد قام هاديها على القطب «2» أخبرنا زين الامناء، أبو البركات الحسن بن محمد كتابة قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نظيف- ونقلته من خط رشاء- قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن يحيى الصولي قال: من أجمع ما في هذا المعنى وأحسنه ما قاله أشجع السلمي لعثمان بن نهيك، حدثني به يحيى بن البحتري عن أبيه، في خبر لأبيه مع الفتح: كم تغضبت بالجهالة مني ... بعد ملك الرضا على عثمان ملك ناعم الخليقة يطري ... هـ بكل المديح كل لسان وإذا جئته يبين لك الاك ... رام منه في أوجه الغلمان فامتحنت الأنام جهدي حتى ... ردني صاغرا إليه امتحاني وأراني زماني الغض من جد ... واه أرعى السرور خير زمان (217- و) فتلقى بالفضل سيء فعلي ... وذنوبي بالعفو والاحسان «3» قال رشاء: وحدثنا أبو الفتح ابراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أحمد بن الحارث قال: حدثنا مساور بن لاحق- وكان أحد الكتاب الحذاق قال: اعتل يحيى بن خالد، فدخل عليه أشجع السلمي فأنشده:

لقد قرعت شكاة أبي علي ... صفاة معاشر كانوا صحاحا فإن يدفع لنا الرحمن عنه ... صروف الدهر والأجل المتاحا فقد أمسى صلاح أبي علي ... لأهل الأرض كلهم صلاحا اذا ما الموت أخطأه فلسنا ... نبالي الموت حيث عدا وراحا «1» قال: وحدثنا الصولي قال: حدثني حسين بن فهم عن أبيه قال: كتب أشجع ابن عمرو السلمي الى الرشيد في يوم عيد: لا زلت تنشر أعيادا وتطويها ... تمضي بها لك أيام وتبنيها مستقبلا جدة الدنيا وبهجتها ... أيامها لك نظم في لياليها والعيد والعيد والأيام بينهما ... موصولة لك لا تفنى وتفنيها ولا تقضت بك الدنيا ولا برحت ... تطوي لك الدهر أيام وتطويها «2» وقال رشاء: حدثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ قال: حدثني أبو عبد الله محمود بن علي القزويني قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن عبد الله لأشجع بن عمرو السلمي: (217- ظ) . هي الشمس التي تطل ... ع بين الثغر والعقد كأن الشمس طل ... عت في ثوبها الوردي بياض الغرة البيضاء ... ء تحت الشعر الجعد أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي المؤدب- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: قرأت على أبي لأشجع بن عمرو السلمي يمدح جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي:

أتصبر يا قلب أم تجزع ... فان الديار غدا بلقع غدا يتفرق أهل الهوى ... ويكثر باك ومسترجع وتختلف الدار بالظاعنين ... فنونا تشتّ ولا تجمع وتفنى الطلول ويبقى الهوى ... ويصنع ذو الشوق ما يصنع فها أنت تبكي وهم جيرة ... فكيف تكون اذا ودعوا وراحت بهم أو غدت أينق ... تخبّ على الأين «1» أو توضع أيطمح في العيش بعد الفراق ... محب لعمرك ما يطمع هنالك يقطع من يشتهي ال ... وصال ويوصل من يقطع لعمري لقد قلت يوم الفراق ... فأسمعت صوتك من يسمع فما عرجوا حين ناديتهم ... وقد قتلوك وما ودعوا «2» (218- و) فإن تصبح الدار عريانة ... تهبّ بها الشمال الزعزع «3» فقد كان ساكنها ناعما ... له محضر وله مربع ومغترب ينقضي ليله ... فنونا ومقلته تهمع يؤرقه ما به في الفؤاد ... فما يستقر به مضجع ألا إنّ بالغور لي حاجة ... تؤرق عيني فما أهجع إذا الليل ألبسني ثوبه ... تقلب فيه فتى موجع يجاذبه بالحجاز الهوى ... إذا اشتملت فوقه الأضلع ولا يستطيع الفتى سترة ... إذا جعلت عينه تدمع لقد زادني طربا بالعراق ... بوارق غورية تلمع اذا قلت قد هدأت عارضت ... بأبيض ذي رونق يسطع ودوية بين أقطارها ... مفاوز أرضين لا تقطع يضل القطا بين أرجائها ... إذا ما سرى الفتى المصقع تخطيتها فوق عيرانة «4» ... من الريح في مرّها أسرع

إلى جعفر نزعت همتي ... فأي فتى نحوه تنزع! إذا وضعت رجلها عنده ... تضمنها البلد الممرع «1» وما لامرىء دونه مطلب ... ولا لامرىء دونه مقنع رأيت الملوك تغضّ الجفون ... إذا ما بدا الملك الأتلع «2» (218- ظ) يفوت الرجال بحسن القوام ... ويقصر عن شأوه المسرع إذا رفعت كفه معشرا ... أبى الفضل والعزّ أن يوضعوا فما يرفع الناس من حطه ... ولا يضع الناس من يرفع يريد الملوك مدى جعفر ... وهم يجمعون ولا يجمع وكيف ينالون غاياته ... وما يصنعون كما يصنع وليس بأوسعهم في ال ... غنى ولكنّ معروفه أوسع هو الملك المرتجى للتي ... تضيق بأمثالها الأذرع يلوذ الملوك بأركانه ... إذا نابها الحدث المفزع بديهته مثل تفكيره ... إذا رمته فهو مستجمع إذا همّ بالأمر لم يثنه «3» ... هجوع «4» ولا شادن أفرع فللجود في كفه مطلب ... وللسرّ في صدره موضع شديد العقاب على عفوه ... إذا السيف ضمنه الأخدع وكم قائل إذ رأى همتي ... وما في فضول الغنى أصنع غدا في ضلال ندى جعفر ... يجر ثياب الغنى أشجع كأن أبا الفضل بدر الدجى ... لعشر خلت بعدها أربع لفرقته اكتأبت بابل ... وأشرق إذ أمه المطلع فقل لخراسان تغشي الطريق ... فقد جاءها الحكم المقنع (219- و) ولا يركب الميل منها امرؤ ... فيصرف عن غبّ ما يصنع

الاشتر بن الحارث:

فقد حببت بابن يحيى البلاد ... وكل الى ملكه أنزع «1» الاشتر بن الحارث: واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة النخعي، والأشتر لقب غلب على اسمه، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان شهد فتح حلب، وقنسرين مع أبي عبيدة بن الجراح، ودخل الدرب غازيا إذ ذاك، وقيل انه أول من دخله، وسنذكر ترجمته ان شاء الله تعالى في حرف الميم فيمن اسمه مالك. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: الاشتر بن مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة النخعي، فارس، شاعر، صحب عليا رضي الله عنه، وروى عنه وعن خالد بن الوليد، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو حسان الأعرج «2» . الأشرف بن الأعز بن هاشم بن القاسم: ابن محمد بن سعد الله بن أحمد الأزرق بن محمد بن عبيد الله بن محمد الأدرع ابن الأمير عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو هاشم، وقيل أبو الأعزّ، وقيل أبو العز، الحسني الرملي النسابة، المعروف بتاج العلى، وابن النافلة، وقيل في نسبه: أبو الأعز، الأشرف بن الأعز بن هاشم بن القاسم بن أبي الفضل أحمد بن أبي البركات سعد الله بن أبي طالب الأزرق بن أبي جعفر الأدرع بن الأمير عبيد الله بن (219- ظ) عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ذكر العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني أنه ذكر له نسبه هكذا.

حدث عن أبي القاسم بن فضلان الطرسوسي، وسمع أسامة بن مرشد المنقذي، وكان يدعي أنه سمع مسند الترمذي من الكروخي، وسمعته يقول أنه سمع من أبي محمد الحريري المقامة الكرجية من انشائه. روى عنه: أبو عبد الله الحسين بن أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام القزويني، والد شيخنا أبي المجد محمد، والعماد أبو عبد الله عبد الله محمد بن محمد الكاتب، وسمعته يعظ في مجلس الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب بحلب، وسمعت شيئا من شعره من لفظه غير مرة، وكان شيخا مسنا، فاضلا، فصيحا، عارفا بالتواريخ وأيام العرب، حسن المذاكرة، جيد الشعر، عالما بالأنساب، قدم حلب في جمادى الاخرة سنة ستمائة، فأكرمه الملك الظاهر، ونفق عليه، واجرى له معلوما يكفيه، واستكتب ولده الأكبر المعروف بشرف العلى في ديوان الانشاء، وكان أصله من الكوفة، وانتقل بعض سلفه الى الرملة. وكان يذكر أن مولده في شهر ربيع الثاني سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وأظنني سمعته يذكر ذلك. وأخبرني ولده شرف العلى هاشم بن الأشرف أن مولد أبيه في هذا التاريخ، وكان كثير من الناس يكذبونه في زعمه ذلك، فانه كان يدعي أن عمره مائة وثلاثة عشر «1» سنة، وكان غير مأمون على ما ينقله، كثير الكذب فيما يخبر به، وشاهدت نسخته من مسند الترمذي (220- و) وقد بيعت بعد موته، وهي بخط بعض المغاربة، وفي آخرها تسميع يتضمن سماعه للكتاب على الكروخي، ذكر كاتبه أنه بخط الكروخي، وهو مزور بغير شك، فانه ذكر تاريخ التسميع، وتصفحت الأجزاء من النسخة، فرأيت تاريخ كتابة النسخة قد كشط في مواضع عدة وأصلح، وظهر لي في النسخة أنها كتبت بعد تاريخ طبقة السماع- التي شاهدتها، وعزاها أنها بخط الكروخي- بمدة وغطى فضائله التي جمعها بما كان يستعمله من الكذب. أخبرنا الشيخ أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزويني- إذنا، وناولني الجزء بخطه، ونقلت الحديث منه، وسمعت منه بعضه- قال: أخبرنا والدي

وسيدي الإمام أبو عبد الله الحسين بن القاضي الإمام زين الدين أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام القزويني في شوال سنة احدى وثمانين وخمسمائة قال: حدثني الأمير السيد تاج العلى الأشرف بن الأعز بن هاشم الطالبي النسابة بميا فارقين في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وخمسمائة قال: حدثنا الامام الصدوق أبو القاسم بن فضلان الطرسوسي الكناني بمكة حرسها الله سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة قال: أخبرنا نقيب النقباء أبو القاسم علي بن طراد الزينبي رحمة الله عليه قال: حدثنا والدي السيد الاجل الكامل طراد بن محمد بن علي الزينبي- إملاء من لفظه- قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي الشيخ الصالح قال: حدثنا محمد بن عمرو البختري الرزاز (220- ظ) إملاء قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آتي يوم القيامة باب الجنة فأستفتح، فيقول لي الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول بك أمرت أن لا أفتح لاحد قبلك» «1» . ظفرت بكتاب كتبه مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني الى أخيه أبي المغيث منقذ بن مرشد على يد تاج العلى الى آمد، دفعه اليّ القاضي بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب يتضمن التنبيه على فضل تاج العلى وذكر مناقبه، فنقلت من خط أسامة في أثناء الكتاب: ينهي عبدك أنه اجتمع بالامير السيد الأجل الأوحد، العالم علاء الدين أبي العزّ، الأشرف بن الأعز الحسني، أدام الله علوه، فرأى آذي «2» بحر لجميع العلوم، زاخر، مضاف الى النسب الشريف الفاخر، جليسه منه بين روضة وغدير، وأدب بارع، وفضل غزير، قد احتوى على فنون الأدب، وأحكم معرفة السير والنسب، وما أصف لك يا مولاي فضله غير أنني والله ما رأيت مثله، وما أنت يا مولاي- جعلت فداءك- ممن ينبه على فضيلة، ولا يحث على مكرمة، فاصرف همتك الى ما تلقاه به من الاكرام والتبجيل لفضل علمه الغزير، وشرفه الأصيل.

نقلت من خط العماد أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني في كتاب السيل والذيل الذي ذيل به على خريدة القصر (221- و) وأجاز لنا ذلك عنه جماعة منهم: أبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي قال: الشريف شرف الدين، الاشرف ابن الأعز بن هاشم الحسني الرملي، المعروف بالناقلة» ، النسابة، المقيم بحصن كيفا «2» ، مولده بحمران بين مكة والمدينة، وقد سافر الى بلاد المغرب والمشرق، والأندلس وصقلية، ومصر وأذربيجان وغيرها، حضر عندي بالخيمة على آمد في خامس المحرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة، ورأيته مفوها منطيقا، ورأيته بسيماء الشباب، فسألت عن سنه، فقال: أربيت على الخمسين. فهذا يدل على أن مولده كان في حدود الثلاثين قبلها، وقد كان العماد يظن أن سنه أصغر مما ادعاه، وتدرج بعد ذلك الى أن ادعى أن مولده سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وآفة الكذب النسيان. حدثني شيخنا عز الدين علي بن محمد بن محمد بن الأثير قال: حدثني أخي مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد الشيباني قال: كنت يوما جالسا بالموصل مع حمزة بن مضر العلوي وقد مرّ علينا تاج العلى وهو شاب، وابن مضر شيخ أنقى، فقال: انظر الى هذا الفاعل الصانع، والله الذي لا إله الّا هو، أعرفه وأنا صبي لم ينبت وجهي، وصورته كما تراه، وها هو على تلك الحالة وأنا أنقى. وسمعت شيخنا ابن الاثير المذكور يقول لي: كان تاج العلى عندنا بالموصل، فاتفق أن حضر عند أخي مجد الدين، وعنده ذو النسبين المعروف بابن دحية، فالتفت أخي الى تاج العلى فقال له: هذا السيد ذو النسبين ابن دحية والحسين (221- ظ) فقال: أسمعني فاني قليل السمع، فقال له: هو ينتسب الى دحية، فقال: حاشى هذا السيد أن ينتسب الى دحية الكلبي ودحية لم يعقب، فان النسابين كلهم قالوا ان دحية كان له عقب، وامتد عقبه الى ما بعد الثلاثمائة، ثم

انقطع، فلم يبق منهم أحد على وجه الارض، فقال له ابن دحية: تكذب يا شيخ السوء، فقال له من غير اكتراث ولا انزعاج، على تؤدة من القول، من غير غضب: لا تسفه، أنا لا أقول هذا من تلقاء نفسي، وإنما أنقله عن الناس، فان فلانا قد ذكر ذلك، وذكره فلان، وفلان، فاحتد ابن دحية، وسبه، وهو لا يرد عليه، ويكلمه كلام عاقل ثابت من غير اكتراث بقوله، ثم قال له في أثناء كلامه: وأي فخر لك في الانتماء الى هذا النسب، فان دحية لم يتميز على الصحابة إلّا بالجمال، فهلا انتسبت الى أبي بكر، أو عمر، أو عثمان، أو علي، أو غيرهم من كبار الصحابة، ثم أورد تاج العلى حكاية، فقال ابن دحية: أنا والله أحفظها خيرا منك، فقال: أنا ما أوردت الحكاية وادعيت أن أحدا لا يحفظها، فهل لحنت فيها؟ قال: لا، قال: فهل زدت فيها؟ قال: لا، قال: فهل نقصت منها؟ قال: لا، قال: فأي حفظ هو خير من هذا؟! وسمعت شيخنا عز الدين يقول لي، فيما يحكيه عن تاج العلى،: لما قدم تاج العلى الى الموصل لم يوفه أولاد النقيب بنو عبيد الله حقه من الكرامة، وجرى له معهم أمر أوجب أن لبس ثوبا أزرق، وعمامة صغيرة، وكحل عينيه، وقص شاربه (222- و) وانتمى الى مذهب الحنابله، وجعل يجلس في مجالس الوعظ، ويذكر مناقب بني أمية، ويغض من الطالبيين، فشق ذلك على أولاد النقيب، ولم يقدروا على مقابلته، وعظم أمره، وانتمى إليه خلق من أهل السنة، ثم رحل من الموصل، وفي قلوبهم منه شيء عظيم، ثم عاد إليها، ودخل على أخي مجد الدين، وأقام أياما، وعزم على الرحيل، فقال له أخي: إن أتابك صاحب الموصل على شرف الموت، وستحضر عزيته، فاصبر حتى تعظ في عزيته، فقال: مبارك إن شاء الله، فقال له: هل أن أصلح بينك وبين أولاد النقيب، ويرضخوا لك بشيء، فأعجبه ذلك وأجاب إليه، قال: فاجتمع أخي بأولاد النقيب وقال لهم إن تاج العلى قد قدم، فهل لكم في مصالحته؟ فقالوا: نعم، فقال: ولا بد أن يصل إليه منكم شيء، فقالوا: أي شيء رسمته فعلناه، قال: فأصلح بينهم، وجلس مجلسا ذكر فيه مناقبهم وفضائلهم، فلما انفصل المجلس أرسل كل منهم إليه بشيء من الثياب، والذهب، وغير ذلك. قال: ومات أتابك صاحب الموصل، فجلس في عزيته وتكلم، وحصل له شيء،

وسافر عن الموصل، وحصل في آمد، وجرى بينه وبين ضياء الدين ابن شيخ السلامية وزير صاحبها، وكان مكنيا عنده خماشة، فنال من ضياء الدين، وتسمج في عرضه، فأخذه ضياء الدين وأركبه حمارا وضربه في أسواق آمد مشهورا، فكان كلما جاء الى مكان من الاسواق قال لمن حوله: اصبروا بارك الله فيكم، ثم يقول: يا أهل آمد أتدرون لم فعل بي ابن شيخ (222- ظ) السلامية هذا، إنما فعل ذلك لانني نهيته عن الانتماء الى نسبه الملعون، فإنه من أولاد الشمر قاتل الحسين عليه السلام، ولعن الله قاتله، العنوا الشمر وأولاده، قال: فيضج أهل البلد باللعنة على الشمر وعلى من أولد، ففعل ذلك في كل محلة وسوق يمرون به فيه، قال: فحصل لابن شيخ السلامية من التأذي والشهرة أكثر مما حصل له، ثم حبسه فلم يزل في الحبس حتى سير الملك الظاهر غازي رحمه الله من حلب رسولا الى صاحب آمد وشفع فيه، واستخرجه من السجن، وأحضره الى حلب المحروسة. أخبرني القاضي عز الدين أبو علي الحسن بن محمد القيلوي قال: لما حبس تاج العلى بآمد كلم الوزير نظام الدين محمد بن الحسين الملك الظاهر في أمره، وأشار عليه أن يرسل رسولا الى صاحب آمد بشفاعة من عنده في تاج العلى، فأجابه الملك الظاهر الى ذلك، وسير الشريف أبا محمد العلوي الحلبي الى صاحب آمد رسولا، فشفع فيه وأخرجه من السجن. قال القيلوي: فحكى لي الشريف أبو محمد قال: لما سرت من حلب ووصلت الى آمد تنكرت ولبست غير زيي، ودخلت آمد وسألت عن السجن الذي فيه تاج العلى، وكان في برج من أبرجة آمد، فدللت عليه، فجئت إليه واجتمعت به، ثم عدت الى مكاني الذي نزلت فيه خارج البلد، ولبست ثيابي، وأخذت غلماني، ودخلت آمد، فاستحضرني صاحبها، فأديت إليه رسالة الملك الظاهر وما قاله من الشفاعة فيه، فقال (223- و) لي صاحب آمد: ما لي به علم منذ سجنه ضياء الدين ابن شيخ السلامية، فقلت له: الساعة كنت عنده، وهو محبوس بالمكان الفلاني، وما زلت به حتى أخرجه من السجن وسلمه إليّ، فأخذته وجئت به الى حلب. حضرت مجلس الملك الظاهر رحمه الله مرارا، وأنشده تاج العلى لنفسه قصائد من شعره يمدحه فيها، وسمعتها من لفظه في تلك المجالس، وكان ينشد عنه في الأحيان

ولده زيد لأنه أضرّ في آخر عمره، فمما سمعته من لفظه ينشد السلطان الملك الظاهر رحمه الله قصيدة رثى بها آخاه الملك الأشرف محمد بن الملك الناصر يوسف ابن أيوب رحمهم الله، وكان قد اقترح عليه هذا الروي، وما أودع القصيده من ذكر الكوائن، والقصيدة: داء المنيّة ما له من آس ... عقد اليقين حباهم بالياس راجع نهاك فأنت أهدى ... والتفت نظرا الى الآثار والأرماس تا لله ما الدنيا بدار إقامة ... لمسوّف أو ذاكر أو ناس هي ما رأيت وما سمعت وهل ... ترى إلّا معالم أربع أدراس ومعاهدا كانت حمى فتنكرت ... بعد الأنيس وبهجة الإيناس شربوا على العلّات كأسا فرّقت ... جمع الفريق فيا لها من كاس أو ما هي الدنيا وحاصلها المنى ... والمستفاد مصائد الأنفاس يا بوس ما صنعت بسادة معشر ... غرّ الأسرّة قادة أشواس (223- ظ) بسط الأكفّ على انقباض زمانهم ... وضح المكارم غير ما أجباس «1» عرضت لهم ختلا بهيئة مومس ... لبست ملابسها على ألباس حتى إذا لانت لهم وتلوّنت ... وأرت تفحّج «2» غير ذات شماس وسقت لهم وهي النّوار بمريها ... فمروا حواسكها على استيناس زبنتهم «3» فهووا وكم زبنت ... وما ألوت على مسح ولا إبساس «4» عطفت على الجعدي «5» عطفة ثائر ... ففرته بالأنياب والأضراس لم ينجه منها النجاء وما اجتنى ... لفراره من سبق الأفراس قد كان يفترس الأسود فمزعّت ... أشلاءه بالمخلب الفرّاس

سل بالفوارس من ذؤابة هاشم ... حلب العلى والقصر من بطياس «1» وسل الليالي عن مدى العرب الأولى ... حطموا الصليب بجانبي بغراس عقدوا بأمراس الأماني سعيهم ... ومناهم حلّت عرى الأمراس ضربت لك المثل القريب وإنما ... ضرب الآلى الأمثال للأكياس وأرتك أمس قصور مصر وملكها ... متوالي الأعياد والأعراس تتلو مواكبه مواكب سادر ... في اللهو بين المقس والمقياس حتى إذا بلغ المدى وتتابعت ... إحن الخلاف على هوى السّواس طلعت عليه بواصب مستأصل ... أصل الجميع وحاصب رجّاس فهوت مراتبه وشتت شمله ... وخلت مجالسه من الجلّاس (224- و) ما شئت من غير وحسبك ما ترى ... بعد المشيب بغصنك المياس من يعر عن ثوب الشباب ومن ... يعش كلأ ومن يحجب عن الأناس تقصر خطاه فما يجيء بطائل ... أين المناسم من سمو الرّاس من جاوز الستين أغلق رهنه ... وأتت عليه هواجس الوسواس من صاحب الأيام مصّت عوده ... وحسا حشاشته الرغيب الحاسي أعسوت بعد هنيدة والى متى ... آن انتقالك أيّهذا العاسي ماذا طوت منك الليالي من أخي ... ثقة عديم الروع والايحاس ريّان من ماء المروءة عازف ... بالطبع عن مستحقب الأدناس ذي مرّة وذكاء مجتمع القوى ... أربى وزاد على ذكاء إياس «2» يا دهر أين غضارتي ونضارتي ... ومعاشري ومعاشري وأناسي لا تكذبن هبوب عاصفة الردى ... تأتي على المشكاة والنّبراس يشفي البكاء عليل قلبك فابكهم ... ما في البكاء عليهم من باس هي فرقة الأبد التي أخلى بها ... من ألفة الآرام كل كناس

أمحمد إن متّ مات محمد خير ... الورى وأبوك خير الناس ولكافل الأيتام أطول مدّة ... تعطيه نافلة الندى والباس غازي وقل ما شئت في الملك ... الذي هو صبغة جبل الإله الراسي بالظاهر الملك الغياث زماننا ... خضر يروق نضارة كالآس (224- ظ) بالطيّب المحيي الرجاء لأنه ... من طيّب الأعراق والأجناس عار عن العار الذي وصموا به ... ومن المحامد والمكارم كاس غرس زكا ونما فنور غصو ... نه وثماره من أكرم الأغراس يا كافل الأيتام في زمن به ... قلب العقوق على القرابه قاس أنت المراد لها ورافع طرفها ... عند انتكاس مكايد الأنكاس بأبيك أرسى الدين في مصر ... على تلك الحوادث ثابت الأساس أو ما أبوك أغاث دين محمد ... وأعاد مصر الى بني العباس واستنقذ البيت المقدس ... رافعا علم النبوة من يد الأنجاس وأذل في حطين عزّ صليبهم ... بالمشرفية والقنا الدّعاس وإليك تالدها يحنّ وإنما ... تمحو الطريف عواقب الأبلاس يا منتهى الآمال أنت كفلتني ... فسروت ثوب معرة الإفلاس ولبست في حلب من العمر الذي ... جددت لي بالبر خير لباس وغفرت ما جنت النوى وحللت ... عن ظهر المطي معاقد الأحلاس فلأبقين لك الثناء وإنما ... تتلو الثناء صحائف الأحراس أنشدني نجيب الدين داود بن أحمد الطيبي التاجر، وكتبه لي بخطه قال: أنشدنا تاج العلى الأشرف بن الأعز الرملي لنفسه: أتعرف رسم الدار من أم سالم ... برامة أقوت بعد بيض نواعم (225- و) عهدنا بها الشمّ الأنوف فبدّلت ... عراص رباها بالمها والنعائم

ونحن ندير الكاس صرفا ونجتني ... جنى ثمرات الوصل من آل فاطم كأن ليالينا بجرعاء مالك ... وطرف الصبي يقظان أضغاث حالم ولما رأينا الدار قفرا تبادرت ... دراكا مدولات الدموع السواجم على معشر شطت بهم غربة النوى ... نعمنا بهم والشمل عذب المناسم فواكبدي من لاعج الشوق والهوى ... إلى الرملة الغناء ذات الرواسم لقد حكم البين المشتت بصرفه ... عليّ وصرف البين أجور حاكم وقائلة يا بن الأعز اصطبر فقد ... رمتك العدا بالموبقات القواصم أجدك ما أصبحت إلا أكيلة ... تروح وتغدو بين لاح ولائم أنشدني القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قاضي حلب قال: أنشدنا تاج العلى لنفسه، ولا يبعد أنني سمعتهما من تاج العلى فيما سمعته من شعره وشذ عن خاطري: بنو زمانك هذا فاخش نقلهم ... فإنهم كشرار بثّه لهب إن يسمعوا الخير يخفوه وإن سمعوا ... شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني قال: وأنشدني- يعني الأشرف بن الأعز- لنفسه وصية لولده: بنيّ بارك فيك الله من ولد ... نماه للخير جدّ صالح وأب (225- ظ) تعلم العلم وابغ الخير مجتهدا ... فالعلم ينفع مالا ينفع النسب توفي تاج العلى النسابة بحلب في يوم الأحد سلخ صفر من سنة عشر وستمائة.

ذكر من اسمه أشعث

ذكر من اسمه أشعث أشعث بن شعبة أبو أحمد المصيصي البزاز، كوفي الأصل، وسكن المصيصة، وقيل إنه خراساني نزل البصرة، ثم خرج الى المصيصة فسكنها. وقال ابن الفرضي: إنه يخالف في بعض حديثه. حدّث بالمصيصة، ومصر عن الربيع بن صبيح، وحنش بن الحارث النخعي، وابراهيم بن أدهم، وأرطاة بن المنذر، ومنصور بن دينار التميمي، وابراهيم بن محمد الفزاري، وأبي مطيع معاوية بن يحيى، والسري بن يحيى، وعبد الله بن ضرار الملطي، وورقاء «1» ... روى عنه يعقوب بن كعب الحلبي، وابراهيم بن الحسين الأنطاكي، وأبو صالح الفراء، وسفيان بن محمد بن سفيان المصيصي، ويمان بن سعيد المصيصي، والمسيّب بن واضح التلمنسي، وعبيد بن القاسم الرقي، والقاسم بن عبد الرحمن، ومحمد بن عيسى الطباع، والخليل بن بكير، ومحمد بن سعيد، وعلي بن معبد، وأبو جعفر محمد بن زكريا، وسلمة بن عفان، والحسن بن الربيع، وأحمد بن عمرو بن السرح، وهشام بن الفضل. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا-

قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن ابراهيم الورداني- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى (226- و) بن مردويه الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أبو علي الحسين بن زيد الهمداني بمكة قال: حدثنا عبيد بن القاسم الرّقي قال: حدثنا أشعث بن شعبة بالمصيصة قال: لما قدم هرون الرقة أشرفت أم ولد لهارون من قصر من خشب، فرأت الغبرة قد ارتفعت والمقال قد تقطعت، وانجفل الناس، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من خراسان يقال له عبد الله بن المبارك، فقالت: هذا والله الملك، لا ملك هرون الذي لا يحمده الناس إلا بالسوط والخشب. قرأت بخط أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ في تاريخ أبي سعيد بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال في تاريخ الغرباء القادمين على مصر: أشعث بن شعبة، كوفي يكنى أبا أحمد، ويعرف بالمصيصي لسكناه المصيصة، وقال في موضع آخر: يقال إنه من أهل خراسان، نزل البصرة، وخرج الى الثغر فأقام به، ثم قدم الى مصر سنة إحدى وتسعين ومائة وحدّث بها. «1» أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل: قال: أشعث بن شعبة المصيصي روى عن أرطاة بن المنذر، وحنش بن الحارث، روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع، وأحمد بن عمرو بن السرح، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك؛ زاد أبي: وروى عنه المسيّب بن واضح، روى هو عنه عن ابراهيم بن أدهم، روى عنه سلمة بن عفان، والحسن بن الربيع، وهشام بن الفضل صاحب أحمد الدورقي، وزاد أبي: أصله خراساني (226- ظ) سكن الثغر، سئل أبو زرعة عن أشعث بن شعبة الذي روى عن منصور بن دينار، فقال: ليّن «2» .

أشعث بن عمرو،

أشعث بن عمرو، ويقال ابن عمر، ويقال ابن عثمان، التميمي الحنظلي البصري، قدم دابق وافدا على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين استخلف، وحكى عنه، روى عنه عنبس بن بيهس. أنبأنا زين الأمناء الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الحسن الفقيه، ح. وأنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي الحسن الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء- قراءة-، وأبو الفتح نصر بن ابراهيم الزاهد- لفظا- قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف قال: حدثنا محمد بن موسى بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر بن خريم قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا عنبس بن بيهس عن رجل من بني تميم يقال له الأشعث ابن عمرو أنه أتى عمر بن عبد العزيز بالشام حين استخلف، قال: فكلمته، قلت: اسقني سقاك الله، قال: أين؟ قلت: بالخرنق «1» ، قال: وما الخرنق؟ قلت: غائط بالشحر «2» لا يطأه طريق، قال له: الويل، ما تصنع بغائط لا يطأه طريق؟ قلت: أنا رجل صاحب سائمة أريد الفلاة، قال: أثّر بالغائط أحد قبلك أثرا؟ قلت: نعم، حفر عبد الله بن عامر بها ركية، قال: كم صوبها؟ قلت: خمسون ذراعا أو خمسون قامة، قال: كم هي من البصرة؟ قلت: مسيرة (227- و) ثلاث ليال، فكتب الى عدي بن أرطاة: أتاني رجل من بني تميم فاستحفرني بالخرنق، وزعم أنها منك مسيرة ثلاث ليال، فاذا أتاك فأحفره، وأحفر من جاءك من أسود وأبيض واشترط، أظنه قال- الشك من يحيى-: ابن السبيل أول ريّان، وأن حريمها طول رشائها «3» .

أنبأنا أبو الحسن بن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون. وأبو الحسين الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا البخاري قال: أشعث بن عمر التميمي الحبطي البصري، سمع عمر بن عبد العزيز كتب الى عدي: أن احفر، وابن السبيل أول ريان، وأن حريمها طول رشائها، قاله لنا قتيبة بن عنبس بن بيهس، وقال لنا موسى بن اسماعيل: حدثنا عنبس سمع أشعث ابن عمرو «1» . رواه أحمد بن ابراهيم الدورقي عن عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا إياس بن بيهس عن أشعث بن عمرو مختصرا وخالفهما في اسم عنبس «2» ووهم في ذلك. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر عن أبيه: أخبرنا حمدان بن علي قال: حدثنا معلى بن أسد قال: حدثنا عنبس بن بيهس قال: زعم الأشعث بن عمرو، رجل من بني تميم، أحد بني حنظلة، سمعته يحدث أنه أتى عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فكلمه فذكر نحوها. (227- ظ) . قال أبو القاسم الحافظ في نسخة: ما شافهني بي أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي ابن محمد، ح. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: أشعث بن عثمان التميمي، ويقال أشعث بن عمرو الحبطي، سمع عمر بن عبد العزيز كتب الى عدي بن أرطاة، روى عنه عنبس بن بيهس سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وزاد أبو زرعة. يعدّ

أشعث بن قيس بن معدي كرب:

في البصريين، قال: وأخبرنا ابن أبي خيثمة- فيما كتب إلي- قال: سئل أبي ويحيى بن معين عن أشعث بن عمرو التميمي فقالا: لا نعرفه «1» . قال أبو القاسم الحافظ: وكذا قالا الحبطي، فالله أعلم. وقال أبو القاسم الحافظ: أشعث بن عمرو، ويقال ابن عمر، ويقال ابن عثمان التميمي الحنظلي البصري، وفد على عمر بن عبد العزيز، وروى عنه قوله، روى عنه عنبس بن بيهس «2» . أشعث بن قيس بن معدي كرب: ابن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر، بن الحارث الأكبر بن معاوية. وقيل معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كندي بن عفير. وقيل مرتع بن معاوية بن ثور بن عفير بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أبو محمد الكندي. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد كندة، وأسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث يسيرة. روى عنه (228- و) عامر الشعبي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو حازم ومسلم بن هيصم، وعبد الرحمن بن عدي، وقيس بن أبي حازم، وابراهيم النخعي. وقيل كان اسمه معدي كرب، وكان أبدأ أشعث الرأس، فسمي الأشعث. وأبوه قيس- هو الأشج- بن معدي كرب. وأم الأشعث كبشة بنت يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار «3» بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية ابن ثور. وقيل إن أمه هند بنت الحارث بن عمرو، من بني آكل المرار.

وكان سيدا في كندة في الجاهلية والاسلام، وارتد عن الاسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وزوجه أبو بكر بأخته أم فروة بنت أبي قحافة، وهي أم ابنه محمد بن الأشعث. وانتجع الأشعث خالد بن الوليد بقنسرين في سبع عشرة، بعد أن غزاها خالد غزوته التي أصاب فيها ما أصاب «1» ، فأجازه خالد بعشرة آلاف درهم، وكانت سبب عزل عمر بن الخطاب رضي الله عنه خالدا عن قنسرين. وقيل أول من قطع الدرب من المسلمين بعد فتح أنطاكية: الأشعث بن قيس «2» ، أنفذه أبو عبيدة بن الجراح، فقطع اللكام، وفتح عدة حصون، وعاد إليه. وشهد فتح العراق مع سعد رضي الله عنه، وشهد اليرموك، وأصيبت عينه يومئذ، وسكن الكوفة، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وجعله على الميمنة، وعلى راية كندة، وشهد معه النهروان «3» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- قراءة مني عليه بمنزله بدمشق (228- ظ) قال أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن عيسى الباقلاني قال: حدثنا أبو بكر ابن مالك القطيعي- إملاء- قال: حدثنا أحمد بن محمد بن منصور الحاسب قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف عن يمين ليقتطع

بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان «1» . وقال الأشعث بن قيس: ففيّ كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني، فقدمته الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ألك بينة؟ قلت: لا، فقال لليهودي: أتحلف؟ فقلت يا رسول الله إذا والله يذهب بمالي، فأنزل الله عز وجل: «الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا» «2» . أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى- قراءة عليه بدمشق- قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان ابن القاسم بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا أبي وعبد الله قالا: حدثنا عبد الله عن زيد عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين صبرا «3» ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان، وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل. قال: فقرأ هذه الآية: «إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا» (229- و) قال: فمرّ الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم ابن مسعود؟ قالوا: حدثنا كذا وكذا، قال: صدق والله، نزلت هذه الآية فيّ وفي صاحب لي كان بيني وبينه شيء في أرضي، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاختصمنا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهل لك بينة؟ فقلت: لا، فقال لصاحبي: احلف، فعند ذلك قال هذا. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن الزهري

قال: قدم الأشعث بن قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بضعة عشر راكبا من كندة، فدخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم مسجده قد رجّلوا جممهم واكتحلوا، عليهم جباب الحبرة قد كفوها بالحرير، وعليهم الديباج ظاهر مخوص «1» بالذهب، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تسلموا؟ قالوا: بلى، قال: فما بال هذا عليكم؟ فألقوه، فلما أرادوا الرجوع الى بلادهم أجازهم بعشرة أواق، عشرة أواق، وأعطى الأشعث بن قيس اثنتي عشرة، أوقية «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط (229- ظ) قال: ومن عفير بن عدي بن الحارث ابن مرة بن أدد، ثم من كندة، وهم ولد ثور بن عفير: الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كندي بن عفير، أمه كبشة بنت يزيد، من ولد الحارث بن عمرو بن معاوية، يكنى أبا محمد، مات في آخر سنة أربعين، بعد قتل علي عليه السلام قليلا «3» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا عمر بن حيّوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من كندة، وهو كندي، واسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: الأشعث ابن قيس، وهو الأشج، بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن كندة، وهو ثور بن عفير، وأمه كبشة بنت يزيد بن شرحبيل

ابن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة، وإنما سمي كندة لأنه كند أباه النعمة- كفره- وكان اسم الأشعث معدي كرب، وكان أبدا أشعث الرأس، فسمي الأشعث. ووفد الأشعث بن قيس على النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين رجلا من كندة، وكل اسم في كندة وفد (230- و) بوفادته الى النبي صلى الله عليه وسلم مع الأشعث بن قيس، وقد كتبنا كل من قدرنا عليه منهم- هذا كله في رواية هشام بن محمد بن السائب الكلبي. أنبأنا الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: فيمن نزل الكوفة: الأشعث بن قيس الكندي أحد بني الحارث بن معاوية، ويكنى أبا محمد، ابتنى بها دارا، ومات بها، والحسن بن علي بن أبي طالب يومئذ بالكوفة حين صالحه، وهو صلى عليه «1» . وقال علي بن الحسن: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي في كتابه، وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين ابن المظفر قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال: ومن كندة، واسم كندة ثور بن مرتع بن عفير بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن الهميسع ابن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ: الأشعث بن قيس بن معدي كرب ابن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع، يكنى أبا محمد، وكان أعور أصيبت عينه يوم اليرموك، وتوفي سنة أربعين قبل قتل علي بيسير، له أحاديث يسيرة.

كذا قال: قبل قتل علي، والصواب بعد قتل علي، والله أعلم. (230- ظ) أخبرنا أبو البركات إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم- قراءة عليه وأنا أسمع- قال قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن البناء عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: الأشعث بن قيس الكندي أبو محمد. قال أبو بكر: وهو الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع. أخبرنا أبو الفتوح نصر أبي الفرج بن علي الحصري في كتابه إلينا من مكة قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأشيري قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: الأشعث بن قيس بن معدي كرب ابن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور بن عفير بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد الكندي، وكندة هم ولد ثور بن عفير، يكنى أبا محمد، وأمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر في وفد كندة، وكان رئيسهم. قال ابن اسحاق عن ابن شهاب قدم الأشعث بن قيس في ستين راكبا من كندة، وذكر خبرا طويلا فيه ذكر إسلامه وإسلامهم، وقول رسول الله: نحن بنو النصر ابن كنانة، لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا. كان في الجاهلية رئيسا مطاعا (231- و) في قومه، وكان في الاسلام وجيها في قومه، إلا أنه كان ممن ارتد عن الاسلام بعد النبي عليه السلام، ثم راجع الاسلام في خلافة أبي بكر الصديق، وأتي به أبو بكر أسيرا. قال أسلم مولى عمر بن الخطاب: كأني أنظر الى الأشعث بن قيس وهو في الحديد يكلم أبا بكر، وهو يقول: فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك، سمعت الأشعث يقول: استبقني لحربك، وزوجني أختك، ففعل أبو بكر. قال أبو عمر رضي الله عنه: أخت أبي بكر الصديق التي زوجها من الأشعث

ابن قيس هي أم فروة بنت أبي قحافة، وهي أم محمد بن الأشعث، فلما استخلف عمر، خرج الأشعث مع سعد الى العراق، فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوندا، واختط بالكوفة دارا في كندة، ونزلها وشهد تحكيم الحكمين، وكان آخر شهود الكتاب. مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل سنة أربعين بالكوفة، وصلى عليه الحسن بن علي «1» . وروي أن الأشعث قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبا من كندة، فقالوا له: يا رسول الله نحن بنو آكل المرار وأنت ابن آكل المرار، فتبسم رسول الله وقال: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا. وروى الأشعث أحاديث عن النبي عليه السلام. روى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو وائل والشعبي، وابراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن عدي الكندي. روى سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أبي خالد قال: شهدت جنازة فيها جرير والأشعث، فقدم الأشعث جريرا، وقال: إني ارتددت ولم ترتد، وقال الحسن بن عثمان: مات الأشعث الكندي، ويكنى أبا محمد سنة (231- ظ) أربعين بعد مقتل علي بأربعين يوما فيما أخبرني ولده، وقال الهيثم بن عدي: صلى عليه الحسن بن علي «2» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف- إجازة، إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الآزجي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بكران بن عمران الرازي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار في الأسامي والكنى قال: الاشعث بن قيس أبو محمد، حدثنا بذلك العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا يعلى- يعني- ابن عبده- قال: حدثنا الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: دخل الأشعث على عبد الله- يعني- ابن مسعود وهو يتغدى يوم عاشوراء، فقال: يا أبا محمد ادن الغداء. (232- و) .

نسب اشعث بن قيس

[نسب اشعث بن قيس] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي قرأت في كتاب «القرع والشجر» «1» لأبي الحسين محمد بن القاسم النسابة التميمي قال: وكان الأشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي ربما عصت عليه العرب، فنفته عن كندة، وألحقته بسينبخت، وهذا من الباطل الذي لا يقبل، وسينبخت هو ملك كندة وحضر موت، وهو أخو سنداد ابنا مهربوذ بن جاندان بن خسرو بن أدد من نسل سهراب بن مذغتز بن توسفان بن كنازيك بن نرسي بن شاه ابن ساسان. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور- وهو كنده- بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وأمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو، وكنية الأشعث أبو محمد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة، ويعد فيمن نزل الكوفة من الصحابه، وله عن النبي رواية، وقد شهد مع سعد بن بن أبي وقاص قتال الفرس بالعراق. وكان على راية كندة يوم صفين مع علي بن أبي طالب، وحضر قتال الخوارج بالنهروان، وورد المدائن، ثم عاد الى الكوفة، فأقام بها حتى مات في

الوقت الذي صالح فيه الحسن (233- و) بن علي معاوية بن أبي سفيان «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: وأما مرتع- بضم الميم وسكون الراء وكسر التاء المعجمة باثنتين من فوقها وتخفيفها- فهو مرتع بن معاوية بن ثور الأكبر- وهو كنده- بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة أدد- وسمى مرتعا لأنه كان يقال له أرتعى في أرضك، فيقول قد ارتعت مكان كذا وكذا. وقال ابن الكلبي: انما سمي عمرو بن معاوية بن ثور مرتعا، وقيل فيه مرتّع، بفتح الراء وتشديد التاء وكسرها «2» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد قال: أخبرنا شجاع بن علي بن شجاع قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي، يكنى أبا محمد، وكان قد ارتد ثم راجع الاسلام في خلافة أبي بكر وزوجه أخته أم فروة، شهد القادسية ومدائن، وجلولاء، ونهاوند والحكمين على عهد علي، وفيه نزلت: «إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا» الآية. توفي بالكوفة سنة اثنتين وأربعين، وصلى عليه الحسن بن علي «3» . أنبأنا ابن المقير عن ابن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين ابن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- زاد ابن خيرون: ومحمد بن أحمد الأصبهاني قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل

(233- ظ) قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: أشعث بن قيس الكندي سكن الكوفة، وله صحبة «1» . أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر السقائي قال: أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف، قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو محمد الأشعث بن قيس له صحبة «2» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا النهرواني قال: حدثنا يزداد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو موسى- يعني- تينة قال: حدثنا القحذمي قال: تزوج قيس بن معدي كرب بنت الحارث عمرو من بني آكل المرار، فولدت له الأشعث بن قيس فقال أبو هانىء الكندي: بنات الحارث الملك بن عمرو ... تخيّرها فتنكح في ذراها لها الويلات إذا أنكحتموها ... ألا طعنت بمديتها حشاها وقد نبئتها ولدت غلاما ... فلا عاش الغلام ولا هناها فأجابه أبو قساس الكندي: ألا أبلغ لديك أبا هني ... ألا تنهي لسانك عن رداها فقد طلبت هندا قبل قيس ... لتنكحها فلم تك من هواها فطافت في المناهل تبتغيها ... فلاقت منهلا عذبا شفاها (234- و) شديد الساعدين أخا حروب ... إذا ما سئل منقصة أباها وما حثّت مطيته إليها ... ولا من فوق ذروتها أتاها قال عيسى: قال القحذمي: وآل الأشعث ينشدون هذا الشعر ولا ينكرونه. قال: والأشراف لا يبالون أن يكون أخوالهم أشرف من أعمامهم.

قال القاضي الجريري قوله في الشعر: ألا تنهي لسانك عن رداها. أنث اللسان، وذكر أهل العلم بالعربية أن العرب تذكر اللسان وتؤنثه، وقيل إن من أنثه أراد به اللغة والرسالة كقول الشاعر: إني أتتني لسان لا أسر بها ... من علو لا صخب فيها ولا سحر «1» أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر بن عبد الدائم الغزال في كتابه قال: أخبرنا أحمد بن علي بن هبة الله بن المأمون- ونقلته أنا من خطه- قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد بن البناء قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار الكاتب قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي قال: الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي كان شاعرا وسيدا كريما، وهو القائل يوم صفين: ميعادنا اليوم بياض الصبح ... دبو إلى القوم بطعن سمح حسبي من الاقدام قيد رمح قال الآمدي: ووهب جارية نفيسة لرجل من جهينة ضافه، ولامه أهله، وقالوا: يا شيخ قد ذهب عقلك فقال: تملكها وكان لذاك أهلا ... أشم الأنف أصيد كالفنيق «2» نماه من جهينة خير نام ... إلى العلياء والحسب العتيق (234 ظ) فظل يلاعبها عروسا ... على لباتها عبق الخلوق فلا تذهب نفوسكم عليها ... ولا تسمو الى الخطر الدقيق «3»

أنبأنا أحمد بن الأزهر السباك في كتابه إلينا من بغداد أن القاضي أبا بكر محمد ابن عبد الباقي الأنصاري أخبرهم من كتابه عن أبي محمد الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال في معجم الشعراء: الأشعث بن قيس الكندي، مخضرم، نزل الكوفة له شرف في قومه، وله مع علي بن أبي طالب أخبار، وهو القائل في يوم صفين، وشهده مع علي صلوات الله عليه: «1» ميعادنا اليوم بياض الصبح ... لا يصلح الزاد بغير ملح لا لا ولا الأمر بغير نصح ... دبوا إلى القوم بطعن سمح لا صلح للقوم وأين الصلح ... حسبى من الأقدام قاب رمح وتهدده علي عليه السلام لشيء بلغه عنه فعيرته امرأته بذلك فقال: ولقد دخلت على عليّ مرة ... فخرجت منها أقلّ عطافا أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا رضوان ابن أحمد قال: حدثنا يونس بن بكبر عن ابن اسحاق «2» قال: وكان من حديث كندة حين ارتدت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعث إليهم رجلا من الأنصار يقال (235- و) له زياد بن لبيد، وكان عقبيا، بدريا، أميرا على حضر موت فكان فيهم حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطيعونه ويؤدون اليه صدقاتهم لا ينازعونه، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغهم انتقاض من انتقض من العرب ارتدوا وانتقضوا بزياد بن لبيد. وكان سبب انتقاضهم به أن زيادا أخذ فيما يأخذ من الصدقة قلوصا لغلام من كندة، وكانت كوماء من خيار إبله، فلما أخذها زياد فعقلها في ابل الصدقة ووسمها،

جزع الغلام من ذلك فخرج يصيح الى حارثة بن سراقة بن معدي كرب فقال: أخذت الفلانية في إبل الصدقة، فأنشدك الله والرحم، فإنها أكرم ابلي عليّ بعيرا وأعزه، فخرج معه حارثة حتى أتى زيادا فطلب إليه أن يردها عليه ويأخذ مكانها بعيرا فأبى عليه، وكان رجلا صلبا مسلما، وخشي أن يروا ذلك منه ضعفا وخورا للحديث الذي كان، فقال: ما كنت لأردها وقد وسمتها في إبل الصدقة، ووقع عليها حق الله عز وجل، فراجعه حارثة فأبى، فلما رأى ذلك حارثة قام الى القلوص فحل عقالها ثم ضرب وجهها فقال: دونك وقلوصك لصاحبها وهو يرتجز ويقول: يمنعها شيخ بخديه الشيب ... قد لمع الوجه كتلميع الثوب اليوم لا أخلط بالعلم الريب ... وليس في منعي حريمي من عيب وقال حارثة بن سراقة الكندي: (235- ظ) . أطعنا رسول الله ما دام وسطنا ... فيالعباد الله ما لأبي بكر أيأخذها قسرا ولا عهد عنده ... يملكه فينا وفيكم عرى الأمر فمن يك يهدها إليه بلا هدى ... وقد مات مولاها النبي ولا غدر فنحن بأن نختارها وفصالها ... أحق وأولى بالامارة في الدهر إذا لم يكن من ربنا أو نبينا ... فذو الوفر أولى بالقضية في الوفر أيجرى على أموال الناس حكمهم ... بغير رضا إلى التسلم بالقسر بغير رضا منا ونحن جماعة شهودا ... كأنا غائبين عن الامر فتلك إذا كانت من الله زلفة ... ومن غيره احدى القواصم للظهر «1» فأجابه زياد بن لبيد: سيعلم أقوام أطاعوا نبيهم ... بأن غوي القوم ليس بذي قدر أذاعت عن القوم الأصاغر لعنة ... قلوب رجال في الحلوق من الصدر وذمّوا لعقباه إذا هي ضرمت ... هواديه الأولى على حين لا عذر فإن عصا الاسلام قد رضيت ... به جماعته الأولى برأي أبي بكر

فإن كنتم منهم فطوعا لأمره ... وإلّا فأنتم من مخافته صغر فنحن لكم حتى نقيم صعوركم «1» ... بأسيافنا الأولى وبالذبل السمر أبعد التي بالأمس كنتم غريتم ... لما تبتغون الغي من فرط الصغر (236- و) وكان لهم في أسود «2» عبرة ... وناهية عن مثلها آخر الدهر تلفت فيكم بالنساء ابن غيه ... وبالقوم حتى نالهن بلا مهر فإن تسلموا فالسلم خير بقية ... وإن تكفروا تستو «3» بلوا غبة الكفر وتفرق الناس عند ذلك طائفتين: طائفة مع حارثة بن سراقة، قد ارتدوا عن الاسلام، وطائفة مع زياد بن لبيد، فلما رأى ذلك زياد قال لهم: نقضتم العهد وكفرتم، فأحللتم بأنفسكم واغتنمتم أولاها بعد عقباها فقال حارثة: أما عهد بيننا وبين صاحبك هذا الأحدث، فقد نقضناها وإن أبيت إلّا الأخرى أصبتنا على رجل فاقض ما أنت قاضيا، فتنحى زياد فيمن اتبعه من كندة وغيرهم قريبا، وكتب الى المهاجر «4» أن يمده وأخبره خبر القوم، فخرج المهاجر إليه، وسمع الأشعث بن قيس صارخا من أعلى حصنهم في شعراء من الليل: عشيره تملك بالعشيرة ... في حائط يجمعها كالصيره «5» والمسلمون كالليوث الزبرة ... قبائل أقلها كثيره فيها أمير من بني المغيرة «6»

فلما سمع الأشعث الصارخ إلى ما قد رأى من اختلاف أصحابه بادرهم فخرج من تحت ليلته حتى المهاجر وزيادا فسألهما أن يؤمناه على دمه وماله حتى يبلغاه أبا بكر فيرى فيه رأيه، ويفتح لهم باب الحصن ففعلا، ويفتح «1» (236 ظ) لهم باب الحصن، فدخل المسلمون على أهل الحصن فاستنزلوهم فضربوا أعناقهم، واستاقوا أموالهم، واستبوا نساءهم، وكتبوا الى أبي بكر بذلك، واستوثقوا من الأشعث حتى بعثوا به الى أبي بكر في الحديد موثقا، فقال له أبو بكر: كيف ترى صنيع الله بمن نقض عهده؟ فقال الأشعث: أرى أنه قد أخطأ حظه، وتعس جده، فقال له أبو بكر: فما تأمرني فيك؟ قال: آمرك أن تمنّ علي فتفكني من الحديد وتزوجني أختك أم فروة ابنة أبي قحافة، ففعل أبو بكر، فقال الأشعث حين زوجه أبو بكر: لعمري وما عمري عليّ بهين ... لقد كنت بالأخوان جدّ ضنين أحاذر أن تضرب هناك رؤوسهم ... وما الدهر عندي بعدها بأمين فليت جنوب الناس تحت جنوبهم ... ولم ترم أنثى بعدهم بجنين وكنت كذات البوّ «2» أنخت ... وأقبلت عليه بقلب واله وحنين فأجابه مسلم بن صبيح السكوني: جزى الأشعث الكندي بالغدر ربه ... جزاء مليم في الأمور ظنين أخا فجرة لاتستقال وغدرة ... لها أخوات مثلها ستكون فلا تأمنوه بعد غدرته بكم ... على مثلها فالمرء غير أمين وليس امرؤ باع الحياة بقومه ... أخا ثقة أن يرتجى ويكون هدمت الذي قد كان قيس يشيده ... ويرضى من الأفعال ما هو دون (237- و) وألبست ثوب المسبة بعدها ... فلا زلت محبوسا بمنزل هون

أرى الأشعث الكندي أصبح ... بعدها هجينا بها من دون كل هجين سيهلك مذموما ويورث سبة ... يبيت بها في الناس ذات قرون أخبرنا ابن طبرزد- إذنا عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف بن بشر قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني خالد بن القاسم عن زرعة بن عبد الله بن زياد بن لبيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل زياد بن لبيد على حضر موت وقال له: سر مع هؤلاء القوم- يعني وفد كندة- فقد استعملتك عليهم، فسار زياد معهم عاملا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على حضر موت على صدقاتها: الثمار والخف والماشية والكراع والعشور، وكتب له كتابا، فكان لا يعدوه الى غيره ولا يقصر دونه فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر كتب الى زياد يقره على عمله، ويأمره أن يبايع من قبله ومن أبى وطئه بالسيف ويستعين بمن أقبل على من أدبر، وبعث بكتابه إليه مع أبي هند البياضي، فلما أصبح زياد غدا فنعى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الناس، وأخذهم بالبيعة لأبي بكر وبالصدقة، فامتنع قوم من أن يعطوا الصدقة وقال الأشعث بن قيس: إذا اجتمع الناس فما أنا إلا كأحدهم، ونكص عن التقدم الى البيعة، فقال له امرؤ القيس بن عابس الكندي: أنشدك الله (237- ظ) يا أشعث ووفادتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم واسلامك أن تنقضه اليوم، والله ليقومن بهذا الأمر من بعده من يقتل من خالفه، فإياك، وأبق على نفسك فانك إن تقدمت تقدم الناس معك، وإن تأخرت افترقوا وأخلفوا، فأبى الأشعث وقال: قد رجعت العرب الى ما كانت الآباء تعبد، ونحن أقصى العرب دارا من أبي بكر، أيبعث أبو بكر لنا الجيوش؟ فقال امرؤ القيس: أي والله، وأخرى لا يدعك عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجع الى الكفر، فقال الأشعث: من؟ قال: زياد ابن لبيد، فتضاحك الأشعث، وقال: أما يرضى زياد أن أجيره؟ فقال امرؤ القيس: سترى، ثم قام الأشعث فخرج من المسجد الى منزله وقد أظهر ما أظهر من الكلام القبيح من غير أن ينطق بالردة، ووقف يتربص، وقال: نقف أموالنا بأيدينا ولا ندفعها، ونكون من آخر الناس.

قال: وبايع زياد لأبي بكر بعد الظهر الى أن قامت صلاة العصر، فصلى بالناس العصر ثم انصرف الى منزله، ثم غدا على الصدقة من الغد كما كان يفعل قبل ذلك، وهو أقوى ما كان نفسا، وأشده لسانا، فمنعه حارثه بن سراقة بن معدي كرب العبدي أن يصدّق غلاما منهم، وقام فحلّ عقال البكرة التي أخذت في الصدقة وجعل يقول: يمنعها شيخ بخديه الشيب ... ملمّع كما يلمع الثوب ماض على الريب إذا كان الريب فنهض زياد بن لبيد وصاح بأصحابه المسلمين، ودعاهم الى النصرة لله ولكتابه، فانحازت طائفة من المسلمين الى زياد، وجعل من ارتد ينحاز الى حارثة، فكان زياد (238- و) يقاتلهم النهار الى الليل، فقاتلهم أياما كثيرة، وضوى الى الأشعث ابن قيس بشر كثير، فتحصن بمن معه، ممن هو على مثل رأيه في النّجير، فحاصرهم زياد بن لبيد، وقذف الله الرعب في أفئدتهم وجهدهم الحصار، فقال الأشعث بن قيس: الى متى نقيم في هذا الحصن، قد غرثنا «1» فيه، وغرث عيالنا، وهذه البعوث تقدم عليكم ما لا قبل لنا به، والله للموت بالسيف أحسن من الموت بالجوع، ويؤخذ برقبة الرجل كما يصنع بالذرية، قالوا: وهل لنا قوة بالقوم. أرتأي فأنت سيدنا قال: أنزل فآخذ لكم أمانا تأمنون به قبل أن تدخل عليكم هذه الأمداد ما لا قبل لنا به ولا يدان. قال: فجعل أهل الحصن يقولون للأشعث افعل، فخذ لنا الأمان فإنه ليس أحد أحرى أن يقدر على ما قبل زياد منك، فأرسل الأشعث الى زياد: أنزل فأكلمك وأنا آمن؟ قال زياد: نعم، فنزل الأشعث من النجير «2» فخلا بزياد فقال: ابن عم قد كان هذا الأمر ولم يبارك لنا فيه، ولي قرابة ورحم، وإن وكلتني الى صاحبك قتلني- يعني المهاجر بن أبي أمية- إن أبا بكر يكره قتل مثلي، وقد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل الملوك من كندة، فأنا أحدهم، وأنا أطلب منك الأمان على أهلي ومالي، فقال زياد بن لبيد: لا أومنك أبدا على دمك وأنت كنت رأس الردة،

والذي نقض علينا كندة، فقال: أيها الرجل دع عنك ما مضى واستقبل الأمور إذا أقبلت عليك، فتؤمني على دمي وأهلي ومالي حتى أقدم على أبي بكر، فيرى في رأيه؟ فقال زياد: وماذا؟ قال: وأفتح لك النجير، فأمنه زياد على أهله (238- ظ) ودمه وماله، وعلى أن يقدم به على أبي بكر، فيرى فيه رأيه ويفتح له النجير. قال محمد بن عمر: وهذا أثبت عند أصحابنا من غيره، وقد حدثنى صدقة ابن عتبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده أبي مغيث قال: كنت فيمن حضر أهل النجير فصالح الأشعث زيادا على أن يؤمن من أهل النجير سبعين رجلا، ففعل، فنزل سبعون ونزل معهم الأشعث، فكانوا أحدا وسبعين فقال له زياد: أقتلك، لم يكن لك أمان، فقال الأشعث: تؤمنني على أن أقدم على أبي بكر فيرى في رأيه، فآمنه على ذلك، وقيل ان السبعين نزلوا واحدا واحدا، فلما بقي هو قام اليه رجل واحد فقال: أنا معك، قال: إن الشرط سبعون، ولكن كن فيهم وأنا أتخلف فآثره بالحياة، وتخلف هو فيمن تخلف أسيرا، فالله أعلم. قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني الزبير بن موسى بن عبد الله بن أبي أمية عن عمه مصعب بن عبد الله بن أبي أمية قال: آمن زياد بن لبيد الأشعث ابن قيس على ان يبعث به وبأهله وماله الى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى، وفتح له النجير، فأخرجوا المقاتلة وهم كثير، فعمد زياد الى أشرافهم سبعمائه رجل فضرب أعناقهم على دم واحد، ولام القوم الأشعث، فقالوا لزياد: غدر بنا الأشعث وأخذ الأمان لنفسه وماله وأهله، ولم يأخذه لنا جميعا، فنزلنا ونحن آمنون، فقتلنا، فقال زياد: ما آمنتكم، قالوا: صدقت، خدعنا الأشعث. قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابراهيم بن اسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال: بعث (239- و) زياد بن لبيد مع نهيك بن أوس بن حرمة الأشهلي الى أبي بكر، وبعث معه ثمانين من بني قتيرة، وبعث بالأشعث معهم في وثاق. قال: وحدثني خالد بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن بن الحويرث بن نقيد قال: رأيت الأشعث بن قيس يوم قدم به المدينة في حديد، مجموعة يداه الى عنقه،

بعث به زياد بن لبيد والمهاجر بن أمية الى أبي بكر، وكتبا إليه: إنا لم نؤمنه إلّا على حكمك، وقد بعثنا به في وثاق، وبأهله وماله الذي خف حمله معه فترى في ذلك رأيك. قال: ونزل نهيك بن أوس بالسبي في دار رملة «1» بنت الحارث، ومعهم الأشعث بن قيس، فجعل يقول: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كفرت بعد اسلامي، ولكن شححت على مالي، فقال أبو بكر: ألست الذي تقول: قد رجعت العرب الى ما كانت الآباء نعبد، وأبو بكر يبعث إلينا الجيوش، ونحن أقصى العرب دارا، فرد عليك من هو خير منك فقال لك: لا يدعك عامله ترجع الى الكفر، فقلت: من؟ فقال: زياد بن لبيد، فتضاحكت، فكيف وجدت زيادا أذكرت به أمه؟ فقال الأشعث: نعم كل الاذكار، ثم قال الأشعث: أيها الرجل أطلق أساري واستبقني وزوجني أختك أم فروة بنت أبي قحافة، فإني قد تبت مما صنعت، ورجعت الى ما خرجت منه من منعي الصدقة، فزوجه أبو بكر أم فروة بنت أبي قحافة، فكان بالمدينة مقيما حتى كانت ولاية عمر بن الخطاب، وندب الناس الى فتح العراق، فخرج الأشعث (239- ظ) بن قيس مع سعد بن أبي وقاص، فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند، واختط بالكوفة حين اختط المسلمون وبنى بها دارا في بني كندة، ونزلها الى أن مات بها، وولده بها الى اليوم «2» . قال شيخنا ابن طبرزد أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أبو بكر بن سيف قال: أخبرنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر التميمي «3» عن سهل بن يوسف عن أبيه عن كثير بن الصلت قال: ولما رأى أهل النجير المواد لا تنقطع عن المسلمين، وأيقنوا أنهم غير منصرفين عنهم،

خشعت أنفسهم، وخافوا القتل، وخافوا على أنفسهم، ولو صبروا حتى يجيء المغيرة «1» لكانت في الثالثة الصلح على الجلاء نجاة، فعجل الأشعث، فخرج الى عكرمة «2» بأمان، وكان لا يأمن غيره، وذلك أنه كانت تحته أسماء بنت النعمان ابن الجون، يخطبها وهو يومئذ بالجند «3» ينتظر المهاجر، فأهداها إليه أبوها قبل أن تبادوا، وكان تزوجها على خبيصة «4» ، فابتنى بها ثم غزا بها، فأبلغه عكرمة المهاجر واستأمنه لنفسه ونفر معه تسعة على أن يؤمنهم وأهليهم على أن يفتحوا لهم الباب، فأجابه الى ذلك، وقال: انطلق واستوثق لنفسك، ثم هلم كتابك أختمه. قال: وحدثنا سيف عن أبي اسحاق الشيباني عن سعيد بن أبي بردة عن عامر أنه دخل عليه فاستأمنه على أهله وماله وتسعة ممن أحب، وعلى أن يفتح لهم الباب فيدخلون على قومه، فقال له (240- و) المهاجر اكتب ما شئت، وأعجل، فكتب أمانه وأمانهم، وفيهم أخوه وبنو عمه وأهلوهم، ونسي نفسه، عجل ودهش، ثم جاء بالكتاب فختمه ورجع، فسرب الذين في الكتاب، وقال الأجلح والمجالد: لما لم يبق إلا أن يكتب نفسه وثب عليه جحدم بشفرة، وقال: نفسك أو تكتبني، فكتبه وترك نفسه. قال ابن اسحاق: فلما فتح الباب، اقتحمه المسلمون، فلم يدعوا فيه مقاتلا إلا قتلوه، وضربوا أعناقهم صبرا، وأحصى ألف امرأة ممن في النجير والخندق من بين سليب أو متبع، ووضع على السبي والفيوء الأحراس، وشاركهم كثير. وقال كثير بن الصلت: لما فتح الباب وفرغ ممن في النجير وأحصى ما أفاء الله عليهم، دعا الأشعث بأولئك النفر، ودعا بكتابه فعرضهم، فأجاز من في الكتاب، فإذا الأشعث ليس فيه، وإذا هو قد نسي نفسه، فقال المهاجر: الحمد لله الذي

خطاك نوءك «1» يا أشعث يا عدو الله، فقد كنت أشتهي أن يخزيك الله، فشده وثاقا، وهم بقتله، فقالوا له: أخره وأبلغه أبا بكر فهو أعلم بالحكم في هذا، وإن كان رجلا نسي اسمه أن يكتبه وهو ولي المخاطبة أفذاك يبطل ذاك؟ فقال المهاجر: إن أمره لبين، ولكني أتبع المشورة وأوثرها وأجيره «2» ، وبعث به الى أبي بكر مع السبي، وكان معهم، يلعنه المسلمون، وتلعنه سبايا قومه، وسماه سبايا قومه عرف الباز- كلام يماني يسمون به الغادر- وقد كان المغيرة تخير ليلة للذي أراد الله عز وجل، فجاءوا القوم في (240- ظ) دمائهم والسبي على ظهر، وسارت السبايا والأسرى، فقدم القوم على أبي بكر بالفتح والسبايا والأسرى، فدعا بالأشعث وقال: استزلك بنو وليعة «3» ، ولم تكن لتستزلهم ولا ليروك لذلك أهلا، وهلكوا وأهلكوك إنا نخشى أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصل إليك منها طرف، ما تراني صانعا بك؟ قال: اني لا علم لي برأيك، وأنت أعلى برأيك، قال: فإني أرى قتلك، قال: فاني أنا الذي راوضت القوم في عشرة، فما يحلّ دمي، قال: أفوضوا القوم اليك؟ قال: نعم، قال: ثم أتيتهم بما فوضوه اليك فختموه لك؟ قال: نعم قال: فإنما وجب الصلح بعد ختم الصحيفة على من في الصحيفة، وإنما كنت قبل ذلك مراوضا. فلما خشي أن يوقع به قال: أو تحتسب فيّ خيرا فتطلق أساري وتقيلني عثرني وتقبل اسلامي، وتفعل بي مثلما فعلت بأمثالي، وترد علي «4» زوجتي- وكان قد خطب أم فروة بنت أبي قحافة الى أبي قحافة مقدمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجه وأخرها الى أن يقدم الثانية، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل الأشعث ما فعل، فخشي أن لا ترد عليه- تجدني خير أهل بلادي لدين الله، فتجافى له عن دمه، وقبل منه، ورد عليه أهله وقال: انطلق فليبلغني عنك «5» ، وخلىّ النفر

فذهبوا، وقسم أبو بكر السبي، فباعه في الناس، وترك الخمس، واقتسم الخمس أربعة أخماس. وقال: حدثنا سيف بن عمر عن موسى بن عقبة عن أبيه، وسعيد بن عبد الله الجمحي (241- و) عن عبد الله بن أبي مليكة، والوليد بن عبد الله عن أبي الطفيل قالوا: تزوج الأشعث مقدمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أبي قحافة أم فروة، وهو ثالث أزواجها، والأوسط منهم تميم «1» ، وأزمع بالهجرة والمقام، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره الذي أراد أيسه من الهجرة الى المدينة بعد الفتح، فرجع وأراد الانطلاق بأم فروة، فأبى عليه أبو قحافة، وقال: لا تغترب إلا في مغترب الينا، فرجع الى اليمن، وفعل الذي فعل، فلما أتي به أبو بكر تجافى له عن دمه، ورد عليه أهله بالنكاح الاول كما فعل بغيره. قلت فبان بما نقله سيف أن الاشعث كان تزوج أم فروة من أبي قحافة، ولم يدخل بها، فلما ارتد بانت منه فأعادها أبو بكر إليه بنكاح جديد، ولهذا قال لأبي بكر: زوجني أختك، فزوجه- يعني- بنكاح جديد، وقوله في رواية سيف: ورد عليه أهله بالنكاح الاول، يريد بالمهر الذي كان أولا. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد، قالا: أخبرنا أبو نعيم، ح. قال: وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قالا: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم قال: حدثنا عبد المؤمن بن علي قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: لما قدم بالاشعث بن قيس أسيرا على أبي بكر الصديق، أطلق وثاقه، وزوجه أخته واخترط سيفه، ودخل سوق الإبل (241- ظ) فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه، وصاح الناس، كفر الاشعث، فلما فرغ طرح سيفه وقال: إني

والله ما كفرت، ولكني زوجني هذا الرجل أخته، ولو كنا في بلادنا لكانت وليمة غير هذه، يا أهل المدينة انحروا وكلوا، ويا أصحاب الإبل تعالوا: خذوا شرواها. أنبأنا أبو البركات بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن المقرئ قال: حدثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال: شهدت الاشعث وجرير بن عبد الله في جنازة وقدمه- يعني الاشعث قدم جريرا- ثم التفت فقال: اني ارتددت، وهذا لم يرتد «1» . أخبرنا أبو اليمن الكندي إذنا قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم بن الحسن قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الحريري قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخزّاز قال: أخبرنا أبو الحسن المدائني عن شيوخه الذين روى عنهم خبر النهروان قال: وأمر علي بالرحيل- يعني بعد فراغه من قتال الحرورية- وقال لأصحابه: قد أعزكم الله، وأذهب ما كنتم تخافون، فامضوا من وجهكم هذا الى الشام، فقال الاشعث: يا أمير المؤمنين: نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا ونصلت أسنة رماحنا، فلو أتينا مصرنا حتى نستعد ثم نسير الى عدونا، فركن الناس الى ذلك، فسار عليّ يريد الكوفة، فأخذ على الناس حتى انتهى الى النخيلة «2» (242- و) فنزلها. وساق بقية الحديث. أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان في أسامي من غزا مع علي بن أبي طالب يوم صفين: الاشعث بن قيس الكندي. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله النجار عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا

أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: وأبو الحسين الاصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن حيان أبي سعيد التيمي قال: حذّر الاشعث بن قيس الفتن فقيل له: أخرجت مع علي؟ قال: ومن له إمام مثل علي!. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وقال أبو عبيدة: كان على الميمنة- يعني من أصحاب علي يوم صفين-: الأشعث بن قيس الكندي. قال: وحدثنا خليفة قال: حدثنا علي بن محمد عن مسلمة بن محارب عن حرب بن خالد ابن يزيد بن معاوية قال: فصل معاوية في تسعين ألفا، ثم سبق معاوية فنزل الفرات، وجاء علي (242- ظ) وأصحابه فمنعهم معاوية الماء، فبعث علي الاشعث بن قيس في ألفين، وعلى الماء لمعاوية أبو الأعور السّلمي في خمسة آلاف، فاقتتلوا قتالا شديدا، وغلب الأشعث على الماء «1» . قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الاسدي المعروف بابن البنّ- بقراءتي عليه غير مرة- قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر الميداني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن محمد بن أحمد بن اسحاق- قدم علينا- قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: سبق أصحاب معاوية الى الماء بصفين قبل أصحاب علي، وعلى أصحاب معاوية رجلان أحدهما أبو الأعور السلمي، والآخر بسر بن أبي أرطاة، فلما قدم أصحاب علي منعوهم الماء واحتازوه دونهم فأرسل علي الى معاوية أن يطلق الماء لعسكره فلو كان أصحابي سبقوا اليه ما منعوك.

قال: فاستشار عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي سرح، وكان أخا عثمان لأمه، فقال عمرو: أرى أن تطلق الماء، وقال ابن أبي سرح: لا تطلق الماء، حتى يموتوا عطشا كما قتلوا أمير المؤمنين عطشا- يعني بذلك عثمان-، فمال معاوية الى قوله، وترك قول عمرو، فلما ضرّ بأصحاب علي ذلك، أصبح على باب حجرة علي اثنا عشر ألفا من أصحاب البرانس، وقالوا: يا أمير المؤمنين أنهلك ونحن ننظر الى الماء؟ قال: فمن له؟ قال الاشعث بن قيس: أنا، قال: فشأنك، قال: فتقدم بهم، قال: (243- و) فجعل يلقي رمحه ويمشي بطوله وهو راجل وهو يقول: ميعادنا اليوم بياض الصبح ... هل يصلح الأمر بغير نصح لا لا ولا الزاد بغير ملح ... ادنوا الى القوم بطعن كدح حسبي من الاقدام قاب رمحي قال: فحملوا عليهم فأزالوهم عن الماء، وقعدوا عليه، فقال عمرو لمعاوية: شمت بك، أتراك تضارب على الماء كما ضربوك بالأمس؟ قال معاوية: هم خير من ذلك، وأرسل علي الى الاشعث أن خلّ بينه وبين الماء. أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي القاسم يوسف بن محمد بن المهرواني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ قال: أخبرنا أبو صالح القاسم بن سالم الأخباري قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي- أملأ عليّ إملاء- قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا صفوان قال: حدثني أبو الصلت سليم الحضرمي، قال: شهدنا صفين، فإنّا لعلى صفوفنا وقد حلنا بين أهل العراق وبين الماء، فأتانا فارس على برذون مقنعا بالحديد فقال: السلام عليكم فقلنا: وعليك. قال: فأين معاوية؟ قلنا هو ذا فأقبل حتى وقف، ثم حسر عن رأسه فاذا هو أشعث بن قيس الكندي، رجل أصلع ليس في رأسه الا شعرات، فقال: الله الله يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم هبوا انكم قتلتم أهل العراق فمن للبعوث والذراري، أم هبوا انا قتلنا أهل الشام فمن للبعوث والذراري (243- ظ) الله الله فان الله يقول: «وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا

بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تقيىء الى أمر الله» «1» ، فقال له معاوية: فما الذي تريد؟ قال: أن تخلوا بيننا وبين الماء، فو الله لتخلن بيننا وبين الماء، أو لنضعن أسيافنا على عواتقنا، ثم نمضي حتى نرد الماء أو نموت دونه، فقال معاوية لأبي الاعور عمرو بن سفيان: يا أبا عبد الله خلّ بين اخواننا وبين الماء، فقال أبو الاعور لمعاوية: كلا والله يا أم عبد الله لا نخلي بينهم وبين الماء، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلا حتى كان الصلح بينهم، ثم انصرف معاوية الى الشام بأهل الشام، وعليّ الى العراق بأهل العراق. قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال: أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي قال: أخبرنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد ابن عمر بن حبيب العدوي قال: حدثنا ابراهيم بن بشار عن سفيان عن اسماعيل عن قيس قال: دخل الاشعث بن قيس على عليّ في شيء، فتهدده بالموت، فقال عليّ: بالموت تهددني ما أبالي سقط علي أو سقطت عليه، هاتوا له جامعة وقيدا. قال: ثم أومأ الى اصحابه فطلبوا اليه فيه، قال: فتركه. قال سفيان: فحدثني ابن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: فسمعوا لصوت رجليه حفيفا، قال علي: فرقناه ففرق. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن (244- و) الحسن قال: قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ابن البناء عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة، ح. قال: وقرأنا على أبي عبد الله عن أبي الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد ابن عبيد بن الفضل بن يبرى قالا: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيخ قد سماه عن أبي اسحاق قال: صليت الفجر في مسجد الاشعث أطلب غريما لي، فلما صلى الإمام وضع رجل بين يدي حلّة ونعلا، فقلت اني لست من أهل هذا المسجد، فقال: ان الاشعث- يعني ابن قيس- قدم البارحة من مكة، وأمر لكل من صلى في المسجد بحلة ونعل.

وقال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يوه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثنا هارون ابن سفيان قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو اسرائيل الملائي عن أبي اسحاق قال: كان لرجل على رجل من آل الاشعث بن قيس حق، فأتاه يتقاضاه، فقال له: صلّ معي الغداة، قال: فذهب فصلى معه فقال الاشعث بن قيس لا يخرج أحد من المسجد، قال فبعث الى كل رجل بحلة ونعلين قال: فأخذ حلة ونعلين وأخذ حقه. قال: وحدثنا عبد الله قال: كتب إليّ أبو سعيد- يعني الأشبح- حدثني الهذيل بن عمر عن يحيى بن زكريا عن مجالد عن عامر قال: أرسل معاوية بن حديج السكوني (244- ظ) الى الاشعث بن قيس بخمسمائة فرس معلمة محذقة «1» ، فقسمها الاشعث في قومه، وكتب اليه أعهدتني نخاسا، قال أبو سعيد: فحدثت به شيخا من ولد الاشعث فقال: قد كان بعث إليّ بثمنها «2» . أخبرنا أبو حفص المؤدب- إذنا- عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا محمد بن اسماعيل بن رجاء الرشيدي قال: سمعت الشيباني يذكر عن قيس ابن محمد بن الاشعث أن الاشعث كان عاملا على أذربيجان استعمله عثمان، وأنه أتاه رجل من قومه فأعطاه ألفين فشكاه، فلما قدم الأشعث أرسل اليه فقال: انما استودعتك المال، قال: انما أعطيتنيه صلة، فحمي الاشعث فحلف، فكفر عن يمينه بخمسة عشر ألفا. قال شيخنا أبو حفص: أنبأنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: حدثنا محمد بن محمد الباغندي قال: حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال: حدثني اسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: كان الاشعث بن قيس حلف على يمين فأخذ بها

مالا، قال: فصلى الغداة وقد وضع المال في ناحية المسجد فقال: قبحك الله من مال، أما والله ما حلفت الا على حق، ولكنه رد على صاحبه، وهو ثلاثون الفا، صدقة مقامي الذي قمته. أخبرنا ابن طبرزد- اذنا- قال: أنبأنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أخبرنا اسماعيل بن سعيد بن اسماعيل بن سويد قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثني أبو علي الحسن بن عليل قال: حدثنا العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عباس قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على الحسن ابنه، أم عمران بنت سعيد بن قيس الهمداني، فقال: فوقي أمير أوامره- يعني أمها- فقال: قم فوامرها فخرج من عنده فلقيه الاشعث بن قيس بالباب، فأخبره الخبر، فقال: ما تريد الى الحسن يفخر عليها ولا ينصفها، ويسيئ اليها، فيقول: ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن أمير المؤمنين، ولكن هل لك في ابن عمها فهي له وهو لها؟ قال: ومن ذاك؟ قال: محمد بن الاشعث، قال: قد زوجته، ودخل الاشعث على أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين خطبت على الحسن ابنة سعيد؟ قال: نعم، قال: فهل لك في أشرف منها بيتا، واكرم منها حسبا، وأتم جمالا، وأكثر مالا؟ قال: ومن هي؟ قال: جعدة بنت الاشعث بن قيس، قال: قد قاولنا رجلا، قال: ليس الى ذلك الذي قاولته سبيل، قال: انه فارقني ليؤامر أمها، فقال: قد زوجها من محمد ابن الاشعث، قال: متى؟ قال: الساعة بالباب. قال: فزوج الحسن (245- و) جعدة، فلما لقي سعيد الاشعث قال: يا أعور خدعتني؟ قال: أنت يا أعور، جئت تستشيرني في ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألست أحمق، ثم جاء الاشعث الى الحسن فقال: يا أبا محمد ألا تزور أهلك؟ فلما أراد ذلك قال: لا تمشي والله الا على أردية قومي، فقامت له كندة سماطين، وجعلت له أرديتها بسطا من بابه الى باب الاشعث. أخبرنا ابن طبرزد اذنا عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم

قال: حدثنا ابن سعد قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا فرات بن سلمان قال: حدثنا ميمون بن مهران، ح. قال ابن سعد: وأخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: أول من مشت معه الرجال وهو راكب: الأشعث بن قيس، وكان المهاجرون اذا رأوا الدهقان راكبا، والرجال يمشون قالوا: قاتله الله جبارا «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد أبي الفضل قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر قال حدثنا ابراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الايلي قال: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: سمعت الاصمعي يقول: أول من دفن في جوف منزله وصلى عليه الحسن بن علي، وكانت ابنة الاشعث تحنه. قال: وأول من مشي بين يديه وخلفه بالاعمدة الأشعث بن قيس. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي (245 ظ) قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو القاسم ابن حبابة قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر قال لما توفي الاشعث بن قيس قال الحسن بن علي: لا تعجلوا، فلما فرغ من غسله وضأه بحنوطه وضوءا «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو سعد بن حسنويه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عمر بن أحمد بن اسحاق الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: الاشعث بن قيس، يكنى أبا محمد، مات في آخر سنة أربعين بعد عليّ قليلا «3» .

قال الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا إبراهيم بن محمد ابن يحيى المزكي النيسابوري قال: حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي السراج قال: رأيت في كتاب أبي حسان الزيادي: الأشعث بن قيس، يكنى أبا محمد، مات بعد قتل ابن أبي طالب بأربعين ليلة فيما أخبر عن ولده وتوفي وهو ابن ثلاث وستين. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي وأبي القاسم بن السمرقندي- قال أبو محمد: حدثنا أبو بكر الخطيب، وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر بن الطبري- قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد ابن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: سمعت موسى ابن عبد الرحمن بن مسروق الكندي قال: مات الأشعث بن قيس في زمن معاوية وفي آخر إمرة، وكان يكنى أبا محمد، وكانت ابنته تحت الحسن بن (246- و) علي. قال أبو يوسف زعموا أنها هي التي سمته. هكذا وقع في النسخة: وفي آخر إمرة، وأظنه سقط من الكتاب «الحسن» ، والصحيح: وفي آخر إمرة الحسن، وقد سبق القول بأنه مات في الوقت الذي صالح فيه الحسن بن علي معاوية. قال أبو محمد السلمي: أنبأنا أبو محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم بن عدي، وأبو موسى محمد بن المثنى والمدائني: وفي سنة أربعين مات أبو رافع، وحسان بن ثابت، والأشعث بن قيس، وذكر غيرهم. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها- يعني سنة أربعين- مات الأشعث ابن قيس «1» . قال الحافظ: أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان قال: أخبرنا أبو الحسن بن

أشناس التركي:

الآبنوسي قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: سمعت هارون بن عبد الله يقول: الأشعث بن قيس الكندي، كنيته أبو محمد، توفي بالكوفة حيث صالح الحسن بن علي معاوية، وصلى عليه الحسن بن علي. قال عبد الله: بلغني عن بعض ولد الأشعث، أن الأشعث توفي بعد مقتل علي عليه السلام بأربعين ليلة ودفن في داره «1» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن البشري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص- إجازة- (246- ظ) قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن السكري قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة أربعين فيها مات الأشعث بن قيس الكندي «2» . وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر قال: أخبرنا أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: وبلغني أنه مات الأشعث بن قيس في سنة أربعين بعد مقتل علي بن أبي طالب وكنيته أبو محمد وكان الحسن بن علي تزوج ابنته. أشناس التركي: قائد مذكور مشهور، قدم حلب صحبة المأمون حين قدمها للغزو، ووجهه المأمون الى حصن سندس «3» غازيا، فأتاه برئيسه، وكان أيضا على مقدمة المعتصم حين فتح عمورية، واجتاز بحلب، وولاه الواثق الجزيرة والشام جميعه، ومصر والمغرب، فكانت حلب وعملها في ولايته، وتوجه الى ولايته في شهر رمضان سنة

ثمان وعشرين ومائتين، وتوجه الواثق وألبسه وشاحين بالجوهر، ذكر ذلك ابن أبي الأزهر «1» في تاريخه وقال: ونظر في صلات المعتصم لأشناس فوجد مبلغها أربعين ألف ألف درهم. وقرأت في الأخبار الطوال تأليف أبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري قال: إن أحمد بن أبي دؤاد وجد على الأفشين لكلام بلغه عنه فأشار على المعتصم بالله أن يجعل الجيش نصفين نصفا مع الأفشين ونصفا مع أشناس، ففعل المعتصم ذلك فوجد الأفشين منه (247- و) وطال حزنه واشتد حقده «2» . وقرأت في تاريخ ابن أبي الأزهر قال: وذكر الفضل بن مروان أن أشناس كان اذا سكر عربد، وكانت امرأته غالبة عليه، وكان يخافها خوفا شديدا، فإذا بلغها عربدته شدت عليها ثيابها وأخذت قوسها وسهامها، ووقفت بإزائه تشتمه وتهدده فينام، فشق ذلك على المعتصم، فبعثني إليها أنكر عليها فعلها، وأعرفها محل أشناس وجلالته، وأن هذا يغض منه، فقالت: ما أجيبك إلا بحضرته، فلما حضر قالت له: أتكره ما أفعله أم تحبه؟ قال: بل أحبه وأسربه، فقالت: ما عندي لك جواب غير هذا، قال، فرجعت الى المعتصم، فأخبرته فأمسك عنها. قال ابن أبي الأزهر: ومات أشناس سنة ثلاثين ومائتين في شهر ربيع الاول. كتب إلينا أبو روح عبد العزيز بن محمد بن أبي الفضل من هراة أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم- إذنا- قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- إجازة- قال: سنة اثنتين وخمسين ومائتين مات أشناس، وخلف خمسمائة ألف دينار فأخذها المعتز «3» .

أشهب النخعي:

أشهب النخعي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقال شعرا يومئذ ذكره أبو مخنف لوط في كتابه «1» وقال: وحدثني الحارث بن حصير عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود أن عليا سار من النخيلة في أكثر من تسعين ألفا فكثر فيهم الكلام، وجعلوا يسألونه عما لا ينبغي أن يسألوه وظهر الاختلاف (247- ظ) فكانوا لا يرتحلون من منزل إلا نقصوا وكان جل القوم علي ما يحب علي فقال النجاشي «2» : أرانا نخالف أمر الامام ... وفي كل منزلة ننقص وذكر أبياتا، وقال: فلما سمع علي قول النجاشي شق عليه، ولم يكن مع علي حي أجمع على ما يريد من النخع، فلما رأت النخع ثقل ما قاله النجاشي على على، وكانوا جماعة كثيرة غدا الأشهب النخعي على علي والناس مجتمعون فقال: يا أمير المؤمنين إني لا أقول قول صاحبي ولكني أقول: إذا جعل الناس أهل العراق ... فإن رجال العراق النخع هم هامة الحي من مدحج ... وحاموا الظعائن عند الفزع يضرون يوما كما ينفعون ... ومن ضر في حال ضر نفع دعانا علي فلم نأته غداة ... دعانا لحب الطمع ولكن أجبنا الى دعوة بها ... نفع الله أهل البدع أطعنا فلم نعصه جمّة ... وكان متى يدع فينا نطع فكم فئة قد فقا عينها ... وعزّ أذل وعات قمع وخطة حق دعا منهضا ... إليها وخطة ضيم منع وغاية حق جرى سابقا ... إليها فلما أتاها نزع وأمر يشاد بنا دونه ... حواه وأنف أشم جدع فلولا ولا ليت في أمره ... لدين ودنيا وكلّا جمع «3»

ذكر من اسمه أصبغ

ذكر من اسمه أصبغ أصبغ بن الاشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي: وقد سبق تمام نسبه في ترجمة أبيه، قيل إنه قدم دابق أميرا على كندة وغسان في جيش مسلمة بن عبد الملك الذي جهزه عبد الملك بن مروان مع ابنه مسلمة الى القسطنطينية، وتوجه بهم مسلمة من دابق الى المصيصة، ثم دخل الى بلاد الروم. روي ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبوا محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني قالا: أخبرنا أبو الحسين طاهر بن أحمد القائني- زاد الأكفاني: وأبو بكر الخطيب، ح. قال أبو القاسم: وحدثنا أبو القاسم وهب بن سلمان السلمي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو الحسين طاهر القائني وأبو بكر الخطيب، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا أبو علي الحسن بن سلام السواق قال: حدثنا الصباح بن بيان البغدادي قال: حدثنا يزيد بن أوس الحمصي عن عامر بن شرحبيل عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني- في حديث طويل في جزء أخبرنا بإسناده أبو النجم بدر بن عبد الله، قال: أخبرنا- وأبو الحسن بن سعيد قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه فذكره بإسناده ولم يسق الحديث بتمامه. (248- ظ) قال: لما قدم الناس من جميع الآفاق، قام- يعني- عبد الملك فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن العدو قد كلب عليكم، وقد طمع

فيكم وهنتم عليه لترككم الغزو لهم، واستخفافكم بحق الله، وتشغلكم عن الجهاد في سبيل الله، وقد علمتم ما وعد ربكم في الجهاد لعدوه، وقد أردت أن أغزيكم غزاة كريمة شريفة الى صاحب الروم أليون «1» ، والله مهلكهم ومبدد شملهم، ولا قوة إلا بالله العظيم، وقد جمعتكم يا معشر المسلمين وأنتم ذوو البأس والنجدة والشجاعة، وإن من حق الله تعالى أن تقوموا لله سبحانه بحقه ولنبيه صلى الله عليه وسلم بنصرته، وقد أمّرت عليكم مسلمة بن عبد الملك، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، ترشدوا وتوفقوا، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن خالد بن الوليد المخزومي، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن عبد العزيز، وقد وليت الغنائم رجاء بن حيوة وصيرته أمينا على مسلمة وعليكم، وقد وليت على تميم محمد بن الأحنف، وعلى همدان عبد الله بن قيس، فقلت: يا أمير المؤمنين ولّ غيري فإني قد آليت أن لا أكون أميرا أبدا، فولى همدان صدقة بن اليمان الهمداني، وعلى ربيعة عبد الرحمن بن صعصعة، وعلى طيء ولخم وجذام عبد الله بن عدي بن حاتم الطائي، وولى على قيس الضحاك بن مزاحم الأسدي، وولى على بني أمية وجماعة قريش محمد بن مروان بن الحكم وولى على كندة وغسان الأصبغ بن الأشعث (249- و) الكندي، وولى على رؤساء أهل الحجاز عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وولى على رؤساء أهل الجزيرة والشام البطال، وولى على رؤساء أهل مصر يزيد بن مرة القبطي، وولى على رؤساء أهل الكوفة الهيثم بن الأسود النخعي، وولى على أهل البصرة سليمان بن أبي موسى الأشعري، وولى على رؤساء أهل اليمن جابر بن قيس المذحجي، وولى على رؤساء أهل الجبال عبد الله بن جرير بن عبد الله البجلي. ثم أقبل على مسلمة بن عبد الملك فقال: يا بني إني قد وليتك على هذا الجيش فسر بهم، وأقدم على عدو الله أليون كلب الروم، وكن للمسلمين أبا رحيما، ارفق بهم وتعاهدهم وإياك أن تكون جبارا عنيدا مختالا فخورا، ثم عرض الناس فانتخب منهم ثلاثين ألفا من أهل البأس والنجدة، واتخذ من الخيل والفرسان ثلاثين ألفا، وقال: يا بني صيّر على مقدمتك محمد بن الأحنف بن قيس، وعلى

أصبغ بن ذؤالة الكلبي،

ميمنتك محمد بن مروان، وصيّر على ميسرتك عبد الرحمن بن صعصعة، وصيّر على ساقتك محمد بن عبد العزيز، وكن أنت في القلب، وصيّر على طلائعك البطال، وأمره فليعس في الليل العسكر فإنه أمين ثقة مقدام شجاع. وذكر بقية وصيته، قال: فخرج مسلمة يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وذلك أول يوم من رجب، وخرجنا معه، وخرج عبد الملك معنا يشيعنا حتى بلغ باب دمشق، ثم خرج معنا مسلمة وعسكرنا على رأس أربع فراسخ من دمشق وذكر القصة بطولها. (249- ظ) أصبغ بن ذؤالة الكلبي، أبو ذؤالة كان في صحبة مروان بن الحكم بعد ما بويع له بالخلافة حين قدم الرصافة متوجها الى الرقة، وكان الأصبغ بتدمر منابذا لمروان مع أهل تدمر، فسار إليهم الأبرش بن الوليد الكلبي، حتى توجه مروان إليهم، فأجابه منهم جماعة فيهم الأصبغ بن ذؤالة، وابنه حمزة، وهرب الباقون الى برية كلب، فانصرف الأبرش بمن تابعه الى مروان وفيهم الأصبغ، فساروا في صحبته الى الرصافة حين توجه الى الرقة لتوجيه ابن هبيرة الى العراق، ولمحاربة الضحاك ابن قيس «1» . أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أصبغ بن ذؤالة، أبو ذؤالة الكلبي، له ذكر في أهل دمشق. قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان زبر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن محمد عن يزيد بن مصاد الكلابي عن عمرو بن شراحيل قال: أجمع على قتل الوليد- يعني- ابن يزيد قوم من قضاعة واليمانية من أهل دمشق خاصة، فأتى حريث (250- و) وشبيب بن أبي مالك الغساني، ومنصور بن

أصبغ بن ضرار:

جمهور، ويعقوب بن عبد الرحمن وحبال بن عمرو ابن عم منصور، وحميد بن نصر اللخمي والأصبغ بن ذؤالة وطفيل بن حارثة، والسري بن زياد بن علاقة خالد بن عبد الله فدعوه الى أمرهم، فلم يجبهم، فسألوه أن يكتم عليهم، قال: لا أسمي أحدا منكم، وأراد الوليد الحج فخاف خالد أن يفتكوا به في الطريق فأتاه فقال يا أمير المؤمنين أخر الحج العام، قال: ولم؟ فلم يخبره، فأمر بحبسه، وأن يستأدي ما عليه من أموال العراق «1» . أصبغ بن ضرار: شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وأسره الأشتر بن الحارث النخعي ثم أطلقه بإذن علي رضي الله عنه وكان شاعرا. قرأت في كتاب الفتوح لأبي محمد بن أعثم في خبر صفين قال: وجاء الليل فحجز بين الفريقين، وكان رجل من أهل الشام يقال له الأصبغ بن ضرار يخرج من الليل من عسكر معاوية فيكون حارسا وطليعة لمعاوية، قال فبدر له علي رضوان الله عليه الأشتر، وقال: إن قدرت عليه فخذه ولا تقتله وجئني به، قال: فاحتال عليه الأشتر فأخذه أسيرا من غير أن يقاتله ثم جاء به الى رحله ليلا فشد وثاقه ينتظر به الصباح قال: وأيقن الرجل بالقتل، وكان مفوها شاعرا فأنشأ يقول: ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا ... على الناس لا يأتيهم نهار (250- ظ) يكون كذا حتى القيامة إنني ... أحاذر في الاصباح ضرمة نار فيا ليل طل لي ان لي فيك راحة ... وفي الصبح قتل أو فكاك أساري ولو كنت تحت الارض تسعين واديا ... لما رد عني ما أخاف حذاري فيا نفس مهلا ان للموت غاية ... فصبرا على ما ناب يا بن ضرار أأخشى ولي في القوم رحم قريبة ... من الأمر ما أخشى والأشتر جاري ولو أنه كان الاسير ببلدة ... أطاع بها شمرت ذيل إزاري ولو كنت جار الأشعث الخير ... فكني وفرّ من الأمر المخوف فراري

أصبغ بن عمر بن عبد العزيز:

وجار المرادي العظيم وهانىء ... وزحر بن قيس ما كرهت نهاري ولو أنني كنت الأسير لبعضهم ... دعوت عميد القوم عند عثاري فإلّا يغثني في الصباح بنعمة ... يفك بها عني فقبري داري قال: فلما سمع الاشتر هذه الابيات كأنها حركته، ثم غدا به الاشتر على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فقال: يأمير المؤمنين هذا رجل أخذته البارحة أسيرا بلا قتال، والله لو عملت أن قتله الحق لقتلته وقد بات عندي البارحة، وحركني بأبيات قالها، فإن أحببت قتله فأقتله، وإن كنت فيه بالخيار فهبه لي، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هو لك يا مالك، فإذا أصبت أسيرا فلا تقتله، فإن أسير أهل القبلة لا يقتل ولا يقاد قال: فرده الأشتر الى رحله، فأحسن إليه ورد عليه ما كان (251- و) أخذ منه وأطلقه «1» . أصبغ بن عمر بن عبد العزيز: ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي كان بخناصره مع أبيه، وشهد وفاته بدير سمعان، وقد ذكرنا في ترجمة أخيه ابراهيم بن عمر أنه لما احتضر عمر دعا بنيه وهم بضعة عشر ذكرا، فنظر إليهم فذرفت عيناه، ثم قال: بنفسي الفتية الذين تركتهم عيلا، لا شيء لهم بل بحمد الله تركتهم بخير، الى آخر القصة، وكان أصبغ أحدهم. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أصبغ بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر وأعقب عقبا «2» (251- ظ) . ***

أصبغ بن نباته:

أصبغ بن نباته: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو القاسم التميمي المجاشعي الحنظلي الدارمي الكوفي، شهد صفين مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، وروى عنه وعن الحسن بن علي رضي الله عنه وأبي أيوب الأنصاري. روى عنه سعد بن طريف الاسكاف، وعلي بن حزور، وثابت بن أبي صفية الثمالي، ويحيى بن أبي الهيثم الكوفي وفطر، والأجلح. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا الحسين بن عمر الثقفي الكوفي قال: حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا عمرو بن بزيع قال حدثنا علي بن حزور عن الأصبغ بن نباتة عن علي في حديث ذكره قال: إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب مع الملائكة، لم ينحل «1» أحد ممن مضى من الامم غيره شيء أكرم الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو محمد عبد البر بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمذاني في كتابه إلينا منها قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا حمزة السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: أصبغ بن نباتة صاحب علي بن أبي طالب رضي الله، يروى عنه أحاديث غير محفوظة.

أخبرنا حسن بن أحمد بن يوسف إذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بندار قال أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد إملاء من حفظه قال: أصبغ بن نباتة، كوفي تابعي ثقة. قال: أبو أحمد بن (252- و) عدي قال: حدثنا محمد بن علي المروزي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى بن معين: الأصبغ بن نباتة؟ قال: ليس بشيء. قال أبو أحمد: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: أصبغ بن نباتة ليس بثقة. وقال حدثنا ابن حماد قال: حدثنا معاوية عن يحيى قال: أصبغ بن نباتة ليس بشيء. وقال: حدثنا أحمد بن علي المظفري قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الأصبغ بن نباتة ليس حديثه بشيء. وقال كتب إلي محمد بن الحسن البصري: حدثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن الاصبغ بن نباتة بشيء قط. وقال كتب إلي محمد بن أيوب حدثنا يحيى بن معين قال: قال: جرير كان المغيرة لا يعبأ بحديث الأصبغ بن نباتة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر الاسكندراني، بمنظرة سيف الاسلام بين مصر والقاهرة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن الحلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان قال: الأصبغ بن نباتة متروك الحديث «2» .

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله النجار عن الفضل بن سهل الحلبي قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا ابن خميرويه قال: أخبرنا الحسين بن إدريس قال: سمعت (252- ظ) ابن عمار يقول: وأصبغ بن نباتة ضعيف «1» . أخبرنا أبو الفضل جعفر بن أبي البركات الهمذاني في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: حدثنا أبو هاشم السلمي قال: حدثنا القاسم بن عيسى العصار قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: كان أصبغ بن نباتة زائفا. ذكر أبو محمد بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل قال: الأصبغ بن نباتة أبو القاسم الحنظلي التميمي روى عن علي، روى عنه فطر والأجلح، وسعد بن طريف. سمعت أبي يقول ذلك. قرىء على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: الأصبغ بن نباتة ليس بشيء. قال: سألت أبي عن أصبغ بن نباتة فقال: لين الحديث، قلت وعقيصا؟ قال: ما منهم غير أن أصبغ أشبه «2» . أخبرنا أبو محمد بن أبي العلاء في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا حمزة السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين بن زياد الكوفي قال: حدثني يحيى بن زكريا اللؤلؤي قال: حدثنا محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: قلت للأصبغ بن نباتة: ما كان منزلة هذا الرجل فيكم- يعني عليا رضي الله عنه؟ قال: ما أدري ما يقولون إلا أن سيوفنا كانت على عواتقنا فمن أومأ إليه ضربناه. قال ابن عدي: وأصبغ بن نباتة لم أخرج له هاهنا شيئا، لأن عامة ما يرويه عن علي لا يتابعه أحد عليه، وهو بين الضعف، وله عن علي أخبار وروايات، وإذا

أصبغ صاحب أبي مسهر الدمشقي:

حدث عن الأصبغ ثقة فهو البأس بروايته، وإنما أتي من الانكار من جهة من روى عنه لأن الراوي عنه لعله يكون ضعيفا «1» . أصبغ صاحب أبي مسهر الدمشقي: حكى عن أبي مسهر وكان خرج في صحبته من دمشق الى الرقة حين امتحنه المأمون، واجتاز في طريقه معه بحلب (253- و) أو ببعض عملها إن لم يكن دخلها. حكى عنه أبو محمد التميمي. الاصيلح المعلم الكفرطابي: كان معلما بكفر طاب وله شعر. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد القرطبي عن مؤيد الدولة أبي المظفر أسامة ابن مرشد بن علي بن منقذ قال: كان الأصيلح معلما في كفر طاب، وكان يوسف بن المنيرة أبو أستاذي حائكا ثم تأدب، وصار معلما فقال فيه الأصيلح: أي عقل لحائك في الأنام ... لا ولو قيد نحوه بزمام نصفه نازل مع الجن في البئر ... وباقيه قاعد في قيام ***

من اسمه الاعز

من اسمه الاعز الاعز بن فضائل بن العليق: أبو نصر، حدث عن شهدة بنت الآبري، ولاحق بن كاوه، وأبي الحسين بن يوسف. أخبرني بعض أهل الحديث أنه سأله عن دخوله حلب، فأخبره أنه دخلها. الاعز بن كرم بن محمد بن علي أبو محمد الحربي: التاجر المعروف بابن الاسكاف ويعرف أيضا بابن كداياه من أهل الحربية «1» سمع الحديث من أبي المعالي عمر بن بنيمان المستعمل وأبي القاسم يحيى بن ثابت ابن بندار البقال، وأبي العز عبد المغيث بن زهير بن زهير الحافظ الحربي وغيرهم. وأجازت له الكاتبة شهدة بنت الآبري وغيرها وحدث بالكثير، وروى لي عنه صاحبنا أبو حفص عمر بن علي بن هجان البصري حديثا، وذكر لي انه دخل حلب، وسافر في التجارة الى كثير من البلاد شرقا وغربا. قال لي: وكان شيخا صالحا مهيبا، سهلا حسن الوجه مليح الشيبة سخيا كريما، ذا مروءه، وقف الوقوف وسبل السوابل، وكان كثير الصدقة والمعروف، (253- ظ) كان يطوف بالليل على المساكين والارامل بنفسه، فيعطيهم سرا ولا يعلمون من هو. قال لي: وكان مولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. حدثنا عز الدين أبو حفص عمر بن علي بن دهجان البصري بالجانب الغربي من بغداد، وكتبه لي بخطه، قال: أخبرنا الأعز بن كرم- بقراءتي عليه وهو يسمع بالحربية- قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار- قراءة عليه في شعبان سنة ثلاث وستين وخمسمائة- قال: أخبرنا أبي ابو المعالي ثابت- قراءة عليه-

الاعسر بن مهارش الكلابي:

قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير البزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الابار قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا ابن مهدي قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مكره له ولكن ليعزم المسألة «1» . أخبرني ابن دهجان البصري أن الأعز بن كرم توفي في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من صفر سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن في يوم الاربعاء بباب حرب رحمه الله. الاعسر بن مهارش الكلابي: فارس شاعر أعرابي من بني كلاب، قدم حلب على سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، وحكى له حكاية عشقه الصيقل بنت طراد بن خشرم الأسدي، فاستحسن سيف الدولة خبره وزوجه إياها (254- و) وأحسن اليهما. قرأت الحكاية في مجموع عتيق مكتوب في أيام سيف الدولة، أو قريب من عصره، وشاهدتها في المجموع على الصورة التي أذكرها بخط بعض الاخباريين في جزء وقفت عليه في وقف الامام الناصر أبي العباس أحمد بالخلاطة في الجانب الغربي ببغداد. قال: وبلغني أن سيف الدولة- رحمه الله، وفد عليه الأعسر بن مهارش الكلابي في ثلاثين رجلا من بني كلاب، بعد ما صالح سيف الدولة بني كلاب، فدخلوا عليه فخطبوا خطبا حسنة، فأجازهم، وأعطاهم، وكانوا أتوا في رسائل، فأقاموا ينتظرون الجواب لرسائهم، وكان الأعسر يحضر مجلس الامير سيف الدولة في كل يوم، فإنه ذات يوم في مجلسه اذ أخذوا في حديث العشق والتتيم، فقال أبو فراس الحارث بن حمدان: أيها الأمير بلغني أن مع الأعسر طرفا من ذلك فاسأله يخبرك، فقال سيف الدولة: حدثنا حياك الله فإنا نحب حديثك، فقال: أيها الامير أما إذ سألتني قبل إعلامي لك فإني سأحدثك: إعلم أيها الأمير أطال الله بقاءك،

إنا كنا نسكن بسنجار، وخيامنا هناك، وكان على فرسخين من حلتنا حلة بني أسد، وكان لي فيها ودّ كان لوالدي وصديق يقال له طراد بن خشرم، وكنت كثيرا أطرقه وأسلم عليه وعلى جماعة أودهم من الحلة، وإني طرقته أيها الأمير في بعض الأوقات فلما قربت من الحلة، وإذا أنا بعطعطة «1» وزعقات، فأجريت فرسي فإذا أنا بأهل (254- ظ) الحلة في حرب عظيم وأمر مهول، فتقدمت الى أول بيت لقيني فقلت: يا أهل البيت أنعموا صباحا، فخرجت وليدة سوداء فقالت: وأنت نعم لك الصباح، قلت: ما أوقع الحرب بين هذين الفيلقين؟ فقالت: إعلم أن طراد بن خشرم له ابنة يقال لها صيقل من أحسن النسوان، لم ير أحد مثلها، وأن خفاف بن ندبة كان ودا لوالدها وصديقا، وكان يطرقة كثيرا، ويقيم عنده، فرأته ابنته ورآها فتحاببا وتعاشقا، وزاد ذلك حتى فشا في الحي، فلما كان قريبا وجه يتهدده، ويقول له: والله لئن لم تزوجني لأكبسن الحلة ولأدوسنها ببني قشير، فقال له: ما أنت إلا أهل لذلك، ولكن قد فشا الحديث بين أهل الحي، وأنا أكره القالة القبيحة، فعاوده فسبه وخرج خفاف مغضبا يزأر، ولم نشعر به حتى طرقنا البارحة بسحرة، في بني أبيه من بني قشير وأحلافهم من عجلان وطئ، وقد طحنوا الحلة طحنا، فلما سمعت ذلك تهلزت «2» للحرب، وأردت أري أهل الحلة شجاعتي وفروسيتي وتنكرت، واختلطت ببني أسد، ثم خرجت بين الصفين والقوم زردقا «3» زردقا، فضربت ميمنة وميسرة وقلبا وارتجزت وقلت: من منكم ينشط للنزول ... الى شجاع بطل بهلول يفرق الجمع ولا يزول ... يرديكم من فوق ذي الخيول حتى يغادي جيشكم مفلول (255- و) فانتدب لي شاب من بني عجلان يقال له حنظلة بن دارم فخرج وجال بين الصفين وقال:

أنا الشجاع البطل البهلول ... لتعلمن غب ما تقول سوف أعممك على الفلول ... بصارم ليس يرى مفلول وتدانى إلي وتدانيت إليه، وكف العسكران، وأحجموا ينظرون إلينا، فطال بيننا الضرب الى أن ضربته ضربة على حبل عاتقه حلت كتفه وأرديته عن فرسه وجريته الى أصحابي، وجلت بين الصفين وأنشأت وأنا أقول: من شيمتي الكر على القبائل ... والخوض في دم الفتى المقاتل إني أنا الفارس والحلاحل «1» ... قبيلتي تسمو على القبائل معروفة بالكر في الجحافل فبرز لي رجل من طيء يعرف بهمدان بن عكرمة فجال بين الصفين وارتجز وهو يقول: الحرب تارات أبا مقاتل ... لا تحسبني مثل ذاك الفاشل لتعلمن أينا حلاحل ... وأينا يفلل الجحافل ويقتل السادات في القبائل ودنا مني ودنوت منه، وجرى بيننا أمر عظيم، وبدرني بضربة في قمتي كشطت من رأسي قطعة، وضربته ضربة في هامته قطعتها، وحمل أصحابه عليه فأخذوه واشتملت وجعلت أجول بين الصفين، فتغيظ مني أمير الجيش وهو خفاف بن ندبة، فقال: من هذا الذي قد فلّل جموعكم وقتل أبطالكم؟ قالوا: ما نعلم غير أنه (255- ظ) بطل، فقال: دونكم فرسي الغضبان، فأتي بفرسه، فركبه وتدرع وخرج وهو غائص في الحديد وبارزني فتجاولنا ومضت بيننا عركات ورأيته ثبتا جريّ الجنان، قوي القلب لا رعديد ولا فشل، فلما لم يكن لي معه شيء خاتلته وأخذت من طريق الخديعة وقلت: أخذتك ورب الكعبة، وأريته أني أضرب رجليه فاشتغل بها فضربت يده أطرتها، ونفرت به فرسه فأردته، وحمل أصحابي فأخذوه

وهو حي إلّا أن يده قد ذهبت ونصف ساعده، فلما علموا أن رئيسهم قد مضى وقع الصراخ والبكاء وانطفأ الحرب، وكفّ الناس وعملوا المواتيم، وأتيت طرادا فقلت له: ما هذه الحروب؟ فأخذ يحدثني وقال لي: لولا أن الله من علينا برجل لا أعلم من هو، غير أني رأيت دابته حنفاء «1» ، وكانت فرسي حنفاء غير انه لم يكن مثلها في السباق والركض، فقلت له: إن رأيت الفرس «2» حاسرا تعرفه قال: نعم فحدرت لثامي فقال: الله أكبر الأعسر ورب الكعبة مرحبا، وقام فقبل رأسي ورأس بني عمي، وكان صحبني من الحلة خمس من بني عمي كانوا معي في الحرب، وبقي خفاف تلك الليلة الى الصباح ينزف دمه، ولم تأت الظهيرة حتى قضى نحبه، ووقع في الحي البكاء والنحيب وفرغوا من أمره، وأخذ أهبته ودفن، وكثر البكاء والنحيب في بني قشير، وأقمت عند طراد ثلاثا، ثم ودعته في اليوم الرابع وقلت: المضي، قال والله (256- و) لا أقمت عندي إلّا عشرا لأكرمك وأقضى بعض واجب حقك، فسأله بنو عمي الانصراف فأذن لهم بعد شدة، فأقمت أنا عنده يومين بعد ذلك، وكنت لا أصبر عن الشراب، إنما هو قوام حياتي، فقلت لطراد: اني أريد الشراب قال: وكرامة، وأنقذ فأتاني من بعض الحانات بشراب، فسمطت «3» طعاما وشرابا على فرسي وخرجت ومعي عشرة من شباب بني أسد نتنزه ونشرب وأمعنا في السير الى أن وقعنا على موضع خضر نضر فيه شجر قد عرش، وزهر قد انفرش، وماء جار، وموضع طيب فشربنا على الغدير إلى قرب العصر، ثم فني شرابنا فكررنا راجعين فقال لي بنو عمي: ترغب في السباق إلى الحي؟ قلت: نعم، وطمعوا فيّ لأنهم رأوا دابتي حنفاء فأطلقنا أعنة خيولنا ومررنا سباقا الى الحلة، فسبقتهم أنا بأجمعهم بنحو الميل ووقفت على كثيب أحمر على ظهر الحلة على نشز منها أنتظر أصحابي، فأنا واقف إذ سمعت بكاء وشجى وحنينا وعويلا، فالتفت فأنا «4» بجارية جالسة على قبر مبيض جديد، وهي تبكي بكاء شجي حرق وتندبه وهي تقول:

يا واحدا لست بناسيه ... نعى إليّ العيش ناعيه والله ما كنت أرى أنني ... أقوم في الباكين أبكيه والله لو لم يتقبل فدية ... لكنت بالمهجة أفديه بيضت منك القبر يا سيدي ... لأنني لست بناسيه عاذلتي في جزعي أقصري ... قد غلق الرهن بما فيه (256- ظ) فبهت أنظر إليها والى حسن وجهها، ورأيت ما لم أر مثله قط فحاذيتها، وأنشأت أقول: جرى الدمع من عينيك كالسلك إذ ... وهى من العقد أو كالطل «1» في ورق الورد فخلت البكاء من رقة الخدّ أنه ... يؤثر من حر على صفحة الخد فلو أنت أقصرت البكاء ودعيته ... لناداك بالحسنى وقام من اللحد فلما علمت بي ردت البرقع على وجهها، فكأن الشمس كانت تحجبها بالغيم، وقالت اعدل عني يا عبد الله فما أنا لك بصاحبة فلا تكن طامعا، أما تستحي من ربك أن تنظر ما ليس لك بمحرم، ولحقني أصحابي وأنا في النار فقالوا: سبقت والله بالحنفاء أعيذك بالله، فقلت يا قوم دعوني فإني في حالة، قالوا من أيش؟ قلت: رأيت هذه الجارية فوقعت والله في نفسي، وقد شغلتني عن سائر أهلي، فقالوا: تدري هذه من؟ قلت: لا، قالوا هذه ابنة الأمير طراد، وهي التي وقع الحرب من جهتها، وهذا قبر خفاف، قلت: هذه صيقل؟ قالوا: نعم، وكان طراد سيدا في قومه يركب وحده ويرجع في خمسمائة عنان، وسرنا حتى دخلنا الحلة، وأنا كالمريض من جهتها، فأقمت عنده عشرة أيام، فلما كان اليوم الحادي عشر قلت: قد فعلت ما أمرت، وقد أحببت أن تضيف الى أياديك المخلوفة، وأفاعيلك المألوفة أن تشرفني، قال: بماذا؟ قلت: توصل حبلي بحبلك وتزوجني من الصيقل ابنتك، قال: (257- و) حبذا والله أنت، ولكن ليس نجيب أحدا بعد الماضي، وإنما الحرب جرى من جهتها وفي سبيلها، ولكني أخاطبها ويكون بمحضر منك.

ثم أخذ بيدي أيها الأمير وأتى بي مضربها، فأجلسني برّا منه حيث أسمع ما يدور بينهما، ودخل اليها فقال لها: يا بنية، الأعسر ممن تعلمين فضله وكرمه وسؤدده، وقد أتانا خاطبا لك فلا تلجين وأنعمي، فبكت وقالت: والله لئن لم تتركني لأقتلن نفسي فعاودها دفعات وهي تأبى، فخرج وهو يشتمها ويلعنها، وخبرني فجزيته خيرا، وودعته وسرت وأنا قلبي عند الصيقل حتى أتيت أهلي ففرحوا بي وتباشروا، واجتمع أهلي وبنو عمي فقلت لهم: مضيت من عندكم بقلبي ... وعدت مضنى بغير قلب وكنت حيا فصرت ميتا ... من حسرة بي تشد كربي كدت وحق الإله حقا ... والبيت والقاصدين سغب «1» أقضي من حرقة ووجد ... ولوعة في الفؤاد نحبي حسبي يا صيقل بهذا لا ... تكثري في الجفا فحسبي فبهت أهلي وأصحابي، وقالوا: ما الذي دهاك؟ قلت لا تنطق «2» ، وأسرع فأحمل الى طراد جميع ما يطلبه وأطرح عليه جميع من قدرت عليه حتى يزوجني من ابنته، وحدثته الحديث فاغتنم وبكى، وأنفذ الى طراد يرغبه وأكثر له «3» وهي تأبى أن تتزوج بأحد. فأقمت مدة بأسوإ حال، ثم إني اشتقت اليها ذات يوم (257- ظ) وطرقني خيالها ليلا، فغدوت أريدها فسرت على فرسي حتى أتيت الحلة، فشممت على قدر ميل نتن روائح وجيفة، فلما وصلت الى الحلة اذا بقتلى كثيرة بعضهم فوق بعض، وأهل الحي زردق زردق، ومحفل محفل في المواتيم والبكاء والنحيب، فتقدمت الى بيت لقيني فناديت يا أهل البيت أنعموا صباحا، فخرجت جارية كالمهاة، وقالت

وأنت نعم لك الصباح ما تريع؟ «1» قلت: ما طرق الحي، من بني أسد؟ قالت وهي تعصر عينيها من البكاء: طرقهم أسد أخو خفاف بن ندبة فسبى حريمهم وقتلهم وشردهم، وفعل بهم ما ترى قلت: فما فعل طراد وابنته صيقل؟ قالت أسرهما جميعا أسد وهما عنده، فبكيت لذلك، وأتيت أصدقائي في الحي فعزيتهم وهم يبكون فهمت نفسي أن أصير الى حي بني أسد لما أصابني من الحب والوجد، وأن أتحيل في تخليصها، فقلت لهم: وعلى كم فرسخ نحن من حي بني قشير؟ قالوا: ثلاثة فراسخ، فودعتهم وكان مغيب الشمس وسرت على العيوق «2» والنسرين أطلب قاع الريح، وكانوا بها نازلين، فلم يمض الثلث من الليل حتى أشرفت على الحي واذا الخيام والقباب والأحمال كالكواكب، ولم أصل الى الحي حتى أطفئت المصابيح وهدأ النبيح، وكانت ليلة مقمرة، فنظرت والحي هاد الأخبية مطنبة الى جوانب الجدرانات، فحملت في واد كثير العوسج والمدر فاختفيت فيه، ثم اني فكرت وحسبت من الأسد، فارتقيت في أعلى شجرة دوم «3» أتنظر راعي غنم، راعي إبل، بعض عجائز (258- و) الحي ممن يخرج يلتقط الحنظل، فاني لكذلك، وإذا بجويرية سمراء قد أقبلت ومعها عباء فبسطتها وأقبل معها شاب فبركا جميعا يتحادثان ويتشاكيان أطيب من قضم السكر، ومن الشهد المصفى، فأقاما على ذلك ساعة من الليل، ثم قال يا بصيرة ارقدي حتى نرقد ساعة، قالت: والله يا محبوب ما الى ذلك من سبيل لأني مع النسوان الذين قد وكلوا بحفظ الصيقل، فأصغيت حينئذ اليها، فقال لها: والله ما بد لي من ذلك، ثم أكرهها، ورقدا جميعا فمكثا هويا من الليل، ثم قاما، وعاد الرجل الى نومه، وقامت الجارية فنزلت فاعترضتها في سنم الوادي، فقلت لها: ممن أنت؟ قالت من هذا الحي، قلت اجلسي أتعرفيني، قالت: لا، قلت: أنا الأعسر وقد رأيتك وما صنعت مع محبوب. فاكتمي عليّ

أكتم عليك، قالت: قل يا انسان فو الله لا تقول شيئا بعد ما رأيتنا الا ويكون عندي كقول الشاعر: جعلت فؤادي مقرا لسرارة ... فما أن له طول الزمان ظهور كذا الميت لا يرجو الخروج ولا ... اللقاء ولا النشر إلّا أن يكون نشور قلت: جزاك الله خيرا، إعلمي أن هذه الصيقل حبتي، وقد أتيت الليلة أريد أخنسها «1» فأريد أن تتوصلي اليها وتقولين لها: ان الأعسر بوادي الاراك ومعه دابته الحنفاء، وموعدك الشجرات فاخرجي، قالت: وكرامة ومضت وأتيت أنا الوادي فعقلت فرسي وأنفقت «2» بالرجل فقال: ممن أنت؟ فأعلمته (258- ظ) أني قد رأيتهما وقلت: حدثني حديثك، قال: أعلم أن هذه ابنة عمي وان أسد- لعنه الله- أغار علينا، ونحن من بني كنانة فأخذ نسوان جماعة استعبدهم منهن ابنة عمي، وكنت أجد بها وجدا عظيما، فلما فقدتها ضاقت علي الأرض بما رحبت، ولم أزل أتوصل حتى خدمت أخاه خفافا في غنمه، فكنا نجتمع في كل ليلة، فلما قتل خفاف صرت معه وقد رضيت منها بهذا، ولا أقدر أخنسها لئلا يتبعنا ويأخذ وله عيون ومراصد، فقد قنعت بهذا، وبكى فرحمته، وأنا أحدثه اذ زعق أفزعني فنظرت فاذا أفعى عظيم أسود سالخ قد لدغه، فاضطرب ساعة وخمد فأصابني والله أمر عظيم، ووقفت بصف الطريق أتنظر النصيرة، واذا بها قد أقبلت فقالت: سوف أخرج، وهي والله فرحانة بذلك، فعرفتها أمر حبيبها المسكين، فبكت بكاء عظيما، وغشي عليها دفعات وأفاقت فتركتني ومضت الى الحي، ثم ركبت فرسي وقد مضت الكواكب، وبدت كواكب السحر تتحدر، واذا بصوت الحديد وخشخشته، واذا بها قد أقبلت في نسوان جماعة فلما وقفت بي، علمت موضعي فقالت: بالله يا أخوات قفن غير صاغرات حتى أقضي حاجة، قلن والله لئن جاء وعلم باخراجك ليقتلنا، قالت لهن: وأين خرج؟ قلن خرج الى ابن عم له عليه مال يريد قبضه ولعله يغيب يومه أو يوما وليلة، فقالت لهن: فلست أتأخر، قلن: فامضي فدخلت إليّ فقالت:

فك قيدي، فتمطيت في قيودها فقطعتها وأركبتها الحنفاء (259- و) وأنا أسير خلفها عريان إلّا سراويل عليّ شاهرا سيفي وأبطت عن النسوان فنذروا بنا فتزاعقوا وتصارخوا، وقام أهل الحي فركبوا خيولهم، فبين مسرج وملجم ومزعج ومرهج فامتد خلفنا ثلاثمائة عنان بين أيديهم العبيد بالحجارة يرمونا، وأنا أعدو فكلما علمت أنهم قد قاربوني أتقدم اليهم فأقتل واحدا واثنين وأعطي رجلي الريح، فقطعتهم على ذلك فرسخين، ثم صحت بها خذي عرضا فانك على غلط، فأخذت عرضا وسرنا وهم خلفنا فصرنا قريبا من الحلة، واذا صوت حوافر، فلم نشعر إلّا وقد طلع أسد في مائتي رجل من قومه شاكين في السلاح، عليهم السكينة والوقار، فلما سمعوا الزعقات أمسكوا أعنتهم وحبسوها، وأحجموا ساعة حتى عرفوا أصحابهم، وفطنت أنا بذلك فصحت بها الحقي بأهلك فأنت قريبة منهم، فأطلقت للفرس عنانه فمر كالريح الهبوب، أو كالماء السكوب حتى دخلت الحلة، واجتمع عليّ الفيلقان وداروا بي كالإكليل، ولما دخلت الصيقل الحي أنذرت أهلها فركبوا على كل صعب وذلول، واستنجدوا ببني تميم أحلافهم، وساروا نحوي فلحقوا بي، فقاتلوا عني حتى خلصوني وفيّ ضربة مثخنة في كتفي، وأنا أقاتل فساعدني القوم فقتلنا منهم مقتلة عظيمة، وأسرنا أسدا وانهزم الباقون، وأخذته أقوده الى الحي، فلما أدخل وقعت البشارة وفرحوا فرحا تاما، فأقام (259- ظ) محبوسا ثلاثة أيام ونفذ بنو قشير يسألوني أن أخلص أسد فقلت: لا أفعل أو يدفعون الى طرادا ومائة ناقة حمرا بحلالها قالوا: لا ولكن ندفع اليك طرادا، قلت: لا إلّا ومائة ناقة، فلما رأوا مني التصعب أنفذوا الي طرادا ومائة ناقة فسرحت أسدا، ووقع الفرح في الحي وتشكر لي سائر أهل الحي وأقمت عشرة أيام وأنفذت الى طراد أسأله التزويج فكلمها، فأبت فعاودها دفعات فأبت فكتبت إليها بشعر هذا وأومأ الى أبي الطيب المتنبي «1» . أرى ذلك القرب صار إزورارا ... وصار طويل السلام اختصارا تركتني اليوم في حيرة أموت ... مرارا وأحيى مرارا أسارقك اللحظ في خفية ... وازجر في الخيل مهري سرارا

أعين بن ضبيعة المجاشعي:

فلما قرأت ذلك ووقفت عليه لم تجبني عليه، وأبت وقد رحلت بها وبأبيها اليك أيها الامير- أطال الله بقاءك، وأدام نعماءك، وكثر في العلو ارتقاءك- وأنا وأبوها نسألك أن تنفذ اليها فتسألها أن تجيب أو تحتم عليها، فاستحسن حديثه سيف الدولة ورحمه وكل من حضر، وأنفذ الى الصيقل فأمرها بالطاعة والتزويج فقبلت، فزفت في دار سيف الدولة الى الأعسر، وأقاما في كنك سيف الدولة في رفاهية من العيش حتى أتاهما اليقين. أعين بن ضبيعة المجاشعي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وجعله أميرا (260- و) على بني عمرو وحنظلة البصرة، وقيل على رجالة البصرة. أنبأنا أبو الفتوح بن الحصري قال: أخبرنا أبو محمد الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر ابن عبد البر قال: وكان معاوية بعث الحضرمي- يعني عبد الله بن الحضرمي- ليأخذ البصره، وبها زياد خليفة لابن عباس، فنزل عبد الله بن الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد الى الأزد، وكتب إلى عليّ، فوجه اليه أعين بن المجاشعي فقتل «1» . قلت: وأظن قتل أعين كان سنة تسع وثلاثين. الاغر بن أحمد بن عبد المنعم بن سنان: أبو الفضل القاضي الحلبي، شاعر حسن الشعر، كان بعد الاربعمائة. وكان أحد قواد ناصر الدولة الحسين بن الحسن بن حمدان «2» ، وكان معه بمصر، ويغلب على ظني أنه من بني القاضي الأسود «3» عبد المنعم بن عبد الكريم ابن أحمد بن سنان الخفاجي.

أنشدني أبو السعادات المبارك بن حمدان الموصلي قال: قرأت في مجموع عتيق هذه الأبيات للأغر بن سنان الحلبي وهي: سهرت وأجفاني صحاح ولم أنم ... ونامت ولم تسهر وأجفانها مرضى ومن أجل ذاك السقم في جفن عينها ... سهرت فلم أعرف رقادا ولا غمضا فياليت هذا العرف لم يك بيننا ... فأصبح لا حبا عرفت ولا بغضا قرأت بخط أبي البيان محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين المعري قاضي حمص في أشعار والده أبي غانم عبد الرزاق بن عبد الله أبي حصين في القاضي الأغر أبي الفضل بن سنان الحلبي قال: وكان جرى منه كلام في حقه عند ناصر الدولة- يعني- ابن حمدان أوجب ذلك وكان ينسب الى الأبنة، وأخبرنا بذلك أبو اليمن الكندي وغيره اجازة عن أبي البيان القاضي عنه: اذا كان سر في فؤادي كتمته ... وإن أبده يوما فاني كان قلبتم لنا ظهر المجن ولم نكن ... لنبدأ كم بالغدر آل سنان فثالثة العشرين من سورة النساء ... فراش لما في النحل بعد ثمان يريد بثالثة العشرين ما ذكر في الآية أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم «1» وسائر من ذكر في الآية ويريد بقوله ما في النحل بعد ثمان ما ذكر في الآية (260- ظ) والخيل والبغال والحمير «2» . ***

الاغيبر مولى هشام بن عبد الملك بن مروان:

الاغيبر مولى هشام بن عبد الملك بن مروان: كان معه برصافة هشام وحكى عن ابن شهاب الزهري، روى عنه رشدين. أنبأنا زين الامناء الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبوا محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الله بن السمرقندي قالا: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا العلاء بن أبي المغيرة قال: أخبرنا علي بن بقاء الوراق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد قال: حدثني الحسين بن عبد الله أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن محمد الباهلي قال: حدثنا محمد بن الوزير قال: حدثنا مروان قال حدثني رشدين بن سعد قال: حدثني أغيبر مولى هشام ابن عبد الملك قال: سمعت ابن شهاب الزهري يقول: ثلاثة ليس من أمه محمد صلى الله عليه وسلم الجعدي والمناني والقدري «1» ، قال بعض أصحابنا: هم أصحاب ماني الزنديق: كذا قيده عبد العزيز «2» . قلت: قوله: هم أصحاب ماني، يعني المنانية. ***

ذكر من أسمه أفلح

ذكر من أسمه أفلح أفلح أبو كثير: وقيل أبو عبد الرحمن مولى أبي أيوب الانصاري، وكان يكنى بولديه: كثير وعبد الرحمن، كان مع مولاه بصفين وفي غزاة الروم وكان لا يفارقه، وأدرك زمان عمر بن الخطاب وقيل سمع منه ورأى عثمان بن عفان، وعبد الله بن سلام وروى عن مولاه أبي (261- و) أيوب وحكى عن معاذ بن عفراء، روى عنه محمد بن سيرين، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث، وأبو الورد بن أبي بردة، وأبو بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم، وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد، ووافد بن عمرو ابن سعد بن معاذ. قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا ثابت يعني- ابن زيد قال: حدثنا عاصم عن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل، وأبو أيوب في العلو، فكان يصنع طعام النبي صلى الله عليه وسلم فيبعث اليه، فاذا رد اليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فيتبع أثر أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فيأكل من حيث أثر أصابعه، فصنع ذات يوم طعاما فيه ثوم، فأرسل به اليه فسأل عن موضع أثر أصابع النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل لم يأكل، فصعد اليه فقال: أحرام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكرهه، قال: فاني أكره ما تكره، أو قال: ما كرهته. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى «1» .

أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، وأبو القاسم بن السمرقندي- إذنا منهما (261- ظ) قال أبو محمد: حدثنا أبو بكر الخطيب، وقال أبو القاسم: أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري قالا: أخبرنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن ابن اسحاق قال: ثم سار خالد حتى نزل على عين التمر «1» ، وأغار على أهلها فأصاب منهم، ورابط حصنا بها فيه مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه، وسبى من عين التمر فكان من تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، ثم أحد بني مالك بن النجار «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو بكر بن بيري- إجازة- قال: حدثنا أبو عبد الله الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله قال: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، يكنى أبا كثير، وهو من سبي عين التمر، وابنة كثير ابن أفلح وأخوه عبد الله بن أفلح، وأخوه محمد بن أفلح، روي عنهم. قال أبو حفص: أخبرنا محمد بن ناصر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي- واللفظ له- قالوا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال أخبرنا محمد بن سهل، قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: أفلح أبو كثير مولى أبي أيوب الأنصاري يعد في أهل المدينة. رأى عثمان وعبد الله بن سلام وأبا أيوب. سمع منه محمد بن سيرين وأبو بكر بن عمرو بن حزم وعبد الله بن الحارث أبو الوليد. (262- و) وقال موسى عن جرير سمعت محمدا: أخبرني أفلح مولى أبي أيوب، قال لي معاذ بن عفراء في زمن عمر: بع هذه الحلة، كناه يزيد بن هارون «3» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا

ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل الغلابي قال: حدثنا أبي قال: قال أبو زكريا: أفلح مولى أبي أيوب كان يكنى أبا كثير. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيي يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا ابو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال في الطبقة الاولى من تابعي أهل المدينة: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، ويكنى أبا كثير، قال محمد بن عمر: وكان أفلح من سبي عين التمر الذي سبا خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق وبعث بهم الى المدينة، وقد سمعت من يذكر أن أفلح كان يكنى أبا عبد الرحمن، وسمع من عمر، وله دار بالمدينة وقتل يوم الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث (262- ظ) وستين في خلافة يزيد بن معاوية، وكان ثقة قليل الحديث «1» . أنبأنا الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الكرخي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن الأصبهاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد الأهوازي قال: أخبرنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال في الطبقة الثانية من أهل المدينة: أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب، يكنى أبا عبد الرحمن، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين «2» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي، فيما أذن لنا في روايته، قال:

أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال أخبرنا محمد بن سعد قال في الطبقة الاولى من تابعي أهل المدينة: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، ويكنى أبا عبد الرحمن، وهو من سبي عين التمر، الذين سبى خالد بن الوليد، وله دار بالمدينة وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين «1» . أنبأنا الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي قال: أفلح مولى أبي أيوب مدني تابعي ثقة من كبار التابعين. أنبأنا عبد الرحمن بن عبد الله الأسدي عن مسعود الثقفي قال: أنبأنا أحمد ابن علي قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران (263- و) قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن النضر قال: حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي اسحاق الفزاري عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال حلف مسلمة «2» ابن مخلد لا يركب معه في البحر أعجمي، فقال له رجل ما أراك إلّا قد حرمت خير الجند، قال: من هو؟ قال: أبو أيوب، قال: لا أركب مركبا ليس معي فيه أفلح، قال: ما كنت أرى يميني بلغت أفلح وذوي أفلح فلقي أبا أيوب فقال: اني كنت حلفت ألا يركب معي في البحر أعجمي، فهذه مراكب الجند فاختر أيها شئت، فاحمل فيه أفلح، واركب أنت معي، فقال: لا حسد عليك ولا على سفينتك، ما كنت لأركب مركبا ليس معي فيه أفلح، فلما رأى ذلك أعتق رقبة، وقال لأفلح: اركب معنا. كتب إلينا أحمد بن أزهر من بغداد أن أبا بكر محمد بن عبد الباقي أنبأهم

عن أبي محمد الجوهري: قال أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسن بن الفهم الفقيه قال: أخبرنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن أبا أيوب كاتب أفلح على أربعين ألفا، فجعل الناس يهنؤونه ويقولون: ليهنك العتق أبا كثير، فلما رجع أبو أيوب الى أهله ندم على مكاتبته، فأرسل إليه فقال: إني أحب أن ترد الكتاب إليّ، وأن ترجع كما كنت، فقال له ولده وأهله: لم ترجع رقيقا وقد أعتقك الله؟ فقال أفلح: والله لا يسألني شيئا إلّا أعطيته (263- ظ) إياه فجاءه بمكاتبته فكسرها، ثم مكثت ما شاء الله، ثم أرسل إليه أبو أيوب فقال: أنت حر وما كان لك من مال فهو لك «1» . أخبرنا أبو حفص الدارقزي فيما أذن لنا أن نرويه عنه عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي عن أحمد بن عبيد بن بيري قال: حدثنا محمد ابن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد أن أبا أيوب أعتق أفلح وقال: مالك لك. قال: وحدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع قال: حدثنا عبد العزيز بن فربر أن محمد بن سيرين حدثه قال: كان لأفلح مولى أبي أيوب برذون فباعه، فقال له أبو أيوب: يا أفلح ما جعل فلانا أحق بحمالة منك؟ أخبرنا أبو نصر القاضي إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أفلح، أبو كثير، ويقال أبو عبد الرحمن مولى أبي أيوب الأنصاري، أدرك زمان عمر، ورأى عثمان وعبد الله بن سلام، وحدث عن مولاه أبي أيوب، روى عنه محمد بن سيرين وأبو بكر بن محمد عمرو بن حزم، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث، نسيب ابن سيرين، ووافد بن عمرو بن سعد بن معاذ، وأبو الورد بن أبي بردة، وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد، وكان مع مولاه أبي أيوب في مغازيه «2» .

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد بن هبة الله بن الحسن، وعلي بن أحمد بن محمد بن حميد قالا: (264- و) أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال: أخبرنا علي بن المديني قال: ومات أفلح مولى أبي أيوب سنة ثلاث وستين قبل يوم الحرة. قلت وقد ذكرنا فيما نقلناه أنه قتل يوم الحرة وهو أصح. أخبرنا ابن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي واللفظ له قالوا: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني- زاد ابن خيرون: وأبو الحسين الأصبهاني- قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: قال لي ابراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن معمر قال: ابن سيرين: قتل كثير بن أفلح وأبوه، وكانا موليين لأبي أيوب الأنصاري يوم الحرة، فلقيته في المنام فقلت: أشهداء أنتم؟ قال: لا «1» . أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد ابن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا سعيد بن عامر قال: حدثنا هشام بن حسان قال: قال محمد بن سيرين: بينا أنا ذات ليلة نائم إذ رأيت أفلح- أو كثير بن أفلح، شك أبو محمد، يعني سعيدا- وكان قتل يوم الحرة، فعرفت أنه ميت، وإني نائم وإنما هي رؤيا رأيتها، فقلت: ألست قد قتلت؟ قال: بلى، قلت: فما صنعت؟ قال: خيرا، قلت: أشهداء (264- ظ) أنتم؟ قال: لا، إن المسلمين إذا اقتتلوا

أفلح العتقي الاندلسي:

فقتل بينهم قتلى فليسوا بشهداء، قال سعيد: قال هشام: كلمة خفيت علي، فقلت لبعض جلسائه: ماذا قال؟ قال: ولكنا بدنا «1» . أفلح العتقي الاندلسي: مولى العتقيين، قدم حلب في سنة سبع وعشرين، أو ثمان وعشرين وثلاثمائة، وسمع بها من أبي بكر محمد بن شهمرد الفارسي وسليمان بن محمد بن إدريس ابن رويط الحلبي، وسمع بقنسرين من أبي البهاء محمد بن عبد الصمد القرشي، وببالس من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن بكر المعروف بابن حمدون. ذكره القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الفرضي الأندلسي في كتاب «تاريخ الأندلسيين» فقال: أفلح مولى محمد بن هارون العتقي، رأيت له كتبا «2» من أسمعه بالمشرق سنة سبع وعشرين، وثمان وعشرين وثلاثمائة ببغداد: من المحاملي ومن أبي الحسن علي بن الحسن بن العبد، وبالرقة: من أبي علي محمد ابن سعيد بن عبد الرحمن الحراني، وبحلب: من أبي بكر بن شهمرد الفارسي وابن رويط العدل، وبدمشق من أبي الطيب أحمد بن ابراهيم بن عبد الوهاب- يعرف بابن عبادل- وأبي يحيى زكريا بن يحيى بن موسى القاضي البلخي، وأبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك، وبالرملة: من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن بكر المعروف بابن حمدون، ولم أقف لأفلح هذا على خبر إلا ما حكتيه عن كتبه (265- و) . افولاختن طربانوش الملك مر معه بأنطاكية حتى انتهى الى بيت المقدس وهو خراب، فأمره المالك

طريانوش «1» بعمارة البلدة، وولاه إياها وأمره أن يسميها إيلياء، ومكنه من الاموال وكان أفولا حكيما عالما بالنجوم، فلما رأى أفولا الآيات والعجائب التي كان تلاميذ الحواريين يعملونها رغب في النصرانيه واعتمد وتنصر، ولم يكن مع ذلك يترك عمل النجوم والسحر الذي كان قديما يعمل به، فلما رأى ذلك تلاميذ الحواريين نهوه عنه نهيا شديدا، فلم ينته فحرموه وأقصوه فحمله الغضب والأنفه والحمية الى أن بعث المصاحف التي انتسخها بطليموس فانتسخ جميعها، ثم نزع الى اليهودية فتهود ونسخ مصاحف بالعبرانية والسريانية من الكلام الرومي من تلقاء نفسه، والحجج الباطنة ما قدر أن يبطل به أمر المسيح ومجيئه وظهوره، فتلك الكتب التي كتبها في أيدي اليهود الى يومهم هذا، وتفسير الاثنين وسبعين مصحفا التي فسرت لبطليموس في أيدي اليونانيين الى هذه الغاية. ذكر هذا سعيد بن بطريق في تاريخه، ونقلته من خط يحيى بن علي بن عبد اللطيف المؤرخ المعري «2» . ***

ذكر من اسمه اقبال

ذكر من اسمه اقبال اقبال بن منصور بن أبي الخير بن بالغ: أبو العز التاجر، كتب عنه بمنبج (265- ظ) عمر بن محمد العليمي المعروف بابن حوائج كش. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن الدمشقي النسابة بدمشق قال: أخبرنا أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي- إجازة، ونقلته أنا من خط العليمي- قال: أنشدني أبو العز إقبال بن منصور بن أبي الخير بن بالغ بمنبج لمحمد بن نصر ابن بسام. يا ثقيلا على القلوب إذا ... عن لها أيقنت بطول البعاد يا قذى في العيون يا غلة ... بين التراقي حرارة في الفؤاد يا طلوع العذول ما بين ألف ... يا غريما أتى على ميعاد يا ركودا في غيم وصيف ... يا رجوة التجار يوم الكساد خل عنا فإنما أنت فينا ... واو عمرو وكالحديث المعاد وامض في غير صحبة الله ... ما عشت ملقى من كل فج وواد يتخطى بك المهامة والبيد ... دليل أعمى كثير الرقاد خلفك الثائر المصمم بالسيف ... ورجلاك فوق شوك القتاد اقبال بن عبد الله الحبشي: الخادم الملقب جمال الدولة عتيق ضيفه خاتون بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب، كان أحد خدمها المختصين بها، فسخط عليه الملك الظاهر غازي بن يوسف ابن أيوب وقيده وحبسه في قلعة عزاز، فأخرجه الاتابك طغرل بن عبد الله الظاهري في

اقبال بن عبد الله الخادم:

ولايته (266- و) بعد موت الملك الظاهر، ولم يمكنه من الصعود الى قلعة حلب، فمضى الى دمشق، واستقل الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر بمملكة حلب، فأعادته سيدته والدة الملك العزيز ضيفه خاتون الى خدمتها بقلعة حلب، ولما مات ولدها الملك العزيز وصار تدبير مملكة ولده الملك الناصر الى جدته المذكورة، قدمت إقبال المذكورة، وتمكن في الدولة، وحكم على الأمراء والرعية، وتولى أمور المملكة، وحكم في حلب حكم الملوك، وكان عنده اقدام وجرأة وظلم وسماحة، وحمق وجهل، فدام أمره كذلك الى أن توفيت مولاته، فازداد تمكنه واستقل بالتصرف في الملك، وأهان أكابر الأمراء، وانقادوا له الى أن قدم التتار الى ظاهر حلب في سنة احدى وأربعين وستمائة، فمرض لشدة خوفه في صفر من السنة المذكورة وتوفي في الشهر المذكور «1» ودفن في التربة التي أنشأها لنفسه ظاهر مدينة حلب ووقفها مدرسة على أصحاب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه. ومما بلغ من جنونه وجهلة أنه قال يوما من الأيام، وقد أطغاه ما هو فيه: أنا خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في خدمته فراش أعرفه، فقال له: تكذب يا عبد السوء، ومن أنت؟ فأمر به فضرب ضربا مبرحا وهو يشتمه الى أن تركه، نعوذ بالله من الخذلان. وذكر لي يوما أن أباه كان ملك الحبشة، والله أعلم بحاله (266- ظ) . اقبال بن عبد الله الخادم: كان خادما لسالم بن مالك العقيلي، حسن الصورة، له في الفروسية اليد الطولى، ويكتب الخط البديع على طريقة علي بن هلال المعروف بابن البواب، وكان دكيا فطنا كان مع مولاه سالم بحلب، فأهداه الى نظام الملك حين توسط له مع ملك شاه بقلعة جعبر، وقد ذكرنا قصته في ترجمة سالم بن مالك في حرف السين من هذا الكتاب «2» .

الاقرع بن فارع الطائي

الاقرع بن فارع الطائي قيل إنه شهد فتح حلب مع أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وله ذكر في الفتوح. ذكر من اسمه آق سنقر آق سنقر بن عبد الله: المعروف بقسيم الدولة، مملوك السلطان أبي الفتح ملك شاه، وقيل أنه لصيق له، وقيل اسم أبيه إل ترغان، من قبيلة ساب يو، نقلت ذلك من خط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي «1» ، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي وغيره عنه. وتزوج آق سنقر داية السلطان ادريس بن طغان شاه، وحظي عند السلطان ملك شاه، وقدم معه حلب في سنة تسع وسبعين وأربعمائة حين قصد تاج الدولة تتش أخاه، فانهزم عن حلب، وكان قصدها وملكها السلطان ملك شاه في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين، وخرج عنها الى أنطاكية وملكها، وخيم على ساحل البحر أياما، وعاد الى حلب، وعيد بها عيد الفطر، ورحل عنها، وقرر ولاية حلب لقسيم الدولة آق سنقر في أول سنة ثمانين وأربعمائة، فأحسن فيها السياسة والسيرة، وأقام الهيبة، وجمع الذعار، وأفنى قطاع الطرق، ومخيفي السبل، وتتبع اللصوص والحرامية في كل موضع، فاستأصل شأفتهم، وكتب إلي الأطراف ان يفعلوا مثل فعله لتأمن الطرق وتسلك السبل، فشكر بذلك الفعل وأمنت الطرق والمسالك (267- و) وسار الناس في كل وجه بعد امتناعهم لخوفهم من القطاع والأشرار، وعمرت حلب في أيامه بسبب ذلك بورود التجار إليها والجلا بين من جميع الجهات، ورغب الناس في المقام بها للعدل الذي اظهره فيهم رحمه الله.

وفي أيامه جدد عمارة منارة حلب بالجامع في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة واسمه منقوش عليها الى اليوم؛ وهو الذي أمر ببناء مشهد قرنبيا ووقف عليه الوقف وأمر بتجديد مشهد الدكة «1» . أخبرني عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن الأثير الجزري قال: كان قسيم الدولة آق سنقر أحسن الأمراء سياسة لرعيته، وحفظا لهم، وكانت بلاده بين عدل عام، ورخص شامل، وأمن واسع، وكان قد شرط على أهل كل قرية في بلاده متى أخذ عند أحدهم قفل، أو أحد من الناس، غرم أهلها جميع ما يؤخذ من الأموال من قليل أو كثير، فكانت السيارة إذا بلغوا قرية من بلاده ألقوا رحالهم وناموا، وقام أهل القرية يحرسونهم الى أن يرحلوا، فأمنت الطرق، وتحدث الركبان بحسن سيرته «2» . سمعت والدي القاضي أبا الحسن- رحمه الله- يقول لي فيما يأثره عن أسلافه: إن قسيم الدولة آق سنقر كان قد نادى في بلد حلب بأن لا يرفع أحد متاعه ولا يحفظه في طريق، لما حصل من الأمن في بلده. قال: فخرج يوما يتصيد، فمر على قرية من قرى حلب، فوجد بعض الفلاحين (267- ظ) قد فرغ من عمل الفدان وطرح عن البقر النير ورفعه على دابة ليحمله الى القرية، فقال له: ألم تسمع مناداة قسيم الدولة بأن لا يرفع أحد متاعا ولا شيئا من موضعه؟! فقال له: حفظ الله قسيم الدولة قد أمنا في أيامه، وما نرفع هذه الآلة خوفا عليها أن تسرق، لكن هنا دابة يقال لها ابن آوى تأتي الى هذا النير فتأكل الجلد الذي عليه، فنحن نحفظه منها، ونرفعه لذلك. قال: فعاد قسيم الدولة من الصيد، وأمر الصيادين فتتبعوا بنات آوى في بلد حلب فصادوها حتى أفنوها من بلد حلب. قلت: وهي الى الآن لا يوجد في بلد حلب منها شيء إلا في النادر دون غيرها من البلاد.

قرأت في كتاب «عنوان السير» «1» تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني قال: وأقطع السلطان حلب وقلعتها مملوكه آق سنقر، ولقبه قسيم الدولة، وذلك في سنة تسع وسبعين وأربعمائة، فأحسن السيرة، وظهر منه عدل لم يعرف بمثله، واستغلها في كل يوم ألف وخمسمائة دينار، ولم يزل بها حتى قتله تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان في سنة سبع وثمانين وأربعمائة. قلت وكان تاج الدولة تتش قتله صبرا بين يديه بسبعين «2» ، قرية من قرى حلب من نقرة بني أسد على نهر الذهب، وقيل بكارس الى جنبها وذلك أن تتش كان قد حصل في نفسه شيء من قسيم الدولة، وكان (268- و) قسيم الدولة يستصغر أمر تتش، حتى أنني قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه؛ سنة أربع وثمانين وأربعمائة وفيها: نزل تاج الدولة الى السلطان، يعني نزل تتش الى ملك شاه، فلما رآه ترجل له، وكان في الصيد، خيفة أن يتخيل منه، وحضر هو وقسيم الدولة في حضرته، فقال تاج الدولة تتش: كان من الأمر كذا وكذا، فقال له قسيم الدولة: تكذب؛ فقال له السلطان: تقول لأخي كذا! قال: نعم، يطلع الله في عينيه ما يريده لك، ويطلع في عيني ما أريده لك. قلت: وعاد تتش من خدمة أخيه الى دمشق، فلما توفي السلطان ملكشاه برز تاج الدولة تتش في شهر ربيع الأول من سنة سبع وثمانين، وخرج معه خلق من العرب، ولقيه عسكر أنطاكية بالقرب من حماه مع يغي سغان «3» ، وسار تاج الدولة، وقطع العاصي في شهر ربيع الآخر من السنة، ورعى عسكره الزراعات، ونهب المواشي وغيرها، واتصل الخبر بآقسنقر وهو بحلب، وكاتبه السلطان بركيارق وخطب له بحلب، فجمع وحشد، واستنجد بمن جاوره، فوصل إليه كربوقا صاحب

الموصل، وبزان صاحب الرّها، ويوسف بن آبق صاحب الرحبة في ألفي فارس وخمسمائة فارس، منجدين قسيم الدولة على تتش، وحصل الجميع بحلب، ووصل تاج الدولة تتش الى الحانوته، ورحل منها الى الناعورة، واغارت خيله على المواشي بالنقرة، وأحرقوا بعض زرعها، ورحل من الناعورة قاصدا نحر الوادي (268- ظ) وادي بزاعا، فتهيأ آق سنقر للقائه، والخروج إليه، واستدعى منجما ليأخذ له الطالع فحضر عنده واختار له وقتا، وقال: تخرج الساعة، فركب ومعه النجدة التي وصلته، وجماعة كثيرة من بني كلاب مع شبل بن جامع ومبارك بن شبل، وكان اطلقهما من الاعتقال، ومحمد بن زائدة، وجماعة من احداث حلب، والديلم والخراسانية، في أحسن زي، وأكمل عدة، وقيل إنه قدر عسكره بعشرين ألف فارس، وقيل كان يزيد عن سنة آلاف، وقصد تاج الدولة يوم السبت التاسع من جمادى الاولى من السنة، وقطع آق سنقر سواقي نهر سبعين قاصدا عسكر تتش «1» ، فاقاموا على حالهم، وكان أول من برز للحرب آق سنقر، فالتقى الفريقان. ولم يثق آق سنقر بمن كان معه من العرب، فنقلهم من الميمنة الى الميسرة في وقت المصاف، ثم نقلهم الى القلب، فلم يغنوا شيئا، وحمل عسكر تتش على عسكر آق سنقر، فلم يثبت، وانهزمت العرب وعسكر كربوفا وبزان، وكربوقا وبزان معهم الى حلب، ووقع فيهم القتل، وثبت قسيم الدولة، فأسر وأكثر أصحابه، وحمل الى تاج الدولة تتش، فلما مثل بين يديه أمر بضرب عنقه وأعناق بعض خواصه ودخل تتش الى حلب وملكها على ما نذكره في ترجمته إن شاء الله «2» . وبلغني أن تاج الدولة تتش قال لقسيم الدولة آق سنقر لما حضر بين يديه: لو ظفرت بي ما كنت صنعت؟ (269- و) قال: كنت أقتلك، فقال له تتش: فأنا أحكم عليك بما كنت تحكم علي، فقتله صبرا.

وقرأت بخط بعض الحلبيين أن السلطان ملك شاه بن العادل وصل؛ يعني الى حلب، في شعبان سنة تسع وسبعين، فتسلم البلد والقلعة وسلمها الى قسيم الدولة آق سنقر، فأقام بحلب ثمان سنين فقتل بكارس من أرض النقرة، نقرة بني أسد، في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة، قتله تاج الدولة بن العادل. وقرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني في تاريخه: في جمادى الاولى، يعني سنة سبع وثمانين، كان المصاف بين تاج الدولة تتش وبين الأميرين آق سنقر وبوزان ومن أمدهما به بركيا روق قريبا من حلب، فلما التقى الصفان استأمن ابن آبق الى تتش وانهزم الباقون، وأسر آق سنقر، فجيء به الى تتش، فقال له تتش: لو ظفرت بي ما كنت صانعا في؟ قال: أقتلك، قال: فاني أحكم عليك بحكمك في، وقتله. قال: وكان آق سنقر من أحسن الناس سياسة، وآمنهم رعية وسابلة. وقرأت بخط أبي منصور هبة الله بن سعد الله بن الجبراني الحلبي: الصحيح أن قسيم الدولة قتل يوم السبت عاشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمان وأربعمائة. ونقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه سنة سبع وثمانين وأربعمائة؛ فيها: كانت وقعة قسيم الدولة (آق) سنقر وتاج الدولة يوم السبت تاسع جمادى الأولى (269- ظ) وذلك ان تاج الدولة لما أراد العبور مختفيا ليمضي الى خراسان، فبلغ خبره قسيم الدولة، فخرج اليه، فقال لأصحابه الحقوني بحبال لكتاف الاسرى استصغارا لهم، فقال له سكمان بن أرتق: حركش هم- أي أرانب هم-؟ ولم يتمهل الى حين تصله خيله، فمضى واستعجل، فكسره تاج الدولة بأرض نبل، وأسره ورحل من موضع الكسرة الى حلب فملكها، واستولى على المواضع التي كانت لقسيم الدولة وجلس في قلعة حلب وشرب فيها، وأحضر قسيم الدولة، كما حدثنا رومي بن وهب، قال: حضرته وقد أحضر قسيم الدولة، فدخل وفي رقبته بند قبائه يسحب، فلا والله ان انكرت من عزّة نفسه شيئا مما كنت أعرفه، فما زال يمشي حتى وقعت عينه على تاج الدولة، فجلس وأدار ظهره إليه، فسحبوه وكلموه. فما رد جوابا ولا تحرك، فقام اليه تاج الدولة فكلمه، فلم

يرد له جوابا مرتين أو ثلاثة، فضرب رقبته بيده، وقطع رأسه فطيف به البلاد وحملت جثته فدفنت عند مشهد قرنبيا. وبقي ليلتين، وسار تاج الدولة الى خراسان، وبقي قسيم الدولة في قبره، وقد طوف برأسه اقليم الارض من الشام، من سنة خمس وثمانين الى سنة ست وعشرين، الى حين ولىّ السلطان، والخليفة المسترشد بالله، ولده زنكي بن آق سنقر وهو عماد الدين، ملك الامراء. بهلوان جيهان، عمر له مدرسة تولى أمرها الشيخ الأجل الفقيه الإمام أبو طالب بن العجمي ووقف عليها ضيعتين (270- و) يساوي معلهما ألف دينار كل سنة، وعمر بها عمارة معجزة، ونقل رمته اليها رأيتها في سنة سبع وعشرين ولم تكن كملت، وهي تزيد عن الوصف، وجعل قبره قبالة البيت المسجد من الشمال، وأجرى اليها قناة ماء. وغرس وسطها، وجعل القبر مثل قبر أبي حنيفة رضي الله عنه. هكذا نقلت من خط ابن منقذ وفيه أوهام من جملتها انه قال: «فكسره تاج الدولة بأرض نبل» وليس كذلك، بل بأرض سبعين أو كارس من نقرة بني أسد، ونبل ليست من هذه الكورة وبينهما مسافة يوم. ومن جملة أوهامه أنه قال: «جلس في قلعة حلب، وضرب رقبة آق سنقر فيها» وليس الامر كذلك، بل ضرب رقبته عقيب الكسرة بسبعين، أو كارس، ورومي بن وهب حكى له صورة قتله، لا انه كان بحلب والذي قتله تاج الدولة صبرا بحلب هو بزان صاحب الرها، وكان انهزم في هذه الوقعة الى حلب. فلما دخلها تاج الدولة أحضره وقتله، وقيل بل أسره، وحمله الى حلب فقتله على ما نذكره في ترجمته ان شاء الله تعالى؛ وقال: «بقي قسيم الدولة في قبره من سنة خمس وثمانين الى سنة ست وعشرين» ، وهذا طغيان من القلم، فان قسيم الدولة قتل سنة سبع وثمانين، وقد ذكره كذلك. وقال: «عمّر- يعني ولده زنكي له- مدرسة، ووقف عليها ضيعتين. والمدرسة لم يعمرها زنكي بل عمرها سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، وابتدأ في عمارتها في سنة سبع عشرة، واسمه وتاريخ عمارتها على جدارها، لكن قسيم الدولة آق سنقر (270- ظ) لما قتل دفن الى جانب مشهد قرنبيا بالقبة الصغيرة المبنية بالحجارة من غربي المشهد، وكان قسيم الدولة بنى مشهد قرنبيا لمنام رآه بعض أهل زمانه، ووقف عليه وقفا،

فدفن الى جنبه، وعمر على قبره تلك القبة، فلما ملك زنكي حلب آثر أن يبني لأبيه مكانا ينقله اليه، وكانت المدرسة بالزجاجين لم تتم، وكان شرف الدين أبو طالب بن العجمي هو الذي يتولى عمارة هذه المدرسة، فأشار على زنكي أن ينقل أباه اليها فنقله، وأتم عمارة المدرسة، ووقف على من يقرأ على قبره القرية المعروفة بشامر، وهي جارية الى الآن، وأما كارس التي هي وقف على المدرسة، فأظنها وقف سليمان بن عبد الجبار. وأخبرني أبو حامد عبد الله بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أراد أتابك زنكي أن ينقل أباه الى موضع يجدده عليه، ويليق به، فقال له أبي: أنا قد عمرت هذه المدرسة بالزجاجين، وسأله أن ينقل أباه اليها ففعل، واتخذ الجانب الشمالي تربة لأبيه، ولمن يموت من ولده وغيرهم. وحكى لي والدي رحمه الله أن أتابك زنكي لما نقل أباه من قرنبيا، وأدخله الى مدرسة الزجاجين لم يدخل به من باب من أبواب مدينة حلب، وانهم رفعوه من بعض الأسوار ودلوه الى المدينة، لانهم يتطيرون بدخول الميت الى البلدة. قال لي أبي: ووقف زنكي القرية المعروفة بشامر على تربة أبيه آق سنقر رحمه الله. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العظيمي، وأنبأنا به عنه المؤيد ابن محمد (271- و) الطوسي وغيره، قال: سنة ثمانين وأربعمائة دولة قسيم الدولة وزيره أبو العز بن صدقة. فيها استقرت الرتبة بحلب للأمير قسيم الدولة آق سنقر من قبل السلطان العادل أبي الفتح، وتوطدت له الامور بها، وأقام الهيبة العظيمة التي لا يقدر عليها أحد من السلاطين، وأظهر فيها من العدل والانصاف مع تلك الهيبة ما يطول شرحه. ورخصت الاسعار في أيامه الرخص الزائد عن الحد، وقرب الحلبيين وأحبهم الحب المفرط. وأحبوه أضعاف ذلك، وأقام الحدود. وأحبا

أحكام الاسلام وعمر الاطراف، وآمن السبل، وقتل قطاع الطرقات، وطلبهم في كل فج. وشنق منهم خلقا. وكلما سمع بقاطع طريق في موضع قد قصده، وأخذه وصلبه على أبواب المدينة. وكثرت في أيامه الامطار، وتفجرت العيون والانهار، وعامل أهل حلب من الجميل بما أحوجهم أن يتوارثوا الرحمة عليه الى آخر الدهر. قال: وفيها، يعني سنة احدى وثمان وأربعمائة، خرج الامير قسيم الدولة آق سنقر رحمه الله يودع تابوت زوجته داية السلطان أبي الفتح، ماتت بحلب، وقيل انه جلس وفي يده سكين، فأومأ بها اليها، فوقعت في مقتل وهو غير متعمد لها، فماتت في الحال، فوضعها في تابوت. وحملت الى الشرق. وخرج لوداعها يوم الاثنين مستهل جمادى الآخرة. وقال: سنة أربع وثمانين وأربعمائة، فيها تسلم الأمير قسيم الدولة قلعة أفامية من يد ابن ملاعب «1» يوم الخميس ثالث رجب. وشحن بها بعض بنى منقذ (271- ظ) . وقال: سنة ست وثمانين وأربعمائة. فيها فتح الامير قسيم الدولة آق سنقر ومعه تاج الدولة مدينة نصيبين يوم الاثنين ثامن ربيع الاول، وقيل في صفر. حدثني بهذا والدي الرئيس أبو الحسن علي بن محمد العظيمي قال: كنت مع الامير قسيم الدولة في هذا الفتح. قال: وفيها شرق قسيم الدولة رحمه الله الى بغداد الى عند السلطان بكيارق ابن «2» أبي الفتح. وعاد الى حلب في شوال سنة ست وثمانين. قال: سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وكان قسيم الدولة عاد الى حلب والتقى هو

وتاج الدولة، فكسر تاج الدولة قسيم الدولة وقتله على نهر سبعين شرقي حلب سابع جمادي الاولى. وقيل يوم السبت تاسع جمادي الاولى، وأصبح تاج الدولة يوم الاحد على حلب ومعه رأس الامير قسيم الدولة رحمه الله، فتسلم تاج الدولة مدينة حلب العصر من يوم الاحد عاشر جمادي الاولى وتسلم القلعة يوم الاثنين وقتل مع قسيم الدولة رحمه الله أربعة عشر مقدما منهم نختكين شحنة بغداد، وقجقر شحنة حلب، وطغان، واسرائيل، وقتل بحلب غلامه طغريل، وله حكاية معروفة، وعلي بن السليماني، وأخوه، ومحمد البخاري الذي قفز على أنطاكية، وأخواجه أبو القاسم، والطندكيني مع سليمان، والطرنطاس خاص ملك شاه. وانهزم الى حلب بزان وكربوقا، ويوسف بن آبق. فأما بزان فانه قتل «1» (272- و) . ***

آق سنقر بن عبد الله البرسقي:

آق سنقر بن عبد الله البرسقي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي وقيل اسمه سنقر وكان مملوك الأمير برسق مملوك السلطان، فترقت به الحال الى أن ولاه السلطان محمود بن محمد الموصل وولاه شحنكية بغداد، وتقدمة عسكرها في أيام المسترشد ثم عزل عن شحنكية بغداد في سنة ثمان عشرة وخمسمائة فوصل الى الموصل، واستدعاه الحلبيون الى حلب وقد حصرهم الفرنج وضاق بهم الامر فوصل اليهم في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ورحّل الفرنج عنها وملك حلب وأحسن الى أهلها، وعدل فيهم، وأزال المكوس والمظالم، ووقع إليّ نسخة التوقيع الذي كتبه لاهل حلب بازالة المكوس والضرائب وتعفية أثار الظلم والجور وكان رحمه الله على ما يحكى حسن الأحوال، كثير الخير، جميل النية، كثير الصلاة والتهجد والعبادة والصوم، وكان لا يستعين في وضوءه بأحد، وقتل رحمه الله شهيدا وهو صائم. وكان من حديثه في ملك حلب واستيلائه عليها: أن بلك بن بهرام بن أرتق لما قتل بمنبج «1» ملك ابن عمه تمرتاش بن ايلغازي بن أرتق حلب، فباع تمرتاش بغدوين ملك الفرنج وكان أسيرا في يد بلك، فباعه نفسه، وهادنه وأطلقه ومات شمس الدولة بن ايلغازي صاحب ماردين، فتوجه تمرتاش اليها واشتغل بملك ماردين وبلاد أخيه، فلما علم بغدوين بذلك غدر بالهدنة (273- و) واتفق هو ودبيس بن صدقه، وابراهيم بن الملك رضوان بن تتش على أن نازلوا حلب، واتفقوا على أن تكون البلاد للمسلمين وأن حلب لابراهيم بن الملك رضوان لانها

كانت لأبيه، وأن تكون الأموال للفرنج، وطال حصار حلب واشرفت على الاستيلاء عليها، وبلغ بهم الضر الى حالة عظيمة حتى أكلوا الميتات والجيف، ووقع فيهم المرض، فحكى لي والدي أنهم كانوا في وقت الحصار مطرحين من المرض في أزقة البلد، فاذا زحف الفرنج، وضرب بوق الفزع قاموا كأنما نشطوا من عقال وقاتلوا حتى يردوا الفرنج، ثم يعود كل واحد من المرضى الى فراشه، وما زالوا في هذه الشدة الى أن أعانهم الله بقسيم الدولة آق سنقر البرسقي، فأخلص النية لله في نصرتهم، ووصل الى حلب في ذي الحجة من سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وأغاث أهلها ورحل العدو عنها، وكانت رغبات الملوك فيها اذ ذاك قليلة، لمجاورة الفرنج لها وخراب بلدها وقلة ريعه، واحتياج من يكون مستوليا عليها الى الخزائن والاموال والنفقة في الجند. فاخبرني والدي أبو الحسن أحمد وعمي أبو غانم محمد، وحديث أحدهما ربما يزيد على الآخر، قالا: سمعنا جدك- يعنيان- أباهما أبا الفضل هبة الله يقول: لما اشتد الحصار على حلب، وقلت الأقوات بها وضاق الأمر بهم، اتفق رأيهم على أن يسيروا أبي القاضي أبا غانم قاضي حلب والشريف زهرة وابن الجلى الى حسام الدين (273- ظ) تمرتاش الى ماردين وكان هو المتولي حلب، وهي في أيدي نوابه وقد تركها ومضى الى ماردين واشتغل بملك تلك البلاد عن حلب، قال: فاتفقوا على ذلك وأخرجوا أبي والشريف وابن الجلى ليلا من البلد، فلما أصبح الصباح صاح الفرنج الى أهل البلد: أين قاضيكم وأين شريفكم؟ قال: فانقطعت ظهورنا وتشوشت قلوبنا، وأيقنا بأنهم ظفروا بهم، فوصلنا منهم كتاب يخبر أنهم قد وصلوا الى مكان أمن عليهم بالوصول، فطابت قلوب أهل حلب لذلك. قال عمي ووالدي: فسمعنا والدنا يقول: سمعت أبي أبا غانم يقول: لما وصلنا الى ماردين ودخلنا على حسام الدين تمرتاش وذكرنا له ما حل بأهل حلب وما هم فيه من ضيق الحصار والصبر، وعدنا بالنصر وأنه يتوجه اليها ويرحل الفرنج عنها، وانزلنا في مكان بماردين، وجعلنا نطالبه بما وعد وهو يدافعنا من يوم الى يوم وكان آخر كلامه أن قال: خلوهم اذا أخذوا حلب عدت وأخذتها فقلنا في أنفسنا

ما هذا الا فرصة، وقلنا له: لا تفعل ولا تسلم المسلمين الى عدو الدين، فقال: وكيف أقدر على لقائهم في هذا الوقت؟ فقال له القاضي أبو غانم: وأيش هم حتى لا تقدر عليهم ونحن أهل البلد اذا وصلت الينا نكفيك أمرهم. قال القاضي أبو الفضل: فكتبت كتابا من حلب الى والدي أبي غانم أخبره فيه بما حل بأهل حلب من الضر، وأنه قد آل الامر بهم الى أكل القطاط (274- و) والكلاب والميتة، فوقع الكتاب في يد تمرتاش وشق عليه وغضب وقال: انظروا الى جلد هؤلاء الفعلة الصنعة قد بلغ بهم الامر الى هذه الحالة، وهم يكتمون ذلك ويتجلدون ويغرونني ويقولون: اذا وصلت الينا نكفك أمرهم. قال القاضي أبو غانم: فأمر تمرتاش بأن يوكل «1» علينا، فوكل بنا من يحفظنا خوفا أن ننفصل عنه الى غيره، فأعملنا الحيلة في الهرب الى الموصل، وأن نمضي الى البرسقي ونستصرخ به ونستنجده، فتحدثنا مع من يهربنا وكان للمنزل الذي كنا فيه باب يصر صريرا عظيما اذا فتح أو أغلق، فأمرنا بعض أصحابنا أن يطرح في صائر الباب زيتا ويعالجه لنفتحه عند الحاجة ولا يعلم الجماعة الموكلون بنا اذا فتحناه بما نحن فيه، وواعدنا الغلمان اذا جن الليل أن يسرجوا الدواب ويأتونا بها، ونخرج خفية في جوف الليل ونركب ونمضي. قال: وكان الزمان شتاء، والثلج كثير على الأرض؛ قال القاضي أبو غانم: فلما نام الموكلون بنا جاء الغلمان بأسرهم إلا غلامي ياقوت وأخبر غلمان رفاقي أن قيد الدابة تعسر عليه فتحه وامتنع كسره، فضاقت صدورنا لذلك، وقلت لأصحابي: قوموا أنتم وانتهزوا الفرصة ولا تنتظروني، فقاموا وركبوا والدليل معهم يدلهم على الطريق، ولم يعلم الموكلون بنا بشيء مما نحن فيه، وبقيت وحدي من بينهم مفكرا لا يأخذني نوم حتى كان وقت السحر فجاءني ياقوت غلامي بالدابة، وقال (274- ظ) الساعة انكسر القيد، قال: فقمت وركبت لا أعرف الطريق ومشيت في الثلج أطلب الجهة التي أقصدها، قال: فما طلع الصبح إلا وأنا وأصحابي الذين سبقوني في مكان واحد وقد ساروا من أول الليل وسرت من آخره، وكانوا قد ضلوا عن الطريق،

فنزلنا جميعا وصلينا الصبح وركبنا وحثثنا دوابنا وأعملنا السير حتى وصلنا الموصل، فوجدنا البرسقي مريضا قد أشفي وهو يسقى أمراق الفراريج المدقوقة، فأعلم بمجيئنا، فأذن لنا، فدخلنا عليه ووجدناه مريضا مدنفا، فشكونا اليه وطلبنا منه أن يغث المسلمين، وذكرنا له ما حل بهم من الحصار والضيق وقلة الأقوات، وما آل اليه أمرهم، فقال: كيف لي بالوصول الى ذلك، وأنا على ما ترون؟ فقلنا له: يجعل المولى في نيته وعزمه ان خلّصه الله من هذا المرض أن ينصر المسلمين، فقال: أي والله، ثم رفع رأسه الى السماء وقال: اللهم اني أشهدك على أنني ان عوفيت من مرضي هذا لأنصرنّهم، قال: فما استتم ثلاثة أيام حتى فارقته الحمى واغتدى، ونادى في عسكره للغزاة، وبرز خيمته وخرجت عساكره وعملوا أشغالهم، وتوجه بهم حتى أتى حلب، فلما قاربها، وأشرفت عساكره من المرتب رحل الفرنج، ونزلوا على جبل جوشن وتأخروا عن المدينة، وساق الى أن قارب المدينة وخرج أهلها الى لقائه، فقصد نحو الفرنج وأهل البلد مع عسكره، فانهزم الفرنج من يديه، وهو يسير وراءهم على مهل حتى (275- و) أبعدوا عن البلد، فأرسل الشاليشية «1» وأمرهم برد العسكر. قال: فجعل القاضي أبو الفضل بن الخشاب «2» يقول له: يا مولانا، لو ساق المولى خلفهم أخذناهم بأسرهم فإنهم منهزمون، فقال له: يا قاضي كن عاقلا أتعلم أن في بلدكم ما يقوم بكم وبعسكري، لو قدر والعياذ بالله علينا كسرة من العدو؟ فقال لا، فقال: فما يؤمنا أن يكسرونا وندخل البلد ويقووا علينا ولا ننفع أنفسنا، والله تعالى قد دفع شرهم فنرجع الى البلد ونقويه، ونرتب أحواله وبعد ذلك نستعد لهم ويكون ما يقدره الله تعالى، ونرجو إن شاء الله تعالى أننا نلقاهم ونكسرهم، قال: ودخل البلد ورتب الأحوال وجلب إليه الغلال وأمن الناس واستقروا. قال: وكان ذلك في آذار فجعل الناس يأخذون الحنطة والشعير ويبلونها بالماء ويزرعونها فاستغل الناس في تلك السنة مغلا صالحا. هذا معنى ما حدثني به والدي وعمي.

ونقلت من خط عبد المنعم بن الحسن بن اللّعيبة الحلبي: دخلت سنة تسع عشرة وخمسمائة ووصلت العساكر من الشرق، ومقدّمها آق سنقر البرسقي، وكان الأفرنج نزلوا على حلب في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وخمسمائة وحاصروها وضيقوا على أهلها ومضى القاضي ابن العديم والأشراف، وقوم من مقدمي أهلها مستصرخين لأنه ما كان بقي من أخذها شيء، فوصل البرسقي (275- ظ) معهم في محرم سنة تسع عشرة وخمسمائة، ونزل بالس وكانت رسله مذ وصل الرحبة متواترة الى حمص ودمشق يستدعي مالكها، وسار الأمير صمصام الدين عن حمص في أول ربيع الأول، فلقي الأمير قسيم الدولة البرسقي بتل سلطان بعد انفصاله عن حلب، وانهزام الأفرنج عنها، وكان سرى إليهم من بالس، ووصل الى حلب وخرج أهل حلب ونهبوا من خيام الأفرنج مقدار المائة خيمة، من على جبل جوشن، وما بقي من هلاكهم شيء، لكن الله أمسك أيدي الترك عنهم بمشيئته. قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن الحصين في تاريخه في حوادث سنة ثمان عشرة وستمائة «1» : وفي ثاني عشري ذي حجتها دخل البرسقي الى حلب، وفي عده رحل الفرنج عن حلب. قلت: وبعد أن أقام البرسقي بحلب ورتب أحوالها ترك ولده بها وعاد الى الموصل فقتله الاسماعيلية بها على ما نذكره. قال لي شيخنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري: كان آق سنقر البرسقي خيرا، عادلا، لين الأخلاق حسن العشرة مع أصحابه. قال لي: أخبرني أبي محمد بن عبد الكريم: حكى بعض الغلمان الذين يخدمون البرسقي، قال: كان يصلي البرسقي كل ليلة صلاة كثيرة وكان يتوضأ هو بنفسه ولا يستعين بأحد، قال: فرأيته في بعض ليالي الشتاء بالموصل وقد قام من فراشه وعليه فرجية وبر صغيرة، وبيده (276- و) ابريق نحاس، وقد قصد دجلة ليأخذ ماء يتوضأ به، قال: فلما رأيته قمت إليه لآخذ الإبريق من يده فمنعني، وقال: يا مسكين ارجع الى مكانك فإنه برد، فاجتهدت به لآخذ الإبريق من يده، فلم يفعل،

ولم يزل حتى ردني الى مكاني، ثم توضأ ووقف يصلي؛ قال: وذكر لي من أحواله الحسنة أشياء يطول ذكرها «1» . سمعت شيخنا الصاحب قاضي القضاة بهاء الدين أبا المحاسن يوسف بن رافع ابن تميم، يقول: كان البرسقي دينا عادلا قال: ومما يؤثر عنه أنه قال يوما لقاضي الموصل، أظنه المرتضى بن الشهرزوري، أريد أن تساوي بين الرفيع والوضيع في مجلس الحكم، وأن لا يختص أولو الهيئات والمراتب بزيادة احترام في مجلس الحكم، فقال له القاضي: وكيف لي بذلك؟ فقال: ما لهذا طريق إلا أن ترتاد خصما يخاصمني في قضية ويدعوني الى مجلس الحكم، وأحضر إليك وتلتزم معي ما تلتزمه مع خصمي، وسوف أرسل إليك خصما لا تشك في أنه خصم لي، ويدعي علي بدعوى، فادعني حينئذ الى مجلس الحكم لأحضر إليك، وجاء الى زوجته الخاتون ابنة السلطان محمود- فيما أظن- وقال لها وكلي وكيلا يطالبني بصداقك، فوكلت وكيلا، ومضى الوكيل الى مجلس الحكم، وقال: لي خصومة مع قسيم الدولة البرسقي وأطلب حضوره الى مجلس الحكم، فسير القاضي إليه ودعاه فأجاب وحضر مجلس (276- ظ) الحكم، فلم يقم له القاضي، وساوى بينه وبين خصمه في ترك القيام والاحترام، وأدعى عليه الوكيل وأثبت الوكالة، واعترف البرسقي بالصداق، فأمره القاضي بدفعه إليه فأخذه، وقام الى خزانته ودفع إليه الصداق، ثم انه أمر القاضي أن يتخذ مسمارا على باب داره يختم عليه بشمعه، وعلى المسمار منقوش أجب داعي الله، وأنه من كان له خصم حضر، وختم بشمعه على ذلك المسمار ويمضي بالشمعة المختومة الى خصمه كائنا من كان ولا يجسر أحد على التخلف عن مجلس الحكم. قرأت بخط الحافظ أبي الطاهر السلفي: وسنقر البرسقي ولي العراق سنين، وبلغ مبلغا عظيما، ثم وني ديار مضر ودار ملكه الموصل، ثم حلب، وكثيرا من مدن الشام، وجاهد الأفرنج، ثم قتله بعض الملاحدة «2» ، لعنهم الله، وكان سيفا

عليهم، قلما يرى في جيشه مثله، رحمه الله ورضي عنه، رأيته بالعراق في حال ولايته وبالشام قبل أن وليها. قال لي عز الدين أبو الحسن بن الأثير في سنة عشرين وخمسمائة: وقتل آق سنقر البرسقي بالجامع العتيق بالموصل بعد الصلاة يوم الجمعة، قتله باطنية، وكان رأى تلك الليلة في منامه أن عدة من الكلاب ثاروا به، فقتل بعضها ونال منه الباقون أذى شديدا، فقص رؤياه على أصحابه فأشاروا عليه بترك الخروج من داره عدة أيام، فقال: لا أترك الجمعة لشيء أبدا وكان يشهدها في الجامع مع العامة فحضر الجامع على عادته، فثار به من الباطنية ما يزيد على عشرة أنفس فقتل بيده منهم ثلاثة وقتل رحمه الله «1» . قرأت بخط أبي الفوارس حمدان بن عبد الرحيم في تاريخه الذي جمعه «2» ، ووقع إلي منه أوراق نقلت منها في حوادث سنة عشرين وخمسمائة أن البرسقي سلّم حلب وتدبيرها الى ولده الأمير عز الدين مسعود فدخل (277- و) حلب، وأجمل السيرة وتحلى بفعل الخير، وسار أبوه الى الموصل والجزيرتين، وما هو جار في مملكته حتى دخل شهر ذي القعدة من السنة، فلما كان يوم الجمعة تاسع الشهر قصد الجامع بالموصل ليصلي جماعة، ويسمع الخاطب كما جرت عادته في أكثر الجمع، فدخل الجامع وقصد المنبر فلما قرب منه وثب عليه ثمانية نفر في زي الزهاد فاخترطوا خناجر وقصدوه، وسبقوا الحفظة الذين حوله فضربوه حتى أثخنوه، وجرحوا قوما من حفظته، وقتل الحفظة منهم قوما، وقبضوا قوما، وحمل البرسقي بآخر رمقه الى بيته، وهرب كل من في الجامع، وبطلت صلاة

الاكوع بن عباد المزني:

الجمعة، ومات الرجل من يومه وقتل أصحابه من بقي في أيديهم من الباطنية، ولم يفلت منهم سوى شاب كان من كفر ناصح، ضيعة من عمل عزاز من شمالي حلب. قال حمدان فيما نقلته من خطه: وحدثني رجل منها: أنه كان له والدة عجوز لما سمعت بفتكة البرسقي، وكانت تعرف أن ولدها من جملة من ندب لقتله فرحت واكتحلت، وجلست مسرورة كأنه عندها يوم عيد، وبعد أيام وصلها سالما، فأحزنها ذلك، وقامت جزّت شعرها وسودت وجهها. الاكوع بن عباد المزني: قيل إنه شهد فتح حلب مع أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وله ذكر في الفتوح (277- ظ) . ***

ذكر من اسمه ألب رسلان

ذكر من اسمه ألب رسلان ألب أرسلان بن جغري بك بن سلجوق بن تقاق بن سلجوق، وقيل سلجق، وله ولكل واحد من آبائه اسم آخر بالعربية، اسمه بالعربية محمد بن داود بن ميكائيل بن سليمان، أبو شجاع بن أبي سليمان الملقب بالعادل النوري، وأصلهم من قرية يقال لها النور. وتقاق أول من دخل منهم في الاسلام، وتقاق بالتركية القوس من الحديد، وقيل في نسب سلجق الأعلى: هو سلجق بن داود بن أيوب بن دقاق بن الياس بن بهرام بن يوسف بن عزيز. ملك ألب أرسلان خراسان بعد أبيه جغري بك، وفتح العراق من يد ابن عم أبيه قطلمش بن اسرائيل سنة ست وخمسين وأربعمائة، واستقر في السلطنة حين توفي عمه السلطان طغرلبك في الثامن من شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وكان ولي عهد عمه، لأن عمه لم يكن له نسل، فملك ألب رسلان بعده، وهو أول من ذكر على منابر بغداد بالسلطان. وقدم حلب مخاصرا لها وفيها محمود بن نصر بن صالح بن مرداس سنة ثلاث وستين وأربعمائة، فدام على حصارها الى أن خرج إليه محمود مع والدته السيدة، فأنعم عليه بحلب، وسار الى الملك ديوجانس «1» . وقد خرج من القسطنطينية، فالتقاه وأسره، ثم منّ عليه وأطلقه، وغزا الخزر والأبخاز، وبلغ ما لم يبلغ أحد من الملوك. وكان ملكا عادلا مهيبا مطاعا (278- و) .

حدثني والدي رحمه الله يأثره عن سلفه قال: قدم السلطان، يعني ألب أرسلان، وحاصر حلب، وكان نازلا بميدان قنسرين، ونصب على برج الغنم منجنيقا وتواتر ضرب المنجنيق عليه، فأخذ عوام حلب شقة أطلس وربطوها على ذلك البرج استهزاء به، يعنون أن البرج قد صدعه رأسه من ضرب المنجنيق، فسأل السلطان عن ذلك، فقالوا: إنهم قد عصبوا البرج، يعنون أن البرج قد صدعه رأسه من ضرب المنجنيق، وقد عصبوه على رأسه ليستريح من الصداع الذي يلحقه من ضرب المنجنيق. قال: فاستشاط السلطان غضبا وفرق تلك الليلة في عسكره كذا وكذا ألف فردة نشاب من الخلنج «1» غير ما كان من غيرها، وباكر البلد بالزحف حتى أشرف على الأخذ، فخرجت إليه السيدة أم محمود ومعها ابنها محمود، وحملا مفاتيح البلد والقلعة ودخلا تحت طاعته، ووطئا بساطه، والناس في خدمته بالميدان صفان، فدخلت وابنها بين الصفين، وجعلا يقبلان الارض خدمة له حتى انتهيا إليه، فأكرمهما وقال للسيدة: أنت السيدة؟ فقالت: سيدة قومي، فاستحسن ذلك منها، ورد البلد على ابنها وأكرمه، وعاد الى المدينة مكرما مسرورا. قال: وقصد بتطويل الحصار تعظيم البلدة لكونها مجاورة للروم، فيقع عندهم أن هذا السلطان مع عظم قدره، وكثرة عساكره نزل عليها هذه المدة، ولم ينل منها ما أراد، فلا يطمع فيها العدو (278- ظ) . وقيل إن السيدة أقامت في البلد، وخرج محمود إليه، وأن دخولها عليه كان بالرّها. توجهت اليه وهو متوجه الى حلب، فسألها: أنت السيدة؟ فأجابته بما ذكرناه. وقرأت بخط أبي الفوارس حمدان بن عبد الرحيم: إن محمود ووالدته خرجا إليه، فعفا لهما عن حلب بعد أحد وثلاثين يوما من مقامه. وسمع أن ملك الروم ديوجانس قد خرج من القسطنطينية على طريق الثغور

والدروب، فرحل عن حلب بعد خروج محمود إليه بخمسة أيام، وقصده حتى لحقه على منازكرد، فحاربه حتى هزمه، وأسر ملك الروم، وغنم معسكره، وكانت عدة الترك ستمائة ألف رجل. وقرأت في بعض التواريخ التي لم يسم جامعها أن ألب أرسلان العادل نزل على حلب محاصرا لها في سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وبها محمود بن نصر بن صالح، ثم ملكها بالأمان، خرج إليه محمود بن نصر في يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة من السنة، فأنعم عليه وآمنه، وولاه حلب من قبله. ثم رحل عنها في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة قاصدا بلد الروم في طلب ملكهم وقد توجه الى منازجرد، فلحقه في عساكره وأوقع به، فهزمه، وقيل ان ملك الروم كان في ستمائة ألف. وألب أرسلان في أربعمائة ألف من الأتراك، وحصل ملك الروم أسيرا في أيدي المسلمين، وصار الى ألب أرسلان، فلم تزل المراسلات بينه وبينه الى أن تقرر إطلاقه (279- و) على مهادنة منها: أن لا يعرض لبلاد المسلمين، ثم سيره الى بلاده، فيقال إن أهل مملكته قتلوه لأمور نقموها عليه. قرأت بخط الحافظ أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي، وأنبأنا به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد النسابة عنه قال: وجدت بخط ابي الحسن يحيى بن علي بن محمد بن زريق: ذكر أخبار السلطان الشهيد المعظم ألب أرسلان، أبي شجاع محمد بن داود، برهان أمير المؤمنين، نضّر الله وجهه، والسبب في وصوله الى الشام: كان هذا السلطان رحمه الله ولي الأمر بعد وفاة عمه السلطان الأعظم أبي طالب طغرلبك بن ميكائيل في سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وعمر السلطان طغرلبك على ما ذكر قد أناف على ثمانين سنة، ونازع السلطان المذكور في المملكة قتلمش ابن عمه، ولم يثبت لمقاومته، وذكر أنه لقيه في تسعين ألفا، ومع السلطان يومئذ اثنا عشر ألفا، فكسره، وانهزم قتلمش على وجهه، وسقط عن دابته في هزيمته، فوجد ميتا، وحمل ودفن بالري. وكانت الدامغان دار مملكته، وقيل ان اللقاء بقرب ضيعة تعرف بده نمك، وكان أخو السلطان قاورت متملك كرمان، وكان بينهما منازعات، وآلت الحال بينهما الى الصلح والاتفاق.

وفي أيامه أغمدت سيوف الفتنة بخراسان، وبطل ما كان عليه الترك من الفساد والعبث قبل استقرار المملكة، وفتح البلاد، وعظمت هيبته (279- ظ) واستقامت مملكته، وانتشر عدله ودعوته. وكان سبب ظهوره الى الشام ما حدثني به الفقيه أبو جعفر محمد بن أحمد ابن البخاري رسول ناصر الدولة بن حمدان، المتغلب على مصر إليه، يستدعي عساكره ليسلم ديار مصر، ويغير الدعوة، وذلك لما كان بينه وبين جماعة من الأمراء بمصر، منهم يلدكوز العجمي وغيره بمصر، وأمير الجيوش بدر الجمالي بالشام، وكانت المراسلة في سنة اثنتين وستين على يد الفقيه المذكور، فحين ورد عليه الى خراسان، جهز العساكر التي تملأ الفضاء وتضيق بها الدهناء، عدّة وعدة، ووصل من بلاده على طريق ديار بكر، ونزل الرّها في أول سنة ثلاث وستين، وأقام عليها نيفا وثلاثين يوما، وسير الفقيه المذكور رسولا الى محمود بن نصر بن صالح صاحب حلب يستدعيه الى وطء بساطه وخدمته أسوة بمن وفد عليه من الملوك، مثل شرف الدولة مسلم بن قريش، وابن مروان، وابن وثاب، وابن مزيد «1» ، وأمراء الترك والديلم، فلم يفعل، وخاف منه. فسار عن الرّها الى الشام قاصدا له، وقطع الفرات في النصف من شهر ربيع الآخر من السنة، وهو اليوم التاسع عشر من كانون الثاني، وكان قد راسله السلطان في سنة اثنتين وستين يأمره باقامة الدعوة العباسية، والمسارعة الى الخدمة، وأنفذ له خلعا وتشريفا، فامتثل أمره من إقامة الدعوة للامام القائم بأمر الله أمير المؤمنين، والسلطان المعظم بعده، ولبس الخطيب السواد، وبطلت الدعوة (280- و) المصرية من الشام في شوال من سنة اثنتين وستين. ولما قطع السلطان المعظم الفرات من نهر الجوز نزل بعض المروج على الفرات، فرآه حسنا، فأعجب به، فقال له الفقيه أبو جعفر: يا مولانا احمد الله تعالى على ما أنعم به عليك، فقال: وما هذه النعمة؟ فقال: هذا النهر لم يقطعه قط تركي إلا مملوك وأنتم اليوم قد قطعتموه ملوك، قال: فلعهدي به وقد أحضر جماعة من

الأمراء والملوك، وأمرني بإعادة الحديث، فأعدته، فحمد الله هو وجماعة من حضر عنده حمدا كثيرا. ونزل السلطان المعظم نقرة بني أسد الى أرض قنسرين الى الفنيدق، والرسل مترددة الى محمود ليخرج الى الخدمة، وهو خائف منه ممتنع عليه، وتمادى الأمر نحو شهرين، وحصن محمود حلب، وجفل الناس من سائر الشام إليها، ودخل الرعب في قلوب الناس لعظم هيبته وبأسه ونجدته وما اجتمع إليه من العساكر الجمة والجيوش الكثيفة الضخمة، وكان الأمر بخلاف ما ظن الناس من ذلك الخوف، وأنه رحمه الله لما يئس من خروج محمود إليه عاد منكفئا من منزل يعرف بالفنيدق، ونزل حلب في آخر جمادى الآخرة من السنة، وكانت الخيام والعساكر من حلب، الى نقرة بني أسد الى عزاز، الى الأثارب، متقاربة بعضها من بعض، وبعض العساكر ببلد لروم وسائر مروج الشام. وسار بعض (280- ظ) عساكره مع ابن جابر بن سقلاب الموصلي أحد الكتاب الى طرابلس لتقرير أمرها. وأقام محاصرا لحلب شهرا واحدا ويومين، ولم يقاتلها غير يوم واحد، فحدثني من كان مع محمود صاحب حلب وهو يطوف داخل السور لتحريض الناس على القتال في وقت الزحف، انه لم يعبر محلة من محال حلب إلا وأهلها قد أشرفوا على الهجم عليهم، ونقب البرج المعروف ببرج الغنم، وهو أحصن برج بها، وعلق «1» فظفر أهل حلب بمن دخل ذلك النقب، فأخذوا بعضهم ووقع الردم على الباقين، وحمل السلطان في ذلك اليوم، فوقعت يد فرسه في خسف كان هناك، وأصاب في الحال رأس فرسه حجر المنجنيق فركب غيرها وعاد وصرف الناس عن الحرب بعد أن أشرف البلد على الأخذ. وذكر عن هذا السلطان أنه قال: أخشى أن أفتح هذا الثغر بالسيف فيصير

الى الروم، وراسل السلطان أمراء بني كلاب وأحضرهم من البرية، فوصلوا إليه، وعزم على تقليد بعضهم وتركه في مقابلة محمود، وعوده لأجل ما بلغه من ظهور متملك الروم ووصوله في الخلق العظيم الى بلاد أرمينية طالبا لبلاد خراسان، فشعر محمود بوصول أمراء العرب، وأنه إن تم ذلك خرج الشام من يده، فراسل السليماني «1» المتردد اليه، كان في المراسلة، يعلمه أنه قد عزم على وطء بساطه وخدمته خوفا مما أشرف (281- و) عليه، وخرج الى السلطان على غفلة منه في أول شعبان من السنة، فرأى منه من الاكرام والتشريف والخلع ما زاد على أمنيته، وفي الحال رده الى حلب، وقال: ارجع الى والدتك، وكانت والدته المعروفة بالسيدة علوية بنت وثاب قد خرجت إليه برسالة ابنها عند كونه بالرّها وتردد خروج محمود دفعة بعد أخرى، وقرر معه السلطان أن يخرج بعساكره ويضيف إليه السليماني، وأن يتوجها الى بلاد دمشق والاعمال المصرية ليفتحها، ففعل ما أمر به. وحكى الأمير أبو الحسن علي بن منقذ أن خواجا بزرك «2» الوزير سأله عند حضوره عند وقت خروج محمود إليه عمن قتل بحلب يوم الحرب، فقال: إنهم نفر يسير، فتعجب من ذلك، وقال: في ذلك اليوم رمي من الخزانة بثمانين ألف نشاب، سوى ما رماه بقية العسكر، ودفع الله عن أهل الشام، ولم يقاتل فيه مدينة ولا حصن ولا سبيت حرمة، ولا اعترض لأحد من المسلمين وذلك من حسن سيرة هذا السلطان، وعظم هيبته، تغمده الله بالغفران. وعاد السلطان منكفئا الى بلاده على طريق العراق، معرجا منه نحو بلاد أرمينية قاصدا لمتملك الروم، وأسرع في سيره بمن خف معه، ووصل فالتقى متملك الروم بالقرب من خلاط «3» وتلك البلاد، فاعتبر من وصل معه من عسكره، فكانت (281- ظ) عدتهم ثلاثة عشر ألفا، وتصاف العسكران في يوم الجمعة،

ووقف السلطان عن قتاله انتظارا لوقت الصلاة والدعاء على منابر الاسلام، وترقبا للاجابة في نصرة المسلمين، فلما صلى الظهر ناجزهم الحرب فأظفره الله تعالى بعسكر الروم، وأجراه على جميل العادة في الظفر، ومكنه ممن بغى وكفر، ونهب العسكر بأسره، وأسر متملك الروم، وأقامه بين يديه ومعه باز وكلب صيد، ثم أنعم عليه، وخلع وأكرمه، واصطنعه وسيره مع قطعة من عسكره ليعده الى بلاده ومملكته، فاختلت الأمور عليه، ولم يتم له ما أراد، وذكر أنه كحل ومات بعد مدة. ولم يجر في الاسلام منذ ظهر مثل هذا الظفر، ولا أسر للروم متملك قبل هذا في الاسلام، وكان السلطان سأل متملك الروم عند حضوره بين يديه ما سبب خروجه وتعريضه نفسه وعسكره لهذا السبب، فذكر أنه لم يرد إلا حلب، إذ كان كلما جرى على الروم كان محمود هو السبب فيه، والباعث عليه لمن قصدها من الترك. وغنم من هذا العسكر ما يفوت الاحصاء والعد، وتجاوز الامد والحد، وبيع من غنائمه ما يساوي مائة دينار بدينار واحد، فلله الحمد على ذلك كثيرا. قلت: ومن ذلك اليوم عرف تل السلطان بتل السلطان لنزول ألب أرسلان على التل (282- و) وكان يعرف المكان أولا بالفيدق، وكان فيه فندق صغير يأوي اليه الناس، شاهدته قبل أن يجدد الامير سيف الدين علي بن سلمان بن جندر هذا الخان الذي هو الآن موجود. قرأت بخط أبي الحسن بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه: في سنة ثلاث وستين وأربعمائة، في ذكر العادل ألب أرسلان وحصاره حلب قال: حدث الامير طغتكين صاحب دمشق أبي قال: كنت حامل وراء السلطان حين ضربه حجر المنجنيق، ولو سلم ساعة لأخذها، وكان قد وصل الشام يريد الطلوع الى مصر ليفتحها، ولو طلع لاخذ البلاد جميعها، وأخذ مصر. قال: وحدثني مولاي أبي قال: كانت خيامه من شمالي مسجد مرج دابق

الى قناطر قنسرين، أي موضع عبرت فيه ورأيت السرادق والخيام قلت في هذه السلطان. وقال: قال أبي: وحدثني وزير تاج الدولة أبو النجم «1» قال: شرب السلطان على حلب وسكر، وضل رشده بالسكر، فقال: هاتو الأمير البدوي، يعني محمود، لأضرب رقبته، فجاء الغلمان الى خواجا بزرك وقالوا: قد قال السلطان كذا وكذا، فمضى اليه خواجا بزرك، وقال له: يا سلطان العالم يظهر عنك مثل هذا وكان السلطان قد بلغ منه السكر، فضربه بالمغسل الذي في دست الشراب، وقال: أريده، ففتح أثرا في وجهه (282- ظ) فمضى خواجا الى جانب السرادق الى خاتون فقال، بادرينا يا خاتون والا الساعة يتلف العسكر وينهب بعضه بعضا، كان كذا وكذا، فقامت تمشي اليه. فقال لها: خاتون ما جاء بك؟ فقالت: نم أنت سكران. وتفرقوا، فلما أصبحت قالت له: ما تحتشم تفتح عليك باب غدر! قال: لا إن شاء الله! قالت: البارحة أردت تحضر الامير البدوي وتضرب رقبته، وأنت قد أعطيته أمانك، هذا وأنت تريد تفتح مصر وما دونها، وفعلت كذا وكذا بخواجا بزرك! قال: والله ما معي علم من هذا جميعه، ولما حضر عنده خواجا قال له: يا حسن ما هذا الاثر في وجهك؟ فقال: يا سلطان العالم هذا أثر، وقعت البارحة وأنا خارج من خيمتي ضربني عمود الخيمة، ولم يعلمه بذلك، فاستحسن الناس منه ذلك، ثم رحل السلطان من حلب يريد مصر، فرحل مرحلة واحدة فجاءه الخبر بأن ملك الروم ذيو خانس قد خرج لما رأى البلاد خالية من العساكر، فرحل على أدراجه يريد ملك الروم. قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين: سار السلطان ألب أرسلان يعني في سنة ثلاث وستين وأربعمائة الى ديار بكر، فخرج اليه نصر بن مروان وخدمه بمائة ألف دينار، وقصد حلب وحاصرها، فخرج اليه محمود بن نصر ليلا، ومعه والدته، فدخلا على السلطان، فقالت له: هذا ولدي فافعل به ما تحب، ففعل معه الجميل وخلع عليه، وغزا السلطان ألب أرسلان بلاد الروم، وخرج أمر (283- و) الخليفة القائم الى الخطباء على المنابر بالدعاء له بما صيغته:

اللهم أعلي راية الاسلام وناصره، وادحض الشرك بجب غاربه، وقطع أواصره، وامداد المجاهدين في سبيلك الذين في طاعتك بنفوسهم سمحوا، وعلى متابعتك بمهجهم فازوا وربحوا، بالعون الذي تطيل به باعهم، وتملأ بالامن والظفر رباعهم، واحب شاهنشاه الاعظم برهان أمير المؤمنين بالنصر الذي تنشر به أعلامه، وتستبشر بمكانه من اختلاف الظلال أيامه، وأوله من التأييد الضاحكة مباسمة، القائمة أسواقه ومواسمه ما تقوي به في إعزاز دينك يده، ويقضي بأن يشفع يومه في الكفار غده، واجعل جنوده بملائكتك معضودة، وعزائمه على اليمن والتوفيق معقودة، فانه قد هجر في كريم مرضاتك الدعة، وتاجرك من بذل المال والنفس ما انتهج فيه مسالك أوامرك الممثلة المتبعة، فانك تقول، وقولك الحق: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ» «1» . اللهم فكما أجاب نداءك ولباه، واجتنب التثاقل عن السعي في حياطة الشريعة وأباه، ولاقى أعداءك بنفسه وواصل في الانتصار لدينك يومه بأمسه، أنت أخصصه بالظفر، وأعنه في مقاصده بحسن مجاري القضاء والقدر، وحطه بحرز يدرأ عنه من الأعداء كل كيد، ويشمله من جميل صنعك بأقوى أيد، ويسر له كل (283- ظ) مطلب يرومه ويزاوله حتى تكون نهضته الميمونة عن النصر مسفرة، ومقلة أحزاب الشرك مع اصرارهم على الضلال غير مبصرة، فابتهلوا معاشر المسلمين الى الله تعالى في الدعاء له بنية صافية، وعزيمة صادقة، وقلوب خاشعة، وعقائد في رياض الاخلاص راتعة، وواصلوا الرغبة إلى الله في اعزاز جانبه، وفل غرب مجانبه، واعلاء رايته، وإنالته من الظفر أقصى حده وغايته. وأنفذ السلطان في مقدمته أحد الحجاب، فصادف عند خلاط صليبا «2» تحته متقدم الروسية في عشرة آلاف من الروم، فحاربوهم، وأعطى الله المسلمين النصر عليهم، فأخذ الصليب، وأسر المقدم، وتقارب السلطان، وعظيم الروم في مكان

يعرف بالزهرة بين خلاط ومنازكرد في يوم الاربعاء خامس ذي القعدة، وكان السلطان في خمسة عشر ألفا، وصاحب الروم في مائتين ألوف. وراسل السلطان ملك الروم في الهدنة، فقال ملك الروم: لا هدنة إلّا بالري، فعزم الله على السلطان على الرشد، ولقيه يوم الجمعة وقت الزوال، وهو سابع ذي القعدة، وأعطى الله المسلمين النصر فقتلوا منهم قتلا ذريعا، وأسر ملك الروم، وضربه ألب أرسلان، ثلاث مقارع، وقطع عليه ألف ألف وخمسمائة ألف دينار، وأي وقت طلب السلطان عساكر الروم نفذها ملكهم إليه، وأن يسلم كل أسير من المسلمين عنده (284- و) . ذكر صاحب ملك نامه «1» الذي صنفه لألب أرسلان محمد بن داود أنه استفاد انسابهم واحسابهم من الأمير اينانج بك، إذ كان أسن القوم وأعرفهم بأنسابهم وأحسابهم، قال: كان الأمير سلجوق بن دقاق من أعيان ترك خزر، وكان دقاق يلقب بتمر بالغ أي شديد القوس. قال اينانج بك: لما مر زمان على الأمير دقاق، ولد له مولود مبارك سماه سلجوقا، وكان يلقبه بسباشي، يعني مقدم الجيش، وكان لسلجوق أربعة أولاد: ميكائيل، وموسى، وأرسلان الملقب بيبغو «2» اكلان، وآخر توفي زمن شبابه. وكان للأمير ميكائيل بن سلجوق ولدان: طغرلبك، وداود جغري بك، فعلى هذا يكون ألب أرسلان محمد بن جغري داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق. وقرأت في بعض التواريخ أن أباه جغري بك عهد إليه في سنة احدى وخمسين وأربعمائة حين مرض باليرقان، وضعف مزاجه، وجهز اليه السلطان مودود «3» جيشا الى خراسان، ففوض ولاية عهده الى ابنه ألب أرسلان، فأقام ألب أرسلان ببلخ

مدة حتى انكشفت عنه وعثاء السفر. ولما سمع مودود بذلك جمع الجنود، ولزموا مكانهم، فحمل عليهم السلطان ألب أرسلان حملة ساق التقدير منها الى جيوش غزنة قتلا ذريعا، وانهزاما سريعا، وأسر ألب أرسلان ألف رجل من القواد، وغنم من الخيل والسلاح ما لا يدخل في الحساب، فلما دخل على أبيه جغري بك سر بذلك وزال (285- و) مرضه، ثم سار بعد ذلك جغري بك وألب أرسلان الى ترمذ ووالي القلعة بها الكاتب البيهقي «1» ، فخرج منها، وتوجه الى غزنة، وسلمها الى جغري بك، ففوض جغري بك ولاية بلخ وطخيرستان وترمذ وخش وولوالج الى ألب أرسلان، وشد أزره بوزارة أبي علي بن شاذان، فعمر بلاده بحسن كفايته، ولما قرب موته سأل ألب أرسلان أن يفوض الوزارة بعده الى نظام الملك. ثم ورد خاقان الترك ترمذ وخربها ونهبها، فطرده ألب أرسلان عنها، فمضى الخاقان وخيم على جيحون من جانب بخارى، وطلب المصالحة، مصالحة جغري بك، واجتمع به، ثم افترقا، وأثر المرض في جغري بك، وزاد ضعفه، وكان عمره سبعين سنة، فقضى نحبه في صفر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة في سرخس، وقام مقامه في الملك السلطان ألب أرسلان، وكان ملكشاه حينئذ ابن ست سنين، وعاش طغرلبك السلطان بعد جغري بك ثلاث سنين. قرأت في كتاب الربيع «2» تأليف غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال بن الحسن بن ابراهيم بن هلال الصابئ، وأخبرنا به أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف ابن علي البغدادي وغيره اجازة عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن قال: حدثني بعض الخراسانية، قال: خرج ألب أرسلان بن داود، الملقب عضد الدولة، وهو صبي الى الصيد فرأي شيخا ضعيفا على رأسه شوك قد قطعه وتعب به، وهو ذا يقاسي (285- ظ) من حمله شدة وصعوبة، فقال له: يا شيخ، قال: لبيك، قال: أتحب

ان اريحك مما أنت فيه من هذا الكدّ والتعب والنصب مع الشيخوخة وكبر السن؟ فظن الشوكي أنه يعطيه ما يكفه به عن ذاك ويعينه، فقال: أي والله يا مولاي، فرماه بنشابة قتلته مكانه. وهذا صدر من ألب أرسلان في حال الصبوة والجهل، وحمله عليه سكر الشباب، أما في حالة اكتهاله واستقراره في الملك، فكان من أعدل الملوك وأحسنهم سيرة وأرغبهم في الجهاد ونصرة الدين. قرأت في منتخب من كتاب زبدة التواريخ للامير أبي الحسن علي بن الشهيد أبي الفوارس ناصر بن الحسيني قال: لما استبد السلطان ألب أرسلان بالامر، واستوى على سرير الملك بسط على الرعايا جناح العدل ومدّ عليهم ظل الرأفة والبذل، وقنع من الرعايا بالخراج الأصلي في نوبتين من كل سنة، وكان يتصدق في كل سنة في شهر رمضان بأربعة آلاف دينار ببلخ، وألف بمرو، وألف بهراة، وألف بنيسابور، ويتصدق بعشرة آلاف في حضرته. وكتب السعاة اليه سعاية بنظام الملك، وتعرفا بمكاسبه، ووضعوه على طرف مصلاه، فدعا السلطان نظام الملك وقال له: خذ هذا الكتاب فان صدقوا فيما كتبوه فهذب أخلاقك، وأصلح أحوالك، وان كذبوا فاغفر للجارم، وأشغل الساعي بمهم من مهمات الديوان حتى يعرض عن الكذب والبهتان «1» . قرأت بخط أبي غالب (286- و) بن الحصين: في شهر رمضان- يعني من سنة ست وخمسين وأربعمائة- وصل ركابي من تبريز بكتاب من نظام الملك يخبر ان السلطان ألب أرسلان أوغل في الغزاة ببلاد الخزر، وبلغ حيث لم يبلغ أحد من الملوك وافتتح بلدا عظيما يسمى أسد شهر، وقتل نحو ثلاثين ألف رجل، وسبى ما يوفى على خمسين ألف مملوك، وهادن ملك الأبخاز، وعاد من ذلك الثغر، ونزل على مدينة آني من بلاد الروم ففتحها عنوة وهي مدينة عظيمة تشتمل على سبعمائة ألف دار، واسر منه خمسمائة ألف إنسان.

قال: وهو أول من ذكر على منابر مدينة السلام بالسلطان عضد الدين ألب أرسلان. وقرأت بخط أبي غالب أيضا، سنة خمس وستين وأربعمائة: في أولها غزا السلطان ألب أرسلان جيحون، وكان معه زيادة على مائتي الف فارس، وعبر عسكره اليهم في نيف وعشرين يوما من صفر، وكان قد قصده شمس الملوك تكين بن طمغاج، وأتاه وأصحابه بمستحفظ قلعة يعرف بيوسف الخوارزمي، وحمل الى قرب سريره، وهو مع غلامين، فتقدم بأن يضرب له أربعة أوتاد، وتشد أطرافه اليها، فقال: يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة! فاحتد السلطان ألب أرسلان، واخذ القوس والنشابة، وحرص على قتله، وقال للغلامين: خلياه فخلياه ورماه، فأخطأه، ولم تخطىء له قط نشابة غير هذه، فعدا يوسف اليه وكان السلطان جالسا على سدّة، فنهض ونزل فعثر ووقع على وجهه، وقد وصله يوسف فبرك عليه وضربه (286- ظ) بسكين كانت معه في خاصرته، ودخل السلطان الى خيمته وهو مثقل، ولحق بعض الفراشين يوسف فقتله بمروة «1» كانت في يده، وقضى ألب أرسلان نحبه، وجلس للعزاء به ببغداد ثامن جمادي الآخرة، ومولده سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وبلغ من العمر أربعين سنة وشهرين. ودفن السلطان ألب أرسلان عند قبر أبيه بمرو. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: ملك البلاد ألب أرسلان وهو محمد ابن داود، كسر قتلمش بديه نمك «2» في ذي الحجة سنة خمس وخمسين، واستخلص الملك، وغزا الروم في شعبان سنة ثلاث وستين، وكسر الروم، وأسر ملكهم، ونودي عليه في السوق، ثم منّ عليه وخلاه، ورده الى ملكه، وقتل ببليدة يقال لها نرزم على طرف جيحون، سلخ صفر، أو غرة شهر ربيع الاول سنة خمس وستين واربعمائة، وحمل الى مرو، ودفن بجنب أبيه. أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن هلال قال:

ألب أرسلان،

حدثني أبو الحسن البصروي الشاعر قال: رأيت أبا طاهر بن أبي قراط العلوي في المنام وأنا أقول له: ما فعل الله تعالى بك، وكنت أعلم فساد اعتقاده، فلم يجبني، فلما كررت عليه القول وهو على حاله في ترك الاجابة قال لي: دع عنك هذا فقد ضرب الله نيسابور اثنين وسبعين عصا، وانتبهت، ففسرته على بعض من يدخل إليّ ممن له بذلك معرفة. فقال: عد يا سيدنا اثنين وسبعين يوما وانظر ما يتجدد بنيسابور. فكان قتل عضد الدولة ألب أرسلان بن داود سلطانها على جيحون في الجانب الشرقي، وقد عبر لقتال شمس الملك بن بوريخان صاحب سمرقند وبخارى وتلك الاعمال في اليوم الثالث والسبعين من المنام، وكان ذلك عجيبا، ويقال إن أهل بخارى وسمرقند وما يتاخمها من الاعمال اجتمعوا بسمرقند لما أظلتهم من عساكر ألب أرسلان، وكانت عظيمة، والاكثر يقول: انها قاربت مائتي ألف فارس، وأن لم يكن لسلطانهم ولهم به قوة، وبدأ الاجتياح والنهب في الاعمال، وبات صلحاء الناس بسمرقند في الجامع مدة اسبوع يصومون ويفطرون على الرماد والملح، ويدعون الله كفايتهم ما قد أظلهم وامر من قد قصدهم، فلم تنسلخ أيام الاسبوع حتى ورد اليهم خبر قتله، وأن يوسف أحد أصحاب شمس الملك لما أخذ من قلعة هناك أحضر بين يديه، فتهدده وتوعده، ثم ضرب اليه نشابة، وقال لغلامين اتراكا كانا يمسكانه: خلياه ورماه فلم يصبه، وعدا اليه يوسف فبرك عليه وجرحه بسكين كانت في خفه جراحة عاش منها ثلاثة أيام ومات «1» . ألب أرسلان، ويسمى محمدا أيضا، بن رضوان بن تتش بن ألب أرسلان بن جغري بك ابن سلجون بن تقاق، أبو شجاع، الملقب تاج الدولة، الأخرس، وألب أرسلان الذي قدمنا ذكره جد أبيه. ملك حلب حين مات أبوه رضوان وهو صبي، وتولى تدبير أمره خادم أبيض كان من خدم أبيه اسمه لؤلؤ (288- ظ) ويعرف باليايا، فلم تتم له سنة حتى قتله غلمانه بالمركز من قلعة حلب، ووافقهم على ذلك لؤلؤ اليايا. وكان الثغ لا يحسن الكلام فدعي بالأخرس لذلك. وكان مهوّرا قليل العقل، سفاكا للدم منهمكا في المعاصي.

سمعت والدي رحمه الله يقول: جمع تاج الدولة الأخرس بن رضوان جماعة من الأمراء والأجناد وادخلهم إلى موضع بالقلعة شبيه بالسرداب أو المصنع لينظروه، فلما حصلوا كلهم فيه قال لهم: ايش تقولون فيمن يضرب رقابكم هاهنا، فتضرعوا إليه، وأيقنوا بالقتل، وقالوا: يا مولانا نحن مماليك وبحكمك، وخضعوا له حتى اخرجهم، ثم إنهم خافوا على أنفسهم منه فاجمعوا على قتله فقتلوه. وقال لي الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم: كان جدي مالك من جملة الأمراء الذين فعل بهم ذلك، فلما نزل من القلعة سار عن حلب الى قلعة جعبر، وترك المقام بحلب خوفا على نفسه. قال: ومضى أكثر الأمراء من حلب من خدمته إلى أن قتل، عمل عليه لؤلؤ الخادم مملوك أبيه مع جماعة من الامراء، فقتلوه. قال: ثم إن لؤلؤ خاف فأخذ الاموال من قلعة حلب، وسار طالبا بلاد الشرق، فلما وصل الى دير حافر قال سنقر الجكرمشي: تتركونه يقتل تاج الدولة، ويأخذ الاموال، ويمضي! فصاح بالتركية- يعني- الأرنب الأرنب، فضربوه بالسهام فقتلوه. قال: ولما هرب لؤلؤ (287- ظ) اقامت القلعة في يد آمنة خاتون بنت رضوان يومين فلما قتل لؤلؤ، ملكوا سلطان شاه بن رضوان. هكذا قال لي، ولؤلؤ، هو الذي نصب سلطان شاه بعد قتل أخيه، وبقي سنة وثمانية أشهر يدير دولته. وقرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني قال: وولي بعده- يعني رضوان- أبو شجاع محمد بن رضوان، وكان لا يحسن أن يتكلم واستولى على حلب وله من العمر تسع عشرة سنة، وقتل خلقا من أصحاب أبيه. فاغتاله خادم كان خصيصا به اسمه لؤلؤ في رجب سنة ثمان وخمسمائة، وكان ملكه بحلب سنة واحدة. قال لي بدران بن حسين بن مالك: بلغني أن تاج الدولة الاخرس خرج يوما الى عين المباركة، ونصب بها خيمه، وأخذ معه أربعين جارية، ووطئهن كلهن في ذلك اليوم.

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: ألب أرسلان بن رضوان بن تتش بن ألب أرسلان التركي ولي امرة حلب بعد موت أبيه رضوان في جمادي الآخرة سنة سبع وخمسمائة وهو صبي عمره ست عشر سنة، وتولى تدبير أمره خادم لأبيه اسمه لؤلؤ، ورفع عن أهل حلب بعض ما كان جدد عليهم من الكلف، وقتل أخويه ملك شاه وميريجا «1» ، وقتل جماعة من الباطنية، وكانت دعوتهم قد ظهرت في حلب في أيام أبيه، ثم كاتب (288- هـ) طغتكين أمير دمشق، ورغب في استعطافه، فأجابه طغتكين الى ذلك، ودعا له على منبر دمشق في شهر رمضان من هذه السنة، ثم قدم الب أرسلان في هذا الشهر دمشق، وتلقاه طغتكين وأهل دمشق في أحسن زي وأنزله في قلعة دمشق، وبالغ في اكرامه، فأقام بها أياما، ثم عاد الى حلب في أول شوال، وصحبه طغتكين، فلما وصل حلب لم ير طغتكين ما يحب ففارقه وعاد الى دمشق. وساءت سيرة ألب أرسلان بحلب وانهمك في المعاصي واغتصاب الحرم، وخافه لؤلؤ اليايا، فقتله بقلعة حلب في الثامن من شهر ربيع الآخرة من سنة ثمان وخمسمائة ونصب أخا له طفلا عمره ست سنين، وبقي لؤلؤ بحلب الى أن قتل في آخر سنة عشر وخمسمائة «2» . قرأت في مدرج وقع الي بخط العضد مرهف بن أسامة بن منقذ فيه تعاليق من الحوادث في السنين قال: وفيها- يعني سنة ثمان وخمسمائة، قتل الاخرس ابن الملك رضوان في يوم الاثنين خامس شهر ربيع الآخر. قلت: ومن العجب العجيب الذي فيه عبرة لكل أريب أن رضوان لما ملك

ذكر من أسمه الياس

حلب قتل أخوين كانا له، فقوبل في عقبة، فلما ولي ألب أرسلان قتل أخويه ابني رضوان. نقلت من خط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي عنه قال: سنة سبع وخمسمائة، فيها: مات الملك رضوان بحلب، وجلس موضعه ولده تاج الملوك ألب أرسلان، وصار أتابكه لؤلؤ الخادم، وقتلوا من الخدم والخواص جمعا حتى استقام أمرهم، وقبض على أخوته وفيها قتل تاج الدولة بن الملك رضوان أخوته ملك شاه وابراهيم صبيين أحسن الناس صورا، وقتل خادم أبيه التونتاش المجني، وقتل الفتكين الحاجب وخافه الناس، فألب عليه خادمه أتابكة لؤلؤ من قتله. ثم قال: سنة ثمان وخمسمائة، فيها: قتل تاج الدولة ألب أرسلان بن رضوان صاحب حلب بداره في قلعة حلب بتدبير أتابكه لؤلؤ، وأجلسوا موضعه أخاه الملك سلطان شاه بن رضوان «1» . كذا قال العظيمي: «ملك شاه وابراهيم» وهو وهم وانما هو وميريجا، وأما ابراهيم فانه آخر من بقي من ولد رضوان، ولم يبق من ذرية رضوان الا عقبة الى يومنا هذا. ذكر من أسمه الياس الياس بن محمد بن الياس بن ابراهيم التميمي البالسي: حدث عن أبيه محمد بن الياس بن ابراهيم البالسي روى عنه ابنه أبو الأسد محمد بن الياس الخطيب البالسي. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي، فيما أذن لنا (288- ظ) في روايته عنه، قال: أخبرنا عمر بن علي بن الخضر القرشي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علوان الحلبي قال: أخبرنا

الياس بن عبد الله:

الفقيه معدان بن كثير بن الحسن بن المعمر البالسي بحلب قال: حدثنا القاضي الاجل أبو التمام عبد العزيز بن محمد بن الياس قال حدثنا والدي محمد بن الياس قال: حدثنا والدي الياس بن محمد قال: حدثنا والدي محمد بن الياس قال: حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار بالمصيصة قال حدثنا محمد ابن قدامة قال حدثنا جرير عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر للناس» «1» . الياس بن عبد الله: أبو الخير، عتيق أبي منصور المظفر بن عبد القاهر بن الحسن السهروردي، قاضي الموصل سمع بالموصل خطيبها أبا الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، وروى لنا بالموصل، وذكر لي أنه قدم حلب مع مولاه حين اجتاز بها رسولا، قال لي: وقدمتها مرارا كثيرة في تجارة، وكان شيخا حسنا صحيح السماع أمينا. أخبرنا الياس بن عبد الله مولى ابن السهروردي بالموصل قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب بالموصل قال: أخبرنا أبو المظفر ميمون بن محمد بن أحمد في داره المعمورة بترمذ قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق المرغيناني قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم الحكيم الاشبارياني قال: أخبرنا نسطور الرومي (289 و) بقرية من قرى بارات «2» يقال لها تكركان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لذذ أخاه بما يشتهي كتب الله له ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة ورفع له في الجنة ألف درجة، ويطعمه الله تعالى من ثلاث جنان: من العدن، والفردوس، والخلد. «3» . الياس بن.... الفقيه الملقب بناصح الدين، فقيه كان بسيواس يدرس الفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، فأرسله صاحب سيواس الملك ياغي يسن بن الدانشمند

اليون المرعشي:

الى حلب ليأخذ الفتاوى من أئمتها على الملك فخر الدين بسبب يمين جرت بين ابن الدانشمند وبين فخر الدين، وأدعى أنه قد نقض العهد وخالف اليمين حين نزل يحاصر آمد، والغالب عليها يومئذ الملاحدة، وكانوا يومئذ معاهدين لمن حالف الملك ابن الدانشمند، فدخل بلاد الملك فخر الدين ونهبها، ونفذ الفقيه الياس لأخذ خطوط الأئمة بها، وكانا قد تحالفا على أن يكون كل واحد منهما صديق الآخر، وعدو عدوه كائنا من كان، وكان بحلب يومئذ علاء الدين عبد الرحمن الغزنوي، وتاج الدين عبد الغفور الكردي الحنفيان، وشرف الدين عبد الله بن عصرون رحمهم الله أجمعين. اليون المرعشي: كان روميا من أهل مرعش، وكان قد مضى مع مسلمة بن عبد الملك في أيام أخيه سليمان بن عبد الملك، فملكه الروم عليهم بالقسطنطينية. قال البلخي في تاريخه: وجهز سليمان مسلمة حتى بلغ القسطنطينية في مائة ألف وعشرين ألفا، وكان استصحب البون المرعشي ليدله على الطريق والعورات، وأخذ عهوده ومواثيقه على الوفاء والمناصحة، فعبروا الخليج وحاصروا القسطنطينية فلما برح بهم الحصار عرضوا الفدية على مسلمة فأبى أن يفتحها إلّا عنوة، قالوا: فابعث الينا اليون فانه رجل منا، ويفهم كلامنا مشافهة، فبعثه اليهم فسألوه عن وجه الحيلة فقد ضاق بهم الامر، فقال: يا أهل قسطينطينية إن ملكتموني عليكم لم أفتتحها لمسلمة، فبايعوه على الملك والامرة، فخرج اليون وقال لمسلمة: قد أجابوني انهم يفتحونها، غير أنهم لا يفتحون ما لم تتنح عنهم، قال مسلمة: أخشى والله ان هذا منك غدر، فحلف له أليون أن يدفع اليه كل ما في قسطنطينية من ذهب وفضة وديباج وسبي، ورحل مسلمة وتنحى الى بعض الرساتيق ودخل اليون، فلبس التاج، وقعد على سرير الملك، (289 ظ) وأمر بنقل الطعام والعلوفات من خارج فملأوا الاهراء وشحنوا المطامير، وبلغ الخبر مسلمة فعلم أنه كان غدرا، فأقبل راجعا فأدرك شيئا من الطعام، وغلقوا الابواب دونه، وبعث الى اليون يناشده الوفاء الى العهد، فأرسل اليه اليون: ملك الروم لا يبايع بالوفاء، ونزل بفنائهم

أمجد بن عبد الملك:

مسلمة ثلاثين شهرا، حتى أكل أهل عسكرة الميتة والعظم، وقتل منهم خلق عظيم ثم رحل وانصرف «1» . أمجد بن عبد الملك: أبو المجد الوركاني القاضي قاضي بلاد الروم، ووركان قرية من قرى قاشان، وكان فاضلا أديبا شاعرا واعظا متفننا في علوم شتى، ودخل حلب أو عملها في طريقة الى بلاد الروم، ووقع الي من شعره قوله: يؤرقني ذكر عهودي ومشهدي ... متى لاح برق ببرقة ثهمد «2» وتذري غروبي كلما هبت الصبا ... دموعا كمن فض الجمان المبدد اذا نشرت أيدي الظلام فروعه ... طويت على جمر الغضا المتوقد ***

ذكر من اسمه امرؤ القيس

ذكر من اسمه امرؤ القيس امرؤ القيس بن حجر الملك بن الحارث الملك بن عمرو المقصور الملك بن حجر آكل المرار الملك بن عمرو الملك بن معاوية الملك بن الحارث بن يعرب وقيل معاوية الملك بن ثور الملك بن مرتع وهو عمرو أول ملوك كندة بن معاوية بن ثور، وهو كندة، أبو وهب، وقيل أبو عمرو وقيل أبو يزيد، وقيل أبو الحارث وقيل أبو كبشة الكندي، أحد ملوك كندة وابن ملوكهم. وقال الوزير أبو القاسم بن المغربي في كتاب النسب الذي جمعه ووسمه بالايناس: امرؤ القيس بن حجر حندج «1» . وقال في كتاب «فائت كتاب المكائرة عند المذاكرة «2» » : وأما امرؤ القيس ابن حجر فاستغني باشتهاره عن ذكر شيء من أخباره وأشعاره فأحببت أن أثبت اسمه فهو، صح لي حندج والحندج الرملة العظيمة، والجمل العظيم، والقيس الشدة. وامرؤ القيس من شعراء الجاهلية، وهو أول من فتح (290 و) باب الشعر، وذكر بعض الرواة، أن امرأ القيس كان مليح الوجه، حسن الاخلاق، غير أنه كان مبغضا الى النساء. وقرأت بخط أبي عبد الله بن خالويه: كان امرؤ القيس مفركا «3» أي تبغضه النساء.

وقرأت بخط غيره: ويقال ان بعض من كان يلوذ به من النساء فركته، وقالت أشم منك رائحة كلب، فيقال أنه أرضع من لبن كلبة. وأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كلب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين، وكانت بنو أسد قتلوا أباه حجرا، وامرؤ القيس غائب، فانتدب لطلب ثأر أبيه، فلما علم أنه لا طاقة له بذلك سار الى قيصر ملك الروم، مستنجدا به على الاخذ بثأر أبيه، واجتاز في طريقه بظاهر مدينة حلب وبحماة وشيزر، وقد ذكر مواضع من قرى حلب وأعمالها في قصيدته الرائية التي يذكر فيها مسيره الى بلد الروم، وقصده قيصر وأولها: سما لك شوق بعد ما كان أقصرا ... وحلت سليمى قرن ظبي فعرعرا «1» كنانية بانت وفي الصدر ودها ... مجاورة نعمان «2» والحي يعمرا بعنيك «3» ظعن الحي لما تحملوا ... على «4» جانب الافلاج «5» من جنب تميرا «6» قال فيها: ولما بدت حوران والآل دونها ... نظرت فلم تنظر بعينك منظرا تقطع أسباب اللبانة والهوى ... عشية جاوزنا حماة وشيزرا (290 ظ) عشيه جاوزنا حماة وشيزر «7» ... أخو الجهد لا يلوي على من تعذرا بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ... وأيقن أنا لا حقان بقيصرا فقلت له: لا تبك عينيك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعدرا «8»

قال فيها: ألا رب يوم صالح قد شهدته ... بتاذف ذات التل من فوق طرطرا «1» تاذف قرية في وادي بزاعا الى جانب باب بزاعا من اقليم وادي بطنان، وطرطر هي باططل الآن تعرف بذلك، وقيل طرطر اسم نهرها. وقرأت بخط توزون الطبري فيما رواه عن أبي عمر الزاهد قال: وقال أبو عمرو بن الطوسي: وأما طرر فأخبرني الوليد بن عبيد البحتري الشاعر قال: هي قرية عندنا بناحية منبج يقال لها باطرطل باللام. وقرأت في شعر امرئ القيس عن أبي نصر عن أبي سعيد الأصمعي رواية أبي الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي في تفسير هذا البيت: تاذف قرية بالشام لبني كلاب فيها حصن، وطرطر أيضا قرية هناك وانما هي باطرطر، ثم قال فيها: ولا مثل يوم في قذاران ظلته ... كأني وأصحابي على قرن أعفرا «2» يقول لم نكن على طمأنينة كأنا كنا على قرن ظبي أعفر، وقذاران قرية في وادي بطنان أيضا من شمالي باب بزاعا معروفة، وقد جاء في بعض الروايات: «ولا مثل يوم في قذار ظلته» وهي قرية أيضا من قرى حلب من ناحيتها (291- و) القبلية من أعمال السهول والنهريات القبلية، وأكثر هذه القرية جار في ملكي، والآن تسمى أقذار، وتسمى التي في وادي بطنان أقذاران. ويروى في هذه القصيدة: لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ... ولابن جريج كان في حمص أنكرا يذكرها أوطانها تل ماسح ... مساكنها من بر بعيص وميسرا «3» وقال ابن الكلبي: بربعيص بحمص، وتل ما سح «4» بقنسرين.

قرأت في كتاب «أدب الخواص «1» » تأليف الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي، قال: أول ما سمع حجر من شعر ابنه امرئ القيس قوله: اسقيا حجرا على علاته ... من كميت لونها لون العلق «2» قال الوزير: واني لأستقبح أن يقول قائل لأبيه «على علاته» ، وأظن ذلك هو الذي غاض حجرا، فلما سمعه أمر الساقي بلطم وجهه واخراجه ونهاه عن قول الشعر، ثم سمعه يوما وهو يشرب من فضلة أبيه، وهو يقول: وهر تصيد قلوب الرجال ... وأفلت منها ابن عمرو حجر «3» يعني هر بنت سلامة بن عبد الله بن عليم من بني كليب، وابنها الحارث وهو الملقب بالخرساء، وقيل: إن هرا جارية كانت لأبيه، والأول أصح، فوثب اليه أبوه فضربه، وأمر مولى له أن يقتله، فلم يقتله وأظهر قتله، ثم ندم على ذلك. وقال غير الوزير أبي القاسم: إنه لما نهاه أبوه عن قول الشعر ولم ينته أمر حجر حاجبه (291- ظ) ربيعة «4» بقتله وأخبر أنه قتله، فتبين ندمه، فقال: لم أقتله وإنما تركته على جبل فأمره بإحضاره، ثم طرده عنه، فلم يزل يسير في العرب ومعه قيانه وهجائنه يصيد ويشرب الخمر، فبينما هو في شربه إذ نعي اليه أبوه، وأن بني أسد قتلته، وكان ملكهم، قتلوه لعسفه وظلمه، انتخى له علباء بن الحارث ابن حارثة بن هلال أحد بني كاهل بن أسد، فضربه بعكاز فأصاب نساه «5» فمات، وانتهبوا أمواله، وكان حجر قتل أباه. ولما بلغه قتله قال: ضيعني صغيرا وحملني ثقل الثأر كبيرا، اليوم خمر وغدا

أمر، وقال أبياتا، ثم نهض واستنهض بكر بن وائل فأجابوه، فهجم على بني كنانة، فقتل فيهم ظنا منه أنهم بنو أسد، حتى أخبرته عجوز بهم، ثم واقع بني أسد، ولم يدرك منهم ثأره، وبعد ذلك أبت بكر وتغلب أن تتبعه لقتله كنانة ظلما، وآل أمره حتى دخل الروم واستنجد بملكهم واسمه أسطاس «1» . قال الوزير أبو القاسم: وقيل أنه لما قتل حجر تنازع امرؤ القيس ابنه، وثعلبه ابن مالك أحد بني عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن كندة في الملك بعده فأجمعا للحرب فأكف امرؤ القيس أصحابه، وبرز الى ثعلبة وحده، وطعن فيهم، فحملوا عليه فولى هاربا، وهم في طلبه، فخرج عليهم أصحاب امرئ القيس فكسروهم وأسر ثعلبة وقتله صبرا وقال: لا وأبيك ابنة العامري ... لا يدّعي القوم أني أفر «2» قلت: قد ذكر الوزير أنه قال: وهر تصيد قلوب الرجال ... وأفلت منها ابن عمرو حجر (292- و) وثب إليه أبوه وضربه، وأمر مولاه بقتله، ثم قال: انه لما قتل حجر تنازع امرؤ القيس وثعلبة، وأنه أسر ثعلبة، وقتله صبرا، وقال: لا وأبيك ابنة العامري البيت، والبيتان جميعا في قصيدة واحدة وفي ذلك من التناقض ما لا يخفى. قال الوزير: بعض الناس يظن أن وفادة امرئ القيس الى الروم كانت للاستجاشة على بني أسد، وليس كذلك، وانما سببها أن المنذر بن ماء السماء اللخمي لما عاد الى الملك أيام أنوشروان أنفذ في طلب بني آكل المرار جيشا من بكر وتغلب، فأسر منهم ستة عشر رجلا، وقيل اثني عشر، فضرب أعناقهم بالحيرة، في دور بني مرينا، وهي تسمى لذلك تل الأملاك، ولذلك قال عمرو بن كلثوم:

فآبوا بالنهاب وبالسبايا ... وأبنا بالموك مصفدينا «1» ونجا امرؤ القيس بالهرب ولجأ الى هانىء بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، فاستجاره فلم يجره، فأتى سعد بن الضباب الإيادي، وكان سيد قومه في وقته فأجاره زمنا فمدحه وهجا هانىء وقيل إن أم سعد كانت تحت حجر فطلقها، وهي حامل فتزوجها الضباب، فولدت عنده سعدا فنسب إليه. ثم تنقل في الاحياء في طيء، وذكر الوزير كثيرا ممن نزل عليه، ثم قال: إنه نزل على المعلى بن تيم بن ثعلبة بن جدعان بن مقصور واسمه لوذان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن بن فطرة بن طىء، (292- ظ) فلما تغيب المعلى عن بيته اغتنمها المنذر، وقصد بيته وفتشه فأدخل ابنه امرأ القيس إلى نسائه، فلم يجده عندهم وعاد، فمدحهم امرؤ القيس: كأني إذ نزلت على المعلى ... نزلت على البواذخ من شمام فما ملك العراق على المعلى ... بمقتدر ولا الملك الشآمي أصد نشاص ذي القرنين ... حتى تولى عارض الملك الهمام أقر حشا امرئ القيس بن حجر ... بنو تيم مصابيح الظلام «2» فسموا مصابيح الظلام لهذا القول، ثم خرج امرؤ القيس من فوره يريد قيصر «3» . قلت: وقال امرؤ القيس في الملوك الذين قتلهم المنذر بن ماء السماء من بني آكل المرار بالحيرة. ألا يا عين بكي لي سنينا ... وبكي لي الملوك الذاهبينا ملوكا من بني حجر بن عمرو ... يساقون العشية يقتلونا

فلو في يوم معركة أصيبوا ... ولكن في ديار بني مرينا بنو مرينا قوم من أهل الحيرة. فلم يغسل جماجمهم بغسل ... ولكن بالدماء مزملينا «1» وذكر أبو عمرو عثمان بن بحر الجاحظ في تقدير ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين امرئ القيس أنه نحو مائتي سنة، أو مائة وخمسين سنة، وأورده في الحيوان «2» . وقال الوزير ابن المغربي: والصحيح الذي يوجبه التقريب في التقدير أن بين مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبين موت امرئ القيس خمسا وخمسين سنة، وبين مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبين هجرته ثلاثا وخمسين سنة «3» (293- و) . ***

امرؤ القيس فى كلام النبي (ص)

[امرؤ القيس فى كلام النبي (ص) ] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قراءة عليه وأنا أسمع بحلب، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد الزينبي- قراءة عليه- وأبو القاسم السمرقندي، وابن مسعود المجلي وغيرهما- إجازة ان لم يكن سماعا منهم أو من أحدهم- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي البصري يقول: حدثنا بكر بن علي ابن محمد الصيدلاني قال: حدثنا أبو هفان الشاعر قال: حدثنا الأصمعي عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس قائد الشعراء الى النار «1» . هكذا وقع وقد سقط بين الأصمعي وابن سيرين ابن عون، والله أعلم. أخبرنا به على الصواب أبو علي المبارك بن أبي الحسن بن الحسين بن المطرز في كتابه قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الأنباري قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن مخلد قال: حدثنا أبو بكر جنيد بن حكيم الأزدي قال: حدثنا أبو هفان الشاعر قال: حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: امرؤ القيس بن حجر قائد لواء الشعراء يوم القيامة الى النار. أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن هبة الله التاجر قال: أخبرنا أبو طالب العدل قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد العجمي قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد البزاز أبو الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن نهشل قال: حدثنا حميد بن الربيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا

أبو الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء وقائدهم الى النار. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر السنجي ببلخ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني قال أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار (294- و) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن السني قال: أخبرنا أبو يعلى- يعني الموصلي- قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هشيم عن أبي الجهم الواسطي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء الى النار. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين ابن زكريا وأبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغدي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان. قال أبو الفضل: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي. وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان البزاز قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي الفارسي قال: حدثنا ابو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال حدثنا حميد بن الربيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء الى النار «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قال: أخبرنا أبو طاهر

الحافظ قال: سمعت اسماعيل بن عبد الجبار الماكي قال: سمعت أبا يعلى (294- ظ) الخليلي يقول: حدثنا جدي والقاسم بن علقمة قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: حدثنا أحمد بن الربيع قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا أبو الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس قائد لواء الشعراء الى النار. أخبرنا مرجا بن أبي الحسن الواسطي قال: أخبرنا محمد بن علي بن احمد الكتاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا عثمان بن نصر الطائي قال: حدثنا يحيى بن أكثم قال: حدثنا المأمون أمير المؤمنين عن هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس قائد الشعراء بأزمتهم الى النار. أخبرنا فراس بن علي العسقلاني قال: أخبرنا أبو طاهر الخشوعي قال: أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: أخبرنا أبو القاسم الحنائي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الخصاص قال: حدثنا حميد قال: حدثنا هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء في النار. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله الكبريثي قال: أخبرنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن مهرايزد النحوي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني قال: حدثني محمد بن يحيى بن كثير قال: حدثنا الخضر (295- و) بن محمد بن شجاع قال: أخبرنا هشام عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: امرؤ القيس قائد الشعراء في النار لانه أول من أحكم قوافيها.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش الآزجي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش العكبري- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري قراءة قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى النهرواني الجريري- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي قال: حدثنا سليمان بن سيف قال حدثنا حبان أبو عبد الله جار أبي عاصم قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب قال: حدثني فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن فقالوا: يا رسول الله لقد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس قال: وكيف ذاك؟ قالوا: أقبلنا نريدك حتى اذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الطريق، فمكثنا ثلاثا لا نقدر عليه فتفرقنا الى أصول طلح وسمر ليموت كل رجل منا في ظل شجرة فبينا نحن بآخر رمق إذا راكب يوضع على بعير معتم، فلما رآه بعضنا قال والراكب يسمع: (295- ظ) . لما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طامي «1» فقال الراكب: من يقول هذا الشعر- وقد رأى ما بنا من الجهد، قال: قلنا: امرؤ القيس بن حجر، قال ما كذب وإن هذا لضارج، أو ضارج عندكم، فنظرنا فإذا بيننا وبين الماء نحو من خمسين ذراعا فحبونا اليه على الركب، فإذا هو كما قال امرؤ القيس على العرمض يفىء عليه الظل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة، بيده لواء الشعراء يقودهم الى النار. قال: وأخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: وحدثناه أحمد بن عيسى بن السكين البلدي قال: حدثني أبو داود سليمان بن سيف الحراني قال: حدثنا

حبان بن هلال أبو عبد الله البصري جار أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن السائب قال: حدثنا فروة بن عفيف- أو قال: عفيف- بن معد يكرب عن أبيه عن جده قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم من الاعراب حفاة عراة، فقالوا: يا رسول الله لقد أنجانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر فقال: كيف ذاك؟ قالوا: يا رسول الله أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أضللناه ثلاثا، لا نقدر عليه فبينا نحن كذلك عمد كل رجل منا الى ظل شجرة أو سمرة ليموت (296- و) تحتها فإذا راكب على بعير له يوضع، فلما رآه بعضنا قال: والراكب يسمع: لما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائصها دام تيممت العين التي عند ضارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طام قال: فقال الراكب: يا عبد الله من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر قال: والله ما كذب وإن عنده الآن لضارجا عليه العرمض يفيء عليه الظل، قال: فنظرنا فاذا ليس بيننا وبينه إلا فدر عشرين ذراعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة بيده لواء الشعراء يقودهم الى النار «1» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو المعالي بن عبد الرحمن بن صابر إجازة- قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: أخبرنا محمد بن موسى بن حماد قال: حدثنا محمد بن سهل الأزدي عن هشام بن محمد عن أبيه قال: أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فأضلوا الطريق وفقدوا الماء، فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء فجعل الرجل منهم يستدري بفيء السمرة

أو (296- ظ) الطلح آيسا من الحياة حتى خفت كلامهم من العطش، فبيناهم كذلك أقبل راكب وهو ينشد بيتين لامرىء القيس: ولما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طامي فقال الراكب: من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس، فقالوا: فأين ضارج؟ قال: هو ذا خلفكم، فانحرفوا إليه، فإذا ماء غدق، وإذا عليه العرمض والظل يفيء عليه فشربوا منه وحملوا حتى بلغوا الماء، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه وقالوا: أحيانا ببيتين من شعر امرئ القيس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسي في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء الى النار. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي عن أبي علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو جعفر احمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني برزويه قال: حدثني محمد بن الحسن الأعرج عن البرقي عن ابن الكلبي: أن قوما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أشعر الناس، فقال ائتوا ابن الفريعة- يعني حسان- فأتوه، فقال: ذو القروح- يعني امرئ القيس- فرجعوا فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدق رفيع في الدنيا خامل في الآخرة، شريف (297- و) في الدنيا وضيع في الآخرة، هو قائد الشعراء الى النار. أو كما قال. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي، وأبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النسوي الصوفي قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قال: أخبرنا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال: فحدثني علي بن بكر قال: حدثنا أحمد بن الخليل قال: أخبرنا أبو زيد بن عبيدة قال: حدثني علي بن الصباح قال: حدثنا هشام بن محمد عن فروة

ابن سعيد بن عفيف بن معدي كرب عن أبيه عن جده قال: قدم قوم من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر، قال: وكيف ذاك؟ قال: قالوا: أقبلنا نريدك فضللنا فبقينا ثلاثا بغير ماء فاستظللنا بالطلح والسّمر، فأقبل راكب متلثم بعمامة وتمثل رجل منا ببيتين: ولما رأت أن الشريعة همها ... وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج ... يفيء عليها الظل عرمضها طامي فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر، قال فلا والله ما كذب، هذا ضارج عندكم، فحبونا على الركب الى ماء كما ذكر عليه العرمض يفيء عليه الطلح فشربنا رينا، وحملنا ما بلغنا الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسي في الآخرة خامل (297- ظ) فيها، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء الى النار. ويقال أن لبيدا قدم المدينة قبل إسلامه، فقال نفر من قريش لرجل منهم: انهض الى لبيد فاسأله أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشعر الناس؟ فنهض إليه فسأله، قال: إن شئت أخبرتك من أعلمهم؟ قال: بل أشعرهم قال: يا حسان أعلمه فقال حسان: الذي يقول: كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحنتف البالي قال: هذا امرؤ القيس، فمن الثاني؟ قال: يا حسان أعلمه، قال الذي يقول: كأن تشوفه بالضحى ... تشوف أزرق ذي مخلب إذا سلّ عنه جلال له ... يقال سليب ولم يسلب قال لبيد: وهذا له أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أدركته لنفعته، ثم قال: معه لواء الشعراء يوم القيامة حتى يتدهدأ بهم في النار، فقال لبيد: ليت هذه المقالة قيلت لي وإني أدهدأ في النار، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه «1» .

أخبرنا عمر بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السكري البزاز- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد ابن سلم بن راشد الختلي قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام بن عبيد الله بن زياد الجمحي في كتاب طبقات الشعراء الجاهليين في الطبقة الأولى: امرؤ (298- و) القيس بن حجر بن الحارث ابن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة «1» . قال ابن طبرزد: وأنبأنا أبو غالب بن البناء عن أبي الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: قال ابن الكلبي: إنما سمي حجر بن عمرو بن معاوية الأكرمين آكل المرار لأن امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الأكرمين لما أغار عليه ابن الهيولة السليحي، فأخذها فقال لها: كيف ترين الآن حجرا؟ فقالت: أراه والله خبيث الطلب شديد الكلب، كأنه بعير أكل مرارا، والمرار نبت حار يأكله البعير فيتقلص منه مشفره، وكان حجرا أفوه الأسنان، فشبهته به فسمي آكل المرار بعد ذلك «2» . أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني- إجازة- قال في معجم الشعراء: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار الكندي، وامرؤ القيس أحد ملوك كندة، وابن ملوكهم وسمي عمرو المقصور لاقتصاره على ملك كندة دون غيرهم، وسمي حجر آكل المرار، لأن امرأته قالت: هو شديد الكلب، سريع الطلب، مزبد شدقاه، كأنه جمل آكل مرار، فسمي بذلك، والمرار نبت حار يتقلص منه مشفر البعير، وقد اختلف في نسب آكل المرار، فقال أبو عبيدة: هو آكل المرار بن عمرو بن

معاوية بن عمرو بن معاوية بن ثور (298- ظ) وثور هو كندة، وقال عمر بن شبة ومن قال بقوله: هو آكل المرار بن عمرو بن حجر، وهو أول ملوك كندة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة بن مرتع بن عفير «1» . وقال محمد بن سلام: هو آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية ابن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة «2» . وقال هشام بن محمد الكلبي: كندة اسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث ابن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان، وقد خولف ابن شبة وابن سلام وابن الكلبي في هذا النسب، والخلاف فيه مشروح في الكتاب المونق «3» . قال: وقيل كنية امرئ القيس أبو عمرو، وقيل أبو الحارث، وقيل أبو كبشة ويلقب ذا القروح، ويقال ذو القروح، ونسب الى ذلك للبسه الحلة المسمومة التي أهداها إليه قيصر فقرحت جسده، وهو الملك الضليل، وسمي بذلك لأن ملك كندة ضل على يده لما تنقل في أحياء العرب طالبا ثأر أبيه، ثم ارتحل الى قيصر يستنجده، فمات بأرضه وبطل ملكهم، وأمه فاطمة بنت ربيعة أخت كلب ومهلهل ابني ربيعة التغلبيين. أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني- إذنا- قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن زبر قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال: حدثنا مسعود بن بشر قال: سمعت الأصمعي (299- و) يقول: امرؤ القيس بن حجر، يكنى أبا يزيد، وأبا وهب. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي الخضر القرشي التاجر- قدم علينا

حلب قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش الحلبي النحوي، قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي، قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال: حدثنا علي بن الأعرابي قال: حدثنا علي بن عمروس عن هشام بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح قال: كان يدخل مكة رجال متعممون من جمالهم مخافة أن يفتتن بهم، منهم: عمرو الطهوي، وأعيفر اليربوعي وسبيع الطهوي، وحنظلة بن مرثد من بني قيس بن ثعلبة، وكان يقال له برجد من حسنه، والزبرقان بن بدر، وعمرو ابن حممة الدوسي، وأبو خيثمة بن رافع، وزيد الخيل بن مهلهل الطائي، وقيس بن سلمة، وشراحيل الجعفي، وذو الكلاع الحميري، وامرؤ القيس بن حجر الكندي، وجرير بن عبد الله البجلي. قرأت في رسالة أبي علي الحاتمي في الشعر والشعراء قال: ولا خلاف بين الرواة أن امرأ القيس كان راوية أبي دؤاد، وأنه لم يزل يقتضب شعره (299- ظ) وينتزع معانيه فمن ذلك قول أبي دؤاد «1» : إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... أناف بجذع مثل جذع السحوق فقال امرؤ القيس: إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... تقول هرير الريح مرت بأثأب «2» وقال أبو دؤاد: وقد أغتذي والطير في وكناتها ... بمنجرد ضافي السبيب عتيق

فقال امرؤ القيس: وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل «1» أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري- إجازة- قال: أجاز لي أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني. قلت: ونقلته من نسخة عليها خط المرزباني وسماع عبد السلام البصري فيها قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري- إملاء من كتابه- قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد التوزي قال: قرأت على أبي عبيدة معمر بن المثنى، ح. قال العنزي: وحدثنا ابراهيم بن شعبان قال: حدثنا أبو الحسن الأثرم قال: قرأت على أبي عبيدة قال: اتفقت العرب العكاظيون أن لا يعدوا من الشيء إلا ثلاثة، ثم يكفوا ولا يزيدوا عليها شيئا، فإن لحق بعد ذلك شيء لم يعدوه، فاتفقوا على أن أشعر الشعراء في الجاهلية ثلاثة: امرؤ القيس بن حجر الكندي، ونابغة بني ذبيان، وزهير بن أبي سلمى، ثم اختلفوا، فقال بعضهم: امرؤ القيس أولهم فتح لهم الشعر فاستوقف، وبكى في الدمن وذكر ووصف ما فيها ثم قال: دع ذا رغبة عن المنسبة «2» . وكتب فوقه التشبيه وعلم عليه ص، فتبعوا أثره، وهو أول من شبه الخيل بالعصا واللقوة والسباع والظباء والطبر، قال: واللقوة العقاب، فشبهوها بهذه الأوصاف، وكان ما شبه بالعصا قوله: كميت كأنها هراوة منوال «3» . وما شبه باللّقوة وهي العقاب قوله:

كأني بفتخاء الجناحين لقوه ... صيود من العقبان طاطات شملال «1» وما شبه بالسباع: له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل «2» وقال من فضل النابغة: هو أوضحهم كلاما وأقلهم سقطا وحشوا، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع، ولشعره ديباجة إن شئت قلت: ليس بشعر مؤلف من ثابته ولينه، وإن شئت قلت: صخر لو رديت به الجبال لأزلتها. وقال الذين فضلوا زهيرا: هو أمدح القوم وأشدهم أسر شعر. قلت هذا من قولهم: أسر قتبه أسرا أي شده بالقد. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال: أخبرنا الفضل بن الحباب قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: أخبرني يونس بن حبيب أن علماء البصرة كانوا يقدمون امرؤ القيس بن حجر، وأن أهل الكوفة كانوا يقدمون الأعشى، وأن أهل الحجاز والبادية يقدمون زهيرا والنابغة. قال ابن سلام وأخبرني أبان بن عثمان البجلي قال: مر لبيد بالكوفة في بني نهد فأتبعوه رسولا مسئولا، فسأله: من أشعر الناس؟ قال الملك الضليل، فأعادوه إليه، قال: ثم من؟ (300- و) قال: الغلام القتيل، وقال غير أبان: ابن العشرين، يعني طرفة، قال: ثم من؟ قال: الشيخ أبو عقيل، يعني نفسه. قال محمد بن سلام أخبرني شعيب بن صخر عن هارون بن ابراهيم قال:

سمعت قائلا يقول للفرزدق: من أشعر الناس يا أبا فراس؟ قال: ذو القروح، يعني امرؤ القيس، قال: حين يقول ماذا؟ قال: حين يقول: وفاهم جدهم ببني أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب «1» قال ابن سلام: واحتج لامرىء القيس من يقدمه وليس أنه قال ما لم يقولوا، ولكنه سبق العرب الى أشياء ابتدعها استحسنتها العرب واتبعته فيها الشعراء منها: استيقاف صحبه، والبكاء في الديار، ورقة النسيب، وقرب المأخذ وتشبيه النساء بالظباء والبيض، وتشبيه الخبل بالعقبان والعصي، وقيد الأوابد، وأجاد في التشبيه وفصل النسيب وبين المعنى، وكان أحسن طبقته تشبيها، وأحسن الاسلاميين تشبيها ذو الرمة «2» . قلت: والى ذلك أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله. وذكر امرأ القيس فقال: خسف لهم عين الشعر، وافتقر عن معان عور أصح بصر «3» . وقد تكلم أبو سليمان الخطابي على معنى قول عمر رضي الله عنه، بما أخبرنا به المؤيد بن محمد في كتابه عن أبي عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: قال أبو سليمان الخطابي: (300- ظ) في حديث عمر أنه ذكر امرئ القيس فقال خسف لهم عين الشعر وافتقر عن معان عور أصح بصر، فسره ابن قتيبة في كتابه فقال: خسف من الخسيف وهو البئر تحفر في حجارة فيستخرج منها ماء كثير، وافتقر فتح، وهو من الفقير، والفقير فم القناة، وقوله عن معان عور يريد أن امرأ القيس من اليمن وليست لهم فصاحة. قال أبو سليمان هذا لا وجه له، ولا موضع لاستعماله فيمن لا فصاحة له، إنما أريد بالعور هاهنا غموض المعاني ودقتها، من قولك عورت الركية، إذا دققتها، وركية عوراء، قال الشاعر: ومنهل أعور احدى العينين ... بصيره الأخرى أصم الأذنين

جعل العين التي تنبع بالماء بصيرة، وجعل المندفنه عوراء فالمعاني العور على هذا هي الباطنة الخفية، كقولك هذا كلام معمى أي غامض غير واضح، أراد عمر أنه قد غاض على معان خفية على الناس، فكشفها لهم، وضرب العور مثلا لغموضها وخفائها وصحة البصر مثلا في ظهورها وبيانها، وذلك كما أجمعت عليه الرواة من سبقه الى معان كثيرة لم يحتذ فيها على مثال متقدم كابتدائه في القصيدة بالتشبيب والبكاء في الاطلال، والتشبيهات المصيبة والمعاني المقتضبة التي تفرد بها فتبعه الشعراء عليها وامتثلوا (301- و) رسمه فيها. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد- إجازة إن يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري قال: حدثنا الاصمعي قال: سألت بشار الاعمى: من أشعر الناس؟ فقال: اختلف الناس في ذلك، فأجمع أهل البصرة على امرئ القيس وطرفة بن العبد. وأنبأنا ابن طبرزد عن أبي العز بن كادش قال: أخبرنا أبو يعلى بن الفراء قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن سعيد بن اسماعيل بن محمد بن سويد قال: حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي قال: حدثنا العنزي قال أخبرنا دماد قال: قال أبو عبيدة: ذهب اليمن بجد الشعر وهزله، فجده امرؤ القيس وهزله أبو نواس. أنبأنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف. وأنبأني أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه قال: أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي قال: حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ قال: حدثنا اسماعيل بن يونس قال: حدثنا محمد بن الجهم قال: سئل الفراء يحيى بن زياد القيسي عن أشعر العرب فأبى أن يقول، فقيل له: إنك لهذا موضع فقل، فقال: كان زهير بن أبي سلمى (301- ظ) واضح الكلام مكتفية بيوته، البيت منها بنفسه كاف، وكان جيد المقاطع، وكان النابغة جزل الكلام حسن الابتداء، والمقطع تعرف في شعره

قدرته على الشعر لم يخالطه ضعيف الحداثة، وكان امرؤ القيس شاعرهم الذي علم الناس الشعر والمديح والهجاء بسبقه إياهم، وإنه إن كان خارجا من جيد الشعراء يفوقهم وكان لطرفة شيء ليس بالكثير، وليس كما يذهب إليه بعض الناس لحداثته وكان لو متع بسن حتى كبر معه شعره كان خليقا أن يبلغ المبالغ، وكان الأعشى يضع لسانه من الشعر حيث شاء، وكان الحطيئة نفي الشعر، قليل السقط، حسن الكلام مشربه، وكان لبيد وابن مقبل يجريان مجرى واحدا في خشونة الكلام وصعوبته، وليس ذلك بمحمود عند أهل الشعر، وأهل العربية يشتهونه لكثرة غريبه، وليس يجود الشعر عند أهله حتى يكون صاحبه يقدر على تسهيله وايضاحه، فاذا نزلت عن هؤلاء بجرير والفرزدق فهما اللذان فتقا الشعر، وعلما الناس وكادا يكونان خاتمي الشعر، وكان ذو الرمة شيخ الشعر، يشبه فيجيد ويحسن، ولم يكن هجاء ولا مداحا، وليس الشاعر إلا من هجا فوضع، أو مدح فرفع كالحطيئة والأعشى فإنهما كانا يرفعان ويضعان، ثم قال الفراء: والله الرافع الواضع. وأنبأنا الحسن (302- و) قال: أخبرنا علي قال: أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي عن أبي علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن الحسن المخزومي قال: قيل لحسان بن ثابت: من أشعر الناس؟ قال: أبو أمامة- يعني النابغة الذبياني، قيل: ثم من؟ قال: حسبك بي مناضلا أو منافحا، قيل: فأين أنت عن امرؤ القيس؟ قال إنما كنت في ذكر الانس. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن الخضر البغدادي- قراء عليه- قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد وشهدة بنت أحمد ابن الفرج، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد. قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد

ابن ابراهيم بن علي الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري قال حدثنا الزبير بن بكار قال: أخبرني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثني أبي أن امرأة لقيت كثير عزة وكان قليلا دميما، فقالت: من أنت؟ قال: كثير عزة، قالت: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، قال: مه رحمك الله فاني أنا (302- ظ) الذي أقول: فإن أك معروق العظام فإنني ... إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن «1» قالت: وكيف تكون بالقوم وازنا، وأنت لا تعرف إلا بعزة! قال: والله لئن قلت ذاك، لقد رفع الله عز وجل بها قدري وزين بها شعري وإنها لكما قلت: فما روضه بالحزن طاهرة الثرى ... يمج الندى جثجاثها «2» وعرارها بأطيب من أردان عزة موهنا ... وقد وقدت بالمندل الرطب نارها من الخفرات البيض لم تلق شقوه ... وبالحسب المكنون صاف نجارها فإن برزت كانت لعينك قرة ... وإن غبت عنها لم يعممك عارها «3» قالت: أرأيت حين تذكر طيبها إذا استجمرت بالمندل الرطب، فلو أن زنجية استجمرت بالمندل الرطب لطاب ريحها، ألا قلت كما قال امرؤ القيس: خليليّ مرابي على أم جندب ... نقضي لبانات الفؤاد المعذب ألم تر بأني كلما جئت طارقا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيب «4» قال: الحق والله خير ما قيل، هو والله أنعت لصاحبته مني. قلت الذي يقع لي أن كثير عزة أراد الروضه بقوله: «وقد وقدت بالمندل الرطب نارها» وفي الكلام تقديم وتأخير وقوله: هو أنعت لصاحبته (303- و) مني، إن صح الخبر، ففيه اعتراف بتفضيل بيتي امرؤ القيس على شعره والأمر كذلك

لعذوبة ألفاظها، وصفها بأنه إذا طرقها وجد بها طيبا، وإن لم تطيب وليس في أبيات كثير مثل ذلك لأنه وصف أرادنها بأن الروضة الموصوفة ليست بأطيب منهما ويحتمل أن أرادنها كانت مطيبة، وكذلك يحتمل صرف قوله: «وقد قدت بالمندل الرطب نارها» الى عزة كما وقع للمرأة التي لقيته، وإن يكن أراده، وبيتا امرؤ القيس مخلصان من ذلك، فاعترف بفضلها على شعره، لا أنه اعترف بأنه رد الضمير في قوله «نارها» الى عزة والله أعلم. أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل السلماني وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر. قال أبو بكر: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن علي، وقال أبو الحسن: أنبأنا عبد الله ابن عبد الرحمن، قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: وأنشد لامرىء القيس: فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليل من المال ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي «1» أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب- إجازة- قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز- قراءة- قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام قال: واستحسن الناس من (303- ظ) من تشبيه امرؤ القيس: كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي «2» وقوله: نظرت إليها والنجوم كأنها ... قناديل رهبان تشّبّ لقفال «3»

وقوله يصف فرسا: عظيم طويل مطمئن كأنه ... باسفل ذي ماوان سرحه «1» مرقب له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وصهوة عير قائم فوق مرحب له جؤجؤ «2» رحب كأن لجامه ... يعالى به في رأس جذع مشذب وعينان كالماوتين ومحجر ... إلى سند مثل الرتاج المضبب إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... يقول هزيز الريح: مرت بأثأب كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مخضب «3» قرأت في نسخة عتيقة من شعر امرؤ القيس عن أبي نصر عن أبي سعيد الاصمعي قال الفرزدق: اصابنا مطر بالبصرة جود، فلما أصبحت ركبت بغلتي وخرجت نحو المربد، فإذا أنا بآثار دواب قد خرجن الى ناحية البادية، فظننت أن قوما قد خرجوا يتنزهون وهم خلقاء أن تكون معهم سفرة وشراب، فاتبعت آثارهم حتى انتهيت الى بغال عليها رحائل موقوفة على غدير من ماء، فأسرعت المشي الى الغدير فأشرفت فإذا فيه نسوة مستنقعات في الماء الى حلوقهن (304- و) فقلت: لم أر كاليوم قط، ولا يوم دارة جلجل، ثم انصرفت فنادينني. يا صاحب البعلة ارجع نسألك عن شيء فانصرفت اليهن. فقعدن في الماء، ثم قلن: بالله ألا حدثتنا حديث يوم دارة جلجل. قال: فأخبرهن بما كان. قال عبد الله بن والان رجل من بني تميم، كان راوية للفرزدق، قلت للفرزدق: حدثنا أيضا به، قال: حدثني جدي وأنا يومئذ غلام حافظ لما أسمع أن امرئ القيس، كان عاشقا لابنة عم له يقال لها عنيزة وأنه طلبها زمانا فلم يصل اليها، وكان يطلب الغرة من أهله ليزورها، فلم يتفق له حتى كان يوم الغدير، وهو يوم دارة جلجل، وذلك أن الحي احتملوا فتقدم الرجال، وخلفوا النساء والعبيد والعتقاء فلما رأى امرؤ القيس ذلك تخلف بعد قومه غلوة فكان في غيب من الارض حتى مرّ به النساء فاذا فتيات ومعهن عنيزة فلما وازين الغدير قلن: لو نزلنا واغتسلنا في هذا

الغدير ليذهب عنا بعض الكلال فقالت احداهن: افعلن فنزلن ونحين العبيد عنهن، ثم تجردن ودخلن الغدير فأتاهن امرؤ القيس مخاتلا وهن غوافل فأخذ ثيابهن وهن بالغدير، وقعد وقال: والله لا أعطي جارية منكن ثوبها ولو ظلت في الغدير الى الليل حتى تخرج متجردة وتكون هي التي تأخذ ثوبها، فأبين ذلك عليه حتى تعالى النهار وخشين أن يقصرن دون المنزل الذي يردنه فخرجت احداهن فوضع لها ثوبها ناحية فمشت (304- ظ) اليه فأخذته فلبسته، ثم تتابعن على ذلك حتى بقيت عنيزة وحدها فناشدته الله أن يضع لها ثوبها فقال لها: والله لا تمسينه دون أن تخرجي عريانة كما خرجن فنظر اليها مقبلة ومدبرة، فوضع لها ثوبها فلبسته فأقبل النسوة عليه فقلن له حبستنا وعذبتنا وجوعتنا قال: فان نحرت لكن ناقتي تأكلن منها؟ قلن: نعم فاخترط سيفه فعفرها ثم كشطها وجمع حطبا، وأجج نارا عظيمة فجعل يقطع لهن من كبدها وسنامها وأطايبها فيرمينه على الجمر ويأكلنه، ويشربن من فضلة كانت معه ويغنيهن وينبذ الى العبيد من الكباب حتى شبعن وطربن، فلما أردن الرحيل قالت احداهن: أنا أحمل طنفسته. وقالت الاخرى: أنا أحمل حشيته وأنساعه، فتقسمن رحله، وبقيت عنيزة لم تحمل شيئا، فقال لها امرؤ القيس: يا بنت الكرام ليس لك بد من أن تحمليني معك فاني لا أطيق المشي، ولم أتعوده فحملته على غارب بعيرها، فكان يجتنح اليها، ويدخل رأسه في خدرها اذا شاء أن يقبلها، فاذا امتنعت عليه مال حدجها فتقول: يا امرأ القيس قد عقرت بعيري فسر بنا، فسار كذلك حتى اذا كان قريبا من الحي نزل فأقام حتى اذا جنه الليل اتى أهله. وقال امرؤ القيس في ذلك- وكلب يزعمون ان خمسة أبيات من أولها لامرىء القيس بن حمام «1» الكلبي ولا يزيدون على الخمسة شيئا: (305- و) . قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمال وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل وان شفائي عبرة مهراقة ... وهل عند رسم دارس من معوّل

كدأبك من أم الحويرث قبلها ... وجارتها أم الرباب بمأسل اذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل ففاضت دموع العين مني صبابة ... على النحر حتى بل دمعي محملي ألا رب يوم لك منهن صالح ... ولا سيما يوم بدارة جلجل ويوم عقرت للعذارى مطيتي ... فيا عجبا من رحلها المتحمل فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت: لك الويلات انك مرجلي تقول وقد مال الغبيظ بنا معا ... عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل فقلت لها: سيري وأرخي زمامه ... ولا تبعديني من جناك المعلل فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذي تمائم محول اذا ما بكى من خلفها انصرفت له ... بشق وتحتي شقها لم يحول ويوما على ظهر الكثيب تعذرت ... علي وآلت حلفة لم تحلل أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ... وان كنت قد أزمعت هجري فاجملي (305- ظ) فان تك قد ساءتك مني خليفة ... فسلي ثيابي من ثيابك تنسل أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل وما ذرفت عيناك الا لتضربي ... بسهميك في اعشار قلب مقتل «1» وذكر تمام القصيدة. نقلت من خط أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف، وكان عالما بالتاريخ قال: لما افترق أهل اليمن وملك كل قوم رئيسهم من قبائل اليمن، وصارت كندة الى أرض معد فجاورتهم ثم ملكوا رجالا منهم كان أول ملوكهم يقال له مرتع بن معاوية بن ثور فملك عشرين سنة، ثم ملك ابنه ثور بن مرتع، فلم يقم الا يسيرا حتى مات، فملك بعده معاوية بن ثور، ثم ملك الحارث بن معاوية أربعين سنة، ثم ملك وهب بن الحارث عشرين سنة، ثم ملك معاوية بن الحارث أحد وأربعين سنة ثم ملك

عمرو بن معاوية اثنتين وعشرين سنة، ثم ملك حجر بن عمرو آكل المرار ثلاثة وعشرين سنة، وهو الذي حالف بين كندة وربيعة بالربائث، وهو موضع، ثم ملك عمرو بن حجر أربعين سنة وغزا الشام ومعه ربيعة فلقيه الحارث بن شمر فقتله، فملك بعده المحارب بن عمرو، وامه ابنة عوف الشيباني، ونزل الحيرة ففرق ملكه على ولده وهم: حجر، وشرحبيل وسلمة والعلفاء، فملك حجر بني أسد وكنانة، وملك شرحبيل على غنم وطيئ والرباب، وملك سلمة والعلفاء على قيس عيلان، فقتل الحارث وقام ولده بما كان في أيديهم وصبروا على قتال المنذر حتى كافؤوهم، فلما رأى المنذر ذلك (306- و) نفسهم فغلبهم على أرض العرب، وأوقع الشرور بينهم فاختلفوا وتنكرت بنو أسد لحجر بن الحارث وساءت سيرته فيهم، وكانت عنده أخت كلب بن ربيعة ومهلهل بن ربيعة، فلما خاف على نفسه حملها فاجتمعت بنو أسد على قتله وقتلوه «1» ، وكان القائم بأمر بني أسد علباء بن الحارث التغلبي، وكان امرؤ القيس غائبا، فلما بلغه مقتل أبيه جمع جمعا قصد به بني أسد، ونزل بالقرب منهم في الليل فذعر القطا فطار عن مجاثمه، فمر ببني أسد فقالت بنت علباء: ما رأيت كالليلة قطا أكثر، فقال علباء: ولو ترك القطا لغفا، وناما، فأرسلها مثلا، وعرف أن جيشا قد قرب منه فارتحل، وأصبح امرؤ القيس أوقع بكنانة، فأصاب فيهم وجعل يقول يا ثارات حجر، فقالوا: والله ما نحن بثاراك، نحن من كنانة، فقال: يا لهف نفسي على قوم هم ... كانوا الشفاء فلم يصابوا وقاهم جدهم ببني أبيهم ... وبالاشقين ما كان العذاب وفلّتهن علباء حريصا ... ولو أدركته صفر الوطاب «2» ومضى امرؤ القيس الى اليمن، لما لم يكن له قوة على بني أسد ومن معهم من قبائل قيس فأقام زمانا يشرب مع ندامى الشرب، الى أن سمع من يعيرة بقتل أبيه

فخرج الى قومه فأمدوه بخمسمائة مدجج، فخرج بهم فأوقع بقبائل معه، وقتل الاشعر بن عمرو، وشرب في قحف رأسه خمرا، وتفرق من كان معه الى اليمن، (306- ظ) وطلبت قبائل معد امرئ القيس، فلما علم أنه لا قوة له على طلب المنذر واجتماع القبائل من معد، ولم يتمكن يرجع، فصار الى سعد بن الضباب الايادي، وكان عاملا لكسرى في بعض العراق فاستتر عنده حينا حتى مات سعد، فخرج امرؤ القيس الى طيىء وجديلة ونبهان فتنقل بينهم مدة وصار الى تيماء الى السموأل ليجيره، فقال أنا لا أجير على الملوك، فأودعه ادراعا، وسار عنه الى ملك الروم فمدحه واستنصره فأمده بتسعمائة من البطارقة، فصار الطّماح الاسدي الى قيصر فقال له: ان امرئ القيس يشتمك في شعره وزعم أنك علج أغلف «1» ، فوجه قيصر الى امرئ القيس بحلة مسمومة، فلبسها فتقطع جلده ومات بأنقرة من أرض الروم. وقد قيل في انفاذ قيصر الحلة المسمومة لامرىء القيس قول آخر وهو: أن امرئ القيس هوته ابنة قيصر، وراسلته، وصار بينه وبينها أمر بلغ قيصر فأوجب أن فعل به ذلك. وقيل بأن الطماح بن قيس بن طريف الاسدي، وشى به الى ملك الروم بسبب ابنته، وكان حجر والد امرئ القيس، قتل أباه، فقال له ملك الروم: ائتنا بأمارة فأتاه بقارورة من طيب الملك، فبعث بها الطماح الى قيصر، وأخبره بالحديث فعرفه وعلم صحته، وأنفذ اليه الحلة المسمومة. ذكر ذلك الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي- في أدب الخواص- قال ابن المغربي: وقيل ان امرئ القيس لما وصل عند الملك مستغيثا به على من قتل أباه من العرب زوجه الملك بابنته، وأعطاه الرجال وخرج من عند الملك (307- و) فتخلفه الطماح قبيحا، وأوغر عليه قلب الملك، وقلب ابنته، فأعطاه خلعة مسمومة، وقال: الحق امرأ القيس، وادفع اليه هذه الخلعة، وقل له: ان الملك أكرمك بهذه الخلعة من جسده، ففعل وأعطاه الحلة فلمسها وعلم أنها مسمومة فقال:

وقد طمح الطماح بي من بلاده ... فلبسني من دائه ما تلبسا وبدلت قرحا داميا بعد نعمة ... فيا لك من نعمى يبدلن أبؤسا «1» أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين الشافعي- اجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الارتاحي. قال البوصيري: أخبرنا. وقال الارتاحي: أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي، قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا الزيادي قال: لما احتضر امرؤ القيس بأنقرة نظر الى قبر، فسأل عنه فقالوا: قبر امرأة عربية: فقال: (307- ظ) . أجارتنا ان المزار قريب ... واني مقيم ما أقام عسيب أجارتنا انا غريبان هاهنا ... وكل غريب للغريب نسيب «2» قال: وعسيب حبل كان القبر في سنده. قلت: عسيب جبل عظيم عال بقيصرية من الروم، وأنقرة هي أنكورية، والبلدان متباعدان بينهما مسيرة، وشاهدت أنا عسيب وقيل لي ان في أعلاه قبرين أحدهما قيل قبر امرئ القيس، والصحيح أن امرأ القيس مات بأنقرة، ولما أحس بالموت قال:

امرؤ القيس بن الحمام بن مالك بن عبيدة بن ذهل الكلبي:

كم طعنة مثعنجره وجفنة مبعثرة مدفونة بأنقرة «1» وانما ذكر عسيب، لانه جبل عظيم ببلاد الروم، أراد: اني مقيم بها ما أقام عسيب والله أعلم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل- اجازة- قال: أخبرنا جدي أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الاهوازي قال: حدثنا أبو الحسن مكي ابن محمد بن الغمر التميمي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن هارون البرذعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن وديع القاضي بطبرية قال: حدثنا ابراهيم ابن محمد الاهوازي قال: حدثنا الفضل بن جعفر قال: حدثني محمد بن بكر بن زكريا عن شيخ من بني هاشم، يكنى أبا جعفر، قال: وجد على قبر امرئ القيس مكتوبا: أجارتنا ان الخطوب تنوب ... واني مقيم ما أقام عسيب (308 و) أجارتنا انا غريبان هاهنا ... وكل غريب للغريب نسيب امرؤ القيس بن الحمام بن مالك بن عبيدة بن ذهل الكلبي: السكوني الشاعر، شاعر جاهلي صحب امرئ القيس بن حجر لما مر بأحياء كلب قاصدا قيصر، واجتاز معه بالاماكن التي مر بها امرؤ القيس من أعمال حلب، وقد ذكرنا في ترجمة امرئ القيس أن كلبا يزعمون أن خمسة أبيات من أول قصيدة ابن حجر التي أولها: «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل» لامرىء القيس بن حمام الكلبي، ولا يزيدون على الخمسة شيئا. وقال أبو جعفر الجرجاني: وامرؤ القيس بن الحمام السكوني ذكر الاصمعي انهم كانوا في الجاهلية يسمونه الذائد لقوله: أذود القوافي عني ذيادا ... وعلام غوى جرادا فأعزل مرجانها جانبا ... وآخذ من درها المستجادا

قال: وهو جاهلي قديم، وقد ذكر بعض الناس نسبة فقال: هو امرؤ القيس ابن الحمام بن مالك بن عبيدة بن ذهل بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن رفيدة بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران ابن الحاف بن قضاعة «1» . وقرأت في كتاب أدب الخواص تأليف أبي القاسم بن المغربي ان امرأ القيس ابن حمام الكلبي تبع امرئ القيس بن حجر حين قصد ملك الروم حين خرج من عند المعلى «2» يريد قيصر، ومر بكلب فتبعه منهم (308 ظ) امرؤ القيس بن حمام الشاعر، وكان من المعمرين، وعاش مائتي سنة فيما قالوا «3» . وقرأت في كتاب أدب الخواص تأليف أبي القاسم بن المغربي ان امرأ القيس قال: وحكى ابن الكلبي وأبو عبيدة أن امرأ القيس بن حمام الكلبي كان يصحب امرأ القيس بن حجر، وأنه أول من وصف الديار، وبكى الآثار وإياه أراد امرؤ القيس بقوله: يا صاحبي قفا النواعج ساعة ... نبكي الديار كما بكى ابن حمام «4» قال وابن حمام القائل: لآل هند بجنبي نفنف دار ... لم تمح جدتها ريح وأمطار أما تريني بجنب البيت مضطجعا ... لا يطبيني لدى الحين أبكار فرب نهب تصم الحي رجته ... أفأته وان بعض القوم عوّار «5» قال: وهي أبيات في شعر كلب، قال ابن الكلبي: اذا سئل علماء كلب عما وصف به ابن حمام الديار أنشدوا أبياتا من «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل» وذكروا أن امرأ القيس انتحلها وخمل ابن حمام.

امرؤ القيس بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث:

امرؤ القيس بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث: وهو الولّادة، سمي بذلك لكثرة ولده، ابن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي وفيه يقول امرؤ القيس بن حجر: ألا هل أتاها والحوادث جمة ... بأن امرئ القس بن تملك بيقرا «1» (309 و) وذلك أنه كان قد صحبه حين خرج من عند المعلى يريد قيصر، فلم يزل معه الى أن فارقه بأرض الروم، فلذلك قال: بيقر، أي سافر، وقيل أراد أتى أرض العراق، وتملك والدة السمط، وقال آخرون من أهل النسب ثقات: الذي عناه امرؤ القيس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط والله أعلم. ذكر هذا كله أبو القاسم بن المغربي في «كتاب أدب الخواص» فقد اجتاز امرؤ القيس بالنواحي التي ذكرناها في ترجمة امرئ القيس بن حجر. وذكر ابن الكلبي نحوا من ذلك، وقال: تملك بنت عمرو بن زبيد بن مذحج رهط عمرو بن معدي كرب. امرؤ القيس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط: قيل هو الذي كان في صحبة امرئ القيس بن حجر، وخرج معه من عند المعلى الى قيصر، وفارقه بأرض الروم. وقيل بل هو الذي قدمنا ذكره كما ذكر الوزير أبو القاسم، وأيهما كان فقد اجتاز مع امرئ القيس بن حجر بالاماكن التي ذكرناها. ***

أمير أميران بن زنكي بن آق سنقر:

أمير أميران بن زنكي بن آق سنقر: الملقب نصرة الدين أخي الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بن آق سنقر واسمه محمد دخل حلب، وملك المدينة دون القلعة، وكان أخوه نور الدين مريضا بالقلعة، وأرجف بموته، ومال اليه جماعة من الشيعة وأعادوا الاذان الى ما كان الحلبيون عليه قديما، بزيادة حي علي خير العمل، فلما عوفي نور الدين خرج من حلب «1» ، وسنذكر قصته في المحمدين ان شاء الله تعالى، توفي سنة ستين وخمسمائة. (309 ظ) . أميرك بن أبي المعروف بن ناصر بن علي: أبو المحاسن، ويقال أبو اليمن الجربوقاني الاسفراييني الفارسي وجربوقان من خطة أسفرايين «2» . قدم حلب وسمع بها من خطيبها أبي طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الحلبي سنة احدى وسبعين وخمسمائة، وسمع بتبريز أبا منصور محمد بن أسعد ابن محمد حفدة العطاري، وأبي عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الشحاذي، وبمصر أبا بكر محمد بن محمد بن يبقى الخزرجي. وحدث بالقاهرة عن بعض شيوخه وعن الرشنائي بن بندار بن الرشنائي بن الزنجاني. سمع منه عبد العزيز بن عيسى اللخمي وولده عيسى، وأبو الميمون عبد الوهاب بن عتيق بن وردان في سنة تسع وثمانين وخمسمائة. أنبأنا أبو الميمون عبد الوهاب بن عتيق بن وردان قال: أخبرنا أبو المحاسن

أميرك بن أبي المعروف بن ناصر الجربوقاني قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أسعد بن حفدة العطاري قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن الحسن الطبسي، وأبو الفتح عبد الرزاق ابن حسان المنيعي، والقاضي أبو بكر محمد بن الحسين، وشيخي أبو محمد الحسين بن مسعود، قالوا: أخبرنا أبو علي حسان ابن سعيد المنيعي قال: أخبرنا الاستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقيموا الصف في الصلاة فان اقامة الصف من حسن الصلاة «1» . ***

ذكر من اسمه أمية

ذكر من اسمه أمية أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي: أبو عثمان الأموي حدث عن أبيه وعكرمة مولى ابن عباس، وغزا الصائفة ووفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه. روى عنه محمد بن مروان بن أبان بن عثمان ومحمد بن اسحاق، ويحيى بن سليم الطائفي، واجتاز بحلب أو ببعض عملها في غزاته، وكانت من دابق. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن اسحاق الصغاني قال: حدثنا صدقة أبو عمرو المقعد- هو ابن سابق- قال: قرأت على محمد بن اسحاق: حدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث مروان بن الحكم- وهو أمير المدينة- قال: خلق الله عز وجل الملائكة لعبادته أصنافا وإن منهم لملائكة قياما صافين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة، فاذا كان يوم القيامة تجلى لهم تبارك وتعالى، ونظروا الى وجهه الكريم قالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك. أنبأنا زين الامناء الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن النجار قال: حدثنا نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الوليد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إليّ قال: أخبرني جدي عبد الله بن محمد علي اللخمي الباجي (310- و) قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يونس قال: أخبرنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا منصور بن بشير قال: حدثنا شعيب أبو يحيى وهو ابن صفوان عن محمد بن مروان بن أبان عن أمية بن عبد الله بن عمرو

ابن عثمان بن عفان قال: قدمت الصائفة غازيا فدخلت على عمر بن عبد العزيز فرحب بي، وقال: أين يا أبا عثمان؟ قلت: غازيا إن شاء الله، قال: صنعت الذي يشبهك، وما كان عليه أوّلوك، وخيار سلفك، إن هاهنا شيئا قد أمرنا به لمثل من كان في وجهك، قال: فقبلت ذلك، وكان خمسين دينارا، فلما رجعت مررت عليه فقال مثل مقالته الأولى، فقلت: يا أمير المؤمنين ما يقع مني هذا موقعا، قال ما يزيد على هذا أحد، ولو وجدت سبيلا إلى أن أعطيك غيره من بيت مال المسلمين لفعلت، فقلت: إن لي لولدا، قال: هذا حق، نكتب لك الى عاملك من كان منهم يطيق معاملة المسلمين في مغازيهم فرض له في عيال المسلمين، قلت فإن عليّ دينا فاقضه عني، قال: هذا حق نكتب لك الى عاملك فيبيع مالك فيقضي دينك، فما فضل عليك قضاه من بيت مال المسلمين، فقلت له: والله ما جئتك لتفلسني وتبيع مالي، قال والله ما هو غيره. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأبو الحسين بن الطيوري، وأبو الغنائم بن النرسي، واللفظ له قالوا: أخبرنا أبو أحمد الواسطي- زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني- قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: أمية بن عبد الله (310- ظ) ابن عمرو عن عكرمة، قال لي أحمد بن عاصم: حدثنا عبد الله بن هارون قال: حدثني أبي قال: حدثني ابن اسحاق قال: حدثني أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث مروان- وهو أمير المدينة- قال: خلق الله الملائكة لعبادته. وقال لي حسين بن حريث: حدثنا يحيى بن سليم، سمع أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، سمع عمر بن عبد العزيز قوله حديث آخر، وهو أخو محمد بن عبد الله القرشي الأموي، حجازي «1» . قال ابن طبرزد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن علي بن أبي عثمان قال: أخبرنا الحسن بن الحسن

ابن علي بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي قال: حدثنا يحيى بن سليم عن أمية ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كنا عمر بن عبد العزيز، فقال رجل لرجل: تحت إبطك، فقال عمر: وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه، قالوا: وما ذاك؟ قال: لو قال: تحت يدك كان أجمل. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا سليمان ابن إسحاق بن ابراهيم بن الخليل الجلّاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثنا محمد بن سعيد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأمه أم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية وقد (311- و) روي عنه، وأمية بن عبد الله هو الذي لقيته طيء يوم المنتهب فهزموه «1» . أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر من المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال حدثنا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد عبد الله بن عمرو بن عثمان: أمية وعبد العزيز، وأم عبد الله وخليدة، وعثيمة بني عبد الله لأم عبد العزيز بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. وأمية الذي كان غزا طيئا يوم المنتهب فهزمته أيام مروان بن محمد، وكان عبد الواحد بن سليمان استعمله على أسد وطئ، فجاءه سبعون رجلا من فزاره، فسألوه أن يخرج بهم معه ليغيروا على طيء لثأر لهم، فخرج بهم وتجمع إليه ناس من أهل المعادن طلبا للغنائم، فلقيه معدان بن راس الطائي بالمنتهب في جماعة من طيء فهزموه، وفي ذلك يقول معدان بن راس يعتذر إلى عبد الواحد بن سليمان،

والى أهل المدينة، ويذكر عرضهم على أمية أن يرد فزارة، ويأتي فيمن أحب، فيأخذ صدقه أموالهم، فقال معدان بن راس: ألا هل أتى أهل المدينة عرضنا ... خصالا من المعروف نعرف حالها على عاملينا والسيوف مصانة ... بأغمادها ما زايلتها نصالها أتينا الى بزاخ «1» سمعا وطاعة ... نؤدي زكاة حين حان عقالها ومن قبل ما جئنا وجاءت وفودنا ... الى فيد «2» حتى ما تعذر حالها فقالوا أغز بالناس تعطيك طيء ... إذا وطئتها الخيل واجتيح مالها (311 ظ) ودون الذي منوا أمية عيبة ... من الضرب لا يجلى بخيل طلالها دعوا بنزار فاغتزينا لطيء ... أسود الغضا أقدامها ونزالها دعوا بنزار فاغتزينا لطيء ... هنالك زلت من نزار نعالها وقد انقرض ولد أمية «3» . أنبأنا الحسن بن محمد قال أخبرنا عمي أبو القاسم قال: في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلّال شفاها قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا حمد ابن عبد الله- إجازة. قال: وأخبرنا ابن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سئل أبي عنه- يعني عن أميه بن عبد الله- فقال: ما بحديثه بأس «4» . قلت: وذكره أبو محمد في كتاب الجرح والتعديل بما أخبرنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أجازه لي- قال: كتب إلينا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق ابن مندة- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا

أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، روى عن عكرمة، وأبيه، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه ابن اسحاق، ويحيى بن سليم الطائفي، سمعت أبي يقول ذلك، وسئل عنه، فقال: ما بحديثه بأس «1» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أمية بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، أبو عثمان القرشي الأموي. روى عن أبيه، وعكرمة مولى ابن عباس، وعمر بن عبد العزيز، ووفد عليه. روى عنه محمد ابن اسحاق، ويحيى بن سليم الطائفي، ومحمد بن مروان بن أبان بن عثمان «2» . أخبرنا الفقيه أبو منصور عبد الرحمن بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن (312- و) «3» . ***

الجزء الخامس

[الجزء الخامس] بغية الطلب في تاريخ حلب صنفه ابن العديم الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن ابى جرادة الجزء الخامس حققه وقدّم له الدكتور سهيل زكار دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع [حرف الحاء] [ذكر من اسمه الحجاج] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي «1» الحجاج بن هشام*: كان مع مسلمة بن عبد الملك غازيا ببلاد الروم، وحكى حكاية جرت لبعض أسراء الروم مستملحة: وقع إلي ببغداد كتاب صنفه أحمد بن محمد بن اسحاق الزيات صاحب كتاب البلدان «2» ويشتمل على نوادر وغرائب وطرق وعجائب، فنقلت منه، وقال الحجاج ابن هشام: كنا مع مسلمة بن عبد الملك ببلاد الروم، فقفل منها، فنزل منزلا، ثم دعا بالأسارى فجعل يضرب رقابهم «3» ، فقدم إليه شيخ منهم فأمر بضرب عنقه.

الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم المشهور:

فقال له الشيخ: وما أربك الى قتلي، أنا شيخ كبير فان تركتني فديت نفسي بأسيرين من المسلمين في يدي، قال: لو وثقت بك لتركتك، قال: فاتركني فاني لا أغدر، قال ما تطيب بذلك نفسي الا أن تأتيني بضمين، قال ومن يضمني في عسكرك، فدعني أجل فيه فانظر، فأرسل معه رجلا يحفظه فجعل يدور ويتصفح وجوه الناس، حتى مر بفتى يحس فرسا له، فقال: هذا يضمنني، من غير أن يكلمه أو يعرفه، فأقبل الرسول على الفتى فقال: أتضمنه؟ قال: نعم، قال: أتعرفه؟ قال: لا. قال: فكيف تضمنه؟ قال: رأيته يتصفح وجوه الناس فلم يرج عند أحد منهم فرجا غيري، فما كنت لأخيبه، فضمنه اياه وأطلقه، فما لبث أن جاء بأسيرين من المسلمين، فدفعهما (2- و) الى مسلمة، ثم قال لمسلمة: ائذن للفتى يخرج معي حتى أكافئه، قال: قد أذنت له، فأقبل الرومي على الفتى فقال: أنت والله يافتى ابني، قال: وكيف وأنا رجل من العرب من بني كلاب وأنت من الروم؟ قال: والله ما هو الا أن رأيتك فتحركت في رحم، علمت أنها بيني وبينك فمن أمك؟ قال رومية قال: هي والله ابنتي سبيت صبية، ثم مضى به الى قريته، فنظر الفتى الى ابنة الرومي، وهي خالته فكأنما رأى أمه، ثم أخرج اليه حليا وثيابا مقطعة كانت لأمه، قد صانوها وحفظوها فدفعوها الى الفتى، ثم زوده وأرسلوا الى أمه بالسلام، وقالوا له: أخبرها بسلامة أمها وأختها فأقبل الفتى حتى صار الى أهله، وأخرج لهم بعض الحلي، فنظرت اليه فارتاعت وأرسلت عينها بالبكاء، وقالت: ظهرتم على قريتنا وانهبتموها؟ قال: لا تراعي وقص عليها القصة وأخبرها بسلامتهم «1» . الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم المشهور: ابن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر الثقفي، أبو محمد دخل الثغور الشامية وولي بها، وقرأت في بعض مطالعاتي أنه كان بنى موضعا للسلاح

بالمصيصة وجعل فيه السلاح ذخيرة للمسلمين، وكان يليها حينئذ. وكان في صحبه عبد الملك بن مروان، حين توجه لقتال مصعب بن الزبير، ونزل معه بطنان حبيب من أرض قنسرين. رأى عبد الله بن عباس (2- ظ) وحدث عن: أنس بن مالك، وسمرة بن جندب، وأبي بردة بن أبي موسى، وعبد الملك بن مروان. روى عنه: أنس بن مالك، وثابت البناني، ومالك بن دينار، وحميد الطويل وسعد بن أبي عروبة وقتيبة بن مسلم وجراد بن مجالد. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الشعيبتي الماليني «1» بهراة قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد ابن الجارود الجارودي الحافظ املاء بهراة قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البغدادي بجر جرايا «2» قال: حدثنا جعفر بن أحمد الدهقان قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا سيار عن جعفر عن مالك بن دينار قال: دخلت يوما على الحجاج فقال لي: يا أبا يحيى ألا أحدثك بحديث حسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: بلى، فقال: حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له الى الله حاجة فليدع بها دبر كل صلاة مفروضة «3» . أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا الحسن بن علي اللباد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أبي قال: أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر القرشي قال: أخبرني أبي قال: حدثنا أبو الحكم قال: حدثني محمد بن ادريس الشافعي قال: سمعت من يذكر أن المغيرة

ابن شعبة نظر الى امرأته (3- و) وهي تتخلل من أول النهار فقال: والله لئن كانت باكرت الغداء انها لرغيبة، وان كان شيء بقي في فيها من البارحة انها لقذرة فطلقها، فقالت: والله ما كان شيء مما ذكرت، ولكني باكرت ما تباكره الحرة من السواك فبقيت شظية في فيّ، قال: فقال المغيرة بن شعبة ليوسف أبي الحجاج بن يوسف: تزوجها فانها لخليقة أن تأتي بالرجل يسود، فتزوجها، قال الشافعي: فأخبرت أن أبا الحجاج لما بني بها واقعها فنام، فقيل له في النوم: ما أسرع ما ألقحت بالمبير «1» أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن الزينبي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد «2» . وقال يزيد بن عبد ربه: حدثنا أصحابنا عن أبي منصور عن عمرو بن قيس أن الحجاج بن يوسف سأله عن مولده فقال سنة الجماعة «3» سنة أربعين، فقال الحجاج وهو مولدي. أنبأنا القاضي أبو القاسم بن محمد الانصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر قال: سنة أربعين فيها ولد الحجاج بن يوسف. أخبرنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم وأبو الوحش (3- ظ) سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نطيف قال: أخبرنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا محمد بن

حميد قال: حدثنا علي بن مجاهد قال: حدثني عبد الله بن محمد بن مرة قال: سمعت زياد بن عبد الرحمن الكاتب يقول: ولد الحجاج بن يوسف سنة تسع وثلاثين. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها يعني سنة احدى وأربعين ولد الحجاج بن يوسف «1» . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو محمد حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي ليس بثقة ولا مأمون. أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن أبي القاسم بن أبي محمد قال في نسخه ما شافهني به أبو محمد الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال ابن مندة: وأخبرنا حمد بن عبد الله اجازة قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد، روى عن أنس، روى عنه مالك بن دينار (4- و) وثابت وجراد بن مجاهد سمعت أبي يقول ذلك «2» . أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني في معجم الشعراء، قال: الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن

هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر له شعير قليل «1» . أخبرنا أبو نصر القاضي في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر ابن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف واسمه قسي بن منبه بن بكر بن هوازن أبو محمد الثقفي، سمع ابن عباس وروى عن أنس بن مالك وثابت البناني وحميد الطويل ومالك بن دينار وجراد بن مجالد وقتيبة بن مسلم وسعيد بن أبي عروبة، وكانت له بدمشق آدر منها دار الزاوية التي تقرب قصر ابن أبي الحديد، ولاه عبد الملك الحجاز فقتل ابن الزبير، ثم عزله عنها وولاه العراق وقدم وافدا على عبد الملك «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن (4- ظ) أحمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار. وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار. قالا: حدثنا محمود بن محمد الأديب قال: حدثنا النفيلي قال: حدثنا أبو مسهر عن أبي سعيد بن عبد العزيز قال: قال عمر بن عبد العزيز: كانت في الحجاج خلتان وددت أنهما لم تكونا فيه: حبه للقرآن وأهله، وقوله عند موته: اللهم إنهم يزعمون أنك لا تغفر لي فاغفر لي. أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدى أبو بكر قال: أخبرنا أبو محمد بن زبر قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثني

أبي قال: قال ابن عون: كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ، عرفت أنه طال مادرس القرآن. أنبأنا ابن نسيم قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر بن المزرقي قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان قال: حدثنا هرون بن سليمان ويحيى بن حكيم قالا: حدثنا عبد الرحمن بن بكر السهمي قال: حدثنا عمرو بن منخل السدوسي قال: قال مطهر بن خالد الربعي عن أبي محمد الحماني قال: عملناه- يعني تجزئه القرآن- في أربعة أشهر وكان الحجاج يقرأه في كل ليلة. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالمسجد الاقصى قال: أخبرنا (5- و) أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الرحبي بفسطاط مصر قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن علي بن أحمد الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد الوكيعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي قال أخبرنا قبيصة عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: عجبا لاخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا. وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ابراهيم أنه كان اذا ذكر الحجاج قال: ألا لعنة الله على الظالمين. وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الاجلح عن الشعبي قال: أشهد أنه مؤمن بالطاغوت كافر بالله- يعني الحجاج. وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ابراهيم قال: كفى بمن يشك في أمر الحجاج لحاه الله. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ قال: حدثنا أبو منصور محمد بن محمد ابن أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، ح. قال أبو منصور: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب قال:

أخبرنا أبو بكر بن الجراح الخزاز قال أخبرنا أبو بكر بن دريد- واللفظ للقاضي- قال: أخبرنا الحسن- يعني- ابن الخضر قال: أخبرنا ابن عائشة قال: أتي الوليد بن عبد الملك برجل من الخوارج فقال له: ما تقول في أبي بكر؟ قال: خيرا، قال: فعمر؟ قال: خيرا، قال فعثمان؟ قال خيرا، قال فما تقول في أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: الآن جاءت المسألة: ما أقول في رجل الحجاج خطيئة من خطاياه. أخبرنا أبو بكر عيسى بن أبي الفضل السماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي، قال: أخبرنا محمد بن يونس قالا: أخبرنا أبو أحمد عن القاسم ابن حبيب عن العيزار بن جرول قال: خرجت مع زاذان إلى الجبان «1» يوم العيد فصلى وستور الحجاج ترفعها الرياح، فقال: هذا والله المفلس، فقلت له: تقول مثل هذا وله مثل هذا؟ فقال: هذا المفلس من دينه. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة، قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي. قال الارتاحي: إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب، ح. وأخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل بن سلامة قال أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا (6- و) أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن مروان المالكي قال: حدثنا ابن أبي الدنيا وابراهيم الحربي عن سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا صالح بن سليمان قال: قال عمر بن عبد العزيز: لو تخابثت الأمم

وجئنا بالحجاج لغلبناهم وما كان يصلح لدينا ولا لآخرة، لقد ولي العراق، وهو أوفر ما يكون للعمارة، فأخسّ به حتى صيّره إلى أربعين ألف ألف دينار، ولقد أدي إليّ في عامي هذا ثمانون ألف ألف، وإن بقيت إلى قابل رجوت أن يؤدّي إليّ ما ودّي إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مائة ألف ألف وعشرة ألف ألف. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن البناء- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الغنائم بن الدجاجي قال: أخبرنا. اسماعيل بن سعيد بن سويد قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد زياد بن الاعرابي قال: قال الهيثم بن عدي: مات الحجاج بن يوسف وفي سجنه ثمانون ألف محبوس، منهم ثلاثون ألف امرأة، فوجد في قصّة رجل بال في الرحبة، وخري في المسجد، فقال أعرابي: إذا نحن جاوزنا مدينة واسط ... خرينا وصلينا بغير حساب أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال أخبرنا أبو الحسين بن النقور، وأبو منصور عبد الباقي ابن محمد قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبيد الله السكري قال (6- ظ) زكريا بن يحيى المنقري: قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا أبو عاصم عن عباد بن كثير عن قحذم قال: أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة: إحدى وثمانين ألف أسير، وأمرهم أن يمشوا ويلحقوا بأهلهم، وعرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا، لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب، وكان فيمن حبس أعرابي أخذ يبول في أصل ربض مدينة واسط، فكان فيمن أطلق فأنشأ يقول: إذا نحن جاوزنا مدينة واسط ... خرينا وصلينا بغير حساب أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو الفتح الكروجي قال أخبرنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الغورجي قالوا أخبرنا أبو محمد الجراحي قال أخبرنا أبو العباس المحسوبي قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذي قال: حدثنا أبو

داوود سليمان بن سلم البلخي قال: أخبرنا النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال: أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني بدمشق- قراءة عليه وأنا اسمع- قال أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال أخبرنا رشاء نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله قال حدثنا أبو زيد قال حدثنا حلبس قال: قيل لأعرابي- وأراد الحجاج قتله: إشهد على نفسك بالجنون، قال: لا أكذب على ربي وقد ... عافاني وأقول قد أبلاني قال: وحدثنا أحمد قال: حدثنا اسماعيل (7- و) بن يونس قال: حدثنا الرياشي عن الأصمعي عن مبشر بن بشر أن رجلا هرب من الحجاج فمر بساباط فيه كلب بين حبين يقطر عليه ماؤهما فقال: يا ليتني كنت مثل هذا الكلب، فما لبث أن مرّ بالكلب في عنقه حبل، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب الحجاج يأمر بقتل الكلاب. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو قاسم بن السمرقندي- اجازه ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال: كانوا يرمون بالمنجنيق من أبي قبيس «1» وهم يرتجزون ويقولون: خطارة مثل الفنيق «2» المزبد ... أرمي بها عراز «3» هذا المسجد قال: فجاءت صاعقة فأحرقتهم، فامتنع الناس من الرمي، فخطبهم الحجاج فقال ألم تعلموا أن بني اسرائيل كانوا اذا قربوا قربانا فجاءت نار فأكلتها، علموا

أنه قد تقبل منهم، وإن لم تأكلها، قالوا: لم تقبل؟! قال: فلم يزل يخدعهم حتى عادوا فرموا. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن السّلمي قالا: أخبرنا أبو القاسم بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف: قال أخبرنا الحسن ابن اسماعيل الغساني قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال حدثنا زيد بن اسماعيل قال: حدثنا برد قال: أخبرنا يمان بن المغيرة (7- ظ) عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت مع ابن الزبير في البيت، فكان الحجاج اذا رمى ابن الزبير بحجر وقع الحجر على البيت، فسمعت للبيت أنينا كأنين الانسان: أوه. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الانصاري- قراءة عليه بدمشق- قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الاسفرايني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله المصري قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الوليد بن عرق الحمصي قال: حدثنا أبو معاوية عثمان بن خالد بن عمرو السلفي قال: حدثنا أبي قال حدثنا عكرمة بن يزيد الالهاني قال: حدثني الابيض ابن الاغر بن الصباح التميمي عن سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال: كنت عند اسماء بنت أبي بكر، إذ دخل عليها الحجاج. قال: فقالت له: إنك قاتل عبد الله بن الزبير؟ قال: فقال: نعم، قالت: أما انك قد قتلت صواما قواما، إني سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج من ثقيف ثلاثة كذاب ومبير وذيال «1» فأما الكذاب فقد مضى وهو مختار «2» ، وأما المبير فهو أنت، فقال: أبير المنافقين، فقالت بل تبر المؤمنين، وأما الذيال فلم نره وسوف يرى «3» .

قال أبو الحسن الحلبي. غريب من حديث سفيان عن سهيل وهو غريب من حديث الابيض بن الأغر عن سفيان الثوري، تفرد به عكرمة بن يزيد (8- و) . أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول ابن عيسى السجزي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: حدثنا ابراهيم بن خريم قال: حدثنا عبد ابن حميد قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال: حدثني من سمع أسماء- يعني بنت أبي بكر الصديق تقول للحجاج حين دخل عليها يعزيها بابنها ابن الزبير، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج من ثقيف رجلان مبير وكذاب «1» » ، فأما الكذاب فابن أبي عبيد تعني المختار، وأما المبير فأنت. أخبرنا أبو القاسم بن سليمان المصري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار. وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي علي قالا: حدثنا محمود بن محمد، قال: حدثنا الحنفي- يعني- أحمد بن الاسود قال: حدثني ابن عائشة عن أبيه عن ابن أبي شميلة قال: كان الديماس «2» في زمن الحجاج حائطا لا سقف عليه، وكان الأحراس يجلسون على الحائط، فإذا تنحى المسجنون الى الظل رماهم الأحراس بالحجارة حتى يرجعوا الى الشمس وكان يطعمهم خبز الشعير قد خلط فيه الرماد والملح بالزيت (8- ظ) ، فلا يلبث الرجل أن يتغير، فجاءت امرأة تسأل عن ابنها فنودي به فخرج اليها فلما رأته قالت: ليس هذا ابني، ابني أشقر أحمر وهذا زنجي، فقال: بلى يا أمه أنا ابنك واختي فلانة وأخي فلان، ومنزلنا بموضع كذا وكذا، فلما علمت أنه ابنها شهقت فوقعت ميتة، فأعلم الحجاج .

بذلك فأمر باطلاق من في الديماس فما منهم أحد حل قيده إلا في منزله مخافة أن يبدو له. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد المصري قال: حدثنا أحمد بن مروان الدينوري قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا الهيثم ابن جميل عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة قال: كان حطيط «1» صواما قواما يختم في كل يوم وليلة ختمة، ويخرج من البصرة ماشيا حافيا الى مكة في كل سنة، فوجه الحجاج في طلبه فأخذ، فأتي به الحجاج فقال له: إيها، قال: قل فإني قد عاهدت الله لئن سئلت لاصدقن، ولئن ابتليت لأصبرن، ولئن عوفيت لأشكرن، ولأحمدن الله على ذلك، قال: ما تقول في؟ قال: أنت عدو الله تقتل على الظنة، قال: فما قولك في أمير المؤمنين؟ قال: أنت شررة من شرره، وهو أعظم جرما، قال: خذوا ففظعوا عليه العذاب، ففعلوا فلم يقل حسا ولا بسا، فأتوه فأخبروه فأمر بالقصب فشقق، ثم شد عليه وصب (9- و) عليه الخل والملح وجعل يستل قصبة قصبة، فلم يقل حسا ولابسا، فأتوه فأخبروه، فقال: أخرجوه الى السوق فاضربوا عنقه، قال جعفر: فأنا رأيته حين أخرج، فأتاه صاحب له فقال: لك حاجة؟ قال شربة من ماء، فأتاه بماء فشرب ثم ضربت عنقه، وكان ابن ثماني عشرة سنة. انبأنا الكندي، أنبأنا أبو عبد الله بن البناء عن أبي الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد عن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة، قالا: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا عبد الوهاب ابن نجدة قال: حدثنا عتاب بن بشير عن سالم الافطس قال: أتي الحجاج بسعيد بن جبير «2» وقد وضع رجله في الركاب، فقال: لا أستوي على دابتي حتى تبوأ مقعدك

من النار، فأمر به فضربت عنقه، قال: فما برح حتى خولط «1» قال: قيودنا قيودنا، فأمر برجليه فقطعتا ثم انتزعت القيود منه. قال عتاب: وقال علي بن بذيمة: ختم الدنيا بقتل سعيد بن جبير، وافتتح الآخرة بقتل ماهان «2» . وأخبرني غير علي: أن الحجاج كان يفزع بسعيد. قال: وحدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا ابن ظفر قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن بسطام بن مسلم عن قتادة قال: قيل لسعيد بن جبير: خرجت على الحجاج؟ قال: أي والله، ما خرجت عليه حتى كفر. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بدمشق قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر القرطبي عن عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم (9- ظ) علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله الأرتاحي قالا: أخبرنا علي بن الحسين. قال الارتاحي: إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب، قالا: أخبرنا أبو محمد بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر الدينوري قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو الخطاب قال: حدثنا أبو داوود عن عمارة ابن زاذان قال: حدثنا أبو الصهباء قال: قال الحجاج بن يوسف لسعيد بن جبير: اختر أي قتلة شئت؟ فقال له سعيد بن جبير: بل أنت فاختر لنفسك فإن القصاص أمامك. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي

الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي قال: حدثنا ابن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة. وذكره أبو حاتم عن العتبي أيضا قال: كانت امرأة من الخوارج من الأزد يقال لها فراشة، وكانت ذات نية في رأي الخوارج تجهز أصحاب البصائر منهم، وكان الحجاج يطلبها طلبا شديدا فأعجزته، فلم يظفر بها، وكان يدعو الله أن يمكنه من فراشه، أو بعض من جهزته «1» فمكث ما شاء الله ثم جيء برجل، فقيل هذا ممن جهزته فراشه، فخر ساجدا ثم رفع رأسه فقال له: يا عدو الله، قال: أنت أولى بها يا حجاج، قال أين فراشه؟ قال مرت تطير منذ ثلاث، قال: أين تطير؟ قال: تطير ما بين السماء والارض (10- و) قال: أعن تلك سألتك عليك لعنة الله، قال، عن تلك أخبرتك عليك غضب الله، قال سألتك عن المرأة التي جهزتك وأصحابك، قال: وما تصنع بها؟ قال: دلنا عليها، قال: تصنع بها ماذا؟ قال أضرب عنقها، قال: ويلك يا حجاج ما أجهلك، تريد أن أدلك وأنت عدو الله على من هو ولي الله «قد ضللت اذا وما أنا من المهتدين» «2» ! قال: فما رأيك في أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: على ذاك الفاسق لعنة الله ولعنة اللاعنين. قال: ولم لا أم لك؟ قال: انه أخطأ خطية طبقت ما بين السماء والأرض، قال: وما هي؟ قال: استعماله اياك على رقاب المسلمين، فقال الحجاج: ما رأيكم فيه؟ قالوا: نرى أن تقتله قتلة لم تقتل مثلها أحدا، قال: ويلك يا حجاج جلساء أخيك كانوا أحسن مجالسة من جلسائك، قال: وأي أخوتي تريد؟ قال فرعون حين شاور في موسى، فقالوا: «أرجئة وأخاه» «3» ، وأشار عليك هؤلاء بقتلي. قال فهل حفظت القرآن؟ قال وهل خشيت فراره فاحفظه! قال: هل جمعت القرآن؟ قال: ما كان متفرقا فأجمعه قال: أقرأته ظاهرا؟ قال معاذ الله بل قرأته وأنا اليه «4» . قال: فكيف تراك تلقى الله ان قتلتك؟ قال: ألقاه بعملي وتلقاه بدمي. قال: اذا أعجلك الى النار، قال

لو علمت أن ذاك اليك أحسنت عبادتك، واتقيت عذابك، ولم أبغ خلافك ومناقضتك قال: اني قاتلك؟ قال: اذا أخاصمك لان الحكم يومئذ الى غيرك، قال: نقمعك عن الكلام السيئ، يا حرسي اضرب عنقه وأومأ الى السياف ألّا تقتله، فجعل يأتيه من بين يديه ومن خلفه، ويروعه بالسيف، فلما طال ذلك عليه رشح جبينه قال: (10- ظ) جزعت من الموت يا عدو الله. قال: لا يا فاسق ولكن أبطأت علي بما لي فيه راحة. قال: يا حرسي أعظم جرحه. فلما أحس بالسيف قال: لا اله الا الله، والله لقد أتمها ورأسه في الأرض. «1» . أخبرنا أبو بكر السلماني قال: أخبرنا علي بن أبي محمد، ح. وحدثنا محمد بن أحمد القرطبي قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان. قال: وحدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني قال: أتي الحجاج برجل من الخوارج وهو في خضراء واسط فلما مثل بين يديه ونظر الى بنيانه قال: «أتبنون بكل ريع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. واذا بطشتم بطشتم جبارين» «2» . قال بعض جلسائه: اقتلوه قتله الله، فقال الخارجي: جلساء أخيك كانوا خيرا من جلسائك! قال الحجاج: أي أخوتي تعني؟ قال فرعون موسى حين قالوا لموسى: «أرجئة وأخاه» وقالوا هؤلاء لك: اقتله، قال: فأمر بقتله فقتل. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، قال: حدثنا زكريا بن يحيى المنقري: قال: أخبرني الأصمعي قال: حدثنا علي بن سلم الباهلي قال: أتي الحجاج بن يوسف بامرأة من الخوارج فجعل يكلمها ولا تكلمه معرضة عنه، فقال بعض الشرط: الامير يكلمك وأنت معرضة؟ فقالت إني لاستحي (11- و) أن أنظر الى من لا ينظر الله اليه، فأمر بها فقتلت.

أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو زيد قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثني جليس لهشام بن أبي عبد الله قال: قال عمر بن عبد العزيز لعنبسه بن سعيد قال: أخبرني ببعض ما رأيت من عجائب الحجاج فقال له: يا أمير المؤمنين كنا جلوسا عنده ذات ليلة، قال: فأتي برجل فقال: ما أخرجك هذه الساعة وقد قلت لا أجد فيها أحدا الا فعلت به وفعلت؟ قال: أما والله لا أكذب الأمير، أغمي على أمي منذ ثلاث فكنت عندها، فأفاقت الساعة فقالت: يا بني مذ كم أنت عندي؟ فقلت لها: منذ ثلاث، قالت: أعزم عليك الا رجعت الى أهلك فانهم مغمومين بتخلفك عنهم فكن عندهم الليلة وتعود الي غدا، فخرجت فأخذني الطائف، فقال: ننهاكم وتعصونا اضربوا عنقه. ثم أتي برجل آخر فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: والله لا أكذبك لزمني غريم لي على بابه فلما كانت الساعة أغلق بابه دوني وتركني على بابه، فجاءني طائفك فأخذني فقال: اضربوا عنقه فضربت عنقه، ثم أتي بآخر فقال: ما أخرجك هذه الساعة، قال كنت مع شربة أشرب، فلما سكرت (11- ظ) خرجت فأخذني الطائف فذهب عني السكر فزعا، فقال يا عنبسة ما أراه الا صادقا خليا سبيله. فقال عمر بن عبد العزيز لعنبسة: فما قلت له شيئا؟ لا. فقال: لا. فقال عمر لآذنه: لا تأذنن لعنبسة علينا الا أن تكون له حاجة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا محمد الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي قال: حدثنا محمد بن القاسم الانباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن عوانة بن الحكم الكلبي قال: دخل أنس بن مالك على الحجاج ابن يوسف، فلما وقف بين يديه سلم عليه، فقال: إيه، إيه يا أنس، يوم لك مع علي ويوم لك مع ابن الزبير ويوم لك مع ابن الأشعث، والله لأستأصلنك كما

تستأصل الشأفة، ولأدمغنك كما تدمغ الصمغة «1» ، قال أنس: إياي يعني الأمير أصلحه الله؟ قال: اياك سك «2» الله سمعك، قال أنس: إنا لله وانا اليه راجعون، والله لولا الصبية الصغار ما باليت أي قتله قتلت، ولا أي ميتة مت، ثم خرج من عند الحجاج فكتب الى عبد الملك بن مروان يخبره بذلك، فلما قرأ عبد الملك كتاب أنس استشاط غضبا وصفق عجبا وتعاظمه ذلك من الحجاج، وكان كتاب أنس بن مالك الى عبد الملك بن مروان: بسم الله الرحمن الرحيم: الى عبد الملك بن (12- و) مروان أمير المؤمنين من أنس بن مالك أما بعد: فان الحجاج قال لي هجرا وأسمعني نكرا، ولم أكن لذلك أهلا فخذ لي على يديه، فاني أمت «3» بخدمتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتي إياه، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. فبعث عبد الملك الى اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وكان مصادقا للحجاج فقال له: دونك كتابي هذين فخذهما واركب البريد الى العراق، فأبدأ بأنس بن مالك، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وادفع كتابه اليه وأبلغه مني السلام، وقل له يا أبا حمزة قد كتبت الى الحجاج الملعون كتابا اذا قرأه كان أطوع لك من أمتك، وكان كتاب عبد الملك الى أنس بن مالك: بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين الى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت من شكاتك للحجاج وما سلطته عليك ولا أمرته بالاساءة اليك، فان عاد لمثلها فاكتب الي بذلك، أنزل به عقوبتي وتحسن لك معونتي والسلام.

فلما قرأ أنس كتابه وأخبر برسالته قال: جزى الله أمير المؤمنين عني خيرا وعافاه وكافاه عني بالجنة، فهذا كان ظني به والرجاء منه. فقال اسماعيل بن عبيد الله لأنس: يا أبا حمزة إن الحجاج عامل أمير المؤمنين وليس بك عنه غنا ولا بأهل بيتك ولو جعل لك في جامعة ثم دفع إليك لقدر أن يضر وينفع فقاربه (12- ظ) وداره. فقال أنس: أفعل إن شاء الله، ثم خرج اسماعيل من عنده فدخل على الحجاج، فلما رآه الحجاج قال: مرحبا برجل أحبه وكنت أحب لقاءه، فقال له اسماعيل: أنا والله قد كنت أحب لقائك في غير ما أتيتك به. قال: وما اتيتني به؟ قال: فارقت أمير المؤمنين وهو أشد الناس عليك غضبا ومنك بعدا، قال: فاستوى الحجاج جالسا مرعوبا، فرمى إليه اسماعيل بالطومار، فجعل الحجاج ينظر فيه مرة ويعرق وينظر إلى اسماعيل أخرى فلما نقضه قال: قم بنا إلى أبي حمزة نعتذر إليه ونتوصاه، فقال له اسماعيل: لا تعجل، قال: كيف لا أعجل وقد أتيتني بآبدة «1» . وكان في الطومار إلى الحجاج بن يوسف. بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد: فإنك عبد طمت به الأمور فسموت فيها، وعدوت طورك وجاوزت قدرك، وركبت داهية أدا، وأردت أن تبورني، فإن سوغتكها مضيت قدما، وإن لم أسوغكها رجعت القهقري، فلعنك الله عبدا أخفش» العينين، منقوض الجاعرتين «3» ، أنسيت مكاسب آبائك بالطائف، وحفرهم الآبار، ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل، يا بن المستفرمة «4» بعجم الزبيب، والله لاغمزنك غمز الليث الثعلب، والصقر الأرنب، وثبت على رجل من أصحاب رسول الله صلى

الله عله وسلم بين أظهرنا، فلم تقبل له إحسانه ولم تجاوز له (13- و) اساءته جراءة منك على الرب عز وعلا، واستخفافا منك بالعهد والله لو أن اليهود والنصارى، رأت رجلا خدم عزير بن عزرة وعيسى بن مريم لعظمته وشرفته وأكرمته، فكيف وهذا أنس بن مالك، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه ثمان وسنين، يطلعه على سره ويشاوره في أمره، ثم هو مع هذا بقية من بقايا أصحابه، فإذا قرأت كتابي هذا، فكن أطوع له من خفه ونعله، والا أتاك مني سهم مشكل بحتف قاض، «ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون» «1» . قال القاضي: قول الحجاج سكّ الله سمعك، يقال استكت الأذنان واصطكت الركبتان، وقوله للحجاج يا بن المستفرمة بعجم الزبيب: كانت المرأة تستعمل عجم الزبيب لتضييق قبلها في ما ذكر بعض أهل العلم، وهو حبّه والنوى كله، يقال له عجم، واحدته عجمه، قال الأعشى: مقادك بالخيل أرض العدو ... وجذعانها «2» كلقيط «3» العجم قيل صارت من صلابتها مثل النوى، وقال أبو عبيدة: عجم عجما أي لبك، لأنه نوى الفم، فهو أصلب لأنه ليس بنوى خلّ ولا نبيذ، فهو أصلب وأملس، وإنما أراد صلابتها وضمرها، ولقيط أراد ملقوط، مثل جريح ومجروح، ويروى كلقيط العجم أي ملقوط ملقى. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، قال أخبرنا الحسن بن علي الجوهري (13- ظ) قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ابن أبي ذئب عن اسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس ابن مالك مختوما في عنقه،، ختمة الحجاج أراد أن يذله بذلك، قال محمد بن عمر:

وقد فعل ذلك بغير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد أن يذلهم بذلك، وقد مضت العزة لهم بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم «1» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ ابو القاسم الدمشقي قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبو محمد بن زبر قال: أخبرنا أبو الحسن النسائي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير عن سماك بن موسى الضبي قال: أمر الحجاج ان توجأ عنق أنس بن مالك وقال: أتدرون من هذا، هذا خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتدرون لم فعلت به هذا؟ قالوا: الأمير أعلم، قال: سيء البلاء في الفتنة الأولى غاش الصدر في الفتنة الآخرة «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان المصري قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي- قال أبو عبد الله إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أحمد بن علي من لفظه قال: أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن السلمي، ح. وأخبرنا أبو بكر بن أبي (14- و) الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد الغساني قال: أخبرنا أبو بكر الدينوري قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا الأصمعي قال: قال عبد الملك بن مروان للحجاج: إنه ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه فعب نفسك، فقال: أعفني يا أمير المؤمنين، فأبى، فقال: أنا لجوج حقود حسود، فقال عبد الملك: ما في الشيطان شر مما ذكرت.

أخبرنا عمر بن طبرزد إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد عن من حدثه قال: جاء رجل الى عمر بن الخطاب، فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا أميرهم، فخرج غضبانا، فصلى لنا صلاة فسها فيها حتى جعل الناس يقولون: سبحان الله سبحان الله، فلما سلم، أقبل على الناس فقال: من هاهنا من أهل الشام؟ فقام رجل، ثم قام آخر، ثم قمت أنا ثالثا أو رابعا، فقال: يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ، اللهم انهم قد لبسوا علي فالبس عليهم وعجل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن (14- ظ) الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوي قال: حدثنا سعيد بن مسعود قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا العوام بن حوشب، قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت قال: قال علي لرجل: لامت حتى تدرك فتى ثقيف، قيل له: يا أمير المؤمنين ما فتى ثقيف؟ قال: ليقالن له يوم القيامة: اكفنا زاوية من زوايا جهنم، رجل يملك عشرين أو بضع وعشرين سنة، لا يدع لله تعالى معصية إلا ارتكبها حتى لو لم يبق إلا معصية واحدة فكان بينه وبينها باب مغلق لكسره حتى يرتكبها يقتل بمن أطاعه من عصاه. قال: وأخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري قال: أخبرنا جدي يحيى بن منصور القاضي قال: حدثنا محمد بن النضر الجارودي قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أيوب عن مالك بن أوس ابن الحدثان عن علي أنه قال: الشاب الذيال أمير المصرين يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها يشتد منه الفرق «1» ويكثر منه الأرق فيسلطه الله على شيعته.

قال: وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن عباد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا جعفر بن سليمان بن مالك بن دينار عن الحسن قال: قال علي لأهل الكوفة: اللهم كما ائتمنتهم فخانوني ونصحت (15- و) لهم فغشوني فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال، يأكل خضرتها ويلبس فروتها ويحكم فيها بحكم الجاهلية قال يقول الحسن: وما خلق الحجاج يومئذ. وقال أبو القاسم علي بن الحسن: أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا القاسم بن زكريا قال: حدثنا اسماعيل بن موسى السهمي قال: حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي عن أم حكيم بنت عمرو بن سنان الجدلية قالت: استأذن الأشعث بن قيس على علي عليه السلام، فرده فأدمى أنفه فخرج علي فقال: ما لك وله «1» يا أشعث أم والله لو بعبد ثقيف تمرست، اقشعرت شعيرات استك، قيل له: يا أمير المؤمنين ومن عبد ثقيف؟ قال: غلام يليهم لا يبقى أهل بيت من العرب يعني: إلّا ألبسهم ذلا، قيل كم يملك؟ قال عشرين ان بلغ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا الحسين بن أحمد الحلبي قال: حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: حدثني أبي قال: أراد الحجاج الخروج من البصرة الى مكة فخطب الناس فقال: يا أهل البصرة اني أريد الخروج الى مكة، وقد استخلفت عليكم محمدا ابني، أوصيته فيكم بخلاف ما أوصى به رسول الله صلى الله (15- ظ) عليه وسلم في الانصار، فانه أوصى في الانصار أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، ألا واني قد أوصيته فيكم ألا يقبل من محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم، ألا وانكم قائلون بعدي كلمة، ليس يمنعكم من اظهارها الا الخوف، ألا وانكم

قائلون: لا أحسن الله له الصحابة، واني معجل لكم الجواب: لا أحسن الله عليكم الخلافة «1» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن العدل قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الاصمعي قال: قيل للحسن «2» انك كنت تقول: الآخر شر، وهذا عمر ابن عبد العزيز بعد الحجاج؟! فقال الحسن: لابد للناس من متنفسات. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد محمد ابن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن أيوب الرقي قال: حدثنا ميمون بن مهران قال: بعث الحجاج الى الحسن وقد هم به فأدخل عليه فقام بين يديه، قال: يا حجاج: كم بينك وبين آدم (16- و) من أب؟ قال: كثير، قال فأين هم؟ قال: ماتوا، قال: فنكس الحجاج رأسه وخرج الحسن. أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم العلوي، ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن علي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن سيده قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو سعيد الازدي- يعني الحسن ابن الحسين السكري قال: حدثنا الرياشي قال: حدثنا عباس الازرق عن السري بن

يحيى قال: مر الحجاج في يوم جمعة فسمع استغاثة، فقال: ما هذا؟ فقيل له: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر، قال: قولوا لهم: «اخسئوا فيها ولا تكلمون» «1» قال: فما عاش بعد ذلك الا أقل من جمعة حتى مات. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله المكي عن مسعود بن محمد الثقفي عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا ابن خميرويه قال: أخبرنا الحسين بن ادريس قال: حدثنا ابن عمار قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن عمار ابن زاذان قال: حدثني أبو الصهباء قال: بينما أنا عند سعيد بن جبير، قال له رجل: ما تقول فيما يقوله الحسن؟ قال: وما يقول؟ قال: ان الحجاج كان أخذ الرجل قال: أكفرت حيث خرجت علي؟ قال: فان قال نعم، خلا سبيله، وان قال: لا، ضرب عنقه، قال: رحم الله الحسن لا تقيه في الاسلام، ثم انه أبتلي وأخذ من العام المقبل في ذلك الشهر في ذلك اليوم، فركبت في سبعة أو تسعة حتى قدمنا واسطا، فأتي بسعيد بن جبير، فخرج الحجاج فقال: يا بن جبير (16- ظ) أكفرت حين خرجت علي؟ قال: ما كفرت منذ أسلمت، قال: فاختر بأي قتلة تشتهي أن أقتلك، قال: اختر أنت لنفسك فان القصاص أمامك، قال: فقتله فما قتل أحدا بعده. أخبرنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن بهزاد بن مهران قراءة عليه يوم الاثنين سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك الهرادي قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: أتي الحجاج بن يوسف برجل من الخوارج، فأدخل عليه والحجاج يتغذى، فجعل الخارجي ينظر الى حيطانه وما قد تجسد «2» فجعل يقول: اللهم اهدم، اللهم اهدم، اللهم اهدم، فقال له الحجاج، هيه كأنك لا تدري ما يراد بك؟ فقال الخارجي: هيه نزع الله ما ضغيك، وما عليك لو دعوتني الى طعامك؟ أما ان فيك ثلاث خلال مما نعت الله به عادا، فقال: «أتبنون

بكل ربع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون. واذا بطشتم بطشتم جبارين» «1» ! فامتلا الحجاج غيظا عليه فأمره بقتله، فأخرجوه الحرس «2» الى الرحبة ليقتلوه، فقال لهم: دعوني أتمثل بثلاثة أبيات فقالوا: تمثل بما شئت، فأنشأ يقول: ما رغبة النفس في الحياة وان ... عاشت طويلا فالموت لاحقها (17- و) أو أيقنت أنها لا تعود كما ... كان براها بالامس خالقها ألّا تمت غبطة تمت هرما ... للموت كأس «3» والمرء ذائقها ثم مد عنقه فضربت فانصرف قاتلوه الى الحجاج فأخبروه بقوله، فقال: لله دره ما كان أصرمه في حياته وعند وفاته. أخبرنا عتيق السلماني ومحمد بن أحمد بن علي، قراءة من لفظه- قال عتيق: أخبرنا علي بن الحسن، وقال محمد: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن- قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: وأنشد ابن قتيبة لرجل في الحجاج بن يوسف: كأن فؤادي بين أظفار طائر ... من الخوف في جو السماء محلق حذار أمرى قد كنت أعلم أنه متى ... ما يعد من نفسه الشر يصدق وقد حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم بن حبيب قال: حدثنا محمد بن سلام عن القحذمي عن عمه عن سلم بن قتيبة قال: عددت أربعة وثمانين لقمة من خبز الماء، في كل لقمة رغيف وملء كفه سمك طري، يعني على الحجاج. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن

زكريا قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا ابن أبي سعد قال: حدثنا علي بن الحسن قال: أخبرني ابراهيم بن محمد عن الهيثم بن الربيع قال: قال الحجاج (17- و) : اني لارى الناس قد قلوا على موائدي فما بالهم؟ فقال رجل من عرض الناس: أصلح الله الآمير انك أكثرت خير البيوت فقل غشيان الناس لطعامك فقال: الحمد لله وبارك الله عليك من أنت؟ قال: أنا الصلت بن قران العبدي، فأحسن اليه «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن الملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الارتاحي- قال: البوصيري: أخبرنا، وقال الارتاحي: أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب، ح. وأخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل بن سلامة قال: أخبرنا علي بن الحسن الشافعي، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن سيده قالا: أخبرنا علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري قال: حدثنا عبد الرحمن بن مرزوق أبو عوف البزوري قال: حدثنا عبد الوهاب عن سعيد بن أبي عروبة قال: حج الحجاج فنزل بعض المياه بين مكة والمدينة ودعا بالغداء فقال لحاجبه: ابصر من يتغذى معي واسأله عن بعض الامر، فنظر نحو الجبل فاذا هو بأعرابي بين شملتين من شعر نائم، فضربه برجله وقال: ائت الامير فأتاه فقال له الحجاج: اغسل يدك وتغدا معي فقال: انه دعاني من هو خير منك فأجبته، قال ومن هو؟ قال: الله تبارك (18- و) وتعالى دعاني الى الصوم فصمت قال: في هذا الحر الشديد! قال: نعم صمت ليوم هو أشد حرا من هذا اليوم، قال: فأفطر وتصوم غدا، قال: ان ضمنت لي البقاء الى غد، قال: ليس ذاك إلي، وقال رشاء بن نظيف: ذلك إلي؟ قال: فكيف تسألني عاجلا

بآجل لا تقدر عليه، قال: انه طعام طيب، قال: لم تطيبه أنت ولا الطباخ ولكن طيبته العافية. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا ابن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا القاضي المعافى بن زكريا قال: وحدثنا ابراهيم بن محمد بن عرفة الازدي قال: حدثنا محمد بن عيسى الانصاري عن عبيد الله بن محمد التيمي قال: أتى الحجاج رجل متهم برأي الخوارج فقال له الحجاج: أخارجي أنت؟ قال: لا والذي أنت بين يديه غدا أذل مني بين يديك اليوم ما أنا بخارجي، فقال له الحجاج: اني يومئذ لذليل وأطلقه «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس قال: أخبرتنا تجني الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم ابن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا عمر بن بكير قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الطائي قال: أخبرنا أبو بردة ابن عبد الله بن أبي بردة قال: كان يقال أن ربعي بن خراش لم يكذب كذبة قط، قال: فأقبل ابناه من خراسان فدنا خلافي العريف «2» الى الحجاج فقال: أيها الامير: (18- ظ) ان الناس يزعمون أن ربعي بن خراش لم يكذب كذبة قط، وقد قدم ابناه من خراسان وهما عاصيان، فقال الحجاج علي به فلما جاءه قال: أيها الشيخ قال: ما تشاء، قال: ما فعل ابناك؟ قال: المستعان بالله خلفتهما في البيت، قال: لا جرم لا أسؤك فيهما هما لك. أخبرنا أبو محمد بن هلاله قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الاصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذه قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: حدثني عبد القاهر بن السري قال: اختفى رجل عند أبي السوار العدوي زمن الحجاج بن يوسف، فقيل للحجاج: انه عند أبي السوار العدوي، فبعث اليه الحجاج فأحضره، فقال له: الرجل الذي عندك، فقال ليس عندي، فقال:

والا ابن أبي السوار «1» طالق؟ يعني امرأة أبي السوار فقال: ما خرجت من عندها وأنا أنوي طلاقها، فقال والا أنت بريء من الاسلام؟ فقال: فالى أين أذهب؟ فخلى سبيله. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد العزيز العجلي- اجازة- قال: أخبرنا الحسين بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن المقتدر بالله الهاشمي ببغداد قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري- لفظا- قال: حدثنا ابن الانباري قال: (19- و) حدثني أبي عن أبي محمد عن أبي سعيد عن محمد بن عبد الله عن محمد ابن عمر قال: أمر الحجاج باحضار رجل من السجن، فلما حضر أمر بضرب عنقه، فقال: أيها الامير أخرني الى غد، قال: ويحك وأي فرج لك في تأخير يوم، ثم أمر برده الى السجن فسمعه الحجاج يقول، وهو يذهب الى السجن: عسى فرج يأتي به الله انه ... له كل يوم في خليقته أمر قال الحجاج: والله ما أخذه إلا من القرآن «كل يوم هو في «2» شأن» وأمر باطلاقه. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد- قال البوصيري: أخبرنا، وقال ابن أحمد أنبأنا- أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب، ح. وأخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر عن أبي المعالي عبد الله بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم بن أبي الجن قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الغساني قال: أخبرنا أبو بكر الدينوري قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو زيد عن الاصمعي قال: أتى يزيد بن أبي مسلم

رجل برقعة وسأله أن يرفعها الى الحجاج فنظر فيها يزيد فقال: ليس هذه من الحوائج التي ترفع الى الأمير، فقال له الرجل: فإني أسألك أن ترفعها فلعلها (19- ظ) توافق قدرا فيقضيها وهو كاره، فأدخلها وأخبره بمقالة الرجل فنظر الحجاج في الرقعة فقال: يا يزيد قل له: قد وافقت قدرا وقد قضيناها ونحن كارهون. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الأدمي الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا القاضي المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا الهيثم ابن عدي عن عوانة قال: أوتي الحجاج بأسارى من أصحاب قطري من الخوارج فقتلهم إلا واحدا كانت له عنده يد، وكان قريبا لقطري، فأحسن إليه وخلا سبيله، فصار الى قطري فقال له قطري: عاود قتال عدو الله، فقال: هيهات غل يدا مطلقها، واسترق رقبة معتقها، ثم قال: أأقاتل الحجاج عن سلطانه ... بيد تقر بأنها مولاته إني إذا لأخو الدناءة والذي ... طمت على إحسانه جهلاته ماذا أقول إذا وقفت إزاءه ... في الصف واحتجت له فعلاته أأقول جار عليّ لا إني إذا ... لأحق من جارت عليه ولاته (20- و) وتحدث الاقوام أن صنائعا ... غرست لدي فحنظلت نخلاته هذا وما ظني بجبن إنني ... فيكم لمطرق «1» مشهد وعلاته «2» قرأت في تاريخ سعيد بن كثير بن عفير «3» : ثم كانت سنة إحدى وسبعين، وفيها: سار عبد الملك الى العراق يريد مصعبا، فبلغ ذلك مصعبا فتوجه اليه فالتقوا

بمسكن «1» قال: وفي غزاته هذه استخرج الحجاج بن يوسف، وكان سبب ذلك أنه كان إذا نزل المنزل لم تنزل الساقة «2» الى وقت رحلته، فقال لكعب بن حامد العبسي وهو على شرطته: ابغني رجلا يكفني الساقة وينزلهم بنزولي ويرحلهم برحيلي، فقال: ان في الشرط لرجل من ثقيف، كثيف الوجه، له جراءة وإقدام يقال له الحجاج ابن يوسف، فولاه الساقة، وكان ينزل بنزول عبد الملك ويرحل برحلته فأعجب به عبد الملك. قال أبو عثمان أخبرنا يحيى بن فليح أن عبد الملك لما توجه الى مسكن انتشر عليه من حاله، ولم يستطعه من ولاه الساقة، فذكر ذاك لروح بن زنباع فقال: والله لقد رأيت غلاما أخلق به، فلو وليته، فدعا به فولاه الساقة، فلما رحل الناس تخلف ثقل روح بن زنباع وأمرهم بالرحيل فتلكؤوا فأمر بعقر دوابهم، فلما بلغ ذلك روحا أتى عبد الملك ثم قال: ما أصبنا من صاحبك، ثم أخبره بما صنع وضبط الساقة فلم يكن يتخلف أحد (20- ظ) . قال: ومنهم من قال: كان هذا في سنة اثنتين وسبعين، قال: وفيها دخل عبد الملك الكوفة فوجه منها الحجاج بن يوسف الى ابن الزبير بعد هزيمة مصعب، وقال: ثم كانت سنة اثنتين وسبعين فكان فيها محاصرة الحجاج ابن الزبير وقطع المواد عنه وأقام الحج للناس الحجاج ولم يطف بالبيت، منعه ابن الزبير من ذلك. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الاسدي عن الحافظ أبي القاسم بن أبي محمد قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر المقري قال: أخبرنا أبو الطيب الزراد قال: حدثنا عبيد الله بن سعد قال: قال أبي قال: ودخل عبد الملك الكوفة وبعث منها الحجاج بن يوسف الى عبد الله بن الزبير، ورجع عبد الملك الى دمشق فحج الحجاج على الموسم سنة اثنتين وسبعين، فلم يطف بالبيت وحاصر ابن الزبير قريب من سبعة أشهر، وقطع عنه المواد، وحج بالناس الحجاج سنة ثلاث وسبعين وهو بمكة يومئذ وأمير المدينة

يومئذ طارق، ثم جمعت له مكة والمدينة ثم حج بالناس الحجاج سنة أربع وسبعين. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران الاشناني قال: حدثنا موسى ابن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط (21- و) قال: سنة ثلاث وسبعين أقام الحج الحجاج بن يوسف، وقال: سنة أربع وسبعين أقام للناس الحج الحجاج بن يوسف «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن نصر قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بالكوفة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عقبة قال: حدثنا هرون بن حاتم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: ثم بايع الناس عبد الملك بن مروان فحج بالناس الحجاج سنة ثلاث وسبعين، وابن الزبير محصور، وحج بالناس الحجاج سنة ثنتين وسنة ثلاث واربع وسبعين، ثم حج بالناس عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين. وقال أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثني سلمة قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا اسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال: وكان الحجاج بن يوسف حج وابن الزبير محصور سنة اثنتين وسبعين. قال ابن بكير قال الليث: وحج عامئذ بالناس الحجاج بن يوسف فقاتل هو وابن الزبير وأقام للناس الحج، وفي سنة ثلاث وسبعين حج بالناس الحجاج بن يوسف قال يعقوب: ويقال حج بالناس سنة أربع وسبعين الحجاج بن يوسف. قال يعقوب: وفي سنة تسعين فتح على الحجاج بخارا، وفي سنة احدى وتسعين

فتح على الحجاج بن يوسف بلخ «1» . وفي سنة اثنتين وتسعين فتح للحجاج خفان «2» وفي سنة أربع وتسعين (21- ظ) فتح للحجاج بن يوسف السند وبيل «3» . وفي سنة خمس وتسعين فتح على الحجاج بن يوسف الصغد. قرأت في تاريخ أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني «4» ما ذكره في حوادث سنة احدى وخمسين وثلاثمائة قال: ورد على خزرون الاخشيدي كتاب ممن يكاتبه أنه وجد في هذا الشهر في جامع المصيصة أذج «5» تحت الجامع مبني طبقين وفيه صناديق كثيرة فيها خمسة آلاف درع، يغطي الفارس، كل درع ببرنس معمول منه وبه، وخمسة آلاف جوشن «6» وخمسة آلاف خوذة وخمسة آلاف ساعد حديد وخفاف حديد بساقات وخمسة آلاف رمح بأسنتها، ونفط ودهن بلسان وقسي كثيرة للرجل ونشاب وخوابي فيها كبود قد طبخت وجففت وطيبت للقوت في الحصار يقتات بها، وانه وجد طابق حديد بحلقه فقلعت فوجد الأزج، ووجد على الازج مكتوب من عهد عبد الملك بن مروان، وبعضه الحجاج بن يوسف وبعض هرون الرشيد (22- و) .

امر حجاج بن يوسف

[امر حجاج بن يوسف] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا القاضي قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني أبي قال: أخبرني أحمد بن عبيد عن أبي عبد الله محمد بن زياد الاعرابي قال: بلغني أنه كان رجل من بني حنيفة يقال له جحدر بن مالك، فتاكا شجاعا قد أغار على أهل حجر «1» وناحيتها، فبلغ ذلك الحجاج بن يوسف، فكتب الى عامله باليمامة يوبخه بتلاعب جحدر به، ويأمره بالاجتهاد في طلبه والتجرد في أمره، فلما وصل الكتاب اليه، أرسل الى فتية من بني يربوع من بني حنظلة، فجعل لهم جعلا عظيما إن هم قتلوا جحدرا، أو أتوا به أسيرا، فانطلق الفتية حتى اذا كانوا قريبا منه أرسلوا اليه انهم يريدون الانقطاع اليه والتحرز به، فاطمأن اليهم، ووثق بهم، فلما أصابوا منه غرة، شدوه كتافا وقدموا به على العامل، فوجه به معهم الى الحجاج، وكتب يثني عليهم خيرا، فلما دخل على الحجاج قال له: من أنت؟ قال: أنا جحدر بن مالك، قال: ما حملك على ما كان منك، قال: جرأة الجنان وجفاء السلطان، وكلب الزمان، فقال له الحجاج: وما الذي بلغ منك فيتجرىء جنانك ويجفوك سلطانك ويكلب زمانك، قال: لو بلاني الامير أكرمه الله، لوجدني (24- و) من صالحي الأعوان وبهم «2» الفرسان، ولوجدني من أنصح رعيته، وذلك أني ما لقيت فارسا

قط الا كنت عليه في نفسي مقتدرا، قال له الحجاج: إنا قاذفون بك في حائر «1» فيه أسد عاقر ضار، فإن هو قتلك كفانا مؤونتك وان أنت قتلته خلينا سبيلك، قال: أصلح الله الامير أعظمت المنة وأعطيت المنية وقربت المحنة، فقال الحجاج: فانا لسنا بتاركيك لتقاتله الا وانت مكبل بالحديد، فأمر به الحجاج فغلت يمينه الى عنقه، وأرسل به الى السجن، فقال جحدر لبعض من يخرج الى اليمامة: تحمل عني شعرا وأنشأ يقول: ألا قد هاجني فازددت شوقا ... بكاء حمامتين تجاوبان تجاوبتا بلحن أعجمي على ... غصنين من غرب وبان «2» فقلت لصاحبي وكنت أحزو «3» ... ببعض الطير ماذا تحزوان فقالا الدار جامعة قريب ... فقلت: بل أنتما متمنيان فكان البان ان بانت سليمى ... وفي الغرب اغتراب غير دان أليس الليل يجمع أم عمرو ... وايانا فذلك بنا تدان بلى وترى الهلال كما تراه ... ويعلوها النهار اذا علاني اذا جاورتما نخلات حجر ... وأودية اليمامة فانعياني وقولا جحدر أمسى رهينا ... يحاذر وقع مصقول يماني (24- ظ) قال: وكتب الحجاج الى عامله بكسكر «4» أن يوجه اليه بأسد ضارعات، يجر على عجل، فلما ورد كتابه على العامل امتثل أمره، فلما ورد الاسد على الحجاج أمر به فجعل في حائر، وأجيع ثلاثة أيام، فأرسل الى جحدر فأتي به من السجن ويده اليمنى مغلولة الى عنقه، وأعطي سيفا والحجاج وجلساؤه في منظرة لهم، فلما نظر جحدر الى الاسد أنشأ يقول:

ليث وليث في مجال ضنك ... كلاهما ذو أنف ومحك وشدة في نفسه وفتك ... أن يكشف الله قناع الشك فهو أحق منزل يترك فلما نظر اليه الاسد، زأر زأرة شديدة، وتمطى وأقبل نحوه، فلما صار منه على قدر رمح، وثب وثبة شديدة فتلقاه جحدر بالسيف فضربه ضربة، حتى خالط لباب السيف لهواته، فخر الاسد كأنه خيمة قد صرعتها الريح، وسقط جحدر على ظهره من شدة وثبة الاسد، وموضع الكبول، فكبر الحجاج والناس جميعا وأنشأ جحدر يقول: يا جمل انك لو رأيت كريهتي ... في يوم هول مسدف وعجاج وتقدمي لليث أرسف موثقا ... كيما أثاوره على الاحراج شثن براثنه «1» كأن نيوبه ... زرق المعاول أو شباه زجاج يسمو بناظرتين تحسب فيهما ... لهبا احدهما شعاع سراج (25- و) وكأنما خيطت عليه عباءة ... برقاء أو خرق من الديباج لعلمت أني ذو حفاظ ماجد ... من نسل أقوام ذوي أبراج ثم التفت الى الحجاج فقال: ولئن قصدت بي المنية عامدا ... اني لخيرك بعد ذاك لراج علم النساء بأنني لا أنثني اذ ... لا يثقن بغيرة الأزواج وعلمت أني ان كرهت نزاله ... اني من الحجاج لست بناج فقال له الحجاج: ان شئت أسنينا عطيتك، وان شئت خلينا سبيلك، قال: لا بل أختار مجاورة الحجاج أكرمه الله، ففرض له ولاهل بيته وأحسن جائزته. قال القاضي: مسدف مظلم من السدفة، والرسف مشي المقيد، والبراثن مخالب الاسد، والشبا والشباة حد الاسنة. قال أبو بكر: البرقاء التي فيها سواد وبياض «2» .

أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل وأبو الحسن بن أبي جعفر- قراءة علينا من لفظه، قال أبو بكر: أخبرنا علي بن أبي محمد بن الحسين، وقال أبو الحسن أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن اجازة- قالا: أخبرنا علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد العسالي قال: حدثنا أبو بكر الدينوري قال: وحدثنا ابراهيم بن نصر قال: حدثنا عبيد الله بن محمد قال: حدثنا حفص بن النضر السلمي قال: خطب الحجاج الناس يوما فقال: أيها الناس الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله، فقام اليه رجل فقال: (25- ظ) يا حجاج ويحك ما أصفق وجهك وأقل حياءك تفعل ما تفعل، ثم تقول مثل هذا؟ فأمر به فأخذ فلما نزل عن المنبر دعا به: لقد اجترأت علي، فقال له: يا حجاج أنت تجترىء على الله فلا تنكره على نفسك واجترئ أنا عليك فتنكره علي، فخلا سبيله. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا أبو العز العكبري قال: أخبرنا أبو علي الجازري، قال: أخبرنا أبو الفرج الجريري، قال: حدثنا الحسين بن المرزبان النحوي، قال: حدثني علي بن جعفر بن بيان الجزري، قال: حدثني عمر بن شبة، قال: حدثنا علي بن محمد- يعني- المدائني عن أبي المضرجي قال: أمر الحجاج محمد بن المنتشر بن أخي مسروق بن الاجدع أن يعذب ازاذمرد «1» بن الهربد فقال له ازاذمرد: يا محمد ان لك شرفا قديما وان مثلي لا يعطي على الذل شيئا فاستأدني وارفق بي فاستأداه في جمعة ثلاثمائة ألف، فغضب الحجاج وأمر معدا صاحب العذاب أن يعذبه، فدق يده ورجليه فلم يعطهم شيئا. قال محمد: فاني لأسير بعد ثلاثة أيام اذا أنا بازاذمرد معترضا على بغل قد دقت يداه ورجلاه، فقال لي: يا محمد، فكرهت أن آتيه فيبلغ الحجاج، وتذممت من تركه اذ دعاني فدنوت منه فقلت: حاجتك؟ فقال: قدوليت مني مثل هذا فأحسنت الي ولي عند فلان مائة ألف درهم فانطلق فخذها، قلت: لا والله لا آخذ منها درهما وأنت على هذه الحال، قال: فاني أحدثك حديثا سمعت من أهل دينك يقولون: اذا أراد الله تعالى بالعباد خيرا أمطرهم في أوانه، واستعمل (26- و) عليهم خيارهم وجعل المال عند سمحائهم، واذا أراد بهم شرا أمطروا في غير ابانه، واستعمل عليهم

شرارهم، وجعل المال في أشحائهم، ومضى، فأتيت منزلي فما وضعت ثيابي حتى جاءني رسول الحجاج فأتيته وقد اخترط سيفه فهو في حجره، فقال: ادن فدنوت قليلا، ثم قال: ادن، فقلت ليس بي دنو وفي حجر الامير ما أرى فاضحكه الله تعالى لي وأغمد السيف، فقال: ما قال لك الخبيث؟ فقلت: والله ما غششتك منذ استنصحتني ولا كذبتك منذ صدقتني ولا خنتك منذ ائتمنتني، فأخبرته بما قال فلما أردت ذكر الرجل الذي عنده المال، صرف وجهه وقال: لا تسمه، وقال: لقد سمع عدو الله الاحاديث «1» . وقال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا محمد بن دريد قال: حدثنا أحمد بن عيسى عن العباس بن هشام عن أبيه عن عوانة قال: خطب الحجاج الناس بالكوفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أهل العراق تزعمون أنا من بقية ثمود، وتزعمون أني ساحر وتزعمون أن الله عز وجل علمني اسما من أسمائه أقهركم وأنتم أولياؤه بزعمكم وأنا عدوه، فبيني وبينكم كتاب الله تعالى، قال عز وجل «فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه «2» » ، فنحن بقية الصالحين ان كنا من ثمود، وقال عز وجل: «انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى» «3» والله أعدل في خلقه (26- ظ) من أن يعلم عدوا من أعدائه اسما من أسمائه يهزم به أولياءه. ثم حمى وكثر كلامه فتحامل على رمانة المنبر فحطمها فجعل الناس يتلاحظون بينهم وهو ينظر اليهم، فقال: يا أعداء الله ما هذا الترامز أنا حديا الظبي السانح والغراب الأبقع، والكوكب ذي الذنب، ثم أمر بذلك العود فأصلح قبل أن ينزل من المنبر. قال المعافى: قول الحجاج: أنا حديا الظبي فانه أراد: إنا لثقتنا بالغلبة والاستعلاء نتحدى ارتفاع الظبي سانحا وهو أحمد ما يكون في سرعته ومضائه، والغراب الأبقع في تحدره وذكائه ومكره وخبثه ودهائه، وذا الذنب من الكواكب فيما ينذر من غرائب مكروه بلائه، والله ذو البأس الشديد، بالمرصاد له ولحزبه وأوليائه «4» .

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل ومحمد بن أحمد القرطبي من لفظه. قال عتيق: أخبرنا علي بن الحسن، وقال محمد: أنبأنا عبد الله بن سيدة، قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب، قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر بن مروان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا هاشم بن الوليد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الكلبي قال: سمعت الحجاج يقول: يزعم أهل العراق أني بقية ثمود، ونعم والله البقية «1» ثمود ما كان مع صالح إلا المؤمنون. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم (27- و) بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ بقراءتي عليه، قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجندي، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن بنان قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو منصور الصاغالي قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثني أبو عبد الله الفراوي عن مالك ابن دينار قال: ما رأيت أحدا أبين من الحجاج ان كان ليرقى المنبر فيذكر احسانه الى أهل العراق، واساءتهم اليه، وتعديهم عليه حتى أقول في نفسي: اني لأحسبه صادقا واني لأظنهم ظالمين. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال، قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمود، قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، قال: أخبرنا أبو عبيد الله أحمد بن عمرو الواسطي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعيد، قال: حدثني مسعود بن عمرو، قال حدثني أبو عمرو النحوي، قال: حدثنا أبو زيد الانصاري عن أبي عمرو بن العلاء، قال: ما رأيت أحدا أفصح من الحسن ومن الحجاج، فقلت: فأيهما كان أفصح: قال: الحسن. أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا أبو القاسم: قال: قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: ذكر سليمان

ابن أبي شيخ عن صالح بن سليمان قال: قال عتبة بن عمرو: ما رأيت عقول الناس إلّا قريبا بعضها من بعض إلّا الحجاج وإياس بن معاوية، فان عقولهما (27- ظ) كانت ترجح على عقول الناس «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي، قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم المؤدب قالت: أخبرنا علي بن الحسن بن الفضل الأديب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن خالد قال: أخبرنا علي بن عبد بن العباس الجوهري قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني علي بن صالح قال: وخطب الحجاج أهل العراق بعد دير الجماجم فقال: يا أهل العراق ان الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والاسماع والاطراف والاعضاء والشغاف، ثم أفضى الى الامخاخ والأسماخ، ثم ارتفع فعشعش، ثم باض وفرخ فحشاكم شقاقا ونفاقا، وأشعركم خلافا، اتخذتموه دليلا تتبعونه وقائدا تطيعونه، ومؤامرا تستشيرونه، فكيف تنفعكم تجربة، أو تعظكم موعظة، أو يحجزكم اسلام، أو يردكم تبيان، ألستم أصحابي بالاهواز حيث رمتم الكفر وسعيتم بالغدر واستجمعتم للمكر، وظننتم أن الله يخذل دينه وخلافته وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تسللون لو اذا وتنهزمون سراعا، ثم يوم الزاوية وما يوم الزاوية بها كان فشلكم وتسارعكم، وبراءة الله منكم ونكوص وليكم عليكم، اذ وليتم كالإبل الشوارد الى أعطانها، النوافر الى أوطانها، لا يسأل المرء عن أخيه (28- و) ولا يلوي الشيخ على بنية، حتى عضكم السلاح وتقصفت فيكم الرماح، ثم يوم الجماجم بها كانت المعارك والملاحم «2» . ضرب يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله يا أهل العراق الكفرات بعد الفجرات، والغدرات بعد الخترات، «3» والغزوات

بعد النزوات، ان بعثتكم الى ثغوركم غللتم وخرتم وخنتم وجبنتم، وان أمنتم أرجفتم واخترصتم وطعنتم، ونافقتم، لا تذكرون حسنة ولا تشكرون نعمة، هل استخفكم ناكث أو استغواكم غاو أو استنفركم عاص أو استفزكم ظالم أو استعضدكم خالع الا اتبعتموه وآويتموه ونصرتموه، يا أهل العراق هل شغب، شاغب، أو نعب ناعب، أو زفر زافر إلّا كنتم أشياعه وأنصاره، ألم تنهكم المواعظ ألم تزجركم الوقائع؟!. ثم التفت الى أهل الشام فقال: أنا كالظليم «1» الرامح عن فراخه ينفي عنها القذر، ويباعد عنها الحجر، ويقيها من المطر، ويحميها من الضباب، ويحرسها من الذئاب، يا أهل الشام أنتم الجنة «2» والرداء، وأنتم العدة والحذاء. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش، قال: أخبرنا أبو علي الجازري، قال: أخبرنا المعافى بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي (28- ظ) قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن عباس عن عطاء- يعني- ابن مصعب عن عاصم قال: خطب الحجاج أهل العراق بعد دير الجماجم، فقال: يا أهل العراق إن الشيطان قد استنبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والاطراف ثم أفضى الى الأسماخ والأمخاخ، ثم ارتفع فعشش ثم باض وفرخ، ثم دب ودرج فحشاكم نفاقا وشقاقا وأشعركم خلافا، اتخذتموه دليلا تتبعونه، وقائدا تطيعونه، ومؤامرا تشاورونه، فكيف تنفعكم تجربة أو ينفعكم بيان، ألستم أصحابي بالأهواز حيث رمتم المكر، وأجمعتم على الكفر، وظننتم أن الله جل وعز يخذل دينه وخلافته، وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لو اذا، وتنهزمون سراعا، يوم الزاوية بما كان من فشلكم وتنازعكم وتخاذلكم، وبراءة الله منكم، ونكوص وليكم اذ وليتم كالإبل الشاردة عن أوطانها، النوازع، لا يسأل المرء عن أخيه ولا يلوي الشيخ على بنيه، حين عضكم السلاح ونخستكم الرماح، يوم دير الجماجم، وما يوم دير الجماجم، بها كانت المعارك والملاحم: بضرب يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله

يا أهل العراق الكفرات بعد الفجرات، والعذرات بعد الخترات، والنزوة بعد النزوات ان بعثناكم الى ثغوركم غللتم وجبنتم، وان أمنتم أرجفتم، وان خفتم نافقتم، لا يتذكرون نعمة ولا يشكرون معروف، هل استخفكم (29- و) ناكث، أو استغواكم غاو، أو استفزكم عاص أو استنصركم ظالم أو استعضدكم خالع الا لبيتم دعوته وأجبتم صيحته، ونفرتم اليه خفافا وثقالا وفرسانا ورجالا، يا أهل العراق هل شغب شاغب، أو نعب ناعب، أو زفر زافر ألا كنتم اتباعه وأنصاره، ألم تنفعكم المواعظ، ألم تزجركم الوقائع، ألم يشدد الله عليكم وطأته، ويذقكم حر سيفه، وأليم بأسه ومثلاته. ثم التفت الى أهل الشام فقال: يا أهل الشام انما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه، ينفي عنها القذر، ويباعد عنها الحجر، ويكنها من المطر، ويحميها من الضباب ويحرسها من الذئاب، يا أهل الشام أنتم الجنة والرداء، وأنتم الملاءة والحذاء، أنتم الاولياء والانصار، والشعار دون الدثار بكم يذب عن البيعة والحوزة وبكم ترمى كتائب الاعداء، ويهزم من عاند وتولى «1» . أخبرنا أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور الدمشقي أذنا ولقيته بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وحدثني أبو اسحاق ابراهيم بن طاهر الخشوعي عنه، قال: أخبرنا مشرف بن علي ابن التمار، اجازة: قال: أخبرنا أبو خازم محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن الخضر قال: قرأت على محمد بن أحمد بن القاسم الضبي قال: حدثنا أحمد بن كامل- قراءة عليه- قيل له: حدثكم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد- قال ابن كامل: وأنا أشك في سماعه- قال: حدثني التوزي في أسناد (29- ظ) ذكره وآخره عبد الملك بن عمير الليثي قال: بينا نحن بالمسجد الجامع بالكوفة وأهل الكوفة يومئذ ذووا حال حسنة، يخرج الرجل منهم في العشرة والعشرين من مواليه، أتانا آت فقال: هذا الحجاج قد قدم أميرا على العراق: فاذا به قد دخل المسجد متعمما بعمامة قد غطا بها أكثر وجهه متقلدا سيفا متنكبا قوسا يؤم المنبر، فقام الناس نحوه حتى صعد المنبر، فمكث ساعة لا يتكلم، فقال الناس بعضهم لبعض قبح الله بني أمية،

حيث تستعمل مثل هذا على العراق، فقال عمير بن ضابي البرجمي «1» : ألا أحصبه لكم؟ قالوا: أمهل حتى ننظر، فلما رأى عيون الناس اليه، حسر اللثام عن فيه، ونهض فقال: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني والله يا أهل الكوفة اني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، واني لصاحبها كأني انظر الى الدماء بين العمائم واللحا. هذا أوان الشد فاشتدى زيم ... قد لفها الليل بسواق حطم ليس براعي إبل ولا غنم ... ولا بجزار على ظهر وضم «2» قد لفها الليل بعصلبي ... أروع خراج من الدوي «3» مهاجر ليس بأعرابي قد شمرت عن ساقها فشدوا ... وجدت الحرب بكم فجدوا والقوس فيها وتر عرد «4» ... مثل ذراع البكر «5» أو أشد (30- و) اني والله يا أهل العراق ما يقعقع لي بالشنان ولا يغمز جانبي كغمز التين، ولقد فررت عن ذكاء وفتشت عن تجربة، وان أمير المؤمنين نثر كنانته فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا، فرماكم بي لأنكم طال ما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلال، والله لاحزمنكم حزم السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، فانكم لكأهل «قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف» «6» واني والله ما أقول إلّا وفيت، ولا أهم الا أمضيت ولا أحلق الا فريت، وان أمير المؤمنين أمرني

باعطائكم وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلب بن أبي صفرة «1» ، واني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلف بعد أخذ عطائه بثلاثة أيام الا ضربت عنقه، يا غلام اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين الى من بالكوفة من المسلمين سلام عليكم. فلم يقل أحد شيئا، فقال الحجاج: اكفف يا غلام، ثم أقبل على الناس فقال: أسلم عليكم أمير المؤمنين فلم تردوا عليه شيئا؟ هذا أدب ابن نهيه «2» ، أما والله لأؤدبنكم غير هذا الادب، أو لتستقيمن، اقرأ يا غلام كتاب أمير المؤمنين، فقرأ فلما بلغ الى قوله: سلام عليكم، لم يبق في المسجد أحد إلّا قال: وعلى أمير المؤمنين السلام، ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم، فجعلوا يأخذون حتى أتاه شيخ يرعش كبرا (30- ظ) فقال: أيها الأمير اني من الضعف على ما ترى، ولي ابن هو أقوى على الأسفار مني، أفتقبله مني بديلا؟ فقال له الحجاج: تفعل أيها الشيخ، فلما ولى قال له قائل: أتدري من هذا أيها الامير؟ قال: لا، قال هذا عمير بن ضابىء البرجمي الذي يقول أبوه: هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله ودخل هذا الشيخ على عثمان مقتولا، فوطىء بطنه فكسر ضلعين من أضلاعه فقال: ردوه، فلما رد قال له الحجاج: أيها الشيخ هلا بعثت الى أمير المؤمنين عثمان بديلا يوم الدار، ان قتلك أيها الشيخ صلاح للمسلمين، يا حرسي اضربا عنقه. فجعل الرجل يضيق عليه بعض أمره فيرتحل، ويأمر وليه أن يلحقه بزاده، وفي ذلك يقول ابن عبد الله بن الزبير الأسدي.

تجهز فاما أن تزور ابن ضابىء عميرا واما أن تزور المهلبا هما خطتا خسف نجاؤك منهما ... ركوبك حوليا من الثلج أشهبا فأضحى ولو كانت خراسان دونه ... رآه مكان الشوق أو هو أقربا «1» أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان، قال: حدثنا أبو سعيد الأزدي يعني الحسن ابن الحسين السكري قال: سمعت (31- و) الزيادي أبا اسحاق يقول: سمعت الأصمعي يقول: أرجف الناس بموت الحجاج فخطب فقال: ان طائفة من أهل العراق وأهل الشقاق والنفاق نزع الشيطان بينهم، فقالوا: مات الحجاج، ومات الحجاج، فمه؟» وهل يرجو الحجاج الخير إلّا بعد الموت، والله ما يسرني إلّا أموت وان لي الدنيا وما فيها، وما رأيت الله رضي التخليد الا لأهون خلقه عليه ابليس حيث «قال أنك لمن المنظرين «3» » فانظره الى يوم الدين، ولقد دعا الله العبد الصالح فقال: «هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي «4» » فأعطاه ذلك إلّا البقاء، فما عسى أن يكون أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل كأني والله بكل حي منكم ميتا، وبكل رطب يابسا ثم نقل في ثياب أكفانه الى ثلاثة أذرع طولا في ذراع عرضا، فأكلت الارض لحمه ومصت صديده وانصرف الحبيب من ولده يقسم الحبيب من ماله، ان الذين يعقلون يعقلون ما أقول. ثم نزل. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة- قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم

عبد الجبار ابن أحمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار- قال: حدثنا محمود ابن محمد الاديب، قال: حدثنا أبو القاسم (31- ظ) علي بن الحسن بن بيان قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا أبو بكر الهذلي قال: مرض الحجاج، فقال الناس: مات. فأفلق فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل العراق والشقاق والنفاق والمراق، قلتم مات الحجاج فمه؟ فو الله ما سرني أني ممن لا يموت، والله ما رضي الله البقاء إلّا لأهون خلقه عليه ابليس، ولقد سأل الله العبد الصالح سليمان فقال: «رب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي» «1» ، فأعطاه الله ذلك كله، ثم صار الى الموت. أيها الرجل وكلكم ذلك الرجل، كأني بك وقد انطلق بك على سريرك الى ثلاث أذرع من الارض في ذراعين، ثم سن عليك التراب سنا «2» ، فأكلت الديدان لحمك، ومصت دمك، ورجع الحبيبان أحدهما يقسم للآخر: حبيبك من ولدك يقسم حبيبك من مالك، ثم يمرون بحبوة قبرك بعد ثالثة فانهم لم يعرفوك، أما ان الذين يعلمون، يعلمون ما أقول. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري قالت: أخبرنا علي بن الحسن الشاعر، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، قال: أخبرنا أبو محمد بن المغيرة قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني علي بن صالح عن عامر بن صالح قال: مرض الحجاج مرضا (32- و) شديدا، فأرجف أهل العراق بموته، فخرج مندملا من مرضه حتى أوفى على ذروة المنبر فقال: ألا إن أهل العراق أهل الشقاق والنفاق نفخ الشيطان في مناخرهم، فقالوا: مات الحجاج ومات الحجاج، وإن مت فمه؟ والله ما أحب ألا أموت، وهل أرجوا الخير كله الا بعد الموت، وما رأيت الله علا ذكره وتقدست أسماؤه رضي التخليد لأحد من خلقه إلا لأخسهم

وأهونهم عليه إبليس، ولقد سأل العبد الصالح ربه فقال: «هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي» ففعل، ثم اضمحل فكأن لم يكن، يا أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، والله لكأني بي فيكم قد صار كل حي منا ميتا، وكل رطب يابسا، ونقل امرؤ في ثياب طهره الى أربع أدرع طولا في ذراعين عرضا، وأكلت الارض شعره وبشره، ومصت صديده ودمه، ورجع الحبيبتان أهله وولده، يقتسمان حبيبه من ماله، ألا إن الذين يعلمون يعلمون ما أقول حقا، ثم نزل. أخبرنا عبد الغني بن سليمان بن بنين قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب، ح. وأخبرنا عتيق السلماني وأبو الحسن بن أحمد- من لفظه، قال عتيق: أخبرنا علي بن أبي محمد، وقال أبو الحسن: أنبأنا عبد الله بن صابر- قالا: أخبرنا أبو القاسم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قالا: أخبرنا (32- ظ) الحسن ابن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله الحلواني قال: حدثنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا الحسن الحفري قال: سمعت مالك بن دينار يقول: سمعت الحجاج على هذه الأعواد وهو يقول: امرؤ وزن عمله، امرؤ حاسب نفسه، امرؤ فكر فيما يقرأه في صحيفته ويراه في ميزانه، وكان عند قلبه زاجرا، وعند همه آمرا، امرؤ أخذ بعنان عمله كما يأخذ بخطام جمله، فإن قاده الى طاعة الله تبعه، وان قاده الى معصية الله كفّه. أخبرنا أبو القاسم بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال وخديجة المرابطة- قال الحبال: أخبرنا عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي علي بن الحسين بن بندار- قالا: حدثنا محمود بن محمد الأديب قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن بن أخت هاني قال: أخبرني الحسن بن عرفة عن زياد بن السكن عن الشعبي قال: سمعت الحجاج على المنبر يقول: أما بعد فإن الله كتب على الدنيا

الفناء، وعلى الآخرة البقاء، فلا فناء لما كتب عليه البقاء، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة، واقهروا طول الأمل بقصر الأجل. وقال: حدثنا محمود بن محمد الأديب قال حدثنا الحنفي، يعني أحمد بن الأسود (33- و) قال حدثنا رفيع بن سلمة العبدي عن أبي عبيدة قال: خطب الحجاج فقال: والله ما يسرني ما مضى لي من الدنيا بعمامتي هذه ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي بحلب قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد الفرج قالت: أخبرنا طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثني محمد بن عمر بن علي الثقفي، قال: حدثني عبيد بن حسين بن ذكوان المعلم عن سلام بن مسكين، قال: خطب الحجاج،- أو قال: خطبنا- فقال: أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، زمّوا أنفسكم، وأخطموها بأزمتها الى طاعة الله، وكفوها بخطمها عن معصية الله. وقال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبو محمد التيمي قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا شهاب بن خراش قال: حدثنا سيار أبو الحكم قال: سمعت الحجاج بن يوسف على المنبر يقول: يا أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، رجل خطم نفسه وزمها فقادها بخطامها الى طاعة الله وعنجها «1» بزمامها عن معاصي الله. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار بن ابراهيم، قال: أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي، قال: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري- إملاء- قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا عمر بن شبة عن أشياخه قال:

لما ولى عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف العراق، اتصل به سرفه في القتل، وأنه أعطى أصحابه الأموال، فكتب إليه عبد الملك. أما بعد: فقد بلغني سرفك في الدماء، وتبذيرك الأموال، وهذا لا أحتمله لأحد من الناس، وقد حكمت فيك في القتل في العمد بالقود «1» ، وفي الخطأ بالدية، وأن ترد الأموال الى مواضعها، فإنما المال مال الله عز وجل، ونحن خزانه، وسيان منع حق وإعطاء باطل فلا يؤمننك إلا الطاعة ولا يخيفنك الا المعصية، وكتب في أسفل الكتاب: إذا أنت لم تترك أمورا كرهتها ... وتطلب رضاي في الذي أنت طالبه وتخشى الذي يخشاه مثلك هاربا ... الى الله منه ضيّع الدر جالبه فإن تر مني غفلة قرشية فيا ... ربما قد غص بالماء شاربه (33- ظ) وإن تر مني وثبة أموية فهذا ... وهذا كله أنا صاحبه فلا تعد ما يأتيك مني فإن تعد ... تقم فاعلمن يوما عليك نواد به فلما ورد الكتاب على الحجاج وقرأه، كتب جوابه. أما بعد: فقد جاءني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه سرفي في الدماء، وتبذيري الأموال، فو الله ما بالغت في عقوبة أهل المعصية، ولا قضيت حق أهل الطاعة، فإن يكن قتلي للعصاة سرفا وإعطائي أهل الطاعة تبذيرا، فليمض لي أمير المؤمنين ما سلف، وليحدد لي أمير المؤمنين فيما يحدث حدا أنتهي إليه ولا أتجاوزه، وكتب في أسفل الكتاب: إذا أنا لم أطلب رضاك وأتقي ... أذاك فيومي لا توارت كواكبه إذا قارف الحجاج فيك خطيئة ... فقامت عليه في الصباح نواد به أسالم من سالمت من ذي هوادة ... ومن لم تسالمه فإني محاربه

إذا أنا لم أدن الشفيق لنصحه ... وأقصي الذي تسري إلي عقاربه فمن يتقي يومي ويرجو إذا غدي ... على ما أرى والدهر جما عجائبه «1» أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي محمد الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال في معجم الشعراء: كتب إليه- يعني الحجاج- عبد الملك بن مروان بأبيات ينكر عليه فيها إسرافه في الدماء والأموال، فأجابه الحجاج: (34- و) إذا أنا لم أطلب رضاك وأتقي ... أذاك فيومي لا توارى كواكبه وما لامرىء يعصي الخليفة جنة ... تقيه من الأمر الذي هو راهبه أسالم من سالمت من ذي قرابة ... وإن لم تسالمه فإني محاربه إذا قارف الحجاج فيك خطيئة ... فقامت عليه في الصباح نوادبه إذا أنا لم أدن الشفيق لنصحه ... وأقص الذي تسري إليك عقاربه وأعطي المواسي في البلاء عطية ... ترد الذي ضاقت عليه مذاهبه فمن يتقي يومي ويرعى مودتي ... ويخشى غدي والدهر جم عجائبه والأمر إليك اليوم ما قلت قلته ... وما لم تقله لم أقل ما يقاربه فقف بي على حد الرضا لا أجوزه ... يد الدهر حتى يرجع الدر «2» حالبه وإلا فذرني والأمور فإنني ... رفيق شفيق أحكمته تجاربه قال المرزباني: وله أيضا جواب لعبد الملك أوله: لعمري لقد جاء الرسول بكتبكم ... قراطيس تملأ ثم تطوى فتطبع كتاب أتاني فيه لين وغلظة ... وذكّرت والذكرى لذي اللب تنفع قال وهي أبيات. وأخبرنا بها أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم

يحيى بن بوش قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكرياء القاضي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا (34- ظ) أبو حاتم قال: أخبرنا أبو عبيدة قال: لما قتل الحجاج ابن الأشعث وصفت له العراق قدّم قيسا، واتسع في إنفاق الأموال، فكتب إليه عبد الملك. أما بعد: فقد بلغ أمير المؤمنين أنك تنفق في اليوم ما لا ينفقه أمير المؤمنين في أسبوع، وتنفق في الأسبوع ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الشهر: عليك بتقوى الله في الأمر كله ... وكن لوعيد الله تخشى وتضرع ووفر خراج المسلمين وفيئهم ... وكن لهم حصنا تجير وتمنع «1» فكتب إليه الحجاج: لعمري لقد جاء الرسول بكتبكم ... قراطيس تملى ثم تطوى فتطبع كتاب أتاني فيه لين وغلظة ... وذكرت والذكرى لذي اللب تنفع وكانت أمور تعتريني كثيرة ... فأرضخ أو أعتل حينا فأمنع إذا كنت سوطا من عذاب عليهم ... ولم يك عندي في المنافع مطمع أيرضى بذاك الناس أم يسخطونه ... أم أحمد فيهم أم ألام فأقذع وكانت بلاد جئتها حيث جئتها ... بها كل نيران العداوة تلمع فقاسيت منها ما علمت ولم أزل ... أضارع حتى كدت بالموت أضرع «2» فكم أرجفوا من رجفة قد سمعتها ... ولو كان غيري طار مما يروّع وكنت إذا هموا بإحدى هناتهم ... حسرت لهم رأسي ولا أتقنع (35- و) فلو لم تزد عني صناديد منهم ... تقسّم أعضائي ذئاب وأضبع فكتب إليه عبد الملك: اعمل برأيك «3» .

أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم الدمشقي، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم العلوي قال أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن عيسى المؤدب قال: حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال: خطب الحجاج يوما ثم أنشد قول سويد بن أبي كاهل: كيف ترجون سقاطي بعدما ... جلل الرأس بياض وصلع ربّ من أنضحت غيظا صدره ... لو تمنى لي موتا لم يطع ويراني كالشجا في صدره ... عسرا مخرجه لا ينتزع جرذ يخطر ما لم يرني فإذا ... أسمعه صوتي انقمع لم يضرني غير أن يحسدني ... فهو يزقو مثل ما يزقو الضرع ويحييني اذا لاقيته ... واذا يخلو له لحمي رتع قد كفاني الله ما في نفسه ... واذا ما يكف شيئا لم يضع «1» أخبرنا أبو الحجاج بن خليل الآدمي قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور محمد بن الحسن الجمال قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم (35- ظ) سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عبد الله بن ابراهيم الجمحي قال: حدثني سعيد بن سلم، قال: كان الحجاج بن يوسف ينشد قول مالك بن أسماء بن خارجة «2» : يا منزل الغيث بعد ما قنطوا ... ويا ولي النعماء والمنن يكون ما شئت أن يكون وما ... قدّرت أن لا يكون لم يكن يا جارة الحي كنت لي سكنا ... وليس بعض الجيران بالسكن

أذكر من جارتي ومجلسها ... طرائفا من كلامها الحسن ومن حديث يزيدني مقة ... ما لحديث الموموق «1» من ثمن أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال وخديجة المرابطة- قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد. قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي علي بن الحسين- قالا: حدثنا محمود بن محمد الاديب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثنا أبو كثير عبد القاهر بن السري قال: كتب الحجاج الى قتيبة بن مسلم. أما بعد: فإني نظرت في سنيك فوجدتها مثل سني وكتب: وإن امرأ قد سار خمسين حجة ... الى منهل من ورده لقريب (36- و) اذا ما مضى القرن الذي كنت فيهم ... وخلفت في قرن فأنت غريب وما الدنيا إلا كما قال الشاعر: أراها وان كانت تحب فإنها ... سحابة صيف عن قليل تقشّع أخبرنا عتيق السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد، ح. وحدثنا محمد بن أحمد قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا علي ابن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الحسن العدل قال: أخبرنا أبو محمد بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر الدينوري قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: ربما دخل الحجاج على دابته حتى يقف على حلقة الحسن، فيسمع الى كلامه، فإذا أراد أن ينصرف يقول: يا حسن لا تمل الناس، قال: فيقول الحسن: أصلح الله الامير، إنه لم يبق إلا من لا حاجة له.

وقال: أخبرنا أبو بكر الدينوري قال: حدثنا إبراهيم الحربي قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا علي بن زيد قال: قيل لسعيد بن المسيب: ما بال الحجاج لا يهيجك كما يهيج الناس؟ قال: لأنه دخل المسجد مع أبيه فصلى فأساء صلاته فحصبته، فقال الحجاج: لا أزال أحسن صلاتي ما حصبني سعيد. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق، وأبو حفص عمر بن محمد ابن طبرزد قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا أبو اسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي قال حدثنا (36- ظ) أبو مسلم الكجي، قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري- قال ابن عون: حدثنيه- قال: دخلت أنا ومسلم البطين على أبي وائل فقلنا لجارية له يقال لها بريرة: قولي لأبي وائل يحدثنا ما سمع من عبد الله بن مسعود، فقالت: يا أبا وائل حدث القوم ما سمعت من ابن مسعود، قال: سمعت ابن مسعود يقول: أيها الناس إنكم مجموعون في صعيد واحد يسمعكم الداعي وينفذكم البصر ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره، فقلنا لها: قولي له بما تشهد على الحجاج؟ قالت: يا أبا وائل بما تشهد على الحجاج، تشهد أنه في النار؟ فقال: سبحان الله أحكم على الله عز وجل! أخبرنا عتيق بن أبي الفضل، ومحمد بن أحمد- قراءة من لفظه. قال عتيق: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، وقال محمد: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن ابن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محرز قال: حدثنا عبد العزيز بن منيب عن عبد الله بن عثمان بن عطاء الخراساني قال: حدثني شهاب ابن خراش قال: حدثني عمي يزيد بن حوشب قال: بعث إلى المنصور أبو جعفر فقال: حدثني بوصية الحجاج بن يوسف، فقلت: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: حدثني بها، فقلت:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك عليها يحيى، وعليها يموت، وعليها يبعث وأوصى بتسعمائة درع حديد: ستمائة منها لمنافقي أهل العراق يغزون بها، وثلاثمائة للترك. قال: فرفع أبو جعفر رأسه الى أبي العباس الطوسي، وكان قائما على رأسه، فقال: هذه والله الشيعة لا (37- و) شيعتكم. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة، قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار. قال: حدثني جدي أبو الحسن بن الحسين بن بندار- قالا: حدثنا محمود بن محمد الاديب، قال: حدثنا علي بن عمر النفيلي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد ابن عبد العزيز قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما حسدت أحدا على شيء قط إلا الحجاج، حسدته على اثنتين: حبه للقرآن وإعطائه «1» ، وقوله عند موته: اللهم إن الناس يزعمون انك لا تغفر لي، فاغفر لي. وقالا: حدثنا محمود الأديب قال: حدثنا حنش بن موسى قال: أخبرنا المدائني عن جويرية أن الحجاج قال عند الموت: اللهم اغفر لي، فإن هؤلاء يزعمون أنك لا تغفر لي. فبلغت الحسن كلمته قال: أو قالها؟ قالوا: نعم قال: عسى. وقالا: حدثنا محمود قال: حدثنا عبيد الله بن محمد قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا الماجشون عن الزهري قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما آسي إلا على

كلمة بلغني أن الحجاج قالها عند موته: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تغفر لي. وقالا: حدثنا محمود قال: حدثنا عبد الله بن الهيثم قال: أخبرنا الوليد بن هشام قال (37- ظ) قال: لما احتضر الحجاج بن يوسف جعل يقول: لئن كنت على ضلالة بئس حين المنزع، ولئن كنت على هدى لبئس حين المجزع. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي الحسن على بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو علي بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: حدثنا محمد بن جعفر بن ملاس قال: حدثنا ربيعة بن الحارث الحمصي قال: حدثنا سليمان بن سلمة قال حدثنا محمد بن حمير قال: حدثنا عبد الملك قال: حدثنا الاحوص بن حكيم العبسي عن أبيه عن جده قال: حضرت نزيع الحجاج بن يوسف، فلما حضره الموت جعل يقول: مالي ولك يا سعيد بن جبير «1» . أخبرنا «2» أبو المظفر يوسف بن زغلي بن عبد الله سبط الجوزي بحلب قال: أخبرنا جدي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل بن نظيف قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي قال: حدثنا هرون بن عيسى قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري قال: حدثنا حرملة بن عمران قال: حدثنا ابن ذكوان أن الحجاج بعث الى سعيد بن جبير فأصابه الرسول بمكة، فلما سار به الرسول ثلاثة أيام رآه يصوم نهاره، ويقوم ليله، فقال له الرسول: والله إني لا علم أني أذهب بك الى من يقتلك، فاذهب أي الطريق شئت، فقال له سعيد: إنه سيبلغ الحجاج أنك أخذتني، وإن خليت عني خفت أن يقتلك. قال: اذهب «3» بي إليه، فذهب به، فلما دخل قال له الحجاج: ما اسمك؟ قال سعيد بن جبير، فقال: شقي بن كسير، فقال: أمي سمتني، قال شقيت، قال: الغيب يعلمه غيرك قال

الحجاج: (43- و) أما والله لأبدلنك من دنياك نارا تلظى، قال: لو علمت أن ذلك إليك ما اتخذت إلها غيرك. فسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الى أن قال: ما تقول في؟ قال: أنت بنفسك أعلم، قال: بثّ فيّ علمك قال: إذا أسؤوك ولا أسرك، قال: بثّ قال: نعم ظهر منك جور في حد الله وجرأة على معاصيه بقتلك أولياء الله عز وجل، قال: والله لاقطعنك قطعا، قال: إذا تفسد علي ديناي وأفسد عليك آخرتك والقصاص أمامك، قال: الويل لك، قال: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار «1» ، قال: اذهبوا به فاضربوا عنقه قال سعيد: فإني أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله، فلما ذهبوا به ليقتل تبسم، فقال الحجاج: مم ضحكت؟ قال: من جرأتك على الله عز وجل قال: أضجعوه للذبح، فاضطجع، فقال: «وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض» «2» . فقال: اقلبوا ظهره الى القبلة، فقرأ سعيد: «فأينما تولوا فثم وجه «3» الله» ، فقال: كبوه على وجهه. فقرأ سعيد: «منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى «4» » ، فذبح فبلغ ذلك الحسن فقال: اللهم يا قاصم الجبابرة اقصم الحجاج فما بقي إلا ثلاثة، وقع في جوفه الدود فمات. (43- ظ) . وقال ابن المسلم أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمذاني قال: حدثنا أوس بن أحمد قال: حدثنا محمد بن اسحاق السراج قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن عبد الله التميمي قال: لما مات الحجاج بن يوسف لم يعلم بموته حتى اشرفت جارية فبكت فقالت: ألا إن مطعم الطعام ومفلق الهام، وسيد أهل الشام قد مات، ثم أنشأت تقول: اليوم يرحمنا من كان يغبطنا ... واليوم يأمننا من كان يخشانا أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال:

أخبرنا أبو (38- و) محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني محمود بن خالد وغيره قالا: حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا عمير بن المغلس قال: حدثني أيوب بن منصور قال: سمعت عمرو بن قيس يقول: قال لي الحجاج: متى كان مولدك يا أبا ثور؟ قلت: عام الجماعة سنة أربعين، قال وهي مولدي، قال فتوفي الحجاج سنة خمس وتسعين، وتوفي عمرو بن قيس سنة أربعين، كذلك أخبرني محمود الصواب أبو منصور. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقري قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد الزهري قال: قال أبي: ثم توفي الحجاج لأربع وعشرين من رمضان- يعني- سنة خمس وتسعين. قال: وحدثنا عبيد الله بن سعد قال: حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: ولي الحجاج العراق وهو ابن ثلاثة وثلاثين: ومات وهو ابن ثلاثة وخمسين سنة. أنبأنا القاضي أبو القاسم بن محمد بن أبي الفضل عن أبي محمد عبد الكريم ابن حمزة السلمي عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: حدثنا الهروي قال: قرأت على الرشيدي أن موسى بن هرون البردي حدثهم قال: سمعت ابن عيينة يقول. مات الحجاج سنة خمس وتسعين في شوال وهو يومئذ ابن اربع وخمسين. قال: وأخبرنا أبي أبو محمد قال: حدثنا اسماعيل (38- ظ) هو ابن اسحاق قال: قال ابن المديني: مات الحجاج سنة خمس وتسعين. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: حدثني- يعني- ابن سعيد قال: مات الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين. وقال: حدثنا حنبل قال: وحدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة قال: قال ابن شوذب: ولي الحجاج العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين.

قال: وحدثنا أبو نعيم قال: والحجاج بن يوسف في سنة خمس وتسعين، مات في رمضان ليلة سبع وعشرين، وولي سنة خمس وسبعين. قال: وقال أبو نعيم: قدم الحجاج الكوفة وهو ابن ثلاث وثلاثين، وولينا عشرين سنة، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، وأبو منصور بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا الأصمعي قال: توفي الحجاج وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وولي العراق عشرين سنة. قال: وحدثنا الأصمعي قال: حدثنا سهل بن أبي الصلت قال: مات الحجاج في رمضان سنة خمس وتسعين. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا الحسن بن (39- و) محمد بن اسحاق قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: سمعت علي بن المديني يقول: مات الحجاج سنة خمس وتسعين، وفيها مات ابراهيم «1» ، وفيها قتل سعيد بن جبير. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر بن اللالكاى قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: قال ابن بكير: هلك الحجاج في سنة خمس وتسعين، وهلك الوليد سنة ست وتسعين. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الحبار قال: أخبرنا أبو الحسن ابن قشيش الحربي قال: أخبرنا أبو محمد بن عثمان الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي ابن قانع قال: سنة خمس وتسعين، وفيها: مات الحجاج بن يوسف بعد سعيد بأيام، وهو الصحيح، ثم قال ابن قانع بعد ذلك: سنة ست وتسعين، وقيل فيها مات الحجاج بن يوسف.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما اذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة العصفري قال: وفيها- يعني سنة خمس وتسعين- مات الحجاج في شهر رمضان وهو ابن ثلاث وخمسين «1» أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: قال يحيى بن سعيد: مات الحجاج سنة خمس وتسعين. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات لأنماطي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: ولي الحجاج العراق (39- ظ) سنة سبعين فاقام بالكوفة خمس سنين وأقام بواسط عشرين سنة ومات في سنة خمس وتسعين. أنبأنا الكندي عن أبي عبد الله بن البناء عن أبي تمام عن أبي عمر الخزاز قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: وقال أبو سفيان الحميري: ولي الحجاج العراق عشرين سنة، قدمها سنة خمس وسبعين، ومات سنة خمس وتسعين في شهر رمضان ليلة سبع وعشرين، ولي في خلافة عبد الملك بن مروان إحدى عشرة سنة، وتسع سنين في خلافة الوليد، وكان الحجاج ولي الحجاز ثلاث سنين، وله ثلاثون سنة، ثم ولي العراق فمات وله ثلاث وخمسون سنة ودفن بواسط. قرأت في تاريخ سعيد بن كثير بن عفير: ثم كانت سنة أربع وسبعين ففيها قدم الحجاج الكوفة، ومنهم من قال قدمها في رجب سنة خمس وسبعين، وقال: ثم كانت سنة خمس وتسعين، وفيها مات الحجاج بن يوسف بواسط، وكان يكنى

أبا محمد، مات لأربع بقين من شهر رمضان، ومنهم من قال لثلاث خلون من شهر رمضان، وقد بلغ من السن ثلاث وخمسين سنة. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن هبة الله، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أحمد، عن عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا علي ابن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن المقري قال: أخبرنا الحسن بن (40- و) اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: لما مات الحجاج قال الحسن البصري: اللهم قد أمته فأمت عنا سننه، ثم قال: إن الله عز وجل قال لموسى عليه السلام: ذكر بني اسرائيل أيام الله، وقد كانت عليكم أيام كأيام القوم. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا علي بن زيد قال: كنت عند الحسن فجاءه رجل فقال: مات الحجاج فسجد الحسن. وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثني ابن نمير، قال: حدثنا ابن ادريس عن اسماعيل بن حماد عن أبيه قال: بشرت إبراهيم بموت الحجاج فبكى، وقال ما كنت أرى أحدا يبكي من الفرح. أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي عن أبي عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو طاهر الفقيه قال: أخبرنا أبو بكر القطان قال: حدثنا أحمد ابن يوسف السلمي، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاووس قال: دخل رجل على أبي فقال: مات (40- ظ) الحجاج بن يوسف يا أبا عبد

الرحمن، قال: فقال له أبي أربعوا «1» على أنفسكم، حبس رجل عليه لسانه، وعلم ما يقول، فقال له الرجل: يا أبا عبد الرحمن برح الخفاء هذه نساء وافد بن سلمة قد نشرن أشعارهن وخرقن ثيابهن ينحن عليه، قال: أفعلوا؟ قال: نعم قال: «فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين» «2» . أخبرنا المؤتمن أبو القاسم بن قميرة التاجر البغدادي- قراءة عليه بمنزلي بحلب- قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج البغدادية قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي قال: حدثني عبد الرحمن بن أخي الأصمعي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبو عمرو بن العلاء قال: هربت من الحجاج وكنت باليمن على سطح يوما فسمعت قائلا يقول: ربما تكره النفوس من الأمر ... له فرجة كحلّ العقال قال: فخرجت فإذا رجل يقول: مات الحجاج، فما أدري بأيهما كنت أشد فرحا بفرجة أو بموت الحجاج، قال عمي: والفرجة من الفرج والفرجة فرجة الحائط. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الكناني (41- و) قال: أخبرنا سهيل بن بشر الاسفراييني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين النيسابوري، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي قال: حدثنا أبو شعيب الحراني قال: حدثنا عفان قال: حدثنا سليم بن أخضر عن ابن عون قال: لما بلغ الحسن موت الحجاج قال: اللهم إن أمتّه فأذهب عنا سنته. قال ابن عون: فقال لي محمد حين مات الحجاج: إن لقيت خالدا الربعي فاسأله هل يعود علينا مثل الحجاج. قال ابن عون: فلقيت خالدا الربعي فسألته، فقلت: هل تجده يعود علينا مثل الحجاج؟ قال: لا ولكنها تلون خاص.

أخبرنا أبو حفص المؤدب إذنا قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا أبو حفص عمر بن ابراهيم الكتاني املاء قال: حدثنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي قال: حدثنا أبو عبد الله الابزاري قال: حدثنا داود بن رشيد قال: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: كنت عند الرشيد، فدخل عليه رجل فقال: رأيت يا أمير المؤمنين الحجاج البارحة في النوم، قال: في أي زي رأيته بعد الحول فقلت: يا أبا محمد ما صنع الله بك؟ فقال: يا ماصّ بظر أمه أما يا ماصّ بظر أمه، قال هرون: صدقت والله أنت رأيت الحجاج حقا، ما كان أبو محمد ليدع صرامته حيا وميتا. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إذنا إن لم أكن سمعته أبو طالب بن أبي عقيل قال: أخبرنا أبو الحسن (41- ظ) الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد بن النحاس قال: أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي قال: حدثنا عبد الله العتكي قال: حدثنا علي بن الحسين الدرهمي قال: حدثنا الأصمعي عن أبيه قال: رأيت الحجاج في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: قتلني بكل قتلة قتلت بها إنسانا، ثم رأيته بعد الحول فقلت: يا أبا محمد ما صنع الله بك؟ فقال: يا ماصّ بظر أمه أما سألت عن هذا عام أول. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إذنا إن لم أكن سمعته منه- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا هرون بن معروف قال: حدثنا ضمرة قال: حدثنا ابن شوذب عن أشعث الحداني قال: رأيت الحجاج في منامي بحال سيئة، قلت: يا أبا محمد ما صنع بك ربك؟ قال: ما قتلت أحدا قتلة إلّا قتلني بها، قلت: ثم مه؟ قال: ثم أمر بي إلى النار، قلت: ثم مه؟ قال: ثم أرجو ما يرجو أهل لا إله إلّا الله، قال: فكان ابن سيرين يقول: إني لأرجو له، قال: فبلغ ذلك الحسن، قال: فقال الحسن: أما والله ليخلفن الله عز وجل رجاءه فيه، يعني ابن سيرين. - أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن

الحافظ قال: أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد. وحدثنا أبو الحسن علي ابن مهدي عنه قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو نصر بن الجبان قال: حدثنا الفضل بن (42- و) جعفر المؤذن قال حدثنا محمد بن العباس بن الدرفس قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: كان الحسن البصري لا يجلس مجلسا إلّا ذكر الحجاج فدعا عليه، قال: فرآه في منامه، قال: فقال: أنت الحجاج؟ قال: أنا الحجاج، قال: ما فعل الله بك؟ قال: قتلت بكل قتلة قتلة، ثم عزلت مع الموحدين، قال: فأمسك الحسن بعد ذلك عن شتمه «1» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثني أبي قال: أخبرني أبو بكر محمد بن علي دعامة القومسي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي قال: حدثني الحسن بن عبد الرحمن الفزاري قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: حدثنا أبو معشر قال: مات رجل عندنا بالمدينة، فلما وضع على مغتسله ليغسل استوى قاعدا، ثم أهوى بيده إلى عينيه فقال: بصر عيني بصر عيني بصر عيني إلى عبد الملك بن مروان وإلى الحجاج بن يوسف يسحبان أمعاءهما في النار، ثم عاد مضطجعا كما كان. أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف قال حدثنا أبو بكر أحمد ابن سعيد بن فرصح قال حدثنا موسى بن الحسن قال: حدثنا سفيان بن زياد المخزومي قال: حدثنا ابراهيم بن عيينة أخو سفيان بن عيينة عن سماك بن حرب قال: قيل لي في النوم إياك والغيبة (42- ظ) إياك والنميمة، إياك وأكل أموال اليتامى، إياك، والصلاة خلف الحجاج، فإني أقسمت أن أقصمه كما قصم عبادي. قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس- هو الأصم- قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا سفيان بن زياد المخزومي فذكره، غير أنه قال: إياك والكذب، إياك والنميمة، إياك وأكل لحوم الناس، إياك والصلاة خلف الحجاج، فإني أقسمت لأقصمنه كما كان يقصم عبادي.

الحجاج بن يوسف بن عبيد بن أبي زياد الرصافي

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: الحجاج بن يوسف بن عبيد بن أبي زياد الرصافي أبو محمد بن أبي منيع، وقيل أبو منيع كنية جده عبيد الله بن أبي زياد. من أهل رصافة هشام بن عبد الملك، وهو مولى لآل هشام، وقيل مولى آل أبي سفيان، وقيل كان جده عبيد الله بن أبي زياد كاتبا لبعض بني مروان، وقيل إنه جده لأمه، والصحيح أنه جده لأبيه كما ذكرناه، وسنذكر ترجمته في موضعها إن شاء الله تعالى. سكن الحجاج حلب إلى أن مات بها، وحدث بها عن جده عبيد الله. روى عنه أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو أسامة عبد الله بن محمد أبي أسامة، وعبد الصمد بن ابراهيم بن أبي سكينة الحلبيان، وهلال بن العلاء، ومحمد بن علي بن ميمون واسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقيون، والحسين بن الحسن المروزي، وأيوب بن محمد الوزان، وعمر بن بكير الناقد وأبو عبد الله محمد بن أسد الحسني الأسفرائيني وأبو جعفر محمد بن مهدي بن رستم الاصبهاني ومحمد بن ابراهيم بن الفضل الحراني وأبو بكر أحمد بن هاشم الأنطاكي المعروف بالاشلّ وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث البجلي الكزبرائي، ومحمد بن جبلة. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي بالبيت المقدس (44- و) قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكرياء الطريثيثي، وأبو سعد محمد ابن عبد الكريم بن محمد بن خشيش، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي بحلب، قال: أخبرنا

أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وأبو المظفر أحمد بن محمد علي الكاغذي قال: أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن هرون. وقال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي- قالا: أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد ابن إبراهيم بن شاذان البزاز قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي الفارسي في رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا الحجاج بن أبي منيع بن عبيد الله بن أبي زياد بحلب، قال: حدثنا جدي عن الزهري قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم العالية بنت ظبيان بن عمرو، من بني بكر بن كلاب فدخل بها فطلقها. فقال حجاج: حدثنا جدي قال: حدثنا محمد بن مسلم أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فدّل الضحاك بن سفيان من بني أبي بكر بن كلاب عليها رسول الله عليه وسلم فقال له، وبيني وبينهما الحجاب: يا رسول الله هل لك في أخت أم شبيب، وأم شبيب امرأة الضحاك «1» . أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الدمشقي بها قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي، ح. قال: (44- ظ) الحافظ أبو القاسم: وأخبرنا أبو المظفر القشيري قال أخبرنا أبي الاستاذ أبو القاسم قالا: أخبرنا أبو عوانة الحافظ: قال حدثني أحمد بن هاشم الأنطاكي، أبو بكر الأشل قال: حدثنا الحجاج بن أبي منيع- وهو الحجاج بن يوسف، ويكنى يوسف بأبي منيع سنة عشرين ومائتين قال: حدثني جدي عبيد الله ابن أبي زياد، قال: هذا كتاب ما ذكرنا محمد بن مسلم الزهري مما سألناه عنه من أول مخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر صدرا من الحديث، وقال: فكان أول مشهد شهده الرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، ورئيس المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، فذكر حديثا طويلا ذكر فيه غزواته صلى الله عليه وسلم «2» .

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الانصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن حذلم قال: أخبرنا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي قال: حدثنا الحجاج بن أبي منيع يوسف بن عبيد فذكر حديثا. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل: قال أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري (45- و) قال: حجاج بن أبي منيع الشامي سمع جده عبيد الله ابن أبي زياد عن الزهري. «1» . أخبرنا محمد بن عمر بن أبي بكر المقدسي نزيل سروج «2» - في كتابه الينا منها قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني قال: في الطبقة الخامسة من أهل الجزيرة: الحجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي، سمعت هلالا يقول: أبو منيع عبيد بن أبي زياد، وهو مولى لآل هشام بن عبد الملك، قال وكنية الحجاج أبو محمد، وكان لزم حلب في آخر عمره. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بدار الوزارة بالقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد الحراني، في تاريخ الرقة، قال: الحجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي أبو منيع اسمه عبيد الله ابن زياد، يكنى أبا محمد مولى لآل هشام بن عبد الملك» .

أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي- اذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني اجازة، ح. وأنبأنا عمر بن محمد بن هشام عن أبي العلاء الهمذاني الحافظ (45- ظ) قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال أخبرنا أبو أحمد بن علي بن منجوية قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو محمد الحجاج بن يوسف بن أبي منيع بن عبيد الله بن زياد الشامي، سكن الرصافة بالجزيرة، سمع جده عبيد الله بن أبي زياد الشامي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أسد الحبشي، وأبو عثمان بن محمد ابن بكر الناقد البغدادي، كناه لنا أبو عروبة السلمي، سمع هلالا- يعني- ابن العلاء يقوله. وقال الحاكم أبو أحمد في ترجمة أبي منيع: أبو منيع عبيد الله بن أبي زياد الشامي، مولى لآل هشام بن عبد الملك، ويقال اسمه يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى لآل أبي سفيان، يعرف بالرصافي، سكن رصافة الرقة، روى عنه حجاج ابن أبي منيع الرصافي، وقال: قال حسين بن حسن المروزي: الحجاج بن أبي منيع الرصافي، رصافة الرقة، واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى لآل أبي سفيان. قال حسين: حدثني رجل منهم بهذا الكلام. قلت: هكذا نسبه الحاكم: الحجاج بن يوسف بن أبي منيع بن عبيد الله بن أبي زياد، وهو وهم والصحيح: الحجاج بن يوسف بن عبيد الله، أبو منيع هو يوسف أو عبيد الله على ما ذكره في ترجمة أبي منيع، وقوله: سكن الرصافة بالجزيرة، وهم أيضا، فان الرصافة من أعمال قنسرين من الشام، وليست من الجزيرة، وجده عبيد الله (46- و) منها، لكنه رأى أبا عروبة ذكره من أهل الجزيرة فظن الرصافة من الجزيرة، وقوله أيضا: رصافة الرقة عرفها بالرقة لقربها منها، لا أنها من أعمالها، وهي شامية، وبعمل حلب قرية أخرى تعرف بالرصافة، بالقرب من قنسرين، وببغداد الرصافة، فعرفها برصافة الرقة لتميز عنهما، والله أعلم. أخبرنا أبو الوحش بن أبي منصور بن نسيم في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، في تاريخ دمشق، قال: الحجاج بن يوسف

الحجاج القضاعي الشاعر:

ابن أبي منيع عبيد الله بن أبي زياد، أبو محمد الرصافي، سمع جده عبيد الله بن أبي زياد، أبا منيع الرصافي، روى عنه عمرو بن محمد بن بكير الناقد، وأبو عبد الله محمد بن أسد الحبشي الأسفراييني، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني. «1» . قلت: أورد الحافظ أبو القاسم ذكره في تاريخ دمشق كما ذكرناه عنه، ولم يذكر في ترجمته دليلا على أنه دخل دمشق، ولا أنه سكنها، ولا أنه اجتاز بها، وليس من شرطه كل من كان بالشام، وكونه من موالي آل هشام لا يدل على شيء من ذلك، والمعروف بالولاء لآل هشام هو جده عبيد الله بن أبي زياد، وهو رصافي أيضا. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الحسين قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن الحسن بن البناء، وأبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن الدوري، قالا: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس بن حيوية، قال: حدثنا الحسين (46- ظ) بن محمد- يعني- ابن عبد الله بن عبادة الواسطي قال: سمعت هلال بن العلاء يقول: كان حجاج بن أبي منيع من أعلم الناس بالارض وما أنبتت، وأعلم الناس بالفرس من ناصيته الى حافره، وأعلم الناس بالبعير من سنامة الى خفه، وكان مع بني هشام في الكتّاب، وهو شيخ ثقة. ذكر أبو حاتم بن حبان البستي في كتاب تاريخ الثقات، في الطبقة الرابعة، قال: حجاج بن يوسف بن أبي منيع الرصافي، من أهل الشام كنيته أبو محمد، سكن حلب، يروى عن جده عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري، روى عنه الحسين ابن الحسن المروزي، وأيوب بن محمد الوزان، مات بحلب سنة احدى وعشرين ومائتين. «2» . الحجاج القضاعي الشاعر: كان من جملة الشعراء الوافدين على عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة، وفد عليه بدابق وبخناصرة مع جرير والفرزدق وكثير وغيرهما «3» .

ذكر من اسمه حجر

ذكر من اسمه حجر حجر بن عدي: الادبر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كنده بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، أبو عبد الرحمن الكندي، وقيل في نسبه: حجر بن عدي بن الادبر بن عدي بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية ابن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور (47- و) بن مرتع بن كندي بن عفير، وقيل هو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن الأدبر، وكان يقال له: حجر الخير، وسمي أبوه الادبر لانه طعن موليا في دبره فسمي الأدبر، وقيل ضرب بالسيف على أليته، وقيل ان الأدبر جده جبلة، وقيل الأدبر عدي جد أبيه، وقال بعضهم: حجر هو الادبر، وكان من أهل الكوفة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وحدث عن علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وشراحيل وقيل شرحيل بن مرة، روى عنه أبو ليلى الكندي المدني مولاه، وعبد الرحمن ابن عابس، وأبو البختري الطائي، وشهد صفين مع عليّ عليه السلام أميرا على كندة وقضاعة وحضر موت ومهرة. وكان أحد الشهود على كتاب التحكيم وقال ابن سعد في كتاب الطبقات: كان ثقة معروفا «1» . «2» أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي (47- ظ) قال: أخبرنا أبو عبد الله بن منده قال: أخبرنا محمد بن

عبد الله العماني قال: حدثنا أبو حصين الوادعي قال: حدثنا عبادة بن زياد الاسدي قال: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي اسحاق السبيعي عن أبي البختري عن حجر بن عدي قال: سمعت شراحيل بن مرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ابشر يا علي حياتك وموتك معي «1» . «2» أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن محمد بن عبيد الدقاق المعروف بالعسكري قال: حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال: حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي عن سفيان عن أبي اسحاق عن أبي ليلى الكندي عن حجر بن عدي قال: حدثنا علي أن الطهور «3» نصف الايمان. قال ابن مندة: وأخبرنا خيثمة بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال: حدثنا محول بن ابراهيم عن عمر بن شمر عن أبي طوق عن جابر الجعفي وذكر عن محمد بن بشر قال: قام حجر بن عدي يخطب على شاطىء الفرات حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أشهد أني سمعت شراحيل بن مرة يزعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أبشر يا علي حياتك وموتك معي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا معاوية ابن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول: في أهل الكوفة حجر بن الادبر الكندي سمع من علي. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية

قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة (48- و) الرابعة من الصحابة: حجر الخير بن عدي الأدبر. - وانما طعن موليا فسمي الادبر- بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي جاهلي اسلامي وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد القادسية وهو الذي افتتح مرج عذرا، وشهد الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء وقتله معاوية بن أبي سفيان وأصحابه بمرج عذراء، وابناه عبيد الله وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير صبرا، وكان يتشيعان، وكان حجر ثقة معروفا، ولم يرو عن غير علي شيئا. «1» . قلت: قد روى حجر عن شراحيل بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الذي قدمنا ذكره في فضل علي عليه السلام، وروى عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قوله. أنبأنا أبو الوحش بن أبي منصور قال: أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن ابن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الاولى من تابعي أهل الكوفة حجر بن الأدبر الكندي، والأدبر بن عدي بن جبلة، قتله معاوية «2» . قال علي بن الحسن كذا فيه، وعدي الثاني مزيد. قلت: والذي يعلب على (48- ظ) ظني أنه والادبر هو عدي، وعدي بن جبلة ليقع موافقا لما رواه ابن الفهم عن محمد بن سعد وقد تصحف على الناسخ والله أعلم. وقد نسبه ابن الكلبي في كتاب جمهرة النسب فقال: حجر بن عدي بن الادبر ابن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن

ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. قال ابن الكلبي: وكان قد طعن في دبره فسمي حجر الادبر لذلك، جاهلي اسلامي وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه هانيء، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء، وشهد القادسية، وشهد الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام، قتله معاوية وأصحابه بمرج عذراء، وكان الذي تولى قتله أبو الاعور السلمي «1» . كتب إلينا أبو عبد الله بن عمر بن نصر أن عبد الحق بن عبد الخالق أخبره قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله البخاري قال: حجر بن عدي الكندي قتل في عهد عائشة قاله عمرو بن عاصم: عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان، وسمع عليا وعمارا بصفين قولهما، يعد في الكوفيين، روى عنه أبو ليلى الكندي وعبد الرحمن بن عابس (49- و) وهو ابن الأدبر، والأدبر عدي «2» . أنبأنا أبو حفص الدارقزي عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني، ح. قال ابن البناء: وأنبأنا أبو الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: حجر بن عدي بن الأدبر الكندي، وقيل الأدبر هو عدي، روى عن علي بن أبي طالب، روى عنه أبو ليلى الكندي، قيل إنه يكنى أبا عبد الرحمن قتل سنة احدى وخمسين. أنبأنا أبو نصر بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد الاصبهاني

قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابي بكر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري قال: فأما حجر- بالحاء المضمومة والجيم ساكنة، ويجوز ضمها في اللغة- فمنهم حجر بن عدي بن الأدبر جاهلي اسلامي يذكر بعضهم أنه وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم، هو وأخوه، وأكثر أصحاب الحديث لا يصححون له رواية، شهد القادسية وافتتح مرج عذراء، وشهد الجمل وصفين مع علي، ثم قتله معاوية بعد ذلك. وكان مع علي بصفين: حجر الخير، وحجر الشر فأما حجر الخير فهذا، وأما حجر الشر فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة (49- ظ) السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: وأما أدبر، عوض الزاي دال مهملة، فهو حجر بن عدي بن الأدبر الكندي، واسم الأدبر جبلة، وقيل: إن الأدبر هو عدي، وقال المرزباني: قد روي أن حجر بن عدي وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيه هانىء بن عدي، وقد روى حجر عن علي بن أبي طالب، روى عنه أبو ليلى الكندي «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: وحجر بن عدي هو الأدبر، والأدبر عدي بن جبلة. أنبأنا..... «2» عن أبي القاسم بن عبد الملك قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، قال: وحجر الخير بن عدي بن الأدبر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، وفد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ويقال إنما سمي جده الأدبر: لأنه طعن موليا، فسمي الأدبر، وشهد حجر القادسية، وافتتح مرج عذراء، وشهد

صفين، والجمل مع علي، لم أجد له عن رسول الله رواية إلا أن كلامه مروي من وجوه كثيرة «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: حجر بن عدي بن الأدبر الكندي، يكنى أبا عبد الرحمن، كوفي، وهو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن الأدبر، وإنما سمي الأدبر لأنه ضرب بالسيف على أليته فسمي بهذا الأدبر، كان حجر من فضلاء الصحابة، وصغر سنه عن كبارهم، وكان على كندة يوم صفين، وعلى الميسرة يوم النهروان «2» ، ولما ولّى معاوية، زيادا العراق وما وراءها وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر، خلعه حجر، ولم يخلع معاوية، وتابعه جماعة من أصحاب علي وشيعته، وحصبه يوما في تأخير الصلاة هو وأصحابه، فكتب فيه زياد الى معاوية فأمره أن يبعث به (50- و) إليه مع وائل بن حجر الحضرمي في اثني عشر رجلا كلهم في الحديد، فقتل معاوية منهم ستة، واستحيى ستة، وكان حجر ممن قتل فبلغ ما صنع بهم زياد الى عائشة أم المؤمنين، فبعثت الى معاوية عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: الله الله في حجر وأصحابه، فوجده عبد الرحمن قد قتل هو وخمسة من أصحابه، فقال لمعاوية: أين عزب عنك حلم أبي سفيان في حجر وأصحابه، ألا حبستهم في السجون وعرضتهم للطاعون؟ قال: حين غاب عني مثلك من قومي، قال: والله لا تعدّ لك العرب حلما بعدها أبدا ولا رأيا، قتلت قوما بعث بهم إليك أسارى من المسلمين، قال: فما أصنع كتب إلي فيهم زياد يشد أمرهم، ويذكر أنهم سيفتقون علي فتقا لا يرقع، ثم قدم معاوية المدينة، فدخل على عائشة، فكان أول ما بدأته به قتل

حجر، في كلام طويل جرى بينهما ثم قال: فدعيني وحجرا حتى نلتقي عند ربنا، والموضع الذي قتل فيه حجر بن عدي ومن قتل معه من أصحابه يعرف بمرج عذراء. قال أبو عمر بن عبد البر حدثنا خلف- يعني- ابن قاسم قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أنه كان إذا سئل عن الركعتين عند القتل قال: صلاهما خبيب «1» وحجر وهما فاضلان. قال أحمد: وحدثنا ابراهيم بن مرزوق (50- ظ) قال حدثنا يوسف بن يعقوب الواسطي، وأثنى عليه خيرا، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن يقول- وقد ذكر معاوية وقتله حجرا وأصحابه- ويل لمن قتل حجرا وأصحاب حجر. قال أحمد: قلت ليحيى بن سليمان: أبلغك أن حجرا كان مستجاب الدعوة قال: نعم وكان من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم «2» . أنبأنا أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حجر بن عدي الأدبر بن جبلة بن عدي ابن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وسمي أبوه الأدبر لأنه طعن موليا فسمي الأدبر، أبو عبد الرحمن الكندي من أهل الكوفة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع عليا، وعمار بن ياسر وشراحيل بن مرة، ويقال شرحيل. روى عنه أبو ليلى الكندي مولاه، وعبد الرحمن بن عابس، وأبو البختري الطائي وغزا الشام في الجيش الذين افتتحوا عذراء، وشهد صفين مع علي أميرا، وقتل بعذراء من قرى دمشق ومسجد قبره بها معروف «3» .

قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي قال: أخبرنا عبد الواحد بن علي العلاف قال: أخبرنا علي بن أحمد الحمامي قال: أخبرنا القاسم (51- و) بن سالم بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: حدثنا أبو معشر قال: كان حجر بن عدي رجلا من كندة وكان عابدا، قال: ولم يحدث قط إلا توضأ، ولم يهريق ماء إلا توضأ، وما توضأ إلا صلى «1» . قال القاسم: وحدثنا عبد الله قال: حدثني أبو همام الوليد بن شجاع السكوني قال: حدثني ابراهيم بن أعين عن السري بن يحيى عن عبد الكريم بن رشيد أن حجر بن عدي بن الأدبر كان يلمس فراش أمه بيده فيتهم غلظ يده، فينقلب على ظهره فإذا أمن أن يكون عليه شيء أضجعها. أنبأنا عمر بن محمد بن معمر قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: في تسمية أمراء يوم صفين من أصحاب علي حجر بن عدي هو أدبر الكندي «2» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- إذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكرياء التستري قال: حدثنا خليفة العصفري قال في تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين: قال أبو عبيدة: وعلى كندة حجر بن عدي الكندي «3» (51- ظ) . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد الامين عن أبي محمد عبد الله بن أحمد

ابن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا عمر بن سعد بإسناده الاول- يعني فيما اقتصه من خبر صفين- قال: وبيتهم الشتاء حتى إذا كان ذو الحجة جعل علي يأمر الرجل الشريف من أصحابه فيخرج معه الجماعة فيقاتل ويخرج إليه رجل من أصحاب معاوية في جماعة فيقاتل ثم ينصرفان، فكان علي مرة يخرج الأشتر في خيله، ومرة حجر بن عدي الكندي، ومرة شبث بن ربعي، وذكر غير هؤلاء. أنبأنا أبو نصر القاضي قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا عبد الواحد بن علي قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا القاسم بن سالم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا يعقوب بن اسحاق بحبان «1» قال: حدثنا أبو ظفر عن جعفر بن سليمان الضبعي قال: حدثني صاحب لنا عن يونس بن عبيد قال: كتب معاوية الى المغيرة بن شعبة: إني قد احتجت الى مال فأمدني بمال، فجهز المغيرة إليه عيرا تحمل المال، فلما فصلت العير، بلغ حجرا وأصحابه فجاء حتى أخذ بالقطار، فحبس العير، قال: لا والله حتى توفي كل ذي حق حقه، فبلغ المغيرة ذلك أنه قد رد العير معه، فقال شباب ثقيف: ائذن لنا أصلحك الله فيه فنأتيك برأسه الساعة، قال: لا والله ما كنت لأركب هذا من حجر (52- و) أبدا، فبلغ معاوية فاستعمل زيادا وعزل المغيرة «2» . وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم عن هشام بن حسان عن محمد قال: أطال زياد الخطبة، فقال له حجر: الصلاة، فمضى زياد في خطبته فضرب حجر بيده الى الحصا وقال الصلاة وضرب الناس بأيديهم الى الحصا، فنزل زياد وصلى، وكتب فيه زياد الى معاوية، فكتب معاوية أن سرح به إلي، فسرح به إليه، فلما قدم عليه قال: السلام عليك يا أمير

المؤمنين، قال: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم لا أقيلك ولا استقيلك، قال: فأمر بقتله، فلما انطلق به قال لهم: دعوني فلأصلي ركعتين، قالوا: نعم. قال: فصلى ركعتين ثم قال لهم: لولا أن تروا أن بي غير الذي بي لأحببت أن يكونا أطول مما كانتا، ثم قال: لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما، وادفنوني في ثيابي، فإني لاق معاوية بالجادة، وإني مخاصم، قال هشام: فكان محمد إذا سئل عن الشهيد يغسل، ذكر حديث حجر. أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري ثم البغدادي بحلب، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا أبو الفضل أحمد بن ملاعب قال: حدثنا جندل بن والق قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن معمر عن هشام بن سيرين قال: أتى (52- ظ) حجر بن عدي حيث دعا به معاوية فقال: إني لأرى هذا قاتلي، فإن هو قتلني فلا تطلقوا عني حديدا، وادفنوني في ثيابي ودمي فإني ملاق معاوية على الجادة. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب الأديب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي ابن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: أخبرنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش وابن الأجلح حدثني ببعضه وأحمد بن بشير وغيرهم من أشياخنا، ومن اسماعيل بعضه، وبعضهم يزيد على بعض: أن معاوية بعث زياد بن أبي سفيان على الكوفة والبصرة، فقدم زياد الكوفة، فبعث الى حجر بن الأدبر الكندي وكانا جليسين متواخيين وكانا يريان رأي علي، وعلى حبه، ومن شيعته فقال له زياد: قد علمت الذي كنت أنا وأنت عليه من الرأي، وإني رأيت عليا ومعاوية اقترعا فقرعه معاوية، فسلمنا لأمره، فهلم فأبلغ بك وأشرفك في قومك

وأقضي لك حوائجك، وأقضي دينك. وأخرج لك رزق أهلك، فاخرج معي الى البصرة، فقال حجر: لا والله إني لمريض، فقال زياد: صدقت إنك لمريض القلب، والهوى، والرأي، وأخاف أن أخلفك فتوغل على الناس وتوغرهم. ثم سار زياد إلى البصرة وخلفه، واستعمل عمرو بن حريث المخزومي على الكوفة (53- و) وأنزله القصر، وأوصى عمرا به فقال: كن عينا على حجر فانظر من جلساؤه في المسجد ومن غاشيته في أهله، وأعلمني ما يكون من أمرهم، ثم سار زياد إلى البصرة فقدمها، فكتب عمرو بن حريث من الكوفة الى زياد وهو بالبصرة: أخبرك إن حجرا قد عظمت حلقته في المسجد وكثرت غاشيته في أهله، فإن كانت لك في الكوفة حاجة فأقبل، فما هو الا أن قرأ كتابه قال زياد لأصحابه: تجهزوا، فتجهزوا، ثم خرج فنزل الجلحاء «1» فإذا راكب من بني أسد يركض على فرس رسول لعمرو بن حريث فقال: أين الأمير، أين الامير، فقالوا: هو ذا، فأتاه فقال له زياد: ما وراءك، قال: أخبرك أن حجرا قد أعلن أمره وقد أظهر السلاح، واجتمع إليه في المسجد وخلع أمير المؤمنين «2» ، فقال: لا ولكنك خلعت أنت، قال: فما فعل أميري؟ - يعني عمرو بن حريث- قال: في الدار، فقال لاصحابه سيروا حتى نزل بقرية الجزماء «3» فإذا راكب على فرس، فقال: أين الأمير؟ فقالوا: هذا الأمير فما وراءك؟ قال: ظهر حجر وأعلن أمره واجتمع اليه، قال فما فعل أميري؟ قال: هو في الدار، قال: سيروا، فساروا حتى نزلوا قرية الرمان «4» ، فإذا راكب يركض فقال مثل ما قال صاحباه، وقد كان حجر حين علم أن زيادا قد أقبل يريد الكوفة قال لأصحابه: إن هذا الطاغية قد أقبل فضعوا سلاحكم (53- ظ) وقوموا، فإن هو أعطانا الذي نحب، والا أعلمناكم فرأيتم رأيكم، فقدم زياد الكوفة فجاءه وجوه أهلها وأشرافهم فجلسوا اليه وسلموا عليه، وأقبل محمد بن

الأشعث اليه فدخل فقال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته، فقال: من هذا؟ قال: محمد بن الأشعث «1» ، فقال: لا مرحبا ولا أهلا ما فعل الرجل والله لتأتيني به أو لاسلكن من السيف في بطنك شبرا، فقال: أصلح الله الأمير قد علم الناس عداوته لي، والذي بيني وبينه، والله لا يأمنني على شيء من أمره، فقال زياد، والله لتأتيني به أو لاسلكن من السيف في بطنك شبرا، قال: فخرج محمد كئيبا محزونا فلقي جرير بن عبد الله «2» فقال جرير: مالك؟ فقال: قد علمت الذي بيني وبين حجر ومجانبته لي، وقد غضب الأمير عليّ منه ووعدني القتل ان لم آته به، قال: فما تريد؟ قال: أريد أن يرضى عني ويعفيني من أمره، فأقبل جرير حتى دخل على زياد فرحب به زياد، فقال له جرير: أصلحك الله كلفت محمدا أن يأتيك بحجر، وقد عرفت عداوة حجر له ومجانبته إياه، فإنا نحب أن ترضى عنه، وأنا آتيك بحجر، قال: وتفعل؟ قال: نعم قال: فإنا قد رضينا عنه فأتنا به، فانطلق جرير حتى أتى حجرا، فدخل عليه في بيته وهو في اثني عشر رجلا من أصحابه، فكلمه جرير وقال له: أجب أميرك، فقال حجر: والله لا أفعل الا أن يعطيني موثقا وإيمانا لا يهجنا حتى يبعث بنا إلى (54- و) معاوية فنكلمه ويرى فينا رأيه فإني قد عرفت أنه لن يدعنا، فرجع جرير الى زياد فقال له: أجئت به؟ قال: نعم أصلحك الله، وقد سأل شيئا، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فذلك له، فأعطاه الأمان على ذلك، فأقبل حجر مع جرير حتى دخل على زياد فلما رآه زياد قال: مرحبا بك أبا عبد الرحمن فو الله إنك كما علمت حرب في السلم، سلم في الحرب، ولقد ركبت صدورا قد أهلك الله من ركب أعجازها، ما كنت قلت لك إنك ستوغر الناس وتفعل وتوغر عليّ، تجهز أنت وأصحابك، فتجهزوا، وكتب معهم زياد كتابا الى معاوية شديدا يخبره بأمرهم وأن تركهم فساد للناس، فساروا حتى نزلوا بمرج عذراء فحبسوا فيها، وكان فيما كتب زياد الى معاوية: إن لهم الأمان حتى يكلموك وتكلمهم، فسار اليهم معاوية حتى أتاهم بمرج عذراء ومعه الناس، فكلمهم وكلموه، ثم انصرف عنهم فاستشار وجوه أهل الشام فيهم، فأشاروا عليه بقتل القوم كلهم الا

يزيد بن أسد البجلي وهو جد خالد بن عبد الله القسري فانه قال: يا أمير المؤمنين أنتم الأئمة ونحن المؤتمون، وأنتم العمد ونحن المعمدون، فان تعف نقل قد أحسنت وأجملت، وان تقتل فرأيك أثبت، فبعث اليهم معاوية رجلا أعور فأمره فقال: انطلق اليهم فاقتل شيوخهم واترك شبانهم، فأقبل الرسول فلما رأوه قال رجل من القوم: هذا (54- ظ) رجل مقبل قد بعث اليكم، إحدى عينيه ميتة والأخرى حية وهو خليق أن يميت نصفكم، فأتاهم فأخذ شيوخهم فضرب أعناقهم وهم ستة حجر أحدهم، واستحيى ستة، فما هو الا أن قتلهم ندم معاوية وسقط في يده، ودخل عليه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: يا أمير المؤمنين ماذا صنعت لا تعدّ لك العرب حلما ولا رأيا، قتلت قوما بعث بهم أسرى في يدك! قال: فما أصنع كتب إليّ زياد يشدد أمرهم وذكر أنهم سيفتقون علي فتقا ليس له أول ولا آخر، فكان فساد هؤلاء في صلاح أمة محمد، خير من فساد أمة محمد في صلاح هؤلاء، وغبت أنت عني وأصحابك، فقال له: ألا فرقتهم في كور الشام، وأطعمتهم من الكعك والزيت حتى تكفيكهم طواعين الشام! وقال حدثنا يحيى- يعني- الجعفي قال: حدثنا ابن داوود قال حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي وعبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن رزين الغافقي عن علي انه قال: يقتل منكم يا أهل الكوفة سبعة مثلهم مثل أصحاب الاخدود، قال فبعث معاوية الى بضعة عشر رجلا من أهل الكوفة فاختار منهم سبعة فقتلهم منهم حجر بن الأدبر. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- إذنا- قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف قال أخبرنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي قال: أخبرنا القاسم بن سالم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن (55- و) حنبل قال: حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي قال: حدثنا حجاج بن محمد قال: حدثنا أبو معشر قال: فاعترف «1» به معاوية وأمره على العراقين، يعني زيادا: قال: فلما

قدم الكوفة دعا حجر بن الأدبر فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف تعلم حبي لعلي قال: شديدا، قال: فان ذاك قد انسلخ أجمع. فصار بغضا فلا تكلمني بشيء أكرهه، فاني أحذرك، فكان إذا جاء ابان العطاء قال حجر لزياد: أخرج العطاء فقد جاء أبانه، فكان يخرجه، وكان لا ينكر حجر شيئا من زياد الا رده عليه، فخرج زياد الى البصرة واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث فصنع عمرو شيئا كرهه حجر، فناداه وهو على المنبر، فرد عليه ما صنعه وحصبه هو وأصحابه قال: فأبرد عمرو مكانه بريدا الى زياد وكتب اليه بما صنع حجر، فلما قدم البريد على زياد، ندم عمرو بن حريث وخشي أن يكون من سطواته ما يكره، وخرج زياد من البصرة الى الكوفة فتلقاه عمرو بن حريث في بعض الطريق فقال: انه لم يك شيء تكرهه وجعل يسكنه، فقال زياد: كلا والذي نفسي بيده حتى آتي الكوفة، فأنظر ماذا أصنع، فلما قدم الكوفة سأل عمرا عن البينة، وسأل أهل الكوفة، فشهد شريح في رجال معه على أنه حصب عمرا ورد عليه، فاجتمع حجر وثلاثة آلاف من أهل الكوفة فلبسوا السلاح وجلسوا في المسجد، فخطب زياد الناس وقال: يا أهل الكوفة ليقم كل رجل منكم الى سفيهه فليأخذه، فجعل (55- ظ) الرجل يأتي ابن أخيه وابن عمه وغريبه فيقول: قم يا فلان، قم يا فلان حتى بقي حجر في ثلاثين رجلا فدعاه زياد فقال: ابا عبد الرحمن قد نهيتك أن تكلمني، وان لك عهدا لله ألا تراب بشيء حتى تأتي أمير المؤمنين وتكلمه فرضي بذلك حجر، وخرج الى معاوية ومعه عشرون رجلا من أصحابه، ومعه رسل زياد حتى نزلوا مرج العذراء فقال حجر: ما اسم هذا المكان؟ قالوا: هذا مرج العذراء قال: أما والله اني لاول خلق الله كبر فيه. قال وحدثنا عبد الله قال: أخبرت عن جعفر بن سليمان عن هشام قال: قال ابن سيرين: لم يكن لزياد هم لما قدم الكوفة الا حجرا وأصحابه، فتكلم يوما زياد وهو على المنبر فقال: ان من حق أمير المؤمنين، من حق أمير المؤمنين مرارا، فقال: كذبت ليس كذلك، فسكت زياد ونظر اليه ثم عاد في كلامه فقال: ان من حق أمير المؤمنين، ان من حق أمير المؤمنين مرارا، قال حجر: كذبت ليس كذلك، فسكت زياد ونظر اليه، ثم عاد في كلامه فقال: ان من حق أمير المؤمنين، ان من حق أمير

المؤمنين مرارا نحوا من كلامه، فأخذ حجر كفا من حصا فحصبه، وقال: كذبت عليك لعنة الله، قال: فانحدر زياد من المنبر فصلى ثم دخل الدار وانصرف حجر، فبعث اليه زياد الخيل والرجال: أجب، قال حجر: اني والله ما أنا بالذي يخاف ولا آتيه أخاف على نفسي. قال هشام: قال ابن سيرين: لو مال لمال أهل الكوفة معه، ولكن كان رجلا ورعا فأبى زياد ان يقلع عنه الخيل والرجال حتى اصطلحا أن يقيده بسلسلة ويرسله في ثلاثين من أصحابه الى (56- و) معاوية، فلما خرج اتبعه زياد بردا بالكتب، بالركض الى معاوية: ان كان لك في سلطانك حاجة، أو في الكوفة حاجة فاكفني حجرا، وجعل يرفع الكتب الى معاوية حتى ألهفه عليه، فقدم فدخل عليه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال معاوية: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم ثلاثا، فأمر بحجر وبخمسة عشر رجلا من أصحابه، قد كتب زياد فيهم وسماهم، وأخرج حجرا وأصحابه الخمسة عشر وقد أمر بضرب أعناقهم، فقال حجر للذي أمر بقتله: دعني فلأصلي ركعتين قال: صلّه، قال: فصلى ركعتين خفيفتين، فلما سلم أقبل على الناس فقال: لولا أن تقولوا جزع من القتل لأحببت أن تكون ركعتان أنفس مما كانتا وايم الله لئن لم تكن صلاتي فيما مضى تنفعني ماهان بنافعتي شيئا، ثم أخذ برده فتحرم به، ثم قال لمن يليه من قومه ومن يتحرم به: لا تحلوا قيودي ولا تغسلوا عني الدم، فاني اجتمع أنا ومعاوية غدا على المحجة. قال: وحدثنا عبد الله قال: حدثني أبو محمد بن أبي الحسن الجوهري قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن الزبير الحنظلي عن فيل مولى زياد قال: لما قدم زياد الكوفة أميرا، أكرم حجر بن الأدبر، وأدناه، فلما أراد الانحدار الى البصرة دعاه فقال: يا حجر انك قد رأيت ما صنعت بك واني أريد البصرة، فأحب أن تشخص معي، فاني أكره أن تخلف بعدي فعسى أن (56- ظ) أبلغ عنك شيئا فيقع في نفسي، فاذا كنت معي لم يقع في نفسي من ذلك شيء، فقد علمت رأيك في علي بن أبي طالب، وقد كان رأيي فيه قبلك على مثل رأيك فلما رأيت الله صرف ذلك الأمر عنه الى معاوية، لم أتهم الله، ورضيت به، وقد رأيت الى ما صار أمر علي واصحابه واني أحذرك أن تركب أعجاز

أمور، هلك من ركب صدورها، فقال له حجر: اني مريض ولا استطيع الشخوص معك، قال: صدقت والله انك لمريض، مريض الدين، مريض القلب، مريض العقل، وايم الله لئن بلغني عنك شيء أكرهه لأحرصن على قتلك فانظر لنفسك أودع. فخرج زياد فلحق بالبصرة. واجتمع الى حجر قراء أهل الكوفة، فجعل عامل زياد لا ينفذ له أمر، ولا يريد شيئا الا منعوه اياه، فكتب الى زياد: اني والله ما انا في شيء وقد منعني حجر وأصحابه كل شيء فأنت أعلم، فركب زياد بعماله حتى اقتحم الكوفة، فلما قدمها تغيب حجر، فجعل يطلبه فلا يقدر عليه، فبينا هو جالس يوما وأصحاب الكراسي حوله، فيهم الأشعث بن قيس، اذ أتى الاشعث ابنه محمد، فناجاه وأخبره أن حجرا قد لجأ الى منزله، فقال له زياد: ما قال لك ابنك؟ قال لا شيء، قال: والله لتخبرني ما قال لك حتى أعلم انك قد صدقت أو لا تبرح مجلسك حتى اقتلك، فلما عرف الاشعث اخبره، فقال لرجل من أهل الكوفة من أشرافهم: قم فاتني به، قال: اعفني أصلحك الله من ذلك ابعث غيري. قال: لعنة الله عليك خبيثا مخبثا (57- و) والله لتأتيني به أو لأقتلنك، فخرج الرجل حتى دخل عليه، فأخذه وأخبر حجر الخبر، فقال له: ابعث الى جرير بن عبد الله فليكلمه فيك فاني أخاف ان يعجل عليك، فدخل جرير على زياد فكلمه فقال: هو آمن من أن أقتله ولكن أخرجه فابعث به الى معاوية، فجاء به على ذلك، فأخرجه من الكوفة ورهطا معه وكتب الى معاوية: أن اغن عني حجرا، إن كان لك فيما قبلي حاجة، فبعث معاوية فتلقي بالعذراء: فقتل هو وأصحابه، وملك زياد العراق خمس سنين ثم مات سنة ثلاث وخمسين. قلت: هكذا جاء في هذه الرواية فيهم الأشعث بن قيس وهو وهم فاحش، فان هذه القصة كانت في سنة إحدى وخمسين أو في سنة خمسين، والأشعث مات في سنة أربعين قبل هذه الواقعة باحدى عشرة سنة، وقد ذكرنا فيما نقلناه من ابن ديزيل أن الذي طلب منه معاوية «1» احضار حجر اليه هو محمد بن الأشعث.

والعجب أن الحافظ أبا القاسم ذكر هذه القصة بهذا الاسناد ولم ينبه على هذا الوهم «1» . أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا ابو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: وذكر بعض أهل العلم أنه يعني حجرا، وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيه هانىء بن عدي، وكان من أصحاب علي، فلما قدم زياد بن أبي سفيان واليا على الكوفة، دعا حجر بن عدي فقال: تعلم أني أعرفك وقد كنت أنا وإياك على ما قد علمت، يعني من حب (57- ظ) علي بن أبي طالب وإنه قد جاء غير ذلك واني أنشدك الله أن تقطر لي من دمك قطرة فاستفرغه كله، إملك عليك لسانك، وليسعك منزلك، وهذا سريري فهو مجلسك، وحوائجك مقضية لدي، فاكفني نفسك فاني أعرف عجلتك، فأنشدك الله يا أبا عبد الرحمن في نفسك، واياك وهذه السفلة، وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك، فانك لو هنت علي أو استخففت بحقك لم أخصك بهذا من نفسي، فقال حجر: قد فهمت، ثم انصرف الى منزله، فأتاه أخوانه من الشيعة: فقالوا: ما قال لك الأمير؟ قال: كذا وكذا، قالوا: ما نصح لك، فأقام وفيه بعض الاعراض، وكانت الشيعة يختلفون اليه ويقولون: انك شيخنا وأحق الناس بانكار هذا الامر، وكان اذا جاء الى المسجد مشوا معه، فأرسل اليه عمرو بن حريث، وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة، وزياد بالبصرة: أبا عبد الرحمن ما هذه الجماعة، وقد أعطيت الامير من نفسك ما قد علمت، فقال للرسول: تنكرون ما أنتم فيه اليك وراءك أوسع، فكتب عمرو ابن حريث بذلك الى زياد، وكتب اليه: ان كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل، فأخذ زياد السير حتى قدم الكوفة فأرسل الى عدي بن حاتم، وجرير بن عبد الله البجلي، وخالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة، والى عدة من أشراف أهل الكوفة، فأرسلهم الى حجر بن عدي ليعذر اليه وينهاه عن هذه الجماعة وان (58- و) يكف

لسانه عن ما يتكلم به، فأتوه فلم يجبهم الى شيء، ولم يكلم أحدا منهم وجعل يقول: يا غلام اعلف البكر قال: وبكر في ناحية الدار، فقال له عدي بن حاتم: أمجنون أنت أكلمك بما أكلمك به، وأنت تقول يا غلام اعلف البكر فقال عدي لاصحابه: ما كنت اظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما أرى، فنهض القوم عنه وأتوا زيادا فأخبروه ببعض، وخزنوا بعضا، وحسنوا أمره، وسألوا زيادا الرفق به، فقال: لست اذا لأبي سفيان، وأرسل اليه الشرط والبخارية فقاتلهم بمن معه ثم انفضوا عنه، وأتى به زياد وبأصحابه، فقال له: ويلك مالك؟ قال: اني على بيعتي لمعاوية لا أقيلها ولا أستقيلها، فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال: اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه، ففعلوا، ثم وفدهم على معاوية، وبعث بحجر وأصحابه اليه، وبلغ عائشة الخبر، فبعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي الى معاوية يسأله أن يخلي سبيلهم، فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفي: جذاذها جذاذها، «1» لا يغن بعد العام أثرا، فقال معاوية: لا أحب أن أراهم، ولكن اعرضوا علي كتاب زياد، فقرىء عليه الكتاب وجاء الشهود فشهدوا، فقال معاوية ابن أبي سفيان: أخرجوهم الى عذراء فاقتلوهم هنالك، قال: فحملوا اليها، فقال حجر: ما هذه القرية؟ قالوا: عذراء قال: الحمد لله، أما والله اني لأول مسلم نبح كلابها في (58- ظ) سبيل الله، ثم أتي بي اليوم اليها مصفودا، ودفع كل رجل منهم الى رجل من الشام ليقتله قال: ودفع حجر الى رجل من حمير فقدمه ليقتله، فقال: يا هؤلاء دعوني أصلي ركعتين، فتركوه فتوضأ وصلى ركعتين فطول فيهما، فقيل له: طولت أجزعت، فانصرف فقال: ما توضأت قط إلّا صليت وما صليت صلاة قط أخف من هذه، ولئن جزعت لقد رأيت سيفا مشهورا وكفنا منشورا وقبرا محفورا، وكانت عشائرهم جاؤوهم بالاكفان وحفروا لهم القبور، ويقال بل معاوية الذي حفر لهم القبور وبعث اليهم بالأكفان. وقال حجر: اللهم انا نستعديك على أمتنا، فان أهل العراق شهدوا علينا، وان أهل الشام قتلونا. قال:

فقيل لحجر: مد عنقك، فقال: ان ذاك لدم ما كنت لأعين عليه، فقدم فضربت عنقه، وكان معاوية قد بعث رجلا من بني سلامان بن سعد يقال له هدبة بن فياض- قال الصوري: وفي نسخه قبّاص مضبوط مجوّد- فقتلهم وكان أعور، فنظر اليه رجل منهم من خثعم، فقال: ان صدقت الطير قتل نصفنا ونجا نصفنا، قال: فلما قتل سبعة أردف معاوية برسول بعافيتهم جميعا فقتل سبعة ونجا ستة، أو قتل ستة ونجا سبعة، قال: وكانوا ثلاثة عشر رجلا، وقدم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام على معاوية برسالة عائشة، وقد قتلوا، فقال: يا أمير المؤمنين أين عزب عنك حلم أبي سفيان (59- و) فقال: غيبة مثلك عني من قومي، وقد كانت هند ابنة زيد بن مجرية- قال الصوري: وفي نسخة مخربة- الأنصارية وكانت شيعية قالت حين سير حجر الى معاوية: ترفع أيها القمر المنير ... ترفع هل ترى حجرا يسير يسير إلى معاوية بن حرب ... ليقتله كما زعم الخبير تجبرت الجبابر بعد حجر ... وطاب لنا الخورنق والسدير وأصبحت البلاد له محولا ... كأن لم يحبها يوم مطير ألا يا حجر حجر بني عدي ... تلقتك السلامة والسرور أخاف عليك ما أردى عديا ... وشيخا في دمشق له زئير فان تهلك فكل عتيد قوم ... الى هلك من الدنيا يصير «1» وتروى هذه الأبيات لهند أخت حجر بن عدي، ويروى فيها بيت قبل البيت الاخير، وبعد السادس: يرى قتل الخيار عليه حقا ... له من شر أمّته وزير ويروى فيها بيت آخر هو: ألا يا ليت حجرا مات موتا ... ولم ينحر كما نحر البعير

وفي بعض الروايات: «أخاف عليك ما أردى عليا» وهو أشبه. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: (59- ظ) أخبرنا عبد الواحد بن محمد قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا القاسم بن سالم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا نوح بن حبيب القومسي قال: سمعت أبا بكر بن عياش، وذكر عنده حجر، فقال: لما انطلق بحجر الى معاوية قالت أخته: ألا يا أيها القمر المنير ... تبصر هل ترى حجرا يسير يسير الى معاوية بن حرب ... فيقتله كما زعم الأمير ألا يا حجر حجر بني عدي ... تلقتك السلامة والسرور قال نوح: قال أبو بكر بن عياش: قاتلها الله ما كان أشعرها. وقال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني عمران بن بكار بن راشد البراد المؤذن الحمصي قال: حدثنا هاشم بن عمرو أبو عبد الله شقران قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن شرحيل بن مسلم الخولاني قال: لما أتي معاوية بن أبي سفيان بحجر بن عدي الادبر وأصحابه، استشار الناس في قتلهم، فمنهم المشير، ومنهم الساكت، ثم دخل منزله، فلما صلى الظهر قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أين عمرو بن الاسود؟ فقام عمرو بن الاسود، فحمد الله وأثنى عليه وقال: ألا انا بحصن من الله حصين لم نمله، ولم نؤمر بتركه، فذكر الحديث. قال ابن عياش: فقلت لشرحيل بن مسلم: كيف صنع بهم؟ قال: قتل بعضا، وخلى سبيل بعض، فقلت لشرجيل بن مسلم: ما كان شأنهم؟ قال: وجدوا كتابا لهم الى أبي بلال «1» ، وأن محمدا وأصحابه قاتلوا على التنزيل فقاتلوا أنتم (60- و) على التأويل. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي منصور في كتابه قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون قال: أخبرنا محمد بن علي بن

الحسن أبو عبد الله الحسيني المعروف بابن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن الفضل الدهقان قال: حدثنا محمد بن علي بن السمين قال: حدثنا محمد بن زيد الرطاب قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرني المسعودي قال: حدثنا معاوية بن هشام عن عطاء بن مسلم عن عمرو بن قيس قال: والله لحدثينه بعض أصحابنا أن حجر بن عدي كان عند زياد وهو يومئذ على الكوفة، اذ جاءه قوم قد قتل منهم رجل فجاء أولياء القتيل وأولياء المقتول فقالوا: هذا قتل صاحبنا، فقال أولياء القاتل: صدقوا ولكن هذا نبطي «1» ، وصاحبنا عربي، ولا يقتل عربي بنبطي، فقال زياد: صدقتم ولكن أعطوهم الدية، فقالوا: لا حاجة لنا في الدية، انما كنا نرى أن الناس فيه سواء، فقام حجر بن عدي فقال: تعطيل كتاب الله، وخلاف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأنا حي لتقتلنه أو لأضربن بسيفي حتى أموت والاسلام عزيز، قال: فو الله ما برح حتى وضع السكين على حلقه، وكان يقال: أول ذل دخل على الكوفة قتل حجر بن عدي قال: اسم المسعودي هذا يوسف بن كليب. أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو القاسم بن العلاف قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا أبو صالح الاخباري قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا أحمد بن (60- ظ) ابراهيم قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا أبو معشر قال: فركب اليهم معاوية حتى أتاهم بمرج العذراء، فلما أتاهم سلم عليهم وسألهم: من أنت من أنت؟ حتى انتهى الى حجر فقال: من أنت؟ قال: حجر بن عدي، قال: كم مربك من السنين؟ قال: كذا وكذا، قال: كيف أنت والنساء اليوم؟ فأخبره، قال: كيف أنت والطعام اليوم؟ فأخبره، ثم انصرف وأرسل اليهم رجلا أعور معه عشرون كفنا، فلما رآه حجر تفاءل وقال: يقتل نصفكم ويترك نصفكم: قال فجعل الرسول يعرض عليهم التوبة والبراءة من علي، فأبى عشرة وتبرأ عشرة، فقتل الذين أبوا وترك الذين تبرءوا وحفر لهم قبورا، فجعل يقتلهم ويدفنهم، فلما انتهى الى حجر، جعل حجر يرعد، فقال له الذي أراد قتله: مالك ترعد؟ قال: قبر محفور وكفن منشور،

وسيف مشهور، قال: تبرأ من علي؟ قال: لا أتبرأ منه، فضرب عنقه ودفنه، فلما كان بعد ذلك دخل عليه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: أقتلت حجر ابن الأدبر؟ قال: أقتل حجر بن الادبر أحب اليّ من أن أقتل معه مائة ألف قال: أفلا سجنته فتكفيكه طواعين الشام؟ قال: غاب عني مثلك من قومي يشير علي مثل هذه المشورة، فلما حج معاوية دخل على عائشة فقالت له: يا معاوية قتلت حجر بن أدبر؟ قال: أقتل حجرا أحب الي من أقتل معه مائة ألف. قال: وحدثنا عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو المغيرة الخولاني عبد القدوس بن الحجاج عن ابن عياش- يعني- اسماعيل قال: حدثني شرحبيل بن مسلم قال: حدثني أبو (61- و) شرحبيل شيخ ثقة من ثقات أهل الشام قال: لما بعث بحجر بن عدي الادبر وأصحابه من العراق الى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس في قتلهم فمنهم المشير ومنهم الساكت، فدخل معاوية الى منزله، فلما صلى الظهر قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم جلس على المنبر، فقام المنادي فنادى: أين عمرو بن الاسود العنسي؟ فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: انا بحصن من الله حصين لم نؤمر بتركه، قولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية، ألا وأنت أعلمنا بدائهم وأقدرنا على دوائهم وانما علينا أن نقول: «سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير» «1» قال معاوية: أما عمرو بن الاسود فقد تبرأ الينا من دمائهم ورمى بها ما بين عيني معاوية، ثم قام المنادي فنادى: أين أبو مسلم الخولاني؟ فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد ولا والله ما أبغضناك منذ أحببناك ولا عصيناك منذ أطعناك ولا فارقناك منذ جامعناك، ولا نكثنا بيعتك منذ بايعناك، سيوفننا على عواتقنا، ان أمرتنا أطعناك وان دعوتنا أجبناك، وان سبقتنا أدركناك، وان سبقناك نظرناك، ثم جلس، ثم قام المنادي فقال أين عبد الله بن محمد الشرعبي؟ فقام فحمد الله، ثم قال: وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق إن تعاقبهم فقد أصبت، وان تعفو فقد احسنت، ثم جلس، ثم قام المنادي فنادى: أين عبد الله بن أسد القسري؟ فقام فحمد الله

وأثنى عليه، ثم قال: (61- ظ) يا أمير المؤمنين رعيتك وولايتك وأهل طاعتك ان تعاقبهم، فقد جنوا على أنفسهم العقوبة، وان تعفو فان العفو أقرب للتقوى «1» يا أمير المؤمنين لا تطع فينا من كان غشوما لنفسه ظلوما بالليل نؤوما عن عمل الآخرة سؤوما، يا أمير المؤمنين ان الدنيا قد انخسفت أوتادها ومالت بها عمادها، وأحبها أصحابها واقترب منها ميعادها، ثم جلس فقلت لشرحبيل: فكيف صنع؟ قال: قتل بعضا واستحيى بعضا، وكان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر. قال: فلما قدم لتضرب عنقه قال: لا تطلقوا عني حديدا وادفنوني، وما أصاب الثرى من دمى فإني ألتقي أنا ومعاوية غدا بالجادة، قال أبي: قال أبو المغيرة، قال: فكان ابن عباس لا يكاد يحدث بهذا الحديث إلّا بكى بكاء شديدا. وقال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثنا ابن عون عن نافع قال: كان ابن عمر في السوق فنعي له حجر فأطلق حبوته «2» وقام وغلبه النحيب. قال: وحدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو معمر قال: حدثنا ابن عليه عن ابن عون عن نافع أو عن من حدثه، قال: لما بلغ ابن عمر قتل حجر وهو في السوق حل حبوته ثم انتحب. قال: وحدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا حجاج قال: قال محمد بن طلحة: وحدثنا أبو عبيد الازدي أن الحسن بن علي أتاه ناس من أهل الكوفة من الشيعة، فشكوا اليه ما صنع زياد بحجر وأصحابه وجعلوا يبكون عنده وقالوا: نسأل الله (62- و) أن يجعل قتله بأيدينا، فقال: مه ان في القتل كفارات، ولكن نسأل الله أن يميته على فراشه- كذا قال: «أبو عبيد» وهو أبو عبيدة. قال: وحدثنا عبد الله قال: أخبرت عن محمد بن حميد قال: حدثنا جرير عن سفيان الثوري قال: قال معاوية: ما قتلت أحدا إلّا وأنا أعرف فيم قتلته وما أردت به، ما خلا حجر بن عدي فإني لا أعرف فيما قتلته. .

قال: وحدثنا عبد الله قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: سمعت جريرا الرازي يقول: قال معاوية: ما قتلت أحدا إلّا وأنا أعلم فيم قتلته إلّا حجر بن عدي. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل عن ابي القاسم بن عبد الملك قال: أخبرني ابن عتاب وابن أبي تليد إجازة قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي بن السكن قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن آدم عن ابي بكر بن عياش عن الأعمش عن زياد ابن علاقة قال: رأيت حجر بن الأدبر حمله زياد الى معاوية على بعير، ورجلاه من جانب (62- ظ) .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد إذنا قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن عمر بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد ابن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثني حرملة قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء، حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين إني رأيت قتلهم صلاحا للأمة، وأن بقاءهم فساد للأمة، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء «1» . وقال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة، فقالت: يا معاوية قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الذي فعلت، أما خشيت أن أخبأ لك رجلا فيقتلك؟ فقال: لا إني في بيت أمان، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن» ، «2» يا أم المؤمنين، كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك وأمورك؟ قالت: صالح. قال: فدعيني وحجرا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: (65- و) أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسين، وأبو الفضل بن خيرون، قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين

محمد بن أحمد قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط: في التابعين من أهل الكوفة قال: حجر بن عدي قتل سنة احدى وخمسين يكنى أبا عبد الرحمن «1» . قال أبو البركات الانماطي: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: وفي سنة إحدى وخمسين قتل حجر بن عدي وأصحابه. أنبأنا حسن بن أحمد الاوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك ابن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وخمسين، حجر بن عدي، أبو عبد الرحمن، قتل. أنبأنا أبو محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: سنة إحدى وخمسين، فيها قتل حجر بن عدي بن الأدبر، سمي بذلك لأنه ضرب بالسيف على أليته «2» . وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقري قال: حدثنا محمد بن جعفر المنبجي قال: حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال: قرأت بخط عمي يعقوب بن إبراهيم: مات زياد بن أبي سفيان سنة ثلاث وخمسين وفيها قتل حجر بن الادبر الكندي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي الحسين محمد بن (65- ظ) كامل بن ديسم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن المسلمة أبو جعفر- فيما كتب إلي- قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى- إجازة- قال: أخبرنا أحمد بن القاسم

ابن نصر النيسابوري قال: حدثنا أبو أيوب سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا محمد ابن الحكم قال: حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى قال: قال عبد الله بن خليفة الطائي يرثي حجر بن عدي من قصيدة طويلة: أقول ولا والله أنسى فعالهم ... سجيس الليالي «1» أو أموت فأقبرا على أهل عذرا السلام مضاعف ... من الله يسقيها السحاب الكهورا «2» ولاقى بها حجر من الله رحمة ... فقد كان أرضى الله حجر وأعذرا ولا زال تهطال ملث «3» وديمة «4» ... على قبر حجر أو ينادى فيحشرا فيا حجر من للخيل تدمى نحورها ... أو الملك العادي إذا ما تغشمرا «5» ومن صادع بالحق بعدك ناطق ... بتقوى ومن إن قيل بالجور غبرا «6» فنعم أخو الاسلام كنت وإنني ... لأطمع أن تعطى الخلود وتجبرا «7» وقد كنت تعطي السيف في الحرب حقه ... وتعرف معروفا وتنكر منكرا قال: وقال قيس بن فهدان الكندي يرثيه: يا حجر يا ذا الخير والحجر ... يا ذا الفعال ونابه الذكر كنت المدافع عن ظلامتنا ... عند الطلوع ومانع الثغر أما فقلت فأنت خيرهم ... في العسر ذي العيصاء «8» واليسر (66- و) يا عين بكي خير ذي يمن ... وزعيمها في العرف والنكر

حجر بن عنبس الكوفي:

فلأبكين عليه مكتئبا ... فلنعم ذو القربى وذو الصهر يا حجر من للمعتفين «1» إذا ... لزم الشتاء وقلّ من يقري «2» من لليتامى والأرامل إن ... حقب «3» الربيع وضن بالوفر أم من لنا في الحرب ان بعثت ... مستبسلا يفري كما يفري فسعدت ملتمس التقى وسقى ... جدثا أجنك «4» مسبل القطر كانت حياتك إذ حييت لنا ... عزا وموتك قاصم الظهر وتريثنا في كل نازلة ... نزلت بساحتنا ولا تبري يا طول مكتأبي لقتلهم حجرا ... وطول حرارة الصدر قد كنت أصعق جهرة أسفا ... وأموت من جزع على حجر فلقد جدلت وقد قتلت ... ومن لم تستعبه «5» حوادث الدهر فلذاك قلبي مشعر كمدا ... ولذاك دمعي ليس بالنزر ولذاك نسوتنا حواسر ... يستبكين بالاشراق والظهر ولذاك رهطي كلهم أسف ... جم التأوه دمعه يجري «6» حجر بن عنبس الكوفيّ: أبو العنبس وقيل أبو السكن، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ولم يره، ويقال له كدّام «7» الدم، لأنه شرب الدم في الجاهلية، روى عن: علي رضي الله عنه، ووائل بن حجر. روى عنه: موسى (66- ظ) بن قيس الحضرمي

والمغيرة بن أبي الحر الكندي، وسلمة بن كهيل. وشهد مع علي عليه السلام صفين والنهروان، وقيل إنه قتل بصفين وقبره بالرقة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد الكراني، قال: أخبرنا محمود بن اسماعيل الصيرفي، قال: أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي قال: سمعت حجر ابن عنبس، وكان قد أكل الدم في الجاهلية، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين، فقال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة رضي الله عنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هي لك يا علي «1» . أنبأنا أبو الفتوح بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر: قال حجر بن عنبس الكوفي، أبو العنبس، وقيل يكنى أبا السكن، أدرك الجاهلية، وشرب فيها الدم، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه آمن به في حياته، روايته عن علي بن أبي طالب ووائل بن حجر، وهو معدود في كبار التابعين. ذكر البخاري قال: أخبرنا أبو نعيم عن موسى بن قيس الحضرمي قال: سمعت حجرا، وكان شرب الدم في الجاهلية، قال أبو عمر شعبه: كنى حجرا هذا أبا العنبس في حديث وائل بن حجر عن النبي عليه السلام (67- و) في التابعين وغير شعبة يقول: حجر أبو السكن «2» . أخبرنا «3» أبو عبد الله الحسين بن عمر قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد قال:

حجر بن قحطان الوداعي:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حجر بن عنبس أبو السكن الكوفي، كناه محمد عن هرون بن المغيرة عن عنبسة عن سلمة بن كهيل. وقال شعبه: أبو العنبس سمع عليا، ووائل. قال أبو نعيم عن موسى بن قيس، قال: سمعت حجر وكان شرب الدم في الجاهلية، قال: المكاء الصفير، وقال شعبة، عن سلمة: عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال آمين خفض بها صوته، قال أبو عبد الله: وخولف فيه في ثلاثة أشياء: قيل حجر أبو السكن الكوفي، كناه محمد عن هرون بن المغيرة عن عنبسة عن سلمة بن كهيل، وقال شعبة: أبو العنبس سمع عليا ووائل، قال أبو نعيم: عن موسى قال: سمعت حجر وقال: هو ابن عنبس، وزاد فيه علقمة، وليس فيه وقال: خفض وإنما هو جهر بها «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب كتابة قال: أخبرنا أبو منصور محمد ابن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حجر بن عنبس، أبو العنبس، ويقال أبو السكن الحضرمي، أدرك الجاهلية، غير أنه لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن علي بن أبي طالب، ووائل بن حجر (67- ظ) حدث عن سلمة بن كهيل، وموسى بن قيس والمغيرة بن أبي الحر، وكان ممن سكن الكوفة، وصحب عليا، وسار معه الى النهروان لقتال الخوارج، وورد المدائن في صحبته، وكان ثقة «2» . حجر بن قحطان الوداعي: يروى له شعر، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكر نصر ابن مزاحم في أخبار صفين قال: ولما عبأ معاوية حماة الخيل لهمدان، فردت خيله أسف فخرج بسيفه فحملت عليه همدان ففاتها ركضا، وانكسر أهل الشام، ورجعت همدان الى مكانها وقال حجر بن قحطان الوداعي:

حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين:

ألا يا بن قيس قرت العين إذ رأت ... فوارس همدان بن زيد بن مالك على عارفات للقاء عوابس ... طوال الهوادي مشرفات الحوارك موقرة «1» بالطعن في ثغراتها ... يزلن ويلحقن القنا بالسنابك عباها علي لابن هند وخيله ... فلو لم يفتها كان أول هالك وكانت له في يومه عند ظنه ... وفي كل يوم كاسف الشمس حالك وكانت بحمد الله في كل كربة ... حصونا وعزا للرجال الصعالك فقل لأمير المؤمنين أن ادعنا ... إذا شئت إنا عرضة للمهالك ونحن حطمنا السمر من حي حمير ... وكندة والحي الخفاف السكاسك وعك ولخم شائلين سياطهم ... حذار العوالي كالإماء العوارك «2» (68- و) وقد روى ابن أعثم في كتاب الفتوح هذا الشعر لزياد بن كعب الهمداني والله أعلم «3» . حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين: ابن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الكندي، ويعرف بحجر الشر، وعرف بذلك ليفصلوا بينه وبين حجر بن عدي، وكان حجر بن عدي يعرف بحجر الخير، وكلاهما من كندة، وكان شريرا أيضا فعرف بذلك للفصل بينهما، وكان جد حجر بن عدي جبلة بن عدي بن ربيعة، وجد جد حجر بن يزيد حجر بن عدي بن ربيعة، فكانا أخوين، ووفد حجر بن يزيد هذا على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، وعاد

الى اليمن، ثم نزل بعد ذلك الكوفة، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وجعله على كندة، وهو أحد من شهد من أصحاب علي رضي الله عنه بينه وبين معاوية على كتاب تحكيم الحكمين، وشهد أيضا الجمل مع علي وجعله على خيل كندة. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال في تسمية امراء يوم الجمل من أصحاب علي، قال: وجعل على خيل كندة حجر بن يزيد «1» . أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر (68- ظ) اللفتواني قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن أبي بكر العدل قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري قال: وكان مع علي بصفين حجر الخير وحجر الشر، فأما حجر الشر فهو حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة، وكان شريفا ولاه معاوية بعد ذلك أرمينية، وأرادوا أن يفصلوا بينه وبين حجر بن عدي، فقالوا لهذا حجر الشر. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حجر بن يزيد بن سلمة بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الكندي، المعروف بحجر الشر، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم وعاد الى اليمن، ثم نزل الكوفة، وشهد الحكمين بدومة، له ذكر «2» . أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة:

حجوة بن مدرك الغساني:

حجر الشر بن يزيد بن سلمة بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين كان شريفا، وقد وفد الى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، وإنما سمي حجر الشر، لأن حجر بن الأدبر (69- و) كان يسمى حجر الخير، فأرادوا أن يفصلوا بينهما، وكان أيضا شريرا، وكان أحد شهود يوم الحكمين مع علي، وولاه معاوية بن أبي سفيان بعد ذلك أرمينية «1» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: بلغني أن حجر بن يزيد بقي الى حين أخذ زياد حجر بن الأدبر وأنفذه الى معاوية، وكان ذلك في سنة إحدى وخمسين «2» . حجوة بن مدرك الغساني: الكوفي ثم المنبجي، أصله من الكوفة ونزل منبج، ثم انتقل الى دمشق فسكنها وله أشعار، روى عن: هشام بن عروة، وسفيان الثوري، وسليمان الأعمش، واسماعيل بن أبي خالد، وفضيل بن غزوان، ويونس بن أبي اسحاق، وعبد الملك بن أبي سليمان، وموسى بن عبيدة الربذي، وسعيد بن عبد الرحمن أخي أبي حرّة. روى عنه: هشام بن عمار، وسعيد بن اسماعيل بن مساحق، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني، وعيسى بن موسى عنجار، وأبو الجماهر محمد بن عثمان الدمشقي، والحكم بن موسى. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، قال: أخبرنا سهل بن بشر، قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الطّفال، قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي، قال: حدثنا موسى بن سهل، قال حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا (69- ظ) حجوة بن مدرك عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجار أحق بشفعة جاره ينتظر به وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا «3» .

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصاء- قراءة- قال: سمعت أبا الحسن ابن سميع يقول في الطبقة السادسة: حجوة بن مدرك الغساني. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي، عن عبد الكريم بن حمزة السلمي، عن أبي نصر بن ماكولا، قال: وأما حجوة: فحجوة بن مدرك، روى عن هشام بن عروة حديث قبض العلم، روى عنه: عيسى بن موسى التيمي «1» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله- إجازة- ح. قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حجوة بن مدرك، كوفي سكن دمشق، سألت أبي عنه فقال: محله الصدق «2» . وذكر أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي: ما تقول في حجوة بن مدرك يروى (70- و) عنه الحكم بن موسى؟ فقال: الغساني صدوق. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد- فيما أذن لنا في روايته، سمعته بدمشق- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي، قال: حجوة بن مدرك الغساني، أصله من الكوفة سكن دمشق وكان يكون بمنبح، وله أشعار في فتنة أبي الهيذام، روى عن: اسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن اسحاق، وفضيل ابن غزوان، وموسى بن عبيدة، وسفيان الثوري، وهشام بن عروة والأعمش، وسعيد بن عبد الرحمن أخي أبي حرّة، وعبد الملك بن أبي سليمان.

روى عنه: هشام بن عمار، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وأبو الجماهير محمد بن عثمان، وعيسى بن موسى عنجار، والحكم بن موسى، وسعيد بن اسماعيل بن مساحق. قال الحافظ أبو القاسم: قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي فيما ذكره عن شيوخه قال: وكان مما قيل في تلك العصبية من الاشعار ما أفادنيه بعض أهل دمشق، عن أبيه، عن جده وأهل بيته من المرثيين قال: قال حجر بن مدرك الغساني يرثي أسعد الغساني: ألا هبلت أم الفتى أسعد الندى ... لقد ثكلت ليثا شديد الشكائم أغرّ نمته عصبة يمنية ... طوال الرماح ماضيات الصوارم أتت بفتى رخو الحمائل صارم ... إذا حام بان الموت فوق الجماجم سأبكى فتى غسان أسعد ما دعت ... على فنن الاشجار ورق الحمائم (70- ظ) وأبكيه إما عشت بالبيض والقنا ... وفتيان صدق كالليوث الضراغم يخوضون نحو الموت خوضا ... كأنهم مصاعب تحت الداميات المناسم بأسيافهم زار الحتوف ابن كامل ... ومن بعده مثواه زر بن حاتم وقال حجوة: قتلنا أناسا فاستقلنا بقتلهم ... هنات أضعناها لنا أول الأمر فلا تخدعي يا قيس عيلان واصبري ... رويدك إنّا سوف نعقب بالصبر ستأتيكم مثل الأسود مغيرة ... على كل طيّار يزيد على الزجر فإن يك فتياني نبوا عن قتالهم ... بجانب حرلان «1» وخاموا عن النصر «2»

حدير السلمي:

حدير السلمي: ويقال الأسلمي، أبو قرّة وقيل أبو فوزة، وقيل إن له صحبة، روى عن أبي الدرداء، ولقي كعب الأحبار، وسمع منه، روى عنه يونس بن ميسرة بن حلبس والعلاء بن الحارث وبشير مولى معاوية. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وذهبت عينه يومئذ، وشهد غزو الصائفة في زمن عثمان. نقلت من كتاب صفين تأليف أبي جعفر محمد بن خالد الهاشمي، يعرف بابن أمه «1» ، قال: حدثني الوليد بن مسلم، قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: لقي أبو قرة حدير السلمي كعب في فج معلولا «2» فقال: حدثني حديثا ينفعني الله به، قال: كيف أنتم إذا قاتلكم أهل الردة؟ قال: قلت أمن المسلمين أم من المشركين قال: بل من المسلمين، قال: قلت أمن العرب أم من العجم؟ قال: لا بل من العرب، قال: قلت ولا يكون ذلك أبدا؟ قال: بلى، ثم قال: كيف بكم إذا قاتلتم أهل العاقول؟ قال: قلت أمن المسلمين أم من المشركين؟ قال: لا بل من المسلمين، قلت: أمن العرب أم من (71- و) العجم؟ قال: من العرب، قلت: لا يكون ذلك أبدا، قال: بلى ثم عسى ألا ينفك حتى تعور فيها عينك ويهدم فيها فوك، فلما كان بصفين أصيبت عينه وهدم فوه حضر ورمي بجلمودة فذهب فوه «3» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني- بقراءتي عليه- قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا

أحمد بن إبراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: أخبرني الوليد عن صخر ابن جندلة أنه حدثة عن يونس بن ميسره بن حلبس عن أبي فوزة حدير السلمي قال: خرج بعث الصائفة، فاكتتب فيه كعب، فلما نفر البعث خرج كعب وهو مريض، قال: لأن أموت بحرستا «1» أحب إلي من أن أموت بدمشق، ولأن أموت بدومة «2» أحب إلي من أن أموت بحرستا هكذا قدما في سبيل الله. قال: فمضى فلما كان بفج معلولا قلت: أخبرني، قال: شغلتني نفسي، قلت: أخبرني، قال: سيقتل رجل يضيء دمه لأهل السماء، ومضينا حتى إذا كنا بحمص توفي بها فدفناه هنالك بين زيتونات بأرض حمص، ومضى البعث فلم يقفل حتى قتل عثمان «3» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن اسماعيل بن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد قال: ذكر عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني صخر بن جندلة أنه سمع يونس بن (71- ظ) ميسرة بن حلبس يحدث عن أبي فروة حدير السّلمي قال: حضرت بعث الصائفة، في آخر خلافة عثمان بن عفان، وقد كان كعب أوقع اسمه في البعث، فأمر باخراجه، وهو مريض فقيل له: إنك مريض، فقال: أخرجوني في البعث فو الله لأن أموت بحرستا أحب إليّ من أن أموت بدمشق ولأن أموت بدومة أحب إليّ من أن أموت بحرستا هكذا قدما في سبيل الله، قال أبو فروة: فأخرجناه فمات حين انتهينا الى حمص «4» . أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن صفوان

البصري قال: حدثنا ابراهيم بن دحيم قال: حدثنا هشام عن صدقة بن خالد عن عثمان بن أبي العاتكة قال: حدثني أخ لي يقال له زياد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: «اللهم بارك لنا في شهرنا هذا الداخل «1» » ، فذكر الحديث وقال: توالى على هذا الدعاء ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوه منه والسابع صاحب الفرس الخزبور «2» والرمح الثقيل حدير ابو فروة السلمي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبي قال: أخبرنا (72- و) موسى بن داود عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة قال: دخل حدير الأسلمي على أبي الدرداء يعوده، وعليه جبة من صوف، وقد عرق فيها وهو نائم على حصير، فقال: يا أبا الدرداء ما يمنعك أن تلبس من الثياب التي يكسوك معاوية، وتتخذ فراشا؟ قال: إن لنا دارا لها نعمل وإليها نظعن، والمخف فيها خير من المثقل. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا العباس بن عبد الله الترفقي قال: حدثنا أبو يزيد عن الفضيل قال: كان أبو هريرة إذا أخذ عطاءه صرّ صررا، فبعث بصرة الى حدير وقال للرسول: انظر ما يقول، فلما أتاه قال: اللهم انك تذكر حديرا فاجعل حديرا لا ينساك، فسأل أبو هريرة الرسول، فأخبره، فقال: وضع الشكر عند من صنعه «3» . كتب الينا أبو روح عبد المعز بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال:

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا أبو الحسن الكارزي قال: أخبرنا علي ابن عبد العزيز عن أبي عبيد قال: سمعت ابن علية يحدث عن الجريري قال: حدثت أن أبا الدرداء ترك الغزو عاما فأعطى رجلا صرة فيها دراهم، فقال: انطلق فإذا رأيت رجلا يسير بين القوم حجزة «1» في هيئته بذاذة «2» فادفعها اليه، قال: ففعل فرفع (72- ظ) رأسه الى السماء فقال: اللهم لم تنس حديرا فاجعل حديرا لا ينساك قال: فرجع الى أبي الدرداء فأخبره، فقال: ولي النعمة ربها. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفقيه- اجازة- عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين الداراني قال: أخبرنا أبو الفرج الأسفراييني قال: أخبرنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب قال: حدثنا هشام بن خالد قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن العلاء بن الحارث أن أبا فوزة سار ميلا فلم يذكر الله، فرجع ثم قال: اللهم انك لم تنس أبا فوزة فاجعل أبا فوزة لا ينساك. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو زرعة قال: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي العليا أبو فوزة حدير السلمي. أنبأنا أبو عبد الله بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدير السلمي، وقال يحيى بن حسان: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا العلاء بن الحارث سمع أبا فوزة حدير مولى بني سليم قوله: حدثني عبد الله، قال: حدثنا دحيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثني صخر بن جندلة سمع يونس بن ميسرة (73- و) عن

أبي فوزة حدير السلمي حضر آخر خلافة عثمان، وقال كعب: أخرجوني في البعث وهو مريض، فأخرجناه فمات حين انتهى الى حمص «1» . أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو فوزة حدير مولى بني سليم روى عنه العلاء بن الحارث «2» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي عن أبي الفضل بن الحكاك قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو فوزة حدير السلمي. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما الأول أبو فروة بتقديم الراء فجماعة، وأما الثاني بتقديم الواو فهو أبو فورة حدير السلمي يروى عنه يونس بن ميسرة ذكره أبو بشر الدولابي في الاسماء والكنى كذا قاله بالراء «3» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال: حدير أبو فوزة ويقال أبو فروة الاسلمي ويقال السلمي مولاهم، يقال إن له صحبة، سكن حمص. روى عن أبي الدرداء وكعب الأحبار، روى عنه العلاء بن الحارث وبشير مولى (73- ظ) معاوية ويونس بن ميسرة بن حلبس، وخرج مع كعب من دمشق الى حمص «4» .

ذكر من اسمه حذيفة

ذكر من اسمه حذيفة حذيفة بن الحسن المصيصي: حدث عن أبي أمية محمد بن ابراهيم بن مسلم الطرسوسي ومحمد بن ابراهيم الدمشقي، روى عنه الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي. أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم ابن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد ابن عدي قال: حدثنا حذيفة بن الحسن قال: حدثنا محمد بن ابراهيم الدمشقي قال: حدثنا يونس بن عطاء عن معروف مولى واثلة قال: سمعت واثلة يقول: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء «1» . حذيفة بن قتادة المرعشي: من أهل مرعش كان أحد العباد المذكورين، صحب سفيان الثوري وروى عنه. روى عنه يوسف بن أسباط وابن أبي الدرداء ونبهان بن المغلس، والفيض بن اسحاق، ومحمد بن أبي الورد، واشتغل بالعبادة عن الرواية. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية، ح. وأنبأنا زينب بنت الشعري، قالا: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، ح، وأنبأنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان القاري قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم قالا: أخبرنا أبو القاسم (74- و) عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن رحمه الله يقول:

سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: كان أهل الورع في أوقاتهم أربعة: حذيفة المرعشي ويوسف بن أسباط، وابراهيم بن أدهم، وسليمان الخواص، فنظروا في الورع فلما ضاقت عليهم الأمور فزعوا الى التقلل «1» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود الملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله بن حمد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء، قال: ابن حمد- اجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا عمير بن مرداس قال: حدثنا خلف بن تميم قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: حج حذيفة بن قتادة المرعشي من مرعش بعشرة دراهم، قال: وسمعته يقول: ما حال في نفسي شيء منذ أربعين سنة إلا تركته «2» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني الحافظ عن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد (74- ظ) بن محمد بن يوسف قال: حدثنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا الحسن بن محبوب قال: حدثنا الفيض بن اسحاق قال: ذكر عند حذيفة المرعشي الوحدة وما يكره منها، قال: انما يكره ذلك للجاهل، فأما عالم، يعرف ما يأتي، أي فلا.

حذيفة بن اليمان:

وقال: حدثنا الفيض قال: قال حذيفة: ما أعلم شيئا من أعمال البر أفضل من لزومك بيتك، ولو كانت لك حيلة لهذه الفرائض كان ينبغي لك أن تحتال لها. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا ذو النون بن أبي الفرج الصوفي- بقراءتي عليه مرة بعد أخرى- قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجرهي قال: حدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال: سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن أبي الورد يقول: كتب حذيفة المرعشي الى يوسف بن أسباط: بلغني أنك بعت دينك بحبتين، وقفت على صاحب لبن فقلت: بكم هذا؟ فقال: هو لك بسدس، فقلت: لا بثمن، فقال هو لك، وكان يعرفك، اكشف عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، واعلم أن من قرأ القرآن، ثم آثر الدنيا، لم آمن من أن يكون بآيات الله من المستهزئين. بلغني أن حذيفة المرعشي توفي سنة سبع ومائتين (75- و) . حذيفة بن اليمان: ابن حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن، وقيل حذيفة بن اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن، وقيل: حذيفة بن حسيل، واليمان لقب حسيل، وقيل حسل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن، وقيل: اليمان ابن جابر بن عمرو بن ربيعة، وقيل: جروة هو اليمان الذي ينسب اليه حذيفة، وقيل ابن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس، وقيل: الحارث بن قطيعة بن عبس وقيل: الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو عبد الله العبسي القطعي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: هو حذيفة بن الحسيل بن اليمان. وقال بعضهم: حذيفة بن حسيل بن جابر بن اليمان بن جابر. شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا وما بعدها، وقتل أبوه يومئذ، قتله بعض المسلمين وهو يظنه مشركا، وأمه الرباب من بني عبد الاشهل، وكان صاحب

سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه صلى الله عليه وسلم، روى عنه عمار ابن ياسر، وجندب البجلي، وأبو أمامة الباهلي، وأبو الطفيل، وابنه أبو عبيدة بن حذيفة، وأبو حذيفة سلمه بن صهيبة، وربعي بن خراش، وأبو ادريس الخولاني، وطارق بن شهاب، ويزيد بن شريك التميمي، وزيد بن وهب، ومسلم بن نذير، وعلقمة وعبد الله بن الصامت، والوليد بن المغيرة، وهمام بن الحارث، وأبو البختري وأبو واكل شقيق بن سلمه، وصلة بن زفر العبسي، وطلحة بن يزيد، وعمرو بن حنظله، وخالد بن الربيع العبسي الكوفي، وأبو مجلز، وعبد الله بن عكيم، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وثعلبة بن زهدم الحنظلي، وحبة بن جوين العرني (75- ظ) وعمرو بن ضرار، وزر بن حبيش، وأبو عبيد المغيرة. وسيره عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسولا الى ملك الروم الى قسطنطينية، فاجتمع بها بجبلة بن الايهم، وغزا بلاد الروم في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه في جيش أميره الوليد بن عقبة بن أبي معيط فاجتاز بحلب أو بعملها فيهما. أخبرنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن عيلان قال: حدثنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا اسحاق الحربي قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن الاعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالمسواك «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي- قراءة مني عليه بدمشق- قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق قال: حدثنا القاضي الحسين بن اسماعيل الضبي ببغداد أبو عبد الله قال: حدثنا علي- يعني- ابن شعيب قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم الزهري قال: حدثنا أبي عن صالح- يعني- ابن كيسان عن الزهري قال: قال أبو ادريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: والله اني لأعلم الناس بكل فتنة هي

كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذاك أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني من ذلك شيئا أسره إلي لم يكن حدث به غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن بعد الفتن: منهن ثلاث. أو قال: ثلاث لا يذرن شيئا منهن كرياح الصيف منها صغار، ومنها كبار. قال حذيفة: فذهب ذلك الرهط كلهم غيري «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا (76- و) أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن أخي ميمي قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد- املاء سنة ثمان عشرة وثلاثمائه- قال: حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا ابن جابر قال: حدثني بشر بن عبد الله الحضرمي قال: حدثني أبو ادريس أنه سمع حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية فجاءنا هذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قال: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وهدنة على دخن، قلت وما دخنه؟ قال: قوم تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على باب جهنم من أجابهم اليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله فان ادركني ذلك، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد ابن الحسن الشاشي قال: أنبأنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله العدل قال: أخبرنا حمزة بن محمد قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا عبد الكبير بن المعافى بن عمران قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن حذيفة قال: كان أصحاب

رسول الله صلى الله عليه وسلم (76- ظ) يتعلمون الخير وكنت أتعلم الشر قيل: لم؟ قال: انه من اعتزل الشر وقع في الخير. أخبرنا أحمد بن محمد بن سيدهم الانصاري، قراءة عليه في منزله بدمشق، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن الوليد بن المغيرة عن حذيفة قال: قلت يا رسول الله اني ذرب اللسان، وعامة ذلك على أهلي، قال: فأين أنت من الاستغفار اني لاستغفر ربي في اليوم مائة مرة. أخبرنا أبو الحسن المبارك بن أبي بكر بن مزيد الخواص، وأبو عبد الله محمد ابن نصر بن أبي الفرج الحصري- قراءة عليهما وأنا أسمع ببغداد- قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد- قال الحصري: وأنا حاضر- قال: أخبرنا سعيد ابن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر بن المقري قال: حدثنا اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال: حدثنا سفيان عن اسرائيل بن يونس عن أبي اسحاق عن مسلم ابن نذير عن حذيفة قال: شكوت الى النبي صلى الله عليه وسلم ذربا في لساني فقال: أين أنت من الاستغفار، فإني لاستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي المرهبي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا عمرو بن بزيع قال: حدثنا الحارث بن حجاج عن أبي معمر التيمي عن ساعدة بن سعد بن حذيفة بن اليمان أن حذيفة كان يقول: ما من يوم أقر لعيني، ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم

طعاما، ثم يقولون ما نقدر على قليل ولا كثير. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان الله (77- و) أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله من الطعام والشراب، والله أشد تعاهدا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير «1» . أخبرنا المبارك بن أبي بكر بن مزيد الخواص، وأبو عبد الله محمد بن نصر بن أبي الفرج الحصري- قراءة عليهما وأنا أسمع ببغداد- قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد- قال الحصري: وأنا حاضر- قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، قال: أخبرنا أبو العباس بن النعمان، قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال: حدثنا سفيان عن أبي فروة الجهني قال: سمعت عبد الله بن عكيم قال: كنا عند حذيفة بالمدائن، فاستسقى دهقانا فأتاه باناء فيه فضة، فحذفه «2» به حذيفة، وكان رجلا فيه حدة، فكرهوا أن يكلموه، ثم التفت الى القوم فقال: اعتذر اليكم من هذا اني قد كنت تقدمت اليه ألا يسقيني في هذا، ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: لا تشربوا في آنية الفضة والذهب ولا تلبسوا الديباج والحرير، فانه لهم في الدنيا ولكم في الآخرة. «3» . وقال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن عن حذيفة مثله. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا حماد بن (77- ظ) سلمة قال: حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن حذيفة قال: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة فاخترت النصرة. قال وكان يكنى أبا عبد الله، وسلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما اذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب ابن البناء، وعبد الله بن محمد بن نجا، ح. وأخبرنا به عمر بن طبرزد اجازة عن أبي غالب بن البناء، قالوا: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا العباس بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن اسماعيل- يعني- الاحمسي قال: حدثنا عمرو العنقزي قال: حدثنا اسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: قالت لي أمي: متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فذكر الحديث، وقال في آخره سآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لي ولك فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى ما بينهما ما بين المغرب والعشاء ثم انصرف فاتبعة، قال: فبينا هو يمشي اذ عرض له عارض فناجاه ثم مضى واتبعته فقال: من هذا؟ قلت: حذيفة، قال: ما جاء بك يا حذيفة؟ فأخبرته بالذي قالت لي أمي فقال: غفر الله لك يا حذيفة ولأمك، أما رأيت العارض الذي عرض لي؟ قلت: بلى بأبي أنت وأمي، قال: فانه ملك من الملائكة لم يهبط الى الارض قبل ليلته هذه، استأذن ربه في أن يسلم علي (78- و) فيسرني- أو قال: فأخبرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة- «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد ابن فضالة الحمصي قراءة عليه قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني قال: حدثنا فطر بن خليفة عن كثير أبي اسماعيل عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انه لم يكن نبي قبلي إلا أعطي سبعة نجباء وزراء ورفقاء واني أعطيت

أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن والحسين، سبعة من قريش، وابن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد وبلال. «1» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا يوسف بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي قال: حدثنا شريك قال: حدثنا عثمان بن عمير قال: حدثنا زاذان عن حذيفة قال: قلنا: يا رسول الله لو استخلفت؟ فقال: لو استخلفت فعصيتم نزل العذاب، ولكن ما أقرأكم ابن مسعود فاقرؤوه، وما حدثكم حذيفة فاقبلوا، أو قال فاسمعوا «2» . أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن (78- ظ) الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن البن- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا جدي الحسين بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، وأبو نصر بن الجندي قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: حدثنا أبو عبد الملك قال: حدثنا ابن عائذ قال: أخبرني محمد بن شعيب عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس في حديث ذكره قال: فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث رجلا فيخرج من الخندق فيعلم ما يريدون، فأتى رجلا وقد قبضه القر قال: ائت مطلع القوم فاعتل فتركه، ثم أتى آخر فاعتل فتركه، وحذيفة يسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساكت مما به من البلاء والضر، حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يدري من هو، فقال: من هذا؟ قال: أنا حذيفة، قال: اياك أريد، سمعت حديثي الليلة ومساءلتي الرجال لأبعثهم ليخبروا لنا خبر القوم فيأتون، قال: أي والذي أرسلك بالحق اني أسمع، قال: فما منعك أن تقوم؟ قال: القر، قد علم الله الذي بي من البلاء، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر القر، ضحك حتى استغرب

ضحكا وقال: قم حفظك الله من فوقك ومن تحتك، وعن يمينك وعن شمالك حتى ترجع إليّ، فقام حذيفة مسرورا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى القوم لا يحس شيئا مما كان يجد، حتى خالط عسكرهم وجالسهم، ثم أقبل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر. قال وأخبرني الوليد (79- و) بن مسلم قال: أخبرني عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه زيد بن أسلم أنه أخبره قال: قال رجل لحذيفة: أشكو الى الله صحبتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانكم أدركتموه ولم ندركه، ورأيتموه ولم نره، قال حذيفة: ونحن نشكو الى الله ايمانكم به ولم تروه، والله ما تدري لو أدركته كيف كنت تكون؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخندق ليلة باردة مطيرة، اذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم أدخله الله الجنة، قال: فو الله ما قام منا أحد، قال: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق ابراهيم يوم القيامة؟ فما قام منا أحد، ثم قال: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيقي في الجنة، فما قام منا أحد، فقال أبو بكر: يا رسول الله ابعث حذيفة، قال: حذيفة، فقلت: دونك فو الله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حذيفة حتى قلت: يا رسول الله بأبي وأمي أنت، والله ما بي أن أقتل، ولكني أخشى أن أوسر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انك لن تؤسر، فقلت: يا رسول الله مرني بما شئت فقال: اذهب حتى تدخل في القوم فتأتي قريشا فتقول: يا معشر قريش انما يريد الناس أن يقولوا غدا: أين قادة الناس، أين رؤوس الناس، تقدموا، فتقدموا فتصلوا بالقتال، فيكون القتل بكم، ثم ائت كنانة فقل: يا معشر كنانة انما يريد الناس غدا أن يقولوا: أين (79- ظ) كنانة أين رماة الحدق، تقدموا، فتقدموا فتصلوا بالقتال، فيكون القتل بكم، ثم ائت قيسا فقل: يا معشر قيس انما يريد الناس غدا أن يقولوا: أين قيس أين أحلاس الخيل، أين فرسان الناس، تقدموا، فتقدموا فتصلوا بالقتال، ويكون القتل بكم، ثم قال لي: ولا تحدث في سلاحك شيئا. قال: حذيفة: فذهبت فكنت بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم، وأذكر لهم القول الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين قريش، أين

كنانة أين قيس، حتى اذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى ويشرك، ثم قال: نظر رجل من جليسه، قال: ومعي رجل يصطلي، قال: فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت: من أنت؟ قال: أنا فلان، قلت: أولى، فلما رأى أبو سفيان الصبح، قال أبو سفيان: نادوا: أين قريش، أين رؤوس الناس، أين قادة الناس، تقدموا، قالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة، ثم قال: أين كنانة، أين رماة الحدق تقدموا، فقالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة، ثم قال: أين قيس، أين فرسان الناس، أين أحلاس الخيل، تقدموا، فقالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة، قال: فخافوا فتخاذلوا، وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلّا هدمته، ولا اناء الا أكفته، وتنادوا بالرحيل. قال حذيفة: حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول، فجعل يستحثه للقيام، ولا يستطيع القيام لعقاله. قال حذيفة: فو الله لولا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا تحدث في سلاحك (80- و) شيئا، لرميته من قريب. قال: وسار القوم، وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فضحك حتى رأيت أنيابه «1» . أنبأنا عبد الصمد بن محمد القاضى عن أبي المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الحسين بن محمد المقري الماوردي، وأبو سعيد عبد الرحمن ابن منصور بن رامش قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا زهير بن معاوية عن جابر عن سعد بن عبيدة عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان قال: صليت ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقام يغتسل وسترته، ففضلت منه فضلة في الاناء فقال: ان شئت فأرقه وان شئت فصب عليه، قال: قلت: يا رسول الله هذه الفضلة أحب إليّ مما أصب عليه، فاغتسلت به وسترني، قال: قلت: لا تسترني قال: بلى لأسترنك كما سترتني.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الاخوه وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت عين الشمس: اجازة- قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي الكاتب، وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي- قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم أبو علي قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا الحسين بن عبد الأول قال: حدثنا أبو خالد قال: حدثنا أبو سعد البقال عن ابراهيم (80- ظ) التيمي عن أبيه عن حذيفة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وحدي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا ابن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال حدثنا محمد بن سعد قال: حذيفة بن اليمان بن حسل، ويقال حسيل بن جابر العبسي، حليف بني عبد الاشهل، وابن أختهم الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب ابن عبد الاشهل، يكنى أبا عبد الله، شهد أحدا، وقتل أبوه يومئذ، وجاءه نعي عثمان بن عفان وهو بالمدائن، ومات بها سنة ست وثلاثين، اجتمع على ذلك محمد ابن عمر- يعني- الواقدي، والهيثم بن عدي. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الحسين قال أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البناء قالا: أخبرنا أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين ابن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية: حذيفة بن اليمان وهو ابن حسل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة، وهو اليمان ابن الحارث بن قطيعة ابن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر، وجروة هو اليمان من ولده حذيفة، وانما قيل اليمان لان جروة أصاب دما في قومه فهرب الى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لانه حالف اليمانية، وأم حذيفة الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل «1» (81- و) .

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد ابن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي المدائني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال: ومن حلفاء بني عبد الاشهل من العرب، من غير أهل بدر، حذيفة بن اليمان، حليف بني عبد الأشهل، وأمه الرباب من بني عبد الأشهل، وهو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو ابن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، لم يشهد بدرا، وشهد أحدا مع أبيه، وقتل أبوه يوم أحد، قتله المسلمون ولا يعرفونه، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، حدثنا بذلك كله ابن هشام عن زياد عن ابن اسحاق وتوفي حذيفة بن اليمان سنة ست وثلاثين في أولها، له رواية كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود ابن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: حذيفة بن اليمان، واليمان يقال له: حسيل بن جابر، وقال عمرو بن علي: حذيفة بن الحسل بن اليمان، وقال الواقدي: حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل وابن أختهم، أبو عبد الله العبسي الكوفي، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو وائل وزيد بن (81- ظ) وهب وأبو ادريس الخولاني، وربعي بن خراش في الوضوء وغير موضع، قال البخاري مات بعد عثمان بن عفان بأربعين يوما «2» ، قال أبو نصر الكلاباذي الحافظ: وذلك أول سنة ست وثلاثين، وقال الذهلي: قال يحيى بن بكير: مات سنة ست وثلاثين، وقال الواقدي مثل يحيى، وقال ابن قتيبة مثل يحيى، وقال عمرو بن علي- يعني: توفي بالمدائن بعد عثمان بأربعين ليلة، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: مات حين قتل عثمان.

وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: حذيفة أبو عبد الله، وقال في موضع آخر: حذيفة بن حسيل بن جابر وهو حذيفة بن اليمان وأبوه حسيل ابن جابر، كان ممن خلف بالمدينة يوم أحد، وهو شيخ كبير، فلما نشبت الحرب خرج فقتل بأحد. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل ابن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: ومن بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان حذيفة ابن اليمان لقب، اسمه حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس، أمه امرأة من الأنصار من الأوس، يكنى أبا عبد الله، مات بالكوفة في أول سنة ست وثلاثين نسبه لى (82- و) رجل من ولده «1» . أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي قال: حدثنا محمد بن الحسن صاحب النرسي قال: سمعت علي بن المديني يقول: حذيفة بن اليمان، هو حذيفة بن حسل، وحسل كان يقال له اليمان وهو رجل من عبس حليف الأنصار. أخبرنا أبو حفص المؤدب- إذنا- قال أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الحمامي قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: حذيفة بن اليمان بن جابر. كتب إلينا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري من مكة حرسها الله قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الأشيري قال: أخبرنا أبو

الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: حذيفة بن اليمان، يكنى أبا عبد الله، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذيفة بن خسل، ويقال حسيل، بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث ابن مازن بن قطيعة بن عبس العبسي القطيعي من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار، وأمه امرأة من الأنصار من الاوس من بني عبد الأشهل، اسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد (82- ظ) الأشهل، اسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل «1» ، وانما قيل لأبيه حسيل: اليمان، لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وكان جروة بن الحارث أيضا يقال له اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان، لأنه حالف اليمانية. شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين، وهو يحسبه من المشركين، كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بعثه رسول الله يوم الخندق ينظر إلى قريش فجاءه بخبر رحيلهم، وكان عمر بن الخطاب يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم فإن لم يشهد جنازته حذيفة، لم يشهدها عمر، وكان حذيفة يقول: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة، فاخترت النصرة، وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل، وشهد حذيفة نهاوند «2» ، فلما قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور على يد حذيفة، وكانت فتوحه كلها سنة اثنتين وعشرين. مات حذيفة سنة ست وثلاثين، بعد قتل عثمان، في أول خلافة علي. وقيل توفي سنة خمس وثلاثين، والأول أصح. وكان موته بعد أن أتى نعي عثمان إلى

الكوفة، ولم يدرك الجمل، وقتل صفوان «1» وسعيد ابنا حذيفة بصفين، وكانا قد بايعا عليا بوصية أبيهما بذلك (83- و) إياهما، سئل حذيفة: أي الفتن أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركب وقال حذيفة: لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها «2» . قال: الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري- ونقلته من خطه: زيادة مازن هاهنا في نسب حذيفة خطأ، والله أعلم فإن مازنا إنما هو ابن الحارث ابن قطيعة. قال أبو عبيد: ومنهم يعني من بني عبس بنو رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة فمازن على هذا هو أخو جروه بن الحارث الذي يقال له اليمان والله أعلم «3» . وقال ابن السكن في نسبه: حذيفة بن حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس، وهذا الاختلاف كله يحصل منه أنه من عبس فقط. والله أعلم بصواب ذلك من خطائه. وقيل في حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن اليمان كذا جاء في النسب لأبي عبيد بتقديم ربيعة على عمرو. قال: واليمان اسمه جروة- كذا ذكره بضم الجيم- بن الحارث بن قطيعة بن عبس. هذه آخر حاشية الأشيري على ترجمة حذيفة. قال أبو عمر بن عبد البر في ترجمة أبيه: حسيل بن جابر العبسي القطعي، ويقال حسيل، وهو المعروف باليمان، والد حذيفة بن اليمان، وانما قيل له اليمان لأنه نسب الى جده اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض، واسم اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس وإنما قيل لجروة اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب الى المدينة فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان لمحالفته اليمانية، شهد هو وابناه حذيفة وصفوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (83- ظ) أحدا، فأصاب حسيلا المسلمون في المعركة فقتلوه يظنونه من المشركين ولا يدرون وحذيفة

يصيح أبي أبي ولم يسمع فتصدق ابنه حذيفة بديته على من أصابه وقيل إن الذي قتل حسيلا عتبة بن مسعود «1» . أنبأنا أبو الحسن بن المفضل عن أبي القاسم بن عبد الملك قال: أخبرني أبو محمد ابن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: في كتاب الحروف ومعرفه الصحابة «2» : وحذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي، يقال هو حسيل بن جابر، يعني اليمان، هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم، هو من عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار ابن معد، شهد حذيفة مع أبيه حسيل وأخيه صفوان مشاهده بعد بدر، ومات في أول خلافة علي سنة ست وثلاثين، وقال بعضهم: مات بعد عثمان بأربعين يوما سنة خمس وثلاثين بالمدائن، وهو خطأ لأن عثمان قتل في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، لا خلاف بين أهل السيرة في ذلك، هو معدود في الكوفيين، وهو حليف بني عبد الأشهل، قال: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة، فاخترت النصرة، وكان ممن هاجر هو وأبوه رحمهما الله، وهو معدود في الأنصار، واختلف في وقت وفاته والصحيح أنه مات أول سنة ست وثلاثين، وروى عنه عمار بن ياسر، وكان عمر يسأله عن المنافقين لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه بهم، وروى عنه أيضا من الصحابة جندب البجلي وأبو أمامة وأبو الطفيل وغيرهم.

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ثابت الخطيب قال: حذيفة ابن اليمان العبسي، حليف بني عبد الأشهل، واليمان لقب، واسمه حسل، ويقال حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن، وقيل اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان. يكنى حذيفة أبا عبد الله. وأمه من بني عبد الأشهل تسمى الرباب لم يشهد حذيفة بدرا وشهد أحدا، وقتل أبوه يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضر ما بعد أحد من الوقائع، وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقربه منه وثقته به، وعلو منزلته عنده، وولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المدائن، فأقام بها الى حين وفاته «1» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد- فيما اذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: حذيفة بن اليمان، وهو حذيفة بن حسيل، ويقال حسل بن جابر بن أسيد بن عمرو ابن مالك ويقال اليمان بن جابر بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة ابن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث. أبو عبد الله العبسي، حليف بني عبد الأشهل، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب سره من المهاجرين. (85- و) روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه أبو عبيدة بن حذيفة، وزيد بن وهب وأبو حذيفة سلمة بن صهيبة، وأبو الطفيل وربعي بن خراش، وطارق بن شهاب، وهمام بن الحارث وأبو إدريس الخولاني، وصلة بن زفر العبسي، وعمرو بن ضرار، وطلحة بن زيد، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعمر بن

حنطلة، وزر بن حبيش، وعبد الله بن الصامت، وأبو عبيد المغيرة ومسلم بن نذير ويزيد بن شريك التيمي. وشهد اليرموك وكان البريد الى عمر بالفتح «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري، وثابت بن بندار قالا: أخبرنا الحسين بن جعفر- زاد ابن الطيوري: وابن عمه أبو نصر محمد بن الحسن- قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد العجلي، قال: حدثني أحمد قال: حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أميرا على المدائن استعمله عمه عمر ومات بعد قتل عثمان بأربعين يوما سكن الكوفة وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال عمي أبو بكر: حذيفة بن اليمان أبو عبد الله. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد (85- ظ) قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم السلماسي قال: أخبرنا نعمة الله بن محمد المربذي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني عمي الحسن ابن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي ابن عم رواد بن الجراح عن محمد بن اسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: حذيفة بن اليمان أبو عبد الله. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله، هاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات بعد عثمان بأربعين يوما،

قاله عبيد الله بن موسى عن سعد بن أوس عن بلال عن حذيفة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبو اليقظان على الفطرة ثلاثا، ولن يدعها حتى يموت أو ينسيه القوم وقال أبو أحمد الزبيري عن سعد بن أوس عن بلال: بلغني عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح «1» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد الله حذيفة بن اليمان العبسي له صحبة «2» . وقال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا (86- و) نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد ابن أحمد المقدمي يقول: حذيفة بن اليمان يكنى أبا عبد الله. وقال أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: حذيفة بن اليمان وهو ابن حسيل بن جابر العبسي، أبو عبد الله، حليف بني عبد الأشهل، صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي قبل عثمان بأربعين يوما، هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم أيام بدر، وكان نزل نصيبين «3» ، وتزوج بها، شهد أحدا وقتل أبوه يومئذ، قتله المسلمون ولم يشعروا به، روى عنه عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وغيرهما من الصحابة. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني

أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الله حذيفة بن اليمان يقال له حسيل. أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقال قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا أبي عبد الرحمن قال حدثنا عثمان (86- ظ) بن عمر قال: أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة أن حذيفة بن اليمان أحد بني عبس، وكان حليفا في الأنصار، وقتل أبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخطأ به المسلمون، فجعل حذيفة يقول لهم: أبي أبي، فلم يفهموا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فزادت حذيفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، وأمر به فأوري أو قال: فأودي. أنبأنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري عن أبي المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق قال: أخبرنا أبو داود الحراني قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا الوليد بن جميع قال حدثني أبو الطفيل عن حذيفة قال: ما منعنا أن نشهد بدرا إلّا أنا أقبلنا أنا وأبي- يعني اليمان- نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر، فعارضنا كفار قريش، فأخذونا فقالوا: انكم تريدون محمدا، قال: قلنا ما نريده، قال: فأعطونا عهد الله وميثاقه لتنصر فن إلى المدينة، قال: فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بذلك، قال: فأستعين الله عليهم وتفي لهم بعهدهم ارجعا الى المدينة، قال: فذلك الذي منعنا «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة عن المغيرة عن ابراهيم

- سمع علقمة- قال: قدمت الشام قلت: اللهم (87- و) وفق لي جليسا صالحا، قال: فجلست الى رجل فإذا هو أبو الدرداء فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: أليس فيكم صاحب الوساد والسواك، يعني ابن مسعود ثم قال: أليس فيكم صاحب السر الذي لم يكن يعلمه غيره، يعني حذيفة، وذكر الحديث «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن البناء- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل- إجازة- قال: أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عبد الملك بن جريج قال: حدثني رجل عن زاذان أبي عمر قال: كنا عند علي يوما، فقلنا له: حدثنا عن أصحابك، فقال: عن أي أصحابي؟ قلنا: حذيفة بن اليمان قال: علم أسماء المنافقين، وسأل عن المعضلات حين غفل عنها، فإن تسألوه تجدوه بها عالما. أخبرنا أبو الوحش بن نسيم- إذنا- قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البناء قالا: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية- إجازة- قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير بن مطعم قال: لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين الذين بخسوا به ليلة العقبة بتبوك غير حذيفة، وهم اثنا عشر رجلا ليس فيهم قرشي، وكلهم من الانصار (87- ظ) أو من حلفائهم. أنبأنا علي بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قال: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي بن عثمان قال: أخبرنا جعفر بن محمد البزاز قال: حدثنا الحسن بن مكرم قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا مجالد

عن عامر عن صلة بن زفر قال: قلنا لحذيفة. كيف عرفت المنافقين، ولم يعرفهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ولا عمر؟ قال: إني كنت أسير خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فنام على راحلته، فسمعت ناسا منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته، فاندقت عنقه، واسترحنا منه، فسرت بينهم وبينه، وجعلت أقرأ وأرفع صوتي فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من هذا؟ فقلت: حذيفة، فقال: من هؤلاء خلفك؟ قلت: فلان وفلان وفلان حتى عددتهم، قال: وسمعت ما قالوا؟ قلت: نعم ولذلك سرت بينك وبينهم قال: فإن هؤلاء فلان وفلان منافقين فلا تخبرن أحدا «1» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن اسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابن أبي خالد قال: سمعت زيد بن وهب الجهني يحدث عن حذيفة قال: مرّ بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد، فقال لي: يا حذيفة إن فلانا قد مات فاشهده، قال: ثم مضى حتى إذا كاد أن يخرج من المسجد التفت فرآني وأنا جالس، فعرف فرجع إليّ فقال: يا حذيفة أنشدك الله أمن القوم أنا؟ قال: قلت: اللهم لا ولن أبرئ أحدا بعدك، قال: فرأيت عيني عمر جاءتا «2» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر الأسفراييني قال: أخبرنا علي بن منير قال: أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا الفضل بن موسى قال: حدثنا يزيد بن عقبة الازدي عن ابن بريدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل حذيفة بن اليمان على بعض الصدقة، فلما قدم، قال: يا حذيفة هل رزىء من الصدقة

شيء؟ قال: لا يا رسول الله أنفقنا بقدر إلا أن ابنة لي أخذت حذيا «1» من الصدقة (88- و) قال: كيف بك يا حذيفة إذا ألقي في النار وقيل لك ائتنا بها؟ قال: فبكى حذيفة ثم بعث إليها فجيء بها فألقاها في الصدقة «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميرا كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا، فلما بعث حذيفة الى المدائن كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه، فقالوا: هذا رجل له شأن، فركبوا ليلقوه فلقوه على بغل تحته إكاف، وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد، فلم يعرفوه فأجازوه فلقيهم الناس، فقالوا: أين الأمير؟ قالوا: هذا الذي لقيتم، قال: فركضوا في أثره فأدركوه، وفي يده رغيف، وفي الأخرى عرق «3» ، وهو يأكل، فسلموا عليه، فنظر الى عظيم منهم، فناوله العرق والرغيف، قال: فلما غفل ألقاه، أو قال: أعطاه خادمه. أخبرنا أبو نصر القاضي- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسن النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن محمد القاضي قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا عبد الله (88- ظ) بن يزيد المقرئ عن حيوة عن أبي صخر عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه: تمنوا، فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم، فأنفقه في سبيل الله عز وجل، فقال عمر: تمنوا فقال أحدهم: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقه في سبيل الله، فقال: تمنوا، فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت

جواهر ونحوه فأنفقه في سبيل الله، فقال عمر: تمنوا، فقالوا: ما نتمنى بعد هذا؟ فقال عمر: لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان فأستعملهم في طاعة الله. قال: ثم بعث بمال الى أبي عبيدة وقال: انظر ما يصنع فلما أتاه قسمه. قال: ثم بعث بمال الى حذيفة، قال: انظر ما يصنع فلما أتاه قسمه، قال عمر: قد قلت لكم أو كما قال. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة قال: قال أبو عبيدة: ومضى حذيفة ابن اليمان- يعني سنة اثنتين وعشرين- بعد نهاوند الى مدينة نهاوند «1» ، فصالحه دينار على ثمانمائة ألف درهم في كل سنة، وغزا حذيفة مدينة الدينور «2» فافتتحها عنوة، وقد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت، ثم غزا حذيفة ما سبذان «3» فافتتحها عنوة، وقد كانت فتحت لسعد (89- و) فانتقضت. قال خليفة: وقد قيل في ماه غير هذا، يقال أبو موسى فتح ماه دينار «4» ، ويقال السائب بن الاقرع، وقال أبو عبيدة: ثم غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة، ولم تكن فتحت قبل ذلك، ثم غزا الري فافتتحها عنوة، ولم تكن فتحت قبل ذلك وإليها انتهت فتوح حذيفة. قال أبو عبيدة: فتوح حذيفة هذه كلها في سنة اثنتين وعشرين، ويقال: همذان افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين، ويقال جرير ابن عبد الله افتتحها بأمر المغيرة «5» . قرأت في تاريخ سعيد بن كثير بن عفير قال: ثم كانت سنة إحدى وعشرين فيها وقعة نهاوند، قالوا: وكانت أهل فارس والروم وأصبهان، وهمذان وقوس

الماهين قال ابن عفير: الماهين ماه زند وماه فلق «1» ، قالوا: إن صاحب العرب الذي جاءهم بكتابهم، وشرع لهم دينهم، قد مات، وملكوا عليهم بعده هذا الذي أسرع في هلككم ونقلكم عن بلادكم، ولا نظنه منتهيا حتى ينتزع جميع ما في أيديكم، فتعاهدوا وتعاقدوا أن يسيروا الى المسلمين حتى ينفوهم الى بلادهم، فبلغ ذلك عمار بن ياسر، فكتب فيه الى عمر فجمع عمر المسلمين واستشارهم، فكثرت الاقاويل فعزم على أن يكتب الى أهل البصرة فتفرقوا ثلاث فرق: فرقة تقيم في الذرازي حرسا لهم، وفرقة تقيم في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا، وفرقة تسير الى إخوانهم بالكوفة مددا لهم، واستعمل على الناس النعمان بن مقرن (89- ظ) المرى، فإن أصيب، فحذيفة بن اليمان، فإن أصيب فجرير بن عبد الله، فإن أصيب فالمغيرة بن شعبة، فإن أصيب فالأشعث بن قيس، واستعمل السائب بن الأقرع على المقاسم، فخرج حذيفة، فعسكر بأهل الكوفة حتى قدم عليه النعمان، وكان بكسكر عاملا عليها، وقدم أبو موسى على من خرج من أهل البصرة، وخرج جرير بن عبد الله عاملا على حلوان، فالتقى الناس بنهاوند فاستشهد النعمان، وولي أمر الناس بعده حذيفة فهزم الله المشركين، وغنم المسلمون غنيمة عظيمة. «2» أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي الحلبي- قراءة عليه بها- قال: أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي ببغداد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد المكي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد المكي قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن ابراهيم بن عبد الله الديبلي قال: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الازهر قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال: كنا في جيش بالروم ومعنا حذيفة وعلينا الوليد، فشرب الوليد الخمر، فأردنا أن نحده، فقال حذيفة: أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعوا فيكم، فبلغه، فقال: لأشربن وإن كانت محرمة، ولأشربن على رغم أنف من رغم.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي بالبيت المقدس وأبو عبد الله محمد بن داود الدربندي بحبرى بمسجد الخليل عليه السلام (90- و) وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي قالوا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد ابن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر قال: أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع قال: أخبرنا الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا ابن أبي مذعور قال: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: تعودوا الصبر فيوشك أن ينزل بكم البلاء، مع أنه لا يصيبكم أشد مما أصابنا، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أحمد بن سعيد الجمال قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل قال: قيل لحذيفة: ما ميت الاحياء؟ قال الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن علي- من لفظه بدمشق- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثني أبي عن وكيع عن محمد بن قيس عن عمرو بن مرة قال: قال حذيفة بن اليمان: خياركم (90- ظ) الذين يأخذون من ديناهم لآخرتهم ومن آخرتهم لدنياهم. قال أحمد بن مروان: وحدثنا أبو بكر أخو خطاب قال: حدثنا خالد بن خداش قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول بلغني عن حذيفة بن اليمان أنه قال لرجل: أيسرك أن تغلب شر الناس؟ قال: إنك إن تغلبه تكن شرا منه «1» .

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الاخوة، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد قالا: أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء- قالت: إجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمود وأبو الفتح بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن بكار قال: حدثنا أحمد- يعني- ابن يونس قال: حدثنا الاحوص- يعني- ابن حواب قال: حدثنا قيس عن حبيب بن أبي ثابت عن خالد بن سعد قال: لما ثقل حذيفة بالمدائن ركب إليه عقبة بن عمرو، وأبو مسعود من الكوفة، فقال له: أوصني فقال له: أوصيك إن الضلال كل الضلال إنكار ما كنت تعرف، وعرفان ما كنت تنكر وإياك والتلون في أمر الله عز وجل فإن أمر الله واحد. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد- اذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا عمر بن شبيب السلمي قال: حدثنا ليث بن أبي سليم قال: لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعا شديدا، وبكى بكاء شديدا، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي أسفا على الدنيا بل الموت أحب إلي، ولكن لا أدري على ما أقدم على رضا أم على سخط. قال: ابن أبي الدنيا: وحدثنا داود بن رشد قال: حدثنا عباد بن العوام قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش أنه حدثهم أن أخته- وهي امرأة حذيفة- قالت: لما كان ليلة توفي حذيفة جعل يسألنا أي الليل هو فنخبره، حتى كان السحر، قالت: فقال: أجلسوني فأجلسناه، قال: وجهوني فوجهناه، قال: اللهم إني أعوذ بك من صباح النار ومن مسائها. قال ابن أبي الدنيا: حدثنا الربيع بن ثعلب قال: حدثنا فرج بن فضالة عن أسد ابن وداعة قال: لما مرض حذيفة مرضه الذي مات فيه قيل له: ما تشتهي؟ قال: اشتهي الجنة، قالوا: فما تشتكي؟ قال الذنوب (91- و) قالوا: أفلا ندعو لك الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، لقد عشت فيكم على خلال ثلاث: للفقر فيكم أحب

إلي من الغنى، والضعة فيكم أحب إلي من الشرف، وان من حمدني منكم ولا مني في الحق سواء، ثم قال: أصبحنا أصبحنا؟ قالوا: نعم، قال اللهم إني أعوذ بك من صباح النار حبيب جاء على فاقة ولا أفلح من ندم. قال: وحدثني محمد بن أبان البلخي قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن اسماعيل بن كثير عن زياد مولى ابن عياش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت على حذيفة في مرضه الذي مات فيه، فقال: اللهم إنك تعلم لولا أني أرى هذا اليوم أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا، لم اتكلم بما اتكلم به، اللهم إنك تعلم، إني كنت أختار الفقر على الغنى، وأختار الذلة على العز، وأختار الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم تاب. أخبرنا أبو المظفر يوسف بن زغلي سبط الجوزي قال: أخبرنا جدي أبو الفرج ابن الجوزي قال: أخبرنا محمد بن أبي القاسم قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا ابن عبد الله الأصبهاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال: حدثنا محمد بن زيد الآدمي قال: حدثنا يحيى بن سليم عن اسماعيل بن كثير عن زياد مولى ابن عياش قال: حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال: لولا أني أرى أن هذا اليوم آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من الآخرة لم أتكلم بهذا الكلام، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين- قراءة عليه بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الارتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن الحسين الفراء في كتابه، عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين- قالا: حدثنا محمود بن محمد الاديب قال: حدثنا محمود قال: أخبرنا حبش بن موسى قال:

أخبرنا المدائني عن عامر بن حفص عن جويرية بن أسماء (91- ظ) ويونس عن الحسن قال: قال حذيفة وهو في الموت: حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، الحمد لله الذي سبق بي الفتن، أليس بعدي ما أعلم! أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو الحسن اللبناني قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا داود بن المحبر عن سعيد بن راشد، عن صالح بن حسان أن حذيفة لما نزل به الموت قال: هذه آخر ساعة من الدنيا، اللهم إنك تعلم أني أحبك، فبارك لي في لقائك، ثم مات. أخبرنا أبو الفضائل عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري البغداديان- قدما علينا حلب- قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا الحسن بن سلام السواق قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سعد بن أوس عن بلال قال: لما حضر حذيفة الموت، وانما عاش بعد قتل عثمان رضي الله عنه أربعين ليلة، فقيل له: يا أبا عبد الله ان هذا الرجل قد قتل فما ترى؟ قال: أما إذ أبيتم إلا ما أتيتم، فأجلسوني، فاسنده الى صدره رجل، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أبو اليقظان على الفطرة ثلاثا، لن يدعها حتى (92- و) يموت أو ينسيه الهرم «1» . أنبأنا زيد بن الحسن البغدادي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي أحمد

قال: حذيفة بن اليمان، عبسي، مات بالمدائن قبل الجمل، وهو حليف بني عبد الأشهل. قال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال عمي أبو بكر: مات حذيفة حين جاء قتل عثمان. أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري قال: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا سعد بن أوس عن بلال ابن يحيى قال: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة. أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي- إجازة- قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري عن عبيد الله بن موسى، عن سعد بن أوس عن بلال بن يحيى عن حذيفة أنه مات بعد عثمان بأربعين يوما. وقال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الاسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن الحسين (92- ظ) بن شهريار قال: حدثنا أبو حفص الفلاس قال: ومات حذيفة بن اليمان، ويكنى أبا عبد الله، بالمدائن سنة خمس وثلاثين، بعد قتل عثمان بأربعين ليلة، وحذيفة بن اليمان، هو: حذيفة بن حسل، وقال بعض أهل العلم عسل والصواب حسل. أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا علي بن محمد الحربي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة خمس وثلاثين: حذيفة بن اليمان، أبو عبد الله العبسي، حليف الأنصار، بالمدائن بعد عثمان بأربعين ليلة، ويقال قبله.

قلت: وقتل عثمان كان لليلتين بقيتا من ذي الحجة، وقتل لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه من سنة خمس وثلاثين، واذا كانت وفاة حذيفة بعده بأربعين يوما، فتكون وفاته في محرم سنة ست وثلاثين. وقرأت في تاريخ سعيد بن كثير بن عفير: ثم كانت سنة ست وثلاثين، فكان فيها موت حذيفة بن اليمان العبسي في أولها بعد ما بلغه مقتل عثمان، وكان يكنى أبا عبد الله. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا عمرو بن علي، ح. قال: وأخبرنا الأزهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد الكندي قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قالا: ومات حذيفة بن اليمان ويكنى بأبي عبد الله بالمدائن سنة ست وثلاثين، قبل مقتل عثمان بأربعين ليلة، قال الخطيب لفظهما سواء، وقولهما قبل قتل عثمان خطأ، لأن عثمان قتل في آخر سنة خمس وثلاثين «1» . أخبرنا أبو الوحش بن نسيم في كتابه قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا (93- و) خليفة بن خياط قال: وفيها مات حذيفة بن اليمان، في أول سنة ست وثلاثين «2» . قال علي بن الحسن: أنبأنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا أبو الزنباع قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: توفي حذيفة سنة ست وثلاثين. قال: وحدثنا محمد بن علي بن حبيش قال:

حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات حذيفة سنة ست وثلاثين «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست وثلاثين فيها: مات أبو عبد الله حذيفة بن اليمان بعد عثمان بأربعين ليلة. وقال الواقدي: مات حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر العبسي، ويكنى أبا عبد الله بالمدائن سنة ست وثلاثين، وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن ابراهيم بن عبد الله البغدادي عن محمد بن سعد عن الواقدي. أخبرنا أبو اليمن الكندي- إجازة- قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن الفضل قال: حدثنا أبي قال: وفي سنة ست وثلاثين: حذيفة بن اليمان، يعني، مات. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا علي بن أحمد (93- ظ) ابن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص- إجازة- قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد قال: سنة ست وثلاثين توفي فيها حذيفة بن اليمان بالمدائن، وقد ذكرنا فيما تقدم من ذكر نسبه عن خليفة بن خياط أنه مات بالكوفة، ولم يتابعه على ذلك أحد، والله أعلم. أخبرنا أبو الوحش بن نسيم في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاوس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد قال: حدثنا زكريا بن عدي قال: سمعت حفص بن غياث يقول: رأيت أبا حنيفة في المنام فقلت له: أي الآراء وجدت أفضل

حذيفة المصيصي:

وأحسن؟ قال: نعم الرأي رأي عبد الله، ووجدت حذيفة بن اليمان شحيحا على دينه «1» . حذيفة المصيصي: غير منسوب، حدث مرسلا عن عمر رضي الله عنه. روى عنه محمد بن يوسف. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر بن باز، في كتابه، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد ابن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد (94- و) عبد الوهاب بن محمد بن موسى قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن سهل بن كردي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حذيفة المصيصي، قال عمر: مرسل، سمع منه محمد بن يوسف «2» .

الحراق بن الحصين بن عمران بن ماثل بن جبلة بن ثويل بن عدي بن جناب الكلبي:

الحراق بن الحصين بن عمران بن ماثل بن جبلة بن ثويل بن عدي بن جناب الكلبي: شهد صفين مع معاوية وكانت راية كلب معه يومئذ بعد محرز بن حريث، وقتل محرز، فأخذها الحراق وقتل. أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة- في كتابه- قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم قالت: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا الزبير بن أبي بكر قال: حدثني علي بن المغيرة قال: حدثني أبو المنذر قال: قال عوانة: كانت راية كلب يوم صفين مع ثويل بن بشر، فقتل، فأخذ الراية يزيد بن قيس بن يزيد ابن سبرة بن قيس بن كعب بن عليم، فقتل فأخذها مالك بن يزيد بن مالك بن كعب ابن عليم، فقتل، فأخذها محرز بن حريث بن عدي بن زهير بن عدي بن جناب، فارتث «1» فأخذها الحراق بن الحصين بن عمران بن ماثل بن جبلة بن ثويل بن عدي ابن جناب، فارتث، ثم كان الفتح، وكانوا هؤلاء مع معاوية.

ذكر من اسمه حرب

ذكر من اسمه حرب حرب بن بيان: وقيل بنان بن رفيع بن عوذة بن واصل (94- ظ) بن رياش الأسدي. أبو ذكوان القيسراني، حدث بحلب عن حاجب بن سليمان المنبجي، وروى عن زهير ابن عباد، ومؤمل بن اهاب، وأحمد بن عمرو، وروى عنه أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي الحافظ الحلبي، وأبو يعقوب المنجنيقي، ومحمد بن سهل العطار، وأبو هريرة بن أبي العصام. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي وولده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد بن محمد الطرسوسي الحلبيون بها قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: اخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله بن أبي نمير العابد الأسدي الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن الحسين السبيعي الحلبي قال: حدثنا ابو ذكوان حرب بيان بن رفيع بن عوذة ابن واصل بن رياش الاسدي القيسراني بحلب، قال: حدثنا حاجب بن سليان قال: حدثنا أنس بن عياض عن يزيد بن عياض عن الاعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول عظم يتكلم من ابن آدم من بعد أن يختم على فيه عظم فخذه من جانبه الايسر «1» . كذا وقع في أصل السماع حرب بن بيان والمشهور حرب بن بنان- بالنون:

حرب بن سعيد بن حمدان بن حمدون:

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- قراءة عليه- قال: أخبرنا الحافظ «1» (95- و) قال: وحرب بن بنان حدث عنه أبو هريرة بن أبي العصام وأبو يعقوب المنجنيقي ذكر ذلك في كتاب المختلف والمؤتلف «2» . وأنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي عن أبي نصر بن ماكولا قال: وحرب بن بنان، أبو ذكوان مصري، حدث عن زهير بن عباد، ومؤمل بن اهاب. روى عنه أبو يعقوب المنجنيقي، وأبو هريرة ابن أبي العصام. «3» . حرب بن سعيد بن حمدان بن حمدون: أبو الهيجاء التغلبي، وتمام نسبه قد سبق في ترجمة أخيه أبي فراس الحارث ابن سعيد، قدم حلب في عسكر ابن عمه الامير ناصر الدولة أبي محمد الحسن ابن عبد الله بن حمدان، أمير الموصل حين وفد على أخيه الامير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله، وكان أميرا شجاعا جوادا ممدحا. قرأت في «كتاب المأثور في ملح الخدور» «4» تأليف الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن المغربي، بعد أن ذكر الحسين بن سعيد بن حمدان قال: وأخوه أبو الهيجاء حرب بن سعيد، كان بالعراق وتلك الديار وكان جليلا ممدحا، وفيه يقول سري بن أحمد بن السري الكندي: (95- ظ) . ولو لم أكن جار الأمير لكان لي ... أديم بظفر النائبات ممزق بجود أبي الهيجا ألبست نعمة ... مجددة تضفو عليّ وتشرق وفيها يقول: اذا ما اعتنقنا خلت أن قلوبنا ... تناجى بأفعال النوى وهي تخفق

حرب بن عدي:

قال ابن المغربي وله فيه: أنت سعد الكفاة يا بن سعيد ... وكفاهم بأن ترى أول سعدا أنا حر اذا انتسبت ولكن ... جعلتني لك الصنائع عبدا حرب بن عدي: شهد فتح قنسرين مع أبي عبيدة بن الجراح، وسيره مقدما على ثلاثة ألاف فارس أمد بها يزيد بن أبي سفيان الى قيسارية «1» ، من أهل قنسرين والحاضر «2» ذكر ذلك محمد بن عمر الواقدي. حرب بن قيس بن حرب الشيزري: من أهل شيزر. حدث عن أحمد بن عبد الله، روى عنه أبو النضر كعب بن جعفر البلخي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الانصاري قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهاني- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا أبو النضر كعب بن عمرو بن جعفر بن محمد البلخي قال: حدثنا حرب ابن قيس بن حرب الشيزري في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة- املاء- قال: حدثنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا يزيد (96- و) ابن عبيد قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن عائشة رضي الله عنها أنها رأت على يدي امرأة أثر المغزل فقالت لها: أبشري بما لك عند الله عز وجل، لو رأيتم بعض ما أعد الله لكم معاشر النساء لما أقررتم ليلا ولا نهارا، ما من امرأة غزلت لزوجها ولنفسها ولصبيانها الا أعطاها الله عز وجل بكل طاقة نورا حتى ملأت مغزلها، فاذا ملأت مغزلها أعطاها

حرب بن محمد بن حرب بن عامر:

الله عز وجل بيتا في الجنة أوسع من المشرق الى المغرب ولها بكل ثوب مائة ألف وعشرين ألف مدينة وذكر تمام الحديث. حرب بن محمد بن حرب بن عامر: أبو الفوارس السلمي الحراني، قدم دمشق وحدث بها واجتاز في طريقه اليها بحلب أو ببعض عملها، وروى عن أبي القاسم الخضر بن أحمد الحراني. روى عنه أبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد بن الخصيب المصري القاضي. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- اذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر قال: أخبرنا سهل بن بشر- قراءة عليه- عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن أحمد الحراني من بني قندهور قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو أسامة عن الاعمش قال: حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي (96- ظ) قال: قال عبد الله بن قيس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل، يجعلون له ندا، ويجعلون له ولدا، وهو مع ذلك يرزقهم ويعطيهم. «1» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حرب بن محمد بن حرب بن عامر أبو الفوارس السلمي الحراني، حدث بدمشق عن أبي القاسم الخضر بن أحمد الحراني. روى عنه أبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد بن الخصيب القاضي المصري. «2» . حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة الطائي الخطامي: وخطام فخذ من طيء، وجد جده مازن صاحب النبي صلى الله عليه وسلم «3» وحرب هو والد علي بن حرب، وأحمد بن حرب استقدمه عبد الله المأمون من

الموصل الى دمشق لتعديل أرض الشام ومساحتها، واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها. حدث عن المعافى بن عمران ومحمد بن الحسن والمعافى بن عمران «1» وعفيف ابن سالم وهشيم بن بشير وسمع مالك بن أنس والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وأبا الاحوص ومسلم بن خالد وشريكا وغيرهم. روى عنه ابنه علي بن حرب وأبو منصور جعفر بن أحمد بن الجراح النصيبي أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس- اجازة ان لم أكن سمعته منه- قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثني أبي قال: حدثنا المعافى بن عمران عن المفضل بن صدقة عن سماك بن (97- و) حرب عن النعمان بن بشير قال: كنا اذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده لم يحن أحد منا ظهره، حتى نرى النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد. «2» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم. وحدثني أبو البركات بن أبي طاهر عنه قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: كتب إليّ أبو الفرج محمد بن ادريس الموصلي يذكر أن المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: أبو محمد حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رجلا نبيلا ذاهمة، رحل في طلب العلم فكتب عن مالك بن أنس ونظرائه من أهل المدينة، وعن الفضيل بن عياض ومسلم ابن خالد وسفيان بن عينية ونظرائهم من المكيين، وعن شريك وأبي الاحوص

وهشيم والمعافى بن عمران وغيرهم. روى عنه ابنه علي بن حرب ومات سنة ست وعشرين ومائتين. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد بن حمزة السلمي عن أبي زكريا البخاري قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد قال- باب حرب بالباء: حرب بن محمد الموصلي، والد علي وأحمد ومعاوية. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي منصور الدمشقي في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوية الطائي الموصلي، والد علي بن حرب. حدث عن عفيف بن سالم الموصلي، ومحمد ابن الحسن والمعافى بن عمران وهشيم بن (97- ظ) بشير. روى عنه ابنه علي بن حرب، وأبو منصور جعفر بن أحمد بن الجراح الحمصي واستقدمه المأمون الى دمشق لأجل المساحة. قال الحافظ: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، حدثني أبو علي بكر بن عبد الله بن حبيب الأهوازي قال: قال علي بن حرب الموصلي: وفي سنة أربع عشرة ومائتين، قدم عبد الله المأمون دمشق، ففرق المعدلين، يعني المساح، في أجناد الشام في تعديلها، يعني، مساحتها، ووجه في ذلك الى رؤساء أهل الجزيرة والموصل والرقة، فقدم عليه جماعة منهم: حرب بن عبد الله الطائي، وسفيان بن عبد الملك الخولاني، فاستعفوه من التعديل فأعفاهم وصرفهم، واجتلب لتعديل الشام المساح من العراق والأهواز والري، وأقام بدمشق تلك الشتوة على التعديل «1» .

ذكر من اسمه حرملة

ذكر من اسمه حرملة حرملة بن حكيم بن عفير، وقيل عمير، بن طارق بن قيس بن مرة بن همام، وقيل همام بن مرة، بن ذهل بن شيبان المري الشيباني، ويعرف بحرملة بن عسلة، وأمه عسلة بنت عامر بن شراكة، ويقال شراك قاتل الجوع الغساني، شاعر جاهلي كان مع الحارث بن جبلة الغساني بقنسرين. قرأت بخط علي بن الحسن بن عبد الله الغندجاني فيما أخذه عن (98- و) أبي محمد الغندجاني الأسود، المعروف بالأعرابي، وقرأه عليه، وشاهدت خط أبي محمد الأعرابي له بقراءته عليه، قال: أبو محمد الأسود: إن المنذر بن ماء السماء، وهو ذو القرنين «1» دعا ذات يوم الناس فقال: من يهجو الحارث بن جبلة الغساني؟ فقالوا له: حرملة بن عسلة المرّي فقال: يا حرملة اهجه ولك مائة من الإبل، فقال: أبيت اللعن إنهم أخوالي، وإنه لا ينبغي لي أن أهجوهم فتوعده، فقال حرملة بن حكيم بن عفير بن طارق بن قيس بن مرة بن همام، وأمه عسلة بنت عامر بن شراكة قاتل الجوع الغساني: ألم تر أني بلغت المشيبا ... وفي دار قومي عفّا كسوبا وأن الإله تنصفته «2» بأن ... لا أعق وأن لا أحوبا وأن لا أكافر ذا نعمة ... وأن لا أخيبه مستثيبا وغسان قوم هم والدي ... فهل ينسينهم أن أغيبا

فآثر بها «1» بعض من يعتريك ... فإن لها من معد كليبا «2» وان لخالك مندوحة ... وانّ عليه بغيب رقيبا أم المنذر كانت نمرية وكلهم من ربيعة فانبرى شهاب بن العيف أخو بني سليمة عن عبد القيس فقال: اللهم إن الحارث بن جبلة ... زنّا أباه ظالما فقتله وركب الشادخة «3» المحجلة ... وكان في جاراته لا عهد له وأي فعل سيء لافعله فأخذهما الحارث بن جبلة جميعا فقال: يا حرملة اختر ما شئت من ملكي، فسأله جاريتين ضرابتين له، فأعطاهما إياه، فانطلق بهما، فنزل في النمر، فقعد يشرب هو ورجل من النمرّ يقال له كعب، فلما أخذ الشراب في النمري قال: يا حرملة من هذه المرأة الحمراء، مرها لتسقيني فغضب حرملة، ثم أعادها فضربه حرملة بالسيف، وقال حرملة في ذلك: يا كعب إنك لو قصرت ... على حسن الندام وقلة الغرم وسماع داجنة «4» تعللنا ... حتى نؤوب تمايل «5» العجم ألفيت فينا ما تحاول ... من صافي الشراب ولذة الطعم وصحوت والنمريّ تحسبه ... عمّ السماك وخالة النجم هلهل بكعب بعدما وقعت ... فوق الجبين بساعد فعم انتظر أي: انتظرته أن يعود، يتهكم به

حرملة بن زيد الجهني.

جسد به نضخ الدماء كما ... قنأت «1» أنامل من قاطف الكرم والخمر ليست من أخيك ... ولكن قد تخون بآمن الحلم وتزين الرأي السفيه اذا ... جعلت رياح شمولها ترمي (99- و) وأنا امرؤ من صلب مرة ... ان أكلمكم «2» لا ترقيو كلمي في أسرة لي ان لقيتهم ... حامي الحقيقة دافعي الظلم وأخذ ابن العيف فقال له: اختر مني ثلاث خلال: اما أن أطرحك على أسدين ضاريين في بئر، واما أن ألقيك من طار «3» سور دمشق، واما أن يقوم الدلامص- سياف كان له- فيضربك بعصاه هذه ضربة؟ فاختار ضربة الدلامص، فضربه- زعموا- على رأسه فانكسرت فخذه، فاحتمله راهب فداواه حتى برأ، وهو يخمع «4» منها، وكان هذا والحارث بن جبلة بقنسرين «5» . حرملة بن زيد الجهني. «6» شهد صفين مع علي رضي الله (عنه) وكان على راية جهينة، فيما ذكره أبو البختري وهب، في خبر صفين له ذكر. (104- و) . حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة بن النعمان بن حية بن شعبة: وقيل ابن سعد بن الغوث بن الحارث، وقيل ابن الحويرث بن ربيعة بن مالك ابن صقر بن هني بن عمرو بن الغوث بن الحارث بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وقيل اسمه المنذر بن حرملة أبو زبيد الطائي، شاعر مشهور من المخضرمين، أدرك الجاهلية والاسلام وكان يفد على عثمان رضي الله عنه، ويستنشده شعره وكان نصرانيا في الرقة، ووفد على الحارث بن جبلة الغساني، وكان الحارث بن جبلة ينزل الجابية «7» من

نواحي دمشق ويقدم قنسرين أحيانا، فإما أن يكون وفد اليه الى قنسرين، أو اجتاز بها، أو ببعض عملها في وفادته اليه من الرقة (99- ظ) . أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن علي بن عبد الوهاب- اجازة- قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: قرىء على أبي بكر أحمد بن جعفر بن مسلم قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: أبو زبيد الطائي واسمه حرملة بن المنذر ابن معدي كرب بن حنظلة بن النعمان بن حية بن شعبة. قال محمد بن سلام: وحدثني أبو الغراف قال: كان أبو زبيد الطائي من وزراء- وصوابه زوار الملوك- ولملوك العجم خاصة، وكان عالما بسيرهم، وكان عثمان بن عفان يقربه على ذلك ويدني مجلسه وكان نصرانيا، فحضر ذات يوم عثمان وعنده المهاجرون والانصار، فتذاكروا مآثر العرب وأشعارها فالتفت عثمان الى أبي زبيد فقال: يا أخا بيع المسيح أسمعنا بعض قولك فقد أنبئت أنك تجيد فأنشده قصيدته التي يقول فيها: من مبلغ قومك النائين اذ شحطوا ... أن الفؤاد اليهم شيق ولع وصف فيها الأسد، فقال عثمان: تالله تفتأ تذكر الأسد ما حييت، والله إني لأحسبك جبانا هدانا قال: كلا يا أمير المؤمنين ولكني رأيت منه منظرا، وشهدت منه مشهدا لا يبرح ذكره يتجدد في قلبي (100- و) ومعذور أنا بذلك يا أمير المؤمنين غير ملوم، فقال له عثمان: وأنى كان ذلك؟ قال: خرجت في صيافة «1» أشراف من أفناء قبائل العرب ذوي هيئة وشارة حسنة ترمى بنا المهارى بأكسائها القيروانيات على فتو البغال، تسوقها العبدان، ونحن نريد الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الشام فاخروط- «2» وفي نسخة فاخرور ط- بنا السير في حماره القيظ «3» حتى

اذا عصبت الافواه وذبلت الشفاه، وشالت المياه «1» ، واذكت «2» الجوزاء المعزي «3» وذاب الصيهد- وصوابه الصيخد «4» - وصر «5» الجندب، «6» وضاف العصفور الضب في جحره، أو قال في وجاره، وقال قائلنا: أيها الركب غوروا بنا في ضوج هذا الوادي «7» ، واذا واد قد بد يمينا- وفي نسخة قد بدا لنا- كثير الدغل دائم العلل، شجراؤه مغنة وأطياره مرنة «8» ، فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات «9» فأصبنا من فضالات المزاود وأتبعناها الماء البارد، فانا لنصف حر يومنا ذلك ومما طلته اذ صر أقصى الخيل أذنيه، وفحص الارض بيديه، فو الله ما لبث أن جال، ثم حمحم «10» فبال، ثم فعل فعله الذي يليه واحد فواحد، فتضعضعت الخيل، وتكعكعت «11» الابل، وتقهقرت البغال فبين نافر- وصوابه ناد «12» - بشكاله وناهض بعقاله، فعلمت أن قد أتينا، وأنه السبع ففزع كل امرئ منا الى سيفه فاستله من جربانه، ثم وقفنا زردقا «13» ، فاقبل يتطالع (100- ظ) من بغيه كأنه محنوب «14» ، أو في هجار «15» مسحوب لصدره نحيط ولبلاعيمه غطيط، «16» ولطرفه وميض، ولارساغه نقيض. كأنما- يخبط هشيما، أو يطأ صريما، واذا هامة كالمجن وخد كالمسن، وعينان شجراوان كأنهما سراجان

يقدان» وقصرة ربلة «2» ولهزمة «3» رهلة، وكتد «4» مغبط «5» ، وزور مفرط، وساعد مجدول، وعضد مفتول، وكف شثنة البراثن الى مخالب كالمحاجن فضرب بيديه فأرهج، وكشر فأفرج عن أنياب كالمعاول مصقولة غير مغلولة، وفم أشدق كالغار الاحوق، ثم تمطى فأشرع بيديه، وحفز وركيه برجليه حتى صار ظله مثليه، ثم أقعى فاقشعر، ثم مثل فاكفهر، ثم جهم فازبأر «6» ، فلا والذي بيته في السماء ما اتقينا بأول من أخ لنا من فزارة، كان ضخم الجزارة «7» فوقصه «8» ثم نفضه نفضة فقضقض متنيه، وجعل يلغ في دمه، فذمرت أصحابي فبعد لأي ما استقدموا فهجهجنا به، فكر مقشعرا بزبرته «9» كأن به شيهما «10» حوليا، فاختلج رجلا أعجز ذا حوايا فنفضه نفضة تزايلت مفاصله، ثم نهم فقرقر «11» ، ثم زفر فبربر ثم زأر فجرجر، ثم لحظ فو الله لخلته البرق يتطاير من تحت جفونه من عن شماله ويمينه، فأرعشت الأيدي واصطكت الأرجل، وأطت «12» الاضلاع، وارتجت الأسماع وجمحت العيون، ولحقت البطون- وفي نسخة: ولحقت الظهور بالبطون- وانخزلت المتون وساءت (101- و) الظنون. فقال عثمان: اسكت قطع الله لسانك فقد رعت قلوب المؤمنين «13» .

وقال يصف الأسد: فباتوا يدلجون وبات يسري ... بصير بالدجى هاد هموسيس الى أن عرسوا «1» وأغب عنهم «2» ... قريبا ما يحس له حسيس خلا أن العتاق من المطايا ... حسن به فهن اليه شوس «3» فلما أن رآهم قد تدانوا ... أتاهم وسط أرجلهم يميس «4» فثار الزاجرون فزاد منهم ... تقرابا وواجهه ضبيس «5» بنصل السيف ليس له مجن ... فصد ولم يصادفه حبيس فيضرب بالشمال الى حشاه ... وقد نادى فأخلفه الأنيس يشمر كالمحالق في قنوب «6» ... تقيه قضه الأرض الدحيس «7» فخر السيف واختلفت يداه ... وكان بنفسه وقيت نفوس فطار القوم شتى والمطايا ... وغودر في مكرهم الرسيس «8» وجال كأنه فرس صنيع ... يجر جلاله «9» ذيل شموس كأن بنحره وبساعديه ... عبيرا بات تعنؤه «10» عروس فذلك أن تلاقوه تفادوا ... ويحدث بينكم أمر شكيس أنبأنا عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن مسعود الثقفي قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أخبرنا اسماعيل (101- ظ) بن سعيد العدل قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا الحسن بن غليل العنزي قال حدثنا دماد عن الأصمعي عن هزان الاقرع عن خالد ابن الحريث الطائي قال: كان أبو زبيد جاهليا اسلاميا، وأقام في الاسلام على

النصرانية، وعاش مائة وخمسين سنة، فكان يحمل في كل يوم أحد الى البيعة مع النصارى فيظل يومه يشرب فبينا هو في بعض تلك الآحاد يشرب وحوله النصارى وفي يده الكأس اذ رفع بصره الى السماء فنظر نظرا شديدا طويلا، ثم رمى بالكأس من يده وقال: اذا جعل المرء الذي كان حازما ... تحل به حل الحوار «1» وترحل فليس له في العيش خير يريده ... وتكفينه ميتا أعف وأحمل أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن القاسم المراغي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن بشر البغدادي بصور قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال: سمعت أبا محمد التوربي قال: قلت لابن منادر أيهما أشعر قصيدة زياد الاعجم: ان السماحة والمروة ضمنا ... «2» . أو قصيدة أبي زبيد: ان طول الحياة غير سعود ... وضلالا تأميل نيل الخلود «3» فقال: قصيدة أبي زبيد قال: فقلت: لانك اقتفيتها «4» . أنبأنا أبو الوحش (102- و) بن أبي منصور بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي قال: حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظلة ابن النعمان بن حية بن شعبة، ويقال ابن سعد بن الغوث بن الحارث ويقال ابن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن صقر بن هني بن عمرو بن الغوث بن الحارث بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن يشجب بن يعرب بن قحطان

ويقال حية بن شعبة، ويقال شعبة بدل سعد بن الغوث، ويقال اسمه المنذر بن حرملة، أبو زبيد الطائي، شاعر مشهور مخضرم، أدرك الجاهلية والاسلام، ولم يسلم، وكان نصرانيا، وفد على الحارث بن أبي شمر الغساني وكان ينزل بنواحي دمشق. وقال الحافظ أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن قالوا: أخبرنا مجمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وفيه- يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط- يقول أبو زبيد الطائي، وكان منقطعا الى الوليد، وكان الوليد يكنى بوهب، فقال أبو زبيد: من يرى العيس «1» لابن أروى ... على ظهر المرورى «2» حداتهن عجال مصعدات والبيت بيت أبي ... وهب خلاء تحن فيه الشمال يعرف الجاهل المضلل أن ... الدهر فيه النكراء والزلزال بعد ما تعلمين يا أم وهب ... كان فيهم عيش لنا وجمال (102- ظ) ووجوه تودنا مشرقات ... ونوال اذا يراد النوال فلعمرو الاله لو كان للسيف ... نصال أو للسان مقال ما تناسيتك الصفاء ولا ... الود ولا حال دونك الاشغال ولحميت لحمك المتعصي ضلة ... من ضلالهم ما اعتالوا أصبح الميت قد تبدل بالحي ... وجوها كأنها الأقتال «3» غير ما طالبين ذحلا «4» ولكن ... مال دهر على أناس فمالوا قولهم تشرب الحرام وقد ... كان شراب سوى الحرام حلال وأبي طالب العداوة الا ... طغيانا وقول ما لا يقال

من يخنك الصفاء أو يتبدل ... أو يزل مثل ما تزول الظلال فاعلمن أنني أخوك أخو ... الود حياتي حتى تزول الجبال قال الزبير: أنشدنيها محمد بن فضالة هكذا، وكان أبي وعمي مصعب بن عبد الله ينشدان البيت الاول على غير ما ينشده عليه محمد بن فضالة، كانا يقولان: من يرى العير لابن أروى ... على ظهر المنقى «1» حداتهن عجال» أخبرنا أبو الحسن علي بن المقير- اذنا- قال: أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن اسحاق الكاتب- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرقي قال: حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني قال حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال سمعت (103- و) مشيختنا قالوا: وعاش أبو زبيد الطائي، وهو المنذر بن حرملة من بني حية خمسين ومائة سنة، وكان نصرانيا بالرقة، فيما زعم ابن الكلبي عن أبي محمد المرهبي، وكان يجعل له في كل أحد طعام كثير، ويهيأ له شراب كثير، ويذهب أصحابه فيتفرقون في البيعة ويحملنه النساء فيضعنه في المجلس، فجعل له الطعام في أحد من تلك الآحاد، وقدمت أباريقه وحملنه النساء، فجاءه الموت فقال: اذا جعل المرء الذي كان حازما ... يحل به حل الحوار ويحمل فليس له في العيش خير يريده ... وتكفينه ميتا أعف وأجمل أتاني رسول الموت يا مرحبا به ... لآتيه وسوف والله أفعل

ثم مات فجاءه أصحابه فوجدوه ميتا «1» . أخبرنا أبو البركات بن محمد- اذنا- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم- اجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن شمة الأصبهانيان قالا: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: كان أبو زبيد الطائي خلا للوليد بن عقبة، فغاب غيبة عن الكوفة فقدم الوليد وقد هلك فأتى قبره فسلم عليه وأنشد يقول: يا هاجري اذ جئت زائره ... ما كان من عاداتك الهجر (103- و) يا صاحب القبر السلام على ... من حال دون لقائه القبر «2»

ذكر من اسمه حريث

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: ذكر من اسمه حريث حريث بن بحدل: ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي أخو ميسون بنت بحدل، زوج معاوية، وخال ابنه يزيد بن معاوية، غزا القسطنطينية مع ابن اخته يزيد، واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حريث بن بحدل بن أنيف، وساق نسبه كما ذكرناه وقال الكلبي: خال يزيد بن معاوية، أحد وجوه كلب، وهو ممن عمل في البيعة ليزيد، وكان غزا معه القسطنطينية سنة خمسين فيما ذكر الواقدي في كتاب الصوائف، له ذكر «1» . حريث بن جابر الحنفي: وقيل الخثعمي، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان أميرا على لهازم البصرة وله رجز وشعر قاله يوم صفين، وهو قاتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: انه قتل ذا الكلاع الحميري، وقيل بل قتله الاشتر النخعي. أنبأنا زين الامناء أبو البركات الحسن بن محمد عن أبي محمد عبد الله بن الخشاب قال أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني (105- و)

قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو اسحاق بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا محمد بن عبيد الله، أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب شد يومئذ وهو يرتجز ويقول: أنا عبيد الله ينميني عمر ... وقد ذكرناه في ترجمة عبيد الله، فيما يأتي من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى قال فحمل عليه حريث وهو حريث بن جابر الخثعمي وهو يقول: قد شاهدت في نصرها ربيعة ... في العصبة السامعة المطيعه في الحق والحق لها شريعة ... حتى تذوق كأسها الفظيعة ثم طعن عبيد الله بن عمر، فصرعه فقتله، فقال في ذلك الصلتان العبدي وذكر أبياتا فيها: حباك أخو الهيجا حريث بن جابر ... بجياشة «1» تحكى الهزبر المزبدا «2» وذكر أبو البختري وهب بن وهب في خبر صفين قال فيما حكاه عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: فلما رأى ذلك عبد الله بن بديل، انصرف يريد موقفه فاستقبله عبيد الله بن عمر فشد عليه، وقتل أصحاب عبد الله بن بديل عبيد الله بن عمر، ويقال الذي قتله، أو أسرع في قتله كرب بن وائل العكلي، وقال بعضهم ما قتله إلّا حريث بن جابر الحنفي، وذلك حين شد عليهم عبيد الله في الشدة الاولى وهو يرتجز فلما قال: قد أبطأت عن نصر عثمان مضر ... والربعيون فلا اسقوا المطر (105- ظ) سمعها حريث بن جابر فقال: قد سارعت في نصرها ربيعة ... في الحق والحق لها شريعة

حريث بن شهريار:

أنت وليس تترك الوقيعة ... ربيعة السامعة المطيعة قال وقال حريث بن جابر في التداعي الى الحكومة. لعمرو أبيك والابناء تنمي ... وقد يشقي من الخبر الخبير لقد نادى معاوية بن حرب ... لا مر لا تضيق له الصدور دعانا للتي كنا اليها ... دعوناه وذاك لها سرور فحكمنا القرآن بغير شك ... وكان الله عدلا لا يجور ولا تعجل معاوية بن حرب ... فان سرور ما تهوى غرور فانك والخلافة يا بن حرب ... لكا لحادي وليس له بعير حريث بن شهريار: ابن دادار بن به كرد بن بهمومي بن بس شاه بن يزدفنّه بن مهردال، مولى معاوية بن أبي سفيان، هكذا قرأت نسبة في «كتاب القرع والشجر في النسب» تأليف «1» أبي محمد النسابة. قال أبو محمد: وهو من بني ساسان بن أزد شير الملك الجامع. شهد حريث صفين مع مولاه معاوية بن أبي سفيان، وكان بطلا شجاعا، وكان معاوية يعتمد عليه في أموره في حربه، وقتله علي رضي الله عنه بصفين. وذكر أبو محمد النسابة في كتاب القرع والشجر، قال: وقيل بأنه بارز علي ابن أبي طالب عليه السلام يوم صفين، فثقف رأسه بالرمح، وقال: لولا أن الحظ فيك لغيري لقتلتك. أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا نصر

- يعني- ابن مزاحم قال: حدثنا محمد بن عبيد الله عن شيخ له قال: كان فارس معاوية الذي (106- و) يعده للمبارزة مولى له يقال له حريث، وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به، فاذا قاتل قال الناس: ذاك معاوية، وان معاوية قال له: يا حريث اتق عليا، ثم ضع رمحك حيث شئت، فقال له عمرو بن العاص: انك والله يا حريث لو كنت قرشيا لاحب معاوية أن تقتل عليا، ولكن كره أن يكون لك حظها، فان رأيت منه فرصة فاقتحم عليه. فلما خرج الناس الي القتال وتصافوا، خرج علي أمام أصحابه. قال يحيى: فحدثني عمرو بن عبد الملك بن سلع الهمداني قال: حدثني أبي قال خرج حريث مولى معاوية يوم صفين فدعا عليا الى المبارزة، فقال: هلم يا أبا الحسن الى المبارزة، فخرج اليه علي وهو يقول: أنا علي وابن عبد المطلب ... أنا وبيت الله أولى بالكتب أهل اللواء والمقام والحجب ... نحن نصرناه على جل العرب «1» ثم حمل عليه علي فطعنه فدق ظهره. قال: وحدثنا نصر قال حدثنا محمد بن عبيد الله أن معاوية جزع على حريث جزعا شديدا وعاتب عمرا فيما أشار عليه من لقاء علي فأنشأ يقول: حريث ألم تعلم وعلمك ضائر ... بأن عليا للفوارس قاهر وأن عليا لم يبارزه فارس ... من الناس الا قصدته الأظافر أمرتك أمرا حازما فعصيتني ... فجدك اذ لم تقبل النصح عاثر أنبأنا أبو العلا أحمد بن شاكر بن سليمان عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين (106- ظ) بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابن ديزيل قال: حدثنا يحيى قال: حدثني نصر قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن تميم

حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد:

ابن حذيم قال: خرج حريث مولى معاوية يومئذ، وكان شديدا ذا بأس فقال. أهاهنا علي، هل لك يا علي في المبارزة، أقدم اذا شئت أبا حسن، فأقبل علي نحوه وهو يقول: أنا علي وابن عبد المطلب.... فذكر نحوه، يعني، نحو ما ذكرنا أولا. وقد ذكر أبو البختري فيما نقله عن جعفر بن محمد عن أبيه في خبر صفين زيادة بيتين في شعر معاوية وهما بعد الابيات الثلاثة التي ذكرناها: أدلّاك عمرو والحوادث جمة ... غرورا فما جرت عليك الجرائر وظن حريث أن عمرا نصيحه ... وقد يهلك الانسان من لا يحاذر «1» قلت وفي ذلك يقول سعيد بن قيس الهمداني في أبيات: أيرجو أن ينال حريث شرا ... أبا حسن وذا ما لا يكون أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: حريث مولى معاوية بن أبي سفيان كان فارسا بطلا، وكان معاوية يعتمد عليه في حربه، وشهد معه صفين، وقتل يومئذ «2» . حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد: وقيل أحمر بن أسعد، أبو عثمان، وقيل أبو عون، الرحبي الشامي من رحبة «3» الشام، وسكن حمص، واجتاز فيما بينهما (107- و) بنواحي حلب. ووفد على عمر بن عبد العزيز، وأظنه بخناصرة، حدث عن: عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن ميسرة، وراشد بن سعد

المقرأي، وعبد الواحد بن عبد الله النصري، وسليم بن عامر، وحبيب بن عبيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، وخالد بن معدان، وحبان بن زيد الشرعبي، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، وسلمان بن شمير، وعبد الله بن غابر الالهاني، والقاسم بن محمد الثقفي، وسعيد بن مرشد، وشرحبيل بن شفعة الرحبي، وشبيب ابن أبي روح، وعمران بن محمد، ويزيد بن صبيح، وعمر بن عبد العزيز. روى عنه: بشر بن اسماعيل الحلبي، وبقية بن الوليد، واسماعيل بن عياش، ويحيى بن سعيد القطان الحمصيون، ومعاوية بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الرحبي، وعيسى بن يونس، ومحمد بن حمير، ويزيد بن هرون، والوليد بن مسلم، ومحمد بن مصعب القرقساني، وعصام بن خالد، ويحيى الوحاظي، ومعاذ ابن معاذ، وسفيان بن حبيب واسحاق بن سليمان الرازي، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، وشبابة بن سوار، والحسن بن موسى الأشيب، وعلي بن عياش وأبو النضر الحارث بن النعمان، وأبو المغيرة الخولاني، ومسلمة بن علي الخشني وعلي بن الجعد، وأبو اليمان، وجنادة بن مروان، والوليد بن هشام، وآدم بن أبي اياس، وأبو الزرقاء عبد الملك بن محمد الصنعاني، والحكم بن نافع، وعمر ابن علي. أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر السنجي (107- ظ) قال: أخبرنا أبو محمد الدروبي قال: أخبرنا أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر بن البستي قال: أخبرنا محمد بن هرون الحضرمي قال: حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا حريز بن عثمان قال: حدثنا سليمان بن عامر عن أبي أمامة قال: جاء شاب الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا قال: فأقبل القوم عليه فزجروه، فقال: مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك؟ قال لا والله جعلني الله فداك، قال: كذلك الناس لا يحبونه لامهاتهم، أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك، قال: كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا، وذكر الحديث بطوله وذكر الخالة والعمة. «1» .

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- قراءة عليه بدمشق- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب محمد ابن علي بن فتح العشاري قال: حدثنا أبو الحسين بن سمعون قال: أخبرنا أبو محمد بن نصير قال: حدثنا أحمد بن محمد الطوسي قال: حدثني هرون بن عمر الدمشقي قال: حدثنا مبشر بن اسماعيل قال: حدثني حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف قال: لا تعادين رجلا حتى تعرف الذي بينه وبين الله عز وجل، فان كان محسنا فيما بينه وبين الله، لم يسلمه الله لعداوتك، وان كان مسيئا فيما بينه وبين الله، كفاك عمله. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن ابراهيم الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر الاسفراييني قال: أخبرنا علي بن منير قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي قال: حدثنا محمد بن عبدوس قال: (108- و) حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا أبو الزرقاء عن حريز بن عثمان قال: صليت خلف عمر بن عبد العزيز فسلم تسليمة. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: حدثنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حريز بن عثمان الحمصي الرحبي عن راشد بن سعد. سمع منه الحكم بن نافع، وقال: يزيد بن عبد ربه: مات حريز سنة ثلاث وستين ومائة ومولده سنة ثمانين «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد من كتابه قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك البغدادي قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن أبي علي قال: أخبرنا محمد بن المظفر، ح. قال: وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن عمر

اليمني بمصر، قالا: حدثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى البغدادي بحمص، قال: وأبو عثمان حريز بن عثمان بن جبر ابن أحمد بن أسعد الرحبي المشرقي، لم يكن له كتاب، انما كان يحفظ مولده سنة ثمانين، ومات سنة ثلاث وستين، لا يختلف فيه، ثبت في الحديث. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذى قال: حريز بن عثمان، أبو عثمان الرحبي الحمصي، حدث عن عبد الله بن بسر، وعبد الواحد النصري (108- ظ) روى عنه علي بن عياش، وعصام بن خالد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر بني اسرائيل. ولد سنة ثمانين، ومات سنة ثلاث وستين ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، قال: وقال أبو عيسى: مات سنة ثلاث وستين. أخبرنا أبو نصر القاضي- من كتابه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، وعبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: أخبرنا محمد بن حماد الدولابي قال: حدثني محمد بن عوف قال: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: مولد حريز بن عثمان سنة ثمانين. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الأهوازي قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد الاهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: في الطبقة الرابعة من أهل الشام- حريز بن عثمان رحبي حمصي «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الآدمي قال: أخبرنا أبو محمد القاسم

ابن علي بن الحسن قال أخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله ابن أبي الحديد قال أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصاء قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: الطبقة الخامسة حريز بن عثمان الرحبي حمصي (109- و) . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر المغربي قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عثمان حريز بن عثمان عن راشد بن سعد، روى عنه أبو اليمان، وأبو المغيرة وعلي بن عياش «1» . أنبأنا أبو حفص بن محمد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني، ح. قال: وأنبأنا أبو الفتح المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال: حريز بن عثمان الحمصي، روى عن عبد الله بن بسر، يرمى بالانحراف عن علي ابن أبي طالب وعنه في ذلك اختلاف، هو: حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد الرحبي المشرقي، أبو عثمان، توفى سنة ثلاث وستين ومائة فيما أخبرني الحسن ابن أحمد الماد رائي عن بكر بن أحمد عن أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في تاريخ الحمصيين «2» . أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر «3» بن أسعد أبو عثمان، وقيل أبو عون، الرحبي الحمصي، سمع عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراشد بن سعد، وعبد الرحمن بن ميسرة، وعبد الواحد بن عبد الله النصري، وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، وحبان بن زيد الشرعبي. روى عنه اسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد، وعيسى بن يونس، واسحاق بن سليمان

الرازي، ومعاذ بن معاذ العنبري. وعثمان بن كثير بن دينار، ويزيد بن هرون، وشبابة بن سوار (109- ظ) وأبو النصر الحارث بن النعمان البزاز، وعلي بن الجعد، والحسن بن موسى الأشيب، وآدم بن أبي اياس، وأبو اليمان، وعلي بن عياش، وكان قد قدم بغداد، فسمع بها منه العراقيون. قال شبانة: لقيت حريز بن عثمان ببغداد «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي- اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي زكريا البخاري قال: أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال: في باب حريز بالحاء: حريز بن عثمان الشامي قال أبو محمد السلمي أنبأنا أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا قال: وأما حريز، أوله حآء معجمة وراء مكسورة وآخره زاي، وذكر جماعة، وقال: وحريز بن عثمان بن جبر بن أحمد الرحبي المشرقي، أبو عثمان، روى عن عبد الله بن بسر وغيره، كان يرمى بالانحراف عن علي رضي الله عنه في ذلك اختلاف وقال في باب جبر في الآباء: وحريز بن عثمان بن جبر بن أسعد المشرقي مشهور «2» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حريز بن عثمان بن جبر بن أحمد بن أسعد أبو عثمان، ويقال أبو عون الرحبي الحمصي، حدث عن: عبد الله بن بسر، وراشد بن سعد المقرأي وعبد الرحمن بن ميسرة، وعبد الواحد بن عبد الله النصري، وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، وحبان بن زيد الشرعبي، وخالد بن معدان، وحبيب بن عبيد الرحبي، وسلمان بن شمير، والقاسم بن محمد الثقفي، وسليم بن عامر، وعبد الله بن غابر (110- و) الالهاني وشرحبيل بن شفعة الرحبي، ويزيد بن صليح، وعمران بن محمد، وشبيب بن أبي روح، وسعيد بن مزيد، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير.

روى عنه: عيسى بن يونس واسماعيل بن عياش، وبقية ومعاذ بن معاذ، واسحاق بن سليمان الرازي، ويزيد بن هرون، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، وشبابة بن سوار، وأبو النضر الحارث بن النعمان، والحسن بن موسى الأشيب، وعلي بن الجعد، وآدم بن أبي اياس، وأبو اليمان، وعلي بن عياش، وأبو الزرقاء عبد الملك بن محمد الصنعاني، والوليد بن هشام المخرمي، وجنادة بن موسى، ومسلمة بن علي الخشني، ومحمد بن حمير، وأبو المغيرة الخولاني، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي والوليد بن مسلم ووفد علي عمر بن عبد العزيز «1» . كتب الينا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي أن الشريف القاضي أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العثماني أخبرهم قال: أخبرني الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الباهلي، اجازة. وقرأت على ولده أبي محمد عبد الله بن محمد قالا: حدثنا الفقيه الحافظ أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن أحمد الغساني في كتاب «تقييد المهمل وتمييز المشكل من الاسماء والكنى والانساب لمن ذكر في الكتابين الصحيحين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم» «2» قال في باب الرحبي والأرحبي: فالرحبي بفتح الحاء المهملة، بعده باء منقوطة بواحدة، منسوب الى بني رحبة، بفتح الراء والحاء (110- ظ) بطن من حمير وهو رحبه بن زرعة أخو سدد، بسين مهملة على وزن جمل، بن زرعة بن سبأ الأصغر، منهم: أبو أسماء الرحبي الشامي، فذكر جماعة، وذكر فيهم حريز بن عثمان الرحبي أبو عثمان الحمصي عن عبد الله ابن بسر قال: وقد تقدم ذكره في حرف الحاء، وانما قدم ذكره في حرف الجيم في باب جرير، وجرير، وحريز فقال: حريز، بحاء مهملة وزاي معجمة في آخر الاسم، هو حريز بن عثمان الرحبي أبو عثمان الحمصي، ورحبة بفتح الحاء المهملة والباء المنقوطة بواحدة في حمير، يروى عن عبد الله بن بسر، بسين مهملة، وعبد الواحد النصري بالنون، روى له البخاري ومسلم.

قلت: كذا قال الحافظ أبو علي الغساني، انه منسوب الى بطن من حمير، وهو رحبه في الموضعين، وهذا وهم منه، وانما هو منسوب الى رحبة الشام، وهي رحبة مالك بن طوق، وكان من أهلها، ثم سكن حمص، وروى عن غير واحد من أهلها، ويقال فيه الرحبي بالفتح، والرحبي بالاسكان لان حرف الحلق اذا توسط الكلمة فتح وأسكن. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، ومحمد بن عبد الواحد الاكبر، قال حمزة: حدثنا، وقال أحمد: أخبرنا، الوليد بن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله (111- و) العجلي قال: حدثني أبي قال: حريز بن عثمان الرحبي شامي ثقة، وكان يحمل على عليّ. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت أبا مسلم المستملي يقول: حريز بن عثمان، يكنى أبا عثمان ينتقص عليا، وينال منه، وكان حافظا لحديثه، وسمعت معاذا يحدث عنه ويزيد بن هرون، وعمرو بن علي وشيوخنا. وقال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث حريز نحو من ثلاثمائة، وهو صحيح الحديث إلّا أنه يحمل على علي رضي الله عنه. قال: وأخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: وحريز بن عثمان من الاثبات في الشاميين، يحدث عنه الثقات من أهل الشام، مثل الوليد بن مسلم، ومحمد بن مصعب، واسماعيل بن عياش، ومبشر بن اسماعيل، وبقية، وعصام بن خالد، ويحيى الوحاظي وحدث عنه من ثقات أهل العراق: يحيى القطان، وناهيك به،

ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هرون، وسفيان بن حبيب، وغيرهم. وحريز يحدث عن أهل الشام عن الثقات منهم، وقد وثقه يحيى القطان، ومعاذ بن معاذ، وأحمد ابن حنبل، ويحيى بن معين ودحيم، وانما وضع منه ببغضه لعلي، وقال يحيى ابن صالح الوحاظي: أملى علي حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة (111- ظ) عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في بغض علي حديث منكر منكر جدا لا يروى مسلم «1» ولا يصلح أن يذكر في الكتاب، قال الوحاظي: فلما حدثني بذلك قمت عنه وتركت الكتاب عنه. «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: قال أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي أحمد قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حموية ابن أبرك الهمذاني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن يونس بن نعيم البغدادي بها قال: حدثني أبو علي الحسين ابن أحمد بن علي المالكي قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا اسماعيل بن عياش قال: سمعت حريز بن عثمان قال: هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هرون من موسى «3» » حق، ولكن أخطأ السامع، قلت: فما هو؟ فقال: انما هو أنت مني بمكان قارون من موسى، قلت: عمن ترويه؟ قال سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر. قال الخطيب: عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في الرواية، فلا يصح الاحتجاج بقوله «4» . أخبرنا أبو نصر بن هبة الله اذنا قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إليّ أبو سعد محمد بن محمد بن محمد، وأبو علي الحسن بن أحمد، وأبو

القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي، ثم أخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد ابن محمد الحلواني بمرو قال: أخبرنا أبو علي الحداد (112- و) قالوا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن اسحاق- يعني- السراج قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا اسماعيل بن عياش قال: عادلت «1» حريز بن عثمان من مصر الى مكة، فجعل يسب عليا ويلعنه، كذا وقع في نسخة السماع، وأظنه من حمص والله أعلم. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: حدثنا سهل بن أبي سهل قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وحريز بن عثمان، كان يتنقص عليا، ينال منه، وكان حافظا لحديثه. قال أبو حفص: سمعت يحيى يحدث عن ثور عنه. وقال أبو حفص في موضع آخر: حريز بن عثمان ثبت شديد التحامل على عليّ. قال الخطيب: وأخبرنا البرقاني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال: حدثنا الحسين بن ادريس قال: حدثنا ابن عمار قال: حريز بن عثمان يتهمونه أنه كان يتنقص عليا، ويروون عنه ويحتجون بحديثه وما يتركونه «2» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس قال: حدثنا يحيى بن المغيرة قال: ذكر حريز، أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم (112- ظ) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد قال: أخبرنا أبو المظفر هناد بن ابراهيم ابن محمد النسفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ قال: حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن محمود المعدل قال: حدثنا محمد ابن المنذر بن سعيد الهروي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الآملي قال سمعت يحيى ابن صالح الوحاظي، وقيل: لم لم تكتب عن حريز بن عثمان؟ قال: كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين لعنة كل يوم «1» . أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: حدثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا عمران بن أبان قال: سمعت حريز بن عثمان يقول لا أحبه قتل آبائي- يعني عليا. قال: وحدثنا العقيلي قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: قلت ليزيد بن هرون: هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب؟ قال: اني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا، مخافة أن أسمع منه شيئا يضيق عليّ الرواية عنه قال: فأشد شيء سمعته يقول: لنا أمير ولكم أمير- يعني لنا معاوية، ولكم علي، فقلت ليزيد: فقد آثرنا على نفسه؟ قال نعم «2» . أخبرنا أبو محمد عبد البر بن الحافظ أبي العلاء في كتابه (113- و) قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا الحسن بن علي ابن عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي بن راشد قال: جلسنا نتذاكر الحديث، فقال بعض اصحابنا: رأيت يزيد بن هرون في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:

غفر لي وشفعني وعاتبني، فقلت: غفر لك وشفعك ففيما عاتبك؟ قال: كتبت عن حريز بن عثمان، فقلت: ما أعلم إلّا خيرا، قال: انه كان يبغض أبا الحسن علي ابن أبي طالب «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو الفرج الحسين بن عبد الله بن أحمد ابن أبي علّانه المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: حدثنا أبو محمد السكري قال: حدثنا يحيى بن اسحاق بن ابراهيم بن سافري قال: كنت عند أحمد بن حنبل وعنده رجلان- وأحسبه قال: شيخان- قال: فقال أحدهما: يا أبا عبد الله رأيت يزيد بن هرون في المنام، فقلت له: يا أبا خالد ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وشفعني وعاتبني، قال: قلت غفر لك وشفعك قد عرفت، ففيم عاتبك؟ قال: قال لي: يا يزيد أتحدث عن حريز بن عثمان؟ قال: قلت: يا رب ما علمت إلّا خيرا! قال: يا يزيد انه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب، قال: وقال الآخر: وأنا رأيت يزيد بن هرون في المنام، فقلت له: هل أتاك منكر (113- ظ) ونكير؟ قال: أي والله وسألاني: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ قال: فقلت: ألمثلي يقال هذا، وأنا كنت أعلم الناس بهذا في دار الدنيا؟ فقالا لي: صدقت فنم نومة العروس لا بؤس عليك «2» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل ابن بشر قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن المظفر بن علي الدينوري المقرئ قال: حدثنا ابراهيم بن محمد المزكي ببغداد قال: سمعت أحمد بن محمد الحيري المزكي قال: حدثني عبد الله بن الحارث الصنعاني قال: سمعت حوثرة ابن محمد المنقري البصري يقول: رأيت يزيد بن هرون الواسطي في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت: ما فعل الله بك قال: تقبل مني الحسنات، وتجاوز عني السيئات ووهب لي التبعات قلت: وما فعل بك بعد ذلك؟ قال: وهل يكون من الكريم إلّا الكرم، غفر لي ذنوبي وأدخلني الجنة، قلت: بما نلت الذي نلت؟ قال: بمجالس

الذكر، وقولي الحق، وصدقي في الحديث، وطول قيامي في الصلاة، وصبري على الفقر، قلت: منكر ونكير حق؟ قال: أي والله الذي لا إله إلّا هو لقد أقعداني، وسألاني، فقالا لي: من ربك، وما دينك، ومن نبيك، فجعلت انفض لحيتي البيضاء من التراب فقلت: مثلي يسأل أنا يزيد بن هرون الواسطي وكنت في دار الدنيا ستين سنة أعلم الناس، قال أحدهما: صدق هو يزيد بن هرون، نم نومة العروس (114- و) فلا روعة عليك بعد اليوم، قال أحدهما: اكتبت عن حريز بن عثمان؟ قلت: نعم وكان ثقة في الحديث، قال: ثقة ولكنه كان يبغض عليا أبغضه الله «1» . أخبرنا أبو الوحش بن نسيم في كتابه قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله السنجي المؤذن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن بنيسابور قال: حدثنا أبو زكريا يحيى ابن ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي- املاء- قال: أخبرني أبو بكر محمد بن سليمان الزاهد أن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع حدثهم قال أخبرنا أبو القاسم بن بشار البغدادي قال: حدثنا أحمد الوراق قال: سمعت عبيد الله القواريري قال: رأيت يزيد بن هرون بعد ما مات في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ورحمني، وعاتبني في روايتي عن حريز بن عثمان. وقد روي أن هذا المنام رآه يزيد بن هرون نفسه وهو في الحياة، أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن- اجازة- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الهيتي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله بن روح الجواليقي قال: حدثني هرون بن رضى مولى محمد ابن عبد الرحمن بن اسحاق القاضي قال: حدثنا أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد ابن هرون يقول: رأيت رب العزة تبارك وتعالى فقال لي: يا يزيد تكتب من حريز ابن عثمان؟ فقلت: يا رب ما علمت منه إلّا خيرا فقال لي: يا يزيد لا تكتب منه شيئا (114- ظ) فانه يسب عليا» .

وقال الخطيب: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: سمعت بعض بعض أصحابنا يذكر عن يزيد بن هرون، قال: قال حريز بن عثمان: لا أحب من قتل لي جدين «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الاحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثني أبي قال: ويقال في حريز بن عثمان مع ثبته أنه كان سفيانيا، وقال في موضع آخر: حريز ابن عثمان ثبت. وقد روي أنه رجع عن مذهبه وروي أنه كان ينكر هذا المذهب. أخبرنا الحسين بن عمر بن نصر في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عمران عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله البخاري قال: وقال أبو اليمان: كان حريز يتناول من رجل يعني عليا، ثم ترك «2» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى التميمي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أحمد قال أخبرني أبي أبو عبد الرحمن- يعني- النسائي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: أخبرني أبي أحمد قال: حدثنا أبو اليمان، قال: كان حريز يتناول من رجل ثم ترك (115- و) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي أبو بكر الخطيب قال: ولم يكن لحريز كتاب وكان يحفظ حديثه، وكان ثقة ثبتا، ويحكى عنه من سوء المذهب، وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه.

أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى التميمي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أحمد قال أخبرني أبي أبو عبد الرحمن- يعني- النسائي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: أخبرني أبي أحمد قال: حدثنا أبو اليمان، قال: كان حريز يتناول من رجل ثم ترك (115- و) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي أبو بكر الخطيب قال: ولم يكن لحريز كتاب وكان يحفظ حديثه، وكان ثقة ثبتا، ويحكى عنه من سوء المذهب، وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه. قال الخطيب أخبرنا ابن الفضل القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وبلغني عن علي بن عياش قال: حدثني حريز بن عثمان وسمعته يقول- يعني لرجل-: ويحك تزعم أني أشتم علي بن أبي طالب، والله ما شتمت عليا قط «1» . أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: حدثني سلمة بن شبيب قال: سمعت علي بن عياش يقول: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك تزعم أني أشتم علي بن أبي طالب والله ما شتمت عليا قط «2» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن محمد قال: أخبرني السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا جعفر بن محمد الازهر قال: حدثنا ابن الغلابي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: سمعت علي ابن عياش قال: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك أما خفت الله، حكيت عني أني أسب عليا والله ما أسبه ولا سببته قط.

وقال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا يوسف ابن أحمد قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا (115- ظ) محمد بن اسماعيل: قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا شبابه قال: سمعت حريز بن عثمان قال له رجل: يا أبا عمرو بلغني أنك لا ترحم على علي؟ قال: فقال له: اسكت ما أنت وهذا، ثم التفت إليّ فقال: رحمه الله مائة مرة «1» . أخبرنا محمد بن هبة الله بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا تمام بن محمد قال: حدثني أبي أبو الحسين قال: أخبرني أبو عبد الرحمن مكحول بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي قال: حدثنا جعفر بن أبان قال: سمعت علي بن عياش، وسأله رجل من أهل خراسان عن حريز، هل كان يتناول عليا، فقال علي بن عياش: أنا سمعته يقول: ان أقواما يزعمون أني أتناول عليا، معاذ الله أن أفعل ذلك حسيبهم الله. قال الحافظ: قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر- فيما قرأته عليه- قال: قرىء على أبي بكر محمد بن اسحاق- يعني- ابن خزيمة، وأنا أسمع، قيل له: لست تحتج بحريز بن عثمان لسوء مذهبه قد احتج بحديث حريز البخاري، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم من الأئمة. «2» . أخبرنا عمر بن محمد الدارقزي- اذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال: أخبرنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال: (116- و) حريز بن عثمان الرحبي قال يحيى بن معين: ثقة، وقال لي أحمد- يعني- ابن حنبل: هو من المعدودين مع عبد الرحمن بن يزيد وأصحابه، قال أبو عبد الله: أدرك المهدي وقدم عليه.

قال الخطيب: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال: حدثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الاشعث قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال: أخبرنا معاذ بن معاذ قال: أخبرني أبو عثمان الشامي- ولا أخالني رأيت شاميا أفضل منه- يعني حريز بن عثمان. قال الخطيب: أخبرنا ابن الفضل القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي الشامي، قال معاذ: ولا أعلمني رأيت شاميا أفضل منه «1» . أنبأنا عبد البر بن الحسن قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد ابن عدي قال: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: حريز بن عثمان أبو عثمان الحمصي الرحبي، قال معاذ بن معاذ: حدثنا حريز بن عثمان أبو عثمان، ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه «2» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: سمعت يحيى يقول: وحريز بن عثمان لا بأس به، وقال النسائي: أبو عثمان حريز بن عثمان شامي حمصي لا بأس به (116- ظ) في الحديث. أنبأنا عبد البرقال، أخبرنا أبو المحاسن قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى بن معين: فحريز بن عثمان؟ قال: ثقة. وقال ابن عدي: سمعت محمد بن نوح الجنديسابوري ببغداد، وبمصر يقول: سمعت أبا داود سليمان بن الاشعث يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حريز بن عثمان ثقة.

قال ابن عدي: حدثنا يوسف بن الحجاج قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: قلت لعبد الرحمن بن ابراهيم دحيم: من الثبت بحمص؟ قال صفوان: وبحير وحريز وثور وأرطاة «1» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن خيرون قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرني محمد بن أبي علي الاصبهاني قال: حدثنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سمعته- يعني أبا داود- يقول: سألت أحمد بن حنبل عن حريز، فقال: ثقة، ثقة، ثقة. قال الخطيب: وأخبرنا البرقاني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه قال: حدثنا الحسين بن ادريس الانصاري قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: سمعت أحمد قال: ليس بالشام أثبت من حريز إلا أن يكون بحير، قيل لأحمد: فصفوان؟ قال: حريز ثقة، وقال ابو داود: سمعت أحمد- وذكر له حريز وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان- فقال: ليس فيهم مثل حريز ليس أثبت منه، ولم يكن يرى القدر، وقال: سمعت أحمد مرة أخرى يقول: حريز ثقة ثقة «2» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: (117- و) أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: قلت لعبد الرحمن بن ابراهيم: من الثبت بحمص؟ قال: صفوان، وبحير، وحريز، وثور، وأرطاة، قلت: فابن أبي مريم؟ قال: دونهم. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: حدثنا أبو الحسن السقاء قال: حدثنا أبو العباس الاصم قال: سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى يقول: حريز بن عثمان الرحبي ثقة. قال الحافظ: قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن

حيوية قال: أخبرنا محمد بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا ابراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو بكر بن أبي مريم وحريز بن عثمان الرحبي هؤلاء ثقات «1» . أخبرنا ابو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت موسى بن ابراهيم ابن النضر العطار يقول: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: وسئل علي بن المديني عن حريز بن عثمان فقال: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه. وقال الخطيب: أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم قال حدثنا جعفر بن محمد (117- ظ) بن الأزهر قال: حدثنا ابن الغلابي قال: حدثنا علي بن عياش الحمصي قال: جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر، قال: نحوا من مائتي حديث، فأتيناه به فجعل يتعجب من كثرته ويقول: هذا كله عني، مرتين «2» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: سمعت يحيى بن صالح الوحاظ يقول: مات شعيب بن أبي حمزة، وحريز بن عثمان، وأبو مهدي سنة ثلاث وستين ومائة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر قال: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال: حدثني سليمان البهراني قال: سمعت يحيى بن صالح قال: مات شعيب، وحريز، وأبو مهدي سنة ثلاث وستين ومائة. قال الخطيب: أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ، قال: حدثني أبي قال: حدثنا

عثمان بن جعفر الكوفي قال: حدثنا أحمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن مصطفى قال: مات حريز بن عثمان سنة اثنتين وستين. قال الخطيب: وأخبرنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا اسحاق بن موسى قال: حدثنا محمد بن عوف قال: سمعت يزيد بن عبد ربه يقول: مات حريز سنة ثلاث وستين. وقال الخطيب: أخبرنا علي بن أبي علي قال: أخبرنا محمد بن المظفر، ح. (118- و) قال وأخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن عمر اليمني قالا: حدثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال: وأبو عثمان حريز بن عثمان بن جبير بن أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي، مولده سنة ثمانين، ومات سنة ثلاث وستين. وقال الخطيب: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت سليمان بن سلمة الحمصي الخبائري قال: مات حريز سنة ثمان وستين ومائة. قال الخطيب: وهذا عندي خطأ، وما قبله أصح والله أعلم «1» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: سمعت سليمان بن سلمة الحمصي الخبائري قال: مات حريز بن عثمان سنة ثمان وستين ومائة، وفيها مات سعيد بن عبد العزيز. أخبرنا أبو علي الأوقي- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال:

حريش السكوني:

أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة اثنتين وستين ومائة: حريز بن عثمان وله مذهب رديء، ويقال سنة ثلاث- يعني- مات «1» . حريش السكوني: شاعر شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقال يومئذ شعرا يخاطب به معاوية. أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد الصابوني عن أبي محمد عبد الله ابن احمد بن احمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر، وعمر (118- ظ) بن سعد في إسنادهما قال: وفرح أهل الشام بقتل هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر فقال رجل من السكون، يقال له حريش، وكان مع علي عليه السلام: معاوي ما أفلتّ إلا بجرعة من ... الموت رعبا تحسب الشمس كوكبا تخب وقد أدميت بالسوط بطنه ... دؤوما على فاس اللجام مشذّبا «2» فلا تكفرنه واعلمن أن مثلها ... الى جنبها عالى بك الجري أو كبا فإن تفخروا بابني بديل وهاشم ... فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا فإنهم ممن قتلتم على الهدى ... أصيبوا فكفوا القول نسفي التحوبا «3» صبرنا لكم والأمر قد جدّ جده ... وقد كان يوما يترك الطفل أشيبا صبرنا لكم تحت العجاج نفوسنا ... وكان خلال الصبر جذعا وموعبا «4» فلم نلق فيها خاشعين أذلة ... ولم يك فيها حبلنا متذبذبا كسرنا القنا حتى اذا ذهب القنا ... ضربنا فغالبنا الصفيح المجربا فلم ترفي الجمعين صارف وجهه ... ولا صارفا من خشية الموت منكبا

ذكر من اسمه الحر

ولم تر إلّا قحف راس وهامة ... وساقا طنونا «1» أو ذراعا مخضبا كأنا وأهل الشام أسد مشيحة «2» ... بخفان «3» لا يبقين نابا ومخلبا إذا الخيل حالت بينها قصد القنا ... نثرت عجاجا ساقطا متنقبا «4» ذكر من اسمه الحر (119- و) الحر بن سهم بن طريف الربعي التميمي: من ربيعة تميم، شهد صفين مع علي رضي الله، وقال رجزا بين يدي علي. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود الصابوني- كتابة- قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن الفراء قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر الجعفي عن جابر، ح. قال ابن ديزيل: وحدثنا عمر بن سعد الأسدي قال: حدثني رجل من الأنصار عن الحارث بن كعب الوالبي عن أبي الكنود، وأحدهما يزيد على الآخر: أن عليا لما أراد الشخوص الى الشام عسكر بالنخيلة «5» ، وذكر خطبة خطبها، وأنه نزل فدعا بدابته فأتي بها فركبها، ثم مضى ومضى أمامه الحر بن سهم بن طريف الربعي وهو يقول: يا فرسي سيري وأمي الشاما ... وقطعي الأحزان «6» والأعلاما «7»

الحر بن الصباح النخعي:

ونابذي من خالف الإماما ... إني لأرجو إن لقيت العاما جمع بني أمية الطغامى ... أن نقتل العاصي والهماما وأن نزيل من رجال هاما «1» الحر بن الصباح النخعي: شهد صفين مع علي رضى الله عنه، وروى (119- ظ) شيئا من خبرها روى عنه عمر بن سعد الاسدي. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد الأمين- كتابة عن أبي محمد عبد الله ابن أحمد بن الخشاب- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر قال: عمر بن سعد عن الحرّ بن الصباح النخعي أن الاشتر كان يقاتل على فرس له، في يده صفيحة يمانية اذا طأطأها خلت فيها ماء منصبا وإذا رفعها كاد يغشى البصر شعاعها فجعل يضرب بسيفه وهو يقول: الغمرات ثم تنجلينا ... ويكشفهن «2» فبصر به الحارث بن جمهان الجعفي، فلم يعرفه حتى دنا منه، فقال الاشتر: جزاك الله عن أمير المؤمنين وجماعة المسلمين خيرا، فقال له الاشتر: ابن جمهان؟ قال: نعم، مثلك يتخلف عن مثل موقفي هذا؟ فقال: ما علمت بمكانك إلّا الساعة لا أفارقكم حتى أموت. الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس: كان مع هشام بن عبد الملك بالرصافة في سنة ست ومائة، فولاه مصر، ثم

وفد عليه سنة ثمان، وقيل سنة تسع فعزله عن مصر، وقيل إنه ولي الموصل (120- و) . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن محمد بن ناصر قال: أجاز لنا ابراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس- إجازة- قال أخبرنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب التجيبي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز أبو الرقراق قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني ابن لهيعة عن موسى بن أيوب أن الحر بن يوسف أمير مصر سأل عبد الرحمن بن عتبة عن أمة اشتراها رجلان فوطئاها في طهر واحد فحملت، فقال: سل ابن خدام- يعني- عبد الله بن يزيد، وهو قاضي المصر، فسأله فقال: كتبت الى عمر بن عبد العزيز في مثل ذلك فكتب إليّ عمر قال: يرثهما الولد ويرثانه، وعاقبهما. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فمن ولد يوسف بن يحيى- يعني- ابن الحكم بن أبي العاص الحر بن يوسف بن يحيى والي الموصل «1» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- كتابة- قال: أخبرنا علي بن الحسن ابن أبي الحسين قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن جعفر النخالي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الحضرمي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: أخبرنا الليث ابن سعد قال: وفيها (120- ظ) - يعني- سنة ست ومائة أمرّ الحر بن يوسف على أهل مصر، ونزع محمد بن عبد الملك. قال: ووفد الحر بن يوسف الى أمير المؤمنين- يعني- سنة ثمان ومائة فنزع عن مصر، وذكر أبو عمر بن يوسف الكندي أن ولاية الحر كانت على مصر ثلاث سنين سواء «2» .

الحر العبسي:

أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: قال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة ست ومائة أمر الحر بن يوسف على أهل مصر، ونزع محمد بن عبد الملك، وفيها- يعني- سنة ثمان ومائة وفد الحر بن يوسف الى هشام أمير المؤمنين فنزع من مصر. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله قال: الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أمره هشام بن عبد الملك على مصر سنة ست ومائة، فلم يزل عليها الى أن وفد عليه سنة ثمان ومائة، فعزله عنها، ويقال وفد عليه في شوال سنة سبع ومائة «1» . الحر العبسي: له ذكر ذكر البلاذري في كتاب البلدان قال: وحدثني أبو صالح الفراء عن رجل من أهل دمشق يقال له عبد الله بن الوليد، عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي- فيما يحسبه- أبو صالح قال: لما غزا معاوية غزوة عمورية في سنة خمس وعشرين وجد الحصون فيما بين أنطاكية وطرسوسن خالية، فوقف عندهما جماعة من أهل الشام والجزيرة وقنسرين، ثم انصرف من غزاته، ثم أغزى بعد ذلك بسنة أو سنتين الحر العبسي الصائفة ففعل مثل ذلك وكانت الولاة تفعله «2» . حزن بن عبد عمرو: غزا الروم مع يزيد بن معاوية حين غزا الطوانة «3» ، وحكى حكاية وقعت في تلك الغزاة روى عنه محمد بن اسحاق. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبو حفص عمر بن محمد بن

طبرزد- إذنا من كل واحد منهما- قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم (121- و) يكن سماعا- قال أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيوية قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي قال: حدثني أبو موسى هارون بن علي بن الحكم المزوق قال: حدثنا حماد بن المؤمل أبو جعفر الضرير، قال: حدثنا مسلم بن عيسى قال: حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا محمد بن اسحاق عن حزن بن عبد عمرو قال: اكتتبت في غزوة طوانة، فخرجنا حتى دخلنا أرض الروم، فخرجت أنا وأصحاب لي نتعلف فانتهينا الى قرية، فقال لى بعض أصحابي: من يأخذ برءوس دوابنا فيطول لها في هذا المرج حتى ترعى، وننطلق نحن الى القرية فنتعلف؟ فقلت: أنا، فأخذت برءوس دواب أصحابي فطولت لها في المرج وخليّت، وانطلق أصحابي فبينما أنا كذلك اذ سمعت تسليما: السلام عليكم ورحمة الله، فالتفت فإذا رجل عليه ثياب بياض ليست بالغليظة ولا الرقيقة فقلت وعليكم السلام ورحمة الله، فقال لي: أمن أمة محمد أنت؟ قلت: نعم، قال: اني أراكم تلقون من أمرائكم هؤلاء شدة، قلت: أجل قال: فاصبروا فإن هذه الأمة أمة مرحومة، كتب الله عليها خمس صلوات، وخمس فتن أولا أسميها لك؟ قلت: بلى قال: أمسك، احداها موت نبيكم صلى الله عليه وسلم، واسمها في كتاب الله بغتة. ثم قتل عثمان واسمها في كتاب الله الصماء، ثم فتنة ابن الزبير واسمها في كتاب الله العمياء، ثم فتنة ابن الأشعث واسمها في كتاب الله البتراء، ثم تولى وهو (121- ظ) يقول: بقيت الصيلم، بقيت الصيلم، بقيت الصيلم، قالها ثلاث مرات، ثم انطلق فلم أر له أثرا. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة- إذنا- قال أخبرتنا الحرة عفيفة بنت أحمد قالت: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حاتم المرادي قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني قال: حدثنا محمد بن اسحاق عن حزن بن عبد عمرو قال: دخلنا أرض الروم في غزوة الطوانة، فنزلنا مرجا فأخذت أنا برءوس دواب أصحابنا، فطولت لها، وانطلق أصحابي

يتعلفون فبينا أنا كذلك إذ سمعت: السلام عليكم ورحمة الله، والتفت فإذا أنا برجل عليه ثياب بياض، فقلت: السلام عليك ورحمة الله، فقال: من أمة أحمد قال: قلت: نعم قال: فاصبروا فإن هذه الأمة أمة مرحومة، كتب الله عليها خمس فتن، وخمس صلوات قال: قلت: سمهن لي، قال أمسك: احداهن موت نبيهم واسمها في كتاب الله بغته، ثم قتل عثمان واسمها في كتاب الله الصماء، ثم فتنة ابن الزبير واسمها في كتاب الله العمياء، ثم فتنة ابن الاشعث واسمها في كتاب الله البتراء، ثم تولى وهو يقول: وبقيت الصيلم، وبقيت الصيلم، فذهب فلم أدر كيف ذهب.

حسام بن غزي بن يونس المحلي:

حسام بن غزي بن يونس المحلي: أبو المناقب الشافعي، المصري، الفقيه، رجل فاضل أديب، فقيه كيس، دمث الاخلاق كثير المروءة، مطبوع النادرة (122- و) خفيف الروح، جيد الشعر حسن المحاضرة، وكان له وجاهة بدمشق، وسيرّة الملك العادل أبو بكر محمد بن أيوب رسولا الى حلب الى الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، واجتمعت به بها في مجلس شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بمدرسته بحلب، ولم يتفق لي سماع شيء منه، ثم اجتمعت به بدمشق في جامعها سنة ثلاث وعشرين وستمائة عند توجهي إلى الحج، وأنشدني عدة مقاطع من شعره، وسألته عن مولدة فقال لي: في حدود الستين وخمسمائة، وبلغني أنه ولد بقوص وربي بالمحلة «1» ، وسمع الحديث من الشيخ أبي الفتح محمود بن الصابوني، ومن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي الغزنوي، ومن شيخنا أبي القاسم عبد الصمد ابن محمد بن الحرستاني، وأبي البركات داود بن أحمد بن ملاعب، وحدّث عن: أبي القاسم البوصيري بشيء من حديثه. أنشدني عماد الدين حسام بن غزي المحلي لنفسه: قيل لي من هويته عبث الشعر ... بخدّيه قلت: ماذاك عاره جمرة الخد أحرقت عنبر ... الخال فمن ذلك الدخان عذاره وأنشدني لنفسه مما كتبه إلى الملك العادل أبي بكر بن أيوب: قل للمليك العادل المرتجى ... مقال صدق ليس بالزور

مملوكك العبد المحليّ قد ... شارف أن يقرأ على الدّور وكلما جمّع في يوسف ... أنفقه في سورة النور- في قوله شارف أن يقرأ على الدور تورية بالقراءة على أبي عمر الدوري صاحب أبي عمرو ابن العلاء المقرئ. وأنشدني أبو المناقب حسام بن غزي المحليّ لنفسه مدحا في جمال الدين يحيى (122- ظ) بن يوسف بن شيخ السلامة: وقائلة من بعد يحيى بن برمك ... ملاذ لملهوف وكنز لمعتف فقلت لها: إن مات يحيى فعندنا ... الوزير جمال الدين يحيى بن يوسف أنشدني عماد الدين حسام بن غزي لنفسه: أنا شاكر لمعاشري ... إذ ساء في أخلاقه لو كان يحسن عشرتي ... لهلكت عند فراقه وأنشدني لنفسه: شوقي إليكم دون أشواقكم ... لنكتة لابد ما تشرح لأنني عن قلبكم غائب ... وأنتم في القلب لن تبرحوا سمعت الشيخ شرف الدين الحسين بن إبراهيم بن الحسين الإربلي قال: سمعت العماد المحلي يقول: الناس يستحقرون الفلس، والفلس ينتفع به الإنسان يوما، وينتفع به شهرا، وينتفع به سنة، وينتفع به طول العمر، أما منفعة اليوم فيشتري به حمصا يأكله، فيكفيه لقوت يومه، وأنا اكتفي به، وأما منفعته شهرا فيشتري به باقة كبريت ينتفع بها جميع الشهر، وأما منفعته سنة فيشتري به إبرة يخيط بها سنة، وأما منفعته لجميع العمر فيشتري به مسمارا يضربه في الحائط وينتفع به طول عمره.

وكان ممولا رحمه الله ويحكى عنه حكايات في البخل كان (123- و) يتنادر بها، وكان يقرض من ماله من يحتاج الى القرض من غير فائدة، ويصبر بماله على المعسر وينظره. وبلغني أن العماد حسام بن غزّى المحلي توفي بدمشق في شهر ربيع الآخر من سنة تسع وعشرين وستمائة في ليلة الاربعاء عاشر الشهر المذكور، ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر. (123- ظ) «1»

ذكر من اسمه حسان

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: ذكر من اسمه حسان حسان بن الحباب بن الوليد القشيري: أبو الندى الشطي، شاعر متوسط الشعر، أعرابي وتندر له أبيات فائقة، من شعراء الأمير شبل الدولة أبي كامل نصر بن صالح بن مرداس «1» وممن وفد عليه الى حلب واجازه. روى عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد الخياط الشاعر الدمشقي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي عن أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني قال: أنشدني أبو محمد هبة الله بن الأكفاني سنة سبع عشرة وخمسمائة من خطه قال: أنشدني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الخياط قال: أنشدني الأمير حسان بن الحباب الكناني، وكان يعرف بشاعر آل صالح يخاطب نصر بن محمود: ما لي الى أبي علي حاجة ... دون الأنام ولا له عندي يد إلّا يد غمرت فكنت كواحد ... ممن يعان على الزمان ويسعد قال القيسراني: وأنشدني ابن الأكفاني قال: أنشدني ابن الخياط قال: أنشدني ابن الحباب لنفسه: والله لولا قيود في قوائمنا ... من الجميل وفي الأعناق أغلال لكان لي في بلاد الله مضطرب ... وفي الملوك لبانات وأشغال (125- و)

لي حرمة الضيف والجار القديم ... ومن أتاكم وكهول الحي أطفال أتيتكم وجلابيب الصبى قشب ... فكيف أرحل عنها وهي أسمال قال القيسراني: والبيت الآخر أجود من بيت البحتري: وشرخ شباب قد نضوت جديده ... اليكم كما ينضو الذي سمل البرد «1» قال: وكان ابن الحباب شاعر بدوي متأدب بالطبع، له أشعار مشهورة في بني صالح. قلت: قول ابن الخياط: يخاطب نصر بن محمود، أظنه والله أعلم خطأ، وانما هو نصر بن صالح، وما أظن ابن الحباب بقي الى أيام نصر بن محمود، والذي يدل على ذلك قوله: «مالي الى ابن أبي علي حاجة» ، وابن أبي علي هو نصر بن صالح، وأبو علي كنية صالح بن مرداس، وكنية محمود بن نصر أبو سلامة «2» . قرأت بخط أبي النجم بن بديع في جزء وقع إليّ من كتابه الذي جمعه في الشعراء ذكر فيه جماعة من شعراء حلب، وذكر فيه حسان الشطي، شاعر بني صالح، توفي بحلب وقد جاز ثمانين سنة، وقال فيه: متوسط الشعر، وندر له أبيات، وأورد له هذه الأبيات الأربعة التي ذكرناها: «بالله لولا قيود في قوائمنا» الى آخرها. وقفت في مدائح نصر بن صالح التي جمعها أحمد بن خلف الممتع المعري على قصائد من شعره فيه، بخط الممتع، منها قوله: قلب تصدع من وجد وبلبال ... وعبرة ذات تسكاب وتهطال كأن دمعي وقد فاضت بوادره ... ماء الغمام جرى من روس أجبال صد الحبيب الذي ما كنت أحسبه ... يصد فازداد تسهيدي وتعوالي لئن نأى وسلا عني وأرقني ... فلست عنه وان سليت بالسالي يا ليلة جمعتنا تحت حندسها ... وكشفت سترها من بعد اسدال

عودي علينا فقد عادت شقا ... وتنا وان جسمي من تذكارها بال (125- ظ) قال فيها: قتالة لا تزال الدهر جانية ... لا تأتلي من هواني بعد إجلالي خمصانة الكشح معطار منعمة ... كأنها ظبية بالأمعز الخال تسلبي الحليم بألحاظ مفتنة ... مغنوجة كحلت من غير إكحال تمشي اذا برزت من بيت جارتها ... مشي البخاتي في وعث وأوحال تصغي إذا عذلت فينا فتهجرنا ... ذات الدلال ولا أصغي لعذال يا من شغفت بها حتى ذللت لها ... كأنني مجرم يدعى الى وال جودي علينا فقد جاد المليك لنا ... بمفضل عمنا منه بأفضال ومما نقلته من خط الممتع من مدائح نصر بن صالح قول حسان بن الحباب أيضا من قصيدة: شمس بألحاظ عينها ظبا البتر «1» ... مشهورة وكلت عيني بالسهر فتانة فتنت قلبي إذا احتكمت ... في مهجتي فتناهت شدة الضرر وورد الدمع في خدي تورد ما في ... صحن وجنتها الزاهي مع الخفر ما قلب القلب في نار وأحرقه ... إلّا تقلب ما يبدو من الأزر لهفي على دعص «2» رمل حاز مئزرها ... من تحت غصن كغصن البانة النضر استودع الله قلبي يوم ودعها ... فقد نأى اذ نأت والروح، الأثر لم أنسها والنوى حلت بساحتها ... وقد بدت بين أتراب لها غرر (126- و) بدت لنا بجبين كالهلال سنا ... من تحت أسود حلكوك من الشعر ترنو بعيني لياح لاح قانصة ... فظل يرمقه من شدة الذعر لما تراءت رأيت الشمس طالعة ... وقت الضحى ورأيت البدر في السحر

حسان بن كمشتكين التركي:

حسان بن كمشتكين «1» التركي: صاحب منبج وأعمالها، كان أميرا مذكورا شجاعا، له صدقة ومعروف، وابتنى بمنبج مدرسة وقفها على أصحاب الامام (130- ظ) أبي حنيفة رضي الله عنه، ووقف عليها أوقافا حسنة، وكان قد بلغ بلك بن بهرام بن أرتق عنه كلام أوجب تغيره عليه، فسير ابن عمه تمرتاش بن ايلغاري بن أرتق بقطعة من عسكره، وأمره بالمرور بمنبج والتقدم الى حسان بالمسير معهم الى تل «2» باشر، فاذا خرج قبضوه فتوجه تمرتاش اليه في صفر من سنة ثمان عشر وخمسمائة، وفعل ما أمره به، وقبض على حسان، ودخلوا منبج، وعصى عليه الحصن فلم يسلم اليه، وسيره الى «3» خرتبرت، وحبسه في جب، ودام على حصر منبج، ووصل بلك بنفسه، فضربه سهم من الحصن فقتله، وأخرج حسان من الجب وعاد الى منبج، ودام في ولايتها الى أن توفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وقد ذكرنا قصة حسان مع بلك مستقصاه في ترجمة بلك من هذا الكتاب. قرأت بخط مرهف بن أسامة بن منقذ في مدرج علق فيه شيئا من التاريخ، قال: فيها قبض بلك على حسان البعلبكي، ونزل على قلعه منبج، وكان فيها عيسى أخو حسان، وعذب حسان أنواع العذاب ليسلم اليه منبج، فلم يفعل أخوه عيسى وأنفذ الى جوسلين وأطمعه بتسليم منبج اليه، فجمع جمعا كثيرا، وجاء فنصر الله بلكا عليه، فكسره، وعاد الى حصار منبج فأصابه سهم في ترقوته فمات، وكان قد جعل سجن حسان في قلعة «4» بالو، فلما قتل بلك نزل ابن عمه داود بن سكمان على بالو فأخذها وأفرج عن حسان، وقيل ان ذلك كان في ربيع الاول «5» .

حسان بن مالك بن بحدل:

حسان بن مالك بن بحدل: ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلاب ابن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن زيد بن مرة بن عمرو بن مالك بن حمير، أبو سليمان الكلبي كان له وجاهة، ومنزلة عند بني أمية، وكان مقدم بني كلب ورئيسهم، وعمته ميسون بنت بحدل زوج معاوية وهي أم يزيد بن معاوية، وشهد مع معاوية صفين، وكان على قضاعة دمشق يومئذ وهو الذي قام بأمر البيعة لمروان بن الحكم، وكان يسلم عليه بالامرة قبل ذلك وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: حدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده قال: سلم على حسان بن مالك بن بحدل أربعين ليلة بالخلافة ثم سلمها الى مروان «1» وقال: فألا يكن منا الخليفة نفسه ... فما نالها إلّا ونحن شهود وقال بعض الكلبيين: نزلنا لكم عن منبر الملك بعدما ... ظللتم وما أن تستطيعون منبرا «2» أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن (126- ظ) الحافظ قال: حسان بن مالك بن بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، أبو سليمان الكلبي زعيم بني كلب ومقدمهم، شهد صفين مع معاوية وكان على قضاعة دمشق يومئذ، وكان له مقدار ومنزلة عند بني أمية، وهو الذي قام بأمر البيعة لمروان بن الحكم وقد كان يسلم عليه بالامرة قبل ذلك أربعين ليلة، وكان له شعر وداره بدمشق، وهي قصر البحادلة التي تعرف اليوم بقصر ابن أبي الحديد «3» وأقطعه اياها معاوية.

حسان بن ماهوية الانطاكي:

قال الحافظ: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: مات يزيد- يعني- ابن معاوية وعلى الاردن «1» حسان بن مالك بن بحدل وضم اليه فلسطين، فولى حسان بن مالك، روح بن زنباع فلسطين «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم ابن بشران قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حسان بن مالك بن بحدل الكلبي، أبو سليمان. أنبأنا عبد الرحمن بن نجم الحنبلي قال أخبرتنا شهدة (127- و) بنت ابن الآبري قالت: أخبرنا طراد بن محمد أبو الفوارس الزينبي قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين بن البادا قال: أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثني نعيم بن حماد عن ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة قال: خاصم حسان بن مالك عجم أهل دمشق الى عمر ابن عبد العزيز في كنيسة كان فلان، وسمى رجلا من الأمراء أقطعه إياها، فقال عمر: ان كانت من الخمس العشرة كنيسة التي في عهدهم فلا سبيل اليها. حسان بن ماهوية الانطاكي: كان من صحابة هشام بن عبد الملك، وذكر أحمد بن يحيى البلاذري فيما حدثه به محمد بن سهم الأنطاكي عن مشايخ الثغر قال: وكان الذي بنى حصن المثقب هشام بن عبد الملك على يد حسان بن ماهويه الأنطاكي، ووجد في خندقه حين حفر عظم ساق مفرط الطول، فبعث به الى هشام «3» .

حسان بن محمد:

حسان بن محمد: شهد صفين مع معاوية، وجعله أميرا على قيس دمشق فيما حكاه أبو عبيدة. أنبأنا بذلك القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا (127- ظ) قال: حدثنا خليفة قال: قال أبو عبيدة: وكان على قيس دمشق حسان بن محمد «1» . قال أبو القاسم الحافظ كذا قال خليفة، وحكى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي، وزيد بن الحسن بن علي، ورجل آخر أنه حسان بن بحدل الكلبي وهو الصواب وهو حسان بن مالك بن بحدل الكلبي، يعني المقدم ذكره «2» . قلت: الذي ذكره جابر بن يزيد عن محمد بن علي، وزيد بن الحسن، ومحمد ابن المطلب أن حسان بن بحدل، كان على قضاعة دمشق، وذكروا أن الذي كان على قيس دمشق همام بن قبيصة، وسيأتي ذكره ان شاء الله تعالى، وقد ذكر الحافظ أبو القاسم في ترجمة حسان بن مالك بن بحدل، ما حكيناه عنه، أنه كان على قضاعة دمشق، وجعل في هذه الترجمة أن الصواب أنه كان على قيس دمشق، وهذا وهم وقد ذكر أبو البختري وهب بن وهب بن كثير فيما رواه عن جعفر بن محمد عن أبيه وابن أخي الزهري عن عمه، ومحمد بن اسحاق عن يزيد بن رومان، وابن سمعان عن الزهري، ومحمد بن ابراهيم بن الحارث، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي عن مكحول وغيره، وغير هؤلاء قال: وبعضهم يزيد على بعض، قالوا: وجعل- يعني- معاوية على مضر دمشق، وهي الجند الثاني الضحاك بن قيس القرشي وعلى قضاعتها حسان بن مالك القضاعي. قلت: وهو ابن بحدل.

حسان بن مخدوج الذهلي:

أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: حسان بن محمد ممن شهد مع معاوية صفين، وجعله على بعض العسكر «1» . (128- و) . حسان بن مخدوج الذهلي: كان سيد ربيعة، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان على ذهل الكوفة وقيل على الذهليين مع رئاسة الحيين- يعني- حي كندة وربيعة، وقيل إنّ عليا عليه السلام عزل الأشعث بن قيس واستعمل عليها حسان بن مخدوج الذهلي، وكان فاضلا ناسكا «2» . قرأت في كتاب صفين وقد سقط اسم مؤلفه، وأظنه عن المدائني قال: لما أراد عليّ المسير الى صفين بلغه عن الاشعث تثاقل عن المسير من غير أن يصرح، وكانت له رئاسة ربيعة مع كندة، فلما بلغ ذلك عليا بعث اليه فقال: يا أشعث اني أترك عتابك استبقاء لما بيني وبينك، ولست أريد أن أمشي بك القهقري، انه قد بدا لي فيك رأي وستعلمه، فانصرف الاشعث ودعا عليّ حسان بن مخدوج الذهلي، وهو يومئذ سيد ربيعة نسكا وفضلا، فجمع له راية كندة وربيعة، وجعل رئاسة الأشعث له، فتكلم في ذلك رجال من أهل اليمن، فتكلم جابر بن حريث الحنفي فقال: يا هؤلاء لا تجزعوا فانه ان كان صاحبكم ملكا في الجاهلية، وسيدا في الاسلام، فان صاحبنا أهل لهذه الرئاسة، قال: وغضب الأشعث بن قيس. قال: وقال حسان للأشعث يا أبا محمد أنا عندما يسرك، لك راية كندة، ولي راية ربيعة، فقال الأشعث: معاذ الله أن أفرق بينهما ما كان لي فهو لك، وما كان لك فهو لي، فقال شقيق (128- ظ) بن عبد الله المرادي، وقال بعضهم: ابن ثور الكندي: قد أكمل الله للحيين نعمته ... اذ قام بالأمر حسان بن مخدوج من كان يطمع فينا أن يفرقنا ... بعد الولاء وود غير ممزوج فالنجم أقرب منه في تناوله ... مما أراه فلا يولع بتهييج ليست ربيعة أولى بالتي حدثت ... من حي كندة حي غير محجوج

حسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح:

يأبى لنا الله أن نرضى نقيصتكم ... حتى تفتّح يأجوج بمأجوج قال: فسكن القوم، وقال مالك بن هبيرة من أصحاب معاوية وبعث الى الاشعث شعرا فيه: من أصبح اليوم مثلوجا بأسرته ... فالله يعلم أني غير مثلوج زالت عن الأشعث الكندي رايته ... وقلد الأمر حسان بن مخدوج «1» فترك الأشعث اجابته. قال: وان حسان بن مخدوج حيث بلغه قول مالك بن هبيرة مشى برايته الى الأشعث، فركزها على داره، ومشى مع حسان وجوه قومه، فقال الاشعث: أترى هذه الرئاسة عظمت على عليّ، والله لهي أخف علي من زف النعام، ومعاذ الله أن تغيرني عن حالي، فعرض عليه عليّ أن يعيدها عليه، فقال الأشعث: يا أمير المؤمنين إن يكن أولها شرا فليس آخرها بعار، قال علي: لست بالذي يتركك حتى تلي، فقال الأشعث: ذلك اليك، قال: ثم ان عليا كتب الكتائب، قال: (129- و) وجعل على ذهل الكوفة حسان بن مخدوج الذهلي، فولاها حسان أخاه الحسن بن مخدوج. حسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح: ابن شبيب بن مسعود بن أسعد بن مزر بن سالم بن سعد بن سميع بن حوط ابن معبد بن عيسى بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثور بن معن الطائي، أمير كبير من آل الجراح، وكان قد لقب من جهة «2» مصر بعدة الدولة ورضيعها، وقدم الى حلب محالفا صالح بن مرداس الكلابي واتفقا على محاربة العساكر المصرية في أيام الظاهر «3» ومقدمها أمير الجيوش الدزبري «4» وحسان هو الذي هرب اليه أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي «5» حين قتل الحاكم أباه

وعمه واخوته، وحصل عند حسان واستجاره فأجاره، وقدم الحاكم يارختكين وقلده الشام وأمر الناس بالترجل له منهم علي ومحمود ابنا المفرج، فشق عليهما ذلك وأبيا الصبر على هذه المذلة، وكتبا بذلك الى أبيهما وأخيهما حسان، فلما توسط يارختكين «1» الجفار أشار أبو القاسم بن المغربي على حسان بلقائه، وانتهاز الفرصة فيه، فسار حسان الى أبيه، وأجمع رأيهما على لقائه، فخرج يا رختكين من غزة، وكان حسان قد عرف خبره وبث الخيل من كل جانب، ووقعت الوقعة بين الفريقين وكانت الغلبة فيها لحسان والعرب، فأسر يارختكين وحرمه وأولاده واستولي على أمواله، وحصل أكثر ذلك في يد حسان، وعاد حسان وأبوه الى الرملة وهجموها واستولوا عليها وبالغوا في الفتك والهتك بأهلها، وكتب الحاكم الى المفرج يعاتبه وطالبه بانتزاع يارختكين من يد حسان، وحمله اليه الى مصر، ووعده على ذلك بخمسين ألف دينار، فاجتمع أبو القاسم ابن المغربي بحسان وقال: ان والدك سيركب اليك ويثقل عليك في أمر يا رختكين وما يبرح إلّا به، ومتى أفرجتم عنه عاد الى الحاكم فرده اليكم في العساكر الكثيرة، فلما سمع حسان ذلك منه وكانت في رأسه نشوة، أحضر بارختكين في قيوده وأمر بضرب عنقه وأنفذ رأسه الى أبيه المفرج، فشق عليه ثم أشار ابن المغربي على المفرج وحسان بمراسلة أبي الفتوح الحسن بن جعفر العلوي أمير مكة ومبايعته، وسار رسولا عنهما وبايع وتلقب بالراشد، وخرج من مكة حتى اجتمع بحسان وأبيه، ودخل الرملة ونلقاه حسان وأبوه وآل الجراح، وقبلوا الارض بين يديه. وكتب الحاكم الى حسان وأبيه وبذل (129- ظ) لهما بذولا كثيرة واستمال آل الجراح، فمالوا الى الحاكم، وقوي أمره وضعف أمر أبي الفتوح، فاجتمع بالمفرج وقال: قد خفت من غدر حسان، فأبلغني مأمني وسيرني الى وطني فأعطاه ذمامه، وسيره الى مكة. ثم ان المفرج مات بعد ذلك، واستقل حسان ابنه بالامارة على طيء وتجددت بينه وبين الظاهر بن الحاكم الوحشة، وتحالف هو وصالح بن مرداس الكلابي صاحب

حسان بن نمير أبو الندى الكلبي الدمشقي:

حلب على الانفراد بالشام جميعه وقدم حسان على صالح بن مرداس ومعه سنان ابن عليّان «1» الى حلب، واتفقوا على قصد العساكر المصرية ومقدمها أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري والتقوا بالأقحوانة «2» ، فكسرت العرب، وقتل صالح، وانهزم حسان على ما نذكره في ترجمة صالح ان شاء الله تعالى. قرأت في مجموع لبعض الادباء من المعريين، أو غيرهم من الشاميين، لعبد المحسن الصوري «3» يمدح زهير وحسان ووصلهما وهما في خيمة نازلان في أطراف بلد حلب: ما سمعت الخيمة تسع البحر ... وقد حل هذه بحران عقدت من يدي الأميرين في عز ... زهير وفي علا حسان فلماذا فخر السماء عليها وهي ... فيها النجوم والقمران وطلب جائزة القصيدة، فمطل بها، فمضى وقال: زففت الى حسان من حسن منطقي ... عروسا غدا بطن الكتاب لها خدرا فقبلتها عشرا وهام بحبها ... فلما طلبت المهر طلقتها عشرا (130- و) «4» حسان بن نمير أبو الندى الكلبي الدمشقي: المعروف بالعرقلة، شاعر حسن الشعر، كتب عنه شيئا من شعره أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي، وأنشدنا عنه الشريف أبو المحاسن الفضل بن عقيل بن عثمان العباسي الدمشقي وقدم حلب وقال عند مسيره اليها، ونقلتها من ديوان شعره:

ذر المقام اذا ما ساءك الطلب ... وسر فعزمك فيه الحزم والأرب لا تقعدن بأرض قد عرفت بها ... فليس تقطع في أغمادها القضب ألم تكن لك أرض الله واسعة ... ان أقفرت جلق ما أقفرت حلب ولما كان بحلب عبر على قوم يرتمون بالحجارة، فضربه حجر طائح في عينه فقلعها، وعاد الى دمشق مخلا فقال: جفاني صديقي حين أصبحت معدما ... وأخرني دهري وكنت مقدما وسافرت جهلا فانعورت وان أعد ... الى سفرة أخرى قدمت على العما وكم من طبيب قال تبرى أجبته ... كذبت ولو كنت المسيح ابن مريما استغفر الله من قول مثل هذا الكلام لما فيه من التنقص بالمسيح عليه السلام «1» سمعت شيخنا الصاحب قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم يقول: كان العرقلة صاحب نادرة، وكان طيبا، وكان السلطان الملك الناصر (130- ظ) يضحك منه، ومدحه قديما قبل أن يلي مصر وبشره في القصيدة بأخذه مصر، فوعده ان صارت اليه أن يعطيه ألف دينار، فلما ولي مصر جاءه العرقلة وامتدحه بقصيدته الرائية التي يقول فيها مقتضيا ما وعده به: يا ألف مولاي أين الالف دينار؟،. فأمر له السلطان الملك الناصر بألف دينار فقال: ما آخذها إلّا تحت النسر «2» بدمشق وإلّا فايش يوصلني بألف دينار الى دمشق وأخاطر بها مع الفرنج في الطريق فضحك منه السلطان وأطلقها له بدمشق. أنشدنا الشريف أبو المحاسن الفضل بن عقيل بن عثمان بن عبد القاهر بن سليمان العباسي الدمشقي بها قال: أنشدني العرقلة حسان بن نمير الكلبي لنفسه: يقولون: لم أرخصت شعرك في الورى؟ ... فقلت: لهم اذ مات أهل المكارم أجاز على الشعر الشعير وانه ... كثير اذا خلصته من بهائم «3»

أنشدنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أنشدنا السلطان الملك الناصر يوسف بن أيوب هذين البيتين للعرقلة. أنشدنا الشريف أبو المحاسن العباسي قال: أنشدنا العرقلة لنفسه: يا صاح قد صاح الحمام وغردا ... من في المدام وشربها قد فندا أو ما ترى شجر الخريف كأنما ... أوراقها ذهبا وكن زبر جدا «1» والكاس تعطينا لجينا كلما ... غنيت من طرب فتأخذ عسجدا (131- و) أنشدنا الفضل بن عقيل العباسي قال: أنشدنا العرقلة لنفسه: ميلوا على الدار من ذات اللمى ميلوا ... كحلاء ما جال في أجفانها ميل هذا بكائي عليها وهي حاضرة ... لا فرسخ بيننا يوما ولا ميل جارت على يد الساقي ومقلته ... كذاك جار على هابيل قابيل ان يحسدوني عليها لا ألومهم ... لكنني بزمام العقل معقول «2» أنشدنا أبو المحاسن الهاشمي قال: أنشدنا العرقلة لنفسه، وكتب بها الى المؤيد بن السديد الى بغداد يطلب منه نصفية: عرجا بالنجيب نجل السديد ... تلقيا منه بحر علم وجود ثم قولا له ببغداد يا من ظل ... كهفا لقاصد وقصيد حاجتي شقة تشق على ... كل بغيض من الورى وحسود فاجعلنها طويلة مثل قرني ... ولساني لا مثل قدي وجيدي واجعلنها صفيقة مثل وجهي ... جل من صاغ جلده من حديد كي ترى في الشام شيخا خليعا ... في قميص من العراق جديد «3» قال شيخنا الشريف أبو المحاسن أظن العرقلة مات بعد السبعين يعني والخمسمائة.

حسان السلماني البدوي:

حسان السلماني البدوي: من أهل سلمية وكان يدخل البادية مع العرب وقدم حماة ومدح ملكها الملك المظفر محمود بن محمد بن عمر بن شاهانشاه، وكان في عصرنا، ولم اجتمع به، وأنشدت من شعره قوله: قسما بأطراف الرماح الشرع ... والعاديات بكل ربع بلقع وثنية ملئت بكل مهند ... يرتاع منه كل ليث أروع لا هاجمن الليل بين خيامكم ... بفؤاد مرتاع لهول المطلع مثلي يهاب اذا يهم بزورة ... ظلم الحوادث في الظلام الأدرع يا ربة البيت الذي أطنابه ... أبدا على غير القنا لم ترفع (132- و) وعقيلة الحي الأولى غاراتهم ... سترت سنا شمس النهار ببرقع هل تعلمين لمن قتلت اعادة ... نحو الحياة فماله من مطمع بلغني أن حسان السلماني توفي ما بين العشرين والثلاثين والستمائة.

ذكر من اسمه الحسن

ذكر من اسمه الحسن ذكر من اسم ابيه ابراهيم ممن اسمه الحسن: الحسن بن ابراهيم بن الحسن التنوخي: أبو محمد الحلبي، شاعر حسن الشعر سمع بحلب انشاد أبي الفتح الحسن ابن عبد الله بن أبي «1» حصينة، روى عنه أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن أحمد بن الاخوة، والحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الاصبهاني. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أنشدنا أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد ابن الأخوه المخلطي بأصبهان، من لفظه، وكتب لي بخطه، قال: أنشدنا أبو محمد الحسن بن ابراهيم الحلبي لنفسه. شرفت نفس كريم هي للذل تنافي ... وتصون النفس عن تطلاب ما فوق الكفاف أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي بحلب، وأبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوى بالقاهرة، قالا: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أنشدنا أبو محمد (132- ظ) الحسن ابن ابراهيم بن الحسن التنوخي الحلبي، ببغداد في مجلس أبي زكريا التبريزي اللغوي قال: أنشدني الامير أبو الفتح بن أبي حصينة بحلب لنفسه من قصيدة: كأن الفتى يرقى من العمر سلما ... الى أن يجوز الأربعين ويخط «2» قال الحافظ أبو طاهر: أبو محمد هذا له شعر جيد ومما أنشدني لنفسه:

الحسن بن ابراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب:

أرى الناس والدنيا كلابا وجيفة ... وفي نهشها بعض يهر على بعض جرى حبها بين المفاصل منهم ... وقد طبعت بالصد منهم على البغض اذا رفعت قدر امرئ ومحله ... تغرّ به حتى تعود الى الخفض وان طال عمر المرء في الدهر برهة ... فلا بد أن تأتي المنية بالعرض أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أنشدنا عبد الكريم بن محمد الامام قال أنشدنا أبو الفضل بن أبي العباس الوكيل قال: أنشدنا أبو محمد التنوخي لنفسه: يا من كساني سقاما وجسمه منه عار ... رضيت لو كنت ترضى فيه بذلي وعاري قرأت بخط بعض الأدباء على ظهر كتاب: للشيخ السيد الأخ أبي محمد حسن ابن ابراهيم التنوخي الحلبي أدام الله حراسته: كأن الذي نلت من أجلكم ... ومذ كان لي زاجر قد كفاني (133- و) لقد كنت آمل في قربكم ... وحبيّك ترفعني في زماني فقاسيت ضد الذي رمته ... وهل خبر المرء مثل العيان لحى الله من ترتضي نفسه ... بعيش ولو ساعة في هوان أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي بحلب قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: الحسن بن ابراهيم التنوخي الحلبي أبو محمد كان شاعرا مجودا من أهل الأدب والفضل من أهل الشام ورد بغداد وكتب عنه أبو الفضل بن أبي عباس بن الأخوة. الحسن بن ابراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب: أبو محمد الحلبي القاضي الرئيس الفاضل، أحد الصدور الذين تعقد عليهم الخناصر، وتفخر بذكر محاسنهم الدفاتر، كان لي صديقا صادقا، ورفيقا موافقا، وكان رحمه الله حسن الصورة، تام الخلقة، دمث الأخلاق، جميل الصحبة، صحيح

الحسن بن ابراهيم:

المودة، حسن المحاضرة حلو المجاورة، كثير المحفوظ عند المذاكرة، وجيها عند الملك الظاهر غازي خصيصا به. روى لنا عن القاضي محي الدين بن أبي المعالي محمد بن علي القرشي، قاضي دمشق، وعن أبيه القاضي أبي طاهر، وأبي زكرى يحيى بن سعد بن ثابت بن المراوي، وعلي بن الحكم الحلبي، وجماعة من شعراء عصره، وسمع الحديث من شيوخنا: قاضي القضاة (133- ظ) أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وأبي حفص عمر بن طبرزد البغدادي، وغيرهم، صحبته حضرا وسفرا، وعلقت عنه فوائد وأناشيد، وكان شيعي المذهب لا يقدح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته عن مولده فقال: في ثامن عشر شهر رمضان من سنة ثمان وستين وخمسمائة بحلب، وجمع تاريخا ابتداه من سنة خمسمائة الى أن توفي. أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن أبي طاهر بن سعيد قال أخبرنا القاضي أبو المعالي محمد بن علي «1» (134- و) . توفي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب رحمه الله ليلة السبت الثامن عشر من جمادي الآخرة من سنة ثمان وأربعين وستمائة بحلب، ودفن ليلا في التربة المعروفة بسلفه داخل مدينة حلب بمحلة الجرن الأصفر، ودفن على والده أبي طاهر، وصليت عليه، وكان قد طلبني قبل وفاته بثلاثة أيام، وقال لي: أنا راحل الى الآخرة، وو الله لا أكتمك شيئا وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولا أقدم أحدا من الصحابة على عليّ عليه السلام، وما تنقصت أحدا من الصحابة في باطني ولا في ظاهري ولا بخطي وإنني أعتقد أنهم سادة أئمة قدوة، ذكر لي هذا أو قريبا من معناه رحمه الله. الحسن بن ابراهيم: أبو محمد، روى بحلب عن علي بن أحمد الجرجاني، روى عنه محمد بن علي الهمذاني.

ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه الحسن: (135 - و)

أخبرنا أبو طالب أحمد بن حديد، في كتابه الينا من الاسكندرية، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو طاهر خالد بن عبد الواحد بن أحمد الخالدي، بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الملك بن سياوش الكازروني قال: أخبرنا محمد بن علي الهمذاني قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن ابراهيم بحلب قال: حدثنا علي بن أحمد الجرجاني قال: حدثنا بندار قال: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: دعاء أصحاب الحديث للمحدث بمنزلة تكبير الحارس. ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه الحسن: (135- و) الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن ابراهيم بن فيل الاسدي: أبو طاهر البالسي امام مسجد أنطاكية، أصل آبائه من الكوفة وسكنوا بالس «1» ، وانتقل أبوه منها، ونزل انطاكية، وسكنها ابنه أبو طاهر، امام جامعها، وكان يتنقل قبل ذلك في بلاد الشام، وسمع بها الحديث، وبحلب حدث عن: أبيه أحمد بن ابراهيم، وعن حاجب بن سليمان المنبجي، وعامر بن سيار الحلبي النحلي، وأحمد بن بكر، وعمرو بن هشام البالسيين، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وسهل ابن صالح الأنطاكي وعمر بن يزيد السياري، وأبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، وأحمد بن أبي رجاء ومحمد بن سليمان نوين، ويوسف بن سعيد ابن مسلم وعلي بن بكار المصيصين، ومحمد بن مصفى، ومالك بن سليمان الالهاني وكثير بن عبيد الحمصيين، وسعيد بن عمرو السكوني، ويحيى بن عثمان بن سعيد وأبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، ووهب بن بيان المصري، ومحمد بن عمرو البصري واسحاق بن موسى الأنصاري، وعبد الله بن الحسين البزاز، وهارون بن موسى الفروي، وسفيان بن وكيع بن الجراح، ومحمد بن ابراهيم الصوري، وهاشم بن الوليد البيروتي، ومسلم بن عمرو الأسلمي، وأبي حميد عبد الله بن محمد وعمر بن زياد الباهلي، وعبد الجبار بن العلاء ومؤمل بن يهاب المكيين، وصالح بن زياد المقرئ وعقبة بن مكرم العمي ومحمد بن عمرو بن العباس الباهلي، وأبي معاذ عامر بن اسماعيل البغدادي، وهارون بن داود، ونوح (135- ظ) بن حبيب القومسي، واسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري، وأحمد بن سعيد

الكندي، ومسلم بن عمرو الحذاء، وعيسى بن عبد الله العسقلاني، وسعيد بن نصير، وأبي محمد عبد الواحد بن عبد الملك بن صالح، وأحمد بن المبارك البغداديين روى عنه: آباء بكر: محمد بن الحسين السبيعي الحلبي، ومحمد بن ابراهيم ابن علي المقرئ، وأحمد بن محمد بن اسحاق السني الحفاظ، وأبو علي: الحسن ابن حجاج الطبراني، نزيل أنطاكية، والحسن بن جعفر الأنطاكي، وأبو حفص عمر ابن علي العتكي الأنطاكي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجلي الطرسوسي وأبو الحسن علي بن الحسين بن عبيد الله بن بندار قاضي أذنه، وأبو حاتم محمد بن حبان البستي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحفاظ، وحميد بن سنيح، والحسين بن أيوب بن عبد العزيز الهاشمي. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وابنه القاضي أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي، قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي، قال: أخبرنا علي بن عبد الله ابن أبي جرادة الحلبي، قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي نمير العابد الحلبي، قال: أخبرنا محمد بن الحسين ابن صالح السبيعي بحلب، قال: حدثنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن ابراهيم بن فيل الانطاكي (136- و) البالسي امام مسجد جامع أنطاكية قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: لقد جمع لي رسول الله يوم أحمد أبويه «1» . وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: اجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين- قالا: أخبرنا أبو بكر المقرئ قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن فيل البالسي، أبو الطاهر الأنطاكي بها، قال: حدثنا نوح بن حبيب، فذكر باسناده نحوه.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى والحسن بن محمد الدراع، ح. قال الحافظ أبو بكر: وأخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن ابراهيم بن فيل قال: حدثنا عمر بن يزيد السياري قالوا: حدثنا عثام بن علي العامري قال: حدثنا الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت النبي صلى الله عليه (136- ظ) وسلم يعدد التسبيح، زاد عمر بن يزيد بأصابعه «1» . قلت: كذا وقع في أصل سماع شيخننا أبو الطاهر محمد، وهو خطأ صحف الحسن بمحمد. أخبرنا أبو الغنائم محمد بن أبي طالب بن شهريار الأصبهاني، في كتابه الينا منها، قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن ابراهيم ابن فيل- وكان يقال انه من الأبدال- قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا خالد ابن عمرو قال: حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحرب خدعة. «2» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادي- قراءة عليه وأنا أسمع بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي الوزير- قراءة عليه- وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو السعود بن المجلى وغيرهما- اجازة ان لم يكن سماعا، منهم أو من أحدهم- قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: وسألته- يعني الدارقطني- عن أبي الطاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل البالسي بأنطاكية فقال: ثقة.

الحسن بن أحمد بن ابراهيم البحري:

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن الامام أبي سعد بن محمد بن منصور السمعاني- في كتابه الينا من مرو عن أبيه أبي سعد- قال: أبو طاهر الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي أصله من الكوفة، وكان يتنقل في بلاد الشام، سكن بالس (137- و) مدة، وأنطاكية مدة حتى سكن قرقيسياء «1» وروى عنه أبو حاتم بن حبان وسليمان بن أحمد الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن المقرئ، وتوفي بعد سنة عشر وثلاثمائه. كذا قال أبو سعد حتى سكن قرقيسياء، وفي ذلك نظر، فانه توفي بأنطاكية ولا أعلم أنه سكن بالس، فان الناقل من بالس أبوه أبو الحسن أحمد بن ابراهيم، وانما نسب أبو طاهر الى بالس لان أصله منها. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الشاهد قال: أخبرنا أبو يعلى بن كروس قال: أخبرنا أبو الفتح المقدسي قال: أخبرنا أبو المعمر الأملوكي، قال حدثنا أبو حفص العتكي قال: حدثنا أبو الطاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وهو ابن أخي أبي علي الحسين بن ابراهيم بن فيل، وكان امام جامعنا بأنطاكية سنة ثلاثمائة، وتوفي بها سنة احدى عشرة وثلاثمائة، قال: حدثنا محمد بن سليمان لوين قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان من الشعر حكمة «2» . الحسن بن أحمد بن ابراهيم البحري: الفقيه، أبو محمد الحلبي، وقيل فيه الحسين والصحيح الحسن. سمع بحلب محمد بن معاذ بن المستهل الحلبي المعروف بدرّان، وحدث بها عنه، وعن أبي محمد حفص بن أحمد، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأسدي الحلبي المعروف بالأسير، روى عنه أبو النمر أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الأديب، والوليد بن أحمد بن محمد الزوزني، وأبو الفتح محمد بن الحسن بن روح. (137- ظ) . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال:

الحسن بن احمد بن ابراهيم:

كتب إليّ أبو محمد الحسن بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد الوادعي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الوليد بن أحمد الزوزني قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن ابراهيم البحري، بحلب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، المعروف بالأسير، قال: حدثني جدي عبد الرحمن بن عبيد الله قال: حدثني عبيد الله بن عمرو قال: حدثنا عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: أخذ المشركون عمارا، ولم يتركوه حتى سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر آلهتهم بخير، فلما جاء الى الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما وراءك يا عمار؟ قال: بشر يا رسول الله، ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، قال: فكيف وجدت قلبك؟ قال مطمئن بالايمان، قال: فان عاودوا فعد. «1» . وأخبرنا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد في كتابه الينا من الاسكندرية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا الصوري قال: أخبرني أبو النمر أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن قابوس بن خلف الأديب قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن ابراهيم البحري الفقيه الحلبي، قال حدثنا محمد بن معاذ بن المستهل بن أبي جامع دزّان قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله (138- و) قال: قال عبد الله: اني لأحسب الرجل ينسى العلم بالخطيئة يعملها. الحسن بن احمد بن ابراهيم: أبو علي الحلبي، حدث عن عبد الصمد بن ... «2» بحلب، روى عنه شيخ الاسلام أبو الحسن علي بن أحمد الهكاري، فقال: حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم الحلبي بحلب قال حدثنا عبد الصمد بن «3» ... وذكر حديثا في فضائل الاعمال.

الحسن بن أحمد بن بكير:

الحسن بن أحمد بن بكير: سمع بحلب أبا بكر محمد بن الحسين السبيعي الحلبي، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك الجوهري. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني، في كتابه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي المؤذن- قراءة عليه بمرو- قال: أخبرنا أبو عبد الله اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك الجوهري قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن بكير قال: حدثني محمد بن الحسين المعدل بحلب، قال: أخبرنا المنذر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا حصين بن مخارق عن مالك بن مغول عن عبد الله بن عمير عن أنس ابن مالك قال: قيل: يا رسول الله لو سعرت لنا؟ قال: إن الله هو المسعر والقابض والباسط، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطالبني أحد بمظلمة «1» . الحسن بن أحمد بن حبيب: أبو علي الكرماني، نزيل طرسوس، سمع أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا الربيع الزهراني وأبا كريب محمد بن العلاء الهمداني (138- ظ) ومحمد بن نمير وأبا كامل الجحدري ومحمد بن عبيد بن حساب وهدبة بن خالد وأبا سعيد الأشج ومحمد بن خالد العبدي، ومحمد بن عمرو بن مسعدة البيروتي ومسدد بن مسرهد وشيبان بن.... «2» والمقدمي. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو عبد الرحمن النسائي، وقال: لا بأس به ويحيى بن طالب اللكاف، وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الجلي الطرسوسي، وأبو الفضل العباس بن أحمد بن الأزهر الخواتيمي، قاضي طرسوس. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي- قراءة علينا من لفظه- قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد

الله الجوزدانية، قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني بطرسوس قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري في قوله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا «1» ) نزلت في خمسة: في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. لم يروه عن سفيان إلا عمار بن محمد بن أخت سفيان تفرد به أبو ربيع «2» . أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني (139- و) - في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا والدي الامام أبو سعد السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال في كتاب الأنساب: الكرواني بفتح الكاف والواو بينهما الراء الساكنة ثم الألف والنون، هذه النسبة الى كروان، وظني أنها قرية من قرى طرسوس، والمشهور بهذه النسبة الحسن بن أحمد بن حبيب الكرواني حدث بطرسوس عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني «3» . كذا قال أبو سعد في كتاب الانساب، وضبطه هكذا، وهذا وهم فاحش، وإنما هو الكرماني من أهل كرمان ونزل طرسوس فوقع التصحيف والغلط في كتاب أبي سعد فظن أنه الكرواني، وظن أن كروان قرية من قرى طرسوس لمقام أبي علي بها وتحديثه فيها، والله أعلم «4» . أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا ناصر بن محمد قال: أخبرنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الرزاق

الحسن بن أحمد بن الحسن:

ابن أحمد الخطيب قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان قال: وفي هذه السنة مات الكرماني بطرسوس، يعني، سنة إحدى وتسعين ومائتين. أخبرنا أبو العباس أحمد بن أحمد البندنيجي- كتابة- قال: أخبرنا منوجهر ابن محمد بن تركانشاه قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أنبأنا أبو عمر بن حيوية (139- ظ) الخزاز قال: قرئ على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي قال: سياق حال مقبوضي سنة إحدى وتسعين ومائتين قال: وجاءنا الخبر من طرسوس بموت أبي علي الكرماني في رجب، سمع الناس منه مسند مسدد، وغير ذلك، ثقة صالح، مذكور بالخير. الحسن بن أحمد بن الحسن: وقيل ابن الحسين أبو علي الوراق الخواص المصيصي، سمع بطرسوس أبا عبد الله محمد بن عمر الغلفي، وروى عنه سليمان بن محمد الخزاعي روى عنه تمام ابن محمد الرازي. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني- ونقلته من خطه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، قال: أخبرنا تمام بن محمد الرازي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الخواص المصيصي- في مسجد باب الجابية- قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر الغلفي بجامع طرسوس- قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي الرقي- بالرملة- قال: دخلت في بلاد الهند الى بعض قراها فرأيت شجر ورد أسود، يتفتح عن وردة كبيرة طيبة الرائحة، سوداء عليها مكتوب كما يدور بخط أبيض لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق عمر الفاروق، فشككت في ذلك وقلت إنه عمل معمول فعمدت (140- و) الى جنبذة «1» لم تفتح، ففتحتها، فكان فيها وردة سوداء، فيها مكتوب بخط أبيض كما رأيت في سائر الورد، وفي البلد منه شيء كثير عظيم، وأهل تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون الله عز وجل «2» .

الحسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن الحسين التميمي:

الحسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن الحسين التميمي: أبو طاهر بن أبي العباس بن أبي طاهر بن واصل، أصله من معرة النعمان وانتقل سلفه منها عندما هجم الفرنج المعرة «1» الى دمشق وامه من بني أبي الوقار، ويعرف بابن أبي الوقار لذلك، مولده بدمشق وسألته عنه فقال لي تخمينا في سنة سبع وسبعين، أو ثمان وسبعين وخمسمائة. شيخ حسن صالح مستور، عليه سيماء الخير، سمع بدمشق أبا سعد عبد الواحد بن علي بن حموية الجويني، وأبا طاهر الخشوعي، والعماد أبا عبد الله محمد ابن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب، وأبا تراب الكرخي البغدادي، وذكر أنه سمع أبا المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ. وحدث بدمشق والقاهرة، وذكر لي أنه دخل حلب مرتين، وأنه دخل بلاد المغرب وأقام بتونس مدة خمسة عشر «2» سنة سمعت منه شيئا يسيرا بدمشق. أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن الحسن التميمي- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الجويني- شيخ الشيوخ، قراءة عليه بدمشق وأنا اسمع- قال: أخبرنا أبو بكر (140- ظ) وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي قال: أخبرنا القاضي الإمام أبو نصر محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن ودعان قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الصيرفي البغدادي قال: حدثنا الحسين بن عصمة الأهوازي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بشار الأنباري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن اسماعيل المنقري قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء، فقال: أيها الناس كأن الموت على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذين نشيع من الأموات سفر عما قريب إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبى لمن

الحسن بن أحمد بن صالح بن اسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي:

أنفق مالا اكتسبه من غير معصية، وجالس أهل الفقه والحكمة، وخالط أهل الذل والمسكنه، طوبى لمن ذل في نفسه وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة «1» . الحسن بن أحمد بن صالح بن اسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي: أبو محمد الكوفي، ثم الحلبي الحافظ، رحل وسمع الكثير، وأصله من الكوفة وانتقل أهله الى حلب، وأقاموا بها، ومنهم جماعة من أهل الحديث (141- و) مثل أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح، وأبيه الحسين، والى بعضهم ينسب درب السبيعي بحلب. وأبو محمد هذا كان حافظا متقنا، حدث عن أبي عثمان سعيد بن عثمان الوراق وعلي بن أحمد الجرجاني، وعبد الله بن اسحاق بن أبي مسلم الصفري، ومحمد بن الفضل بن العباس نزيل حلب، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وأبي بكر أحمد ابن هرون البرديجي، ومحمد بن حبان البصري، وأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن محمد بن ناجيه أبي عبد الله، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعمر بن أيوب السقطي، وعبد الله بن ثابت بن يعقوب، ومحمد بن محمد بن نصر الكاغدي، ويموت بن المزرع العبدي، وأبي معشر الدارمي، وقاسم بن زكريا المطرز، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، وأبي الحسن علي بن اسماعيل الشعيري وجعفر بن محمد بن موسى الحافظ، وأبي بكر الباغندي، وجماعة سواهم من الحلبيين وغيرهم. روى عنه: الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الله وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظان الأصبهانيان، وأبو بكر البرقاني، وعبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الحميد القطان، وأبو طالب محمد بن الحسين ابن أحمد بن عبد الله بن بكير التاجر. وكان مولده قبل الثلاثمائة.

أخبرنا الشيخ الامام أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الأنصاري قال: أخبرنا أبو سعد المهراني قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: حدثنا أبو الحسن الدارقطني، ح. قال (141- ظ) شيخنا عبد الرحمن: وأخبرنا السيد حمزة بن هبة الله الحسني، كتابة، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري، قال: حدثنا أبو الحسن، ح. قال عبد الرحمن: وأنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي الحسين بن المهتدي عن أبي الحسن الدارقطني، ح. وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو الفتح ناصر بن محمد بن أبي الفتح القطان الأصبهاني بها، قال: حدثنا أبو الفتح اسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيذ السراج- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الحافظ قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح الحلبي قال: حدثنا سعيد بن عثمان الوراق: قال: حدثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك قال: حدثنا بقية عن اسماعيل عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لازكاة في مال امرئ حتى يحول عليه الحول «1» . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر، في كتابيهما، قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا إليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم الحافظ، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي الحافظ قال: حدثنا جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري، بحلب قال: حدثنا عبد الله بن هاشم بن حبان الطوسي، بانتخاب صالح جزرة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان (142- و) عن مالك قال: حدثني الزهري عن عطاء بن

يسار أن معاوية باع سقاية «1» من فضة بأقل أو أكثر من وزنها، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذا إلا وزنا بوزن. قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ ذاكرني علي بن عمر الحافظ بهذا الحديث، فتحيرت فيه وقلت: يا سبحان الله الرواة كلهم ثقات، والسبيعي إمام فسألت أبا الحسن أن يحتال لي حتى اسمعه، فسأل أبا محمد ولم يجبه، فسمعته من أبي الحسن الى أن قرب خروجنا، فقصدناه معا فأجابني إليه، وحدثني به لفظا، ثم بعد ذلك كله وجدت الحديث في الموطأ مرسلا «2» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي: رأيت أبا الحسن الدارقطني جالسا بين يدي أبي محمد بن السبيعي كجلوس الصبي بين يدي المعلم هيبة له «3» . أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني- في كتابه إلي من مرو- والقاسم بن عبد الله بن عمر الصفار- في كتابه إلي من نيسابور- قال أبو المظفر: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، وقال القاسم أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور الصفار قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي الأديب قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ الحاكم قال: سألت (142- ظ) أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي الحافظ بالكوفة عن حديث اسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال: لهذا الحديث قصة تدل على عوار من لا يصدق في المذاكرة. قرأ علينا عبد الله بن محمد بن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلاثمائة، فدخلت على أبي بكر الباغندي، عند منصرفي من مجلس ابن ناجية، فسألني من أين جئته، فقلت: من مجلس ابن ناجية، وقال: أيش قرأ عليكم اليوم؟ فقلت: أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس فقال: مرّ لكم عن اسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الشعبي،

فنظرت في الجزء، فلم اجد شيئا، فقال: اكتب: ذكر أبو بكر بن أبي شيبة، فقلت: عن من؟ فمنعته من التدليس، وطالبته بالسماع، فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ قال: حدثني محمد بن المعلى الأثرم قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي عن مالك بن مغول عن اسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم «قصة الطلاق والسكنى والنفقة» ثم انصرفت الى حلب، وكان عندنا بحلب بغدادي يحفظ يعرف بابن سهل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج الى الكوفة فذاكر أبا العباس بن سعيد، فقال أبو العباس: ليس عند اسماعيل بن رجاء عن الشعبي قال ثم وجد أبو العباس اسماعيل بن رجاء عن الشعبي، فقال: قد وجدت عن اسماعيل بن رجاء عن الشعبي حرفين، قال السبيعي: قد كتب ابن عقدة هذا الحديث عن ابن سهل عني عن الباغندي، قال السبيعي: فاجتمعت مع فلان وسمى شيخا من أكابر حفاظ (143- و) الحديث سنة ست عشرة وثلاثمائة فذاكرته به في جملة أبواب ذكرناها، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بالرملة، فذاكرته به، فلم يعرفه، ثم اجتمعنا بعد ذلك بدمشق فاستعادنى اسناده تعجبا، ولم يعرفه، ثم اجتمعنا ببغداد بعد ذلك بسنين، وذكر هذا الباب، فقال لي حدثنا أبو القاسم علي بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا أبو بكر الأثرم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة- ولم يعلم أن هذا الأثرم غير ذاك- قال: السبيعي فذكرت قصتي هذه لفلان المقيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي، وحكى أنه دخل الكوفة، وأن أبا العباس بن سعيد سأله عنه فذكر القصة كما وقع لي، أضافها الى نفسه، ثم قال السبيعي: المذاكرة تكشف عن مثل هذا، فقال لي السبيعي: تذكر هذا الباب؟ فقلت: عن قرة بن خالد عن سيار عن الشعبي، فقال: حدثنا عن يحيى ابن حكيم عن خالد بن الحارث عن قرة. ثم قال: تحفظ عن سعد الكاتب عن الشعبي؟ قلت: لا، فقال: حدثنا عن نصر بن علي عن عبد الله بن داود الخريبي قال: حدثنا سعد الكاتب عن الشعبي، قلت: ابن ناجية حدثكم؟ قال: لا أدري، فقال أبو الحسن الدارقطني: نعم ابن ناجية حدثهم به، والسبيعي ساكت، قلت له: عبد الله ابن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن الشعبي؟ فقال: لا أعرفه، ثم قال لي: تعرفه عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أوحي

إلي محمد صلى الله عليه وسلم في يحيى بن زكريا؟ فقلت: حدثناه الشافعي عن المسمعي عن أبي نعيم، فقال: المسمعي، لا يذكر. حدثنا عن حميد (143- ظ) ابن ربيع الخزاز قال: حدثنا أبو نعيم، قلت: وقد تكلّم في حميد بن الربيع، فقال: حدثني محمد بن ابراهيم بن جابر الفقيه قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن حميد بن الربيع فقال: دعوا المسكين وعن ماذا يسأل عن أمره؟ ثم قال لي السبيعي: تحفظ عن خالد الحذاء عن رجل عن الشعبي فقط؟ قلت: لا. قال: حدّثنا عن محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا عبد الاعلى عن أبي خالد فقال له أبو الحسن ما كتبته في الدنيا إلا عنك عن ابن ناجية. قال الحاكم: أبو عبد الله هذا مجلس كبير مكتوب عندي، ولي معه على هذا النحو مجالس. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الغني بن سعيد، ثم أنبأنيه أبو طاهر بن الحنائي، وأخبرنيه أبو التمام كامل بن أحمد بن أبي جميل عنه، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الغني ابن سعيد قال: سمعت أبا الحسن علي بن عمر رحمه الله يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي يقول: كنت بمصر في مجلس حمزة بن محمد الكناني، وفي المجلس جماعة من أصحاب الحديث، وجرت المذاكرة، فذكرت لحمزة بن محمد هذا الحديث- يعني حديث عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن زائدة عن أبي حصين عن أبي صالح عن عائشة قال: صلى النبي صلى الله عليه (144- و) وسلم في ثوب بعضه «1» عليّ، فأنكره غاية النكير، ولحقني من ذلك أمر عظيم، وكان في المجلس رجل قد كتب عن أبي العباس بن عقدة جمعه، حديث أبي حصين، فقال: أنا آتيكم بحديث أبي حصين لابن عقدة، فمضى وأتى به، فنظروا فيه فلم يجدوه، واذا هم ينظرونه في حديث أبي صالح عن ابي هريرة، فأخذت الكتاب فأخرجته من ترجمة أبي صالح عن عائشة، قد حدث به ابن عقدة عن علي ابن حسين بن حبان، فسرى عني. قال عبد الغني: وكان هذا الحديث عند حمزة عن أبي يعلى عن أبي خثيمة عن عبد الصمد عن زائدة نفسه ليس فيه شعبة، قلت

أنا: وابن حبان رواه عن أحمد بن ابراهيم الدورقي عن عبد الصمد عن شعبة عن زائدة «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- ونقلته أنا من أصل سماع شيخنا منه- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسن الخلال الأديب في داره بقراءتي عليه- قال: سمعت أبا علي الحسن بن أحمد بن الحسن الدقاق يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن فتوح بن عبد الله الحافظ، بواسط، يقول: سمعت أبا زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبا الحسن علي ابن بقاء بن محمد الوراق قالا: سمعنا الشيخ أبا محمد عبد الغني بن سعيد بن علي ابن سعيد بن بشير يقول: سمعت أبا الحسن علي بن عمر الحافظ يقول: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي يقول: قدم علينا حلب الوزير أبو الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات «2» ، فتلقاه أهل البلد، وكنت منهم، فقيل له: اني من أصحاب الحديث، فقال لي: تعرف اسنادا اجتمع فيه أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل واحد منهم يروي عن صاحبه؟ فقلت: نعم وذكرت له حديث السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم في العمالة، فقال لي: صدقت وعرف لي ذلك، وصارت لي به منزلة عنده. وقد روي أن هذه الواقعة حكاها أبو محمد السبيعي أنها جرت له مع الوزير جعفر بن الفضل أنبأنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور ابن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثت عن أبي الحسن الدارقطنى

قال: سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي يقول: قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل أبو الفضل «1» الى حلب فتلقاه الناس، فكنت فيمن تلقاه فعرف أني من أصحاب الحديث، فقال: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة كل واحد منهم عن صاحبه؟ فقلت: نعم وذكرت له حديث السائب بن يزيد عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب في العمالة قال: فعرف لي ذلك وصار لي به عنده منزلة «2» (145- و) .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسن بن أحمد بن صالح، أبو محمد السبيعي، سمع محمد بن حبان المصري، وعبد الله بن ناجية، وأحمد بن هرون البرديجي ومحمد بن جرير الطبري، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء، ويموت ابن المزرع العبدي، وعمر بن أيوب السقطي، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبا معشر الدارمي، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي، وجماعة من الغرباء بحلب. روى عنه الدارقطني، وحدثنا عنه أبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الأصبهاني وأبو طالب محمد بن الحسين بن بكير وغيرهم. وكان ثقة حافظا مكثرا، وكان عسرا في الرواية، ولما كان بآخره عزم على التحديث والاملاء في مجلس عام، فتهيأ لذلك ولم يبق الا- يعني- يوم المجلس، فمات «1» . أخبرنا أبو الوحش بن نسيم في كتابه قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الحسن بن أحمد بن صالح أبو محمد السبيعي الكوفي الحافظ، حدث عن محمد بن حبان البصري، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأبي بكر البرديجي، وأبي جعفر الطبري، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء ويموت بن المزرع، وعمر ابن أيوب السقطي، وقاسم المطرز، وأبي معشر الدارمي، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي، وأبي عثمان سعيد بن عثمان الوراق (146- و) وجعفر بن محمد النيسابوري ومحمد بن الفضل العباس نزيل حلب وعلي بن عبد الحميد الغضائري وعبد الله بن ثابت بن يعقوب.

الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان بن أبان الفسوي:

روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو عبد الله الحافظ، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن بكير- وقدم دمشق وذاكر بها «1» . أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: قال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو محمد السبيعي يوم الاثنين السابع عشر من ذي الحجة سنة احدى وسبعين وثلاثمائة وكان ثقة قد كتب كتابا كثيرا، وكان يحفظ حفظا حسنا، ويذاكر، وكان عسرا في الحديث، وكان له أخلاق غير مرضية «2» . الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان بن أبان الفسوي: أبو علي الفارسي النحوي اللغوي، أخذ عن أبي اسحاق الزجاج، وأبي بكر ابن دريد، وأبي الحسن علي بن سليمان الاخفش، وروى عن علي بن الحسين بن معدان، وأبي بكر بن مجاهد. قرأ عليه عضد الدولة فنا خسرو «3» بن بويه الأدب وحظي عنده. وروى عنه وكانت مكانته عنده جليلة، وصنف له الايضاح العضدي والتكملة، وقرأ عليه علي بن عيسى بن الفرج بن صالح الربعي، وأبو الفتح عثمان بن جني، وأبو طالب أحمد بن بكر العبدي، وروى عنه القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد، وعلي بن محمد بن الحسن (146- ظ) المالكي وأبو محمد الجوهري وأبو القاسم الازهري، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وأحمد بن فارس الأديب المنبجي، وأبو الحسن الزعفراني. قدم حلب على سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وأقام بها عنده مدة، واجتمع بأبي عبد الله الحسين بن خالويه، وأبي سعيد السيرافي بحضرته، وجرت بينهما وبينه بحوث ومناظرات ومسائل، وكان يسمى ابن خالويه الجاهل، وذكر ذلك في غير موضع من كتاب التذكرة.

وأملى بحلب المسائل الحلبية «1» ، وهي المسائل التي وقعت له بحلب، وتكلم عليها، وكان بحلب في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، فانني وفقت على سماع أحمد ابن فارس الأديب منه في جمادي الاولى من هذه السنة بحلب، وقيل: انه ورد حلب رسولا الى سيف الدولة، وكان حسن الكلام ماهرا في علم العربية حسن الغوص على المعاني الدقيقة، وله من الكتب المؤلفة كتاب رد فيه على أبي اسحاق الزجاج في كتاب معاني القرآن، مسائل لقبه «كتاب الاغفال» «2» وله كتاب «الحجة» «3» تكلم فيه على مذاهب القراء السبعة الذين ثبتت قراءتهم في كتاب أبي بكر بن مجاهد، ووجوهها في العربية، واحتج لكل واحد منهم، وله «كتاب الايضاح «4» والتكملة» الملقب بالعضدي عمله للملك عضد الدولة فنا خسرو، وكتاب يعرف «بالعوامل» «5» وكتاب المقصور والممدود «6» «وكتاب التذكرة» «7» وهو كتاب عزيز كبير الفائدة: تكلم فيه (147- و) على معاني آيات من القرآن، وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاني أبيات من أشعار العرب، ومسائل من النحو والتصريف، أبدع فيه وهو كثير الفائدة، «وكتاب الايضاح «8» الشعري» ، وله كتاب «المسائل الحلبية» التي ذكرناها «والمسائل «9» القصريات» «والمسائل البغداديات «10» »

«والمسائل البصريات» «1» «والمسائل العسكرية» «2» «والمسائل الشيرازية» «3» وكتاب «نقض الهاذور» «4» . وذكر أبو حيان التوحيدي أنه كان يشرب ويتخالع ويفارق هدى أهل العلم. أخبرنا أبو الفضل المرجى بن أبي الحسن بن هبه الله الواسطي التاجر قال: أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي بن محمد بن الكناني الواسطي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا علي بن الحسين بن معدان قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى أن أسعد بن هشام بن عامر كان جارا له، فأخبره أنه طلق امرأته، ثم ارتحل الى المدينة ليبيع عقارا له ومالا فيجعله في الكراع والسلاح، ثم يجاهد الروم حتى يموت، فلقيه رهط من قومه فنهوه عن ذلك، وأخبروه أن رهطا من «5» قومه أرادوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «أليس لكم فيّ أسوة،» «6» فراجع امرأته. فلما أن قدم علينا أخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله (147- ظ) صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أدلك ألا أنبئك بأعلم أهل الارض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: من؟ قال: عائشة، فذهبت اليها ومررت بحكيم بن أفلح فاستلحقته اليها، فقال: ما أنا بقاربها اني نهيتها أن تقول بين الشيعتين شيئا، فأبت إلّا مضيا، فأقسمت عليه، فقام معي فأتيناها فسلمنا عليها، ودخلنا، فعرفت حكيما، فقالت من هذا معك؟ قال: سعد بن هشام، فقالت: من هشام؟ قال: ابن عامر، فقالت: نعم المرء كان عامرا قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقلت: يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه

وسلم، فقالت: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: فان خلقه كان القرآن، فهممت أن أقوم فبدالي فسألتها، فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما تقرأ هذه السورة «المزمل» ؟ قلت: نعم، قالت: فان الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا، ثم أنزل الله تعالى التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد اذ كانت فريضة، فهممت أن أقوم فبدا لي فسألتها، فقلت: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره «1» ، فيبعثه الله عز وجل لما شاء ان يبعثه من الليل، فيتسوك وهو يتوضأ، ثم يصلي تسع (148- و) ركعات لا يقعد فيهن إلّا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم، ويصلي التاسعة فيجلس فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم فتلك احدى عشر ركعة، أي بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع، ثم صلى ركعتين، وهو جالس بعد ما يسلم فتلك تسع أي بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان اذا غلبه عن قيام الليل شيء: نوم أو وجع صلى من النهار اثني عشر ركعة، ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن في ليلة، ولا قام ليلة حتى أصبح، ولا صام شهرا كاملا غير شهر رمضان، قال: فرجعت من عندها فأتيت علي ابن عباس فأنبأته بحديثها، فقال صدقت، أما اني لو كنت أدخل عليها لشافهتها به مشافهة، فقال حكيم بن أفلح: أما اني لو كنت أعلم أنك لا تدخل عليها ما أنبأتك بحديثها. «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: قال لي التنوخي: ولد أبو علي الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي بفسا «3» ، وقدم بغداد فاستوطنها

وسمعنا منه في رجب من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة: وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم من تلامذته: هو فوق المبرد، وأعلم منه، وصنف كتبا عجيبة حسنة (148- ظ) لم يسبق الى مثلها، واشتهر ذكره في الآفاق، وبرع له غلمان حذاق مثل: عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الشيرازي وغيرهما، وخدم الملوك، ونفق عليهم، وتقدم عند عضد الدولة، فسمعت أبي يقول: سمعت عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي النحوي الفسوي في النحو، وغلام أبي الحسين الرازي الصوفي في النجوم. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: سمعت القاضي أبا منصور العمراني بآمد يقول: سمعت أبا الحسن علي بن فضال النحوي يقول: كان عضد الدولة يقرأ الأدب على أبي علي الفارسي ويبالغ في اكرامه، ويحضره معه المائدة، فلما كبر وأضر كان يحضره أيضا على العادة المستمرة، وكان من رسمه أنه اذا فرغ من الأكل يلتفت والفراش قائم فيقلب الماء على يده، فاتفق يوما أن كان الفراش مشغولا، فلما التفت الشيخ ليغسل يده اختلسه عضد الدولة، وجاء مجيء الفراش فأخذ الابريق وقلب على يده الماء، فجاء الفراش، فأومأ اليه أن أمسك الى أن فرغ، وأعطاه المنديل فمسح يده، ورجع الى مكانه فقال الفراش: يا سيدنا تعلم من قلب على يدك الماء؟ فقال: أنت فقال: انما كان مولانا عضد الدولة فقام الشيخ أبو علي قائما وقال: لو لم أجد من حلاوة العلم إلّا هذا لكان فضلا كبيرا، ثم رفع يديه نحو السماء وقال: أكرمك الله الذي أكرمتني لأجله أكرمك (149- و) الله الذي أكرمتني لأجله، وجعل يكرره. قرأت بخط أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الجواليقي رحمه الله في تعليق له نقله من خط ابن برهان، وأنبأنا به شيخنا أبو اليمن الكندي عنه- قال فيما نقله من خط ابن برهان- قال أبو الفتح: بعد أن دعا لأبي علي كان اذا قعد على سريره الذي كان يقعد عليه أوقات درسه لا يرى العالم إلّا دونه، وما كان يفكر في أحد حتى أنه كان اذا جرى حديث عضد الدولة قال صاحب السطح فعل كذا، وصاحب السطح قال كذا، وذلك أن الملك بشيراز كان يقعد في أكثر أوقاته

على سطح له كان فيه مجلسه، فكان أبو علي يجري على ذلك ويقول صاحب السطح ثم قال أبو الفتح: وما كان مع ذلك إلّا بحيث يضع نفسه فانه كان فوق كل من نظر في هذا العلم ولو عاش أبو العباس وأبو بكر «1» وطبقتهما لاخذوا عنه بلا أنفة ولو أدركه الخليل وسيبويه لكانا يقرّان له ويتجملان به، وقرأت عليه بالشام كتاب تصريف المازني، وكنت قليل المعرفة اذ ذاك باللغة، فسألته عن شيء من تفسير اللغة فيه، فنظر الى مغضبا وعبس وجهه، قال أبو الفتح: وكذا: طريقة النحويين. قال: وذاكرت بكتاب العين «2» يوما شيخنا أبا علي فأعرض عنه، ولم يرضه لما فيه من القول المرذول والتصريف الفاسد، فقلت له كالمحتج عليه: فان في تصنيفه راحة لطالب الحرف (149- ظ) لانه منساق متوجه وليس فيه التعسف الذي في كتاب الجمهرة، فقال: أرأيت لو أن رجلا صنف لغة بالتركية تصنيفا حسنا، هل كنا نقبلها منه ونستعملها، أو كلاما هذا نحوه قد بعد عهدي به. وحدثنا قال: حدثني أبو بكر قال: ما رأينا كتاب العين بسر من رأى مع بعض أصحاب حنين، وكان أبو علي يقول: لما هممت بقراءة رسالة هذا الكتاب على محمد ابن الحسن، قال لي: يا أبا علي لا تقرأ هذا الموضع عليّ فأنت أعلم به مني. محمد بن الحسن هو ابن دريد. ومما نقله من خط ابن برهان قال ابن جني: وحدثني أبو علي أنه وقع حريق بمدينة السلام، فذهب له جميع علم البصريين، قال وكنت كتبت ذلك كله بخطي وقرأته على أصحابنا، فلم أجد من الصندوق الذي احترق شيئا البتّة إلّا نصف كتاب الطلاق، فسألته عن سلوته وعزائه عن ذلك، فنظر إليّ معجبا، ثم قال: بقيت شهرين لا أكلم أحدا حزنا وهما، وانحدرت الى البصرة لغلبة الفكر عليّ وأقمت مدة ذاهلا متحيرا. ومما نقله من خط ابن برهان، وذكر ابن برهان أنه نقله من خط أبي الحسن الزعفراني، مما حكاه عن أبي علي، قال أبو علي: من كثرة احتشامي وتقبضي

ما كنت أسمع السماعات الكثيرة، فلا أقول سمعوا لي وإلّا لو كنت ممن لا يحتشم لقد كان من السماع بيد الناس غير قليل، وكان أبو علي اذا عبر عن لفظ ما، فلم- يفهمه القارئة عليه وأعاد (150- و) ذلك المعنى عينه بلفظ غيره ففهمه، يقول: هذا اذا رأى ابنه في قميص أحمر عرفه، واذا رآه في قميص كحلي لم يعرفه، وكان رحمه الله خشن الملمس، حزن المتنفس، يريد من مبتدئي أصحابه أن يفهموا اللفظة من العلم بالكشف من القول، وكان ربما توقف بعضهم عن فهم ما يقوله، فينبو عنه، ويقول له: يا هذا أليس قد مضى في ذلك اليوم لنا شيء يشبه هذا، وو الله ما نعلم الى شيء يومي ولا كم بعد ذلك اليوم من يوم مجلسهما، ولعله أن يكون منذ ذلك اليوم الى وقتهما من الاصول والفروع ما لا يحيط بعلمه إلّا الله خالقهما. ومما نقله من خط ابن برهان قال أبو الفتح: وكان أبو علي رحمه الله كثيرا ما يروم إبراز الشيء الى لفظه وهو نصب عينه، ونجي فكره وساتر بينه وبين كل مرأي غيره، إلّا أنه مع ذلك معازله متأب عليه غير مسمح ولا منقاد معه، فان لم يكن إلّا آخذ عنه سهل المذهب سرحه، طيع الطبع سجحه «1» قد جاوده الى الأمد، وقاوده الى الخبار «2» والجدد «3» ، وفاتشه الأنقاب، وصحبه في كل أوب وباب، أجبلا «4» فلم ينبطا «5» ، وكان حري أن يحتذا ويختلطا، ثم كيف لنا بعد ساعة من ساعاته، ونفثة من رقياته، وعفا الله عنه فما أقل العوض في هذا السواد منه. قرأت بخط سعيد بن المبارك بن الدهان النحوي، ذكر أبو الفتح في النوادر، أن كتب أبي علي الفارسي احترقت بالبصرة في ربيع الاول سنة خمس وثلاثمائة بدار أبي الريان الأهوازي الكاتب، وكان قد اسكنه إياها، ولم يكن بالدار تلك الساعة، فلما علم جاء الى الدار فوقع من غلامه المفتاح وكان الخشب ساجا «6» فلم ينكسر، فصعدوا الى السطوح وكان للدرجة باب مغلق فلم ينفتح وقويت النار فحالت بينه وبين الكتب، وكان في الدار أثاث كثير لصاحبها، فغشي على الشيخ،

وحمل على الظهر الى دار أخرى لأبي الريان، فبقي يوما وليلة لا ينطق، وثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب إلّا العسير بالكراهية، وبقي واجما سنة لا يقرئ ولا يقرأ، وكان أبو الريان يخدمه ويسليه بكل ما يقدر عليه، وكانت الكتب أربعمائة مجلد، فأعطاه ثلاثمائة دينار مغربية «1» وأربعين حزمة كاغد، وكان يستحثه «2» ويقول له: الناس يقولون عنك صحفي لأنك عجزت عن العلم بعد مضي الكتب، وكان قد سلم له المجلد الاول من كتاب سيبويه لأنه كان معه، وكان لأبي الريان نسخة بخط السيرافي فوهبها له وعاد الى القراءة. قرأت في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري قال وحدثني الشيخ أبو العلاء (150- ظ) رحمه الله أن أبا علي كان صديقا لجده القاضي أبي الحسن سليمان ابن محمد، وكان صادقه بأنطاكية، ثم ان أبا علي مضى الى العراق وصار له جاه عظيم من الملك فنا خسرو، وأن بعض الناس وقعت له حاجة في العراق احتاج فيها الى كتاب من القاضي أبي الحسن سليمان الى أبي علي الفارسي، فلما وقف على الكتاب قال: اني نسيت الشام وأهله. قال: وكان أهل بغداد يقولون في زمانه لو عاش سيبويه لاحتاج اليه. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي الفارسي النحوي سمع علي بن الحسين بن معدان صاحب اسحاق بن راهوية، وكان عنده عنه جزء واحد حدثنا عنه الأزهري، والجوهري، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد، وعلي بن محمد بن الحسن المالكي، والقاضي أبو القاسم التنوخي ومن مصنفاته كتاب الايضاح في النحو وكتاب المقصور والممدود وكتاب الحجة في القرآن «3» . قرأت بخط أبي طاهر السلفي وأنبأنا به أبو القاسم بن الطفيل وابن رواحة وغيرهما قال: أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي روى عن أبي اسحاق الزجاج، وأبي بكر السراج، وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، وأبي الحسن

الأخفش ونظرائهم، وروى عن علي بن الحسين ابن عم اسحاق بن راهوية فوائد، روى عنه عبد السلام البصري ببغداد وعثمان بن جني بالموصل، وابنه العلاء بن عثمان بصور، وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد بمصر وأبو نصر الكسائي بأصبهان وقد روى عنه علي بن عيسى الربعي، وأبو محمد المدائني، وعبد الله بن خسرو وهلال بن ابراهيم الصابئ وأبو محمد الجوهري، ومن تواليفه كتاب الحجة وكتاب الايضاح وغيرهما. قرأت بخط بهاء الشرق أبي علي الحسن بن جعفر بن المتوكل الهاشمي، وأنبأنا به أبو الحسن بن المقير عنه قال: حدثني أبو الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الخطيب، قال: قيل انه دخل أبو علي الفارسي الى عضد الدولة وقد عزم على التوجه الى الأهواز، فقال: خار الله للملك في عزيمته وبلغه الأمل في طلبته أنشدنا شيخ لنا: (151- و) . ودعته حين لا تودعه ... نفس ولكنها تسير معه ثم تولى وفي الفؤاد له ... ضيق محل وفي الدموع معه فقال له: أحسن الله جزاء الشيخ وأطال بقاءه أنشدنا بعض أشياخنا: قالوا له قد سار أحبابه ... وبدلوه البعد بالقرب تالله ما سارت نوى ظاعن ... سار من العين الى القلب فقال أبو علي: أبت مكارم مولانا أن تخلي خادمها من فائدة. قلت وذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد الحراني في «كتاب روضة الأدباء» أن أبا علي دعا لعضد الدولة وقال: أيأذن مولانا في نقل هذين البيتين؟ فأذن له، فاستملاهما منه وكتبهما عنه. وذكر أبو عبد الله أيضا أن عضد الدولة عرض عليه أن يكون في صحبته، فقال: أنا من رجال الدعاء لا اللقاء فخار الله للملك في نهضته، وبارك له في عزيمته وجعل الفتح تجاءه والملائكة أنصاره، فقال له عضد الدولة: بارك الله فيك فاني أثق بطاعتك وأتيقن صفاء طويتك.

قرأت في تاريخ سيره إليّ بعض الهاشميين بحلب، جمع أبي غالب همام بن الفضل بن الهذب المعري، قال: وفيها يعني سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي النحوي ببغداد. وقرأت بخط القاضي أبي المحاسن المفضل بن محمد بن مسعر النحوي المعري في (151- ظ) كتابه الذي جمعه في أخبار النحويين قال: توفي- يعني- أبا علي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قال محمد بن أبي الفوارس: في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة توفي أبو علي الفسوي النحوي، ولم أسمع منه شيئا، وكان متهما بالاعتزال. وقال الخطيب: حدثني أحمد بن علي بن التوزي قال: توفي أبو علي الفارسي النحوي في يوم الاحد السابع عشر من شهر ربيع الاول سنة سبع وسبعين وثلاثمائة «1» . قرأت في ديوان شعر الشريف الرضي محمد بن الحسين العلوي قال: يرثي أبا علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي، وتوفي ليلة الاحد السابع عشر من شهر ربيع الاول سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ودفن بالشونيزيه عند قبر أبي بكر الرازي الفقيه، وكان قد نيف على التسعين. «2» . وقرأت بخط الحافظ السلفي، وذكر أنه نقله من خط علي بن عبد الملك بن الحسين بن عبد الملك الدبيقي: ومات أبو علي الفارسي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: ذكر وفاة بعض الشيوخ الذين أدركتهم، وكتبت عنهم، وسمعت منهم، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وفيها توفي أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفسوي الفارسي النحوي (152- و) .

الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني:

الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني: أبو القاسم الأديب، سمع بالمصيصة محمد بن عمر بن يحيى المقرئ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ووفد على سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وكان يغشى مجلسه، وكان أديبا فاضلا، شاعرا. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي وعبد الرحمن بن عمر الغزال في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثني أبو القاسم يعني الدهستاني «1» قال: حدثنا محمد ابن عمر بن يحيى المقرئ بالمصيصة قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا حجاج بن محمد قال أخبرنا شعبة عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه «2» . قال الحاكم سمعت أبا القاسم الزاهد يقول: رأيت في المنام منشدا هذا البيت: أتفرح بالأيام تمضي وتنقضي ... وعمرك فيها لا محالة تذهب قال: فلما استيقظت أضفت اليه بيتا آخر: عجبت لمختار الغنى وهو فقره ... وعامر دار وهو في الدار يخرب (152- ظ) قال الحاكم: وسمعت أبا القاسم يقول: كنا نختلف الى مجالس سيف الدولة بالشام، فكاد أن يقع في نفسي ما ليس من مذهبي فقلت: الدهر ساومني عمري فقلت له ... لا بعت عمري بالدنيا وما فيها ثم اشتراه تفاريقا بلا ثمن ... تبت يدا صفقه قد خاب شاريها ذلت صعاب المعاني لي فأدركها ... فهمي ونفسي أعيتني معانيها قال وأنشدني لنفسه في المحبرة:

الحسن بن أحمد بن علي بن المعلم:

له قلب زنديق ووجه موحد ... وآذان مرجئ وحلقوم مجبر وقسوة معشوق وذلة عاشق ... وظاهر كافور وباطن عنبر أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرني أبي أبو سعدة- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: في كتاب الانساب: وأبو القاسم الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني الاديب، كان أديبا فاضلا شاعرا بارعا، دخل بلاد الشام، وسمع بها بالمصيصة محمد بن عمر بن يحيى المقرئ سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال أبو القاسم الاديب الفقيه الزاهد «1» . وأنبأنا أبو بكر بن عمر وعبد الرحمن بن عمر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم الشحامي عن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبوي عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني أبو القاسم (153- و) الاديب الفقيه الزاهد، سمع الحديث بالعراقين والحجاز ومصر والشام، وكانت رحلته في التصوف وكان الامير أبو علي بن ناصر الدولة جالسه وتلمذ له، وتخرج به، ورد نيسابور غير مرة فلم يحدث، ثم سألته فحدث بنيسابور سنة احدى واثنتين وتسعين وثلاثمائة، وتوفي بقاين «2» في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. الحسن بن أحمد بن علي بن المعلم: أبو علي الحلبي، فقيه من فقهاء الشيعة، أديب شاعر متكلم، قرأ الفقه على أبي الصلاح الحلبي، واشتغل بعلم الأصول والادب وعلم العرب، وصنف للشيعة كتابين أحدهما يعرف «بالتاجي» والآخر يعرف «بمعالم الدين» وله كتاب في الأصول شرح فيه «الملخص» «3» ، ولازم المسجد الجامع بحلب، وقرأ عليه

الحلبيون الفقه والأدب، وكان له شعر جيد فصيح ورسائل حسنة، وكتب في صباه لسبكتكين مملوك أمير الجيوش الدزبري، وكان ولاه مولاه قلعة حلب حين ملكها- أعني سبكتكين- وكان مولد أبي علي الحلبي بمعرة النعمان في حدود الأربعمائة قبلها، وانتقل مع أبيه الى حلب، قرأ عليه الأدب جد أبي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، والوزير أبو نصر بن النحاس، وقرأ عليه الفقه والأصول أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد الخفاجي الحلبي، وإيّاه عنى أبو محمد بقوله في القصيدة، التي كتبها من القسطنطينية يعتب فيها أهله وأصدقاءه: وأقر السلام على الفقيه وقل له ... وهو العتاد لدفع كل ملمة حاشاك أن تصف الوداد وأهله ... ويكون حبك كله بالقوة ما كان ضرك لو بعثت تحية ... وكتبت خمسة أسطر في رقعة (153- ظ) أبمثل هذا يخصب البستان ... أو يزداد حسن الدار في السهلية «1» السهلية محلة من محال حلب، كانت دار أبي علي بها، والبستان هو بستان الميدان خارج باب قنسرين، وكان قد مدح أبو علي بن المعلم سديد الدولة بن الرعباني بقصيدة حسنة أولها: دعاني فتلك الدار دار بعيدها ... أراجع أشواقي لها وأعيدها فكان ثواب أبي علي من سديد الدولة أن ينجز توقيعا من صاحب حلب معز الدولة ثمال بن صالح صاحب حلب ببستان الميدان هذا المذكور، وأبيات الخفاجي أنشدنا إياها الخطيب أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن هاشم قال: أنشدني أبي هاشم قال: أنشدني أبي أحمد قال: أنشدني أبو محمد الخفاجي ان لم أكن سمعتها منه. وقرأت بخط أبي البيان نبأ بن محفوظ الأديب الدمشقي، وذكر أنه نقله من

نسخة نقلت من خط عبد الودود بن عيسى النحوي من شعر أبي محمد الخفاجي، وعليها بخط عبد الودود النحوي عند ذكر أبيات أبي محمد عند قوله: «وأقر السلام على الفقيه» الى آخر الابيات الاربعة. هذا هو الشيخ الفاضل أبو علي المعروف بابن المعلم ولم يكن فقيها فقط، لكن كان ذا فضائل، من جملتها شعر وكتابة وهو ممن يتجمل به الشيعة. قرأت بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة في أول جزء يتضمن قصائد وأقطاعا من شعر (154- و) أبي علي بن المعلم: ولد بمعرة النعمان وانتقل أبوه الى حلب وهو معه، ولزم المسجد الجامع، وقرأ علم الاصول ومذهب أهل البيت عليهم السلام، والأدب وعلم العرب، فمال اليه الناس، وأحبوه لواضح طريقته، وتنقلت به الحال وكتب لسبكتكين في عنفوان شبابه، ثم انتقل الى اللزوم للجامع. قرأت بخط أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ في كتابه الذي علقه للرشيد بن الرشيد، وأنبأنا به أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر عنه، قال: ومن شعراء الشام الفقيه أبو علي الحسن بن أحمد المعلم، ولد بمعرة النعمان، وانتقل أبوه الى حلب وهو معه، ولزم الجامع وقرأ علم الأصول، ومذهب أهل البيت عليهم السلام، والأدب وعلم العرب، وتنقلت به الحال ثم لزم الجامع. قرأت بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي في شعر جد جدي أبي الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة الذي رواه عنه أبياتا كتبها الى الفقيه أبي علي بن المعلم في غرض له، وأخبرنا بها المؤيد بن محمد بن علي بن الحسن الطوسي كتابة، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أنشدنا القاضي أبو الفضل هبة الله بن أبي جرادة، وكتبها الى أبي علي بن المعلم يستنهضه في ولده أبي غانم محمد، وكان يعلمه الادب: أبا علي هو الدهر الخؤون وما ... يحظى بجدواه إلا الجاهل الغمر ولست أنكر إن عريّت من نشب ... وقد أطافت بك الآداب والفقر (154- ظ)

كالطود لا يرتقي يوما أعاليه ... سيل وإن كان محفوفا به الزهر أغناك فضلك عن مال تجمعه ... لقد تنوّق في تعويضك القدر من كل قافية فالنجم سائرة ... ما عاق إدلاجها أين «1» ولا ضجر نتاج فكر حلا مما يقسمه ... كأن ألفاظها من حسنها درر تطوّف الأرض من سهل الى جبل ... حتى لقد مل من تطوافها السفر أو خطبة لضروب العلم جامعة ... وللفصاحة في تأليفها أثر جعلتها حجة للدين قاهرة ... لمعشر أظهروا ضد الذي ستروا غلو النفاق ولولا الخوف كان لهم ... الى التظاهر إسراع ومبتدر تحيى القلوب بذكر بها إذا تليت ... كالأرض أحيت بها العرّاصة «2» الهمر أغنى كلامك عن عبد الحميد «3» كما ... أغنى عن النجم يستضوي به القمر تقوم كتبك في إصلاح منحرف ... ما لا تقوم به الخطية السمر كم موقف لك في القرآن قد شهدت ... به المحاريب والآيات والسور ومن يد لك لم تقصد به عوضا ... ولا تخللها منّ ولا كدر أسديتها طلبا للأجر في نفر ... فبعضهم شكروا وبعضهم كفروا حقا فما أنت إلا روضة أنف ... وما لسانك إلا الصارم الذكر ومن يجاريك يكبو دون مطلبه ... أنّى يساوى الحضيض الأنجم الزهر أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وغيره عن أبي المظفر أسامة (155- و) ابن مرشد بن علي بن منقذ في ما اختاره من شعر أبي علي بن المعلم وكتبه للرشيد بن الزبير، ووقع إلي أيضا في جزء من شعر أبي علي بن المعلم بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة: خذ من زمانك واغتنم إمكانه ... ودع التعلل والأماني جانبا واصبر لأحكام الزمان فانها ... نوب تجيء نوائبا ومواهبا

ماذا أفدت بما جمعت وما الذي ... أغناك صنعك أن بكيت الذاهبا فتعمد الحسنى ومال على التقى ... وسم النجاة وكن مجدّا طالبا ما مر مرّ وما تبقى فرصة ... وهي الليالي تستجد مذاهبا قد أنذرتك الحادثات وبصّرت ... وأرتك فيك من الزمان عجائبا حالا تحول وعيشة مربوبة ... ونوى تشط وشعر فود شائبا فعلام تختال الليالي ضلّة ... وتعد أحكام الوجود نوائبا؟ فتغنم الأيام غير مراجع أسفا ... ولا مبق لديك مآربا قالا: وكان له صديقان توفيا في يوم واحد فقال فيهما: تقاسما العيش رغدا والردى رنقا «1» ... وما علمت المنايا قبل تقتسم وحافظا الودّ حتى في حمامهما ... وقلّ ما في المنايا تحفظ الذمم نقلت من خط الرئيس حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي «2» لأبي علي بن المعلم: ومن عجب أني عليك محسّد ... وأني على دعوى هواك ملام (155- ظ) ولم تسلني الأيام عنك بمرّها ... ولا كفّ من وجد عليك ملام غرام على عهد الصبي والى النهى ... وشوق على شيب العذار غلام حلوم توقاها الهوى وبقية من ... الصبر عفاها جوى وغرام ويستام رشدي فيك لو كنت واجدا ... سبيلا الى ما في هواك أسام وقرأت بخط حمدان بن عبد الرحيم في تعليق له لأبي علي الحسن بن أحمد بن المعلم الحلبي: استأثر الحسنى بعزم صادق ... وإذا قدرت فعلت فعل الجاهل لا العلم رادعي الغداة ولا التقى ... أبدا قرين الإثم حلف الباطل أتبصر الأمر الجلي وأنثني عنه ... بصورة جاهل أو غافل

وألوم إن بخل الصحاب وإنني ... من بينهم نفس الضنين الباخل يا للرجال وللطباع تحكمت ... فتملكت قود اللبيب العاقل فدع التعلل واقتبلها عزمة ... فالسيف يقطع عند قصد الحامل وتعمّد الصنع الجميع مواصلا ... عمل العليم به وعلم العامل لا عذر إن أنصفت نفسك جاهدا ... وطلبت واضحة الطريق السابل وقرأت بخطه لأبي علي أيضا: أما غرامي فهو حيث ترينه من ... سقم جسمي واختلاف عوائدي أصبو لعارضة النسيم وأنثني ... ظمآن أشرق بالزلال البارد وعجبت من ليلي وزعمي طوله ... عجب الخلي من المعنّى الواجد (156- و) ما طال ليلي فيك لكن خالفت ... حال المسهّد فيه حال الراقد وقع إليّ بخط بعض الحلبيين كراسة من شعر أبي علي بن المعلم، فاخترت منها قوله، وكتب به الى الشيخ أبي محمد عبد الله بن سنان الخفاجي يعاتبه: يا صاحبي وما عرفت مصاحبا ... إلا قضية دهره تتقلب أما نظرت نظرت صوب غمامة ... وإذا انتجعت حيا فبرق خلّب كالروضة الغناء عاقرها الندى ... وإذا ظللت به فقفر سبسب لا للجميل ولا لدفع ملمة ... يوما ولا لسماع شكوى تقرب لا تذكرن لي الصديق فإنه ... قول يقال ومذهب مستغرب عزت مطالبه فأعوز نيله ... إلا منى من ضلة تتطلب وإذا جهلت الناس لم أك ... جاهلا نفسي ولا من حالها استعصب عجماء عن فهم الجميل وإنها ... عجماء تعرب في القبيح وتغرب ومريضة الآراء طوع ضلالها ... لا ترعوي جهلا ولا تستعتب واخ على حكم الصفاء اتخذته ... للأمر عرف «1» لليالي يعزب «2»

ضاقت عن الحسنى عوارف طوله ... وثناه طوع هواه قلب قلّب تبع الليالي شيمة وخليقة ... وعلى مذاهبها يجيء ويذهب متمرض طوع الحفيظة عاتب ... ما بتّ من هفواته أتعتب أضحي أسير هواه وهو طليقه ... وأجدّ وهو بوده متطرب (156- ظ) وإذا هززت هززت من لا يرعوي ... وإذا عتبت عتبت من لا يعتب أحنو عليه بعزة مأثورة ... عندي وعاطفة ترق وتعذب فإذا جفا واصلته وإذا هفا ... أوجدته أني المسيء المذنب هذي لعمرك يا أخي سجية ... فينا ودين للزمان ومذهب فاعدل إذا جار الزمان وكن ... على حكم البصيرة عاذرا من تصحب وسم الصديق مسام نفسك واقتصد ... فالأمر مرّ وأيسر والمنية أقرب ما أجهل الأقوام جدوا في السرى ... طلبا لمن لا يستبان فيطلب وأقل توفيق الفتى مع طوله ... لا مورد عذب ولا مستعذب فإذا عجبت من الزمان وأهله ... فانظر بأمرك فالقضية أعجب تدعو الى الحسنى وأنت مجانب ... أبدا لها ولأهلها تتجنب فاعذر أخاك وكن بما هذبته ... ورجوت صالحه به يتهذب سيان ما أصبحتما تريانه ... شرّقت وهو على هواه مغرب ومن شعره أيضا: خليلي هل ماء العذيب كعهده ... برود وهل ظلال الأراك عليل وكيف أغالي الرمل منذ تقابلت ... تمر عليه شمأل وقبول «1» فقد طال عهدي بالديار وأهلها ... فعهدي وليلى والسقام طويل فقا تعلما صوب الغمام فإنني ... أميل مع الأشواق حيث تميل (157- و) ولا تنكرا أن الديار تنكرت ... فللشوق فيها والنزاع دليل

رسوم تبقاها البلى لصبابة ... تراجع فيها أو يبل غليل مواثل قد عرّى الزمان عراصها ... فما يختفي سقم بها ونحول فيا ساكني أرض الحمى إن جوّه ... رطيب وإن الريح فيه بليل فما لعيون تجتليه مريضة ... وما لفؤاد بطيبة عليل وما لدموع العاشقين تجوده ... وأقذاؤها طوع الغرام محول وما نقلته من الجزء المذكور من شعره: علاقة تستجد الشوق عارضة ... وصبوة تستزل الحلم والرشدا ظللت منها على علم وبينة ... أرى الغواية رشدا والضلال هدا ومن شعره أيضا منه: أهجرا وقد مالت بكم غربة النوى ... وبات غراب البين للبين يتعب دعوا للنوى هجرانكم وتجنبوا ... مع القرب منكم أن يكون تجنب وقال وقد سار معز الدولة ثمال بن صالح الى مصر ثم عاد الى حلب: مضيت وخلفت المطامع جمة ... تفيض وأنباء الأماني طواميا وأقبلت إقبال السحاب تبسمت ... بوارقه ثم انثنين بواكيا فما كان ذاك العيش إلا تعلة ... ولا كانت الأيام إلا لياليا ولما استبان الرأي فيها إمامها ... ولم ير في كف الحوادث كافيا أعاد الى الطرف المسهد غمضه ... ورد على مرضى البلاد العواقبا كان أبو علي بن المعلم حيا في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة فإن معز الدولة ثمالا عاد الى حلب من مصر في هذه السنة «1» ، فقد توفي بعد ذلك. وقع الي رسالة للوزير أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الحلبي، كتبها

الحسن بن احمد بن محمد بن ابراهيم الحلبي:

الى أبي طاهر محمد بن الحسن المعروف بالجدي وذكر فيها أبا علي بن المعلم، وقال بعد ذكره: وعلى ذكره نضر الله وجهه، فعند الله يحتسب ذلك الشيخ الجامع لأشتات الفضائل، وضرائر المحاسن، فلقد كان أثبت شيوخ زمانه فهما، وان لم يفتهم علما وأقواهم تصورا ونفسا وان أوفوا عليه مطالعة ودرسا، وأنىّ لأخوانه الغابرين بعده، الذين لا بد أن يردوا، وان أنظرهم الأجل ورده مثله، ولا مثل له، طيب معاشره، وحسن مذاكرة وحفظا للغيب ومثابرة على ستر العيب: سقاه ولولا دينه وعفافه ... لقلت شآبيب الشرب المشعشع الحسن بن احمد بن محمد بن ابراهيم الحلبي: المعروف والده بالعريف الصناديقي، كان ينزل بسوق الصناديقيين «1» بحلب، وسمع يحيى بن الحسين بن محمد بن الربيع بن سنان الخفاجي، وصالح بن جعفر ابن عبد الوهاب العباسي القاضي (158- و) الحلبيين وحدث بشيء يسير، سمع منه الشيخ الفقيه مشرق بن عبد الله العابد الحنفي، والحسن بن داود بن بابشاذ، والحسين بن الحسن الطرسوسي وغيرهم، وتوفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة أو بعدها فانه حدث في هذه السنة. الحسن بن أحمد بن المؤمل أبو محمد الكفرطابي: ذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في تاريخ دمشق، بما أنبأنا به القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: الحسن بن أحمد ابن المؤمل أبو محمد بن الكفرطابي، له ذكر، توفي أبو محمد بن الكفرطابي، فيما بلغني، في الثلث من ليلة الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت في رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة. «2» . حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي: أبو علي الصوفي منسوب الى أوه «3» ، شيخ صالح ورع تقي مجتهد في العبادة

اجتمعت به في البيت المقدس، وشاهدت منه وليا من أولياء الله تعالى، قد أجمع الناس كلهم قاطبة على خيره وصلاحه، صائم النهار قائم الليل، قد أثرت العبادة وقيام الليل في بدنه، نحيل البدن مصفر اللون، ذابل الشفتين، منقطع الى الله مستغن عن الناس، معرض عن الدنيا وزخرفها، دخل الشام ومر بحلب مجتازا في طريقه الى الديار المصرية في سنة سبعين وخمسمائة في دولة الملك الصالح اسماعيل ابن محمود بن زنكي، وأقام بالاسكندرية، وصحب بها الحافظ أبا طاهر السلفي وخدمه، وسمع (158- ظ) منه الكثير، وسمع من غيره من شيوخ الاسكندرية، مثل أبي الجيوش عساكر بن علي بن نصر المقرئ، وأبي المحاسن المشرف بن مؤيد ابن علي الهمداني وغيرهم، وكان سمع بمكة أبا الفضل يونس بن محمد بندار، ورابط بعد ذلك بعكا مدة، ونزل بالخضراء وهي دويرة بناها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بعسقلان، ووقف بها الاجزاء التي سمعها، وأقام بها الى أن خربت، فانتقل الى البيت المقدس، ولزم المسجد الأقصى، وأقام بدويرة الصوفية التي قبلي المسجد الى جانب المحراب، وانقطع الى الله تعالى الى أن سلم البيت المقدس الى الفرنج في سنة ست وعشرين «1» ، وانتقل منه الناس، فلم يبرح مكانه، ولزم موضعه ذلك وعبادته الى أن أدركه أجله رحمه الله، قرأت عليه الكثير من مسموعاته مدة مقامي بالبيت المقدس، وكان والدي رحمه الله يحضر معي مجلس السماع بالمسجد، وذلك في سنة تسع وستمائة، وكانت تعجبه قراءتي الحديث، أول ما حضرت عنده وطلبت السماع منه: قال لي: هاهنا من يحدث غيري فأعدت الطلب منه، فأخرج إلي جزءا، فلما قرأته مال الي وأخرج الي جميع ما كان عنده من مسموعاته، وتطفل «2» بذلك وكان يجتمع معي جمع وافر للسماع منه رحمه الله. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني بالاسكندرية قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي رئيس أصبهان قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي قال: أخبرنا عبد الله بن يعقوب

الكرماني قال: حدثنا بحر بن بحر الكرماني قال: حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انكم اليوم على دين، واني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا القهقري بعدي «1» . أخبرنا أبو علي الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر الحافظ قال: أخبرنا الشيخان: أبو الفتح محمد بن عبد الواحد بن علي الوكيل وعمر بن محمد بن علكوية الزاهد قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل- املاء- قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا هرون قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا محمد ابن هلال عن أبيه قال: قال أبو هريرة وهو يحدثنا: كان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في المسجد يحدثنا، واذا قام قمنا قياما حتى نريه قد دخل بعض بيوت أزواجه، قال: فحدثنا يوما فقمنا حتى قام، فنظر الى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته، قال: أبو هريرة: وكان رداؤه خشنا، فالتفت الى الاعرابي فقال له الاعرابي: احمل لي على بعيري هذين فانك لا تحمل من مالك ولا من مال أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا واستغفر الله ثلاثا حتى تقيدني في جبذتك التي جبذتني، قال: فكل ذلك يقول له الاعرابي: لا والله لا أقيدكها، قال: فالتفت النبي صلى الله عليه (159- ظ) وسلم الينا، ونحن مثل الخيل سراعا كلنا نبادر الأعرابي أن نأخذه، فقال: عزمت على كل رجل سمع صوتي وقولي أن لا يبرح مقامه حتى آذن له، فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه، فقال: لا تعجل يا أبا حفص، ثم دعا رجلا فقال: احمل له على بعيريه هذين، على بعير شعيرا وعلى بعير تمرا، ثم التفت الينا فقال: انصرفوا على بركة الله عز وجل «2» أخبرنا حسن بن أحمد قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر قال: قرأت علي أبي علي الحسن بن حمزة بن محمد بن علي الحجالي، بالكوفة سنة ثمان وتسعين وأربعمائة عن أبي الحسين محمد بن علي بن خشيش التميمي المقرئ قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي

حكمة التمار قال: حدثنا محمد بن عمران قال: حدثنا أحمد بن أبي سليم، عن الحسن البصري أنه قال ذات يوم لجلسائه: يا معشر الشيوخ ما ينتظر بالزرع اذا بلغ؟ قالوا: الحصاد، قال: يا معشر الشباب ان الزرع قد تدركه العاهة قبل أن يبلغ أخبرنا حسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفضل يونس بن محمد بن بندار السيسي بمكة قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الواحد بن الفضل بن محمد الفارمذي رحمه الله قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن عبد الله الطوسي قال: أخبرنا الشيخان أبو منصور بن طاهر بن العباس، وأبو حفص عمر بن الخضر بن محمد الثمانيني قالا: أخبرنا أبو الحسن المغيرة بن عمرو (160- و) بن الوليد قال: حدثنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن ابراهيم الجندي قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن مالك بن دينار قال: بينا أنا أطوف ذات ليلة، اذا أنا بجويرية صغيرة تطوف بالبيت، وهي تقول: يا رب كم من شهوة قد ذهبت لذتها، وبقيت تبعنها، يا رب ما كان لك عقوبة ولا أدب إلّا بالنار؟! قال مالك: فلم يزل ذلك حالي وحالها حتى طلع الفجر، قال مالك: ثم وضعت يدي على رأسي فقلت: ثكلتك أمك يا مالك، جويرية صغيرة غلبتك منذ الليلة! أنشدنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا الفقيه أبو الجيوش عساكر بن علي بن نصر المقرئ قال: أنشدني الشيخ أبو الحسين عبد الكريم التكلي رحمه الله قال: أنشدني الصقلي بالاسكندرية من شعره لنفسه: مزرفن «1» الصدغ يسطو لحظة غلبنا ... بالخلق جذلان ان يشكو الهوى ضحكا لا تعبثن بورد فوق وجنة ... فانما نصبته عينه شركا توفي أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالبيت المقدس، في ليلة الجمعة عاشر صفر سنة ثلاثين وستمائة. أخبرني بذلك أبو عبد الله محمد بن يوسف

الحسن بن أحمد بن أبي الحسين:

البرزالي الاشبيلي، ودفن بمقابر ماملا ظاهر القدس الشريف، وزرت قبره بمقبرة دفن فيها الشيخ ربيع بن محمود المارديني وغيره من الصالحين (160- ظ) حين توجهت الى الديار المصرية رسولا في سنة سبع وثلاثين وستمائة. الحسن بن أحمد بن أبي الحسين: أبو علي الكاتب الديباجي المصري، أصله من طرابلس، وولد بالديار المصرية ونشأ بها، واشتغل بالادب والعربية والكتابة، ونظم الشعر، وكان يكتب كتابة حسنة خطا ولفظا، وكتب الانشاء للملك الكامل أبي المعالي محمد بن بكر بن أيوب، وحظي عنده، وعلت منزلته، واعتمد عليه في أمر دولته، وكان سديدا عاقلا ذا رأى وسداد، ونباهة ورئاسة، ورد حلب رسولا الى الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، روى عنه ولده أبو عبد الله محمد بن الحسن الديباجي شيئا من شعره. أنشدنا أبو السعادات المبارك بن حمدان المعروف بابن المرحل قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن الديباجي قال: سمعت والدي ينشد لنفسه، وكان جالسا بين يدي الأسعد بن مماتي يلتمس منه توقيعا براتب له، فقال يخاطبه: أثل «1» وأثر في الانام مآثرا ... تبقى على الأيام موثر شرحها وافتح دواتك لي ووقع إننى ... أتوقع النصر القريب بفتحها قال: ومن شعره أيضا يمدح شرف الدين بن الأشرف بن الجبان من قصيدة أولها: (161- و) . أما وسحر المقل ... وحسن ذاك الكحل وورد خديه الذي ... صاغته أيدي الخجل وما حوى ثغرك من ... ذاك الرحيق السلسل لأخدعن في هواك ... رقية للعّذّل أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري قال:

الحسن بن احمد البالسي:

في ذكر من مات سنة سبع عشرة وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي ليلة الثامن والعشرين من رجب توفي القاضي الأجل، أبو علي الحسن بن أبي المكارم أحمد بن أبي الحسين، المنعوت بالموفق ابن الديباجي، الكاتب بدمشق، وكان فاضلا متأدبا وكتب الخط الحسن، وكتب في ديوان الانشاء الكاملي مدة، وتوجه رسولا الى الشرق وعاد فأدركه أجله بدمشق، وله شعر، ورأيته، ولم يتفق لي السماع منه وكتبت شيئا من شعره عمن سمعه منه «1» . كان قد بلغني أن الحسن بن أحمد الديباجي الكاتب توفي بدمشق في شهر رجب سنة سبع عشرة وستمائة أخبرني بذلك أبو السعادات بن المرحل، عن ولده أبي عبد الله محمد قال: وكان الملك الكامل يعتمد عليه في مهمات الامور، فحسده على مكانته الوزير يومئذ، وهو الصفي أبو محمد عبد الله (161- ظ) بن علي بن شكر الدميري ودس اليه من سقاه سما فقتله في التاريخ. الحسن بن احمد البالسي: حدث عن أبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، وعبيد بن أسباط، وفرج ابن جبير، وروى عنه أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، فان لم يكن أبا طاهر ابن فيل فهو غيره. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى الحكاك- اجازة قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله ابن سعيد بن حاتم الوائلي قال: أخبرنا الحسن بن بقاء بن محمد الهمداني قال: أخبرنا الحسن بن الحسين بن بندار أبو بكر قال: أخبرنا الحسن بن أحمد البالسي قال: حدثنا محمد بن ابراهيم، وهو أبو أمية، قال: حدثنا محمد بن سابق قال: حدثنا سعر، عن أبي قيس عبد الرحمن بن مروان، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود الانصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه- يعني- حديثا ذكره وهو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن

الحسن بن أحمد أبو أحمد الامام:

في ليلة، فكبر ذلك في أنفسهم، فقال: «قل هو الله أحد- الله الصمد» . ثلث القرآن «1» . الحسن بن أحمد أبو أحمد الامام: سمع بحلب أبا محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الامام الحلبي، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن هرون الرشيدي. روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح. (162- و) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر ابن أبي محمد البسطامي قال: حدثنا أبو الفتح عبد السلام بن أحمد بن اسماعيل يعرف ببكيرة، ح. وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء بحلب- وأبو عبد الله الحسن بن المبارك الزبيدي، بمكة، قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى ابن شعيب السجزي قالا: أخبرنا أبو عاصم الفضل بن يحيى بن الفضل الفضيلي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح قال: حدثنا أبو أحمد الامام- يعني- الحسن بن أحمد قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الامام، بحلب، قال: حدثنا سليمان بن سيف قال: حدثنا سعيد بن سلام قال: حدثنا عمر بن محمد عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم لا إله الّا الله، ولا قوة إلّا بالله «2» . الحسن بن أحمد التنوخي: أنشد عن وهب بن ناجية المري انشادا بحلب، رواه عنه أبو القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي. أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو محمد

الحسن بن أحمد المعري:

جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا أبو القاسم المحسن بن حمزة (162- ظ) ابن عبد الله الوراق قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن جعفر الدبيلي قال: أنشدنا ابن عبدوس قال: أنشدني الحسن بن أحمد التنوخي بحلب قال: أنشدني وهب بن ناجية المري: كن لما لا ترجو من الأمر أرجى ... منك يوما لما له أنت راج ان موسى مضى ليقبس نارا ... من ضياء رآه والليل داج فأتى أهله وقد كلم الله ... وناجاه وهو خير مناج «1» وكذا الأمر ربما ضاق بالمرء ... فتتلوه سرعة الانفراج الحسن بن أحمد المعري: الشاعر المعروف بالوامق، وقرأت بخطه على ظهر قصيدة من شعره: الوامقي هو شاعر من أهل معرة النعمان حسن الشعر. رأيت بخط أبي العلاء المحسن بن أبي الندى المعري في خبر ذكر فيه جماعة شعراء المعرة فقال في ذكره: الوامق شاعر خليع متهتك، سهل الألفاظ بالمرة. أخبرني شهاب الدين أحمد بن مدرك بن سعيد بن مدرك بن علي بن سليمان، أبو المعالي قاضي معرة النعمان يأثره عن المعريين، قالوا: كان الناظر والوامق ابن الدويدة أضافوا قاضي حمص، فأنزلهم بحمص بمكان يختص به، وأمر من يأتيهم بما يستدعونه من الضيافة، فأحضر لهم ما طلبوه حتى الشراب، وأحضر لهم فرشا (163- و) ناموا فيها، فبالوا في الفرش، وأصبحوا خجلين من القاضي أن يبلغه ذلك فأنشأ الناظر فقال: لا تلمنا ولم شرابك واصفح ... يا معري من كل عيب ونقص فقال الوامق: أنت أصل الفساد والذنب ... للخياط عند التفصيل لا للمقص فقال ابن الدويدة:

واذا نحن في الحقائق عدنا ... فهي خمر ونحن في أرض حمص وأخبرني غير قاضي المعرة من المعريين، أن قاضي حمص حضر عندهم، وهم على تلك الحال ليشاهد أدبهم، فحملهم السكر على أن كلموه بكلام قبيح، فعملوا هذه الأبيات اعتذارا اليه والله أعلم. وقيل ان قاضي حمص المشار اليه هو ابن مهدي وقد ذكرنا ذلك بإسناد آخر في ترجمة أبي الحسين أحمد بن محمد بن الدويدة. وقعت إليّ أبيات بخط الوامق من شعره، كتب بها الى أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله المعري، قاضي معرة النعمان، يستشفع به الى عبد العزيز بن علي كاتب الامير ابن جبهان، وقد اطلق له ابن جبهان غلّة، فمطله عبد العزيز الكاتب: يا حاكما أيامنا مشرقة منذ ولي يا قاضيا ألفاظه تفعل فعل الأسل لي صلة ما وصلت قد ضاق فيها حيلي (163- ظ) جاد ابن جبهان بها أكرم أهل الدول فانظر إليّ نظرة تكشف عني غللي صدق ظنوني كلها فيك وحقق أملي اليك أشكو المطل من عبد العزيز بن علي أريد ما صاحبه بخطه وقع لي اذا اغتدا ممتثلا لأمرك الممتثل فوص للكيال بي وصاة شهم بطل كذا بخطه وينبغي أن يكون: «فوصّ لي الكيال بي» . في هزه قرطاله والرد حتى يمتلي القرطال: الكيل وقل له ان الوفا في الكيل خير العمل

الحسن بن أحمد أبو علي السامي:

وسل جرّيا بعده يسمح لي بالجمل فلم يزل محسنا وهكذا لم تزل دعائي أن تبقى وأن تمنح طول الأجل. الحسن بن أحمد أبو علي السامي: شاعر أظن أنه من أهل حلب، أو من أهل معرة النعمان، سمع بحلب أبا الحسين أحمد بن علي بن أبي أسامة الحلبي في سنة ست وأربعمائة، وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن سعد النحوي الحلبي بها أيضا. (164- و) . الحسن بن أحمد المهلبي العزيزي: رجل فاضل كان متصلا بالعزيز الفاطمي، المستولي على مصر، ووضع له كتاب المسالك والممالك- العزيزي- وهو كتاب حسن في فنه، يوجد فيه ما لا يوجد في غيره من أخبار البلاد وفتوحها وخواصها، ذكر في كتابه هذا أنه دخل حلب، ولحق بقية من ولد صالح بن علي، يقال لهم بنو القلندر، وأنه شاهد لهم نعما ضخمة ورأى لهم منازل في النهاية السرو «1» . قلت: وهؤلاء بنو القلندر كانت منازلهم بحلب بالقرب من باب قنسرين، والرحبة من مدينة حلب حرسها الله تعالى. ذكر من اسم أبيه اسحاق ممن اسمه الحسن: الحسن بن اسحاق بن ابراهيم بن زيد: أبو محمد المعدل، دخل الشام وسمع بمنبج أحمد بن يوسف بن اسحاق المنبجي وببيت المقدس الفضل بن مهاجر، وروى عن محمد بن سعيد البرجمي، وعمر بن سهل، روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ. أخبرنا يوسف بن خليل بن عبد الله اجازة قال: أخبرنا مسعود بن الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد

الحسن بن اسحاق بن ابراهيم بن زيد قال: حدثنا الفضل بن مهاجر، ببيت المقدس، قال: حدثنا مسعود بن محمد بن مسعود قال: حدثنا يزيد بن موهب قال (164- ظ) حدثنا أبو حازم الزاهد عن سفيان الثوري، عن ابراهيم الهجري، عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على كل مسلم في كل يوم صدقة، قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: السلام على المسلم صدقة وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة، واماطتك الأذى على الطريق صدقة، وعونك الضعيف صدقة «1» . وقال أبو نعيم الحسن بن ابراهيم بن زيد أبو محمد المعدل، توفي غرة ذي الحجة من سنة سبعين وثلاثمائة، حدث عن الشاميين والعراقيين، كثير الحديث صاحب أصول واتقان «2» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: الحسن بن اسحاق بن ابراهيم بن زيد، أبو محمد الأصبهاني، المعدل، رحال سمع الفضل بن المهاجر ببيت المقدس، ومحمد بن سعيد البرجمي بحمص، وعمر بن سهل، واجتاز بدمشق أو بساحلها، روى عنه أبو نعيم الأصبهاني «3» . (165- و)

الحسن بن اسحاق بن بلبل:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحسن بن اسحاق بن بلبل: أبو سعيد النيسابوري، ثم المعري قاضي معرة النعمان، أصله من نيسابور، وقدم معرة النعمان وتولى بها القضاء، وحدث بها. سمع بحلب عبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي، وبحماة أبا المغيث محمد بن عبد الله بن العباس البهراني، وبمصر أبا عبد الله محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا جعفر الطحاوي، وأبا الحسن بسام ابن أحمد المعافري، وببيت المقدس أبا عبد الله محمد بن أيوب بن مشكان، وبدمشق أبا محمد عبد الرحمن بن اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل الضامدي، وأبا بكر محمد ابن خريم، وأبا الحسن محمد بن عون بن الحسن بن عون الوحيدي، وأبا عبد الله محمد بن شيبة بن الوليد، وبالكوفة أحمد بن علي الخلال، وبالري أبا جعفر أحمد ابن محمد بن سليمان القطان. وحدث عنهم وعن أبي سليمان محمد بن يحيى بن المنذر، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي الخير وقاد بن الحسين بن عقبة الكلابي الرقي، وأبي الحسين مسبح ابن حاتم وأبي ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني، وأبي محمد القاسم ابن عباد، وأبي بكر موسى بن اسحاق ابن موسى الأنصاري القاضي، وأبي عبد الله محمد بن أيوب بن الضريس الرازي، وأبي عبد الله محمد بن زكريا الغلابي، والسري بن سهل ومطين. روت عنه ابنته أم سلمة آمنة بنت الحسن، وأبو الحسن علي بن محمد بن (166- و) الطيوري الحلبي، والقاضي أبو محمد عبد الله بن سليمان بن محمد

المعري، والد أبي العلاء، وأبو الحسين علي بن المهذب بن محمد بن همام بن عامر التنوخي، وأبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد بن روح، ومحمد بن عمر بن سماك بن حبيش، ومحمد بن مسعر بن محمد المعريون، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان القطان الحافظ، وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن ذكوان البعلبكي، وله كتاب مصنف في الرد على الإمام الشافعي، وبيان ما خالف فيه القرآن، وكان يذهب الى رأي الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه. أخبرنا المؤيد بن محمد بن علي النيسابوري في كتابه إليّ منها، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة قال: حدثني أبو الفضل أحمد ابن علي بن عبد اللطيف المعري- املاء بحلب- قال: حدثنا الشيخ أبو العلاء أحمد ابن عبد الله بن سليمان التنوخي قال: حدثتنا جدتي أم سلمة ابنة الحسن بن اسحاق ابن بلبل القاضي قالت: حدثني أبي أبو سعيد الحسن بن اسحاق- بقراءته علي من لفظه- قال: حدثنا أبو عبد الله السوانيطي محمد بن أحمد بن موسى بمصر قال: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية القرشي قال: حدثنا روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه أعز من ثلاثة: أخ يستأنس به، أو سنة يعمل بها، أو درهم «1» حلال. (166- ظ) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البيان محمد بن عبد الرزاق ابن أبي حصين التنوخي قال: حدثنا أبي أبو غانم عبد الرزاق بن عبد الله قال: حدثني أبي أبو حصين عبد الله بن المحسن بن عمرو التنوخي قال: حدثتني جدتي أم سلمة ابنة القاضي الحسن بن اسحاق بن بلبل قالت: حدثني أبي الحسن فذكر الحديث باسناده مثله. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله قال: أخبرنا جدي الحسن بن أحمد قال: أخبرنا

أبو طاهر الحسين بن محمد بن الحسين الأيلي، امام جامع دمشق، قال: حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن ذكوان البعلبكي قال: أخبرنا الحسن بن اسحاق بن بلبل قال: حدثنا السري بن سهل قال: حدثنا عبد الله بن رشيد قال: حدثنا مجاعة بن الزبير، عن قتادة، عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اشتاق الى الجنة سارع الى الخيرات، ومن أشفق من النار لها عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات «1» . أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: الحسن بن اسحاق بن بلبل أبو سعيد المعري القاضي، سمع بدمشق: أبا بكر محمد بن خزيم، وأبا محمد عبد الرحمن بن اسحاق ابن ابراهيم بن اسماعيل الضامدي، وأبا الحسن محمد بن عون بن الحسن الوحيدي وأبا عبد الله محمد بن شيبة بن الوليد وبغيرها (167- و) أبا سليمان محمد بن يحيى ابن المنذر، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبا عبد الله محمد بن أيوب بن مشكان ببيت المقدس، وأحمد بن علي الخلال بالكوفة، وأبا الخير وقار بن الحسين بن عقبة الكلابي الرقي، وأبا بكر موسى بن اسحاق بن موسى الأنصاري القاضي، ومطينا، وأبا ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني، وأبا الحسين مسبح بن حاتم العكلي، وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا محمد القاسم بن عباد، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن سليمان القطان بالري، وأبا المغيث محمد بن عبد الله بن العباس البهراني بحماة، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن موسى بمصر. روت عنه ابنته آمنة، وروى عنه أبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد بن روح المعري، وأبو الحسين علي بن المهذب بن محمد بن همام بن عامر التنوخي، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان القطان الحافظ، ومحمد بن عمر بن سماك ابن حبيش المعري وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، وهو أكبر منه، وأبو محمد عبد الله بن سليمان بن محمد المعري.

الحسن بن اسحاق الانطاكي:

وقال الحافظ: كان ابن بلبل حيا سنة احدى وخمسين وثلاثمائة «1» . سيّر الى بعض الشراف الهاشميين بحلب تاريخا جمعه أبو غالب همام بن الفضل بن المهذب المعري، مما وجده بخط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب، وأخذه عن أبي العلاء سليمان وغيره من أهل بلده قال: وفيها- يعني- سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة توفي القاضي أبو سعيد الحسن بن اسحاق من بلبل النيسابوري، بمعرة النعمان، وبقي قاضيها أربعين سنة، يعزل ويعود، وبها دفن (167- ظ) . الحسن بن اسحاق الانطاكي: وقيل فيه الحسين بن اسحاق، حدث عن الوليد بن مسلم، روى عنه الفضل ابن محمد الأنطاكي الاحدب. الحسن بن أسد: أبو نصر الفارقي، الأمير، شاعر مجيد، بليغ من أهل ميافارقين، وكان قد رأس بها وتأمر على جماعة من سوقتها فراسله ناصر الدولة بن مروان فملكه إيّاها فاستوزره، فلما قدمها السلطان تتش اليها سلمها أهلها اليه، فهرب من ميافارقين ووصل الى حلب، ثم عاد منها الى حران فقتل لما وقع منه. وهو شاعر مجيد فصيح حسن الشعر فاضل أديب، عارف بالعربية، حكى عن الوزير أبي القاسم بن المغربي. روى عنه أبو المعالي الفضل بن سهل الأسفرائيني الحلبي المعروف بالأثير وأبو منصور أحمد بن محمد بن طاهر بن نباته، وأبو الحسن علي بن السند الشروطي الفارقيان، وعثمان بن عيسى البلطي النحوي. قرأت بخط الحسن بن جعفر بن المتوكل على الله، وأخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير- اجازة عنه- قال: حدثني الفضل بن سهل الأسفرائيني الحلبي- يعني- المعروف بالأثير، قال: اجتمعت بابن أسد بحلب، فقال لي مرّ بي الوزير المغربي، فوقف علي، وقال: نحن بالأشواق الى لقائك لما ينتهي الينا من تلقائك، فلو زرتنا لأنسنا بك، فقلت له: قد كففت ذيل مطامعي ببيت قلته، فقال: وما هو؟ فأنشدته: (168- و) .

اذا شئت أن تحيا عزيزا ... فلا تكن على حالة إلّا رضيت بدونها قال: فصفق المغربي وقال: أيها الشيخ هذا بيت تبر لا بيت شعر. قلت: ووجدت هذا البيت في بعض الكتب منسوبا الى شاعر قديم. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين- بالقاهرة- عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أنشدني أبو منصور أحمد بن محمد بن طاهر بن نباتة- أحد الخطباء بميافارقين- قال: أنشدنا أبو نصر الحسن بن أسد النحوي الفارقي لنفسه: أيا ليلة زار فيها الحبيب أعيدي ... لنا منه وصلا وعودي فإني شهدتك مستمتعا به ... بين رنة ناي وعود وطيب حديث كزهر الرياض ... تضوع ما بين مسك وعود سقتك الرواعد من ليلة ... بها اخضر يابس عيشي وعودي فلما نقضت أمرضتني ... فزوري مريضك يوما وعودي أخبرنا يوسف بن أبي الثناء الصوفي قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد الإمام- اذنا- قال: أنشدني أبو الحسن علي بن السّند الفارقي الشروطي بميافارقين قال: أنشدنا أبو نصر الحسن بن أسد الفارقي النحوي لنفسه: يا من هواه بقلبي مقداره ما يحدّ طرفي حنا ففؤادي لأي شيء يحدّ (168- ط) . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شحاته الحراني بها قال: قرأت بخط الشيخ حماد الحراني قال أنشدني الحافظ أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن معمر العليمي الدمشقي- ح. وأنبأنا أبو المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي عن أبي الخطاب العليمي قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الخوارزمي بدمشق للحسن ابن أسد الفارقي:

لو أن قلبك لما قيل قد بانوا ... يوم النوى صخرة صماء صوان لعيل صبرك مغلوبا ونم بما ... أخفيته مدمع للسر صوان زجرت أشياء في أشياء تشبهها ... اذ بينهن رضاعات وألبان فقال لي الطلح «1» يوم طالح ونوى ... وحقق البين عندي ما وأى «2» البان واستحلبت حلب جفني فانحلبا ... وبشرتني بحر القتل حران فالجفن من حلب ما انفك من حلب ... والقلب بعدك من حران حران قال: وذكر لي رحمه الله أن ابن أسد عبر من ميافارقين طالبا حلب، ثم عاد منها، فلما وصل الى حران أخذه المتولي بها يومئذ بحران فصلبه لما بلغه عنه من أشياء نقمها عليه، وكان يقول: عجبنا منه كيف جرى على لسانه في شعره مثل ما جرى له. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي- إجازة- قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني في خريدة القصر قال: الحسن بن أسد حسن القول أسده فارس (169- و) النظم أشده، ذو اللفظ البليغ والمعنى البديع، والخاطر السريع، والكلام الصنيع، فلفظه عقد، ومعناه ليس بمعقد، وجوهر صنعته في سلك الفضل غير مبدد، فلله در ذا الصانع ذي الدر الناصع الذي تنصع جلود الحساد منه في المناصع «3» ، اليوم عدو ابن أسد ساء نبأ، ودعم ويلا، وحسوده جر من الخجل ذيلا، وفر من الوجل ليلا، حيث أحييت ذكره بإطرائي إياه، وكدر ملؤه الصافي في منبع الفضل فأجريناه، وفي معين عين هذا الكتاب أنبعناه، وفي سوق الكساد ما بعناه، أقدم أهل العصر زمانا، وأقومهم بهذا الشعر صنعة وبيانا، كان في زمان نظام الملك «4» وملكشاه «5» ، وشمله منهما الجاه بعد أن قبض عليه واسئ إليه، فإنه كان متوليا على آمد وأعمالها

مستبعدا باستيفاء أموالها فخلصة الكامل الطبيب «1» . وقضى أربه ذلك الاريب فنشرع في الاشعار بأشعاره، ونشرح فيها بعض شعاره ولا ندع هذا الهم لا مهملا ولا مملا ونملي من فوائده ما يملأ الملأ مفصّلا، أودع فص الفصاحة خاتم كلمه، ونشر في معالم علمه خافق عمله، وشت عبارته بالطيب وشي العبير، ووشت في الحسن وشي التعبير، ورعت كلأ كلامه الافهام، وهامت في استحسانه الاوهام، وكان ينظم الشعر طبعا ويتكلف الصنعة (169- ظ) فيه ويلتزم ما لا يلزم في رويه وقوافيه وكانت له نفس كل نفس يكرمها معتد، ونفس طويل في النظم ممتد سائر شعره شائع ذكره، يقع في منظومه التجنيس الواقع الرائق الرائع، وكان من فحول الشعراء في زمانه ومن المغبرين في وجوه أقرانه. (170- و) «2» . قرأت في تاريخ ميافارقين تأليف أحمد يوسف بن علي الازرق قال: لما مات السلطان ملكشاه وولى بركيارق السلطنة «3» بعد موت أبيه وصل موت ملكشاه الى ميافارقين، فاختبط الناس واختلفوا ثم وقع اتفاقهم أن نفّذوا الى السلطان بركيارق يستدعونه، وكتبوا إليه يقولون: إن هذه بلاد أبيك وما نريد غيركم فتصل لتأخذها، أو تسير نائبا عنك، فطال الامر ووعدهم بالحضور، واشتغل بتلك البلاد، وأجمع رأيهم على أن قدموا أبا سالم يحيى بن الحسن بن المحور على أن يحفظ البلد للسلطان، وسلموا إليه مفاتيح ميافارقين وأجلسوه، فلما تعذر وصول السلطان، اختلف الناس وماجوا فقال قوم: نستدعي ناصر الدولة بن مروان، وكان عند موت السلطان في أعمال بغداد فصعد الى الجزيرة وملكها، فعزم بعض الناس على استدعائه وكره بعضهم دولة بني مروان لما رأوه من عدل السلطان، وسار بعضهم الى السلطان تاج الدولة تتش الى نصيبين يستدعونه وقالوا: قد حفظنا البلد لكم وأنت أخو السلطان «4» وكان ابن أسد في المدينة، رأس الجهال والسوقة والرعام يدور في

ذكر من أسم أبيه اسماعيل ممن اسمه الحسن:

المدينة ويحفظ السور، فانفذ ناصر الدولة الي ابن أسد ووعده الجميل، وطيب قلبه، فأجابه الى ما أراد فاستدعاه وانفقت ميافارقين (170- ظ) خالية من الكبار وأهل البلد والمقدمين لتوجههم الى تتش، فوصلها ابن مروان في أول سنة ست وثمانين وأربعمائه وسلمها إليه ابن اسد، ودخل ناصر الدولة، وملكها واستوزر ابن أسد، ولقب محي الدولة، ثم سار تتش الى ميافارقين، فراسلهم وخوفهم، فحين رآه الناس صاحوا بأسرهم، وسلم البلد، إليه ودخله من يومه في شهر ربيع الاول سنة ست وثمانين وأربعمائة، واستقر السلطان بميافارقين، وسار عنها الى حران يجمع العساكر ليمضي الى بركيارق يصافه، وكان ابن أسد لما ملك السلطان انهزم واختفى ببعض البلاد ثم قصد السلطان وامتدحه بقصيدة يقول فيها بيتا عجيبا: استحلبت حلب جفني فانهملت ... وبشرتني بحر الشوق حران ويقال إنه قال: بحر القتل حران، فكان فألا عليه، فلما لقي السلطان وامتدحه وأعجب الناس بشعره، قال بعض الناس: يا مولانا أتعرف هذا؟ فقال: من هو؟ قال: هو الذي نفذ احضر ابن مروان الى ميافارقين وسلمها إليه قبل وصولك، وغلب على رأي أهل ميافارقين، فأمر بضرب عنقه فقتل بحران سنة سبع وثمانين وأربعمائة. «1» ذكر من أسم أبيه اسماعيل ممن اسمه الحسن: حسن بن اسماعيل بن الحسن بن كاسيبويه: أبو علي، وقيل علي بن محمد، أبو (171- و) الحسن الملقب بالقاضي المؤتمن الكاتب المصري، كان من كتاب الدولة الفاطمية، فلما تولى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب استكتب القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني واستقل القاضي المؤتمن بكتابة العاضد «2» الى أن عزل العاضد وخطب لبني العباس، ثم أن الملك الناصر أضافه الى ابنه الملك الظاهر، واستكتبه له، وسيره معه الى حلب مدبرا لامره، وكاتبا، فخدمه بحلب، وصار له عنده وجاهة زائدة، وحرمة وافرة، وملكه قرية من قرى حلب تعرف بالفهيدية من النهريات القبلية، وكان له

نثر جيد ونظم حسن، وقعت له على كتاب وضعه في الجواري نحافيه وضع الثعالبي أبي منصور في كتاب الغلمان، «1» ذكر فيه مائه جارية، وأورد فيه شيئا من شعره، ووجدته مترجما بتأليف: حسن بن اسماعيل بن الحسن بن كاسيبويه، والصحيح أن اسمه علي بن محمد، وسنذكره في باب من اسمه علي إن شاء الله تعالى. قرأت في كتاب الجواري لحسن بن اسماعيل بن كاسيبويه ما أورده من شعره في جارية تتلو القرآن: وجارية مثل الهلال بها أنسي ... وتربو على البدر المنير مع الشمس اذا تلت القرآن أحسب أنني ... أرى الحور تشدوني به في ذرى الشمس مكرمة أمسي وأصبح حبها ... بقلبي فيومي في هواها كما أمسي وهان لها قتلي كأن لم تكن تلت ... كما النص أن النفس تقتل بالنفس «2» (171- ظ) ومما أورد في هذا الكتاب من شعره في جارية تروي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: روت الحديث عن النبي ... ظريفة في القلب تأوي وأتت بما عند الرجال ... من المحاسن والمساوي أخبار تلد غنا بما تحوى ... وليس لهن حاوي في تارة بالقول تجرحنا ... وفي الاخرى تداوي يا ليتها في الوصل والهجران ... أنفسنا تساوي اجتمعت بالقاهرة برجل اسمه علي، ذكر لي أنه ولد القاضي المؤتمن، فذكر لي أن أباه المؤتمن مات بدمشق في مستهل شهر رمضان من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة قال لي شيخنا أبو اليمن الكندي: مات القاضي المؤتمن في داري هذه، وهي بالقرب من جيرون في زقاق العجم.

الحسن بن اسماعيل:

الحسن بن اسماعيل: المجالدي المصيصي حدث «1» .... روى عنه أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي الزاهد، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وقال: مصيصي ثقة. الحسن بن الاشعث بن محمد بن علي: أبو علي المنبجي الشافعي، من أهل منبج، حدث بها عن صالح بن الاصبغ أبي الفضل المنبجي، وأبي عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي القاضي، وأبي علي الحسن عبد الله بن سعيد الحمصي، وأبي اسحاق ابراهيم بن اسحاق، وأبي عبد الله الحسين بن عبد الوهاب. روى عنه أبو القاسم (172- و) علي بن محمد بن أبي العلاء، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين بن أبي شيبة المنبجي وأبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن ابراهيم الاردستاني، وعبد الرحمن بن محمد ابن محمد بن أحمد بن سعيد البخاري، وأبو معشر الطبري المقرئ، وأبو سعد اسماعيل بن علي الرازي السمان. أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي قال: قرأت على أبي علي الحسن بن الاشعث بن محمد بن علي المنبجي- بها في مسجده يوم النصف من ربيع الاول سنة سبع عشرة وأربعمائة- قلت له: أخبركم أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي ببعلبك في مسجد الجامع، يوم الجمعة- قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو خالد الاحمر عن عوف الاعرابي عن زراره بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فانجفل الناس إليه، وكنت فيمن انجفل إليه،

الحسن بن الياس:

فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب فأول ما سمعته يقول: يا أيها الناس أفشوا السلام، وصلوا الارحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام «1» . أخبرنا أبو نصر بن هبة الله بن محمد القاضي- اذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسن بن أشعث بن محمد بن علي، أبو علي المنبجي، سمع ببعلبك أبا علي الحسن بن عبد الله بن سعيد (172- ظ) البعلبكي الحمصي، وأبا الفضل صالح بن الاصبغ المنبجي وأبا اسحاق ابراهيم بن اسحاق، وأبا عبد الله الحسين بن عبد الوهاب. روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء، وسمع منه بمنبج سنة سبع عشرة وأربعمائة، وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين بن أبي شيبة المنبجي، وعبد الرحمن ابن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد البخاري، وأبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن ابراهيم الاردستاني. أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن أبي الحسين قال: حدثني أبو بكر يحيى بن ابراهيم بن أحمد السلماسي عن أبيه أبي طاهر قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الشهرزوري. قال يحيى: وأجازنيه أبو الحسن الشهرزوري قال: كان بمنبج شيخ يقال له أبو علي بن الاشعث، كان مؤاخيا للشريف الحراني، يعني أبا القاسم الزيدي، وكان الشريف إذا قصد منبج مستميحا، نزل عليه فأكرمه وأصلح أحواله، قال: ثم إن هذا الشيخ نعي إليه أخ من اخوانه فقال: هاه، ومات «2» . قلت: حدث الحسن بن الاشعث يوم النصف من شهر ربيع الاول سنة سبع عشرة وأربعمائة، كما رويناه في الحديث المتقدم، فقد توفي بعد ذلك. الحسن بن الياس: أبو علي سمع أبا أميه محمد بن ابراهيم الطرسوسي بها، روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي.

الحسن بن أيوب الهاشمي:

أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام (173- و) بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج قال: حدثنا أبو علي الحسن بن الياس قال: حدثنا أبو أميه، قال: حدثنا أحمد ابن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان قال: ما ينبغي أن يكون أحد أشد شوقا الى الجنة من أهل دمشق لما يرون من حسن مسجدهم «1» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: الحسن بن الياس أبو علي حدث عن أبي أمية محمد بن ابراهيم، روى عنه أبو بكر بن البرامي «2» . الحسن بن أيوب الهاشمي: سمع بحلب يحيى بن محمد بن علي بن هاشم الخفاف الحلبي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: قرأت بخط هبة الله بن عبد الرزاق الحافظ الشيرازي في معجم شيوخه: أخبرنا أبو غالب المقرئ بواسط قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن أيوب الهاشمي قال: حدثنا يحيى ابن محمد بن علي بن هاشم الخفاف قال: حدثنا الضحاك بن حجرة المنبجي قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا الثوري عن علقمة بن مزيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالعابد يوم القيامة، فيقال له ادخل الجنة بعبادتك، ويقال للعالم قف قليلا فلا يشفع في شيء إلا شفع فيه «3» .

حرف الباء في آباء من اسمه الحسن:

حرف الباء في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن بشر الطرسوسي: حدث عن محمد بن حمير. روى عنه محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد الكراني قال: أخبرنا محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن بن فاذ شاه قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي قال: حدثنا الحسن بن بشر الطرسوسي، ح. قال الطبراني: وحدثنا عمر بن اسحاق بن ابراهيم بن المعلى بن زيريق الحمصي قال: حدثنا عمي محمد بن ابراهيم، ح. قال: وحدثنا موسى بن هرون قال: حدثنا هرون بن داوود النجار الطرسوسي قالوا: حدثنا محمد بن حمير قال: حدثني محمد بن زياد الالهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة (173- ظ) مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت «1» ، زاد محمد بن ابراهيم في حديثه: وقل هو الله أحد «2» . حرف التاء فارغ: حرف الثاء في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن ثواب: حدث..... روى عنه ... «3» . كتبه لي أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله، في تذكرة ذكر فيها من دخل حلب من المحدثين، ولم يتيسر لي شيئا من حديثة.

حرف الجيم في آباء من اسمه الحسن:

حرف الجيم في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن جعفر الانطاكي: أبو علي، حدث بحلب عن أبي طاهر الحسن بن أحمد بن فيل البالسي الأنطاكي روى عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة الربعي: قرأت بخط نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان القطان الموصلي: أخبرنا الشيخ أبو الفتح المفضل بن الحسين بن علي الطيان قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله المالكي الربعي قال: حدثنا أبو علي الحسن ابن جعفر الانطاكي بحلب قال: حدثنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل البالسي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا طلق بن غنام عن شريك، وقيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدي «1» الامانة الى (174- و) من ائتمنك ولا تخن من خانك «2» . حرف الحاء في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن حبيب بن عبد الملك بن حبيب: أبو علي الحضائري، الفقيه الشافعي. سمع بطرسوس أبا أمية محمد بن ابراهيم بن مسلم الطرسوسي، وبأنطاكية العباس بن السندي الأنطاكي، وبمكة أبا جعفر محمد بن اسماعيل الصائغ، وأبا يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، وأبا عبد الله أحمد بن داود، وببيروت العباس ابن الوليد البيروتي، وبدمشق أبا زرعة الدمشقي، وبدر بن الهيثم، وأبا بكر أحمد ابن علي بن يوسف الخزاز، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيين، وبحمص أبا العطاف طارق بن مطرف الطائي الحمصي، وبمصر بكار بن قتيبة، والربيع بن سليمان المرادي، وأبا الحسن حبشي بن الربيع بن طارق، وأبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وابراهيم بن مرزوق، وأبا محمد أزهر بن زفر الوراق، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وفهد بن سليمان وأبا زكريا يحيى بن

أيوب العلاف، وأبا غسان مالك بن يحيى، وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة، وبكر ابن سهل، وجعفر بن محمد بن عبيد الله الطائفي، وأبا يعقوب اسحاق بن الحسن الطحان، وجماعة غيرهم. روى عنه أبا بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ، ومحمد بن أحمد بن عمران المطرز وأحمد بن محمد بن اسحاق السني، وابن أبي الحديد، وابن أبي (174- ظ) دجانة، وأبو القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الداودي، وعلي بن الحسن بن طغان وأبو علي الحسن بن علي الصقلي النحوي، وابن مهنا، وأبو الحسن علي بن محمد بن شيبان، وابن داود الداراني المقرئ، وآباء الحسين: محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي الحافظ النيسابوري، وأبو مسلم البغدادي الكاتب، وأبو الفتح المظفر بن أحمد ابن ابراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ، وأبو حفص عمر بن شاهين الحافظ، وأبو سليمان بن زبر، وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي، ومحمد بن سليمان بن يوسف الربعي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعثمان بن عمران بن الحارث المقدسي، وصدقة بن محمد بن أحمد بن مروان القرشي، وحميد بن الحسن الوراق، وعبد الوهاب بن الحسين الكلابي، وحديد بن جعفر وغيرهم. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري- قراءة عليه في مقصورة الخضر بجامع دمشق- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع (175- و) أخبرنا أبو الفضل مكرم بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد الداراني قال: أخبرنا أبو الفضل بن الفرات قال: أخبرنا أبو محمد بن معروف قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن حبيب قال حدثنا أبو أمية قال: حدثنا موسى بن داود عن شريك، عن محمد بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم «نهى عن قتل النساء والولدان يوم فتح مكة» . «1» .

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت اجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن عاصم بن زاذان المقرئ قال: حدثنا حسن بن حبيب بن عبد الملك، امام مسجد باب الجابية بدمشق، قال: حدثنا علان بن المغيرة قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: سخاء الحديث كسخاء المال. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما اذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الحسن بن حبيب بن عبد الملك بن حبيب، أبو علي الفقيه الشافعي المعروف بالحضائري، امام مسجد باب الجابية، أحد الثقات الأثبات. سمع بمصر: أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبا محمد الربيع ابن سليمان المرادي المؤذن، وابراهيم بن مرزوق البصري، وبكار بن قتيبة، وأبا محمد أزهر بن زفر الوراق، وأبا غسان مالك بن يحيى، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم (175- ظ) وعلان علي بن عبد الرحمن بن المغيرة، وفهد بن سليمان، وبكر بن سهل، وأبا يعقوب اسحاق بن الحسن الطحان، وجعفر بن محمد ابن عبيد الله الطائفي، وأبا زكريا يحيى بن أيوب العلاف، وأبا الحسن حبشي بن الربيع بن طارق. وسمع بالشام: العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وأبا أمية محمد بن ابراهيم بن مسلم الطرسوسي، وأبا جعفر محمد بن هشام بن ملاس، وأبا علي أحمد بن محمد بن أبي الخناجر، وأحمد بن كعب بن مريم المزي، وأبا العطاف طارق ابن مطرف الطائي الحمصي، وبدر بن الهيثم الدمشقي، وأبا بكر أحمد بن علي بن يوسف الخزاز الدمشقي، وأبا عمران موسى بن الحسن السقلي، وابراهيم بن أبي سفيان القيسراني، وصالح بن أحمد بن حنبل، وأبا هبيرة محمد بن الوليد، وهرون ابن موسى الأخفش، وأبا الجهم عمرو بن حازم القرشي، وحجاج بن الريان، وعمر

ابن مضر العبسي، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وزكريا بن يحيى السجزي، ومنصور بن عبد الله الوراق، وأحمد بن علي المروزي القاضي، وأبا جعفر أحمد ابن عمرو الفارسي، وأبا عبد الملك البسري، وحميد بن هشام الداراني، وأبا زرعة الدمشقي وجعفر القلانسي، والعباس بن السندي، وأبا عبد الله بن أبي الزبر الصوري، وأبا العباس عبد الله بن عبيد بن يحيى بن حرب. وبمكة: أبا جعفر محمد بن اسماعيل الصائغ، وأبا يحيى عبد الله بن أحمد ابن أبي مسرة، وأبا عبد الله أحمد بن داود المكيين. روى عنه تمام بن محمد وأبو علي الحسن بن علي الصقلي النحوي، وأبو علي بن مهنا، وأبو الحسن بن داود الداراني المقرئ وأبو محمد بن أبي (176- و) نصر، ومحمد بن سليمان بن يوسف الربعي، وأبو بكر بن أبي دجانه، وأبو القاسم علي بن الحسن بن طغان، وأبو بكر بن المقرئ وأبو مسلم البغدادي الكاتب، وأبو سليمان بن زبر وأبو الحسين الرازي، وأبو الحسين بن جميع، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عمران الجشمي المطرز، وحديد بن جعفر، وأبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني، وأبو القاسم عبيد الله بن علي ابن عبيد الله الداوودي المصري، وعثمان بن عمران بن الحارث المقدسي، وحميد ابن الحسن الوراق، وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي النيسابوري الحافظ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو الفتح المظفر بن أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ، وصدقة بن محمد بن أحمد بن مروان القرشي، وعبد الوهاب الكلابي وأبو الحسن علي بن محمد بن شيبان «1» قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي: أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحضائري. روى عن زكرياء بن يحيى السجزي، والعباس البيروتي وأبي أمية الطرسوسي، والربيع بن سليمان وابن عبد الحكم، وأبي زرعة النصري، وابن أبي مسرة المكي، والاخفش المقرئ، ذو رحلة، روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن ابي نصر التميمي، وآخرون من الدمشقيين، وقد روى عنه أبو بكر بن المقرئ الحافظ بأصبهان.

ذكر من اسم أبيه الحجاج ممن اسمه الحسن:

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الانصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا مكي بن محمد ابن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، فيها: توفي أبو علي الحسن بن حبيب. قال ابن زبر: وقال لي الحسن بن حبيب، أبو علي: ولدت في سنة اثنتين وأربعين ومائتين. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: توفي أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه الحضائري بدمشق في سنة (176- ظ) ثمان «1» وثلاثين وثلاثمائة، قال عبد العزيز: يروى عن الربيع بن سليمان المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وابراهيم بن منقذ، والعباس بن الوليد بن مزيد، وغيرهم من المصريين والشاميين، ثقة نبيل، حافظ لمذهب الشافعي- رحمه الله- حدث بكتاب «2» الأم كله. وكان مولده سنة اثنتين وأربعين ومائتين، فيما أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر، قال عبد العزيز: يروى عن الربيع بن سليمان المرادي، ومحمد بن عبد الله ابن زبر الربعي الحافظ قال: كان مولد الحسن بن حبيب في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، قال عبد العزيز: حدثنا عنه أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيرهم. قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي، في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو علي الحسن ابن حبيب بن عبد الملك بن حبيب، مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة «3» ذكر من اسم أبيه الحجاج ممن اسمه الحسن: الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير بن جرير بن حيدرة الطبراني: أبو علي الزيات، نزيل أنطاكية.

سمع بها أبا طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وابنه أبا بكر محمد ابن الحسن بن أحمد، وأبا العباس الفضل بن محمد بن عبد الله الأحدب الأنطاكيين ومحمد بن عمران بن سعيد الأشقاثي، وموسى بن محمد بن هاشم الديلمي. وروى عنهم وعن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، ومحمد بن عبد الله بن ابراهيم، وأبي القاسم (177- و) الحسين بن محمد بن داوود مأمون المصري، وأحمد بن محمد بن هارون بن أبي الدلهاث، وأبي الدنيا الأشج صاحب علي بن أبي طالب. روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم وأبو العباس محمد بن موسى بن السمسار وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن أحمد بن عبدان، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني (177- ظ) قال: أخبرنا أبو الحسن بن السمسار قال: أخبرني أخي أبو العباس محمد بن موسى بن السمسار قال: حدثني أبو علي الحسن بن حجاج بن غالب ابن عيسى بن جرير بن حيدرة الطبراني الزيات، ح. قال الحافظ أبو القاسم: وأنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا تمام ابن محمد قال: أخبرني أبو علي الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير ابن حيدرة الطبراني، ومسكنه أنطاكية، قدم دمشق، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم قال: حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا محمد بن مسلمة- وقال ابن السمسار: ابن سلمة- قال: حدثنا يزيد بن هرون عن حماد بن سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب «1» .

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن حجاج بن غالب قال: حدثنا محمد بن عمران بن سعيد الأشقاثي بأنطاكية قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عمر الطرسوسي قال: حدثني الحسين بن هرون قال: حدثني أحمد بن عبد الله العامري قال: سألت راهبا على عمود فقلت له: يا راهب ما أقعدك على هذا العمود، في فقر على عمود صخر لا أنيس لك؟ قال: فقال لي: يا عربي، بل الله ساكن السماء هو يعلم موضع المذنبين من خلقه، أو ليس هو صاحب يوسف في قعر الجب، وصاحب ابراهيم في النار، ينظر اليها الجهال نارا تأجج، وأهل السماء ينظرون اليها روضة خضراء؟ ثم سكت! أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير بن حيدرة، أبو علي الطبراني الزيات، سكن أنطاكية، وحدث بدمشق ومصر عن محمد بن عبد الله بن ابراهيم ومحمد بن عمران بن سعيد الأشقاثي، وأحمد بن محمد بن هرون بن أبي الدلهاث، ومحمد بن أبي طاهر أبي بكر، وأبي طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وأبي العباس الفضل بن محمد بن عبد الله الأنطاكي الأحدب وأبي القاسم الحسين ابن محمد بن داوود مأمون المصري، وأبي الدنيا الأشج صاحب علي بن أبي طالب وأبي عبد الرحمن النسائي صاحب السنن. روى عنه أبو العباس بن (178- و) السمسار، وتمام بن محمد، وعبد الرحمن ابن عمر بن نصر، وأبو عبد الله بن أحمد بن عبدان، وأبو الحسن علي بن عبد الله ابن الحسن بن جهضم. وقال الحافظ: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن حجاج بن غالب الطبراني الزيات، قدم علينا دمشق من أنطاكية سنة سبع وأربعين وثلاثمائة بحديث ذكره «1» .

الحسن بن الحجاج:

الحسن بن الحجاج: أبو محمد البغدادي، حدث بحلب عن أبي موسى محمد بن المثنى، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي الحلبي الحافظ. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وابنه القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي، قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله عبد الرزاق بن أبي نمير الأسدي القطبي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحجاج البغدادي بحلب قال: حدثنا أبو موسى الزّمن، محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داوود الطيالسي قال: حدثنا شبعة عن زياد بن كثير العدوي قال: خرج عبد الله بن عامر في يوم جمعة، وهو أمير البصرة فصعد المنبر ليخطب، وعليه ثياب رقاق، قال: فقام رجل (178- ظ) من بين يدي المنبر فقال: أنظروا الى أميركم هذا، يلبس ثياب الفسّاق. وقال أبو بكر صاحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله يقول: من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله «1» . ذكر من اسم أبيه الحسن ممن اسمه الحسن. الحسن بن الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك: الحضاري الكاتب وأصلهم من جرجرايا «2» ، وقيل فيه الحسن بن الحسين، والصحيح الحسن. ولي حلب وتوفي بها في جمادى الأولى من سنة إحدى وثلاثمائة، وسنذكره فيمن اسم أبيه الحسين- إن شاء الله تعالى. قرأت بخط محمد بن علي العظيمي، وأنبأنا به عنه المؤيد بن محمد الطوسي وغيره قال: وفي سنة إحدى وثلاثمائة في جمادى مات بحلب، واليها الحسن بن

الحسن بن الحسن بن علي بن عبد مناف أبي طالب:

الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك، ودفن بها وكان واليا من قبل المكتفى بن المعتضد «1» . الحسن بن الحسن بن علي بن عبد مناف أبي طالب: ابن عبد المطلب بن هاشم، أبو محمد الهاشمي المدني، وأمه بنت أبي مسعود الأنصاري، وقيل خولة بنت منظور، وهو الصحيح. قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك بن مروان يخاصم زيد بن علي، ومحمد ابن عمر بن علي في صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة إبراهيم بن سعد الزهري، فيما تقدم من كتابنا هذا. حدث عن أبيه الحسن بن علي، وفاطمة بنت الحسين بن علي، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. روى عنه ابنه عبد الله بن الحسن بن الحسن، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وابراهيم بن الحسن، والوليد بن كثير، واسحاق بن يسار، وسهيل بن أبي صالح، وسعيد بن أبي سعيد، وأبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، وحمد بن أبي زينب، والفضيل بن مرزوق. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرّف بن أبي سعد البناء البغدادي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا محمد بن هارون قال: حدثنا محمد بن صالح (179- و) بن النطاح قال: حدثنا المنذر بن زياد قال حدثنا عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: من أجرى لله على يديه فرجا لمسلم فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة «2» .

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة ان لم يكن يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، أمه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيار من بني فزارة «1» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكّار قال: فولد الحسن بن علي بن أبي طالب: الحسن بن الحسن، وأمه خولة بنت منظور بن زبّان ابن سيار بن عمرو بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض ابن ريث بن غطفان، وأمها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، وأمها تماضر بنت قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض. وأخوته لأمه: ابراهيم، وداود، وأم القاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيد الله، وكان الحسن بن علي خلف على خولة بنت منظور (179- ظ) حين قتل محمد ابن طلحة. قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحرامي عن أبيه قال: زوجه إياها عبد الله بن الزبير، وكانت عنده أختها لأمها وأبيها تماضر بنت منظور بن زبان، وهي أم بنيه: خبيب، وحمزة وعباد، وثابت، بني عبد الله بن الزبير، فبلغ ذلك منظور بن زبان فقال مثلي تفتات عليه بنيته، فقدم المدينة، فركز راية سوداء في مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يبق قيسي بالمدينة إلّا دخل تحتها، فقيل لمنظور: أين يذهب بك، تزوجها الحسن بن علي، وزوجها عبد الله بن الزبير؟ وملّكه الحسن أمرها، فأمضى ذلك التزويج، وفي ذلك يقول خفير العبسي:

إن الندا من بني ذبيان قد علموا ... والجود في آل منظور بن سيّار الماطرين بأيديهم ندا ديما ... وكل غيث من الوسمي «1» مدرار تزور جارتهم وهنا هديتهم ... وما فتاهم لها وهنا بزوار ترضى قريش بهم صهرا لأنفسهم ... وهم رضا لبني أخت وأطهار «2» أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيورى وثابت بن بندار قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر، وأبو نصر محمد بن الحسن قالا: حدثنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي قال: وابنه حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب، وأمه ابنة أبي مسعود الأنصاري «3» ، وهكذا قال أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي فيما رواه (180- و) صالح ابنه عنه، وبنت أبي مسعود هي أم أخيه زيد بن الحسن بن علي، وأما الحسن بن الحسن فأمه خولة بنت منظور كما رويناه. أنبأنا ابن طبرزد، عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، عن الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا سليمان ابن اسحاق بن إبراهيم الجلاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل المدينة حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمى بن مازن بن فزارة «4» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قالا: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن

اسماعيل البخاري قال: الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي عن أبيه الحسن، روى عنه الحسن بن محمد وابراهيم بن الحسن، وروى خالد عن سهيل ابن أبي صالح عن حسن بن حسن عن النبي- صلى الله عليه وسلم- مرسل «1» . أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو محمد الهاشمي المديني. روى عن أبيه الحسن، وفاطمة بنت الحسين، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. روى عنه ابنه عبد الله بن الحسن، وابن عمه (180- ظ) الحسن بن محمد ابن الحنفية وابراهيم بن الحسن وسهيل بن أبي صالح وأبو بكر بن حفص بن عمر ابن سعد بن أبي وقاص، وحميد بن أبي زينب، وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري، واسحاق بن يسار والد محمد بن اسحاق، والوليد بن كثير. وقدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان. وقال الحافظ: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء، وأبو غالب، وأبو عبد الله ابنا البناء قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا الزبير بن بكار قال: وكان الحسن بن الحسن وصي أبيه وولي صدقة علي بن أبي طالب في عصره، وكان حجاج بن يوسف قال له يوما وهو يسايره في موكبه بالمدينة، وحجاج يومئذ أمير المدينة: أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي، فإنه عمك وبقية أهلك، قال: لا أغير شرط علي ولا أدخل فيها من لم يدخل، قال: إذا أدخله معك، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج، ثم كان وجهه الى عبد الملك حتى قدم عليه، فتوقف ببابه يطلب الأذن، فمرّ به يحيى بن الحكم، فلما رآه يحيى عدل إليه فسلم عليه وسأله عن مقدمه وخبره وتحفىّ به ثم قال: إني سأنفعك عند أمير المؤمنين- يعني عبد الملك- فدخل الحسن على عبد الملك فرحب به وأحسن مسائلته، وكان الحسن بن الحسن

قد أسرع إليه الشبيب، فقال له عبد الملك: لقد أسرع إليك الشيب، ويحيى بن الحكم في المجلس، فقال له يحيى: وما (181- و) يمنعه يا أمير المؤمنين، شيبه أماني أهل العراق، كل عام يقدم عليه منهم ركب يمنونه الخلافة، فأقبل عليه الحسن ابن الحسن فقال: بئس والله الرفد رفدت، وليس كما قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، وعبد الملك يسمع، فأقبل عليه عبد الملك فقال: هلم ما قدمت له، فأخبره بقول الحجاج، فقال: ليس ذلك له، اكتبوا له كتابا لا يجاوزه، فوصله، وكتب له، فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن الحكم، فعاتبه الحسن على سوء محضره، وقال: ما هذا بالذي وعدتني، فقال له يحيى: إيها عنك، والله لا يزال يهابك، ولولا هيبته إياك ما قضى لك حاجة وما ألوتك رفدا. قال الحافظ: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثني محمد بن سعد- وصوابه سعيد- قال: حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير قال: كتب الوليد ابن عبد الملك الى عثمان بن حيان المري «1» : انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربة، وقفه للناس يوما، ولا أراني إلّا قاتله: قال: فبعث اليه فجيء به والخصوم بين يديه، قال: فقام إليه علي بن حسين، فقال: يا أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك؛ لا اله الا الله الحليم، سبحان الله رب السماوات ورب العرش (181- ظ) العظيم، الحمد لله رب العالمين، قال: فقالها قال: فانفرجت فرجه من الخصوم، فرآه فقال: أرى وجه رجل قد قرف «2» عليه كذبة خلو سبيله، أنا كاتب الى أمير المؤمنين بعذره فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. قال الحافظ: كذا في كتابي، والصواب محمد بن سعيد، وهو ابن الأصبهاني وقد أخبرنا بالحكاية على الصواب أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بتبريز قال: أخبرنا أبو الفضائل محمد بن عمر بن الحسن بن يونس قال: حدثنا أبو

نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا أبو علي بن ابراهيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا محمد ابن سعيد، فذكرها، إلا أنه قال: عثمان بن سعيد المري، وذلك وهم، والصواب عثمان بن حيان كما تقدم، وكان والي الوليد على المدينة، ورويت من وجه آخر عن عبد الملك فزيد في إسنادها رجل وذكر أن الوالي كان هشام بن اسماعيل. قال: أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا حسين ابن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال حدثني أبو مصعب: أن عبد الملك بن مروان كتب الى عامله بالمدينة هشام بن اسماعيل: انه بلغني أن الحسن بن الحسن يكاتب أهل العراق فاذا جاءك كتابي هذا فابعث اليه، فليؤت به، قال: فجيء به اليه وشغله شيء، قال: فقام اليه علي بن حسين، فقال: يا بن عم قل كلمات الفرج (182- و) : لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا اله الا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. قال: فخلا للأخر وجهه، فنظر اليه وقال: أرى وجها قد قشب «1» بكذبة، خلوا سبيله، وليراجع فيه أمير المؤمنين. «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وكان عبد الملك بن مروان قد غضب غضبة له، فكتب الى هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة، وهو عامله على المدينة، وكانت بنت هشام بن اسماعيل زوجة عبد الملك، وأم ابنه هشام، فكتب اليه: أن أقم آل علي يشتمون علي بن أبي طالب وأقم آل عبد الله بن الزبير يشتمون عبد الله بن الزبير، فقدم كتابه على هشام، فأبى آل علي وآل عبد الله بن الزبير، وكتبوا وصاياهم،

فركبت أخت لهشام اليه، وكانت جزلة عاقلة، فقالت: يا هشام أتراك الذي يهلك عشيرته على يده، راجع أمير المؤمنين، قال: ما أنا بفاعل، قالت: فان كان لا بد من أمر فمر آل علي يشتمون آل الزبير، ومر آل الزبير يشتمون آل علي، قال: هذه أفعلها، فاستبشر الناس بذلك، وكانت أهون عليهم، فكان أول من أقيم الى جانب المرمر الحسن بن الحسن، وكان رجلا رقيق البشرة، عليه يومئذ قميص كتان رقيقة فقال له هشام: تكلم بسب آل الزبير فقال: ان لآل الزبير رحما أبلها ببلالها، وأربها بربابها «1» ، (182- ظ) يا قوم ما لي أدعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار؟ فقال هشام لحرسي عنده: اضرب فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه فخلص الى جلده فشرخه حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر، فقام أبو هاشم عبيد الله بن محمد بن علي فقال: أنا دونه أكفيك أيها الأمير، فقال في آل الزبير، وشتمهم، ولم يحضر علي بن الحسين كان مريضا، أو تمارض، ولم يحضر عامر بن عبد الله بن الزبير، فهم هشام ان يرسل اليه فقيل له: انه لا يفعل أفتقتله؟ فأمسك عنه، وحضر من آل الزبير من كفاه وكان عامر يقول: ان الله لم يرفع شيئا فاستطاع الناس خفضه، انظروا الى ما يصنع بنو أمية يخفضون ويغرون بشتمه وما يزيده الله بذلك إلّا رفعة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- اذنا أو سماعا- قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي- املاء قال: أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل الأدمي قال: حدثنا الفضل بن سهل قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا فضيل ابن مرزوق قال: سمعت حسن بن حسن يقول لرجل من الرافضة: والله لئن أمكن الله منكم لتقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولا تقبل منكم توبة. قال ابن طبرزد: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال: حدثنا عبد الله بن اسحاق المدائني قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا يزيد بن هرون (183- و) عن فضيل قال: سمعت الحسن بن

الحسن يقول لرجل من الرافضة: ان قتلك لقربة الى الله، عز وجل، فقال له الرجل انك تمزح، فقال: والله ما هذا بمزاح، ولكنه مني الجد. أخبرنا أبو الوحش بن نسيم في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا جعفر بن عون قال: أخبرنا فضيل ابن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن، وسأله رجل: ألم يقل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال لي: بلى، والله لو يعني بذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الامارة والسلطان لأفصح لهم بذلك، فان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان أنصح للمسلمين، لقال: يا أيها الناس هذا ولي أمركم، والقائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده، ثم ترك علي أمر الله ورسوله، لكان علي أول من ترك أمر الله وأمر الرسول. قال البيهقي: ورواه شبابة بن سوار عن الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يتولاهم، فذكر قصة، ثم قال: ولو كان الامر كما يقولون ان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم، ان كان علي لأعظم الناس خطيئة وجرما في ذلك (183- ظ) اذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني فلم يمض لما أمره أو يعذر فيه الى الناس، قال: فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان يعني بذلك الامرة والسلطان، والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت ولقال لهم: ان هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، فما كان من وراء هذا شيء، فان أفصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال البيهقي: وأخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس الاصم حدثنا: يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا شبابة بن سوار، قال: أخبرنا الفضيل بن مرزوق فذكره. «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن ابراهيم بن هبة الله بن دينار المصري، بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: حدثنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي علي القاضي، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله ابن علي بن مشرف والشريف أبو الفضل يحيى بن عبد الله بن هاشم الحلبيان بها قالا: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو علي الحداد- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني: قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن فارس قال: حدثنا محمد بن عاصم قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا الفضيل بن مرزوق قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبونا لله عز وجل، فان أطعنا الله عز وجل فأحبونا، وان عصينا الله عز وجل فأبغضونا، قال: فقال له الرجل: ذوو قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فقال: ويحكم لو كان الله نافعا بقرابة من رسوله بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب اليه منا أباه وأمه، والله اني لاخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، والله اني لارجو أن يؤتي الحسن منا أجره مرتين، قال: ثم قال لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا ان كان ما تقولون في دين الله حقا، ثم لم يخبرونا به، ولم يطلعونا عليه، ولم يرغبونا فيه، فنحن والله أقرب منهم قرابة منكم، وأوجب عليهم حقا، وأحق بأن يرغبوا فيه منكم، ولو كان الأمر كما تزعمون، وأن الله اختار عليا لهذا الأمر والقيام على الناس بعده، ان كان علي أعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما اذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه، لما أمره، أو يعدل فيه الى الناس، قال: فقال لنا الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال أم والله لو عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الامارة والسلطان، والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة، وصيام رمضان

الحسن بن الحسن بن علي بن عبد الباقي الانصاري:

وحج البيت، ولقال لهم: أيها الناس ان هذا ولي أمركم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، فان أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم- اللفظ لأبي بكر بن أبي علي القاضي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي مصعب قال: وتوفي الحسن بن الحسن فأوصى الى ابراهيم بن محمد بن طلحة وهو أخوه لأمه «1» . الحسن بن الحسن بن علي بن عبد الباقي الانصاري: الامام أبو المجد المعروف بابن النحاس، كان فقيها فاضلا شافعي المذهب، درس الفقه على مذهب الامام الشافعي رضي الله عنه، سمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي، وأبا المظفر سعيد بن سهل الفلكي، وأبا سعد بن أبي عصرون بدمشق، وحدث بدمشق بشيء من حديثه، وكان ينظم الشعر، وذكر لي ابنه الشيخ الصالح أبو بكر بن الحسن (184- و) أن أباه دخل حلب، وروى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وأخبرني أن مولد هذا الامام- يعني ابن النحاس- في شهور سنة ثلاثين وخمسمائة. أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصي، وكان مجالسا حسنا، قال: أخبرنا الفقيه الامام مجد الدين أبو المجد الحسن المذكور ابن الحسن ابن علي أبي الحسن رحمه الله بقراءتي عليه في شهور سنة سبع وتسعين وخمسمائة بدمشق المحروسة قلت له: أخبرك الامام قاضي القضاء أبو سعد عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن أبي عصرون- وكان حاكما حسنا- قال: أخبرنا تاج الاسلام أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس- وكان مفتيا حسنا- قال: حدثنا الشيخ الثقة أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي- بقراءتي عليه، وهو يسمع في العشر الاخير من ربيع الاول سنة احدى وتسعين وأربعمائة ببغداد، بجانبها الشرقي، في مسجد الرباط، وكان اماما حسنا- قال: حدثنا الشيخ أبو سعد فضل الله بن

محمد بنيسابور، في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وجميع حاله حسن، قال: حدثنا أبو العباس المستغفري، بحديث حسن، قال: حدثنا أبو العباس بن أبي الحسين بن أبي الحسن قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، رجل حديثه حسن، قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا الحسن عن الحسن بن أبي الحسن عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحسن الحسن الخلق الحسن «1» . قال أبو العباس بن أبي الحسين: أما الحسن الاول، فهو الحسن ابن زياد، وأما الحسن الثاني فهو الحسن بن حسان، وأما الحسن (184- ظ) الثالث فهو الحسن بن أبي الحسن البصري، وأما الحسن الرابع فهو الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى آبائه الكرام. قال أبو المحامد القوصي: وتوفي هذا الامام مجد الدين رحمه الله بدمشق في شهر ربيع الاول سنة ستمائة، رحمة الله عليه. (185- و) .

الحسن بن الحسن بن علي بن ناهض:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: الحسن بن الحسن بن علي بن ناهض: الربعي ثم الشيباني الصعيدي، أبو علي المعروف بالمعتمد القفطي المصري، من أهل قفط بلدة من بلاد الصعيد، شاعر مجيد فاضل حسن المحاضرة، قدم حلب وأقام بها مدة، واجتمعت به مرارا متعددة، وأنشدني أشعارا كثيرة لم أكتب منها شيئا، وسمعته في بعض الأوقات في مجلس الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب ينشده من شعره مديحا فيه لا أتحققه الآن، وكتب عنه صاحبنا أبو محمد عبد الرحمن بن شجانة الحراني، وقال لي ابن شجانه: كان أبو علي الربعي عالما بالأدب، وأيام الناس، وعلم النسب، حسن الشعر جيده، كثير المحفوظ حلو النادرة توفي بالرها في منتصف شوال سنة ثمان عشرة وستمائة، ودفن بمقبرة باب شاع بكرم الدود. الحسن بن الحسن المصيصي: شاعر متقادم العصر، من أهل المصيصة، قرأت بخط المحسن بن عبد الله بن عمرو أبي القاسم التنوخي المعري في كتابه الذي وسمه «بالنائب عن الأخوان» للحسن بن الحسن المصيصي: قد كنت أرجوك لي ان فاقة نزلت ... وأن تحقق فيك الظن والأملا متى وردت فلم أظفر بفائدة ... ورحت أنشد بيتا سائرا مثلا ما زلت أسمع كم من واثق خجل ... حتى ابتليت فكنت الواثق الخجلا (286- و)

ذكر من أسم أبيه الحسين ممن اسمه الحسن:

ذكر من أسم أبيه الحسين ممن اسمه الحسن: الحسين بن بندار بن عبيد الله بن خير: أبو بكر الأنطاكي. حدث عن محمود بن محمد بن الفضل الأديب، والحسن ابن أحمد البالسي. روى عنه عبد الجبار بن أحمد المقرئ الطرسوسي والحسن ابن بقاء بن محمد الهمذاني. أخبرنا أبو عمر لؤلؤ بن عبد الله الفنوني، بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعدي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قال: أخبرنا عبد الجبار بن أحمد المقرئ قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قال: حدثنا ابراهيم بن الفضل بن سليمان عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: معترك المنايا ما بين الستين الى السبعين. «1» . الحسن بن الحسين بن جعفر: ابن أحمد بن داوود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور ابن أرقم بن أسحم وقيل أنور بن أسحم بن النعمان، وهو الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم اللات، أبو الرجاء التنوخي المعري، حدث بمعرة النعمان عن آمنة بنت الحسن بن اسحاق بن بلبل. كتب عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني (186- ظ) أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني: أخبرنا أبو الرجاء الحسن بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن داوود بن المطهر التنوخي بمعرة النعمان، قال: أخبرتنا آمنة بنت الحسن بن اسحاق بن بلبل قالت: حدثنا أبي القاضي أبو سعيد الحسن بن اسحاق بن بلبل سنة احدى وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن شيبة بن الوليد بن سعيد بن خالد بن يزيد بن تميم بن مالك-

الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان:

وتميم قتل يوم الدار مع عثمان- الدمشقي بدمشق قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا عبد الكريم بن يزيد الغساني عن أبي الحارث الخشني، عن أبيه الحسن بن يحيى الخشنى عن ابن جريج، عن ابن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى بعد المغرب اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، حتى اذا كان آخر ركعة قرأ بين السجدتين بفاتحة الكتاب سبع مرات، وقل هو الله أحد سبع مرات، وبآية الكرسي سبع مرات، ويقول لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم سجد آخر سجدة فيقول في سجوده بعد تسبيحه: اللهم اني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك العظيم وبجدك الأعلى، وكلماتك التامة ثم يسأل الله، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم: لو كان عليه من الذنوب عدد رمل عالج، وأيام الدنيا لغفر الله- يعني- له، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا تعلموها سفهاءكم فيدعون بها لأمر باطل فيستجاب لهم «1» . الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان: ابن حمدون بن الحارث بن لقمان، أبو محمد بن أبي عبد الله بن أبي محمد ابن أبي الهيجاء، الأمير الملقب ناصر الدولة وسيفها ابن ناصر الدولة بن ناصر الدولة ولي امرة دمشق في أيام المستنصر الفاطمي بعد أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وكان معز الدولة ثمال بن صالح ابن مرداس الكلابي أمير حلب، قد عصى بحلب على المستنصر، فسير ناصر الدولة الى حلب في سنة تسع وثلاثين، ومعه عبد العزيز بن حمدان، فوصلوا حلب بعد أن فتحوا في طريقهم حماة ومعرة النعمان، فخرج أهل حلب لقتاله فهزمهم واختنق منهم في الباب سبعة عشر ألف نفس، ونزل بصلدي قرية قريبة من حلب على نهر قويق وكان معه شجاع الدولة جعفر بن كليد فجاءهم سيل في الليل فأهلك العسكر، وانهزم

ناصر الدولة من صلدي الى دمشق، فقبض عليه بدمشق الامير منير الدولة، وسيره الى مصر في يوم الجمعة مستهل شهر رجب من سنة أربعين وأربعمائة، وولي بعده دمشق طارق الصقلبي. ثم رضي عنه المستنصر فاستولى على أمور الدولة (186- ظ) بالديار المصرية وهم بزوالها، وحصر المستنصر بموافقه جماعة من القواد، فلم يتم له ما أراد، وظفر به فقتل «1» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان بن حمدون، أبو محمد التغلبي الأمير المعروف ناصر الدولة وسيفها، ولي امرة دمشق في أيام الملقب بالمستنصر، بعد أمير الجيوش الدزبري في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، فلم يزل واليا بها الى أن قبض عليه وسير الى مصر مستهل رجب سنة أربعين وأربعمائة، وولي بعده طارق الصقلبي المستنصري «2» . قلت أسقط الحافظ ذكر جده الامير ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله أخي سيف الدولة، وهو صاحب الموصل. أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني: الأمير المظفر ذو المجدين حسن بن حسين بن حمدان، أبو محمد، وصل الى دمشق في جمادي الآخرة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة في يوم الأربعاء السادس عشر منه، ووصل معه الشريف القاضي نقيب الطالبين أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العباس، وقبض عليه الأمير منير الدولة بدمشق في يوم الجمعة مستهل رجب سنة أربعين وأربعمائة. قرأت في كتاب «عنوان السير «3» » تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني قال:

ومات أبو عبد الله الحسين بن ناصر الدولة (188- و) أبي محمد بن حمدان بصور وهو واليها من قبل المصريين، فقام مقامه ابنه أبو محمد الحسن، واستولى على دمشق فنفذ اليه المستنصر خادما له في سنة أربعين وأربعمائة، فقبض عليه، ونفذ به الى مصر، ثم رضي عنه، فاستولى على أمور الدولة هناك، ثم أراد أن يزيل أمرهم فقتلوه في سنة ست وستين وأربعمائة. هذا وهم في قتل ناصر الدولة الحسن، فانه قتل على ما يأتي ذكره في سنة ستين، وقتل ابنه الحسين في سنة خمس وستين. قرأت بخط بعض الحلبيين: كان الشيخ ناصر الدولة بن حمدان وصل من مصر في عساكر كبيرة، ونزل على حلب، وحاصرها أياما، ومالكها اذ ذاك معز الدولة ثمال بن صالح، فأرسل الله تعالى عليه سيلا لم يسمع بمثله، غرق أكثر المضارب، وأتلف الرجال وأهلك الدواب المشبوحة، فانهزم عن حلب، وعاد الى مصر في شهور سنة احدى وأربعين وأربعمائة وفي ذلك يقول منصور بن تميم بن الزنكل من قصيدة يذكر فيها ما لبني كلاب من الوقائع والمآثر. أليس هم ردوا ابن حمدان عنوة ... على عقبة لا يتقون العواقبا وجاء ابن كليد يكيد وقوة ... فكدناه كيدا لم نمهله ثاقبا غدا موقدا نارا فأمسى وقودها ... وبات لكاس الحتف بالبغي شاربا ولقى مقلد بن كامل جعفر بن كليد بكفر طاب فقتله، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة جعفر. نقلت من تاريخ أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ بخطه: سنة ستين وأربعمائة: وفيها وثب ناصر الدولة الحسن بن الحسين بن الحسن (188- ظ) ناصر الدولة بن عبد الله بن حمدان، وجماعة قواد الأتراك بمصر وحصروا المستنصر. حدثني أبي قال: نظر ناصر الدولة ابن حمدان الى أخيه المهذب، وقد وفر له وفرة من شعره، فقال له: يا مهذب نحن قوم خوارج عرب أين أنت وهذا الشعر الذي قد تركته؟ فقال له المهذب: يا مولانا نحن قوم خوارج، وقل مامات الخارجي إلّا مقتولا فيكون حمل المقتول بشعره المضفور خير من أن يخرق شدقه ويحمل

الحسن بن الحسين بن رجاء بن أبي الضحاك:

به أو بلحيته، فقال ناصر الدولة: ذخيرة سوء ليوم مى شوم. قال: فحدثني جماعة بعد ذلك أنهم رأوا ناصر الدولة حين قتل والمهذب في جماعة الأمراء، ورأس المهذب محمول بدبوقته المضفورة، وناصر الدولة قد ثقب شدقه، وقد حمل به. الحسن بن الحسين بن رجاء بن أبي الضحاك: وقيل فيه الحسن بن الحسن بن رجاء بن الضحاك، ولي حلب، وأكثر أعمال الشام، وتوفي بها في جمادى الاولى من سنة احدى وثلاثمائة، ووليها بعده وصيف البكتمري، قرأته في تعليق وقع إليّ لبعض الحلبيين. والصحيح أن اسم أبيه الحسن، وكان يتقلد فارس. الحسن بن الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد: أبو علي الرهاوي المقرئ. اجتاز بحلب أو بعملها في طريقة من الرها الى دمشق وذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخ دمشق، بما أنبأنا به القاضي أبو نصر الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، قال: الحسن بن الحسين بن علي ابن عبيد الله بن محمد، أبو علي الرهاوى (189- و) المقرئ حدث عن أبي محمد ابن أبي نصر. أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: توفي الحسن بن الحسين الرهاوى المقرئ في جمادى الآخرى سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وكان فيه تخليط عظيم، كان يحدث بما لم يسمع ويركب على الشيوخ بغير معرفة، فاذا قيل له أنكر ذلك. حدث عن أبي محمد بن أبي نصر عن القاضي أبي الحسن بن صخر برسالة أبي بكر وكل واحد منهما لم يلق الآخر، وتوفي أبو الحسن بن صخر بعد الأربعين وأربعمائة. قال ابن الأكفاني: في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وقد وجدت أنا نسخة الرهاوي بهذه الرسالة، وقد كتب فيها سماعة من أبي محمد بن أبي نصر سنة عشر وأربعمائة، وذكر أن سماعه بقراءته بخط أبي نصر بن الجبان، وليس الخط

الحسن بن الحسين بن محمد بن عجل:

خط ابن الجبان فانه لا يخفى على من يعرفه، ونسب ابن الجبان الى غير أبيه فانه قال: وكتب أبو نصر عبد الوهاب بن ابراهيم، المعروف بابن الجبان بحضرة الشيخ، وابن الجبان اسم أبيه عبد الله بن عمر بن أيوب، لا يعرف في نسبة من اسمه ابراهيم وهذا أدل دليل على تخليطه وافتضاحه، والله يعصمنا من الكذب والتزوير، برحمته ومنه. «1» . الحسن بن الحسين بن محمد بن عجل: أبو محمد العجلي الكلابي، المعروف أبوه بالصوفي، وقيل ان اسم أبيه الحسن وانما لقب بالصوفي لأنه كان يقصر ثيابه، وتولى ابنه الحسن هذا رئاسة دمشق، وكان من أهل حلب وله بها (189- ظ) دار وهي الدار التي وقفها قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم مدرسة على أصحاب الشافعي «2» ، وكان له أملاك بحلب ومعرة مصرين، وكان أبوه مقيما بسرمين وهو جد سديد الملك علي بن منقذ صاحب شيرز لأمه وانتقل الى دمشق، وسكنها، وحدث ولده الحسن هذا عن أبي الحسن ابن عوف، وسمع منه أبو محمد بن صابر. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسن بن الحسين بن محمد، أبو محمد بن الصوفي الكلابي رئيس دمشق، سمع أبا الحسن بن عوف، وحدث بشيء يسير، سمع منه شيخنا أبو محمد بن صابر، وكان أصله من حلب، سكن أبوه دمشق، وكان يقصر ثيابه فلقب الصوفي. قال الحافظ: بلغني أن الرئيس أبا محمد توفي سنة سبع وتسعين وأربعمائة يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رجب ويقال سنة ست. «3» . الحسن بن الحسين بن مندل: أبو علي النحوي قدم معرة النعمان، ولقى بها أبا العلاء بن سليمان، قرأ عليه خميس بن علي الحوزي.

الحسن بن الحسين بن وأسانه بن محمد:

قرأت بخط أبي الكرم خميس بن علي بن أحمد الحوزي الواسطي على فصيح ثعلب، في تسميع ذكر فيه اسناده، ثم قال: إلّا اني لم أقرأه على أحد أعلم به من شيخنا أبي علي الحسن بن الحسين بن مندل النحوي، ولكن لم يسنده، وكان يغضب اذا قيل له: على من قرأته؟ مع أنه قد لقي أبا العلاء المعري وغيره. (190- و) الحسن بن الحسين بن وأسانه بن محمد: وقيل اسمه الحسين بن الحسن أبو القاسم التميمي الواساني شاعر مجيد. حسن الشعر، خبيث اللسان هجاء، قيل ان مولده بحلب، ومسكنه دمشق، وقدم حلب من دمشق، ومدح بها أبا الفضائل سعيد بن شريف بن علي بن حمدان، واليه ينسب حمام الواساني «1» ، وكان له دار الى جانبها بالقرب من البلاط، وكانت الحمام والدار قد قبضتا في أيام بني حمدان، فقدم حلب على أبي الفضائل ومدحه فأطلقهما، أو سلمهما إليه. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- اذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة- قال: أخبرنا أبو يعقوب الاديب، في كتابه، عن أبي منصور الثعالبي قال: أبو القاسم الحسين بن الحسن بن واسانة ابن محمد الواساني، أعجوبة الزمان، ونادرته، وفرد عصره ونابغته، وهو أحد المجيدين في الهجاء، وكان في زمانه كابن الرومي في أوانه فمن شعره قوله يهجو ابن أبي أسامة: يا ساكني حلب العواصم ... جادها صوب الغمامه أنا في مدينتكم غريب ... لست من أهل الإقامة والخان يحدث للغريب ... إذا أبّن به سآمه فعرضت من طول المقام. ... بها وأعوزت المدامة فخرجت في بعض الليالي ... قاصدا باب السلامة باب السلامة: باب كان جدده سيماء الطويل على جسر باب أنطاكية الراكب

على نهر قويق عند الدارين، وسماه باب السلامة، وركب عليه بابا أخذه من قصر من قصور الهاشميين يعرف بقصر البنات (190- ظ) . وشربت من بئر به ... من يأته ينقع أوامه ورتعت في فلواتها ... وعلوت مرتقبا أكامه فلمحت في بعض الوها ... د وقد بعدت سواد هامه فسعت أحسبها قطا ... ة أو حدأة أو حمامة «1» وذكر تمام القصيدة، أضربت عن ذكرها تحوبا من ايرادها لما فيها من الهجو الفاحش، والقذف الشنيع، وهكذا سماه الثعالبي الحسين بن الحسن والأصح عندي الحسن بن الحسين، فانني نقلت من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي قاضي معرة النعمان، وكان فاضلا مسندا ثبتا، وكان في عصر الواساني، ولعله اجتمع به بحلب، وسمع منه ما صورته: لأبي القاسم الحسن بن الحسين التميمي الواساني يمدح الأمير أبا الفضائل سعيد بن شريف بن سيف الدولة ابن حمدان، ويسأله في رد حمامه وداره بحلب، وكانا مقبوضتين مقطعتين لبعض الجند. لو كنت أمدح للجدا ... لشرعت في بحر الندا وأممت بالتأميل مو ... لانا الأمير السيدا أولى الملوك بأن ينا ... ط به الرجاء ويقصدا وأحق أن يهب الطري ... ف لسائل والمتلدا من لو رآه حاتم ... في مجلس صخب الصدا (191- و) بادي الوقار يهاب ف ... يه جليسه أن يعندا يقري البدور اذا قرى ال ... قوم السديف مسرهدا «2»

أو طلحة الطلحات أو ... كعب «1» لحروا سجدا لكنني أنحي مطا ... لبي السبيل الأقصدا وأرى التجمل والتص ... ون منذ كنت الأمردا ولكل طالب بغية ... من دهره ما عودا ورأيت مولانا أقا ... م اليوم أعلام الهدى وأشاع عدلا قد أعا ... د لنا الزمان كما بدا عم القريب به وأس ... هم في السرور الأبعدا وكذاك مذهب مثله ... ما جار فيه ولا اعتدا فعلمت أني لا أرى ... بين الشريد مصردا «2» أأبا الفضائل لو رأي ... ت لدى الصلاة المسجدا ولحظت فيه يدا تطا ... ول كلما رفعت يدا وسمعت أصواتا تغا ... لي بالدعاء ليصعدا تدعو لملكك بالدوا ... م على الليالي سرمدا وعلى عداك بأن يصو ... ل عليهم سيف الردا ويرد طرف الدهر عن ... أيام عزك أرمدا (191- ظ) لعلمت أنك ما سمح ... ت بما سمحت به سدا لكن أعشت بذاك عد ... لا لا يزال مجددا وغرست فيه اليوم غر ... سا تستظل به غدا وفرضت جندا لا يزا ... ل على العدو مجندا فملكت أفئدة العبي ... د ورعت أفئدة العدا وحويت أجرا باقيا ... بعد القرون مخلدا ما زلت عضبا مغمدا ... زمنا وليثا ملبدا وحيا حمته يد الليا ... لي أن يصوب «3» ويرعدا

حتى أتاك الملك عف ... وا ما مددت له يدا وأفاك مشتاقا يج ... رّ الى ذراك المقودا فسللت فيه مهندا ... عضبا ورأيا محصدا وعزيمة مثل الشها ... ب تجوب خطبا أسودا حتى استقام الأمر في ... لطف وكان تأودا «1» فغدا سرير الملك من ... ز عجا وراح ممهّدا فاسعد بأنك لا تزا ... ل على الزمان مؤيدا يا أكرم الأملاك آ ... باء وأبعدهم مدا وأجلهم همما وأش ... رفهم جميعا محتدا (192- و) ما جئت مجتديا وان ... كنت الأجلّ الأمجدا والأجود الوهاب ان ... عدّ الرجال الأجودا بل جئت لما أن رأيت ... تك في الملوك الأوحدا ورأيت رأيك بينهم ... يدعى الأسدّ الأرشدا فحثثت أمالي الى ... ملك يسامي الفرقدا يهب اللجين لسائلي ... هـ لا هيا والعسجدا والخبل بالحلل الفوا ... خر والاماء والأعبدا فسألته من عدله ... ما لست فيه مفردا فأكون بين الناس في ... طلب الكثير مفنّدا داري وحمامي أقل ... لديك من أن يوجدا فهما الغداة كقطرة ... مدت خليجا مزبدا والأرض أو سع للأنا ... م وأنت أوسعهم يدا وأحقهم طرا بأن ... تهب الجزيل لتحمدا فاقطع لأهيف عنهما ... من بحر جودك موردا واجعل له عيشا تو ... سعه عليه أرغدا واشغله عني يا سعي ... د لقيت جدّا أسعدا

ان كان موقعه يها ... ب اذا انتمى وتشددا (192- ظ) فأنا الذي أطبى القلو ... ب إذا وقفت لأنشدا أرمي عداك اذا طغوا ... بأمض من حز المدا عن مقول يهض الجنا ... دل أو يعض الجلمدا وأزين مجدك في المحا ... فل راجزا ومقصّدا ويسير شعري غائرا ... بين الكرام ومنجدا قال: فوعده أبو الفضائل باطلاقهما فكتب اليه يتنجز توقيعا بذلك. يا أيها الملك الجليل ... بك الحسن الجميل وأنا المقيم على رجا ... ئك لا أحول ولا أزول اذ أنت تفعل ما يضي ... ق به الملوك ولا تقول واذا وعدت بفيك وع ... دا فالنجاح له كفيل واذا أمرت فما لأم ... رك حين تبرمه حويل تمضي كما يمضي السنا ... ن الحشر والسيف الصقيل ولعبدك المسكين في ... حمامه خطب جليل مالي إليه بغير تو ... قيع أروح به سبيل والعمر بالأيام يف ... نى والحوادث تستديل وبقاء مثلي بعد أق ... راني الذين مضوا قليل واذا نظرت الى مشي ... بي قلت قد أزف الرحيل (193- و) واذا استقل سواي يو ... ما هاج من صدري غليل فامنن بتوقيع به ... يأمن له المجد الأثيل يا من يقصر عن نوا ... فل كفه الغيث الهطول قد طال تعليلي به ... لك بعدنا العمر الطويل قال: فأطلق له ذلك، وسلمه اليه فقال يشكره لما تسلم ذلك: أيها السيد استمع قول عبد ... لم يشبه بالزور والبهتان

بل هو الحق أشهد الله والنا ... س وآتي عليه بالبرهان أنت والله فهي بالغة الا ... يمان أهل لليمن والإيمان وحقيق بأن يبلغك ال ... لله برغم الأعداء أقصى الأماني وبأن لا تزال ما حنت الني ... ب وغنى الحمام في الأغصان عالي الجد نافذ الأمر والن ... هي معافى مؤيد السلطان وذليل الأعداء في حيث ... ما كانوا عزيز الأنصار والأعوان واذا عشت عمر نوح قرير ال ... عين جم السرور أو لقمان صرت منه الى الجنان وقوب ... لمت بمحو الذنوب والغفران يا أمير القلوب قاد هواها ... واشتراها بأوفر الأثمان فهي تعنو له وتمحضه النص ... ح بلا ريبة ولا ادهان ذاك أن القلوب تملك بالإح ... سان والخوف مالك الأبدان (193- ظ) والمطيع الراضي يقيمة ما ... بايع غير المستكرة الغضبان يا فتى ما له اذا عد أهل ال ... فضل من مشبه ولا من مدان في اتساع الأخلاق أو كرم الأع ... راق أو هيبة وقوة شان. أو سماح بالمال يرغب والأد ... راع والخيل والقرى والقيان كل جرداء كالهراوة أو أج ... رد كالسوذينق «1» زاوي العنان لاحق الأيطلين «2» يحسبه النا ... ظر سمعا يخوت بين رعان «3» أوقفاه حسناء كالظبية الأد ... ماء «4» نورا والشادن الوسنان «5» كاسيات محليات عقود ال ... در فوق النحور والمرجان أوهب الناس كلهم لكعاب ... ذت دل أو حلّة أو حصان لا يرى أن يقول لا أبدا لف ... ظا بها أو اشارة ببنان وكريم المزاح ان حضر الزا ... د لبسط الأكيل والندمان

أقرب القوم منه من جاء للحا ... جة غرثان «1» عند وضع الخوان وحفي بفتية ليس منهم ... غير ماضي العزيم ثبت الجنان ووفي بعهده طاهر القل ... ب جدود في نصحه غير وان يفتديه بنفسه دون ما تح ... وي يداه في المأزق المتداني بهم أثبتت قواعد ملك ... تامك «2» الفرع واطد الأركان فتسلت عنه الملوك وحادت ... عن ضراب من دونه طعان (194- و) فهم عنده بمنزلة الأخ ... وة دون الأتراب والأخدان يكرم الشيخ منهم حين يلقا ... هـ ويحنو عطفا على الفتيان وهو في أعين الجماعة كالشم ... اء من هضب يلبن أو أبان «3» ملك لا يرى العناد لريب ال ... دهر غير الصفاح والأبدان وجياد جرد الهوادي وسمر ... عاسلات الكعوب كالأشطان «4» واقف همه على رب أحوا ... ل حماة الرجال والشجعان وانتخاب البيض الصوارم وال ... سمر العوالي لكل حرب عوان دهره نثرة وحسام ... وجواد ذي ميعة وسنان غير صاغ الى سماع أغان ... مطربات ولا كعاب غوان فهو والمجد مثل طرفي رهان ... أو شقيقين أرضعا بلبان ان هما أجريا لغاية سبق ... بين غر من الملوك هجان «5» أقبلا أولين شدا وجاء ال ... قوم من بعد في الرعيل الثاني ما تكنى أبا الفضائل حتى ... فضل الناس بين قاص ودان وتسمى باسم السعادة والأس ... ماء موصولة العرى بالمعاني هو والله مشتري فلك أص ... بح باليمن دائم الدوران

سار في برجه فأطفأ بالسع ... د نحوس المريخ والدبران (194- ظ) طرف الله عن علاه وان شاء ... عدوا ما قلت عين الزمان وكفانا فيه الملمات ما ... صوب نجم أولاح برق يمان فوحق الأنعام والكهف والط ... ور وطه وسورة الرحمن لو تركنا نختار بين الأماني ... ونقتادهن بالأرسان ما بلغنا في الحدس والظن معشا ... ر سرور نراه رأي العيان يا كريما آباؤه أمراء ال ... عرب والعجم من بني ساسان واذا ما دعيت للضيم اذ ع ... نت لداعيه أيما اذعان فأنا اليوم كالمدل من الآسا ... د أو كالعصماء بين القنان قد تحيرت والمهيمن في شك ... رك ما لي بما يديت يدان أي شيء يجزيك عني ومالي ... غير ودي وغير شكر لساني وهما يقصران عنه ولو كن ... ت كقس في النطق أو سحبان «1» غير أني قد بعت نفسي مولا ... نا وان لم أساوما أولاني (195- ظ) فخذ الآن عهدي وارض من ... عبدك ما يستطيعه امكاني لاكون امرأ تقصيت جهدي ... في جزاء الاحسان بالاحسان ذكر أبو الطيب الباخرزي في كتاب دمية القصر، قال: أنشدني الشريف أبو طالب محمد بن عبد الله الانصاري له- يعني للواساني: فلو كان لي بيت يحل دخوله ... لامتعتكم بالعزف والقصف والسكر ولكنما لي بيت سوء كأنه ... بقية ناووس على ساحل البحر «2» توفي الواساني في حدود التسعين والثلاثمائة.

ذكر من اسم أبيه حميد ممن اسمه الحسن

ذكر من اسم أبيه حميد ممن اسمه الحسن الحسن بن حميد المنبجي: وقيل الحسين بن حميد المنبجي التجيبي، وسنذكره من اسمه الحسين ان شاء الله تعالى، وهو شاعر مجيد تنسب اليه القصيدة اليتيمة والاقرب انها له والله أعلم. روى أبو القاسم منصور بن النعمان قال: أنشدنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق الحلبي قال: أنشدنا أبو سعيد النصيبي عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش قال: أنشدت هذه القصيدة المعروفة باليتيمة، ولم تعرف لأحد فلذلك سميت اليتيمة، ثم أنشدتها للحسن بن حميد المنبجي وهي: هل بالطلول لسائل ردّ ... أم هل لها بتكلم عهد «1» فذكرها وسنوردها في ترجمة دوقله بكمالها ان شاء الله تعالى (196- و) . الحسن بن حميد المرعشي: حكى عن بعض الغزاة في الثغور روى عنه حيدرة بن عبيد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني قال: أخبرنا سعد بن علي الرزاز بمرو في قدمته الاولى قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز، بأصبهان، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن زيد الجرجاني قال: سمعت أحمد بن محمد بن عيسى يقول: سمعت حيدرة بن عبيد يقول: قال الحسن بن حميد المرعشي: دخلنا على رجل من الغرباء في بعض الثغور وهو يكيد بنفسه، فقيل له: كيف تراك؟ فقال: غريب وحيد والمنايا تحثه ... الى منزل فقر بغير أنيس فقلنا: أبشر رحمك الله فان الغربة شهادة، ولا سيما وأنت مرابط في سبيل

حرف الخاء في آباء من اسمه الحسن

الله، فبكى طويلا ثم قال: والله لولا طمعي في كرمه وعفوه لتقطعت نفسي من شدة الغصص والحسرات فما برحنا من عنده حتى فاظت نفسه رحمه الله. حرف الخاء في آباء من اسمه الحسن الحسن بن الخليل: أبو علي الحلبي، وينسب ايضا الانطاكي، حدث عن عبيد بن جنّاد الحلبي، وأبي نعيم الفضل بن دكين، روى عنه أبو عمرو بن حكيم (196- ظ) ومحمد ابن المنذر بن سعيد، وخيثمة بن سليمان الاطرابلسي وكان ثقة. أخبرنا زين الامناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بدمشق قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن الخليل الانطاكي قال: حدثنا عبيد بن جناد، قال: حدثنا ابراهيم بن حميد الرواسي قال: حدثنا اسماعيل بن خالد قال: سألت ابن أبي أوفى: هل رأيت ابراهيم بن رسول الله؟ قال: نعم، كان أشبه الناس به، مات وهو صغير ولو قضي نبي لعاش ابراهيم «1» . قرأت في كتاب تاريخ الثقات تأليف أبي حاتم محمد بن حبان البستي قال: في الطبقة الرابعة منهم: الحسن بن الخليل الحلبي، يروى عن أبي نعيم الفضل بن دكين حدثنا عنه محمد بن المنذر بن سعيد «2» . حرف الدال في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن داود بن بابشاذ بن داود بن سليمان بن ابراهيم: أبو سعد، وقيل أبو سعيد المصري، قدم حلب سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وسمع بها الحسن بن أحمد بن محمد بن ابراهيم الحلبي، وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة، والخطيب أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت، وقرأ الفقه بها على القاضي أبي عبد الله الصيمري، وكان

سمع بمصر أبا محمد بن النحاس وعلي بن منير الخلّال، وتراب بن عمر الكاتب واسماعيل بن عمر بن راشد، وغيره (197- و) كتب عنه أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت الخطيب، وكان يدرس الفقه ببغداد على مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وغيره، قال: ابن بابشاذ هو الحسن بن داود بن بابشاذ بن داود ابن سليمان المصري، معروف بالأدب والطلب، وقد كتب الحديث الكثير عن عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وعلي بن منير الخلال، وتراب بن عمر الكاتب، وآخرين ورحل في العلم وهو ابن أخي ابي الفتح أحمد بن بابشاذ الواعظ الجوهري، وقد روى عنه الخطيب وغيره. وقرأت أيضا بخط الحافظ أبي طاهر: أبو سعد الحسن بن داود بن بابشاذ بن داود بن سليمان بن ابراهيم بن شهريار بن أبزون بن نور كوبه، كذا رأيت نسبه بخط علي بن بقاء الوراق على غير جزء مما كتبه له من فوائد اسماعيل بن عمر بن راشد المقرئ الزاهد المعروف بالحداد، انتقاء الصوري عليه وقرأة أبو سعد بنفسه على اسماعيل سنة عشرين وأربعمائة بمصر. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسن بن داود بن بابشاذ بن داود بن سليمان أبو سعد المصري، قدم بغداد، ودرس فقه أبي حنيفة على القاضي أبي عبد الله الصيمري، وتوجه فيه حتى درّس، وكان مفرط الذكاء، حسن الفهم يحفظ القرآن بقراءات عدة، ويحفظ طرفا من علم الادب والحساب والجبر والمقابلة، والنحو وكتب الحديث بمصر عن أبي محمد بن النحاس وطبقته. قال الخطيب: كتبت عنه أحاديث، وكتب عني، وكان ثقة حسن الخلق وافر العقل، وكان أبوه يهوديا، ثم أسلم وحسن اسلامه، وذكر بالعلم، وهو فارسي الاصل، وأقام أبو سعد ببغداد الى أن أدركه أجله، فتوفى ليلة السبت، ودفن

حرف الراء في آباء من اسمه الحسن (197 - ظ)

صبيحة تلك الليلة في يوم السبت لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ودفن في مقبرة الشوينزي، ولم تكن سنة بلغت الاربعين «1» . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال قال: سنة تسع وثلاثين أبو سعيد الحسن بن بابشاذ في ذي القعدة، توفي ببغداد. حرف الراء في آباء من اسمه الحسن (197- ظ) الحسن بن الربيع البجلي: أبو علي البورائي» الكوفي، صحب عبد الله بن المبارك في غزاة بلاد الروم وكان معه بطرسوس، وعاد في صحبته، وشهد موته بهيت، وروى عنه وعن أحمد ابن حنبل، وعبد الجبار بن الورد، وأبي عوانه ومهدي بن ميمون، وأبي اسحاق الفزاري، وحماد بن زيد، وعنتر بن القاسم، وعبد الله بن ادريس، روى عنه أبو أسامة الكلبي، ويعقوب بن سفيان الفسوي، ومحمد بن أحمد بن الحسين، وحنبل ابن اسحاق، وخلف بن عمرو العكبري، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن يوسف التجيبي، واسحاق بن الحسن الحربي، وجعفر الصائغ وأحمد بن عبيد الله النرسي، وكتب عنه أحمد بن حنبل (198- و) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العباسي- قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن الحسين- صاحب العباسي- قال: حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: وسئل يحيى بن معين، وأنا أسمع، عن الحسن بن الربيع قال: لو كان يتقي الله لم يكن يحدث بالمغازي، ما كان يحسن يقرأها، فقال له ابن بنت لابي اسامة: انه يحدث عن ابن المبارك عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ملك يوم الدين؟ فقال يحيى: كل من يحدثه عن حميد فقد كذب.

قال أبو بكر الخطيب: لم يعبه يحيى الا بأنه كان لا يحسن قراءة المغازي وما فيها من الاشعار، وذلك لا يوجب ضعفه، وما ذكره ابن بنت أبي أسامة عنه من روايته الحديث عن حميد انما هو حكاية بلغته، وليس كل حكاية تكون حقا، وقد كان الحسن بن الربيع ثقة صالحا متعبدا. وقال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، ومحمد بن عبد الواحد الاكبر- قال حمزة: حدثنا، وقال محمد: أخبرنا الوليد بن بكر الاندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: حسن بن الربيع البورائي يبيع البواري كوفي ثقة رجل صالح متعبد «1» . وقال الخطيب: أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم الغازي قال: أخبرنا محمد (198- ظ) بن محمد بن داود الكرجي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: الحسن بن الربيع كوفي ثقة، يقال الخشاب ويقال البورائي يبيع القصب. قال أبو بكر الخطيب الحسن بن الربيع، أبو علي البجلي البورائي، سمع مهدي ابن ميمون، وعبد الجبار بن الورد وحماد بن زيد، وأبا عوانه وعنتر بن القاسم، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن ادريس، وأبا اسحاق الفزاري. روى عنه عباس الدوري، وحنبل بن اسحاق، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وجعفر الصائغ، واسحاق ابن الحسن الحربي، وخلف بن عمرو العكبري، وهو من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها. قال الخطيب: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: حدثنا أبو نعيم- يعني- ابن عدي قال: حدثنا أحمد بن يوسف التجيبي بجرجان قال: سمعت الحسن بن الربيع يقول: قدمت بغداد، فلما خرجت سبقني أصحاب الحديث، فلما برزت الى خارج قال لي أصحاب الحديث: توقف فان أحمد بن حنبل يجيء، فتوقفت، فجاء أحمد بن حنل، فقعد،

الحسن بن زمام بن يوسف بن يعقوب:

فأخرج ألواحه فقال: يا أبا علي أمل علي وفاة عبد الله بن المبارك في أي سنة مات؟ فقلت: سنة احدى وثمانين، فقيل له: ما تريد بهذا؟ فقال: أريد الكذابين «1» . أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قالا: أخبرنا أبو الخير (199- و) القزويني- قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو عثمان الصابوني، وأبو بكر البيهقي وأبو الخير عثمان البحيري، وأبو بكر الحيري- اجازة منهم- قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو نصر الخفاف قال: حدثنا محمد بن المنذر قال: حدثني محمد ابن أحمد بن الحسين قال: سمعت الحسن بن الربيع يقول: رأيت ابن المبارك يقاتل بأرض الروم في يوم شديد الحر قد رفع قلنسوته عن رأسه. أخبرنا الكندي- اجازة- قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا علي بن ابراهيم المستملي قال: حدثنا أبو أحمد بن فارس قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: الحسن بن الربيع أبو علي الكوفي مات سنة عشرين ومائتين أو نحوها. «2» . الحسن بن زمام بن يوسف بن يعقوب: أبو علي الحديثي المعري ثم الحلبي، أصله من حديثه بني سليمان، قرية من قرى معرة النعمان، وولد بحلب، ونشأ بها، واشتغل بالأدب، وسماع الحديث، وسمع معنا على مشايخنا: قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله ابن علوان، وأبي محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، وغيرهم وكان يورق حسنا (199- ظ) وينظم شعرا لا بأس به. كتب عنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الغريب عبد الله بن علي التميمي الموصلي شيئا من شعره وكان يحضر معنا كثيرا، ولم أسمع منه شيئا من شعره،

لكنه كتب إليّ أبياتا من شعره، قرأتها بخطه يستعير مني كتاب المذيل لأبي سعد السمعاني وهي: أيها السيد الامام فلان الدين ... يا ذا الانعام والاحسان والذي نال من معاني المعالي ... أشرف الذكر بالسجايا الحسان والذي فضله المفضل أسمى ... في سماء السناء من كيوان والذي أيد الإله به مذهب ... فخر الأئمة النعمان «1» والذي لو رآه نجل هلال «2» ... كان في بابه من الغلمان والذي ليس مثله في البرايا ... في جميع الأوقات والأزمان في علاء سام وفهم علوم ... مشكلات عصت على الأذهان عبد نعمائك العميمة ... ينهي ما به من مذيل السمعاني من غرام واف وشوق شديد ... وارتياح اليه منذ زمان والى ما حكاه جرحا وعدلا ... عن رواة الحديث بالاتقان والى ما حواه من سير الناس ... وما فيه من لطاف المعاني فلعل الآراء زيدت علوا ... وجلالا ينمي ولا نقصان يسعف العبد منه جزءا فجزءا ... كل ما مرّ أول جاء ثان (200- و) كتب الينا أبو البركات بن المستوفي من اربل قال: أنشدني- يعني- أبا محمد عبد الرحمن بن أبي الغريب عبد الله بن علي التميمي الموصلي الصقيل قال: أنشدني ابن زمام الحلبي لنفسه في غلام عليه قباء أخضر، وفي وسطه منطقة فضة. عاينته لما تدرع أخضرا ... وله من الورق الأنيق نطاق فظننته غصنا تفتح نوره ... وتكنفته بظلها الأوراق

الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة:

توفي رفيقنا الحسن بن زمام بحلب سنة أثنتين أو ثلاث وثلاثين وستمائة. الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة: ابن علي بن محمد بن محمد أبي ابراهيم بن أحمد بن محمد بن الحسين ابن اسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، أبو علي بن أبي المحاسن بن أبي علي بن أبي الحسن بن أبي سالم بن أبي ابراهيم الكلبي العلوي الحسيني الاسحاقي النقيب الكاتب، كتب الانشاء للملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وتقدم وولاه نقابة العلويين بحلب، وكان يكتب خطا حسنا، وعنده فضل وأدب، وتفنن في علوم شتى، وله معرفة بالقراءات والفقه والحديث والتواريخ وأخبار الناس، وعنده من العربية واللغة طرف حسن، وله شعر حسن ورسائل، وكان جميل الصورة دينا، حلو الحديث لبق الرئاسة، سيره الملك الظاهر غازي رسولا الى أماكن متعددة. سمع بحلب محمد بن أسعد الجواني النسابة (200- ظ) وشيخنا أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وغيرهما، وحاضرته كثيرا، ولم أكتب عنه شيئا وأخبرني ولده علي، النقيب بعده، أن ولادته بحلب سنة أربع وستين وخمسمائة ومن شعره ما قاله وقد نزل بالمعشوق مقابل سر من رأى، وكان قد حج في تلك السنة وأنشدنيها ولده علي عنه: قد رأيت المعشوق وهو من الهجر ... بحال تنبو النواظر عنه أثر الدهر فيه آثار سوء ... وأدالت يد الحوادث منه عاد مستبذلا ومستبدلا عزا ... بذل كأنه لم يصنه وأنشدني أيضا قال: أنشدني أبي لنفسه وقد نزل بحاجر: «1» . من شاقة حاجر وبقعتها ... فلست اشتاق حاجرا أبدا ولا زرودا أو الثعلبية والجفر «2» ... ونجدا وذلك البلدا

الحسن بن زيد:

فلا سقى حيها ولا جيد مغناها ... وأضحت طرائقا قددا توفي الشريف النقيب أبو علي الحسن بن زهرة في جمادى الاولى من سنة عشرين وستمائة بعد وصوله من الحجر، ودفن بسفح جبل جوشن، وحضرت دفنه والصلاة عليه. الحسن بن زيد: نزل ملطية، وحدث بها عن حميد الطويل، روى عنه أبو يعلى محمد بن أحمد ابن عبد الله بن مروان الملطي وقيل أبو يعلى الحسين بن محمد الملطي (201- و) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: قرأت بخط أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد السنجي أبو الحسن البغدادي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن الطاهري، قال: حدثنا جابر ابن عبيد الله الموصلي في مسجد ابن مالك، من حفظه، قال: حدثنا أبو يعلى محمد ابن أحمد بن عبد الله بن مروان الملطي بملطية سنة ست وثلاثمائة. قال: حدثنا الحسن بن زيد، ح. وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابراهيم بن مخلد- اجازة- قال: حدثنا أبو القاسم جابر بن عبد الله بن المبارك الجلاب الموصلي- من حفظة ببغداد- قال: حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الملطي بها قال: حدثنا الحسن بن زيد، قال جابر: سألت أبا يعلى عنه فقال: كان رجلا حل عندنا على جهة الجهاد، فكتبنا عنه قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا أحب أحدكم ان يحدث ربه تعالى فليقرأ «1» .

حرف السين في آباء من اسمه الحسن:

حرف السين في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار بن ابراهيم: أبو علي الشاتاني الديار بكري المعروف بالعلم، وكان ينبز بقاع، وشاتان قلعة من نواحي ديار بكر (201- ظ) كان فقيها أديبا شاعرا، جيد الشعر ظريفا، رحل الى بغداد وتفقه بها على مذهب الامام الشافعي، بالمدرسة النظامية، علي أبي الحسن علي بن سليمان الأصبهاني، ثم قرأ الفقه من بعده على أبي علي الحسن بن ابراهيم الفارقي، وأبي منصور سعد بن محمد الرزاز. واشتغل بالأدب على الشريف أبي السعادات بن الشجري، وأبي منصور بن الجواليقي، وسمع بها الحديث من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبي القاسم هبة الله بن الحصين الشيباني، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي بكر محمد بن القاسم الشهرزوري. كتب عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر، والحافظ أبو المواهب الحسن بن صصري، والعماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني روى لنا عنه شيئا من الشعر أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحدوس، والفقيه أبو محمد اسماعيل بن هبة الله بن باطيش. وقدم الشام سنة احدى وثلاثين وخمسمائة، وعقد بها مجلس الوعظ، وعاد الى شاتان، ثم انتقل الى الموصل وسكنها مدة، وسيره أتابك زنكي بن أق سنقر، وكان صاحب الموصل، رسولا منه الى دار الخلافة، والى عدة أطراف مرارا متعددة، وأقبل عليه الوزير (202- و) أبو المظفر يحيى بن هبيرة، وأكرمه ومدح الوزير بقصيدة حسنة، وكان بالموصل في كنف الوزير جمال الدين محمد بن علي، وجيها عنده، وتولى البيمارستان بالموصل، وتصرف في وقفة، فلما نكب الوزير جمال الدين اختل أمره فارتحل الى الشام، وقدم حلب، وأقام بهامدة يغشى القاضي محي الدين أبا حامد محمد بن محمد بن الشهرزوي الحاكم بها يومئذ.

ثم انتقل الى دمشق، وأكرمه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، وجعل له معلوما من البر، وكان يغشى بها قاضي القضاة كمال الدين أبا الفضل محمد بن عبد الله بن الشهرزوري ولم يزل كذلك حتى مات نور الدين محمود بن زنكي، فقطع وزيره أبو صالح عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي معلومه «1» فهجاه، وقصد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ومدحه، فنفق عليه وأكرمه وزاد في اكرامه وبره، ثم رجع الى الموصل، وحدث بشيء يسير من مسموعاته، وكان بينه وبين العماد الكاتب مودة أكيدة ومؤانسة ومكاتبة بالشعر والنثر. قال لي الفقيه عماد الدين اسماعيل بن باطيش: ان مولد العلم الشاتاني في سنة خمس عشرة وخمسمائة. وأنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: ذكر لي- يعني- الشاتاني أن مولده سنة عشر وخمسمائة بقلعة شاتان (202- ظ) . سمعت شيخنا أبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري قال: أخبرني أبي قال: كان العلم الشاتاني يمدح مجاهد الدين قايماز، وكان محسنا اليه، فلما قبض على مجاهد الدين هجاه الشاتاني، فأطلق مجاهد الدين من الاعتقال، فقطع جاري العلم الشاتاني الذي كان له على جامع الموصل، فدخل عليه وأنشده أول قصيدة عملها: كفاني عقابا ما جنيت على نفسي.... فقال له مجاهد الدين قايماز: حسبك لا تزد على هذا فلو أنك امرؤ القيس ما أتيت في الاعتذار بأبلغ من هذا، ثم عفا عنه، وأطلق جاريه على ما كان. أنشدني أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحدوس الموصلي قال: أنشدنا علم الدين الحسن بن سعيد الشاتاني لنفسه: قلت ثقلت اذ أتيت مرارا ... قال: أثقلت كاهلي بالأيادي قلت: طولت قال: أوليت طولا ... قلت: أبرمت قال: حبل الوداد

وأنشدني أبو محمد بن الحدوس الفقيه قال: أنشدني الشاتاني أيضا لنفسه: عم بالمعروف حتى لم يدع ... أحدا ينفك عن منته صدقت نيته في فعله ... فاهتدى بالصدق من نيته أنشدني عماد الدين أبو المجد اسماعيل بن هبة الله بن سعيد الشافعي الفقيه قال: أنشدنا علم الدين الشاتاني بالموصل بالجامع النوري، قبل (203- و) وفاته بقليل، وأحضر دواة ورقعة وكتبتهما من لفظه في ذلك المجلس، ولم يسم قائلا: مل معي ما عليك ضري ونفعي ... نسأل الجزع عن ظباء الجزع «1» فعلي السؤال ليس عليّ العار ... ان ضنت الغوانى برجعى أنبأنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار أبو علي الديار بكري الشاتانى، قلعة من ديار بكر، ذكر أنه سمع ببغداد أبا القاسم بن الحصين، وأبا بكر ابن صهر هبة، وأبا منصور بن زريق، وأبا الحسن بن عبد السلام الكاتب، وأبا البركات الأنماطي، وأبا الفضل بن ناصر، وأبا بكر محمد بن القاسم بن الشهرزوري. وتفقه على أبي علي الحسن بن سلمان، وأبي منصور بن الرزاز ببغداد، وعلى أبي علي الحسن بن ابراهيم بن برهون الفارقي، وتأدب على الشريف ابن الشجري، وأبي منصور بن الجواليقي، وقال الشعر، وأنشأ الرسائل، وقدم دمشق في سنة احدى وثلاثين وخمسمائة، وعقد مجلس الوعظ، وعاد الى وطنه، ثم انتقل الى الموصل، وخدم دولة أتابك زنكي وولده رحمه الله، ورسل الى الخليفة المقتفي، والى عدة أطراف، وعاد الى دمشق سنة ثمان وستين وخمسمائة ومما أنشدني لنفسه مما كتب به الى خطيب خوارزم (203- ظ) أحمد بن مكي، وكان مشهورا بالفضل جوابا له عن أبيات كتب بها اليه:

سلام كنشر الروض تسري به الصبا ... فتعبق من أنفاسه وتطيب على من يراه القلب مع بعد داره ... قريبا ويدعو وده فيجيب امام له في الفضل أشرف رتبة ... اذا رامها خلق سواه يخيب وقور اذا طاش الحليم حياؤه ... على نفسه فما يروم رقيب تفل غرار السيف حدة عزمه ... فيرتاع منها الروع وهو مهيب اذا ما علا صدر الأئمة منبرا ... فقس عليه بالبيان خطيب حبيب حباني من جواهر لفظه ... بما قل عنه جرول وحبيب «1» فحلى بها جيدي وقد كان عاطلا ... وجدد بردا أنهجته خطوب وصفى لي العيش الذي هو دائما ... بتكدير أحداث الزمان مشوب يلقح أبكار القرائح فكره ... نسيب لأرواح الأنام نسيب ألا هل أرى نادي نداه فأرتوي ... فقد كدت من برح الغرام أذوب والأبيات التي كتب بها خطيب خوارزم ابتداء: هدى علم الدين المفخم شأنه ... له في عظامي والعروق دبيب تشوقنى الذكرى اليه فأنثنى ... وأيسر ما بين الضلوع لهيب أحن اليه حنة كلما دعت ... شآبيب دمع العين فهي تجيب بعيدا اذا قلبت طرفي نازح ... وان لحظته فكرتي فقريب (204- و) يشيم لكشف الغامضات مهندا ... يطبق في أوصالها ويصيب «2» أتاني كتاب منه عم سروره ... يهش له دامي الجفون كئيب أراه افتخارا للفرزدق زانه ... بطبع جرير مدحه ونسيب تخيره عذب الكلام كأنه ... رضيع هذيل بالعذيب ربيب

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج- اذنا- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الاصبهاني الكاتب قال: علم الدين الشاتاني أبو علي الحسن بن سعيد بن عبد الله، وشاتان من نواحي ديار بكر، مقامه بالموصل، مقر أهله، ومطار فضله، ووكر فراخه، وورد نقاخة «1» ومناخ أشياخه ومرمى مرامه ومرعى سوامه ومراد مراده، ومربض جواده ومراح مراحه ومغدى فلاحه ومرتع اغتباقه واصطباحه، ومرتع اغتباطه واصطلاحه ومنبت عمله ومثبت أمله، ومغنى غناه، ومبنى بناه، وأرض رضاه، وروض هواه، ووطن وطره، وحضيرة حضره، وبقعة شاته، ورقعة شاهه، وقلعة نجاته، وبلغة جاهه، وهو في مارستانها متول، وعلى ضبط الأوقاف مستول، وله شقشقة في الأدب تهدر فصاحة، وحملقة في النظر للعجب يسميها حساده حماقة، قد وفر الله حظه من النطق فما يرى السكوت، ويستلذ الاستكثار من الكلام ومواصلته، ولو هجر القوت اذا حضر أدبا لم يرض الا بأن ينفرد بالقول، وغيره يستمع، ويرفع بالفضل والكل متضع، لا جرم ترشقه سهام الايذاء، وتطرقه قوارض الطرقاء، ولقد كان في أمان من الطيش وضمان من طيب العيش، وفراغ ورفاغه «2» وبلغة من بلاغه ورفاهية، بغير كراهية، ونعمة لقدر فضله مضاهيه، وبضائع نافعة وذرائع موافقة، ونقود رائجة وعقود متناسقة، ذلك والصدر الوزير جمال الدين بالموصل في صدر وزارته مشرق الجمال متألق الاقبال، فائض السجال، مستفيض النوال، غامرا أولى الفضل بالافضال، وهم في ظله يقيلون، والى نيله يميلون، وبطوله يطولون، وبطوله يصولون، والى

فيضه يوفضون، وفي روضة يرتاضون، ولنداه ينادون، ولجداه يجتدون، وبنجمه يهتدون، ولهديه يستهدون، وعلم العلم في العلم عنده عال وسعر الشعر في سوق الرجاء رائج غال، فلما نكب الوزير نضب الغدير، وفاض الجهد، وباض الجور، وغاض الماء، وقضي الامر، وانهز جودي الجود، وذوى عود الوعود، وابتليت بالحزن النهى، وبالخزن اللهى، وصين العرض، وبذل العرض، وقصر الطول، وضاق العرض، وحال الجريض «1» دون القريض، واغنى التصريح برد ذوي الحاجات عن التعريض، وانقطع الواصلون الى الموصل، وتفرق الفاصلون عن المحفل، وغلب اليأس على الرجاء، والبخل على السخاء، وأظلم الجو، وعدم الضوء وشتا الشاتاني بعده، وصاف، ففقد الانصاف، وحرم الاسعاف، ووقف أمره في الوقف، وعوض بدفعه بالعنف، ونفي حقه ونسي، وأرجي رجاؤه (205- ظ) وأنسي، ورأى الموصل مقطعا والمفزع مفزعا، والمولى موليا، والسابق مصليا «2» والمعرفة نكرة، والمعزفة منكسرة، والمرقة مراقة، والورقة متخزقة، ورفقه الأدب عن المأدبة متفرقة، وطلب اسفار صبح حاله وسفور ود جماله في أسفاره وحله وترحاله. فلما سار أنس بالشام من نور الدين نارا بل نورا، «3» «وكان أمر الله قدرا مقدورا» «4» فاتخذ دمشق دار هجرته، وغار أسرته ومبرك مبرته، ومسرح مسرته، ومجثم ربوضه، وموسم سننه وفروضه، ومرج مرجه، وبرح فرحه، وبيت قصده، وبيت قصيدته، فأشرق عند النور نوره، وانتظمت بأمره أموره، ودرت أنواء أدراره، وذرت أنوار أبداره، فلما خبا ذلك النور طوي المنشور، وأطبق الدستور، وتولى أبو صالح «5» ملك الملك الصالح بدأ بتبطيل المصالح، وتعطيل المنائح، ومنح الصلات ورفع الصدقات، وقال للشاتاني: غب وخب، واذا دعيت فلا تجب، فما لأريب عندنا أرب، وما لأديب لدينا إلّا الدأب، والفضل فضوله، والعلم غلول،

وما علم العلم حينئذ كيف العمل، وخيم الامل أيحتمل أم يتحمل، أيغرب أم يشرق، أينجد أم يعرق، حتى تدارك الله ذماء الفضل، ورعى ذمام أهله باناره صبح الحق، وايضاح سبله، واعلاء أعلام الندى، وأحكام أحكام الهدى، ووصول الرايات الملكية (206- و) الناصرية الى الشام وقيامه بنصر الاسلام، انتعش جد الكرم العاثر، وحيي رسم الجود الداثر، وفر ذلك الشيطان من ظل عمر، «1» وغم ذلك الغم ما أفاض من البر وغمر، وصار الشام بيوسف مصرا آخر باحسانه قد فرعون فرعونه وهامانه، وبسط المكرمات وأدر البرات ورد الصلات والصدقات، وعادت حال هذا الفاضل حاليه وقيمته عالية وديمة حظه هاميه، وخطوة فضله نامية، ومدحه بقصيدة أولها: أرى النصر معقودا برايتك الصفرا ... فسر وافتح الدنيا فأنت بها أحرى ومنها: يمينك فيها اليمن واليسر في اليسرى ... فبشرى لمن يرجو الندى بهما بشرى وهذا علم الدين ذو العلم الغزير، والفضل الكثير، والمحفوظ الوافر من كل فن، وهو المحظوظ بكل قبول، ومن قد وفد في ريعان عمره الى عمى العزير «2» ببغداد واتخذه المعان، ومدحه فأجازه ومنحه وسلمه الى ابن سلمان، فقرأ عليه الفقه، وبلغ من معرفته الكنه واكتسب خلقه الظرف، واكتسى شعره الرقة واللطف حاوي المحاسن صافي الباطن سليم القلب قويم اللب حلو الفكاهة، خلو من السفاهة بديع الفقرة، سريع النقرة، عجل الاوبة، طويل الفكرة، قليل العثرة، مستجيب العبرة مستريب بالكرة، واذا أردت أن تغيظه فتعرض له أو اعترض عليه، وتحدث بين يديه، وقلوب الفضلاء مغسولة (206- ظ) وحكمتهم معسولة، وحدتهم مقبولة شدتهم لين، وغثهم سمين، ومقارنتهم فضيلة، ومجانبتهم رذيلة، شرفهم عتيد، وأنفهم شديد. قد توجه من الموصل الى دار الخلافة مرار، ووجد برها وكرامتها على الاغيار

أوارا، وأقبل عليه الوزير الهبيري «1» لشغفه بأمثاله من أهل الفضل، وعاد نجيع السعي موفور المحل. أنشدني لنفسه من قصيدة وازن بها قصيدة لي نظمتها في ابن هبيرة الوزير: أهدى الى جسمي الفنا فأعلّه ... وعسى يرق لعبده ولعلّه ما كنت أحسب أن عقد تجلدي ... يخل بالهجران حتى حله يا ويح قلبي أين أطلبه وقد ... نادى به داعي الهوى فأضله ان لم تجد بالعطف منه على الذي ... قد ذاب من برح الغرام فمن له وأشد ما يلقاه من ألم الهوى ... قول العواذل أنه قد مله قال العماد: وعتب علي ونحن بدمشق متجنيا، وضن بمواصلته متظنيا، فانه كان يستشط من كل كلمة فيها قاع حتى يغضب من ذكر الفقاع، فعملت أبيات لا يخلو بيت فيها من هذه اللفظة في معان حكمية ليس فيها ذكره، وكانت تنشد وهو يغضب ويحرد ونسبها من أراد اغراءه بي إليّ فعتب لأجل ذلك علي وكتبت اليه: (207- و) . لا أوحش الله منك يا علم الد ... ين ندى الكرام والفضلا أعن قلا ذا الصدود أم ملل ... حاشى العلى ملاله وقلا هل حالة في العلى لرب عسلا ... ان يغتدي هاجرا لربّ علا كنت أخا ان جفا الزمان وفى ... أو قطع الودّ أهله وصلا ان أظلمت خطة أضاء لها ... وظلم الخطب جائرا عدلا رفيق رفق لنا اذا عنف الد ... هر وخلا يسدد الخللا صديق صدق ما زال ان كذب الس ... عاة للاصدقاء محتملا فما الذي كدر الصفاء من ال ... ود ولم يرو ورده الغللا فضلك روح العلى وهل بدن ... من روحه الدهر واجد بدلا

عذب بما شئت من معاتبة ... أما بهذا الهجر الممض فلا في العمر ضيق فصنه منتهزا ... في سعة الصدر فرصة العقلا أما كفى نائب الزمان على ... تفريق شمل الألّاف مشتملا ما بالنا ما نرى وان كرموا ... إلّا من الأصدقاء كل بلا اذا شعفنا بقرب ذي شعف ... بقربنا قيل قد نأى وسلا زهدت فينا وسوف تطلبنا ... ربّ رخيص بعد الكساد غلا ان كان في طبعك الملال من الش ... يء فهلا أقللت ذا المللا بعد كمال الاخاء تنقضه ... فحاذر النقص بعد ما كملا (207- ظ) كم صاحب قال لي: ألست على ... بلاء ودي تقيم؟ قلت بلا كفى لخلي بدين خلته ... مجدي وفضلي ومحتدي كفلا وكل علم لم يكس صاحبه ... حلما تراه عطلا بغير حلى لحفظ قلب الصديق أجترع الص ... اب وأبقي لكأسه العسلا ان أنكر الحق كنت معترفا ... به أو أعوج كنت معتدلا أو قال ما قال كنت مستمعا ... اليه بالقول منه محتفلا فضلك في العالمين ليس له ... مثل وقد سار في الورى مثلا فأولنا الفضل يا ولي ألي ال ... فضل ولا تبغ حل عقد ولا يا علم الدين أنت علامة ال ... علم الجلي الأوصاف وابن جلا عرفنى العذر في احترامك ذن ... ب العبد واحضر مستجيبا خجلا وافصل جميلا هذي القضية بال ... هدل وخل التفصيل والجملا واعذر جهولا اذا حسدت فما ... صار حسودا الا لما جهلا وجلت من هجرك المخوف فصل ... واجل عن القلب ذلك الوجلا وابخل بودي يا سمح فالسمحاء ال ... غر صبر بودهم بخلا ان الكرام الذين أعرفهم ... قد أوضحوا لي من عرفهم سبلا يسامحون الصديق ان زلت النع ... ل ويغضون ان رأوا زللا وهم خفاف الى المكارم لي ... لكنهم عن مكارهي ثقلا (208- و) فكن من المرتجى غناؤهم ... في صدق ودي وحقق الأملا

قال فكتب إليّ متعتبا ووصل متقربا: قل لعماد الدين الذي رقمت ... أقلامه في طروسه الحللا تزيد أبصارنا اذا نشرت ... نورا فتجلو بحسنها المقلا فابن هلال ونجل مقلة لو ... راما مداه في الخط ما وصلا فكل تال لها ومستمع ... يهز عطفا من راحها ثملا يا بحر علم عذبا لوارده ... كيف أساوى بفضله وشلا لك اليراع الذي تفل به البي ... - ض المواضى وتعزل الأسلا أودعه الله ذو الجلال كما ... أراد رزق العباد والأجلا عمك عم الأنام نائله ... فصير الناس كلهم خولا وساد كل الورى بسؤدده ... وشاد مجدا سامى به زحلا من كنت قدما ربيب نعمته ... نشوا وغصن الشباب ماذبلا فلو رأى حاتم مواهبه ... لصار من جود كفه خجلا أراه مولاه ما أعدله ... في الخلد فانقاد للردى جذلا وارتاح للراحة التي امتزجت ... بالروح فيها وعاف دار بلا حيا الحيا قبره وأنبت ما ... عليه من روضه الأنيق حلى تا لله ما حلت عن ولائكم ... يوما ولا اعتضت عنكم بدلا (208- ظ) لكن رأيت الخمول أروح ... مما أعاني الخصام والجدلا في دار مولى تقيم لي أبدا ... جموعه في خصومتي رسلا يشير الى قاضي القضاة كمال الدين بن الشهرزوري، فان الجماعة كانوا يداعبونه بحضرته ويعضهونه «1» . من كنت ليث الشرى فغادرني ... بحمل أثقال جوره جملا أرى نهيق الحمار يطربهم ... وينكرون الجواد ان صهلا يجحد فضلي وكل ذي أدب ... يمتار مما أصوغ مرتجلا

من لي بخل تدوم خلته ... ولا أرى في خلاله خللا ترى مياها عيني وبي ظمأ ... وما أروى بوردها الغللا وهذه قصتي مخمّرة ... نظمت تفصيله له جملا «1» أنشدنا ابراهيم بن سليمان بن النجار الكاتب الدمشقي بها قال: أنشدني شهاب الدين فتيان الشاغوري لنفسه وذكر أنه أنشدها صفي الدين أبا الفضل بن القابض فكان في مجلسه العلم الشاتاني وكان ينبز بقاع، ويغضب اذا ذكرت هذه الكلمة بحضرته: هاجتك رسوم عفت لزينب بالقاع ... أمست درسا بعدها معطلة قاع لاجاد عليها من السماء ملث ينه ... ل بمثعنجر «2» الوديقة وقاع ان كنت كريما على الجميل مسفا لم تمس ... على هامة الدناءة وقاع (209- و) فاسلك سنن الفضل مادحا لأبي ... الفضل تكن عنده ابن شوذب قعقاع واسمع مثلا هل يقاس شارب خمر ... اذا ما انتشى بشارب فقاع قال: فغضب لذلك واستشاط غيظا والأبيات أكثر من ذلك لم يكن على خاطره غير هذه الخمسة منها: أخبرني موفق الدين علي بن محمد البغدادي الشاعر بسنجار، مذاكرة، قال: كان البهاء السنجاري في خدمة تقي الدين عمر بن شاهنشاه فقال له يوما: أريد أن أصيح على العلم الشاتانى قاع بحضرة السلطان الملك الناصر، وكان الشاتاني ينبز بقاع، ويغضب من ذلك، قال وكان يجلس الى جانب الملك الناصر في المجلس ويظهر تيها على غيره من الشعراء فقال له تقي الدين: لا تفعل، فما يعجب السلطان هذا، فقال له البهاء السنجاري: بلى ولا أقول ذلك إلّا على وجه لطيف يعجب السلطان، فحضر اليوم الثاني والعلم الى جانب السلطان فوقف بين يدي السلطان فأمره بالجلوس فقال: معي خدمه فأمره بالانشاد فابتدأ وقال:

ما للصدا إلّا لديك انتقاع ... ملكك الله جميع البقاع وذكر قصيدة طويلة على هذه القافية يمدحه فيها قال: فتبرم العلم وجعل يكظم غيظه والسلطان قد استغرق في الضحك وجعل يستتر في البرج «1» المنصوب في الخيمة عن العلم ويجتهد أن لا يراه، وأهل المجلس منهم من خرج الى خارج الخيمة ومنهم من جعل يضحك ويخفي ذلك جهده فلما فرغ (209- ظ) من الانشاد جلس الى جانب العلم وسكت ساعة، ثم التفت اليه وقال له: يا مولانا علم الدين قال الله تعالى: «ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها «2» قاعا» ، يا علم الدين «قاع» على أي شيء انتصب؟ فصاح فيه، وقال: على كذا وكذا من عيالك وشتمه شتما قبيحا. أخبرني عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري قال: كان العلم الشاتاني طريفا، وكان كثير المخالطة لكمال الدين ابن الشهرزوري وكان يداعبه كمال الدين، فحضر يوما عنده وسب الاسماعيلية وكفرهم، وسخف آراءهم، فسير كمال الدين رجلين من أصحابه ليفزعاه، ونزلا عليه ليلا وجذبا عليه سكينتين، وقالا له: نحن قد سيرنا سنان اليك لنقتلك، وهو يقول لك: ويلك كم تتجرأ علينا وتشتمنا وتتسمج في حقنا؟ قال: فطار عقله وجعل يتضرع اليهما ويسألهما أن لا يقتلاه ويقول: يكذب عليّ وما قلت شيئا، ومع هذا فأنا تائب ولا أعود الى شيء من ذلك أبدا، فقالا له بعد الجهد: فما يمكننا أن نمضي اليه إلّا بعلامة أمرنا بها ليعلم أننا وصلنا اليك وقدرنا على قتلك، ولابد من قفل نقفله على أنثييك فقال لهما: العلم اقفلا ما شئتما، ولا تبطئا عليّ أكثر من يومين فأخذا قفلا وقفلاه على أنثييه، ومضيا فلما أصبح أرسل كمال الدين ابن الشهرزوري الى العلم يطلبه اليه فاعتذر عن الحضور وكتمه (210- و) أمره، وقال: قد طلع لي دمل ولا سبيل لي الى المجئ اليك، فأرسل اليه: لابد حضورك فاعتذر، وقال: لا أطيق، فأرسل اليه محفة وقال: تحضر في المحفة، فحمل في محفة وأحضر عند القاضي كمال الدين وهو على غاية من الالم لان القفل ينحدر على أنثييه فيؤلمه، وهو بين فخذيه لا يطيق

المشي منه، فقال: ما بك؟ فقال: دمل فقال: ندعو لك طبيبا يبصرك فقال لا حاجة لي اليه فألح كمال الدين عليه في احضار الطبيب فصدقه الحال، وقال: انه حضر عندي رجلان ليلا وذكر له ما جرى عليه، فقال له كمال الدين كالجاهل بالقضية: ألم أنهك وأقل لك لا تتعرض لهم ولا تذكرهم بسوء فانك لا تأمن غائلتهم، ثم قال له: فنحن نستدعي رئيس الباطنية هاهنا ونسأله في أمرك؟ فقال: افعل فأرسل الى رجل من أصحابه وأحضره على أنه رئيس الباطنية وخاطبه في معناه فقال: مفتاح القفل عندي وقد تركه عندي الرجلان ومضيا، فان شرطت عليه أنه لا يعود الى ذكرنا بسوء أطلقناه، فشرطوا عليه ذلك، وفتح القفل وأطلق وكانت هذه من مطايبات كمال الدين له. سمعت القاضي نجم الدين الحسن بن عبد الله بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي، قاضي حلب يقول: كان بدمشق رجلا يقال له البدر الارموي، وكان بينه وبين العلم الشاتاني شيء فحضرا يوما وليمة عند القاضي كمال الدين الشهرزوري وكان البدر الارموي يجعل في كمه قدرا صغيرة مربوطة في زنده ليجعل (211- ظ) فيها طعاما يزله من الوليمة التي يحضرها وكان واسع الاكمام فراقبه العلم الشاتاني الى أن وضع فيها الطعام، وملأها وغافله، وضرب القدر على كمه فانكسرت، وتبدد جميع ما فيها من الطعام وسال في كمه وامتلأ كمه به، فجعل البدر الارموي ينفض كمه ويلوث به ثياب الناس حتى وصل من ذلك الى كمال الدين وجميع من في المجلس. قال لي الفقيه عماد الدين أبو المجد اسماعيل بن باطيش: مات العلم الشاتاني في حدود سنة تسعين وخمسمائة بالموصل، وهذا وهم والصحيح ما أنبأنا به أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصري قال: بلغني وفاته- يعني الشاتاني- في شهر شعبان سنه تسع وسبعين، وقد جاوز السبعين، وقرأت ذلك بخط الحافظ أبي المواهب في معجم شيوخه، وكتب الينا أبو عبد الله بن الدبيثي من بغداد أن العلم الشاتاني توفي في شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة، قال: وبلغني أنه تغير في آخر عمره.

ذكر من اسمه سفيان في اباء من اسمه الحسن

ذكر من اسمه سفيان في اباء من اسمه الحسن الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني: أبو العباس النسوي البالوزي الحافظ، صاحب مسند الحسن بن سفيان حافظ كبير، رحل رحلة واسعة دخل فيها الشام، وسمع بحلب أبا نعيم (211- و) عبيد بن هشام وعبد الرحمن بن عبيد الله أخا الامام الحلبيين وسمع بتل منس «1» المسيب بن واضح السلمى التلمنسي، وروى عنهم، وعن هشام بن عمار، وهشام ابن خالد، ومحمد بن رمح، وابراهيم بن هشام بن يحيى، وابراهيم بن أيوب الحوراني، وأبي بكر بن أبي شيبة، واسحاق بن راهويه، وابراهيم بن يوسف البلخي، وأحمد بن محمد بن حنبل، وابراهيم بن الحجاج، وابراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي بكر محمد بن الحسين الاعين، وحبان بن موسى، وسويد بن سعيد وأبي الربيع الزهراني وسهل بن عثمان العسكري، وشيبان بن فروخ، وعيسى بن حماد، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وعمرو الناقد، وعلي بن حجر، وعمرو بن زرارة، والعباس بن عثمان المعلم، وصفوان بن صالح، وعباس بن الوليد الخلال، وقتيبة بن سعيد، ويحيى بن معين وهرون بن سعيد، وعبد الله بن محمد بن أسماء ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وأبي كامل الجحدري وأبي خيثمة زهير بن حرب، وهدبة بن خالد ودحيم الدمشقي، وعبيد الله بن عثمان القواريري، وأبي مصعب، وحرملة بن يحيى، وأبي الطاهر وغيرهم. روى عنه حفيده اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان، وأبو محمد سفيان ابن محمد بن الحسن بن سفيان وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، ومحمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني، وأبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي، وآباء بكر: محمد بن الحسن النقاش، وأحمد ابن ابراهيم الاسماعيلي ومحمد بن داود بن سليمان (211- ظ) الزاهد وعبد الله ابن محمد بن مسلم الأسفرائيني، ومحمد بن جعفر البستي، وأبو علي الحسين بن علي الحافظ، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي وأبو حاتم محمد بن حبان

البستي، وجعفر بن محمد بن سوار، وأحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي أبو حامد، وأبو جعفر محمد بن علي الجوسقاني، وعلي بن بندار الزاهر، وابراهيم بن اسماعيل القارئ، وابراهيم بن محمد بن عبدك. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الخياط، قراءة عليه بأصبهان، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي اليقطيني، ومحمد بن علي بن ابراهيم قال: حدثنا الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا حكيم بن سيف، ح. قال أبو نعيم: وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الحلبي، وحكيم بن سيف قالا: حدثنا عبيد الله عن عبد الكريم عن محمد بن المنكدر، ح. قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور قال: حدثنا أبو نعيم الحلبي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: جيء بأبي يوم أحد مجدعا، فجعلت أبكي عليه وأكشف عن وجهه، ولا ينهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما رفع قال: ما زالت الملائكة حافة بأجنحتها (212- و) حتى رفع. «1» . أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد المقدسي بمكة وأبو الفضل أحمد بن محمد ابن عبد العزيز بن الحباب، بالحجر تجاه الكعبة المعظمة، وأبو علي حسن بن أحمد ابن يوسف الاوقي، بالمسجد الاقصى، وأبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي، بحبرى عند تربة الخليل عليه السلام، وأبو الخطاب عمر بن ايملك ابن الاردعانسي بالبيت المقدس وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحه الانصاري بحلب، والخطيب أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن هبة الله بمنبج وآخرون قالوا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو القاسم ميمون بن عمر بن محمد الفقيه البابي بباب الابواب، قال: أخبرنا أبو حفص

عمر بن الحسن الآزجي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الأسفرائيني قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن عبدك الشعراني قال: حدثنا الحسن بن سفيان النسوي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الأعين قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عقبة ابن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. «1» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن حبان البستي قال: (212- ظ) أخبرنا الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني أبو العباس بحديث ذكره. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي وعبد الرحمن بن عمر بن علي وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني أبو العباس النسوي- من قرية بالوز «2» ، وهي على ثلاث فراسخ من البلد- بنسا، وهو محدث خراسان في عصره مقدم في التثبت والكثرة والرحلة، والفهم والفقه والادب، تفقه عند أبي ثور ابراهيم بن خالد، وكان يفتى على مذهبه، سمع بخراسان حسان ابن موسى واسحاق بن ابراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة وقتيبة بن سعيد، وابراهيم بن يوسف وعلي بن حجر، وابراهيم بن عبد الله الخلال وأقرانهم. وسمع ببغداد أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو بن محمد الناقد، وسويد بن سعيد، وأبا خيثمة، والقواريري وأقرانهم. وسمع بالبصرة ابراهيم بن

الحجاج الشامي، وأبا الربيع الزهراني، وسهل بن عثمان العسكري، وعبد الرحمن ابن سلام الجمحي، وأبا كامل الجحدري، وهدبة بن خالد وشيبان بن فروخ، وأقرانهم، وسمع بالكوفة كتب الامهات عن آخرها من أبي بكر بن أبي شيبة فمن بعده في عصره. وسمع بالحجاز ابراهيم بن المنذر الحزامي، وأبا مصعب الزهري وأقرانهما، وسمع بمصر هرون بن سعيد (213- و) الأيلي وعيسى بن حماد ومحمد ابن الرمح وأبا الطاهر وحرملة بن يحيى وأقرانهم. وسمع بالشام صفوان بن صالح وهشام بن خالد والمسيب بن واضح، وهشام بن عمار، ودحيم بن اليتيم، وأقرانهم وصنف المسند الكبير، والجامع والمعجم، وغير ذلك وهو راوية خراسان لمصنفات الأئمة فانه سمع مصنفات عبد الله المبارك عن آخرها من حبان بن موسى، وسمع أكثر المسند من اسحاق بن راهويه، وسمع السنن من أبي ثور، وسمع الكتب عن آخرها من أبي بكر بن أبي شيبة والسير من المسيب بن واضح، والموطأ من حرملة ابن يحيى والتيسيير من محمد بن أبي بكر المقدمى، وكان محدث عصره، حدث بنيسابور غير مرة آخرها سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وعاش بعد ذلك عشرين سنة، والرحلة اليه بخراسان وروى عنه أبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة وجعفر بن أحمد بن سوار، وعمر بن المبارك وأحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي وأبو بكر أحمد بن علي الرازي والصدر الاول من مشايخنا. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي منصور في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان ابن عطاء، أبو العباس الشيباني النسوي الحافظ، صاحب المسند، سمع بدمشق هشام بن خالد ودحيما، وابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى، وصفوان بن صالح وهشام بن عمار وابراهيم بن أيوب الحوراني، وعباس بن الوليد الخلال والعباس ابن عثمان المعلم، وروى عنهم وعن هدبة (213- ظ) ، ابن خالد وأبي بكر بن أبي شيبة وحبان بن موسى، واسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وقتيبة وابراهيم ابن يوسف البلخي، وعلي بن حجر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو الناقد، وسويد بن سعيد، وأبي خيثمة، والقواريري، وابراهيم بن الحجاج وأبي الربيع الزهراني، وسهل بن عثمان العسكري، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي

وأبي كامل الجحدري، وشيبان بن فروخ وابراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب وهرون بن سعيد، وعيسى بن حماد ومحمد بن رمح وأبي الطاهر، وحرمله، والمسيب بن واضح. روى عنه محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ، والحسين بن علي أبو علي الحافظ، وأبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، وهو من أقرانه، وجعفر بن محمد بن سوار وأبو عمر وأحمد بن المبارك المستملي، وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو عمرو بن حمدان وأبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد. وأبو بكر محمد بن جعفر البستي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفرائيني وأبو بكر أحمد بن ابراهيم الاسماعيلي الجرجاني، وأبو جعفر محمد بن علي الجوسقاني، وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابراهيم بن اسماعيل القاري، وعلي بن بندار الزاهد وابنا ابنيه اسحاق بن سعد بن الحسن وأبو محمد سفيان بن محمد بن الحسن بن سفيان. أنبأنا أبو نصر بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: في نسخه ما شافهني به أبو عبد الله (214- و) الحسين بن عبد الملك قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا الحسين بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد، ح. قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله- اجازة- قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحسن بن سفيان النسائي، روى عن حبان بن موسى وقتيبة بن سعيد، واسحاق بن راهويه، وأبي بكر بن أبي شيبة، فكتب اليّ وهو صدوق.» . أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عمر قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل القزويني قال أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا الوليد الفقيه يقول: كان الحسن

ابن سفيان أديبا فقيها، أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل، والفقه عن أبي ثور، وكان يفتي على مذهب أبي ثور «1» . وقال الحاكم: سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا بكر بن علي الرازي يقول، في حياة الحسن بن سفيان: ليس للحسن في الدنيا نظير. وقال: سمعت أبا الوليد يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: لما قدمت على علي بن حجر وكان من آدب الناس وكان لا يرضى قراءة أصحاب الحديث، فغاب القارئ عنه يوما فقال: هاتوا من يقرأ، فقمت فقلت: أنا فقال: اجلس، ثم قال في الثانية: من يقرأ؟ قلت أنا، فقال: اجلس وزبرنى الى أن قال الثالثة، فقلت: أنا فقال كالمغضب: هات فقرأت ذلك المجلس وهو ذا يتأمل، ويجهد (214- ظ) أن يأخذ علي شيئا في النحو واللغة فلم يقدر عليه فلما فرغت قال لي: يا فتى ما اسمك قلت: الحسن، قال: ما كنيتك؟ قلت: لم أبلغ رتبة الكنية، فاستحسن قولي، قال: كنيتك أبا العباس قال: فكان الحسن بن سفيان يفتخر أن علي بن حجر كناه. وقال الحاكم: سمعت أبا بكر محمد بن داوود بن سليمان يقول: كنا عند الحسن بن سفيان ببالوز، دخل عليه أبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، وأبو عمر أحمد بن محمد الحيري، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي الحافظ في جماعة أصحاب أبي بكر المطوعة، وهم متوجهون الى فراوة «2» ، فقال له أبو بكر بن علي: قد كتبت للأستاذ أبي بكر محمد بن اسحاق هذا الطبق من حديثك، فقال: هات واقرأ فأخذ يقرأ، فلما قرأ أحاديث أدخل اسنادا منها في اسناد، فرده الحسن الى الصواب فلما كان بعد ساعة ادخل أيضا اسنادا في اسناد فرده الى الصواب، فلما كان في الثالثة قال له الحسن: ما هذا لا تفعل فقد احتملتك مرتين، وهذه الثالثة وأنا ابن تسعين سنة فاتق الله في المشاريخ فربما استجيبت فيك دعوة، فقال له أبو بكر محمد بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 5 م (149)

ابن اسحاق: مه لا تؤذي الشيخ، قال أبو بكر بن علي: انما أردت أن يعلم الأستاذ أن أبا العباس يعرف حديثه. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر عن أبي بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسين ابن علي الحافظ يقول: سمعت الحسن بن سفيان (215- و) يقول: أنا فاتني يحيى ابن يحيى بالوالدة لم تدعني أخرج إليه، فعوضني الله بأبي خالد الفراء وكان أسند من يحيى بن يحيى. قال: وأخبرنا أبو عبد الله قال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر البستى يقول: سمعت الحسن بن سفيان يقول: لولا اشتغالي بحيان بن موسى، وسماع مصنفات ابن المبارك منه لجئتكم بأبي الوليد وسليمان بن حرب. أخبرنا أبو نصر القاضي في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو سعيد هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني- اجازة فيما أرى- قال أخبرنا أبو نعيم المعقلي قال: حدثنى الفقيه أبو نصر أحمد بن جعفر الأسفرائيني بها قال: حدثنا الفقيه أبو الحسن الصفار قال: كنا عند الشيخ الإمام الزاهد الحسن بن سفيان النسوي وقد اجتمع لديه طائفة من أهل الفضل، ارتحلوا اليه من أطباق الأرض والبلاد البعيدة مختلفين الى مجلسه لاقتباس العلم، وكتبة الحديث، فخرج يوما الى مجلسه الذي كان يملي فيه الحديث فقال: اسمعوا ما أقول لكم قبل أن نشرع في الإملاء، قد علمنا أنكم طائفة من أبناء النعم وأهل الفضل هجرتم أوطانكم وفارقتم دياركم وأصحابكم في طلب العلم واستفادة الحديث، فلا يخطرن ببالكم أنكم قضيتم بهذا التجشم للعلم حقا، أو أديتم بما تحملتم من الكلف والمشاق من فروضه فرضا فإني أحدثكم ببعض ما تحملته في طلب العلم من المشقة والجهد (215- ظ) وما كشف الله سبحانه وتعالى عني وعن أصحابي ببركة العلم وصفوة العقيدة من الضيق والضنك. اعلموا أني كنت في عنفوان شبابي ارتحلت من وطني أطلب العلم واستملاء الحديث، فاتفق حصولي بأقصى المغرب وحلولي بمصر في تسعة نفر من أصحابي

طلبة للعلم وسامعي الحديث، وكنا نختلف الى شيخ كان أرفع أهل عصره في العلم منزلة وأدراهم للحديث، وأعلاهم إسنادا وأصحهم رواية، فكان يملي علينا كل يوم مقدارا يسيرا من الحديث حتى طالت المدة وخفت النفقة ودفعت الضرورة الى بيع ما صحبنا من ثوب وخرقة الى أن لم يبق لنا ما كنا نرجو حصول قوت يوم منه وطوينا ثلاثة أيام بلياليها جوعا وسوء حال، ولم يذق أحد منا فيها شيئا وأصبحنا بكرة اليوم الرابع بحيث لا حراك بأحد من جملتنا من الجوع وضعف الأطراف وأحوجت الضرورة الى كشف قناع الحشمة وبذل الوجه للسؤال، فلم تسمح أنفسنا بذلك ولم تطب قلوبنا به وأنف كل واحد منا عن ذلك، والضرورة تحوج الى السؤال على كل حال، فوقع اختيار الجماعة على كتابة رقاع بأسامي كل واحد منا، وارسالها قرعة فمن ارتفع اسمه من الرقاع كان هو القائم بالسؤال واستماحة القوت لنفسه ولجميع أصحابه، فارتفعت الرقعة التي اشتملت (216- و) على اسمي فتحيرت ودهشت ولم تسامحني نفسي بالمسألة واحتمال المذلة فعدلت الى زاوية من المسجد أصلي ركعتين طويلتين قد اقترن الاعتقاد فيها بالاخلاص أدعو الله سبحانه بأسمائه العظام وكلماته الرفيعة لكشف الضر وسياقة الفرج، فلم أفرغ بعد عن اتمام الصلاة حتى دخل المسجد شاب حسن الوجه، نظيف الثوب طيب الرائحة يتبعه خادم في يده منديل فقال: من منكم الحسن بن سفيان؟ فرفعت رأسي من السجدة فقلت: أنا الحسن بن سفيان، فما الحاجة؟ فقال: إن الأمير ابن طولون صاحبي يقرئكم السلام والتحية ويعتذر إليكم في الغفلة عن تفقد أحوالكم والتقصير الواقع في رعاية حقوقكم، وقد بعث بما يكفي نفقة الوقت وهو زائركم غدا بنفسه ويعتذر بلفظه إليكم، ووضع بين يدي كل واحد منا صرة فيها مائة دينار، فتعجبنا من ذلك جدا، وقلنا للشاب: ما القصة في هذا؟ فقال: أنا أحد خدم الأمير ابن طولون المختصين به والمتصلين بأقربائه وخواص أصحابه، دخلت عليه بكرة يومي هذا مسلما في جملة أصحابي، فقال لي وللقوم: أنا أحب أن أخلو يومي هذا فانصرفوا أنتم الى منازلكم، فانصرفت أنا والقوم، فلما عدت الى منزلي فلم يتسق قعودي حتى أتاني الأمير مسرعا مستعجلا يطلبني (216- ظ) حثيثا فأجبته مسرعا، فوجدته منفردا في بيت واضعا يمينه على خاصرته لوجع ممض اعتراه في داخل

جسده، فقال لي: أتعرف الحسن بن سفيان وأصحابه؟ فقلت: لا، فقال: أقصد المحلة الفلانية والمسجد الفلاني واحمل هذه الصرر وسلمها في الحين إليه والى أصحابه، فإنهم منذ ثلاثة أيام جياع بحالة صعبة ومهّد عذري لديهم، وعرفهم أني صبيحة الغد زائرهم ومعتذر شفاها إليهم، فقال الشاب: سألته عن السبب الذي دعاه الى هذا، فقال: دخلت هذا البيت منفردا على أن أستريح ساعة فلما هدأت عيني رأيت في المنام فارسا في الهواء متمكنا تمكن من يمشي على بساط الأرض وبيده رمح فقضيت العجب من ذلك وكنت أنظر إليه متعجبا حتى نزل الى باب هذا البيت ووضع سافلة رمحه على خاصرتي فقال: قم فأدرك الحسن بن سفيان وأصحابه، قم وأدركهم، قم وأدركهم، قم وأدركهم فإنهم منذ ثلاثة جياع في المسجد الفلاني، فقلت له: من أنت؟ فقال: أنا رضوان صاحب الجنة ومنذ أصاب سافلة رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد لا حراك بي له، فعجل إيصال هذا المال ليزول هذا الوجع عني. فقال الحسن: فتعجبنا من ذلك وشكرنا الله سبحانه وتعالى وأصلحنا أمورنا ولم تطب أنفسنا بالمقام حتى لا يزورنا الأمير، ولا يطلع الناس على أسرارنا فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط حياة ويتصل ذلك بنوع من الرياء (217- و) والسمعة، وخرجنا تلك الليلة من مصر وأصبح كل واحد منا واحد عصره وقريع دهره في العلم والفضل، فلما أصبح الامير ابن طولون أتى المسجد لزيارتنا وطلبنا وأحس بخروجنا أمر بابتياع تلك المحلة بأسرها ووقفها على ذلك المسجد وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل الفضل وطلبة العلم نفقة لهم حتى لا تختل أمورهم ولا يصيبهم من الخلل ما أصابنا وذلك كله بقوة الدين وصفوة الاعتقاد والله سبحانه ولي التوفيق. قال الحافظ أبو القاسم: كان في الأصل في المواضع كلها طولون، والصواب ابن طولون «1» . أنبأنا أبو بكر بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني

الحسن بن سفيان المصيصي:

قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا إليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت اسحاق ابن سعد بن الحسن بن سفيان بنسا يقول: توفي جدي أبو العباس رضي الله عنه سنة ثلاث وثلاثمائة. أخبرنا أبو الوحش بن نسيم في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد، وأبو علي الحسن بن أحمد، وأبو القاسم غانم بن عبيد الله، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد البزاز قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو نعيم قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول: وفيها- يعني- سنة ثلاث وثلاثمائة مات الحسن بن سفيان النسائي. أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني، والقاسم بن عبد الله بن عمر الصفار- قال أبو المظفر: أخبرنا (217- ظ) أبو البركات عبد الله بن محمد ابن الفضل الفراوي. وقال القاسم: أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور الصفار- قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي الأديب، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن الجراح المروزي العدل يقول: توفي أبو صالح الحسين بن الفرج المروزي وأبو العباس الحسن بن سفيان النسوي سنة ثلاث وثلاثمائة. الحسن بن سفيان المصيصي: حدّث «1» ، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن هرون الخلال. الحسن بن السلم الحراني: قدم دمشق وسمع بها هشام بن عمار، واجتاز بحلب في طريقه، وروى عنه من أهلها أبو أيوب سليمان بن محمد بن ادريس الحلبي. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم قال: الحسن بن السلم الحراني

الحسن بن سليمان بن القاسم:

سمع هشام بن عمار بدمشق، وروى عنه أبو أيوب سليمان بن محمد بن إدريس الحلبي «1» . الحسن بن سليمان بن القاسم: شاعر كان بمعرة النعمان وقفت له على أبيات في مراثي بني المهذب يرثي بها الشيخ أبا القاسم جعفر بن علي بن المهذب وهي: صبرا على دهرنا ومحنته ... حين رمانا عن قوس نكبته وابتز منا فتى لغيبته ... غاب سرور الورى ومنيته لو كان يفدى ميت لكان فدا ... جعفر فرضا على عشيرته لكنها ساعة موقتة ... فكل خلق آت بوحدته (218- و) فكلنا للفناء موردنا ... نشرب كأسا نفنى بجرعته وكل حي يسعى الى جدث ... في الأرض يهوى في قعر حفرته فلو تدوم الدنيا على أحد ... دامت على المصطفى وعترته فالغر من يغتر بلذتها ... وهو غدا واقف بحسرته لا ينفع المال والبنون ... ولا يفوز خلق إلا برحمته يا جعفر قد حباك ربك بالفضل وشرفت في بريته إن كان قد ضمك الثرى ... فلقد خلفت قرما نزهو برفعته ومن حق هذا الشعر أن لا يذكر، لكني رأيته مذكورا في كتاب جمع فيه مراثي بني المهذب المعريين فأحببت أن لا أخل بذكره، لأن لناظمه ذكرا في الجملة. ذكر من اسمه سليمان في آباء من اسمه الحسن الحسن بن سليمان بن الخير: أبو علي الأنطاكي المقرئ المعروف بالنافعي من أهل أنطاكية، وسكن مصر وتصدر بها لإقراء القرآن، وكان قرأه على أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وأبي الفتح أحمد بن عبد العزيز بن جعفر بن جعفر المقرئ المعروف بابن بدهن، وأبي القاسم المظفر بن عبد الله المعروف بزعزاع، صاحب ابن الأخرم، وأبي بكر

محمد بن علي المصري، وعلي بن محمد البرزدي، قرأ عليه أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المقرئ، وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي السوسي المقرئ، وكان يؤدب أولاد الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات وله معرفة بالعربية (218- ظ) . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد الأندلسي بحلب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن صاف اللخمي، وعبد الرحمن بن غالب الشراط، وأبو الوليد جابر بن أبي أيوب قالوا: أخبرنا أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح الرّعيفي قال: حدثنا أبي قال: قرأت بها- يعني برواية الدّورى عن الكسائي على أبي العباس أحمد بن علي بن هاشم المقرئ، وقرأ ابن هاشم على أبي الحسن بن سليمان الأنطاكي، وقرأ أبو علي الأنطاكي على أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز المقرئ المعروف بابن بدهن وقرأ أبو الفتح على أبي عثمان سعيد بن عبد الرحيم المقرئ، وقرأ أبو عثمان الدوري. قرأت بخط أبي طاهر السّلفي رحمه الله: أبو علي الحسن بن سليمان النافعي ثم الأنطاكي مقرئ قد قرأ القرآن على أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز بن بدهن المقرئ، قرأ عليه أبو بكر محمد بن الحسن بن علي السوسي المقرئ بمصر. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسن بن سليمان بن الخير، أبو علي الأنطاكي المقرئ المعروف بالنافعي، سكن مصر وقرأ بدمشق على أبي القاسم المظفر بن عبد الله، المعروف بزعزاع، صاحب ابن الأخرم وبغيرها على أبي الفتح عبد العزيز بن جعفر بدهن، وأبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وعلي بن محمد البرزندي، وأبي بكر محمد بن علي المصري، وكان يؤدب أولاد الوزير جعفر بن الفضل بن حنزابة «1» . وقال: ذكر أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني أن أبا علي كان من أحفظ أهل عصره للقراءات والغرائب من الروايات، والشاذ من الحروف، ومع

ذلك يحفظ تفسيرا كبيرا، ومعاني واعرابا وعللا، واختلاف الناس في ذلك ينصّ ذلك نصا بطلاقة (219- و) لسان وحسن منطق، ولا يلحن، وكانت له اشارات يشير بها لمن قرأ عليه تفهم عنه في الكسر والفتح والمدّ والقصر والوقف، وبما كان يبتدئ بالمسألة من غير أن يسأل عنها فينصّ أقوال العلماء فيها ليرى حفظة، وكان يظهر مذهب الروافض، ويشير الى القول بالتشيع بسبب السلطان شاهدت ذلك منه وذاكرت به فارس بن أحمد غير مرة، وكان لا يرضاه في دينه. قال أبو عمرو: وبلغنى أنه قال لمحمد بن علي حين ختم عليه القرآن: يا أبا بكر انما قرأت عليك للرواية لا للدراية. قال: وسمعت فارس بن أحمد يقول وقد ذاكرته بأبي علي: كان أبو علي لا يقر بقراءته على الشنبوذي ما دام حيا، فلما توفي قال: قرأت على الشنبوذي، وأسند عنه. وقال أبو عمرو: قتل أبو علي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قتله صاحب مصر «1» . قرأت في مختار من أخبار مصر للأمير المختار عزّ الملك محمد بن عبيد الله ابن أحمد المسبحي في حوادث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قال: وفي اليوم الثالث عشر منه- يعنى من ذي الحجة، وهو يوم الأحد- قتل أبو علي الحسن بن سليمان الأنطاكي المقرئ النحوي، وفي هذا اليوم بعينه قتل أبو أسامة العجمي اللغوي، قتلا جميعا في يوم واحد. واستتر بسبب قتلهما أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي وخاف على نفسه بسبب اجتماعهم في دار العلم وجلوسهم فيها. قلت: وهذا يدل على أن ما ذكره أبو عمرو الداني عن أبي علي الأنطاكي من اظهار مذهب (219- ظ) الروافض أنه كان خوفا من الحاكم الفاطمي صاحب مصر أن يقع فيما وقع فيه، فكان يستر مذهبه ويظهر التشيع لما يعلمه من تهور الحاكم واقدامه على اراقة دماء المسلمين ووقع أبو علي فيما خاف منه.

الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ينوس:

الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ينوس: أبو محمد البعلبكي: سمع بأنطاكية وصيف بن عبد الله الأنطاكي الحافظ «1» وعثمان بن محمد الذهبي، وروى عنهما وعن محمد بن عبد الله البيروتي المعروف بمكحول، وأبوي بكر محمد بن جعفر الخوارزمي، وأحمد بن مروان المالكي. روى عنه مكي بن محمد بن الغمر أبو الحسن. أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي اذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة، ح. وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة- اجازة ان لم يكن سماعا- عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن مكي ابن محمد بن الغمر المؤدب قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ينوس ببعلبك قال: حدثنا أبو علي وصيف بن عبد الله الأنطاكي قال حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا عبد الله بن ادريس قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا «2» . الحسن بن سليمان بن سلام: أبو علي الفزاري المصري المعروف بقبيطة الحافظ (220- و) من ولد عيينة بن حصن الفزاري، أصله من البصرة، ونزل مصر وجال في ديار الشام وثغورها، وسمع بحلب أو بأنطاكية يعقوب بن كعب بن حامد الحلبي الأنطاكي، وسمع بالثغر محبوب ابن موسى الفراء وبالحجاز ابراهيم بن المنذر الحزامي، وببيت المقدس المعلى بن الوليد بن عبد العزيز بن القعقاع، وبعسقلان محمد بن أبي السري العسقلاني، وبحمص ابراهيم بن العلاء وأبا يحيى سليمان بن عبد الحميد، وبدمشق سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن المبارك الصوري، وهشام بن عمار، وصفوان بن صالح،

وبحران أحمد بن أبي شعيب الحراني، وعبد الله بن محمد بن نفيل، وبنصبين عبد الملك بن معاذ النصيبي، وبمصر أبا بشر اسماعيل بن مسلمة القعنبي، وأبا الأسود النضر بن عبد الجبار وأحمد بن صالح، وعبد الله بن يوسف وسعيد بن عفير، وسعيد ابن أبي مريم، ويوسف بن عدي، وبالعراق أبا غسان مالك بن اسماعيل، وعبد الله ابن عبد الوهاب الحجبي، ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني، وأبا نعيم ضرار بن صرد، ويحيى بن عبد الحميد، وأحمد بن يونس، ومسلم بن ابراهيم، وموسى ابن اسماعيل، وعفان بن مسلم، وحرمي بن حفص وأبا نعيم الملائي. روى عنه أبو بكر بن خزيمة النيسابوري، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الحافظ، وأبو الحسن محمد بن محمد بن بدر بن النفاخ الباهلي ومحمد بن اسماعيل المصري. (220- ظ) . أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق بن محمد بن المؤيد بالقاهرة قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام بن أبي الفرج بن مكي الهمذاني بأبرقوه «1» قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن عمر البيّع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن عبد الرحمن بن أحمد الشيرازي: في ألقاب المحدثين، قبيطة الحسن بن سليمان البصري، سكن مصر. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ الدمشقي قال: الحسن بن سليمان بن سلام أبو علي الفزاري المصري المعروف بقبيطة، أصله من البصرة، وسكن العسكر بمصر. سمع بدمشق هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وصفوان بن صالح، ومحمد بن مبارك الصوري، وبمصر عبد الله بن يوسف، وأبا بشر اسماعيل بن مسلمة القعنبي، وأبا الاسود النضر بن عبد الجبار، وسعيد بن أبي مريم، وسعيد ابن عفير (221- و) وعبد الله بن صالح، ويوسف بن عدي وأحمد بن صالح، وبحمص ابراهيم بن العلاء، وأبا يحيى سليمان بن عبد الحميد، وبالعراق محمد بن

سعيد بن الأصبهاني، ويحيى بن عبد الحميد وأبوي نعيم الملائي وضرار بن صرد، وسعدويه، وأبا غسان مالك بن اسماعيل وأحمد بن يونس، وموسى بن اسماعيل، ومسلم بن ابراهيم، وحرمي بن حفص، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وعفان ابن مسلم، وبالجزيرة عبد الله بن محمد بن نفيل، وأحمد بن أبي شعيب الحراني، ومعافى بن سليمان، وعبد الملك بن معاذ النصيبي، وصبيح بن دينار البلدي، وبالثغور يعقوب بن كعب، ومحبوب بن موسى الفراء وابراهيم بن المنذر الحزامى بالحجاز، والمعلى بن الوليد بن عبد العزيز بن القعقاع ببيت المقدس ومحمد بن أبي السري بعسقلان. روى عنه محمد بن اسماعيل المصري، والد أبي بكر المهندس، وأبوا بكر بن خزيمة، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأبو الحسن محمد بن محمد بن بدر بن النفاخ الباهلي «1» . أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور قال أخبرنا علي بن أبي محمد قال: كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن، ثم حدثني أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني قال: أخبرنا أبو عبد الله بن منده قال: قال لنا أبو سعيد ابن يونس: الحسن بن سليمان بن سلام الفزاري الحافظ المعروف بقبيطة، يكنى أبا علي توفي يوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة احدى وستين ومائتين (221 ظ) وقال لي ابنه أبو العلاء: نحن من ولد عيينة بن حصن الفزاري «2» ، كان ثقة حافظا. أنبأنا أبو القاسم الحرستاني، عن أبي محمد السلمي، عن أبي محمد عبد العزيز ابن أحمد قال: أخبرنا مكي بن محمد قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال أبو جعفر الطحاوي: وفي سنة احدى وستين ومائتين مات أبو علي الحسن بن سليمان قبيطة في جمادى الآخرى.

الحسن بن سهل بن عبد الله:

الحسن بن سهل بن عبد الله: أبو محمد، أخو الفضل بن سهل، وزير المأمون، استوزره بعد موت أخيه الفضل بن سهل، وفوض اليه أموره، وقدم معه حلب حين قدمها غازيا، وتزوج المأمون ابنته بوران بنت الحسن، وأهدى الحسن أبوها معها من الأموال والجواهر شيئا عظيما، وكان أبوه مجوسيا، فأسلم وأسلم ابناه: الفضل والحسن زمن الرشيد، وكان كريما جوادا حسن السياسة والتدبير، وجيها عند المأمون، عظيم المنزلة عنده. روى عن عبد الله المأمون، روى عنه وريزة بن محمد الغساني، وأبو العلاء ويحيى بن خاقان. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسن بن سهل بن عبد الله، أبو محمد، وهو أخو ذو الرئاستين الفضل بن سهل، كانا من أهل بيت الرئاسة في المجوس، وأسلما هما وأبوهما سهل، في أيام هرون الرشيد، واتصلوا بالبرامكة وكان سهل يتقهرم ليحيى بن خالد بن برمك، وضم يحيى الحسن والفضل ابني سهل الى ابنيه: الفضل وجعفر، يكونان معهما، فضم جعفر الفضل بن سهل (222- و) الى المأمون، وهو ولي عهد فغلب عليه ولم يزل معه الى أن قتل الفضل بخراسان، فكتب المأمون الى الحسن بن سهل، وهو ببغداد يعزيه بأخيه ويعلمه أنه قد استوزره ويأمره باجرائه الامر مجراه، فلم يكن أحد من بني هاشم ولا من سائر القواد يخالف للحسن أمرا، ولا يخرج له عن طاعة الى أن بايع المأمون لعلي بن موسى الرضا بالعهد، فغضب بنو العباس وخلعوا المأمون وبايعوا ابراهيم بن المهدي، فحاربه الحسن بن سهل، ثم ضعف عنه، فانحدر الحسن الى فم الصلح «1» فأقام بها، وأقبل المأمون من خراسان، فقوي لذلك الحسن بن سهل، ووجه من فم الصلح من يحارب ابراهيم بن المهدي، فضعف أمر ابراهيم واستتر، ثم دخل المأمون بغداد وكتب الى الحسن ابن سهل، فقدم عليه فزاد المأمون في كرامته وتشريفه عند تسليمه عليه وذلك في سنة أربع ومائتين، ثم ان المأمون تزوج بوران بنت الحسن بن سهل، وانحدر الى فم

الصلح للبناء على بوران بها في شهر رمضان من سنة عشر ومائتين، فدخل بها ثم انصرف وخلف بوران عند أمها الى أن حملت اليه. قال الخطيب: أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الوزان قال: حدثنى جدي أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الفضل ابن قفرجل قال: حدثنا محمد ابن يحيى الصولي قال: حدثنا عون بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن أبي سهل قال: لما بنى المأمون على بوران بنت الحسن بن سهل وانحدر اليهم الى ناحية واسط فرش له يوم البناء (222- ظ) حصير من ذهب مسفوف، ونثر عليه جوهر كثير، فجعل بياض الدر يشرف على صفرة الذهب وما مسه أحد فوجه الحسن الى المأمون هذا نثار نحب أن يلقط، فقال المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة، وبقي باقي الدر يلوح على الحصير الذهب، فقال المأمون قاتل الله أبا نواس لقد شبه بشيء وما رآه قط فأحسن في وصف الخمر والحباب الذي فوقها فقال: كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در على أرض من الذهب «1» فكيف لو رأى هذا معاينة؟! وكان أبو نواس في هذا الوقت قد مات. قال أبو بكر الخطيب: وقيل ان الحسن نثر على المأمون ألف حبة جوهر، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل، ونثر على القواد رقاعا، فيها أسماء ضياع، فمن وقعت بيده رقعة، أشهد له الحسن بالضيعة التي فيها، وأنفق الحسن في وليمته أربعة آلاف ألف دينار وكان يجري مدة اقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح، ولما أراد المأمون أن يصاعد أمر له بألف ألف دينار، وأقطعه مدينة الصلح وعاش الحسن الى أيام جعفر المتوكل. «2» .

أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام بن أبي الفرج قال: أخبرنا شهردار بن شيرويه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن (223- و) عبد الرحمن الشيرازي، قال في كتاب الالقاب: ذو الرئاستين الحسن بن سهل، سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن أحمد المستملي يقول: سمعت أبا عبد الله عبد الرحمن ابن محمد الحداني قال: سمعت محمد بن جعفر الكرابيسي قال: سمعت أبا العلاء يقول: سمعت ذو الرئاستين يقول ما أحب أن يكون لي بدل تجاربي شبابي. وباسناده قال: وسمعت ذو الرئاستين يقول: ما استقصيت في أمر قط إلّا أبداني منه مكروه. هكذا قال أبو بكر الشيرازي «ذو الرئاستين الحسن بن سهل» وكذا قال وريزة بن محمد الغساني: أخبرنا الحسن بن سهل ذو الرئاستين، وسيأتي ذكر ذلك، والمعروف بذي الرئاستين الفضل بن سهل أخو الحسن، ويحتمل أنه لقب بذلك حين تولى الوزارة بعد موت أخيه الفضل، والله أعلم. (223- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] وبه توفيقي: بسم الله الرحمن الرحيم أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن محمد بن همام الشيباني قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله ابن يحيى بن خاقان المقرئ الخاقاني قال: حدثني أبي عن أبيه قال: حضرت الحسن بن سهل- وجاءه رجل يستشفع به في حاجة فقضاها، فاقبل الرجل يشكره فقال له الحسن بن سهل: على ما تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة، كما أن للمال زكاة، ثم أنشأ الحسن يقول: فرضت علي زكاة ما ملكت يدي ... وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا فاذا ملكت فجد فان لم تستطع ... فاجهد بوسعك كله أن تنفعا «1» أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق بن محمد قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام ابن أبي الفرج قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين البغدادي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن اسماعيل بن محمويه العسكري قال: حدثنا وريزة بن محمد الغساني قال أخبرنا الحسن بن سهل ذو الرئاستين قال: أخبرنا عبد الله أمير المؤمنين المأمون قال: حضر املاك «2» رجل من بني هاشم، تمس قرابته قرابة أمير المؤمنين الرشيد، مجلس (224- و) أمير المؤمنين فقال لمحمد

ابن الحسن «1» : اخطب يا محمد لفلان بن فلان على فلانة بنت فلان على صداق كذا في مال أمير المؤمنين، فقال محمد بن الحسن: يا أمير المؤمنين بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قدموا قريشا ولا تتقدموها «2» » ، فان رأى أمير المؤمنين أن يأمر الشافعي أن يخطب وأتبعه، فقال الرشيد: اخطب يا شافعي، فقال الشافعي مرتجلا: الحمد لله باعث الاموات، وجامع الاشتات ومنشر الرفات، ومقيل العثرات ومنجح الطلبات، ومنزل البركات، وفاطر الارض والسماوات، وخالق البريات على ألسن مختلفات اللغات، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، شهادة من الشهادات وكلمة اخلاص من الكلمات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ابتعثه الله بالرسالات، ودل على صدقه بالدلالات، وأثبت حجته بالآيات المبينات، صلى الله عليه وعلى آله من المؤمنين والمؤمنات، أما بعد: فان الله جعل النكاح زينة للبنات وسترا للعورات، وسببا للمصاهرات، جمع الله به بين الارحام المتباعدات وجعل القلوب المتباغضات متحاببات والنفوس المتنافرات متآلفات، والوجوه المنكرات معروفات، فقال عز من قائل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً) «3» وهذا فلان بن فلان أتاكم خاطبا وفي مصاهرتكم راغبا يذكر فتاتكم فلانة بنت فلان، وقد بذل لها من الصداق كذا وكذا في مال أمير المؤمنين فأجيبوا خطبته، وشفعوا مسألته. أقول قولي هذا واستغفر الله (224- ظ) لي ولكم، ثم قال للزوج: قبلت النكاح؟ قل: نعم، قال: نعم، قال قد زوجتك بأمر أمير المؤمنين. قال الرشيد: أخطب يا محمد، فقال محمد بن الحسن: الحمد لله الذي وكل بالخلق حفظته، وبالعرش حملته، وبالبيت سدنته وبالجنة والنار خزنته، واختار محمدا صلى الله عليه وسلم صفوته، وجعل الاسلام ملته والكعبة قبلته، وخير الناس أمته، وأمهات المؤمنين نسوته، وفاطمة الزهراء ابنته، والحسن والحسين

سيدي شباب أهل الجنة ذريته، وأتم عليه نعمته وهناه كرامته، واصطفى آدم وجعل نوحا اسوته، وأسجد له ملائكته، وخلق منه زوجته، وأسكنه جنته ووهب لابراهيم خلته، وأجاب دعوته وأسكن بواد غير ذي زرع ذريته، وجعل الحج أفئدته، ورزقهم ثمرته، وكشف عن أبواب بليته ورفع ضرعته، وشفع بحسن الآيات زلفته، وجعل يوسف آية للسائلين واخوته، وآنس في الجب وحدته، ورد غربته ونزع من قلب يعقوب حسرته وأخرج من فؤاده غصته، ورد على وجهه مقلته، وعلى قلبه مهجته، وألقى على موسى محبته، وحل من لسانه عقدته، وذكّر السامري قبضته، والعجل وحليته وأسف موسى وغضبته، حين ألقى على هرون حدته، وأخذ رأسه ولحيته، وطلب رقته، وذكر أخوته، وذكر الله في القصص قصته، فوجد عدوه وشيعته وذكر الله وكزته، وزوجه العبد ابنته، فقضى بأوفى الأجلين أجرته (226- و) وأحمد في الطريق رجعته، وصدق الطلق حرمته، واقتبس النار ليلته، وآتى داوود ملكه وحكمته وعلّمه صنعته، وجعله خليفته، وآتى عيسى كتابه ونبوته، وجعله روحه وكلمته، وأنطقه في المهد ولو شاء أسكته، وأوصاه بالصلاة والزكاة، وثبته، وقد رفع الله درجته، وشرف منزلته، وجعل عليه صلواته ورحمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له شهادة من اعترف بحقه، وعلم أنه مالك رقة وقد فرغ الله من خلقه وخلقه وأجله ورزقه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله وقد صب البلاء رأسه، وعم الضلال ناسه، وضرب العجز أجراسه، وبث المكروه أجناسه فلله در النبي المنتخب، وسيد العجم والعرب، وجامع الدين والأدب، ومنتهى الشرف والحسب وابن عبد الله بن عبد المطلب لقد أقام من الدين أودا، وشد من الحق عضدا، وادع الله في الله جلدا ولله در خليفته الصديق، لقد كان للحق سندا، ولدين عمدا ولم يعط في العقال قودا، واستخلف الفاروق ففرق شمل الكفر بددا وفتح بلدا بلدا حتى عبد الناس أحدا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، فو الذي مرج البحرين وجعل مع العسر يسرين، لقد شق في قبر نبيه لهما قرين، وولى الختنين «1» بعد الصهرين، فلله ذو النورين، ولله أبو الحسن والحسين، شفع الله

ما وهب لهما بالاتمام وكافأهما على النقض والابرام واعلموا (226- ظ) رحمكم الله أن الذي أحصاكم وعدكم عدا، وجعلكم أمة وعبدا جعل لكم النكاح رشدا، ورسم فيه مهرا ونقدا، فاقبلوا رحمكم الله من العزيز الغفور، ومن حلف بالنجم والطور وقال: «هل ترى من فطور» «1» ، وجنبكم عبادة الاوثان وقول الزور ماحد لكم في سورة النور إذ قال عز من قائل: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) «2» وهذا فلان بن فلان أتاكم خاطبا، وفي مصاهرتكم راغبا، يذكر فتاتكم فلانة بنت فلان، وقد بذل لها من الصداق كذا، وكذا، فأجيبوه إذ خطب وشفعوه اذ رغب. أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم. فقال الرشيد: أوجزت يا شافعي، وأجدت يا محمد، وكلاكما محسن (227- و) . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني أبو القاسم الازهري قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن الحسن قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة ست وثلاثين- يعني- ومائتين: فيها مات الحسن بن سهل، وقد أتت له سبعون سنة. وكان من أسمح الناس وأكرمهم، فحدثني بعض ولده أنه رأى سقاء يمر في داره فدعا به فقال: ما حالتك فشكا ضيقه، وذكر أن له ابنة يريد زفافها، فأخذ ليوقع له بألف درهم فأخطأ فوقع له بألف ألف درهم فأتى بها السقاء وكيله فأنكر ذلك وتعجب أهله منه واستعظموه وتهيبوا مراجعته فأتوا غسان بن عباد بن عباد، وكان غسان أيضا من الكرماء فأتى الحسن بن سهل فقال له: أيها الامير ان الله لا يحب المسرفين، فقال له الحسن: ليس في الخير اسراف ثم ذكر أمر السقاء، فقال: والله لا رجعت عن شيء خطته يدي، فصولح السقاء على جمله منها ودفعت اليه.

ذكر من اسمه سلامه في آباء من اسمه الحسن

وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا جعفر بن أبي العيناء قال: لما مات الحسن بن سهل قال أبي: والله لئن أتعب المادحين لقد أطال بكاء الباكين، ولقد أصيبت به الايام، وخرست بموته الاقلام، ولقد كان بقية فكيف اليوم وقد بادت البرية «1» (227- ظ) . ذكر من اسمه سلامه في آباء من اسمه الحسن الحسن بن سلامة بن ساعد: أبو علي المنبجي الفقيه الحنفي، تفقه ببغداد على القاضي أبي عبد الله الدامغاني وسمع الحديث بها من الشريف أبي نصر محمد بن محمد الزينبي. روى عنه الامام أبو سعد السمعاني، وهو من بيت مذكور من منبج، وتفقه عليه أبو الفتح نصر الله ابن علي بن منصور الواسطي الحنفي. أخبرنا الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الحسن بن سلامة بن ساعد الحنفي- من أهل منبج بلدة بالشام، بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص الذهبي قال: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث المروزي قال: حدثنا أوس بن عبد الله قال: حدثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها «2» . أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي قال: أخبرنا الحافظ أبو سعد السمعاني ونقلته أنا من خط السمعاني بعد سماعي من شيخنا أبي هاشم قال: الحسن بن سلامة ابن ساعد المنبجي، أبو علي، من أهل منبج احدى بلاد الشام، ورد بغداد، وتفقه بها على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني على مذهب أبي حنيفة رحمه الله

الحسن بن سلامة بن محمد:

(228- و) وبرع فيه، وسكن بغداد، وتوطنها، ثم عدل، وقبلت شهادته وكان له يد باسطة في المتفق والمختلف، لقيته في رباط شيخنا اسماعيل بن أبي سعد شيخ الشيوخ، أول ما وردت بغداد نوبة واحدة، وقرأت عليه أحاديث من الجزء السادس من حديث المخلص عن الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وما أعرف من حاله الا الخير غير أني سمعت بعض الناس ينسبه الى رأي الاعتزال والله أعلم. قرأت بخط أبي سعد السمعاني، وأخبرنا به أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: توفي أبو علي الحسن بن سلامة المنبجي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ببغداد. الحسن بن سلامة بن محمد: المعروف بابن الحلبي أبو علي الحراني الدار، المصري المولد، وانما عرف بابن الحلبي، لان بعض أجداده خرج صحبة الحاج على الشام فأقام بحلب الى ان عاد الحاج، فقدم حران معهم، فعرف بالحلبي سكن أبوه سلامة مصر، وولد أبو علي الحسن هذا له بها، ثم خرج بولده هذا الى بلدته حران، فسكنها الى أن مات، واجتاز في طريقه بحلب، وسافر الى بغداد وخراسان، وسمع ببغداد من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قاضي المارستان، ومن أبي بكر محمد بن الحسن الحاجي وغيرهما، روى عنه الشيخ أبو الثناء حماد بن هبة الله الحراني. حرف الشين: فارغ (228- ظ) حرف الصاد في آباء من اسمه الحسن الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي: أبو علي، رحل الى الشام، والجزيرة، والعراق، والجبال، والاهواز، والحجاز وخراسان، رحلة واسعة، وسمع الكثير، سمع بأنطاكية داود بن أحمد بن حيان الانطاكي وقد سقنا عنه حديثا في ترجمة داود بن أحمد فيما يأتي من كتابنا هذا. وسمع اسحاق بن منصور، وعبده بن سليمان، والحسن بن محمد بن الصباغ، وأبا زرعة الرازي، وعلي بن خشرم، وعمرو بن عبد الله الاودي، ومحمد بن عوف

الحمصي، وهبير بن الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ومحمد ابن عبد العزيز الدينوري، ويونس بن عبد الاعلى الصدفي، وعيسى بن غيلان، وغيرهم. روى عنه أبو علي النيسابوري الحافظ، وأبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ، ومحمد بن المظفر الحافظ ومحمد بن اسماعيل الوراق، وابراهيم بن محمد ابن حمزة الاصبهاني، وعمر بن محمد بن سنبك، وكان رجلا صالحا ثقة. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن عمر في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري كتبوا اليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: الحسن بن صاحب بن حميد، أبو علي الشاشي، الرجل الصالح، كثير السماع والرحلة، كتب ببلاد خراسان والجبال، والاهواز (229- و) والعراقين والحجاز والشام، والجزيرة، عن مثل علي بن خشرم، واسحاق بن منصور وأبي زرعة، والحسن بن محمد بن الصباح، وعمرو بن عبد الله الاودي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ويونس بن عبد الاعلى، ومحمد بن عوف الحمصي، وكل من هؤلاء من ناحية أخرى، روى عنه أبو علي النيسابوري وابراهيم بن محمد بن حمزة الاصبهاني، ومحمد بن عمر الجعابي، وهم حفاظ الدنيا. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسن بن صاحب بن حميد، أبو علي الشاشي أحد الرحالين، كتب ببلاد خراسان، والجبال، والعراق، والحجاز، والشام، وقدم بغداد في سنة احدى عشرة وثلاثمائة، وحدث بها عن علي بن خشرم، واسحاق بن منصور، وأبي زرعة الرازي، وعمرو بن عبد الله الاودي، ومحمد بن عوف الحمصي، وعبدة بن سليمان البصري، نزيل مصر، وعيسى بن غيلان، وهبيرة بن الحسن الزاهد، ومحمد ابن عبد العزيز الدينوري، وغيرهم، روى عنه أبو بكر الجعابي، ومحمد بن اسماعيل الوراق، وعمر بن محمد بن سنبك، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.

الحسن بن صافي بن عبد الله:

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو حفص بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: سمعت علي بن بندار الزاهد يقول: توفي الحسن بن صاحب بالشاش سنه أربع عشرة وثلاثمائة «1» (229- ظ) . الحسن بن صافي بن عبد الله: أبو نزار بن أبي الحسن النحوي البغدادي، مولى حسين بن الأرموي التاجر ويعرف بملك النحاة، فقيه نحوي لغوي، شاعر ناثر، حسن الشعر والرسائل، عارف بالنحو واللغة، وله مصنفات في كل فن منها، وله مسائل أملاها في علم النحو وغيره، كان أبوه مولى حسين المذكور، وولد أبو نزار ببغداد، ونشأ بها، واشتغل بالفقه على الشيخ أحمد الاشنهي، وعلى أبي الفتح بن برهان وأسعد الميهني، وسمع الحديث من أبي طالب الزينبي وقرأ النحو على أبي الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي، ومهر فيه، ولقب نفسه ملك النحاة وتصدر الافادة ببغداد، وأخبرني من أثق به أنه قرأ بخطه على كتاب بوقف المدرسة النظامية: وكتب أبو نزار ملك العلماء عموما، والنحاة خصوصا. وسافر من بغداد الى خراسان، وكرمان، وغزنة، ودخل الى ملك غزنة وأكرمه واحترمه، ثم قدم حلب، وأقام بها مدة، وكان يقرئ بها الادب بالمسجد الجامع، وقرأ عليه بها أبو المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة الحلبي، وأبو طالب الحسين بن محمد بن أسعد بن الحليم وغيرهما، وكان بينه وبين أبي الحسين بن منير بها مهاجاة ومهاترة، واتصل بالملك العادل أبي القاسم محمود بن زنكي وكان يكرمه ويحسن اليه، ثم انتقل الى دمشق وسكنها الى ان مات بها، روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، وذكره في تاريخه، وروى عنه أبو بكر عبد الله بن منصور ابن عمران الباقلاني الواسطي، وقرأ عليه علي بن الحسن بن عنتر المعروف بشميم الحلي وسلك طريقته (230- و) في الترفع على الناس والتعظم. روى لنا عنه الشريف أبو المحاسن الفضل بن عقيل بن عثمان العباسي، والقاضي

أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقيان شيئا من شعره بدمشق، وكان شريف النفس صحيح العقيدة، عفيفا نزها عن الدنايا. قال لي القاضي شمس الدين أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن مميّل الشيرازي، قاضي دمشق: كان ملك النحاة حسن العقيدة عفيفا، وسمعته يقول وأشار الى لحيته: اللهم ان كنت تعلم أني زنيت زنية في الاسلام فلا تغفر لهذه الشيبة. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني قال: الحسن بن أبي الحسن أبو نزار الملقب بحجة العرب وملك النحاة، من أهل بغداد، وأظن أنه واسطي، والله أعلم، أحد الفضلاء المبرزين، وكان حسن الشعر متين اللفظ، سافر عن بغداد وتغرب وانتشر ذكره في الآفاق، ودخل بلاد: دغرا «1» ، وكرمان، ولم يدخل بلاد خراسان، وانصرف الى كرمان وخرج منها الى الشام وقيل انه بها الساعة، ولقي الاكابر، ولقي مورده بالاكرام. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان بن البانياسي- كتابه- قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسن بن أبي الحسن، واسمه أبي الحسن صافي، مولى حسين بن الارموي التاجر أبو نزار البغدادي (230- ظ) المعروف بملك النحاة، ذكر لي أنه ولد ببغداد في سنة تسع وثمانين وأربعمائة في الجانب الغربي في محلة تعرف بشارع دار الرقيق، ثم نقل الى الجانب الشرقي من بغداد الى جوار الخلافة المعظمة، وهناك قرأ العلم، وسمع الحديث من أبي طالب الزينبي، وقرأ علم المذهب على الشيخ أحمد الاشنهي، وقرأ علم أصول الدين على الشيخ أبي عبد الله المغربي القيرواني، وقرأ أصول الفقه على الشيخ أبي الفتح بن برهان، وقرأ علم الخلاف على الشيخ الامام أسعد الميهني، وقرأ النحو على الشيخ أبي الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي الاستراباذي، وقرأ الفصيحي على عبد

القاهر الجرجاني، وفتح له الجامع ودرس فيه ثم سافر الى بلاد خراسان وكرمان وغزنة، ثم دخل الى الشام، وقدم دمشق ثم خرج منها، ثم عاد اليها واستوطنها الى ان مات بها، وذكر لي اسماء مصنفاته: الحاوي في علم النحو مجلدتان، العمد في علم النحو مجلدة، المنتخب في علم النحو، وهو كتاب نفيس، مجلدة، المعتضد في علم التصريف مجلدة ضخمة، أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر، وشيء من الشواذ، مجلدتان، التذكرة السفرية انتهت الى أربعمائة كراسة، العروض مختصر محرر مصنف في الفقه على مذهب الشافعي سماه الحاكم مجلدتان، مختصر في أصول الفقه، مختصر في أصول الدين، ديوان مجموع من شعره من جملته ما أنشدني لنفسه يمدح سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم (231- و) قلت وقرأت هذه الابيات بخط أبي نزار مع المقطعات الاربعة التي تأتي بعدها، في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: لله أخلاق مطبوع على كرم ... ومن به بشرف العلياء والكرم أغر أبلج يسمو عن مساجلة ... إذا تذوكرت الاخلاق والشيم سمت علاك رسول الله فارتفعت ... عن أن يشير إلى اثباتها قلم يا من رأى الملأ الأعلى فراعهم ... وعاد وهو على الكونين يحتكم يا من له دانت الدنيا وزخرفت ... الأخرى ومن بعلاه تفخر النسم يا من به عاد وجه الحق متضحا ... من بعد أن ظوهرت بالباطل الظلم ومن تواضع جبريل الأمين له ... ودون حق نهاه هذه القسم علوت عن كل مدح يستفاض ... فما الجلال إلّا الذي تنحوه والعظم على علاك سلام الله متصلا ... ما شئت والصلوات الغر تبتسم وقرأت بخطه وقال الحافظ: وانشدني في مدحه صلى الله عليه وسلم: يا قاصدا يثرب الفيحاء مرتجيا ... أن يستجير بعلياء خاتم الرسل خذ عن أخيك مقالا إن صدعت ... به مدحت في آخر الاعصار والأول قل يا من الفخر موقوف عليه فإن ... تذوكر الفخر لم يصدف ولم يمل صيت إذا طلبت غاياته خرقت ... سبعا طباقا فبذت كل ذي أمل

علوت وازددت حتى عاد ممتدحا ... جبريل عمّاله قد كان لم يطل (231- ظ) وعدت والكبر قد نافى علاك فما ... عدوت شيمة سبط الخلق مبتهل أتتك غرّقوا في المدح خاضعة ... لديك فاقبل ثناء غير منتحل ثناء من لم يجد وجناء تحمله ... إليك أوصد بالاقتار عن جمل صلى عليك إله العرش مشتملا ... عليك يا خير ما حاف ومنتعل قال: وأنشدنا يمدحه صلى الله عليه وسلم، وهي أيضا مما قرأته بخط أبي نزار: من حامل عن أخيه بسط مالكة «1» ... يهذها ان أفيض القال والقيل يقول والحجرات الغرّ تسمعه ... والوفد كل بما يعنيه مشغول هل سامع يا رسول الله أنت ... لمن ولاؤه لك مروي ومنقول بلغت من غاية الاكرام منزلة ... عنها أعيد الأمين الروح جبريل فعاد من رام كفوا من مدائحه ... يزهى ومقوله بالعجز مفلول فاقبل إليك اختصارا عذر قائله ... إن حقّ مدحك لم يبلغه تطويل ولترضك الصلوات الغر دائمة ... تزين امراطها ما شئت ترفيل قال: وأنشدنا في مدحه صلى الله عليه وسلم وهي مما نقلته من خطه: يا خاتم الأنبياء قاطبة ... أتاك لفظ الثناء يستبق كنت نبيا وطين آدم مجبول ... وتلك الأنوار تأتلق وعدت فينا تدعو إلى سبل الحق ... فقد أوضحت بك الطرق فارق عليك السلم مرقبة ... مصبحها في العلاء تغتبق (232- و) واشفع لمن عاد في ولائك مش ... فوع القوافى تتلا فتتسق مرط أليفاظه التي انتظمت ... بطيب علياك في الورى عبق تضوع من مجدك الأثيل إذا ... استقبض ذكر أطيب فينتشق

قال: وأنشدنا في مدحه صلى الله عليه وسلم، وهي مما نقلته من خط أبي نزار: رأى البرق علوى الوميض فأنجدا ... وأصدر ركب بالعقيق فأنجدا وما برحت أبناء ميّة غضّة لديه ... إلى أن جار بالركب واعتدا رأي الشيخ ممطورا فمال بظله ... ومدّ إلى أطراف طرته يدا أمال إلى خفق النّسيم بجانبي ... عطالة لما مرّ فاستزل الندا أشيعث مقلاق الوضين يهزه ... إلى البان وجدّ لا يزال مؤبدا تذكر عهدا كاظميا وقل ما ... تذكر مجهول المعارف معهدا ولكنه ممن إذا انتسب احبتى ... لفخر وان جاثاه ذو القوة انتدا وموّار رحل النضو منتصب القرا ... تراه كما أفضيت «1» سهما مسددا تناقضه معروبة كلما ونت ... أراها ملوىّ الجانبين مقدّدا يهّز إلى أعلام يثرب همة ... كما هّز ذمر يوم حرب مهندا إذا زار مفتون بدنياه مالكا ... يؤمله زار النبي محمدا ألا ديّموا موق الهدى باهر العلى ... كريم العرى طلق النقيبة أوحدا إذا الملأ الأعلى تناجوا بذكره ... وراموا هداه كان منه لهم هدا (232- ظ) إليك رسول الله يممت ناظما ... قوافي ما يممن غيرك مقصدا تعاوضن عمن لم يزل متقربا ... إليك بمدح لا يزال مخلدا وحاشاك يا رب العلى أن ترده ... بغير الذي سامى له وترددا وقد وأبيك الخير شرفت منطقي ... بذكرك واستبقيت مجدا وسؤددا فصلى عليك الله ما شئت هاديا ... وشاء وما استصرفت عن مؤمن ردا «2» أخبرنا هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أنشدني أبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الباقلاني بواسط من لفظه قال أنشدني أبو نزار النحوي لنفسه يرثي أمير المؤمنين المسترشد بالله:

من النافض البيداء والليل دامس ... عليه كلوح طاهر وقطوب يغار إذا لم تهجر الشمس ضوءها ... ولم تبد منها رنة ونحيب نعى من بني العباس أروع ماجدا ... كفاه تراثا بردة وقضيب أنشدني الشريف أبو المحاسن الفضل بن عقيل الدمشقي العباسي، قال: أنشدني ملك النحاة أبو نزار الحسن بن أبي الحسن البغدادي الشافعي لنفسه: أتنكر من الحق أخت دارم ... إذا أصخت «1» لمقال عالم سألتني عن العلى وأهلها ... فلم أكن يا هنتا بكاتم للعرب الفخر القديم في الورى ... فأعرضي عن نبأ الأعاجم (233- و) هم الذين سبقوا الى العلى ... فهم لديهم قائم المواسم وإنهم إن نهضوا لغارة ... شنوا على أسد الشرى الضراغم وزحزحوا كسراهم عن ملكه ... بالمشرفيات وباللهاذم أنشدني القاضي شمس الدين أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- بداره بدمشق- قال: أنشدني ملك النحاة لنفسه أبياتا يصف فيها امرأة. قال: وشذ بعضها عن خاطري منها: جارية كلما خضعت لها قالت ... عدمت النحاة والشعرا طويلة القدر واللسان فما ... أدري أأهجو أم أمدح القصرا أحسن منها عندي مدققة ... ساذجة لوزها قد انقشرا فاللبن الفارسي أضر سني ... والكشك في ذا الديار قد كثرا أنشدني الشريف أبو المحاسن العباسي- إملاء من لفظه، بمنزله بدمشق- قال: أنشدني ملك النحاة لنفسه في علم الملك بن النحاس، وقد قدم دمشق رسولا الى الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، من المصريين فقتل الصالح بن رزيك، وبقي علم الملك بن النحاس مدة بدمشق ليس له شيء ونور الدين يقوم به، فسأل في تلك المدة ملك النحاة أن يجمع له مقدمة في النحو، فجمعها وأنفذها إليه وكتب على وجهها:

يا علم الملك افتخر بهذه المقدمة ... ولا تقل فيما أمرت لافتخار ولمه (233- ظ) فإنني أفصح من فاه وأجرى قلمه ... قس إذا عاينني خيط بالعي فمه ولو رأيت سيبويه قلت يا نحوي مه ... والشعر لا يستطيع ما أقول منه علقمه والفقه قد فقت لعمرو الله فيه أممه أنشدني رجل من أهل الأدب وقال: كان ملك النحاة يهوى امرأة كانت له، فطلقها فسئل كيف حاله بعدها: فأنشده لنفسه: سلوت بحمد الله عنها ... وأصبحت دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها على أنني لا شامت ... إن أصابها بلاء ولا راض بواش يعيبها سمعت قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، بقرية المزة، قال: كان شيخنا ابن المنقي رجلا ينقي الحنطة، فاشتغل بالنحو وحفظ سيبويه، ومهر في علم النحو وبرز فيه حتى تصدر لإفادته، وكان بينه وبين ملك النحاة مناظرات في علم الأدب، وعند كل واحد منهما من التعظيم والتفخيم لأمره شيء كثير، فأدى ذلك الى أن صار بينهما عداوة وإحن ومهاجاة، قال: فعمل ملك النحاة في ابن المنقي: ابن المنقي نقاوة السّفل ... خزيت يا بن اللئام من رجل قال: وكان ابن المنقي ضخما أيدا وكان ملك النحاة يخاف منه أن يضربه، فجمع بينهما تاج الدين بن الشهرزوري وأصلح بينهما، وتعانقا وقبّل كل واحد منهما صاحبه، وجلسا عنده بعد الصلح، فقال ابن الشهرزوري، أو غيره: ممن نأكل حلاوة الصلح؟ فقال ملك النحاة: منه، وأشار الى ابن المنقي، فقال ابن المنقي في الحال: نعم:

وهدية مني لملك النحاة ... ريح شناج يحتويها خصاه لا عسل عندي ولا سكر ... فليعذر الشيخ ويأكل خراه (234- و) قال: فلما قال: «ويأكل» صاح فيه ملك النحاة وقال: بس لا تزد على هذا. أخبرني تاج الدين أبو المعالي الضفل بن شيخنا أبي هاشم بن الفضل الهاشمي قال: أخبرني الوجيه عيسى المحنك، ح. وأخبرني بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب قال: أخبرني الشريف أبو جعفر عبد الله بن محمد الهاشمي قال: كان لملك النحاة بحلب تلميذ يقال له الذباب، وكان راوية شعره، وكان أبو الحسين بن منير كثيرا ما يمزح معه إذا لقيه ويقول له: ايش خري الملك على لسانك اليوم وما يشبه ذلك، وكان بين ملك النحاة وبين ابن منير مهاجاة فمر الذباب يوما بابن منير وهو جالس على حانوت بباب الجامع الغربي تجاه مدرسة الحلاويين، وكان يجلس بها كثيرا عند خياط بها وبيده قضيب يعبث به، فقال ابن منير لراوية ملك النحاة: ايه ايش عمل الملك اليوم فقال له: ما تريد أن تسمع: فقال: لابد، فقال: اتركني بالله، فقال: لابد أن تقول، فقال: قال فيك: لبغضك الصديق يا ذا الخنا ... تقدح في كل أبي بكر يعرض بأنه يهجو مجد الدين أبا بكر بن الداية، وكان نائب نور الدين محمود ابن زنكي بحلب، وكان مبسوط اليد فيها، قال: فألقى ابن منير القضيب من يده وقال: لعنه الله، ولعن ساعة عرفناه فيها، وقام من وقته وكان ابن منير شيعي المذهب. أخبرني الشريف أبو الحسين علي بن محمد بن داود بن الناصر (234- ظ) الحسيني الحلبي بها قال: أخبرني جدي لأمي الشريف أبو جعفر عبد الله بن محمد ابن عبد الملك الهاشمي العباسي «والحاجي» أبو غانم النجار الحلبي قالا: اجتمع أبو الحسين بن منير وملك النحاة أبو نزار بحلب وقد خمش قط ملك النحاة في يده، فسأله ابن منير فقال: ما هذا في يدك؟ فقال: خمشني قط، فأنشده ابن منير:

عتبت على قط ملك النحاة ... وقلت أتيت بغير الصواب جرحت يدا خلقت للندى ... وبذل الهبات وضرب الرقاب قالا: فهش أبو نزار لهذين البيتين، وجعل يشكر ابن منير، فأنشده بيتا ثالثا وهو: فقال لي القط ويك اتئدا ... أليس القطاط عداة الكلاب قالا: فلما سمع ملك النحاة البيت الثالث شتمه، وأخذ السيف وقام اليه ليضربه فانهزم من بين يديه. ويروى أول البيت الثاني خمشت يدا خلقت للندى» . وذكر لي بعض الادباء أن هذه الأبيات الثلاثة لو حيش الشاعر الدمشقي في ملك النحاة، قال: ولما أنشده البيت الثالث قام اليه بالسيف، فقال له وحيش وهو منهزم بين يديه: أنا ما قلت، القط قال: وقال لي نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن الصفار: ان فتيان الشاغوري ذكر له أن هذه الأبيات (235- و) له في ملك النحاة، والله أعلم. أخبرنا الشريف أبو المحاسن الفضل بن عقيل بن عثمان العباسي الدمشقي قال: كنت أصحب ملك النحاة وكان قد قرأ الفقه على الشيخ أسعد الميهني، وكان بدمشق رجل يقال له بسخاذ، فحبسه القاضي كمال الدين أبو الفضل بن الشهر زوري، فمضى ملك النحاة وأنا معه ليشفع في بسخاذ اليه، وكان قد صحب ابن الشهرزوري في القراءة على أسعد الميهني، فلم يقبل شفاعته، فاتكأ ملك النحاة على يدي وهو خارج وقد غضب لرده شفاعته وقال وهو خارج: لست والله رفيقي ... وحرم الشيخ أسعد سمعت كمال الدين محمد بن طلحة النصيبي قال: سمعت شميم الحلوي يقول: كنت أقرأ على ملك النحاة فاتفق يوما أن كان عنده جماعة يقرءون عليه شيئا من النحو، فجرى بحث فقلت: قال أبو علي الفارسي فيها كذا، وقال ابن جني كذا،

فقال: وايش كان ذلك الكلب أبو علي الفارسي، وايش كان ذلك الكلب ابن جني، قال شميم: فتقدمت اليه وقلت له: يا سيدنا هؤلاء هم علماء النحو وكبراؤه، فاذا قلت انهم كلاب، وأنت تدعى ملك النحاة فتصير اذا ملك الكلاب لا ملك النحاة، قال: فقال لي: والله صدقت هؤلاء هم علماء النحو، قال: فلم أسمع منه بعد ذلك مثل هذا الكلام. سمعت شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز (235- ظ) بن محمد الأنصاري يقول: سافر ملك النحاة الى غزنة، وأراد أن يجتمع بملك غزنة فقيل له: ان ملك غزنة يجلس على سرير عال، ويجلس وزيره بجانب السرير ولا يقعد أحد إلّا تحت الوزير، فقال: مبارك، فأذن له فدخل الى ملك غزنه، وجاء الى السرير وكان طويل القامة، فوضع رجله على السند الذي الى جانب الوزير وتعلق في السرير ليقبل يد ملك غزنه، فتحرك له ملك غزنة، فقال: أيها الملك ينبغي للملك أن يقوم للملك، فقام له ملك غزنة فجلس على السرير الى جانبه. وذكر لي بعض من كنت أحاضره، ويغلب على ظنى أنه القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر أو ابراهيم بن سليمان النجار الكاتب أن ملك النحاة خلع عليه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي خلعه سنية، فلبسها يوما واجتاز بها على حلقة عظيمة فمال اليها لينظر ما هي فوجد رجلا قد علم تيسا له استخراج الخبايا وتعريفه من يريد أن يعرفه به من الحلقة باشارة لا يفهمها غير ذلك التيس المعلم، فوقف ملك النحاة وهو راكب بالخلعة فقال الرجل: في حلقتي رجل عظيم القدر، شائع الذكر، ملك في زي سوقه، أعلم الناس وأكرم الناس، وأجمل الناس فأرني إياه، فشق ذلك التيس الحلقة، وخرج حتى وضع يده على ملك النحاة فلم يتمالك ملك النحاة أن نزع الخلعة (236- و) ووهبها لصاحب التيس، فبلغ ذلك نور الدين فعاتبه على ما فعل، فقال: يا مولانا عذري في ذلك واضح، لان في هذه المدينة مائة ألف تيس ما فيهم من عرف قدري غير ذلك التيس فضحك نور الدين منه.

أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، قال، ح. وقرأت بخط عثمان بن جلدك الموصلي قال: سمعت الحافظ أبا محمد- يعني القاسم بن الحافظ أبي القاسم يقول: توفي أبو نزار يوم الثلاثاء، ودفن يوم الاربعاء التاسع من شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الباب الصغير رحمه الله وقال القاسم: ودفن في مقبرة باب الصغير رحمه الله، قالا: وكان صحيح الاعتقاد كريم النفس» . قال شيخنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي القاضي: وأخبرنا بذلك ولده أبو الحسن علي، قال: أخبرني أبي قال رؤي ملك النحاة في النوم بعد وفاته، فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال: وفقني بين يديه فأنشدته القصيدة اللامية، فقيل له ما هي؟ فقال: يا رب ها قد أتيت معتر ... فا بما جنته يداي من زللي ملأن كف من كل مأثمة ... صفريد من محاسن العمل فكيف أخشى نارا مستعرة ... وأنت يا رب في القيامة لي قال: فقال تعالى: اذهبوا به الى الجنة، قال: ولم يعرف أحد هذه الأبيات له إلّا في المنام. قرأت في «كتاب عجائب الأشعار وغرائب الأخبار» جمع مسلم بن محمود بن تعمية الشيزري قال: حدثني الشيخ الإمام العالم مهذب الدين أبو السخاء فتيان البانياسي في سنة تسع وستين وخمسمائة قال: رأيت ملك النحاة أبا نزار في النوم فسألته ما لقي من ربه، فقال: دع هذا واسمع مني، ثم أنشدني أبياتا لم أحفظ منها سوى هذين البيتين وهما المعنى: فان نحن أجمعنا بعد بعد شفينا ... النفس من ألم العتاب وان ألوى بنا صرف الليالي ... فكم من حسرة تحت التراب

الحسن بن الصباح بن محمد البزاز:

الحسن بن الصباح بن محمد البزاز: أبو علي البغدادي الواسطي قدم في المحنة الى طرسوس على المأمون، فلما مات المأمون اطلق. حدث عن حجاج بن محمد الأعور، وسفيان بن عيينة، وجعفر بن عون، وأبي معاوية الضرير ومعن بن عيسى، وروح بن عبادة، وأبي المنذر اسماعيل بن عمر، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وشبابة بن سوار، ومؤمل بن اسماعيل وغيرهم. روى عنه الامام محمد بن اسماعيل البخاري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن اسحاق الصاغاني، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وابراهيم الحربي وأبو اسماعيل (236- ظ) الترمذي، وجعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي، وقاسم ابن زكريا المطرز، والقاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي، وأبو القاسم البغوي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله الشافعي قال: حدثنا القاسم بن زكريا قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزاز قال: حدثنا مؤمل بن اسماعيل قال: حدثنا سفيان وشعبة عن أبي اسحاق عن رجل من آل أبي بكر عن القاسم قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: السواك مطهرة للفم مرضاة لله تعالى «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: الحسن بن الصباح بن محمد أبو علي البزاز، سمع سفيان بن عيينة وقطن بن عيسى، وأبا معاوية الضرير وروح بن عبادة، وجعفر بن عون، وحجاج بن محمد الاعور، وأبا المنذر اسماعيل بن عمر، وشبابه بن سوار وأبا عبد الرحمن المقرئ. بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 5 (151)

وروى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، ومحمد بن اسحاق الصاغاني، وابراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو اسماعيل الترمذي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وجعفر بن محمد الفيريابي، وعبد الله بن محمد بن ناجيه، وقاسم ابن زكريا المطرز، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد وآخر من حدث عنه القاضي المحاملي. وقال الخطيب: أخبرنا البرقاني (237- و) قال: قرئ على الحسين بن علي التميمي وأنا أسمع: حدثكم أبو قريش محمد بن جمعة الحافظ قال: حدثنا الحسن ابن الصباح، وكان من أحد الصالحين. قال الخطيب وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: صدوق وكان له جلالة عجيبة ببغداد، وكان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله. «1» . أخبرنا أبو حفص عمرو بن محمد بن طبرزد- كتابة قال: أخبرنا أبو منصور ابن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: حدثني محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا الخطيب بن عبد الله القاضي بمصر قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو علي الحسن بن الصباح بن محمد البزاز ليس بالقوي. قال أحمد بن علي الحافظ: هكذا ذكره النسائي في كتاب الأسماء والكنى، وذكره في تسمية شيوخه، فقال: ما أخبرنا البرقاني قال أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا الحسن بن رشيق بمصر قال: حدثنا عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه. قال: ثم أخبرني الصوري قال: أخبرني الخصيب بن عبد الله قال: ناولني عبد الكريم، وكتب لي بخطه قال: سمعت أبي يقول: الحسن بن الصباح بغدادي صالح. وقال أحمد بن علي: حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: سمعت ابن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ما يأتي على ابن البزاز يوم إلّا وهو يعمل فيه خيرا، ولقد كنا نختلف الى فلان المحدث، وسماه، قال: فكنا نقعد تتذاكر (237- ظ) الحديث الى خروج

الشيخ، وابن البزاز قائم يصلي الى خروج الشيخ، وما يأتي عليه يوم إلّا وهو يعمل فيه أكثر. أخبرنا أبو حفص المؤدب- اذنا- قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: قرأت على البرقاني عن أبي اسحاق المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق السراج قال: سمعت الحسن بن الصباح يقول: دخلت على المأمون ثلاث مرات، رفع اليه أول مرة: انه يأمر بالمعروف، وكان نهى أن يأمر أحد بالمعروف فأخذت عليه، فقال لي: أنت الحسن البزاز؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: وتأمر بالمعروف؟ قلت: لا ولكني أنهى عن المنكر، قال: فرفعني على ظهر رجل وضربني خمس درر، وخلى سبيلي، وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع اليه أني أشتم علي بن أبي طالب، قال: فلما قمت بين يديه قال لي: أنت الحسن؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: وتشتم علي بن أبي طالب، فقلت: صلى الله على مولاي وسيدي علي يا أمير المؤمنين، أنا لا أشتم يزيد بن معاوية لانه ابن عمك، فكيف أشتم مولاي وسيدي؟ قال: خلوا سبيله. وذهبت مرة الى أرض الروم الى بذ بذون «1» في المحنة، فدفعت الى أشناس فلما مات خلى سبيلي. قال السراج: مات الحسن بن الصباح بن محمد أبو علي الواسطي، وكان لا يخضب، من خيار الناس، ببغداد بوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين. أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: (238- و) أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد ابن عيسى بن الهيثم التمّار قال: حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزاز قال: مات الحسن بن الصباح البزاز في ربيع الاول سنة تسع وأربعين ومائتين «2» .

الحسن بن صفوان الانطاكي

الحسن بن صفوان الانطاكي حكى عن طرّة الموسوس. قرأت في كتاب «عقلاء المجانين» قال: وحدث الحسن بن صفوان الانطاكي قال: كنت في دعوة، ومضى طرة الموسوس فأسمعنا من شعره وطريق فوائده، ولعبه بيديه ورجليه وازددنا سرورا، ولما أكلنا وحصلنا على الشراب أقبل عليه بعض من كان جالسا فأخذ يولع به، ويصيح السلاح السلاح. قال: هذا أول الجنون والحرب وأخذ يولع به، ويرميه بشيء من الفاكهة فقال له طرة: يا فتى أنت مجنون فأخذ يقرأ عليه ويعوذه وهو يزيد عليه في الولع، ثم رماه بأترجة فوقعت في فؤاده فكاد أن يهلك، فخشيت منه فطفر «1» عليه، ونطحه نطحة كسر فيها أنفه فخشيت منه، فطفر عليه ثانية ونطحة نطحة كاد أن يذهب باقي أنفه فيها، وهم أن يخنقه، فقمنا اليه ولم نزل نسأله الى أن خلاه وشاغلناه عنه الى أن شددنا ما كسر منه، وطرحنا عليه شيئا من الثياب وهم طرة بالخروج فقلنا له: اجلس نعمل الآن ما جرى، فقال: لا أفعل، فقلت فانه قد نفذ يستعدي عليك فالله الله أن تخرج فتؤخذ فتحبس (238- ظ) وتقيد وتشد فأخذه ما كان يأخذه، ثم قام وقال لي: يقال هذا والله لو خاطبني الوالي لسمع مني الجواب، فقلنا ماذا يكون جوابك وقد فعلت ما فعلت؟ قال: يكون ما تسمع ثم أخذ في انشاد هذه الأبيات: ومعربد نادمته في مجلس ... رأت العشيرة عفتى في المجلس صاح السلاح فقلت شرا واقعا ... وذكرت بيتا للفتى المتلمس الشر لا يطفئه إلّا مثله ... فاطف الشرور بكل عضب أملس فنطحته لما تغطرس نطحة ... فإذا أخونا في مثال الأفطس فتعلقوا بي كي أتمّ مدامتي ... فأجبتهم منى بقلب موئس لو أن جبريلا أتاني قاصدا ... برسالة من ربه لم أجلس قالوا: فتحبس قلت: ذاك هو المنى ... الحبس خير من ذهاب الأنفس «2»

حرف الطاء

حرف الضاد فارغ حرف الطاء الحسن بن طارق بن الحسن بن عوف: أبو علي الحلبي التاجر، المعروف بابن الوحش، ويلقب بالزكي، تاجر من أهل حلب وألي النهى والوقار، وذوي المال واليسار، انقرض بيتهم، ولم يبق منه أحد إلّا من ذرية البنات، وكان له شعر حسن، وعنده فضل وأدب، وكان سافر الى خراسان، وسمع بها الحديث من السيد أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي (239- و) الأديب، وحدث عنه بحلب، وروى عن أبي نصر المسلّم بن أبي الخرجين الدميك الحلبي. روى عنه الشريف أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي شيئا من الحديث، وسمع منه بحلب، وروى عنه أبو الرضا فضل الله الراوندي شيئا من شعره سمعه منه بقاشان «1» ، وأبو الخطاب عمر بن محمد العليمي وسمع منه بالموصل. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المصري، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب في كتابه الموسوم بخريدة القصر قال: الشيخ الزكي أبو علي الحسن بن طارق الحلبي من المتأخرين، ذو نظم كاسمه حسن حال، وعلم عال وذكاء ذكي، واصل زكي، سافر الى بلادنا تاجرا ببضاعتي أدبه ونسبه، عارضا في سوق الفضل عقود درره وغرره، ذكره السيد الشريف أبو الرضا الراوندي، فقال: أنشدني ابن طارق الحلبي لنفسه، في الدار التي بناها بهاء الدين عبد الله بن الفضل ابن محمود بقاشان، ومن العجيب أن ابن طارق لم يخرج من قاشان إلّا بعد موته، وكان بين نظمه هذه الأبيات وموت بهاء الدين أشهر قريبة: عمرت دار فناء لا بقاء لها ... ظنّا بأنك عنها غير منتقل أتعبت نفسك لا الدنيا ظفرت بها ... وأنت لا شك في الأخرى على وجل دار الإقامة أولى بالعمارة من ... دار نعيمك فيها غير متصل

فاعمل لنفسك ما ترجو النجاة به ... فليس ينجيك إلّا صالح «1» العمل (239- ظ) أنبأنا بهذه الأبيات أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام الحلبي قال: أخبرنا أبو الرضا فضل الله الراوندي اجازة قال: أنشدني ابن طارق لنفسه وذكرها. قرأت بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي. وأخبرنا أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن الحسن النسابة الدمشقي عن العليمي قال: أنشدني أبو علي الحسن بن طارق بن الحسن التاجر لنفسه بالموصل وكتبه لي بخطه: ولقد أقول لمعشر ودعتهم يوم ... الفراق ودمع عيني يسكب لو كان لي حزم وعزم صادق ... لعرفت ما آتي وما أتجنب لهفي على شرخ الشباب وعصره ... ولىّ ففارقنا الزمان المذهب هل بعد شيب الراس إلّا رحلة ... عمن صحبناه ودار تخرب والمرء يأمل أن يعيش مخلدا ... والعمر يذهب والمنية تقرب فتغنموا الساعات إن سمعت بما ... ترجونه أو بعض ما تتطلب فلخير زادكم التقى لمعادكم ... يوم مهول وليس منه مهرب ونقلت من خط العليمي ما أخبرنا به أبو عبد الله محمد بن تاج الأمتاء بن عساكر، قراءة عليه بدمشق عنه قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن طارق بن الحسن الحلبي من لفظه لنفسه بالموصل وكتبه لي بخطه: لما رأيت المشيب قد نزلا ... وأن شرخ الشباب قد رحلا عاتبت نفسي وقلت ويك ... أما يكفيك أن المشيب قد نزلا (240- و) وقد مضت دولة الشباب ... فهل آمل من بعده به بدلا

وقرأت بخط العليمي وأخبرنا به أبو عبد الله بن أحمد عنه قال: أنشدني أبو علي الحسن بن طارق بن الحسن المجهز لنفسه وكتبه لي بخطه: لم أستر الشيب بالخضاب ... لأبتغي صبوة التصابي ولا تزينت للغواني أستر ... عن مثلهّن ما بي لكن لبست السواد لمّا ... سلط شيبي على شبابي قرأت بخط الشريف أبي الرضا فضل الله بن عبيد الله الحسيني الراوندي في ديوان شعره، وأنبأنا عنه أبو حفص عمر بن علي بن قشام الحلبي قال: وكتب إليّ الشيخ الأجل زكي الدين أبو علي الحسن بن طارق بن الحسن الحلبي أدام الله نعمته، وقد بعث إليّ طبقا من الحلوى القاهرية وشيئا من السعترية: قد أتى الصعتر يسعى ... خادما للقاهرية هو من صحراء حمص ... وأراضي سلمية وهي من أكرم أرض ... في البلاد الساحلية صنعت من كل فن ... فهي حلواء هنيّة وهي من أجمل شيء ... يتهادى في الهدية والهدايا سنة قد ... سنها خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم (240- ظ) فكتبت إليه: مرحبا بالقاهرية ... خدمتها السعترية بين هاضوم لطيف ... وحلاوات شمهية لزكي الدين فيها ... صنعة جدّ سوية أصبحت تحكي حلاه ... وسجاياه الرضية سيد بين جميع الن ... اس جودا وحمية حاطه الله إلهي ... من أذى كل بلية

ذكر من اسمه طاهر في اباء من اسمه الحسن

قرأت بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن احمد بن أبي جرادة الحلبي في جزء أحضره إليّ رفيقنا أبو الفتح بن الصفار ذكر فيه جماعة من شيوخ حلب وأحوالهم ومواليدهم ووفاتهم فقرأت فيه بخط الشيخ أبو علي: الحسن بن طارق ابن الحسن رحل في التجارة وأقام بخراسان ثلاثين سنة أو أكثر من ذلك، وسمع شيئا من الحديث، مولده سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وتوفي في عامنا هذا ليلة الاثنين الثالث عشر من المحرم سنة سبع وخمسين- يعني- وخمسمائة، والله سبحانه وتعالى المسؤول حسن الخاتمة وصلاح العاقبة، وإجزال الثواب والعفو والصفح عن الزلل والتوبة. سمعت القاضي أبا محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب يقول: أخبرني ابن اليحمولي أن سبب موت الحسن بن طارق أنه كان نائما فانتبه فوجد على صدره حية فمات (241- و) . ذكر من اسمه طاهر في اباء من اسمه الحسن الحسن بن طاهر بن الحسين: أبو علي الصوري الفقيه، فقيه من فقهاء الشيعة ومتكلميهم، وله مصنف في مذهبهم وتصدر في حلب لإقراء الفقه والاصول، قرأ عليه أبو المكارم حمزة بن علي ابن زهرة الحسيني، ومحمد بن عبد الملك بن أبي جرادة الحلبيان. الحسن بن طاهر بن يحيى: ابن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد بن أبي القاسم بن أبي الحسين النسابة العلوي، شريف حسيني رئيس جواد كان مختصا بالإخشيذ، محمد بن طغج وسيره الى محمد بن رائق، وهو بحلب ليصلح بينهما، ثم توجه الإخشيذ الى حلب، ومضى معه الى المتقي وهو بالرقة وأكرمه المتقي ثم ان الإخشيد سيره بعد ذلك الى سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، فأصلح بينهما، وزوج سيف الدولة بابنة الإخشيد، وكان مثريا متمولا. وذكر أبو الحسن الديلمي في «سيرة سيف الدولة» في حديث وقعة قنسرين

قال: وسار الأمير سيف الدولة فلم يتعبه أحد من عسكر الإخشيذ وقطع الفرات من جسر منبج، وسار الاخشيذ فنزل الرقة، ونزل سيف الدولة مقابل عسكر الإخشيذ، ومشى الحسن بن طاهر في الصلح بينهما، واستقر على أن أفرج الإخشيذ لسيف الدولة عن حلب وحمص وأنطاكية، وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين- يعني- وثلاثمائة. (241- ظ) . قرأت في كتاب «نزهة القلب المعنى في نسب بني المهنا «1» » تأليف الشريف النقيب محمد بن أسعد الجواني النسابة قال: كان الحسن بن طاهر قد قدم على الإخشيذ بمصر، وتوسط بينه وبين محمد بن رائق وبينه وبين سيف الدولة بن حمدان، واتسع أمر الحسن بن طاهر واختص به الإخشيذ حتى بلغ ارتفاع ضياعه مائة ألف دينار. وقع إليّ نسخة كتاب من انشاء البختري في الصلح بين الإخشيذ ومحمد بن رائق كتبه عن الإخشيد محمد بن طغج وقال في أثناء الكتاب: ويسر لنا من أبي محمد الحسن بن طاهر أعزه الله ميمون النقيبه، مأمون السفارة، فسعى بيننا بحسن النية، وصدق الروية، وعرق النبوة، وارادة المصلحة، فعطفنا على فضيله السلم، فتسابقنا اليها تسابق فرسي رهان اجتهدا جريا، فوردا معا فأحرزنا غايتها، وفزنا بشرفها وحوينا مزيتها، وفئنا الى أمر الله وتعاطينا السواء، وآثرنا الوفاء. وذكر تمام الكتاب. قرأت في «سيرة الإخشيذ محمد بن طغج» جمع الحسن بن ابراهيم بن زولاق «2» قال: وكان الإخشيذ قد اختص من الاشراف بعبد الله بن أحمد بن طباطبا، وبالحسن بن طاهر بن يحيى وكانا لا يفارقانه، هذا حسني وهذا حسيني، وبينهما عداوة الرئاسة والاختصاص إلّا أن الحسن بن طاهر ناب عنه وسافر في صحابه، وتوسط بينه وبين محمد بن رائق مرتين، وتوسط بينه وبين ابن حمدان، وذكر أن سفارة الحسن بن طاهر بين الإخشيد (242- و) ومحمد بن رائق في الصلح كانت في

سنة ثمان وعشرين، وذكر أن الإخشيذ رد مزاحم بن محمد بن رائق حين سيره ابن رائق اليه بعد أن أحسن اليه مع الحسن بن طاهر الى أبيه، وزوج الإخشيد ابنته فاطمة من مزاحم بن محمد بن رائق، تولى ذلك أبو محمد الحسن بن طاهر، وان الحسن بن طاهر سفر في الصلح بينهما وقرر الأمر، وسيأتي ذكر ذلك مستوفى في موضعه ان شاء الله تعالى. وذكر ابن زولاق أيضا في سيرة الإخشيذ هذه: قال وورد في سنة تسع وعشرين نعي أبي علي عبيد الله بن طاهر والد مسلم، فلم يتأخر عن تعزيته أحد وكان الحسن بن طاهر أخوه عليلا فكتم ذلك عنه، فركب الإخشيذ الى أبي جعفر مسلم فعزاه وسقاه الشراب، ثم سأل: هل علم أبو محمد الحسن ابن طاهر بوفاة أخيه؟ فقالوا: لا، فركب إليه عائدا وعزاه. قال ابن زولاق: وكان الحسن بن طاهر قد خدم الإخشيذ وناب عنه، وكان السفير بينه وبين محمد بن رائق وانتقع معهما، حتى بلغ ارتفاع أملاكه مائة ألف دينار سوى أرزاقه وأرزاق بيته وعبيده ومواليه، وكان أيضا هو السفير بين الإخشيذ وبين من نازعه. قال ابن زولاق: وحدثني بعض الكتاب قال: كان محمد بن رائق لما سار لقتال الإخشيذ راسله الإخشيذ بأبي محمد الحسن بن طاهر بن يحيى الحسيني، وكانت كتب الحسن بن طاهر ترد من الشام الى أخيه الحسين بن طاهر شقيقه، وكان ينوب عنه ويوقف الإخشيذ (242- ظ) علي ما يرد عليه ويوفقه على كتبه، وكان اذا كتب الى الإخشيذ كتب مع الطائر، ويكتب كثيرا الى أخيه الحسين، فقال أبو عبد الله الحسين بن طاهر: فورد علي كتاب أخي الحسن بن طاهر من الشام يقول فيه وتسأل الإخشيذ أن يعفيني من ضمان بلبيس وفاقوس «1» فاني قد عجزت عنهما لقلة فائدتهما وكثرة غشيان البوادي لها، ولم تكن هاتان الضيعتان في يد أخي فحملت الكتاب وجئت به الى الإخشيد وقرأته عليه فقال: هاتوا حديد بن الحصّان- يعني- كاتب ديوان الخراج، فقال في أبي محمد الحسن بن طاهر ضمان بلبيس وفاقوس؟ قال: لا، قال: فأطرق، ثم قال: ما قصر أبو محمد فيما قاله، عزم محمد بن

رائق يجيئنا على غفلة الى مصر فأشار أبو محمد بحفظ فاقوس وبلبيس يخرج الساعة الى فاقوس ثلاثة آلاف فارس وراجل والى بلبيس مثلها وتزاح عللهم، ويكونون على غاية اليقظة ولا ينامون الليل، ويحفظون هذه المواضع، قال الحسين بن طاهر فعجبت من فطنته وكتبت الى أخي: قد أعفاك من ضمان فاقوس وبلبيس وضمنها ممن يقرر عليهما، لان الحسن بن طاهر كان يتقي محمد بن رائق أن تقع كتبه في يديه فانها وقعت في يده مرة، فحدثني سليمان بن الحسن بن طاهر قال: أرسل محمد ابن رائق الى أبي فركب وأخذني معه فدخل عليه وهو مقطب، فلما جلس لم يكن منه إليه الانبساط الذي يعرفه فقال له: ايش خبر الأمير (243- و) فقال: قد وقعت في أيدينا كتبك الى محمد بن طغج، قال: مع من؟ قال: مع صاحبك المعروف بالزطّي فقال: سبحان الله ما أصاب الأمير الدين ولا السياسة، فأما الدين فنهى جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلع أحد في كتاب أخيه بغير أمره، والسياسة انخراق الهيبة، أفليس يعلم الامير أني جئته من قبل محمد طغج، أفلي بد من مكاتبته وتعظيم أمره في غيبته وأن أطلعه على ما يحتاج اليه، فهذه رسل الأرض فايش يقول الأمير في رسل السماء؟ قد والله كتبت مع الطائر أكثر من هذا، وأستودع الله الامير ما يراني بعدها، فأخذ بذيله وما زال يرفق به ويترضاه ويقول له: أنت أولى من احتمل، وكان شريفا قوي النفس جريئا في خطابه وأكثر نعمته اكتسبها في هذه الوساطة بين هذين الرجلين. وذكر ابن زولاق في هذا الكتاب في حديث اجتماع الاخشيذ والمتقي على الرقة قال: وطلب منه المتقي الحسن بن طاهر الحسيني فأدخله اليه، وكنى المتقى الحسن بن طاهر في مجلسه وعطس المتقي فشمته الحسن بن طاهر فقال المتقي: يرحمك الله أبا محمد. قلت: وهذا من المتقي زيادة عظيمة في الحرمة فان الخليفة كان لا يكنى أحدا حتى انه بلغني أنه قال في هذه النوبه للاخشيد: كيف أنت يا أبا بكر فاستعظم الإخشيد ذلك، وكتب الى نائبه بمصر وقال له: أكرمني أمير المؤمنين وكناني وقال لي: كيف أنت يا أبا بكر؟. (243- ظ) .

وذكر ابن زولاق في مسير الإخشيذ الى قنسرين والتقائه مع سيف الدولة واستظهار سيف الدولة على الاخشيد، وان الاخشيذ عاد واستظهر على سيف الدولة، وأن الامير سيف الدولة عسكر مواجها للاخشيد فاختار الاخشيذ المسالمة وراسله بالحسن بن طاهر على مال يحمله اليه، وأن يكون لسيف الدولة من خرشنة «1» الى حمص، وزوجه ابنته فاطمة، وكان الولي الحسن بن طاهر بتوكيل الإخشيذ، فسر سيف الدولة بذلك، وعقد النكاح، ونثر سيف الدولة في مضربه على الحاضرين ثلاثين ألف دينار ونثر خارج المضرب أربعمائة ألف درهم، وحمل الى الحسن بن طاهر مالا كثيرا وخلعا وحملانا. قلت: والحسن بن طاهر هذا هو والد طاهر بن الحسن الذي مدحه المتنبي بقوله: اعيدوا صباحي فهو عند الكواعب.. «2» . وسنذكره في حرف الطاء ان شاء الله تعالى. ولما زرت الخليل صلى الله عليه وسلم في سنة سبع وثلاثين وستمائة، مضيت من زيارته الى مشهد اليقين فزرته «3» ، ورأيت في مغارة عند باب المشهد قبرا يزوره الناس مكتوب عنده على لوح من الرخام نقشا: هذا قبر فاطمة بنت الحسن بن طاهر ابن يحيى بن الحسن، وعلى لوح آخر من الرخام لذلك القبر مكتوب نقشا في الحجر: اسكنت من كان في الاحشا مسكنه ... بالرغم مني بين الترب والحجر (244- و) يا قبر فاطمة بنت ابن فاطمة ... بنت الائمة بنت الأنجم الزهر يا قبر بنت الزكي الطاهر ... الحسن بن طاهر من نماه أطهر البشر يا قبر كم فيك من دين ومن ورع ... ومن حياء ومن صون ومن خفر

الحسن بن طاهر الوزير:

وعلى اللوح بخط النقاش الذي نقش اللوحين: صنعه محمد بن أبي سهل النقاش بمصر، وصاحبة القبر هي بنت الحسن بن طاهر هذا، والله أعلم. وقال أبو الغنائم الزيدي النسابة في كتاب «نزهة عيون المشتاقين» أن الحسن بن طاهر توفي بمصر في شوال سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وذكر أن أمه أم ولد. وقال ابن خداع في «كتاب المعقبين من ولد الحسن والحسين» - ووقع إليّ بخطه- وكان لأبي محمد الحسن حظ من الدنيا، وتقدم عند السلطان توفي بمصر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ذكر محمد بن أسعد الجواني النسابة في كتابه الموسوم «بنزهة القلب المعنى في نسب بني المهنا» أن أبا محمد الحسن بن طاهر توفي بمصر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. وقال القضاعي توفي في شوال من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. أنبأنا بذلك احمد بن أزهر عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عنه. الحسن بن طاهر الوزير: وزير سليمان بن قطلمش صاحب أنطاكية كان معه وزيرا له بأنطاكية وأسر في الوقعة التي قتل فيها سليمان بالناعورة «1» ، ثم أطلقه تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان في صفر سنة تسع وسبعين وأربعمائة، فسار إلى أنطاكية، ولم يزل بها الى أن وصل السلطان ملكشاه الى حلب وتسلمها في شعبان من السنة المذكورة، ثم سار الى أنطاكية فسلمها اليه الحسن بن طاهر الوزير المذكور، واستخدمه ملكشاه في الأموال بأنطاكية، وولى البلد يغي سغان «2» بن ألب، وتركه في عسكر معه (244- ظ)

حرف العين في آباء من اسمه الحسن:

حرف العين في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن عامر بن الحسن: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو علي الكلابي البابي الحنفي القاضي من ولد العباس بن الوليد قاضي باب بزاعا، من أهل الباب، هو وسلفه، مولده ومنشأه بها، أقام بها قاضيا بعد أبيه عامر سنين عدة، وسمع الحديث بحلب من أبي الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني، وحدثنا عنه بالباب، وكان شيخا حسنا جميل السيرة مستورا عفيفا وله أملاك بتلك الناحية، سألته عن مولده فقال سنة تسع وأربعين وخمسمائة. أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن عامر بن الحسن البابي بمنزله بباب بزاغا- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي بحلب قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: حدثنا أبو نعيم احمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا عبيد الله بن علي، المعروف بابن أبي العزائم، قال: حدثنا ابو عمرو احمد بن حازم بن أبي غرزة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن بكير بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نعيم عن مغيرة بن شعبة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى حاجته، ثم توضأ، ومسح على خفيه فقلت: نسيت يا رسول الله لم تخلعهما قال: بل أنت نسيت بهذا أمرني ربي عز وجل «1» . توفي القاضي حسن بن عامر البابي بباب بزاعا يوم الأحد السادس عشر من (246- و) صفر سنة ست وعشرين وستمائة، وكنت بعد وفاته بيوم واحد قد قدمت الباب متوجها في رسالة.

الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن:

الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن: ابن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، أبو محمد الحسيني، القاضي القمي، انتقل أبوه العباس بن الحسن من قم إلى حلب، وانتقل معه ابنه الحسن وأخوته الباقون في أيام سيف الدولة بن حمدان، ثم انتقل أبو محمد واخوته الى دمشق وولي أبو محمد قضاء دمشق، ثم إن الحاكم أرسله عنه الى حلب الى أبي نصر منصور بن لؤ لؤ السيفي «1» ، فتوفي بها وكان رئيسا نبيلا جوادا ممدحا. قرأت بخط الشريف أبي الحسن إدريس بن الحسن الادريسي الحسني: قال لي الشريف نظام الدين أبو العباس بن أبي الجن الحسيني: كانت نقلتنا الى حلب- يريد نقله الحسن أبي محمد القاضي، وأخيه مع أبيهما، الى حلب من بلد العجم- أيام سيف الدولة. قرأت بخط الشريف أبي الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمد الزيدي في كتابه «المجرد في النسب «2» » قال: والعقب من أبي الفضل العباس بن الحسن بن الحسين ابن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل: أبو محمد الحسن القاضي، كان بدمشق، وأبو طالب محمد، وأبو عبد الله الحسين، وأبو الحسن علي القاضي كان ببعلبك، أمهم مريّه من العرب اسمها نقية. قال أبو الغنائم: كان القاضي أبو محمد الحسن، مقدم أهل بيته ورئيسهم، وكان (246- ظ) جوادا وصولا بارا بأهله رضي الله عنه. ونقلت من «كتاب المجدي في أنساب الطالبيين» «3» تأليف الشريف أبي الحسن بن محمد بن علي العلوي العمري، المعروف بابن الصوفي، جمعه للشريف مجد الدولة أبي الحسن بن فخر الدولة أبي يعلى حمزة بن حاكم الدولة، صاحب هذه الترجمة الحسن بن العباس، وذكر في أثناء الكتاب شيئا من نسب أبي الحسن

فقال: ومنهم، يعني، من ولد العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن الشريف القاضي بدمشق هو: الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن، مات عن أولاد سادة ولوا نقابة النقباء بمصر، والنقابة والقضاء بدمشق، وذكر من عقبه من صنف له الكتاب. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسن بن العباس بن الحسين أبي الجن بن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو محمد الحسيني، ولي القضاء بدمشق خلافة أبي عبد الله محمد بن النعمان قاضي أبي علي منصور، الملقب بالحاكم، وكان أصلهم من قم، فانتقل أبو العباس الى حلب، وانتقل الحسن وأخوته الى دمشق، وولي قضاءها، ثم أرسله الملقب بالحاكم رسولا الى أمير حلب، فقال أبو الحسن ابن الدويدة المعري فيه، لما أن قدم الى حلب: (247- و) رأى الحاكم المنصور غاية رشده ... فأرسله للعالمين دليلا أتى ما أتى الله العلي مكانه ... فأرسل من آل الرسول رسولا فمات، فلما توفي رثاه الشعراء فقال فيه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسن ابن محمد الحسيني النسابة: فروعك يا شريف شهدن حقا ... بأن الطاهرين لها أصول على حال الرسالة في صلاح ... فقدت وهكذا فقد الرسول قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي: وفي ليلة الاربعاء لاثنين وعشرين ليلة خلت من جمادى الأولى سنة أربعمائة ورد من حلب فيج «1» بكتاب أبي تراب محسن بن أبي الجن يذكر فيه أن عمه أبا محمد بن أبي الجن الشريف القاضي مات بحلب يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الاولى سنة أربعمائة «2»

ذكر من اسم أبيه عبد الله ممن اسمه الحسن:

أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الدمشقي قال: ذكر أبو محمد بن الاكفاني أن أبا محمد توفي في جمادى الاولى سنة أربعمائة. قال غيره: بحلب، وحمل الى دمشق، فدفن بها. قرأت بخط أبي الغنائم الزيدي قال وتوفي القاضي أبو محمد بحلب سنة أربعمائة ونقل الى دمشق. وقرأت بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي، وذكر أنه نقله من خط عبد المنعم بن علي النحوي قال: وفي جمادى الآخرة وصل تابوت الشريف أبي محمد ابن أبي الجن (247- ظ) من حلب فدفنوه ببستانه الذي شقته «1» في قصره. ذكر من اسم أبيه عبد الله ممن اسمه الحسن: الحسن بن عبد الله بن احمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة السلمي، الامير ابو الفتح المغربي، شاعر مجيد بليغ كثير الشعر، أقام بحلب في أيام بني مرداس، وكان وجيها عندهم وتأمر «2» في زمنهم، روى عنه شيئا من شعره أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الحسن التنوخي الحلبي، وابن ابنه نصر بن منصور بن الحسن بن أبي حصينة وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي، وجمع أبو العلاء ديوان شعره وشرح غريبه ومعانيه، وقال في مقدمة الديوان: الدهر مديد طويل يجوز أن يحدث في آخره، كما حدث في أوله، لأن الله سبحانه قدير على الممتنعات كلما حكم به فهو آت تقدست أسماؤه، وجلت نعماؤه ولا يمتنع أن ينشئ في هذا العصر من الشعراء من هو لاحق بالمتقدمين وشبيه من سلف من الفحول الأولين. وكان مولاي الأمير الجليل أبو الفتح الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة سألني أن أجمع شعره، فقرئ عليه «3» ما أنشأه من أنواع القريض، فوجدت لفظه غير مريض، ومعانيه صحاحا مخترعة، وأغراضه بعيدة مبتدعة، وهو وان كان متأخرا

في الزمان فكأنه ممن فرط في عهد النعمان، ومن سمع كلامه علم أنه لم يعر شهادة ولا حرم في إبداع الكلم سيادة. وكفاه شهادة هذا العالم النحرير (248- و) له بما شهد، وتصديه لجمع شعره، وعاش أبو الفتح بعد أبي العلاء مدة سنين. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار ابن أبي حسنه، أبو الفتح السلمي المعري الشاعر، ذكر لنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي أنه قدم دمشق، وله في وصفها أبيات من قصيدة ذكرها ابن ابنه أبو المظفر نصر بن منصور بن الحسن بدمشق عنه منها: لو أن دارا أخبرت عن ناسها ... لسألت رامة «1» عن ظباء كناسها بل كيف تسأل دمنة ما عندها ... علم بوحشتها ولا إيناسها ممحوة العرصات يشغلها البلى ... عن ساحبات الريط فوق دهاسها بيض اذا انضاع النسيم من ... الصبا خلناه ماء ينضاع من أنفاسها يا صاحبي سقى منازل جلق ... غيث يروي ممحلات طساسها «2» فرواق جامعها فباب بريدها ... فمسارب القنوات من باناسها «3» فلقد قطعت بها زمانا للصبى ... واللهو مخضرا كخضرة آسها قبل النوى وسهامه مشغولة ... الأفواق لم تبلغ الى بر جاسها من لي برد شبيبة قضيتها ... فيها وفي حمص وفي ميماسها «4» وزمان لهو بالمعرة موبق ... بسياثها وبجانبي هرماسها «5» (248) قرأت بخط مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وانبأنا به أبو

الحسن محمد بن أحمد بن علي عنه، قال: الأمير أبو الفتح بن ابي حصينة، هو الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة وهو غزير القريحة، كثير الشعر مجيد بليغ، وكان مدح الأمير أسد الدولة أبا صالح عطية بن صالح بن مرداس بقصيدة أولها: سرى طيف هند والمطي بنا تسرى ... فاخفى دجى ليل وأبدا سنا فجر فيها: خليلي فكّاني من الهم واركبا ... فجاج الموامي «1» الغرّ في النوب الغبر الى ملك من عامر لو تمثلت ... مناقبه أغنت عن الانجم الزهر اذا نحن أثنينا عليه تلفتت ... إلينا المطايا مصغيات الى قتر «2» منها: وفوق سرير الملك من آل صالح ... فتى ولدته أمه ليلة القدر فتى وجه أبهى من البدر منظرا ... وأخلاقه أشهى من الماء والخمر فيها: أبا صالح أشكو إليك نوائبا ... عرتني كما يشكو النبات الى القطر لتنظر نحوي نظرة لو نظرتها ... الى الصخر فجرت العيون من الصخر وفي الدار خلفي صبية قد ... تركتهم يظلون أظلال الفراخ من الوكر (249- و) لعل بشيرا منك يأتي إليهم ... بأنك قد آمنتهم غصّة الدهر «3» ومنها: جنيت على روحي بروحي جناية ... فأثقلت ظهري بالذي شب من ظهري

عداد الثريا مثل نصف عدادهم ... ومن نسله ضعف الثريا «1» متى يثري فهب هبة يبقى عليك ثناؤها ... بقاء النجوم الطالعات التي تسري فلما فرغ من انشادها: أحضر الأمير أسد الدولة القاضي والشهود وكتب له وأشهد على نفسه بتمليك ابن أبي حصينة ضيعتين من ملكه لها ارتفاع كثير، وأجازه وأحسن إليه فأثرى وتمول، وعمر بحلب دارا خسر عليها مالا كثيرا وكتب على إزار روشنها: دار بنيناها وعشنا بها ... في نعمة من آل مرداس قوم محوا بؤسي ولم يتركوا ... على الأيام من بأس قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليفعل الناس مع الناس هكذا نقلته من خط أبي المظفر أسامة في تعليقه الذي علقه لابن الزبير، وقد ذكر أسامة بن منقذ في موضع آخر هذه الحكاية أنها وقعت لابن أبي حصينة مع معز الدولة ثمال بن صالح، وهو أصح. أخبرنا بذلك الأمين أبو القاسم بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصرى فيما أذن لنا في روايته عنه، وسمعت منه بدمشق، قال: أخبرنا أبو المظفر أسامة بن مرشد (249- ظ) بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ قال: كان ابن أبي حصينة مداحا للأمير تاج الأمراء معز الدولة أبي العلوان ثمال بن أسد الدولة صالح بن مرداس، فامتدحه بقصيدة شكا فيها كثرة أولاده، وكان له أربعة عشر ولدا، أولها: سرى طيف هند والمطي بنا تسرى ... ................ ....... جنيت على نفسي بنفسي جناية ... فاثقلت ظهري بالذي شب من ظهري عداد الثريا مثل نصف عدادهم ... ومن نسله ضعف الثريا متى يثرى وأخشى الليالي الغادرات عليهم ... لان الليالي غير مأمونة الغدر ولي منك اقطاع قديم وحادث ... تقلبت فيه تحت ظلك من عمري وما أنا بالممنوع منه ولا الذي ... أخاف عليه منك حادثة تجري ولكنني أبغيه ملكا مخلدا ... خلود القوافي الباقيات على الدهر

والقصيدة طويلة، فلما سمعها معز الدولة أمر باحضار شهود أشهدهم بتمليكه أبا الفتح الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة ضيعتين من أعمال حلب ومنبج، فأثرى، وحسنت حاله وعمر بحلب دارا وكتب على ازار روشنها: دار بنيناها وعشنا بها ... في نعمة من آل مرداس وذكر الأبيات الثلاثة كما نقلتها من خط أسامة. سمعت الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك العقيلي قال: قال لي الخطيب (250- و) هاشم خطيب حلب: لما بنى ابن أبي حصينة داره وكتب على ازار سقفها: دار بنيناها وعشنا بها ... في نعمة من آل مرداس المانعي بؤسي فلم يتركوا ... على الأيام من باس قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليفعل الناس مع الناس بلغ نصر بن محمود ذلك فكتب له دارا إلى جانبها، وكانت خربة، وهي الآن لبعض الشراف بحضرة البلاط شرقي الدار التي كان على روشنها الأبيات، وهي الآن لبعض الهاشميين وبابها في الزاوية التي هي مقابل مسجد الشريف الزاهد، قال: وأطلق له ألف دينار. قال: وقال لي الخطيب: والدار التي عمرها هي الدار التي تجاه حمام الواساني ولها ساباط راكب على حمام الواساني، وهي في زماننا هذا لولد قطب الدين الحسن بن العجمي. كذا قال لي بدران: بلغ نصر بن محمود ولم يعش أبو الفتح بن أبي حصينة إلى أيام نصر بن محمود. وقد قيل إن الحكاية جرت مع نصر بن صالح أخي ثمال ابن صالح، فإنني قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر تأليف عبد القاهر بن علوي المعري، المعروف بابن خصا البغل، قال: قيل: امتدح أبو الفتح بن أبي حصينة المعري رحمه الله نصر بن صالح بحلب، فقال له: تمنّ، فقال: أتمنى أن أكون

أميرا، فجعله أميرا يجلس مع الأمراء، ويخاطب بالأمير وقربه، وصار يحضر في مجلسه وفي زمرة الأمراء، ثم وهبه أرضا (250- ظ) بحلب قبلي حمام الواساني فعمرها دارا وزخرفها وقرنصها، وتمم بنيانها وكمل زخارفها ثم نقش على داير الدرابزين: دار بنيناها وعشنا بها ... في دعة من آل مرداس قوم محوا بؤسي ولم ... يتركوا عليّ للأيام من باس قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليفعل الناس مع الناس قال: فلما أنهى العمل بالدار عمل دعوة وأحضر نصر بن صالح بن مرداس، فلما أكل الطعام رأى الدار وحسنها وحسن بنيانها ونقوشها، ورأى الأبيات فقرأها، فقال: يا أميركم خسرت على بناء الدار؟ فقال: والله يا مولانا ما للمملوك علم بل هذا الرجل تولى عمارتها، فأحضر معمارها وقال له: كم قد لحقكم غرامة بناء هذه الدار؟ فقال له المعمار: غرمنا ألفي دينار مصرية، فأحضر من ساعته ألفي دينار مصرية وثوب أطلس وعمامة مذهبة وحصانا بطوق ذهب وسخت ذهب وسر فسار «1» ذهب، ودفع ذلك جميعه إلى الأمير أبي الفتح وقال له: قل لبني الدنيا ألا هكذا ... فليفعل الناس مع الناس ووقع إليّ مدائح نصر بن صالح مدونة، وفيها قصائد مدحه بها أبو الفتح ابن أبي حصينة وليس فيها القصيدة الرائية، ولا الأبيات السينية، والصحيح أنه مدح بهما معز الدولة ثمال بن صالح، وأكثر مديحه فيه. (251- و) . وقرأت بخط أبي سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول هذه الأبيات الثلاثة، وذكر أنه كتبها في داره على حيط مجلسه، وقالها في أيام معز الدولة، يعني ثمال ابن صالح، وقد أطلق شيئا في عمارتها له. وقرأت بخط رجل من الفضلاء في بعض الكتب أن ابن صالح لما بلغته هذه الأبيات نفذّ إليه مالا قيل مقداره ألف دينار وقيل ثلاثة آلاف دينار عوضا عما غرمه على الدار.

ومما يدل أن هذه الواقعة كانت مع معز الدولة، أني قرأت في ديوان شعر أبي الفتح بن أبي حصينة، الذي جمعه أبو العلاء بن سليمان أبياتا مدح بها أبا العلوان ثمال بن صالح، يذكر فيها غيبة غابها في عمارة داره التي عمرها بحلب، وكان قد تأخر عن الخدمة في الحضور بحضرته أياما عدة: وقفنا فكم هاج الوقوف على المغنى ... غليلا دخيلا من لبينى ومن لبنى وعجنا عليه منذ عشرين حجة ... نقضت فما عجنا على الحلم مذ عجنا أربع التصابي قد فنيت وحبنّا ... لأهلك لا يبلى بلاك ولا يفنى كأنك تلقى ما لقينا من الهوى ... وتضنى لفقد الظاعنين كما نضنى سألناك لو أخبرتنا أين يممو ... أوعس الحمى الأقصى أم الأوعس الأدنى أم الحيّ لما أكدت المزن يمموا ... ثمالا فشاموا من أنامله المزنا لقد نجعوا ربعا خصيبا من الندى ... وصاروا إلى من يمنح المدن لا البدنا فتى كرم أفنى الصوارم في الوغى ... ضرابا وأفنى بالطعان القنا اللدنا (251- ظ) يد لك من كلتي يديه على الغنى ... فيسرك في اليسرى ويمنك في اليمنى هو البحر إلا أننا لا نرى له ... سوى موقرات العيس من ماله سفنا نظمت لأسنى الخلق مدحا وجدته ... سنيا فأهديت السنى إلى الأسنى أبا صالح إن كنت في القول محسنا ... فإنك قد جازيتني عنه بالحسنى وأعديتني بالجود حتى تركتني أجود ... فأفني مكسبي قبل أن أفنى تشاغلت أبني فيك مدحا وأبتنى ... ففيك الذي أبنى ومنك الذي يبنى إذا نحن جدنا أو نجحنا بنعمة فمنك ... ومما جدت ذاك الذي جدنا ومن شكر القوم الألى منك رزقهم ... فإنك بالشكر الذي شكروا تعنى إذا المرء أولى الفضل من فضل غيره ... فمو ليه أولى بالثناء الذي يثنى «1» أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن محمود الساوي بالقاهرة قراءة عليه قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنشدنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسن التنوخي الحلبي ببغداد في مجلس أبي زكريا

التبريزي اللغوي، قال: أنشدني الأمير أبو الفتح بن أبي حصينة بحلب لنفسه من قصيدة: كأن الفتى يرقى من العمر سلما ... إلى أن يجوز الأربعين فينحط «1» وهذا البيت من قصيدة من غرّ قصائده (252- و) . وهذه أربع قصائد قالها في مدح معز الدولة ثمال بن صالح ذكر أبو العلاء بن عبد الله بن سليمان أنه عملهن في ليلة واحدة باقتراحه ذلك عليه لغرض جرى منه، ولما أصبح وأنشدهن بحضرته أجزل له من العطاء وأحضر له في جملته سفطا من ملابسه السنية فلبس ما فيه بين يديه، وأقطعه قرية تعرف بأعزال زيادة على ما كان معه من الإقطاع في ذلك الوقت، وذلك في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وهذه الأولى منهن: أبى قلبه من لوعة الحب أن يخلو ... فلا تعذلوا من ليس يردعه العذل ولا تطلبوا مني مدى الدهر سلوة ... فما يرعوي عنكم فؤادي ولا يسلو ضنيت فلو أني على رأس شعرة ... حملت ومالت لم ينمها بي الحمل (252- ظ) كأن الليالي طالبتني لقربكم بتبل «2» ... فلما بنتم ذهب التبل خليلي ما للربع يخلو وليس لي ... فؤاد من التبريح يخلو كما يخلو وما لي إذا ما لاح ايماض بارق ... من العلم النجدي داخلني خبل لئن كان جهلا ما بقلبي من الهوى ... فمن لي بقلب لا يفارقه الجهل ومن لي بوصل من أمامة بعد ما ... تقطع منها اليأس أن يرجع الوصل أيا قلب كم لا تستفيق من الجوى ... وكم أنت لا يجلو غرامك ما تجلو تحنّ إلى نعم وجمل كليهما ... وما أنعمت نعم ولا أجملت جمل فأقسم لولا أنت لم يخلق الجوى ... ولولا أبو العلوان لم يخلق الفضل فتى أتعب البيض الصوارم في العلى ... وجرب فيها ما يمرّ وما يحلو

فلا تحسبوا أن المعالي رخيصة ... ولا أن إدراك العلى هين سهل فما كل من يسعى الى المجد مدركا ... ولا كل من تهوى العلى نفسه تعلو وفوق سرير المجد من آل صالح ... فتى ما له عن شغله بالعلى شغل له نصل سيف يقطع الهام حدّه ... وأقطع منه حامل النصل لا النصل إذا سله سل العزيمة قبله ... فلم يدر أي الصارمين له الفعل فتى خلقه خلق الغمام فعنده ... لطالبه إما الوبال أو الوبل «1» أبا صالح حلمتني كل منّة ... فرفقا بما تسدي فقد ثقل الحمل نظمت لك الدّر الذي ليس مثله ... وأنت الذي ما في الملوك له مثل (253- و) بلوت القوافي عند من لو بلوته ... بغير القوافي لابتهجب بما تبلو وكادت قوافي الشعر لما دعوتها ... اليك توافي قبل أن وافت الرسل لك الفضل لا للغيث انك ... دايم وما دام سحّ للغيوث ولا هطل وهبت لغالي المدح ما لك كله ... كأنك لا يغلو عليك الذي يغلو وأنت الذي لولاك لم يعرف العدل «2» ... وأنت الذي لولاك لم يعرف الندى عوجا نحييّ ربوعا غير أدراس ... بين اللوى وهضاب الأرعن الراسي الى الأبارق حيث العين راتعة ... من الحمى بين أنقاء وأدهاس سقى الديار بحيث ألخبت من هجر ... شؤبوب كل ملث الوبل رجاس «3» ديار ناس صحبناهم بها زمنا ... يا حبذا ناس تلك الدار من ناس إن أوحشوني فما أنسى بقربهم ... أنسى فأمزج ايحاشي بإيناسي يا صاحبي أبرق لاح مبتسما ... من دون شماء أم مشكاة نبراس أم نحن لما جعلنا قصدنا حلبا ... بدا لنا النور من وجه ابن مرداس

متوج من بني الشداد قد جمعت ... فيه المحامد من وجود ومن ناس من فتش الناس من بدو ومن حضر ... لم يلق مثل أبي العلوان في الناس مردد في أصول غير ذاوية ... من الندى بين مرداس وميّاس (253- ظ) ما زلت أفرغ في أوصافه هممي ... دهرا وأتعب أقلامي وقرطاسي حتى أخذت أمانا من مكارمه ... أن لا يقلقل في الآفاق أفراسي يشيب وفري ولي من سيب راحته ... وفر وأعرى ولي من فضله كاس قسا عليّ زماني فاستجرت به ... فبات لي غير قاس قلبه القاسي يا من مكارمه اللاتي عرفت بها ... مكارم أنبتت شعري على رأسي جميل فعلك فخري في بني زمني ... وحسن وصفك فخري بين جلاسي وطيب ذكرك لا ينفك من خلدي ... كأن ذكرك مقرون بأنفاسي «1» وهذه هي القصيدة الثالثة من جملة القصائد الاربع التي عملهن في تلك الليلة: هاج الوقوف برسم المنزل الخالي ... صبابة لم تكن مني على بال لولا ظباء رياح لم أمت شغفا ... بظبية من ظباء السرب معطال لو شئت نجتك منها كل ناجية ... مرقالة بنت سامي الطرف مرقال صهباء مال من التأويب راكبها ... ميل المعلل من صهباء جريال تطوي البعيد ويطويها فقد جدلت ... جدل المريرة من حل وترحال الى فتى من بني الشداد همته ... مقرونة بشعاع الكوكب التالي مبارك الوجه لا يخفى تهلله ... مثل الحسام جلاه الصيقل الجالي تلقى المعز وتلقى الناس كلهم ... فتزدري الوهد عند الباذخ العالي صحبته غير ذي مال فصيرني ... من جود كفيه ذا جاه وذا مال (254- و) وبات يردف لي من سيب راحته ... جودا بجود وافضالا بأفضال سجية من كريم الخيم منصبه ... مركب في كرام غير بخال أبطال حرب وان حاولت فضلهم ... في السلم ألفيت منهم غير أبطال أمحلت قدما فما زالت غمائمهم ... تجود مغناي حتى زال إمحالي

والله يكلؤهم مما أحاذره ... إن المهيمن نعم الحافظ الكالي «1» وهذه هي القصيدة الرابعة مما عمله في تلك الليلة وأنشدها معهن بحضرته في ذلك اليوم: هل تعرف الربع الذي تنكرا ... بين المواعيس الى وادي القرى الى الشرى يا حبذا ذاك الشرى ... حيث ترى منه الكثيب الأعفرا معمما بنوره مؤزرا ... يفشي نسيم الريح ذاك العبهرا «2» والرند فياح الشذا والعرعرا ... حتى تسوف بالوهاد والذرى عودا قماريا ومسكا أذفرا ... منازلا ذكّرن من تذكرا عيشا هنيئا وزمانا أنضرا ... يا صاحبي غلسا أو هجّرا وقبلا العيس المخوف الأغبرا ... طلائحا تنفخ في صفر البرى كأنها من الوجيف والسّرى ... قسيّ رام أو جريد حسّرا قلائصا باتت لغوبا حسّرا ... يكتبن بالأيدي على وجه الثرى من الذميل أحرفا وأسطرا ... قلنا لها والنجم قد تغورا (254- ظ) والصبح قد أسفر أو ما أسفرا ... وهي من الإدلاج تخفى أن ترى يا عيس أميّ الملك المؤمرا ... وا تنجعي ذاك الجناب الأخضرا فان أزرناك المعز الازهرا ... فما ترين نصبا ولا نرى يا خير قيس محتدا وعنصرا ... دونك هذا الكلم المسيرا أرقني تأليفه وأسهرا ... وبت لا أطعم أجفاني الكرى حتى نظمت المؤنق المحبرا ... قلائدا من القريض ندرا كأنما أنظم منها جوهرا ... تجارة قد أربحت من تجرى فاسلم ولا زلت الأعز الأكبرا ... مؤيدا مسددا مظفرا معمّرا أو لا نرى معمّرا «3» أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي كتابة قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الارمنازي مما علقه عن أبي

الحسن بن عبد الله بن بركات بن شافع:

علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي الأرمنازي مما علقه عن أبي الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف بن زريق المعري أن أبا الفتح بن أبي حصينة كانت وفاته سنة ست وخمسين وأربعمائة، أو في سنة سبع بحلب، ويقتضى أن يكون مولده قبل التسعين وثلاثمائة «1» . الحسن بن عبد الله بن بركات بن شافع: القرشي، أبو الفوارس الدمشقي، حدث بحلب عن أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني في شهر ربيع الآخر من سنة خمس واربعين وخمسمائه وبغيرها عن أبي علي الحسين بن محمد العلوي (255- و) الطبري، والقاضي أبي محمد عبد الله ابن محمد بن المظفر السراج، وأبي الحسن علي بن حمزة الموسوي، وأبي سعيد محمد بن نوح الرصاصي وأبي القاسم محمود بن محمد بن عبد الرحمن المروزي، وأبي الفتح سالم بن عبد الله العمري، وأبي محمد عبد الجبار بن عبد الخالق بن أبي القاسم الشحامي. وسمع أبا الفضل محمد بن الحسين الرفاء الواعظ خطيب سمرقند، وسمع بدمشق الحافظ أبا الحسين هبة الله بن الحسن بن عساكر المعروف بالصائن، وأبا القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان، وبالموصل أبا بكر بن علي بن ياسر الجياني وبالجزيرة أبا عبد الله بن سبيع. روى لنا عنه أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري، قراءة عليه بحلب، وكتبه لي بخطه، قال: أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدمشقي، بقراءتي عليه بها، قال: أخبرنا السيد أبو علي الحسين بن محمد العلوي الطبري، والقاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن المظفر المتولي السراج قاضي بغ «2» وأبو القاسم محمود بن محمد بن عبد الرحمن المروزي المعروف بأولبه، وأبو محمد عبد الجبار بن عبد الخالق بن أبي القاسم الشحامي، قالوا: أخبرنا أبو بكر الشيروي، ح. قال أبو الفوارس: وأخبرنا السيد أبو الحسن علي بن حمزة الموسوي، وأبو

الحسن بن عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عبد السلام:

الفتح سالم بن عبد الله العمري، وأبو سعيد محمد بن نوح الرصاصي قالوا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: أخبرنا أبو (255- ظ) العباس الأصم قال: أخبرنا محمد بن هشام بن ملاس قال: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة الى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها «1» . أنشدنا أبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان قال: أنشدنا أبو القاسم ابن أبي الفرج بن أبي منصور اليعقوبي قال: أنشدنا أبو الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع الدمشقي لنفسه: إذا سد اللئيم الباب دوني ... وكلب عضني منه بناب فبابي للورى أبدا ولوج ... ونابي عن عضاض الكلب ناب وكيف ولي نجار من قريش ... ولي فضل إلى العلياء ناب الحسن بن عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عبد السلام: أبو سعيد الخزاعي المصيصي المعروف بابن الدقيقي، سمع بالمصيصة أبا حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز بالله، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة. روى عنه أبو محمد بن أبي نصر. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أنشدنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد قال: أنشدني أبو محمد بن أبي نصر قال: أنشدني أبو سعيد الحسن بن (256- و) عبد الله بن سعيد بن عبد السلام الخزاعي، المعروف بابن الدقيقي المصيصي، بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة قال: أنشدني أبو حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز بالله في المصيصة سنة إحدى

الحسن بن عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن:

وثلاثين وثلاثمائة قال: انشدنا أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله لنفسه في منزله ببغداد: يا من أعزّ بذلي في الخطوب له ... إذا تعزز مخلوق بمخلوق يا رازق الخلق صني بانفرادك ... لي بالرزق عن كل مرزوق بمرزوق لم يعصه أحد إلا بتخلية منه ... ولم يرضه إلا بتوفيق «1» أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: الحسن بن عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عبد السلام، أبو سعيد الخزاعي المصيصي المعروف بابن الدقيقي، قدم دمشق سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وحدث عن أبي حفص عمر بن سليمان الشرابي مولى المعتز، روى عنه أبو محمد بن أبي نصر «2» الحسن بن عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن: ابن طاهر بن محمد بن الحسين بن علي أبو علي بن العجمي، الملقب قطب الدين، أخبرني ابن عمي أبو الفضل هبة الله بن محمد بن أبي جرادة أنه حدث بحلب قال: وسمعت منه جزءا من الحديث مع بعض الطلبة للحديث بحلب، وكان أبو علي هذا له وجاهة بحلب وعنده فضل وأدب، وولي أوقاف المسجد الجامع وتمول وحج على طريق بغداد (256- ظ) فاحترم من دار الخلافة. وصار في الطريق بينه وبين طاشتكين أمير الحاج مودة ومؤانسة ومكاتبة، ووقف على الفقراء وعلى أولاده وقوفا كثيرة. أخبرني ولده بهاء الدين أبو القاسم عبد المجيد بن الحسن قال: سمعت والدي يقول أنه كان يقرأ القرآن في صباه بالمسجد الجامع، على رجل من القراء يقال له ابن الضريبة، وكان يقرأ معه أخوه أبو الفضل بن عبد الله بن الحسن، قال: وكان أخي ذكيا فطنا يحفظ سريعا، وكنت بطىء الحفظ واقف الخاطر حتى أنني تعبت أياما في حفظ قوله تعالى: «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ «3» » ولا احفظها فقال ابن

الضريبة يوما: لا إله إلّا الله، هذا أخو أبي الفضل، فأخذتني الأنفة على نفسي وصغرت عندي لذلك، ودعوت الله أن يسهل عليّ حفظ القرآن، ثم اجتهدت حتى بلغ من أمري أنني كنت آخذ ستين آية وسبعين آية وأحفظها. حدثني والدي رحمه الله قال: كان للقطب أبي علي بن العجمي جب فيه حنطة، في داره، فأمر بفتحه وبيع ما فيه من الحنطة، ففتح لتباع الحنطة عند تحرك السعر فوجدوا الماء في رأس الجب فوق الحنطة فجاؤوا إليه وأخبروه بذلك فقال: في سبيل الله، ثم نزحوا الماء، فوجدوه قد جرى من قناة إلى رأس الجب، ولم يصل منه الى الحنطة إلّا القليل، وفسد شيء يسير من الحنطة، فأخبر بذلك فقال: الحمد لله، وقد جعلته في سبيل الله، لا أرجع فيه، فأخذ ثمنه، وصرفه في ملك اشتراه بحلب، ووقفه على فقراء المسلمين (257- و) . وحدثني شرف الدين أبو حامد عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي قال: لما وقعت الفتنة بحلب بين السنة والشيعة، وهي الفتنة التي قتل ابن الخشاب بسببها، نهب الشيعة دار القطب ابن عمي بالقرب من الزجاجين، ونهبت دار الشيخ أبي يعلى بن أمين الدولة، وكانت بالقرب من دار القطب بالجرن الأصفر، وكان عنده أموال الأيتام بحلب مودعة، وكان القطب في القرية، فلما قتل ابن الخشاب وسكنت الفتنة ظفروا بشيء من الذهب المنهوب، فأرسله الوالي إلى القطب وقال له: هذا قد خلصناه من ذهبك فقال: قد نهبت دار ابن أمين الدولة، وفيها أموال الأيتام، ولا أتحقق يقينا أن هذا عين مالي، وأخاف أن يكون للأيتام فأرسلوه إلى الشيخ أبي يعلى فلا حاجة لي فيه. أخبرني أبو القاسم عبد المجيد بن الحسن بن العجمي أن أباه توفي في ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن في داره التي انتقل إليها بعد النهب بالبلاط، فأقام بها دفينا إلى أن نقله ابن ابنه منها الى تربه جددت له ولابنه ظاهر باب النصر بالقرب من الهزازة «1» ، في سنة خمس وخمسين وستمائة.

الحسن بن عبد الله بن الحسن الختلي:

الحسن بن عبد الله بن الحسن الختلي: أبو علي بن أبي طاهر الفقيه الشافعي، إمام جامع دمشق، قدم حلب حاجا مع اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، حين قدم الشام، ومرّ معه بحلب، وحدث عنه وعن أبي سعيد (257- ظ) فضل الله بن أبي الخير الميهني. روى عنه أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني وسمع منه أبو طاهر إبراهيم بن حمزة الجرجرائي. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي طاهر الختّلي الفقيه، قدم علينا، قال: حدثنا أبو سعيد فضل الله بن أحمد قال: حدثنا أبو العباس المستغفري قال: حدثنا أبو العباس بن أبي الحسن قال: أخبرنا أبي الحسن قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا الحسن عن الحسن عن الحسن بن أبي الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحسن الحسن الخلق الحسن «1» . أخبرنا عبد الرحمن بن أبي منصور، في كتابه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد، ونقلته من خطه، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن الحسن الختلي، الشيخ الفقيه الشافعي، إمام الجامع بدمشق، قال: حدثنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، إملاء بدمشق، فذكر حديثا. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: الحسن بن أبي طاهر بن الحسن أبو علي الختلي الفقيه، سكن دمشق، وحدث بها عن أبي سعيد بن الخير الميهني، واسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، ومعه قدم دمشق حاجا حدث عنه عبد العزيز. أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل بن (258- و) البانياسي، كتابة، قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: الحسن بن عبد الله بن الحسن ابو علي الختّلي الشافعي

الحسن بن عبد الله بن حمدان:

الفقيه إمام جامع دمشق، سمع أبا عثمان الصابوني، سمع منه شيخنا أبو طاهر إبراهيم بن حمزة الجرجرائي، وأبو محمد بن الأكفاني، وهو الحسن بن أبي طاهر الذي تقدم ذكره. قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني: توفي شيخنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن الحسن الختلي الإمام رحمه الله يوم الاربعاء ضحى نهار لتسع بقين من شعبان من سنة ستين وأربعمائة وصلي عليه العصر يوم الأربعاء في الجامع بدمشق، ودفن في باب الفراديس رحمه الله ورضي عنه. أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: توفي أبو علي الحسن بن أبي طاهر الختّلي الشافعي القاضي الفقيه إمام الجامع بدمشق يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة ستين وأربعمائة، وكان يحدث بحديث واحد عن فضل الله بن أحمد، وحدث عن اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني «1» . الحسن بن عبد الله بن حمدان: ابن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد، وتمام نسبه قد مرّ في ترجمة أبي فراس ابن عمه، أبو محمد بن أبي الهيجاء التغلبي، الأمير ناصر الدولة، صاحب الموصل، قدم حلب هو وأولاده إلى أخيه الأمير سيف الدولة أبي الحسن عند قصد معز الدولة ابن بويه بلاده مستنجدا به (258- ظ) في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، فأكرمه سيف الدولة، وأعظم له ولأولاده الانزال والضيافة، وأجلسه على السرير وجلس دونه إعظاما له، ومدّ يده لينزع خفّه، فأعطاه ناصر الدولة رجله ومكنه من ذلك فنزعه، وكان ناصر الدولة هو الأكبر، فسلك معه ما كان يسلكه أولا قبل أن يرتفع شأن الأمير سيف الدولة، وشق ذلك على سيف الدولة في الباطن واحتمله ولم يظهره. قرأت في آخر «كتاب البديع في القراءات» لابن خالويه بخط أبي القاسم الحسين ابن علي بن عبيد الله بن أبي أسامة الحلبي الأديب: تمّ كتاب البديع، وذلك في

شوال سنة سبع وأربعين وثلاثمائة بحلب أيام زار سيدنا الأمير ناصر الدولة، سيدنا الأمير سيف الدولة، أطال الله بقاءهما، مع سائر الامراء أولاده أدام الله عزهم. وإيّاه- أعني ناصر الدولة- عنى أبو فراس بقوله في قصيدته الرائية التي يفخر فيها بقوله: وفينا لدين الله عز ومنعة ... ومنا لدين الله سيف وناصر هما وأمير المؤمنين مشرد ... أجاراه لما لم يجد من يجاور ورداه حتى ملكاه سريره ... بسبعين «1» ألفا بينها الموت سافر وساسا أمور المسلمين سياسة ... لها الله والاسلام والدين شاكر «2» أراد بذلك أن ناصر الدولة وأخاه سيف الدولة أجارا المتقي من البريديين، (259- و) ومعه محمد بن رائق والوزير ابن مقله، فتلقاهم سيف الدولة بتكريت، وحمل إليهم الأموال والكساء والدواب وسار بهم إلى أخيه ناصر الدولة. قال أبو عبد الله بن خالويه في شرح هذه الأبيات لأبي فراس: وقد كان يروي قديما في خطبة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، يعني، عليا عليه السلام: كأني بأبناء الخلافة من بني العباس على متون الأفراس يستنجدون العرب، وسائر الناس قد غلبهم عبيد أغنام غصبوهم الكرامة، فما يجيرهم أحد إلّا هم. قال: وكان سيف الدولة يقول: صدق أمير المؤمنين والله، لقد اجتهدت بالمتقي وابنه أن يركبا العماريات والشهاري على كثرة ما قدت إليهما، فأبيا أن يغيرا فرسيهما أو ثوبيهما إلى الموصل، فقام أبو محمد الحسن بن عبد الله بنصرته، فلقبه «3» ناصر الدولة. قال: ولما لقب المتقي الحسن بن عبد الله ناصر الدولة قال الشاعر فيه: من كأن شرّفه فيما مضى لقب ... فناصر الدين ممن شرّف اللقبا دعوك ناصرهم لما نصرتهم ... وأعجز العجم ما حاولت والعربا

قال ابن خالويه: قال لي الأمير أبو فراس: سمعت الأمير سيف الدولة يقول: أنفق أخي في مدة أحد عشر شهرا اثنين وسبعين ألف ألف درهم، أكثرها من ذخائره «1» . وقال أبو عبد الله بن خالويه ولم يزل، يعني، ناصر الدولة مشهورا بالبأس موصوفا بالشجاعة والاقدام، حدثني من سمعه قال (259- ظ) : كنت مع أبي صبيا قد زحف إلينا عمي الحسين ليستقيد من وقعتنا كانت به، فطلبت من أبي جوشنا، فمنعني لصباي، وكان معنا ابن خال أبي محمد علي بن داود بن وهزاد الكردي، فقال لي: يا أبا محمد حسين حموك، وهو الذي تعرف وو الله لئن لم ير قتالك لا دفع إليك ابنته، فما التقت الخيلان حتى ضربت فارسا فيهم، وجئت إلى أبي وأريته الدم يقطر من كمي. قرأت في «كتاب المأثور في ملح الخدور» تأليف أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين الوزير المغربي ورأيته بخطه قال: ومن ولد أبي الهيجاء أبو محمد الحسن، وأبو الحسن علي: ناصر الدولة وسيفها رحمهما الله، المتجاذبان ملاءة المجد والجاريان على ساقه الكرم والفضل وفي مدحهما يقول أبو العباس أحمد بن محمد الدارمي النامي المصيصي رحمه الله: بجبلي وائل وركني عزّها ... وعارضي أفق نداها المنهمل توازن القسمان في المجد اعتلى ... تساوى العينين في اللحظ اتصل يا حسن بن المحسنين دعوة للمجد ... تدعاها وأخرى للوهل «2» ويا علي كم دعاء بك من ثغر ... مخوف ورجاء مبتهل هذا مقامي بين بحرين فلا ثمدا ... منحت ظمأي ولا وشل «3»

ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في «كتاب عنوان السير في محاسن البدو والحضر» وقرأته فيه قال: ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن أبي الهيجاء، عبد الله بن حمدان لقبه المتقي لله بهذا اللقب، وهو ثاني من لقب في الدولة (260- و) ولقب أخاه أبا الحسن سيف الدولة، وولي ناصر الدولة امارة الأمراء ببغداد وواسط في سنة ثلاثين وثلاثمائة وضرب دنانير سماها الأبريزية، وبيع الدينار منها بإثني عشر درهما، وزوج ابنته عدوية من الأمير أبي منصور بن المتقي لله على صداق تعجل منه مائة ألف دينار، كانت إمارته ببغداد ثلاثة عشر شهرا وثلاثة أيام. وجدت في بعض تعاليقي أن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان، سخط على كاتب له، وألزمه منزله فاستؤمر في إسقاط المقرر له، فقال: إن الملوك يؤدبون بالهجران ولا يعاقبون بالحرمان. ووقع في رقعة صديق كتب إليه يعتذر من التأخر عن حضرته: أنت في أوسع العذر عند ثقتي بك، وفي أضيقه عند شوقي إليك. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي، إذنا عن أبي القاسم بن أحمد عن أبي أحمد المقرئ، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، إجازة، قال: وكان الناس يكتبون على الدنانير محمد رسول الله، فزاد ناصر الدولة: صلى الله عليه، فكانت هذه منقبة لآل حمدان ما كانت لغيرهم تفرد بها ناصر الدولة. قال: ورأيت له توقيعا على قصة متظلم: قد نصب الله الحكام وأنفذ أوامرهم على الولاة كما أنفذها على الرعية، ولو كان إلينا تصريفهم في الحكم على مرادنا لكففناهم عما نكره من الأمور المعينة علينا، لكن لا ولاية (260- ظ) لنا عليهم إلا في الاستبدال بالمتسمح منهم، فإن أعادك إلينا ضعفا لا افتتانا عضدناه بالإمداد وأغنيناه عن الاستنجاد. قال محمد بن عبد الملك بن الهمذاني في كتاب عنوان السير: ولم يزل، يعني، ناصر الدولة، مستوليا على ديار الموصل وغيرها حتى قبض عليه ابنه أبو تغلب في سنة ست وخمسين وثلاثمائة وكانت إمارته هناك اثنتين وثلاثين سنة، وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.

الحسن بن عبد الله بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي:

قرأت بخط ثابت بن سنان بن ثابت في جزء وقع إلي بخطه جمع فيه وفاءات الأعيان، قال في ذكر من مات سنة سبع وخمسين وثلاثمائة: الأمير ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان، مات، وهو معتقل في القلعة، اعتقله ابنه أبو تغلب فيها، بذرب عرض له بعقب قولنج، وكانت وفاته يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول، وقد تجاوز في السن ثمانين سنة «1» . الحسن بن عبد الله بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي: الشافعي أبو المكارم الدمشقي القاضي، قاضي حلب، فقيه فاضل حسن الست كثير الصلاح (261- و) والخير، ولي القضاء بحلب خلافة عن شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وكان سمع الحديث بدمشق من الفقيه أبي محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم الحرقي وحدث بحلب بشيء يسير، ولم يتفق لي سماع شيء منه، وروى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي، وكان يدرس بدمشق، بالمدرسة الظاهرية على الشرف الأعلى ظاهر دمشق «2» ، واستدعاه شيخنا قاضي القضاة أبو المحاسن واستنابه في القضاء بحلب، وفوض إليه تدريس الفقه على مذهب الامام الشافعي بالمدرسة النورية الشافعية المعروفة بمدرسة النفري «3» ، وتقدم عند الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وسيره رسولا عنه الى عمه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكان يحضره المشورة في آخر أمره. وأخبرني قاضي القضاة زين الدين أبو محمد بن شيخنا عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان أن مولد القاضي أبي المكارم بن أبي الحجاج في سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وذكر لي أنه أخبره بذلك. أخبرنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: أخبرنا القاضي نجم الدين أبو المكارم الحسن بن عبد الله بن حمزة بظاهر دمشق قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد

الحسن بن عبد الله بن سعيد الحراني:

عبد الرحمن بن علي الخرقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي قال: أخبرنا أبو بكر جدي محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير عن سلام أبي شرحبيل (261- ظ) عن حبه بن خالد وسواء بن خالد قالا: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئا فأعناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتأسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما، فان الانسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ثم يرزقه الله تعالى «1» . توفي القاضي أبو المكارم بن أبي الحجاج بحلب يوم السبت ثالث عشر شهر ربيع الاول من سنة ثلاث وعشرين وستمائة، ودفن خارج مدينة حلب بالقرب من مقام ابراهيم عليه السلام، في تربة معروفة به. وحدثني شيخنا ضياء الدين صقر بن يحيى بن صقر الشافعي أنه حضر وفاته، وأنه التفت إليه قبل موته وقال: «أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ» قال: فقرأت أنا بعدها: «الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «2» » ، قال: فجعل يكررها معي مرارا ومات، قال: وكان يقول عند موته في كل وقت: لا إله إلا الله، يقوى بها فاه من قلب مخلص. الحسن بن عبد الله بن سعيد الحراني: حدث بحلب «3» . سمع منه بها، وروى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسن الشهرزوري المالكي عابر الأحلام. الحسن بن عبد الله بن صالح: أبو الفتح الأصبهاني الكاتب الكيا كاتب بليغ وقفت له على رسالة الى أبي المظفر الآذري ذكر له موت سلطانه الذي كان يخدمه وأنه ألزم بعده بتولي أمر

الحسن بن عبد الله بن الفضل بن محمد بن نوفل:

الملك، فمن الرسالة ما قرأته بخط الحافظ السلفي قال: واعلم أنه أدام الله نعمته لقي أمما وشاهد عربا وعجما، لكنه لم يلق فيهم مثل نفسه، ولم يصادف إلا قاصرا عن محاسنه، فقيرا الى اقتباس فضله، وليت شعري هل أعجبته تلك الديار، وهل عظمت في همته العظيمة تلك الآثار، وهل تأمل وثاقه سور حلب، وجودة موقع الحصن من البلدة، فما كان يصلح إلا له، وما كنت تصلح إلا لها. قال: وأعظم من ذلك كله في نفسي وأشدها إتعابا لفكري وأكثرها مؤونة ونفقة بحدسي ملعب إقامته، ولقد درت فيها مرارا، وقلبت فكري في المراد منها صعودا وانحدارا، تأملت ذلك البناء الهائل تأملا شافيا، وأرسلت طرفي في عجائبه فعاد حائرا خاسئا، ولم ينكشف لي الى هذه الغاية حقيقة المغزى منها وبها، نعم هل انجذب الى مغناطيس فضله شعراء معرة النعمان، فإني لم ألق فيها إلا شاعرا حتى قدرت عوامهم لو شاؤوا لخرج كلامهم في تعاملهم وتجاوزهم موزونا مقفى لوفور عدد الشعراء فيها، ومواتاة الوزن والمعاني الجيدة طبع أهليها، وأظنها تولد الشعراء طبعا وخلقة، كما تولد بعض الترب أحرار النقول خلصه فيها وجبله، وهل أدرك أبا العلاء المعري المحجوب، حجب الله عنه السوء، وهو أديبهم الراجح وعالمهم الفاضل، وشاعرهم البارع، وعهدي به راجعا من بغداد ولم يصبح بجانبي ليله نهار، ولم يقع على شبابه لوقائع الدهر غبار، وذكر تمام الرسالة. وكان أبو الفتح هذا قد قرأ على أبي الحسين أحمد بن فارس، وكان بينه وبين أبي القاسم بن المغربي مكاتبات. الحسن بن عبد الله بن الفضل بن محمد بن نوفل «1» : الحلبي أبو المحاسن بن أبي عبد الله، من بيت الكتابة والرئاسة والتقدم، وكان شيخا حسنا بهي المنظر، وله شعر حسن، اجتمعت به بحضرة والدي، ولم أسمع منه شيئا من نظمه، وأنشدنا عنه ابنه أبو غانم:

الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو:

أنشدني كمال الدين أبو غانم الفضل بن الحسن بن عبد الله بن الفضل بن نوفل، بالراموسة قرية على باب حلب، قال: أنشدني والدي أبو المحاسن لنفسه، ثم سير إلي دفترا بخط والده من شعره، فقرأت الأبيات، التي أنشدني، فيه من خطه: من ساءه أن بات في أسر الهوى ... قلق الجوانح دامي الأماق فلقد غدوت وقد سبتني أعين ... الأتراك مسرورا بشد وثاقي ها مهجتي فلتفعل الأخلاق ما شاءت ... فمحمول على الأحداق أحسن بهن إذا انتقبن أهلة ... تكسو البدور التم ثوب محاق وإذا أسفرت فما الشموس طوالعا ... في الغاية القصوى من الاشراق ناهيك من حسن بغير تصنع ... لكنه من صنعة الخلاق وأنشدني أبو غانم الفضل الكاتب لوالده أيضا: إذا ما سألت المرء يوما فلا تكن ... لجوجا فحرمان الفتى في لجاجه (264- و) وكن قائلا ما تسمعن من معاذر ... ففاعل هذا مدرك نيل حاجه توفي أبو المحاسن الحسن بن نوفل بحلب سنة اثنتين وستمائة، ودفن في المقابر خارج باب أنطاكية. الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو: ابن سعيد بن محمد بن داوود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة ابن أنور بن أرقم بن أسحم، وقيل أنور بن أسحم بن النعمان، وهو الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن جذيمة بن تيم اللات، أبو حمزة الفقيه الحنفي المعري التنوخي القاضي، قاضي منبج، أخو أبي القاسم المحسن بن عبد الله، وكان فقيها مجيدا، حنفي المذهب، راويا للحديث، قرأت بخطه في كتاب خلق الانسان للأصمعي: حدثني أبو الحسن علي بن نصر البرنيقي، قراءة عليه، قال:

حدثنا ابراهيم بن بسام (262- و) قال: حدثنا علي بن سليمان الأخفش فذكر الكتاب الى آخره. نقلت من خط القاضي أبي البيان محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين قاضي حمص في أشعار جد أبيه أبي القاسم المحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو، وأنبأنا شيخنا أبو اليمن الكندي عنه قال: وكان أخوه القاضي أبو حمزة الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو رحمهم الله، يتولى الحكم في منبج ويستنيب فيه، فوصله قوم منهم، يسومونه المسير إليهم للنظر في أمورهم فقال: يا أخي دعوة إذا غبت عني ... لم أجد من يلفظها أدعوه أن امرءا هو السبيل الى ... الفرقة أمر مرضيه مكروه كنت أرجوك للحياة وللموت ... فمن لي بعد ذا أرجوه أنا أشكو الكتب التي أنا ... أفدي كاتبيها من كل ما حذروه منعتني من امتناعي من الفرقة ... حتى رضيت لي ما رضوه يؤثر الناس من يعزون بالمال ... إذا عز في الورى باذلوه فيمسون موثرين على أنفسهم ... من جميل ما فعلوه وأنا مؤثر أولئك بالنفس ... جزاء على الذي قدموه لو سواهم دعاك للبين ... ما كان جوابي له سوى فض فوه فامض لا واحدا ولكن قلبي لك ... ثان ومهجتي تتلوه واقض أوطارهم ولا تنس ... أوطانك لو ضاعفوا الذي أظهروه (262- ظ) فالفتى بيّن الكآبة إما بات ... عنه في عيشه أهلوه كيف يلتذ بالمسرة من غيّب ... عن أرضه وغاب أخوه إنني أشتكي الى الله ما قيض ... من بيننا ولا أشكوه قرأت على الحسن بن عمرو بن دهن الخصا الموصلي، بالمسجد الجامع بحلب، قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن الطوسي قال:

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي قال: أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري لنفسه في أبي حمزة الفقيه: غير مجد في ملتي واعتقادي ... نوح باك ولا ترنم شاد منها: وقبيح بناء إن قدم العهد ... هوان الآباء والأجداد سر إن اسطعت في الهواء رويدا ... لا اختيالا على رفات العباد رب لحد قد صار لحدا مرارا ... ضاحك من تزاحم الأضداد ودفين على بقايا دفين ... في طويل الأزمان والآباد منها: أبنات الهديل أسعدن أوعدن ... قليل العزاء بالاسعاد إيه لله دركن فأنتن ... اللواتي تحسن حفظ الوداد ما نسيتن هالكا في الأوان ... الخال أودى من قبل هلك اياد بيد أني لا أرتضي ما فعلتن ... وأطواقكن في الأجياد فتسلبن واستعرن جميعا ... من قميص الدجى ثياب حداد (263- و) ثم غردن في المآتم واندبن ... بشجو مع الغواني الخراد قصد الدهر من أبي حمزة الأوّاب ... مولى حجى وخدن اقتصاد وفقيها أفكاره شدن ... للنعمان مالم يشده شعر زياد فالعراقي بعده للحجازي ... قليل الخلاف سهل القياد وخطيبا لو قام بين وحوش ... علّم الضاريات بر النقاد راويا للحديث لم يحوج ... المعروف من صدقه الى الاسناد انفق العمر ناسكا يطلب ... العلم بكشف عن أصله وانتقاد مستقي الكف من قليب زجاج ... بغروب اليراع ماء مداد ذا بنان لا يلمس الذهب الاحمر ... زهدا في العسجد المستفاد

ودّعا أيها الحفيان ذاك ... الشخص إنّ الوداع أيسر زاد واغسلاه بالدمع ان كان ... طهرا وادفناه بين الحشا والفؤاد وا حبواه الاكفان من ورق المصحف ... كبرا عن أنفس الابراد واتلوا النعش بالقراءة والتسبيح ... لا بالنحيب والتعداد اسف غير نافع واجتهاد ... لا يؤدي الى غناء واجتهاد منها: كيف أصبحت في محلك بعدي ... يا جديرا مني بحسن افتقاد قد أقر الطبيب عنك بعجز ... ويقضى تردد العواد وانتهى اليأس منك واستشعر ... الواجد أن لا معاد حتى المعاد هجد الساهرون حولك للتمريض ... ويح لأعين الهجاد «1» أنت في أسرة مضوا غير ... مغرورين من عيشة بذات ضماد (263- ظ) توفي أبو حمزة الفقيه الحنفي قبل الأربعمائة. تم الجزء السابع والاربعون والمائة، ويتلوه في أول الثامن والاربعين والمائة الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي أبو سعيد القاضي النحوي. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما دائما كثيرا. (264- ظ) .

الحسن بن عبد الله بن المرزبان:

الحسن بن عبد الله بن المرزبان: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو سعيد السيرافي، القاضي النحوي، كان أبوه مجوسيا يسمى بهزاد، فسماه أبو سعيد عبد الله، وسكن أبو سعيد بغداد وتولى بها قضاء الربع، وقدم حلب على سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان، وجمع بينه وبين أبي علي الفارسي، وجرت بينهما مباحثات في النحو بحلب، وقيل هي كانت سبب وضع أبي علي المسائل الحلبية، وكان أبو سعيد ماهرا في سائر العلوم، علم القرآن والفقه، واللغة والنحو، والكلام وعلوم الشعر، والمنطق والنجوم والحساب، وكان حنفي المذهب زاهدا ورعا وكان يورق بالأجرة، ويكتب خطا حسنا. قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد، وقرأ النحو على أبي اسحاق الزجاج وأبي بكر المبرمان، وأبي بكر بن السراج، وروى عن محمد بن منصور بن مزيد بن أبي الازهر، وأبي بكر بن دريد، وأبي عبيد بن خربويه، وعبد الله بن محمد ابن زياد النيسابوري، وأبي علي الكوكبي، قرأ عليه أبو بكر بن مجاهد الحساب، وأبو بكر المبرمان القرآن، وهما شيخاه وروى عنه محمد بن عبد الواحد بن رزمة، والحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وعلي بن أيوب القمي، وأبو حيان التوحيدي وشرح كتاب سيبويه وكتاب الايمان لمحمد بن الحسن. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أبي منصور بن عبد الله بن الدامغاني قال: أخبرنا أبو منصور أبي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوّار قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي بن السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور بن مزيد بن أبي الازهر قال: حدثنا الزبير ابن بكار قال: حدثني ابراهيم الحزامي عن محمد بن معن الغفاري قال: أتت امرأة

عمر بن الخطاب رحمه الله، فقالت: يا أمير المؤمنين ان زوجي يصوم النهار، ويقوم الليل واني أكره أن أشكوه، وهو يعمل بطاعة الله فقال: نعم الزوج زوجك، فجعلت تكرر عليه القول، وهو يكرر عليها الجواب، فقال له كعب الاسدي: يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته اياها عن فراشه، فقال له عمر: كما فهمت كلامها فاقض بينهما، فقال كعب: عليّ بزوجها، فأتي به، فقال له: ان امرأتك هذه تشكو، قال: أفي طعام أو شراب؟ قال: لا، فقالت المرأة: يا أيها القاضي الحكيم رشده ... ألهى خليلي عن فراشي مسجده زهّده في مضجعي تعبده ... نهاره وليله ما يرقده فلست في أمر النساء أحمده ... فاقض القضا كعب ولا تردده فقال زوجها: زهدني في فرشها وفي الحجل ... أني امرؤ أذهلني ما قد نزل في سورة النمل وفي السبع الطول ... وفي كتاب الله تخويف جلل فقال كعب: ان لها حقا عليك يا رجل ... نصيبها في أربع لمن عقل فاعطها ذاك ودع عنك العلل (265-) . ثم قال: ان الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك ولها يوم وليلة، فقال عمر: والله ما أدري من أي أمريك أعجب أمن فهمك أمرهما، أم من حكمك بينهما، اذهب فقد وليتك قضاء البصرة. أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد البغدادي، اذنا، قال: أخبرنا أبو منصور ابن خيرون، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب قال: الحسن بن عبد الله بن المرزبان أبو سعيد القاضي السيرافي النحوي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن أبي الازهر البوشنجي وأبي عبيد بن خربويه الفقيه وعبد الله بن محمد بن محمد بن زياد النيسابوري وأبي بكر بن دريد ونحوهم.

حدثنا عنه الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة، وعلي بن أيوب القمي، وكان يسكن بالجانب الشرقي، وولي القضاء ببغداد، وكان أبوه مجوسيا اسمه بهزاد، فسماه أبو سعيد عبد الله. قال الخطيب: سمعت رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى أبا القاسم علي بن الحسن يذكر أن أبا سعيد السيرافي كان يدرس القرآن والقراءات وعلوم القرآن والنحو واللغة، والفقه والفرائض، والكلام والشعر والعروض والقوافي، والحساب، وذكر علوما سوى هذه، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق. قال الخطيب: قال رئيس الرؤساء وقرأ على أبي بكر بن مجاهد القرآن (266- و) وعلى أبي بكر المبرمان النحو وقرأ عليهما: أحدهما القرآن، ودرس الآخر عليه الحساب قال: وكان زاهدا لا يأكل إلّا من كسب يده فذكر جدي أبو الفرج عنه أنه كان لا يخرج الى مجلس الحكم، ولا الى مجلس التدريس في كل يوم إلّا بعد أن ينسخ عشر ورقات، يأخذ أجرتها عشرة دراهم، تكون قدر مؤونته، ثم يخرج الى مجلسه. قال الخطيب: ذكر محمد بن أبي الفوارس أبا سعيد فقال: كان يذكر عنه الاعتزال، ولم يكن يظهر من ذلك شيئا، وكان نزها عفيفا جميل الامر حسن الاخلاق «1» . قرأت بخط أبي الحسن سالم بن علي بن تميم الحلبي في مختصر تاريخ النحويين لمحمد بن الحسن الزبيدي: أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي، وهو الذي فسر كتاب سيبويه، وكان يننحل علم المجسطي واقليدس والمنطق، ويتفقه لأبي حنيفة، وهو من أصحاب الجبائي «2» وكان ينزل الرصافة «3» .

قال لي تاج الدين أحمد بن هبة الله بن الجبراني النحوي الحلبي: قدم أبو سعيد السيرافي حلب، وجمع سيف الدولة بن حمدان بينه وبين أبي علي الفارسي، وجرت بينهما مسائل، وهي كانت سبب وضع أبي علي الفارسي المسائل الحلبية، قال وكان قاضي الربع ببغداد. قرأت في «كتاب الانتصار المنبي عن فضائل المتنبي (إ) » «1» تأليف أبي الحسن محمد بن أحمد المغربي، قال في أثناء الكتاب في ذكر أبي سعيد السيرافي، أنه كان مؤدب الامير أبي اسحاق بن معز الدولة (266- ظ) أبي الحسين، وقال: يوشك أن يكون حدثني المعروف بابن الخزاز الوراق بالكرخ ببغداد، وأبو بكر القنطري وأبو الحسين الخراساني وهما وراقان أيضا من جلة أهل هذه الصناعة، أن أبا سعيد اذا أراد بيع كتاب استكتبه بعض تلامذته حرصا على النفع منه ونظرا في دق المعيشة كتب في آخره، وان لم ينظر في حرف منه، قال الحسن بن عبد الله: قد قرئ هذا الكتاب عليّ وصح، ليشترى بأكثر من ثمن مثله. قلت: وهذا بعيد من أبي سعيد على زهده وورعه. قرأت في رسالة في تقريظ أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ تأليف أبي حيان على بن محمد بن العباس التوحيدي ذكر في أولها أنه لقي جماعة من الشيوخ العلماء وأنهم كانوا يقرظون الجاحظ، فذكر منهم جماعة وقال: ومنهم أبو سعيد السيرافي شيخ الشيوخ، وامام الائمة معرفة بالنحو والفقه، واللغة والشعر، والغريب والعروض والقوافي، والقرآن والفرائض، والحديث والشروط، والكلام والحساب والهندسة، أفتى في جامع الرصافة خمسين سنة على مذهب أبي حنيفة فما وجد له خطأ ولا عثر منه على زلة، وقضى ببغداد، وشرح كتاب سيبويه في ثلاثة آلاف ورقة ومائتي ورقة بخطه في السليماني فما جاراه فيه أحد، ولا سبقه الى تمامه انسان، هذا مع الثقة والامانة والديانة والرزانة صام أربعين سنة وأكثر الدهر كله، قال لنا الاندلسي: فارقت بلدي في أقصى المغرب طلبا للعلم ومشاهدة العلماء، فكنت الى أن دخلت بغداد ولقيت أبا سعيد وقرأت عليه كتاب سيبويه نادما سادما، في اغترابي

عن أهلي ووطني، من غير جدوى في علم، أو حظ من دنيا، فلما سعدت برؤية هذا الشيخ، علمت أن سعيي قرن بسعدي وغربتي اتصلت ببغيتي، وأن عنائي لم يذهب هدرا وان رجائي لم ينقطع يأسا، قلت: هذا الاندلسي كنيته أبو محمد. قرأت بخط القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني قال أبو حيان: وقد سأله الوزير فقال: أين أبو سعيد السيرافي من أبي علي، واين علي بن عيسى منهما، وأين ابن الراعي أيضا من الجماعة وفلان وفلان، فكان من الجواب: أبو سعيد أجمع لشمل العلم، وأنظم لمذاهب العرب، وأدخل في كل باب، وأخرج من كل طريق، وألزم للجادة الوسطى في الدين والخلق، وأروى للحديث، وأقضى في الأحكام، وأفقه في الفتوى وأحضر بركة على المختلفة، وأظهر أثرا في المقتبسة، ولقد كتب اليه نوح بن نصر «1» ، وكان من أدباء ملوك آل سامان سنة أربعين كتابا خاطبه فيه بالامام، وسأله عن مسائل تزيد على أربعمائة، الغالب عليها الحروف وما أشبهها، وباقي ذلك أمثال مصنوعة عن العرب شك فيها، فسأل وكان كتابه مقرونا بكتاب الوزير التغلبي خاطبه فيه بإمام المسلمين (267- و) ضمنه مسائل في القرآن وأمثالا للعرب مشكلة، وذكر كتبا كثيرة، وترددت اليه، ثم قال: وأبو علي فأشد تفردا بالكتاب وأكثر اكبابا عليه، وأبعد من كل ما عداه، مما هو علم الكوفيين وما تجاوز في اللغة كتب أبي زيد «2» وأطرافا مما لغيره: وهو يتقد بالغيظ على أبي سعيد بالحسد له كيف تم له تفسير كتاب سيبويه من أوله الى آخره بغريبه وشواهده وأمثاله وأبياته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لأن هذا شيء ماتم للمبرد ولا للزجاج والسراج، ولا لابن درستويه مع سعة علمهم، وفيض نيلهم، ولأبي على أطراف من الكلام أجاد فيها، وحدثني بعض أصحابنا انه اشترى من شرح أبي سعيد بالاهواز في توجهه الى بغداد لاحقا بالخدمة الموسومة به والندامة الموقوفة عليه بألفي درهم، وكان أصحابه يأبون الاقرار به إلّا من يزعم أنه أراد النقض عليه، واظهار الخطأ فيه، وكان الملك السعيد رضي الله عنه هم بالجمع بينهما فلم يقض ذلك لان أبا سعيد مات في رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائه، وأبو علي يشرب ويتخالع

ويفارق هدى أهل العلم وطريقه الديانين وعبادة المتنسكين، وأبو سعيد يصوم الدهر ولا يصلي إلّا في جماعة ويقيم على مذهب أبي حنيفة، ويلي القضاء سنين ويتأله ويتحرج، وغيره بمعزل من هذا، ولولا الابقاء لحرمة (267- ظ) العلم لكان القلم يجري بما هو خاف، ولكن الأخذ بحكم المروة أولى والاعراض عما يوجب اللائمة أحرى، وكان أبو سعيد حسن الحظ، ولقد أراده الصيمري أبو جعفر على الانشاء والتحرير، فاستعفى، وقال هذا أمر يحتاج فيه الى دربه، وأنا عار منها، والى سياسة وأنا غريب فيها: ومن العناء رياضة الهرم. قال: وحدثنا النفري أبو عبد الله، وكان يكتب النوبة للمهلبي بحديث مقيد لأبي سعيد قال: كنت أخط بين يدي الصيمري أبي جعفر محمد بن أحمد «1» ، فالتمسني يوما لأن أجيب ابن العميد أبا الفضل عن كتاب فلم يجدني، وكان أبو سعيد بحضرته فبان أنه بفضل العلم أقوم بالجواب من غيره، فتقدم اليه أن يكتب ويجيب، فأطال في عمل نسخه كثر فيها الضرب والاصلاح، ثم أخذ يحرر والصيمري يقرأ ما يكتبه، فوجده مخالفا لجاري العادة، لفظا مبانيا لما يؤثره ترتيبا، قال: ودخلت في تلك الحال فتمثل الصيمري. يا باري القوس بريا ليس يصلحه ... لا تظلم القوس واعط القوس باريها ثم قال لأبي سعيد: خفف عليك أيها الشيخ، وادفع الكتاب الى أبي عبد الله تلميذك ليجيب عنه، فخجل من هذا القول، فلما ابتدأت من غير نسخة تحير مني أبو سعيد، ثم قال للصيمري: أيها الاستاذ ليس بمستنكر ما كان مني، ولا مستكثر ما كان منه، ان مال الفيء لا يصح الا من (268- و) مستخرج وجهبذ في بيت المال، والكتاب جهابذة الكلام، والعلماء مستخرجوه، فتبسم الصيمري وأعجبه ما سمع، وقال: على كل حال ما أخليتنا من فائدة، وكان أبو سعيد بعيد القرين، لأنه كان يقرأ عليه القرآن والتفسير والفقه والفرائض والشروط والنحو واللغة

والعروض والقوافي والحساب والهندسة والشعر والحديث والاخبار وهو في كل هذا اما في الغاية واما في الوسط، واما على بن عيسى فعلى الرتبة في النحو واللغة والكلام، والعروض، والمنطق بل أفرد صناعة، وأظهر براعة، وقد عمل في القرآن كتابا نفيسا، هذا مع الدين المتين، والعقل الرصين، واما ابن المراغي ما يلحق هؤلاء مع براعة اللفظ وسعة الحفظ، وقوة النفس وظل الدين وغزارة النفث، وكثرة الرواية. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: سمعت الصوري- يعني أبا عبد الله الحافظ- يقول: حدثني من أثق به عن أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي أنه قال: حضرت مجلس أبي بكر ابن مجاهد أول ما حضرت وهو يملي، فجلست في أخريات الناس، فقال المستملي: واجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف، فقلت: كسني «1» يوسف فلم يفهم عني، فقمت قائما فأعدت القول، فقال ابن مجاهد: من هذا فأشاروا الي فتطاولت، وكان أبو سعيد دميما (268- ظ) حقير المنظر، فقلت: كسني يوسف، فاستدعاني وقربنى اليه، فتحصلت في أعلى المجلس بعد أن كنت في أدناه، وقال الصوري في هذا المعنى: اذا المرء لم يعرف له قدر مثله ... فأصبح مغموضا له حق فضله فلا بأس أن يثنى بصالح فعله ... وما خصه ذو الفضل منه بفضله قرأت بخط أبي محمد الحسن بن فارس بن زكريا اللغوي، مما أخذه عن أبي الحسين بن فارس، قال: وعرض على الشيخ أبي الحسين تفسير الابيات في كتاب اصلاح المنطق لابن السكيت، من تصنيف أبي محمد بن أبي سعيد السيرافي، فنظر فيه مليا ثم ارتضاه، وأثنى على أبي محمد، ثم قال: أنا أفضله في الغريب على أبيه أبي سعيد رحمه الله، ومدة مقامي بمدينة السلام كان عندي، فقيل للشيخ أبي

الحسين: يقال أن أبا سعيد كان في الغريب يرجع اليه ولا يأنف، فقال الشيخ أبو الحسين: وليس ذلك بعيب، ولكن في هذا الزمن قوم يقدرون أنه لا يتبين فضل الرجل وعلمه وأدبه الا بنقصه الآخر. ونقلت من خطه أيضا: قلت للشيخ أبي الحسين أيده الله: لماذا لم تشاهد علي ابن عيسى حين دخلت بغداد، فقال: انما تركته لمكان أبي سعيد السيرافي رحمه الله كرهت أن يستوحش منه مع ان علي بن عيسى كان يشكوني، وأبو سعيد رحمه الله في النحو كان من الكبار (270- و) المتقدمين وأما علي بن عيسى فقد نظرت في علمه ولست استحسنه، فقلت له: قيل انه هو أسن من أبي سعيد؟ فقال: نعم كذا قيل والسلام. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: كان أبو سعيد السيرافي عالما فاضلا منقطع النظر في علم النحو خاصة، وكانت سنه يوم توفي ثمانين سنة «1» . قرأت في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري: وفيها- يعني سنة أربع وستين وثلاثمائة- توفي أبو سعيد السيرافي ببغداد، كذا قال أبو غالب، وقد حكينا عن أبي حيان التوحيدي أنه مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة في رجب وهو الصحيح، وقد تابعه على ذلك هلال بن المحسن الصابئ وأبو القاسم الازهري. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- اذنا- قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر الثابتي قال: حدثني هلال بن المحسن قال: توفي القاضي أبو سعيد السيرافي في يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة. وأخبرنا أبو اليمن الكندي- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني الازهري قال: توفي أبو سعيد

الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن ابراهيم:

السيرافي بين صلاتي الظهر والعصر في يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الخيزران بعد صلاة العصر من هذا اليوم «1» . وقرأت بخط الحافظ السلفي، وذكر أنه نقله من خط علي بن عبد الله بن الحسين بن عبد الملك بن الفضل الدبيقي، قال: ومات أبو سعيد السيرافي في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. كذا قال والصحيح ما حكيناه عن أبي حيان وابن الصابئ والازهري. (270- ظ) . الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن ابراهيم: أبو علي الانطاكي، المعروف بالبالسي، من أهل بالس، وسكن أنطاكية، فنسب اليها، حدث عن الهيثم بن جميل الانطاكي، ومحمد بن كثير الصنعاني، وموسى بن أيوب النصبيي، واسحاق بن ابراهيم الحنيني، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد الكرماني، وموسى بن داوود القاضي، ومحمد بن المبارك الصوري. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، وأبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس النميري، وأبو العباس أحمد بن الحسين بن علي ابن زبيدة، وأبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، وأبو عبد الله الحسين بن محمد ابن غوث، وأبو العباس أحمد بن عيسى بن محمد المكتب، وأبو الحسن يوسف ابن عبد الاحد، وأبو العباس القاسم بن عبد الله بن ابراهيم الكلاعي، ومكحول البيروتي، وأبو الجهم بن طلاب وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الرازي، وموسى بن عبد الله بن وردان، والباهلي، وغسان بن أبي غسان القلزمي، وأبو جعفر الطحاوي الامام. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي قراءة عليه بدمشق قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد سمكويه الخياط قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن

الفضل الباطرقاني قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يوسف الامام قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم الرازي قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور الانطاكي قال: حدثنا موسى بن داوود عن ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران (271- و) عن حنش عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونبىء يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين، وكان فتح بدر يوم الاثنين، وأنزلت المائدة يوم الاثنين «اليوم أكملت لكم دينكم» «1» ، ورفع الركن يوم الاثنين، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين «2» . قال الحافظ أبو القاسم: والمحفوظ أن نزول المائدة «اليوم أكملت لكم دينكم» ووقعة بدر كانا يوم الجمعة «3» . أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي، اجازة، قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مرزوق قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن جابر قال: حدثنا الباهلي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الله البالسي قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا أبو هلال الراسبي عن عبد الله بن بريدة قال: قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: احياء العلم المذاكرة، وآفته النسيان، واضاعته أن يحدث به من ليس له بأهل. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الحسين قال: كتب الي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، وأخبرنا أبو بكر اللفتواني عنه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: الحسن بن عبد الله بن منصور يعرف بالبالسي سكن (271- ظ)

الحسن بن عبد الله النهاوندي:

انطاكية، وأصله من أهل بالس، قدم الى مصر سنة ثمان وخمسين ومائتين فحدث عن الهيثم بن جميل وغيره. أنبأنا عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد عن أبيه أبي سعد عبد الكريم السمعاني قال: والحسن بن عبد الله بن منصور البالسي سكن أنطاكية، ذكره فيمن هو من بالس «1» . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال: الحسن بن عبد الله بن منصور ابن حبيب بن ابراهيم، أبو علي الانطاكي المعروف بالبالسي، حدث بدمشق، ومصر، عن الهيثم بن جميل، واسحاق بن ابراهيم الحنيني وموسى بن داود، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد الكرماني، ومحمد بن كثير الصنعاني، وموسى بن أيوب النصيبي. روى عنه أبو العباس بن ملاس، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام، وأبو العباس أحمد بن الحسين بن علي بن زبيدة، وأبو عبد الله الحسين بن محمد ابن غوث، وأبو العباس القاسم بن عبد الله بن ابراهيم الكلاعي وأبو الجهم بن طلاب، ومكحول البيروتي، وأبو العباس أحمد بن عيسى بن محمد المكتب المعروف بالوشاء، وأبو الحسن يوسف بن عبد الاحد، ومحمد بن اسحاق بن خزيمة «2» . قرأت بخط أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه جماعة من شيوخنا قال: الحسن ابن عبد الله بن منصور البالسي حدث عن محمد بن المبارك الصوري، والهيثم بن جميل، وموسى بن داود وغيرهم. روى عنه أبو جعفر الطحاوي بمصر، وغسان بن أبي غسان القلزمي بالقلزم «3» . الحسن بن عبد الله النهاوندي: شاعر سمع بحلب أبا عبد الله الحسين بن خالويه، وروى عنه أبياتا ذكرناها في ترجمة الصنوبري روى عنه أبو الجوائز الواسطي «4» .

الحسن بن عبد الاعلى البياسي:

أخبرنا أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد الطوسي، في كتابه الينا من الموصل غير مرة، قال: أخبرنا عمي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو منصور عبد المحسن بن علي بن محمد البغدادي قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أنشدنا أبو الجوائز الواسطي قال: أنشدني أبو علي الحسن بن عبد الله النهاوندي الاديب لنفسه، في أمرد نصراني، واسمه عيسى: دعني أمر لطيتي ... لا تعقلن مطيتي أتميتني عشقا ... وأنت سمى محيي الميت تقبيل وجهك منيتي ... ولو أن فيه منيتي سهل علي مناله ... لكن بلائي عفتي الحسن بن عبد الاعلى البياسي: من أهل بياس بلدة من الثغور الشامية. حدث عن عبد الرزاق «1» روى عنه أحمد بن شعيب بن عبد الاكرم الانطاكي. أخبرنا يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم ابن أحمد بن محمد بن محمد بن الاخوة، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد الحسن بن محمد بن سليم قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي. وقالت عين الشمس- اجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي، وأبو الفتح الكاتب قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن شعيب بن عبد الاكرم الانطاكي، وكان يقال انه من الأبدال قال: حدثنا الحسن بن عبد الاعلى البياسي قال: (272- ظ) حدثنا عبد الرزاق عن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى الغيث قال: اللهم شيئا نافعا «2» . الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن جبير: أبو محمد البزاز النهاوندي.

الحسن بن عبد الرزاق:

سمع بحلب صالح بن علي النوفلي، وروى عنه وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الرقي، وسليمان بن عبد الحميد الحمصي البهراني. روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي جبير، أبو محمد البزاز النهاوندي، سكن بغداد، وحدث بها عن صالح بن علي النوفلي الحلبي، وعبد الملك بن عبد الحميد الميموني الرقي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني الحمصي، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي «1» . الحسن بن عبد الرزاق: ابن عبد الوهاب بن الخضر بن عبد الوهاب بن محمد بن عجلان البالسي، القاضي، أبو مسلم، قاضي الرقة. حدث عن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني. روى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي. أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا القاضي أبو مسلم الحسن بن عبد الرزاق ابن عبد الوهاب بن الخضر بن عبد الوهاب بن محمد بن عجلان البالسي- بقراءتي عليه بالرقة- قلت له: أخبركم محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به، ع. وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا محمد بن محمد الكشميهني بحلب قال: حدثنا أبو بكر محمد بن منصور بن (273- و) محمد بن عبد الجبار السمعاني- املاء- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه- بأصبهان- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدّل مع جماعة قالوا: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال:

ذكر من اسمه عبد الكريم في آباء من اسمه الحسن

حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن الاوزاعي، عن حسان بن عطيه، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار «1» . ذكر من اسمه عبد الكريم في آباء من اسمه الحسن الحسن بن عبد الكريم بن جعفر بن المهذب: أبو محمد المعري القاضي ولي قضاء سرمين، وكان حنفي المذهب فقيها. نقلت عن ظهر كتاب الشروط لابي جعفر الطحاوي، أظنه بخط أبي صالح محمد ابن المهذب المعري: وصل القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الكريم بن جعفر بن المهذب الى سرمين مستهل شعبان من سنة ثلاث وستين وأربعمائة وبيده تقليد القضاء بناحية سرمين وأعمالها، والعلامات السلطانية عليه، وهو مؤرخ في النصف من رجب. يريد بالعلامات السلطانية علامة السلطان ألب أرسلان الملقب بالعادل. الحسن بن عبد الكريم: أبو الربيع الساحلي اليمامي، غزا بلاد الروم (273- ظ) واجتاز بحلب، أو ببعض عملها في غزاته. حدث عن أبي روق الهزاني، وأبي علي الصحاف، والمنتصر بن محمد الديباجي وواهب بن يحيى المازني، وعلي بن الحسن القاضي، ومحمد بن حمدويه. روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن ادريس الاسترباذي الحافظ، وذكره في تاريخ سمرقند وقال: الحسن بن عبد الكريم أبو الربيع اليمامي الساحلي كهل ورد علينا سمرقند من ناحية أسفيجاب «2» مع الغزاة متوجها الى قتال الروم، كان فاضلا من أصحاب الحديث يحفظ ويعلم، ويروى عن واهب بن يحيى المازني البصري، وأبي علي أحمد بن محمد بن ابراهيم الصحاف

ذكر من اسمه عبد الواحد في آباء من اسمه الحسن

الاصبهاني، وأبي روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني البصري ومحمد بن حمدويه ابن سهل المروزي، والمنتصر بن محمد بن المنتصر الديباجي، وعلي بن الحسن القاضي الشاوغري. كتبنا عنه مات بأسفيجاب في رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة. ذكر من اسمه عبد الواحد في آباء من اسمه الحسن الحسن بن عبد الواحد بن عبد الاحد بن معدان الحراني: أبو عبد الله الشاهد. حدث عن أبي يوسف بن القاسم الميانجي، روى عنه أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد الكتاني. وذكره أبو القاسم الدمشقي في تاريخ دمشق، ففي طريقه من حران الى دمشق، دخل حلب أو بعض عملها. (274- و) . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا ان نرويه عنه- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد هبه الله بن احمد قال: حدثنا عبد العزيز ابن احمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الواحد بن عبد الاحد بن معدان الحراني- قراءة عليه- قال: حدثنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال: حدثنا أبو الوليد والحوضي، قالا: حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله: كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا إلا بيع الخيار «1» . أنبأنا أبو الوحش بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال الحسن بن عبد الواحد بن عبد الأحد بن معدان، أبو عبد الله الحراني الشاهد، حدث عن الميانجي، روى عنه عبد العزيز الكتاني «2» . الحسن بن عبد الواحد بن أحمد: أبو محمد الأنصاري العين زربي، من أهل عين زربه، فقيه له تصانيف على مذهب الشيعة، منها «عيون الأدلة» «3» قرأ الفقه على ابن الميراج، وعلى أبي جعفر

الحسن بن عبد الوهاب بن علي الصائغ:

الطوسي، مولده سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي ليلة الاثنين السادس من صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة. الحسن بن عبد الوهاب بن علي الصائغ: أبو علي، وقيل أبو محمد، المقرئ (274- ظ) الحلبي، حدث بحلب عن أبي العباس منير بن أحمد بن الحسن الخلال، سمعه بمصر، وعن أبي عمرو عثمان ابن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي، سمعه بحلب، وعن احمد بن محمد بن القاسم الأنماطي، روى عنه شيخ الاسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكّاري، وأبو سعد اسماعيل بن علي السمان. أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري عن أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري قال: حدثني أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك قال: أخبرنا أبو سعد السمان قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الوهاب بن علي الصائغ بحلب، بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي، قال. حدثنا أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن مبارك بن الحسن عن محمد بن سيرين عن سعد ابن مالك قال: قلت يا رسول الله ادع الله أن يستجيب لي دعوتي، قال: إن الله لا يستجيب دعاء عبد حتى يطيّب طعمته «1» . الحسن بن عبيد الهمذاني حدث بطرسوس عن عبد الحميد بن عصام الجرجاني روى عنه محمد بن أيوب بن المعافى العكبري. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خالد بن بخيت الدقاق قال: حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى

ذكر من اسمه علي في آباء من اسمه الحسن:

العكبري قال: حدثنا الحسن بن عبيد الهمذاني، بطرسوس قال: حدثنا عبد الحميد ابن عصام الجرجاني قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان الثوري عن سفيان بن عينية عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه سئل عن الصالحين قال: هم الصائمون. ذكر من اسمه علي في آباء من اسمه الحسن: الحسن بن علي بن ابراهيم بن علي بن محمد الجويني أبو علي البغدادي الكاتب ويعرف بابن اللعيبة ويلقب فخر الكتاب، قدم حلب وأقام بها مدة في أيام نور الدين محمود بن زنكي بن آق سنقر، وانقطع اليه. وكان يكتب خطا حسنا، وكتب الكثير بخطه وتبع علي بن هلال في (275- و) طريقته، وأحسن أقلامه قلم النسخ، ويقع في خطه نوادر أجاد فيها، وكان كتب على عمر الخطاط ببغداد في صدر عمره، وكان خطه وهو ببغداد يميل الى طريقة البغداديين، فلما قدم الشام وأقام بحلب، جاد خطه وكتب على طريقة ابن البواب لكثرة نقله خطه، وأجود كتابته ما كتبه بحلب، ثم أنه سافر الى الديار المصرية فمالت كتابته الى طريقة المصريين، وأقام بمصر الى أن مات بها، وكان له شعر لا بأس به. روى عن أبي منصور بن الجواليقي، وأبي البركات عبد القاهر بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة. كتب عنه أبو البركات عبد القاهر بن علي بن أبي جرادة الحلبي بها، وروى عنه شيخنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل. سمعت الشيخ أبا الحسن علي بن أبي بكر الهروي يسيء الثناء على أبي علي الجويني ويصفه بقلة الدين، وحكى لنا عنه أنه كان يكتب المصحف وربما يكون حاضرا عنده شراب مسكر خمر أو نبيذ فإذا نشفت الدواة واحتاج الى أن يسقيها ألقى عليها من ذلك الشراب، هذا معنى ما سمعته منه، نسأل الله التوبة والعصمة. وأخبرني أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي قال: أخبرني ظهير

الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن صدقة، نائب الوزارة كان ببغداد قال: سافرت مع أبي، يعني، جلال الدين أبا رضا لما سار رسولا عن الراشد الى حلب، وكان معنا ابن المطلب الكاتب، والحسن بن علي بن ابراهيم الجويني قال: فشربا ليلة، وخرجا من بين الخيم فتعثرا في أطناب خيمة زنكي فاضطربت الخيمة، فأحس زنكي بذلك، وسأل عنه فقيل له (275- ظ) : هؤلاء سكارى من أهل بغداد، فأمر بأن يصلبا إذا طلع الصبح، فبلغ ذلك والدي فركب قبل الصبح، ووقف على ظهر دابته هو وأصحابه، فلما استيقظ زنكي رآهم فسأل عن الحال فقيل له هذا جلال الدين يشفع في أصحابه الذين أخذوا الليلة، وأمر مولانا بصلبهم، فقال: سلموا اليه أصحابه وأطلقوهم، قال فأخذناهم ورجعنا الى الخيمة، فلما عدنا لم يرجع الجويني معنا وأقام بقلعة حلب من ذلك اليوم. وأظن أن الجويني ثاب في آخر عمره، وأقلع عما كان عليه، وله أشعار تدل على ذلك سنذكر بعضها إن شاء الله تعالى. قرأت بخط العماد أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حموية، شيخ الشيوخ بدمشق بها، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد، إجازة ان لم يكن سماعا، قال: فخر الكتاب الحسن بن علي الجويني المقيم بمصر، ذو الخط الرائق، واللفظ الشائق والخلق العذب والصدر الرحب كتب إلي يستدعي اقلاما واسطية «1» . تقول يدي عند افتقاد يراعها ... الأصم السميع الأخرس المتكلم الى كم أمني بالجواد المسوّم ... الأنيق لعين الناظر المتوسم أقوم زيغ الخط منه بحاذق ... صبور جليد واسطي مقوم أغير الأجل العالم الصدر ... انتحي بذاك عزيز الدولة بن المقدم (276- و) أغير عماد الدين أرجوه سندا ... يشيد من خطي الصنيع المنمنم

قرأت بخط أبي البركات بن أبي جرادة: أنشدني فخر الكتاب حرس الله عزه لبعض العراقيين. يندم المرء على ما فاته ... من لبانات اذا لم يقضها وتراه فرحا مستبشرا ... بالتي أمضى كأن لم يمضها انها عندي وأحلام الكرى ... لقريب بعضها من بعضها وجدت بخط الحسن بن ابراهيم الجويني من شعره أبياتا حملها إليّ بعض الأصدقاء بدمشق فنقلتها وهي: ما ينفع القرب وهو مجتنب ... فكم بعيد وداره كثب اذا الوصال أنتأت مطالبه ... فما يد للدنو تحتسب يشجو فؤادي الهوى وليس له ... في مخلص من عذابه أرب ما حيلة الصب في هوى رشأ ... تبعده من وصاله القرب فلا نوالا هواه يبذله ... ولا مزارا خياله يهب ظبي هواه للقلب مجتذب ... لكن رضاه للصب مجتنب لكل قلب جمال صورته ... على جميل العزاء مغتصب كأن في صحن خده قبسا ... بأنفس العاشقين يلتهب نار على القلب من تورّدها ... برد وفيه من بعدها لهب (276- ظ) سقيا لعيش من النعيم به ... كانت ذيول السرور تنسجب أيام مجنى هواي في ظلها ... الوصل ومرعى همومي اللعب بين شموس تظلها سدف «1» ... على غصون تقلها كثب في ربيع لهوي بالكرخ يا حبذا ... الكرخ محلا وحبذا حلب ونقلت من خط أبي علي الجويني لنفسه من أبيات مدح بها أبا الفضل غسيان ابن جلب راغب بالديار المصرية:

يقول وفد التهاني ... أبشر بنيل الأماني فقد أتتك سعود ... تبقى بقاء الزمان وكل ماض بعيد ... مما تحاول دان يا من يجرد عزما ... كالصارم الهندواني بحدك الق أعاديك ... لا بحد اليماني يا من لعلياه سير ... الأمثال في البلدان يا واحدا لا يدانيه ... في البرايا مدان يا من يرى الجود حتما ... فرضا على الانسان وفي النوافل يأتي ... بعارفات حسان أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل- اجازة عند قراءتي عليه بدار الوزارة بالقاهرة قال: أنشدنا فخر الكتاب الحسن بن علي (277- و) بن ابراهيم الجويني لنفسه من قصيدة: فإن قلت لي صبرا فلا صبر لامرىء ... غدا بيد الأيام تقتله صبرا وإن قلت لي عذر فو الله ما أرى ... لمن ملك الدنيا اذا لم يجد عذرا وأنشدنا أبو القاسم بن الطفيل في كتابه قال: أنشدنا فخر الكتاب الحسن بن علي الجويني لنفسه وقال لنا: قلت أخاطب نفسي المسكينة الموثقة الرهينة: أبا علي يا رهين الثرى ... كم فرصة أهملتها فاخرة قد فاتت الدنيا فبعدا لها ... بادر وقم فاستدرك الآخرة قال شيخنا أبو القاسم: وأنشدنا لنفسه. يا ابن الجويني الذي ... تجنى وينسى ما جنا كم غارس في جنة ... تعبت يداه وما جنى

يا آمن الدنيا التي ... تصل المنايا بالمنى كم حل في جسم خمار ... الفقر من سكر الغنى يا بائعا دار البقا ... أتقيم في دار الفنا يا دار دنيانا التي ... تقضى وتبعد من دنا خير القنايا أن يجود ... العبد فيك بما اقتنى قال شيخنا أبو القاسم: قال لنا الجويني وقلت أعني نفسي على طريق اللزوم: يا ليت شعري ما يقال ... اذا الجويني انتقل (277- ظ) ما كان يفعله يقال ... وما عداه لم يقل من يستقل من ذنبه ... من قبل مصرعه يقل قال أبو القاسم: قال لنا الجويني: وقلت: بعقب افاقتي من مرض صعب: يا رب عافيت من العلة ... تفضلا فاعف عن الزلة الحمد لله الذي عمني ... من فضله ما لم أكن أهله وصانني شكرا لنعماه ... عن مواقف الذلة والبذله فكم له عندي من نعمة ... ديمتها وطفاء منهلة أهفو ويعفو فأرتجو ... فضله لكنكم لا تأمنوا عدله أخبرني أبو السعادات بن أبي بكر بن حمدان أن الجويني توفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، ثم قرأت بالقاهرة في درج وقع إلي بخط الجويني في آخره: كتبه العبد الخائف من ذنبه اللاجئ الى كنف ربه عز وجل حسن بن علي بن ابراهيم الجويني، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وله حينئذ من العمر اثنتان وثمانون سنة بحمد الله ومنّه. وأنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: في ذكر من توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة من كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي التاسع من صفر توفي الشيخ الفاضل أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم الجويني الكاتب بالقاهرة، حدث عن أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي، وهو مشهور بجودة الخط،

الحسن بن علي بن ابراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهوه:

وله أدب وشعر حسن، أنشدنا عنه غير واحد من أصحابه، وقيل انه توفي سنة ست وثمانين «1» . قلت: وهو الصحيح. الحسن بن علي بن ابراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهوه: أبو علي الاهوازي المقرئ وكان يعرف بامام الحرمين، قدم حلب في سنة ثلاث وعشرين واربعمائة، وحدث بها عن أبي القاسم تمام بن محمد الرازي وأبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وسمع بمعرة النعمان أبا عمرو عثمان بن عبد الله ابن ابراهيم الطرسوسي قاضيها، وحدث بغيرها عن (278- و) أبي القاسم نصر ابن أحمد المرجي، وأبيه علي بن ابراهيم، وأبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف وأبي طلحة عبد الجبار بن محمد بن الحسن الطلحي البصري وأبي علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، والقاضي المعافى بن زكريا ابن طرارا الجريري، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن نفيس الامام، وأبي الحسن علي بن الحسن بن القاسم بن عبد الله الطرسوسي وأبي زرعة أحمد بن محمد بن عبد الله التستري، وأبي الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن النعمان نزيل الرملة، وأبي القاسم عبد العزيز بن عثمان بن محمد الصوفي، وأبي الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن الرفاء السامري، وأبي الحسن أحمد بن ابراهيم بن فراس، وأبي العباس أحمد بن محمد بن أبي سعيد الكرخي قاضي مكة، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن اسماعيل بن يوسف الشيباني، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عمر ابن نصر، وأبي محمد طلحة بن أسد بن المختار الرقي، وأبي علي الحسن بن علي بن الحسن بن شواش الارتاحي، وأبوي بكر: ابن هلال الحنائي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث، وأبي العباس منير بن أحمد بن الحسن المصري الخلال، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الماوردي، وأبي الحسين جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب، وهبة الله بن موسى بن الحسين المزكي الموصلي، وعبد الوهاب الميداني، وأبي بكر بن أبي الحديد وأبي مسلم الكاتب، وعلي بن بشرى العطار، وأبوي نصر: ابن الجبان، وابن الجندي.

روى عنه أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي الحلبي والخطيب (278- ظ) أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، وأبو سعد اسماعيل بن علي الرازي السمان، والحافظ أبو منصور المظفر بن الحسين بن ابراهيم بن هرثمة الفارسي، وعلي ابن محمد بن شجاع الربعي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن علي الهروي المقرئ مجاور المسجد الاقصى، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري، وعبد العزيز ابن أحمد الكتاني، وأبو علي الحسن بن الحسين التفليسي، وعلي بن الخضر السلمي والفقيه أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي، ونجا بن أحمد العطار، وصهره أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله وأبا عبد الله: ابن أبي الحديد السلمي، ومحمد بن محمد بن الحسين الطوسي، وأبو علي اسماعيل بن العباس بن أحمد الصيدلاني النيسابوري، وأبو طاهر بن الجنائي، وأبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب العلوي، وأبو القاسم بن أبي العلاء. وله كتب صنفها في القراءات وفي غيرها منها «الموجز في القراءات السبعة» وكتاب في «القراءات العشرة» وكتاب «الوجيز في القراءات الثمانية» ، وكان يطعن على أبي الحسن الاشعري وله كتاب في ذمه وقفت عليه، ورد عليه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي في كتاب سماه: «تبيين كذب المفتري فيما نسب الى الإمام أبي الحسن الاشعري» «1» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرني أبي أبو الفضل هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: حدثني الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد الجلي الحلبي قال: حدثنا الشيخ أبو علي الحسن بن علي ابن ابراهيم الاهوازي (279- و) - إملاء بحلب في شوال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة- قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قال: حدثنا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي قال: حدثنا هشام بن خالد الازرق قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فاذا الناس على رجل

فقال: ما هذا؟ قالوا: علامة يا رسول الله، قال: وما علامة، قالوا: أعلم الناس بالشعر وأعلم الناس بكلام العرب، وما اختلف فيه العرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علم لا ينفع وجهل لا يضر، العلم ثلاث ما خلاهن فضل: علم آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة «1» . أخبرنا أبو المعالي أحمد بن الخضر بن هبة الله بن طاوس الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس السلمي قال: أخبرنا الفقيه نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم ابن يزداد المقرئ بدمشق سنة ثلاثين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب ابن الحسن بن الوليد الكلابي قال: حدثنا طاهر بن محمد قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا حفص بن سليمان عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن بلفظه واستظهره أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته (279- ظ) كلهم قد وجب له النار «2» . أخبرنا أبو الوحش بن نسيم، كتابة، قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت بخط أبي محمد بن صابر قال لي أبو محمد مقاتل بن مطكود: قال لي أبو علي: ولدت يوم الاربعاء السابع والعشرين من الحرم سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي علي الاهوازي: وأنبأنا أبو طاهر بن الحنائي قال: أخبرنا أبو علي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالاهواز، وكأنه يوم القيامة، فقال لي: بقي علينا شي، اذهب فمضيت في ضوء أشد بياضا من الشمس، وأنور من القمر حتى انتهيت الى طاقة أمام باب، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الانصاري بحلب، وأبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي الصوفي، بالقاهرة، قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: سمعت أبا البركات الخضر بن شبل بن الحسن الحارثي صاحبنا بدمشق يقول: سمعت الشريف النسيب أبا القاسم علي بن ابراهيم بن العباس العلوي المعروف بابن أبي الجن يقول: أبو علي الأهوازي المقرئ ثقة، ثقة. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله (280- و) الدمشقي قال: الحسن بن علي بن ابراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهوه أبو علي الاهوازي المقرئ، سكن دمشق وقدمها يوم الاحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة احدى وتسعين وثلاثمائة، قرأ القرآن بروايات كثيرة، وأقرأه، وصنف كتبا في القراءات. وحدّث عن نصر بن أحمد بن محمد بن المرجي، وأبي حفص الكتاني، وأبي طلحة عبد الجبار بن محمد بن الحسن الطلحي البصري، وأبي الحسن علي بن أحمد ابن محمد بن الرفاء السامري، وهبة الله بن موسى بن الحسين المزني الموصلي، وأبي الحسن أحمد بن ابراهيم بن فراس، وأبي القاسم عبد العزيز بن عثمان بن محمد الصوفي، وأبي مسلم الكاتب، وأبي العباس أحمد بن محمد بن أبي سعيد الكرخي، قاضي مكة، وأبي الفرج المعافى بن زكريا بن طرارا، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن نفيس الامام، وأبي الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن النعمان، نزيل الرملة، وأبي العباس منير بن أحمد بن الحسن المصري الخلال، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الماوردي، وأبي محمد بن أبي نصر وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الوهاب الميداني، وأبي بكر بن أبي الحديد، وأبي الحسين جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث، وأبي علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن اسماعيل ابن يوسف الشيباني، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر، وتمام الرازي، وعلي بن بشرى العطار، وأبي نصر بن الجبان، وأبي نصر بن الجندي، وأبي بكر (280- ظ) ابن هلال الحنائي، وأبي محمد طلحة بن أسد بن المختار الرقي.

روى عنه أبو بكر الخطيب، وعلي بن محمد بن شجاع الربعي، وأبو سعد اسماعيل بن علي الرازي السمان، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو عبد الله بن أبي الحديد، وعلي بن الخضر السلمي، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين الطوسي، وأبو علي اسماعيل بن العباس بن أحمد الصيدلاني النيسابوري، والفقيه أبو الفتح نصر بن ابراهيم، وأبو علي الحسن بن الحسين التفليسي، ونجا بن أحمد العطار، وصهره أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله وأبو طاهر بن الحنائي. وحدثنا عنه أبو القاسم النسيب، وذكر أنه ثقة، وذكر أنه أخبره أنه دخل دمشق سنة أربع وتسعين وثلاثمائة. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: اجتمعت بهبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ ببغداد، فسألني عن من بدمشق من أهل العلم فذكرت له جماعة منهم: الحسن بن علي الاهوازي المقرئ فقال: لو سلم من الروايات في القراءات!. قال الحافظ: قال لنا أبو محمد بن الاكفاني: قال لنا الكتاني: وكان مكثرا من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف، وجمع في ذلك شيئا كثيرا، وفي أسانيد القراءات غرائب، كان يذكر في مصنفاته أنه أخذها رواية وتلاوة، وأن شيوخه (281- و) أخذوها كذلك رواية وتلاوة. قال الحافظ أبو القاسم بعد حديث ذكره عنه: هذا حديث منكر وفي اسناده غير واحد من المجهولين، وللاهوازي أمثاله في كتاب جمعه في الصفات، سماه «كتاب البيان في شرح عقود أهل الايمان» ، أودعه أحاديث منكرة، كحديث «ان الله لما أراد أن يخلق نفسه، خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق» مما لا يجوز أن يروى، ولا يحل ان يعتقد، وكان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالاحاديث الضعيفة، التي تقوي له رأيه، وحديث اجراء

الخيل موضوع وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فيقبله بعض من لا عقل له، ورواه وهو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا. قال الحافظ أبو القاسم سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور، يحكي عن أبيه أبي العباس، ح. وأنبأنا به أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الحسن عن أبيه أبي العباس قال: لما ظهر من أبي علي الاهوازي الاكثار من الروايات في القراءات أتهم في ذلك، فسار أبو الحسن رشاء بن نظيف، وأبو القاسم بن الضراب وابن القماح الى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه ووصلوا الى بغداد، وقرأوا على بعض الشيوخ الذين روى عنهم الاهوازي، وجاؤوا بالإجازات عنهم وبخطوطهم فمضى الاهوازي اليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم، ففعلوا (281- ظ) ودفعوها اليه فأخذها وغير أسماء من سمي لتستتر دعواه، فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح، هذا معنى ما سمعته يقول، وبلغني عنه أنهم سألوا عنه بعض المقرئين الذين ذكر أنه قرأ عليهم وحلّوه له، فقال: هذا الذي تذكرونه قد قرأ علي جزو أو نحوه. قال أبو الحسن: وحدثني والدي أبو العباس قال: عاتبت أو عوتب أبو طاهر للواسطي المقرئ في القراءة على أبي علي الاهوازي، فقال: أقرأ عليه العلم، ولا أصدقه في حرف واحد. قال أبو الحسن: وحدثني أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي بن الملحي قال: كنت عند رشاء بن نظيف المقرئ العدل في داره على باب الجامع، وله طاقة إلى الطريق فاطلع فيها وقال: قد عبر رجل كذاب، فاطلعت فوجدته الاهوازي «1» . قرأت «2» بخط الامام الحافظ أبي طاهر السلفي رحمه الله قال: وسمعت أبا محمد- يعني هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس يقول: سمعت أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي يقول: قدم أبو علي الاهوازي دمشق وحضره رشاء

ابن نظيف المقرئ، وحضر ما عنده، ثم خرج رشاء الى العراق وأودع كتبه عنده، فلما رجع رأى أسانيد أبي علي قد تضاعفت، فقال له: يا هذا من أين لك هذه ولم ترحل بعدي، ولا قدم دمشق شيخ قرأت عليه، فقطعه وكان يتكلم فيه. وقرأت بخطه بعده سمعته يقول: سمعت علي بن أبي العلاء المصيصي الفقيه يقول: ذكر أبو علي الاهوازي، في جملة ما ذكر، أنه قرأ على أبي الحسن الحمامي وأبو الحسن متأخر لم يكن الاهوازي محتاجا اليه، فلما اتهم بادعائه روايات استغربوها كتبوا الى أبي الحسن الحمامي، فذكر أنه لم يقرأ عليه قط، وأخذ خط الحمامي بذلك وحمل الى دمشق. وقرأت بخط الحافظ أيضا: أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم بن يزداد بن هرمز المقرئ المعروف بالاهوازي، قرأ القرآن بالاهواز على أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين بن اسماعيل الجبي صاحب أبي جعفر بن جرير بن يزيد الطبري وأبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ، وعلى أبي العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله بن اسماعيل العجلي التستري، صاحب أبي العباس أحمد ابن عبد الصمد الرازي، وأبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي وعلى أبي الحسن علي بن الحسين بن عبيد البغدادي المعروف بالغضائري صاحب ابن شنبوذ، أبي الحسن، وابن مجاهد أبي بكر، وببغداد على أبي الحسن علي بن اسماعيل بن الحسن القطّان المعروف بالخاشع، وأبي حفص عمر بن ابراهيم بن كثير الكتاني وأبي الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن عبيد بن (282- ظ) طرارة الجريري، وأبي اسحاق ابراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن ابراهيم الشنبوذي، ونظرائهم، وبالبصرة على أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد الله العجلي اللالكي صاحب الشذائي أبي بكر، وعلى أبي بكر محمد بن أحمد بن علي الباهلي النجاء صاحب القاسم بن زكريا بن عيسى المقرئ، وعلى أبي الحسن علي بن الحسين بن عبد الحميد الشمشاطي، وعلى أقرانهم، وبالبطائح على أبي عبيد الله محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان الكرخي، صاحب أبي بكر محمد بن هرون بن نافع البصري المعروف بالتمار، وبدمشق على أبي بكر

محمد بن أحمد بن عبد الله بن هلال السلمي، بعد أن طاف ممالك الاسلام، وصار علما من الأعلام يرحل إليه للقراءة عليه، وصنف وتصدى للإقراء والرواية، وشهرته تغني عن الاطناب في ذكره، والإسهاب في أمره. وأما الحديث فقد سمع بالموصل أبا القاسم المرجي الراوي، عن أبي يعلى، وبدمشق عمران بن الحسن الخفّاف، وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن أبي الحديد، وتمام بن محمد الرازي، وبمكة أبا العباس النسوي وببغداد أبا حفص بن شاهين، والمعافى بن زكريا الجريري، وأبا حفص الكتاني، وبالبصرة محمد بن المعلى الازدي، وابن وصيف، وبمصر منير بن الحسن، وأحمد ابن عمر الجهازي، والحسن بن عبد الرحمن بن أبي عروة الحطاب، وعبدان بن أحمد الاصبهاني، وابن جميع الصيداوي، وفاتك بن عبد الله الصوري، وخلف بن محمد الحافظ الواسطي، وغيرهم من شيوخ صيدا، واطرابلس، وقد تكلم فيه رشاء بن نظيف بن ما شاء الله وهو مقرئ من أقرانه، سمع أبا مسلم الكاتب بمصر، ولم يكن من المسندين وجرّح مثل الأهوازي في جلالته وعظم شأنه يقول بعض أقرانه ما لا سبيل اليه. ونقلت من خط الحافظ: سمعته، يعني، القاضي أبا منصور سالم بن محمد بن منصور العمراني بآمد يقول: سمعت والدي يقول: لم يكن بعد ابن مجاهد في القراء كأبي علي الاهوازي بدمشق، وتصانيفه تدل على فضله، وقال أبو منصور: وهو شيخ والدي الذي قرأ عليه «1» (283- و) . أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الحسين قال: أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد الكلابي قال: حدثني أخي لأمي أبو الحسن علي بن الخضر بن الحسن العثماني قال: توفي أبو علي الحسن بن علي الاهوازي يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة ست وأربعين، تكلموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ علي بن الحسن بن

الحسن بن علي بن ابراهيم:

عساكر قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: توفي شيخنا أبو علي الاهوازي المقرئ (282- و) يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة بعد الظهر، سنة ست وأربعين وأربعمائة، وكانت له جنازة عظيمة، حدث عن ابن المرجي وأبي حفص الكتاني، وعبد الوهاب بن الحسن بن الوليد وغيرهم، وانتهت اليه الرئاسة في القراءة في وقته ما رأيت منه الا خيرا. قال علي بن الحسن: وذكر أبو محمد بن صابر عن أبي القاسم علي بن ابراهيم أنه مات يوم الاثنين الثاني عشر من ذي الحجة. وذكر عن مقاتل السوسي أنه توفي لست بقين من ذي القعدة، وذكر صهره عبد الباقي بن أحمد أنه مات يوم الثلاثاء، ودفن يوم الاربعاء في العشر الاول منه. وذكر أبو عبد الله محمد بن علي بن قبيس فيما وجدته بخطه مثل ذلك. «1» . الحسن بن علي بن ابراهيم: أبو القاسم الطرسوسي، حدث عن أبي بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، وطاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي، روى عنه أبو عثمان البحيري، وأبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الحافظ. أخبرنا الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الاستاذ أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري بنيسابور قال: أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد (283- ظ) البحيري قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن ابراهيم الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة الامام، قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بالغلمان فيسلم عليهم ويدعو لهم بالبركة. «2» .

الحسن بن علي بن أحمد بن مسعود:

الحسن بن علي بن أحمد بن مسعود: أبو محمد الحلبي الملحي، من أهل حلب، وسكن دمشق وحدث بها. أخبرنا عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسن الدمشقي- فيما كتبه الينا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الشافعي قال: الحسن بن علي بن أحمد بن مسعود أبو محمد الحلبي الملحي، سكن دمشق، وحدث، سمع منه أبو محمد بن الأكفاني، «1» فيما أري. الحسن بن علي بن أحمد بن وكيع بن خلف بن وكيع: أبو محمد التنيسي، وقيل الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن وكيع، وبعضهم سماه الحسن بن محمد بن وكيع، وكناه أبا محمد، وبعضهم سماه علي بن الحسن بن وكيع، وكناه أبا الحسن. ووقع إليّ نسخة من شعره صحيحة ابتدأ في أول الديوان وقال: قال أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن وكيع، وختمه بقوله: آخر شعر أبي محمد الحسن بن علي بن وكيع، ثم انه كتب بعده نقلته من نسخة كان في آخرها مكتوبا: نقلته من نسخة كان في آخرها بخط ابن وكيع يقول: علي بن الحسن بن (284- و) علي بن وكيع بن خلف: إنني قرأت هذا الديوان، وهو جميع شعري على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الجوري. ولد أبو محمد بتنيس، وكان شاعرا مجيدا، ويلقب بالعاطس، وقدم حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وروى عنه شيئا من شعره أبو نصر المهنا بن علي بن المهنا المعري المعروف بالناظر وسماه عليا، وسمع منه بمعرة النعمان، وأبو محمد بن النحاس، وسماه الحسن بن محمد، وروى عنه أبو القاسم الحضرمي المعروف بالطحان، وسماه الحسن بن علي بن أحمد ابن وكيع، وهو الصحيح وأبو محمد عبد الرحمن بن عمرو أبو سعد أحمد بن محمد الهروي. ذكره أبو القاسم الحضرمي الطحان في تاريخه «2» الذي ذيل به على تاريخ أبي

سعيد بن يونس فقال: الحسن بن علي بن أحمد بن وكيع بن خلف الشاعر أبو محمد أصله بغدادي، ومولده هو بتنيس، سمعت منه. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يعقوب الأديب، إذنا، قال: أخبرنا أبو منصور الثعالبي قال: أبو محمد الحسن ابن علي بن وكيع التنيسي، شاعر بارع، وعالم جامع قد برع على أهل زمانه، ولم يتقدمه أحد في أوانه وله كل بديعة تسحر الأوهام وتستعد الافهام. «1» . قرأت في «كتاب العروس في فضائل تنيس «2» » تأليف القاضي أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم الخطيب قال: وأما شعراء هذه المدينة، من أهلها ومن قطنها منهم، ودخلها، فمن أهلها، ولو لم أجد سواه لكفى كما قيل: والناس ألف منهم كواحد، وواحد كالألف، ان امر عنا «3» : فهو أبو محمد الحسن بن علي ابن وكيع، وقبره الآن بها في المقبرة الكبرى، وله كتاب مصنف في سرقات أبي الطيب المتنبي تأليفه، وهو يجمع فضلا جامعا، وعلما كثيرا بارعا في عدة مجلدات، وديوان شعر ابن وكيع هذا أيضا عليه أربعة مجلدات على حروف المعجم. أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي الفتح بن يحيى الكناري الموصلي الصفار قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد ابن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الشاشي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد المقرئ التميمي قال: أنشدنا أبو محمد بن النحاس قال: أنشدني أبو محمد الحسن بن محمد بن وكيع التنيسي لنفسه: حاسبني الدهر على ما مضى ... بدّل فرحاتي بترحات فليته جازى بما نلته ... لكنه أضعف مرّات (284- ظ) أنبأنا أبو حامد محمد بن أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الملك الهاشمي،

ان شاء الله قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد القاهر بن علوي بن عبد القاهر ابن المهنا المعري قال: أنشدني والدي رحمه الله قال: أنشدني عمي- يعني- أبا نصر الناظر قال: أنشدني أبو الحسن علي بن وكيع التنيسي وفد علينا المعرة، لنفسه في الروض: أما ترى الروض كيف قد أظهر ... بدائعا كان حسنها يستر وابتسمت زهرة الزمان لنا ... عن الربيع المحبب الأزهر حاك لنا من ثيابه حللا ... جوّد في نسجها وما قصر صوّره الله كي يشوقنا ... إلى جنان النعيم إذ صوّر كأن طرف الزمان أبصره ... فشاقه حسن ذلك المنظر فظلّ مستعبر الجفون هوى ... له ولولا الهوى لما استعبر أخجل حسن السماء فاحتجبت ... بسحبها خجلة فما تظهر أودع أسراره الثرى زمنا ... ثم انثنى معلنا لما أضمر فالأرض تثني على السحاب بما ... درهم من نورها وما دنّر «1» انظر بعينيك نحو نرجسه ... فحسنه فوق كلما يظهر كأنه والعيون ترمقه ... كواكب في سمائها تزهر أحاط مبيضّه بصفرتة ... فراق بالحسن طرف من أبصر حاكى خواتيم فضة جدد ... مفضضات بأصفر الجوهر (285- و) انظر إلى روضة البنفسج ... والآس على جانبه قد خطّر كمطرح أزرق أحيط على ... أرجائه فروز له أخضر يشق تلك الرياض منفجرا ... جدول ماء بفيضه يزخر كأنه والشقيق منبسط عليه ... من جانبيه قد أزهر

الحسن بن علي بن احمد كياءك العطار:

ساق من الروم شقّ من طرب ... عن يقق «1» الصدر قرطقا أحمر فالروض يحكى لنا الجنان وما جرى ... من الماء فيه كالكوثر قم تغنم طيبه ولذته ... فليس في ترك ذا امرؤ يعذر واغد إلى متجر الصبى عجلا ... فتاجر اللهو مربح المتجر قرأت في تاريخ مختار الملك محمد بن عبيد الله بن أحمد المسبحي في حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قال: وفيه- يعني شهر ربيع الآخر- توفي أبو محمد ابن وكيع الشاعر، ويلقب بالعاطس بتنيس يوم الثلاثاء لسبع بقين منه، وكان شاعرا مليح الشعر، مطبوعا حلو الألفاظ، وكان في كلامه حكله. «2» . الحسن بن علي بن احمد كياءك العطار: أبو علي الطبري حدث بحلب، وسمع منه بها أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري وعده في جملة شيوخه. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، نفر من شيوخ أبي معشر الطبري، فذكر جماعة، ثم قال: قال أبو معشر الطبري: سمعت بمصر على اسماعيل الحداد، وذكر غيره، وقال: وسمعت بحلب على أبي علي الحسن بن (285- ظ) علي بن أحمد كياكي- كذا- العطار الطبري، وبخطه في الحاشية كياءك (286- و ظ) .

الحسن بن علي بن اسحاق بن العباس أبو علي الطوسي:

الحسن بن علي بن اسحاق بن العباس أبو علي الطوسي «1» : بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي الوزير المعروف بنظام الملك ويعرف بخواجا بزرك، وخواجا بالفارسية الوزير، وبزرك العظيم، وزر للسلطان العادل ألب أرسلان بن جغري بك، وقدم معه حلب في سنة ثلاث وستين وأربعمائة حين قدمها محاصرا لها. ثم وزر بعده لولده السلطان ملكشاه أبي الفتح، وقدم معه حلب سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وسمع بحلب أبا الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي، وروى عن أبي عبد الله بن محمد الطوسي، وأبي بكر محمد بن يحيى بن ابراهيم المزكي، وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبي حامد أحمد بن الحسن الأزهري، وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد الصفار، وأبي بكر محمد بن أحمد ابن الحسن الطاهري، وأبوي منصور: شجاع بن علي بن شجاع المصقلي الشيباني، ومحمد بن أحمد بن علي القاضي، وأبي نصر علي بن عبد الله الكاغدي، وأبي بكر أحمد بن منصور بن خلف المقرئ، وأبي القاسم اسماعيل بن زاهر الطوسي، وأبي الحسين علي بن عبد الله بن أحمد، وأبي مسلم محمد بن علي بن مهر برد الأديب، وأميرك بن أحمد، وأحمد بن عبد الرحمن الصائغ، وأبي عبد الله عبد الرحمن ابن عبد الله المذكر، وأبي الحسن علي بن محمد بن يحيى المرندي، وغيرهم.

روى عنه أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف بن عمر الأرموي، وأبو الصمصام (287- و) ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني، وأبو الفتح نصر الله محمد بن عبد القوي اللاذقي، وأبو نصر محمد بن محمود الشجاعي، وأبو محمد الحسن ابن منصور السمعاني، وأبو القاسم نصر بن نصر الواعظ العكبري، وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبو الفتح محمد بن عبد الله البسطامي، وأبو سفيان محمد بن أحمد العبدوسي، وأبو بشر مصعب بن عبد الرزاق المصعبي، وأبو الحسين محمد بن محمد بن محمد السهلكي، وأبو القاسم: علي بن طراد الزينبي، واسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، وأبو الفضل محمد بن أبي نصر بن المسعودي، وأبو غالب محمد بن ابراهيم الصّيقلي، وأبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا، وغيرهم. وعقد مجلس الإملاء لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان وزيرا عادلا سائسا قيما بأمور المملكة فاضلا، عالما، جوادا، حليما، كثير الصدقة والمعروف، ووقف عدة مدارس لطلبة العلم، وكان كثير المخالطة لأهل العلم، مكرما لهم، حسن الأخلاق. أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب البغدادي- قراءة عليه بدمشق- قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن عبد الله بن موهوب بن البناء- بدمشق- قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر الواعظ العكبري، قالا: حدثنا الصاحب الأجل العالم العادل، نظام الملك، قوام الدين، غياث الدولة، وشمس الملة، أتابك أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق رضي (287- ظ) أمير المؤمنين، إملاء في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم من سنة ثمانين وأربعمائة، بالمدرسة ببغداد، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المقرئ بنيسابور، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا أبو العباس محمد بن اسحاق السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الأنصاري عن أبي قتادة السلمي ان

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا جاء أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس. «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد المروزي قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي بدمشق قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق الوزير بأصبهان قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن محمد الطوسي قال: حدثنا أبو عبد الله بن محمد الخازمي قال: حدثنا عبد الله ابن عمر بن علك قال: حدثنا عبدان بن محمد الزاهد: قال: حدثنا علي بن عيسى قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا لعن آخر هذه الامة أولها، فمن كان عنده علم فليظهره، فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» «2» . (288- و) . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة بقراءتي عليه قال: أخبرنا والدي أبو الفضل هبة الله بن محمد، ح. وأخبرنا أبو هاشم الحلبي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي المظفر، قالا: أخبرنا أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني- بقراءتي عليه بالموصل- قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق الوزير بأصبهان قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن يحيى بن ابراهيم المزكي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن داود بن سليمان قال: حدثني ابراهيم بن عبد الواحد قال: حدثنا وريزة بن محمد الغساني قال: حدثنا الفضل بن محمد عن أبيه عن جده قال: قيل لعبد الله بن عباس كم تكتب العلم؟ فقال: اذا نشطت فهو لذتي، واذا اغتممت فهو سلوتي. قرأت في «كتاب زينة «3» الدهر» لأبي المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي،

وذكر نظام الملك وقال: وبلغني أنه كان يقول الشعر، والذي وقع إليّ من شعره، وهو بديع، وكان عند كبره يتكئ على عصا. بعد الثمانين ليس قوة ... لهفي على قوة الصبوة كأنني والعصا بكفي ... موسى ولكن بلا نبوة قال الحظيري: وله: أتذكرها وقد خرجت عشيا ... بأتراب لها كالعين رود فمدت من أصابعها وقالت ... خضبناهن من علق الوريد (280- ظ) نقلت من مجموع بخط ولد أسامة بن مرشد بن منقذ، وقال خواجه بزرك رحمه الله: أأحبابنا لا شتت الدهر شملكم ... ولا ذقتم من لوعة البين ما عندي تحملتم لي كلكم شوق واحد ... وحملتموني شوق كلكم وحدي أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي: مولده- يعني الصاحب نظام الملك- يوم الجمعة الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة ثماني وأربعمائة. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي، عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال في كتاب الإكمال: بزرك بفتح الباء، وبعدها زاي مضمومة، ثم راء ساكنة، فهو نظام الملك، قوام الدين، غياث الدولة، رضي أمير المؤمنين، أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق، يعرف بين العجم بالبزرك، ومعناه العظيم، سمع الكثير، وحدث، وأملى بخراسان جمعا، وبالثغور، وبقوهستان «1» وغيرها من البلاد، وسمعت منه إملاء

بالري، وسمعت منه بنواحي خت «1» ، وبقراءة غيري، وكان ثقة، ثبتا، متحريا، فهما، عالما «2» . وقال ابن ماكولا في موضع آخر من الكتاب المذكور: أما نظام فهو نظام الملك، قوام الدين، غياث الدولة (289- و) وزين الوزراء، أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق، ولد بطوس، وسمع الكثير، وحدث بمرو، ونيسابور، والريّ وأصبهان، وبغداد، وجميع بلاد خراسان، وبلاد أرّان «3» وهي جنزه وبرذعه، وبيلقان، وسائر البلاد «4» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني قال: الحسن بن علي بن اسحاق بن العباس الطوسي، أبو علي الوزير نظام الملك، العالم العادل، كعبة المجد، ومنبع الجود، ومعدن الكرم والافضال، ذو القلم الماضي، واللسان القاضي، والمعدله، والامانة، والصلاح، والديانة؛ وكان صاحب أناة، وحلم، ووقار، وصفح، وصمت، وكان مجلسه عامرا بالقراء والفقهاء، وأئمة المسلمين وأعلام الدين، وأهل الخير، والستر، والصلاح؛ وصار مثل الكعبة، يقصده كل أحد من الاقطار؛ وأمر ببناء المدارس في الامصار، ورغب في العلم كل أحد، سمع الحديث الكثير، وأملى في البلاد، وحضر مجلسه أكثر الحفاظ والمحدثين، ورغبوا في السماع منه لعلو رتبته، وارتفاع درجته. وأما ابتداء حالته: فانه كان من أولاد الدهاقين: وأرباب الضياع بناحية بيهق، وقصبة الراذكان من نواحي طوس، قيل انه نفي عن والدته رضيعا. وان أباه كان يطوف به على المرضعات فيرضعه حسبة حتى شب، ولم يدر أحد مكنون سر الله في (289- ظ) أمره، فنشأ، وساقه التقدير الى أن علق به شيء من العربية، وقاده

ذلك الى الشروع في رسوم الاستيفاء، فلم يزل الدهر يعلو به، وينخفض حضرا وسفرا. وكان يطوف في بلاد خراسان، ووقع الى غزنة في صحبة بعض المتصرفين الى أن تنبه بخته. وحان وقته، ووقع في شغل أبي علي بن شاذان المعتمد عليه ببلخ من جهة الأمير جغري حتى حسن حاله عند ابن شاذان. وظهر أثر خدمته. ولاحت آثار كفايته، وصار معروفا عند ذي أمره، الى ان توفي أبو علي بن شاذان، فذكر أنه أوصى الى الملك الب ارسلان، به، وذكر له كفايته وأمانته واستصلاحه لشغله، فنصبه مكانه، وصار وزيرا له. والحال بعد مستورة، والدولة مغمورة الى ان انتهت الدولة الركنية «1» نهايتها، وكانت ولاية مرو لالب ارسلان ملكا، وهو الوزير المتمكن من الامر، فاتفقت وفاة طغرلبك، ولم يكن له من الاولاد من ينوب منابه، فتوجه الامر الى ألب ارسلان، وتعين للسلطنة، فتحرك عن مرو، والوزير يرتب أمره. ويرتب قواعد ملكه حتى زحف الى نيسابور. والى العراق، وخطب له على منابر خراسان، والعراق. وارتفع أمر الصاحب. وصار سيد الوزراء. صافيا له الورد من سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وانقضت أيام فترة المذاهب والرسوم الممقوتة في الدولة الماضية. وأظهر الله مكنون سره في دولة نظام الملك (290- و) فجرى له من الرسوم المستحسنة، ونفي الظلم، واسقاط المؤن والقسم، وحسن النظر في أمور الرعية، وتقدير المعاملات على سنن الانصاف والعدل. وضبط الامور، واستقامت الاحوال، ورتبت الدواوين أحسن ترتيب، وتزينت الاقطار بآثار العدل والانصاف، وكان من أكفى الكفاة والسلطان من أعدل الولاة، فصفي العيش واطردت التجارات، وأهلت الطرق، وقل أهل العيث والفساد، وأخذ الوزير في بذل الصلات وبناء المدارس والمساجد والرباطات وتحصين العمارات بالاوقاف الدارة، وتزيين المدارس بخزائن الكتب المودعة فيها، المشتملة على نفائس الاعلاق؛ ثم اسكان البقاع طلبة العلم والمدرسين في كل فن من الفنون. وكل ذلك من الاسباب الموثقة للملك، والبذور.

حتى انقضت النوبة للسلطان الب ارسلان بعد استكمال عشر سنين، الى سنة خمس وستين وأربعمائة، وطلع نجم الدولة الملكشاهية، وظهرت كفاية نظام الملك بعد تقدير الله، في تقرير تلك المملكة، مع اتفاق الوقعة الهائلة للسلطان عند قصدهم ما وراء النهر «1» ، وطغاء الخصوم اللد من كل ناحية، وتزاحم الاولاد المستعدين للملك، حتى توطدت أسباب الدولة، واستقام الامر، فصار الملك حقيقة لنظامه ورسما واسما للسلطان، فما كان له إلا إقامة رسم (290- ظ) التخت والاشتغال باللهو والصيد، وكان تحمل اليه الاحمال المجلوبة من الاقطار، والدهر وسنان، والسعد جذلان، والنحس خزيان، واستمر على ذلك عشرون سنة اتفقت لهم فيها غزوات الى الروم، وظفر منها بطرف الدنيا من الاموال، والعبيد، والدواب وغيرها؛ ثم نهضات الى الموصل، وحلب وتلك الديار، وحركات الى ما وراء النهر، وكان في أثناء ذلك ظهور خصوم من الاطراف يتمنون أماني فلا يدركونها، ويتحركون عن مواضعهم وكانت عاقبتهم تؤول الى أنهم يتركونها، وكل ذلك بكمال كفاية نظام الملك، وتمهيده القواعد، وبركة أيامه، وسعادة جده. الى أن انتهى الحال الى الكمال، فما رضيت تلك النوبة المباركة، والدولة الميمونة الا وان تختم بعاقبة تليق بها، وما كانت الا الشهادة. فأدركه قضاء الله في شهر رمضان شهيدا، ووجىء في الطريق بين أصبهان ومدينة السلام ليلة، ومضى الى رحمة الله سنة خمس وثمانين وأربعمائة وما كانت الا زوال بركته وحشمته حتى تغيرت الامور واضطربت المملكة، وتشوشت أمور العالم، ونسيت تلك الرسوم، وما ركدت بعد سنين آثار النائرة. والظن انها لا تعود الى مثل ذلك والله أعلم. قال أبو سعد: سمع بأصبهان أبا مسلم محمد بن علي بن مهر برد الاديب وأبا منصور شجاع بن علي بن شجاع المصقلي، وبنيسابور أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا أحمد بن أحمد بن الحسن الازهري، وخلقا يطول ذكرهم. روى لنا عنه عمي الشهيد أبو محمد الحسن بن منصور السمعاني، وأبو بشر مصعب بن عبد الرزاق المصعبي بمرو. وأبو نصر محمد بن محمود الشجاعي بسرخس

وأبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن السهلكي ببسطام «1» ، وأبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وأبو القاسم علي بن طراد بن محمد ابن علي الزينبي ببغداد، كتب عنه املاء بجامع الرصافة «2» ، وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي اللاذقي، بدمشق، وأبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله البسطامي ببلخ. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي منصور بن الجواليقي عن الخطيب أبي زكريا التبريزي أن فخر الملك بن نظام الملك حدثه ان والده كان يكتب (291- و) للأمير ياخر صاحب بلخ، وفي رأس كل حول يصادره، ويأخذ ما معه، ويقول له: قد سمنت، ويدفع إليه فرسا ومقرعة، ويقول: هذا يكفيك، فلما طال عليه هرب منه، ولقيه أصحاب ياخر فأخذوه وهو على فرس بطيء فلقي ركابيا فأعطاه فرسه، فقويت نفسه، وهرب منهم، ودخل إلى داود بن ميكائيل، فلما رآه أخذ بيده، وسلمه إلى ولده ألب أرسلان وقال له: هذا حسن الطوسي فتسلمه، واتخذه والدا، ودخل ياخر في الحال وقال: هذا كاتبي وقد أخذ أموالي، وكان قد ركب خلفه فقال له داود: لا خطاب لك معي، والخطاب لولدي محمد، فلم يتمكن من خطابه، ولمّا خاطبه فيه لم يسمح به. داود بن ميكائيل هو جغري بك، ومحمد ابنه هو ألب أرسلان، ولكل واحد من الملوك السلجوقية اسمان، اسم عربي واسم تركي. أخبرنا عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: سمعت أبا منصور علي بن علي بن عبد الله الأمين يقول: سمعت الأمير أبا الحسن العبادي يقول: حين جاءنا نعي نظام الملك في شهر رمضان سنة خمس وثمانين- قال: كنت بسرخس في مجلس شيخي أبي علي الفارمذي فقال في أثناء كلامه: وهذا الحسن

سد للفتن، مشفق على المسلمين، وكان يشير إليه- فنظرت فإذا النظام جالس تحت سريره- ثم قال الأمير العبادي: أخاف بعد قتله ظهور (291- ظ) الفتن، فإن الشيخ قال: هو سد للفتن. أخبرنا عبد المطلب قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر قال: قرأت بخط والدي رحمه الله: سمعت الفقيه الأجل أبا القاسم، يعني عبد الله بن علي بن اسحاق، أخا نظام الملك يقول: كان أخي نظام الملك يملي بالريّ، فلما فرغ قال: إني لأعلم أني لست أهلا لما أتولاه من هذا الإملاء، لكني أريد أربط نفسي على قطار بغلة» حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: قال والدي رحمه الله، وسمعته- يعني الفقيه الأجل- يقول: سمعته- يعني نظام الملك- يقول: مذهبي في علو الحديث غير مذهب اصحابنا، إنهم يذهبون الى أن الحديث العالي ما قل رواته، وعندي: إن الحديث العالي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن بلغت رواته مائة. قرأت بخط الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل، وأنبأنا به الحسن ابن المقيّر عنه، قال: حدثني الشيخ الإمام أحمد بن محمود بن ابراهيم الضرير الآزجي المعروف بابن الصياد، صاحب الشيخ أبي سعد المعمّر بن علي بن المعمّر، الواعظ المعروف بابن أبي عمامة قال: سمعت من لفظ الشيخ أبي سعد الواعظ قال: لما قدم السلطان ملك شاه إلى بغداد، كان وزيره الحسن بن علي بن اسحاق، نظام الملك، في سنة ثمانين واربعمائة، قصد الناس نظام الملك، واستجدوه، وكثر عليه الناس والشعراء، فلم يرد أحدا ممن قصده، حتى قيل انه لما خرج إلى النهروان تقدم بأن يثبت ما خرج منه (292- و) مدّة مقامه، فكان مائة ألف ونيف وأربعين ألف دينار. أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد ابن منصور قال: وقرأت بخط والدي: سمعت الفقيه الأجل يعني أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق يقول: كنت بمكة، وأردنا الخروج إلى عرفات، فأخبرني

رجل أن إنسانا من الخراسانية مات في بعض الزوايا، وأنه انتفخ وفسد، ولزمني القيام بحقه لما أديت من الأمانة إليّ فيه، فتمكثت لذلك. قال: فرآني بعض من كان يأتمنه الصاحب نظام الملك على أمور الحاج فقال لي: ما وقوفك ها هنا والقوم قد ذهبوا؟! فقلت: أنا واقف لكذا وكذا، فقال: اذهب ولا تهتم لأمر هذا الميت، فإن عندي خمسين ألف ذراع من الكرباس لتكفين الموتى من جهة الصاحب نظام الملك. أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أخبرنا تاج الإسلام أبو سعد السمعاني قال: وكان أكثر ميله إلى الطائفة المتصوفة مع الإيمان بما كانوا يتوسلون به إليه من فنون الرؤيا، فيقبلهم على ذلك، ويقربهم، وينجح حوائجهم، ويوصل إليهم مآربهم، ويقضي ديونهم ويدر عليهم الادرارات والمرسومات. وحكي عن بعض المعتمدين أنه قال: حاسبت مع نفسي وطالعت الجرائد فبلغ ما قضاه الصدر من ديون واحد من المتنمسين المقبولين عنده في مدة سنين يسيرة ثمانين ألف دينار حمر، وكان صادقا فيما حكاه. نقلت من خط عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، وأنبأني عنه أبو الحسن محمد بن أبي جعفر وغيره، قال: ومناقب نظام الملك أكثر من أن تحصى، وحكى من أحضر محاسبة ابن اسمحا اليهودي بإحالاته وتوقيعاته، فوجدها في أشهر قد اشتملت على ثلاثين ألف دينار، ليس فيها توقيع إلّا لفقيه، أو فقير، أو شريف، أو لرجل من أهل بيت (292- ظ) . أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت أبا الفضل مسعود بن محمود الطرازي ببخارى يقول: سمعت شيخنا الحسن بن الحسين الأندقي يحكى عن عبد الله الساوجي أنه قال: كان الوزير نظام الملك استأذن السلطان ملك شاه في سفر الحج، فأذن له، وكان ببغداد، فعبر الدجلة، وعبروا بالقماشات والآلات، وضربت الخيام على شط الدجلة، فكنت أريد أن أدخل إليه يوما، فرأيت على باب الخيمة واحدا من الفقراء يلوح من جبينه سيماء القوم، فقال لي: يا شيخ أمانة توصلها إلى الصاحب، قلت: نعم، فأعطاني رقعة مطوية، فدخلت، ولم أنشر الرقعة،

وما نظرت فيها، وحفظت الأمانة، فوضعت الرقعة بين يدي الوزير فنظر فيها، فبكى بكاء كثيرا حتى ندمت، وقلت في نفسي: ليتني كنت نظرت فيها، فإن كان شيء بسوءه ما دفعته إليه، ثم قال لي: يا شيخ أدخل علي صاحب الرقعة، فخرجت فلم أجده، فطلبته فلم أظفر به، فأخبرت الوزير أني لم أجده، فدفع إليّ الرقعة، فاذا فيها: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي: اذهب إلى الحسن وقل له أين تذهب إلى مكة، حجك ها هنا، أما قلت لك اقم بين يدي هذا التركي وأغث أصحاب الحوائج من أمتي؟ فرجع النظام وما خرج. قال: وكان يقول لي الوزير مرات: لو رأيت ذلك الفقير حتى نتبرك به، فرأيته يوما على شط الدجلة وهو يغسل (293- و) خريقات له، فقلت له: إن الصاحب يطلبك، فقال: ما لي وللصاحب، كانت عندي أمانة فأديتها. قال أبو سعد: وعبد الله الساوجي هو عبد الله بن حسنويه بن اسحاق الساوجي من أهل ساوة، نفق سوقه على الوزير نظام الملك حتى أنفق عليه وعلى الفقراء بإشارته واقتراحه في مدة يسيرة قريبا من ثمانين ألف دينار حمر. قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين وأنبأنا عنه صديقنا ورفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: وفيه- يعني محرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة- مرض نظام الملك، فلم يداو نفسه بغير الصدقة فعوفي. أخبرنا أبو هاشم بن الفضل العباسي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: وأما ميله- يعني نظام الملك- الى أهل العلم، ورغبته في أولي الفضل فهو أنه لا يخلو مجلسه عنهم في أي قطر كان، وكان بابه مجمع الأفاضل من الفقهاء للمناظرة بين يديه، والشعراء والمترسلين يعرضون بضائعهم عليه، فيقابل كل أحد بما يليق به من خلعة أو صلة، أو إدرار على قدر حاله. قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن حماد الطحان بقاسان يقول: سمعت عبد الله بن هرون البزاز يقول: كان نظام الملك في مجلس الشيخ أبي علي الفارمذي، فبكى حتى ابتل ثيابه، فقال له: لا تبك كي ترشوي، (293- ظ)

يعني تصير ثيابك مبلولة؛ ثم قال بعد ساعة: لو كانت الدنيا بحذافيرها لإنسان وأنفقها في المصالح وسبل الخير لا يصل إلى الله بها؛ ثم قال بعد ساعة: ينتقل من الدست إلى موضع الحساب، وقال بالفارسية: أر بيكشاه بحساب كاهت خواهند برد «1» . وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا البركات اسماعيل بن أبي سعد الصوفي ببغداد مذاكرة يقول: سمعت محمد الاصبهاني، وكان مختصا بنظام الملك، قال: كان النظام إذا دخل عليه الأستاذ أبو القاسم القشيري والإمام أبو المعالي الجويني يقوم لهما ويجلس في مسنده كما هو، وإذا دخل عليه أبو علي الفارمذي يقوم إليه ويجلسه في مكانه، ويجلس بين يديه، فقال لي أبو المعالي الجويني يوما: قل للصدر عني: يدخل عليك الأستاذ أبو القاسم وهو إمام في كذا وكذا علم، لا تكرمه هذا الإكرام الذي تكرم به هذا الشيخ يعني أبا علي الفارمذي؟! قال محمد الأصبهاني: وفي ضمن هذا الكلام تعريض بنفسه أيضا، فاغتنمت خلوة من النظام وقلت: يا مولانا إمام الحرمين قال لي: كذا على كذا، وحكيت له ما قال لي، فقال النظام: هو وأبو القاسم القشيري وأمثالهما إذا دخلوا علي يقولون لي: أنت كذا وأنت كذا، ويثنون علي، ويطرونني بما ليس في. فيزيدني كلامهم عجبا وتيها في نفسي، وإذا دخل علي هذا الشيخ- يعني أبا علي الفارمذي- (294- و) يذكر لي عيوب نفسي وما أنا فيه من الظلم، فتنكسر نفسي وأرجع عن كثير مما أنا فيه؛ ذكر لي هذا أو معناه. فإني كتبته من حفظي. وقال السمعاني: قرأت في بعض مسودات والدي رحمه الله بالري بخطه: سمعت الفقيه الأجل أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق يقول: سمعت الصاحب نظام الملك يوصي ابني ويقول: إنك شرعت في أمر- يعني الفقه- فلا تقنع فيه بالاسم، وإذا تناهيت فيه فلا تغرر بنفسك، وأيقن ان ما لا تعلم أكثر مما تعلم. ثم حكى الصاحب أن الإمام أبا حامد الغزالي الصوفي كان رحل الى أبي نصر الاسماعيلي بجرجان، وعلق عنه، ثم رجع الى طوس، فقطع عليه الطريق، وأخذ

تعليقه، فقال لمقدم قطاع الطريق: ردوا علي تعليقتي، فقال: وما التعليقة؟ قال: مخلاة فيها كتب علمي، وقصصت عليه قصتي، فقال لي: كيف تعلمت وأنت تأخذ هذه المخلاة تتجرد من عملك، وبقيت بلا علم! فردها عليّ، فقلت: هذا مستنطق أنطقه الله ليرشدني لأمري، قال: فدخلت طوس، وأقبلت على أمري ثلاث سنين حتى تحفظت جميع ما علقت، فصرت بحيث لو قطع الطريق لا أحرم علمي. قال أبو سعد: قرأت في كتاب «سر السرور» «1» لصديقنا القاضي أبي العلاء محمد بن محمود الغزنوي أن نظام الملك كان في بعض أسفاره إذ صادف راجلا في زي (294- ظ) العلماء قد مسه الكلال، وأضجره التعب، فقال له نظام الملك: أيها الشيخ أعييت أم أعييت؟ فقال الرجل: أعييت يا مولانا، فتقدم الى حاجبه ليقرب إليه بعض الجنائب، ويصلح من شأنه، وأخذ في اصطناعه، وإنما أراد ليمتحن فضله وعلمه باللغة، فإن عيي في اللسان وأعيى في المشي. قال: وذكر أنه ولى رجلا قضاء سرخس، فلم يرتض طرائقه فيه، فصرفه بآخر، وتوسل المعزول بشفاعة بعض الأكابر، فوقع نظام الملك على ظهر كتاب الشفاعة قلدناه أمرا عظيم الخطر، ليوم الفزع الأكبر، فاثاقل وتقاعد عن حسن القيام به، ولم يبال بالتفريط في جنب الله. ألم يعلم أنه المقلّد لا المقلّد!. أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد ابن الحسين اليزدي الفقيه قال: سمعت أبا نصر محمود بن الفضل الأصبهاني يقول: سمعت نظام الملك أبا علي الحسن بن علي بن اسحاق الوزير برد الله مضجعه يقول: رأيت في المنام إبليس في صورة رجل طوال مصفار اللون كوسجا «2» فلما وقع بصري عليه عرفت أنه إبليس، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلم يبرح من موضعه فأعدت هذه الكلمة عليه مرات بصوت، وأنا أقول في نفسي ما أعجب ذلك، هذا إبليس ولا يهرب من قول «لا حول ولا قوة إلا بالله» فكنت في ذلك وأنا رافع صوتي (295- و) بها إذ ترآى لي بيت خلف ظهره فدخل، فقلت له: يا لعين أنت

خلقك الله وأمرك بسجدة واحدة، فخالفته، حتى لعنك ولعن متابعيك، وأنا الحسن ابن علي بن اسحاق أمرني بالسجدة، فأسجد له كل يوم سجدات، لا جرم ما من حاجة أرفعها عليه إلا ويستجيبها لي وأنا في كل نعمه وراحة منه. فقال: من لم يكن للوصال أهلا ... فكل إحسانه ذنوب أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: قرأت بخط والدي رحمه الله سمعت الفقيه الأجل أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق يذكر أن الصاحب نظام الملك أخاه كان يقول: كنت أتمنى أن يكون لي قرية خالصة ومسجد أتخذ فيه لطاعة ربي، ثم بعد ذلك تمنيت أن يكون لي قطعة من الارض بشربها، أتقوت بريعها، ومسجد أتخلى فيه لعبادة ربي في جبل، ثم الآن أتمنى أن يكون لي رغيف كل يوم، ومسجد أتعبد فيه لربي. قال أبو سعد: قال والدي رحمه الله. وسمعته يقول: كنت ليلة من الليالي عنده وأنا على أحد جانبيه، والعميد خليفة على الجانب الآخر، وبجنب العميد خليفة فقير مقطوع اليد اليمنى، قال: فشرفني الصاحب بالمؤاكلة، وجعل يلحظ العميد خليفة كيف يؤاكل الفقير؛ قال: فتنزه خليفة من مؤاكلة الفقير لما رآه يأكل بيساره، فقال لخليفة: تحول (295- ظ) الى هذا الجانب، وقال للفقير: إن خليفة رجل كبير في نفسه يستنكف من مؤاكلتك، فتقدم إليّ، وأخذ يؤاكله. وقال: قرأت بخط الإمام والدي رحمه الله: سمعت الفقيه أبا القاسم عبد الله ابن علي بن اسحاق الطوسي يقول: دخل أخي نظام الملك على الإمام أبي الحسن الداوودي وقعد بين يديه، وتواضع له غاية التواضع، فقال له الإمام أبو الحسن: أيها الرجل إن الله سلطك على عبيده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم. قلت: هذا أبو الحسن الداوودي هو عبد الرحمن بن المظفر بن محمد بن داود ابن أحمد البوشنجي كان من العلماء الأبرار، وهو يروي كتاب البخاري عن الحموي. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، وأخبرنا أبو

الحسن بن أبي جعفر إجازة عنه، قال: وكان نظام الملك من طوس، وأهل طوس، يقال لهم في اصطلاح الناس بقر طوس، وكان للخزانة صائغ يقال له حسين، حسن الصناعة في الصياغة، قال: استدعاني يوما نظام الملك، وقال: أحضر لي قوالب لعمل سخوت، فأحضرتها له فأول ما وقعت يده على قالب فيه صورة البقر، وقد كنت غفلت عن الحديث فعجل وقال: يا أستاذ ما تخلينا من يدك فلم يترك الظرف واللطف مع جلالة قدره، وكبر سنه. أخبرني أبو علي الحسن بن اسماعيل القيلوي بحلب قال: قرأت في بعض مطالعاتي أن الشريف أبا يعلى (296- و) بن الهبارية كان له رسم على الوزير نظام الملك فنظم قطعتين من الشعر، إحداهما يمدحه فيها ويقتضيه رسمه، والأخرى يهجوه فيها، وترك الورقتين اللتين فيهما الشعر في عمامته، وحضر عند نظام الملك. وأراد أن يدفع إليه الرقعة التي فيها الاقتضاء، فدفع إليه الأبيات التي هجاه فيها. وإذا فيها مكتوب: لا غرو أن ملك ابن اسحاق وساعده القدر وصفا لدولته وخصّ أبا الغنائم بالكدر فالدّهر كالدولاب ليس يدور إلّا بالبقر يعني بأبي الغنائم تاج الملك، وكان من أصحاب السلطان ملكشاه، وكان بين نظام الملك وبينه عداوة. قال: فلما قرأ نظام الملك الأبيات وقع على رأسها يطلق لهذا القواد رسمه مضاعفا، وناوله إياها، فأخذ ابن الهبارية الرقعة، فلما نظرها أخذ يعتذر، فقال له النظام: لا تقل شيئا، وخذ الرقعة، وامض الى الديوان، فمضى وأخذ رسمه. قال: إن ابن الهبارية «1» هجاه بعد ذلك بقوله: لا يشمخن بأنفه ... غير الكريم المفضل اهون بفقري والكلا ... ب على عيال أبي علي

فأهدر دمه، ثم عفا عنه، والقصة قد ذكرناها في ترجمة أبي يعلى بن الهبارية (296- ظ) ، وقيل إن الأبيات الرائية للأبيوردي، والصحيح أنها لابن الهبارية. قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن اللعيبة في دستور جمعه قال الفقيه الأبيوردي يهجو خواجا بزرك وزير السلطان ملك شاه رحمه الله، وهو الوزير أبو علي الحسن بن اسحاق. لا غرو أن وزر ابن اسحاق وساعده القدر وصفت له الدنيا وخص أبو الغنائم بالكدر فالدهر كالدولاب ليس يدور إلّا بالبقر «1» ولما تمت هذه الأبيات الى الوزير رحمه الله استدعى الأبيوردي وكانت أياديه عنده جمة، وله عليه رسوم في كل سنة لها قيمة كبيرة، فلما مثل بين يديه قال له: يا هذا بم استوجبت منك أن تهجوني تعصبا لعدوي علي؟ وهذا أبو الغنائم الذي ذكره هو تاج الملك عدو الوزير، فأنكر أن هذا شعره، فقال له الوزير: إن لزمت الإنكار أحضرت من أنشدنيها، فوافقك عليها، ومع هذا فأنت تعلم ما لي عندك من الأيادي التي لا تذكر، وما كنت تسألني فيه من الحوائج التي تؤخذ عليها الأموال مع الرسوم، فلاذ الفقيه بالعذر، واعترف أنها من جملة غلطاته التي لا تستقال، وعثراته القبيحة، فقال له الوزير: لا شك أن الرسوم التي لك لا تكف ولا تكفي، وقد تقدمت باضعافها لك، فاقبضها ولا تغلط بعد ذلك. ونقلت من خط العماد الكاتب أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد وذكر شعرا (297- و) ... «2» العجم فيه- يعني في نظام الملك-: إن الله أقام الارض على قرن ثور وملكها الثور. اخبرنا أبو هاشم الصالحي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال:

أنشدني كيخسره بن يحيى بن باكير الفارسي من حفظه أملاه على قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي للسيد العلوي البلخي: تولى الارض أعجاز لئام ... وباد سوالف كرمت وهاموا «1» كذاك الدور إن خربت واقوت ... تولاهن اصداء وهام قال عبد الكريم: قال لي كيخسره بن علي: قال لي أبو زكريا التبريزي: قاله السيد البلخي لما أفضت الوزارة الى نظام الملك في حقه، فلما بلغ البيتان إليه أرسل بي إليه، واستأذن في زيارته، فأذن فزاره وحمل معه بمائة ألف درهم أغراضا ودنانير واعتذر إليه وكأنه هجاه بهذين البيتين، ثم تعاهدا على أن يعود على شغله في الاستيفاء فوفيا بالعهد الى أن مات. أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت محمد بن يحيى بن منصور الجنزي الإمام يقول: سمعت في حياة والدي رجلا يقول: أقام والدي في حجرة النظام الوزير ثلاثة أيام بلياليها ما أكل فيها ولا شرب، وكان الفراش قد نسي أن يقدم له شيئا الى أن تنبه النظام لذلك، فقام بنفسه وحمل إليه الطعام بنفسه. قال الإمام محمد بن يحيى: فحكيت هذه الحكاية لوالدي، فسكت. قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ (297- ظ) في تاريخه قال: حدثني أبي عنه- يعني عن نظام الملك- قال: كان رجلا يصوم الدهر، وله في أصبهان أربع نسوة يعمل له في كل دار طعام ولأصحابه ومن يكون عنده بقيمة وافية، فأي دار اراد أن يجلس بها كان الطعام الكثير معدا له- كما قال-: عشرة رؤوس غنم مشوية، وعشرة ألوان وعشر جامات حلواء. سمعت القاضي أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر الحنفي قاضي العسكر رحمه الله، وقد جرى ذكر نظام الملك وميله الى أهل العلم، يقول: كان نظام الملك يتعصب للشافعية كثيرا، فكان يولي الحنفية القضاء، ويولي الشافعية المدارس،

ويقصد بذلك ان يتوفر الشافعية على الاشتغال بالفقه، فيكثر الفقهاء منهم، ويشتغل القضاة بالقضاء، فيقل اشتغالهم بالفقه ويتعطلون. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، وأنبأنا عنه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن القاضي وغيره قال: كان عثمان بن جمال الملك بن نظام الملك رئيس مرو، وهناك شحنة مرو مملوك السلطان بردي فقبض عليه لأمر جرى منه، ثم أطلقه، فجاء مستغيثا، فنفذ السلطان تاج الملك، ومجد الملك وجماعة أرباب دولته وقال لهم: أمضوا الى خواجه حسن وقولو له: إن كنت شريكي في الملك فلذلك حكم، وان كنت تابعي فيجب أن تلزم حدك، وهؤلاء أراذل قد استولى كل واحد منهم على مملكة، فواحد ببلخ، وواحد بهراة، وواحد ببلد كذا، ثم لا يقنعهم ذلك حتى يتجاوزوا (298- و) حدودهم في سفك الدماء؛ وقال للأمير بكبرد، وكان من خواصه كن معهم حتى لا يحرفوا ما يقول. فأتوا الى نظام الملك وقالوا له، فقال: نعم، قولوا له: أما علم أنني شريكه في الملك، أو ما يذكر حين قتل أبوه كيف قمت بتدبير أمره، واعلموا أن ثبات القلنسوة معذوق بفتح هذه الدواة، ومتى أطبقت هذه، زالت تيك التي يقر؛ فقال له الرسل: قد كبرت يا مولانا وقد ضجرت، وقد أثر فيك الأمران وعدلا بك عن الرأي الذي الذي ما زالت الآراء معه، فقال لهم: قولوا للسلطان عني ما أردتم، فقد دهمني ما لحقني من توبيخه، فلما خرجوا من عنده قالوا: الصواب أن لا نذكر ما قاله، وعرفوا بكبرد حرمة مكانه، وسألوه أن لا يخبر بما جرى، فلم يفعل، ومضى بكبرد من حالة، وأخبر السلطان، وبكر الجماعة فوجدوا السلطان جالسا ينتظرهم فقال لهم: ما قال لكم؟ قالوا: قال أنا وأولادي عبيد دولته، فقال السلطان: لم يقل هكذا، ثم وقع التدبير في أمره «1» . وقال: في ليلة السبت عاشر شهر رمضان قتل نظام الملك في نهاوند، بين نهاوند والسحنة «2» وهو سائر مع العسكر الى بغداد، وذلك بعد أن فرغ من أفطاره،

وتفرق من كان على طبقه من العلماء والفقراء والأجناد، وحمل في محفة الى مضرب حرمه، فأتاه صبي ديلمي في صورة مستميح أو مستغيث، فضربه بسكين كانت معه فقضى عليه، وهرب، فوقع في عثرة عثرها بطنب خيمة فأدرك (298-) فقتل، وركب السلطان ملك شاه الى مخيم نظام الملك، وسكن معسكره «1» . وحكي أن أحد الصالحين قال نظام الملك وهم في الإفطار: رأيت في بارحتنا كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاك وأخذك فتبعته، فقال ارجع أيها الرجل فلهذا أبغي، فأولها. نقلت من خط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين وأنبأنا به عنه رفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: وفي ليلة السبت عاشر شهر رمضان- يعني من سنة خمس وثمانين- قتل نظام الملك، قوام الدين، أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق رضي الله عنه قريبا من نهاوند، وهو سائر مع العسكر في محفته، فضربه صبي ديلمي في صورة مستميح أو مستغيث، بسكين كانت معه، فقضى عليه، وأدرك فقتل، وجلس لعزائه عميد الدولة ابن جهير ببغداد «2» . وفضائله المشهورة في كل مكان وزمان تنوب عن لسان مادحه، وأفعاله الصالحة من المدارس، والربط، والقناطر، والجسور، والصدقات الدارة باقية على الأيام. وتحدث الناس أن قتل نظام الملك كان برضى من السلطان وتدبير تاج الملك أبي الغنائم، وإشارة تركان خاتون لانهم كانوا عزموا على تشعيث خاطر المقتدي، وكان نظام الملك يمنعهم من ذلك «3» . قال ابن الحصين: وبلغني أن أبا نصر الكندري «4» لما عزل عن وزارة السلطان،

وفوضت الوزارة الى نظام الملك، وحبس وسعى (299- و) نظام الملك في قتله، فلما هم الجلاد بقتله، قال له: قل للوزير نظام الملك: بئس ما فعلت، علّمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الدواوين، ومن حفر مغواة وقع فيها، ومن سن سنة فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة، ورضى بقضاء الله المحتوم، فكان الأمر كما قال. قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه قال: سنة خمس وثمانين وأربعمائة فيها: قفز باطنية على خواجا بزرك ببغداد وهو محمول في محفته التي كان يحمل فيها من ضعفه وكبره في تاسع شهر رمضان، فجرحه وحمل الى داره التي ببغداد، فجاء السلطان ملك شاه يفتقده ويتوجع له، فقال له خواجا: يا سلطان العالم كبرت في دولة أبيك ودولتك، كنت تمهلت علي فما بقي من عمري إلا القليل، أو صرفتني ولا أمرت أن يفعل بي هكذا، فأخرج السلطان مصحفا في تقليده، وحلف له بما فيه أنه لم يأمر، ولم يعلم، ثم قال: وكيف أستجيز هذا وأنت بركة دولتي، وبمنزلة أبي، وكان الذي اتهم بذلك متولي الخزانة تاج الملك أبا الغنائم. قال ابن منقذ: حدثني أبي عنه قال: فمات خواجا، ومضى السلطان فمات في العشر الاخير من شوال «1» . قال: وذكر أن السلطان لما مات اجتمع مماليك خواجا بزرك، وكانوا في سبعة آلاف مملوك مزوجين الى سبعة آلاف مملوكة. فقتلوا تاج الملك على ما نذكر في ترجمة تاج الملك (299- ظ) .

كذا قال ابن منقذ أنه قتل ببغداد وحمل الى داره التي ببغداد، وهو وهم، والصحيح أنه قتل بقرب نهاوند وهو متوجه الى العراق. نقلت من كتاب «الاستظهار في التاريخ على الشهور» «1» تأليف القاضي أبي القاسم علي بن محمد السمناني قال: في شهر رمضان من سنة خمس وثمانين وأربعمائة قتل الشيخ الكبير قوام الدين نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق، رضي أمير المؤمنين رضي الله عنه في ظاهر نهاوند وهو سائر الى العراق، قتله انسان ديلمي غيلة بعد الفطر ليلة الجمعة حادي عشر منه. وكان مولده في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعمائة، وبقي في الأمر وزيرا، وناظرا، ومشرفا نحو خمسين سنة، وبلغ في الوزارة ما لم يبلغه أحد من وزراء الدولتين، وكان يضرب له الطبل والقصاع ثلاث صلوات حضرا وسفرا، وهو الذي بنى الدولة السلجوقية وأسس قواعدها، وتفتحت الدنيا على يديه، وكان صدوق اللسان جيد الرأي، كبير النفس حليما وقورا، يصلي الليل، ويصوم في أكثر الاوقات. وهو أول وزير بنى المدارس في البلاد، وأجرى على المدرسين، والمتفقهة، والأدباء والشعراء، وأهل البيوتات، والرؤساء. ولم ينظر قط الى ظهر محروم، وما قصده أحد في أمر إلا ناله أو معظمه، فأما الحرمان فلا، ولم يبق عليه من عظيم الملك غير ما فعله وبناه وخلد به ذكره في العالم، وفاق به على جميع من تقدم، رضي الله عنه وأرضاه (300- و) وأحسن له الجزاء عني، فلقد وصلني في سبع سفرات بألف وأربعمائة دينار من ماله، غير الثياب والنزل والاقامة، وأجرى علي من مال بيت المال سبعمائة دينار وعشرين دينارا في كل سنة، وولاني قضاء الرحبة

والرقة وحران وسروج وحلب وأعمال ذلك كله، وخاطبني بالقاضي السديد العالم، بحر العلماء، عين القضاة في مكاتبته إلي، فأحسن الله له عني الجزاء. وكان يكرم العلماء على اختلاف مذاهبهم، وله فضل وكرم وبصيرة بالرجال، قريب من القلوب، لا يتشاغل إلا بتلاوة القرآن وسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناظرة الفقهاء بين يديه، وتقدم في زمانه من لم يكن متقدما من الرجال، وتأخر من كان متقدما، واسترجع الممالك كلها، وقبضها الى السلطان. وهو أول من أقطع البلاد والضياع للعساكر والأجناد، وكان يرعى لأهل البيوتات بيوتهم وللعلماء علمهم، وللشعراء شعرهم، وللأدباء أدبهم، وللأشراف شرفهم. وكان أمر الدولة في الزيادة الى أن شاركه في الرأي غيره، وداخل السلطان سواه، فهلكت الدولة، ولم يبق للسلطان بعده إلا نيف وثلاثون يوما رضي الله عنه. ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر وقال: نظام الملك، أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي، وزر للسلطان ألب أرسلان، ولولده السلطان ملك شاه تسعا وعشرين سنة (300- ظ) وقتل بالقرب من نهاوند في الليلة الحادية عشرة من شهر رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وعمره ست وسبعون سنة وعشرة أشهر، وتسعة عشر يوما، اغتاله أحد الباطنية وقد فرغ من فطوره، وقيل إن السلطان ملك شاه ولف عليه من قتله لأنه سئم طول عمره، ومات بعده بشهر وخمسة أيام. وتقدم نظام الملك في الدنيا التقدم العظيم، وأفضل على الخلق الافضال الكثير، وعم الناس بمعروفه، وبنى المدارس لاصحاب الشافعي، ووقف عليهم الوقوف، وزاد في الحلم والدين على من تقدمه من الوزراء، ولم يبلغ أحد منهم منزلته في جميع أموره، وعبر جيجون فوقع على العامل بأنطاكية ما يصرف الى الملاحين، وملك

من الغلمان الأتراك ألوفا عدة، وكان جمهور العساكر وشجعانهم وفتاكهم من مماليكه. وتحدث أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: سألته عن السبب في تعظيمه الصوفية، فقال: أتاني صوفي وأنا أخدم ابن ياخر الأمير التركي، فوعظني وقال: أخدم من تنفعك خدمته ولا تشتغل بمن تأكله الكلاب غدا، فلم أعرف معنى قوله، فانفق أن ابن ياخر شرب من الغد، واغتبق، وكانت له كلاب كالسباع تفرس السباع بالليل، فغلبه السكر وخرج وحده، فلم تعرفه الكلاب، فمزقته، فعلمت أن الرجل كوشف، فأنا أطلب مثاله. (301- و) . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي، بحلب، وأبو يعقوب يوسف بن محمود الساوي بالقاهرة عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني نزيل الاسكندرية قال: سمعت صواب بن عبد الله الخصي النظامي ببغداد يقول: قتل مولاي الوزير أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق شهيدا في رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمائة، بقرب نهاوند، وكان آخر كلامه أن قال: قل للعسكر: لا تقتلوا قاتلي فإني قد عفوت عنه، وتشهد ومات، فمضيت أنا فاذا هو قتل، ولو قلت لهم لما قبلوا قولي. أخبرنا الشريف عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا الامام تاج الاسلام أبو سعد السمعاني قال: سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي الحافظ يقول: استشهد أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق الوزير وهو متوجه الى العراق بقرية يقال لها سحنة، وذلك في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمائة. قلت: وزرت قبره بأصبهان. وقال أبو سعد: قرأت بخط والدي رحمه الله بالري: سمعت الشيخ الفقيه

الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن وكيع بن خلف بن وكيع:

الأجل أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق يقول: حكى لي بعض من رآه- يعني أخاه نظام الملك- في المنام، فسأله عن حاله، فقال: لقد كاد أن يعرض علي جميع عملي لولا الحديدة التي أصبت بها. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين بالقاهرة قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سمعت أبا مسلم داود بن محمد بن الحسن القزويني، بقزوين، يقول: سمعت (301- ظ) أبا بكر الطحان الصوفي بهمذان يقول: رأى الشيخ أبو عمرو عثمان الكرجي الصاحب أبا علي الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي الوزير في المنام وكأنه في الجنة وهو متوج بتاج مرصع بالجواهر، قال: فقلت: بأي شيء بلغت هذه المنزلة؟ فقال، بفضل الله وحده. أخبرنا عبد المطلب بن أبي المعالي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد قال: أنشدنا أبو مضر طاهر بن مهدي الطبري إملاء بنيسابور قال: وأنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين الأرزني إملاء من حفظه، قال أبو مضر: بمرو، وقال أبو عبد الله: بجبل تروع «1» ، قالا: أنشدني شبل الدولة أبو الهيجاء مقاتل بن عطية البكري لنفسه في مرثية نظام الملك: كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ... يتيمة صاغها الرحمن من شرف عزّت ولم تعرف الايام قيمتها ... فردها غيرة منه الى الصدف الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن وكيع بن خلف بن وكيع: أبو محمد التنيسي، وقيل الحسن بن علي بن أحمد بن وكيع، وقيل الحسن ابن محمد بن وكيع، وقيل علي بن الحسن بن وكيع أبو الحسن، وقد سبق ذكره.

الحسن بن علي بن الحسن بن حرب:

الحسن بن علي بن الحسن بن حرب: أبو علي قاضي الثغور الشامية. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد الدهان قال: حدثنا أبو علي (302- و) محمد بن سعيد بن عبد الرحمن في تاريخ الرقة قال: الحسن بن علي بن الحسن بن حرب، قاضي الثغور، ولد سنة ثلاثين ومائتين، ومات سنة ثنتين وثلاثمائة بطرسوس يكنى أبا علي «1» . الحسن بن علي بن رشيد: أبو علي المقرئ الرسعني الضرير، من أهل رأس عين، روى بحلب عن أبي زكريا يحيى بن عمار بن أبي القاسم العصار شيئا من شعره، كتب عنه أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي، إجازة، قلت: ونقلته أنا من خط العليمي قال: أنشدني أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن رشيد المقرئ الرسعني الضرير إملاء من حفظه بحلب قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن عمار بن أبي القاسم العصار الرسعني الضرير إملاء من حفظه بحلب، قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن عمار بن أبي القاسم العصار الرسعني لنفسه برأس عين: أرى قلمي قد زل عن كون وصفه ... وزلت يدي عن قصد ما أنا طالبه

الحسن بن علي بن الحسن بن شواش:

حسام نبا من بعد حزم وحدّة ... فكلّت غراراه وفلّت مضاربه إذا رمت حرفا صدّني وأعاقني ... يغالبني طورا وطورا أغالبه فلا خير فيمن خان ودّ حبيبه ... وأسدل ديجورا وغابت كواكبه فذره بقاع بلقع لا يرى به ... أنيسا ولا تلمم به فتعاتبه (302- ظ) الحسن بن علي بن الحسن بن شواش: المقرئ الأرتاحي أبو علي الكتاني المعدل، من أرتاج قرية من عمل حلب بالقرب من ثغر حارم انتقل الى دمشق وسكنها وتولى بها الاشراف على وقف الجامع، وأظن انتقاله الى دمشق عنها لغلبة الروم عليها. حدث عن أبي القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الحلبي المؤدب، ويوسف بن القاسم الميانجي، وأبي العباس أحمد بن محمد بن علي بن هرون البردعي والفضل بن جعفر التميمي، وأبي سليمان بن زبر. روى عنه أبو علي الحسن بن علي الأهوازي، وأبو سعد السمان، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وأبو طاهر بن أبي الصقر الانباري، وأبو نصر أحمد بن محمد بن سعيد، ونجا بن أحمد، وأبو الفرج سهل بن بشر، وأبو القاسم بن أبي العلاء. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي بمسجد الخليل عليه السلام بحبرى، وأبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي، وأبو الخطاب عمر بن إيلملك بن الأردعانسي بالبيت المقدس، وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين المقدسي، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب المصري بمكة حرسها الله، وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي بحلب، وأبو الحسن علي

ابن عبد الرحمن بن هبة الله بن مساور الخطيب المنبجي بها قالوا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم السّلفي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الحنائي بدمشق، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن الشواش وأبو عبد الله (302- و) محمد بن علي بن سلوان المازني قالا: أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد التميمي المؤذن قال: حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي قال: حدثنا أبو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبرئيل عليه السلام، عن الله عز وجل أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار وأنا الذي اغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلّا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحدة فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط غمسة. وقال ابن شواش: فيه غمسة واحدة، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه «1» . قال أبو مسهر قال سعيد بن عبد (303- ظ) العزيز كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.

الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي الحسن الأنصاري

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: الحسن بن علي بن الحسن بن شواش أبو علي الكتاني المقرئ المعدّل، أصله من أرتاح مدينة من أعمال حلب، وتولى الإشراف على وقوف جامع دمشق. حدث عن الفضل بن جعفر، ويوسف بن القاسم الميانجي، واسماعيل بن القاسم بن إسماعيل، وأبي سليمان بن زبد، وأبي العباس أحمد بن محمد بن علي ابن هرون البردعي، روى عنه أبو علي الأهوازي وهو من أقرانه، وأبو سعد اسماعيل بن علي السمان وعبد العزيز بن أحمد وأبو نصر أحمد بن محمد سعيد وأبو الفرج سهل بن بشر، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر، وأبو القاسم بن أبي العلاء، ونجا بن أحمد، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي. أخبرنا أبو الوحش بن نسيم- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا الكتاني قال: توفي شيخنا أبو علي الحسن بن علي بن شواش في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة «1» . الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي الحسن الأنصاري أبو علي البطليوسي الأندلسي، ويكنى أيضا أبا محمد من أهل بطليموس بلدة بالأندلس نحو صقلية، خرج من بلاد المغرب فسمع في طريقه بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وأبا بكر محمد بن الوليد الطرطوشي (304- و) وخرج الى العراق، ثم الى خراسان، وسكن نيسابور واشتغل بها بشيء من علم الكلام والفقه على أبي نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري، وعمر بن أحمد الصفار.

وسمع الحديث من أبي نصر القشيري، ومن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وسهل بن ابراهيم المسجدي، وأبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأحمد بن محمد الميداني، وأبي القاسم الفضل بن محمد بن الفضل العطار. وحدث بنيسابور بشيء من حديثه، ثم خرج من نيسابور، وعاد الى بغداد، وحدث بها في صفر سنة ست وخمسين، وسمع منه بها القاضي عمر بن علي بن الخضر القرشي الحافظ، وخرّج عنه حديثا في معجم شيوخه، وقدم دمشق، فأقام بها مدة، وحدث بها بشيء من مسموعاته، ثم توجه الى مكه حرسها فأقام بها مدة يسيرة وحمله الشيخ علوان بن عبد الله بن علوان الحلبي أخو شيخنا أبي محمد عبد الرحمن الى حلب، فحدث في طريقه بالعراق، وقدم حلب وحدث بها بكتاب صحيح البخاري، وسنن أبي داود، وغيرها وأقام بحلب الى أن مات. روى عنه أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني وخرج عنه في معجم شيوخه المسمى بالتحبير «1» وفي مذيله، والحافظ أبو المواهب الحسن ابن هبة الله بن صصرى الدمشقي، وخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، والقاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي. روى لنا عنه عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي بحلب (304- ظ) وأبو منصور يونس بن محمد بن محمد بن محمد الفارقي بدمشق. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: حدثنا أبو علي المغربي من لفظه بنيسابور- قال: أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن الفضل النسوي، قدم علينا، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد الفقيه النسوي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد ابن المتوكل العسقلاني قال: حدثنا الوليد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤمر جبريل كل غداة فيدخل بحر

النور فينغمس فيه انغماسة، ثم يخرج فينتفض انتفاضة فيسقط منه سبعون ألف قطرة، يخلق الله تعالى من كل قطرة ملكا فيؤمر بهم الى البيت المعمور فيصلون فيه، ثم يؤمر بهم إلى حيث شاء الله يسبحون إلى يوم القيامة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي بها، قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الأنصاري البطليوسي- بحلب في سنة ست وستين وخمسمائة- قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر ابن طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ابن محمد الكفجرودي قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن محمد ابن اسحاق الحافظ قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي بحران (305- و) قال: حدثنا- يعني- ابن موسى الفزاري قال: أخبرنا- يعني- ابن أنس عن حميد عن أنس أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين. أخبرنا يونس بن محمد بن محمد بن محمد الفارقي الخطيب بدمشق قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسن الأنصاري البطليموسي- بثغر حلب سنة ست وستين وخمسمائة- قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البيروتي ببيروت قال: حدثنا بحر بن نصر قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني قال: حدثنا مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه «2» .

آخر الجزء الخمسين والمائة من تاريخ حلب ويتلوه في الحادي والخمسين أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وعلى آله الطاهرين وصحبه الأكرمين وسلم تسليما كثيرا، وهو حسبي (305- ظ) .

الجزء السادس

[الجزء السادس] [تتمة حرف الحاء] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقى «1» [ذكر من اسمه الحسين] [ذكر من اسمه عبد الله فى آباءمن اسمه الحسين] الحسين بن عبد الله الخادم: مولى! الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، رابط بعين زربة مدة مديدة، وروى فيها عن مولاه الحسن بن عرفه. روى عنه أبو عمر ولاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي. أنبأنا أبو نصر بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو العباس الفضل بن سهل بن محمد الصفار المروزي قال: حدثنا أبو عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسى قال: حدثنا حسين بن عبد الله الخادم مولى الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي بعين زربة، وكان مرابطا بها نحوا من نيف وعشرين سنة، قال حدثنا الحسن بن عرفة قال: قدم عبد الله بن المبارك البصرة فدخلت عليه فسألته أن يحدثني فأبى، وقال: أنت صبي. قال الحسن بن عرفة: فأتيت حماد بن زيد فقلت: يا أبا اسماعيل دخلت على ابن البارك فأبى أن يحدثني فقال: يا جارية هات خفي وطيلساني، وخرج معي يتوكأ على يدي حتى دخلنا على ابن المبارك فجلس معه على السرير فتحدثا ساعة، ثم قال له حماد: يا أبا

الحسين بن عبد الله الصيرفي:

عبد الرحمن ألا تحدث هذا الغلام؟ فقال ابن المبارك: يا أبا اسماعيل هو صبي لا يفقه ما يحمله، قال حماد: حدثه يا أبا عبد الرحمن، فلعله والله أن يكون آخر من يحدث عنك في الدنيا، قال الحسن بن عرفه: رحم الله حمادا ما كان أحسن فراسته، أنا آخر (2-- و) من حدث عن ابن المبارك، وذكر تمام الحكاية. الحسين بن عبد الله الصيرفي: سمع بحلب محمد بن حماد الدوري، روي عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم الحافظ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقى قال: أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي- قراءة عليه وأنا أسمع بأصبهان- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني الحسين بن عبد الله الصيرفي قال: حدثني محمد بن حماد الدوري بحلب قال: أخبرني أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست قال: حدثنا حجاج ابن الشاعر قال: اجتمع أحمد بن حنبل، ويحيي بن معين، وعلي بن المديني في جماعة منهم، اجتمعوا فتذاكروا أجود الأسانيد الجياد، فقال رجل منهم: أجود الأسانيد سعد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر أخي أم سلمة عن أم سلمة. وقال علي ابن المديني: أجود الأسانيد ابن عون عن محمد عن عبيدة عن علي. وقال: أبو عبد الله الزهري عن سالم عن أبيه. وقال يحيي: الأعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله، فقال له إنسان: الأعمش مثل الزهري؟ فقال: برئت من الأعمش أن يكون مثل الزهري، الزهري يري القرض والاجارة، وكان يعمل لبني أمية، وذكر الأعمش فمدحه، فقال: فقير صبور مجانب للسلطان، وذكر علمه بالقرآن وورعه «1»

الحسين بن عبد الله الانطاكي:

الحسين بن عبد الله الانطاكي: حدث «1» . روى عنه أبو عمرو محمد بن علي بن الحسن بن الخليل القطان. الحسين بن عبد الله الارتاحي: من قرية بين أنطاكية وحلب يقال لها أرتاح بالقرب من ثغر حارم، وهي قرية جامعة، وكان بها حصن مانع. روي عن عبد الله بن خبيق الانطاكي. روي عنه عم أبي أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ يعقوب. قرأت في أمالي أبي نعيم الاصبهاني: حدثنا أبي رحمه الله قال: قرأت في كتاب يعقوب أخي جدي حديثا، قال: حدثنا الحسين بن عبد الله الارتاحي قال: حدثنا عبد الله بن خبيق، قال: حدثنا يوسف بن أسباط قال: جاء رجل الي استاذنا سفيان الثوري فقال: إني أريد أن آتي الشام فأقيم في بعض حصونها فأعبد ربي فيه؟ فقال له سفيان: أوصيك بوصية، اذا أتيت الشام واتخذت فيها مائة صديق فاترك تسعة وتسعين وكن في الواحد شاكا. الحسين بن عبد الله البغراسي: من أهل بغراس حصن مذكور بالقرب من أنطاكية وقد ذكرناه في ديباجة كتابنا هذا «2» . روي عن أبي بحر عبد العزيز بن قرة الثغري التميمي، روي عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي. ذكر من اسم أبيه عبد الرحمن ممن اسمه الحسين الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد بن الحسين الكرابيسي: ابن علي (3- و) أبو عبد الله بن العجمي الحلبي كان أبوه عبد الرحمن بن

طاهر من أهل نيسابور فاتنقل الي حلب، وأمام بها وعرف بالعجمي، وولد له بها أولاد ثلاثة: طاهر والحسين هذا، والحسن، فأما الحسين وطاهر فلا عقب لهما والعقب من ولده الحسن، وكان أبو عبد الله الحسين من ذوي الزهد والدين والورع وكان يميل الي عقيدة الحنابلة وترك التأويل في أحاديث الصفات وحملها علي ظاهرها ويطعن علي أبي الحسن الاشعري. رحل الي مصر ولقي بها وبغيرها جماعة من العلماء وحدث بحلب عن الحافظ الشهيد أبي القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين الرميلي المقدسي وأبي أحمد حامد بن يوسف التفليسي البرزندي. روي عنه أحمد بن أحمد الدندنقاني، وعلي بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني وأبو نصر بن ظفر بن أبي محمد القباني المحتسب الحلبي. وله أشعار في الزهد والحكمة فيها لين، ووقفت له علي مجموع بخطه يتضمن فوائد ووفاءات وتواريخ. أخبرنا تاج الدين أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي قال: أخبرنا أبي أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن اسماعيل القرطبي قال: أخبرنا أبو نصر عبد الصمد بن ظفر بن أبي محمد الحلبي بها سنة تسع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الأجل أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر النيسابوري قال: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسي قال: أخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي البغدادي قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن (3- ظ) الحسين الآجري «1» . نقلت من خط علي بن مرشد بن علي بن منقذ الشيزري قال: حدثني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طاهر بن العجمي الزاهد الفقيه العالم بحلب قال: قرأت علي مقبرة بجبل الطور في أرض بيت المقدس بيتا وهو في شهر ربيع الاول وهو: أري كل انسان يعلل نفسه ... اذا ما مضي عام سلامة قابل

قلت: فمني كان ذلك؟ قال: سنة اثنتين وتسعين، وهي السنة التي أخذ فيها الافرنج لعنهم الله، بيت المقدس، يوم الجمعة سادس وعشرين شهر رمضان من شماليها وشرقيها من برج يقال له برج الطوسي فأجازها كما أنشدني: تسوفني نفسي ستعمل صالحا ... وأعلم أن السوف لا شك قاتلي فلله قوم فكروا فتيقظوا ... ومالوا علي اللذات ميلة قافل رجال اذا هموا أثاروا وقبلوا ... متون مطاياهم صدور المنازل تزود من الدنيا فانك راحل ... ولا تغترر منها بعذب المناهل فكل نعيم لا محالة زائل ... وكل نعيم زال ليس بطائل شاهدت في جزء بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة أثبت (4- و) ذكر جماعة من شيوخ حلب وحالهم قال: الشيخان الفقيهان: أبو محمد طاهر وأبو عبد الله الحسين فذكر مولد طاهر ووفاته، ثم قال: ومولد أخيه الحسين في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وتوفي يوم عرفة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة رويا عن الفقيه أبي حامد التفليسي وغيره، ولهما رحلة الي مصر، ولقيا جماعة من العلماء بها وبغيرها. هكذا وقع بخط أبي المكارم عن الفقيه أبي حامد التفليسي، وهو وهم، وانما هو أبو أحمد حامد بن يوسف، وذكره في عدة مواضع في هذا الخبر علي الوهم، وكأنه علق الجزء من خاطره لبعض المحدثين بدمشق، فوهم في كنية التفليسي، ولم يعرف اسمه واشتبه عليه اسم أبيه بكنيته، والله أعلم. بلغني أن ختلغ آبه «1» أمير حلب اعتقل الشيخ أبا عبد الله بن العجي وابن أخيه أبا طالب عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن بقلعة حلب بسعاية بعض الشيعة بحلب، ونقلوا اليه عنهما أن المجن الفوعي «2» أودع عندهما وديعة، وكان ختلغ قد تتبع جماعة من الحلبيين وصادرهم ظلما وعدوانا، وكان الشيخ أبو عبد

الله لا يأكل طعاما إلا بملح يقدمه علي طعامه، عملا بالسنة، قالوا: فثقبت كعاب الشيخ أبي طالب ابن أخيه، وأحضر في ذلك اليوم لهما طعام، فقال الشيخ أبو عبد الله لغلامه ما أتيتني بملح؟ فقال: لا، فامتنع عن الاكل الي أن يأتيه بالملح، فقال له ابن أخيه أبو طالب: ما يشغلك ما نحن فيه عن طلب الملح في هذا الوقت فقال له (4- ظ) أبو عبد الله: ما بقيت أقعد عندك، ولبس ثوبه ورداءه وجلس، قالوا: فضحك أبو طالب وقال: ان تركوك، قال: فلم يستتم كلامه حتي جاء رسول خلطبا «1» وأخرج أبا عبد الله من الاعتقال وترك أبا طالب علي حاله. وسمعت عمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة يقول: حدثني الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم قال: كان صاحب حلب قد اعتقل أبا طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي وعمه الشيخ أبا عبد الله ابن عبد الرحمن بقلعة حلب، فرأي أبو عبد الله ابن أخيه أبا طالب قليل الصبر كثير التململ ضيق الصدر، فقال له: يا أبا طالب تصبر أو أخليك وأنزل؟ فقال له: ان تركوك فانزل فما مضي الا هنيئة واذا برسول صاحب حلب قد جاء وأخرج الشيخ أبا عبد الله من الاعتقال، وترك أبا طالب مكانه. سألت أبا بكر أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن العجمي الحلبي عن وفاة عم جده أبي عبد الله بن العجمي، فقال: توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بحلب. ثم وقع إلي بالقاهرة تاريخ لمحمد بن علي العظيمي بخطه فنقلت منه في حوادث سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره عنه قال: مات الشيخ الإمام أبو عبد الله بن العجمي رحمه الله الدين الزاهد «2» ورثيته. قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه في حوادث سنة أربع وثلاثين وخمسمائة قال: وفي ثالث (5- و) ذي الحجة توفي الشيخ أبو عبد الله الزاهد بن العجمي رحمه الله، حدثني من حضره قال: جئت افتقده وهو في آخر قوته، فقلت كيف تجدك؟ وأومأ إلي ايماء، فما شككت أنه تلك الساعة يموت

الحسين بن عبد الرحمن بن مروان:

فقال: امضوا فعلي مهلة الي بعد غد، وكلا قد عطس ثلاث عطسات كل عطسة ليوم فكان الامر كما ذكره رحمه الله. الحسين بن عبد الرحمن بن مروان: أبو عبد الله الأسدي وقيل فيه الازدي، القاضي الصابوني الأنطاكي وهو والد أبي عبد الله الحسين بن الحسين قاضي الثغور الذي قدمنا ذكره، ووالد عبيد الله بن الحسين قاضي أنطاكية، وولي هذا القضاء أيضا، وحدث بحلب عن أحمد ابن عبد الله بن محمد الكندي، وروي عن عبد الله بن الحسين العقيلي، روي عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي ومحمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي وابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القاضي، ومحمد بن أحمد الطرسوسي قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر ابن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله بن أبي نمير القطبي الحلبي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن صالح السبيعي (5- ظ) الحلبي الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الصابوني القاضي الانطاكي بحلب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الكندي قال: حدثنا ابراهيم بن الجراح عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عبد الملك ابن عمير عن عطية القرظي قال: عرضت علي النبي صلي الله عليه وسلم يوم قريظة فقال: انظروا فان كان أنبت فاضربوا عنقه فوجدوني لم أنبت، فخلا سبيلي «1» . قرأت في ديوان شعر العباس بن الوليد الخياط أبي الفضل المصيصي، من نسخة رثة سيرها إلي القاضي أبو محمد بن الخشاب قال فيه: وله في القاضي الصابوني الاعور يمدحه:

الحسين بن عبد الرحمن:

قاض علي الثغر من بني أسد ... قد مات حساده من الحسد لا يشمت البخل بالسماح ولا ... تراه والمنكرات في بلد تري يد الجور من قضيته ... بالعدل مقطوعة من العضد هكذا قال في الشعر من بني أسد بفتح السين ولعله رآه مكتوب في نسبته الأسدي فظنه أسد بتحريك السين، والصحيح أنه أزدي، ويقال فيه الأسدي وأزدي بسكون السين وبالزاي جميعا والله أعلم «1» . والازد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف ابن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك ابن الازد أيضا. وأكثر ما ينسب ولد الازد بن عمران بالسين الساكنة، وهم رهط المهلب بن أبي صفرة، وفي الازد أيضا بطن أسديون يقال لهم بنو أسد، بتحريك السين، وهو أسد بن شريك- بضم الشين- بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم، ولهم خطة بالبصرة، يقال لها خطة بني أسد، وليس بالبصرة خطة لبني أسد بن خزيمة «2» ، وفي الازد: أسد بن الحارث بن العتيك بن ازد بن عمران، فيحتمل أن يكون القاضي الصابوني منهم، فيقال فيه: الأزدي والأسدي والاسدي، والله أعلم. وقد روي أبو حفص العتكي عن أبيه عبيد الله بن الحسين فقال: أخبرنا عبيد الله بن الحسين القاضي الازدي، وهو أخو الحسين بن الحسين، وسيأتي ذلك في ترجمة عبيد الله بن الحسين ان شاء الله تعالي. (6- و) . الحسين بن عبد الرحمن: أبو علي قاضي حلب، روي عنه النسائي، وقال: ثقة ويحتمل أن يكون القاضي الصابوني، وكناه أبا علي، والله أعلم. الحسين بن عبد الرحمن الحلبي: روي عن أبيه، روي عنه محمد بن أحمد الكوفي.

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن- فيما اذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين العسكري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثني محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي بمصر قال: أخبرنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي العصام العدوي قال: حدثنا أبو العباس عيسي بن عبد الرحيم قال: حدثني علي وابن محمد- هو ابن حيون- قال: حدثني محمد بن أحمد الكوفي قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن الحلبي عن أبيه قال: أمر المأمون أن يحمل إليه عشرة من الزنادقة سموا له من أهل البصرة، فجمعوا، فأبصرهم طفيلي فقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لصنيع، فانسل فدخل وسطهم، ومضي بهم الموكلون حتي انتهوا بهم إلي زورق أعدلهم فدخلوا الزورق، فقال الطفيلي: هي نزهة، فدخل معهم الزورق، فلم يك بأسرع بأن قيد القوم وقيد معهم الطفيلي، فقال الطفيلي: بلغ تطفيلي إلي القيود، ثم سير بهم إلي بغداد، فدخلوا علي المأمون فجعل يدعو بأسمائهم رجلا رجلا فيأمر بضرب رقابهم حتي وصل (6- ظ) إلي الطفيلي وقد استوفوا عدة القوم، فقال للموكلين بهم: ما هذا؟ فقالوا والله ما ندري، غير أنا وجدناه مع القوم فجئنا به، فقال المأمون: ما قصتك ويلك؟ فقال يا أمير المؤمنين امرأته طالق ان كان يعرف من أقوالهم شيئا ولا يعرف إلا الله ومحمد النبي صلي الله عليه وسلم، وإنما أنا رجل رأيتهم مجتمعين فظننت صنيعا يغدون إليه، فضحك المأمون وقال: يؤدب. وكان ابراهيم بن المهدي قائما علي رأس المأمون فقال يا أمير المؤمنين قلت لي: أدبه، أحدثك بحديث عجيب عن نفسي، فقال: قل يا ابراهيم، قال يا أمير المؤمنين خرجت من عندك يوما في سكك بغداد متطربا حتي انتهيت إلي موضع سماه فشممت يا أمير المؤمنين من جناح أبا زير قدورا قد فاح طيبها، فتاقت نفسي إليها وإلي طيب ريحها، فوفقت علي خياط وقلت له: لمن هذه الدار؟ فقال: لرجل من التجار من البزازين، قلت ما اسمه؟ قال: فلان بن فلان فرميت بطرفي الي الجناح فإذا في بعضه شباك فأنظر إلي كف قد خرج من الشباك قابضا علي بعضه ومعصم

فشغلني يا أمير المؤمنين الكف والمعصم عن رائحة القدور فبقيت باهتا ساعة ثم أدركني ذهني، فقلت للخياط: هو ممن يشرب النبيذ؟ قال: نعم وأحسب عنده اليوم دعوة، وليس ينادم إلا تجارا مثله مستورين فإني لكذلك إذا قبل رجلان نبيلان راكبان من رأس الدرب، قال الخياط: هؤلاء منادموه، فقلت ما أسماؤهما (7- و) وما كناهما؟ فقال: فلان وفلان، وأخبرني بكناهما، فحركت دابتي وداخلتهما، وقلت جعلت فداكما قد استبطأ كما أبو فلان أعزه الله، وسايرتهما حتى أتينا الى الباب، فأجلّاني وقدماني فدخلت، ودخلا فلما رآني معهما صاحب المنزل لم يشك أني منهما بسبيل أو قادم قدمت عليهما من موضع، فرحب وأجلسني في أفضل موضع، فجيء يا أمير المؤمنين بمائدة، وعليها خبز نظيف وأتينا بتلك الألوان فكان طعمها أطيب من ريحها، فقلت في نفسي هذه الالوان قد أكلتها، بقيت الكف أصل الى صاحبتها، ثم رفع الطعام وجيء بالوضوء، ثم صرنا إلى منزل المنادمة فإذا أشكل منزل يا أمير المؤمنين، وجعل صاحب المنزل يلاطفني ويقبل علي بالحديث وجعلوا لا يشكون أن ذلك منه لي عن معرفة متقدمة، وإنما ذلك الفعل كان منه لما ظن أني منهما بسبيل حتى إذا شربنا أقداحا خرجت علينا جارية يا أمير المؤمنين كأنها غصن بان يتثنى، فأقبلت تمشي فسلمت غير خجلة، وثنيت لها وسادة فجلست وأتي بعود فوضع في حجرها فجسته فاستبنت في جسها حذقها ثم اندفعت تغني: توهمهما طرفي فأصبح خدها ... وفيه مكان الوهم من نظري أثر فصافحها قلبي فآلم كفها ... فمن مئتن قلبي في أناملها عفر فهيجت يا أمير المؤمنين بلابلي فطربت لحسن شعرها وحذقها ثم اندفعت تغني: أشرت إليها هل عرفت مودتي ... فردت بطرف العين إني على العهد (7- ظ) فحدت عن الإظهار عمدا لسرها ... وحادت عن الإظهار أيضا على عمد

فصحت: السلاح يا أمير المؤمنين وجاءني من الطرب مالم أملك نفسي، ثم اندفعت تغني الصوت الثالث: أليس عجيبا أن بيتا يضمني ... واياك لا نخلو ولا نتكلم سوى أعين تشكو الهوى بجفونها ... وتقطيع أنفاس على الناي تضرم إشارة أفواه وغمز حواجب ... وتكسير أجفان وكف تسلم فحسدتها يا أمير المؤمنين على حذقها واصابتها معنى الشعر أنها لم تخرج من الفن الذي ابتدأت فيه فقلت: بقي عليك يا جارية، فضربت بعودها الارض وقالت: متى كنتم تحضرون مجلسكم البغضاء؟ فندمت على ما كان مني ورأيت القوم كأنهم قد يغيروا لي، فقلت: ليس ثم عود؟ قالوا: بلى والله يا سيدنا، فأتيت بعود وأصلحت من شأني ما أردت ثم اندفعت أغني: ما للمنازل لا تجيب حزينا ... أصممن أم قدم المدى فبلينا روحوا العشية روحة مذكورة ... إن متن متن وإن حيين حيينا فما استتممت يا أمر المؤمنين حتى خرجت الجارية فأكبت على رجلي فقبلتهما وتقول: معذرة يا سيدي والله ما سمعت من يغني هذا الصوت مثلك أحدا، وقام مولاها وجميع من كان حاضرا فصنعوا كصنيعها، وطرب القوم واستحثوا الشراب فشربوا بالكاسات والطاسات، ثم اندفعت أغني (8- و) : أفي الله أن تمسين لا تذكرينني ... وقد سحمت «1» عيناي من ذكرك الدما الى الله أشكو بخلها وسماحتى ... إذا عسل مني وتبدل علقما فردي مصاب القلب أنت قتلته ... ولا تتركيه ذاهب القلب مضرما الى الله أشكو أنها أجنبية ... وأني بها ما عشت بالود مغرما فجاءنا من طرب القوم يا أمير المؤمنين شيء خشيت أن يخرجوا من عقولهم فأمسكت ساعة حتى هدأوا مما كانوا فيه من الطرب، ثم اندفعوا في الشرب بالصراحيات صرفا على ذلك الطرب فاندفعت أغني الصوت الثالث.

هذا محبك مطوى على كمده ... حري مدامعه تجري على جسده له يد تسأل الرحمن راحة ... مما به ويد أخرى على كبده يا من رأى أسفا مستهترا أسفا ... كانت منيته في عينه ويده فجعلت الجارية تصيح: هذا والله الغناء يا سيدي، وسكر القوم وخرجوا من عقولهم، وكان صاحب المنزل جيد الشرب، حسن المعرفة، فأمر غلمانه مع غلمانهم بحفظهم وصرفهم الى منازلهم، وخلوت معه فشربنا أقداحا ثم قال لي: يا سيدي ذهب ما كان من أيامي ضائعا إذ كنت لا أعرفك، فمن أنت يا مولاي؟ فلم يزل يلج علي حتى أخبرته، فقام يقبل رأسي وقال: يا سيدي وأنا أعجب يكون هذا الادب الا من مثلك واذا إني مع الخلافة وأنا لا أشعر، ثم سائلني عن قصتي وكيف حملت نفسي على ما فعلت، فأخبرته خبر الطعام، وخبر الكف والمعصم، فقلت: أما الطعام فقد نلت منه حاجتي، فقال: والكف والمعصم، ثم قال: يا فلانة، لجارية له، قولي لفلانة تنزل فجعل (8- ظ) ينزل لي واحدة واحدة فأنظر الى كفها ومعصمها، فأقول: ليس هي، قال: والله ما بقي غير أختي وأمي والله لانزلهما إليك، فعجبت من كرمه وسعة صدره، فقلت: جعلت فداك إبدأ باختك قبل الامام فعسى أن تكون هي، فقال: صدقت فنزلت فلما رأيت كفها ومعصمها قلت: هي ذه، فأمر غلمانه فصاروا الى عشرة مشايخ من جلة جيرانه في ذلك الوقت، فأحضروا، ثم أمر ببدرتين فيهما عشرون ألف درهم، وقال للمشايخ: هذه أختي فلانه أشهدكم أني قد زوجتها من سيدي ابراهيم بن المهدي وأمهرتها عنه عشرة آلاف درهم، فرضيت وقبلت النكاح ودفع إليها البدرة، وفرق البدرة الاخرى على المشايخ، ثم قال لهم: اعذروا فهذا ما حضر على الحال، فقبضوها، ونهضوا، ثم قال يا سيدي أمهد لك بعض البيوت تنام مع أهلك فأحشمني والله ما رأيت من سعة صدره، وكرم خيمه «1» ، فقلت: بل أحضر عمارية وأحملها الى منزلي، فقال ما شئت، فأحضرت عمارية فحملتها، وصرت بها الى منزلي فوحقك يا أمير المؤمنين لقد حمل إليّ جهازها ما ضاقت به بعض بيوتنا، فاولدتها هذا القائم على رأس سيدي أمير المؤمنين، فعجب المأمون من كرم ذلك الرجل وسعة صدره وقال: لله أبوه ما سمعت مثله قط، ثم أطلق الرجل الطفيلي

الحسين بن عبد الواحد بن محمد بن عبد القادر القنسريني:

واجازه جائزة سنية وأمر ابراهيم بإحضار الرجل، فكان من خواص المأمون وأهل صحبته «1» (9- و) . الحسين بن عبد الواحد بن محمد بن عبد القادر القنسريني: أبو عبد الله المقرئ النحوي، كان مقرئا مجيدا نحويا، وكان مقيما بحلب يفيد علم القراءات والعربية. قرأ على أبي الحسن أحمد بن رضوان وعبيد الله بن الليث. قرأ عليه أبو المجد عبيد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة، وجد جدي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة، وصنف لجد جدي كتابا مفيدا في القراءات السبعة، سماه بالتهذيب وكتبه له بخطه، وهو الآن عندي، وقرأ عليه النحو أبو الفرج سعيد بن علي بن محمد بن السلالي بحلب في سنة ثلاثين وأربعمائة، فقد توفي بعد ذلك. وأخبرنا بكتابه المسمى بالتهذيب شيخنا أبو اليمن الكندي في الاجازة قال: كتب إلينا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبي أبو المجد عبد الله قال: أخبرنا أبو عبد الله القنسريني. أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله ابن عمي عبد الصمد قال: سمعت جدي عبد الصمد بن عبد الله، ح. قال عبد الواحد: وسمعت أبا الفتح يحيى ابن عم أبي أبي غانم محمد بن هبة الله قال: سمعت أبا غانم، قالا: كان القاضي أبو الفضل عبد الله بن أحمد يقرأ على الشيخ أبي عبد الله القنسريني فمضى الى منزله ليلة ليقرأ عليه وكانت ليلة مطيرة، فصادف الشيخ أبا عبد الله يقرأ القرآن، وكان يقرأ قراءة طيبة، فوقف بالباب يسمع قراءته ويلتذ بحسن قراءته وطيب صوته، والمطر ينزل على رأسه، ولم ير أن يقطع عليه قراءته حتى مضى أكثر الليل، وسكت أبو عبد الله فطرق الباب،

الحسين بن عبيد الله:

ففتح له فرآه مبتل الثياب، فسأله عن حاله، فأخبره بالصورة، فعظم ذلك عليه، وقال له: كنت دخلت عليّ وكنت أقرأ لك الى الصباح. قال عماي: وسافر أبو عبد الله القنسريني الى العراق فحضر بعض الشيوخ القراء ببغداد وأصحابه يقرءون عليه فجلس في أخريات الناس، فحين رأوه ازدروه واستبشعوا زيه، وأبو عبد الله ساكت، فلما فرغ أصحابه تقدم أبو عبد الله، وطلب أن يقرأ عليه شيئا، فقال له: اقرأ على بعض الطلبه الى أن تجود، ثم اقرأ عليّ، فقال أشتهي أن أقرأ عليك خمسا، فلم ير الشيخ أن يكسر خاطره، فأذن له، فلما قرأ، قال له: من أين تكون؟ قال: من الشام، قال له: لعلك أبو عبد الله القنسريني؟ قال: نعم فقام له الشيخ وأكرمه وأجلسه الى جانبه، وقال أنا أحق بالقراءة عليك، قال هذا أو معناه، قلت: وأظن هذا الشيخ المقرئ هو أبو الحسن ابن رضوان، والله أعلم. الحسين بن عبيد الله: ابن الحسين بن ابراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين الاصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو علي بن أبي أحمد العلوي النصيبي، أبوه شريف مذكور من أعيان الشرفاء، وقد الى حلب على أميرها سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان. ذكره الحسين بن جعفر بن خداع النسابة في «كتاب المعقبين من ولد الحسن والحسين عليهما السلام» وقال: إنه وفد على سيف الدولة بن أبي الهيجاء بن حمدان الى حلب، وقتل معه في انهزامه في غزاة المصيبة، وذكر أن أمه أم ولد. وغزاة المصيبة كانت في سنة.... وأربعين وثلاثمائة «1» . ذكر من اسم أبيه عبيد ممن اسمه الحسين (9- ظ) الحسين بن عبيد الهمذاني: حدث بطرسوس عن عبد الحميد بن عصام الجرجاني. روى عنه محمد بن

الحسين بن عبيد المصيصي:

أيوب بن المعافى العكبري، ويقع في بعض الاصول الحسن بن عبيد، والحسين هو الصحيح. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا الشيخ أبو اسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق قال: حدثنا محمد بن أيوب بن المعافى العكبري قال: حدثنا الحسين بن عبيد الهمذاني بطرسوس قال: حدثنا عبد الحميد بن عصام الجرجاني قال: حدثنا محمد بن يوسف الفيريابي قال: حدثنا سفيان الثوري عن سفيان بن عيينه عن ابن ابي نجيح أنه سئل عن السياحين قال هم الصائمون. الحسين بن عبيد المصيصي: حدث عن عتيق بن عبد الرحمن الاذني. روى عنه عبد الرحمن بن أبي نصر أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي، وقرأته بخطه، قال: قرأت على أبي الحسن أحمد بن حمزة بن الموازيني بدمشق: أخبركم جدك أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي المعبر، إجازة، قال: أخبرنا الحافظ عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني، إجازة، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: حدثنا الحسين بن عبيد المصيصي قال: حدثنا عتيق بن عبد الرحمن (10- و) الاسدي قال: حدثنا أحمد بن حرب الطائي قال كنا عند سفيان ابن عينية فحدثنا حتى ضجر، ثم ألقى الكتاب، فقال: قوموا عني، فقام اليه رجل فقال: أتضجر والله إن أحدنا ليهم بالحج من أقصى خراسان، فإذا ذكرك حج، ولولاك ما حج، فأخذ الكتاب وأنشأ يقول: خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد

ذكر من اسم ابيه على ممن اسمه الحسين

ذكر من اسم ابيه على ممن اسمه الحسين الحسين بن علي بن الحسين بن علي: أبو علي المروزي، حدث بحلب عن محمود بن والان. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الاسدي وولده أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن القاضي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الطرسوسي الحلبيون قالوا: أخبرنا الشيخ الامين أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا الشيخ. بو الحسن علي ابن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي جرادة قال: حدثني الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي بحلب، قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير العابد الحلبي بحلب، قال: أخبرنا محمد بن الحسين السبيعي بحلب قال: حدثنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن علي المروزي بحلب قال: حدثنا أبو حامد محمود بن والان قال: حدثنا علي بن حجر بن اياس (10- ظ) السعدي قال: حدثنا يوسف بن زياد قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم عن الأعرج عن أبي هريرة قال: خضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم السوق، فقعد على البزازين فاشترى سراويلا بأربعة دراهم، قال: وكان لاهل السوق رجل يزن بينهم الدراهم يقال له فلان الوزان فجيء ليزن ثمن السراويل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أتزن وأرجح» ، فقال الرجل: إن هذا القول ما سمعته من أحد من الناس، فمن هذا الرجل؟ قال أبو هريرة: قلت حسبك من الزهق «1» والجفاء في جنبك أن لا تعرف نبيك صلى الله عليه وسلم، فقال الرجل: أهذا رسول الله؟ وألقى الميزان ووثب الى يد رسول الله يأخذها ويقبلها، فجذبها رسول الله وقال: إنما يفعل هذه الاعاجم بملوكها فإني لست بملك إنما أنا رجل منكم، ثم جلس فاتزن الدراهم وأرجح كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا تناولت السراويل من رسول الله لا حملها عنه فمنعني وقال: صاحب الشيء أحق بحمله إلا أن يكون ضعيفا يعجز فيعينه أخوه المسلم، قلت: يا رسول

الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان:

الله وإنك لتلبس السراويل؟ قال: نعم بالليل والنهار، في السفر والحضر، قال يوسف: وشككت في قولي: ومع أهلي فإني أمرت بالتستر فلم أجد ثوبا أستر من السراويل «1» . الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان: ابن حمدون بن الحارث بن لقمان بن راشد (10- و) التغلبي أبو العشائر الحمداني، وتمام نسبه مذكور في ترجمة أبي فراس. أمير فارس مشهور شاعر مجيد كان بحلب في خدمة ابن عمه سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وولاه أنطاكية روى عنه أبو بكر الخالدي وفيه يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدته الرائية التي يذكر فيها مآثر قومه من بني حمدان: ومنا الحسين القرم شبه جده ... حمى نفسه والجيش للجيش غامر «2» قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه في تفسير هذا البيت وذلك أنه كبسه عسكر الاخشيد مع يانس المؤنسي وهو منصرف من أنطاكية من الميدان، وأصابته نشابة في وجهه أخرج نصلها بعد أيام، فلم يزل يضرب في أوساطهم بالسيف حتى تخلص، وأسر بعد ذلك في دلوك «3» ، وكان له في بلد الروم أجمل أثر وأشرف فعل في اكرام الأسارى. قال ابن خالويه: سار سيف الدولة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة الى بلد يانس بن شمشقيق «4» لما بلغه حلفه للملك على لقائه وحمل معه الزواريق مخلعة حتى عقدها على أرسناس «5» ، وخلف بدلوك أبا العشائر الحسين بن علي بن الحسين

ابن حمدان ورسم له الزول على حصن عرنداس «1» وبناءه، وخلف الأمير أبا فراس ورسم له بناء حصن البرزمان «2» ، فكلاهما يستعد حتى خرج لاون البطريق في جموع أبيه وسبق الخبر الى أبي العشائر فخرج (11- ظ) طمعا فيه ليسابق أبا فراس اليه، ولقيه فوجده في عدد عظيم وانكشف عن أبي العشائر أصحابه، وثبت يقاتل حتى أسر وضرب وجها من الارمن يعرف بأبي الاسد فقتله، وبلغ أبا فراس الخبر فنفر في أربعمائة فارس من العرب سوى العجم وأتبعه الى مرعش «3» فلم يلحقه، فكتب اليه في قصيدة: أأبا العشائر ان أسرت فطالما ... أسرت لك البيض الرقاق رجالا لما أجلت المهر فوق رؤوسهم ... نسجت له حمر الشعور عقالا يا من اذا حمل الحصان على الوجى ... قال اتخذ حبك التريك بغالا ألا دعوت أخاك وهو مصاقب ... يكفي العظيم ويحمل الاثقالا ألا دعوت أبا فراس انه ... ممن اذا طلب الممنّع نالا وردت بعيد الفوت أرضك خيله ... سرعا كأمثال القطا أرسالا «4» قرأت في جزء أحضره إليّ الحافظ عماد الدين أبو القاسم علي بن الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن يتضمن سيرة سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان وأخباره، تأليف أبي الحسن علي بن الحسين الزراد الديلمي ذكر في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة قال: وسار أبو العشائر الحسين بن علي بن حمدان من حلب الى مرعى وسلمها إليهم وسار أبو العشائر الحسين بن علي بن حمدان من حلب الى مرعش وسلممها إليهم وبعض غلمانه، فلم يشعر إلا بالروم قد أقبلوا عليه فركب فرسه وركب أصحابه فطردهم الروم، وكان (12- و) أبو العشائر قد ثمل من الخمر فغلبه السكر، فسقط عن الفرس، فأدركه الروم فأسروه وحملوه الى قسطنطينية.

قرأت في كتاب المفاوضة جمع محمد بن علي بن نصر الكاتب بخطه. وأخبرنا به اجازة زيد بن الحسن بن زيد الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي قال: قرأ علينا محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: وحدثني أبو الفرج يعني الببغاء قال: هربت وقتا من الاوقات من أبي العشائر، وصرت الى حلب، وسألت سيف الدولة أن يمنعه عني، وقلت: ان أخلاقه لا تلاؤم أخلاقي، وقد ربيتني واصطنعتني، وأريد أن لا أبرح حضرتك ومجلسك، قال: افعل ومضى على هذا مديدة قريبة، فدخلت يوما واذا بين يدي سيف الدولة رجل عربي لا أعرفه عليه جبة ديباج وفرو وعمامة خز بلثامين، متقلدا سيفا محلى، وهو جالس على السرير ورجليه على الأرض وسيف الدولة يقبل عليه يحادثه فاستطرفت ذلك، ولم يكن في العرب كلها من يجلس تلك الجلسة مع سيف الدولة، قال: ونهض فاذا هو أبو العشائر فلما رأيته أسقط في يدي، ودنا مني فقبض عليّ فقلت لسيف الدولة: أيها الامير الذمام، فقال: ليس على أبي العشائر ذمام، ثم قال له: احتفظ به فإنه فرار فلم يبق في موضع للمنازعة (12- ظ) . فقلت: أيها الامير ما يمكنني الخروج، قال: ولم؟ قلت: علي دين وأحتاج الى ابتياع شعير لدوابي، وحنطة لغلماني، وهذا وجه الشتاء ولابد أن أنظر في أمري فقال: كل هذا يتنجز في الساعة، ووقع الى الداريج «1» بكرين شعيرا والى صاحب المنثر بثلاثة أكرار حنطة، وأطلق من خزانته ألفي درهم، وأمر بحمل عشر قطع ثيابا، وحصل جميع ذلك وما تعالى النهار وهو جالس في دار سيف الدولة، فلما حضر صاحبه وعرفه حصول ما عددته كله قال: اركب على اسم الله، فركبت ومضيت معه الى أنطاكية فما كان يخليني من خلعة وبر وتفقد، ورسومي على سيف الدولة مطلقة في أوقاتها غير متأخرة عني بحال، وهذه كانت عادات الرؤساء في الافضال.

أنبأنا أحمد بن الازهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري عن القاضي أبي علي المحسن بن علي التنوخي قال: وأنشدني أيضا- يعني- أبا الفرج الببغاء، وقال: قلتها بديها في أبي العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان وكنت حاضرا وقد ضرب بسيف كان في يده هامة جمل ففصلها فأنشدته في الحال: ما الفعل للسيف اذ هزّت مضاربه ... فمرّ محتكما في هامة الجمل لكن كفك أعدته بجرأتها ... وفتكها فمضى يهوي على عجل (13- و) ولو سوى كفك المعروف صال به ... نبا ولو كان مطبوعا من الاجل «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن أحمد الاديب في كتابه قال: أخبرنا أبو منصور عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي قال: وأنشدني- يعني- أبا بكر الخوارزمي لابي العشائر بن حمدان: سطا علينا ومن حاز الكمال سطا ... ظبي من الجنة الفردوس قد هبطا له عذاران قد خطّا بوجنته ... فاستوقفا فوق خديه وما انبسطا وظل يخطو وكل قال من شغف: ... يا ليته في سواد الناظرين خطا قال أبو منصور الثعالبي: وقال بعض الرواة: دخلت الى أبي العشائر أعوده من علة هجمت عليه فقلت له: ما يجد الامير فأشار الى غلام قائم بين يديه واسمه نسطوس، كأن رضوان قد غفل عنه فأبق «2» منه وأنشد:

أسقم هذا الغلام جسمي ... بما بعينيه من سقام فتور عينيه في دلال ... أهدى فتورا الى عظامي وامتزجت روحه بروحي ... تمازج الماء بالمدام «1» قرأت في كتاب عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر تأليف أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني: أبو العشائر بن حمدان القائل (13- ظ) : وما سر قلبي منذ شطّت بك النوى ... أنيس ولا كاس ولا متصرّف وما ذقت طعم الماء الّا وجدته ... كأن ليس بالماء الذي كنت أعرف ولم أشهد اللذات إلا تكلّفا ... وأي سرور يقتضيه التكلف قال ابن الهمذاني: ولما خرج الحاج في زمن المكتفي كان معهم أبو العشائر بن حمدان، فظفر بهم زكرويه بن مهرويه القرمطي فقطع يدي أبي العشائر ورجليه بز بزبالة، ثم قال ابن الهمذاني بعد ذلك وأخذ الروم حلب وقتلوا أبا العشائر وأخوته في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة. وهذا خطأ من ابن الهمذاني فيما ذكره أولا وثانيا فإن أبا العشائر توفي أسيرا في يد الروم بالقسطنطينية في سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين «2» . وقرأت في كتاب أبي الحسن علي بن الحسين الديلمي في أخبار سيف الدولة، قال واجتمع في البلاط بالقسطنطينية من الأسارى الحمدانية نحو ثمانمائة رجل منهم: أبو العشائر وأبو فراس ومحمد بن ناصر الدولة، وذكر جماعة، وقال: وفادى- يعني- سيف الدولة بأبي فراس وأبي العشائر ورقطاش وغيرهم، يعني سنة أربع وخمسين، وهذا وهم من أبي الحسن الديلمي فإن أبا العشائر توفي بالقسطنطينية في حال الاسر وقال فيه الامير ابو فراس يرثيه. أأبا العشائر لا محلك دارس ... بين الضلوع ولا محلك نازح

الحسين بن علي بن الحسين

إني لأعلم بعد موتك أنه ... ما مر للأسراء يوم صالح «1» قرأت في تاريخ أبي اسحاق ابراهيم بن حبيب السّقطي صاحب كتاب الرّديف «2» في حوادث سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة في ذكر من توفي فيها قال: وفيها، أو في سنة ثلاث وخمسين مات أبو العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان ببلد الروم في أسره مسموما وكان السبب في سمه أن ملك الطاغية بلغه أن عليّ بن حمدان فسق بابن قسطنطين، كان في أسره فأنفذوا من بلد الروم من سمه فهلك وسمّوا هم أبا العشائر بن حمدان حنقا لما جرى من قتلهم ابن قسطنين، وكان أبو العشائر فارسا شجاعا سخيا ممدّحا. الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن باهان بن باذام ابن بلاش بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام بن جور، أبو القاسم بن أبي الحسين بن أبي القاسم بن أبي الحسن المغربي، هكذا قرأت نسبة بخطه وقيل في نسبه من ماهان بن باذان بن ساسان بن الحرون، قيل ساسان هو المعروف بالحرون بن بلاش ابن جانيا سيف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد، وجد أبيه أبو الحسن هو المغربي عرف بذلك لأنه كان يختلف على ديوان المغرب. وقرأت بخط الحافظ أبي طاهر أنه نقل من خط عبد الحميد ابنه على ظهر الجزء الأول من رسائل الوزير أنه: الجزء الأول من رسائل أبي القاسم الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان ابن مادان بن ساسان بن الحرون بن فلاش بن جاما سف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور. وكتب عبد الحميد. وأبو القاسم هذا هو الوزير الملقب بالكامل ذي الجلالتين ولد بحلب (14- ظ) في سنة سبعين وثلاثمائة، وكان أبوه وجده من كتّاب الأمير سيف الدولة، وحصل بعد موت سيف الدولة بين أبيه وبين سعد الدولة أبي المعالي شريف نبوة أوجبت 3

انفصاله عنه، فعوق أبو المعالي أبا القاسم بحلب مع جماعة من أهله، ثم سار أبوه بعد ذلك إلى مصر، فانتقل أبو القاسم بعده وقتل الحاكم أباه وأخوته فهرب أبو القاسم وتوجه إلى العراق، وتقلد وزارة مشرّف الدولة أبي علي بن عضد الدولة ابن بويه في سنة خمس عشرة وأربعمائة، وأقام في وزارته شهورا، وفارقه وانتقل إلى وزارة الأمير أبي المنيع قرواش بن المقلد أمير بني عقيل، ثم وزر لنصر الدولة ابن مروان صاحب ميافارقين ودياربكر «1» . وكان الوزير أديبا فاضلا عارفا باللغة والنحو فصيحا، حسن النظم والنثر عارفا بالحساب، وله كتاب في تفسير «2» القرآن أحسن فيه على اختصاره واختصر كتاب إصلاح المنطق «3» فأجاد في ذلك وعرضه على أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، فاستجاده وأثنى عليه، وكتب إليه في ذلك الرسالة الأعريضية التي أولها: السلام عليك أيتها الحكمة المغربية، والألفاظ العربية، أي هواء رقاك وأي غيث سقاك. وفضائله جمة، لكنه كان جسورا مهورا، سيء التدبير، متكبرا. حدث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات، وروى عن أبيه علي بن الحسين، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي أسامة جنادة بن محمد، وأبي الحسن محمد بن عيسى النامي العراقي اليشكري وأبي الحسن على بن لؤلؤ الحلبي والقاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي وأبي عبد الله محمد بن الحسين اليمني وأبي القاسم (15- و) الميمون بن حمزه الحسيني، وعلي بن منصور الحلبي المعروف بدوخلة، وأبي الحسن علي بن عبد الله الماذرائي، ومحمد بن الحسن التنوخي، والقاضي أبي أحمد محمد بن داود بن أحمد العسقلاني، ومحمد بن إبراهيم التميمي، وعلي بن إبراهيم الدهكي، وأبي جعفر الموسوي قاضي مكة، وابن الكلابي راوية أبي فراس وأبي زكريا يحيى بن علي الأندلسي أمير الغرب،

وأبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي وأبي الحسن علي بن نصر بن الصباج وغيرهم. روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي وأبو الجوائز الحسن بن باري الواسطي، وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وعلي بن السكن الفارقي وأبو عبد الله محمد بن جردة، وأبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي، والقاسم بن بابويه. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن أبي الفضل القاضي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه قال: حدثنا نصر بن ابراهيم الزاهد المقدسي قال: قرأت على أبي يحيى عبد الحميد بن الحسين بن علي المغربي عن أبيه أبي القاسم الحسين بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الروذباري قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن موسى الرازي قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن زكريا الطائي النبهاني قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني وأبو عبد الله محمد بن حسان الضبي قالا: حدثنا يعقوب بن محمد قال: حدثنا يزيد بن عمر بن مسلم الخزاعي قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنشد ينشده (15- ظ) قول سويد بن عامر المصطلقي: لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ... إن المنايا تجتني كل إنسان فاسلك طريقك تمشي غير مختشع ... حتى تلاقي ما يمنى لك الماني لكل ذي صاحب يوما مفارقه ... وكل زاد وإن أبقيته فان والخير والشر مجموعان في قرن ... بكل ذلك يأتيك الجديدان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أدركني هذا لأسلم» «1» ، فبكى أبي، فقلت: يا أبة ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية! قال يا بني ما رأيت مشركة تلقت من مشرك خيرا من سويد.

قال: قوله «ما يمنى لك» ما يقدر لك القادر الله عز وجل. قرأت في رسائل الوزير أبي القاسم بن المغربي، نسخة كتاب كتبه ليعرض بالسدة القادرية وقد طعن عليه بالدار الخليفية في مذهبه حيث وزر للملك السعيد شرف الدولة أبي علي، وانكار الاسم المغربي المشهور به، وأنه نسب الى اعتقاد المذهب المصري «1» والتدين به فكتب رسالة في ذلك، وكتبها على وجهها وحذفت من آخرها ما لا حاجة لي إليه لما فيها من ذكر نسبه ومنشأه ومذهبه ومبدأ حاله وطلبه للعلم واشتغاله، والرسالة: الدهر أبو العجائب، وذو الغرائب، إلا أنني ما ظننته يبدع هذه البدعة الشنعاء، ولا ظننته يطرق هذه الظنة النكراء وينبغي (16- و) أن أنزل عن الاحتجاج للملك أدام الله بقاءه وأعز نصره ولواءه، والمؤتمن على تدبيره والسفير بينه وبين عسكره، أدام الله تمكينه، فإن الله يعلم والناس يعلمون خلوص نياتهما في الطاعة وبعدهما من هذه الشناعة، فإن تشاغلي بما يخصني من هذه الحال التي ظننت أن العرض على الله يسبقها، وأن المعتقد المقدس قد استحكم في الثقة بي استحكاما يقصر أيدي اللئام عن صياغة مثلها لي، فإن كان يظن أن ما وسمت به من النسب المستعار يحملني على الازورار فإن الأمر بضده إذ كان أصلي من البصرة، وانتقل سلفي عنها في فتنة البريدي إلى بغداد، وكان جدّ أبي، وهو أبو الحسن علي بن محمد يخلف على ديوان المغرب، فنسب به إلى المغربي، وولد له جدي الأدنى ببغداد في سوق العطش، ونشأ وتقلد أعمالا كثيرة، منها تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة، وكان خال أبي وهو أبو علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي المعروف الذي مدحه المتنبي متحققا بصحبة أبي بكر محمد بن رائق، فلما لحق أبا بكر بن رائق ما لحقه بالموصل «2» سار جدي وخال أبي الى الشام، والتقيا بالإخشيذ، وأقام والدي وعمي رحمهما الله بمدينة السلام، وهما حدثان إلى أن توطدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد، وأنفذ الإخشيذ غلامه المعروف بفاتك المجنون

الممدوح المشهور «1» فحملها ومن يليهما إنى الرحبة وسار بهما على طريق الشام إلى مصر فأقامت الجماعة (16- ظ) هناك إلى أن تجددت قوة المستولي على مصر فانتقلوا بكليتهم وحصلوا في حيز سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان مدة حياته، واستولى جدي على أمره استيلاء يشهد به مدائح أبي نصر بن نباته فيه، ثم غلب أبي من بعده على أمره وأمر ولده غلبة تدل عليها مدائح أبي العباس النامي فيه، ثم شجر بينهما ما يتفق مثله بين المتصاحبين في الدنيا ففارقه من الرحبة، وانحدر إلى الأنبار قاصدا مدينة السلام، فلما حصل بالأنبار وجد العراق مضطربا، وبهاء الدولة رحمه الله في أول أمره غالبا» فخوف من المقام، فركب مغررا بنفسه قاصدا الشام ليتمكن من تعرف أخبارنا وافتكاك إسارنا، فإنا كنا بحلب معوقين من بعده، فلقي بمصر الحظوة التي عرفت، وليتها ما اتفقت، فإن ختامها كان سما زعافا وعقباها كان بورا واجتياحا «3» ، وانتقلت في أثره، وكانت والدتي من أهل العراق، ولنا الى اليوم أملاك بالنعمانية «4» موروثة، فكنا بمصر زوارا وبالعراق لما انتقلنا إليها قاطنين وألافا فهذا أولا حديث الأصل الذي وقع الاشتباه، وتم التمويه فيه. ثم أرجع إلى ذكر الدين فإني نشأت وغذيت بكتب الحديث وحفظ القرآن ومناقبة الفقهاء ومجالسة العلماء، والله ما رأيت قط بتلك البلاد مأدبة ولا وليمة الا لعرس، ولا كنت متشاغلا إلا بعلم أو دين، ولقد سلم لي من جزازات كتبي ما هو اليوم دال على تشاغلي بالدين القيم، واستمراري على النهج الأسلم (17- و) لأنه ليس كتاب من كتب السنة إلّا وقد أحطت به رواية ورمته دراية، وها هنا اليوم نسختان من موطأ مالك سماعي من جهتين، وعليهما خطوط الشيخين والصحيحان لمسلم والبخاري، وجامع سفيان ومسانيد عدة عن التابعين، ولي، وأحمد الله، إملاءات عدة في تفسير القرآن وتأويله وتخريجات من الصحاح المذكورة، وسمعت

كتاب المزني «1» عن الطحاوي عن المزني، وأما الأحاديث المنثورة التي كنت أبكر بكور الغراب لاستماعها، وأطرح زينة الدنيا في مزاحمة أشياعها فأكثر من أن تحصى، فكيف يظن بمثلي ممن ظهر تماسكه إن كان لم يظهر باطنه تعلق بالهباء المنثور، وتمسك بالضلال والزور. وذكر باقي الرسالة. أنا اختصرتها. قرأت بخط أبي المكارم علي بن محمد بن محمد بن المطلب وزير تقي الدين عمر بن شاهنشاه، وذكر أنه نقل عن ظهر النسخة التي اختصر فيها الوزير أبو القاسم ابن المغربي كتاب اصلاح المنطق بخط أبيه أبي الحسن علي بن الحسين بن المغربي: ولد سلمه الله، وبلغه مبلغ الصالحين، أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة، واستظهر القرآن وعدة من الكتب المجردة في اللغة والنحو ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم، ونظم الشعر وتصرف في النثر، وبلغ من الخط ما يقصر عنه نظراؤه، ومن حساب المولد والجبر والمقابلة وجميع الأدوات الى ما يستقل بدونه (17- ظ) الكاتب، وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة، واختصر هذا الكتاب، فتناهي باختصاره، وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شيء من ألفاظه، وغيّر من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة الى الاختصار، وجمع كل نوع إلى ما يليق به، ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره، فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة، وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشر سنة، وأرغب الى الله في بقائه وسلامته. وذكر الصابئ في تاريخه قال: في شهر رمضان من سنة أربع عشرة وأربعمائة قبض على أبي علي الرخجي وتولى وزاره مشرف الدولة أبي علي أبو القاسم الحسين

ابن علي بن الحسين المغربي، وكان سيء التدبير لنفسه مهوّرا قليل النظر في العواقب، مع ما كان فيه من الفضائل الأدبية «1» . قرأت بخط عبد القوي بن الجليس عبد العزيز بن الحباب في ذكر الوزير أبي القاسم قال: وذكر أن مولده كان بمصر في ليلة الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة. قلت: وهذا وهم، ولم يولد بمصر، وإنما ولد بحلب في التاريخ المذكور، لأن أباه في هذا التاريخ كان بحلب في خدمة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة. قرأت في الرسالة التي كتبها أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلبي، المعروف بدوخلة، إلى أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وأجابه عنها أبو العلاء بن سليمان برسالة الغفران، وقد ذكر كلاما قال بعده: ثم سافرت منها- يعني من بغداد- الى مصر، ولقيت أبا الحسن المغربي، فألزمني أن لزمته لزوم الظل، وكنت منه مكان المثل في كثرة الانصاف والحنو والاتحاف، فقال لي سرا: أنا أخاف همة أبي القاسم تنزو به الى أن يوردنا وردا لا صدر عنه، فإن كانت الأنفاس مما تحفظ وتكتب فاكتبها واحفظها وطالعني بها، فقال لي يوما: ما نرضى بالخمول الذي نحن فيه، فقلت له: وأي خمول هنا (18- و) تأخذون من مولانا خلد الله ملكه في كل سنة ستة آلاف دينار، وأبوك من شيوخ الدولة، وهو معظّم مكرّم، فقال: أريد أن تصار الى ديواننا الكتائب والمواكب والمقانب، ولا أرضى بأن يجري علينا كالولدان والنسوان، فأعدت ذلك على أبيه فقال: ما أخوفني أن يخضب أبو القاسم هذه من هذه، وقبض على لحيته وهامته، وعلم أبو القاسم، فصارت بيني وبينه وقفة. وذكر دوخلة أيضا في هذه الرسالة أنه دخل أنطاكية، وخرج منها الى ملطية وبها المايسطرية «2» خولة بنت سعد الدولة، قال: فأقمت عندها الى أن ورد عليّ كتاب

أبي القاسم، فسرت الى ميافارقين، فكان يسر حسوا في ارتغاء «1» ، قال لي يوما: لي أيام ما رأيتك؟ قلت: أعرضت حاجة؟ قال: لا، أردت أن ألعنك، قلت فالعني غائبا، قال: لا في وجهك أشفى، قلت: ولم؟ قال: لمخالفتك إياي فيما تعلم، وقلت له: ونحن على أنس بيني وبينه: لي حرمات ثلاثة: البلدية، وتربية أبيه لي، وتربيتي لأخوته، قال: هذه حرم مهتكة: البلدية نسب بين الجيران، وتربية أبي لك منّة عليك، وتربيتك لأخوتي بالدنانير والخلع، أردت أن أقول له: استرحت من حيث تعب الكرام، فخشيت جنونه، لأنه كان جنونه مجنونا، وأصح منه مجنون، وأجنّ منه لا يكون، وأنشد: جنونك مجنون ولست بواجد ... طبيبا يداوي من جنون جنون بل جن جنانه ورفض شيطانه. به جنّة مجنونة، غير أنها ... إذا حصّلت منه ألبّ وأعقل (18- ظ) قال: وكان أبو القاسم ملولا والملول ربما ملّ الملال، وكان لا يملّ أن يمل ويحقد حقد من لا تلين كبده ولا تنحل عقده، قال: وقال لي بعض الرؤساء: أنت حقود ولم يكن حقودا، فقلت له: أنت لا تعرفه، والله ما كان يحنى عوده، ولا يرجى عوده، وله رأي يزين له العقوق ويمقتّ إليه رعاية الحقوق، بعيد من الطبع الذي هو للصدّ صدود وللتألف ألوف ودود، كأنه من كبره قد ركب الفلك واستوى على ذات الحبك «2» ، ولست ممّن يرغب في راغب عن وصلته، أو ينزع الى نازع خلته، فلما رأيته ساردا جاريا في قلة انصافي على غلوائه، محوت ذكره عن صفحة فؤادي، واعتددت ودّه فيما سال به الوادي، وأنشدت الرجل أبياتا أعتذر فيها عن قطعي له:

فلو كان منه الخير إذ كان شره ... عنيدا لقلنا إنّ خيرا مع الشر ولو كان إذ لا خير لا شر عنده ... صبرنا وقلنا لا يرش ولا يببري ولكنه شرّ ولا خير عنده ... وليس على شر إذا دام من صبر قال: وبغضي له- شهد الله حيا وميتا- أوجبه أخذه محاريب الكعبة الذهب والفضة وضربها دنانير ودراهم، وسماها الكعبية، وأنهب العرب الرملة وخرّب بغداد، وكم دم سفك، وحريم انتهك، وحرة أرمل وصبي أيتم. هذا ذكره علي بن منصور في رسالته الى أبي العلاء، وقد بلغه أنه ذكر لأبي العلاء فقال: أعرفه خبرا، هو الذي هجا أبا القاسم الحسين (19- و) بن علي المغربي «1» فكتب إليه بذلك إقامة لعذره في هجوه. وقد كان بين أبي القاسم بن المغربي وبين علي بن منصور ما يوجب أن لا يقبل قوله فيه، وقد ظفرت في بعض ما نقلته من خط بعض الأدباء ما ذكر أنه نقله من خط أبي القاسم الوزير: أنشدني علي بن منصور، إن صدق فيدل على ما ذكرته من حالهما. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأنبأنا أبو اليمن الكندي وغيره عنه قال: وزّر ببغداد الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن المغربي في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، بغير خلعة ولا لقب، ولا فارق الدراعة، وكان كاتبا مليحا، شاعرا، منجما وفيلسوفا، قيما بعلوم كثيرة، وكان فيه حسد، وجرت له ببغداد أمور أو جبت استيحاشه من الخليفة، فنقل الى أن نزل على أبي نصر بن مروان على سبيل الضيافة، فمات عنده سنة ثماني عشرة وأربعمائة «2» . قرأت بخط عبد القوي بن عبد العزيز بن الحباب في ذكر الوزير أبي القاسم قال وكان ممدحا ومقصودا بالأدب من جميع من يتعلق به من العجم والعرب، مدحه مهيار بن مرزويه في يوم نوروز، وقد أحضرت إليه هدايا من الديلم والأتراك على عادتهم مع الوزراء في مثل اليوم المذكور، واستأذنه في الانشاد فأذن له فأنشده قصيدته اللامية ومنها:

عسى معرض وجهه يقبل ... فيوهب للآخر الأول فداك وتفعل ما لا تقول ... ممن يقول ولا يفعل يلومك في الجود لمّا عرفت ... من شرف الجود ما يجهل (19- ظ) سللت على المال سيل العطاء ... فلا حيك في الجود مستقتل ومنها: أجرني أبت نحوه أن أضيع ... وانصر دعائي فلا أخذل وصن بك وجهي عمن سواك ... فما مثل وجهي يستبذل «1» فلما انتهى الى آخرها استحسنها وأعجب بها، وأشار إليه الى الناحية التي فيها الدنانير والدراهم، فجلس إليها، وفتح كمه الأيسر وجمع إليه بيده اليمنى حتى ملأه، ثم فتح كمه الأيمن وجمع إليه بيده اليسرى الى أن لم يبق على الأرض دينار ولا درهم، ونهض فقبل الأرض وانصرف، وسئل عما حصل له، فذكر أن مبلغه ألفا ومائة ونيفا وعشرين دينارا، وسبعة آلاف وثلاثمائة درهم، وهذا عطاء ما سمع بمثله ممن جاد في وقته لشاعر سواه. قال وكان قد عبث به بعض شعراء البغداديين عندما جرى له وهو في الوزارة ما أوجب له الخروج من بغداد، فقال فيه: ويلي وو يحي وويهي على ملوك بويه ... يا ضيعة الملك جدا ويا بكائي عليه يا مغربي رويدا كيف اهتديت اليه ... سلبته كل حلي في جيده ويديه سياسة الملك ليست ما جاء عن سيبويه ثم لقيته بميافارقين فأراد أن يستدرك ما فاته، ويعتذر عما سبق منه، فقال فيه: يا معجز الله الذي حل في أعلى محل ... لما رأيت الملك في هون ومضيعة وقل أكبرت نفسك أن تدبر أمر ملك مضمحل

وهذا الشاعر المذكور الذي هجاه ثم مدحه هو أبو عبد الله الخيمي الشاعر وقيل إنه عمل الأبيات اللامية لما حصل أبو القاسم عند قرواش بن مقلد بن مسيب. وأنه دخل إليه في جملة الشعراء مادحا، فقال بأي وجه تلقاني؟ فقال جوابي لك جواب أبي الهول الحميري الفضل بن يحيى، وقد سأله مثل هذه المسألة فقال: بالوجه الذي ألقى به ربي وذنوبي إليه أكثر من ذنوبي إليك وأنشده: «يا معجز الله» - الأبيات، وذكر بيتا ثانيا بعد الأول: ورأى جميع ممالك الدنيا تعلي مستقل فقال: قد قبلت عذرك، وأنا فاعل بك ما فعله الفضل بأبي الهول. (20- و) أخبرنا القاضي أبو النصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي فيما أذن لنا في روايته عنه. قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسين بن علي بن الحسين ابن محمد المغربي بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذام بن ساسان الحرون بن بلاش بن خايناشف بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد، أبو القاسم بن أبي الحسن الوزير كان مع أبيه بمصر، فلما قتل الملقب بالحاكم أباه هرب من مصر واستجار بحسان بن المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي ومدحه فأجاره وسكن جأشه وأزال خوفه واستيحاشه، فأقام عنده محترما، ثم رحل عنه مكرما وتوجه الى العراق، واجتاز البلقاء من أعمال دمشق، ووزر لقريش أمير عقيل، ووزر لابن مروان صاحب دياربكر. وكان أديبا مسترسلا، وشاعرا فاضلا، ذا معرفة بصناعتي الكتابة الانشائية والحسابية، وحدّث عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات المعروف بابن حنزابه «1» ، روى عنه ابنه أبو يحيى عبد الحميد بن الحسين، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي «2» . قول الحافظ: ووزر لقريش، وهم وإنما هو قرواش.

وقرأت في جزء، سيّره لي الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بخطه، وذكر أنه نقله من خط خلف بن عبد الله بن هبة بن جرير السعدي قال: الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي، وقال: وكان أبو القاسم عارفا فاضلا وبليغا مترسلا، ومفتنا في كثير من العلوم الدينية والأدبية والنجومية، ومشار إليه في قوة الذكاء والفطنة، وسرعة الخاطر والبديهة. قال: وكان خبيث الباطن، كثير الحيل، شديد الحسد على الفضل وإن أظهر الميل الى أهله. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني أبو صالح قراطاش بن طنطاش الظفري- إملاء من حفظه- قال: أنشدنا أبو محمد علي بن عبد القاهر بن آسي قال: أنشدني أبو أسامة قال: أنشدني الوزير أبو القاسم المغربي لنفسه. (20- ظ) . قال: وقد كان بنى دارا جديدة، فاتنقل اليها فما جاءه النوم الليلة الأولى لتغير المكان، فأنشد هذه الأبيات: إني أبثك من حديثي ... والحديث له شجون فارقت موضع موطني ... ليلا ففارقني السكون قل لي فأول ليلة ... في القبر كيف ترى أكون أخبرني الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي قال: أخبرني أبو الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب ببغداد قال أخبرني جدي أبو الفتح محمد بن علي قال: أنشدنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: أنشدنا الوزير أبو القاسم الحسين بن علي المغربي لنفسه: تأمل من أهواه صفرة خاتمي ... فقال حبيبي لم تجنبت أحمره فقلت له من أحمر كان لونه ... ولكن غرامي حل فيه فغيره أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي قال:

أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنشدني أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز بن المؤمل الرسولي ببغداد قال: أنشدني علي بن السكن الفارقي بميا فارقين قال: أنشدني الوزير أبو القاسم علي بن الحسين المغربي لنفسه: عزال حبه الصبر غرب ... ولكن وجهه للحسن شرق (21- و) رددت وقد تبسم عنه طرفي ... وقلت له: ترى لي فيك رزق سأرجو الوصل لا أني جدير ... ولا قدري لقدرك فيه رفق ولكن لست أول من تمنى ... من الدنيا الذي لا يستحق أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو صالح قراطاش بن طنطاش الظفري- إملاء- قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن جرده قال: أنشدني الوزير أبو القاسم المغربي لنفسه: من بعد ملكي رمتم أن تغدروا ... ما بعد فرقة بائعين تخير «1» ردوا الهدو كما عهدت إلى ... الحشا والمقلتين الى الكرى ثم اهجروا أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قال: أنشدني بعض أصحابنا للوزير أبي القاسم علي بن الحسين بن المغربي وقد اجتاز بهيت فزار قبر عبد الله بن المبارك وقال: مررت بقبر ابن المبارك زائرا ... فأوسعني وعظا وليس بناطق وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي ... غنيا وبالشيب الذي في مفارقي ولكن أرى الذكرى تنبه عبرة ... إذ هي جاءت من رجال الحقائق كذا وقع «أبي القاسم عليّ» وكذا ذكره علي بن السكن الفارقي، وهو خطأ، وعلي أبوه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن المقير- إذنا وقد سمعت منه غيره- قال: (21- ظ) أخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، قراءة عليه، قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي قال: أنشدنا أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي لنفسه: ترنم جاري والمدام تهزه ... ترنم قمري بفرعة ضال فجاوبته من زفرتي بمغرّد ... وناوبته من أدمعي بسجال وقلت له يا جار هل أنت آمن ... تفرق أحباب وحرب ليال تهيج لي الذكرى مراحك كلما ... هزجت فيشقى في نعيمك بالي لئن جمعت بيني وبينك حليتي ... لقد فرفت بيني وبينك حالي تذكرت دار الحي إذ أنا باسط ... ظلالي ومجموع لديّ رجالي وإذ أنا بين الناس منزع ... آمل لبثّ نوال أو بناء معال لعمري لقد أسهلت في الارض بعدما ... تزحزح عن ريب الزمان جبالي أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: سمعت أبا القاسم اسماعيل بن أبي بكر السمرقندي، مذاكرة، يقول: ما بقي في الدنيا من يروي معجم أبي الحسين جميع غيري ولا بدمشق أيضا ولا عن أبي الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي ثم أنشد: وأعجب ما في الأمر أني عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا فيّ من بطش ثم قال: وهذا البيت من قطعة أنشدناها أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب (22- و) التميمي للوزير أبي القاسم بن المغربي: وما ظبية أدماء تحنو على طلا ... ترى الأنس وحشا وهي تأنس بالوحش غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعة ... فلم تلف شيئا من قوائمه الحمش «1» فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت ... سباع الفلا ينهشنه أيمّا نهش

بأوجع في يوم طلّت أنامل ... تودعني بالدّر من شبك النقش وأحمالهم تحدى وقد خيل الهوى ... كأن مطاياهم على ناظري تمشي وأعجب ما في الأمر أني عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا في من بطش قرأت في بعض الفوائد أن الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن المغربي أرق ذات ليلة أرقا شديدا، فكان لا يزداد إلّا فلقا ولا يزداد الليل إلّا طولا، فقال لبعض ندمائه: أي شيء تعرف من الشعر في طول الليل والسهر والقلوب؟ فقال: فول بشار بن برد: جفت عيني عن التغميض حتى ... كأن جفونها عنها قصار أقول وليلتي تزداد طولا ... أما لليل عندكم نهار «1» فقال: صدقت وأحسنت ثم قال على البديهة: عهدي به ورداء الوصل يجمعنا ... والليل أطوله كاللمح بالبصر فا لآن ليلي مذ غابوا فديتهم ... ليل الضرير وصبحي غير منتظر نقلت من خط جلال الدولة أبي عبد الله محمد بن علي بن عبّاد الكاتب المصري (22- ظ) في شكة «2» له ما صورته: رأيت في بعض تعاليق الوزير أبي القاسم بن المغربي أبياتا كتب بها الى إلف له في بعض الأغراض وشفعها بأبيات أخرى وقعت مني موقع الاستطراف والاستظراف ونافست نفسي في الانفراد بها عن حضرته العالية، والاستئثار بها دونها، فأثبتها وهي: يا من لقلب هائم لم يستطع ... ذكر اسم من يهواه من إشفاقه ولعاشق غلبت عليه خجلة ... فكأنه المعشوق في اطراقه ينهي عن البث المريح لسانه ... فيموت مطويا على أشواقه سمع الغناء فرد سيل دموعه ... من بعد ما ذابت على آماقه

عبد من الأشواق لو هزت به ... أعطاف غصن سل من أوراقه كتم لهوى من بعد ما نمت به ... ريّا كنشر الروض من أخلاقه ولدى الهوى العذري طيب شمائل ... ما مثلها تخفض على ذواقه وأرى اللقاء مع الحياء مقابلا ... مني ومنه مثل بعد فراقه أو يجمع الشوق المبرح طالبا ... ما بين مركز دملجيه «1» وساقه قال وكان بينه وبين الالف الذي كتب هذه الأبيات إليه محالفة لطيفة في الله عز وجل على مذهب التصوف، ثم اعترض الدهر بينهما بقدحه بين القرناء فخافا من اتصال الممازجة قالة الأعداء، فصرم حبله واستبقى بذلك في الباطن وصله، واتفق أن ضاق صدر ذلك الأليف عن هذه السياسة (23- و) فاعتل ومات، فقال يرثيه ويعرض ببعض الأغراض التي قل ما قيل في مثلها: لقد بؤت من دين المروءة بالكفر ... وأصبحت أغشي صفحة الغدر بالغدر عصيت الهوى العذري في هجر شادن ... أضعت بهجراني له فرصة الدهر نمى في حجور الملك ثم ملكته ... بظل شباب حازه لي وما أدري فقيد فتكي في هواه إنابة إلى ... الله خلت دمعه واكفا يجري يهون عليه أن تساعفه المنى ... وأرجم يوم البعث في لهب الجمر وما زال هجرانيه حتى تركته ... جدثيا برغمي مودعا أضلع القبر لقد كاد ذاك القبر يوم أزوره ... يعلق ثوبي شاكيا ألم الهجر بنفسي من خوفي من الاثم قادني ... إلى الأثم فاستوفيت من قتله وزري مضى والتقى والحسن حشو ثيابه ... وأورثني منه الأسى آخر العمر وقال في مثل ذلك أيضا: تركت بشط النيل لي سكنا فردا ... جست عليه الدمع أن يطأ الخدا غزال طواه الموت من بعد هجرة ... أطعنا فلا كنا بها الأسد الوردا فسقيا لمهجور العناء كانني أعد ... له ذنبا وأطوي له حقدا أسميه من فرط الصبابة مضجعا ... ولو طاوعت نفسي لسميته لحدا

وآخر عهدي من حبيبي أنه مضى ... يحسب الاعراض عن هجرة قصدا وزودني يوم الحمام صحيفة ... وثنى شعار لاجديدا ولا جردا (23- ظ) قال: يصف أن ذلك الأليف، يوم موته، كتب اليه رقعة يستودعه فيها العهد الذي بينه وبينه، ويحتسب الله عليه في هجرانه، وأنفذ إليه معها إزارا كان كثير الالتحاف به على سبيل التذكار: أداوي به تخفاق قلبي كأنني ... أضم اليه صاحب البرد لا البردا وقد كنت بالتقبيل أمحو رقاعه ... فصرت بماء الدمع أغسل وجدا عدمت فؤادي كم أرجي انصداعه ... ويبقى على غدر الزمان صفا صلدا «1» بكيت دفينا ليته كان باكيا ... علي فقاسى دوني الثكل والفقدا مضى والتقى والنسك حشو ثيابه ... ورحّل عنها الحسن والظرف والحمدا حرام على أيدي الحرام ممنّع ... وإن كان أيدي الحب يشغله وفدا فياليت شعري عنك والترب بيننا ... وذاك وإن قرّبته نازح جدا منحت الثرى تلك المحاسن أم ترى ... غصبت عليها أم سمحت بها عمدا أبحت الرضاب العذب بعد تمنع ... وأبرزت ذاك الجيد والفاحم الجعدا طوت بعدك الدنيا رداء جمالها ... فلا روضها يحلى ولا تربها يندى ونقلت من خط أبي عبد الله بن عباد الكاتب، ومن خط القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني واختاره كل واحد منهما لأبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي. يا رب ظبي قد طرقت ... وساده في الليل سرا (24- و) ففششت قفلا من عقيق ... أحمر وسرقت درا قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي وأنبأنا عنه المؤيد بن محمد الطوسي قال كتب أبو القاسم بن المغربي الى الحاكم يقول: وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي ... لسانا وراء المجد يبني ويهدم

وليس حليما من تقبل كفه ... فيرضى ولكن من تعص فيحلم «1» قلت وهذان البيتان كتبهما الى الحاكم بعد أن قتل الحاكم أباه عليا، وعمه محمد على ما نذكره في ترجمة أبيه علي ان شاء الله، وطلب الحاكم أبا القاسم وأخويه، فظفر بأخويه فقتلهما واستتر أبو القاسم وهرب الى الشام مع بعض العربان، وحصل عند حسان بن المفرج واستجار به، وأشار على حسان بمباينة الحاكم ولقاء يارختكين حين سيره الحاكم الى الشام فالتقاه وأسره وضرب عنقه، ثم اجتمع أبو القاسم بالمفرج وولده وأشار عليهم بمراسلة أبي الفتوح الحسن بن جعفر العلوي أمير مكة ومبايعته، وترسل إليه عنهم بنفسه، وسهل عليه الأمر فطمع وبايعه بنو حسن وتلقب بالراشد، وصعد المنبر وخطب لنفسه وسار ابن المغربي برسالته الى العرب كلها من سليم وهلال وعوف بن عامر وغيرهم ثم سار به وبمن اجتمع إليه الى الشام ودخل به الرملة فتلقاه بنو الجراح وقبلوا الأرض بين يديه، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وخطب بها على المنبر فعظم ذلك على الحاكم فكتب الى حسان (24- ظ) والى أبيه المفرج وبذل لهما بذولا كثيرة حتى فلهما عن ذلك الجمع، وجعلهما في حيرة وضعف أمر أبي الفتوح، وبان له تغير آل الجراح، فخاف أن تخرج مكة من يده، فاستجار بالمفرج، وطلب منه أن يبلغه مأمنه ويسيره الى وطنه، فحفظ المفرج ذمامه، وسيره مع من أجازه وادي القرى، وتلقاه بنو حسن ومضوا به الى مكة، وكتب الى الحاكم واعتذر اليه فقبل عذره. قرأت بخط عبد القوي بن القاضي الجليس عبد العزيز بن بن الحباب في جزء جمع فيه شيئا من أحوال أبي القاسم بن المغربي، قال فيه- وأجاز لنا عبد القوي الرواية عنه-: فأما أبو القاسم بن المغربي فانه كتب الى الحاكم كتابا صدره بقوله: وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي ... لسانا أمام المجد يبني ويهدم وليس حليما من تباس يمينه ... فيرضى ولكن من تعض فيحلم فسيّر إليه أمانا بخطه نسخهته.

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه المنصور أبو علي الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين بن الامام العزيز بالله أمير المؤمنين لحسين بن علي بن حسين المغربي: إنك آمن بأمان الله ورسوله محمد المصطفى وأبينا علي المرتضى والائمة من آلهما مصابيح الدجى صلى الله عليهم وسلم، وأمان أبينا الأقرب نزار أبي المنصور العزيز بالله أمير المؤمنين، قدس الله روحه، وصلى عليه، على النفس والجسم وجميع الجوارح والحواس والمال والحال والأهل والأقارب، والأنساب، أمانا ماضيا (25- و) لا يتعقب بتأويل ولا يتبع بفسخ ولا تبديل وان الامام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين آمن حسين بن علي بهذا الأمان، بعد أن تحقق له ذنوبا كبيرة، واجراما عظيمة فصفح عن علم، وتجاوز عن معرفة وحلم، وجعل هذا الأمان كالإسلام الذي يمحو ما قبله، ويمهد الخير لما بعده، فكل سعاية ووشاية وذنب وجريمة تنسب الى حسين بن علي هذا، قد تحقق أمير المؤمنين أكثر منها وصفح عنه فلا يدله عليه إلّا بالاحسان إليه، وإن لحسن بن علي هذا اختياره عند وقوفه على هذا الكتاب في انكفائه الى الباب العزيز والتعرض للخدمة، أو التوفر على العبادة لا يكره على خدمة يستعفي منها، ولا تقبل عليه الأقاويل في خدمة تتعلق بها، وأقسم أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله على ذلك بأيمان الله وغليظ مواثيقه، وبيته الحرام، ومشاعره العظام، وآياته الكرام، وحقوق جميع آبائه عليهم السلام، فمتى غيّر أو بدّل، أو أمر، أو أملى أو أسرّ، أو أعلن، أو دس، أو اغتال فجميع المسلمين في شرق الأرض وغربها وفي الموقان «1» والري. وجدة وأذربيجان والدينور وهمذان، والسهل والجبل، والقريب والبعيد، والعراق والشام، وديار ربيعة وديار بكر وديار مضر وحلب، ومصر والحجاز والمغرب، في حل وسعة من بيعته، وقد فسح الله لهم، وفسح أمير المؤمنين في النكث لها، وبرأ نفسه مما أوجبه عليهم والتزموه في أعناقهم، وقد برىء من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان، وبرىء اليه من حوله وقوته، والتجى الى حول نفسه وقوتها، وأشهد الله وملائكته وصالحي خلقه على نفسه بذلك كله أمانا مؤكدا، وذماما مؤبدا، وعهدا مسئولا، وميثاقا محفوظا مرعيا، وكفى بالله شهيدا. (25- ظ)

وكتب المنصور بيده. وتوجه ابن المغربي قبل وصول هذا الامان اليه الى العراق، وقصد فخر الملك أبا غالب وزير مشرف الدولة أبي علي، وبلغ القادر بالله خبره، فاتهمه بالورود لإفساد الدولة العباسية، وتردد بينه وبين فخر الملك في بابه ما أوجب خروجه الى واسط، وكتب فخر الملك بحراسته هناك ومعرفة حقه، وأقام مدة على هذه الجملة من أمره، حتى إذا توفي فخر الملك شاع في إصلاح القادر بالله، واستعطاف رأيه وابراء ساحته عنده مما كان ظن به وقدر فيه، وعاد الى بغداد وأقام أياما بها، ثم مضى الى قرواش ابن المقلد أمير العرب، وسار معه الى الموصل فأقام بها مدة يسيرة وخافه المعروف بابن أبي الوزير الكافي، وكان إذ ذاك وزيرا لقرواش ومدبرا لأمور دولته، فحمل إليه مالا كثيرا وتقدم له بالرحيل، فسار عنها متوجها الى ديار بكر، وأميرها إذ ذاك نصر الدولة أبو نصر أحمد بن مروان الكردي، فأقام عنده مدة على سبيل الضيافة. ثم خوطب في التصرف ففعله بعد إباء شديد وامتناع كثير، وكانت لبسته إذ ذاك المرقعة والصوف، ولم تمض إلا مدة يسيرة حتى غير ذلك اللباس، وظهر أمره بعد الالتباس، وانكشفت حاله لجميع الناس، وجرت حاله على ما قال، وقد ابتاع غلاما تركيا كان يهواه قبل أن يبيعه منه مولاه: تبدل من مرقعة ونسك ... بأنواع الممسك والشفوف (26- و) وعنّ له غزال ليس يحوي ... هواه ولا رضاه بلبس صوف فعاد أشد ما كان انتهاكا ... كذاك الدهر مختلف الصروف فأقام هناك مدة طويلة في أعلى حال، وأجل رتبة، وأعظم منزلة، ثم كوتب من الموصل بالمسير إليها، وعرض عليه صاحبها وزارته، وذلك بعد وفاة الكافي وزيره، فسار عن ميافارقين وديار بكر على سبيل اعتبار الأعمال، وتصفح العمال، وتمادى به السفر الى أن قرب من الموصل، ثم أسرى في الليل فصبح الموصل، واجتمع بصاحبها وقلده وزارته وتردد في الدخول الى الحضرة، ووساطة ما بين السلطان، وبين معتمد الدولة، واجتمع برؤساء الأتراك والديلم واستمالهم، وكان الملك ببغداد إذ ذاك أبو علي بن سلطان الدولة أبي شجاع بن بهاء الدولة أبي نصر بن

عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة أبي علي، وشرع له أبو منصور قردوست في الوزارة شروعا لم يتم في حياته، وعدل أبو القاسم بعد وفاته الى مراسلة الأمير أبي المسك عنبر واستمالته واعتنق السفارة بينه وبين أبو الحسين بن وصيف فلما قبض على مؤيد الملك كوتب أبو القاسم بالورود، فورد وتقلد الوزارة بغير خلع ولا لقب ولا مفارقة للدراعة، وذلك في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، وكان عالما فاضلا وبليغا مترسلا ومفننا في كثير من العلوم الدينية والأدبية والنجومية، ومشارا إليه في قوة الذكاء والفطنة، وسرعة الخاطر والبديهة، وأقام في الوزارة بالحضرة شهورا أوحش (26- ظ) فيها الأمير أبا المسك من الوافي أبي مقاتل أرسلان الطويل، وأغراه به حتى قبص عليه وقتله، وجرى في أثناء ذلك من الأمور التي دعت مشرف الدولة والأمير أبا المسك الى مفارقة بغداد والخروج الى أو انا «1» ما قد شرح في كتب التواريخ «2» . وخرج الوزير أبو القاسم معهما، ثم عرض له من الاشفاق ما حمله على مفارقتهما، وقصد معتمد الدولة أبي المنيع قرواش، وتجدد من سوء رأي الخليفة القادر بالله فيه لما حدث بين الزكي أبي علي بن عمر بن محمد بن الحسن وأبي الحسن علي بن أبي طالب، وبين أبي علي المختار بن عبيد الله والهاشميين بالكوفة من الفتنة التي ذهبت فيها النفوس والأموال، مما جمعت فيه الجموع وعقدت به المحاضر المشتملة على ذمّه، والوقيعة فيه ما أوجب له قصد نصر الدولة أبي نصر بن مروان والبعد الى بلاده فأقام عنده على حكم الضيافة مدة أكرمه فيها نصر الدولة غاية الاكرام، وأقطعه ضياعا جليلة تقوم به، وبمن وصل معه من حاشيته وأتباعه، ولم يزل عنده الى أن كوتب من بغداد بالعود إليها، فاستأذن نصر الدولة على ذلك فلم يمكنه مخالفته. قلت: وحالت المنية بينه وبين الوصول الى بغداد، على ما نذكره في وفاته إن شاء الله تعالى بميافارقين.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل، فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قال أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي- قراءة عليه وأنا أسمع- (27- و) قال: أخبرنا أبو الكرم خميس بن علي الحوزي الحافظ قال: سمعت غير واحد من أصحابنا يقول: لما نزل الوزير المغربي بواسط في درب الواسطيين مكث أياما لم يحضر مسجدهم، فدخل عليه أبو بكر هذا، يعني أبا بكر أحمد بن العباس الدونباي، فقال: يا شيخ يا أستاذ يا وزير مهما شئت كن، إن كنت تحضر مسجدنا هذا في الصلوات الخمس وإلّا فاتنقل عنا، فقال: السمع والطاعة أيها الشيخ، ثم انتقل عنهم من يومه «1» . (27- ظ)

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي. نقلت من كتاب المفاوضة جمع محمد بن علي بن نصر الكاتب، من خطه، وأخبرنا به أحمد بن أزهر بن السماك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إذنا- قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثني أبو الحسن مهيار الشاعر قال: لما وزر أبو القاسم بن المغربي ببغداد تعظم وتكبر، ورهبته الناس، وانقبضت عن لقائه، ثم خفت عاقبة ذلك، فعملت فيه قصيدتي البائية المشهورة التي أولها: هل عند عينيك على غرب ... .............. ودخلت إليه فوقفت بين يديه طمعا في أن يجلسني، فما فعل، فأنشدته: نعم دموع يكتسي تربه ... منها قميص البلد المعشب فرفع طرفه إليّ وقال: اجلس أيها الشيخ، فجلست ومررت في القصيدة حتى بلغت الى قولي: جاء بك الله على فترة ... بآية من يرها يعجب لم تألف الأبصار من قبلها ... أن تطلع الشمس من المغرب «1» فقال أحسنت يا سيدي، فلما فرغت من الانشاد جمع كل ما كان بين يديه من دينار ودرهم، فدفعه إليّ، وكان قدرها مائتي دينار، فقبلت الأرض وانصرفت. ودخل الصاحب أبو القاسم بن عبد الرحيم رحمه الله، فأعطاه دينارا ودرهما، فصاح بي: أيها الشيخ، فرجعت فسلمها إليّ، وكان في الدينار ثلاثون مثقالا خلاصا، ثم استدعى طستا وغسل كل ما مدح به من الشعر في ذلك اليوم.

قال أبو الحسن بن نصر. هذا وإن كان احسانا من جانب، فهو سرف من جانب، ولو أحسن الدهر كله ليله ونهاره لمحاه ما استجاره في الصاحب أبي القاسم (29- و) رضي الله عنه. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: وجدت بخط أبي الفضل بن خيرون: الوزير أبو القاسم المغربي بميافارقين يوم الأحد الحادي عشر من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة- يعني مات «1» . قرأت بخط عبد القوي بن الحباب في تعليقه الذي ذكر فيه ابن المغربي قال: وذكر أن بعض وزرائه، يعني أبا نصر بن مروان، ويعرف بأبي الحسن محمد بن القاسم بن صقلاب، من أهل الموصل، قال له: إن هذا رجل عظيم له سياسة وعظم حيلة وقد بلغك ما فعل من الأمور العظام، وأنه دوخ الممالك، وقلب الدول، وقد خبر حال هذا البلد وطال مقاما فيه، وعرف غوامض أسراره، ولست تأمن مكره، فاحتال عليه وسقاه السم في شرابه، وكان مبرزا بأخبيته وفساطيطه بظاهر ميارفارقين، فلما أحس بالموت تقدم برده الى المدينة فرد إليها، وتوفي بها في شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وأوصى أن تحمل جثته الى جوار قبر أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بظاهرة الكوفة، ويدفن في تربة له هناك فحملت، وبين الموضعين مسيرة شهر. قلت: وذلك حين كوتب من بغداد بالعودة إليها. قرأت في بعض التواريخ قال: ولما أحس، يعني أبا القاسم بن المغربي، من نفسه بالموت، كتب كتابا الى كل من يصل إليه من الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة، يعرفهم فيه أن حظية له توفيت، وأن تابوتها يجتاز بهم الى مشهد أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وخاطبهم لمن يصحبه ويحضره، وكان قصده أن لا يتعرض أحد لتابوته، وان ينطوي خبره، فتم له ذلك، وحمل الكتاب مع تابوته، وكل من يجتار به ظن أنه الجارية، حتى وصل ودفن بالمشهد بالكوفة.

الحسين بن علي بن حماد الموصلي:

الحسين بن علي بن حماد الموصلي: أبو بكر، شاعر محسن كان بحلب في عصر أبي عبد الله الحسين بن خالويه وطبقته، وقرأ ولداه عقيل وعمار على أبي عبد الله بن خالويه، قرأت له أبياتا من الشعر بخط أحد ولديه المذكورين، ذكراها في حكاية كانت على ظهر كتاب المعاني للفراء، بخط أبي عبد الله بن خالويه، صورتها: قال ابن خالويه: حضر ذات يوم عندي أبو اسحاق بن شهرام، وأبو العباس ابن كاتب (29- ظ) البكتمري، وأبو الحسن المعنوي فأنشد عمار بيتا على فص خاتمه وهو: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وسأل الجماعة إجازته، فقال أبو اسحاق بن شهرام: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وقد قال لي قوم تبدّل سواهم ... لعلك تسلو إنما الحب كالحب ومن لي بسلوى عنهم لو أطقتها ... ولكن عذلي ليس يقبله قلبي فيا حب لا تبخل عليّ بقبلة ... تردّ بها نفسي فيغبطني صحبي فإني وبيت الله فيك معذب ال ... فؤاد عليل القلب مختلس اللب ولي مثل قد قاله قبل شاعر ... إذا ازددت منه زدت ضربا على ضرب خرجت غداة النفر أعترض الدمى ... فلم أر أحلى منك في العين والقلب فو الله ما أدري أحبا رزقته ... أم الحبّ أعمى مثل ما قيل في الحب وقال أبو العباس: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب فيا أسفي لو كان يغني تأسف ... ووا كربتي لو روّحت شدة الكرب شربت بكأس الهم خمر فراقهم ... فأصبحت سكران السرور بلا شرب وقال أبو الحسن المعنوي: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب (30- و) ولم أر هذا الدهر يملك صرفه ... سوى الرجل العلامة النجد الندب

الحسين بن علي بن ذحيم:

ولست لصرف الدهر بالواهن الذي ... يروح على لوم ويغدو على عتب أنا معنوي الشام قولا وفطنة ... ولست هبيري العلاقة والحب فحدثنا بهذا أبا بكر الحسين بن علي بن حماد فأجازها، وهذا قول ولديه: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وقد نالني من ريب دهري مصائب ... تعالت تباعا أقصدت حبة القلب فما جرعتني من كؤوس صروفها ... أمر من البين المفرق للصحب فكم زفرات تعتريني لذكرهم ... تقلبني ما بين جنب إلى جنب تقلقني طورا بشب ضرامها ... وتتركني طورا سليبا بلالب فوا أسفا من فرقة بعد ألفة ... ويا حسرات سوف تقضي على نحبي ويا لوعة في القلب يقدح زندها ... تردد ما بين الشراسيف والحجب أأحبابنا صرف الزمان أصابنا ... فمزقنا ما بين شرق إلى غرب أخلاي إني منذ يوم فراقكم ... أروح وأغدو دائم الهم والكرب ويا حزنا من ريب دهر نبا بنا ... وشتتنا بعد التآلف والقرب فلو كان غير الدهر طال تعتبي ... عليه ولكن ما على الدهر من عتب الحسين بن علي بن ذحيم: الحلبي الطحان، أبو علي، حدث عن أبي بكر الخرائطي، وأبي بكر أحمد بن مسعود بن النضر الوزّا سمع منه أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان الحضرمي وذكره في تاريخه (30- ظ) الذي ذيل به على تاريخ مصر لابن يونس، فقال في «كتاب الغرباء ممن دخل مصر «1» » . الحسين بن علي بن دحيم الحلبي الطحان أبو علي، روى عن الخرائطي، سمعت منه. قلت: وكان في حلب بيتا يقال لهم بنو دحيم، وكان فيهم العدالة والأمانة

الحسين بن علي بن سعيد:

وكان يضرب المثل بحلب بشاهد منهم. فيقال: كأنه العدل ابن دحيم، وأظن أن هذا المذكور منهم. والله أعلم. هكذا ذكر الحضرمي نسبه، وهو الحسين بن علي بن محمد بن دحيم. الحسين بن علي بن سعيد: ابن حامد بن عثمان بن علي بن جار الخير أبو عبد الله بن دبابة البزاز السنجاري، الملقب أمين الدين، وينبز بالبقيرة شاعر حسن الشعر من أهل سنجار، سكن بغداد وقدم حلب لاستخلاص أخيه من أسر الكرج، وكان لأخيه المأسور دين على الأمير سنقر الحلبي، أحد أمراء حلب فقدم أبو عبد الله بن بابة الى حلب، واستخلص دين أخيه لفكاكه من الأسر. روى لنا شيئا من شعره ولده الفقيه شمس الدين علي بن الحسين، والقاضي أبو علي حسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي، وأخبرني ولده علي أن دبابة الذي بنسب إليه رجل من العرب، قال: وجار الخير هو الذي نقل الى سنجار وأقام بها، وقال لي: سمعت ذلك من والدي الحسين بن علي رحمه الله، وكان مولده في سنة أربعين وخمسمائة. أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن سعيد بن حامد المعروف بابن دبابة السنجاري بها وبحلب، قال: أنشدني أبي لنفسه يمدح الإمام الناصر (31- و) لدين الله أمير المؤمنين. بصر هل بذي العلمين نار ... أم ابتسمت على أضم نوار فان تك أو حشت منها ديار ... فقد أنست بحلتها ديار ذراني كي أسيل بها دموعي ... وأسألها متى شط المزار أصبرا بعدهم ولنا ثلاث ... عدمت تصبري وهم جوار أحنّ وما الذي يجدي حنيني ... حنين النوق فارقها الحوار وألتثم الثرى شوقا إليها ... ولا صبر لدّي ولا قرار فان لاح الصّوار ذكرت ليلى ... وأذكرها إذا نفح الصّوار «1»

تقول عوادلي والليل داج ... وللجوزاء في الأفق انحدار تمتع من شميم عرار نجد ... فما شيم البروق عليك عار فما تدري أيجمع منك شمل ... بعيد اليوم أو تنأى الديار فإن فراقهم في العين ماء ... سفوح وهو في الأحشاء نار فقلت لهم لئن عز التأسي ... وأعوزني على الوجد اصطبار وفا جأني الزمان بكل خطب ... أليم ما لموهنه جبار فلي بالناصر المنصور دامت ... أياديه على الزمن انتصار إمام للبرية طاب أصلا ... وطاب الفرع منه والنجار له خلقان من أري وشري «1» ... إلى هذا يشار وذا يشار (31- ظ) أنشدني أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي من لفظه بمنزلي بحلب، قال: أنشدني أمين الدين الحسين بن دبابة السنجاري البزاز لنفسه بحلب يهجو أبا علي بن الربيع اليهودي رأس المثيبة «2» ببغداد وكان يلقب بالبقيرة: تبصر بقيرة آل الربيع ... عدمت البصيرة إثر البصر سننت لذبحك موسى الهجاء ... وموسى الذي سن ذبح البقر قال لي أبو علي القيلوي لقّب الأمين حسين في سنجار بالبقيرة بقوله هذين البيتين فلا يعرف بسنجار إلّا بالبقيرة. أخبرني شمس الدين علي بن الحسين بن دبابة عن والده الحسين قال: كان في أيام شبابه يعتني بشيء من الهجو، قال: فبات ليلة فرأى أسدا عظيما قد أقبل نحوه قال: فخاف خوفا عظيما، قال: فقال له الأسد: تعود تهجو؟ فقال: لا، قال: فتب، قال: فتاب عن الهجو من ذلك اليوم: أنشدني أبو الحسن بن الحسين بن دبابة بسنجار قال: كتب إليّ والدي في كتاب هذا الشعر لنفسه:

الحسين بن علي بن شبل بن طهمان:

أراني أرى سنجار لا در درها ... إذا ما أجلت الطرف أرض وبار جواري بها شرّ الجوار فعلني ... أراها وما أنهارها بجوار وليت الحيا الوكاف «1» لا جاد ربعها ... وشبت مغانيها الغداة بنار (32- و) فليس بها من يرتجى لملمة ... وليس بها يوما مقبل عثار أظل بها حلف الهموم كأنما ... سقيت الردى فيها بكاس نوار أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن دبابة قال: كان عمي أسرته الكرج، وكان له دين على سنقر الحلبي الأمير بحلب، فسعى والدي في فكاكه، فقطع عليه الكراج أربعة آلاف دينار، فجاء والدي الى حلب واستخلص دين عمي من سنقر الحلبي، وجمع عليه شيئا آخر حتى تكمل أربعمائة «2» دينار، وسار بها الى خلاط «3» ، وكان في صحبته غلام لعمي المأسور فوصل والدي الى خلاط في الشتاء، وكان البرد شديدا، فالتفت الى غلام أخيه في ميدان خلاط، وقال يا فلان بالله لو أبصرت أخي الساعة هاهنا ما كان جيدا ونستريح من الصداع ومقاساة البرد، ومن جمع أربعة آلاف دينار وما معنا غير أربعمائة؟ قال: فما استتم الكلام حتى- رأى شخصا يعرفه من أهل سنجار فسلم عليه وقال: ما رأيت أخاك؟ قال: وأين أراه: قال: هو في المدينة فقال: لا تفعل، فقال: بلى والله، ودخل إليه وأخرجه من المدينة الى أبي، واجتمعا وقضى أمنية، وكان قد هرب من الأسر واتفق وما اتفق. قال لي عز الدين أبو علي حسن بن محمد القيلوي: توجه ابن دبابة الى سنجار ثم نوجه منها الى دمشق فمات بها بعد سنة عشر وستمائة، وقال لي أبو الحسن علي ابن الحسين بن دبابة: توفي والدي (32- ظ) في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة، عن ست وسبعين سنة. الحسين بن علي بن شبل بن طهمان: ابو بكر الطهماني المعروف بشبل، حدث بحلب عن اسحاق بن شاهين، وروى

الحسين بن علي بن العباس:

عن سليمان بن سالم. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي، وأبو بكر أحمد بن عيسى النحاس. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وولده القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحلبيون قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي الحافظ قال: حدثنا أبو بكر الحسين بن علي بن شبل بن طهمان، المعروف بشبل الطهماني بحلب قال: حدثنا اسحاق بن شاهين قال: حدثنا خالد بن عبد الله المزني عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهاجر من هجر السيئات «1» . الحسين بن علي بن العباس: أبو عبد الله الشطي المعدل. حدث بحلب عن حفص بن عمر بن الصباح الرقي المعروف بسبجة وعبد الملك (33- و) بن عبد الحميد الميموني، وأبي بكر محمد ابن ابراهيم المروزي. روى عنه أبو الحسين: محمد بن أحمد بن أبي فروة الملطي ومحمد بن أحمد الهاشمي القاضي، وأبو الطيب عبد المنعم بن عبيد بن غلبون، والقاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق الحلبي. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري بدمشق قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب القرشي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا الحسين بن علي الشطي بحلب قال: حدثني حفص بن عمر بن الصباح قال: حدثنا أبو حذيفة عن سفيان عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم

الحسين بن علي بن عبد مناف ابي طالب:

عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرع الأرض خرابا يسراها ثم يمناها «1» . الحسين بن علي بن عبد مناف ابي طالب: ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو عبد الله بن أبي الحسن الهاشمي القرشي، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وأحد سيدي شباب أهل الجنه، ولد في شعبان سنة أربع من الهجرة، وقيل ولد لست سنين وأربعة أشهر من الهجرة، وشهد صفين مع أبيه علي عليه السلام وكان أميرا على القلب يومئذ، وهم همدان (33- ظ) . وغزا القسطنطينية في الجيش الذي كان يزيد بن معاوية أميره، فقد اجتاز بحلب في طريقه من دمشق إليه «2» . حدث عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه علي بن أبي طالب وأمه فاطمة عليهما السلام. روى عنه ابنه علي بن الحسين زين العابدين وابنه عبد الله بن الحسين وابنتاه فاطمة وسكينة وابن أخيه زيد بن الحسين بن علي، وأبو هريرة، وطلحة بن عبيد الله العقيلي، وعامر الشعبي وعكرمة مولى ابن عباس وعبيد بن حسين، وشعيب ابن خالد ويوسف الصباغ، وزياد بن شابور، وحميد بن سلم، وسنان بن أبي سنان الدئلي، ومحمد بن الصائغ، وهمام بن غالب الفرزدق، وعبد الله بن سليمان بن نافع مولى بني هاشم، والعيزار بن حريث، وأبو سعد الميثمي وأبو هشام وأبو خازم الاشجعي، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وعبيد الله بن أبي يزيد وبشير بن غالب. أخبرنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسين قال أخبرنا أبو طالب ابن غيلان قال: اخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أحمد بن الحسين المديني قال:

حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا يونس بن بكير بن زياد بن المنذر عن بشير بن غالب عن حسين بن علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما. أخبرنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح- قراءة عليه بدمشق- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن الحسين الخلعي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء وأبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الشاهد قالا: حدثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو عمران موسى بن سهل قال: حدثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدثنا فرعة بن سويد السدوسي قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن علي ابن الحسين عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه «1» . ورواه يعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن شعيب بن خالد عن الحسين رضى الله عنه أخبرنا به أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل قال: حدثنا محمد بن الحسين بن سليم قال: حدثنا احمد بن موسى بن مردويه الحافظ إملاء قال: حدثنا عبد الله بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن الجهم السمري قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا حجاج بن دينار عن شعيب بن خالد عن الحسين بن علي رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه «2» (34- و) . أخبرنا زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري

قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: حدثنا أحمد بن علي بن شعيب المدائني قال: حدثنا أبو بكر بن البرقي قال: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة «1» . أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال: حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: قال الليث بن سعد: قالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسين بن علي في ليال خلون من شعبان سنة أربع. أنبأنا عمر بن الحسن عن أبي القاسم بن عبد الملك قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد إجازة، قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا سعيد بن عثمان قال: أخبرني أبو العباس السرخسي قال: أخبرنا ابن أبي خيمثه عن مصعب الزبيري قال: ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة «2» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن المأمون قال أخبرنا أبو القاسم بن حبابه قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: قال الزبير بن بكار: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. قال أبو غالب بن البناء: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وحدثني ابراهيم بن المنذر عن عبد الله بن ميمون مولى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعه عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان (34- ظ) بين الحسن والحسين طهر واحد «3» .

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه، قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: قال لنا سعد بن سليمان عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد قال: كان بين الحسن والحسين طهر واحد «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال حدثنا أحمد بن عمران الأشناني قال: حدثنا موسى بن زكريا التستري قال: حدثنا خليفة العصفري قال: وفيها، يعني، سنة أربع: ولد الحسين بن علي بن أبي طالب «2» . أنبأنا أبو محمد بن المرتضى العلوي قال: حدثنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر الأنباري قال: أخبرنا أبو البركات بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال: حدثنا زهير بن العلاء قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتاده قال: حدثنا فاطمة حسينا بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر، فولدته لست سنين وأربع أشهر ونصف من التاريخ. أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أبي الرجاء بن شهريار، في كتابه، قال: أخبرنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال حدثنا (35- و) محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا عمران بن بكار قال: حدثنا ربيع بن روح قال: حدثنا محمد بن حرب الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن الطائي عن داود بن أبي هند عن سماك عن أم

الفضل بنت الحارث أنها رأت فيما يرى النائم، أن عضوا من أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم، قالت: فولدت فاطمة غلاما فسماه النبي صلى الله عليه وسلم حسبنا، دفعه الى أم الفضل فكانت ترضعه بلبن قثم. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذه قال: أخبرنا سليمان ابن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا ضرار بن صرد قال: حدثنا عبد الكريم بن يعفور الجعفي عن جابر عن أبي الشعثاء عن بشر بن غالب قال: كنت مع أبي هريرة فرأى الحسين بن علي فقال: يا أبا عبد الله لقد رأيتك على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد خضبتهما دما، حين أتي بك حين ولدت فسررك ولفك في خرقه، ولقد تفل في فيك وتكلم بكلام ما أدري ما هو، ولقد كانت فاطمة سبقته بقطع سرة الحسن فقال: لا تسبقيني بها «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو سعيد بن سالم الشاشي (35- ظ) قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن ابن عقيل عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب أنه سمى ابنه الكبير حمزة، وسمي حسينا بعمه جعفر، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال اني قد غيرت اسم ابني هذين، قال: فقلت الله ورسوله اعلم قال: فسمي حسنا وحسينا. وأنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي العز بن كادش قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن نصير قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن عتيب قال: حدثنا محمد بن خالد بن خداش قال: حدثنا سلم بن قتيبة قال أخبرنا يونس ابن أبي اسحاق عن ابيه عن هانيء بن هانيء عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما سميت ابني؟ قلت حربا، قال: هو الحسن،

فلما ولد الحسين سميته حربا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني؟ قلت: حربا قال هو الحسين فلما ولد محسن سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما سميت أبني؟ قلت حربا قال فهو محسّن «1» ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني سميت بني هؤلاء تسميه هرون بنيه شبر وشبير ومشبر. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي- اذنا- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم- إجازه ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد ابن عثمان قال: أخبرنا الدحداح أحمد بن محمد بن اسماعيل التميمي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي قال: حدثنا سفيان بن عيينه عن عمرو عن عكرمة قال: لما ولدت فاطمة (36- و) الحسن أتت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه حسنا، فلما ولدت حسينا أتت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هذا أحسن من هذا فشق له من اسمه وقال: هذا حسين. أنبأنا أبو القاسم القاضي قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، كتابة قال: أخبرنا ابو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت يحيى يقول: الحسين بن علي أبو عبد الله. أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد ابن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد ابن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبه قال: قال عمي أبو بكر: الحسين بن علي أبو عبد الله. أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي إذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الحسن نعمة الله بن محمد قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن سليمان: قال: أخبرنا سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني الحسن بن سفيان

قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن اسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: الحسين بن علي، أبو عبد الله «1» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد، إجازة ان لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: الحسين بن علي يكنى أبا عبد الله «2» (36- ظ) . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل جعفر بن يحيى قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الله حسين ابن علي. أنبأنا عبد الصمد بن محمد عن أبي الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن ابراهيم الجوزي قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد ابن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: الحسين بن علي أبو عبد الله. أخبرنا أبو اليمن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة: الحسين بن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، علقت فاطمة بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث

من الهجرة، فكان بين ذلك وبين ولاد الحسن خمسون ليلة، وولد الحسن في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة «1» . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حسين بن علي ابن أبي طالب، أبو عبد الله الهاشمي، قال أحمد بن سليمان عن عطاء بن مسلم عن الأعمش قال: قتل الحسين وهو ابن تسع وخمسين، وقال أبو نعيم: قتل الحسين يوم عاشوراء، وقال فروة بن أبي المغراء عن القاسم بن مالك عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرته لابن عباس فقال: أذكرت حسين ابن علي حين رأيته؟ قلت: نعم والله ذكرته بكفيه «2» حين رأيته يمشي، قال: إنّا كنا نشبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقال عبد الله بن محمد بن محمد بن الصلت حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد (37- و) عن أبيه قال: قتل حسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين «3» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، له رواية من رسول الله صلى الله عليه وسلم «4» . وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله الهاشمي (37- ظ) ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته

وشبهه، ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل وهو ابن ثمان وقيل تسع وخمسين، روى عنه أبو هريرة، وابنه علي وفاطمة وسكينه ابنتاه، وعبيد الله بن أبي يزيد والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وسنان بن أبي سنان، وأبو حازم الأشجعي وغيرهم «1» . أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال أخبرنا أبو علي بن السكن قال: والحسين بن علي يكنى أبا عبد الله، بابنه عبد الله، وكان أصغر من الحسن يقال إنه أصيب وهو ابن ست وخمسين، ليس يحفظ عنه سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح، وقد روى عن أمه فاطمة بنت رسول الله، وعن أبيه علي بن أبي طالب، ويقال ولد الحسين في سنة أربع من الهجرة، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ست سنين. وقد روي من وجوه صحاح حضور الحسين بن علي رسول الله ولعبه بين يديه وتقبيله إيّاه، فأما الرواية التي تأتي عن الحسين بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلها مراسيل. قال ابن السكن: حدثنا حاتم بن محبوب قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا سفيان قال: سمعت جعفر بن محمد قال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة «2» . أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري الحافظ قال: أخبرنا أبو وليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباع قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: الحسين بن علي بن أبي طالب، أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى

أبا عبد الله، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع وقيل سنة ثلاث هذا قول الواقدي وطائفة معه. قال الواقدي: علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة، وروى جعفر بن محمد عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلّا طهر واحد، وقال قتادة: ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عق «1» عن أخيه، وكان الحسين فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج، قتل رحمه الله يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم، يوم عاشوراء سنة إحدى (38- و) وستين بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق، وبناحية الكوفة، ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن أنس النخعي، ويقال له أيضا سنان بن أبي سنان النخعي وهو جد شريك القاضي، ويقال بل الذي قتله رجل من مذحج، وقيل قتله شمر بن ذي الجوشن، وكان أبرص، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، حز رأسه، وأتى به عبيد الله بن زياد وقال: أوقر ركابي فضة وذهبا ... إني قتلت الملك المحجّبا قتلت خير الناس أما وأبا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا وقال يحيى بن معين: أهل الكوفة يقولون: إن الذي قتل الحسين عمر بن سعد ابن أبي وقاص، قال يحيى: وكان ابراهيم بن سعد يروي فيه حديثا أنه لم يقتله عمر بن سعد. قال أبو عمر بن عبد البر: إنما نسب قتل الحسين الى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد الى قتل الحسين، وأمر عليهم عمر ابن سعد ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله، وكان في تلك الخيل والله أعلم- قوم من مضر من اليمن. قال أبو عمر: لما مات معاوية وأفضت الخلافة الى يزيد وذلك في سنة ستين وردت بيعته على الوليد بن عقبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها، أرسل الى الحسين

ابن علي والى عبد الله بن الزبير ليلا فأتى بهما فقال: بايعا، فقالا: مثلنا لا يبايع سرا، ولكننا نبايع على رؤوس الناس إذا أصبحنا، فرجعا الى بيوتهما، وخرجا من ليلتهما (38- ظ) الى مكة، وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب، فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوال وذو القعدة، وخرج يوم الترويه يريد الكوفة، فكان سبب هلاكه. قال أبو عمر: قال مصعب الزبيري حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا «1» . وذكر أسد عن حاتم بن اسماعيل عن معاوية بن أبي مزرد عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: أبصرت عيناي هاتان، وسمعت أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفّي حسين، وقدماه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ترق عين «2» بقّه، قال: فرقا الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له رسول الله: افتح فاك ثم قبّله، ثم قال: اللهم أحبّه، فإني أحبه. قال أبو عمر رحمه الله: روى الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه» «3» هكذا حدث به العمري عن الزهري عن علي بن حسين عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا الاختلاف في اسناد هذا الحديث في كتاب التمهيد لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموطأ. وروى ابراهيم بن سعد عن ابن اسحاق عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن حسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في ابن «4» صائد:

«اختلفتم وأنا بين أظهركم فلأنتم بعدي أشد «1» اختلافا (39- و) . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه، روى عنه ابنه علي بن الحسين وابنته فاطمة، وابن أخيه زيد بن الحسن، وشعيب بن خالد، وطلحة بن عبيد الله العقيلي ويوسف الصباغ وعبيد بن حسين وهمّام بن غالب الفرزدق وأبو هشام. ووفد على معاوية، وتوجه غازيا الى القسطنطينية في الجيش الذي كان أميره يزيد بن معاوية «2» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد بن روح قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد البغدادي قال: حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام. قال الطبراني لم يروه عن ابن المنكدر إلا زهير ولم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن زهير وختنهما لسبعة أيام الا الوليد بن مسلم «3» (39- ظ) . أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي قال: أخبرنا أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي عمي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل ابن الجلي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الطيوري الحلبي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل الحلبي قال: حدثنا أبو عثمان الوراق قال:

حدثنا أبو وهب الحراني قال: حدثنا مخلد عن محمد بن عبد الله عن أبي اسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله ما بين الذقن الى الرأس، وكان الحسين أشبه الناس برسول الله من الذقن الى القدم وفيهما شبه رسول الله عليهم السلام. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسماعيل المعروف بابن سمعون قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الكندي قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الحسين بن علي عليهما السلام يحبو حتى صعد على صدره فبال عليه، فابتدرناه لنأخذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ابني ابني، قال: ثم دعا بماء وصبه عليه. أخبرنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن عيلان قال: أخبرنا الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثنا محمد بن يزيد الآدمي قال: حدثنا محمد بن موسى البصري قال: حدثني حاتم بن عبد الله عن يحيى بن عبد الله بن الحسين عن (40- و) أبيه عن جده الحسين بن علي قال: حياني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالورد بكلتي يديه، فلما أدنيته من أنفي قال: أما إنه سيد ريحان الجنة بعد الآس. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا حفص بن عبد الله الأبلي بالأبلّة «1» قال حدثنا محمد بن اسحاق الصغاني قال: حدثنا يزيد بن موهب قال: حدثنا أبو شهاب عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي على أربع والحسن والحسين رضي الله عنهما على ظهره، وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أو الحملان أنتما «2» .

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري- قدم علينا حلب- قال: أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغدي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان. قال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن الحسين بن زكريا. وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا حسن بن زريق أبو علي الطهوي قال: حدثنا أبو بكر عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين (40- ظ) يلعبان ويصعدان على ظهره، وأخذ المسلمون يميطونهما، فلما انصرف قال: من أحبني فليحب هذين» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن العباس الخلال المعروف باسلام بمرو قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين الشيرنخشيري وأبو عبد الله محمد بن الحسن المهربيذقشاي «2» قالا: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هرون الطيسفوني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان القطيعي ببغداد قال: حدثنا العباس بن ابراهيم القراطيسي قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل الأحمسي قال: حدثنا أسباط- يعني- ابن محمد عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة العشاء وكان الحسن والحسين رضي الله عنهما يثبان على

ظهره، فلما صلى قال أبو هريرة رضي الله عنه: ألا أذهب بهما الى أمهما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، فبرقت برقة، فما زالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد ابن جميع قال: حدثنا أبو بكر الغزال ببغداد- درب السقائين- قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن معاوية عن عمرو ومحمد بن اسحاق الصغاني قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا (41- و) أسباط عن السدي عن صبح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربكم، سلم لن سالمكم «2» . أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي، وأبو سعد ثابت ابن مشرف بن أبي سعد البناء وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الله بن روزبة البغداديون قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا موسى بن اسماعيل قال: حدثنا مهدي قال: حدثنا ابن أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال: كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا الى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتي من الدنيا «3» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الحموي قال: أخبرنا الامام أحمد بن محمد الحافظ- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن

الطيوري قال: أخبرنا احمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن موسى السكوني المؤدب قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن أبي يعقوب عن ابن أبي نعيم قال: كنت جالسا عند ابن (41- ظ) عمر فسأله رجل عن دم البعوض فقال: يسألوني عن دم البعوض وهم قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتي من الدنيا. وقال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثني محمد بن بشار قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت ابن أبي نعم يقول: سمعت عبد الله بن عمرو- وسأله عن المحرم- قال شعبه: أحسبه يقتل الذباب فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: هما ريحانتاي من الدنيا. أخبرنا أبو القاسم العطار وأبو سعد البناء، وأبو الحسن بن روزبة البغداديون قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن الداودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: حدثنا أبو عبد الله الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله البخاري قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابراهيم قال: حدثني حسين بن محمد قال: حدثنا جرير عن محمد عن أنس بن مالك قال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجع في طست، فجعل ينكث وقال: في حسنه شيئا «1» فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوبا بالوسمة. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، ح وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري- قدم علينا حلب-

قال: أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد (42- و) بن علي بن صالح الكاغدي، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان. قال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا. وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا عبد الحميد بن بحر- سمعته بالبصرة- قال: أخبرنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة «1» . أخبرنا أبو الفضائل عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن سكينة، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف البغداديان- قدما علينا حلب- قالا أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الرحيم بن عمر قال: حدثنا فيض بن وثيق قال: حدثنا عثمان بن مطر قال: حدثنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. أخبرنا الشيخ الصالح أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم الحلبي بها، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله الفراش قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور قال: حدثنا (42- ظ) القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبي قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن شاذان قال: حدثنا محمد بن سهل ابن الحسن قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا عبد الله بن الأشرس قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن أبي جده محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ

بيد الحسن والحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأبا هما وأمهما كان معي في الجنة، المرء مع من أحب، المرء مع من أحب، المرء مع من أحب «1» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن سعيد بن روح قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد ابن محمد بن خلاد الباهلي البصري قال. حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال: من أحب هذين وأباهما وأمهما فإنه معي في درجتي يوم القيامة. قال الطبراني: لم يروه عن موسى ابن جعفر إلّا أخوه علي بن جعفر، تفرد به نصر بن علي «2» . قلت: وقد رواه علي بن موسى الرضا رضي الله عنه عن موسى بن جعفر كما أوردناه قبله (43- و) . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني، خطيبها بها، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي، وأبو اسحاق ابراهيم ابن عثمان بن يوسف، بحلب، قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري قال: حدثني علي بن محمد بن عبيد قال: حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا أبو عبيدة عبد الواحد ابن واصل قال: حدثنا طريف بن عيسى قال: حدثني يوسف بن عبد الحميد قال: قال لي ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين على فخذيه، وفاطمة في حجره واعتنق عليا، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي «3» .

أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي قال: حدثنا أبو الحسن بن الطيوري الحلبي قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن منصور بن سهل قال حدثنا أبو يعقوب الوراق قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا والحسن والحسين وفاطمة كساء وقال: هؤلاء أهل (43- ظ) بيتي وخامتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: انك الى خير «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب العشاري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسماعيل بن سمعون- إملاء- قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن جعفر الصيرفي قال: حدثنا أبو اسامة الكلبي قال: حدثنا علي بن ثابت قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخزيرة «2» فوضعتها بين يديه، فقال: ادعي زوجك وابنيك، فدعتهم وطمعوا وعليهم كساء خيبري، فجمع الكساء عليهم ثم قال: هؤلاء أهل بيتي وخامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة: فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: انك على خير والى خير «3» . قال: وحدثنا محمد قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا علي بن ثابت عن أبي اسرائيل عن زبيد عن شهر عن أم سلمة مثل ذلك. أخبرنا أبو محمد بن الحسين الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد

الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أحمد بن مجاهد الأصبهاني قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا زافر بن سليمان عن طعمة بن عمرو (24- و) الجعفري عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن شهر بن حوشب قال: أتيت أم سلمة أعزيها على الحسين بن علي فقالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على منامة لنا فجاءته فاطمة رضوان الله عليها بشيء فوضعته، فقال ادع لي حسنا وحسينا وابن عمك عليا، فلما اجتمعوا عنده قال: اللهم هؤلاء خامتي وأهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قال الطبراني لم يروه عن طعمه إلّا زافر تفرد به عبد الله بن عمر بن مشكدانة. «1» . أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءه عليه وأنا أسمع- بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- قراءة علينا من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أبو يوسف القلوسي قال: حدثنا سلمان بن داود قال: حدثنا عمار بن محمد قال: حدثني سفيان الثوري عن أبي الجحاف عن أبي سعيد قال: نزلت «انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت «2» » في خمسة، في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين. «3» . أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الله الاسحاقي الحلبي بها، قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي الحلبي بها قال: أخبرنا (44- ظ) أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده الحلبي بها، قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلى الحلبي بها قال: حدثنا أبو الحسن بن الطيوري الحلبي بها قال: حدثنا أبو

القاسم بن منصور قال: حدثنا عمر بن سنان قال: حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي الأهوازي قال: حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء بن ميناء مولى عبد الرحمن ابن عوف أنه قال: ألا تسألون قبل ان تشاب الأحاديث بالأباطيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا شجرة وفاطمة أصلها وفرعها، وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها وشيعتنا ورقها، والشجرة وأصلها في عدن، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمرة في الجنة. «1» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو محمد الجوهري- املاء- قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعد بن أبي راشد عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى طعام دعوا له، قال: فاستمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عفان: قال وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه. قال: فطفق الصبي يفرّ هاهنا مرة وهاهنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه (45- و) قال: فوضع احدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله، وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط «2» . أخبرنا أبو الحسن المبارك بن أبي بكر محمد بن مزيد الخواص، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري البغداديان بها قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغنى بن الحسين بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر بن المقتدي قال: أخبرنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن شافع الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى العدني قال حدثنا يوسف بن خالد عن ابن خثيم عن سعد بن راشد الحمصي عن يعلى بن مرّة أن حسين بن علي أقبل فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذه

ولاوذه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فوضع احدى يديه تحت ذقنه والأخرى على فأس رأسه، ثم قبله، ثم قال: اللهم أحب حسينا، اللهم أحب من يحب حسين، حسين سبط من الأسباط. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي، بالمسجد الأقصى، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري- قدم علينا حلب- قال: أخبرنا أبو المظفر أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغدي وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان. قال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا، وقال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي، قال حدثنا ربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال: كنت مع جابر، فدخل حسين بن علي رضي الله عنهما، فقال جابر: من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى هذا، فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله «1» . أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: (45- ظ) أنبأنا أبو المعالي ابن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثنا زكريا بن عدي قال: حدثنا ابن نمير عن الربيع بن سعد الجعفي عن ابن سابط عن جابر قال: دخل حسين بن علي المسجد

من باب بني فلان، فقال جابر: من سره أن ينظر الى رجل الجنة «1» ، فلينظر الى هذا، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا الغلابي قال: حدثنا ابن عائشة قال: حدثنا حسن بن حسين الفزاري قال: حدثنا قطري الحساب عن مدرك بن عمارة قال: رأيت ابن عباس آخذا بركاب الحسن والحسين، فقيل له: أتأخذ بركابيهما وأنت أسنّ منهما؟ فقال: ان هذين ابنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ليس من سعادتي أن أخذ بركابيهما. «2» . أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال التاجر الواسطي قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي- قراءة عليه- قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي (46-) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان قال: حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بحشل قال: حدثنا سعد بن وهب قال: حدثنا حماد ابن زيد عن يحيى بن سعد عن عبيد بن حنين قال: حدثني الحسين بن علي رضوان الله عليه قال: أتيت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وهو على المنبر، فقلت: انزل عن منبر أبي فاذهب الى منبر أبيك، فقال عمر رضوان الله عليه: أن أبي لم يكن له منبر، ثم أخذني فاجلسني معه، فلما نزل نزل بي معه الى منزله فقال يا بني اجعل تغشانا اجعل تأتينا، فجئت يوما وهو خال بمعاوية رضي الله عنه، فجاء عبد الله ابن عمر فلم يؤذن له، فرجع فرجعت فلقيني، فقال: مالي لم أرك؟ فقلت: قد جئت وكنت خاليا بمعاوية وابن عمر على الباب فرجع ورجعت، فقال: أنت أحق بالاذن من ابن عمر انما أنبت ما ترى في رأسي من الشعر الله ثم أنتم «3» .

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف، اذنا عن أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد ابن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن حسين بن علي قال: صعدت الى عمر رضي الله عنه وهو على المنبر فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب الى منبر أبيك، فقال: من علمك هذا؟ قلت: ما علمنيه أحد، قال منبر أبيك والله منبر أبيك، والله هل أنبت على رؤوسنا الشعر إلا أنتم، جعلت تأتينا، جعلت تغشانا «1» (46- ظ) . أخبرنا أبو الفضل المرجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان قال: أخبرنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بحشل قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن عماره عن زياد الحارثي قال: سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول: من أتى مسجدا لا يأتيه إلا لله تعالى فذاك ضيف الله تعالى حتى يخرج منه «2» (50- و) . أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف- بالبيت القدس- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم ابن الفضل بن أحمد الثقفي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الجرجاني قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله العسكري قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا أبو بكر الهذلي (47- و) عن عكرمة عن ابن عباس أنه بينما هو يحدث الناس إذ قام اليه نافع بن الأزرق فقال له:

يا بن عباس تفتي الناس في النملة والقمله صف لي إلهك الذي تعبد، فأطرق ابن عباس اعظاما لقوله، وكان الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما جالسا ناحية، فقال: إلي يا بن الأزرق، قال: لست إياك أسأل، قال ابن عباس: يا بن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة وهم ورثة العلم، فأقبل نافع نحو الحسين فقال له الحسين: يا نافع إنه من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس سائلا ناكبا عن المنهاج، طاعنا بالاعوجاج، ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل، يا بن الأزرق: أصف إلهى بما وصف به نفسه، أعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، وبعيد غير منتقص، يوجد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال، فبكى ابن الأزرق، وقال: يا حسين ما أحسن كلامك، قال له الحسين: بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعليّ؟ قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين لئن كان ذاك لقد كنتم منار الاسلام، ونجوم الأحكام، فقال الحسين: إنى سائلك عن مسألة، فقال: سل، فسأله عن هذه الآية: «وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة «1» » يا بن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق: أبوهما، قال الحسين فأبوهما خير أم رسول الله (47- و) صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن الأزرق: قد أنبأنا الله أنكم قوم خصمون «2» . أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي قال: أخبرنا سهل بن بشر الأسفراييني قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا محمد بن الصباح السماك قال: حدثنا بشر بن طابخة عن رجل من همدان قال: خطبنا الحسين ابن علي غداء اليوم الذي استشهد فيه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لاحد وبقي عليها أحد، كانت الانبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أن الله تعالى خلق

الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء فجديدها بال ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة والدار قلعه، «فتزودوا فإن خير الزاد التقوى» «واتقوا الله لعلكم تفلحون» «1» . أخبرنا عمر بن محمد المكتب- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد بن المجلي- إجازة إن لم أكن سمعته منه- قال: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن علي بن أيوب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد قال: لما استكف الناس الحسين ركب فرسه، ثم استنصت الناس «2» فأنصتوا له، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: تبا لكم (48- و) أيتها الجماعة وبرحا أحين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجعين شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا على أوليائكم، ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل رأيتموه وتره «3» فيكم، ولا أصل أصبح لكم فيهم، ومن غير حدث كان منا، ولا رأي يقبل فينا، فهلا لكم الويلات إذ كرهتموها تركتمونا والسيف مشيم «4» ، والجاش ضامن والرأي لم يستخف، ولكن استضرعتم الينا نظيرة الدبا «5» ، وتداعيتم الينا كتداعي الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الامة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، وعصبة الآثام، وبقية الشيطان ومحرافي الكلام ومطفي السنن وملحقي العهرة بالنسب «6» ، وأسف المؤمنين، ومزاح المستهزئين «الذين جعلوا القرآن عضين» «7» «لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون «8» فهؤلاء يعضدون وعما

يتخاذلون، أجل والله الخذل فيكم معروف، وشجت عليه عروقكم واستازرت عليه أصولكم بأفرعكم فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناس، وأكلة لغاصب، الافلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها، وقد جعلوا الله عليهم كفيلا، ألا وإن البغي قد ركن بين اثنين، بين: المسألة والذلة وهيهات منا الدنية، ابى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت، وظهور طهرت، وأنوف حمية ونفوس أبيه (48- ظ) تؤثر مصارع الكرام على ظئار «1» اللئام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قل العدد، وكثرة العدو وخذلة الناصر. فإن نهزم فهزامون قدما ... وإن نهزم فغير مهزمينا وما إن طبنا جبن ولكن ... منا يانا وطعمه آخرينا ألا ثم لا تلبثوا إلا ريث ما يركب فرس تدار بكم دور الرحا، ويغلق بكم فلق المحور عهدا عهده إليّ أبي عن أبي فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة، ثم اقضوا إلي ولا تنظرون الآية والآية الأخرى «2» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا الشيخان أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، وأبو الحسن علي بن محمد بن الخطيب الأنباري، ح. وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي بنابلس، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن قدامة وأبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن علي بن سرور المقدسيان بدمشق، وأبو بكر محمد بن عمر بن يوسف بن محمد بن بهروز البغدادي بمعرة النعمان، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم ابن مسلم بن سلمان الإربلي بحلب، قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري الكاتبة قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قالوا:

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (49- و) قال: حدثنا محمد بن عباد بن موسى عن محمد بن مسعر اليربوعي قال: قال علي بن ابي طالب رضى الله عنه للحسين بن علي رضي الله عنه: كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: بيّن، قال: اليقين ما رأته عينك، والإيمان ما سمعت أذنك وصدقت به، قال: أشهد أنك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض. أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل الضبي قال: وجدت في كتاب والدي رحمه الله. حدثني أبو الحسن علي بن جعفر بن زيد، من ولد عقيل بن أبي طالب، قال: قيل للحسين بن علي عليه السلام: كيف أصبحت يا بن رسول الله؟ قال: أصبحت كثير الذنوب قبيح العيوب، فلا أدري أيهما أشكر أقبيح ما يستر، أم عظيم ما يغفر. قال أبو عبد الله وفيه- يعني كتاب والده- حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الواسطي قال: حدثني أحمد بن أبي القاسم عن أبيه قال: كتب اخ للحسين بن علي عليه السلام الى الحسين كتابا يستبطئه في مكاتبته قال: فكتب إليه الحسين: يا أخي ليس تأكيد المودة بكثرة المزاورة، ولا بمواترة المكاتبة ولكنها في القلب ثابتة وعند النوازل موجودة وقد قال في ذلك أوس بن حجر. وليس اخوك الدائم الوصل بالذي ... يذمك إن ولى ويرضيك مقبلا (49- ظ) ولكنه النائي إذا كنت آمنا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا «1» أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر قال: أخبرنا محمد بن علي الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن مخلد قال: أخبرنا أبو

الحسن بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن بحشل الرزاز قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن عمارة عن زياد الحارثي قال: أبو الحسن- وهو- زياد بن شابور عم بقية بن عبيد- قال: سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول: من أتى مسجدا لا يأتيه إلا لله تعالى، فذاك ضيف الله تعالى حتى يخرج منه «1» . أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن ابراهيم بن اشكاب قال: حدثنا جعفر بن عون قال مسعر: أخبرناه قال: مر حسين بن علي عليه السلام على مساكين، فجلس إليهم ثم قال: «إنه لا يحب المستكبرين «2» » .

جرى الكلام بين الحسنين عليهما السلام

[جرى الكلام بين الحسنين عليهما السلام] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر. قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد ابن يونس قال: حدثنا الأصمعي عن ابن عون قال: كتب الحسن الى الحسين يعيب عليه اعطاء الشعراء، قال: فكتب إليه: إن خير المال ما وقى العرض «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر ابن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: سمعت عمر بن شبه يقول: سمعت أبا الحسن المدائني يقول: جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام تأثم من هجر أخيه فأقبل الى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به «2» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أنبأنا أبو غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم

قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن عون قال: لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة مر بابن مطيع وهو يحفر بئره، فقال له: أين فداك (50- و) أبي وأمي؟ قال: أردت مكة، قال: وذكر أنه كتب إليه شيعته بها، فقال له ابن مطيع: إن بئري هذا قد رشحتها، وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة قال: هات من مائها، فأتي من مائها في الدلو، فشرب منه ثم تمضمض، ثم رده في البئر، فأعذب وأمهى «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الشيرازي قال: أخبرنا أبو عمر الخزاز قال: أخبرنا أبو الحسن الخشاب قال: أخبرنا الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي الأسود العبدي عن الأسود بن قيس العبدي قال: قيل لمحمد بن بشير الحضرمي قد أسر ابنك بثغر الري، قال: عند الله أحتسبه ونفسي ما كنت أحب أن يؤسر، ولا أن أبقى بعده، فسمع قوله الحسين فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك، قال: أكلتني السباع حيا ان فارقتك، قال: فأعط ابنك هذه الاثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة أثواب، قيمتها ألف دينار «2» أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف المقرئ- اجازة- قال: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال: (50- ظ) حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الناقد قال: حدثني أبو القاسم مسعود- يعني- ابن عبد الله قال حدثني حميد بن ابراهيم المعافري قال: سمعت عبد الله بن عبد الله المديني،

يذكر عن أبيه عن جده، وكان مولى للحسين بن علي بن أبي طالب أن سائلا خرج ذات ليلة يتخطى، ح. قال الحافظ أبو القاسم: وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن علي بن الفرات- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبي- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي- بمصر- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن ابراهيم الليثي الشافعي قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا هرون بن محمد قال: حدثنا قعنب بن المحرز قال: حدثنا الاصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن الذيال بن حرملة قال: خرج سائل يتخطى أزمة «1» المدينة حتى أتى باب الحسين بن علي فقرع الباب وأنشأ يقول: لم يخب اليوم من رجاك ومن ... حرك من خلف بابك الحلقة وأنت جود وأنت معدنه ... أبوك ما كان قاتل الفسقة «2» قال: وكان الحسين بن علي واقفا يصلي فخفف من صلاته، وخرج الى الاعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فأجابه: لبيك يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفرقتها في أهل بيتك، قال: فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها، وخرج، فدفعها الى الاعرابي وأنشأ يقول: (52- و) . خذها واني اليك معتذر ... واعلم بأني عليك ذو شفقة لو كان في سيرنا عصا تمد اذا ... كانت سمانا عليك مندفقة لكن ريب المنون ذو نكد ... والكف منا قليلة النفقة «3» قال: فأخذها الاعرابي وولى وهو يقول:

مطهرون نقيات جيوبهم ... تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا فأنتم أنتم الاعلون عندكم ... علم الكتاب وما جاءت به السور من لم يكن علويا حين تنسبه ... فما له في جميع الناس مفتخر لفظهما متقارب «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الحمال قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي قال: حدثنا أبو شعيب الحراني قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عمرو بن ثابت قال: سمعت سكينة بنت الحسين تقول: عوتب أبي الحسين بن علي في أميّ، فقال أبي الحسين: لعمرك انني لاحب دارا تضي ... فها سكينة والرباب أحبهم وأبذل جلّ مالي ... وليس للائم فيها عتاب (52- ظ) ولست لهم وان غضبوا ... مطيعا حياتي أو بغيبني التراب «2» وقد ذكرنا في ترجمة الرباب في آخر الكتاب أنها كانت مع الحسين رضي الله عنه يوم الطف، وأنها رجعت الى المدينة مصابة مع من رجع، فخطبها الاشراف من قريش فقالت: والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه قال: أخبرنا

أبو الفتح ابراهيم بن يسبخت قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي قال: حدثنا محمد بن المؤمّل الحارثي قال: حدثنا الأعمش أن الحسين بن علي قال: كلما زيد صاحب المال مالا ... زيد في همه وفي الأشغال قد عرفناك يا منغصة العي ... ش ويا دار كل فان وبال لبس يصفو لزاهد طلب الزه ... د إذا كان مثقلا بالعيال «1» وأنبأنا القاضي أبو نصر قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر ابن المزرقي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري قال: أنشدني القاضي عبد الله بن علي بن أيوب قال: أنشدنا القاضي أبو بكر بن كامل (53- و) قال: أنشدني عبد الله بن ابراهيم وذكر أنه للحسين بن علي: اغن عن المخلوق بالخالق ... تعن عن الكاذب والصادق واسترزق الرحمن من فضله ... فليس غير الله من رازق من ظن أن الناس يغنونه ... فليس بالرحمن الواثق أو ظن أن المال من كسبه ... زلّت به النعلان من حالق «2» أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز قال: أنشدنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أنشدنا محمد بن علي الصوري قال: أنشدني أبو القاسم علي بن محمد بن شهدك الأصبهاني بصور للحسين بن علي: لئن كانت الدنيا تعد نفيسة ... فدار ثواب الله أعلى وأنبل وان كانت الأبدان للموت أنشئت ... فقتل في سبيل الله أفضل وإن كانت الأزرق شيئا مقدارا ... فقلة سعي المرء في الكسب أجمل وإن كانت الأموال للترك جمعت ... فما بال متروك به المرء يبخل «3»

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله الهروي ببغداد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى بن عمار الشيباني إملاء قال: سمعت أبا بكر هبة الله بن الحسن القاضي بفارس قال: قرأت على الحارث بن عبيد الله عن اسحاق بن ابراهيم (53- ظ) قال: بلغني أن الحسين بن علي أتى مقابر الشهداء بالبقيع فطاف بها وقال: ناديت سكان القبور فاسكتوا ... وأجابني عن صمتهم ندب الجثا قالت أتدري ما صنعت بساكني ... مزقت ألحمهم وخرقت الكسا وحشوت أعينهم ترابا بعدما ... كانت تأذى باليسير من القذي أما العظام فإنني فرقتها حتى ... تباينت المفاصل والشوا قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا ... فتركتها رمما يطول بها البلى «1» أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا شرحبيل بن مدرك الجعفي عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي بن أبي طالب، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذوا نينوى وهو منطلق الى صفين نادى علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات، قلت: ومن ذا أبا عبد الله؟ قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم- يعني- أملك عيني أن فاضتا. «2» أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين

قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد ابن شداد المسمعي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى الى محمد صلى الله عليه وسلم: إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا، وسبعين ألفا «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة (54- و) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الأصبهاني قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد المكي من أصله العتيق بقزوين يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: أخبرنا محمد بن الحسن ابن الفتح الصوفي قال: حدثنا أبو عروبة الحراني قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا ابن عمي أحمد قال: حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعد بن أبي هند عن عائشة وأم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهما وهو يبكي، قالتا: فسألناه عن ذلك فقال: إن جبريل أخبرني أن ابني الحسين يقتل، وبيده تربة حمراء، فقال: هذه تربة تلك الارض. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا عبد الخالق ابن الحسن السقفي قال حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب عن أم سلمة قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: احفظي الباب لا يدخل علي أحد فسمعت نحيبه، فدخلت فإذا الحسين بين يديه، فقلت: والله يا رسول الله

ما رأيته حين دخل، فقال: إن جبريل كان عندي آنفا، فقال لي يا محمد أتحبه؟ فقلت: يا جبريل أما من حب الدنيا فنعم، قال: فإن أمتك ستقتله (54- ظ) . بعدك، تريد أريك تربته يا محمد؟ فدفع إلى هذا التراب، قالت أم سلمة: فأخذته فجعلته في قارورة، فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما. قالا: أنبأنا أبو بكر السمعاني قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا سليمان بن بلال عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم فقال: لا يدخلن علي أحد فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج النبي صلى الله عليه وسلم يبكي فاطلعت فإذا الحسين في حجره، أو الى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت به حتى دخل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان معنا في البيت، فقال: أتحبه؟ فقلت: من حب الدنيا فنعم، فقال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض كربلاء، قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن الطفيل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد الدهان قال: حدثنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سليمان بن عمر قال: حدثنا أبي عن أبي المهاجر عن عباد بن اسحاق عن هاشم (55- و) بن هاشم عن عبد الله بن وهب عن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فقال: لا يدخل علي أحد، فسمعت صوته، فدخلت فإذا عنده حسين بن علي، وإذا هو حزين يبكي فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي تقتل هذا بعدي، فقلت: ومن يقتله، فتناول مدرة، فقال: أهل هذه المدرة يقتلونه.

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن خريم الشاشي قال: حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال: قالت أم سلمة: كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما في بيتي، فجاء حسين يدرج، قالت: فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه قالت: ثم غفلت في بيتي، فدب فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول الله صلى قلت: والله يا رسول الله ما علمت به، فقال إنما جاءني جبريل عليه السلام وهو على بطني قاعد، فقال لي: أتحبه؟ فقلت: نعم، قال: إن أمتك ستقتله، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى، قال: فضرب بجناحه فأتاني بهذه التربة، قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن البانياسي (55- ظ) قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحداد وغيره، إجازة، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني عبادة بن زياد الأسدي قال: حدثنا عمر بن ثابت عن الاعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده الى الحسين، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضمه الى صدره ثم قال رسول الله صلى عليه وسلم وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ريح كرب وبلاء، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل، قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول: إن يوما تحولين دما ليوم عظيم «1» .

وقلت: وقد ذكر أبو حاتم بن حبان حديث إخبار ملك القطر عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين في المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع. ورفعه الى أنس بن مالك رضي الله عنه. أخبرنا به أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل في كتابه إلينا من هراة غير مرة قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني قال: أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي قال: أخبرنا الحسن (56- و) بن سفيان قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا عمارة بن زاذان قال: حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين ابن علي فطفر «1» فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتلثمه ويقبله، فقال له الملك: أتحبه؟ فقال نعم، قال أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم، فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه إياه، فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها، قال: ثابت كنا نقول إنها كربلاء. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة لي- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم المرابطة. قال أبو اسحاق. أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي- قراءة عليه وأنا أسمعه- قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، قراءة عليه. وقالت خديجة: قرىء على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن بندار الأذني، وأنا أشاهده أسمع، قال: أخبرني جدي القاضي أبو

الحسن علي بن الحسين، قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب، قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس أن ملك القطر استأذن أن يزور رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنظر أن لا يدخل علينا أحد حتى يخرج فجاء الحسين فدخل فجعل مرة يثب على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبله ويلثمه، فقال له الملك، أتحبه؟ قال: نعم، قال: أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فقبض كفه فإذا تربة حمراء. وقال: حدثنا محمود قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا غسان بن مالك قال: حدثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن مغيرة المرزوي قال: حدثنا علي بن الحسن بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه لا تبكوا هذا الصبي- يعني حسينا- قال: فكان يوم أم سلمة فنزل جبريل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأم سلمة: لا تدعي أحدا يدخل علي فجاء الحسين فلما نظر الى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت (56- ظ) تناغيه ومسكته، فلما اشتد في البكاء حلت عنه فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يقتلونه وهم مؤمنون بي؟ قال: نعم يقتلونه، فتناول جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله قد احتضن حسينا كاسف البال مهموما فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله جعلت لك الفداء إنك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه، فلم يرد عليها، فخرج الى أصحابه وهم جلوس، فقال لهم: أن أمتي يقتلون هذا، وفي القوم أبو بكر

وعمر، وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنون؟ قال: نعم هذه تربته فأراهم إياها «1» . وقال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني قال: مر عليّ على كعب فقال: يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم، فمر حسن فقالوا: هذا يا أبا اسحاق؟ قال: لا، فمر حسين، فقالوا: هذا؟ قال: نعم. قال: وحدثنا سليمان قال: حدثنا محمد بن محمد التمار البصري قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي قال: حدثنا سليمان بن كثير عن حصين بن عبد الرحمن عن العلاء بن أبي عائشة عن أبيه عن رأس الجالوت قال: كنا نسمع أنه يقتل بكر بلاء ابن نبي، فكنت اذا دخلتها ركضت فرسي حتى أجوز عنها (57- و) فلما قتل حسين جعلت أسير بعد ذلك على هينتي. أنبأنا سليمان البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثني محمد بن ميمون الخياط قال: حدثنا سفيان عن عبد الجبار بن العباس سمع عون بن أبي جحيفة قال: إنا لجلوس عند دار أبي عبد الله الجدلي فأتانا مالك بن صحار الهمداني قال: دلوني على منزل فلان، قال: قلنا: ألا نرسل اليه فيجيء، اذ جاء فقال: أتذكر اذ بعثنا أبو مخنف الى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات فقال: ليحلن ها هنا ركب من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهذا المكان فيقتلونهم فويل لكم منهم وويل لهم منكم. قال الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد بن النحاس قال: أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن قاسم الاسدي النحاس

قال: حدثنا منصور بن واقد الطنافسي قال: حدثنا عبد الحميد الحماني عن الاعمش عن أبي اسحاق عن كدير الضبي قال: بينا أنا مع علي بكر بلاء بين أشجار الحرمل أخذ بعرة ففركها ثم شمها، ثم قال: ليبعثن الله من هذا الموضع قوما يدخلون الجنة بغير حساب «1» . أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد ابن معروف قال: حدثنا (57- ظ) الحسين بن الفهم قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن موسى قال: أخبرنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن هانىء بن هانىء عن علي قال: ليقتلن الحسين بن علي قتلا، واني لأعرف تربة الارض التي يقتل بها، يقتل بقرية قريب من النهرين. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله السكري قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا ابن عيينة عن ابراهيم بن ميسره عن طاوس قال: سمعت ابن عباس يقول: استشارني الحسين بن علي عليهما السلام بالخروج بمكة، قال: فقلت: لولا أن يزرئ بي أو بك لنشبت يدي في رأسك قال: فقال: ما أحب أن تستحل بي، يعني مكة، قال: يقول طاووس: وما رأيت أحدا أشد تعظيما للمحارم من ابن عباس، لو أشاء أن أبكي لبكيت. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد، اجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي في كتابه، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق الأسفراييني قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا يحيى بن سالم الاسدي قال: سمعت الشعبي يقول

كان ابن عمر قدم المدينة فأخبر أن الحسين بن علي قد توجه (58- و) الى العراق فلحقه على مسيرة ليلتين أو ثلاث من المدينة فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: ان الله عز وجل خير نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، ولم يرد الدنيا، وانكم بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عز وجل عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى وقال: هذه كتبهم وبيعتهم، قال: فاعتنقه ابن عمر، وقال استودعك الله من قتيل. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة القاضي، فيما أذن لنا في روايته عنه، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي، ح. قال: وأخبرنا ابن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد ابن حمزة الحراني، قال: حدثنا سليم بن حيان، وقال الحراني، سليمان عن سعيد ابن ميناء قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: عجل حسين قدره، عجل حسين قدره لو ادركته ما كان ليخرج إلا أن يغلبني، ببني هاشم فتح، وببني هاشم ختم، فاذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال أخبرني من سمع (58- ظ) هشام بن يوسف الصنعاني يقول: عن معمر قال: وسمعت رجلا يحدث عن الحيسن بن علي قال: سمعته يقول لعبد الله بن الزبير أتتني بيعة أربعين ألفا يحلفون لي بالطلاق والعتاق من أهل الكوفة أو قال من أهل العراق، فقال له عبد الله بن الزبير: أتخرج الى قوم قتلوا أباك وأخرجوا أخاك؟ قال هشام بن يوسف فسألت معمرا عن الرجل،

فقال: هو ثقة، قال عمي: وزعم بعض الناس أن عبد الله بن العباس هو الذي قال هذا. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو النجح يوسف بن شعيب القاضي قال: أخبرنا أبو الغنائم بن هبة الله الرندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله البيع قال: أخبرنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن يحيى العلوي العقيلي قال: حدثني جدي يحيى بن الحسين قال: حدثني الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن فضالة عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبي سعيد المقبري قال: والله لرأيت الحسين بن على وانه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول متمثلا. لا ذعرت السوام في فلق ... الصبح مغيرا ولا دعيت يزيدا يوم أعطى مخافة الموت ضيما ... والمنايا يرصدنني أن أحيدا قال: فعلمت عند ذلك أنه لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة «1» . أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري (59- و) في كتابه قال: أخبرنا الحسن بن علي الشاهد قال: أخبرنا محمد ابن العباس الخزاز قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن فهم الفقيه قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثني عبد الله بن عمير مولى أم الفضل، ح. قال: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه، ح. قال: وأخبرنا يحيى بن سعيد بن دينار السعدي عن أبيه ح.

قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي وجرة السعدي عن علي بن حسين، قال: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني. قال محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد عن يحيى بن اسماعيل بن أبي المهاجر عن أبيه، وعن لوط بن يحيى الغامدي عن محمد بن بشير الهمداني وغيره، وعن محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير وعن هرون بن عيسى عن يونس ابن أبي اسحاق عن أبيه وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي. قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضا قد حدثني في هذا الحديث بطائفة، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته قالوا: لما بايع معاوية بن أبي سفيان الناس ليزيد بن معاوية كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له وكان أهل الكوفة يكتبون الى حسين يدعونه الى الخروج إليهم في خلافة معاوية كل ذلك يأبى، فقدم منهم قوم الى محمد بن الحنفيه فطلبوا اليه أن يخرج معهم فأبى وجاء الى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: إن القوم انما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا فأقام حسين على ما (59- ظ) هو عليه من الهموم مرة يريد أن يسير اليهم، ومرة يجمع الاقامة، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله إني لكم ناصح واني عليكم مشفق وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك الى الخروج اليهم، فلا تخرج فإني سمعت أباك يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني وما بلوت منهم وفاء ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله مالهم نيات ولا عزم أمر، ولا صبر على السيف. قال: وقدم المسيب بن نجبة الفزاري «1» وعدة معه الى الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه الى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك، فقال: إني أرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين، وكتب مروان بن الحكم الى معاوية: اني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة، وأظن يومكم من حسين طويلا، فكتب معاوية الى الحسين ان من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد انبئت أن قوما من أهل الكوفة

قد دعوك الى الشقاق، وأهل العراق من قد جربت قد افسدوا على أبيك وأخيك فاتق الله واذكر الميثاق، فانك متى تكدني أكدك. فكتب اليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني جدير، والحسنات لا يهدي لها إلّا الله وما أردت لك محاربة، ولا عليك خلافا، وما أظن لي عند الله عذرا في نرك جهادك، وما أعلم (60- و) فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة، فقال معاوية: ان أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا. وكتب اليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: إني لأظن أن في رأسك نزوة فوددت أن أدركها فأغفرها لك. قال: وأخبرنا علي بن محمد عن جويريه بن أسماء عن نافع بن شيبة قال: لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم فأخذ بخطام راحلته فأناخ به، ثم ساره حسين طويلا وانصرف، فزجر معاوية راحلته: فقال له يزيد: لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك، قال: دعه لعله يطلبها من غيري فلا يسوغه فيقتله. رجع الحديث الى الأول، قالوا: ولما حضر معاوية دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به، وقال له: انظر حسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه أحب الناس الى الناس، فصل رحمه، وارفق به يصلح لك أمره، فإن يك منه بشيء فإني أرجو أن يكفه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه، وتوفي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستين، وبايع الناس ليزيد، فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أوس العامري- عامر بن أوفى- الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة أن أدع الناس فبايعهم. وابدأ بوجوه قريش، ولكين أول من تبدأ به الحسين بن علي، فان أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره الرفق به واستصلاحه، فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي وعبد الله ابن الزبير (60- ظ) فأخبرهما بوفاة معاوية ودعاهما الى البيعة ليزيد، فقال: نصبح وننظر ما يصنع الناس، ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير وهو يقول: هو يزيد الذي نعرف، والله ما حدث له حزم ولا مروءة، وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه فقال الوليد: ان هجنا بأبي عبد الله

إلّا أسدا، فقال له مروان: وبعض جلساته: اقتله، قال: ان ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف، فلما صار الوليد الى منزله قالت له امرأته أسماء ابنة عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام: أسببت حسينا؟! قال: هو بدأ فسبني، قالت: وان سبك حسين تسبه، وان سب أباك تسب أباه؟ قال: لا، وخرج الحسين وعبد الله بن الزبير من ليلتهما الى مكة، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد، وطلب الحسين وابن الزبير فلم يوجدا، فقال المسور بن مخرمة: عجل «1» عبد الله، وابن الزبير الآن يلفته ويرجيه الى العراق ليخلو بمكة. فقدما «2» مكة، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب، ولزم ابن الزبير الحجر، ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية، وكان يغدو ويروح الى الحسين ويشير عليه أن يقدم العراق، ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك، فكان عبد الله بن عباس ينهاه عن ذلك ويقول: لا تفعل، وقال له عبد الله بن مطيع: أي فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر الى العراق، فو الله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذنا خولا وعبيدا، ولقيهما عبد الله بن (61- و) عمر وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة بالأفواء «3» منصرفين من العمرة، فقال لهما ابن عمر: اذكر كما الله، إلّا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس، وتنظرا، فان اجتمع الناس عليه لم نشذا، وان أفترق عليه كان الذي تريدان. وقال ابن عمر لحسين: لا تخرج فان رسول الله صلى الله عليه وسلم خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وانك بضعة منه، ولا تنالها- يعني الدنيا- فاعتنقه وبكى وودعه، فكان ابن عمر يقول: غلبنا حسين بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فان الجماعة خير. وقال له ابن عباس: أين تريد يا بن فاطمة؟ قال: العراق وشيعتي، فقال: اني

لكاره لوجهك هذا، تخرج الى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك حتى تركهم سخطة وملة لهم، أذكرك الله أن تغرر بنفسك. وقال أبو سعيد الخدري: غلبني الحسين بن علي على الخروج وقد قلت له: اتق الله في نفسك، والزم بيتك، فلا تخرج على إمامك. وقال أبو واقد الليثي: بلغني خروج حسين فأدركته بملل «1» ، فناشدته الله أن لا يخرج، فانه يخرج في غير وجه خروج، انما يقتل نفسه، فقال: لا أرجع. وقال جابر بن عبد الله: كلمت حسينا فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فو الله ما حمدتم ما صنعتم فعصاني. وقال سعيد بن المسيب: لو أن حسينا (61- ظ) لم يخرج لكان خيرا له. وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: قد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج اليهم، ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير. وكتب إليه المسور بن مخرمة: اياك أن تغتر بكتب أهل العراق ويقول لك ابن الزبير: الحق بهم، فانهم ناصروك، إياك أن تبرح الحرم فانهم إن كانت لهم بك حاجة فسيضربون آباط الابل حتى يوافوك فتخرج في قوة وعدّة، فجزاه خيرا، وقال: أستخير الله في ذلك. وكتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة وتخبره أنه إنما يساق الى مصرعه، وتقول أشهد لحدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل حسين بأرض بابل، فلما قرأ كتابها قال: فلا بد إذا من مصرعي، ومضى. وأتاه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال: يا بن عم ان الرحم تظأرني «2» عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يستغش ولا يتهم فقل، قال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك،

وأنت تريد أن تسير اليهم، وهم عبيد الدنيا فيقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحبّ اليه ممن ينصره، فأذكرك الله في نفسك، فقال: جزاك الله يا بن عم خيرا، فقد اجتهدت، ومهما يقض الله من أمر يكن، فقال أبو بكر: إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله. وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب اليه كتابا يحذره أهل الكوفة ويناشده (62- و) الله أن يشخص اليهم، فكتب اليه الحسين: إني رأيت رؤيا ورأيت فيها رسول الله، وأمرني بأمر أنا ماض له ولست بمخبر بها أحد حتى ألا قي عملي. وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص: اني أسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يصرفك عما يرديك، بلغني إنك قد اعتزمت على الشخوص الى العراق، فإني أعيذك بالله من الشقاق، فان كنت خائفا فأقبل إلي، فلك عندي الأمان والبر والصلة، فكتب إليه الحسين: ان كنت أردت بكتابك إلي بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة، وانه لم يشاقق من دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين، وخير الأمان أمان الله، ولم يؤمن بالله من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمان الآخرة عنده. وكتب يزيد بن معاوية الى عبد الله بن عباس يخبره بخروج حسين الى مكة ويحسبه جاءه رجال من أهل هذا المشرق فمنوه الخلافة، وعندك منهم خبرة وتجربة، فان كان فعل فقد قطع واشج القرابة، وأنت كبير أهل بيتك، والمنظور اليه فاكففه عن السعي في الفرقة، وكتب بهذه الأبيات اليه والى من بمكة والمدينة من قريش: يا أيها الراكب الغادي لطيته ... على عذافرة «1» في سيرها قحم أبلغ قريشا على نأي المزار بها ... بيني وبين حسين الله والرحم وموقف بفناء البيت أنشده ... عهد الإله وما توفى به الذمم (62- ظ) عنيتم قومكم فخرا بأمكم ... أم لعمري حصان برة كرم هي التي لا يدانى فضلها أحد ... بنت الرسول وخير الناس قد علموا

وفضلها لكم فضل وغيركم ... من قومكم لهم في فضلها قسم إني لأعلم أو ظنّا كعالمه ... والظن يصدق أحيانا فينتظم أن سوف يترككم ما تدعّون بها ... قتلى تهاداكم العقبان والرخم يا قومنا لا تشبوا الحرب اذ سكنت ... ومسّكوا بحبال السلم واعتصموا قد غرت الحرب من قد كان قبلكم ... من القرون وقد بادت بها الأمم فأنصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا ... فرب ذي بذخ زلت به القدم قال: فكتب إليه عبد الله بن عباس: إني لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه، ولست أدع النصيحة له في كل ما يجمع الله به الألفة ويطفئ به النائرة. ودخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلمه ليلا طويلا، وقال: أنشدك الله أن تهلك غدا بحال مضيعة لا تأتي العراق، وان كنت لا بد فاعلا فأقم حتى ينقضي الموسم وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون، ثم ترى رأيك، وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين، فأبى الحسين إلّا أن يمضي الى العراق، فقال له ابن عباس: والله إني لأظنك ستقتل غدا بين نسائك وبناتك كما قتل عثمان بين نسائه وبناته، والله إني لأخاف أن تكون الذي يقاد به عثمان، فإنا لله وإنا اليه راجعون، فقال: أبا العباس، إنك شيخ قد كبرت، فقال ابن عباس: لولا أن (63- و) يزري ذلك بي أو بك لنشبت يدي في رأسك، ولو أعلم أنا إذا تناصينا «1» أقمت لفعلت، ولكن لا أخال ذلك نافعي، فقال له الحسين: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليّ أن تستحل بي- يعني- مكة، قال: فبكى ابن عباس وقال: أقررت عين ابن الزبير فذاك الذي يسلي «2» بنفسي، ثم خرج عبد الله بن عباس من عنده وهو مغضب، وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يا بن الزبير قد أتى ما أحببت، قرت عينك هذا أبو عبد الله يخرج ويتركك والحجاز. يا لك من قبّرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري

وبعث حسين الى المدينة فقدم عليه من خفّ معه من بني عبد المطلب، وهم تسعة عشر رجلا ونساء وصبيان من أخوانه وبناته ونسائهم، وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة، وأعلمه أن الخروج ليس له برأي يومه هذا، فأبى الحسين أن يقبل، فحبس محمد بن علي ولده، فلم يبعث معه أحدا منهم حتى وجد حسين في نفسه على محمد، وقال: ترغب بولدك عن موضع أصاب فيه، فقال محمد: وما حاجتي أن تصاب ويصابون معك، وان كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم. وبعث أهل العراق الى الحسين الرسل والكتب يدعونه اليهم فخرج متوجها الى العراق في أهل بيته وستين شيخا من أهل الكوفة، وذلك يوم الاثنين في عشر ذي الحجة سنة ستين، فكتب مروان الى عبيد الله بن زياد: أما بعد فإن الحسين بن علي قد توجه إليك (63- ظ) وهو الحسين بن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتالله ما أحد يسلمه الله أحبّ الينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء، ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره، والسلام عليك. وكتب اليه عمرو بن سعيد بن العاص، أما بعد: فقد توجه اليك الحسين وفي مثلها تعتق أو تكون عبدا يسترق كما تسترق العبيد «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي، اجازة أو سماعا، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، قرأت عليه، وقرىء عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله السكري قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق- يعني- ابن همام الصنعاني قال: أخبرنا ابن عيينة قال: أخبرني لبطة ابن الفرزدق عن أبيه قال: خرجت أريد الحج، فلما أتيت الصفاح «2» اذا بقوم عليهم هذه اليلامق «3» وعليهم درق، واذا جماعة، واذا ركبان قال: فنزلت عن راحلتي

فقلت لبعضهم: ما هذا؟ قالوا: الحسين بن علي رضي الله عنهما يريد العراق قال: فسيبت راحلتي ثم مشيت اليه حتى أخذت بالخطام، أو قال بالزمام، فقلت: أبو عبد الله؟ قال: أبو عبد الله فما وراءك؟ قال: قلت وصوابه أنت أحب الناس الى الناس والسيوف مع بني أمية، والقضاء من السماء، قال: فو الله لقد امتعض منها وما أعجبته، قال: ثم مضى ومضيت فلما كان يوم النفر مررت بسرادق (64- و) فإذا بفنائه صبيان سود فطس، قال: فأخذت بقفا صبي منهم فقلت: لمن أنت؟ قال: لعبد الله بن عمرو، قال: فقلت: فأين هو؟ قال: في السرادق، قال: فدخلت فسلمت فقلت: ما قولك في الحسين بن علي عليهما السلام؟ قال: لا يحيك فيه سلاحهم «1» ، قال: فخرجت، قال: فبينا أنا على ماء بين الكوفة ومكة اذا إنسان يوضع على بعيره، قال: فقلت: من أين؟ قال: من الكوفة، قال: قلت: ما فعل الحسين بن علي؟ قال: قتل قال: فرفعت يدي فقلت: اللهم افعل بعبد الله بن عمرو ان كان يسخر بي. قال سفيان بن عيينه في غير هذه الرواية: ذهب الفرزدق الى غير المعني، أو قال: الوجه، انما هو لا يحيك فيه السلاح لا يضره القتل مع ما قد سبق له «2» . أنبأنا أبو علي الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي الدوامي قال: أخبرنا القاضي محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قال: أخبرنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد ابن يونس قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي قال: حدثني لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال: حججت فلما كنت بذات عرق «3» لقيني الحسين بن علي يريد الكوفة، فقصدته فسلمت عليه فقال لي: ما خلفت لنا وراءك بالبصرة؟ فقلت: قلوب القوم معك وسيوفهم مع بني أمية، فقال: ما أشك في أنك صادق، الناس عبيد الدنيا، والدين لغو على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معائشهم فإذا استنبطوا قلّ الديّانون.

وقال ابن المأمون: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد الغاضري قال: حدثنا أبو عثمان المازني قال: حدثنا الأصمعي عن أعين بن لبطة بن الفرزدق عن أبيه (64- ظ) قال: رأيت أبي في النوم بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي بقصدي الحسين وسلامي عليه. أخبرنا أبو حفص الدارقزي، فيما أذن لنا فيه، قال: أخبرنا أبو غالب أحمد ابن الحسن- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن خنيقاء الدقاق قال: أخبرنا اسماعيل بن علي الخطبي قال: وكان مسير الحسين بن علي بن أبي طالب- ويكنى بأبي عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم- من مكة الى العراق بعد أن بايع له من أهل الكوفة اثنا عشر ألفا على يدي مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وكتبوا إليه في القدوم عليهم فخرج من مكة قاصدا الى الكوفة، وبلغ يزيد خروجه فكتب الى عبيد الله بن زياد وهو عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله اليه ان ظفر به، فوجه اللعين عبيد الله بن زياد الجيش اليه مع عمر بن سعد بن أبي وقاص، وعدل الحسين الى كربلاء، فلقيه عمر بن سعد هناك، فاقتتلوا فقتل الحسين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته، ولعنة الله على قاتله، وكان قتله في اليوم العاشر من المحرم يوم عاشوراء من سنة احدى وستين. وقال أبو غالب: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد ابن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثني عمي قال: حدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال: خرج الحسين بن علي الى الكوفة ساخطا لولاية يزيد، فكتب يزيد الى ابن زياد، وهو واليه على العراق: انه قد بلغني أن حسينا قد صار الى الكوفة (65- و) وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان، وابتليت به أنت من بين العمال، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما يعتبد العبيد، فقتله ابن زياد وبعث برأسه اليه. أخبرنا عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين

ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو بكر الحميدي قال: حدثني سفيان قال: حدثني رجل من بني أسد يقال له بجير بعد الخمسين والمائة، وكان من أهل الثعلبية «1» ولم يكن في الطريق رجل أكبر منه، فقلت: مثل من كنت حين مرّ بكم حسين بن علي؟ قال: غلام قد أيفعت، قال: فقام اليه أخ لي كان أكبر مني يقال له زهير، قال: أي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني أراك في قلة من الناس فأشار بسوط في يده هكذا فضرب حقيبة وراءه، فقال ها ان هذه مملوءة كتبا فكأنه شدّ من منّة أخي، قال سفيان فقلت له: ابن كم أنت؟ قال: ابن ست عشرة ومائة، قال سفيان: وكنا استودعناه طعاما لنا ومتاعا فلما رجعنا طلبناه منه، فقال ان كان طعاما فلعل الحي قد أكلوه، فقلنا: إن لله، ذهب طعامنا، فاذا هو يمزح معي، فأخرج إلينا طعامنا ومتاعنا. وقال حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو بكر- يعني الحميدي- قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا شهاب بن خراش عن رجل من قومه قال: كنت في الجيش الذي بعثه عبيد الله بن زياد الى حسين بن علي وكانوا (65- ظ) أربعة آلاف يريدون الديلم، فصرفهم عبيد الله بن زياد الى حسين بن علي، فلقيت حسينا، فرأيته أسود الرأس واللحية، فقلت له: السلام عليك يا أبا عبد الله، فقال: وعليك السلام، وكانت فيه غنه، فقال: لقد باتت منكم فينا سلة منذ الليلة، يعني سرق. قال شهاب: فحدثت به زيد بن علي فأعجبه، وكانت فيه غنة، قال سفيان: وهي في الحسينيين. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن، ح. وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي المعالي بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو طالب محمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا عبد الخالق بن الحسن قال: حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: حدثني يزيد الرشك قال:

حدثني من شافه الحسين بهذا الكلام قال: حججت فأخذت ناحية الطريق أتعسف الطريق، فدفعت الى أبنية وأخبية فأتيت أدناها فسطاطا، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: للحسين بن علي رضي الله عنه، فقلت: ابن فاطمة بنت رسول الله؟ قالوا: نعم، قلت: في أيها هو؟ فأشاروا الى فسطاط، فأتيت الفسطاط فاذا هو قاعد عند عمود الفسطاط، واذا بين يديه كتب كثيرة يقرأها، فقلت بأبي أنت وأمي ما أجلسك في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا منفعة؟ قال: ان هؤلاء- يعني السلطان- أخافوني، وهذه كتب أهل الكوفة إلي (66- و) وهم قاتلي، فاذا فعلوا ذلك لم يتركوا لله حرمة إلّا انتهكوها، فسلط الله عليهم من يذلهم حتى يتركهم أذل من من فرم الأمة. قال جعفر: فسألت الأصمعي عن ذلك قال: هي خرقة الحيضة اذا ألقتها النساء. أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثني أحمد بن محمد ابن عيسى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا خالد عن الجريري عن عبد ربه أو غيره، أن الحسين لما أرهقه السلاح، وأخذ له السلاح قال: ألا تقبلون مني ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين؟ قالوا: وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من المشركين؟ قال: كان اذا جنح أحدهم قبل منه، قالوا: لا، قال: فدعوني أرجع، قالوا: لا، قال: فدعوني آتي أمير المؤمنين، فأخذ له رجل السلاح، فقال له: أبشر بالنار، فقال: بل ان شاء الله برحمة ربي عز وجل وشفاعة نبيي صلى الله عليه وسلم، فقتل وجيء برأسه حتى وضعه في طست بين يدي ابن زياد فنكته بقضيب، وقال: لقد كان غلاما صبيحا، ثم قال: أيكم قاتله؟ فقام الرجل، فقال: أنا قتلته، فقال: ما قال لك؟ فأعاد الحديث، فاسود وجهه قال عبد الله بن محمد: وحدثني عمي قال: حدثني القاسم بن سلام قال: حدثني حجاج بن محمد عن أبي معشر عن بعض مشيخته قال: قال الحسين بن علي حين نزلوا كربلاء: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء، قال: كرب وبلاء، وبعث (66- ظ) عبيد الله بن زياد عمر بن سعد فقاتلهم فقال الحسين: يا عمر اختر مني أحد

ثلاث خصال: إما أن تتركني أرجع كما جئت، فإن أبيت هذه فصيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم في ما رأى، فإن أبيت هذه فسيربي إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت، فأرسل إلى ابن زياد بذلك، فهم أن يسيره الى يزيد، فقال له شمر ابن جوشن: لا إلا أن ينزل على حكمك، فأرسل اليه بذلك، فقال الحسين: والله لا أفعل، وأبطأ عمر عن قتاله، فأرسل اليه ابن زياد شمر بن جوشن فقال: إن تقدم عمر يقاتل، وإلّا فاقتله وكن أنت مكانه، وكان مع عمر قريب من ثلاثين رجلا من أهل الكوفة، فقالوا: يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث خصال، فلا تقبلون منها شيئا، فتحولوا مع الحسين فقاتلوا. وقال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا اسحاق بن اسماعيل الطالقاني سنة خمس وعشرين قال: حدثنا جرير عن ابن أبي ليلى قال: قال الحسين بن علي حين أحس بالقتل: ابغوني ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي لا أجرّد، فقيل له: تبان؟ فقال: ذلك لباس من ضربت عليه الذلة، فأخذ ثوبا فخزقه فجعله تحت ثيابه، فلما قتل جرد صلوات الله عليه ورضوانه. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حصين قال: أدركت ذاك حين مقتل الحسين قال: فحدثني سعيد بن عبيدة قال: (67- و) فرأيت الحسين وعليه جبة برود، ورماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم فنظرت الى السهم معلقا بجبته «1» . أخبرنا أبو الفضل رجاء بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال التاجر الواسطي قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مخلد البزاز- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا أسلم بن سهل بن أسلم بن حبيب الرزاز الواسطي المعروف بحشل قال:

حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا الهيثم بن غالب الشيباني قال: سمعت أبا اسحاق الشيباني- وأتاه رجل من آل حوشب بن يزيد- فقال له: إن مالك بن حوشب ابن يزيد قتل وعليه جبّة خز، فقال له أبو اسحاق الشيباني: وإن الحسين بن علي رضوان الله عليهما قتل وعليه جبة خز، وقد نصل «1» خضابه، وكان يخضب بالسواد فدفن في ثيابه «2» . وقال: حدثنا بحشل قال: حدثنا زكريا بن يحيى بن صبيح قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا زاذان أبو منصور قال: رأيت الحسين بن علي رضوان عليه مخضوب الرأس واللحية بالوسمة «3» . أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة لي- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد الصقلي (67- ظ) المرابطة قال: أبو اسحاق أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي- قراءة عليه- وقالت خديجة: قرىء على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار ابن عبد الله بن خير الأذني الأنطاكي- وأنا شاهدة أسمع- قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا نصر بن مزاحم العطار عن أبي مخنف قال: حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال: سمعت الحسين بن علي وقد أحاطوا به يقول: اللهم احبس عنهم قطر السماء، وامنعهم بركات الأرض، وإن متعتهم الى حين، ففرقهم فرقا، ومزقهم مزقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض عنهم الولاة أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا. وضارب حتى كفهم عنه، ثم تغاووا عليه فقتلوه «4» (68- و) .

فصل فى قتل الحسين عليه السلام

[فصل فى قتل الحسين عليه السلام] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن عامر بن أبي محمد عن الهيثم بن موسى قال: قال العريان بن الهيثم: كان أبي يتبدّى فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين فكنا لا نبدوا إلّا وجدنا رجلا من بني أسد هناك فقال له أبي: أراك ملازما هذا المكان؟ قال: بلغني أن حسينا يقتل هاهنا، فأنا أخرج لعلي أصادفه فأقتل معه، فلما قتل الحسين قال أبي: انطلقوا ننظر هل الأسدي فيمن قتل، فأتينا المعركة، فطوفنا فإذا الأسدي مقتول. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن الفضل بن سهل الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت- إذنا- قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري قال: حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري قال: حدثنا اسحاق بن سليمان قال: حدثنا عمرو ابن أبي قيس عن يحيى بن سعيد أبي حيان عن قدامة الضبي عن جرداء بنت سمير عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي في بعض غزوه، فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل الى شجرة يصلي إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ثم قال: واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب قال: (69- و) فقفلنا من غزاتنا، وقتل علي ونسيت الحادث. قال: فكنت في الجيش الذين ساروا الى الحسين، فلما انتهيت إليه نظرت الى الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لي فقلت: أبشرك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثته الحديث، قال: معنا

أو علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك وتركت، قال أمّا لا فولّ في الأرض، فو الذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلّا دخل جهنم، فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي عليّ مقتله «1» . أخبرنا مرجا بن أبي الحسن التاجر قال: أخبرنا محمد بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ قال: حدثنا يزيد ابن هرون قال: أخبرتني أمي عن جدتها قالت: أدركت قتل الحسين بن علي رضوان الله عليه، فلما قتل خرج ناس الى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب، فاحترق كل ما أخذ من عسكره. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، وأبو المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب قالا. أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين ابن صفوان البردعي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (69- ظ) القرشي قال: أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه عن جده قال: كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين رضي الله عنه، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقي الدم، ثم يقول هكذا إلى السماء، فيرمي به، وذلك أن الحسين رضي الله عنه دعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه وبين الماء، فقال: اللهم ظمئه، اللهم ظمئه، قال: فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحرّ في بطنه، والبرد في ظهره، وبين يديه المراوح والثلج، ومن خلفه الكانون، وهو يقول اسقوني أهلكني العطش، فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء واللبن، لو شربه خمسة لكفاهم، قال فيشربه، ثم يعود فيقول اسقوني أهلكني العطش. قال: فانقد بطنه كانقداد البعير. «2» . أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب قال:

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاص بالموصل قال: أخبرنا الرئيس أبو علي محمد بن سعيد بن ابراهيم بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله ابن زياد قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن خضر المتطبب قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ابن عيينة عن أبيه قال: أدركت من قتلة الحسين رضي الله عنه رجلين، أما أحدهما فإن الله طول ذكره، فكان يحمله على عاتقه، وأما الآخر فكان يأتي عزلاء «1» الراوية فيضعها على فيّه حتى يستفرغها (70- و) ويصيح: العطش العطش، ويدور الى الجانب الآخر من الراوية فيستفرغها، ولا يروى، وذلك أنه نظر الى الحسين وقد أهوى الى فيه وهو يشرب فرماه بسهم، فقال الحسين، مالك لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا آخرتك. أخبرنا أبو المظفر حامد بن العميد بحلب وأبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس، ومحفوظ بن هلال الرسعني برأس عين، قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن فرج الكاتبة. قال محفوظ: إجازة. قالت: أخبرنا طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا اسحاق بن اسماعيل قال: أخبرنا سفيان قال: حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا. قرأت في الأخبار الطوال تأليف أبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري، وذكر خبر خروج الحسين عليه السلام من مكة إلى أن قتل فأحببت إيراد ذكر قتله، ومن قتل معه من أهله لأنه استوعب ذكره مع الاختصار، ونقله عن رواة السير، قال بعدما أورده من تسيير مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة وأخذه البيعة على ثمانية عشر ألف من أهل الكوفة، ونكثهم والظفر به وقتله، قال: قالوا: ولما رحل الحسين من زرود «2» تلقاه رجل من بني أسد فسأله عن الخبر فقال لم أخرج من (70- ظ) الكوفة

حتى قتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة، ورأيت الصبيان يجرون بأرجلهما، فقال: إنا لله وانا اليه راجعون، عند الله نحتسب أنفسنا، فقيل له: ننشدك الله يا بن رسول الله في نفسك، وأنفس أهل بيتك هؤلاء الذين تراهم معك، انصرف إلى موطنك، ودع المسير الى الكوفة، فو الله مالك بها ناصر، فقال بنو عقيل- وكانوا معه-: مالنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة، ولسنا براجعين حتى نموت، فقال الحسين: فما خير في العيش بعد هؤلاء، وسار، فلما وافى زبالة «1» وافاه بها رسول محمد بن الأشعت وعمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره، وخذلان أهل الكوفة إياه بعد أن بايعوه، وقد كان مسلم سأل محمد بن الأشعت ذلك- يعني حين ظفر به ابن زياد سأل ابن الأشعت، وعمر بن سعد، أن يكتبا الى الحسين بذلك- فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر، وأقطعه قتل مسلم بن عقيل وهانىء بن عروة، ثم أخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن «2» الرقة، وقد كان صحبه قوم من منازل الطريق، فلما سمعوا خبر مسلم، وقد كانوا ظنوا أنه يقدم على أنصار وعضد، تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا خاصته، فسار حتى انتهى الى بطن العقيق «3» فلقيه رجل من بني عكرمة، فسلم عليه وأخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية الى العذيب «4» رصدا له، ثم قال له: انصرف بنفسي أنت، فو الله ما تسير إلا الى الأسنة والسيوف، ولا تتكلن على الذين كتبوا اليك فإن أولئك أول الناس مبادرة الى حربك (71- و) فقال له الحسين: قد ناصحت وبالغت فجزيت خيرا، ثم سلم عليه، ومضى حتى نزل بسراة بات بها ثم ارتحل وسار، فلما انتصف النهار، واشتد الحر، وكان ذلك في القيظ تراءت لهم الخيل، فقال الحسين لزهير بن القين: أما هاهنا مكان نلجأ اليه أو شرف نجعله خلف ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ قال له زهير: بلى هذا جبل ذي «5» جشم يسره عنك، فمل بنا إليه، فان سبقت اليه فهو كما تحب، فسار

حتى سبق اليه وجعل ذلك الجبل وراء ظهره، وأقبلت الخيل، وكانوا ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي، حتى اذا دنوا أمر الحسين عليه السلام فتيانه أن يستقبلوهم بالماء فشربوا، وتغمرت خيلهم، ثم جلسوا جميعا في ظل خيولهم وأعنتها في أيديهم حتى اذا حضر الظهر قال الحسين عليه السلام للحر أتصلّي معنا، أو تصلي بأصحابك وأصلي بأصحابي؟ قال الحر: بل نصلي جميعا بصلاتك فتقدّم الحسين عليه السلام، فصلى بهم جميعا، فلما انفتل من صلاته حولّ وجهه إلى القوم، ثم قال: أيها الناس، معذرة إلى الله، ثم اليكم اني لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم، فإن أعطيتموني ما أطمئن به من عهودكم ومواثيقكم دخلنا معكم مصركم، وإن تكن الأخرى انصرفت من حيث جئت فأسكت القوم، فلم يردّوا عليه شيئا حتى إذا جاء وقت العصر نادى مؤذّن الحسين، ثم أقام، وتقدم الحسين عليه السلام فصلى بالفريقين ثم انفتل اليهم، فأعاد مثل القول الأول. فقال الحر بن يزيد: والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر، فقال الحسين عليه السلام: ائتني بالخرجين اللذين فيهما كتبهم (71- ظ) فأتي بخرجين مملوءين كتبا، فنثرت بين يدي الحر وأصحابه، فقال له الحر: يا هذا، لسنا ممن كتب إليك شيئا من هذه الكتب، وقد أمرنا أن لا نفارك اذا لقيناك أو نقدم بك الكوفة على الأمير عبيد الله بن زياد، فقال الحسين عليه السلام: الموت دون ذلك، ثم أمر بأثقاله، فحملت، وأمر أصحابه، فركبوا، ثم ولى وجهه منصرفا نحو الحجاز، فحال القوم بينه وبين ذلك، فقال الحسين للحر: ما الذي تريد؟ قال: أريد والله أن أنطلق بك الى الامير عبيد الله بن زياد، قال الحسين: إذن والله أنا بذاك الحرب، فلما كثر الجدال بينهما قال الحر: إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك، وقد رأيت رأيا فيه السلامة من حربك، وهو أن تجعل بيني وبينك طريقا، لا تدخلك الكوفة، ولا تردك الى الحجاز، تكون نصفا بيني وبينك حتى يأتينا رأي الأمير، قال الحسين: فخذ هاهنا، وآخذ متياسرا من طريق العذيب «1» ، ومن ذلك المكان الى العذيب ثمانية وثلاثون ميلا، فسارا جميعا حتى انتهوا الى عذيب الحمامات، فنزلوا حتى انتهوا الى عذيب الحمامات، فنزلوا جميعا، وكل فريق منهما على غلوة «2» من الآخر.

ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتى انتهى الى قصر بني مقاتل «1» ، فنزلوا جميعا هناك، فنظر الحسين الى فسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي، وكان من أشراف أهل الكوفة، وفرسانهم، فأرسل الحسين إليه بعض مواليه يأمره بالمصير اليه، فأتاه الرسول، فقال: هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير إليه، فقال عبيد الله: والله ما خرجت من الكوفة إلا لكثرة (72- و) من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته، فعلمت أنه مقتول ولا أقدر على نصره، فلست أحب أن يراني ولا أراه، فانتعل الحسين حتى مشى، ودخل عليه قبته، ودعاه الى نصرته، فقال عبيد الله: والله إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة، ولكن ما عسى أن أغني عنك، ولم أخلّف لك بالكوفة ناصرا، فأنشدك الله أن تحملني على هذه الخطة، فإن نفسي لم تسمح بعد بالموت، ولكن فرسي هذه الملحقة، والله ما طلبت عليها شيئا قط إلا لحقته، ولا طلبني وأنا عليها أحد قط إلا سبقته، فخذها، فهي لك، قال الحسين: أما إذ رغبت بنفسك عنا فلا حاجة بنا الى فرسك. وسار الحسين عليه السلام من قصر بني مقاتل، ومعه الحر بن يزيد، كلما أراد أن يميل نحو البادية منعه، حتى انتهى الى المكان الذي يسمى كربلاء «2» فمال قليلا متيامنا حتى انتهى الى نينوى «3» ، فإذا هو براكب على نجيب، مقبل من القوم، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهى إليهم سلم على الحر، ولم يسلم على الحسين، ثم ناول الحر كتابا من عبيد الله بن زياد، فقرأه، فإذا فيه: أما بعد، فجعجع «4» بالحسين بن علي وأصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابي، ولا تحلّه إلا بالعراء على غير خمر «5» ولا ماء، وقد أمرت حامل كتابي هذا أن يخبرني بما كان منك في ذلك، والسلام.

فقرأ الحر الكتاب ثم ناوله الحسين، وقال: لا بد من إنفاذ أمر الأمير عبيد الله بن زياد، فانزل بهذا المكان، ولا تجعل للأمير علي علّة، فقال الحسين عليه السلام: تقدم بنا قليلا الى هذه القرية التي هي منا (72- ظ) على غلوة وهي الغاضرية «1» أو هذه الأخرى التي تسمى السقية، فننزل في إحداهما، قال الحر: إن الأمير كتب إلي أن أحلك على غير ماء، ولا بد من الانتهاء الى أمره، فقال زهير بن القين للحسين: بأبي وأمي يا بن رسول الله، والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم؟ فهلم نناجز هؤلاء، فإن قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم، قال الحسين عليه السلام: فإني أكره أن أبدأهم بقتال حتى يبدأوا، فقال له زهير: فهاهنا قرية بالقرب منا على شط الفرات، وهي في عاقول «2» حصينة، الفرات يحدق بها إلا من وجه واحد، قال الحسين: وما اسم تلك القرية؟ قال العقر «3» ، قال الحسين: نعوذ بالله من العقر، فقال الحسين للحر: سر بنا قليلا، ثم ننزل، فسار معه حتى أتوا كربلاء، فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير، وقال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب، قال الحسين: وما اسم هذا المكان؟ قيل له: كربلاء، قال: ذات كرب وبلاء، ولقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره الى صفين، وأنا معه، فوقف، فسأل عنه، فأخبر باسمه، فقال: هاهنا محط ركابهم، وهاهنا مهراق دمائهم، فسئل عن ذلك، فقال: ثقل لآل بيت محمد، ينزلون ها هنا، ثم أمر الحسين بأثقاله، فحطّت بذلك المكان يوم الاربعاء غرّة المحرم من سنة إحدى وستين «4» ، وقتل بعد ذلك بعشرة أيام، وكان قتله يوم عاشوراء، فلما كان اليوم الثاني من نزوله كربلاء وافاه عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس. وكانت قصة خروج عمر بن سعد، أن (73- و) عبيد الله بن زياد ولاه الري وثغر دستسبي «5» والديلم، وكتب له عهده عليها، فعسكر للمسير إليها، فحدث

أمر الحسين، فأمر ابن زياد أن يسير الى محاربة الحسين، فإذا فرغ منه سار الى ولايته، فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد، وكره محاربة الحسين، فقال له ابن زياد فاردد علينا عهدنا، قال: فأسير إذا، فسار في أصحابه أولئك الذين ندبوا معه الى الري ودستبي، حتى وافى الحسين، وانضم اليه الحر بن يزيد فيمن معه، ثم قال عمر بن سعد لقرة بن سفيان الحنظلي: انطلق الى الحسين، فسله ما أقدمك، فأتاه فأبلغه، فقال الحسين: أبلغه عني أن أهل المصر كتبوا إلي يذكرون ألا إمام لهم، ويسألوني القدوم عليهم، فوثقت بهم، فغدروا بي، بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل، فلما دنوت، فعلمت غرور ما كتبوا به إلي أردت الانصراف الى حيث منه أقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، وسار حتى جعجع بي في هذا المكان، ولي بك قرابة قريبة، ورحم ماسة، فأطلقني حتى أنصرف، فرجع قرة الى عمر بن سعد بجواب الحسين بن علي، فقال عمر: الحمد لله، والله إني لأرجو أن أعفى من محاربة الحسين، ثم كتب الى ابن زياد يخبره ذلك. فلما وصل كتابه الى ابن زياد كتب إليه في جوابه: قد فهمت كتابك، فاعرض على الحسين البيعة ليزيد، فإذا بايع في جميع من معه، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي، فلما انتهى كتابه الى عمر بن سعد قال: ما أحسب ابن زياد يريد العافية، فأرسل عمر بن سعد بكتاب ابن زياد الى الحسين، فقال الحسين للرسول: لا أجيب ابن زياد الى ذلك أبدا، فهل (73- ظ) هو إلا الموت، فمرحبا به، فكتب عمر بن سعد الى ابن زياد بذلك، فغضب، فخرج بجميع أصحابه الى النخيلة «1» . ثم وجه الحصين بن نمير، وحجّار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وشمر بن ذي جوشن، ليعاونوا عمر بن سعد على أمره، فأما شمر فنفذ لما وجهه له، وأما شبث فاعتل بمرض، فقال ابن زياد: أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فاخرج الى قتال عدونا، فلما سمع شبث ذلك خرج، ووجه أيضا الحارث بن يزيد بن رويم، قالوا: وكان ابن زياد إذا وجه الرجل الى قتال الحسين في الجمع الكثير، يصلون الى كربلاء، ولم يبق منهم إلا القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين، فيروغون ويتخلفون فبعث ابن زياد سويد بن عبد الرحمن المنقري في خيل الى الكوفة، وأمره أن يطوف

جاء فمن وجده قد تخلف أتاه به، فبينا هو يطوف في أحياء الكوفة إذ وجد رجلا من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب ميراث له، فأرسل به الى ابن زياد، فأمر به، فضربت عنقه، فلما رأى الناس ذلك خرجوا. قالوا: وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد، أن امنع الحسين وأصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة «1» كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان، فلما ورد على عمر بن سعد ذلك أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ على الشريعة، ويحولوا بين الحسين وأصحابه، وبين الماء، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشى. قالوا: ولما اشتد بالحسين وأصحابه العطش أمر أخاه العباس بن علي- وكانت أمه من بني عامر بن صعصعة- أن يمضي في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا، مع كل رجل قربة حتى يأتوا الماء، فيحاربوا (74- و) من حال بينهم وبينه. فمضى العباس نحو الماء وأمامهم نافع بن هلال حتى دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو بن الحجاج، فجالدهم العباس على الشريعة بمن معه حتى أزالوهم عنها، واقتحم رجّالة الحسين الماء، فملأوا قربهم، ووقف العباس في أصحابه يذبون عنهم حتى أوصلوا الماء الى عسكر الحسين. ثم إن ابن زياد كتب الى عمر بن سعد: أما بعد، فإني لم أبعثك الى الحسين لتطاوله الأيام، ولا لتمنيه السلامة والبقاء، ولا لتكون شفيعه إلي، فاعرض عليه، وعلى أصحابه النزول على حكمي، فإن أجابوك فابعث به وبأصحابه إلي، وإن أبوا فازحف إليه، فإنه عاق شاق، فإن لم تفعل فاعتزل جندنا، وخل بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فإنا قد أمرناه بأمرنا، فنادى عمر بن سعد في أصحابه أن انهدوا الى القوم، فنهض إليهم عشية الخميس وليلة الجمعة لتسع ليال خلون من المحرم، فسألهم الحسين تأخير الحرب الى غد، فأجابوه. قالوا: وأمر الحسين أصحابه أن يضموا مضاربهم بعضهم من بعض، ويكونوا

أمام البيوت، وأن يحفروا من وراء البيوت أخدودا، وأن يضرموا فيه حطبا وقصبا كثيرا، لئلايؤتوا من أدبار البيوت، فيدخلوها. قالوا: ولما صلى عمر بن سعد الغداة نهد بأصحابه وعلى ميمنته عمرو بن الحجاج، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن- واسم شمر شرحبيل بن عمرو بن معاوية، من آل الوحيد، من بني عامر بن صعصعة- وعلى الخيل عروة بن قيس، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي، والراية بيد زيد مولى (74- ظ) عمر بن سعد. وعبا الحسين عليه السلام أيضا أصحابه، وكانوا اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا، فجعل زهير بن القين على ميمنته، وحبيب بن مطهر على ميسرته، ودفع الراية الى أخيه العباس بن علي، ثم وقف، ووقفوا معه أمام البيوت، وانحاز الحر ابن يزيد الذي كان جعجع بالحسين الى الحسين، فقال له: قد كان مني الذي كان، وقد أتيتك مواسيا لك بنفسي، أفترى ذلك لي توبة مما كان مني؟ قال الحسين: نعم، انها لك توبة، فابشر، فأنت الحر في الدنيا، وأنت الحر في الاخرة، إن شاء الله. قالوا: ونادى عمر بن سعد مولاه زيدا أن قدم الراية، فتقدم بها، وشبت الحرب، فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون ويقتلون، حتى لم يبق معه غير أهل بيته، فكان أول من تقدم منهم، فقاتل علي بن الحسين، وهو علي الأكبر فلم يزل يقاتل حتى قتل، طعنه مرة بن منقذ العبدي، فصرعه، وأخذته السيوف فقتل، ثم قتل عبد الله بن مسلم بن عقيل، رماه عمرو بن صبح الصيداوي، فصرعه، ثم قتل عدي ابن عبد الله بن جعفر الطيار، قتله عمرو بن نهشل التميمي، ثم قتل عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، رماه عبد الله بن عروة الخثعمي بسهم، فقتله، ثم قتل محمد بن عقيل بن أبي طالب، رماه لقيط بن ناشر الجهني بسهم، فقتله، ثم قتل القاسم بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ضربه عمرو بن سعد بن مقبل الأسدي، ثم قتل أبو بكر بن الحسن بن علي، رماه عبد الله بن عقبة الغنوي بسهم، فقتله. ولما: رأى ذلك العباس بن (75- و) علي قال لإخوته عبد الله، وجعفر، وعثمان، بني علي، عليه وعليهم السلام، وأمهم جميعا أم البنين العامرية من آل

الوحيد: تقدموا، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيدكم حتى تموتوا دونه، فتقدموا جميعا، فصاروا أمام الحسين عليه السلام، يقونه بوجوههم ونحورهم، فحمل هانىء بن ثويب الحضرمي على عبد الله بن علي، فقتله، ثم حمل على أخيه جعفر ابن علي، فقتله أيضا، ورمى يزيد الاصبحي عثمان بن علي بسهم، فقتله، ثم خرج إليه، فاحتز رأسه، فأتى به عمر بن سعد، فقال له: أثبني، فقال عمر: عليك بأميرك- يعني عبيد الله بن زياد- فسله ان يثيبك، وبقي العباس بن علي قائما أمام الحسين يقاتل دونه، ويميل معه حيث مال، حتى قتل، رحمة الله عليه. وبقي الحسين وحده، فحمل عليه مالك بن بشر الكندي، فضربه بالسيف على رأسه، وعليه برنس خز، فقطعه، وأفضى السيف الى رأسه، فجرحه، فألقى الحسين البرنس، ودعا بقلنسوة، فلبسها، ثم اعتم بعمامة، وجلس فدعا بصبي له صغير، فأجلسه في حجره، فرماه رجل من بني أسد، وهو في حجر الحسين بمشقص «1» ، فقتله، وبقي الحسين عليه السلام مليّا جالسا، ولو شاؤوا أن يقتلوه قتلوه، غير أن كل قبيلة كانت تتكل على غيرها، وتكره الاقدام على قتله، وعطش الحسين، فدعا بقدح من ماء، فلما وضعه في فيه رماه الحصين بن نمير بسهم، فدخل فمه، وحال بينه وبين شرب الماء، فوضع القدح من يده. ولما رأى القوم قد (75- ظ) أحجموا عنه قام يتمشى على المسناة «2» نحو الفرات فحالوا بينه وبين الماء، فانصرف الى موضعه الذي كان فيه، فانتزع له رجل من القوم بسهم، فأثبته في عاتقه، فنزع عليه السلام السهم، وضربه زرعة بن شريك التميمي بالسيف، واتقاه الحسين بيده، فأسرع السيف في يده، وحمل عليه سنان بن أوس النخعي، فطعنه، فسقط، ونزل اليه حولي بن يزيد الأصبحي ليحز رأسه، فأرعدت يداه، فنزل أخوه شبل بن يزيد، فاحتز رأسه، فدفعه الى أخيه حولي، ثم مال الناس على ذلك الورس الذي كان أخذه من العير، والى ما في المضارب فانتهبوه. يعني بذلك أن الحسين عليه السلام لما فصل من مكة سائرا ووصل الى التنعيم

لحق عيرا مقبلة من اليمن عليها ورس وحناء ينطلق به الى يزيد بن معاوية، فأخذها وما عليها. عدنا الى الحديث، قالوا: ولم ينج من أصحاب الحسين عليه السلام وولده وولد أخيه إلا بناه، علي الأصغر، وكان قد راهق، والا عمر، وقد كان بلغ أربع سنين. ولم يسلم من أصحابه الا رجلان أحدهما المرقع بن ثمامة الأسدي، بعث به عمر بن سعد الى ابن زياد فسيره الى الربذة «1» ، فلم يزل بها حتى هلك يزيد، وهرب عبيد الله الى الشام، فانصرف المرقع الى الكوفة، والاخر مولى لرباب، أم سكينة، أخذوه بعد قتل الحسين، فأرادوا ضرب عنقه، فقال لهم: إني عبد مملوك فخلوا سبيله. وبعث عمر بن سعد برأس الحسين من ساعته الى عبيد الله بن زياد مع حولى ابن يزيد الأصبحى. وأقام عمر بن سعد بكربلاء بعد (76- و) مقتل الحسين يومين، ثم أذن في الناس بالرحيل وحملت الرءوس على أطراف الرماح، وكانت اثنين وسبعين رأسا، جاءت هوازن منها باثنين وعشرين رأسا، وجاءت تميم بأربعة عشر رأسا مع الحصين ابن نمير، وجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا مع قيس بن الأشعث، وجاءت بنو أسد بستة رؤوس مع هلال الأعور، وجاءت الأزد بخمس رؤس مع عيهمة بن زهير، وجاءت ثقيف باثني عشر رأسا مع الوليد بن عمرو. وأمر عمر بن سعد بحمل نساء الحسين وأخواته وبناته وجواريه وحشمه في المحامل المستورة على ابل، وكانت بين وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قتل الحسين خمسون عاما. قالوا: ولما أدخل رأس الحسين عليه السلام على ابن زياد فوضع بين يديه جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين، وعنده زيد بن أرقم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: مه، ارفع قضيبك عن هذه الثنايا، فلقد رأيت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثمها، ثم خنقته العبرة، فبكى، فقال له ابن زياد: مم تبكى؟ أبكى الله عينيك، والله لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك. قالوا: وكانت الرءوس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد. قالوا: واجتمع أهل الغاضرية فدفنوا أجساد القوم. وروي عن حميد بن مسلم قال: كان عمر بن سعد لي صديقا، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين، فسألته عن حاله، فقال: لا تسأل عن حالي، فإنه ما رجع غائب الى منزله بشر مما رجعت به (16- ظ) قطعت القرابة القريبة، وارتكبت الامر العظيم. قالوا: ثم ان ابن زياد جهز علي بن الحسين ومن كان معه من الحرم، وجه بهم الى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس ومحقن بن ثعلبة، وشمر بن ذي الجوشن، فساروا حتى قدموا الشام، ودخلوا على يزيد بن معاوية بمدينة دمشق، وأدخل معهم رأس الحسين، فرمي بين يديه، ثم تكلم شمر بن ذي الجوشن، فقال: يا أمير المؤمنين، ورد علينا هذا في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته، وستين رجلا من شيعته، فسرنا إليهم، فسألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد الله بن زياد أو القتال، فغدونا عليهم عند شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل جانب، فلما أخذت السيوف منهم مأخذها جعلوا يلوذون الى غير وزر «1» ، لوذان الحمام من الصقور، فما كان إلا مقدار جزر جزور، أو نوم قائل حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، وثيابهم مرملة، وخدودهم معفرة، تسفى عليهم الرياح، زوارهم العقبان، ووفودهم الرخم «2» فلما سمع ذلك يزيد دمعت عينه وقال: ويحكم، قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه رحم الله أبا عبد الله، ثم تمثل: نفلق هاما من رجال أعزة ... علينا، وهم كانوا أعق وأظلما

ثم أمر بالذّرية فأدخلوا دار نسائه وكان يزيد إذا حضر غداؤه دعا علي بمن الحسين وأخاه عمر فيأكلان معه، قال: ثم أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز (77- و) وقال لعلي بن الحسين: انطلق مع نسائك حتى تبلغهن وطنهن، ووجه معه رجلا في ثلاثين فارسا يسير أمامهم، وينزل حجزة عنهم، حتى انتهى بهم إلى المدينة «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح المقدسي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد عن هشام عن محمد عن أنس قال: شهدت عبيد الله بن زياد حيث أتي برأس الحسين عليه السلام قال: فجعل ينكث بقضيب في يده، قال: فقلت: أما إنه كان أشبههم بالنبي صلى الله عليه وسلم. «2» . أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن التاجر الواسطي بحلب قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا، أسلم بن سهل بحشل قال: حدثنا حسين بن عبد الله قال: حدثنا النضر بن شميل قال: حدثنا هشام بن حسان قال: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: حدثني أنس بن مالك قال: كنت عند عبيد الله بن زياد إذ جيء برأس الحسين بن علي رضوان الله عليه، فوضعه بين يديه فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا، فقلت: إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم «3» (77- ظ) . أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الكرم بن الشهرزوري قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عمر الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي

سويد قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال: شهدت رأس الحسين بن علي حين جىء به إلى عبيد الله بن زياد، فجعل ينكت ثناياه بقضيب ويقول: إن كان لحسن الثغر! قال: قلت: والله لأسوءنك لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه «1» . أنبأنا علي بن المفضل المقدسي الحافظ عن أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن السكن قال: حدثنا محمد بن زهرون الحضرمي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم المروزي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا الحسن بن أبي الحسن النبال قال: حدثنا أبو العاليه البدّاء قال: لما قتل الحسين بن علي أرسل عبيد الله بن زياد الى أبي برزة فقال: كيف ترى شأني وشأن حسين يوم القيامة؟ قال: وما علمي بما يصنع الله يوم القيامة؟ فقال: لك الأمان أن لا أضيرك، ولكن أخبرني برأيك، فقال: أما إذ سألتني عن رأيي فإن رأي أن يشفع لحسين رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشفع لك زياد، فقال: أخرج أخرج، فلما بلغ باب الدار قال: ردوه، فقال: لئن لم تغد إليّ (78- و) وتروح ضربت عنقك. أبو برزة هذا هو نضلة بن عبيد الأسلمي، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا علي بن محمد عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن عائشة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم راقدا إذ جاء الحسين يحبو إليه، فنحيته عنه، ثم قمت لبعض أمري، فدنا منه، فاستيقظ يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال: إن جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه، وبسط يده فإذا فيها قبضة من

بطحاء، فقال: يا عائنة، والذي نفسي يبده إنه ليحزنني، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي؟! أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد- قراءة مني عليه بحلب- قال: أخبرنا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد ابن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن شداد المسمعي قال: حدثنا نعيم قال: حدثنا عبد الله ابن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم: إني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا. أنبأنا أبو نصر بن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا سعيد بن أحمد العيار قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن عبد الله (78- ظ) بن محمد بن زكريا الشيباني قال: حدثنا عمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني القاضي قال: حدثنا أحمد بن الحسن الخزاز قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين بن مخارق عن داود بن أبي هند عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء على أحمد بعد يحيى بن زكريا إلّا على الحسين بن علي. أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الموصلي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن القاص قال: أخبرنا أبو علي بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال: حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنا قائل بنصف النهار على سريري، أشعت أغبر ومعه قارورة، فقلت: ما هذا بأبي أنت وأمي؟ قال: قال: هذا دم الحسين وأصحابه، التقطه فاجعله في القارورة. قال: فحسب فوجدناه قت في ذلك اليوم. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحى قال: أخبرنا أبو الحسن على بن الحسين بن عمر الفراء- اجازة لي- قال:

أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم المرابطة. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي- قراءة عليه- وقالت خديجة: فرىء على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار الأنطاكى، وأنا شاهدة أسمع، قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا غسان بن مالك قال: حدثنا عتبان بن مالك قال: حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، أشعث أغبر، وفي يده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي، ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين ابن علي، لم أزل التقطه منذ اليوم، فأحصي ذلك اليوم فوجدوه يوم قتل الحسين رحمه الله. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي، بالقاهرة المعزية، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني العابد الزاهد املاء، قال: حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات قال: حدثنا أبو عبيدة محمد بن عبدة بن حرب القاضي قال: حدثنا ابراهيم بن الحجاج قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عمار ابن أبي عمار ان ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (79- و) فيما يرى النائم نصف النهار، أشعث أغبر، في يده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذا دم الحسين، فلم أزل التقطه منذ اليوم فوجدوه قتل ذلك اليوم. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: حدثنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم التاجر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الفضل منصور بن نصر الكاغذي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال قال: حدثنا بشر بن موسى الأسدي قال: حدثنا خالد قال: حدثنا جعفر عن أم سالم خالة لجعفر

ابن سليمان قالت: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنه مطرنا مطرا على البيوت والحيطان كالدم، فبلغني أنه كان بالبصرة والكوفة وبالشام وبخراسان حتى كنا لا نشك أنه سينزل عذاب. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني أبو يحيى مهدي بن ميمون قال: سمعت مروان مولى هند بنت المهلب قال: حدثني بوّاب عبيد الله بن زياد أنه لما جىء برأس الحسين، فوضع بين يديه، رأيت حيطان دار الامارة تسايل دما. أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقيّر البغدادي النجار بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد (79- ظ) - إجازة- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال الحافظ قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان- المعروف بالطبري الأنصاري- قال: حدثنا أبو علي- يعني- هرون بن عبد العزيز بن هاشم الأنباري- المعروف بالأوارجي- قال: حدثنا عمر ابن سهل قال: حدثنا أحمد بن محمد الجمال قال: قرأت على أحمد بن الفرات قال: حدثنا محمد بن الصلت عن مسعدة عن جابر عن قرط بن عبد الله قال: مطرت ذات يوم بنصف النهار، فأصاب ثوبي فإذا دمّ، فذهبت بالابل الى الوادي، فإذا دم، فلم تشرب وإذ هو يوم قتل الحسين رحمة الله عليه. أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن المرتضى العلوي قال: حدثنا محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو البركات بن نظيف قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى بن زيد بن الحسين بن زيد بن علي بن حسين قال: حدثنا حسن بن حسين الأنصاري عن أبي القاسم مؤذن بني مازن، عن عبيد المكتب عن

ابراهيم النخعي قال: لما قتل الحسين، احمرت السماء من أقطارها، ثم لم تزل حتى تقطرت فقطرت دما. «1» . أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- فيما أذن لي في روايته- قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم بن طاهر الخشوعي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المشرف (80- و) بن المسلّم بن مسلم بن حميد الأنماطي- إجازة- قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن حمود الصواف قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الفضل بن المهاجر الربعي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الوليد الرملي قال: حدثنا أبو نصر محمد قال: حدثنا سلّام بن سليمان الثقفي عن زيد بن عمرو الكندي قال: حدثني أم حبّان قال: يوم قتل الحسين رضي الله عنه أظلمت علينا ثلاثا، ولم يمس أحد من زعفرانهم شيئا إلّا احترق، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلّا أصبح عنده دما عبيطا. وقال: حدثنا أبو حفص قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الوليد قال: حدثني عبيد الله بن محمد الفريابي قال: حدثنا محمد بن شعيب السنجي عن عيسى بن يونس عن أبي بكر الهذلي عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما لم ترفع ببيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط. أنبأنا عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب- يعني- ابن سفيان قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن معمر قال: أول ما عرف الزهري، تكلم في مجلس الوليد بن عبد الملك، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي؟ فقال الزهري: بلغني أنه لم تقلب حجر إلّا وجد تحته دم عبيط. وقال: (80- ظ) أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا مسلم

ابن ابراهيم قال: حدثتنا أم شوق العبديه قالت: حدثتني نصرة الأزدية قالت: لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء دما، فأصبحت وكل شيء ملآن دما. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة لي- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن محمد بن ابراهيم الصقلي المرابطة. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن الحسن المقرئ الطرسوسي- قراءة عليه، وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي- قراءة عليه. وقالت خديجة: قرىء على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن خير الأذني الأنطاكي، وأنا شاهدة أسمع قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية قال: حدثنا الكزبراني قال: حدثنا أبو ربيعة فهد بن محمود العامري قال: حدثنا أبو عوانه عن حصين بن عبد الرحمن قال: لا خرجت جيوش ابن زياد مع عمر بن سعد الى الحسين بن علي عليه السلام، توجه الحسين يريد الشام، فتلقته خيولهم، فنزل عند كربلاء فناشده الله والاسلام (81- و) أن سيرونا الى أمير المؤمنين يزيد فأضع يدي في يده، فأبوا عليه إلّا حكم ابن زياد. قال حصين: فحدثني سعد بن عبيدة السلمي قال: إني لأنظر إلى الحسين يكلمهم، واني لأنظر إليه وعليه جبة من برود، فلما كلمهم انصرف فرماه عمير الطهاوي بسهم، فإني لأنظر إلى السهم بين كتفيه متعلقا في جبته، ورجع إلى مصافه، وانهم لقريب من مائة رجل فيهم لصلب علي خمسة، ومن بني هاشم ستة عشر، ومنهم حليف لهم من بني سليم. قال: فحدثني سعد بن عبيدة قال: إنا لمستنقعون في الماء مع عمر بن سعد، أتاه رجل فسارّه، فقال: قد أرسل إليك حوثر بن بدر التميمي، وأمره ابن زياد إن لم تقاتل يضرب عنقك، فوثب الى فرسه يقاتلهم فجاء برأس الحسين عليه السلام إلى ابن زياد، فوضع بين يديه، فجعل يقول بقضيب معه: أرى أبا عبد الله قد شمط،

وانطلق ابنان لعبد الله بن جعفر، فلجآ إلى رجل من طيىء فذبحهما وجاء برءوسهما حتى وضعهما بين يدي ابن زياد، فأمر بضرب عنقه، وأمر بداره فهدمت. قال حصين: لبثوا شهرين أو ثلاثة، كأنما تلطخ الحيطان بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع. قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن خالويه في بعض أماليه: حدثنا البعراني- يعني أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا هلال- يعني- ابن بشر قال: حدثنا عمر بن حبيب القاضي عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين مطرنا مطرا بقي أثره في ثيابنا مثل الدم. وقرأت أيضا بخط ابن خالويه حدثنا هلال قال: حدثنا معدي بن سليمان الخياط (81- ظ) قال: حدثنا محمد بن مقبل قال: حدثنا يحيى بن السري قال: حدثنا روح بن عبادة عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال: لم نكن نرى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي. أنبانا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج قال: حدثنا محمد بن المنذر البغدادي قال: حدثنا سفيان بن عيينه قال: حدثتني جدتي أم عيينه «1» أن جمالّا كان يحمل ورسا فهوي قتل الحسين بن علي فصار ورسه دما. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثتني جدتي قالت: لقد رأيت الورس عاد رمادا، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين. وقال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عقبه بن أبي حفصة

السلولي عن أبيه قال: إن كان الورس من ورس الحسين يقال به هكذا فيصير رمادا. أخبرنا مرجا بن الحسن الواسطي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن علي قال: أخبرنا محمد بن عمار بن سمعان قال: حدثنا أسلم بن سهل قال: حدثنا اسماعيل بن عيسى قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: حدثتني أمي عن جدتها قالت: أدركت قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، فلما قتل خرج ناس إلى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب كلما أخذ من عسكره «1» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا أحمد ابن شعيب عن أبي حميد الطحان قال: كنت في خزاعة فجاؤوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم: نتجر أو نبيع فنقسم؟ قالوا: اتجروا «2» . قال فجعل على جفنه فلما وضعت فارت نارا. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة قال: أنبأنا أبو القاسم بن محمد بن حسين قال أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسن ابن النخاس قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قال أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا خيثمه قال: حدثنا أحمد بن العلاء أخو هلال بالرقة قال: حدثنا عبيد بن جنّاد قال: حدثنا عطاء بن مسلم عن ابن السدي عن أبيه قال: كنا غلمه نبيع البز في رستاق كربلاء، قال: فنزلنا برجل من طيء قال: فقرب إلينا العشاء. قال: فتذاكرنا قتلة الحسين، قال: فقلنا: ما بقي أحمد ممن شهد قتلة الحسين إلا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء، قال: فقال ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتل الحسين إلّا وقد أماته ميتة سوء أو بقتله سوء وأنه لممن شهد قتلة الحسين

وما بها أكثر مال منه، قال: فنزعنا أيدينا عن الطعام، قال: وكان السراج يوقد قال: فيذهب ليطفأ، قال: فيذهب ليخرج الفتيلة باصبعه، قال: فأخذت النار باصبعه، قال: فمدها إلى فيه فأخذت بلحيته، قال: فأحضر إلى الماء حتى القى نفسه، قال: فرأيته يتوقد فيه حتى صار حممة. أخبرنا مرجا بن الحسن التاجر قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر عثمان قال: حدثنا أبو الحسن بن سهل قال: حدثنا أحمد بن اسماعيل بن عمر قال: حدثنا سليمان بن منصور قال: حدثنا علي بن عاصم عن حصين قال: كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين بن علي رضوان الله عليه فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا، قال على بن عاصم: قلت لحصين: مثل من كنت يومئذ؟ قال: رجل متأهل. (83- ظ) أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزه السلمي وأبو القاسم اسماعيل ابن السمرقندي في كتبهم إليّ. قال الفراوي: أخبرنا أبو بكر البيهقي، وقال السلمي: حدثنا أبو بكر الخطيب. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر بن اللالكاي. قالوا: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا جميل بن مرة قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي ببغداد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله المكي قال: حدثنا محمد ابن زنبور قال: حدثنا أبو بكر- يعني- بن عياش، قال الكلبي: رأيت سنان بن أوس الذي قتل الحسين عليه السلام يحدث في المسجد شيخ كبير قد ذهب عقله.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك قال: حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا أبو عاصم وأبو عامر (84- و) قالا: حدثنا قره بن خالد السدوسي قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول لا تسبوا أهل هذا البيت، أو أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان لنا جار من بلهجيم، قدم علينا من الكوفة، قال: ما ترون الى هذا الفاسق بن الفاسق، قتله الله، يعني الحسين، فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره، قال أبو رجاء: فأنا رأيته. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن البناء، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سياوش الكازروني قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المعري قال: قرىء على أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي وأنا حاضر قال: حدثنا أبو بكر موسى بن اسحاق الأنصاري قال: حدثنا هرون بن حاتم أبو بشر قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن ثابت بن اسماعيل عن أبي النضر الجرمي قال: رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن سبب ذهاب بصره، فقال: كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد فلما جاء الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام بين يديه طست فيها دم وريشة في الدم، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخط بها بين أعينهم، فأتي بي فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، قال: أفلم تكثر عدونا وأدخل اصبعيه في الدم السبابة والوسطى، وأهوى بها إلى عيني فأصبحت وقد (84- ظ) ذهب بصري. قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد قال: حدثنا الفضيل بن الزبير قال: كنت جالسا فأقبل رجل فجلس إليه، رائحته رائحة القطران، فقال له: يا هذا أتبيع القطران؟ قال: ما بعته قط، قال: ما هذه الرائحة؟ قال: كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد وكنت أبيعهم أوتاد الحديد فلما جن عليّ الليل رقدت فرأيت في نومي

رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عليّ، وعليّ يسقي القتلى من أصحاب الحسين فقلت له: اسقني، فأبى، فقلت: يا رسول الله مره يسقني، فقال: ألست ممن عاون علينا؟ فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، ولكنني أبيعهم أوتاد الحديد، فقال: يا عليّ اسقه فناولني قعبا مملوء قطرانا، فشربت منه قطرنا، ولم أزل أبول القطران أياما، ثم انقطع ذلك البول عني، وبقيت الرائحة في جسمي، فقال له السدي: يا عبد الله كلّ من برّ العراق واشرب من ماء الفرات فما أراك تعاين محمدا أبدا. «1» أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عمي قال: حدثنا ابن الأصبهاني قال: حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن علقمة بن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك، قال: قام رجل، فقال: أفيكم الحسين؟ قالوا: نعم قال: أبشر بالنار، قال: أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، من أنت؟ قال: أنا حويزة، قال: اللهم حزه إلى النار، فنفرت به الداية (85- و) فتعلقت به رجله في الركاب، فو الله ما بقي عليها منه إلّا رجله. أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني، شفاها، قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: حدثنا أسد بن القاسم الحلبي قال: رأى جدي صالح بن الشحام بحلب، رحمه الله، وكان صالحا دينا، في النوم كلبا أسود، وهو يلهث عطشا ولسانه قد خرج على صدره، فقلت: هذا كلب عطشان دعني أسقه ماء أدخل فيه الجنة، وهممت لأفعل ذلك، فإذا بهاتف يهتف من ورائه وهو يقول: يا صالح لا تسقه، يا صالح لا تسقه، هذا قاتل الحسين بن علي أعذبه بالعطش الى يوم القيامة. أخبرنا أبو نصر، إذنا، قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الفضل الرازي قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن هرون قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: أخبرنا العباس بن محمد مولى

بني هاشم قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا علي- ويكنى أبا اسحاق- عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن علي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: إن رأيت البراء بن عازب فأقره مني السلام وأخبره أن قتلة الحسين بن علي في النار، وإن كاد الله يسحت أهل الأرض منه بعذاب أليم، فقال فأتيت البراء فأخبرته، فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتصور بي «1» . أنبأنا أبو نصر قال أخبرنا: علي قال: (85- ظ) أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الله المضري وأبو بكر ناصر بن أبي العباس بن علي الصيدلاني بهراة قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو خالد الأحمر قال: حدثني رزيق قال: حدثتني سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا. قال علي: رواه الترمذي عن الأشج إلا أنه قال رزين وهو الصواب. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال اخبرنا الحافظ ابو القاسم الدمشقي، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو المعالي بن صابر، قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محرز قال: حدثنا الحماني قال: قال الاعمش: أحدث رجل من أهل الشام على قبر الحسين بن علي فابرص من ساعته «2» .

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله بن الملثم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفراء، إجازة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن (86- و) الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله الحلواني قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: كان رجل بالبصرة من بني سعد، وكان قائدا من قواد عبيد الله بن زياد، فسقط من السطح فانكسرت رجلاه، فدخل عليه أبو قلابة فعاده فقال له: أرجو أن يكون ذلك خيرة، فقال له: يا أبا قلابة وأي خير في كسر رجليّ جميعا؟ فقال: ما ستره الله عليك أكثر، فلما كان بعد ثلاث ورد عليه كتاب ابن زياد يسأله الخروج فيقاتل الحسين بن علي عليهما السلام، قال: فقال له: قد أصابني ما أصابني، قال ذلك الرسول: فما كان إلّا سبعا حتى وافى الخبر بقتل الحسين رضي الله عنه، فقال الرجل: رحم الله أبا قلابة لقد صدق إنه كان كان خيرا لي. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال: أخبرنا أبو بكر السمعاني إجازة، قال: أخبرنا أبو عبد الله اسماعيل بن عبد الغافر بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا الوليد ابن العمري قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: ويروى عنه- يعني عبد الملك بن

عمير- أنه قال: رأيت عجبا رأيت رأس الحسين رضي الله عنه أني به حتى وضع بين يدي عبيد الله بن زياد ثم رأيت «1» (86- ظ) . أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سلمان بن بنين المصري- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن الحسين بن عمر الموصلي الفراء- اجازة لي- قال: أنبأنا أبو أسحق ابراهيم بن سعيد الحبال وست الموفق خديجة مولاة أبي حفص عمر بن الحسن الطرسوسي أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار الأنطاكي قراءة عليه. وقالت خديجة: قرىء على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين ابن بندار الأذني الأنطاكي، وأنا شاهدة أسمع قال: أخبرني جدي القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار. قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية قال: حدثنا أبو فروة قال: حدثنا أبو الجواب قال: حدثنا يونس بن أبي اسحاق عن أبي اسحاق عن عمرو بن نعجة قال: أول ذل دخل على الاسلام قتل الحسين وادعاء معاوية زيادا. وقال: حدثنا محمود قال: حدثنا محمد بن موسى بن داود قال: وحدثني محمد ابن سعد قال: حدثني الواقدي قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السّلمي عن الشعبي قال: أول رأس حمل في الاسلام على خشبة رأس الحسين بن علي. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر البيهقي والحيري وأبو عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: حدثنا أبو محمد العلوي- يعني- يحيى بن محمد بن أحمد بن (87- و) زبارة قال: حدثنا أبو محمد العلوي صاحب «فاخر النسب» ببغداد قال: حدثنا أبو محمد

ابراهيم بن علي الرافقي- من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني عن علي بن معمر عن اسحاق بن عباد عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام جاء غراب فوقع في دمه وتمرغ ثم طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين ابن علي بن أبي طالب، وهي الصغرى، ولعب فرفعت رأسها فنظرت إليه، فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول: نعب الغراب فقلت من ... تنعاه ويلك يا غراب قال الإمام فقلت من ... قال الموفق للصواب إن الحسين بكربلا بين ... الأسنة والضراب فابك الحسين بعبرة ... ترضي الإله مع الثواب ثم استقل به الجناح ... فلم يطق رد الجواب فبكيت مما حل بي ... بعد الوصي المستجاب (97- ظ)

اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو المظفر حامد بن أبي العميد بن أميري القزويني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن اسماعيل بن يوسف بن محمد القزويني قال: أخبرني أبو نصر محمد بن عبد الله الأرغياني- إذنا- قال: أخبرنا القاضي الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن اسماعيل الروياني قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين الفقيه قال: أخبرنا أبو العباس عبيد الله بن جعفر الحضري قال: أخبرنا عبد الله بن محمد أبو محمد الأنصاري قال: أخبرنا عمارة بن زيد قال: أخبرنا بكر ابن حارثة عن محمد بن اسحاق عن عيسى بن عمر عن عبد الله بن عمرو الخزاعي عن هند بنت النجود قالت: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيمة خالته أم معبد ومعه أصحاب له، فكان في أمره في الشاة «1» ما قد عرفه الناس، فقال «2» في الخيمة هو وأصحابه حتى أبرد، وكان يوم قائظ شديد حره، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما، ثم مضمض فاه ومجّه إلى عوسجه كانت إلى جنب خالته ثلاث مرات، فاستنشق واستنثر ثلاثا ثلاثا إلى أن قالت: ثم مسح رأسه ما أقبل منه وأدبر مرة واحدة، ثم غسل رجليه ظاهرهما وباطنهما، والله ما عاينت

أحدا فعل ذلك قبله وقال: ان لهذه العوسجة لشأنا، ثم فعل ذلك من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلى ركعتين فعجبت وفتيات الحي من ذلك، وما كان عهدنا بالصلاة ولا رأينا مصليا قبله، فلما كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كأعظم دوحة عادية قامتها (89- و) وخضد الله شوكها وساخت عروقها وكثرت أفنانها، واخضرت ساقها وورقها وأثمرت بعد ذلك واينعت بثمر كاعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد والله ما أكل منه- يعني- جائع إلّا شبع ولا ظمآن إلّا روي، ولا سقيم إلا برىء ولا ذو حاجة وفاقة إلا استغنى ولا أكل من ورقها ناقة ولا شاة إلا درّ لبنها، ورأينا النماء والبركة في أموالنا منذ يوم نزل بنا، وأخصبت بلادنا وأمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة «المباركة» ، وكان ينتابنا من حولنا من أهل البوادي يستشفون بها ويتزودون في الأسفار، ويحملون معهم في الأرضين القفار فتقوم لهم مقام الطعام والشراب، فلم تزل كذلك على ذلك حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط واصفر ورقها، فأحزننا ذلك وفزعنا له، فما كان إلا قليل حتى جاء نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم، وكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك العظم والطعم والرائحة، وأقامت على ذلك ثلاثين، فلما كان ذات يوم أصبحنا فإذا هي قد أشوكت من أولها الى آخرها، وذهبت غضارة عيدانها وتساقط جميع ثمرها، فما كان إلا يسيرا حتى بلغنا مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فما أثمرت بعد ذلك قليلا ولا كثيرا فانقطع ثمرها، فلم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها ونداوي به مرضانا ونستشفي به من أسقامنا، فأقامت على ذلك مدة وبرهة طويلة، ثم أصبحنا يوما وإذا بها قد أنبعت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابل (89- ظ) يقطر ماء كما اللحم، فعلمنا أن قد حدث حدث عظيم فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما أظلم الليل علينا سمعنا نداء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة وضجة وسمعنا صوت باكية تقول: يا بن الوصي ويا بن البتول ... ويا بقية السادة الأكرمينا ثم كثرت الرنات والأصوات فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون، فأتانا بعد ذلك

قتل الحسين بن علي عليهما السلام، ويبست الشجرة، وجفت وكسرنها الرياح والأمطار بعد ذلك، فذهبت واندرس أثرها. «1» . قال أبو محمد الأنصاري فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فلم ينكره، وقال: حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية انها ادركت تلك الشجرة وأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب وانها سمعت في تلك الليلة نوح الجن فحفظت من قول جنية منهن قالت: يا بن الشهيد ويا شهيد عمّه ... خير العمومة جعفر الطيار عجب لمصقول أصابك حدّه ... في الوجه منك وقد علاك غبار أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا عبد المحسن بن محمد لفظا قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن محمد الدهان قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن البردعي قال: حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن أبي العصام العدوي قال: حدثنا ابراهيم بن يحيى بن يعقوب أبو الطاهر (90- و) البزاز قال: حدثنا ابن لقمان قال: حدثنا الحسين بن ادريس قال: حدثنا هاشم عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين يوم قتل وهن يقلن: أيها القاتلون ظلما حسينا ... أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السماء يدعو عليكم ... من نبي ومرسل وقتيل قد لعنتم على لسان ابن داو ... د وموسى وصاحب الإنجيل «2» أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا: أخبرنا أبو بكر بن

ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا القاسم بن عباد الخطابي قال: حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا عمرو بن ثابت عن حبيب بن أبي ثابت قال: قالت أم سلمة: ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم إلّا الليلة وما أرى ابني إلّا قد قتل، يعني الحسين، فقالت: لجارتها: اخرجي فسلي فأخبرت أنه قتل وإذا جنية تنوح: الا يا عين فا حتفظي بجهد ... ومن تبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا ... الى متجبر في ملك عبد «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء- إجازة لي- قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال وست الموفق خديجة المرابطة. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار (90- و) قراءة عليه. وقالت خديجة: قرىء على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار وأنا شاهدة أسمع قال: أخبرني جدي أبو الحسن علي بن الحسين قالا: أخبرنا محمود، يعني ابن محمد الأديب، قال: حدثنا الحنفي قال: حدثنا صلت بن مسعود عن سيفان قال: أخبرنا أبو جناب قال: حدثنا الجصاصون أنهم سمعوا الجن تنوح على الحسين رضي الله عنه. مسح النبي جبينه ... فله بياض في الخدود ابواه من عليا معد ... جدّه خير الجدود أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد عن عمه علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله التيمي قال: حدثنا علي بن عبد الحميد السمعاني عن أبي مزيد الفقيمي

قال: كان الجصاصون اذا خرجوا في السحر سمعوا نوح الجن على الحسين: مسح الرسول جبينه ... فله بريق في الخدود أبواه في عليا قريش ... جدّه خير الجدود قال: فأجبتهم: خرجوا به وفدا إليه ... فهم له شر الوفود قتلوا ابن بنت نبيهم ... سكنوا به نار الخلود «1» أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة (91- و) إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد ابن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص ابن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عفاف بن مسلم قال: حدثنا حماد ابن سلمة قال: حدثنا عمار بن أبي عمار عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تنوح على الحسين. قال: وأخبرنا أبي قال: وسمعت الواقدي قال: لم تدرك أم سلمة قتل الحسين، ماتت سنة ثمان وخمسين. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد وجماعة، إذنا، قالوا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال: أخبرنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حدثنا السري بن منصور بن عمار عن أبيه عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحفون الرأس فخرج عليهم قلم حديد من حائط فكتب بسطر دم: أترجو أمة قتلت حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب «2»

وقد قيل إن هذا البيت قيل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- اجازة- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، اجازة ان لم يكن سماعا، قال: حدثنا أبو محمد الجوهري- إملاء- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين (91- ظ) بن محمد بن عبيد العسكري قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن الجنبد قال: حدثنا أبو سعيد التغلبي قال: حدثنا يحيى بن يمان قال: أخبرني امام مسجد بني سليم قال: غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا في كنيسة من كنائسهم: كيف ترجو أمة قتلت حسي ... نا شفاعة جده يوم الحساب فقالوا منذكم وجدتم هذا الكتاب في هذه الكنيسة؟ قالوا: قبل أن يخرج نبيكم بستمائة عام. «1» وأنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني قال: أخبرنا أبو بكر بن خلف قال: أخبرنا السيد أبو منصور ظفر بن محمد بن أحمد الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسين علي ابن عبد الرحمن بالكوفة قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا أبو سعيد التغلبي قال: حدثنا أبو اليمان عن إمام لبني سليم عن أشياخ له قالوا: غزونا بلاد الروم فوجدنا في كنيسة من كنائسها مكتوبا: أترجو أمة قتلت حسينا ... شفاعة جده يوم الحساب فقلنا للروم من كتب هذا في كنيستكم؟ قالوا: قبل مبعث نبيكم بثلاثمائة عام. قال أبو القاسم بن أبي محمد: كذا قال، وإنما هو يحيى بن اليمان. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي قال: أخبرنا أحمد ومحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر قالا: أخبرنا يوسف بن القاسم الميانجي قال: حدثنا (92- و) أبو الوليد بشر بن محمد بن بشر التيمي الكوفي بالكوفة

قال: حدثني أحمد بن محمد المصقلي قال: حدثني أبي قال: لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلا يسمع صوته ولا يرى شخصه: عقرت ثمود ناقة فاستوصلوا ... وجرت سوانحهم بغير الأسعد فبنو رسول الله أعظم حرمة ... وأجل من أم الفصيل المقصد عجبا لهم ولما أتو لم يمسخوا ... والله يملي للطغاة الجحّد «1» أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري في كتابه عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي عن أبيه أبي علي قال: حدثني أبي قال: خرج الينا أبو الحسن الكرخي يوما فقال: تعرفون ببغداد رجلا يقال له ابن أصدق، فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، وقلت: أعرفه فكيف سألت عنه؟ قال: أي شيء يعمل؟ قلت: ينوح على الحسين بن علي عليهما السلام، قال: فبكى أبو الحسن وقال: عندي عجوز تزينني من أهل كرخ جدان «2» يغلب على لسانها النبطية «3» ، ولا يمكنها أن تقيم كلمة عربية، فضلا عن أن تحفظ شعرا، وهي من صوالح النساء وتكثر من الصلاة والصوم والتجهد، وانتبهت البارحة في جوف الليل، ومنامها قريب من منامي، فصاحت: أبو الحسن، أبو الحسن، قلت: مالك؟ قالت: الحقني، فجئتها ووجدتها ترعد وقلت: ما أصابك؟ قالت: رأيت في منامي وقد صليت وردي ونمت، كأني في درب من دروب الكرخ فيه حجرة محمرة بالساج «4» (92- ظ) مبيضة بالإسفيداج «5» مفتوحة الباب وعليه نساء وقوف فقلت لهم: ما الخبر؟ فأشاروا الى داخل الدار وإذا امرأة شابة حسناء بارعة الجمال والكمال وعليها ثياب بياض مرويّة من فوقها إزار شديد البياض قد

لتفت به وفي حجرها رأس يشخب دما، ففزعت، وقالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا رأس الحسين صلوات الله على الجماعة فقولي لابن أصدق حتى ينوح: لم أمرضه فأسلو ... لا ولا كان مريضا وانتبهت مذعورة. قال أبو الحسن: وقالت العجوز: «أمرظه» بالظاء لانها لا تتمكن من اقامة الضاد فسكنت منها الى أن عاودت نومها. وقال أبو القاسم: ثم قال لي مع معرفتك بالرجل فقد حملتك الامانة في هذه الرسالة، فقلت: سمعا وطاعة لأمر سيدة النساء رضوان الله تعالى عليها. قال: وكان هذا في شعبان والناس في إذ ذاك يلقون أذى شديدا، وجهدا جهيدا من الحنابلة، وإذا أرادوا زيارة المشهد بالحائر «1» ، خرجوا على استتار ومخافة، فلم أزل أتلطف في الخروج حتى تمكنت منه وحصلت في الحائر ليلة النصف من شعبان، وسألت عن أصدق فدللت عليه، ودعوته وحضرني، فقلت له: إن فاطمة عليها السلام تأمرك أن تنوح بالقصيدة التي فيها: لم أمرضه فأسلوا ... لا ولا كان مريضا فانزعج من ذلك وقصصت عليه وعلى من كان معه عندي الحديث، فأجهشوا (93- و) بالبكاء وناح بذلك طول ليلته وأول القصيدة: أيها العينان فيضا ... واستهلا لا تغيضا وهذه الحكاية ذكرها غرس بالنعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن ابراهيم المعروف بابن الصابئ في كتاب «الربيع» «2» وذكر أن أباه الرئيس هلال ابن المحسن ذكرها في كتاب «المنامات» «3» من تأليفه وقال: حدث القاضي أبو علي

التنوخي قال: حدثني أبي، يعني أبا القاسم، وذكر الحكاية. أنبأنا بذلك أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرنا غرس النعمة، وأبو الحسن الكرخي المذكور هو من كبار أصحاب أبي حنيفة وله من المصنفات مختصر الكرخي في الفقه. وقريب من هذه الحكاية ما قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في تاريخه، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن هبة الله بن النجار عنه قال: حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وكان من الثقات الامناء، أهل السنة، قال: رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون: من دخل دار أبو سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي علي عليه السلام: أما سمعت أبيات الجمال ابن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثم استيقظت، فباكرت الى دار الحيص «1» بيص فخرج إلى فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي الى أحد وان كنت (93- ظ) نظمتها الا في ليلتي هده: ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الاسير وطالما ... غدونا عن الاسرى نعف ونصفح ولا غرو فيما بيننا من تفاوت ... فكل إناء بالذي فيه ينضح وأخبرنا أبو الطليق معتوق بن أبي السعود البغدادي المقرئ قال: أنشدني الوزير أبو غالب بن الحصين هذه الابيات للحيص بيص. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الانصاري قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: سمعت أحمد بن محمد العتيقي يقول:

سمعت أبا عبد الله بن عبيد العسكري يقول: سمعت أبا الفضل العباس بن عبد السميع المنصوري يقول: سمعت الفتح بن شرف بقول: كنت أفت للنمل الخبز كل يوم، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوه. أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي، فيما أذن لنا أن نروبه عنه- قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حيد قال: أخبرنا جدي أبو منصور قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري- إملاء- قال: أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك قال: حدثنا هشام بن محمد قال: لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوما وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين وبكى وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا ثم بكى وأنشأ يقول: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... فطيب تراب القبر دل على القبر «1» أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: سمعت أحمد- يعني- ابن محمد العتيقي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول: سمعت جعفرا الخلدي يقول: كان بي جرب عظيم كثير فتمسحت بتراب قبر الحسين، قال: فغفوت فانتبهت وليس علي منه شيء. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: حدثني أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا مكرم بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن سعيد الجمال قال: سألت أبا نعيم عن زيارة قبر الحسين، فكأنه أنكر أن يعلم أين قبره. وقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين

الازرق قال: أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا اسماعيل بن أبان قال: أخبرنا حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتل حسين على رأس ستين من مهاجري «1» . وقال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني هرون بن عبد الله قال: سمعت أبا نعيم يقول: (94- ظ) قتل الحسين بن علي سنة ستين يوم السبت يوم عاشوراء وقتل وهو ابن خمس وستين أو ست وستين. وقال الخطيب: أخبرنا عبيد الله بن عمر قال: قال أبي: وهذه الرواية لابي نعيم وهم من جهتين في القتل والمولد، فأما مولد الحسين عليه السلام فانه كان بينه وبين أخيه الحسن طهر، وولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وأما الوهم في تاريخ موته، فأجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة احدى وستين الا هشام بن الكلبي فإنه قال: سنة اثنتين وستين، وهو وهم أيضا «2» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: كتب الينا ابو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو الاشعث قال: حدثنا زهير بن العلاء قال: أخبرنا سعد بن أبي عروبه عن قتاده قال: قتل الحسين بن علي يوم الجمعة يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم سنة احدى وستين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف. أخبرنا أبو حفص الكاتب- إذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد ابن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: قال أبو عبد الله الواقدي: قتل الحسين بن علي في صفر سنة احدى وستين وهو يومئذ ابن

خمس وخمسين، حدثني بذلك أفلح بن سعيد عن ابن كعب القرظي (95- و) قال: وأخبرنا محمد بن عمر عن أبي معشر قال: قتل الحسين بن علي لعشر خلون من المحرم قال الواقدي: وهذا أثبت. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: الحسين بن علي قتل بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة احدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة. وقال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بن الحسن الصواف قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا عمرو بن علي قال: وقتل الحسين بن علي، كان يكنى بأبي عبد الله، سنة احدى وستين وهو يومئذ ابن ست وخمسين سنة في المحرم يوم عاشوراء «1» . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي المدائني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى أبا عبد الله، ولد في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل بالطف يوم عاشوراء سنة احدى وستين، وهو ابن خمس وخمسين وستة أشهر وكان قبره بكربلاء من سواد الكوفة، قتله سنان بن أنس النخعي، ويقال: قتله ابن ذي الجوشن الضبابي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال أخبرنا (95- ظ) أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن بشران قال: أخبرنا الحسين ابن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرت عن ابن عيينة قال: سمعت الهذلي يسأل جعفر بن محمد فقال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة «2» .

أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، قال: أبو نعيم في يوم سبت يوم عاشوراء «1» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: وقتل لها الحسين، يعني لثمان وخمسين. قال ابن السمرقندي: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا الحميدي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين، ومات لها حسن وقتل حسين لها. قال: وأخبرنا الخطبي قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا اسماعيل بن بهرام قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه ان الحسين عمر سبعا وخمسين سنة. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات عبد الوهاب بن (96- و) المبارك قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه أن الحسين عمر سبعا وخمسين أو ثمان وخمسين. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أنبأنا أبو غالب وأبو عبد الله

ابنا البناء قالوا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني سفيان ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل حسين وهو ابن ثمان وخمسين، قال: والحديث الاول في سنة أثبت، يعني ابن ست وخمسين. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن اسماعيل الفضيلي قال: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي قال: أخبرنا أبو القاسم الخزاعي قال: أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب قال: سمعت محمد بن صالح يقول: سمعت عثمان يقول: سمعت الفضل يقول: مات الحسين بن علي يوم السبت، يوم عاشوراء سنة ستين. وقال أبو القاسم بن الحسن: أخبرنا أبو البركات- يعني- ابن المبارك قال: أخبرنا أبو الفضل- يعني- ابن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء قال: حدثنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: أخبرنا أبي قال نعيم قال: وقتل الحسين بن علي في سنة ستين في آخرها يوما. وقال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي (96- ظ) بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي: وقتل الحسين يوم عاشوراء أول سنة ستين: وقال عمي أبو بكر: قتل الحسين بن علي في سنة إحدى وستين يوم عاشوراء وقتله سنان بن أبي أنس وجاء برأسه خولي بن يزيد الأصبحي جاء به إلى عبيد الله بن زياد «1» . أنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي، ح. قال: وأخبرنا ابن خيرون قال: أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: حدثني جدي لأمي اسحاق بن محمد النعالي قالا: أخبرنا عبيد الله بن اسحاق قال: حدثنا قعنب بن المحرز قال: وقتل الحسين سنة ستين يوم عاشوراء.

وأنبأنا أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: أخبرنا حنبل بن اسحاق قال حدثنا أبو نعيم قال: وحسين بن علي يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين، وهذا وهم. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثنا هيثم بن خالد قال: حدثنا ابن زنجويه قال: حدثنا أبو الاسود قال: قتل الحسين سنة ستين. وقال الخطيب: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عيسى (97- و) بن عبد الله قال: قتل الحسين بن علي سنة ستين. وقال الخطيب: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا قال الخطيب وقول من قال سنة احدى وستين أصح. وقال الخطيب: أخبرنا أبو الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا سلمة عن أحمد- يعني- ابن حنبل عن اسحاق بن عيسى، ح. قال: وأخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل قال: حدثني أبو عبد الله عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر. قال حنبل: وحدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا أبو معشر قال: وقتل الحسين ابن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة احدى وستين، واللفظ لحديث سلمة «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن خنيقاء قال: أخبرنا اسماعيل بن علي قال: حدثنا موسى بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثني من سمع أبا معشر السندي عن أصحاب المغازي أن الحسين بن علي قتل لعشر ليال خلون من المحرم سنة احدى وستين.

وقال: ابن طبررزد: أنبأنا أبو البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: حدثنا الأحوص بن المفضل الغلابي قال: حدثنا أبي قال: قال الواقدي: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في سنة إحدى وستين. أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي المرتضى قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا ابو طاهر بن أبي الصقر (97- ظ) قال أخبرنا أبو البركات بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن علي الهاشمي، ثم العباسي قال: حدثنا محمد بن محمد بن أيوب قال: قتل الحسين بن علي بن ابي طالب يوم عاشوراء، وهو يوم الاحد لعشر مضين من المحرم بكربلاء سنة إحدى وستين، قتل معه من أخوته وولده وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا. أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بالطف بكربلاء وعليه جبة خز دكناء وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين. وقال الزبير في موضع آخر: والحسين بن علي ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين، قتله سنان بن أبي أنس النخعي، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال: أوقر ركابي فضة وذهبا أنا قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأبا أخبرنا أبو حفص المكتب- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو

الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابن بكير عن (98- و) الليث بن سعد قال: وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء يوم السبت وقال: أبو القاسم اسماعيل بن أحمد أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا محمد عن زيد بن علي قال: أخبرنا محمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا هرون بن حاتم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة إحدى وستين. قال أبو القاسم: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرحمن، إجازة، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة إحدى وستين أصيب فيها الحسين بن علي يوم عاشوراء. وقال أبو القاسم: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أبو بكر عمر بن حفص قال: حدثنا محمد ابن يزيد قال: وقتل الحسين بن علي يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء، وهو ابن سبع وخمسين سنة. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي- إجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسين بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وستين: الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله عليه السلام يوم عاشوراء، يعني قتل، (98- ظ) . كتب إلينا أبو الحسن علي بن المفضل الحافظ أن أبا القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال أجاز لهم: وقال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد، اجازة، قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف ابن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: والحسين بن علي

ابن أبي طالب استشهد بكربلاء من ناحية الكوفة يوم عاشوراء ليلة جمعة، سنة احدى وستين «1» . وقال أبو نعيم: قتل علي مع أبيه يوم عاشوراء في سنة ستين رضي الله عنه. أنبأنا محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن عمران الأشناني قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: قتل الحسين بن علي يوم الاربعاء وهو ابن ثمان وخمسين لعشر خلون من المحرم يوم عاشوراء سنة احدى وستين. قال خليفة بن خياط: حدثني محمد بن معاوية عن سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن البصري يقول: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته ما على وجه الارض يومئذ اهل بيت بهم شبيهون. الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن، وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك. قال سفيان: قال جعفر بن محمد: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين «2» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا (99- و) أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية الحسين بن علي بن أبي طالب، ويكنى أبا عبد الله وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل رحمه الله بنهر كربلاء يوم عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة «3» .

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا الحافظ: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، ح. وأنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني عن أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان ابن زبر قال: حدثنا الهروي قال: حدثنا محمد بن صالح قال: قتل الحسين بن علي سنة إحدى وستين يوم عاشوراء يوم السبت وهو ابن ست وخمسين سنة، وقد قيل إنه قتل سنة اثنتين وستين. أنبأنا أبو اليمن بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبيد الله، يعني، ابن عمر بن شاهين قال: حدثني يحيى بن محمد قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد عن ابن أبي السري عن هشام بن الكلبي قال: وفي سنة اثنتين وستين قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء. وقد ذكرنا عن الخطيب أنه قال: أجمع أكثر أهل التاريخ أنه قتل في المحرم سنة إحدى وستين إلا هشام بن الكلبي فإنه قال: سنة اثنتين وستين، وأوردنا عن ابن أبي السري عنه ما أوردناه، وقد نقل عن علي بن المديني أنه قتل سنة اثنتين وستين. أخبرنا (99- ظ) بذلك أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي- اذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر قال أخبرنا عبد الواحد بن محمد ابن عثمان قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق ابن اسماعيل قال: سمعت علي بن المديني قال: مقتل حسين سنة اثنتين وستين. انبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن لهيعة: كان قتل الحسين بن علي، وقتل عقبة بن نافع وحريق الكعبة في سنة واحدة سنة ثنتين أو ثلاث وستين «1» .

أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن خنيقاء قال: أخبرنا أبو محمد الخطبي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو نعيم قال: قتل الحسين بن علي يوم السبت، يوم عاشوراء، وقيل يوم الاثنين. أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي قال: الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله، أخو أبي محمد الحسن بن علي الهاشمي المديني، وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الواقدي: (100- و) وماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها، سمع أباه علي بن أبي طالب، روى عنه ابنه علي بن الحسين الأصغر في التهجد والخمس وغير موضع، ولد سنة أربع من الهجرة بعد أخيه الحسن، وولد أخوه سنة ثلاث من الهجرة، قال خليفة: وقتل يوم عاشورا، يوم الاربعاء سنة إحدى وستين. قاله خليفة ومسدد. ويروى عن جعفر عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر، ومات الحسن في شهر ربيع الاول سنة تسع وأربعين وهو ابن سبع وأربعين وكان قد سقي السم «1» . قال الواقدي وابن نمير مثله. قال الواقدي: وفيها- يعني في سنة ثلاث- ولد الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان، وفيها علقت فاطمة بالحسين، بين علوقها وبين ولاد الحسن خمسين ليلة، وقال الواقدي: وفيها: ولد الحسين- يعني في سنة أربع من الهجرة- في ليال خلون من شعبان.

وقال ابن أبي شيبة: قتل يوم عاشوراء سنة احدى وستين. قال ابن نمير: قتل في عشر من المحرم سنة احدى وستين، وهو ابن خمس وخمسين سنة. وقال محمد بن سعد: قال الواقدي: قتل بنهر كربلاء، يوم عاشوراء سنة احدى وستين، وهو ابن ست وخمسين سنة. وقال الذهلي: قال: قال يحيى بن بكير: قتل في صفر سنة احدى وستين، وسنه ست وخمسون سنة. وقال ابن بكير مرة أخرى في سنة: ثمان وخمسون، وقال ابن أبي شيبة: مات في سنه (100- ظ) ثمان وخمسين، ويقال: مات وهو ابن خمس وستين، ويقال: ابن سبع وخمسين. وقال الواقدي: والثبت عندنا أنه قتل في المحرم يوم عاشوراء، وهو ابن خمس وخمسين سنة وأشهر. وقال أبو عيسى: قتل يوم السبت يوم عاشوراء سنة ستين. وقال الواقدي: حدثني أفلح بن سعيد عن ابن كعب القرظي قال: قتل الحسين في صفر سنة احدى وستين «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي الصيرفي- إذنا ومشافهة- أن القاضي أبا بكر أحمد بن الحسين الخرشي، أجاز لهم، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا ابن عائشة قال وقف سليمان بن قنة بمصارع الحسين وأصحابه بكربلاء فاتكأ على قوسه وجعل يبكي ويقول: إن قتيل الطف من آل هاشم ... أذلّ رقابا من قريش فذلت

مررت على أبيات آل محمد ... فلم ارها أمثالها يوم حلّت فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلّت ألم تر أن الأرض أمست مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرت وكانوا رجاء ثم عادوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت «1» (101- و) أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدنا محمد بن محمد الدهقان الامام بجامع بلخ، قال: أنشدت لسليمان بن قنه: مررت إلى أبيات آل محمد ... فلم أرها أمثالها يوم حلّت فلا يبعد الله الديار وأهلها ... وان أصبحت منها برغي تخلّت ألا إن قتلى الطف من آل هاشم ... أذلت رقاب المسلمين فذلّت وكانوا غياثا ثم أضحوا رزية ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلّت أخبرنا أبو المفضل مرجا بن محمد بن هبة الله بن شقره- قراءة عليه- قال: أنبأنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتاني عن أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي قال: أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد النيسابوري قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن علي الخزاعي دعبل لنفسه: مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفز العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالبيت والتعريف «2» والجمرات قفا نسأل الدار التي خف أهلها ... متى عهدها بالصوم والصلوات قال فيها: فأما المصيبات التي لست بالغا ... مبالغها مني بكنه صفاتي (101- ظ)

قبور لدى النهرين من بطن ... كربلاء معرسهم منها بشط فرات أخاف بأن أزدارهم ويشوقني ... معرّسهم «1» بالجزع «2» ذي النخلات تقسّمهم ريب المنون فما ترى ... لهم عقوة «3» مغشية الحجرات خلا أن منهم بالمدينة عصبة ... مذودون أنضاء «4» من الأزمات قليلة زوّار خلا أن زورا ... من الضبع والعقبان والرخمات «5» وكيف أداوي من جوى بي ... والجوى أمية أهل الكفر واللعنات «6» وآل زياد في الحرير مصونة ... وآل رسول الله في الفلوات وآل رسول الله نحف جسومها ... وآل زياد غلظ الرقبات ألم تر أني من ثلاثون حجة أروح ... وأغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما ... وأيديهم من فيئهم صفرات إذا وتروا مدوا إلى واتريهم ... أكفا عن الأوتار «7» منقبضات وهذه قصيدة شاعرة طويلة تزيد على خمسين بيتا سنوردها ان شاء الله تعالى بكاملها في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي «8» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: سمعت أبا السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي بالنعمانية «9» - مذاكرة من حفظه- يقول: سمعت القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني يقول: اجتمعت- يعني- بأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري (102- و)

الحسين بن علي بن عبيد الله:

فجرى بيننا كلام، فقال أبو العلاء: ما سمعت في مراثي الحسين بن علي رضي الله عنهما مرثية تكتب، قال: فقلت له: قد قال رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ فقال لي: أنشدنيها، فأنشدته: رأس ابن بنت محمد ووصيه ... للمسلمين على قناة يرفع والمسلمون بمنظر وبسمع ... لا جازع فيهم ولا متفجع كحلت بمنظرك العيون عماية ... وأصمّ رزؤك كل أذن تسمع أيقظت أجفانا وكنت أنمتها ... وأنمت عينا لم تكن بك تهجع ما روضة إلّا تمنت أنها لك ... تربة ولخط قبرك مضجع فقال أبو العلاء: والله ما سمعت أرق من هذا. قلت قد رثي الحسين رضوان الله عليه بأشعار كثيرة لو بسطت يدي الى إيراد جملة منها لطال ذكرها، وامتنع حصرها، فاقتصرت منها على هذا القليل خوفا من الاكثار، وتجنبا للتطويل. الحسين بن علي بن عبيد الله: ابن محمد بن عبد الله، أبي أسامة بن محمد بن بهلول أبي أسامة، أبو القاسم الأسامي الحلبي، من ولد أسامة بن زيد، من بيت مشهور بحلب، كان فيهم الفضلاء والخطباء والمحدثون، وأبو القاسم هذا كان أديبا فاضلا، شاعرا محدثا. أخذ الأدب عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي، وأبي العباس أحمد بن فارس الأديب المنبجي (102- ظ) وأبي الحسين سعيد بن زيد الحمصي، وأبي العباس أحمد بن محمد النامي المصيصي. وروى الحديث عن القاضي أبي محمد عبيد الله بن الحسين بن عبد الرحمن الصابوني الأنطاكي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلّام، وأبي عبد الله محمد بن عيسى بن اسحاق التميمي البغدادي- نزيل حلب- وأبوي بكر محمد ابن الحسين بن صالح السبيعي، ومحمد بن ابراهيم بن أبي أمية الطرسوسي، وأبي عمران موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب، وأبي الحسين

محمد بن عثمان الذهبي، وأبي القاسم يعقوب بن أحمد بن يعقوب بن ثوابة الحمصي وأبي علي عبد الصمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن شيبان الموصلي المعروف بابن عنزة، وأبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي. روى عنه أبو سعد اسماعيل بن علي السمان الحافظ، وأبو علي الحسن بن على ابن محمد بن أحمد الوخشي القاضي، وأبو خازم محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، وأبو القاسم الحسين بن علي المغربي الوزير، وأبو الفتح أحمد بن علي النخاس المدائني، ومشرق بن عبد الله الفقيه العابد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا القاضي أبو سعد عمر بن علي بن الحسين المحمودي ببلخ، قال: حدثنا القاضي أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي الحافظ، من (03- و) حفظه في صفر سنة احدى وسبعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين ابن علي بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن أبي أسامة الحلبي قال: أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي الحافظ، من (103- و) قال: حدثنا أحمد بن شيبان الرملي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: أذكر اذ غزا النبي صلى الله عليه وسلم تبوكا خرجنا مع الصبيان تتلقى الى ثنية الوداع «1» - زاد غيره في الحديث: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع. وجب الشكر علينا ما دعا لله داع. أخرجه البخاري عن علي «2» . أخبرنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن الشعري- في كتابها الينا غير مرة من نيسابور- قالت: أخبرنا الامام أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري- اجازة- قال: حدثني الاستاذ الأمين أبو الحسن علي بن الحسين بن مزدك قال:

الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد:

أخبرنا الشيخ الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان- اجازة- قال: حدثنا الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد بن أبي أسامة عبد الله بن محمد ابن أبي أسامة الحلبي- بها، لفظا- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلام الطرسوسي، فذكر حديثا. نقلت مما علقته من بعض الكتب من الفوائد، قال أبو خازم محمد بن الحسين ابن الفراء: أنشدني أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة بحلب في منزله بدرب الحطابين (103- ظ) قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي: لم نكن نعرف العناق فلما ... كان يوم الفراق أبدوا عناق وإذا كان في الفراق عناق ... جعل الله كل يوم فراقا قلت: درب الحطابين نافذ من محال حلب، بالقرب من باب أنطاكية، بها كانت منازل بني أبي أسامة. قرأت في أثناء رسالة من رسائل الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي قال: «وعلى ذكر التجني» فأنشدوني لشيخ لنا بحلب أعرفه، وما كان يفارق دارنا، ولم أسمع الشعر منه، وهو أبو القاسم بن أبي أسامة الحلبي: يا من إذا تجنى خلت من حذر ... على مودته أني تجنيت ثم سير إلى صديقنا ورفيقنا في السماع القاضي ضياء الدين أبو عبد الله محمد ابن اسماعيل بن أبي الحاج المقدسي ثم المصري يذكر لي أنه وقف على بعض تعاليق نقلت من خط الوزير أبي القاسم بن المغربي فشاهد فيها: أنشدني بعض أصدقائنا عن صديقنا أبي القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي لنفسه: يا من إذا تجنى خلت من حذر ... على مودته أني تجنبيت لا تحسبني وإن طال التهاجر بي ... أني مللت ولا أني تناسيت إذا الكريم رأى مالا يلائمه ... فخير ماصان فيه نفسه البيت (104- و) الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد: أبو علي الرهاوي المقرئ، من أهل الرها، اشتغل بالقراءات، وسافر للقراءة على الشيوخ، فقرأ القرآن بحلب على أبي الطيب محمد بن الحسن الزّعري المقرئ،

الحسين بن علي بن عمر بن عيسى:

برواية أبي محمد اليزيدي وسنذكر اسناد قراءته في ترجمة أبي الطيب الزعري- ان شاء الله تعالى- وقرأ أيضا على أبي عليّ أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني، وعلى أبي بكر محمد بن أحمد الضرير، وعلى أبي العباس أحمد بن سعيد، وحدث عن أحمد بن صالح بن عمر بن القاسم البغدادي. روى عنه شيخه أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني، وأبو محمد عبد العزيز الكتاني، وأبو علي الحسن بن القاسم الواسطي، وقرأ عليه، وله تصنيف في القراءات. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد، أبو علي الرهاوي المقرئ، قرأ القرآن على أبي علي أحمد بن محمد ابن أحمد بن الحسن الأصبهاني برواية الحلواني عن هشام بن عمار، وقرأ على أبي بكر محمد بن أحمد الضرير بحرف حمزة، وعلى أبي العباس أحمد بن سعيد، وكان مصنفا في القراءات، وحدث بدمشق وغيرها عن أحمد بن صالح بن عمر ابن القاسم البغدادي، وقرأ عليه أبو الحسن بن القاسم بن علي الواسطي، المعروف بغلام الهراس (104- ظ) المقرئ، وروى عنه أبو علي أحمد بن محمد، وهو شيخه، وحكى عنه عبد العزيز الكتاني وفاة بعض شيوخ أهل دمشق. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الشافعي قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: توفي أبو علي الحسين بن عبيد الله المقرئ استاذ أبي طاهر الخياط، يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع عشرة وأربعمائة. الحسين بن علي بن عمر بن عيسى: أبو القاسم الحلبي، المعروف بابن كوجك العبسي القمي الأصل، شاعر مجيد من أهل حلب، وكان يورق حسنا. روى عن أبي مسعود كاتب حسنون المصري، وعن أبيه علي بن عمرو، وأبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري الحلبي الشاعر، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الانطاكي، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي، وأبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني. روى عنه ولده علي بن الحسين وغيره ولأبي بكر الصنوبري إليه أبيات.

قرأت في شرح شعر أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، الذي جمعه وشرحه أبو عبد الله بن خالويه أبياتا لأبي القاسم الحسين بن علي بن كوجك العبسي الحلبي، قالها في سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، لما بنى الحدث، وسكن أهلها بها، وقصدها نقفور ملك الروم في جموع عظيمة، ونفر اليه (105- و) سيف الدولة، فهرب عند اشرافه عليه، قبل اللقاء، وخلى أصحابه السلاح، فاشتد على سيف الدولة قرب نقفور، وذكر أبو عبد الله بن خالويه بعض القصيدة، وقال: انها قصيدة يصف فيها الحال، كثيرة المحاسن، والأبيات التي ذكرها: رام هدم الاسلام بالحدث المؤذن ... بنيانها بهدم الضلال نكلت عنك منه نفس ضعيف ... سلبته القوى رؤوس العوالي فتوقى الحمام بالنفس والمال ... وباع المقام بالارتحال ترك الطير والوحوش سغابا ... بين تلك السهول والأجبال ولكم وقفة قريت عفاة ... الطير فيها جماجم الأبطال أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: الحسين بن علي بن كوجك أبو القاسم الكوجكي، حدث بطرابلس سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عن أبي مسعود كاتب حسون المصري وعن أبيه علي، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الأنطاكي، وأبي بكر أحمد ابن محمد الصنوبري الشاعر، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي وغيرهم. كتب عنه بعض أهل الادب، وأنشد له بعض هذه الأبيات: وما ذات بعل مات عنها فجأة ... وقد وجدت حملا دوين الترائب بأرض نأت عن والديها كلاهما ... تعاورها الوراث من كل جانب فلما استبان الحمل منها تنهنهوا ... قليلا وقد دبّوا دبيب العقارب (105- ظ) فلما غدا للمال ربا ونافست ... لاعجابها فيه عيون الكواعب وكاد يطول الدرع في القد جسمه ... وقارب أسباب النهى والتجارب

وأصبح مأمولا يخاف ويرتجى ... جميل المحيا ذا عذار وشارب أتيح له عبل الذراعين محذر ... جرى على أقرانه غير هائب فلم يبق منه غير عظم مجزر ... وجمجمة ليست ذات ذوائب بأوجع مني يوم ولت حدوجهم ... يؤم بها الى دون وادي غباغب «1» وقع إلي جزء في مدائح الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين بن المهذب الكاتب كاتب العزيز والمعتز الفاطميين بمصر فقرأت فيه قصيدتين من شعر الحسين بن علي بن كوجك يمدح بهما أبا جعفر المذكور إحداهما نقلت منها: ما وقوفي بمربع مجهول ... وسؤالي لرسم دار محيل درست آيه فأصبح ... كالوحي لنشر الصبا وطي القبول فتعفى فما به غير نوئي ... لائح في مجال رمل مهيل يفتق البرق ما تنسج كف ... الرعد بين الربى وبين السهول بعد أنس من الأنيس وأوقات ... سرور في ظل عيش ظليل إذ شبابي رهن المجون لدى ... الحانة لا أرعوني لعذل عذول ساحبا بردة الصبى خالعا ... فيه عذاري الى وصال الشمول يا ليالي الهوى سقيت فكم ... واصلت فيك المنى بخل وصول (106- و) ابكر الراح بكرة في ندامي ... واصلوها في بكرة وأصيل يترك العاقل اللبيب إذا ... واصل أقداحها بلا معقول دع صفات اللذات وإله ... عن اللهو بمدح المسود البهلول بأبي جعفر محمد الفاضل ... بابن المهذب المأمول طاب فرعا ولم نزل نعرف ... الفرع قديما يزكو لطيب الأصول ترب مجد سما باكليل فخر ... طال حتى علا على الاكليل حسن البشر طيب النشر محمود ... السجايا مؤمل في المحول كاتب ينثر البلاغة كالدر ... نظيما ما بين نظم الفصول

الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق:

قلم في يمينه يقلم الخطب ... ويأتي على الزمان المهول بين سنيه للوفود هبات ... ناطقات بصحة التأميل يستقي الفهم عن فؤاد صحيح ... الرأي لا ذاهل ولا معلول مرهف الحد مقبل الجدا ... مضى في الملمات من حسام صقيل وأما القصيدة الاخرى فأولها: نمت بمكنون الأسى أشجانه ... فغدت شهودا في الهوى أجفانه وتذكر الأوطان حين نأت به ... عن قربها أيامه وزمانه (106- ظ) شوق أمر من الفراق يشوقه ... وجوى يهيج وهجه نيرانه غربت به أيامه فطوته عن ... خلانه فبكى له أخوانه وغدا وريعان الشباب يروعه ... بفراقه لما ارعوى ريعانه لاح المشيب بعارضيه فصده ... فغدا قصيرا في المجون عنانه وطوى الهوى طي المشيب شبابه ... فجفا حبائبه وهم أشجانه قال في المدح يصف كتابته: وإذا الصوارم والأسنة أرهفت ... فابن الدواة حسامه وسنانه وإذا ثلاث بنانه ارتحلته في ... طرس أتى بالسحر منه بنانه يدع الطروس إذا علاها نزهة ... من نظم نثر خطّه عقيانه الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق: ابن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى، أبو العباس ابن أبي الحسن الحلبي، من بيت العلم والحديث والقضاء بحلب. حدث هو وأبوه وجده وعم أبيه. روى عن جده محمد وعم أبيه أبي جعفر قاضي حلب، وأبي القاسم القاسم بن ابراهيم الملطي، وعبد الرحمن بن اسماعيل الشاعر، والحسن بن رشيق، وأحمد بن محمد بن سعيد، والحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي، وأبي بكر أحمد بن عمر

ابن جابر الرملي ويعقوب (107- و) بن المبارك ومحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون الهاشمي، والقاضي المحاملي، وأبي زرعة أحمد بن محمد بن عمران الرازي، والحافظ أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى وحاتم بن عبد الله الجهازي المصري، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الاسكندراني وأبي العباس ابن عقدة، وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن السندي الهمذاني، وسمع منه بحلب. روى عنه أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وأبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر، وعلي بن أحمد النعيمي، وأبو عبد الله بن بكر، وأبو اسحاق ابراهيم بن أحمد الطبري. قرأت بخط الامام أبي طاهر أحمد بن محمد الحنفي الحافظ، وأخبرنا به أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي وغيره- إجازة عنه- قال: أخبرني أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الكرخي ببغداد قال: أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال: حدثنا أبو العباس الحسن بن علي بن محمد بن اسحاق الحلبي- قدم علينا- قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن السندي أبو بكر الهمذاني بحلب قال: حدثنا محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري صاحب التاريخ، قال: حدثنا رجاء بن عبد الكريم قال: حدثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو العباس الحسين بن علي بن محمد الحلبي ببغداد قال: حدثنا قاسم بن ابراهيم قال: (107- ظ) حدثنا أبو أمية المختط قال: حدثني مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك عن عمر ابن الخطاب قال: حدثني أبو بكر الصديق قال: سمعت أبا هريرة يقول: جئت الى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه تمر، فسلمت عليه فرد عليّ وناولني من التمر

ملء كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة، ثم مضيت من عنده الى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر، فسلمت عليه، فرد علي وضحك إليّ وناولني من التمر ملء كفه، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة، فكثر تعجبي من ذلك، فرجعت الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله جئتك وبين يديك تمر فناولتني ملء كفك، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة، ثم مضيت الى علي بن أبي طالب وبين يديه تمر، فناولني ملء كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة، فعجبت من ذلك، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أبا هريرة أو ما علمت أن يدي ويد علي بن أبي طالب في العدل سواء «1» . قال الخطيب: حديث باطل بهذا الاسناد تفرد بروايته قاسم الملطي، وكان يضع الحديث. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق بن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو العباس الحلبي، قدم بغداد، وحدث بها عن قاسم بن ابراهيم الملطي، والقاضي المحاملي، وأبي العباس بن عقدة، وحاتم بن عبد الله الجهازي المصري، وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الاسكندراني (108- و) وفي حديثه غرائب مستطرفة. كتب عنه ابراهيم بن أحمد، أبو اسحاق الطبري المقرئ، وأبو عبد الله بن بكير، وحدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وعلي بن أحمد النعيمي، وما علمت من حالة إلّا خيرا، وكان يوصف بالحفظ والمعرفة «2» . أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر في كتابه قال: كتب إلينا أبو اسحاق الحبال سنة ثمان وثلاثمائة- يعني- مات أبو العباس بن القاضي أبي الحسن بن يزيد الحلبي يوم الاحد، وأخرج يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة، حدث (108- ظ) .

الحسين بن علي بن محمد بن دحيم بن طبس الحلبي:

الحسين بن علي بن محمد بن دحيم بن طبس الحلبي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو علي الطحان، قد تقدم ذكره، على ما نسبه أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان الحضرمي في كتابه الذي ذيل به على تاريخ ابن يونس وقال فيه: الحسين بن علي بن دحيم الحلبي الطحان، أبو علي، يروي عن الخرائطي، سمعت منه، وذكر أبو يعقوب القراب نسبه، كما أورده ها هنا. روى عنه أبو سعد بن محمد الماليني. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه- قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب القراب قال: أخبرنا أبو سعد- يعني الماليني- قال: وأبو علي الحسين بن علي بن محمد بن دحيم بن طبس الحلبي، كتبت عنه بمصر، توفي في صفر سنة ست وثمانين وثلاثمائة. الحسين بن علي بن محمد بن جعفر: أبو عبد الله الفقيه القاضي الصيمري الحنفي، من كبار الحنفيين وأعيانهم المصنفين. سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين، وأبا حفص الكتاني، وأبا عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، والحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، وأبا الفرج المعافى بن زكريا الجريري، وأبا بكر هلال بن محمد بن أخي هلال الرازي، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبا بكر محمد

ابن عدي بن زحر المنقري، وأبا بكر بن شاذان، وأبا بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، وأبا الفتح (110- و) يوسف بن عمر بن مسرور القواس، وعلي بن حسان الدممّي، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وأبا عبد الله الحسين بن محمد ابن أحمد بن القاسم الدهقان، وأبا الفضل الزهري. روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني، وأبو محمد عبد العزيز بن الكتاني، وعلي بن أبي الهول، وأبو الحسن الحنائي، وأبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، وله كتاب مصنف في مناقب أبي حنيفة رضي الله عنه «1» ، وشرح مختصر أبي جعفر الطحاوي، واجتاز بحلب، أو ببعض عملها حاجا على طريق الشام. أنبأنا شيخنا العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني الحسين ابن علي الصميري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الحلواني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن بنان- وهو- ابن حمدان المدائني قال: حدثنا أبي ومروان بن شجاع، وسعيد بن مسلمة عن أبي حنيفة عن محمد بن المنكدر عن عثمان بن محمد عن طلحة بن عبيد الله قال: تذاكرنا لحم الصيد يأكله المحرم والنبي صلى الله عليه وسلم نائم فارتفعت أصواتنا فاستيقظ فقال: فيما تتنازعون؟ قلنا في لحم الصيد فأمرنا بأكله «2» . قال: وحدثنا أبي قال: حدثنا ابن جريح وسفيان الثوري عن ابن المنكدر عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله (110- ظ) عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: الحسين بن علي ابن محمد بن جعفر أبو عبد الله القاضي الصيمري قدم بغداد وكان أحد الفقهاء

المذكورين من العراقيين، حسن العبارة جيد النظر، ولي قضاء المدائن في أول أمره، ثم ولي بآخره القضاء بربع الكرخ «1» ، ولم يزل يتقلده الى حين وفاته، وحدث عن أبي بكر المفيد الجرجرائي، وأبي الفضل الزهري، وأبي بكر بن شاذان، وعلي بن حسان الدممي، وأبي حفص بن شاهين، والحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، وأبي حفص الكتاني، وأبي عبيد الله المرزباني، وعيسى بن علي بن عيسى الوزير، وغيرهم. كتبت عنه وكان صدوقا وافر العقل جميل المعاشرة عارفا بحقوق أهل العلم، وسمعته يقول: حضرت عند أبي الحسن الدارقطني وسمعت منه أجزاء من كتاب السنن الذي صنفه، قال: فقرىء عليه حديث غورك السعدي عن جعفر بن محمد، الحديث المسند في زكاة الخيل، وفي الكتاب غورك ضعيف، فقال أبو الحسن: ومن دون غورك ضعفاء، فقيل له: الذي رواه عن غورك هو أبو يوسف القاضي، فقال: أعور بين عميان، وكان أبو حامد الأسفراييني حاضرا، فقال: الحقوا هذا الكلام في الكتاب. قال الصميري: فكان ذلك سبب انصرافي عن المجلس ولم أعد الى أبي الحسن بعدها، ثم قال: ليتني لم أفعل وإيش ضر أبا الحسن انصرافي، أو كما قال. أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن (111- و) أبي العلاء وغيره قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان بن خلف بن سعد الباجي قال: قال أبي أبو الوليد: أبو عبد الله الصيمري إمام الحنيفة ببغداد، وكان قاضيا عاقلا خيرا «2» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسين بن علي بن محمد ابن جعفر، أبو عبد الله القاضي الحنيفي، الفقيه المعروف بالصيمري سمع أبا بكر هلال بن محمد بن أخي هلال الرائي، وأبا بكر محمد بن عدي بن زحر المنقري، وأبا بكر محمد بن أحمد المفيد، وأبا الفرج المعافى بن زكريا الجريري، وأبا الحسن

الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد:

أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، وأبا الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم الدهقان، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الحسن علي بن عمر الحزمي. وقدم دمشق حاجا، وحدث بها، فروى عنه من أهلها علي بن أبي الهول، وعلي الحنائي، وعبد العزيز الكتاني، ومن غيرهم أبو بكر الخطيب، وقاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: مات مات الصيمري في ليلة الاحد الحادي والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وكان مولده في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة «2» . الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد: أبو اسماعيل الدئلي المنشئ الطغرائي (111- ظ) الاصبهاني من ولد أبي الاسود الدئلي، كان كاتبا شاعرا حسن النظم والنثر، عارفا باللغة والأدب، وعلوم الاوائل، خدم السلطان ملكشاه، ووصل صحبته الى حلب في سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ثم كتب بعده لابنه السلطان محمد على ديوان الانشاء والطغراء، فعرف بالطغرائي لذلك، وولاه الاشراف على المملكة ثم عزله، ثم كتب الطغراء للسلطان غياث الدين مسعود بن محمد، ثم استوزره بعد ذلك، وأسر معه في الوقعة التي كانت بينه وبين أخيه محمود «3» ، فقتله محمود، وكان مولده بعد الخمسين والاربعمائة. روى بحلب شيئا من شعر غيره، رواه عنه أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي ابن منفذ، وروى عن أبي نصر الكشاني المقرئ شيئا من الحديث، رواه عنه الحافظ أبو طاهر السّلفي الاصبهاني، وروى عنه من شعره جماعة منهم أبو الفتح محمد بن علي بن محمد النطنزي، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري، وأبو

الحسن علي بن الدردائي، وأبو السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن السجزي وأبو الفضل هبة الله بن الحسين الدباس، وأبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن منصور العروضي الأصبهاني، وأبو المظفر محمد بن أسعد بن الحليم الحنفي، وعبد الرحمن بن الأخوة، وولده محمد بن الحسين بن علي. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي الأصفهاني في تعليق له ذكر فيه أبا اسماعيل الطغرائي، وأبا نصر بن أبي حفص قال فيه: ونذكر الآن ما سبق به الوعد من إيراد شيء من شعر الرئيسين أبي نصر بن أبي حفص (112- و) وأبي اسماعيل الأصبهانيين، إذ كان يضرب بالعراقين بهما المثل في عصريهما، فضلا عن أصبهان مصرهما، وقد رأيتهما، ولم أسمع من أبي نصر شيئا من الحديث لا الشعر، كان يرويه عن أبي نصر الكشايي المقرئ. أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن سعيد بن الخشاب الحلبي قال: حدثني الوزير نظام الدين أبو المؤيد محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي، ح. وأخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي العراقي قال: أخبرني عضد الدين مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ، والوزير نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين قالا: حدثنا مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي ابن منفذ قال: وردت مع أبي الى السلطان ملكشاه وهو نازل بقرا حصار من أرض حلب، قال: فذكر لأبي أن الهذيل بن محمد، ناظر الموصل والجزيرة مريض قال: فدخلنا الى خيمته نعوده، فوجدنا عنده مؤيد الدين أبا اسماعيل الطغرائي، وجرى بحضرته ذكر الشيب والشباب فأنشد مؤيد الدين أبو اسماعيل الطغرائي: أقول ونوّار المشيب بعارضي ... قد افتر لي عن لون أسود سالخ أشيب وحاجات النفوس كأنما ... يجيش بها في الصدر مرجل طابخ وما كلّ همي للمشيب وإن هوى ... بي الشيب عن طود من العزّ باذخ (112- ظ) ولكن قول الناس شيخ وليس ... لي على حادثات الدهر صبر المشايخ

قال: فسأله أبي وقال: يا سيدي هذه الأبيات لك؟ فقال: لا ولكنها لبعض شعراء خراسان. قال أسامة. فأخذ والدي بكتفي وقدمني اليه، فلم يزل يكررها عليّ حتى حفظتها. قال لي بهاء الدين أبو محمد بن الخشاب: قال لي الوزير نظام الدين: قال لي أسامة بن منقذ: فاسمع هذه الأبيات مني واروها عني عن جدك. قلت: وهذه الأبيات لأبي أحمد محمد بن أحمد التمامي البوشنجي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن منصور العروضي الأصبهاني- املاء من حفظه ببلخ- قال: أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ الكاتب لنفسه من لفظه بأصبهان. ولقد أقول لمن يسدد سهمه ... نحوي وأطراف المنية شرع والموت من لحظات أخزر طرفه ... يرنو وقلبي دونه يتقطع تالله فتش عن فؤادي أولا ... هل فيه للسهم المسدّد موضع أهون به لو لم يكن في طيه ... عهد الحبيب وسره المستودع «1» وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم بن المطرز (113- و) الشهرزوري- املاء من حفظه- بالموصل قال: أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه بأصبهان: لا تجزعن إذا ما الهمّ ضقت به ... ذرعا ونم وتودع فارغ البال فبين غفوة عين وانتباهها ... تنقل الدهر من حال إلى حال وما اهتمامك بالمجدي عليك ... وقد جرى القضاء بأرزاق وآجال «2»

أنشدنا عبد المطلب بن أبي المعالي بن عبد المطلب- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر قال: أنشدنا أبو السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري النحوي- من حفظه في دار الوزير الزينبي ببغداد وأبو الفضل هبة الله بن الحسين الدباس- املاء بالحلة السيفية، ح. وأنشدنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي الأصل قال: كتب إليّ أبو الفتح عثمان بن عيسى البلطي: أنشدني الفقيه زين الدين بن الحليم قالوا: أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه: إذا ما لم تكن ملكا مطاعا ... فكن عبدا لمالكه مطيعا وإن لم تملك الدنيا جميعا ... كما تهواه فاتركها جميعا هما سببان من ملك ونسك ... ينيلان الفتى الشرف الرفيعا فمن يقنع من الدنيا بشيء ... سوى هذين يحس بها وضيعا «1» قرأت بخط الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل على الله البغدادي (113- ظ) وأنبأنا عنه أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي قال: حدثني أبو المحاسن أحمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد بن حفص الكاتب قال: أنشدني المولى عز الدين أحمد بن حامد المستوفي، ونحن على مسرّة قال كتبها إليّ أبو اسماعيل الطغرائي وهو على مسرّة: فديتك قد تنبهنا لدهر ... عيون صروفه عنّا نيام وجاد لنا الزمان بجمع شمل ... تألف بعدما انقطع النظام مدام يشبه التفاح ذوبا ... وتفاح كما جمد المدام ومن نسج الربيع محبرات ... تأنق في حواشيها الغمام وريان الصبى للحسن فيه ... بدائع لا يحيط بها الكلام لنا من فتل صدغيه نجاد ... ومن ألحاظ مقتله حسام ومجلسنا على ما فيه يومي ... بنقصان وأنت له تمام فلا تعتل بالأشغال واحضر ... على عجل وإلا والسّلام «2»

قرأت «1» بخط الامام أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل وغيره قال: ومن شعر الاستاذ أبي اسماعيل ما أنشدني محمد بن أبي القاسم البلخي قال: أنشدني محمد بن الفضل الحنيفي ببلخ قال: أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ الأصبهاني لنفسه: ولقد أقول لمن يسدد سهمه ... نحوي وأطراف المنية شرع (114- و) والموت من لحظات أخزر طرفه ... يرنو وقلبي دونه يتقطع تالله فتش عن فؤادي أولا ... هل فيه للسهم المسدد موضع أهون به لو لم يكن في طيه ... عهد الجيب وسره المستودع قال السلفي: وقد أعارني أبو الحسن المالكي كتابا لمحمد بن محمود النيسابوري بخطه وفيه شيء من بديع شعر الاستاذ أبي اسماعيل ومليحه الذي ظهرت مهارته فيه، وفي تنقيحه ومن ذلك قوله: خليليّ هل بالأجرع الفرد وقفة ... عسى يلتقي مستودع ومضيع فإن به فيما عهدناه سرحة ... يفىء لديها بالعشيّ قطيع أيا ليت لي تعريجة تحت ظلها ... ولو أنني أعرى بها وأجوع أضعت بها قلبا صحيحا فليتني ... يرد عليّ اليوم وهو صديع وإني لأستحيي من الشوق أن يرى ... فؤادي سليما ليس فيه صدوع «2» وقوله: يظنون ما بي من هوى مثل ما بهم ... وهيهات إني في الهوى أمّة وحدي وكيف تساوى الحال بيني وبينهم ... وأبرح ما يشكون أيسر ما عندي ومن طول عشقي للهوى ورياضتي ... لنفسي على قرب الأحبة والبعد أذم جفونا ليس يقرحها البكا ... وأمقت قلبا لا يذوب من الوجد «3» قلت: وهذا الكتاب لأبي العلاء محمد بن محمود سماه «سر السرور» .

قرأت بخط قوام الاسلام أبي سعد السمعاني ما أخبرنا به شيخنا أبو هاشم (114- ظ) الهاشمي قال أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي إملاء من حفظه في دارنا بمرو للأستاذ أبي اسماعيل المنشئ. بالله ياريح إن مكنت ثانية من ... صدغه فأقيمي فيه واستتري وراقبي غفلة منه لتنتهزي لي ... فرصة وتعودي منه بالظفر ولو قدرت على تشويش طرّته ... فشوشيها ولا تبقي ولا تذري ولا تمسّى عذاريه فتفتضحي ... بنفحة المسك بين الورد والصدر وباكري بين ورد من مقبله ... مقابل الطعم بين الطيب والخصر ثم اسلكي بين برديه على عجل ... واستبضعي الطيب وائتنى على قدر ونبهيني دون القوم وانتفضي ... عليّ والليل في شك من السحر لعل نفحة طيب منك ثانية ... تقضي لبانة قلب عاقر الوطر «1» أخبرنا عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أنشدنا أبو سعد بن أبي بكر المروزي قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن محمد بن ابراهيم الأصبهاني بمرو قال: أنشدني الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه في غلام له اسمه أللمش، وكان واقفا بين يديه، وكنت أخالسه النظر، فالتفت إليّ وقال: فهل طرق سمعك ما قلت فيه: إيها فإني لا أطيق محرّشي ... وألمح جوابي في عذار أللمش (115- و) وأنظر إليه ساخطا أو راضيا ... وإن استطعت القول فيه فخرّش لم أنس والميدان نهب حسنه ... نظاره إذ لاح فوق الأبرش والريح تطرد عن مسيل عذاره ... صدغيه بين مسلسل ومشوش في جانبي حسن ووشي فاخر ... من لم يغض الطرف دونهما عشي ركض الجواد فأي قلب لم يطر ... شققا وأية مقلة لم تدهش ورمى فنازعها الاصابة مقله ... من أقصدته سهامها لم تنعش

ثم أنثني جذلان يفضح وشيه ... ديباج خد بالعذار منقّش ريان من ماء الصبى شرق به ... سكران من خمر الملاحة منتش «1» وأخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أنشدنا أبو سعد بن أبي بكر. قلت: ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طاهر التاجر الأصبهاني من لفظه بسمرقند للأستاذ أبي اسماعيل المنشئ في مرثية غلامه أللمش التركي: يا أرض تيها فقد ملكت به ... أعجوبة من محاسن الصّور إن قذيت مقلتي فلا عجب ... فقد حثوا تربه على بصري لا غرو إن أشرقت مضاجعه ... فإنها من منازل القمر «2» قال: وقال فيه يرثيه: أخي ماذا دهاك وما أصابك ... دعوتك ثم لم أسمع جوابك هب الأيام لم ترحم عويلي ... ولا حزني ألم ترحم شبابك «3» (115- ظ) أنشدنا أبو علي حسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي للاستاذ أبي اسماعيل الطغرائي. وقال لي أنشدنيها نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين قال: أنشدني أبي الحسين قال: أنشدني أبي محمد قال: أنشدني أبو اسماعيل لنفسه: ويا جيرتي بالجزع جسمي بعدكم نحيل ... وطرفي بالسهاد كحيل عهدت بكم عصر الشبيبة مونقا ... فخان وخنتم والوفاء قليل وأودعتكم قلبي فلما طلبته مطلتم ... وشر الغارمين مطول فإن عدتم يوما تريدون مهجتي ... تمنعت إلا أن يقام كفيل «4»

أخبرنا أبو هاشم الصالحي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفر قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن محمد النطنزي- إملاء بمرو- وقال: أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه: هي العيس قودا في الأزمة تنفخ ... تمطى بها من عجمه الرمل برزخ فلين الدجى عن غرة الصبح فاغتدت ... بحيث التقى منها وقوف ونوخ كأن اللغام الجعد طار نساله ... على الجدل المرخاة برس مسبخ «1» عليها قطاف «2» المشي أطول خطوها ... قذى الفتر «3» إذ أدنى خطاهن فرسخ بدور أكنتها خدور يجنها جناح ... خدارى من الليل أفتخ «4» فياظعنات الحي بالله عرجي ... على سلسل من عبرتي يتنضخ «5» ويا نسمات الريح رفقا بمهجتي ... ففي القلب نار كلما هجت تنفخ ويا نار قلبي ما لجمرك كلما ... نضحت عليه الماء لا يتبوخ «6» (116- و) لكم في جنوب العرض مسرى ومسرح ... للحب في جنبي مرسى ومرسخ فمن مبلغ عني عداي ألوكة «7» ... تؤم بها هام الا عادي وتشدخ أفي كل يوم جلبة من عداوة ... تقرف أو شوك من الضغن تنتخ «8» ولسعة كيد لو يرام بنفثها ... مناكب رضوى أو شكت تتفسخ تطاولني قعس الضراب سفاهة ... وقد قصرت عني شماريخ بذخ وما راعني هدر «9» الفحالة قبلكم ... فارتاع من رز البكارة تقلخ «10»

قلت: وهذه القصيدة مدح بها السلطان محمود بن محمد في أيام أبيه السلطان محمد عارض بها قصيدة ابن هانىء المغربي التي أولها: سرى وجناح الليل أقتم أفتخ «1» ... مهاد ضجيع بالعبير مضمخ «2» وأخبرنا الشريف أبو هاشم الهاشمي قال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر القاضي املاء بجامع الموصل قال: أنشدني الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ لنفسه: تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة ... فلم أك من ذاك التمني بمرزوق سوى ساعة التوديع دامت فكم منى ... أنالت وما قامت بها أملا سوقي فياليت أن الدهر كل زمانه ... وداع ولكن لا يكون بتفريق «3» وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن النطنزي- إملاء من حفظه بهمذان- قال: أنشدنا الاستاذ أبو اسماعيل المنشئ (116- ظ) لنفسه من فلق فيه: ملومكما فيما يقال مريب ... وحالكما في اللائمين عجيب وإن الذي أسرفتما في ملامه ... به من قراع الحادثات ندوب فما سمعه للعاذلات بفرضة ... ولا قلبه للظاعنين جبيب إذا ما أتيت الغور غور تهامة ... تطلع نحوي كاشح ورقيب يقولون من هذا الغريب وماله ... وفيم أتانا والغريب مريب غدا في بيوت الحي ينشد نضوه ... ونحن نرى أن المضل كذوب وما راعهم إلا شمائل ماجد ... طروب ألا إن الكريم طروب ولو نام بعض الحي أو غاب ليلة ... لقرت عيون واطمأن جنوب خليلي بالجرعاء من أيمن الحمى ... هل الجزع مرهوم الرياض مصوب وهل نطفة زرقاء ينقشها الصبا ... هنالك سلسال المذاق شروب

فعهدي به والدهر أغيد والهوى ... بما صباه والزمان قشيب بالسفح موشي الحدائق آهل ... وبالجزع مولى الرياض مصوب بأبطح معشاب كأن نسيمه ... ثناء لمجد الملك فيه نصيب هو الازهر الوضاح أما مهزه ... فلدن وأما عوده فصليب «1» وقال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدت القاضي أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الاربلي بالموصل قال: أنشدني مؤيد الدين أبو اسماعيل المنشئ (117- و) لنفسه في الشمعة. وأنبأنا أبو الفتوح داود بن المعمر الواعظ به عن أبي بكر بن الشهرزوردي: ومساعد لي بالبكا مساهر ... بالليل يؤنسني بطيب لقائه هامي المدامع أو يصاب بعينه ... حامي الاضالع أو يموت بدائه يحيى بما يفني به من جسمه ... فحياته مرهونة بفنائه ساوتيه في لونه ونحوله ... وفضلته في بؤسه وشقائه هب أنه مثلي لحرقة قلبه ... وسهاده جنح الدجى وبكائه أفوادع طول النهار مرفه ... كمعدب بصباحه ومسائه «2» قال: وأنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو الفضل هبة الله بن الحسين الدباس- إملاء من حفظه بالحلة في رحبة جامعها قبل رحيل الحاج- قال: أنشدنا أبو اسماعيل الكاتب لنفسه: أصالة لرأي صانتني عن الخطل ... وحلية العلم زانتني عن الخلل ومنها: أريد بسطة كف أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلى قبلي قال أبو سعد السمعاني: وقرأت في كتاب «وشاح دمية القصر» يعني لأبي الحسن البيهقي للأستاذ أبي اسماعيل تمام هذه القصيدة بعد البيت الأول:

مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع ... والشمس رأد «1» الضحى كالشمس في الطفل فيما الاقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي (117- ظ) فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي أريد بسطة كف أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلى قبلي والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الكد بالقفل حب السلامة يثني هم صاحبها ... عن المعالي ويرضي المرء بالكسل إن العلى حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث إن العز في النفل لو أن في شرف الثاوي بلوغ على ... ما جاوز الشمس يوما نقطة الحمل أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل لم أرتض العيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولت على عجل غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل وعادة النصل أن يزهى بجوهره ... فليس يعمل إلا في يدي بطل ما كنت أؤثر أن يمتد بي زمن ... حتى أرى دولة الأوغاد والسفل تقدمتني أناس كان شيوطهم ... ورا خطوي لو أمشي على مهل هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا «2» ... من قبله فتمنى فسحة الأجل وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة في انحطاط الشمس عن زحل فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ... في حادث الدهر ما يغني عن الحيل أعدى عدوك أدنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل «3» فإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على رحل غاض الوفاء وفاض العذر وانفرجت ... مسافة الخلف بين القول والعمل (118- و) وشان صدقك عند الناس كذبهم ... وهل يطابق معوج بمعتدل إن كان ينجع شيء في ثباتهم ... على العهود فسبق السيف للعذل يا واردا سور عيش كله كدر ... أنفقت صفوك في أيامك الأوّل

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا ... يحتاج فيه الى الأنصار والخول ترجو البقاء بدار لا ثبات لها ... فهل سمعت بظل غير منتقل ويا خبيرا على الأسرار مطلعا ... اصمت ففي الصمت منجاة عن الذلل قد رشحوك لأمر فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل «1» قلت: وهذه القصيدة من محاسن قصائدة لا بل من محاسن شعر أهل عصره يسميها الناس لامية العجم تفضيلا لها على غيرها من أشعار العجم كما سموا قصيدة الشنفرى التي أولها: أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني الى قوم سواكم لأميل «2» لامية العرب تفضيلا لها على غيرها من أشعار العرب، نظمها ببغداد في سنة خمس وخمسمائة يفتخر فيها ويشكو الاغتراب وأورد فيها من الحكم ما لا يخفى على المتأمل من ذوي الألباب. أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي- إملاء- يقول: دخل الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ على بعض أكابر الدولة في مجلس الأنس فقدم إليه ثيابا رفيعة كرامة له، فكره ذلك حتى عرف فيه وأنشأ (118- ظ) مرتجلا: وما ساقني فقر إليك وإنما ... أبي لي عزوف النفس أن أعرف الفقرا ولكنني أبغي التشرف إنه سجية ... نفس حرة ملئت كبرا أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: الحسين بن علي بن عبد الصمد الدئلي المنشئ أبو اسماعيل صدر العراق وشهرة الآفاق، غزير الفضل لطيف الطبع، جواد الخاطر، حسن المعرفة باللغة والأدب، أقوم أهل عصره بصنعة الشعر وإنشاء الرسائل، وكان محترما كبير الشأن جليل القدر، ورد بغداد

وأقام بها مدة طويلة، وكان يسافر مع العسكر الى الجبال والري وأصبهان الى أن شرق بفضله وكماله وقتل رحمه الله. كذا ذكره وأسقط اسم جده محمد. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي الصويتي- إجازة- قال: أخبرنا عماد الدين أبو حامد محمد بن محمد بن أخي العزيز قال في كتاب خريدة القصر: الأستاذ مؤبد الدين أبو اسماعيل الطغرائي المنشئ، الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدئلي، من ولد أبي الأسود الدئلي من أهل أصبهان، الكبير الشأن، الصدر الوسيع الصدر، الرفيع القدر، الجزيل الفضل الجليل المحل، خدم السلطان العادل ملكشاه بن ألب أرسلان، وكان منشئ السلطان محمد مدة مملكته متولي ديوان (119- و) الطغراء، ومالك قلم الإنشاء والفارع ذروة العلاء، والمقترع عذرة البيان، والمخترع فطرة المعاني الحسان، والمصرف يراعة البراعة، والمبرز في صياغة أبرز الصناعة، تشرفت به الدولة السلجوقية، وتشوقت إليه المملكة النبوية، وتنقل في المناصب، وتوقل في مراقب المراتب، وتولى الاستيفاء، وترشح للوزارة، واستبد بالحكم، وتوشح بالكفاية. قال والدي رحمه الله: هو نسيبنا من قبل الأخوال، والمناسب بمناقبه حوالي الأحوال، لم يكن للدولتين الامامية والسلجوقية من يضاهيه في الترسل والانشاء سوى أمين الملك أبي نصر بن أبي حفص من أهل أصفهان، المنشئ في عهد نظام الملك، والفضل له لتقدمه، لكن برز هذا عليه في فنون العلم وحسن الاستعارة في النثر والنظم، وراض في العربية المصعب، فأصحب وسلك المذهب المذهب وأبدع المعنى المهذّب، وله معجز البلاغة المعجب، ومعرب الفصاحة المغرب، وشعره عبر الشعرى العبور علو عبارة وسمو استعارة، وسموق راية، وشروق آية، وتناسق مقصد وغاية وتناسب بداية ونهاية. وأما نثره، فنثره الدراري ونثر الدرر، ومنثور الزهر، وأما خلائقه فمفطورة على الكرم موفورة بحسن الشيم، متأرجة بعرف العرف متموجة بماء اللطف متبلجة بنور الظرف، متوهجة بنار الحسن مبهجة بنور اليمن.

حدثني الأديب الامام (119- ظ) محمد بن الهيثم بأصبهان عنه، وهو الذي سمعت شعره منه أنه كشف بذكائه سر الكيمياء المرموز، وعدم من عروس صنعته النشوز، واستخرج من معماه الكنوز، لم يزل مدة حياته مصدّرا في الدسوت موقرا بالنعوت حليفا بل جليسا أنيسا للسلاطين والملوك، محبرا بنظمه ونثره الوشي المحوك، فلما انتهت الأيام الغياثية المحمدية، واستوفت مدتها استأنفت الدولة المغيثية المحمودية جدتها، واستقر الشهاب أسعد في مكانه، وانتصب في منصب ديوانه، وكان السلطان مسعود بن محمد ملكا صغيرا، فاستوزر أبا اسماعيل، وروض به روض ملكه المحيل، وأصبح بالمؤيد مؤيدا، وبسداده مسددا حتى اتفقت بينه وبين أخيه السلطان محمود الحرب التي أودعت أهل الفضل الحرب، وفلت العلم والأدب، ولما مس عود مسعود العجم انكسر وأحجم مقدم جيوشه جيوشبك، وألقى قناع الهزيمة، وانحسر وأدرك الاستاذ رحمه الله فأسر، وطغى رأي الطغرائي في حقه، فسعى في حتفه خوفا على منصبه، فاحتال في نصبه وأعطى الرضا بعطبه، وفتك به وقت أسره، بل قدم قسرا وقتل صبرا قبل أن ينبئه بأمره وينوه بقدره، وآزر الطغرائي الوزير وعانده التقدير، ففاز بالشهادة وختم له بالسعادة وذلك (120- و) في سنة خمس عشرة وخمسمائد فهذا من جملة من قتله فضله، ورماه بنبل الهلك نبله وألحفه رداء الردى علمه، وشامه الأدب فهام به في تيه الحيرة فهمه وحسده الدهر فاغتاله وقلص بعد السبوغ ظلاله، بل غار الزمان على مثله بين بنيه الجهال فاسترده، وأخلق من الابتهاج بفضله ما أجده، هو لا يعد في الشعراء، فهل أجل، والخاطر الآخذ في وصف جودة خاطره، ومدح أزاهيره وزواهره أكل، وإنما هو معدود من الوزراء العظماء والصدور الكبراء الذين حازوا الأقاليم بالاقلام، وزلزلوا الأقدام بالإقدام وحاطوا الممالك من المهالك، وأطلعوا سناء النصر من سماء السنابك ونالوا الآراب بالآباء، وسألوا الأولياء بالآلاء، وقادوا الكتائب بالكتب، وجادوا برواتب العوارف في عواري الرتب لا جرم لما أتلفوا عارية الثراء وتوطنوا الثراء عارين من المعاء كاسين من الفخار اعتاضوا بالثناء، وملكوا القبول من قلوب الفضلاء، وتخلدت مآثرهم مأثورة ومفاخرهم مذكورة وفضائلهم باقية ومناقبهم في أفق البقاء بعد فنائهم متلالية، فكم شاد أبو اسماعيل

أس معيل بالغنى هدم الفقر منه البنى، وأعدم الزمان منه المنى وهو الحسين الشهيد ربّ كرب وبلاء مثل سميه عليه السلام بكربلاء فلا جرم قاتله في النار والمشارك في دمه من الأشقياء (120- ظ) الأشرار خاف أهل النقص والنفاق من نفاق سوق فضله فقتلوه وأهدروا دمه المعصوم حسدا لطوله وطوله وطلوّه، وسنبين لك من أشعاره حقيقة شعاره، لقد أثار الدهر لإبقاء ثاره بقبح آثاره عثير عثاره، وأي كريم جرى القدر في إيراده على إيثاره، فلم يتطرق الكدر الى إصداره، وأي قمر لم يحظ بإبداره، فلم يحطّ به المحاق الى بيت سراره، وأي فاضل فاض له الحظ فما غاض، وأي كامل لم تصبه عين الكمال فاستكمل الأغراض جاه الجاهل كأنفاض الفاضل في نمو، وحظ العالم كلحظ الظالم في عتو والرجا ما له رواج والاقبال ما له على ذي الكرم معاج، ما تولى الإنشاء بعده في المملكة السلطانية من طول باعه وأهل رباعه، وإنما تولاه ذو النقص للنفص ولما عزّ الرأس رضعوا بالأخمص. وذكر بعد هذا شيئا من شعره قد ذكرنا بعضه. وذكره صديقنا ورفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام، وأجاز لنا الرواية عنه، وقال: الحسين بن علي بن عبد الصمد الدئلي أبو اسماعيل المنشي المعروف بالطغرائي، من أهل أصبهان كان يتولى الطغراء للسلطان محمد بن ملكشاه، وهي علامة تكتب على التوقيعات، ثم ولاه الاشراف على المملكة في بعض الاوقات، ثم عزله وأمره بلزوم منزله، وكان ابنه أبو المؤيد (121- و) محمد بن الحسين يلي الطغراء للسلطان أبي الفتح مسعود بن محمد بن ملكشاه، فلما قوي أمر مسعود في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة قصده الاستاذ أبو اسماعيل ولجأ إليه فتلقاه بالإكرام، وولاه الوزارة في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة، ولقبه قوام الدين وسار في الجيش مع مسعود الى باب همذان لقتال محمود، فانهزم المعسكر المسعودي، وأخذ أبو اسماعيل الوزير أسيرا الى حضرة السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، فقتله، وكان من أفراد الدهر، ومن أعيان العصر، غزير الفضل كامل العقل، حسن المعرفة باللغة والأدب، أقوم أهل عصره بقراءة الشعر وكتابة الرسائل، وشعره ألطف من النسيم، وأرق من حواشي النعيم، وكان أطرف أهل زمانه قدم بغداد، وأقام بها مدة طويلة وجالس

فضلاءها وروى بها شيئا من شعره، روى عنه من أهلها الشريف أبو السعادات ابن الشجري وعلي بن أحمد الدردائي ومحمد بن أسعد بن الحليم الفقيه الحنفي وعبد الرحمن بن محمد بن الاخوة. وقال: كانت الوقعة بين السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، وأخيه مسعود ابن محمد بن ملكشاه بباب همذان في عصر يوم الخميس تاسع عشر ربيع الاول من سنة أربع عشر وخمسمائة فانهزم مسعود وعسكره، وأخذ من جملتهم الوزير أبو اسماعيل الطغرائي مأسورا الى حضرة السلطان محمود، فأمر بقتله فقتل وقد جاوز الستين من عمره رحمه الله. «1» . كذا قال في نسبه أيضا الحسين بن علي بن عبد الصمد، وأسقط اسم جده محمد، وإنما نقله كذلك من المذيل لأبي سعد السمعاني، والصحيح ما ذكرناه في أول الترجمة (121- ظ) . أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الاثير الجزري قال في تاريخه: كان الأستاذ أبو اسماعيل الحسين بن اسماعيل الطغرائي الأصبهاني قد اتصل بالملك مسعود فاستوزره فأشار على جيوشبك في جميع الجيوش لمحاربته، وبلغ ذلك الى السلطان محمود، فأرسل إليه والى أخيه مسعود يرغبهما ويعدهما الاحسان إن عاودا الطاعة ويتهددهما إن أصرا على المعصية، فلم يفعلا وسارا في العساكر الى السلطان ينتهزان الفرصة بقلة عسكره وتفرقهم، فجمع من قرب إليه من عساكره، فبلغت عدتهم نحو خمس عشرة ألف فارس والتقوا عند عقبة أسد «2» أباذ في ربيع الاول من سنة أربع عشرة وخمسمائة فدام القتال بينهم الى الليل، ثم انهزم الملك مسعود وجيوشبك ومن معهما وأسر جماعة من أمراء عسكرهما والأعيان منهم الأستاذ أبو اسماعيل الطغرائي وزير مسعود فقتله السلطان وقال: قد صح عندي فساد اعتقاده ودينه وكان قد جاوز ستين سنة «3» .

قرأت بخط أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني وأخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت أبا شجاع كيخسره بن يحيى بن الحسين بن باكير الشيرازي يقول: قتل الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ في أواخر سنة ثلاثة أو أربعة عشرة وخمسمائة: قال أبو سعد هكذا ذكر أبو شجاع. قال: ورأيت في بعض تعاليقي القديمة (122- و) عن أبي الفتح محمد بن علي النطنزي أن الأستاذ أبا اسماعيل المنشئ قتل في سنة ثماني عشرة وخمسمائة. وقال: أخبرنا أبو سعد السمعاني- وشاهدته أنا بخطه- قال: سمعت أبا الفرج مسعود بن أبي الرجاء المقرب بن محمد الأصفهاني التميمي يقول: قتل الأستاذ أبو اسماعيل سنة خمس عشرة وخمسمائة قتله محمود السلطان. قلت: والصحيح أنه قتل في سنة أربع عشرة وخمسمائة. قرأت بخط الوزير أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين في التاريخ الذي جمعه وذيل به مختصر «1» الطبري قال: في حوادث سنة أربع عشرة وخمسمائة في هذه السنة قتل الأستاذ أبو اسماعيل الطغرائي، وكان وزير السلطان مسعود أسرفي الكسرة المذكورة، وكانت فضائله في الشعر والرسائل والحكمة مشهورة. ذكر ذلك بعد ذكر كسرة السلطان محمود بن محمد أخاه مسعودا. وفي حاشية الكتاب بخط الوزير نظام الدين أبي المؤيد محمد بن الحسين بن محمد بن الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ ما صورته: وكان يتولى لأبيه السلطان محمد ديواني الإنشاء والطغراء، وكان ممن أسر في هذه الوقعة، وقتل صبرا، وكان من الفضلاء المتقدمين بالشعر والكتابة وغيرهما. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي ببلخ قال: سمعت محمد بن علي الإبريسمي الطبيب يقول لي وهو عند السلطان طغرل بن محمد بن ملكشاه (122- ظ) وقد نزل مريضا من

سفره حين ورد بلخ بقرية طغاباذ، فعالجه من مرض حاد قال: قال لي: أنا أتأذى من أصوات العصافير في هذه الدويرة، فقلت له: مر بعض الغلمان يصيدهم بقوس الجلاهق، فقال: بل أحتمل فإنها سكنتها وتوطنتها، فتبسمت فقال لي: ما هذا التبسم؟ قلت: سبحان من جعلك بمرضك الى هذا الحد من الرقة، وقد قتلت مثل الأستاذ أبي اسماعيل الكاتب في فضله وغزارة علمه وكفايته! قال: فتوردت وجنتاه وقال: الفضل الخالي من الفضول ممدوح. قلت: هكذا قال أبو شجاع البسطامي وأورده في كتاب «أدب المريض والعائد «1» » سماع شيخنا أبي هاشم منه، والمشهور أن الذي قتل أبا اسماعيل السلطان محمود علي ما ذكرناه عن العماد الكاتب وغيره، وهو الذي كانت الوقعة بينه وبين أخيه مسعود وأسر فيها أبو اسماعيل، ويحتمل أن السلطان طغرل قتله بأمر أخيه محمود قبل أن تفضي إليه السلطنة أو أنه سعى في قتله، فقال له الطبيب ما قال، والله أعلم. نقلت من خط أبي سعد السمعاني: وأخبرنا شيخنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت أبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي الإمام ببخارى مذاكرة يقول: قال شافع الطبيب الجرجاني: ودخلت على السلطان طغرل بن محمد ابن محمد «ملك شاه» بهراة، وكان مريضا، فقال لي: يا فلان أنا تحت شجرة وعليها عصافير تؤذيني بصياحها، فقلت له: يا مولانا تأمر الغلمان ومعهم (123- و) قوس البندق يضربونها ويفرقونها فقال: لا يجوز هذا أن أنفرها من أوكارها وآثم بذلك، فتبسمت، فقال لي: لم تبتسم؟ فقلت يا مولانا تقتل الأستاذ أبا اسماعيل المنشئ مع ما فيه من الفضل، والساعة تحترز من تنفير العصافير! فقال لي يا شافع الفضل ينبغي أن لا يكون معه الفضول، فإذا كان في الفاضل الفضول يهلكه. قال: ثم سمعت اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي أن الأستاذ أبا اسماعيل قتله محمود بن محمد بن ملكشاه قال: وأنا لا أشك فيه. قلت: هكذا ذكر السمعاني في المذيل عن أبي شجاع البسطامي قال شافع الطبيب الجرجاني، وأن ذلك بهراة، وأخبرنا شيخنا عن أبي شجاع وذكره في

الحسين بن علي بن محمد:

«المريض والعائد» قال: سمعت محمود بن علي الابريسمي الطبيب، وذكر أن ذلك بقرية طغاباذ من عمل بلخ، والظاهر أن الوهم وقع من أبي سعد، وأنه كتبه من حفظه واشتبه عليه والله أعلم. الحسين بن علي بن محمد: ابن علي بن اسماعيل بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو عبد الله الحسني القمي المعروف باميركا، قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، وكان شيخا مسنا، له ذكر، ويعرف أبوه بشكنبه، ذكره الحسين بن جعفر بن خداع النسابه في كتاب «المعقبين من ولد الحسن والحسين رضوان الله عليهما «1» » فقال: وكان الحسين بن علي بفرغانة، وأمه أم ولد، قدم أبو عبد الله المعروف (123- ظ) باميركا وهو الحسين بن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن الى حلب وأنا بها في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ثم توجه الى مصر فقدمها، وهو بها يعرف بالقمي، فأقام بها نحوا من أربع سنين، وخرج الى الشام متوجها الى بلده. قرأت بخط محمد بن أسعد الجواني في ذكره الحسين بن علي بن محمد بن علي ابن اسماعيل بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو عبد الله أميركا القمي قدم حلب في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وهو أول من أذن في الليل وقال في أذانه: محمد وعلي خير البشر، فتوفي بمنبج سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وله فوق المائة سنة أبوه علي يعرف بشكنبه تفسيره بالعربية الكرش هكذا وجدته في هذا الموضع بخط ابن أسعد، وقد أسقط زيدا بين الحسن والحسين وهو وهم، ثم قرأت بخطه في كتاب «الجوهر المكنون «2» » من تأليفه: شكنبة في بني الحسن ابن علي، ولد علي شكنبه ومن الناس من يقول إشكنبه وهو اسم عجمي، وهو اسم الكرش، وهو علي بن محمد بن علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن

الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان:

علي بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن ولده الحسين المعروف باميركا بن شكنبه فذكره ها هنا على الصحة في نسبه فبان أن ذلك كان سهوا من القلم، والله أعلم. لا نعلم أن الأذان المشروع غير في أيام سيف الدولة، وإنما كان ذلك في أيام ولده سعد الدولة أبي المعالي شريف، فقد كان أميركا أول من أذن في أيام سعد الدولة. (124- و) . الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان: أبو القاسم بن أبي الحسن الكاتب، جد أبي القاسم الوزير، وعرف أبوه أبو الحسن بالمغربي لأنه كان يختلف على ديوان المغرب، فنسب إليه، ولد ببغداد ونشأ بها، وقدم حلب واستكتبه سيف الدولة أبو الحسن بن حمدان، وحظي عنده، ومات في أيامه بحلب، وكان كاتبا مجيدا شاعرا حسن النظم والنثر، روى عن أبيه وعن الأمير محمد بن ياقوت. روى عنه ابنه أبو الحسن علي بن الحسين، وقد استقصينا نسبه في ترجمة ابن ابنه أبو القاسم الوزير، وذكرنا ما وقع فيه من الخلاف قرأت بخط الوزير نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن أبي اسماعيل المنشئ قال الوزير- هو- أبو القاسم المغربي: أنشدني أبي قال: أنشدني أبي قال: أنشدني محمد بن ياقوت الأمير الذي كان بالعراق: كأن الثريا راحة تشبر الدجى ... لتدري أطال الليل لي أم تقوضا فأعجب بليل بين شرق ومغرب ... يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا وجدت بخط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسن بن علي المغربي ما صورته: قول في النخلة لجدي أبي القاسم الحسين بن علي بن محمد بن يوسف ابن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذام بن بلاش بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور رضي الله عنه: فأما ذات الطول المديد، والقوام بغير تأويد «1» ، المخصوصات (124- ظ) بالطلع النضيد، والمزينات بالسعف والجريد، الممنوحات عمومة الأنساب الباقيات على مرور الأحقاب، المطعمات في المحل أنواع الرطاب، فبدو خلقها من التراب، وفيها معتبر لذوي الألباب، تبدو من نواة عابسة، ضئيلة

يابسة، ثم من خوصة مهينة ضعيفة غير متينة، حتى اذا برزت من الأرض، وظهرت للهواء المحض، ونشأت فيها صنعة التلوين بتقدير ذي القوة المتين، نهضت نهوض المسرع الحثيث وعدت من الودي والجثيث «1» ، ثم انثعلت بالكرب «2» وأنسغت بالقلب، وانتشرت بخضر العواهن «3» ، وقعدت في أزكى الأماكن، ثم ألمت، وتزعزعت واهتجنت وأينعت، واشتملت بملاحف الليف، وسهلت سبيل ممتاحها بدرج الكرانيف «4» ، وصارت من الصنوان وغير الصنوان، وظهرت في أحسن القوام والألوان، وأبرزت طلعها الهضيم فتبسم عن اللؤلؤ النظيم، وتدلت عثاكيل الاعريض وشماريخ الغضيض في العراجين المخضرة والأهن المصفرة «5» ، فتغير بالهواء كونها، وحال عن البياض لونها، وأجنت طلعها غضة مهوة «6» ، وبدلتها بيضاء معوة «7» ، ثم أتت بالعجب العجاب، وتضوعت عن ريا الشباب، وتراءت خاضبه في أحسن منظر، وتشبهت ناصعة بالزبرجد الأخصر حتى اذا ما الصيف منحها أرواحه، ونقل عليها مساءه وصباحه، وطبخها (125- و) حر الهجير، ولونها صنع القمر المنير تهادت في حللها المصفرة، ورياطها المحمرة، وتبرجت بغرائد عقودها، وأذنت بانجاز موعودها، وأظهرت الزهو بعد الشقح «8» ، وتزعفرت غبّ اخضرار البلح، وتنقلت بلطيف التدبير في بديع التصوير، وتجلت في حليها بحلى العرائس، ولبست من ثمارها أزين الملابس، وراقت عيون الناظرين، ووعدت أنامل الخارفين «9» ، وفاخرت طيب الأكال، وشارفت غاية الكمال، فلان من ثمرها ما كان صلبا، وسهل منه ما كان صعبا، وساغ لمجتنيه وأنعم قرى متضيفيه، وصارت من أكرم الزاد، وعدت من

الرزق الحسن للعباد، وكثرت أخواتها من منن الخالق الجواد، فو كنت وذنّت «1» وجزعت وحلقت واهصرت، وانخضدت وعمها الترطيب فانسبتت وانسكبت فيها ينابيع الضرب في أظرف ظروف وأرق أهب ثم قبّت «2» وجمدت وانتهت فهمدت، وبلغت أجل التمام وأذنت بالجذاذ والصرام، فماحت ممتارها، وأكرمت زوارها، وصارت عصمة للحاضر وثباتا للمسافر فبالها من ثمرة ما أكرمها، ومن موهبة ما أعظمها ومن دلالة على الصانع القديم ما أحكمها، ولو لم تكن كذلك لما كرر الله وصفها ولا أعاد في الكتاب ذكرها، ولا اعتد على عباده بما رزقهم منها، يقول جل من قائل: «وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ (125- ظ) وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «3» » وفي قوله عز اسمه «وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ «4» » وفي قوله عز اسمه: «فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ «5» » وفي قوله حكاية عن نبيه صالح عليه السلام في معاتبته لأسرته واعتداده على عترته: «أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ «6» ولما جعلها في رتبة جنته ولا أعدها من جزاء أهل طاعته، وفي قوله تبارك وتعالى حين وصف الجنتين فقال جل ذكره: «فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ «7» » ولما جعل اسمها طيبا في الأسماء أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا ضرب الله بها الأمثال وأثنى عليها في كل حال فقال تقدست أسماؤه: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ «8» » فأعلمنا تبارك وتعالى

أنها تطعم في الشتاء طلعا هنيا، وفي الصيف رطبا جنيا، ولما كرم الله بها خير نساء العالمين حين نزل عليها الروح الأمين فقال: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ (126- و) تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً «1» » فجعل للبكر البتول بها أعظم الآيات وفي فنائها أكبر البينات، فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين. نقلت من خط ابن صاعد الكاتب، ما ذكر أنه نقله من خط الوزير أبي القاسم ابن المغربي قال: ولجدي أبي القاسم الحسين بن علي رضي الله عنه: إن شكوى المرء فيما نابه ... خور في نفسه مما نزل واطراح الفكر في دفع الأذى ... خور في عقل من عنه عدل فانف عنك الهم بالعزم ودع ... عقلك الجم معدّا للحيل قرأت في رسالة من رسائل الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي ذكر فيها أن أصله من البصرة، وانتقل سلفه عنها في فتنة البريديين، قال: وكان جد أبي، وهو أبو الحسن علي بن محمد يخلف على ديوان المغرب، فنسب به الى المغربي، وولد جدي الأدنى ببغداد في سوق العطش ونشأ وتقلد أعمالا كثيرة منها تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة، وكان خال أبي، وهو أبو علي هرون بن عبد العزيز الاوارجي المعروف الذي مدحه المتنبي محققا بصحبة أبي بكر محمد بن رائق، فلما لحق ابن رائق ما لحقه بالموصل سار جدي وخال أبي الى الشام والتقيا (126- ظ) بالإخشيد وأقام والدي وعمي رحمهما الله بمدينة السلام وهما حدثان الى أن توطدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد، وأنفذ الإخشيد غلامه المعروف بفاتك المجنون الممدوح المشهور فحملهما ومن يليهما الى الرحبة، وسار بهما على طريق الشام الى مصر، وأقامت الجماعة هناك الى أن تجددت قوة المستولي على مصر فانتقلوا بكليتهم وحصلوا في حيزّ سيف الدولة أبي الحسن علي ابن حمدان مدة حياته، واستولى جدي على أمره استيلاء تشهد به مدائح لأبي

الحسين بن علي بن نصر:

نصر ابن نباتة فيه، ثم غلب أبي من بعده على أمره وأمر ولده غلبة تدل عليها مدائح أبي العباس النامي، وذكر تمام الرسالة. وذكر أبو غالب همام بن المهذب المعري في تاريخه انه لما عقد سيف الدولة الفداء مع الروم واشترى أسرى المسلمين بجميع ما كان معه من المال واشترى الباقين، رهن عليهم أبا القاسم الحسين كاتبه وبدنته الجوهر المعدومة المثل وكان ذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، فقد توفي على ما ذكره في هذه السنة أو في التي بعدها، فان سيف الدولة توفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وقد أشار أبو القاسم الوزير في رسالته الى ما يدل على أن جده توفي في حياة سيف الدولة وأن أباه غلب من بعد جده على أمره. الحسين بن علي بن نصر: أبو المحاسن الاستاذ شاعر مدح نظام الملك بحلب أو ببعض عملها فانه مدحه بالشام «1» ولم يجاوز نظام الملك عمل حلب (127- و) من الشام، ذكره أبو الطيب الباخرزي في دمية القصر فقال: الأستاذ أبو المحاسن الحسين بن علي بن نصر خدم المجلس العالي يعنى نظام الملك بهذه اللامية التي أولها: لو ساعفتني سلوة تتعلل ... لفككت نفسي من وثاق العذل ولرحت عن ثقل الغرام مرفها ... ولكنت من حمل الكلام بمعزل منها: حدث إذا افتتح الكلام حسبته ... يتلو عليك من الكتاب المنزل منها: قال الذي من قبل هذا لم يقل ... فقل الذي من قبله لم يفعل

الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد

فالشرق يشكره بأعذب منطق ... والغرب يذكره بأفصح مقول أوطأت أرض الشام جيشا مقبلا ... لا يسألون عن السواد المقبل من كل ملتهب العرام مجادل ... ركب الحصان كأجدل في مجدل «1» قال الباخرزي: قلت: انظر كيف جمع بين المجادل والأجدل والمجدل. ومنها: فكما أردت سل البرايا واحتكم ... وكما اشتهيت سق القضايا وافعل «2» الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد أبو علي الصائغ النيسابوري الحافظ، رحل في طلب الحديث وطاف البلاد ودخل الشام في طلب (127- ظ) ، الحديث والاسناد، وسمع بحلب يحيى بن علي بن محمد الحلبي ابن بنت أبي سكينة وبأنطاكية محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، والفضل بن محمد الأنطاكي، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء واسماعيل بن محمد بن اسحاق العذري، وبغزه الحسن بن الفرج الغزي صاحب أبي بكر، وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجيه وقاسم بن زكريا المطرز، وبالموصل أبا يعلى الموصلي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وببلده نيسابور جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وإبراهيم بن أبي طالب وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وعلي بن الحسن الصفار، وبهراة أبا علي الحسن بن ادريس الأنصاري ومحمد بن عبد الرحمن السامي وبنسا الحسن بن سفيان، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وعلي بن الحسن بن سالم الأصبهاني، وبمرو عبد الله بن محمود السعدي، وبجرجان عمران بن موسى ابن مجاشع الجرجاني وبأصبهان محمد بن نصير، وبالكوفه محمد بن جعفر الفتات وأبا العباس بن عقده، وبالبصرة أبا خليفة القاضي ومحمد بن عثمان بن أبي سويد

الذارع البصري وبواسط جعفر بن أحمد بن سنان وبتستر أحمد بن يحيى بن زهير، وبالأهواز عبدان بن أحمد العسكري وبمرو الروذ يوسف بن موسى المرورودي، وبالرقة محمد بن علي بن الحسن الرقي. روى عنه الحفاظ أبو محمد يحيى بن صاعد، وأبو الحسن بن جوصاء وأبو (128- و) العباس بن عقده، وأبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن جعفر الجرجاني وأبو أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد حمزة، وأبو طالب أحمد بن نصر والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر أحمد بن اسحاق بن أيوب وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب وأبو سليمان بن زبر وأبو بكر محمد بن ابراهيم المقرئ (128- ظ) . ***

رواية النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[رواية النبي صلى الله عليه وآله وسلم] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا والدي أبو الحسن احمد وعمي أبو غانم محمد ابنا هبة الله بن أبي جرادة، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن المجاور بحلب، وأبو البركات الحسن ابن محمد بن الحسن وأبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل الأنصاري بدمشق، والسلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي وولده محمد بالمزة، قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمد المديني قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السّلمي قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن الرقي قال: حدثنا سليمان بن عمر الرقي قال: حدثنا اسماعيل بن عليّة قال: حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلّا الله ويرضوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلّا بحقها وحسابهم على الله عز وجل «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا الامام أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل، قراءة عليه وأنا أسمع، ح. وأخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني، في كتابه إلينا من مرو (130- و) ، قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، ح.

وأخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار في كتابه الينا من نيسابور قال: أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ابن عبد الله بن خلف قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري قال: أخبرني أبو علي الحافظ قال: حدثني يحيى بن علي بن محمد الحلبي- بحلب- قال: حدثني جدي محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة قال: حدثنا محمد بن الحسن الشيباني قال: حدثنا أبو حنيفة عن محمد بن شهاب الزهري عن سبرة بن الربيع الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعه النساء يوم فتح مكة. «1» وقال الحاكم: سمعت أبا علي يقول صحف فيه أبو حنيفة لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبره عن أبيه. قلت: هذا القول تحامل من أبي علي الحافظ ومن الحاكم أبي عبد الله على أبي حنيفة رضي الله عنه، حيث نسب الخطأ في ذلك إلى أبي حنيفه، ولم ينسبه الى من هو دونه فإن يحيى بن علي بن محمد الحلبي رواه عن جده محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة الحلبي عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة، فلم اختص أبو حنيفه بالخطإ دون هؤلاء، وقد ذكر أبو محمد بن حيان البستي أن محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة ربما أخطأ، فكان نسبة الخطأ إليه أولى من نسبته الى امام من أئمة المسلمين، وقد نظرت في مسانيد أبي حنيفة رضي الله عنه وهي مسنده الذي جمعه الحافظ أبو أحمد بن عدي، ومسنده الذي (130- ظ) جمعه الحافظ أبو الحسين بن المظفر، ومسنده الذي جمعه أبو القاسم طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، ومسنده الذي جمعه أبو نعيم الحافظ ومسنده الذي جمعه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وذكر في كل منها ما أسنده أبو حنيفة رضي الله عنه عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وذكروا حديث متعة النساء، فمنه ما هو مروي عن محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن الزهري عن محمد بن عبيد الله عن سبرة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه أيوب بن هانىء وشعيب

ابن اسحاق والصلت بن الحجاج كلهم عن أبي حنيفة عن الزهري عن محمد بن عبيد الله عن سبرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه القاسم بن الحكم عن أبي حنيفة عن الزهري عن ابن سبرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما رواه سعيد بن سالم عن أبي حنيفة عن الزهري عن رجل من آل سبرة عن سبرة، ولم يذكر أحد منهم في طريق من طرق الحديث المشار إليه رواية أبي حنيفة عن سبرة بن الربيع عن أبيه فبان بذلك أن الخطأ إنما وقع من محمد بن ابراهيم أو من ابن بنته يحيى أو أنه وقع الخطأ من كاتب النسخة التي لأبي علي الحافظ فنسبة ذلك الى أبي حنيفة رضي الله عنه تحامل وظلم وعدوان. أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن يحيى الهمداني، في كتابه إلينا من الاسكندرية، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: سمعت أبا سهل غانم بن أحمد بن محمد الحداد الأصبهاني ببغداد يقول: سمعت أبا بكر احمد بن (131- و) الفضل المقرئ الباطرقاني بأصفهان يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن اسحاق بن منده الحافظ يقول: سمعت ابا علي الحسين بن علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه، يقول: ما تحت أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم بن الحجاج. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- قراءة عليه بالقاهرة- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول، يعني في ذكر أبي علي الحافظ: سمعت الحاكم يقول: لست أقول تعصبا لانه أستاذي، ولكن لم أر مثله قط. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال: أنبأنا أبو المظفر القشيري عن أبي سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: وسألته- يعني الدارقطني- عن أبي علي الحافظ النيسابوري فقال: مهذب امام. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي

ابن الحسن قال: كتب إليّ أبو نصر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا بكر محمد بن عمر القاضي ابن الجعابي الحافظ يقول: أبو علي استاذي في هذا العلم. قال: وسمعت أبا زكريا السكري وهو يحيى بن أحمد الفقيه يقول: سمعت أبا يعلى حمزه بن محمد العلوي يقول: ما رأيت بخراسان أحفظ للحديث من أبي علي ولقد جهدت به أن ينشط في الخروج الى بلادنا ليقضي (131- ظ) الواجب من حق علم، فلم يفعل. أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري في كتابه قال: حدثنا محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت أبا زكريا الحافظ يقول سمعت عمي أبا القاسم الحافظ يقول: سمعت أبي عبد الله بن منده الحافظ يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والاتقان أحفظ من أبي علي الحسين بن علي بن داود النيسابوري. أخبرنا أبو القاسم بن الطفيل قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: سمعت أبا الفتح الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليلي الحافظ يقول: سمعت من يحكي عنه، يعني عن أبي علي الحسين بن علي، قال: دخلت الكوفة فدققت على ابن عقده بابه، فقال: من؟ فقلت: أبو علي النيسابوري الحافظ، فلما دخلت عليه ذاكراني وقال: أنت الحافظ؟ فقلت: نعم قال: لعلك تحفظ ثيابك، فلما رجعت من الشام لقيته فذاكرني، ثم قال: أنت والله اليوم أبو علي الحافظ قد غلبتني. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: حدثت عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كتب عني أبو محمد ابن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني أحمد بن عمير جملة من الحديث. وقال أبو عبد الله: وسمعت أبا بكر بن أبي دارم الكوفي الحافظ بالكوفة يقول: وسألني عن أبي علي الحافظ، ثم قال: ما رأيت أبا العباس بن عقده يتواضع لأحد من حفاظ الحديث كتواضعه لأبي علي النيسابوري (132- و) وقال أبو عبد الله:

سمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي احمد العسال وابراهيم بن حمزة، وأبي طالب، وأبي بكر بن الجعابي، وأبي أحمد الزيدي فقالوا: يا أبا علي تملي علينا من حديث نيسابور مجلسا نستفيده عن آخرنا، فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا، ما أجاب واحد منهم في حديث إلّا ابراهيم بن حمزه في حديث واحد، أمليت عليهم عن أبي عمرو الحيري عن اسحاق بن منصور عن أبي داود عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أطاعني فقد أطاع الله «1» ، الحديث، فقال: إبراهيم حدثنا عن يونس بن حبيب عن أبي داود فقلت: لا تبعد أن تجيب في حديث من حديث أهل بلدك «2» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: وسمعت أبا عمرو بن أبي عثمان العدل يقول: رأيت أحمد بن عمر الدمشقي ينتخب من حديث أبي علي ويقرأ عليه، قال: وسمعت أبا عبد الله الزبير ابن عبد الواحد الحافظ بأسد أباذ يقول: كنا في السفر أسنّ من أبي علي، وهو أحفظ منا، وكنا نكتب بانتخابه وما رأيت لأبي علي زلة قط إلّا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري وابن جوصاء وقال: سمعت أبا علي يقول: وردت على عبدان الأهوازي فأكرم موردي وكان يتبجح بي ويبالغ في تقريبي وإعزازي واكرام موردي ويجيبني الى كل ما (132- ظ) ، ألتمسه من حديثه الى ان ذاكرته غير مرة واستقصيت عليه في المذاكرة والمطالبة، فتغير لي، وقد عرف من أخلاقه أنه كان يحسد كل من يحفظ الحديث. وسمعت أبا علي يقول: قال لي أبو بكر بن عبدان غير مرة: يا أبا علي قد رزقت من قلب هذا الشيخ ما لم يرزق غيرك فلا تستقص عليه في المذاكرة وارفق به فقد طعن في السن، فكنت أتكلف أن اسامح في المذاكرة، فذكر ما عند حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبي عن شبرمة، فقلت: من عن حبيب؟ قال: ليث بن أبي سليم، فقلت: يا أبا

محمد هذا حبيب بن أبي عمرة وليس بابن أبي ثابت، فتغير وأسمعني، وقال لي: تواجهني بمثل هذا، فقمت وقلت لأصحابنا: والله لأطعمنه من لحمه في ذكر حبيب ابن أبي ثابت، فلما كان يوم مجلسه ابتدأت أذاكره حبيب بن أبي ثابت فخرج إلي وامتنع في أحاديث كنت سألته عنها من سؤالاته، فقضي أن ابا العباس بن سريح ورد العسكر وأنا بها فقصدته وأخبرته حالي، فقال: من عزمي أن أدخل علي أبي محمد، فإذا دخلت عليه فسله بحضرتي، فدخل عليه القاضي أبو العباس فسألته عن حديث ابن عون عن الزهري، وسأله أبو العباس فأخرج الاصل وحدثنا به قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا ابن عون عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ورفع يديه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع (133- و) . قلت لأبي علي: ايش علة هذا الحديث؟ قال: لا أعرف له علة، قلت: يقال إنه عن محمد ابن يحيى القطعي عن محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج فقال أبو علي: ليس هذا الحديث عند البرساني، عن ابن جريج وعبدان ثبت حافظ، وإنما حدثنا به من أصل كتابه. قال أبو علي: فلما منّ الله علي بسماع هذا لم أبال بغيره، قلت لأبي علي: قد حدث به غير عبدان عن محمد بن يحيى القطعي، قال: من؟ قلت: حدثناه عمر البصري قال: حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي، فقال أبو علي: ألا يستحي عمران يحدث عن هذا التستري، هذا كذاب يسرق، وإنما سرقه من عبدان. قال: وسمعت أبا علي يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال في حديث سهل بن عثمان العسكري عن جنادة عن عبيد الله بن الفضل عن عبيد الله ابن أبي رافع عن علي حديث افتتاح الصلاة، فقال: يا أبا علي قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز، فشق علي ذلك، فأصلحت أسبابي للخروج، ودخلت عليه وودعته وشيعني جماعة من أصحابنا ثم انصرفت واختفيت في موضع الى يوم المجلس، وحضرته متنكرا من حيث لم يعلم بي أحد، فخرج وأملى الحديث من أصل كتابه، وكتبته، وأملى غير حديث مما كان امتنع علي فيها، ثم بلغني بعد ذلك أن عبدان قال: لبعض أصحابه: فوتنا أبا علي النيسابوري تلك

الأحاديث، فقيل له: يا أبا محمد إنه كان في المجلس، وقد سمع الأحاديث فتعجب من ذلك (133- ظ) . أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي قال: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ محمد بن عبد الله قال: حضرنا مجلس الشيخ أبي بكر بن اسحاق، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم وأبو علي الحافظان حاضران فأملى علينا الشيخ أبو بكر عن ابراهيم بن يوسف الهسنجاني عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها كلها «1» . فقال أبو علي: هذا لا نحفظه الّا من حديث عبيد الله بن عمر عن الزهري فقال أبو عبد الله: بلى في حديث حرملة عن ابن وهب عن يونس: فقد أدركها كلها، فقال أبو علي: حدثنا ابن قتيبة عن حرملة ولم يقل فيه «كلها» ، فقال أبو عبد الله: حدث به مسلم بن الحجاج عن حرملة وقال فيه: «كلها» ، وجرى بينهما كلام كثير، وقام أبو عبد الله، وكان أبو علي: يهابه هيبة الولد لأبيه، فلما كان المجلس الثاني عند الشيخ حضرا جميعا، وقعد أبو عبد الله عن يمينه وأبو علي عن يساره، فأخرج أبو عبد الله كتاب مسلم بن الحجاج بخط مسلم عن حرمله وفيه «كلها» فقال أبو علي من لا يحفظ الشيء فإنه يعذر، فقال أبو عبد الله: من ينكر مثل هذا تعرك اذنه، وتفك أسنانه، فامتلأ أبو علي من ذلك غيظا، وهم أبو عبد الله بالقيام (134- و) فقال له أبو علي: اقعد فإن بيننا حساب آخر، قال: وما هو؟ قال: حدثت عن كشمرد عن حفص عن ابراهيم بن طهمان بالحديثين، وقد تفرد بهما أحمد بن حفص عن أبيه فقال أبو عبد الله: لم أحدث، قال: بلى، أبو القاسم وأبو حفص ابنا عمر ثقتان، وقد سمعاه منك، فقال أبو عبد الله: إن كنت حدثت به فقد رجعت عنه، فقال: لك غير هذا، قال: مثل ماذا؟ قال: حديث في تخريجك القديم على كتاب مسلم عن أحمد بن سلممة عن محمد بن المثني عن محمد بن جهضم عن اسماعيل بن جعفر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى

الله عليه وسلم: إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر، والآن فقد حدثت به عن علي ابن الحسن عن محمد بن جهضم، فقال أبو عبد الله: كلاهما عندي، وقد حدثت بهما، وهذا حديثي إن شئت حدثت بالنزول وإن شئت بالعلو، فقال أبو علي: لا يرتقى من النزول الى العلو، وأنت تحفظ حديثك، أخرج إلينا حديث علي بن الحسن ثم تفرقا، وصحبت أبا عبد الله بن يعقوب، فسمعته غير مرة في الطريق يقول: هذا جزاء من لم يمت مع أقرانه، وكنت أرى أبا علي بعد ذلك نادما على ما قال في ذلك اليوم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي القاسم الشحامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي- اجازة- قال: سمعت أبا عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ (134- ظ) يقول: كنت أختلف الى الصاغة وفي جوارنا بباب معمر فقيه كراميّ يعرف بالولي، فكنت أختلف اليه بالغداوات، وآخذ عنه الشيء بعد الشيء من مسائل الفقه، فقال لي أبو الحسن الشافعي: يا أبا علي لا تضيع أيامك، ما تصنع بالاختلاف الى الولي وبنيسابور من العلماء والأئمة عدة، فقلت: الى من أختلف؟ فقال: الى ابراهيم بن أبي طالب، فأول ما اختلفت في طلب العلم إلى ابراهيم بن أبي طالب سنة أربع وتسعين ومائتين، فلما رأيت شمائله وسمته، وحسن مذاكرته للحديث، حلا في قلبي، فكنت أختلف إليه وأكتب عنه الأمالي، فحدث يوما عن محمد بن يحيى عن اسماعيل بن أبي أويس، فقال لي بعض أصحابنا: لم لا تخرج الى هراة فإن بها شيخا ثقة يحدث عن اسماعيل بن أبي أويس، فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هراة وذلك في سنة خمس وتسعين ومائتين. قال: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: استأذنت أبا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة في الخروج الى العراق سنة ثلاث وثلاثمائة فقال: توحشنا مفارقتك يا أبا علي، وقد رحلت وأدركت الأسانيد العالية، وتقدمت في حفظ الحديث ولنا فيك فائدة وأنس فلو أقمت؟ فمازلت به حتى أذن لي فخرجت الى الري وبها علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني وكان من أحفظ مشايخنا وأثبتهم وأكثرهم فائدة، فأفادني عن ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وغيره من مشايخ الري ما لم أكن أهتدي أنا إليه ودخلت (135- و) بغداد وجعفر الفريابي حيّ وقد أمسك عن التحديث ودخلت عليه

غير مرة وبكيت بين يديه، وكنا ننظر اليه حسرة، ومات وأنا ببغداد سنة أربع وثلاثمائة، وصليت على جنازته. قال الحاكم: انصرف أبو علي من مصر الى بيت المقدس ثم حج حجة أخرى، ثم انصرف الى بيت المقدس وانصرف على طريق الشام الى بغداد وهو باقعة «1» في الحفظ لا يطيق مذاكرته أحد ثم انصرف الى خراسان، ووصل الى وطنه ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا. قال: وسمعت أبا علي يقول: قال لي أبو بكر محمد بن اسحاق: يا أبا علي لقد أصبت في خروجك الى العراق والحجاز، فإن الزيادة على حفظك وفهمك ظاهرة، ثم إن أبا علي أقام بنيسابور الى سنة عشر وثلاثمائة يصنف ويجمع الشيوخ والأبواب وجوّدّها، ثم حملها الى بغداد سنة عشر ومعه أبو عمرو الصغير فأقام ببغداد وليس بها أحفظ منه إلّا أن يكون أبو بكر بن الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت من البغداديين أحفظ منه، ثم إن أبا علي خرج الى مكة ومعه أبو عمرو، فحج وخرج الى الرملة وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حي ثم انصرف أبو علي إلى دمشق، ثم إن أبا علي جاء الى حران وانتخب على أبي عروبة، ثم ان أبا علي انصرف الى بغداد فأقام بها حتى نقل ما استفاد من تصنيفاته في تلك الرحلة وذاكر الحافظ بها، ثم ان أبا علي انصرف من العراق، ولم يرحل بعدها إلّا الى سرخس وطوس ونسا (135- ظ) . أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني والقاسم بن عبد الله بن عمر الصفار. قال السمعاني: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، وقال الصفار: أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور. قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال: سمعت الفقيه أبا بكر الأبهري يقول: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري الحافظ: يا أبا علي ابراهيم عن ابراهيم عن ابراهيم من هم؟ قال: أبو علي ابراهيم بن طهمان عن ابراهيم بن عامر البجلي عن ابراهيم النخعي، قال: أحسنت يا أبا علي.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل ابن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: أبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري الحافظ الكبير، إمام في وقته متفق عليه تلمّذ عليه الحفاظ، وارتحل الى العراقين والشام ومصر أدرك أبا خليفة وابن قتيبة العسقلاني، وأبا عبد الرحمن النسائي وأقرانهم، كتب عن قريب من ألفي شيخ، ولقب في صباه بالحافظ. وقال ابن المقرئ: الأصبهاني أدعو له في أدبار الصلوات لأني كنت أتبعه في شيوخ الشام ومصر حتى حصلت على ما أرويه. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي (136- و) وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني والبحيري وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد الحافظ أبو علي النيسابوري، واحد عصره في الحفظ والورع والرحلة، ذكره بالشرق كذكره بالغرب، مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في البلد، سمع بنيسابور ابراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين الصفار صاحب يحيى بن يحيى، وأبا يحيى البزاز، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وعبد الله بن شبرويه، وابراهيم بن اسحاق الأنماطي، وأقرانهم وبهراة، وهي أول رحلته، أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الشامي وأبا علي الحسين بن ادريس الأنصاري وأقرانهما وبنسا الحسن بن سفيان، وبجرجان عمران ابن موسى وأقرانه وبمرو عبد الله بن محمود وأقرانه وبالري ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وأقرانه وببغداد عبد الله بن ناجية والقاسم بن زكريا، وأقرانهما وبالكوفة محمد بن جعفر وعبد الله بن سوّار وأقرانهما وبواسط جعفر بن أحمد بن سنان الحافظ وأقرانه، وبالاهواز عبد الله بن أحمد عبدان الحافظ، والحسين بن داود الصواف وأحمد بن يحيى بن زهير التستري وأقرانهم، وبأصبهان أبا عبد الله (136- ظ) محمد بن نصير صاحب اسماعيل بن عمرو البجلي وأقرانه، وسمع

بالجزيرة من أبي يعلى الموصلي المسند من أوله الى آخره، وكتبه بخطه، ودخل الشام فكتب بها عن أصحاب ابراهيم بن أبي العلاء وسليمان بن عبد الرحمن ابن ابنة شرحبيل والمعافى بن سليمان، وسمع بمصر أبا عبد الرحمن النسائي والعباس ابن محمد وسمع بغزة الموطأ من الحسين بن الفرج عن يحيى بن بكير، وكتب بمكة عن المفضل بن محمد الجندي وأقرانه، وعقد له مجلس الاملاء سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ستين سنة، فإن مولده رحمه الله كان سنة سبع وسبعين، ثم لم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ بقية عمره. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- إذنا وكتبه لي بخطه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسين ابن علي بن يزيد بن داوود بن يزيد أبو علي الحافظ النيسابوري، كان واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع مقدما في مذاكرة الأئمة، كثير التصنيف، ذكره الدارقطني فقال: إمام مهذب، وكان مع تقدمه في العالم أحد الشهود المعدلين بنيسابور، ورحل في الحديث الى الآفاق البعيدة بعد أن سمع بنيسابور ابراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسن الصفار صاحب يحيى بن يحيى، وجعفر بن أحمد الحصيري، وعبد الله بن محمد بن شيرويه وأقرانهم، وسمع بهراة محمد بن عبد الرحمن الشامي والحسين بن إدريس الأنصاري وبنسا الحسن بن سفيان، وبجرجان عمران بن (137- و) موسى بن مجاشع وبمرو عبد الله بن محمود، وبالري ابراهيم بن يوسف الهسنجاني وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز، وبالأهواز عبدان بن أحمد وأحمد بن يحيى بن زهير، وبأصبهان محمد بن زهير صاحب اسماعيل بن عمرو، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي، وكتب بالشام عن أصحاب ابراهيم بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار والمعافى بن سليمان، وسمع بمصر أبا عبد الرحمن النسائي، وسمع بغزة الموطأ من الحسن بن الفرج عن يحيى بن بكير عن مالك، وكتب بمكة عن المفضل بن محمد الجندي، وحدث ببغداد أحاديث كتبها عنه الشيوخ «1» .

أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحسين بن علي بن يزيد بن داوود بن يزيد، أبو علي النيسابوري الصايغ الحافظ رحل في طلب الحديث وطوّف وجمع فيه وصنف وسمع بدمشق أبا الحسن بن جوصاء واسماعيل بن محمد بن اسحاق العذري، وبغيرها ابراهيم بن أبي طالب وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وعبد الله ابن شيرويه والفضل بن محمد الأنطاكي ومحمد بن عثمان بن أبي سويد الزارع البصري وأبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الشامي وأبا علي الحسين بن ادريس، والحسن بن سفيان وعمران بن موسى الجرجاني، وعبد الله بن محمود المروزي وابراهيم بن يوسف الهسنجاني، وعبد الله بن ناجية، والقاسم بن زكريا وأبا خليفة (137- ظ) وزكريا الساجي، وعبدان الجواليقي، وأبا يعلى الموصلي، والحسن بن الفرج الغزي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وجعفر بن سنان الواسطي وخلقا سواهم. كتب عنه أبو الحسن بن جوصاء وأبو محمد بن صاعد، وأبو العباس بن عقدة، وابراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو أحمد العسال، وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وهم من شيوخه. وروى عنه أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السّلمي، وأبو عبد الله بن منده وأبو بكر أحمد بن اسحاق بن أيوب الصبغي، وهو من أقرانه، وأبو سليمان بن زبر، وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه «1» . أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عمر قال: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبوي عثمان الصابوني والبحيري قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله الحاكم قال: توفي أبو علي الحافظ رحمه الله عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس الخامس عشر من جمادي الأولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وغسله أبو عمرو بن مطر وصلى عليه أبو بكر بن المؤمل، ودفن في مقبرة باب معمر.

الحسين بن علي بن أبي مروان:

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: توفي أبو علي الحافظ عشية الأربعاء ودفن عشية الخميس الخامس عشر من جمادى الأولى (138- و) سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وكان مولده سنة سبع وسبعين ومائتين. «1» . الحسين بن علي بن أبي مروان: أبو عبد الله المصري، حدث بحلب عن الربيع بن سليمان، وبمنبج عن محمد ابن الأشعث الأشعثي. روى (عنه) محمد بن جعفر بن أبي الزبير قاضي منبج، وأبو الحسين الرازي. أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الحلبي في كتابه قال: حدثني عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي قال: حدثني أبي قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي المصري بمنبج قال: حدثنا محمد بن الأشعث من ولد الأشعث بن قيس قال: حدثنا أبي عن أبيه عن يزيد بن سنان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي من انتمى إلينا فطالبوه بست قال: وما هن يا رسول الله؟ قال: الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة، والحلم والعلم، فقال عمار: يا أبا الحسن سل النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم يكن فيه شيء من هذه الخصال؟ فبادر النبي قبل أن يسأله علي فقال: فليس مني، فليس مني، فليس مني «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الاكفاني قال: وحدثنا عبد العزيز الكتاني أن تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ، أذن لهم في الرواية، قال: حدثنا أبي أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي (138- ظ) قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي مروان المصري بحلب

الحسين بن علي العطار المصيصي:

قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا الشافعي قال: سمعت مالك بن أنس يقول: الساعي يقتل نفسه ومن سعى به ومن سعى إليه. الحسين بن علي العطار المصيصي: حدث عن خليفة بن خياط شباب العصفري روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب قال: حدثنا الحسين بن علي العطار المصيصي قال: حدثنا شباب العصفري قال: حدثنا بكر بن سليمان صاحب المغازي عن محمد بن اسحاق قال: حدثني بقية ابن وهب عن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال: كنت في الأسارى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالأسارى خيرا، وكنت من نفر من الأنصار، فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني الخبز لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم. قال الطبراني لا يروى عن عزيز بن عمير إلا بهذا الإسناد تفرد به ابن اسحاق. كذا وقع في النسخة بقية، والصواب نبيه بن وهب «1» . الحسين بن علي أبو عبد الله العلوي الطبري: حدث بطرسوس سنة (139- و) ست وثلاثين وثلاثمائة عن أبي روق الهزاني. روى عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي، قاضي معرة النعمان، وذكره أيضا في كتاب سير الثغور «2» فيما قرأته بخطه، وذكر أنه كان يسكن دار سلسبيل بطرسوس مع جماعة من المستورين الصالحين، وقال: كان أعجمي اللسان ستيرا نبيلا.

الحسين بن علي الناصح:

الحسين بن علي الناصح: حدث بحلب في صفر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، عن أبي القاسم عبد العزيز ابن عبد الله بن يونس الموصلي وأبي الفتح المطردي، وأبي حفيص عمر بن الحسن القاضي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبي الفرج محمد بن عبدان البزار، واسماعيل ابن محمد الصفار، وأحمد بن هلال، وأحمد بن موسى بن عامر الجوهري البغدادي سمعه بطبرية، وأكثر أحاديثه غرائب، سمع منه بحلب رجل اسمه علي بن ابراهيم ابن يوسف الحلبي. الحسين بن علي الاصبهاني: أبو عبد الله نزيل طرسوس، حدث بها، روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد ابن اسماعيل بن يوسف الطرسوسي المعلم النسائي. الحسين بن علي النسوي: أبو عبد الله الفقيه، حدث بمعرة النعمان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائه عن أبي القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الادريسي، وببالس سنة أربع وأربعين وأربعمائة عن أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وبدمشق عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ الفراتي وغيره. روى عنه قاضي بالس أبو التمام عبد العزيز بن محمد بن الياس، وأبو غانم عبد الرزاق (139- ظ) بن عبد الله بن المحسّن التنوخي وعلي بن الخضر بن الحسن العثماني الحاسب. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البيان محمد بن عبد الرزاق ابن أبي حصين قاضي حمص قال: أخبرنا أبي القاضي أبو غانم عبد الرزاق قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي النسوي الفقيه بمعرة النعمان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة قال: حدثنا أبو القاسم سعيد الإدريسي قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن ابراهيم البزار البغدادي المعروف بابن شاذان قال: حدثنا الفقيه أحمد بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن محمد

أبي عبد الرحمن الحبلى عن الصنابحي عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأحبك، فقل اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: أخبرنا أبو البيان محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله التنوخي قاضي حمص بها، قال: أخبرنا أبو غانم بن أبي حصين بمعرة النعمان قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي النسوي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الفراتي- اجازة- قال: حدثنا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم بن الحسين الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الاعلى المقرئ الأندلسي قال: حدثنا أبو القاسم بكر بن أحمد (140- و) الخباز بواسط قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب ابن نجيّة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم ذا شيبه فكأنما أكرم نوحا في قومه وكأنما أكرم الله عز وجل «2» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: قرأت بخط الحسين بن علي النسوي على جزء: لعلي بن الخضر العثماني: قد جاف جنبي عن الرقاد ... خوفا من الموت والمعاد من خاف من سكرة المنايا ... لم يدر ما لذة الرقاد قد بلغ الزرع منتهاه ... لا بد للزرع من حصاد وقال أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: الحسين بن علي أبو عبد الله النسوي الفقيه، حدث بدمشق سنة أربعين وأربعمائة، وبالمعرة عن أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وأبي القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الادريسي، وأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن أبيّ الفراتي كتب عنه

الحسين بن علي ويعرف بكورة

علي بن الخضر بن الحسن العثماني الحاسب، وأبو غانم عبد الرزاق بن عبد الله ابن المحسن التنوخي. توفي أبو عبد الله النسوي في سنة أربع وأربعين وأربعمائة، أو بعدها فإن أبا التمام قاضي بالس سمع منه في بعض شهور هذه السنة «1» . الحسين بن علي ويعرف بكورة وقيل اسمه الحسن، وقد قدمنا ذكره، والصحيح أن اسمه الحسين، كان يتولى الري من قبل صاحب خراسان، فاستأمن إلى المعتضد، فلما صالح المعتضد (140- ظ) هرون بن خمارويه بن أحمد بن طولون على أن سلم إليه حلب والعواصم، ولاها المعتضد ولده المكتفي، وولى فيها المكتفي في أيامه من قبله الحسين بن علي كورة، وإليه تنسب دار كورة داخل باب الجنان «2» . سير إليّ القاضي بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب بخطه ما ذكر لي أنه نقله من خط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة رحمه الله في جزء ذكر فيه ولاة حلب وأمراءها، فنقلته وذكر فيه وقال: ولم تزل حلب في أيدي بني طولون إلى أن ملك هرون بن خمارويه بن أحمد طولون وصالح المعتضد في جمادى الأولى سنة ست وثمانين ومائتين، وقلدها لابنه أبي محمد المنعوت بالمكتفي بالله مضافة إلى ديار مضر وديار بكر، وكان مقامه بالرقة، ووليها في أيام المكتفي وأيام أخيه المقتدر بالله جماعة منهم الحسين بن علي كورة الذي كان يلي الري من قبل صاحب خراسان، واستأمن إلى المعتضد، وإليه تنسب الدار المعروفة بدار كورة بحلب، والحمام المجاور لها. وقرأت بخط أبي منصور هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن الجبراني في تعليق ذكر فيه ولاة حلب، فذكر مثل ما ذكر أبو الحسن بن أبي جرادة، وقد ذكرنا في باب من اسمه الحسن بن علي في ترجمته شيئا من أحواله مختصرا.

الحسين بن علي الفقيه

الحسين بن علي الفقيه حكى عنه عمارة بن (علي) اليمني الشاعر في تاريخ اليمن «1» . (141- و) الحسين بن علي، أبو طالب التميمي النقاش الانطاكي: شاعر محسن متقدم على عصر سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان، روى عنه أبو القاسم علي بن الحسين بن جعفر العلوي، وأبو الحسين الحراني المعروف بالكمدي شيئا من شعره، وذكر له أبو الحسن علي بن حمد بن المطهر الشمشاطي مقاطيع كبيرة في كتابه الموسوم «بالتنزه والابتهاج» وفي كتابه الموسوم «بالأنوار» وفي كتاب «الديرة» » . وقال في كتاب الديرة: دير مارة مروثا، ويعرف بالبيعتين بظاهر حلب في سفح جبل جوشن، مطل على العوجان، وهو نهر قويق، للرجال والنساء قال: أنشدني أبو الحسين الحراني للحسين بن علي الأنطاكي التميمي: يا دير مارة مروثا ... سقيت غيثا مغيثا فأنت جنّة حسن ... قد حزت روضا أثيثا مجمعا في القلالي ... وفي الذرى مبثوثا يهدي النسيم إلى ... سكانه ملبوثا زرناه في فتية ما ... ترى بهم تمكيثا عن الخلاعات حتى ... يقبلوا الصلبوثا وذكر تمام القطعة، وأضربنا عن ذكره لما فيه من الألفاظ المستهجنة وذكر الخلاعة التي ليست بحسنه، وإنما ذكرناها لما فيها من دخول صاحب الترجمة حلب. وأورد له الشمشاطي في كتاب الأنوار أبياتا كتبها إلى أبي حفص عمر بن موسى الكاتب يستدعيه:

يا خليلي الذي تخلل روحي ... بهوى نازح عن الاختلال (141- ظ) إن عندي فدتك نفسي ... غزالا فلك الشمس وجهه والهلال جملة الأمر أنه سلس التكة ... والخلق فاتك بالجمال وشرابا كأنما فرقته لك ... من خدها فتاة الحجال وغناء كأنه فرحة الأنفس ... سرّت بصحة الآمال فاتنا مسرعا فذا يوم ... دجن «1» غريت مزنه بانهمال لا تخلف عني فلست بحي ... إن تخلفت بعد هذي الخصال «2» وقرأت لأبي طالب بيتا حسنا في صفة الدولاب ذكره في كتاب الأنوار وهو: بمشمر في السير إلّا أنه ... يسري فيمنعه السرى أن يبعدا «3» قال الشمشاطي: ويدخل في هذا الباب ما جاء في العروب «4» والأرحية فمن ذلك ما أنشدناه أبو القاسم العلوي لأبي طالب الحسين بن علي الأنطاكي: وابنة بر لم تبن عن زهد ... أضحى بها البحر قريب عهد تعافه وهو زلال الورد ... فليس نحبؤه «5» بصفو الودّ إلا بربط عنده وشد ... لما نضت ملاحق الإفرند واتشحت من الدجى ببرد ... توسّطت سكر صفيح صلد

فأشبهت واسطة في عقد ... مطلة على ركاب الوفد كأنها أم النعام الربد «1» ... عجاجها شيب بينها المرد واجدة بالبر أي وجد ... تذكرت طيب ثراه الجعد (142- و) أيام تغذى بحيا «2» كالشهد ... ولمع برق وحين رعد فهي تعيد أنّة ونئدي «3» ... كما يئن موثق في القدّ لولا امتداد الطنب الممتد ... لشمرت تشمير ذات الجد وصافحت خد الثرى بخد «4» قال الشمشاطي: وأنشدنا أبو القاسم العلوي قال: وأنشدني الأنطاكي من قصيدة: وللماء من حولنا ضّجة ... إذا الماء كافح تلك العروبا حبال تؤلفها حكمة ... فتمحو «5» البحار بها لا السهوبا تقابلنا في قميص الدجى ... إذا الأفق أصبح منه سليبا حيازيمها الدهر منصوبة ... تعانق للماء وفدا غريبا عجبت لها شاحبات الخدو ... دلم يذهب الري عنها الشحوبا إذا ما هممنا بغشيانها ... ركبت لها ولدا أو نسيبا يجاورها كل ساع يرى ... وإن جدّ في السير منها قريبا

خليّ الفؤاد ولكنه ... يحن فيشجي الفؤاد الطروبا «1» وقال: وله أيضا: وزنجية عرفت بالإباق ... فليس لها راحة في الوثاق إذا اضطرب الماء من حولها ... رأيت الحبال بها في تلاق يثور بها قسطل أبيض ... على القوم غير كثيف الرواق (142- ظ) وأبناؤها المرد شيب الرءوس ... وأبناؤها السود بيض التراقي ركبنا إليها غداة الصّبوح ... مطايا تخب كدهم العتاق فظلنا نميت لديها الزّفاق ... الى أن حيينا بموت الزّقاق «2» وقال في كتاب الأنوار أيضا وللحسين بن علي: قالت وقد رحت في ثوب البلى أصلا ... وعدت أمرح في برد الصبى جذلا أزارك الليل شعري فاغتديت به ... مزور اللون أم عوضته بدلا هبك استعرت خماري فاختمرت به ... فمن يعيرك فيه اللهو والغزلا ما اعتضت يا عم من بيض الحجال وقد ... سودت بيضك إلّا الصد والعذلا فقمت في لونها من عتبها خجلا ... وظلت أطلب ظلا للصبى أفلا «3» وقرأت في الحماسة العراقية جمع محمد بن علي العراقي ما أورده فيها للحسين ابن علي الأنطاكي: بأبي والله من طرقا ... كابتسام البرق إذ خفقا زارني وجدا برؤيته ... وملأ قلبي به حرقا زارني طيف الحبيب ... فما زاد أن أغرى بي الأرقا ومما أورده أيضا في الحماسة المذكورة للحسين بن علي المذكور:

الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله بن باز:

طيف ألم به حياه وانصرفا ... ماذا عليه وماذا كان لو وقفا أتى فأهدى إلى هادي الحشا قلقا ... وسالم القلب من حر الهوا شغفا (143- و) يا طيف أروى فقد هيجت لي كمدا ... مدى الليالي وأذكرت الذي سلفا الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله بن باز: أبو عبد الله الموصلي، من أهل الموصل، سمع ببلده أباه عمر، وخطيب الموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي، وأبا الفرج يحيى بن محمود الثقفي ورحل الى بغداد فسمع بها من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وأبي عبد الله المظفر بن أبي نصر البواب وأبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم بن العصار وأبي شاكر عيسى بن أحمد وأبي هاشم الدوشابي، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ثم رحل الى الشام ومصر تاجرا، فسمع في طريقه بحلب من شيخنا أبي الحسن علي بن أبي بكر الهروي ثم عاد الى الموصل، وحدث بها، وتولى دار الحديث المظفرية بها، وأجاز لنا الرواية عنه، وروى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، وأبو البركات بن المستوفي، وأخبرني أبو الفضل عباس بن بزوان الإربلي أنه سأله عن مولده فقال في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بالموصل. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي في كتابه إلينا غير مرة قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج- قراءة عليها- قالت: أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (143- ظ) : لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم

ارحمني إن شئت، اللهم ارزقني إن شئت ليعزم مسألته فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له «1» . قرأت بخط الحسين بن عمر بن باز في مجموع علقه في الأسفار وأجاز لنا الرواية عنه قال: أنشدني الشيخ الامام تقي الدين علي بن أبي بكر الهروي بظاهر مدينة حلب حرسها الله، ونقلتها من ظهر كتاب الوصية الهروية له قال: أنشدني الشيخ الامام العارف، لسان الزمان، وسيد أهل الطريقة علاء الدين عبيد الأعلى علي بن المجري لنفسه بمدينة حلب سنة خمس وتسعين وخمسمائة. من خص بالمدح الصديق فإنني ... أحبو بصالح مدحي الأعداء أهدوا إليّ معائبي فرفضتها ... ونفيت عن أخلاقي الأقذاء وتنافسوا في المكرمات فنلتها ... حتى امتطيت بأخمصي الجوزاء ونقلت من خط ابن باز: وأنشدني أيضا الشيخ علي بن الهروي لنفسه، وأجازه لنا ابن الهروي: إذا ما يسرك «2» يوما سمحت ... فغيرك عندي به أسمح لئن كان في الناس مستقبحا ... ففعلك من قبله أقبح ونقلت من خطه في هذا المجموع: ولبعضهم علقها بحلب حرسها الله: كتبت والكأس في يمناي مترعة ... وأملح الناس يسقينا ويلهينا ونحن في مجلس حل السرور به ... خلوين من ثالث حتى يوافينا (144- و) فكن جواب كتابي والسلم ... فما أراك تلحقنا إلّا مجانينا قال لي رفيقنا أبو الفضل عباس بن بزوان الإربلي: الحسين بن عمر بن نصر ابن الحسن بن سعد المعروف بابن الموصلي، سمع ببلده- يعني الموصل- أباه، وأبا الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، وأبا الفرج الثقفي وغيرهم، وسمع ببغداد من لاحق بن كاره، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة، وعبد الحق بن عبد الخالق

ابن يوسف، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الفراج الدقاق، وأبي عبد الله المظفر ابن أبي نصر البواب، وأبي هاشم الدوشابي، روى لنا عنهم وعن علي بن الهروي، ذكر أنه سمع منه بحلب بعض مصنفاته في اجتيازه الى مصر، وعاد الى الموصل، فتولى دار الحديث المظفرية بها، ولم يزل شيخا ومستمعا الى أن توفي، وكان ثقة حسن الخط والقراءة. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار الحافظ قال: الحسين بن عمر ابن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله، أبو عبد الله المعروف بابن الباز، من أهل الموصل، قدم بغداد شابا طالبا للحديث في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وسمع بها من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وأبي محمد لاحق ابن علي بن كاره، والكاتبة شهدة بنت الآبري وجماعة غيرهم، وكتب بخطه كثيرا من الكتب والأجزاء، وعاد الى الموصل فأقام بها يسمع من شيوخها كالخطيب أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي ومن دونه، ثم قدم علينا بغداد في سنة ستمائة، وسمع من شيوخنا وسمعنا (144- ظ) بقراءته، وسمع بقراءتنا، واصطحبنا في الطلب والتحصيل، وكان ذاهمة حسنة وجد واجتهاد ومحبة لهذا الشأن، ومعرفة لطرف صالح، وسمع منه شيئا وسمع مني شيئا، وكان صدوقا وفاضلا، يخضب بالسواد، وترك الخضاب في آخر عمره. وقال: سألت أبا عبد الله بن باز عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء خامس عشري ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بالموصل، وبلغنا أنه توفي في ليلة السبت مستهل ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة بالموصل «1» (145- و) . أنبأنا الحافظ عبد العظيم المنذري قال: وفي ليلة الثاني من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجل أبو عبد الله الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن باز الموصلي بها، ومولده بها في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، سمع بالموصل من والده ومن أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الخطيب، وسمع ببغداد من أبي محمد لاحق بن علي بن كاره، وأبي

الحسين بن عمر ابو عبد الله المعروف بالقحف:

أحمد أسعد بن يلدرك الجبريلي، وأبي عبد الله المظفر بن أبي نصر البواب، وأبي الحسن عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي، وأبي شاكر عيسي بن أحمد، وأبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم السلمي وفخر النساء شهدة بنت الآبري، وجماعة سواهم. دخل الشام ومصر، وما علمته سمع بمصر ولا حدث بها، والظاهر أنه قدمها للتجارة، وحدث بالموصل واربل، وولي دار الحديث المظفرية بالموصل «1» . الحسين بن عمر ابو عبد الله المعروف بالقحف: وهو الحسن بن علي بن عمر القحف الذي روى عن أبي العلاء بن سليمان، وقد تقدم ذكره، وبعضهم يسميه الحسين. وقد ذكر صديقنا ورفيقنا الحافظ أبو عبد الله بن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام وقال: الحسين بن عمر أبو عبد الله القاص المصري، يعرف بالقحف «2» . هكذا رأيته بخط أبي علي بن البرداني، فلعله غير أبي محمد الحسن بن علي ابن عمر القحف الذي ذكرناه آنفا، والله أعلم. أنبأنا أبو عبد الله بن (145- ظ) النجار قال: قرأت في كتاب أبي علي أحمد ابن محمد بن البرداني بخطه، وقرأته على محمد بن محمد بن الحسن عن أحمد بن المقرب عنه قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن عمر القاص المصري- يعرف بالقحف- من لفظه لنفسه، يرثي القاضي أبا الحسن- يعني- ابن المهتدي. إنما العيش والحياة غرور ... كل حي الى الممات يصير ذهب الأول العزيز من الناس ... ويتلوه في الذهاب الأخير حكم الموت بينهم حكم عدل ... فتساوى غنّيهم والفقير

رحّلتهم عن الديار المنايا ... فحوتهم بعد القصور القبور نزلوا منزلا هم فيه شرع ... لا أمير فيه ولا مأمور وإذا كان غاية الحي موت ... فطويل الحياة عندي قصير كل شيء يفنيه كرّ الليالي ... ليس يبقى إلّا اللطيف الخبير يصدع الدهر فيه للجبل الص ... لد فتهوى أحجاره والصخور لا كبير يهابه حادث الموت ... ولا من يديه ينجو الصغير كم الى كم نلهو ونطمع ... بالعيش وللموت روحة وبكور يسلب المرء من أخيه فلا ... يستطيع دفعا له ولا يستشير فتراه يلفى لديه صريعا ... قد علاه بعد الحراك الفتور كل هذا وعظ لنا غير أنا ... في غرور والخاسر المغرور (146- و) غير أن الفراق صعب على الأ ... حباب مستكره الفراق مرير سيما فرقة بغير اجتماع ... ما توالت أزمانها والدهور قل صبري أبا الحسين وإني ... لجليد على الخطوب صبور فجع المسلمين فيك زمان ... يعتري صفو عيشه تكدير عدموا والدا شفيقا عليهم ... وهو في دينه سراج منير سيد ما جد له الحنم والعلم ... وفيه السداد والتدبير دين خيرّ تقي نقي ذو ... عفاف برّ صبور شكور كاظم راحم شريف عطوف ... بين عينيه للديانه نور كل شيء يستكثر الناس في الد ... نيا قليل في ناظريه يسير صائم قائم إذا جنّ ليل ... ذاكر ربه حيي وقور شهد الله والعباد بأنيّ ... لا كذوب فيه ولا مستعير وأصبنا فيه وأي مصاب ... ور زيناه وهو رزء كبير أيها الراحل الذي سار بالأمس ... ووارته في الصعيد القبور هل تجيب الندا فهذا عليّ ... نجلك السيد الخطيب الستير قائلا كيف بت في منزل ... الوحدة بيت مهدم مهجور وا فؤادي قرح على إثر قرح ... ناصري فيه عبرة وزفير

حرف الميم في آباء الحسين

طال ليلي لما فقدتك حتى ... وقف النجم حائرا لا يغور (146- ظ) وعرتني الهموم والحزن حتى ... ضاق صدري وكاد قلبي يطير وعدمت العزاء والصبر فالن ... ار بقلبي وماء جفني غزير أظلمت بعدك المحاريب إذ أن ... ت لعقر المحراب في الليل نور أتراني أنساك كلّا ولكن ... أنا ما طالت الحياة ذكور كيف أنسى من شخصه ... طول دهري محي فؤادي وناظري مقبور لا هناني من بعدك العيش ... يوما ولا عاد لي يسير السرور أي عيش لموجع القلب باك ... سلبت منه نعمة وحبور ورأى لحظ عينه بحر علم ... وهو في ضيق لحده مأسور ليتني متّ قبل موتك حتى ... لا يراني عند العزاء الحضور معشر المسلمين عوذوا بصبر ... لا يحوز الثواب إلّا الصبور وحرف الغين والفاء والقاف والكاف واللام في آباء الحسين فارغ حرف الميم في آباء الحسين الحسين بن المبارك بن محمد: ابن يحيى بن مسلم الربعي الزبيدي الأصل، البغدادي، أبو عبد الله الحنبلي، أصلة من زبيد من اليمن، وولد ببغداد ونشأ بها وهو أخو شيخنا أبي علي الحسن ابن المبارك، سمع ببغداد أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبا زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر المقدسي، وأبا جعفر محمد بن محمد الطائي، وأبا حامد محمد ابن عبد الرحيم الغرناطي. حدث ببغداد وتوجه منها (147- و) الى الشام، واجتاز بحلب وهو قاصد دمشق في سنة ثلاثين وستمائة، ولم يقم بها أكثر من يوم واحد، ولم نعلم به، لأنه طلب الى دمشق للسماع عليه، فأخفى أمره لئلا يمسك في حلب للسماع، وحدث بها بشيء يسير من حديثه وسار الى دمشق فحدث بها بصحيح البخاري عن أبي الوقت وبشيء كثير غيره، وحضر السماع عليه الملك الأشرف موسى بن الملك العادل أبي

بكر بن أيوب وخلق كثير غيره، وحصل له من الملك الأشرف وغيره جملة حسنة من المال، اتسع بها، ووفى عنه ديونا كانت عليه بعد فقر واملاق، وعاد الى بغداد، فلم يقم بها إلا قليلا ومات. روى عنه أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار وغيره، وأجاز لنا أن نروي عنه ما يرويه، وكان ثقة متدينا صالحا فقيها. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد الزبيدي، وأخبرنا أخوه أبو علي الحسن بن المبارك بمكة شرفها الله، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بحلب قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي قال: حدثنا الليث بن سعد المصري عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجرة النار. أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: الحسين بن المبارك بن (147- ظ) محمد بن يحيى بن مسلم الزبيدي أبو عبد الله، من ساكني باب البصرة، وهو أخو أبي علي الحسن الذي قدمنا ذكره، وهو الاصغر سمع أبا الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي وغيره، وقرأ طرفا صالحا من الفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل وله معرفة حسنة بالأدب، ولديه فضل وافر، كتبت عنه وهو صدوق حسن الطريقة جميل السيرة متدين صالح، سألت أبا عبد الله بن الزبيدي عن مولده فقال في سنة ست- أو سبع- وأربعين وخمسمائة- الشك منه- وسافر الى الشام، وحدث بدمشق بصحيح البخاري عن أبي الوقت مرات، وسمعه منه خلق كثير، وحصل له شيء من الدنيا بعد فقر وضيق حال كان فيه، وعاد الى بغداد فوصلها مريضا، وأقام بها أياما وتوفي يوم الاثنين الثالث

والعشرين من صفر سنة احدى وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور عند أهله «1» . أخبرنا الحافظ عبد العظيم المنذري قال: وفي الثالث والعشرين من صفر- يعني- من سنة احدى وثلاثين وستمائة توفي الشيخ الثقة أبو عبد الله الحسين بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم الربعي، الزبيدي الاصل، البغدادي المولد والدار، الحنبلي، ببغداد، ودفن بمقبرة جامع المنصور. سمع من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي، وأبي جعفر محمد بن محمد الطائي، وأبي حامد الغرناطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وغيرهم، وحدث ببغداد ودمشق وحلب وغيرها من البلاد، ولنا منه إجازة، كتب بها إلينا من بغداد غير (148- و) مرة منها ما هو في سنة احدى وعشرين وستمائة، وكان فقيها حافظا «2» . أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن دهجان البصري ببغداد قال: كان رجل من أهل البصرة قد أودع وديعة عند الحسين الزبيدي، وقال له: اذا بلغ أولادي سلمها إليهم، ولم يعلم بها أحد فاحتاج الحسين إليها فأنفقها وسار الى الشام، وحدث بها وحصل له بالشام ذهب، فعزل الوديعة واتفق أنه قدم بغداد من الشام وهو مريض فقال لولده عمر: في عنقي أمانة أريد أن أنزعها من عنقي وأجعلها في عنقك، فقال: وما هي؟ قال لبني فلان البصري عندي مائتا دينار، وهي هذه لا يعلم بها أحد إلا الله توصلها إليهم، وأخاف أن لا أصح، فتسلمها ابنه منه، ومات الحسين في تلك الليلة، فمضى ولده وسأل عن أولاد ذلك الشخص المودع، فوجد عليهم ديونا قد لزهم الخصوم فيها ولهم آدر قد عزموا على بيعها ووجدهم متودرين من الخصوم فقال لبعض الجيران حين سأل عنهم: إن لهم عندي ذهبا، فاجتمعوا به وسلم إليهم الوديعة فوفوا دينهم، وسلمت أملاكهم. قال لي ابن دهجان: فاجتمعت بابنه وسألته عن ذلك، فشق عليه سؤالي، ثم أخبرني به، قال: وكان الحسين كثيرا ما يدعو اللهم أدّ عني أمانتي، (148- ظ) .

ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه الحسين:

ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه الحسين: الحسين بن محمد بن ابراهيم: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي سمع بتل منّس المسيب بن واضح السلمي التل منسي، روى عنه أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي مؤذن مسجد دمشق. أخبرنا أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم القرشي بالقاهرة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد المولى بن محمد اللبني قال: أخبرنا أبي عبد المولى قال: حدثنا أبو خلف عبد الرحيم بن محمد بن المدبر قال: أخبرنا النقاش، يعني الفقيه أبا اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبو عبد الله الجرجاني، يعني الحسن بن جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي مؤذن مسجد دمشق قال: حدثنا الحسين بن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي «1» . الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس: الحافظ أبو علي النيسابوري الماسرجسي رحل الى الشام، وسمع بحلب من أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري الزاهد، ويحيى بن علي بن محمد الكندي الحلبيين وسمع بدمشق من أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي، وبصيدا من أبي الحسن محمد بن الفتح، وبمصر من عبد العزيز بن أحمد بن الفرج الغافقي، وعلي ابن اسحاق القيسراني (150- و) وأبي عبد السلام عبد الله بن عبد الرحمن الرحبي،

ومحمد بن سفيان، وبتينس من أبي جعفر عمر بن ابراهيم الكلابي، وبنيسابور من أبيه محمد ومن جده أبي العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، وأبي العباس السراج وأبي بكر بن خزيمة. روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو روح (150- ط) ياسين بن سهل بن محمد قال: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن أحمد بن منصور القاضي يقول: قال الحاكم: قد كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على تراجم الرجال لكل واحد منهم ألف جزء، منهم أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة الاصبهاني، وأبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الماسرجسي. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي عثمان الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ أبو علي الماسرجسي سيفنّه «1» عصره في كثرة الكتابة والسماع والرحلة، وأثبت أصحابنا في السماع والأداء ومن بيت الحديث. سمع بنيسابور أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس الثقفي، وأكثر عن جماعتهم، وسمع جده وكان أسند أهل عصره، وأباه وكان من أصحاب مسلم بن الحجاج، ورحل الى العراق سنة إحدى وعشرين، فسمع أبا عبد الله بن مخلد وطبقتهم، ثم خرج الى الشام فكتب عن أصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، ثم دخل مصر وأكثر المقام بها، وسمع أصحاب المزني وأقرانهم، وصنف المسند الكبير في ألف وثلاثمائة جزء مهذبا بالعلل، وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظ

حديث الزهري مثل الماء، وصنف المغازي والقبائل، وكان عارفا بها، وصف أكثر المشايخ والأبواب، وخرّج على كتاب البخاري ومسلم في الصحيح، ولم يبلغ وقت الحاجة إليه، نظرت أنا له في الزهري (151- و) وفي الفوائد ومقدار مائة وخمسين جزءا من المسند، وأدركته المنية رضي الله عنه، قبل الحاجة الى إسناده، توفي رحمه الله يوم الثلاثاء التاسع من رجب وقت الظهر، ودفن يوم الاربعاء العاشر منه بعد العصر من سنة خمس وستين وثلاثمائة، شهدت جنازته، وصلى عليه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي ابن أخيه في ميدان الحسين، ودفن بداره وهو ابن ثمان وستين سنة، فان مولده كان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن علم كثير بدفنه. وزاد غير زاهر بن طاهر عن البيهقي عن الحاكم قال: وشيخنا أبو علي سمع بنيسابور من جده أبي العباس، وأبي بكر بن اسحاق وأقرانهما، ثم دخل العراقين والحجاز ومصر والشام، وانصرف على طريق الأهواز، وجوّد عن مشايخ عصره في هذه الديار، وجمع حديث الزهري حتى زاد فيه على محمد بن يحيى وكان محمد بن يحيى يعرف بالزهري، فصار الماسرجسي الزهري الصغير، ثم أفنى عمره في جمع المسند الكبير، وعندي أنه لم يصنف في الاسلام أكبر منه، فإنه وقع بخطه في ألف وثلاثمائة جزء، وقد قلت على التحقيق إنه يقع بخطوط الوراقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، فإن أبا محمد بن زياد العدل عقد له مجلسا لقراءته على الوجه، وكان مسند أبي بكر الصديق بخط الحسين في بضعة عشر جزءا بعلله وشواهده، فكتبه الوراقون في نيف وستين جزءا. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال (151- ظ) الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس أبو علي النيسابوري الحافظ الماسرجسي، له رحلة الى الشام ومصر والعراق، سمع فيها أبا الحسين الرازي بدمشق، وأبا الحسن محمد بن الفتح بصيدا، وأبا عبد السلام عبد الله بن عبد الرحمن الرحبي، وعلي بن اسحاق القيسراني، ومحمد بن سفيان، وعبد العزيز بن أحمد بن الفرج الغافقي بمصر، وأبا حفص عمر بن ابراهيم الكلابي بتنيس، وسمع بخراسان أباه وجده أبا العباس أحمد بن

الحسين بن محمد بن احمد أبو عبد الله العينزربي:

محمد الماسرجسي وابا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن السلمي «1» . الحسين بن محمد بن احمد أبو عبد الله العينزربي: أصله من عين زربة بلدة بالثغور الشامية، قد ذكرناها في مقدمة كتابنا «2» هذا، ونزل دمشق وأظن أنه خرج من عين زربة حين استولى عليها الكفار، حكى عن أبي بكر بن أحمد بن علي الحبال الحلبي، حكى عنه أبو الحسن علي بن محمد الحنائي. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا علي بن الحسن الدمشقي قال: قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد العينزربي يقول: سمعت أبا علي أحمد بن علي الحبال الصوفي يقول: دخلت على سيف الدولة فقال: من أين المطعم؟ فقلت: لو كان من أين فني. قال الحافظ: الحسين بن محمد بن أحمد أبو عبد الله بن العينزربي، حكى عن أبي بكر أحمد بن علي الحبال حكى عنه علي الحنائي. وقال الحافظ: قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي (152- و) مات أبو عبد الله العينزربي في يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شوال سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة «3» . الحسين بن محمد بن أحمد الانصاري: أبو عبد الله الحلبي البزاز الشاهد المعروف بابن المنيقير حدث عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري، روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعت السمرقندي، والفقيه أبو الفتح نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسي، وأبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد النهاوندي المعروف بمدّوس، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري المؤذن، ونجا بن أحمد العطار، وأبو الفتح محمد بن الحسين بن محمد الأسد أبا ذي، وأبو القاسم

ابن أبي العلاء، وعبد العزيز الكتاني، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم الشيرازي، وأبو البركات ابراهيم بن الحسن بن محمد بن طلحة الصيداوي المقرئ، وأبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني بها، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري بحلب قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد بن سلمان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعت السمرقندي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي «1» قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروزباري الصوفي بصور قال: حدثنا أبو عبد الله (152- ظ) محمد بن مخلد الدوري قال: حدثنا أبو حذافة أحمد ابن اسماعيل السهمي قال: حدثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا سهم في الاسلام لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه وثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأما المنجيات فخشية الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى والحكم بالعدل عند الغضب والرضا، والمهلكات شح مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد ابن الحسين الشيروي- قراءة عليه بنيسابور وأنا حاضر- قال: حدثنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني يقول: سمعت الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي بدمشق، ح. وأخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية بحران، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الزركشي، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغداديان بحلب قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي البطي

الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين:

قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن الأشعث السمرقندي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري قال: سمعت أبا صالح عبد الله بن صالح الصوفي يقول: رؤي بعض أصحاب الحديث في المنام (153- و) فقيل له ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قال: بأي شيء؟ قال: بصلاتي في كتبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو نصر محمد بن الشيرازي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسين بن محمد بن أحمد أبو عبد الله الأنصاري الحلبي الشاهد البزاز، المعروف بابن المنيقير، سكن دمشق وحدث بها عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري الصوفي، روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن ابراهيم وأبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري المؤذن، ونجا بن أحمد، وعبد العزيز الكتاني، وأبو الفتح محمد بن الحسن بن محمد الأسد أباذي، وأبو القاسم بن أبي العلاء. وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: حدثني نجا بن أحمد العطار قال: توفي أبو عبد الله الحسين بن محمد الحلبي البزاز في سنة ست وثلاثين وأربعمائة، حدث عن أبي عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري الصوفي، وذكر الحداد أنه ثقة مأمون شاهد «1» . الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين: أبو محمد النيسابوري الواعظ، سمع بمعرة النعمان أبا العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان، وأبا علي الحسن بن علي بن عنبسة الكفرطابي، وأبا علي المهذب بن علي بن المهذب التنوخي المعري، وبدمشق أبا الحسن بن السمسار، وبنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبا حازم عمر بن أحمد (153- ظ) بن ابراهيم بن عبدويه النيسابوري، وروى عن أبي الحسن العتيقي، وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي بكر محمد بن عبد الله الفارسي، والقاضي أبي محمد عبد الوهاب

ابن علي بن نصر البغدادي ومحمد بن الحسين بن خلف البغدادي، وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي، وأبي سعد محمد بن أحمد العميدي، وأبي الحسن عليّ ابن محمد بن ابراهيم المقرئ، وأبي علي الحسن بن عدي بن محمد الأديب الفقيه، وأبي منصور عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي وأبي سهل سعيد بن عبد العزيز النيلي، والحافظ أبي عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن وأبي عبد الله الحسين بن محمد ابن أحمد الأنصاري المعروف بابن المنيقير الحلبي. روى عنه أبو الحسن علي بن المؤمل بن غسان الكاتب المصري وأبو الفتيان عمر ابن أبي الحسن الرواسي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحطاب الرازي. أخبرنا يونس بن خليل وأبو ... «1» بن عزون قالا: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ، وأبي أحمد بن ابراهيم ابن أحمد الرازي الفقيه بمصر قالا: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مروان قال: حدثنا الحسن بن خلف قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى قال: حدثنا ابن عياش قال: حدثنا الأوزاعي وسعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن واذنها الصمت «2» . أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المؤمل بن غسان المصري قال: حدثنا أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ بمصر قال: أنشدنا أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان لنفسه: نوائب إن حلت تجلت سريعة ... وإما توالت في الزمان تولّت ودنياك إن قلّت أقالت وإن ... قلت فمن قلت في الدين لحتّ وعلّت غلت وأغالت ثم غالت وأوحشت ... وجشت وجاشت واستمالت وملت

الحسين بن محمد بن أسعد بن حليم الحنفي:

وصلّت بنيران وصلّت سيوفها ... وسلت حساما من أذاة وسلّت (154- و) ازالت وزالت بالفتى من مقامه ... وحلّت فلما أحكم العقد حلّت أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الواعظ أبو محمد من أهل نيسابور، كان واعظا سمع ببلده أبا طاهر محمد بن محمد محمش الزيادي وحدث عنه بشيء يسير، ورد بغداد إن شاء الله، ثم خرج منها الى مصر، وحدث بها عن ابن محمش، كتب عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي وقال: أخبرنا أبو محمد الواعظ بمصر في تاج الجوامع، وروى حديثا عن الصحيفة لهمام بن منبه، وهو في معجم شيوخ الرواسي. أخبرنا يونس بن خليل بن عبد الله، وأبو ... «1» بن عزون قالا: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الحطاب الرازي قال: أبو محمد الحسين محمد بن أحمد النيسابوري الواعظ، كان يكتب الى أن توفي، وسمع معنا على محدثي مصر، وقد أدرك بخراسان أبا عبد الرحمن السّلمي وطبقته، وبالشام علي بن موسى بن السمسار وغيره، وكان من رفقاء أبي بدمشق في طلب الحديث، وعندي عنه جزء من فوائد أبي عبد الله بن مروان سمعت عليه وعلى والدي، وكانا قد سمعاه معا على ابن السمسار الدمشقي بها. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ الدمشقي قال: الحسين بن محمد بن أحمد، أبو محمد النيسابوري الواعظ سمع بدمشق أبا الحسن (154- ظ) ابن السمسار، وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين الصوفي بنيسابور، وأبا الحسن العتيقي روى عنه أبو عبد الله بن الحطاب. الحسين بن محمد بن أسعد بن حليم الحنفي: الفقيه المعروف بالنجم، قرأ الادب على ملك النحاة أبي نزار والفقه على أبيه محمد بن أسعد وسمع منه ومن الامير مجد الدين محمد بن محمد بن نوشتكين المعروف بابن الداية بحلب، وولي التدريس بالمدرسة المعروفة بالحدادين بحلب،

الحسين بن محمد بن الياس البالسي:

وله تصانيف في الفقه، شرح الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، وفرغ من تصنيفه بمكة حرسها الله، وله كتاب الفتاوى والواقعات وكان فقيها عالما فاضلا متدينا. سمعت القاضي الخطيب عماد الدين عبد الكريم بن شيخنا أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني يقول: أخبرني القاضي شرف الدين الموصلي قال: حضر نجم الدين بن الحليم يوما عند نور الدين محمود بن زنكي، فأخرج خاتما من يده، وكان فيه لوزات ذهب، فقال له: يجوز لبس هذا؟ قال: فدفع بيده في صدر نور الدين، وقال تتحرج في لبس هذا الخاتم وفيه مقدار يسير من الذهب لا يبلغ وزنه ثمن مثقال أو أقل، ويحمل الى خزانتك كل يوم من المال الحرام كذا كذا ألف درهم! فقال له نور الدين: كيف تقول هذا ومن أين يحمل الى خزانتي من المال الحرام ما تقول؟ فقال يحمل اليك من مؤونة النقل كذا، ومن مؤونة الدواب ومن مؤونة كذا ومؤونة كذا، وكل هذه أموال حرام، قال: فاستدعى نور الدين صاحب (155- و) ديوانه وسأله عن ذلك، فقال: نعم هو صحيح، وهذا قد جرت عادة الملوك به، فقال نور الدين: لا حاجة لي فيه وأمر بتبطيله. الحسين بن محمد بن الياس البالسي: روى عن أبي عثمان سعيد بن يحيى بن حمامة الطرسوسي. الحسين بن محمد بن الحسين بن صالح: ابن اسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي، أبو عبد الله بن أبي بكر ابن أبي عبد الله الحلبي، محدث بن محدث بن محدث، من بيت العلم والحديث، انتقل أبوه وجده الى حلب وبهم يعرف درب السبيعي بحلب، وقد ذكرنا جده الحسين بن صالح وابن عم أبيه الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ وسنذكر أباه الحافظ أبا بكر في المحمدين إن شاء الله تعالى. حدث أبو عبد الله عن أبيه أبي بكر محمد بن الحسين الحافظ، وأبي علي الحسن بن علي التنوخي المعروف بابن النقوذي، قاضي جبلة، وعبد الله بن الحسن ابن أبي الأصبغ القاضي التنوخي، روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي.

الحسين بن محمد بن الحسين:

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا التنوخي- يعني- علي بن المحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن صالح السبيعي الحلبي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي التنوخي المعروف بابن النقوذي، قاضي جبلة بها، قال: حدثنا أحمد بن خليد بن يزيد عن عبد الله الكندي بحلب. وأخبرني علي بن أحمد الرزاز، (155- ظ) قال: أخبرنا علي بن أحمد بن علي الوراق المصيصي قال: حدثنا أحمد بن خليد الكندي قال: حدثنا يوسف بن يونس الأفطس، زاد السبيعي: أبو يعقوب، ثم اتفقا قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا- وقال المصيصي: بعبد- من عبيده فيوقف بين يديه فيسأله عن حاجته كما يسأله عن ماله. قال الخطيب هذا الحديث غريب جدا لا أعلمه يروى إلّا بهذا الاسناد، تفرد به أحمد بن خليد. وقال الخطيب: الحسين بن محمد بن الحسين بن صالح أبو عبد الله السبيعي الحلبي، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، وعن عبد الله بن الحسن بن أبي الأصبغ القاضي التنوخي، والحسن بن علي المعروف بابن النقوذي، حدثنا عنه علي بن المحسن التنوخي، وقال: قال لي التنوخي: قدم الحسين بن محمد السبيعي علينا بغداد في سنة احدى وسبعين وثلاثمائة، وسمعته يقول: ولدت بحلب في شوال سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وأول ما كتبت الحديث في سنة ست وعشرين أو سبع وعشرين: قال: وولد أبي في الكوفة وانتقل الى حلب فولدت له بها، قال التنوخي: ورجع الى حلب فمات بها.» . الحسين بن محمد بن الحسين: أبو عبد الله الضراب الصوري النحوي، قدم حلب سنة سبعين وثلاثمائة، وقرأ بها على الاستاذ أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي، وحدث

الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المعري الطرسوسي:

عن عمر بن علي ويوسف الميانجي، روى عنه الحافظ (156- و) أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ البخاري. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي، وأجازه لي، قال: ذكر لي عبد السلام أن أبا عبد الله النحوي توفي سنة أربع عشرة، وأنه كان في وقته نحوي البلد ومدرسه، وكانت له حال واسعة حسنة، ومذهبه حسن في السنة. وقال لي عبد السلام حدثنا أنه حج فدخل على رجل يقرئ، فأبي أن يأخذ عليه وكذلك في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث، فتقدم اليه وقال: ان كنت تقرىء لله فخذ عليّ وإن كنت تقرىء للدنيا فمعي ما أعطيك، فأذن له فلما قرأ الفاتحة فسّرها له وذكر ما فيها من الإعراب، فقام الشيخ من مكانه وجلس بين يديه وقال: أنت أحق مني بهذا الموضع، أو كما قال. وقال الحافظ أبو القاسم: الحسين بن محمد بن الحسين أبو عبد الله الصوري الضراب النحوي، حدث عن يوسف الميانجي وأبي حفص عمر بن علي، روى عنه أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري الحافظ «1» . قلت: عبد السلام الذي حكى عنه غيث بن علي الأرمنازي يغلب على ظني أنه ولده عبد السلام بن غيث والله أعلم. الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المعري الطرسوسي: أبو عبد الله، حدث بطرسوس عن أبي بكر محمد بن سفيان صاحب المزني، ويونس بن عبد الأعلى الصدفي، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ (156- ظ) . الحسين بن محمد بن الحسين: ابن علي بن محمد بن عبد الصمد الدئلي، أبو اسماعيل الأصفهاني، الوزير، حفيد أبي اسماعيل الحسين بن علي الطغرائي قدمنا ذكره، ووالد الوزير نظام الدين محمد بن الحسين وزير الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، كان

كاتبا حسن الكتابة، وينظم الشعر، وتولى الوزارة بمدينة إربل في عهد الأمير مجاهد الدين قابماز بن عبد الله، مولى الأمير زين الدين علي بن بكتكين، ثم عزل عن الوزارة، وتوجه الى حلب فتوفي بها. روى عن أبيه شيئا من شعر جده أبي اسماعيل المنشئ، روى عنه ابنه نظام الدين أبو المؤيد محمد بن الحسين، والبديع يوسف بن القاسم الاصطرلابي. أخبرنا أبو علي حسن بن اسماعيل القيلوي قال: أنشدني نظام الدين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي قال: أنشدني أبي الحسين بن محمد قال: أنشدني أبي محمد بن الحسين قال: أنشدني أبي أبو اسماعيل الطغرائي لنفسه، وقد تقدمت في ترجمته: ويا جيرتي بالجزع جسمي بعدكم ... نحيل وطرفي بالسهاد كحيل عهدت بكم عصر الشبيبة غضة ... فخان وخنتم والوفاء قليل وأودعتكم قلبي فلما طلبته مطلتم ... وشر الغارمين مطول فإن عدتم يوما تريدون مهجتي ... تمنعت إلّا أن يقام كفيل قرأت بخط أبي البركات المبارك بن أحمد المستوفي- وأجازه لنا، وأخبرنا به أبو البركات المبارك بن أبي بكر بن حمدان سماعا عنه- قال: حدثني البديع يوسف بن القاسم (157- و) الاصطرلابي قال: كنت أعمل صنعة بدار أبي اسماعيل الحسين بن محمد سنة سبعين وخمسمائة وعنده أبو اسحاق ابراهيم بن محمد المشرف الإربلي، فعلا شيء من الدخان، فتأذى به أبو اسحاق، وكانت عينه الصحيحة مريضة، فنهض خارجا، وحضر الوزير أبو اسماعيل وطلبه، فأخبرته القصة، فأنفذ في طلبه، فكتب اليه: لولا الدخان لما فارقت ... مجلسكم فإنه مجلس الانعام والجود فكتب اليه الوزير أبو اسماعيل يداعبه ويستدعيه: ذاك الدخان الذي شاهدت بدده ... يد الشمال جهارا أي تبديد فاحضر لنعتاض عنه مع مروّقة ... يا سيدي بدخان الند والعود

الحسين بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان:

قال لي أبو البركات بن أبي بكر بن حمدان: قال لي أبو البركات بن المستوفي: أخبرني ولده محمود بن الوزير أبي اسماعيل أن والده توفي بحلب في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ونقلت ذلك من خط ابن المستوفي، ولنا منه اجازة. الحسين بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان: أبو القاسم القيسي المصري الحافظ، المعروف بمأمون، دخل طرسوس، واجتمع بها مع أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن ابراهيم مربع الحافظ وجماعة من العلماء، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة «1» .... حدث عن محمد بن هشام بن أبي خيره السدوسي بمسنده، وعن يحيى بن معين (157- ظ) وابراهيم بن علي بن عبد الجبار الأزدي، وعيسى بن حماد زغبة والمزني صاحب الشافعي، وسلمة بن شبيب. روى عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو حفص عمر بن عيسى الدينوري، وأبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ، وأبو طهر بن أبي حرب البلخي، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد الثقفي. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزجانيه قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن محمد داود المصري مأمون قال: حدثنا عيسى بن حماد زغبة قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما صاحبة: مسلم قتل كافرا، ثم سدد المسلم وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن:

غبار في سبيل الله، وقيح جهنم، ولا يجتمعان في جوف مؤمن: الايمان والحسد. لم يروه عن ابن عجلان إلّا الليث «1» . أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو مسلم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء- قالت إجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا الحسين (158- و) بن محمد بن داوود مأمون المصري- بمصر- قال: حدثنا محمد ابن هشام بن أبي خبرة قال: حدثنا بكر بن عبد الله الليثي، قال: حدثنا روح ابن القاسم عن عبد الله بن عمارة بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خير ثيابكم البياض فألبسوه أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم، وإن من خير كحالكم الإثمد يجلي البصر وينبت الشعر «2» . أخبرنا أبو هاشم بن الفضل قال: أخبرنا أبو طاهر بن محمد السنجي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن حمد الدوني قال: أخبرنا أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السني قال: حدثنا الحسين بن محمد مأمون قال: حدثنا محمد بن هشام بن أبي خبرة. وحدثنا عمرو بن علي المقدمي قال: حدثنا حريز بن عثمان عن سلمان بن شمير عن كثير بن مرة الحضرمي أنه قال لابنه: يا بني لا تحدث بالحكمه عند السفهاء فيكذبونك، ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتونك، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تبذله لغير أهله فتجهل، واعلم أن عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد الزينبي- قراءة عليه وأنا أسمع- وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو السعود بن المجلي وغيرهما- اجازة إن لم يكن سماعا منهم أو من أحدهم- قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: سمعت أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: سألت الدارقطني عن الحسين بن محمد مأمون أبي القاسم القيسي بمصر، فقال: ثقة. (158- ظ)

الحسين بن محمد بن صالح

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به أبو القاسم بن رواحة وابن الطفيل عنه، قال: قرأت- يعني- على الحسن بن بركات القرشي الخشوعي وعبد الكريم بن حمزة، ح. وأنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر الحافظ البخاري قال: مأمون المصري اسمه الحسين بن محمد بن داود القيسي، ومأمون لقب، حدث عن المزني وغيره. أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق قال: أخبرنا أبو سهل بن أبي الفرج قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيروية قال: أخبرنا أبو بكر البيع قال: أخبرنا أبو غانم بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي في كتاب الألقاب قال: مأمون الحسين بن محمد بن داود بن سليمان المصري، يكنى أبا القاسم. أخبرنا أبو حفص عمر بن عيسى الدينوري- املاء- ببخارى قال: حدثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن داود بن سليمان المصري، مأمون، قال: حدثنا عيسى بن حماد، فذكره. أخبرني أبو بكر محمد بن عبد العظيم المنذري قال: وكانت وفاة مأمون الحافظ سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وهي من الغرائب المستفادة «1» (159- و) . الحسين بن محمد بن صالح ابن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو عبد الله الهاشمي الصالحي. قرأت بخط القاضي أبي طاهر صالح بن «2» .. الهاشمي في كتاب وقع إليّ في أنساب بني صالح بن علي قال في ذكر الحسين بن محمد بن صالح: وكان أجل أخوته وأعلاهم قدرا، وقد كان المعروف بأحمد المولّد وهو محاصر لأهل حلب في فتنة المستعين جعله سفيرا بينه وبينهم، وداخلا بالصلح، فلم يجبه أهل حلب

الحسين بن محمد بن الصقر

إلى ما أراد فلما بايعوا بعد ذلك للمعتز، وانقضى أمر المستعين، ولاه أحمد جند قنسرين، فأقام مدة يسيرة ثم انصرف الى سليمة «1» . قلت: وكان جده عبد الله بن صالح بن علي قد نزل سلمية، واتخذ فيها الضياع، وأقام فيها، وخط فيها منازله، وبقي أولاده بها بعده إلى حدود الأربعمائة. الحسين بن محمد بن الصقر أبو عبد الله الكاتب المعلثاوي الموصلي، كان أبو محمد بن الصقر عاملا لسيف الدولة بن حمدان على أنطاكية، وكان الحسين هذا أديبا، اجتمع بأبي العباس أحمد بن محمد النامي بحلب، وحكى عنه. روى عنه أبو علي المحسن بن علي التنوخي. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن- اجازة- قال: أخبرني أبي أبو علي قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصقر الكاتب- رجل من أهل معلثايا، وممن (159- ظ) نشأ بالموصل، وكان أبوه عاملا لسيف الدولة على أنطاكية، وهو من أهل الأدب، قال: جرى ذكر أبي الطيب بين يدي أبي العباس النامي المصيصي، فذكر حكاية قد ذكرناها في ترجمة المتنبي. الحسين بن محمد بن عبادة بن البختري الواسطي: رحل وسمع بالرقة هلال بن العلاء الرقي، ودخل الشام فسمع بالمصيصة وافد ابن موسى المصيصي ومحمد بن علي بن كيسان المصيصي، وسمع بأنطاكية أبا عمرو عثمان بن خرزاد الأنطاكي، روى عنه الحافظ سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي. نقلت من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو محمد عبد الرحمن

الحسين بن محمد بن عبد الله بن ابراهيم:

وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان، قال: الحسين بن محمد بن عبادة الواسطي يروي عن أبي عمر هلال بن العلاء القتبي الرقي، وأبي سعيد وافد ابن موسى المصيصي الذارع، وأبي بكر محمد بن علي بن كيسان البصري ثم المصيصي وعثمان بن خرزاد الأنطاكي، روى عنه سعيد بن عثمان بن السكن البغدادي الحافظ، وعبادة بفتح العين لا شك فيه، رأيته في كتاب عبد الغني بخطه عن سعيد بن السكن مضبوطا وأبوه محمد بن عبادة بن البختري، أبو جعفر العجلي واسطي مشهور بالرواية، روى عن أبي أسامة وطبقته، روى عنه أبو جعفر بن الحضرمي مطين وأسلم ابن سهل الواسطي وآخرون (160- و) وأخوه يحيى بن عبادة، روى عن زيد بن هارون يروى عنه أسلم بن سهل. الحسين بن محمد بن عبد الله بن ابراهيم: أبو يعلى الروذراوري الوزير والد الوزير أبي شجاع محمد بن الحسين وكان صحب الامير أبا كاليجار كرشاسف بن علاء الدولة أبي جعفر محمد بن دسمن صاحب همذان وأصفهان، ونظر في أعماله، وكان ينقاد له في جميع ما يدبره، ويتصرف فيه ثم صحب الامير أبا كاليجار هزارسب بن ينكير بن عياض أمير خوزستان والبصرة وواسط، ودبر بلاده مع سعتها ومجاورة الاعداء لها أحسن تدبير، ثم وزر ببغداد في سنة ستين وأربعمائة بعد عزل أبي نصر بن جهير، فلم تطل مدته وتوفي. وكان بحلب فانني عثرث على دخوله حلب في حكاية وقعت إليّ وعلقتها وشذت عن يدي. قرأت بخط العماد أبي عبد الله محمد بن محمد بن أخي العزيز الكاتب في تاريخ بخطه قال في حوادث سنة ستين وأربعمائة، قال: وفي ليلة الثلاثاء من ذي القعدة، وهي ليلة المهرجان خرج توقيع الخليفة إلى فخر الدولة أبي نصر بن جهير بعزله وذلك بمحضر من قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، ونزل من باب اليسرى وهو

يبكي والعامة تبكي لبكائه، وسار الى نور الدولة دبيس، وكان نازلا بالفلوجة وتقررت الوزارة لأبي يعلى والد الوزير أبي شجاع، وكان قبل ذلك يكتب لهزارسب ابن ينكير، وكوتب، وورد الخبر بوفاته في ساعة وصول فخر الدولة الى القلعة ومرضه وقت عزله «1» . أنشدني أبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي قال: نقلت من (160- ظ) خط أبي الفضل محمد بن عبد الملك بن الهمذاني لأبي يعلى الحسين بن محمد بن عبد الله والد الوزير أبي شجاع من قصيدة في القائم بأمر الله أمير المؤمنين رضوان الله عليه يقول فيها: فحين جد زماني في إساءته ... وقام عندي ببلواه على قدم رحلت عنه بخوف من نوائبه ... حتى نزلت بأمن في حمى الحرم حمى الامام الذي أبقى النبي «2» له ... تراثه فاصطفاه الله للأمم ذاك الذي فرض الرحمن طاعته ... على الخلائق من عرب ومن عجم بيت الرسالة والتنزيل منشؤه ... فهل مزيد على هذا الذي كرم بنوره في الدياجي نهتدي أبدا ... بوجهه السعد يستسقي حيا الديم من دوحة فرعها فوق السماء علا ... وأصلها قدرسا في الأرض عن قدم أبان هدى رسول الله مجتهدا ... حتى غدا الحق صفوا عن أذى التهم فمنذ قام بأمر الله قد حرست ... جوانب الدين والدنيا من الثلم لا زالت الأرض من نعماه ناضرة ... ما اخضر من ورق غصن من السلم ذكر أبو الفضل محمد بن عبد الملك بن الهمذاني في ذيل كتاب الوزراء «3» أن أبا يعلى توفي في ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة «4» .

الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين:

الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين: ابن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الفضل بن جعفر بن الحسين بن أحمد ابن محمد بن أبي مضر زيادة الله بن أبي العباس عبد الله بن أبي إسحاق ابراهيم بن أبي ابراهيم أحمد بن أبي العباس محمد بن أبي عقال الأغلب بن أبي اسحاق ابراهيم ابن أغلب بن سالم بن عقال بن خفاجه بن عباد بن عبد الله بن محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو علي بن أبي عبد الله بن أبي المعالي المعروف بابن الجباب «1» ، والمعروف بالجباب هو جعفر بن الحسين الأغلبي التميمي المصري، من بني زيادة الله «2» آخر ملوك بني الأغلب بالمغرب، وجده أبو المعالي هو المعروف بالقاضي الجليس كان جليسا لخليفة عصره من الفاطميين، ولقب بالجليس، وأبوه يلقب بالقاضي المرتضى، وهو من بيت الملك والرئاسة والتقدم والأدب والعلم والرواية، وهو أخو شيخنا فخر القضاة أبي الفضل أحمد بن محمد هكذا ذكر (171- ظ) لي نسبه ابن عمه أبو المعالي عبد العزيز بن عبد القوي ابن عبد العزيز بن الحسين، وكتبه لي بخطه، سمع أباه وعمه أبا البركات عبد القوي، والشريف أبا محمد يونس بن يحيى بن أبي الحسن والشريف أبا المفاخر سعيد بن الحسين بن محمد المأموني الهاشميين، والحافظ أبا طاهر بن محمد السّلفي، والحافظ أبا محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، وأبا محمد عبد الله بن بري النحوي، وأبا منصور محمد بن أبي المكارم مكرم بن شعبان الشيباني الكرماني القاضي، وأبا عمرو عثمان بن الفرج العبدري، وأبا الفرج بن الدهان، وأبا عبد الله محمد بن اسماعيل بن علي بن محمد بن أبي الضيف اليماني، ولبس خرقة التصوف من جماعة من مشايخ الصوفية، وأجاز له أبو طاهر اسماعيل بن عوف ودخل الى الحجاز واليمن والشام وهاجر الى حلب الى الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ثم اتصل

بخدمة أخيه الملك الأفضل علي بن يوسف بسميساط، ثم بخدمة الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب بحران، ثم عاد الى مصر فتوفي بها، وكان أولا ينوب عن أبيه القاضي المرتضى في ولايته بمصر. روى لنا عنه عمه أبو المعالي بن الجباب، وأبو بكر محمد بن عبد العظيم ابن عبد القوي. حدثنا أبو المعالي عبد العزيز بن عبد القوي بن عبد العزيز بن الجباب بمدينة بلبيس بظاهرها قال: أخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين ابن عبد الله بن الجباب بقراءتي عليه قال: أخبرني الشريف أبو محمد يونس بن يحيى بن أبي الحسن بن أبي البركات الهاشمي تجاه البيت المعظم زاده الله شرفا (172- و) قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، ح. وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن أبي يحيى بن الفضيل الهروي الفضيلي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المنيعي قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني مالك بن أنس عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلّا ظله: امام عادل وشاب نشأ بعبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمسجد اذا خرج منه حتى يعود اليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته ذات حسب وجمال فقال: اني أخاف الله عز وجل، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه «1» . أخبرنا عبد العزيز بن عبد القوي من لفظه قال: أخبرني أبو علي الحسين بن محمد قال: أخبرني الإمام الحافظ بهاء الدين أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله بن الحسن الشافعي بقراءتي عليه قال: أخبرني القاضي

المنتجب أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر ابن النحاس التجيبي قال: أخبرنا أبو الطاهر (172- ظ) أحمد بن محمد بن عمر المديني قال: حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا عبد الله ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله إني لاستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين «1» مرة. قال لي أبو المعالي عبد العزيز بن عبد القوي: أبو علي الحسين بن القاضي المرتضى أبي عبد الله محمد بن القاضي الأمين جليس أمير المؤمنين، أبي المعالي عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الفضل بن جعفر عرف بالجباب وكان من الصالحين وإنما عرف بالجبّاب لأنه كان ناظرا على الجباب التي تصنع للخليفة، وذكر تمام النسب كما ذكرناه، وقال: حدث بمصر، ودخل الشام وحلب، وخدم الملوك، وكان يخف على الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وينوب بين يديه عن والده القاضي المرتضى أبي عبد الله محمد، وهو أكبر أولاد أبيه ودخل الحجاز واليمن، وهاجر الى الملك الظاهر غازي، صاحب حلب في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ثم الى الملك الأفضل نور الدين أخيه بسميساط، وخدم في آخر أمره الملك الأشرف موسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب بحران من بلاد الجزيرة ثم عاد الى مصر، وتوفي بها في السابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وكان مولده رحمه الله في سنة ستين وخمسمائة. وقال لي شيخنا فخر القضاة أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب: أخي أبو علي الحسين (173- و) بن محمد الملقب عز القضاة سمع صحيح مسلم من الشريف أبي المفاخر المأموني، وسمع أبي عمرو عثمان بن الفرج العبدري ومن أبي محمد بن برى، ومن أبي الفرج بن الدهان، وحدث، ودخل دمشق وحلب وحرّان، قال: ومولده سنة ثمان وخمسين وخمسمائة تقريبا، وتوفي رحمه الله بمصر سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد:

أنشدنا الرشيد أبو عبد الله محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري بالقاهرة قال: أنشدنا أبو علي الحسين بن محمد بن الجباب التميمي بمنزله بفسطاط مصر قال: أنشدني أبي لنفسه لغزا في هدهد: ولا بس حلة قوهيه ... يسحب منها فضل أردان نجاه من سطوة سلطانه ... لسان صدق غير خوّان تراه ذا تاج وما قومه ... في حالة أرباب تيجان أربعة أحرفه وهي إن ... حققتها بالعدّ حرفان قال لي محمد بن عبد العظيم: الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله أبو علي بن أبي عبد الله بن أبي المعالي التميمي السعدي الأغلبي المعروف بابن الجبّاب، أخو شيخنا فخر القضاة وأبي الفضل أحمد، سمع من أبيه القاضي المرتضى أبي عبد الله محمد ومن الشريف أبي المغافر سعيد بن الحسين المأموني، ومن أبي عمرو عثمان بن فرج بن سعيد العبدري وتأدب وقال الشعر الحسن وجميع مجاميع (173- ظ) وترسل عن السلطان الملك الكامل الى بلاد الاسماعيلية، وحدث سمعت منه، وسئل عن مولده فقال: في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وتوفي بمصر في سحر السادس عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة. الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد: ابن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب ابن سعيد بن عمرو بن الحصين بن قيس بن (161- و) قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي أبو عبد الله البغدادي المعروف بالبارع ابن الدباس من أولاد القاسم بن عبيد الله بن سليمان الوزير بن الوزير، مقرئ مجود شاعر محسن فاضل أديب، قرأ القرآن على أبي بكر بن الخياط وأبي علي بن البناء وأحمد بن اللحياني، ويوسف الغوري وغيرهم. وروى الحديث عن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك الحربي المقرئ، والقاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة، وأحمد بن محمد بن أحمد البزاز وأبي الجوائز الحسين بن علي

ابن باري الواسطي، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن حسنون، وأبي الحسن علي ابن أحمد الملطي، وأبي القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الاسدي وغيرهم، وكان عارفا باللغة والأدب متميزا فيهما. روى عنه الحافظان أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي وأبو الفرج عبد الرحمن ابن علي الجوزي، وأبو مضر أحمد بن ابراهيم بن عبد العزيز الطبري، وأبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري وأبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد البغداديان وأبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن المندائي الواسطي، والحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل الهاشمي، وحامد بن أبي الفتح المديني وأبو الحسن سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب البغدادي النحوي وغيرهم، ودخل شيزر سنة خمس وثمانين وأربعمائة، ومدح بها عز الدولة نصر بن علي بن منقذ، واجتاز في طريقه بحلب. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: حدثنا أبو سعد (161- ظ) عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الحافظ بدمشق لفظا قال: أخبرنا أبو عبد الله البارع الأديب المقرئ بقراءتي عليه ببغداد قال: أخبرنا أبو علي بن المبارك الحربي قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن ابن المستفاض الفيريابي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن خالد أبو مروان العثماني، ومنصور بن أبي مزاحم قالا: حدثنا ابراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فاذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة «1» .

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد المروزي قال: حدثنا أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد البغدادي بأصبهان، وكتب لي بخطه، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البارع ببغداد قال: حدثني أبو الجوائز الحسن بن علي بن باري الواسطي الكاتب قال: حججت في بعض السنين فبينا أنا في الطواف إذ لمحت جارية لم أر كحسنها، فتعلقها قلبي فسألتها عن اسمها فقالت: نعم وانتسابي الى بني فهم، فلم أزل أستمتع بالنظر اليها مدة (162- و) اقامتنا بمكة، فلما فارقنا مكة لم أدر أي صوب سلكت فقلت: قل للظلوم ألا هلمي لل ... حكم إن أنكرت ظلمي ومن البلية أن يبيت ... حبيب نفسي وهو خصمي أو أن أرى نجمي وقد ... ناديته مغرى برجمي أر كائب الأحباب ليتك ... بالمحصب لم ترمى حقا لقد نعمت ظهورك ... إذ سرت بحدوج نعم خود تصيب سواد قلبي ... وهي للجمرات ترمي وكم التقت أنفاسنا في ... حومة الحجر الأحم عند استلام الركن آونة ... وسحب الدمع تهمي فمحوت ما سطرت ملاثمها ... على عمد بلثمي يا غرة السروات من فهم ... لقد أضللت فهمي أثبت يوم النفر سهمك ... في الفؤاد وطاش سهمي وازداد وجدي بها وكلفي بحبها، فقال لي بعض من آنس به: لو تزوجت يسكن ما بك، فتأبيت ثم ملت الى ما قال رجاء الافاقة، فاستعنت بامرأة على ارتياد امرأة أتزوجها، فجاءتني بعد أيام وقالت: قد حصلت لك امرأة تلائم مرادك حسنا وبيتا، فاستحضرت وليها وتزوجتها، فلما زفت إليّ تأملتها فإذا هي صاحبتي، فقضيت العجب من حسن الاتفاق (162- ظ) . أنشدنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن النجار البغدادي بحلب قال: أنشدنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن علي الماندائي ببغداد

قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس النحوي المعروف بالبارع- بقراءة والدي عليه- يمدح عز الدولة نصر بن منقذ الكناني بشيزر، وذلك في سنة خمس وثمانين: علا الشيب فاستولى على الهزل جدّه ... وأقمر في داج من ألغى رشده وودعني البيض الأوانس والصبا ... عزيز عليّ فقدهن وفقده وفين لسود حلن بيضا فحلن عن ... هواي وهل يصبو إلى الشيء ضده أشرخ الشباب ابن حميدا فإنني ... رزئتك لا أسلم النصل غمده لقد سل منك الشيب أبيض صارما ... على مفرقي يسعى بحقفي فرنده يمينا لجهلي فيك أشهى من النهى ... إليّ مع الشيب الذي جار قصده أقبل حلول الأربعين تسرعت ... طلائعه نحوي وطبّق رفده أرى كل يوم مرّ من عمر الفتى ... إذا ما تقضى أعجز المرء ردّه وكل نعيم ناله في شبابه ... يشاب إذا ما شاب بالصاب شهده فلا نبعدا عهد الشباب إذ الهوى ... عليّ أمير والغواية جنده وإذ مركبي طرف من الجهل جامح ... على الحلم في مضماره ما يصده وإذ صارم الأفراح واللهو منتضى ... على الهمّ في يمناي لم ينب حده (163- و) أروح وأغدو بين كأس وقينة ... وخل ومعشوق الدلال أوده أمامي الهوى يدعو إلى الغي والصبا ... ورائي على الزلات يسحب برده سقى الله يوما لو يحدّ إذا انقضى ... سرور لقلنا ذلك اليوم حدّه سحبنا فضول الربط فيه إلى الصبا ... ندامى صفاء ما يكدر ورده يدير علينا الكأس أهيف مخطف ... إذا ما تثنى أخجل الغصن قده حكى ما حوت يمناه بالطعم ريقه ... وبالفعل عيناه وباللون خده إذا انجاب عنا غيهب السكر فان ... جلى أدار لنا من لحظه ما يمده إلى أن دجا ليل لصدغيه وان ... قضى كبهجته يوم به تمّ سعده فبتنا نرى أن النجوم بكفه تدا ... ر وإن البدر في الحسن عبده طوى الدهر ذاك العيش إلّا إذ كاره ... وهل ذكر ما أبلى الزمان يجدّه

فدعه وعدّ لقول في مدح من خدى «1» ... ركابك من أقصى العراقين قصده أبي المرهف المأمول نصر بن منقذ ... الكناني مجد الدين لا زال مجده إذا تجد الاحسان يملي ثناه على ... خاطر مدح اللئام يكدّه حقيق بعز الدولة المدح إنه ... أتى فيه حقا ليس يمكن جحده فإن أوله مني الثناء فأهله ... وإني وشعري للمقل وجهده ليهن عقيلاتي الكرام صونها ... عن الهون نصر واحد العصر فرده تمنّت جوادا يحمل المدح برهة ... فهذا أو ان أدركت ما توده (163- ظ) ظويت بها الأحياء حتى وردته ... فألقيته كالغيث للناس رفده تفيض يداه بالسماح سجية ... بها كان معروفا أبوه وجده فلا طرف إلّا نحو نعماه طامح ... ولا قلب إلّا كامن فيه وده جزى الله نصرا عن كنانة خير ما ... جزى سيدا للحمد يشريه صمده «2» أتاف بها فخرا على النجم وابتنى ... لها شرفا يبقى وذلك وكده أقام بثغر الشام يحميه بالقنا وقد ... فغرت أفواهها فيه ربده فشاد منار الدين بالعدل والهدى ... وسد الذي أعيى على الخلق سده وساس به الله الأمور فأصبحت ... شوا مسها واستنفذ الهزل جدّه فأضحى الورى في سيرة عمرية ... وأضحى بحمد الله يقرن حمده وأسفر وجه الدهر بعد قطوبه ... وعزّ به الاسلام واشتد عضده أغر كريم الصفح ينسى وعيده ... حياء ولكن نصب عينيه وعده نهاه النهى أن يحمل الضغن قلبه ... له الله مأمونا على الغيظ حقده قلى ما له المحبوب مذ عشق العلى ... فليس لشيء ما خلا الحمد كدّه أرى الشام أضحى في الممالك شامة ... بسيرة سعد الملك أسعد جده جلا بضياء العدل نصر بن منقذ ... دجى الظلم عنه إذ ورى فيه زنده ومنعّه بالبيض تعرى متونها ... وبالبيض تغشى منهم الروع أسده

من آل علي بن المقلد فتية ... بهم حلّه في النائبات وعقده (164- و) جسومهم شتى وأرواحهم معا ... كما ضم شمل الدر في السلك عقده علوا فكنصر والمقلد مرشد ... وسلطان كل في العلى «1» ليس ندّه ومنهم وإن لم يبلغ الحلم شافع ... ألا إن المجد كالشيب مرده أآل علي أي عقد مكارم ... لكم تفخر الدنيا بكم إذ نعدّه وأي ثناء في الزمان وسؤدد لكم ... جلّ حتى ليس يدرك حدّه خلقتم لهذا الأمر حتى كأنما ... وليدكم دست الإماره مهدة وأنتم سداد الثغر للدين جنة ... ببأسكم الاسلام أرهف حده لكم في ذرى العلياء أرفع منزل ... فويق مناط النجم في الأفق بعده فلا زلتم ظلا على الخلق وارفا ... ووارى الذي يبغيكم الشرّ لحده أنشدنا محمد بن محمود بن الحسن قال: أنشدنا أبو الفتح بن أحمد الواسطي قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البارع لنفسه: أللبارق العلوي أنت طروب ... ألا كل نجدي إليّ حبيب تألق وجدا فاستشف به الجوى ... جوانح ما يخبو لهن لهيب فأقصد قلبي بينهن ولم تكن ... سهام الهوى إلّا الكرام تصيب أأحبابنا لا القرب يرجى لديكم ... ولا النفس عنكم بالبعاد تطيب أبى الشوق إلّا أن قلبي لذكركم ... يقلقله بين الضلوع وجيب وأنّ صبا نجد اليكم تهزني ... كما اهتز من مرّ النسيم قضيب (164- ظ) وإني لورقاء الغصون اذا دعت ... هديلا بمرفض الدموع مجيب غنينا معا ثم افترقنا كأنما بنا ... وبكم ريب الزمان لعوب أخبرنا عبد المطلب بن أبي المعالي قال: أنشدنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال: أنشدنا أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري من لفظه، ح.

وأنبأنا أبو الحسن بن المقير قال: كتب إلينا أبو المعمر الأنصاري قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن الدباس البارع لنفسه، وهو مما قاله بالحجاز في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. ذكر الأحباب والوطنا ... والصبى والإلف والسكنا فبكى شجوا وحق له ... مدنف بالشوق حلف ضنا أبعدت مرمى يد رجمت ... من خراسان به اليمنا خلست من بين أضلعه ... بالنوى قلبا له ضمنا من لمشتاق تميله ذات ... سجع ميّلت فننا كلما هاج الهديل لها ... طربا هاجت له شجنا لم تعرض في الحنين بمن ... مسعد إلّا وقال أنا لك أنسي مثل أنسك ... بي فتعالي نبد ما كمنا نتشاكى ما نجّن إذا ... بحت شجوا صحت وا حزنا (165- و) غير أني منك أعذر إن ... عاد سري في الهوى علنا أنا لا أنت البعيد هوى ... أنا لا أنت الغريب هنا أنا فرد يا حمام وها أنت ... والإلف القرين ثنا أسرحا رأد النهار «1» معا ... واسكنا جنح الدجى غصنا وابكيا يا جارتي لما لعبت ... أيدي الفراق بنا واعلما أن قد مللت وأم ... للت من تطوافي المدنا كم ترى أشكوا البعاد وكم ... أندب الأطلال والد منا ذبت حتى لو أخو رمد ... ضمّنى جفناه ما فطنا لو رآني حاسدي لبكى ... رحمة لي أو عليّ حنا لي عين دمعها دررّ خل ... قت أجفانها مزنا وحشا أنفاسه شرر محر ... قات من إليّ دنا

أين قلبي ما صنعت به لا ... أرى صدري له وطنا ما جنى جسمي فعاقبه ... إنما طرفي عليه جنا خان يوم النفر وهو معي ... فأبى أن يصحب البدنا أبه حادي الرفاق حدا ... أم له داعي الفراق عنا أم أصاب البين ما ظهر ... اليوم من شملي وما بطنا ليت أني قد صممت فلم ... أصغ للداعي به أذنا (165- ظ) إن عناني بالمسير فعن ... سير قلبي من حشاي كنا راح بي نضوا وخلفه ... بالهوى في الحي مرتهنا لست بالله أتهم ... في شأنه إلا ثلث منا خلسته لا أبريها عين ... ريم الخيف حين رنا ضمّنا رمي الجمار فما راح ... حتى رحت ممتحنا بينما نقضي مناسكنا ... إذ لقينا دونها الفتنا رفعت سجف القباب ... فلا الفرض أدينا ولا السننا سفرت تلك الوجوه ... فأغشين بالأنوار أعيننا ثم صينت بالأكف سوى ... مقل تستخون الأمنا رشقتنا عن حواجبها ... بسهام تنفذ الجننا فاحتسبنا الاجر في نظر ... آد «1» بالأوزار أظهرنا كم أخي نسك وذي ورع ... جاء يبغي الحج فافتتنا أنصفونا يا بني حسن ... ليس هذا منكم حسنا لم أحلّت محرماتكم ... بالعيون النجل أنفسنا قد سمحنا بالقلوب لكم ... ليس نبغي منكم ثمنا فاغفروها باللحاظ اذا ... شئتم أن تعقروا البدنا نحن وفد الله عندكم ... ما لكم جيرانه ولنا (166- و) لم يجرنا منكم حرم من ... أتاه خائفا أمنا دون هذا ما بنا رمق ... حسبكم ما شفنا وعنا

أنصفونا أو فسابغ ... عدل معين الدين يشملنا ملك حاز العلى وأذ ... لّ العدى واستعبد الزمنا أنشدنا أبو هاشم الصالحي قال: أنشدنا أبو سعد المروزي قال: أنشدني أبو الحسن سعد الله محمد بن علي بن طاهر الدقاق المقرئ من لفظه، وكتب لي بخطه، ح. وأنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الشاهد عن أبي الحسن سعد الله بن محمد المقرئ قال: أنشدني أبو عبد الله البارع لنفسه: إن قلب عاشقنا عندنا نقلبه ... إن شكى نعاتبه أو بكى نعذبه دأبنا نبعده والهوى يقربه ... ليس هجرنا عجب بل رضاه أعجبه والهوى إذ صدق العزم فيه صاحبه ... فالبعاد أقربه والعذاب أعذبه أنشدنا المحب بن محمود البغدادي قال: أنشدنا محمد بن أحمد قاضي واسط قال: أنشدنا أبو عبد الله البارع لنفسه: أميم هل الدهر الذي مر راجع ... لنا بالذي تطوى عليه الصحائف ليالي إذ شملي وشملك والهوى ... جميع ولم يهتف ببينك هاتف وإذ أنت كالشعرى ضياء وبهجة ... وإذ شعري كالليل أسحم واحف «1» ونحن كغصني بانه طلها الندى ... وريحت فلانت بعد منها المعاطف (166- ظ) كلانا إذا ما أينعت ثمر المنى ... له في غراس الحب بالوصل قاطف يود وصالي من أود وصاله ... ويشغف قلبي من أنا له شاغف فلم ليلة بتنا ضجيعين لم أخف ... رقيبا ولم أحفل بما قال قاذف لهوت بخود منك خمصانة الحشا ... تكاد تهي «2» بالخصر منها الروادف وقبلت ثغرا منك عذبا مجاجه ... برودا أمالته إلي السوالف

سكرت فما أدري وللحب سورة ... أبا لراح أم ما ضمنته المراشف وقد لف عطفينا العناق كما لوى ... بعضنا بالبعض للشوق عاطف عففت عن الفحشاء فيها وإنني ... لما دونها من زلة لمقارف الى أن بدا نور من الشرق ساطع ... أضاء سناه فهو للشهب كاسف أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: حدثنا أبو سعد السمعاني قال: سمعت أبا عبد الله حامد بن أبي الفتح المديني يقول: سمعت أبا عبد الله البارع النحوي يقول: ولدت في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة في صفر. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال: قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي قال لي- يعني- البارع، أبا عبد الله بن الدباس: ولدت سنة أربع وأربعين- يعني- وأربعمائة. قرأت بخط قوام الدين، تاج الاسلام عبد الكريم بن أبي بكر بن أبي المظفر. وأخبرنا به أبو هاشم الهاشمي قال: حدثنا عبد الكريم قال: سمعت أبا العباس الخضر بن ثروان (167- و) الفارفي المقرئ مذاكرة ليلا بمرو يقول: دخلت ببغداد على أبي عبد الله البارع الأديب لأقرأ عليه القرآن، فصادفت عنده أضرّاء يقرءون عليه القرآن، ومن عجزه وشيخوخته ينام ويغفل وهم يضربون الحصير بالعصي التي بأيديهم، فقلت: ما تصنعون؟ قالوا: نقرأ على البارع، قلت: وهذا الضرب بالخشب كما يفعل الصوفية حالة الرقص لا قراءة القرآن؟ فقالوا: إنما نفعل هذا لكي لا ينام، قال: فخرجت وتركتهم ولم أقرأ عليه. وقال: أخبرنا عبد الكريم قال: سألت أبا القاسم الدمشقي الحافظ عنه- يعني البارع- فقال: ما كأن به بأسا. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: قرأت بخط أبي الفضل بن شافع قال شيخنا ابن ناصر: البارع فيه تساهل وضعف. وقال ابن النجار: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي

قال: أخبرنا شيخنا الامام أبو عبد الله البارع بكتاب اصلاح المنطق لابن السكيت، بقراءتي عليه من أصل سماعه، بخط أبي الحسن الرزاز قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة- بقراءة أخي أبي الكرم المبارك بن فاخر النحوي عليه في ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة- قال: أخبرنا أبو القاسم بن سويد قال: أخبرنا أبو بكر بن الأنباري قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا ابن رستم قال: أخبرنا ابن السكيت، ونسخة أبي علي بن البناء مجلدتان وفي (167- ظ) آخر الثانية منهما بخطه: قرأ إسناد هذا الكتاب علينا الشيخ الجليل أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا بجميع هذا الكتاب أبو القاسم بن سويد، وذكر إسناده، وسمعت ذلك وأولادي: أبو نصر، وأبو غالب، وأبو عبد الله، وذكر جماعة في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين، فبابن البناء كان اقتداؤه وأثره اتبع في سماع هذا الكتاب، والحق أبلج والباطل لجلج، وعلى الصدق نور، ومن حمله حسده على تكذيب الصادقين فهو أكذب الكاذبين، وفضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، وعند الله يجتمع الخصوم، «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ » «1» . قلت هذا الكلام من ابن الخشاب كأنه رد على طعن طاعن قدح في رواية كتاب إصلاح المنطق بهذا الطريق، وتكلم في صحة إسناد البارع، والظاهر عندي أنه أبو الفضل بن ناصر والله أعلم. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: الحسين بن محمد عبد الوهاب بن أحمد بن محمد ابن الحسن بن عبد الله بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الدباس أبو عبد الله المعروف بالبارع، أديب فاضل حسن المعرفة باللغة والأدب، وكان مقرئا قرأ جماعة عليه القرآن، وكان يسكن البدرية احدى المحال الشرقية (168- و) مما يلي دار الخلافة والشط، سمع أبا علي الحسن بن غالب بن علي بن المبارك المقرئ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة، وجماعة سواهما، روى لنا عنه جماعة من أصحابنا (168- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار- فيما أذن لنا فيه- قال: الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن قاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الحارثي، أبو عبد الله المقرئ، المعروف بالبارع بن الدباس، من أولاد الوزراء والأكابر- هكذا رأيت نسبه بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي- قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي الحسن بن أحمد بن البناء، ويوسف الغوري، وأحمد بن اللحياني وغيرهم، سمع الحديث بإفادة أخيه لأمه المبارك بن فاخر النحوي من القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي وأبي القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، وأبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور وجماعة غيرهم، وقرأ اللغة والادب حتى برع فيهما وقال الشعر الكثير الجيد الجزل، ومدح الأئمة الخلفاء: المقتدي بأمر الله وابنه المستظهر بالله، وابنه المسترشد بالله، وجماعة من الوزراء والكبراء والأمراء وسافر الى العراق، فمدح نظام الملك بزنجان «1» وغيره بأصبهان، ودخل خراسان، ومدح جماعة بمرو وغيرها ودخل بلاد اليمن، ومدح بها، وكذلك الشام، وكان يعاشر الشباب، ويحضر مجالس اللهو والقصف واللذات (170- و) رأيت ذلك بخط يده في ديوان شعره، ثم إنه حسنت طريقته في آخر عمره، وقد جمع له الشيخ أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط طرقا لقراءاته وأسانيد

الحسين بن محمد بن علي:

رواياته في كتاب سماه «الشمس المنيرة في القراءات الشهيرة» سمعناه من القاضي أبي الفتح الواسطي عنه، قرأ عليه القرآن خلق كثير، وأقرأوا عنه، وروى عنه الحديث جماعة من القدماء، وحدثنا عنه أبو الفرج بن الجوزي، وأبو الفتح محمد ابن أحمد بن المندائي قاضي واسط. وقال ابن النجار: قرأت بخط الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس في ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الآخرة من سنة أربع وعشرين وخمسمائة، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب. أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن خسرو البلخي رحمه الله بالري: مات البارع أبو عبد الله بن الدباس يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة، ودفن يوم الاربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة من سنة اربع وعشرين وخمسمائة، وكان قد أضر في آخر عمره. الحسين بن محمد بن علي: أبو العباس الحلبي، روى عن قاسم بن ابراهيم الملطي، روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي هكذا رأيته في إسناد ذكره أبو بكر (170- ظ) الخطيب، ويغلب على ظني أنه الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق أبو العباس، وقد قدم ذكر الجد على الأب، وقد قدمنا ذكره. أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي، وأبو العباس الحسين بن محمد ابن علي الحلبي قالا: حدثنا قاسم بن ابراهيم الملطي قال: حدثنا لوين قال: حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارقى بكل آية درجة ويصعد حتى ينجز ما معه من القرآن، ثم قال له اقبض فيقبض بيده، ثم

الحسين بن محمد بن عمرو بن ابراهيم:

يقال له: هل تدري ما تبذل فإذا في يده اليمنى الخلد وفي الأخرى النعيم «1» . الحسين بن محمد بن عمرو بن ابراهيم: ابن اسحاق بن أحمد بن جعفر الطائي المنجي، أبو الخطاب من أهل منبج، حدث عن يوسف بن القاسم الميانجي، روى عنه الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي- قراءة عليه بمصر وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي- إجازة- قال: أخبرنا الحافظ (171- و) أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري قال: أخبرنا أبو الخطاب الحسين بن محمد بن عمرو بن ابراهيم بن اسحاق بن أحمد بن جعفر الطائي المنبجي قال: حدثنا يوسف بن القاسم الميانجي قال: أخبرنا أبو خليفة قال: أخبرنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو اسحاق قال: سمعت عاصم بن ضمرة يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله، وأوسطه وآخره، وانتهى وتره الى آخره «2» . الحسين بن محمد بن غويث: وقيل ابن غوث أبو عبد الله التنوخي الدمشقي، رحل وسمع بمصر والسواحل وسمع بطرسوس أبا أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، وحدث عنه وعن الحسن ابن عبد الله بن منصور البالسي و ... «3» المزني والعباس بن الوليد البيروتي، ويونس بن عبد الاعلى الصدفي، وابراهيم بن أبي سفيان القيسراني، ومحمد بن عزيز الأيلي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعلي بن عبد العزيز البغوي وبكار ابن قتيبة، وابراهيم بن مرزوق، ويزيد بن سنان البصري، وأحمد بن يحيى

الصوفي وعبد الله بن القداح المصري، وبحر بن نصر الخولاني، والحسن بن نصر المروزي، والربيع بن سليمان، وعبد الرحمن بن الجارود وعبد الله بن القداح المصري، ومالك بن سيف التجيبي. روى عنه أبو بكر المقرئ، وأحمد بن عبد الله البرامي، وأبو الحسين عبد الوهاب الكلابي، والحسن بن منير التنوخي وأبو سليمان بن زبر، وأبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عبد الله بن أبي دجانة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم (174- و) بن أحمد بن الأخوة وصاحبته عين الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: اجازة- قال: أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي وأبو طاهر أحمد بن محمود قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو عبد الله حسين بن محمد بن غوث الدمشقي قال: حدثنا الحسن بن عبد الله البالسي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنيني عن عبد الله بن عمر العمري ومالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا أراد أن يركع رفعهما «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: الحسين بن محمد بن غويث، ويقال غوث، أبو عبد الله التنوخي رحل وسمع وحدث عن المزني ومحمد بن عزيز الأيلي وابراهيم بن أبي سفيان القيسراني، والحسن بن عبد الله بن منصور البالسي، ويزيد بن سنان البصري وعبد الله بن القداح المصري ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن يحيى الصوفي وبحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسن بن نصر المروزي، وعبد الرحمن بن الجارود ومالك بن سيف التجيبي والربيع بن سليمان، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي أمية الطرسوسي، والعباس بن الوليد بن مزيد وبكار بن قتيبة، وابراهيم بن مرزوق.

الحسين بن محمد بن فيره بن حيون:

روى عنه أبو الحسين الرازي، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو سليمان بن زبر وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانه وأبو بكر (174- ظ) بن المقرئ والحسن ابن منير التنوخي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج البرامي. وقال: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: توفي أبو علي الحسين بن غويث ليلة الاحد لعشر بقين من ذي الحجة- يعني- من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، خالفه أبو الحسين الرازي قال: قرأت بخط أبي الحسين نجا ابن أحمد الشاهد- فيما نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق: أبو علي الحسين بن محمد بن غوث التنوخي، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. قال الحافظ: وكان قول أبي سليمان أولى لأنه قيد بالشهر «1» . الحسين بن محمد بن فيره بن حيون: أبو علي السرقسطي المعروف بابن سكّرة الأندلسي الحافظ إمام كبير حافظ فقيه، سمع الحديث ببلاد المغرب، ثم دخل ديار مصر فسمع بالاسكندرية ومصر من شيوخها، ثم حج وسمع بمكة حرسها الله، ثم توجه من الحج الى البصرة، فسمع بها من جماعة من الشيوخ، ثم توجه الى واسط، ثم قدم بغداد وأقام بها خمس سنين يشتغل بالحديث والفقه وتحصيل الفوائد، ثم دخل الشام فسمع فيها وفي طريقه اليها جماعة من الشيوخ، واجتاز بحلب في طريقه أو ببعض عملها، ثم عاد الى المغرب، وتصدر بها، وقصده الناس، واستفادوا منه، وتولى القضاء بمرسيه «2» وشرق الأندلس (175- و) ثم استقال وعزل نفسه، ثم خرج الى الغزو فأدركته الشهادة رحمه الله، وقد استقصى الحافظ أبو عبد الله بن النجار في ترجمته ذكره وتعداد أكثر شيوخه، فاستغنينا بايراد ما ذكره عن ذكر شيوخه، لكنه لم يسند عنه حديثا، فأوردنا شيئا مما وقع الينا من روايته.

أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا الامام الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض قال: حدثنا القاضي الشهيد أبو علي بقراءتي عليه قلت له: حدثكم أبو الحسين بن عبد الجبار وأبو الفضل أحمد بن خيرون قالا: حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد عن أبي علي الحسن بن محمد السنجي عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن سورة الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يوسف عن ابن ثوبان- هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- عن حسان ابن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغوا غني ولو آية، وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار «1» . أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو محمد الأندلسي عن أبي الفضل بن موسى اليحصبي قال: حدثنا القاضي الشهيد- يعني- أبا علي ابن سكّرة (175- ظ) سماعا من لفظه قال: أخبرنا العذري أبو العباس قال: أخبرنا أبو ذر الهروي قال: سمعت أبا زرعة عبيد الله بن عثمان يقول: سمعت أبا بكر النقاش يدعو بهذا الدعاء، اذا فرغنا وانصرفنا: عمر الله قلوبكم بذكره وألسنتكم بشكره وجوارحكم بخدمته، ولا جعل على قلوبكم ربانية لأحد من خليقته. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال: الحسين بن محمد بن فيّرة ابن حيون أبو علي الصدفي المعروف بابن سكرة، من أهل سرقسطه من بلاد الأندلس، قرأ بها القرآن على أبي علي الحسن بن محمد بن مبشر المقرئ المعروف بابن الامام، صاحب أبي عمرو الداني، وسمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن اسماعيل بن محمد بن فورتش، وأبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن الصراف امام الجامع بها، وجال في الاندلس فسمع ببلنسية أبا

العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري وبالمريّة «1» أبا عبد الله محمد بن سعدون ابن بلال، وبالمهدية «2» أبا محمد سلمان بن العباس بن سليمان القروي، ثم دخل ديار مصر فسمع بالاسكندرية أبا العباس أحمد بن ابراهيم الرازي، وأبا جعفر أحمد بن يحيى بن علي بن الجارود المصري، وأبا محمد عبد الله بن الحسن بن مسلّم الصقلي المقرئ وبمصر أبا اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، وأبا الحسن علي بن الحسن الخلعي، وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن داود الفارسي وبتنيس أبا القاسم عبد المحسن بن عثمان بن غانم الشافعي وحج وسمع بمكة (176- و) أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري، وأبا بكر الطرطوشي، وتوجه الى البصرة وسمع بها أبا يعلى المالكي، وأبا القاسم عبد الملك بن خلف بن شغبة الحافظ، وجعفر بن محمد العباداني، وأبا الفرج محمد بن عبيد الله قاضي البصرة، وأبا العباس أحمد ابن محمد الجرجاني، وسمع بواسط أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن شاندة الأصبهاني، وأبا الحسن علي بن محمد بن المغازلي، وأبا عبد الله محمدا، وأبا الفضل محمدا بنى محمد بن علي بن عبيد الله بن علي بن السوادي ودخل بغداد في منتصف جمادى الآخرى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، فأقام بها مدة بها خمس سنين حتى علق عن أبي بكر الشاشي الفقيه الشافعي تعليقته الكبرى في مسائل الخلاف وتفقه عليه، وسمع الحديث الكثير من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد ابن علي الزينبي وأبي الغنائم محمد بن علي عثمان وأبي الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبي عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، وأبي الحسن علي بن محمد بن الخطيب الأنباري، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبي عبد الله الحسن بن محمد بن طلحة، وأبي سعد أحمد بن علي بن تحريش القزاز، وأبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبي الغنائم حمزة بن محمد بن الحسن الزبيري، وأبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، وأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي، وأخيه أبي غالب محمد بن الحسن، وأبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث (176- ظ)

السمرقندي، وأبي طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ، وأبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي، وأبي المعالي ثابت بن بندار البقال، وأبوي عبد الله الحسين بن أحمد ابن ايوب العكبري، والحسين بن علي بن التستري، وأبي يعلى محمد بن أحمد الأنصاري، وأبي الوفاء محمد بن عبد السلام بن عفان الواعظ، وأبي محمد عبد الله بن جابر بن ياسين، وأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، وخلق كثير غيرهم، وحصل الكتب والفوائد، ثم إنه دخل الشام في سنة تسع وثمانين، فسمع بها الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي، وأبا المعالي سهل بن بشر الأسفراييني، وأبا اسحاق ابراهيم بن يونس بن محمد بن يونس المقرئ خطيب دمشق، ومقاتل بن مطكود السوسي، وعاد الى بلاد المغرب، فأقام بها، وأخذ الناس عنه علما كثيرا، حدث ببغداد بحديث واحد على ما ذكره في مشيخته، فإنه قال في مشيخته: علي بن هبة الله بن عبد السلام أبو الحسن، بغدادي سمع معنا، أخذت عنه خمسة أحاديث، وأخذ عني حديثا واحدا. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي قال: الحسين بن محمد بن فيره بن جيون أبو علي الصدفي الأندلسي الحافظ الفقيه من أهل سرقسطه «1» رحل وسمع بدمشق نصر بن ابراهيم المقدسي وسهل بن بشر، وابراهيم بن يونس، ومقاتل بن مطكود، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن طاهر التميمي البلخي المعروف بشاهفور، وأبا الغنائم (177- و) ابن أبي عثمان، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري، وعاصم بن الحسن، ومالك بن أحمد البانياسي، وأبا الفضل بن خيرون، وأبا طاهر الباقلاني، وأبا الخطاب بن البطر، وأبا محمد التميمي، وطراد بن محمد الزينبي، وأبا طاهر جعفر بن محمد بن الفضل القرشي العبّاداني، وأبا الفرج محمد بن عبيد الله بن الحسن القاضي، وأبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف، وأبا الفضيل أحمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الفقيه، وبالبصرة أبا القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شغبة، وبواسط أبا المعالي محمد بن عبد السلام بن محمد الواسطي، سمع منه بدمشق أبو القاسم

وأبو محمد ابنا صابر، وخالي القاضي أبو المعالي وأبو الحسن علي بن زيد بن علي «1» . أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي قال: أبو علي حسين بن فيرة بن حيون الصدفي السرقسطي يعرف بابن سكّرة، مولده في نحو أربع وخمسين وأربعمائة بمدينة سرقسطة، قرأ القرآن بها، وسمع من أبي محمد بن فورتش، وأبي الوليد الباجي، وغيرهما وذاكرهما في الفقه، وذكر أن ابتداءه للسماع كان عند الباجي في شوال سنة إحدى وسبعين، ثم خرج عن سرقسطة سنة ثلاث وسبعين فسمع ببلنسية والمرية من جماعة، ولقي جلة من فقهاء الأندلس ورواتها (177- ظ) . أخذ عن أبي العباس العذري ببلنسية وبالمرية ابن المرابط وابن سعدون، وعني بالحديث والضبط وحفظ أسماء الرجال، وكان مع هذا موصوفا بالفضل والدين والعفة والصدق، ثم رحل الى المشرق أول محرم سنة إحدى وثمانين وأربعمائة في البحر، فلقي بمكة أبا عبد الله الطبري وأبا بكر الطرطوشي وسار الى البصرة ولقي أبا يعلى المالكي، وأبا العباس الجرجاني، وأبا القاسم بن شغبة الحافظ، وخرج عنها الى بغداد، فسمع في طريقه بواسط، ودخل بغداد منتصف جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين، فأطال المقام بها خمس سنين كاملة حتى كتب عن الامام أبي بكر الشاشي تعليقته الكبرى في مسائل الخلاف وتفقه عنده، ولازم السماع عند من أدرك بها من جلة البغداديين ولقي بها جماعة من الخراسانيين وغيرهم من الطارئين عليها للحج من أئمة أهل المشرق والقاطنين بها منهم، ثم رحل عنها في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين فسمع بدمشق وغيرها في طريقه من نصر الفقيه وغيره، وحصلت عنده عوالي نفيسة وفوائد جمة، ووصل الى الأندلس في صفر سنة تسعين وأربعمائة، واستقر سكناه بمدينة مرسية، وواظب الجلوس للاسماع والاملاء والرواية، والمذاكرة في مسائل (178- و)

المدونة «1» على طريقة أهل المغرب من المالكية، فرحل الناس للسماع منه من أقطار الأندلس والمغرب. وتوفي على إثر ذلك كنيّه وسميّه أبو علي حسين بن محمد الغساني الحافظ المعروف بالجيّاني، شيخنا وآخر المسندين بقرطبة، وأضبط الناس لكتاب ورواية، فانفرد بعد وفاته بالامامة في الحديث بالأندلس، وكثر الراحلون إليه، وغص مجلسه واستوفت نوب السامعين منه أجزاء نهاره وكثيرا من ليله، وتنافس الناس في الأخذ منه، والحمل عنه، وشارك فيه الأكابر الأصاغر، وكان صابرا على ذلك محتسبا فيه، ولم يزل يزداد على مرّ الأيام معرفة وحفظا وورعا وجلالة ومنزلة من قلوب الناس مع حسن خلقه وتواضعه وجميل عشرته، حتى بذّ ذكره جميع طبقات الأجلاء، وأقرّ بفضله جميع الفضلاء، وبعد صيته من بين العلماء. ثم طلب أهل مرسية وشرق الأندلس من أمير المسلمين أبي الحسن علي بن يوسف بن تاشفين أن يقلده قضاءهم فقلده ذلك في ربيع الآخر سنة خمس وخمسمائة فامتنع منه وخرج الى المرية فارا بنفسه، وترددت اليه كتب أمير المسلمين ورسله، وألزم إشخاصه الى مرسية، وشدد في الأمر فنهض إليها على كره متقلدا قضاءها وقضاء قضاة الشرق بها، فلزم هذا العمل محمود السيرة قائما (178- ظ) بالحق الى أن عزل عن القضاء نفسه، واختفى ووردت كتب السلطان برجوعه الى القضاء وهو يأبى، وبقيت الحال هكذا شهرا، وكتب الطلاب والرحالون كتابا يشكون فيه الى أمير المسلمين حالهم ونفاد نفقاتهم وانقطاع آمالهم فسعى له قاضي الجماعة عند أمير المسلمين وبين له وجه عذره الى أن أسعف رغبته، وظهر للناس. ولما وجه أمير المسلمين الجيوش الى الثغر مع أخيه ابراهيم سنة أربع عشرة، خرج فيمن خرج من المطوعة، فلما جرت على المسلمين الهزيمة المشهورة بقتنده «2» كان فيمن فقد فختم له بالشهادة، وكانت هذه الوقعة بقتنده من ثغر سرقسطة يوم الخميس لست بقين لربيع الاول من السنة المذكورة.

الحسين بن محمد بن مودود:

قال القاضي عياض: ولقد حدثني الفقيه أبو اسحاق ابراهيم بن جعفر أنه قال له: خذ الصحيح فاذكر أي متن شئت منه أذكر لك سنده، أو أي سند أذكر لك متنه. الحسين بن محمد بن مودود: ابن حماد بن داود بن علي بن عبد الله السلمي مولاهم أبو عروبة الحراني الحافظ وليّ قضاء حران وسافر في طلب العلم الى الشام والثغور والحجاز والعراق وفي عبوره من حران الى الشام اجتاز بحلب أو ببعض نواحيها. حدث عن فضاله بن الفضل الكندي، وأبي رفاعة عبد الله بن محمد، والمغيرة ابن عبد الرحمن الحراني، وعلي بن سعيد (179- و) بن شهريار، وعبد الوهاب ابن الضحاك العرضي وعمرو بن هشام الحراني، والمسيب بن واضح السّلمي، وسليمان بن سلمة، ومحمد بن المصفى الحمصي، وسلمة بن «1» وأبي كريب، ومحمد ابن يحيى بن كثير، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وعمرو بن عثمان، وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وجميل بن الحسين، ومحمد بن عوف الحمصي، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني وعبد الرحمن بن عمرو البجلي، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن زياد بن عبد الله بن عيسى، وأبي داوود سليمان بن سيف الحراني، وعلي بن منصور العطار، وأحمد بن بزيع الآدمي، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وعباد بن يعقوب، ومخلد بن مالك وغيرهم. روى عنه الحفاظ: أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبوا بكر: محمد بن ابراهيم بن المقرئ، وأحمد بن محمد بن اسحاق السني. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني قال: أخبرنا أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ قال: أخبرني أبو عروبه قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال:

الحسين بن محمد بن موسى:

حدثنا شبابة بن سوار عن أبي بكر الهذلي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر الجاهليه إلا قصيدة أمية بن أبي الصلت في أهل بدر وقصيدة الأعشى في ذكر عامر وعلقمة «1» (179- ظ) . أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: الحسين بن محمد بن مودود أبو عروبة الحراني كان عارفا بالحديث والرجال، وكان مع ذلك مفتي أهل حران، أشفاني حين سألته عن قوم من رواتهم وذكرت ذلك في ذكر أساميهم «2» (180- و) . الحسين بن محمد بن موسى: أبو علي بن أبي جعفر البطناني الحلبي، وقيل فيه الحسن، والصحيح الحسين، وقد ذكرناه فيمن اسمه الحسن، وقد ذكره أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي في معجم شيوخه فيمن اسمه الحسين، وهو حلبي وينسب الى بطنان قرية من قرى حلب، بينها وبين منبج وإليها يضاف وادي بطنان، وهو وادي بزاعا، وهي الى جانب بزاعا وتعرف ببطنان حبيب. حدث بحلب عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، وأحمد بن محمد بن أبي عقبة الأنصاري، وأبي الوليد الطيالسي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، واسماعيل بن عبد الله بن زرارة العبدري قاضي دمشق. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي، ومحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، ومحمد بن أحمد بن عبد الله بن موسى الرافقي، وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب وأبو جعفر أحمد بن اسحاق بن محمد ابن يزيد الحلبي، وأبو حفص عمر بن أحمد العطار البغدادي. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان، وولده القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو

عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن الموصول الحلبي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله ابن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله بن أبي نمير العابد الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن (180- ظ) الحسين بن صالح السبيعي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن موسى البطناني بحلب سنة تسعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، ح. وأخبرنا يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن ابراهيم ابن طاهر القرشي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن اسحاق بن محمد ابن يزيد الحلبي القاضي قال: حدثنا أبو علي الحسن بن أبي جعفر البطناني بحلب قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي بكر العتكي، واللفظ للسبعي، قال: حدثنا شعبه عن هارون المعلم عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: «فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ » «1» . قال أبو عبد الرحمن: فلقيت هارون المعلم فسألته عن الحديث فحدثنيه كما حدثني شعبة. وهذه القراءة، بضم الراء، من فروخ قرأ بها يعقوب بن اسحاق الحضرمي. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل الأنصاري الحمصي بدمشق ومكرم بن محمد بن حمزه بن أبي الصقر بحلب قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحرستاني قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الحمصي قال: أخبرنا (181- و) أبو بكر أحمد بن عبد الكريم قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقي قال: حدثنا الحسين بن أبي جعفر قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا حاتم بن اسماعيل

الحسين بن محمد الحلبي الأنصاري:

عن ابن أبي أسباط عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وحاتم بن اسماعيل عن ابن أبي أسباط عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس قالا: كان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطبت إليه بعض بناته أتى الخدر فقال: إن فلانا يخطب فلانة، فإن طعنت في الخدر لم يزوجها، وإن لم تطعن في الخدر أنكحها «1» . أخبرنا أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم القرشي المقرئ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد المولى بن محمد بن عبد الله اللخمي قال: أخبرنا أبي أبو محمد عبد المولى قال: أخبرنا أبو خلف عبد الرحيم بن محمد بن المدبّر قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن جعفر بن محمد الجرجاني قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد العطار البغدادي بمصر قال: حدثنا أبو علي الحسين بن جعفر البطناني قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الله بن زرارة قال: حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي قال: حدثنا أبو الحسن العسقلاني عن أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه ركانة قال: صارعت النبي صلى الله عليه وسلم فصرعني. قال ركانة: وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فرق بيننا وبين المشركين لبس العمائم على القلانس «2» (181- ظ) . قرأت في تاريخ الثقات تأليف الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي في الطبقة الرابعة وهم تباع أتباع التابعين قال: حسين بن أبي جعفر البطناني من أهل حلب، كنيته أبو علي، يروي عن أبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن أبي بكر العتكي. حدثني عنه محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني «3» . قلت: سمع أبو بكر السبيعي منه سنة تسعين، فقد توفي بعد ذلك. الحسين بن محمد الحلبي الأنصاري: ويلقب بركة، روى عن يوسف بن أسباط، روى عنه موسى بن محمد الأنطاكي والحسن بن علي المعمري، وأبو محمد عبد الله بن زياد بن خالد بن أبي

الحسين بن محمد أبو يعلى الملطي:

زياد بن أبان بن المغيرة، وأحمد بن عبد الله بن سابور وأبو يعقوب المنجنيقي، والحسن بن علي القاضي، وكان يضع الحديث، وقد ذكرناه في حرف الباء فيمن اسمه بركة لاشتهاره بذلك وغلبته على حسين. الحسين بن محمد أبو يعلى الملطي: حدث بملطيه عن الحسن بن زيد روى عنه جابر بن عبد الله بن المبارك الجلاب الموصلي، وقد سقنا عنه حديثا في ترجمة الحسن بن زيد. الحسين بن محمد أبو القاسم الهبيري: الفزاري الحلبي، من ولد عمر بن هبيرة «1» ومن مذكوري التناء «2» بحلب وأرباب النعم المشهورة بجند قنسرين والعواصم، وأهل بيته يقال لهم الهبيريون، بيت قديم من بيوت حلب ومن (182- و) أهل المروءة والمعروف والتقدم عند الخلفاء والوزراء والملوك، وولوا ولايات بالعراق والشام، وقد ذكر أبو القاسم ذلك في رسالة من رسائله وقفت عليها، وكان أبو القاسم هذا شاعرا مجيدا وكاتبا بليغا وله معرفة تامة باللغة والأدب، وكان بينه وبين أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه مكاتبة ومشاعرة، وله الى الامير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله ابن حمدان رقاع حسنة تشتمل على نثر ونظم، طالعت ذلك في مجلدة وقعت إلي من رسائله. روى عنه أبو عبد الله بن خالويه. قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي بن النخاس المدائني الحلبي في مجموع وهبنيه والدي رحمه الله: حدثنا الشيخ ابو الحسين أحمد بن علي بن عبد الله بن أبي أسامة رحمه الله قال: أملى علينا ابن خالويه قال: كتب أبو القاسم الهبيري الى وكيل له في القرية: إذا قرأت كتابي هذا فاحمل إليّ حنزابا «3» هنديا تختبره وتنتضيه أو قبرسيا تختاره وترتضيه، أبيض عاجيا، أو أسود دجوجيا، فإن لم تجده أسود حالكا، ولا أبيض يققا فليكن موشحا بلقا، ذا خلق مدمج وجنب كنفج،

مبرنس الرأس متوجه، مدبّج الظهر مخرفجه، بادي المنقار مونّفه، زمّجي الوجه مفوّفه، مد ملك الهامة محدرج الحلقوم، مستجاف الحوصلة والبلعوم، رحيب المبرج والمنخرين، (182- ظ) بارز الصماخين، مقلّص الرعثين كأنهما قرطان معلقان أو مصباحان يقدان، أو مدهنتا عقيق، أو وردتا شقيق، ذا عنق أغلب أعنق، وعرف قانىء أفرق، كأن ملكا ألحفه ديباجه وألبسه تاجه، فهو يزفّ عليه مائلا، ويشف ماثلا، تحسبه المريخ إذا طلع، أو الرطب إذا أينع أو سطور جلّنار، أو لهيب النار، أو حماض البراري، فإذا نظر برشم وجمّح من مقلة خدره المحجّج يطرف عن فصوص الياقوت الأحمر ونور الرياض الأزهر، له زور مولع رحيب، وجؤجؤ تارّ غير سليب، وجناح مؤجّد التركيب، مؤزّر الزفّ والانبوب كهيئة الطيلسان، أو رياط العصب اليمان، أو رياض البستان، كأنما حفت قوادمه بقواطع الأقلام أو حواشي الأعلام، أو مصاريب العيدان، أو رخص البنان، وذنب ناشر شايل، وسروال ضاف سائل، وركبه مركبة في ساق درماء كأنها قناة خط صماء أصفر الظنبوب والشراك محسر الصيصة عند العراك شر نبث شوك الرجل، ششن الأصابع كأنها براثن ضبع أو مخالب سبع إن بحث نبث أو ركل ضبث، كأنما ينقر بنيازك الرماح، أو يناضل بنضال القداح، حسن الاشراف والايفاد والزيفان عند السفاد، ولا يكون أشغى ولا أورق، ولا أضجم ولا أجوق ولا أحص الجناح، ولا أبح الصياح، إن صاح خلت جوادا صهل، أو زاف قلت سترا (183- و) سدل يزهي على الطاووس شكلا وحسنا، ويوفي عليه قدرا ووزنا، إن قاتل عترفانا بذّه وفاقه، أو رآه ناظر أعجبه وراقه، يتوقد زغلا وذكاء، ويجري لونه ماء وضياءا حتى إذا انتصب فاخزأل، وصفق فاستقل، وارتاح فأعجب، وصوت فأجلب، وعلا الجدار خاطبا وسبح معلنا، وقام مؤذنا أيقظ الى الصلاة غابقا، وأذكر ناسيا، وبشر بهجة الإصباح وحث على الصبوح، ومعاطاة الأقداح فيعجب ويروق من رآه فيسبح ويقول «فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ » «1» فإذا جئت به ملائما لهذه الهيئة حويت قصب السبق وحققت مخيلة الظن، واستوجبت حسن النظر إن شاء الله. فأجابه الوكيل:

بسم الله الرحمن الرحيم قرات كتابك وفهمت بعضه وأكثره لم أفهمه، والصواب أن تطلب هذه الصفة من ربك فعسى أن يعطيك ديك العرش «إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » «1» . وبخط المدائني تفسير الغريب عن ابن خالويه: الحنزاب: الديك، وتنتضيه: تختاره، أبيض عاجيا: شديد البياض يضرب الى الصفرة، وأسود دجوجيا: شديد السواد، وكذلك الحالك، واليقق: الشديد البياض، والمومج: المفتول الخلق، والكنفج المنتفخ، والمبرنس: كأنه لابس برنس، والمدبج: كأنه لابس ديباج، والمخرفج: السمين المحسن الغذاء، والبادي: الظاهر. قلت: وهذا في رواية ابن خالويه، ووقع إلي في غير هذه الرواية بازي (183- ظ) المنقار، أي شبيه بمنقار البازي. عدنا الى كلام ابن خالويه: مونف: مرتفع، وقوله زمجي الوجه أي شبيه بالزمج «2» ، كما تقول وجه متترك يشبه الأتراك، ومفوفه: فيه سواد وبياض، مدملك: مدور، ومحدرج الحلقوم: أملس، مستجاف الحوصله: واسع، رحيب المبرج: واسع البرج، يعني نظر عينيه، وبارز الصماخين أي ظاهر الأذنين، والرعثان ماتدلى من حنكه ومذابحه، شبهه بقرطين، لأن القرط يقال له الرعثة، وقوله عنق أغلب، يعني غليظ، وأعنق: طويل، وقانىء: شديد الحمرة، والمائل: القائم، والمريخ: نجم، وأينع: نضج، والحماض: نبات أحمر شبه به عرفه، برشم وحمج: أدام النظر، وخدرة: غليظة، والمحجج من الحجاجين وهي عظام المقلة، ويطرف: من فصوص الياقوت: شبه حمرة حدقته بذلك، والزور والجؤجؤ: الصدر، مولع: منقش، والتار: السمين، والمؤجد: الشديد، والزف: الريش، والعصب: ثياب اليمن، والرباط: البيض، وقوادمه: ريشه، والسروال يعني الريش الذي على ساقه شبهه بالسروال، والضافي: السابغ، والدرماء: الكثيرة اللحم، وقناة الخط منسوب الى الخط وهي قرية على شاطىء البحر، والظنبوب: عظم الساق، عند

العراك: يعني القتال، والشرنبث والششن يعني الغليظ، ونبث: أخرج التراب، وخبث: علق، والنيازك: الرماح القصار، وأصله بالفارسية، والايفاد: الاشراف والارتفاع، والأشغى: المختلف المنقار، والأورق الطويل، والأجوق: المعوج، وكذلك الأضجم، والأحص: القليل الريش، وسدل: أسبل، والعترفان: الديك، وبذه: سبقه، وراقه: أعجبه، والرغل. النشاط، واحزأل: ارتفع، وارتاح: نشط، والغابق: الذي يشرب الغبوق، وهو شرب العشي ومعاطاة: مناولة، وناولته وعاطيته واحد. وقد وقع إلي في بعض مطالعاتي هذه الرسالة لأبي القاسم الهبيري، وذكر أن ابن خالويه اقترح عليه انشاءها. قرأت في جزء وقع إلي من كلام أبي القاسم الهبيري نظما ونثرا أبياتا له كتبها الى أبي عبد الله بن خالويه وقد سار الى ميافارقين: على أن صبري أضيق ساحة ... وأقصر خطوا عن مصاحبة البعد عزيز على عيني وقد غبت لحظها ... وإن كان مطوي الجفون على السهد وان رحيلا حال دون لقائنا لأقسى ... بنا قلبا من الحجر الصلد لقد كان قلبي من يد الشوق مطلقا ... فأوقعته في قبضة الشوق والوجد وقد كنت في دولة القرب سلوة ... عن السكن الجافي والأمل المكدي بمن أعد الايام برء سقامها ... الى من على الأفهام بعدك أستعدي وما زال قلبي مذ صحبت الهوى عالقا ... على طرق الهجران والبين والصد ومن عادة الايام إخلاف وعدها ... فهل تنجز الايام فيك من وعد (184- ظ) ومما قرأته من شعره في هذا الجزء، وكتبه الى الأمير سيف الدولة: وكيف احتمالي للزمان ظلامة ... وأنت على عين الزمان رقيب وفي كل أرض من سمائك صيب ... وفي كل روض من نداك جنوب وكل غريب في جنابك آهل ... وكل قريب لم تصله غريب إذا مرضت حال امرئ لم يكن ... لها سوى فضل إنعام الأمير طبيب

الحسين بن محمد الهاشمي:

ومنه أيضا وكتبها الى بعض اخوانه: لو سلمنا من فرقة الاخوان ... لسمحنا لنائبات الزمان أعلن البين كل سرو أبدى ... خفرات الدموع للأجفان ما فراق الأحباب عندي إلا ... كفراق الأرواح للأبدان الحسين بن محمد الهاشمي: شاعر نزل دير محلى، وهو دير بنواحي المصيصة على ساحل جيحان، وقال فيه أبياتا من الشعر وهي: لست أنسى يوما بدير محلى ... لم ندعه يوما من الدهر عطلا شغلتنا فيه اللذاذات حتى لم ... نجد غيرها لما فيه شغلا في ربى دبج الربيع ثراها وك ... ساها مطارفا ثم حلا فهي تجلي على العيون كما عاينت ... في حسنها العرائس كحلا ما رأى الناس مثل ذا الدير ديرا ... لا ولا عاينوا لذا المثل مثلا خيل هذا زبر جدا وعقيقا ... والثرى عنبرا بمسك يعلا (185- و) صاهرت زهرة الغوادي فأهدين ... الى كل كاعب منه بعلا ويباري جيحان ذا الدير ... في سقياه سقي المدام علا ونهلا يرضع الروض خلف هذا وهذاك ... فقد شبّ بعد ما كان طفلا الحسين بن محمد المعري: المعروف بالزاهد الدوسي شاعر من أهل معرة النعمان، ظفرت له بقطعتين من الشعر في مراثي بني المهذب المعريين يرثي بهما أبا الحسن المهذب بن علي بن المهذب التنوخي المعري، إحداهما قوله: تجدد حزني بعد ما كان قد مضى ... بقائلة ان المهذب قد مضى كريم غدا في كل قلب محببا اذا ... ما سواه كان فيه مبغضا به كان ركن المكرمات مشيدا ... فغير عجيب ان عفا وتقوضا يحرضني قوم على الحزن بعده ولست ... بمحتاج الى أن أحرضا

ذكر من اسم أبيه منصور ممن اسمه الحسين

وقد أمرضتني الحادثات لفقده ... فتالله لا أنفك ما عشت ممرضا فلا يك انسان حليف رضى به ... ففي مثل هذا الخطب لا يحسن الرضا وأقرضني دهري أسى وصبابة ... فيا ليته استوفى الذي كان أقرضا أيومض برق الجود بعد مهذب ... وما كان الا من اياديه مومضا وما بت الا بالهمام محمد مدى الدهر ... عن أفضاله متعوضا وان أبا تمام ركني ومثله أبو ... اليسر ان صرف الردى بي تقوضا فداموا على النعماء في ظل نعمة ولا ... زال من عاداهم الدهر مدحضا (185- ظ) وأما الاخرى فيقول فيها: نار الاسى بقلوبنا تتلهب ... لما ثوى شيخ العلاء مهذب أراده صرف الحادثات وانما ... أردى قلوبا بعده تتقلب ما زال يعذب في الحياة ثناؤه ... وثناه بعد الموت منها أعذب كالمسك يؤخذ غير أن نسيمه ... أذكى وأعذب في النفوس وأطيب ولئن تسربل بالنعيم فاننا من ... بعده بلظى الجحيم نعذب فسقى ثراه الغيث يهطل صوبه ... أبدا عليه ويستهل ويسكب توفي المهذب بن علي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، فقد توفي الزاهد بعد ذلك. ذكر من اسم أبيه منصور ممن اسمه الحسين الحسين بن منصور بن ابراهيم: أبو علي الشطوي ويعرف بأبي علّؤية، سمع بالمصيصة حجاج بن محمد الأعور، وروى عنه وعن سفيان بن عيينة وحماد بن الوليد، والحارث بن النعمان، ووكيع بن الجراح روى عنه محمد بن اسحاق السراج، ومحمد بن مخلد وغيرهما. وبعضهم يسميه الحسين. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله الانصاري عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين

الحسين بن منصور بن عبد الرحمن الرماني:

المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال: أخبرنا محمد ابن اسحاق السراج قال: حدثنا (186- و) الحسين بن منصور أبو علوية قال: حدثنا حجاج بن محمد الاعور بالمصيصة عن يونس بن أبي اسحاق عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحسين بن منصور بن ابراهيم أبو علي الصوفي ويعرف بأبي علوية، حدث عن سفيان بن عيينة وحماد بن الوليد ووكيع، وحجاج بن محمد الأعور والحارث بن النعمان البندار، روى عنه محمد ابن مخلد وجماعة، الا أنهم سموه الحسن، وقد أسلفنا ذكر ذلك، وكان ثقة «2» . الحسين بن منصور بن عبد الرحمن الرماني: أبو علي المصيصي حدث بها عن داوود بن معاذ المصيصي والمعافى بن سليمان. روى عنه أبو القاسم الطبراني وعبد الله بن عمر بن علي الجوهري. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد قال: حدثنا الحسين ابن منصور الرماني بالمصيصة قال: حدثنا داود بن معاذ قال: حدثنا عبد الوارث عن أبي عمرو بن العلاء عن محمد بن أبي ليلى عن يحيى بن عبيد البهراني عن ابن عباس: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له فيشر به في اليوم وليلته والغدو وليلته (186- ظ) فاذا كان اليوم الثالث أمر أن يهراق، أو يسقى الخدم. حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين الاندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الاصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت: أخبرنا أبو بكر

الحسين بن منصور بن عمرو بن جبلة:

محمد بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا الحسين بن منصور الرماني المصيصي قال: حدثنا المعافى بن سليمان قال: حدثنا حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد الانصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يرفع من الناس الامانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه. لم يروه عن يحيى الا حكيم تفرد به المعافى، لا يروى عن عمر الا بهذا الاسناد «1» . الحسين بن منصور بن عمرو بن جبلة: وأظن أنه مصيصي، حدث عن محمد بن سليمان لوين المصيصي، وعفان بن مسلم، وأبي حذيفة. روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن موسى الرافقي الحلبي. أخبرنا أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر بحلب وأبو عبد الله محمد بن غسان الانصاري بدمشق قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الاملوكي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم- يعني- الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الرافقي قال: حدثنا الحسين بن منصور (187- و) بن عمرو بن جبلة قال: حدثنا محمد بن سليمان الاسدي قال: حدثنا ابن أبي زائدة قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان غلاما لابن عمر أبق الى العدو، ثم ظهر المسلمون عليه، فرده النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن قسمة «2» . الحسين بن موسى بن عمران: أبو الطيب الرقي، وقيل هو بغدادي، نزيل أنطاكية حدث بها عن عامر بن سيار النحلي الحلبي وموسى بن مروان الرقي، روى عنه الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ وأبو حفص عمر بن علي العتكي.

أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل في كتابه الينا من هراة والحرة أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري النيسابورية في كتابها الينا من نيسابور قالا: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن اسحاق الحافظ قال: أخبرنا أبو الطيب الحسين بن موسى الرقي بأنطاكية قال: حدثنا عامر- يعني ابن سيار- قال: حدثنا عبد الحميد- يعني- ابن بهرام قال: حدثنا شهر بن حوشب قال: حدثني جندب بن سفيان رجل من بجلة قال: اني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير سرية بعثها، فأخبر بنصر الله الذي نصر سريته وبفتح الله الذي فتح لهم قال: يا رسول الله بينما نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله عز وجل إذ لحقت رجلا بالسيف، فلما أحس أن السيف مواقعه التفت وهو يسعى فقال: (187- ظ) إني مسلم إني مسلم، قال: قتلته؟ قال: يا رسول الله نعم، قال: فهلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أو كاذب؟ قال: لو شققت عن قلبه ما كان يعلمني ما قلبه إلّا قطعة من لحم، قال: فأنت قتلته لا ما في قلبه تعلم ولا لسانه صدقته، فأنت قاتلة. قال يا رسول الله استغفر لي، فقال: لا أستغفر لك فمات ذلك الرجل فدفنوه فأصبح على وجه الأرض ثلاث مرات، فلما رأى ذلك القوم استحيوا وحزنوا أو حربوا- الشك من أبي محمد- فاحتملوه فألقوه في تلك الشعاب «1» . أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني في كتابة قال: أخبرنا أبو جعفر محمد ابن الحسن قال: أخبرنا أبو علي بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر ابن منجويه قال أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أبو الطيب الحسين بن موسى بن عمران الرقي، سكن أنطاكية عن عامر بن سيار التميمي وموسى بن مروان الرقي فيه نظر.

حرف النون في آباء من اسمه الحسين

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: الحسين بن موسى بن عمران البغدادي حدث عن عامر بن سيار، شيخ مجهول، عن محمد بن عبد الملك بن أبي أيوب المديني الطويل، روى عنه عمر بن علي العتكي. هكذا ذكر ترجمته، ولعله بغدادي الاصل ونزل الرقة ثم سكن أنطاكية، أو رقي نزل بغداد ثم أنطاكية والعجب من أبي عبد الله بن النجار حيث يقول: حدث عن عامر بن سيار شيخ مجهول، وعامر بن سيار شيخ معروف تميمي من أهل نحليني «1» من جبل السماق، كتب عنه جماعة من العلماء، وستأتي ترجمته في حرف العين ان شاء الله تعالى. حرف النون في آباء من اسمه الحسين الحسين بن نجي بن سلمة بن جشم: ابن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن حذيم بن الصدف ابن شهال بن عمرو بن دعمى بن زيد بن حضر موت، وقيل دعمى بن حضر موت، وقيل الصدف هو أسلم بن زيد بن مالك (188- و) بن زيد بن حضرموت الاكبر الصدفي، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها يومئذ. قرأت بخط أبي سعيد السكري في نسب حضر موت مما رواه عن محمد بن حبيب قال في نسب الصدف: فولد نجي بن سلمة بن جشم بن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن حذيم بن الصدف: عبد الله بن نجي، ومسلم بن نجي، والحسين بن نجي، قتل مع علي بصفين، وحمزة بن نجي قتل بصفين مع علي وذكر أخوته وأنهم قتلوا بصفين «2» ، وسنذكر كل واحد منهم في موضعه ان شاء الله تعالى (188- ظ) . ***

الحسين بن هبة الله بن محفوظ

الحسين بن هبة الله بن محفوظ بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ابن الحسن بن محمد بن أحمد بن الحسين بن صصرى أبو القاسم بن أبي الغنائم بن أبي البركات بن أبي محمد بن أبي الحسين الربعي التغلبي، العدل الرضا من بيت الحديث والأمانة والدين، حدث هو وأبوه وجده وأخوه الحافظ أبو المواهب الحسن. رحل معه الى حلب وسمع بإفادته بها من أبي طالب عبد الرحمن بن الحسن ابن العجمي وأحمد بن أبي الوفاء البغدادي إمام الحنابلة، والخطيب أبي طاهر هاشمب بن أحمد بن عبد الواحد، والقاضي أبي المفاخر عبد الغفور بن لقمان بن لقمان الكردري، والحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيري، وأبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أحمد بن أبي جرادة، وأبي نصر عبد الصمد بن ظفر المحتسب، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي القاضي، وأبي حامد محمد ابن عبد الرحيم الغرناطي وسمع بدمشق من أبيه هبة الله وجده أبي البركات محفوظ، وأخيه أبي المواهب الحسن، وأبي القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن البنّ والقاضي أبي سليمان داود بن محمد الخالدي، وأبي محمد عبدان بن زرين بن محمد المقرئ، وأبي القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود، وأخيه علي بن أحمد السوسيّين، وأبوي يعلى حمزة بن علي الحبوبي، وحمزة بن أحمد بن كروس (190- و) والحافظين: أبي الحسين هبة الله، وأبي القاسم علي ابني الحسن بن هبة الله، وأبي النجيب السهروردي، وأبي الندى حسان بن تميم والشريف أبي طالب علي بن حيدرة وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وعبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري، وابنه أبي المحاسن عبد العزيز،

وأبي المظفر محمد بن أسعد بن الحليم، وأبي سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون، وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وأبي القاسم علي بن الحسن الكلابي المعروف بابن الماسح، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله الحنفي، والقاضي أبي الفضل محمد بن عبد الله بن الشهرزوري قاضي الشام، وأبي عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وولده أبي البدائع محمود، وأبي الفضل عبد المحسن بن عبد المنعم بن علي بن مثيب الكفرطابي، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن اسماعيل النيسابوري، وأبي طالب الخضر بن هبة الله بن طاووس، وأبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي الصقر، وأبي المعالي مسعود بن محمد النيسابوري، وأبي الحسن علي بن أحمد الحرستاني، وأبي المعالي محمد بن حمزة بن الموازيني، وأبي محمد عبد الرحمن بن علي بن المسلم الخرقي، وأبي الغنائم مطهر بن خلف بن عبد الكريم الشحامي وأبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان، وأبي المظفر أسامة بن منقذ، وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني، وأبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن المقرئ الحلبي، وجماعة يطول ذكرهم ويكثر تعدادهم، وأجاز له جماعة من المشايخ المعتبرين (190- ظ) . وحدث بالكثير، وروى عنه أخوه الحافظ أبو المواهب في معجم شيوخه واجتمعت به بدمشق في سنتي تسع وستمائة وأربع عشرة وستمائة، وعند توجهي إلى الحج في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وسمعت عليه أجزاء من الحديث، وكان ثقه مأمونا دينا صالحا كيسا حسن الأخلاق، سألته عن مولده فقال: لا أدري إلّا أن ابن عبدان أخذ لي إجازة في سنة إحدى وأربعين، فيكون مولدي في الأربعين أودونها- يعني- وخمسمائة. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي قال: أخبرنا جدي لأمي أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال الأزدي قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الكريم بن المؤمل بن الحسن الكفرطابي- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا اسحاق بن سيار قال: حدثنا عبيد الله وهو ابن موسى عن الحسن بن صالح عن

الأسود بن قيس عن نبيح عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام هذين اليومين يوم الأضحى ويوم الفطر «1» . أخبرنا أبو القاسم بن صصرى قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي- بقراءة والدي- قال: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: قرىء على أبي القاسم عمر بن أحمد ابن الوليد (191- و) بن الأصبغ المنبجي بها قال: حدثنا عبد الرحمن بن عيسى بن محمد بمنبج قال: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا سهل- يعني- ابن صالح قال: حدثنا قبيصة عن سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير وعبد الرحمن بن مرثد عنهما جميعا أو عن إحداهما قال: قال عبد الله: انه أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هناك، وان الله بلغنا من الأمور ما ترون، فمن عرض له فيكم بعد اليوم قضاء فليقض بما في كتاب الله، فإن جاءه بما ليس في كتاب الله وما لم يقض به نبيه فليقض بما قضى الصالحون به فإن جاءه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه ولم يقض به الصالحون فليجتهد رأيه ولا يقولن: إني أرى كذا وكذا فإن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مستبهمة، فدع ما يريبك الى ما لا يريبك. أخبرنا الحسين بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور الخشاب المقدسي قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الله ابن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي الأملوكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل الحلبي- يعني- ابن القاسم بن اسماعيل قال: أنشدنا ابن أبي خيرة الرقي قال: أنشدونا لأبي عمرو بن العلاء: أبني إنّ من الرجال بهيمة ... في صورة الرجل السميع المبصر فطن بكل مصيبة في ماله ... وإذا يصاب بدينه لم يشعر (191- ظ) بلغنا أن شيخنا أبا القاسم الحسين بن صصرى توفي بكرة يوم السبت الثالث

الحسين بن هشام بن فرخسرو المروزي:

والعشرين من محرم سنة ست وعشرين وستمائة وصلي عليه بجامع دمشق بعد صلاة العصر ودفن بسفح جبل قاسيون. وأخبرني بذلك جمال الدين محمد بن علي بن الصابوني وأخبرني شرف الدين.... بن «1» شيخنا أبي الغنائم سالم بن الحسن بن صصرى أن عم أبيه أبا القاسم الحسين بن صصرى توفي في أوائل محرم سنة ست وعشرين وستمائة. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، قال في ذكر من مات سنة ست وعشرين وستمائة: وفي الثالث والعشرين من المحرم توفي الأصيل أبو القاسم الحسين بن الشيخ الأجل أبي البركات محفوظ بن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين محمد بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى الربعي التغلبي البلدي الأصل، الدمشقي المولد والدار، الشافعي، العدل بدمشق، وصلي عليه بجامع دمشق وبظاهر المدينة، ودفن من يومه بسفح قاسيون، ومولده قبل الأربعين وخمسمائة. سمع من آباء القاسم: الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف بابن البن، ونصر بن محمد بن مقاتل السوسي، وعلي بن الحسن بن هبة الله الحافظ وأبي يعلى حمزة بن فارس بن أحمد بن كروس، والفقيه أبي الحسين هبة الله بن الحسن القرشي وغيرهم، وأجاز له الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي اللاذقي وغيره من الدمشقيين، وأبو محمد عبد الله بن علي المقرئ المعروف بابن بنت الشيخ، والشريف أبو السعادات هبة الله بن (192- و) محمد بن علي النحوي المعروف بابن الشجري، وأبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وغيرهم من البغداديين، وأبو عبد الله الحسين بن خميس الموصلي وحدث بالكثير، لقيته بدمشق وسمعت منه، وهو من بيت الحديث والعدالة. الحسين بن هشام بن فرخسرو المروزي: أخو علي بن هشام، وكانا من أعيان قواد المأمون، وعلي هو الأكبر منهما، سخط عليهما المأمون، فأقدمهما عليه وهو بأذنه سنة سبع عشرة ومائتين فضرب

الحسين بن الهيثم بن ماهان الكسائي:

عنقيهما بأذنة، وسنذكر خبريهما مستقصى في ترجمة علي بن هشام ان شاء الله تعالى. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي في تاريخه، وأخبرنا به اجازة عنه المؤيد بن محمد الطوسي قال: سنة سبع عشرة ومائتين: وفيها قتل المأمون ابني هشام: عليا وحسينا بأذنة، أشخصهما اليه عجيف بن عنبسة، بعثه اليهما ثم بعث برأسيهما الى بغداد وخراسان فطيف بهما وطيف بهما الى الجزيرة إلى بغداد الى مصر الى دمشق حتى أقطار الأرض ثم رميا في البحر وكتب في أذن علي بن هشام رقعة يذكر فيها أمره ويعذر به الناس «1» . الحسين بن الهيثم بن ماهان الكسائي: أبو الربيع الرازي دخل الشام وسمع بتل منس المسيب بن واضح السلمي التلمنسي وبدمشق من عمار (192- ظ) وعثمان بن اسماعيل الهذلي، وهشام بن خالد الأرزق، وبالعراق محمد بن الصباح الجرجرائي، ومالك بن يحيى التنوخي، وبمصر حرملة بن يحيى، وخالد بن عبد السلام الصدفي. روى عنه أبو سهل بن زياد القطان، وأبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد الطستي، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبو هرون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري، وأبو عمران موسى بن سعيد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي عبد الله الفراوي قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت علي بن عمر الدارقطني يقول: أبو الربيع الحسين بن الهيثم الرازى حدث ببغداد يعرف بالكسائي لا بأس به. (193- و) . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن

حرف الياء في آباء من اسمه الحسين

أبي محمد بن أبي الحسين قال: الحسين بن الهيثم بن ماهان، أبو الربيع الرازي الكسائي، سمع بدمشق هشام بن عمار، وهشام بن خالد الأزرق، وعثمان بن اسماعيل الهذلي، وبمصر زكريا بن يحيى كاتب العمري، وحرملة بن يحيى، وخالد ابن عبد السلام، وبالشام المسيب بن واضح وبالعراق محمد بن الصباح الجرجرائي، ومالك بن يحيى التنوخي. روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر بن سلمان وأبو سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو هارون موسى بن محمد بن هارون الأنصاري الزرقي، وأبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي وأبو عمران موسى بن سعيد. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الحسين بن الهيثم بن ماهان أبو الربيع الكسائي الرازي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن الصباح الجرجرائي، وهشام بن عمار الدمشقي، وحرملة بن يحيى وخالد بن عبد السلام المصريين، روى عنه عبد الصمد ابن علي الطستي، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأحمد بن سلمان النجاد، وأبو سهل بن زياد القطان قال ابن سعيد: وكان ثقة، وقال بدر: وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به «1» . حرف الياء في آباء من اسمه الحسين الحسين بن يعقوب بن داود: ولاه يحيى بن خاقان بريد قنسرين والعواصم، وديار مضر، وخرج الى ولايته، وله شعر حسن حكى أبو بكر وأبو عثمان (193- ظ) ابنا هاشم الخالديان عنه حكاية في كتاب الديارات «2» .

الحسين بن يوسف بن محمد بن علي بن زر الحجبي:

الحسين بن يوسف بن محمد بن علي بن زر الحجبي: أبو عبد الله القاص، حدث بحلب عن أبيه يوسف بن محمد بن علي وأحمد ابن المعلّى الدمشقي. روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي، وأبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله (19- و) بن غلبون الحلبيان. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد ابن الطرسوسي قالوا: أخبرنا أمين الدولة أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: حدثني الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل الحلبي المعروف بابن الجلي قال: أخبرنا الشيخ أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي العابد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين ابن يوسف بن محمد بن علي بن زر الحجبي القاص بحلب قال: حدثني أبي يوسف ابن محمد بن علي زر الحجبي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الهيثم قال: حدثنا عبد الله بن ميمون قال: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال: دخلت على جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد ذهب بصره، فسلمت عليه، فقال لي: من أنت؟ فقلت: محمد بن علي، فقال: ومن محمد بن علي؟ فقلت: ابن الحسين بن علي، فقال: وا بأبي أنت وأمي، ثم فتح جربّان قميصي الأعلى، فقال: وجعل يقبل عنقي ويقول لي: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، قلت: وكيف قلت ذلك؟ قال: لأني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال لي: يا جابر عسى أن يطول بك عمر، فإن لقيت رجلا من ولدي يقال له محمد بن (194- ظ) علي بن الحسين، فاقره مني السلام «1» ، فقد بلغت رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ذكر الكنى في آباء من اسمه الحسين

ذكر الكنى في آباء من اسمه الحسين الحسين بن أبي طالب المصيصي: روى عن محمد بن هارون الدمشقي، روى عنه أبو القاسم زيد بن عبد الله ابن عبد الكبير البصري. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي بالمسجد الأقصى بالقدس الشريف قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو طالب أحمد بن أبي هاشم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي المعروف بالكندلاني قال: حدثنا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش الحافظ- إملاء- قال: أخبرنا أبو القاسم زيد بن عبد الله بن عبد الكبير البصري برامهرمز «1» قال: حدثنا الحسين بن أبي طالب المصيصي قال: سمعت محمد بن هارون الدمشقي ينشد: لمحبرة تجالسني نهاري أحب ... إليّ من أنس الصديق ورزمة كاغد في البيت عندي ... أحب إلي من عدل الدقيق ولطمة عالم في الخدّ مني ألذّ ... لدي من شرب الرحيق الحسين بن أبي علي أبو عبد الله القائد الصقلّي، أديب فاضل شاعر سافر الى العراق، وعاد ومرّ في طريقه بحلب، واجتمع بأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري، ذكره أبو القاسم علي بن جعفر بن القطاع السعدي (195- و) في كتابه فقال: الحسين بن أبي علي القائد أبو عبد الله الصقلي من أبناء قواد السلطان وشجعان الفرسان وكان مع ذلك من آدب الناس وأظرفهم وأحلاهم وألطفهم، وسافر الى العراق واجتمع في رجوعه بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان وأنشده له أشعارا في غاية الاحسان فأعجب بها وأثنى عليه، فمن شعره قوله يصف العود من أبيات يقول فيها: ومعاهد آنستني بأوانس ... يدنو السرور بها وفنه شطون «2»

الحسين بن أبي الفضل بن الحسن الحسيني:

خمص البطون صدورها أفواها ... جعلت لها بدل العيون عيون وذوات ألسنة أسر حديثها ... الشجي وأفصح قولها الملحون يصدرن عنها عن صدور ما بها ... مما يثير من الحديث دفين مضمومة ضم الحبيب مخمس منها ... صدور تارة وقرون يضربن عند عناقهن فمن رأى ... أنّ العقاب مع العناق يكون فكما ضربن وما لهنّ جناية ... وكذا لهنّ وما أثمن يمين تدعو بألسنها السرور كما ... دعا حسن الثناء بجوده شروين قال وقوله في موسى الحطمة وكان كبير الأنف: كنت في مجلس قوم ... رسلا منهم بموسى الحطمه فأتى الأنف الينا بكرة ... وأتى موسى إلينا العتمه قال: وقوله فيه أيضا: (195- ظ) . وإذا أقبل موسى ... خلته يحمل قبرا بات موسى داخل البيت ... وبات الأنف برّا الحسين بن أبي الفضل بن الحسن الحسيني: المصري، شريف من أهل البيوتات المشهورة بمصر. قرأت في بعض تعاليقي أنه حين جرى على الدولة المصرية ما جرى واستولى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله على الديار المصرية، وأقام بها الخطبة لبني العباس، توجه الحسين هذا الى الشام، ثم أقام بحلب أياما في دولة الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله، وتوفي الملك الصالح وملك حلب ابن عمه عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي، فاستخدم الحسين بن أبي الفضل هذا بسوق الخيل، وكان شاعرا حسن الشعر وقفت له على أبيات من قصيدة يمدح بها مجاهد الدين قايماز الزيني أولها:

الحسين ابن العطار المصيصي:

جفا الطيف لكن بعد ما بعد المسرا ... وهاب الفجاج الغر واللّحج الخضرا أأحبابنا إن ساءني بعد داركم ... فقد عشت مسرورا بقربكم دهرا ومنها: وكنّا معا كالراحتين تظافرا ... فإن نأت اليمنى لما نأت اليسرا غنيت على فقري إليكم عن الورى ... وصاحبت في عسري لفقدكم اليسرا الحسين ابن العطار المصيصي: حدث عن خليفة بن خياط العصفري المعروف بشباب. روى عنه أبو القاسم الطبراني (196- و) . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن حسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد ابن أبي سعيد قال: أخبرتنا فاطمة الجوزجانية قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن العطار المصيصي قال حدثنا شباب العصفري قال: حدثنا بكر بن سليمان صاحب المغازي قال حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثني نبيه بن وهب عن أبي عزيز بن عمير أخي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال: كنت في الأسارى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالأسارى خيرا، قد كنت في نفر من الأنصار، فكانوا اذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا الثمر وأطعموني الخبز لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الطبراني: لا يروى عن أبي عزيز بن عمير إلّا بهذا الاسناد تفرد به اسحاق «1» . الحسين أخو زيدان الكوفي: صحب وكيع بن الجراح، وكان معه في المصيصة وطرسوس، وحكى عنه، روى عنه أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي قال: أخبرنا أبو

الحسين مولى عمر بن عبد العزيز:

القاسم علي بن الحسن قال: قرأنا على أبي غالب، وأبي عبد الله ابني الحسن بن البناء، ح. وأنبأنا عمر بن محمد المكتب عنهما عن أبي تمام علي بن محمد الواسطي عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي قال: كنت مع وكيع حين رجع من مكة حتى مات، قال: فقال لي بفيد «1» : أنا في السوق ولكن أقطع نفسي مخافة أن يغتم ابني هذا، يعني أحمد، ثم قال: يا أحمد بقي علينا من السنة باب لم ندخل فيه، اخضبني. قال: وأقبلنا جميعا من المصيصة أو طرسوس، فأتينا الشام، فما أتينا بلدا الا استقبلنا واليها وشهدنا الجمعة في مسجد دمشق، فلما سلم الامام أطافوا بوكيع، فلما انصرف الى أهله فحدثت به مليح ابنه فقال: رأيت في جسده آثارا مما زحم ذلك اليوم. الحسين مولى عمر بن عبد العزيز: كان معه بخناصرة ودابق، وكان يتولى الأذن عليه. أخبرنا أبو حفص بن طبرزد- اجازة عن أبي السعود بن المجلي- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: وكان عمر بن عبد العزيز يأذن عليه مولاه حسين. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحسين مولى عمر بن عبد العزيز وآذنه، له ذكر «2» . الحسين الحلبي أبو محمد: حكى عن الفضل بن اسماعيل بن صالح بن علي الحلبي حكاية حضرها معه

حسين الفوعي:

بأنطاكية بدير بولس وروى عنه شيئا من شعره روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد ابن الحسين وقد ذكرنا الحكاية (197- و) في ترجمة ابنه محمد، وسيأتي ذكره في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. حسين الفوعي: شاعر مجيد من أهل الفوعة، قرية كبيرة من ناحية الجزر من عمل حلب، ويروي له هذان البيتان: إن كتمت الهوى جهلت الذي بي ... وأخاف العيون حين أبوح لا أرى خلوة إليك فأشكو ... ما بقلبي لعله يستريح وقيل إن الرشيد لما سمع هذين البيتين أقدمه عليه، فلما دخل إليه أنشده قصيدة أولها: بالإمام المطهر الآصار «1» ... ضاع نشر الايمان في الأقطار فأعطاه عشرة آلاف درهم وأقطعه الفوعة. حسين ويلقب باقي الدولة «2» : كان تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان قد ولاه حلب ومكنه فيها واستولى عليها حين قتل تاج الدولة «3» ، فلما بلغ خبر قتله رضوان بن تتش وكان متوجها الى أبيه عاد الى حلب فسلمها إليه وتسلمها رضوان منه ومن وزير أبيه أبي القاسم بن بديع في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كان بدمشق يعني، رضوان بن تتش عند توجه أبيه الى ناحية الري، فكتب إليه يستدعيه،

فخرج إليه فلما كان بالأنبار بلغه قتله، فرجع الى حلب فتسلمها من الوزير أبي القاسم وكان المستولي على أمرها باقي الدولة (197- ظ) حسين في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة «1» . هكذا ذكر الحافظ الدمشقي، وهو حسين جناح الدولة، صاحب حمص، أتابك «2» رضوان بن تتش ومدبره، كان تاج الدولة تتش حين قتل قسيم الدولة آق سنقر «3» وتسلم البلاد سلم حمص الى جناح الدولة حسين، وجعله أتابك عسكر ولده رضوان فلما قتل تاج الدولة تتش كان حسين يدبر أمر رضوان وهو صبي بحلب فاستشعر جناح الدولة حسين من رضوان فهرب وانفصل عنه، ومضى الى حمص ومعه زوجته أم الملك رضوان، وعند هربه في الليل كسر باب العراق «4» وخرج منه، وبعد وصوله الى حمص كبس عسكر رضوان على سرمين وأسر أرباب دولته وديوانه ووزيره أبا الفضل بن الموصول، ومات صاحب الرحبة زوج آمنة بنت قيماز فخرج جناح الدولة إليها ليأخذها، فوجد دقاق وقد سبقه إليها في سنة ست وتسعين، فعاد منها ونزل نقرة بني أسد وخرج إليه رضوان الى النقرة واصطلحا وأخذه معه الى ظاهر حلب وضرب له خياما وأقام في ضيافته عشرة أيام، ولم يصف قلب أحد منهما لصاحبه وسار جناح الدولة حسين الى حمص، وأقام بها الى أن نزل يوما لصلاة الجمعة فهجم عليه جماعة من الاسماعيلية فقتلوه، وكان ذلك بتدبير أبي

طاهر الصائغ رئيس الاسماعيلية تقربا الى الملك رضوان لما كان قد تجدد بينه وبينه من الوحشة، وكان حسين رجلا باسلا ذا رأي سديد وفيه دين وخير. أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي عن الامير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ قال: وتسلم قسيم الدولة آق سنقر مدينة حمص يعني من خلف بن ملاعب «1» وقلعتها، فلما قتل قسيم الدولة قتله تاج الدولة وتسلم البلاد وسلم حمص الى جناح الدولة وهو أتابك عسكر ولده الملك رضوان، فلما قتل تاج الدولة بالري استشعر جناح الدولة حسين من الملك رضوان وانفصل عنه، ووصل الى حمص فنزل من القلعة الى الجامع يوم الجمعة للصلاة فلما وصل مصلاه أتاه ثلاثة نفر من عجم (198- و) الباطنية في زي الصوفية يستميحونه فوعدهم فهجموا عليه بسكاكينهم فقتلوه رحمه الله وقتلوا معه قوما من أصحابه، وقتلوا وقتل نقر كانوا في الجامع من الصوفية العجم بالتهمة وهم أبرياء وذلك يوم الجمعة الثاني والعشرين من رجب سنة ست وتسعين وأربعمائه واختبط البلد، وخافوا من الافرنج، فراسلوا شمس الملوك دقاق يلتمسون منه انفاذ من يتسلم حمص وقلعتها قبل أن يخرج إليها ويتسلمها الافرنج من تمتد أطماعهم، فتوجه شمس الملوك إليها وتسلمها وأحسن الى أولاد جناح الدولة وسار بهم الى دمشق فأقر عليهم اقطاع أبيهم. قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد بن منقذ: وفيها يعني سنة ست وتسعين وأربعمائة وثب قوم من الباطنية على جناح الدولة حسين فقتلوه، وذلك يوم الجمعة ثامن وعشرين رجب، وكان ذلك من تدبير أبي طاهر الصائغ وخدمة للملك رضوان، واستولى بعده قراجا على حمص. قرأت في مدرج وقع إلي بالقاهرة بخط العضد مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ يتضمن ذكر واقعات وقعت ذكرها: سنة ست وتسعين- يعني- وأربعمائة، فيها: قتل جناح الدولة بحمص في يوم الجمعة.

حسنون بن محمد بن الفرج بن عبد الله.

قلت وكان قتله في الثاني والعشرين من شهر رجب بتدبير الحكيم أبي الفتح المنجم الباطني ورفيقه أبي طاهر، وقيل كان ذلك بأمر رضوان ورضاه وبقي المنجم الباطني بعده أربعة وعشرين يوما ومات. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي عبد الله العظيمي، ونقلته من خطه، قال: سنة ست وتسعين وأربعمائة: فيها قتل الباطنية جناح الدولة بحمص في الجامع يوم الجمعة ستة نفر أحدهم يعرف من أهل سرمين. وفيها مات الحكيم العجمي المنجم الباطني بحلب «1» (198- ظ) . حسنون بن محمد بن الفرج بن عبد الله. أبو القاسم العطار حدث بعين زربة من الثغور الشامية عن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداوي، وأبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب البخاري القاضي. أخبرنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني بقراءتي عليه بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثنا حسنون بن محمد بن الفرج بعين زربة قال: حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن سليمان بن مهران عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ضحك منكم في الصلاة فليعد الوضوء وليعد الصلاة «2» . [ذكر من اسمه حصين] حصين: رجل من أصحاب سليمان بن عبد الملك، غزا الصائفة، وكان بدابق، وحكى موت سليمان وسببه، روى عنه ابن عياش.

حصين بن جندب:

قرأت في كتاب الوصايا لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: وحدثونا عن ابن عياش قال: خبرني حصن قال: كان ابن «1» سليمان غزا معنا الصائفة، قال: فما رأينا رجلا كان أورع ولا أحسن صلاة ولا أكثر صدقة منه قال: فو الله إني لقائم على رأس سليمان أذب عنه بمنديل (199- و) إذ تشمم فوجد رائحة فقال: ائتوني من هذا الخبز فأتي بثلاثة أرغفة عظام من خبز الفرني فقال: يا غلام انطلق الى المطبخ فانظر هل تصيب لي مخا، فانطلق فنكت عظما مما طبخ ثم أقبل به في شيء، فلما رآه قال: ويلك ما هذا، فانصرف الغلام فما ترك في المطبخ عظما إلا نكته، ثم أتى به في صحفة، قال: فو الله إن وضعه على خوان، وما وضعه إلا على الارض فأكل تلك الارغفة الحارة بذلك المخ، ثم وثب فدخل على أم سلمة بنت عمر بن سهل، فما نزل عن بطنها إلا وهو مغشي عليه فأقام يوما وليلة، ثم أفاق، فقال: هو الموت علي برجاء بن حيوة الكندي، وكان من أخص الناس «2» ، وذكر تمام الحكاية في وصية سليمان وموته «3» . حصين بن جندب: ابن عمرو بن الحارث بن وحشي بن مالك بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب ابن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن يشجب، أبو ظبيان الجنبي، ويزيد بن حرب هو جنب، سمع علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وعمار بن ياسر، وجرير ابن عبد الله البجلي، وسلمان الفارسي، وأسامة بن زيد. روى عنه ابنه قابوس بن أبي ظبيان وأبو اسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو عمران ابراهيم بن يزيد النخعي وأبو زيد وفاء بن إياس الأسدي الوالبي الكوفي وسلمة بن كهيل وسماك بن حرب وحصين بن عبد الرحمن (199- ظ) الكوفي وغزا الصائفة مع يزيد بن معاوية سنة خمسين حين غزا قسطنطينية، واجتاز بحلب أو ببعض عملها.

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا محمد بن الحسن الأصبهاني قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن اسحاق الأهوازي قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط (200- و) قال في تسمية أهل الكوفة: أبو ظبيان الجنبي، اسمه حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن وحشي بن مالك بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب ابن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن يشجب، ويزيد بن حرب هم «1» جنب مات سنة تسعين، ويقال خمس وثمانين «2» . وقال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: في تسمية أهل الكوفة: أبو ظبيان الجنبي أدرك عليا، اسمه حصين بن جندب. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني عن أبي بكروجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عياش بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي ظبيان حصين بن جندب «3» ، وقال: في موضع آخر سمعت يحيى يقول في حديث عبد الرزاق عن سفيان عن قابوس عن أبي ظبيان عن علي قال: أتاه رجلان وقعا على امرأة في طهر واحد، قال يحيى: هذا أبو ظبيان يعني والد قابوس واسمه حصين بن جندب. قال: وسمعت يحيى يقول: وأبو ظبيان الجنبي صاحب الأعمش، وليس في الدنيا أبو ظبيان إلا هذا إلا رجل يروي عنه مسعر في حديث عن أبي ظبيان أن عمر قال: له ما مالك؟ هذا أبو ظبيان آخر قلت ليحيى: من هو؟ قال: لا أدري. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج (200- ظ) قال: أخبرنا سهل بن بشر

الأسفراييني وأحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي قالا: أخبرنا محمد بن أحمد السعدي قال: أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن الخلال قال: أخبرنا جعفر بن أحمد ابن ابراهيم قال: حدثنا أحمد بن الهيثم البلدي قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين أبو ظبيان حصين بن جندب. وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الاسعد قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار قال: حدثنا عمرو بن علي ابن بحر قال في تسمية من روى عن ابن عباس من أهل الكوفة: أبو ظبيان الجنبي، حصين بن جندب، سمعت وكيعا يقول: حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان بن جندب «1» . أخبرنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن المؤمل قال: حدثنا الفضل بن محمد قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: أبو ظبيان حصين بن جندب. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم السلماسي قال: أخبرنا أبو الحسن نعمة الله بن محمد المرندي قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا أبو الحسن سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني عمي أبو بكر الحسن بن سفيان بن موسى قال: حدثنا محمد بن علي ابن عم رواد بن الجراح عن محمد بن اسحاق (201- و) قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: أبو ظبيان حصين بن جندب. أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا محمد بن

سعد قال: في الطبقة الثانية من تابعي أهل الكوفة أبو ظبيان الجنبي من مذحج واسمه حصين بن جندب توفي سنة تسعين «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال أخبرنا ثابت بن منصور قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن محمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي حدثنا أبي قال: وأبو ظبيان الجنبي، حي من مذحج، اسمه سعيد بن جبير، قال في هذا الموضع هكذا، وقال في موضع آخر حصين بن جندب، وقال في موضع آخر وأبو ظبيان الجنبي من مذحج وهو حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن مالك ابن وحشي بن مالك بن ربيعة بن جنب. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، ح. قال: وأخبرنا ابن خيرون قال: أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال: حدثني جدي لأمي اسحاق بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله بن اسحاق قال: حدثنا قعنب بن المحرر قال: أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب (201- ظ) . وقال ابن ناصر: أنبأنا جعفر بن يحيى التميمي قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي- يعني النسائي- قال: أبو ظبيان، حصين بن جندب. وقال ابن ناصر: أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر الصواف قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل ابن الفرج المهندس قال: أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي قال: أبو ظبيان حصين بن جندب «2» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه إلينا من الموصل- قال:

أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي الكوفي سمع سلمان وعليا، سمع منه ابراهيم والأعمش «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: اسم أبي ظبيان حصين ابن جندب الجنبي، سمع سلمان وعليا، سمع منه ابراهيم والأعمش ووفاء بن إياس، وكان يحيى ينكر أن يكون سمع من سلمان. وقال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس (202- و) قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي سمع عليا وعمارا، روى عنه الأعمش وابنه قابوس «2» . أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمت محمد بن أحمد المقدمي يقول: أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن قشام وأبو الحسن علي بن أبي عبد الله ابن المقير- إجازة- قالا: أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد

الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن الحافظ قال: أبو ظبيان حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن وحشي ابن مالك بن ربيعة بن منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن يزيد بن حرب وهو جندب الجنبي، من مذحج، الكوفي، سمع علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وعبد الله بن عباس. روى عنه ابراهيم بن يزيد النخعي وسليمان بن مهران الكاهلي وسماك بن حرب الذهلي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا (202- ط) محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك ابن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال: حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي المذحجي الكوفي، وهو والد قابوس حدث عن ابن عباس وأسامة بن زيد، وجرير بن عبد الله. روى عنه حصين بن عبد الرحمن، والأعمش في القراءات وتفسير سورة الحجر. قال عمرو بن علي: مات سنة تسعين، وقال أبو عيسى مثله، وقال ابن سعد كاتب الواقدي مثله. أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة عن الحافظ أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا أبو مسلم- يعني- صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد بن صالح العجلي قال: وأبو ظبيان الجنبي تابعي ثقة «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله- إجازة- ح. قال وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا أبو الحسن الفأفاء قالا: أخبرنا

أبو محمد بن أبي حاتم قال: ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: أبو ظبيان ثقة. وسئل أبو زرعة عن أبي ظبيان فقال: كوفي ثقة «1» . وذكر أبو محمد بن أبي حاتم قبل هذا الكلام في كتاب الجرح والتعديل وقال: حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي كوفي، روى عن علي وسلمان وابن عباس (203- و) وجرير بن عبد الله، روى عنه ابراهيم النخعي وأبو اسحاق السبيعي وسلمة بن كهيل، وابنه قابوس، وسماك والأعمش وحصين ووفاء بن إياس، سمعت أبي يقول ذلك، ثم قال بعده: ذكره أبي «2» ، الى آخر ما ذكره الحافظ، والظاهر ان هذا الكلام سقط من النسخة التي نقل منها الحافظ من كتاب الجرح والتعديل. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن البندار قال: أخبرنا أحمد بن محمد البرقاني قال: سألته- يعني- الدارقطني عن حصين بن جندب أبي ظبيان فقال: ثقة. وقال في موضع آخر قلت له: الأعمش عن أبي ظبيان هو والد قابوس؟ قال: نعم، قلت: اسمه؟ قال: حصين بن جندب ثقة «3» . أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي الكوفي، سمع علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وأسامة بن زيد الكلبي، وجرير عبد الله البجلي، روى عنه ابنه قابوس بن أبي ظبيان وأبو عمران ابراهيم بن يزيد النخعي، وسليمان ابن مهران الأعمش وسماك بن حرب، وأبو اسحاق السبيعي، وحصين بن عبد الرحمن ووفاء بن إياس أبو يزيد الأسدي الوالبي الكوفيون، وذكر الواقدي أنه غزا الصائفة مع يزيد بن معاوية في غزوة القسطنطينية سنة خمسين «4» .

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- فيما أذن لي فيه- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر (203- ظ) أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة تسعين، حصين بن جندب الجنبي، من سعد العشيرة- يعني مات-. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص- إجازة- قال: أخبرنا أبو محمد السكري قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة عن أبيه قال: أخبرنا أبو عبيد قال: سنة تسعين فيها مات أبو ظبيان الجنبي حصين بن جندب. وقال ابن طبرزد: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري- سماعا أو إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا أبو بكر بن شهريار قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: مات أبو ظبيان سنة تسعين. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن الهروي أن أبا ظبيان حصين بن جندب مات سنة تسعين. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: سنة تسعين (204- و) فيها مات أبو ظبيان الجنبي «1» . قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد، وأبو القاسم الرحبي في كتبهم، ثم أخبرنا أبو المعالي المروزي قال: أخبرنا أبو علي الحداد

الحصين بن الحارث بن عبد المطلب

قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: مات أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي- في الأصل اللخمي- زمن الحجاج سنة خمس وتسعين «1» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي قال: حدثنا أبو الحسين ابن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: أبو ظبيان حصين بن جنب اللخمي- أظنه الجنبي- زمن الحجاج سنة ست وتسعين أو نحوها. قلت: كذا وقع في الاصل، وهو ابن جندب الجنبي لا شك، وهذا تصحيف من الكاتب، والله أعلم. الحصين بن الحارث بن عبد المطلب ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، وقيل الحصين بن الحارث بن المطلب، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه ومشاهده كلها، وقيل إنه كان أحد شهود الحكميين بين علي ومعاوية. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد قال: أخبرنا محمود الصيرفي قال أخبرنا ابن فاذ شاه قال أخبرنا أبو القاسم (204- ظ) سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا ضرار بن صرد قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن ابي رافع عن أبيه في تسمية من شهد مع علي: حصين بن الحارث، بدري، شهد معه كل مشاهده، من بني عبد المطلب بن عبد مناف «2» . كتب إلينا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري من مكة شرفها الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد

حصين بن خليد:

العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، هو أخو عبيدة بن الحارث، شهد بدرا هو وأخوه عبيدة، والطفيل والحارث وقتل عبيدة ببدر شهيدا، ومات الحصين والطفيل جميعا سنة ثلاثين «1» . حصين بن خليد: ابن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعه بن عيسى بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، العبسي، كان ينزل مع بني عبس بناحية قنسرين، وهو من سادات بني عبس أخوال الوليد وسليمان ابني عبد الملك، وأخوه القعقاع بن خليد. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حصين بن خليد بن جزء بن الحارث، وذكر نسبه كما ذكرناه الى قيس عيلان وقال: العبسي (205- و) أخو القعقاع بن خليد، وكان من سادات عبس بالشام له ذكر «2» . حصين بن نمير: ابن نائل بن أسد بن جعثنة بن الحارث بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة، الكندي أبو عبد الرحمن الكندي السكوني الحمصي روى عن بلال بن حمامة، روى عنه ابنه يزيد بن حصين، وكان مع معاوية بصفين وولى الصائفة لابنه يزيد، واجتاز بحلب، ونزل دابق في خروجه الى الغزاة وكان أميرا على حمص (205- ظ) . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا ابن المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن علي المقرئ قال:

أخبرنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: حصين بن نمير الكندي، يكنى أبا عبد الرحمن. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حصين بن نمير أبو عبد الرحمن. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: حصين عامل عمر بن الخطاب، والد يزيد بن حصين، ثم قال محمد بن اسماعيل: حصين بن نمير قال حبان: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا محمد بن الزبير قال: حدثنا يزيد ابن حصين عن أبيه قال: شهدت بلالا خطب على أخيه، وكان عمر استعمله على الاردن، فزوجوه عربية، ويقال إنه فيمن أحرق الكعبة ولم يصح اسناده «1» . ذكر البخاري ترجمتين كما أوردنا فيدل ذلك على أنهما اثنان في زعمه وهما واحد بغير شك «2» . أنبأنا «3» القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: حصين بن نمير بن نائل بن لبيد بن جعثنة بن الحارث ابن سلمة بن شكامة بن حبيب بن السكون بن أشرس بن كندة، وهو ثور بن عفير ابن عدي بن الحارث أبو عبد الرحمن الكندي ثم السكوني، من أهل حمص روى عن (208- ظ) بلال، روى عنه ابنه يزيد بن حصين، وكان بدمشق حين عزم معاوية على الخروج الى صفين وخرج معه، وولي الصائفة ليزيد بن معاوية، وكان أميرا على جند حمص، وكان في الجيش الذي وجهه يزيد الى أهل المدينة من دمشق

لقتال أهل الحرة، واستخلفه مسلم بن عقبة المعروف بمسرف على الجيش، وقاتل ابن الزبير، وكان بالجابية حين عقدت لمروان الخلافة (209- و) . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا المخلص أخبرنا أبو بكر (206- و) بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر بن محمد بن سوقة عن رجل قال: مرت السكون مع أول كندة مع حصين بن نمير السكوني ومعاوية بن حديج في أربعمائة، فاعترضهم عمر فإذا فيهم فتية دلم «1» سباط مع معاوية بن حديج، فأعرض عنهم ثم أعرض ثم أعرض فقيل له: مالك ولهؤلاء؟ قال: إني عنهم لمتردد وما مربي قوم من العرب أكره إليّ منهم، ثم أمضاهم فكان بعد يكثر أن يتذكرهم بكراهية، ويعجب الناس من رأي عمر حين تعقبوه بعد ما كان من أمر الفتنة الذي كان، وإذا هم رؤوس تلك الفتنة فكان منهم من غزا عثمان، وكان منهم رجل يقال له سودان بن حمران قتل عثمان ابن عفان وإذا منهم رجل حليف لهم يقال له خلد بن ملجم «2» قتل علي بن أبي طالب، وإذا منهم معاوية بن حديج فنهض في قوم منهم يتتبع قتلة عثمان يقتلهم، وإذا منهم قوم يهوون قتل عثمان. أخبرنا سليمان بن الفضل- إجازة- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور فذكره، وقال الحافظ رحمه الله: وكان فيهم حصين، وهو الذي حاصر ابن الزبير بمكة ورمى الكعبة بالمنجنيق فسترت بالخشب فاحترقت «3» . أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله (206- ظ) ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد

ابن الفضل- إجازة- قالا: وأخبرنا أبو تمام علي بن محمد الواسطي- إجازة- قال: أخبرنا أبو بكر بن بيري قراءة قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا جويرية قال: سمعت أشياخ أهل المدينة قالوا: سار مسرف بن عقبة بالناس وهو ثقيل في الموت نحو مكة حتى إذا صدر عن الأبواء «1» هلك الى النار، فلما عرف الموت دعا حصين بن نمير الكندي فقال: إنك أعرابي جلف فسر بهذا الجيش، فمضى حصين بن نمير من وجهه ذلك، فلم يزل محاصرا لأهل مكة حتى هلك يزيد قال: فبلغت ابن الزبير وفاة يزيد قبل أن تبلغ حصين بن نمير، فناداهم عبد الله بن الزبير: لم تقاتلون فقد مات صاحبكم؟ قالوا: نقاتل لخليفته، قالوا: فقد هلك خليفته الذي استخلفه، قالوا: فنقاتل لمن استخلف بعده قال: فإنه لم يعهد الى أحد قال: ابن نمير إن يك ما تقول حقا فما أسرع الخبر إلينا. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين ابن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر (207- و) عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة قال: وحدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: غيره عن أبيه وغيرهم أيضا قد حدثني بطائفة من هذا الحديث- قال: أمر يزيد مسلم بن عقبة وقال: إن حدث بك حدث فحصين بن نمير على الناس، فورد مسلم بن عقبة المدينة فمنعوه أن يدخلها فأوقع بهم وأنهبها ثلاثا، ثم خرج يريد ابن الزبير، فلما كان بالمشلل «2» نزل به الموت فدعا حصين بن نمير فقال له: يا برذعة الحمار لولا عهد أمير المؤمنين إلي فيك ما عهدت إليك، اسمع عهدي لا تمكن قريشا من أذنك ولا تزدهم

على ثلاث الوقاف ثم الثقاف «1» ، ثم الانصراف، وأعلم الناس أن الحصين واليهم، ومات مكانه فدفن على ظهر المشلل لسبع ليال بقين من المحرم سنة أربع وستين، ومضى حصين بن نمير في أصحابه حتى قدم مكة فنزل بالحجون «2» الى بئر ميمون «3» ، وعسكر هناك فكان يحاصر ابن الزبير، فكان الحصر أربعة وستين يوما يتقاتلون فيها أشد القتال، ونصب الحصين المنجنيق على ابن الزبير وأصحابة ورمى الكعبة، ولقد قتل من الفريقين بشر كثير وأصاب المسور فلقة من حجر المنجنيق، فمات ليلة جاء نعي يزيد بن معاوية، وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، فكلم حصين بن نمير ومن معه من أهل الشام عبد الله بن الزبير أن يدعهم يطوفوا بالبيت وينصرفوا عنه فشاور في ذلك أصحابه ثم أذن (207- ظ) لهم فطافوا وكلم ابن الزبير الحصين بن نمير وقال له: قد مات يزيد وأنا أحق الناس بهذا الامر لان عثمان عهد إلي في ذلك عهدا، صلى به خلفي طلحة والزبير وعرفته أم المؤمنين، فبايعني وادخل فيما يدخل فيه الناس- يعني يكن لك ما لهم وعليك ما عليهم- فقال له: الحصين بن نمير: أي والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي، أقدم الشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك وقاتلت من عصاك، وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك، ولكن سر أنت معي الى الشام أملكك رقاب العرب، فقال ابن الزبير أو أبعث رسولا، قال: تبا لك سائر اليوم إن رسولك لا يكون مثلك، وافترقا وأمن الناس ووضعت الحرب أوزارها، وأقام أهل الشام أياما يبتاعون حوائجهم ويتجهزون، ثم انصرفوا راجعين الى الشام، فدعا ابن الزبير يومئذ الى نفسه. أخبرنا أبو البركات سعيد بن هاشم بن أحمد- إذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد- في كتابه- أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وكان حصار حصين بن نمير خمسين يوما

حتى مات يزيد ونصب حصين المجانيق على الكعبة وحرقها يوم الثلاثاء لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين «1» (208- و) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: وقال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة خمسين غزوة ابن قحذم وفضالة بن عبيد وأبي سمرة والحصين بن نمير حرقه الاولى «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني- بقراءتي عليه- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا ابن عائذ قال: حدثنا الوليد قال: حدثني ابن غلاق عن يزيد بن عبيدة قال: وفي سنة ثمان وخمسين شتا عمرو بن مره المندرون، وأعاد الحصين بن نمير صائفة الروم، قال: وقال الوليد بن مسلم: وفي سنة اثنتين وستين غزا حصين بن نمير الصائفة وهي غزوة سورية «3» . ***

فصل فى تاريخ قتله

[فصل فى تاريخ قتله] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله في كتابة قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد ابن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها- يعني- سنة اثنتين وستين كانت صائفة عليها حصين ابن نمير اليشكري فغزا سورية. كذا قال: والصواب السكوني «1» . قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي الحلبي- وأخبرنا به اجازة المؤيد الطوسي عنه- قال: سنة ثلاث وستين، وفيها كانت غزاة الحصين بن نمير أرض الروم حتى بلغ مرج الحمام «2» . وقال العظيمي، ونقلته من خطه: سنة ست وستين فيها: قتل عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير يوم الخازر وبعث ابراهيم بن الاشتر برءوسهم الى المختار بن أبي عبيد فبعث بها الى ابن الزبير فنصبت بالمدينة وبمكة «3» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي- إجازة عن أبي محمد التميمي- قال أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر

قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة ست وستين قالوا: قتل فيها عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير، ولي قتلهما ابراهيم بن الاشتر فبعث برءوسهم الى المختار فبعث به «1» الى ابن الزبير فنصبت بالمدينة ومكة (210- و) . أخبرنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن اللالكاي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وقتل في هذا اليوم حصين بن نمير- يعني في سنة سبع وستين «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن أبي الحسين قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن عمر اليمني بمصر، ح. قال: وأخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال: أخبرنا محمد بن المظفر قالا: حدثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال: سنة ست وستين عام الخازر قتل عبيد الله بن زياد، وحصين ابن نمير، وجرير بن شراحيل الكندي في آخرين سموا لنا. أخبرنا أبو نصر بن هبة الله- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر قال: أخبرنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي بحمص قال: في طبقة قديمة أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: حصين بن نمير السكوني، استعمله الخلفاء وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحياء، قتل في سنة ست وستين عام الخازر (210- ظ) مع عبيد الله بن زياد.

حصين المؤدب المعري:

أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد ابن اسماعيل قال: ثم أحرق مصعب بن الزبير المختار، وأحرق ابراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير السكوني، فقال عبد الملك بن عمار «1» : وأتي بجسد ابن الأشتر لمولى لحصين بن نمير: حرقه كما «2» حرق مولاك. حصين المؤدب المعري: شاعر كان بمعرة النعمان، وقفت له على أبيات رثى بها المفضل بن محمد بن المهذب وعزى بها أباه أبا صالح عنه قرأتها في جزء دفعه إلي بعض آل المهذب في مراثيهم والابيات: تخيّر منا الموت واسطة العقد ... أما كان منه أيها الموت من بدّ ترى كان هذا الاختيار تعمّدا ... وقصدا أم لم يكن منك عن عمد لقد جل رزء حلّ بالأمس عندنا فما ... بال هذا الموت للحي لا يفدى مضى بهجة الدنيا وجلّ نعيمها فيا ... جفن جد بالدمع في ساحه الخدّ وقد خلّف الأهلين يبكون حسّرا ... وكم أصبحوا في ظل عيش به رغد لقد حملوا الارض منه هدية ... تسرّبها لكنها ساءت المهدي وقالوا سلام الله منا تحية عليك ... فهذا باللقاء آخر العهد فلو طاوعته نفسه قال معلنا ... أتمضون عني ثم أبقى هنا وحدي (211- و) فلو كان ميت يفتدى لفديته ... بروحي وما أحوي ومن لي بأن أفدي اذا ما سلا سال فقيدا فانني ... أرى ذلك السلوان عندي لا يجدي أبا صالح يا سيد الناس كلهم ... ومن فاق في أعلى محل من الزهد

حضين بن المنذر

عزاء فما الأيام إلّا معارة ... ومن ذا الذي يبقى وليس به تردي ولله أحكام إذا نزلت بنا ... فليس لمرء أن يعيد ولا يبدي حضين بن المنذر ابن الحارث بن وعله بن المجالد بن اليثربي بن الريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو محمد وقيل أبو ساسان الرقاشي الربعي البصري، وقيل أبو ساسان لقب وليس بكنية. روى عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومجاشع بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، والمهاجر بن قنفذ. روى عنه الحسن البصري وابنه يحيى بن الحضين، وعبد الله بن فيروز الداناج وعبد العزيز بن معمر اليشكري، وعلي بن سويد بن منجوف، وداود بن أبي هند. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وجعله أميرا على بكر البصرة، وكان صاحب رايته يومئذ وفيه يقول: لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدّما «1» وكان حضين فارسا شجاعا مبخلا شاعرا، وولاه علي رضي الله عنه اصطخر، وقال فيه أبو عبد الرحمن النسائي في «كتاب التمييز في أحوال الرجال «2» » حضين بن المنذر ثقة. (211- ظ) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن مسلمة الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي عروبة، ح. وقال أبو طالب بن غيلان: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى

المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا اسماعيل بن عليّة عن سعيد بن أبي عروبة- واللفظ ليزيد بن هارون- قال: أخبرنا ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر قال: صلى الوليد ابن عقبة أربعا وهو سكران، ثم انفتل وقال: أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان، فقال له علي بن أبي طالب: اضربه الحد، فأمر بضربه فقال علي للحسن: قم فاضربه، قال: فما أنت وذاك؟ قال: إنك ضعفت ووهنت وعجزت ووهنت، ثم قال: قم يا عبد الله بن جعفر فقام عبد الله بن جعفر فجعل يضربه وعلي يعد حتى إذا بلغ أربعين قال: كيف أو اكفف، ثم قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين قال: كف أو اكفف، ثم قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل سنّة. وقال اسماعيل بن عليّة في رواية المزكي: وقد سمعت حديث الداناج منه ولم أحفظه عنه. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن محمد وشهدة بنت أحمد الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش (212- و) المعدل قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: سمعت المبرد يقول: كان الحضين بن المنذر إذا رأى زوج ابنته أو أخته زال عن مجلسه، وقال: مرحبا بمن ستر العورة وكفى المؤونة. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بدمشق- من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين الشافعي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن داوود قال: حدثنا المازني قال: قيل للحضين بن المنذر الرقاشي: بأي شيء سدت قومك؟ قال: بحسب لا يطعن فيه ورأي لا يستغنى عنه، ومن تمام السؤدد أن يكون الرجل ثقيل السمع عظيم الرأس «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد- ان لم يكن سماعا فإجازة- قال: أخبرنا أبو بكر (212- ظ) محمد بن عبد الباقي البزاز قال: أخبرنا القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي بالله قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسين بن المأمون الهاشمي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال: لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند أمر بأفرشته ففرشت، وأجلس الناس على مراتبهم، وأمر بقدور الصفر فنصبت فلم ير الناس على مثلها في الكبر، إنما يرقى إليها بالسلالم، قال: فالناس منها متعجبين، وأذن للعامة، فاستأذنه أخوه عبد الله بن مسلم في أن يكلم الحضين بن المنذر الرقاشي على جهة التعبث به، وكان عبد الله بن مسلم يحمّق، فنهاه قتيبة عن كلام الحضين وقال: هو باقعة «2» العرب وداهية الناس، ومن لا تطيقه فخالفه، وأبى إلا كلامه، فقال للحضين: يا أبا ساسان أمن الباب دخلت؟ فقال له: ما لعمك بصر يتصور الجدران، قال: أفرأيت القدور؟ قال: هي أعظم من أن لا ترى، قال: أفتقدّر أن رقاش رأت مثلها؟ قال: ولا رأى مثلها عيلان ولو رأى مثلها عيلان لسمى شبعان ولم يسم عيلان، قال: أفتعرف الذي يقول:

عز لنا وأمرنا وبكر بن وائل ... تجرّ خصاها تبتغي من تحالف قال: نعم وأعرف الذي يقول: (213- و) فخيبة من يخيب على غنيّ ... وباهلة ويعصر والرباب والذي يقول: إن كنت تهوى أن تنال رغيبةّ ... في دار باهلة بن يعصر فارحل قوم قتيبة أمهم وأبوهم ... لولا قتيبة أصبحوا في مجهل فقال عبد الله بن مسلم فهو الذي يقول: سدّ حضين بابه خشية القرى ... باصطخر والكبش السمين بدرهم ثم قال عبد الله: يا أبا ساسان دعنا من هذا، هل تقرأ من القرآن شيئا؟ قال إني لأقرأ منه الكثير الطيب: «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً » «1» فاغتاظ عبد الله وقال: لقد بلغني أن امرأتك زفت إليك وهي حامل، فقال الحضين يكون ماذا تلد غلاما فيقال فلان بن الحضين كما قيل عبد الله بن مسلم، فقال له قتيبة: أكفف لعنك الله فأنت عرضت نفسك لهذا. وأنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن الآبنوسي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو الأنصاري الإصطخري قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال: حدثنا أبو عامر حمزة بن علي الصنعاني عن أبي حاتم عن عبيدة عن يونس قال: وفد الحضين بن المنذر إلى بعض الخلفاء فكأن الآذن أبطأ في الإذن، فسبقه القوم لتباطئه فقال له الخليفة: مالك يا أبا ساسان تدخل علي في آخر الناس؟ فقال: (213- ظ) . وكل خفيف الشأن مشمرا ... إذا فتح البوّاب بابك إصبعا ونحن الجلوس الماكثون رزانة ... وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا

أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي وغيره عن أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي قال أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلال قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثني يعقوب بن شيبة قال: حدثني جدي يعقوب قال: حضين بن المنذر هو الذي يؤثر عنه أن ختنه على ابنته أو أخته كان إذا دخل عليه تنحى له حضين عن مجلسه، ثم قال: مرحبا بمن كفى المؤونة وستر العورة، وكان الحضين بخراسان أيام قتيبة بن مسلم فيقال: إنه كان عنده فدخل على قتيبة مسعود بن حراش العبسي، والحضين شيخ كبير معتم بعمامة، فقال مسعود لقتيبة: من هذه العجوز المعتمةّ عند الأمير؟ فقال قتيبة: بخ هذا حضين بن المنذر فقال حضين: من هذا أيها الأمير؟ قال: مسعود بن حراش العبسي فقال حضين: أنا والله من لم يمجد قومه في الجاهلية عبد حبشي- يعني عنترة- ولا في الإسلام امرأة بغي، قال: فسكت عنه مسعود بن حراش. وشهد الحضين صفين مع علي وبقي بعد ذلك إلى أيام معاوية، فوفد على معاوية وكان لا يعطي البواب ولا الحاجب شيئا، فكان لا يأذن له الحاجب إلّا آخر الناس، فدخل يوما فقام حيال معاوية وقال: (214- و) . وكل خفيف الشأن يسعى مشمرا ... إذا فتح البواب بابك اصبعا ونحن الجلوس الماكثون رزانة ... حياء إلى أن يفتح الباب أجمعا قال: فأوما إليه معاوية بيده أن أعطهم شيئا، فإنك لا تعطي أحدا شيئا. قرأت بخط أبي عبد الله الحسن بن علي بن مقلة: أنشدني أبو الحسن الأسدي قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن عمرو بن أبي صفوان من ولد عثمان ابن أبي العاص الثقفي لأبي ساسان الحضين بن المنذر الرقاشي، لما قتل قتيبة بن مسلم: ألم تر زحرا وابن نجد تعاورا ... بسيفيهما رأس الهمام المتوّج وما أدركت في قيس عيلان وترها ... بنو منقر إلّا بأسياف مذجح

عشيّة جئنا بابن نجد وجئتم ... بأدعج «1» مرقوم «2» الذراعين ديزج «3» أسك غدافي كأن جبينه «4» ... مجاجة «5» نفس في أديم ممجمج «6» أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان- قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر ابن سعد عن سويد بن حبّة البصري عن الحضين بن المنذر أن ناسا أتوا عليا بصفين فقالوا له: إنّا لا نرى خالد بن المعمرّ إلّا وقد كاتب معاوية، وقد خشينا أن يبايعه فبعث إليه علي والى رجال من أشرافنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما (214- ظ) بعد يا معشر ربيعة فأنتم أنصاري ومجيبوا دعوتي ومن أوثق حي العرب في نفسي، وقد بلغني أن معاوية كاتب صاحبكم خالد بن المعمر وقد جمعتكم لأشهدكم عليه ولتسمعوا أيضا مني ومنه، ثم أقبل عليه علي فقال: يا خالد بن المعمر إن كان ما بلغني عنك حقا فإني أشهد الله ومن حضر أنك آمن حتى تلحق بالعراق أو بالحجاز أو بأرض لا سلطان لمعاوية فيها وإن كنت مكذوبا عليك فأبرّ صدرونا بالإيمان، فحلف بالله عز وجل أنه ما فعل، وقال رجال منا كثير: لو نعلم أنه فعل لقتلناه: وقال شقيق بن ثور البكري: والله ما وفق الله خالدا إن نصر معاوية وأهل الشام على علي وربيعة فلما كان يوم الخميس وخرج الناس للقتال وانهزم أصحاب علي من قبل الميمنة، فقال الحضين بن المنذر فجاءنا علي ومعه بنوه فنادى بصوت له عال جهير: لمن هذه الرايات؟ فقلنا رايات ربيعة فقال علي: بل هي رايات الله عصمهم الله وصبرهم وثبت أقدامهم، قال الحضين: ثم قال لي: يا فتى ألا تدني رايتك ذراعا؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين وعشرة أذرع فحملت بها وأدنيتها من القوم، فقال لي مكانك.

وقال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر باسناده أن الحضين بن المنذر أقبل يومئذ وهو غلام يزحف برايته، قال السدي: وكانت راية حمراء فقال: لمن راية حمراء يخفق ظلها ... إذا قلت قدمها حضين تقدما (215- و) ويدنو بها في الصف حتى يزيرها ... حمام المنايا تقطر الموت والدما تراه إذا كان يوم عظيمة ... أبى فيه إلّا عزّة وتكرما جزى الله قوما صابروا في لقائهم ... لدى البأس خيرا ما أعف وأحزما وأكرم صبرا حين تدعى الى الوغى ... إذا كان أصوات الكماة تغمغما ربيعة أعني إنهم أهل نجدة ... وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما وقد صبرت عكّ ولخم وحمير ... ومذحج حتى لم يفارق دم دما ونادت جذام كلها: يا لمذحج جزى ... الله شرا أينا كان أظلما أما تتقون الله في حرماتكم ... وما قرب الرحمن منها وعظّما أذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا ... بأسيافنا حتى تولى وأحجما وحتى ينادى الزبرقان ابن أظلم ... ونادى الكلاع يا كريب وأنعما وعمرو وسفيان وجهم ومالك وحوشب ... والراعي ربيعا وأظلما وكرز بن نبهان وابنا مخارق ... وصباح والقيني عتيكا وأسلما «1» والمشهور أن هذا الشعر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء كتابة قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد عرفة نفطوية قال: ومما يروى لعلي رحمة الله: (215- ظ) . لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما فيوردها في الصف حتى يردها ... حياض المنايا تقطر الموت والدما

جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم ... لدى الموت يوما ما أعز واكرما وأطيب أخبارا واكرم شيمة ... إذا كان اصوات الرجال تغمغما ربيعة اعني إنهم أهل نجدة ... وبأس إذا لا قوا خميسا عرمرما قال أبو عبد الله نفطويه: قوله «إذا قيل قدمها حضين» يعني حضين بن المنذر أبا ساسان، وكانت معه راية قومه يوم صفين وعاش بعد ذلك دهرا طويلا. أخبرنا أبو الفضل المرجا بن محمد بن هبة الله الواسطي- إذنا- وقرأت عليه بهذا الاسناد قال: أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتابي الواسطي- إجازة- قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: وحدثني يعقوب قال: وحدثني خلف بن سالم قال: حدثنا وهب بن جرير عن أبي الخطاب- يعني- محمد بن سواء عن أبي جعفر محمد بن مروان أن عليا قال: لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما فيوردها في الصف حتى يقيلها ... حياض المنايا تقطر الموت والدما جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم ... لدى الموت قدما ما أعز وأكرما (216- و) وأطيب أخبارا وأكرم شيمة إذا ... كان أصوات الرجال تغمغما ربيعة أعني إنهم أهل نجدة ... وبأس إذا لا قوا خميسا عرمرما أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو عبد الله بن ماجه القزويني قال: حدثنا اسماعيل بن محمد الطلحي وأحمد ابن سعيد الدارمي قالا: حدثنا روح بن عبادة عن سعيد عن قتاده عن الحسن عن الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أبي ساسان الرقاشي عن المهاجر بن قنفد بن عمرو بن جدعان، فذكر حديثا.

أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: وأما حضين- الحاء مضمومة غير معجمة والضاد معجمة ونون- فمنهم حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي، من سادات ربيعة، وكان صاحب راية أمير المؤمنين يوم صفين، وفيه يقول أمير المؤمنين: لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما ثم ولاه اصطخر، وكان يبخل ففيه يقول زياد الاعجم: يسد حضين بابه خشية القرى ... باصطخر والشاة السمين بدرهم «1» وفيه يقول الضحاك بن هشام: أنت امرؤ منا خلقت لغيرنا ... حياتك لا نفع وموتك فاجع وقد روى الحديث عن عثمان وعلي، ومجاشع بن مسعود، ومهاجر بن قنفذ. روى عنه الحسن وعبد الله الداناج، وعبد العزيز بن معمر، وعلي بن مسعود بن منجوف، ولا أعرف من يسمى حضينا بالضاد والنون غيره، وغير من ينسب إليه من ولده «2» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأخبرنا إجازة عنه أبو القاسم (216- ظ) عبد الرحيم بن يوسف المعري قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم يوسف ابن ابراهيم بن يوسف الحجاجي قال: أخبرنا أبو الحسين ابراهيم بن حمكان بن محمد النشوي قال: سمعت أبا الحسين- يعني- أحمد بن فارس النحوي يقول: حضين بن المنذر أبو ساسان صاحب راية علي، هو بالضاد المعجمة، وربما صحف المصحف فقال بالصاد.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي ابن المديني: أبو ساسان حضين بن المنذر. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن ابراهيم قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد قال: سمعت علي بن المديني يقول حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الرقاشي. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا ابراهيم بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: حضين بن المنذر الرقاشي يكنى أبا ساسان سمع من أبي موسى، وروى عن علي وعثمان. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا موسى بن عمران الصوفي قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو (217- و) العباس السياري قال: حدثنا عيسى بن محمد الكاتب قال: حدثنا العباس بن مصعب عن شيوخه أن الحضين بن المنذر لما نزل مرو وكان قتيبة بن مسلم يستشيره في أموره، كان الحضين ينطوي على بغض قتيبة. قال الحاكم: حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن ذهل بن شيبان، أبو ساسان الرقاشي وكنيته أبو محد وأبو ساسان لقب، سمع عثمان وعلي بن أبي طالب روى عنه الحسن بن أبي الحسن البصري وعبد الله الداناج. قال شيخنا الكندي: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا، وقد سمعت عليه الكثير- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن الحسن وأبو الفضل احمد بن الحسن قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن احمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص الاهوازي قال: أخبرنا خليفة بن خياط قال: الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن

الريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبه، يكنى أبا ساسان، ويكنى أبا محمد، مات في خلافة سليمان بن عبد الملك «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الاعز قراتكين بن الاسعد قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن شهريار قال: حدثنا أبو حفص القلاس قال: حضين بن المنذر بن الحارث، هو ابن وعلة، أبو ساسان، هو رجل من بني رقاش. أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا (217- ظ) أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة حضين بن المنذر الرقاشي «2» . أنبأنا أبو نصر قال: أخبرنا علي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله ابن محمد قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال حدثني علي بن ابراهيم قال: حدثنا روح قال: حدثنا علي بن سويد بن منجوف قال: تعشينا مع يزيد بن المهلب ومعنا حضين ابن المنذر فقلت: يا أبا محمد- وقال غيره كنيته أبو ساسان- الرقاشي، ويقال حضين ابن الحارث بن وعلة. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي قالوا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن صالح قال: حدثني أبي أحمد قال: أبو ساسان حضين بن المنذر السدوسي بصري تابعي ثقة وكان على راية عليّ يوم صفين.

قال: أبو البركات الأنماطي أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الصواف قال: أخبرنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا وكيع عن الاعمش عن أبي اسحاق عن حضين، وكان صاحب شرطة علي. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ورشاء بن نظيف قالا: أخبرنا محمد (218- و) بن ابراهيم بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داوود بن عيسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي صدوق. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: قال أبو عبيدة في تسمية الامراء من أصحاب علي يوم صفين: وعلى بكر البصرة حضين ابن المنذر الرقاشي أبو ساسان «1» . أخبرنا الحسين بن عمر بن باز الموصلي في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حضين بن المنذر أبو ساسان الرقاشي، ويقال حضين بن الحارث بن وعلة، سمع عثمان وعليا وعن مهاجر بن قنفذ. روى عنه الحسن وعبد الله الداناج البصري. قال علي بن ابراهيم: حدثنا روح قال: حدثنا علي بن سويد بن منجوف: تعشينا مع يزيد بن المهلب ومعنا حضين ابن المنذر فقلت: يا أبا محمد «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو

بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر المغربي قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو ساسان حضين بن المنذر الرقاشي (218- ظ) سمع عثمان وعليا والمهاجر بن قنفذ. روى عنه الحسن وعبد الله الداناج «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر ابن سوار المقرئ وأبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال: حدثنا أبو حكيم محمد بن ابراهيم الكوفي قال: حدثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم القاضي قال: حدثنا أحمد بن هارون بن روح البرديجي قال: في الطبقة الثانية من الاسماء المنفردة حضين بن المنذر، وهو أبو ساسان، يروي عن علي وأبي موسى بصري. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني- فيما أجاز لنا روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه اللاذقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم قال: حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: حضين بن المنذر يكنى أبا ساسان. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أنبأنا أبو الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: وأما حضين، بالضاد المعجمة، فهو حضين بن المنذر (219- و) بن الحارث بن وعلة الرقاشي، أبو ساسان، روى عن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبي موسى الاشعري، ومهاجر بن قنفذ. روى عنه عبد الله الداناج، وعلي بن سويد بن منجوف، والحسن البصري، وهو الذي قال فيه الشاعر:

لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما «1» أنبأنا ابن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد الرحيم بن أحمد البخاري قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد قال: وحضين- بالحاء المهملة والضاد المعجمة والنون واحد- وهو حضين بن المنذر الرقاشي أبو ساسان، روى عن علي. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- أذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة بن المجالد بن اليثربي بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، أبو ساسان، وهو لقب وكنيته أبو محمد الرقاشي البصري، روى عن عثمان وعلي، والمهاجر بن قنفذ، ومجاشع بن مسعود، روى عنه الحسن وعبد الله بن فيروز الداناج، وعلي بن سويد بن منجوف، وعبد العزيز ان معمر اليشكري، وداود بن أبي هند، وابنه (يحيى بن) «2» الحضين بن المنذر ووفد على معاوية. أنبأنا أبو القاسم بن محمد الأنصاري عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن الأمير أبي نصر علي بن ماكولا قال: وأما حضين- بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمه- فهو حضين بن المنذر بن الحارث (219- ظ) بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن ريان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل أحد بني رقاش شاعر فارس، يكنى أبا ساسان، روى عن عثمان وعلي وغيرهما، روى عنه عبد الله بن الداناج وعلي بن سويد بن منجوف، والحسن البصري، وابنه يحيى بن

حضين سمع أباه، روى عنه سلم بن قتيبة الباهلي، وكان اثيرا عند بني أمية فقتله أبو مسلم الخرساني «1» . يريد ابن ماكولا ابنه يحيى. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أبو عبد الله النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وحضين أبو ساسان أدرك خلافة سليمان بن عبد الملك. وذكر خليفة أن سليمان بويع سنة ست وتسعين، وقال خليفة في موضع آخر: إنه مات في خلافة سليمان بن عبد الملك «2» وقد قدمنا ذكره. ***

ذكر من اسمه حطان

ذكر من اسمه حطان حطان بن خفاف أبو الجويريه الجرمي، غزا الروم مع معن بن يزيد السّلمي وأصاب جرة فيها دنانير، وأتاه بها فخمسها، وعرض عليه من نصيبه منها فقال حطان: لا حاجة لي فيه. روى عن معن بن يزيد السلمي، وقد ذكرناه في المعروفين بالكنى لاشتهاره بأبي الجويرية وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى، وقد سقنا عنه حديثا رواه عن معن بن يزيد. (220- و) . حطان بن كامل بن علي بن منقذ الكناني الشيرزي أمير شجاع شاعر، ولد بشيزر، وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وحظي عنده فسيره إلى اليمن، وولي زبيد، وحصل بينه وبين عثمان بن الزنجاري باليمن خلاف، وكان صارم الدين خطلبا بزبيد فتوفي فحصل حطان بن منقذ بها في نحو ثلاثمائة فارس فوصل عثمان محاصرا لها في تسعمائة فارس، وكان الملك الناصر قد تخيل من حطان، وكتب إلى عثمان بالتحيل على حطان والقبض عليه، فعرض الكتاب على الأمراء باليمن فامتنع قايماز وياقوت واليا الجبل، وامتنع صارم الدين خطلبا والي زبيد، وغلبه دقش أحد أمراء الجند، وكان سير مع خطلبا وخدعه لمرضه حتى أدخل حطان الى زبيد ومكنه منها ودخل اليها يوم ثامن صفر سنة تسع وسبعين- يعني- وخمسمائة ومات خطلبا في تاسعه، واتفق دقش ومن معه مع حطان على العصيان والتحصن بزبيد ونزل عثمان على زبيد فحصرها، وكتب عثمان بذلك إلى الملك الناصر، وكتب دقش إلى الملك الناصر يذكر أنه كان سير رسولا إلى عثمان يسأله في الصلح والرجوع الى بلده فامتنع من ذلك، وأن عثمان قد كان حصر زبيد قبل موت خطلبا، فما وجدوا حيله إلّا أن صدروا له حطان لأمور أعظمها أن معه مالا ينفقه، وترك حطان على أنه مطيع يحضر الى الخدمة ويحاسب على المال، والرجل وأمراء العسكر محصورون، وانهم متماسكون إن وصلتهم نجدة

عاجلة أو أمر يشغل عثمان، وأن دقش وقرا سليمان وحطان قالوا لهذا الرسول المسيّر: (220- ظ) أخرج الى عثمان في المصالحة على أمر السلطان مهما وصل به امتثل. وقرأت في تاريخ القاضي الفاضل عبد الرحيم «1» بن علي الذي علق فيه الحوادث في كل يوم، قال فيه: وذكر الرسول أنه اجتمع بياقوت في تعز، وكان سار اليه رسولا من عثمان ان ينزل ويكون في خدمته فقال ما أفعل الا بكتاب من السلطان، وانه ارتهن عياله وخدعه سمين الله والطلاق، فركبت اليه وتسلم بلادي واقطع زبيد، وذكر الرسول أن خطلبا قال له: إني سقيت «2» وتم علي الردى واني تالف لا محالة وما اشار الى احد، وكان رسول عثمان قد ذكر مثل ذلك واسند الفعل الى حطان. قال القاضي الفاضل: وسيرت كتب إلى الملك الناصر وإلى الملك العادل وغيرهما من حطان وأخيه محمد ودقش وقرا سليمان وياقوت المعظمي، وتنوخ بن عبد المجيد تتضمن القضية المتفق على شرحها أن عثمان بن الزنجاري ما زال يخادع ياقوت وقايماز ويلاطفهما حتى انخدع له قايماز، وتراسلا في المصاهرة وتقرر المهر عشرة آلاف دينار مصرية، وأحضر الشهود، وكتب الكتاب، ونزل قايماز من حصنه ليعقد عقدة النكاح، فلما صار في خيمة عثمان سلسله وضايقه على تسليم ما بيده من البلاد والقلاع فتسلمها بأسرها وحاصر الجند «3» ، وحلف لأهلها على أمانهم منه ومن عسكره، فلما فتحوا الأبواب هجم بعسكره وأباحهم دماء أجنادها وأموال أهلها ونساءهم حتى حكى أنه افتض في البلد سفاحا نحو ثلاثمائة بكر فضلا عن الثيب وقتل (221- و) في المسجد نفران من الفقهاء في المدافعة عن حريمهما، وأن مسجدها الأعظم مسجد معاذ بن جبل انتهكت حرمته وهدمت جدرانه عند الهجمة وانصرف عنها، وحاصر قلاع ياقوت، واستخلص بعضها، وسار الى زبيد في أوائل المحرم سنة تسع وسبعين، فحاصرها وقاتلها قتالا شديدا، ونصب عليها السلاليم، واتفق مرض صارم الدين خطلبا وضعف منّته وإفلاسه مما ينفقه في العسكر، واختلاف وجوه الناس عليه، وضعف قلوب أهل زبيد بقوة عثمان بالمال والرجال

وفتكه فيما استعصى عليه من البلاد وإتلافه أموالهم الظاهرة وموادهم من النخيل والكروم والأشجار، وتخريب الضياع وتعطيل المزارع، فجمع خطلبا أمراء المصريين الذين معه: قرا سليمان ودقش وغيرهما، وقال: ترون ما نزل بنا وما نحن عليه من عدم المال والرجال، ومتى ملك هذا الطاغية زبيد ملك اليمن كلها، وإني أرى أن نراسل حطان ونستحلفه على بذل جهده من المال والرجال والنفس في المدافعة عن هذا البلد ودفع هذا الرجل عنه، فرأى الجماعة ذلك الرأي، وراسلوا حطان بن منقذ وعرفوه الأمر، وكان قد أنجدهم قبل ذلك بأخيه محمد بن كامل في فرسان عدة، وكذلك أنجدهم ياقوت بعسكر، ولم يزل التردد بينهم وبين حطان حتى استوثق بعضهم من بعض بالأيمان، ودخل حطان زبيد في ثامن صفر، ومات خطلبا في عاشره، وأطلق حطان الأموال والخلع في العسكر، وتألف القلوب وتجرد (221- ظ) لقتال عثمان وأصحابه ومنعهم من الخروج من خيامهم، ثم أشار الأمراء المصريون بمراسلة عثمان بن الزنجاري والتلطف له في الكلام، وأن يقال له: هذه البلاد في أيدينا أمانة للسلطان، وما نسلمها دون أن يقتل منا ومن جماعتك خلق كثير، فان رأيت أن تربح دماء الفريقين ونكاتب السلطان وننتظر أمره فالى من رسم بتسليم البلاد سلمت إليه بغير حرب، فنفر عثمان وقال: إنني أنا الملك العثماني المذكور في سير اليمن وملاحمها أنه يملك ما بين حضر موت ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أبرح على زبيد دون فتحها عنوة، وسلخ جلدي قرا سليمان ودقش، وصلب حطان، وإباحة نهبها وقتل مقاتلتها عشرة أيام، كما وعدت عسكري، وكما فعلت في الجند، فتجرد حينئذ من بزبيد لقتاله وفتحوا في سادس شهر ربيع الأول ثلاثة أبواب من أبواب زبيد والفترقوا ثلاث فرق وكبسوا عسكر عثمان بغتة فتقابض الفريقان باللحى، وتجالدوا بالسيوف، فانهزم عثمان وأسلم عسكره، فكثر فيهم القتل، وتبع الجند والراجل من انهزم منهم، وغنم عسكر زبيد منهم سبعمائة خيمة وألفي جمل، ونكسوا من فرسانهم ثلاثمائة فارس، ولم يسلم مع عثمان سوى ستة فرسان لا غير، وكتب حطان يبذل من نفسه الطاعة، ويسأل الصفح عما كان قذف به، وما تقوّل في حقه من قد ظهرت منافقته وكفرانه نعمة الاصطناع ويسأل إعلامه بما يعمل من المقام فتقرر له قاعدة أو الاستدعاء، فيتوثق بالأيمان

حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم السلمي:

ليصل ويكاتب الى من يتسلم البلاد، ويسأل (222- و) يمين السلطان وخطه ويمين الملك العادل وتشريفا من لباس السلطان وتشريفا من الملك العادل، وتشريفين من الملكين العزيز عثمان والظاهر غازي وأمرا صريحا بما يعتمده من تسليم البلاد الى من يعين عليه، وكذلك حصن قوارير «1» ، أو تقرير قاعدة له يخدم هناك بها، وبذل من نفسه موجب ما استقر بينه وبين خطلبا واستحلفه عليه، أن يحمل الى الخزانة الناصرية عشرة آلاف دينار، وان رسم استخدامه باليمن فهو يكفل بفتح كل ما كان في يد الملك المعظم «2» ويوفر الغلات التي في الأهراء بزبيد على العسكر المصري ليتسفّر بها الى مصر في عوده. قال القاضي الفاضل: وتحقق السلطان أمر هذه الكسرة وطاعة حطان، وأما ما كان من عثمان فإنه وصل الى جهة من أعمال التعكر «3» ، واستقر بها لأن الجند خراب، فلما علم من ياقوت عجزه عنه وضعفه رجع الى الجند وعمّرها وصار يغير منها الى بلاد الأمير المذكور، ونزل على حصن من حصونه يقال له الحريم «4» فاتصل الخبر بقحطان فجمع له وتجهز للطلوع، فلما علم بذلك رحل من الموضع، وأغار على جهة من جهات ياقوت يقال لها جبأ «5» . (222- ظ) حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم السّلمي: أبو هانىء الصوري، سمع بطرسوس أبا عبد الله محمد بن فريد بن ابراهيم الدرقي وبحمص أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري، وبصور أبا عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس، وبالرملة أبا الحسن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني المصري.

وحدث ببيت المقدس، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن الجراح الأسلمي. أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحافظ المصري في كتابه إليّ من مصر قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الاشبيلي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو هانىء حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم السلامي السلمي الصوري- قراءة عليه ببيت المقدس- قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني المصري بالرملة قال: حدثنا أبو مصعب قال: حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت محبة الله على من غضب فحلم «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم، أبو هانىء السلامي الصوري، سمع أبا عبد الملك محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بصور، وأبا زكريا يحيى بن زكريا ابن حيّويه النيسابوري بحمص، وأبا عبد الله محمد بن يزيد بن ابراهيم الدرقي بطرسوس، وأبا الحسن أحمد بن داود بن أبي صالح (223- و) الحراني المصري بالرملة، روى عنه أبو العباس الاشبيلي واجتاز بدمشق أبو بساحلها عند مضيه الى حمص وطرسوس «2» . ***

ذكر من اسمه حفص

ذكر من اسمه حفص حفص بن أحمد الكمدي: أبو الحسين الحراني، روى عن علي بن سليمان الهاشمي وأبي القاسم الأنطاكي. روى عنه في شعر ديك الجن، وروى عنه الخالديان وأبو الحسن الشمشاطي في كتابي الديرة، عن أبي بكر الصنوبري. حفص بن عمر بن رواحة: الحلبي الأنصاري، روى عن السائب بن حبيش الكلاعي، وخالد بن معدان روى عنه ابنه أبو سعيد بن حفص الحلبي، وقيل أبو سعد، وعبد الرحمن المحاربي. أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين ابن عبدان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء. قال: أخبرنا عبد الله بن الحسين بن عبد الله الصفار قال: أخبرنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو الجهم قال: حدثنا هشام بن عمارة قال: حدثنا أبو سعيد بن حفص ابن رواحة الأنصاري عن أبيه أنه حدثه عن السائب بن جبيش عن معدان بن أبي طلحة قال: لقيت أبا الدرداء فسألني عن منزلي فأخبرته، فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة في قرية ولا في بدو لا يقيمون الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة فانما يأكل الذئب القاصية «1» . (223- ظ) .

حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة

أنبأنا أحمد بن عبد الله الاسدي عن الحافظ أبي القاسم قال في نسخه ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله اجازه، ح. قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد محمد بن أبي حاتم قال: حفص بن عمر الأنصاري روى عن خالد بن معدان، روى عنه ابنه أبو سعد عمر بن حفص المعروف بابن رواحة، سمعت أبي يقول ذلك. روى عن من حدثه عن مكحول روى عنه عبد الرحمن المحاربي. كذا وقع حفص بن رواحة، وأظنه حفص بن عمر قاضي حلب الآتي ذكره، فإن الحاكم أبا احمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ ذكر في الكنى ابنه أبا سعيد بن حفص الحلبي، وذكر أنه من رهط عبد الله بن رواحة الأنصاري، فنسبه هشام بن عمار الى جده الأعلى رواحة الأنصاري. وقد ذكرنا ذلك في ترجمة عمر بن حفص. حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة وقيل ابن ثابت بن الحارث، وقيل ثابت بن محمد الأنصاري الحلبي القاضي قاضي حلب، أصله من الكوفة، وسكن حلب وولي قضاءها، حدث عن عبد الملك ابن عمير وقيس بن مسلم. وأبي الحارث صالح بن حسان الأنصاري، وحماد بن أبي سليمان، والفضل بن عيسى الرقاشي، والحجاج بن فرافصه، وموسى بن حبيب وأبي الربيع الدمشقي، والعلاء بن اللجلاج وأبان ومحمد بن اسحاق وأبي اسحاق الهمداني، وأبيه عمر بن ثابت الكوفي، ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، والمختار بن فلفل وابن أبي غنية. «1» روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي، ومحمد بن بكار بن الريان، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعامر بن سيار الحلبي النحلي، ويحيى بن عبد الملك، وابنه أبو سعيد عمر بن حفص بن عمر، ومحمد بن المتوكل العسقلاني، وعبد الرحمن المحاربي وعبيد بن جناد الحلبي وداود بن رشيد «2» .

أخبرنا «1» القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل قال: أخبرنا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني السكري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال: حدثنا المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي عن حفص بن عمر قال: حدثنا صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته. قال الخطيب: رواه أبو حفص الأبار عن صالح فاختلف عليه في رفعه ووقفه على ابن عباس، ورواه أبو داوود الحفري عن صالح عن محمد بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه ابن عباس ولا نعلم رواه عن محمد بن كعب غير صالح «2» . ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي هذا الحديث في الأحاديث التي رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء والمتروكون، وقال فيه: حفص بن عمر قاضي حلب كان يوصف بوضع الحديث «3» . أنبأنا بذلك يوسف بن خليل قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن اسماعيل الطرسوسي عن محمد بن طاهر أنبأنا عبد البر بن الحسن العطار الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال أخبرنا (224- ظ) عبد الله بن عدي الحافظ قال: حفص بن عمر يقال له قاضي حلب وروي أحاديث عنه منها هذا الحديث، وقال: وهذا الحديث رفعه عن صالح حفص ووقفه أبو حفص الابار عن صالح بن حسان وأبو حفص أوثق من حفص بن عمر، قال: ولحفص بن عمر أحاديث غير ما ذكرته ولم أجد له أنكر مما ذكرته «4» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمود بن أحمد ابن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم قال: حدثنا

صدقة بن منصور قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا حفص بن عمر قاضي حلب عن عبد الملك (224- و) بن عمير قال: ذهبت انظر الى علي رضي الله عنه فسمعته يقول: إن من كان قبلكم يبعرون بعرا وانتم تثلطون ثلطا فاتبعوا الحجارة الماء «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن علي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر احمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب بن علي النسوي قال: حفص بن عمر كوفي ضعيف. أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو غالب الكرخي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني قال: سألته- يعني أبا الحسن الدارقطني- عن حفص بن عمر الحلبي، فقال: أصله كوفي ثم ولي قضاء حلب، صالح يعتبر به. أنبأنا أبو القاسم بن أبي محمد الاسدي وغيره عن أبي القاسم علي بن الحسن قال: في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قال: أخبرنا أبو القاسم بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله اجازة، ح. قال: وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: اخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة الأنصاري روى عن الجلاء بن اللجلاج، روى عنه محمد بن المتوكل العسقلاني، سمعت علي بن الحسين ابن الجنيد يقول: هو منكر الحديث. وقال ابن أبي حاتم ايضا: حفص بن عمر الحلبي قاضي حلب روى عنه المختار ابن فلفل ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير وابن أبي عيينة. روى عنه محمد بن بكار وعبيد بن جناد، وداود بن رشيد، ومحمد بن المتوكل، سمعت أبي يقول ذلك، روى عنه عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وروى

حفص بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

هو عن صالح بن حسان، سألت أبي عنه فقال: هو ضعيف الحديث، هو دون حفص ابن سليمان في الضعف، سئل أبو زرعة عنه، فقال: منكر الحديث «1» . قلت هكذا فرق بينهما ابن أبي حاتم وهما واحد، بل الثلاثة المذكورون واحد. وقد ذكر الكلاباذي في رجال مسلم أباه، فقال عمر بن ثابت بن الحارث الأنصاري، من بني بلحارث بن الخزرج. حفص بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، كان مع أبيه بخناصرة، وشهد وفاته بدير سمعان. وسنذكر في ترجمة عمر ما يدل على ذلك إن شاء الله تعالى. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حفص بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، له ذكر «2» . حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله ابن الحارث بن جبل بن جبل (225- و) بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس ابن كعب بن سهل بن زيد بن حضر موت الحضرمي أبو بكر المعاهري، حدث عن الزهري، وأظنه سمع منه برصافة هشام فانه وفد على هشام بن عبد الملك. وروى عن هلال بن عبد الرحمن أيضا، روى عنه عمر بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة ويزيد بن حبيب. وولاه هشام الصائفه، فغزا الروم، ثم ولاه غزو البحر على أهل مصر، وولاه مصر فبقي واليها الى أيام مروان بن محمد. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن الدوني، وحدثني أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري عنه قال: أخبرنا

القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق الدينوري الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: حدثني أبي عن جدي عن ابن أبي حبيب- يعني يزيد- عن حفص بن الوليد عن محمد بن مسلم عن عبيد الله بن عبد الله حدثه أن ابن عباس قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ميتة لمولاة لميمونة، وكانت من الصدقة فقال: لو نزعوا جلدها فانتفعوا به، قال: إنها ميتة، قال: إنما حرم أكلها. قال أبو سعيد (225- ظ) بن يونس: لم يسند حفص غير هذا الحديث، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: حديثه عن ابن شهاب مرسل «1» . أنبأنا الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حفص بن الوليد الحضرمي أمير مصر عن ابن شهاب، روى عنه الليث ويزيد بن أبي حبيب «2» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: وفي سنة أربع وعشرين ومائة قتل كلثوم أمير إفريقية ومن صبر معه قتلهم ميسرة «3» وأصحابه، وأمّر حنظلة بن صفوان على أهل إفريقية، وخرج من مصر في شهر ربيع الآخر، وأمّر حفص بن الوليد على أهل مصر، وفيها نزع القاسم بن عبيد الله من مصر وجمع لحفص عربها وعجمها. وفيها- يعني- سنة تسع عشرة غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر يحملون الخشب وعلى الجماعة ابن أبي مريم- يعني- عبد الله.

وفي سنة إحدى وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد البحر، وكان بالشام حتى قفل منه، والأسود بن بلال على الجماعة. وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة (226- و) غزا حفص بن الوليد البحر على أهل مصر وعلى الجماعة أسود بن بلال فصلوا من الاسكندرية فأصابوا إقريطية «1» فلقوا الجمع فهزمهم الله ووطئوا إقريطية، وأصابوا رقيقا. وفي سنة ثلاث وعشرين ومائة غزا حفص بن الوليد على أهل البحر فلم يكن لهم خروج عامئذ غير أنه اتبع العديد الذين كانوا نزلوا البرلس «2» حتى بلغوا سرطابس «3» فلم يدركهم حفص في قبرس، فرجع. قال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة ثمان وعشرين ومائة أمر حوثرة بن سهيل على مصر في المحرم، ونزع حفص بن الوليد وجعل معه عيسى بن أبي عطاء على أهل الأرض، وقدم معه أهل الشام، فأخذ حفص بن الوليد، وقتل ناسا من أهل مصر. قال: وفيها سنة سبع وعشرين ومائة أمر أمير المؤمنين مروان حسان- يعني- ابن عتاهية على أهل مصر ونزع حفص في ثمان ليال بقين من جمادى الآخرة ثم نزا بحسان أهل مصر فنزعوه وأمروا عليهم حفص بن الوليد مستهل رجب، ثم أمر حنظلة على مصر فمنعه حفص وأصحابه ذلك. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ابن محمد بن سليم، وحدثني أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو الفضل بن سليم قالا: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس (226- ظ) قال حدثني أبي عن جدي أنه حدثه قال: حدثنا ابن وهب قال حدثني الليث أن حفص بن الوليد أول ولايته بمصر أمر بقسم مواريث

أهل الذمة على قسم مواريث المسلمين، وكانوا قبل حفص يقسمون مواريثهم بقسم أهل دينهم. قال: وقال لنا أبو سعيد بن يونس: حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله ابن الحارث بن جبل بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت الحضرمي، ثم من بني عوف بن معاهر، كان من أشرف حضرمي بمصر في أيامه ولم يكن خليفة من بعد الوليد إلا وقد استعمله، وكان هشام بن عبد الملك قد شرفه ونوّه بذكره وولاه مصر بعد الحرّ بن يوسف بن يحيى بن الحكم نحوا من شهر ثم عزله، ثم وفد على هشام فألفاه في التجهيز الى الترك فولاه الصائفة فغزا ثم رجع فولي بحر مصر سنة تسع عشرة ومائة، وسنة عشرين ومائة، وسنة احدى وعشرين ومائة، وسنة اثنتين وعشرين ومائة، فلما قتل كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على إفريقية، وكان قتله في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة كتب هشام الى حنظلة بن صفوان الكلبي وكان عامله على جند مصر بولاية إفريقية، فشخص اليها، وكتب الى حفص بن الوليد بولاية جند مصر وأرضها، فولي حفص عليها بقية خلافة هشام وخلافة الوليد بن يزيد (227- و) ويزيد بن الوليد وابراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الى سنة ثمان وعشرين ومائة. حدث عنه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث والليث بن سعد وعبد الله ابن لهيعة وغيرهم، وكان ممن خلع مروان بن محمد مع رجاء بن الأشيم الحميري وثابت بن نعيم بن يزيد بن روح بن سلامة الجذامي، وزامل بن عمرو الجذامي في عدد من أهل مصر والشام، قتله حوثرة بن سهيل بمصر في شوال سنة ثمان وعشرين ومائة، وخبر مقتله يطول «1» . وقال المسور الخولاني يحذر ابن له من مروان، ويذكر قتل مروان حفص بن الوليد ورجاء بن الأشيم ومن قتل معهما من أشراف أهل مصر وحمص:

وإنّ أمير المؤمنين مسلّط ... على قتل أشراف البلادين فاعلم فإياك لا تجني من الشرّ غلطة ... فتودي كحفص أو رجاء بن أشيم ولا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم ... وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم قرأت في كتاب الجرح والتعديل تأليف أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم وأخبرنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله- اجازة- قال أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو بن منده قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن قال: حفص بن الوليد الحضرمي أمير مصر روى عن ابن شهاب مرسل، روى عنه يزيد بن أبي حبيب والليث بن سعد، سمعت أبي يقول ذلك «1» . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله بن الحارث (227- ظ) ابن جبل بن كليب بن عوف بن عوف بن معاهر بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت أبو بكر الحضرمي المصري أمير مصر من قبل هشام بن عبد الملك، وليها جمعتين ثم وليها مرة أخرى باستخلاف حنظلة بن صفوان له عليها فأقره الوليد بن يزيد ثم وليها مرة ثالثة في خلافة مروان بن محمد أكرهه الجند على ولايتها، وأخرجوا حسان بن عتاهية عامل مروان عليها. روى عن الزهري وهلال بن عبد الرحمن القرشي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد وعمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة، ووفد على هشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد وولاه هشام الصائفة، وقتل الوليد وحفص بدمشق فأمره يزيد بن الوليد على مصر. «2» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر ابن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال:

حفص الحلبي

حدثنا يعقوب قال: الليث: قال ابن بكير: وفيها يعني سنة ثمان وعشرين- يعني- ومائة قتل حفص بن الوليد. وذكر أبو محمد بن يوسف الكندي أن الحوثرة بن سهيل قتل حفص بن الوليد يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال «1» . حفص الحلبي مولى السكوني، حدث عن علي بن زيد بن (228- و) جدعان، روى عنه أبو بدر شجاع بن الوليد. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الحسن بن أحمد السمرقندي- اجازة- قال: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد الوازعي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الوليد بن أحمد الزوزني قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثنا أحمد بن يحيى السوسي قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال: حدثنا حفص الحلبي مولى السكوني عن علي بن زيد بن جدعان عن أبيه عن عائشة: أعطيت تسعا لم تعطه شيئا من النساء بعد مريم بنت عمران: نزل جبريل بصورتي في كفه، وأمر رسول الله صلى الله عليه بتزويجي، الحديث «2» . (228- ظ) .

حفص العابد المصيصي:

حفص العابد المصيصي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي كان من العلماء العباد المذكورين بالشام المشهورين بالعبادة والاجتهاد وكان يطوي الأيام الكثيرة. حفص الاموي: شاعر مجيد مشهور من شعراء بني أمية، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك ومدحه واستخصه هشام، وكان يهجو بني هاشم وبقي حتى أدرك دولتهم ولحق بعبد الله بن علي فاستأمن اليه فآمنه بعد أن هجا بني أمية. كتب الينا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي منها قال: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد البندار- اذنا- قال: أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- اجازة- قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال: حدثنا ابراهيم بن سفيان الزيادي قال: كان حفص الأموي هجّاء لبني هاشم فطلبه عبد الله بن علي فلم يقدر عليه، ثم جاء فقال: عائذ بالأمير منه، قال: ومن أنت؟ قال: حفص الأموي، فقال: ألست الهجاء لبني هاشم قال: أنا الذي أقول أعز الله الأمير (230- و) : وكانت أمية في ملكها ... تجور وتكثر عدوانها فلما رأى الله أن قد طغت ... ولم يطق الناس طغيانها رمّاها بسفاح آل الرسول ... فجذ بكفيه أعيانها ولو آمنت قبل وقع العذاب ... لقد قبل الله إيمانها فقال: اجلس، فجلس فتغدى بين يديه، ثم دعا خادما له فسارّه بشيء، ففزع

حفص وقال: أيها الأمير قد تحرمت بك وبطعامك، وفي أقل من هذا كانت العرب تهب الدماء، فقال: ليس ما ظننت فجاء الخادم بخمسمائة دينار فقال: خذها ولا تقطعنا وأصلح ما شعثت منا «1» . وحكى عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري عن خالد ابن كلثوم عن عوانه بن الحكم ومحمد بن السائب الكليبيين قالا: قال هشام يوما لجلسائه وقوّامه على خيله: كم أكثر ما ضمت عليه حلبة من الخيل في اسلام أو جاهلية؟ فقيل له ألف فرس، وقيل ألفان، فأمر أن يؤذن الناس بحلبة أربعة ألاف فرس، فقيل له: يا أمير المؤمنين يحطم بعضها بعضا فلا تتسع لها طريق فقال نطلقها ونتوكل على الله والله الصانع فجعل الغاية خمسين ومائة غلوة، والقصب مائة والمقوس ستة أسهم «2» ، وقاد اليه الناس من كل أوب، ثم برز هشام الى دهناء الرصافة قبيل الحلبة بأيام، فأصلح طريقا واسعا لا يضيق بها فلما أرسلت يوم الحلبة (230- ظ) بين يديه وكان ينظر اليها تدور حتى ترجع فجعل الناس يترأونها حتى أقبل الذائد كأنه ريح لا يتعلق به شيء حتى دخل سابقا وأخذ القصبة، ثم جاءت الخيل بعد لأي أفذاذا وأفواجا، ووثب الرجاز يرتجزون منهم المادح للذائد ومنهم المادح لفرسه ومنهم المادح لخيل قومه فوثب مولاهم حفص الأموي فقام مرتجزا يقول: إن الجواد السابق الإمام ... خليفة الله الرضا الهمام أنجبه السوابق الكرام ... من منجبات ما بهن ذام كرائم يجلى بها الظلام ... أم هشام جدّها القمقام وعائش تسمو بها الأقوام ... خلائف من نجلها أعلام إن هشاما جده هشام ... مقابل مدابر هضّام جرى به الأخوال والأعمام ... نجل لنجل كلهم قدّام سنّو اله السبق وما استناموا ... حتى استقامت حيث ما استقاموا

وأحرز المجد الذي أقاموا ... أطلق وهو يفع غلام في حلبة تم لها التمام ... من آل فهر وهم السّنام فبذّهم سبقا وما ألاموا ... كذلك الذائد يوم قاموا أتى ببدء الخيل ما يرام ... مجليا كأنه حسام سباق غايات لها ضرام ... لا يقبل العفو ولا يضام (231- و) ويل الجياد منه ماذا راموا ... سهم تعزّ دونه السهام فأعطاهم هشام يومئذ ثلاثة آلاف درهم وخلع عليه حلل من جيد وشي اليمن وحمله على فرس له من خيله السوابق وانصرف معه ينشده هذا الرجز حتى قعد في مجلسه وأخذه بملازمته فكان أثيرا عنده، وأعطى أصحاب الخيل المقصبة يومئذ عطايا كثيرة، فقال الكلبي: لا نعلم لتلك الحلبة نظيرا في الحلائب. ***

ذكر من اسمه الحكم

ذكر من اسمه الحكم الحكم بن أزيهر الحميري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، ذكره المدائني في وقعة صفين. الحكم بن جرو: أو حزن القيني، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك في الوفد الذي أو فده اليه يوسف بن عمر من العراق. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: الحكم بن جرو أو حزن القيني، قدم على هشام بن عبد الملك في وفد أوفده إليه يوسف بن عمر من العراق، وهو من أهل الاردن، له ذكر. الحكم بن خلف الجزري: أبو مروان المنجي، حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن جعفر الرقي، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفرائيني (231- ظ) . أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير في كتابه عن الحافظ أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا ابن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أبو مروان الحكم بن خلف الجزري المنجي سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن جعفر الرقي والهيثم بن جميل الأنطاكي، كناه لنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفراييني. الحكم بن عبد الله بن مروان: ابن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الاموي، كان مع جده مروان

الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء

حين عبر بمنبج هاربا من بني العباس بعد الكسرة بالزاب «1» ووصل معه الى مصر وأسربها وحمل أسيرا الى أبي العباس السفاح فحبسه، فلما انتهت الخلافة الى هارون الرشيد أطلقه، ثم حبس مع أبيه عبد الله بن مروان. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الحكم بن عبد الله بن مروان بن محمد بن الحكم بن أبي العاص كان مع أبيه وجده حين قدما دمشق هاربين من بني العباس، وأسر بمصر وحمل الى السفاح فحبسه ثم أطلقه هارون الرشيد ثم حبس بعد ذلك بعد أن قدم أبوه عبد الله من أرض الحبشة مع أبيه «2» . الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي الفرعي، أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو هزان يزيد بن سمرة الرهاوي وشهد (232- و) فتوح الشام، فقد حضر فتح قنسرين وحلب. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو عبد الله قال: أخبرنا محمد بن عوف المزني قال أخبرنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن حزيم قال: حدثنا هشام بن عمارة قال: حدثنا يزيد بن سمره قال: حدثنا الحكم ابن عبد الرحمن بن أبي العصماء الفرعي من خثعم، وكان ممن شهد قيسارية، قال: حاصرها معاوية سبع سنين إلا أشهر، ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف، وسامرتها ثمانون ألفا ويهودها مائتا ألف فدلهمّ لنطاق على عورة، وكان من الرهون، فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالمحمل، وكان ذلك يوم الاحد، فلم يعلموا وهم في الكنيسة إلا وبالتكبير على باب الكنيسة، فكانت بوارهم.

الحكم بن عمر

قال أبو بكر: قال لنا هشام بن عمار: قال يزيد بن سمرة: وبعثوا بفتحها الى عمر تميم بن ورقاء عريف خثعم فقام عمر على المنارة فنادى: ألا إن قيسارية فتحت قسرا. قال الحافظ أبو القاسم: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء الخثعمي ثم الفرعي، شهد فتوح الشام وحضر حصار، قيسارية، وهو ممن أدرك عصر النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو هزان يزيد بن سمرة الرهاوي المذحجي «1» . (232- ظ) . الحكم بن عمر وقيل عمرو، أبو سليمان، وقيل أبو عيسى الرعيني الحمصي. سمع عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وقتادة بن دعامة، واسماعيل بن معديكرب، وعمر بن عبد العزيز بن مروان، ومسلمة بن عبد الملك ابن مروان الأمويين، وخالد عبد الله القسري. روى عنه خالد بن مرداس السراج وبسرة بن صفوان اللخمي ومنصور بن أبي مزاحم وشبابة بن سوار وخلف بن عمرو الأموي ويحيى بن صالح الوحاظي ويحيى بن سعيد العطار وكان في صحابة عمر بن عبد العزيز بدابق وبخناصرة وبالناعورة من أرض حلب، وكان من المعمرين. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله البيضاوي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن مرداس قال: حدثنا الحكم بن عمر قال: بعثني خالد بن عبد الله القسري وصاحب لي إلى قتادة بن دعامة الأعمى ليسأله عن ثمانية عشر مسألة من القرآن، فسألناه: عن الأرض وما طحاها «2» .

قال: طحوها سعتها، وهذه من لغة قوم من اليمن، قال: وسألناه عن «فَتُوبُوا إِلى «1» بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ » قال: اقتلوا أنفسكم وتوبوا الى بارئكم، قال: وسألناه عن قوله تبارك وتعالى: «وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ «2» اللَّهِ » ، قال لا: ولكن من روح الله، قال: (233- و) وسألناه عن قوله عز وجل «تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ » قال: لا «فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ » «3» . قال: وسألناه عن النصارى واليهود والصابئين والمجوس والذين أشركوا قال: هم الزنادقة، وأنتم تدعونهم بالشام المنانية. أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن مرداس قال: حدثنا الحكم بن عمر الرعيني وكنيته أبو سليمان، من أهل الشام قال: شهدت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في زمانه وأنا ابن عشرين، وقد هلك عمر بن عبد العزيز منذ اثنتين وسبعين سنة، قال: وصليت مع عمر بن عبد العزيز فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة يقرأها. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو الفتح البيضاوي قال: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا ابن الجراح قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا خالد مرداس قال: حدثنا الحكم قال صليت مع عمر بكنيسة بخناصرة فيها تماثيل يتيمّم تجاه القبلة وسائرها كما هي. وقال: حدثنا خالد قال: حدثنا الحكم قال: شهدت مسلمة بن عبد الملك يخاصم أهل دير اسحاق عند عمر بن عبد العزيز بالناعورة، فقال عمر لمسلمة: لا تجلس على الوسائد وخصماؤك بين يديّ، ولكن وكل لخصومتك من شئت وإلّا فجاثي القوم بين يدي، فوكل مولى له بخصومته فقضى عليه بالناعورة. قلت: (233- ظ) دير اسحاق الى جانب القرية وبعضهم في زماننا يسميه دير الزبيب وليس به، ودير الزبيب تجاه دير اسحاق من الغرب.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: الحكم بن عمرو رأى عبد الله بن بسر وعمر بن عبد العزيز «1» . أنبأنا عبد البر بن الحسن العطار الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي عن يحيى بن معين قال: الحكم بن عمرو الرعيني ليس بشيء. وحدثنا ابن عدي قال: حدثنا ابن حماد، وأخبرنا ابن أبي بكر قالا: حدثنا عباس عن يحيى قال: الحكم بن عمرو الرعيني ضعيف. وحدثنا ابن عدي قال: حدثنا علي بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال: سألت يحيى بن معين عن الحكم بن عمرو الرعيني فقال: ضعيف لا يكتب حديثه. قال ابن عدي: والحكم بن عمرو هذا- وقيل ابن عمر- الرعيني هو قليل الرواية عمن يروى عنه «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن: الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين (234- و) محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد قال حدثنا خليفة بن خياط قال في الطبقة السادسة من أهل الشامات: الحكم بن عمرو، رعيني دمشقي «3» .

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر قال حدثنا أبو زرعة قال في تسمية نفر يحدثون عن عمر بن عبد العزيز: الحكم بن عمر الرعيني. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: سألت أبا زكريا عن أبي عيسى الحكم بن عمرو قد سمع منه الهروي؟ فقال: ليس بشيء، وقد حدثنا عنه الوحاظي قال: نقشت خاتم عمر بن عبد العزيز «كفى الله بعزته عمر» ، وقال في موضع آخر: الحكم بن عمر الرعيني ضعيف. أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي في كتابه عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: الحكم بن عمر الرعيني قدم بغداد، رأى عبد الله بن بسر وعمر بن عبد العزيز وقتادة. روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وخالد بن مرداس وبسرة بن صفوان ويحيى ابن صالح (234- ظ) الوحاظي قال: كتبت عنه ببغداد، سمعت أبي يقول ذلك، وسئل أبي عنه فقال: ضعيف الحديث «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: والحكم بن عمرو الرعيني شامي ضعيف. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم- اذنا- قال: أخبرنا سهل بن بشر قال:

الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب

أخبرنا علي بن منير قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: حكيم بن عمرو الرعيني ضعيف. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحكم بن عمر، ويقال ابن عمرو، أبو سليمان، ويقال أبو عيسى الرعيني الحمصي، قيل إنه دمشقي سمع عبد الله بن بسر وقتادة، وعمر بن عبد العزيز، ومسلمة بن عبد الملك، واسماعيل بن معديكرب روى عنه خالد بن مرداس السراج ومنصور بن أبي مزاحم وبسرة بن صفوان اللخمي، ويحيى بن صالح الوحاظي، وشبابه بن سوار، ويحيى بن سعيد العطار، وخلف بن عمرو الأموي، ووفد على عمر بن عبد العزيز، ثم سكن بغداد ولم يذكره الخطيب «1» . الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ابن الحارث بن عبيد بن (235- و) عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، أبو مروان القرشي المخزومي المديني وأمه السيدة بنت جابر بن الأسود بن عون الزهري روى عن أبيه وأبي سعيد المقبري. روى عنه أخوه عبد العزيز بن المطلب، وابنا أخيه المذكور: اسماعيل وموسى ابنا عبد العزيز، ومحمد بن عبد الله الشعيثي، وسليمان بن عطاء، والهيثم بن عمران، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، والهيثم ابن عمران ومعيوف بن يحيى الحمصي، وكان أجود قريش في زمانه وكان يلي المساعي، ثم تزهد وترك الدنيا، وقدم منبج وسكنها مرابطا إلى أن مات بها، وكان من أهل المدينة، وكان من الممدحين مدحه ابراهيم بن هرمة بأشعار كثيرة (235- ظ) . أخبرنا أبو البركات محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي بها قال: أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عوف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر قال أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن ابراهيم القاضي قال: حدثنا أبو زكريا

يحيى بن معين قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كان الحكم إذا قدم المدينة أخلوا له سارية النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها. أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي- قراءة عليه بحلب- قال: أنبأنا أبو طالب محمد بن علي الكتاني عن أبي الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد ابن عبد الله بن أحمد الوراق في نسب قريش للزبير بن بكار قال: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: أخبرني عمي مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان عن نوفل بن عمارة أن رجلا من قريش من بني أمية له قدر وخطر لحقه دين وكان له مال من نخل وزرع، فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة يريد الكوفة يعمد خالد بن عبد الله القسري، وكان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق، وكان يبر من قدم عليه من قريش، فخرج الرجل يريده، فأعد له هدايا من طرف المدينة حتى قدم فيد ونظر إلى فسطاط (236- و) عنده جماعة، فسأل فقيل له الحكم بن المطلب- يعني ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم- وكان يلي المساعي، فلبس نعليه وخرج حتى دخل عليه فلما رآه قام إليه فتلقاه وسلم عليه وأجلسه في صدر فراشه، ثم سأله عن مخرجه، فأخبره بدينه وما أراد من اتيان خالد بن عبد الله القسري فقال له الحكم: انطلق بنا إلى منزلك فلو قد علمت مقدمك لسبقتك إلى اتيانك، فمضى معه حتى أتى منزله، فرأى الهدايا التي أعد لخالد، فتحدث معه ساعة ثم قال: إن منزلنا أحضر عدة وأنت مسافر، ونحن مقيمون فأقسمت عليك إلّا قمت معي إلى المنزل وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا، فقام معه الرجل وقال: خذ منها ما أحببت فأمر بها فحملت كلها إلى منزله وجعل الرجل يستحي أن يمنعه منها شيئا حتى صار إلى المنزل، فدعا بالغداء وأمر بالهدايا ففتحت فأكل منها ومن حضره ثم أمر ببقيتها فرفعت إلى خزانته، وقام وقام الناس، ثم أقبل على الرجل فقال أنا أولى بك من خالد وأقرب إليك رحما ومنزلا، وهاهنا مال الغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منة إلّا لله جل وعز فتقضي به دينك، ثم دعا له بكيس فيه ثلاثة آلاف دينار فدفعه إليه ثم قال: قد قرب الله عليك الخطوة، فانصرف إلى أهلك

مصاحبا محفوظا، فقام الرجل من عنده يدعو له ويتشكر، ولم يكن له همة إلا الرجوع الى أهله وانطلق (236- ظ) الحكم يشيعه، فسار معه شيئا، ثم قال له: كأني بزوجتك قد قالت لك: أين طرف العراق وبزها وخزها وعراضتها أما كان لنا معك نصيب؟ ثم أخرج صرة قد كان حملها معه فيها خمسمائة دينار، فقال: أقسمت عليك إلا جعلت هذه عوضا من هدايا العراق وانصرف. وأخبرنا بهذه الحكاية أبو حفص عمر بن طبرزد- إجازة- قال: أخبرنا أبو غالب أحد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن- إجازة ان لم يكن سماعا، منهما، أو من أحدهما- قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن داوود قال: حدثنا الزبير بن بكار بن عبد الله قال: ومن ولده الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب، كان من سادة قريش ووجوهها، وكان ممدوحا وله يقول ابن هرمة في شعر كثير مدحه به: لا عيب فيك يعاب إلا أنني ... أمسي عليك من المنون شفيقا إن القرابة منك يأمل أهلها ... صلة ويأمن غلظة وعقوقا يجدون وجهك يا ابن فرعي مالك ... سهلا إذا غلظ الوجوه طليقا وقال أيضا ابن هرمة يمدح الحكم بن المطلب: فإن معشر بخلوا والتووا ... عليّ فرأيهم لم يصب فإن الإله كفاني التي ... تهمّ وسيب بني المطلب وكنت إذا جئتهم راغبا ... مجيء المصاب الى المحتسب (237- و) أقروا بلا خلف حاجتي ... ألا مثل سائلهم لم يخب وكان يلي المساعي. قال الزبير فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله عن مصعب بن عثمان، وذكر

الحكاية كما سقناها وقال في آخرها: قال الزبير: وأتوّهم أن أكون سمعته من مصعب بن عثمان. قال: وحدثنا الزبير قال: قال عمي مصعب بن عبد الله: وكان الحكم بن المطلب من أبر الناس بأبيه، وكان أبوه المطلب بن عبد الله يحب ابنا له يقال له الحارث حبا شديدا مفرطا، وكانت با لمدينة جارية مشهورة بالجمال والفراهة فاشتراها الحكم ابن المطلب من أهلها بمال كثير، فقال له أهلها- وكانت مولدة عندهم-: دعها عندنا حتى نصلح من أمرها، ثم نزفها إليك بما تستأهل الجارية منا فإنما هي ولد، فتركها عندهم حتى جهزوها وبيتوها وفرشوها، ثم نقلوها كما تهيأ تزف العروس الى زوجها، وتهيأ الحكم بأجمل الثياب وتطيب، ثم انطلق فبدأ بأبيه ليراه في تلك الهيئة ويدعو له تبركا بدعاء أبيه، حتى دخل عليه في تلك الهيئة وعنده الحارث بن المطلب، فأقبل عليه أبوه فقال: إن لي إليك حاجة، فما تقول؟ قال: يا أبت انما أنا عبدك فمر بما أحببت، قال: تهب جاريتك هذه للحارث أخيك، وتعطيه ثيابك هذه التي عليك وتطيبه من طيبك وتدعه يدخل على هذه الجارية، فإني لا أشك أن نفسه قد تاقت إليها، قال الحارث: لم تكدر (237- ظ) على أخي وتفسد قلبه عليّ، وذهب يريد يحلف، فبدره الحكم فقال: هي حرة إن لم تفعل ما آمرك أبي فإن قرّة عينه أحب إليّ من هذه الجارية، وخلع ثيابه فألبسه إياها وطيبه من طيبه فخلاه فذهب إليها. قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن الضحاك قال: جلس المطلب بن عبد الله ليلة يتعشى مع ابراهيم بن هشام ومعه عدة من ولده فيهم الحكم والحارث وغير هما، فجعل المطلب يأخذ الطعام الطيب من بين يدي ابنه- الذي لم يسمّ لي- فيضعه بين يدي حارث فجزع الفتى وقال: ما رأيت كما تصنع بنا قط وكما تستهيننا! فأمر بغلمانه فأدخلوا، وأمر بابنه ذلك فجر برجله حتى أخرجوه من الدار، فقال له الحكم: ما آثرت، إلا أحسننا وجها وإنه لأهل للإثرة، فقال له أبوه: لك فلان وفلان حتى وهب له خمسة من رقيقه، فلما خرجوا قال أخو الحكم له: لا جزاك الله خيرا ما ظننتك إلا ستغضب لي ويخرج بك على مثل حالي، فقال له الحكم: ما أحسنت في قولك ولا غبطتك بما صرت إليه فأقول مثل ما قلت.

قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز عن عميه موسى واسماعيل ابني عبد العزيز قالا: كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى، فانقطع شسع الحكم بن المطلب فخلع النعل الأخرى ومضى فأخذ نعليه انسان نوبي فسوى الشسع (238- و) وجاء بالنعلين في منزله فقال له: سويت الشسع؟ قال: نعم، فدعا جاريته بثلاثين دينارا فدفعها الى النوبي، وقال: ارجع بالنعلين فهما لك. قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن يحيى الكناني قال: استعمل بعض ولاة المدينة الحكم بن المطلب المخزومي على بعض المساعي، فلم يرفع شيئا، فقال له الوالي: أين الإبل والغنم؟ فقال: أكلنا لحومها بالخبز، قال: فأين الدنانير والدراهم؟ قال: أعتقدنا بها الصنائع في رقاب الرجال فحبسه، فأتاه وهو في الحبس بعض ولد نهيك بن إساف الأنصاري فمدحه فقال: خليلي إن الجود في السجن فابكيا ... على الجود إذا سدت علينا مرافقه نرى عارض المعروف كل عشية ... وكل ضحى يستن في السجن بارقه إذا صاح كبلاه طفا فيض بحره ... لزواره حتى تعوم غرانقه «1» فأمر له بثلاثة آلاف درهم وهو محبوس. قال: وحدثنا الزبير قال: وأخبرني نوفل بن ميمون قال: أنشدني أبو مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة لعمه ابراهيم بن علي بن هرمة يمدح الحكم بن المطلب: تصبّح أقوام عن المجد والعلى ... فأضحوا نياما وهو لم يتصبح إذا كدحت أعراض قوم بلومهم ... نجا سالما من لومهم لم يكدّح ليهنك إن المجد أطلق رحله ... لديك على خصب خصيب ومسرح (238- ظ)

قال وحدثنا الزبير قال: قال عمي مصعب بن عبد الله: كان الحكم بعد حاله هذه قد تخلى من الدنيا ولزم الثغور حتى مات بالشام، وأمه السيدة بنت جابر بن الأسود بن عوف الزهري. قال: وحدثنا الزبير قال: وحدثني يحيى بن محمد قال: حدثني إسحاق بن محمد المسيبي قال: أخبرني من رأى الحكم بن عبد المطلب حين صار الى منبج وتزهد وإنه ليحمل زيتا في يده ولحما. قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن الضحاك قال: ذكر رجل أنه رأى الحكم بن المطلب بعد أن تزهد بثغر منبج مسمطا لحما يحمله «1» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله بن حمد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء. قال الأرتاحي- إجازة-، قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا علي بن الحسن الربعي- وقال ابن بنين: الحسن بن علي الربعي- قال: حدثنا (239- و) أبي عن العتبي، قال: قيل لنصيب: هرم شعرك، قال: لا، ولكن هرم الجود والمعروف، لقد مذحت الحكم بن المطلب بقصيدة فأعطاني أربعمائة شاة وأربعمائة دينار وأربعمائة ناقة، قال العتبي: فأخبرني رجل من منبج قال: قدم علينا الحكم وهو مملق لا شيء معه فأغنانا، قيل: كيف أغناكم

وهو مملق لا شيء معه؟ قال: علمنا المكارم، فعاد أغنياؤنا على فقرائنا، فاستوت الحال، قال العتبي: وأعطى الحكم بن المطلب كل شيء يملكه حتى إذا نفد ما عنده ركب فرسه وأخذ رمحه يريد الغزو، فمات بمنبج، وفي ذلك يقول الشاعر ابن هرمه: سألا عن الجود والمعروف أين هما ... فقيل إنهما ماتا مع الحكم ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها ... من التقدم بالمعروف والكرم قرأت بخط الأستاذ أبي الحسن علي بن هلال المعروف با بن البواب، حدث ثعلب عن رجل من أهل منبج قال: قدم علينا الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب ابن حنطب وفقراؤنا كثيرون فأغنانا كلنا، فقلت: كيف ذلك؟ قال: علمنا مكارم الأخلاق، فعاد غنيّنا على فقيرنا فغنينا كلنا. نقلت من نوادر أبي بكر الصولي بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز وسماعه منه، وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر ابن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم (239- ظ) البندار في كتابه عن أبي أحمد المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- إجازة- قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: قيل لنصيب: هرم شعرك، قال: ما هرم إلا عطاؤكم من يعطيني كما أعطاني الحكم بن المطلب، خرجت إليه وهو ساع على بعض صدقات المدينة فلما رأيته قلت: أبا مروان لست بخارجي ... وليس قديم مجدك بانتحال أغرّ إذا الرواق انجاب عنه ... بدا مثل الهلال على المثال تراءاه العيون كما تراءى ... عشية فطرها وضح الهلال فأعطاني أربعمائة ضائنة ومائة بقجة وقال: ارفع فراشي فخذ ما تحته فأخذت مائين دنانبر. قرأت في كتاب طبقات الشعراء المحدثين تأليف عبد الله بن المعتز في أخبار

ابراهيم بن هرمة قال: وكان مدح الحكم- وكان من أسخياء أهل زمانه- وقيل له: هرمت أشعارك، قال: كلا ولكن هرمت مكارم الأخلاق بعد الحكم «1» . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل (240- و) البخاري قال الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي مديني سمع أباه، روى عنه أخوه عبد العزيز «2» . أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي المديني أخو عبد العزيز بن المطلب، روى عن أبيه وأبي سعيد المقبري، روى عنه محمد بن عبد الله الشعيثي وسليمان بن عطاء والهيثم بن عمران العبسي، وأخوه عبد العزيز بن المطلب، سمعت أبي يقول ذلك، وروى عنه سعيد ابن عبد العزيز «3» . أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي- سماعا أو إجازة- قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الكرخي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني قال: سألته- يعني الدارقطني- عن عبد العزيز بن المطلب فقال: شيخ مدني يعتبر به وأبوه المطلب بن عبد الله بن حنطب، ثقة وأخوه الحكم بن المطلب يقار به يعتبر به. قرأت في كتاب الأخوة الذين رووا الحديث تأليف أبي بكر الجعابي الحافظ وذكر أخاه عبد العزيز وقال: الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حنطب قالوا: كان من

سادات قريش، لهما رواية قالوا: والحكم مات بالشام قال: واسماعيل (240- ظ) وموسى ابنا عبد العزيز- يعني- ابن المطلب يحدث عنهما عبد الرحمن بن عبيد الله الزهري، وهما من أهل المدينة عند هما حكايات عن الحكم بن المطلب. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ابن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة القرشي المخزومي من أجواد قريش من أهل المدينة، قدم منبج وسكنها مرابطا الى أن مات بها، واجتاز بدمشق حدث عن أبيه وأبي سعيد المقبري، روى عنه أخوه عبد العزيز بن المطلب، ومحمد ابن عبد الله الشعيثي، وسليمان بن عطاء والهيثم بن عمران، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقيين «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد ابن كادش العكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري قال حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا أبو عثمان قال: أخبرني رجل من قريش بمكة أحسبه من ولد عبد الرحمن بن عوف قال: حدثني حميد بن معيوف الحمصي عن أبيه قال: كنت فيمن حضر الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، وهو يجود بنفسه بمنبج، قال: ولقي من الموت شدة فقال رجل ممن حضر وهو في غشية له: اللهم هون عليه (241- و) فانه كان وكان فلما أفاق قال: من المتكلم؟ قال المتكلم: أنا، قال ان ملك الموت يقول لك: الي بكل سخي رفيق «2» ، قال: وكأنما كانت فتيلة أطفئت، فلما بلغ موته ابن هرمة قال: سألا عن الجود والمعروف أين هما ... فقلت انهما ماتا مع الحكم ماتا مع الرجل الموفى بذمّته ... يوم الحفاظ اذا لم يوف بالذمم ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها ... من التهدم بالمعروف والكرم

قال ابن دريد: فسألت أبا حاتم عن قوله «لو تنبش» لم جزم؟ فقال: قال قوم من النحويين كراهة لكثرة الحركات كما قال الراجز: اذا اعو تججن قلت صاحب قومّ ... بالدو «1» أمثال السّفين العوّم وقال له: لو قال نبشت مقابرها لاستراح من اللبس، وكان كلاما فصيحا «2» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الحسين وأبو أسعد عبد الرحمن بن منصور قالا: أخبرنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا أبو سعيد بن الاعرابي قال: حدثنا أبو سعيد السكري قال: حدثنا الزبير بن أبي بكر قال: حدثني القاسم ابن معتمر قال: حدثني ابن معيوف عن أبيه قال: كنت فيمن حضر وفاة الحكم بن المطلب بمنبج فشد عليه فقال انسان: اللهم هون عليه، فأفاق فقال: من المتكلم؟ فقالوا: فلان، فقال هذا ملك الموت يقول: اني بكل سخي رفيق، قال: ثم لم يتكلم بعدها حتى مات (241- ظ) . قلت: وهذا القاسم بن المعتمر، هو القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف، وحمنن أخو عبد الرحمن بن عوف، وهو الرجل الذي روى عن حميد بن معيوف، وسنذكر ذلك مبينا ان شاء الله تعالى في ترجمة معيوف بن يحيى، وقد قيل ان الرجل الذي قال: اللهم هون عليه، هو ابراهيم بن هرمة، فانني قرأت في كتاب طبقات الشعراء تأليف عبد الله بن المعتز قال: ولما حضر الحكم الوفاة قام الخلق على رأسه يبكون وفيهم ابراهيم بن هرمة فقال: اللهم هون عليه، فانه كان وكان، ففتح عينيه وقال: ان ملك الموت يقول: اني بكل سخي رفيق، ثم صار كأنه سراج انطفأ ومات «3» . وقيل ان الابيات الثلاثة الميمية للراتجي يرثي بها الحكم.

الحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح،

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن ابن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني مصعب بن عثمان وغيره أن الراتجي قال يرثي الحكم بن المطلب: ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها ... من التهدم بالمعروف والكرم سألوا عن الجود والمعروف ما فعلا ... فقلت: انهما ماتا مع الحكم ماتا مع الرجل الموفى بذمته قبل ... السؤال اذا لم يوف بالذمم قال الزبير: وقال عبابه الراتجي يبكي عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والحكم بن المطلب: (242- و) أمسى رجال السماح قد هلكوا ... فنحن نبكي بقية الرمم للهاشمي الذي ثوى بلوا مرو ... عقيد السماح والحكم هذا بأرض العراق في رجم ... ثاو وهذا بالشام في رجم حلت بهذا مصيبة وبذا ان ... أبك هذا وذاك لم ألم كنت اذا جئت زائرا لهما ... وجدت فضل السماح والكرم فاشتبه الناس بعد فقد هما ... فذو الغنى منهم كذا العدم اخبرني الشيخ علي بن أبي بكر الهروي في كتاب الزيارات: مدينة منبج بها الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بالمقبرة العتيقة قد اندرس قبره «1» . الحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح، واسم أبي زهير شيرزاد البغدادي الزاهد القنطري، سمع بحلب مبشر بن اسماعيل الحلبي وبدمشق الوليد بن مسلم وشعيب بن اسحاق، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وصدقه بن خالد، والوليد بن مسلم، ويحيى بن حمزه، وعبد الرزاق بن عمير، ويحيى بن حمزه والهيثم بن حميد، وبحمص اسماعيل بن عياش، وبحران محمد بن سلمة الحراني، وروى عنهم وعن عبد الرحمن بن أبي

الرجال، والوليد بن محمد الموقري، وعيسى بن يونس، وعطاف بن خالد المخزومي. روى عنه احمد بن محمد بن حنبل ومسلم بن الحجاج، وأبو داود سليمان بن الأشعث، وأحمد بن ابراهيم الدورقي، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد ابن يحيى الذهلي، وعبد الله بن المبارك وهقل بن زياد، وأبو القاسم (242- ظ) عبد الله بن محمد البغوي، وأبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي وعبد الله ابن عبد الرحمن الدارمي، وموسى بن نصير القنطري، وأبو يعلى الموصلي، والحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن المديني، ومحمد بن اسحاق الصغاني، وموسى ابن هارون الحافظ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي الدنيا، وأبو الاحوص محمد بن الهيثم القاضي، والحارث بن أبي اسامة وعباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، وحماد بن المؤمل الكلبي وأبوا زرعة الدمشقي والرازي، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن يوسف التركي، وأبو حاتم الرازي وعبد الله بن أحمد، وحامد بن محمد بن شعيب، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأبو قصي اسماعيل بن محمد العذري، ومحمد بن بشر ابن مطر، وأبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي، وعلي بن داود القنطري، وأبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل القرقساني، وأبو عمرو عثمان بن خرزاد الأنطاكي، وأبو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي، وعلي بن عبد الرحمن ابن المغيرة، وزهير بن محمد بن قمير، ومحمد بن اسماعيل بن عليه القاضي، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، واسحاق بن ابراهيم بن محمد عرعرة وابراهيم ابن أبي داود البرلسي (243- و) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد طبرزد البغدادي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الأزدي سنة ست وسبعين ومائتين قال: حدثني الحكم بن موسى قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، وعلى التمر اذا لم يكن رطب، ويختم بهن ويجعلهن وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا «1» . أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق العطار البغدادي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال: أخبرنا الحكم بن موسى قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتاده عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها «2» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن فيما أذن لن أن نرويه عنه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن (243- ظ) علي بن ثابت الخطيب قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا محمد بن العباس بن أبي ذهل الهروي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسن الحافظ قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة «ان أسوأ الناس سرقة» ، فقال له علي: لو غيرك حدث به كنا نصنع به، أي لانك ثقة، ولا يرويه غير الحكم، وكذلك حديث يحيى بن حمزة عن سليمان بن داوود، حديث «3» عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقات «4» . أخبرنا أبو حفص بن محمد المؤدب- فيما أذن أن نرويه عنه- قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال: حدثني الازهري عن عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا أحمد بن جعفر المنادي- اجازة- قال: حدثني

أبو عيسى محمد بن ابراهيم القرشي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: بعث الى الحكم بن موسى في أيام عيد أنه يحتاج الى نفقة، ولم يك عندي الا ثلاثة الاف درهم، فوجهت اليه بها فلما صارت في قبضه وجه اليه خلاد بن أسلم أنه محتاج الى تفقة، فوجه بها كلها اليه، رأيتها مصوررة في خرقها وهي الدراهم بعينها أنكرت ذلك، فبعثت الى خلاد: حدثني بقضية هذه الدراهم، فأخبرني أن الحكم بن موسى بعث بها اليه. فوجهت الى الحكم منها بألف ووجهت الى (244- و) خلاد منها بألف وأخذت أنا منها ألفا. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور وأبو القاسم بن البسري وأبو نصر الزينبي قالوا: أخبرنا أبو طاهر المخلص، ح. قال اسماعيل بن احمد: وأخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق قالا: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو صالح الشيخ الصالح الحكم بن موسى فذكر حديثا. وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصالح. وقال أبو بكر: أنبأنا ابن رزق قال: أخبرنا محمد بن عمر بن غالب قال: أخبرنا موسى بن هارون قال: الحكم بن موسى أبو صالح الشيخ الصالح، بلغني أن علي بن المديني حدث عنه قبل موته بمدة، فقال حدثنا: أبو صالح الشيخ الصالح. وقال: أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: الحكم بن موسى كان رجلا صالحا ثبتا في الحديث. أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد

الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال في تسمية أهل بغداد: الحكم بن موسى البزاز، ويكنى أبا صالح (244- ظ) ثقة كثير الحديث، وكان من أهل خراسان من أهل نسا، وروى عن الشاميين عن يحيى بن حمزة وهقل بن زياد وغيرهما من أهل الشام، وكان رجلا صالحا ثبتا في الحديث، وتوفي ببغداد في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني أبو أحمد علي بن محمد الحنيني بمرو، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ عن شريح بن يونس فقال ثقة ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك، وسألته عن يحيى بن أيوب فقال: ثقة ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك به قال أبو علي: وثالثهم الحكم بن موسى القنطري الثقة المأمون، هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة. وقال الخطيب: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن موسى ثقة. وقال: أخبرنا الصيمري قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سئل يحيى بن معين عن الحكم ابن موسى فقال: ثقة. وقال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: أبو صالح الحكم بن موسى ثقة «2» (245- و) .

أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل بن الحكاك- إجازة- قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت يحيى يقول: الحكم بن موسى ليس به بأس. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سئل يحيى بن معين عن الحكم بن موسى فقال: كان ثقة من أهل نسا. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي، سمع يحيى بن حمزة. «1» أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن منصور ابن خلف قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو صالح الحكم بن موسى البغدادي سمع يحيى بن حمزة وهقل بن زياد «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل (245- ظ) بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا عبد الباقي بن محمد بن غالب ابن العطار قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن

الاشعث قال: وأبو صالح الحكم بن موسى حدث عن يحيى بن حمزة والهقل بن زياد. أنبأنا أحمد بن عبد الله الاسدي عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- اجازة- قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي، روى عن يحيى بن حمزة وصدقة بن خالد والهيثم بن حميد، سمعت أبي يقول ذلك. أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم ابن موسى ثقة، روى عنه أبي وابو رزعه سئل أبي عنه فقال صدوق «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب الانماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: حدثنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر الكلاباذي قال: الحكم بن موسى ابو صالح بغدادي سمع يحيى بن حمزة، روى عنه البخاري قال: وقال الحكم بن موسى لم يوذ «2» عليه، قال البخاري: مات في شهر رمضان أو شوال سنة ثنتين وثلاثين ومائتين. «3» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: الحكم بن موسى ابن أبي زهير أبو صالح القنطري، وهو نسائي الاصل، رأى مالك بن أنس، وسمع يحيى بن حمزة الحضرمي، واسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك وعيسى ابن يونس والوليد بن مسلم وهقل بن زياد، وصدقة بن خالد والهيثم بن حميد. روى عنه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن اسحاق الصغاني، وعباس الدوري، وحماد بن المؤمل الكلبي والحارث ابن أبي اسامة، وأحمد بن أبي خيثمة وأبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، وأبو

بكر بن أبي الدنيا، وموسى بن هارون الحافظ (246- و) واحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي، وأبو القاسم البغوي «1» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الحكم بن موسى بن أبي زهير، واسمه شيرزاد أبو صالح البغدادي القنطري الزاهد، أصله من نسامن قرية من رستاق ابناه، وولد بساريه من أعمال طبرستان، وسمع بدمشق عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ويحيى بن حمزة، والهيثم بن حميد وصدقة بن خالد وعبد الرزاق بن عمير الدمشقي والوليد بن مسلم وشعيب بن اسحاق، وبغيرها الوليد ابن محمد الموقري، ومبشر بن اسماعيل الحلبي، واسماعيل بن عياش، وعيسى ابن يونس، ومحمد بن سلمة الحراني، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعطاف بن خالد المخزومي. روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن ابراهيم الدورقي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج في صحيحه، وأبو داوود في سننه، وأبو قدامة السرخسي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعباس الدوري، وأحمد بن منصور الرمادي، وأبوا زرعة الدمشقي، والرازي، وأبو حاتم وأبو قصي اسماعيل بن محمد العذري، وعلي بن داود القنطري، وأبو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي، وزهير بن محمد بن قمير، ومحمد بن اسماعيل بن عليّة قاضي دمشق، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن محمد البغوي (246- ظ) ومحمد بن اسحاق الصغاني، وابراهيم بن أبي داود البرلسي، وعثمان بن خرزاد، واسحاق بن ابراهيم بن محمد بن عرعرة، وعلي ابن عبد الرحمن بن المغيرة وأبو الاصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل الاسدي القرقساني، وأبو بكر محمد بن هارون بن عيسى الازدي، ومحمد بن بشر بن مطر وعبد الله بن أحمد ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي والحارث بن محمد بن أبي أسامة، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن يوسف التركي وغيرهم «2» .

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، ح. وأخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار كتابة قال: أخبرتنا عمة والدي عائشة بنت أحمد بن منصور قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك الاموي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن فضل البغدادي بحلب قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: مات الحكم بن موسى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي- اجازة ان لم يكن سماعا- عن عبد العزيز التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات الحكم بن موسى يوم السبت ليومين خليا من شوال (247- و) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال البغوي: ومات أبو صالح الحكم بن موسى ليومين من شوال سنة اثنتين وثلاثين وقد كتبت عنه. وقال أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا جعفر ابن محمد الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي «1» . أنبأنا ابن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أبو صالح الحكم بن موسى بغدادي أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن محمد بن اسماعيل قال: مات الحكم ابن موسى أبو صالح بغدادي سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.

الحكم بن نميلة الخراساني:

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد في كتبهم. ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي قالوا: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي حصين قال: حدثنا محمد ابن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: ومات الحكم بن موسى أبو صالح سنة خمس وثلاثين ومائتين. قلت هكذا روى أبو القاسم بن أبي حصين عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي في (247- ظ) وفاة الحكم وقد روى جعفر الخلدي والحسن بن محمد السكوني كلاهما عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أن وفاته كانت سنة اثنتين وثلاثين. وقد ذكرنا رواية جعفر الخلدي عن الحضرمي. وأما رواية السكوني عنه فقد أخبرنا بها عمر بن محمد بن طبرزد اجازة عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد قالا: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا الحسن بن محمد السكوني قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال: وفيها- يعني- سنة اثنتين وثلاثين ومائتين مات الحكم بن موسى أبو صالح البغدادي. وقد حكي عن حامد بن شعيب أن الحكم توفي سنة خمس وثلاثين. أخبرنا بذلك محمد بن محمد بن شهريار- في كتابه- قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم المقرئ قال: سمعت حامد بن شعيب يقول: مات الحكم بن موسى سنة خمس وثلاثين ومائتين. الحكم بن نميلة الخراساني: قائد مذكور كان مع عمر بن هبيرة فلما انهزم ابن هبيرة عن قحطبة سار الحكم مع جماعة من العرب الخراسانيين وتوجهوا يريدون مروان بن محمد حتى أتوا عانة

وعليها صاعد بن عبيد فاحتبسهم عنده وكتب الى مروان يخبره فكتب مروان الى صاعد يأمره بالاحسان اليهم، وان يولي عليهم الحكم بن نميلة فلما انهزم مروان (248- و) عن الزاب كتب الى الخراسانية الذين بعانة أن يوافوه بمنبج ففعلوا. وقدموا عليه منبج ومعهم الحكم بن نميلة واليا عليهم، ومضوا مع مروان بن محمد الى مصر والحكم بن نميلة معهم «1» (248- ظ) . ***

الحكم بن الوليد بن يزيد:

الحكم بن الوليد بن يزيد: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الاموي، جعل أبوه الوليد بن يزيد له ولاية العهد من بعده، ثم من بعده لاخية عثمان بن الوليد فلما قتل الوليد بالبخراء «1» قيل ان يزيد بن الوليد جسهما بقلعة قنسرين، وقيل ان عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد القسري ومن تابعهما بقنسرين قتلوهما بقنسرين وقيل بدمشق، وكان الحكم شاعرا. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال في معجم الشعراء: الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك كان ولي عهد أبيه ثم أخوه بعده، فقتلا في الحبس وهو القائل: أتنزع بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم بعدي هجينا فإن أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا فاحتج مروان بهذا البيت في طلب الخلافة فأقبل الى الشام فغلب عليها. «2» أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني أبي علي بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: ..

أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد الوليد بن يزيد بن عبد الملك (250- و) : يزيد والحكم المذبوح في السجن. قال الحكم بن الوليد ابن يزيد المقتول في السجن هو وأخوه- يعني- عثمان وهو ولي عهد أبيه ثم أخوه من بعده: أتنزع بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم بعدي هجينا ومروان بأرض ابني نزار ... كليث الغاب مفترشا عرينا وان أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك قالا: بهذا البيت الأخير احتج مروان في طلب الخلافة فأقبل الى الشام حتى أخذها وأما قوله: أتنزع بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم بعدي هجينا فانه ابن أم ولد ويزيد بن الوليد الذي بايعوا ابن ام ولد وكان بنوا مروان يرون أن ذهاب ملكهم على يد خليفة منهم ابن أم ولد «1» . قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن العظيمي الاستاد في تاريخه. وأخبرنا به- اجازة عنه- شيخنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره قال: سنة سبع وعشرين ومائة فيها أقبل مروان بن محمد بن مروان من الجزيرة حتى وصل دمشق لست ليال خلون من صفر فلما نزل نهض عبد العزيز بن الحجاج ويزيد بن خالد بن عبد الله القسري بقنسرين ومن تابعهما على ذلك الى الحكم وعثمان ابني الوليد وهما محبوسان في الحصن، وكان يزيد بن الوليد حبسهما فقتلوهما، وقتلوا يوسف بن عمر الثقفي، وأخذ عبد العزيز بن الحجاج فقتل (250- ظ) وصلب، وقتل يزيد ابن خالد بن عبد الله، وصلبا على باب الجابية مع ناس كثير، ولما بايع الناس مروان نزل على حلب وكان على قنسرين بشر بن الوليد بن عبد الملك فأخذه وأخذ مسرور

ابن الوليد، وكان معهما ابراهيم بن عبد الحميد بن عبد الرحمن فحبسهما، وقتل ابراهيم بن عبد الحميد، وكان عبد العزيز بن الحجاج محاصرا لاهل حمص يرميهم بالمجانيق، فلما بلغه مسير مروان رحل عنهم وسار مروان الى سليمان بعين «1» الجر، فاقتتلوا أياما وقتل من الفريقين خلق حتى انهزم سليمان وأصحابه ومواليه الذكوانية فدخل سليمان دمشق وعندها يقال انه قتل الحكم وعثمان ابنا الوليد بن يزيد «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثنا أبو هاشم مخلد بن محمد مولى عثمان بن عفان قال: لما أتى مروان موت يزيد بن الوليد شخص الى ابراهيم بن الوليد فسار في جند الجزيرة، ووجه ابراهيم الجيوش مع سليمان بن هشام، فسار بهم حتى نزل عين الجر فالتقيا بها فدعاهم مروان الى الكف عن قتاله والتخلية عن ابني الوليد: الحكم وعثمان، وهما في سجن دمشق محبوسان فأبوا عليه، وجدوا في قتاله (251- و) فاقتتلوا فكانت هزيمتهم، فقتلوا منهم نحوا من سبعة عشر أو ثمانية عشر ألفا، وأتوا مروان من أسراهم بمثل عدة القتلى أو أكثر، فأخذ مروان عليهم البيعة للغلامين: الحكم وعثمان، وكان يزيد بن عبد الله القسري معهم فهرب فيمن هرب مع سليمان بن هشام الى دمشق، ومضى سليمان ومن معه من الفل حتى أصبحوا دمشق، واجتمع اليه والى ابراهيم والى عبد العزيز بن الحجاج رؤوس من معهم وهم: يزيد بن خالد القسري وأبو علاقة السكسكي وأبو دؤالة ونظراؤهم فقال بعضهم لبعض: ان بقي الغلامان ابنا الوليد حتى يقدم مروان فيخرجهما من الحبس ويصير الامر اليهما لم يستبقيا أحدا ممن قتل أباهما، فالرأي أن نقتلهما، فولوا ذلك يزيد بن خالد، ومعهما في الحبس أبو محمد السفياني، ويوسف بن عمر فأرسل اليهما يزيد مولى لخالد يكنى أبا الاسد في عدة من أصحابه، فدخل السجن فشدخ الغلامين بالعمد، وأخرج

يوسف بن عمر فضرب عنقه، وأرادوا أبا محمد ليقتلوه فدخل بيتا من بيوت السجن فأغلقه وألقى خلفه الفرش والوسائد واعتمد على الباب فلم يقدروا على فتحه ودعوا بنار ليحرقوه فلم يؤتوا بها حتى قيل قد دخلت خيل مروان المدينة، وهرب ابراهيم ابن الوليد وتغيب، وأنهب سليمان ما كان في بيت المال من المال وقسمه فيمن معه من الجنود وخرج من المدينة، وثار من فيها من موالي الوليد بن يزيد الى دار عبد العزيز بن الحجاج فقتلوه ونبشوا قبر (251- ظ) يزيد بن الوليد وصلبوه على باب الجابية، ودخل مروان دمشق فنزل عالية وأتي بالغلامين مقتولين ويوسف بن عمر فأمر بهم فدفنوا وأتي بأبي محمد محمولا في كبوله فسلم عليه بالخلافة، ومروان يسلم عليه يومئذ بالإمرة، فقال له: مه فقال: انهما جعلاها لك بعدهما وأنشده شعرا قاله الحكم في السجن. قال: وكانا قد بلغا، ولد لأحدهما وهو الحكم، وكان أكبرهما والآخر قد احتلم قبل ذلك بيسير، فقال: قال الحكم: الا من مبلغ مروان عني ... وعقبى العمر طال بذي حنينا بأني قد ظلمت وصار قومي ... على قتل الوليد متشايعينا أيذهب كلبهم بدمي ومالي ... فلاغثا أصبت ولا سمينا ومروان بأرض بني نزار ... كليث الغاب مفترش عرينا ألا يحزنك قتل فتى قريش ... وشقهم عصا للمسلمينا ألا واقر السلام على قريش ... وقيس بالجزيرة أجمعينا وسار الناقص «1» القدري فينا ... وألقى الحرب بين بني أبينا فلو شهد الفوارس من سليم ... وكعب لم أكن لهم رهينا ولو شهدت ليوث بني تميم ... لما بعنا تراث بني أبينا أتنكث بيعتي من أجل أمي ... وقد بايعتم قبلي هجينا

الحكم بن هشام بن عبد الرحمن:

فليت خؤولتي في غير كلب ... وكانت في ولادة آخرينا (252- و) فان أهلك أنا وولي عهدي ... فمروان أمير المؤمنينا قال: ابسط يدك أبايعك، وسمع من مع مروان من أهل الشام فكان أول من نهض معاوية بن يزيد بن حصين بن نمير ورؤوس أهل حمص فبايعوه، فأمرهم أن يختاروا لولاية أجنادهم فاختار أهل دمشق زامل بن عمرو الحبراني، وأهل حمص عبد الله ابن شجرة الكندي، وأهل الأردن الوليد بن معاوية بن مروان، وأهل فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي الذي كان استخرجه من سجن هشام وغدر به بأرمينية، فأخذ عليهم العهود المؤكدة والأيمان المغلظة على بيعته وانصرف الى منزله من حران. ولما استوت لمروان الشام وانصرف الى منزله من حران طلب الأمان منه ابراهيم ابن الوليد، وسليمان بن هشام فأمنهما، فقدم عليه سليمان وكان يومئذ بتدمر فيمن معه من أخوته وأهل بيته ومواليه الذكوانيه فبايعوا مروان» . أخبرنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وعقد- يعني الوليد- لابنه الحكم بن الوليد واستعمله على دمشق، وعهد من بعد الحكم لابنه عثمان بن الوليد واستعمله على حمص. وقال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث: وفي سنة سبع وعشرين ومائة قتل الحكم، يعني ابن «2» الوليد (252- ظ) . الحكم بن هشام بن عبد الرحمن: أبو محمد الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل، الثقفي الكوفي، حدث عن عبد الملك ابن عمير، ويونس بن عبيد، وعباد بن منصور، ويحيى بن سعيد بن أبان، وقتاده

وحمّاد بن أبي سليمان، وسفيان الثوري، وشيبه بن المساور، وأبي اسحاق الهمداني، وهشام بن عروة، ومنصور بن المعتمر. روى عنه عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي وعبد الله بن عبد الملك الجمحي، وهشام بن عمار، ومحمد بن عائذ، ويحيى بن يمان، واسحاق بن منصور، والوليد ابن مسلم، ويوسف بن أبي أمية الثقفي، وكثير بن هشام، وعبد الله بن يوسف والهيثم بن خارجة، وأبو مسهر ومحمد بن الصلت وعبد الرحمن بن علقمة المروزي ويعقوب القمحي، وأبو النضر اسحاق بن ابراهيم القرشي، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة رضي الله عنه، وكان يتجر من الكوفة الى الشام، وقدم حلب وحكى حكاية جرت له بها مع رجل سأله عن أبي حنيفة (253- و) . قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو حفص بن شاهين قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: أخبرنا هشام بن عمار قال: حدثنا الحكم ابن هشام قال: حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي برده بن أبي موسى، وأبي بكر ابن أبي موسى عن أبي موسى الأشعري قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فعرس «1» فعرسنا فتعار «2» من الليل فأتيت مضجعه وجاء رجل آخر من المسلمين فالتقينا عند مضجعه فلم نره، فشق ذلك الأمر علينا فاذا نحن بهزيز كهزيز الرحا، قال فأتيناه فلقينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأنكم؟ فقلنا: يا رسول الله تعارنا من الليل فأتينا مضجعك فلم نرك فيه، فشق ذلك علينا فخشينا أن يكون قد عضتك هامة أو سبع قال: فقال أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، فقلنا يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع له، فقال: أنتم- يعني- ممن أشفع له، قلنا: أو لا تبشر الناس، بها يعني؟ قال: فبشّر الناس وابتدروا الرجال فلما كثر (253- ظ) على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا. «3» . قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث الحكم بن هشام عن عبد الملك بن عمير،

وهو حديث غريب ما سمعناه إلا منه، والحكم بن هشام رجل من أهل الكوفة كان يتجر الى الشام، وهو ثقة كذلك. حدثنا الاصطخري عن عباس قال: سمعت يحيى ابن معين يقول: الحكم بن هشام كوفي ثقة. أنبأنا أبو مسلم الهمداني قال: أجاز لنا جدي شهردار بن شيرويه الديلمي، أبو منصور قال: أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني- بها إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسين الإسكاف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا الإمام أبو محمد الحارثي قال: حدثنا محمد- يعني- ابن منصور قال: حدثنا محمد بن ابراهيم قال: حدثنا علي بن عيسى عن عبد الله بن صالح عن الحكم بن هشام قال: قدمت حلب فجاءني رجل، فقال لي: صف أبا حنيفة فاني لا أزال أرى رجلا يمدحه وآخر يذمه، فقلت لأصفن لك صفته ان شاء الله، كان أبو حنيفة لا يكفر أحداً حتى يخرج من الباب الذي دخل فيه، وكان ناصحا لمن كان له محباً أو مبغضاً، وكان عظيم الأمانة مات وعنده من الودائع ما لا يحصى، وخيّره السلطان على أن يوجع ظهره وبطنه أو يجعل مفاتيح خزائن الأموال بيده، فاختار عذابه على عذاب الآخرة. أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر (254- و) بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الحكم بن هشام الثقفي من آل أبي عقيل شامي «1» . قلت: هو كوفي- انما قال انه شامي لأنه سكن دمشق. وقال شيخنا أبو حفص أخبرنا أبو عبد الله بن الحسن بن البناء عن علي بن ابن محمد عن محمد بن العباس قال: أخبرنا محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: أخبرنا سليمان- يعني- ابن أبي شيخ عن عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان الحكم بن هشام كوفياً يخرج الى دمشق ويأخذ عطاءه فيما هناك، ثم يرجع الى الكوفة. قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام الذي يروى عن عبد الملك كوفي ثقة «2» .

أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: كتب الينا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالوية قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت عباس ابن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم بن هشام كوفي يحدث عن عبد الملك بن عمير وهو ثقة. قال: وأخبرنا أبو الحسن بن السقاء- وحده- قال: حدثنا أبو العباس قال: سمعت العباس يقول: سمعت يحيى يقول: الحكم بن هشام ثقفي من آل أبي عقيل، يروي عنه أبو مسهر وغيره. (254- ظ) . أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب قال: أنبأنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي عن عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: الحكم بن هشام الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل كوفي، وقع الى دمشق، أبو محمد، روى عن قتادة، وحماد بن أبي سليمان وعبد الملك بن عمير، وهشام بن عروة. روى عنه يعقوب القمي، ويحيى بن اليمان، وكثير بن هشام، واسحاق بن منصور وعبد الله بن يوسف وأبو النضر الدمشقي وعبد الرحمن بن علقمة المروزي وهشام ابن عمار. سمعت أبي يقول ذلك، وروى عن أبي اسحاق الهمداني ومنصور بن معتمر ويونس بن عبيد وسفيان الثوري. أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه إليّ قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحكم أبن هشام الذي يروي عن عبد الملك بن عمير كوفي ثقة، سئل أبو زرعة عن الحكم ابن هشام فقال: لا بأس به «1» . وقال مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي بكر الخطيب قال: الحكم بن هشام أبو أحمد الثقفي من آل أبي عقيل، كوفي وقع الى دمشق، وحدث عن أبي اسحاق السبيعي وقتادة وعبد الملك بن عمير، والثوري.

روى عنه يعقوب القمي ويحيى بن يمان، وكثير بن هشام وعبد الله بن يوسف التنيسي، وهشام بن عمار وغيرهم «1» (255- و) . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما العقيلي- بفتح العين- فهو الحكم بن هشام، أبو أحمد الثقفي من آل أبي عقيل، كوفي، وذكر كما قال الخطيب سواء، غير أنه قال بدل: روى عنه، حدث عنه «2» . أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله ابن عمر قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا الهيثم بن خارجة قال: حدثنا الحكم بن هشام الكوفي قال: كان سعيد بن العاص يقول لبنيه: تعلموا الشعر، قال الهيثم: وكان الحكم بن هشام من ولد سعيد بن العاص، قال: وكان يقول: ومن مثل الحجاج تزوج أربعين من قريش. أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي عن أبي محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال حدثني محمد بن هارون الأنصاري قال حدثنا حويت بن سليمان قال: حدثنا محمد بن وهب قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الحكم ابن هشام العقيلي، وكان من الثقات. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير فذكر حديثا. وقال أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الأصبهاني قلت لأبي حاتم: ما تقول في الحكم بن هشام يحدث عن عبد الملك بن عمير؟ قال: هو ثقفي كوفي يكتب حديثه ولا يحتج به. (255- ظ) . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: الحكم بن هشام بن عبد الرحمن أبو محمد الثقفي العقيلي، من آل أبي عقيل الثقفي الكوفي، سكن دمشق وحدث عن قتادة وعبد الملك بن عمير، وحماد بن أبي سليمان، وأبي اسحاق الهمداني ومنصور بن المعتمر، وسفيان

الثوري، وهشام بن عروة، ويونس بن عبيد، ويحيى بن سعيد بن أبان، وشيبه ابن المساور، وعباد بن منصور. روى عنه عبد الله بن عبد الملك الجمحي، وعبد الله بن يوسف، وأبو النضر اسحاق بن ابراهيم القرشي، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمد ابن عائذ ويعقوب القمي، ويحيى بن يمان وكثير بن هشام، واسحاق بن منصور، وعبد الرحمن بن علقمة المروزي، والوليد بن مسلم ومحمد بن الصلت، ويوسف ابن أبي أمية الثقفي، والهيثم بن خارجة. وقال أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء عن علي بن محمد عن أبي عمر محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: أخبرنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا سليمان- يعني- ابن أبي شيخ، ح. وأخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن علي بن محمد الخياط قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسجردي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعدي قال: حدثنا محمد (256- و) ابن أحمد بن سليمان أن سليمان بن أبي شيخ حدثه قال: حدثنا عبد الله بن صالح العجلي قال: أقبل الحكم بن هشام الثقفي يريد مندلا فلما دنا منه، قال أصحاب مندل: تكلمه؟ قال: دعوه فلما جلس قالوا له: يا أبا محمد ما تقول في عثمان؟ قال: كان والله خيار الخيرة أمير البررة قتيل الفجرة، منصور النصرة مخذول الخذلة أما خاذله فقد خذله الله، وأما قاتله فقد قتله الله، وأما ناصره فقد نصره الله ما تقولون أنتم؟ قالوا: فعليّ خبر أم- وقال ابن كرتيلا: أو- معاوية؟ فقال: بل علي خير من معاوية، قالوا: فأيهما كان أحق بالخلافة؟ قال: من جعله الله خليفة فهو أحق «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة إن لم يكن

سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد ابن الحسن، ح. وأنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي- سماعا أو إجازة- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين ابن جعفر قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا صالح ابن أحمد قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثني أبي عبد الله قال: قال رجل للحكم ابن هشام: ما تقول في معاوية؟ قال: ذاك خال كل مؤمن، قال: ما تقول في عثمان؟ قال: كان والله منصور النصرة مخذول الخذلة مقتول القتلة أمير النور. قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثني أبي عبد الله قال: جاء يوما يشتري سمكا فاستعان برجل يشتري له، فقال له السماك: انظر (256- ظ) أصلحك الله أي شحم في بطنها، قال: ظلم تقول إنا استعنا بهذا عليك ليكفينا مؤوتنك، وكان فقيرا، وكان يدعى الى الطعام وهو جائع، فيلبس مطرف خز له قديم ثم يدخل العرس فيبارك ولا يأكل عزة نفس. وكان الحكم بن هشام عسرا في الحديث، فلما جاءه ابن المبارك انبسط اليه وحدثه، وكان مؤاخيا لأبي حنيفة. قال صالح: قال أبي الحكم بن هشام الثقفي من أنفس ثقيف وكان ثقة وكان يقول: انما كان هذا المنبر مجلس الحي- يعني «1» مسير الكوفة- لكثرة من وليه من ثقيف، وروى عن قتادة وعبد الملك بن عمير «2» أخبرنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك في كتابه- قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن السمط بن الحسن الأسدي قال: حدثنا أبو نصر رجاء بن سهل الصغاني قال: حدثنا أبو مسهر قال: كنا عند الحكم بن هشام العقيلي، وعنده جماعة من أصحاب الحديث، قال: فقال: انه من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلبابا

الحكم والد شعيب بن الحكم:

فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاعة وليحترف حذرا من الفاقة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري قال: أخبرنا طراد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسين ابن بشران علي بن محمد بن عبد الله قال: أخبرنا (257- و) أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني القاسم بن هاشم قال: حدثني محمد بن عبد الحميد الطائي قال: حدثنا هشام بن الكلبي قال: قال الحكم بن هشام لابن ابن له- وكان يتعاطى الشراب: أي بني إياك والنبيذ فانه قيء في شدقك وسلح على عقبك وحد في ظهرك، وتكون ضحكة للصبيان وأميرا للذبان. الحكم والد شعيب بن الحكم: كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، حكى عن عمر، روى عنه ابنه شعيب بن الحكم الشاعر. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أبي منصور جعفر بن عبد الله الدامغاني- إذنا، وقرأت عليه اسناده- قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن محمد بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني الوليد بن شجاع قال: حدثني مبشر- يعني الحلبي- قال: حدثني شعيب بن الحكم الشاعر عن أبيه قال: رأيت عمر بن عبد العزيز رحمه الله بمسجد دابق حين دعي ليبايع له فمر الى جانبي وان عليه لمطرف خز وكساء خز وهو يقول: الله المستعان، الله المستعان. حكيم بن حزام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب، أبو خالد القرشي الأسدي، صحب النبي صلى الله (257- ظ) وعليه

وسلم وروى عنه سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين، وعروة بن الزبير، وعطاء بن أبي رباح، وموسى بن طلحة، والمطلب بن حنطب المخزومي، وعبد الله بن عروة ابن بنته، وصفوان بن محرز، وعراك بن مالك، وسليمان بن أبي خيثمة، ويوسف ابن ماهك، ويوسف بن مهران، وعبد الله بن الحارث، وأبو حبيبة مولى الزبير، وقيل إنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقيل إنه غزا القسطنطينية في زمن معاوية مع ابنه يزيد بن معاوية. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني- بقراءتي عليه- قلت له: أخبركم أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفرائيني فأقر به قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن العباس الاخميمي، بانتقاء أبي محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ قال: حدثنا محمد ابن الوليد القرشي قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا خالد عن عطاء بن أبي رباح عن حكيم بن حزام قال: كنت أشتري الطعام فنهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع الطعام حتي أقبضه «1» . أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: وحدثنا معاذ بن المثنى قال: حدثنا سيف بن مسكين قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني جعفر بن اياس قال: سمعت يوسف بن مهران محدث عن حكيم بن حزام قال: قلت: يا رسول الله (258- و) يأتيني الرجل يطلب مني البيع وليس عندي أفأشتريه له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاتبع ما ليس عندك «2» . هكذا قال يوسف بن مهران. وقال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا ابن ياسين قال: حدثنا بندار قال:

حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت يوسف بن ماهك يحدث عن حكيم بن حزام قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا أخرّ إلّا قائما، قال: قلت يا رسول الله الرجل يسألني البيع وليس عندي أفأبيعه قال: لا تبع ما ليس عندك. (258- ظ) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وولد حزام بن خويلد حكيما وخالد وهشاما، وأمهم فاخته بنت زهير بن الحارث ابن اسد بن عبد العزى «1» . وقال ابنا البناء: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا احمد بن عبيد- اجازة- قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمه قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله قال: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، أسلم يوم الفتح، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا مسلما، وكان حكيم ابن حزام نجا يوم بدر، فكان حكيم إذا حلف بيمين قال: لا والذي نجاني يوم بدر «2» . أنبأنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن بشكوال- في كتابه- قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران ابن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف ابن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عباس الترفقي قال حدثنا محمد بن عمر عن أبيه عن المنذر بن عبد الله عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير قال: سمعت حكيم بن حزام يقول: ولدت قبل الفيل بثلاثة عشر سنة «3» .

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي (259- و) الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: أخبرني أبو يونس قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى وأمه فاخته بنت زهير بن الحارث ابن أسد بن عبد العزى، يكنى أبا خالد مات سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين، ولد قبل الفيل بثلاث عشرة سنة ومات بالمدينة «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر ابن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من بني أسد بن عبد العزى: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمه أم حكيم بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. وقال محمد بن عمر: وشهد حكيم بن حزام مع أبيه الفجار، وقتل أبوه حزام ابن خويلد في الفجار الآخرة «2» وكان حكيم يكنى أبا خالد وقدم حكيم بن حزام المدينة ونزلها وبنى بها دارا عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين، ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهو ابن عشرين ومائة سنة «3» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود ابن الحسن الثقفي في كتابه عن أبي عمر وعبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر (259- ظ) بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق وأسلم قبل أن يدخل مكة- يعني عام الفتح- حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي- يكنى

أبا خالد- مات بالمدينة سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة وله دار بالمدينة عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين. أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه إليّ من الاسكندرية عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أبو خالد الأسدي حجازي، مديني يقال إنه عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة، أمه فاخته بنت زهير بن الحارث بن أسد مات سنة أربع وخمسين. أخبرني محمد بن أبي عوانه قال: حدثنا سليمان بن سيف قال: حدثنا سعيد ابن بزيع عن محمد بن اسحاق قال: ومنهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة. قال ابن السكن: وكان اسلامه في سنة ثمان من الهجرة ويقال هو من مسلمة الفتح، وكان لحكيم من الولد: عبد الله، وخالد ويحيى وهشام، أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم كلهم وأسلموا يوم الفتح وصحبوا (260- و) رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن اسحاق: كان حكيم من المؤلفة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم خبير مائة من الابل. وقال ابن السكن: أخبرنا الحسين بن اسماعيل بن محمد قال: حدثنا يوسف ابن موسى القطان قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا هشام بن عرون قال: أخبرني أبي أن حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير، فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة، قال: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أشياء كنت أصنعها في الجاهلية أتحنث بها- يعني أتبرّر

بها- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما سلف لك من خير «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن، ح. وأخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل في كتابه من الإسكندرية، قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن صالح قال: حدثني أبي أحمد قال: حكيم ابن حزام بن خويلد الأسدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعمته خديجة وابنه هشام بن حكيم «2» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي (260- ظ) وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، ح. وأنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال: ومن بني أسد بن عبد العزى ابن قصي بن كلاب بن مرة: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، وأمه زينب، ويقال فاخته بنت زهير بن الحارث بن أسد، وأمها سلمى بنت عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، يكنى أبا خالد، وكان اسلامه يوم الفتح، وكان من المؤلفة، أعطاء النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير فيما ذكر ابن اسحاق، ولد حكيم بن حزام: أم هشام، وهشام، وخالد ويحيى، وعبد الله وأم سمية، وأم عمرو، فذلك، ومات سنة أربع وخمسين بالمدينة وهو ابن عشرين ومائة ويروى عنه أنه قال: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة.

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه من مكة قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: حكيم ابن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي يكنى أبا خالد، هو ابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في الكعبة وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة (261- و) من قريش وهي حامل، فضربها المخاض، فأتيت بنطع فولد حكيم بن حزام عليه، وكان من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والاسلام، كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة على اختلاف في ذلك وتأخر إسلامه الى عام الفتح فهو من مسلمة الفتح هو، وبنوه: عبد الله وخالد ويحيى وهشام وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وتوفي بالمدينة في داره بها عند بلاط الفاكهة، وزقاق الصواغين في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائين وعشرين سنة، وكان عاقلا سويا فاضلا تقيا سيدا بما له غنيا. قال مصعب: جاء الاسلام ودار الندوة بيد حكيم بن حزام فباعها بعد من معاوية بمائة ألف درهم، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش، فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى، وكان من المؤلفة قلوبهم وممن حسن اسلامه منهم، أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم فقال: يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية أتحنث بها ألي فيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما سلف لك من خير، وحج في الاسلام ومعه مائة بدنة قد جللها بالحبرة وكفها (261- ظ) عن أعجازها ووقف بمائة وصيف بعرفة في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء الله عن حكيم بن حزام، وأهدى ألف شاة «1» . أخبرنا أبو بكر السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن المعري، ح. وأخبرنا عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو عبد الله بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن عباد التميمي قال: حدثنا الزيادي عن محمد بن عبد الله القرشي عن أبيه عن جده قال: قال حكيم بن حزام: ما أصبحت صباحا قط فلم أر أحدا ببابي طالب حاجة إلا عددتها مصيبة أرجو ثوابها من الله تعالى (262- و) . أخبرنا الحافظ أبو الحسن المقدسي في كتابه عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قال: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حدثني محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: سمعت ابن نمير يقول: مات حكيم بن حزام أبو خالد سنة أربع وخمسين. قال ابن السكن: وأظن أن الصواب في موت حكيم ما ذكره ابن نمير والله أعلم. قال: وقال الواقدي كما قال ابن نمير «1» . أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن شهريار الأصبهاني، في كتابه إلينا منها، قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي قال: سمعت عثمان بن خرزاد يقول: سمعت مصعب الزبيري يقول: مات حكيم بن حزام في زمن معاوية «2» . ***

حلبس بن زبار بن غطيف:

حلبس بن زبار بن غطيف: ويقال حلبس بن عطيف بن حارثة بن سعد بن الخزرج بن امرئ القيس بن أخزم بن أبي أخزم بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي أخو عدي ابن حاتم بن عبد الله بن سعد بن الخزرج لأمه، شهد صفين وأخوه ملحان، مع معاوية له ذكر. ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي في تاريخ دمشق، وأخبرنا به القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم (262- ظ) الحافظ. وذكر أبو محمد بن حزم نسب بني غطيف، وقال: حلبس بن غطيف، وقال كما قال الحافظ أبو القاسم، ولم يذكر في نسبه زبارا «1» . ***

ذكر من اسمه حماد

ذكر من اسمه حماد حماد بن أحمد بن محمد: ابن بركة بن أحمد بن صديق بن صروف أبو الثناء الحراني، روى عن أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، نزيل حران، دخل حلب مرارا متعددة، ولم يتفق لي الاجتماع به، وكان شيخا صالحا ورعا من أهل حران مشهورا بالدين والصلاح والصبر على البلاء، سمعت رفيقنا أبا محمد عبد الرحمن بن شجانة الحراني يقول لي عند وصولي الى حران في العشر الوسط من شوال سنة أربع وعشرين وستمائة: كان الشيخ حماد بن صديق من عمال الله والمنقطعين إليه، ولم يكن في زماننا أكثر اجتهادا ولا أشد صبرا على البلاء مع قلة الشكوى منه، كان قد تفتح جسمه كله ومات وهو صائم بحران في العشر الأول منه في سنة أربع وعشرين وستمائة. قلت وكان ذلك قبل وصولي بأيام فأسفت على عدم لقائه والتبرك بزيارته. قرأت في تاريخ حران جمع أبي المحاسن بن سلامة الحراني، سيره لي هدية الخطيب الفاضل عبد الغني بن شيخنا أبي عبد الله محمد بن تيمية، وذكر أنه نقله بخطه من خطه قال: فيه: وفي سنة أربع وعشرين وستمائة في ليلة السبت خامس شوال مات الشيخ الزاهد الناسك المبتلي الراضي الصابر أبو الثناء حماد بن الشيخ (263- و) أحمد بن محمد بن بركة بن صديق النجار الحراني بعد مرض طويل تفتح فيه بدنه مدة اثنتي عشرة سنة، وهو مقيم على ذكر الله وطاعته وشكره صابرا محتسبا ذلك في ثواب الله ومرضاته، وكان قد لقي الشيخ حياة بن قيس وعاهد ولده عمر، وأقام بزاوية في مسجد لله يعرف ببيت الزجاج معلق داخل باب من يزيد، مدة من السنين منقطعا الى عبادة الله سبحانه وتعالى، وترك المعاش، وقد كان نجارا

حماد بن حامد بن أحمد العرضي:

من قبل، وكان له ملك فجعل يؤجره ويأكل من أجرته، وبنى لله تعالى مسجدا قريبا من داره، ولم يتزوج قط، وكان عمره نيف وسبعين سنة وكان صبيح الوجه دمث الاخلاق، سلس الانقياد طيب المعاشرة والمحاضرة. أنبأنا عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي الخامس من شوال يعني من سنة أربع وعشرين وستمائة توفي الشيخ الصالح أبو الثناء حماد بن أحمد بن محمد بن صديق الحراني الحنبلي بحران، سمع بحران من أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، وأجاز له جماعة، وحدث، ولنا منه إجازة كتب بها الينا «1» . حماد بن حامد بن أحمد العرضي: أبو المكارم التاجر، تاجر معروف من أهل عرض بلدة من المناظر من أعمال حلب بالقرب من الرصافة، طاف البلاد في التجارة، وسمع الحديث بنيسابور من المؤيد بن محمد الطوسي، وأبي بكر القاسم بن أبي سعد الصفار، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، وحدث بسنجار بشيء من حديثه، روى لنا عنه......... ابن الصفار......... «2» . أخبرنا......... «3» بن الصفار بسنجار قال: قرأت على الأجلّ أبي المكارم حماد بن حامد بن أحمد العرضي بسنجار قلت له: أخبركم الإمام أبو بكر القاسم بن أبي سعد بن عمر الصفار- قراءة عليه- وأنتم تسمعون، وزينب بنت أبي القاسم (263- ظ) الشعري- قراءة عليها بنيسابور- قلت: وأخبرنا أبو علي، وزينب في كتابهما إلينا من نيسابور- غير مرة- قالا: أخبرنا الإمام أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري- قراءة عليه- قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن اسحاق الثقفي السراج في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي يعقوب عن مسلم بن صبيح عن

حماد بن حمزة بن حماد المعري:

مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشد المئزر «1» . قال لي ابن الصفار: توفي حماد العرضي بسنجار سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن بها رحمه الله. حماد بن حمزة بن حماد المعري: شاعر من أهل معرة النعمان، كان في عصر أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وقفت على ذكره في رسالة لأبي العلاء وأحسن الثناء عليه فيها (264- و) . حماد بن عبد الله الاقطع: أبو الخير التيناتي، من أهل المغرب وسكن التينات بلدة بالقرب من أنطاكية، وقد ذكرناها في مقدمة الكتاب، وكان أبو الخير أحد أولياء الله تعالى المعروفين بالكرامات الظاهرة، المشهورين بالعبادة الوافرة، حكى عنه ابنه عيسى، وحمزة بن عبد الله العلوي، وقد ذكرناه في باب الكنى فيما يأتي من كتابنا هذا لشهرته بالكنية. حماد بن عبد الرحمن: أبو عبد الرحمن الكلبي القنسري من أهل قنسرين، وقيل هو حمصي حدث عن سماك بن حرب، وخالد بن الزبرقان، ومحمد بن أبي ليلى، وادريس بن يزيد الأودي روى عنه هشام بن عمار والوليد بن مسلم. أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حماد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن أبي ليلى عن رافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من فضة، فصّه منه، وكان يلبسه في خنصره اليسرى، ويجعل فصّه مما يلي كفه. قال الحافظ بن عدي: حماد بن عبد الرحمن الكلبي من أهل حمص يكنى أبا

حماد بن محمد بن جساس:

عبد الرحمن وروي من حديثه هذا الحديث وحديثا آخر، وقال: وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما (264- ظ) غير حماد بن عبد الرحمن وهو قليل الرواية «1» . أنبأنا سعيد بن هاشم وأبو البركات خطيب حلب قال: كتب إلينا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي أن أبا عمرو بن مندة أخبره قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حماد بن عبد الرحمن الكلبي القنسري، سألت أبي عنه فقال: هو شيخ مجهول منكر الحديث ضعيفه، قال: وسئل أبو زرعة الرازي عن حماد بن عبد الرحمن فقال: يروي أحاديث مناكير، روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار «2» . حماد بن محمد بن جساس: أبو الشكر البوازيجي أحد عباد الله الصالحين، وله كرامات ظاهرة، وكان صحب الشيخ عدي بن مسافر، ثم اشتهر بعد ذلك، قدم حلب، وذكر لي عمي أبو غانم أنه اجتمع به بمنبج. سمعت شيخنا قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم يقول: كان الشيخ حماد البوازيجي رجلا صالحا فاشتهى مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل أن يراه ويتبرك به فأرسل إليه من إربل الى البوازيج «3» وقال له: لو أمكنني أن أسعى اليك جئت لزيارتك وطلب منه أن يأتي الى إربل، فأجابه الى ذلك وقدم عليه الى إربل، فخرج مظفر الدين والتقاه واجتمع به، وطلب منه شيئا من أثره ليتبرك به، فأعطاه مئزرا له، قال: فذلك المئزر لم يطرحه مظفر الدين عن رأسه أبدا ويلبسه فوق الشربوش الى اليوم. وحدثني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: بلغني عن المخزومي (265- و) وكان من الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال: أأنت قلت يا رسول الله: من أكل مع مغفور له؟ غفر له «4» ؟ فقال: نعم أنا قلت ذلك،

قال عمي: واتفق أني حججت وحج المخزومي ذلك العام فقمت أنا وأحمد بن الأستاذ وجماعة ومضينا الى زيارته لنسأله عن ذلك، فدخلنا عليه وسألناه عن ذلك فقال: نعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وسألته فقلت: أأنت قلت يا رسول الله: من أكل مع مغفور له غفر له؟ فقال: نعم أنا قلت من أكل مع مغفور له غفر له، قال لي عمي: ثم اجتمعنا بعد ذلك بمنبج عند الشيخ عبد الحق المغربي، وكان رجلا صالحا، وكان معنا الشيخ أبو الحسن علي الفاسي، فذكرنا له هذه الحكاية والمنام، فلما فرغنا دخل علينا عقيب ذلك الشيخ حماد البوازيجي، وكنا قد سمعنا عنه أنه ما رؤي وهو يأكل، فأحضر شيء من الطعام فقلنا له: تأكل معنا؟ فقال: نعم من أكل مع مغفور له غفر له، بصوت عال مرتفع، فقال الشيخ علي الفاسي: هذه والله كرامة للشيخ حماد. نقلت من خط أبي البركات ابن المستوفي في تاريخ إربل الذي جمعه: حماد بن محمد بن جساس البوازيجي، أبو الشكر من المشهورين أقام بالبوازيج ومات بها وقبره فيها، شيخ البوازيج في الانقطاع من أصحاب عدي بن مسافر، إلا أنه اشتهر، فترك النسبة الى عدي وأصحابه، فصار بينه وبين أصحاب عدي مباينة عظيمة ومنافرات أدت كثيرا الى وقائع وفتن، تردد كثيرا الى إربل، وكان الناس يتلقونه من فراسخ ويغشاه الأكابر، ويتردد إليه السلطان أبو سعيد كوكبوري بن علي، وكان من يتولى البوازيج يتأذى به لانقياد الناس العامة إليه، وكان كثير من البوازيجيين يرمونه بكثرة المال، حدثت أنه في مبدأ عمره التام كان يقطع الطريق، قال: وكان من دخل عليه زاويته في البوازيج يحضر له ما تيسر من مأكول، وكان الناس يهدون له في كل سنة هدايا كثيرة من بقر وغنم وغير ذلك فيطعمها من حضره في نصف شعبان. أجاز لنا أبو السعادات بن أحمد بن المستوفي- ونقلته من خطه- قال: وحدثت أنه كان إذا رقا أحدا قال: اللهم إنك تعلم أني عبد لا أضر ولا أنفع، وعن أذى بقة لا أدفع، اللهم فتحسن ظنهم فينا، عافيهم وعافينا. قال: وأنشدني غير مرة ولم يسم قائلهما، ووجدتهما لأبي سعد بن دوست: عليك بالحفظ دون الكتب ... تجمعها فإن للكتب آفات تفرقها

حماد بن منصور بن حماد بن خليفة بن علي:

الماء يغرقها والنار تحرقها ... واللص يسرقها والفأر يخرقها قال: وكان كثير الدعابة سريع الغضب، سريع الرضا، وتوفي رحمه الله في ثاني عشر رجب من سنة ثمان وستمائة. حماد بن منصور بن حماد بن خليفة بن علي: وقيل علوان أبو الثناء البزاعي الاستاذ من أهل بزاعا، قرأت نسبه هكذا بخط أبي غالب بن الحصين، وقال في جد جده علي،: وأخبرني علي بن محمود بن علي البزاعي، وذكر لي أنه نسيب لحماد أن جد جده اسمه علوان، بدل علي، وكان الاستاذ حماد شاعرا مجيدا فاضلا (265- ظ) عارفا بالقرآن وعلومه واللغة والنحو، حسن الخط دينا، سمع الحافظ أبا بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني. روى عنه شيئا من شعره الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن وأبو عبد الله محمد بن حمزه بن أبي الصقر القرشي الدمشقي وذكره في معجم شيوخه، وعماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب، وسمعوا منه كلهم بحلب. وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن فضل الله الدقاق، وأبو الفتح بن بيان بن علي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أبي غانم بن ابراهيم بن سندي، وهبة الله بن أحمد بن جعفر البزاعي وأبو عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي، والقاضي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب، وكان يعلم الصبيان بحلب، وانتفع به جماعة من الحلبيين. قرأت بخط الوزير جمال الدين أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين البغدادي في كتابة في ذكر الشعراء على حروف المعجم «1» ، وأنبأنا به إجازة عنه أبو عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي قال: حماد بن منصور بن حماد بن خليفة ابن علي البزاعي، مولده بحلب في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وكان رجلا صالحا، كثير العبادة، قيما بتلاوة القرآن، وخبيرا بالقراءات ووجوهها وتعليلها، وله أشعار كثيرة مشحونة بالحكمة والواعظ والآداب لم يسأل قط في شعره ولا رغب به الى ملك ولا سوقة «2» .

سمعت مهذب الدين أبا الحسن علي بن فضل الله بن الدقاق الحلبي يثني على حماد البزاعي كثيرا، ويقول: كان حماد مكملا قد جمع بين حسن الكتابة والشعر والنحو والقرآن (266- و) واللغة، وأخذ من كل علم بطرف حسن، وكان عنده دين متين، وله بركة على من يعلمه، ونفس صالح رحمه الله. سمعت الشريف شمس الدين أبا علي الحسن بن زهرة العلوي الحلبي النقيب بها يقول: لما قدم القاضي- يعني- عبد الرحيم بن علي البيساني حلب اجتمع به الاستاذ حماد البزاعي وامتدحه، ورأى ما عنده من الفضائل فاحترمه وأكرمه وعظمه، وتظلم الدهر له كيف ألجأه الى التعليم وخلع عليه ووصله صلة أعانته على دهره وعاش بها مدة. سألت الشيخ أبا عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي الزاهد عن الاستاذ حماد ابن منصور البزاعي فقال: هو مؤدبي تأدبت به، وكان عقله يغلب عليه، وذكر لي كلاما معناه أنه كان ينسب الى التشيع. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج الصويتي- إجازة- قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب قال في خريدة القصر: حماد الخراط، وهو حماد بن منصور البزاعي، وبزاعا بين حلب ومنبج ليس بالشام في عصرنا هذا مثله رقة شعر وسلاسة نظم، وسهولة عبارة ولفظ، ولطافة ومعنى وحلاوة مغرى بأسلوب سالب للب، خالب للخلب وصنعة عارية عن التكلف، باينة من التعسف، تترنح له أعطاف السامعين وتتبع رقته في رياض اللطف للماء المعين، لما كنت بحلب وعند ترددي إليها في عهد نور الدين سقاه الله عهاد (266- ظ) الرحمة ما زلت اسمع من شعره ما يزيدني طربا ويفيدني عجبا وعجبا، وذكر له أشعار حسنة «1» . أنشدني مهذب الدين أبو الحسن علي بن فضل الله بن الدقاق الحلبي بمنزله بها قال: أنشدني الاستاذ حماد بن منصور بن حماد البزاعي لنفسه: يا ضرة القمر المدلّه ... بجمالها بالله بالله جودي فليس البخل حل ... ية من الحسن جله

وتعطفي عطف الكر ... يم على معنّاك المدله ويلاه كم تتقلدي ... ن دماءنا يا مستحله وبأي حكم شريعة ... لك سفكها أم أي مله يا شمس حسن بين أت ... راب حففن بها أهله تغدو بملك الحسن ... فيهم والملاحة مستقله لولا هواك لما تح ... ول عزه المشتاق ذله ولكل شيء كائن ... سبب يقوم به وعله أنشدني زكي الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي غانم بن ابراهيم بن سندي الحلبي قال: أنشدني الاستاذ حماد البزاعي لنفسه: واقلقي وأناريه ... تهتكت أستاريه قلبي قليب «1» طافح ... والعين عين جاريه (267- و) ساروا بمن أهوى ... فويلي للحمول الساريه كيف احتيالي إن نأت ... ديارهم عن داريه واحربا أقضي أسى ... وما انقضت أوطاريه (267- ظ) ***

إنشاد حماد البزاعي

[إنشاد حماد البزاعي] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنشدني تاج الدين أبو الفتح بن بيان بن علي الحلبي بياقد قرية من جبل سمعان قال: أنشدني حماد البزاعي لنفسه: لي مالك كل من يراه ... يقول سبحان من براه أمير حسن وحاجباه ... في سدة الملك حاجباه أسقمني سقم ناظريه ... وذوبتني ذؤ ابتاه جبينه صبحه إذا ما ... بدا وأصداغه دجاه وا بأبي وجهه المفدا ... وأي شيء ترى فداه فاه بعذلي عليه من لم ... يذق وذاك الحياء فاه يا غصنا هان ما جناه ... على محب له جناه سواي يسلو وأنت حقا ... من كل شيء يسلى سواه أنشدني أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن حامد الكلابي العباسي البزاعي بحلب قال: أنشدني الاستاذ حماد البزاعي بحلب لنفسه في مكتبه بالقرب من درب الديلم: تعلموا الجود تسودوا به ... ما الجود موقوف على حاتم وبادروا والحال معمورة ... قبل تفاجئها يد الهادم فالدهر دوّال وأيامه ... تدول والناس مع القائم (269- و) لا تخدعوا باليوم واخشوا غدا ... ما أقرب العرس من المأتم

حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل:

سمعت الشيخ الصالح أبا عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي يقول: أرسلني والدي الى الاستاذ حماد البزاعي وقال له على لساني: إنني قد عملت منطقه لداري وأريد أن أكتب عليها أبياتا من الشعر فأكتب لي شيئا تقوله على البديهه حاضر الوقت قال: فكتب في رقعة هذه الابيات وأنفذها، قال لي أبو عبد الله وأخذتها عنه: يا عامر الدار الذي قلبه ... فيها بذكر الله معمور بمثل ما اسست منها ... على التقوى بحق ترفع الدور أوضحت في الدنيا طريقا الى ... الاخرى به سعيك مشكور فاسعد ودم وابق مهنا ... بها دار لها البهجة والنور محروسة بالخير مأنوسة ... من رحمة الله لها سور سمعت القاضي أبا محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب يقول لي: مدح الاستاذ حماد البزاعي والدك لما ولي قضاء حلب بقصيدة ضاديه، ودخل الى والدي وعرضها عليه بعد أن أنشدها والدك، فأخذها والدي منه وهي بخطه فناولينها لا كتب على خطه وأنا إذ ذاك صبي، وسمعتها من لفظه وهو ينشدها والدي، فلم يبق على خاطري منها غير بيت واحد وهو يقول. وغدا بنجم الدين وابن جماله ... متوليا أمر الثريعة والقضا (269- ظ) قرأت بخط غالب بن الحصين، وأنبأنا به عنه أبو عبد الله بن النجار قال: ووفاته بها- يعني وفاة حماد بحلب- في سنة ثمانين وخمسمائه. وقال لي نسيب حماد المهذب علي بن محمود بن علي البزاعي: مات حماد بعله السل. حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل: أبو الثناء الفضيلي الحراني الحافظ التاجر، رحل الى البلاد في التجارة، وطلب الحديث، وسمع الكثير بالعراق والجزيرة والشام وخراسان والديار المصرية. فسمع بمصر أبا محمد عبد الله بن رفاعه السعدي وأبا محمد بن بري وبالاسكندرية أبا طاهر السلفي، وأبا طاهر بن عوف، وعبد الواحد بن عسكر

النجار، وبدمشق أبا القاسم علي بن الحسن الشافعي، وأبا عبد الله بن صدقة الحراني، وأبا سعد بن أبي عصرون، وبحران أبا الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، وببغداد أبا القاسم بن السمرقندي، وأبا بكر عبد الله بن النقور. وأبا الفتح بن البطي، وأخاه أبا عبد الله أحمد، وأبا القاسم بن أبي شريك الحاسب، وأبا الوقت عبد الاول بن شعيب السجزي، وأبا محمد الموصلي، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب، وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزعفراني، وأبا القاسم سعى ابن أحمد بن البناء ويحيى بن ثابت بن بندار، وسعد الخير الانصاري، وأبي الفضل محمد بن ناصر وغيرهم وبنيسابور عمر بن أحمد الصفار، وبهراة أبا المحاسن مسعود بن محمد بن ناصر وغيرهم وبنيسابور عمر بن أحمد بن اسماعيل الاسكاف وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري وسمع بغير (270- و) هذه البلاد وكتب بخطه الكثير، وجمع تاريخا لبلده حران، وذكر فيه من بناها، وما جاء في ذكرها ومن دخلها من العلماء والشعراء والفضلاء ودخل حلب مرارا في التجارة وأقام بها مدة، وكان يتردد اليها وسكن بلده حران آخر عمره الى أن مات. روى عنه الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، والحافظ عبد الغني المقدسي، والحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وأبو الخطاب العليمي، روى لنا عنه أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي العطار بمصر والقاهرة، وكان له شعر حسن، وعنده فضائل عديدة. أخبرنا الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله القرشي قال: أخبرنا الشيخ الأجل العال الأديب الفاضل الأمين رضي الدين أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل الحراني- قراءة عليه ونحن نسمع غير مرة- قال: أخبرنا الصائن ابو الفتح عبد السلام بن أحمد بن اسماعيل بن محمد المقرئ الهروي المعروف ببكبرة- قراءة مني عليه بهراة- قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي مسعود عبد العزيز بن محمد الفارسي الفقيه- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري- المعروف بابن أبي شريح- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد قال: حدثني مصعب بن عبد الله بن مصعب- إملاء في

شعبان سنة ثمان وعشرين ومائتين قال: حدثني مالك عن نافع ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (270- ظ) كان إذا قفل منغزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات، ثم يقول لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آئبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون. صدق الله وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده «1» . أنشدنا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي قال: أنشدنا أبو الثناء حماد ابن هبة الله الأديب لنفسه: لما بدت في ثياب من ملابسها ... خفيفة انسيج لا يعبأ بها النظر خاف عيونا فغطت وجهها خجلا ... بكمها وعلاها الدل والخفر فخلت اثوابها اللاتي بها استترت ... غيما يلوح لنا من دونه القمر أنشدنا أبو الحسين قال: أنشدنا حماد لنفسه تنقل المرء في الآفاق يكسبه ... محاسنا لم تكن فيه ببلدته أما ترى بيذق الشطرنج أكسبه ... حسن التنقل فيها فوق رتبته وأنشدنا قال: أنشدنا حماد لنفسه ما الناس إلّا امرؤ ذو ثروة وغنى ... يبني به شرفا يبقى على الأبد أو ذو علوم وآداب يسود بها ... وما سوى ذين لا يعتد من أحد قال لي رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي: روى لنا شيخنا أبو الثناء هذا عن جماعة آخرين منهم أبو المحاسن الغانمي، وأبو بكر الزاغوني، وأبو محمد (271- و) بن رفاعه الفرضي المصري والحافظ أبو الخطاب العليمي وشهدة الكاتبة وغيرهم، وروى لنا أيضا عن شجاع البسطامي بالاجازة، وبلغني أن له إجازة من القاضي أبي بكر الأنصاري، قال لي: وكان ثقة فاضلا، وكان شيخنا أبو الحسن المقدسي يثني عليه وحدت عنه في تخاريجه وتواليفه، وكان مولده في سنة احدى عشرة وخمسمائة.

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: قرأت بخط حماد بن هبة الله الحراني: مولدي بعد ستين يوما من سنة احدى عشرة وخمسمائة. قرأت في تسميه مشايخ أبي عبد الله محمد بن ساكن الحميري بخطه: الشيخ الأجل أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل الحراني قدم علينا بعد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، سألته عن مولده فقال سنة احدى عشرة وخمسمائة، روى عن الشيخ أبي القاسم السمرقندي ببغداد، وسعد الخير الأندلسي الصيني المالكي، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار، وأبي الفضل بن ناصر، وأبي المعمر النقيب العلوي. والقاضي كمال الدين بن الشهرزوري والقاضي المارستاني، وأبي الوقت عبد الأول بهراة، وعبد الرحمن القلعي، واسماعيل بن بكير، وأبي المحاسن المسعودي، وابن عصرون بدمشق، وعمر الصفار بنيسابور، وفي شيوخه كثرة سمعت عليه اجزاء وأجازني. (271- ظ) أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: حماد بن هبة الله ابن حماد بن الفضيل أبو الثناء التاجر من أهل حرّان رحل في طلب الحديث وسمع الكثير بالعراق والشام ومصر وخراسان وكتب بخطة وحصل النسخ، وكان فيه فضل وأدب ويقول الشعر سمع ببغداد أبا القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وجماعة دونهم، وبمصر أبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، وبالاسكندرية أبا طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وبهراة أبا المحاسن مسعود بن محمد بن مسعود الغانمي وعبد السلام ابن أحمد بن اسماعيل الاسكاف وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري، وأبا النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي وغيرهم، وقدم بغداد مرارا كثيرة، وحدث بها بيسير، وقد حدث بحران وديار مضر بالكثير، وكان صدوقا، حسن الطريقة متدينا، وقد كتب إليّ من حران برواية جميع مروياته، وخطه عندي بذلك. قرأت على الشيخ الحافظ أبي الحسين يحيى بن علي القرشي- فيما انتقيته من معجم شيوخه- قال بعد حديث رواه عنه الشيخ أبو الثناء الحراني: من أعيان

المحدثين والفضلاء المتأدبين، سمع الكثير ورحل في طلب الحديث إلى العراق (272- و) والشام ومصر، وحدث عن جماعه منهم أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو المحاسن الغانمي، وأبو بكر بن الزاغوني، وعبد السلام بن أحمد الهروي، وعبد الله بن رفاعة الفرضي المصري، وروى لنا عن هؤلاء المسمين وعن غيرهم، وصنف تاريخا لبلده حران، وكان صدوقا، حدث عنه شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي وسمعته يثني عليه، وكان أديبا وله شعر جيد، وقال لي: ولد شيخنا أبو الثناء الحراني في سنة احدى عشرة وخمسمائة، وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. سمعت رفيقنا أبا محمد عبد الرحمن بن شجانه الحراني بها يقول: توفي حماد بن هبة الله الحراني بحران سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ودفن بظاهر البلد في الجبانة رحمه الله. وهذا وهم، والصحيح ما ذكرناه عن أبي الحسين القرشي. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: وتوفي بحران- يعني- حماد بن هبة الله في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجة من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. قرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة الحراني بخط أبي محمد عبد الغني ابن محمد بن تيمية خطيب حران، وذكر لي أنه نقله من خط أبي المحاسن قال: وفي الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، مات الشيخ الحافظ رضي الدين أبو الثناء حماد بن هبة الله بن فضيل الحراني من أهل العلم والحديث، سمع من السّلفي (272- ظ) أبي طاهر وغيره، وسافر فغاب عن حران ستين سنة يتجر ويكتب الحديث، وألف لحران تاريخا لمن دخلها ومن كان منها وبها من أهل العلم والحديث وغير ذلك.

حماد العدوي:

حماد العدوي: شهد وفاة سليمان بن عبد الله الملك بدابق، روى عنه يعقوب بن جعدة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا الربيع بن روح قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن يعقوب بن جعدة عن حماد العدوي قال: سمعت صوتا عند وفاة سليمان بن عبد الملك يقول: اليوم حلت واستقر قرارها ... على عمر المهدي قام عمودها «1» الحمارس: رجل له ذكر شهد صفين مع علي رضي الله عنه. (273- و) . ***

حمد بن أحمد بن محمد بن بركة

حمد بن أحمد بن محمد بن بركة ابن أحمد بن صديق بن صرّوف القاضي، أبو عبد الله الحراني، أخو حماد بن أحمد الذي قدمنا ذكره، كان فقيها حسنا، تفقه ببغداد على مذهب أبي عبد الله أحمد ابن حنبل على أبي الفتح بن النيّ، وأبي الفرج بن الجوزي، وسمع الحديث ببلده حران من أبي ياسر بن أبي حبة، وأبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء البغدادي، وسمع ببغداد أبا الفرج بن الجوزي، وأبا الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل وأبا الحسين عبد الحق بن يوسف وأبا محمد شافع بن صالح الجيلي، وعبد المغيث بن زهير الحربي، وحدث بدمشق وحران وقدم علينا حلب حين أجفل أهل حران من ملك الروم كيكاوس بن كيخسرو «1» ، ولم يتفق لي به اجتماع، وأظن أنه حدث بحلب في تلك المرة، وكان قد ندب الى القضاء بحران فامتنع منه ثم عزم عليه مظفر الدين كوكبوري بن علي كوجك صاحب اربل في ولاية قضاء شهرزور، فولي القضاء بها وسار اليها، وتولى قضاءها ثم تركه وعاد الى حران ثم توجه الى دمشق وتوفي بها، وكتب لي ولده محمد بن حمد بخطه يذكر أن أباه توفي في سابع عشر صفر من سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: وذكر رحمه الله أنه بلغ عمره الى سبعة وسبعين سنة أو ثمانية وسبعين. أخبرني أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي قال: وفي يوم الأحد سادس عشر صفر توفي القاضي أبو عبد الله حمد بن أحمد بن محمد بن صديق الحراني، ودفن بسفح جبل قاسيون، وذلك سنة أربع وثلاثين (273- ظ) وستمائة. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي السادس عشر من صفر- يعني- من سنة أربع وثلاثين وستمائة: توفي الشيخ الفقيه أبو عبد

الله حمد بن أحمد بن محمد بن بركة بن أحمد بن صديق بن صروف الحراني الحنبلي بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون. تفقه ببغداد على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه على أبي الفتح نصر ابن فتيان بن مطر المعروف بابن المنيّ، وأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، وسمع بها من أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن شاتيل وأبي العز عبد المغيث بن زهير الحربي، وأبي محمد شافع ابن صالح بن شافع الجيلي وغيرهم، وسمع بحران من أبي ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب المعروف بابن أبي حبّة وأبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء، وحدث بحران، وأعاد بالمدرسة بها مدة، وحدث بدمشق، لقيته بحران وسمعت منه، وسألته عن مولده فذكر ما يدل تقريبا أنه سنة ثلاث أو أربع وخمسين وخمسمائة، وصديق بضم الصاد وفتح الدال المهملتين، وياء ساكنة آخر الحرف «1» وبعدها قاف، وصرّوف بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء المهملة وضمها وبعدها واو ساكنة «2» وفاء. ***

ذكر من اسمه حمدان

ذكر من اسمه حمدان حمدان بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي: أبو المظفر (274- و) بن الأمير ناصر الدولة أبي محمد بن أبي الهيجاء، قدم مع أبيه ناصر الدولة حلب الى عمه الأمير سيف الدولة في سنة «1» وثلاثمائة، حين قصد معز الدولة بن بويه أباه ناصر الدولة وكانت الرقة لأبي المظفر حمدان بن ناصر الدولة فاجتمع أخوته لحصاره بالرقة فكتب أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان اليهم: المجد بالرقة مجموع «2» . قرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني: قال: وكان لناصر الدولة أبي محمد بن حمدان أولاد منهم أبو المظفر حمدان وهو مذكور في التاريخ وفي مدح ابن بناته. حمدان بن حمدون بن الحارث: ابن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن غطيف بن مجربه بن جارية ابن مالك بن عبيد بن ... «3» بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، واسم تغلب دبار بن وائل واليه ينتسب بنو حمدان كلهم وحمدان هذا كان بملطية، وهو الذي بنى سورها. ونقلت نسبه هكذا من خط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي وبيض ما بين «عبيد بن» وبين «ابن عدي» وضبب عليه، إما لأنه لم يعرف اسم من بينهما واما لأنه شك في ذلك، ووقع إليّ نسبه بغير خط الوزير (274- ظ) أبي القاسم وذكر نسبه متصلا الى عبيد بن عدي بن أسامة هكذا الى تغلب، قال الوزير أبو

القاسم- ونقلته من خطه: وبعض حساد هؤلاء القوم يرميهم بالدعوة، ويقول انهم موالي اسحاق بن أيوب التغلبي وذلك باطل، وأصله أن كثيرا منهم أسلموا على يد اسحاق هذا فتطرق القول عليهم لأجل ذلك، وقد قال الشاعر: إن العرانيين «1» تلقاها محسدة ... ولن ترى للئام الناس حسّادا قال الوزير: وحدثني أبي قال: سألت الحسين بن بكر الكلابي النسابة- قال: وكان أحفظ خلق الله لأنساب العرب وأخبارها ومثالبها ومناقبها- عن السبب في استرذال العرب غنيا وباهلة فقال: والله ان فيهما لفضلا غزيرا وفخرا كثيرا، غير أنه غمرهما فضل أخويهما: فزارة وذبيان من غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وكذلك أصغر من في ولد حمدان أكبر من كبراء غيرهم. قلت: من قال انهم موالي اسحاق بن أيوب فالظاهر أراد أنهم موالي الموالاه لأن الذين أسلموا على يده موالي موالاة لا موالي عتاقة. قلت: وكان حمدان بن حمدون من الكرماء الأجواد، والشجعان الشداد، وممن له ذكر في الغزو والجهاد، وقد بنى سور ملطية وأنفق عليه سبعين ألف دينار، وقد ذكره أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني المؤرخ في «كتاب عنوان السير في محاسن أهل البدو والحضر» فقال: تغلبّ حمدان بن حمدون بن حارث بن لقمان ابن راشد التغلبي (275- و) على دارا «2» ونصيبين، وتحصن بقلعة ماردين، فخرج اليه المعتضد بالله، ووقف على بابها وقال: يا حمدان افتح الباب ففتحه وجلس المعتضد بالله، فأمر بنقل ما فيها وهدمها، ثم رضي عن حمدان وأمّرّه على ما تغلب عليه، وكان أهل الموصل وديار بكر قد عمهم الغلاء ثلاثة أعوام، فحمل اليهم حمدان من الأقوات ما أرخص أسعارهم، وانفق على سور ملطية سبعين ألف دينار ووقف أربعمائة فرس عليهم وتوفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين (275- ظ) .

حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان بن علي:

حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان بن علي: ابن خلف بن هلال بن نعمان بن داود، أبو الفوارس ابن أبي الموفق التميمي الأثاربي، ثم الحلبي، من ولد حاجب بن زرارة التميمي، أصله من قرية من قرى حلب يقال لها معراثا الأثارب، وكانت جارية في ملكة ومن أولاده انتقلت الى ملاكها الآن، ثم انتقل هو وأبوه الى الأثارب فسكناها، وكان أكثر مقامه بالجزر «1» يتردد في الدولتين الاسلامية والفرنجية، وولي في الجزر أعمالا للديوان في دولة أتابك زنكي بن آق سنقر. وحكى لي الصدر بهاء الدين أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب أنه لما كان الجزر في أيدي الفرج ولوا حمدان بن عبد الرحيم فيه أعمالا وصادروه بعد ذلك،. وحكى لي حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم أن عم أبيه حمدان ابن عبد الرحيم تولى ديوان معرة النعمان في بعض السنين، ووهبه صاحب الأثارب الفرنجي قرية تعرف بمعربونية من ناحية معرة مصرين ودامت في يده بعد أخذ المسلمين البلاد من أيدي الفرنج، وسنذكر سبب تمليك القرية اياه في أثناء هذه الترجمة، وما زالت معربونية في أيدي أهله الى زمننا. قلت: وسكن حمدان حلب وسير رسولا الى الفرنج، وسيّر الى مصر الى الآمر الفاطمي، وسير أيضا إلى دمشق رسولا الى طغتكين أتابك، ودخل بغداد. وكان هذا حمدان بن عبد الرحيم خليعا، كثير الانهماك في الشرب في قرى الجزر ونواحيها (276- و) والديرة والمنتزهات في جبل سمعان والجبل الأعلى، وكان قد شذا «2» طرفا من الادب واطلع على التواريخ وأيام العرب وحصل قطعة صالحة من معرفة النجوم والطب، وصنف كتابا في أخبار بني تميم وأيامهم جمع فيه فوائد كثيرة وأشعارا حسنة وضمنه ذكر مآثرهم وأخبارهم ووقائعهم وأشعارهم، وانتسب فيه الى بني تميم «ووسمة بالمصباح» ووضع كتابا في تاريخ حلب من سنة تسعين

وأربعمائة ضمنه أخبار الفرنج وأيامهم وخروجهم الى الشام من السنة المذكورة وما بعدها وسماه «المفوّف» «1» ، وله شعر حسن لطيف الألفاظ عذب المجاجة، وربما يقع فيه ألفاظ ملحونة، وقع الى ديوان شعره بخطه وقد سقط منه شيء، وكان مولده في حدود الستين والأربعمائة. وقرأ الأدب على الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة، وروى عن أبي نصر بن الخيشي وعن أبيه عبد الرحيم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن المحسن الملحي، وابن أخيه عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم وسعيد ابن أخت نعمان رئيس معرة النعمان. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي بدمشق، قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن ابن أحمد الملحي لفظا قال: حمدان بن عبد الرحيم الطبيب الأثاربي (276- ظ) وصل الى دمشق رسولا الى أتابك طغتكين، وكان رجلا وسيما متشبثا بأهداب الأدب في طلب العلم، كثير الدؤوب، كريم النفس، له بجميع من يمر به من الادباء صحبة وأنس اجتاز به في بعض السنين الأمير مهند الدولة أبو نصر الخيشي، فأنزله بداره في الأثارب وأقام عنده أشهرا فأنشدني ما عمله الخيشي وقد وافى هلال شهر رمضان لله من قمر رآني معرضا ... عنه واعراضي حذار وشاته طلع الهلال فقمت أعمل حيلة ... في قبلة تجني جنا وجناته فمضى وقال تصد عن قمر الهوى ... لترى الهلال أرقأ إلى رجاته فأنا وحق هواك أبعد مرتقى ... منه وتأثيري كتأثيراته أنا كامل أبدا وذلك ناقص ... فاعزم بوصفي جاهدا وصفاته «2» قرأت في بعض تعليقاتي من الفوائد أن حمدان مضى الى بغداد في سنة أربعين وخمسمائة وعمل بها وأظنني نقلتهما من خطه:

ان بغداد لمن أبصرها ورآ ... ها طرفة بين البلاد فتأملها تراها عجبا نعم ... بيض على قوم سواد لو قال: تجدها، كان أجود. سمعت بعض بني عبد الرحيم يقول لي: إن حمدان كان سير من حلب رسولا الى مصر في أيام الآمر بن المستعلي، وكان من عادة الرسل أنهم يجتمعون بالآمر ويجلسون بين يديه فلم يستحضر (277- و) حمدان لأنه نقل اليه انه حشيشي «1» فكتب اليه أبيات يطلب الحضور وتنصل مما قرف به عنده، فأذن له الآمر فلما مثل بين يديه ارتجل وقال: سلام ورضوان وروح ورحمة ... على الآمر الطهر الذكي المناسب إمام إذا جاد الحجاب لنابه ... أثرنا ثرى أقدامه بالحواجب أخبرنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم قال: حدثني والدي عبد الرحيم بن سعيد قال: كان عمي الرئيس أبو الفوارس حمدان قد قرأ على الشيخ أبي الحسن بن أبي جرادة النحو واللغة وعلم الهندسة والنجوم وغير ذلك، واتفق له أن خرج الى معراثا الأثارب، وهي ملكه وكانت في يد الفرنج اذ ذاك فمرض صاحب الأثارب سير منويل، وهو ابن أخت صاحب أنطاكية، فدخل اليه وعالجه حتى برأ، فلما أبل من مرضه سيّر سير منويل الى حمدان وقال له: تمنّ، فطلب منه قرية، فأعطاه معربونية، فسكن فيها مدة ثلاثين سنة وعمرها واتخذها منزلا، فأرسل اليه الشيخ أبو الحسن بن أبي جراده يعتبه على مقامه تحت أيدي الفرنج ويلومه على ذلك فكتب اليه: وقائل عائب لي إذ رأى شغفي بقرية ... ليس سكناها من الشرف ماذا دعاك الى هذا فقلت له ... صروف دهر وصرف الدهر غير خفي

بخل الوفي وإعراض الرضي وتق ... صير الصفي وظلم المشرف الحنفي فإن أقمت بها فالمسك موطنه ... في جلدة ومقر الدر في الصدف (277- ظ) قال: فهجرته زوجته بنت المعمّم وامتنعت من الخروج إليه الى القرية، فكتب الى ابن أخيه المنتجب أبي سالم بن أبي الحسن بن عبد الرحيم: يا أبا سالم سلمت على م ... رّ الليالي وزادك الله قدرا وأرتني فيك الأماني وفي صن ... ويك ما أبرق الغمام ودرا خذ حديثي واعرفه لا تعدم ... حرفا حرفا وسطرا سطرا أنا شيخ همّ وقد أكل الده ... ر شبابي واعتضت باليسير عسرا ساكن في خرابة بين قوم ... دأبهم كلهم حراث الصحرا لا أراهم ولا يروني إلّا ... مثل غمر الأحباب بالجفن سرّا واذا ما جلست فيهم فما أس ... مع منهم إلّا كلاما هجرا قاس زرعي وخاس قطني ... وقد أعنب ثوري ومشفني قد تفرا هذه ألفاظ يستعملها الفلاحون فيما بينهم ثم أنتم كنتم جواري وسما ... ري فبنتم لسوء حظي طرا والتي كانت القرينة من خمسين ... عاما أبدت فراقا وهجرا تركتني أدور في الدار كالحي ... ران وحدي أكابد العيش ضرا أكنس الدار أضرم النار أجلو ... القدر اطهي أدق للقدر بزرا واقتراحي عليك أيدك الل ... هـ بفخر منه وزادك فخرا (278- و) أن تقضي حوائجي قبل أقضي ... وتداري ما أربى قبل أدرا وإذا أنت نمت عنها وما أعددت ... للخطب قبل يسرك يسرا هات قل لي فمن لها غيركم عو ... نا حلا الدهر في فمي أو أمرّا فاشتروا لي وصيفة أو غلاما ... أو فردوا قرينة العمر قسرا وكأني بكم وأنتم تقولو ... ن ترى عمنا يحاول أمرا

بعد عمرين عاد يهوى التصابي ... ويرجّي لبقله له أن يطرّا ذهب الأطيبان هيهات أن ... يشمخ مهرا من كان برذون كسرا وكانت هذه القرية معربونيه حين وهبه إياها صاحب الاثارب في أواخر سنة احدى وعشرين وخمسمائة داثرة موحشه الصّوى، فنزلها وأحضر إليها أهله وعمر بها دارا وأحضر اليها فلاحين وأكرة، وعمر غامرها وزرعه واستغله. وسير إليّ الصدر أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب كراريس من شعر حمدان بن عبد الرحيم بخطه فقرأت فيها أبياتا كتبها بعد خروجه من معربونية الى جيرانه بها وهي: اسكان عرشين القصور عليكم ... سلامي ما هبّت صبا وقبول ألا هل إلى حث المطايا إليكم ... وشمّ خزامي حربنوش سبيل وهل غفلات العيش في دير ... مرقس تعود وظل اللهو فيه ظليل إذا ذكرت لذاتها النفس عندكم ... تلاقى عليها زفرة وعويل (278- ظ) بلاد بها أمسى الهوى غير أنني ... أميل مع الأقدار حيث تميل أنشدنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم قال: أنشدني والدي أبو الموفق عبد الرحيم بن سعيد قال: أنشدني عمي حمدان بن عبد الرحيم لنفسه: دير عمان ودير سابان هج ... ن غرامي وزدن أشجاني إذا تذكرت فيهما زمنا ... قضيته في عرام ريعاني يا لهف نفسي مما أكابده ... إن لاح برق من دير حشيان وإن بدت نفحة من الجانب ... الغربي فاضت غروب أجفاني وما سمعت الحمام في فنن ... إلّا وخلت الحمام فاجاني ما اعتضت مذ غبت بدلا حاشى ... وكلا ما الغدر من شاني كيف سلويّ أرضا نعمت بها ... أم كيف أنسى أهلي واخواني «1»

لا جلق «1» رقن لي معالمها ... ولا أطبتني أنهار بطنان ولا ازدهتني في منبج فرص ... راقت لغيري من آل حمدان يعني أبا فراس بن حمدان وكان يتشوق منازله بمنبج في شعره: لكن زماني بالجزر أذكرني ... طيب زماني به فأبكاني يا حبذا الجزر كم نعمت به ... بين جنان ذوات أفنان بين جنان قطوفها ذلل ... والظل واف وطلعها دان (279- و) قلت: وهذان الديران دير عمان ودير سابان هما خربان وفيهما بناء عجيب وصور مشرقة، وبينهما قرية تعرف بترمانين «2» من قرى جبل سمعان أحد الديرين من قبلي القرية والآخر من شماليها، وقد ذكر الخالديان: أبو بكر وأبو عثمان، وأبو الحسن الشمشاطي في كتابي الديرة دير رمانين قالوا: ويقال له دير سابان، وذكروا قصة جرت فيه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجاهلية سنذكرها في ترجمة عمر رضي الله عنه ان شاء الله تعالى، وقد غير اسم القرية لطول الزمان ودير سابان ودير عمان باللسان السرياني ومعنى دير عمان باللسان السرياني: دير الجماعة، ودير سابان معناه دير الشيخ لأن سابا بالسرياني الشيخ، فعربا فقيل: سابان وعمان. أخبرني أبو الفوارس بن أبي الموفق بن سعيد الحلبي قال: أخبرني سعيد بن أخت نعمان رئيس المعرة بقلعة حلب قال: قدم الرئيس حمدان بن عبد الرحيم معرة النعمان فجلس هو والرئيس نعمان رئيس المعرة خالي، وجماعة من أهل المعرة على مجلس لهو وشرب بمعرة النعمان، وكان عندهم مغنية تدعى ست النظر، فافترقوا بعد هزيع من الليل وقام حمدان بن عبد الرحيم سكران وفرش له فراش بقبة الامير أبي الفتح بن أبي حصينة «3» بمعرة النعمان، وكانت قبة عالية، ونام وقام ليقضي حاجة وهو في سكره، فسقط من أعلى القبة الى الدار فعلم به الرئيس نعمان وأصحابه

حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد:

فبادروا اليه وحملوه، وأقسم نعمان على أصحابه أن لا يعلموه. (279- ظ) بما جرى، ووضعوه على فراشه وسكنوه ساعة، ثم أرسلوا خلف ست النظر المغنية واحضروها فجلست عند رأسه وغنت فهب من رقدته وجلس واستطاب وقته، فسألوه أن ينظم في ذلك شيئا فعمل: أيا صاح قد صاح ديك الصباح ... وهبت تغنيك ست النظر بلفظ هو السحر سحر الحلال ... ووجه حوى الحسن مثل القمر وتشدوك قم وتنبه لها ... وباكر صبوحك قبل البكر أفق كم تنام وهات المدام ... ورقرق لنا الجام وقيت شر أما تنظر الفجر خلف الظلام ... محثا وأعلامه قد نشر وقد سامحتك صروف الزمان ... وكفت أكف القضاء والقدر فما العذر في ترك شرب المدام ... ونهب الأباريق كرا وفر فحث الشمول بخفق الطبول ... ونفخ الزنامي وقرع الوتر فما رونق الدهر باق عليك ... فخذ ما صفا واجتنب ما كدر قال سعيد: فبقي حمدان مدة لا يعلم بما جرى الى أن خطر لي أن قلت له: ما تقول يا مولاي فيمن سقط من هذا المكان الى أسفل؟ فقال: ما يجمع الله به شملا، فقلت: أما تذكر ليلة «أيا صاح قد صاح ديك الصباح» ؟ فقال: ما جرى؟ فقصصت عليه القصة، فقال: لهذا تؤلمني أعضائي من ذلك اليوم، ثم ألقى نفسه مريضا فبقي على الفراش مطروحا شهرين (280- و) . أخبرني حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم أن عمّ أبيه حمدان ابن عبد الرحيم توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وقد جاوز الثمانين. حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد: ابن عبد الرحيم بن حمدان بن علي التميمي، أبو الفوارس بن أبي الموفق ولد ابن أخي الذي قدمنا ذكره، شيخ حسن مستور يحفظ أشعارا كثيرة ونوادر مستملحة، روى عن أبيه وعن سعيد ابن اخت نعمان و «1» ...

حمدان بن علي بن محمد بن حمدان الشيباني:

علقت عنه فوائد تتعلق بالحلبيين منها ما قد رويناه عنه في ترجمة عم أبيه المقدم ذكره. أخبرنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد- املاء من لفظه، بمعراثا عملس قرية على مقربة من حلب- كان شريكا فيها- قال: حدثني أبي أن عمه حمدان بن عبد الرحيم كان ذات يوم بحلب في حجرة له بباب أنطاكية جالسا على شراب وعنده ندماؤه، فخرج ابن أبي جرادة (280- ظ) - اما أبو الحسن أو أحد ولديه- من دار، وكانت مجاورة لدار حمدان فجلس على سور المدينة يتفرج على المارة تحته تحت الطيارة «1» التي لحمدان، فعلم حمدان بذلك، فسكت وأسكت من حوله وأخفى نفسه، وأطال ابن أبي جرادة الجلوس، فأخذ حمدان رقعة وكتب اليه هذه الأبيات: عبدك في بيته على صفة ... للسكر فيها حظ وللطرب ووقته يقتضي حضورك يا ... أكرم بيت في العجم العرب لكنما الاحتشام يمنعه ... أن يجمع الجد فيه باللعب فأنعم وجمّل أو فانصرف ... فلقد خفناك لما خفنا على الأدب قال: فقام ابن أبي جرادة وانصرف الى داره. توفي أبو الفوارس بن عبد الرحيم هذا بحلب في سنة احدى وثلاثين وستمائة، وكانت وفاته ليلة الأحد حادي وعشرين من شهر رمضان من السنة أخبرني بذلك ولده. حمدان بن علي بن محمد بن حمدان الشيباني: أبو يعلي الموصلي ثم الحلبي الصوفي حدث بحلب عن أبي العباس أحمد بن بنان بن العباس القرميسيني، وبالرملة عن يحيى بن مسعر بن محمد المعري، روى عنه الحافظ أبو سعد اسماعيل بن السمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن النجار. أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن الشعري في كتابها الينا من نيسابور قالت:

حمدان بن غارم بن نيار:

أنبأنا أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري قال: حدثني أبو علي الحسين بن علي ابن مردك قال: أخبرنا أبو سعد السمان- اجازة- (281- و) قال: حدثنا أبو يعلي حمدان بن علي بن محمد بن حمدان الشيباني الموصلي ثم الحلبي الصوفي- بقراءتي عليه بالرملة- قال: حدثنا يحيى بن مسعر بن محمد التنوخي قال: حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر قال: حدثنا اسماعيل بن موسى قال أخبرنا علي بن عابس عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه- وأحسبه قال- وعاد من عاداه «1» . حمدان بن غارم بن نيار: وقيل نبار، أبو حامد البخاري الزندني من قرية يقال لها زندنه، وحمدان لقب له، واسمه أحمد وغلب لقبه على اسمه. سمع بدمشق هشام بن عمار وصفوان بن صالح ودحيما، وبعسقلان محمد بن أبي السري العسقلاني، وبحمص اسحاق بن ابراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي، وبحران معلل بن نفيل الحراني وبالعراق أبا بكر بن أبي شيبة، وأبا كريب، وخلف ابن هشام، واجتاز بحلب في ما بين حران وحمص، أو ببعض عملها. روى عنه أبو علي الحسن بن الحسين البزاز، وأبو الحارث أسد بن حمدويه النسفي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن اسحاق بن سويد بن نصر بن مهران المروزي وعبد الله بن حمدويه النسفي ومحمد بن أحمد السعداني البخاري، وأبو ذر القاضي (281- ظ) . حمدان بن يوسف بن محمد البابي: الضرير من أهل باب «2» بزاعا، قرية جامعة من عمل حلب، شاعر مجيد قد ذكرنا له القصيدة اليائية التي يذكر فيها قرى وادي بزاعا وغيرها من قرى حلب في مقدمة الكتاب «3» اجتمعت به في مجلس شيخنا افتخار الدين أبي هاشم عبد

المطلب بن الفضل الهاشمي في شهر رجب من سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وستمائة وأنشده قصيدة في مدحه وسمعتها من لفظه فأوردتها ها هنا بكمالها وهي: إن تمادت في تجنيها نوار ... فبها منها إليها المستجار أو رأت وصلي حراما في الهوى ... فلها فيما تريد الاختيار ليس لي عنها وإن فندني عاذل ... باللوم والعذل اصطبار طار نومي عن جفوني مذ جفت ... ففؤادي مستهام مستطار غادة تطمع في الأنس وما شا ... نها إلّا التنائي والنفار للورى من فرعها الداجي ومن ... وجهها الوضاح ليل ونهار وإذا ما ست دلالا ورنت ... كلّت السمر العوالي والشفار طرفها يفعل في عشاقها ... مثل ما تفعل في العقل العقار «1» فكأن الراح من مبسمها وثنا ... ياها على الصبّ تدار كم جوى خامرني شوقا إلى ... ما حوى منها نقاب وخمار (282 ظ) يا لها من كاعب حوراء في ... لحظها غنج وسحر واحوار أين من يأخذ باثأر فلي ... عند تلك الظبية الأدماء «2» ثار في جفوني من دموعي لحج «3» ... وبقلبي من لظى الوجد شرار واذا ما ضنت السحب ففي ... مقلتي سحب من الدمع غزار من سناها تخجل الشمس ومن ... قدها الغصن اذا ما مالت يغار فضياء البدر من بهجتها ... وقضيب البان ما ضم الا زار أكتم الحبّ ولكن الهوى ... سره المكتوم في القلب جهار غادرتني مثلا بين الورى ... ليس لي غمض ولا عندي قرار عيرتني بهواها أسرة ... قلت مهلا ما على العاشق عار لو رأيتم وجه من همت بها ... لعلمتم أن لي فيه اعتذار كملت في حسنها الموفى كما ... كمل الفخر الشريف الافتخار

حمدون بن اسماعيل بن داود:

الامام الأروع الصدر الذي ... قد كفاه المدح علم ونجار نسب منه على البدر سرار ... وعلى الشمس شعار ودثار وعليه كلما بينته من ... رسول الله سيما ووقار تقصر الألباب عن ادراكه ... فإذا ما حاولوا الادراك حاروا وكأن الناس في أحوالهم ... كنقود بهرجت وهو نضار ظهرت بين الورى سيرته ... وتبدتّ مثل ما يبدو النهار (283 و) كل فخر حازه أهل النهى ... فهو جزء من علاه مستعار كلم تسمع من أيسرها ... حكما فيهن للدر احتقار كلم تسمع من أيسرها ... حكما فيهن للدر احتقار أبدا ما قاله ممتثل في الدنا ... يومي اليه ويشار يعذب الاسهاب من ألفاظه ... ومن الغير يملّ الاختصار من أياديه لنا سحب غزار ... أبدا تترى إذا ضنّ القطار وبجنبيه من الحليم جبال ... راسيات ومن العلم بحار كل يوم لثغور الدين من ... علمه الجم ابتسام وافترار وبأغصان الاماني أبدا لذوي ... البؤس من النجح ثمار أيها المولى الذي عن طوله ... في مساعيه لا عداه اقتصار يا شريفا شرف الدهر به ... فهو للدنيا وللدين منار أنت من قوم اذا ما شفعوا ... لا مرىء في الحشر لم تمسسه نار زرت مغناك الذي إن زاره ... مستميح لم يرعه الافتقار راجيا صرفك جيش البؤس ... عن ريع مسكين له فيه مغار وانتصاري بك يا من لم يزل ... أبدا منه لراجيه انتصار جاء بالاقبال يسعى رحب ... بعد بعد ودنا منه المزار رجب الله تعالى شهره فله ... بين الشهور الاشتهار فابق مسرورا مهنّا بالعلى ... أبدا ما طرد الليل النهار (283- ظ) حمدون بن اسماعيل بن داود: أبو عبد الله الكاتب النديم روى عن المعتصم، وقيل عن أبيه عن المعتصم، روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن حمدون ومحمد بن نعيم، وقدم حلب صحبة المتوكل

سنة أربع وأربعين ومائتين، حين توجه الى دمشق، وكان جوادا شاعرا وفات أبا بكر الخطيب ذكره، مع أنه وقع اليه حديثه ورواه في ترجمة غيره. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم القاضي بالاهواز قال حدثنا محمد ابن نعيم قال حدثنا حمدون بن اسماعيل قال حدثنا أبي عن المعتصم عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحتجموا يوم الخميس فانه من يحتجم فيه فيناله مكروه فلا يلومن إلّا نفسه «1» . كذا رواه محمد بن نعيم عن حمدون عن أبيه اسماعيل عن المعتصم، ورواه أبو عبد الله محمد بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه حمدون عن المعتصم نفسه ولم يذكر أباه. أخبرنا بذلك أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن جلّين الدوري قال: حدثنا القاضي أحمد بن اسحاق بن ابراهيم الملحمي قال: حدثنا أحمد بن الطيب (282- و) السرخسي قال: حدثني أبو عبد الله بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه قال: سمعت المعتصم بالله يحدث عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الحجامة يوم الخميس وكرهها، قال: فدخلت على المعتصم بعد مدة بعيدة في يوم خميس وهو يحتجم، فلما رأيته وقفت واجما وتبين ذاك في وجهي فقال: يا حمدون لعلك ذكرت الحديث الذي حدثتك به عن المأمون عن آبائي في حجامة الخميس، والله ما ذكرت ذلك حتى شرط الحجام، قال فحجم من عشيته وكانت المرضة التي مات فيها. وهذه الرواية أشبه بالصحة لانه قال فيها حكاية عن المعتصم ويحتمل أن المعتصم حدث بالحديث حمدون وأباه اسماعيل بن داود فنسي حمدون صيغة اللفظ المنقول

عن النبي صلى الله عليه وسلم فرواه عن أبيه عن المعتصم وذكر الحكاية عن المعتصم في كونه احتجم وقد كان روى له الحديث فنسي لفظه، وذكر معناه المشعر بالكراهية ولهذا قال فيه ذكر الحجامة يوم الخميس وكرهها، ولم يأت فيها بصيغة لفظه صلى عليه وسلم الذي رواه عن أبيه عن المعتصم والله أعلم. وقد روى هذا الحديث أبو حامد أحمد بن جعفر الاشعري عن أبي الطيب السرخسي عن أبي عبد الله محمد بن حمدون عن أبيه عن المعتصم، وقد ذكرناه. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر ابن طاهر الشحامي أن أبا بكر البيهقي أخبره قال: سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت (284- ظ) أبا اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبا العباس السراج يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: عزّى حمدون بن اسماعيل اسحاق ابن ابراهيم بعبد الله بن طاهر فقال: لم تصب أيها الأمير بعبد الله ... لكن به أصيب الأنام وسيكفيكم البكاء عليه ... أعين المسلمين والإسلام ذكر أبو عبد الله محمد بن داوود بن الجراح الكاتب في كتاب «الورقة في أخبار شعراء المحدثين» قال: حمدون بن اسماعيل النديم بغدادي ينزل عبرتا أديب كاتب شاعر، ممن نادم المعتصم ومن بعده من الخلفاء الى ان توفي في خلافة المعتز وكان جوادا وولاه المتوكل موضع الزنبق وهو الشيز من أذربيجان: «1» . ولاية الشيز عزل ... والعزل عنها ولاية فولني العزل عنها إن ... كنت بي ذا عناية (285- و) ذكر أبو الحسن محمد بن أبي الفوارس الوراق أن حمدون بن اسماعيل بن داود مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى.

حمرة بن مالك بن سعد:

حمرة بن مالك بن سعد: ابن حمرة بن مالك بن شعيرة بن منبه بن سلمة بن مالك بن عذر بن سعد ابن مالك بن دافع بن جشم بن حاشد بن جشم بن الحيران بن نوف بن همدان الهمداني، وسماه بعضهم حمزة، والصواب حمرة، وقال بعضهم حيوان بن نوف بدل حيران بن نوف، وكان حمرة من وجوه أهل الشام وأولي الهيآت منهم، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. روى عنه عمرو بن محصن الأزدي، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد وجهه الى الشام، وشهد صفين مع معاوية، وكان أميرا على همدان الأردن، وكان من شهوده يوم الحكمين حين صالح عليا رضي الله عنه. (285- ظ) . ***

ذكر من اسمه حمزة

ذكر من اسمه حمزة حمزة بن أحمد بن الحسين بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ابن محمد السكران بن عبد الله بن الحسين بن الحسن الافطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني الأفطسي الأنطاكي، وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الشبيه بن زيد الحسيني الزيدي، كان مع أبيه وأمه بحلب عند الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، روى عن أبي الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري، روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الانباري. أخبرنا الشيخان أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء وأبو سعد ثابت ابن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديان- أبو عبد الله بدمشق وأبو سعد بحلب- قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن الحسين الحسيني الأفطسي رحمه الله- قراءة عليه في منزله بزقاق القناديل- قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز قال: حدثنا أحمد بن عبدة قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد قال: (287- و) حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مضى النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم حتى يدخل رمضان، أو الى رمضان «1» .

حمزة الاصبغ بن ذؤالة الكلبي:

حمزة الاصبغ بن ذؤالة الكلبي: له ذكر، وكان في صحبة مروان بن الحكم بعد ما بويع له بالخلافة حين قدم رصافة هشام وهو متوجه الى الرقة لتوجيه ابن هبيره الى العراق وحمزة معه، وكان بتدمر مع أبيه الاصبغ منا بذا لمروان، فسار إليهم الأبرش بن الوليد الكندي يدعوهم الى الطاعة فأجابه منهم الأصبغ وابنه حمزة، وهرب الباقون فانصرف الأبرش بمن بايعه الى مروان وساروا في صحبته الى الرصافه، وقد ذكرنا الأصبع أباه في باب الألف. حمزة بن بيض بن نمر بن عبد الله: ابن شمر بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة، الحنفي، شاعر مذكور مشهور فصيح. روى عن الشعبي، روى عنه ولده مخلد بن حمزة، ومجفر والد عبيد بن مجفر قدم حلب واحتال حتى دخل على يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وهو في حبس عمر ابن عبد العزيز بها فامتدحه. وقد ذكرناه فيمن يعرف باسم أبيه في آخر الكتاب. قرأت في أخبار ابن بيض عن الزبير بن بكار بخط ابن الحداد الوراق فيما حكاه عن ابن الاعرابي قال: دخل ابن بيض على يزيد بن المهلب وهو في حبس عمر ابن عبد العزيز وقال: إن لي عليه دينا، فأدخلوه إليه فأنشده: (287- ظ) قد قلت لما رأيت مجلسه ... والدمع مني إذ ذاك ينتسب أغلق دون السماح والعز ... والنجدة باب مفتاحه آشب «1» أصبح في قيدك السماحة وال ... حامل والمضلعات والحسب إن مت مات الندى أبا خالد ... والبحر بحر الفواضل الحدب ابن ثلاث وأربعين خلت ... لا ضرع واهل ولا تلب «2»

لا بطر إن تتابعت نعم ... وصابر في البلاء محتسب بذذت «1» سبق الحياد في مهل ... وقصرت دون سعيك العرب فقال له يزيد: كيف وصلت إلي؟ قال: ادعيت دينا، قال هو علي. ومما نقلته من خط المذكور من هذا الكتاب، قال أبو الحسن- يعني- المدائني: كان حمزة بن بيض الحنفي شاعرا طريفا، فشاتم حماد بن الزبرقان، وكان من طرفاء أهل الكوفه وكلاهما صاحب شراب، وكان حماد يتهم بالزندقة فمشى الرجال بينهم حتى اصطلحا، فدخلا يوما على والي الكوفة فقال لابن بيض: أراك قد صالحت حمادا فقال ابن بيض: نعم أصلحك الله على أن لا آمره بالصلاة ولا ينهاني عنها. نقلت من خط توزون ابراهيم بن محمد الطبري في أمالي أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب، باستملائه منه في سنة ثماني وعشرين وثلاثمائة قال، فيما رواه عن ثعلب: وقال- يعني- ثعلب: اجتمع يزيد بن الحكم وحمزة بن بيض في حبس فقال (288- و) له يزيد- وهو يهزأ به: إنك لأستاذ بالشعر يا بن بيض، قال أي لعمري إني لأدق الغزل، وأصفق النسج وأرق الحاشية. أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن حمزة بن الحسن العرقي- إجازة- وأخبرنا أبو محمد عبد الدائم جعفر بن القطاع قال: أخبرنا أبو بكر بن البر اللغوي قال: أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن محمد النيسابوري قال: أخبرنا أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري قال: وقوله: سدّ ابن بيض الطريق، قال الأصمعي: هو رجل كان في الزمن الاول يقال له ابن بيض عقر ناقته على ثنية فسد بها الطريق ومنع الناس من سلوكها، قال الشاعر: سددنا كما سد ابن بيض طريقه ... فلم يجدوا عند الثنية مطلعا وكتب أبو سهل الهروي في حاشية الصحاح هكذا رأيته بخط الجوهري ابن

حمزة بن سعيد المروزي:

بيض مفتوح الباء، وكذلك رواه أبو ابراهيم اسحاق بن ابراهيم الفارابي في «كتاب ديوان الادب» بفتح الباء والذي قرأته على شيخنا أبي أسامة رحمه الله ابن بيض بكسر الباء وكذا رأيته ايضا عند جماعة من العلماء باللغة بكسر الباء (288- ظ) . حمزة بن سعيد المروزي: حدث بطرسوس عن علي بن عاصم، روى عنه أحمد بن النضر العسكري. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الرازاني قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أحمد بن النضر قال: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي بطرسوس قال: حدثنا علي بن عاصم عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام «1» . حمزة بن السيّد بن فارس: وقيل أبي الفوارس بن أحمد الانصاري أبو يعلى بن أبي الفضل الصفار الدمشقي، ويعرف بابن أبي لقمه، حدثني بدمشق عن أبي القاسم الخضر بن الحسين ابن عبدان الازدي- وسألته عن مولده- فقال: لا أدري، ثم قال تقديرا سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وذكر لي أنه دخل حلب تاجرا ثلاث مرات في أيام محمود بن زنكي، وكان شيخا لا بأس به صحيح السماع. أخبرنا أبو يعلى حمزة بن السيّد بن فارس الانصاري الصفار المعروف بابن أبي لقمة- بقراءتي عليه بدمشق في الرابع من صفر سنة أربع عشرة وستمائة بمقصورة الخضر في الجامع- قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين (289- ظ) بن عبدان الأزدي في سنة ست وثلاثين وخمسمائة قال: أخبرنا الفقيه ابو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن صدقة بن الحسين بن سلامة التميمي قال: حدثنا أبو بكر بن ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز العدوي قال:

حمزة بن طالب بن حمزة:

حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي قال حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن ناقع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: بينما نحن في صلاة الصبح إذ جاءهم رجل فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم الى الشام فاستداروا الى الكعبه. قرأت في بعض تعاليقي من الفوائد أن شيخنا أبا يعلى بن أبي لقمه الصفار توفي يوم الاربعاء ثامن عشر شهر رمضان من سنة ست عشرة وستمائة ودفن بمقبرة باب الفراديس. ثم أخبرني رفيقنا وصاحبنا جمال الدين محمد بن علي بن الصابوني أنه توفي يوم الاربعاء ثامن عشرين شهر رمضان- يعني- من سنة ست عشرة وستمائة. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري في كتاب التكملة لوفيات النقله قال: وفي الثامن عشر من شهر رمضان- يعني- من سنة ست عشرة وستمائة توفي الشيخ أبو يعلى حمزه بن أبي الفضل السيّد بن أبي الفوارس الأنصاري (290- و) الدمشقي الصفار المعروف بابن أبي لقمه بدمشق ودفن من يومه بباب الفراديس، حدث عن أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان «1» . حمزة بن طالب بن حمزة: أبو الحسين المنبجي القاضي سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي، روى عنه أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن طلحة الاصبهاني. قاله: الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله في تاريخ دمشق أخبرنا به القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي، فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم «2» .

حمزة بن عبد الله العلوي:

حمزة بن عبد الله العلوي: الصوفي كان من مشاريخ الصوفيه، ودخل التينات واجتمع بأبي الخير حماد التيناتي المغربي وحكى عنه، روى عنه عبد الله بن علي الصوفي. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حموية قال: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأنبأتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن النيسابوريه قالت: أخبرنا الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب القارئ في كتابه قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت محمد بن أحمد ابن محمد التميمي يقول: سمعت عبد الله بن علي الصوفي يقول: سمعت حمزه بن عبد الله العلوي يقول: دخلت على أبي الخير (290- ظ) التيناتي، وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل عنده طعاما، فلما خرجت من عنده ومشيت قدرا فإذا به يأتي خلفي وقد حمل طبقا عليه طعام فقال: يافتى كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك «1» (291- و) . حمزة بن علي بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي: أبو يعلى الدمشقي قدم حلب وتفقه معنا على شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وسمع منه الحديث ومن شيخنا أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان وغيرهم، وحدث بدمشق ببعض حديثة. وأخبرني عبد المؤمن بن خلف الدمياطي أنه أخبره أن مولده في العشرين من سنة ست وثمانين وخمسمائة وتوفي وأنا بدمشق ليلة الاربعاء الثامن والعشرين من

حمزة بن علي بن زهرة:

صفر سنة ست وحمسين وستمائة، ودفن يوم الاربعاء بمقبرة باب الصغير بدمشق. حمزة بن علي بن زهرة: ابن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب الحسيني الاسحاقي أبو المكارم بن أبي سالم بن أبي الحسن الحلبي المعروف بالشريف الطاهر، كان شريفا فاضلا عالما فقيها من فقهاء الشيعة ومتكلميهم، وله تصانيف على مذهب الامامية ورأيهم منها كتاب «غنيه النزوع الى علم الاصول والفروع «1» » ، ووقفت له على مقدمة مختصرة في النحو وسمها بكتاب «النكت» . حدث بحلب عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده، وأبي الحسن بن طارق بن الحسن الحلبي روى عنه بمصر أبو.... «2» بن الارفادي وروى لنا (291- ظ) عنه بحلب ابن أخيه الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني. أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله- قراءة عليه- قال: أخبرنا عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال ... «3» . سألت شيخنا أبا حامد محمد بن عبد الله بن زهرة من مولد عمه أبي المكارم حمزة فأخبرني أنه ولد في سنة احدى عشرة وخمسمائة. وقرأت بخط الشريف ادريس بن حسن الإدريسي في نسب بني اسحاق المؤتمن، قال: أبو المكارم حمزة الفقيه رأيته وناظرته على مذهبه وقال: ولد الفقيه أبو المكارم (292- و) حمزة في شهر رمضان سنة احدى عشرة وخمسمائة.

حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف:

نقلت من خط محمد بن أسعد الجواني النسابة، وأخبرنا إجازة عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي وغيره قال: ومن البيت يعني بيت الشريف أبي ابراهيم محمد بن أحمد الإسحاقي: الشريف القاضي الأجل الإمام الفقيه الصدر العالم الطاهر عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن أبي الحسن زهرة بن علي بن محمد بن أبي ابراهيم الممدوج محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق الثقة المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام. قرأت في تعليقي من الفوائد: تو في الشريف أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة بحلب في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وأظن أني علقته من خط شيخنا أبي حامد. حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف: ابن ابراهيم بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب بن مسلم بن منبه أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي عمرو القرشي المخزومي المغيري، من ولد عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، الكاتب المصري، ويلقب بالأشرف كاتب حسن الإنشاء، شاعر مجيد عارف بعلوم الحديث، قد أخذ من كل علم بطرف قوي، ولي الديوان في دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب حين استولى على الديار المصرية، وولي ديوان الأحباس تارة، وكان أبوه يلي الديوان في دولة المصريين، سمع بمصر من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد المصّيني، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي، وأبي الحسن علي بن هبة الله الصوري (292- ظ) وأبي عبد الله محمد بن علي الرحبي، وأبي محمد عبد الله بن بري النحوي، وسمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وأبي الطاهر اسماعيل بن مكي بن عوف، وأبي الحسين يحيى بن محمد بن أحمد الرازي، وسمع بدمشق من جماعة لا يحضرني ذكرهم. وحدث بمصر وبغداد والاسكندرية والشام، وكان الوزير عبد الله بن علي بن شكر قد قصده وعاداه وأهانه وآذاه، فهرب من الديار المصرية، وقدم حلب وافدا على الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، فأكرم مثواه وأحسن قراه ورتّب له معلوما يرضاه، وحدث بحلب، ولم يتفق لي سماع شيء منه لأنني ما كنت.

اشتغلت بطلب الحديث حينئذ، وسيّره الملك الظاهر رسولا عنه الى بغداد مرتين، فحدث بها وكتب عنه شيء من شعره، ثم عاد من حلب الى الديار المصرية فصلح ما بينه وبين ابن شكر، ومات بها في مجلسه فجأة، وكتب إلي الإجازة من مصر في سنة أربع عشرة وستمائة، وروى لنا عنه الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي القرشي، وكان بعين واحدة رحمه الله. أنبأنا القاضي الأشرف أبو القاسم حمزة بن علي بن عثمان وأخبرنا به عنه سماعا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد (293- و) الثقفي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن الحسين السّلمي- إملاء- قال: حدثنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ قال: حدثنا أيوب بن يوسف البزاز أن جعفر بن نوح حدثهم قال: حدثنا محمد بن عيسى الطباع قال: حدثنا عبثر بن القاسم- والصواب عبيد بن القاسم- عن العلاء بن ثعلبة عن طاووس عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك الى ما لا يريبك «1» . قرأت بخط سليمان بن عبد الله بن الحسن بن علي التميمي الدارمي المكي المعروف بابن الريحاني نزيل القاهرة ما صورته: يقول الفقير الى رحمة الله تعالى سليمان بن عبد الله بن الحسن بن علي التميمي الدارمي المكي المعروف بابن الريحاني عفا الله عنه وهذا خطه. بلغني عن سيدنا وشيخنا القاضي الأجل العالم الفاضل البارع المكين الأشرف جمال الدين أمين المسلمين ثقة الثقات علم الرواة صفي أمير المؤمنين أبي القاسم حمزة ابن القاضي السعيد الأثير أبي الحسن علي بن عثمان القرشي المخزومي رضي الله عنه وعن سلفه الكرام أنه يبتدئ في كتابة الدرج بالحسبلة ويبني عليها الى أن

يختم بالبسملة، فمثلت في خدمته وأخي شقيقي سلامة في يوم السبت سلخ شهر ربيع الآخر الذي من سنة احدى عشرة وستمائة، فسألته عن ذلك فقال لي: من أخبرك بهذا عني؟ قلت: أخبرني من أخبره عن سيدنا مخبر، فقال: هذا طويل (293- ظ) فهل لك في مشاهدة ذلك مني وتكون كمخبر من أخبرك في الرواية عني، فشكرت من إنعامه وسألته المن بإتمامه فقال: أقترح ما أضمنه ما أكتبه ليعلم أنني اقتضبته فقلت له استدعاء إجازة فاستمد وكتب كما أخبرت عنه من غير ريث ولا وجازة وكان الاستدعاء الذي كتبه من آخره الى أوله وأملاه على ما هذه نسحته: بسم الله الرحمن الرحيم المسؤول من إنعام سيدنا أن يلحق عبده فلان بن فلان بمن تشرف بالرواية عن جلاله، واغترف من بحره الفائق في كماله في الفضل الذي شمل كافة مريديه، وعم جميع طالبيه أن يجيز لكاتبه جميع ما يرويه من مروي ومسموع ومستجاز ومعقول ومجموع، ليحصل له الجمال في الانتساب إليه والاعتماد في الرواية عليه، لأنه الصدر الذي حمّل الخلف وسد ثلمة الماضين من السلف، فلا برح ينعم به لسائله عينا ويكسب به علما وعينا، ولا زال يفيد وفده ويولي من نعمتي العلم والبر رفده إن شاء الله تعالى. وبخط الريحاني: وأنشدني أيضا لنفسه- قلت: وهو إجازة لي منه: إذا غاب عن غاب المناصب ليثها ... تسامى إليها ابن الحصين وسامها كذاك نجوم الليل تبدو طوالعا ... إذا فارقت شمس الأصيل مقامها وبخطه وأنشدني لنفسه وقد أجازه لي أيضا: لئن حالت الأحوال دون لقائنا ... فحال صفاء الود ليس يحول (294- و) وما بعد دار الخلّ تبعد أنسه ... إذا كان في القلب المشوق يجول قال: وأنشدني لنفسه- قلت: وهو لي إجازة منه:

تواضعت حتى ظن بي كل صاحب ... سقوط مقام أو مذلة خاضع وما ذاك إلا أن نفسي كريمة ... ترى الكبر عن كبر يرى في المجامع وكل على القدر تكبر نفسه عن ... الكبر إذ معنى العلى في التواضع قال: وأنشدني لنفسه، وأجازه لي: ادأب لنفسك في التعلّم جاهدا ... إن التعلّم يرفع الأقواما كم من وضيع يكرم أصله قد ... حلّ بالعلم الذرى وتساما وترى الذكي الأصل يصغر ... أمره بالجهل حتى ما يعار سلاما والكلب لما إن تعلّم صائدا ... أضحى بذاك يسوّغ الإكراما أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي بعد ما قرأت عليه الحديث الذي رواه لنا عنه، وقد قدمناه، قال: القاضي أبو القاسم بن عثمان من أعيان أهل هذا الشأن ومن بيت الرفعة والرئاسة، سمع الكثير وحصل الأصول، وانتقل إليه أكثر أجزاء الحافظ السّلفي التي بخطه وخط غيره، ودخل الشام والعراق وحدث بهما، وكانت له عناية بالحديث ومعرفة بالشيوخ، وكان ثبتا متحريا في الرواية، روى لنا عن الشريف أبي محمد العثماني وأبي طاهر السّلفي وأبي عبد الله بن الرحبي وأبي القاسم (294- ظ) ابن جاره الفقيه وسالم بن اسحاق المعري وأبي القاسم المصيني وغيرهم، سألته عن مولده فقال في العاشر من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفي رحمه الله فجأة، في سلخ ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة بالقاهرة. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب بن مسلم بن منبه القرشي المخزومي، أبو القاسم الكاتب من ولد عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، ويلقب بالأشرف من أهل مصر كان والده صاحب ديوان مصر في أيام المصريين، ولي هو الديوان في أيام صلاح الدين، وكان كاتبا سديدا، حاذقا بليغا له الإنشاء الحسن والنظم والنثر الجيدان، وكان ينشئ الكتاب من أسفله الى رأسه على أحسن قانون من غير توقف، اشتهر عنه ذلك، وكان قد اشتغل بالحديث فسمع منه الكثير على أبي طاهر السّلفي ومن دونه بالديار المصرية، وحصل الأصول الملاح، وفهم منه طرفا حسنا،

وخاف من ابن شكر ورير الملك العادل أن يقصده بأدى، فإنه كان مغرى بقلع البيوت الأصيلة في التقدم، فهرب الى الشام واتصل بخدمة الملك الظاهر صاحب حلب، فأحسن قراه وأكرمه، وكان يراسل به الأطراف وأرسله مرتين الى بغداد الى الديوان العزيز، الأولى في أواخر سنة اثنتين وستمائة فنزل بالجانب الغربي (295- و) وقصدناه للسماع عليه، فوجدنا شيخا فاضلا حسن المعرفة بالحديث ذا أخلاق رضية وسيرة مرضية سمعنا منه كتاب الدعاء للمحاملي عن السّلفي، ولم ألقه بعد ذلك، وكان صدوقا. قال لي الرشيد أبو عبد الله محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري: كان ابن عثمان بعد عوده الى الديار المصرية أكرمه الوزير ابن شكر، وزال ما كان في نفسه منه، فحضر ذات يوم مجلسه وهو جالس الى جنبه وحادثه، فأطرق ابن عثمان ومات فجأة، فأحضر ابن شكر جماعة وأشهدهم على ذلك خوفا من أن ينسب إليه أنه تسبب الى ذلك. قال لي الرشيد محمد بن عبد العظيم: سمعت والدي يقول: توفي أبو القاسم حمزة بن أبي الحسن علي بن عثمان القرشي فجأة في سلخ ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة، قال: وسمعته يقول: مولدي في العاشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة. أنبأنا الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال، في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي سلخ ذي الحجة- يعني- من سنة خمس عشرة وستمائة توفي القاضي الأجل أبو القاسم حمزة بن القاضي الأجل أبي الحسن علي بن أبي عمرو عثمان بن يوسف بن ابراهيم بن أحمد بن يعقوب القرشي المخزومي الشافعي، العدل، الكاتب المنعوت بالأشرف، فجأة بالقاهرة، ودفن بتربتهم المعروفة بهم بقرب ضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه. (295- ظ) . سمع بمصر من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد المصيني وغيره، ورحل الى الاسكندرية فسمع بها من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني وأبي الطاهر اسماعيل بن مكي بن عوف الزهري،

حمزة بن علي بن العين زربي:

وأبي الحسين يحيى بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي وجماعة سواهم وعاد الى مصر فسمع بها من أبي الحسن علي بن هبة الله الصوري، وأبي عبد الله محمد بن علي الرحبي والعلامة أبي محمد عبد الله بن بري النحوي، وأبي سعيد محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي، وخلق كثير من أهل البلد والقادمين عليه، وسمع بدمشق من جماعة، وحدث بالاسكندرية ومصر وبغداد ودمشق وغيرها وحصل الأصول، وكتب بخطه وكان عنده بخط الحافظ أبي طاهر الأصبهاني قطعة صالحة وكان له أنس بهذا الشأن، وله شعر وولي ديوان الأحباس بالديار المصرية وغير ذلك، سمعت منه، وسمعته يقول مولدي في العاشر من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة وحدث من بيته غير واحد «1» . حمزة بن علي بن العين زربي: أبو يعلى، قيل انه من عين زربة، بلدة من الثغور الشامية، شاعر حسن الشعر، روى عنه غيث بن عبد السلام السّلمي الأرمنازي. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي (296- و) بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن قال: ومنها- يعني من عين زربة- أبو يعلى حمزة بن علي بن العين زربي «2» . كذا قال إنه من عين زربة، وأظن المنسوب الى عين زربة أباه أوجده ويحتمل أن يكون منها. أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا أبو محمد الحافظ قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي السلمي لأبي يعلى حمزة بن العين زربي من جملة رسالة له: يا راكبا يقطع عرض الفلا ... بلّغ أحبائي الذي تسمع قل لهم ما جفّ لي مدمع ولا ... هنأني بعدكم مضجع ولا لقيت الطيف مذ غبتم ... وإنما يلقاه من يهجع

حمزة بن علي بن هبة الله

أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد قال: وقرأت بخط أبي الفرج- يعني غيث بن علي- ناولني أبو يعلى حمزة بن علي بدمشق بخطه لنفسه من قصيدة، قال الحافظ أبو محمد: قال أبي: وقرأت أنا ذلك بخط حمزة: تناسيتم عهد الهوى بعد تذكار ... فأجرى حديثي عنكم مدمعي الجاري وأنكرنم بعد اعتراف مودتي ... فهيجتم وجدي وأضرمتم ناري وهل دام في الأيام وصل لهاجر ... وودّ لخوان وعهد لغدار أما حاكم لي في هواكم يقيلني ... أما آخذ لي بعد سفك دمي ثاري وإني لصبّار على ما ينوبني ... ولكن على هجرانكم غير صبّار حمزة بن علي بن هبة الله ابن الحسن بن علي أبو يعلي الثعلبي المعروف (296- ظ) بابن الحبوبي الدمشقي البزاز، سمع بدمشق من أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وأبي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي، وأبي الفرج سهل بن بشر الأسفراييني. روى عنه ابنه أحمد بن حمزة، والحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي وأبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وأبو المحاسن عمر ابن علي القرشي، وأبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي الدمشقي، وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وأخوه شيخنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله. وروى لنا عنه مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أبي الصقر القرشي، وقدم حلب مجتازا إلى بغداد في تجارة بعد العشرين والخمسمائة. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، قال: أخبرنا حمزة بن علي الحبوبي- بقراءة عليه بجامع دمشق، ح. وأخبرنا به عاليا أبو المفضل مكرم بن محمد بن حمزة- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا حمزة بن علي الحبوبي، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي الفقيه

- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحمامي ببغداد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد قال: أخبرنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن إياس عن أبي معشر عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أفرك بيدي فركا من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيته فأغسله، فإن خفي عليك فرّششه أو انضح حياله أو نحوه، شك سعيد «1» (297- و) . أخبرنا مكرم بن محمد- قراءة عليه وأنا أسمع- وأبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو يعلي حمزة بن علي بن هبة الله بن الحسن المعروف بابن الحبوبي قال: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي المصيصي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن النجاد قال: قريء على الحسن بن مكرم، وأنا اسمع، قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا الحذاء وهشام بن حسان عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أحدكم إلى الصلاة فلا يسع ولكن ليمشى وعليه السكينة والوقار فليصل ما أدرك وليقض ما سبقه «2» . قال شيخنا أبو القاسم: وكان- يعني ابن الحبوبي- لا بأس به. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حمزة بن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي أبو يعلي الثعلبي البزاز المعروف بابن الحبوبي، سمع أبا القاسم بن أبي العلاء وأبا الفتح نصر بن ابراهيم، وأبا الفرج سهل بن بشر، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به، سمّعه عمه أبو المجد معالي بن هبة الله «3» .

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: حمزة بن علي بن هبة الله الحبوبي أبو يعلي من أهل دمشق قدم بغداد تاجرا بعد العشرين وخمسمائة. (297- ظ) . سمع أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي، كتبت عنه أربعة أحاديث يرويها ابن أبي العلاء من الحمامي المقرى «1» . قلت: ولم يرو ابن العلاء عن الحمامي غير هذه الأحاديث الأربعة، وهذان الحديثان منها. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: سمعت أبا يعلى يقول: مولدي في آخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ومات أبو يعلى ليلة الخميس، ودفن يوم الخميس بعد صلاة الظهر الثالث من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة عند مسجد شعبان بسفح جبل قاسيون، وحضرت الصلاة عليه. قرأت في معجم شيوخ أبي المحاسن عمر بن علي القرشي ببغداد بخطه، وأخبرنا به إجازة ولده عبد الله قال: أخبرنا أبي قال: توفي- يعني- أبا يعلى بن الحبوبي ليلة الخميس ثالث جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة بدمشق بعد انتقالي منها وسألته عن مولده فقال سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة في آخرها. أخبرنا أبو الفضل اسماعيل بن سليمان بن ايداش المعروف بابن السلار في منزله قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت أبا يعلي حمزة بن علي بن هبة الله عن مولده فقال في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائه، وتوفي ليلة الخميس الثالث من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة (298- و) ودفن من الغد بجبل مغارة الدم بظاهر دمشق «2» .

حمزة بن القاسم

حمزة بن القاسم أبو محمد الشامي، وأظنه من أهل طرابلس، وأنه يقال له ابن الشامّ ويقال ابن الشامّ يده، وهو لقب جده، وهم أهل بيت بطرابلس يعرفون بذلك ومنهم جماعة من الأدباء والفضلاء، حكى عنه أبو الفرج الأصبهاني أنه قرأ على حائط بستان بالماطرون شعرا، والماطرون بدمشق «1» وحكى عنه أيضا أنه اجتاز بالرها عند مسيره إلى العراق ذكر ذلك في كتاب آداب الغرباء، فقد اجتاز بحلب في طريقه أو ببعض عملها «2» (298- ظ) . حمزة بن مالك الهمداني من وجوه أصحاب معاوية بصفين، وقيل إنه جعله على همدان دمشق بها، وهو ممن شهد في الصحيفه التي كتبها بينه وبين علي رضي الله عنهما في الرضا بتحكيم الحكمين وهو عندي حمرة بن مالك بن سعد بن حمرة الهمداني، وقد قدمنا ذكره، لكن قيل فيه حمزة بالزاي فأوردنا ذكره فيمن اسمه حمزة، وذكرناه أيضا في ترجمة عبد الله بن خليفة الطائي. ومما وقع إليّ من شعره ما ذكره أبو البختري وهب بن وهب بن كثير عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: قالوا: وخرج يومئذ حمزه بن مالك الهمذاني الشامي في همدان، وكانوا يطلبون في طيء دما، فلما وقف موقفا يسمع النداء من صف أهل العسكر، نادى: من يخرج إليّ من طيء، فخرج عبيد الله بن أبي الجوشاء في طيء وهو رئيسها، فقال حمزه: من أنتم؟ قالوا: نحن الغوث وجديلة، فقال حمزة: هل فيكم من أهل الجزيرة أحد؟ قالوا: لا، قالوا: نحن طيء الجبلين «3» وسهلهما، قالوا: فقطع عليهم ابن أبي الجوشاء كلامهم ثم برز فنادى: من يبارز، وطفق يقول: إن تك تسمع بفخار معشري ... فاقدم علينا في العجاج الأكدر قالوا: فبرز له حمزة بن مالك وهو يقول:

حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس

نحن النجيبون وفينا المفخر ... لا طىء الأجبال حين نذكر (299- و) قالوا: فاقتتلوا قتالا شديدا ففقئت عين ابن أبي بشر، فذكر أبياتا له نذكرها إن شاء الله تعالى في ترجمته، قال: وقال حمزة بن مالك: ونحن ولاة الروم والروم مفعم «1» ... يسيل عليها بالكماة جوانبه ونحن ولاة الروم والروم مفعم «2» ... هنالك حتى ابصر الحق شاعبه أقمنا لهم صدر النهار سلاحنا ... وقد ناب من أمر الخليل نوائبه حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس أبو القاسم الكناني المصري الحافظ، أحد الحفاظ المشهورين والعلماء المذكورين، رحل في طلب الحديث، ودخل حلب وسمع بها من قاضيها في سنة خمس وثلاثمائة أبي عبيد الله محمد بن أحمد بن حمزه بن سعيد الدمشقي، وبمصر بلده من أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز، وعمران بن موسى بن حميد الطبيب، وببغداد من أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، والعباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي، وبالكوفة من علي بن العباس الكوفي وعلي بن أحمد بن الحسين الكوفي، وبالبصرة من العباس بن حماد بن حماد بن فضالة، ومحمد بن علي بن القاسم البصريين، وبالموصل من أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي. وروى عنهم وعن محمد بن جعفر بن الإمام البغدادي، والقاسم بن الليث، وعبد السلام بن أحمد بن سهل، (299- ظ) البصري الشيخ الصالح، وأحمد بن عيسى بن عبد الجبار، وأبي العباس محمد بن الحسن العسقلاني، والهيثم بن خلف الدوري، وأبي جعفر أحمد بن هارون بن زيد المكي، وأبي بكر وراق ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعيد بن عثمان بن عبد السلام السراج، ومحمد بن عون الكوفي، وجماعة يطول ذكرهم. روى عنه الحفاظ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، وأبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبو عبد الله محمد بن اسحاق بن منده

الأصبهاني، والفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري المعروف با بن القابسي، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس المصري، وأبو الحسن أحمد ابن محمد بن مرزوق الأنماطي، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وأبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن المنهال، وأبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد وأبو الفرج جعفر بن أحمد بن لقمان، وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني الصواف المعروف با بن حمصة، وهو آخر من روى عنهم، ولم يكن عنده عن حمزة ولا عن غيره سوى مجلس البطاقة والسجلات، وهو آخر مجلس أملاه حمزة، وإنما سمي مجلس البطاقة والسجلات لسبب معروف، سنذكره عند ايراد الحديث إن شاء الله تعالى، ولحمزه الكناني أمالي من الحديث غير المجلس المذكور، وكان حافظا متقنا ثقة صدوقا، وكان مولده في شعبان سنة خمس وسبعين ومائتين. وذكر الحافظ أبو عبد الله (300- و) محمد بن عبد الله بن البيع الحاكم في «كتاب معرفة علوم الحديث» أنه أحد الحفاظ الأربعة المشار اليهم بالحفظ في زمانه «1» . أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديان قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا الشيخ أبو طاهر محمد بن أحمد بن ابي الصقر قال: أخبرنا أبو عبد الله شعيب بن عبد الله بن المنهال قال: أخبرنا أبو القاسم حمزه بن محمد بن علي بن العباس الكناني الحافظ قال: حدثنا أبو بكر وراق ابن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال: حدثنا بقية بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصابه جهد في رمضان فلم يفطر فمات دخل النار «2» . أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن داود بن عزّون بالقاهرة، ورشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي العطار بمصر وأبو محمد يونس

ابن خليل بن عبد الله بحلب قالوا: أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن صالح بن ياسين المقرئ قال: أخبرنا أبو عبد الله الرازي، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الله وأبو البركات محمد ابنا الحسين بن عبد الله بن رواحة الحمويان بها قالا: أخبرنا أبو طالب أحمد بن المسلم اللخمي، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي بالبيت المقدس قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي، وأبو طالب أحمد بن المسلم اللخمي. قال السلفي (300- ظ) أخبرنا أبو عبد الله الرازي، وأبو صادق مرشد المديني، وقال أبو طالب اللخمي أخبرنا أبو عبد الله الرازي، ح. وأخبرنا أبو سعد عبد القاهر بن محمد بن الطرسوسي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو حامد محمد بن عبد الرحيم الغرناطي، بحلب، ح. وأخبرنا أبو الخطاب عمر بن ايلملك، وأبو طالب محمد بن عبد الله بن صابر- قراءة عليهما بالبيت المقدس- قالا: حدثنا أبو القاسم البوصيري، ح. وأخبرنا أبو علي الأوقى وعمر بن ايلملك بالقدس، وأبو عبد الله محمد بن داود الدربندي بحبرى عند قبر الخليل عليه السلام، وأبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحسين المقدسي بمكة حرسها الله، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن مساور المخيلي بمنبج وبحلب، وأبو القاسم عبد الله بن رواحة الحموي بها، وأبو الفضل يوسف بن عبد المعطي بن المخيلي الاسكندراني، وأبو محمد عبد العزيز بن عبد المنعم بن النقار المصري بالقاهرة قالوا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني الحافظ بالاسكندرية قالوا: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الصواف الحراني بمصر قال: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ- املاء- قال: أخبرنا عمران بن موسى ابن حميد الطبيب قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الليث بن سعد عن عامر بن يحيى المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى أنه قال: سمعت عبد الله ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصاح برجل (301- و) من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل

منها مد البصر، ثم يقول الله عز وجل: أتنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا يا رب، فيقول عز وجل ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول عز وجل: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة «1» قال حمزه ولا نعلمه روى هذا الحديث غير الليث بن سعد وهو من أحسن الحديث. قالا: قال لنا شيخنا أبو الحسن الحراني: لما أملى علينا حمزة هذا الحديث صاح غريب من الحلقة صيحة فاضت نفسه معها، وأنا ممن حضرت جنازته وصلى عليه. قرأت في كتاب قضاة مصر تأليف أبي محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق مما رواه الشريف القاضي أبو ابراهيم اسماعيل بن علي بن اسماعيل بن محمد بن موسى الحسيني عن أبي الحسن علي بن عبد الله الدينوري عنه، قال ابن زولاق: وحدثني أبو القاسم حمزة بن محمد الحافظ قال: رحلت في طلب الحديث سنة خمس وثلاثمائة، فدخلت حلب، وأبو عبد الله بن عبده قاضيها فلزمته وكتبت عنه، وكنت أحادثه، وكان يقول لي لو عرفتك بمصر (301- ظ) لملأت ركائبك ذهبا وأغنيتك، قال: وقيل ان أبا عبيد الله دفع الى حمزة عند وداعه للمسير الى العراق مائتي دينار، وبها قوي حمزة على سفره «2» . أخبرني أبو الفضل عباس بن بزوان الاربلي قال: نقلت من خط عبد الوهاب ابن عتيق بن هبة الله بن وردان على جزء البطاقة: وكتب الينا ابن وردان بذلك، قال رأيت بخط القضاعي ما صورته: وكتب الينا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن القضاعي: أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني الحافظ المحدث توفي بمصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وقبره عند المصلى الجديد بالجبانة المعروفة بمصلى العيد، وكان أحد الحفاظ المبرزين، وسافر الى العراق وغيرها، وسمع كثيرا وحدث عنه بمصر جماعة ممن أدركناهم وآخر من حدث

حمزة بن محمد بن أبي سلمة:

عنه ابن حمصة الحراني الراوي لهذا المجلس وهو أول ماله عن حمزة الكناني وآخره وكان ينزل القلوص، توفي سنة احدى وأربعين وأربعمائة، وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وكان مولد حمزة الكناني في شعبان سنة خمس وسبعين ومائتين. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب القراب الهروي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت ابراهيم بن نصر- مصري- يقول: قال لي حمزة بن محمد الكناني الحافظ: ولدت في شعبان سنة (302- و) خمس وسبعين ومائتين. قال القراب: وأخبرنا أحمد- يعني الماليني- قال: سمعت أبا القاسم ميمون بن حمزة العلوي يقول: توفي أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. حمزة بن محمد بن أبي سلمة: أبو سالم الحراني، ثم الحلبي أصله من حران، ولد بحلب وسكنها وولد له بها ولده محمد بن حمزة، وسنذكره ان شاء الله تعالى في باب المحمدين، وكان أبو سالم هذا تاجرا كتب عنه أبو سعد السمعاني أبياتا رواها عن ابن منير، وروى عنه ولده عبد الرحيم السمعاني. كتب الينا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني من مرو غير مرة قال: أبو سالم حمزة بن محمد بن أبي سلمة الحراني، ثم الحلبي شاب متميز من أهل حلب، قدم مرو تاجرا، ودخل دارنا مع الشريف أبي العباس بن المؤيد بالله الهاشمي فكتب عنه والدي أبياتا من الشعر بحضوري وكانت ولادته بحلب في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، قال عبد الرحيم: أنشدنا حمزة بن محمد الحراني في دارنا بمرو- إملاء من حفظه- قال: أنشدنا أبو الحسين أحمد بن منير الطرابلسي لنفسه بحلب: عاتبته فاستطالا ... وصدّ عني دلالا ما هكذا من تعالى ... في حسنه يتغالا

حمزة بن نجي بن سلمة:

مولاي قد ذبت شوقا ... فكم تذيب مطالا (302- ظ) ما كان وعدك إلا ... مثل السّلو محالا سبكت حبّة قلبي ... وصغتها لك خالا فقد كستني نحولا ... كما كستك جمالا يا كاملا حسنه علّ ... م البدور كمالا أما تعلمت شيئا ... من الكلام سوى لا «1» حمزة بن نجي بن سلمة: ابن جشم بن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن خريم ابن الصدف الصدفي، شهد مع علي رضي الله عنه صفين هو وأخوته السبعة، وقتلوا كلهم وقد سبق ذكر الحسين منهم وسنذكر الباقين في مواضعهم. حمزة بن يوسف بن ابراهيم: ابن موسى بن ابراهيم بن محمد بن أحمد، وقيل ابراهيم بن أحمد بن محمد ابن عبد الله بن هشام بن العاص بن وائل السهمي، أبو القاسم الجرجاني الحافظ، رحل وطاف وسمع بالشام وبالجزيرة وبالعراق وغير ذلك من البلاد واجتاز بحلب، أو بعملها في طريقه من الجزيرة الى الشام. سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا بكر بن عبدان وأبا بكر محمد ابن اسماعيل بن العباس الاسماعيلي، وأبا محمد الحسن بن علي بن عمرو القطان، وأبوي زرعة محمد بن يوسف الجرجاني الكشي، وأحمد بن الحسين الرازي، وأبا بكر محمد بن ابراهيم بن عاصم بن المقرئ، وأبا محمد بن غلام الزهري، وأبا بكر محمد بن عدي المنقري، وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، وأبا الفضل جعفر بن الفضل بن حنزابة الوزير، وأبا عمر بن حيوية، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبا الحسين يعقوب بن موسى الفقيه، والحافظ أبا مسعود الدمشقي، وأبا ذر محمد

ابن محمد بن المنذر الحافظ، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن سفيان بن حماد، وأبا الحسن بن لؤلؤ وأبا شجاع فارس بن (303- و) موسى الفرضي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي قراءة عليه وأنا اسمع وأبو القاسم ابن السمرقندي، وابن المجلي وغيرهم- اجازة ان لم يكن سماعا، منهم أو من واحد منهم- قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي الجرجاني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي- قراءة عليه وأنا اسمع- وأبو القاسم الرازي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي ببخارى قال: حدثنا داود ابن أبي العوام قال: حدثنا الحارث بن مسلم قال: حدثنا الهيثم بن حكيم عن حسان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طالب العلم بين الجهال كالحي بين الاموات. وأخبرنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم الوزير قال: أخبرنا أبو القاسم الجرجاني قال: سمعت الشيخ أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: كنت ببغداد في أيام الامير أبي شجاع فنا خسرو وكان الملقب بجعل المعتزلي يدعو الناس الى الاعتزال، وقد افتتن كثير من المتفقهه به، فرأيت في المنام ان جماعة من الفقهاء والمتفقهة في بيت مجتمعين، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك (303- ظ) البيت وأشار الى كل واحد منهم يقول: فلان على الطهارة، وفلان ليس على الطهارة، فقلت: هذا دليل على نبوته، يعلم من هو على الطهارة ومن ليس على الطهارة، وكنت أكرر القول، وأقول هذا دليل على نبوته ورسالته، ووقع لي في المنام أن الذي يقول ليس هو على الطهارة انه معتزلي، ومن على الطهارة هو على السنة. ***

حمش بن عبد الرحيم التريكي:

حمش بن عبد الرحيم التريكي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي الزاهد المطوّعي أبو عبد الله النيسابوري، واسمه محمد، وحمش لقب له غلب على اسمه، سمع أحمد بن عبد الله بن يونس ويحيى بن يحيى، وأبا خالد يزيد ابن صالح الفراء، وأحمد بن أبي الجواري وحامد بن يحيى البلخي، وهشام بن عمار الدمشقي وكثير بن عبيد المذحجي، ومحمد بن المصفى الحمصيين وأحمد بن حرب وعبيد بن آدم العسقلاني، روى عنه مكي بن عبدان وزنجويه بن محمد وأبو عمرو.... «1» المستملي. وكان كثير المقام بطرسوس وسنذكره أيضا في المحمدين فيما يأتي ان شاء الله تعالى. وقد ذكره الحاكم أبو عبد الله بن عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور بما أخبرنا به الحافظان أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الجنيد أحمد بن اسماعيل ابن يوسف القزويني ببغداد قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري- اجازة منهم- قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حمش بن عبد الرحيم التريكي الزاهد أبو عبد الله المطوعي النيسابوري صاحب الصومعة والمسجد اللذين يتبرك بهما وبالصلاة فيهما.

سمع أحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن يحيى، وأبا خالد يزيد بن صالح الفراء وكان اسمه محمد، وحمش لقب، وبه يعرف، وكان من المرابطين ويكثر المقام بطرسوس، فسمع على كبر سنه من حامد بن يحيى البلخي، وعبيد بن آدم العسقلاني ومحمد بن المصفى، وكثير بن عبيد المذحجي (305- و) وهشام بن عمار، واحمد ابن أبي الحواري وطبقتهم وكان من قدماء أصحاب أبي عبد الله أحمد بن حرب الزاهد من الملازمين له، وقد روى عنه أبو عمرو المستملي وزنجويه بن محمد ومكي ابن عبدان. قال الحاكم: قرأت بخط أبي عمرو سماعه منه عن جماعة هؤلاء الشيوخ يوم الجمعة الثاني عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: وقال لي في هذا اليوم: جاوزت الثمانين. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي عن زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله قال: حدثني أبو سعيد عن أبي حامد أحمد بن حمدويه قال: سمعت أبي يقول: توفي حمش التريكي الزاهد في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين. ***

ذكر من اسمه حمل

ذكر من اسمه حمل حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي العليمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، ويغلب على ظني انه كان من جبل بني عليم الكلبيين من ناحية معرة النعمان. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا هشام بن محمد قال: حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة عن ربيعة بن ابراهيم الدمشقي قال: (305- ظ) وفد حارثة بن قطن بن زائر بن حصن ابن كعب بن عليم الكلبي، وحمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، فعقد لحمل بن سعدانة لواء، فشهد بذلك اللواء صفين مع معاوية «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي «2» . حمل بن عبد الله الخثعمي: شهد صفين مع معاوية وكان يومئذ أميرا على خثعم. أنبأنا القاضي أبو نصر الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن

حميدان بن نصر بن خضير:

هبة الله الحافظ قال: أبو غالب محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وقال أبو عبيدة: وكان على خثعم ولفها حمل ابن عبد الله الخثعمي «1» . قال الحافظ أبو القاسم ... «2» . حميدان بن نصر بن خضير: أبو جعفر البغدادي كان بحران، ودخل دمشق وحدث بها، فقد اجتاز بحلب أو ببعض عملها (306- و) . ***

ذكر من اسمه حميد

ذكر من اسمه حميد حميد بن جعفر بن زهير المعري: كان من أهل الادب والفضل، وكتب الكثير وسمع بحلب أبا عبد الله الحسين ابن خالويه وأكثر عنه، وروى عن أبي عيسى الطيب بن محمد بن الحسن الهاشمي، ووقفت على رسالة كتبها أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري الى أبي اليمن المسلم بن الحسن النصراني ناظر الديوان بحلب على يد أبي العلاء زهير بن حميد بن زهير ذكر فيها حميدا أباه فقال في الرسالة: وتصل هذه السطور من يد أبي العلاء زهير بن حميد بن زهير وكان والده رحمه الله ممن طلب الادب في فطانه من شبابة الحملة ومسانه «1» ، والتمسه في نجد وغور واستكثر من زهره والنور «2» . وقرأت بخط جعفر بن أحمد بن (306- ظ) صالح كاتب أبي العلاء المعري وصاحبه ونسيبه ما صورته: حميد بن جعفر بن زهير، وكان غلام ابن خالويه، وقرأ عليه وأكثر. حميد بن حامد بن مغيث بن منقذ: الكناني الشيزري، الامير من وجوه بني منقذ، وله ذكر. قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد قال: سنة تسعين وأربعمائة: وفيها مات الامير أبو الغنائم حميد بن حامد بن مغيث بن منقذ رحمهم الله، وكان موته يوم الاربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة.

حميد بن الحسن بن عبد الله:

حميد بن الحسن بن عبد الله: أبو الحسن الوراق، سمع بمنبج أبا الفضل صالح بن الاصبغ بن عامر المنبجي وبحمص أبا الخليل العباس بن الخليل الحمصي، وروى عنهما، وعن أحمد بن ابراهيم ابن الحسن بن حبيب الزراد، وأبي جعفر محمد بن عبد الحميد وجعفر بن محمد الخطيب بقزوين، وأبي هاشم محمد بن عبد الاعلى بن عليل، وأبي العباس محمود ابن محمد بن الفضل الرافقي، وجعفر بن محمد الجروي، والحسن بن حبيب الحضائري، ومحمد بن يوسف الهروي، ومحمد بن خريم وأبي عبد الله أحمد بن هشام بن عمار، وابراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، ومحمد بن حامد اليحياوي، وأحمد بن سعيد بن عتيب الصوري. روى عنه أبو القاسم تمام بن محمد الرازي وأبو الحسن بن السمسار، والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وعبد الوهاب الميداني، وأبو نصر بن الجبان ومكي بن محمد بن الغمر، وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان «1» (307- و) . حميد بن حريث بن بحدل بن أنيف بن دلجه الكلبي: له ذكر، وغزا مع يزيد بن معاوية القسطنطينية حين أغزاه معاوية اياها في خلافته وقدم حلب مع عبد الملك بن مروان حين توجه لقتال مصعب بن الزبير، فلما كان ببطنان حبيب، ورجع عنه عمرو بن سعيد الاشدق خالعا له ومضى الى دمشق مضى معه حميد بن حريث بن بحدل ورجاء بن سراج وجماعة من أهل الشام حتى صاروا الى دمشق ودخلوها، وملكها عمرو بن سعيد، وكان من أمره ما عرف «2» . حميد بن زنجويه: واسم زنجويه مخلد بن قتيبة بن عبد الله، أبو أحمد الازدي الخراساني النسائي، وزنجويه لقب لابيه غلب على اسمه.

رحل الى الشامات والعراق والحجاز ومصر، وسمع الكثير ودخل حلب أو عملها وكان فقيها محدثا. روى عن النضر بن شميل، ومحمد بن يوسف الفريابي ووهب بن جرير ومؤمل بن اسماعيل وجعفر بن عون واسماعيل بن أبي أويس وعبيد الله بن موسى العبسي، وعثمان بن عمر بن فارس البصري، ويزيد بن هارون وعلي ابن الحسين بن واقد المروزي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو محمد يحيى بن صاعد، وابراهيم بن اسحاق الحربي، والقاضي أبو عبد الله الضبي المحاملي (308- و) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: حميد بن زنجويه بن قتيبة بن عبد الله، أبو أحمد الازدي كان لا يخضب، وكان حسن الفقه، وقد كتب الحديث، وقد رحل الى الشامات، وكان رأسا في العلم حسن الموقع عند أهل بلده وكان بنسا كهل يقال له حميد بن أفلح حسن صاحب سنة وجماعة قد جالس ابن أبي أويس، وكتب عن أبي عبيد وذكر أن ابن أبي أويس سأله عن حميد بن زنجويه فقال: أخرجت مسائل لمالك كنت أحب أن ينظر فيها من أهل خراسان أحمد بن شبويه وحميد بن زنجويه (308- ظ) . قلت: الشامات خمسة احداها الشام الخامسة وهي قنسرين وحلب، وقد ذكرنا ذلك في مقدمة الكتاب. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن عبد الله الكاتب قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: سمعت محمد بن زياد النسوي قال: سمعت القاسم بن سلام قال: ما قدم علينا من قبل خراسان مثل ابن

حميد بن سفيح بن ابراهيم بن سفيح:

وقال أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الصوري قال: حدثنا عبيد الله بن القاسم الحمداني باطرابلس قال: أخبرنا عبد الرحمن بن اسماعيل الخشاب قال: حميد بن مخلد نسائي ثقة. (309- و) . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- اذنا- قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ابن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال: حميد ابن زنجويه أبو أحمد الأزدي، وزنجويه لقب واسمه مخلد بن قتيبة بن عبد الله خراساني من أهل نسا كثير الحديث، قديم الرحلة فيه الى العراق والحجاز والشام ومصر، وسمع النضر بن شميل المازني، وجعفر بن عون العمري، وعبيد الله بن موسى العبسي ويزيد بن هارون الواسطي، ووهب بن جرير، وعثمان بن عمر بن فارس البصريين وعلي بن الحسين بن واقد المروزي واسماعيل بن أبي أويس ومؤمل بن اسماعيل، ومحمد بن يوسف الفريابي وغيرهم من طبقتهم. روى عنه محمد بن اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وعامة الخراسانيين، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها: ابراهيم بن اسحاق الحربي وعبد الله بن أحمد حنبل، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وكان ثقة ثبتا حجة وقال الخطيب: أخبرني الصوري قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس قال: حميد بن مخلد، ويعرف مخلد بزنجويه بن قتيبة، نسوي قدم الى مصر وحدث بها، وخرج عن مصر فتوفي سنة احدى وخمسين ومائتين. «1» . حميد بن سفيح بن ابراهيم بن سفيح: أبو العباس سمع (309- ظ) بأنطاكية أبا طاهر الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل البالسي الأنطاكي، وبالمصيصة أبا معشر ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم، وأبا يوسف محمد بن سفيان الصفار المصيصيين، وبأذنه على بن يزيد الطائي الأذني. وروى عنهم وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبي جعفر أحمد بن عيسى الخشاب وعمر بن ابراهيم بن سليمان، ونصر بن عبد الملك السنجاري، وأحمد

حميد بن الظريف:

ابن اسحاق وسعيد بن خليفة، ومحمد بن محمد الجذوعي البصري، ومحمد بن ابراهيم بن سليمان الخوارزمي، ومحمد بن هشام المروروذي، ونصر بن الحارث ابن أبي الفتح وغيرهم. روى عنه أبو منصور محمد بن الحسين بن الصباح البلدي. حميد بن الظريف: أبو المكارم الواعظ القرشي شريف فاضل، واعظ شاعر حكى عنه أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وقدم حلب ووعظ بها في المسجد الجامع، وحضر مجلسه الأكابر. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي الامام، أذنا عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ قال: اجتاز بي الأمير السيد الشريف العالم الواعظ، نظام الدين أبو المكارم حميد بن الظريف بحماة، فنزل بالقرب مني، ثم اجتمعت به بمدينة حلب فذكرني على الكرسي بمجلسه بالجامع، وشكر وأطنب، ثم كتب إليّ رقعة عنوانها الله قابل عذر العباد (310- و) وفي ذيلها: بعض خدمه حميد بن الظريف، وفيها هذه الأبيات: أعف عن الخادم فيما قصرا ... من مدحك الواجب حين أظهرا غرست فضلا فربا وأثمرا ... شكرا على مرّ المدى معمّرا لكنني سترته فاستترا ... سلبته النقط فصار سكرا قال أسامة: فكتبت إليه: يا أوحد العصر علا وعنصرا ... وبحر فضل بالعلوم زخرا أفحمني شكرك عن أن أشكرا ... نثرت من ذكري عليّ جوهرا طوّقتني درا وفاح عنبرا ... وطاب من فيك فصار سكّرا حميد بن عبد الرحمن الرواسي: الكلابي الكوفي له ذكر في التاريخ، وهو الذي حمل رأس زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه الى هشام بن عبد الملك، فجاءه به وهو بالرصافة فأجاز حميد

حميد بن علي الحتاني:

ابن عبد الرحمن عشرة آلاف درهم، وبعث بالرأس مع رجل من بني عبس شامي الدار من جند قنسرين، فطاف به في أجناد الشام، ثم الى مصر والمدينة، ثم رده الى جسده. «1» كذا نقلته في بعض ما علقته من الكتب من الفوائد. حميد بن علي الحتاني: المعري من أهل حتّان قرية من قرى معرة النعمان، شاعر حسن الشعر مطبوع وقع إليّ من شعره ما نقلته من خط أبي المجد محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: (310- ظ) دخل لص على حميد بن علي الحتاني فسرقه ولم يعلم الوالي: فلما علم استدعاه وحبسه اذ لم يعلمه فعمل هذه الأبيات: قل للأمير ابن كثير الذي ... فاق الورى في العلم والعقل وفارس الخيلين يوم الوغى ... ومغرس الاحسان والفضل جرت أمور ما سمعنا بها ... في زمن الانصاف والعدل اللصّ في منزله آمن ... والحبس فيه صاحب الرحل لو جاز هذا الحكم بين الورى ... لطولب المقتول بالقتل فلما أنشده اياها أطلقه: ولحميد بن علي الحتاني، ونقلته من خط أبي المجد بن سليمان، أيضا: هجوتكم رغبة فيكم ... وذلك للتاجر الحازم يذمّ البضاعة من حذقه ... ليدفع عنها يد السّائم حميد بن قحطبة: واسم قحطبة اياد بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن كلب ابن سعد بن عمرو بن غنم بن مالك بن نبهان الطائي، قائد مذكور من قواد بني العباس، وكان أحد السبعين الذين هم دعاة الدعاة الذين اختارهم الشيعة لإقامة

الدعوة العباسية بخراسان بعد العشرين الذين هم بعد النقباء الاثني عشر، وكان أبوه قحطبة بن شبيب أحد النقباء الاثني عشر، والسبعون هم دعاة الدعاة (311- و) وكان حميد مع عبد الله بن علي بن العباس حين توجه الى الشام لقتال مروان بن محمد بن مروان، وكان أحد قواده وكان على ميسرته حين قدم قنسرين في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، بعد أن بيض «1» أبو الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، وأظهر الخلع للسفاح، ودعا أهل قنسرين الى ذلك فأجابوه ووجه عبد الله بن علي قبل ذلك أخاه عبد الصمد بن علي في زهاء عشرة آلاف فنا هضهم أبو الورد ولقيهم بين العسكرين فهزم عبد الصمد ومن معه، فلما قدم عبد الصمد على أخيه عبد الله أقبل ومعه حميد بن قحطبة، فالتقوا واقتتلوا بمرج الأجم بالقرب من قنسرين، وثبت لهم عبد الله بن علي وحميد بن قحطبة فهزموهم، وقتل أبو الورد. ثم إن حميد بن قحطبة بعد موت السفاح بايع عبد الله بن علي مع غيره من القواد، فلما قدم أبو مسلم لقتال عبد الله بن علي وكان زفر بن عاصم الهلالي بحلب يومئذ من قبله، وكان عبد الله بن علي بحران، فوجه حميد بن قحطبة وكتب له كتابا الى زفر بن عاصم وفيه: اذا ورد عليك حميد فاضرب عنقه، فعلم بذلك وهرب وعاد الى أبي مسلم خوفا من عبد الله بن علي، ثم ان المنصور ولى حميد بن قحطبة الجزيرة وكان حميد قد نزل بعد هزيمة أبي الورد مع عبد الله بن علي على دابق فسيره عبد الله الى أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، وقد قرب منه يريد بياته فلقيه حميد فهزمه وسار أبان الى سميساط وقد ذكرنا (311- ظ) ذلك في في ترجمة أبان. قال أبو علي أحمد بن محمد مسكويه في كتاب تجارب الأمم: وكان أبو مسلم استخلف على خراسان خالد بن ابراهيم أبا داود، وكان عبد الله بن علي خشي أن لا يناصحه أهل خراسان فقتل منهم نحوا من سبعة عشر ألفا ضروب القتل وكتب لحميد بن قحطبة كتابا وجهه الى حلب وعليها زفر بن عاصم، وفي الكتاب: اذا ورد عليك حميد بن قحطبة فاضرب عنقه، فسار اليه ثم فكر حميد في كتابه فلم ير من الصواب له أن يوصله ولم يقرأه ففك الطومار وقرأه فلما عرف ما فيه دعا قوما

حميد بن مالك بن مغيث:

من خاصته فأفشى اليهم أمره، وشاورهم وقال: من أراد أن ينجو ويهرب فليسر معي فإني أريد أن آخذ طريق العراق، ومن لم يحمل نفسه على السير فلا يفشين سري وليذهب حيث أحب واتبعه قوم وفوّز بهم «1» ونجا. قرأت في تاريخ مختار الملك المسبحي قال: في سنة تسع وخمسين ومائة وفيها مات حميد بن قحطبة «2» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أنبأنا زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أنبأنا أبو أحمد القاري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي اجازة قال: وفيها- يعني- سنة تسع وخمسين ومائة مات حميد بن قحطبة. حميد بن مالك بن مغيث: ابن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الغنائم بن أبي الفياض الملقب بمكين الدولة الكناني، الأمير كان شاعرا مجيدا وفارسا شديدا، وكان ولد بشيزر ومات بحلب، روى عنه مؤيد الدولة أبو الفضل أسامة بن مرشد بن علي ابن منقذ، وأبو علي الحسين بن رواحة. قرأت بخط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ: أنشدني الأمير مكين الدولة أبو الغنائم حميد بن مالك بن حميد لنفسه ونحن على جسور كامد بالبقاع، وأنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد عن أسامة: من لم يحمد لم يجد وإن شرفت ... همته واعتلى به النّسب فا علم يقينا وكن على ثقة ... أنّ ملاك المروءة الذّهب قال أسامة: فقلت في الوقت هذين البيتين وأنشدته اياهما: الجود والبخل في النفوس ولا ... تظن أن المروءة الذّهب كم من غني يداه خامدة ... ومن فقير نداه مكتسب (312- و)

قرأت بخط العماد أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب في كتابه الذي وسمه بذيل الخريدة وسيل الجريدة قال: الأمير مكين الدولة أبو الغنائم حميد بن أبي الفياض بن مالك بن منقذ من بني عم مؤيد الدولة: ذكره الفقيه ابن رواحه الشاعر وقال: انه مات بحلب بعد الزلزلة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة قال: وأنشدني لنفسه بيتين قالهما في أهله حيث وقعت قلعة شيزر بالزلزلة عليهم وهما: من سره أن يرى من دهره عجبا ... فليأتنا وظلام الليل مسدول يرى الأحبة صرعى والديار على ... عروشها ونطاق المجد محلول قال: وله الى مؤيد الدولة أسامة: بنو منقذ عقد المكارم والعلى ... وأنت على التحقيق واسطة العقد فغيرك نال السعي بالسّعد وادعا ... وأنت امرؤ بالسعي ضرب إلى السعد أأحبابنا عز اللقاء وما أرى ... تمادي هذا البين يفضي الى جدّ إذا قلت قد آن التداني تجددت ... خطوب من الأيام تحكم بالبعد ولست ألوم الدهر فيما أصابني ... لأن التنائي كان مني على عمد وبعدك مجد الدين أعظم خطة ... لقيت وما حال المفارق للمجد ولو قيل لي اختر ما تشاء من المنى لما ... كان لي في غير رؤياك من قصد وقوله: يقولون لو كان الهوى منه صادقا ... لأصبح مغرا بالفراق وذمه ولولا احتجاجي بالتفرق والنوى ... لما فزت يوم الوداع بلثمة وقوله: ولم أنس يوم البين حسن اعتذاره ... إليّ وشكواه صروف زمانه وأودعني نار الأسى ببيانه ... وودعني خوف العدا ببنانه هكذا رأيته بخط العماد الكاتب: حميدين بن أبي الفياض بن مالك، وأبو الفياض كنيته مالك «1» .

حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله:

أنبأنا ... «1» قال: حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو الغنائم الملقب بمكين الدولة الكناني، ولد بشيزر في تاسع جمادى الآخرة سنة احدى وتسعين وأربعمائة ونشأ بها، وانتقل الى دمشق فسكنها مدة طويلة، واكتتب في العسكر، وكان يحفظ القرآن، وله شعر جيد (312- ظ) وفيه شجاعة وعفاف ومات في نصف شعبان سنة أربع وستين وخمسمائة بحلب. حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله: أبو أحمد بن زنجويه النسائي وزنجويه لقب مخلد قد ذكرناه. روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي وقال: ثقة. حميد بن هرون المصيصي: هو أحمد بن هرون الذي قدمنا ذكره في الاحمدين، وأظن حميدا تصغير اسمه، فعرف به، والله أعلم. حدث عن محمد بن كثير المصيصي، روى عنه عمر بن القاسم بن محمد بن بندار السباك. أخبرنا أبو الفرج بن القبيطي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا عمر بن القاسم بن محمد بن بندار السباك قال: حدثنا حميد بن هارون المصيصي قال: حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: الزهري: وحدثني أبي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده. قال الشيخ- يعني- ابن عدي: وهذا الحديث بالإسناد الثاني، قال الزهري: «وحدثني أبي عن أبي هريرة» ، لم يحدث به غير أحمد بن هارون (313- و)

حميد أبو قلابة:

هذا، وهو غير محفوظ ولم أجد لأحمد هذا أشنع من هذين الحديثين «1» ، يعني هذا وحديثا قد سقناه في ترجمته المتقدمة فيمن اسمه أحمد. حميد أبو قلابة: كان مع عمر بن عبد العزيز بدابق حين استخلف، وحكى عنه، روى عنه حماد. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الدامغاني- فيما أذن لي في روايته، وقرأت عليه إسناده- قال: أخبرنا أبي أبو منصور جعفر قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر ابن جعفر القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو كامل قال: حدثنا حماد عن حميد قال: لما استخلف عمر بن عبد العزيز، بكى وقال: يا أبا قلابة هل تخشى علي؟ قلت: كيف حبك للدرهم؟ قال: لا أحبه، قال: لا أحبه، قال: لا تخف إن الله سيغنيك. ***

حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة:

حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة: أبو عبد الله البغدادي الرصافي المكبّر بجامع الرصافة ببغداد، كان دلالا في بيع الأملاك ببغداد، وسمع في صباه مسند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل كاملا من أبي القاسم بن الحصين، وسمع أبا اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبا المعالي أحمد بن منصور الغزال. وحدث ببغداد وإربل والموصل وحلب ودمشق، وكان مظفر الدين كوكبوري بن علي، (313- ظ) صاحب إربل بنى دار الحديث بإربل وكتب الى الخليفة الناصر أبي العباس أحمد في انفاذه وانفاذ عمر بن طبرزد إلى اربل ليسمع منهما، وسير لكل منهما نفقة، فأنفذا إلى إربل، وحدث حنبل باربل بمسند أحمد، وسمع الملك المحسن أبو العباس أحمد بن صلاح الدين يوسف بن أيوب بخبرهما فكاتب صاحب إربل في طلبهما إليه الى دمشق، فاستأذن الخليفة في ذلك، وسير حنبل أولا إلى دمشق، وسمع منه المسند مع جماعة كثيرة بدمشق، واجتاز بحلب في طريقه فلم يقم بها إلّا ليلة واحدة، وظفر به بعض طلبة الحديث بحلب فسمعوا منه أربعين حديثا خرّجت له من المسند ولم يتفق لي السماع معهم، ودخلت دمشق زائرا البيت المقدس في سنة ثلاث وستمائة وحنبل بها فلم أسمع منه شيئا لأنني لم أكن طلبت الحديث حينئذ لأن أول طلبي الحديث كان سنة أربع وستمائة، وعاد حنبل على طريق البرية إلى بغداد ولم يمر بحلب ففاتني السماع منه. وروى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، وأبو بكر عبد الله بن الخضر الحلبي بالعلا في طريق مكة، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الملك بن عثمان المقدسي بغزة وأبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني بنصيبين، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي بدمشق.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عبد الواحد الحلبي بالعلا عند فقولنا من الحج والقاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي الطريفي بدمشق قالا: أخبرنا (314- و) حنبل بن عبد الله بن الفرج المكبر الرصافي بحلب، وقال أبو محمد: بدمشق، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا عباد المهلبي عن هشام بن زياد عن عثمان بن أرقم بن أبي الارقم المخزومي عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ويفرق بين الاثنين بعد خروج الامام كالجار قصبه في النار «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو عبد الله حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة الآمدي المكبر بقراءتي عليه بجامع المهدي بالرصافة، ح. وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال: أخبرنا حنبل بدمشق قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا حميد عن أنس بن مالك قال: ان كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به في حاجتها «2» . (314- ظ)

أنبأنا أبو البركات بن المستوفي قال: وطالما سمعته- يعني حنبل المكبر- يقول يا رب ارددني إلى بغداد، ولا تمتني حتى أكبر على الدكة التي كنت أكبر عليها، فعاد إلى بغداد ومات بها، فيما بلغني، في سنة أربع وستمائة، إن شاء الله. قال: ونقلته من خطه وكان مع ابن طبرزد جزء ظهر فيه سماع حنبل بن الفرج على بعض مشايخ بغداد وسمعه ابن طبرزد على عدة مشايخ، وأرادوا أن يجمعوا بينهما للسماع عليها وكان ابن طبرزد لا يفعل، فقلت: نحضر على العادة للسماع ثم نقرأ عليهما ولا ينكر ابن طبرزد ذلك، فعرف حنبل هذه القضية فحضر فقلت: أخبر كما شيخكما فلان- وسميته- ثم قلت لابن طبرزد: وأخبرك مشايخك وهم فلان وفلان، فلما قال حنبل: نعم جذب الجزء ابن طبرزد ونفر وقال: يا حنبل أين سمعت هذا الجزء؟ فقال: في موضع كذا بمحلة كذا، على الشيخ فلان، أنت أين سمعته؟ وطال الخصام بينهما زمانا حتى سكتا، وسمعنا عليهما بعد ذلك. وقال لي الملك المحسن أحمد بن يوسف: اجتهدت جهدي كله أن أجد لحنبل حديثا واحدا غير المسند فلم أجده. قلت: سمع غير المسند من الشيوخ الذين ذكرناهم، وكان سماعه قليلا ولعله لم يحضر معه إلى دمشق شيئا من مسموعاته، فلهذا لم يظفر بشيء منها. أنبأنا أبو عبد الله بن الدبيثي قال: سئل حنبل عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة عشر وخمسمائة أو سنة احدى عشرة، وتوفي ببغداد بعد عوده (315- و) من الشام في ليلة الجمعة رابع عشر محرم سنة أربع وستمائة، ودفن يوم الجمعة بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب عن غير عقب ولا أهل، وقد جاوز التسعين، قال: وكان دلال الدور ببغداد وهو من أهلها كان يسكن الرصافة، ويؤذن في جامع المهدي. أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار البغدادي قال: حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة أبو عبد الله من أهل الرصافة سمع في صباه مسند أبي عبد الله أحمد بن حنبل كاملا من أبي القاسم بن الحصين، وسمع أيضا من أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي

الفضل محمد بن ناصر الحافظ، وحدث بالمسند ببغداد وبلاد الجزيرة والشام، وهو آخر من رواه عن ابن الحصين كاملا ببغداد، كتبت عنه وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق يكبر بجامع المهدي. قال ابن النجار: أخبرني أبو الحسن بن القطيعي قال: سألت حنبل بن عبد الله الرصافي عن مولده فقال: ولدت سنة سبع عشرة وخمسمائة. قال: توفي حنبل ابن عبد الله يوم الخميس الثالث عشر من المحرم سنة أربع وستمائة، وصلي عليه من الغد بباب ترب الخلفاء بالرصافة، ودفن بباب حرب. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي ليلة الرابع عشر من المحرم- يعني- من سنة أربع وستمائة توفي الشيخ المسند أبو علي وأبو عبد الله حنبل بن عبد الله بن فرج بن سعادة الواسطي الأصل البغدادي المولد (315- ظ) والدار، الرصافي المكبر ببغداد، ودفن من الغد بباب حرب، وسئل عن مولده فقال: سنة أربع عشرة أو خمس عشرة وخمسمائة، وسئل مرة أخرى فذكر ما يدل على أنه ولد في سنة عشر أو احدى عشرة وخمسمائة. سمع مسند الامام أحمد رضي الله عنه من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وسمع أيضا من الحافظ أبي القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبي المعالي أحمد بن منصور الغزّال، وحدث ببغداد ودمشق والموصل وغير ذلك في طريقه ذاهبا وراجعا ولنا منه اجازة كتب بها الينا من دمشق. والرصافة التي نسب إليها هي رصافة بغداد، وكان يكبر بجامع المهدي، وكان دلالا في بيع الآدر والاملاك «1» . ***

ذكر من اسمه حنش

ذكر من اسمه حنش حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة ابن نهد بن قيان بن ثعلبة بن عبد الله بن ثامر السبائي أبو رشدين الصنعاني غزا الصائفة مع فضالة بن عبيد واجتاز بحلب أو ببعض عملها معه في غزاته وصحب علي بن أبي طالب، وروى عنه وعن فضالة بن عبيد وعبد الله بن عباس وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري ورويفع بن ثابت. روى عنه ابنه الحارث وقيس بن الحجاج وخالد بن أبي عمران وسلامان بن عامر، وعامر بن يحيى، وسيار بن عبد الرحمن وربيعة بن سليم وأبو مرزوق حبيب بن الشهيد. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار البغدادي قال: (316- و) أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قال أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا أحمد ابن خالد قال: حدثنا محمد بن اسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق- مولى لتجيب- قال: حدثني حنش الصنعاني قال: غزوت المغرب وعلينا رويفع بن ثابت الأنصاري فافتتحنا قرية يقال لها جزية «1» فقام فينا رويفع بن ثابت الأنصاري خطيبا فقال إني لا أقوم فيكم إلّا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: قام فينا يوم خيبر حين افتتحناها: من كان يؤمن بالله واليوم والآخرة فلا يأتين شيئا من السبي حتى يستبريها (316- ظ) .

حنش بن علي الهمداني:

حنش بن علي الهمداني: الصنعاني صنعاء «1» الشام قيل هو الذي يروي عن فضاله بن عبيد حديث القلادة، فان كان كما قيل فقد غزا معه الصائفة، ويكون قد دخل حلب أو بعض عملها. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن سنبك قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد ابن موسى بن اسحاق الانصاري قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل قال: سمعت علي بن المديني يقول: حنش- يعني- الذي روى عن فضاله بن عبيد: هذا حنش بن علي الصنعاني صنعاء الشام بها قرية يقال لها صنعاء وأبو الاشعث الصنعاني منها، قال: ليس هذا حنش بن المعتمر الكناني صاحب علي، ولا حنش ربيعة الذي صلى خلف علي صلاة الكسوف، ولا حنش صاحب التيمي. حنظلة بن خويلد: العنزي أو الغنوي، شهد صفين مع الفريقين وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص روى عنه أسود بن مسعود. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن خلف بن راجح بن بلال المقدسي بجبل قاسيون قال: أخبرنا الاسعد بن يلدرك بن أبي اللقاء قيل له: أخبركم أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن الجراح قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة (317- ظ) قال: حدثنا عيسى بن عبد الله زعاث قال: حدثنا ابن الاصبهاني قال: حدثنا محمد ابن أبي شيبة عن العوام بن حوشب قال: حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنزي قال: وكان آمنا في الفريقين في أصحاب علي واصحاب معاوية، قال: اني لجالس مع معاوية وعمرو بن العاص وعندهما عبد الله بن عمرو اذ أقبل رجلان

حنين بن اسحاق العبادي:

يختصمان في رأس عمار، قال: فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «انه تقتله الفئة الباغية» «1» قال: فقال معاوية لعمرو: ألا ترى ما يقول هذا المجنون؟ قال: فما لك معنا؟ قال: فقال: إن عمر شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطع أباك» «2» فأنا معكم ولست أقاتل. ورواه أحمد بن محمد بن سلام عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن يزيد عن العوام بن حوشب عن أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد الغنوي- بدل العنزي- فذكر نحوه. أخبرنا بذلك المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه قال: أخبرنا محمد بن كامل بن ديسم- اجازة- قال: أنبأنا أبو صالح محمد بن المهذب قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال: حدثني أسود بن مسعود عن حنظله بن خويلد الغنوي فذكر نحوه. حنين بن اسحاق العبادي: أبو زيد الحكيم والعباد من نصارى (318- و) الحيرة، أنفذه بنو موسى ابن شاكر مع غيره الى بلد الروم فجاءهم بطرائف الكتب وغرائب المصنفات في الفلسفة والهندسة والموسيقى والارثماطيقا والطب، واجتاز بحلب أو ببعض عملها في دخوله الى الروم، ان لم يكن أقام بها، وكان عارفا بهذه العلوم وترجم كتبا كثيرة من اليونانية والسريانية الى العربية، وصنف كتبا كثيرة. قرأت في كتاب الفهرست تأليف أبي الفرج محمد بن اسحاق النديم بخط مظفر ابن الفارقي، وذكر أنه نقله من خط مؤلفه أبي الفرج قال: حنين بن اسحاق العبادي ويكنى أبا زيد والعباد من نصارى الحيرة، وكان فاضلا في صناعة الطب فصيحا باللغة

اليونانية والعربية والسريانية دار البلاد في الكتب القديمة ودخل بلد الروم وأكثر نقوله لبني موسى، وتوفي يوم الثلاثاء لست خلون من صفر سنة ستين ومائتين، وهو أول يوم من كانون الاول سنة ألف ومائة وخمس وثمانين للاسكندر الرومي، وله من الكتب التي ألفها سوى ما نقل من كتب القدماء: «كتاب احكام الاعراب على مذاهب اليونانيين مقالتان» ، «كتاب المسائل في الطب للمتعلمين وزاد فيها حبيش الاعسم تلميذه مع كتاب الحمام مقالة» «كتاب اللبن مقالة» «كتاب علاج العين عشر مقالات لطيف» «كتاب الاغذية ثلاث مقالات» (318- ظ) «كتاب تقاسم علل العين مقالة» «كتاب علاج أمراض العين مقالة» ، «كتاب الات الغذاء ثلاث مقالات» ، «كتاب الاسنان واللثة مقالة» ، «كتاب للباه مقالة» ، «كتاب تدبير الناقة مقالة» ، «كتاب معرفة أوجاع المعدة وعلاجها مقالتان» ، «كتاب في المدو الجزر مقالة» ، «كتاب السبب الذي صارت مياه البحر مالحة مقالة» ، «كتاب المولودين لثمانية أشهر مقالة» عمله لام ولد المتوكل، «كتاب الترياق مقالة» ، «كتاب العين على طريق المسألة والجواب ثلاث مقالات» ، «كتاب ذكر ما ترجم من الكتب مقالتان» ، «كتاب قاطاغورياس على رأي ثامسطيوس مقالة» ، «كتاب رسالة الى الطيفوري في مرض الورد» ، «كتاب القروح وتولده مقالة» ، «كتاب الآجال مقالة» ، «كتاب تولد النار بين الحجرين مقالة» ، «كتاب تولد الحصاة مقالة» ، «كتاب اختيار الادوية المحرقة مقالة» ، «كتاب الى ابن المنجم في استخراج كيميه كتب جالينوس» «1» . ***

ذكر من اسمه الحواري

ذكر من اسمه الحواري الحواري بن حطان: ابن المعلى بن حطان بن سعد بن زيد بن لوذان بن غنم بن (319- و) الساطع التنوخي، واليه ينتسب بنو الحواري بمعرة النعمان فكان من الرجال المذكورين المقدمين، وهو الذي خرج بحاضر قنسرين على عبد الله المأمون ثم ظفر به، فعفا عنه. قرأت في كتاب مشاكلة الناس لزمانهم تأليف أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح، أبي العباس العباسي مولاهم في ذكر من عفا عنه المأمون، قال: وعن الحواري بن حطان التنوخي الخارج بحاضر تنوخ «1» . الحواري ويسمى أيضا خير بن محمد: ابن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحواري بن حطان بن المعلى أبو بشر التنوخي العميد المعري، قيل ان بني الحواري ينتسبون اليه، والصحيح أنهم ينتسبون الى المذكور أولا. وكان أبو بشر هذا شاعرا مجيدا، وقع إلي من شعره هذه الابيات قالها وقد وقف على داره بمعرة النعمان بعد هجوم الفرنج المعرة فرآها وقد خرجت «2» : أهذه بين النكاري وعرفاني ... مسارب الوحش أم داري وأوطاني جهلتها ولقد أبدت ملاعبها ... عهد الصبى بين اخواني وخلاني فعجت أسألها والدمع منسكب ... والقلب في لوعة من وجده عان يا دار مالي أرى الايام قد حكمت ... فينا وفيك بحكم الجائر الجاني فلو أجابت لقالت هكذا فعلت ... قدما بحيرة نعمان ونغمان (319- ظ) وفي مدائن أنو شروان معتبر ... للسائلين وفي سيف وغمدان فاذهب لشأنك فالدنيا لها دول ... تمضي وتأتي وكل بينها فان

حوثرة بن سهل بن العجلان:

حوثرة بن سهل بن العجلان: ابن سهيل بن كعب بن عامر بن عمر بن رباح بن عبد الله بن عبد بن فراض بن باهلة الباهلي أبو المثنى القنسريني، من أهل قنسرين، وهو أخو عجلان بن سهيل الباهلي، كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان معه يوم غلب على دمشق وكان سيء السيرة (340- و) . أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة عن أبيه قال: أخبرنا أبو سعيد ابن يونس قال: حوثرة بن سهيل بن العجلان، كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان رجل سوء سفاكا للدماء تحكى عنه حكايات في خطبه. ***

حوشب ذو ظليم:

حوشب ذو ظّليّم: بالضم والفتح، والضم أشهر قيل هو ابن طخية، وقيل ابن التباعي بن غسان ابن ذي ظليم بن ذي الاستار ميسان، وقيل حوشب ذو ظليم بن عمرو بن شرحبيل بن عبيد بن عمرو بن حوشب الأظلوم بن ألهان بن شداد بن زرعة بن قيس بن صنعاء بن سبأ الاصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث بن حمير بن قطن بن عوف، وقيل عريب بن زهير بن أيمن ابن حمير بن سبأ الالهاني الحميري أبو مر، والالهان والاوزاع أخوان، روى حوشب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في فضل من مات له ولد، وفي حديث اسلامه حديثا. روى عنه حسان بن كريب، وولده عثمان بن ذي ظليم. وشهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكان على رجالة أهل حمص، وحكى أبو البختري وهب بن وهب أن معاوية جعل حوشبا على كندة أهل حمص، وكان رئيسا في قومه متبوعا (320- ظ) . أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد الصابوني عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن بن ننجاب قال: أخبرنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن عامر الشعبي عن صعصعة بن صوحان، والحارث بن أدهم قال: وخرج حوشب ذو ظليم- يعني- بصفين، فجعل يقاتل وهو يقول: يا أيها الفارس ادن لا ترع ... أنا أبو مرّ وهذا ذو كلع مسوّد بالشام ما شاء صنع ... قد أكثر العذر لديكم لو نفع

فأجابه الاشعث أو رجل من كندة: أبلغ عني حوشبا وذا كلع ... وشرحبيل اذ هوى به الطمع قوم جفاة لا حياء ولا ورع ... يقودهم ذاك السفيه المدرع «1» (321- و) أنبأنا علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد ابن عثمان بن السكن قال: وحوشب ذكر في حديثه ان له صحبة، وليس بمشهور، لم يروه غير ابن لهيعة، وروى عن حوشب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لو أن جريح الراهب فقيها عالما لعلم أن اجابته أمه من عبادة ربه «2» . ذكره ابن السكن في حرف الحاء من «كتاب الحروف» ثم قال: في حرف الذال: وذو ظليم روي عنه في قضية اسلامه، حديثه عند بعض ولده وفيه نظر. هكذا ذكر ابن السكن وفرق بين حوشب وذي ظليم وجعلهما اثنين ولم ينسب واحدا منهما وهما واحد. قال ابن السكن في ترجمة حوشب: أخبرنا بكر بن المرزبان قال: حدثنا عبد ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن اسحاق، ح. قال: وأخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن حكيم قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قالا: حدثنا ابن (322- و) لهيعة قال: أخبرني عبد الله بن هبيرة السبأي عن حسان بن كريب أن غلاما منهم توفي بحمص فوجد عليه أبوه أشد الوجد، فقال له حوشب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل ابنك: ان رجلا من أصحابه كان له ابن وأدرك، فكان يأتي مع أبيه الى النبي صلى الله عليه

وسلم، ثم انه توفي فوجد عليه، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم لما رآه: أتحب لو ان ابنك كان كأشد الصبيان شطاطة وأكيسه، أتحب لو ان ابنك كأجرأ الفتيان جرأة، أتحب لو أن عندك ابنك كهلا كأفضل الكهول وأسراه، أو يقال لك ادخل الجنة بثواب ما أخذنا منك «1» ؟. وقال ابن السكن في ترجمة ذي ظليم: حدثني ابراهيم بن أحمد بن شريف الرملي قال: حدثنا عيسى بن غيلان السوسي قال: حدثنا عاصم بن هاشم بن مسعود بن عبد الله بن عبد خير الطائي الحمصي قال: حدثني محمد بن عثمان بن ذي ظليم عن أبيه عن جده ذي ظليم أنه لما أظهر الله نبيه ندب الناس اليه، فندب عبد خير في أربعين فارسا، فأتاه وهو جالس وأبو بكر وعمر، فقال: أيكم رسول الله؟ فقالوا: هذا فقال: ما الذي جئتنا به ان يك حقا اتبعناك؟ قال: تشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قال: ان هذا لحسن جميل، آمنت بما آمنت به، أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (322- ظ) ما اسمك قال: عبد شر، قال: أنت عبد خير، ادن يا عبد خير فقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه كتابه الى ذي ظليم، فآمن ذو ظليم «2» . ***

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: حوشب بن طخية الحميري ويقال الالهاني، ذو ظليم أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل انه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، واتفق أهل العلم بالسير والمعرفة بالخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى حوشب ذي ظليم الحميري كتابا، وبعث به اليه مع جرير البجلي ليتعاون هو وذو الكلاع- رئيسين في قومهما متبوعين «1» - وهما كانا ومن معهما من اليمن القائمين بحرب صفين مع معاوية، وقتلا جميعا بصفين، قتل حوشبا سليمان بن صرد الخزاعي وقتل ذا الكلاع حريث بن جابر، وقيل قتله الاشتر. حدثت عن أبي نعيم بن عبد الله بن أحمد بن اسحاق الاصبهاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا علي بن أحمد بن أبي يزيد قال: حدثنا نصر ابن مزاحم قال: حدثني أبي قال: حدثنا عمرو بن شمر عن محمد بن سوقه عن عبد الواحد الدمشقي قال: نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين، فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب فانا ننشدك الله في دمائنا ودمك، ونخلي بينك وبين عبدّانك وتخلي بيننا (324- و) وبين شائنا «2» ، ونحقن دماء المسلمين، قال علي: هيهات يا بن أم ظليم، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت، ولكان أهون علي في

المؤونة، ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالسكوت والادهان اذا كان الله يعصى وهم يطيقون الدفاع والجهاد حتى يظهر أمر الله. قال: وقد روي عن حوشب الحميري حديث مسندا في فضل من مات له ولد رواه ابن نبيط عن عبد الله بن ميسرة عن حسان بن كريب عن حوشب الحميري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات له ولد فصبر واحتسب قيل له ادخل الجنة بفضل ما أخذنا منك «1» . قرأت في كتاب صفين عن أبي البختري وهب بن وهب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: حدثنا اسماعيل بن عنان بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد أبي خيثمة قال: حدثنا المدائني قال في خبر صفين: ثم حمل صاحب اللواء حوشب ذو ظيلم وهو يقول: أهل العراق ناسبوا وانتسبوا ... نحن اليمانيون فينا حوشب وذو ظليم ذا كم المجرب ... فينا الصفيح والفتى المغلب أهل العراق كلههم مذبذب ... في قتل عثمان وكل مذنب إن عليا فيكم محبّب فحمل عليه سليمان بن صرد الخزاعي وهو يقول: يا لك يوما كاسفا عصبصبا ... يا لك يوما لا يواري مركبا يا أيها الحي الذي تذبذبا ... لسنا نخاف ذا ظليم حوشبا (324- ظ) لأن فينا بطلا مجربا ... ابن بديل كالهزبر مغضبا أمسى علي عنده محببا ... يفديه بالأم ولا يبقى الأبا ثم طعنه سليمان فقتله: وقيل قتله الصرادق، حكى ذلك أبو البختري وهب بن وهب في خبر صفين عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: فنهدت حمير ورأسها حوشب ذو ظليم ونهدت ربيعة

ورأسها خالد بن المعمر فاضطربوا بالسيوف حتى قتل من الفريقين قتل ذريع، وبرز الصرادق وذو ظليم فاطعنا واختلفا فقتله الصرادق وفي ذلك يقول الصرادق: جهدتم علينا آل حمير ضله ... ونحن أناس نعتلي في الوقائع وحوشب قد لاقى وذاق وباله ... كما ذاق فيها ذو الكلاع صنائعي أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: كتب الينا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا علي بن الحسن بن أبي عثمان وأبو القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبو الحسن الأخضر وأبو طاهر القصاري قالوا: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن أبي وائل قال: أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل وكان من أفاضل أصحاب عبد الله قال: رأيت في المنام كأني دخلت الجنة فاذا قباب مضروبة فقلت لمن هذه؟ فقالوا: لذي الكلاع وحوشب، وكانا ممن قتل مع معاوية، قلت: فأين عمار وأصحابه؟ قالوا: أمامك، قلت: وقد قتل بعضهم بعضا؟! قيل: إنهم وجدوا الله واسع المغفرة. ***

ذكر من اسمه حوي

ذكر من اسمه حوي حوي بن حوي الكندي: شهد صفين مع معاوية، وجعله على كندة دمشق، له ذكر في كتاب صفين. حويّ بن مانع بن زرعة: ابن محصن بن حبيب بن ثور بن خداش، من بني عامر بن السكاسك، شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وقيل هو الذي قتل عمار بن ياسر. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي قال: أخبرنا (325- و) أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: قال أبو عبيدة: كان على كندة دمشق- يعني- حوي بن مانع، وهو قاتل عمار بن ياسر «1» . حوي بن أبي عمرو: وقيل حيّ، وقيل حينيّ، أبو عبيد القرشي، مولى سليمان بن عبد الملك وحاجبه، وكان معه بدابق. سمع أبا يزيد عطاء بن يزيد الليثي، وعبادة بن نسيّ الكندي، وروى عن داود بن الحضرمي وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ونعيم بن سلامة وسعيد بن عبد الملك بن مروان، وصالح بن جبير الصدائي وعقبة بن وساج.

روى عنه أبو عبد الله محمد بن عجلان القرشي، وأبو عبد الله مالك بن أنس ورجاء والأوزاعي، وصالح بن أبي الأخضر اليمامي، وسهيل بن أبي صالح وأبو رزين. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا قاسم بن زكريا قال: حدثنا أبو أحمد هرون بن حميد قال: حدثنا أبو داود عن صالح بن أبي الأخضر قال: حدثنا أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال: حج سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز، فدخل عليه داود بن الحضرمي، وكان عامله على مكة (325- ظ) وقد تطيب ولم يكن طاف طواف الزيارة، فقال له سليمان انفرت بعد؟ قال: لا، قال: فما لك والطيب؟ قال: يا أمير المؤمنين ان عائشة كانت تذكر أنها طيبت النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عبيدة: فأمرني فأرسلت الى سالم والقاسم «1» ، فدخلا عليه فسألهما عن ذلك، فقال سالم: يا أمير المؤمنين أما عمر بن الخطاب فكان يقول: اذا رميتم الجمرة فقد حل كل شيء الا الطيب وأما القاسم بن محمد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرتني عائشة أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احلاله وعند احرامه. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي في كتابه قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن محمد بن ابراهيم الفارسي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار الخضيب

قال: قرأت على عليّ بن عمرو الأنصاري قلت: حدثكم الهيثم بن عدي عن يونس ابن يزيد عن الزهري قال: وكان سليمان يأذن عليه مولاه أبا عبيد. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن قشام اجازة عن الحافظ أبي العلاء الحسن ابن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد (326- و) «1» . ***

ذكر من اسمه حيان

ذكر من اسمه حيان حيان بن أبجر: له صحبة، وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين، روى عنه ابناه: عبد الملك وجبلة «1» . أنبأنا نصر بن أبي الفرج الحصري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ قال: حيان بن الأبجر له صحبة يعدّ في (326- ظ) الكوفيين، شهد مع علي صفين «2» . حيان بن بشر بن حيان: ابن بشر بن حيان، وقيل بشر بن المخارق بن شبيب بن حيان بن سراقة بن مرثد ابن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة ابن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو بشر بن أبي المخارق بن أبي بشر الأسدي القاضي قاضي المصيصة، وكان من بيت القضاء والعلم ولي جدّه حيان بن بشر بن المخارق القضاء بأصبهان في أيام المأمون، وولي قضاء الشرقية ببغداد في أيام المتوكل، وولي من بيته قضاء القضاة ببغداد عمر بن أكثم بن أحمد بن حيان بن بشر أبو بشر، وولي أبوه وجده وجد أبيه القضاء. حدّث بالمصيصة عن أحمد بن حرب الطائي، ويحيى بن آدم، وسليمان بن عبد الخير. روى عنه أحمد بن علي بن عبد الله، محتسب المصيصة، وعمر بن مؤمل، وأبو يعلى الموصلي، وبسام بن الفضل البغدادي وأبو الحسين محمد بن أحمد بن

ابن جميع الصيداوي، وأبو القاسم فرج بن ابراهيم بن عبد الله النصيبي، وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن. أخبرنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن أبي الفضل الحرستاني قال: أخبرنا علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر بن طلّاب قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي قال: حدثنا حيان بن بشر الأسدي بالمصيصة قال: حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد (327- و) قال: حدثنا ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحب أن يمد في عمره ويبسط له في رزقه ويستجاب له دعاؤه وتصرف عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه «1» . قرأت في كتاب القضاة للحافظ عبد الغني بن سعيد قال: حيان بن بشر بن حيان ابن بشر بن حيان، يكنى أبا بشر قال لي عمر بن مؤمل: هو من رهط بشر بن موسى ابن صالح بن شيخ بن عميرة بن حيان، وكان في الزهد على غاية، وكان يخرج وهو قاض الى الباقلاني فيشتري الباقلاء في قصعة ويرجع الى بيته، وجئت يوما الى حيان بن بشر في علة موته وقد بقي عليّ من كتاب وكيع «2» شيء واذا هو يطلب قارورة البول فلما رآني قال: ناولني إياها فناولته فتذمم لي فقال: ما جاء بك؟ قلت أريد تمام كتاب وكيع، فقال: اقرأ فقرأت جميع ما بقي علي، فلما أردت أن أقوم قلت له: يا سيدي لك حاجة؟ قال: نعم، قلت: ما هي؟ قال: لا ترني وجهك بعد اليوم، قلت: نعم، فما رآني حتى مات. قال عبد الغني: وقال لي عمر بن المؤمل: جاء رجل الى حيان بن بشر ونحن عنده لنسمع منه تاريخ يحيى بن معين، فقال له: ما اسمك؟ قال: محمد، قال: ابن من؟ قال: ابراهيم قال: ابن من؟ قال: ابن محمد، قال: ابن من؟ قال: ابن ابراهيم، قال: وايش صنعتك؟ قال: بيطار قال: وأبوك؟ قال: بيطار، قال:

حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح:

وجدك؟ قال: بيطار، قال: وجد أبيك؟ قال: بيطار، قال: أنت (327- ظ) بيطار ابن بيطار بن بيطار، وأنا قاض بن قاض بن قاض بن قاض: حيان بن بشر بن حيان ابن بشر. قال عبد الغني: قال لي عمر بن المؤمل: كنا عنده يوما فأقبل فتى حسن الوجه فدخل الى منزله فقال لي: ما تعرف هذا؟ قلت لا، قال هذا هرم بن حيان وليس بصاحب أويس، هذا هرم ابني. قلت: قول عمر بن المؤمل هو من رهط بشر بن موسى بن صالح بن شيخ ابن عميرة بن حيان يشير الى أنهما يجتمعان في حيان بن سراقة بن مرثد الأسدي وكان بشر بن موسى ابن أخت جده حيان، وكان أصبهانيا، وكان من جلة أصحاب الحديث، روى عنه ابن اخته بشر بن موسى، وذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد بما أنبأنا به أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حيان بن بشر بن المخارق الأسدي، أبو بكر. وقال الخطيب: أخبرنا علي بن المحسن قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: وحيان رجل من جلة المسلمين تقلد القضاء في نواح كثيرة، وتقلد أصبهان، ثم قلد الشرقية «1» . ونسب الخطيب جده هكذا فقال: حيان بن بشر بن المخارق، وخالف عبد الغني فان عبد الغني سمى جد جده حيان، والصحيح ما ذكره الخطيب وجده كان أصبهانيا. حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح: وقيل بدل وحوح عمرو: ابن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن بن «2» (328- و) . وكان مغالبا «3» .

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى كان النابغة الجعدي ممن ذكر الجاهلية، وأنكر الخمر والسكر، وما يغير العقل، وهجر الأزلام «1» والأوثان وقال في الجاهلية: الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما «2» وكان يذكر دين ابراهيم عليه السلام والحنيفية ويصوم ويستغفر ويتوقى أشياء لغوا فيها، ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا بالمحرم نيّرا وجاهدت حتى ما أحس ومن ... معي سهيلا إذا ما راح ثمت عفرا أقيم على التقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النار المخوفة أزجرا «3» وحسن اسلامه، وأنشد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: لا يفضفض الله فاك. وروى عمر بن شبه قال: حدثني بعض أصحابنا عن ابن داب قال: لما خرج علي عليه السلام الى صفين خرج معه نابغة بني جعدة فساق به يوما فقال: قد علم المصران والعراق ... أنّ عليا فحلها العناق أبيض جحجاح «4» له رواق ... وأمّه غالى بها الصداق أكرم من شد به نطاق ... إن الأولى جاؤوك لا أفاقوا سقتم إلى نهج الهدى وساقوا ... إلى التي ليس لها عراق في ملة عادتها النفاق «5» (328- ظ) فلما قدم معاوية الكوفة قام النابغة بين يديه فقال:

ألم تأت أهل المشرقين رسالتي ... فإني نصيح لا يبيت على عتب هلكتم وكان الشر آخر عهدكم ... لئن لم تدارككم حلوم بني حرب «1» وقد كان معاوية كتب إلى مروان في النابغة، فأخذ مروان أهله وماله، فدخل النابغة على معاوية وعنده عبد الله بن عامر، ومروان، فأنشده: من راكب يأتي ابن هند لحاجتي ... بكوفان والأنباء تنمي وتجلب ويخبر عني ما يقول ابن عامر ... ونعم الفتى يأوي إليه المغضب فإن تأخذوا مالي وأهلي بظنة ... فإني لجواب الرجال مجرب صبور على ما يكره المرء كله ... سوى الظلم إني إن ظلمت سأغضب «2» فالتفت معاوية إلى مروان فقال: ما ترى؟ قال: أرى أن لا ترد عليه شيئا، فقال: ما أهون والله عليك أن ينجر هذا في غار، ثم يتقطع عرضي عليّ، ثم تأخذه العرب فترويه، أم والله إن كنت لممن يرويه، اردد عليه كل شيء أخذته له. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن الملثم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- اجازة- قال: حدثنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل قالا أخبرنا أبو محمد

الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: أنشدنا اسماعيل بن اسحاق السراج قال: أنشدنا محمد بن سلام الجمحي لنابغة الجعدي. الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما المولج الليل في النهار وفي ... الليل نهارا يعرّج الظلما الخافض الرافع السماء على ال ... ارض ولم يبن تحتها دعما الخالق البارئ المصور في ... الأرحام ماء حتى يحور دما ثم عظاما أقامها عصب ... ثمت لحما كساه فالتأما ثم كسا الريش والعقائب ... أبشارا وجلدا تخاله أدما من نطفة قرها «1» مقدرها ... يخلق منها الانسان والنسما واللون والصوت (والمعايش) «2» ... والخلائق شتى وفرق الكلما ثم لا بد أن سيجمعكم ... والله جهرا شهادة قسما فائتمروا ما بدا لكم رشدا ... واعتصموا إن وجدتم عصما في هذه الأرض والسما ولا ... عصمة منه إلا لمن رحما يا أيها الناس هل ترون ... إلى فارس بادت وأنفها رغما أمسوا عبيدا يرعون شاءكم ... كأنما كان ملكهم حلما أو سبأ الحاضرون مأربا ... إذ يبنون من دون سيله العرما فغر قوافي البلاد واغترفوا ... الذل وذاقوا البأساء أو العدما وبدلوا السدر والأراك به ... الخمط وأضحى البنيان منهدما «3»

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم البندار- اجازة- قال: أنبأنا أبو أحمد القارئ عن أبي بكر الصولي عن أبي العيناء عن الأصمعي قال: أنشدت الرشيد أبيات النابغة الجعدي من قصيدته الطويلة: فتى تم فيه ما يسر صديقه ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا (329- و) فتى كملت أعراقه غير أنه ... جواد فلا يبقى من المال باقيا أشم طويل الساعدين شمردل «1» ... إذا لم يرح في للمجد أصبح غاديا «2» فقال الرشيد: ويله ولم لم يروحه في المجد كما أغداه؟ ألا قال: «إذا راح للمعروف أصبح غاديا» فقلت: أنت والله يا أمير المؤمنين في هذا أعلم منه بالشعر. أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر بن عبد الباقي قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني- إجازة- قال حدثنا علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس ثعلب قال: قال الأصمعي: قلت لبعضهم: ما تقول: في شعر الجعدي: قال صاحب خلقان: عنده مطرف بألف، وخلق بدرهم. قال المرزباني: وحدثني عبد الله بن يحيى العسكري قال: حدثني إبراهيم ابن عبد الصمد قال: حدثنا الكراني قال: حدثني العباس بن ميمون طائع قال: حدثني الأصمعي قال حدثني أبو عمرو بن العلاء قال: سئل الفرزدق عن الجعدي فقال: صاحب خلقان: يكون عنده مطرف بألف، وخمار بواف «3» ، قال

الأصمعي: وصدق الفرزدق: بينا النابغة في كلام أسهل من الزلال وأشد من الصخر إذ لان، فذهب، ثم أنشدنا له: سما لك همّ ولم تطرب ... وبتّ ببثّ ولم تنصب وقالت سليمى أرى رأسه ... كناصية الفرس الأشهب وذلك من وقعات المنون ... ففيئي إليك ولا تعجبني (329- ظ) أتين على أخوتي سبعة ... وعدن على ربعي الأقرب وبعده أبيات، ثم يقول بعدها: فأدخلك الله برد الجنان ... جذلان في مدخل طيب «1» فلان كلامه حتى لو أن أبا الشمقمق «2» قال هذا البيت لكان رديئا ضعيفا. قال الأصمعي: وطريق الشعراء إذا أدخلته في باب الخير لان ألا ترى أن حسان بن ثابت كان علا في الجاهلية والإسلام فلما دخل شعره في باب الخير من مراثى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحمزة وجعفر عليهما السلام وغيرهم لان شعره وطريق الشعر هي طريق الفحول مثل امرئ القيس وزهير، والنابغة من صفات الديار والرحل والهجاء والمديح والتشبيب بالنساء وصفة الخمر والخيل والحروب فإذا أدخلته من باب الخير لان. قال المرزباني: وحدثني إبراهيم بن شهاب قال: حدثنا الفضل بن الحباب عن محمد بن سلام قال: كان الجعدي مختلف الشعر مغالبا، قال الفرزدق: مثله مثل صاحب الخلقان يرى عنده ثوب خز أو عصب، والى جانبه سمل كساء، وإذا قالت

العرب: مغلّب فهو مغلوب وإذا قالوا: غلّب فهو غالب، غلّبت ليلى على الجعدي وغلب عليه أوس بن مغراء القريعي، ولم يكن إليه في الشعر ولا قريب، وغلّب عليه عقال بن خويلد العقيلي وكان مفحما بكلام بلا شعر، وهجاه سوار ابن أوفى وفاخره وهجاه (320- و) الأخطل بآخرة «1» . قال المرزباني: أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم قال: حدثنا الأصمعي قال: أفحم النابغة ثلاثين سنة بعد قوله الشعر، ثم نبغ فقال، والشعر الأول من قوله جيد، والآخر كأنه مسروق وليس بجيد، قال أبو حاتم: قال النابغة الجعدي وهو ابن ثلاثين سنة فقال: ثلاثين سنة ثم أفحم ثلاثين سنة، ثم نبغ فقال ثلاثين سنة أو قرابتها. قال المرزباني: حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثني محمد بن موسى البربري قال: حدثنا محمد بن سلام قال: قال النابغة لعقال بن خويلد، ح. قال المرزباني: وحدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى المنجم عن أبيه قال: حكى أبو الورد الكلابي قال: قال النابغة لعقال بن خويلد العقيلي وكان أجاربني وائل بن معن بن مالك بن أعمر وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة وكانوا يطالبونهم بدمه فحذّر النابغة عقالا أن يصيبه في ظلمه ما أصاب كليب ووائل في تعديه عليهم، وأن يقع بينهم ما وقع بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء من الشر فقال: أبلغ عقالا أنّ غاية داحس ... بكفيك فاستأخر لها أو تقدّم فقال عقال: لابل أتقدم يا أبا ليلى. قال النابغة:

حيان بن هوذة النخعي

يجير علينا وائلا في دمائنا ... كأّنك مما نال أشياعها عم فقال عقال: بل على عمد يا أبا ليلى، فقال النابغة: (330- ظ) كليب لعمري كان أكثرنا ناصرا ... وأيسر جرما منك ضرج بالدم رمى ضرع ناب فاستمّر «1» بطعنة ... كحاشية البرد اليماني المسهّم وما علم الرمح الأصم كعوبه ... بثروة رهط الأبلخ «2» التظلّم «3» فقال عقال: لكن أست حامله تعلم، وقال يحيى في حديثه: لكن حامله يعلم فغلب عليه عقال بهذا الكلام. قال المرزباني: حدثني إبراهيم بن شهاب قال: حدثنا الفضل بن الحباب عن محمد بن سلّام قال: حدثني أبو الغرّاف قال: قال النابغة الجعدي: إني وأوس ابن مغراء لنبتدر بيتا ما قلناه بعد لوقد قاله أحدنا لقد غلّب على صاحبه. قال ابن سلّام: وكانا يتهاجيان ولم يكن أوس إلى النابغة في قريحة الشعر، وكان النابغة فوقه، فقال أوس بن مغراء: فلست بعاف عن شتيمة عامر ... ولا حابسي عما أقول وعيدها ترى اللؤم ما عاشوا جديدا عليهم ... وأبقي ثياب اللابسين جديدها لعمرك ما تبلى سرابيل «4» عامر ... من اللؤم ما دامت عليها جلودها فقال النابغة: هذا البيت الذي كنا نبتدر، وغلّب الناس أوسا على النابغة. حيان بن هوذة النخعي شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكانت معه راية علي ليلة الهرير «5» ، وقتل

يومئذ هو وأخوه بكر بن هوذة، وقد ذكرنا (331- و) ذلك في ترجمة أبان ابن قيس. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي محمد عبد الله بن أحمد النحوي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا ابن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد بإسناده الأول في خبر صفين يعني عن الحارث بن حضيرة عن أبي الكنود وغيره، قال: فاجتلدوا بالسيوف من صلاة الغداة الى نصف الليل والأشتر في ميمنة الناس وابن عباس في الميسرة وعلي عليه السلام في القلب، والناس يقتتلون فجعل علي يزحف بأصحابه ويقول لهم: ازحفوا قيد رمحي هذا، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك، حتى التقوا ثم دعا علي عليه السلام نفر يسير «1» ، وركز رايته، وكانت مع حيان بن هوذة النخعي، فاقتتلوا الى نصف الليل لم يصلوا لله عز وجل صلاة إلا تكبيرا فافترقوا على سبعين ألف قتيل، قال: وهي ليلة الهرير وجعل يهر بعضهم الى بعض ويكدم بعضهم بعضا. قال: وخرج علي يومئذ وهو يسير على فرسه في كيانته فقال: من يشري نفسه لله عز وجل «2» ***

ذكر من اسمه حيدرة

ذكر من اسمه حيدرة حيدرة بن أحمد بن عمر بن موسى: أبو تراب الربعي الحراني، ويعرف بابن قطرميز، رجل فاضل أديب شاعر، كان مبرزا في علم القرآن العظيم وله اطلاع على سائر العلوم وله (331- ظ) شعر لا بأس به، كان منقطعا الى الأمير شرف الدولة مسلم بن قريش «1» ، جليسه ومحادثه، وانقطع بعده الى أبي سلامة مرشد بن منقذ، روى عنه مرشد. قرأت بخط أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ في جزء كتبه لابن الزبير جوابا عن أسماء جماعة من الشعراء فكتب له في الجزء المذكور جماعة وشيئا من أشعارهم ليودعه في كتاب جنان الجنان. وأنبأنا به أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أجاز لنا أسامة بن مرشد وقال: الرئيس أبو تراب حيدرة بن أحمد بن عمر بن موسى رجل عالم قد خاض في كل العلوم، ونال منها حظا جسيما، وبرز في قراءة القرآن وعلومه، ولم يكن مشتهرا بالشعر، وكان أقل فضائله، وليس هو من أهل الشام وإنما ورد إليه من الشرق خاطرا فتمسك به والدي أبو سلامة مرشد بن علي رحمه الله، وترك له ما اقترح، وقرأ عليه القرآن والنحو وعلم النجوم، وكان هذا الرجل يعرف بابن قطرميز وسبب ذاك أن رجلا من أماثل أهل الجزيرة يعرف بابن قطرميز تزوج والدته، وكان له ولد

في عمر أبي تراب، فألزمه بقراءة العلوم وأبو تراب معه، فمهر أبو تراب وبلغ ما لم يبلغه ولده، واشتهر فنسب الى زوج أمه. قال أسامة: شاهدت منه كتابا الى والدي رحمه الله يقول فيه: وقد كنت بحسن رأيه وبدوام علائه رضي البال بالغ الآمال، فحين علم الزمان ذلك من عيشتي الراضية رماني بسهام قاضية فأعادت الصفاء رنقا «1» والعذاب طرقا. فلو كان قلبي كالقلوب أذابه ... فراقكم لكنه جلمد صخر (332- و) أقول إذا اشتد اشتياقي إليكم ... ودون لقائي مسلك فدفد «2» وعر الى الله أشكو ما جنته يد النوى ... على مدنف أحشاؤه حشوها جمر خليليّ مالي والليالي كأنما على ... الدهر من تفريق إلفتنا نذر فوا لهفي حتام ألقاه عاتبا ... ووا اسفا كم أرتجي نفد العمر فلو كان للأيام عهد عتبتها ... ولكنها الأيام شميتها الغدر وحتى متى أدعو الزمان وأين من ... أنادي كأن الدهر في أذنه وقر فإن كان لي زين الدولة الملك حافظا ... عهودي فما آسي على ما حمى الدهر همام أعاد الدهر طوع إرادتي ... فليس له نهي عليّ ولا أمر فتى شرّفته نفسه وجدوده ... وبيض المواضي والمثقفة السمر وقال أسامة- ونقلته من خطه في الكتاب المذكور- وصنف لوالدي كتابا في النجوم سماه «المنهاج» أحسن فيه افتتحه بقصيدة لم أحفظ منها سوى هذين البيتين:

حيدرة بن اسماعيل بن سالم:

فأفّ من الحياة وأفّ مني ... فكم أغضي على قهر وقسر فطورا في كفر طاب وطورا ... الى حرّان أنضيها وأسري قال أسامة: وكان له أهل بحرّان وأهل بشيزر، فإن كان هذا المذكور هو الذي اشتمل عليه الرقم ووسم بأبي تراب الربعي فذاك، وإلا فما أعرف سواه. قرأت في مجموع جمعه بعض أهل حلب قال: حيدرة (332- ظ) ابن أحمد ابن عمر بن موسى أبو تراب الربعي، من أهل الشرق، ورد الى حلب، ثم انقطع الى ابن منقذ، وكان عنده أنواع من العلوم، وذكر له الأبيات الرائية المرفوعة. حيدرة بن اسماعيل بن سالم: الكاتب كان أحد كتاب الوزير أبي العز بن صدقة وزير أبي المكارم مسلم بن قريش، وكان ذا أدب وافر وعلم ظاهر، وفخر سني وكتابة حسنة وكان بليغا. قرأت في المجموع الذي جمعه بعض أهل حلب وقدمت ذكره في الترجمة المتقدمة قال: وقيل- يعني- لحيدرة بن اسماعيل لما أراد الاتصال بخدمة ابن الفرات: بماذا تخدم الوزير؟ قال: بأن لا أكذبه إذا سأل، ولا أصدقه إذا سكت، ولا أخونه إذا ولّى، ولا أذمه إذا عزل، ولا أساعد له عدوا، ولا أجالس من كان عنده ظنينا، ولا أسأله عما لم ينله نظري، ولا أرتفع فوق قدري، ولا أكتسب من غيره، ولا أشكر على نعمته سواه، وإن حسن موقعي منه شكرته للزيادة فيما فزت به، وإن جرى المقدار بخلاف ذلك، كنت غير لائم لنفسي ولا أعتب على فعلي، قال: ومن شعره: إن كنت في الحق لا تجوزني ... فإنني قد أجوز في الغلط إن لم أكن من خيار ما ضمّه ال ... عدل فهبني لفاقه السقط

حيدرة بن الحسن بن أحمد:

كذا كان في المجموع المشار إليه لما أراد الاتصال بخدمة ابن الفرات، ويغلب (333- و) على ظني أنه تصحف عليه أبي العز بابن الفرات، وأظن أن آخر البيت الثاني: «فهبني نفاية السقط» والله أعلم. حيدرة بن الحسن بن أحمد: ابن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بهلول الحلبي، أبو تراب العدل الخطيب ابن أبي أسامة، من ولد أسامة بن زيد من بيت مشهور بحلب، وفيهم جماعة من أهل العلم والحديث والأدب والخطابة بحلب، وقد ذكرنا جده أحمد وعم أبيه أبا القاسم الحسين، وسنذكر جد جد جده الخطيب أبا أسامة عبد الله، وأباه محمد بن بهلول، وكان أبو تراب هذا خطيبا بليغا له ديوان خطب حسنة الإنشاء، وله شعره، وكان إمامي المذهب، خطب بجامع حلب سنة ثلاث وستين وأربعمائة وقت حصار العادل ألب أرسلان بحلب محمود بن نصر بن صالح، ثم عزل، ثم خطب ثانيا بحلب للمصريين حين خطب الملك رضوان بن تتش للمصريين وقطع خطبة بني العباس، وعزل جدّ أبي القاضي أبا غانم عن القضاء والخطابة في سنة تسعين وأربعمائة «1» ، وقيل إن أبا تراب لم يعش بعد ذلك إلا مدة يسيرة، ومات وكان قد أسنّ، ووقفت على شهادته في كتاب من كتب أوقاف الحلبيين مؤرخة بسنة خمس وثلاثين وأربعمائة، فيدل على أن مولده كان في حدود الأربعمائة بعدها. وذكر لي بعض بني أسامة الحلبيين أنه ما زال مستمرا في الخطابة للمصريين بالبياض الى آخر سنة خمس وسبعين وأربعمائة وليس كذلك، بل خطب لبني العباس بالسواد في (333- ظ) سنة اثنتين وستين وأربعمائة في أيام محمود ثم أعاد الخطبة للمصريين حين حصره ألب أرسلان، ثم أعادها لبني العباس في سنة

ثلاث وستين حين خرج الى ألب أرسلان وأطاعه، واستمرت الخطبة لبني العباس الى زمن رضوان كما ذكرناه. وسمع أبو تراب الخطيب الحديث من أبي عبيد الله عبد الرزاق بن أبي نمير العابد الأسدي، سمع منه ولداه: أبو القاسم عبد الله بن حيدرة، وأبو الفرج عبد الواحد بن حيدرة، وعبد الله بن عبد السلام النائب بحلب. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأخبرنا به أبو اليمن الكندي- إذنا عنه- قال: وفي هذه السنة- يعني- سنة تسعين وأربعمائة خطب الملك رضوان بحلب للمصريين، وكان الخطيب أبو تراب له حكاية معروفة، وكان هذا الخطيب رأى مناما أنه لا يموت حتى يعود يخطب للمصريين دفعة ثانية، لأنه خطب لهم بحلب في حصار السلطان العادل فكان كذلك «1» . قرأت في خطب أبي تراب حيدرة من نسخة بخط ولده، وقرأها عليه: أيها الناس العجل العجل قبل مرافصة «2» الأجل وظهور القلق والوجل ومقام التوبيخ والخجل عند الوقوف بين يدي الله عز وجل، فكأنكم بطارق المنية قد قطع الأمنية، ونزل الحق الصراح، فنادى بعز لا براح، فلو أن له ما في الأرض جميعا ومثله معه ما دفع عنه ما نزل به ولا نفعه، فعلت الضجة عند تلف المهجة، وأرملت الصاحبة وندبت (334- و) النادبة ووجبت نقلته من منزله وإزعاجه، وقال أحب الناس إليه: كرامته اخراجه فأصابه من جميع ما ملكه أكفانه وما حوته من الطيب أجفانه، وشيعه الأماثل الى أن أودعوه لحده وخلفوه مفردا وحده فعاين هنالك أحواله، فإذا كل ما هو فيه عليه لا له، فرحم الله امرءا سمع فوعى، وكان بما يسمعه

منتفعا قبل فوت الإمكان، واشتمال الندامة على ما أسلفه من عمله ورآه قدامه. ومن خطبة أخرى: أيها الناس ما للقلوب حائدة عن سبل الخشوع وما للأبصار جامدة عن فيض الدموع، وما للأنصار قد أهلكها طول الهجوع، أتحققتم النجاة في المآب، أم تيقنتم الأمان في معادكم من العقاب، أم رضيتم بأعمالكم لمسائلة رب الأرباب، أم عدلتم على بصيرة عن نهج السبيل، أم رضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، «وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل» «1» . ومن أخرى: أيها الناس، إن بقاءكم في هذه الدنيا الفانية قطع مسافة الى مدى واشتغالكم بجمع حطامها إقدام على مرافصة الردى، وإهمالكم طاعة ربكم في يومكم أمان مما يحدث غدا، كأنكم لا تعلمون أن أرواحكم لدعوة الحمام صدى، أو تجهلون أن الموت يبقى منكم أحدا. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: أنشدني القاضي أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة لنفسه من أبيات كتبها الى الخطيب أبي تراب حيدرة بن أبي أسامة: يا أوحد الخطباء غير منازع ... وجمال منبره وعالم عصره ومهجّن الفصحاء في أقوالهم ... ومصرّف الكلم الفصاح بأمره عزّت على طلابها فكأنها ... جعلت حبائس نظمه أو نثره تهدي لسامعها لشدة عجبه ... سكرا وفيها صحوة من سكره سلب البلاغة كل نطق ... فاغتدى ربّا لها لما غدت في أسره

حيدرة بن علي بن محمود:

وسما فحط الشهب في أفلاكها ... نثرا فنظمها طرائق شعره ضلّ الذي جاراه في علمه ... يرجو اللحاق به ولا في قدره هنّاه من أعطاه بارع فضله ... وأبان كل غريبة من فكره توفي أبو تراب الخطيب في سنة تسعين وأربعمائة، أو بعدها بقليل على ما ذكرناه. (334- ظ) حيدرة بن علي بن محمود: ابن ابراهيم بن الحسين، أبو المنجا بن أبي تراب الأنطاكي القحطاني عابر الأحلام المالكي، أصله من أنطاكية، وسكن دمشق، وأظنه كان بأنطاكية بعد أن فتحها سليمان بن قطلمش «1» . سمع أبا علي الحسن بن علي بن الحسن الكفرطابي، وأبا محمد عبد الرحمن ابن عثمان بن أبي نصر، والقاضي أبا العباس أحمد بن محمد البسطامي، وأبا الحسن رشاء بن نظيف، والقاضي أبا محمد عبد الوهاب بن علي بن أبي نصر المالكي، وأبا عمر وعثمان بن خلف الأندلسي، وعلي بن حمدان بن محمد البلخي، وأبا الحسن ابن عوف، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي، وعنه أخذ علم تعبير الرؤيا. روى عنه الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ، وأبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، والقاضي أبو المفضل يحيى بن علي القرشي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني، وأبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني، أبو محمد بن الأكفاني. (335- و)

حيدرة بن أبي القاسم بن أبي تراب:

حيدرة بن أبي القاسم بن أبي تراب: أبو تراب الأستاذ الكفر طابي الناسخ كان علما بحلب، وأظن والدي وعمي كتبا عليه بحلب، وكان يكتب خطا لا بأس به. حدّث عن أبي الحسن بن أبي الفضل السلمي الفرضي. روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وخرج عنه في معجم شيوخه. أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله بن صصرى- إذنا- قال: أخبرنا أبي أبو المواهب الحافظ قال: أخبرنا الشيخ أبو تراب المكتب وجماعة قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الفضل السلمي الفرضي- قراءة عليه ونحن نسمع- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي- وأذن لنا فيه غير واحد عن الصوفي- قال: أخبرنا أبو تغلب محمد بن الأغلب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن بطة قال: حدثنا أبو بكر محمد بن محمود السراج قال: أخبرنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برده الأحمر وعمامته السوداء في العيدين والجمعة «1» . حيوبل بن ناشرة: ابن عبد عامر بن أيم بن الحارث الكنعي، أبو ناشرة المصري الأعور، كان من أشراف أهل مصر، روى عن عمرو بن العاص، روى عنه جماعة من أهل الشام ومصر، وشهد مع معاوية صفين «2» . (336- و) . ***

الجزء السابع

[الجزء السابع] حرف الخاء «1» خاقان المفلحي: خادم الرشيد، له ذكر وغناء في الجهاد، وكان مرابطا بطرسوس وإليه تنسب دار خاقان بطرسوس، وهي دار الإمارة وفيها دفن عبد الله المأمون حين مات «2» . ذكر من اسمه خالد خالد بن برمك الاصغر: ويسمى عبد العزيز بن برمك الأكبر، ويسمى عبد الله بن يشتاسف بن جاماس، أبو العباس وأبو عون وأمه بنت ملك الصغانيان. حدّث عن عبد الحميد بين يحيى الكاتب، روى عنه ابنه يحيى بن خالد البرمكي وقدم وهو صبي مع أبيه برمك الى رصافة هشام بن عبد الملك حين قدم أبوه على هشام، ونشأ بها مع ولد هشام، وقدم حلب صحبة المهدي حين قدمها وأغزاه المهدي الصائفة مع ابنه هارون في سنة ثلاث وستين ومائة، وقلد كتابة هارون وتدبير أمر عسكره ابنه يحيى بن خالد، وكان خالد بن برمك أحد العشرين الذين اختارهم الشيعة لإقامة دعوة بني العباس بعد النقباء الاثني عشر. (336- ظ) قرأت في «كتاب أخبار البرامكة» تأليف أبي حفص عمرو بن الأزرق الكرماني «3» قال: وحدثني سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك، وكان يحمل الحديث عنه قال: حدثتني رضوى حاضنة أبي أن خالد بن برمك كان يبيت مع مسلمة في لحاف واحد وهما صبيان، وأنه نشأ معه في موضع واحد. قال سعيد: وكان مسلمة أبي لا يولد له فوصف له برمك دواء فتعالج به فولدت له، فكانوا يسموني البرمكي على عهد هشام.

قال ابن الأرزق: حدثني شيخ قديم قال: وكان برمك واقفا بباب هشام فمر به محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فأعجبه ما رأى من هيئته فسأل عنه فأخبر بقرابته من النبي صلّى الله عليه وسلم فقال لابنه خالد بن برمك: يا بني إن هؤلاء أهل بيت النبي وهم ورثته وأحق بخلافته والأمر صائر إليهم فإن قدرت يا بني أن يكون لك في ذلك أثر تنال به دينا ودنيا فافعل، قال: فحفظ خالد ذلك عنه وعمل عليه عند خروجه في الدعوة، وكان خالد بن برمك أحد العشرين الذين اختارهم الشيعة لإقامة الدعوة بعد النقباء الاثني عشر. قال أبو حفص بن الأزرق: سار برمك- يعني- من عند هشام بن عبد الملك حتى قدم جرجان، فنزل على يزيد بن البراء وأعلمه ما صار إليه من الخليفة وزوج ابنه خالد بن برمك من أم خالد بنت يزيد، وكان خالد أحب ولده إليه، وكان يقول فيما ذكر المشايخ عنه: به يجبر الله ولدي وأهل بيتي (337- ظ) قال ابن الأزرق: وحدثني عمرو بن بحر الجاحظ قال: حدثني ثمامة بن أشرس قال: كان أصحابنا يقولون: لم يكونوا يرون لجليس خالد بن برمك دارا إلا وخالد بناها له، ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له، ولا ولدا الا وخالد وهب له أمه، ولا دابة الا وخالد وهبها له إما من نتاجه أو غير نتاجه. قال وحدثني بشر بن حرب بن يزيد الطالقاني، وغيره من مشايخ الدعوة أنهم كانوا يسمون خالد بن برمك أمين آل محمد. قال: وحدثني بشر بن فاستك شيخ من أهل الباميان «1» عن علي بن عصمة قال: كان يقال: ما من أحد من أهل خراسان إلا ولخالد بن برمك عليه منّة، وذاك أنه قسط الخراج عليها وأحسن فيه الى أهلها. قال ابن الأزرق: وكان خالد بن برمك سمع من أبيه ذلك القول في محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وحفظ عنه وبحث عن الأمور بعد أبيه حتى انكشفت له فكاتب الإمام وراسله، وكانت رسل الإمام تأتيه وأمره ونهيه يرد عليه، وصير من الدعاة الذين يتلون النقباء فكان اسمه في كتاب الدعوة فيهم مع نظرائه من الدعاة

حتى حدث من أمر البرامكة في أيام الرشيد ما حدث، فأسقطه منه أبو عصمه وغيره من الشيعة تقربا الى الرشيد بذلك، فهو يوجد في خواص الكتب. قال ابن الأزرق: فحدثني أبو يحيى الخليل الشيعي قال: قدم عبد الملك بن يزيد وخالد بن برمك على الإمام «1» فقال لعبد الملك: نعم العون أنت لنا فأنت أبو عون، وأنت يا خالد فانك (338- و) ستصير وزيرا لولد العباس، فأنت أبو العباس، فهو الذي كناهما. قال: فكان خالد بن برمك يختلف فيما بين جرجان وطبرستان والري وتيك النواحي، فيدعو لبني هاشم ويظهر أن اختلافه في التجارة فيجلب معه الدواب والرقيق إلى تلك الكور، على خوف شديد ومخاطرة عظيمة لم يكن يظن بأحد هذا الرأي فضلا عن الدعاء إليه إلّا أتى عليه وعلى أهل بيته. قال: وقد أخذ خالد في ذلك غير مرة فتأنّي واحتال حتى تخلص. وقال ابن الأزرق- بعد ذكر البيعة لأبي العباس السفاح: وأدني خالد بن برمك إلى الإمام أبي العباس وهو في محمل من الجراحة التي كانت به، فظن أبو العباس أنه من العرب، لما رأى من فصاحته وهيئته، فقال: ممن الرجل؟ فقال: مولاك يا أمير المؤمنين، قال: ممن أنت رحمك الله؟ قال أنا من العجم، قال: فمن أنت منهم؟ قال: أنا خالد بن برمك، ووصف له حالهم التي كانت بخراسان قبل الإسلام، وأن الله هداهم بهم أهل البيت، وأنه في محبتهم والتشيع لهم كما قال الكميت: ومالي إلّا آل أحمد شيعة ... ومالي إلّا مشيع الحق مشعب «2» قال: فأعجب به أبو العباس قال: وأقر أبو العباس خالد بن برمك على مكان يتولى في العسكر من الغنائم، ثم جعل ديوان الخراج وديوان الجند إليه. قال: ولما صار الديوانان إلى خالد بن برمك حسن فيهما مذهبه وكثر حامد، وعلى يديه جرت قطيعة العكي وقطيعة أبي حميد وقطائع كثيرة غير ذلك (338- ظ)

قال: وكانت الدفاتر في ديوان الجند صحفا مدرجة، فجعلها خالد بن برمك دفاتر فهو أول من فعل ذلك وأول من جعل ديوان الجند على ما هو عليه اليوم. قال: وحسن خالد بن برمك عند أبي العباس وجل قدره عنده، ووضعه في موضع المشاورة في الأمور، وحل محل الوزير. أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي في كتابه عن زاهر بن طاهر الشحامي قال: أنبأنا أبو القاسم البندار عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- اجازة- أن الإمام أبا العباس السفاح لما استخلف أدخل عليه خالد بن برمك فبايعه وتكلم فأعجبته فصاحته، فظنه من العرب قال: ممن الرجل؟ قال مولاك يا أمير المؤمنين، قال: فمن أنت يرحمك الله؟ قال: من العجم، أنا خالد بن برمك، وأبي وأهلي في موالاتكم والجهاد عنكم كما قال الكميت: فما لي إلّا آل أحمد شيعة ... ومالي إلّا مشعب الحق مشعب فأعجب به أبو العباس وجعله بعد ذلك خليفة لأبي الجهم عبد الله بن عطيه بن عبد الله بن كيسان على ديوان الخراج وديوان الجند، فحسن أثره وما زالت الحال تترامى به إلى أن صار وزيرا. عدنا إلى ما ذكره ابن الأزرق، قال: ودفع أبو العباس إلى خالد بن برمك ابنته ريطة بنت أبي العباس فأرضعتها زوجة خالد وربتها، وأرضعت أم سلمة زوج أبي العباس أمير المؤمنين أم يحيى بنت خالد بلبان ابنتها ريطة. قال: وحدثني اسحاق بن ابراهيم عن هارون (339- و) بن ديزويه قال: دخل خالد يوما على أبي العباس فقال له: يا ابن برمك أما رضيت حتى استعبدتني؟ قال: ففزع خالد لذلك، قال: وكيف يا أمير المؤمنين بل أنا عبدك فضحك أبو العباس، وقال: ريطة بنت أمير المؤمنين وأم يحيى بنت خالد: تبيتان في فراش واحد فاتعارّ من الليل فأجدهما قد تكشفتا فأمد اللحاف عليهما، قال: فقبل يده وتشكر ذلك له. قال ابن الأزرق: وقال له أبو العباس يوما، وخرج على الناس يوما وأحب ان يعرفهم مكانه منه: يا خالد ما أحد أخص بأمير المؤمنين منك، أنت معي، وأهلك مع أهلي، وولدك مع ولدي، فشكره ودعا له.

قال: فلم يزل خالد مع أبي العباس أمير المؤمنين على تلك الحال حتى مضى أمير المؤمنين أبو العباس. قال: واستخلف المنصور فأقر خالدا على حاله ومرتبته وعلى ديوان الخراج، وكان به معجبا، فمكث بذلك عدة سنين، ثم غلب عليه أبو أيوب المورياني فثقل على أبي أيوب مكان خالد، وأحب أن يخلو بأبي جعفر، فكان لا يألو ما حمّل أبا جعفر عليه الى أن أتيهم انتقاض فارس وغلبة الأكراد عليها، فأعظم أبو جعفر ذلك وأمر أبا أيوب بارتياد رجل يصلح لها، فقال: قد أصبته يا أمير المؤمنين، قال: ومن هو؟ قال: خالد بن برمك، قال: صدقت هولها، فعقد له على فارس فشخص اليها فافتتحها، وجلا الاكراد عنها، وصلحت فارس على يدي خالد، وأقام بها سنين ودخل اليه وجوه الناس وأشرافهم من الأمصار (339- ظ) وامتدحه الشعراء فوصلهم وحباهم وصرفهم راضين، فحمدوه في سائر الأمصار، وشاع ذكره بالسماحة وسعى أبو أيوب المورياني بخالد الى أبي جعفر فقال له: قد اقتطع خالد من خراجك ثلاثة آلاف ألف درهم، ووصل بها الناس، فأغضبه عليه، فصرف خالدا عن فارس، فلما قدم عليه ألزمه بعض ذلك المال، فدعا به بعد أن باع في أداء ذلك المال الدواب والرقيق والمتاع فلما دخل عليه قال: أخذت مالي واجترأت علي وفرقته في الناس فقال له خالد: كل ما قال أمير المؤمنين فقد صدق، غير أني يا أمير المؤمنين اقتصرت على أرزاقي ونظرت الى معونتي من أمير المؤمنين وما تفضل به عليّ فصرفته الى أشراف الناس وتفضلت به عليهم لأنه لم يكن شكري يحيط بنعم أمير المؤمنين علي فجمعت الى شكري شكر هؤلاء، وذلك كله لأمير المؤمنين ان جعل السبيل اليه وأعانني عليه، فسره ذلك، قال: صدقت وأحسنت أقر الله عينك يا خالد قد زينتا وزينت نفسك لنا، فأنت في حل مما جرى على يدك من أموالنا، وقد رضيت عنك، وعظم في عينه بعد ذلك. قال ابن الأزرق: وذكر علي بن الفرج، وكان الفرج أبوه لأبي أيوب، ثم صار لأبي جعفر قال: لم يكن أبو أيوب يأمن ناحية خالد بن برمك وان يرده أبو جعفر الى كتابته وديوان الخراج، فكان يحتال عليه، وكان مما احتال به أن دس الى بعض الجهابذة مالا عظيما وقال له: اذا سألك أمير المؤمنين على هذا المال فقل له

انه استودعنيه (340- و) خالد بن برمك، قال: ثم دس من رفع الى أبي جعفر في ذلك. قال: فدعا أبو جعفر بالنصراني فسأله فقال: نعم عندي مال لخالد بن برمك استودعنيه، قال: فبعث أبو جعفر الى خالد فأحضره وسأله عن ذلك المال فحلف أنه لم يجمع مالا قط ولا ادخره ولا رأى النصراني قط، ولا عرفه، ثم قال: يا أمير المؤمنين ترسل الى الجهبذ وأكون في موضعي حيث يراني فان عرفني فقد صدق علي وان لم يعرفني فقد أظهر الله براءتي. قال: فبعث أبو جعفر الى النصراني فقال: أصدق أمير المؤمنين عن هذا المال، قال: يا أمير المؤمنين المال لخالد، وما قلت إلّا حقا، قال: أفتعرف خالدا ان رأيته؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين أعرفه ان رأيته فالتفت أبو جعفر الى خالد فقال: قد أظهر الله براءتك، وهذا مال أصبناه بسببك، ثم قال للنصراني: هذا الجالس خالد فكيف لم تعرفه؟ قال: الأمان يا أمير المؤمنين فآمنه فأخبره بالقصة فأمره أبو جعفر بحمل المال الى بيت المال، وكان بعد ذلك لا يقبل في خالد قولا من أحد وازداد به ثقة وتقديما. قرأت في كتاب الوزراء لابن عبدوس الجهشياري قال: وأغزى المهدي هارون ابنه الصائفة في سنة ثلاث وستين ومائة وأنفذ معه خالد بن برمك، وقلد كتابته وتدبير أمر عسكره يحيى بن خالد ففتح عليهم وحسن أثر يحيى فيما قام وأحمد فعله فيه وتدبيره «1» . (340- ظ) . أنبأنا أبو روح الهروي في كتابه قال: أخبرنا زاهر بن طاهر- اذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم البندار- كتابة- عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي اجازة- قال: مات خالد بن برمك في جمادى الأولى سنة خمس وستين ومائة وهو ابن خمس وسبعين، مولده سنة تسعين «2» (341- و) .

خالد بن الحارث بن أبي خالد:

خالد بن الحارث بن أبي خالد: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي «1» قيس بن خلدة بن مخلّد، وقد قيل مخلّد بن عامر بن زريقي بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء ابن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد- واسمه دراء- بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الانصاري، هكذا نقلت نسبه من خط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي المغربي وقال: وفي صلة نسب قحطان كلام ليس هذا موضعه. شهد خالد العقبة وبدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وقتل بها. (3- و) . «2» قرأت بخط الوزير أبي القاسم بن المغربي قال: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمارة النسابة، المعروف بابن القداح، مولى بني ظفر، من الأوس في كتابه الذي صنفه لنسب الأوس والخزرج: كان أبو خالد أحمد بن قيس هذا بدريا عقبيا، وابناه:

خالد بن الحباب:

خالد ومحلد صحبا النبي صلى الله عليه وسلم، وحضرا صفين فقتلا يومئذ، وأمهما أميمة، امرأة من بني زريق من قومهما فقالت: أعيني جودا بدمع سرب ... على فتية من خيار العرب وما ضرهم غير حين النفوس ... أي أميري قريش غلب (3- ظ) خالد بن الحباب: أبو الحباب، نزيل حماة، بلدة من العواصم قد ذكرناها في مقدمة الكتاب «1» حدث عن سليمان التيمي، روى عنه أبو القاسم عبد الواحد بن شعيب الجبلي، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثني أحمد بن محمد بن مؤمل قال: حدثنا عبد الواحد بن شعيب الجبلي بجبلة قال: حدثني خالد بن حباب قال: حدثنا سليمان عن أبي عثمان عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتج آدم وموسى، فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله تعالى بيده، وأسجد لك ملائكته عملت الخطيئة التي أخرجتك من الجنة؟ قال آدم: أنت موسى، الذي اصطفاك الله برسالته وأنزل عليك التوراة وكلمك تكليما، فبكم خطيئتي سبقت خلقي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى «2» . (4- و) . خالد بن الحصين السكسكي: شهد صفين مع معاوية، وشهد على كتاب الحكمين بينه وبين علي في ما ذكره زيد بن حسن، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة علقمة بن يزيد فيما يأتي في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.

خالد بن حيان بن الاعين:

خالد بن حيان بن الاعين: الحضرمي المصري قدم حلب أو بعض أعمالها مع صالح بن علي بن عبد الله بن العباس غازيا، خرج معه من مصر وكان من وجوه أهل مصر وأعيانهم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة- اجازة- عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي قال: حدثني علي بن الحسن بن حديد قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال: حدثني عمرو بن بحري الشيباني، أن صالح بن علي الهاشمي لما خرج من مصر الى الشام خرج بنفر من وجوه أهل مصر، منهم معاوية بن عبد الرحمن بن مخرم الخولاني، وخالد بن حيان بن الأعين الحضرمي، وشرحبيل بن مذيلغة الكلبي، وعوف بن سليمان الحضرمي، وعمرو بن الحارث الفقيه «1» . (4- ظ) . خالد بن رباح: أبو رويحة الحبشي، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أخو بلال بن رباح، له صحبة ولا رواية له، استعمله عمر رضي الله عنه على الأردن، وقيل انه كان بحلب ومات بها. (5- و) . أخبرنا أبو ابراهيم شعبان بن ابراهيم بن أبي طالب الحمصي وأبو حميد محمود ابن حميد بن خضير الداريان بداريا قالا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، قال: أخبرنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله أحمد بن محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني من لفظه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن طوق الطبراني- قراءة عليه بداريا- قال: أخبرنا أبو علي عبد الجبار بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم الخولاني قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر قال: حدثنا أبو أسامة الحلبي

خالد بن الريان المحاربي:

قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعد عن عدي بن عبد الرحمن أن بلالا رضي الله عنه مات بحلب فدفن عند باب الاربعين، وقد قيل ان الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخو بلال والله أعلم. «1» (6- و) . خالد بن الريان المحاربي: مولاهم، كان على حرس عبد الملك بن مروان، وابنيه الوليد وسليمان، وكان مع سليمان بدابق، فلما توفي سليمان وولي عمر بن عبد العزيز عزله وولى عمرو بن مهاجر، وكان حين توفي سليمان جاء هو ورجاء بن حيوة الى عمر بن عبد العزيز بدابق فقالا له: قم حتى جلس على المنبر، فخطب، فلما فرغ أخذ خالد بن الريان أشراف الناس فشرط عليهم أن يسمعوا ويطيعوا له. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل- كتابة- قال: أخبرنا أبو المكارم محمد ابن أحمد اللبان، قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن قنيبة قال: حدثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى قال: حدثني أبي عن جدي قال: كان عمر بن عبد العزيز ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية، ويقول ضمنهم الحبوس حتى يحدثوا توبة، فأتي سليمان بحروري مستقتل فقال له سليمان: هيه قال: ايه نزع لحييك يا فاسق بن الفاسق، فقال سليمان: عليّ بعمر بن عبد العزيز فلما أتاه عمر عاود سليمان الحروري، فقال: ماذا تقول؟ قال: وماذا أقول يا فاسق بن الفاسق، فقال سليمان لعمر: ماذا ترى عليه يا أبا حفص؟ فسكت عمر، فقال عزمت عليك لتخبرني ماذا ترى عليه؟ قال: أرى عليه أن تشتمه كما شتمك وتشتم أباه كما شتم أباك. قال سليمان: ليس إلّا فأمر به فضربت عنقه وقام سليمان وخرج (6- ظ) عمر فأدركه خالد بن الريان، صاحب حرس سليمان، فقال: يا أبا حفص تقول لأمير المؤمنين: ما أرى عليه إلّا أن تشتمه كما شتمك وتشتم أباه كما شتم أباك، والله لقد كنت متوقعا أن يأمرني بضرب عنقك، قال: ولو أمرك فعلته؟ قال: أي والله

خالد بن زيد بن كليب:

لو أمرني فعلت، فلما أفضت الخلافة الى عمر جاء خالد بن الريان فقام مقام صاحب الحرس، وكان قبل ذلك على حرس الوليد وعبد الملك، فنظر اليه عمر فقال: يا خالد ضع هذا السيف عنك وقال: اللهم اني قد وضعت لك خالد بن الريان فلا ترفعه أبدا، ثم نظر في وجوه الحرس، فدعا عمرو بن مهاجر الأنصاري، فقال: يا عمرو والله لتعلمن أنه ما بيني وبينك قرابة إلّا قرابة الاسلام، ولكن قد سمعتك تكثر تلاوة القرآن ورأيتك تصلي في موضع تظن أن لا يراك أحد، فرأيتك تحسن الصلاة. وأنت رجل من الأنصار، خذ هذا السيف فقد وليتك حرسي (7- و) . خالد بن زيد بن كليب: ابن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، وقيل خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن جشم بن غنم بن مالك بن النجار، وهو تيم الله بن ثعلبة بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وأمه هند بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، نزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، وشهد معه بدرا والعقبة وأحدا، والمشاهد كلها، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان على مقدمته، وقيل انما شهد معه يوم النهر، وغزا مع يزيد بن معاوية في حياة أبيه معاوية في سنة اثنتين وخمسين القسطنطينية ومات بها في تلك الغزاة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيّ بن كعب، وأبي هريرة رضي الله عنهما، روى عنه البراء بن عازب وأبو أمامة وجابر بن سمرة، وعبد الله بن زيد الخطمي، والمقدام بن معدى كرب وعطاء بن يزيد الليثي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد الرحمن الحبلى، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وعاصم بن سفيان، وطلحة بن نافع الواسطي وعمر بن ثابت الأنصاري وعلقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، والأصبغ بن نباتة، وأبو سورة ابن أخي أبي أيوب، وأبورهم،

وأبو عمران والقرثع، وأبو صرمة، وكان أبو أيوب معدودا في أهل الصفة «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا (7- ظ) «2» أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا حسين بن حسن الاشقر قال: حدثنا قيس بن الربيع عن سعد بن طريف عن الأصبع بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم على الصراط، قال: فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كممر البرق. «3» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد بن روح قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوز جانية، قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مهدي المروزي ببغداد قال: حدثنا علي بن خشرمه قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني عن عبد الله بن كيسان قال: حدثنا عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أبو بكر رضي الله عنه بالهاجرة، فسمع بذلك عمر فخرج، فاذا هو بأبي بكر، فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: أخرجني والله ما أجد في بطني من حلق «4» الجوع، فقال: وأنا والله ما أخرجني غيره، فبينما هما كذلك اذا خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أخرجكما هذه الساعة؟ فقالا: أخرجنا والله ما نجد في بطوننا من حلق الجوع، فقال صلى الله عليه وسلم: وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره فقاموا فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب (8- و) الأنصاري وكان أبو أيوب قد ذخر لرسول الله صلى الله عليه

وسلم طعاما أو لبنا فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه، فأطمعه أهله وانطلق الى نخل يعمل فيه فلما أتوا باب أبي أيوب خرجت امرأته فقالت: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين أبو أيوب؟ قالت: يأتيك يا رسول الله الساعة، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر به أبو أيوب وهو يعمل في نخل له فجاء يشتد حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مرحبا بنبي الله ومن معه، فقال: يا رسول الله ليس بالحين الذي كنت تجيئني فيه، فرده فجاء الى عزق النخل فقطعه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أردت الى هذا؟ فقال: يا رسول الله أحببت أن تأكل من رطبه وبسره وتمره وتذنوبه «1» ، ولأذبحن لك مع هذا، فقال: إن ذبحت فلا تذبحن ذات در فأخذ عناقا «2» له أوجديا فذبحه، وقال لامرأته اخبزي وأطبخ أنا، فأنت أعلم بالخبز، فعمد إلى نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه، فلما أدرك الطعام وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجدي فوضعه على رغيف، وقال: يا أبا أيوب أبلغ هذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام، فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: خبز ولحم وبسر وتمر ورطب، ودمعت عيناه، ثم قال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة، فكبر ذلك على (8- ظ) أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله وبركة الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي أشبعنا وأروانا وأنعم وأفضل فإن هذا كفاف بهذا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي إليه أحد معروفا إلّا أحب أن يجازيه، فقال لأبي أيوب ائتنا غدا، فلم يسمع فقال له عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه: فلما أتاه أعطاه وليدة، فقال يا أبا أيوب استوص بهذه خيرا فإنا لم نر إلّا خيرا ما دامت عندنا، فلما جاء بها أبو أيوب قال: ما أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خير من أن أعتقها فأعتقها.

لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلّا الفضل بن موسى «1» . أخبرنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله بن علي الحسيني قال: أخبره عمي أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الله بن أبي جراده قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي قال: حدثني أبي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير القاضي المنبجي قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا الحسين بن الحكيم قال: حدثنا الحسن بن الحسين قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي عن الأعمش بن ابراهيم عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري بعد ما انصرف مع علي عليه السلام من صفين فقلنا: يا أبا أيوب إن الله جلّ وعز أكرمك بنبيه إذ أوصى الى راحلته فبركت (9- و) على بابك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا لك فضيلة من الله فضلك بها، أخبرنا عن مخرجك مع علي بن أبي طالب عليه السلام فقال أبو أيوب: فإني أقسم لكما بالله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه وعلي عن يمينه وأنا عن يساره، وأنس بن مالك قائم بين يديه إذ تحرك الباب فقال البني صلى الله عليه وسلم: انظر من بالباب، فخرج أنس فنظر فقال: يا رسول الله هذا عمار، فقال: افتح لعمار الطيب المطيب ففتح أنس فدخل عمار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحب به ثم قال: يا عمار إنه سيكون من بعدي في أمتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم حتى يقتل بعضهم بعضا، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني، يعني عليا عليه السلام فإن سلك الناس واديا وعلي واديا فاسلك وادي علي، وخل عن الناس، إن عليا لا يزول عن هدى ولا يدلك ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله عز وجل «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي- إذنا- قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي

دارم قال: حدثنا اسحاق بن يحيى بن محمد بن بشر بن سليم الدهقان قال: حدثنا أبو محمد القاسم بن خليفة قال: أخبرنا ابن عمروس عن يحيى بن يعلى عن محمد ابن عبد الله بن أبي رافع عن عون بن عبد الله (9- ظ) بن أبي رافع عن أبيه عبيد الله- وكان كاتب علي عليه السلام- عن تسميه من شهد مع أمير المؤمنين من قريش والأنصار ومهاجري العرب والتابعين الذين بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة- وأبناء أهل بدر من بني هاشم وعبد مناف، فذكر جماعة، وقال: أبو أيوب خالد بن زيد بدري، وهو الذي نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة، وهو كان على مقدمة عليّ يوم صفين، وهو الذي خاصم الخوارج يوم النهروان «1» ، وهو الذي قال لمعاوية حين سبّ عليا: كف يا معاوية عن سب علي في الناس، فقال معاوية: ما أقدر على ذلك منهم، فقال أبو أيوب: والله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي، فخرج إلى ساحل البحر حتى مات رحمه الله. أنبأنا أبو الحسن بن المقير قال: كتب إلينا الفضل بن سهل الحلبي قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا ابن خميرويه قال: أخبرنا أبو علي بن إدريس قال: حدثنا ابن عمار قال: حدثنا اسماعيل- يعني- ابن عليهّ عن شعبة قال: قلت للحكم بن عتيبة: شهد أبو أيوب مع علي صفين؟ قال: لا، ولكن شهد معه قتال أهل النهر «2» . كذا قال الحكم، والصحيح أنه شهدها مع علي رضي الله عنه، وأكثر الحفاظ والأئمة على ذلك. أخبرنا أبو الفضل المرجا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن محمد الكتاني الواسطي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد البغدادي قال: حدثنا أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي (10- و) قال: أخبرنا الحسين بن عمرو بن عمران الضراب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا محمد بن

عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن أبي حسان- والصواب أبي ظبيان- قال: غزا أبو أيوب الروم فمرض فلما حضر قال: إذا أنا مت فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم، وسأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا حالي هذا ما حدثتكموه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: حدثنا صفوان بن صالح قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا ابن جابر أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو في زمان عمر وعثمان ومعاوية، وأنه توفي في غزاة يزيد ابن معاوية القسطنطينية. قال الوليد: فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينيه فقالوا قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت تلك البنية، فرأيت قبره في تلك البنية وعليه قنديل معلق بسلسلة «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الوكيل بقراءتي عليه، ح. وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء قال: أخبرنا مسعود بن الحصين قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن البسري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا (10- ظ) أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا حيوة وابن لهيعة قالا: سمعنا يزيد ابن أبي حبيب يقول: حدثني أبو عمران أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها، ويعمل المحقرات حتى يأتي الله وقد أحطن به، وقال الوكيل: وقد أحيط به، وإن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها حتى يأتي الله آمنا.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن عمر بن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن الحسن الحدّاد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: فأما أسامي أهل الصفة فقد رأيت لبعض المتأخرين تتبعا لذكرهم وجمعهم على حروف المعجم وذكر منهم جماعة، ثم قال: وذكر خالد بن زيد أبا أيوب الأنصاري، أهل الصفة من قبل محمد بن جرير، وأبو أيوب هو صاحب الدار المشهور، والذي نزل عليه العلم المنشور رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة الى أن بني المسجد والحجرة، وداره اليوم أيضا بالمدينة مذكورة استغنى عن الصفة ونزولها، شهد بدرا والعقبة، لا من أهل الصفة، توفي بالقسطنطينية ودفن في أصل سورها. وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا فاروق الخطابي قال: حدثنا زياد بن الخليل قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري (11- و) في تسمية من شهد العقبة أبو أيوب خالد بن زيد «1» . أنبأنا علي بن المفضل المقدسي عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد إجازة قالا أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال في كتاب الحروف: ذكر من اسمه خالد من الصحابة، وهم جماعة، منهم: أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن جشم بن غنم بن مالك بن النجار، هكذا حدثني بنسبه محمد بن أبي عوانة الحراني قال: حدثنا سليمان بن يوسف قال: حدثنا سعيد بن بزيع عن محمد بن اسحاق قال: ومن السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة الثانية: أبو أيوب خالد بن زيد، وشهد بدرا، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله حين هاجر الى المدينة: فأقام في منزله حتى بنى مسجده ومساكنه، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاهده كلها، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم

بينه وبين مصعب بن عمير، وشهد بعد ذلك مع علي بن أبي طالب الجمل وصفين، ثم سكن دمشق، فلم يزل يغزو الروم حتى قبض في غزوة غزاها مع يزيد بن معاوية، ودفن في أصل حصن القسطنطينية سنة اثنتين وخمسين، وقد شهد فتح مصر. وروى عنه من الصحابة جماعة منهم: المقدام بن معد يكرب والبراء بن عازب وجابر بن سمرة وأبو أمامة، وعبد الله بن يزيد الخطمي. وقد روى أبو أيوب عن رسول الله (11- ظ) صلى الله عليه وسلم حديثا. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- كتابه إلينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، أبو أيوب الأنصاري النجاري، من بني غنم بن مالك بن النجار، غلبت عليه كنيته، أمه هند بنت سعد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد، وعليه نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه من بني عمرو بن عوف، حين قدم المدينة مهاجرا من مكة، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل صلى الله عليه وسلم الى مسكنه، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير. قال أبو عمر: حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم السماعي أن أبا أيوب الأنصاري حدثه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا الاسفل وكنت في الغرفة فأهريق (12- و) ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة نتبع الماء شفقة أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله إنه ليس ينبغي- أن نكون فوقك، انتقل الى الغرفة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمتاعه أن ينتقل، ومتاعه قليل، وذكر تمام الحديث.

وكان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها، ثم مات بالقسطنطينية من بلاد الروم في زمن معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، هو كان أميرهم يومئذ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين من التاريخ وقيل بل كان ذلك سنة اثنتين وخمسين وهو الأكثر في غزوة يزيد القسطنطينية. قال أبو عمر: حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا محمد بن وضاح قال: حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب أنه خرج غازيا في زمن معاوية فمرض، فلما ثقل قال لأصحابه: إذا أنامت فاحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم ففعلوا، وذكر تمام الحديث. قال أبو عمر: قال شعبة: سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين؟ قال لا، ولكنه شهد النهروان، وغيره يقول شهد صفين مع علي رضى الله عنه، وقال ابن الكلبي وابن اسحاق: شهد أبو أيوب مع علي الجمل وصفين، وكان على مقدمته يوم النهروان ولأبي (12- ظ) أيوب عقب «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه قال: أخبرنا عبد الوهاب بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السّلمي قال: خاند بن زيد، أبو أيوب الأنصاري من أهل الصفة، قال محمد بن جرير الطبري: وهو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك النجار، شهد بدرا والعقبة والشاهد كلها، توفي بالقسطنطينية سنة اثنتين وخمسين. قال أبو عبد الرحمن: أخبرنا أبو عبد الله عبد الله بن محمد بن حمدان العكبري قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثنا ابن عون اسحاق قال: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن جشم بن غنم بن

مالك بن عمرو بن الجموح وهو ممن شهد بدرا من الأنصار، وشهد مع علي الجمل وصفين ونهروان، ومات بأرض الروم زمن معاوية سنة اثنتين وخمسين، ودفن في أصل سور قسطنطينية، وغزا في تلك الغزوة مع يزيد بن معاوية، فلما دفن قالت الروم: لقد مات فيكم عظيم، قال يزيد اكبتوهم وقولوا: هذا رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أقدمهم إسلاما وقد قبرناه حيث رأيتم والله لئن مسّ لا يضرب ناقوس بأرض الروم ما كانت لنا مملكة، فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا، وبنى الروم على قبره بناء، وعلقوا عليه أربع قناديل (13- و) تسرج. وقال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت عبد الله بن محمد البزناني يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: سمعت عبيد الله بن يحيى بن بكير يقول: أم أبي أيوب الأنصاري هند بنت سعد بن قيس بن الخزرج. (13- ظ) أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل، وأبو الحسن محمد بن أبي جعفر. قال أبو بكر: أخبرنا أبو القاسم الحافظ. وقال أبو الحسن: أنبأنا أبو المعالي بن صابر. قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله ابن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال ابن حمد- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن. قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن علي المقرئ قال: حدثنا الأصمعي عن أبيه عن جده عن أبي أيوب الأنصاري- وهو خالد بن زيد، غزا بلاد الروم فمات بالقسطنطينية، فقبر مع سور المدينة، وبني عليه، فلما أصبحوا أشرف عليهم الروم فقالوا: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن؟ فقالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، وو الله لئن نبش لا ضرب بنا قوس في بلاد العرب، قال: فكان الروم إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فأمطروا «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد

عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز ابن الدباغ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم ابن مالك بن النجار، شهد بدرا وأحدا (14- ظ) والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين، وقيل سنة احدى وخمسين في خلافة معاوية تحت راية يزيد وقيل إن يزيد أمر بالخيل فجعلت تقبل وتدبر على قبره حتى خفي أثر قبره، روي هذا عن مجاهد، وقد قيل إن الروم قالت للمسلمين صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كان لكم الليلة شأن؟ فقالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وأقدمهم إسلاما، وقد دفناه بمكان رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم بنا قوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة. وروي هذا المعنى أيضا عن مجاهد، قال مجاهد: فكانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا، وقال ابن القاسم عن مالك بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون. وروى أيوب عن محمد بن سيرين قال: أنبئت أن أبا أيوب شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا ثم لم يتخلف عن غزوه في كل عام الى أن مات بأرض الروم، فلما ولىّ معاوية يزيد على الجيش الى القسطنطينية، جعل أبو أيوب يقول: وما علي أن أمّر علينا عاب، فمرض في غزوته تلك، فدخل عليه يزيد يعوده وقال له: أوصني، فقال: إذا مت فكفنوني ثم مر الناس فليركبوا ثم يسيرون في أرض العدو حتى إذا لم يجدوا مساغا فادفنوني، قال: ففعلوا ذلك. قال: وكان أبو أيوب يقول: قال الله عز وجل: «انفروا خفافا وثقالا» «1» ولا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا «2» (15- و) . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا أبو حازم العدوي قال: أخبرنا القاسم بن غانم المهلبي

قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم البوشنجي قال: سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول: مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين «1» . أنبأنا علي بن المفضل عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي بن السكن قال: حدثني هارون بن عيسى البلدي قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يحيى ابن بكير قال: توفي أبو أيوب الأنصاري سنة ثنتين وخمسين في غزوة يزيد بن معاوية القسطنطينية ويقال أن مجاهدا حضر دفن أبي أيوب يومئذ «2» . أخبرنا أبو علي الأوقي- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة تسع وأربعين ويقال: أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري بأرض الروم- يعني- مات، ثم قال: سنة اثنتين وخمسين أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري مات بأرض الروم، فدفن هناك في أصل سور القسطنطينية، وأجريت الخيل على قبره. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا الخطيب قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو طالب- يعني- أحمد بن نصر الحافظ قال: حدثنا أبو زرعة- وهو- الدمشقي قال (15- ظ) مات أبو أيوب الأنصاري سنة خمس وخمسين بالقسطنطينية «3» . وقال الخطيب: أخبرنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر إمام الجامع بدمشق قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي قال: حدثنا أحمد بن عمر بن يوسف قال: سمعت أبا الحسن محمود بن ابراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم سميع

خالد بن سنان:

يقول: وأبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، بدري من بني النجار، قبره بالقسطنطينية «1» . خالد بن سنان: ابن غيث بن مريط بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العبسي النبي صلى الله عليه وسلم. كان نبيا في الفترة، ويقال إنه كان بمنبج وأن قبره بها، وموضع قبره بمنبج معروف من شرقي المدينة وعليه مسجد يزار. أخبرني الشيخ علي بن أبي بكر الهروي في كتاب الزيارات قال: وبها- يعني بمنبج- مشهد النور يزعمون أن به بعض الأنبياء، ويقولون إنه خالد بن سنان العبسي الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك نبي أضاعه قومه «2» . أخبرني القاضي أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الشافعي قاضي منبج- قراءة عليه في منزلي بحلب- قال: أنبأنا أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم الحلبي قال: أخبرنا أبو الأسوار عمر بن منخل الدربندي قال: أخبرنا محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الغفار وتميم بن عبد الواحد وعمر بن أحمد (16- و) بن عمر قالوا: حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمر بن مهدي النقاش قال: أخبرنا أبو بكر احمد بن ابراهيم بن اسماعيل الجرجاني قال: حدثني محمد بن عمر الرازي الحافظ قال: حدثني عمرو ابن اسحاق بن العلاء قال: حدثنا جدي ابراهيم بن العلاء قال: حدثنا أبو محمد القرشي الهاشمي قال: حدثنا هشام بن عروة عن ابن عمارة عن أبيه عمارة بن حزن ابن شيطان قال: كانت لنا حرة يقال لها حرة الحدثان، وكان إذا كان الليل فهي نار تشتعل فإذا كان النهار فهي دخان يسطع وكانت طيء تعشي إبلها بضوء تلك النار من مسيرة سبع ليال، فأتاه خالد بن سنان من قريظ «3» فقال: إن الله تعالى أمرني

أن أطفىء عنكم هذه النار فليقم معي منكم من كل بطن رجل، فقام معه عشرة رجال وكنت أحدهم حتى أتى القليب، فخرج منه عنق من النار ثم استدار علينا حتى صرنا في مثل كفة الميزان، فجعلنا نتقيها بالعصي حتى احترقت، ثم بالعمائم حتى احترقت، فقلنا له: يا خالد أهلكتنا، قال: كلا إنها مأمورة وإني مأمور، ثم جعل يضربها بعصاه وهو يقول: بدّا، كل حق لله مؤدى، أنا عبد الله الأعلى، فلم يزل يضربها حتى ردها الى القليب، ثم تقدم خلفها وعليه قميصان له أبيضان، فأبطأ علينا فقال ابن عم له: لا يخرج منها أبدا، ثم خرج علينا وقميصاه ينطفان عرقا، وهو يقول: بدّا، بدّا، كل حق هو مؤدى، أنا عبد الله الأعلى، زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها أبدا، قال: فأهل ذلك البيت يدعون ابن راعية المعزى إليّ اليوم، فقلنا له: يا خالد ما الذي رأيت؟ قال: رأيت أحدا تحشها فشدختهن وقد طفيتها عنكم، وكانت تضربنا في الكلأ والمرعى، وكان من أعاجيبه أنه وقف علينا فقال: امضوا معي فمضينا معه حتى أتى مكانا من الأرض فقال: احتفروا فاحتفروا، فأبدى لنا (16- ظ) عن صخرة فيها كتاب قد زبر زبرا وحفر حفرا: «الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد» فاحتملناها، فكانت إذا نزلت بنا شدة أبدانا عنها فتكشف عنا، وكنا إذا قحط بنا المطر جللها ثوبا ثم قام يصلي ويدعو فمطر حتى إذا روينا كشف الثوب عنه فيمسك المطر، وكان من أعاجيبه أنه قال: إن امرأتي حامل غلام واسمه مرّة وهو أحيمر كالذرة ولن يصيب المولى معه مضرة، ولن تروا ما دام فيكم معرة، ثم قال: إني ميت الى سبع فادفنوني في هذه الأكمة، ثم اخرجوا الى قبري بعد ثالثة، فإذا رأيتم العير الأبتر يطوف حول قبري ويسوف «1» بمنخره فانبشوني تجدوني حيّا أخبركم بما يكون حتى تقوم الساعة، فخرجوا بعد ثالثة الى قبره فإذا نحن بالعير الأبتر يطوف حول قبره ويسوف بمنخره فأردنا أن ننبشه فمنعنا قومه من ذلك قالوا: لا ندعكم تنبشوه تعيرنا به العرب، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أتته ممياة بنت خالد فاتنسبت له فبسط لها رداءه وأجلسها عليه وقال: بنت أخي نبيّا ضيعهّ قومه.

وقالوا: حدثنا أبو سعيد النفاش قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم الغسال قال: حدثنا علي بن الحسن بن جنيد قال: حدثنا يعلى بن مهدي الموصلي قال: حدثنا أبو عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفىء نار الحدثان (17- و) فقال له رجل من قومه يقال له عمارة بن زياد: والله يا خالد ما قلت لنا قط إلا حقّا فما شأنك ونار الحدثان تزعم أنك تطفئها، فخرج خالد ومعه ناس من قومه فيهم عمارة بن زياد فخط لهم خالد خطّا فأجلسهم فيها فإذا هي تخرج من شق جبل في حرة يقال لها حرة أشجع فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد بعصاه فجعل يضربها ويقول: بدا بدا كل هدي مؤدى، زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندا، وقد كان خالد قال لهم: فإن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي فأبطأ عليهم فقال لهم عمارة بن زياد: إن صاحبكم والله إن كان حيّا لقد خرج إليكم بعد، فادعوه باسمه، قالوا له: إنه قد نهى أن ندعوه باسمه، فدعوه باسمه، فخرج إليهم فقال لهم: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي فقد والله قتلتموني، احملوني فادفنوني فإذا مرت عليكم الحمر منها حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني حيّا، فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فأرادوا نبشه، فقال لهم عمارة بن زياد: لا تنبشوه لا والله ما تحدث مضر أنّا ننبش موتانا، وقد كان خالد قال لهم: إن في عكم «1» امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم شيء فانظروا فيها، فإنكم ستجدون ما تريدون، ولا تمسها حائض، فأتوا امرأته فسألوها عنها فأخرجتها إليهم، وهي حائض فذهب ما كان فيها من علمه. قال أبو يونس: قال سماك سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نبي أضاعه قومه. قال أبو يونس: (17- ظ) قال سماك: إن ابن خالد بن سنان أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا يا بن أخي. قال أحمد بن حنبل: أبو يونس الذي روى عنه أبو عوانة حديث خالد النبي لا أعرفه.

خالد بن صفوان بن عبد الله

وفي غير هذه الرواية أن ابنته أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ: قل هو الله أحد، فقالت: كان أبي يقول ذا. خالد بن صفوان بن عبد الله ابن عمرو بن سنان- المعروف بالأهتم- بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر ابن أسد بن الحارث- المعروف بمقاعس- بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو صفوان التميمي المنقري البصري، يعرف بالأهتم أيضا لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه، وكان معدودا من الخطباء البلغاء الفصحاء. روى عن ميمون بن مهران الجزري. روى عنه شبيب بن شبة وحفص ابن غياث، ويونس النحوي، وإبراهيم بن سعد، والمغيرة بن مطرف، وقدم رصافة قنسرين على هشام بن عبد الملك. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج الجريري قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا شبيب بن شبة عن خالد بن صفوان أنه كان (18- و) بالرصافة عند هشام بن عبد الملك فذكر حكاية ذكرناها في ترجمة الأحنف بن قيس. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغدادي بحلب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: وحدثني عم أبي أبو العباس أحمد بن بشار بن الحسن بن بيان قال: حدثنا اسحاق بن بهلول بن حسان بن سنان التنوخي الأنباري قال: حدثني أبي البهلول بن حسان قال: حدثنا اسحاق بن زياد من بني سامة بن

لؤي عن شبيب بن شبة عن خالد بن صفوان الأهتم قال: أوفدني يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك في وفد العراق فقدمت عليه وقد خرج متبديا قرابينه وأهله وحشمه وغاشية من جلسائه فنزل في أرض قاع صحصح «1» متنايف «2» أفيح في عام قد بكر وسميه «3» وتتابع وليه «4» ، وأخذت الأرض فيه زينتها من اختلاف ألوان نبتها من نور ربيع مونق، فهو في أحسن منظر وأملح مختبر وأحسن مستمطر، بصعيد كأن ترابه قطع الكافور، حتى لو أن قطعة ألقيت فيه لم تترب، وقد ضرب له سرادق من حبرة كان صنعه له يوسف بن عمر باليمن فيه أربعة أفرشة من خز أحمر، مثلها مرافقها، عليه دراعّة من خز أحمر، مثلها عما متها وقد أخذ الناس مجالسهم فأخرجت رأسي من ناحية السماط (18- ظ) فنظر إليّ مثل المستنطق لي فقلت: أتم الله عليك يا أمير المؤمنين نعمه وسوغكها بشكره وجعل ما قلدك من هذا الأمر رشدا وعاقبة ما يؤول إليه حمدا خلّصه لك بالتقى، وكثره لك بالنماء لا كدر عليك منه ما صفا، ولا خالط مسروره بالردى، فقد أصبحت للمسلمين ثقة ومستراحا إليك يفزعون في مطالبهم ويلجؤون في أمورهم، وما أجد يا أمير المؤمنين- جعلني الله فداءك- شيئا هو أبلغ في قضاء حقك وتوفير مجلسك لما منّ الله به علي من مجلسك والنظر إلى وجهك من أن أذكرك نعمة الله عليك فانهلّ على شكرها، وما أجد في ذلك شيئا هو أبلغ من حديث من تقدم قبلك من الملوك، فإن أذن لي أمير المؤمنين أخبرته، وكان متكئا، فاستوى قاعدا فقال: هات يا بن الأهتم، فقلت: يا أمير المؤمنين إن ملكا من الملوك قبلك خرج في عام مثل عامنا هذا إلى الخورنق والسدير «5» في عام قد بكر وسميه وتتابع وليه وأخذت الأرض فيه زينتها في اختلاف ألوانها من نور ربيع مونق فهو في أحسن منظر وأملح مختبر، وأحسن مستمطر بصعيد كأن ترابه قطع الكافور حتى لو أن بضعة ألقيت فيه لم تترب وكان قد أعطي فتاء السن مع الكثرة والغلبة والنماء، فنظر فأبعد النظر فقال: لمن هذا الذي أنا فيه، هل رأيتم مثل ما أنا فيه

هل أعطي أحد مثل ما أعطيت، وعنده رجل من بقايا حملة الحجة والمضي على أدب الحق ومنهاجه، فقال له: أيها (19- و) الملك إنك قد سألت عن أمر أفنأذن في الجواب؟ قال: نعم، قال أرأيتك هذا الذي قد أعجبت به أهو شيء لم تزل فيه، أم هو شيء صار إليك ميراثا عن غيرك، وهو زائل عنك، وصائر إلى غيرك كما صار إليك؟ قال: فكذلك هو، قال: أولا أراك إنما أعجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا، وتغيب عنه طويلا، وتكون غدا بحسابه مرتهنا؟ قال: ويحك أين المهرب، وأين المطلب؟ قال: إما أن تقيم في ملكك فتعمل فيه بطاعة ربك على ما ساءك وسرك ومضك وأرمضك وإما أن تضع تاجك وتضع أطمارك وتلبس أمساحك وتعبد ربك في هذا الجبل حتى يأتيك أجلك؟ قال: فإذا كان السحر فاقرع على بابي فإن أخترت ما أنا فيه كنت وزيرا، وإن اخترت خلوات الأرض وفقر البلاد كنت رفيقا لا تخالف، فلما كان السحر قرع عليه بابه فإذا هو قد وضع تاجه ووضع أطماره ولبس أمساحه وتهيأ للسياحة، فلزما والله الجبل حتى أتتهما آجالهما، وذلك حيث يقول أخو بني تميم عدي بن زيد العبادي: أيها الشامت المعير بالدهر ... أأنت المبرأ الموفور أم لديك العهد الوثيق من ... الأيام بل أنت جاهل مغرور من رأيت المنون خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير أين كسرى كسرى الملوك ... أبو ساسان أم أين قبله سابور (19- ظ) وبنو الأصفر الكرام ملوك ... الروم لم يبق منهم مذكور وأخو الحضر «1» إذ بناه وإذ ... دجلة تجبى إليه والخابور شاده مرمرا وخلله كلسا ... فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد ... الملك عنه فبابه مهجور وتأمل رب الخورنق إذ ... أشرف يوما وللهدى تفكير سرّه حاله وكثره ما يملك ... والبحر معرضا والسدير فارعوى قلبه وما غبطة ... حي إلى الممات يصير ثم بعد الفلاح والملك ... والأمة وارتهم هناك القبور

ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور «1» قال: فبكي هشام حتى أخضل لحيته وبلّ عمامته، وأمر بنزع أبنيته وبنقلان قرابينه وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه ولزوم قصره. قال: فاجتمعت الموالي والحشم على خالد بن صفوان فقالوا: ما أردت إلى أمير المؤمنين نغصت عليه لذته وأفسدت عليه باديته؟ فقال لهم: إليكم عني فإني عاهدت الله عز وجل أن لا أخلو بملك إلّا ذكرته الله عز وجل. قال أبو بكر بن الأنباري: الذي حفظناه من شيخنا «متنايف أفيح» وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: الصواب «مسايف أفيح» والمسايف جمع مسافه. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال (20- و) أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو أحمد الحبلى قال: أخبرنا أبو حفص النسائي قال: حدثني محمد بن عمرو بن الهيثم بن عدي قال: خرج هشام بن عبد الملك ومعه مسلمة أخوه إلى مصانع قد هيئت له، وزينت بألوان النبت، وتوافى إليه بها وفود أهل مكة والمدينة وأهل الكوفة والبصرة، قال: فدخلوا عليه وقد بسط له في مجالس متشرفه مطلعة على ما شق له من الأنهار المحفة بالزيتون وسائر الأشجار فقال: يا أهل مكة أفيكم مثل هذه المصانع؟ قالوا: لا، غير أن فينا بيت الله المستقبل، ثم التفت إلى أهل المدينة فقال: أفيكم مثل هذه المصانع؟ قالوا: لا، غير أن فينا قبر نبينا المرسل، ثم التفت إلى أهل الكوفة فقال: أفيكم مثل هذه المصانع؟ قال: فقالوا: لا، غير أن فينا تلاوة كتاب الله تعالى المنزل، ثم التفت إلى أهل البصرة فقال: أفيكم مثل هذه المصانع؟ قال: فقام إليه خالد بن صفوان فقال أصلح الله أمير المؤمنين إن هؤلاء قد أقروا على أنفسهم ولو كان من له لسان وبيان لأجاب عنهم فقال له هشام: أفعندك في بلدك غير ما قالوا؟ فقال: نعم أصف بلادي وقد رأيت بلادك فتقيسها فقال: هات، فقال: يغدو قانصانا فيجيء هذا بالشبوط

والثيم «1» ، ويجيء هذا بالظبي والظليم، ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزا وديباجا وخريدة (20- ظ) مغناجا وبرذونا هملاجا «2» ، ونحن أكثر الناس قندا «3» ونقدا، ونحن أوسع الناس برية وأريفهم بحرية، وأكثرهم ذرية، وأبعدهم سرية، بيوتنا ذهب ونهرنا عجب، أوله رطب وآخره عنب، وأوسطه قصب، فأما نهرنا العجب فإن الماء يقل وله عباب ونحن نيام على فرشنا حتى يدخل أرضنا، فيقتل نتنها، ويعلو متنها فنبلغ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا، لا ننافس فيه من قله، ولا نمنع لذله، يأتينا عند حاجتنا إليه ويذهب عنا عند رينا وغنانا عنه. النخل عندنا في منابته كالزيتون عندكم في مآركه «4» ، فذاك في أوله كهذا في إبانه، ذاك في أفنانه كهذا في أغصانه يخرج أسفاطا عظاما، وأوساطا، ثم ينفلق عن قضبان الفضة منظومة بالزبرجد الأخضر ثم يصير أصفر وأحمر، ثم يصير عسلا في شنة من سخاء ليست بقربة «5» ولا إناء، حولها المذاب ودونها الحراب، لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب، من الراسخات في الوحل الملقحات بالفحل المطعمات في المحل وأما بيوتنا الذهب فإن لنا عليهم خرجا في السنين والشهور، نأخذه في أوقاته، ويدفع الله عنه آفاته وننفقه في مرضاته. قال: فقال هشام: وأنى لكم هذا يا بن صفوان ولم تسبقوا إليه ولم تنافسوا عليه؟ فقال ورثناه عن الآباء، ونعمره للأبناء، فيدفع لنا عنه رب السماء، فمثلنا فيه كما قال أوس بن مغراء (21- و) : فمهما كان من خير فإنا ... ورثناه أوائل أولينا ونحن مورثوه كما ورثناه ... عن الآباء إن متنا بنينا

قال: فقال له هشام: لله درك يا بن صفوان لقد أوتيت لسانا وعلما وبيانا فأكرمه وأحسن جائزته وقدمه على أصحابه «1» . أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور بن مزيد قال: حدثنا الزبير قال حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي قال: حدثنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: قدم خالد بن صفوان على هشام بن عبد الملك، فقال له: مرحبا بك يا ابن صفوان، قال: رحب واديك يا أمير المؤمنين وعز ناديك، وهطلت عليك مكفهرات الغمام، قال: كيف أنت في مسيرك؟ قال: من الله في نعم متواترة لا أتعرف فيها إلا المزيد منه، حتى اذا كنا بثنية السماوة «2» بعث الله علينا ريحا حرجفا، «3» احمرت لها آفاق السماء وانحجرت لها الطير في أوكارها، والسباع في اسرابها فلم أهتد لعلم لا مع، ولا لنجم طالع فكنت كالمحر نجم «4» ان تقدم عقر وان تأخر كسر، فبينا نحن كذلك إذا نحن بفتية من بني مروان كأنهم قضب الشوحط «5» على خيول لهم لا حقة الاياطل «6» تهوي بهم هوي الاجادل «7» ، عليها غطريف مترف كالحسام المرهف خلفهم سلوقيه «8» (21- ظ) في أعناقها تلع «9» وفي أعجازها «10» قمع، وفي ارساغها

فدع، «1» ، فبينا نحن كذلك إذ وردنا على موز لعبد الملك بن مروان كأنه خشب اليرابيع «2» ، قد أحلولك أفناؤه وجاد به أصحابه، فنزلنا فكنا بين آكل وناسع وطاه ولاه، ومستو، فيالك من منزل كريم ما به، جاد به أربابه، فأجابه هشام بجواب حسن، وقال له: امض فالمم بأهلك وعجل الرجعة إلينا لتنال من دنيانا وننال من طيبك، فحسده رجل من القوم فقال: ممن الرجل؟ فقال: من أهل العراق، قال: من أي أهل العراق؟ قال: من البصرة، فأمسك عما سوى ذلك وانقطع: فقال له خالد: قد سألت فأجبناك فممن الرجل؟ قال: من أهل الحجاز، فقال: بخ بخ بلد العرب ومنشؤ أهل الادب، فمن أي أهل الحجاز قال: مكة، قال: بخ بخ حرم الله وأمنه، ومهاجر ابراهيم واسماعيل، فمن أي أهل مكة؟ قال: من بني عبد الدار قال: لم تصنع شيئا يا أخا بني عبد الدار: هشمتك هاشم، وأمتك أمية، ولوت عليك لؤي، وغلبتك غالب، ونفتك مناف، وزهرت عليك زهرة، فأنت عبدها وابن عبيدها، تغلق وراءها إذا خرجت، وتفتح دونها اذا دخلت «3» ، قم فاسمك العبقري نبات الروابي، فكان ذلك سببا لهرب العبدي من الشام. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد ابن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (22- و) الجريري قال: حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني أبو جعفر محمد بن ابراهيم ابن يعقوب بن داود قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: كان أبو العباس يعجبه السمر ومنازعة الرجال، فحضره ذات ليلة في سفره ابراهيم بن مخرمة الكندي، وناس من بني الحارث بن كعب وهم أخواله، وخالد بن صفوان بن ابراهيم التميمي، فخاضوا في الحديث وتذاكروا مضرو اليمن، فقال ابراهيم: يا أمير المؤمنين ان اليمن هم

العرب الذين دانت لهم الدنيا، وكانت لهم القرى، ولم يزالوا أربابا ورثوا ذلك كابرا عن كابر، أولا عن آخر، منهم النعمانيات والمنذريات والقابوسيات والتتابعة ومنهم من حمت لحمه الدبر «1» ، ومنهم غسيل الملائكة «2» ومنهم من اهتز لموته العرش، ومنهم مكلم الذئب «3» ، ومنهم الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا «4» ، وليس شيىء له خطر إلا إليهم ينسب من فرس رائع، وسيف قاطع، ودرع حصينة، أو حلة مصونة، أو درة مكنونة، ان سئلوا أعطوا، وان سيموا أبوا، وان نزل بهم ضيف قروا، لا يبلغهم مكاثر ولا ينالهم مفاخر، هم العرب العاربة وغيرهم المتعربة. «5» قال أبو العباس: ما أظن التميمي يرضى بقولك، ثم قال: ما تقول يا خالد؟ قال: ان اذنت لي في الكلام وآمنتي من الموجدة تكلمت، قال: قد اذنت لك فتكلم ولا تهب أحدا، فقال: أخطأ يا أمير المؤمنين المتقحم بغير علم، ونطق بغير صواب فكيف يكون ما قال والقوم ليست لهم ألسن (22- ظ) فصيحة ولا لغة صحيحة ولا حجة نزل بها كتاب ولا جاءت بها سنه، وهم منا على منزلتين ان جاروا عن قصدنا اكلوا وان جازوا حكمنا قتلوا، يفخرون علينا بالنعمانيات والمنذريات وغير ذلك مما سنأتي عليه، ونفخر عليهم بخير الانام واكرم الكرام محمد عليه السلام، ولله علينا المنة وعليهم، لقد كانوا أتباعه، فبه عزوا وله اكرموا، فمنا النبي المصطفى، ومنا الخليفة المرتضى، ولنا البيت المعمور والمشعر وزمزم، والمقام والمنبر والركن والحطيم والمشاعر والحجابة والبطحاء، معما لا يخفى من المآثر ولا يدرك من المفاخر وليس يعدل بنا عادل، ولا يبلغ فضلنا قول قائل، ومنا الصديق والفاروق والوصي وأسد الله سيد الشهداء «6» وذو الجناحين «7» وسيف الله، عرفوا الدين وأتاهم اليقين

فمن زاحمنا زاحمناه، ومن عادانا اصطلمناه، ثم التفت فقال: أعالم انت بلغة قومك؟ قال: نعم، قال: فما اسم العين؟ قال: الحجمة، قال: فما اسم السن؟ قال: اليدن، قال: فما اسم الاذن؟ قال: الصنارة، قال: فما اسم الاصابع؟ قال: الشناتر، قال: فما اسم اللحية قال: الزبّ، قال: فما اسم الذئب؟ قال: الكنع، قال: فقال له: أفمؤمن أنت بكتاب الله تعالى، قال: نعم، قال: فان الله تعالى يقول: «أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون» «1» وقال: «بلسان عربي مبين» «2» وقال: «وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومة» «3» فنحن العرب والقرآن بلساننا نزل، ألم تر ان الله قال: «العين بالعين» «4» ولم يقل الحجمة بالحجمة وقال: (23- و) «السن بالسن» «5» ولم يقل الميدن بالميدن، وقال: «الاذن بالاذن» «6» ولم يقل الصنارة بالصنارة وقال: «أصابعهم في آذانهم» «7» ، ولم يقل شناترهم في صناراتهم وقال: «لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي» «8» ولم يقل لا تأخذ بزبي، وقال: «أكله الذئب» «9» ولم يقل أكله الكنع. ثم قال: أسألك عن أربع إن أنت أقررت بهن قهرت وان جحدتهن كفرت، قال: وما هن؟ قال: الرسول منا أو منكم؟ قال: منكم، قال: فالقرآن نزل علينا أو عليكم؟ قال: عليكم، قال: فالبيت الحرام لنا أو لكم؟ قال: لكم، قال: فالخلافة فينا أو فيكم؟ قال: فيكم، قال خالد: فما كان بعد هذه الاربع فلكم. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر، قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: وحدثنا أحمد بن يحيى قال: سمعت ابن السكيت يقول: قال خالد بن صفوان: فوت الحاجة خير من طلبها الى غير أهلها، وأشد من المصيبة سوء الخلف منها، وأنشد لامرأة من ولد حسان بن ثابت في مثله: سل الخير أهل الخير قدما ... ولا تسل فتى ذاق طعم العيش منذ قريب قال: وحدثنا أحمد بن مروان قال: وحدثنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا أبو نصر (23- ظ) عن الاصمعي قال: قيل لخالد بن صفوان: أي الاخوان أحب إليك؟ قال: الذي يسد خللي، ويغفر زللي، ويقبل عللي. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي قال: أخبرنا أبو المفاخر عبد الغفور بن لقمان بن محمد الكردي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني، ح. قال: شيخنا أبو محمد: وأخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب اذنا عن أبي بكر محمد بن منصور السمعاني، ح. وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات بن الحداد قال أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قال: أنبأنا محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن بكر قال: حدثنا العباس بن الفرج قال: حدثنا عبد الله بن شبيب المكي قال: قيل لخالد بن صفوان: أي اخوانك أحب اليك قال: الذي يغفر زللي، ويقبل عللي، ويسد خللي. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين، بالديار المصرية، قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين

محمد بن أحمد بن مردوية الممناباذي بأصبهان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي ابن أصبهبذ الاصبهاني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد الشيرازي الحافظ- املاء بتستر- قال: حدثنا عبد الله بن أبي داود قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم (24- و) قال: حدثنا القحذمي قال عن أبيه قال: قال خالد بن صفوان البرشيء هين، وجه طليق، وكلام لين. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الحموي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن محمد الحافظ- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الازجي قال: حدثنا أبو طالب المكي قال: حدثنا عبد الله بن يحيى القرشي قال: حدثنا محمد بن الحسين اللخمي قال: حدثنا أبو العيناء السلمي قال: حدثني الوليد بن هشام القحذمي قال: قال خالد بن صفوان: لا تسأل الحوائج ثلاثة رجال: لا تسألها كذوبا، فإنه يقرب بعيدها ويباعد قريبها، ولا تسألها أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، ولا تسألها رجلا له الى صاحبك حاجة فإنه يصير حاجتك بطانة لحاجته. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- اجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال حدثنا الزيادي عن الاصمعي قال: قيل لخالد بن صفوان: ما بلغ من علم الحسن؟ قال: استغنى (24- ظ) «1» .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي عبد الله بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن داود قال: حدثنا المازني عن الاصمعي قال: قال خالد بن صفوان: بتّ ليلة اتمنى ليلتي كلها حتى كسيت البحر الاخضر بالذهب الاحمر، ثم نظرت فإذا يكفيني- من ذلك رغيفان وكوزان وطمران. وقال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم بن نصر قال: حدثنا محمد ابن سلام قال: قال خالد بن صفوان: لا تطلبوا ما لا تستحقون فإن من طلب مالا يستحق استوجب الحرمان. قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: وحدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا محمد ابن سلام الجمحي قال: قال خالد بن صفوان: اربع لا يطمع فيهن أحد عندي: القرض، والفرض والهريس «1» ، وان اسعى لاحد في حاجة، فقيل له: فما يصنع بك بعد هذا؟ قال ماء بارد، وحديث ما ينادى وليده «2» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي عبد الرحمن محمد ابن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي قال: أخبرنا يوسف بن آدم قالا: أخبرنا أبو

بكر محمد بن منصور السمعاني- اذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الساجي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن (26- و) جعفر قال: حدثنا أبو العباس الجمال قال حدثنا أبو غسان قال: حدثنا الاصمعي قال رأى خالد بن صفوان رجلا يأكل جبنا فقال: ما ترجو منه انه خشن المدخل عسر المخرج، ثم رآه الرجل بعد يأكله، فقال: ألم تنه عنه؟ قال: نعم، ولكنه يفتق الشهوة وهو حمض من حمض العرب. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن ابراهيم وأبو الوحش المقرئ عنه قال: أخبرنا ابراهيم بن علي بن ابراهيم البغدادي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو حاتم سليمان بن أحمد المادرائي قال: حدثني أبي قال: حدثنا جدي قال: كان خالد بن صفوان بن الاهتم التميمي يأكل خبزا وجبنا، اذ سلم عليه اعرابي فقال له: هلم الى هذا الخبز والجبن فإنه حمض من حمض العرب، وهو يسيغ اللقمة، ويفتق الشهوة، وتطيب عليه الشربة، فانحط الاعرابي فلم يبق شيئا منهما، فقال: يا جارية زيدينا خبزا وجبنا، فقالت ما بقي عندنا منهما شيء، فقال خالد: الحمد لله الذي صرف عنا معرته وكفانا مؤونته والله اني ما علمته ليقدح في السن ويخشن الحلق، ويربو في المعدة ويعسر في المخرج، فقال الاعرابي: والله ما رأيت قط قرب مدح من ذم أقرب من هذا. أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات المنبجي ثم الحلبي قال: أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن آدم المراغي بحلب، ح. وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان (26- ظ) عن أبي عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: ركب خالد بن صفوان يوما ومعه أصحاب له فأخذتهم السماء وهو على حمار، فقال: أما علمتم أن قطوف «1» الدابة أمير القوم،

فساروا معه، فلما كان الغد ركب برذونا هملاجا «1» ، وأخذتهم السماء فرفع برذونه فقالوا: أبا صفوان ما كان هذا كلامك بالأمس قال: فلم غالينا بالهماليج. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو سعد ابن البغدادي قال: أخبرنا أبو منصور بن شكرويه ومحمد بن أحمد بن علي أبو بكر السمسار قالا: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد قال: حدثنا المحاملي أبو عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: أخبرنا الحسن بن علي بن منصور قال: حدثنا محمد سعيد الرازي قال: حدثنا محمد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن مغراء قال: سمعت شبيب بن شيبة يقول: لقيني خالد بن صفوان على حمار له، فقلت له: يا أبا صفوان أين أنت عن الهماليج؟ قال: تلك للطلب وللهرب، ولست بطالب ولا هارب، قلت: فأين أنت عن البراذين؟ قال: تلك للمغذين المسرعين، ولست بمغذ ولا مسرع، قلت: فأين أنت عن البغال؟ قال: تلك للأنزال والأنفال، ولست بصاحب نفل ولا نزل، قلت: فما تصنع بحمارك هذا؟ قال: أدبّ عليه دبيبا وأقرّب (27- و) تقريبا وأزور عليه إذا شئت حبيبا. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا إبراهيم بن اسحاق قال: حدثنا الزيادي قال: حدثنا الأصمعي قال: قال خالد بن صفوان: من تزوج امرأة فليتزوجها عزيزة في قومها ذليلة في نفسها، أدّبها الغنى، وأذلها الفقر، حصان من جارها متحصنة على زوجها. وقال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن داود قال: حدثنا محمد ابن سلّام قال: قالت امرأة لخالد بن صفوان: انك لجميل فقال خالد: كيف تقول هذا، فو الله ما فيّ عمود الجمال ولا رداؤه ولا برنسه، فأما عمود الجمال

فالطول، وأما رداؤه فالبياض، وأما برنسه فسواد الشعر، وأنا أصلع آدم «1» فصير، لكن قولي: إنك لحلو. وقال ابن مروان: وحدثنا محمد بن موسى البصري قال: حدثنا محمد بن سلام الحمصي قال: قيل لخالد بن صفوان: ما لك لا تنفق فإن مالك عريض؟ فقال: الدهر أعرض منه، فقيل كأنك تأمل أن تعيش الدهر كله، فقال: ولا أخاف أن أموت في أوله «2» . أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أحمد بن علي قال: أخبرني أبو الحسن الجواليقي- في كتابه- قال: أخبرنا أحمد بن علي الخزاز قال: حدثنا عبد الله بن بحر قال: حدثنا عمر (27- ظ) ابن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا محمد بن عمرو الوراق عن علي بن محمد القرشي المدائني قال: كان خالد بن صفوان إذا أخذ جائزته قال للدراهم: أما والله لأطيلن ضجعتك ولأديمن صرعتك. قال: وأتى خالد بن صفوان رجل فسأله فأعطاه درهما، فقال له: سبحان الله يا أبا صفوان أسألك فتعطيني درهما! فقال له خالد: يا أحمق أما تعلم أن الدرهم عشر العشرة، والعشرة عشر المائة، والمائة عشر الألف والألف عشر العشرة آلاف، ألا ترى كيف ارتفع الدرهم الى دية المسلم، والله ما تطيب نفسي بدرهم أنفقه إلا درهما قرعت به باب الجنة أو درهما أشتري به موزا فآكله. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- بدمشق بقراءتي عليه- قال: أخبرنا شيخنا الامام أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ قال: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر ابن حفص الحمامي المقرئ قال: حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر قال: حدثنا وكيع قال: حدثني محمد بن خلاد قال: حدثنا الوليد بن هشام القحذمي قال: دخل خالد بن صفوان الحمام وفيه رجل مع ابنه، فأراد أن يعرف خالدا ما عنده من

البيان فقال: يا بني ابدأ بيداك ورجلاك، ثم النفت الى خالد فقال: يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله، قال: هذا كلام ما خلق الله له أهلا قط. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي قال: أخبرنا أبو عبد الله (28- و) محمد بن علي بن محمد المالكي بواسط قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران قال حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه في كتاب عيون الأخبار قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال: قال رجل لخالد بن صفوان: ما بالي إذا رأيتكم تتذاكرون الأخبار وتتناشدون الأشعار وتدارسون الآثار وقع عليّ النوم؟ قال: لانك حمار في مسلاخ إنسان «1» . أخبرنا أبو بكر السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: وحدثنا اسماعيل بن اسحاق السراج قال: حدثنا الزيادي عن مؤرّج قال: قال رجل لخالد بن صفوان: إني إذا رأيتكم تتذاكرون الأحساب، وتتذاكرون الآثار وتتناشدون الأشعار وقع عليّ النعاس، قال: لأنك حمار في مثال إنسان. وقال: أخبرنا ابن مروان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو زيد عن أبي عبيدة قال: قال خالد بن صفوان: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها ولا تطلبوها الى غير أهلها، ولا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع أهلا. أخبرنا يحيى بن أبي منصور البغدادي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور بن مزيد قال: حدثنا الزبير قال: قال محمد بن سلام: قال خالد بن صفوان التميمي: (28- ظ) .

وما المرء إلا الأصغران لسانه ... ومعقوله والجسم خلق مصو وما الزين في ثوب تراه وإنما ... يزين الفتى مخبوره أو يقصر فإن طرة راقتك فاخبر فربما ... أمرّ مذاق العود والعود أخضر «1» أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي إذنا عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد المدائني قال: أخبرنا أحمد بن محمد اللبناني قال: حدثنا عبد الله بن محمد القرشي قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال: قال شبيب بن شيبة قال خالد بن صفوان: إن رجالا قد أصابوا مالا فتكلموا وعلوا وقال: قد أنطقت الدراهم بعد عي ... أناسا طالما كانوا سكوتا فما عادوا على جار بخير ... ولا رفعوا لمكرمة بيوتا كذاك المال يجبر كل عيب ... ويترك كل ذي حسب صموتا قرأت بخط توزون بن ابراهيم بن محمد الطبري في أمالي أبي عمرو محمد محمد بن عبد الواحد صاحب ثعلب- باستملائه منه في سنة ثماني وعشرين وثلاثمائة- قال: وأخبرنا ثعلب قال: وحدثني عمر بن شبة قال: حدثني الزّعل- ويقال الزعل- ابن الخطاب قال: بنى أبو نخيلة داره فمر به صفوان فوقف عليه، فقال له أبو نخيلة: يا صفوان كيف ترى؟ قال: رأيتك سألت الحافا، وأنفقت فيها إسرافا وجعلت إحدى يديك سطحا وملأت الأخرى (29- و) سلحا، فقلت من وضع في سطحي وإلّا رميته بسلحي «2» ، ثم مضى فقيل له: ألا تهجوه؟ فقال: إذا يقف على المجالس سنة يصف أنفي لا يعيد حرفا. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي قال: قال الأصمعي: مرض خالد بن صفوان التميمي وكان بخيلا فوصف له الطبيب فروجا، فقال: وما الفروج إذا أحب الله العافية، ثم ألح عليه الطبيب فاشترى فروجا بنصف درهم، فأكل بعضه، ودخل

عليه رجل من قريش يعوده فخاف أن يأكل معه، فقال خالد: تتغذى بنصف هذا الفروج وتنعشى بنصفه ثم تمثل: نداري زمانا قد ألح بصرفه ... ومن لا يداري عيشه لا يعقّل فخرج القرشي وهو يقول: تعلّمت تدنيق المعيشة بعدما ... كبرت وأعداني على اللوم خالد. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقيّر البغدادي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي- إجازة- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله الحبّال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق قال: أخبرنا أبو الفتح ابراهيم بن علي بن ابراهيم- قراءة عليه، وزعم أن أبا بكر محمد ابن يحيى أخبرهم- قال: حدثنا أبو أحمد عبد الوهاب بن الحارث قال: حدثنا عبد الله (29- ظ) بن موهوب الخازن قال: سمعت سعدا الحاجب يقول: قال خالد ابن صفوان بن الأهتم: دخلت على أبي العباس السفاح فصادفته جالسا ليس عنده أحد، فقلت له: يا أمير المؤمنين إنني والله ما زلت منذ قلدك الله الخلافة أطلب أن أصير الى مثل هذا الموقف منك في الخلوة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بامساك الباب لأفرغ مما أريد ذكره له، ونصيحتي له فعل، فأمر الحاجب بذلك فقلت له: يا أمير المؤمنين لم يمكنني ذكر ما أردت ذكره لك إلّا في يومي هذا، قال: قل، قلت: يا أمير المؤمنين فكرت في أمرك وأجلت الرأي فيك، فلم أجد أحدا له مثل قدرك أقل اتساعا في الاستمتاع بالنساء ولا أضيق فيهن عيشا، إنك ملكت نفسك امرأة واحدة من نساء العالمين فاقتصرت عليها فإن مرضت مرضت وإن غابت غبت، وإن تحركت تحركت وحرمت على نفسك التلذذ باستطراف الجواري ومعرفة اختلاف حالاتهن والتلذذ بما يشتهى منهن، إن منهن يا أمير المؤمنين الطويلة التي تتثنى للنجابة، والركماء «1» الجسيمة التي تشتهى لحسنها ووثارتها، والبيضاء اللطيفة التي تحب لبراعتها، ومنهن الصفراء العجزاء واللذيذة الشجية، وأين أنت يا أمير المؤمنين عن بنات سائر الملوك، وما خصصن به من الخفر وحسن الأنس والتلذذ

بلذيذ العيش، وتخلل خالد بلسانه فأطب في صفات ضروب الجواري، وشوقه إليهن وأمير المؤمنين يريه أنه يعجبه ما يقول، فلما فرغ قال له: يا خالد ما سلك مسامعي قط كلام (30- و) أعجب إليّ ولا أحسن من كلام سمعته منك فأعده عليّ فقد وقع مني موقعا خاصا فأعاده عليه بأحسن مما ابتدأه به، ثم قال له: انصرف وبقي أبو العباس مفكرا فيما سمع من خالد وهو يصرّف رأيه ويقسم أمره إذ دخلت عليه أم سلمة وكان أبو العباس حلف لها ألا يتخذ عليها سريّة ولا حرة، فلما رأته متفكرا متغيرا قالت: إني لأنكرك يا أمير المؤمنين فهل حدث أمر تكرهه أو أتاك خبر ارتعت له؟ فقال لها: لا والحمد لله، ثم لم تزل تدنو منه وتستخبره حتى أخبرها بمقالة خالد، فارتاعت وقالت: فما قلت لابن الزانية؟ فقال: أينصحني وتشتمينه، فخرجت فأرسلت الى موالي لها من البخارية، فأمرتهم بضرب خالد، قال خالد: فركبت بالعشي اليه وأنا مسرور بما ألقيت الى أمير المؤمنين فبينما أنا مع الصحابة واقف إذ أقبلت البخارية تسأل عني، فتحققت الجائزة، فقلت: ها أنا ذا خالد، فسبق أحدهم إليّ بخشبة، فلما أهوى إليّ غمزت برذوني، ولحقه فضرب كفله، وتعادى إليّ الباقون وغمزت برذوني ففتّهم، واستخفيت في منزلي أياما ووقع في قلبي أني أتيت من قبل أم سلمة وطلبني أمير المؤمنين فلم يجدوني، فلم أشعر إلّا بقوم قد هجموا عليّ، وقالوا: أجب أمير المؤمنين فسبق إليّ أنه الموت، فقلت: إنا لله لم أر دم شيخ من العرب أضيع من دمي، فركبت وركبوا معي، ثم أذن لي فرأيته خاليا فرجع إليّ عقلي، ورأيت في المجلس بيتا عليه ستور رقاق، فقال: يا خالد لم أرك؟ قلت: كنت عليلا (30- ظ) يا أمير المؤمنين فقال: ويحك إنك وصفت لي آخر دخلة دخلتها عليّ من أمر النساء والجوار صفة لم يخترق مسامعي كلام أحسن منه فأعده عليّ وسمعت حركة خلف الستر، فقلت: نعم يا أمير المؤمنين أعلمتك أن العرب إنما اشتقت من اسم الضرتين من الضرّ، وإن أحدا يكون عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان في ضرّ، فقال: ويحك لم يكن هذا في حديثك، قلت: بلى والله يا أمير المؤمنين، قال: فأتمم الحديث، قال: وأخبرتك أن ثلاثا من النساء كأثافي القدر تغلي عليهن أبدا، قال: برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت سمعت بهذا منك قط ولا من غيرك، قلت: بلى والله يا أمير المؤمنين إنما بهذا حدثتك قال: فأتمم الحديث، قلت: وأخبرتك أن الأربع من النساء

شر مجموع لصاحبهن يشيبنه ويهرمنه، قال: والله ما سمعت مثل هذا منك ولا من غيرك، قلت: بلى والله يا أمير المؤمنين قال: أتكذبني؟ قلت: أفتقتلني، نعم والله يا أمير المؤمنين وأخبرتك أن أبكار الجوار رجال إلّا أنهن ليست لهن خصى، قال خالد: فسمعت ضحكا من خلف الستر، فأنست، وقلت: نعم والله يا أمير المؤمنين وأعلمتك أن بني مخزوم ريحانة قريش وأن عندك من بني مخزوم ريحانتها، فعندك ريحانة الريحان وتطمح عينك الى النساء والجوار، فقيل من وراء الستر: صدقت والله يا عماه لهكذا حدثت وبهذا أخبرته ولكن غير حديثك ونطق عن غير لسانك، فقال أبو العباس: ما لك قاتلك الله وفعل بك وفعل، وانسللت (31- و) وخرجت ولم ألبث أن بعثت إليّ أم سلمة بعشرة آلاف درهم وتخت ثياب وحملتني على برذون وقالت: ارفع حوائجك. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا جعفر بن محمد قال: حدثنا ابراهيم بن نصر قال: حدثني ابراهيم بن بشار قال: سمعت ابراهيم بن أدهم يقول: بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن صفوان: عظني وأوجز قال: فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواما غرهم ستر الله عز وجل وفتنهم حسن الثناء فلا يغلبن جهل غيرك بك علمك بنفسك أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين وبثناء الناس مسرورين وعن ما افترض الله متخلفين ومقصرين، والى الأهواء مائلين، قال: فبكي، ثم قال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى. قال: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير قال: أخبرنا ابراهيم بن نصر المنصوري قال: حدثني ابراهيم بن بشار قال: سمعت الفضيل يقول: بلغني أن خالد بن صفوان دخل على عمر، فقال له عمر بن عبد العزيز: عظني يا خالد، فقال: ان الله عز وجل لم يرض أحدا أن يكون فوقك، فلا ترض أن يكون أحدا أولى بالشكر منك، قال: فبكى عمر حتى غشي عليه، ثم أفاق، فقال: هيه يا خالد لم يرض أن يكون أحد فوقي فو الله لأخافنه خوفا، ولأحذرنه حذرا، ولأرجونه رجاء، ولأحبنه محبة ولا شكرنه شكرا ولا حمدنه (31- ظ)

حمدا يكون ذلك كله أشد مجهودي وغاية طاقتي، ولأجتهدن في العدل والنصفة والزهد في فاني الدنيا لزوالها، والرغبة في بقاء الآخرة لدوامها حتى ألقى الله عز وجل، فلعلي أنجو مع الناجين، وأفوز مع الفائزين، وبكى حتى غشي عليه، فتركته مغشيا عليه وانصرفت. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد، وأبي عبد الله يحيي ابني الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني. قال أبو غالب: وأنبأنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: خالد بن صفوان بن الأهتم مشهور برواية الأخبار، كان يجالس هشام بن عبد الملك وخالد بن يزيد القسري. قال أبو الفتح عبد الكريم: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: عمرو بن الأهتم واسم الأهتم سنان بن سمي بن سنان التميمي، من ولده خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: عمرو بن الأهتم، اسم الأهتم سنان بن سمي من ولده خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم أحد الفصحاء «2» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: خالد بن صفوان بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم، وهو سنان بن سمي بن سنان بن خالد بن منقر (32- و) بن أسد بن مقاعس واسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن عبد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخه بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو صفوان التميمي النقري الأهتم البصري أحد فصحاء العرب، وفد على عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عبد الملك، وسمي الأهتم لأنه ضرب بقوس على فيه فهتمت أسنانه، روى عنه شبيب بن شيبة «3» .

خالد بن عبد الله بن الفرج:

قرأت في كتاب البيان والتبيين تأليف أبي عمرو عثمان بن بحر الجاحظ قال: وقد كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة، الحال التي تدعو الى المفارقة بعد المحاسدة والمنافسة للذي اجتمع فيهما من اتفاق الصناعة والقرابة والمجاورة، فكان يقال: لولا أنهما أحلام تميم لتباينا نباين الأسد والنمر، وذكر خالد بن صفوان شبيب بن شيبة فقال: ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية فلم يعارضه شبيب، وبدّا كلمة خالد هذه على أنه يحسن يسب سبّ الأشراف «1» . خالد بن عبد الله بن الفرج: أبو هاشم العبسي، ويعرف بخالد سبلان، مولى بني عبس ولقب سبلان لعظم لحيته شهد مع معاوية صفين، وسمع معاوية وعمر بن العاص وروى عن كهيل بن حرملة النمري الأزدي، روى عنه سعيد بن عبد العزيز التنوخي وخالد بن دهقان. (32- ظ) . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مطكود السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن جوصاء- قراءة- قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: قال عبد الرحمن بن ابراهيم: حدثني أبو مسهر عن سعيد- يعني- ابن عبد العزيز عن مكحول في قوله تعالى: «يبدل الله سيئاتهم حسنات» «2» قال: يجعل مكان السيئات حسنات، قال: فقال خالد سبلان: يخرجهم من السيئات الى الحسنات، قال: فرأيت مكحولا غضب حتى جعل يرتعد. وقال: أخبرنا أحمد بن عمير- قراءة- قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الرابعة خالد سبلان دمشقي مولى (33- و) بني عبس. وقال أحمد: حدثني يزيد بن أحمد عن أبيه قال: خالد جدي لأمي، ونسبه

خالد بن عبد الله بن الفرج وانما دعي سبلان لطول كان في لحيته أصهب داره دارنا، مولى بني عبس. وقال أحمد بن عمير: خالد بن عبد الله بن الفرج، وهو خالد سبلان، مولى بني عبس، قال: حدثني عبد الرحمن بن الحسن عن أبيه بنسبه، وحدثني يزيد بن أحمد عن أبيه بنسبه، قال يزيد: دار خالد دارنا، وهو جدي لأمي. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، قال: خالد سبلان عن كهيل بن حرملة الشامي، روى عنه خالد بن دهقان، سمع منه سعيد بن عبد العزيز «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل الدمشقي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الصوفي قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة قال: خالد سبلان مولى لبني عبس عن أبي مسهر. أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: خالد سبلان يعد في الشاميين، روى عن كهيل ابن حرملة «2» . أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو محمد (33- ظ) عبد الكريم ابن حمزة- اجازة عن أبي نصر بن ماكولا- قال: أما سبلان بفتح السين والباء المعجمة بواحدة، خالد سبلان هو خالد بن عبد الله بن الفرج مولى بني عبس، ولقب سبلان لطول كان في لحيته، يعد من الشاميين، يروي عن كهيل بن حرملة، روى عنه خالد بن دهقان «3» .

أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: خالد سبلان قال أبو مسهر: هو ثقة. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبوا محمد: هبة الله بن أحمد، وعبد الله بن أحمد في كتابيهما قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن سعيد قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن خالد بن دهقان عن خالد سبلان قال: كنت فيمن شهد صفين، فبينا نحن كذلك اذا جاء الخبر الى معاوية أنه قد بايع رجل من همدان اثنا عشر ألفا من همدان بيعة الموت ليغتدن شاهرين سيوفهم لا ينثنوا دون أن يقتلوا معاوية أو ينهزم الناس أو يموتوا من آخرهم، فأعظم ذلك معاوية وأقبل على عمرو بن العاص فقال: اثنا عشر ألفا كلهم قد بايع بيعة الموت، من يطيق هؤلاء؟ فقال له عمرو: اضربهم بمثلهم من قومهم، فأرسل الى عضاة- أو قال: ابن عضاة- فأخبره عن الهمداني وأصحابه وقال: ما عندك؟ قال: ألقاهم بمثل عدتهم من همدان. قال: فخرج اليه قبائل من همدان فخطبهم متوكئا على قوسه، وما انتهك من حرمته وركب به، يعني «1» ، فبكوا حتى نشجوا، ثم ذكر الذين قتلوه، وأنه يحق على كل مسلم أن يطلب دم عثمان، والعوذ من قتلته، ونحو هذا من الكلام، وأن الهمداني قد بايعه منكم، فأخبرهم بما صنعوا، فما عندكم؟ قالوا: عندنا أن نلقاهم بيعة الموت، قال: بيعة الموت، قالوا: بيعة الموت، فأعادها، قال: بيعة الموت، قالوا: بيعة الموت، فأعادها ثم استدار على قوسه، ووثبوا وثبة رجل، فاستداروا مرات واعتنق بعضهم بعضا، وبكى بعضهم الى بعض، فغدا الهمذاني في أصحابه فاقتتلوا فيما بين أول النهار الى صلاة العصر، فما انهزم هؤلاء ولا هؤلاء، فأرسل علي الى معاوية يناشده الله في البعثة الى كف أصحابه، ويكف أصحابه، فلم يزل معاوية يكف أصحابه ويزعهم وعلي بمثل ذلك حتى حجزوا بينهم.

خالد بن عبد الله بن يزيد:

خالد بن عبد الله بن يزيد: ابن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير ابن شق الكاهن بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر ابن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث، وقيل عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان، أبو الهيثم العبقري البجلي القسري، وهو بطن من بجيلة، وقد يقال القصري أيضا، بالسين، والصاد، فمن نسبه بالصاد فهو منسوب الى قصر ابن هبيرة، وقيل الى قصر بجيلة، وهما موضعان، حدث عن أبيه عبد الله بن يزيد ومحمد بن زياد، روى عنه حميد بن تيرويه الطويل، وسيار أبو الحكم، وحبيب بن أبي حبيب واسماعيل بن أوسط البجلي، واسماعيل بن أبي خالد وأخوه اسماعيل بن عبد الله القسري والوليد بن (34- و) نوح مولى أم حبيب وعبد الله بن بزيع، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي، وكان أميرا بمكة للوليد وسليمان ابني عبد الملك، وهو الذي صفح باب الكعبة والميزاب والاساطين بمكة بثلاثين ألف دينار سيرها اليه الوليد وولي «2» العراقيين لهشام بن عبد الملك، وقدم دير سمعان على عمر بن عبد العزيز حين هم بازالة الزخرفة في جامع دمشق فصدفه عن ذلك، وكان له غزو الى بلاد الروم واجتاز بحلب في طريقه من الروم. أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالمسجد الاقصى قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز بن أحمد بن زكريا الصحاف قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد بن معدان بهمذان قال: حدثنا الحارث بن عبد الله قال: حدثنا هشيم عن سيار أبي الحكم قال: سمعت القسري- يعني خالدا- يخطب وهو يقول: حدثني أبي عن جدي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا يزيد بن أسد أحب للناس ما تحب لنفسك «1» . وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف قال: أخبرنا سعيد بن أحمد بن الحسن قال:

أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا يحيى ابن محمد بن صاعد قال: حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال: حدثنا روح عن عطاء ابن أبي ميمونة قال: حدثنا سيار أبو الحكم أنه شهد خالد بن عبد الله القسري وهو يخطب على المنبر يقول: حدثني أبي عن جدي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أسد أتحب الجنة؟ قال: قلت: نعم، قال: فأحب لأحد المسلمين ما تحب نفسك «1» . أخبرنا الامام أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال: أخبرنا الامام عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبوا محمد: هبة الله بن أحمد وعبد الكريم بن حمزة قالا: حدثنا عبد العزيز، قال: أخبرنا (34- ظ) تمام وعبد الوهاب قالا: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن المعلى، ح. قال تمام: وأخبرني أبو اسحاق- اجازة- قال: حدثنا ابن المعلى، ح. قال تمام: وأخبرني يحيى بن عبد الله قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا ابن المعلى، ح. قال: وأخبرني صفوان بن صالح- أملاه علي- قال حدثنا الوليد ابن مسلم قال: حدثنا محمد بن مهاجر قال: سمعت أخي عمرو بن مهاجر قال: سمعت عمر بن عبد العزيز، وذكر مسجد دمشق، فقال: رأيت أموالا أنفقت في غير حقها فأنا مستدرك ما استدركت- وقال الميداني: أدركت منها- فراده الى بيت المال، أعمد الى ذلك الفسيفساء والرخام فأقلعه وأطينه، وأنزل تلك السلاسل وأجعل مكانها حبالا، وأنزع تلك البطائن فأبيع جميع ذلك وأدخله بيت المال، فبلغ ذلك أهل دمشق فاشتد عليهم، فخرج اليه أشرافهم فيهم خالد القسري، فقال لهم خالد: ائذنوا لي حتى أكون أنا المتكلم، فأذنوا له فلما أتوا دير سمعان استأذنوا على عمر فأذن لهم، فلما دخلوا سلموا عليه، فقال له خالد: يا أمير المؤمنين بلغنا أنك هممت في مسجدنا بكذا وكذا؟ قال: نعم رأيت أموالا أنفقت في غير حقها، وأنا مستدرك ما أدركت منها فراده الى بيت المال، فقال له: والله ما ذلك لك

يا أمير المؤمنين، فقال عمر: لمن هو لأمك الكافرة، وغضب عمر، وكانت أمه نصرانية أم ولد رومية، فقال خالد: ان تك كافرة فقد ولدت مؤمنا فاستحى (35- و) عمر وقال: صدقت، فما قولك ما ذاك لي، قال: لأنا كنا معشر أهل الشام وإخواننا من أهل مصر واخواننا من أهل العراق نغزو فيعرض على الرجل منا أن يحمل من أرض الروم فقيزا بالصغير من فسيفساء وذراع في ذراع من رخام فيحمله أهل العراق وأهل حلب الى حلب ويستأجر على ما حملوا الى دمشق ويحمله أهل حمص الى حمص ويستأجر على ما حملوا الى دمشق، ويحمل أهل دمشق ومن وراءهم حقهم الى دمشق، فذلك قولي ما ذاك لك، فسكت عمر. قال: ثم جاءه بريد من مصر من واليها يخبره أن قاربا ورد عليه من رومية فيه عشرة من الروم عليهم رجل منهم يريدون الوفود الى أمير المؤمنين، فكتب اليه أن وجههم إليّ، ووجه معهم عشرة من المسلمين عليهم رجل منهم كلهم يحسن بالرومية ولا يعلمونهم بذلك حتى يحملون إليّ كلامهم، فساروا حتى نزلوا دمشق خارج باب البريد، فسأل الروم رئيس العشرة من المسلمين أن يستأذن لهم الوالي في دخول المسجد فأذن لهم فمروا في الصحن حتى دخلوا من الباب الذي يواجه القبة، فكان أول ما استقبلوا المقام «1» ثم رفعوا رؤوسهم الى القبة فخر رئيسهم مغشيا عليه، فحمل الى منزله فأقام ما شاء الله أن يقيم، ثم أفاق فقالوا بالرومية: ما قصتك، عهدناك بالرومية وما ننكرك وصحبتنا في طريقنا هذه فما أنكرناك فما الذي عرض لك حين دخلت (35- ظ) هذا السجد؟ قال: لأنا معشر أهل رومية تتحدث ان بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدة سيبلغونها، فلذلك أصابني الذي أصابني فلما قدموا على عمر أخبروه بما سمعوا منه، فقال عمر: ألا أرى مسجد دمشق غيظا على الكفار، فترك ما كان هم به من أمره «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو

الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي المدائني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال: ومن بجيلة بن أنمار بن أراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ: يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار، وهو جد خالد بن عبد الله القسري. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مطكود السوسي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: حدثنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أحمد بن عمير- قراءة- قال: سمعت أبا الحسن بن سميع قال: خالد بن عبد الله بن أسد القسري. كذا قال، وانما هو عبد الله بن يزيد بن أسد. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر، في كتابه، قال: أخبرنا (36- و) عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال: خالد بن عبد الله القسري البجلي اليماني كان بواسط، ثم قتل بالكوفة قريب من سنة مائة وعشرين، عن أبيه عن جده، روى عنه سيار أبو الحكم، وهو الذي قال يوم الاضحى: اني مضح بالجعد بن درهم زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما، ولم يتخذ ابراهيم خليلا، ثم نزل فذبحه. قال قتيبة: حدثنا القاسم بن محمد عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب عن أبيه عن جده قال: شهدت خالدا وهو أخو أسد وهو ابن يزيد بن أسد ابن كرز أبو الهيثم. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي محمد قال: في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الاديب قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو علي اجازة، ح.

قال ابن منده: وأخبرنا أبو طاهر قال: أخبرنا علي بن محمد قالا: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن خلف التميمي قال: حدثنا يحيى الحماني قال: قيل لسيار: تروي عن مثل خالد؟ قال: انه كان أشرف من أن يكذب. أنبأنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم قال: أنبأنا أبو نصر بن ماكولا قال: وأما قسر، بفتح القاف وسكون السين المهملة، فهو قسر ابن عبقر قبيل من بجيلة ينسب (36- ظ) اليها يزيد بن أسد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ولده خالد بن عبد الله القسري أمير العراق، يروي عنه عن أبيه عن جده، يقال جده يزيد بن أسد، ويقال أنه ليس من ولده «1» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا فيه، وسمعت منه بدمشق- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: خالد بن عبد الله ابن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبقري، أبو الهيثم البجلي القسري أمير مكة للوليد وسليمان، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك، وهو من أهل دمشق. روى عن أبيه، روى عنه سيار أبو الحكم، واسماعيل بن أوسط البجلي، وحبيب بن أبي حبيب، وحميد الطويل، واسماعيل بن أبي خالد، وداره بدمشق هي الدار الكبيرة التي في مربعة القز، تعرف اليوم بدار الشريف الزيدي، واليه ينسب الحمام التي تقابل باب قنطرة سنان بباب توما. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: مات عبد الملك وعلى مكة نافع ابن علقمة بن صفوان، فأقره الوليد سنين ثم عزله وولى خالد بن عبد الله القسري وذلك سنة تسع وثمانين، فلم يزل بها واليا حتى مات الوليد وأقر- يعني- سليمان ابن عبد الملك عليها خالد بن عبد الله (37- و) القسري ثم عزله وولى داوود بن طلحة. وفيها- يعني، سنة ست ومائة- ولي خالد بن عبد الله القسري العراق. وقال: سنة عشرين ومائة فيها عزل هشام خالد بن عبد الله القسري عن العراق

وولاها يوسف بن عمر. قال: وفيها يعني سنة تسع وثمانين ولي خالد بن عبد الله القسرى- مكة. وقال خليفة: حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وعبد الله بن المغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: جمعت العراق لخالد بن عبد الله بن أسد بن كرز البجلي في سنة ست ومائة، وعزل سنة عشرين ومائة. «1» . وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن محمد السمناني وأبو القاسم بن السمرقندي قالا: أخبرني أبو محمد الصريفيني- قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا ابن هانىء قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: سمعت طلق النخعي قال: مات معبد في ولاية خالد وولي خالد سنة ست عشرة وتوفي سنة عشرين. قال الحافظ أبو القاسم: كذا قال، وهو وهم «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله ابن عمر قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا أبو عبد الله قال: ولي خالد سنة ست ومائة، وعزل سنة عشرين. قال أبو القاسم بن السمرقندي: (37- ظ) أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: سمعت عبد الرحمن بن ابراهيم قال: قال أبو مسهر في حديث: ماتت أم خالد القسري فخرج معها خالد وقال: كذب من قال ان خالدا ولي العراق سنة ولي هشام، سنة خمس ومائة فأقام عليها الى سنة عشرين ومائة. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، وأبو منصور بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكّري قال: حدثنا زكريا بن يحيى المنقري قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا

سلمة بن بلال عن مجالد قال: ولي العراق عمر بن هبيرة الفزاري فكان على شرطه سويد بن فلان المزني، وعلى شرطة الكوفة خالد بن عبد الله القسرى. ثم ولي العراق خالد بن عبد الله القسري. وأخبرنا أيضا عمر بن طبرزد- كتابة- قال أخبرنا أبو السعود بن المجلى- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي ابن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي عن ابن عباس قال في تسمية من ولي العراق وجمع له المصران: خالد بن عبد الله. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن، قالا: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران (38- و) قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد عن الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس: الأشراف من أبناء النصرانيات خالد بن عبد الله القسري. أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب قال أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن سليمان قال: أنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أنا علي بن الحسين الفراء- إجازه- قال: أنا عبد الله بن الحسن قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: أخبرنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا محمد بن الحارث قال: سمعت المدائني يقول: أول ما عرف به سؤدد خالد بن عبد الله القسري أنه مرّ في سوق دمشق وهو غلام فأوطأ فرسه صبيا فوقف عليه، فلما رآه لا يتحرك أمر

غلامه فحمله، ثم أتى به إلى مجلس قوم فقال: إن حدث بهذا الغلام حدث فأنا صاحبه أوطأته فرسي ولم أعلم «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن (38- ظ) القاسم قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال: وحدثنا أبو المليح قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول: قد اجتمع من فيئكم هذا ألف ألف لم يظلم فيها مسلم ولا معاهد. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا أبو المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا الحسين بن محمد بن خالوية النحوي قال: حدثني اليزيدي قال: حدثني أبو موسى عن دماذ عن الأصمعي قال: حرم خالد بن عبد الله القسري الغناء، فأتاه حنين ابن بلوّع في أصحاب المظالم ملتحفا على عود فقال: أصلح الله الأمير شيخ كبير ذو عيال، كانت له صناعة حلت بينه وبينها، قال: وما ذاك؟ فأخرج عوده وغنى: أيها الشامت المعيّر بالشيب ... أقلّن بالشباب افتخارا قد لبست الشباب قبلك حينا ... فوجدت الشباب ثوبا معارا فبكى خالد، وقال: صدق والله إن الشباب لثوب معار، عد إلى ما كنت عليه ولا تجالس شابا ولا معربدا «2» . هكذا قال أبو الفرج الحسين بن محمد بن خالويه، ووهم في اسم أبيه وهو الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، وقد ذكرنا ترجمته فيما سبق. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي القرشي (39- و) - بقراءتي عليه

بحلب- قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن عبد الرحمن بن زريق الشيباني، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي المعدّل قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا أبو الفضل الربعي قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: عرض خالد بن عبد الله القسري سجنه، فكان فيه يزيد بن فلان البجلي، فقال له خالد في أي شيء حبست يا يزيد؟ قال: في تهمة أصلح الله الأمير، قال: تعود إن أطلقتك؟ قال: نعم أيها الأمير وكره أن يصرح بالقصة أو يومي إليها فيفضح معشوقته لكي لا ينالها أهلها ببعض المكروه، فقال خالد لأولياء الجارية: أحضروا رجال الحي حتى نقطع كفه بحضرتهم وكان ليزيد أخ فكتب شعرا ووجه به إلى خالد: أخالد قد أنطيت والله غشوة ... وما العاشق المسكين فينا بسارق أقر بما لم يأته المرء أنه رأى ... القطع خيرا من فضيحة عاشق ولولا الذي قد خفت من قطع كفه ... لألفيت في أمر الهوى غير ناطق إذا بدت الرايات للسبق في العلى ... فأنت ابن عبد الله أول سابق فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قوله، فأحضر أولياء الجارية فقال: تزوجوا (39- ظ) يزيد فتاتكم، فقالوا: أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا، فقال: لئن لم تزوجوه طائعين لتزوجنه كارهين، فزوجوه ونقد خالد المهر من عنده. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا رشاء ابن نظيف بن ما شاء الله المعري قال: أخبرنا الضراب أبو محمد الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن عبدان قال: حدثنا عبد الرحمن قال: سمعت الأصمعي قال: قال أعرابي لخالد بن عبد الله

القسري: أصلح الله الأمير لم أصن وجهي عن مسألتك، فصن وجهك عن ردّي وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي، فأمر له بما سأل. ودخل إليه أعرابي ومعه جراب فقال: أصلح الله الأمير يأمر لي بملأ جرابي دقيقا فقال خالد املئوه دراهم، فخرج على الناس، فقيل له: ما صنعت في حاجتك؟ قال: سألت الأمير ما أشتهي فأمر لي بما يشتهي. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو أحمد الختلي قال: أخبرنا أبو حفص- يعني- النسائي، قال: قرأت في كتاب عن عبد الملك (38- و) بن قريب الأصمعي قال: دخل أعرابي على خالد ابن عبد الله القسري فقال: أصلح الله الأمير إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدكهما إلّا بعشرة آلاف وخادم فقال له خالد قل فأنشأ يقول: لزمت نعم حتى كأنك لم تكن ... لزمت من الأشياء شيئا سوى نعم وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن ... سمعت بلا في سالف الدهر والأمم فقال خالد بن عبد الله: يا غلام عشرة آلاف وخادما يحملها. قال: ودخل عليه أعرابي وقال: إني قد قلت شعرا وأنشأ يقول: «1» أخالد إني لم أزرك لحاجة ... سوى أنني عاف وأنت جواد أخالد إن الأجر والحمد حاجتي ... فأيهما تأتي وأنت عماد فقال له خالد بن عبد الله: سل يا أعرابي، قال: قد جعلت المسألة إليّ أصلح الله الأمير؟ قال: نعم، قال: مائة ألف درهم، قال: أكثرت يا أعرابي، قال: أفأحطك أصلح الله الأمير؟ قال: نعم قال: قد حططتك تسعين ألفا، فقال له خالد: يا أعرابي ما أدري من أي أمريك أعجب، فقال له: أصلح الله الأمير إنك لما جعلت المسألة إليّ سألتك على قدرك وما تستحقه في نفسك، فلما سألتني أن أحط حططتك

على قدري وما أستاهله في نفسي، فقال له خالد: والله يا أعرابي لا تغلبني، يا غلام مائة ألف فدفعها إليه «1» . أخبرنا عتيق السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا محمد بن أحمد الفنكي عن أبي المعالي بن صابر قالا: (40- ظ) أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا علي بن الحسين الفراء- إجازة- قال أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو الحسن الربعي قال حدثنا الزيادي عن العتبي قال: دخل أعرابي على خالد القسري فقال: إني امتدحك ببيتين فاسمعهما، قال: هات فأنشأ يقول: أخالد إني لم أزرك لحاجة ... سوى أنني عاف وأنت جواد أخالد بين الأجر والحمد حاجتي ... فأيهما تأتي فأنت عماد فقال خالد: سلني يا أعرابي، قال: قد جعلت المسألة إليّ؟ قال: نعم، قال: مائة ألف درهم، قال: أسرفت يا أعرابي قال: أفأحطك أصلح الله الأمير؟ قال: نعم، قال: حططتك تسعين ألفا، قال: ما أدري يا أعرابي أي أمريك أعجب حطيطتك أم سؤالك، فقال: أصلح الله الأمير، إني سألتك على قدرك وحططتك على قدري، وما استاهل في نفسي، قال خالد إذا والله لا تغلبني، أعطه يا غلام مائة ألف. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا (41- ز) عبد الملك ابن قريب الأصمعي قال: حدثني عمر بن الهيثم قال: بينما خالد بن عبد الله بظهر

الكوفة متنزها إذ حضره أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال: هذه القرية- يعني الكوفة- قال: وماذا تحاول بها؟ قال: قصدت خالد عبد الله متعرضا لمعروفه، قال: فهل تعرفه؟ قال: لا، قال: فهل بينك وبينه قرابة؟ قال: لا ولكن لما بلغني من بذله المعروف، وقد قلت فيه شعرا أتقرب به إليه، قال خالد: فأنشدني ما قلت: فأنشأ يقول: إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا ... لتجبر مني ما وهى وتبددا إلى الماجد البهلول ذي الحلم والندى ... وأكرم خلق الله فرعا ومحتدا إذا ما أناس قصروا بفعالهم ... نهضت فلم تلفى هنا لك مقعدا فيالك بحرا يغمر الناس موجه ... إذا يسأل المعروف جاش وأزبدا بلوت ابن عبد الله في كل موطن ... فألفيت خير الناس نفسا وأمجدا فلو كان في الدنيا من الناس خالد ... لجود بمعروف لكنت مخلدا فلا تحرمني منك ما قد رجوته ... فيصبح وجهي كالح اللون أربدا فحفظ خالد الشعر، وقال له: انطلق صنع الله لك، فلما كان من غد دخل الناس الى خالد واستوى السماطان بين يديه، تقدم الأعرابي وهو يقول: إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا ... فأشار إليه خالد بيده أن اسكت، ثم أنشد خالد بقية الشعر، وقال له: يا أعرابي قد قيل هذا (41- ظ) الشعر قبل قولك، فتحير الأعرابي وورد عليه ما أدهشه، وقال: تالله ما رأيت كاليوم شيئا لخيبة وحرمان، فانصرف وأتبعه خالد برسول ليسمع ما يقول، فسمعه الرسول يقول: ألا في سبيل الله ما كنت أرتجي ... لديه وما لاقيت من نكد الجهد دخلت على بحر يجود بماله ... ويعطي كثير المال في طلب الحمد فحالفني الجد المشوم لشقوتي ... وقاربني نحسي وفارقني سعدي فلو كان لي رزق لديه لنلته ... ولكنه أمر من الواحد الفرد فقال له الرسول: أجب الأمير فلما انتهى الى خالد قال له: كيف قلت؟ فأنشده، ثم استعاده فأعاده ثلاثا إعجابا منه به ثم أمر له بعشرة آلاف درهم.

قال المعافى: قوله فلم تلفى، والوجه فلم تلف، ولكنه اضطر فجاء به على الأصل كما قال الشاعر: ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد وقد استقصينا هذا الباب في غير هذا الموضع «1» . وقال: أخبرنا القاضي المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم قال: حدثنا الأصمعي قال: ذكروا أن خالد بن عبد الله القسري لما أحكم جسر دجلة واستقام له نهر المبارك أنشأ عطايا كثيرة، وأذن للناس إذنا عاما فدخلت عليه أعرابية قسرية فأنشأت تقول: (42- و) إليك يا بن السادة المواجد ... يعمد في الحاجات كلّ- عامد فالناس بين صادر ووارد ... مثل حجيج البيت نحو خالد وأنت يا خالد خير والد ... أصبحت عند الله بالمحامد مجدك مثل الشمّخ الرواكد ... ليس طريف الملك مثل التالد قال: فقال لها خالد: حاجتك كائنة ما كانت؟ فقالت: أصلح الله الامير أناخ علينا الدهر بجرانه وعضنا بنابه فما ترك لنا صافنا ولا ماهنا، فكنت المنتجع واليك المفزع، قال: فقال لها خالد: هذه حاجة لك دوننا، فقالت: والله لئن كان لي نفعها ان لك لأجرها وذخرها، مع أن أهل الجود لو لم يجدوا من يقبل العطاء لم يوصفوا بالسخاء، قال لها خالد: أحسنت، فهل لك من زوج؟ فقالت: لا وما كنت لا تزوج دعيا وان كان موسرا غنيا، وما كنت اشتري عارا يبقى بمال يفنى، واني بجزيل مال الامير لغنيه، قال الاصمعي: فأمر لها بعشرة آلاف درهم. قال القاضي: أما قولها فما ترك لنا صافنا ولا ماهنا: الصافن من الخيل فيما ذكره أبو عبيدة الذي يجمع بين يديه وبين طرف سنبك احدى رجليه، والسنبك مقدم الحافر، قال: وقال بعض العرب: بل الصافن الذي يجمع يديه والذي يرفع طرف سنبك رجليه، وهو مخيم، يقال أخام برجله، وقال الفراء: الصافنات فيما ذكر الكلبي باسناده: القائمة على ثلاث، وقد انافت الاخرى على طرف (42- ظ)

الحافر من يد أو رجل، وهي قراءة عبد الله صوافن، فإذا وجبت يريد معقولة على ثلاث، وقد رأيت العرب تجعل الصافن القائم على ثلاث أو غير ثلاث، وأشعارهم تدل على أن القائم خاصة والله أعلم بصوابه. وقد روي عن ابن عمر انه قال لرجل يريد نحر ناقته: انحرها معقوله اليسرى واليمنى قائمه على ثلاث سنه محمد صلى الله عليه وسلم، أو نحو هذا القول. وقد قرئ: «فاذكروا اسم الله عليها صوافن» «1» على ما تقدم من الحكاية عن ابن مسعود، وصوافن بمعنى خالصة لله عز وجل من الصفا والخلوص، فأما قراءة الجمهور الاعم والسواد الاعظم فإنه صواف، على جمع الصافة وهي المصطفة، ورسم مصاحف المسلمين شاهد لهذه القراءة بالصحة مع استفاضة النقل لها في الامة، وقد قال عمرو بن كلثوم في معنى هذه اللفظة: تركنا الخيل عاكفة عليه ... مقلدة أعنتها صفونا «2» وأما قولها: ولا ماهنا، فإنها تعني ولا خادما، ومن الماهن قول الشاعر: وهربن مني ان رأين مويهنا ... تبدو عليه شتامة المملوك المويهن تصغير ماهن، والخويدم تصغير خادم، والشتامة القبح، والكلوح، يقال وجه شتيم، أي باسر قبيح، ومن هذا الشتم والشتيمة في القول، معناه قبحه وقذعه والمشاتمة المسابة، وهما من هجر القول وفحشه، وقال بعض اللغويين: عضنا الدهر إنما يقال فيه عظنا بالظاء والمعروف (43- و) فيه الضاد. أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن مولى بني هاشم قال: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الاصمعي

عن الأصمعي قال: اتى خالد بن عبد الله رجل في حاجة فقال له: تكلم، فقال الرجل: أتكلم بحدة الجأش أم بهيبة الأمل؟ قال: بل بهيبة الأمل، فسأله فقضى حاجته. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد المروزي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الوهاب السلامي قال: أخبرنا أبو الفوارس النقيب قال أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين الجوزي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه قال: حدثني الوليد بن نوح مولى لام حبيبة بنت أبي سفيان قال: سمعت خالد القسري على المنبر يقول: إني لاطعم كل يوم ستة وثلاثين الفا من الاعراب تمرا وسويقا. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب فيما أذن لنا في روايته عنه قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش- إجازة- قال: أخبرنا أبو يعلى بن الفراء قال: أخبرنا اسماعيل بن سعيد بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن القاسم (43- ظ) بن جعفر الكوكبي قال: حدثنا محمد بن موسى المارستاني المقرئ قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثنا ثابت بن سليمان البجلي عن خالد بن سليمان بن مهاجر قال سقط خاتم للرائقة جارية خالد بن عبد عبد الله القسري اشتراه لها بعشرين ألف درهم، في بلاعة الدار، فاغتمت وقالت: يا مولاي جئني بمن يخرجه فقال لها: نخلفه عليك ولا يعود في يدك وقد صار في ذلك الموضع، يدك أعز علي من ذلك ثم قال: أرائق لا تأسي على خاتم هوى ... فللأرض من حظ الكرام نصيب فاشترى لها بدله فصا بخمسة آلاف دينار. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد بن عمر الدمشقي قال: أخبرنا عمر بن عبد الملك بن عمر الشاهد قال: أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه البزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الاوقي قال: أخبرنا أبو طاهر

أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله بن الشويخ الارموي قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن سنبك قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الانصاري- واللفظ له- قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني أبو القاسم هارون بن أبي يحيى السلمي قال: أخبرني محمد بن ريان عن (44- و) محمد بن عمران عن اسماعيل بن عبد الله القسري قال: قال خالد بن عبد الله القسري لبنيه: إنكم قد شرفتم وقمن أن تطلب إليكم الحوائج، فمن تضمن حاجة امرئ مسلم فليطلبها بأمانة الله عز وجل. «1» أخبرنا أبو علي الاوقي قال: أخبرنا أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الحطاب قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الواحد ابن محمد قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب عن عمه قال: قال خالد القسري لرجل من قريش: ما يمنعك أن تسألنا؟ قال: إذا سألتك فقد أخذت ثمنه (44- ظ) .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثنا محمد بن عمران عن أبيه قال: كتب خالد بن عبد الله القسري الى أبان بن الوليد البجلي، وكان قد ولاه المبارك «1» : أما بعد فإن بالرعية من الحاجة الى ولاتها مثل الذي بالولاة من الحاجة إلى رعيتها وإنما هم من الوالي بمنزلة جسده من رأسه وهو منهم بمنزلة رأسه من جسده، فأحسن الى رعيتك بالرفق بهم، والى نفسك بالاحسان إليها ولا يكونن هم الى صلاحهم أسرع منك اليه، ولا عن فسادهم أدفع منك عنه، ولا يحملك فضل القدرة على شدة السطوة بمن قل ذنبه، ورجوت مراجعته ولا تطلب منهم إلا مثل الذي تبذل لهم، واتق الله في العدل عليهم والاحسان إليهم و «ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» «2» أصرم فيما علمت، واكتب إلينا فيما جهلت يأتك أمرنا في ذلك ان شاء الله والسلام «3» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات بن الانماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر الشامي قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن (46- و) عمرو العقيلي

قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثني الفضل بن الزبير قال: سمعت خالد القسري وذكر عليا فذكر كلاما لا يحل ذكره. قال العتيقي: وحدثنا عبد الله بن أحمد قال: سمعت يحيى بن معين قال: خالد ابن عبد الله القسري كان واليا لبني أمية، وكان رجل سوء وكان يقع في علي بن أبي طالب. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا الاصمعي قال: خبرت أن خالد بن عبد الله القسري ذم بئر زمزم، قال: يقال ان زمزم لا تنزح ولا تذم بلى والله انها تنزح وتذم ولكن هذا أمير المؤمنين قد ساق لكم قناة بمكة، وكان ذلك أيام هشام بن عبد الملك. قال: وحدثنا الأصمعي قال: حدثنا أبو عاصم النبيل قال: ساق خالد ماء الى مكة فنصب طستا الى جانب زمزم- قال أبو عاصم: قد رأيتها- ثم خطب فقال: قد جئتكم بماء الغادية لا تشبه أم الخنافس، يعني زمزم. قال: وحدثنا الاصمعي قال: حدثنا أبو عاصم قال: سمعت عمرو بن قيس يقول: لما أخذ خالد سعيد بن جبير وطلق بن حبيب خطب فقال: كأنكم أنكرتم ما صنعت، والله ان لو كتب الى أمير المؤمنين لنقضتها حجرا حجرا، يعني الكعبة. قال: (46- ظ) وحدثنا الاصمعي قال: وسمعت شبيب بن شيبة يقول: ولي خالد العراق بضع عشرة سنة من قبل هشام بن عبد الملك. قال: وكان سبب عزله أن امرأة أتت خالدا فقالت له: ان غلامك فلانا توثب عليّ وهو مجوسي، فأكرهني على الفجور وغصبني نفسي، فقال: كيف وجدت قلفته؟ فكتب بذلك حسان النبطي الى هشام بن عبد الملك فعزله وولى يوسف بن عمر العراق.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو محمد بن زبر قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا الاصمعي قال: حدثنا شبيب بن شيبة قال: خطب خالد بن عبد الله القسري فقال وهو على المنبر: يسومونني أن أقتد «1» من كاتبي وان أقدت منه لقد أقدت من نفسي، وان أقدت من نفسي لقد أقاد أمير المؤمنين من نفسه، وان أقاد أمير المؤمنين من نفسه لقد أقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه، ولئن أقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه ليقيدن هاه هاه هاه، يومي بيده- أو قال باصبعه- الى فوق جل ربنا وتعالى علوا كبيرا. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن (47- و) عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: قتل خالد سنة ست وعشرين ومائة وهو ابن نحو ستين سنة «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل اجازة، ح. قال أبو غالب بن البناء: وأخبرنا أبو تمام علي بن محمد- اجازة- قال: أخبرنا أبو بكر بن تيري- قراءة عليه- قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا صالح بن سليمان قال: أراد الوليد بن يزيد الحج وقال: أشرب فوق ظهر الكعبة، فهم قوم أن يفتكوا به اذا خرج فجاؤوا الى خالد بن عبد الله القسري فسألوه أن يكون معهم

فأبى، فقالوا له: فاكتم علينا، فقال: أما هذا فنعم، فجاء الى الوليد فقال له: لا تخرج فاني أخاف عليك قال: من هؤلاء الذين تخافهم عليّ؟ قال: لا أخبرك بهم قال: ان لم تخبرني بهم بعثت بك الى يوسف، قال: وان بعثت بي الى يوسف، قال فبعث به الى يوسف فعذبه حتى قتله. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء- في كتابه عن أبي اسحاق الحبال وخديجة المرابطة- قال: أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار ابن أحمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار. وقالت خديجة: (47- ظ) أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي قالا: حدثنا محمود بن محمد الاديب قال: حدثنا الحنفي- يعني- أحمد ابن الاسود قال: حدثنا ابن أبي شيخ قال: حدثنا أبو سفيان الحميري وصالح بن سليمان قالا: أراد الوليد بن يزيد الحج وهو خليفة، فاتعد فتية من وجوه أهل اليمن أن يفتكوا به في طريقه، وسألوا خالدا القسري أن يكون معهم فأبى، قالوا: فاكتم علينا: فأتاه خالد فقال: يا أمير المؤمنين دع الحج فاني خائف عليك قال: ومن الذي تخافهم عليّ سمهم، قال: قد نصحتك ولن اسميهم لك، قال: اذا أبعث بك الى عدوك يوسف بن عمر قال: وان فعلت، فبعث به الى يوسف بن عمر فعذبه حتى قتله، ولم يسم له القوم. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: فلبث خالد يوما في العذاب ثم وضع على صدرته المضرسة فقتل من الليل، ودفن بناحية الحيرة في عباءته التي كان فيها، وذلك في المحرم سنة ست وعشرين ومائة، في قول الهيثم، فأقبل عامر بن سهلة الاشعري فعقر فرسه على قبره، فضربه يوسف سبعمائة سوط «1» .

خالد بن عبد الرحمن:

أنبأنا أحمد بن أزهر عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: (48- و) أخبرنا أبو محمد الجوهري في كتابه قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني- اجازة- قال: أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا أبو عبيدة قال: لما قتل خالد بن عبد الله القسري لم يرثه أحد من العرب على كثرة أياديه عندهم الا أبو الشغب العبسي فقال: ألا ان خير الناس حيا وهالكا ... أسير ثقيف عندهم في السلاسل لعمري لقد أعمرتم السجن خالدا ... وأوطأتموه وطأة المتثاقل فان تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه ... ولا تسجنوا معروفه في القبائل خالد بن عبد الرحمن: روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه داود بن عبد الرحمن، وكان بعسكر سليمان بن عبد الملك بدابق. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بحلب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين النساج قال: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، ح. وقال ثابت: وأخبرتنا ست الاخوة بنت محمد بن أبي منصور الكرخي قالت: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم قالا: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبيد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم بن كثير قال: حدثنا أبو اسحاق الطالقاني عن الفضل بن موسى عن داود بن عبد الرحمن عن خالد ابن عبد الرحمن قال: كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك فسمع غناء من (48- ظ) الليل فأرسل اليهم بكرة فجيء بهم فقال: ان الفرس لتصهل فتستودق لها الرمكة، وان الفحل ليخطر فتضبع له الناقة، وان التيس ليثب فتستحرم له العنز، وان الرجل ليتغنى فتشتاق اليه المرأة، ثم قال: اخصوهم، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا مثله ولا يحل، فخلى سبيلهم «1» .

خالد بن عرفطة:

خالد بن عرفطة «2» : ابن أبرهة بن سنان بن صيفي- وقيل صيفي- بن العيلة بن عبد الله بن غيلان- وقيل عيلان- بن أسلم بن حراز بن كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن فحطان العذري. صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن حبيب بن سالم، وسالم بن عبيد روى عنه مولاه مسلم وأبو عثمان النهدي وهلال وعبد الله بن يسار، وشهد فتح المدائن، وولاه سعد بن أبي وقاص قتال الفرس يوم القادسية، وكان في صحبة معاوية حين توجه من الشام وعبر معه جسر منبج الى الاخنونية «1» ، وصالح الحسن ابن علي رضي الله عنه وكان خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى دخل معه الكوفة. أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثني عبد الصمد قال: حدثنا ورقاء عن منصور عن هلال قال: كنا في مسير فعطس رجل من القوم، فقال: السلام عليكم، فقال له سالم ابن عبيد الاشجعي: وعليك وعلى أمك، قال: لعلك ساءك ما قلت؟ قال: ما يسرني أن تذكر أمي بخير ولا شر، قال: أما اني لا أقول الا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وعطس- يعني رجلا من القوم- فقال: السلام عليكم، فقال: عليك وعلى أمك، وذكر تمام الحديث، وسنذكره في ترجمة سالم بن عبيد. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق العطار البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي الصوفي قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويّه السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران

ابن عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي السمرقندي قال: أخبرنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبان ابن يزيد عن قتادة قال: كتب اليّ خالد بن عرفطة عن حبيب بن سالم: ان غلاما كان ينبز فرفورا، فوقع على جارية (51- و) امرأته، فرفع الى النعمان بن بشير فقال: لأقضين فيه بقضاء شاف ان كانت أحلتها له جلدته مائة، وان كانت لم تحل له رجمته فقيل لها: زوجك، فقالت: اني قد أحللتها له، فضربه مائة، قال يحيى هو مرفوع. وقال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: حدثنا صدقة ابن الفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي بشر عن خالد بن عرفطة عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: خالد بن عرفطة البكري، حليف بني زهرة له صحبة، روى عنه أبو عثمان النهدي، وعبد الله بن يسار، ومسلم مولى خالد بن عرفطة، سمعت أبي يقول ذلك. ثم قال أبو محمد بن أبي حاتم: خالد بن عرفطة روى عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير، روى أبان بن يزيد العطار عن قتادة عنه، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول لا أعرف أحدا يقال له خالد بن عرفطة الا واحد الذي له صحبة «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- فيما كتب الينا من مكة- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: (51- ظ) أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي ويقال البكري من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، ويقال بل هو من قضاعة من بني عذرة، ومن قال هذا قال: هو خالد بن عرفطة بن صعير بن أخي ثعلبة بن صعير، عذري من بني حراز بن كاهل

خالد بن عمرو بن خالد السلفي الحموي:

ابن عذرة حليف لبني زهرة، يقال العذري ويقال الحرّازي، ويقال البكري، ومن جعله عذريا قال: هو خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان بن صيفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان بن أسلم بن حراز بن كاهل بن عذرة بن سعد هذيم وهذا هو الصواب في نسبه، والحق ان شاء الله والله أعلم. قال: وقال خليفة بن خياط: لما سلّم الامر الحسن الى معاوية خرج عليه عبد الله ابن أبي الحرشاء بالنخيلة، فبعث اليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة في جمع من أهل الكوفة، فقتل ابن أبي الحرشاء ويقال ابن أبي الحمساء، وذلك في جمادى سنة احدى وأربعين فيما ذكر أبو عبيدة والمدائني، وفي ذلك الشهر كان الاجتماع على معاوية «1» . قال أبو عمر: سكن خالد بن عرفطة الكوفة ومات بها سنة ستين وقيل سنة احدى وستين عام قتل الحسين، وفيها ولد عمر بن عبد العزيز، روى عنه أبو عثمان النهدي ومسلم مولاه وعبد الله بن يسار «2» (52- و) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن ابن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن سليمان الاصبهاني قال: حدثنا يونس بن أبي النعمان عن أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت: لما قدم معاوية- يعني الكوفة- فنزل النخيلة، دخل من باب الفيل، وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية، حتى ركزها في المسجد. خالد بن عمرو بن خالد السلفي الحموي: أبو الأجل نزيل حماه، بلدة من العواصم قد ذكرناها في مقدمة الكتاب. روى عن بقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، وأبي حاتم بن ادريس الرازي، ومروان بن معاوية الفزاري، ويحيى بن محمد الطائفي، وهو حمصي نزل حماه.

خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص:

قال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: خالد بن عمرو السلفي، كان ينزل حماة، على مسيرة يومين من حمص، سمع من أبي في الرحلة الاولى «1» . أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: خالد بن عمرو بن خالد أبو الاخيل السلفي الحمصي، روى أحاديث منكرة عن ثقات الناس، وكان جعفر الفريابي يقول: رأيت أبا الاخيل هذا بحمص ولم أكتب عنه لانه يكذب. وقال ابن عدي: سمعت بعض أصحابنا يذكره عن الفريابي. قال ابن عدي: ولأبي الأخيل أحاديث مناكير «2» . أنبأنا عبد البر قال: أخبرنا البرمكي قال: أخبرنا ابن مسعدة قال: أخبرنا حمزة قال: أخبرنا أبو أحمد قال: سمعت أحمد بن أبي الأخيل يقول: مات أبو الأخيل خالد بن عمرو سنة ست وثلاثين ومائتين (49- و) . خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص: القرشي حدث بالمصيصة عن سفيان الثوري، وروى عنه الليث بن سعد وشيبان وهشام الدستوائي، والمغيرة بن زياد ومالك بن مغول واسرائيل وابراهيم بن صالح ابن درهم، وشعبة بن الحجاج، وابن أبي ذئب ومسعر بن كدام. روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وأبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعبد الله بن عمر بن أبان، وحاجب بن سليمان المنبجي وأحمد بن منصور الرمادي، وكثيّر بن أبي صابر القنسريني، ومحمد بن حميد، وعمر بن يزيد السياري، وأبو عبد الله محمد بن الفرج بن الضحاك، وأبو علي محمد بن يزيد بن أبي الخناجر. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن

عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي العشاري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شمعون قال: حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي قال: حدثنا أبو علي محمد بن يزيد بن أبي الخناجر قال: حدثنا خالد بن عمرو القرشي قال: حدثنا مسعر عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فزاد أو نقص، فقيل له: أحدث في الصلاة شيء؟ قال: لو حدث لانبأتكم، هل أنا الا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فأيكم زاد في صلاتنا أو نقص فليتحرى الصلوات وليتم وليسجد سجدتي السهو «1» . أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى- قراءة عليه وأنا أسمع بالكلاسة من جامع دمشق- قال: أخبرنا جدي لأمي أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال، قيل له: أخبركم أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون الربعي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله الكندي قال: أخبرنا سعيد- هو- أبو عثمان بن عبد العزيز بن مروان المعروف بالحلبي قال: حدثنا خالد بن عمرو عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عبد الله الصنابحي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول عز وجل: إن كنتم ترجون رحمتي فارحموا خلقي «2» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لي في روايته عنه- (49- ظ) قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن جعفر المغازلي قال: أخبرنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو عبد الله بن سعيد بن العاص بالمصيصة قال حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين «3» .

أنبأنا أبو محمد بن عبد البر بن الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا العباس قال: سمعت يحيى يقول: خالد بن عمرو السعيدي ليس حديثه بشيء. وقال ابن عدي: حدثنا ابن حماد قال: حدثني عبد الله قال: سألت أبي عن خالد بن عمرو القرشي فقال: ليس بثقة، وهو ابن عم عبد العزيز بن أبان، يروي أحاديث بواطيل. وقال ابن عدي: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: خالد بن عمرو يعد في الكوفيين أراه قرشي، قال أحمد: منكر الحديث، سمع منه (50- و) أبو عبيد القاسم بن سلام. وقال ابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: خالد بن عمرو عن شيبان وهشام الدستوائي، روى عنه أبو عبيد منكر الحديث «1» . قال: وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه قال: خالد بن عمرو الأموي ليس بثقة «2» . قال ابن عدي- بعد ما ذكر عنه أحاديث، منها الحديث الذي بدأنا بذكره عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه-: وهذه الاحاديث التي رواها خالد عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عندنا من حديث يحيى بن بكير وقتيبة وابن رمح وابن زغبة ويزيد بن موهب وليس فيه من هذا شيء، وذكر بعدها أحاديث حدث بها عن غير الليث بن سعد وقال: وخالد بن عمرو له غير ما ذكرت من الحديث عن من يحدث عنهم وكلها أو عامتها موضوعة، وهو بيّن الأمر في الضعف «3» (50- ظ) .

خالد بن عمران بن نفيل بن جابر الأزدي

خالد بن عمران بن نفيل بن جابر الأزدي الموصلي، أخو المعافى بن عمران، وسنذكر نسبه في ترجمة أخيه المعافى، وكان خالد يتولى أعمالا للسلطان، وقدم المصيصة، وحكى عنه العلاء بن أيوب. أنبأنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس الأزدي قال: حدثني العلاء بن أيوب قال: صار خالد بن عمران إلى المصيصة، وهو في أعمال السلطان، فبعث إلى عبد الكبير ابن المعافى، فلم يأته، فصار إليه خالد وهو في حانوت يبيع البقل وما شاكله، فوقف على حانوته فقال له: فضحتنا يا عبد الكبير، فقال عبد الكبير: ما فضحنا غيرك يا خالد، يعني لأعماله. خالد بن قطن روى شيئا من خبر صفين، ويغلب على ظني أنه شهدها روى عنه عمر بن سعد، وسنذكر ذلك في ترجمة زياد بن النضر الحارثي، فيما يأتي من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. خالد بن كيسان ولي غزو البحر في أيام بني أمية، فأسره الروم، وذهبوا به إلى القسطنطينية ثم أهدوه إلى الوليد بن عبد الملك في السنة التي غزا فيها مسلمة بن عبد الملك، فقد اجتاز بحلب أو عملها في عوده من القسطنطينية الى الشام. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إذنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه- قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن اسحاق قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر الواقدي قال: سنة تسعين فيها أسرت الروم خالد بن

خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسراني

كيسان صاحب البحر فذهبت (52- ظ) به الى مدينة الكفر القسطنطينية، فأهداه صاحبها الى الوليد بن عبد الملك، وهو عام غزا مسلمة، ففتح الله على يديه «1» . خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسراني أبو البقاء الخالدي المخزومي من ولد خالد بن الوليد المخزومي، وكان أصله من قيسارية الشام، وولد أبوه بعكا وانتقل الى حلب بعد استيلاء الفرنج عليها، وولد له ولده خالد، وكان خالد كاتبا مجيدا في الخط، كثير التحرير بخطه متبعا طريقة علي بن أبي هلال المعروف بابن البواب اتباعا حسنا، لا سيما في قلم المحقق، فإنه أبدع فيه وأحسن كل الاحسان. وخدم الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بحلب، وتقدم عنده، ونفق عليه، وولى وزارته وجمع في ولايته بين الإنشاء والاستيفاء، وسيره رسولا إلى الديار المصرية إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، بعد أن استولى عليها لتقرير الأمور بها، فسمع بها الحديث من الحافظ أبي طاهر السّلفي ومن أبي محمد بن رفاعة السعدي وسمع بدمشق قبل ذلك الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن الشافعي، وكان قد سمع والده أبا عبد الله وحدث بشيء من حديثه بحلب وأجاز لجماعة. سمع منه القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين السقسيني، وشيخنا أبو البقاء يعيش بن علي ابن يعيش، روى لنا عنه شيخ الشيوخ أبو محمد بن عمر بن علي بن حمويه بإجازته منه، وأبو محمد عبد الحق بن عبد السلام (53- و) بن عبد الحق الصقلي شعرا ذكر أنه أنشده إياه لنفسه، ولما عاد من الديار المصرية وجد نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله قد مات بدمشق، فقدم إلى حلب، ولزم بيته واشتغل بعمارة أملاكه والقناعة بها حتى مات. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن حمويه بدمشق قال: أنبأنا

خالد بن محمد بن نصر القيسراني الوزير قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن احمد بن ابراهيم السّلفي، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن داود الدربندي، وأبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي رئيس أصبهان حدثنا أبو طاهر محمد بن محمش الزيادي الإمام بنيسابور قال: أخبرنا عبد الله بن يعقوب الكرماني قال: حدثنا حماد ابن زيد عن مخالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم اليوم على دين وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا القهقري بعدي «1» أخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي- إجازة- قال: أخبرنا أبو البقاء خالد بن محمد بن نصر بن صغير القيسراني بحلب سنة ثمانين وخمسمائة بداره قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي. وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة وغيره قالوا: أخبرنا أبو طاهر قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل (53- ظ) بن محمد المحاملي قال: حدثنا محمد بن ابراهيم الطرسوسي قال: حدثنا اسحاق بن منصور السلولي قال: حدثنا اسرائيل عن جابر عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره وما ذهب بصر عبد فصبر إلّا دخل الجنة «2» . أخبرنا شيخ الشيوخ أبو عمر بن حمويه قال: أخبرنا خالد بن محمد بن نصر- في كتابه إلينا من حلب- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني قال: أخبرنا أبو بكر بن مردويه قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال: حدثنا

أبي قال: حدثنا داود بن عطاء المدني قال: حدثنا عمر بن صهيان قال: حدثني صفوان ابن سليم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل عين باكية يوم القيامة إلّا عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله عز وجل «1» . أنشدنا أبو محمد عبد الحق بن عبد السلام بن عبد الحق الصقلي التميمي بدمشق قال: أنشدني الوزير موفق الدين أبو الوليد خالد بن محمد بن نصر بن صغير القيسراني لنفسه بحلب: أخ لي عاداه الزمان فأصبحت ... مذممة فيما لديه المطالب (54- و) متى ما تذوقه التجارب صاحبا ... من الناس تردده الى التجارب «2» وأنشدنا عبد الحق الصقلي قال: أنشدنا خالد لنفسه: أما تريني قد بليت وغاضني ... ما نيل من بصري ومن أجلادي وعصيت أصحاب الصبابه والصبا ... وأطعت عاذلتي ولان قيادي «3» هكذا أنشدنا عبد الحق الأبيات الأربعة وذكر أن خالدا أنشده إياها لنفسه، والبيتان الأولان لدعبل بن علي والآخران للأسود بن يعفر، ولعل خالدا أنشده الأبيات ولم يسم قائلا فظنها له والله أعلم، ولا يظن بخالد أنه يدعي ما ليس له لا سيما في الشعر، فإنه كان على ما بلغني يكره أن ينسب إلى أبيه ويستره جهده فكيف في حق نفسه. سمعت القاضي بهاء الدين أبا محمد الحسن بن ابراهيم بن سعيد بن الخشاب الحلبي يقول: سمعت الرئيس أبا الحسن علي بن الحكم الحلبي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن نصير القيسراني يقول: قد أبطأ علي أمر خالد، يعني ولده. قال لي أبو محمد بن الخشاب: وكان أبو عبد الله يعرف علم النجوم معرفة

جيدة وكأنه استنبط من تسيير مولد ولده خالد أنه يكون له شأن ورئاسة وتقدم فكان ينتظر ذلك منه، فقدر الله تعالى أن الأمر وقع كما كان ينتظره. أخبرني شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر، قاضي العسكر، قال: كان موفق الدين خالد بن القيسراني يجلد تجليدا حسنا ويكتب خطا جيدا وكان التجليد سبب (54- ظ) تقدمه عند الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي وذلك أنه وصف تجليده لنور الدين فأحضره ليجلد له كتبا فوقف على خطه فأعجبه وراق له، فطلب منه أن يكتب له «شعب الإيمان» للبيهقي، فاختار له موفق الدين خالد من الورق أجوده وصقله وتكلف لكتابته وتحرير خطه فيه وسعه، وجوّد خطه فيه وجعل في أول كل مجلدة منه ثلاثة أوراق بيضاء لم يكتب فيها شيئا، وجعلها غواشي للكتاب، وأقام في كتابته مدة طويلة حتى فرغ منه وجلده، وكان نور الدين غائبا عن مدينة حلب، أظنه قال: بتل باشر، فاستعار خالد بغلة، أو قال فرسا وركبها وحمل معه الكتاب ومضى الى عسكر نور الدين، وتوسل الى الشيخ اسماعيل الخزاندار أن يقدمه له بين يدي نور الدين، فحمل له الكتاب وعرضه على نور الدين، فصفح القائمة الأولى فوجدها بيضاء ثم فعل بالثانية فوجدها كذلك ثم بالثالثة فوجدها كذلك فلم يتعدها الى غيرها ولم يتأمل الكتابة، وقال: يكتب على هذه المجلدات الوقف على مقصورة الخضر بجامع دمشق ويرسل إليها ولم ينظر في الكتاب ولا وقف على ما كتب، فشق ذلك على خالد مشقة عظيمة لكونه اعتنى بالكتاب وقاسى التعب في تحرير خطه فيه، وصقل ورقه وتجليده والاعتناء به، ولم يقف نور الدين عليه ولم يحتفل به، وأقام بالعسكر وبات في المخيم فسرقت الدابة التي استعارها فأنهي أمرها الى نور الدين فقال: هو فرّط (55- و) لم لم يحفظ دابته؟ فازداد خالد حرجا على حرج وهما على هم، وتوسل له اسماعيل الخزاندار الى نور الدين حتى أمر باستخدامه في بعض الجهات البرانية من عمل حلب فخدم بها مدة وقل ما بيده ومرض، فترك الجهة التي كان فيها ودخل منها بغير دستور، وكان نور الدين معسكرا في بعض الجهات التي قصدها فقصد العسكر وجاء الى الشيخ اسماعيل الخزاندار وأعلمه بحاله وبانفصاله، فقال له: وانفصلت عن غير دستور؟ قال: نعم لعجزي فعنفه ولامه وقال له: ليس

لك ذنب وإنما الذنب لي حيث نسبت لك في هذا الأمر، فوجم خالد وندم ندامة عظيمة وشق عليه مواجهة الشيخ اسماعيل له بما واجهه به من الكلام الذي أغلظ له فيه، ثم إنه أعلم نور الدين بمجيئه وانفصاله عن الجهة فأحضره نور الدين مجلسه وأجلسه، ودفع إليه ورقة ودواة، وقال له: اكتب فيها شيئا. قال خالد: فأخذت الورقة وكتبت فيها سطرين، وأنا تارك من المرض الذي لحقني، فكتبت فيها سطرين لم أكتب مثلهما قط في الجودة، وكان ذلك ابتداء السعادة، قال: فأخذهما نور الدين وتأملهما واستحسنهما وكتب تحتهما بخطه نقلا منهما، ثم أمر ان يكون في صحبته واستكتبه، وقرر له رزقا يستعين به، ثم ارتفع أمره عنده وازدادت منزلته، وعلت مرتبته، وجعل أمره يترقى الى ان كان منه ما كان رحمه الله. حكي لي معنى ما ذكرته وأظنه والله أعلم أسنده (55- ظ) الى الخطيب هاشم خطيب حلب. قرأت في كتاب خريدة القصر، تأليف عماد الدين أبي عبد الله محمد الكاتب الاصبهاني، وأجازه لي صديقنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج قال: أخبرنا العماد الكاتب في ترجمة أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني قال: ولما وصلت الى الشام والتبست بخدمة نور الدين وجدت موفق الدين خالدا ولد أبي عبد الله القيسراني صدر مناصبها، وبدر مراتبها وجمعت بيني وبينه الصحبة، لانه كان مستوفي المملكة وأنا منشئها تارة ومشرفها أخرى، فلما سيره نور الدين الى مصر قمت بجميع الامور بعده وكان نور الدين قد رفعه واصطنعه، وبلغ به مبلغا من الامر كأنه اشركه في ملكه، وقد كان حقيقا بذلك لبيقا به، وما زلنا سفرا وحضرا تتناشد أشعار أبيه حتى لعله قد أتى في الانشاد على معظم شعر والده، وكان قد بلغ الى حد خدمه ممدوحو والده، وقصدوه ورجوه واجتدوه، وكأنه أنف من مدح والده لهم وكره لنفسه كيف قصدهم وأملهم «1» . أخبرني فخر الدين ابراهيم بن خالد بن محمد بن نصر القيسراني أن أباه خالدا توفي في يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائه، ودفن

خالد بن معدان بن أبي كرب:

بداره بحلب. قال لي: واتفق أنه نقل من داره بعد ذلك بسنتين الى ظاهر حلب، ودفن في تربة بنيت له بناحية مقام ابراهيم عليه السلام (56- و) ونقلناه إليها في يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة. قال: فقلت لعمي يعني مهذب الدين ماجد ابن محمد، ونحن خلف جنازته: ما أظن أنه اتفق من يوم توفي يوم جمعة وهو رابع عشر جمادى الآخره غير يومنا هذا. خالد بن معدان بن أبي كرب: أبو عبد الله الكلاعي الحمصي، كان يتولى الشرطة ليزيد بن معاوية، وغزا الروم مرات متعددة واجتاز بحلب وكان اذا نودي بالغزاة كان فسطاطه أول فسطاط ضرب بدابق. حدث عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت وأبي أمامة الباهلي، وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمر، والمقدام بن معد يكرب، وثوبان، وأبي ذر الغفاري، وعتبة بن الندر، وعبد الله بن بشر وعبد الرحمن بن أبي عميرة، والحارث بن الحارث الغامدي، وأبي الغادية وعتبة بن عبد، وذي مخبر، وجبير بن نفير، وعمير بن الأسود، وعبد الله بن عائذ الثمالي، وكثير بن مرة وأبي زهير الانماري، وعبد الرحمن بن عمرو السلمي، وأبي يزيد بن مزيد الهمداني، وربيعة بن الغاز الحرشي وعبد الله بن سعد الأنصاري، وحجر بن حجر الكندي، وعبد الله بن عمرو، وأبي قبيلة، وأبي بحريه ومالك بن يحامر وأبي زياد حيان بن سلمة، وعبد الرحمن بن أبي بلال، والصدي بن عجلان. روى عنه بحير بن سعد والاحوص بن حكيم، وثابت بن ثوبان وابنه عبد الرحمن بن ثابت، وثور بن يزيد وابراهيم بن أبي عبلة، وحريز بن عثمان (56- ظ) ويزيد بن عبد الرحمن وابنته عبدة بنت خالد بن معدان، وعمر بن موسى. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد البغدادي- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن أحمد بن حموية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي

قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال: أخبرنا حيوة بن شريح قال: حدثنا بقية بن الوليد الميتمي قال: حدثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد جاءكم رسول اليكم ليس بوهن ولا كسيل ليختن قلوبا غلفا ويفتح أعينا عميا ويسمع آذانا صما، ويقيم ألسنة عوجا حتى يقال لا اله الا الله وحده» . أخبرنا ثابت بن مشرف وموسى بن عبد القادر قالا: أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم قال: حدثنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن رجلا جر على وجهه من يوم ولد الى ان يموت هرما في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة «2» (57- و) . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو القاسم الازهري قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: قال أبي: خالد بن معدان أبو عبد الله. وقال أبو البركات: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الاحوص ابن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال: خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي قال: أخبرنا أبو القاسم بن مطكود السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب الكلابي.

قال: أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصاء قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: خالد بن معدان الكلاعي حمصي. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمر قال: في الطبقة الثالثة خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي يكنى أبا عبد الله توفي سنة أربع ومائة «1» (57- ظ) سمعت نسبه من علي بن عباس. أنبأنا الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: خالد بن معدان الكلاعي، سمع أبا أمامة وعمير بن الاسود، وجبير بن نفير، والمقدام وكثير بن مرة، وقال اسحاق: كنيته أبو عبد الله، قال: وقال عمرو بن علي: مات خالد بن معدان سنة ثلاث ومائه. وقال: وقال يزيد بن عبد ربه: مات خالد بن معدان سنة أربع ومائه «2» . أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: حدثنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عبد الله خالد بن معدان، سمع أبا أمامه، روى عنه بحير بن سعد «3» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر السلامي عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الله خالد ابن معدان.

أخبرنا أبو الفضل بن هاشم بن أحمد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: خالد ابن معدان الكلاعي شامي لقي من الصحابة: (58- و) أبا أمامة، والمقدام بن معدي كرب، وعتبة بن عبد، وابن أبي عميرة، وعبد الله بن بسر، والحارث بن الحارث الغامدي، وذا مخبر، وعتبة بن ندر، وأبا الغاديه، وعبد الله بن عائذ الثمالي روى عنه بحير بن سعد، وثور بن يزيد، سمعت أبي يقول ذلك «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد في كتابه قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجوبه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق قال: أبو عبد الله خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي الشامي الحمصي سمع الصدي بن عجلان، والمقدام بن معد يكرب وحكى أبو عمرو السكسكي عنه أنه قال: لقيت سبعين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه محمد بن ابراهيم بن الحارث وبحير بن سعد، وثور بن يزيد وزياد بن سعد بن عبد الرحمن. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر الكلاباذي قال: خالد بن معدان أبو عبد الله الكلاعي الشامي، سمع أبا أمامة، والمقدام بن معدي كرب وعمير بن الأسود العبسي، روى عنه ثور بن يزيد في البيوع والأطعمة وغير ذلك، قال البخاري: وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربع ومائة، وقال عمرو بن علي: مات (58- ظ) سنة ثلاث ومائة، قال الواقدي والهيثم بن عدي: مات سنة ثلاث ومائة.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: خالد بن معدان بن أبي كرب أبو عبد الله الكلاعي الحمصي، كان يتولى شرطة يزيد بن معاوية، روى عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأبي أمامة، وثوبان والمقدام بن معدي كرب، وأبي ذر الغفاري، وعتبة بن الندر، وعبد الله بن بسر، وعبد الرحمن بن أبي عميرة، والحارث بن الحارث الغامدي وذي مخبر، وعتبة بن عبد، وأبي الغادية، وعبد الله بن عائذ الثمالي، وجبير بن نفير، وكثير بن مرة وعمير بن أسود وأبي زهير الأنماري، وربيعة بن الغاز الحرشي، وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن سعد الأنصاري، وأبي عثمان يزيد بن مزيد الهمذاني، وعبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر الكندي، وأبي قبيلة ومالك بن يخامر، وأبي بحريه، وأبي زياد حيان بن سلمة، وعبد الرحمن بن أبي بلال. روى عنه بحير بن سعد وثور بن يزيد، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، والاحوص بن حكيم، وابراهيم بن أبي عبلة، وثابت بن ثوبان وابنه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وحريز بن عثمان، وابنته عبدة بنت خالد بن معدان. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا عمي رحمه الله قال: أخبرنا أبو طالب الزينبي قراءة، ح. قال: وأخبرنا أبي رحمه الله (59- و) قال: أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه قال: أخبرنا علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: أخبرنا بكر بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثني يزيد بن محمد، ح. قال: وأنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله قال: حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا ابن عباس قال: حدثتنا عبدة بنت خالد وأم الضحاك راشد مولاة خالد قالتا: حدثنا معاوية

ابن عمرو عن أبي اسحاق الفزاري عن صفوان بن عمرو قال: كان خالد بن معدان اذا أمر الناس بالغزو كان فسطاطه أول فسطاط يضرب بدابق. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نطيف ابن ما شاء الله. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- اجازة- قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الغساني قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا ابراهيم بن سهلويه قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا أبو أسامة قال: كان الثوري اذا جلسنا معه انما نسمع الموت الموت، فحدثنا عن ثور عن خالد بن معدان قال: لو كان الموت علما يسبق اليه ما سبقني اليه أحد الا أن يسبقني رجل بفضل قوته، قال: فما زال الثوري يحب خالد ابن معدان منذ بلغه هذا الحديث عنه «1» (59- ظ) . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، ح. قال أبو نعيم: وحدثنا عبد الرحمن بن العباس قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أبو أسامة قالا: حدثنا سفيان عن ثور، قال ابن الزبير: عن رجل قال: قال خالد بن معدان: ما أحب أن دابة في بر ولا بحر تفديني الموت، ولو كان الموت غاية يسبق اليها ما سبقني اليها أحد إلا سابق يسبقني اليها بفضل قوته.

قال: وحدثنا عبد الرحمن بن العباس قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال: حدثنا سعيد بن يحيى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الاحوص بن حكيم عن خالد ابن معدان قال: والله لو كان الموت في مكان موضوعا لكنت أول من يسبق اليه. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري، وأبو الحسن الأنباري، ح. وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد، وأبو اسحاق ابراهيم بن عبد الواحد المقدسيان بدمشق وأبو بكر محمد بن بهروز البغدادي بمعرة النعمان، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم ابن مسلم الإربلي بحلب قالوا: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي قالوا: أخبرنا (61- و) أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن ادريس قال: حدثنا محمد بن وهب الدمشقي قال: حدثنا بقية عن العباس ابن الاخنس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: تعلموا اليقين كما تعلموا القرآن حتى تعرفوه فاني أتعلمه. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا محمد ابن الحسن بن الطفال قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا عطية بن بقية بن الوليد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا بحير بن سعد قال: سمعت خالد بن معدان يقول: من التمس المحامد في مخالفة الله رد الله تلك المحامد عليه ذما، ومن اجترأ على الملاوم في موافقة الحق رد الله تلك الملاوم عليه حمدا. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم وأبو محمد بن فضيل قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف قال: أخبرنا أبو علي بن منير قال: أخبرنا أبو بكر بن خريم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عامر بن يحيى

عن من حدثه عن خالد بن معدان قال: ما أحدث الله تعالى لي نعمة قط إلا أحدثت له بها شكرا حتى أن الرجل ليسلم عليّ أو يوسع لي في المجلس فأومي للسجود لله شكرا. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: أخبرنا محمد بن كثير عن الاوزاعي عن بحير عن خالد بن معدان قال: الناس عالم ومتعلم، وما بين ذلك همج لا خير فيه (60- ظ) . أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا: حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا علي بن سهل البرمكي قال: حدثنا الوليد عن عبدة بنت خالد بن معدان عن أبيها قالت: قل ما كان خالد يأوي الى فراش مقيله إلا وهو يذكر فيه شوقه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى أصحابه من المهاجرين والانصار، ثم يسميهم ويقول: هم أصلي وفصلي وإليهم يحن قلبي، طال شوقي اليهم، فعجل ربي قبضي اليك حتى يغلبه النوم وهو في بعض ذلك. وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا حاتم بن الليث الجوهري قال: حدثني رجل من ولد خالد بن معدان قال: مات خالد بن معدان وهو صائم. قال: وحدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا ابراهيم بن جعفر قال: حدثنا سلمة قال: كان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع على سريره ليغسل، جعل يشير باصبعه ويحركها يعني بالتسبيح. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو نصر

الجبان قال: حدثنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: حدثنا أبو الليث المسلم بن معاز قال: حدثنا أبو علي بن أبي منصور قال: حدثني علي بن عاصم من (61- و) ولد مسلمة بن عبد الملك قال: حدثني سعيد بن عثمان الاطرابلسي قال: حدثنا أبو علي الحمصي عن أبي مطيع يعني معاوية بن يحيى أن شيخا من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح، فاذا عليه ليل، فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط فاذا فوارس قد لقي بعضهم بعضا، قال بعضهم لبعض: من أين قدمتم؟ قالوا: ولم تكونوا معنا، قالوا: لا، قالوا: قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان، قالوا: وقد مات ما علمنا بموته، قالوا: فمن استخلفتم بعده؟ قالوا: أرطأة بن المنذر، فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه، فقالوا: ما علمنا بموت خالد بن معدان، فلما كان نصف النهار قدم البريد من أنطرسوس يخبر بموته. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيويه قال: حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا المدائني قال: خالد بن معدان توفي سنة ثلاث ومائة، ويقال انه مات وهو صائم في ولاية يزيد ابن عبد الملك. قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: توفي خالد بن معدان سنة ثلاث ومائة. وقال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثني عمرو بن علي قال: مات خالد بن معدان سنة ثلاث ومائة (61- ظ) . قال علي بن الحسن: أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمرو، ح. قال: وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن عبد العزيز بن علي الازجي قالا: أخبرنا عبد الرحمن بن عمرو بن خمّة قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال:

حدثنا جدي قال: وخالد بن معدان ثقة لم يلق أبا عبيدة، هو كلاعي يعد من الطبقة الثالثة من فقهاء أهل الشام بعد الصحابة في سنة ثلاث مائة «1» . أخبرنا أبو اليمن الكندي اذنا عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أحمد ابن الحسين بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن القاسم قال: قال الهيثم: مات خالد بن معدان الكلاعي سنة ثلاث ومائة. أنبأنا سعيد بن هاشم عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام خالد بن معدان الكلاعي، قال محمد بن عمر، والهيثم: مات سنة ثلاث ومائة «2» . أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: خالد بن معدان الكلاعي وكان ثقة، أجمعوا على أن خالد بن معدان توفي (62- و) سنة ثلاث ومائة في خلافة يزيد بن عبد الملك «3» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- اذنا- عن أبي محمد عبد الكريم ابن حمزة السلمي عن أبي محمد التميمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: حدثنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الهيثم: وفيها- يعني- سنة ثلاث ومائة مات أبو بردة بن أبي موسى، وطاوس اليماني، وعامر بن شراحيل الشعبي، وخالد بن معدان بالشام، وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- اذنا- قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا عفير بن معدان الكلاعي قال: قدم علينا عمر بن موسى حمص فاجتمعنا اليه في المسجد فجعل يقول: حدثنا شيخكم الصالح، حدثنا شيخكم الصالح، فلما أكثر قلت له: من شيخنا الصالح هذا، سمّه لنا نعرفه؟ قال: فقال: خالد بن معدان، قلت له: في أي سنة لقيته؟ قال: لقيته سنة ثمان ومائة، قال: قلت: وأين لقيته؟ قال: لقيته في غزاة أرمينية، قال: فقلت له: اتق الله يا شيخ ولا تكذب مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة، وأنت تزعم أنك لقيته بعد موته بأربع سنين، وأزيدك أخرى لم يغز أرمينية قط، كان يغزو الروم «1» . قلت: وقد قيل (62- ظ) : ان خالد بن معدان توفي سنة ثمان ومائة، وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن حماد بن محمد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: خالد بن معدان الكلاعي مات سنة أربع ومائة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: سمعت عبد الرحمن بن ابراهيم يقول: خالد بن معدان زعموا سنة أربع ومائة. قال يعقوب وسمعت سليمان بن سلمة الخبائري الحمصي قال: مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة. قال: يعقوب فحدثني بعض ولده يكنى أبا سعيد قال: مات جدي سنة أربع ومائة، ويكنى أبا عبد الله.

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا العباس بن الوليد بن صبح قال: حدثني يحيى بن صالح قال: حدثنا عفير بن معدان قال: مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة. أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان قال: أخبرنا أبو الميمون قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني يزيد بن عبد ربه قال: قرأت في ديوان العطاء (63- و) مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة «1» . وقال أبو القاسم بن الحسن: أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد قال: أخبرنا علي ابن المحسن قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: حدثنا بكر بن أحمد قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى قال: وخالد بن معدان بن أبي كرب أبو عبد الله توفي سنة أربع ومائة بأنطرسوس، وكانت له عبادة وفضل. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: حدثنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا أبي محمد قال: حدثنا حبيش بن يزيد عن يحيى بن صالح قال: قال اسماعيل بن عياش: مات خالد بن معدان سنة خمس وثلاثمائة «2» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي عن أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الله البيروتي قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثنا اسماعيل بن عياش قال: كنت بالعراق فأتاني أهل الحديث فقالوا: ها هنا رجل يحدث عن خالد بن معدان فأتيته فقلت له: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ فقال: سنة ثلاث عشرة، فقلت أنت تزعم أنك سمعت من خالد بن معدان بعد موته بسبع سنين! قال اسماعيل: مات خالد سنة ست ومائة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا علي بن أحمد بن البسري عن (63- ظ)

خالد بن المعمر بن سلمان:

محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني القاسم بن سلام قال: سنة ثمان ومائة فيها توفي خالد بن معدان بالشام. أخبرنا أبو نصر القاضي- اذنا- قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: في سنة ثمان ومائة مات خالد بن معدان الشامي «1» . أخبرنا زيد بن الحسن- اجازة- قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا محمد ابن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: خالد بن معدان الكلاعي مات سنة ثمان ومائة حمصي يكنى أبا عبد الله «2» . خالد بن المعمر بن سلمان: ابن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذهلي. شهد صفين مع علي رضي الله عنه وأبلى بلاء حسنا، وكان على بكر بن وائل في رؤوس الاخماس الذين قدموا من البصرة مع ابن عباس الى صفين، ثم جعله علي أميرا على الذهليين من أهل البصرة، وكان رئيسا في قومه، وبايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقد لأهل الوبر منها ولأهل (64- و) المدر ونجى الله تعالى به أهل اليمامة، وكان قد غدر بالحسن بن علي بعد قتل علي عليهما السلام، ولحق بمعاوية فوصله، وكان شاعرا. وأنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أحمد الاحمدي في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال:

أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم ابن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد عن يزيد عن أبي الصلت التميمي قال: سمعت أشياخنا من بني تيم الله يقولون: كانت رايات ربيعة كلها كوفيها وبصريها مع خالد بن المعمر السدوسي وكان من أهل البصرة قال: وسمعتم يقولون: لو كان خالد بن المعمر وشقيق بن ثور البكري، من أهل الكوفة، وقد اصطلحا أن يوليا راية بكر بن وائل الحضين بن المنذر وكان من أهل البصرة. وكلنا قد تنافسنا فيها، ثم قالا: هذا فتى مناله حسب فنجعلها اليه حتى نرى رأينا، ثم ان عليا أعطى رايات ربيعة كلها خالد بن المعمر «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن أحمد بن خمة الخلال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة قال: حدثني (64- ظ) جدي قال: حدثني خلف بن سالم قال: حدثنا وهب- يعني- ابن جرير قال: حدثنا أبو الخطاب عن محمد بن سواء قال: حدثني بسر شبيل بن عزرة أن بني الحارث وثبوا مع خالد بن المعمر يعني يوم صفين على شقيق بن ثور فانتزعوا الراية منه، واستطال عليه ابن الكواء اليشكري ورجا أن تدفع اليه فقال قائل: ويلكم يا بني ذهل لا تخرجوها منكم فجيء بحضين ابن المنذر وانه لغلام في رأسه ذؤابة فدفعت اليه يومئذ. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قال أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسن بن علي الكسائي قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثني نصر بن مزاحم قال حدثنا عمر- يعني- ابن سعيد قال:

ورجع الى حديثه عن يزيد بن أبي الصلت التميمي عن أشياخ منهم أن معاوية كان ضرب يومئذ- يعني صفين- لحمير سهمهم على ثلاث قبائل على: ربيعة ومذحج وهمدان، فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال: ذو الكلاع قبحك الله من سهم كرهت الضراب اليوم، ثم أقبل ذو الكلاع في حمير ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال أهل الشام قد بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة، وهي حذاء ميمنة أهل الشام، وعلى ميمنتهم ذو الكلاع فحملوا على ربيعة (65- و) وهم ميسرة أهل العراق وفيهم يومئذ ابن عباس وهو على الميسرة، فحمل عليهم ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر بخيلهم ورجلهم حملة شديدة، فتضعضعت رايات ربيعة وثبتوا إلّا قليلا منهم، ثم ان أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا، ثم كروا فشدوا على الناس شدة شديدة، وعبيد الله بن عمر يحرضهم فثبتت له ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا وصاح خالد بن المعمر بأناس من قومه انهزموا يومئذ، فتراجعوا فكان معهم من عنزه أربعة آلاف بصفين. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد الأديب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق الطيبي قال: حدثنا عمر بن سعد في اسناده قال: وكان معاوية قد نذر سبي نساء ربيعة وقتل المقاتلة، فقال في ذلك خالد بن المعمر: تمنى ابن حرب نذره في نسائنا ... ودون الذي يرجو سيوف قواضب وتطلب ملكا أنت حاولت خلعه ... بني هاشم قول امرئ هو كاذب «1» قلت: لا يظن بمعاوية رضي الله عنه أنه ينذر سبي نساء المسلمين أو يستحل ذلك، وهذا من وضع نصر بن مزاحم والله أعلم (65- ظ) . ***

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر المعري عن أبي محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب بن الحسين قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن ابن ننجاب قال: حدثنا ابن ديزيل قال: حدثنا يحيى ابن سليمان قال حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: أخبرني ابن أخي عتاب بن لقيط البكري، وذكر شيئا من خبر صفين قال: فبعث معاوية الى خالد بن المعمر: ان لك امرة خراسان ان ظفرت ولم تتم فانصرف بأصحابك، فطمع خالد فلم يستتم على ما كان فيه فأمره معاوية حين ولي على خراسان، فمات خالد قبل أن يصل اليها «1» . أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال: حدثنا أبو الحسين بن الفضل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: في تسمية أمراء يوم الجمل من أصحاب علي وجعل على رجالتها الذهليين خالد بن المعمر السدوسي. وقال يعقوب في أسامي أمراء علي بن أبي طالب يوم صفين: خالد بن المعمر البكري. وقال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا قرة عن قتادة عن مضارب العجلي قال: التقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من شيبان والآخر من ذهل، فقال الشيباني: أنا أفضل منك وقال الذهلي: بل أنا أفضل (67- و) منك فتحاكما الى رجل من همذان، فقال: لست مفضلا أحدا منكما على صاحبه، ولكن اسمعا ما أقول لكما: من أيكما كان علباء

ابن الهيثم الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة، وكان يأخذ في الاسلام ألفين وخمسمائة؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان حسان بن مخدوج الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة، ونزع عنه الأشعث بن قيس؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان خالد بن المعمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت، حتى اعتقد لأهل الوبر منها ولأهل المدر، ونجى الله به أهل اليمامة؟ قال الذهلي كان مني، قال: فمن أيكما كان حضين بن المنذر صاحب الراية السوداء. لن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدّما قال الذهلي: كان مني «1» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري قال: معمر مخفف كثير لا نذكره، ونذكر معمّرا بالتشديد لانه هو الذي يشكل، فمنهم خالد بن المعمر السدوسي رأس بكر بن وائل في خلافة عمر، وهو الذي غدر بالحسن بن علي وبايع معاوية فقال الشاعر (67- ظ) : معاوى أمّر خالد بن معمر ... معاوى لولا خالد لم تؤمر قال الحافظ أبو القاسم: خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر ابن وائل الذهلي، شهد صفين مع علي، ثم غدر بالحسن بن علي ولحق بمعاوية. قال: ذكر أبو محمد الحسن بن محمد الإيجي الكاتب أخبرنا أبو بكر محمد ابن الحسن بن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: لما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية الناس على بيعة يزيد فتثاقلت ربيعة ولحقت بعبد القيس بالبحرين

واجتمعت بكر بن وائل الى خالد بن المعمر، فلما تثاقلت ربيعة، تثاقلت العرب أيضا، فضاق معاوية بذلك ذرعا، فبعث الى خالد فقدم عليه، فلما دخل اليه رحب به فقال: كيف ما نحن فيه؟ قال: أرى ملكا طريفا وبغضا تليدا، فقال معاوية: قل ما بدا لك فقد عفونا عنك، ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا؟ قال له خالد: انما أتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصما ولست للقوم في حجتهم وان ربيعة ان تدخل في طاعتك تنفعك، وان تدخل كرها تكن قلوبها عليك، وأبدانها لك، فاعط الأمان عامتهم: شاهدهم وغائبهم، وأن ينزلوا حيث شاؤوا، فقال: أفعل، فانصرف خالد الى قومه بذلك، ثم إن معاوية بدا له فبعث الى خالد فدعاه، فلما دخل اليه قال: كيف حبك (68- و) لعلي؟ قال: أعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه فقال: أحبه والله على حلمه اذا غضب، ووفائه اذا عقد، وصدقه اذا أكد، وعدله اذا حكم، ثم انصرف ولحق بقومه وكتب الى معاوية: معاوي لا تجهل علينا فإننا ... يد لك في اليوم العصيب معاويا متى تدع فينا دعوة ربعية ... يجبك رجال يحصنون العواليا أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره ... وجروا بصفين عليك الدواهيا فإن تصطنعنا يا بن حرب لمثلها ... تكن خير من تدعو اذا كنت داعيا ألم ترى أهديت بكر بن وائل ... اليك وكانوا بالعراق أفاعيا اذا نهشت قال السليم لأهله ... رويدا فإني لا أرى لي راقيا فأضحوا وقد أهدو ثمار ... قلوبهم اليك وأفراق الذنوب كماهيا ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله ... على أي حاليه مصيبا وخاطيا فانك لا تستطيع رد الذي مضى ... ولا دافعا شيئا اذا كان جائيا وكنت أمرى يهوى العراق وأهله ... اذا أنت حجازي فأصبحت شاميا وكتب الاعور الشني الى معاوية: أتاك بسلم الحي بكر بن وائل ... وكنت منوطا كالسقيا الموكر معاوي أكرم خالد بن معمر ... فانك لولا خالد لم تؤمر فخادعته بالله حتى خدعته ... ولم يك خبّا خالد بن المعمر (68- ظ)

ولم يجزه والله يجزي بسعيه ... وتسديده ملكي سرير ومنبر فدعاهما معاوية فوصلهما فقال الشني: معاوي اني شاكر لك نعمة ... رددت بها ريشي عليّ معاوية وكم من مقام غائظ لك قمته ... وداهية أشهرتها بعد داهية فموّتها حتى كأن لم أقم بها ... عليك وأوتادي بصفين باقية فأبلعتني ريقي وكانت مقاتلي ... بكفيك لو لم يكذب السهم باديه فقال معاوية: لقد رضي الشنيّ من بعد عتبه ... بأيسر ما يرضى صاحب العتب «1» أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن اسعد الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى ابن زكريا بن يحيى النهرواني قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور قال: حدثنا العتبي عن أبيه عن أبي بكر الدمشقي أن معاوية بن أبي سفيان قال لخالد بن المعمّر السدوسي: انك لتحب عليا حبا مفرطا! قال: أحبه والله لحلمه اذا غضب، وعدله اذا حكم، ووفائه اذا وعد «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح الضبي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال خالد (69- و) بن المعمر: قال الاعور الشني: معاوي أكرم خالد بن معمر ... فإنك لولا خالد لم تؤمر «3» قال أبو عبيدة: وفد خالد بن المعمر السدوسي على معاوية فسأله مداجاة «4»

خالد بن ناجذ الازدي الغامدي:

على علي، وكان معاوية قد وصله وولاه أرمينية، فوصل الى نصيبين، ويقال إنه احتيل له شربة فمات فقبره بنصيبين. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي في كتابه عن أبي نصر بن ماكولا قال: وأما معمر بضم الميم الاولى وفتح العين وتشديد الميم الثانية وفتحها: خالد بن معمر السدوسي وفد على معاوية فولاه أرمينية، فوصل الى نصيبين، فيقال انه احتيل له شربة فمات فقبره بها «1» . خالد بن ناجذ الازدي الغامدي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها يومئذ مع جندب بن زهير هو وأخوه عبد الله بن ناجذ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة جندب بن زهير. ذكر من اسم أبيه الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة: ابن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو سليمان المخزومي، ويقال له سيف الله، وأمه عصماء، وهي لبابة الصغرى،- وقيل الكبرى- بنت الحارث بن (69- ظ) حزن الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث، أسلم يوم الأحزاب، وقيل أسلم مع عمرو بن العاص في سنة ثمان من الهجرة، وقيل قبل ذلك، وقيل أسلم في الهدنة طوعا وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه. روى عنه عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله، وقيس بن أبي حازم وأبو أمامة الباهلي والمقدام بن معد يكرب، ومالك بن الحارث الاشتر النخعي، وأبو عبد الله الأشعري، واليسع بن المغيرة المخزومي، واستعمله أبو بكر الصديق على قتال مسيلمه وأهل الردة بنجد.

ثم وجهه الى العراق ثم الى الشام وأمره على أمراء الشام، فلما ولي عمر عزله وولى أبا عبيدة، وشهد فتح حلب وقنسرين، وولي قنسرين في أيام عمر بن الخطاب. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله العطار قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قال أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد السرخسي قال: أخبرنا عيسى بن عمر قال أخبرنا أبو محمد الدارمي قال أخبرنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال: حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته وخالة ابن عباس فوجد عندها ضبا محنوذا قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قل ما يقدم يده لطعام حتى (70- و) يحدّث به ويسمّى له فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الضب، فقالت امرأة من نسوة الحضور: أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدمتن قلن: هذا الضب، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال خالد بن الوليد: أتحرم الضب يا رسول الله؟ قال أراه لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد: اجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر فلم ينهني. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق العطار وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغداديون قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا أحمد بن واقد قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم

خبرهم فقال: أخذ الراية زيد، فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان، حتى أخذ سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم «1» . أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي المعروف (70- ظ) بابن البن بدمشق قال: أخبرنا جدي أبو القاسم الحسين بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن محمد المصيصي المعروف بابن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، وأبو نصر محمد ابن أحمد بن الجندي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر المعروف بابن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن شاكر المعروف بابن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ القرشي قال: فأخبرني الوليد- يعني- ابن مسلم قال: فحدثني أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان عن من حدثه ذلك الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لما قتل عبد الله بن رواحة جال الناس جولة وأخذ الراية رجل من الأنصار فقاتل بها، إذ مرّ به خالد بن الوليد فقال له الأنصاري: يا خالد خذ الراية، قال: أنت أحق بها، أنت أخذتها، قال له الأنصاري: أنت أحق بها فإنك أشجع مني، فأخذها خالد. قال الوليد: فحدثني العطاف بن خالد المخزومي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه في مجلسه فقال: التقى القوم فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل زيد ابن حارثة، وأخذ الراية جعفر ثم مكث ما شاء الله أن يمكث، ثم قتل جعفر، وأخذ الراية عبد الله بن رواحة، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم قتل ثم قال: أخذ الراية خالد بن الوليد، ثم قال الآن حمي الوطيس. قال الوليد: حدثني غير واحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهو يخبر عن وقعتهم، ثم قال: أخذ الراية خالد بن الوليد نعم عبد الله وأخو العشيرة وسيف من (71- و) سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقى بالمسجد الأقصى قال:

أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن زكريا الطريثيثي، وأبو سعد محمد بن عبد الكريم من محمد بن حشيش، ح. وأخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف المعروف والده بأزرتق قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبو المظفر أحمد بن محمد بن علي الكاغدي. قال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. وقال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن زكريا قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ابن درستويه النحوي قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي قال: حدثنا وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي قال: لما استعمل أبو بكر خالد بن الوليد على قتال أهل الردة كلم في ذلك فأبى أن يرده، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم الفتى خالد، ونعم أخو العشيرة، وخالد بن الوليد سيف من سيوف الله عز وجل سله الله عز وجل على الكفار والمنافقين، ثم قال لي أبو بكر رضي الله عنه: يا وحشي اخرج فجاهد في سبيل الله كما جاهدت لتصد عن سبيل الله، قال: فخرجت مع خالد (71- ظ) «1» أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن اسماعيل الفضيلي قال: أخبرنا أحمد بن أبي منصور قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا الهيثم بن كليب قال: حدثنا ابن المنادي قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا ضمرة. قال الشيباني: أخبرني عن أبي العجماء قال: قيل لعمر بن الخطاب: لو عهدت يا أمير المؤمنين؟ قال لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال: لم استخلفته على أمة محمد؟ قلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح «2» ، ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: لخالد سيف من سيوف الله سله على المشركين «3» .

وقال الحافظ أبو القاسم: كذا قال، وإنما هو أبو العجفاء السلمي، واسمه هرم بن نسيب، شامي. قال الحافظ: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي أحمد قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عبد الله بن عمير قال: استعمل عمر بن الخطاب أبا عبيدة بن الجراح على الشام وعزل خالد بن الوليد قال: فقال خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أمين هذه الأمة أبو عبيدة (72- و) بن الجراح، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خالد سيف من سيوف الله نعم فتى العشيرة. «1» وقال الحافظ: أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت: قرئ على ابراهيم ابن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الله بن عون الخزاز قال: حدثنا أبو اسماعيل المؤدب قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن ابن أبي أوفى قال: شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر، لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله، فقال: يا رسول الله يقعون فيّ فأردّ عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله عز وجل صبةّ الله على الكفار «2» . أخبرنا الشريف أبو الفضل يحيى بن عبد الله بن هاشم بن الحسين الهاشمي الصالحي، وأبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله بن مشرّف الحلبيان بها قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن فارس قال: حدثنا محمد بن عاصم قال: حدثنا الجعفي عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: كان بين خالد

ابن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف بعض ما يكون بين (72- ظ) الناس قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذروا لي أصحابي- أو أصيحابي- فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه «1» . أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفرائيني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ساعيا على الصدقة، فمنع ابن جميل وخالد بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينقم ابن جميل إلّا أن كان فقيرا فأغناه الله، وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا إن خالدا قد احتبس أدراعه واعتاده في سبيل الله، وأما العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليّ ومثلها معها، ثم قال أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه «2» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم ازهر بن طاهر- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن اسماعيل بن يحيي الحربي قال: أخبرنا أبو حاتم (73- و) مكي بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عيسى- هو- ابن يزيد القراطيسي قال: حدثنا اسحاق بن محمد عن أسامة بن زيد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح وعطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة من هذا؟ فأقول فلان، فيقول: نعم عبد الله فلان، ويمر فيقول: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: بئس عبد

الله، حتى مرّ خالد بن الوليد فقلت: هذا خالد بن الوليد يا رسول الله، فقال: نعم عبد الله، خالد سيف من سيوف الله. أخبرنا عمر بن محمد المؤدب- إذنا- قال: أنبأنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيي ابنا الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير ابن بكار قال: حدثني محمد بن سلام قال: حدثني محمد بن حفص التميمي قال: لما كانت الهدنة «1» بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش ووضعت الحرب، خرج عمرو بن العاص إلى النجاشي يكيد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت له منه ناحية، فقال له: يا عمرو تكلمني في رجل يأتيه الناموس كما كان يأتي موسى بن عمران، قال: قلت وكذاك هو أيها الملك؟ قال: نعم، قال: فأنا أبايعك له فبايعه على الإسلام، ثم قدم مكة فلقي خالد بن الوليد بن المغيرة، فقال له: ما رأيك؟ قال: قد استقام الميسم (73- ظ) والرجل نبي، قال: فأنا أريده، قال: وأنا معك، قال له عثمان بن أبي طلحة: وأنا معك، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة. قال: وحدثنا الزبير قال: قال محمد بن سلام: قال لي أبان بن عثمان: فقال عمرو بن العاص: فكنت أسن منهما، فقدمتهما لأستدبر أمرهما، فبايعا على أن لهما ما تقدم من ذنوبهما فأضمرت أن أبايعه على أن لي ما تقدم وما تأخر، فلما أخذت بيده وبايعته على ما تقدم نسيت ما تأخر، قال محمد بن سلام: قال محمد بن حفص، فقال ابن الزبعرا: أنشد عثمان بن طلحة حلفنا ... وملقى نعال القوم عند المقبّل وما عقد الآباء من كل حلفة ... وما خالد من مثلها بمحلّل أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي ... وما تبتغي عن مجد بيت مؤثّل قال: وأنشدني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك هذا الشعر مخالفا به في الألفاظ. قال: وقال عمي مصعب بن عبد الله: أقبل عمرو بن العاص

من عند النجاشي فلقي عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد بالهدة «1» يريدان الهجرة فمضى معهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا مرجّا بن أبي الحسن بن شقيرة الواسطي قال: أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الواسطى- بها- قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أخبرنا عيسى ابن علي بن عيسى قال: أخبرنا عبد الله (74- و) بن محمد قال: حدثنا داود بن عمرو قال: أخبرنا أبو راشد المثنى بن زرعة بن محمد بن اسحاق قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي عن حبيب بن أوس قال: حدثني عمرو ابن العاص من فيه قال: لما انصرفنا من الأحزاب عند الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم: والله إني أرى أمر محمد يعلو الأمر علوا منكرا، وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه؟ قالوا: وما ذاك الذي رأيت؟ قال: قلت رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون معه فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا، فلم يأتنا منهم إلّا خير؟ قالوا: هذا الرأي، قلت: فاجمعوا له ما نهدي له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدما كثيرا، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فو الله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بن أمية الضمري، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه ثم خرج من عنده قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو ابن أمية، ولو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت به ذلك رأت قريش أن قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد، قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحبا بصديقي، أهديت لنا من بلادك شيئا؟ قلت: نعم (74- ظ) أهديت لك أدما «2» كثيرا، ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيها الملك قد رأينا رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطينيه لأقتله، قد أصاب من أشرافنا. قال: فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، لو اتسعت

الأرض لدخلت فيها فرقا منه، ثم قلت: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتك، قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام! قال: قلت: أيها الملك أكذلك هو؟ قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فانه والله على الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، قال: قلت: أتبايعني على الاسلام؟ قال: نعم فبسط يده فبايعته على الاسلام، ثم خرجت الى أصحابي وقد حال رأيي وما كان عليه فكتمت اسلامي فأتيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح، وهو مقتبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ فقال: والله لقد استقام المنير وان الرجل لنبي أذهب والله أسلم حتى متى، قال: قلت: فأنا والله ما جئت إلّا للاسلام، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله اني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي، قال: ولا أذكر ما تأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمرو بايع فان الاسلام يجب ما قبله، وان الهجرة تجب ما (75- و) ما كان قبلها، قال: فبايعت ثم انصرفت. أخبرنا أبو اليمن الكندي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس قال أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبّه قال: أخبرنا محمد بن شجاع قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي قال: فحدثني يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: سمعت أبي يحدث يقول: قال خالد بن الوليد: لما أراد الله بي من الخير ما أراد، قذف في قلبي حب الاسلام، وحضرني رشدي، وقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد فليس موطن أشهده إلّا وأنصرف واني أرى في نفسي أني موضع في غير شيء وأن محمدا سيظهر، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحديبية خرجت في خيل المشركين فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بعسفان «1»

فقمت بازائه وتعرضت له فصلى بأصحابه الظهر آمنا منا فهممنا أن نغير عليه ثم لم يعزم لنا، وكانت فيه خبرة فاطلع على ما في أنفسنا من الهموم به، فصلى بأصحابه العصر صلاة الخوف، فوقع ذلك مني موقعا، وقلت: الرجل ممنوع وافترقنا، وعدل عن سنن خيلنا وأخذ ذات اليمين، فلما صالح قريشا بالحديبية ودافعته قريش بالراح قلت في نفسي: أي شيء بقي أين المذهب، الى النجاشي فقد اتبع محمدا وأصحابه آمنون عنده فأخرج الى هرقل (75- ظ) فأخرج من ديني الى نصرانية أو يهودية فأقيم مع عجم تابع أو أقيم في داري فمن بقي؟ فأنا على ذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية «1» وتغيبت فلم أشهد دخوله وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم، عمرة القضية فطلبني فلم يجدني، فكتب إليّ كتابا فاذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فاني لم أر أعجب من ذهاب رأيك على الاسلام، وعقلك عقلك، ومثل الاسلام جهله أحد، وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثل خالد جهل الاسلام، ولو كان جعل نكايته وحدّه مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له، ولقدّمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما فاتك منه، فقد فاتتك مواطن صالحة. قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج وزادني رغبة في الاسلام، وسرني مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال خالد: وأرى في النوم كأني في بلاد ضيقة جديبة، فخرجت الى بلد أخضر واسع، فقلت: ان هذه لرؤيا، فلما قدمت المدينة قلت: لأذكرنها لأبي بكر، قال: فذكرتها، فقال: هو مخرجك الذي هداك الله للاسلام، والضيق الذي كنت فيه الشرك، فلما أجمعت الخروج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: من أصاحب إلى محمد؟ فلقيت صفوان بن أمية، فقلت: يا أبا وهب أما ترى ما نحن فيه انما نحن أكلة رأس (76- و) وقد ظهر محمد على العرب والعجم، فلو قدمنا على محمد فاتبعناه فان شرف محمد لنا شرف، فأبى أشد الاباء وقال: لو لم يبق

غيري من قريش ما اتبعته أبدا فافترقنا، وقلت: هذا رجل موتور يطلب وترا قتل أبوه وأخوه ببدر، فلقيت عكرمة بن أبي جهل، فقلت له ما قلت لصفوان، فقال لي مثل ما قال صفوان، قلت: فاطو ما ذكرت لك، قال: لا أذكره وخرجت الى منزلي، فأمرت براحلتي تخرج إلي الى أن ألقى عثمان بن طلحة، فقلت: ان هذا لي صديق ولو ذكرت له ما أريد، وذكرت من قتل آبائه، فكرهت أذكره، فقلت: وما علي وأنا راحل من ساعتي، فذكرت له ما صار الامر اليه، وقلت انما نحن بمنزلة ثعلب في جحر لو صبّ عليه ذنوب «1» من ماء خرج، قال: فقلت له: نحوا مما قلت لصاحبيه، فأسرع الاجابة وقال: لقد غدوت اليوم وأنا أريد أن أغدو، وهذه راحلتي بفج «2» مناخة، قال: فاتعدت أنا وهو يأجج «3» ان سبقني أقام وان سبقته أقمت عليه، قال: فأدلجنا سحره فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتى التقينا الى الهدة، فنجد عمرو بن العاص بها فقال: مرحبا بالقوم، قلنا: وبك قال: أين مسيركم؟ قلنا: ما أخرجك قال: فاصطحبنا جميعا حتى قدمنا المدينة فأنخنا بظاهر الحرة ركابنا، وأخبر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بنا، فلبست من صالح ثيابي، ثم عمدت الى رسول الله صلى الله عليه (76- ظ) فلقيني أخي فقال: أسرع فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بك فسّر بقدومك وهو ينتظركم، فأسرعت المشي فطلعت فما زال يتبسم حتى وقفت عليه، فسلمت عليه بالنبوة فرد علي السلام بوجه طلق، فقلت: اني أشهد أن لا إله الا الله وأنك رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا ورجوت أن لا يسلمك إلّا الى خير، قلت: يا رسول الله قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندا عن الحق فادع الله يغفرها لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاسلام يجب ما قبله، قلت: يا رسول الله على ذلك، فقال: اللهم اغفر لخالد بن الوليد كلما وضع عنه من صد عن سبيلك، قال

خالد: فقدم عمرو وعثمان فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قدومنا في صفر من سنة ثمان، فو الله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من يوم أسلمت يعدل بي أحدا من أصحابه فيما حزبه. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو محمد ابن زبر قال: حدثنا العباس بن محمد بن حاتم قال: حدثنا أبو بكر- يعني- ابن أبي الاسود قال: سألت الأصمعي عن خالد بن الوليد متى أسلم، قال: ما بين الحديبية وخيبر. أخبرنا أبو نصر القاضي- فيما أذن لنا أن (77- و) نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها- يعني سنة ست- أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد، وقال في سنة سبع فيها: أسلم أبو هريرة وعمران ابن حصين زمن خيبر، وخالد بن الوليد بين الحديبية وخيبر «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي- قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: قال الواقدي: لم يشهد خالد بن الوليد خيبر انما هاجر خالد بن الوليد أول يوم من صفر سنة ثمان من الهجرة «2» . أخبرنا أبو حفص المكتب- اذنا- قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وولد الوليد بن المغيرة بن عبد

الله بن عمر بن مخزوم: خالد بن الوليد الذي يقال له سيف الله، وكان مباركا ميمون النقيبة. قال: وحدثنا الزبير قال: قال عمي مصعب: هاجر- يعني- خالدا بعد الحديبة هو وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم: رمتكم مكة بافلاذ كبدها، ولم يزل يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل، ويكون في مقدمته في مهاجرة العرب، وشهد فتح مكة، ودخل في مهاجرة العرب في مقدمة رسول الله (77- ظ) صلى الله عليه وسلم مكة، ودخل الزبير ابن العوام في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار من أعلى مكة «1» . أنبأنا الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن الأصبهاني قال: أخبرنا أبو حفص الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أمه لبابة الكبرى، ويقال عصماء بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال، هي خالة بني العباس بن عبد المطلب، يكنى أبا سليمان، مات بالشام في خلافة عمر بن الخطاب سنة احدى وعشرين «2» . وقال الكندي: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- اجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ويكنى أبا سليمان، وأمه عصماء، وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن قيس عيلان، وهي

أخت أم الفضل بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب «1» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (78- و) قال: حدثنا محمد بن سعد قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يكنى أبا سليمان وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية، أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، مات بحمص سنة احدى وعشرين، وأوصى الى عمر بن الخطاب، ودفن في قرية على ميل من حمص. قال الواقدي: فسألت عن تلك القرية فقيل لي قد دثرت «2» . وقال علي بن أبي محمد: أخبرنا أبو محمد الاكفاني قال: حدثنا عبد العزيز ابن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، يكنى أبا سليمان. قال عبد الرحيم- يعني- ابن ابراهيم: مات بالمدينة. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي المدائني- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال: ومن بني مخزوم من يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هرم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال ابن عامر بن صعصعة، يكنى أبا سليمان، أسلم يوم الأحزاب، ويقال انه أسلم مع عمرو بن العاص في صفر سنة ثمان من الهجرة، وقد جاء في الحديث أنه شهد خيبر، وكانت خيبر في أول سنة سبع، وقال مالك بن أنس: سنة ست، وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب (78- ظ) فيما ذكر سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار،

ويقال أنه توفى بالمدينة سنة اثنتين وعشرين، ويقال أنه توفي بحمص سنة احدى وعشرين. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: حدثنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: خالد بن الوليد بن المغيرة أبو سليمان القرشي، مات على عهد عمر، من المهاجرين، سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله، قاله سليمان ابن حرب عن الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن عبد الله بن رياح عن أبي قتادة «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد فتح دمشق: خالد بن الوليد بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة، يكنى أبا سليمان، كان أميرا على ربع، قال عبد الرحمن بن ابراهيم: توفي خالد بن الوليد بالمدينة. أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام- اذنا- قال: أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد (79- و) محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمه لبابة الكبرى ويقال لها عصماء بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر، وهي خالة بني العباس بن عبد المطلب، له صحبة من النبي صلى الله

عليه وسلم، سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله، مات بحمص سنة احدى وعشرين، وأوصى الى عمر بن الخطاب، ودفن في قرية على ميل من حمص. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعد بن عثمان بن السكن قال: ومنهم- يعني من اسمه خالد من الصحابة- خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب ويكنى أبا سليمان القرشي بابنه سليمان، يقال أسلم قبل فتح مكة وهاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وروى جماعة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل خالد ابن الوليد أحاديث منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين، ولم يزل خالد يجاهد (79- ظ) الكفار حتى قبض الله رسوله، ثم استعمله أبو بكر الصديق في غزوة اليمامة «1» ، فكان أميرهم يومئذ وفتح الله عليه، ثم استعمله عمر بعد ذلك فافتتح دمشق سنة أربع «2» عشرة، ثم عزله عمر وولى مكانه أبو عبيدة بن الجراح. كان لخالد أخوان: الوليد وهشام أسلما وحسن اسلامهما، وأم خالد بن الوليد لبابة بنت الحارث بن حزن من بني عبد الله بن هلال، وتوفي خالد بمدينة حمص سنة احدى وعشرين، ويقال توفي بالمدينة والله أعلم، وهو معدود فيمن سكن الشام من الصحابة، وقد روى عنه جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس والمقدام بن معد يكرب، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة وغيرهم، وروي عن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث «3» .

أنبأنا أبو نصر القاضي قال. أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، أبو سليمان، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله عز وجل، هاجر بعد الحديبية هو وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، ومات بحمص سنة احدى وعشرين ومات على عهد عمر «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد (80- و) الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد الكلاباذي قال: خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سليمان المخزومي القرشي المدني سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله، وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كذا قال: الواقدي، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابن عباس وقيس بن أبي حازم في الاطعمة، مات في عهد عمر بن الخطاب وقال الواقدي: مات بحمص سنة احدى وعشرين وأوصى الى عمر بن الخطاب، وقال ابن نمير مثله، ولم يذكر وصيته. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه من مكة قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: خالد بن الوليد ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو سليمان وقيل أبو الوليد، أمه لبابة الصغرى، وقيل بل هي لبابة الكبرى، والاكثر على أن أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن الحزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لان لبابة الكبرى زوج العباس وأم بنيه.

كان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، واليه كانت القبة والاعنه، فإنه كان يكون على خيول قريش في الحروب، ذكر ذلك الزبير واختلف في وقت اسلامه وهجرته، فقيل هاجر خالد بعد الحديبية، وقيل بل كان اسلامه بين الحديبية وخيبر، وقيل بل كان اسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم (80- ظ) من بني قريظة، وقيل بل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاصي وعثمان بن طلحة، وكان خالد على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية «1» ، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع عمرو بن العاصي وعثمان بن طلحة، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها، ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة فأبلى فيها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضى بنخلة فهدمها وجعل يقول: كفرانك اليوم ولا سبحانك ... اني رأيت الله قد اهانك «2» قال: أبو عمر لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: خالد بن الوليد بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو سليمان المخزومي، سيف الله وصاحب رسول الله في بعض مغازيه. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه ابن عباس وجابر والمقدام بن معدي كرب ومالك بن الحارث الاشتر، واليسع بن المغيرة المخزومي،

وأبو عبد الله الأشعري، واستعمله أبو بكر على قتال مسيلمة ومن ارتد من (81- و) الأعراب بنجد ثم وجهه الى العراق، ثم وجهه الى الشام وأمّره على أمراء الشام، وهو أحد الامراء الذين ولوا فتح دمشق. وقال الحافظ: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا نعمة الله بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن علي بن عمر عن رواد بن الجراح عن محمد بن اسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير يقول: خالد بن الوليد أبو وهب. قال الحافظ: كذا قال والمحفوظ أبو سليمان. وقال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر المغربي قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا علي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي له صحبة «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: خالد بن الوليد ابن المغيرة يكنى أبا سليمان سيف الله. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم ابن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو سليمان خالد بن المغيرة المخزومي. أخبرنا أبو نصر القاضي- كتابة- قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي قال: حدثنا (81- ظ) أبو الحسين بن المهتدي، ح. قال: وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبي أبو يعلى قالا: أخبرنا

أبو القاسم الصيدلاني قال: أخبرنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عباس، ح. قال: وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا يزيد بن محمد بن اياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: خالد بن الوليد بن المغيرة يكنى أبا سليمان. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء عن أبي تمام علي ابن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: خالد بن الوليد أبو سليمان. وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا الحسن الحمامي قال: أخبرنا ابراهيم بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية، قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: خالد بن الوليد بن المغيرة يكنى أبا سليمان. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: وكنية خالد بن الوليد أبو سليمان. أخبرنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور (82- و) قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا رضوان بن أحمد- اجازة- قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن ابن اسحاق قال: وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل مكة وبعث الى خالد ابن الوليد أن لا يقتلن أحدا، وأتاه الرسول فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك بقتل من لقيت، فقتل، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى

قريش: مه، أغلبتم؟ فقالوا: غلبنا والله، فقال: سأقول كما قال أخي يوسف: «لا تثريب عليكم اليوم» «1» ، قالوا: وصلتك رحم. وقال: وبعث الى خالد بن الوليد: ما حملك على ذلك؟ فقال «2» : يا رسول الله أرأيت، ان كنت أمرتني أن آمره ان لا يقتل أحدا، فذهب وهمي الى أن أقول له: اقتل من لقيت لشيء أراده الله، فكف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: حدثنا يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن العيزار بن حريث قال: مر خالد بن الوليد على اللات والعزى فقال: كفرانك لا سبحانك ... اني رأيت الله قد أهانك ثم مضى. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين ابن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبي قال: حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حنين عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد الى العزى، وكانت لهوازن، وكانت سدنتها بنو سليم فقال: انطلق فإنه تخرج عليك امرأة شديدة (82- ظ) السواد طويلة الشعر، عظيمة الثديين قصيرة، قال: فقالوا يحرضونها: يا عز شدي شدة لا سوى لها ... على خالد ألقي الخمار وشمري فإنك ان لم تقتلي اليوم خالدا ... تبوئي بذنب عاجل وتنصري فشد عليها أبو سليمان فضربها فقتلها، وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا خالد ما صنعت؟ قال: قتلتها، قال: ذهبت العزى ولا عزى بعد اليوم. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- اذنا ان

لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة قال: أخبرنا محمد بن شجاع قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن يزيد- يعني- الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان، فبث السرايا في كل وجه، وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الاسلام، فخرج هشام بن العاص في مائتين قبل يلملم «1» وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عرنة «2» وبعث خالد بن الوليد الى العزى يهدمها فخرج خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها ثم رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هدمت؟ قال: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال: فإنك لم تهدمها فارجع إليها فاهدمها، فرجع خالد وهو مغتبط فلما انتهى إليها جرد سيفه فخرجت (83- و) إليه امرأة سوداء عريانة ناشرة الرأس فجعل السادن يصيح بها. قال خالد: وأخذني اقشعرار في ظهري فجعل يصيح: أعزّى شدي شدة لا تكذبي ... أعزى فالقي القناع وشمري أعزى ان لم تقتلى اليوم خالدا ... فبوئي بذنب عاجل وتنصرى قال: وأقبل خالد بالسيف اليها وهو يقول: كفرانك لا سبحانك ... إني وجدت الله قد أهانك قال: فضربها بالسيف فخزلها باثنتين، ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: نعم تلك العزى قد أيست ان تعبد ببلادكم أبدا، ثم قال خالد: أي رسول الله، الحمد لله الذي أكرمنا بك وأنقذنا من الهلكة، ولقد كنت أرى أبي يأتي العزى نحيره مائة من الابل والغنم فيذبحها للعزى، ويقيم عندها ثلاثا ثم ينصرف الينا مسرورا، فنظرت الى مامات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يعاش

في فضله كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان هذا الامر الى الله فمن يسره الله للهدى تيسر ومن يسر للضلالة كان فيها. وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان، وكان سادنها أفلح بن النضر الشيباني من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين، فقال له أبو لهب: ما لي أراك حزينا؟ قال: أخاف ان تضيع العزى (83- ظ) من بعدي، قال أبو لهب: فلا تحزن فأنا أقوم عليها من بعدك فجعل كل من لقي قال: ان تظهر العزى كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها، وان يظهر محمد على العزى، ولا أراه يظهر- فابن أخي، فأنزل الله عز وجل: «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» ويقال انه قال هذا في اللات. أنبأنا ابن طبرزد قال أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء- اجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: فكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنى سليم، وجرح فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم- بعد ما هزمت هوازن- في رحله فنفث على جراحه فانطلق منها وبعثه- الى الغميصاء «1» ، وكان بها قوم من بني كنانة يقال لهم بنو جذيمة، ومعه بنو سليم فاستباحهم، فادعوا الاسلام، فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حضر مؤتة فلما قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة مال المسلمون الى خالد فانحاز بهم فعيرهم المسلمون حين رجعوا الى المدينة فقالوا لهم: انتم الفرارون، فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بل انتم الكرارون فكف الناس عنهم. أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي المعروف (84- و) بابن البن- قراءة عليه بدمشق وأنا أسمع- قال أخبرنا جدي

أبو القاسم الحسين بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن محمد المصيصي المعروف بابن أبي العلاء. قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن الجندي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن ابراهيم بن شاكر المعروف بابن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن ابراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: فأخبرني الوليد- يعني- ابن مسلم قال: فحدثني العطاف بن خالد وغيره أن خالد بن الوليد- يعني- يوم مؤتة بات لم يصبح غاديا وقد جعل مقدمته ساقة وساقته ميمنة وميمنته ميسرة وميسرته ميمنة فأنكروا ما جاء به من خلاف ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم، وقالوا قد جاءهم مدد فانهزموا وقتلوا مقتلة لم يقتلها قوم. قال الوليد: وأما السلامي فإنه أخبر عن غير واحد أن خالد بن الوليد لما أخذ الراية قاتلهم قتالا شديدا، ثم انحاز الفريقان كل عن كل قافلا عن غير هزيمة، فقفل المسلمون على طريقهم التي أخذوا منها حتى مروا بتلك القرية والحصن الذين كانوا شدوا على ساقتهم وقتلوا منهم رجلا، فحاصروهم في حصنهم حتى فتحه الله عليهم عنوة، فقتل خالد بن الوليد مقاتلتهم في بقيع الى جانب حصنهم صبرا فيها سمى ذلك البقيع بقيع الدم الى اليوم، وهدموا حصنهم هدما لم يعمر بعده الى اليوم. قال الوليد: فحدثني عبد الله بن المبارك عن (84- ظ) عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد يخبرنا بالحيرة فقال: لقد رأيتني يوم مؤتة وقد انقطع في يدي تسعة أسياف حتى وقعت في يدي صفيحة يمانية فصبرت. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد- من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: حدثنا الحسن بن اسماعيل

الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال خالد بن الوليد: لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فصبرت في يدي صفيحة يمانية. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء بحلب قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حموية قال: أخبرنا ابراهيم بن خريم الشاشي قال: حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد- أحسبه قال- الى بني جذيمة فدعاهم الى الاسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون: (85- و) صبأنا صبأنا، وجعل خالد بهم قتلا وأسرا، قال: ثم دفع الى كل رجل منا أسيرا حتى اذا أصبح يوما أمرنا فقال: ليقتل كل رجل منا أسيره، قال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، قال: فقدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له ما صنع خالد، فقال: فرفع يديه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين أو ثلاثا. (85- ظ) ***

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبّة قال: أخبرنا محمد بن شجاع قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن يزيد عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: لما قدم خالد على النبي صلى الله عليه وسلم- يعني- بعدما صنع ببني جذيمة عاب عبد الرحمن بن عوف على خالد ما صنع فقال: يا خالد أخذت بأمر الجاهلية، قتلتهم بعمك الفاكه قاتلك الله، قال: وأعانه عمر بن الخطاب على خالد، فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرحمن بن عوف: كذبت والله لقد قتلت قاتل أبي بيدي وأشهدت على قتله عثمان بن عفان، ثم التفت الى عثمان فقال: أنشدك الله هل علمت أني قتلت قاتل أبي؟ فقال عثمان: اللهم نعم، ثم قال عبد الرحمن: ويحك يا خالد ولو لم أقتل قاتل أبي كنت تقتل قوما مسلمين بأبي في الجاهلية؟ قال: ومن أخبرك أنهم أسلموا؟ قال: أهل السرية كلهم يخبرونا أنك وجدتهم قد بنوا المساجد وأقروا بالاسلام ثم حملتهم على السيف قال: جاءني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغير عليهم فأغرت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الرحمن بن عوف: كذبت على رسول الله صلى الله عليه (86- و) وسلم وغالظ عبد الرحمن، وأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خالد وغضب عليه وبلغه ما صنع بعبد الرحمن فقال: يا خالد ذروا لي أصحابي متى ينك أنف المرء ينكى المرء، ولو كان أحد ذهبا تنفقه قيراطا قيراطا في سبيل الله لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات أو روحات عبد الرحمن.

قال: وحدثنا الواقدي قال: حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال عمر رضي الله عنه لخالد: ويحك يا خالد أخذت بني جذيمة بالذي كان من أمر الجاهلية أوليس الاسلام قد محا ما كان في الجاهلية؟ فقال: يا أبا حفص والله ما أخذتهم إلا بالحق أغرت على قوم مشركين فامتنعوا فلم يكن لي بدا إذ امتنعوا من قتالهم فأسرتهم، ثم حملتهم على السيف، فقال: أي رجل تعلم عبد الله بن عمر؟ قال: أعلمه والله رجلا صالحا، قال: فهو الذي أخبرني غير الذي أخبرتني، وكان معك في ذلك الجيش، قال خالد: فإني أستغفر الله وأتوب إليه، قال: فانكسر عنه عمر وقال: ويحك ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك. قال: وحدثنا الواقدي قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أهله عن أبي قتادة- وكان في القوم- قال: لما نادى خالد في السحر من كان معه أسير فليدافه «1» . أرسلت أسيري وقلت لخالد: اتق الله فإنك ميت وإن هؤلاء قوم مسلمون، قال: رحمك الله يا أبا قتادة إنه لا علم لك (86- ظ) بهؤلاء، قال أبو قتادة: فإنما يكلمني خالد على ما في نفسه من التّرة عليهم «2» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون قال: حدثنا اسحاق بن أبي اسرائيل قال: حدثنا الحكم بن ظهير عن السري عن أبي صالح عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي على سرية ومعه في السرية عمار بن ياسر، قال: فخرجوا حتى إذا أتوا قريبا من القوم الذين أرادوا أن يصبحوهم، نزلوا في بعض الليل، قال: وجاء القوم النذير فهربوا حيث بلغهم، قال: فأقام رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته فأمر أهله فتحملوا، ثم قال: قفوا حتى أسلم، ثم جاء حتى دخل على عمار فقال: يا أبا اليقظان إني قد

أسلمت وأهل بيتي فهل ذلك نافعي إن أنا أقمت، فإن قومي قد هربوا حيث سمعوا بكم؟ قال: فقال له عمار: فأقم فأنت آمن، فانصرف الرجل هو أهله. قال: وصبح خالد القوم فوجدهم قد ذهبوا، فأخذ الرجل هو وأهله، فقال له عمار: لا سبيل لك على الرجل قد أسلم، قال: وما أنت وذاك أتجير عليّ وأنا الأمير؟ قال: نعم أجير عليك وأنت الأمير إن الرجل قد آمن، ولو شاء أن يذهب كما ذهب أصحابه، فأمره «1» بالمقام لإسلامه، فتنازعا في ذلك حتى تشاتما فلما قدما (87- و) المدينة اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر عمار الرجل وما صنع فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم أمان عمار، ونهى يومئذ أن يجير أحد على أمير، فتشاتما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال خالد: يا رسول الله أيشتمني هذا العبد «2» عندك أما والله لولاك ما شتمني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كف يا خالد عن عمار فإنه من يبغض عمارا يبغضه الله عز وجل، ومن يشتم عمارا يشتمه الله عز وجل، ومن يلعن عمارا يلعنه الله عز وجل، ثم قام عمار فولى وأتبعه خالد بن الوليد حتى أخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي ونزلت هذه الآية: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» أمراء السرايا «فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ» فيكون الله ورسوله هو الذي يحكم فيه «ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا» » يقول خير عاقبة. أنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبّة قال: أخبرنا محمد بن شجاع قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن عتبة عن عثمان بن محمد الأخنسي عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد أن يغير على بني كنانة إلا أن يسمع آذانا أو يعلم إسلاما (87- ظ) .

فخرج حتى انتهى الى بني جذيمة فامتنعوا أشد الامتناع، وقاموا وتلبسوا السلاح فانتظرتهم «1» صلاة العصر والمغرب والعشاء لا نسمع آذانا ثم حمل عليهم فقتل من قتل وأسر من أسر، فادعوا بعد الاسلام. قال عبد الملك: وما عتب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولقد كان المقدم حتى مات، ولقد خرج معه بعد ذلك الى حنين على مقدمته، والى تبوك، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أكيدر دومة الجندل «2» فسبا من سبا، ثم صالحهم، ولقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بلحارث بن كعب الى نجران أميرا وداعيا الى الله، ولقد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فلما حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه أعطاه ناصيته، فكانت في مقدم قلنسوته، فكان لا يلقى أحدا إلا هزمه الله تعالى. ولقد قاتل يوم اليرموك فوقعت قلنسوته فجعل يقول: القلنسوة القلنسوة، فقيل له بعد ذلك: يا أبا سليمان عجبا لطلبك القلنسوة وأنت في حومة القتال؟ فقال: إن فيها ناصية النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ألق بها أحدا إلّا ولى. ولقد توفي خالد يوم توفي وهو مجاهد في سبيل الله وقبره بحمص فأخبرني من غسله وحضره ونظر الى ما تحت ثيابه ما فيه مصح ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ولقد كان عمر بن الخطاب الذي بينه وبينه ليس بذلك ثم (88- و) يذكره بعد فيترحم عليه ويتندم على ما كان صنع في أمره ويقول: سيف من سيوف الله تعالى، ولقد نزل رسول الله حين هبط من لفت «3» في حجته ومعه رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقال الرجل: فلان قال: بئس عبد الله فلان، ثم طلع آخر فقال: من الرجل؟ فقال: فلان، فقال: بئس عبد الله فلان ثم طلع خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ قال: خالد بن الوليد، قال: نعم عبد الله خالد بن الوليد «4» .

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلى- إجازة- إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي قال: حدثنا علي ابن عبد الله بن مبشر الواسطي قال: حدثنا محمد بن حرب أبو عبد الله النسائي قال: حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام عن عروة أن أبا بكر بعث خالد بن الوليد الى بني سليم حين ارتدوا عن الإسلام فقتل وحرق بالنار، فكلم عمر أبا بكر فقال: بعثت رجلا يعذب بعذاب الله انزعه، فقال أبو بكر: لا أشيم سيفا سله الله عز وجل على الكفار، حتى يكون الله الذي يشيمه. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي قال: حدثنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا (88- ظ) سعيد بن منصور قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه قال: لما كان يوم اليرموك فقد خالد بن الوليد قلنسوة له، فقال اطلبوها فطلبوها فلم يجدوها، فقال: اطلبوها فطلبوها فوجدوها فإذا هي قلنسوة وسخة فقال: اعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فبدر الناس الى شعره فسبقتهم الى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فما شهدت قتالا- وهي معي- إلّا رزقت النصر. وقال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن كليب قال: سمعت شيخين في المسجد ممن سمع خالد بن الوليد قال أحدهما لصاحبه: أتذكر ما لقينا يوم الكمّة بسباطة الحيرة؟ قال: نعم ما لقينا يوما قط أشد منه، وقعت كّمة خالد بن الوليد فقال: التمسوها وغضب فوجدناها فوضعها على رأسه، ثم اعتذر إلينا فقال: لا تلوموني فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم حلق رأسه فانتهبنا شعره، فوقعت ناصيته بيدي فجعلتها ناصية في هذه الخرقة، فإنما شق على حين وقعت «1» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا

أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أبو بكر بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن عمرو عن الشعبي قال: لما فتح خالد الحيرة صلى صلاة الفتح ثماني ركعات لا يسلم فيهن (89- و) ثم انصرف وقال: لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة أسياف، وما لقيت قوما كقوم لقيتهم من أهل فارس، وما لقيت من أهل فارس قوما كأهل ألليس «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن المسبح قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن منير الخشاب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن اسحاق البغدادي قال: أخبرنا أبو العباس الوليد بن حماد الرملي قال: أخبرنا الحسين ابن زياد التميمي عن أبي اسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي النصري قال: وحدثني اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت خالد بن الوليد وهو بالحيرة آمنا ما يخاف أحدا، وهو متوشح ثوبا قد شد طرفيه في عنقه وقد سمعته وهو يقول بالحيرة: لقد اندق في يدي تسعة أسياف يوم مؤتة وبقي في يدي صفيحة يمانية. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بقراءتي عليه بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش العكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى النهرواني قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا العكلي قال: حدثنا محمد بن مرزوق قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب عن عوانة (89- ظ) ابن الحكم وشرقي بن قطامى وأبي مخنف قالوا: لما انصرف خالد بن الوليد من

اليمامة ضرب عسكره على الجرعة التي بين الحيرة والنهر وتحصن منه أهل الحيرة في القصر الأبيض، وقصر ابن بقيلة، فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى نفدت، ثم رموه بالخزف، من آنيتهم، فقال له ضرار بن الأزور: ما لهم مكيدة أعظم مما ترى فبعث إليهم ابعثوا إليّ رجلا من عقلائكم أسائله ويخبرني عنكم، فبعثوا عبد المسيح ابن عمرو بن قيس بن حيان بن بقيلة الغساني وهو يومئذ ابن خمسين وثلاثمائة سنة، فأقبل يمشي الى خالد، فلما رآه قال: ما لهم أخزاهم الله بعثوا إلى رجلا لا يفقه فلما دنا من خالد قال: أنعم صباحا أيها الملك، فقال خالد: قد أكرمنا الله بغير هذه التحية بالسلام، ثم قال له خالد: من أين أقصي أثرك؟ قال: من ظهر أبي، قال: من أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: على ما أنت؟ قال: على الأرض، قال: فيم أنت ويحك؟ قال: في ثيابي، قال: أتعقل؟ قال: نعم وأقيد، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال خالد: ما رأيت كاليوم قط أسائله عن شيء وينحو في غيره، قال: ما أجبتك إلا عما سألت عنه، فاسأل عما بدا لك، قال: كم أتى لك؟ قال: خمسون وثلاثمائة، قال: أخبرني ما أنتم؟ قال: عرب استنبطنا، ونبط استعربنا، قال فحرب أنتم أم سلم؟ قال: بل سلم، قال: فما بال هذه الحصون؟ قال: بنيناها لنحبس السفيه حتى ننهاه بالحليم. قال: ومعه سم ساعة (90- و) يقلبه في يده، فقال له: ما هذا معك؟ قال: هذا السم، قال: فما تصنع به؟ قال: أتيتك فإن رأيت عندك ما يسرني وأهل بلدي حمدت الله، وإن كانت الأخرى لم أكن أول من ساق إليهم ضيما وبلاء فآكله وأستريح، وإنما بقي من عمري يسير، فقال: هاته فوضعه في يد خالد، فقال: بسم الله وبالله رب الأرض، ورب السماء الذي لا يضر مع اسمه داء ثم أكله فتجلته غشية فضرب بذقنه على صدره، ثم عرق وأفاق فرجع ابن بقيلة الى قومه، فقال: جئت من شيطان أكل سم ساعة فلم يضره أخرجوهم عنكم فصالحوهم على مائة ألف، فقال له خالد: ما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترقأ إلينا في هذا الجرف، ورأيت المرأة من أهل الحيرة تخرج الى الشام في قرى متواترة ما تزود رغيفا، وقد أصبحت خرابا يبابا وكذلك دأب الله في العباد والبلاد، وقال عبد المسيح حين رجع: أبعد المنذرين أرى سواما ... يروح بالخورنق والسدير

تحاماها فوارس كل حي ... مخافة ضيغم عالي الزئير وبعد فوارس النعمان أرعى ... رياضا بين ذروة والحفير فصرنا بعد هلك أبي قبيس ... كمثل الشاء في يوم المطير تقسمها القبائل من معد ... علانية كأيسار الجزور «1» وكنا لا يباح لنا حريم ... فنحن كصرة الناب الضجور (90- ظ) كذاك الدهر دولته سجال ... يصرف بالمساءة والسرور «2» أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا يونس ابن اسحاق قال: حدثنا أبو السفر قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة فنزل على قوم بني أم المرازبة، فقال لهم ائتوني بالسم، فلما أتوه به وضعه في راحته، ثم قال: بسم الله فاقتحمه فلم يضره بإذن الله شيئا. وقال محمد بن سعد: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت خالد بن الوليد أتي بسم، فقال: ما هذا؟ قالوا: سم، فقال بسم الله وشربه، وأشار سفيان بيده إلى فيه، قال عبد الله بن الزبير: وذلك بالحيرة. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، وأبو المظفر حامد بن العميد أبي المظفر بن أميري القاضي القزويني بحلب قالا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، وأخبرنا محفوظ بن هلال بن محفوظ الرسعني بها قال: أخبرتنا شهدة- إجازة- قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن

صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو (91- و) عبد الله محمد بن اسحاق السهمي عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن خيثمة قال: أتي خالد ابن الوليد برجل معه زق خمر فقال: اللهم اجعله عسلا، فصار عسلا. قال: وحدثني إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا العوام بن حوشب قال: حدثني قومي عن رجل منهم يقال له صعصعة قال: فشت الخمر في عسكر خالد بن الوليد، فجعل يطوف عليهم، وكان رجل منا بعث به أصحابه فاشترى زقا من خمر وحمله بين يديه، فاستقبله خالد كفة لكفة، فقال: ما هذا؟ قال: خل قال جعله الله خلا فانطلق به إلى أصحابه ففتحوه فإذا خل كأجود ما يكون من الخل. أخبرنا.... «1» قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن أبي عثمان عن أبيه أن خالدا أتي في قنسرين برجل معه زق خمر فقال: اللهم اجعله خلا، فأكلت منه فإذا هو خل مسطار «2» ، وأقبل الرجل يعدو. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عبيد عن اسماعيل (191- ظ) بن أبي خالد عن زياد قال: قال خالد بن الوليد عند موته: ما كان في الأرض ليلة أحب إليّ من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو، فعليكم بالجهاد. وقال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا الوليد

ابن عبد الله بن جميع قال: حدثني رجل أثق به أن خالد بن الوليد أم بالناس بالحيرة فقرأ من سور شتى، ثم التفت الى الناس حين انصرف فقال: شغلني عن تعليم القرآن الجهاد. قال: وحدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا اسماعيل عن قيس قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد منعني كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله عز وجل. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن عمر العمري قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال: حدثنا يعلى قال: حدثنا اسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال: طلق خالد بن الوليد امرأته فقال: أما إني لم أطلقها لشيء رابني منها، ولكن لم يصبها بلاء مذ كانت عندي. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن حسن (92- و) المخزومي عن نصر بن مزاحم عن معروف بن خربود قال: من انتهى اليه الشرف من قريش ووصله الإسلام عشرة نفر من عشر بطون من هاشم، وأمية ونوفل، وأسد وعبد الدار، وتيم، ومخزوم، وعدي، وسهم، وجمح. قال: فكانت القبة والأعنة إلى خالد بن الوليد، فأما الأعنة فإنه كان يكون على خيول قريش في الجاهلية في الحرب، وأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون لها ما يجهزون به الجيش. أنبأنا أبو حفص عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عتبة بن جبيرة عن عاصم بن عمر عن قتادة. قال: وحدثني محمد بن عبد

الله عن الزهري عن حنظلة بن علي الأسلمي. قال: وحدثني مسلمة بن عبد الله بن عروة عن أبيه قال: دخل حديثهم في حديث بعض قال: لما ارتد من ارتد من العرب وامتنعوا من الصدقة شاور أبو بكر الصديق في غزوهم وقتالهم، فأجمع البعثة إليهم وخرج هو بنفسه الى قناة «1» فعسكر بها، وأظهر أنه يريد غزوهم بنفسه ليبلغهم ذلك فيكون أهيب لهم، ثم سار من قناة في مائة من المهاجرين، وخالد بن الوليد يحمل لواءه حتى نزل نقعا وهو ذو القصة «2» وأراد أن يتلاحق به الناس، ويكون أسرع (92- ظ) لخروجهم فلما تلاحقوا به استعمل خالد بن الوليد عليهم وأمره أن يسير الى أهل الردة فيقاتلهم على خمس خصال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان. ورجع أبو بكر إلى المدينة ومضى خالد بن الوليد ومعه أهل السابقة من المهاجرين والأنصار فأوقع بأهل الردة من بني تميم وغيرهم بالبطاح «3» وقتل مالك بن نويرة ثم أوقع بأهل بزاخه «4» وحرقهم بالنار وذلك أنه بلغهم «5» عنهم مقالة سيئة، وشتموا النبي صلى الله عليه وسلم وثبتوا على ردتهم، ثم مضى الى اليمامة فقاتل بها مسيلمة وبني حنيفة، حتى قتل مسيلمة وصالح خالد أهل اليمامة على الصفراء والبيضاء والحلقة والكراع «6» ونصف السبي وكتب الى أبي بكر: إني لم أصالحهم حتى قتل من كنت أقوى به، وحتى عجف الكراع ونهك الخفّ ونهك المسلمون بالقتل والجراح. وقدم خالد بن الوليد من اليمامة ومعه سبعة عشر رجلا من وفد بني حنيفة فيهم مجاعة بن مرارة وأخوته، فلما دخل خالد بن الوليد المدينة دخل المسجد وعليه قباء عليه صدأ الحديد، متقلدا السيف معتما، في عمامته أسهم فمر بعمر فلم يكلمه،

ودخل على أبي بكر فرأى منه كلما يحب فخرج مسرورا فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه، فأمسك عن كلامه وإنما كان وجد عمر عليه (93- و) فيما صنع بمالك ابن نويرة من قتله إياه، وتزوج امرأته وما كان في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة. قال محمد بن عمر: فهذا أثبت عندنا أن خالد بن الوليد رجع من اليمامة إلى المدينة، وقد روى قوم من أهل العلم أن أبا بكر كتب إلى خالد حين فرغ من أهل اليمامة أن يسير إلى العراق ففعل. أنبأنا أبو حفص قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اذنا أو سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: ذكر حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة قال: حدثنا أبو الأسود عن عروة قال: فلما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب من أبي بكر الصديق يأمره بالمسير إلى الشام فيمد أهل الإسلام، فمضى خالد على وجهه فسلك عين التمر «1» فمر بدومة الجندل، فأغار عليهم فقتل بها رجالا وهزمهم الله وسبى بنت الجودي، ومضى حتى قدم الشام وبها يومئذ أبو عبيدة بن الجراح على جند، ويزيد بن أبي سفيان على جند، وعمرو بن العاص على جند فقدم عليهم خالد بن الوليد بأجنادين «2» فهزم الله عدوه. وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد ابن المسلمة قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف قال: أخبرنا الحسن بن علي القطان قال: حدثنا اسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا أبو حذيفة اسحاق بن بشر قال: وأخبرنا (93- ظ) السّدي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال عمر: أما والله لئن صير الله هذا الأمر إليّ لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق وخالد بن الوليد عن الشام حتى يعلما إنما نصر الله دينه ليس إياهما نصر.

أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى التستري قال: حدثنا خليفة العصفري قال: حدثنا معاذ عن ابن عون قال: لما ولي عمر قال: لأنزعن خالدا حتى يعلم أن الله إنما نصر دينه. قال: وحدثنا خليفة قال: حدثنا علي وموسى عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة: إني قد استعملتك وعزلت خالدا. قال خليفة: وعزل- يعني عمر- خالد بن الوليد حين ولي، وولى أبا عبيدة ابن الجراح حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها، وشرحبيل ابن حسنة على الأردن، وخالد بن الوليد على دمشق، وحبيب بن مسلمة على حمص «1» . قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، وأبو المظفر القشيري قالا: أخبرنا محمد بن علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الزعفراني قال: حدثنا محمد بن الليث قال: حدثنا ابن عثمان قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا سعيد بن زيد قال: سمعت الحارث بن يزيد (94- و) الحضرمي يحدث عن علي بن رباح عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية فذكر الحديث، وقال فيه: إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد إني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس والشرف، وذا اللسان فنزعته، وأمرت أبا عبيدة بن الجراح، فقال: أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: ما أعذرت يا عمر بن الخطاب، لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغمدت سيفا سله رسول الله، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر بن الخطاب: إنك لقريب القرابة حديث السن، مغضب في ابن عمك. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو غالب أحمد، وأبو عبد الله يحيى ابنا

الحسن قالا: أخبرنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن مسلمة عن مالك بن أنس قال: قال عمر بن الخطاب لأبي بكر الصديق: اكتب إلى خالد بن الوليد أن لا يعطي شاة ولا بعيرا إلّا بأمرك، قال: فكتب أبو بكر بذلك فكتب إليه خالد بن الوليد: إما أن تدعني وعملي: والا فشأنك بعملك، قال: فأشار عليه عمر بعزله، فقال أبو بكر: من يجزي عني جزاة خالد؟ قال عمر: أنا قال: فأنت. قال مالك: قال زيد بن أسلم: فتجهز عمر حتى أنيخت الظهر في الدار وحضر الخروج فمشى أصحاب النبي صلى الله (94- ظ) عليه وسلم إلى أبي بكر فقالوا: ما شأنك تخرج عمر من المدينة وأنت إليه محتاج، وعزلت خالدا وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيجلس وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله، ففعل، فلما ولي عمر كتب إلى خالد أن لا تعطي شاة ولا بعيرا الا بأمري، قال: فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال عمر: ما صدقت الله ان كنت أشرت على أبي بكر بأمر ولم أنفذه فعزله، وكان يدعوه الى أن يستعمله فيأبى إلّا أن يخليه يعمل ما يشاء فيأبى عمر «1» . أنبأنا «2» .... قال أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال أخبرنا أبو الحسين بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أبو بكر بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن إبراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن أبي عثمان والربيع وأبي حارثة قالوا: فما زال خالد على قنسرين حتى غزا غزوته التي أصاب فيها وقسم منها ما أصاب لنفسه. وعن أبي المجالد مثله. قالوا: وبلغ عمر أن خالدا دخل الحمام فتدلك بعد

النورة بثجير «1» عصفر معجون بخمر، فكتب إليه: بلغني أنك تدلكت بخمر، وإن الله قد حرم ظاهر الخمر وباطنها، وحرم ظاهر الاثم وباطنه وقد حرم مس الخمر إلّا أن يغسل كما حرم شربها، فلا تمسوها أجسادكم فإنها نجس وإن فعلت فلا تعودوا، فكتب إليه خالد إنا قيلناها «2» فعادت غسولا غير خمر فكتب (95- و) إليه عمر: إني لأظن آل المغيرة قد ابتلوا بالجفاء فلا أماتكم الله عليه، فانتهى لذلك، وقال خالد في ذلك: سّهل أبا حفص فإن لدينا ... شرائع لا يشقى بهن المسهل أنجست في الخمر الغسول ولا يرى ... من الخمر بثقيف المحيل المخلل وهل يشبهن طعم الغسول ... وذوقه حميّاء الخمور والخمور تسلسل قال: وحدثنا سيف عن الربيع وأبي عثمان وأبي حارثة قالوا: وأدرب سنة سبع عشرة خالد وعياض فسارا فأصابا أمرا عظيما، وكانا توجها من الجابية، فرجع عمر إلى المدينة وعلى حمص أبو عبيدة، وخالد تحت يديه على قنسرين، وعلى دمشق يزيد بن أبي سفيان، وعلى الاردن معاوية، وعلى فلسطين علقمة بن محرز، وعلى الأهراء عمرو بن عبسة، وعلى السواحل عبد الله بن قيس، وعلى كل عمل عامل، فقامت مسالح الشام ومصر والعراق على ذلك إلى اليوم، ولم يجاز أمة الى أخرى خلفها بعد إلّا أن يقتحموا عليهم بعد كفر منهم، فيقدموا مسالحهم، واعتدل ذلك سنة سبع عشرة. قال: وحدثنا سيف عن أبي المجالد والربيع وأبي عثمان وأبي حارثة باسنادهم قالوا: لما قفل خالد وبلغ الناس ما أصابت تلك الصائفه انتجعه رجال، فانتجع خالدا رجال من أهل الآفاق وكان الأشعث انتجع خالدا بقنسرين فأجازه بعشرة آلاف وكان عمر لا يخفى (95- ظ) عليه شيء في عمله، فكتب إليه من العراق بخروج من خرج منها، ومن الشام بجائزة من أجيز فيها، فدعا البريد وكتب معه إلى أبي

عبيدة أن يقيم خالدا ويعقله بعمامته وينزع عنه قلنسوته حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث أمن مال الله عز وجل، أم من ماله، أومن إصابة أصابها، فإن زعم أنه أصابها فقد أقر بخيانه، وان زعم أنها من ماله فقد أسرف واعزله على كل حال واضمم إليك عمله، فكتب أبو عبيدة إلى خالد فقدم عليه، ثم جمع الناس وجلس لهم على المنبر، فقام البريد فقال: يا خالد أمن مالك أجزت بعشرة آلاف أم من إصابة، فلم يجبه حتى أكثر عليه، وأبو عبيدة ساكت لا يقول شيئا، فقام بلال اليه فقال إن أمير المؤمنين أمر فيك بكذا وكذا، ثم تناول عمامته فنقضها لا يمنعه سمعا وطاعة ثم وضع قلنسوته، ثم أقامه فعقله بعمامته وقال: ما تقول: أمن مالك، أو من إصابة؟ قال: لا بل من مالي، فأطلقه وأعاد قلنسوته، ثم عممه بيده وقال: نسمع ونطيع لولاتنا ونفخم ونخدم موالينا. قال: وحدثنا سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة، والربيع وأبي المجالد قالوا: وأقام خالد منخزلا لا يدري أمعزول أو غير معزول، وجعل أبو عبيدة يكرمه ويزيده تفخيما ولا يخبره، حتى إذا طال على عمر أن يقدم، ظن الذي قد كان، فكتب اليه بالإقفال، فأتى خالد أبا عبيدة، فقال: رحمك الله ما أردت الى الذي صنعت تكتمني أمرا كنت أحب أن أعلمه قبل اليوم، فقال أبو عبيدة فإني والله ما (96- و) كنت لأروعك ما وجدت من ذلك بدا، وقد علمت أن ذلك يروعك، قال فرجع خالد الى قنسرين فخطب أهل عمله وودعهم، وتحمل، ثم أقبل الى حمص فخطبهم وودعهم، ثم خرج نحو المدينة حتى قدم على عمر فشكاه، وقال: لقد شكوتك الى المسلمين، وبالله إنك في أمري غير مجمل يا عمر، فقال عمر: من أين هذا الثرى؟ قال: من الأنفال والسهمان، قال: ما زاد على الستين ألفا فلك، فقوم عروضه فخرجت عليه عشرون ألفا، فأدخلها بيت المال، ثم قال: يا خالد والله إنك عليّ لكريم، وإنك إليّ لحبيب، ولن تعاتبني بعد اليوم على شيء. قال: وحدثنا سيف عن أبي ضمرة وأبي عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: عزل عمر خالد، فلم يعلمه أبو عبيدة حتى علم خالد من قبل غيره، فأتاه فقال: يرحمك الله ما دعاك الى أن لا تعلمني؟ فقال: كرهت أن أروعك، وعمل فيما فتح الله عز وجل، وصالح فيما سن، وقال خالد في إدرابه:

صدمت جموع الروم صدمة صادق ... بجيش تراه في الفضاء مفضّل ذعرت به الكلبين حتى تحصنا وحامى ... غداة الروع حيث تمهلوا وما جبنوا أن حل جيش بدارهم ... ولكن لقوا نارا سناها مكمّل قال: وحدثنا سيف عن عبد الله بن المستورد عن أبيه عن عدي بن سهيل قال: كتب عمر في الأمصار: إني لم أعزل خالد عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخشيت أن يوكلوا اليه ويبتلوا فأحببت أن يعلموا أن (96- ظ) الله هو الصانع وأن لا يكونوا معرض فتنة. قال: وحدثنا سيف عن مبشّر عن سالم قال: ولما قدم خالد على عمر قال عمر متمثلا: صنعت فلم يصنع كصنعك صانع ... وما يصنع الأقوام فالله أصنع فأغرمه شيئا ثم عوضه منه، وكتب فيه الى الناس بهذا الكتاب ليعذره عندهم ولينصرهم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي الحسن علي بن أحمد ابن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو محمد بن زبر قال: حدثنا محمد بن سليمان بن داود المنقري البصري قال: حدثنا أبو عثمان المازني قال: حدثنا الأصمعي عن سلمة بن بلال عن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال: اصطرع عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وهما غلامان، وكان خالد ابن خال عمر، فكسر خالد ساق عمر، فعولجت وجبرت، وكان ذلك سبب العداوة بينهما «1» . وقال ابن زبر قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد أن خالد بن الوليد دخل على عمر وعلى خالد قميص حرير، فقال له عمر: ما هذا يا خالد؟ قال: وما بأسه يا أمير المؤمنين، أليس قد لبسه ابن عوف؟ فقال:

وأنت مثل ابن عوف ولك مثل ما لابن عوف عزمت على من في البيت إلّا أخذ كل واحد منهم طائفة مما يليه، قال: فمزقوه حتى لم يبق منه شيء. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر بن محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا محمد (97- و) بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع قال: لما قدم خالد بن الوليد من الشام، قدم وفي عمامته أسهم ملطخة بالدم قد جعلها في عمامته، فاستقبله عمر لما دخل المسجد فنزعها من عمامته، وقال أتدخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعك أسهم فيها دم، وقد جاهدت وقاتلت، وقد جاهد المسلمون قبلك وقاتلوا. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي قال: حدثنا محمد بن سفيان موسى قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال: سمعت ابن المبارك عن حماد بن زيد قال: حدثنا عبد الله بن المختار عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل- ثم شك حماد في أبي وائل- قال: لما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد طلبت القدر مظانة فلم يقدر لي إلّا أن أموت على فراشي، وما من عمل شيء يعدل عندي بعد لا إله إلا لله من ليلة بتها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار، ثم قال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة في سبيل الله، فلما توفي خرج عمر على جنازته فذكر قوله: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقلة. قال ابن المختار: النقع التراب على الرأس، واللقلقة الصياح. (97- ظ) . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- من لفظه- قال أنبأنا أبو المعالي ابن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح.

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا محمد بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- اجازة- قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا الحارث قال: حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا الواقدي عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه أن خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة بكى وقال: لقيت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي شبر إلّا وفيه ضربة سيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء. أنبأنا أبو «1» ....... قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو بكر بن سيف قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن مبشر عن سالم قال: فأقام خالد بالمدينة حتى إذا ظن عمر أن قد سبكه «2» وبصّر الناس حج وقد عزم توليته «3» ، واشتكى خالد بعد وهو خارج من المدينة زائرا لأمه، فقال: أحدرونى الى مهاجري فقدمت به المدينة ومرضته، فلما ثقل وأظل عمر لقيته لاق على مسيره (98- و) صادرا عن حجه فقال له عمر: مهيم «4» ؟ فقال: خالد بن الوليد ثقيل لما به، فطوى ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع، وجلس ببابه حتى جهز وبكته البواكي، فقيل لعمر ألا تسمع ألا تنهاهن؟ فقال: وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقه، فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه وتقول: أنت خير من ألف ألف من الناس ... إذا ما كبت وجوه الرجال أشجاع فأنت أشجع من ليث ... عرين جهم أبى أشبال

أجواد فأنت أجود من سيل ... دياس «1» يسيل بين الجبال فقال: عمر من هذه؟ فقيل: أمه، فقال: أمه والإله- ثلاثا- هل قامت النساء عن مثل خالد، قال: فكان عمر يتمثل في طيه تلك الثلاث في ليلة، وبعد ما قدم: نبكي ما وصلت به الندامى ... ولا نبكي فوارس الجبال أولئك إن بكيت أشد فقدا ... من الإذهاب والعكر «2» الجلال تمنى بعدهم قوم مداهم ... ولم يدنوا لأسباب الكمال «3» وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد ابن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني ابراهيم بن المنذر قال: حدثني عمر بن عثمان التميمي قال: حدثني اسحاق ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن عمه موسى بن طلحة قال: خرجت مع أبي طلحة ابن عبيد الله (98- ظ) الى مكة مع عمر بن الخطاب فلما كنا بعرق الظبية «4» نزل عمر من هذا الجانب، ونزل أبي من هذا الجانب، فبينا نحن نحط رواحلنا أقبل راكب من المدينة حتى أهوى الى ناحية عمر، فما قلنا أناخ حتى إذا بعمر قد أقبل يصيح: يا أبا محمد، يا طلحة، فقال أبي: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: هلك أبو سليمان هلك خالد بن الوليد رحمه الله، فقال له أبي طلحة: لأعرفنك بعد الموت تند بني ... وفي حياتي ما زودتني زادا أخبرنا أبو الفتوح الحصري في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: وتوفي خالد بن الوليد بحمص، وقيل توفي بالمدينة سنة احدى وعشرين، وقيل بل توفي بحمص، ودفن في قرية على ميل من حمص سنة

احدى وعشرين أو اثنتين وعشرين، وفي خلافة عمر بن الخطاب، وأوصى الى عمر بن الخطاب «1» . ذكر البلاذري في أخبار البلدان فيما حكاه عن محمد بن سعد عن الواقدي قال: أثبت ما سمعنا في أمر عياض بن غنم أن أبا عبيدة مات في طاعون عمواس «2» سنة ثماني عشرة واستخلف عياضا، فورد عليه كتاب عمر بتوليته حمص وقنسرين والجزيرة، فسار الى الجزيرة يوم الخميس للنصف من شعبان سنة ثمان عشرة في خمسة آلاف وعلى مقدمته ميسرة بن مسروق العبسي، وعلى ميمنته سعد بن عامر ابن حذيم الجمحي وعلى ميسرته صفوان بن المعطّل السلمي، وكان خالد بن الوليد على ميسرته، ويقال إن خالدا لم يسر تحت لواء أحد بعد أبي عبيدة ولزم حمص حتى توفي بها سنة احدى وعشرين وأوصى الى عمر، وبعضهم يزعم أنه مات بالمدينة وموته بحمص أثبت «3» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف (99- و) قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عمرو بن عبد الله بن عنبسة قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يقول: لم يزل خالد بن الوليد مع أبي عبيدة حتى توفي أبو عبيدة، واستخلف عياض بن غنم الفهري، فلم يزل خالد معه حتى مات عياض بن غنم فاعتزل خالد الى ثغر حمص فكان فيه وحبس خيلا وسلاحا، فلم يزل مرابطا بحمص حتى نزل به، فدخل عليه أبو الدرداء عائدا له فقال خالد بن الوليد: إن خيلي التي حبست في الثغر وسلاحي هو على ما جعلته عليه عدة في سبيل الله قوة يغزى عليها، وتعلف من مالي، وداري بالمدينة صدقة حبس لا تباع ولا تورث، وقد كنت أشهدت عليها عمر بن الخطاب ليالي قدم الجابية، وهو كان أمرني بها، ونعم العون هو على الاسلام، والله يا أبا الدرداء إن مات عمر لترين

أمورا تنكرها قال: قال أبو الدرداء،: وأنا والله أرى ذلك، قال خالد: قد كنت وجدت عليه في نفسي في أمور لما تدبرتها في مرضي هذا، وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل، كنت وجدت في نفسي حين بعث إليّ من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعل، وأخذت فرد نعل فرأيته فعل ذلك بغيري من أهل السابقة، ومن شهد بدرا، وكان يغلظ علي وكانت غلظته على غيري نحوا من غلظته عليّ، وكنت أدل عليه بقرابته فرأيته لا يبالي (99- ظ) قريبا ولا لوم لائم في غير الله، فذلك الذي أذهب ما كنت أجد عليه، وكان يكثر عليّ عنده، وما كان ذلك مني إلّا على النظر، كنت في حرب ومكايدة، فكنت شاهدا، وكان غائبا فكنت أعطي على ذلك فخالفه ذلك من أمري، فقد جعلت وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي الى عمر بن الخطاب. قال: فقدم بالوصية على عمر فقبلها وترحم عليه، وأنفذ ما فيها وتزوج عمر بعد امرأته. وقال: حدثنا محمد بن سعد. قال: أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا يونس بن أبي اسحاق عن أبي السفر قال: مرض خالد بن الوليد بالشام فحضره أناس وهو يسوق فقال بعضهم: والله انه ليسوق، فسمعه فقال: أجل فأستعين الله على ذلك. وقال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أبي الزناد وغيره قالوا: وقدم خالد بن الوليد بعد أن عزله عمر بن الخطاب معتمرا فمر بالمدينة، فلقي عمر ثم رجع الى الشام فانقطع الى حمص، فلم يزل بها حتى توفي سنة احدى وعشرين. قال: وحدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني عمر بن عبد الله بن رباح عن أبي رباح خالد بن رباح قال: سمعت ثعلبة بن أبي مالك يقول: رأيت ابن الخطاب بقباء يوم السبت ومعه نفر من المهاجرين والأنصار، فإذا أناس من أهل الشام يصلون في مسجد قباء حجاجا، فقال: من القوم؟ قالوا: من اليمن قال: أي مدائن الشام نزلتم؟ قالوا: حمص، قال: هل كان من مغربه خبر؟

قالوا: موت (100- و) خالد بن الوليد يوم رحلنا من حمص، قال: فاسترجع عمر مرارا ونكس، وأكثر الترحم عليه، وقال: كان والله سدادا لنحور العدو، ميمون النقيبة، فقال له علي بن أبي طالب: فلم عزلته؟ قال: عزلته لبذله المال لأهل الشرف وذوي اللسان، قال علي: فكنت تعزله عن التبذير في المال وتتركه على جنده؟ قال: لم يكن يرضى، قال: فهلا بلوته؟. قال: وحدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني يزيد بن عبد الملك عن الحارث بن الحكم الضمري عن شيخ من بني غفار، قال سمعت عمر ابن الخطاب بعد أن مات خالد بن الوليد وعمر فيما بين قديد «1» وعسفان «2» يقول- وذكر خالدا وموته- فقال: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا توثق، فقلت: يا أمير المؤمنين لم يكن رأيك فيه في حياته على هذا؟ قال: ندمت على ما كان مني اليه. قال محمد بن عمر: وحدثني غير يزيد بن عبد الملك قال: حج عمر بن الخطاب ومعه زبيد بن الصلت، وكان كثيرا ما يسايره، قال: فعرسنا «3» من الليل بأسفل ثنية «4» غزال فجعلت الرفاق تمر من الشام يذكرون خالد بن الوليد بعد موته ويقول راجزهم: اذا رأيت خالدا تجففا ... وكان بين الأعجمين منصفا وهبت الريح شمالا حرجفا قال: فجعل عمر يترحم عليه، فقال له زبيد: ما وجدت مثلك ومثله إلّا كما قال الشاعر: لا أعرفنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي فقال عمر: لا تقل ذلك فو الله ما نقمت على خالد في شيء إلّا في اعطائه المال (100- ظ) والله ليته بقي ما بقي بالحمى حجر.

أنبأنا أبو اليمن الكندي- قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن علي: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا الاحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: حدثني سعد بن عامر قال: حدثنا جويريه ولا أعلمه إلّا عن نافع قال: لما مات خالد ابن الوليد لم يوجد له الّا فرسه وغلامه وسلاحه، فقال عمر: رحم الله أبا سليمان ان كنا لنظنه على غير هذا. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم بن القاسم قال: أخبرنا سعيد بن عثمان ابن السكن قال: حدثني أبو عمران موسى بن العباس قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الحداد قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال: قال عمر لما مات خالد بن الوليد: رحم الله أبا سليمان كنا نظن به أشياء، وقال مرة: أمورا ما كانت «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي- قراءة عليه في منزلي بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الآزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني عبد الرحمن بن حمزة (101- و) اللخمي قال: حدثنا أبو علي الحرمازي قال: دخل هشام بن البختري في ناس من بني مخزوم على عمر بن الخطاب فقال له: يا هشام أنشدني شعرك في خالد بن الوليد، فأنشده فقال: قصرت في الثناء على أبي سليمان رحمه الله ان كان ليحب أن يذل الشرك وان كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله، ثم قال عمر قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره: فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تهيأ لأخرى قبلها فكأن قد فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي ... ولا موت من قد مات يوما بمخلدي

- ويروى ولا موت من قد مات قبلي- ثم قال: رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات فقيدا وعاش حميدا، ولكن رأيت الدهر ليس بقابل «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد ابن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: قال محمد بن سلام: وحدثني أبان ابن عثمان قال: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد، يقول حلقت رأسها. قال: وحدثنا الزبير قال: قال محمد بن سلام: وحدثني غير واحد قال: سمعت يونس النحوي يسأل عنه غير مرة أن عمر بن الخطاب قال: دع نساء بني المغيرة يبكين أبا سليمان يرقن من دموعهن سجلا أو سجلين ما لم يكن نقع أو لقلقة، قال يونس: النقع مدّ الصوت بالنحيب واللقلقة حركة اللسان نحو الولولة (101- ظ) . أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر الخزاز قال: أخبرنا أحمد ابن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا جويريه بن أسماء عن نافع قال: لما مات خالد بن الوليد لم يدع إلّا فرسه وسلاحه وغلامه، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال: رحم الله أبا سليمان خالدا، كان على غير ما ظنناه به. قال: وأخبرنا ابن سعد قال: أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا يزيد بن الأصم قال: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أم خالد فقال عمر: يا أم خالد أخالدا وأجره تؤثرين جميعا، عزمت عليك أن ألا تبيتي حتى تسودي يديك من الخضاب.

قال: وأخبرنا ابن سعد قال: أخبرنا وكيع بن الجراح، وأبو معاوية الضرير وعبد الله بن نمير قالوا: حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة من بني المغيرة في دار خالد يبكين عليه، قال: فقيل لعمر: انهن قد اجتمعن في دار خالد وهن خلقا أن يسمعنك بعض ما تكره، فأرسل إليهن فانهاهن فقال عمر: وما عليهن أن يرقن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقعا. أو لقلقة. قال وكيع. النقع الشق، واللقلقة الصوت. قال: وأخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر ابن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الله بن عكرمة (102- و) قال: عجبا لقول الناس ان عمر نهى عن النوح، لقد بكى على خالد بن الوليد بالمدينة، ومعه نساء بني المغيرة شيعا يشققن الجيوب ويضربن الخدود، وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت، ما ينهاهن عمر. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي الحسين المزكي قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان قال: أخبرنا أبو الميمون البجلي قال: أخبرنا أبو زرعة قال: سأل محمود- يعني- ابن سميع عبد الرحمن ابن ابراهيم عن موت خالد بن الوليد فقال: بالمدينة. وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد، وأبو علي الحسن ابن أحمد قالا: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال: حدثنا المفضل بن غسان الغلابي، ح. قال الحافظ: وأخبرنا أبو البركات قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: حدثنا أبو العلاء الواسطي قال: حدثنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الواقدي قال: مات خالد بن الوليد سنة احدى وعشرين. وقال الحافظ: أنبأنا جد أبويّ القاضي أبو المفضل القرشي وغيره عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله التيمي قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم

قال: حدثنا أبو عبد الله القرشي قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو عبد الله التميمي قال: مات خالد بن الوليد (102- ظ) بحمص سنة احدى وعشرين. وقال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي قال: حدثنا عبد الله بن عيسى قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: وخالد بن الوليد يكنى أبا سليمان مات بحمص سنة احدى وعشرين «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن بن خشيش قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة احدى وعشرين أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي وله ستون سنة بحمص- يعني- مات. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن المؤدب قال: أخبرنا أبو سليمان بن أبي محمد قال: أبو سليمان خالد بن الوليد ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، مات بحمص سنة احدى وعشرين. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو الفضل الجنزوي قال: أخبرنا ابن الأكفاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا المسدد ابن علي بن عبد الله الحمصي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال: أخبرنا أحمد بن عمير قال: أخبرني عمران بن موسى بن أيوب قال: خالد بن الوليد يكنى أبا سليمان مات بحمص سنة احدى وعشرين. أنبأنا أبو المحاسن (103- و) سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو

الحسن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد ابن عمران قال: حدثنا موسى التستري قال: قال أبو عمرو العصفري: وفيها- يعني سنة احدى وعشرين- مات خالد بن الوليد رحمه الله بالشام «1» . وقال أبو القاسم: وأنبأنا أبو علي وأبو سعد قالا: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ح. قال: وأنبأنا أبو سعد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا الحضرمي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات خالد بن الوليد سنة احدى وعشرين، زاد الطبراني، بحمص. أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن محمد بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص- اجازة- قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة احدى وعشرين فيها توفي خالد بن الوليد أبو سليمان بحمص، وكانت أمه لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية. سمعت عمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة (103- ظ) يقول: حدثني الشيخ ربيع بن محمود المارديني الزاهد قال: جئت قبر خالد بن الوليد بحمص أزوره فرأيت عنده رجلا من الاكراد، وهو يكثر البكاء والنحيب ويرفع صوته عند ذلك فقلت له: ما لك هكذا؟ فقال: جرى لي مع صاحب هذا القبر أمر أوجب ما ترى فسألته عنه، فقال جاءنا الفرنج مغيرين على حمص وأحدقوا بالمدينة، وغلقت الابواب بأسرها ولم يبق غير باب واحد، فجئت الى هذا القبر وقلت: اللهم بحرمته

خالد بن الوليد الأنصاري:

عندك هب لي شجاعته هذه الساعة، ثم خرجت لا أخاف من أحد فلم يكن للفرنج في عيني من المقدار شيء، فحملت فيهم وقتلت فارسين، وأسرت فارسين، وأخذتهما وخيلهما، ودخلت بذلك الى الملك العادل نور الدين محمود، فهذا الذي حملني على ما ترى. خالد بن الوليد الأنصاري: له ذكر في وقعة صفين شهدها مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. خالد بن هشام بن اسماعيل: ابن هشام بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي خال هشام بن عبد الملك، كان بناحية رصافة هشام، وكان من أهل المدينة فخرج مع سليمان بن هشام لقتال مروان بن محمد، حين اقتتلا فقبض عليه مروان وقتله. أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت على أبي الوفاء (104- و) حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد ابن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثني أبو هاشم مخلد بن محمد بن صالح قال: وأتي مروان بخال لهشام بن عبد الملك، يقال له خالد بن هشام المخزومي، وكان بادنا كثير اللحم، فأدني إليه وهو يلهث، فقال: أي فاسق أما كان لك في خمر المدينة وقيانها ما يكفيك عن الخروج تقاتلني؟ قال: يا أمير المؤمنين أكرهني- يعني- سليمان بن هشام، فأنشدك الله والرحم، قال: وتكذب أيضا، كيف أكرهك وقد خرجت بالقيان والزقاق والبرابط «1» معك في عسكره، فقتله. قال: وكان هذا سنة سبع أو ثمان وعشرين ومائة «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء-

ألب أرسلان بن محمود:

اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: ومن ولد هشام بن اسماعيل: خالد بن هشام بن اسماعيل، حدثني محمد بن مسلمة عن عمه محمد بن يحيى بن محمد بن هشام قال: سابق الوليد بن عبد الملك بين الخيل فجاء فرس لخالد بن هشام بن اسماعيل سابقا، فقال الوليد لمن هذا الفرس؟ فقال خالد: هذا فرس أمير المؤمنين الذي أهديت إليه البارحة، فقال: وصل الله رحمك، قد قبلنا هديتك وسوغناك سبقك، وعوضناك منه ألف دينار، وفي رواية أخرى وكان الوليد (104- ظ) يجزع اذا سبق. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: خالد بن هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، وفد على الوليد بن عبد الملك «1» (015- و) . ألب أرسلان بن محمود «2» : ابن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن جغري بك التركي كان هو وأخوه فرخشاه المعروف بالخفاجي في كفالة زنكي بن آق سنقر، وكان فرخشاه بالموصل، وكان أبوهما السلطان محمود قد كتب لزنكي توقيعا بالشام، فاتفق أن فرخشاه بلغ وأدرك وتأسد، وكانت زوجة زنكي السكمانية تربيه ففهدته، وحدثته نفسه بالملك، وكان نصر الدين جغر نائب زنكي بالموصل، وكان ظالما، فركب في بعض الايام، ودخل الى دار الملك للتسليم عليه فقتل في الدهليز، وأركبوا الملك، ودخل القلعة فقتل بها، وكان أخوه ألب أرسلان معتقلا بسنجار فسار زنكي الى الموصل، وأخرج ألب أرسلان من معتقله بسنجار وعطف عليه وأوهمه أنه كان في حبس أخيه

فرخشاه، وعاد زنكي الى حلب واستصحب معه ألب أرسلان، ثم جاء الى حصار قلعة جعبر وألب أرسلان معه، وحصرها الى أن قتل بها على ما هو مشروح في ترجمته وافترقت عساكره، فمضى نور الدين محمود بن زنكي الى حلب، واستمال جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور الملك ألب أرسلان، وأطمعه في المملكة، وكاتب زين الدين على كوجك على أن يستدعي (105- ظ) سيف الدين غازي ابن زنكي، وكان في خدمة السلطان مسعود بأمر والده زنكي ليأمن غائلة السلطان ومكائده، فاتفق وصول الخبر اليه وهو بشهرزور «1» فدخل الموصل، ثم دخل جمال الدين والعسكر، وبقي الملك ألب أرسلان منفردا فاستوحش، وطلب صوب الجزيرة، فسيروا في طلبه من داهنه وأظهر له الطاعة والعبودية عن غازي، وأنه اذا فارقه زالت عنه سمه الاتابكية، فلا تشمت به أعداءه، وأنه سيأخذ البلاد باسمك، فأجابهم ودخل الموصل في أبهة جميلة واستقبال ونثار، ودخل الدار فخنقوه، واتفق غازي مع نواب أبيه: زين الدين وجمال الدين والدبيسي، وكان ذلك في سنة احدى وأربعين وخمسمائة. ***

ذكر من اسم أبيه يزيد ممن اسمه خالد

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ذكر من اسم أبيه يزيد ممن اسمه خالد خالد بن يزيد بن حمدان التميمي الخراساني: له ذكر، اجتاز بمنبج وحران مع مروان بن محمد بن مروان، حين انهزم من عبد الله بن علي الى مصر، وقتل ودخل خالد مع ابني مروان: عبد الله وعبيد الله الى بلاد النوبة، قرأت ذلك بخط أبي سعيد السكري. «1» خالد بن يزيد بن خالد: ابن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلي أبو الهيثم القسري الدمشقي وجده، خالد هو أمير مكة والعراقين الذي قدمنا ذكره، قدم الثغور الشامية غازيا. وحدث عن محمد بن سوقه واسماعيل بن أبي خالد، وخالد بن صفوان بن الاهتم التميمي، وسليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وأبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وحريث، ويحيى بن عبيد الله التميمي، ومجالد بن سعيد، ومحمد بن سوقة، وفطر بن خليفة وأبي روق عطية بن الحارث الوادعي، ويزيد بن عبد الله بن أبي بردة الكوفي، وعمار بن أبي معاوية الدهني، وعمرو بن ميمون، ويحيى بن عبيد الله، وعمرو بن دينار، وجعونة بن قرّة، والكلبي وأبي سعد البقال، والصلت بن بهرام، ومحمد بن عمرو وابراهيم بن يزيد الجوزي، وعبد الله بن عون وأبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان التميمي وهشام بن عروة وسهيل (106- و) بن أبي صالح. روى عنه من أهل الثغور والعواصم يوسف بن سعيد بن مسلم، وأبو الوليد

أحمد بن جناب بن المغيرة المصيصيان وأبو سعيد أحمد بن بكر البالسي، ومن غيرهم أبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن موسى المصاحفي، وهشام بن عمار الدمشقي وسليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل، ومحمد بن عبيد الله قاضي أذرعات، والوليد بن مسلم، وهشام بن خالد، وأبو عبد الرحمن الطبري، وعبد الرحمن بن ابراهيم المعروف بدحيم. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا اسحاق بن موسى الرملي قال: حدثنا يوسف بن مسلم المصيصي قال: حدثنا خالد بن يزيد القسري عن محمد بن سوقة عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضب «1» . أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد العطار الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا محمد بن الفضل البزاز بحلب قال حدثنا أحمد بن بكر البالسي قال: حدثنا خالد بن يزيد الدمشقي قال: حدثنا أبو سعد البقال عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رجع من غزوته قال: آئبون تائبون (106- ظ) ان شاء الله لربنا حامدون. قال: ابن عدي وهذا الحديث لأبي سعد البقال عن أبي الزبير لا أعلم رواه غير أحمد بن بكر، ولعل البلاء فيه من خالد بن يزيد الدمشقي «2» . أخبرنا أبو محمد «3» عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو عبد

الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، ح. وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد المنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم قال: أنبأنا أبو بكر السمعاني قال: أخبرنا الامام أبو الحسن علي بن أحمد المؤذن قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد ابن الحسن السكوني قال: حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان قال: حدثنا أبو شرحبيل عيسى بن خالد قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا اسماعيل عن سعيد بن عبد العزيز ان الحجاج بن يوسف سأل خالد بن يزيد عن الدنيا فقال: ميراث، فقال: فالايام قال: دول، قال: فالدهر؟ قال: أطباق والموت بكل سبيل فليحذر كل عزيز الذل، وكل غني الفقر، فكم من عزيز قوم قد ذل، وكم من غني افتقر. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: خالد بن يزيد القسري، روى عنه هشام بن خالد، سألت أبي عنه، فقال: ليس بقوي. وقال ابن أبي حاتم: (107- و) خالد بن يزيد البجلي روى عنه دحيم «1» . هكذا ذكر ابن أبي حاتم وظنهما اثنين ففرق بينهما، والقسري هو البجلي بعينه وهو واحد وهم فيه. أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي أبو عبد الرحمن النسائي، قال: أبو الهيثم خالد بن يزيد بن أسد عن أبي حمزة الثمالي. أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: في قسر بفتح القاف والسين المهملة منهم

خالد بن يزيد القسري، يحدث عن هشام بن عروة واسماعيل بن أبي خالد وغيرهما، روى عنه أحمد بن بكر البالسي وغيره «1» . أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: كتب الي أبو نصر القشيري: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي يقول: خالد بن يزيد القسري معروف. قلت: يريد أبا علي الحسين بن يزيد النيسابوري الحافظ. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد العطار قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر الله بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: خالد بن يزيد بن أسد البجلي القسري وأحاديثه كلها لا يتابع عليها (107- ظ) لا اسنادا ولا متنا، ولم أر للمتقدمين الذين يتكلمون في الرجال لهم فيه قولا، ولعلهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلموا فيمن هو خير من خالد هذا، فلم أجد بدا من ذكره وان أبين صورته، وهو عندي ضعيف وأحاديثه افرادات، ومع ضعفه كان يكتب حديثه «2» . كذا قال ابن عدي: خالد بن يزيد بن أسد فأسقط ثلاثة من أجداده بين يزيد وأسد والصواب ما ذكرناه في ترجمته. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عمر بن موسى العقيلي قال: خالد بن يزيد القسري لا يتابع على حديثه. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: قسر بفتح القاف وسكون السين

خالد بن يزيد بن محمد:

المهملة، فهو قسر بن عبقر، قبيلة من بجيلة، منها خالد بن يزيد القسري، يحدث عن هشام بن عروة واسماعيل بن أبي خالد وغيرهما، روى عنه أحمد بن بكر البالسي وغيره «1» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: خالد بن يزيد بن خالد بن عبد الله ابن يزيد بن أسد بن كرز أبو الهيثم القسري، وجده خالد أمير العراق، من أهل دمشق، حدث عن اسماعيل بن خالد وعمار الدهني، وأبي حمزة ثابت (108- و) ابن أبي صفيه الثمالي، وفطر بن خليفة وأبي روق عطية بن الحارث الهمداني الوادعي، والكلبي صاحب التفسير، ويزيد بن عبد الله بن أبي بردة الكوفين، وخالد بن صفوان بن الاهتم التميمي، وجعونه بن قرة ومحمد بن عمرو، وأبي سعد البقال، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، والصلت بن بهرام، وسليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وابراهيم بن يزيد الجوزي، وأبي حيان يحيى بن سعد بن حيان التميمي، وهشام بن عروة، ومحمد ابن سوقة، وعبد الله بن عون، ويحيى بن عبيد الله التميمي. روى عنه الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار، وهشام بن خالد، ودحيم وسليمان بن عبد الرحمن ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأحمد بن بكر البالسي، ومحمد بن عبد الله قاضي أذرعات، وأبو عبد الرحمن الطبري، وأبو الحسن أحمد ابن ابراهيم بن موسى المصاحفي الرملي، وأحمد بن جناب المصيصي «2» . خالد بن يزيد بن محمد: أبو الهيثم الخزاعي، ويعرف بابن مخبط، سمع بالمصيصة وبعين زربة من ابراهيم بن سعيد الجوهري البصري، وحدث عنه بالمصيصة، وروى عن أبي سليمان داود بن معاذ بن أخت مخلد بن حسين، وعن قزعة، روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي، وأبو حفص عمر بن داود بن شلبون الانطرسوسي، وأبو بكر

خالد بن يزيد بن مزيد:

محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الابهري، ومحمد بن محمد بن الحسن الرشيدي (108- ظ) . أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف بحلب قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان، وأبو المظفر أحمد بن محمد بن علي الكاغدي. قال أبو الفتح: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون. وقال أبو المظفر: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي قالا: أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال: حدثنا خالد بن يزيد أبو الهيثم المخبطي قال: حدثنا قزعة عن حميد عن الأعرج عن الزهري عن محمود بن لبيد عن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اذا حضرتم موتاكم فاغمضوا بصره، فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيرا، فإنه يؤمن على ما قال أهل الميت «1» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر البغدادي في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا الحاجب قراتكين بن الاسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الابهري قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن يزيد، ويعرف بابن مخبط- من كتابه- قال: حدثنا أبو سليمان داود بن معاذ بن أخت مخلد بن حسين منذ خمس وثمانين سنة قال: حدثنا مسمع بن عاصم المسمعي عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكون العبد مؤمنا حتى يحب للمسلم ما يحب لنفسه من الخير «2» (109- و) . خالد بن يزيد بن مزيد: ابن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك، أبو يزيد ابن أبي خالد الشيباني، كان مذكورا ممدحا، وله أشعار حسنة وكان بقنسرين، ومدحه أبو تمام الطائي بها بقصيدته التي أولها:

يقول أناس في حنينا وقد رأوا ... عمارة رحلي من طريف وتالد «1» قرأت في نسخة من شعر أبي تمام الطائي مما أخذ عن أبي النضر بن أسباط النحوي نزيل حلب، وأبي الحر عبيد الله بن حفص التغلبي قال: حنينا موضع بقنسرين، وقيل بنواحي الثغور والجزيرة، قلت: والصحيح ان حنينا بناحية قنسرين بالقرب من رصافة هشام ودير حنينا كان ينزله معاوية بن هشام بن عبد الملك. قرأت في كتاب الورقة في اخبار الشعراء، تأليف أبي عبد الله محمد بن داود ابن الجراح قال: خالد بن يزيد بن مزيد أبو يزيد الشيباني شاعر بغدادي له أشعار ملاح أنشد له أبو هفان: قالوا رزقت من العباد مودة ... فأجبت لو كانت مودة واحد فارحم تضرع خالد يا من به ... ودلاله قامت قيامة خالد قال ومن قوله: وقائلة حزنا عليّ من الردى ... وقد قلت هاتي ناوليني سلاحيا (109- ظ) لك الخير لا تعجل الى قتل معشر ... فريدا وحيدا وابغ نفسك نائيا فقلت: أخي سيفي ورمحي ناصري ... ودرعي لي حصن ومهري بلاغيا ستتلف نفسي أو سأبلغ همتي ... فأغني وأقني من أردت بماليا وتقصر يمنى من أراد بي الردى ... إذا أومأت يوما إليه شماليا فلا الفقر أضناني ولا البخل عاقني ... ولكن مالي ضاق بي عن فعاليا «2» أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الكناني- اجازة- قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي قال: أخبرنا

أبي أبو علي المحسن بن علي بن محمد قال: أخبرني محمد بن الحسن- يعني- ابن المظفر الكاتب اللغوي المعروف بالحاتمي، قال أخبرني أبو بكر الصولي. قال التنوخي: وهو فيما أجازه لي أبو بكر الصولي، وقد ذكره في شعر أبي تمام، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلّاد قال: رفع بعض العمال الى المعتصم، وكان يلي الخراج في موضع يلي فيه خالد بن يزيد الحرب، أن خالد بن يزيد اقتطع الأموال واحتجز بعضها، فغضب المعتصم وحلف ليأخذن أموال خالد ولينفينه ويعاقبنه، فلجأ خالد الى أحمد بن أبي دؤاد القاضي، فاحتال حتى جمع بينه وبين خصمه فلم تقم على خالد حجة، فعرّف المعتصم ابن أبي دؤاد ذلك، وشفع إليه في خالد، فلم يشفعه، وأحضر خالد وأحضرت آلات العقوبة، وقد كان قبل ذلك (110- و) قبض أمواله وضياعه وصرفه عن العمل، وحضر ابن أبي دؤاد المجلس، فجلس دون مجلسه الذي كان يجلس فيه، فقال له المعتصم: ارتفع الى مكانك، فقال: يا أمير المؤمنين ما أستحق إلّا دون هذا المجلس، قال: وكيف؟ قال: الناس يزعمون أنه ليس محلي محل من يشفّع في رجل قرف «1» بما لم يصح، قال: فارتفع الى موضعك، قال: مشفعا أو غير مشفع؟ قال: بل مشفعا قد وهبت لك خالدا ورضيت عنه، قال: إن الناس لا يعلمون بهذا، قال: قد رددت عليه أعماله وضياعه وأمواله، قال: ويشرفه أمير المؤمنين بخلع تظهر للعامة، فأمر أن تفك قيوده، ويخلع عليه، ففعل ذلك ورد الى حضرته، فقال ابن أبي دؤاد: قد استحق هو وأصحابه رزق ستة أشهر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يجعلها صلة له؟ قال: ليحمل معه فخرج خالد وعليه الخلع، وبين يديه المال والناس منتظرون الايقاع به، فلما رأوه على تلك الحال سروا، وصاح به رجل: الحمد لله على خلاصك يا سيد العرب، فقال: كذبت سيد العرب والله ابن أبي دؤاد لا أنا وفي هذه القصة يقول أبو تمام الطائي: يا سائلي عن خالد وفعاله ... رد فاعترف علما بغير رشاء قد كان خطب عاثر فأقاله ... رأي الخليفة كوكب الخلفاء فخرجت منه كالشهاب ولم تزل ... مذ كنت خرّاجا من الغماء (110- ظ)

خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان:

ما سرني بخداجها من حجة ... ما بين أندلس الى صنعاء «1» خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو هاشم الأموي، خرج مع عبد الملك بن مروان من دمشق حين خرج لقتال مصعب بن الزبير، فلما كان دون بطنان حبيب بليلة، فجلس خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد فتذاكرا أمر عبد الملك ومسيرهما معه، فرجع عمرو بن سعيد الى دمشق وشجعه خالد بن يزيد وقد ذكر «2» ذلك في ترجمة عمرو بن سعيد الأشدق. وروى خالد بن يزيد عن دحية بن خليفة الكلبي، وأبيه يزيد بن معاوية، وسمع أبا أمامة الباهلي. روى عنه محمد بن شهاب الزهري، والعباس بن عبد الله بن العباس، ورجاء بن حيوة وعلي بن رباح اللخمي المصري وابراهيم بن أبي حرّة الحراني، وخالد بن عمر الزيادي المصري، وأبو الأخضر مولى خالد بن يزيد المذكور، وكان فصيحا بليغا شاعرا (111- و) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- اذنا أو سماعا- قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد يزيد بن معاوية: معاوية وخالدا وأبا سفيان، وأمهم أم هاشم بنت هاشم بن عتبة بن ربيعة، وكان خالد بن يزيد يوصف بالعلم، ويقول الشعر، قال عمي مصعب بن عبد الله: زعموا أنه هو الذي وضع ذكر السفياني وعظمه، وأراد أن يكون للناس فيهم مطمع حين غلبه مروان بن الحكم على الملك، وتزوج أمه أم هاشم، وقد كانت أمه تكنى به، لها يقول أبوه يزيد بن معاوية: ما بي يوم اسنعبرت أم خالد ... بمرضى ذوي داء ولا بصحاح «3»

وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو السعود بن المجلي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: خالد بن يزيد بن معاوية يكنى أبا هاشم. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات بن الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شبيبة قال: خالد بن يزيد بن معاوية أبو هاشم. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم (112- و) علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن مقاتل السوسي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عمر بن جوصاء قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول: في الطبقة الثالثة خالد بن يزيد بن معاوية، ثم ذكر مرة أخرى فقال: وخالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان داره دار الحجارة باب الدرج شرقي المسجد. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام ابن محمد البجلي قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو زرعة قال: ومن بني أمية ممن يحدث خالد بن يزيد بن معاوية. وقال أبو القاسم الحافظ: كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه، قال أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان دمشقي قدم مصر مع مروان بن الحكم، روى عنه خالد بن عامر الزيادي «1» . .

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي في كتابه عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: خالد بن يزيد بن معاوية أخو عبد الرحمن بن يزيد شامي روى (112- ظ) عنه الزهري، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول هو من الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه الأصفهاني قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أبو هاشم خالد بن يزيد بن معاوية القرشي، قوله سمع منه أبو بكر محمد بن مسلم الزهري هو أخو عبد الرحمن ومعاوية ابني يزيد. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال أصحابنا: كان خالد بن يزيد إذا لم يجد أحدا يحدثه حدث جواريه، ثم يقول: إني لأعلم أنكن لستن له بأهل، قال: فمعاوية وعبد الرحمن وخالد أخوة، وكانوا من صالحي القوم «2» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن عبد شمس ابن عبد مناف، أبو هاشم الأموي روى عن أبيه يزيد، ودحيه بن خليفة الكلبي، روى عنه الزهري، ورجاء بن حيوة، والعباس بن عبد الله بن العباس (113- و) ابن عبد المطلب، وابراهيم بن أبي حرة الحراني، وعلي بن رباح اللخمي وخالد بن عمر الزيادي المصريان، وأبو الأخضر مولاه.

قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد ربّ الزاهد قال: قلت لأبي الأخضر مولى خالد بن يزيد: قد علم علم العرب والعجم ففي ذلك وجد بناء هذه الدار، يعني دار الحجارة «1» . قال- يعني- أبا زرعة: وحدثني هشام عن مغيرة بن مغيرة عن عروة بن زياد عن رجاء بن حيوة قال: قال خالد بن يزيد كنت معنيا بالكتب، وما أنا من العلماء ولا من الجهال «2» . قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أبو حامد ابن الشرقي قال: حدثنا محمد بن يحيي الذهلي قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا يحيي بن أيوب عن عقيل عن ابن شهاب أن خالد بن يزيد بن معاوية كان يصوم الأعياد كلها: السبت والأحد والجمعة «3» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن سلام عن بعض العلماء قال: ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة في الشرف، كل رجل (113- ظ) منهم من أشرف أهل زمانه: خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، وعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خالد. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: أنشدنا محمد بن فضالة النحوي لرجل في خالد بن يزيد، وذكر أنه أتاه، فقال: إني قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما إلّا بحكمي، قال: قل فقال: سألت الندى والجود حراّن أنتما؟ ... فقالا جميعا: إننا لعبيد فقلت، ومن مولاكما فتطاولا ... عليّ وقالا: خالد بن يزيد فقال له: سل؟ قال: مائة ألف درهم فأمر لها بها «1» . نقلت من فوائد أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بخطه أو بخط كاتبه قال: وقف علي بن عبد الله بن العباس بباب عبد الملك بن مروان ينتظر الاذن، فجاء خالد بن يزيد بن معاوية، فوقف الى جانبه، قال: فجرى بينهما كلام في بني هاشم وبني أمية، فقال خالد لعلي: ألا تعجب؟ فقال علي: أعلم فلا أعجب، ولو كنت لا أعلم لعجبت، فأغلظ له خالد في الجواب، فقال له علي: أما والله ما النهار (114- و) على الليل بنائم، ولا السيف عن الظالم بصائم، وليعضن كريم على ناجذه حتى يقيمه الذي أقعده. قال: وخرج الاذن الى خالد، فلما أراد الدخول قال له: على السر ما بيني وبينك يا أبا هاشم، فلما دخل على عبد الملك قال له: مالي أراك مغضبا يا أبا هاشم؟ قال: أو محجوجا يا أمير المؤمنين، قال: ومن هذا الذي يغلبنك بالحجة، فو الله ما لسانك إلّا شفرة تطبق على مفاصل الكلم، قال: وقفت بباب أمير المؤمنين مع علي بن عبد الله آنفا فمت برحم أعرفها، وذكر دينا لا أنكره، وما مثله ضاع ببابك يا أمير المؤمنين، قال: فإنّا قد أمرنا له بمائة ألف درهم صلة، قال: فخرج خالد الى علي بن عبد الله، وقال: يا أبا محمد قد تخطينا ما تكره الى ما تحب، وقد

أمر لك أمير المؤمنين بمائة ألف درهم صلة، فقال له علي: وصلتك رحم إذا ذهب آل حرب ذهب الحلم. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا ابراهيم بن هانىء النيسابوري قال: حدثنا سعيد بن عفير قال: أخبرنا يحيى بن أيوب بن خالد بن يزيد الجمحي عن خالد بن يزيد بن معاوية قال: إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا فقد تمت خسارته. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني، وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي. قال عتيق: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد. وقال أبو الحسن: (114- ظ) . أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: حدثنا على بن عبد الله قال، سمعت سفيان بن عيينة يقول: قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء وأبعد شيء وآنس شيء، وأوحش شيء؟ فقال: أقرب شيء الأجل، وأبعد شيء الأمل، وآنس شيء الصاحب، وأوحش شيء الموت. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين- بالقاهرة- قال: أخبرنا محمد بن حمد الارتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر بن بندار. وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم الأذني قال: حدثني جدي أبو الحسن بن بندار قالا: حدثنا محمود بن محمد الاديب قال: حدثنا ابن الهيثم قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: قال عبد الملك لخالد بن يزيد: ما أقبح شيء رأيت قط؟ قال: الميت. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني، ح. وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد المنعم بن الحداد قال: أخبرنا يوسف بن آدم

قال: أنبأنا أبو بكر السمعاني قال: أخبرنا الامام أبو الحسن علي بن أحمد المؤذن قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد ابن (115- و) الحسن السكوني قال: حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان قال: حدثنا أبو شرحبيل عيسى بن خالد قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا اسماعيل عن سعيد ابن عبد العزيز أن الحجاج بن يوسف سأل خالد بن يزيد عن الدنيا فقال: ميراث فقال: فالايام؟ قال: دول، قال: فالدهر؟ قال: أطباق والموت بكل سبيل، فليحذر كل عزيز الذل وكل غني الفقر، فكم من عزيز قوم قد ذل، وكم من غني افتقر. أخبرنا أبو بكر بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو الحسن بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني قال: كان بين خالد بن يزيد بن معاوية وبين عبد الملك بن مروان كلام، فجعل عبد الملك يتهدده، فقال له خالد أتهددني ويد الله فوقك مانعة وتمنعني وعطاء الله دونك مبذول. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط- قراءة عليهما- قالا: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي قال: قرأت على أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو زيد عمر بن شبة قال: حدثنا أبو غسان المدني قال: أجرى عبد الله بن يزيد بن معاوية الخيل مع الوليد بن عبد الملك، فسبقه عبد الله فدخل الوليد على (115- ظ) خيل عبد الله فعقرها، فجاء عبد الله خالدا أخاه، فقال: ألم تر أني سابقت الوليد فسبقته فعقر خيلي، والله لهممت بقتله، قال: فدخل خالد على عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين أتاني عبد الله فحلف لهمّ بقتل الوليد، فقال عبد الملك: ولم يقتله؟ قال: سابقه فسبقه فدخل على خيله فعقرها: فقال عبد الملك: «إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ» «1»

فقال خالد: يا أمير المؤمنين أقرأ الآية الأخرى: «وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً «1» قال عبد الملك أما والله لنعم المرء عبد الله على لحن فيه، قال: أفعلى لحن ابنك تعول؟ قال: ان أخا الوليد سليمان، قال: وأخو عبد الله خالد، قال: مدحت والله نفسك يا خالد قال: وقبلي والله مدحت نفسك يا أمير المؤمنين، قال: ومتى قال: حين قلت: أنا قاتل عمرو بن سعيد، قال: حق والله لمن قتل عمرا أن يفخر بقتله، قال: أما والله لمروان كان أطولهما باعا، قال: أما اني أرى ثأري في مروان صباح مساء، ولو أشاء أن أزيله لازلته، وعنى بقوله أن أم خالد قتلت مروان، قال: اذا شئت أن تطفىء نورك فافعل، قال: ما جرأك عليّ يا خالد خلني عنك، قال: لا والله ما قال الشاعر: ويجر اللسان من أسلات «2» الحرب ... ما لا يجر منها البيان قال: فاستحيا عبد الملك وقال: يا وليد أكرم أخاك وابن عمك فقد رأيت (116- و) أباه يكرم أباك وجده يكرم جدك. قرأت بخط أحمد بن أبي طاهر في جواب التعريض قال: وقال الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عباس المستوف قال: دخل خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان على عبد الملك بن مروان فقال: يا خالد كأنك قد عضضت على صوفه، فقال خالد: ان النساء يلثمن فاي، ولا يشممن قفاي، يعرض له بالبخر، وكان عبد الملك يكنى أبا الذبان من شدة بخره. قال: ودخل خالد بن يزيد على عبد الملك بن مروان، فتلقاه عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري اعظاما له، وكان خالد يسحب ثيابه، فقال له عبد الرحمن: بأبي وأمي أنت لم تطعم الارض فضول نيابك؟ فقال: أكره أن أكون كما قال الشاعر وعرّض به: قصير القميص فاحش عند بيته ... وشر قريش في قريش مركبا

والشعر لعدي بن الغدير الغنوي في الضحاك بن قيس الفهري. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني- اذنا- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم علي ابن يعقوب بن ابراهيم وأبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله قالا: حدثنا ابراهيم بن عبد الرحمن بن ابراهيم، ح. قال: وأخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خريم قالا: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا المغيرة بن المغيرة قال: حدثنا عروة بن رويم عن رجاء بن حيوة عن (116- ظ) خالد بن يزيد قال: بينا أنا أسير في أرض الجزيرة اذا مررت برهبان وقسيسين وأساقفة، فسلمت فردوا السلام فقلت: أين تريدون؟ قالوا: نريد راهبا في هذا الدير نأتيه في كل عام فيخبرنا بما يكون في ذلك العام حتى لمثله من قابل، فقلت: لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده وكنت معنيا بالكتب، فأتيته وهو على باب ديره، فسلمت فرد السلام، ثم قال: ممن أنت، فقلت: من المسلمين، فقال: أمن أمة أحمد؟ فقلت: نعم، فقال: من علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قلت: ما أنا من علمائهم ولا أنا من جهالهم، قال: فانكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة وتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا تبولون فيها ولا تتغوطون؟ قلت: نحن نقول ذلك، وهو كذلك، قال: فان له مثلا في الدنيا فأخبرني بما هو؟ قلت: مثله كمثل الجنين في بطن أمه يأتيه رزق الله في بطن أمه ولا يبول ولا يتغوط، قال: فتربّد وجهه، ثم قال: أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت: ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم قال: فانكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا ينقص ذلك منها شيئا؟ قلت: نعم، نحن نقول ذلك وهو كذلك، قال: فان له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت مثله في الدنيا كمثل الحكمة لو تعلم منها خلق الله أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا، فتربّد وجهه، ثم قال: أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من (117- و) جهالهم، قال: وأنتم تزعمون أن الحسنة بعشر أمثالها، قلت: نحن نقول ذلك وهو كذلك، قال: فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني

ما هو؟ قلت: مثله في الدنيا كمثل الرجل يمر على الملأ فيهم العشرة أو أكثر من ذلك، فيسلم عليهم فيردون عليه السلام أجمعون، قال: فتربّد وجهه، وقال: أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت: ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم قال: وأنتم ترون حقا عليكم في صلاتكم أن تستغفروا للمؤمنين والمؤمنات؟ قلت نعم قال: فالتفت الى أصحابه فقال: ما منهم من أحد يستغفر للمؤمنين والمؤمنات إلّا كتب الله له من كل مؤمن ومؤمنة حسنة، قال: وأنتم ترون حقا عليكم أن تقولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؟ قلت: نعم، فالتفت الى أصحابه فقال: ما منهم من أحد يقول ذلك إلّا رد الله عليه السلام من كل عبد صالح من أهل السماء والأرض مضى أو هو كائن الى يوم القيامة، ثم قال: هل فيكم ذو القرن يقوم اليه طفل من أطفاله فيرد قوله، ويصرف وجهه؟ قلت: قد كان ذلك، قال: هيهات هلكت هذه الامة لن تقوم الساعة على دين أرق من هذا الدين، وأرجو أن يكون كذب ان شاء الله، فقلت لعروة: كم تعدون القرن؟ قال ابن ستين سنة. واللفظ لابن حزم «1» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي (117- ظ) القرشي القاضي قال: أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الله بن الحسن، ح. قال الحافظ: وحدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر قال: أخبرنا علي بن الحسن بن عبد السلام: وعبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله، ح. قال: وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الجزور قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا منصور بن جعفر بن ملاعب قال: حدثنا عبيد الله بن محمد النحوي قال: حدثنا ابن قتيبة قال: حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال: لزم خالد بن يزيد بيته، فقيل له كيف تركت مجالسة الناس وقد عرفت فضلها، ولزمت بيتك؟ فقال: وهل بقي إلّا حاسد على نعمة أو شامت بنكبه «2» .

أخبرنا أبو البركات محمد بن أبي الامانة جبريل بن المغيرة بن سلطان في كتابه الينا من الديار المصرية- ونقلته من خطه- قال: أخبرنا أبو الجيوش عساكر بن علي ابن اسماعيل بن نصر المقرئ، قيل له: أنبأكم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين المعروف بابن الطفال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصبعي قال: حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة ابن موسى بن الفرات قال: قال محمد- يعني- بن عبد الله بن عبد الحكم: أول من ضرب الدنانير في الاسلام عبد الملك بن مروان، وانما كانت الدنانير تأتي من بلد الروم، ويطلق لهم القراطيس، وكان يكتب في رؤوس الطوامير «لن يستنكف المسيح أن يكون (118- و) عبد الله ولا الملائكة المقربون» «1» الى آخر الآية، فلما نظر ملك الروم الى الكتاب قال: ما هذا؟ فقرىء له، شتموا- الهك الذي تعبد، يعنون عيسى، فغضب وكتب الى عبد الملك يقول: والله لئن كتبت بعد هذا في الطوامير لأنقشن في الدنانير شتم نبيك، فاغتم عبد الملك، فدخل عليه خالد بن يزيد بن معاوية وكان داهيا، فأخبره فقال له خالد: لا تغتم اجعل عندك دارا للضرب، واضرب فيها وامنعه القراطيس فانه سيحتاج اليها فيأخذها على ما تشاء، وأبى ففعل، فكان أول من ضربها في الاسلام. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي القرشي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله المبارك بن عبد الرحمن بن محمد، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الآبرى، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي قالوا: أخبرنا أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: حدثنا هشام عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: حج عبد الملك بن مروان وحج معه خالد بن يزيد

ابن معاوية، وكان من رجالات قريش المعدودين وعلمائهم، وكان عظيم القدر عند عبد الملك، فبينا هو يطوف بالبيت اذ بصر برملة بنت الزبير بن العوام فعشقها عشقا شديدا، ووقعت بقلبه وقوعا (118- ظ) متمكنا، فلما أراد عبد الملك القفول هم خالد بالتخلف عنه، فوقع بقلب عبد الملك تهمه، فبعث اليه فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين رملة بنت الزبير رأيتها تطوف بالبيت، قد أذهلت عقلي، والله ما أبديت اليك ما بي حتى على صبري، ولقد عرضت على عيني النوم، فلم تقبله والسلو على قلبي فامتنع منه، فأطال عبد الملك التعجب من ذلك، وقال: ما كنت أقول إنّ الهوى يستأسر مثلك، فقال: واني لأشد تعجبا من تعجبك مني، ولقد كنت أقول: ان الهوى لا يتمكن إلّا من صنفين من الناس، من الشعراء والاعراب، فأما الشعراء فانهم ألزموا قلوبهم التفكر في النساء والغزل، فمال طبعهم الى النساء فضعفت قلوبهم عن دفع الهوى فأسلموا اليه منقادين، وأما الأعراب فإن أحدهم يخلو بامرأته فلا يكون الغالب عليه غير حبه لها، ولا يشغله شيء عنه فضعفوا عن دفع الهوى، فتمكن منهم، وجملة أمري فيما رأيت، نظرة حالت بيني وبين الحزم، وحسنت عندي ركوب الاثم، مثل نظرتي هذه فتبسم عبد الملك، وقال: أوكّل هذا قد بلغ بك؟ فقال: والله ما عرقتني هذه البلية قبل وقتي هذا، فوجه عبد الملك الى آل الزبير يخطب رملة على خالد، فذكروا لها ذلك، فقالت: لا والله أو يطلق نساءه، فطلق امرأتين كانتا عنده إحداهما من قريش والاخرى من الأزد، وظعن بها الى الشام وفيها يقول: (119- و) . أليس يزيد الشوق في كل ليلة ... وفي كل يوم من حبيبنا قربا خليلي ما من ساعة نذكر أنها ... من الدهر إلّا فرجت عني الكربا أحب بني العوام طرا لحبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالا لا يجول ولا قلبا «1» أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كزتيلا قال: أخبرنا أبو بكر محمد

ابن علي الخياط قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد الكاتب قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن مروان السعدي قال: وقال خالد بن يزيد بن معاوية يرثي جده وأباه: تجلد للعداة الشامتينا ... ولا تر للحوادث مستكينا وعز النفس ان سخطت بصبر ... ينسيها التشكي والأنينا فقد صكت قناتك بالمرادي ... شعوب صدعت منها متونا وغالت من بني حرب رجالا ... هم كانوا الرجال الكاملينا وهم كانوا الحماة من المخازي ... وهم كانوا السقاة المطعمينا يأذن الله والساعيين فيما ... يشرف أمر دين المؤمنينا فغالتهم شعوب غيبتهم ... وهم عمد لأمر المسلمينا فلو بقيت نفوسهم عليهم ... ولم تجرزهم «1» الدنيا المنونا (119 ظ) لأصبح ما أهل الأرض عدنا ... وأصبح لحم دنياهم سمينا رأيت الناس لا قوا بعد جدي ... معاوية الذي أبكى العيونا وبعد أخي معاوية بن أخي ... وبعد أبي يزيد الأقورينا أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الأسدي قال: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن لوه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: أنشدني أبي لخالد ابن يزيد بن معاوية: أتعجب أن كنت ذا نعمة ... وأنك فيها شريف مهيب فكم ورد الموت من ناعم ... وحب الحياة اليه عجيب أخاف المنية لما دعت ... وكرها يجيب لها من يجيب سقته ذنوبا من أنفاسها ... ويذخر للحي منها ذنوب قال: وأنشدني أبي لخالد بن يزيد:

خالد بن يزيد:

ان سرك الشرف العظيم مع التقى ... وتكون يوما أشد خوف وائلا يوم الحساب اذا النفوس تفاضلت ... في الوزن اذ غبط الأخف الثاقلا فاعمل لما بعد الممات ولا تكن ... عن حظ نفسك في حياتك غافلا أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: بلغني أن خالد بن يزيد وأمية (120- و) بن خالد بن عبد الله بن أسد، وروح بن زنباع ماتوا بالصنبره «1» في عام واحد، وبلغني من وجه آخر أن روح بن زنباع مات في سنة أربع وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان. وقال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن ابن ماهان: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال: أخبرني أحمد بن محمد بن القاسم قال: حدثني أبي عفير قال: حدثني أبي قال: حدثني يزيد الرقي قال توفي خالد بن يزيد بن معاوية سنة تسعين، فشهده الوليد بن عبد الملك وهو يومئذ خليفة فصلى عليه، وقال: ليلق بني أمية الأردية على خالد فلن يتحسروا على مثله. «2» خالد بن يزيد: أبو عبد الله الأزدي، حكى عن عمر بن عبد العزيز، وولي شرطته حين ولي الخلافة، وكان معه بدابق وبخناصرة، روى عنه المدائني، والليث بن سعد. قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه في مجلس أملاه عليه أبو عبد الله بن عرفة نفطويه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد عن المدائني عن خالد ابن يزيد الأزدي، وكان على شرطة عمر بن عبد العزيز حين استخلف قال: كان عمر بن عبد العزيز مع أبيه بمصر فضربه فرس فأصاب جبهته، فغشى عليه، وقالوا: مات وجاء رجل الى عبد العزيز فقال: أصلح الله الأمير احتسب (120- ظ) ابنك عمر فان دابة ركضته فمات، فقال الأصبغ بن عبد العزيز: والله ما مات وجاء رجل آخر فقال: أصلح الله الأمير ان عمر ركضته دابة فغشي عليه ثم أفاق

خالد بن يزيد:

وقد شجه على وجهه، فقال الأصبغ: الله أكبر، فقال عبد العزيز: ما هذا قلت ما قلت ثم قلت الآن هل بلغك في ذلك شيء؟ فقال: نعم هو أشج بني مروان الذي يعدل في الناس، قال: فما تقول فيّ؟ قال: لا تلي الخلافة. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة تسع وثلاثين ومائة: خالد بن يزيد أبو عبد الله روى عنه الليث بن سعد، يعني، مات فيها. خالد بن يزيد: أبو الهيثم التميمي الكاتب، الخراساني الأصل، البغدادي الدار، كان كاتب الجيش ببغداد وولاه محمد بن عبد الملك الزيات الإعطاء بالثغور الشامية، فخرج اليها، ثم عاد الى بغداد ووسوس في آخر عمره. حدث عن أبي تمام حبيب بن أوس الطائي بحديث ذكرناه في ترجمة حبيب ابن أوس، روى عنه أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر، وأبو القاسم بن أبي حبة، وأبو الحسن أحمد بن جعفر البرمكي المعروف بجحظه، وهلال بن العلاء، وأبو العباس ثعلب، والحسين بن اسحاق (121- و) وكان كاتبا شاعرا. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي جحظه قال: حدثني خالد الكاتب، قال: قال لي علي بن الجهم: هب لي بيتك: «ليت ما أصبح من رقة خديك بقلبك» قال: فقلت أرأيت أحدا يهب ولده «1» . أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير- اذنا- عن أبي طالب المبارك

ابن علي بن محمد بن خضير الصيرفي قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي- قراءة عليه- قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ويعرف بابن بشران قال: حدثنا علي بن منصور الحلبي قال: حدثنا علي بن محمد الشمشاطي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر البرمكي قال: حدثني خالد الكاتب قال: خرجت متنزها ذات يوم فرفع لي دير فأممته- فاذا فيه شاب لم أر أحسن وجها ولا أفصح لسانا منه مكبلا في الحديد فسلمت، فرد السلام ورحب، ثم قال: من تكون؟ فقلت خالد الكاتب، فقال: أصاحب المقطعات؟ فقلت: نعم فقال: أنشدني من مقطعاتك فأنشدته: ترشفت من مقلتيها العقارا ... وقبلت من خدها جلّنارا (121 ظ) وعانقت منها كثيبا مهيلا ... وغصنا رطيبا وبدرا أنارا وأبصرت من نورها في الظلام ... بكل مكان بليل نهارا فقال: أحسنت والله، ثم قال ألا أنشدك بيتين لتجزهما لي؟ فقلت: هاتهما، فأنشدني: رب ليل أشفّ من نفس العاشق ... طولا قطعته بانتحاب وحديث ألذ من نظر المعشوق ... بدلته ببؤس العتاب قال خالد: فو الله ما قدرت على اجازتها، وأنا مذ عشرون سنة أفكر في ذلك ولا أقدر عليه. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد قال: أخبرنا ثعلب قال: ما أحد من الشعراء تكلم في الليل إلّا قارب الا خالد الكاتب فانه أبدع في قوله «وليل المحب بلا آخر» فانه لم يجعل لليل آخرا وأنشدنا. رقدت ولم ترث للساهر ... وليل المحب بلا آخر ولم تدر بعد ذهاب الرقاد ... ما صنع الدمع بالناظر

أيا من تعبدني طرفة أجرني ... من طرفك الجائر وخذ للفؤاد فذاك الفؤاد ... من طرفك الفاتن الفاتر فمضيت الى خالد في سنة احدى وستين فأنشدني هذا الشعر. (22 دو) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال أحمد بن كامل القاضي: حدثت عن خالد الكاتب قال: قيل له من أين قلت في قصيدتك: «وليل المحب بلا آخر» ؟ فقال: وقفت على باب، وسائل عليه مكفوف، وهو يقول: الليل والنهار عليّ سواء، فأخذت هذا منه. قلت: أنشدني شيخنا الحسن بن عمرو النحوي المعروف بابن دهن الحصا هذا المعنى: فالآن ليلي مذغابوا فديتهم ... ليل الضرير فصبحي غير منتظر أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا القاضي أبو حامد أحمد بن محمد بن أبي عمرو الدلّوي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري قال: سمعت أبا القاسم عبد الرحمن بن المظفر الأنباري يقول: سمعت أبا القاسم بن أبي حبة يقول سمعت خالد بن يزيد الكاتب يقول: بينا أنا مارّ بباب الطاق اذا راكب خلفي على بغلة، فلما لحقني نخسني بسوطه فقال: أأنت القائل يا خويلد: «وليل المحب بلا آخر» ؟ قلت: نعم قال: لله أبوك، وصف امرؤ القيس الليل الطويل في ثلاثة أبيات، ووصفه النابغة في ثلاثة أبيات، ووصفه بشار بن برد في ثلاثة أبيات وبرزت عليهم بشطر كلمة فلله أبوك، قلت: وبم وصفه امرؤ القيس فقال بقوله (122- ظ) . وليل كموج البحر أرخى سدوله ... عليّ بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازا وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل «1»

قلت: وبم وصفه النابغة؟ فقال: بقوله: كليني لهمّ يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب وصدر أراح الليل عازب همه ... فضاعف فيه الهم من كل جانب تقاعس حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يهدي النجوم بآئب «1» قلت: بم وصفه بشار؟ فقال: بقوله: خليليّ ما بال الدجى لا يزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضح أظنّ الدجى طالت وما طالت الدجى ... ولكن أطال الليل سقم مبرح أضل النهار المستنير طريقه ... أم الدهر ليل كله ليس يبرح «2» قلت له: يا مولاي هل لك في شعر قلته لم أسبق اليه؟ قال: نعم فقلت: كلما اشتد خضوعي ... لجوى بين ضلوعي ركضت في حلبتي ... خديّ خيل من دموعي قال: فثنى رجله عن بغلته، وقال: هاكها فاركبها، فأنت أحق بها مني، فلما مضى سألت عنه فقيل هو أبو تمام حبيب بن أوس الطائي. قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي المدائني الحلبي في مجموع وهبنيه والدي (123- و) رحمه الله قال: وحدث أيضا جحظة قال: حدثني خالد الكاتب قال: أدخلت على ابراهيم بن المهدي، وأنا غلام، فقال لي: أنت خالد؟ قلت: نعم، قال: أنشدني شيئا، قلت: أعز الله الأمير أنا حدث أفرح وأقول في شجون نفسي لا أمدح ولا أهجو فان رأى الامير أن يعفيني فعل، فقال: والله لتقولن فان الذي تقوله في شجون نفسك أشد لدواعي البلاء فأنشدته: عاتبت نفسي في هواك ... فلم أجدها تقبل وأطعت داعيها اليك ... ولم أطع من يعذل لا والذي جعل الوجوه ... لحسن وجهك تمثل

لا قلت إن الصبر عنك ... من التصابي أجمل قال: فصاح ابراهيم: وأي عليك ابراهيم ثم أنشده: لو ترى ما أراه منك إذا ... ما جال ماء الشباب في وجنتيك لتمنيت أن تقبّل خديك ... وإن لم تصل إلى خدّيك «1» ثم أنشدته: عش فحبّيك سريعا قاتلي ... والضنا إن لم تصلني واصلي ظفر الحب بقلب دنف بك ... والسقم بجسم ناحل فهما بين اكتئاب وبلى ... تركاني كالقضيب الذابل فبكى العاذل لي من رحمة ... فبكائي لبكاء العاذل (123- ظ) قال: أحسنت والله، ثم قال: يا نصركم معك من العين؟ قال: ستمائة وخمسون دينارا، قال: ادفع إلى الفتى نصفها واجعل الكسر له سليما، فأخذتها وعدت الى منزلي، فاشتريت المنزل الذي كنت فيه فسترني وستر عيالي. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي أحمد قال أخبرني علي بن أيوب القمي قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثني الحسين بن اسحاق قال: حدثني أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب الشاعر قال: لما بويع ابراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني، وقد كان يعرفني، وكنت متصلا ببعض أسبابه، فأدخلت اليه فقال لي: يا خالد أنشدني من شعرك، فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شعري من الشعر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان من الشعر حكما «2» ، وإنما أمزح وأهزل وليس مما ينشده أمير المؤمنين، فقال: لا تقل هذا يا خالد فإن جدّ الأدب وهزله جدّ، أنشدني فأنشدته:

عش فحبيّك سريعا قاتلي ... والضنا إن لم تصلني واصلي ظفر الشوق بقلب كمد فيك ... والسقم بجسم ناحل فهما بين اكتئاب وبلى ... تركاني كالقضيب الذابل وبكى العاذل لي من رحمة ... فبكائي لبكاء العاذل فاستملح ذلك ووصلني. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بن أبي علي قال: حدثنا الحسين بن محمد (124- و) بن سليمان الكاتب قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن السقاء الواسطي بها قال: حدثني جحظة قال: قال لي خالد الكاتب: أضقت حتى عدمت القوت أياما، فلما كان في بعض الأيام بين المغرب وعشاء الآخرة فاذا بابي يدق، فقلت: من هذا؟ فقال: من إذا خرجت اليه رأيته، فخرجت فرأيت رجلا راكبا على حمار عليه طيلسان أسود، وعلى رأسه قلنسوة طويلة ومعه خادم، فقال لي: أنت الذي تقول: أقول للسقم عد إلي بدني ... حبّا لشيء يكون من سبيلك قال: قلت: نعم، قال: أحب أن تنزل لي عنه، فقلت: وهل ينزل الرجل عن ولده؟ فتبسم، ثم قال: يا غلام أعطه ما معك، فأومأ إليّ بصره في ديباجة سوداء مختومة، فقلت: إني لا أقبل عطاء من لا أعرفه، فمن أنت؟ قال: أنا ابراهيم بن المهدي. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود الساوي الصوفي الساوي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلقي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني

الشيخ الحافظ، قال: أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أنشدنا عبد الله بن محمد بن حمدان العكبري بعكبرا «1» قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد لخالد الكاتب: هل أنت منتفع بعلمك ... مرة والعلم نافع ومن المشير عليك بالرأي ... السديد وأنت سامع (124- ظ) فالموت حوض أنت فيه ... لا محالة منه كارع فمن التقى فازرع فانك ... حاصد ما أنت زارع (125- و)

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علّان الوراق قال: أخبرنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن أحمد الصامت قال: حدثني أحمد بن جعفر أبو الحسن البرمكي جحظة قال: كنا جلوسا على باب عبد الصمد ابن علي ومعنا رجل ينشدنا أشعار عبد الصمد بن المعذل اذ أقبل أبو الهيثم خالد ابن يزيد الكاتب فجلس الينا، فقال: فيم كنتم؟ فقلنا: بجهلنا، هذا ينشدنا شيئا من شعر عبد الصمد، فالتفت اليه خالد فقال: يافتى من الذي يقول: تناسيت ما أوعيت سمعك يا سمعي ... كأنك بعد الضر خال من النفع ثم قال له: يافتى هل أحسن عبد الصمد أن يجعل للسمع سمعا؟ قال: لا، ثم أنشده: لئن كان أضحى فوق خديه روضة ... فان على خدي غديرا من الدمع ثم نهض فقال لنا المنشد: من هذا؟ فقلنا: خالد فعدا خلفه، وانقطعت نعله، وانقلبت محبرته حتى كتب البيتين «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي الحلبي- بها قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- قلت: ونقلته أنا من خط السمعاني من أصل سماع شيخنا أبي هاشم- قال: أنشدنا يحيى بن علي ابن محمد بن علي البغدادي بها قال: أنشدنا عبد الصمد بن علي بن محمد المأموني

قال: أنشدنا أبو الفضل محمد بن الحسن (126- و) بن المأمون الهاشمي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال: أنشدني أبي هذه الأبيات يخبر أنها لخالد الكاتب. السن نضحك والأحشاء تحترق ... وانما ضحكها زور ومختلف ليت الذين رأوني ضاحكا زعموا ... رأوا بكائي اذا ما أظلم الأفق لولا مراقبة الأعداء لإستبقت ... مني الدموع كما في السر تستبق يا ربّ باك بعين قلبه فرح ... ورب ضاحك سن ما به رمق أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن يونس قال: أخبرنا أبو العز بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا ابراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قال: حدثني أبو بكر بن ضباب قال: سمعت بعض أصحابنا بالرقة يقول: كبر خالد الكاتب حتى دق عظمه، ورق جلده فوسوس، فرأيته ببغداد والصبيان يتبعونه ويصيحون به: يا بارد يا بارد، فأسند ظهره الى قصر المعتصم، فقال لهم: كيف أكون باردا وأنا الذي أقول: بكى عاذلي من رحمتي فرحمته ... وكم مسعد من مثله ومعين ورقّت دموع العيون حتى كأنها ... دموع دموعي لا دموع جفوني وكان خالد يتعمد في شعره مثل هذا «1» . أنبأنا عمر بن محمد الدار قزي قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: أخبرنا (126- ظ) الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا أحمد بن كامل- فيما أجاز لنا روايته عنه- قال: أخبرني أبو الحسين علي ابن الحسن بن أحمد القرشي- من أهل حران- قال: سمعت هلال بن العلاء يقول رأيت خالد الكاتب الشاعر بمدينة السلام والناس يصيحون: يا بارد، يا بارد، ويرمونه بالحجارة فتساند الى حائط، وقال: ويلكم كيف أكون باردا وأنا الذي أقول:

ولا مسه قلبي فآلم كفه ... فمن لمس قلبي في أنامله عقر ومرّ بفكري خاطرا فجرحته ... ولم أر خلقا قط يجرحه الفكر أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد ابن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن عمران قال: حدثنا صالح بن محمد قال: حدثنا القاسم بن سهل قال: مر خالد الكاتب يوما بصبيان فجعلوا يرجمونه ويزنونه، ويقولون له: يا خالد يا بارد. فقال لهم: ويلكم أنا بارد، وأنا الذي أقول: سيدي أنت لم أقل سيدي أنت ... لخلق سواك والصب عبد خذ فؤادي فقد أتاك بود ... وهو بكر ما اقتضه قط وجد كبد رطبة يفتتها الوجد ... وخذ فيه الدمع خدّ قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي بن النخاس المدائني الحلبي في مجموع وهبنيه والدي رحمه الله قال: حدثني أبو الصقر المؤدب قال: أخبرني بعض تلامذة (127- و) خالد بن يزيد الكاتب قال: رأيته يوما بعد ما كبر وهو راكب قصبة والصبيان من حوله، فقلت له: يا أستاذ ما الذي صار بك الى ما أرى فأنشأ يقول: الهموم والسهر ... والسهاد والفكر سلّطت على جسد ... فيه للهوى أثر لا ومن كلفت به ... ما يطيق ذا بشر فقلت: يا أستاذ أريد أن تنشدني أرق ما تعرف، فقال أكتب: رق فلو مرت به ذرة ... أرجلها منعلة بالحرير لأثرت فيه كما أثرت ... مدامة في العارض المستنير فقلت: يا أستاذ أريد أرق من هذا، فقال لي: أكتب. أضمر أن أضمر حبي له ... فيشتكي إضمار إضماري رق فلو مرت به ذرة ... لخضّبته بدم جار

فقلت: يا أستاذ أريد أرق من هذا فقال: أكتب: صافحته فاشتكت أنامله ... وكاد يبقى بنانه بيدي وكنت اذا صافحت يداه ... يدي كأني قابض على البرد لو لحظته العيون مدمنة ... لذاب من رقة فلم يجد فقلت: يا أستاذ أريد أرق من هذا، فقال لي: أكتب: رقّته ما مثلها رقة ... فان جفا فالويل من صدهّ (127 ظ) قدرة عينيه على مهجتي ... كقدرة المولى على عبده قد جال ماء الحسن في خده ... وضجت الأغصان من قده فانقش بما شئت على خاتم ... وشربه تقرأه من خده فقلت: يا أستاذ أريد أرق من هذا، فقال لي: أكتب: توهمه طرفي فأصبح خده ... وفيه مكان الوهم من نظري أثر وصافحه كفي فآلم كفه ... فمن غمز كفي في أنامله عقر ومر بفكري خاطرا فجرحته ... ولم أر جسما قط يجرحه الفكر فلو أن كتاب العراق أكفهم ... حوت قصب الآجام أمدادها البحر يخطون ما جاءت به الصين كاغدا ... وما نشرت من طيّ قرطاسها مصر لما كتبوا معشار عشر عشير ... ما تضمنه من حبك القلب والصدر فقلت: يا أستاذ أريد أرق من هذا، فقال لي: أكتب: تكوّن من نور الإله بلا مسّ بقول ... عزيز: كن من الروح بالقدس فلما رأته الشمس أحمد نورها ... وقالت له: بالله أنت من الأنس فقال لها: إني أظنك ضرتي ... وخمّس بالكف المليح على الشمس فقلت: يا أستاذ أريد أرق من هذا، فقال لي: قد تقدمت الى المنزل أن يصلحوا عدسا بسليق وأنا ألقاك غدا بشيء رقيق، وتركني وانصرف. ونقلت من خط أبي الفتح المدائني المذكور في هذا المجموع: حدث أبو بكر

(128- و) قال: حدثني صديق لي قال: كنت ببغداد فرأيت خالد الكاتب يخاطب غلاما: وهو يقول له: ما آن أن يرحمني قلبك؟ فقال الغلام: لا فقال خالد: حتى متى يلعب بي حبك؟ فقال الغلام: أبدا فقال خالد: وكم أقاسي فيك جهد البلا؟ فقال الغلام: حتى تموت فقال خالد: لا كل ذا يا سيدي حسبك فقال الغلام: بلى فقال خالد: لا أعدم الله فؤادي الهوى فقال الغلام: آمين فقال خالد: يوما ولا جرّ به قلبك فقال الغلام: فعل الله ذاك فقال خالد: إن كان ربي قد قضى ذا الهوى فقال الغلام: فما علي أنا؟ فقال خالد: وشدة الحب فما ذنبك؟ فقال الغلام: سل نفسك

قال المحدث: فقلت للغلام: أما تستحي من هذا الرجل في جلالته؟ فقال: فديتك كل من يلقى يقول له مثل هذا. ذكر اليوسفي صاحب الرسائل، وهو في غالب ظني أحمد بن يوسف قال: وحدثني أبو الحسن الشهرياري أن خالدا وقع بينه وبين الحلبي الشاعر الذي يقول فيه البحتري: «سل الحلبي عن حلب» «1» ، وهي قصيدة، خلاف في معنى شعره، فقال له الحلبي: لا تعد طورك فأخرسك، فقال له خالد: لست هناك ولا فيك موضع للهجاء، ولكن ستعلم أني سأجعلك ضحكة، وكان الحلبي أوسخ الناس فجعل يهجو جبته وثيابه وطيلسانه فمن ذلك (128- ظ) قوله: وشاعر ذي منطق رائق ... في جبة كالعارض البارق قطعاء شلاء رباعية ... دهرية مرقوعة العاتق قدّمها العري على نفسه ... تفصيلها في القدر السابق وقوله: وشاعر معدم له قوم ... ليس عليهم في نصره لوم قد ساعدوه في الجوع كلهم ... فقرأ فكلّ غذاؤه الصوم يأتيك في جبة مرقعة ... أطول أعمار مثلها يوم وطيلسان كالآل «2» يلبسه ... على قميص كأنه غيم من حلب في صميم سفلتها ... غناه فقر وعزّه ضيم قال: وقال فيه أيضا: تاه على ربه فأفقره ... حتى أراه الغنى فأنكره فصار من طول حرفه علما ... يقذفه الرزق حين يبصره يا حلبيا قضى الإله له ... بالتيه والفقر حين صوره لو خلطوه بالملك وسّخه ... ولو رموه في البحر كدره

خالد بن يوسف بن سعد

أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي في كتابه عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي عن أبيه قال: (129- و) أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني إجازة إن لم يكن سماعا قال: في ذكر خالد الكاتب في كتاب الأغاني: هو خالد بن يزيد، ويكنى أبا الهيثم من أهل بغداد وأصله من خراسان، وكان أحد كتاب الجيش، ووسوس في آخر عمره، وقيل إن السوداء غلبت عليه، وقال قوم بل كان يهوى جارية لبعض الملوك الوجوه ببغداد، فلم يقدر عليها، وولاه محمد بن عبد الملك الإعطاء بالثغور، فخرج فسمع في طريقه منشدا ينشد ومغنية تغني: من كان ذا شجن بالشام يطلبه ... ففي سوى الشام أمسى الأهل والشجن فبكى حتى سقط على وجهه مغشيا عليه، ثم أفاق مختلطا واتصل ذلك حتى وسوس وبطل «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: خالد بن يزيد أبو الهيثم التميمي خراساني الأصل، كان أحد كتاب الجيش ببغداد، وله شعر مدون، وشعره كله في الغزل، وعاش دهرا طويلا واختلط في آخر عمره، ويقال إنه عاش إلى خلافة المعتمد» . خالد بن يوسف بن سعد ابن الحسن بن المفرج بن بكار أبو البقاء النابلسي، ولد بنابلس ونشأ بدمشق وسمع بها الحافظ أبا محمد القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر، وحنبل بن عبد الله المكبر، وشيوخنا: أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأبا حفص بن طبرزد، وأبا البركات بن ملاعب، والقاضي أبا القاسم (129- ظ) عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني، وتاج الأمناء أبا الفضل أحمد وأبا البركات الحسن ابني محمد بن الحسن ابن هبة الله، وجماعة غيرهم يطول ذكرهم، ورحل الى بغداد فسمع بها من الحافظ

خالد بن أبي خالد

أبي محمد بن الاخضر وأبي عبد الله الحسين بن شنيف، وأبي العباس أحمد بن بركة ابن بركة بن الدبيقي، وعبد العزيز بن منينا وغيرهم. ثم عاد إلى دمشق واجتاز في طريقه بحلب، وسمع بها من أبي الحجاج يوسف ابن خليل بن عبد الله، ولم يسمع بها من غيره، وكتبت عنه بدمشق، وسألته عن مولده، فقال سنة خمس وثمانين وخمسمائة تخمينا (130- و) . خالد بن أبي خالد له ذكر في وقعة صفين، شهدها مع علي رضي الله عنه، وقتل بها وهو في غالب طني خالد بن الحارث بن أبي خالد الأنصاري، الذي قدمنا ذكره، والله أعلم.

خالص بن أحمد:

خالص بن أحمد: ابن خالص بن عبد الله بن خالص أبو القاسم بن أبي العباس الغافقي الإشبيلي ثم الشقري. قدم حلب وصحب بها محمد بن علي بن العربي، وتوجه منها صحبته إلى بلد الروم، ولم يتفق لي به اجتماع حين ورد حلب، وكان شاعرا مجيدا كتب عنه رفيقنا رشيد الدين محمد بن الحافظ عبد العظيم المنذري، وقرأت بخطه أنشدني الشيخ الجليل الفاضل أبو القاسم خالص بن أبي العباس أحمد بن خالص بن عبد الله بن خالص الغافقي الادريسي الاشبيلي الأصل، الشقيري المولد- مولده بجزيرة شقر «1» سنة تسع وثمانين وخمسائة ظنا- بالقاهرة في مستهل جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وستمائة، قال: أنشدني الأديب أبو الحسن علي بن أحمد بن حريق لنفسه بمرسيه «2» فيما أظن، وقد سمعت منه كثيرا من شعره: يا ليلة جادت الأماني بها ... على رغم أنف دهري أسبل فيها عليّ نعمى ... يقصر عنها طويل شكري إذ بات في منزلي حبيبي ... وقام في أهله بعذر فبت لا حالة كحالي ضجيع ... بدر صريع خمر (131- و) يا ليلة القدر في الليالي ... لأنت خير من ألف شهر ونقلت من خطه أيضا: أنشدني أبو القاسم خالص المذكور لنفسه في التاريخ أعلاه من قصيدة: سرت عطلا خوف العيون الرواصد ... وجرس خليّ في الفضيحة جاهد

وخافت تفرّي الليل عن صبح ... وجهها فلادت فلم تحفل بإرسال وارد ولولا نسيم الريح عرف عرفها ... لنيل وصال دون واش وحاسد وكم حيلة للهائم الصب في الهوى ... يكيد بها والدهر جم المكائد وما زال هذا الدهر يعتاق بالمنى ... مناما ويسقينا سمام الأساود يريد بنا ما لا نريد سفاهة ... ويوردنا لا كان شر الموارد ونقلت من خطه: وأنشدنا لنفسه في ذم دمشق. لأهل دمشق في الدنيا شقاء ... بسكناها وهون غير هين مساكن من مساكنهم وإن لم ... يحسّوا وهي شر الشقوتين فإن لم تغتفر لهم ذنوب به ... دخلوا جهنم مرتين وفي أبو القاسم خالص بن أحمد «1» .

خبيق بن سابق:

خبيق بن سابق: أبو عبد الله الكوفي ثم الأنطاكي، كان من أهل الكوفة وتحول إلى أنطاكية هو وابنه عبد الله الزاهد، وحكى عن يوسف (131- ظ) بن أسباط روى عنه ابنه عبد الله بن خبيق. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الفنكي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي ابن ابراهيم بن العباس قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن مروان المالكي قال: حدثنا عمر بن حفص قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت أبي يقول: قال لي يوسف بن أسباط في مرضه الذي مات فيه: يا أبا عبد الله إذا أنا مت فصير اسماعيل بن داية فيمن يغسلني، قال: فقلت له: يا أبا محمد اسماعيل ليس من أصحابك، وهو من أصحاب السلطان، فأي شيء مذهبك في هذا؟ قال: دخلت الحمام فخدمني ولم أكافئه، وأنا أعلم أنه يسر أن يكون فيمن يغسلني فيكون هذا مكافأة لما كان منه. قال ابن خبيق: قال أبي: دعونا سليمان الطبيب ليداوي يوسف وكان يرجع إليه عقله أحيانا، فيقول: إلّا قليل، فلم يزل به حتى داواه وصح، فلما فرغ وأراد أن يخرج سليمان الطبيب، قال: يوسف أي شيء تعطونه؟ قلنا: لا يريد منك شيئا، قال: يا سبحان الله جئتم بطبيب الملوك ولا أعطيه شيئا! قلت: أعطه دينارا، فقال: خذ هذا فادفعه إليه وأعلمه أني لا أملك غيره، لأن لا يتوهم أني أقل مروءة

ختلغ أبه

(132- و) من الملوك، فدفع إليّ صرة فيها خمسة عشر دينارا: فأخذتها فدفعتها إليه وجعل يوسف يعمل الخوص «1» بيده حتى مات. ختلغ أبه ويقال قتلغ أبه، وهو اسم تركي، ويعرب فيقال: خطلبا، وهو من مساليك السلطان محمود بن ملكشاه، ملك حلب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة سلمها إليه بتوقيع الى نائبه مسعود بن آق سنقر البرسقى فأقام بها ستة أشهر ومدّ يدة في ظلم الرعية، واجتياح أموالهم والطمع فيها، واتهم أبا طالب عبد الرحمن بن العجمي بأن المجن بركات الفوعي أودعه وديعة، وسجنه وسجن عمه أبا عبد الله ابن العجمي، وضيق على أبي طالب وعذبه وثقب كعبه، وكان بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق بحلب، فصاح أهل حلب بشعاره، وقام فضائل بن بديع رئيس حلب معه، واتفقوا على أن حصروا ختلغ آبه وقبضوا على أصحابه، ووصل إليهم الى حلب إبراهيم بن الملك رضوان بن تتش، وكان بدر الدولة زوج أخت إبراهيم، فكانا يجبيان دخل حلب بينهما، وطال الحصار بختلع أبه الى نصف ذي الحجة، واتفق الأمر بينهم على أن استدعوا أتابك زنكي، فوصل وتسلم حلب وأخذ ختلع آبه وكحله «2» ، وانتقم الله منه لأهل حلب. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن نزار التنوخي المعروف بابن العظيمي الحلبي في كتابه «الموصّل على الأصل الموصل» وهو التذكرة من سير الإسلام، وأخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- إجازة- (132- ظ) قال: أجاز لنا أبو عبد الله بن العظيمي وقال: سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، ولما شرق عز الدين مسعود البرسقي ولىّ بحلب والقلعة الأمير تومان، فلما استقامت أموره بالشرق نفذ سرية مع أمراء منهم: ينال، وسنقر دراز وغيره، فلما وصلوا الى حلب لم يدخل تومان في الطاعة، فحالفه رئيس حلب فضائل بن بديع وأدخلهم الى حلب وأنزلهم قلعة الشريف «3» ، ووقع بين الوالي وأهل حلب،

وبعد ذلك بأيام يسيرة وصل الى حلب غلام السلطان محمود واسمه ختلغ آبه بتوقيع عز الدين مسعود بحلب، وصحبته عمدة الدين سنقر الطويل صاحب حران المعروف بدراز، وسلم التوقيع الى تومان بتسليم الموضع الى خطلبا، فلم يقبل واحتج بعلامة بينه وبين عز الدين لم يتضمنها التوقيع واعترف بالخط حسب، وكانت العلامة بينهما صورة غزال، لأن عز الدين كان أحسن الناس نقوشا وتصاوير، وكان من الذكاء على أمر عظيم، وطال الأمر على خطلبا، وأشاروا عليه بالعودة فعاد، وكان عز الدين محاصر الرحبة وفيها قراقش الأمير حسين، رجل فارسي الأصل، فاستأمن ونزل، ونزل الموضع غيره: فمات عز الدين، فوصل في خمسة أيام فوجد مسعودا قد مات، وهو مطروح على قطعة بساط والعسكر مشغولون عن دفنه قد نهب بعضهم بعضا، فعاد خطلبا الى حلب في ثلاثة أيام، وعرف الناس بموته، فأدخله ابن بديع المدينة إلى (133- و) داره، واستنزلوا تومان من القلعة بعدما صح عنده وفاة صاحبه فصانعهم على ألف دينار، وسلم القلعة، وملكها خطلبا واستحلفه الحلبيون، واستوثقوا منه، وطلع المركز بتاريخ الخميس لست بقين من جمادى الآخره من هذه السنة والقمر في الجوزاء على قران المريخ، ولما صعد وبقي أياما ظهر أنه من أهل الشر والظلم، فتشوشت قلوب الرعية وحمله قوم من أهل السوء على الطمع فتغير وبدّل ما حلف عليه، وصار يختم على تركة من يموت، ويرفع ماله إليه، ولا يكشف هل له وارث أم لا، وصح هذا عند الأمير بدر الدولة، والرئيس فضائل بن بديع، وأنه قد عوّل على قبضهما، فتحالفا عليه، واتفق معهما أحداث «1» حلب، فقاموا عليه ليلة الثلاثاء ثاني شوال ليلا، والقمر في القوس في ست درج على تسديس زحل، وكان غلمان خطلبا وحجابه وأصحابه في قلة، وكلهم يشربون في البلد لانه عشية عيد الفطر عند أصدقائهم ومعارفهم، فقبضهم الحلبيون وملأوا بهم الحبوس والمساجد، ودار ابن الأقريطشي، وقيدوهم وأصبحوا معتقلين، وزحف الناس كافة إلى باب القلعه، وحصروا القلعة، فقاتلهم النهار أجمع، ولما كان، الليل نزل أحرق القصر الذي لم يكن في البلاد مثله، وأتلف فيه من السقوف

والأبواب والأخشاب والرخام، ودار الذهب حتى تواقع بعضه على (133- ظ) بعض، وهجم الناس صبيحة تلك الليلة فنهبوا منه كلما قدروا عليه، وقتل من الناس جماعة، ووصل إلى باب حلب الأميران حسان بن كمشتكين البعلبكي وأخوه حسن صاحبا منبج وبزاعة بتاريخ السبت سابع شوال، وساماه الخروج معهما فأبى ذلك على ان يسلم حلب إلى بياض البلد وابن مالك ويتسكع، فلما أبى طال الحصار. وصل بعد ذلك جوسلين «1» الى باب حلب في مائتي فارس ونزل بابلا «2» وتقدم الى بانقوسا «3» ، ونفذ رسوله الى حلب بتاريخ الأحد ثامن شوال، وطلب خدمة فصانعوه ودفعوه. وفي آخر شوال وصل الملك إبراهيم بن رضوان، فأدخلوه إلى حلب فأكرموه ونادوا بشعاره، وخرج صاحب أنطاكية البيمند ونزل صلدع «4» بتاريخ الأربعاء حادي عشر شوال، والمراسلة تعمل، وركبوا بكرة ذلك اليوم، وضايقوا حلب، وركب الملك إبراهيم بن رضوان، وبدر الدولة، ونفر الحلبيون والرئيس ابن بديع في خلق عظيم وتراسلوا، فاستوت الهدنة، ووقعت الأيمان على المدة المعلومة، وحمل إليه ما اقترحه يوم الخميس ثاني عشر شوال، بعد أن أشرف الناس على الخطر العظيم ودخل رسول الافرنج قبض من حلب ألف دينار، وقرر ألفا أخرى وعاد إلى أنطاكية، وصار كلما غاب من الحلبيين رجل قد قتل أو صلب، وطال الأمر على خطلبا، وحفروا خندقا حول القلعة، فكلما خرج منها رجل أو دخل إليها أخذ إلى نصف ذي الحجة وصل (134- و) الأمير سنقر دراز والأمير حسن قراقش وجماعة أمراء في عسكر قوي إلى باب حلب، واتفق الأمر على أن يسير بدر الدولة وخطلبا الى باب الموصل الى المولى الاصفهسلار «5» الملك عماد الدين قسيم الدولة زنكي ابن قسيم الدولة آق سنقر إلى الموصل، فلمن ولىّ عاد الى منصبه، وأقام بحلب

الأمير حسن قراقش والرئيس فضائل بن بديع، فأصلح عماد الدين بينهما، ولم يوقع لأحد منهما، وطمع بملك البلد وسير سرية إلى حلب مع الأمير الحاجب صلاح الدين العمادي، فوصل الى حلب، وأطلع الى القلعة واليا من قبله، ورتب الأمور، وجرت على يده على السداد. وقال ابن العظيمي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، في جمادى الآخره، وصل قسيم الدولة أبو سعيد زنكي إلى حلب، وملكها وصعد القلعة، وبات بها، وعاد إلى نقرة بني أسد وقبض على خطلبا وحمله إلى حلب وسلمه الى عدوه ابن بديع، فكحلوه بداره في النصف من رجب «1» .

ذكر من اسمه خداش

ذكر من اسمه خداش خداش بن بشر بن خالد ابن الحارث بن نبيه، وقيل خداش بن بشر بن عبد الحارث بن أبي خالد بن نبيه، وقيل خداش بن بشر بن أبي خالد، وقيل: ابن خالد بن نبيه بن قرط بن سفيان ابن محاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدبن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو يزيد، وقيل أبو مالك التميمي المجاشعي، وهو المعروف بالبعيث البصري شاعر إسلامي، قدم الشام ونزل على آل القعقاع العبسي (134- ظ) أخوال الوليد بن عبد الملك، ومدحهم، وكانت منازلهم بناحية قنسرين بالحيار وما والاها. وقيل إنه كان أخطب بني تميم، وكانت أمه أمة من أصبهان يقال لها بردة وقيل أمه سجستانية تسمى فرتنا. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء- إجازة- قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني. وقال أبو غالب: أنبأنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: البعيث الشاعر اسمه خداش بن بشر بن أبي خالد بن نبيه- بفتح الباء- «1» بن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم يكنى أبا يزيد هو الذي هاجاه جرير وفيه يقول جرير: لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا «2» البعيث جدعت أنف الأخطل «3»

وقيل هو خداش بن بشر بن عبد الحارث بن أبي خالد بن نبيه وسمي البعيث بقوله: تبعث مني ما تبعث بعدما ... أمرّت قواي واستمرّ عزيمتي «1» أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزه السلمي قال: أنبأنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: وأما البعيث واسمه خداش بن بشر بن أبي خالد، وقيل ابن خالد بن نبيه- بفتح الباء- بن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم، يكنى أبا يزيد، ويقال أبو مالك، هو الذي كان يهاجي جريرا، وقيل هو خداش بن بشر بن عبد الحارث بن أبي خالد بن نبيه، والأول أصح. ثم قال ابن ماكولا في باب خداش بكسر الخاء المعجمة وبعدها (135- و) دال مهملة وآخره شين معجمة خداش بن بشر بن خالد وذكره «2» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: خداش بن بشر بن خالد بن الحارث بن نبيه ابن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو يزيد التميمي ثم المجاشعي، المعروف بالبعيث أحد الشعراء المجيدين، بصري قدم الشام وكان خطيبا شاعرا «3» . أخبرنا عمر بن محمد المؤدب- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السكري البزاز- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري- قراءة عليه- قال: قرىء على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الجبلي قال:

أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب الجمحي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام بن عبيد الله بن زياد اللخمي في طبقات الشعراء الاسلاميين، قال: الطبقة الثانية من الإسلاميين أربعة: البعيث واسمه خداش بن بشر بن خالد بن الحارث بن نبيه بن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة، والقطامي، وكثير، وذو الرمة «1» . وقال: حدثنا محمد بن سلام قال: حدثني أبو الغراف قال: ورد على غسان السليطي الأعور النبهاني مر طيء، فسأله فقرن له، وقال: ألا تغن عنا جريرا؟ فقال: (135- ظ) . إذا طلع العيوق أول كوكب ... كفى اللّوم عند النازلين جرير ألست كليبيا وأمه كلبة ... لها بين أطناب البيوت هرير ولو عند غسان السليطي عرّست ... رعا قرن منها وكاس عفير «2» أتنسى نساء باليمامة منكم ... نكحهن عبيدا مالهن مهور فقال جرير: وأعور من نبهان يعوي ودونه ... من الليل بابا ظلمة وستور رفعت له مشبوبه يهتدي بها ... يكاد سناها في السماء يطير وأعور من نبهان أما نهاره ... فأعمى وأما ليله فقصير تساق من المعزى مهور نسائهم ... وفي شرط المعزى لهن مهور «3» قال: وحدثنا ابن سلام قال: حدثني أبو يحيى الضبي قال: كانوا كذلك حتى ورد البعيث المجاشعي عليهم، وكان ولدهم وولدوه فيشكوا إليه قهر جرير صاحبهم، فقال البعيث: إذا نشرت معزى عطية وارتعت ... بلاغا من المروت «4» أخوى حميمها تعرضت لي حتى صككتك صكة ... على الوجه يكبو لليدين أميمها

أليست كليب ألأم الناس كلهم ... وأنت إذا عدّت كليب لئيمها وكانت أم البعيث أمة حمراء سجستانية تسمى فرتنا، وكان يقال له ابن حمراء العجان، فهجاه جرير فثاوره، فضج إلى الفرزدق يومئذ بالبصرة (136- و) وقد قيد نفسه وآلى لا يفك قيده حتى يقرأ القرآن، فقال البعيث: لعمري لئن ألهى الفرزدق قيده ... ودرج نوار ذو الدهان وذو الغسل لينبعثن مني غداة مجاشع بديهة ... لا وان الجزاء ولا وغسل فقال جرير: جزعت إلى درجي نوار وغسلها ... فأصبحت عبدا ما يمرّ وما يحلى وعده الناس مغلوبا حين استغاث. قال: وقال الفرزدق إني إن وثبت على جرير الآن حققت على البعيث الغلبة، ولكن كأنني وثبت عليهما فأدع البعيث وآخذ جريرا، فقال: الطبيب أطب، فقال الفرزدق: لودّ جرير اللّوم لو كان غائبا ... ولم يدن من زأر الأسود الضراغم وليس ابن حمراء العجان بمفلتي ... ولم يزدجر طير النحوس الأشائم وإنكما قد هجتماني عليكما ... ولا تجزعا واستسمعا للمراجم «1» وقال: فإن يك قيدي كان نذرا نذرته ... فما بي عن أحساب قومي من شغل «2» وقال: دعاني ابن حمراء العجان فلم يجد له ... إذ دعا مستأخرا عن دعائيا فنفست عن سميه حتى تنفسا ... وقلت له لا تخشى شيئا ورائيا

فلما استطار كل واحد منهما في صاحبه قال البعيث (136- ظ) : أشار كتني في ثعلب قد أكلته ... فلم يبق إلا رأسه وأكارعه فدونك خصييه وما ضمت استه ... فإنك رمام خبيث مرتعه قال: وسقط البعيث بينهما، ولج الهجاء نحوا من أربعين سنة، ولم يغلب واحد منهما على صاحبه، ولم يتهاج شاعران في العرب في جاهلية ولا إسلام بمثل ما تهاجيا به، وأشعارهما أكثر من أن نأتي عليها، ولكنما نكتب منها النادر «1» . أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي- فما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم ابن أبي محمد قال: قرأت في كتاب محمد بن محمد بن الحسن الديناري بخط بعض أهل الادب: وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني- وأجازه لي- قال أخبرنا أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا حماد- يعني- ابن اسحاق الموصلي عن أبيه قال: حدثني مروان بن أبي حفصة قال: هجا البعيث بطنا من باهلة يقال لهم بنو صحب، فاستعدوا عليه ابراهيم بن عربي في خلافة الوليد بن عبد الملك فضربه بالسياط وأمر به فطيف به في سوق حجر مجلودا فقال جرير يهجوه: لئن هجوت بني صحب لقد تركوا ... للأصبحية في جنبيك آثارا قوم هم القوم لو عاد الزبير بهم ... لم يسلموه وزادوا الحبل أمرارا وكان البعيث وجرير والفرزدق يومئذ أحدّ ما كانوا في الهجاء، فخرج البعيث مراغما لابراهيم بن عربي لما صنع به فلحق بالشام ونزل البادية (137- و) فجاور بني القعقاع أخوال الوليد بن عبد الملك، ومدحهم وهجا ابن عربي، وجعل جرير والفرزدق يهجوانه فروت العرب أشعارهما وخمل شعره لاعتزائه، فقال البعيث مما كان يهجو ابن عربي: ترى منبر العبد اللئيم كأنما ... ثلاثة غربان عليه وقوع قال: فكان بعد ذلك ابن عربي اذا صعد المنبر تغامز به الناس، واذا رأى ابن عربي غرابا ساقطا يقول: لعنة الله على البعيث.

خداش المنبجي:

قلت ومن مختار شعر البعيث قوله: ألا طرقت ليلى الرفاق بغمرة ... ومن دون ليلى يذبل «1» فالقعاقع «2» على حين ضم الليل من كل جانب ... جناحيه وانصب النجوم الخواضع طمعت بليلى أن تريغ وانما ... تقطع أعناق الرجال المطامع وتابعت ليلى في الخلاء ولم يكن ... شهود على ليلى عذول مقانع فما أنت من شيء اذا كنت كلما ... تذكرت ليلى ماء عينيك دامع خداش المنبجي: حكى عنه أبو زرعة أحمد بن موسى. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو القاسم تمام ابن محمد بن عبد الله الرازي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سليمان قال: حدثني أبو زرعة أحمد بن موسى (137- ظ) قال: وقال خداش المنبجي: قيل لبعض الرهبان: لم لبستم السواد وآثرتموه على لباس البياض؟ قال: هو محلة الاحزان ومعدن الهموم، ومسلك الصيانات.

خراش بن بحدل الكلبي:

خراش بن بحدل الكلبي: شاعر فارس تروى له هذه الأبيات يخاطب بها عبد الملك بن مروان، أنبأنا بها أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: ذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرد فيما حكاه عبد الله بن سعد القطر بلي عنه، وقرأته بخطه قال: حدثني الرياشي قال: وقف خراش بن بحدل الكلبي على عبد الملك بن مروان بعد أن ملك فقال: أعبد المليك ما شكرت بلاءنا ... فكل في رضاء العيش ما أنت آكل بجابية الجولان «1» لولا ابن بحدل ... لكنت وما يسمع لقيلك قائل وكنت اذا دارت عليك عظيمة ... تضاءلت إن الخاشع المتضائل فلما علوت الناس في رأس شاهق ... من المجد لا يسطيعك المتطاول قلبت لنا ظهر العداوة معلنا ... كأنك مما يحدث الدهر جاهل فقال عبد الملك: أراك احتجت الى المال؟ قال: أجل قال: فأيه أحب اليك؟ قال الإبل، قال: يا أبا الزعيزعة أعطه مائة برعاتها، ثم التفت اليه فقال: لا تعد فتنكرني. وفي هذه الأبيات بيت آخر وهو: (138 و) «فلو طاوعوني يوم بطنان» بطنان موضع بين حلب ومنبج، كان ينزله عبد الملك اذا توجه لحرب مصعب بن الزبير فان ثبت أن هذه الابيات له، فقد اجتاز بناحية حلب، والابيات تروى لأبي جندل عبيد بن الحصين الراعي، وهي في ديوان شعره، وسنذكرها في ترجمته فيما يأتي من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى.

حريم بن فاتك بن الاخرم:

حريم بن فاتك بن الاخرم: وقيل خريم بن أخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو، وقبل القليب هو لقب فاتك بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر ابن نزار الأسدي، أبو أيمن، وقيل أبو يحيى، وهو والد أيمن بن خريم، وقد قدمنا ذكره، وهو أخو سبرة بن فاتك صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه أحاديث، وشهد معه بدرا، وقيل لم يشهد بدرا وانما شهد الحديبية، وروى عن كعب الأخبار، روى عنه ابنه أيمن بن خريم الأسدي، وبشر أبو قيس التغلبي القنسريني، والمعرور بن سويد، ووابصة بن معبد، وعبد الله بن عباس وأبو هريرة، وشمر بن عطية وأيوب بن ميسرة الخولاني، وحبيب بن النعمان الأسدي ويسير ابن عميلة الفزاري، ودخل الشام ونزل الرقة، ومات بها، ففي طريقه ما بين الرقة والشام دخل حلب أو بعض عملها. وعده بعضهم من أهل الصفة. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم محمود بن عبد الكريم المعروف بقورجة قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة قال: (138- ظ) أخبرنا أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن يحيى الجزوري قال: حدثنا لوين قال: حدثنا خديج ابن معاوية عن أبي اسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن فيك اثنتان كنت أنت أنت، قلت: يا رسول الله تكفيني واحدة، قال: تسبل ازارك وتوفر شعرك. قال: وحدثنا لوين قال: حدثنا أبو المعطل الزيدي عن أبي اسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وزاد فيه: لا جرم والله لا أفعل.

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن عبد الله اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا عبد الله ابن ابراهيم قال: حدثنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سلمة بن صالح عن أبي اسحاق عن شمر بن عطية عن خريم ابن فاتك قال: نظر إليّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي رجل أنت لولا أن فيك خصلتين، قلت: وما يا رسول الله ان واحدة تكفي فما هما؟ قال: تسبيل ازارك وتوفير شعرك، قال فرفع ازراره وأخذ من شعره «1» . رواه قيس ابن الربيع عن أبي اسحاق مثله. قال الحافظ أبو نعيم: فأما أسامي أهل الصفة فقد رأيت لبعض المتأخرين تتبعا على ذكرهم وجمعهم على حروف المعجم، وسألني بعض أصحابنا الاحتذاء على (139- و) كتابه وذكر جماعة، ثم قال أبو نعيم: وذكر خريم بن فاتك الأسدي ونسبه من أهل الصفة، ونسبه الى أحمد بن سليمان المروزي قال: وخريم شهد بدرا، وهو الذي هتف به الهاتف حين جنه الليل: بأبرق الغراف، فقال: ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والإفضال واقتر آيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبال فعمد الى المدينة فقدمها فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على منبره قائما يخطب، فأسلم وشهد معه بدرا» . قلت: الذي أشار أبو نعيم الى أنه جمع أهل الصفة على حروف المعجم هو أبو عبد الرحمن السلمي. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن أبي الحسن بن علي بن حموية قال: أخبرنا عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله

ابن خلف الشيرازي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: خريم بن فاتك الأسدي من أهل الصفّة قاله أحمد بن سليمان البوشنجي المروزي، سمعت عبد الله بن محمد بن حيان يقول: قال ابن منيع: خريم بن فاتك، وفاتك جد جده، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك، شهد بدرا. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو سهل محمد بن ابراهيم المزكى قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحمن ابن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب قال: حدثنا محمد ابن هارون الروياني قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو اسحاق الجرجاني قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن العلاء الشامي بعبادان قال: حدثنا عبد الله بن يونس الاسكندراني عن محمد بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين ألا أخبرك كيف كان بدو اسلامي؟ قال: بلى، قال: بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أتر إذ جنني الليل بابرق الغراف: فناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه إذا هاتف يهتف: ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والافضال (139- ظ) واقتر آيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبال قال: فذعرت ذعرا شديدا، فلما رجعت إليّ نفسي قلت: يا أيها الهاتف ما تقول ... أرشد عندك أم تضليل بين لنا هديت ما الحويل «1» قال: إن رسول الله ذو الخيرات ... بيثرب يدعو الى النجاة يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزع الناس عن الهنات

قال: فانبعثت راحلتي فقلت: أرشدني رشدا هديت ... هديت لا جعت ولا عريت ولا برحت سيدا مقيت «1» ... لا توري عليّ الخير الذي أتيت قال: فاتبعني وهو يقول: صاحبك الله وسلم نفسكا ... وبلغ الأهل وأدّى رحلكا آمن به أفلج ربي حقكا ... وانصره عن ربي فقد اخبرتكا قال: فدخلت المدينة وذلك يوم الجمعة فأطلعت في المسجد فخرج إليّ أبو بكر الصديق، فقال ادخل رحمك الله فانه قد بلغنا اسلامك، قلت: لا أحسن الطهور، فعلمني، فدخلت المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب كأنه البدر، وهو يقول، ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يحفظها ويعقلها إلّا دخل الجنة «2» . فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين (140- و) على هذا ببنية أو لأنكلن بك، فشهد لي شيخ قريش عثمان بن عفان، فأجاز شهادته. أخبرنا أبو اليمن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن أحمد الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون المعدل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا المنجاب ابن الحارث قال: أخبرنا أبو عامر الأسدي عن ابن سمعان المديني قال: قد أسنده. قال المنجاب: وأخبرني به أيضا بعض أصحابنا وهو خلاد الاحول عن قيس ابن الربيع قال: قال خريم بن الفاتك الأسدي: كان بدو اسلامي أني أضللت إبلا لي فخرجت في طلبها حتى إذا كنت بأبرق العراف «3» ، وهو واد لا يتوارى جنه،

وأجنني الليل أنخت راحلتي وعقلتها، ثم قلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي، أعوذ بسيد هذا الوادي. قال ابن سمعان: وهو قول الله عز وجل «وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادهم رهقا «1» » قال: فإذا هاتف يهتف بي لا أراه وهو يقول: ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والافضال ووحد الله ولا تبال ... ما هوّل الجن من الأهوال قال: فاستويت جالسا، واقشعر جلدي وأفزعني فقلت: يا أيها الهاتف ما تقول ... أرشد عندك أم تضليل (140- ظ) أبن لنا هديت ما الحويل فقال: هذا رسول الله ذو الخيرات ... بيثرب يدعو الى النجاة يأمر بالصيام والصلاة ... ويزع الناس عن الهنات قال: فقلت والله لا أرجع الى أهلي، ولا أطلب إبلي حتى آتي المدينة فأعلم هذا الخبر. قال: فحللت راحلتي، ثم ركبتها وصحت بها، فانبعثت، قال: فأنشأ الجني يقول: صحبك الله وسلم رحلكا ... وأوجب الأجر وأعظم حقكا آمن به أفلج ربك أمركا ... وانصره أعز ربي نصركا قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عمر بن أثال وأنا عامله على جن نجد المسلمين، وكفيت إبلك حتى تقدم على أهلك، قال: فخرجت حتى أتيت المدينة،

قال: فأقدمها يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، والناس والمسجد غاص بأهله قال: قلت أجلس حتى يخرج الناس ويقضوا حاجتهم، ثم أدخل عليه، قال: فإني لجالس أنتظر ذاك إذ خرج إليّ رجل طويل آدم «1» كأنه من رجال أزد شنؤة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، ويقول لقد بلغني إسلامك، فادخل فصل مع الناس، قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا جندب بن جنادة الغفاري، قال أبو عامر: وهو أبو ذر، قال: فدخلت معه فصيلت، فلما فرغ رسول الله صلى (141- و) الله عليه وسلم من صلاته دنوت منه، فأخذ بيدي قال: فشهدت شهادة الحق، وقلت: يا رسول الله جزى الله صاحبي خيرا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما علمت، إنه قد أدّى إبلك الى أهلك؟ قال: قلت: يا رسول الله جزاه الله خيرا، قال: فأسلمت فهو كان بدو إسلامي. قال: وحدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن تسنيم أبو طاهر الوراق قال: حدثنا ابن خليفة الأسدي عن رجل من أهل أذرعات- قد سماه محمد بن تسنيم- باسناد أجود من هذا عن خريم بن فاتك، وفيه اختلاف في الشعر، قال: قال خريم بن فاتك: خرجت في بغاء إبل لي فأصبتها بأبرق الغراف، قال: وكنا إذا نزلنا بواد يقول قلنا «2» : نعوذ بعزيز هذا الوادي، نعوذ بسيد هذا الوادي، فإذا بهاتف يهتف بي وهو يقول: عذ بالله ذي الجلال ... منزّل الحرام والحلال ووحد الله ولا تبالي ... ما كيد ذي الجن من الأهوال إذ يذكر الله على الأميال ... وفي سهول الأرض والجبال وصار كيد الجن في سفال ... إلا التقى وصالح الأعمال قال: فقلت له: يا أيها القائل ما تقول ... أرشد عندك أم تضليل؟

فقال: (141- ظ) هذا رسول الله ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات وسور بعد مفصلات ... يأمر بالصلاة والزكاة ويزجر الأقوام عن هنات ... قد كن في الأيام منكرات قال: قلت له: من أنت؟ قال: أنا ملك بن ملك الجني، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن نجد، قال: قلت: أما لو كان من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم على يده، قال: فأنا أؤديها، قال: فركبت بعيرا منها، ثم قدمت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فلما رآني قال: ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك أما إنه قد أداها سالمة، قال: قلت: رحمه الله، قال: أجل فرحمه الله. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري القاضي- في كتابه- قال: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو سعد الجنزرودي قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن بشر البصري قال: أخبرنا محمد بن إدريس السامي قال: حدثنا سويد بن سعيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن خريم بن فاتك الأسدي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إني لأحب الجمال حتى إني لأحبه في شراك نعلي وحلاز «1» سوطي وإن قومي زعموا أنه من الكبر؟ قال: ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال، ولكن الكبر ان يسبقه الحق ويغمص الناس «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: كتب إلينا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن (142- و) أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد، قال في الطبقة الرابعة: خريم بن فاتك، والفاتك جد جده وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك، وهو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة، وخريم هو بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 7 م (203)

أبو أيمن بن خريم الشاعر، وكان الشعبي يروي عن أيمن بن خريم قال: إن أبي وعمي شهدا بدرا وعهدا إليّ أن لا أقاتل، قال محمد بن عمر: وهذا مما لا يعرف عندنا، ولا عند أحد ممن له علم بالسيرة أنهما شهدا بدرا ولا أحدا ولا الخندق، وإنما أسلما حين أسلمت بنو أسد بعد فتح مكة، وتحولا إلى الكوفة فنزلاها بعد ذلك «1» أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: خريم بن فاتك الأسدي شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو اسحاق: كنيته أبو يحيى هو والد أيمن «2» . أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: خريم بن فاتك الأسدي، وهو ابن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك من بني عمرو بن سبرة بن فاتك، شهد بدرا هو وأخوه يكنى أبا يحيى، (142- ظ) نزل الرقة ومات بها، له ذكر في حديث وابصة وأبي هريرة، وسهل بن الحنظلية وأنس بن مالك. هكذا قال البخاري وأبو عبد الله بن مندة أنه شهد بدرا. واعتمدا في ذلك على ما أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الفتح الماهاني قال: أخبرنا أبو منصور المصقلي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن زياد قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية، ح. قال: وحدثنا محمد بن عمر بن حفص قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا يعلى بن عبيد جميعا عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: أرسل مروان الى أيمن بن خريم فقال: ألا تعيننا؟ قال: إن أبي وعمي شهدا بدرا ثم ذكر الحديث لم يزد على هذا.

قال الحافظ أبو القاسم رواه شعبة عن اسماعيل عن مطرف عن الشعبي وقال: إن أبي وعمي شهدا الحديبية وهو الصواب. وقال الحافظ: أخبرني أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق قال أخبرنا والدي أبو عبد الله قال أخبرنا محمد ابن الحسين القطان قال: حدثنا ابراهيم بن الحارث، ح. «1» قال أبو عبد الله: أخبرنا خيثمة بن سليمان قال: حدثنا الحسين بن مكرم قالا: حدثنا يحيى بن أبي بكر قال: حدثنا شعبه عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي أن عبد الملك بن مروان قال لأيمن بن خريم: نقاتل ناسا من المسلمين؟ فقال: ان أبي وعمي (143- و) شهدا الحديبية وإنهما عهدا إليّ أن لا أقاتل مسلما وقال أبياتا: ولست بقاتل رجلا يصلي ... على سلطان آخر من قريش له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش أأقتل مسلما في غير شيء ... فليس بنا فعي ما عشت عيشى وقد تابع البخاري أيضا أبو علي سعد بن عثمان بن السكن في أن خريما شهد بدرا، فقال: مما أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في كتابه عن أبي القاسم ابن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: خريم بن فاتك الأسدي وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو من بني أسد بن خزيمة، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن النبي أحاديث، وكنيته أبو يحيى حديثه في الكوفيين، قال علي بن المديني: خريم بن فاتك، وسمره أخوان لهما صحبة وقد مضى ذكر ابنه أيمن بن خريم في الصحابة، ويقال ليس لأيمن صحبة، والفاتك جد جده، يقال هو ابن شداد بن عمرو بن الفاتك وهو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة، أسلم خريم وابنه أيمن بعد فتح مكة «2» .

قلت: والعجب من أبي علي بن السكن أنه يقول شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: أسلم خريم وابنه أيمن بعد فتح مكة، وهذا وهم فاحش (143- ظ) . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء في كتابهما قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، ح. وقال أبو غالب: أنبأنا أبو الفتح عبد الله بن أحمد بن محمد المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: خريم بن فاتك هو خريم بن أخرم بن شداد ابن عمرو بن فاتك، وفاتك جد جده، ولخريم صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه يسير بن عميلة وغيره وابنه أيمن بن خريم بن الأخرم، روى عنه الشعبي، وعبد الملك بن عمير، زاد المحاملي فاتك هو القليب بن عمرو ابن أسد بن خزيمة «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قالا: خريم بن أخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه يسير بن عميلة وغيره، وأكثر ما يقال فيه خريم بن فاتك وابنه أيمن بن خريم له صحبة ورواية أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه الشعبي، وعبد الملك بن عمير، وهو شاعر. وقال في موضع آخر: وأما القليب أوله قاف مضمومة وآخره باء معجمة بواحدة خريم بن أخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك، وهو القليب (144- و) بن عمرو بن أسد بن خزيمة. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري الحافظ في كتابه إلينا من مكة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد

العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال: خريم بن فاتك الأسدي، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب بن عمرو بن أسد ابن خزيمة، وأبوه الأخرم يقال له فاتك، وقد قيل إن فاتكا هو ابن الأخرم، يكنى خريم بن فاتك أبا يحيى، وقد قيل أبا أيمن بابنه أيمن بن خريم، شهد بدرا مع أخيه سبرة بن فاتك، وقد قيل إن خريما هذا وابنه أيمن بن خريم أسلما جميعا يوم فتح مكة، والأول أصح، وقد صحح البخاري وغيره أن خريم بن فاتك وأخاه سبرة بن فاتك شهدا بدرا، وهو الصحيح إن شاء الله عداده في الشاميين، وروينا من وجوه عن أيمن بن خريم أنه قال لمروان حين سأله أن يقاتل معه بمرج راهط: إن أبي وعمي شهدا بدرا وأوصياني أن لا أقاتل مسلما. وروى اسرائيل عن أبي اسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك قال: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رجل أنت لولا خلتان فيك، قلت: يا رسول الله: وما هما؟ قال: تسبل إزارك وترخي شعرك، قال: قلت: لا جرم، فجز خريم شعره، ورفع إزاره «1» . وروينا مثل ذلك أيضا من حديث سهل بن الحنظلية قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته واسبال (144- ظ) إزاره فبلغ ذلك خريما، فقطع جمته الى أذنيه ورفع إزاره إلى نصف ساقه. يعد في الكوفيين روى عنه المعرور بن سويد، وشمر بن عطية، والربيع بن عميلة، وحبيب بن النعمان الأسدي. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود بن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- سماعا أو إجازة- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: خريم بن فاتك الأسدي بدري له صحبه كوفي، روى عنه المعرور بن سويد، والربيع بن عميلة وحبيب بن النعمان الأسدي، سمعت أبي يقول ذلك «2» (145- و) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا أن نروي عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: خريم بن فاتك ابن الاخرم أبو أيمن، ويقال أبو يحيى الأسدي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أخو سبرة بن فاتك، وأبو أيمن بن خريم وقيل إنه شهد بدرا. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن كعب الأحبار، روى عنه ابنه أيمن ووابصة بن معد، وأبو هريرة، وابن عباس وشمر بن عطية، ويسير بن عميلة الفزاري، وبشر أبو قيس التغلبي، وأيوب بن ميسرة الخولاني، وحبيب بن النعمان الأسدي والمعرور بن سويد. «1» وقال: كتب إليّ أبو محمد عبد الله بن علي الأبنوسي، ح. وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال: ومن بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر خريم بن فاتك الأسدي له حديثان، وكان بالشام. وقال الحافظ: أخبرنا: أبو القاسم زاهر بن طاهر قال، أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرنا أبو الحسن الكازري قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبيد: سمعت اسماعيل يحدث عن أيوب قال: نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة (146- و) وهو في فسطاط، فقال: من آوى هذا العبد المصاب؟ فقالوا: فاتك أو

خريم بن فاتك، فقال: اللهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد المصاب «1» . أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله عن أبي الفضل بن ناصر قال: أنبأنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن محمد بن ساندي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن خرقة الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن واصل بن حيان الأحدب عن المعرور بن سويد عن ابن فاتك، يعني خريم بن فاتك قال: قال لي كعب: إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد بن عمر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا صفوان قال: حدثنا عمر- يعني- ابن عبد الواحد قال: سمعت الأوزاعي قال: دخل خريم بن فاتك على معاوية ومئزرة مشمر، فقال معاوية: لو كانت هاتين الساقين لامرأة، فقال خريم: في مثل عجيزتك «2» . أخبرنا أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي المدائني قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي قال: حدثنا عمرو ابن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز قال: خرج خريم بن فاتك بجارية له من (146- ظ) باب الجابية الى جنان فوطئها، فبصر به رجلان، فأخذ بيدها حتى أتى بها الى حلقة قرية، فقال: من هذه؟ قالوا: هذه جاريتك. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو يحيى خريم بن فاتك الأسدي له صحبة «3» .

أنبأنا ابن المقير قال: أخبرنا محمد بن ناصر في كتابه عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو يحيى خريم بن فاتك. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد ابن محمد السّلفي- إجازة- إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر بن محمد قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح قال: قال أبي أحمد بن عبد الله: خريم بن فاتك، يكنى أبا يحيى، وقيل أبا أيمن، نزل الرقة، وقيل: إنه مات بها في عهد معاوية، وإمرته.

ذكر من اسمه خزعل

ذكر من اسمه خزعل خزعل بن عاصم نقيب طيء، له ذكر في الفتوح، وشهد فتح حلب مع أبي عبيدة بن الجرح رضي الله عنه، روى عنه ابن ابنه السديد بن (147- و) بن مازن بن خزعل. خزعل بن عسكر بن خليل الشنأي أبو محمد المقرئ النحوي، وقيل كنيته أبو المجد الشفاوي، من أهل شفا وقرون «1» ، رجل فاضل ورع له معرفة تامة بالقراءات والنحو، تأدب على عمه، وعلى منوجهر بن محمد بن تركانشاه، وعلى عبد الرحمن بن محمد الأنباري، وقرأ عليه عامة مصنفاته، وسمع من أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي، وكان له شعر حسن اجتمعت به بالبيت المقدس، وكان متصدرا بها لإقراء القرآن العظيم. وإفادة علم العربية، وكان يتردد بها إلى عمي أبي غانم، ولم يتفق لي سماع شيء منه، وأجاز لي الرواية عنه، ولما خرب البيت المقدس «2» انتقل الى دمشق وسكنها الى أن مات. روى لنا عنه أبو الحسين يحيى بن علي القرشي العطار بمصر، وأبو الفداء اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن المرجى القوصي، وأبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الشيباني بدمشق شيئا من شعره. وذكر لي ابن الصفار عنه أنه دخل حلب في سفره إلى بغداد. أنشدنا أبو المحامد اسماعيل بن حامد وأبو الحسين يحيى بن علي القرشي،

وأبو الفتح نصر الله بن أبي العزّ بن أبي طالب الصفار قالوا كلهم: أنشدنا تقي الدين أبو محمد خزعل بن عسكر بن خليل الشنأي لنفسه، وقد سأله بعض الفضلاء أن ينشده من شعره، فقال بديها وأجاز ذلك لنا فيما أجازه: يقولون أنشدنا من الشعر قطعة ... فقلت أمثلي ينشد السادة الشعرا (147- ظ) ومن كان مثلي في الحضيض محله ... أينشد شعرا من علا قدره الشعرا أخبرنا أبو الفداء اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن المرجى القوصي قال: أنشدني الإمام العالم المقرئ النحوي اللغوي العروضي تقي الدين أبو محمد خزعل ابن عسكر رحمه الله لنفسه في أقسام الواوات في العربية، وكنت سألته أن ينظمها حالة، حالة قراءتي عليه بقوص، عند قدومه اليها حاجا في جمادى الآخره سنة تسع وثمانين وخمسمائة. وممتحن يوما ليهضمني هضما عن الواو ... وكم قسما فقلت له نظما: فقسمتها عشرون ضربا تتابعت ... فدونكها إني لأرسها رسما فاصل وإضمار وجمع وزائد ... وعطف وواو الرفع في الستة الأسما ورب ومع قد نابت الواو عنهما ... وواوك في الأيمان فاستمع العلما وواوك للإطلاق والواو ألحقت ... وواو بمعنى إذ فدونك والحزما وواو أتت بعد الضمير الغائب ... وواوك في الجمع الذي يورث السقما وواو الهجا والحال واسم لما له ... سنامان من دون الجمال به يسمى وواو في تكسير دار وواو إذ ... وواو ابتداء ثم عدّي بها تما قال أبو الفداء: وهذا الإمام تقي الدين رحمه الله أول من اشتغلت عليه بعلم العربية، ورويت عنه جملة من الكتب الأدبية فرضي الله عنه رضوانا واسعا، فلقد كان للدين والفضل جامعا ولقد (148- و) أقام في البيت المقدس حرسه الله مدة سنين مؤهلا لإقراء كتاب الله تعالى، ولنفع المسلمين، وورد إلى دمشق وأقام بها لما غلب على القدس استيلاء المشتركين طهره الله منهم ببركة سيد المرسلين، وأهل بيته

ذكر من اسمه خزيمة

الطاهرين، وأصحابه المنتجبين، وتوفي بدمشق، وكان مولده بالديار المصرية في بلدة يقال لها شفا وقرون. أخبرني الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي العطار القرشي قال: الشيخ أبو المجد خزعل بن عسكر بن خليل الشنأي النحوي المقرئ، هذا كان أحد القراء المشهورين عارفا بالعربية ذكر لنا أنه دخل بغداد وقرأ على الأنباري أكثر تصانيفه، وعند رجوعه من بغداد قطع عليه الطريق، وأخذ جميع ما كان معه من الكتب، وأقام بعد ذلك بالبيت المقدس زمانا يقرئ الناس القرآن، ثم تحول الى دمشق واستوطنها الى أن توفي بها وكانت وفاته في الثالث والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة وذكر لي غيره أنه دفن بمقابر باب الصغير. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات سنة ثلاث وعشرين وستمائة في كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي الثالث أو الثاني والعشرين من رجب توفي الأديب الفاضل أبو المجد خزعل بن عسكر بن خليل الشني المقرئ النحوي اللغوي بدمشق، ودفن من الغد بباب (148- ظ) الصغير حدث بشيء من شعره، وكان يذكر أنه سمع من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وأنه دخل بغداد، وقرأ على الكمال أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري أكثر تصانيفه، وعند عوده من بغداد قطع عليه الطريق، وأخذ ما كان معه من الكتب، أقرأ القرآن الكريم بالبيت المقدس مدة، ثم تحول إلى دمشق وسكنها إلى أن مات «1» . ذكر من اسمه خزيمة خزيمة بن ثابت: ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان، ويقال عنان ويقال غيّان، ابن عامر بن خطمة، واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن الاوس بن حارثة بن ثعلبة ابن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الازد بن الغوث بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود، أبو عمارة الأنصاري الخطمي ذو الشهادتين، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعل النبي صلى

الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، وقيل في نسبه خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن عمرو بن عدي بن وائل بن منبه بن امرئ القيس بن سلمى بن حبيب بن عدي بن ثعلبة بن امرئ القيس بن علقمة بن معاوية بن جشم بن مالك بن الاوس. وأمه كبيشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة. شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة فتح مكة، وكان يحمل راية بني خطمة، وشهد غزوة مؤتة، وشهد صفين مع علي (149- و) بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتل بها ليلة الهرير. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه جابر بن عبد الله الانصاري، وزيد بن ثابت، وابنه عمارة بن خزيمة، وعطاء بن يسار، وأبو عبد الله ابن عبد الجدلي، وأبو غطفان المري، وعمر بن أحيحة بن الجلاح، وهرمي بن عبد الله. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن خريم الشاشي قال: حدثنا أبو محمد عبد بن حميد بن نصر قال: حدثني ابن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه ان خزيمة رأى في المنام كأنه يسجد على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ان الروح لا تلقى الروح- أو أن الروح تلقى الروح، شك يزيد- فأقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه «1» ، وأمره فسجد من خلفه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم «2» . وأخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بالكلاسة «3» من جامع دمشق

قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله المبارك بن علي بن عبد الباقي بن علي البغدادي- بدمشق- قال: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون (149- ظ) الكوفي النرسي قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن ابن علي التنوخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي قال: حدثنا عثمان ابن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه أن خزيمة رأى في المنام أنه يسجد على جبين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الروح لا تلقى الروح، أو أن الروح تلقى الروح، فأقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم أمره فسجد من خلفه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا عبد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عمه أن خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين رأى في المنام أنه يسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بذلك فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدّق رؤياك فسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين بن ابراهيم الداراني، قال: أخبرنا (150- و) سهل ابن بشر قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي الفارسي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا ابراهيم بن محمد- هو- الشافعي قال: حدثني محمد بن علي قال: أخبرني عبد الله بن علي بن السائب أنه لقي عمر بن أحيحة بن الجلاح، فسأله هل سمعت في إتيان المرأة في دبرها شيئا قال: أشهد لسمعت خزيمة بن ثابت الأنصاري، الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اني آتي امرأتي من دبرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، فقالها مرتين أو ثلاثا، ثم فطن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أمن دبرها في قبلها فنعم، فأما في دبرها، فان الله ينهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهن.

أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول ابن عيسى السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن خريم قال: حدثنا أبو محمد عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: لما كتبنا المصاحف فقدت آية كنت أسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما، فوجدتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه» حتى «تبديلا» «1» قال: وكان خزيمة يدعى ذا الشهادتين أجاز رسول الله (150- ظ) صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين وقتل يوم صفين مع علي رحمة الله عليهما. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عاصم بن سويد عن محمد بن عماره بن خزيمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خزيمة لم تشهد ولم تكن معنا؟ قال: يا رسول الله أنا أصدقك بخبر السماء، ألا أصدقك بما تقول، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين. قال محمد بن سعد: وأخبرنا هشيم قال: أخبرنا زكريا عن الشعبي، وجوهر عن الضحاك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين. قال: وأخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا زكريا قال: سمعت عامرا يقول: كان خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين قال: اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض البيع من رجل، فقال الرجل: هلم شهودك على ما تقول، فقال: خزيمة: أنا أشهد لك يا رسول الله، قال: وما

علمك؟ قال: أعلم أنك لا تقول إلا حقا قد أمنّاك على أفضل من ذلك، على ديننا فأجاز شهادته. قال: وأخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: حدثنا (151- و) همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة ان رجلا طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحق، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم، فشهد خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق عليه، وأنه ليس له عليه حق، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: أشهدتنا؟ قال: لا قد عرفت أنك لم تكذب، قال: فكانت شهادة خزيمة بعد ذلك تعدل شهاده رجلين «1» . وقال أبو عمر بن حيويه: أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حية قال: أخبرنا محمد ابن شجاع الثلجي قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني بكير بن مسمار عن عمارة بن خزيمة عن أبيه قال: حضرت مؤتة فبارزت رجلا يومئذ فأصبته، وعليه بيضة له فيها ياقوتة، فلم يكن همي إلا الياقوتة، فأخذتها فلما انكشفنا وانهزمنا رجعت بها الى المدينة، فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفلينها فبعتها من عمر بن الخطاب بمائة دينار، فاشتريت بها حديقة نخل بيني خطمة. وقال أبو عمر بن حيوية: قال: حدثنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من بني خطمة بن جشم بن مالك بن مالك بن الاوس خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن خطمة، واسم خطمة عبد الله بن جشم بن مالك بن الاوس، وأم خزيمة بن ثابت بن الفاكه: كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن (151- ظ) عامر بن خطمة، وكان خزيمة بن ثابت وعمير بن عدي بن خرشه يكسران أصنام بني خطمة، وخزيمة بن ثابت هو ذو الشهادتين. قال محمد بن عمر: كانت راية بني خطمة مع خزيمة بن ثابت في غزوة الفتح،

وشهد خزيمة بن ثابت صفين مع علي بن أبي طالب، فقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين، وله عقب، وكان يكنى أبا عمارة «1» . أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل- اذنا- قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن ابن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية: خزيمة بن ثابت بن عمارة بن الفاكه أحد بني خطمة من الاوس، ويكنى أبا عمارة، وهو ذو الشهادتين، قتل بصفين مع علي بن أبي طالب له عقب «2» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا عمر بن أحمد قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: ومن بني جشم بن مالك، ثم من بني خطمة خزيمة بن ثابت بن فاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، وخطمة هو عبد الله بن جشم بن مالك بن الاوس أمه كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر ابن خطمة «3» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن (152- و) عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: خزيمة ابن ثابت الأنصاري قال: عبد الله بن صالح: عن الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة عن عمه قال: خزيمة الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين «4» .

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن عن أبي الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال: عنان هو من أجداد خزيمة بن ثابت الانصاري فيما حدثنا علي بن محمد بن عبيد قال: حدثنا أحمد ابن أبي خيثمة قال: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة، وهكذا نسبه شباب «1» أيضا فيما أخبرنا القاضي أبو الطاهر عن موسى بن زكريا عنه، وذكر الطبراني نسب خزيمة بن ثابت فقال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة ابن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس «2» . أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد (152- ظ) ابن عثمان بن السكن قال: ومن الصحابة ممن اسمه خزيمة منهم خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان «3» بن عامر بن خطمة ذو الشهادتين، سكن الكوفة، وتوفي في خلافة عمر بالمدينة. وقال معمر عن الزهري: قتل خزيمة بن ثابت مع علي يوم صفين سنة سبع وثلاثين، يكنى أبا عمارة، روى عنه من الصحابة جابر بن عبد الله، فقال: هو من بني خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس، وكانت راية بني خطمة مع خزيمة يوم الفتح وهو ممن افتخرت به الاوس على الخزرج، فقالوا: منا ذو الشهادتين، وأمه كبشة بنت أوس، روى خزيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث «4» . أخبرنا أبو اليمن الكندي- كتابة- عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي المدائني

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال: ومن بني خطمة- واسمه عبد الله بن جشم بن مالك بن اوس- خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن عنان بن عامر بن خطمة وهو ذو الشهادتين، وقتل يوم صفين. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الانصاري (153- و) من بني خطمة من الاوس، روى عنه جابر بن عبد الله، وابناه: عبد الله وعمارة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين. أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أنبأنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد قالا: قال أبو نعيم الحافظ: خزيمة بن ثابت بن الفاكه ابن عمرو بن عدي بن وائل بن منبه بن امرئ القيس بن سلمى بن حبيب بن عدي ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الازد بن الغوث بن مالك ابن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود، وقيل خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الانصاري من بني خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه الينا من مكة شرفها الله، قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الاشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الخطمي الانصاري من بني خطمة من الاوس، يعرف بذي الشهادتين، جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته كشهادة رجلين يكنى أبا عمارة، شهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، وكانت راية خطمة (153- ظ) بيده يوم الفتح، وكان مع علي رضي الله عنه بصفين، فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين.

قال أبو عمر: روي عن محمد بن عمارة بن خزيمة من وجوه قد ذكرتها في كتاب الاستظهار في طرق حديث عمار قال: ما زال جدي خزيمة بن ثابت مع علي بصفين كافا سلاحه، وكذلك فعل يوم الجمل، فلما قتل عمار بصفين قال خزيمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية، ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: ذكر الدارقطني- يعني- جد خزيمة بن ثابت في الترجمة بكسر العين، وفي سياقه النسب بفتحها، وكان ينبغي أن ينسب ما ذكره في الترجمة من كسر العين الى قائله، وقد نسب خزيمة كذلك أبو بكر البرقي، فأخبرنا أبو القاسم الازهري وأبو محمد الجوهري قالا: أخبرنا محمد بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني قال: حدثنا أبو بكر بن البرقي قال: خزيمة بن ثابت، ثم ساق نسبه مثل ما ذكر سعد بن عبد الحميد سواء، غير أنه قال: عنان- بكسر العين- وقال: أيضا حنظلة بدل خطمة، وقوله حنظلة خطأ والصواب (154- و) خطمة بغير شك، وأما ما حكاه عن الطبري «2» من قوله في نسب خزيمة غيان بدل عنان، فقد ذكره كذلك عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح في نسب الانصار. أنبأنا الحسين بن محمد الرافقي قال: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي قال: أخبرني أحمد بن سعيد بن شاهين قال: حدثنا مصعب بن عبد الله عن ابن القداح قال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن غيان بن عامر بن خطمة شهد أحدا، وما بعدها من المشاهد، وهو ذو الشهادتين. قال الخطيب: ولم يذكر بين ساعدة وبين غيان عامرا، فالله أعلم بالصواب.

أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه الاصبهاني قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ قال: أبو عمارة خزيمة بن ثابت بن عمارة بن الفاكه بن ساعدة بن عامر ابن عنان بن عامر بن خطمة، وخطمة هو عبد الله بن جشم بن الاوس الأنصاري الخطمي، وأمه كبشة بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كانت شهادته بشهادتين، قتل بصفين مع علي ابن أبي طالب. أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: وأما عنان بفتح العين، فهو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن (154- ظ) عامر بن عنان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس هكذا نسبه سعد بن عبد الحميد بن جعفر، وشباب، وقال أبو بكر بن البرقي كما ذكرنا، الا أنه قال: عنان، بكسر العين، وقال: عوض خطمة، حنظلة، وهو غلط بغير اشكال. وقال الطبري في نسبه مثل ما ذكر شباب، وابن عبد الحميد إلا أنه قال غيّان بغين معجمة وياء مشددة، وقال ابن القداح في نسبه: وهو خزيمة بن ثابت بن الفاكه ابن ثعلبة بن ساعدة بن غيان بن عامر بن خطمة، وأسقط عامرا بين ساعدة وغيان، ووافق ابن جرير في أنه بغين معجمة، والصحيح اثبات عامر لاتفاق الجماعة عليه «1» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- كتابة- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان، ويقال عنان بن عامر بن خطمة، واسمه عبد الله بن جشم ابن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن عمارة الأنصاري الخطمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ذو الشهادتين، شهد مع النبي صلى

الله عليه وسلم غزوة الفتح، وكان يحمل راية بني خطمة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه عمارة بن خزيمة، وأبو عبد الله بن عبد ويقال عبد الرحمن بن عبد الجدلي، وعطاء بن يسار وشهد غزوة مؤتة. وقال الحافظ: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا أحمد بن محمد الطريثيثي قال: أخبرنا (155- و) أبو الفضل السعدي قال: أخبرنا منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا جعفر بن أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا أحمد بن الهيثم قال: قال أبو نعمى الفضل بن دكين في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة: خزيمة بن ثابت الأنصاري قتل بصفين. وقال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد ابن اسماعيل قال: حدثني محمود قال: حدثني عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: قال الزهري: قتل خزيمة بن ثابت يوم صفين مع علي «1» . أخبرنا جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمذاني في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي وأبو محمد بن أبي العطاف في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد بن ابراهيم الرازي، ح. قال الهمذاني: وأخبرنا أبو القاسم بن مكي بن موقّى- قراءة عليه- قال: أنبأني أبو عبد الله الرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن المفسر قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن اسماعيل الكوفي قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثنا أبو معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافا سلاحه يوم الجمل، حتى اذا كان يوم صفين فقتل عمار بن ياسر بصفين رحمه الله، سل سيفه فقاتل حتى قتل. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية. أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا

أبو القاسم (155- ظ) بن البسري وأبو طاهر أحمد بن محمد، وأبو محمد، وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وعاصم بن الحسين، والحسن بن أحمد بن محمد بن طلحة قالوا: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن حفص- يعني- المدائني عن أبي معشر عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: كان جدي كافا سلاحه يوم الجمل ويوم صفين حتى قتل عمار، فلما قتل عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية، ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل. قال: وحدثنا جدي قال: حدثنا الفضل دكين قال: حدثنا عبد الجبار- يعني- ابن العباس الهمداني، وهو عبد الجبار الشامي، عن أبي اسحاق قال: لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عليه سلاحه ثم سن «1» عليه من الماء، ثم قاتل حتى قتل. أنبأنا علي بن المفضل عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان قال: أخبرنا محمد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس عن أبي اسحاق قال: قيل لخزيمة بن ثابت: قتل عمار بن ياسر، فدخل فسطاطا، فاغتسل ثم خرج فقاتل حتى قتل. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- إذنا- قال: أخبرنا محمد ابن أبي زيد الكراني قال (156- و) أخبرنا محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا أبو معشر عن محمد ابن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قاتل خزيمة بن ثابت يوم صفين حتى قتل. أنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر بن عبد الله بن سليمان قال: أخبرنا عبد الله بن

أحمد في كتابه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابراهيم بن الجراح عن أبي يوسف عن محمد بن اسحاق عن صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: حدثني شيخ من أسلم شهد يوم صفين قال: والله إن الناس لعلى شاكلتهم، رجل يصلح سرجه وآخر يصلح لجامه وآخر يعلف دابته فما راعنا إلا صوت عمار: أيها الناس من رائح الى الله عز وجل الظمأ بردوا، إنما الجنة تحت أطراف العوالي. وقال: حين كادت الشمس أن تعتدل، قال: فقتل عمار يومئذ وخزيمة بن ثابت الأنصاري وعبد الرحمن بن كلدة، وكانت بيننا قتلى مثل الجبال. أنبأنا أحمد بن أزهر عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضل عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد (156- ظ) خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا، وشهد صفين، وقال: أنا لا أقتل أحدا حتى يقتل عمار، فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية، قال: فلما قتل عمار بن ياسر قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة ثم اقترب فقاتل حتى قتل. وقال: حدثنا محمد بن سعد قال: التقوا بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين فلم يزالوا يقتتلون بها أياما، وقتل بصفين عمار بن ياسر وخزيمة بن ثابت، وأبو عمرة المازني، وكانوا مع علي رضي الله عنه «1» . أنبأنا حسن بن أحمد الصوفي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال أخبرنا ابن خشيش قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا ابن قانع قال: سنة سبع وثلاثين، خزيمة بن ثابت الأنصاري بصفين، يعني قتل.

خزيمة بن خازم بن خزيمة النهشلي:

أخبرنا ... «1» قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف قال: حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى قال: حدثنا معاوية بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن محمد بن عبد الله عن الحكم قال: قيل له: أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل؟ قال: ليس به، ولكنه غيره من الأنصار، مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان رضي الله عنهما. والصحيح أن خزيمة عاش الى زمن علي رضي الله عنه وقتل بصفين (157- و) . خزيمة بن خازم بن خزيمة النهشلي: القائد، كان له مكانة ومنزلة عند الرشيد، وابنه الأمين، ولاه الرشيد حجابته وشرطته، ثم عزله سنة اثنتين وسبعين ومائة عن الشرط، وولى مكانه المسيب بن زهير، وولاه الرشيد قنسرين وحلب والعواصم في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقيل إن ابنه القاسم بن هارون كان معه، ولما توفي الرشيد ولى الأمين أخاه القاسم على قنسرين والعواصم وولى خزيمة بن خازم الجزيرة وحدها، ثم عزل أخاه عن قنسرين سنة أربع وتسعين ومائة وولاها خزيمة بن خازم، ثم ان الامين ولى عبد الملك بن صالح الجزيرة والشام بعد أن أخرجه من حبس أبيه الرشيد بعد موته، فلما توفي عبد الملك بن صالح ولى خزيمة بن خازم قنسرين وحلب والعواصم سنة سبع وتسعين ومائة، وأظن أنه عزل عنها سنة ثمان وتسعين ووليها عبد الله بن طاهر. حدث خزيمة بن خازم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وأبي جعفر المنصور، والربيع بن يونس الحاجب، وابنه الفضل بن الربيع، روى عنه يعقوب ابن يوسف الأصم وأبو بلال الأشعري، وعبد الرحمن بن محمد الحاسب. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن

محمد بن همام الحافظ (157- ظ) قال: حدثنا محمد بن اسماعيل بن علي بن النعمان بن البندار قال: حدثنا الجراح بن مخلد قال: حدثنا يعقوب بن يوسف الأصم قال: حدثنا خزيمة بن خازم القائد عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال إذا أصبح رضيت بالله ربّا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا، رضي الله عنه «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو المكارم رزق الله بن محمد القياوي ببخارى قال: أخبرنا أبو الفضل الزرنجري- إملاء- قال: حدثنا السيد زيد بن حمزة الحسني قال: حدثنا اسماعيل بن أحمد الفضائلي قال: أخبرنا أبو أحمد القاضي قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن موسى السمرقندي قال: حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ح. قال: أبو سعد السمعاني وأخبرناه عاليا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله الهاشمي في داره بباب البصرة قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري- إملاء- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن عثمان بن بكران بن جابر العطار- قراءة عليه- قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد أبو بكر قال: أخبرنا أحمد ابن كثير بن الصلت قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي عن أبي بلال عن خزيمة بن خازم عن الفضل بن الربيع عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس رضي الله عنهما (158- و) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الصيف خرج من البيت ليلة الجمعة، وإذا كان الشتاء نزل ودخل البيت ليلة الجمعة. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: خزيمة بن خازم النهشلي القائد، كان له تقدم ومنزلة عند الخلفاء، ودرب خزيمة ببغداد إليه ينسب وأظن أصله خراسانيا إلا أنه نزل بغداد وأقام بها الى حين وفاته، وقد روي عنه عن محمد بن عبد الرحمن

ابن أبي ذئب حديث مسند أخبرناه أحمد بن أبي جعفر القطيعي «1» وذكر الحديث الذي بدأنا بذكره أولا، قلت: وقد وقع لنا والحمد لله عنه حديث آخر وهو الذي ثنينا بذكره. أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء في كتابه قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال: كانت وفاة الرشيد بطوس «2» ، ودفن الرشيد هنالك، وعلى حجبته الفضل بن الربيع، وذكر الولاة وقال: وعلى حرب الجزيرة خزيمة بن خازم. وقال: ثم دخلت سنة أربع وتسعين- يعني- ومائة، وعزل الأمين القاسم بن الرشيد، وهو المؤتمن- عن قنسرين والثغور، وولى مكانه خزيمة بن خازم. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: أخبرني الحسن بن أبي بكر (158- ظ) قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم الجوزي في كتابه قال: أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر قال: حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثلاث ومائتين فيها مات خزيمة بن خازم يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان. قال الخطيب: أخبرني الأزهري قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال: مات خزيمة بن خازم سنة ثلاث ومائتين بعد أن عمي «3» .

خسر فيروز:

خسر فيروز: وقيل خرزاد فيروز، وقيل فناخسر بن فيروز خسره بن خسر فيروز بن خسرو ابن الحسن بن بويه بن فناخسرو بن تمام بن كوهي- الملك- بن شيرزيل الاصغر ابن شيركذه بن شيرزيل الاكبر بن شيران شاه بن شيرفنه بن سستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل بن سسنادر بن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك بن هرمز الملك كرمانشاه بن سابور الملك بن سابورذي الاكتاف بن هرمز الملك بن برسي الملك بن بهرام الملك بن بهرام الملك بن هرمز الملك بن سابور الملك بن أزدشير الملك الجامع ابن بابك بن ساسان الاصغر بن بابك بن ساسان الاصغر بن بابك بن ساسان أبو منصور الملك الملقب بالملك العزيز بن أبي طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة أبي علي بن أبي شجاع البويهي، كان عالما فاضلا شاعرا مجيدا ذا رأي وتدبير وسياسة، وسيرة حسنة، قدم (159- و) منبج بعد زوال ملكه، وله اقامة بها، وذكر ذلك في شعره، وزوج ابنته من محمود بن نصر بن صالح، فأولدها ابنه سابق، وصعد بهاء الدولة ابنه الى الديار المصرية وعاد منها الى حلب، فأقام بها مدة حين وليها ابن أخته سابق بن نصر بن محمود المرداسي الكلابي. وكان الملك العزيز يحب الادب وأهله، وصنف له أبو الحسن محمد بن علي ابن نصر الكاتب كتاب المفاوضة في نحو ثلاثين كراسة «1» ، روى عنه شيئا من شعره أبو الحسن علي بن الحسن الكاتب وأبو البركات المظفر بن سعد بن محمد الموصلي وولد بالبصرة في يوم الجمعة التاسع عشر من صفر سنة سبع وأربعمائة. واختلف النسابون في بني بويه فقيل انهم ينتسبون الى تمام بن كوهي،

وبنو كوهي عشيرة ترجع الى يزدجرد الملك المعروف بالاثيم بن الملك سابور الثاني ابن الملك سابور الاول ذي الاكتاف بن الملك هرمز بن الملك برسا بن بهرام الملك الثاني بن بهرام الملك الاول بن هرمز الملك بن سابور الجنود الملك بن أردشير الملك الجامع- ملك فارس بعد الفرقة، وقاتل ملوك الطوائف وواضع أدب الفرس- بن بابك شاه بن سامان الاصغر الراجع نسبه الى كيومرت بن نفيس بن اسحاق بن ابراهيم، ويقال انهم يرجعون بنسبهم الى الديلم «1» بن باسل بن ضبة بن أد بن طابخة ابن الياس وهو خندف. وأبو اسحاق الصابئ الكاتب اعتمد على الاول، وهو الذي ذكرناه في نسب الملك العزيز في هذه الترجمة (159- ظ) . أنبأنا عبد العزيز بن دلف المقرئ الخازن قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج بنت الآبري قالت: أخبرني القاضي أبو المعالي عزيزي شيذله قال: أنشدني الرئيس أبو الحسن علي بن الحسن الكاتب بقرية بشيلي من نهر ملك «2» قال: أنشدني الملك العزيز نصير أمير المؤمنين بن الملك جلال الدولة لنفسه: أعليك أنفاس النسيم ترفق ... برسوم منبج والربى من جلق واذا ونيت وسرت في عرصاتها ... فاستبق جدتها التي لم تخلق عل الزمان يعيد منبج كالذي ... عاينت أو تبقى بقية ما بقي أرض اذا رق النسيم بجوها ... سقيتها من دمعي المترقرق سقيا لها ولمستعفين صحبتهم ... زمنا بمنبج في الزمان المونق باكرتهم والصبح يرفل في الدجى ... وجيوب أقمصه الدجى لم تشقق والطير بين مصفق مستبشر ... فرحا وبين مهموم لم ينطق أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أنشدنا أبو

البركات المظفر بن سعد بن محمد الموصلي قال: أنشدنا خرزاد فيروز الملك العزيز لنفسه: وراقص يستحث الكف بالقدم ... مستملح الشكل والأعطاف والشيم (160- و) ترى له نبرات من أنامله ... كأنها نبضات البرق في الظلم يراجع الحث في الايقاع من طرب ... تراجع الرجل الفأفاء في الكلم أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف النحوي- في كتابه- عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بن البطي قال: كتب إلينا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي عن غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن الصابئ قال: وحدثني أبو ... «1» بن عاصم قال: لما انحدر الملك العزيز بن بويه قاصدا البصرة محاربا لها وطامعا فيها شيعته وخدمته وكنت في جملة الغلمان دائما على رأسه، فأنشد شيئا من شعره، وأخذ الحاضرون يصفونه ويمدحونه وذكر في شيء منه انحداره هذا وقصده ورجاء النجاح فيه والثقه به، فأردت أن أدخل نفسي في جملة من يمدحه ويتكلم بين يديه وكنت أحفظ له ثلاثة أبيات فيها ذكر الانحدار فقلت: يا مولانا لك في ذكر الانحدار شيء حسن، فقال: ما هو؟ فقلت: وما شكرت زماني حين أصعدني ... فكيف أشكره في حال منحدري تلاعبت بي أمور لو رمين بها ... جوانب الفلك الدوار لم يدر تزيدني قسوة الايام طيب ثنا ... كأنني المسك بين الفهر «2» والحجر فتطير من ذلك وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا أحسن الله تعالى جزاءك فرجعت الى نفسي وعرفت غلطي، وهربت على وجهي خجلا ولنفسي معنفا (160 ظ) وكسر في هذا الوجه ورجع كما لا يحب.

قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي المدائني الحلبي من مجموعه الذي وهبنيه والدي رحمه الله: تعليق من شعر الملك العزيز فناخسر بن الملك الاعظم شاهنشاه جلال الدولة أبي طاهر: إن كان فرعك ذا كريم الغرس ... فاترك مجالسة الذليل المعطس وابغ العلى بفوارس قد آثروا ... لثم الرماح على الظباء الكنس واذا دعوتهم ليوم كريهة ... والخيل بين مقعص ومدعس لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا ... يتنازعون على ذهاب الانفس قال: وله في ايوان كسرى، وأنشدني والدي هذين البيتين: يا أيها المغرور بالدنيا اعتبر ... بديار كسرى فهي معتبر الورى عمرت زمانا بالملوك وأصبحت ... من بعد حادثة الزمان كما ترى قال وله: وبالقطيعة من بغداد لي قمر ... نفسي تقطع من وجد به قطعا أصانع القلب عنه وهو في يده ... يجني عليه ولا يعنى بما صنعا أشكو الى الله قلبا في تقلبه ... فإن قلبي وطرفي في دمي شرعا يا من فؤادي أسير في بيوتهم ... يعل فيهم بكاسات الاسى جرعا إني لأسألكم بقيا على كبدي ... فلا تظنوا سؤاليها لكم هلعا (161- و) إلا مخافة أن تستأصلوا بدمي ... فتهلكوا وفؤادي في الغرام معا أهل القطيعة هم أهل القطيعة ... بل أهل الخيانة أظهروا البدعا هم تصدوا فصدوا بعد أن ملكوا ... وأورثونا ولم يرثوا لنا جزعا إني اذا سمحوا يوما بقربهم ... فلست أفكر فيمن شح أو منعا أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا الحسين بن عبد الملك بن الحسين الرازي بأصبهان

- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الفقيه الكاتب في كتابه للملك العزيز: خليلي هذا الدهر ما تريانه ... خمول نبيه أو علو سفيه فإن تسألوني ما الذي قد لقيته ... فأيسر ما لاقيت ما أنا فيه نقلت من خط أبي الحسن علي بن مقلد بن علي بن منقذ في تاريخه، وذكر أحوال سابق بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس، وضعف أمره وقال في أثناء كلامه: والامير سديد الملك مقيم بالجسر «1» لعلمه أن الداء قد أعضل، وكان سبب ذلك أن الامير بهاء الدولة بن الملك فناخسرو، وهو خاله، قد نزل من مصر لما تولى ابن اخته حلب، كانت جاريته قد اعتقلها أمير الجيوش بدر «2» بمصر، وأراد يضرب رقبتها لانها كانت أوفى طبقة في الغناء، فكان الأمراء بمصر يتقاتلون عليها، فقتل من أجلها عدة من الأمراء، فقال لسابق: ما يقدر أحد يخلص جاريتي وأولادي إلا الامير سديد الملك، فإنني رأيت له بمصر صيتا وافيا وقال من بها (161- ظ) : لو كان جعل مقره بمصر عوض طرابلس كانت الدولة في قبضته، فثقل على الأمير الى أن كتب وسير الى أمير الجيوش في أمر الجارية، فقال: والله ما أردت أخرجها أبدا من الحبس، ولكني لا أرد مسألة ذلك المحتشم فسيرها الى طرابلس الى دار جدي، فأحضرها الى حلب ومعها ابناها: دارا، وبهمن، فلما حضرت في مجلس سابق أول صوت غنت: نفسي فداؤك كيف تصبر طائعا ... عن فتية مثل البدور صباح حنت نفوسهم إليك فأعلنوا ... نفسا يغل مسالك الأرواح وغدوا لراحهم وذكرك فيهم ... أذكى وأطيب من نسيم الراح فإذا اجزت خبئا وذكرك فيهم ... جعلوك ريحانا على الأقداح

خصيف بن عبد الرحمن:

ثم قامت وقبلت الأرض وقالت: يا أمير أبو الحسن أنا مصطنعتك وكذلك أولادي فتخيل «1» مولاها وخاف أن يكون الأمير أبو الحسن يخرجه من منزله اذ كان يعلم أنه من غير شكله، ولا هو من رجال سديد الملك، فاشتغل عنهم بحصنه وبلدة كفر طاب «2» يشتو بالجسر ويضيف بكفر طاب الى أن غلب سابق واستحكم بأسه. وهذه الحكاية لا تتعلق بالملك العزيز بل بابنه وكتبت سهوا وهي مما ينبغي أن يكتب في ترجمة سديد الملك علي بن منقذ. قرأت في بعض تعاليقي أن الملك العزيز بن بويه توفي في شهر ربيع الآخر بميافارقين سنة احدى وأربعين وأربعمائة (162- و) . خصيف بن عبد الرحمن: وقيل ابن يزيد أبو عون الحراني الحضرمي الأموي مولاهم، قيل هو مولى عثمان بن عفان، وقيل مولى معاوية بن أبي سفيان. حدث عن أنس بن مالك، وقيل انه رأى أنسا ولم يسمع منه، وروى عن مجاهد بن جبر وسعيد بن جبير، وعمر بن عبد العزيز، وأبي عبيدة بن عبد الله ابن مسعود، وعكرمة مولى ابن عباس، ونافع مولى ابن عمر ومقسم وكعب بن محمد بن كعب القرظي، روى عنه محمد بن اسحاق بن يسار، وأبو حنيفة النعمان ابن ثابت وعطاء الخراساني وسفيان بن سعيد الثوري وشريك بن عبد الله القاضي، وعبد الله بن أبي نجيح المكي وأبو صخر عبد الوارث بن صخر الحمصي، وأبو جعفر حكيم بن نافع، ومعمر بن سليمان الرقيان، واسرائيل بن يونس، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي، ومحمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن فضل ابن غزوان، وهارون بن حيان الرقي، وعبد الواحد بن زياد، ومروان بن شجاع وعبد السلام بن حرب الملائي، وعثمان بن عبد الرحمن، وأبو سعيد محمد بن

مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، وعتاب بن بشير، وأبو بدر شجاع بن الوليد، وخطاب بن القاسم، وعثمان بن ساج. وقدم الرصافة على هشام بن عبد الملك وحدث بها. أخبرنا الامام شهاب الدين أبو نصر عمر بن محمد السهروردي، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد وأبو بكر عبد الله بن عمر بن علي القرشي، وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغداديون، وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان ابن يوسف الكاشغري، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الاربلي، كلهم بحلب (162- ظ) وموسى بن عبد القادر الجيلاني البغدادي بدمشق، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الحراني بها، قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، ح. قال أبو سعد ثابت: وأخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الباقي الغزال قالا: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عبد السلام عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل في دبر الصلاة «1» (163- و) . أخبرنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي- اذنا- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد البزاز قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن كاس قال: حدثنا سليمان بن الربيع قال: حدثنا حامد بن آدم قال: حدثنا محمد بن الفضل أنهم دخلوا على خصيف مع أبي حنيفة فنهض اليه واستقبله وأقبل عليه وعظمه، فسأله أبو حنيفة عن حديث ابن مسعود في بيضة النعام يصيبها المحرم، ان فيه قيمته.

أخبرنا المبارك بن مزيد الخواص ببغداد- قراءة عليه وانا اسمع- قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني قال: حدثنا محمد بن الحارث البزاز قال: حدثنا محمد بن سلمة عن خصيف قال: رأيت أنس بن مالك، ح. (163- ظ) . قال: أبو عروبة: وحدثنا أحمد بن بكار وسليمان بن عمر بن خالد قالا: حدثنا عتاب عن خصيف قال: كنت مع مجاهد فرأيت أنس بن مالك، فأردت أن آتيه فمنعني مجاهد، فقال: لا تذهب إليه فإنه يرخص في شرب الطلاء «1» فلم ألقه ولم آنه. قال عتاب: قلت لخصيف: ما كان أحوجك الى أن تضرب كما يضرب الصبي الصبي بالدرة، تدع أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم على كلام مجاهد. أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام أن الحافظ أبا العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني كتب إليهم: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال: حدثنا اسحاق بن عبد الله قال: حدثنا عطاء الخراساني قال: أقبلت أنا ومكحول نريد هشام بن عبد الملك وهو بالرصافة يومئذ، فانتهينا الى واسط الرقة، فإذا نحن بخصيف بن عبد الرحمن يحدث، فوقفنا عليه فقلنا: حدثنا يرحمك الله، فتأملنا، ثم قال: العلماء إذا ما عرفوا غابوا، وإذا ما غابوا طلبوا، واذا ما طلبوا هربوا، قال: فالتفت أحدنا الى صاحبه، فقال: موعظة، فأكفينا رؤوس رواحلنا فرجعنا الى منازلنا، ولم نأت هشاما. أخبرنا سليمان بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن مسعود بن

البدن، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن (164- و) بن الطيوري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف الواعظ قال: أخبرنا أبي أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن أبي حسان الأنماطي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني علي بن أبي الحسن ومحمد بن منصور قالا: خرج مكحول وعطاء الى هشام، فلما دخلوا الرصافة أناخوا رواحلهم ودخلوا المسجد يركعون، فإذا بخصيف يحدث، فلما رآهما قال: كان العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا عرفوا، فإذا عرفوا هربوا، قال: فقال أحدهما لصاحبه: ما يعني إلا لنا، قال: فركبوا رواحلهم ورجعوا ولم يدخلوا على هشام. قال أحمد: فحدثني بعض مشيختنا قال: فبلغ ذلك هشاما، فبعث بالجائزة في طلبهم (164- ظ) .

حج خصيف بن عبد الرحمن

[حج خصيف بن عبد الرحمن] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا المبارك بن مزيد الخواص ببغداد قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله ابن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا علي ابن عمر بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني قال: حدثني محمد بن يحيى بن كثير قال: حدثنا أحمد بن أبي شعيب قال: حدثنا أبي قال: حججت أنا وموسى بن أعين مع عبد الكريم وخصيف، فلما وصلنا الى الكوفة اجتمع الناس على خصيف وعبد الكريم فكانوا على عبد الكريم أكثر فقال خصيف: لقد طلبت العلم وإن له لجّمة «1» . وقال: أخبرنا أبو عروبة قال: حدثني أبو الحسين- يعني- أحمد بن سليمان الرهاوي، وأبو فروة قالا: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال: رأيت على خصيف ثياب سود، قلت: أي شيء من ثيابه؟ قال: كلها، زاد أبو فروة: وكان على بيت المال. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا الواقدي قال: كان خصيف وخصاف ومخصف وعبد الكريم الجزري موالي معاوية، كانوا من الخضارمة، قال أبي: كان خصاف أفضلهم وأعبدهم (166- و) . قال أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني قال:

أخبرنا أبو محمد يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد المهندس قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيي بن معين يقول في تسمية أهل الجزيرة: خصيف بن عبد الرحمن. أنبأنا أبو اليمن عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن قال: أخبرنا علي بن محمد بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيي بن معين يقول خصيف كنيته أبو عون «1» . كتب إلينا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا الفضل بن زياد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سالم الأفطس وعبد الكريم الجزري وعلي بن بذيمة وخصيف كلهم من أهل حران. قال: وإن كنا نحب خصيفا فإن سالم أثبت حديثا، وكان سالم يقول بالارجاء «2» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا ابراهيم ابن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب القومسي يقول: خصيف الجزري، هو خصيف بن عبد الرحمن. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم (166- ظ) محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد قال: حدثنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: خصيف بن عبد الرحمن، أبو عون، وقال بعضهم: ابن يزيد الجزري، سمع سعيد بن جبير ومجاهدا، روى عنه الثوري

واسرائيل، كناه محمد بن عبيد عن عتاب بن بشير عن خصيف بن عبد الرحمن أبو عون، يقال مات سنة سبع وثلاثين ومائة، مولى معاوية» . أخبرنا سليمان بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عون خصيف بن عبد الرحمن الجزري سمع مجاهدا، وعكرمة، روى عنه عتاب ومحمد بن سلمة «2» . أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن علي بن عبد الله الدقاق والمبارك بن عبد الجبار قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن السري الدارمي قال: حدثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم قال: حدثنا أحمد بن هارون الحافظ قال: في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة خصيف الجزري، روى عنه الثوري واسرائيل وعتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة الحراني. وقال ابن ناصر: أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا هبة الله بن عمر قال: أخبرنا محمد بن أحمد (167- و) بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال: أبو عون خصيف بن عبد الرحمن الجزري. حدثنا ابراهيم بن يعقوب قال: حدثني النفيلي قال: حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف قال: قال لي مجاهد: أنا أحبك يا أبو عون في الله عز وجل. وقال ابن ناصر: أنبأنا جعفر بن يحيي قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي أبو عبد الرحمن النسائي قال: أبو عون خصيف بن عبد الرحمن،

جزري صالح، وقيل ابن يزيد. أخبرني سليمان بن أشعث قال: سمعت يحيي يقول: خصيف ثقة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر رواج بمنظرة سيف الاسلام بين مصر والقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيي المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد ابن شعيب بن علي النسوي قال: خصيف ليس بالقوي. أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو عون خصيف بن عبد الرحمن، ويقال ابن يزيد الخضرمي القرشي الجزري الحراني، مولى عثمان أو معاوية، رأى أنس بن مالك، وسمع سعيد بن جبير، وعكرمة، ليس بالقوي عندهم. روى عنه عبد الله بن أبي نجيح الثقفي ومحمد بن اسحاق بن يسار (167- ظ) وسفيان الثوري. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال: فأما الخضرمي بالخاء المعجمة المجرورة وضاد معجمة، فهم عدد يكونون بأرض الجزيرة، منهم خصيف بن عبد الرحمن أبو عون، وأخوه خصاف. قال عبد الكريم بن حمزة: أنبأنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: أما الخضرمي بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمة: خصيف بن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن، وقال غيره أصلهم من قرية من قرى اليمامة يقال لها خضرمة «2» .

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: خصيف بن عبد الرحمن، ويقال ابن يزيد، أبو عون الجزري الحراني الخضرمي مولى بني أمية أخو خصاف، وكانا توأما، وخصيف أكبرهما، حدث عن أنس بن مالك وسعيد بن جبير، ومجاهد، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، ومقسم وعكرمة مولى ابن عباس، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه عبد الله بن أبي نجيح المكي، ومحمد بن اسحاق صاحب المغازي وابن جريج، واسرائيل بن يونس، وسفيان الثوري، وعتاب بن بشير، ومعمر بن سليمان الرقي، وهارون بن حيان الرقي، وشريك بن عبد الله القاضي، ومحمد بن فضيل بن غزوان، وأبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، وعبد الواحد بن زياد، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن عبد الرحمن (168- و) أبو الأصبغ البالسي، ومحمد بن سلمة الحراني وغيرهم. وقدم على عمر بن عبد العزيز، وقدم على هشام بن عبد الملك الرصافة. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الحسن قالت: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر المقرئ قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو الفضل عبد الله بن سعد بن ابراهيم قال: حدثنا عمي قال: حدثنا أبي عن ابن اسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي أنه حدثه خصيف، رجل من أهل الجزيرة قال ابن أبي نجيح: وكان امرئ من صالح الناس فيما نعلم «1» . أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا مسعود الثقفي كتابة عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه قال: أخبرنا الحسين بن إدريس قال: سمعت محمد بن عبد الله بن عمار يقول خصيف الجزري، ما سمعت أحدا تركه. قال الخطيب: خصيف بن عبد الرحمن الخضرمي، أبو عون، رأى أنس بن مالك وحدث عمن بعده، روى عنه مروان بن شجاع الجزري «2» .

أنبأنا عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد ابن محمد السّلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم- يعني- صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: وخصيف (168- ظ) الجزري ثقة «1» . أنبأنا سعيد بن هاشم الخطيب عن مسعود الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: ذكر أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين أنه قال: خصيف صالح. قال: وسمعت أبي يقول: خصيف صالح يحفظ، وتكلم في سوء حفظه، وسئل أبو زرعة عن خصيف بن عبد الرحمن فقال: ثقة «2» . كتب إلينا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيي بن معين: فعبد الكريم أحب إليك أو خصيف؟ قال: عبد الكريم أحب إليّ وخصيف ليس به بأس. قال أبو أحمد بن عدي: ولخصيف نسخ وأحاديث كثيرة، وإذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته إلّا أن أن يروى عنه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي، يكنى أبا الأصبغ، فإن رواياته بواطيل، والبلاء من عبد العزيز لا من خصيف، وتروي عنه نسخة عن أنس بن مالك، وعن جماعة من التابعين، وقد ذكر عن خصيف أنه ترك أنس بن مالك ولم يسمع منه ولزم مجاهد «3» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن

الفضل قال: (169- و) أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن خصيف، جزري، يكنى أبا عون، لا بأس به «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: أخبرنا عبد العزيز قال: أخبرنا علي بن الحسن الربعي، ورشاء بن نظيف قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن ابراهيم بن محمد الطرسوسي قال: حدثنا محمد بن محمد بن داود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: خصيف الجزري لا بأس به. وقال أبو القاسم: قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر قال: قرىء على أبي بكر محمد بن اسحاق، وسئل عن خصيف الجزري فقال: لا يحتج بحديثه. وقال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن عبد الله بن هريسة قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن البرقاني قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول خصيف بن عبد الرحمن جزري، يعتريه، يهم. كتب إلينا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: كتب إليّ ابن أيوب: أخبرنا ابن حميد قال: حدثنا جرير قال: كان خصيف الجزري تكلم في الارجاء، روى بآخره أحاديث منكرة، وما أرى أنها من قبل خصيف. قيل له: فكيف حديث خصيف؟ قال: عند أصحاب الحديث عبد الكريم أحمد (169- ظ) منه، وهو أثبت من خصيف في الحديث، وسالم الأفطس أقوى في الحديث من خصيف، وعبد الكريم صاحب سنة وليس هو فوق خصيف، قال: وخصيف أضعفهم «2» . أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي

قال: حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا أبو طالب قال: سئل أحمد بن حنبل عن عتاب بن بشير قال: أرجو أن لا يكون به بأس روى بآخره أحاديث منكرة، ما أرى أنها إلّا من قبل خصيف، قيل له فكيف حديث خصيف؟ قال: عند أصحاب الحديث عبد الكريم أحمد منه عندهم، وهو أثبت من خصيف في الحديث، وسالم الأفطس أقوى من خصيف، وعبد الكريم صاحب سنة، وليس هو فوق سالم. قال: خصيف أضعفهم؟ فشنج بين عينيه يضعّفه. قال أبو أحمد بن عدي: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا عبد الله- يعني- ابن أحمد عن أبيه قال: خصيف ليس هو بقوي في الحديث، وأخبرنا به عبد البر بن أبي العلاء في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة، فذكره باسناده «1» . وأنبأنا ابن طبرزد عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الحسين الصيرفي قال: أخبرنا ابراهيم البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر الدقاق قال: حدثنا أبو حفص الجوهري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هانىء عن أحمد بن حنبل، وذكرنا خصيفا في حديث، فقال: خصيف، كأنه يضعفه. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفر قال: أخبرنا (170- و) أبو الحسن أحمد ابن محمد العتيقي قال: أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن عمرو العقيلي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن خصيف، فقال: ليس هو بقوي في الحديث. قال: وسمعته مرة أخرى يقول: خصيف ليس بذاك، قال: وسمعت أبي يقول: خصيف شديد الاضطراب في المسند. وقال: حدثنا أبو جعفر العقيلي قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا صالح ابن أحمد قال: حدثنا علي بن المديني قال: قلت ليحيي: أيما أعجب إليك خصيف عن مجاهد عن ابن عباس: الحج عرفة، أو قتادة عن زرارة عن ابن عباس؟ قال قتادة عن زرارة. قلت ليحيي: سمع زرارة من ابن عباس؟ قال: ليس فيها شيء

سمعت، ولكنها إسناد، قلت: فمجاهد عن ابن عباس؟ قال: من دون مجاهد، قلت: خصيف؟ قال: لو كان دونه منصور انه خصيف، ثم قال يحيي: ما كتبت عن سفيان عن خصيف بالكوفة شيئا، إنما كتبت عنه عن خصيف بآخره، كأن يحيي ضعّف خصيفا. قال: وحدثنا محمد بن عمرو العقيلي قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار قال: حدثنا الحسن بن شجاع قال: قلت لعلي: كيف ذكرت عن يحيي؟ قال: قال لي يحيي، وقلت له: زرارة عن ابن عباس أحب إليك أو خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال: الحج عرفات؟ فقال: زرارة، قال: فقال له يحيي: لم نكن نكتب حديث خصيف في ذلك الزمان. قال: وحدثنا العقيلي قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا صالح قال: حدثنا علي قال: سمعت (170- ظ) يحيى يقول: كنا تلك الايام نجتنب خصيفا. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثني صالح قال: حدثنا علي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما كتبت عن خصيف بالكوفة شيئا انما كتبت عنه عن خصيف بآخره، كأن يحيى ضعف خصيفا «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص ابن المفضل عن يحيى بن معين قال: وحديث خصيف فيه ضعف، وقد قاله القطان، فيما حكي عنه. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا اسماعيل بن أحمد- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا

علي- هو- بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول لنا تلك الايام: نجتنب حديث خصيف. وقال اسماعيل بن أحمد: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا أحمد بن بكار والشهيدي- يعني- اسحاق ابن ابراهيم بن حبيب بن الشهيد قالا: حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه (171- و) تشهد ابن مسعود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم السنة سنة عبد الله، نعم السنة سنة عبد الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقل: اللهم اني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار. وقال اسماعيل بن أحمد: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين ابن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن المثنى النخعي قال: حدثنا عبد السلام بن حرب أن خصيفا قال عند الموت: ليجىء ملك اذا شاء، اللهم إنك لتعلم أبي أحبك وأحب رسولك. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن أبي محمد الربعي قال: وفيها- يعني سنة اثنتين وثلاثين ومائة- مات خصيف الجزري. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن مسعود الثقفي قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الكندي قال: حدثنا أبو موسى محمد ابن المثنى قال: سنة ثنتين وثلاثين فيها مات خصيف. وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا ابن رزق قال: أخبرنا ابن السماك قال: حدثنا حنبل قال: حدثني أبو عبد الله قال: بلغني عن أبي جعفر السويدي قال: مات خصيف سنة ست وثلاثين (171- ظ) .

أخبرنا المبارك بن مزيد البغدادي بها- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين ابن محمد بن مودود الحراني قال: حدثني محمد بن يحيى بن كثير قال: سمعت أبا جعفر النفيلي يقول: كنيته أبو عون، يعني خصيفا، ومات بالعراق سنة ست وثلاثين ومائة. أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد ابن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: خصيف ابن عبد الرحمن، ويكنى أبا عون من أهل حران، مولى لعثمان بن عفان ولمعاوية بن أبي سفيان، مات سنة سبع وثلاثين ومائة أول خلافة أبي جعفر، وكان ثقة «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء عن أبي تمام علي بن محمد قال: أنبأنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا عتاب بن بشير قال: مات خصيف بن عبد الرحمن في سنة سبع وثلاثين ومائة. قال ابن أبي خيثمة: بلغني أن كنية خصيف أبو عون. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- فيما أذن لنا في روايته عنه (172- و) وسمعت منه الكثير بالمسجد الأقصى- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وثلاثين ومائة خصيف بن عبد الرحمن الجزري مولى بني أمية، يكنى أبا عون، يعني مات فيها. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك-

اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثنا أبي قال: وفيها- يعني سنة سبع وثلاثين ومائة- مات أبو عون خصيف ابن عبد الرحمن. قلت: والأكثرون على هذا، وكذلك ذكر أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري- وقد قدمنا ذكره ويؤيد ذلك ما أنبأنا به أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: قال الهيثم: مات خصاف الجعفي زمن أبي العباس، ومات خصيف الحنفي وبينهما قريب. وأظن أنه الجزري في الموضعين وقد تصحف. أنبأنا سعيد بن هاشم عن مسعود الثقفي قال: كتب الينا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: كتب إليّ محمد بن ابراهيم الجوزي من شيراز أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: حدثنا أحمد بن يونس (172- ظ) الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: سنة ثمان وثلاثين ومائة، مات خصيف ابن عبد الرحمن من أهل حران، مولى معاوية بن أبي سفيان، يكنى أبا عون. أنبأنا عمر بن طبرزد أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص- اجازة- قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة ثمان وثلاثين ومائة، توفي فيها خصيف بن عبد الرحمن مولى آل أبي سفيان بالجزيرة. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا

ذكر من اسمه الخضر

أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها- يعني سنة ثمان وثلاثين ومائة- مات خصيف «1» . قلت: وقد روى أبو حفص الأهوازي عن خليفة بن خياط أنه توفي سنة تسع وثلاثين، وهو قول لم ينقل عن غيره، وأظن أنه تصحف سبع بتسع وكيف ما كان فقد اختلف قوله. أنبأنا بذلك أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبو حفص الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن (173- و) خياط قال: خصيف ابن عبد الرحمن مولى لبني أمية مات سنة تسع وثلاثين ومائة، حراني. «2» . ذكر من اسمه الخضر الخضر بن آدم: عليه السلام لصلبه، وقيل هو خضرون بن قابيل بن آدم، وقيل خضرون بن عميائل بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم صلى الله عليه وسلم، وقيل هو الخضر بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن شالم بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام. وعن وهب بن منبه أن اسم الخضر بليا، وقيل إيليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وقيل اسمه ارميا بن حلقيا. وذكر اسماعيل بن أبي أويس قال: اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم المعمر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الأزد.

وقال غيره: الخضر من ولد العيص بن اسحاق بن ابراهيم، ويقال ان اسمه ارميا بن حليفا- ويقال انه من الفرس. وهو صاحب موسى عليه السلام دخل معه أنطاكية في قول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى- «حتى اذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما» «1» قال هي أنطاكية، وقد ذكرنا ذلك في باب ذكر أنطاكية وفي ذكر صخرة موسى في مقدمة الكتاب «2» . وفي ظاهر حلب مسجد يقال أنه مسجد الخضر عليه السلام. وقد نقل أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه حديثا رواه (173- ظ) عنه أبو المظفر الخيام السمرقندي يكتب للتعجب، وقيل ان الله بعثه نبيا بعد أيوب عليه السلام. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل الساوي بنيسابور، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن القاضي بخرق «3» قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الثابتي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الفزاري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الدندانقاني قال: أخبرنا أبو المظفر الخيام السمرقندي قال: حدثني الخضر والياس عليهما السلام قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان العالم بين ظهراني الجهال كالحي يمشي على ظهور الأموات. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر المؤدب قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زيد- أملّه علينا

بعبادان- قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس- قال: ولا أعلمه إلّا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: يلتقي الخضر والياس في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان (174- و) عن هؤلاء الكلمات: بسم الله، ما شاء الله لا يسوق الخير إلّا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلّا الله، ما شاء الله، ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله. قال: وقال ابن عباس، من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الغرق والحرق والسرق، وأحسبه قال: من الشيطان والسلطان، ومن الحية والعقرب. حديث غريب من حديث ابن جريج لم يحدث به غير هذا الشيخ عنه. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن أبي منصور جعفر بن عبد الله الدامغاني قال: أخبرنا والدي أبو منصور جعفر بن عبد الله قال: أخبرنا القاضي أبو مسلم عبد الرحمن ابن عمر السمناني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن خزيمة، فذكره بالاسناد مثله. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سليمان الإربلي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب بن الخراساني قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار قال: أخبرنا أبو علي بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني الحسن- يعني- ابن عبد العزيز عن ضمرة عن السري بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: الياس والخضر رضي الله عنهما يصومان شهر رمضان ببيت المقدس ويوافيان الموسم في كل عام. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السيبي- اجازة- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله المعروف بابن النخاس- اجازة- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد

المعروف بالمحاسبي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع- فيما كتب إليّ من صيدا- قال: حدثنا أبو راشد الريان بن عبد الله قال: حدثنا الفضل بن يزيد قال: حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن واصل الأحدب عن أم يحيى قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت ريدة جارية عمر بن الخطاب، وكانت من المجتهدات في العبادة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدنيها لما يعلم منها، فقالت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا رسول الله، فرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: يا رسول الله كنت قد عجنت لأهلي عجينا، فخرجت لأحتطب فإذا برجل نقي الثياب، طيب الريح، كأن وجهه دارة القمر ليلة البدر على فرس أغر محجل، فدنا مني فقال: السلام عليك يا ريدة ورحمة الله فقلت: وعليك السلام ورحمه الله، فقال: أأنت مبلغ محمدا ما أقول؟ فقلت: نعم ان شاء الله، فقال: إذا أتيت محمدا فقولي له: اني لقيت الخضر وهو يقرئك السلام ويقول لك: يا محمد ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك ان الله عز وجل أعطاك الأمة المرحومة والدعوة المقبولة، يدخل محسنهم باحسانه الجنة ومسيئهم بشفاعتك يا محمد، الا وإن الله أعطاك نهرا في الجنة يقال له الكوثر طوله طول الجنة، وعرضه أربعون عاما، عدد آنيته نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ أبدا، ألا وان أنهار الجنة لتفجر من ذلك النهر، ارفعي جرزتك «1» يا ريدة، فرفعتها، فكعت «2» عنها، وذلك أني كنت صائمة يا رسول الله، فقال لي: ضعيها يا ريدة وأومأ بيده الى كمه فأخرج قضيبا أخضر كأنه قطع من ساعته تلك، فنقر به الجرزة فمرت تخطر بين يدي حتى وقعت على باب المدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: تعرفي الموضع؟ قالت: نعم، فأخذ جماعة من أصحابه ومضى الى الموضع فإذا بممر الحزمة وبآثار قوائم الدابة ولم نر هناك أحدا (174- ظ) . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو سعد الماليني، ح.

قال الحافظ: وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قالا: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم- زاد ابن مسعدة البخاري- قال: حدثنا أحمد بأن اسماعيل القرشي قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في المسجد، فسمع كلاما من ورائه- وفي حديث الماليني من زاوية- فاذا هو بقائل يقول: اللهم أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك: ألا تضم اليها اختها فقال الرجل: اللهم ارزقني شوق الصالحين الى ما شوقتهم اليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك، وكان معه: اذهب يا أنس اليه فقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: استغر لي، فجاءه أنس فبلغه، فقال له: يا أنس أنت رسول رسول الله إلي؟ فقال كما: أنت، فرجع فاستثبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل له: نعم، فقال له: اذهب لرسول الله- وفي حديث الماليني- فقل له ان الله فضلك على الانبياء بمثل ما فضل به رمضان على الشهور، وفضل أمتك على الامم بمثل ما فضل يوم الجمعة على سائر الايام، فذهبوا ينظرون (175- و) فاذا هو الخضر عليه السلام. قال الحافظ: وقد روي هذا الحديث عن أنس، أخبرناه أبو القاسم تميم بن أبي سعد بن أبي العباس وأبو القاسم الشحامي قالا: أخبرنا أبو سعد أحمد بن ابراهيم بن موسى المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر قال: حدثنا محمد بن سلام المنبجي قال: حدثنا الوضاح بن عباد الكوفي عن عاصم الأحول عن أنس، زاد الشحامي قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي أحمل له الطهر إذ سمع مناديا، فقال: يا أنس صه «1» ، فقال: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قال أختها معها فكأن الرجل لقن ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: وارزقني

شوق الصادفين الى ما شوقتهم اليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت يا أنس دع- وقال تميم: ضع- هذا الطهور وائت هذا المنادي فسله أن يدعو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعينه على ما ابتعثه به، ويدعو لامته وان يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق، فقال لي: من أرسلك؟ فكرهت أن أعلمه ولم أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: وما عليك يرحمك الله تدعو بما سألتك، فقال: لا أو تخبرني من أرسلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: فقال: قل له أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم (175- ظ) فقال: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسوله، أنا كنت أحق أن آتيه أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: الخضر يقرئك السلام، ويقول- زاد الشحامي: لك- وقالا: ان الله قد فضلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشهور وفضل أمتك على الجميع كما فضل يوم الجمعة على سائر الايام، فلما وليت عنه سمعته يقول: اللهم اجعلني مع هذه الامة المرحومة المرشدة المتوب عليها. وقال الحافظ: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن باكويه قال: حدثنا محمد بن بشر بن مطر قال: حدثنا كامل بن طلحة قال: حدثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية جسيم صبح فتخطا رقابهم، فبكى ثم التفت الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ان في الله تعالى عزاء من كل مصيبة وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل هالك فالى الله فأنيبوا واليه فارغبوا، ونظره اليكم في البلاء، فانظروا فان المصاب من لم يجبر، وانصرف فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل، فقال أبو بكر وعلي: نعم هذا أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضر عليه السلام. قال البيهقي عبادة بن عبد الصمد ضعيف وهذا منكر «1» بمرة (176- و) .

أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن الدامغاني بحلب قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثنا الزبير- يعني- ابن بكار قال: حدثني أبو الحسن علي بن المغيرة عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال: أول نبي بعثه الله تبارك وتعالى في الارض ادريس، واسمه أحنوخ، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله نوح بن لمك بن متوشلخ بن أحنوخ، وكان سام بن نوح نبيا، ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله ابراهيم نبيا، واتخذه خليلا، وهو ابراهيم بن تارح، واسم تارح آزر. ثم بعث اسماعيل بن ابراهيم فمات بمكة، ودفن فيها، ثم اسحاق بن ابراهيم مات بالشام ثم لوط بن هارون، وابراهيم عمه، ثم يعقوب، وهو اسرائيل بن اسحاق ثم يوسف بن يعقوب ثم شعيب بن يوبب، ثم هود بن عبد الله، ثم صالح بن آسف، ثم موسى وهارون ابنا عمران، ثم أيوب ثم الخضر، وهو خضرون، ثم داود بن أيشا، واقتص بقية الأنبياء على ما ذكرناه بهذا الاسناد في ترجمة ابراهيم صلى الله عليه وسلم. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: حدثنا محمد بن الفتح القلانسي قال: حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا رواد بن الجراح قال: حدثنا مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس قال: الخضر بن آدم لصلبه ونسىء «1» له في أجله حتى يكذب الدجال (176- ظ) . أخبرنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد ابن أحمد الخواري قال: قال لنا علي بن أحمد الواحدي المفسر: الخضر اسمه بليا ابن ملكان، انما سمي الخضر لانه اذا صلى في مكان أخضر ما حوله. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا الفضل بن سهل الحلبي

في كتابه عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن اسحاق الكاتب قال: أخبرنا أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي قال: حدثنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد بن عثمان- املاء- قال: سمعت مشيختنا، منهم: أبو عبيدة وغيره، وأبو اليقظان وهو عامر بن حفص ولقبه سحيم وهو مولى بلعجيف، ومحمد بن سلام الجمحي، قالوا: ان أطول بني آدم عمرا الخضر صلى الله عليه وسلم، واسمه خضرون بن قابيل بن آدم. وذكر ابن اسحاق قال: حدثنا أصحابنا أن آدم لما حضره الموت جمع بنيه فقال: يا بني ان الله منزل على أهل الارض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة، حتى اذا هبطتم فابعثوا بي وادفنوني بأرض الشام، فكان جسده معهم، فلما بعث الله تعالى نوحا ضمّ ذلك الجسد وأرسل الله تعالى الطوفان على الارض، فغرقت الارض زمانا فجاء نوح حتى نزل ببابل وأوصى بنيه الثلاثة وهم: سام، ويافث، وحام أن يذهبوا بجسده الى المغار الذي أمرهم أن يدفنوه به فقالوا: الارض وحشة لا أنيس (177- و) بها ولا نهتدي الطريق، ولكن نكف حتى يأمن الناس، ويكثر واو تأنس البلاد وتجف، فقال لهم نوح: ان آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه الى يوم القيامة، فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله له ما وعده فهو يحيى الى ما شاء الله له أن يحيى «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع قال: أخبرنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة قال: حدثني محمد بن حازم بن عبد الله بن ماهان البغوي بأطرابلس قال: حدثنا محمد بن مشكان قال: حدثني حسين بن اسحاق الرافقي قال: حدثنا منصور بن عمار القاص قال:

حدثنا رشدين بن سعد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن جبير قال: الخضر عليه السلام أمه رومية، وأبوه فارسي. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الخضر، يقال انه ابن آدم عليهما السلام لصلبه، وهو صاحب موسى عليه السلام، وذكر اسماعيل بن أبي أويس قال: اسم الخضر فيما بلغنا والله أعلم المعمّر بن مالك بن عبد الله بن نصر بن الازد، وقال غير اسماعيل: الخضر من ولد العيص بن اسحاق بن ابراهيم، وذكر عن وهب بن منبه ان اسم الخضر بليا وقيل بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح ويقال (177- ظ) أرميا بن حليقا، ويقال انه من الفرس، ويقال هو الخضر بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن شالم بن ارفخشد بن سام بن نوح. وقال ابن قتيبة: اسم الخضر بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، ويقال هو خضرون بن عميائل بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم «1» . أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وأبو حامد عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن الحلبيان قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخضر إنما سمي خضرا لانه جلس على فروة بيضاء فاذا هي تحته تهتز خضراء. وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: وحدثنا أبو أحمد- يعني- الغطريفي قال: حدثنا ابن شيرويه قال: حدثنا اسحاق قال: حدثنا يحيى بن آدم به.

وقال أخبرنا أبو نعيم قال: حدثناه أبو بكر الطلحي قال: حدثنا الحسن بن جعفر القتات قال: حدثنا عبد الحميد بن صالح عن ابن المبارك عن عمار عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن رواج الاسكندري بالديار المصرية قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد (178- و) ابن الحسين السراج قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال قال: حدثنا يوسف بن عمر الزاهد أبو الفتح قال: حدثنا جعفر بن محمد بن يحيى بن عبد الجبار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: سمعت أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: انما سمي خضرا لانه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء «1» . أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي قال: أخبرنا عبد الغافر بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو سليمان الخطابي قال: قال أبو عمرو: الفروة الارض البيضاء لا نبات فيها، وقال غيره أراد بالارض الهشيم اليابس شبهه بالفروة، ومنه قيل فروة الرأس وهي جلدته بما عليها من الشعر قال الراعي: ولقد ترى الحبشي حول بيوتنا ... جذلا إذا ما نال يوما مأكلا صعلا أسك «2» كأن فروة رأسه ... بذرت فأنبت جانباه فلفلا «3» قال الخطابي: ويقال انما سمي الخضر خضرا لحسنه واشراق وجهه. أنبأنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس، وعلي بن المسلم السلمي- إجازة إن لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى الشعراني قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال:

حدثنا سفيان عن منصور (178- ظ) عن مجاهد قال: انما سمي الخضر لانه اذا صلى اخضر ما حوله. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار وثابت بن مشرف ابن أبي سعد البناء وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغداديون قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا عمرو بن محمد قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى قال: ابن عباس، هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس، فقال: اني ماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل الى لقيه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما موسى في ملأ من بني اسرائيل جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ قال: لا، فأوحى الله الى موسى: بلى عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل اليه، فجعل له الحوت آية، وقيل له اذا فقدت الحوت فارجع فانك ستلقاه، فكان يتبع الحوت في البحر فقال لموسى فتاه: «أرأيت اذ أوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما أنسانيه الا الشيطان أن أذكره» فقال موسى: «ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا» «1» (179- و) فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه «2» . أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف قال: أخبرنا عبد الأول بن شعيب السجزي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الحموي قال: أخبرنا ابراهيم بن خريم الشاشي قال: حدثنا عبد بن حميد قال: أخبرنا عبد الله بن موسى عن اسرائيل بن يونس عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس

وكنا عنده فقال القوم: ان نوف الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس بموسى بني اسرائيل، قال: وكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا فقال: كذلك يا سعيد بن جبير؟ قلت: أنا سمعته يقول ذلك، قال ابن عباس: كذب نوف، حدثني أبيّ بن كعب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل واستحيى وأخذته ذمامه من صاحبه، فقال له: «إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني» «1» لرأى من صاحبه عجبا» . قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شيئا عن الأنبياء بدأ بنفسه فقال: رحمة الله علينا وعلى صالح، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد «3» ، ثم قال: إن موسى عليه السلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم اذ قال لهم: ما في الأرض أحد أعلم مني فأوحى الله عز وجل إليه: ان في الأرض من هو أعلم منك، وآية ذلك أن تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث تفقده، فتزود حوتا مالحا فانطلق هو وفتاه حتى اذا بلغا المكان الذي أمروا به، فلما انتهوا الى الصخرة انطلق موسى يطلب (179 ظ) ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب «فاتخذ سبيله في البحر سربا» «4» قال فتاه: اذا جاء نبي الله حدثته فأنساه الشيطان فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافرين من النصب والكلال، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافرين من النصب والكلال حتى جاوز ما أمر به، فقال موسى لفتاه: «آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا» «5» فقال له فتاه: يا نبي الله «أرأيت إذ أوينا الى الصخرة فإني نسيت الحوت» أن أحدثك «وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر سربا» «قال ذلك ما كنا نبغي» فرجعا «على آثارهما قصصا» «6» يقصان الأثر حتى انتهيا الى الصخرة فأطاف بها فاذا هو مسجى بثوب، فسلم فرفع رأسه فقال له: من أنت؟

قال: موسى، قال: من موسى؟ قال: موسى بني اسرائيل، قال: فما لك؟ قال: أخبرت أن عندك علما فأردت أن أصحبك، «قال إنك لن تستطيع معي صبرا» «1» قال: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا» «2» قال: «كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» «3» قال: قد أمرت أن أفعله «ستجدني إن شاء الله صابرا» «قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا. فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة» فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها فقال له موسى تخرقها «لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا. قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا. قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا» «4» فانطلقا حتى أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر وفيهم غلام (180- و) ليس في الغلمان أحسن ولا أنظف منه فأخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك وقال: «أقتلت نفسا (زاكية) بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا» «5» ، قال: فأخذته ذمامة من صاحبه واستحيى ف «قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية» لئام وقد أصاب موسى جهد شديد فلم «يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه» ، فقال له موسى بما أنزل بهم من الجهد: «لو شئت لاتخذت عليه أجرا. قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك» فأخذ موسى بطرف ثوبه فقال: حدثني فقال: «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» «وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا» فإذا مر عليها فرآها متخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشب فانتفعوا بها «وأما الغلام» فانه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقي عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا فأراد ربك أن يبدلهما «خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما» الى قوله «ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا» «6» .

رواه مسلم عن عبد بن حميد «1» . أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قال: أخبرنا أبو القاسم (180- ظ) علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قال: حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقي قال: حدثنا سعيد بن عبد الملك قال: حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام موسى عليه السلام يوما في قومه فذكرهم بأيام الله، وأيامه نعماه، ثم قال: ليس أحد خيرا مني ولا أعلم مني، فأوحى الله إليه، أما خير منك فالله أعلم من هو خير منك، وأما أعلم منك فرجل على شاطىء البحر، فلما أراد أن يطلبه قيل له تزود معك حوتا مالحا، فحيث تفقد الحوت ثم تجد الرجل، قال: فخرج هو وفتاه حتى أتيا الصخرة وهو على شاطىء البحر فقال موسى لفتاه: مكانك حتى آتيك، فانطلق موسى لحاجته فحز الحوت فوقع في البحر فاضطرب فجعل لا يصيب شيئا من ذلك الماء إلا جمد ذلك الماء، فاتخذ سبيله في البحر شبه النقب، فقال الفتى: لو جاء موسى لأخبرته بما رأيت من العجب فجاء موسى، ونسي الفتى قال: فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من التعب والنصب فقال موسى لفتاه: «آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا» قال: فذكر الفتى، فأخبره، فقال موسى: ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا، يقتصان الأثر حيث جاءا حتى أتيا شط البحر، فإذا رجل نائم مستغش ثوبه (181- و) فسلما عليه فرد عليهما، فقال: من أنتما؟ فقال: موسى بني اسرائيل، قال: ما جاء بك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: فما كان فيما أنزل الله عليك من التوراة شفاء إنك ستراني أعمل أشياء أمرت بها ولا تستطيع عليها صبرا، قال: «ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا» فانطلقا حتى أتيا سفينة، وكانت تلك السفينة لا يركبها أحد حتى يعطي

الكراء، فركبا ولم يعطيا الكراء، فلما بلغ شط البحر خرقها، قال له موسى: سبحان الله، «أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا، قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا» فانطلقا حتى أتيا على غلمان يلعبون فنظر الى أنضرهم وجها وأخدرهم فأخذه فذبحه، فقال له موسى: سبحان الله «أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا» والزكية التي لم تذنب، قال: فكأن موسى تذمم مما قال له، فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فلم يطعموهما ويضيفوهما، فوجدا فيها جدارا مائلا فنقضه فأقامه فقال له موسى عليه السلام: سبحان الله والله ما أبلوك هذا البلاء، استطعمتهم فلم يطعموك وتضيفتهم فلم يضيفوك، فلو اتخذت عليه أجرا، قال: فقال له الخضر: «سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا» قال: فأخذ موسى بثوبه فقال: بيّن لي، فقال: «أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» الى قوله: «غصبا» إلا سفينة يرى بها عيبا، فخرقها فإذا تركها الملك رقعها أصحابها خشبة وانتفعوا بها، وأما الغلام (181- ظ) فإنه طبع على الكفر، وكان قد ألقى عليه من أبويه محبة منه، فتخوفنا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، «فأراد ربك أن يبدلهما» الآية، فثقلت أمه بغلام هو «خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة» الى قوله: «صبرا» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رحمة الله علينا وعلى موسى أما إنه لو صبر لرأى الأعاجيب. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي من لفظه قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل، قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب أن

الخضر قال لموسى عليهما السلام: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. قال: وأخبرنا ابن مروان قال: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا ابن خبيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: بلغني أن الخضر قال لموسى عليهما السلام لما أراد أن يفارقه: يا موسى تعلم العلم لتعمل به ولا تعلمه لتحدث به. قال: وحدثنا ابن مروان قال: أخبرنا الحسن بن علي بن موسى بن طريف عن يوسف بن أسباط قال: بلغني أن موسى قال للخضر: ادع لي، فقال له الخضر: يسر الله عليك طاعتك «1» . أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قال: أخبرنا أبو طالب العشاري قال: حدثنا أبو الحسين بن شمعون الواعظ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا محمد بن يزيد بن حبيش قال: حدثنا محمد بن جعفر المخزومي عن المغيرة ابن زياد عن الشعبي قال: قال ابن عباس: الكنز الذي ذكره الله في كتابه: «وكان تحته كنز» في ذلك الكنز لوح من ذهب مكتوب فيه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، وعجبت لمن رأى تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليها. (182- و) . أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن حميد بن الحسن الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد ابن بوان الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال: حدثني أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقاز قال: حدثنا عبد الله بن وهب وأنا أسمع على الثوري قال مجاهد: قال أبو الودّاك: قال أبو سعيد: قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال أخي موسى عليه السلام: يا رب أرني الذي كنت أريتني في السفينة،

فأوحى الله إليه يا موسى إنك ستراه، فلم يلبث موسى إلا يسيرا حتى أتاه الخضر عليهما السلام وهو طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها، فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران إن ربك عز وجل يقرئك السلام، قال: ورحمة الله وبركاته. قال موسى عليه السلام: هو السلام ومنه السلام والحمد لله رب العالمين، لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك، قال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، واعزف عن الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل (182- ظ) ولا قرار، وإنما جعلت بلغة للعباد ولتزودوا منها للمعاد، يا موسى وطّن نفسك على الصمت تلقّى الحكمة وأشعر قلبك التقوى تنل العلم ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم، يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن تفرغ له، ولا تكونن مكاثرا بالمنطق مهذارا، فإن كثرة المنطق يشين العلماء ويبدي مساوىء السخط، وليكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجاهل واحلم عن السفهاء فإن ذلك فعال الحكماء، وزين العلماء، وإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حليما، وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر وأعظم يا بن عمران، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا فإن الانكلاف والتعسف من الإقحام والتكلف، يا بن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه، يا بن عمران من لا تنتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي منها رغبته كيف يكون عابدا، ومن يحقر حاله ويتهم الله عز وجل فيما قضى له كيف يكون زاهدا هل يكف عن الشهوات من قد غلب عليه هواه أو ينفعه طلب العلم والجهل قد حواه، لأن سفره الى آخرته وهو مقبل على دنياه، يا موسى تعلم ما تعلمت لتعمل به ولا تعلمه لتحدث به، فيكون عليك بوره، ويكون لعيرك نوره، يا موسى اجعل الزهد والتقوى لباسك والعلم والذكر كلامك، واستكثر من الحسنات فإنك مصيب السيئات وزعزع ما (183- و) بالخوف قلبك فإن ذلك يرضي ربك، واعمل خيرا فإنك لا بد عامل شرا. وقد وعظت إن حفظت، قال: فتولى الخضر عليه السلام حزينا مكبوتا ينظر.

أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر محمد بن نصر بن منصور بن علي بسمرقند قال: أخبرنا السيد أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي- إملاء- بسمرقند قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني قال: حدثنا محمد بن المعافى الصيداوي بصور قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال: قرىء على عبد الله بن وهب وأنا أسمع قال الثوري: قال مجالد: قال أبو الوداك، قال أبو سعيد الخدري، قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أخي موسى عليه السلام يا رب وذكر كلمة فأتاه الخضر، وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها فقال: السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام، قال موسى: هو السلام وإليه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على شكره إلا بمعونته، ثم قال موسى عليه السلام: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعذك، قال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فارغ فانظر ماذا تحشو به وعاءك، وانحرف عن الدنيا وانبذها فإنها ليست (183- ظ) لك بدار ولا لك فيها محل قرار وإنما جعلت بلغة للعباد وتزود منها للمعاد، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم، يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإن العلم لمن تفرغ له ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوىء السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد وأعرض عن الجهال وباطلهم واحلم عن السفهاء فإن ذلك فعل الحلماء وزين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما، وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وسبّه إياك أعظم يا بن عمران، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف، يا بن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه. أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي بغية الطلب م (207) .

قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن اسماعيل التككي قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا عثمان بن أحمد السماك قال: حدثنا الحسن ابن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: قال موسى للخضر عليهما السلام: أوصيني قال: ستر الله عليك طاعته. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: (184- و) أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشاهد بقراءتي عليه في دار أبيه الخليل، ح. وأنبأنا أبو اليمن الكندي عن وجيه بن طاهر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن علي التاجر قال: أخبرنا أبو بكر بن عمر بن روح بن علي النهرواني بها قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الحسين بن محمد قال: سمعت كثير بن الحارث يقول: لما ودع الخضر داوود عليهما السلام قال: ستر الله عليك طاعتك. (184- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الحلبي قاضي منبج، قال: أنبأنا الخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم الحلبي، قال: أخبرنا أبو الاسوار عمر بن منخّل الدربندي، قال: حدثنا محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الغفار، وتميم بن عبد الواحد، وعمر بن أحمد بن عمر الأصبهانيون بها، قالوا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو ابن مهدي، قال: أخبرنا أبو الحسن المحمودي محمد بن محمود بن عبد الله الفقيه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن هشام الرازي بمرو، قال: حدثنا أحمد ابن العلاء بن هلال القاضي، قال: حدثنا سليمان بن عبد الله، ح. قال أبو سعيد: وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أيوب النقاش، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الضحاك، قال: حدثنا محمد بن علي بن ميمون العطار، قال: حدثنا أبو الخطاب سالم بن عبد الله، قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا محمد بن زياد الأرهاني عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بينا هو ذات يوم يمشي في سوق من أسواق بني اسرائيل، إذ أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدق عليّ بارك الله فيك، فقال الخضر: آمنت بالله ما يرد الله من أمر يكن، ما عندي من شيء أعطكيه، فقال المسكين: أسألك بوجه الله أن تتصدق عليّ إني نظرت الى سيماء الخير (186- و) في وجهك، ورجوت البركة عندك. فقال الخضر: آمنت بالله ما عندي شيء أعطيك إلا أن تأخذني فتبيعني، قال المسكين: فهل يستقيم هذا؟. قال: نعم. الحق أقول لك، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إني لا أخيبك بوجه ربي، فبعني. فقدمه الى السوق فباعه بأربعمائة درهم، قال:

فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال الخضر: إنما ابتعتني التماس خيري فأوصني بعمل، قال: أكره أن أشق عليك، قال: ليس يشق علي، فقال: أضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك، ومضى الرجل لسفره، فرجع وقد شيد بناءه، قال: أسألك بوجه الله ما حسبك، وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله، ووجه الله أوقفني في العبودية، وقال الخضر: سأخبرك من أنا، أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة، فلم يكن عندي شيء أعطيه، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي فباعني، فأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر، وقف يوم القيامة جلد ولا لحم إلا عظم يتقعقع، فقال الرجل: آمنت بالله، شققت عليك يا رسول الله ولم أعلم. فقال: لا بأس أبقيت وأحسنت، فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أحكم في أهلي ومالي ما أراك الله أن أخيرك «1» فأخلي سبيلك، فقال: أحب أن تخلي سبيلي يا عبد الله، فخلى سبيله، فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعني في العبودية وأنجاني «2» منها. وفي هذا دليل على أن الخضر كان نبيا مرسلا لقوله: يا رسول الله في إخبار رسول الله صلى (186- ظ) الله عليه وسلم عن قول القائل يا رسول الله. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش، قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا حسين بن علي بن مهران قال: حدثنا عامر بن فرات عن أسباط عن السدي، قال: كان ملك، وكان له ابن يقال له الخضر والياس أخوه أو كما قال، قال: فقال الناس للملك: انك قد كبرت وابنك الخضر لا يدخل في ملكك فلو زوجته لكي يكون ولده ملكا بعدك، فقال له: يا بني تزوج، قال: لا أريد، قال: لا بد لك، قال: فزوجني، فزوجه امرأة بكرا، فقال لها الخضر: إنه لا حاجة لي في النساء، فإن شئت عبدت الله معي وأنت في طعام الملك ونفقته، وان شئت طلقتك؟ قالت: بل أعبد الله معك، فلا تظهري سري فإنك

ان حفظت سري حفظك الله وان أظهرت عليه أهلك أهلكك الله، فكانت معه سنة لم تلد فدعاها الملك، فقال: أنت شابة، وابني شاب فأين الولد، وأنت من نساء ولّد؟ فقالت: انما الولد بأمر الله، ودعا الخضر فقال له: أين الولد يا بني فقال: الولد بأمر الله، فقيل للملك: فلعل هذه المرأة عقيم لا تلد، فزوجه امرأة قد ولدت، فقال للخضر: طلق هذه، فقال: تفرق بيني وبينها وقد اغتبطت بها. قال: لا بد، فطلقها (187- و) ثم زوجه ثيبا قد ولدت، فقال لها الخضر كما قال للأولى، فقالت: بل أكون معك، فلما كان الحول دعاها فقال: إنك ثيّب قد ولدت قبل ابني فأين ولدك، فقالت: هل يكون الولد إلا من بعل، وبعلي مشتغل بالعبادة لا حاجة له في النساء. فغضب الملك وقال: اطلبوه. فهرب، فطلبه ثلاثة، فأصابه اثنان منهم، فطلب إليهما ان يطلقاه، فأبيا، وجاء الثالث فقال: لا تذهبا به فلعله يضربه وهو ولده، فأطلقاه، ثم جاؤوا الى الملك فأخبره الاثنان أنهما أخذاه وان الثالث أخذه منهما. فحبس الثالث، ثم فكر الملك فدعا الاثنين، فقال: أنتما خوفتما ابني حتى ذهب، فأمر بهما فقتلا، ودعا بالمرأة فقال لها: أنت هربت ابني، وأفشيت سره لو كتمت عليه لاقام عندي، فقتلها، وأطلق المرأة الأولى والرجل. فذهبت المرأة فاتخذت عريشا على باب المدينة فكانت تحتطب وتبيعه وتتقوت بثمنه، فخرج رجل من المدينة فقير، فقال: بسم الله. فقالت المرأة: وأنت تعرف الله؟ قال: أنا صاحب الخضر، قالت: وأنا امرأة الخضر، فتزوجها وولدت له، وكانت ماشطة ابنه فرعون. فقال أسباط عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أنها بينا هي تمشط ابنة فرعون سقط المشط من يدها، فقالت: سبحان ربي، فقالت ابنة فرعون: أبي؟. قالت: لا، ربي ورب أبيك، فقالت: أخبر أبي؟. قالت: نعم، فأخبرته فدعا بها فقال: ارجعي، فأبت. فدعا بنقرة من نحاس وأخذ بعض ولدها (187- ظ) فرمى به في النقرة وهي تغلي، ثم قال: لها: ترجعين؟ قالت: لا فأمر بها، قالت: إن لي حاجة. فقال: وما هي؟. قالت: إذا ألقيتني في النقرة، تأمر بالنقرة أن تحمل ثم تكفى في بيتي الذي على باب المدينة وتنحى النقرة، وتهدم البيت علينا حتى يكون قبورنا، فقال: نعم ان لك علينا حقا، قال: ففعل بها ذلك.

قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي فشممت رائحة طيبة. فقلت: يا جبريل ما هذا؟ فقال: هذا ريح ماشطة فرعون وولدها «1» . أخبرنا سليمان بن الفضل في كتابه، قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر، وهبة الله بن محمد بن محمد، قالا: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، قال: حدثنا أبو عبد الملك القرشي قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن السرح، قال: حدثنا عبد الله بن وهب عمن حدثه عن ابن عجلان عن محمد بن المنكدر، قال: بينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة، إذ بهاتف يهتف من خلفه لا تسبقنا بالصلاة يرحمك الله. فانتظره حتى لحق بالصف، فكبر عمر، وكبر معه الرجل، فقال الهاتف: ان تعذبه فكثير عصاك، وان تغفر له ففقير الى رحمتك، قال: فنظر عمر وأصحابه الى الرجل فلما دفن الميت وسوى الرجل عليه من تراب القبر، قال: طوبى لك يا صاحب القبر ان لم تكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا، فقال عمر: خذوا لي الرجل، نسأله عن صلاته وكلامه هذا عمن هو قال: فتوارى عنهم (188- و) فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع فقال عمر: هذا والله الخضر الذي حدثنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد الحافظ بأصبهان- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن علي ببغداد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه قال: حدثنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء الهروي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حماد قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الله بن الوليد قال: حدثنا محمد بن جميل الهروي عن سفيان الثوري عن عبد الله ابن محمد عن يزيد الأصم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بينا أطوف بالكعبة إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، يا من لا

يغلطه السائلون، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، فقال علي: أعد عليّ الكلام يا عبد الله، قال: وسمعت؟. فقال: نعم، قال: والذي نفس الخضر بيده- وكان هو الخضر- ما من عبد يقولهم في دبر الصلاة المكتوبة إلا غفر الله له ذنوبه وان كانت مثل رمل عالج «1» أو مثل زبد البحر أو مثل عدد ورق الشجر. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه بدمشق وأنا اسمع- قال: أنبأنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم بن علي بن ابراهيم النسيب قال: (188- ظ) أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن شيخ الاسلام محمود بن الملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري قال: أخبرنا، وأبو عبد الله محمد بن حمد الارتاحي قال: أنبأنا أبو الحسن الفراء قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو اسماعيل الترمذي قال: حدثنا مالك بن اسماعيل قال: حدثنا صالح بن أبي الاسود عن محفوظ بن عبد الله الحضرمي عن محمد بن يحيى قال: بينما علي بن أبي طالب رضي الله عنه يطوف بالكعبه اذا هو برجل متعلق بأستار الكعبه وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يبترم بالحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، قال: فقال له علي عليه السلام: يا عبد الله دعاؤك هذا، قال: وقد سمعته؟. قال: نعم. قال: فادع به في دبر كل صلاة، فو الذي نفس الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء ومطرها وحصى الارض وترابها لغفر لك اسرع من طرفة عين. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد

ابن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الباهلي قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثنا الحجاج بن فرافصه قال: (189- و) كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمر عليهم رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف: يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك ان حلفت ولا ينقص من رزقك ان لم تحلف، قال: امض لما يعنيك. قال: ان ذا مما يعنيني، فلما أخذ ينصرف عنهما قال: اعلم أنه من آية الايمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، وأن يكون في قولك فضل على عملك، واحذر الكذب في حديث غيرك، ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات، فقام فأدركه، فقال: اكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله، قال: ما يقدره الله من أمر يكن، قال: فأعادهن عليّ حتى حفظتهن، ثم مشى معه حتى إذا وضع رجله في باب المسجد فقده، قال: فكأنهم كانوا يرون انه الخضر أو الياس «1» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي قال: أخبرنا أبو سهل محمود ابن عمر بن محمود العكبري قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سليمان الماوردي قال: حدثنا أبو القاسم علي بن المخرمي قال: حدثنا عمر بن روح قال: حدثنا عبد الرحمن بن حبيب الحارثي عن سعد بن سعد عن أبي ظبيه عن كرز بن وبره قال: أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي: يا كرز اقبل مني هذه الهديه فإن ابراهيم التيمي حدثني قال: كنت جالسا في (189- ظ) فناء الكعبه أسبح، وأهلل فجاءني رجل فسلم عليّ وجلس عن يميني، فلم أر رجلا أحسن وجها منه ولا أطيب منه ريحا، فقلت له: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا أخوك الخضر جئتك لأسلم عليك وأعرفك ان من قرأ عند طلوع الشمس وانبساطها الحمد سبع مرات، وقل هو الله أحد سبع مرات، وقل يا أيها الكافرون

سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر سبع مرات، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم سبع مرات، واستغفر لنفسه ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات سبع مرات حاز من الاجر ما لا يصفه الواصفون، فقلت للخضر: علمني شيئا ان عملته، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي. فقال: أفعل ان شاء الله، اذا انت صليت المغرب فواصل الصلاة الى عشاء الآخرة، ولا تكلم أحدا وسلم من كل ركعتين واقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، فاذا انصرفت الى منزلك، فصل فيه ركعتين خفيفتين ثم ارفع يديك الى ربك وقل: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام، يا إله الأولين والآخرين يا رحمن الدنيا والآخره ورحيمهما، يا رب يا رب يا رب، يا الله، يا الله، يا الله صلى على محمد وعلى آل محمد، وافعل ذلك وأنت مستقبل القبلة ونم على شقك الايمن حتى تغرق في نومك وأنت تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ففعلت ذلك فذهب عني النوم من شدة الفرح- فأصبحت على تلك الحال (190- و) حتى صليت الضحى ثم وضعت رأسي فذهب بي النوم فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي وأجلسني فقلت له: يا رسول الله ان الخضر عليه السلام أخبرني بكذا وكذا، فقال: صدق الخضر، قالها ثلاثا، وكلما يحكيه الخضر حق وهو عالم أهل الارض، ورأس الابدال وهو من جنود الله في الارض. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن عبد الله الصوفي قال: أخبرنا أبو سعيد الجسري- ان شاء الله- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي الميانجي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطرف قال: حدثنا محمد ابن الحسين العسقلاني قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: اشتكى محمد بن السماك فأخذنا ماءه وانطلقنا الى طبيب نصراني فبينا نحن بين الحيرة والكوفة استقبلنا رجل حسن الوجه طيب الرائحة، نقي الثوب، فقال لنا: الى أين تمرون؟ فقلنا: نريد فلان الطبيب نريه ماء ابن السماك، فقال: سبحان الله، تستعينون بعدو الله على ولي الله، اضربوه الارض وارجعوا الى ابن السماك، وقولوا له: ضع

يدك على موضع الوجع وقل: وبالحق انزلناه، وبالحق نزل، ثم غاب ولم نره، فرجعنا الى ابن السماك فأخبرناه بذلك فوضع يده على موضع الوجع وقال ما قال الرجل فعوفي في الوقت وقال: ذاك الخضر عليه السلام. نقلت من خط القاضي أبي عمرو عثمان (190- ظ) ابن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي قاضي معرة النعمان قال: حدثنا محمد بن سعيد الشفق قال: حدثنا محمد ابن أحمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: سمعت يعقوب بن كعب يقول: قفلنا من غزاة لنا فنزلنا تل سويد، قال: فنام أصحابي وبقيت أنا، قال: فإذا بهاتف يهتف من وراء التل وهو يقول: سبحان خالق النور، سبحان مدبر الامور، سبحان باعث من في القبور، طوبى لمن يسكن الثغور، قال: فأيقظت أصحابي فأخبرتهم، قال: فدرنا على التل على ان نرى أحدا فلم نر احدا فظننا انه الخضر عليه السلام. أخبرنا يوسف بن خليل- فيما أجازه لنا، وسمعت منه بعضه- قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الحسن ابن مقسم يحكي عن أبي محمد الجريري قال: سمعت أبا اسحاق المارستاني يقول: رأيت الخضر عليه السلام فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللهم اني أسألك الاقبال عليك والاصغاء اليك، والفهم عنك، والبصيرة في أمرك والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على ارادتك والمبادرة في خدمتك وحسن الادب في معاملتك والتسليم والتفويض اليك. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين ابن محمد العطار قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن عثمان بن القاسم قال: أخبرنا اسحاق بن ابراهيم (191- و) الاذرعي قال: حدثنا الحسين بن حميد العكي قال: حدثنا زهير بن عباد قال: حدثني محمد بن جامع قال: بلغنا أن الخضر عليه السلام بينا هو يساير رجلا اذ جلسا للغذاء فإذا بينهما شاة مشويه فلم يروا من وضعها مما يلي الخضر قد شوي ومما يلي الرفيق نيئا لم يشو، فقال له الخضر: إنك زعمت أنك لا تنال رزقك الا بالصب والعناء فيه فقم

فأعن به واشوه. أما أنا فقد كفيته لأني زعمت أنه من يتوكل على الله كفاه فقد كفيته. كتب إلينا المؤيد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي- اجازة- قال: أخبرنا أبو عثمان الصابوني قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محرز بن حيان عن سفيان بن عيينة قال: رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه حسن الثياب منيفا على الناس، قال: فقلت في نفسي ينبغي ان يكون عند هذا علم، قال: فأتيته فقلت: تعلمنا شيئا، لعل شيئا، قال: فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه قال: فأتى المقام فصلى خلفه ركعتين خفف فيهما، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا وماذا قال ربنا؟ قال: أنا الملك الذي لا أزول فهلموا إليّ أجعلكم ملوكا لا تزولون، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: قال: أنا الملك الحي الذي لا أموت فهلموا إليّ أجعلكم أحياء لا تموتون، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال؟ قال: أنا الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون، يعني فهلموا إليّ أجعلكم اذا أردتم أمرا قلتم له كن فيكون (191- ظ) . قال ابن عيينه: فذكرته لسفيان الثوري فقال: أما انا فعندي أنه كان ذاك الخضر عليه السلام ولكن لم تعقله. أنبأنا محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: حدثنا ابو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل- املاء- قال: حدثنا عبد الواحد بن اسماعيل الروياني في كتابه قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخبازي قال: سمعت أبا الحسن النهاوندي الزاهد في ديار المغرب يقول: لقي رجل خضرا النبي عليه السلام فقال له: أفضل الاعمال اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه، قال الخضر: وافضل الصلوات عليه ما كان عند نشر حديثه واملائه يذكر باللسان، ويكتب في الكتاب، ويرغب فيه شديدا، ويفرح به كثيرا، اذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم. وقال علي بن أبي محمد: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزوقي قال:

أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: اخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو نصر القمار قال: حدثنا مسكين ابو فاطمة عن مورع بن موسى عن عمرو بن قيس الملائي قال: بينما أنا أطوف بالكعبة اذا أنا برجل بارز من الناس وهو يقول: من أتى الجمعة فصلى قبل الامام وصلى مع الامام وصلى بعد الامام، ومن أتى الجمعة فصلى مع الامام وصلى بعد الامام كتب من العابدين، ومن اتى الجمعه فلم يصل قبل الامام ولا بعد الامام كتب من الغابرين ثم ذهب فلم أره، فخرجت من الصفا اطلبه بأبطح مكة، فأحتبست عن اصحابي فسألوني فأخبرتهم (192- و) قالوا: الخضر؟ قلت: الخضر صلى الله عليه وسلم. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- قراءة من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء ابن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب، قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابراهيم بن خالد عن عمر ابن عبد العزيز القرشي قال: رأيت الخضر صلى الله عليه وسلم يمشي مشيا سريعا وهو يقول: صبرا يا نفس صبرا لأيام ينفذ لتلك الايام الأبد، صبرا لايام قصار لتلك الايام الطوال «1» . أخبرنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا ضمرة عن السريّ بن يحيى عن رباح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر ابن عبد العزيز معتمدا على يديه، فقلت في نفسي: إن هذا لرجل كافي، فلما انصرف من الصلاة قلت: من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا: قال: وهل رأيته

يا رباح؟ قلت: نعم، قال: ما أحسبك إلّا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي (192- ظ) بن المسلم السلمي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النسوي البويطي قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال: حدثنا أبو عبد الله بن خالد قال: حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الملطي امام مسجد الجامع بمصر قال: حدثني أبي قال: كان سعيد الأدم يصلي في اليوم والليلة ألف ومائتي ركعة وكان قطوبا عبوسا، فاتصل به عن أبي عمرو ادريس الخولاني وكان رجلا صالحا حسن الخلق ولم يكن له اجتهاد مثل سعيد الأدم في الاجتهاد والعبادة، وكان الخضر يزور ادريس الخولاني، فجاء إليه سعيد فسأله واستشفع به الى الخضر ليكون له صديقا قال: فقال له ادريس لما رآه: إن سعيد الأدم سألني مساءلتك لتكون له صديقا، وأنا أسألك أن تكون له صديقا وتلقاه فتسلم عليه، قال: فلقيه وهو داخل من باب البرادع فأخذ يده بكلتا يديه وقال له: يا مرحبا يا أبا عثمان كيف أنت، وكيف حالك؟ قال: فقال له سعيد: ما بقي إلّا أن تدخل في حلقي، قال: فالتفت فلم يره، فعلم أنه هو الخضر، فكان غرضه أن صلى الغداه، فخرج سعيد يريد ادريس، وكان سعد يدخل مع النجم ويخرج مع النجم، فصلى الغداة وخرج الى ادريس فوجد الخضر قد سبقه إليه، فقال له: يا أبا عمرو كان حالي مع سعيد كذا وكذا، والله لا رآني بعدها أبدا، إن حدثت أن جبلا زال عن موضعه فصدق، وإن حدثت عن رجل أنه زال عن خلقه فلا تصدق (193- و) . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن أبي بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي قال: حدثنا محمد ابن يحيى الذهلي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال فقال فيما حدثنا: يأتي الدجال وهو محرم عليه

- الخضر بن أحمد أبو ذر الطبري:

أن يدخل نقاب المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس- أو من خيرهم-، فيقول: أشهد أنك أنت الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحيى: والله ما كنت أشد بصيرة مني الآن، قال: فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه. قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة نحاس، وبلغني انه الخضر الذي يقتله الدجال ثم يحييه. - الخضر بن أحمد أبو ذر الطبري: نزل طرسوس وروى عن قاضيها أبي العباس أحمد بن أبي أحمد القاص، روى عنه أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن الفتح الجليّ. أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقيّر عن الفضل بن سهل الحلبي (193- ظ) قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو طالب عمر بن ابراهيم ابن سعيد الفقيه قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن الفتح الحلبي قال: حدثني أبو ذر الخضر بن أحمد الطبري قال: قال لي أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بابن القاص: لا خلاف بين أهل الفقه في قبول خبر الآحاد إذا عدلت نقلته، وسلم من النّسخ حكمه. - الخضر بن التونتاش: الأقرع بن أسن بن بكلار، أبو البركات الخاقاني الأمير، أمير فاضل شاعر حسن الشعر كان مقيما بحماة، وكان يكتب خطا حسنا وسمع من علي بن ثروان الكندي، ومسافر بن مختار الشيزري، ذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب في «كتاب ذيل الخريدة وسيل الجريدة» بما أخبرنا به أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- إجازة عنه- قال: أبو البركات خضر بن ألتونتاش مدح صفي الدين ابن القابض وأنفذها إليه من حماة الى دمشق يهنيه بشهر رمضان سنة ثمانين: حيّ بالخيف خيالا زار وهنا ... أخذ الخوف وأعطى الصب أمنا

أرسل النوم غرارا ريثما ... بذل الوصل غرورا واستسنا يا له من طارق تحت الدجى ... كدت أحظى بالتمني لو تأنّا يا أصيحابي على الحب أما من ... معين لفتى أضحى معنّى كلما راوح أرواح الصّبا ... راح ذا شوق إلى الإلف وحنّا (194- و) يتسلى بأكاذيب المنى ... فإذا جنّ عليه الليل جنّا لائمي في الحب حسبي كلفي ... لا تزدني بعدهم شوقا وحزنا مقلتي عبرى عليهم أسفا ... لم تذق طعم الكرى والجسم مضنى لا تخوفني تلافي في الهوى ... فإذا متّ خليا متّ غبنا آه وا لهفي على عيش مضى ... في الحمى ما كان أصفاه وأهنا حيث صرف الدهر في غفلته ... صارفا وجه النّوى والبين عنّا وقضيت تحت بدر في دجى ... يخجل الأغصان حسنا إن تثنى ما جنا باللحظ من وجنتيه ... لحظ مفتون به إلا تجنّى تارة ألثم منه قمرا ... وإذا ماس صبا ألزم غصنا أحسنت حسن وجمل أجملت ... ورضى أرضت ولبناي بلبنى بذلت سر الهوى مازحة ... وكتمنا الحب إجلالا وصنّا وادّعت أنصافنا ظالمة ... فسقى الله الحيا الظالم منا كلما جارت عدلنا طاعة ... أو دعتنا لتباريح أجبنا ودليل الصدق في الحب لها ... كلما عزّت مع الهجران هنّا أين قلبي ما أرى قلبي معي ... فارق الصدر ضحى لما افترقنا أيها الساري على عيرانة «1» ... تقطع البيد بها سهلا وحزنا زر دمشق إن ترم رفدا فما ... بعدها للمستفيد الرّفد مغنى (194- ظ) زر صفي الدين إن شمت الغني ... لتصب صوب حيا جما وحسنا زر أبا الفتح ترى الفتح من ... الله والنصر قريبا مطمئنا شرعت يسراه للوّراد يسرا ... ودعت يمناه للقصاد يمنا

- الخضر بن حسن بن عامر البابي:

ومنها: فتهنّ الصوم يأخذن العلى ... فيك الأشهر والصوم يهنّا «1» - الخضر بن حسن بن عامر البابي: من أهل باب بزاعا، ونشأ بحلب وتولى بها في ديوان السلطان ثم في ديوان القاضي بحلب، وأبوه كان قاضي باب بزاعا، وقد ذكرناه فيمن اسمه الحسن، وسمع الخضر هذا أبا الفرج يحيى بن محمود الثقفي وحدث عنه بحلب، سمع منه رفيقنا محب الدين محمد بن محمود النجار وغيره، وكان لي به اجتماع وخلطة ولم أسمع منه شيئا وتوفي بحلب في سنة تسع وأربعين وستمائة. - الخضر بن الحسن بن يوسف الحلبي المقرئ: سمع بحلب أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي، وأبا الطيب محمد ابن الحسين الزعري الفقيه المقرئ وأبا محمد عبد الله بن ابراهيم بن محمد المقرئ الطرسوسي، وكان معتنيا بالحديث، وأقرأ القرآن بحلب وأظن أنه حدّث ولم يقع إليّ شيء من حديثه متصل الاسناد، وقرأت بخطه: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن محمد الزعري قال: حدثنا محمد بن بركة القنسري أبو بكر سنة عشرين وثلاثمائة وقال: لفظ لي (195- و) يعني بهذا الاسناد في داره، قال: حدثنا يوسف- يعني- ابن سعيد بن مسلم المصيصي قال: حدثنا حجاج عن عثمان ابن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به «2» . - الخضر بن شبل بن الحسن بن علي بن عبد الواحد: أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي الدمشقي المعروف بابن عبد، خطيب دمشق صحب الفقيه أبا الحسن أحمد بن علي بن قبيس وتفقه على الشيخين الفقيهين جمال الاسلام أبي الحسن علي بن المسلم السلمي، وأبي الفتح نصر الله المصيصي، وسمع أبا القاسم علي بن ابراهيم العلوي وأبا الحسن بن الموازيني، وأبا طاهر الحنائي،

وأبا القاسم عبد المنعم بن علي بن الغمر الكلابي، وأبا الوحش سبيع بن المسلم المقرئ. وحدث بحلب في سنة أربع وأربعين وخمسمائة عن أبي محمد هبة الله بن أحمد ابن الأكفاني، سمع منه بحلب الأستاذ أبو محمد عبد الله بن علوان بن عبد الله الأسدي وأبو نصر عبد الصمد بن ظافر القباتي، وأبو عبد الله محمد بن علي العظيمي الأديب وأبو الجيوش عسكر بن خليفة الحنفي الحموي، وأبو طالب محمد بن سعد الله بن ابراهيم الكلابي الدمشقي، ويوسف بن الخضر بن عبد الله المعروف بالبدر الأبيض، والشريف أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الملك الهاشمي الحلبي. وحدث عنه جماعة من الأئمة الكبار منهم أبو سعد (195- ظ) عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، وأبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر، وابنه أبو محمد القاسم بن علي، وأبو المواهب الحسن بن هبة الله الحافظ، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي. وشيوخنا: أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني، وأبو الفتوح محمد بن محمد البكري، وأبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي وأبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى، وزين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد وغيرهم. وروى لنا عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- باجازة منه- وكان فقيها متميزا من الفقهاء الشافعية، كتب كثيرا من الفقه والحديث، ودرّس الفقه في جامع دمشق، وبالمدرسة المجاهدية «1» وبزاوية الفقيه نصر المقدسي، ووقف عليه نور الدين محمود بن زنكي مدرسته التي داخل باب الفرج ودرّس بها، وتولى الخطابة بجامع دمشق وكان متقنا في علوم شتى، كثير المحفوظ. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي في كتابه، قال: أخبرنا أبو البركات الخضر بن شبل بن الحسن الحارثي بحلب يوم الجمعة الرابع والعشرين من جمادى .

الأولى سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني سنة اثنتين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو الحسين طاهر (196- و) بن أحمد القائني المحمودي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر بن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن السوسي البزاز قال: حدثنا حمزة بن عمر بن الحسين ابن عمر قال: حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا المعلى بن هلال عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي أمينين ووزيرين فأمينيّ ووزيريّ من أهل السماء: جبريل وميكائيل ووزيريّ وأمينيّ من أهل الأرض: أبو بكر وعمر «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو البركات الخضر بن شبل بن الحسن الحارثي في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر بن علي المهدوي، قال شيخنا أبو محمد: وأخبرنا به- إجازة- مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي بكر بن علي قال: حدثنا عبد العزيز بن علي قال: سمعت علي بن عبد الله يقول: أنشدنا محمد بن عطية لابن عطاء هو أحمد بن سهل بن عطاء: ومستحسن للهجر والوصل أعذب ... أطالبه ودي فيأبى ويهرب تعلمت ألوان الرضا خوف هجره ... وعلّمه حبي له كيف يغضب ولي ألف وجه قد عرفت طريقه ... ولكن بلا قلب إلى أين أذهب أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي الصوفي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال: أبو البركات هذا- يعني- الخضر (196- ظ) بن شبل الحارثي- أفادني كثيرا عند قدومي دمشق في أواخر سنة تسع وخمسمائة عن شيوخها: أبي طاهر الحنائي وابني الموازيني وغيرهم، وكان يتوقد ذكاء، وقرأ الفقه على نصر الله وابن الشهرزوري الشافعيين، وابن قيس المالكي وصار بعد موتهم ممن يفتي ويدرس مذهب الشافعي، وفوضت إليه الخطابة في الجامع. وكتب عن أبيه شبل حديثا أو أكثر، وسمع الخضر

علي شيئا يسيرا في مجلس أبي محمد الأكفاني. وبلغني أنه توفي في أوائل شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. أنبأنا عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن، قال فيما ألحقه في تاريخ أبيه: الخضر بن شبل بن الحسين بن عبد الواحد أبو البركات بن أبي طاهر الحارثي الفقيه الشافعي المعروف بابن عبد. سمع أبا القاسم النسيب، وأبا الحسن الموازيني وأبا طاهر الحنائي وأبا الوحش المقرئ، وجماعة كثيرة من أهل دمشق. وتفقه على الفقيه أبي الحسن بن أبي الفتح المصيصي، وكتب كثيرا من الحديث والفقه، ودرس الفقه في سنة ثمان عشرة في حلقة ابن الفرات، وأفتى وكان سديد الفتوى، واسمع المحفوظ ثبتا في روايته، نزه النفس ذا مروءة ظاهرة، ودرس في المدرسة المجاهدية مدة، ثم تولى التدريس بالزاوية الغربية، ثم وقف عليه نور الدين رحمه الله مدرسته التي تلي باب الفرج، وتولي الخطابة بجامع دمشق، سمعت منه الحديث ولزمت درسه مدة، وعلقت عنه من مسائل الخلاف وكان عالما بالمذهب يتكلم في مسائل الخلاف والاصول، سأله والدي عن مولده فقال في شعبان سنة ست وثمانين (197- و) وأربعمائة ومات ليلة الاربعاء ودفن يوم الاربعاء الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب الفراديس. «1» . أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن صصرى- اجازة- قال: أخبرنا أبو المواهب قال: توفي الفقيه أبو البركات رحمه الله في ليلة الاربعاء، ودفن صبيحتها ثاني عشر ذي القعدة سنة اثنتين وستين، ودفن بمقبرة باب الفراديس، حضرت دفنه والصلاة عليه، وحضره خلق عظيم من الأعيان والعوام، وكان رحمه الله متحريا في فتاويه وشهاداته، وولي بآخره الخطابة، فكان رحمه الله لتفننه وكثرة محفوظه لا يعتمد على ايراد المعهود عند الناس، بل يأتي من كل شيء بطرف، فحصل من

- الخضر بن عبد الله بن الخضر بن حلوان:

السامعين النكرة له، ولم يكن ذلك بالعائب له ولا الناقص من منزلته رحمه الله وايانا. - الخضر بن عبد الله بن الخضر بن حلوان: روى عن أبيه عبد الله بن الخضر، وأبي سالم واصل بن محمد بن واصل المعري التنوخي، والأصفهسلار عبد المجيد الصوفي الهمذاني وأبي الحسن علي بن مقلد الدمشقي، وقدم حلب في سنة عشرين وخمسمائة فانني قرأت بخطه ما صورته: دخلت معرة النعمان في سنة عشرين وخمسمائة، فقرأت كتابة على باب المسجد الجامع بها، وهي: يقول القاضي، وتمام الحكاية مذكورة في ترجمة أخيه. وقرأت بخطه: وأخبرني الشيخ أبو سالم واصل بن محمد بن واصل المعري التنوخي رحمه الله قال: دخل القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان معرة النعمان بعد ما جرى عليها من الخراب، وتفرق الاصحاب، فوقف على دار أخيه القاضي أبي مسلم وادع بن عبد الله بن سليمان رحمه الله، فكتب على حائط منها: مررت بالدار وقد عط ... لت معالم منها وآثار فقلت والقلب به لوعة ... محرقة والدمع مدرار أين زمان بك قضيته ... وأين سكانك يادار فأجابه ابن عمه القاضي أبو سهل مدرك بن سليمان، وكتب تحت الأبيات: أجابت الدار على عيها ... ان سكوت الدار إخبار (197- ظ) أخنى على من كان بي ساكنا ... صروف أزمان وأقدار وأرتجع العيش ولذاته ... معيرة والدهر دوار وها أنا اليوم كما قد ترى ... مقفرة ما في ديّار ومن خط الخضر أيضا قال: وحدثني الاسفهسلار عبد المجيد الصوفي الهمذاني وكان من مشايخ الصوفيه وظرافهم، سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قال: خرجت من الري الى مزدغان «1» فدخلت بعض مساجدها فاذا على حائط مكتوب:

الخضر بن عبد الله بن الهيثم بن جابر الطرسوسي المقرئ:

اقتنع بقوت فإن المرء مرتحل ... من هذه الدار عريانا كما دخلا وتحته مكتوب: كتبه طاهر بن سعد بن علي. ثم دخلت دمشق واجتمعت بالوزير كمال الدين رحمه الله، فأنشدته البيت فقال من أين سمعت هذا البيت فقلت: يا مولانا قرأته على مسجد بمزدغان فقال الوزير: هذا والله خطي، كتبته وعمري سبع سنين. ونقلت ذلك من خط الخضر وقد أثبته في آخر آداب الغرباء لأبي الفرج الأصبهاني مع حكايات غيرها جعلها ذيلا على الكتاب، وتوفي سنة ثمان وستين وخمسائة أو بعدها فانني شاهدت بخطه تاريخ كتاب كتبه في سنة ثمان وستين وخمسمائة. الخضر بن عبد الله بن الهيثم بن جابر الطرسوسي المقرئ: قرأ القرآن برواية الكسائي على أبي شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد الواقدي عن أبيه وأبي عمر الدوري عن الكسائي، قرأ عليه بها أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين الجبي المقرئ. - الخضر بن عبد الله البالسي أبو القاسم: سمع بحلب أبا القاسم بن بريه الرقي القاضي، روى عنه أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن الغراء القارئ. أخبرنا محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن النجار البغدادي (198- و) قال: أنبأني ذاكر بن كامل ويحيى بن أسعد عن محمد بن مرزوق الزعفراني، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف بالمسجد الاقصى قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرني الشيخ أبو الحسن محمد ابن مرزوق الزعفراني قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن الفراء المقرئ الربعي بالقدس قال: سمعت أبا القاسم الخضر بن عبد الله البالسي يقول: قال لنا القاضي أبو القاسم بن برية الرقي بحلب ونحن ندرس عليه الفرائض والحساب وغير ذلك: العلم أشد المعشوقين دلالا، لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، وأنت اذا أعطيته كلك على غرر من اعطائه لك البعض.

- الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر:

- الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر: أبو القاسم بن أبي المنى الحلبي القاضي هو ولد شيخنا السابق أبي المنى الشروطي، ولد بحلب ونشأ بها، وسار منها الى خراسان وتفقه على أبي الخطاب الطبري، وسمع الحديث بنيسابور من المؤيد بن محمد بن علي الطرسوسي، ثم قدم علينا حلب ونزل بها عند أبيه، ولازم درس شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم، وأعاد درسه وشاهدته وسمعت بحثه، ثم سار الى مكة حرسها الله تعالى واستوطنها وتولي بها التدريس بالمدرستين المعروفة احداهما بزبيدة والأخرى بمظفر الدين صاحب إربل، وأقام بمكة مجاورا مشتغلا بالفتوى وإفادة المسلمين ثم تولى قضاء (198- ظ) مكة سنة ست وعشرين وستمائة ولاه اياه الملك المسعود اقس بن الملك الكامل محمد، فاستمر على ذلك الى أن هجم راجح «1» مكة وانهزم منه وقصد أذاه وعزله عن القضاء، ودام مجاورا بمكة الى أن توفي- وكنت اجتمعت به بمكة في السنة التي حججت فيها في سنة ثلاث وعشرين وستمائة مرارا ولم أسمع منه شيئا، وروى لنا عنه أبو الحسين يحيى بن على القرشي ومحمد بن أحمد بن علي القسطلاني. أخبرنا أبو الحسين يحيى بن علي القرشي العطار بمصر قال: أخبرنا القاضي الفقيه أبو القاسم الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر الشافعي الحلبي- بقراءتي عليه بالحرم الشريف تجاه الكعبة المعظمة- قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور، ح. وأجازه لنا المؤيد غير مرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصامدي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد المروزي قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال: حدثنا مروان- يعني- ابن محمد الدمشقي قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما

يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا، يا عبادي كلكم (199- و) ضال الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلّا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي انكم تخطئون الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل انسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلّا كما ينقص المحيط اذا أدخل البحر، يا عبادي انما هي أعمالكم أحصيها لكم أوفيكم إيّاها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلّا نفسه «1» . قال سعيد، كان أبو ادريس الخولاني اذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه. قال مسلم: حدثنيه أبو بكر بن اسحاق قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز بهذا الاسناد غير أن مروان أتمهما حديثا. أنشدني قطب الدين محمد بن أحمد بن علي القسطلاني المكي قال: أنشدني الخضر بن عبد الواحد قاضي مكة ولم يسم قائلا: ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح ركن البيت من هو ماسح (199- ظ) أخذنا بأطراف الاحاديث بيننا ... وسألت بأطراف المطي الأباطح وأنشدني ابن القسطلاني قال: أنشدنا الخضر القاضي ولم يسم قائلا، وذكر أنه كان في العجم، وكان عندهم في المدرسة انسان غريب وكان ينشد هذين البيتين فيشوق الغرباء:

- الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار:

اذا ما الصبا في آخر الليل هبت ... فلست ألوم النفس إن هي صبت وما هي إلّا أنها مشرقية ... اذا نسمت أدت نسيم أحبتي قال لي الحافظ رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي العطار قال: القاضي أبو القاسم الحلبي هذا من أعيان فقهاء الشافعية وأكابرهم ويعرف بابن السابق، استوطن مكة وجاور بها الى حين وفاته، وكان يدرس بالحرم الشريف ويفتي واستقضي في آخر وقت بها، وقرأت عليه أحاديث يسيرة من صحيح مسلم ولم أقف على سماعه، وانما اعتمدت في ذلك على قوله، وكان ممن يعتمد عليه والحمد لله وسألت الشيخ أبا عبد الله بن أبي الفضل الاندلسي عنه فوثقه، وأخبرني الفقيه جابر بن أسعد اليماني بمصر أنه توفي في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وستمائة بعد الوقفة، رضي الله عنه. قلت: أخبرني القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بحلب عند ورود أبي القاسم بن السابق أنه سمع صحيح مسلم بنيسابور من المؤيد الطوسي، وواعدني على أن نسمع منه شيئا، فلم يتفق وسافر ولم نسمع منه. سمعت محمد بن أحمد القسطلاني المكي يقول ان القاضي أبا القاسم دام مجاورا بمكة (200- و) الى أن توفي بها في ذي الحجة سنة احدى وثلاثين وستمائة ودفن بالمعلاة «1» . - الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار: أبو القاسم الحراني سمع باطرابلس خيثمة بن سليمان الاطرابلسي وبالموصل أبا جابر عرس بن فهد بن أحمد الازدي، روى عنه أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن ودعان الموصلي، ومحمد بن الحسين بن ابراهيم الخفاف، وأبو محمد هشام بن محمد بن هشام الكوفي اليماني، ونزل الموصل ودخل حلب أو بعض عملها في طريقه ما بين حران واطرابلس. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما اذن لنا في روايته عنه- قال:

- الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام:

أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد قال: أخبرنا القاضي أبو المظفر هناد بن ابراهيم بن نصر النسفي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن ودعان الفقيه بالموصل قال: حدثنا الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى الحراني قال: حدثنا خيثمة بن سليمان قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي بحمص قال: حدثنا عثمان بن سعد قال: حدثنا محمد بن مهاجر الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: رحم الله لبيدا اذ يقول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب «1» فقالت عائشة: كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال عروة: رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا؟ قال الزهري: رحم الله عروة، كيف لو أدرك زماننا هذا، قال الزبيدي: رحم الله الزهري كيف لو أدرك زماننا هذا، قال ابن (200- ظ) مهاجر: رحم الله الزبيدي: كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال خيثمة: رحم الله ابن عوف، كيف لو أدرك زماننا هذا، قال الخضر: رحم الله خيثمة كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال ابن ودعان: رحم الله الخضر كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال هناد: رحم الله ابن ودعان كيف لو أدرك زماننا هذا؟ قال الحافظ أبو القاسم: رحم الله أبا الحسن كيف لو أدرك زماننا هذا. وقال الحافظ: كذا وقع في هذه الرواية وقد سقط قول عثمان بن سعدة «2» . - الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام: أبو القاسم السمسار، وقيل اسمه الحسين، ذكر أنه شهد الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي، وأبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا البركات بن طاوس، وأبا محمد بن الحسن البعلبكي، روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن الحسن بن حمزة العطار في شوال سنة خمس وثمانين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن ابن محمد بن ياسر- قراءة عليه وأنا حاضر أسمع- قال: أخبرنا أبو موسى هارون

- الخضر بن علي بن محمد الانطاكي:

ابن محمد الموصلي قال: حدثنا أبو يحيى زكريا قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الشافعي قال: حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: الخضر بن علي ابن الخضر بن أبي هشام، أبو القاسم السمسار، ويسمى أيضا الحسين، سمع الفقيه أبا الفتح نصر بن ابراهيم، وأبا محمد عبد الله بن الحسين بن حمزة بن أبي محمد البعلبكي، وأبا البركات بن طاوس، وذكر لي أنه سمع أبا القاسم بن أبي العلاء، ولم أظفر بسماعه منه، وسمعت منه شيئا يسيرا. قال: سألت أبا القاسم عن مولده فقال: سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وشهدت حصار أنطاكية سنة تسعين وأنا بالغ، مات ليلة الاحد الثامن من ربيع الاول سنة خمس وستين وخمسمائة، ودفن في مقبرة الباب الصغير، وكان يترفض «1» . - الخضر بن علي بن محمد الانطاكي: أبو القاسم البزاز الاموي مولاهم حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الطيان الغساني. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي قال: أنبأنا الحافظ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل، وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن زهير التميمي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان الطيان الغساني قال: حدثنا أبو القاسم الخضر بن علي بن محمد الانطاكي البزاز- قدم علينا دمشق- قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري قال: حدثنا ابن ناجيه قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أمعر حاج قط «2» .

- الخضر بن محمد بن أزهر:

قال ابن الانباري معناه ما افتقر قط، وأصله من (201- و) قولهم: مكان معناه اذا ذهب نباته. - الخضر بن محمد بن أزهر: أبو القاسم الجماهيري، شاعر من أهل معرة النعمان، أو من الطارئين عليها، وقفت له على أبيات في مراثي بني المهذب المعريين، يرثي بها أبا عبد الله الحسين بن اسماعيل بن المهذب، وقد توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة وهو صغير، والأبيات: قد غرّ اكثر هذا العالم الأمل ... وكلهم بسوافي روحه أجل وإنما المرء طيف والحياة له ... كالآل والموت ورد شر به علل فلا تغرّنّك الدنيا وزينتها ... فإنها زخرف يا أيها الرجل هل أنت فيها مقيم لا تفارقها ... أم أنت فيها مع الأيام مرتحل أين النبي الذي القرآن آيته ... وأين من قبله الأحبار والرسل أين الملوك الألى اغتروا بما فعلوا ... وساكنوا الأرض قبل اليوم ما فعلوا لا شكّ أنهم في الأرض قد دفنوا ... وأنّهم قد عفت آثارهم وبلوا ونحن لا بد حتما أن نموت كما ... ماتوا وننهل في الورد الذي نهلوا يا حسرتا إن هذي الأرض قد أكلت ... هياكلا كان فيها جوهر صقل مثل الحسين بن اسماعيل حين ثوى ... طفلا يقصر عن عليائه زحل ما كان إلّا حساما ماضيا فمضى ... فيه القضاء وأسباب الدّنا دول عمّ البرية هذا الخطب حين قضي ... على الحسين ومات السّهل والجبل (201- ظ) فكلّ قلب به ما حاز طاقته ... أحزنا وقد دميت من دمعها المقل يال المهذّب صبرا إن أسرتكم ... من أسرة عرفوا الدنيا فما جهلوا لا يطربون إذا ما نالهم فرح ... ولا إذا نابهم صرف الردى نكلوا لكنهم صبر في كل فادحة ... وكلّ أمر عظيم خطبه جلل الفضل صفهم والحلم خلقهم ... والفخر ما فخروا والرّفد ما بذلوا فاصبر على الحزن اسماعيل محتسبا ... والجأ الى الله إن ضاقت بك السّبل

- الخضر بن محمد بن عبد الله المصيصي:

إن الجديدين سارا بالذين مضوا ... قصد الفناء فلم يدركهما ملل ونحن في إثرهم نسعى كسعيهم ... إلى النوى دائبا نسري ونرتحل فاستيقظوا يا أولي الأبصار واعتبروا ... بالغابرين ففي آثارهم مثل جدّوا إلى عمل في الدار يسعدكم ... فليس يقبل في الأخرى لكم عمل يا ربّ عفوك إن النفس تأمله ... فلا يخيبنّ منها عندك الأمل - الخضر بن محمد بن عبد الله المصيصي: ثم الحلبي المعروف بابن أبي الرماح، أصله من المصيصة، واستوطن حلب، وحدث بها عن أبي القاسم حسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، وأبي علي محسّن ابن هبة الله بن عبيد الله الشافعي الرملي. روى عنه ابنه إبراهيم بن الخضر الحلبي، ووقع إليّ جزء من حديثه بخط ابنه ابراهيم المذكور، وهو مترجم بما صورته: جزء فيه أخبار منتخبة حسان عن الشيوخ الثقات العوالي رضي الله عنهم، سماع لإبراهيم بن الخضر بن محمد بن عبد الله الحلبي (202- و) من أبيه الخضر بن محمد بن عبد الله المصيصي، فنقلت منه: حدثنا أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن الحسين الصابوني قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا سعيد بن هبيرة قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثنان يوم القيامة على منبرين: أنا على منبر من نور، وعلى رأسي تاج من نور، في يدي قضيب من نور، في رجلي نعل من نور، وأمتي بين يديّ غر محجلون، وأنا أخطب على منبري وأقول: الحمد لله الذي صير مصيري ومصير أمتي إلى الجنة لا موت فيها أبدا وابليس لعنه الله على منبر من نار عليه ثياب من نار، في رجله نعل من نار، على رأسه تاج من نار، في يده قضيب من نار، بين يديه اليهود والنصارى والمجوس وأتباعه، وهو يقول في خطبته: الويل لي ولكم إذ صير مصيري ومصيركم الى النار لا موت فيها أبدا «1» .

- الخضر بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان

- الخضر بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان أبو الدوام، وقيل أبو العباس بن أبي المظفر الملقب بالملك الظافر بن الملك الناصر. سمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد السّلفي، وحدث عنه بحران، والفقيه أبا الطاهر اسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عوف، وحدث عنه بدمشق، وسمع بمصر أبا القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبا سعيد محمد بن عبد الرحمن البنجديهي، وأبا الفتح محمود بن أحمد الصاعدي، وأبا القبائل عشير بن أحمد المزارع وأبا محمد عبد الله بن بري النحوي. سمع منه بعض (202- ظ) أصحابنا شيئا يسيرا، خرج عنه صاحبنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي حديثا في معجم شيوخه، وروى لنا عنه أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي انشادا أخرجه عنه في معجم شيوخه، وكان يزور عمي أبا غانم، وكنت أجمع به عنده في المسجد المعروف بنا، فلم أتحقق ما سمعته منه، فإنه كان يورد أشياء حسنة، لم أتحقق منها إلّا مناما ذكره له، وكان حضر لوداعه وهو يريد الحج وذكر لعمي: وأنا أسمع، قال: رأيت كان امرأة وابنتها حضرتا، وقد وطئت البنت وعزمت على وطء الأم، وذكر ذلك لعمي على وجه أن المنام قد تحقق لشروعه في التوجه الى الحج. فمضى الى الحج ودخل المدينة، فسير الملك العادل أبو بكر أيوب ورده من الطريق من بدر خوفا أن يدخل اليمن ويملكها، فتوسل الى من حضر لرده أن يؤخذ تحت الحوطة والتضييق حتى يقضي حجه، فلم يجيبوه الى ذلك، وعاد الى حلب واجتمع بعمي ووالدي وأنا معهما، وذكرهما بالمنام الذي قصه علينا لما ودع عمي: وقال: الأم هي مكة أم القرى، والبنت هي المدينة، ووطئت المدينة وهي البنت، ولم يتهيأ لي وطء الأم وهي مكة، وكان هذا من أعجب المنامات التي تحقق تأويلها. وكان جوادا سخيا شجاعا عارفا بالتواريخ وأيام الناس، وكان من جلة بني الملك الناصر يوسف بن أيوب وكان ينبز بالملك المشمر، بحيث أنه غلب على لقبه الملك الظافر، وبلغني أنه إنما غلب عليه هذا اللقب لأن أباه قسم البلاد على أكابر

اخوته، فقال: أنا مشمرّ، فغلب عليه المشمرّ، وهجر ما سواه، وأقام بحلب عند أخيه الملك الظاهر غازي (203- و) سنين عديدة، وسكن بالياروقية ظاهر حلب، وابتنى بها منازل وحماما، فلما مرض الملك الظاهر مرضته التي توفي فيها خاف منه على ابنه الملك العزيز محمد، فأمر برحيله من حلب، وأقطعه اقطاعا حسنا مضافا الى ما كان له عليه، فتوجه الى منبج ومات الملك الظاهر، فلم يتم له أمر الاقطاع، فتوجه الى أخيه وشقيقه الملك الأفضل علي الى سميساط وأقام بها الى أن مات الملك الأفضل، فانتقل الى حران وأقام بها عند ابن عمه الملك الأشرف موسى بها الى أن توفي بها رحمه الله. وكانت أمه أم ولد، وهي أم الملك الأفضل علي، وأخبرني أخوه الملك المحسن أحمد أن مولد أخيه الملك الظافر خضر بمصر سنة ثمان وستين وخمسمائة. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي- إجازة- قال: أخبرنا الأمير أبو الدوام الخضر بن السلطان الملك الناصر أبي المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي- بقراءتي عليه بجبل قاسيون، بظاهر دمشق، في يوم الأحد العشرين من شهر رمضان سنة ست وعشرين وستمائة- قال: أخبرنا الفقيه أبو الطاهر اسماعيل بن مكي بن اسماعيل بن عوف قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي- نزيل الاسكندرية- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عيسى الفسوي الفارسي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع المفسر الدمشقي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن ابراهيم (203- ظ) القاضي المروزي في زقاق عطاف «1» قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن البغدادي قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثنا أبي عن اسحاق قال: حدثني يحيى بن الأشعث عن اسماعيل ابن اياس بن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال: كنت امرأ تاجرا فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب أبتاع منه بعض التجارة، وكان امرأ تاجرا، قال: فو الله إني لعنده إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر الى الشمس، فلما رآها مالت قام يصلي، قال: ثم خرجب امرأة من ذلك الخباء الذي قد خرج منه ذلك

الرجل، فقامت خلفه، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام يصلي، فقلت للعباس: ما هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قال: فقلت من هذه المرأة؟ قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد قال: فقلت من هذا؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه، قال: فقلت: ما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلّا امرأته وابن عمه، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر، قال: وكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول- وأسلم بعد ذلك فحسن اسلامه- لو كان الله رزقني الاسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي بن أبي طالب. أنشدني أبو الفداء اسماعيل بن حامد القوصي قال: أنشدني الملك الظافر مظفر الدين أبو العباس الخضر بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبي (204- و) المظفر يوسف بن أيوب رحمه الله في طريق مكة شرفها الله تعالى، وكان أمير الحاج يومئذ سنة عشر وستمائة لرضي الدين يحيى بن سالم بن أبي حصينة المعري يمدح والده الملك الناصر: قالوا نرى ناصر الاسلام منذ ولى ... لم يدّخر ذهبا عن أهل دولته وكل من قد مضى من قبل من ملك ... بالجمع للمال أفنى طول مدته أما ترى النحل يحوي قوته سنة ... والليث لا يقتني قوتا لليلته فقلت للضعف أضحى ذاك مدّخرا ... وترك ذا الذخر من إفراط شدّته قال لنا القوصي: وأنشدني رحمه الله لرجل من أدباء أهل الأندلس، ورد على والده السلطان الملك الناصر رحمه الله، وأنشده هذه الأبيات الثلاثة، وأجازه عليها جائزة: يا ملك مصر وملك الشام واليمن ... ومن عساكره في البر والسفن ومن تملّك ما لم يحوه ملك ... ما يلحق المرء من هذا سوى الكفن فاستغنم الخير فالدنيا على أحد ... ليست تدوم وهذي عادة الزمن

أخبرنا أبو الفداء القوصي قال: هذا الملك الظافر مظفر الدين الخضر بن يوسف رحمه الله، كان كريما لطالب جاهه ومسترفد رفده، وجمع لي في طريق مكة تلك السنة بين تلطفه وحسن وده الى أن وصل عسكر من الديار المصرية برجوعه عن وجهته، ورده، فصدّ ونحن ببدر عن (204- ظ) تتميم قصده وكان يخشى من دخوله الى اليمن، وقلّ ما تسلم الملوك أو الرعايا من حوادث الزمن، وكان شقيق أخيه الملك الأفضل نور الدين أبي الحسن، وكان مولده بالقاهرة في خامس من شعبان سنة ثمان وستين وخمسمائة، أخبرني بذلك شيخنا الامام عماد الدين ذو البلاغتين الأصبهاني الكاتب. بلغني خبر وفاة الظافر خضر أنه توفي بحران في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وستمائة (205- و) .

- خضر

- خضر بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي رجل كان بطرسوس روى عن اسحاق بن راهويه، روى عنه أبو بكر المزوّدي وسمع منه بطرسوس. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو بكر المزودي قال: سمعت خضرا بطرسوس يقول: سمعت اسحاق بن راهويه يقول: سمعت يحيى بن آدم يقول: أحمد بن حنبل امامنا.

ذكر من اسمه خطاب

ذكر من اسمه خطاب - الخطاب بن سعد بن عثمان أبو القاسم الخير الأزدي، وقيل هو الخطاب بن سعد الخير بن عثمان بن يحيى ابن مسلمة بن عبد الله بن قرط الحمصي الدمشقي. سمع بحلب أبا نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وحدث عنه وعن المؤمل بن إهاب وهشام بن عمار، والربيع بن سليمان، وهاشم بن القاسم الحراني ومحمد بن رجاء السجستاني ومحمد بن سماعة الرملي، وعمرو بن عثمان الحمصي، ونصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة، وأبي عمرو عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد الحمصي، وأبي جعفر محمد بن عبيد الهاشمي، والفتح بن نصر بن عبد الرحمن، وعبد الله بن عبد الوهاب، ومحمد بن أحمد بن ابراهيم. روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أيوب بن شنبوذ، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث الزجاج، وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري وأبو عمرو سعيد (206- و) بن عثمان ابن نصر الهمذاني وابن أخيه أحمد بن ابراهيم بن سعد بن عثمان. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الخطاب بن سعد الخير بن عثمان بن يحيى بن مسلمة بن عبد الله بن قرط، أبو القاسم الأزدي أصله من حمص، وسكن دمشق، وحدث عن هشام بن عمار وهاشم ابن القاسم الحراني، ونصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة، والمؤمل بن اهاب ومحمد بن رجاء السجستاني، وأبي عمرو عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد الحمصي، وعبد الله بن عبد الوهاب، وأبي نعيم الحلبي ومحمد بن أحمد بن ابراهيم، والربيع ابن سليمان، ومحمد بن سماعة الرملي وأبي جعفر محمد بن عبيد الهاشمي، وعمرو ابن عثمان الحمصي والفتح بن نصر بن عبد الرحمن.

- خطاب بن سنان الحراني:

وروى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أيوب بن شنبوذ، وأبو علي بن شعيب الأنصاري، وسليمان (206- ظ) بن أحمد الطبراني، وابن أخيه أبو عمر أحمد بن ابراهيم بن سعد الخير وأبو عمرو سعيد بن عثمان بن نصر الهمذاني، وأبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث الزجاج «1» . - خطاب بن سنان الحراني: أخو حسين بن سنان، نزل أنطاكية وحدث عن بقية بن الوليد وروى عنه صالح ابن زيادة بن شعيب السوسي. - الخطاب صاحب عروة بن مروان: غزا الصائفة الى بلاد الروم مع عبد الملك بن صالح بن علي بن العباس، حكى عن عبد الله بن المبارك، روى عنه عروة بن مروان. أخبرنا محمد بن هبة الله بن محمد القاضي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إليّ أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الحدثي قال: حدثنا عروة بن مروان قال: أخبرني الخطاب- صاحب لنا- قال: رأيت الجفان بأرض الروم على رؤوس الشرط فيها الكعك والسويق والتمر فقلت: لأتبعنّها حتى أنظر الى من يذهب بها، قال: فجيء بها الى رحل ابن المبارك، فقالوا: بعث بها عبد الملك، فسمعته يقول للشرط: انطلقوا لا حاجة لي فيها فردها. خطاب بن عبد الله: مملوك السلطان محمود، ملك حلب، ويقال له: ختلغ أبه أيضا ويعرّب فيقال خطلبا وقد ذكرناه فيما تقدم (207- و) .

- خفاف بن منصور التميمي المروروذي:

- خفاف بن منصور التميمي المروروذي: كان من أهل خراسان، وصحب عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس حين ورد حلب، وشهد معه حصار دمشق وله ذكر في التاريخ. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: خفاف بن منصور التميمي المروروذي، شهد حصار دمشق مع عبد الله بن علي، تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن يحيى «1» . - خفيف بن عبد الله: أبو علي الغازي الدينوري، غزا بلاد الروم فعرف بذلك، روى عن هشام بن عمار وابراهيم بن موسى النجار الطرسوسي، وحماد بن يحيى البلخي، روى عنه أبو أحمد القاسم بن الحسن بن القاسم الهمذاني وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الدينوري. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود بن علي قال: حدثنا علي بن أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن عبد الله بن الهيثم البهراني الخطيب، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الخزرجي الأنصاري البخاري قال: حدثنا الحسين بن عبد الله بن الحسين ابن الحارث بهمذان قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن الحسن قال: حدثنا أبو علي خفيف بن عبد الله الغازي قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا صالح بن رستم أبو عبد السلام مولى

(207- ظ) بني هاشم عن عبد الله بن حواله أنه قال: يا رسول الله اكتب لي بلدا أكون فيه فلو أعلم أنك تبقى لم أختر على قربك، قال: عليك بالشام ثلاثا، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كراهيته الشام قال: هل تدرون ما يقول الله عز وجل، يقول: يا شام يا شام أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي، أنت سيف نقمتي وسوط عذابي، أنت الأندر وإليك المحشر، ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الاسلام أمرنا أن نضعه بالشام، وبينا أنا نائم رأيت كتابا أختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله تخلى عن أهل الأرض فاتبعت بصري فإذا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام فمن أبى أن يلحق بالشام فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله. قال الحافظ: روى عنه علي بن محمد بن شجاع حديثا آخر فقال: خفيف الرازي- بالراء-. قال الحافظ: خفيف بن عبد الله أبو علي الدينوري الغازي، سمع بدمشق هشام بن عمار، وحماد بن يحيى البلخي وابراهيم بن موسى النجار الطرسوسي. روى عنه أبو أحمد القاسم بن الحسن بن القاسم الهمذاني، وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الدينوري نزيل قينية «1» .

ذكر من اسمه خلف

ذكر من اسمه خلف - خلف بن تميم بن أبي عتاب مالك التميمي: أبو عبد الرحمن الجعدي الدارمي (208- و) وقيل البجلي وقيل المخزومي المصيصي مولى آل جعدة بن هبيرة كوفي نزل المصيصة وأنطاكية، وكان من العباد الخشن في العبادة، وطاف بلاد الشام، وحدث عن أبيه تميم بن مالك وعبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد، وابراهيم بن أدهم، واسماعيل بن مهاجر الكوفي، وسفيان ابن سعيد الثوري وأبي الأحوص سلام بن سليم، وعبد الله بن محمد بن سعد الأنصاري، وعاصم بن محمد بن زيد العمري، والمفضل بن يونس وزائدة بن قدامة الثقفي، ومحمد بن عبد العزيز التميمي، وعمارة بن شبيب وعبد الجبار بن عمر الأيلي، وعبد الله بن المبارك. روى عنه أبو اسحاق ابراهيم بن محمد الفزاري وعلي بن محمد بن علي بن أبي المضاء وعبد الله بن خبيق، ومحمد بن غالب بن غصن، والفضل بن سهل الأعرج الأنطاكيون، وأبو حميد عبد الله بن محمد بن تميم، وأبو الحسن محمد بن أحمد ابن عبد الله بن صفوة، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصيون، وأبو سعيد أحمد ابن بكر البالسي، ومحمد بن اسماعيل بن علي الأنصاري، ومحمد بن اسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة، والحسن بن الصباح، ومحمد بن يزيد المستملي، وعبد العزيز بن المبارك الدينوري، واسماعيل بن أبي الحارث، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وعباس بن محمد الدوري، وهارون بن الحسن، وأحمد بن ابراهيم الدورقي، ومحمد بن الحسين بن اشكاب ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأحمد بن الخليل البغدادي، ومحمد علي السرخسي ومحمد ابن الحسين البرجلاني ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة (208- ظ) والعلاء بن سلمه، وسريج بن يونس، وأبو جعفر محمد بن جعفر السمناني، واسحاق بن بهلول. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو يعلى بن كروس السلمي قال: حدثنا الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرنا

أبو المعمر الاملوكي، قال: حدثنا أبو حفص العتكي قال: أخبرنا أبو عمير عدي. ابن أحمد الأذني قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، واذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق، وما من أهل بيت يحرمون الرفق إلّا وقد حرموا «1» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن (209- و) بن هبة الله، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف المعدل قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبي قال: سمعت خلف بن تميم يقول: رأيت ابراهيم بن أدهم بجبيل وسألته: منذكم قدمت الشام؟ قال: مذ أربع وعشرين سنة، فقلت هنيئا لك مرابط ومجاهد، فقال: والله ما قدمت مرابطا ولا مجاهدا وانما قدمت الشام لأشبع من خبز الحلال، تراني أحمل هذا الحطب من الجبل فأبيعه فلا يراني أحد إلّا قال فلاح أو حمال «2» . أنبأنا أبو القاسم بن صصرى قال: أخبرنا أبو الكرم بن الشهرزوري- اذنا عن أبي القاسم بن مسعدة- قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا يحيى بن صاعد قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى صاحب السابري ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ومحمد بن اشكيب «3» ومحمد بن اسحاق وعباس بن محمد وغيرهم قالوا: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: اذا لعنت آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم يومئذ فليظهره، فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وقد رواه سريج بن يونس وقدماء شيوخنا عن خلف بن تميم هكذا وكانوا (209- ظ) يرون ان عبد الله بن السري هذا شيخ قديم، ممن لقي ابن المنكدر، وسمع منه، وممن صنف المسند، فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا عن ابن المنكدر، فحدثنا به عن شيخ خلف بن تميم، فاذا هو أصغر منه واذا خلف قد أسقط من الاسناد ثلاثة نفر. قال ابن عدي: حدثناه ابن صاعد، قال: حدثنا موسى بن النعمان أبو هارون بمصر قال: حدثنا عبد الله بن السري بأنطاكية قال حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة ابن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا لعنت آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وقد حدثونا عن الشيخ الذي حدث به عنه شيخ خلف بن تميم، قال: حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا محمد بن معاوية الأنماطي قال: حدثنا سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد ابن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا لعنت آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن عدي: حدثناه الحسين بن الحسن بن سفيان ببخارى قال: أخبرنا أحمد ابن نصر قال: حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي قال: حدثنا سعيد (210- و) بن زكريا المدائني عن عنبة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا لعن

آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يؤمئذ ككاتم ما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم. «1» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: حدثنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا خلف بن تميم أبو عبد الرحمن الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن السري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، قال أبو عبد الله: لا أعرف عبد الله ولا له سماعا من ابن المنكدر «2» . قلت عبد الله بن السري الأنطاكي معروف وكان من الصالحين، وستأتي ترجمته في هذا الكتاب، وإنما أنكره البخاري بروايته عن محمد بن المنكدر، وعصره لا يقتضي ذلك، وقد بين ابن عدي في ذلك ما فيه كفاية. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح المؤذن قال: حدثنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا عباس بن محمد قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا عبد الله ابن المبارك قال: سمعته (210- ظ) يقول: من أراد الشهادة فليدخل دار البطيخ بالكوفة ويترحم على عثمان، قال خلف بن تميم: فدخلت دار البطيخ بالكوفة فرأيت الأرطال والكيالج، فكرهت أن أقول شيئا. قال يحيى بن معين: وكان الفزاري يحدث عن خلف بن تميم يقول: خلف مولى جعدة بن هبيرة. وأنبأنا أبو اليمن قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال:

أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد البابسيري قال: أخبرنا أبو أمية الاحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: أخبرنا أبي قال: قال أبو زكريا يحيى بن معين: خلف بن تميم مولى جعدة بن هبيرة. أنبأنا الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل قال: خلف بن تميم أبو عبد الرحمن، سمع اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر يقال مولى جعدة بن هبيرة. أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو عبد الرحمن خلف بن تميم التميمي الدارمي من أنفسهم، ويقال: مولى جعدة بن هبيرة المصيصي، سمع اسماعيل بن ابراهيم وزائدة، روى عنه ابراهيم بن محمد أبو اسحاق. (211- و) .. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الحسن بن قيس الغساني قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا خلف بن تميم البجلي أبو عبد الرحمن قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر فأسند حديثا. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: خلف بن تميم بن مالك أبي عتاب، أبو عبد الرحمن التميمي الدارمي، ويقال البجلي، ويقال المخزومي مولى آل جعدة بن هبيرة، كوفي نزل المصيصة، وطاف بالشام، سمع ابراهيم بن أدهم بجبيل من ساحل دمشق، وحدث عنه وعن اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر الكوفي، وعبيد الله بن محمد بن سعد الأنصاري، وعبد الله بن السري الزاهد الأنطاكي، وزائدة بن قدامة الثقفي وأبي الأحوص

سلام بن سليم، ومحمد بن عبد العزيز التيمي، والمفضل بن يونس وعمارة بن شبيب وسفيان الثوري، وعاصم بن محمد بن زيد العمري، وأبيه تميم بن مالك. روى عنه أبو اسحاق ابراهيم بن محمد الفزاري، والحسن بن الصباح، وعبد العزيز بن المبارك الدينوري، وعلي بن محمد بن علي بن أبي المضاء، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي وهارون بن الحسن، والفضل ابن سهل الأعرج، وأحمد بن ابراهيم الدورقي، ومحمد بن الفرج الأزرق، وأحمد ابن الخليل البغدادي نزيل نيسابور، وأبو حميد عبد الله (211- ظ) بن محمد ابن تميم المصيصي، ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن علي السرخسي، وشريح بن يونس، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ومحمد بن الحسين بن بشران، ومحمد بن غالب بن حصن الأنطاكي، ومحمد بن اسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن بكر البالسي، واسماعيل ابن أبي الحارث، ومحمد بن يزيد المستملي، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة المصيصي ويعقوب بن شيبه وغيرهم. وقال الحافظ: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو عبد الرحمن خلف بن تميم المصيصي سمع اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر وعمار بن محمد. «1» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن يحيى بن ابراهيم التميمي- قراءة- قال: أخبرنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله، قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الرحمن خلف بن تميم «2» . قال ابن ناصر: أنبأنا أبو طاهر بن الأنباري قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم

قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن المهتدي قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد الرحمن خلف بن تميم «1» . أخبرنا أبو القاسم بن الحسين بن رواحة- فيما أذن لنا فيه- قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد عن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن حمه الخلال قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن أحمد (212- و) بن يعقوب بن شيبه قال: حدثني جدي قال: وخلف بن تميم أبو عبد الرحمن ثقة صدوق، أحد النساك والمجاهدين، صحب ابراهيم بن أدهم. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: خلف بن تميم بن أبي عتاب أبو عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: ثقة صالح الحديث «2» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي القاسم بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعد قال: سألت يحيى بن تميم عن خلف بن تميم أي شيء حاله؟ فقال: هو المسكين شيخ صدوق «3» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي بها قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري الحافظ قال: أخبرنا القاضي عياض بن موسى- اذنا- قال: أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ، ح. وأنبأنا الحافظ أبو الحسن على بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: حدثنا المبارك بن عبد الجبار قال: حدثنا أبو الحسن الفالي قال: حدثنا القاضي ابن جلاد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال: حدثنا يوسف

ابن مسلم (212- ظ) قال: حدثنا خلف بن تميم قال: كتبت عن سفيان عشرة آلاف حديث أو نحوها فكنت أستفهم جليسي فقلت لزائدة: يا أبا الصلت اني كتبت عن سفيان عشرة آلاف حديث أو نحوها فقال لي: لا تحدث إلّا بما تحفظ بقلبك وتسمع بأذنك، قال: فألقيتها. قال أبو الحسن المقدسي: أخبرنا الحافظ أبو طاهر قال: حدثنا المبارك بن عبد الجبار قال: حدثنا أبو الحسن الفالي قال: حدثنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال: حدثنا يوسف بن مسلم قال: حدثنا خلف بن تميم قال: أتيت حيوة بن شريح فسألته، فأخرج إليّ كتابا، فقال: اذهب فانسخ هذا واروه عني، قلت: لا نقبله إلّا سماعا، قال: كذا أفعل بغيرك فإن أردته وإلّا فذره، قال: فتركته. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي القاسم نصر بن أحمد ابن مقاتل قال: أخبرنا جدي أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الأهوازي قال: أخبرنا عمران بن الحسن بن يوسف الخفاف قال: حدثنا عبد الله بن ضوء الرقي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد قال: حدثنا محمد بن العباس قال: كنت (عند) يوسف ابن أسباط وعنده خلف بن تميم فقال له خلف: أوصني، قال أوصيتك يا عم بترك الحديث، فقال له خلف: يا أبا محمد فلم كتبناه وأدلجنا فيه بالاسحار، ولم رحلنا فيه؟ فقال له يوسف: يا أبا عبد الرحمن أليس قد أكل به الألبّاء العقلاء واستزاروا به الولاة (213- و) واستطالوا به على أهل بلادهم، أينا جلس مجلسا فأحب أن يقوم منه حتى يعرف مكانه، فمن سلم من هذا فما أخشى ما هذا، أو كلام هذا معناه. أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر الزيادي بتنيس قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن نصير قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي قال: حدثنا أبو أمية محمد ابن ابراهيم الطرسوسي قال: حدثنا أبو مسلم المستملي قال: ومات حجاج الأعور

- خلف بن سالم أبو محمد المخرمي السندي مولى المهالبة:

سنة ست ومائتين وفيها مات الهيثم بن عدي، ويزيد بن هارون، وشبابه بن سوار، ومحاضر، وعمر بن حبيب، وخلف بن تميم، ومحمد بن جعفر المدائني. قال أبو القاسم: وذكر أبو عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي- فيما سقط من رواية أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم عنه. قال: خلف بن تميم الكوفي كان عالما توفي بالمصيصه سنة ثلاث عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون. قال أبو القاسم: وذكر أبو عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي- فيما سقط بباب الصغير، وأن قبره الى جانب مقبرة ابن المصيصي وهي مقبرة البهجة ابن أبي عقيل «1» . أخبرنا أبو علي الأوقى- إذنا- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار (213- ظ) قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة ثلاث عشرة ومائتين: خلف بن تميم، قاله أبو عبيدة معمر بن المثنى- يعني- مات فيها. - خلف بن سالم أبو محمد المخرمي السندي مولى المهالبة: دخل حلب صحبة أحمد بن حنبل وسمعا بها من مبشر بن اسماعيل الحلبي، ثم خرج معه إلى طرسوس، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أحمد بن حنبل. روى عن مبشر بن اسماعيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث ويحيى بن آدم، وأبي بكر بن عياش، وهشيم بن بشير ومعن بن عيسى، ويحيى بن سعيد القطان، وسعد ويعقوب ابني ابراهيم بن سعد، وعبد الرزاق بن همام، واسماعيل بن عليه، ومعن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي نعيم الفضل بن دكين: ويزيد بن هارون، ومحمد بن جعفر غندر، ووهب بن جرير. روى عنه أبو علي صالح بن محمد البغدادي وأبو بكر يعقوب بن يوسف

المطوعي، وأبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي واسماعيل بن أبي الحارث، والحسن بن علي المعمري، ويعقوب بن شيبة وعباس الدوري، وأحمد بن أبي خثيمه، وحاتم بن الليث وجعفر الطيالسي، وعبد الله بن محمد البغوي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب العباسي، قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الخلمي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد ابن الحسين بن خدام البخاري قال: حدثنا الفقيه الصالح أبو اسحاق ابراهيم بن مسلم الشكاني قال: أخبرنا أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمران قال: حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي (214- و) قال: حدثنا خلف بن سالم قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا محمد بن ثابت قال: حدثني أبي ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا يا رسول الله: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن عدي بن زحر البصري- في كتابه- قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قال أبو داود سليمان بن الأشعث: سمعت من خلف بن سالم خمسة أحاديث سمعتها من أحمد بن حنبل، وكان أبو داود لا يحدث عن خلف بن سالم. وقال أحمد بن علي: حدثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: أخبرنا علي بن سهل بن المغيرة البزاز قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن خلف بن سالم: قال: لا يشك في صدقه. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو

بكر الحافظ قال: حدثنا البرقاني قال: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي قال: حدثنا أبو عوانه يعقوب بن اسحاق الأسفراييني قال: حدثنا أبو بكر المروذي قال: سألته- يعني- أحمد بن حنبل عن خلف المخرمي فقال: نقموا عليه تتبعه هذه الأحاديث، قلت: هو صادق؟ قال: ما أعرفه يكذب مع أنه قد دخل مع الأنصاري في شيء يحكي عنه أمر بغيض كان اذا أمر لإنسان (214- ظ) بشيء اشتراه قلت: كان يعيّن؟ قال: العينة أحسن من ذا، ثم قال: كنت أعرفه عفيف البطن والفرج. وقال الحافظ أبو بكر: أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن اسماعيل الفارسي قال: حدثنا بكر بن سهيل قال: حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: سألت يحيى بن معين عن خلف المخرمي فقال: صدوق، فقلت له: يا أبا زكريا انه يحدث بمساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قد كان يجمعها وأما أن يحدث بها فلا «1» . أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد قال: أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ليس بخلف بن سالم المسكين بأس لولا أنه سفيه. وقال أحمد بن زهير: أخبرني من سمع أبا المحلّم يقول: إن أخانا خلف بن سالم ليس عليه أحد بسالم. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن يعقوب بن شيبه قال: حدثنا جدي قال: حدثنا خلف بن سالم- وكان ثقة ثبتا- قال: وذكر جدي مسددا والحميدي فقال: كان خلف بن سالم أثبت منهما «2» .

أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن ابراهيم التميمي قال: أخبرنا أبو نصر (215- و) عبيد الله بن سعيد بن حاتم قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو محمد خلف بن سالم بغدادي مخرمي ثقه. أخبرنا أبو حفص بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: خلف بن سالم أبو محمد المخرمي مولى المهالبه، وكان سنديا، سمع أبا بكر بن عياش وهشيم بن بشير ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي واسماعيل بن عليّه، وسعد بن ابراهيم بن سعد وأخاه يعقوب بن ابراهيم ومعن بن عيسى وأبا نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن جعفر غندرا، ويزيد بن هارون، ووهب بن جرير، وعبد الرزاق بن همام. روى عنه إسماعيل بن أبي الحارث وحاتم بن الليث ويعقوب بن شيبه، وأحمد ابن أبي خيثمة وجعفر الطيالسي، وعباس الدوري، ويعقوب بن يوسف المطوعي، والحسن بن علي المعمري، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي «1» . أخبرنا أبو الفرج حمزة القبيطي الحراني في كتابه قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الأبنوسي قال: اخبرنا ابو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال سمعت يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن يزيد يقول: سمعت عباس بن محمد الدوري يقول: سمعت خلف بن سالم يقول: سماع الحديث هين والخروج منه شديد «2» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد (215- ظ) قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: كتب إلي محمد ابن ابراهيم الجوزي من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال: .

- خلف بن القاسم بن سهل

حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: كان موت خلف بن سالم ببغداد وهو ابن سبعين سنة. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا ابن الفضل قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال: ح. قال الخطيب أبو بكر: وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات خلف بن سالم سنة إحدى وثلاثين ومائتين، زاد البغوي في آخر شهر رمضان، قال: وقد رأيته وسمعت منه. وقال الخطيب: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي بدمشق قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الميانجي قال: قال لنا الصوفي- وهو- أحمد بن الحسن بن عبد الجبار: مات خلف بن سالم يوم الأحد لسبع بقين من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وهو ابن تسع وستين سنة. وقال الخطيب أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق بن وهب البندار قال: حدثنا أبو غالب علي ابن أحمد بن النضر قال: ومات خلف بن سالم سنة ثنتين وثلاثين، قال الخطيب: والقول الأول الصواب والله أعلم «1» . - خلف بن القاسم بن سهل وقيل ابن سهلون بن محمد بن يونس بن (216- و) الأسود أبو القاسم الأزدي القرطبي الحافظ المعروف بابن الدباغ، سمع بالأندلس أحمد بن يحيى بن زكريا بن الشامة، ثم رحل الى المشرق، وحج وسع بمصر أبا الحسن محمد بن عثمان بن أبي التمام إمام الجامع، وأحمد بن محمد بن موسى الحضرمي والحسن ابن الخضر الأسيوطي، وأبا أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح بن المفسر، وحمزة ابن محمد الكتاني، والحسن بن رشيق، وأبا بكر محمد بن الحارث الأطروش،

وأبا بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي، وأبا الفضل يحيى بن الربيع ابن محمد العبدي، وأبا علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ. وحج إلى بيت الله الحرام، فسمع بمكة أبا بكر أحمد بن محمد بن سهل الحداد، وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت، وسمع بدمشق أبا القاسم علي بن يعقوب بن ابراهيم بن أبي العقب، وأبا الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد البجلي، وبحرّان أبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، وأبا الحسن علي ابن الحسن بن علّان، وجماعة يطول ذكرهم. ففي طريقه ما بين دمشق وحران اجتاز بحلب أو ببعض اعمالها. روى عنه أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر الحافظ، وأبو عمرو عثمان ابن سعيد بن عثمان الداني، وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي، وأبو الفتح بن مسرور البلخي. كتب إلينا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال في كتابه قال: أخبرني أبو محمد بن عتاب وأبو عمران (216- ظ) بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن مروان الحراني وبشر بن سعيد أبو الطيب الرافقي، وسلم بن معاذ الدمشقي. قال: وحدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن نصر ومحمد بن ابراهيم الأنماطي ومحمد بن سعيد الحراني قالوا كلهم: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني قال: حدثنا مسكين بن بكير قال: حدثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أيمن بن خريم بن فاتك عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الفتى خريم بن فاتك لو قصر من شعره ورفع من إزاره، قال خريم: لا يفارق شعري أذني ولا إزاري كعبي «1» .

قال ابن السكن وليس يروى عن خريم هذا الحديث باسناد متصل إلّا من هذا الوجه. أخبرنا الشيخ أبو الحسن ... «1» (217- و) . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم صدقه بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي- قراءة- قال: قرأ لنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ بلفظه من كتابه بدمشق قال: قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي بخطه: قال: حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهلون الأندلسي قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا بن الشامة قال: حدثني أبي قال: حدثني خالي ابراهيم بن قاسم بن هلال قال: حدثني فطيس السبائي قال: سمعت مالكا يقول في قول الله عز وجل: «ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد» «2» ، قال: يكتب عليه حتى الأنين في مرضه «3» . قال: وأخبرنا أبو القاسم صدقه بن محمد قال: قال لنا أبو عبد الله الحميدي في «كتاب تاريخ الأندلس» تصنيفه: خلف بن قاسم بن سهل، ويقال له أيضا ابن سهلون بن أسود، أبو القاسم، المعروف بابن الدباغ، كان محدثا مكثرا حافظا، سمع بالأندلس من يحيى بن زكريا بن الشامة وغيره، ورحل قبل الخمسين وثلاثمائة الى مصر ومكة (217- ظ) والشام وسمع جماعة منهم أبو الحسن محمد بن عثمان ابن أبي التمام إمام جامع مصر، صاحب أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وأبو قتيبة سلم بن الفضل البغدادي، وأبو بكر محمد بن الحارث الأبيض القرشي الأطروش وأحمد بن محمد بن موسى بن عيسى الحضرمي صاحب أحمد بن شعيب النسائي، والحسن بن الخضر الأسيوطي وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح بن شجاع المعروف بابن المفسر بمصر، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت المكي صاحب علي بن عبد العزيز وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد ابن زنجويه البغدادي وعلي بن يعقوب بن ابراهيم بن أبي العقب الدمشقي، وأبو

محمد الحسن بن رشيق المصري المعدل، وأبو بكر محمد بن أحمد بن المسور المعروف بأبي طنه، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد البجلي صاحب أبي زرعة الدمشقي، وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكتاني، وأبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الخالق الحطاب- بالحاء المهملة- وأبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، وأحمد بن محبوب بن سليمان الفقيه وأبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي، وأبو الحسن علي بن الحسن بن علّان صاحب تاريخ الجزيرة، وأحمد بن محمد الأصبهاني المعروف بابن أشنه صاحب كتاب المحبر في القراءات، والحسن بن أبي هلال صاحب النسائي، وأبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي صاحب ابن مجاهد، لقيه بمصر، وأبو حفص عمر ابن محمد بن (218- و) القاسم التنيسي صاحب بكر بن سهل الدمياطي، وأبو الفضل يحيى بن الربيع بن محمد العبدي لقيه بمصر، وأبو الحسن علي بن العباس ابن محمد بن عبد الغفار، المعروف بابن الونّ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن كامل ابن الوليد بن صالح بن خروف، وأبو علي عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي الخصيب، وأبو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم المعلم الحلّاب، وأبو عمر محمد ابن يوسف بن يعقوب، وعبد الله بن محمد بن اسحاق بن معمر الجوهري والحسين ابن جعفر الزيات، وأحمد بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن الحداد، والسليل بن أحمد بن السليل صاحب محمد بن جرير الطبري، وأبو علي سعيد بن السكن الحافظ. وذكر غيرهم ثم قال: وجمع مسند حديث مالك بن أنس، ومسند حديث شعبة ابن الحجاج، وأسماء المعروفين بالكنى من الصحابة والتابعين وسائر المحدثين، وكتاب الخائفين وأقضية شريح، وزهد بشر بن الحارث وغير ذلك. روى عنه شيخنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ فأكثر، وكان لا يقدم عليه من شيوخه أحدا، وذكره لنا فقال: أما خلف بن القاسم بن سهل الحافظ، فشيخ لنا وشيخ لشيوخنا أبي الوليد بن الفرضي وغيره، كتب بالمشرق عن نحو الثلاثمائة رجل وكان من أعلم الناس برجال الحديث، وأكتبهم له وأجمعهم لذلك وللتواريخ

خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي أبو محمد الحافظ:

والتفاسير، ولم يكن له بصر بالرأي، يعرف بابن الدباغ وهو محدث الأندلس في وقته. قال الحميدي: وقد كتب عنه أبو الفتح عبد الواحد (218- ظ) بن محمد ابن مسرور «1» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: خلف بن القاسم بن سهل بن محمد بن يونس بن الاسود أبو القاسم المعروف بابن الدباغ الأزدي القرطبي الحافظ، سمع بدمشق أبا الميمون بن راشد، وأبا القاسم بن أبي العقب، وبمكة أبا بكر أحمد بن محمد بن سهل بن رزق الله، المعروف ببكير الحداد وأبا بكر بن أبي الموت، وبمصر عبد الله بن محمد بن المفسر الدمشقي، وحمزة بن محمد الكتاني الحافظ، والحسن بن رشيق وغيرهم. روى عنه أبو عمر يوسف بن محمد بن عبد البر الحافظ، وأبو الفتح بن مسرور البلخي، وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي، وأبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني. قال الحافظ: ذكر أبو الوليد عبد الله بن محمد الفرضي أنه قرأ القرآن على جماعة من أهل القراءة، وكان حافظا للحديث عالما بطرقه، ألف كتبا حسانا في الزهد، ومولده سنة خمس وعشرين، وتوفى ليلة السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ودفن يوم الاحد «2» . خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي أبو محمد الحافظ: حدث بمعرة النعمان وغيرها عن أبي بكر أحمد بن ابراهيم بن العباس الإسماعيلي، وأبي الحسن أحمد بن ابراهيم البدوي النيسابوري، وعبد الله بن محمد بن عثمان المزني وأبي بكر (219- و) أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي،

وأبي الفضل محمد بن عبد الله خميرويه، والحسين بن أحمد الديني، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن معدان المروزي الفقيه، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عيسى بن بشر بن شيرويه القشيري، وأبي محمد عبد الله بن ماسي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد، وأبي سليمان محمد بن عبد الله ابن أحمد بن زبر الدمشقي. روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، والحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عثمان الازهري، وعبد الرحمن بن علي بن محمد بن رجاء الاطرابلسي، وأبو صالح محمد بن المهذب المعري التنوخي، وأبو الحسن علي بن محمد الحنائي الدمشقي وأبو علي الحسن بن علي الاهوازي، وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، وأبو عبد الرحمن محمد ابن علي الصوري. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- فيما أذن لي فيه غير مرة- قال: أخبرنا محمد بن كامل بن ديسم في كتابه عن أبي صالح محمد بن المهذب بن علي المعري قال: حدثنا أبو محمد خلف بن علي الحافظ الواسطي رحمه الله في المسجد الجامع بمعرة النعمان في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم بن العباس قال: حدثنا عبد الله بن حمدان بن وهب الدينوري الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد المقدسي قال: كنت بمكة (219- ظ) فسمعت أبا عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه يقول: سلوني أخبركم من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام اليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في المحرم يقتل الزنبور؟ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تبارك وتعالى: «ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» «1» . وحدثنا سفيان بن عيينه عن مالك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر «1» . وحدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن المحرم يقتل الزنبور. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي وعبد الرحمن بن عمر الغزّال في كتابيهما قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر أن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبوي عثمان الصابوني والبحيري كتبوا اليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: خلف بن محمد الواسطي أبو محمد، وكان من الحفاظ، قدم نيسابور سنة احدى وسبعين وثلاثمائة فسمع من مشايخه ثم دخل مرو وهراة، وانصرف الينا مدة ولنا به انس، ثم انصرف الى العراق وثبت على طلب الحديث، ودخل الشام ومصر وورد عليّ كتابه وقد أخذ لي جملة من الإجازات بأحاديث استفدتها، وكان حافظا لحديث شعبة وغيره (220- و) . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل- فيما أجازه لنا، وقرأت عليه إسناده- قال: أخبرنا ... «2» قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي، قدم علينا قدمتين وصحبناه بنيسابور وأصبهان من الكتبة، آخر قدمته علينا سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة «3» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: خلف بن محمد بن علي بن حمدون، أبو محمد الواسطي سمع عبد الله بن محمد بن عثمان المزني، وورد بغداد فسمع من ابن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، ووافق أبا الفتح بن أبي الفوارس في رحلته فكتب الكثير، وسمع من أبي بكر الاسماعيلي بجرجان، ودخل بلاد خراسان، فكتب عن

شيوخها وعاد الى بغداد فأقام بها مدة، ثم خرج الى الشام فسمع ممن أدرك بها ودخل مصر فانتقى على شيوخها، وكتب الناس بانتخابه، وخرج أطراف الصحيحين وكان له حفظ ومعرفة، ونزل بعد ذلك ناحية الرملة واشتغل بالتجارة، وترك النظر في العلم الى ان مات هناك، وقد كان حدّث ببغداد شيئا يسيرا، حدثني عنه الأزهري «1» . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: خلف بن محمد بن علي بن حمدون، أبو محمد الواسطي الحافظ صاحب كتاب أطراف أحاديث (220- ظ) صحيحي البخاري «2» ومسلم، حدث عن أحمد بن جعفر القطيعي والحسين بن أحمد المديني، وأبي بكر الاسماعيلي، وأبي العباس أحمد بن سعيد بن معدان المروزي الفقيه، وأبي الحسن أحمد بن ابراهيم العدوي النيسابوري، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد وأبي محمد الحسن ابن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عيسى بن بشر بن شيرويه القشيري. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسن علي بن محمد الحنائي الدمشقي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري، وعبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر بن رجاء بن أبي العيش الأطرابلسي «3» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد ابن علي قال: سمعت الأزهري يقول: كان خلف بن محمد الواسطي حافظها، وكان محمد بن؟؟؟ أبي الفوارس أستاذه. قال أحمد بن علي: وقال لي محمد بن علي الصوري: مات؟؟؟ خالد الواسطي بعد سنة أربعمائة.

خلف بن ملاعب الاشهبي الملقب سيف الدولة

خلف بن ملاعب الاشهبي الملقب سيف الدولة «1» كان كريما شجاعا جبارا ظالما، يقطع الطريق، ويخيف السبيل، وإليه تنسب قبة ابن ملاعب، وهي حصن دثر في طرف بلد حلب، بينها وبين سلمية، وكان في يده حمص وأفامية، فكتب الولاة بالشام الى السلطان ملك شاه وشكوا إليه خلف ابن ملاعب، فكتب الى أخيه تاج الدولة تتش صاحب دمشق، والى قسيم الدولة آق سنقر صاحب حلب، والى (221- و) بزان صاحب الرها والى يفي سغان صاحب انطاكية يأمرهم بمحاصرته وانتزاع معاقله من يده وحمله إليه، فاجتمعوا عليه وهو بحمص وسبقهم بزان فلم يمكنه من الخروج من حمص، فافتتحوا حمص وسيروا خلف بن ملاعب في قفص حديد الى السلطان ملك شاه فأطلق حمص لأخيه تتش، وحبس ابن ملاعب، وبقي في حبسه الى أن أطلقته خاتون امرأة السلطان ملك شاه «2» ، فمضى الى مصر الى الأفضل امير الجيوش جماعة من أهل أفامية في سنة تسع وثمانين، وقيل سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وكان ولاتهم فيها، والتمسوا منه واليا يكون عليهم، ووقع اقتراحهم على ابن ملاعب، فوصل في ذي القعدة من إحدى السنتين، ودخل أفامية وملكها وتجددت وحشة بينه وبين ابن منقذ، أظنه أبا المرهف نصر بن علي بن منقذ «3» ، وكان قسيم الدولة آق سنقر حين فتح أفامية جعله بها واتصلت غارات ابن ملاعب على شيزر وكفر طاب والجسر «4» وزحف ابن منقذ إليه ومعه خلق من رجاله فظفر بهم ابن ملاعب وكان في نفر يسير، فقتل جماعة، وأسر جماعة وباعهم أنفسهم، واستقرت الحال بينهم بعد ذلك ثم عمل الباطنية «5» حيلة على القلعة وعليه حتى قتلوه في سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقذ الذي ذيل به تاريخ أبي غالب همام «1» بن المهذب المعري قال: سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة فيها كتب ولاة الشام الى السلطان ملك شاه يشكون فيها ما يلقونه من خلف بن ملاعب (221- ظ) بحمص من قطع الطريق وإخافة السبيل، فأمر السلطان أن يسير إليه بوزان «2» وقسيم الدولة وتاج الدولة ويغي سغان، فسبق إليه بزوان، فنزل قريبا من حمص فكتمه ما يريد حتى بلغ منه غرضا، ودخل إليه رسوله فقال: عاش لك ملاعب، ثم حصر بزان المدينة واجتمع عليها كل من في الشام «3» فافتتحت، وكل من الأمراء المذكورين طلبها، فكتبوا جميعا الى السلطان فأنعم بها على أخيه تاج الدولة، وأمر السلطان بحمل خلف بن ملاعب في قفص من حديد الى قلعة أصبهان، فحمل وحبس بها حتى مات السلطان. وقال سنة أربع وثمانين وأربعمائة وفيها نزل قسيم الدولة آق سنقر على أفامية، وملكها وسلمها الى عمي عز الدولة أبي المرهف نصر بن سديد الملك، وذلك في شعبان. أنبأنا أبو محمد بن عبد الله الأسدي قال: كتب إلينا أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن منقذ قال: كانت حمص في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة لسيف الدولة خلف بن ملاعب الأشهبي فنزل على سلمية وأخذ الشريف ابراهيم الهاشمي فرماه في المنجنيق الى برج سلمية، وأخذ قوما من بني عمه مأسورين فمضى من بفي منهم واستغاثوا عليه بالخليفة والسلطان ملك شاه، فخرج أمر السلطان الى أمراء الشام: تاج الدولة تتش صاحب دمشق، وقسيم الدولة صاحب حلب، وبزان بن ألب صاحب الرها ويغي سغان صاحب أنطاكية بالنزول على حمص والقبض على سيف الدولة خلف بن ملاعب (222- و) وتسييره إليها فنزلوا على حمص وحاصروه وأخذوه وسيروه الى السلطان، فأقام في الحبس الى ان توفي ملك شاه في شوال

سنة خمس وثمانين وأربعمائة فأطلقته خاتون امرأة السلطان وتسلم قسيم الدولة آق سنقر مدينة حمص وقلعتها، فلما قتل قسيم الدولة، قتله تاج الدولة، وتسلم البلاد وسلم حمص الى جناح الدولة حسين. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: كتب إلينا أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي وقال: سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة: وفيها سار الأمير قسيم الدولة وبزان وغسيان «1» وتاج الدولة، ونزلوا حمص وفتحوها من يد ابن ملاعب، وحملوا ابن ملاعب في قفص حديد الى عند السلطان، فلما هلك السلطان خلص ابن ملاعب وصعد الى مصر، وعاد منها تسلم قلعة أفامية، وأقام بها سبعة عشر «2» سنة وقتل. وقال: سنة أربع وثمانين وأربعمائة فيها تسلم الأمير قسيم الدولة قلعة أفامية من يد ابن ملاعب، وترك فيها بعض بني منقذ، وعاد الى حلب في العاشر من رجب «3» . قلت هكذا ذكر العظيمي، ونقلته من خطه من كتاب في التاريخ جمعه وسماه المؤصّل على الأصل الموصّل، وقال: وعاد منها يعني من مصر تسلم قلعة أفامية وأقام بها سبعة عشر سنة، وهذا وهم فإن قتل ابن ملاعب سنة تسع وتسعين وعوده من مصر فيها، وإن كان أراد ولايته الأولى فالكلام غير مستقر لأنه أخبر (222- ظ) أنه تسلم قلعة أفامية وأقام بها سبعة عشر سنة، وقتل، وقد خرجت عن يده في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وقتل سنة تسع وتسعين فبقيت خارجة عن يده قبل قتله أربع سنين وثلاثة أشهر، وكانت أفامية في يد ابن ملاعب مع حمص في أيام أبي المكارم مسلم بن قريش، فإنني قرأت في كتاب العظيمي بخطه قال: سنة خمس وسبعين وأربعمائة وفيها في صفر حاصر شرف الدولة ابن ملاعب بقلعة حمص، وفيها عاد شرف الدولة الى حلب وقد صالح ابن ملاعب «4» .

قرأت في تاريخ أبي المغيث منقذ بن مرشد الذي ذيل به تاريخ ابن المهذب قال: في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وفيها طلع قوم من أهل أفامية الى الأفضل يسألونه أن يولي عليهم سيف الدولة خلف بن ملاعب فنهاهم، وقال: لا تفعلوا وحذرهم من فسقه، فقالوا: نحن نجعل عيالاتنا لنا ليلة وله ليلة، فسيره معهم، ووصل أفامية ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من ذي القعدة. قلت: هؤلاء أهل تلك الجبال أكثرهم دهرية درزية يستبيحون ذوات الأرحام ولا يعتقدون تحريم الحرام «1» . قرأت بخط عمر بن محمد العليمي المعروف بابن حوائج كش الحافظ، وأخبرنا به، إجازة عنه، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن النسابة، وذكر العليمي أنه نقله من خط ابن زريق يعني أبا الحسن يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف بن زريق، وكان عالما بالتاريخ، قال: وقدم الى أفامية يعني خلف بن ملاعب من مصر سنة تسع وثمانين وأربعمائة لأن أهل أفامية مضوا الى مصر (223- و) يلتمسون واليا يكون عليهم، ووقع اقتراحهم عليه، فوصل في يوم الأربعاء الثامن من ذي القعدة، ودخلها وملكها. قال: ثم قتل في السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين، قتله جماعة وصلوا من حلب من أصحاب أبي طاهر الصائغ القائم بمذهب الباطنية بعد موت المنجم المعروف بالحكيم بحلب، وكانوا من أهل سرمين، وقاموا فيها بموافقة رجل داع كان بأفامية يقال له ابن القنج، أصله من سرمين وأقام بأفامية يحكم بين أهلها وقرر ذلك مع أهلها، وأحضر هؤلاء ونقب أهلها نقبا في سورها حتى قارب الوصول، فلما وصل هؤلاء لقيهم ابن ملاعب فأهدوا إليه فرسا وبغلة كانوا أخذوها من أفرنج لقوهم في الطريق، فأعلموه أنهم جاؤوا بنية الغزو الى بلاد الروم وباتوا بظاهر الحصن الى الليل، ودخلوه من ذلك النقب، ورتبوا بعضهم على دور أولاده لئلا يخرجوا ينجدونه، وصعدوا إليه، فخرج إليهم فطعن في بطنه، فرمى

بنفسه ممن القلة «1» يريد دار بعض أولاده فطعن أخرى ومات بعد ساعة، وحين صاح الصائح على القلة، ونادى بشعار رضوان بن تاج الدولة ترامى أولاده وخاصته من السور، فبعضهم قتل وأخذ أكثرهم فيما بين أفامية وشيرز، وقتلوا وسلم الله مصبح ووصل الى شيزر، وأقام عند ابن منقذ مدة وأطلقه، ودخل طنكلي «2» الى أفامية عقيب هذا الحادث طمعا في الحصن ومعه أخ لهذا ابن القنج من سرمين (223- ظ) كان مأسورا فقرروا له شيئا وعاد عنها فوصل بعض أولاد ابن ملاعب الذين كانوا بدمشق والذي كان بشيزر فذكروا لطنكلي قلة القوت بها، فعاد في رمضان نزل عليها فأقام الى آخر السنة وفتحها في الثالث عشر من محرم سنة خمسمائة وأسر ابن القنج والصائغ وعاقب ابن القنج وقتله وأطلق بعض أهل أفامية. أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الفنكي قال: أخبرنا مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني في كتابه أن قوما من أهل أفامية من الإسماعيلية عملوا على مالكها، وتحيلوا عليه بأن جاء منهم ستة نفر وقد حصلوا حصانا وبغلة وعددا أفرنجية وتراسا وزردية، وخرجوا من بلد حلب الى أفامية بتلك العدة والدواب، وقالوا لسيف الدولة خلف بن ملاعب، وكان رجلا كريما شجاعا: جئنا قاصدين خدمتك فلقينا فارس من الافرنج فقتلناه، وجئنا إليك بحصانه وبغلته وعدته، فأكرمهم وأنزلهم في حصن أفامية في دار بمجاورة السور فنقبوا السور وواعدوا الفاميين الى ليلة الاحد الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وأربعمائة، فطلع الفاميون من ذلك النقب فقتلوا خلف بن ملاعب وملكوا حصن أفامية. قرأت بخط العضد أبي الفوارس مرهف بن أسامة بن مرشد بن منقذ سنة

تسع وتسعين وأربعمائة (224- و) فيها قفز أهل أفامية مع القاضي ابن القبج «1» على سيف الدولة خلف بن ملاعب وقتلوه وقتاوا أولاده في الرابع والعشرين من جمادى الاولى. نقلت من خط أبي عبد الله محمد بن علي بن العظيمي في تاريخه وأنبأنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، والمؤيد بن محمد الطوسي وغيرهما عنه قال: سنة تسع وتسعين وأربعمائة وفيها عمل الباطنية على قلعة أفامية وقتلوا ابن ملاعب فيها غيلة وملكوا القلعة، فعاجلهم الفرنج ونزلوا عليهم وحصروهم بها الى أن أخذوها «2» (224- ظ) .

خلف بن هشام بن عبد الملك بن مروان

خلف بن هشام بن عبد الملك بن مروان بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي، كان برصافة هشام مع أبيه، له ذكر. خلف بن يزيد الأفقم ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، ابن أخي المتقدم، كان برصافة هشام وله ذكر. خليد بن دعلج السدوسي أبو عبيد وقيل أبو حلبس، وقيل أبو عمر، وقيل أبو عمرو البصري ثم الجزري، نزل الموصل ثم توجه الى الشام، وسكن بيت المقدس واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها. روى عن مالك بن دينار وعطاء بن أبي رباح، وثابت البناني، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة، ومعاوية بن قره، وكلاب بن أمية، وسعيد بن عبد الرحمن وسعد بن المرزبان البقال، ومطر الوراق. روى عنه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، وأظنه سمع منه بحلب، وموسى ابن داود، والوليد بن مسلم، وأبو توبة جرول بن جيفل النميري، ورواد بن الجراح، وعلي بن معمر القرشي، ويحيى بن يمان، وعمر بن حفص العسقلاني، وزيد بن يحيى بن عبيد الله بن الوليد، واسحاق بن سعيد بن الأركون، وأبو جعفر النفيلي، وروح بن عبد الواحد الحراني، وسلمة بن سليمان بن الموصلي،

ومنبه بن عثمان اللخمي، وعلي بن الحسن القرشي، وأبو الجماهر، ومروان الموصلي. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم بن الأخوة (226- و) وزوجته نور الشمس قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت إجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود، وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو علي الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي بمصر قال: حدثنا أبو حفص عمر بن مضر قال: حدثنا منبه بن عثمان قال: أخبرنا خليد بن دعلج عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال: يا حسن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تسأل الإمارة فإنه من سألها وكل إليها، ومن ابتلي بها، ولم يسألها أعين عليها «1» . قال ابن دعلج: وقال عمر بن عبد العزيز: إن هذا شيء ما سألت الله عز وجل. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن عمر بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا اسماعيل ابن مسعدة قال: أخبرنا حمزة بن يوسف قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر الحراني قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد الفردواني قال: حدثنا أبي قال: حدثنا خليد بن دعلج أبو عمر البصري، قال: وأخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن منير قال: حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي قال: حدثنا اسحاق بن سعيد الدمشقي قال: حدثنا خليد بن دعلج أبو عمر السدوسي قال: وأخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: خليد بن دعلج يكنى أبا عمر، ويقال أبو عمرو السدوسي جزري ويقال أصله بصري، قال البخاري: حدث عن قتادة. روى عنه يحيى بن يمان «2» . (226- ظ) . كتب إلينا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن .

عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب ابن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: خليد بن دعلج، سمع الحسن وعن ابن سيرين، وسمع عطاء، وقتاده روى عنه يحيى بن اليمان والنفيلي «1» . أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: أنبأنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن هشام قال: حدثنا الحسن بن محمد بن بكار بن بلال قال: حدثني أبو سلمة اسحاق بن سعيد بن الأركون أن خليد بن دعلج كان يكنى أبا عمرو، وكان سدوسيا. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم ابن عمر الصواف قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن حماد الدولابي قال: أبو حلبس خليد بن دعلج «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أبو عمرو خليد بن دعلج السدوسي بصري الأصل نزل الموصل، وسمع الحسن بن أبي الحسن (227- و) . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: خليد بن دعلج أبو حلبس، ويقال أبو عبيد، ويقال أبو عمرو، ويقال أبو عمر السدوسي البصري سكن الموصل، ثم قدم

الشام فسكن بيت المقدس، حدث بدمشق عن عطاء بن أبي رباح، والحسن، وقتادة، وابن سيرين وسعيد بن عبد الرحمن أخي أبي حرّة، ومعاوية بن قرة وأبي سعد سعيد بن المرزبان البقال، وكلاب بن أمية، ومالك بن دينار، وثابت البناني. روى عنه الوليد بن مسلم، وأبو الجماهر، وزيد بن يحيى بن عبد الله بن الوليد، وموسى بن داود، ورواد بن الجراح، واسحاق بن سعيد بن الأركون، وأبو توبة الربيع بن نافع، وسلمة بن سليمان الموصلي، وروح بن عبد الواحد الحراني، ومنبه بن عثمان اللخمي، ويحيى بن اليمان وأبو جعفر النفيلي، وعلي بن الحسن القرشي، وجرول بن جيفل أبو توبة النميري، وعمر بن حفص العسقلاني، وعلي بن معمر القرشي. وقال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا الحسن بن عبد الله الكندي قال: قرأت على علي بن جعفر المالكي قلت: حدثكم أبو اسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان أن خليد بن دعلج دمشقي. وقال الكتاني: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال حدثنا أبو زرعه الدمشقي قال في تسمية نفر قدموا الشام: خليد بن دعلج «1» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن محمد بن (227- ظ) ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أبو حلبس خليد بن دعلج ليس بثقة. أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر- إذنا وقرأت عليه اسناده- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المدني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد ابن شعيب بن علي النسوي قال: خليد بن دعلج ليس بثقة.

أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- إجازة عن أبي الفتح بن المحاملي- قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: خليد بن دعلج، سمع الحسن وابن سيرين، وعطاء، وقتادة، ومطر الوراق. روى عنه يحيى بن اليمان، وأبو الجماهر، ومنبه بن عثمان وسلمة بن سليمان وأبو جعفر النفيلي وغيرهم. قال ابن طبرزد: وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وخليد بن دعلج بصري الأصل تحول الى الشام، وهو أمثل من سعيد بن بشير «1» . وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثني عبد الله بن أحمد قال: سألت أبي عن خليد بن دعلج فقال ضعيف «2» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- إذنا- قال: أخبرنا أبو (228- و) البركات الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا يوسف ابن أحمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عمرو بن موسى قال: حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال: سئل أبي عن خليد بن دعلج فقال: ضعيف الحديث. قال العقيلي خليد بن دعلج شامي. وقال: أخبرنا الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال: حدثنا أبي أبو عبد الرحمن قال: وضعف يحيى بن معين: سعيد ابن بشير وخليد بن دعلج جمعيا، وقال في موضع آخر: سعيد بن بشير وخليد بن دعلج ضعيفان.

قال الأنماطي: وأخبرنا ثابت قال: أخبرنا أبو العلاء قال: أخبرنا الأحوص قال: أخبرنا أبي قال: قال يحيى بن معين: خليد بن دعلج، وسعيد بن بشير، وعثمان بن عطاء يضعّفون. أنبأنا الكندي عن وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول خليد بن دعلج ليس بشيء. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا فيه- قال: كتب إلينا مسعود بن الحسن الثقفي أن أبا بكر الخطيب أنبأهم في كتابه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن ابراهيم قال: سمعت (228- ظ) أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فخليد بن دعلج؟ قال: ضعيف. أنبأنا أبو البركات سعيد بن أبي طاهر الأسدي عن مسعود بن الحسن قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم الرازي قال: سمعت أبي يقول: سألت يحيى ابن معين عن خليد بن دعلج فقال: ضعيف الحديث، قلت لأبي: فما تقوله أنت في خليد: فقال: صالح ليس بالمتين في الحديث، حدث عن قتادة أحاديث بعضها منكرة «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: وحكى أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن محمد الكتاني الأصبهاني أنه قال لأبي حاتم: ما تقول في خليد بن دعلج؟ قال: كان بصري الأصل سكن بيت المقدس ليس بمشهور بالبصرة، وليس هو عندي بالمتين. وقال الحافظ: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق قال: أخبرنا محمد بن علي، وعلي بن محمد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، ح.

قال الحافظ: وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد قال: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب- إجازة- قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني، من المتروكين: خليد بن دعلج، شامي عن قتادة والحسن. قال الحافظ: أخبرنا أبو عبد الله أيضا قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال سمعت أبا الحسن (229- و) الدارقطني وقلت له: خليد بن دعلج ثقة؟ قال: لا. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا حمزة السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: وعامة حديثه- يعني خليدا- تابعه عليه غيره، وفي بعض حديثه إنكار، وليس بالمنكر الحديث جدا «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي- قراءة عليه بنابلس- قال: أخبرتنا تجني بنت عبد الله الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد ابن محمد النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم بن علي بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي قال: حدثنا علي ابن أبي مريم عن خالد بن يزيد قال: حدثنا مروان الموصلي قال: قال لي خليد ابن دعلج: دع من الكلام مالك منه بدّ فعسى إن فعلت ذلك تسلم ولا أراك. أخبرنا المبارك بن مزيد الخواص البغدادي- بها- قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن القزار قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد الحراني قال: خليد بن دعلج بصري نزل الموصل وحدث عنه أهل حران وأهل الشام يحدث عن قتادة. وحدثني محمد بن عبيد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا خليد بن دعلج أبو

ذكر من اسمه خليفة

عمرو السدوسي من أهل البصرة قال: وحدثنا اسحاق بن زيد ومحمد بن يحيى بن كثير قالا: سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول: مات خليد بن (229- ظ) دعلج سنة ست وستين ومائة. ذكر من اسمه خليفة - خليفة بن أحمد بن صدقة: أبو الماضي الشيزري التاجر من أهل شيزر، تاجر كتب عنه القاضي عبد القاهر ابن علوي المعري المعروف بابن خصا البغل. قرأت في كتاب نزهة الناظر تأليف الكمال عبد القاهر بن علوي قاضي معرة مصرين قال: وأنشدني الشيخ أبو الماضي خليفة بن أحمد بن صدقة الشيزري التاجر قال: رأى هذه الأبيات على فص خاتم: جعلت تأمّل زرقة في خاتمي وتقول ... فصّك ذا لباس المأتم فأجبتها مذ غاب وصلك وانقضى ... بكّيته بدم ودمع ساجم ورغبت في لبس الحداد لأنّه ... لبس الحزينة والحزين الهائم وخشيت إن أنا في الثياب لبسته ... أن يفطنوا فلبسته في الخاتم - خليفة بن بركة بن خليفة أبو الماضي التادفي: شاعر حسن أديب من أهل تادف، قرية في وادي بطنان بناحية بزاعا، كثيرة الماء والأشجار وهي التي ذكرها امرؤ القيس بقوله: ألا رب يوم صالح قد شهدته ... بتادف ذات التل من فوق طرطرا «1» روى خليفة هذا عن صاعد بن صاعد الرحبي شيئا من شعره. روى عن الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي، وخرج عنه انشادا في معجم السفر وأثني عليه (230- و) . أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة قال: أنبأنا

الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أنشدني أبو الماضي خليفة بن بركة ابن خليفة التميمي التادفي، وهي من قرى حلب بالرحبة قال: أنشدني صاعد بن صاعد الرحبي لنفسه من قصيدة: من القاصرات الطرف شاقك نعتها ... بما افتنّ فيه الحسن وهو أفانين فبالخدّ ياقوت وبالثغر لؤلؤ ... بمعدن مرجان حقيق وموضون وتجلو رضابا لم تشره معسّل ... وتأرج «1» طيبا حيث لا الطيب مظنون منعمة لم تدر ما أرض بابل ... وحاجبها المقرون بالسحر مقرون كأن خطّ فيها الله عنوان حسنها ... فسيماه شطر الحاء والسين والنون وأول القصيدة: أعين المها بالسجف أم حورها العين ... أم الدر والياقوت فيهنّ مكنون قرأت بخط رجل أديب يقال له ذو النون بن سعيد بن بديل بن موسى الموقاني قال الشيخ أبو الماضي خليفة بن بركة التميمي التادفي أدام الله توفيقه- وقد كتبها خليفة إليه: قل للسحاب إذا وافى خراسانا ... مثعنجرا «2» لجب الأرجاء ملآنا دعج الرعود هزيم الودق منسكبا ... مستصحبا من قرار البحر حيتانا يحط أثقاله في خير منزلة ... ويستخص من البلدان موقانا «3» (230- ظ) يهمي على ربعها المأنوس هيدبه ... حتى يصير يفاع الأرض غدرانا وتكتسي جنزة «4» البيضاء من حلل ... الديباج والوشي ألوانا وألوانا من كان ذو النون منها فهي أجدر أن ... يصوبها الغيث أحيانا وأحيانا

- خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القرشي:

عفّ الضمائر محمود طريقته ... يرضيك سرا كما يرضيك إعلانا صفا فأصفيته ودّي وخوّلني ... ودا فكنا على المعروف إخوانا لو سامحتني الليالي ما سمحت به ... حتى يصير ببطن الأرض مثوانا لا كان يوم يفاجئني بفرقته ... لا كان من عدد الأيام لا كانا أخبرنا أبو يعقوب الساوي عن الحافظ أبي طاهر السّلفي، ونقلته من خط السّلفي، قال: خليفة هذا من أهل الأدب وكان ظاهر الصلاح محمودا ببلده ممدوحا من أهله. - خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القرشي: أبو السرايا الحنفي الحوراني الأصل الحلبي المولد والدار الفقيه المعدل: فقيه حسن، قرأ الفقه بحلب على علاء الدين بن أبي بكر بن مسعود الكاساني ورحل الى بلاد العجم وتفقه بها على جماعة منهم الصفي الأصبهاني صاحب الطريقة وسمع الحديث بدمشق من أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحراني، وحدث عنه بعوالى الفراوي بحلب، وسمعت منه أحاديث منها، وكان أبوه من أهل بصرى، قدم منها مع الامام برهان الدين أبي الحسن علي بن الحسن البلخي، وولد له ابنه خليفة بحلب واشتغل (231- و) بالعلم ومهر في الشروط واستكتبه والدي رحمه الله حين وليّ القضاء كاتبا بين يديه، وكتب بعد ذلك بين يدي شيخنا قاضي القضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وجعله من المعدلين بحلب، وتولى التدريس بالمدرسة الحنفية المعروفة بالجاولي «1» ، ثم ولاه الأتابك طغرل بن عبد الله مدرسته التي وقفها على أصحاب أبي حنيفة «2» رضي الله عنه المجاورة لدار صاحب شيزر مضافة الى الجاولية، وأضيفت كتابة الحكم الى غيره ودام يدرس بالمدرستين الى أن مات. أخبرنا أبو السرايا خليفة بن سليمان بن خليفة القرشي الحنفي- قراءة عليه وأنا أسمع بحلب- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحراني

- خليفة بن المبارك أبو الاغر السلمي:

بدمشق قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفراوي قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأديب رحمه الله قال: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت شجرة تضر بالطريق فقطعها رجل فنحاها عن الطريق فغفر له «1» . قال الفراوي: رواه مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد عن حماد بن سلمة، فصار كأن شيخي سمعه من مسلم رحمه الله. أخبرني خليفة بن سليمان الحنفي أن مولده بحلب في سنة ست وستين أو سبع وستين وخمسمائة. وأخبر غيري أنه ولد سنة خمس وخمسين تقريبا على ما ذكره له والده (231- ظ) وكتب بخطه في إجازة أن مولده سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وتوفي خليفة بن سليمان سحرة يوم الاثنين الثالث والعشرين من شوال سنة ثمان وثلاثين وستمائة بحلب، ودفن يوم الاثنين بتربته بجبانة مقام ابراهيم عليه السلام خارج باب العراق رحمه الله. - خليفة بن المبارك أبو الاغر السلمي «2» : قائد مذكور مشهور وليّ حلب في سنة تسع وثمانين ومائتين ولاه إيّاها المكتفي حين تولى الخلافة، وتوجه إليها لمحاربة القرمطي صاحب الخلال، وقدمها في عشرة آلاف فارس فأنفذ القرمطي سرية إليه الى حلب في سنة تسعين ومائتين فخرج أبو الأغر فنزل وادي بطنان، فلما استقر وافاهم جيش يقدمه المطوق غلامه فكبسهم، وقتل منهم خلقا عظيما فانتهب العسكر، وأفلت أبو الأغر، فدخل حلب ومه ألف رجل لا غير، وصار القرمطي الى باب حلب، فحاربهم أبو الأغر فيمن بقي معه من أصحابه وأهل البلاد فذهبوا وانصرفوا عنه، ثم عزل عن ولاية حلب بعد ذلك.

ذكر أبو عبد الله محمد بن يوسف في رسالته الى أخيه بخبر القرمطي أن القرمطي وجه بخيل كثيرة ورجاله كثيفة مع المعروف بعميطر، وهو أحد دعاته وثقاته، الى ناحية حلب، فلما كان يوم الأربعاء لعشر ليال بقين من شهر رمضان- يعني- سنة تسعين أوقعوا بخليفة بن المبارك المعروف (232- و) بأبي الأغر وهو في عسكره على غاية الطمأنينة، وما يقدر أن خيل المارقة تبلغ إليه، لأنه لم يكن وصل الى حلب، وكان ابنه بها فقتل القرامطة عامة من كان في عسكره من الأولياء والتباع والتجار، فأبيد خلق من الناس وسلم أبو الأغر، فصار الى قرية من قرى حلب وخرج إليه ابنه من المدينة في جماعة من الأولياء والرجالة، فأقاموا على مدينة حلب على سبيل المحاصرة لأهلها، فلما كان يوم الجمعة سلخ شهر رمضان أسرع أهل مدينة حلب الى الخروج للقاء عدوهم، فمنعوا من ذلك، فكسروا قفل الباب، وخرجوا الى الفسقة، فدامت الحرب بين الفريقين، ورزق الله الرعية النصر عليهم، وخرج السلطان فأعانهم فقتل من القرامطة جماعة كثيرة. ولما كان يوم السبت يوم العيد خرج أبو الأغر خليفة بن المبارك الى المصلّى وعيّد المسلمون وخطب الخاطب ثم عادت الرعية على حال سلامة. وأشرف خليفة ابن المبارك على عسكر الفسقة فما خرج إليه منهم أحد وانصرف فلما آيسوا رحلوا في النصف من ليلة الأحد عن معسكرهم وصاروا الى صاحبهم الخائن. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: كتب إلينا أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي قال: سنة تسعين ومائتين خلع على أبي الأغر ووجه لحرب القرمطي بناحية الشام، فمضى الى حلب في عشرة آلاف. قال: وللنصف من شهر (232- ظ) رمضان مضى أبو الأغر الى حلب، ونزل وادي بطنان قريبا من حلب، ونزل معه جميع أصحابه، فنزع فيما ذكر جماعة من أصحابه ثيابهم ودخلوا الوادي يتبردون بمائه وكان يوما شديد الحر، فبينا هم كذلك إذ وافاهم جيش القرمطي المعروف بصاحب الشامة مقدمهم المعروف بالمطوق، فكبسهم على الحال، فقتل منهم خلقا كثيرا، وانتهب العسكر، وأفلت أبو الأغر وجماعة من أصحابه، فدخل حلب، وأفلت معه مقدار ألف رجل وكان في عشرة آلاف رجل ما بين فارس وراجل، وقد كان ضم اليه جماعة ممن كان على باب

السلطان من قواد الفراغنة ورجالهم، فلم يفلت منهم إلّا اليسير، ثم صار أصحاب القرمطي الى باب حلب فحاربهم أبو الأغر ومن بقي معه من أصحابه وأهل البلاد فانصرفوا عنه «1» . قرأت في حوادث سنة سبع وتسعين ومائتين من تاريخ ثابت بن سنان بن ثابت بن قرّة قال: في أيام المقتدر، وفيها قدم أبو الأغر خليفة بن المبارك السلمي من الرقة بغير إذن فقبض عليه وعلى جماعة من أهله، وكسر سيفه وخرق سواده وحبس. وقال في حوادث اثنتين وثلاثمائة: وفي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من رجب أطلق أبو الأغر خليفة بن المبارك السلمي من الاعتقال في دار السلطان، وخلع عليه خلع الرضا في يوم الخميس مستهل شعبان. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا (233- و) أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: خليفة بن المبارك أبو الأغر، ولاه المعتضد قتال الأعراب بطريق مكة، فقتل منهم جماعة وأسر رأسهم صالح بن مدرك بالحيلة، وقدم بغداد في المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين فخلع عليه وطوق بطوق ذهب، ثم وليّ حلب، وقدم دمشق مع محمد بن سليمان وغيره من الأمراء الذين وجههم المكتفي لحرب الطولونية بمصر، وغزا بلاد الروم مع مؤنس الخادم في ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائتين ثم خالف على السلطان فأخذ وأدخل بغداد هو وأولاده فقيدوا يوم الاثنين لأربع بقين من شوال سنة سبع وتسعين ومائتين ثم أطلق يوم الخمس، وخلع عليه يوم الخميس مستهل شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة فمات فجأة يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي الحجة من سنة ثلاث وثلاثمائة «2» . قرأت بخط ثابت بن سنان بن ثابت الصابئ، في كتاب وقع إليّ يتضمن وفاءات من توفي في كل سنة من سنة ثلاثمائة الى السنة التي مات «3» فيها، قال سنة اثنتين وثلاثمائة، أبو الأغر خليفة بن المبارك السلمي مات لسبع خلون من ذي الحجة فجأة.

ذكر من اسمه خليل

ذكر من اسمه خليل - الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل: ابن موسى بن عبد الله بن عاصم بن جنك السجزي أبو سعيد، القاضي الحنفي، وقيل إن اسمه محمد، والخليل لقب له، ويعرف بشيخ الاسلام (233- ظ) وإليه ينسب أبو القاسم أحمد بن محمد الخليلي الزيادي، رحل الى بلاد العراق والشام والجزيرة والحجاز وخراسان وفي طريقه من حران الى الشام دخل حلب أو بعض عملها، وكان فقيها على رأي أبي حنيفة رضي الله عنه. روى عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر محمد بن اسحاق بن خزيمة، وأبي العباس السراج وأبي بكر عبد الله بن أبي داود، وأحمد بن منيع، وأبي العباس أحمد بن جعفر بن نصر، وأبي محمد يحيى بن صاعد وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي، وأبي الحسن محمد بن ابراهيم بن شعيب الغازي، وأبي بكر محمد بن حمدون بن خالد النيلي وأبي جعفر محمد بن ابراهيم عبد الله الديبلي، وأبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء وأبي العباس الأصم. روى عنه أبو مضر محلم بن اسماعيل بن مضر بن اسماعيل الضبي، وأبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، وأبو منصور أحمد بن محمد بن ابراهيم البلخي، والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ، وأبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن فضالة الحافظ، وأبو الحسن محمد بن علي ابن جعفر، وأبو الحسن علي بن بشرى، وأبو سهل عبد الرحمن بن يوسف بن داود السجزي، وأبو عمر النوقاني، وعبد الوهاب الخطابي، واسحاق بن ابراهيم الحافظ وأبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الرشيدي، وأبو بكر عقيل بن محمد الخطيب، وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن علي الخطابي وابنه أبو سعد عبد الله بن الخليل بن أحمد، واسماعيل بن محمد المفسر، وكان شاعرا واعظا (234- و) . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد، وعبد الرحمن بن عمر- في كتابيهما- قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أن أبوي بكر البيهقي والحيري، وأبوي عثمان الصابوني والبحيري كتبوا اليه: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: الخليل بن أحمد القاضي، شيخ أهل الرأي في عصره وكان من

أحسن الناس كلاما في الوعظ والفكر، مع تقدمه في الفقه، وكان ورد نيسابور قديما. سمع من محمد بن اسحاق بن خزيمة وأقرانه، وسمع بالري أبا العباس أحمد ابن جعفر بن نصر وأقرانه، وسمع بالعراق أبا القاسم بن منيع، وأبا محمد بن صاعد وأقرانهما، وسمع بالحجاز محمد بن ابراهيم الديبلي وأقرانه، ورد نيسابور محدثا ومفيدا سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وأنا ببخارى، ثم جاء الى بخارى فكتبت بها عنه. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الكريم ابن حمزة السلمي عن الامير أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: أما جنك أوله جيم مفتوحة وبعدها نون ساكنة فهو أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل ابن موسى (234- ظ) بن عبد الله بن عاصم بن جنك السجستاني حدث عن ابن صاعد ومحمد بن حمدان بن خالد وغيرهما، جليل مكثر «1» . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان- كتابة- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الاشرف الحسني المروزي بدمشق قال: قال لنا أبو نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ بن أحمد السجزي بها: القاضي الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى ابن عبد الله كنيته أبو سعيد، سكن سجستان، ثم انتقل الى بلخ وسكنها، وسمع الكبار في البلدان. روى عن الأصم والثقفي، وابن خزيمة، والبغوي وغيرهم. روى عنه ابنه القاضي أبو سعد وأبو عمر النوقاني، وعبد الرحمن الطبري الحافظ، وأبو الحسن علي بن بشرى، وعبد الرحمن بن يوسف وغيرهم «2» . أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد.... «3» (234- و) .

أخبرنا أبو نصر محمد هبة الله الشيرازي- فيما أجاز لي روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: الخليل بن أحمد بن محمد ابن الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم بن جنك أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي، سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصاء، وبنيسابور أبا العباس السراج، وأبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس أحمد بن جعفر بن نصر بالري، وأبا القاسم البغوي، وأبا محمد بن صاعد، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا سعيد الحسن بن علي العدوي، وأبا جعفر محمد بن ابراهيم بن عبد الله الديبلي وأبا بكر محمد بن حمدون بن خالد النيلي، وأبا الحسن محمد بن ابراهيم بن شعيب الغازي بطبرستان. روى عنه أبو منصور أحمد بن محمد بن ابراهيم البلخي، وأبو مضر محلم بن اسماعيل بن مضر الضبي، والحاكم أبو عبد الله وأبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي الحافظ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الرشيدي اللوكري، وابنه أبو سعيد عبد الله بن الخليل، وأبو الحسن علي بن بشرى، وأبو عمر النوقاني، وأبو سهل عبد الرحمن بن يوسف بن داود بن سليمان السجزيون، وأبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري الحافظ، وقيل ان اسمه محمد وخليل لقب. وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن ابراهيم الزنجاني- بزنجان- قال: أنشدنا القاضي أبو حفص عمر بن أبي بكر البخاري قال: أنشدنا أبو ابراهيم اسماعيل بن محمد المفسّر (235- ظ) ، قال: أنشدنا القاضي الامام أبو سعيد الخليل بن أحمد لنفسه: قال: أنشدنا القاضي الامام أبو سعيد الخليل بن أحمد لنفسه: سأجعل لي النعمان في الفقه قدوة ... وسفيان في نقل الاحاديث سيدا وفي ترك ما لم يعنني عن عقيدتي ... سأتبع يعقوب العلا ومحمدا وأجعل درسي من قراءة عاصم ... وحمزة بالتحقيق درسا مؤكدا وأجعل في النحو الكسائي قدوة ... ومن بعده الفراء ما عشت سرمدا وان عدت للحج المبارك مرة ... جعلت لنفسي كوفة الخير مشهدا فهذا اعتقادي وهو ديني ومذهبي ... فمن شاء فليبرز ليلقى موحدا

ويلقى لسانا مثل سيف مهند ... يقلّ اذا لاقى الحسام المهندا أخبرنا أبو الخير بدل بن أبي المعمر التبريزي مشافهة قال: أخبرنا أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار النيسابوري قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر ابن اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي قال: أنشدنا والدي قال: أنشدنا أبو الفوارس عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: أنشدنا عمر بن أحمد بن اسحاق أبو القاسم المعمري قال: أنشدنا أبو الحسن محمد بن علي بن جعفر قال: أنشدني أبو سعيد الخليل بن أحمد القاضي السجزي لنفسه: رضيت من الدنيا بقوت يقيمني ... ولا أبتغي من بعده أبدا فضلا ولست أروم القوت إلّا لأنه ... يعين على علم أرد به جهلا فما هذه الدنيا بطيب نعيمها ... لأيسر ما في العلم من لذة عدلا «1» (236- و) أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي قال: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر: البيهقي والحيري وأبوا عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: توفي الخليل بن أحمد بسرخس وهو قاض بها في جمادى الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ورد بذلك عليّ كتاب أبي محمد الترمذي بخطه. وقال غيره: مات بفرغانه سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة. أنبأنا محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو رجاء هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي- اجازة- قال: أنشدني أحمد بن أصرم أبو حامد السجزي- بالبصرة، وكان يكتب معنا الحديث- قال: أنشدني أبو بكر عبد العزيز ابن محمد الطبسي قال: أنشدنا أبو الحسن الضرير قال: أنشدنا أبو بكر الخوارزمي في الخليل بن أحمد في المرثيه:

خليل بن الياس بن خليل بن عبد الله:

ولما رأينا الناس حيرى لهدّة ... بدت بأساس الدين بعد تأطّد «1» أفضنا دموعا بالدماء مشوبة ... وقلنا عمى مات الخليل بن أحمد خليل بن الياس بن خليل بن عبد الله: أبو بكر الدمشقي، حدث بحلب عن أبي طاهر الخشوعي، وكان مولده سنة تسعين وخمسمائة بدمشق وتوفي في يوم الأربعاء خامس وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين وستمائة بحلب في آخر النهار (236- ظ) . «2» خليل بن خمرتكين الحلبي: كان فقيها من فقهاء الشيعة، وصل الى خراسان وقرأ على القطب الراوندي وصنف كتابا في الاصول، وروى عن عبد العزيز بن سهل الخوارزمي، وأبي الفوارس سعد بن محمد بن الصيفي المعروف بالحيص بيص. روى عنه يحيى بن أبي طي النجار، وقرأت بخط يحيى المذكور في تعليق له: خليل بن خمرتكين من أهل حلب وهو فقيه من فقهاء الامامية، وصل الى خراسان ودخل الى الري وتفقه وأجاد في علم الاصول، وعاد الى حلب وكان مقدما عند الملوك ورحل الى مصر الى طلائع بن رزيك وزير مصر فأعطاه ألف دينار، فعاش بها الى أن مات، ولقي القطب الراوندي، وروى عنه جميع مؤلفاته ورواياته، وروى عن الملك الصالح طلائع بن رزيك كتابه الذي ألفه، ولم يخرج عنه شيء من التصنيف غير مقدمة في الاصول، ولقيته وقرأت عليه وأذن لي في الرواية عنه، وكان يروي ديوان الطغرائي عن عبد العزيز بن سهل الخوارزمي عن الطغرائي، وقد روى شعر الحيص بيص سماعا منه، وروى الكتاب الذي ألفه الوزير ابن هبيرة عنه، وأنشدني بها- يعني- بحلب أبياتا فسألته أهي لك؟ فسكت، فلما مات وجدتها بخطه وقد عزاها لنفسه وهي: ما أحبّ النبي من مال عن ... حب عليّ أخيه خير الانام كيف ولا والنبي قد قال: حبي ... حب صنوي المهذب القمقام

الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله:

وقبيح تهوى من الناس شخصا ... ثم ترمي محبوبه بانصرام (237- و) قال ابن أبي طبي: وتوفي في- وبيض وكتب بعده- وتسعين وخمسمائة، ودفن بالتربة المستجدة بمشهد الحسين عليه السلام- يعني- بحلب. الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله: ابن عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير بن أسد بن يزيد بن عبد الله أبو ابراهيم التميمي القرّائي، سمع بمعرة النعمان أبا العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان المعري، وبصور سليم بن أيوب الرازي، وبمصر القاضي أبا الحسن الهمذاني، وأبا القاسم بن الحسين بن الاقفاصي، ومحمد بن الحسين بن الطفال، وأبا القاسم عبد الرحمن بن مظفر الكحال وغيرهم، وبتنيس أبا الحسن علي بن الحسين ابن عثمان بن جابر، وبقزوين أبا يعلى الخليلي وغيره. روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي، وخرّج عنه حديثا في معجم السفر، وأبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، وأبو البركات بن السقطي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة بحلب، وأبو يعقوب يوسف ابن محمود الصوفي بالقاهرة قالا: أنبأنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو ابراهيم الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله التميمي القرائي بقزوين قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن جابر القاضي بتنيس قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن علي بن الحسن النقاش قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسوي قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدّخر شيئا (237- ظ) لغد «1» . وقال أبو طاهر بعد ذكر هذا الحديث الخليل بيتهم بيت الحديث، وله رحلة الى العراق والشام ومصر والحجاز وخراسان وغيرها، وكان ثقة، وروى عن قوم لم

خليل بن علي بن الحسين بن علي:

يرولنا عنهم سواه، وهو الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير بن أسد التميمي محدث بن محدث بن محدث بن محدث بن محدث، وبيتهم بيت قديم في العلم، والخليل هذا فقد سمع أبا يعلى الخليلي وآخرين بقزوين، وبمصر ابن الطفال والكحال وابن الاقفاصي والقاضي أبا الحسن الهمذاني ونظرائهم، وبالشام سليم بن أيوب الرازي وأبا العلاء المعري، وبالبصرة وأذربيجان وغيرها من المواضع، وكان ثقة وأمارة الصدق على أجزائه حين تأملتها وانتخبت منها واضحة. أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن النجار قال: الخليل ابن عبد الجبار بن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير ابن أسد بن يزيد بن عبيد الله التميمي أبو ابراهيم القرائي من أهل قزوين من بيت الحديث والرواية. رحل الى خراسان والشام وديار مصر في طلب الحديث ولقي المشايخ. سمع بقزوين عمه علي بن عبد الله وأبا يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي، وبالشام سليم بن أيوب الرازي وأبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال وأبا الحسن عبد الملك بن عبد الله ابن محمود بن مسكين وأبا الحسن علي بن عبيد الله الكناني الهمذاني وأبا القاسم يحيى بن الحسين بن موسى الاقفاصي وأبا القاسم عبد الرحمن بن المظفر الكحال والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وبتنيس القاضي أبا الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن جابر، ودخل بغداد وسمع بها القاضي أبا الحسين محمد ابن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وغيرهما وحدث باليسير. روى عنه أبو علي البرداني وأبو البركات بن السقطي. خليل بن علي بن الحسين بن علي: أبو علي الحموي الحنفي القاضي، تولى قضاء عسكر الملك العادل أبي بكر بن أيوب بعد الستمائة، وكان عارفا بالفقه وله حظ من الادب وينظم شعرا حسنا، وكان يدرس بدمشق الفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه بالمدرسة الخاتونية بقرب

باب البريد وبالمدرسة الريحانية «1» ، قدم علينا حلب مرارا متعددة في رسائل من الملك العادل ومن بعده، واجتمعت به بحلب ودمشق، ولم يتفق لي سماع شيء منه، وروى لنا عنه شيئا من شعره رفيقنا أبو الفتح (238- و) نصر الله بن الصفار المعروف بالنجيب. أنشدنا نجيب الدين أبو الفتح بن الصفار قال: أنشدنا القاضي نجم الدين أبو علي خليل بن علي قاضي العسكر لنفسه: اذا ناب خطب فاستشر فيه صاحبا ... وان كنت ذا رأي تشير على الصحب فاني رأيت العين تجهل نفسها ... وتدرك ما قد حل في موضع الشهب وأنشدني ابن الصفار قال: أنشدني خليل بن علي لنفسه: كأن عذاره لام وفاه ... من الخط البديع الحسن صاد وطرة شعره ليل بهيم ... فلا عجب اذا سلب الرقاد يعني نص في الليل. وأنشدني ابن الصفار قال: أنشدني النجم خليل لنفسه: ضاهى ابن فيروز مدينة جلق ... وكلاهما يوم الفخار فريد ألفاظه بردى وصورة خلقه ... ثورى ونقص العقل منه يزيد «2» توفي القاضي نجم الدين أبو علي خليل قاضي العسكر فجأة يوم الثلاثاء بعد العصر سلخ صفر من سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن ضحوة يوم الاربعاء، ووصلت الى عذرا «3» ليلة السبت الرابع من شهر ربيع الاول متوجها الى الديار المصرية في رسالة فخرج إليّ من دمشق من أخبرني بوفاته على الوجه المذكور وأخبرت بدمشق أنه في اليوم الذي توفي فيه كان يحدث بموت جماعة ممن مات فجأة، فاتفق انه مات فجأة في ذلك اليوم رحمه الله (238- ظ) .

الخليل بن محمد بن سعيد أبو الحسن الصيمري:

الخليل بن محمد بن سعيد أبو الحسن الصيمري: حدث بحلب عن ... «1» . سمع منه بها أبو الحسن اسماعيل بن أحمد بن أيوب البالسي الخيزراني. الخليل بن محمد بن فيروز الحلبي: سمع محمد بن سليمان لوينا، والمسيب بن واضح التلمنسي، وأبا سعيد الاشج، وهشام بن عمار، وعمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي. روى عنه أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني. خمار تاش بن عبد الله البجني التركي: كان بحلب وذكر أنه رأى بها مناما، كان سببا لبناء المشهد المجدد بدمشق بالقرب من مشهد صهيب «2» ، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي وأخبرنا به عنه إجازة أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: سمعت خمار تاش بن عبد الله البجني التركي في المشهد المجدد على باب دمشق، وسألته عن سبب بنائه فقال: كنت من شرار الأجناد وأوغادهم، فرأيت ليلة وأنا بحلب فيما يرى النائم كأن الخضر عليه السلام أتاني وأراني هذا الموضع، وكان على الجادة بين طريقين، فقال: هذا موضع شريف، فاقصد فلانا سماه خمار تاش وقل له حتى يبني هذا مشهدا، وانظر وتنبه فمن هاهنا الى مشهد القدم مثل ما من هاهنا الى البلد، وعلى أحد جانبيك مغارة، وعلى الآخر ثلاث شجرات حتى لا تنسى وغاب (239- و) عني فانتبهت وأنا مذعور، فقلت ومن أنا حتى أرى مثل هذا المنام، وسكت ولم أظهر شيئا، فمضى على هذا زمان ثم رأيته في المنام فعاتبني وقال: لم لم تبلغ رسالتنا؟ فلما أصبحت تأهبت للسفر وجئت الى دمشق وذكرت للرجل ما قاله، فتوانى في ذلك وسكت أنا ولم أراجعه، فرأيته في المنام ثالثا وقال: بلغ الرسالة ولا بأس عليك وقل لهم: ههنا آبار ثلاث قد طمت، وقبور من قبور الصالحين قد انطمست، وأراني علامات، فنحن في الحديث وإذا قد

خمار بن أحمد بن طولون:

ظهر رجل على فرس اشهب وعليه ثياب بيض وخلفه رجلان على زيه، فقصده الخضر عليه السلام وسلم عليه وعليهما، واستقى من احدى الآبار وشرب وشربوا، فلما ولى الرجل واللذان معه قال: تعلم من هذا؟ هذا خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ومعه صاحبان له، فلما أصبحت قمت وقلت: ليس بعد هذا شك، وقصدت صاحب البلد وذكرت له القصة، فركب في عسكره وجاء فدللته على البئر الاولى فضحك أمير من أمراء الدولة، فصاح عليه وزبره وأمر بحفر الموضعين فلم يحفروا كثيرا حتى ظهر حجر عظيم فنحوه وإذا البئر كما قيل لي فكبروا واستقوا وشربوا منها وبنوا هذا المشهد، وقد تبت أنا وقعدت في هذا الموضع ولعل الله يغفر لي ذنوبي، وكان هناك نفر فشهدوا له بأن الامر كما ذكر، وأن الموضع به ظهر وقالوا: تعجب من ذلك أهل دمشق كلهم والاجناد. (239- ظ) . خمار بن أحمد بن طولون: أبو الجيش، الأمير المعروف بخمارويه بن الأمير أبي العباس، ولي امرة حلب والثغور، وقنسرين والعواصم ودمشق ومصر بعد أبيه أحمد في سنة سبعين ومائتين، ونزل بعساكره حتى هزم الخزري واتبعه الى بالس، فهرب الخزري الى بريه سنجار، فعاد خمارويه الى حلب، وكاتب الموفق بأن يولى على سائر أعمال جند قنسرين والعواصم وديار مضر، والثغور الشامية والجزرية وعمل الفرات، وديار ربيعة والموصل وأرمينية، وقاليقلا، فإنها كلها كانت قد صارت في يده، ويدعى له على منابرها، فلم يجبه الى ذلك، وتجدد بينه وبين الأفشين محمد بن ديوداد مواحشة آلت الى أن استوحش من الموفق أبي أحمد، فسير الموفق ابنه أبا العباس الملقب بالمعتضد بعد ذلك في أيام أخيه المعتمد على الله في سنة احدى وسبعين ومائتين، ورجع خمارويه، ووصل أبو العباس بن الموفق الى الرملة، فلقي خمارويه بن أحمد ابن طولون وجرت بينه وبينه وقعة الطواحين من أرض الرملة، فهزم أبو العباس خمارويه في شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين، واحتوى على عسكره، ونزل في مضربه، واشتغل أصحاب أبي العباس بالنهب، فكرّ عليهم عسكر خمارويه، فانهزموا ونهب جميع ما في العسكرين، وانحاز أبو العباس الى صور بعد أن قتل من أصحابه وفقد خلق، ثم مضى الى طرسوس، ثم الى بغداد.

وأما خمارويه فإنه لما كسر عسكره انهزم الى مصر، فلحقه من رده وأخبره بما تجدد لعسكره (240- و) من الظفر والغلبة، وعاد ونزل الى دمشق، وقدمها سنة ثلاث وسبعين، ثم وصل خمارويه الى حلب، وكاتب ابن أبي الساج، فخطب له ابن أبي الساج في جميع عمله، وقيل ان خمارويه وجه لابن أبي الساج ولكتابه ستمائة ألف دينار وفسدت الحال فيما بين ابن أبي الساج وبين اسحاق بن كندا جيق، وسير ابن أبي الساج ابنه ديوداد الى ابن طولون رهينة، وقدم ابن طولون عبد الله ابن الفتح الى ابن أبي الساج، ثم صار هو اليه بنفسه، فاجتمعوا على محاربة اسحاق ابن كندا جيق وواقعوه في موضع يعرف بقطيعة سليم على ثلاثة فراسخ من الرقة، فانهزم اسحاق، ودخل خمارويه بن طولون وابن أبي الساج الرافقة، فدعوا بها للأمير الناصر أبي أحمد الموفق، وكنبوا إليه بذلك، فلما وردت كتب ابن طولون وابن أبي الساج الى المرافق أنفذ الموفق الحسين بن عطاف الى خمارويه برسائل وكتب معه من الموفق ومن المعتمد بتجديد العقد له على جميع أعمال المعاون والخراج والضياع والبريد: ببرقة، ومصر والاسكندرية، وأسوان، والمعادن، وطريق الحجاز، وفلسطين والأردن وصور ودمشق وحمص والثغور وقنسرين، والعواصم، وديار مضر وما يتصل بها، وتكنيته في كتب أمير المؤمنين وولي عهده، وحمل الحسين بن عطاف معه الخلع والتاج والوشاح والبدنة من الجوهر، واستقامت ولاية ابن طولون على حلب ورتب فيها نوابه، وعاد الى مصر. وأما ابن أبي الساج فانه فسد الحال فيما بينه وبين خمارويه بعد اجتماعهما (240- ظ) على محاربة اسحاق وذلك لأنه كان لابن أبي الساج خادم يقال له نقيطا، فطلبه ابن طولون منه وأخذه شبيها بالقهر فأوحش ذلك ابن أبي الساج، واعتقد عداوته واحتال في مفارقته بأن قال له: ينبغي أن تتوجه في طلب اسحاق لئلا يثبت، فعقد له على ديار مصر وكل ما افتتحه من البلدان وأنفذه في طلب اسحاق، وقد حصل في نفسه منه ما حصل فأنفذ ابن أبي الساج كثير بن سلمة الكلابي أحد قواده فسرق نقيطا الخادم من ابن طولون ببالس ورده إليه، فصارت عداوته لابن طولون مستحكمه، وقصده خمارويه بعد ذلك، وجرت بينه وبينه وقعات كثيره ضعف ابن أبي الساج في آخرها عن مقاومته، لقلة من كان معه، وكثرة من مع ابن طولون،

فهرب ابن أبي الساج ولحق بأبي أحمد الموفق في سنة ست وسبعين ومائتين. ولما آل أمر الخلافة الى المعتضد صالح المعتضد على ان يقتصر خمارويه على أعمال حمص ودمشق والأردن وفلسطين ومصر وبرقة وما والاها ما كان في يده، ويخلي عن ديار مضر قنسرين والعواصم، وطريق الفرات والثغور، واتفقا على ذلك، وتزوج المعتضد ابنته قطر الندى، وأفنى خمارويه خزائنه في جهازها، وأظهر من التجمل ما لا يحد ولا يحصى، وقيل إنه دخل معها مائة هاون ذهب في جهازها، فإن المعتضد دخل خزانتها وفيها من المنائر والأباريق والطاسات وغير ذلك من الآنية (241- و) الذهب فقال: يا أهل مصر ما أكثر صفركم، فقال له بعض القوم: يا أمير المؤمنين إنما هو ذهب. وقد ذكرنا في ترجمة المعتضد وترجمة قطر الندى ما فيه كفايه. قرأت في كتاب الغرباء ممن دخل مصر تأليف أبي القاسم يحيى بن علي الحضرمي المعروف بابن الطحان «1» قال: خمارويه بن أحمد بن طولون أبو الجيش أمير مصر، قتل وهو ابن ثلاثين أو إحدى وثلاثين سنة أخبرني بذلك ابن رشيق عن عدنان بن أحمد بن طولون قال: حدثني عبد الرحمن بن اسماعيل العروضي قال: حدثني سعيد بن نفيس قال: تنزهنا الى دير القصير «2» في عقب نزهة الأمير خمارويه ابن أحمد إليه، قال: فقرأت في الحائط بخط حسن ما رأيت أحسن منه ولا أتم حروفا: أيها العاشق المعذب أبشر ... فخطايا ذوي الهوى مغفورة زفرة في الهوى أحط لذنب ... من غزاة وحجة مبرورة وتحت ذلك وكتب خمارويه بن أحمد بخطه. قال: وكان أبو الجيش من أحسن الخط كاتب اليد. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: حكى أنه مرض خمارويه بن أحمد بن طولون فدخل إليه السلمي الشاعر ويعرف بالصيرفي فأنشده: (241- ظ) .

كيف أصبحت قد عدمنا العقولا ... عميت مقلة تراك عليلا جعل الله صحتي لك والأجر ... ولا زال بي ضناك نزيلا أو بديلا قال: وكان بين يديه سفط جوهر فرمى إليه بجوهرة لها قيمة. نقلت من خط محمد بن الحسن بن محمد الصيرفي من جزء سمعه من أبي محمد علي بن أحمد المادرائي فيه أخبار ونوادر عن شيوخه قال المادرائي: وحدثني جدي أبو عبيد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم بن الحسن الأطروش المادرائي قال: حدثني أبو علي زكريا بن يحيى بن زيوبه الكاتب قال: دعاني الأمير أبو الجيش خمارويه ابن أحمد بن طولون في يوم من الأيام لشيء أراد أن يأمر به، فدخلت إليه وبين يديه أسد غير مشدود، فحين رأيته أفزعني ووثبت فصرت مع الأمير فوق السرير، فقال لي: ويلك ما هذا؟ فقلت ليس مع الموت لعب، وكان الأسد يدور حوله وينام بحضرته، وكانت معه لبوة تفعل مثل فعله. فصاح على الأسد فلم يبرح، فقبض يده ثم ضرب بها جبهة الأسد ضربة شديدة، فولى الأسد هاربا، ثم أتى الى باب المجلس الذي كان الأمير فيه فقبض على مسمار كبير مقبب كان فيه وعضه فاقتلعه وطرحه ومضى وقد أخرج غيظه عليه، فخاطبني الأمير حينئذ بما أراد وخرجت. وذكر علي بن أحمد المتطبب في كتاب الآراء والمشاورات «1» قال: حدثني أبو عيسى الداعيه قال: حدثني معلم (242- و) لأبي الجيش خمارويه بن أحمد قال: حدثني خادم لأبي الجيش قال: دخلت في يوم صائف على غفله فوجدت مولاي أبا الجيش وهو يقبل رجل ويد جاريته وهو يقول لها: ويلك لو علم الناس بموضعك مني لما حلفوني إلا بك، وأحب إلي منك أسود بعشرة دنانير يقاتل عني وعنك، قال الخادم: ولو التفت حتى يراني لذهبت نفسي، فرجعت القهقرى حتى غبت عن عينهما. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم «2» (242- ظ) .

- خناصرة بن عمرو بن الحارث:

نقلت من خط أبي الحسين بن المهذب في تعليق له في التاريخ قال: وفيها يعني سنة ثماني وثمانين ومائتين قتل أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون، قتله خدمه على فراشه بدمشق بحضرة دير مران «1» . - خناصرة بن عمرو بن الحارث: ابن كعب بن الوعّاء بن عمرو، وقيل خناصر بن الحارث بن كعب الوكّاء بن عمرو ابن عبدود بن عوف بن كنانه بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيده بن زيد بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان كان ملكا مذكورا بالشام، وبه سميت خناصرة في ناحية الأحص من عمل حلب، وهي التي نزلها عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، وقيل بناها خناصرة بن عمرو خليفة الأثرم ابراهيم صاحب الفيل، خلفه بالمثمن بصنعاء إذ سار الى كسرى أنوشروان. - الخندق: رجل من أصحاب علي رضي الله عنه، وكان شديدا شهد معه صفين، وقيل إنه قاتل ذي الكلاع الحميري، وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة ذي الكلاع إن شاء الله تعالى. - خويد بن خالد: ابن محارب بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو ذؤيب الهذلي أحد الشعراء الهذليين، وكان شاعرا مجيدا أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم (243- و) ولم يلقه، وتوجه الى النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم على يده، فقدم المدينة يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو في سقيفة بني ساعدة، وغزا بلاد الروم، ومات عند قفوله معهم، واجتاز بحلب عند دخوله الى الغزاة (243- ظ) .

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن الملثم قال: أخبرنا هبة الله بن علي ابن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حميد الارتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء. قال الارتاحي: إجازة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الغساني قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال: ابرع بيت قالته العرب بيت أبي ذؤيب: النفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا نرد الى قليل تقنع (244- ظ)

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي قرأت بخط توفيق بن محمد بن الحسن في مجموع: روت الرواة أن أبا ذؤيب غزا أرض الروم مع المسلمين، فلما قفلوا أخذه الموت فأراد ابنه وابن أخيه ان يتخلفا عليه جميعا فمنعهما صاحب الساقه، وقال ليخلف عليه أحدكما وليعلم أنه مقتول، فاقترعا فطارت القرعه لأبي عبيد، فتخلف عليه ومضى ابنه مع الناس، فكان ابن أخيه يحدث قال: قال لي: احفر ذلك الجرف برمحك، ثم اعضد «1» من الشجرة بسيفك واجررني الى هذا النهر فإنك لا تفرغ حتى أفرغ، فاغسلني وكفني بكفني، واجعلني في حفرتك وأهل علي الجرف برمحك، والق علي الغصون والحجارة، ثم اتبع الناس فإن لهم رهجة تراها في الأفق إذا أمسيت كأنها جهامة «2» . قال: فما أخطأ مما قال شيئا، ولولا نعته لم أهتد لأمر الجيش. ذكر من اسمه خلاد - خلاد بن رافع: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وله ذكر. - خلاد بن محمد بن هاني بن واقد: أبو زيد الأسدي الخناصري من أهل خناصرة من اقليم الأحص، وكان امام مسجدها. حدث بحلب (246- و) وبدمشق عن أبيه محمد بن هانىء الأسدي،

خيثمة بن سليمان بن الحر

والمسيب بن واضح التلمنسي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وأبي رضوان يمان بن سعيد المصيصي وعثمان بن سماك الحمصي. روى عنه أباء بكر: محمد بن الحسين السبيعي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل الأنطاكي وأحمد بن اسحاق الملحمي، وأبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان، وأبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي الرفاء. أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: حدثني محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وابنه القاضي أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة والحافظ أبو الشيخ أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي قال: حدثنا أبو يزيد خلاد بن محمد بن هانىء بن واقد الأسدي الخناصري بحلب قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا بقية بن الوليد عن ورقاء عن عبد الله بن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلى الرجل في العلانية فأحسن (246- ظ) وصلى في السر فأحسن قال الله تبارك وتعالى: أنت عبدي حقا «1» . خيثمة بن سليمان بن الحر ويلقب حيدرة بن سليمان وقيل خيثمة بن سليمان بن الحر بن حيدرة بن سليمان بن هزان بن سليمان بن حيان بن وبرة المري القرشي، أبو الحسن الاطرابلسي، وقيل خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن داوود بن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن هزان بن حيان أبي النضر وقيل ابن النضر، والصحيح هو الأول، وأبو النضر حيان بن وبرة المري صاحب أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وقرأت بخط بعض أحفاد حيدرة في نسبه: حيدرة الحسن بن سليمان. رحل خيثمة الى البلاد في طلب الحديث والإسناد، وسمع بحلب من صالح بن علي النوفلي، وأبي عمرو محمد بن عبد الله السوسي، وبأنطاكية من أبي عمرو عثمان ابن خرزاد، وأبي الحسن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وأبي سليمان وأبي داود بن أحمد البوقي وأبي الوليد بن برد الأنطاكيين، وبدمشق من أبي محمد عبد الرحمن ابن عبد الحميد بن فضالة، وبحمص من محمد بن عوف الحمصي، وببيروت من العباس بن الوليد البيروتي، وبجبلة من يوسف بن بحر، وبصور من محمد بن علي الطبري، وبالرقة من أبي علي الحسين بن منصور البغدادي، وببغداد من عبد الله ابن أحمد بن حنبل، وعبد العزيز بن معاوية، وبواسط من أبي الحسن علي بن عبد الله بن علان الواسطي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وبالكوفة من أبي عبيدة السري بن يحيى الكوفي، وباليمن من اسحاق بن ابراهيم الدبري وجماعة يطول ذكرهم. روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وتمام بن محمد الرازي (247- و) وأبو علي محمد بن القاسم بن أبي نصر وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، وأبو الحسين محمد بن أحمد الكرخي، وأبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الطبراني، وأبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي، وعبد الله بن محمد بن عبد الغفار البعلبكي، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي كامل، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الحسن أحمد بن محمد ابن سلامة الستيني، ومحمد بن يوسف الإخباري، وجماعة آخرون يطول ذكرهم. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء الصوفي بدمشق وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء بحلب، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف- قراءة عليه في منزله بدمشق- قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة المكي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن

الزبير الحميدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا داود بن شابور عن أبي قزعة عن أبي الخليل عن أبي حرملة عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صيام يوم عرفة يكفر هذه السنة والسنة التي تليها، وصيام يوم عاشوراء يكفر سنة «1» . أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري بدمشق- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني قال: أخبرنا (247- ظ) أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي قال: حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي قال: حدثنا الحسين بن منصور أبو علي البغدادي بالرقة قال: حدثنا أبو الجواب قال: حدثنا عمار بن زريق عن منصور عن الشعبي عن وراد كاتب المغيرة، عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله ينهاكم عن قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال» . قال أبو الحسن الحلبي: تفرد به عمار بن زريق. أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل القيسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا صالح بن علي النوفلي بحلب قال: سألت النفيلي عن تفضيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرى بينه وبينه كلام فقلت: يا أبا جعفر فإنما أريد أجعلك حجة بيني وبين الله عز وجل، قال: ومن أنا؟ قلت: لم أر مثلك قال: يا بن أخي فإنا نقول خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، قلت: يا أبا جعفر إن أحمد بن حنبل ويعقوب بن كعب يقولان

عثمان ويقفان عن علي، قال: أخطيا جميعا، أدركت الناس وأهل السنة (248- و) والجماعة على هذا «1» . أخبرنا عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي- بانتخابي عليه من أصول كتبه- قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد القيسي قال: أخبرنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة ابن سليمان بن هزان بن سليمان بن حيان أبي النضر وسمعته يقول: ولدت سنة خمسين ومائتين، وسمعته يقول: مازح عباس بن الوليد جارية له فدفعته فانكسرت رجله، فلم يحدثنا عشرين يوما، فكنا نلقى الجارية ونقول: حسيبك الله كما كسرت رجل الشيخ وأحرمتينا الحديث. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: خيثمة بن سليمان بن حيدرة، ويقال خيثمة بن سليمان بن الحر بن حيدرة بن سليمان بن هزان بن سليمان بن حيان أبو الحسن القرشي الأطرابلسي أحد الثقات المكثرين الرحالين في طلب الحديث. سمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط. حدث عن العباس بن الوليد ابن مزيد البيروتي، ويحيى بن أبي طالب جعفر بن الزبرقان، وأبي عتبة الحجازي وأبي بكر الحسين بن محمد بن أبي معشر، وابراهيم بن عبد الله بن عمر القصار، ومحمد بن عبد الحكم القنطري (248- ظ) الرملي، والحسن بن مكرم وأبي عبيدة السري بن يحيى الكوفي، ومحمد بن عوف الطائي ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، واسحاق بن سيار النصيبي، واسماعيل بن محمد بن اسماعيل الترمذي، وعثمان بن خرزاد، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد العزيز بن معاوية البغدادي، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن غالب، وأبي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل، وأبي الحسين خلف بن محمد بن عيسى كردوس، وأبي يحيى بن أبي ميسرة، ومحمد

ابن مسلمة الواسطي، وأبي قلابة الرقاشي ويعقوب بن يوسف القزويني، ومحمد ابن غالب بن حرب تمتمام، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي، وعبد الكريم ابن الهيثم، ومحمد بن سعد العوفي، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، وأبي عوف عبد الرحمن بن مرزوق البزوزي، وعبيد بن محمد الكشوري، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الحميد بن فضالة، سمع منه بدمشق، وأبي الوليد بن برد الأنطاكي وأحمد بن أبي الخناجر، ومحمد بن علي بن زيد الصايغ، وأحمد بن محمد بن يحيى ابن حمزة، وسليمان بن عبد الحميد البهراني وأحمد بن المعلى بن يزيد، والحسين ابن الحكم الحيري، واسحاق بن ابراهيم الدبري، وأبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن موسى القراطيسي علّان الواسطي، ومحمد بن علي الطبري بصور، وأبي علي بن قيراط، ونجيح بن ابراهيم النخعي، وموسى بن عيسى بن المنذر. روى عنه أبو علي محمد بن القاسم بن أبي نصر وأبو الحسن بن داود (249- و) المقرئ الداراني، وعبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو الحسين بن جميع وتمام بن محمد، وأبو محمد بن أبي نصر، والحسن بن جبارة الضراب، وأبو عبد الله بن أبي كامل وأبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيني، وعلي بن محمد بن أحمد بن ادريس الأنماطي، وأبو الحسن محمد بن يوسف الإخباري البغدادي الأديب، وعبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان البعلبكي، وأحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق، والقاضي أبو الحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحلبي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصمد بن محمد بن لاو الزرافي، وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن عبيد الله الكلاعي، وأبو نصر عبد الله ابن محمد بن بندار الهمذاني، وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان، وأبو حفص بن شاهين، وأبو بكر أحمد بن ابراهيم بن تمام بن حبان السكسكي المقرئ قال: وذكر أبو عبد الله بن أبي كامل أن مولده سنة خمسين ومائتين. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين بالقاهرة قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سمعت الناهض أبا الحسن علي بن يحيى بن هبة الله بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 7 م (213)

الكتامي بالاسكندرية يقول: حكى- يعني- أبا حامد المفضل بن عبيد الله بن المرطل الطرابلسي بها أن خيثمة كان يشهد بطرابلس، قال: ولما علا سنّه امتنع من حضور مجلس القاضي، فورد أمر السلطان بأن يحضر القاضي الجامع، ويحضر خيثمة عنده هناك فيؤدي شهادته، قال: (249- ظ) وكان خيثمة يقول: إذا رأيت أصحاب الخلقان الغرباء هبتهم فالعلم عندهم وتحت خلقانهم. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي: سألت أبا بكر الخطيب عن خيثمة ابن سليمان الاطرابلسي فقال: ثقة ثقة، قلت: يقال إنه كان يتشيع، قال: ما أدري غير أنه جمع فضائل الصحابة، لم يخص واحدا عن الآخر «1» . أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر الحسن ابن محمد بن ابراهيم الأصبهاني إجازة. وأخبرنا أبي عنه قال: أخبرنا أبو الفضل المقدسي، ح. وأخبرنا به عاليا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه إلينا غير مرة قال: أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء بن أبي طالب الحاجي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الشيزري بحلب قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد ابن اسحاق بن أبي كامل باطرابلس الشام قال: سمعت خيثمة بن سليمان بن حيدرة يقول: ركبت في البحر وقصدت جبلة أسمع من يوسف بن بحر، وخرجت منها أريد أنطاكية لأسمع من يوسف بن سعد بن المسلم فلقينا مركب من مراكب (250- و) العدو فقاتلناهم وكنت ممن قاتل فسلموا المركب قوم من مقدّمه، فأخذوني فضربوني ضربا وجيعا وكتبوا أسماء الأسرى، فقالوا لي: اسمك؟ قلت خيثمة. قالوا ابن من؟ قلت ابن حيدرة، فقال: اكتب حمار بن حمار. قال: فلما ضربوني سكرت ونمت فرأيت في النوم كأني في الآخرة، وكأني أنظر الى الجنة وعلى بابها الحور

العين جماعة يتلاعبن، فقالت إحداهن لي: يا شقي ايش فاتك، فقالت الأخرى: أي شيء فاته؟. قالت: لو كان قتل مع أصحابه كان في الجنة مع حور العين، قالت لها الأخرى: يا فلانة لئن يرزقه الله الشهادة في عز من الاسلام وذل من الشرك خير من أن يرزقه في ذل من الاسلام وعز من الشرك، ثم انتبهت وجعلت في الأسر فرأيت في بعض الليالي في منامي كأن قائلا يقول لي: اقرأ براءة من الله ورسوله، فقرأتها الى أن بلغت: «فسيحوا في الأرض أربعة أشهر» «1» ، قال: فانتبهت فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر، ففك الله تعالى أسري. (250- ظ)

ذكر من اسمه خير

ذكر من اسمه خير خير بن علي أبو الفرج الطرسوسي المعروف بالرسول، وعرف بالرسول لأنه أرسل من طرسوس الى خراسان مستنفرا. روى عن محمد بن هارون الطزري، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد ابن محمد بن عبد الله بن ادريس الحافظ الاستراباذي، وذكره في تاريخ «1» سمرقند، فقال: خير بن علي، أبو الفرج الطرسوسي يعرف بالرسول، قدم علينا بسمرقند مستنفرا. كان أميا ساذجا، حدثنا بحديث وحكاية عن محمد بن هارون بن القاسم الطزري، شيخ كتب عنه بطرسوس، ومات خير هذا بسمرقند سنة تسعين وثلاثمائة. وثلاثمائة. خير بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحواري أبو بشر العميد المعري، شاعر من أهل معرة النعمان وقد ذكرناه في الكنى أيضا لأنه مشهور بالكنية. قرأت في كتاب نزهة الناظر تأليف الكمال عبد القاهر بن علوي بن المهنا المعري قال: أنشدني الشيخ الأجلّ أبو منصور المؤيد بن أحمد بن الحواري لعمه أبي بشر خير بن محمد بن الحواري المعري، وقد وقف على داره بعد خراب المعرة فنفر منها ثعلب:

أهذه بين إنكاري وعرفاني ... مسارب الوحش أم داري وأوطاني (257- ظ) جهلتها ولقد أبدت ملاعبها ... عهد الصبا بين اخواني وخلاني فعجت أسألها والدمع منسكب ... والقلب من لوعة وجدا بها عان يا دار مالي وللأيام قد حكمت ... فينا وفيك بحكم الجائر الجاني فلو أجابت لقالت هكذا فعلت ... قدما بجيرة «1» نعمان ونعمان وفي مدائن نوشروان معتبر ... للسائلين وفي سيف وغمدان فاذهب لشأنك فالدنيا لها دول ... تمضي وتأتي وكل بينها فان

حرف الدال

حرف الدال ذكر من اسمه داوود داوود بن أبشاي ابن عوبذ بن باعز بن سلمون بن نحشون بن عوينادب بن أرم بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم صلى الله عليه وسلم، وقيل هو داوود بن زكريا بن بشوي، وقرأت بخط بعض العلماء بالنسب أنه داوود بن أشي ابن عوبذ بن باعز بن سلمون بن نحسون بن عمي نادب بن رام بن حضرون بن فارض ابن يهوذا بن يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم، ودفع إليّ شيخنا أبو الحسن علي ابن محمد بن عبد الكريم الجزري الموصلي جزءا بخط شيخه عثمان بن جلدك الموصلي، ذكر فيه تعاليق كتبها من أبي محمد الفارس، وقال: كان قسيسا وأسلم على يد الملك الناصر يوسف بن أيوب (252- و) . قال لي شيخنا أبو الحسن: وقال لي عثمان بن جلدك: كان أبو محمد الفارس عالما بالكتب المتقدمة وأخبار الأوائل فقرأت بخط عثمان بن جلدك قال: سمعت الشيخ الجليل أبا محمد عبد الرحمن بن عبد الله الناصري المعروف بالفارس الذي كان قسيسا للفرنج- بقراءتي عليه بدمشق- يقول وذكر فيما ذكر هذا النسب لداود بهذا الضبط: داود بن إيشاي بن غوبيذ- وضبطه أيضا عويذ- بن بوعز بن سلمون بن عمينا داب بن أرم بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم عليهم السلام. وذكر أبو الحسين محمد بن القاسم التميمي النسابة في كتاب «القزع والشجر» وقد عدّ ملوك حمير والسواد أنه داوود بن اشي بن عميناب بن حصرون وكان داوود نبي الله وخليفته في أرضه، ورثه الله نبوة شموئيل وملك طالوت.

وقرأت في تاريخ وقع إليّ لبعض الأوائل أن داوود صلى الله عليه وسلم قدم مع طالوت في جيشه، وأنهم حاصروا مدينة حلب حتى نزل إليهم الملك الذي كان بها وأطاع طالوت «1» . وقيل إن مشهد برصايا بأرض كفر شيغال من ناحية عزاز، في الجبل المطل على عزاز، هو موضع مقام داوود عليه السلام ومتعبده. أخبرنا أبو جعفر الدامغاني قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو طاهر بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور قال: حدثنا الزبير- يعني- ابن بكار قال: (252- ظ) حدثني أبو الحسن بن علي بن المغيرة عن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال: أول نبي بعثة الله تبارك وتعالى في الأرض إدريس، ثم ذكر الأنبياء الى أيوب قال: ثم الخضر وهو خضرون ثم داود بن ابشايم. واقتص بقية الأنبياء على ما ذكرناه بهذا الاسناد في ترجمة ابراهيم صلى الله عليه. أخبرنا أبو يعقوب بن محمد السّاوي قال: أنبأنا أبو الطاهر السلفي قال: أخبرنا أبو عمرو العلاء بن عبد الملك بن منصور بن أحمد بن قيس بن نصران البزاز بنهاوند قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خرجه القاضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد بجرجرايا قال: حدثنا أبو سعيد علي بن الحسين بن محمد الخلنجي قال: حدثنا أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال أنزل الله تعالى على داوود عليه السلام الزبور مئة مزمور. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله العطار قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول ابن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: أخبرنا أبو عمران السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: أخبرنا عثمان

ابن محمد قال: حدثنا سفيان بن عينيه عن عمرو- يعني- ابن دنيار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو- يرفعه قال: أحب الصيام الى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة الى الله الصلاة داوود كان يصلي نصفا، وينام ثلثا، ويسبح سدسا «1» . قال أبو محمد هذا اللفظ الأخير غلطا وخطأ وإنما هو أنه كان ينام نصف الليل، ويصلي ثلثه ويسبح تسبيحه. (253- و) . أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي املاء قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن اسحاق قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال: حدثنا حماد بن يحيى الأبحّ قال: حدثنا سعيد بن مينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قلت: يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم الدهر؟ قال لا، قلت: فأصوم يومين وأفطر يوما؟ قال: لا، قال: فجعلت أناقصه حتى قال لي: صم صوم داوود، كان يصوم يوما ويفطر يوما «2» . أخبرنا أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الصلاة إليّ صلاة داوود وأحب الصيام إليّ صيام داوود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، قال: وكان يصوم يوما ويفطر يوما. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو المظفر محمد بن محمد ابن سعيد بن سعدان الفناكتي قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي

قال: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي قال: أخبرنا أبو منصور (253- ظ) محمد بن محمد بن سمعان قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني قال: حدثنا حميد بن زنجويه قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان بن عينيه عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب الصيام الى الله صيام داوود وأحب الصلاة الى الله صلاة داوود، كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء قال: أخبرنا مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن البسري قال: أخبرنا أبو محمد بن يحيى السكري قال: أخبرنا أبو علي اسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا عباس بن عبد الله الترفقي قال: حدثنا بسره بن صفوان قال: حدثنا محمد بن مسلم بن دينار قال: سمعت عمرو بن أوس قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن خير الصيام صيام داوود، وكان يصوم نصف الدهر وخير الصلاة صلاة داوود، كان يرقد نصف الليل، ويصلي آخر الليل حتى إذا بقي سدس الليل رقد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل العباسي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد ابن محمد بن جعفر الخلمي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن خدام البخاري قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن الحسين المراجلي قال: حدثنا أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن غالب القطان قال: حدثنا سعيد (254- و) بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن دنيار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الصلاة إلى الله صلاة داوود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه. وأحب الصيام إلى الله صيام داوود كان يصوم يوما ويفطر يوما. أخبرنا أبو الصادق الحسن بن يحيى بن صباح قال: أخبرنا أبو محمد بن رفاعة

قال: أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن ابن محمد بن عمرو المديني قال: حدثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن حدثاه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: لأصومنّ الدهر، ولأقومنّ الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الذي يقول لأصومن الدهر ولأقومنّ الليل؟ فقال: قد قلت ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تستطيع ذلك، فأفطر، وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشرة أمثالها ذلك مثل صيام الدهر، قال: قلت إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صم يوما وأفطر يوما، ذلك صيام داوود وهو أعدل الصيام، قلت إني أطيق أفضل من ذلك (254- ظ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أفضل من ذلك. قال محمد بن طاهر المقدسي في هذا الحديث: الصواب الليث عن عقيل عن الزهري. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقى في المسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ الحمامي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران القريسيني قال: حدثنا الحسن بن سهل قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا ابراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن علقمة عن أبي علقمة عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام صيام داوود، ومن صام الدهر كله فقد وهب نفسه لله. أخبرنا أبو صادق بن صباح قال: أخبرنا أبو محمد بن رفاعة قال: أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد المالكي البزاز قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني قال: حدثنا

يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عبد الله بن عباس القتباني عن يزيد بن قرذر عن كعب قال: كان داوود النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوما ويفطر يوما فإذا وافق صومه يوم الجمعة أعظم فيه الصدقة، ويقول إن صيامه يعدل صيام خمسين ألف سنة كطول يوم القيامة، قال: وكذلك سائر الأعمال تضاعف فيه. أخبرنا محمد عبد الرحمن، وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان الحلبيان قالا: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد (255- و) بن أبي الحسن المسعودي قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المقدّر الأصبهاني قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله محمد بن اسحاق، ح. قال المسعودي: وأخبرنا أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الغانمي بهراة وأبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسين المرو الروذي، وأبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي، وأبو علي الحسن بن أحمد بن محمد الموسياباذي بقراءتي عليهم بهمذان، وأبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي- بقراءتي عليه بخيبر- قالوا جميعا: أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الخليل القطان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السّلمي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري عن معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث وقال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خفّف على داوود القرآن، فكان يأمر بدوابه تسرج فكان يقرأ القرآن من قبل أن تسرج دابته وكان لا يأكل إلا من عمل يده «1» . أخبرنا أبو الفضل مكرم بن محمد بن حمزة التاجر بداريا وأبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي وأم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب بن علي بن الخضر القرشي بدمشق قالوا: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحسن: قال: أخبرنا أبو

القاسم علي بن محمد (255- ظ) المصيضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن عثمان بن القاسم قال: أخبرنا أبو اسحاق محمد بن أبي ثابت قال: حدثنا محمد ابن حماد قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خفف على داوود القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج، وكان لا يأكل إلّا من عمل يده. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثنا محمد بن أبي بشر قال: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثنا الحسين بن جعفر قال: سمعت أبي قال قال وهب بن منبه: كان داوود إذا قرأ القرآن لم يسمعه شيء إلا حجل كهيئة الرقص. وقال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثنا محمود بن أبي بشر قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان داوود النبي عليه السلام يعمل القفة من الخوص ثم يبعث بها فيبيعها وهو على المنبر ويأكل منها. وقال: حدثنا اسحاق قال: وحدثنا محمد قال: وحدثنا أبو الأحوص قال: حدثنا حماد بن خالد الخياط قال: حدثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية قال: كان داوود يعمل القفاف، ثم يبيعها ويأكل ثمنها وهو موسع عليه. (256- و) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر ابن أبي الحسن البسطامي قال: أخبرنا أبو بكر الشيروي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد القائني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل الجلودي قال: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن قالا: حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الناس يعودون داوود يظنون أن به مرضا وما به إلّا شدة الخوف من الله عز وجل. أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد المروزي قال: أخبرنا منصور بن محمد المسعودي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي بمرو قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري- إملاء- قال: أخبرنا أبو محمد عمر بن محمد بن أحمد الشعراني قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا ابن لهيعه عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن داوود النبي عليه السلام كان يعوده الناس ما يظنون إلّا أنه مريض وما به إلّا شدة الفرق من الله تعالى. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى قال: أخبرنا أبو يعلى بن كردوس السلمي قال: حدثنا الفقيه نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو المعمر مسدد ابن علي الأملوكي قال: حدثنا أبو حفص (256- ظ) عمر بن علي العتكي قال: حدثنا محمد بن الحسن بن فيل قال: حدثنا أبو الجارود مسعود بن محمد الرملي قال: حدثنا عمران بن هارون قال: حدثنا عبد الله بن لهيعه عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما بنى داوود عليه السلام بيت المقدس بنى المحراب أعلى من المسجد، وأوحى الله عز وجل إليه: يا داوو بنيت لك بيتا، ولي بيتا فجعلت بيتك فوق بيتي ولكن من ملك استأثر يا داوود. قلت زرت برج المحراب الذي من بناء داوود، وكان برجا عظيما بحجارة عظيمة هائلة وكان ثلاث طبقات والمحراب في الطبقة الوسطى وكان شاهقا، وكان عاليا على المسجد وعلى جميع أبنية البيت المقدس، وهدمه الملك الناصر داوود بن الملك المعظم في سنة سبع وثلاثين وستمائة وحضرت في البيت المقدس وقت هدمه وكنت متوجها الى الديار المصرية في رسالة. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الفضل

محمد بن ناصر بن علي- اجازة- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مرزوق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي أبو يعقوب النحوي املاء قال: حدثنا الحسن بن علي القطان قال: حدثنا اسماعيل- هو- ابن عيسى العطار قال: أخبرنا اسحاق- ويعني- ابن بشر قال: وأخبرنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن قال: قال داوود لبني اسرائيل حين ملك: والله لأعدلن عليكم (257- و) فلم يستثن فابتلي. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم قال: أخبرنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج بن الآبري قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن عبد القادر قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن بشير الكندي قال: حدثنا عبد المجيد المكي عن أبيه عن صدقة بن يسار قال: بينا داوود عليه السلام في محرابه إذ مرت به درّة فنظر اليها وفكر في خلقها وعجب منها وقال: ما يعبأ الله بهذه، قال: فأنطقها الله عز وجل فقالت: يا داوود أتعجبك نفسك فو الذي نفسي بيده لأنا على ما آتاني الله من فضله أشكر منك على ما آتاك الله من فضله. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الاخضر- اجازة- وأخبرنا عنه سماعا أبو المظفر يوسف بن زغلي بن عبد الله الواعظ قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي الخزاز قال: حدثنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو هشام قال: حدثنا أبو الحسين وهو زيد بن الحباب العكلي قال: حدثني أبو كعب عن بكر بن عبد الله المزني قال: قال داوود: يا رب اغفر لي ومن أكثر ذكر الله مني، وقام على صخرة الى جنب نهر حتى أصبح فناداه ضفدع: يا داوود أتمن على الله وأنا ضفدع (257- ظ) أسبح الله الليل والنهار من خشيته. فنظر فإذا هي قائمة على الماء قال: رب اغفر لي فإن نعمتك عليّ أكثر من ذكري لك. أخبرنا أبو عبد الله بن ابراهيم الأربلي قال أخبرتنا شهدة بنت الآبري قالت:

أخبرنا أبو الحسين بن عبد الله قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني خالد بن محدوج أبو روح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إن داود نبي الله عليه السلام ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه، وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة الى جنبه فقال: يا داوود افهم الى ما تصوت به الضفدع فأنصت داوود فإذا الضفدع تمدحه بمدحة لم يمدحه بها داوود، فقال له الملك: كيف ترى يا داوود أفهمت ما قالت؟ قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: قالت سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب، قال داوود: لا والذي جعلني نبيّه إني لم أمدحه بهذا. أخبرنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد ابن أحمد الفقيه قال: قال لنا علي بن أحمد الواحدي المفسر في تأويل قوله تعالى: «وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير» «1» قال: وتقدير الكلام: وسخرنا الجبال يسبحن مع داوود وهو أنه كان إذا وجد فترة أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق هو فيسبح، وقال وهب: كانت الجبال تجاوبه بالتسبيح وكذلك الطير. وقال الواحدي في تأويل قوله تعالى: «ولقد آتينا داوود منا (258- و) فضلا يا جبال أو بي معه والطير» «2» . قال: فضلا يعني النبوة والكتاب، وما أعطي من الملك في الدنيا. «يا جبال أوّبي معه» معناه وقلنا: يا جبال أوّبي معه، فكان إذا سبح داوود سبحت الجبال معه والطير. قال ابن عباس: وكانت الطير تسبح معه إذا سبح، وقال في تأويل قوله تعالى: «وعلمناه صنعة لبوس لكم» «3» : اللبوس الدرع لأنها تلبس، قال قتادة: أول

من صنع الدرع داوود، وإنما كانت صفائح، فهو أول من سردها وحلقها فجمعت الخفة والتحصين. وفي قوله تعالى: «وألنّا له الحديد «1» ، حتى صار عنده مثل الشمع، فكان يأخذه بيده فيصير كأنه عجين، فكان يعمل به شيئا من غير نار ولا قرع «أن اعمل سابغات «2» » دروعا كوامل يجرها لابسها على الأرض وقال قتادة: «وقدر في السرد» نسيج الدرع والمعنى لا تجعل المسامير دقاقا فتقلق ولا غلاظا فتكسر الحلق، وهذا قول جميع أهل التأويل. أخبرنا أبو المحاسن قال: أخبرنا الجياني قال: أخبرنا عبد الجبار قال: أخبرنا الواحدي قال: أخبرنا سعيد بن العاص القرشي- فيما أجاز لي- قال: حدثنا العباس بن الفضل بن زكريا قال: أخبرنا أحمد بن أبي نجدة القرشي قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرني عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: «وقدر في السرد» قال لا تدقق المسامير وتوسع الحلقة، فتسلس ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلقة فتنقصم، اجعله قدرا، قال مقاتل ثم قال الله تعالى لآل داوود «اعملوا صالحا «3» (258- ظ) . قال ابن عباس: اشكروا الله بما هو أهله. وقال الواحدي في تأويل قوله تعالى: «واذكر عبدنا داوود «4» ذا الأيد» لكي يتقوى على الصبر يذكر قوته على العبادة وهو قوله «ذا الأيد» ذا القوة على العبادة وفي طاعة الله. قال الزجاج: وكانت قوة داوود على العبادة أتم قوة، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وذلك أشد الصوم، وكان يصلي نصف الليل «إنه أواب» راجع- عما يكره الله الى ما يحب. وقوله تعالى «وشددنا «5» ملكه» قوينا ملكه بالحرس والجنود، قال سعيد ابن جبير عن ابن عباس: كان يحرسه كل ليلة ستة وثلاثون ألف رجل، فإذا أصبح قيل ارجعوا فقد رضي عنكم نبي الله وهذا قول جماعة المفسرين.

قال: وقوله: «وآتيناه الحكمة» «1» قال ابن عباس النبوة والمعرفة بكل ما حكم، وقال مقاتل: الفهم والعلم «وفصل الخطاب» «2» ، يعني الشهود والأيمان البينة على المدعي واليمين على من أنكر، لأن خطاب الخصوم إنما ينقطع ويفصل بهذا، هذا قول الأكثرين، وقال ابن مسعود ومقاتل: وقتادة هو العلم بالقضاء والفهم. أخبرنا قاضي القضاة أبو المحاسن قال: أخبرنا أبو بكر الجياني قال: أخبرنا عبد الجبار الفقيه قال: أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز- فيما أجاز لي- أن أبا الفضل الحدادي أخبرهم عن أبي يزيد الخالدي قال: أخبرنا اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا داوود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس (295- و) ان رجلا من بني اسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داوود فقال: إن هذا غصبني بقرا لي فسأل داوود الرجل عن ذلك فجحده، فسأل الآخر البينة فلم تكن له بينة، فقال لهما داوود: قوما حتى أنظر في أمركما فقاما من عنده فأوحى الله الى داوود في منامه أن يقتل الرجل الذي استعدى عليه، فقال: هذه رؤيا ولست أعجل حتى أتثبت فأوحى الله إليه في منامه أن يقتله، فلم يفعل فأوحى الله إليه الثالثة أن يفعل أو تأتيه العقوبة، فأرسل داوود اليه فقال له: إن الله أوحى إليّ أن اقتلك، فقال الرجل تقتلني بغير بينة؟ قال داوود: نعم والله لأنفذن أمر الله فيك، فلما عرف الرجل أنه قاتله قال: لا تعجل علي حتى أخبرك إني والله ما أخذت بهذا الذنب، ولكني كنت اغتلت أبا هذا فقتلته فبذلك أخذت، فأمر به داوود فقتل فاشتدت هيبة بني اسرائيل لداوود عند ذلك وشدد به ملكه وهو قوله تعالى «وشددنا «3» ملكه» . أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي- إجازة- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد قال: حدثنا يحيى بن أيوب قال: حدثنا يحيى- هو- ابن عبد الله بن بكير قال: .

حدثني الليث عن (259- ظ) أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد أنه قال: إن داوود دعا الله فقال: يا رب أرني الحق كما تراه، فأوحى الله إليه: إنك لن تطيق ذلك، فاقض بينهم بالبينات، قال: يا رب أرني الحق كما تراه، قال: اقض. فجاءه رجل فقال يا رسول الله: إن فلانا جاء ببقرة فأكل حرثي، فقال لصاحب البقر: اذهب اقتله وخذ ماله، فلما خرج به ليقتله قال: يحلّ لك أن تقتلني عوض بقرك، أكلت حرثي وتقتلني وتأخذ مالي؟ فجاءه: فقال يا رسول الله بقري أكلت حرثه، قال: فاذهب فاقتله وخذ ماله حتى اذا فعل ذلك ثلاث مرات، فلما جلس ليقتله قال: انه قضى بالحق إني قتلت أباه وأخذت ماله فهو يقتلني كما قتلته، ويأخذ مالي، فأوحى الله عز وجل الى داوود إنك لن تطيق ذلك فاقض بينهم بالبينات. أخبرنا أبو الحسن عن ابن ناصر قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال قال: أخبرنا أبو الحسن قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد قال: حدثنا يحيى ابن أيوب قال: حدثنا يحيى- هو- ابن عبد الله بن بكير قال: حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد بن قيس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ما كان الناس قط أحوج الى السلسلة منهم اليوم في زمانهم هذا فقالوا: وما السلسلة؟ قال: السلسلة أعطيها داوود في فصل الخطاب، قال: لا يختصم إليه إلّا كان أولاهما بالعذر ينالها وإن كان قصيرا، قال: فاستخبأ رجل رجلا لؤلؤا فابتغاه منه فجحده وقال: قد دفعتها إليك (260- و) قال: فجاء إلى داوود فقال: ان هذا استخبأته لؤلؤا فجحدنيه قال: فاذهبا الى السلسلة قال: فأخذ الرجل عصا فنقبها فجعل فيها اللؤلؤ قال: فجاء صاحب اللؤلؤ فقال: اللهم إن كنت تعلم أني استخبأنه اللؤلؤ ولم يرد إليّ فأسألك أن أنالها، قال: فنال السلسلة وقال: الآخر كما أنت أدعو أنا زيادة قال: أمسك هذه العصا فأخذها، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني قد دفعت إليه اللؤلؤ فأسألك أن أنالها، قال: فنالها زيادة، قال داوود: ما هذا ينالها الظالم والمظلوم فأوحى الله إليه إن اللؤلؤ في العصا ورفعت السلسلة. أخبرنا أبو المحاسن القاضي قال: أخبرنا محمد بن علي بن ياسر قال: أخبرنا الفقيه عبد الجبار الخواري قال: أخبرنا علي بن أحمد الواحدي المفسر قال:

قوله: «وهل أتاك نبؤ الخصم» قال مقاتل: بعث الله الى داوود ملكين جبريل لينبهه على التوبة فأتياه في المحراب وهو قوله: «إذ تسوروا المحراب» قال محمد بن اسحاق: بعث الله إليه ملكين يختصمان اليه مثلا ضربه الله له ولصاحبه، فلم يرع داوود إلّا بهما واقفين على رأسه في محرابه فقال لهما داوود: ما أدخلكما عليّ فقالا: لا تخف وهو قوله: «إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان» أي نحن خصمان بغى بعضنا على بعض فجئناك لتقضي بيننا وهو قوله: «فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط» يقال شطّ الرجل وأشط شططا واشطاطا إذا جار في (260- ظ) حكمه وقضيته. قال المفسرون: لا تجر علينا «واهدنا إلى سواء الصراط» احملنا على الحق لا تخالف بنا إلى غيره فقال داوود: تكلما فقال أحد الملكين: «إن هذا أخي» أي على ديني «له تسع وتسعون نعجة» يعني امرأة والنعجة البقرة الوحشية والنعجة يكنى بها عن المرأة، وتشبه النساء بالنعاج من البقر وإنما عنى بهذا داوود لأنه كانت له تسعة وتسعون امرأة «ولي نعجة واحدة» امرأة واحدة «فقال اكفلنيها» ضمها إليّ واجعلني كافلها وهو الذي يعولها وينفق عليها والمعنى طلقها لأتزوجها «وعزني في الخطاب «1» » . قال عطاء عن ابن عباس كان أعز مني وأقوى على مخاطبتي لأنه كان الملك، والمعنى أنه كان أقدر على الخطاب لعزة ملكه، وهذه القصة تتمثل لأمر داوود مع أوريا زوج المرأة التي أراد أن يتزوج بها، فقال داوود: «لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه» أي بسؤاله نعجتك ليضمها الى نعاجه، أي إن كان الأمر على ما تقول، فقد ظلمك أخوك بما كلفك من تحولك عن امرأتك ليتزوجها هو، «وإن كثيرا من الخلطاء» هم الشركاء يريد أن الشركاء كثير منهم يظلم بعضهم بعضا وهو قوله: «ليبغي بعضهم على بعض» وظن داوود أنهما شريكان، فلذلك قال: «وان كثيرا من الخلطاء» قال المفسرون: فلما قضى بينهما داوود نظر أحدهما إلى صاحبه فضحك وصعد إلى السماء فعلم داوود (261- و) أن الله ابتلاه وإن ما ذكرا من القصة تمثيل لقصته، هو قوله: «وظن داوود إنما فتناه» أي أيقن وعلم أنّا ابتليناه بما وقع له من القصة ونظره إلى المرأة وافتتانه

بها وكان قد أعجب بعبادته فلما ابتغى بها هويها وقال لزوجها: تحول لي عنها فعوتب على محبته امرأة من له امرأة واحدة وله تسع وتسعون امرأة، فكان ذلك ذنبا من ذنوب الأنبياء التي يعاتبون عليها وذلك قوله: «فاستغفر ربه» وسأل ربه غفران ذلك الذنب «وخر راكعا وأناب» «1» ، قال ابن عباس: ساجدا، وعبر عن السجود بالركوع لأن كلاهما بمعنى الانحناء. وأناب: راجع ما يحب الله من التوبة والاستغفار. وقال في قوله تعالى: «فغفرنا له ذلك» «2» قال ابن عباس: غفر له ذلك الذنب «وإن له عندنا لزلفى «3» » ، لقربة ومكانة ومنزلة حسنة، وقال الواحدي: أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا ابراهيم بن عبد الله العسكري قال: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثني محمد بن منصور البرواني عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار في قوله: «وإن له عندنا لزلفى» ، قال: يقول الله لداوود وهو قائم عند ساق العرش: يا داوود مجدّني بذلك الرخيم فيقول: كيف وقد سلبته في الدنيا؟ فيقول: إني أرده إليك قال: فيرفع داوود صوته بالزبور فيستفرغ نعيم أهل الجنة. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرح البغدادية قالت: (261- ظ) أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد ابن يوسف الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو القاسم اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا مالك بن دينار في قوله: «وان له عندنا لزلفى وحسن مآب» «4» قال: يقيم الله داوود عند ساق العرش فيقول: يا داوود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم. فيقول: الهي وكيف أمجدك به وقد سلبتنيه في دار الدنيا؟ فيقول: فإني راده عليك اليوم فيردّ عليه، فيرفع داوود صوته فيستنزع صوت داوود نعيم أهل الجنة.

أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري المعروف بوالده بأزرتق وأبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب. قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز. وقال أبو الحجاح: أخبرنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف وأبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قالوا: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال: أخبرنا أبو الحسن على بن عبد العزيز بن مزدك البرذعي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حاتم قال: حدثنا محمد- يعني- ابن يحيى بن عمر الواسطي قال: حدثنا محمد- يعني- ابن الحسين البرجلاني قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا عباد بن كلثوم اليماني عن أبيه عن وهب بن منبه قال: كان لداوود صلى الله عليه وسلم (262- و) حشية محشوة بالرماد ويصلي عليها وكان يسجد فيبكي حتى يبل موضع سجوده، ثم يحول طرفها الآخر فيصلي عليه فيسجد فيبكي حتى يبل موضع سجوده ثم تغلبه الدموع فتجري حتى يبتل الحشيش تحته «1» . قال: وكان ينادي في سجوده: قرح الجبين وجفت الدمعه وخطيئتي لم تغفر، فقيل له يا داوود أظمآن فتسقى؟ أجائع فتطعم؟ أعار فتكسى؟. قال: فازداد بكاء على بكائه وأخذ في الأنين عند منقطع النحيب قال: فعند ذلك رحم فغفر له. وقال: حدثنا عبد الرحمن- يعني- ابن أبي حاتم قال: حدثنا محمد قال: حدثني محمد قال: حدثنا الصلت بن حكيم أبو مريم الواعظ وغيره عن سعد «2» ابن ابراهيم الأموي عن محمد بن خوات أن داوود صلى الله عليه وسلم لما أطال البكاء على نفسه قيل له: اذهب إلى قبر زوج المرأة، فاستوهبه ما صنعت، قال: فأتى القبر فأذن الله لصاحب القبر أن يتكلم فناداه: يا أوريا أنا داوود ولك عندي مظلمه، قال: قد غفرتها، فانصرف وقد طابت نفسه فأوحى الله إليه، ارجع فبين له ما صنعت، فرجع فأخبره فناداه جبريل: يا داوود هكذا يفعل الأنبياء. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم من مسلم بن سلمان الإربلي قال: أخبرنا

الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج بن الآبري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو القاسم (262- ظ) اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثني محمود بن أبي بشر الخراساني قال: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثنا الحسين بن جعفر قال: سمعت أبي قال: قال سليمان التيمي ومالك بن دينار: لما أصاب داوود الخطيئة أكثر في الدعاء فلم يستجب فلما رأى أنه لا يستجاب له أخذ في نحو من النياحة، فرحم فغفر له. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو التقى صالح ابن بنت أبي جدار قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن موسى النقاش قال: أخبرنا محمد بن صالح الخولاني قال: حدثنا محمد بن ابراهيم الخولاني قال: حدثنا سعيد بن نصر قال: حدثنا مجالد بن عبيد الله قال: حدثنا مسمع بن عاصم بن عبد العزيز الراسبي قال: كان داوود عليه السلام يبكي حتى يملأ حجره ثم يأخذ دموعه بيديه فيملأ كفيه ثم يقول: ارحم دموعي، فأوحى الله عز وجل إليه تذكر دموعك وتنسى ذنوبك؟. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا اسماعيل بن محمد بن الفضل الطلحي- املاء- قال: حدثنا عبد الله بن عليّ بن زكرى الدقاق قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران المعدل قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا المحول بن عمر قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل (263- و) عن وهب قال: أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام: يا داوود أرفع رأسك فقد غفرت لك غير أنه ليس عندك ذاك الود الذي كان. - أخبرنا حسن بن ابراهيم بن هبة الله بن دينار بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد

الله بن بشران قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: حدثنا محول بن محمد قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا اسماعيل بن عبد الكريم قال: حدثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب قال: أوحى الله تعالى إلى داوود ارفع رأسك فقد غفرت لك غير أنه ليس لك عندي ذلك الود الذي كان. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الإربلي قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن عساكر بن المرحب البطائحي قال: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الوراق المعروف بابن العسكري. قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الدقاق، قال: حدثنا القاسم بن بشر قال: حدثنا الوليد بن مسلم، ح. وقال شيخنا أبو عبد الله الإربلي: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت الآبري قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا أبو القاسم اسحاق بن ابراهيم بن سنين (263- ظ) قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله الهروي قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدثني عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني. وقال القاسم بن بشر: حدثني عطاء الخراساني أن داوود النبي عليه السلام نقش خطيئته في كفه لكي لا ينساها فكان إذا رآها اضطربت يداه، أو قال: اضطرب، وقال الهروي: كي لا ينساها، فكان اذا رآها اضطرب أو اضطربت يده. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله بن حميد قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال ابن حميد: اجازة قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب

قال: حدثنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن محرز الهروي قال: حدثنا الحسن بن عيسى قال: حدثنا ابن المبارك عن شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن داوود عليه السلام جعل خطيئته في كفه فكان لا يتناول طعاما ولا شرابا ولا يمد يده إلى شيء إلّا أبصر خطيئته فأبكاه. وقال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن عطاء الخراساني أن داوود عليه السلام نقش خطيئته في كفه لكي لا ينساها فكان إذا رآها اضطربت يداه. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا السيد أبو طالب علي بن الحسين عبد الواحد الصالحاني بأصبهان قال: أخبرنا السيد أبو طالب علي بن الحسين الحسني الهمذاني- إملاء- قال: حدثنا عبد الله بن عيسى بن إبراهيم قال: حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس الكندي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن عباد قال: حدثنا أبو صالح السواق قال: حدثنا بشر بن محمد بن أبان اليشكري قال: حدثنا الحسن بن عبيد الله عن رجل من الأنصار أن داوود عليه السلام لما أصاب الخطيئة عمد إلى غار ينتابه العباد قال: فصرخ لصاحبه فلم يجبه، فلما أطال عليه أجابه وقال: من هذا الذي يدعوني بصوت عال لم تغيّره العبادة، فقال: داوود عليه السلام: أنا داوود، قال: داوود صاحب المدائن الحصينه والخيل المسومة والنساء والشهوات لئن نلت بهذا الجنة لأنت أنت، فقال له داوود عليه السلام: فمن أنت قال: راغب وراهب مترقب، قال له داوود: فمن أنيسك ومن جليسك؟ قال (264- و) الرجل: هاهناك تراه إن أردت ذلك، قال فتخلل داوود الجبل فإذا غار قد حاذى رأس الجبل فإذا رجل مسجى، فقال: هذا أنيسك وهذا جليسك؟ قال: نعم، قال: فمن هذا؟ قال: هاتلك قصته مكتوبة عند رأسه في لوح من نحاس قال: فأخذه داوود فإذا فيه أنا ملك الأملاك عشت ألف عام وهزمت ألف جيش، وفتحت ألف مدينة وافتضضت ألف عذراء، وأحصنت ألف امرأة، قال: فبينا أنا في ملكي إذ أتاني ملك الموت فأخرجني مما أنا فيه فها أنذا التراب فراشي والدود جيراني والنار أمامي، قال: فخر داوود عليه السلام مغشيا.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال الأرتاحي- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان، قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن مسلمة عن ثابت البناني عن صفوان بن محرز قال: كان داوود عليه السلام ينادي في جوف الليل أوّه من عذاب الله أوّه من قبل أن لا ينفع أوّه. (264- ظ) . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله الحنائي قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن السماك قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثني علي بن مسلم قال: حدثنا سير قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا ثابت البناني قال: لم يشرب داوود شرابا من بعد المغفرة إلّا ونصفه ممزوج بدموع عينيه. (265- و) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان البغدادي وأبو الحجاج يوسف بن خليل ابن عبد الله الدمشقي. قال ابراهيم: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد، وقال يوسف: أخبرنا ذاكر بن كامل الخفاف ويحيى بن أسعد بن بوش قالوا: أخبرنا عبد القادر بن محمد قال: أخبرنا أبو اسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو الحسن البرذعي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن- يعني- ابن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني محمد بن أبي زكريا قال: حدثنا سعيد بن يونس عن عمران بن أبي الهذيل عن وهب بن منبه قال: لما أصاب داوود الخطيئة قال: يا رب اغفر لي قال: قد غفرت لك وألزمت عارها بني اسرائيل، قال: كيف يا رب وأنت الحكم العدل لا تظلم أحدا أعمل أنا بالخطيئة وتلزم عارها غيري؟ فأوحى الله إليه إنك لما اجترأت عليّ بالمعصية لم يعجلوا عليك بالنكرة. أخبرني أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن الملثم قال: أخبرنا هبة الله بن علي بن سعود وأبو عبد الله محمد بن حمد الارتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن عمر الموصلي. قال ابن حمد: اجازة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن ابن اسماعيل الضراب قالا: (266- و) حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب

قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال حدثنا محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبي عن الوليد عن عثمان بن أبي العاتكة قال: كان داوود صلى الله عليه وسلم يقول في مناجاته: إلهي إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الأرض برحبها، واذا ذكرت رحمتك ارتد إليّ روحي سبحانك الهي أتيت أطباء عبادك ليداووا خطيئتي فكلهم عليك يدلني. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر- اجازة- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن عبد الله الحباّل قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق قال: أخبرنا علي بن جعفر بن أحمد الفريابي قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد ابن صالح قال: حدثني الحسين بن جعفر عن أبيه عن يزيد الرقاشي قال: كان في بني اسرائيل أربعمائة جارية عذارى متبتلات قال: قال فلما كان في يوم نوح داوود عليه السلام قمن حيث يسمعن الصوت، ولم يرون الشخص، وفتح داوود عليه السلام الزبور وأخذ في ضرب من النياحة فصعقن فمتن فلم ير يوما كان أكثر سيتا ولا باكيا من يومئذ. أخبرنا أبو نصر الزبيدي ببغداد قال: أخبرنا أبو نصر بن السدنك قال: أخبرنا أبو العز بن المختار قال: أخبرنا أبو اسحاق البرمكي قال: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: حدثنا ابن السماك قال: حدثنا الحسن قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: أوصى الله تعالى الى داوود: يا داوود إني لم اخلق الشهوات (266- ظ) إلّا للضعفاء من عبادي فأما الأبطال فمالهم وللشهوات. أخبرنا حسن بن ابراهيم بن هبة الله بن دينار بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ: أخبرنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد ابن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن عمرو قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام: يا داوود إني لم أخلق الشهوات إلّا للضعفاء من عبادي فأما الأبطال فمالهم ولها.

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله المقرئ بمرو قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي ببغداد قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن شبيب قال: حدثنا أحمد بن أبي الخواري قال: قال لي أبو سليمان شهدت مع أبي الأشهب جنازة بعبادان فسمعته يقول: أوحى الله عز وجل الى داوود عليه السلام حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات، فإن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عني. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن الملثم قال: أخبرنا هبة الله بن (267- و) علي بن سعود وأبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي. قال ابن حمد: اجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا عبد المتعال قال: حدثنا حمزة بن معاويه عن بجير قال: أوحى الله تبارك وتعالى الى داوود عليه السلام: يا داوود اتخذ نعلين من حديد، وعصا من حديد، واطلب العلم حتى يتخرق نعلاك وتنكسر عصاك. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف بالبيت المقدس قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن ابراهيم الرازي عن أبيه عن أبي العباس الفقيه أن أبا الحسن محمد بن المغلس ابن جعفر البزاز أخبرهم بمصر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق المعدل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن جعفر بن سهل السكري قال: حدثنا عبد الرحمن بن

معاوية قال: حدثنا مهدي بن جعفر قال: حدثنا حمزة عن أبي مطيع معاوية بن يحيى قال: أوحى الله تعالى الى داوود: اتخذ نعلين من حديد وعصا من حديد واطلب العلم حتى يتخرق النعلان وتنكسر العصا. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قال: أخبرنا الداوودي قال: أخبرنا الحموي قال: أخبرنا أبو عمران قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: أخبرنا نعيم بن حماد قال: حدثنا بقية عن عبد الله بن عبد الرحمن التستري قال: قال داود النبي صلى الله عليه وسلم: قل لصاحب العلم يتخذ عصا من حديد ونعلين من حديد ويطلب العلم حتى تنكسر العصا ويتخرق النعلان. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو الفوارس الأنباري بها- يعني- خليفة بن محفوظ بن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد ابن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن المغلس بن (267- ظ) جعفر بن المغلس البزاز بالفسطاط في الجامع العتيق قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري بالرملة قال: حدثنا عبد الرحمن بن معاوية قال: حدثنا مهدي بن جعفر قال: حدثنا ضمرة عن أبي مطيع معاوية بن يحيى قال: أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام: اتخذ نعلين من حديد وعصا من حديد واطلب العلم حتى يتخرق النعلان وتنكسر العصا. أخبرنا أبو بكر السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن المعري، ح. وأخبرنا أبو القاسم بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن الحسين عن صالح المري قال: أوحى الله تبارك وتعالى الى داوود عليه السلام: يا داوود اسمع مني الحق أقول لك: انه من ذكر ذنوبه في الخلاء فاستحيا عند ذكرها سترتها عن الحفظه وغفرتها له، يا داود اسمع مني الحق أقول لك: إنه من عمل من الذنوب حشو الارض من شرقها الى غربها ثم ندم عليها

خثمائنا سترتها عن الحفظه وغفرتها له، يا داود اسمع مني الحق أقول لك: إنه من عمل حسنه واحدة أدخلته جنتي. قال داود: يا الهي فما تلك الحسنة؟ قال تكشف عن مكروب كربا ولو بشق تمرة. وقال: حدثنا ابن مروان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسين عن صالح المري قال: قال داود عليه السلام: يا رب دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: آثر هواي على هواك. أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن فضل الله بن جهبل الحلبي بها قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن أبي طاهر الحلبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسين قال: أخبرنا أبو اسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا قبيصة عن سفيان عن العلاء بن المسيب عن رجل عن مجاهد قال: قال داوود: يا رب طال عمري وكبرت سني وضعف ركني. قال: فأوحى الله إليه: يا داوود طوبى لمن طال عمره وحسن عمله. أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي التاجر قال: أخبرنا العدل أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا أسلم بن سهل ابن أسلم الواسطي قال: حدثنا زيد (268- و) بن صالح قال: حدثنا عبد العزيز ابن داوود الواسطي قال: حدثنا فضالة بن حسين بن عبد الرحمن عن عمه موسى بن عبد الرحمن قال: أوحى الله تعالى إلى داوود: يا داوود من لقيني بحسنة واحدة أدخلته الجنة، قال داوود: إلهي وما تلك الحسنة؟ قال: تفرج عن مكروب من المسلمين، قال داوود: إلهي فمن ثم لا ينبغي لاحد أن يقطع رجاءه منك. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل الدمشقي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي بن أشنة قال: أخبرنا أبو سعيد بن علي ابن عمر النقاش قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن شيران قال: حدثنا أحمد بن

محمد عطار الأبلي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه قال: حدثنا عفان قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: بلغني ان داوود عليه السلام قال: اللهم ما جزاء من فاضت عيناه من خشيتك؟ قال جزاؤه أن أؤمنه يوم الفزع الأكبر. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن الملثم قال: أخبرنا هبة الله بن علي بن سعود وأبو عبد الله محمد بن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الموصلي. قال ابن حمد: اجازة قال: أخبرنا أبو القاسم (268- ظ) عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن ابن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أبو بكر أخو خطاب قال: حدثنا خالد بن خداش عن صالح المري عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد قال: فرأت في مناجاة داوود صلى الله عليه وسلم: إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه؟ قال: جزاؤه أن أحرم وجهه عن النار، وأومنه يوم الفزع الأكبر. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الإربلي قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الآبري قالت: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن عبد القادر قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن بسام قال: حدثني صالح المري عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد قال: قرأت في مسألة داوود أنه قال: أي رب كيف لي أن أشكرك وأنا لا أصل إلى شكرك إلّا بنعمتك؟ قال: فأتاه الوحي أن يا داوود أليس تعلم أن الذي بك من النعم مني؟ قال: بلى يا رب، قال: فإني أرضى بذلك منك شكرا. وقال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبو أيوب القرشي مولى بني هاشم قال: قال داوود: يا رب أخبرني بأدنى نعمك عليّ، فأوحى الله إليه: يا داوود تنفس فتنفس، فقال: هذا أدنى نعمي عليك. أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن فضل الله بن جهبل الحلبي بها قال: أخبرنا

أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن أبي طالب الحلبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن الحسين بن قريش قال: أخبرنا أبو اسحاق (269- و) إبراهيم ابن عمر بن أحمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عمرو بن مرة قال: كان داوود عليه السلام يقول: يا رب كيف أحصي نعمك وانا نعمة كلي. أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت ابن الآبري قالت: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الله قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر النجاد قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا عبيد الله بن عمر الحشمي قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم قال: حدثنا الحسن قال: قال داوود: إلهي لو أن كل شعرة مني لسانين يسبحان الليل والنهار ما قضتا نعمة من نعمك. أخبرنا أبو اسحاق بن أبي عمرو الزركشي قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن المعدل قال: أخبرنا ابن شاذان قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك- إجازة- قال: حدثنا الحسن بن عمرو السبيعي قال: سمعت بشرا يقول: أوحى الله إلى داوود: لا تتخذ بيني وبينك عالما مفتونا يعدل بشكره عن طريق محبتي أولئك قطاع طريق عبادي. أخبرنا أبو نصر الزبيدي قال: أخبرنا أبو نصر بن السدنك قال: أخبرنا أبو العز بن المختار قال: أخبرنا أبو اسحاق البرمكي قال: حدثنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا ابن السماك قال: حدثنا الحسن قال: سمعت بشرا قال: أوحى الله تعالى إلى داوود: يا داوود لا تتخذ بيني وبينك عالما مقترنا فيصدك بشكره (269- ظ) عن طريق محبتي أولئك قطاع طريق عبادي. وقال: سمعت بشرا يقول: أوحى الله تعالى إلى داوود إغضب لي أشد مما تغضب لنفسك. أخبرنا أبو الفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله التاجر قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصليحي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان

قال: حدثنا أسلم بن سهل بن أسلم قال: حدثنا محمد بن عبد الملك قال: حدثنا فضيل بن عبد الله التمار أبو معاذ قال: حدثنا أبو الربيع الأعرج عمرو بن سليمان قال: حدثنا يزيد بن ابراهيم التستري عن الحسن قال: أوحى الله إلى داوود: يا داوود مالي أراك وحدانيا؟ قال: الهي فارقت الناس فيك، قال: يا داوود خالط الناس، واصبر على أذاهم لعلك تردّ حيرانا عن حيرته، أو سكرانا عن سكرته، فاكتبك عندي جهبذا، ومن كتبته عندي جهبذا ضمّنت السحاب رزقه لا يخاف إذا خاف الناس. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه ابن أحمد الشاذياخي، ح. وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري في كتابها إلينا من نيسابور قالت: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان بن اسماعيل في كتابه إلينا من هراة قال: أخبرنا أبو الاسعد (270- و) هبة الرحمن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت الاستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول: خرج داوود عليه السلام يوما الى بعض الصحارى منفردا فأوحى الله تعالى إليه: مالي أراك يا داود وحدانيا؟ فقال: إلهي استأثر الشوق إلى لقائك على قلبي فحال بيني وبين صحبة الخلق، فأوحى الله إليه: ارجع اليهم فإنك ان أتيتني بعبد ابق أثبتك في اللوح المحفوظ شهيدا. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بنابلس قال: أخبرتنا تجني الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني حمزة بن العباس قال: أخبرنا عبدان بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا ابن لهيعه قال: حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت وهب الرمادي يحدث عن فضالة بن عبيد أن داوود النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يخبره بأحب الأعمال إليه، فقال: عشر إذا بغية الطلب في تاريخ حلب ج/ 7 م (215)

فعلتهن يا داوود لا تذكرن أحدا من خلفي إلا بخير، ولا تغتابن أحدا من خلقي، ولا تحسدن أحدا من خلقي، قال: يا رب هؤلاء ثلاث لا أستطيع ان أعملهن. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الاربلي قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج قالت: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن عبد القادر قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال: (270- ظ) أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا علي بن الجعد قال: سمعت سفيان بن سعيد وذكر داوود النبي عليه السلام فقال: قال: الحمد لله حمدا كما ينبغي لكرم وجه ربي تعالى وعز جلاله، فأوحى الله إليه: يا داوود أتعبت الملائكة. أخبرنا أبو صادق الحسن بن صباح بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد بن غدير قال: أخبرنا أبو الحسن الخلعي قال: أخبرنا أبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد بن محمد بن عباس الغسال- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني الحافظ- املاء- قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله الوكيل قال: حدثنا أحمد بن بديل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عبد الله ابن لاحق عن ابن شهاب قال: قال داوود عليه السلام: الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا داوود قد اتعبت الكتبة. أخبرنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن الحسن التميمي الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو سعد عبد الواحد بن علي بن حمويه الجويني الصوفي قال: أخبرنا أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين علي بن محمد الدينوري قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران الشاهد ببغداد قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا بكتابه- في ذكر الراضين بقضاء الله- قراءة على الشيخ الحافظ أبو الحجاج يوسف بن محمد بن فيره الأنصاري الأندلسي من أصل الشيخ أبي منصور علي بن محمد الطريثيي بتاريخ السادس من شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وخمسائة في أثناء هذا الكتاب (271- و) يقول الله عز وجل لداود عليه السلام: بشر الراضي بالمقدور بالسرور والحبور. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس الغساني قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد السلمي قال: أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا الدوري قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن عبد الرحمن بن أبزي قال: كان داوود عليه السلام يقول: كن لليتيم كالأب الرحيم. أخبرنا أبو بكر بن أبي المحاسن القرشي قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن محمد وشهدة بنت أحمد الكاتبة، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن أحمد الموصلي قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا ابراهيم ابن الجنيد قال: حدثنا محفوظ بن الفضل قال: حدثنا ابراهيم بن خالد الصنعاني قال: حدثني عمر بن عبد الرحمن قال: سمعت وهب بن منبه يقول: قال داوود عليه السلام: أي رب أي عبادك أحب إليك؟ قال: مؤمن حسن الصورة، قال: فأي عبادك أبغض إليك؟ قال كافر حسن الصورة، شكر هذا وكفر هذا. أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن فضل الله بن جهبل الحلبي قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن أبي طاهر الحلبي (271- ظ) قال: أخبرنا أبو العباس بن قريش قال: أخبرنا أبو اسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى داوود النبي صلى الله عليه وسلم: قل للظلمة ألا يذكروني فإني أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل القاضي قال: أخبرنا

علي بن أحمد بن قبيس قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد ابن أحمد قال: أخبرنا جدي محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري قال: حدثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن عبد الرحمن بن أبزي قال: كان داوود صلى الله عليه يقول: نعوذ بالله من صاحب إن أنت ذكرت الله جل وعز لم يعنك وإن أنت نسيت لم يذكرك. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس قال: أخبرتنا نجني بنت عبد الوهاب الوهبانية قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبو حاتم الرازي قال: حدثنا أصبغ قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني عبد الحميد بن سالم المهري عن عبد الله بن حبيب أن داوود النبي صلى الله عليه وسلم قال: رب كلام قد ندمت عليه ولم أندم على صمت قط. أخبرنا أبو بكر عبد الله (272- و) بن عمر بن علي القرشي قال: أخبرنا أبو السعادات بن عبد الرحمن بن محمد وشهدة بنت أحمد بن الآبري الكاتبة، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي العدل قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن أحمد الموصلي قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق قال: حدثنا شيبان بن حاتم العنزي قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال: قال مالك بن دينار قال داوود عليه السلام: يا معشر الأنبياء تعالوا حتى أعلمكم خشية الله عز وجل أيّما عبد منكم أحب أن يحيى ويرى الأيام الصالحة فليحفظ عينيه أن تنظر سوءا ولسانه أن ينطق بالإفك. أخبرنا أبو عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا محمد بن أحمد بن أبي بكر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا

أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال ابن حمد: اجازة قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد البغدادي قال: حدثنا معاوية بن عمرو عن طلحة بن زيد عن الأحوص بن حكيم قال: كان من دعاء داوود النبي صلى الله عليه وسلم يا رب يا رازق «1» النعاب في عشه، وذلك أن الغراب إذا فقس عن فرخه خرجت بيضا، فإذا رآها كذلك نفر عنها فتفتح أفواهها ويرسل الله تعالى لها ذبابا فتدخل في أفواهها فيكون ذلك غذاءها حتى تسودّ، فإذا اسودت عاد الغراب فغذاها ويرجع الله الذباب عنها. أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن هبة الله التاجر قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا أبو الحسن الصلحي قال: أخبرنا أبو بكر بن سمعان الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن الواسطي بحشل قال: حدثنا الحسن بن زياد بن زبالة المدني قال: حدثنا محمد بن يزيد عن هيثم الجذاب عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان من دعاء داوود عليه السلام: اللهم إني أعوذ بك من مال يكون علي فتنة ومن ولد يكون عليّ رياء ومن حليلة تقرب (272- ظ) الشيب قبل المشيب. وقال: أخبرنا أبو بكر بن سمعان الحافظ قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان قال: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري قال: كان داوود النبي صلى الله عليه يدعو: اللهم إني أعوذ بك من مال يكون عليّ وبالا، ومن ولد يكون عليّ رياء، وزوجة تشيبني قبل المشيب، وجار سوء يراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة كتمها وإن رأى سيئة أذاعها.

- داوود بن ابراهيم بن تميم:

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي قال: أنبأنا أبو العباس النيسابوري أن محمد بن موسى بن الفضل أخبرهم قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، ح. وأخبرنا المؤتمن بن أبي السعود بن قميرة البغدادي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج عن طراد بن محمد الزيبني قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قالا: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال أبو نصر التمار: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال داوود: سبحان مستخرج الدعاء بالبلاء، سبحان مستخرج الشكر بالرخاء. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا عبد الغني بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال الارتاحي- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن. قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو بكر المالكي قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا ابن خبيق قال: سمعت يوسف ابن أسباط يقول: إن داوود عليه السلام أتاه ملك الموت وهو يرقى في درجة، فقال: ما جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك، قال: فدعني أرقى، قال: لا والله، قال: فدعني أنزل أوصي، قال: لا والله، ثم قال له: يا داوود ما فعل فلان؟ قال: مات، قال: فما فعل فلان؟ قال: مات، فقال له: يا داوود فما كان لك فيهم عبرة، وقال عبد الغني: أفما كان. - داوود بن ابراهيم بن تميم: ابن جابر بن هانىء بن زيد بن عبيد بن مالك بن مربط بن عمرو بن الحارث ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن مضر بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو الفهم التنوخي الانطاكي.

ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه داوود

حدث بأنطاكية. روى عنه ولده القاضي أبو القاسم علي بن داوود. (273- و) . ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه داوود - داوود بن أحمد بن حيان الأنطاكي: حدث عن تميم بن تميم البصري. روى عنه الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر وعبد الرحمن بن عمر ابن أبي نصر الغزال- في كتابيهما- قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل ابن يوسف قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أن أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبا بكر محمد بن عبد العزيز الحيري كتبوا إليه قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن بندار الزاهد قال: حدثنا الحسن بن صاحب قال: حدثنا داوود بن أحمد بن حيان الأنطاكي قال: حدثنا تميم ابن تميم البصري قال: حدثنا زكريا (273- ظ) بن يحيى عن ابن عون عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال: قال له أصحابه: إنّا نراك إذا صليت الفريضة لم تطوّع بعدها؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا أبا ذر لئن تعلّم بابا من العلم خير لك من ألف ركعة تطوعا، وإذا علمت الناس بابا من العلم يعمل بها أو لم يعمل بها خير لك من ألف ركعة تطوعا «1» - داوود بن أحمد بن سعيد: ابن خلف بن داوود بن عثمان بن عزيزي الطيبي الواسطي التاجر من أهل الطيب مدينة بين واسط وخوزستان، من أعيان التجار الأخيار والنبلاء الكبار الجوالين في الآفاق، المعروفين بكرم الشمائل والاخلاق، كان شيخا حسنا بهي الخلقة حلو النطق، كثير البشر حسن المحاضرة له معرفة تامة بالتواريخ وأخبار الملوك والوزراء.

سمع ببخارى أبا المظفر أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد البغدادي الصفار وصدر جهان عبد العزيز بن محمد بن عمر بن مازه، وبسمرقند محمد ابن أحمد بن أبي سعد بن أبي الخطاب، وبواسط أبا الغنائم محمد بن علي بن المعلم الهرثي الشاعر وجماعة سواهم. كتب عنه الحافظ حماد بن هبة الله الحراني، وكتبت عنه بحلب شيئا يسيرا من الحديث، وعلقت عنه مقطعات من الشعر، وسألته عن مولده فقال: ولدت في الطيب في الثاني عشر من رجب من سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وقدم حلب مرارا (274- و) . أخبرنا داوود بن أحمد بن سعيد الطيبي بحلب قال: أخبرنا برهان الله والدين صدر جهان عبد العزيز بن محمد بن عمر- املاء- قال: أخبرنا أبو العباس أحمد ابن نصر قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي- املاء- قال: حدثنا الاستاذ شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن أحيد بن حمدان قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن بجير قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري، ح. قال عبد العزيز بن محمد: وأخبرنا تاج الاسلام أبو سعد السمعاني قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد العقيلي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد الحلبي بحلب قال: أخبرنا أبو عبد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن صالح السبيعي قال: حدثنا أبو بكر الخضر بن داوود بن عبد الله البزاز بمكة قال: حدثنا زيد بن أخرم قالا: حدثنا حماد بن مسعدة- واللفظ للاسناد الأول- عن عمران القمي عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زلت أشفع إلى ربي ويشفّعني وأشفع ويشفعني حتى أقول: أي ربي شفعني فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول

عز وجل: هذه ليست لك يا محمد إن هذه لي، فوعزتي وحلمي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله. «1» أخبرنا بهذا الحديث أعلى درجة الى أبي الحسن العقيلي عمي أبو غانم محمد ابن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، والشيخ أبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان وولده القاضي أبو عبد الله (274- ظ) محمد بن عبد الرحمن وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الطرسوسي قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد ابن عبد القاهر بن الموصول الحلبي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد أبي جرادة العقيلي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن أحمد الحلبي قال: أخبرنا أبو عبد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير الأسدي فذكره. أنشدنا نجيب الدين داوود بن أحمد بن سعيد الطيبي التاجر- وكتبه إليّ بخطه- قال: أنشدنا أبو الغنائم محمد بن علي بن المعلم بواسط لنفسه: يا صاحبيّ الهوى شديد ... ووعد سلطانه وعيد فعللا بالمنى فؤادا ... قريب أطماعه بعيد وخلياني فردا وحيدا ... أبكي عسى يرحم الوحيد هوّن قتلي عليّ علمي ... أنّ قتيل الهوى شهيد خذا دمي من ظباء نجد ... فلي علها به شهود إن جحدت سفكه عيون ... فقد أقرت به خدود غويت في الحب دون صحبي ... ويلي من منهم الرشيد أهل الهوى لا الشقي منهم ... يعرف أمنا ولا السعيد يا قاسيا ما وعى اشتكائي ... أصخرة أنت أم حديد لان لك الصعب من قيادي ... وفي الهوى يخضع الجليد يا من له عزة الموالي ... صبرا فقد ذلت العبيد (275- و)

داود بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عشائر:

وحق دين الهوى يمينا ... آلى بها المدنف العميد ما غيّرت عهدي الليالي ... فيك ولا حالت العهود قالوا أتى العيد قلت أهلا ... إن جاء بالوصل فهو عيد من ظفرت بالمنى يداه ... فكل أيامه سعود وأنشدنا داوود الطيبي أيضا وكتبه لي بخطه قال: أنشدنا ابن المعلم لنفسه: كيف تؤدي التحية الرسل ... ودون ليلى العسّالة الذّبل «1» أم كيف يلحى من بالغرام له ... دمع وسمع جار ومعتقل هان علي العاشق الغرام فما ... يزيد منه الملام والعذل نعم هي العيش للمحب وما ... في ذلك لامريّة ولا عدل إن قربت فالسيوف مصلتة ... تبطل عنها ما يدّعي البطل أو سمحت ضنّت الرماح بها ... فجودها لا متناعها بخل عزّت فلو جاءت الصّبا سحرا ... تسأل عنها أجابها الأسل» تعافها الأسد وهي آمنة ... خوفا فكيف المروّع الوجل بلغني في سنة سبع عشرة وستمائة أن النجيب داوود الطيبي قتل ببخارى شهيدا بأيدي التتارحين هجموها. وأخبرني أبو الفضل المرّجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال التاجر الواسطي أن داوود الطيبي هلك في فتنة التتار بنيسابور هو وأولاده رحمهم الله (275- ظ) . داود بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عشائر: أبو سالم الحلبي، حدث عن جده لأمه أبي طالب عبد الكريم بن عبد المنعم ابن الطرسوسي بحلب، روى لنا عنه أبو طالب عبد الكريم بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم بن عبد المنعم الحنفي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي.

داوود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن الحارث بن ملاعب:

أخبرنا أبو طالب عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد المنعم ابن الطرسوسي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي الحلبيان قالا: أخبرنا أبو سالم داوود بن أحمد بن علي بن عشائر الحلبي في ذي القعدة من سنة تسع وسبعين وخمسمائة قال: أخبرنا جدي لأمي أبو طالب عبد الكريم بن عبد المنعم بن هبة الله قال: أخبرنا أبي عبد المنعم قال: أخبرنا أبو صالح محمد بن المهذب بن علي بن المهذب قال: حدثنا جدي أبو الحسين علي بن المهذب قال: حدثنا أبو بكر محمد بن هرون الدينوري قال: حدثنا عبد الله بن محمد السعدي قال: حدثنا عثمان بن الهيثم بن الجهم المؤذن قال: حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلّا ظله: رجل ذكر الله عز وجل ففاضت دموعه، ورجل يحب عبدا لا يحبه إلّا له، ورجل قلبه في المساجد من شدة حبه إياها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه يكاد أن يخفيها عن شماله، ورجل عرضت عليه نفسها ذات جمال وحسب فقال: إني أخاف الله رب العالمين، فيتركها لجلال الله عز وجل، ورجل (276- و) كان في سرية مع قوم فانكشفوا فحمى أدبارهم حتى نجا ونجوا أو استشهد «1» . توفي داود بن أحمد بن عشائر في حد من الثمانين وخمسمائة بحلب. داوود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن الحارث بن ملاعب: أبو البركات بن أبي عبد الله البغدادي الآزجي الوكيل، ويعرف بالربيب. سمع ببغداد من أبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، والحاجب أبي منصور نوشتكين بن عبد الله الرضواني، وأبي العباس أحمد بن محمد العباسي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبي الكرم المبارك بن أبي الحسن بن الشهرزوري، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي العباس

ابن المندائي وغيرهم، قدم حلب وأقام بها مدة يورق بباب المسجد الجامع، ثم سافر عن حلب الى دمشق، وأقام بها، وصار فيها وكيلا بمجلس الحكم، واجتمعت به بدمشق، وسمعت منه أجزاء من الحديث، وكان شيخا حسنا صحيح السماع من بيت الحديث والرواية، وسمع الكثير بإفادة أبيه وأخبرني أن مولده في النصف من المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وكتبه لي بخطه. أخبرنا ربيب الدين أبو البركات داوود بن أحمد بن ملاعب- قراءة مني عليه بدمشق- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله (276- ظ) ابن عبد الرحمن الزهري قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد ابن الحسن الفريابي. أخبرنا أبو البركات بن ملاعب قال: أخبرنا الحاجب الأجل خطير الملك أبو منصور نوشتكين بن عبد الله الرضواني- قراءة عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمسمائة- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري- قراءة عليه وأنا أسمع في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة- قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص- قراءة عليه وأنا أسمع في ربيع الآخر سنة احدى وتسعين وثلاثمائة، ح. قال شيخنا أبو البركات بن ملاعب: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن عبيد الله بن سهل الزاغوني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا الشيخان: الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي- قراءة عليه وأنا أسمع- وأبو القاسم علي بن البسري- إجازة- قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبد الله- هو- ابن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا أبو عمران محمد بن جعفر الوركاني قال: (277- و) حدثنا سعيد بن ميسرة البكري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة رضي الله عنه سبعين صلاة «1» . أنبأنا الحافظ عبد العظيم المنذري في كتاب التكملة لوفيات النقلة قال: وفي

- داوود بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي بن الحسين:

رجب يعني من سنة ست عشرة وستمائة توفي الشيخ أبو البركات داوود بن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن الحارث بن ملاعب البغدادي الأزجي الوكيل المعروف بالربيب بدمشق. سمع ببغداد بإفادة ابنه من أبوي الفضل محمد بن عثمان الفقيه، ومحمد ابن ناصر الحافظ، وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبي القاسم نصر ابن نصر العكبري وأبي العباس أحمد بن بختيار المندائي وأبي الكرم المبارك بن الحسن بن الشهرزوري وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى وغيرهم، وحدث ببغداد ودمشق، ولقيته بدمشق وسمعت منه وسألته عن مولده فقال: في نصف المحرم سنة اثنتين واربعين وخمسمائة. هكذا قال عبد العظيم إنه توفي في رجب، ووجدت فيما علقته من الفوائد: توفي داوود بن أحمد بن ملاعب بدمشق يوم السبت الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة «1» . - داوود بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي بن الحسين: ابن القاسم الرسي بن ابراهيم طباطبا بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي (277- ظ) بن أبي طالب، أبو الحمد بن أبي الحسن الحسنى، له ذكر. قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان فأكرمه وحباه. قرأت في كتاب «نزهة عيون المشتاقين» «2» تأليف أبي الغنائم الزيدي النسابه قال وحدثني بعض بني عمي أن داوود بن الناصر وفد إلى الأمير سيف الدولة علي ابن حمدان بحلب وهو متقلد بسيف ومصحف، فقال له الأمير سيف الدولة: ما هذا يا شريف اراك متقلدا بمصحف وسيف؟ فقال: أيها الأمير من خالفني عما

- داوود بن أحمد أبو سليمان البوقي الأنطاكي:

في هذا ضربت رأسه بهذا، فأعجبه وأكرمه وانتقل الرشيد وأبو القاسم الى حلب- يعني- أخويه: أبا الفضل الرشيد وأبا القاسم محمد ابني الناصر. - داوود بن أحمد أبو سليمان البوقي الأنطاكي: وبوقه ويقال بوقا هي قرية من قرى أنطاكية. روى عن عبد الله بن جعفر الرقي ومعمر بن مخلد السروجي وسليمان بن سلمة الخبائري. روى عنه خيثمة ابن سليمان الأطرابلسي وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا أبو العشائر محمد بن فارس القيسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الحسن خيثمة (278- و) بن سليمان بن حيدرة قال: حدثنا أبو سليمان داوود بن أحمد البوقي قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا اسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع عن ابن عمر قال: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان. أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن البغدادي في كتابه عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: داوود بن أحمد البوقي أبو سليمان سكن أنطاكية، سمع أبا عبد الرحمن معمر بن مخلد السروجي كناه لنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد. - داوود بن بلال بن مالك: ابن أحيحة بن الجلاح بن خريش بن جحجبا بن كلفه بن عوف بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة الأنصاري الأوسي أبو ليلى، وقيل اسمه يسار بن عبوة بن بليل بن بلال بن أحيحه، وقيل بلال أخوه، وقيل لا اسم له غير كنيته، وهو والد عبد الرحمن بن أبي ليلى. صحب النبي صلى الله عليه وسلم،

وروى عنه، وكان خصيصا بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه صفين، وكان يسمر معه وينقطع إليه. وسنذكره إن شاء الله تعالى في حرف الياء فيمن اسمه يسار (278- ظ) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو حازم العبدوي- املاء بنيسابور- قال: سمعت أحمد بن الحسن بن علي القاضي الهمذاني يقول: حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد- بأصبهان- قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: سمعت محمد بن عمران بن أبي ليلى يقول: اسم أبي ليلى داوود بن بلال، ولقبه أيسر. قال أبو بكر الخطيب: وزعم عبد الله بن عمارة بن القداح أن اسم أبي ليلى يسار بن عبوة بن بليل بن بلال بن أحيحة. وقال الخطيب: أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي ليلى اسمه يسار ويقال داوود «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد قال: أخبرنا أبو سعد ابن حسنويه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وأبو ليلى اسمه يسار بن بلال بن مالك ابن أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا بن كلفه بن عوف بن عمرو بن مالك ابن أوس بن حارثة. وقال خليفة في موضع آخر: اسم أبي ليلى بلال بن أحيحة وساق نسبه الى ان قال: ابن كلفه بن عوف بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس قال: ويقال ليس لأبي ليلى اسم. ويقال بلال هو أخو أبي ليلى «2» (279- و) .

- داوود بن رسلان بن غازي الدمشقي:

- داوود بن رسلان بن غازي الدمشقي: الملقب بالشرف الحنفي، كان فقيها فاضلا متميزا صالحا، ينظم الشعر، اشتغل بالفقه على برهان الدين مسعود بن شجاع الحنفي، ولزمه بالمدرسة النورية الى أن مات وأعاد عليه، وتولى نيابة القضاء بدمشق، وقدم علينا حلب مرارا وكان يقدم إليها لقبض مغل وقف المدرسة الخاتونية من الحصة الموقوفة على المدرسة بالقرية المعروفة بمعرستان من الأرتيق على مقربة من حلب، واجتمعت به مرارا، وكان يحضر عند عمي أبي غانم ويكايره «1» ، وكان قد خرج مع عمي أبي غانم الى صمّع الفوقا في أيام البطيخ، كما جرت عادة الحلبيين، وكنت معهم فشاهدته وقد كتب أبياتا على حائط قبلة مسجد صمّع وهي: يا أهل صمّع إني حاسد لكم ... بقربكم من جمال الدين ذي الورع مولى عبادته لله منذ نشا ... لم يطرّحها ولم يهمل ولم يدع هنّاكم بل أهنيّ الناس كلهم ... به وأفديه من بؤس ومن وجع وكان لعمي ملك بهذه القرية وكان يخرج بأهله وأولاده في كل سنة إليها، واتفق في هذه السنة أننا توجهنا مع عمي الى زيارة مشهد روحين، والشرف داوود معنا، فكتب أبياتا حسنة من نظمه على حائط المشهد عند القبور الثلاثة وأنشدناها وأنسيتها، وكان رحمه الله قد انقطع في آخر عمره في مدرسة عز الدين أيبك المعظمي «2» يدرس الفقه وهو منجذب (279- ظ) عن الناس قليل المخالطة لأرباب الدنيا وكان قد تولى تربية أولاد شيخه برهان الدين مسعود بعد موته وأشغلهم بالفقه وكان يذكر الدرس عنهم بمدرسة نور الدين بدمشق الى أن استقل أحدهم بها، وبلغني أنه توفي بدمشق في أحد الجمادين من سنة ثمان وثلاثين وستمائة. وأنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في كتاب التكملة لوفيات النقلة في ذكر من توفي في سنة تسع وثلاثين وستمائة: وفي الثامن والعشرين من جمادى الاولى توفي الشيخ الفقيه الصالح داوود الحنفي، مدرس الحنفية بدمشق.

داوود بن رشيد:

داوود بن رشيد: أبو الفضل الخوارزمي الاصل البغدادي الدار مولى بني هاشم، كان أبوه رشيد مولى المنصور، وحدث عن المهدي، وكان من خوارزميا، وسمع داوود ابنه بحلب أبا سعيد عمر بن حفص، وروى عنه وعن مجاعه بن الزبير وأبيه رشيد، وزكريا بن منظور ومعمر بن سليمان، واسماعيل بن عليّه، واسماعيل بن جعفر المدني، وهشيم بن بشير، وأبي حفص الابار، وصالح بن عمر الواسطي، وأبي المليح الرقي، وشعيب بن اسحاق والوليد بن مسلم والوليد بن صالح، ويزيد بن هارون، ومحمد بن ربيعة، وحفص بن غياث، ومروان بن معاوية، وعباد بن العوام وعمر بن أيوب، ووكيع بن الجراح، وسويد بن عبد العزيز، واسماعيل بن عياش، وجماعة سوى هؤلاء. روى عنه أبو بكر (280- و) محمد بن خلف المعروف بوكيع، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وأبو يحيى صاعقه، وعمر بن أيوب السقطي، وأبو جعفر محمد بن المنادي، وعبد العزيز بن محمد بن ناجيه، وابراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وابراهيم بن هانىء النيسابوري، وعياش بن محمد بن عيسى الجوهري، وأبو عيسى موسى بن علي بن موسى الختلي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله البغوي، وأبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم المنجنيقي، وأبو محمد بنان بن أحمد الدقاق، وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الابزازي، وأحمد ابن سعيد المرثدي، وأبو علي حسنون بن الهيثم الدويري، وأبو الحسن علي بن ابراهيم بن مطر السكري وغيرهم. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن عبد الله بن هارون الدقاق قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا داوود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي قال: حدثنا وكيع بن الجراح عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني أبو القاسم أقسم بينكم «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن وعمر بن محمد بن طبرزد- إجازة منهما- وأخبرنا عنهما (280- ظ) سماعا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قالا: أخبرنا علي بن هبة الله بن عبد السلام قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البزاز قال: أخبرنا عمر بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا عبد الله- هو- ابن محمد قال: حدثنا داوود- هو- ابن رشيد قال: حدثنا: أبو سعيد عمر بن حفص- لقيته بحلب- عن أبي محمد الأنصاري الساعدي عن يزيد بن زيد عن أبي حميد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبد المودة لمن واددت فإنها أثبت. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين الشافعي بالقاهرة قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السبيي قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله ابن الحسن التنيسي- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر بن أبي الحديد قال: حدثنا أبو عبد الله- يعني- محمد بن يوسف بن بشير بن النضر بن النضر بن مرداس الهروي بدمشق قال: سمعت أحمد بن سعيد المرثدي ببغداد يقول: سمعت داوود بن رشيد يقول: كنت أستملي لاسماعيل بن ابراهيم بن عليّة فأكثر الناس الرد فغضبت وتكلمت فقال لي اسماعيل: احتملهم فإن أولى الناس بالاحتمال أنا وأنت، الرئاسة لها مؤونة «2» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم النسيب علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سلمان بن بنين الشافعي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن

اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال اسماعيل بن اسحاق السراج قال: حدثنا داود بن رشيد قال: كانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: أخبرني علي بن محمد المروزي قال: وسألته- يعني- صالح بن محمد جزرة (281- و) عن داوود بن رشيد فقال: كان يحيى بن معين يوثقه. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: داوود بن رشيد، أبو الفضل مولى بني هاشم خوارزمي الأصل، بغدادي الدار، سمع أبا المليح الرقي واسماعيل بن جعفر المدني، والوليد بن مسلم وشعيب بن اسحاق الدمشقيين وهشيم بن بشير واسماعيل بن عليّة وأبا حفص الأبار ومروان بن معاوية، ومحمد بن ربيعة، وعباد ابن العوام، وصالح بن عمر الواسطي، روى عنه أبو يحيى صاعقة، وأبو جعفر ابن المنادي، وابراهيم بن هانىء النيسابوري وابراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعمر بن أيوب السقطي، وأبو القاسم البغوي وغيرهم «1» . أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد ابن محمد السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة تسع وثلاثين ومائتين داوود بن رشيد ببغداد- يعني- مات. أخبرنا أبو حفص المكتب- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات داوود بن رشيد سنة تسع وثلاثين.

ذكر من اسم أبيه سليمان ممن اسمه داوود (281 - ظ)

ذكر من اسم أبيه سليمان ممن اسمه داوود (281- ظ) - داوود بن سليمان بن حفص بن أبي داوود: أبو بشر الكوفي ثم الطرسوسي، حدث عن زكريا بن منظور بن ثعلبة القرظي الغافقي. روى عنه أبو الطيب أحمد بن عبد الله الدارمي. أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير البغدادي قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي بن محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو بشر داوود ابن سليمان بن حفص بن أبي داوود الكوفي كتب عنه بطرسوس عن زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي، كناه وسماه لنا أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي بأنطاكية، وأخبرنا عنه. - داوود بن سليمان بن حميد: أبو سليمان الصوفي البلبيسي الفقيه المعروف بابن كساء، فقيه صوفي فاضل أديب شاعر قدم حلب وأقام بها سنين في مدرسة شيخنا قاضي الفضاة أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم واجتمعت به مرارا وسمعت منه شيئا من شعره لا أتحققه الآن، وأنشدنا عنه شيئا من شعره الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي العطار القرشي، وكان سمع بحلب من شيوخنا قاضي القضاة أبو المحاسن، وأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وأبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن (282- و) علوان وغيرهم، وسمع معنا بدمشق من أبي الفتوح البكري وغيره، وهو الذي جدد بناء جامع بلدته بلبيس، وكان راغبا في فعل الخير. أنشدنا رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي القرشي قال: أنشدني الشيخ أبو سليمان داوود بن سليمان بن حميد الصوفي البلبيسي لنفسه: سلا هل سلا عن بانة العلم الفرد ... فتى يهواها لا يعيد ولا يبدي وإلّا فكفّا قد كفاه غرامه ... غريما وحسب المستهام الهوى النجدي سألتكما بالله قلّا فقلّما ... أقال الملام العاشقين من الوجد

- داوود بن سليمان بن عبد الملك بن مروان:

ولا تحسبا أني وإن كنت سامعا ... كلامكما في حق قاتلتي يجدي خليليّ خافا الله فيّ وحققا ... فما بكما من لاعج الشوق ما عندي ألم ترياني كلما هبّت الصّبا ... صبوت وأعداني الغرام إلى هند قال رشيد الدين أبو الحسين: هذا من أهل بلبيس صوفي فاضل حسن الأخلاق صحب جماعة من المشايخ، وتأدب بآدابهم ورجل الى بغداد، ولقي بها جماعة من شيوخ التصوف منهم عمر البزاز والخفاف، والشهاب السهروردي، وكان مجتهدا في عمارة بيوت الله تعالى، وما فيه نفع للمسلمين، وله شعر جيد كتبت عنه مقطعات من نظمه، ويعرف بابن كساء بلغني أنه توفي في جمادى الآخر سنة تسع وثلاثين وستمائة ببلبيس غفر الله لنا وله. (282- ظ) . - داوود بن سليمان بن عبد الملك بن مروان: ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، وأمه أم ولد غزا الصائفة في سنة ثمان وتسعين، وكان في الجيش الذي سيره أبوه سليمان بن عبد الملك من دابق لغزو القسطنطينية، وتوفي أبوه وهو بقسطنطينية، وعزم على أن يعهد إليه في مرض موته فصدفه عن ذلك رجاء بن حيوة، فعهد إلى عمر بن عبد العزيز وقيل إن رجاء أشار به أولا فامتنع سليمان لكونه ابن أمة، وكانت بنو أمية يتجنبون ولاية الخلافة لأولاد الإماء، ويقولون إنها تخرج عنهم من يد ابن أمة فخرجت من يد مروان بن محمد وهو آخرهم وكان ابن أمة. وذكر أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني في كتاب الوصايا قال: وحدثونا عن عياش قال: أخبرني حصن قال: كان ابن سليمان غزا معنا الصائفة قال: فما رأينا رجلا كان أروع ولا أحسن صلاة ولا أكثر صدقة منه، قال: فواله إني لقائم على رأس سليمان أذب عنه إذ تشحم فذكر حديث مرض سليمان ووصيته، وطلبه رجاء ابن حيوة الى أن قال له: من ترى لهذا الأمر يا رجاء؟ قال: ابنك داوود، قال: كيف وهو ابن أم ولد وأهل بيتي لا يرون ذلك، وذكر تمام الحكاية «1» .

- داوود بن سليمان:

- داوود بن سليمان: إمام طرسوس. روى عنه حفص بن (283- و) عمر الحوضي، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد أبو محمد. - داوود بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: له ذكر وأمه أم ولد، يقال لها جوهر، ولا عقب له الآن من بني صالح بن علي. وكان من أكابر ولد صالح بالرصافة، ومات بحلب. نقلت ذلك من خط القاضي أبي طاهر صالح بن جعفر الهاشمي قاضي حلب في نسب بني صالح بن علي بن عبد الله بن العباس. - داوود بن عبد الله الحلبي: وجدت ذكره في تعليق بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي، وأخبرنا به إجازة- عنه جماعة منهم أبو علي حسن بن أحمد الأوقي. قال السّلفي- ونقلته من خطه: داوود بن عبد الله الحلبي تتلمذ على أبي الحسن الذماري بسروج «1» وأبي أحمد بن الدّقم الرقي وغيرهما من الصالحين وأرباب الكرامات وحكى عنهم حكايات، وابن الدّقم هذا صحب أبا الحسين بن سمعون البغدادي ومن قبله. ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه داوود - داوود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: أبو سليمان، عم السفاح والمنصور، حدث عن أبيه علي بن عبد الله. روى عنه ابنه محمد ومحمد بن أبي ليلى، والأوزاعي، وعبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان والحسن بن عمارة ومحمد بن شعيب وسعيد بن عبد العزيز وابن حي، ومحمد بن (283- ظ) أبي رزين الخزاعي، وولاه السفاح الحجاز كلها، وهو أول من حج بالناس حين ولي بني العباس، وقدم الرصافة على هشام بن عبد الملك حين كتب يوسف بن عمر الى هشام يذكر أن خالد القسري ادعى عليه وعلى زيد بن علي ابن الحسين وسعد بن ابراهيم الزهري أنه أودعهم مالا.

أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو بكر جدي قال: أخبرنا أبو محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا عمران بن موسى المؤدب قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن أبي ليلى عن داوود بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجلسوا في المجالس فإن كنتم لا بد فاعلين فردوا السلام وغضوا الأبصار واهدوا السبيل وأعينوا على الحمولة «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء البغدادي بدمشق وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البغدادي بحلب قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا شاذان بن الحسن بن أحمد القاساني بالفسطاط قال: حدثنا أحمد بن حميد بن بدر القاضي قال: حدثنا مسدد بن يعقوب (284- و) قال حدثنا موسى ابن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن الجهم قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس عن ابن أبي ليلى عن داوود بن علي عن أبيه عن ابن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود، صوموا يوما قبله وصوموا بعده يوما «2» . أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: سألت يحيى بن معين عن داوود بن علي بن عبد الله بن عباس فقال شيخ هاشم: فقلت: كيف حديثه؟ قال: أرجو أنه ليس يكذب إنما يحدث بحديث واحد. وذكر ابن عدي الحديث الذي سقناه في صوم عاشوراء من طرق مختلفة، وقال: وهذا الحديث ذكر ابن معين إنما يحدث بحديث واحد أظنه يعني هذا الحديث، حديث عاشوراء، وداوود عن أبيه عن جده قد روى غير هذا الحديث بضعة عشر

حديثا، وذكرها ابن عدي بأسانيدها وقال: إنه لا بأس برواياته عن أبيه عن جده، فإن عامة ما يرويه عن أبيه عن جده «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي- إذنا عن أبي الفتح نصر الله ابن محمد- قال: أنبأنا نصر بن ابراهيم المقدسي عن أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي قال: حدثنا الوليد بن طلحة قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة (284- ظ) قال: إنما كان سبب زيد بالعراق انه- يعني- يوسف بن عمر سأل القسري وابنه عن ودائعهم، فقالوا: لنا عند داوود ابن علي وديعة وعند زيد بن علي وديعة، فكتب بذلك الى هشام بن عبد الملك، فكتب هشام الى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي، وكتب الى صاحب البلقاء في إشخاص داوود بن علي فقدما على هشام، فأما داوود بن علي فحلف لهشام أنه لا وديعة لهم عندي، فصدقه وأذن له بالرجوع الى أهله، وأما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه وأنكر أن يكون لهما عنده شيء وذكر القصة.

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمذاني في كتابه قال: أخبرنا القاضي الشريف أبو محمد عبد الله بن القاضي أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل العثماني الديباجي قال: قرأت على أبي بكر يحيى بن عمر بن شبل فأقرّ به، ح. قال: وأخبرني السّلفي أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني في كتابه إليّ من خراسان، وأخبرني عنه ابن شبل المذكور أيضا- بقراءتي عليه- قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الحسن الدهستاني قال: وسمعته- يعني أبا نصر عبد الكريم ابن محمد الداوودي- يقول: سمعت أبا مكتوم الداوودي الشيرازي بها لفظا يقول: سمعت أبا عبد الله بن خفيف الشيرازي يقول: سمعت رويم بن أحمد الصوفي يقول: سئل أبو سليمان داوود بن علي في جامع بغداد عن العقل فقال: ما صحت الربوبية إلّا بابطال العقول إياها عز وجل. قرأت في «كتاب نسب بني العباس» «1» تأليف أبي موسى هارون بن محمد ابن اسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس: كان مولد داوود بن علي بالشراة سنة اثنين وثمانين، وكان يكنى بسليمان، وتوفي بالمدينة وهو وال عليها سنة ثلاث وثلاثين ومائة وله احدى وخمسون سنة، وحج بالناس سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهو عامل الحجاز كلها (286- و) . وقال أبو موسى: أخبرنا أبو مسلم المؤدب عن المدائني قال: قدم داوود بن علي واسط على خالد بن عبد الله القسري وكان جميلا جهيرا طويل الصلاة، فكان

الناس اذا رأوه قالوا: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشهروه فوصله خالد بمائة ألف، ورجع الى الشام. وقال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي قال: حدثني جارود بن الجارود قال: حدثنا محمد بن أبي رزين الخزاعي قال: سمعت داوود بن علي يخطب وهو مسند ظهره الى الكعبة حين بويع لبني العباس وهو يقول: شكرا شكرا إنّا والله ما خرجنا لنحفر فيكم نهرا ولا لنبني قصرا، ظن عدو الله أن لن نقدر عليه، أمهل له في طغيانه، وأرخي له من زمانه حتى عثر في فضل خطامه، الآن أخذ القوس باريها، وعادت النبال الى النزعة، وعاد الملك في نصابه في أهل بيت نبيكم أهل بيت الرأفة والرحمة، والله ان كنا لنسهر لكم ونحن على فرشنا، أمن الاسود والابيض لكم ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس، لا ورب هذه البنيه لا نهيج أحدا. ثم نزل. وقال الزبير: وداوود بن علي أول من ولي المدينة من بني العباس صلوات الله عليهم، وأقام الحج سنة اثنتين وثلاثين ومائة وتوفي بالمدينة واستخلف عليها ابنه موسى بن داوود وهو أول من أقام الحج للناس حين ولي «1» (286- ظ) بنو العباس. أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن زياد النيسابوري قال: حدثنا عبد الملك بن محمد أبو قلابه عن جارود بن أبي السلمد «2»

قال: حدثني محمد بن رزين الخزاعي قال: سمعت داوود بن علي حين بويع لبني العباس وهو مسند ظهره الى الكعبة فقال: شكرا شكرا، انا والله ما خرجنا لنحتفر فيكم نهرا ولا نبني قصرا، فذكر حكاية تركتها لانه صحف فيها. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أخبرنا أبو أحمد القارئ- كتابة- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- اجازة- قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان قال: حدثني منهال الطويل مولى داوود بن علي قال: لما ظهر أبو العباس بالكوفة صار الى المسجد الجامع فصعد المنبر وصعد عمه داوود بن علي، فصار دونه بمرقاة وابتدأ فحمد الله وصلى على نبيه عليه السلام، ثم أراد الكلام فلم يواته، فقال لداوود بن علي: تكلم فقال داوود: شكرا شكرا انا والله ما خرجنا لنحتفر منكم نهرا، ولا لنبني فيكم قصرا ولا لنسير سير الجبابرة الذين ساموكم الخسف ومنعوكم النصف، أظن عدو الله مروان لن يقدر عليه أرخي له في زمانه حتى عثر بفضل خطامه، فالآن (287- و) عاد الامر الى نصابه وطلعت الشمس من مطلعها وأخذ القوس باريها، وصار السهم الى النزعة، ورجع الحق الى مستقره الى أهل بيت نبيكم وورثته، أهل الرأفة والرحمة، والله لقد كنا نتوجع لكم وتتألم لاستمرار الظلم عليكم ونحن على فرشنا، وفي مستحقنا أمن الابيض والاسود، لكم أمان الله وذمته وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذمة العباس، وتكلم بعد ذلك بما لا يذكر. قال: وحدثنا أبو قلابه عبد الملك بن محمد قال: حدثني الجارود بن أبي الجارود السلمي قال: حدثني محمد بن أبي رزين الخزاعي قال: شهدت داوود بن علي وذكر نحوه. نقلت من خط أبي بكر محمد بن يحيى الصولي: وتوفي داوود بن علي عم السفاح وعامله على الحجاز والطائف مستهل ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين ودفن بالبقيع. (287- ظ) .

داوود بن علي بن محمد بن عبد الله بن هبة الله:

داوود بن علي بن محمد بن عبد الله بن هبة الله: أبو أحمد بن أبي نصر بن أبي الفرج بن أبي الفتوح البغدادي ولد ببغداد في يوم الثلاثاء خامس عشرين من صفر سنة خمس وستين وخمسمائة، وذكر لي عنه أنه قال: دخلت حلب عند مسيري الى دمشق سنة احدى وثمانين وخمسمائة. داوود بن علي الحلبي: كتب عنه أبو بكر الخرائطي انشادا. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر التاجر- قراءة عليه بحلب، فأقر به- قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش الحلبي بها قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد ابن علي بن العلّاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال: أنشدني داوود بن علي الحلبي: وإني لأهواها وإن طال هجرها ... وأمنحها ودي وإن صرمت حبلي (288-) إذا كنت أجزيها بسوء صنيعها ... إليّ فقد صارت إذا في الهوى مثلي داوود بن علي أبو أيوب الكاتب: كاتب وصيف البكتمري. كان كاتبا له بحلب في أيام ولايته «1» ، وله ذكر، ومدحه أبو بكر الصنوبري. داود بن عمر بن حفص: سمع بطرسوس أبا سهل أحمد بن عمر الهمذاني. وأحمد بن محمد الزنجاني نزيلي طرسوس، وروى عنهما وعن عمر بن عثمان الحمصي، ومحمد بن الحسين القاضي بحلوان.

داوود بن عيسى:

روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الحبال الحلبي لصوفي. داوود بن عيسى: ابن أبي بكر محمد بن أيوب بن شاذي بن يعقوب بن مروان، الملقب بالملك الناصر بن الملك المعظم بن الملك العادل اشتغل بالفقه والأدب وحصل منهما طرفا صالحا، وقرأ المنطق على شمس الدين الخسروشاهي «1» ، ولازمه مدة دولته، وملك دمشق حين توفي أبوه الملك المعظم عيسى في سنة أربع وعشرين وستمائة فقصده عمه الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب فسير الى عمه الملك الأشرف موسى يعتضد به الى سنجار، وكنت رسولا عند الملك الأشرف بسنجار، فتوجه إليه الى دمشق وأقام عنده بها والملك الكامل على تل العجول، فصالح الفرنج وتوجه الملك الأشرف الى أخيه الملك الكامل ليصلح أمر ابن أخيه داوود، فاستماله الملك الكامل وجعل له دمشق، وكان الملك الأشرف يحب دمشق حبا مفرطا فاتفقا جميعا على قصد دمشق واخراجها من يد داوود فقصداه وحصراه في دمشق الى أن سلمها إليهما، وملكها الملك الأشرف (288- ظ) في سنة ست وعشرين وستمائة وكنت نازلا بظاهرها بالمزة حينئذ وأبقى في يده من البلاد: البيت المقدس سوى ما صولح الفرنج عليه منه، ومدينة نابلس والكرك والصلت، وأخذ الملك الكامل من الملك الأشراف حران والرها وسروج والرقه ورأس عين، ودامت البلاد التي أقرت في يد الملك الناصر داوود في يده إلى أن مات الملك الأشرف، واستولى الملك الصالح اسماعيل بن أبي بكر بن أيوب على دمشق وانتزعها الملك الكامل، ثم مات الملك الكامل، واستولى الملك الصالح أيوب على البلاد الشرقية، وأخوه الملك العادل أبو بكر على الديار المصرية، وحصلت دمشق في يد الملك الجواد بن ممدود، فراسله الملك الصالح أيوب وعوضه عن دمشق بسنجار وعانة والرقة، وحصل الملك الصالح أيوب بدمشق وعمه اسماعيل ببعلبك، فطمع أيوب بالديار المصرية، وسار إلى نابلس فنزلها، وكاتب أمراء بمصر، وعمل عمه الملك الصالح اسماعيل والملك المجاهد شيركوه على دمشق، واستوليا عليها فقبض الملك الناصر داوود على ابن عمه الملك الصالح أيوب وسجنه بالكرك وترددت

رسله إلى الملك العادل أبي بكر بن الملك الكامل إلى مصر في أمور اقترحها عليه منها مساعدته على أخذ دمشق من عمه اسماعيل، فلم يجبه إلى ذلك، فكاتب أمراء مصر في اخراج الملك الصالح أيوب من سجن الكرك وتمليكه الديار المصرية، فأجابوا إلى ذلك، وأخرجه من السجن وسار به إلى الديار المصرية وقبض الامراء على الملك العادل ببلبيس، ودخل الملك الناصر داوود والملك الصالح أيوب إلى الديار المصرية وملكها (289- و) وأقام الملك الناصر معه بها مدة، وكان قد عاهده على أمور لم يف الملك الصالح له بها، فنزل من الديار المصرية إلى بلاده، ثم حصل بينهما وحشة اقتضت أن أخذ منه نابلس، وبقي في يده الكرك والصلت وعجلون، وفيها علي بن قلج من جهة الملك الناصر، ثم نزل الملك الصالح إلى الشام، وتسلم من الملك الناصر الصلت، ولم يبق بيده غير الكرك، ثم أرسل إلى الكرك عسكرا يحصرها، فنزل الملك الناصر داوود منها، وقصد حلب وأبقى أولاده بها، وقدم حلب وافدا على الملك الناصر يوسف بن محمد بن غازي في يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعين وستمائة، وخرج الملك الناصر يوسف وتلقاه إلى قرنبيا «1» ، وكنت معه وأنزله في دار قيصر الطاهري بالحاضر، وأقام له الضيافة والراتب، ووصل إليه الخبر بحلب باستيلاء عسكر الملك الصالح أيوب على الكرك بتسليم أولاده إليهم، وبقي بحلب مقيما في ضيافة الملك الناصر إلى أن توجه الملك الناصر يوسف إلى دمشق بعد قتل الملك المعظم توران شاه بن أيوب «2» وفتح دمشق وهو معه وبدت منه أحوال أنكرت عليه، وطلب من الملك الناصر الأذن في التوجه إلى بغداد فأذن له وزوده فأبلغ عنه أنه ربما خبط عليه فاعتقله وسيره إلى حمص وسجنه في قلعتها وشفع فيه الخليفة المستعصم، فأطلق من الاعتقال، وعاد إلى دمشق في شهر شوال من سنة إحدى وخمسين وستمائة، ثم توجه إلى بغداد وشفع المعتصم «3» في أن يرتب له ولأولاده ما يقوم بهم، فأجابه (289- ظ) الملك الناصر الى ذلك وعاد الى دمشق وأقام بها، وأطمعه جماعة من

الأمراء «1» البحرية بملك دمشق وتحدث معهم في ذلك وبلغ الملك الناصر ذلك فاستشعر منه وطلب الاذن في المسير إلى بغداد وسار اليها فلم يؤذن له بالدخول اليها فمضى إلى الحلة، وكان له بها جوهر نفيس أودعه في الديوان فلم يسمحوا له به وصالحوه على أن اطلقوا له ذهبا وطلب العود إلى الشام، وسمح الملك الناصر له في ذلك فعاد إلى جهة الكرك واتصل بالعربان في تلك الناحية وتوهم منه الملك المغيث صاحب الكرك فعمل عليه حتى قبضه وسجنه، واتفق وصول التتار إلى بغداد، فسير المستعصم رسولا في طلبه ليقدمه على العساكر ويلتقي التتار، فوصل الرسول وأخرجه من السجن وقدم به إلى دمشق وأنزل بالبويضا من الغوطة، ووصل الخبر باستيلاء التتار على بغداد فأقام بالبويضا «2» ، ووكل الملك الناصر به بعض الأمراء وهو نازل في دار بالبويضا كانت لعمه مجير الدين يعقوب بن الملك العادل واجتمعت به فيها غير مرة، ولم يزل بها إلى أن مات رحمه الله، وكان فاضلا أديبا شاعرا مجيدا فقيها متكلما شجاعا حسن المحاضرة دمث الأخلاق، فصيح اللسان جميل الصورة. أنشدني مقاطيع وقصائد من شعره بنابلس وبحلب وبدمشق وكان قبل ذلك قد اجتاز بناحية بزاعا وبمنبج (290- و) متوجها إلى البلاد الشرقية إلى خدمة عمه الملك الكامل في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. أنشدني الملك الناصر داوود بن عيسى بنابلس في أرض بلاطه، وقد خرج إلى لقائي وقد توجهت رسولا إلى مصر، لنفسه يخاطب الله سبحانه وتعالى: يا من تردى بالجلال جماله ... وله من الأنوار حجب تبهر مالي اليك وسيلة أنجو بها ... يوم المعاد إذا أزمّ المحشر إني لمعتذر بذنبي غافل ... فيما يقربني إليك مقصر لكنني أرجو لكل كبيرة ... ثقتي بعفوك إن عفوك أكبر وإذا الملوك تكثرت بعد يدها ... ألفيتني بسواك لا أتكثر وإذا طغت وبغت بما خوّلتها ... أقبلت نحوك خاضعا استغفر

يا مالكا رقّي وقلبي ذائب ... في حبه بين الأنام مشهر إن النهار بغير وجهك مظلم ... عندي وليلي من بهائك نيرّ أشتاق وجهك لا سواه إذا غدا ... قوم تشوقهم الجنان النضر ويروق لي من ماء وجهك شربة ... تروى الصدى إن راق غيري الكوثر مالي رجاء في جنان زخرفت ... كلا ولا أخشى حميما تسعر لكن رجائي أن أراك وخشيتي ... من أن تهيجني الذنوب فأهجر يا من تفرد بالبقاء فماله ... ندّ يضاهي أو شريك يذكر (290- ظ) أنت الجواد فما يقلل جوده ... ذنب ولا الحسنات فيه تكثر كن لي اذا الرسل الكرام تعاظمت ... ذنبي فظنت أنه لا يغفر فلأنت أولى بالتجاوز محسنا ... والعفو عن أهل القنوط وأجدر وأنشدني الملك الناصر داوود بن عيسى لنفسه بحلب يمدح الامام المستنصر بالله أمير المؤمنين: ودان ألمت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدجى وحف «1» تجول غياهبه تقهقه في تلك الربوع رعودة ... وتبكي على تلك الطلول سحائبه أرقت له لما توالت بروقه ... وحلّت عز اليه وأسبل ساكبه الى أن بدا من أشقر الصبح قادم ... يراع له من أدهم الليل هاربه وأصبح ثغر الأقحوانة ضاحكا ... تدغدغه ريح الصبا وتداعبه تمر على بنت الرياض بليلة ... تجشّمه طورا وطورا تلاعبه وأقبل وجه الأرض طلقا وطالما ... غدا مكفهرا موحشات جوانبه كساه الحيا وشيا من الارض فاخرا ... فعاد قشيبا غوره وغواربه كما عاد بالمستنصر بن محمد ... نظام المعالي حين فلّت كتائبه إمام تحلى الدين منه بماجد ... تحلت بآثار النبي مناكبه هو العارض الهتان لا البرق مخلف ... لديه ولا أنواره وكواكبه إذا السنة الشهباء شحّت بطلّها «2» ... سخي وابل منه وسحت سواكبه (291- و)

فأحيا ضياء البرق ضوء جبينه ... كما تجلت جود الغوادي مواهبه له العزمات اللاء لولا نصاله ... لزعزع ركن الدين وانهدّ جانبه بصير بأحوال الزمان وأهله ... حذور فما تخشى عليه نوائبه بديهته تغنيه في كل مشكل ... وان حنكته في الامور تجاربه حوى قصبات السبق مذ كان يافعا ... وأربت على زهر النجوم مناقبه تزينت الدنيا به وتشرفت ... بنوها فأضحى خافض العيش ناصبه لئن نوّهت باسم الإمام خلافة ... ورفّعت الزاكي النجار مناسبه فأنت الإمام العدل والمعزف الذي ... به شرفت أنسابه ومناقبه جمعت شتيت المجد بعد افتراقه ... وفرقت جمع المال فانهال كاثبه وأغنيت حتى ليس في الارض معدم ... يجود عليه دهره أو يحاربه ألا يا أمير المؤمنين ومن غدت ... على كاهل الجوزاء تعلو مراتبه ومن جده عم النبي وخدنه ... إذا صارمته أهله وأقاربه أيحسن في شرع المعالي ودينها ... وأنت الذي تعزى اليه مذاهبه وأنت الذي يغني حبيب بقوله ... ألا هكذا فليكسب الحمد كاسبه بأني أخوض الدوّ والدو مقفر ... سباريته «1» مغبرّة وسباسبه وأرتكب الهول المخوف مخاطرا ... بنفسي ولا أعيا بما أنا راكبه وقد رصد الأعداء لي كل مرصد ... فكلهم نحوي تدبّ عقاربه (291- ظ) وآتيك والعضب المهنّد مصلت ... طرير شباه قانيات ذوائبه وأنزل آمالي ببابك راجيا ... فواضل جاه يبهر النجم ثاقبه فتقبل مني عبد رق فيغتدي ... له الدهر عبدا طائعا لا يغالبه وتنعم في حقي بما أنت أهله ... وتعلي محلي فالسها لا يقاربه وتلبسني من نسج ظلك ملبسا ... تشرف قدر النيرين جلائبه وتركبني نعمى أياديك مركبا ... على الفلك الاعلى تسير مواكبه وتسمح لي بالمال والجاه بغيتي ... وما الجاه إلا بعض ما أنت واهبه

ويأتيك غيري من بلاد قريبة ... له الأمن فيها صاحب لا يجانبه وما اغبر من جوب الفلاحر وجهه ... ولا أنضيت بالسير فيها ركائبه فيلقي دنوا منك لم ألق مثله ... ويحظى وما أحظى بما هو طالبه وينظر من لألاء قدسك نظرة ... فيرجع والنور الإمامي صاحبه يشير بذلك الى مظفر الدين كوكبوري بن زين الدين بن علي صاحب اربل وكان قد قدم بغداد على المستنصر فأحضره اليه، واجتمع به وسأل الملك الناصر داوود لما قدم بغداد أن يعامل بذلك، وان يجتمع بالخليفة المستنصر كما فعل في اكرام مظفر الدين فما أجيب الى ذلك: ولو كان يعلوني بنفس ورتبة ... وصدق ولاء لست فيه أصاقبه لكنت أسلي النفس عما ترومه ... وكنت أذود العين عما تراقبه (292- و) ولكنه مثلي ولو قلت أنني ... أزيد عليه لم يعب ذاك عائبه ولا أنا ممن يملأ المال عينه ... ولا بسوى التقريب تقضى مآربه ولا بالذي يرضيه دون نظيره ... ولو أنعلت بالنيرات مراكبه وبي ظمأ رؤياك منهل ريّه ... ولا غرو أن تصفو لوردي مشاربه ومن عجب أني لدى البحر واقف ... وأشكو الظما والبحر جم عجائبه وغير ملوم من يؤمك قاصدا ... إذا عظمت أغراضه ومطالبه وقد رضت مقصودي فتمت صدوره ... ومنك أرجّي أن تتم عواقبه وأنشدني لنفسه يرثي الامام المستنصر رحمه الله: أيا رنة الناعي عبثت بمسمعي ... فأجّجت نار الحزن ما بين أضلعي وأخرست مني مقولا ذا براعة ... يصوغ أفانين القريض الموشع نعيت إليّ الجود والبأس والندى ... فأوقفت آمالي وأجريت أدمعي رويدا فقد فاجأتني بقطيعة ... يضيق بها صدر القضاء الموسع أبا جعفر ياباني المجد بعدها ... تهدّم ركن المجد في كل موضع ويا كافل الاسلام في كل موطن ... وراعي رعاة الدين في كل مجمع

ومن كنت أرجو أنني في زمانه ... أبادر أيام الزمان المضيع فأستدرك الماضي بفضل تضرع ... واستقبل الآتي بدرع تورع أحقا طوتك الحادثات كما طوت ... قرونا مضت من عهد كسرى وتبع (292- ط) وغالك ريب الدهر والدهر جائر ... إذا صال لا يبقي وإن جال لا يعي فأيأس أمالا تداني لها الغنى ... فراحت بفقر من رجائك مدقع دعا باسمك الناعي على حين غفلة ... فأصمى سويداء الفؤاد المصدع فقلت وإني في الفصاحة قسّها ... مقالة مسلوب الرويّة ألكع أيا دهر قد أمنتني كل خيفة ... فلست لميت بعده بمفجع فعل كل مأمور وكل مؤمّر ... وخذ بعده يا دهر من شئت أودع ولو كان خطب الموت يقبل فدية ... ويدفعه سعي الكميّ المدرع فديتك بالنفس النفيسة طائعا ... ودافعت بالجيش اللهام الممنع بضرب طليق الكف حرّان ثائر ... وطعن ربط الجأش في الروع أروع ببيض تقدّ البيض من حرّ وقعها ... وسمر ترد القرن قاني المقنع وكل فتى يلقى المنايا بصدره ... بقلب ثبوت لا بقلب مزعزع يفضون بنيان المقانب في الوغى ... بكبّات آساد مشابيل جوّع ولكنه من لا يتاقى ويلتقى ... ببذل فداء أو بأطراف شرّع لقد كنت لي حصنا حصينا من العدى ... إليه التفاتي في الخطوب ومفزعي وعارض جود منه أستنزل الندى ... فأسقى بغيث من عطاياه ممرع فأضحي ومن بحر المكارم مشربي ... وأمسي وفي روض المواهب مربعي سأبكيه أيام الحياة وان أمت ... بكته عظامي في قرارة مضجعي (293- و) وأشكره شكر الثرى لسمائه ... بدرّ من اللفظ البليغ المرصع وما كلف بالشيء مثل مكلّف ... ولا داعيات الطبع مثل التطبع ولا كل من يولى جميلا بشاكر ... ولا كل من يدعى خطيبا بمصقع هو المرء أدناني فأبعد غايتي ... ووسع في ذرعي وطوّل أذرعي

فتى بدا الاحسان حيا وميتا ... بفرط اصطناع لا بفرط تصنع يا سداء معروف وإلغاء منكر ... يسكنّ مسلوب الجنان المروّع وتسليمه تاج الخلافة بعده ... الى خير مدعو وأوثق مودع هوى قمر العلياء من برج سعده ... فأطلع شمس المجد من خير مطلع بفرع نما من دوحة طاهرية ... نما عرفها عن طيّبها المتضوع بمستعصم بالله منتصر له ... بحزم التأني لا بحزم التسرع أقام منار الملك بعد اعوجاجه ... وشيد واهي الدين بعد التضعضع بإقدام منصور وعزمة قادر ... وسيرة مهديّ وإخبات «1» طيعّ به رجعت شمس المكارم والعلى ... كما رجعت شمس النهار ليوشع ففرق شمل المال بعد اجتماعه ... وجمعّ أشتات العلاء الموزّع سأشكر للايام حيلة برئها ... لإبلال قلب بالرزيّة موجع بإقبالها تزهي بأكرم مودع ... وإن تك قد ولّت بخير مودّع ولائي لكم يا آل أحمد صادق ... وإن مان «2» مذّاق وتّمق مدع وإني لشيعيّ المحبة فيكم ... وإن لم يشن ديني غلوّ التشيع فلي من نداكم خفض عيش مرفّه ... ولي في ذراكم عز قدر مرفّع أخبرني الملك الأمجد أبو علي الحسن بن داود بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب قال: سير الخليفة المستعصم الى أبي رسولا عندما قصد التتار بغداد يستصرخه ويحثه على سرعة الوصول اليه ولو على الهجن، ويأمره أن يترك أولاده ويأمرهم أن يستصحبوا معهم من يرى استصحابه من أولاد الملوك والأمراء والأجناد وكان أبي اذ ذاك مع العرب في أطراف تيه بني اسرائيل فوافاه الرسول وقد سير اليه الملك المغيث بن العادل بن الكامل عسكرا فقبضه، ثم سيره الى طور هارون صلى الله على نبينا وعليه وسلم، وتركه هنالك فقصد الرسول الملك المغيث وقال له: الخليفة قد طلب هذا الرجل لهذا المهم العظيم، فسير اليه وأحضره وجاء هو والرسول حتى نزلا بالبويضا خارج دمشق على عزم التوجه الى الخليفة فقال لي أبي: والله يا ولدي ما أنا

متوجه الى بغداد أرجو دنيا ولا تقدما على العساكر، وإنما أريد أن أبذل نفسي في سبيل الله تعالى وأرجو أن أنفع المسلمين وأموت شهيدا فلعل الله أن يكفر عني ما اقترفته فيما مضى من عمري وأقام على هذه النية يقصر الصلاة اعتقادا منه أنه يقيم أياما يسيرة يتجهز فيها، ثم يتوجه الى وجهته، فلما وردت الأخبار بأن التتار قد ضايقوا بغداد أشار عليه جماعة من أصحابه أن يتثبط ريثما يتحقق أمرها فقال: أنا قد بعت (294- و) الله نفسي فما أرجع فيما بيني وبين الله تعالى، فلما وصلت الأخبار بأن التتار قد أخذوا بغداد وتواتر ذلك، أظهر بعض الناس أن الخليفة قد نجا بنفسه والتحق بالعرب، فقال لا بد لي من اللحاق به فإن له بيعة في عنقي وقد أمرني بأمر وما يمكنني مخالفته، والذي يخشاه الناس في ذلك هو القتل، وأنا أتمناه فإن الموت لا بد منه وقد حان حينه، فإن هذا الشيب كما تروه فأحسن ما كان الموت بأيدي المشركين في سبيل الله تعالى، فلما تحقق أن الخليفة أخذ فيمن أخذ توجع لفوات ما أمله، وقال: ما كنت أرجو إلّا أن أكون بين قتلى المعركة ولكن ما يريده الله هو الكائن. قال لي ولده الحسن: فجزاه الله بنيته وآتاه الشهادة فانه مات بالطاعون، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اتفق عليه الامامان عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الطاعون شهادة لكل مسلم» . قال لي ولده: وحدثت أنه سأل الله عز وجل ذلك قبل مرضه بيوم أو يومين، فإنه حدثني الحاجي عبد الله بن فضل بن ردّاد وفارس بن آق سنقر بن عبد الله الأمجدي قالا: كنا جالسين عند والدك رحمه الله أيام اشتداد الوباء عقب كائنة بغداد، فتسخطنا بالوباء، وقلنا: هذا سخطة أرسلها الله على الناس، فقال: لا تقولوا هذا فإن الطاعون لما وقع بعمواس «2» قال بعض الناس هذا رجز، هذا الطوفان الذي بعث على بني اسرائيل، وبلغ ذلك معاذا فقال: يا أيها الناس لم تجعلون دعوة

نبيكم، ورحمة ربكم عذابا وتزعمون أن الطاعون هو الطوفان الذي بعث على بني اسرائيل (294- ظ) وإن الطاعون لرحمة من ربكم رحمكم بها، ودعوة من نبيكم لكم وكفت الصالحين قبلكم، اللهم أدخل على آل معاذ منه نصيبهم الأوفى فطعن عبد الرحمن بن معاذ وامرأته، ودخل عليه معاذ يعوده فقال: أبني كيف تجدك؟ قال يا أبة «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» «1» ، فقال: يا بني «سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ» «2» ، فمات الفتى وامرأته، وطعنت امرأتان لمعاذ فماتتا في يوم واحد، فأقرع بينهما فقدم احداهما قبل صاحبتها في القبر وطعنت خادمه وأم ولده فتوفيتا فدفنهما، حتى إذا لم يبق غيره طعن في كفه بثبرة صغيرة كأنها عدسة، فجعل ينظر إليها ويقول: إنك لصغيرة، وإن الله ليجعل في الصغير الخير الكبير، ثم يقبلها ويقول: ما أحب أن لي بك حمر النعم، فلما نزل به الموت فجعل يغتّ به ثم يغمى عليه، ثم يتنفس عنه فيقول غم غمك، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك، ثم يقول: جرعني ما أردت. قال الحسن بن داوود: قالا لي: فلما فرغ والدك من هذه القصة رفع يديه مبتهلا وقال: اللهم اجعلنا منهم وارزقنا ما رزقتهم، فأصبح من الغد أو من بعد الغد مريضا، وكنت أنا غائبا عنه فلما بلغني مرضه جئت إليه فإذا هو يشكو ألما شديدا بجنبه الأيسر بحيث لا يستطيع الاضطجاع، وكان يقول أحس في جنبي مثل الطعن بالسيف، ولم يزل كذلك أربعة أيام وليلة الخامس الى السحر لم يذق النوم إلّا إغفاء نسند رأسه بأيدينا، ثم وجدنا خفا واضطجع ونام وأصبح بارئا، وبقي على ذلك يومه وليلته، فلما أصبح في اليوم السادس شكا ألما خفيفا بجنبه الأيمن، وأخذ في التزايد يومه وليلته فتحقق في (295- و) اليوم السابع أنه طاعون، واشتد الألم وعاد كما في المرة الأولى، وانحطت قواه فلما كان بين الصلاتين كنت جالسا عنده وقد أغفى فاتتبه ترعد فرائصه وأشار إليّ أن أقترب منه، فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والخضر عليه السلام وقد جاءا إليّ يعوداني فجلسا عندي ثم انصرفا، فلما كان أواخر النهار قال لي: ما بقي في رجاء فتهيأ في تجهيزي، فبكيت

وبكى الحاضرون من أولاده وغيرهم، فقال لي: لا تكن إلّا رجلا، ولا تعمل عمل النساء ولا تغير هيئتك، وكن على مقتضى طريقتك، فلما كان الليل اشتد به الضعف وانصرفت في حاجة فحدثني بعض من كان جالسا عنده من أهله أنه أفاق فزعا مرتعبا، فقال: بالله تقدموا إليّ فإني أجد وحشة، فسئل مم ذلك، فقال: أرى صفا عن يميني فيهم أبو بكر وسعد صورهم جميلة، وعليهم ثياب بيض، وصفا عن يساري صورهم قبيحة فيهم أبدان بلا رؤوس وهؤلاء يقولون: تعال إلينا، وهؤلاء يقولون: تعال إلينا وأنا أريد أن أروح الى أهل اليمين، وكلما قال لي أهل الشمال مقالتهم قلت: والله ما أجيء إليكم خلوني من أيديكم، وقد ارنعبت منهم ثم أغفى اغفاءة، ثم قال: الحمد لله خلصت منهم، وقال: رأيت امرأة جميلة لم أر أحسن منها قد جاءت إليّ فأعرضت عنها فكلمتني كالتي تستميلني فقلت: والله ما لي بك من حاجة هذه زوجتي عندي وأنا عنها مشغول، فروحي عني فإن نومه أحب إليّ فقالت: زوجتك ما تدوم لك وما يدوم لك إلّا نحن. قال الحسن: وتوفي رحمه الله صبيحة هذه (295- ظ) الليلة حين تنفس الصبح من يوم السبت السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمائة بالبويضا. كذا قال لي ولده، ووجدت تاريخ وفاته بخطي أنه توفي أول طلوع الفجر من يوم السبت الثامن والعشرين من جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وستمائة وحضر الملك الناصر يوسف بن محمد الصلاة عليه، واستصحبني معه الى البويضاء، وقدمني للصلاة عليه، فصليت عليه بإذن من أولاده، وكان قد أوصى أن يغسله القاضي شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي قاضي دمشق، قال لي ولده الحسن فغمضت عينيه وشددت لحيته وقلبت الماء عليه، فرأيته كأحسن نائم فقلت للقاضي شمس الدين عبد الله: ما ترى وجهه؟ فقال: هو الآن أحسن منه حيا. وحملت جنازته الى جبل الصالحين، فدفن في تربة أبيه الملك المعظم رحمه الله الى جانبه من الشمال، ودخل الملك الناصر به الى والدته بعد الصلاة عليه وعزاها وسلاها، ووعدها في مخلفيه خيرا رحمه الله رحمة واسعة.

ذكر من اسم أبيه محمد ممن أسمه داوود

ذكر من اسم أبيه محمد ممن أسمه داوود - داوود بن محمد بن الجراح: الكاتب كاتب مذكور مشهور، كان على مظالم المتوكل، وقدم معه حلب اجتاز بها الى دمشق في سنة ثلاث وأربعين ووليّ ديوان الزمام في أيام المتوكل وفي أيام المستعين. (296- و) . - داوود بن محمد بن الحسن بن خالد: وقيل ابن أبي خالد، أبو سليمان الخالدي القاضي الإربلي، ثم الموصلي، ثم الحصكفي الشافعي، أصله من إربل، وولد بالموصل، ثم تولى القضاء بحصن كيفا، وقدم حلب رسولا مجتازا الى دمشق، وحدث بها عن أبي منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي وعن ابن بيان وأبي طاهر الفضل بن عمر النسائي. كتب عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وأخوه شيخنا أبو القاسم الحسين، وعبد الله بن عيسى المرادي نزيل حماة، وروى لنا عنه زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا القاضي مجد الدين أبو سليمان داوود بن محمد بن الحسن بن أبي خالد الموصلي الإربلي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي المروزي- قراءة عليه بمرو- قال: أخبرنا جدي أبو غانم أحمد بن علي بن الحسن الكراعي قال: أخبرنا أبو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن النضري القاضي قال: أخبرنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا سفيان بن سعيد عن الأعمش عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن درعه لمرهونة بثلاثين صاعا من شعير. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم- إجازة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن فيما ألحقه في تاريخ والده قال: (296- ظ) داوود بن محمد بن الحسن بن أبي خالد، أبو سليمان الإربلي ثم الموصلي الفقيه الشافعي قدم دمشق غير مرة، وحكى لي بعض أصحابنا

- داوود بن محمد بن محمود بن أحمد القرشي:

أنه ولد بالموصل في سنة ثلاث وتسعين، وتفقه بالعراق، وسمع الحديث من جماعة منهم أبو القاسم بن بيان الرزاز، ودخل خراسان وأقام بمرو مدة، وسمع بها من أبي منصور الكراعي، وأبي طاهر الفضل بن عمر بن أحمد النسائي المعروف بليلى الصوفي، وحدث بدمشق والموصل وغيرهما من البلاد، ووليّ القضاء بحصن كيفا، وذكر لي بعض أصحابنا أنه ذاكره يوما فيما عنده من مسموعات الكتب الكبار، فأخبر أنه سمع منها قطعة صالحة، منها: الجامع الصحيح للبخاري، وذكر أن بينه وبين البخاري فيه ثلاثة أنفس، وسمعت والدي يستبعد ذلك، ويقول: الآفة في ذلك من شيوخ القاضي فإن القاضي أبا سليمان لم يتعمد ذلك وإنما دخل الوهم فيه على شيخه أو شيخ شيخه، ولا شك أنه سقط من الاسناد رجل. توفي رحمه الله بالموصل يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة «1» . وقفت على معجم شيوخ الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى بخطه وخرج فيه حديثا عن داوود بن محمد الخالدي وقال: بعده توفي هذا الشيخ رحمه الله في يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بالموصل فيما حكاه لي أخي عن بعض أصحاب هذا الشيخ ولم يسمه، وكان قد حدثنا أيضا (297- و) عن ابن بيان والكراعي في تلك المرة، وقدم دمشق قدمة أخرى وأنا بالعراق فسمع منه بعض أصحابنا وعاد الى الموصل فاستوطنها، وروى لهم هناك أشياء منها جامع الصحيح للبخاري رحمه الله إلا أنه أسقط عن عدة الشيوخ إليه رجلا فإما أن يكون الوهم مضى عليه أو على شيخه وهو معذور، إذ لم يكن هذا الشأن من صناعته. أخبرنا بذلك أبو الغنائم سالم بن أبي المواهب- إجازة- قال: أخبرني أبي. - داوود بن محمد بن محمود بن أحمد القرشي: الأصبهاني أبو سعيد الحلبي كان أبوه صوفيا من أصبهان، وكان شيخ خانكاه مجد الدين أبي بكر بن الداية التي هي داخل مدينة حلب بالقرب من باب العراق، وولد له داوود هذا بحلب وسمّعه والده من أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية الجويني شيئا من الحديث بحلب وقرأته عليه بها، وكان رجلا صالحا كثير

- داوود بن محمد:

العبادة خشن العيش متنزها عن الدنيا شديد الحرص على طلب الحلال، وكان يقتات مما يعمل بيده ولا يخالط أحدا من أرباب الدنيا. أخبرنا شهاب الدين داوود بن محمد بن محمود القرشي قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية قال: حدثنا عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن مكي الساوي قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن مسرور الزاهد قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن حمديه بن موسى قال: حدثنا أحمد بن زيد قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال (297- ظ) حدثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد عن جده أبي سعيد أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ما حدثني أحد حديثا لم أسمعه أنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا أمرته بأن يقسم بالله أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلّا أبو بكر فإنه لا يكذب فحدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ذكر عبد ذنبا فقام حين ذكره فتوضأ وأحسن وضوءه، ثم تقدم فصلى ركعتين ثم استغفر لذنبه ذلك إلّا غفر له «1» . توفي شيخنا أبو سعيد داوود بن محمد بحلب سنة سبع عشر وستمائة ودفن خارج باب العراق بالقرب من مقام ابراهيم عليه السلام. - داوود بن محمد: الامام الطرسوسي، إمام مسجد طرسوس، حدث بها عن محمد بن عبد الرحمن العلاف البصري، ومحمد بن دينار، ومحمد بن خالد وأبي الربيع والقواريري. روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو عوانه يعقوب بن اسحاق الإسفرائيني وكان ثقة. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم بن البسري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، ح.

وأنبأنا أبو الفضل عبد السلام بن عبد الله بن عمران قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي مسعود الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد (298- و) عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح قالا: أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا داوود بن محمد الإمام بطرسوس، ومحمد بن بشر بن مطر الوراق وجعفر بن عثمان صاحب الطيالسة قالوا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف البصري قال: حدثنا ابن سواء قال: حدثنا ابن عون وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوم نقول لجهنم هل امتلأت» ، وقال المخلص قال: «نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ» «1» فيضع فيها قدمه تبارك وتعالى حتى تقول قط قط «2» بكرمك وعظمتك. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني- في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، ح. أخبرنا أبو بكر القاسم بن أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار- في كتابه إلينا من نيسابور- قال: أخبرنا الشيخان أبو الأسعد عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري- قراءة عليه وأنا أسمع- وأبو البركات الفراوي. قال أبو الأسعد: أخبرنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري- قراءة عليه- وقال أبو البركات: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمى قالا: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني قال: أخبرنا خالي الإمام الحافظ أبو عوانه يعقوب بن اسحاق الأسفراييني قال: حدثنا داوود بن محمد الطرسوسي قال: حدثنا أبو الربيع قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود عن عبد الملك بن أبي سليمان (298- ظ) عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تسحروا فإن في السحور بركة «3» . وقال أبو عوانة: حدثنا داوود بن محمد إمام مسجد طرسوس قال: حدثنا

- داوود بن محمد أبو صالح الكرجي:

القواريري قال: حدثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. - داوود بن محمد أبو صالح الكرجي: روى بطرسوس عن عبد الله بن علي المقرئ وأبي صالح الفراء. روى عنه ابنه أبو أحمد عبد الله بن داوود الحافظ الكرجي. قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي: حدثنا عبد الله بن داوود أبو أحمد بن أبي صالح الحناط قال: حدثنا أبي وعمومتي عن أبي صالح الفراء عن أشعث قال: كان ابراهيم بن أدهم يقول للرجل: اكتسب فان لم تفعل احتجت فداهنت الناس للطمع والحاجة فتخالف حينئذ الحق وأهله، وكان داوود وأخوته من الغزاة المرابطين بطرسوس من الكرجيين. - داوود بن معاذ البصري: أبو سليمان العتكي المصيصي ابن أخت مخلد بن الحسين، أصله من البصره ونزل المصيصه وسكنها. روى عن عبد الوارث بن سعيد وسوار بن مجشّر ومسمع بن عاصم، وحماد بن زيد، وأبي عوانه، وخاله مخلد بن الحسين والحسن الحفري. - وعنه جعفر بن محمد الفريابي، ومحمد بن مشكان الانطاكي، ويوسف ابن سعيد بن مسلّم وأبو عطاء محمد بن ابراهيم بن الصلت المصيصيين. وأبو الهيثم خالد بن يزيد المعروف بابن مخبط، وهارون بن محمد بن اسحاق أبو موسى صاحب كتاب النسب، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي. أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن- قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله المبارك بن علي بن عبد الباقي بن علي البغدادي قال: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي النرسي المعروف بأبيّ قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز

(299- و) قال: أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي قال: حدثنا داوود بن معاذ المصيصي قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر- في كتابه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا الحاجب الاشرف قراتكين ابن الأسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري قال: حدثنا أبو الهيثم خالد بن يزيد ويعرف بابن مخبط قال: حدثنا أبو سليمان داوود بن معاذ ابن اخت مخلد بن الحسين منذ خمس وثمانين سنة قال: حدثنا مسمع بن عاصم المسمعي عن سعيد بن أبي عروبة عن الأشعث عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه «2» . أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا جعفر الفريابي قال: حدثنا داوود بن معاذ المصيصي بالمصيصه في سنة ثلاث وثلاثين قال حدثنا الحسن الحفري عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية (299- ظ) فو الذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بأنفها خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية «3» . توفي داوود بن معاذ في حدود سنة خمس وأربعين ومائتين. أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: قال أخبرنا مسعود بن الحسن- في كتابه- قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا

- داوود بن منصور بن أبي سليمان البغدادي:

أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: داوود بن معاذ العتكي ابن ابنة مخلد بن الحسين البصري، سكن المصيصة، روى عن عبد الوارث والحسن بن أبي جعفر، روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن أخي حسين الجعفي وسمع منه أبي، سمعت أبي يقول ذلك «1» . - داوود بن منصور بن أبي سليمان البغدادي: أبو سليمان قاضي المصيصة، أصله من نسا، وسكن بغداد، ثم تحول الى الثغر وولي قضاء المصيصة، وحدث بها عن مالك بن أنس وجرير بن حازم والياس ابن مطرف وقيس بن الربيع، وعمر بن موسى الوجيهي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن راشد المكحولي، والليث بن سعد: وإبراهيم بن طهمان، وأيوب ابن حوط، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، ووهب بن خالد، وأبي معشر المدني، وأبي السري منصور بن عمار وهمام. روى عنه أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ويوسف بن سعيد ابن مسلم، والهيثم بن خالد وجعفر بن هارون المصيصيون، وأحمد بن هاشم الأنطاكي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ببلخ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الشخيرّ قال: حدثنا القاسم ابن يحيى بن نصر بن أخي سعدان بن نصر قال: حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا داوود بن منصور قاضي المصيصة قال: حدثنا عمر الوجيهي عن أبي الزبير بن جابر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بقيام الليل فان فيه قربة الى الله عز وجل وتكفيرا (300- و) للسيئات ومطردة للداء عن الجسد «2» .

- داوود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان:

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال. أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: داوود بن منصور أبو سليمان، نسائي الأصل، بغدادي الدار، ولي قضاء المصيصة، وانتقل عن بغداد إليها فسكنها، وحصل حديثه عند أهلها، فروى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو حاتم الرازي، والهيثم ابن خالد المصيصي، وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال صدوق «1» (300- ظ) . وقال الخطيب: حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال: أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي، قال: أخبرنا أبو بكر الخلال قال: أخبرني محمد بن علي قال: حدثنا مهنا قال: سألت أحمد عن داوود بن منصور بن أبي سليمان النسائي فقال: جار أبي نصر التمار؟ قلت: نعم، كان قاضي المصيصة، قال: أعرفه، قلت كيف هو؟ قال لا أدري وكرهه «2» . أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: داوود بن منصور قاضي المصيصة بغدادي سكن المصيصة. روى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وحمد بن راشد وإبراهيم بن طهمان وعامر بن كيسان، وأبي معشر، وجرير بن حازم ووهيب، سمع منه أبي في سنة عشرين ومائتين، سئل أبي عنه فقال: صدوق «3» . - داوود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان: أبو سليمان البوشنجي سمع بطرسوس أبا بكر بن يزيد، وروى عنه وعن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي وكثير بن عبيد وموسى بن عبد الله، وابراهيم بن هاني ومحمد بن الوليد، وعلي وموسى ابني سهل الرمليين ويحيى الحمصي، والحسن

- داوود بن يوسف بن أيوب بن شاذي:

ابن عرفة، وابراهيم بن يعقوب ومحمد بن عوف وأبي التقى هشام بن عبد الملك ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأبي سعيد الأشج، ومحمد بن اسماعيل الأحمسي، ومحمد بن خلف، وعمر بن شبه، وأحمد بن سنان، ومحمد بن حسان الأزرق وعمرو بن عبد الله الأودي، والحسن بن محمد بن الصباح، والعباس بن الوليد البيروتي، وجميل بن الحسن العتكي وغيرهم. روى عنه أبو محمد بن زياد النقاش، وأبو عبد الله محمد بن الحسن النيرجاني، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد البوشنجي، وأبو القاسم منصور بن العباس الفقيه. أخبرنا مرّجا بن أبي الحسن بن هبة الله التاجر قال: أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي بن أحمد- فيما أذن لنا في الرواية عنه- قال: أخبرنا أبو الحسين محمد ابن محمد بن علي الوراق قال: حدثنا القاضي المعافى بن زكريا قال: حدثنا محمد ابن الحسن بن زياد النقاش قال: حدثنا داوود بن وسيم قال: حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: قال لي أبو عمرو بن العلاء، يا عبد الملك كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم على حذر إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته ومن الاحمق إذا (301- و) مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تحدث من لا ينصت لك «1» . - داوود بن يوسف بن أيوب بن شاذي: ابن يعقوب بن مروان، أبو سليمان مجير الدين الملك الزاهر بن الملك الناصر صاحب البيرة، وكان شقيق الملك الظاهر غازي، وكان مقيما عنده بحلب، وعهد إليه بالملك قبل أن يولد له ولد، ثم إنه اعطاه البيره «2» والبرسمان اقطاعا ونيابة عنه، وأقام بالبيرة الى أن توفي الملك الظاهر، فاستقل بها مع عدة مواضع غيرها. وأخبرني أخوه الملك المحسن أبو العباس أحمد أن مولد الملك الزاهر داوود

- داوود بن المغربي القرشي:

بمصر لسبع بقين من ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وكان قد سمع الحديث من الفضل بن سليمان بن البانياسي بدمشق، وأجاز له جماعة من الشيوخ: أبو محمد بن بري، وأبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله محمد بن علي الحراني، وأبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السلمي ولا أعلم أنه حدث بشيء، وتوفي بقلعة البيرة في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، واستولى ابن أخيه الملك العزيز محمد ابن غازي صاحب حلب على ما كان بيده من المعاقل والحصون، وخرج إلى البيرة بنفسه ورتب فيها الولاة من قبله. - داوود بن المغربي القرشي: الملقب بالصفي، شاعر مجيد، دخل حلب وامتدح بها الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وسمعت بعض من لقيه يثني عليه كثيرا، ويصفه بالخير والصلاح وحسن العبادة، وخرج عن حلب وأقام بحماة. وروى لنا عنه شيئا من شعره أبو القاسم عبد الله (301- ظ) بن رواحة وأبو حامد أحمد بن المفضل بن رواحة الأنصاريان الحمويان، وقرأت بخط يحيى بن أبي طي الحلبي أنه ورد حلب سنة خمس وتسعين وخمسمائة واتصل بخدمة أبي الفتح بن الملك الناصر صلاح الدين وامتدحه بقصيدة أولها: ألحظك أم ما تطبع الهنديا هند.... أنشدنا هذه الأبيات شيخنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أنشدني داوود بن المغربي القرشي لنفسه: ألحظك أم ما تطبع الهند يا هند ... وقدك أم غصن من البان أم رند ووجهك أم بدر من النقص آمن ... وشعرك أم قطع من الليل ممتد وريقك أم صرف من الراح قرقف «1» ... وخدك أم ورد وثغرك أم عقد وجسمك أم ماء من المزن جامد ... ولفظك أم سحر وقلبك أم صلد ورياك أم نشر من المسك عابق ... تكسب منه المندل الطيّب والنّد

- داوود الحراني:

أبيني لنا يا هند كيف تجمعت ... صفاتك يا من ما يدوم لها عهد ومنّي على من شفّه الوجد والضنى ... بوصل الى كم ذا التهاجر والصد تجاوزت حدّ الظلم يا ابنة مالك ... وجرت فمنّي بالوصال ولو وعد يقول في مدحها: إذا ما امتطى طرفا وجرد صارما ... صقيلا فأعناق الملوك له غمد أو اعتقل الرمح الرديني كفه ... غداة هياج فالكماة به عقد (302- و) أنشدني شهاب الدين أبو حامد أحمد بن المفضل بن رواحة الحموي- وأملاها علي من لفظه بظاهر حمص- قال: أنشدني الصفي داوود بن المغربي القرشي لنفسه في هوى له، ومدح بها الملك المنصور محمد بن تقي الدين بن عمر صاحب حماة. هاتا الحديث عن الغزال الأغيد ... وتغنيا قول الغريض ومعبد «1» ثم اسقياني قهوة «2» ذهبية ... صفراء صرفا كالسنا المتوقد من كف مشوق القوام مهفهف ... كالصعدة السمراء أسر أملد في خده ورد وآس ناضر ... عطر ذكي النشر ريّان ند فكأنمما قوس السحاب بخده ... يبدو لنا في أخضر ومورّد ذي مقلة سحارة سخارة ... كحلاء ما كحلت بكحل الإثمد آه على برد بفيه منضد ... كالدر في الياقوت تحت زبرجد والهفتا من لي برشف رضابه ... فهو الشفاء لغلة الدنف الصدي جان على العشاق فتكة لحظه ... يخشى كبأس محمّد ومحمّد - داوود الحراني: له ذكر وجهة المعتصم رسولا إلى الروم فاجتاز بحلب أو ببعض عملها، وحكى عن ملك الروم روى عنه أحمد بن عبد الصمد.

- داران بن كشير داد بن شمر بن قيومرت بن كيكاوس:

قرأت بخط علي بن أبي موسى عن إسحاق الرزاز في نوادر أبي بكر محمد ابن المزربان سماع الرزاز منه: حدثني محمد بن زكريا قال: حدثني أبو نصر أحمد ابن عبد الصمد قال: أخبرني داوود الحراني قال: وجهني المعتصم بالله الى ملك (302- ظ) الروم فتغديت معه فأتوه من الأطعمة بما لم أر أكثر منها، ثم دعا بشيء أومأ اليهم، فأتي ببرنية صفراء ملمعه بشقائق النعمان مختومة، ففك الخاتم ثم استخرج من جوفها برنية أخرى، فأخرج بيده منها قضيبين من كبر «1» فأكله، ودفع إليّ مثل ذلك ثم ختمها بيده وقال: عندكم من هذا شيء؟ قلت: عندنا يأكله الدواب كثرة، فقال لي: فبلادكم اذا أخرب بلاد الله لأن هذا لا ينبت إلّا في الخراب، وبلادنا ليس فيها منه شيء إلّا العود بعد العود. - داران بن كشير داد بن شمر بن قيومرت بن كيكاوس: ابن صما بخت بن كيار دشير بن كيوسا بن يزدجرد بن سابور كرمانشان بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن هرمزان بن سابور بن أردشير بن بابك بن ساسان بن بابه بن ساسان بن بلاس بن شهر أباد، ابن أولاد ملوك الفرس أسلم على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه صفين وقتل بها رحمه الله. - دارا بن منصور بن دارا بن العلاء: ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن عيسى بن يزدجرد بن شهريار الشيرازي أبو الفتح الفارسي الكاتب. روى عن جده دارا انشادا، رواه عنه القاضي أبو اليسر شاكر بن عبد الله ابن سليمان الكاتب، وكان بحلب في صحبة نور الدين محمود بن زنكي بن آق سنقر يكتب له بالعربي والعجمي، وتولى ديوان الأشراف بحماه وأقام بحمص مدة مرابطا (303- و) لحصن الأكراد «2» وكان جده أبو الفتح دارا كاتبا للسلطان أبي الفتح ملك شاه، وكان من رؤساء فارس وفرسانهم في الأدب، وكان يروي عن

دامس أبو الهول:

شيوخ خراسان وأبي محمد الأسود والغندجاني، ثم ترك الكتابة وانقطع في منزله وقال يصف حاله أبياتا رواها ابن ابنه أبو الفتح هذا عنه. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي عن القاضي أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان قال: أنشدنا أبو الفتح دارا قال: أنشدنا جدي لنفسه: قالت أميمة إذ رأت من عطلتي ... ما استنكرته وحق ذا من شاني أنبا بك الديوان أم بك نبوة ... عنه فتقعد خارج الديوان إذ أنت من شهد اليراعة أنه ... في خليقتها فارس الفرسان أو كنت من أفنى ثميله عمره ... وشبابه في خدمة السلطان ولكم مقام قمت فيه ومجلس ... رفّعت فيه إلى أعز مكان وكتابة سيرت من ابرادها ... ما سيرته البرد في البلدان فلم اطّرحت ولم جفتك عصابة ... لهم بحقك أصدق العرفان فأجبتها إن الأحاظي لم تزل ... مقدورة لرجال كل زمان إن لم أنل فيها كفاء فضيلتي ... فالفضل ينطق لي بكل لسان ولو أن نفسي طاوعتني لم أكن ... في نيل أسباب الغني بالواني ولربما لحق الجواهر بذلة ... من بعدما رصّعن في التيجان (303- ظ) دامس أبو الهول: من موالي طريف من ملوك كندة، كان مع الجيش الذي أمدّ به عمر رضي الله عنه أبا عبيدة رضي الله عنه وهو على حلب، وتسور قلعة حلب مع جماعة وفتحوها على ما نقله بعض الرواة. وحكي عن الواقدي أنه قال: كان أبو الهول دامش شديد السواد بصاصا، وكان إذا ركب البعير أو الفرس العالي من الخيل تخط رجلاه الأرض واذا ركب البعير العالي البازل من الإبل تقارب رجلاه ركبتي البعير، وكان فارسا شجاعا قد شاع ذكره ونما أمره، وعلا قدرة في بلاد كندة، وأودية حضرموت وجبال مهرة وأرض الشحرة، وقد أخاف البادية، وانتهب أموال الحاضرة، وكان مع ذلك

- داوداد أبو الساج:

لا تدركه الخيل العتاق حصونتها، ولا جحورتها، وكان اذا ذكرته العرب في أنديتها تعجب من صولته وشجاعته وجرأته. - داوداد أبو الساج: قائد مذكور مشهور من قواد بني العباس ولي ديار مضر وقنسرين والعواصم في أيام المعتز وكانت قنسرين أيضا في ولايته أيام المعتمد. قرأت في تاريخ «1» في شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين ومائتين عقد صالح ابن وصيف لداوداد على ديار مضر وقنسرين والعواصم. ونقلت من كتاب بخط أبي الفوارس بن الخازن جمع فيه أخبار الخلفاء من بني العباس (304- و) وأمرائهم قال: وقال الموفق لصاعد- يعني- ابن مخلد، ذي الرئاستين هذه السنة- يعني- سنة اثنتين وسبعين ومائتين سنة الانغلاق لا سنة الافتتاح: مصر وسائر الشامات في يد خمار بن طولون، والجزيرة مع اسحاق لا فضل فيها عنه، وقنسرين والعواصم مع أبي الساج وخراسان وما وراء النهر في يد نصر بن أحمد «2» وطخارستان وبلخ وسمرقند في يد داوود بن هاشم بن كنجور ونيسابور في يد رافع سجستان، وكرمان والسند وفارس وأصفهان في يد عمرو بن الليث «3» وذكر البلاد بأسرها وأسماء من هي في يده، وقال: ليس في الدنيا غير سقي الفرات. أنبأنا أبو روح عبد المعز محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي القاسم البندار قال: أخبرنا أبو أحمد القارئ- اذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولى- إجازة- قال في كتاب الأوراق: وانصرف أبو الساج عن عسكر عمرو بن الليث يريد بغداد فمات بجنديسابور في شهر ربيع الآخر- يعني- من سنة ست وستين ومائتين «4» . (304- ظ) .

دبيس بن صدقة:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي دبيس بن صدقة: ابن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد بن مرثد بن زنجي بن ريان بن عدني ابن عذور وقيل ريان بن عذور بن عدي بن جلد بن حيّ بن عمرو بن أبي المظفار مالك بن عوف بن معاوية بن كسر بن ناشرة بن سعد بن سواءة بن مالك بن سعد ابن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأمير أبو الأغر بن الأمير سيف الدولة صدقة بن الأمير بهاء الدولة منصور بن الأمير أبي الأغر دبيس بن الأمير سند الدولة علي الأسدي صاحب الحلة المزيدية، هكذا ذكر نسبه أبو السعادات محمد بن عبد الرحمن فيما أخبرنا به أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي- اجازة عنه- ذكره في شرح المقامات. وذكر الأبيوردي أنه أبو الأغر دبيس ملك العرب بن سيف الدولة صدقه بن منصور بهاء الدولة بن دبيس نور الدولة بن علي الأمير بن مزيد الأمير بن مرشد الأمير بن الريان بن عدني بن خالد بن مالك بن حيّ بن عبادة بن مالك بن عوف ابن معاوية بن كسر بن ناشرة بن نصر بن سواء بن مالك بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة، قدم حلب ونزل على ظاهرها في نصف شعبان سنة ثمان عشرة وخمسمائة وحاصرها مع ابراهيم بن الملك رضوان ومع الملك بغدوين الرويس الفرنجي فطال حصارهم لها، واجتمع عليها ثلاث رايات لهؤلاء الملوك الثلاثة الى أن تداركها الله (306- و) بآقسنقر البرسقي فوصل الى حلب ورحلوا «1» عنها وقدم دبيس مرة ثانية الى حلب حين أسر بنواحي صرخد أسره ابن طغتكين فباعه على زنكي بن آق سنقر صاحب حلب بخمسين ألف دينار، «2» وخاف من زنكي

فلما وصل الى حلب أطلقه وأكرمه واحترمه وأنزله في دار لاجين بحلب وأعطاء مائة ألف دينار وخلع عليه خلعا سنية. فأما منازلة دبيس حلب فكان سببها أن دبيسا نهب بلد بغداد في سنة أربع عشرة وخمسمائة وسار بنفسه الى بغداد وضرب خيمته بازاء دار الخليفة المسترشد، وأظهر ما في نفسه منه وتهدد المسترشد، وذكر له أنه طيف برأس أبيه صدقه، فأنفذ المسترشد اليه شيخ الشيوخ اسماعيل برسالة ضمن فيها أن يصلح بينه وبين السلطان محمود فكف عن الأذى، وسار الى الحلة في رجب ووصل السلطان محمود الى بغداد، فأنفذ دبيس زوجته بنت عميد الدولة بن جهير ومعها أموال عظيمة وهدايا سنية، وسأل العفو فأجابه السلطان الى ذلك على قاعدة لم يرض بها، ولم يجب إليها، ثم انه نهب جشير «1» السلطان، فسار السلطان الى الحلة لمحاربته فأرسل دبيس نساءه وأمواله على البطائح، وسار الى ايلغازي ابن أرتق والتجأ اليه وأقام الى سنة خمس عشرة وخمسمائة ووصل السلطان الى الحلة ولم ير بها أحدا، فعاد وعاد دبيس من مستقره عند ايلغازي الى الحلة ودخلها وملكها. وسير دبيس الى المسترشد والسلطان يعتذر اليهما فلم يقبلا عذره، وسيرا عسكرا عظيما اليه، ففارق الحلة وقصد الأزيز «2» ، فوصل العسكر الحلة، وحفظوا الطريق على دبيس فسير الى مقدم العسكر، برنقش يستعطفه وشرط أن ينفذ أخاه منصورا على سبيل الرهن ويدخل في الطاعة (306- ظ) فأجابه، وعاد بالعسكر في سنة ست عشرة، وكان دبيس قد تزوج بنت ايلغازي بماردين حين كان بها، وحملها الى الحلة فسير المسترشد الى ايلغازي بأمره بفسخ نكاح ابنته من دبيس، وذكر أنه كان لها زوج من السلجوقية، وقد دخل بها فقبض عليه السلطان واعتقله، وكان الرسول الى ايلغازي القاضي الهيتي فعرفه أن النكاح فاسد فأجاب بجواب أرضاه، وأما دبيس فكاتب المسترشد يستميله، فعلم أن ذلك خديعة وكان السلطان ببغداد فحثه المسترشد على قتال دبيس فسير اليه جيشا فأحرق دار أبيه بالحلة، وخرج منها الى النيل فأخذ ما فيها من الميرة، ودخل الأزيز فدخل العسكر الحلة، فرأوها خالية فقصدوه

الى الأزيز وحصروه. فسير أخاه منصور الى خدمة السلطان، وخرج بعسكره ووقف بازاء العسكر وتحالف العسكران، وعاد عسكر بغداد ومعهم منصور، ثم ان دبيس واقع آق سنقر البرسقي على الفرات فهزم البرسقي وتبعه الى بغداد، وسأل المسترشد الأمان وأن يكون على الطاعة بشرط القبض على الوزير أبي علي بن صدقة، فقبض عليه، وسمع السلطان محمود بالوقعه مع البرسقي فقبض على منصور وولده وحبسهما ببعض القلاع فجز دبيس شعره ولبس السواد، وآذى الرعية، ونهب البلاد وأغار على كل ما كان للمسترشد فأمر المسترشد العسكر بالخروج، وخرج بنفسه وعبأ البرسقي عسكر بغداد، ووقف المسترشد وراءه وبين يديه الدعاة والمقرئون وبين يدي دبيس الاماء والمخانيث بالدفوف والملاهي (307- و) فحمل العسكر الدبيسي على عسكر الخليفة فكشفه مرتين، فحمل زنكي بن آق سنقر فهزم عسكر دبيس وأسر أميرين من عسكره، وانهزم دبيس بعسكره وألقوا أنفسهم في الماء، وكان ما نذكره، ودخل المسترشد ظافرا يوم عاشوراء، وطلب دبيس غزيه والمنتفق» واتفق معهم، وتوجه الى البصرة فدخلها وقتل أميرها، ثم خاف فخرج عنها وسار على البرية وحمل ما قدر عليه من أمواله، ووفد على مالك بن سالم بن مالك بقلعة جعبر فاستجار به فأجاره وقبله، وأغضب المسترشد والسلطان، ثم ان دبيسا صادق جوسلين وبغدوين الفرنجيين وصافاهما بوساطة مالك له معهما، واتفق مع الفرنج على حصار حلب، وكاتب قوما من أهل حلب وأنفذ لهم جملة دنانير، وسامهم تسليمها اليه فكشف ذلك رئيسها أبو الفضائل بن بديع، فأطلع عليه تمرتاش بن ايلغازي صاحب حلب، فأخذهم وعذبهم كل عذاب أمكنه، وشنق بعضهم وصادر بعضا وأحرق بعضا، وطمع دبيس بحلب لغيبة تمرتاش بماردين واشتغاله بمملكتها بعد أن خرج تمرتاش من حلب في الخامس والعشرين من رجب سنة ثمان عشرة وخمسمائة وأخرج بغدوين من السجن وقرر عليه ثمانين ألف دينار وأن يسلم قلعة عزار اليه وحلّفه على ذلك، ورهن جماعة من الفرنج اثني عشر نفسا أحدهم ابن الجوسلين، وعجل من المال عشرين ألف دينار، فلما أن خرج غدر ونكث وعزم على قصد حلب وحصارها ورحل الى نهر قويق وأفسد كلما عليه،

وضايق حلب، وكان دبيس قد مضى الى تل باشر الى الجوسلين، فبرزا من تل باشر وقصدا ناحية الوادي وأفسدا ما فيه بما قيمته (307- ظ) مائة ألف دينار. وأخبرني والدي رحمه الله عن أبيه أن دبيس بن صدقة عاهد الفرنج على أنهم يحاصرون حلب وتكون الأنفس والأموال للفرنج والبلاد لدبيس. قال لي والدي عن أبيه: ولما طال الحصار بهم وقلت أزوادهم وقع فيهم المرض فكان يمر المار في الاسواق فيجد المرضى على الدكاكين، فاذا قارب الفرنج والعسكر البلد للقتال ووقع الصائح قام المرضى مع شدة مرضهم وقاتلوا أشد قتال وردوا العدو. قال لي والدي: وبلغني أن عوام حلب كانوا يصعدون أسوار المدينة عند حصار دبيس ويضربون بطبل صغير ويصيحون: يا دبيس يا نحيس. وتوجه جد أبي القاضي أبو غانم والشريف النقيب وابن الجلي يستغيثون الى تمرتاش فما أغاثهم، فهربوا الى الموصل من ماردين وحضروا عند البرسقي وطلبوا معونتهم فأجابهم ووصل الى حلب ورحلهم عنها وقد ذكرنا ذلك في ترجمة البرسقي، ثم ان دبيسما مضى الى سنجر السلطان فسلمه سنجر الى السلطان محمود في سنة ثلاث وعشرين، وأوصاه فأخذه صحبته فأخذ دبيس ولده في السنة المذكورة حين مرض السلطان محمود وسار الى العراق، وكان مجاهد الدين قد أقطع الحلة مضافة الى شحنكية بغداد، فلما سمع بهروز نائبه بحركة دبيس هرب عن الحلة، فدخلها دبيس في شهر رمضان وقصد عسكر المسترشد، وسار محمود الى العراق وقد عوفي لأجل قتال دبيس ففارق دبيس العراق وقصد البصرة ومعه جمع كثير فاستولى على البصرة فأنفذ (308- و) السلطان محمود اليه عسكرا ففارق البصرة، وطلب البرية ووصل بعد ذلك الى الشام خوفا من أن يسلموه الى المسترشد فوصل الى أرض سرمين هاربا على نجائب في نفر يسير، فالتجأ الى الفرنج فأكرموه وانقلب الى عزاز، واجتمع بجوسلين وكان صديقه فأكرمه ودفعه عند هربه الى قلعة ابن مالك، وسيرت صاحبة قلعة صلخد بعد فقد زوجها الى الأمير دبيس تطلبه لتتزوجه فسار نحو حلة مرى بن ربيعة، ثم انها تزوجت أمين الدولة صاحب بصرى، وسار

دبيس للامر الذي طلبته، فوجد الأمر بخلاف ذلك فنزل بحلة أخي مرى، وكان بدمشق عند تاج الملوك فوصل إليه رسول نائبه بالحلة يخبره بدبيس، وكانت الحلة نازلة بموضع اسمه قصم، فسأله تاج الملوك فأعلمه، فقال: تخرج اليه الساعة وتشغله عن المسير بحجة الضيافة، فخرج اليه وشغله بالضيافة، ووصل عسكر دمشق فقبضوه وكل من معه، فسير زنكي وطلبه، فسير اليه الى حلب. وقرأت بخط الوزير جمال الدين عبد الواحد بن مسعود بن الحصين وأنبأنا به- اجازة عنه أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار- قال: في سنة أربع وعشرين وخمسمائة وجد دبيس بن صدقة ضالا بحلة حسان بن مكتوم بأعمال صرخد، فأسره ابن طغتدكين صاحب دمشق وباعه على زنكي بن آق سنقر صاحب حلب بخمسين ألف دينار، وكان زنكي عدوه فما شك دبيس أنه ابتاعه لهلاكه فلما حصل دبيس في قبضة زنكي أكرمه (308- ظ) وخوله وأطلقه وروسل زنكي من دار الخلافة بتسليم دبيس فقبض على الرسول وهو سديد الدولة محمد بن عبد الكريم الانباري كاتب الانشاء. وقيل بأن زنكي اشتراه بمائة ألف دينار، على ما سنذكره ان شاء الله تعالى. أخبرنا أبو اليمن الكندي- إجازة- عن الاستاذ محمد بن علي العظيمي ونقلته من خط العظيمي قال: وفي هذه السنة يعني سنة أربع وخمسمائة أظهر العصيان دبيس ابن صدقه الاسدي ملك العرب على الخليفة المسترشد بالله ببغداد، وعلى السلطان محمود، فسار اليه محمود وكسره ونهب الحلة، وهرب دبيس الى الشام فأجاره شهاب الدين بن مالك بالدوسريه «1» وأكرمه وسيره الى نجم الدين بن أرتق الى ماردين، فأكرمه وصارت بينهما زيجة وأعاده الى الحلة. وقال: وفي جمادى الأولى- يعني- من سنة خمس عشرة كانت كسرة المسلمين ببلاد الكرج، وذلك أن داود ملك الكرج كان قد ظهر على الملك طغرل من الدروب فاستنجد بنجم الدين بن أرتق وجموع التركمان وصحبتهم دبيس بن صدقة

ابن مزيد فانكفت الكرج في الدروب الضيقة وتبعهم خلق من المسلمين فأخذ الكرج عليهم الدروب ورضخوهم بالصخر فانكسروا. وقال العظيمي: وفي يوم الأربعاء سادس عشر من جمادى الآخرة- يعني- من سنة ثماني عشرة وخمسمائة عبر الامير دبيس بن صدقة بن مزيد من قلعة منبج ونزل بظاهر منبج وكان له عمل في حلب ومكاتبه فانكشفت على يد فضائل (309- و) ابن صاعد بن بديع، وقتل بعض القوم، ونفى بعضا وكان بها التمرتاش حسام الدين ابن نجم الدين ايلغازي بن أرتق. قال: وفي يوم الجمعة سابع عشر رجب كان خلاص البغدوين- يعني- ملك الفرنج من شيزر، وكان استقر عليه ثمانون ألف دينار وقلعة عزاز، وحلف على ذلك، ورهن جماعة من الفرنج اثنى عشر نفسا أحدهم ابن الجوسلين، وعجل من المال عشرين ألف دينار فما هو الا أن خرج حتى غدر ونكث ونفذ يعتذر الى الامير حسام الدين بن نجم الدين بأن البطريرك لم يوافقه على تسليم عزاز، وان خطيئة اليمين تلزمه وترددت الرسل بينهم الى يوم الاحد ثامن عشر شعبان، وعادت بنقض الهدنة، وخرج الملك الى أرتاح وعزمه على حلب، فخرج التمر تاش من حلب بتاريخ الخامس والعشرين من رجب نحو ماردين ووعد بجمع العساكر، ورحل بغدوين من أرتاح الى نهر قويق وأفسد كلما عليه، وضايق حلب واجتمع على باب حلب ثلاثة ألوية: لواء الملك ابراهيم بن رضوان، ولواء الامير دبيس بن صدقه، ولواء الملك بغدوين، وكان الجوسلين ودبيس قد برزا من تل باشر، وقصدوا ناحية الوادي، وأفسدا كلما فيه ما قيمته مائة ألف دينار، ثم نزلا على باب حلب، وكان نزولهم على حلب على مضي ساعة وكسر من نهار يوم الاثنين سادس عشر من شعبان، والطالع من العقرب عشر درج والمريخ في الطالع في درجة واحدة، وقبل نزولهم بساعتين عند اتساع الفجر انفتح من السماء من نحو المشرق باب من نور (309- ظ) ودام حتى هال الناس

ولما كان في اليوم الثاني في ذلك الوقت عاد انفتح ذلك الباب، ولكن كان أضيق من الاول، وخرج من شيء كاللسان، ينعطف ويتطوق، ونزل الفرنج غربي البلد، وغربي قويق ومعهم علي بن سالم بن مالك، وصاحب بالس أخو بدر الدولة فقطعوا الشجر، وأخربوا المشاهد الظاهرة، وكان عدد الخيم ثلاثمائة خيمة مائة للمسلمين، ونبش الفرنج القبور وأخربوا الموتى بأكفانهم، وعمدوا الى من كان طريا فشدوا الحبال في أرجلهم وسحبوهم مقابل المسلمين «1» . أخبرني القاضي عز الدين أبو علي حسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي قال: حدثني والدي قال: أخبرني الشيخ أبو سعد بن النعماني قال: كان المسترشد قد جمع أرباب دولته وسيرهم في الصلح بينه وبين دبيس، واتفق ان ابن أبي العودي الشاعر دخل على دبيس في ذلك اليوم وكنت حاضرا الجلس فأنشده قصيدة أولها: «جدك يا تاج الملوك قد علا» حتى بلغ الى قوله: دونك صفين فهذي قد أنت ... آل زياد والحقوق تقتضى قال: فتغيرت وجوه الجماعة أصحاب المسترشد، وتغير وجه دبيس وأمر بصفعه فصفع وأخرج من بين يديه وحبس وأمر بالجماعة فأنزلوا في الدور، وأكرموا غاية الاكرام، وحمل اليهم كلما يحتاجون اليه، فلما أتى الليل أخرجه من الحبس خلوة وقال له: ويحك أنا قد اجتهدت حتى ينتظم الصلح بيني وبين (310- و) الخليفة وقد أرسل أرباب دولته لاتمام هذا الامر فجئت أنت وقلت ما قلت لتفسد الحال فأنشده: هم زرعوا العداوة لا لجرم ... فدونك واصطلهم بالحصاد ولا ترهب قعاقعهم فليست ... قعاقعهم سوى لبس السواد إذا لي تشف في الدنيا غليلا ... فتذخره إلى يوم المعاد

فقال: أنشدني بقية القصيدة فأنشده: فهذه ياذا الفخار دول ... ينزعها الله إلى حيث يشا فانتهز العزيمة قبل فوتها ... وناد بالثأر فقد آن الندا ولا تكن في النائبات هلعا ... ولا جبانا ذرعا يخشى الوغى إمّا يقال أدرك العز الذي ... ما مثله أو خانه صرف الردى فالداء لو يحسمه صاحبه ... إذا بدا أغناء عن شرب الدوا فهل ترى السلطان إلا رجلا ... يدركه الموت ويرديه البلا لحم وعظم ودم مركب ... في صورة كبعض أبناء الورى تنته العرقة «1» أو تؤلمه ... في قرصها البقة شاء أو أبى لا يستطيع مع حمى سلطانه ... دفع الأذى عنه إذا همّ القضا فهو وإن عزحمى سلطانه ... يخشى المنايا في الصباح والمسا قال: فأمر له بمائة دينار وصرفه في تلك الليلة إلى بلدة النيل وجرت بين (310- ظ) دبيس والرسل أرباب دولة المسترشد مقاولات واحتجوا بمراجعة الخليفة في ذلك ومضوا ولم تقض لهم حاجة. وخرج المسترشد بعد ذلك لقتال دبيس في سنة ست عشرة، ولم ينتظم بينه وبين دبيس صلح، وخرج دبيس بأصحابه إلى لقائه، فنزل على شط النيل تحت مطير أباذ، وأتاه الخليفة من جانب البرية وأقام المصاف، فكانت الكسرة على أصحاب دبيس، وما نجا منهم إلا القليل، وقتل البعض وغرق الباقون في الماء، ونجا بحشاشة نفسه، ووصل إلى فوق مطيرآباذ الى قرية يقال لها قرية أم الأمين، وكانت أم الأمين المذكورة فوق سطح من أسطحة القرية، فقالت له حين رأته: دبير جئت؟ فقال لها: ويلك دبير من لم يجيء، أين المخاض؟ فقالت: هاهنا

فخاض وعبر ووقف يشق خفه حتى نزل منه الماء، وقد تبعه مماليك المسترشد إلى ذلك الموضع، فسألوا العجوز فضيعتهم عنه الى موضع آخر فلم يقدروا عليه، وانحدر الى أن لحق بالعرب والتفّ بهم، وظهر بالبصرة بعد سنة فدخلها وهرب أمير البصرة، ودخل دار الإمارة وحكم وقال: أتدرون من نصحني والله ما نصحني غير ابن العودي الشاعر فإني لو قبلت منه ذلك اليوم وقتلت الذين سيرهم المسترشد للصلح لبقي المسترشد مدة حتى يحصل رجالا مثل أولئك يعتضد بهم، ولما رجع دبيس الى العراق ملّك العجوز أم الأمين القرية وهي تعرف (311- و) الآن بها. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الشريف الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: دبيس بن صدقة بن منصور ابن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي أبو الأغر من ملوك العرب، وكان فاضلا مهيبا كريم الأخلاق، ولعل ما أنجبت عرب البادية بعده بمثله، وقد ترامت به الأسفار الى أكناف الأمصار، وتقلبت به الأحوال الى ارتكاب الأهوال، ورد بلاد خراسان، وجال في أطرافها مدة في ظل السلطان سنجر بن ملكشاه، وكانت خاتمة أمره أن فتك به في قصر السلطان، وختم به شرف بيته. قلت: هذا قول أبي سعد السمعاني، ولعله رحمه الله لم يبلغه خبر دبيس واتفاقه مع الفرنج على حصار حلب، وبذله أموال المسلمين وأنفسهم لأعداء الدين على ما ذكرناه وبيناه، ولو بلغه هذا الفعل المستهجن القبيح الذي لا يصدر عن من خلص ايمانه، وإن جرى بلفظ الشهادة لسانه، ولا يقع إلّا من سخيف الرأي سيء التدبير، لما قال: ولعل ما أنجبت عرب البادية بعده بمثله، وقال: وختم به شرف بيته، هذا مع علم دبيس أن البغدوين ملك الفرنج كان مأسورا في حبس بلك بن أرتق، وأن تمرتاش أطلقه من الأسر وهادنه على أن لا يخرج عليه فغدر بالهدنة مع تمرتاش والمسلمين، ولم يف له بما استقر معه في اليمين، ولعل البغدوين لو تسلط على حلب لما وفى لدبيس بما كان قرره معه من ملك المدنية، ولعمري لقد محا دبيس شرف أبيه صدقه، ومكارمه المحققة ومآثر آبائه «1» (311- ظ) وأجداده

المذكورون ومناقبهم المشهورة المسطورة بهذه الفعلة الدنيئة التي فعلها والقصة الشنعاء التي سطرها المؤرخ، ونقلها، ومن قبيح فعله خروجه على الإمام المسترشد وجمع العرب لمحاربته ومطاولته مع قيامه بأعباء الخلافة ومساجلته. ومن قبيح أفعاله وعدم وفائه ما أخبرنا به شيخنا افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا الإمام أبو سعد عبد الكريم بن محمد المروزي قال: كتبت من «كتاب سر السرور» «1» لأبي العلاء محمد بن محمود النسابوري قاضي غزنه قال: لما قام المسترشد بأعباء الخلافة واستتب أمره خالفه أبو الحسن علي بن أحمد الملقب بالذخيرة، أخو المسترشد بالله وانحدر الى واسط ثم اتصل بدبيس بن صدقة، ولم تطل الأيام حتى خاس بعهده وأخفر ذمته على ما قيل، ومكن أخاه من ربقته فعند ذلك كتب إليه: أأشمتّ أعدائي وأذهبت قوتي ... وهضت «2» جناحا أنبتته يد الفخر وما أنت عندي بالملوم وإنما ... لي الذنب هذا سوء حظي من الدهر فأين فعله هذا من فعل الأمير أبي العز مالك بن سالم بن مالك العقيلي صاحب قلعة جعبر معه وقد وفد عليه دبيس هذا منهزما من المسترشد الى قلعة جعبر، فأجاره منه، فكاتبه المسترشد في معناه ليسلمه اليه فمنعه منه ولم يخفر ذمته. وسمعت الأمير شرف الدولة بدران بن حسين بن مالك (312- و) يقول: سمعت أبي يقول نقل الى دبيس وهو عند أبي بقلعة جعبر أن أبي يريد أن يسلمه الى المسترشد وانه قد كاتبه في معناه لتسليمه اليه، قال فجلسا يوما، فبكى دبيس، فقال له أبي: أيها الأخ ما يبكيك؟ فقال: بلغني كذا وكذا، قال: فأمر غلامه فأحضر له خريطة فيها كتب المسترشد اليه وأحضر اليه نسخ الكتب التي كتبها في جوابه، وهو يقول: أنا والله لا أسلمه أبدا، فطاب قلب دبيس عند ذلك واطمأن. وقد ذكر الفقيه معدان بن كثير البالسي فعل مالك بن سالم في قصيدة مدحه بها قرأتها بخط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة. أخبرنا بها شيخنا

أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي اجازة عن أبي الحسن المذكور قال: أنشدني الفقيه الأديب أبو المجد معدان بن كثير في الأمير أبي العزّ مالك بن سالم بن مالك يذكر وفود الامير ملك العرب دبيس بن صدقة بن مزيد عليه أولها: سلخت بالغيل آجال ... لليوث الغيل تغتال قال فيها: ودبيس حين مال به ... دهره والدهر ميال واشمأز الناس قاطبة ... منه أجواد وبخال غير قيل أروع ندس «1» ... لم يرعه القيل والقال بل تفداه وقال له: ... ادن ولينعم لك البال (312- ظ) ثم لما أن تكنفه ... واسع الارجاء محلال آهل بالعز فاء له ... منه اكرام واجلال وحباه بالصفا أخ ... حافظ للود وصّال فلأدنى ما تكنفه ... رغبة في وده المال وإذا نفس الفتى بذلت ... سهلت خيل وآبال فترى عوف وأخوتها ... بالذي أوليت جهال ولقد نبّئت أنهم ... شكروا والقوم قفّال وتألى «2» من بني أسد ... أسد غلب وأشبال إنه ما أن يزال لهم ... أبدا بالشكر إهلال ولنعم الفاعلون هم ... ما علمناهم لما قالوا وأخبرني الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك قال: حكى لي والدي قال: لما قدم دبيس على والدي الى قلعة جعبر منهزما من المسترشد أجازه وأقام عنده فكاتبه المسترشد في تسييره اليه فمنعه منه. قال: وقدم مع دبيس أربعمائة ألف دينار عينا ومثلها جواهر، ومثلها عروض وأنفق في حاشية

والدي حتى بيع الدينار بثلاثين قرطيسا «1» . قال: فقال له والدي: يا أيها الملك أرخصت علينا الذهب. قلت: وقد كان دبيس مع ما ذكر من أفعاله المستقبحة على غاية من الجود، وله خلال محمودة مستملحة فمن ذلك ما أخبرني (313- و) به بدران بن حسين ابن مالك قال: لما قبض على دبيس بنواحي دمشق وقيد وسير الى أتابك زنكي الى حلب، وكان اشتراه بمائة ألف دينار جاءه بعض الشعراء وامتدحه في طريقه وهو مقبوض عليه مكبل، ولم يكن معه شيء فكتب له في رقعة هذين البيتين ودفعهما اليه وهما: الجود فعلي ولكن ليس لي مال ... فكيف يفعل من بالفرض يحتال خذ هاك خطي الى أيام ميسرتي ... دينا عليّ فلي في الغيب آمال قال: فلما قدم حلب على أتابك زنكي أكرمه واحترمه وأنزله دار لاجين بحلب وأعطاه مائة ألف دينار وخلع عليه خلعا سنية فخرج دبيس ذات يوم الى ميدان الحصا يسير فعرض له ذلك الشاعر وقال له: يا أمير لي عليك دين، فقال: والله ما أعرف لأحد علي دينا فقال: بلى وشاهده منك وأخرج له خطه، فلما وقف عليه قال: أي والله دين وأي دين، وأمره أن يأتي اليه اذا نزل فجاءه فأعطاه ألف دينار والخلعة التي خلعها عليه أتابك زنكي وكانت جبة أطلس وعمامة شرب. أخبرني أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل النيلي قال: أسر دبيس بناحية الشام فافتداه أتابك الشهيد بمال جزيل، ولما حصل دبيس عند السلطان مسعود كتب السلطان يستدعي أتابك الشهيد ليفتك به، واطلع دبيس على شيء من ذلك فكتب كتابا الى أتابك يحذره فيه من المجيء اليه فامتنع من ذلك فعلم به السلطان مسعود فكان ذلك سبب قتل دبيس. (313- ظ) . قال لي أبو علي النيلي: وأخبرني بعض أحفاد أتابك الشهيد قال: كان جدي يقول: فديناه بالمال وفدانا بالروح.

أخبرنا الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعيد السمعاني قال: ذكر صديقنا أبو العلاء محمد بن محمود النيسابوري قاضي غزنة في «كتاب سر السرور» قال: حدثني من صحب ملك العرب أبا الأغر دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي أن هجيراه كان إنشاد هذين البيتين: ان الليالي للأنام مناهل ... تطوى وتبسط بينها الاعمار فقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهن مع السرور قصار أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان قالا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفنجديهي: في كتابه قال: سمعت بعض الفضلاء ببغداد يقول: لما سمع الأمير دبيس أن الرئيس أبا محمد الحريري ذكره في مقاماته وأورد فيها بعض صفاته يعني قوله: «خيّل لي أن القرني أويس أو الأمير دبيس» «1» ، نفذ إليه من الخلع السنية والجوائز الهنية بما عجز عنه الوصف وكلّ عنه الطرف واقتضاه علو همته وسمو قدرته. أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال: قرأت ببلخ في «كتاب وشاح دمية القصر» كتب الملك بدران بن صدقة الى اخوانه منهم الملك دبيس: (314- و) . ألا قل لمنصور وقل لمسيّب ... وقل لدبيس انني لغريب هنيئا لكم ماء الفرات وطيبه ... اذا لم يكن لي في الفرات نصيب فأجابه دبيس: ألا قل لبدران الذي حن نازعا ... الى أرضه والحر ليس يخيب تمتع بأيام السرور فإنما ... عذار الأماني بالهموم يشيب ولله في تلك الحوادث حكمة ... وللأرض من كأس الكرام نصيب

ومما وقع إليّ من شعر دبيس بن صدقة ما قرأته بخط عمر بن الربيب في مجموع: ألا إن أخواني الذين عهدتهم ... أفاعي رمال لا تقصر في لسعي ظننت بهم خيرا فلما بلوتهم ... حللت بواد منهم غير ذي ذرع سمعت بعض الأدباء من أهل الموصل يحكى أن أبا الفوارس الحيص بيص خرج من بغداد سرا إلى الحلة، وامتدح دبيس بن صدقة وعاد وقد أجازه بألف دينار فبلغ المسترشد ذلك، وعلم الحيص بيص فخاف على نفسه فابتدى وعمل هذين البيتين: وما دبيس إلا كجيفة ميت ... والضرورات ألجأتني إليه ومن اضطر غير باغ ولا عاد ... فلا اثم في الكتاب عليه فبلغت المسترشد فسير له خمسين دينارا وزاد في معلومه وقبل عذره. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي سعيد محمد بن عبد الرحمن (314- ظ) بن محمد البندهي قال: قتل الأمير دبيس بن صدقه بن مزيد في سنة ثلاثين أو في سنة تسع وعشرين وخمسمائة قتله السلطان مسعود بن محمد ابن ملكشاه لأمور أنكرها وأسباب امتعض لها نسبت إليه. وكان دبيس قد عصى على الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين أبي منصور الفضل بن المستظهر بالله، وسعى في إراقة دمه، وجمع العسكر وحشد وقصد بغداد في عسكر عظيم، وعاث في أطرافها وأفسد في أكنافها فخرج الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين من دار الخلافة، واجتمعت إليه الأخبار وظهر إليه وحمل عليه فهزم دبيسا وعسكره وتم إلى الحلة المزيدية وذلك في المحرم سنة سبع عشرة وخمسمائة، وانهزم دبيس من العراق في خواص أصحابه وغلمانه خوفا من الخليفة وهرب نحو الشام. قرأت في تاريخ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي بخطه في حوادث سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وأنبأنا به عنه المؤيد بن محمد النيسابوري وغيره قال: تواقع على مراغة

السلطان مسعود والمسترشد بالله، فانكسر المسترشد وأسر فوثب عليه قوم بالسكاكين فقتلوه واضطرب العسكر فأوجب التدبير أن قتل دبيس بن صدقه بحضرة السلطان مسعود «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: قرأت بخط الامام أبي نصر محمد بن محمد السره مرد الشجاعي على جلد كتاب السنن (315- و) لأبي داوود: قتل دبيس بالمراغة «2» يوم الاربعاء الرابع عشر من ذي الحجة سنة تسع وعشرين وخمسمائة. نقلت من تاريخ جمعه الرئيس أبو علي الحسن بن علي بن الفضل الداري، وقع إلي بماردين، قال في حوادث سنة تسع وعشرين وخمسمائة: وفيها قتل دبيس ابن صدقه في ذي الحجة حدثني فراش كان يقال له حسن التمري، قال: كان الأمير المذكور قد استشعر الأمر الرديء من قبل السلطان وكان في تلك الليلة تقدم إلى خواصه أن ارحلوا فرحلوا وتركوا الخيام بآلاتها، وسار «3» مقدّر ثلاث فراسخ، فرده القدر الذي لا بد منه، وقال الصحبة: قد ضجرت من الشّتات في أقطار الجهات وما قضاه الله فقد أمضاه، وعاد ولم يشعر به غير من كان معه، فلما أصبح ركب مع السلطان على عادته، ونزل السلطان في النوبتيه والأمراء معه على العادة المألوفة وحضر الطعام فأكلوا وأخذ الناس في الانصراف، وكان السلطان قد دخل إلى خركاه في جانب النوبتية فأراد الأمير دبيس الانصراف، فتقدم إليه رجل معمم بزي الكتاب وقال له: السلطان يقول لك قد ورد علينا كتب ونشتهي تسمعها، فجلس واستدعى مني خلالا، وجعل يتخلل والكاتب بين يديه فرأيت تركيا قد خرج من الخركاه وبيده صمصامة مجردة فمشى حتى صار على رأس الأمير فلم يلتفت إليه، وعاد دخل الخركاه وليس في النوبتية جالس غيره والكاتب بن يديه (315- ظ) ثم عاد الغلام التركي خرج حتى حاذى الأمير وضربه على رقبته

دبية بن عدي:

فرأيت رأسه معلقا بجلدة رقبته، فهربت من ساعتي وكان بباب خويّ «1» ، وحمل بعد ذلك ودفن بالمشهد بماردين قلت: شاهدت المشهد المدفون به دبيس، وهو من غربي مدينة ماردين وقبليها داخل البلد بنته بنت ايلغازي بن أرتق زوج دبيس ونقلته من خوي فدفنته به. دبيّة بن عدي: ابن زيد بن عامر بن لوذان بن خطمة بن الأوس الأنصاري الأوسي شهد صفين مع علي عليه السلام، وله ذكر.. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري عن أبي محمد عبد الكريم ابن حمزة قال: أخبرنا الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: دبية بن عدي ابن زيد بن عامر بن لوذان بن خطمة بن مالك بن الأوس الأنصاري، قتل مع علي بصفين «2» . ذخين بن عامر: أبو ليلى الحجري، غزا بلاد الروم واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها، روى عن عقبة بن عامر. روى عنه كعب بن علقمة ويزيد بن أبي منصور، وبكير بن سوادة. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن الحرستاني عن أبي محمد بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: وأما دخين بخاء معجمة فهو دخين بن عامر الحجري، يكنى أبا ليلى كاتبا لعقبة بن عامر، يروى عن عقبة بن عامر. روى عنه يزيد بن أبي منصور، وبكر بن سوادة، وكعب بن عامر وغيرهم يقال قتلته الروم سنة (316- و) مائة «3» .

- دحمان بن الجمال:

- دحمان بن الجمال: واسمه عبد الرحمن بن عمر، أبو عمر مولى بني ليث بن كنانة، ودحمان لقب اشتهر به، وسنذكره إن شاء الله تعالى فيمن اسمه عبد الرحمن. - درباس بن محمد: الكردي المؤذن كان شيخا صالحا، كبير السن، كثير التسبيح والذكر، صحب عمي أبا غانم ولازم المسجد المعروف بنا، وكان يؤذن به، وكان عمي يعتقد فيه، ويثني عليه، وتأهل بحلب. وكان يسكن في جوارنا مع أن أعظم أوقاته كان بالمسجد، وأخبرني والدي رحمه الله قال: لم يكن لي ولد ذكر، وكان لي ولد صغير من والدتك فمات، وحزنت أنا ووالدتك عليه حزنا عظيما، وكنت أتمنى ولدا ذكرا، وبقيت والدتك سنين لا تحمل، ثم إنها حملت بك، فجاءني الشيخ درباس وقال لي: رأيت في النوم قائلا يقول لي: قل لنجم الدين- يعني- والدي يولد لك ولد ذكر، فإذا ولد فسمه عمر، فلما ولدت لي سميتك عمر. وكان سمع الحديث معنا من شيوخنا بحلب من: يحيى بن عقيل السعدي، وعمي أبي غانم، وشيخنا عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وغيرهم، وتوفي بحلب بعد الستمائة وصلى عليه عمي أبو غانم، وحضرت دفنه والصلاة عليه رحمه الله. - دريع بن كامل بن عبد الرحمن: الجمّال البابي الحلبي، أظنه من أهل باب بزاعا، أو من أهل بابلا، والعامة تسميها باب الله، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي وذكره في شيوخه في معجم السفر (316- ظ) . أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود الساوي الصوفي- بالقاهرة- قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: سمعت دريع بن كامل بن عبد الرحمن الجمال البابي، من ضيعة على باب حلب يقال لها باب الرحمة وهو يحدو في طريق دمشق خلف الجمال، بصوت شجي وهي تسير سيرا عنيفا:

- دزبر بن أونيم الديلمي:

ما للمطايا يا خليلي مالها ... تشكو إلى جماّلها ملالها وشدة السير وما قد نالها ... ولو درى بحالها رثى لها ويكرر: رثى لها رثى لها «1» . - دزبر بن أونيم الديلمي: كان قائدا كبيرا مشهورا، وكان من جملة الديلم الذين ينسب إليهم درب الديلم بحلب، وكان سيف الدولة بن حمدان قد توجه الى ديار بكر واشتغل بالفداء مع الروم، واستناب بحلب الحاجب قرغويه، فاستأمن دزبر بن أونيم وجماعة من الديلم واطمعوا رشيقا النسيمي في حلب، وتأميره عليهم، وكان قد ضعف أمر سيف الدولة، وكان رشيق بأنطاكيه، وطمع بحلب فسير قرغويه غلامه يمن في عسكر، فخرج إليه رشيق من أنطاكية، فالتقوا بناحية أرتاح، فاستأمن يمن الى رشيق، فسار رشيق إلى حلب وهاجمها، فنزل غلمان الحاجب بعد استيلاء رشيق على البلد وقتلوا رشيق على ما سنذكره إن شاء الله تعالى في ترجمة رشيق، وملك دزبر بن أونيم أنطاكية بعد رشيق، واستقر قرغويه في حلب، ثم إن قرغويه خرج الى (317- و) دزبر الى أنطاكية، فخرج إليه دزبر فكسره وتبعه الى حلب فملك حلب في جمادى الأولى من سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسار سيف الدولة وخرج دزبر إليه، فالتقيا بالضيعة المعروفة بسبعين، فأوقع به سيف الدولة وأسره في ذي الحجة من سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وقتله. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي- ونقلته من خط العظيمي- قال: وفي هذه السنة يعني سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ملك مدينة حلب دون القلعة رشيق النسيمي والي أنطاكيه، وكسر عسكر قرغويه الحاجب، وحاصر القلعة فقتل محاصرا القلعة، وعاد قرغويه ملك حلب، وملك أنطاكيه دزبر الديلمي عند قتل رشيق، فسار اليه قرغويه، فخرج دزبر فكسر قرغويه، وانهزم إلى حلب وتبعه دزبر فملك البلد وحصره بالقلعة وملكها وتسلمها منه، وسار إليه سيف الدولة، وخرج إليه دزبر فالتقيا على نهر سبعين

- دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء:

فانكسر دزبر وأسره سيف الدولة ووزيره أبا علي الأهوازي، وملك حلب في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة «1» . قرأت بخط ثابت بن سنان الصابئ، في جزء ذكر فيه من مات من الأعيان من سنة ثلاثمائة الى أن مات «2» ، قال: دزبر الديلمي المتغلب على حلب قتل في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. (317- ظ) . - دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء: وقيل دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن بهز بن جواس بن خلف ابن عبد بن دعبل بن أنس بن مالك بن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة بن الياس بن مضر، ويقال في جدّ جدّه: تميم بن نهشل، وقيل بهنس بن خراش بن خالد بن عبد بن دعبل بن أنس بن خزيمة ابن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا، أبو علي الخزاعي الشاعر المشهور، وقيل ان اسمه الحسن وكنيته أبو علي، وقيل ان اسمه محمد وكنيته أبو جعفر وقيل اسمه عبد الرحمن، ودعبل لقب له، والدعبل البعير المسن، وقيل إن دايته لقبته دعبلا لذعابة كانت فيه، فأقلبت الذال المعجمة بالدال، وكان به طرش، وقدم الثغر، وحضر الجهاد، وقدم حلب أو بعض عملها، وقيل هو واسطي وقيل إن أصله من قرقيسيا، وقيل من الكوفة وله شعر مجموع ومصنف في طبقات الشعراء. روى عن مالك بن أنس، وسفيان الثوري وشعبه بن الحجاج وهارون بن محمد الرشيد وعبد الله بن هارون المأمون، ويحيى بن سعيد الأنصاري وسالم ابن نوح الطائي، والحكم بن عبد الله البصري، وجرير بن عبد الحميد، وشريك ابن عبد الله النخعي، وموسى بن جعفر بن علي بن الحسين، وعبد الله بن كلثوم البصري الخزاعي، وشعبة بن الورد الواسطي وأبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو ابن العلاء، وخالد بن شعبة، ومجمع بن يحيى وعبد الله بن عبد الله بن حسن بن علي

(318- و) ومحمد بن عمر الواقدي وخزيمة بن خازم الأسدي والحسن بن قتيبة الخزاعي، وأبي نواس الحسن بن هانىء، ونصر بن مزاحم، وحفص بن غياث، وموسى بن سهل الراسبي، وسليم بن سفيان السعدي وأبي خالد القرشي. روى عنه أخوه علي بن علي بن رزين الواسطي، والقاضي أحمد بن أبي داوود، ومحمد بن موسى بن حماد البربري، وعبد السلام بن رغبان الحمصي ديك الجن، وأبو عبد الله بن أسباط، ومحمد بن ميمون المصيصي، وأبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد النيسابوري أخو أبي الليث الفرائضي، والحسن ابن عبد السلام الخطيب، وعون بن محمد وأبو هفان، وأبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، وأبو العباس المبرد، ومحمد بن يحيى بن أبي المغيرة، وهارون بن عبد الله المهلبي، وأبو محمد عبد الله بن محمد الأنصاري، وأبو القاسم بن مهرويه، وابنه الحسن بن دعبل. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد الله الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله الخطيب- بمرو، بقراءتي عليه- قال: أخبرنا الفرج بن ابراهيم المرجئ- بفيد قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن الحسين الحنائي- بمصر- قال: أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الدمشقي قال: حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر قال: حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله ابن زبر الربعي الحافظ قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن البزاز ببغداد قال: حدثنا علي بن ابراهيم الشاعر قال: حدثنا محمد بن حفص الصفار الشاعر قال: حدثنا عبد السلام بن رغبان ديك الجن الشاعر قال: حدثنا دعبل بن علي الشاعر قال: حدثنا أبو نواس الحسن بن هانىء قال: (318- ظ) حدثنا والبة بن الحباب الشاعر قال: حدثنا الكميت بن زيد الشاعر قال: حدثني خالي همام بن غالب أبو فراس الفرزدق الشاعر، قال: حدثنا الطرماح بن عدي الشاعر قال: لقيت نابغة بني جعدة الشاعر فقلت: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها:

بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا «1» فقال: الى أين يا أبا ليلى؟ قلت: الى الجنة يا رسول الله، قال: الى الجنة إن شاء الله. أخبرنا عمر بن محمد المكتب- كتابة- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الزاغوني قال: أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن بدر بن عبد الله السلامي قال: حدثنا محمد بن القاسم بن سليمان البزاز قال: حدثنا اسماعيل ابن علي بن رزين الخزاعي قال: حدثني أبي قال: حدثني أخي دعبل بن علي الخزاعي قال: حدثنا هارون الرشيد قال: حدثنا سفيان بن عيينه عن ابن جريج عن عطاء عن يعلى بن منبه أن رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم متلطخ بزعفران فقال: إني أهللت بعمرة فكيف أصنع فيها؟ فأوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤي البشر في وجهه ثم قال: أين السائل، اطرح عنك هذه الجبة واغسل عنك هذا الزعفران، واصنع فيها كما تصنع في الحج «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال سمعت: القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن (319- و) محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله ابن أحمد الخليلي الحافظ يقول: صدقة بن يسار الجزري يكني أبا محمد، روى عنه مالك عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه «3» ، وكذا في العطاء، يعني مرسلا، وقد رواه غير معتمد وهو دعبل بن علي الشاعر عن مالك موصولا عن أبي هريره. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- كتابة- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال: أخبرني الأزهري قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم

ابن الحسن قال: سمعت أبا بكر أحمد بن القاسم أخا أبي الليث، يقول كان دعبل ابن علي أطروش، وكان في قفاه سلعة «1» ، وكان يجيء الى علوي كان بالقرب منا- قد سماه- وعنده كان ينشدنا وأسمع منه. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي القرشي التاجر قال: أخبرنا نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن زريق، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرح بن الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي ابن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا الحسين بن أيوب العكبرائي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن أسباط قال: حدثني دعبل قال: كنت بالثغر فنودي بالنفير فخرجت (319- ظ) مع الناس فإذا أنا بفتى يجر رمحه بين يدي، فالتفت فنظر إليّ فقال لي: أنت دعبل؟ قلت: نعم، قال: اسمع مني بيتين فأنشدني: أنا في أمري رشاد ... بين غزو وجهاد بدني يغزو عدوي ... والهوى يغزو فؤادي ثم قال: كيف ترى؟ قلت: جيد قال: والله ما خرجت إلّا هاربا من الحب، ثم التقينا فكان أول قتيل. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان المحولي قال: حدثني اسحاق بن محمد بن ابان قال: كنت قاعدا مع دعبل بن علي بالبصرة، وعلى رأسه غلام يقال له نفنف، فمر به أعرابي يرفل في ثياب خز، فقال لغلامه: ادع هذا الاعرابي إلينا فأومأ الغلام اليه فجاء، فقال له دعبل: ممن الرجل؟ قال: رجل

من بني كلاب، قال: من أي بني كلاب؟ قال: من ولد أبي بكر، قال: أتعرف الذي يقول: ونبئت كلبا من كلاب تسبني ... ومحض كلاب يقطع الصلوات فإن أنا لم أعلم كلابا بأنها ... كلاب وأني باسل النقمات فكان إذا من قيس عيلان والدي ... وكانت إذا أمي من الحبطات «1» يعني بني تميم هم أعدى الناس لليمن، قال أبو يعقوب: وهذا الشعر لدعبل (320- و) في بني عمرو بن عاصم الكلابي، فقال له الأعرابي: ممن أنت؟ فكره أن يقول له من خزاعة فيهجوه، فقال: أنا أتتمي الى القوم الذين يقول فيهم الشاعر: أناس عليّ الخير منهم وجعفر ... وحمزة والسجاد ذو الثفنات إذا افتخروا يوما أتوا بمحمد ... وجبريل والقرآن والسورات «2» وهذا الشعر أيضا له. قال: فوثب الأعرابي وهو يقول: محمد وجبريل والقرآن والسورات ما الى هؤلاء مرتقى، ما الى هؤلاء مرتقى. أخبرنا أبو الفضل المرّجا بن أبي الحسن محمد بن هبة الله بن شقيره الواسطي- قراءة مني عليه بحلب- قال: أخبرنا القاضي أبو طالب محمد بن علي الكتاني الواسطي عن أبي منصور عبد المحسن بن محمد بن علي قال: أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم بن الحسن ابن محمد بن شاذان- من لفظه- قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد النيسابوري أخو أبي الليث الفرائضي قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن علي الخزاعي دعبل لنفسه: مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار عليّ والحسين وجعفر ... وحمزة والسجاد ذي الثفنات قفا نسأل الدار التي خف أهلها ... متى عهدها بالصوم والصلوات (320- ظ) وأين الألى شطت بهم غربة النوى ... أفانين في الأطراف مختلفات هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا ... وهم خير سادات وخير حماة وما الناس إلّا غاصب ومكذب ... ومضطغن ذو أحنة وترات إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر ... ويوم حنين أسبلوا العبرات وكيف يحبون النبي ورهطه ... وقد تركوا أحشاءهم وغرات «1» لقد لا ينوه في المقال وأضمروا ... قلوبا على الأحقاد مشتملات قبور بكوفان وأخرى بطيبة ... وأخرى بفخ نالها صلواتي وأخرى بأرض الجوزجان محلها ... وأخرى بباخمرى لدى الغربات وقبر ببغداد لنفس زكية ... تضمنها الرحمن في الغرفات فأما المصيبات التي لست بالغا ... مبالغها مني بكنه صفاتي قبور لدى النهرين من بطن كربلا ... معرّسهم منها بشط فرات أخاف بأن أزدارهم ويشوقني ... معرسهم بالجزع ذي النخلات تقسمهم ريب المنون فما ترى ... لهم عقوة «2» مغشية الحجرات خلا أن منهم بالمدينة عصبة ... مذودون أنضاء «3» من الأزمات قليلة زوّار خلا أن زوّرا ... من الضبع والعقبان والرخمات لها كل حين نوبة بمضاجع ... لها في نواحي الأرض مختلفات وقد كان منهم بالحجاز وأرضها ... مغاوير نحارون في الشتوات (321- و) تنكب لأواء السنين جوارهم ... فما تصطليهم جمرة الجمرات حمى لم تطره المنديات وأوجه ... تضيء من الأستار في الظلمات

إذا أوردوا خيلا تمطر بالقنا ... شارع موت أفرجوا الغمرات وإن فخروا يوما أتوا بمحمد ... وجبريل والقرآن والسورات أولئك لا منتوج هند وخدنها ... سميّة من نوكى ومن قذرات ملائك في أهل النبي فانهم ... أحباي ما زالوا «1» وأهل ثقاتي تخيرتهم رشدا لأمري لأنهم ... على كل حال خيرة الخيرات نبذت إليهم بالمودة طائعا ... وسلمت نفسي طائعا لولاتي فيا رب زدني في يقيني بصيرة ... وزد حبهم يا رب في حسناتي بنفسي أنتم من كهول وفتية ... لفك عناة أو لحمل ديات وللخيل لما قيد الموت خطوها ... فأطلقتهم منهن بالذربات أحبّ قصيّ الرحم من أجل حبكم ... وأهجر فيكم زوجتي وبناتي وأكتم حبكم مخافة كاشح ... عنيف بأهل الحق غير موات وكيف أداوي من جوى وبي الجوى ... أمية أهل الكفر واللعنات وآل زياد في الحرير مصونة ... وآل رسول الله في الفلوات وآل رسول الله نحف جسومها ... وآل زياد غلّظ الرقبات أولم تراني مذ ثلاثون حجة ... أروح وأغدو دائم الحسرات (321- ظ) أرى فيئهم في غيرهم متقسما ... وأيديهم من فيئهم صفرات إذا وتروا مدوا الى واتريهم ... أكفا عن الأوتار منقبضات فلولا الذي أرجوه في اليوم أوغد ... تقطع نفسي دونهم قطعات «2» خروج إمام لا محالة خارج ... يقوم على اسم الله والبركات يبين فينا كل حق وباطل ... ويجزي على الاحسان والنقمات فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري ... فغير بعيد كل ما هو آت ولا تجزعي عن مدة الجور إنني ... كأني بها قد آذنت ببتات

ويروي: ولا تستطيلي مدة الجور ... فإن قرّب الرحمن من تلك موتي ... وأخرّ من عمري ووقت وفاتي شفيت ولم أترك لنفسي ريبة ... وروّيت منهم مقصلي «1» وقناتي عسى الله أن يرتاح للخلق إنه ... الى كل نفس دائم اللحظات سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم ... كفاني ما ألقى من العبرات» أحاول نقل الشم عن مستقرها ... واسماع أحجار من الصلدات فمن عارف لم ينتفع أو معاند ... تميل به الأهواء في الشهوات فإن قلت عرفا أنكروه بباطل ... وغطوا على التحقيق بالشبهات ويروى: ... بمثله ... فقصري «3» منهم أن أموت بغصة ... تردّد بين الصدر واللهوات (322- و) كأنك بالأضلاع قد ضاق رحبها ... لما ضمنت من شدة الحسرات لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها ... وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي «4» أخبرنا أبو الفضل المرجي بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني- في كتابه- قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي المعروف بابن الطيوري قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: حدثني أبي أبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي قال: حدثني علي بن شيزان بن سهل القاضي بعسكر مكرم «5» قال: حدثني أبو الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي- ابن بنت المدبر ببغداد- قال: حدثني محمد بن علي قوس قال: حدثني الحسين بن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال: حدثني أبي قال: لما قلت: «مدارس آيات خلت

من تلاوة» قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا سلام الله عليهما وهو بخراسان ولي عهد المأمون، فوصلت إليه فأنشدته إياها فاستحسنها، وقال لي لا تنشدها أحدا حتى آمرك، واتصل خبري بالمأمون فأحضرني وسألني عن خبري ثم قال لي: يا دعبل أنشدني مدارس آيات، فقلت: لا أعرفها يا أمير المؤمنين، فقال: يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى، قال: فلم يكن بأسرع من أن أحضر، فقال: يا أبا الحسن سألت دعبلا عن مدارس آيات فذكر أنه لا يعرفها، قال: فالتفت إليّ أبو الحسن وقال: أنشدنا (322- ظ) دعبل فأنشدت القصيدة ولم ينكر ذلك المأمون الى أن بلغت الى بيت منها: فآل رسول الله هلب رقابهم ... وآل زياد غلظ القصرات فقال: والله لأهيّننّها، ثم تممتها الى آخرها فاستحسنها، وأمر لي بخمسين ألف درهم، وأمر لي علي بن موسى بقريب منها فقلت له: يا سيدي أريد أن تهب لي ثوبا يلي بدنك أتبرك به وأجعله كفنا، فوهب لي ثوبا قد ابتذله ومنشفة، وأظنه قال: وسراويل قال: ووصلني ذو الرئاستين وحملني على برذون أصفر خراساني عجيب، وكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس منه، فأمر لي به ودعا بغيره جديد فلبسه، وقال: إنما آثرتك باللبيس لأنه خير الممطرين، قال: فأعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه، وقضيت حاجاتي وكررت راجعا الى العراق، فلما صرت ببعض الطريق خرج علينا أكراد يعرفون بالها ونخان فسلبوني وسلبوا القافلة، وكان ذلك في يوم مطير فاعتزلت في قميص خلق قد بقي عليّ وأنا متأسف من جميع ما كان معي على القميص والمنشفة اللذين وهبهما لي علي بن موسى الرضا إذ مرّ بي واحد من الأكراد تحته الأصفر الذي حملني عليه ذو الرئاستين وعليه الممطر الخز، ثم وقف بالقرب مني وابتدأ ينشد «مدارس آيات» ويبكي، فلما رأيت ذلك عجبت من لص يتشيع، ثم طمعت في القميص والمنشفة، فقلت: يا سيدي لمن هذه القصيدة؟ فقال: ما أنت وذاك ويلك، فقلت لي فيه سبب أخبرك به (323- و) فقال: هي أشهر بصاحبها من أن يجهل فقلت: من هو؟ قال: دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه الله خيرا، فقلت له: يا سيدي فأنا والله دعبل

وهذه قصيدتي، فقال: ويلك ما تقول؟ قلت: الامر أشهر من ذلك فاسأل أهل القافلة تخبر بصحة ما أخبرتك به، قال: لا جرم والله لا يذهب لأحد من أهل القافلة خلالة فما فوقها، ثم نادى في الناس: من أخذ شيئا فليرده على صاحبه فرد على الناس أمتعتهم وعلى جميع من كان معي حتى ما فقد أحد عقالا، ثم بذرق «1» بنا الى مأمننا، فقال لي قوس: فحدثت بهذا الحديث علي بن بهرام الكردي فقال: ذاك والله أبي الذي فعل هذا. أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أنبأنا الاثير أبو المعالي الفضل بن سهل عن الخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ العطار قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي الكوفي المعروف بابن النجار قال: أخبرنا أبو بكر بن الانباري- قراءة- قال: حدثنا أبي قال: قرأت على أبي جعفر أحمد ابن عبيد قال: قال صيني- وهو أحمد بن عبد الله، راوية كلثوم بن عمرو العتابي، وكان سميرا لعبد الله بن طاهر- ان عبد الله بن طاهر بينا هو معه ذات ليلة اذ تذاكرا الادب وأهله وشعراء الجاهلية والاسلام الى أن صار الى المحدثين فذكرا دعبل ابن علي الخزاعي فقال له عبد الله بن طاهر: ويحك (323- ظ) يا صيني اني أريد أن أوعز اليك بشيء تستره علي أيام حياتي، قال: قلت: أصلح الله الامير أنا عبدك وأنا عندك في موضع تهمة؟ فقال: لا ولكن أطيب لنفسي أن توثق لي بالايمان لأركن إليها ويسكن قلبي عندها فأخبرك قال: قلت: أصلح الله الامير إن كنت عندك في هذه الحال فلا حاجة بك الى افشاء سرك إلي واستعفيته مرارا فلم يعفني فاستحييت من مراجعته، فقلت: ليرى الامير رأيه، فقال: يا صيني قل والله، فقلت: والله فأمرها علي غموسا ووكدها بالبيعة والطلاق وكلما يحلف به مسلم، ثم قال: ويلك يا صيني أشعرت أني أظن أن دعبلا مدخول النسب وأمسك، قال: قلت: أصلح الله الامير أفي هذا أخذت علي الايمان والعهود والمواثيق؟ قال: أي والله، قلت: ولم ذاك؟ قال: لاني رجل لي في نفسي حاجة، ودعبل رجل قد حمل جذعه على عنقه ولا يجد

من يصلبه عليه فأتخوف ان بلغه أن يلقي علي من الخزي ما يبقى علي الدهر وقصاراي ان أنا ظفرت به وامكنني ذلك وأسلمه اليمن، وما أراها تسلمه لانه لسانها وشاعرها والذاب عنها والمحامي دونها، أن أضربه مائة سوط وأثقله حديدا وأصيره في مطبق باب الشام، وليس في ذلك عوضا مما سار من الهجاء، وفي عقبي من بعدي، قلت: أتراه كان يفعل ويقدم على ذلك؟ قال: يا عاجز أهون عليه مما (324- و) لم يكن أتراه أقدم على سيدي هارون ومولاي المأمون وعلى أبي نضر الله وجهه ولم يكن يقدم علي؟ قال: قلت: اذا كان الامر على ما وصف الامير فقد وفق فيما أخذ علي، قال: وكان دعبل لي صديقا فقلت: هذا قد عرفته ولكن من أين؟ قال الامير: انه مدخول النسب فو الله لعلمته في البيت الرفيع من خزاعه وما أعلم فيها بيتا أكرم منه إلا بيت أهبان مكلم الذئب وهم بنو عمه دنيه. آخر الجزء الجزء الثامن والتسعين والمائة من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب ويتلوه في أول الجزء التاسع والتسعين والمائة تمام الحكاية قال: ويحك كان دعبل غلاما خاملا ترعرع لا يؤبه له. الحمد لله رب العالمين كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد نبيه المصطفى وعلى آله الطاهرين وصحبه أجمعين وسلم تسليما دائما الى يوم الدين. (324- ظ) .

فقر دعبل

[فقر دعبل] بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين قال: ويحك كان دعبل غلاما خاملا أيام ترعرع لا يؤبه له، وكان خله لا يدرك بقله، وكان بينه وبين مسلم بن الوليد ازار لا يملكان غيره شيئا، فاذا أراد دعبل الخروج جلس مسلم بن الوليد في البيت عاريا، واذا أراد الخروج فعل دعبل مثل ذلك، وكانا اذا اجتمعا لدعوة يتلاصقان يطرح هذا شيئا منه عليه والآخر الباقي، وكانا يعبثان بالشعر الى أن قال دعبل بن علي هذا الشعر: أين الشباب وأية سلكا ... لا أين يطلب فعل من هلكا لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى قصر الغواية عن هوى قمر ... وجد السبيل اليه مشتركا وغدا بأخرى عز مطلبها ... صبا يطامن دونها الحسكا يا ليت شعري كيف يومكما ... يا صاحبيّ إذا دمي سفكا لا تأخذا بظلامتي أحدا ... قلبي وطرفي في دمي اشتركا «1» الى آخرها قال: فثقف أوله بعض المغنيين فغنى به هارون الرشيد فاستحسنه جدا واستجاد قوله: «ضحك الشيب برأسه فبكى» فقال للمغني: لمن هذا الشعر ويحك؟ قال: لبعض أحداث خزاعه ممن لا يؤبه له يا أمير المؤمنين، قال: ومن هو؟ قال: دعبل بن علي الخزاعي قال: يا غلام أحضرني (326- و) عشرة آلاف درهم وحلة من حللي ومركبا من مراكبي خاصة يشبه هذا، فأحضر ما أمره قال: ادع لي فلانا فدعاه له، فقال له: اذهب بهذا حتى توصله الى دعبل، وأجاز المغني بجائزة عظيمة، وتقدم الى الرجل الذي بعثه الى دعبل ان يعرض عليه المصير الى هارون،

فان صار وإلّا أعفاه من ذلك، فانطلق الرسول حتى أنى دعبلا في منزله، وخبره كيف كان السبب في ذكره، وأشار عليه بالمصير اليه، فانطلق دعبل معه، فلما مثل بين يديه سلم فرد عليه هارون السلام وقربه ورحب به حتى سكن رعبه، واستنشده الشعر فأنشده، وأعجب به وأقام عنده يمتدحه، وأجرى عليه الرشيد أجزل جراية وأسناها، وكان الرشيد أول من ضراه على قول الشعر وبعثه عليه، فو الله ما كان إلا بعد ما غيب هارون في حفرته اذ أنشأ يمتدح آل الرسول صلى الله عليه وسلم ويهجو الرشيد فمن ذلك قوله: وليس حي من الاحياء تعرفه ... من ذي كان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء في دمائهم ... كما يشارك أيسار على جزر قتل وأسر وتحريق ومنهبة ... فعل الغزاة بأهل الروم والخزر أرى أمية معذورين ان قتلوا ... ولا أرى لبني العباس من عذر أبناء حرب ومروان وأسرتهم ... بنو معيط ولاه الحقد والوغر (326- ظ) قوم قتلتم على الاسلام أولهم ... حتى اذا استمسكوا حازوا على الكفر أربع بطوس على القبر الزكي به ... ان كنت تربع من دين على وطر قبران في طوس خير الناس كلهم ... وقبر شرهم هذا من العبر «1» ما ينفع النحس من قرب الزكي ولا ... على الزكي بقرب النحس من ضرر هيهات كل امرئ رهن بما كسبت ... يداه حقا فخذ ما شئت أو فذر «2» قال العباس: والقبران اللذان ذكرهما بطرس: قبر هارون، والآخر قبر الرضا علي بن موسى «3» ، فو الله ما كافأه وكان سبب نعمته بعد الله عز وجل، فهذه واحدة يا صيني وأما الثانية فإنه لما استخلفه المأمون جعل يطلب دعبلا الى أن كان من أمره

مع ابراهيم بن شكله «1» وخروجه مع أهل العراق لطلب الخلافة فأرسل اليه دعبلا شعرا يقول فيه: علم وتحليم «2» وشيب مفارق ... طلسّن ريعان الشباب الرائق وإمارة من دولة ميمونة ... كانت على اللذات أشغب عائق فالآن لا أغدو ولست برائح ... في كبر معشوق وذلة عاشق أنى يكون وذاك ليس بكائن ... يرث الخلافة فاسق عن فاسق نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها ... فهفا اليه كل أطلس مائق ان كان ابراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحن من بعده لمخارق «3» فضحك المأمون وقال: قد غفرنا لدعبل ما كان هجانا بهذا البيت: ان كان ابراهيم مضطلعا بها ... فلتصلحن من بعده لمخارق (327- و) قال: فكتب الى أبي طاهر أن يطلب له دعبلا حيث كان ويعطيه الامان، قال: فكتب أبي اليه وكان واثقا بناحيته، فأقرأه كتاب أمير المؤمنين، وحمله وخلع عليه وأجازه بالكثير، وأشار عليه بالمصير الى المأمون، قال: فتجمل دعبل الى المأمون قال: وثبت في الخلافة المأمون وضرب الدنانير باسمه، وأقبل يجمع الآثار في فضائل آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتناهى اليه فيما تناهى من فضائلهم قول دعبل: مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات لآل رسول الله بالخيف من مني ... وبالركن والتعريف والجمرات قال: فما زالت تردد في صدر المأمون، حتى قدم عليه دعبل فقال: أنشدني ولا بأس عليك ولك الامان من كل شيء فيها فاني أعرفها وقد رويتها إلا اني أحب أن أسمعها من فيك قال: فأنشده حتى اذا صار الى هذا الموضع:

ألم تر أني مذ ثلاثون حجة ... أروح وأغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما ... وأيديهم من فيئهم صفرات وآل رسول الله نجف جسومها ... وآل زياد غلظ القصرات بنات زياد في الخدور مصونة ... وبنت رسول الله في الفلوات اذا وتروا مدوا الى واتريهم ... أكفا عن الاوتار منقبضات فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غدا ... تقطع قلبي إثرهم حسرات (372- ظ) قال: فبكى المأمون حتى أخضلت لحيته وجرت دموعه على نحره، وكان دعبل أول داخل اليه وآخر خارج من عنده، فو الله ان شعرنا بشيء الا وقد عتب على المأمون وأرسل اليه بشعر يقول فيه: ويسومني المأمون خطة ظالم ... أو ما رأى بالامس رأس محمد يوفى على هام الخلائق مثل ما ... توفى الجبال على رؤوس القردد «1» لا تحسبن جهلي كحلم أبي (فما) «2» ... حلم المشايخ مثل جهل الامرد اني من القوم الذين سيوفهم ... قتلت أخاك وشرفتك بمقعد شادوا بذكرك بعد طول خموله ... واستنقذوك من الحضيض الابعد «3» فلما سمع بهذا المأمون قال: كذب علي متى كنت خاملا واني لخليفة وابن خليفة وأخو خليفة، متى كنت خاملا فرفعني دعبل فو الله ما كافأه ولا كافأ أبي ما أسدى اليه وذلك أنه لما توفي أنشأ يقول: وأبقى طاهر فينا خلالا ... عجائب تستخف لها الحلوم ثلاثة أخوة لأب وأم ... تمايز عن ثلاثتهم أروم فبعضهم يقول قريش قومي ... ويدفعه الموالي والصميم

وبعض في خزاعة منتماه ... ولاه غير مجهول قديم وبعضهم يهش لآل كسرى ... ويزعم أنه علج لئيم لقد كثرت مناسبهم علينا ... فكلهم على حال زنيم «1» (328- و) فهذه الثالثة يا صيني، وأما الرابعة فانه لما استخلف المعتصم بالله دخل عليه دعبل ذات يوم، فأنشده قصيدة، فقال: أحسنت والله يا دعبل فاسألني ما أحببت، قال: مائة بدرة قال: نعم على أن تمهلني مائة سنة وتضمن لي أجلي معها، قال: قد أمهلتك ما شئت، وخرج مغضبا من عنده، فلقي خصيا كان عوده أن يدخل مدائحه الى أمير المؤمنين ويجعل له سهما من الخلوة اذا قبضها، فقال: ويحك اني كنت عند أمير المؤمنين وأغفلت حاجة لي أن أذكرها له، فاذكرها في أبيات وتدخلها اليه، قال: نعم ولي نصف الجائزة، فماكسه ساعة ثم أجابه الى ان يجعل له نصف الجائزة فأخذ الرقعة فكتب فيها: بغداد دار الملوك كانت ... حتى دهاها الذي دهاها ما غاب عنها سرور ملك ... أعاره بلدة سواها وما سرى مرى بسر مرى ... بل هي بؤس لمن يراها عجل ربي لها خرابا ... برغم أنف الذي بناها «2» وختمها ودفعها الى الخصي فأدخلها الى المعتصم فلما نظر اليها، قال للخصي: من صاحب هذه الرقعة؟ قال: دعبل يا أمير المؤمنين وقد جعل لي يا أمير المؤمنين نصف الجائزة، فطلب فكأن الارض انطوت عليه فلم يعرف له خبر، قال: فقال المعتصم: أخرجوا الخصي فأجيزوه بألف سوط فانه زعم ان له نصف الجائزة، فقد أردنا أن نجيز دعبلا بألفي سوط، قال: ثم لم يلبث أن كتب اليه (328- ظ) من قم أبياتا وهي هذه: ملوك بني العباس في الكتب سبعة ... ولم تأتنا في ثامن «3» منهم الكتب

كذلك أهل الكهف في الكتب سبعة ... غداة ثووا فيه وثامنهم كلب وإني لأزهي كلبهم عنك رغبة ... لأنك ذو ذنب وليس له ذنب كأنك إذ ملكتنا لشقائنا ... عجوز عليها التاج والعقد والإتب فقد ضاع أمر الناس حين يسوسهم ... وصيف وأشناس وقد عظم الخطيب وإني لأرجو أن يرى من مغيبها ... مطالع شمس قد يغصّ بها السرب وهمك تركي عليه مهانة ... فأنت له أم وأنت له أب «1» واما الخامسة فإن ابن أبي دؤاد «2» كان يعطيه الجزيل من ماله ويقسم له على أهل عمله فعتب عليه فقال فيه: أبا عبد الاله أصخ لقولي ... وبعض القول يصحبه السداد ترى طسما تعود بها الليالي ... إلى الدنيا كما رجعت اياد قبائل جذّ أصلهم فبادوا ... وأودى ذكرهم زمنا فعادوا وكانوا أغرزوا في الرمل بيضا ... فأمسكه كما غرز الجراد فلما ان سقوا درجوا ودبوا ... وزادوا حين جادهم العهاد هم بيض الرماد يشق عنهم ... وبعض البيض يشبهه الرماد غدا تأتيك أخوتهم جديس ... وجرهم قصرا وتعود عاد (327- و) فتعجز عنهم الأمصار ضيقا ... وتمتلىء المنازل والبلاد فلم أر مثلهم بادوا فعادوا ... ولم أر مثلهم قلوا فزادوا توغل فيهم سفل وخور ... وأوباش فهم لهم مداد وأنباط السواد قد استحالوا ... بها عربا فقد خرب السواد فلو شاء الامام أقام سوقا ... فباعهم كما بيع السماد «3» وقال فيه وقد تزوج في بني عجل:

أيا للناس من خبر طريف ... تفرد ذكره في الخافقين أعجل أنكحوا ابن أبي دؤاد ... ولم يتأثموا فيه ابنتين أرادوا نقد عاجلة فباعوا ... رخيصا عاجلا نقدا بدين بضاعة خاسر بارت عليه ... فباعك بالنواة التمرنين ولو غلطوا بواحدة لقلنا ... يكون الوهم بين العاقلين ولكن شفع واحدة بأخرى ... يدل على فساد المنصبين لحى الله المعاش بفرج انثى ... ولو زوجتها من ذي رعين ولما أن أفاد طريف مال ... واصبح رافلا في الحلتين تكنى وانتمى لأبي دؤاد ... وقد كان اسمه ابن الفاعلين فردوه إلى فرج أبيه ... وزرياب فألأم والدين وهجاه بغير قصيدة، وقال في الحسن بن وهب، وكان على برد الآفاق (327- ظ) ألا أبلغا عني الامام رسالة ... رسالة ناه عن جنابيه شاحط بأن ابن وهب حين يسجح ساجح «1» ... يمر على القرطاس أقلام غالط أحب بغال البرد حبا مداخلا ... دعاه إلى غشيانها في المرابط ولولا أمير المؤمنين لأصبحت ... نعول بغال البرد حشو الخرائط «2» وقال فيه أيضا: من مبلغ عنى امام الهدى ... قافيه للستر هتاكة هذا جناح المسلمين الذي ... قد قصه تولية الحاكة أضحت بغال البرد منظومة ... إلى ابن وهب تحمل النّاكة «3» وهؤلاء أهل قم يعطونه الكثير من أموالهم ويمنعون الخلفاء منه، فكافأهم بأن قال فيهم:

تلاشى أهل قم فاضمحلوا ... تحل المخزيات بحيث حلوا وكانوا شيدوا في الفقر مجدا ... فلما جاءت الأموال ملوا «1» وقال فيهم أيضا: ظلت بقمّ مطيتي يعتادها ... همّان غربتها وبعد المدلج ما بين علج قد تعرب فانتمى ... أو بين آخر معرب مستعلج «2» وقال وهجاهم بغير قصيدة، وقال في الحسن بن رجاء بعدما ولي المال يهجوه: ما زلت تركب كل شيء قائم ... حتى اجترأت على ركوب المنبر (330- و) فلأنظرن الى الجبال وأهلها ... وإلى المنابر باحتقار المنظر ما زال منبرك الذي خلفته ... بالأمس منك كحائض لم تطهر «3» وقال فيه أيضا: يا من يقلب طومارا ويلثمه ... ماذا بقلبك من حب الطوامير شبهت شيئا بشىء أنت وامقه ... طولا بطول وتدويرا بتدوير لو كنت تجمع مالا مثل جمعكها ... إذا جمعت بيوتا من دنانير «4» قال: وهذا علي بن عيسى الأشعري قد دل بعض شعره على انه قد اخذ منه ألوفا وذلك في قوله لعلي بن عيسى: فلا تفسدن خمسين ألفا وهبتها ... وعشرة أحوال وحق تناسب وشكرا تهاداه الرجال تهاديا ... إلى كل مصر بين جاء وذاهب بلا زلة كانت وإن تك زلة ... فان عليك العفو ضربة لازب «5»

فما كان بين هذا القول وبين أن هجاه إلا أياما قلائل حتى قال فيه هذه الأبيات: كنت من أرفض خلق الله إذ كنت صبيا ... فتواليت أبا بكر وأرجأت الوليّا وتجنبت عليا ... إذ تسميت عليا «1» قال: وهذه خزاعه هجاهم وهي قبيلته فقال فيهم: أخزاع غيركم الكرام فاقصروا ... وضعوا أكفكم على الأفواه (330- ظ) الراتقين ولات حسين مراتق ... والفاتقين شرائع الأستاه فدعوا الفخار فلستم من أهله ... يوم الفخار ففخركم نسياه «2» قال: وهذا المطلب بن عبد الله الخزاعي قال فيه يمتدحه وكان يعطيه الجزيل فقال: إن كاثرونا جئنا باسرته ... وواحدونا جئنا بمطلب أبعد مضر وبعد مطلب ... ترجو الغنى إن ذا من العجب «3» وقال فيه يهجوه: شعارك في الحرب يوم الوغى ... بفرسانك الأول الأول فأنت إذا أقبلوا آخر ... وأنت إذا أدبروا أول فمنك الرءوس غداة الوغى ... وممن يحاربك المقصل فذلك دأبكما أو يموت ... من القول بينكما الأعجل «4» قال وهذا الحسن بن رجاء وابنا هشام ودينار بن عبد الله ويحيى بن أكثم وكانوا ينزلون المخرم ببغداد فقال فيهم يهجوهم كلهم:

ألا فاشتروا مني ملوك المخرم ... أبع حسنا وابني هشام بدرهم وأعطي رجاء بعد ذاك زيادة ... واغلط بدينار بغير تندم فان ردّ من عيب علي جميعهم ... فليس برد العيب يحيى بن أكثم «1» وقال ايضا في يحيى بن اكثم يهجوه: رفع الكلب فاتضع ... ليس في الكلب مصطنع (331- و) بلغ الغاية التي ... دونها كل مرتفع إنما قصر كل ش ... يء إذا طار أن يقع قل ليحيى بن أكثم ... إن ما خفت قد وقع لعن الله نخوة ... كان من بعدها ضرع «2» قال: وهؤلاء بنو أهبان مكلم الذئب، وهم بنو عمه دنية هجاهم فقال فيهم: تهتم علينا بأن الذئب كلمكم ... فقد لعمري أبوكم كلم الذئبا فكيف لو كلم الليث الهصور إذا ... جعلتم الناس مأكولا ومشروبا هذا السيدىّ لا يسوى أتاوته ... يكلم الفيل تصعيدا وتصويبا فاذهب إليك فإني لا أرى أبدا ... بباب دارك طلابا ومطلوبا «3» قال: وهذا الهيثم بن عثمان الغنوي قد دل شعره على أنه قد كان إليه محسنا إذ يقول فيه: يا هيثما يا بن عثمان الذي افتخرت ... به المكارم والأيام تفتخر أضحت ربيعة والأحياء من يمن ... تيها بنجدية لا وحدها مضر «4» وقال فيه يهجوه:

سألت أبي وكان أبي عليما ... بساكنة الجزيرة والسواء فقلت أهيثم من حي قيس؟ ... فقال: نعم كأحمد من دؤاد فإن يك هيثم من حي قيس ... فأحمد غير شك من إياد «1» (331- ظ) وقال في أخيه رزين بن علي الخزاعي يهجوه: مهدت له ودي صغيرا ونصرتي ... وقاسمته مالي وبوأته حجري وقد كان يكفيه من العين كله ... رجاء وبأس يرجعان الى فقر وفيه عيوب ليس يحصى عدادها ... فأصغرها عيبا يجل عن الفكر ولو أنني أبديت للناس بعضها ... لأصبح من بصق الأحبة في بحر فدونك عرضي فاهج حيا وان أمت ... فأقسم إلّا ما خريت على قبري «2» وقال في امرأته يهجوها يا ركبتي جزر وساق نعامة ... ونثيل «3» كناس ورأس بعير يا من أشبهها بحمى نافض ... قطاعة للظهر ذات زئير صدغاك قد شمطا ونخرك يابس ... والصدر منك كجؤجؤ الطنبور يا من معانقها يبيت كأنه ... في محبس قمل وفي ساجور «4» قبلتها فوجدت طعم لثاتها ... فوق اللثام كلسعة الزنبور «5» وله هجاء قبيح في امرأته عليه. وله في جارتيه غزل يهجوها: رأيت غزالا وقد أقبلت ... فأبدت لعينيّ عن مبصقة قصيرة الخلق دحداحة ... تدحرج في المشي كالبندقة كأن ذراعا على كفها ... إذا حسرت ذنب الملعقة

تخطط حاجبها بالمداد ... وتربط في عجزها مرفقة (332- و) وأنف على وجهها ملصق ... قصير المناخر كالفستقه وثديان ثدي كبلوطة ... وآخر كالقربة المفهقه وصدر نحيف كثير العظام ... يقعقع من فوقه المخنقة وثغر اذا كشفت خلته ... نحانح فاميه مغلقة «1» وقال في جارتيه برهان يهجوها: برهان باردة المطبخ ... وحمامها واسع المسلخ وانك لو نلتها نيلة ... لأفضيت فيها الى بربخ ولو كشفت لك عن فعلها ... لأبصرت ميلين في فرسخ «2» وقال فيها أيضا: برهان لا تطرب جلاسها ... حتى تريك الصدر مكشوفا شبهتها لما تغنت لهم ... بنعجة قد مضغت صوفا «3» ثم قال عبد الله بن طاهر لصيني: فعلى من بقي هذا ويحك باصيني لا أحسبه إلّا كما قلت ثم حثّت علينا الكاسات، وبقيت من حفظه لهذه الاشياء متعجبا. قال فلقيت دعبلا بعد ذلك فخفت أن أذكر له شيئا فضحكت فقال لي: ويلي عليك قد تحاماني الناس ضرطت الخلفاء وأنا عندك عندك موضع مطنزه وسخرية، قلت: لا ولكني انما ضحكت استبشارا بالنظر اليك، قال: ثم لقيته من بعد فضحكت فقال: ويلك أنت على ذاك الذي عهدت فالتفت الى (332- ظ) غلامه نفنف فقال: خذ برجله ابن كذا وكذا، قال: قلت: يا أبا علي ان هجرتني وصلتك وان وصلتني وددتك وان جفوتني زرتك ولا سبيل الى اخبارك بهذا الذي أنا فيه، فلم يزل كذلك حينا حتى توفى عبد الله بن طاهر.

قال فلقيت دعبلا يوما بكرخ بغداد فضحكت فقال: ليس لضحكك هذا آخر يا بن الفاعلة، قال: فقلت له امض بنا فقد فرج الله عني وعنك، فذهبت به الى منزلي فطعمنا وأخذنا في الشرب وأخبرته الخبر على جهته، فقال: ويلي على ابن العوراء الفاعلة والله لو أعلمتني قبل وفاته لا علمتك كيف كانت تكون حاله، قال: قلت: هو والله كان أبصر منك، وأعرف بك اذ أخذ عليّ في أمرك ما أخذ، ثم أخذنا في لهونا وأمسك متعجبا. أخبرنا عتيق بن أبي الفضل السلماني بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- قراءة علينا من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي ابن ابراهيم العلوى قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان المالكي قال: سمعت ابن قتيبة يقول: «1» أدخلت على المعتصم فقال لي: يا عدو الله أنت الذي تقول في بني العباس انكم في الكتب سبعة وأمر بضرب عنقي، وما كان في المجلس إلّا من كان عدوا لي وأشدهم علي ابن شكلة فقام قائما وقال: يا أمير المؤمنين أنا الذي قلت (333- و) هذا ونميته الى دعبل فقال له: وما أردت بهذا؟ قال: لما تعلم بيني وبينه من العداوة فأردت أن أشيط بدمه، قال: فقال: أطلقوه، فلما كان بعد مدة قال لابن شكلة: سألتك بالله أنت الذي قلته؟ فقال: لا والله يا أمير المؤمنين وما نظرة أنظر أبغض إليّ من دعبل فقال له: فما الذي أردت بهذا؟ قال: علم أن ماله في المجلس عدو أعدى مني فنظر إليّ بعين العداوة ونظرت اليه بعين الرحمة، قال: فجزاه خيرا أو نحو ذلك. «2» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبد الله ابن كادش العكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري

قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا عون بن محمد قال: قال دعبل لابراهيم بن العباس: أريد أن أصحبك الى خراسان فقال له ابراهيم: حبذا أنت صاحبا ومصحوبا، ان كنا على شريطة بشار قال وما شريطة بشار قال قوله: أخ خير من أحببت أحمل ثقله ... ويحمل عني حين يفدحني ثقلي أخ إن نبا دهر به كنت دونه ... وإن كان كون كان لي ثقة مثلي أخ ماله لي لست أرهب بخله ... وما لي له لا يرهب الدهر من بخلى «1» قال: ذلك لك ومزية فاصطحبا. أنبأنا أبو حفص عمر بن طبرزد قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا جعفر أحمد بن يعقوب ابن يوسف الأصبهاني قال: أنشدنا أبو طالب الدعبلي قال: أنشدنا (33- ظ) علي بن الجهم وليست له وجعله يعيدها ويستحسنها: لما رأت شيبا يلوح بمفرقي ... صدت صدود مفارق متجمل فظلت أطلب وصلها بتذلل ... والشيب يغمزها بألا تفعل قال أبو طالب: ومن حسن ما قيل في هذا المعنى قول جدي: لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى أين الشباب وأية سلكا ... لا أين يطلب ضلّ من هلكا لا تأخذي بظلامتي أحدا ... طرفي وقلبي في دمي اشتركا «2» أخبرنا زيد بن الحسن- كتابة- قال أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عبيد الله المزرباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: حدثني من سمع دعبلا يقول: أنشدت أبا نواس شعري:

أين الشباب وأية سلكا ... لا أن يطلب ضل من هلكا لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى فقال: أحسنت ملء فيك وأسماعنا قال: وكان والله فصيحا. كتب الينا أحمد بن الأزهر بن عبد الوهاب السباك من بغداد قال: أجاز لي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- اجازة قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة (334- و) قال: حكي لي عن عمرو بن مسعدة قال: كنت عند أمير المؤمنين فدخل عليه أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي فقال له المأمون: فهل استحسنت من شعر أخي خزاعة شيئا؟ قال: يا أمير المؤمنين أي أخو خزاعة المحسنون كثير فأيهم هو من المحسنين؟ قال: ومن عندك محسنوهم سمهم لي حتى أنبئك به منهم، قال: يا أمير المؤمنين طاهر بن الحسين، عبد الله بن طاهر، دعبل بن علي، ومحمد بن عبد الله بن زريق خال دعبل- يعني- أبا الشيص، قال: دعبل بن علي، قال: قابل يا أمير المؤمنين احسانا بإساءة وبخل من منعه وجوّد من أعطاه فعدل بالصحيح المعوج وبالضيق المنفرج، قال: حيث يقول ماذا؟ قال: حيث يقول في المطلب بن عبد الله بن مالك، وقد وفد اليه الى مصر ومدحه على أنه من رهطة وقومه فألصق ذمّه بإحسان طلحة الطلحات من قومه، فقوّم ذلك فاعتدل الحمل ولم يجعل بينهما علاوة وهو قوله: اضرب ندى طلحة الطلحات مبتديا ... ببخل مطّلب فينا وكن حكما تسلم خزاعة من لؤم ومن كرم ... فلا نعدّ لها لؤما ولا كرما «1» فقال المأمون: لله دره ما أغوصه وأنصفه وأوصله ثم قال المأمون لعبد الله بن طاهر: ما تحفظ لدعبل؟ قال: يا أمير المؤمنين أبياته في أهل بيت أمير المؤمنين، قال: هاتها فأنشده: سقيا ورعيا لأيام الصبابات ... أيام أرفل في أثواب لذاتي (334- ظ) أيام غصني رطيب من لدونته ... أصبو إلى غير كناتي وجاراتي

دع عنك ذكر زمان فات مطلبه ... وأقذف برجلك عن متن الجهالات واقصد بكل مديح أنت قائله ... نحو الهداة بني بيت الكرامات «1» فقال المأمون: انه وجد والله مقالا، فقال: ونال من بعيد ذكرهم ما من غيرهم لا ينال، قال: ثم أنشد له المأمون في بعض غنيّاته: وقائلة لما استمرت بي النوى ... ومحجرها فيه دم ودموع ترى بعد هذا اللذين تحملوا ... إلى بلد فيه الشجيّ رجوع فقلت: ولم أملك سوابق عبرة ... نطقن بما ضمت لهن ضلوع «2» قال فكم دار تفرق شملها ... وشمل شتيت عاد وهو جميع كذاك الليالي صفوهن كما ترى ... لكل أناس جذبة وربيع «3» يا قاسم ما عرضت على سفر إلّا هيأت هذه الأبيات مخاطبة لي، ونصبا بين عيني ومحدثة لي في أوبتي ومسلية عن فرقتي، ان الفهيم اذا فهم المعنى استحسن وان المستغلق اذا لم يفهمه استبرمه. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد المروزي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا المبارك بن علي الشمري- بقراءتي عليه- قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار- إملاء بجامع المنصور- قال: أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ قال: حدثنا (335- و) أبو طاهر بن أبي هاشم قال: حدثنا اسماعيل بن يونس قال: حدثنا أبي يونس بن ياسين قال: سمعت المعتصم يقول لابن أبي دؤاد: مالي أراك منحرفا عن دعبل، هو ابن علي الخزاعي الشاعر، اني ليعجبني من شعره أشياء حسنة من ذلك قوله: إنّ القليل الذي يأتيك في دعة ... هو الكثير فاعف النفس من تعب

لا قسم أوفر من قسم تنال به ... وقاية الدين والاعراض والحسب «1» أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الطبري قال: حدثني محمد ابن يحيى الحنفي قال: حدثني أبو كعب الخزاعي قال: وفد دعبل بن علي الخزاعي الى عبد الله بن طاهر فلما وصل اليه قام تلقاء وجهه ثم أنشأ يقول: أتيت مستشفعا بلا سبب ... إليك إلّا بحرمه الأدب فاقض ذمامي فانني رجل ... غير ملح عليك في الطلب «2» فانتعل عبد الله ودخل ووجه إليه برقعة معها ستون ألف درهم، وفي الرقعة بيتان فكانا: أعجلتنا فأتاك أول برنا ... قلّا ولو أخرته لم يقلل- فخذ القليل وكن كمن لم يقبل ... ونكون نحن كأننا لم نفعل أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال: أخبرنا (335- ظ) أبو العز أحمد بن عبد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي الجريري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني عون بن محمد قال: لما هجا دعبل المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي فقال: اضرب ندى طلحة الطلحات متئدا ... ببخل مطلب فينا وكن حكما تخرج خزاعة من لوم ومنه كرم ... فلا تعدلها لؤما: لا كرما «3» ويروى «تسلم خزاعة» ، فدعاه بعد ذلك المطلب، فلما دخل عليه قال: والله لأقتلتك لهجاك لي، فقال له: فاشبعني اذا ولا تقتلني جائعا فقال: قبحك الله هذا أهجى من الأول، فوصله فحلف أنه يمدحه ما عاش فقال فيه:

سألت الندى لا عدمت الندى ... وقد كان منا زمانا عزب فقلت له طال عهد اللق ... اء فهل غبت بالله أم لم تغب فقال بلى لم أزل غائبا ... ولكن قدمت مع المطلب «1» قال القاضي أبو الفرح: وفي هذا الخبر ما دل على دهاء دعبل ولطف حيلته، وأنبأ عن ذكاء المطلب ودقة فطنته، وقد روي مثل هذا عن معن بن زائدة وأتي بجماعة قد عاثوا في عمله فأمر بقتلهم، فقال له أحدهم: أعيذك بالله أن تقتلنا عطاشا، فأمر باحضار ماء يسقونهم فأحضر (336- و) فلما شربوا قال: أيها الأمير لا تقتل أضيافك فقال: أولى لك وأمر بتخليتهم. قال: وأخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا عون قال: أنشدني دعبل لنفسه يرثي المطلب: مات الثلاثة لما مات مطلب ... مات الحياة ومات الرعب والرهب لله أربعة قد ضمها كفن ... أضحى يعزى بها الاسلام والعرب يا يوم مطلب أصبحت أعيننا ... معا يدوم لها ما دامت الحقب هذي خدود بني قحطان قد لصقت ... بالترب منذ استوى من فوقك الترب «2» قال القاضي: قول دعبل في شعره الأول في الخبر المتقدم «اضرب ندى طلحة الطلحات» أسكن اللام في قوله الطلحات للضرورة وحقه التحريك، والعرب تقول طلحة الطلحات وحمزة وحمزات، وتمرة وتمرات وجمرة وجمرات، ومثله ومثله الركعات والسجدات، بفتح عين الفعل من فعلات في الأسماء من هذا الباب، ما لم تكن العين واوا، أو ياء، أو ألفا وقد أسكن الراجز العين من الاسم في الباب الذي وصفت فقال: على صروف الدهر أو دلالتها ... تديلنا اللمة من لماتها فتستريح النفس من زفراتها «3»

أنبأنا أبو حفص بن محمد بن المكتب قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا محمد بن العباس (336- ظ) قال: أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: أهدى بعض العمال الى دعبل بن علي برذونا فوجده زمنا فرده وكتب إليه: وأهديته زمنا فانيا ... فلا للركوب ولا للثمن حملت على زمن شاعرا ... فسوف تكافأ بشعر زمن وقال محمد بن خلف: أخبرني عبد الرحمن بن حبيب قال: قدم صديق لدعبل من الحج فوعده أن يهدي له «1» فأبطأ عليه فكتب إليه: وعدت النعل ثم صدفت عنها ... كأنك تبتغي شتما وقذفا فإن لم تهد لي نعلا فكنها ... إذا أعجمت بعد النون حرفا «2» أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد بن السري قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا أبو هفان قال: أنشدنا دعبل لنفسه: وداعك مثل وداع الحياة ... وفقدك مثل افتقاد الديم عليك السلام فكم من وفاء ... أفارق منك وكم من كرم «3» فقلت له: قد أحسنت غير أنك سرقت البيت الأول من الربعيين النصف الأول من القطامي (337- و) . ما للكواعب ودعن الحياة بأن ... ودعنني واتخذن الشيب ميعادي والنصف الثاني من ابن بجرة حيث يقول:

عليك سلام الله وقفا فإنني ... أرى الموت وقاعا بكل شريف فقال لي: بل الطائي والله سرق هذا البيت بأسره من ابن بجرة في قصيدته التي تعرف بالمسروقة رثى بها محمد بن حميد الطوسي وأولها: كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر إلى قوله: عليك سلام الله وقفا فإنني ... رأيت الكريم الحر ليس له عمر «1» أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي قال: أخبرنا علي ابن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين العكبري قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصلت قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني قال: أخبرني محمد بن يزيد قال: حدثني الحسين بن دعبل بن علي الخزاعي قال: حدثني أبي قال: بينا أنا جالس على باب دار كنت أنزلها في الكرخ إذ مرت بي غصن جارية ابن الأحدب وكانت شاعرة مغنية بلغني خبرها ولم أكن شاهدتها، فرأيت وجها جميلا، وقدا حسنا وقواما وشكلا، وهي تخطر في مشيتها وتنظر في أعطافها فقلت لها: دموع عيني بها انبساط ... ونوم عيني به انقباض (337- ظ) فقالت بسرعة: ذاك قليل لمن دهته ... بحسنها الأعين المراض فقلت: فهل لمولاتي عطف قلب ... أم للذي في الحشاء انقراض فقالت:

إن كنت تهوى الوداد منا ... فالود في ديننا قراض فما دخل أذني كلام أحلى من كلامها ولا رأت عيني أنضر وجها منها فعدلت بها عن ذلك الروي فقلت: أترى الزمان يسرنا بتلاق ... ويضم مشتاقا الى مشتاق فقالت: ما للزمان يقال فيه وإنما ... أنت الزمان فسرّنا بتلاق «1» أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الأنباري قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، ح. قال أبو الحجاج وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن بوش قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان- إجازة، وقد سمعته منه وضاع أصل السماع- قال: (338- و) وأنشد لدعبل بن علي الخزاعي: عدو راح في ثوب الصديق ... شريك في الصبوح وفي الغبوق له وجهان ظاهره ابن عم ... وباطنه ابن زانية عتيق يسرك مقبلا ويسؤك غيبا ... كذاك يكون أبناء الطريق «2» أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا علي بن الحسن الشافعي قال: قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري قال: كان أبو عمرو علي بن القاسم الخوافي مدح أبا عمرو أحمد بن نصر، وتردد اليه بعد أن مدحه ولم يخرج الجواب كما أحبه فكتب اليه رقعة يقول فيها قال: علي بن الجهم في مثل ما نحن فيه:

يا من يوقع لا في قصتي أبدا ... ماذا يضرك لو وقعت لي نعما وقّع نعم ثم تنوي الوفاء بها ... إن كنت من قوله باللفظ محتشما أولا فوقع عسى كيما تعللني ... فإن قولك لا يبكي العيون دما «1» قال: وكتب في رقعة ومن أحسن ما يذكر لعبد الله بن طاهر: افعل الخير ما استطعت وإن ... كان قليلا فلست مدرك كله ومتى تفعل الكثير من الخير ... وإذا كنت تاركا لأقلّه قال: وكتب في رقعة أن دعبل بن علي كتب في رقعة الى عبد الله بن طاهر: ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي ... ماذا أخذت من الجواد المفضل (338- ظ) إن قلت أعطاني كذبت وان أقل ... ضن الجوّاد بماله لم يجمل فاحتل لنفسك كيف شئت فإنني ... لا بدّ أخبرهم وإن لم أسأل «2» أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله في كتابه قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال: قال أبو سعيد بن يونس: دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من أهل قرقيسيا قدم مصر هاربا من المعتصم لهجو هجاه به، وخرج منها الى المغرب الى الأغلب، وكان يجالس بمصر جماعة من أهل الأدب، منهم محمد بن يحيى بن أبي المغيرة يحكي عنه حكايات وانشادات «3» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ قال: دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن نهشل، وقيل بهنس بن خراش ابن خالد بن عبد بن خزعل بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن

حارثة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا، شاعر محسن، واسمه محمد وكنيته أبو جعفر، ودعبل لقب وهو البعير المسن. ثم قال في موضع آخر: وأما دعبل- أوله دال مهملة، ثم عين ساكنة وياء معجمة بواحدة مكسورة- فهو دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المشهور، روى عن مالك ابن أنس وغيره روى عنه (339- و) أخوه علي بن علي، وله كتاب في الشعراء تقدم نسبه في حرف الباء «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أجاز لي روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء، أبو علي الخزاعي الشاعر أصله من الكوفة، ويقال من قرقيسيا، وكان يتنقل في البلاد، وأقام ببغداد مدة ثم خرج منها هاربا من المعتصم لما هجاه وعاد اليها بعد ذلك، وكان خبيث اللسان قبيح الهجاء، وقد روي عنه أحاديث مسندة عن مالك بن أنس وعن غيره، وكلها باطلة تراها من وضع ابن أخيه اسماعيل بن علي الدعبلي فإنها لا تعرف إلّا من جهته، وقد روى عنه قصيدته التي أولها (مدارس آيات) وغيرها من شعره أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، وزعم أحمد بن القاسم أن دعبلا لقب، واسمه الحسن وقال ابن أخيه: اسمه عبد الرحمن، وقال غيرهما اسمه محمد وكنيته أبو جعفر والله أعلم «2» . قلت: هكذا قال الخطيب فإنها لا تعرف إلّا من جهته، وقد ذكرنا في أول الترجمة حديثا رواه عنه ديك الجن عبد السلام بن رعبان، وليس من جهة ابن أخيه. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء، ويقال دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن بهز (339- ظ) بن جواش بن خلف بن عبد بن خزعل بن أنس بن مالك

ابن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة بن الياس بن معن ويقال ابن تميم بن نهشل بن خراش بن خالد بن خزعل بن أنس ابن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن مزيقياء، أبو علي الخزاعي الشاعر المشهور، له شعر رائق، وديوان مجموع، وصنف كتابا في طبقات الشعراء، يقال إن أصله من الكوفة، ويقال من قرقيسياء، وكان أكثر مقامه ببغداد، وسافر الى غيرها من البلاد، قدم دمشق ومدح بها نوح بن عمرو ابن حوي السكسكي بعدة قصائد، وذكر في بعضها قصده إليه ورحلته نحوه، وخرج منها الى مصر ومدح بها، ويقال إن اسمه محمد وكنيته أبو جعفر، ودعبل لقب، ويقال الدعبل البعير المسنة ويقال الشيء القديم. حدث عن المأمون، ومالك بن أنس، ويقال إنه حدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وسالم بن نوح الطائي، وخزيمة ابن خازم الأزدي، والحكم بن عبد الملك البصري، ومحمد بن عمر الواقدي، وموسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، وعبيد الله بن كلثوم الخزاعي البصري، وأبي سفيان بن العلاء أخي أبي عمرو المقرئ، وشريك بن عبد الله النخعي. روى عنه أحمد بن أبي دؤاد، ومحمد بن موسى بن حماد البربري وأخوه علي بن علي بن رزين. قال الحافظ: وبلغني أن سبب وفاته أن هجا مالك بن طوق التغلبي فبعث اليه رجلا ضمن له (340- و) عشرة آلاف درهم وأعطاه سما، فلم يزل يطلبه حتى وجده قد نزل في قرية بنواحي السوس «1» ، فاغتاله في وقت من الأوقات بعد صلاة العتمة فضرب ظهر قدمه بعكاز لها زج مسموم فمات من غد، ودفن في تلك القرية، وقيل بل حمل الى السوس فدفن بها. «2» أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طرزد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن

- دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن:

عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال: حدثنا عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل قال: حدثني محمد بن القاسم المعروف بابن أخي السوس قال: قال أبو القاسم اسماعيل بن علي الخزاعي: ولد دعبل سنة ثمان وأربعين ومائة ومات سنة ست وأربعين ومائتين بالطيب فعاش سبعا وتسعين سنة وشهورا من سنة ثمان، ويكنى بأبي علي واسمه عبد الرحمن بن علي وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه، فأرادت ذعبلا فأقلبت الذال دالا «1» . قرأت في تاريخ جمعه أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب التنوخي المعري، مما نقله من خط جد أبيه علي بن المهذب، ومن غيره قال فيه: سنة عشرين ومائتين فيها قتل المعتصم دعبل بن علي الخزاعي لهجائه له، وكان قد استجار بقبر الرشيد بطوس فلم يجره، هكذا ذكر والصحيح ما نقل عن ابن أخيه اسماعيل بن علي. (340- ظ) . - دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن: أبو محمد السجستاني، دخل الشام، ومر بالثغور الشامية، ووقف بطرسوس دارا على المجاهدين في سبيل الله تعالى، ووقف عليها وقفا، وكان كثير المعروف والصدقات من ألي اليسار والمال الكثير، موصوفا بالعدالة والأمانة. روى عن محمد بن اسحاق بن راهويه، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآباء بكر ابن خزيمة، وابن أبي دواود «2» ، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء والحسن بن سفيان، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأبي القاسم البغوي، والعباس بن الفضل الاسفاطي، وأحمد بن علي الآبار، ومحمد ابن غالب التمتام وجعفر بن محمد بن الحسن الترك، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وأحمد بن خالد الدامغاني، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وأحمد بن محمد بن مهدي الهروي، وأحمد بن ابراهيم بن ملحان، وموسى بن هارون الجمال وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وعبد الله بن أحمد بن الحسن الحراني،

وأبي مسلم الكجي، وبشر بن موسى ومحمد بن سليمان الباغندي وابنه محمد بن محمد، وأبي المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ العنزي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وعبد العزيز بن معاوية ومحمد بن ابراهيم البوشنجي، وهشام بن علي السدوسي ومحمد بن عمرو الجرشي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن النضر الجارودي، ومحمد بن أيوب الرازي، وعثمان بن سعيد الدارمي، وعلي بن محمد ابن عيسى الهروي، وابراهيم بن زهير الحلواني، ومحمد بن شاذان الجوهري، وعلي بن الحسن بن بيان الباولاني، وعبد الله بن موسى الاصطخري (341- و) واسحاق بن الحسن الحربي، ومحمد بن رخ البزاز، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزاز، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي وجماعة غيرهم. روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، والحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وأبو عمر بن حيويه الخزاز، وأبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، وأحمد ابن علي البادا، وأبو علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله بن المحاملي، وأبو الحسين ابن الفضل القطان، وأبو الحسن بن زرقويه، وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي، وأبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب، وعلي وعبد الملك ابنا بشران، وأبو عبد الله أحمد بن عمر بن محمد الحيري، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمد بن أحمد بن رزق البزاز، وعلي بن عبد الملك بن بشران، وغيلان بن محمد السمسار وغيرهم. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري- قراءة عليه- قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: حدثنا دعلج بن محمد بن دعلج أبو محمد السجستاني- بمكة في المسجد الحرام- قال: حدثنا أبو علي محمد بن عمرو بن النضر قشمرد النيسابوري قال: حدثنا حفص- يعني- ابن عبد الله قال: أنه سمع رجلا من أهل الشام وهو يسأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة الى الحج، فقال عبد الله فهي الحلال، فقال الشامي: إن أباك قد نهى عنها، فقال عبد الله: أرأيت إن كان أبي نهى عنها وقد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتبع أمر أبي أم أمر رسول

الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال الرجل: بل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم (341- ظ) . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إليّ أبو نصر بن القشيري، أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت علي بن عمر الحافظ يقول: صنف لدعلج المسند الكبير، فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ولم أر في مشايخنا أثبت منه. قال: وسمعت عمر بن بن جعفر البصري يقول: ما رأت ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصح كتبا ولا أحسن سماعا من دعلج بن أحمد. «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر الدارقزي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد الزينبي- قراءة عليه وأنا اسمع- وأبو القاسم اسماعيل بن السمرقندي، وابن المجلى وغيرهما- إجازة ان لم يكن سماعا منهم أو من أحدهم- قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن دعلج بن أحمد فقال: كان ثقة مأمونا، وذكر له قصة في أمانته وفضله ونبله. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري في كتابه عن محمد بن علي بن محمد قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: وسألته يعني الدارقطني عن دعلج بن أحمد فقال: الثقة المأمون ملازما لأصوله وكتبه. أنبأنا سليمان بن الفضل البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال قرأت على أبي محمد السلمي، وأنبأنا أبو القاسم القاضي عن أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي قال: كتب إليّ أبو ذر عبد بن أحمد وحدثني عبد الغفار (342- و) بن عبد الواحد عنه قال: سمعت علي بن عمر، وذكر حكاية عن دعلج ثم قال: كان أبو محمد قليل الهزو سمعت أن معز «2» الدولة استرجع من غلامه جاشتكين، وأشهد عليه العدول وهو من وراء الستر فشهدوا، فلما شهد الناس قالوا لدعلج: اشهد: قال: أين المشهود عليه، لعله مقيد لعله مكره أبرزوه لي

حتى أراه وأشهد عليه، وكان خلف الستر، فقال معز الدولة: ما كان فيهم مسلم غيره. قال أبو: ذر وسمعت أن أول ما أخذه معز الدولة من المواريث مال دعلج، خلف ثلاثمائة ألف مثقال ذهب فقال معز الدولة: دغرا «1» ما أريده فقالوا: إنه كثير فأخذه «2» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الخطيب قال: حدثني أبو القاسم الأزهري عن أبي عمر محمد بن العباس بن حيّويه قال: أدخلني دعلج الى داره وأراني بدرا من المال معبأة في منزله، وقال لي: يا أبا عمر خذ من هذه ما شئته فشكرت له وقلت: أنا في كفاية وغناء عنها ولا حاجة لي فيها. قال الخطيب: وحدثني أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن الحسين الواعظ قال: أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة آلاف دينار ليتيم فضاقت يده وامتدت إليها، فأنفقها، فلما بلغ الغلام مبلغ الرجال أمر السلطان بفك الحجر عنه وتسليم ماله إليه، وتقدم الى ابن أبي موسى بحمل المال ليسلم إلى الغلام. قال ابن أبي موسى: فلما تقدم إليّ بذلك ضاقت عليّ الارض بما (342- ظ) رحبت وتحيرت في أمري، لا أعلم من أي وجه أغرم المال، فبكرت من داري وقصدت الكرخ لا أعلم أين أتوجه، فانتهت بي البغلة الى درب السلولي، ووقفت بي على باب مسجد دعلج بن أحمد فثنيت رجلي ودخلت المسجد، وصليت خلفه صلاة الفجر، فلما سلم انفتل إليّ ورحب بي وقام وقمت معه، ودخل إلى داره، فلما جلسنا جاءته الجارية بمائدة لطيفة وعليها هريسة، فقال: يأكل الشريف، فأكلت وأنا لا أحصل أمري، فلما رأى تقصيري قال: أراك منقبضا فما الخبر؟ فقصصت عليه القصة وأنني أنفقت المال، فقال: كل فإن حاجتك تقضى، ثم أحضر حلوا فأكلنا، فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا قال: يا جارية افتحي ذلك الباب، فإذا خزانة مملوءة زبلا «3» مجلدة، فأخرج إلي بعضها وفتحها إلى أن أخرج النقد الذي كانت الدنانير منه، واستدعى الغلام والتخت

والطيار فوزن عشرة آلاف دينار وبدّرها، وقال: يأخذ الشريف هذه، فقلت: يثبتها الشيخ عليّ، فقال: أفعل وقمت وقد كاد عقلي يطير فرحا، فركبت بغلتي وتركت الكيس على القربوس وغطيته بطيلساني وعدت الى داري وانحدرت الى دار السلطان بقلب قوي، وجنان ثابت فقلت: ما أظن إلا أنه قد استشعر في أني قد أكلت مال اليتيم واستبددت به، والمال فقد أخرجته، فأحضر قاضي القضاة والشهود والنقباء وولاة العهود، وأحضر الغلام ففك حجره، وسلم المال إليه، وعظم الشكر لي والثناء (343- و) عليّ، فلما عدت إلى منزلي استدعاني أحد الأمراء من أولاد الخليفة، وكان عظيم الحال فقال: رغبت في معاملتك وتضمينك أملاكي ببادورا ونهر الملك، فضمنت ذلك بما تقرر بيني وبينه من المال، وجاءت السنة ووفيته وحصل في يدي من الربح ماله قدر كثير، وكان ضماني لهذه الضياع ثلاث سنين، فلما مضت حسبت حسابي وقد تحصل في يدي ثلاثون ألف دينار، فعزلت عوض العشرة آلاف دينار التي أخذتها من دعلج وحملتها إليه وصليت معه الغداة، فلما انفتل من صلاته ورآني نهض معي إلى داره وقدم المائدة والهريسة، فأكلت بجأش ثابت وقلب طيب، فلما قضى الأكل قال: خبرك وحالك، فقلت: بفضل الله وبفضلك قد أفدت بما فعلته، معي ثلاثين ألف دينار وهذه منها عشرة آلاف عوض الدنانير التي أخذتها منك، فقال: يا سبحان الله، والله ما خرجت الدنانير عن يدي ونويت أخذ عوضها، حلّ بها الصبيان، فقلت له: أيها الشيخ ايش أصل هذا المال حتى تهب لي عشرة آلاف دينار، فقال: نشأت وحفظت القرآن وسمعت الحديث وكنت أتبزّز فوافاني رجل من تجار البحر، فقال لي: أنت دعلج بن أحمد؟ فقلت: نعم، فقال: قد رغبت في تسليم مالي إليك للتجارة لتتجر به، فما سهل الله من فائدة كانت بيننا، وما كان من جائحه كانت في أصل مالي، وسلم إلي بار ثامجات «1» بألف ألف درهم وقال لي: ابسط يدك، ولا تعلم موضعا ينفق فيه هذا المتاع إلا حملته إليه واستنبت فيه الكفاة، ولم يزل يتردد إليّ سنة بعد سنة يحمل إليّ مثل هذا والبضاعة (343- ظ) تنمى، فلما كان في آخر سنة اجتمعنا فيها قال لي: أنا كثير الاسفار في البحر فإن قضى الله علي بما قضاه على خلقه فهذا المال لك على أن تصدق منه، وتبني المساجد وتفعل الخير، فأنا أفعل مثل هذا وقد ثمرّ

الله المال في يدي فأسألك ان تطوي هذا الحديث أيام حياتي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر البغدادي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: وحدثني أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله الحداد، وكان من أهل الدين والقرآن والصلاح عن شيخ سماه فذهب عني حفظ اسمه قال: حضرت يوم الجمعة مسجد الجامع بمدينة المنصور فرأيت رجلا بين يدي في الصف حسن الوقار ظاهر الخشوع دائم الصلاة، لم يزل يتنفل مذ دخل المسجد الى قرب قيام الصلاة، قال: ثم جلس قال: فعلتني هيبته ودخل قلبي محبته، ثم أقيمت الصلاة فلم يصل مع الناس الجمعة فكبر ذلك علي من أمره وتعجبت من حاله وغاظني فعله، فلما قضت الصلاة تقدمت اليه وقلت له: أيها الرجل ما رأيت أعجب من أمرك أطلت النافلة وأحسنتها وتركت الفريضة وضيعتها؟ فقال: يا هذا إن لي عذرا وبي علة منعتني من الصلاة، قلت: وما هي؟ قال: أنا رجل عليّ دين اختفيت في منزلي مدة بسببه، ثم حضرت اليوم الجامع للصلاة فقبل أن تقام التفت فرأيت صاحبي الذي له علي الدين، ورآني فمن خوفه أحدثت في ثيابي فهذا خبري فأسألك إلّا سترت علي وكتمت أمري، قال: ومن الذي (344- و) له عليك الدين؟ قال: دعلج بن أحمد قال: وكان إلى جانبه صاحب لدعلج قد صلى وهو لا يعرفه، فسمع هذا القول فمضى في الوقت الى دعلج فذكر له القصة: فقال له دعلج: امض الى الرجل واحمله الى الحمام واطرح عليه خلعة من ثيابي وأجلسه في منزلي حتى انصرف من الجامع ففعل الرجل ذلك، فلما انصرف دعلج إلى منزله أمر بالطعام فأحضر وأكل هو والرجل ثم أخرج حسابه فنظر فيه وإذا له عليه خمسة آلاف درهم، فقال: له انظر لا يكون عليك في الحساب غلط أو نسي لك نقدة؟ فقال الرجل: لا فضرب دعلج على حسابه وكتب عنه علامة الوفاء، ثم أحضر الميزان ووزن خمسة آلاف درهم، وقال له: أما الحساب الأول فقد حللناك فيما بيننا وبينك فيه واسألك أن تقبل هذه الخمسة آلاف درهم وتجعلنا في حل من الروعة التي دخلت قلبك برؤيتك إيانا في مسجد الجامع أو كما قال (344- ظ) «1» .

الجزء الثامن

[الجزء الثامن] [حرف الراى] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي راجح بن اسماعيل الحلبي: «1» سمعت راجح بن اسماعيل الحلبي ينشد الملك الظاهر قصيدة يرثي بها الأمير أبا الحسن علي بن الامام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، وقد ورد الخبر الى حلب بوفاته، وجلس السلطان الملك الظاهر للعزاء فأنشدهم: أكذا يهد الدهر أطواد الهدى ... ويرد بالنكبات شاردة الردى أكذا تغيب النيرات وينطفي ... ما كان من أنوارها متوقدا يا للرجال لنكبة نبوية طوت ... العلى قلبا عليها مكمدا ولحظة شنعاء لاحظها الهدى ... دامي الجفون فغض جفنا أرمدا لو كنت بالشهباء يوم تواترت ... أنباؤها لرأيت يوما أسودا يوم تزاحمت الملائكة العلى ... فيه فعزت عن علي أحمدا قصدت أمير المؤمنين رزية ... عادات وقع سهامها أن تقصدا هي ضعضعت شم الجبال وأخضعت ... من لم يكن لمذلة متعودا شنت على حرم الخلافة غارة ... شعواء غادرت الفخار مطردا فسقت أبا حسن ثراك صنائع ... لك ليس تبرح غاديات عودا يا طود زلت فزلزلت أرض ... ... أن تتمهدا «2» يا ليث من يغني غناءك والظبى ... تبكي دما يا غيث من يروي الصدا

يا وحشة المحراب منك اذا دجى ... غسق الظلام ولم يجد متعبدا (2- و) هذا كتاب الله لم غادرته ... من بعد احكام الذي فيه سدى أسفي لمنتجع وعاف معيل ... عدما سحابا منك يمطر عسجدا تا لله ما ظفر الحمام بمثلها ... يوما ولم يمدد إلى أحد يدا يا دهر لست وإن عرفت بعده ... في البغي أول من طغى وتمردا أحيا بنيك وما عداك تعطف ... منه ففيم عليه صرفك قد عدا تعسا لجدك إذ كففت أنا ملا ... يا طالما وكفت «1» ندا وكفت ردا قال فيها: ما للامامة أصبحت مفجوعة ... بأعزها حسبا وأزكى محتدا ورث الخلائف علم يوم مصابه ... فلأجله اتخذوا الشعار الأسودا منها: يا خابط البيداء يحمي يومه ... أرق فيرمي بالمطيّ الفدفدا «2» لاتحدونّ اليعملات «3» وخلها ... تسري سيغنيها الزفير عن الحدا ميعاد طرفك بالبكاء متى بدا ... علم الحجاز ولاح معتليا كدا «4» فهناك صح يا آل هاشم دعوة ... تذكي عليلا وتبكيّ جلدا واقرأ السلام على المشاعر والصفا ... واحبس هنالك النعي مرددا واكتم عن الوفد الحلول مصابه ... فالقوم صرعى السير من بعد المدا وصل السّرى حتى تحل بيثرب ... ليلا فعزّ به النبي محمدا (2- ظ) وقل ابن عمك يومه أدناه من ... أجل فكن جار الجنان له غدا واعدل إلى العباس عم المصطفى ... إن أنت عاينت البقيبع الغرقدا وصف المصاب وقل فجعت بدوحة ... نبوية كادت تطول الفرقدا

وتركت بالزوراء «1» أهل قيامة ... كان النعيم عليهم قد خلدا صلى الإله على قبور أئمة ... ملئت مع الحلم الشجاعة والندا صبرا أمير المؤمنين فلم تزل ... في كل حادثة بصبرك يقتدى إن السماء تكاد عند مصابكم ... تهوي وعقد الشهب أن يتبددا وامنح غياث الدين صبرا منك لو ... أرشدته يوما إليه لاهتدى فهو الضعيف إذا تلم ملمة ... بكم وما زال القويّ تجلدا واسلم فلا سعت الليالي بعدها ... أبدا إليك بما يسر به العدا أنشدني الأمير شرف الدين راجح بن اسماعيل بن أبي القاسم الحلي لنفسه بحرّان في الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب، وذكر لي أنه كان مرض مرضة عظيمة، وكان هو أيضا مريضا، فلما أبل الملك الأشرف من مرضه عوفي الحلي أيضا فأنشده مهنئا: هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن ... ناهيك من شجر أمرن بالشجن ناحت وأفياؤها خضر مراتعها ... وإلفها عن فروع البان لم يبن شدت فأصغيت ملتذا بنغمتها ... جهلا فماذا لقلبي هجتم يا أذني (3- و) وقفت ما بين ملتّف الأراك وبي ... من سجعها أنّة النائي عن الوطن أبكى وتبكي فلولا أن علا نفسي ... فاستيقظ الركب لم يدر الجوى بمن فبعدها لا أرى بالجزع ذا جزع ... على الديار ولا بالحزن ذا حزن وأنت يا حامل الخطىّ معترضا ... لقتل عشاقه خفف عن البدن صل بالقوام ودع ما أنت حامله ... فأين من لدنه فعل القنا اللدن يا من ثنته شمول من شمائله ... فاهتز مثل اهتزاز الذابل اليزني في فترة الطرف أرسلت العذار فما ... هذا التثني الذي يدعو إلى الوثن علمت إذ قمت للعشاق منتصبا ... أن سوف تظهر فيهم دولة الفتن سل خدك الأحمر القاني أيشعر ما ... شعاره فهو خوف الثأر في جنن

من صرف الخمر في عنقود عارضه ... واطلع البدر تحت الليل في غصمن؟؟؟ واستبق أسراك من أهل الغرام فقد ... طاحت نفوسهم نهبا بلا ثمن وهات قل لي أزيد الخيل في دمهم ... أفتاك بالفتك أم سيف بن ذي يزن فمل إلى السّلم فالأيام خالية ... بصفو ملك بني أيوب من إحن واشرب على برء موسى من ... مشعشعة مشمولة عتقت في الدن من زمن واطرب على الدولة الغراء مقبلة ... تجر ثوب التهاني معلم الردن حسب الهدى برء فياض الندى كلف ... بالمكرمات نقي العرض من درن لاحت بوارق بشراه فأطربني ... ما خلفها من عموم العارض الهتن (3- ظ) بشرى عرفت شذاها الشاذوي «1» وقد ... خفيت عن عين عوّادي فلم ترني جاءت وروحي قد راحت تقسمها ... أيدي الردى فأعادتها إلى بدني منها ما بعدكم يا بني أيوب منتجع ... لطالب الرزق يستعدى على الزمن وكلتم بالرعايا عين عدلكم فما ... درت بعدكم مالذة الوسن تلاعب بصروف الدهر سطوتكم ... تلاعب الريح في الآذي «2» بالسفن فالملك بالشرق ممتد الرواق إلى ... فسطاط مصر فأقصى الهند فاليمن وقل لمفتخر بالباس من مضر ... وبالسماحة من قيس ومن يمن دعوا العلى أوفعدوا مثل سؤددهم ... هذي المناقب لاقعبان من لبن ما كل رونق وجه تحته كرم ... هيهات قد ينبت المرعى على الدمن ما يستوي العود مشتدا عريكته ... وابن اللبون إذا مالذ في قرن يا من يطوف به وفد العفاة كما ... طاف الحجيج ببيت الله والركن أجرتني حين جار الدهر معتمدا ... جبري فكم منح عوضت من محن وجدت لي بالذي صرت الغني به ... وكنت أجوج من ميت إلى كفن

أنشدني راجح بن اسماعيل الحلي لنفسه بحرّان يمدح الملك العظم عيسى ابن الملك العادل، وأنشده إياها بحضرة أخيه الملك الأشرف موسى، وكان قد جرت بينهما وحشة أو جبت أن الملك المعظم أغرى خوارزم شاه جلال الدين «1» (4- و) ببلاد أخلاط، وهي بلاد أخيه الملك الأشرف وأوجب ذلك أن سار الملك الأشرف من الجزيرة إلى دمشق واجتمع بأخيه طمعا في أن تزول الوحشة بينهما، فاتفق أن ورد الخبر إلى دمشق بنزول خوازم شاه على أخلاط محاصرا لها، فأنشده هذه القصيدة يعرض فيها بتقريعه على ما فعل، ويحذره عاقبة الخلاف وذلك في سنة أربع وعشرين وستمائه: ملكت كما شاء الهوى فتحكمّ ... وإلّا ففيم الهجر لي وإلي كم أخذت توريّ عن دمي أوما ... ترى بخديك من أثاره لون عندم «2» ولو جحدت عيناك قتلي وأنكرت ... أقر به خط العزار المتمم أيحسن أن تمشي من الحسن مثريا ... وتمنع من ماعونه فقر معدم وفوق يواقيت الشفاه زبرجد ... نقشت به أفراد در منظم فما لي إذا حاولت منك التفاتة ... احلت على تمويه طيف مسلم وهبني أرضى بالخيال وزوره ... فمن لي إذ تجفو بجفن مهوم وبي حرق بين الجوانح كلما ... خلت منك عيدان الأراك بميسم تحدّث عن برد الثنايا نسيمها ... فيا طيب ما أداه عن ذلك الفم فظلت نشاوي مورقات غصونها ... تثنى وباتت ورقها في ترنم لي الله من غصن وريق ومبسم ... وريق حماه اللحظ عن ورد حوم فيا شغلي بالفارغ القلب والحشا ... أطلت شقائي بالغزال المنعم (4- ظ) وعيس رحلناها قسيا فأرقلت ... الى غرض الآمال منا بأسهم تظل الثنايا مدميات نحورها ... فتقتص أيديهن من أنف مخرم

وزنجي ليل بات رومي ثلجه ... أغرّيريني منه تحجيل أدهم تدرعته لما دجا وضريبه ... إذا ضربته الريح لم أتلثم وفي شعب الأكوار أبناء مطلب ... شعارهم توشيع شعر منمنم هداهم غلام من خزيمة عالم ... ملئ بأعمال المطيّ المخزّم جنبنا المذاكي وامتطينا الى العلى ... نجائب من نسل الجديل وشدقم فكم من هلال فوق بدر تريكه ... إذا هي ألقت حافرا فوق منسم تيممن أرض الغوطتين فلم تمل ... بنا العيس عن أبواب عيسى المعظم الى شرف الدين انبرت في برنيها ... حراجيج «1» قد أدمين كل مخدّم الى ملك من دوحة شاذويه ... تفيء على ورد من الجود مفعم الى طود حلم ثابت الهضب شامخ ... الى بحر علم زاخر اللج خضرم الى من كأن اللائذين بظله ... من الأمن ما بين الحطيم وزمزم الى مخبت «2» يغضي حياء ودمعه ... يصيخ فيرضى دعوة المتظلم الى كعبة تدعو بحي على الهدى ... وتلبس أثواب الندى كل محرم تريه وجوه الغيب مرآة فكره ... فتؤمنه من كل ظن مرجّم ويغشى غمار الموت في كل معرك ... يراع له قلب الخميس العرمرم (هـ- و) ويطربه خلع النفوس على القنا ... إذا رنحت أعطافها حمرة الدم له نشوة في الجود ليست لحاتم ... وشنشنة في المجد ليست لأخزم «3» فيا من له يوم النوال أنامل ... إليها الغيوث المستهلة تنتمي سحبن الندى في كل قطر كأنما ... أغرن على نؤي سماك ومرزم «4»

أعيذ علاكم أن يباح لملككم ... حمى وبكم غرّ الممالك تحتمي فسفح خلاط قاسيون وتركها ... تقلّد طوق العار جيد المقطّم فقد أنف الجفني من عار لطمة ... فباع بعزّ الكفر ذلة مسلم وجرّ على عبس وأشجع حتفها ... مغار دريد بعد طعنة زهدم وصبّح في جوّ اليمامة حاجب ... بأشام يوم عابس حيّ أشأم وما مات من نجىّ الضغائن هلكة ... وأبقى جميل الذكر كابن مكدم أبت لكم آباء صدق نمتكم ... تخيل ضغن يقتضي نقض مبرم فقد جر قبح الغدر مصرع مالك ... فما رده ترصيع شعر يشأم نصيحة عبد عاش في ظل ملككم ... تقابله بالنجح أوجه أنعم نداك به نادى فجاء مرخما ... وان كان أصل الوضع غير مرخم يعني أن راجح إذا رخمته حذفت الحاء فصار راج. فدونكها أحلى من الامن موقعا ... وأطيب من شوق إلي قلب مغرم إذا حدّثت أبياتها عن علاكم ... غدت أم أوفى دمية لم تكلم (هـ- ظ) قال راجح: فسر الملك الاشرف بهذه، وحنق عليّ الملك المعظم بسببها، فلما خرجنا من المجلس استدعاني الملك الاشرف وقال لي: والله شفيت قلبي في هذا اليوم، وأما الملك المعظم فانه أسرّ ذلك في نفسه حتى خرج الملك الاشرف من دمشق وخرجت عقب خروجه، وقبض على أخي وجعل له حجة وحبسه فبقى في السجن سنة. أخبرني بعض الاصدقاء أن راجح الحلي توفي بدمشق في يوم الخميس الخامس والعشرين من شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة. وأنبأنا الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: وفي ليلة السابع والعشرين من شعبان- يعني- من سنة سبع وعشرين وستمائة توفي الشيخ الاديب أبو الوفاء راجح بن اسماعيل بن أبي القاسم الاسدي الحلي الشاعر المنعوت بالشرف

راجح بن الحسين:

بدمشق، مدح جماعة من الملوك وغيرهم بمصر والشام والجزيرة وحدث بشيء من شعره بحلب وحرّان وغيرهما «1» . راجح بن الحسين: - وقيل الحسن- بن عتاب بن عتاب أبو الحسن النشائي منسوب الى النشاء المعمول من الحنطة، حدث بحلب عن محمد بن خلف بن صالح التيمي ومحمد بن كثير البصري. روى عنه الحافظ أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي وأبو الحسن علي بن محمد بن اسماعيل الطوسي. أخبرنا عمي أبو غانم بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي، وابنه القاضي أبو عبد الله محمد (6- و) ابن عبد الرحمن وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرطوسي الحلبيون بها قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول الحلبي بها قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي- بها- قال: حدثني أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجليّ الحلبي بها قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير العابد الحلبي بها قال: حدثنا أبو الحسن الراجح بن الحسين بن عتاب بن عتاب النشائي بحلب قال: حدثني محمد بن خلف بن صالح التيمي بكناسة الكوفة قال: حدثني سليمان الاعمش قال: بعث إليّ أبو جعفر المنصور في الليل، فقلت في نفسي ما وجه إليّ في هذا الوقت إلّا وهو يريد أن يسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر الحديث وقال فيه عن المنصور قال: حدثني أبي عن جدي قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبلت فاطمة باكية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا بنية؟ قالت: يا رسول الله عيرنني نساء قريش وزعمن أنك زوجتني معد ما لا مال له، فقال لها رسول الله: والذي بعثني بالحق نبيا يا بنية ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه وأشهد على ذلك جبريل وميكائيل «2» .

راجح بن أبي بكر بن ابراهيم بن محمد:

راجح بن أبي بكر بن ابراهيم بن محمد: أبو الوفاء العبدري القرشي الميورقي، شيخ حسن صالح من أهل ميورقه «1» قدم الشام ونزل حماة فاتفق يوما أن (6- و) رأى صاحبها الملك المظفر محمود ابن محمد بن عمر بن شاهانشاه بن أيوب «2» وهو يشرب في مركب في العاصي، فباداه: أما تخاف من الله؟ فنزل إليه وضربه وهو سكران ضربا مبرحا، فلما أفاق ندم على ذلك واعتذر وخرج راجح من حماة، وقدم علينا حلب وأقام بها مدة وتأهل بها، وصار له بها حرمة وافرة ورتب شيخا في الخانقاة التي وقفها قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، ثم إنه رتّب بعد ذلك شيخا في خانقاه ابن المقدم «3» بحلب، ثم عزل عنها ورتب له معلوم على مصالح المسلمين الى أن كسر التتار ملك الروم غياث «4» الدين فخاف من التتار، وخرج من حلب في سنة إحدى وأربعين وستمائة وتوجه إلى الديار المصرية ورافقته من دمشق إلى مصر وكنت إذ ذاك قد سيرت رسولا إلى مصر فحدثني ببيسان بشيء من الحديث عن أبي زكريا يحيى بن علي بن موسى المغيلي بعد مشاهدة سماعه عليه بموطأ يحيى بن يحيى، وأخبرني أنه سمع من محمد بن احمد بن خير، وسألته عن مولده فقال: بميورقة في سنة ثمان وسبعين في آخرها أو أوائل سنة تسع وسبعين وخمسمائة ولم يبق صاحب حماه الملك المظفر بعد ضربه إلّا مدة يسيرة وفلج وبطلت حركته ودام مفلوجا إلى أن مات. أخبرنا مخلص الدين أبو الوفاء راجح بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد العبدري القرشي المتوفي ببيسان قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن علي بن موسى

المغيلي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي القيسي عرف بابن الرّمامة قال: حدثنا أبو بحر سفيان (7- و) بن العاصي الأسدي قال: حدثنا أبو عمر يوسف بن عبد البرقال: حدثني أبو عثمان سعد بن نصر قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا ابن وضّاح قال: حدثنا يحيى بن يحيى عن مالك، قال أبو عمر ابن عبد البر: وحدثني أبو الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي البزاز قال: أخبرنا أبو عبد الملك محمد بن عبد الله بن أبي دليم عن أبي الحرم وهب ابن ميسرة قال: حدثنا ابن وضاح قال: حدثنا يحيى بن يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلففات بمروطهن ما يعرفن من الغلس «1» . توفي الشيخ راجح بن أبي بكر الميورقي في شوال سنة ثلاث وأربعين وستمائة بمكة شرفها الله ودفن بالمعلا «2» ، أخبرني بذلك عبد المؤمن بن خلف الدمياطي.

ذكر من اسمه راشد

ذكر من اسمه راشد راشد بن سعد المقراني: ويقال الحبراني الحمصي شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وحدث عنه وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي أمامة الباهلي وعمرو بن العاص، وأبي الدرداء ويعلي بن مرة، وعبد الله بن بشر المازني، والمقدام بن معد يكرب وعبد الله بن نجي الهمداني، وعتبة بن عبد السلمي، وعبد الرحمن بن عائذ الثمالي وجبله بن الأزرق وعبد الرحمن بن قتاده وحمزه بن عبد كلال. (7- ظ) . روى عنه حريز بن عثمان الرحبي وثور بن يزيد الكلاعي، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح الحضرمي، وأبو ضمرة محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السلمي، وبكير بن عبد الله بن أبي مريم، والمقراني منسوب إلى بطن بن حمير وكذلك الحبراني أيضا. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي، وأبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش، ح. وأخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري البغدادي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن علي بن صالح الكاغدي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين، ح. قال أبو اسحاق الكاشغري: وأخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون قالوا:

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو روح الربيع الحمصي محمد بن حرب قال: حدثنا الزبيدي عن راشد بن سعد المقراني عن أبي عامر الهوزني عن أبي كبشه الأنماري أنه أتى رجلا فقال له: أطرقني من فرسك وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أطرق مسلما فعقب له الفرس كان له كأجر ستين فرسا يحمل عليها في سبيل الله عز وجل فإن لم تعقب كان له كأجر فرس في سبيل الله عز وجل «1» . (8- و) . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري- إذنا- عن الحافظ أبي طاهر السّلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: راشد بن سعد شامي ثقه «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمر بن أحمد الفقيه البرمكي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الدقاق قال: أخبرنا أبو حفص عمر ابن محمد بن عيسى الجوهري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن هاني الطائي الأثرم قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: راشد بن سعد لا بأس به. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- اذنا- قال: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: راشد بن سعد المقراني روى عن ثوبان وأبي أمامة ويعلى بن مرة وجبلة بن الأزرق ومعاوية.

روى عنه ثور بن يزيد وحريز بن عثمان ومعاوية بن صالح ومحمد بن سليمان أبو ضمره، سمعت أبي يقول ذلك. سئل أبي عنه فقال: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد (8- ظ) قال: حدثنا علي بن المديني قال: قلت ليحيى القطان: تروي عن راشد بن سعد؟ قال: ما شأنه هو أحب إليّ من مكحول. وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا يعقوب بن اسحاق الهروي في كتابه إليّ قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين عن راشد بن سعد فقال: ثقة «1» . ذكر الحافظ أبو بكر محمد بن عمر الجعابي في كتاب الأخوة الذين روي عنهم الحديث راشد بن سعد الحمصي، وأخوه هو خالد بن سعد وقال: حدثني اسحاق بن موسى قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد قال: حدثنا أحمد بن يعقوب الكندي قال: حدثنا خالد بن عمرو قال: حدثنا بقية قال: حدثني صفوان عن راشد بن سعد قال: سألني طاووس: من أين أنت؟ فأخبرته فبسط إليّ يده وقال: راشد الحمصي؟ قلت: نعم قال: إن هذا لوجه كنت أتمنى- أو قال أشتهي- أراه. وقال أبو بكر الجعابي: حدثني أحمد بن موسى بن عمران الدوري قال: حدثنا الفيريابي قال: حدثنا ابن أبي السرى قال حدثنا السري قال: حدثنا حريز بن عثمان عن راشد بن سعد أنه حضر يوم صفين مع معاوية وكان يجيز على الجرحى. وقال حدثني اسحاق بن موسى قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن مصفى قال: حدثنا بقية عن صفوان قال: شهد راشد بن سعد صفين وذهبت عينه فيها (9- و) . أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقى قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفى قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو

راشد:

محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ثلاث عشرة ومائة راشد ابن سعد المقراني بطن من حمير، يعني مات. راشد: غير منسوب غلام كان لعمار بن ياسر، له ذكر، وشهد صفين مع عمار رضي الله عنه. أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود المحمودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن أحمد بن أحمد بن الخشاب- إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو (9- ظ) الحسن بن ننجاب قال حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى ابن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن السدى عن ابن حريث قال: أقبل غلام لعمار بن ياسر يومئذ اسمه راشد وهو يحمل شربة من لبن ليسقي عمارا، فقال عمار أما إني سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن آخر زادك من الدنيا شربة من لبن ثم شرب «1» . ***

راغب الخادم:

راغب الخادم: مولى الموفق أبي أحمد بن جعفر المتوكل كان قائدا معروفا جليلا، وكان فاضلا فصيحا حسن المجالسة وله مال وافر وغلمان متوافرون، ولما مات مولاه انتقل إلى ثغر طرسوس وأقام بها، وابتنى بها دورا ومساكن له ولمواليه، وكان حين وصل إلى حلب سير ماله وثقله إلى طرسوس، وتوجه إلى خمارويه بن أحمد ابن طولون فأقام عنده مدة، وفرح أهل الثغر بكثرة غلمانه ومقامه بهم عنده، وتوهم أهل طرسوس أن خمارويه قبض عليه فعمدوا إلى والي طرسوس، وهو ابن عم خمارويه فقبضوا عليه ونهبوه وسجنوه إلى أن أطلق لهم راغب وهمّ خمارويه بعد ذلك بالقبض عليه فعصمه الله منه، وكان له ولمواليه نكاية في العدو، وآثار حسنه في الجهاد، وقيل إنه لما وصل حلب اجتمع بطفج بن جفّ لما لقيه بحلب، ووعده بأشياء عن خمارويه، فصعد إلى مصر في سنة تسع وستين ومائتين، وردّ راغب خادمه مكنون مع سائر أمواله وسلاحه إلى طرسوس، ومضى إلى خمارويه إلى مصر في خمس غلمان، وكتب طغج إلى محمد (9- ظ) ابن موسى الأعرج بالقبض على مكنون وما معه، ففعل، ووثب عليه أهل طرسوس ومنعوه من ذلك، وكتبوا إلى خمارويه وقالوا: أطلق لنا راغبا حتى نطلق الأعرج، وأنفذ معه أحمد ابن طغان واليا على الثغور، وعزل عنهم الأعرج. ذكر ذلك ابن أبي الأزهر والقطربلي في تاريخهما الذي اجتمعا على تأليفه «1» . وذكر أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق فيما قرأته في سيرة أبي الجيش خمارويه بن أحمد ابن طولون قال: وفي هذه السنة في هذه السنة في صفر منها- يعني سنة ثمان وسبعين ومائتين- مات أبو أحمد الموفق وعقد العهد لابنه أبي العباس، وكان للموفق غلام خادم من جلة غلمانه يعرف براغب، فلما مات مولاه أحزنه موته،

فأحب أن يسكن طرسوس، فاستأذن في ذلك، فأذن له، فخرج قاصدا يريد الثغر، وكان خمارويه يومئذ بدمشق فلما بلغ راغب إلى حلب وهمّ بالدخول إلى طرسوس قيل له: طرسوس من عمل أبي الجيش، وهو بالقرب منك، فلو صرت إليه زائرا وقضيت حقه، وعرفته ما عزمت عليه من المقام بالثغر ما ضرك ذلك، وكان أجلّ لمحلك وأقوى لك على ما تريده، فبعث بثقله وجميع ما كان معه مع غلام له يعرف بمكنون وأمره أن يتقدمه إلى طرسوس، ورحل هو مخفا إلى دمشق، فلقي أبا الجيش فأحسن أبو الجيش تلقيه وسر بنظره ووصله وأحسن إليه وكان يكثر عنده ويحادثه، وكانت لراغب عارضه وبيان وحسن عبارة (11- ظ) وكان قد رأى الخلفاء وعرف كثيرا من أخبارهم، فكان يصل مجلسه بشيء من أخبارهم وسيرهم، فأنس به خمارويه، وكان يستريح الى حديثه ومذاكرته، فلما رأى راغب ما يخصه به خمارويه من التكرمة والأنس به والاستدعاء إذا تأخر استحيا أن يذكر له الخروج إلى طرسوس، فلما طال مقامه بدمشق ظن مكنون غلامه أن أبا الجيش قد قبض عليه ومنعه من الخروج إلى الثغر، فأذاع ما ظنه عند المطوعة وشكاه إليهم، وأكثر هؤلاء المطوعة من أهل الجبل وخراسان، معهم غلظ الأعجمية وسوء أدب الصوفية فأحفظهم هذا القول وظنوه حقا، فقالوا: تعمد إلى رجل قد خرج إلى سبيل الله محتسبا نفسه لله عز وجل. وفي مقام مثله في الثغر قوة للمسلمين وكبت لأعدائهم من الكافرين، فتقبض عليه وتمنعه من ذلك جرأة على الله فتلففوا وتجمعوا ومشى بعضهم الى بعض وأقبلوا الى واليهم وهو ابن عم خمارويه، فشغبوا عليه، فأدخلهم إليه ليسكن منهم ويعدهم بما يحبون، فقبضوا عليه وقالوا: لا تزال في اعتقالنا أو يطلق صاحبك صاحبنا، فإن قتله قتلناك به، وتسرع سفلهم إلى داره فنبهت وهتكت حريمه ولحقه كل ما يكره، وجاءت الكتب إلى أبي الجيش بذلك فأحضر راغبا وأقرأه الكتب: وقال له: والله ما منعناك ولا حظرنا عليك الخروج ولقد سررنا بقربك وما أوليت وأوليناك (12- و) إلا جميلا، وقد جنى علينا سوء ظن غلامك ما لم نجنه فإذا شئت فارحل مصاحبا، وقل لأهل طرسوس: يا جهلة ما يومنا فيكم بواحد تتسرعون الى ما نكره مرة بعد أخرى ونغضي عنكم، ويحلم الله عز وجل، ولولا المحافظة على ثغر المسلمين وعز الاسلام لا خشية منكم

ولا من كثرتكم، وإلى الله الشكوى، ولولا الخوف من غضبه عز وجل لجازيناكم على أفعالكم، فودعه راغب ورحل الى طرسوس، فلما صح عند أهل طرسوس خبر راغب أطلقوا عن محمد بن موسى بن طولون، فلما أطلق قال: أصلح الله بلدكم، ورحل عنهم فسكن بيت المقدس، وكان له دين وفيه خير كثير. وقرأت في سيرة الاخشيد: تأليف أبي محمد بن زولاق قال: وحدثني احمد ابن عبيد الله عن أبيه قال: قال: طغج كنت بدمشق أخلف أبا الجيش فجاءني كتابه يأمرني بالمسير الى طرسوس، وأقبض على راغب وأقتله فسرت الى طرسوس، وكان شتاء عظيما فما أمكن أحد أن يتلقاني، فلقيني راغب وحده في غلمانه، وكان له مائتا غلام قد أشجو العدو، فأنزلني وخدمني وقضى حقي فأمسكت عنه، وحضرت معه غزاة أشجى فيها العدو فقال لي جماعة من أهل طرسوس: بالله إلّا صنت هذا الرجل وأحسنت إليه، ففعلت وآثرت رضا الله عز وجل فانصرفت الى دمشق وكتب الى أبي الجيش أعتذر وذكرت أشياء منعتني من القبض على راغب. قال طغج: فما شعرت وأنا بدمشق (12- ظ) حتى وافى أبو الجيش فلقيته وخدمته وجلست معه ليلة للشرب فلما تمكن منه الشراب قال لي: يا طغج شعرت بأنه ما جاء بي الى دمشق سواك، فاضطربت فلما رآني قد تغيرت اقلب الحديث، وانصرفت وأنا خائف منه وعلمت أنه يقتلني كما قتل صافي غلام أبيه بدمشق لأنه سار إليه من مصر وقتله فقتل أبو الجيش تلك الليلة وكفاني الله أمره لأني عملت مع راغب لله فكفيت «1» . قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتاب سير الثغور الذي وضعه للوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات قال في ذكر طرسوس ومنازلها: ويلاصق شارع البرامكة الى جهة الغرب دار راغب مولى الموفق بالله، وهي الدار الصغيرة فيها مواليه وموالياته وأولادهم في حجر مفروزة، وكانت الرئاسة فيهم الى بشرى الراغبي ثم انتقلت الى أحمد بن بشرى، ووقوفهم

بنقابلس وغيرها وضياع في أعمال طرسوس بنواحي باب قلمية، منها ما يضمن، ومنها ما يقوم به الموالي، وذكر من الموالي جماعة من أهل العلم ومن أهل النجدة والشجاعة قد ذكرنا بعضهم في كتابنا هذا، ثم قال بعد ذلك: ثم تسير فتجد عجالين وبيادر حتى تصل بها يسارك الى دار راغب الكبرى وهي على مثال دار السيدة، غير أن تلك أعلى فناء، وفي هذه الدار خدم وشيوخ من الفرسان المقدمين، منهم أبو هلال الراغبي، وذكر حاله، وقد ذكرناه أيضا (10- و) في هذا الكتاب. قال: وما زال الجهاد بأهل هذه الدار حتى قل عددهم ونفد مددهم، وتفانوا موتا وقتلا وأسرا، واختلت جوانبها، حتى رأيت عبد الله بن اشكام الخراساني قد نزلها، ثم رأيت علي بن عسكر بعد نزلها، وخرجنا عن طرسوس وهي معمورة. وقرأت بخطه في هذا الكتاب: وحدثني أبو بكر أحمد بن أفلح الراغبي قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه راغب مولى الراضي بالله أن قبر المأمون هو هذا الذي يظهر في داره المقببة صحيح يعلمه حقا يقينا. قلت: إنما قال مولى الراضي لأن ولاءه في بني العباس وقد ذكر أولا أن راغب مولى الموفق، وذكر أن أحمد بن أفلح من موالي راغب «1» .

ذكر من أسمه رافع

ذكر من أسمه رافع رافع بن خديج: ابن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس، أبو عبد الله الحارثي الأوسي الأنصاري، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وشهد معه أحدا والخندق وأكثر مشاهده. روى عنه عبد الله بن عمر وابن عمه أسيد بن ظهير بن رافع الأنصاري والسائب ابن يزيد ومحمود بن لبيد من الصحابة، ومن التابعين ابن ابنه عبيد الله بن رفاعة بن رافع، وعامر الشعبي ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وأبو النجاشي وعمرة بنت عبد الرحمن، وقيل ابن ابنه عيسى بن سهل بن رافع بن خديج. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وروى زيد بن حسن أنه شهد بصفين على كتاب الحكمين بين علي ومعاوية. (10- ظ) . أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي قال: أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج أن بعيرا ندّ وليس في القوم إلّا خيل يسيرة فرماه رجل بسهم فحبسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا «1» .

أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن علي الكاغدي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي، ح. قال أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا محمد بن طلحة عن بنين ابن ثابت بن أنس بن ظهير وأخته سعدى بنت ثابت عن أبيهما عن جدهما قال: لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأن (11- و) رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغره فقال: هذا غلام صغير وهمّ برده فقال عم رافع بن خديج ظهير: رافع يا رسول الله ابن أخي رجل رام فأجازه فأصيت يوم أحد بسهم في لبته «1» أو في صدره شك محمد بن طلحة، قال فانتضل النصل فجاء به عمه ظهير بن رافع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ابن أخي أصيب بسهم، قال ما شئته إن شئت أن تخرجه أخرجناه وإن أحب أن ندعه فإن مات وهو فيه مات شهيدا، قال: أدعه يا رسول الله، قال ابراهيم قال لي محمد بن طلحة: فكان الحسين والمرأة يحدثان عن أبيهما عن جدهما أنه كان يقول كان رافع إذا سعل شخص النصل من وراء اللحم حتى ينظر إليه. قال لي محمد بن طلحة: هلك رافع بن خديج في زمن معاوية بن أبي سفيان. (13- ظ) أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال أخبرنا أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال في كتابه إليّ قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف ابن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: ومن الصحابة من اسمه رافع جماعة منهم: رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم

ابن حارثة بن الحارث بن الخزرج أبو عبد الله الأنصاري الحارثي مديني مات قبل ابن عمر في سنة أربع وسبعين ومات وهو ابن ست وثمانين، أجازه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ويقال إنه رمي يوم أحد بسهم فاتنقضت في زمن معاوية وأمه خطمة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن الخزرج، وروى رافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث يسيرة وهو ابن أخي ظهير ومظهر بن رافع ابن عدي. وشهد رافع أحدا والخندق والمشاهد كلها، وكان أصابه يوم أحد سهم في ترقوته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت يوم القيامة أنك شهيد فتركها، وكان إذا ضحك واستغرب بدا ذلك السهم «1» . أسقط ابن السكن في نسبه بين زيد وجشم «عمرو بن يزيد» ولله أعلم. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة- إذنا- قال: أخبرنا (14- ط) محمد بن عبد الله قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: رافع بن خديج الحارثي الأوسي البصري المديني أبو عبد الله الأنصاري، له صحبه، روى عنه السائب بن يزيد ومجاهد وعطاء والشعبي وابن ابنه عباية بن رفاعة، سمعت أبي يقول ذلك، وروى عنه ابن عمر، ومحمود بن لبيد وعمرة بنت عبد الرحمن «2» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- فيما كتب به إلينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن عبد البر قال: رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن عمر بن يزيد بن

جشم الأنصاري الحارثي الخزرجي، يكنى أبا عبد الله وقيل أبا خديج روي عن ابن عمر أنه قال له: يا أبا خديج، وأمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر ابن عدي بن أمية بن بياضة الأنصاري هو ابن أخي ظهير ومظهر ابني رافع بن عدي، رده رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر لأنه استصغره، وأجازه يوم أحد، شهد أحدا والخندق، وأكثر المشاهد، وأصابه يوم أحد سهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أشهد لك يوم القيامة، وانتقضت جراحته في زمن عبد الملك بن مروان فمات قبل ابن عمر بيسير سنة أربع وسبعين وهو ابن ست وثمانين. قال الواقدي: (15- و) مات في أول سنة أربع وسبعين وهو بالمدينة. قال أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن عمر، ومحمود بن لبيد والسائب بن يزيد وأسيد بن ظهير. وروى عنه من التابعين من دون هؤلاء: مجاهد وعطاء والشعبي وابن ابنه عباية بن رفاعة بن رافع وعمرة بنت عبد الرحمن. شهد صفين مع علي رضي الله عنه «1» . قلت: وهكذا نسب ابن عمه أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن يزيد بن جشم وكان ابن عمه لحّا، وزاد بعد جشم بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري الحارثي. وقال في ترجمة عمه ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد «2» ، هو وأخوه مظهر بن رافع، وهو عم رافع بن خديج ووالد أسيد بن ظهير، فذكر نسب أسيد بن ظهير موافقا لنسب رافع بن خديج، وأدخل في نسبته ظهيرا: عمرا ويزيد فيما بين زيد وجشم كما فعل ابن السائب، وقال في ذكر رافع بن خديج: الحارثي الخزرجي، وليس بخزرجي بل هو أوسي من ولد أوس أخي الخزرج الأكبر الذي هو أصل الخزرج ووقع في

رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان القاضي:

نسب رافع الخزرج، وهو الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس لا ينسب إليه الخزرجي وربما توهم أنه من أولاد الخزرج الأكبر أصل الفخذ الثاني، وليس به «1» . أنبأنا أبو الحسن علي بن الفضل قال: (15- ظ) أخبرنا أبو القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: أخبرنا محمد بن معاوية قال: سمعت محمد ابن اسماعيل البخاري يقول: مات رافع بن خديج في زمن معاوية «2» . روى عنه عبد الله بن عمر، وقال ابن نمير: مات سنة أربع وسبعين بالمدينة (16- و) . أنبأنا أبو الحسن المقدسي عن ابن بشكوال قال أخبرنا ابن عتاب وابن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا سعيد بن السكن قال: حدثني محمد بن زهير قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا غسان بن مضر عن أبي مسلمة عن أبي نضرة قال: لما مات رافع ابن خديج جعلن النساء يصرخن، أو يبكين، فقال ابن عمر: ويحكن أنه شيخ لا طاقة له بعذاب الله. رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان القاضي: أبو المعالي الفاياني، من الفايا قرية كبيرة من أعمال منبج، ولي القضاء بمنبج: وكان فقيها حنفيا ورعا، درس الفقه بمنبج، وكان تفقه على الامام برهان الدين أبي الحسن علي بن الحسن البلخي، وحدث عنه بأماليه التي أملاها بحلب. روى عنه الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوى، وحدثنا عنه الفقيهان: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم وأبو بكر بن عثمان بن محمد المنبجيان.

أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوى- في كتابه إلينا من حران- وأخبرناه عنه- سماعا- أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني، ح. وأخبرنا الفقيه بدر الدين أبو بكر بن عثمان بن قجمك السلوري الحنفي المنبجي بحلب قالا: حدثنا القاضي أبو المعالي رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان الفاياني. قال عبد القادر إملاء في مدرسته بمنبج قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن أبي جعفر البلخي الفقيه بحلب قال: حدثنا القاضي (16- ظ) أبو بكر محمد بن الحسن بن منصور قال: أخبرنا الاستاذ أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد الحلوائي قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن اسماعيل القفال قال: حدثنا علي بن اسماعيل قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا محمد ابن محمد بن حفص قال: حدثنا عوف عن زراره بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل إليه الناس وقيل قدم رسول الله، وكنت فيمن جاء فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال: فكان أول ما قال أن قال: أيها الناس أفشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام «1» . أخبرنا ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المنبجي الحنفي- قراءة عليه بباب بزاعا- قال: أخبرنا القاضي أبو المعالي رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان بمنبج قال: حدثنا الشيخ الامام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسن البلخي، إملاء بحلب، قال: حدثنا أبو المعين ميمون بن محمد بن معتمد المكحولي قال: أخبرنا الحسن بن أبي الحسن الفضلي قال: أخبرنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثنا عمر بن محمد عن إبراهيم بن عبد الله المخرمي عن أبي الفضل عاصم عن مالك بن أنس رحمه الله عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي عن أبي طالب رضي الله عنه (17- و) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في كل يوم مائة

رافع بن عميرة الطائي:

مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين كان له أمانا من الفقر، وأمن من وحشة القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنة «1» . توفي القاضي رافع بن عبد الله بمنبج في سنة اثنتين وستمائة، أخبرني بذلك إبراهيم بن محمد الأزهر الصريفيني عن بعض أهل منبج. رافع بن عميرة الطائي: كان دليلا بصيرا بالطريق حاذقا، دل بخالد بن الوليد على طريق السماوة حين سيره الى الشام، وسلك به المفازة حتى وصل به الى البشر جبل بالقرب من بالس من أعمال حلب وله ذكر. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن بن صابر- اجازة- قالا: أخبرنا الشريف (17- ط) النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا محمد بن موسى بن عماد قال: حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني والهيثم بن عدي قال: لما مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه أمر عمر بن الخطاب خالدا بالمسير الى الشام واليا من ساعته «2» فأخذ على السماوة حتى انتهى الى قراقر «3» ، وبين قراقر وبين سوى «4» خمس ليال في مفازة، فلم يعرف الطريق فدل على رافع بن عميرة الطائي، وكان دليلا بصيرا فقال لخالد: خلف الأثقال واسلك هذه المفازة وحدك إن كنت فاعلا، فكره خالدا أن يخلف أحدا، فقال له رافع والله إن الراكب المنفرد يخشى فيها على نفسه وما يسلكها إلا مغرر فكيف أنت بمن معك؟ فقال: لا بد وأحب خالد أن يوافي المفازة ويأتي

القوم «1» بغتة، فقال له الطائي: إن كان لا بد من ذلك فابغ لي عشرين جزورا سمانا عظاما، ففعل فظمأهن ثم سقاهن حتى روين، ثم قطع مشافرهن، وشرط شيئا من ألسنتهن وكمعهن لئلا تجتر لأن الإبل اذا اجترت تغير الماء في أجوافهن وإذا لم تجتر بقي الماء صافيا في بطونهن، ففعل خالد ذلك وتزودوا من الماء ما يكفي الركب، وسار خالد (17- و) فكلما نزل منزلا نحر من تلك الجزر أربعا، ثم أخذ ما في بطونها من الماء فسقيته الخيل، وشرب الناس ما معهم، فلما سار إلى آخر المفازه انقطع ذلك عنهم، وجهد الناس وعطشت دوابهم، فقال خالد للطائي: ويحك ما عندك؟ فقال: أدركت الري إن شاء الله، انظروا هل تجدون عوسجة على الطريق، فوجدوها فقال: احفروا في أسفلها، فاحتفروا فوجدوا عينا غزيرة فشربوا منها وتزودوا، فقال رافع: ما وردت هذا الماء قط إلا مرة واحدة، وأنا غلام فقال راجز المسلمين. لله در رافع أني اهتدى ... فوز من قراقر إلي سوى أرض إذا سار بها الجيش «2» بكى ... ما سار قبلك من أنس أرى «3» قال: فخرج خالد من المفازه في بعض الليل فأشرف على البشر وذكر تمام الحكاية» وقد ذكرناها في آخر الكتاب في المجهولة أسماؤهم. ***

ذكر من اسمه الربيع

ذكر من اسمه الربيع الربيع بن خثيم: أبو عبد الله، وقيل أبو يزيد الكوفي الثوري، من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. روى عن عمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي. روى عنه هلال بن يساف، وأبو عمرو عامر بن شراحيل للشعبي، وأبو عمران إبراهيم (17- ظ) بن زيد النخعي والمنذر الثوري أبو يعلى وكثير بن مره وبكر بن ماعز، وسعيد بن مسروق، وهلال بن مينا، وابراهيم النخعي ونسير بن ذعلوق، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن بن قيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدى أبو بكر قال: أخبرنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا سعدان بن يزيد البزاز قال: حدثنا علي بن عاصم عن اسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن الربيع بن خثيم عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في أول النهار لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان معدال أربع رقاب من ولد اسماعيل «1» . قال عامر: قلت للربيع بن خثيم: من حدثك هذا عن أبي أيوب؟ قال: عبد الرحمن بن أبي ليلي، قال عامر: فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني به. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد

ابن محمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا عبد الرحيم بن راقد قال: حدثنا مسعدة بن صدقة ابو الحسن قال: حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن الربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزلة ولا يسلم لذي دين دينه إلّا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ومن حجر إلى حجر كالطير بفراخه وكالثعلب بأشباله، ثم قال: ما أبقاه ما اتقاه في ذلك الزمان راعي غنم أقام الصلاة بعلم ويؤتي الزكاة ويعتزل الناس إلّا من خير، ولشاة عفراء أرعاها بسلع «1» أحب إليّ من ملك بني النضير وذلك إذا كان كذا وكذا «2» . قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الربيع ومن حديث الثوري لم يروه إلا سعدة بن صدقة وعبد الرحيم بن واقد. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي بحلب قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن حمويه قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن خزيم الشاشي قال: أخبرنا أبو محمد عبد بن حميد الكشي قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الانصار قالت: قال أبو أيوب قال رسول الله صلى الله (18- و) عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن فإنه من قرأ في ليلة: الله الواحد الصمد فقد قرأ الثلث أو قرأ ثلث القرآن «3» . قرأت بخط أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف قال: حدثنا فضل بن عبد الوهاب قال: حدثنا

يونس بن أرقم عن هارون بن سعد قال: قلت لمنذر الثوري: أشهد الربيع بن خثيم مع على شيئا من مشاهده؟ قال: أما صفين فقد شهدها. أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري وأبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- قراءة عليهما بحلب في منزلي- قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز، وقال أبو الحجاج: أخبرنا الشيخ ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف وأبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش الآزجي قالوا: أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك بن أحمد البردعي قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبو حميد أحمد بن سنان الحمصي قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار قال: حدثنا يزيد بن عطاء عن علقمه بن مرشد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين: عامر بن عبد الله وأويس القرني وهرم بن حيان، والربيع بن خثيم، وأبو مسلم الخولاني والأسود بن يزيد ومسروق (18- ظ) بن الأجدع والحسن بن أبي الحسن، فذكرهم. وقال: وأما الربيع بن خثيم فقيل له حين أصابه الفالج: لو تداويت؟ فقال: قد عرفت أن الدواء حق، ولكن ذكرت «عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا» كانت فيهم الأوجاع وكانت لهم الأطباء فما بقي المداوي ولا المداوى. وقال غيره: ولا الناعت بقي ولا المنعوت له، قال: وقيل له: لا تذكر الناس، قال: ما أنا عن نفسي راض فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله في ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم. قال: وقيل له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا. قال: وكان عبد الله بن مسعود إذا رآه قال: «وبشر المخبتين» «1» ، أما إن محمدا لو رآك لأحبك.

قال: وكان الربيع بن خثيم يقول: أما بعد فأعدّ زادك، وخذفي جهازك، وكن وصي نفسك «1» . وقال يوسف بن خليل: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد قال أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، وأما الربيع بن خثيم فقيل له حين أصابه الفالج: وذكر جميع ما ذكرناه «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل (19- و) بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي قال: كتب إلينا أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز أن أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرهم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال: انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين: فأما الربيع بن خثيم فقيل له حين أصابه الفالج: لو تداويت؟ فقال: لقد علمت أن الدواء حق، ولكن ذكرت «عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا «3» » كانت فيهم الأوجاع وكانت لهم الأطباء فما بقي المداوي ولا المداوى. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن الحسن الحداد المقرئ قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبدان بن أحمد قال: حدثنا أزهر بن مروان قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عبد الله بن الربيع بن خثيم قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا عبدان بن أحمد قال: حدثنا أزهر بن

مروان قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عبد الله بن الربيع بن خثيم قال: حدثنا أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: كان الربيع بن خثيم إذا دخل على عبد الله بن مسعود: لم يكن عليه اذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه، قال: فقال عبد الله: يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه (19- ظ) وسلم لأحبك وما رأيتك إلّا ذكرت المخبتين. وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا جرير عن اسماعيل عن حماد بن أبي سليمان قال: كان ابن مسعود إذا رأى ربيع بن خثيم قال: مرحبا يا أبا يزيد ويجلسه إلى جنبه، ويقول: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك. أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة وعبد الرحيم بن يوسف ابن الطفيل قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السّلفي- كتابة- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر الأندلسي قال: حدثنا علي بن أحمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: الربيع بن خثيم يكنى أبا يزيد، كوفي تابعي ثقة، من أصحاب عبد الله، وكان خيارا، وكان ابن مسعود إذا نظر إليه قال: «وبشر المخبتين» أما لو رآك نبيك لأحبك، وكان الربيع إذا جاء باب ابن مسعود يستأذن قالت له الجارية: ذاك الأعمى بالباب فيقول ابن مسعود: ليس هذا أعمى، ذاك الربيع بن خثيم «1» . (20- و) . ***

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن منده- إذنا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: الربيع بن خثيم أبو يزيد الثوري، روى عن ابن مسعود، روى عنه إبراهيم النخعي والشعبي ومنذر أبو يعلى وبكر بن ما عز وسريته «1» ، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد بن أبي حاتم: أخبرنا ابن أبي خيثمه في كتابه إليّ قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر قال: حدثنا أبو النضر قال: حدثنا الأشجعي عن مسعر بن كدام عن عمرو بن مرة عن الشعبي قال: حدثنا الربيع بن خثيم وكان من معادن الصدق. ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: الربيع بن خثيم ثقة لا يسأل عنه «2» . أخبرنا يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد ابن محمد بن عبد الله اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: في الطبقة الأولى من التابعين ومنهم المخبت الورع القنع الحافظ لسره، الضابط لجهره المعترف بذنبه، المفتقر إلى ربه أبو يزيد الربيع بن خثيم أحد الثمانية من الزهاد، وقيل ان التصوف مشارفة السرائر ومصارفة الظواهر.

قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: (21- و) حدثني أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا خلاد بن يحيى قال: حدثنا سفيان قال: أخبرتني سريه الربيع بن خثيم قالت: كان عمل الربيع كله سرا، إن كان ليجىء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه. قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي سهل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن الربيع بن خثيم أنه كان يجهر بالقراءة فإذا سمع وقعا خافت. وقال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبو معمر قال: حدثنا مبارك بن سعيد عن أبيه قال: قيل لأبي وائل: أنت أكبر أم الربيع بن خثيم؟ قال: أنا أكبر منه سنا، وهو أكبر مني عقلا «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: سمعت أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي يقول: حدثنا جدي قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن سفيان عن أبيه عن أبي وائل وقيل له: أيكما أكبر أنت أو الربيع بن خثيم؟ قال: أنا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا. أخبرنا أبو الحجاج الآدمي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن (21- ظ) محمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا مالك بن مغول عن الشعبي قال: ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزر وقال: أخاف أن نظلم رجل فلا أنصره أو يفترى رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة ولا أغض البصر ولا أهدى السبيل أو يقع لحامل فلا أحمل عليه.

أخبرنا عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله بن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال ابن حمد: إجازة قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن، قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بكر بن مروان قال: حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا موسى بن مسعود قال: سمعت سفيان الثوري يقول: قيل للربيع بن خثيم: لو أرحت نفسك؟ قال: راحتها أريد. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفى عن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني الحسن بن الصباح قال: حدثنا شعيب ابن حرب عن مالك بن مغول عن الشعبي قال: لم يجلس الربيع بن خثيم في طريق منذ تأزر، قال: أخاف أن يفتري رجل على رجل فاتكلف الشهادة، أو تقع حمولة وغضّ البصر. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد المروزي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال قال: حدثنا محمد بن علي الوراق قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا جعفر قال: سمعت مالكا يقول: قالت ابنة الربيع لأبيها: مالي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام؟ قال: جهنم لا تدعني (22- ظ) أنام. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد بن حيّان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال: حدثنا أبو أيوب قال: حدثنا جعفر بن سليمان

قال: سمعت مالك بن دينار يقول: قالت ابنة الربيع للربيع: يا أبة مالك لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن النار لا تدع أباك ينام. قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن سفيان قال: بلغنا أن أم الربيع بن خثيم كانت تنادي ابنها الربيع فتقول: يا بني يا ربيع ألا تنام؟ فيقول: يا أمة من جن عليه الليل وهو يخاف البيات حق له أن لا ينام! قال: فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسهر نادته فقالت: يا بني لعلك قتلت قتيلا؟ فقال: نعم يا والدة قد قتلت قتيلا، فقالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى نتحمل على أهله فيعفوك، والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء والسهر بعد لقد رحموك، فيقول: يا والدة هي نفسي. قال أبو نعيم: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا أحمد بن مساور قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع عن نسير بن ذغلوق عن بكر بن ماعز قال: انطلق الربيع بن خثيم وابن مسعود الى شاطىء الفرات فمر بتلك الحدادين، فلما رأى تلك النيران خر مغشيا عليه فجاء به ابن مسعود يحمله (22- ظ) إلى داره، فانطلق فصلى بالناس الظهر فرجع إليه: يا ربيع يا ربيع، فلم يجبه، فرجع وصلى بالناس العصر، ثم رجع إليه: يا ربيع يا ربيع فلم يجبه فانطلق فصلى بالناس المغرب، ثم رجع: يا ربيع يا ربيع فلم يجبه، ثم رجع فصلى بالناس العشاء الآخرة، ثم رجع إليه: يا ربيع فلم يجبه حتى ضربه برد السحر. قال أبو نعيم: رواه أبو وائل عن عبد الله حدثناه أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا عيسى بن سلم عن أبي وائل قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود ومعنا الربيع بن خثيم فمررنا على حداد فقام عبد الله ينظر حديدة في النار فنظر ربيع إليها فتمايل يسقط، فمضى عبد الله حتى أتينا على أتون على شاطىء الفرات فلما رآه عبد الله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية: «إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ

مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً» إلى قوله: «ثبورا «1» » فصعق الربيع فاحتملناه فجئنا به الى أهله قال: ثم رابطه عبد الله الى الظهر فلم يفق، ثم رابطه الى العصر فلم يفق، ثم رابطه الى المغرب فلم يفق، ثم إنه أفاق فرجع عبد الله الى أهله. قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن علي عن محمد عن رجل من أسلم من المبكرين الى المسجد قال: كان الربيع بن خثيم اذا سجد فكأنه ثوب مطروح فتجىء العصافير فتقع عليه. وقال: حدثنا أبو حامد بن جبله (23- و) قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا هنّاد قال: حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن سعيد بن مسروق عن الربيع ابن خثيم أنه لبس قميصا سنبلانيا «2» أراه ثمن ثلاثة دراهم أو أربعة فإذا مدّ كمه بلغ أظفاره واذا أرسله بلغ ساعده، فإذا رأى بياض القميص قال: أي عبيد تواضع لربك ثم يقول: أي لحيمة، أي دميّة كيف تصنعان إذا سيرت الجبال و «دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا. وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا. وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ «3» » . وقال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا أبو حيان قال: حدثني أبي قال: كان ربيع بعدما سقط شقه يهادى بين رجلين الى مسجد قومه فكان أصحاب عبد الله يقولون: يا أبا يزيد لقد رخص الله لك، لو صليت في بيتك؟ فيقول: إنه كما تقولون ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح فمن سمع منكم ينادي حيّ على الفلاح فليجبه ولو زحفا ولو حبوا. قال: رواه جرير عن أبي حيان نحوه حدثناه أحمد بن محمد بن سنان قال: حدثنا أبو العباس الثقفي قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال: أصاب الربيع الفالج فكان يحمل إلى الصلاة فقيل له: إنه قد رخص لك؟ فقال: لقد علمت، ولكني أسمع النداء بالفلاح «4» .

قلت: وقد رواه عبد الله بن المبارك (23- و) عن سفيان عن أبي حيان مثله. أخبرناه الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن أبي المعالي الصالحي قال: أخبرنا عمر بن أبي الحسن قال: قرأت على محمد بن الحسين الامام: أخبركم محمد ابن عبد العزيز قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا حماد بن أحمد وعبد الله بن محمود قالا: أخبرنا ابراهيم الخلّال قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا سفيان عن أبي حيان عن أبيه قال: عرض لربيع بن خثيم الفالج فكان يهادي بين رجلين، فقيل له: يا أبا يزيد لو جلست فإن لك رخصة فقال: إني أسمع حي على الفلاح فإذا سمع أحدكم حي على الفلاح فليجب ولو حبوا. أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني زياد بن أيوب قال: حدثنا علي بن يزيد الصدائي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عجلان عن نسير قال: بتّ بالربيع بن خثيم ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ» الآية «1» فمكث ليلته حتى أصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد. قال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: حدثنا زياد ابن أيوب قال: حدثنا علي بن يزيد قال: حدثنا حماد الأصم الحماني عمن حدثه- بعض أصحاب الربيع- قال: ربما علمنا شعره عند المساء وكان ذا وفرة ثم يصبح والعلامة كما هي فنعرف أن الربيع لم يضع جنبه ليله على (24- و) فراشه. وقال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا أبو النضر العجلي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سفيان عن نسير بن

ذعلوق قال: كان الربيع بن خثيم يبكي حتى تبل لحيته دموعه فيقول: أدركنا أقواما كنا في جنبهم لصوصا. وقال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا يوسف الصفار قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال: قيل للربيع بن خثيم ألا تمثّل ببيت شعر فقد كان أصحابك يتمثلون؟ قال ما من شيء يتكلم به إلّا كتب وأنا أكره أن أقرأ في إمامي «1» بيت شعر يوم القيامة. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد الحنبلي- بنابلس- قال: أخبرتنا تجنى بنت عبد الله. قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني العباس بن جعفر قال: حدثنا محمد بن سعيد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال: قال رجل للربيع ابن خثيم ما يمنعك أن تمثّل بيتا من شعر فإن أصحابك كانوا يفعلون ذلك؟ قال: إنه ليس أحد يتكلم بكلام إلّا كتب ثم يعرض عليه يوم القيامة واني والله أكره أن أقرأ في إمامي يوم القيامة بيت شعر. أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي (24- ظ) الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا غسان ابن المفضل الغلابي قال: سمعت من يذكر أن الربيع بن خثيم كان بالأهواز ومعه صاحب له فنظرت إليه امرأة فتعرضت له ودعته الى نفسها، فبكى الشيخ، فقال له صاحبه: ما يبكيك؟ قال: إنها لم تطمع في شيخين إلّا ورأت شيوخا مثلنا. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أبي المحاسن القرشي التاجر قال: أخبرنا أبو السعادات بن زريق وشهدة بنت الآبري الكاتبة، خ. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي النحوي قال: أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن

محمد قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس الكندي قال: حدثنا أبو بكر الخرائطي قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال: جاء الربيع بن خثيم الى علقمة فدخل المسجد وكان في جانب المسجد جماعة من النساء فجعلن يمررن عليه في المسجد فغضّ بصره فلا يلتفت يمينا ولا شمالا. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: قال فلان: ما أرى ربيعا تكلم كلاما منذ عشرين عاما إلّا بكلمة نصعد. وقال أبو نعيم (25- و) حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: قال رجل: صحبنا ربيع بن خثيم عشرين سنة فما تكلم إلا بكلمة نصعد، وقال آخر: صحبته سنتين فما كلمني إلا كلمتين. وقال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا شجاع بن الوليد عن سفيان الثوري عن رجل من بني تيم الله قال: جالست الربيع عشر سنين فما سمعته يسأل عن شيء من أمر الدنيا إلا مرتين قال مرة: حيّة والدتك؟ وقال مرة: كم لكم مسجد؟. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي- قراءة عليه- قال: أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن المكي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابراهيم العبقسي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم الديبلي قال: حدثنا أبو صالح محمد بن الأزهر المعروف بابن زنبور قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش عن منذر الثوري قال: كان الربيع يكنس الحش «1» مرارا فيقال له، فيقول: إني أريد أن آخذ نصيبي منه.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس قال: أخبرتنا تجني بنت عبد الله الوهبانية قالت: أخبرنا الحسين بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي الحسين ابن صفوان البرذعي قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا داوود بن عمرو الضبي قال: حدثنا محمد بن الحسن الأسدي عن مفضل عن رجل عن ابراهيم- يعني- التيمي قال: أخبرني من سمع الربيع بن خثيم عشرين سنة لم يتكلم بكلام لا نصعد. وقال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه قال: ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا قط. أخبرنا الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا (25- ظ) أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن منذر عن الربيع بن خثيم أنه كان يكنس الحش بنفسه فقيل له: إنك تكفى هذا، قال: إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة. وقال أبو نعيم: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي عن مالك بن مغول عن الحسن قال: قيل للربيع بن خثيم يا أبا عبد الله لو جالستنا فقال: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد عليّ. وقال: حدثنا أبو أحمد الغطريفي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا غالب بن الوزير الغزّي قال: حدثنا حفص بن عمر قال: كان الربيع بن خثيم لا يعطي السائل أقل من رغيف ويقول: إني لأستحي من ربي أن أرى غدا في الميزان نصف رغيف. وقال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن عجلان عن نسير

ابن ذعلوق قال: كان الربيع بن خثيم إذا جاءه سائل قال: أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر. وقال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا هناد قال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم أنه قال لأهله: اصنعوا لنا خبيصا فصنعوه له فدعا رجلا به خبل فجعل يلقمه ولعابه يسيل، فلما ذهب قال أهله: يكلفنا وصنعنا ما يدرى هذا ما أكل! قال الربيع: لكن الله يدري (26- و) . وقال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن بكر بن ماعز قال: كان الربيع بن خثيم خبل من الفالج فكان يسيل من فيه لعاب، قال: فمسحته يوما قرآني كرهت ذلك، قال: والله ما أحب أنه بأعتى الديلم على الله عز وجل. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا محمد بن محمود بن الملثم قال: أخبرنا أبو عبد الله الارتاحي عن أبي الحسن بن الفراء قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا هاشم بن الوليد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: حدثنا عاصم قال: كان الربيع بن خثيم يصلي فسرق فرسه فقال له غلامه: يسرق فرسك وأنت تنظر اليه، هذا عمل الناس؟ قال: كنت بين يدي الله عز وجل ولم أكن أصرف وجهي عن الله تعالى «1» . أخبرنا يوسف الدمشقي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا عطاء بن (26- ظ) مسلم قال: سمعت العلاء بن المسيب يقول: سرق للربيع بن خثيم فرس فقال أهل مجلسه: ادع الله عليه، قال: بل أدع الله له: اللهم إن كان غنيا فأقبل بقلبه، وإن كان فقيرا فأغنه. وقال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبه قال: حدثني أبي وعمي أبو بكر قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس عن عمه عن الشعبي- وذكر أصحاب عبد الله- فقال: أما الربيع فأورعهم ورعا. وقال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا مالك بن مغول قال: قال الشعبي: أصفهم لك- يعني أصحاب عبد الله كأنك شهدتهم- كان الربيع ابن خثيم أشدهم ورعا. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، وأبو عبد الله محمد بن أبي سعد بن الحسين الحلبيان بحلب والقاضي حسن بن عامر العباسي الكلابي البابي بباب بزاعا قالوا: أخبرنا أبو الفرج الثقفي قال: حدثنا أبو علي بن أحمد الحداد- قراءة عليه وأنا حاضر- قال: حدثنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله بن علي المعروف بابن أبي الغرائم قال: حدثنا أبو عمرو أحمد ابن حازم بن أبي غرزة قال: حدثنا عبد الله- يعني- بن موسى قال: حدثنا الربيع بن منذر عن أبيه عن الربيع بن خثيم في قوله: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً «1» » قال: من كل أمر ضاق على الناس. (27- و) . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي بنابلس قال: أخبرتنا تجنى بنت عبد الله الوهبانية قالت: أخبرنا الحسين بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن

صفوان البردعي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم عن نسير بن ذعلوق عن بكر ابن ماعز عن الربيع بن خثيم قال: يا بكر بن ماعز اخزن لسانك إلّا فيما لك ولا عليك. وقال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني شريح بن يونس قال: حدثنا المبارك بن سعيد عن رجل عن بكر بن ماعز قال: كان الربيع بن خثيم يقول: يا بكر ابن ماعز اخزن لسانك إلّا فيما لك فإني اتهمت الناس على ديني. أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا عبد الله بن محمد العبسي قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا سفيان عن أبيه عن بكر بن ماعز قال: قال لي الربيع بن خثيم: يا بكر بن ماعز اخزن عليك لسانك إلّا ممّا لك ولا عليك فإني اتهمت الناس على ديني أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله الى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ. وقال أبو نعيم: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا (27- ظ) أبو الأحوص عن سعيد- يعني- ابن مسروق عن منذر الثوري قال: كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال: اتق الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله الى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، وما خيرتكم اليوم بخير ولكنه خير من آخر شر منه وما تتبعون الخير حق اتباعه وما تفرون من الشرّ حق فرارة، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، ثم يقول: السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن لله تعالى بواد، والتمسوا دواءهن، ثم يقول: وما دواءهن إلّا أن تتوب ثم لا تعود. وقال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا النضر بن اسماعيل قال: حدثنا عبد الملك بن الأصبهاني عمن حدثه عن الربيع بن خثيم أنه قال لأصحابه: تدرون ما الداء والدواء

والشفاء؟ قالوا: لا، قال: الداء الذنوب والدواء الاستغفار والشفاء أن تتوب ثم لا تعود. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أنبأنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر، قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله ابن حمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- اجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم بن نصر قال: حدثنا قبيصة عن سفيان الثوري قال: قال الربيع بن خثيم: داء البدن الذنوب ودواؤها الاستغفار وشفاؤها ألا تذنب في الدنيا. قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: كان الربيع بن خثيم يقول في دعائه: اشكو اليك حاجة لا يحسن بثها إلّا اليك فاستغفرك منها وأتوب اليك. وقال حدثنا (28- و) أبو محمد بن حيان قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن عبيدة العصفري قال: حدثنا عثمان ابن زفر قال: حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال: قال الربيع بن خثيم: من استغفر الله كتب في راحته آمن من العذاب. وقال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي سهل قال: حدثنا عبد الله بن محمد العبسي قال: حدثنا حفص بن عتاب عن أشعث عن ابن سيرين عن الربيع بن خثيم قال: أقلوا الكلام إلا بتسع: تسبيح، وتكبير، وتهليل، وتحميد، وسؤالك الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وقراءة القرآن. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي قال أخبرتنا تجني بنت عبد الله قالت: أخبرنا أبو عبد الله النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا

أبو علي بن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم عن نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز قال: كان الربيع بن خثيم يقول: لا خير في الكلام إلّا في تسع: تهليل الله، وتكبير، وتسبيح، وتحميد وسؤالك من الخير، وتعوذك من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وقراءتك القرآن. أخبرنا الشريف أبو هاشم الهاشمي (28- ظ) قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس الشامي، إمام جامع دمشق بها، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب بالأنبار قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد العلاف قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم عن نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز عن الربيع بن خثيم أنه كان إذا قيل له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا. أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن ذر قال: قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحت يا أبا يزيد؟ قال: أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا. وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي شبل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن أبي يعلى قال: كان الربيع إذا قيل له كيف أصبحتم؟ يقول: (29- و) ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا. قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا اسماعيل بن جعفر عن حبيب بن حسان عن مسلم

البطين أن الربيع بن خثيم جاءته ابنته فقالت: يا أبتاه أذهب ألعب؟ قال: اذهبي فقولي خيرا. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرتنا تجني بنت عبد الله الوهبانية قالت: أخبرنا الحسين بن محمد بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن بن المنذر قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال: محمد بن فضيل حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه قال: رأيت لبنت الربيع بن خثيم ابنة فقالت: يا أبتاه أذهب ألعب؟ فقال: يا بنية اذهبي قولي خيرا. وقال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثني محمد ابن عبد الله الأسدي قال: حدثنا قيس بن سليم العنبري عن خوات التيمي قال: جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة الى بني له فانكبت عليه فقالت: كيف أنت يا بني؟ فجلس ربيع فقال: أرضعتيه؟ قالت: لا، قال: ما عليك لو قلت يا بن أخي فصدقت. أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا (29- ظ) عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا سهل بن محمود قال: حدثنا مبارك بن سعد عن ياسين الزيات قال: جاء ابن الكواء «1» الى الربيع بن خثيم قال: دلني على من هو خير منك، قال: نعم من كان منطقه ذكرا وصمته تفكرا، ومسيره تدبرا فهو خير مني. قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن المساور قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز قال: قال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تعيب أحدا ولا تذمه؟ فقال: ويلك يا بن الكواء ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذنبي الى حديث الناس إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على نفوسهم. وقال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا

أبو همام قال: حدثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع عن أبي طعمة نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز قال: قال الربيع بن خثيم: الناس رجلان مؤمن وجاهل، فأما المؤمن فلا توده وأما الجاهل فلا تجاهله. وقال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الوليد بن شجاع قال: حدثنا خلف بن خليفة عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل قال: أتينا الربيع بن خثيم فقال ما جاء بكم؟ قلنا: جئنا لنحمد الله ونحمده معك ونذكر (30- و) الله ونذكره معك، قال: الحمد لله الذي لم تأتوني تقولون: جئنا تشرب فنشرب معك وتزني فنزني معك! أخبرنا عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرتنا تجنى بنت عبد الله قالت: أخبرنا أبو عبد الله النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا الحسين ابن صفوان قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني علي بن الحسن عن زيد بن الحباب عن صالح بن موسى عن أبيه قال: سمع الربيع بن خثيم رجلا يلاحي رجلا، فقال له: لا تلفظ إلّا بخير ولا تقل لأخيك إلّا ما تحب أن تسمعه من غيرك فإن العبد مسئول عن لفظه محصى عليه ذلك، أحصاه الله ونسوه. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا أبو قدامة عبد الله بن سعيد قال: حدثنا سفيان عن سالم ابن أبي حفصة عن منذر الثوري عن الربيع بن خثيم قال: حرف وأيما حرف: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ» «1» . وقال أبو نعيم: حدثنا أبو بكر مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري قال: قال الربيع بن خثيم سورة يراها الناس قصيرة، وأنا أراها طويلة عظيمة لله تعالى بحتا ليس لها خلط فأيكم قرأها فلا يجمعن إليها شيئا استقلالا لها وليعلم (30- ظ) أنها مجزية، يعني سورة الاخلاص.

وقال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال: حدثنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا محمد بن مقاتل قال: حدثنا ابن المبارك عن سفيان، ح. قال: وحدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا جعفر بن الصباح قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا الأشجعي قال: ما سمعت سفيان يقول: قال الربيع ابن خثيم: أريدوا هذا الخير بالله تنالوه لا بغيره، وأكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله، فإن الغائب إذا طالت غيبته رجيت جيئته وانتظره أهله وأوشك أن يقدم عليهم. وقال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال: حدثنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا سعيد بن عبد الله عن نسير عن بكر بن ماعز قال: كان الربيع يقول: أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله. وقال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خثيم قال: ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت. وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا هناد قال: حدثنا أبو زبيد عن حصين قال: قال الربيع بن خثيم: عجبت لملك الموت ولثلاثة: لملك ممنّع في حصونه يأتيه ملك الموت فينتزع نفسه ويدع ملكه خلفه، ومسكين منبوذ بالطريق يقذره الناس أن يدنوا منه لا يقذره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه، ولطبيب (31- و) نحرير يأتيه ملك الموت فينزع نفسه، ويدع طبه خلفه. وقال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مصعب قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال: قال الربيع: يا منذر، قلت: لبيك، قال: لا يغرنك كثرة اليأس من نفسك فإنه خالص إليك عملك. وقال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:

حدثني أحمد بن ابراهيم قال: حدثني عثمان بن زفر قال: حدثنا ربيع بن منذر عن أبيه الربيع بن خثيم قال: كل ما لا تبتغي به وجه الله يضمحل. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت محمد بن النضر الحارثي قال: كان الربيع بن خثيم يقول تفقه ثم اعتزل. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن بن نصر البسطامي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد قال: أخبرنا أبو المظفر هناد بن ابراهيم النسفي القاضي قال: سمعت علي بن عمر ابن بلال قال: سمعت علي بن أحمد بن علي الوراق قال: سمعت محمد بن الحسن الزاهد يقول: أصاب ابن خثيم فالج فقيل له: لو تداويت؟ فقال: قد هممت ثم ذكرت «عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا» كانت (31- ظ) فيهم الأوجاع وكان فيهم الأطباء فهلك المداوى والمداوي ولم يغن الدواء شيئا. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا الخطيب أبو عبد الرحمن الكشميهني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين القاري قال: أخبرنا أبو علي الحسن ابن شاذان قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي قال: حدثني أبي قال أخبرنا علي بن شقيق عن عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري قال: كتب الربيع خثيم الى بعض أخوانه أن زمّ جهازك وكن وصي نفسك ولا تجعل أوصياءك الرجال. أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد ابن سلم قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال: قيل للربيع بن خثيم: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: أنظروني، قال: فتفكر، ثم قال: «عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا» قال: فذكر من حرصهم

على الدنيا ورغبتهم كانت فيها، وقال: قد كانت فيهم أطباء وكان فيهم مرضى ولا أرى المداوي بقي ولا المداوى، وأهلك الناعت والمنعوت، لا حاجة لي فيه. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أبي بكر قال: أنبأنا (32- و) أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم النسيب قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن الملثم- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين. قال ابن حمد: إجازة قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن علي الوراق قال: حدثنا الحماني عن المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال: قيل للربيع بن خثيم في مرضه الذي مات فيه: ألا ندعو لك طبيبا؟ قال: أنظروني أتفكر، فقال: «إن عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا» قد كانت فيهم أطباء فما أرى المداوي بقي ولا المداوى. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا أبو الحسن الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد الحموي قال: أخبرنا أبو عمران السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه قال: كتب الربيع بن خثيم وصيته: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هذا ما أوصى به الربيع بن خثيم وأشهد الله عليه «كَفى بِهِ شَهِيداً» «1» وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا بأن رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا، وأن

آمر نفسي ومن أطاعني أن نعبد الله في العابدين ونحمده في الحامدين وأن ننصح لجماعة المسلمين. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ: قال حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد ابن موسى بن العباس قال: حدثنا اسماعيل بن سعيد قال: حدثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال: كانت وصية الربيع: هذا ما أوصى به الربيع، ح. قال وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن أبيه عن منذر الثوري عن الربيع أنه أوصى عند موته فقال: هذا ما أوصى به الربيع على نفسه (32- ظ) وأشهد الله عليه «وكفى به شهيدا» وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا بأني رضيت بالله ربا، وبمحمد نبيا، وبالاسلام دينا، ورضيت لنفسي ومن أطاعني بأن أعبده في العابدين، وأحمده في الحامدين وأنصح لجماعة المسلمين. قال أبو نعيم رواه شعبة عن سعيد بن مسروق عن الربيع. قال شعبة: فقلت لسعيد: من حدثك بهذا؟ قال: حدثنيه الحسن عن الربيع مثله. قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن أبي سهل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن سرية الربيع قال: لما حضر الربيع بكت ابنته، فقال: يا بنية لم تبكين، قولي: يا بشراي لقي أبي الخير. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حمد بن حماد قال: أخبرنا أبو الحسن بن الحسين بن عمر الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبّال وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسين، وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم الأذني قال: حدثني أبو الحسن بن الحسين قال: حدثنا محمود بن محمد قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثنا الفريابي قال: حدثنا سفيان عن أبي حيان أن الربيع بن خثيم قال عند موته: لا تعلموا بي أحدا وسلوني الى ربي سلا.

الربيع بن زياد بن سابور:

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الصوفي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي (33- و) قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي ابن قانع قال: سنة احدى وستين: الربيع بن خثيم، يعني مات فيها. الربيع بن زياد بن سابور: ويقال ابن سليم بن سابور الحرشي مولاهم الكاتب، كان بالرصافة كاتبا لهشام ابن عبد الملك على الرسائل، وولي خاتمه وحجابه وحرسه، وحكى عن هشام بن عبد الملك، وحكى عنه علي بن محمد المداري. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال في تسمية عمال هشام: الخاتم: الربيع بن زياد بن سابور مولى بني الحريش الحرشي (الحرس) «1» نصير مولاه، ثم عزله وولى الربيع بن زياد مع الخاتم الصغير والخاصة «2» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الربيع بن زياد بن سابور، ويقال ابن سليم بن سابور الحرشي مولاهم الكاتب كان (33- ظ) حاجبا لهشام بن عبد الملك وكان على خاتمه وحرسه وحكى عن هشام، حكى عنه علي بن محمد المداري وأظنه لم يلقه. وذكر أبو الحسين الرازي أن الربيع بن زياد كان كاتبا لهشام بن عبد الملك على الرسائل والخاتم. ربيع بن عبد الله الحموي الشامي: كان من أهل حماة، روى عنه الشريف النسابة أبو عبد الله محمد بن أسعد

ربيع بن محمود بن هبة الله:

ابن علي الجواني ونقلت من خطه في كتابه المسمى «بالجوهر المكنون في النسب «1» » . قال مؤلف هذا الكتاب الشريف النسابة، وكان أحد شيوخي في الحديث، ويسمى ربيع بن عبد الله الحموي الشافعي، يرقي العقرب ويأخذها بعد أن يتفل عليها قدامي، ويقول شيئا لا أفهمه، فسألته: ما تقول عليها؟ فقال: لي رقية من بعض شيوخي يسندها عن بعض من هاجر الى الحبشة أنه سمعها من الحبشة يقولونها ويأخذون العقرب بها وهي: «هلسا بلسا بكفى فينا، برزاثا بدهدو، هدّو، دار يكز بالشيينرز بكز مما ركز مؤنسه سمنكرة كرنكر، أره» ثم قالها عليها قدامى بعد أن تفل عليها من ريقه، وأخذها، وقال لي: خذها أنت أبضا فقلت: يا شيخ غر غيري، والله لا مسستها أبدا ولا دنوت منها إلا أن تكون ميتة، واذا كانت ميتة ما أمسكها استقذارا لها. ربيع بن محمود بن هبة الله: أبو الفضل المارديني أحد الأولياء (34- و) المعروفين بالكرامات، ورد حلب مرارا، وكان له مع عمي أبي غانم ووالدي صحبة، وكان اذا قدم حلب نزل بالمسجد المعروف بنا، الذي أنشأه جد أبي أبو غانم محمد، وعمر له والدي زاوية الى جانب هذا المسجد كان ينزلها اذا قدم حلب، وآخر قدمه قدم حلب قبل الستمائة أو فيها، وخرج والدي وعمي الى لقائه وأنا معهما، فالتقيناه خارج باب الأربعين بالقرب من خان مجد الدين، وكنت إذ ذاك صبيا لم أبلغ الحلم، وسمع الملك الظاهر غازي بقدومه فخرج الى لقائه، فوصل طاردا فرسه الينا ونحن معه شرقي مسجد السبرير «2» فترجل له عن فرسه، ومشى اليه وتبرك به، ودخل ونحن معه الى الشيخ علي بن الصكاك أبي الحسن الفاسي وأحضرني والدي بين يديه بحضرة الشيخ أبي الحسن واستقرأني شيئا من القرآن العظيم فقرأته، ودعالي رحمه الله، وسمعته في ذلك اليوم يقول للشيخ أبي الحسن: يا شيخ مت حتى نموت فاتفق أن الشيخ أبا الحسن توفي سنة إحدى وستمائة ثم توفي ربيع في أوائل سنة

اثنتين وستمائة ثم إن الشيخ ربيع انفصل من زاوية الشيخ علي الفاسي ودخل معنا الى المسجد، فأقام به عندنا مدة، ثم سافر. وكان الشيخ ربيع حنفي المذهب، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن علي ابن الحسن، وروى عنه وعن ابن أبي الضيف المكي، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن هبه الله بن أحمد بن قرناص، وعمى أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، وحكى لي عنه أبو موسى (34- ظ) عيسى بن سلامة الحضرمي وأبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر الجزري الكردي، والأمير علي بن سليمان بن ايداش أمير الحاج الشامي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن شيخنا أبي محمد عبد الرحمن بن الاستاذ، وعمي أبو المعالي عبد الصمد بن هبة الله والشيخ أبو القاسم الأسعردي نزيل البيت المقدس وأبو عبد الله محمد بن أبي سعد. أخبرنا أبو الفضل محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص بحلب قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفضل ربيع بن محمود بن هبة الله المارديني بحماة، وقد قدم علينا سنة إحدى وتسعين وخمسمائة. قال أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الامام أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي الدمشقي قال: أخبرنا الامام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد ابن أحمد بن طلاب الخطيب- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا- قراءة منه علينا في داره- قال: حدثنا أبو سعيد الأذني قال: مكتوب على حاشية التوراة: اثنين وعشرين حرفا يجتمعون إليها علماء بني اسرائيل يقرءونها كل يوم، أولها: لا كنز أنفع من العلم، ولا مال أربح من الحلم، ولا حسب أربح من الأدب، ولا نسب أوضع من الغضب، ولا قدر أزين من العقل، ولا قرين أشين من الجهل، ولا شرف أكبر من التقوى، ولا كرم أجود من ترك الشهوات، ولا عقل أفضل من التقى، ولا حسنة أعلى من الصبر، ولا سيئة أسوأ من الفقر، ولا دواء ألين من (35- و) الرفق، ولا داء أوجع من الحزن، ولا دليل أوضح من الصدق، ولا غناء أسمى من الحق،

ولا فقر أذل من الطمع، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حياة أطيب من الصحة، ولا حارس أحرس من الصمت، ولا معيشة أهنأ من العافية، ولا غائب أقرب من الموت. حدثني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وكتبه لي بخطه قال: قال لي الشيخ ربيع بن محمود: كنت مع فقراء في البرية في طريق مكة فتمشيت معهم وأبعدنا أمام الحاج، فقال بعضنا: والله كنا نشتهي في هذا الموضع رطبا، فقال فقير من الجماعة: وتريدون ذلك؟ فقلنا: نعم، فمضى وتوارى عنا فجاءنا برطب رطب وما على الارض رطبة واحدة فأكلنا (35- ظ) . أنشدني أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر بن علي الجزري قال: سمعت الشيخ ربيع ينشد هذين البيتين، ونحن سائرون من مكة الى المدينة ولم نسمعه ينشد غيرهما، وكان لا يرى إنشاد الشعر ولا سماعه وإذا سمع أحدنا ينشد بيتا ينكر عليه والبيتان. ليال وأيام تمر حواليا ... من الوصل ما فيها لقاء ولا وعد إذا قلت هذي مدة قد تصرمت ... أتت مدة أخرى تطول وتمتد أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي قال: كان الشيخ ربيع من أهل ماردين وحكى لي أنه مضى الى البيت المقدس ليزوره وهو اذ ذاك في يد الفرنج، قال: وكنت أعيش من عمل الفاعل، وكنت أعرف بماردين جماعة من النصارى، فنزلت عندهم في القدس وكنت أعمل عند الرهبان لأنهم لا يمنعوني من الصلاة وكنت أقتات مما يحصل لي من الأجرة، وآخذ ما يفضل لي من الأجرة وأزور به الصخرة، وأزن للذي (36- و) على باب الصخرة لأخذ الجعل من المسلمين قرطسيا في كل مرة، وكلما فضل لي شيء فعلت به هكذا، ودخلت الى الصخرة وزرت وصليت، فكنت في بعض الأوقات لا أجد شيئا فجئت إليه يوما وليس معي شيء فقال: هات فقلت: ما معي شيء، فقال: ادخل، فأنكر عليه النصارى وقالوا له: كيف تترك هذا الرجل يدخل ولا تأخذ منه شيئا؟ قال: انه كان يؤدي الذي يؤديه من وسط قلبه، فلو كان معه شيء لأداه فلهذا تركته.

أخبرني أبو موسى عيسى بن سلامة بن سليم بن عبد الوارث الحضرمي الحميري قال: كنت سمعت أن الشيخ ربيع بن محمود أمي لا يعرف الخط، وأنه يقرأ القرآن في المصحف فجئت يوما الى موضعه الذي يقرأ فيه القرآن فتواريت عنه فسمعته يقرأ سورة الفتح ويؤدي أداء حسنا كأنه مارس القراءة ومهر فيها، فسلمت عليه، وقلت: على من قرأت؟ فقال لي: على الذي أنزله، فقلت: هذا أجدر أن تخبرني به، فأطبق المصحف وقال لي: كنت بالمدينة على ساكنها السلام أعمل بالفاعل، وأسقي بالقربة، وما يحصل لي في النهار أعمل به جفنة للفقراء مدة اثنتي عشرة سنة ولما كان بعد ذلك جعلت أرى كل من ألقاه يكلمني بكلام حكمة من الطير والدواب والجماد والحيطان وغيرها فشق علي ذلك وقلت لا اطيق حمل هذا لأنني لا أحسن الكتابة، فوقع لي أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم وأشكو اليه ما نزل بي فجئته (36- ظ) وشكوت اليه ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: يا ربيع ادع الله تعالى أن يسهل عليك قراءة القرآن في المصحف فهي أفضل العبادة، فقمت وتوضأت وجئت الى النبي صلى الله عليه وسلم وصليت ركعتين عنده ودعوت الله بما أمرني به الرسول صلى الله عليه وسلم ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي يا ربيع افتح المصحف واقرأ، فأخذت مصحفا كان عندي ففتحته وجعلت أتبع سوره ويقع لي أن هذه الكلمة الحمد والأخرى لله، وما بعدها كذلك الى أن ختمت القرآن جميعه. قال: وصارت عبادته بعد ذلك الى أن مات رحمه الله. حدثني الشيخ أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر بن علي الجزري المعروف بالملقن قال: كان الشيخ ربيع بن محمود الماردي قدس الله روحه لا يدخر لغداء من عشاء، ولا لعشاء من غداء، وكان لا يفطر في كل شهر غير يوم أو يومين، ويؤثر أصحابه على نفسه ولا يأكل من مال سلطان ولا جندي ولا من له قطيعة على وقف وصحبناه مدة طويلة في البلاد مثل مكة والمدينة، ودمشق، وغيرها. قال: وصليت معه ليلة العشاء الآخرة في الحرم الشريف بمكة، فلما فرغ من الصلاة قال لنا: قوموا بنا الى العمرة، وكنا معه أربعة نفر، وهو، فلما وصلنا الى التنعيم وأحر منا بالعمرة وأقبلنا الى مكة ووصلنا الى متكأ النبي صلى الله عليه (37- و) وسلم وجلسنا ساعة تتبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا

متوجهين الى مكة فلما قربنا من موضع يقال له الشبيكة قال لنا الشيخ ربيع: قفوا مكانكم فوقفنا، ثم أخذ على يسار الطريق ومشى متياسرا الى أننا ما بقينا نرى منه في ظلام الليل إلّا شبحه، فسمعناه يقول: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته فتأملنا واذا بانسان واقف معه، فصافحه ووقف معه ساعة ثم عاد الينا فقال لنا: امضوا فصافحوه، فجئنا فسلمنا عليه وصافحناه فوجدنا يده على غاية من اللين والترف، وقلنا له: ادع لنا، فقال لنا: غفر الله لكم، ثم جذب يده منا ومشى على حاله متوجها الى العمرة، فلما جئنا الى الشيخ ربيع سألناه عنه فقال: هذا اسمه عبد المجيد اليمني من أهل اليمن يصلي الخمس الصلوات في الحرم ولا يرأه أحد. قال لي يوسف الملقن: ومضيت مع الشيخ ربيع ليلة الى عمرة الحديبية وصلينا بها المغرب فلما أفطرنا أحرمنا وتوجهنا الى مكة وكان الطريق وعرا فتهنا عن الطريق فقال لنا الشيخ ربيع: قفوا فان الطريق قد اشتبه علينا في ظلام الليل فوقفنا على على عزيز أن نقف مكاننا الى الصباح، ثم نمضي ثم بدا للشيخ رأي فقال: سيروا بنا، فما أحسسنا بأنفسنا إلّا في مكة حرسها الله، فسألناه- بعد أن طفنا بالبيت وسعينا- عن ذلك وقلنا: ان هذا لعجب قلت لنا: بيتوا فقد (37- ظ) تهنا، ثم بدا لك فسرت بنا فجئنا على العادة ولم نته عن الطريق؟ فقال: لما قلت لكم قفوا اشتبه علي الطريق، فقلت لكم ذلك، فبعد ساعة رفع الله البيت لي حتى علا على جميع الجبال فوقع نظري عليه فقصدته ولم أزل أؤمه حتى وصلنا. أخبرني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة والأمير علي بن سليمان ابن ايداش ابن السلار قالا: قال لنا الشيخ ربيع: كنت بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا وجاء رجل تركي من أتراك المدينة الى فقير في المسجد يستفتيه فقال له ذلك الفقير: امض الى الشيخ ربيع فهو على مذهبك، يريد أنه حنفي المذهب فجاء إليّ فقال ان رجلا من الزيدية له بنت، وقد سافر عنها زوجها أو غاب وهم يريدون يفسخون النكاح ويزوجوني بها فهل يجوز ذلك لي؟ فقال له الشيخ ربيع: قد ذكر أبو الحسين القدوري في مختصره أنه لا يحل ذلك حتى يبلغ مائة وعشرين سنة من يوم ولد وبعد ذلك تزوج فقال: فأنا أفعل ذلك، قال الشيخ ربيع: فلما انفصل عني أخذني حياء وخجل من النبي صلى الله عليه وسلم وقلت: من أنا حتى

أفتي بمحضر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الفقهاء أنا أم من المفتين، والله ما هذا إلّا جرأة عظيمة وأخذني حياء عظيم وخجل فنمت وأنا قاعد فرأيته صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي: أفلحت (38- و) دنيا وآخرة، لو لم تعرف من العلم إلّا هذه المسألة لكفتك، قال: فاستيقظت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ: أفلحت دنيا وآخرة لو لم تعرف من العلم إلّا هذه المسألة لكفتك، قال: فطاب قلبي وزال عني ما كنت أجده. قال لي عمي أبو غانم: قال لي الشيخ ربيع: كنت في طريق مكة ولحق الناس عطش شديد، وكان معي أداوة ملأى من الماء فرأيت اثنين من الصوفية وهما ماشيان وقد اسودت وجوههما من شدة العطش فقلت لهما: تريدان الماء؟ فقالا: نعم فناولتهما الإداوة وقلت: اشربا منها وخليا لي منها فأخذاها فشربا ما كان فيها جميعه ثم دفعاها إليّ فأخذتها وربطتها على الجمل فلما نزل الحاج أخذتها وحللتها فاذا هي ملأى من الماء. أخبرني أبو موسى عيسى بن سلامة الحضرمي قال: سافرت سنة سبع وتسعين وخمسمائة الى بلاد المغرب فأقمت بها سنة، ثم خرجت الى الاسكندرية فلما قربت من الاسكندرية رأيت في المنام كأن الشيخ ربيع في الاسكندرية، وقد فتح طاقا على البحر فدعا وقال في أثناء دعائه: كتب الله سلامتك يا عيسى فبعد يومين أو ثلاثة وصلت الى الاسكندرية وسمعت أن الشيخ ربيع فيها، فخرجت اليه، وسلمت عليه، وقلت له: رأيتك في المنام البارحة الاولى وقد فتحت (38- ظ) الطاق ودعوت بكذا وكذا؟ فقال لي: نعم كذا جرى، ثم قدم لنا طعاما فيه سمك، ولم يكن له عادة بأكل السمك، فقلت له: أراك تأكل السمك ولم يكن لك بذلك عادة؟ فقال لي: كنت في هذا العام بالبيت المقدس فخرج على قلبي طلوع، ولم يزل يكبر الى أن صار قدر الأترجة الصغيرة فضيق عليّ فنمت فرأيت قائلا يقول لي: ان أردت أن يزول هذا عن قلبك فكل السمك، رأيت ذلك مرتين أو ثلاثة، فعزمت على أكل السمك، وقلت: لا أسأل أحدا فيه، ان قدم بين يدي أكلته والا فلا أسأله فأقمت شهرين بالبيت المقدس الى أن وصل رجل صالح فعزم عليّ بالتوجه الى الديار المصرية فرحلت معه الى الديار المصرية، ونزلت عند ابن السكري ومن عادتهم أن

يعملوا لي طعاما ليس فيه سمك ولا لحم فصنعوا لي أرزا بلبن، فلما جاء صاحب المنزل بعد العشاء الآخرة طلب الأرز، وكان قد جاء الى المرأة هدية زبدية فيها سمك مطبوخ فوضعتها الى جانب زبدية الشيخ التي فيها الأرز فطفىء السراج فأرادت أن تدفع اليه الأرز فدفعت اليه زبدية السمك، فلما دخل الى الشيخ وضعها بين يديه، فكشفها فاذا فيها السمك فخجل صاحب البيت وقال: والله ما تعمدت ذلك ولا علمت أن في الدار سمكا وأراد أن يأخذ زبدية السمك ويرفعها (39- و) فقال له الشيخ: دعها وامض وارفع الخبز ووجد فيها السمك فأكله وشرب مرفته؟؟؟ ونام. قال الشيخ: فرأيت ذلك الشخص الذي رأيته في بيت المقدس في النوم وقال: يا شيخ ربيع ألم أقل لك انك اذا أكلت السمك برىء هذا الداء فانتبهت فأمررت يدي على صدري فلم أجد شيئا. قال لي أبو موسى الحضرمي: ثم سألت الشيخ ربيع: ما رأيت في خلوتك هذه وكان في الخلوة خارج الاسكندرية أربعين يوما؟ فقال لي: كنت يوما جالسا اقرأ القرآن في المصحف واذا بغلام صاحب الموضع قد دخل عليّ بطبق فيه مشموم نارنج وليمون وريحان فنظرت اليه، وتركت النظر في المصحف فعميت ولم أر شيئا، وكان زمن الصيف فبقيت كذلك من بكرة ذلك اليوم الى الزوال، وما علمت من أين أتيت فلما كان عند الزوال وقع لي أن ذلك عقوبة ترك النظر الى المصحف والنظر الى ذلك الطبق وكشفت رأسي وسجدت وجعلت أتضرع الى الله تعالى فأبصرت ورفعت رأسي فرأيت الشمس زالت فتوضأت وصليت (39- ظ) . ***

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي سمعت القاضي جمال الدين أبا عبد الله محمد بن شيخنا الامام عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان يقول: سمعت الشيخ ربيع يقول لي: لا شك أن طبع البشرية يغلب الانسان في كثير من الأحوال، فانني أحكي لك أنني كنت نائما بمكة فرأيت كأنني راكب في البحر على ساحل الشام أقصد زيارة بعض الاماكن وكأن المركب الذي كنا به قد انكسرت رجله، ولم يكن معنا رجل فخفنا وكدنا نغرق ودعونا الله تعالى، وغلب الناس علينا، واذا بمركب قد لاح لنا وأقبل وجاء نحونا يمشي مسرعا حتى وصل الينا فأخرجوا لنا رجلا فعملناها لمركبنا فسلمنا، قال: وانتبهت وقلت: لأركبن البحر حتى أنظر ما يكون من هذه الرؤيا قال: فجئت الى ساحل جدة وطلبت الركوب في بعض المراكب فجعل أصحاب المراكب يطلبونني، وكل منهم يطلب أن أركب معهم لحسن عقيدتهم فيّ، فركبت في بعض المراكب واذا به ذلك المركب الذي عاينته في المنام بعينه قال: فسرنا في البحر فانكسرت رجل المركب على ما رأيته في النوم ودخل الماء في المركب وخفنا من الغرق واستولى اليأس علينا، وكنت كأحدهم، ولحقني من الجبن والخوف كما لحق الباقين، مع ما ظهر لي من أوائل الامر الذي شاهدته في المنام قال: وجعلت أصيح لصاحب المركب وهو على الصاري انظر الى هذه الجهة وأنا أنتظر الفرج كما شاهدت في النوم قال: فجعل ينظر الى تلك الجهة ثم صاح بعد ساعة جاء (41- و) الفرج قد لاح لنا مركب، قال: فجاء المركب الذي شاهدته في النوم على الصفة التي شاهدتها وساق نحونا حتى وصل الينا، وقد كدنا نهلك وكان معهم رجل دفعوها الينا فأصلحنا بها مركبنا وسلمنا ولله الحمد. أخبرني يوسف بن أبي طاهر المنبجي قال: ورد الشيخ ربيع بن محمود من مكة

الى حلب وأقام بمسجد جمال الدين عمك أياما ثم خطر للشيخ أبي الحسن علي الفاسي والشيخ ربيع وعمك أبي غانم أن يمضوا لزيارة الشيخ أبي زكريا الى دير النقيرة فقاموا وخرجوا وخرجت معهم ونحن أربعة نمشي حتى بتنا بأقذار قرية والدك، ثم قمنا منها وصلينا الظهر بحاضر طيء وأقمنا بها الى العصر ثم جئنا الى تل باجر وقت المغرب وكنت أنا والشيخ ربيع صائمين لاني قد آليت على نفسي أن لا أفطر حتى أختم القرآن، ولم أكن ختمته بعد فأتانا الفلاحون بطعام وجاؤوا في جملته بصحن كبير فيه بطة وهم فرحون كيف قدموا لنا بطة حتى نأكلها فقال الشيخ ربيع: كلوا ولا تأكلوا من هذه البطة شيئا فامتثلنا أمره ولم نأكل منها وأنفسنا تشتهيها فقال الفلاحون: يا مشايخ كلوا فما هو لمن جني بل هو لمن رزق، والتفت الفلاح الذي جاء بها الى رفيقه وقال: يا فلان انظر الى فعل ذلك الظالم كيف ألزمنا وكلفنا عمل هذه البطة وأحوجا الى أن نحتال في ثمنها فلم يجعلها الله في رزقه وكانت في رزق هؤلاء السادة، فلما سمعنا منه نظر كل منا الى صاحبه وسكت وحمدنا الله تعالى على (41- ظ) ذلك وعلمنا أن الشيخ ربيع كوشف بذلك. قال لي يوسف المنبجي: وحججت في بعض السنين قبل أن يفتح البيت المقدس بسنة وكنت قد حججت ماشيا في ذلك العام واجتمعت بالشيخ ربيع بمكة، ولم يشعر بي إلّا وأنا نائم على باب قبة الشراب وكنت قد قيل لي إنه ساكن بها، فرحب بي وقال لي: أنت رفيقي الى الشام بعد الوقفة في هذه السنة فان في هذه السنة الآتية يفتح الله البيت المقدس وبلاد الفرنج ولا تعلم بذلك أحدا، فخرجت بعد قضاء الحج في صحبته فلما أشرفنا على دمشق نزلنا من المحارة وقال للجمال: أنت في حل مما فيها وكان فيها له أشياء مما يحتاج اليه وأقمنا في دمشق أياما ثم صعدنا الى طبرية وقدر الله أن فتحت القدس والساحل في تلك السنة، وحضرت معه فتوح البلاد كلها. قال لي يوسف المنبجي: وكنت مجاورا مع الشيخ ربيع في بعض السنين وأنا إذ ذاك صبي فاشتقت الى أهلي وقلت: هذه السنة أخرج الى أهلي إن جاءني من أعرف منهم، فلما قضى الحج ولم أر أحدا من أهلي ولا ممن أعرف من البلاد جئت

في بعض الايام وطفت بالبيت، وتقدمت الى الركن اليماني وأنا آيس من العود الى البلاد في تلك السنة ففتح الله عليّ أن قلت: يا رب ان رزقتني جملا أركب، وخبزا آكل وماء أشرب عدت الى أهلي في هذه (42- و) السنة وإلا أقمت بمكة، وكان ذلك ضحوة ذلك النهار، وصليت الظهر في ذلك النهار عند الشيخ ربيع، فالتفت إليّ وقال لي: يا يوسف قد حصلت لك جملا تركب، وخبزا تأكل وماء تشرب، ولم أعلمه بقولي، والتفت الى بعض الجمالين وقال له: هذا الصبي الذي قلت لك في معناه، واكترى لي معه بأربعة دنانير مكفّا والخبز والماء عليه. أخبرني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: قال لي الشيخ ربيع حججت في بعض السنين ورجعت الى البلاد فلما كنت في بعض الطريق نفد ما كان معي ولم يبق إلّا الناقة فقلت لبعض الجمالين: احملني الى الكوفة وخذا الناقة، ففعل فلما وصلت الى الكوفة قلت لصاحب لي: إيش قعودنا نمضي الى بغداد فمضيت أنا وصاحبي الى بغداد وما أقمنا بها ومضينا منها على البوازيج «1» ووصلنا الى الموصل وما وصل خبر الحاج الى الموصل فوجدنا قضيب البان على باب الموصل فقلنا له: ادع لنا، فقال: أنتم دعاؤكم مستجاب الى أربعين يوما، وكنا إذا قلنا إننا جئنا من الحج لم نصدق. قال لي عمي: قال لي الشيخ ربيع: كنت مرة مع الحاج من الموصل الى بغداد فنزلت وتمشيت أمام القافلة فرأيت رجلا، فمشيت معه قليلا، فقال لي: امش معي فمشيت معه ساعة، فقال لي: تدري أين أنت؟ (42- ظ) قلت: نعم فودعني ومضى فبقيت في ذلك الموضع تلك الليلة وذلك اليوم الى العشاء الآخرة من الغد حتى وصلت الى قافلة الحاج. أخبرني أبو موسى عيسى بن سلامة صاحب الشيخ ربيع قال: كنت مجاورا بمكة في سنة احدى وستمائة في صحبة الشيخ ربيع فقال لي: أريد أن أنفرد في هذه الأشهر يعني شهر رجب وشعبان، وشهر رمضان، بنفسي ولا يقربني أحد ففعل

ذلك، فلما كان يوم العيد جئت الى بابه فأردت الدخول اليه للسلام عليه، فضربت الباب فخرج إليّ وسلم عليّ وسلمت عليه، وجاء الناس يسلمون عليه، فقال: مات الشيخ أبو الحسن الفاسي؟ فقلت له: نعم من أخبرك بهذا، وكنت قد سمعت بموته من مراكب جاءت في البحر، فقال لي: رأيت في المنام كأن ثنيتي العليا قد سقطت، فقلت له: يؤوّل هذا بالأخوة والآباء؟ فقال: أي أب وأخ أعظم من الشيخ أبي الحسن، ثم قال لي: قد قرب الموت يا أصحابنا ما بقينا نجتمع بعد هذه الوقفة إلّا في الدار الآخرة إن شاء الله، ثم قال لي: كنت قد عزمت على أني لا أخرج وأن أصوم الستة أيام أتبع شهر رمضان، وما كنت فعلت هذا قبل ذلك لأن مذهبي وهو مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه أنه يكره صومها متتابعا، فرأيت الشيخ أبا الحسن الفاسي في المنام وقال: لأي شيء رجعت عن مذهبك، وعادتك، قم فاخرج الى الناس فقمت وخرجت لما سمعت ضربك الباب (43- و) . قال لي عمي أبو غانم: سمعت الشيخ ربيع يقول: رأيت الشيخ أبا زكريا رحمه الله في المنام فقال لي: يا ربيع أول من يموت منا أنا، ثم الشيخ علي الفاسي، ثم أنت، فمضى لذلك قليل فمات الشيخ أبو زكريا، ثم ان الشيخ ربيع قدم حلب فوجد الشيخ أبا الحسن مريضا، فكان يقول له: يا شيخ مت حتى أموت أنا، فبقي الشيخ علي بعد ذلك مدة ثم مات بحلب، ثم مات بعده الشيخ ربيع بعد مدة قريبة بالبيت المقدس رحمهم الله تعالى. حدثني عمي أبو المعالي عبد الصمد بن هبة الله بن أبي جرادة- وكان قد حج سنة احدى وستمائة- قال: لما وصلت مكة حرسها الله وجدت الشيخ ربيع في أواخر مرض أشفى فيه على الموت أيس منه أصحابه فرآهم منزعجين بسببه، وبكوا حوله، فقال لهم: لا تشغلوا قلوبكم فأني لا أموت إلا في البيت المقدس، فلما قضينا حجنا وكنت قد حججت على العراق، عرضت على الشيخ ربيع أن أحمله الى الشام، وعدت على طريق أيلة، وكان أكثر رغبتي في العود على طريق أيلة صحبة الشيخ ربيع، فصحبته وأصابه الذرب وقوي عليه في الطريق، وجئت الى عقبة أيلة وهي عقبة مشقة لا يركب فيها أحد فلم يمكن الشيخ ربيع النزول وصعد راكبا على الجمل والجمل الذي تحته في العقبة يصعد به كأنه يمشي في أرض سهلة، قال: ووصلنا الى

قبر الخليل عليه السلام وزرناه، ووصلنا الى البيت المقدس واشتد به المرض وفارقته منه فلما (43- ظ) وصلت دمشق وصلني خبر وفاته، أنه توفي بالبيت المقدس في أواخر صفر أوائل شهر ربيع من سنة اثنتين وستمائة. قال لي عمي أبو غانم: وبلغني أن الشيخ ربيع أوصى بأن يتولى غسله علي بن السلار، وكان ابن السلار بدمشق فتعجب أصحابه وقالوا: ابن السلار بدمشق، فكيف يغسله؟ فبينما هم على ذلك وصل ابن السلار من دمشق قبيل موته، قال: ولما احتضر خرج أصحابه من عنده فسمعوه من داخل وهو يقول بانزعاج: ألمثلي يقال هذا؟ ثم سكت، ثم قال: «لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ» «1» فدخلوا اليه فوجدوه قد قضى نحبه. وقال لي الامير علي بن سليمان بن ايداش بن السلار، أمير الحاج الشامي: أوصى الشيخ ربيع إليّ في غسله وتجهيزه ودفنه، وكنت بدمشق ولم أعلم بذلك، فبلغني خبر وصوله الى البيت المقدس فعزمت على قصده وجذبني اليه جاذب فركبت من دمشق الى البيت المقدس واجتهدت في السير، وأظنه قال لي: وصلت في ثلاثة أيام فلحقته قبل أن يموت فتوليت غسله وتجهيزه ودفنه رحمه الله. أخبرني الشيخ أبو القاسم الأسعردي بالمنحنى في طريق الحج، وكان حج في السنة التي حججت فيها على طريق تبوك في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وكان رجلا صالحا خيارا، قد صحب المشايخ، وتأدب بهم، وجاور البيت المقدس مدة، وكان له زاوية بالحرم مما يلي باب الرحمة، قال: دخل الشيخ ربيع البيت المقدس وهو مريض، وقوي مرضه فسألناه من يغسله (44- و) فقال لنا: الساعة يقدم من دمشق من يتولى ذلك، فقدم هذا شجاع الدين علي بن سليمان بن السلار أمير الحاج، وأشار اليه، قال أبو القاسم: وسمعته يقول وقت موته «لمثل هذا فليعمل العاملون» . قلت: ودفن بمقبرة البيت المقدس الغربية المعروفة بمامليّ، وزرت قبره

الربيع بن نافع:

عند مروري بالبيت المقدس، وقبره ظاهر معروف في تربة فيها جماعة من الصالحين، رحمه الله. الربيع بن نافع: أبو توبة الحلبي نزيل طرسوس، أحد الثقات الأثبات. حدث عن عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي، وأبي عثمان سعيد بن شبيب الطرسوسي. وعبد الله بن المبارك وسفيان وعيسى بن يونس وأيوب بن النجار اليمامي، واسماعيل بن عياش، وشريك بن عبد الله، وأبي سليمان عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، وأبي كامل يزيد بن ربيعة الرحبي الصنعاني، وعبد الله بن عمرو الرقي، ويحيى بن حمزة، ومحمد بن القراب الجرمي، ومعاوية بن سلام، وسعد بن عبد العزيز، والهيثم بن حميد، وشهاب بن خراش، وأبي الأحوص، ومحمد بن المهاجر الأنصاري، وهشام بن يحيى بن يحيى، وأبو الخطاب مسلمة بن علي، وعلي بن سليمان الكسائي، والحكم بن ظهير، والربيع بن بدر عليلة، ومصعب بن ماهان الخراساني، وشعبة، وعمر بن المغيرة مفتي المساكين، وسليمان بن حيان الكوفي، والمعتمر بن سليمان، وأبي عمر الصنعاني والوليد بن صالح. روى عنه أبو الليث يزيد بن جهور وعبد الله بن أبي مسلم الطرسوسيان، وأحمد بن خليد الكندي الحلبي، وأحمد بن ابراهيم بن فيل الأنطاكي، وابراهيم ابن سعد الجوهري، وأبو بكر بن محمد بن عبده المصيصي، وأبو داوود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد، وأبو محمد عبد الله ابن عبد الرحمن الدارميان، وفهد بن سليمان، وموسى بن سعيد بن النعمان، والعباس بن أحمد بن الأزهر المستملي اليمامي، وأحمد بن ابراهيم المقرئ، وعبد الكريم بن الهيثم القطان، وأحمد بن محمد بن حنبل، والحسن بن محمد بن الصباح، ومحمد بن عامر الأنطاكي، وأبو حاتم محمد بن ادريس بن المنذر الحنظلي، ورجاء ابن عبد الرحيم، ويحيى بن أكثم القاضي، وأبو جعفر محمد بن بكر، وابراهيم بن الحسين بن ديزيل، وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي، وعلي

ابن زيد الفرائضي، وزهير بن محمد بن قمير، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم قاضي عكبرا «1» ، وأبو القاسم عقيل بن الفضل التميمي، وأحمد بن الحسين بن جندب الترمذي، وأبو جعفر محمد بن جعفر السمناني، وأبو اسماعيل محمد بن اسماعيل الترمذي، وروى أبو عبد الله البخاري عنه تعليقا، وروى أبو عبد الله بن محمد بن اسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج، وأحمد بن شعيب النسائي، وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني عن رجل عنه. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي (45- و) وأبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي، وأبو طالب بار سطغان بن محمود بن أبي الفتوح القاضي قالوا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد ابن أحمد السّلفي قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي، قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن ابراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المزكي قال: أخبرنا حمزة بن العباس بن الفضل قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي قال: حدثنا معاوية- يعني- بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن أبي بكره عن أبي بكرة قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبيع الفضة بالفضة إلّا عينا بعين، سواء بسواء، وأن لا نبيع الذهب بالذهب إلّا عينا بعين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبايعوا الذهب بالفضة كيف شئتم والفضة بالذهب كيف شئتم. حديث صحيح رواه مسلم عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن صالح عن معاوية» (45- ظ) . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: حدثنا أبو محمد الحسن

ابن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم بن دازيل «1» قال: حدثنا الربيع بن نافع قال: قال بعض الحكماء: من أخطأته سهام المنايا قيدته الليالي والسنون «2» (46- و) . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه الينا- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل قال: ربيع بن نافع أبو توبة سكن طرسوس، حلبي الاصل، سمع معاوية بن سلام، وعطاء بن مسلم «3» (47- ظ) . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن بن القاسم الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: ربيع بن نافع أبو توبة، روى عن معاوية بن سلام، ومحمد بن المهاجر، وعطاء بن مسلم، روى عنه أبي سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: أخبرنا علي بن أبي طاهر- في كتابه إليّ- قال: حدثنا الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر أبا توبة فأثنى عليه، وقال: لا أعلم إلّا خيرا. سئل أبي عنه فقال: ثقة صدوق حجة «4» (47- ظ) . ذكر أبو حاتم محمد بن حبان البستي في الطبقة الرابعة من تاريخ الثقات قال: الربيع بن نافع، أبو توبة الحلبي، سكن طرسوس، يروي عن معاوية بن سلام، وعطاء بن مسلم الحلبي، روى عنه ابراهيم بن سعيد الجوهري، مات بعد سنة ثلاث وعشرين ومائتين «5» .

الربيع بن يونس بن محمد بن كيسان أبي فروة:

الربيع بن يونس بن محمد بن كيسان أبي فروة: أبو الفضل الحاجب، وقيل الربيع بن يونس بن عبد الله بن أبي فروة الأموي مولى الحارث الحفار، مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقيل هو مولى عثمان بن عفان، تولى الحجبة لأبي جعفر المنصور، وقدم معه حلب حين قدمها مجتازا لزيارة البيت المقدس في سنة أربع وخمسين ومائة، ثم صار وزيرا له، ثم تولى الحجبة للمهدي، وقدم معه حلب حين قدمها في سنة ثلاث وستين ومائة وأغزى ابنة هارون، وجعل الربيع معه مدبر جيشه وقيل انه وزر بعد ذلك للهادي. حدث الربيع عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، وعن أبي جعفر عبد الله بن محمد المنصور. روى عنه ابنه الفضل بن الربيع، وموسى بن سهيل، وعبد الله بن عامر التميمي، وسليمان بن بشير، وخزيمة بن خازم، ومحمد بن عائشة القرشي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، وأخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قالا: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن (48- ظ) ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد الحنائي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزاز قال: حدثنا محمد بن الحسن بن سهل قال: حدثنا عبد الله بن عامر التميمي قال: حدثنا الربيع الحاجب قال: حدثني أبو جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن أبي جده رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة واذا لبس ثوبا جديدا حمد الله وصلى ركعتين وكسا الخلق «1» . هكذا جاء في رواية أبي بكر الخطيب وقد سقط من الاسناد رجلان والله أعلم.

وقد رواه أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي عن أبي الحسين عبد الله بن محمد بن شاذان عن محمد بن سهل بن الحسن عن عبد الله بن عامر الأنصاري عن أبي بلال الأشعري عن خزيمة بن خازم عن الربيع الحاجب، وهو أقرب الى الصواب والله أعلم. أخبرنا بذلك الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو البدر ابراهيم بن محمد ابن منصور القطيعي بكرخ بغداد قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن شاذان قال: حدثنا محمد بن سهل بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن سعد الانصاري قال: حدثنا أبو بلال الأشعري قال: حدثنا خزيمة بن خازم التميمي قال: حدثنا الربيع الحاجب قال: حدثني أبو جعفر (49- و) المنصور عن أبيه عن جده عن أبي جده رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الشتاء دخل البيت يوم الجمعة وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا حمد الله تعالى وصلى ركعتين وكسا الخلق. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- اذنا- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: أخبرني الحسن بن أبي بكر قال: ذكر أحمد بن كامل القاضي أن الربيع حاجب المنصور، هو الربيع بن يونس بن محمد بن أبي فروة، قال: واسم أبي فروة كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان قال: وكان ابن عباس المستوف يطعن في نسب الربيع طعنا قبيحا ويقول للربيع: فيك شبه من المسيح يخدعه بذلك، فكان يكرمه لذلك حتى أخبر المنصور بما قال له، فقال انه يقول: لا أب لك فتنكر له بعد ذلك، وفي الربيع يقول الحارث بن الديلمي:

شهدت بإذن الله أن محمدا ... رسول من الرحمن غير مكذب وأن ولاء كيسان للحارث الذي ... ولي زمنا حفر القبور بيثرب «1» قرأت بخط بعض علماء النسب أن الربيع الحاجب هو الربيع بن يونس بن عبد الله بن أبي فروة، واسم أبي فروة فريذون بن نرسي بن بهرام بن توزل بن ماهشراد، وكان من أنباء مرازبة عمان وأم أبي فروة من بلي قضاعة، فهلك أبوه فباعه أخواله في أزمة، فسقط إلى عثمان بن عفان في أيامه فأعتقه حين (49- ظ) عرف شرفه، وولي عبد الله بن أبي فروة خراج العراق لابن الزبير، والى الربيع تنسب قطيعة الربيع «2» ، وعم الربيع اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أحد فقهاء المدينة. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: الربيع بن يونس أبو الفضل حاجب أبي جعفر المنصور ومولاه. «3» قرأت في كتاب الوزراء والكتاب صنعه أبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري قال: وقلد المنصور الربيع مولاه نفقاته والعرض عليه، وهو الربيع ابن يونس بن أبي فروة، واسم أبي فروة كيسان، مولى الحارث الحفار مولى عثمان ابن عفان، وكان عبد الله بن أبي فروة كاتب مصعب بن الزبير على العراق، وكان يونس بن محمد شاريا شاطرا بالمدينة، فعلق أمة لقوم بالمدينة غلبها على نفسها فجاءت بالربيع فاستعبد ولم يكن ليونس حال أيام أبي العباس وأهداه إليه فخدمه، وخف على قلبه ثم خدم أبا جعفر بعده فخص به، واستولى على أمره قال: ولما عزم على تقليد الربيع العرض عليه قال له: اجلس في بيتك حتى يأتيك رسولي، فاغتم لذلك، فصار إليه الرسول بدراعة وطيلسان وشاشة، فقال له البس هذا واركب بهذا الزي، فركب وأمر الفراش أن يطرح له مرفقه تحت البساط تقصيرا به عن منزلة المهدي وعيسى بن علي لأنه كان يطرح لهما مرفقتين ظاهرتين، فلما وصل إليه قال له: قد وليتك (50- و) الوزارة والعرض علي، ووليت ابنك الفضل الحجابة

فدخل عليه الربيع يوما والفضل يمشي خلفه، فأخذ الربيع بيده وقال: إن الحاجب لا يمشي خلف إنسان، فقال له المنصور: بلى يا ربيع هذا معك أنت وحدك. قال: ولما قلد أبو جعفر الربيع العرض عليه حسن مذهبه، وآثر الخيرية حتى عرف بذلك، فكان أبو جعفر إذا أراد لانسان حيزا أمر بتسليمه إلى الربيع، وإذا أراد شرا أمر بتسليمه إلى المسيب فكتب العامل بفلسطين يذكر أن بعض أهلها وثب عليه، واستغوى جماعة منهم فعاث في العمل فكتب إليه أبو جعفر: دمك مرتهن إن لم توجه به فصمد له العامل فأخذه ووجه به فلما مثل بين يدي أبي جعفر قال: أنت المتوثب على عامل أمير المؤمنين لأنثرن من لحمك أكثر مما تبقى على عظمك، فقال وكان شيخا كبيرا بصوت ضئيل: أتروض عرسك بعدما كبرت ... ومن العناء رياضة الهرم فقال يا ربيع: ما يقول؟ قال: يقول: العبد عبدكم والمال مالكم ... فهل عذابك عني اليوم مصروف فقال أبو جعفر: يا ربيع قد عفوت عنه فخل سبيله واحتفظ به وأحسن إليه. قال: وهذا الشعر لعبد بني الحسحاس، كان مولاه اتهمه بابنته فعزم على قتله فقال هذا الشعر وأوله: (50- ظ) . أمن سمّية دمع العين مذروف ... لو أن ذامنك قبل اليوم معروف كأنها حين تبكى ما تكلمني ... ظبي بعلباء ساجي «1» الطرف مطروف لا تبك عينك إن الدهر ذو غير ... فيه يفرّق ذو ألف ومألوف العبد عبدكم والمال مالكم فهل ... عذابك عني اليوم مصروف «2» قال: ولما استوزر المنصور الربيع ترك أن يسأله حاجة تخفيفا فقال له المنصور يوما: قد انقبضت عن مساءلتي حوائجك حتى أوحشتني، فقال: ما تركت ذاك أني وجدت لها غير أمير المؤمنين ولكني ملت الى التخفيف، قال: فاعرض عليّ

ما تحب من حوائجك قال: حاجتي يا أمير المؤمنين أن تحب الفضل ابني، قال: ويحك إن المحبة لا تقع ابتداء وإنما تقع بأسباب قال: قد أوجدك الله السبيل إليها قال: وما ذاك؟ قال: تنعم عليه فإذا أنعمت عليه أحبك، فإذا أحبك أحببته قال: فقد والله حببّته إليّ قبل أن يقع من هذا شيء، ولكن كيف اخترت له المحبة من بين سائر الأشياء؟ قال: لأنك إذا أحببته كبر عندك صغير إحسانه وصغر عندك كبير اساءآته وكانت حاجاته عندك مقضية وذنوبه عندك مغفورة. قال الجهشياري: وكانت وفاه المهدي والهادي مقيم بجرجان وهرون مع المهدي في عسكره، وقد كان الربيع قام بأمر البيعه ببغداد، وشغب الجند عليه وأحرقوا بابه ولقي منهم شرا إلى أن (51- و) أعطاهم أرزاق ثمانية عشر شهرا وسكنهم إلى أن ورد مولى الهادي، وقد كان موسى عتب على الربيع من أجل ما أطلقه من المال واستكثره ولأن الخيزران وجهت إليه وإلى يحيى بن خالد، فأما الربيع فدخل إليها، وأما يحيى فامتنع من ذلك، وقال: أعرف الهادي غيورا وأكره الاقدام على الدخول إلى والدته فعتب على الربيع في دخوله، وأحمد من يحيى امتناعه، فوجه الربيع بابنه الفضل متلقيا له إلى همذان وحمل معه ألطافا وهدايا وأمره بالاعتذار إليه مما أنكره وتعريفه السبب الداعي إليه فقبل هداياه ورجع له، وتجاوز عن زلته وقلده وزارته وتدبير أموره، وما كان عمر بن بزيع يتولاه من دواوين الأزمه. قال: وحكي أن الربيع لما لقيه شرع في الاعتذار إليه مما أنكره فقال: لا حاجة بك إلى الاعتذار قد كفاك الصفح منا مؤونته، ثم صرف الربيع عن الوزارة وقلدها ابراهيم بن ذكوان الحرّاني الأعور، صاحب طاق الحراني وأقرّ الربيع على دواوين الأزمة، فلم يزل عليها إلى أن توفي في سنة تسع وستين ومائة، وكانت وفاته وسنّه ثماني وخمسون سنة، وصلى عليه الرشيد وهو ولى عهد. أنبأنا أبو اليمن الكندي وغيره قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي إذنا عن أبي غالب بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وكان المهدي يوم توفي ابن ثلاث

(51- ظ) وأربعين سنة، وكان على رسائله الربيع مولاه وعلى حجابته الفضل بن الربيع، وكان على حجابته قبل الفضل بن الربيع الربيع «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحسين علي الصيمري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي قال: حدثنا محمد بن عمر ابن سلم الحافظ قال: ذكروا أنه لم ير في الحجابه أعرق من ربيع وولده، وكان ربيع حاجب أبي جعفر ومولاه ثم صار وزيره، ثم حجب المهدي، وهو الذي بايع المهدي وخلع عيسى «2» بن موسى، ومن ولده الفضل حجب هرون ومحمد المخلوع «3» وابنه عباس بن الفضل حجب محمد الأمين، فعباس حاجب بن حاجب بن حاجب، وقيل إن الربيع بن يونس وزر للمنصور وللهادي ولم يزر للمهدي وأنه مات في أول سنة سبعين ومائة. ***

ذكر من اسمه ربيعة

ذكر من اسمه ربيعة ربيعة بن شرحبيل: له ذكر في وقعة صفين، وشهدها مع علي رضي الله عنه، وقيل إنه شهد على كتاب لحكمين بين علي ومعاوية. أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد بن الصابوني عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفزاء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم ابن الحسين (52- و) بن ديزيل قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا عمرو بن شمر عن جابر قال: سمعت زيد بن حسن يذكر كتاب الحكمين، وزاد فيه شيئا على ما ذكر محمد بن علي والشعبي في كثرة الشهود وفي زيادة في الحروف ونقصان، أملاه عليّ من كتاب عنده وذكره وقال: شهد على ما في هذا الكتاب من أصحاب علي عليه السلام: الأشعث بن قيس، وعبد الله بن العباس، والاشتر مالك بن الحارث، وسعيد بن قيس الهمداني وحصين والطفيل ابنا الحارث، وأبو أسيد ابن ربيعه الأنصاري، ورفاعة بن رافع الأنصاري، وعوف بن مالك بن المطلب القرشي، وبريده بن الحصيب الأسلمي، وعقبة بن عامر الجهني، ورافع بن خديج الأنصاري، وحجر بن عدي الكندي، ووفاء بن سمي البجلي، وعبد الله بن الطفيل العامري، وعبد الله بن جحل العجلي وعقبة بن زياد الأنصاري ويزيد بن جحيّة الكندي، ومالك بن كعب الهمداني، وربيعه بن شرحبيل، والحارث بن مالك، وحجر بن يزيد وعقبة بن حجيّة. ربيعة بن عاصم العقيلي: قدم مع زفر بن الحارث الكلابي وسيابة السلمي على معاوية بن أبي سفيان وكان طريقهم على الجزيرة فاجتازوا بقنسرين، أو ببعض عملها في طريقهم ما بين الجزيرة ودمشق وله ذكر في الأخبار (52- ظ) .

ربيعة بن عباد:

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر قال: أخبرنا سهل بن بشر- قراءة عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن القاسم قال: أخبرنا علي بن الحسين بن بندار قال: حدثنا محمود بن محمد قال: وأخبرني حبش بن موسى عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش أن قيسا أقبلت حين قتل عثمان من الكوفة والبصرة يريدون الشام، قال ابن عياش: أخبرني أبي قال: أخبرني زفر بن الحارث الكلابي قال: أتبعنا عليّ خيلا تبيتنا حتى وردنا عانات، قال: فمررنا بالجزيرة فإذا بلاد خصبة ريفية ومزدرع، وسعة، وقلة أهل وإنما كان الفرض والجند بحمص، والجزيرة وقنسرين يومئذ من حمص فقالوا: من لنا بالمقام بهذه البلاد ولكن مهاجرنا إلى غيرها، فلما قدموا على معاوية، قال: في الرحب والسعة، إنما هاجرتم إلى دينكم، وقد سبقكم أخوانكم من أهل الشام الى الريف والحدائق، ولكن عليكم بالجزيرة، فانزلوها، فوافق قولة هواهم، فرجعوا فنزلوا على أثناء الفرات والمديبر والمازحين «1» وفيهم ربيعه بن عاصم العقيلي وزفر بن الحارث وسيابة السلمي «2» . ربيعة بن عباد: ويقال عبّاد، وقال بعضهم: عبادة: الدّئلي الحجازي، ويقال فيه الدّولي والدّئلي، رأى النبي صلى (53- و) الله عليه وسلم وروى عنه، وكان من شهد أليرموك في خلافة عمر رضي الله عنه وغزا الروم في خلافة عثمان رضي الله عنه، واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها. روى عنه محمد بن المنكدر، وسعيد بن خالد القارظي، وأبو الزناد، وهشام ابن عروة، وعبد الله بن يزيد، وزيد بن أسلم، وأبان بن صالح، وبكير بن الأشج، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادي- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين الشيباني قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال:

حدثنا أبو بكر الشافعي- املاء- قال: حدثنا اسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: أخبرنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام قال: حدثنا محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عباد الدؤلي أو عبّاد الدؤلي يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف على الناس في منازلهم قبل أن يهاجر إلي المدينة فيقول: أيها الناس إن الله يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، قال: ووراءه رجل يقول: يا أيها الناس إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم، فسألت: من هذا الرجل؟ فقيل: أبو لهب. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا عبد الغني بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري ومحمد بن حمد قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال ابن حمد: اجازة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا احمد بن مروان قال: حدثنا عباس محمد الدوزي قال: حدثنا سليمان بن داود قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن ربيعة بن عباد رجل من بني الدئل قال: رأيت النبي صلم الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز «1» وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتعبه برمية يقول: يا أيها الناس إنه صابىء، إنه كذاب فقلت: من هذا فقالوا هذا عمه أبو لهب «2» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- اذنا، وسمعت منه غيره بدمشق- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا أبو سعد ابن البغدادي قال: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا ابراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله (53- ظ) قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي

الزناد عن هشام بن عروة قال: رأيت ربيعة بن عباد وهو يحدث وأبي يسأله، فقال: إن ابن عفان كان أغزانا في مغزاة فمررنا فيها على معاوية، وكان قد وجد علينا في شيء قد بلغه من أمرنا في غزاتنا تلك، فدخلنا عليه فجعلنا نعتذر إليه ونكذب ما بلغه عنا وجعل يوقفنا على بعض ذلك ويؤنبنا فيه، ثم قام رجل منا فقال: أصلح الله الأمير إنّا مكذوب علينا، فلينظر الأمير في أمرنا فإن كنا أثرنا عرف ذلك لنا، وإن كان لنا ذنب عفاعنا فقال معاوية: فذاك إذا، ثم قال الرجل: لئن كنت لم أذنب فلا تظلمني ... وإن كنت ذا ذنب فسوف أتوب قال: ثم التفت في وجوه القوم جلساء معاوية فقال: ولا ينسى قربان الأمير شفاعة ... لكل امرئ مما أفاد نصيب قال: فقبل منا معاوية وصنع بنا معروفا. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا احمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله النجاري قال: ربيعه بن عباد الدؤلي حجازي، ويقال عباد لا يصح عباد «1» (54- و) . انبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: كتب إلينا أبو طاهر الخضر بن الفضل بن عبد الواحد المعروف برجل قال: أنبأنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: ربيعه بن عباد الدؤلي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم بذي المجاز يتبع الناس في رحالهم يدعوهم إلى الله. روى عنه ابن المنكدر، وأبو الزناد، وبكير بن الأشج، وسعيد بن خالد، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس سمعت أبي يقول ذلك «2» .

ربيعة بن عمرو الجرشي الشامي:

أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري في كتابه الينا من مكة قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: ربيعة بن عباد الدؤلي من بني الدؤل بن بكر بن كنانة، مدني، روى عنه ابن المنكدر وأبو الزناد، وزيد بن أسلم وغيرهم، يعد في أهل المدينة، وعمّر عمرا طويلا لا أقف على وفاته وسنه، ويقال ربيعه بن عباد والصواب عندهم بالكسر من حديث أبي الزناد عن ربيعة بن عباد وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم بذي المجاز وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا ووراءه رجل أحول (54- ظ) ذو غديرتين وهو يقول: انه صابىء، انه صابىء، انه كذاب، فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب قال: ربيعة بن عباد وأنا يومئذ أزفّر «1» القرب الأهلي «2» . قلت: وقع لي نسخة من كتاب الاستيعاب لأبي عمر وهي أصل يعتمد عليه مصحح، وعليه حواش بخط بعض العلماء وأهل الدراية من المغاربة، فقرأت في حاشية الكتاب بخطه عند هذه الترجمة ما صورته قال: عباس عن ابن معين: وفي حديث ابن أبي الزناد عن أبيه عن ربيعة بن عبادة «3» وهو الصواب، ومن قال عباد فقد أخطأ. ربيعة بن عمرو الجرشي الشامي: قيل ان له صحبة وسماعا من النبي صلي الله عليه وسلم، روى عن سعد، روى عنه خالد بن معدان، وعلي بن رباح، وأبو المتوكل الناجي. ويقال انه جد هشام بن الغاز، وكان فقيها وشهد صفين مع معاوية رضي الله عنه، وفقئت عينه يومئذ (55- و) . نقلت من «كتاب القضاة» تأليف الحافظ عبد الغني بن سعيد من نسخة منقولة من خطه: حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد املاء قال: حدثنا علي بن محمد بن

حبون قال: حدثنا حرملة قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن الحارث ابن يزيد قال: لما كان يوم صفين اجتمع أبو مسلم الخولاني وحابس- يعني- الطائي وربيعة الجرشي، وكانوا مع معاوية، فقالوا: ليدع كل انسان منكم بدعوة فقال حابس الطائي: اللهم اجمع بيننا وبينهم، ثم احكم بيننا وبينهم، وقال ربيعه الجرشي: اللهم اجمع بيننا وبينهم ثم ابلنا بهم وابلهم بنا، وقال أبو مسلم الخولاني: اللهم اكفنا وعافنا، فلما التقوا قتل حابس الطائي، وفقئت عين ربيعه الجرشي وعوفي أبو مسلم وقال في ذلك شاعر أهل العراق: نحن قتلنا حابسا في عصابة ... كرام ولم تترك بصفين مغضبا «1» أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله عن أبي طاهر الخضر بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ربيعة الجرشي: قال بعض الناس: إن له صحته وليس له صحبة، هو شامي، جد هشام بن الغاز، روى عنه خالد بن معدان سمعت أبي يقول ذلك، حدثني أبي قال: حدثنا قرة بن حبيب قال: أخبرنا أبو عقيل الدورقي قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي قال: سألت ربيعة الجرشي، وكان يفقه الناس في زمن معاوية «2» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- في كتابه- قال: أخبرنا أبو محمد الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر (55- و) قال: ربيعة بن عمرو الجرشي يعدفي أهل الشام، روى عنه علي بن رباح وغيره يقال: إنه جد هشام بن الغازي قال الواقدي: قتل ربيعة بن عمرو الجرشي يوم مرج راهط «3» وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر رحمه الله: له أحاديث منها أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في أمتي خسف ومسخ وقذف قالوا: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال:

ربيعة بن كعب القصبر:

باتخاذهم القينات وشربهم الخمور، ومنها قوله عليه السلام: استقيموا وبالحراء ان استقمتم، الحديث. قال أبو عمر: حدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا أبو الميمون قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن الشيباني قال: لما وقعت الفتنة قال الناس: اقتدوا بهؤلاء الثلاثة: ربيعة بن عمرو الجرشي، ومروان الأرحبي ويزيد بن نمران. قال الشيباني: وقتل ربيعة بن عمرو الجرشي بمرج راهط «1» . (56- و) ربيعة بن كعب القصبر: حكى عن سالم بن عبد الله بن عمر، وعمر بن عبد العزيز، وغزا معهما بلاد الروم واجتاز بحلب أو ببعض عملها، روى عنه أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي الدمشقي. ربيعة بن لقيط بن حارثة بن عميرة التجيبي القردمي المصري: شهد صفين مع معاوية، وحدث عنه، وعن عمرو بن العاص، وعبد الله بن حوالة الأزدي، ومطعم بن عبيدة البلوي، وعبد الله بن سندر، ومالك بن زهدم. روى عنه ابنه اسحاق بن ربيعة، ويزيد أبي حبيب. (56- ظ) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد الصابوني- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب- إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن نينجاب «2» قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثني يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: حدثني الليث ابن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أنه أخبره من حضر صفين مع علي ومعاوية، قال ابن وهب: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أخبره

ربيعة بن نجوان:

قال: شهدنا صفين مع علي ومعاوية، قال: فمطرت السماء علينا دما عبيطا. قال الليث في حديثه: إن كانوا ليأخذونه بالصحاف والآنية، وقال ابن لهيعة في حديثه: حتى إن الصحاف والآنية لتمتلىء ونهريقها (57- و) . أخبرنا سعيد بن هاشم الأسدي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أنبأنا أبو طاهر الخضر بن الفضل بن عبد الواحد عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ربيعة بن لقيط التجيبي روى عن عبد الله بن حوالة ومالك بن زهدم، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، سمعت أبي يقول ذلك «1» . (57- ظ) . ربيعة بن نجوان: وقيل اسمه النعمان بن نجوان بن معاوية المعروف بأعشى بني تغلب، أحد بني معاوية بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى، بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار التغلبي النصراني، شاعر مشهور من أهل الجزيرة، قدم دابق وافدا على عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة ومدحه فلم يعطه شيئا، وكان في غزوة الطوانة «2» مع مسلمة بن عبد الملك. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم اسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد بن سهل بن بشران النحوي- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن ابن دينار اللغوي قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب قال: أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدثنا أبو سعيد الحسين بن الحسن السكري قال: حدثنا محمد بن حبيب عن أبي عمرو الشيباني قال: كان الوليد بن عبد الملك محسنا الى أعشى تغلب، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد إليه ومدحه فلم يعطه شيئا، وقال: ما أرى للشعراء في بيت المال حقا، ولو كان لهم فيه حق لما كان لك لأنك امرؤ نصراني فانصرف الأعشى وهو يقول:

ربيعة الشعوذي:

لعمري لقد عاش الوليد حياته ... إمام هدى لا مستزاد ولا نزر (58- و) كأن بني مروان بعد وفاته جلاميد ... ما تندى وإن بلها القطر «1» وذكر أبو محمد عبد الله بن سعيد القنطري عن الواقدي- يعني- في غزوة الطوانة قال: قيل لمسلمة بن عبد الملك إن القعقاع بن خليد العبسي هو الذي منع العباس بن الوليد بن عبد الملك من تعظيمه فقال لأعشى تغلب- وكان معه-: اهج بني عبس ببيتين لا تزد علبهما، فقال: تعلّم عبس مشية قرشية ... تلوي بها أستاهها ما تجيدها فآخر عبس في الحديث نساؤها ... وأول عبس في القديم عبيدها (58- ظ) ربيعة الشعوذي: قدم خناصرة من الأحص من عمل حلب، وافدا على عمر بن عبد العزيز، وحكى عنه سهل بن شعيب النخعي الكوفي (59- و) . ***

ذكر من اسمه رجاء

ذكر من اسمه رجاء رجاء بن أيوب الحضاري: قدم حلب صحبة المتوكل، وكان على حرسه وولاه الواثق قتال أبي حرب المبرقع «1» الذي خرج بفلسطين، وولاه حرب قوم من ذعار أهل الغوطة والمرج، وكان بالرقة فنفذ منها، الى دمشق. (59- ظ) ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس أن رجاء بن أيوب الحضاري مات في آخر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائتين منصرفا من دمشق. رجاء بن حيوة بن حنزل: - وقيل جرول، وقيل جندل- بن الأحنف بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بني الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرثع بن معاوية بن كندة، وهو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، أبو المقدام، وقيل أبو نصر بن أبي رجاء الكندي السكسكي الفقيه قيل إنه من أهل الأردن، وقيل من فلسطين، وقيل من حمص، وقيل إن جده جرول بن الأحنف له صحبة، وكان صحب سليمان بن عبد الملك بدابق الى أن توفي، وكان كبير الصحبة لعمر بن عبد العزيز، وهو الذي أشار على سليمان بتولية عمر بن عبد العزيز، وتولى أمره وقت ولايته الخلافة بدابق، ودام في صحبته بها وبخناصره. روى عن أبيه حيوة، وعن عمران بن حصين، ومعاوية بن أبي سفيان ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي أمامة الباهلي، ومحمود بن الربيع الأنصاري، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وعبادة بن الصامت، وأبي سعيد

الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وجمادة بن أبي أمية الدوسي، وأبي الدرداء، وأم الدرداء، والنواس بن سمعان ويعلى بن عقبة، وورّاد كاتب المغيرة وعبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، وخالد بن يزيد بن معاوية، ونعيم بن سلامة والحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة الحضرمي (60- و) الرهاوي، وأبي صالح السمان وقبيصة بن ذؤيب. روى عنه ابنه عاصم بن رجاء ومكحول، وقتادة بن دعامة، وعبد الملك بن عمير، وحميد الطويل، وأبو مجالد جراد بن مجالد، وعبد الله بن عون، وعبد الكريم بن الحارث ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، وأبو سنان عيسى بن سنان، وأشعث بن أبي الشعثاء، وعبد الله بن أبي زكريا، وعمر بن سعيد الفدكي، وسليمان ابن أبي داوود، والوليد بن سليمان بن أبي السائب، وأبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، وعدي بن عدي، ومحمد بن جحادة، وعروة بن رويم ومحمد بن عجلان، ورجاء بن مهران بن أبي سلمة، ومحمد بن الزبير، وثور بن يزيد الكلاعي، وابراهيم ابن أبي عبلة، وعبد الرحمن بن حسان الكناني، ومطر الوراق. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا الحسين بن شاكر قال: حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي عن ابراهيم عن مطر عن رجاء بن حيوة عن حيوة عن عمران بن حصين أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلب والجنب، ونهى عن النجش والمس في البيع، ونهى أن يبتاع الرجل على بيع أخيه ويخطب على خطبة أخيه «1» . وقال: أخبرنا أبو بكر (60- ظ) الشافعي قال: حدثنا محمد بن علي بن الأعرج قال: حدثنا قطن- يعني- ابن ابراهيم قال: حدثنا حفص بن عبد الله قال:

حدثني ابراهيم عن مطر عن رجاء بن حيوة عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا جلب ولا جنب «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الاربلي قال: أخبرنا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب بن الخراساني قال: أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن محمد بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: كتب إلينا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال: كان رجاء يرى تأخير العصر، وكان بصلي ما بين الظهر والعصر. أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الآزجي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بكران الرازي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار في ذكر الأسامي والكنى قال: رجاء بن حيوة يكنى بأبي المقدام، حدثني بذلك أبو الحسن بن أبي قيس قال: حدثنا أبو الأصبغ محمد بن سماعة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: ودع رجل رجاء بن حيوة فقال: حفظك الله يا أبا المقدام. (61- و) . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عبد الصمد العطار قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية قال: أخبرنا أبو عمران عيسى ابن عمر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا الوليد ابن شجاع قال: حدثني محمد بن شعيب بن شابور قال: أخبرنا الوليد بن سليمان ابن أبي السائب عن رجاء بن حيوة أنه حدثه قال: كتب هشام بن عبد الملك الى عامله أن يسألني عن حديث، قال رجاء فكنت قد نسيته لولا أنه كان عندي مكتوبا. (61- ظ)

فى فضله

[فى فضله] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني البغدادي قال: أخبرنا أبي أبو منصور جعفر قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن سوار قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة قال: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي قال: حدثني محمد بن منصور بن مزيد قال: حدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن سلام قال: قال ابن عون: أدركت ستة: ثلاثة يؤدون الحديث بلفظه، وثلاثة إذا حدثوا بالمعنى لم يبالوا كيف قالوا، فأما الثلاثة المؤدون فابن سيرين والقاسم بن محمد بن أبي بكر، ورجاء بن حيوة، وأما الثلاثة الذين يجيبون بالمعنى: فالحسن وابراهيم والشعبي. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: رجاء بن حيوة السكسكي شامي ثقة «1» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي طاهر الخضر بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حيوة بن شريح قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر قال: ما رأيت شاميا أفقه من رجاء بن حيوة. (63- و) أنبأنا أبو الفضل عبد الواحد بن هاشم الأسدي عن مسعود بن الحسن عن أبي

رجاء بن سراج:

عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: رجاء بن حيوة الشامي الكندي، أبو المقدام روى عن عبد الله بن عمرو، ومعاوية، ومحمود بن الربيع، روى عنه ابن عون وجراد بن مجالد، سمعت أبي يقول «1» ذلك. (64- و) أخبرنا أبو علي الأوقي- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة اثنتي عشرة ومائة رجاء بن حيوة مولى كندة، نزل الشام، يعني مات فيها. رجاء بن سراج: له ذكر في التاريخ، وقدم مع عبد الملك بن مروان الى حلب سنة سبعين حين قدمها لقتال مصعب بن الزبير، فلما رجع عمرو بن سعيد الأشدق خالعا لعبد الملك ومتوجها الى دمشق، مضى معه حميد بن حريث بن بحدل ورجاء بن سراج وجماعة من أهل الشام الى دمشق، وفتحوها وملكها عمرو، ذكر ذلك محمد بن أحمد بن مهدي في تاريخه «2» . رجاء بن عبد الرحيم: أبو المضاء القرشي الهروي، رحل الى الشام وسمع بطرسوس أبا توبة الربيع ابن نافع الحلبي نزيل طرسوس وبحمص أبا اليمان الحكم بن نافع، وبدمشق أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي، وحدث عنهم وعن أبي نعيم الفضل بن دكين، وعلي بن عياش وأبي الوليد الطيالسي وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وبشار بن موسى الخفاف، ومحمد بن المنهال الضرير، ويحيى بن عبد الله بن الضحاك، وسعيد بن أبي مريم، والقعنبي. روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن الأزهر (64- ظ) ومحمد بن علي ابن عمر المذكر، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن سليمان بن فارس،

رجاء بن معبد بن علوان:

وأبو يحيى زكريا بن داوود الخفاف، وزنجويه بن محمد اللباد وأبو يحيى البزاز. يحيى البزاز. أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه إلينا غير مرة- قال: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر، ح. وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن أبي الفضل عن زاهر قال: أخبرنا أبو عثمان الصابوني والبحيري وأبو بكر البيهقي والحيري- إجازة- منهم- قالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن عيسى قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن داوود قال: حدثنا رجاء بن عبد الرحيم الهروي قال: حدثنا أبو توبة قال: حدثنا محمد بن الفرات قال: حدثنا أبو اسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر المسلمين احذروا البغي فإنه ليس عقوبة هي أشد من عقوبة البغي، وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب هو أعجل من ثواب صلة الرحم وإياكم واليمين الفاجرة فإنها تدع الديار بلاقع «1» . قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: رجاء بن عبد الرحيم أبو المضاء القرشي الهروي، أكثر حديثه عن الشاميين: أبي اليمان، وأبي توبة، وعلي بن عياش، وأبي مسهر، وهو كثير المناكير، حدث بنيسابور بالكثير، وسمع منه أبو يحيى البزاز، وابراهيم بن محمد (65- و) بن سفيان، وأبو يحيى زكريا بن داوود الخفاف، ومحمد بن سليمان بن فارس وغيرهم، حدث بنيسابور بعد الخمسين (65- ظ) . رجاء بن معبد بن علوان: ابن زياد بن غالب بن قيس بن المنذر بن حرب بن حسان بن هشام بن مغيث ابن الحارث بن زيد مناة بن تميم التميمي، كان مع مسلمة بن عبد الملك حين دخل بلاد الروم غازيا، واستولى على بلد من بلاد الروم يقال له بلعم، وهو من

رجاء بن مهران بن أبي سلمة:

أجداد الوزير أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله ابن عيسى بن رجاء بن معبد «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي- اجازة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا- قال: وكان رجاء بن معبد استولى على بلعم، وهو بلد من ديار الروم حين دخلها مسلمة بن عبد الملك، وأقام بها، وكثر نسله فيها فنسب ولده إليها «2» . رجاء بن مهران بن أبي سلمة: أبو المقدام الفلسطيني الرملي، وكان أصله من البصرة وتحول الى الشام، وسكن الرملة، وكان بدابق ورأى بها الوضين بن عطاء، وروى عن رجاء بن حيوة وعبدة بن أبي لبابة، واسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وسليمان بن موسى، ويونس بن عبيد وعقبه بن أبي زينب والزهري، ونعيم بن سلامة، وابراهيم بن يزيد البصري، وعبادة بن نسي، وعمرو بن شعيب، ويزيد بن عبد الله بن موهب، ومقبل بن عبد الله الفلسطيني. روى عنه زيد بن الحباب والحمادان: ابن سلمه وابن زيد، ويحيى بن العلاء، وعبد الله بن عون ومحمد بن يوسف وضمرة بن ربيعة وبشر بن المفضل وضمرة بن ربيعة (66- و) . أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار البغدادي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران موسى بن عمر بن العباس قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن عبد الرحمن الدرمي قال: أخبرني العباس بن سفيان عن زيد بن حباب قال: أخبرني رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول: قد رضيت من أهل زماني هؤلاء أن لا يسألوني ولا أسألهم، إنما يقول أحدهم: أرأيت، أرأيت. أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد البكري- فيما أذن لي

روايته- قال: أخبرنا أبو القاسم (66- ظ) علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السلمي: وجدت بخط أبي الحسين محمد ابن عبد الله بن جعفر الرازي الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال: حدثني سماعة بن محمد بن سماعة الرملي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ضمره- يعني- ابن ربيعة عن رجاء- يعني- ابن أبي سلمة قال: رأيت الوضين بن عطاء بدابق وعليه هيئة رثة، ثم رأيته بدمشق عليه هيئة حسنة فقلت له: قد رأيتك بغير هذه الهيئة؟ قال: رأيتني وأنا مسافر «1» . أنبأنا عبد القادر بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا رجاء بن حامد المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب القراب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمزة قال: حدثنا شكر قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثت عن ضمرة بن ربيعة قال: ولد رجاء بن أبي سلمة سنة إحدى وتسعين ومات سنة احدى وستين. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني عن رجاء بن حيوة، روى عنه ابن عون، وحماد ابن زيد، ومحمد بن يوسف، وزيد بن حباب، وقال الحسن: عن ضمرة، مات سنة إحدى وستين ومائة «2» (67- و) . أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل قال: أنبأنا عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام الفلسطيني الرملي كان ينزل البصرة، ثم تحول الى الشام.

روى عن رجاء بن حيوة، ونعيم بن سلامة، ويزيد بن عبد الله بن موهب، واسماعيل بن عبيد الله وعبادة بن نسي. روى عنه ابن عون، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وبشر بن المفضل، ويحيى بن العلاء، ومحمد بن يوسف، وضمرة، وزيد بن الحباب، سمعت أبي يقول ذلك. وقال: أخبرنا عبد الله بن أحمد في كتابه إلي قال: سألت أبي عن رجاء بن أبي سلمة فقال: ثقة. وقال: ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: رجاء أبو المقدام ثقة «1» (68- ظ) . أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الحافظ في كتابه قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم القراب قال: أخبرنا أحمد بن اسماعيل قال: حدثنا البخاري قال حدثنا الحسن بن رافع قال: حدثنا ضمرة قال مات رجاء بن أبي سلمة سنة احدى وستين ومائة وكنيته أبو المقدام الفلسطيني روى عنه ابن عون وحماد بن زيد وحماد بن سلمه ومحمد بن يوسف وزيد بن حباب. أنبأنا أبو علي الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وستين ومائه رجاء بن أبي سلمه أبو المقدام- يعني مات فيها. ***

رجب بن ابراهيم بن محمد الحنفي:

رجب بن ابراهيم بن محمد الحنفي: الفقيه تفقه بحلب، وسمع أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحراني. قال لي الفقيه خليفة بن سليمان بن خليفة الحنفي: كان رجب هذا من الفقهاء الحنفيه بحلب، ثم أنه انتقل الى دمشق، درس بها في مسجد من مساجدها، وأثنى عليه خيرا. ***

رزام المجنون:

رزام المجنون: كان مقيما بطرسوس مجاهدا، يعد في عقلاء المجانين. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن، وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان- فيما أذنا لي في روايته عنهما- قالا: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن- في كتابه- قال: (69- ظ) أخبرني علي بن المؤمل قال: أخبرنا أبو عبد الله بن سعيد قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن اسماعيل الفارسي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال: سمعت علي بن عبد الملك بن دهثم القاضي يقول: كان بطرسوس مجنون يقال له رزام، وكان مدهوشا يهذي ويسمع ويؤذي، فإذا خرج العسكر الى أرض العدو خرج لخروجهم، وحمل درقة وسيفا فكلما لقي العدو أفاق كأن لم يكن به جنون، وكان من أجسر الناس عليهم، وربما قتل في اليوم جملة من العدو فإذا عاد الى أرض الاسلام عاد الى جنونه. ***

ذكر من اسمه رزق الله

ذكر من اسمه رزق الله رزق الله بن عبد الوهاب: ابن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان ابن يزيد بن أكينة بن الهيثم بن عبد الله أبو محمد بن أبي الفرج بن أبي الفضل التميمي الحنبلي قيل إن جده الأعلى عبد الله له صحبه، وكان اسمه عبد اللات فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وعلمه الوحي، وأرسله الى اليمامة والبحرين ليعلمهم أمر دينهم، ومسح بيده على صدره وقال: نزع الله من صدر ولدك الغل والغش الى يوم القيامة، وابنه الهيثم روى عن علي رضي الله عنه وما بين الهيثم، وبين رزق الله كلهم رواة، روى كل واحد منهم عن أبيه وكان رزق الله إمام الحنابلة في وقته في الفقه وكان عارفا بالقراءات تصدر لإفادة القرآن وعلومه والفقه والحديث (70- و) قرأ القرآن العظيم على أبي الحسن علي بن عمر الجمامي وتفقه على أبيه أبي الفرج عبد الوهاب وعمه أبي الفضل عبد الواحد والقاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي، وسمع الحديث من أبيه وعمه المذكور، وأبي عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وأبي علي أحمد بن محمد البرداني، وأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، وابي الحسين أحمد بن محمد بن المتيم الواعظ، وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبي الحسن علي بن أحمد الحمامي، وأبي الحسن أحمد بن علي بن البادا، وأبي علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان البزاز، وأبي الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وأبي الفضل عمر بن ابراهيم بن اسماعيل الهروي، وأبي الفرج محمد بن عمر بن محمد بن الجصاص وأبي القاسم عبد الملك، وأبي الحسين علي ابني محمد بن عبد الله بن بشران، وأبي عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد

البزاز، وأبي عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حمدويه، وأبي القاسم الفضل بن محمد بن الفضل، وأبي الحسن علي بن المظفر الأصبهاني المقرئ، وأبي بكر محمد بن عمر العنبري. روى عنه أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الحافظ، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بن البطي وأبو الفضل محمد بن ناصر وأبو الحسن علي وأبو بكر محمد ابنا عبد الله بن نصر بن الزاغوني، والحافظ اسماعيل بن محمد (70- ظ) الفضل وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد ابن الحسن البغدادي، وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن الشهرزوري وأبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي، المعروف بشيخ الاسلام، وأبو عبد الله عثمان بن أبي نصر الصالح، وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء، وأبو الفضل عبد الملك ابن علي بن يوسف وأحمد بن محمد بن الأخوة، وثابت بن منصور الكليلي، وأبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين وصدقه بن الحسين بن محمد بن السياف، وأبو الحسين وأبو خارم ابنا أبي يعلى بن الفراء، وأبو الحسين بن محمد بن محمد بن بادويه السهلكي، وأبو مسعود بن كوتاه، والبديع أحمد بن سعد العجلي، وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب الفراء، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الصوفي، وأبو الفضل محمد بن عبد الواحد المغازلي، وآمنة بنت اسماعيل بن أحمد الصوفي وجماعة غيرهم يطول ذكرهم، وسيأتى في ذكر الحديث عنه أسماء جماعة من الرواة عنه، لم نذكرهم هنا عدولا عن التطويل، وكان قدم الى حلب رسولا من بغداد ولا أعلم أنه حدث بها. أخبرنا أبو الفضائل عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة بظاهر مدينة حلب، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان- المعروف بابن البطي قراءة عليه وأنا حاضر- قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن (71- و) بشران قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال: حدثنا سعدان بن نصر قال: حدثنا سفيان بن عينية عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم عن زر بن حبيش قال: سألت أبيّ بن كعب عن ليلة القدر فحلف

لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، قلت: بم تقول ذلك أبا المنذر؟ فقال: بالآية- أو بالعلامة- التي قال رسول صلى الله عليه وسلم إنها تصبح في ذلك اليوم تطلع الشمس ليس لها شعاع «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد ابن الفضل الحافظ وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي، وأبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي، وأبو بكر محمد بن شجاع بن محمد اللفتواني وأبو الخير شعبة بن أبي شكر الصباغ وأبو أحمد محمد بن أبي علي الموري وأبو العز الخليل بن تميم القصار وأبو الوفاء محمود بن عبد الواحد القرشي، وأبو الفتوح محمود بن غانم الحداد، وأبو الفضل عبيد الله بن ابراهيم السعدوي، وأبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن الفضل الحداد، وأبو الحسين جابر بن محمد اللاذاني وأبو بكر جابر بن محمد بن أحمد الرناني وأبو الوفاء عمر بن الفضل المميز، وآمنة بنت عباد بن طباطبا العلوية، وأبو الروح محمد بن معمر بن أحمد العبدي، وأبو اسماعيل محمد بن محمد بن عبد الله الاكاف، وأبو الفضل (71- ظ) ظفر بن محمد بن أحمد الحاجي المعلم، وأبو محمد محمود بن أحمد ابن عبد الله الخانيان، وأبو الوفاء محمد بن الفضل بن جله القاضي، وأبو محمد سفيان بن ابراهيم بن عبد الوهاب بن منده التككي، وأبو الفتح محمود بن الحسين ابن محمد الصافي، وأبو علي الحسن بن الفضل بن الحسن الآدمي، وأبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد البيع، وأبو الفضائل موسى بن المفضل الكاتب وأبو الفتح خالد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي، وأبو حامد محمد بن ظفر الخطيب، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الحداد، وأبو منصور عبد الملك بن محمد بن عبد الملك السربي وأبو الفضائل داوود بن محمد بن حمد الخباز وأبو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي، وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن كوتاه الحافظ، وأبو الفضل

عبد الرحيم بن غانم العدل، وأبو الموجا الحسين بن محمد بن الفضل العسال، وأبو عبد الله محمد بن أبي الفتح القطان، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد الدلال، وأبو الوفاء أحمد بن ظفر الشاهد، وأبو الفتوح مبشر بن أبي سعد الزاهد، وأبو نصر اسماعيل بن عبد الرزاق الطرقي، وأبو سعيد عبد الجبار بن محمد الهراس، وأبو الفضل محمد بن عبد الواحد المغازلي، وأبو رشيد محمد بن الفضل الصيدلاني، وعبد الله بن أحمد بن القاسم الخابوطي، وأبو العباس أحمد بن محمد الكسائي، وأبو الرضا حيدر بن أبي طالب العلوي (72- و) وأبو الخير محمود بن حمد بن ابن أحمد الجيراني، وأبو تراب طاهر بن أبي طالب العلوي، وأبو المعالي طاهر بن أبي الحسين بن أبي غالب بن سلة الأصبهاني، وأبو سعيد شيبان بن عبد الله المحتسب وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر المهراني وأبو القاسم ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الدواتي، وأم البهاء شهراز رمية بنت عبد الواحد بن الفاخر العبشمي، وأبو الرضا محمود بن عبد الرزاق الخابوطي، وأبو المكارم حامد بن عبد الرزاق البيع، وأبو سعد محمد بن هبة الله الهاروني، وأبو علي سهل بن محمد ابن أحمد الحاجي وأبو الفتوح عبد الرزاق محمد القصري، وأبو المعالي طاهر بن المفضل الكاتب، وأبو المعالي الليث بن أبي الفارس الرازي، وأبو شكر حمد بن طاهر بن حمد الشيباني بأصبهان، وأبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي بهمذان، وأبو الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني بواسط، وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس الإمام بدمشق، وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب القزاز بعكبرا، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الفوشنجي باشكيذبان، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي، وأبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وأبو البركات اسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب (72- ظ) وابنه أبو الفتح محمد بن علي ابن هبة الله الكاتب وأبو العباس احمد بن محمد بن محمد بن الاخوة العطار وأبو القاسم ظاهر بن أبي غالب المساميري، وأبو الوفاء محمد بن هبة الله الكاتب وأبو القاسم علي بن طراد بن محمد الوزير الزينبي ببغداد وجماعة سواهم قالوا: أخبرنا

أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي- قراءة عليه، وبعضهم قال: املاء من لفظة- قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا محمد ابن عثمان بن كرامة قال: حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنني بالحرب، ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني عبدي لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن بكره الموت، وأكره مساءته ولا بد له منه «1» . قال السمعاني: حديث صحيح أخرجه الإمام محمد بن اسماعيل البخاري في جامعة الصحيح عن محمد بن عثمان بن (73- و) كرامة، هو العجلى الكوفي عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال أبي أيوب مولى عبد الله بن عتيق القرشي المدني عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أبي عبد الله القرشي الليثي المدني عن عطاء- هو- ابن يسار أبو محمد عن أبي هريرة. كما أخرجناه ووقع إلينا عاليا وموافقه ولم يخرجه البخاري إلا عن ابن كرامة حسب من هذا الطريق، وخالد بن مخلد هو أبو القاسم القطواني كوفي روى عنه البخاري في صحيحة، وأخرج هذا الحديث عن ابن كرامه عنه ومن جلالة الرجل عنده يحدث عنه ثم يحدث عن رجل عنه. قال السمعاني: سمعت أحمد بن سعد بن علي العجلي بهمذان يقول: كان شيخنا أبو محمد التميمي إذا روى هذا الحديث أو قرىء عليه قال: «أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون «2» » .

وسمعت شيخ الشيوخ اسماعيل بن أبي سعد مذاكرة يقول: كان أبو محمد التميمي شيخنا إذا قرأ عليه أبو بكر بن الخاضبه هذا الحديث- يعني حديث عطاء عن أبي هريرة أخذ خده وقرصه وقال: أبا بكر ينبت تحت حبكم من ذا شيء. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن وأبو العباس أحمد ابنا عبد الله بن علوان الأسديان عن أبي الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم الثقفي قال: أخبرنا رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود (73- و) ابن سفيان بن يزيد بن أكينة بن الهيثم التميمي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خطبته يقول: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد المروزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن اليعقوبي مولاهم بقراءتي عليه بجامع اشكيذبان «1» قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ببغداد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان الدورقي قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك الدقاق قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال: تعلموا العلم فإن أحدكم لا يدري متى يحتاج إليه. أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: أنشدنا اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إملاء- قال: أنشدنا أبو محمد التميمي قال: أنشدني أبو بكر محمد بن عمر العنبري لنفسه: خبروها بأنني أرقد الل.... ل فقالت ماذا من العشاق (74- و) . قلت إني رقدت أرتقب الطي ... ف، فإني إليه بالأشواق فاعذريني فلست أرقد ما عشت ولو كان في الرقاد التلاقي

أخبرنا الشريف عبد المطلب قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد قال: أنشدنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس الامام المقرئ- إملاء من حفظه بدمشق في منزله بباب جيرون- قال: أنشدنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي لنفسه ببغداد: وما شنآن الشيب من أجل لونه ... ولكنه حاد إلى البين مسرع إذا ما بدت منه الطليعة آذنت ... بأن المنايا خلفها تتطلع فإن قصها المقراض صاحت بأختها ... فتظهر يتلوها ثلاث وأربع وإن خضبت حال الخضاب لأنه ... يغالب صنع الله والله أصنع فيضحي كريش الديك فيه تلمّع ... وأفظع ما تكساه ثوب ملمع إذا ما بلغت الأربعين فقل لمن ... يودّك فيما تشتهيه ويسرع هلموا لنبكي قبل فرقه بيننا ... فما بعدها عيش لذيذ ومجمع وخلّ التصابي والخلاعة والهوى ... وأمّ طريق الحق فالحق أنفع وخذ جنة تنجي وزادا من التقى ... وصحبة مأموم فقصدك مفزع وقال عبد الكريم: أنشدنا اسماعيل بن أبي بكر الحافظ الدمشقي املاء قال: أنشدني أبو محمد التميمي لنفسه: (74- ظ) مررنا على رسم الديار فسلمنا ... وقلنا له يا ربع أين نأوا عنا وجدونا بدمع كالرذاذ على الثرى ... فصم المنادى فانصرفنا كما كنا وما ذاك إلّا أن رسم ديارهم ... به كالذي نلقى فقد زادنا حزنا فلما أيسنا من جواب رسومهم ... نزلنا فقبلنا الثرى قبل أن رحنا قرأت بخط عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني لأبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي البغدادي. وقفت للسلام يوم التقينا ... ثم قالت بطرفها الفتان تدعي حبنا وتصبر عنا ... ليس هذا من عادة الفتيان مدعي حبنا يموت قتيلا ... ولصعب الأمور فينا يعاني «1»

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أنشدنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدني أبو القاسم بن السمرقندي- املاء من كتابه- قال: أنشدنا أبو محمد التميمي لنفسه: أبو القاسم بن السمرقندي- املاء من كتابه- قال: أنشدنا أبو محمد التميمي لنفسه: ولما رأت فصي «1» يلوح سواده ... بكت ثم قالت كل يوم إلى نقص شكوت هوى يا ليته لم يكن ... قضي وأبديت هجرانا وأقسمت أن نعصي ولكنني وقت الصدود كطائر ... غريب ينوح الدهر من ألم القص لبست سوادي ثم خفت فضيحتي ... فصار حدادي ما تسوّد من فصي أخبرنا أبو هاشم قال: أنشدنا أبو سعد قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قال: أنشدني أبو محمد التميمي ولم يسم قائلا، وأظنه (75- و) من قبله. وما وطني إلّا الذي تسكنينه ... ولا منزلي إلا الذي فيه أحبابي بذكراك أدعو في صلاتي لأنني ... أراك إذا صليت في صدر محرابي أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب الحافظ في كتابه إليّ قال: سمعت أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب الحنبلي بأصبهان يقول: أدركت من أصحاب أبي بكر بن مجاهد واحدا يقال له أبو القاسم عبيد الله بن محمد النقيب الخفاف، وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر ابن مجاهد، وقال أيضا: وأدركت من أصحاب الشبلي أيضا واحدا وهو أبو القاسم عمر بن تعويذ وسمعت أبا القاسم يقول: رأيت أبا بكر الشبلي في درب سليمان بن علي ببغداد في شهر رمضان في عشية يوم، وقد اجتاز علي البقلي ينادي على البقل: يا صائما من كل الألوان فلم يزل يكرر هذا اللفظ ويبكي ثم أنشأ يقول: خليلي إن دام همّ النفوس ... على ما أراه سريعا قتل فيا ساقي القوم لا تنسني ... ويا ربة الخدر عني رمل لقد كان شيء يسمى السرور ... قديما سمعنا به ما فعل قرأت في مشيخة أبي علي الحسين بن محمد الصدفي الأندلسي قال: قدمت مدينة

السلام فلقيت فيها جماعة منهم الشيخ الامام أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، ما لقيت في بغداد مثله، قرأت عليه كثيرا، وإنما لم أطل ذكره لعجزي عن التميمي، ما لقيت في بغداد مثله، قرأت عليه كثيرا، وإنما لم أطل ذكره لعجزي عن وصفه لكما له وفضله. أخبرنا الشريف أبو محمد عبد الله بن عبد الجبار بن عبد الله العثماني في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: سمعت أبا الحسن (75- ظ) علي بن محمد بن سلامة المقرئ الروحاني بمصر يقول: سمعت أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ببغداد يقول: مولدي سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وقرأت القرآن على أبي الحسن الحمامي سنة سبع عشرة. وفيها توفي الحمامي. قال الحافظ أبو طاهر السّلفي: وقد أجاز لي رزق الله. قرأت بخط الامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، وأخبرنا به الشريف أبو هاشم الصالحي قال: أخبرنا أبو سعد قال: قرأت بخط أبي الحسين محمد بن محمد الحسين بن الفراء قال: مولد أبي محمد بن أبي الفرج التميمي سنة أربعمائة وقيل سنة احدى وأربعمائة. قال السمعاني: وسمعت أبا البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الحافظ يقول: مولد أبي محمد التميمي سنة أربعمائة. وقال السمعاني: قرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي في جزء خرّجه عن شيوخه وروى فيه أحاديث عن الامام أبي محمد بن أبي الفرج التميمي الواعظ ثم قال عقيبها: كان شيخنا هذا رحمه الله من أحسن من لقيته ببغداد لسانا، وأوضحهم بيانا، عالم بالكلام والأصول، لم أعرف منه غير الخير والصدق. وقال السمعاني: سمعت أبا البركات اسماعيل بن أبي سعد الصوفي يقول: كان أبو محمد التميمي يجلس في الوعظ كل سنة أربع مرات نوبة منها في رجب عند قبر أحمد، وكان يحضر عنده عالم لا يعلم (76- و) عددهم إلّا الله كثرة.

وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا زبر محمد بن الفضل القزازي بآمل «1» يقول: أنشدني المقرئ أبو العز المبارك بن أبي شيبة البغدادي في وسط الفرات عند قفولنا من الحج في السفينة بقرب قرية يقال لها قزاقند على شط النهر، قال: كان الشيخ أبو محمد التميمي إذا طاب المجلس يذكر هذه الأببات: لو كنت أعلم أن يوم فراقكم ... يقضي عليّ لما ذكرت فراقا حتى متى نلقي الردى لفراقكم ... وتمر أيامي ولا نتلاقى والله إن وعد الزمان لقاءكم ... يوم التلاق لقيتكم مشتاقا أخبرنا جعفر بن علي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي محمد التميمي رزق الله بن عبد الوهاب فقال: كان له لسان وعارضه وحلاوة منطق، وهو أحد الوعاظ المذكورين والشيوخ المتقدمين، حدث عن جماعة من الشيوخ وقد سمعت منه. أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن أبي طاهر السّلفي قال: سألت أبا نصر المؤتمن ابن أحمد الساجي عن أبي محمد التميمي فقال: هو الإمام علما ونفسا وأبوة وما يذكر عنه فتحامل من أعدائه. أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن أبي الفضل بن ناصر قال: أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي وما رأيت شيخا ابن سبع وثمانين سنة أحسن سمتا وهديا واستقامة قامة منه، ولا أحسن كلاما وأظرف وعظا وأسرع جوابا منه، فلقد كان جمالا للاسلام كما لقب، وفخرا لأهل العراق خاصة ولجميع بلاد الاسلام عامة، وما رأينا مثله، وكان مقدما على الشيوخ الفقهاء، وشهود الحضرة، وهو شاب ابن عشرين سنة، فكيف به وقد ناهز التسعين سنة، وكان مكرما، وذا قدر رفيع عند الخلفاء منذ زمن القادر ومن بعده من الخلفاء إلى خلافة المستظهر «2» .

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز ابن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن الهيثم بن عبد الله التميمي أبو محمد بن أبي الفرج بن أبي الفضل كان يسكن باب المراتب، فقيه الحنابلة وإمامهم في عصره، قرأ القرآن والحديث والفقه والأصول والتفسير والفرائض واللغة والعربية، وعمر حتى صار يقصد من كل جانب، وكان حسن الأخلاق، مليح المحاورة كثير المحفوظ، مجلسه كان جمّ الفوائد وكان ينشد الأشعار الرائقة لغيره ولنفسه، حمل عنه ونقل عنه الكثير، وانتفع الناس به، وكان يجلس في حلقة (76- ظ) أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتوى، وكان حسن العبارة مليح الإشارة فصيح اللسان إلى سنة خمسين وأربعمائة، ثم انقطع عن المضي إلى جامع المنصور، وانتقل إلى دار الخلافة بباب المراتب، وكان يمضي في السنة أربع دفعات: في رجب وشعبان إلى مقبرة أحمد بن حنبل رحمه الله، ويعقد مجلس الوعظ ثم ويجتمع عليه الخلق الكثير والجم الغفير لاستماع كلامه. قرأ القرآن على أبي الحسن بن الحمامي، وسمع الحديث من أبيه أبي الفرج عبد الوهاب، وأبي عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيمّ الواعظ، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبي علي الحسن بن احمد بن ابراهيم بن شاذان البزاز، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الحرفي، وأبي الفرج محمد بن عمر بن محمد بن الجصاص، وأبي عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، وأبي الفضل عمر بن ابراهيم بن اسماعيل الهروي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، وأبي الحسين علي بن عبد الله بن بشران السكري، وأخيه أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله القندي وجماعة سواهم. روى لنا عنه بأصبهان جماعة كثيرة أكثر من ستين نفسا فإنه وردها رسولا في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وأكثر عنه أهل أصبهان، روى لنا عنه بأصبهان الحفاظ: اسماعيل بن محمد بن الفضل، وأبو نصر (77- و) أحمد بن عمر الغازي، ومحمد ابن أبي نصر اللفتواني، وأبو سعد بن أبي الفضل بن البغدادي، وأبو مسعود بن

كوتاه، وبهمذان أحمد بن سعد العجلي البديع، وببسطام أبو الحسين محمد بن محمد بن بادوية السهلكي وببغداد أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب بن المبرك الأنماطي، واسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وأبو القاسم علي بن طراد الوزير الزينبي، وبدمشق أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس إمام جامع دمشق، وبمكة آمنة بنت اسماعيل بن أحمد الصوفي، وبعكبرا أبو غالب المبارك بن عبد الوهاب الفراء، وبواسط أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني وبأشكيذبان أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن الصوفي، وبمرو أبو الفضل محمد بن عبد الواحد المغازلي وجماعة كثيرة. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: رزق الله بن عبد الوهاب ابن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان ابن أكينه بن الهيثم بن عبد الله التميمي أبو محمد بن أبي الفرج بن أبي الحسن من ساكني باب المراتب، فقيه الحنابلة وشيخهم في وقته، قرأ القرآن بالروايات علي أبي الحسن علي بن عمر الحمامي، وقرأ عليه جماعة من القراء، وأقرؤوا عنه، وتفقه على أبيه وعلى عمه أبي الفضل عبد الواحد، ثم على القاضي أبي علي بن أبي موسى الهاشمي، وسمع الحديث من أبيه وعمه وأبي عمر (77- ظ) عبد الواحد بن محمد بن مهدي، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن المتيم الواعظ، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبي الحسين علي وأبي القاسم عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران، وأبي الحسن أحمد بن علي بن البادا، وأبي عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وأبي علي الحسن بن ابراهيم ابن شاذان، وأبي الفرج محمد بن عمر بن محمد بن الجصاص، وأبي الفضل عمر ابن ابراهيم بن اسماعيل الهروي وأبي الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة وغيرهم.

روى عنه أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الحافظ الأصبهاني في معجم شيوخه، وأبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري وأبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، وأبو الحسين وأبو حازم ابنا أبي يعلى بن الفراء، وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبو الحسن علي، وأبو بكر محمد ابنا عبيد الله بن نصر الزاغوني، وأبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف، وثابت بن منصور الكيلي، وأبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، ومحمد بن ناصر الحافظ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن الشهرزوري، وأحمد ابن محمد بن الأخوة، وصدقة بن الحسين بن محمد بن السياف، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وسلامة بن أحمد (78- و) ابن الصدر، وعلي ابن محمد بن أبي عمر البزاز، وشاذي فتى الأنصاري وجماعة غيرهم. وكان فقيها فاضلا في المذهب والخلاف والأصول، وله في ذلك مصنفات حسنة، وكان واعظا مليح العبارة، لطيف الاشارة فصيح اللسان، طريف المعاني يجلس في حلقة أبيه بجامع المنصور للوعظ والفتيا إلى سنة خمسين وأربعمائة، ثم انقطع عن المضي إلى جامع المنصور، وكان يمضي في السنة أربع دفعات في: رجب وشعبان إلى مقبرة أبي عبد الله أحمد بن حنبل ويعقد مجلس الوعظ، ويجتمع عليه الخلق الكثير، وكان جميل الصورة له القبول العام والحرمة الكاملة عند الخلفاء والملوك والأعيان وخواص الناس وعوامهم، وقد روسل من دار الخلافة إلى ملوك العراق وخراسان وما وراء النهر وحدث هناك وروى عنه خلق كثير من أهل أصبهان يجوزون المائة، وكان له شعر أرق من النسيم وأعذب من النعيم وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الحسين بن علي بن ماكولا في النصف من شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة فقبل شهادته، ولم يزل يشهد إلى أن ولي أبو عبد الله الدامغاني قضاء القضاة، فلم يشهد عنده وترك الشهادة. قال ابن النجار: أنبأنا أحمد بن طارق، ونقلته من خطه، قال: سمعت أبا الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فنجان العجلي يقول: سمعت أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي يقول: سافرت من بغداد

ودخلت سمرقند وكان السلطان (78- ظ) أبو الفتح ملك «1» شاه يومئذ بها وأتيت برسالة الامام المقتدي بأمر الله «2» أمير المؤمنين إلى السلطان ملك شاه إلّا أنني رأيت أهل البلد هو ذا يروون الناسخ والمنسوخ لهبة الله المفسر عن خمس رجال إليه، فقلت لهم: الكتاب معي وهذا المصنف جدي لأمي ومنه سمعته، ولكن ما اسمعكم كل واحد منكم إلّا بمائة دينار، فما كان الظهر حتى جاءني كيس فيه خمسمائة دينار والجماعة، فسمعوه عليّ وسلموا إليّ الذهب. قال: فلما عدنا من سمرقند دخلنا أصبهان، وأمليت فيها الحديث في يوم الجمعة فقاموا إلى الجماعة ومدحوني على ما ذكرت، وقالوا: ما سمعنا أحسن من هذا فقلت لهم: أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ قال: أنشدنا أبو العباس أحمد ابن يحيى ثعلب: وما تنفع الآداب والعلم والنهى ... وصاحبها عند الكمال يموت كما مات لقمان الحكيم وغيره ... وكلهم تحت التراب صموت فقالوا: ما أحسن هذا لساننا أعجمي وما نقدر نعبر الدعاء كما يجب، فقلت لهم: أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ قال: أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب: سبيلي لسان كان يعرب لفظه ... فياليته من وقفة العرض يسلم وما تنفع الآداب إذ لم يكن تفى ... وما ضر ذا تقوى لسان معجم (79- و) قال: فحضر جماعة وقد فاتهم المجلس، فتحسروا وندموا على فواتهم فقلت لهم: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي قال: أخبرنا محمد بن الحسن المقرئ قال: أخبرنا ادريس بن عبد الكريم المقرئ قال: من غاب خاب وأكل نصيبه الأصحاب.

رزق الله بن عبيد الجزري السنجاري:

أنبأنا ابن النجار قال: كتب إليّ عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمذاني قال: أخبرنا شهردار بن شيرويه بن شهردار قال: أخبرنا أبي قال: رزق الله بن عبد الوهاب أبو محمد التميمي شيخ الحنابلة ومقدمهم، قدم علينا رسولا سنة ثمان وخمسين، سمعت منه، وكان ثقة صدوقا فاضلا، ذا حشمة. أنبأنا ابن النجار قال: قرأت بخط الحافظ أبي عامر محمد بن سعدون العبدري، وأنبأنيه عنه القاضي عبد الرحمن بن أحمد قال: رزق الله التميمي كان شيخا تقيا ظريفا لطيفا كثير الحكايات والملح، ما أعلم منه إلّا خيرا مولده سنة أربعمائة «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي يقول: توفي شيخنا أبو محمد التميمي في الليلة التي صبيحتها يوم الثلاثاء النصف من جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ودفن بكرة يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الأولى في داره بباب المراتب وصلى عليه ابنه الأكبر عبد الوهاب، ثم نقل بعد ذلك في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة احدى (79- ظ) وتسعين وأربعمائة الى مقبرة باب حرب، ودفن الى جنب قبر أحمد بن حنبل، وهو اليوم الذي توفي فيه ابنه عبد الوهاب رحمه الله. رزق الله بن عبيد الجزري السنجاري: كان رجلا صالحا فقيرا حسنا، وكان قد صحب عمي أبا غانم مدة طويلة بسنجار، وقدم علينا حلب ونزل عند عمي بالمسجد المعروف بنا، وبقي فيه مدة وكان له صوت حسن، وكان يغلب عليه الوجد والحال في بعض الأوقات فينشد البيتين والثلاثة انشادا طيبا ويترنم بصوت حسن من قلب مشتاق وعلقت عنه أبياتا من الشعر لا يحضرني ذكرها، وأملى عليّ يوما من الأيام قال: روي أن بعضهم

رزق الله بن يحيى بن رزق الله:

عزل عن ولاية فكتب إليه صديق له يتغمم لذلك، فأجابه بأن قال أوزار خفت وأقلام بالسيئات جفت، والجنة بالمكاره حفّت. قال لي يوسف بن أبي طاهر الكردي المنبجي الملقن كان رزق الله من الأولياء. وحكى لي الشيخ عبد الله الكردي المحدث نزيل حلب قال: كان رزق الله ابن عبيد رجلا صالحا من الأسخياء الأجواد، وكان ذا مال وثروة، وكان أبوه عبيد من أهل الجزيرة ومات عن مال جزيل مقداره مائة ألف درهم، وكان لرزق الله أخ فدفع إليه رزق الله ما يخص أخاه من التركة، وأنفق رزق الله قسمه على الفقراء وتجرد عن الدنيا. قال عبد الله: وكان من سيرة رزق الله أنه يكون له دين على (80- و) انسان فإذا لقيه في الطريق رجع واختفى عن المدين ولا يلقاه، ويسير إليه الحجة التي له عليه ويقول والله تعمدت أن لا ألقاك لكي لا تخجل من ديني عليك، وأنت في حل من المال الذي لي عليك، وهذه الحجة التي لي عليك فخرّقها. خرج رزق الله بن عبيد من عندنا من حلب في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وتوجه إلى سنجار وكان له بها زاوية فأقام بها إلى أن مات في حدود الستمائة رحمه الله. رزق الله بن يحيى بن رزق الله: ابن يحيى بن خليفة بن سلطان بن رزق الله بن غنائم بن غنّام، أبو الطيب الباجباري ثم الدنيسري، سافر في طلب الحديث، واجتهد في سماعه وتحصيله، وقدم علينا حلب وسمع معنا من جماعة من شيوخنا بها، سمع: قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، والشريف أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وعمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، وأبا محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الأسدي، والخطيب أبا البركات سعيد بن هاشم، وأبا حامد عبد الله وعبد الرحمن بن العجمي، وغيرهم، ثم توجه من حلب إلى دمشق واجتمعت به بها، وسمع بها معنا شيخنا قاضيها أبي القاسم عبد الصمد بن محمد

رزيق بن حيان:

ابن أبي الفضل الحرستاني، وأبي البركات الحسن، وأبي منصور عبد الرحمن ابني محمد بن الحسن بن عساكر، وأبي الفتوح محمد بن محمد البكري، وأبي نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي وغيرهم ثم عاد إلى العراق، وسمع في طريقه (80- ظ) بحران والموصل وإربل وغيرها من البلاد، كتب عنه أبو البركات ابن المستوفي وذكره في تاريخ، وكان ينظم شعرا لا بأس به فمن شعره يهجو رجلا يدعى بالعفيف وأظنني سمعتها منه: يا عفيفا أخف من ريشه الطير عقله ... وثقيلا على النفوس كثهلان «1» ثقله وفقيها شرب المثلث «2» مما يحله ... فلقد خاب منزل أنت فيه تحله ومن شعره ما ذكره أبو البركات بن المستوفي في ترجمته من تاريخ إربل وشاهدته بخطه وقال: أنشدني لنفسه: توهمت أن العلم آفة حفظه ... لقلة تكرار وكثرة بلغم وما ذاك وهم صادق غير أن من ... يخاف المعاصي واتقى الله يعلم توجه رزق الله الباجباري في رحلته إلى هراة، وبلغني أنه توفي بها في شهر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وستمائة. رزيق بن حيان: وقيل زريق بتقديم الزاي، أبو المقدام الفزاري، مولى لهم، روى عن عمر ابن عبد العزيز ومسلم بن قرظة، روى عنه عبد الرحمن ويزيد ابنا يزيد بن جابر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ودخل بلاد الروم غازيا في إمارة يزيد بن عبد الملك فاجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها (81- و) وكان أحد الكتاب من أهل دمشق، وولاه عمر بن عبد العزيز والوليد وسليمان ابنا عبد اللك جواز مصر وأخذ عشر أموال التجارة بها.

وقيل إن اسمه سعيد بن حيان ورزيق لقب. أنبأنا أبو محمد بن عبد الله بن علوان عن الخضر بن الفضل عن أبي عمرو ابن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: رزيق بن حيان أبو المقدام مولى بني فزارة، كان على جواز مصر زمن الوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز. روى عن مسلم بن قرظة وعمر بن عبد العزيز، روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ويزيد بن يزيد بن جابر، سمعت أبي يقول ذلك ويقال زريق بن حيان، وسمعت أبا زرعة يقول: رزيق بن حيان أصح «1» . (81- ظ) . ***

رستم بن ترذوا الفرغاني:

رستم بن ترذوا الفرغاني: كان قائدا جليلا، من كبار القواد في أيام المكتفي، ولي طرسوس والثغور الشامية سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فكان له نكاية وغناء في حرب الروم وغزا الصائفة في سنة أربع وستين، وغزا أيضا في سنة تسع وتسعين ومائتين وأحرق ربض ذي «1» الكلاع، وأظنه عزل عن ولاية الثغور أو مات سنة اثنتين وثلاثمائة. وذكر أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- فيما قرأته بخطه- أن رستم كان قد قدم حلب مع محمد بن سليمان حين تجهز إلى حرب الطولونية، وعاد معه إلى حلب، وقد أمر بالعودة إلى طرسوس للغزو، فورد مبارك القمي إلي محمد- يعني- ابن سليمان يأمره أن يقلد رستم بن ترذوا طرسوس، ففعل ذلك وضم إليه ألف رجل وذلك في سنة اثنتين وتسعين ومائتين. وقرأت بخط أبي بكر الصولي أيضا، وكان الفداء بين المسلمين والروم في شوال من سنة خمس وتسعين، فبلغت عدة من خرج من بلاد الروم ألفين وثمانمائة انسان، منهم ستمائة امرأة على يدي رستم بن ترذوا الفرغاني «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي،- ونقلته من خط العظيمي قال: سنة اثنتين وتسعين ومائتين وفي النصف من شوال دخل مدينة طرسوس رستم بن ترذوا واليا عليها وعلى الثغور الشامية وكان الفداء بين المسلمين والروم لست بقين من ذي القعدة، فكان الفداء ألف ومائتين (82- و) ، ثم غدر الروم فانصرفوا، ورجع المسلمون بمن بقي معهم من الأسرى من الروم، وكان عقد الفداء والهدية مع أبي العشائر والقاضي ابن مكرم، فلما أغار أنذر بقش على مرعش وقتل أبا الرجال عزل أبو العشائر وولي رستم وكان الفداء وتمامه على يديه، وكان المتولي لفداء الروم مقدم اسمه أشكانه.

وقال: سنة أربع وتسعين فيها دخل ابن كيغلع طرسوس غازيا في أول المحرم، وخرج معه رستم، وهي غزاة رستم الثانية فبلغوا اسلند وففتح الله عليهم، وصاروا الى السبى في أيديهم نحوا من خمسة آلاف رأس وقتلوا من الروم مقتلة عظيمة وانصرفوا سالمين. قال: وفيها كاتب أنذروا بقش السلطان يطلب الأمان، وكان على حرب أهل الثغور من قبل الروم فأمنوه وخلص معه أسرى من المسلمين، وكان ملك الروم بعث اليه من يقبضه فرجع الى ذلك البطريق الموجه اليه فأوقع به وبمن معه وكان رستم قد خف اليه في جمادى الأولى ليخلصه فوجده قد ظفر فتسلم الحصن منه، وانهزم بقية الروم، وحمل أنذروبقش كل ماله الى بلاد المسلمين وخلى سلاحه. وقال سنة تسع وتسعين ومائتين فيها غزاه رستم بن ترذوا الصائفة من طرسوس وهو والي الثغور، حصر حصن مليح وأحيق؟؟؟ ربض ذي الكلاع «1» . ***

رشاء بن نظيف بن ما شاء الله:

رشاء بن نظيف بن ما شاء الله: أبو الحسن المقرئ المعري، من أهل معرة النعمان (82- ظ) وسكن دمشق وحدث بها عن محمد بن ابراهيم الطرسوسي وأبي محمد الحسن بن اسماعيل ابن محمد الغساني، المعروف بالضراب، وسمعه بمصر وعن أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري ولقيه بمعرة النعمان. روى عنه الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم بن العباس الحسيني، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم بن العباس الحسيني قال: حدثنا الشيخ أبو الحسن رشاء بن نظيف ابن ما شاء الله في شهور سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو محمد الحسن ابن اسماعيل بن محمد الغساني الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري قال: حدثنا الحارث بن أسامة التميمي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا محمد بن أبان عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وذكرهم بأيام الله» «1» ، قال: بنعم الله عز وجل «2» . (83- و) . ***

الرشيد بن علي بن المهنا بن صدقة:

الرشيد بن علي بن المهنا بن صدقة: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبو اليمن المعري من أهل معرة النعمان، شاعر مجيد، روى عنه شيئا من شعره ابن أخيه علوي بن عبد القاهر بن المهنا. وهذا الرشيد هو أخو الناظر المعري. قرأت في كتاب نزهة الناظر تأليف الكمال عبد القاهر بن علوي بن عبد القاهر ابن المهنا للشيخ أبي اليمن الرشيد بن علي بن المهنا بن صدقة يهجو أبا جعفر بن الشويهة: رأيت في النوم أبي آدما ... فقلت والقلب به وامق أتعرف الشيخ أبا جعفر ... صلى عليك الملك الخالق فقال إن كان أبو جعفر ... مني فحواء أمّكم طالق وقرأت في هذا الكتاب: حدثني والدي- يعني- علوي بن عبد القاهر بن علي قال: حدثني عمي أبو اليمن الرشيد بن علي بن المهنا بن صدقة، فذكر حكاية سنذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى. أنبأنا الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله الهاشمي قال: أنشدنا عبد القاهر ابن علوي المعري لأبي اليمن الرشيد بن علي بن المهنا في القطائف: شفاء نفسي لو به أسعفت ... قطايف تعذب في اللّقم يشهد بالشهد لنا ظاهر ... وباطن في اللون والطعم (85- و)

رشيد الخادم:

كأنها الاسفنج في مائه ... غريقة في دهنها الجمّ قرأت في مجموع لبعض الشامين لأبي اليمن الرشيد المعري: ونائم عن سهري قال لي ... وقد طواني حبّه طيا أأنت حيّ بعد قلت انتبه ... فالميت في النوم يرى حيا رشيد الخادم: من خواص الرشيد، وكان له ذكر، وكان مع الرشيد في غزاته، ودخل معه الدرب حين غزا الروم، وحكى عنه.

ذكر من اسمه رشيق

ذكر من اسمه رشيق رشيق بن عبد الله: أبو الحسن الرقي المصيصى مولى رزق الله بن الحسن، أظن أن مولاه من الرقة، ونزل رشيق المصيصة فنسب اليها. وحدث بها وببغداد وغيرهما عن أبي الحسن محمد بن عون الدمشقي وأبي بكر أحمد بن سعد الوراق، وعبد الله بن ابراهيم بن أيوب المخرمي، ومحمود بن محمد الواسطي، وأبي يعلى الموصلي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وجماهر بن محمد الزملكاني وأبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء، ومحمد بن الربيع بن سليمان الحيري، ومحمد بن الحسن العسقلاني، وأبي القاسم عبد الله ابن محمد البغوي، وأبي حفص عمر بن عبد الرحمن، وأبي يزيد خالد بن النضر القرشي البصري، وأبي بكر محمد بن سعيد بن محمد القطان، قاضي عسقلان، وأبي محمد عبد الله بن قحطبة وأبي يعقوب اسحاق بن أحمد الامام. روى عنه تمام بن محمد الرازي، ومحمد بن عيسى بن عبد العزيز، وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن عبيد الله (85- ظ) المكتب وسمع منه بالمصيصة. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: حدثني أبو الحسن رشيق بن عبد الله المصيصي قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي ببغداد قال: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال: حدثنا أبو ثميّلة عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يقعد الرجل مكان أخيه أو يقيمه وقال: تفسحوا «1» .

رشيق بن عبد الله:

وذكر تمام بن محمد هذا الحديث في جزء آخر فقال فيه: أخبرني بن رشيق ابن عبد الله المصيصي مولى رزق الله بن الحسن. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البنّاء البغدادي بحلب قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن جعفر بن عبد الله بن صالح بن ابراهيم ابن عبد الله المكتب بطرابلس في مكتبه قلت: حدثكم أبو الحسن رشيق بن عبد الله المصيصي بالمصيصة في شعبان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عون الدمشقي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد عن جابر عن ابن أبي عائشة (86- و) قال: اذا أراد المتكلم بكلامه غير الله عز وجل زلّ عن قلوب جلسائه كما يزل الماء عن الصفا (86- ظ) . رشيق بن عبد الله: أبو الحسن النسيمي، مولى نسيم الشرابي، مولى المقتدر، كان قد حصل في الثغر الشامي مع محمد بن الزيات والي الثغور، وكان له أثر صالح في الجهاد، ولمّا جرى من ابن الزيات ما جرى وعزم على تغريق نفسه على ما نذكره في ترجمته كتب وصيته وتقدم الى أخيه وإلى أبي الحسن رشيق النسيمي أن يطوفوا ليلتهم في طرسوس ويحفظوا البلد، ثم غرق محمد بن الزيات نفسه فوقع الاتفاق من بعده على أبي الحسن رشيق النسيمي لأنه كان يظهر الميل الى سيف الدولة فأهّله أهل طرسوس للإمرة بها وولاية الثغور الشامية، فكان رشيق يغزو بأهل الثغور وينكي في العدو نكايات يظهر أثرها ويتناقل خبرها فمنها غزاته في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة التي سار فيها بأهل النجدة والبأس ودخل الى قرة وقلونية وسمندو، فسبى أهلها ونهب وقتل وأحرق وغنم غنائم كثيرة ومنها غزاته في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة التي غزا من طرسوس بأهلها الى قيسارية وهرقلة فدوخ تلك البلاد وغنم غنائم كثيرة، فلما ضعف أمر الثغور، وتراجع أمر سيف الدولة وكرهه أهل الثغور واستولى الروم على المصيصة وعين زربة وطرسوس «1» ، والتجى

أكثر أهل الثغر الى أنطاكية حصل رشيق النسيمي في أنطاكية وقطع خطبة سيف الدولة وكان سيف الدولة قد توجه الى ديار بكر لإقامة الفداء في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة واستناب (87- و) الحاجب قرغويه في حلب فاستأمن أبو يزيد الشيباني ودزبر بن أونيم الديلمي وجماعة من الديلم الذين كانوا مع الحاجب بحلب الى رشيق وأطمعوا رشيقا في حلب، وحملهم على ذلك رجل ساقط يقال له ابن الأهوازي كان يتضمن الأرحاء بأنطاكية، وأدخلوا معهم في الرأي رجلا علويا يعرف بالأفطسي كان منحرفا عن سيف الدولة فجبى ابن الأهوازي الأموال فلما أظهر رشيق مباينة سيف الدولة وحصل عنده من حصل سيّر الحاجب قرغويه غلامه يمن في عسكر الى رشيق، فخرج اليه رشيق من أنطاكية والتقوا بناحية أرتاح فاستأمن يمن الى رشيق، وخلى عسكره فعادوا الى حلب، وسار رشيق وحصل على باب حلب وحصل على باب اليهود وهو المعروف الآن بباب النصر، وزحف على باب اليهود فخرج إليه بشارة الخادم الاخشيدي «1» خادم سيف الدولة في جماعة معه فقاتل الى وقت الظهر، فانهزم بشارة ودخل من باب اليهود، ودخلت خيل رشيق خلفه وحصلت في المدينة في اليوم الأول من ذي القعدة من سنة أربع وخمسين وكان الحاجب قرغويه في القلعة فأقام رشيق يقاتل القلعة ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وفتح باب الفرج، ونزل غلمان الحاجب من القلعة فحملوا على أصحاب رشيق فهزموهم وأخرجوهم من المدينة فركب رشيق ودخل من باب أنطاكية فوصل الى القلانسيين، وخرج من باب قنسرين ومضى الى باب العراق فنزل غلمان الحاجب من القلعة (87- ظ) وخرجوا من باب الفرج ووقع القتال بينهم وبين أصحاب رشيق، فطعن أبو يزيد الشيباني رشيقا فرماه وأخذ رأسه ومضى به الى الحاجب قرغويه، وكان أبو يزيد الشيباني ممن استأمن الى رشيق من عسكر سيف الدولة، وقيل إن أبا يزيد طعن رشيقا فوقع الى الأرض وضربه حسنش الديلمي واحتز رأسه عبد الله التغلبي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله محمد بن علي

العظيمي قال: وفي هذه السنة يعني سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ملك مدينة حلب دون القلعة رشيق النسيمي والي أنطاكية وكسر عسكر قرغويه الحاجب وحاصر القلعة فقتل وهو محاصر القلعة وعاد قرغويه ملك حلب وملك أنطاكية دزبر الديلمي «1» عند قتل رشيق «2» . وقرأت في تاريخ أبي غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري: سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: وفيها خرج ابن الأهوازي بأنطاكية وكان يتضمن بها المستغلات لسيف الدولة وكان قد حصل في أنطاكية رجل من وجوه أهل الثغر اسمه رشيق يعرف بالنسيمي، فعمل له ابن الأهوازي كتابا ذكر أنه من الخليفة ببغداد بتقليده أعمال سيف الدولة فقرىء على منبر أنطاكية، وكان قد اجتمع لابن الأهوازي جملة من مال المستغل وطالب قوما بودائع ذكر أنها عندهم، فعرض الرجال، وقبّضهم من أموال (88- و) أنطاكية، وفرض لجماعة فرسان ورجالة أكثرهم من أهل الثغر وسار بهم الى حلب في عسكر كبير فحاصروا قرغويه الحاجب في القلعة بحلب، وكان القتال يجري بينهم كل يوم مدة شهور، وقتل رشيق النسيمي في الحرب، وكان فيما قيل متوجعا، وعقد ابن الأهوازي الإمارة بعد رشيق النسيمي لرجل ديلمي كان من رجال سيف الدولة يقال له دزبر، وعاد العسكر الى أنطاكية. هكذا ذكر العظيمي وابن المهذب كما حكينا عن كل واحد منهما والصحيح أن استيلاء رشيق على مدينة حلب دون القلعة في ذي القعدة من سنة أربع وخمسين، وقتل رشيق على باب حلب في صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. قرأت بخط ثابت بن سنان بن قرة «3» المؤرخ في جزء كتب فيه وفيات من توفي من الأعيان من سنة ثلاثمائة الى السنة التي توفي فيها، قال ثابت: رشيق النسيمي المتغلب على حلب قتل في اليوم الرابع من صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

ذكر من اسمه رضوان

ذكر من اسمه رضوان رضوان بن اسحاق القرشي: أبو زفر السامي من بني سامة بن لؤي من أهل دمشق، سكن أذنه بلدة من الثغور الشامية وحدث بها عن أبي يعقوب اسحاق بن ابراهيم الحنيني، وأبي عبد الله موسى بن داود الضبي القاضي بالثغر، وعثمان بن سعيد الحمصي، وأبي العلاء كثير بن الأسود الحبشي. روى عنه أبو حاتم (88- ظ) محمد بن ادريس الرازي. (89- و) . أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد الخطيب عن أبي طاهر الخضر بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: رضوان بن اسحاق القرشي أبو زفر الدمشقي من بني سامة بن لؤيء روى عن اسحاق بن ابراهيم الحنيني وعثمان ابن سعيد بن كثير بن دينار، وموسى بن داوود كتب عنه أبي بأذنه عند ابن الطبّاع في رحلته الأولى، سئل أبي عنه فقال: صدوق «1» . رضوان بن تتش «2» : ابن ألب أرسلان بن جغري بك بن سلجوق بن دقاق، أبو المظفر التركي السلجوقي ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة، ونشأ في دمشق في حجر أبيه، وكانت أمه أو ولد فزوجها أبوه من جناح الدولة حسين «3» ، وجعله أتابكا له ومربيا، ولما توجه أبوه تتش لمحاربة بركيارق ووصل الى همذان كتب الى ولده رضوان الى دمشق «4» ، وكان قد تركه بها، يستدعيه اليه من دمشق، وأمره أن يحضر معه

من تخلف بالشام من المعسكر، فامتثل أمر أبيه وخرج من دمشق بالعسكر متوجها الى أبيه، ووصل الى عانة وقيل الى الأنبار، فبلغه قتل أبيه تتش، فحط خيمه وسار مجدا عائدا، فوصل الى حلب وتسلمها من وزير أبيه أبي القاسم بن بديع في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وتولى حسين زوج أمه تدبير ملكه. ووصل أخوه دقاق الى حلب، ومضى سرا من رضوان الى دمشق فملكها وقدم يغي سغان، ويوسف بن آبق بعسكرهما من أنطاكية الى خدمة رضوان، وسارا (89- ظ) معه الى الرها ليتسلمها من نواب والده، فأرادا القبض على حسين لينفردا بتدبير رضوان، فبلغ حسين ذلك، فهرب الى حلب، وتبعه رضوان اليها واستوحش رضوان منهما، فرجعا الى أنطاكية. وسار رضوان الى دمشق ليأخذهما من أخيه دقاق، ونزل جناح الدولة حسين بحلب، وسار معه سكمان بن أرتق، فلما وصل رضوان الى دمشق اعتقل دقاق نجم الدين ايلغازي بن أرتق، ولم يستتب لرضوان أمر دمشق فرجع الى حلب، وتوجه سكمان الى البيت المقدس، وتسلمه من نواب أخيه ايلغازي. ووصل يوسف بن آبق الى رضوان الى حلب وسكنها فخاف منه رضوان وحسين فتقدما الى المجنّ الفوعي «1» فهجم عليه فقتله. وخرج رضوان وحسين فتسلما تل باشر، وشيح الدير من نواب يغي سغان، وأغارا على بلد أنطاكية، ثم توجها الى دمشق وسار يغي سغان إليهما منجدا دقاق، فضعفت نفس رضوان عن دمشق، فسار الى البيت المقدس فتبعه دقاق وطغتكين ويغي سغان، وأشرف عسكر رضوان على التلف فهرب حسين على البرية الى حلب، ووصل دقاق وطغتكين الى ناحية حلب، واستنجد رضوان بسليمان بن ايلغازي صاحب سميساط، فوصل الى حلب بعسكر كبير واجتمع العسكران على نهر قويق، وتحاربا، فهرب دقاق وطغتكين الى دمشق ويغي سغان الى أنظاكية.

وتغيرت نية رضوان على حسين فهرب من حلب الى حمص ومعه زوجته أم رضوان. ثم تجدد بعد ذلك خروج الفرنج (90- و) الى أنطاكية، ووصل يغي سغان الى الملك رضوان الى حلب الى خدمة رضوان، وتزوج رضوان بابنته خاتون جيجك، ونزل الفرنج على أنطاكية، وشنوا الغارات على بلد حلب، ووصل ابن يغي سغان الى حلب مستنجدا على الفرنج، فسير رضوان معه عسكر حلب وسكمان، فلقيهم من الفرنج دون عدتهم، فانهزم المسلمون الى حارم، وغلب أهل حارم من الأرمن عليها، وعاد سكمان بن أرتق مفارقا رضوان، وصار مع دقاق. واستولى الفرنج على أنطاكية، وضعف أمر رضوان، واستمال الباطنية وظهر مذهبهم بحلب، وشايعهم رضوان، واتخذوا دار دعوه بحلب، وكاتبه ملوك الاسلام في أمرهم، فلم يلتفت، ولم يرجع عنهم، ودام على مشايعتهم. وقوي الفرنج عليه فباع من أملاك بيت المال عدة مواضع للحلبيين، وقصد بذلك استمالتهم، وأن يتعلقوا بحلب بسبب أملاكهم فيها حتى أنه باع في ساعة واحدة ستين خربة من مزارع حلب لجماعة من أهلها وكتب بها كتاب واحد، يذكر حدود كل خربة ومشتريها وثمنها. وكان الكتاب عندي في جملة الكتب التي كانت لوالدي رحمه الله. وكان الملك رضوان بخيلا شحيحا يحب المال، ولا تسمح نفسه باخراجه، حتى أن أمراءه وكتابه كانوا ينبزونه بأبي حبّة، وذلك هو الذي أضعف أمره، وأفسد حاله مع الفرنج والباطنية. وجدد في حلب مكوسا وضرائب لم تكن، ومع هذا كله كان فيه لطف ومحاسنة (90- ظ) للحلبيين حتى بلغني أنه مر يوما راكبا ليخرج من باب العراق، فلما وصل الى المرمى، وهو داخل السور بالقرب من باب العراق، سمع امرأة تنادي أخرى يا زليخا تعالي أبصري الملك، فأمسك رأس فرسه ووقف ساعة، ثم نظر فلم ير أحدا، فقال: أين هي زليخا؟ قولوا لها تأتي تبصرنا أو نمشي، وهذا من أبلغ اللطافة من ملك مثله.

وحدثني والدي قال: أخبرني أبي قال: وقع بين والدي أبي غانم وبين القاضي أبي الفضل بن الخشاب مشاجرة في التخم الذي بين قرية والدي أقذار وبين قرية ابن الخشاب عيطين، وآل الأمر في ذلك الى مواحشة وغلظة، فبلغ الملك رضوان فقال: أنا أخرج بنفسي وأقف معكما على التخم، فخرجا مع الملك ووقف معهما وقال لأحدهما: الى أين تدّعي؟ فقال: إلى ها هنا، وقال، للآخر: الى أين تدّعي؟ فقال: الى ها هنا، فقال لكل واحد منهما: أريد أن تهب لي نصف ما تدّعي على صاحبك، فأجاباه جميعا الى ذلك، وأصلح بينهما على أن نزل كل واحد عن نصف المدعى به، وجعل بينهما تخما اتفقا عليه، ورجع الى المدينة، وهذا أيضا من المآثر التي ينبغي أن تكتب وتسطر وتنقل في التواريخ وتذكر. قرأت بخط الشريف ادريس بن الحسن الادريسي الاسكندراني قال الشيخ أبو الحسن بن الموصول، وأملانيه بدار الشريف أمين الدين أبي طالب أحمد بن محمد النقيب الحسيني الاسحاقي من تعليق لبعض (91- و) أسلافه قال: وفي شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسمائة وصل الى حلب رجل كبير فقيه تاجر يقال له أبو حرب عيسى بن زيد بن محمد الخجندي ومعه خمسمائة جمل عليها أحمال أصناف التجارات، وكان شديدا على الاسماعيلية مسعدا لم يقصدهم، مبالغا في بابهم، أنفق في المجاهدين لهم بسببهم أموالا جليلة، فقام في غلمان له يستعرض أحماله وحوله جماعة من مماليكه وخدمه، وكان قد أصحب من خراسان باطنيا يقال له أحمد بن نصر الرازي، وكان أخوه قتله رجال هذا الخجندي، فدخل الى حلب، واستدل على أبي الفتح الصايغ رئيس الملاحدة بها، وكان متمكنا من رضوان، فصعد الى الملك رضوان، وعرفه ما جرى بينهم وبين الفقيه أبي حرب، وأطمعه في ماله، وأراه أنه بريء من التهمة في بابه إذ كان معروفا بعداوة الملحدة، فطمع رضوان وانتهز الفرصة فيه، وطار فرحا، فبعث بغلمان له يتوكلون به، فبرز الى أبي حرب عيسى الفقيه أحمد بن نصر الرازي وهجم عليه، فقال لغلمانه وأصحابه: أليس هذا رفيقنا؟! فقالوا: هو هو، فوقعوا عليه فقتلوه، وهجم جماعة من أصحاب أبي الفتح الباطني الحلبي على أبي حرب فقتلوا عن آخرهم، ثم قال أبو حرب: الغياث بالله من هذا الباطني الغادر، أمنا المخاوف وراءنا وجئنا إلى (91- ظ) الأمنة، فبعث علينا من

يقتلنا، فرجعوا الى رضوان، فأخبروه بما قال، فأبلس، وصار السنة والشيعة الى هذا الرجل، وأظهروا إنكار ما تم عليه، وعبث أحداثهم بجماعة من أحداث الباطنية فقتلوهم، وأنهي ذلك الى الملك رضوان فلم يتجاسر على انكاره، وأقام الرجل بحلب، وكاتب أتابك ظهير الدين «1» وغيره من ملوك الشام فتوافت رسلهم عند رضوان بكتبهم ينكرون عليه ما جاءه في بابه، فأنكر وحلف أنه لم يكن له في هذا الرجل نية، وخرج الرجل عن حلب مع الرسل، فخيروه في التوجه نحو الرقة، وعاد الى بلده، ومكث الناس يتحدثون بما جرى على الرجل، ونقص في أعين الناس، فتوثبوا على الباطنية من ذلك اليوم. أنبأنا زيد بن الحسن عن أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي في حوادث سنة إحدى وخمسمائة قال: وفي هذه السنة بلغ فخر الملوك رضوان ما ذكر به عن مشايعة الباطنية واصطناعهم، وحفظ جانبهم، وأنه لعن بذلك في مجلس السلطان، فلما بلغه الخبر أمر أبا الغنائم بن أخي أبي الفتح الباطني بالخروج عن حلب فيمن معه، فانسل القوم بعد أن تخطف جانبهم، وقتل منهم أفراد «2» . قلت ولما ملك رضوان حلب قتل أخوين له كانا من أبيه، فلما مات رضوان وملك ابنه ألب أرسلان قتل أخوين له كانا من أحسن الناس صورة فانظر (92- و) الى هذه المؤاخذة العجيبة. أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي عن أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي قال: وفيها- يعني سنة تسعين وأربعمائة- عصى المجن الموفق على الملك رضوان، وتعصب معه الحلبيون ثم تخاذلوا عنه، واختفى، فقبض عليه الملك رضوان، وعلى ذويه وبنيه، واستصفى أمواله في ذي القعدة وعذبهم بأنواع العذاب، ثم قتله بعد ذلك، وقتلهم حوله.

قال: وفيها وصل رسول مصر الى الملك رضوان، يعني من المستعلي، بالتشريف والخلع، وخطب للمصريين شهرا، ثم عاد عن ذلك «1» . وقال: سنة ثلاث وتسعين، وفيها كسرت الافرنج للملك رضوان على موضع يقال له كلّا، وكان المسلمون في خلق وكان الافرنج في مائة فارس، فقتلوا خلقا من الناس، وأسروا خلقا، وكانت الكسرة يوم الجمعة خامس شعبان «2» . وقال: سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، فيها كسر الفرنج الملك رضوان على عين تسيلوا من أرض أرتاح. وكان سبب ذلك حصن أرتاح، خرجوا اليه ليأخذوه، وجمع رضوان الخلق العظيم، وخرج لنجدة الحصن، ومعه من الرجّالة الخلق العظيم، وكان المصاف يوم الخميس، فانهزمت الخيل وأسلموا الرجالة، فقتل منهم الخلق العظيم، وفقد من الحلبيين جماعة كثيرة غزاة رحمهم الله، وانهزم أكثر من به «3» . قلت: بلغني انه قتل من المسلمين مقدار ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وهرب (92- ظ) من بأرتاح من المسلمين، وقصد الفرنج بلد حلب، فأجفل أهله، ونهب من نهب، وسبي من سبي، واضطربت أحوال بلد حلب من جبل ليلون الى شيزر، وتبدل الخوف بعد الأمن والسكون وهرب أهل الجزر وليلون الى حلب، فأدركتهم خيل الفرنج فسبوا أكثرهم وقتلوا جماعة، وكانت هذه النكبة على أعمال حلب أعظم من النكبة الاولى على كلّا، ونزل طنكريد «4» الفرنجي على تل أعذى من عمل ليلون وأخذه، وأخذ بقية الحصون التي في عمل حلب، ولم يبق في يد الملك رضوان من الأعمال القبلية إلا حماه، وليس في يديه من الأعمال الغربية شيء، وبقي في يده الاعمال الشرقية والشمالية وهي غير آمنة. وضاق الأمر بأهل حلب، ومضى بعضهم الى بغداد واستغاثوا في أيام الجمع،

ومنعوا الخطباء من الخطبة مستصرخين بالعساكر الاسلامية على الفرنج، وكسروا بعض المنابر، فجهز السلطان محمد بن ملكشاه مودود صاحب الموصل وأحمديل الكردي، وسكمان القطبي في عساكر عظيمة ضخمة، ومات سكمان قبل وصوله الى حلب، ووصلت العساكر الى حلب، فأغلق رضوان أبواب حلب في وجوههم، وأخذ الى القلعة رهائن عنده من أهلها لئلا يسلموها، ورتب قوما من الجند والباطنية الذين في خدمته لحفظ السور، ومنع الحلبيين من الصعود اليه، وضبر «1» انسان من السور (93- و) فأمر به فضربت عنقه، ونزع رجل ثوبه ورماه الى آخر، فأمر به فألقي من السور الى أسفل، وبقيت أبواب حلب مغلقة سبع عشرة ليلة، وأقام الناس ثلاث ليال لا يجدون ما يقتاتونه، وكثرت اللصوص، وخاف الأعيان على أنفسهم، وساء تدبير الملك رضوان، فأطلق العوام ألسنتهم بسبه وتعييبه وتحدثوا بذلك فيما بينهم، فاشتد خوفه من الرعية أن يسلموا البلد، وترك الركوب بينهم. وبث الحرامية تتخطف من ينفرد من العساكر فيأخذونه. وعاث العسكر فيما بقي سالما ببلد حلب بعد نهب الفرنج له، ورحل العسكر الى معرة النعمان بعد استيلاء الفرنج عليها في آخر صفر من سنة خمس وخمسمائة وأقاموا عليها أياما، وقدم عليهم أتابك طغتكين، فراسل رضوان بعضهم حتى أفسد ما بينهم، وظهر لأتابك طغتكين منهم الوحشة، فصار في جملة ممدود «2» ، وثبت له ممدود، ووفى له، وحمل لهم أتابك هدايا وتحفا، وعرض عليهم المسير الى طرابلس والمعونة لهم بالأموال، فلم يعرجوا، وسار أحمديل وبرسق بن برسق، وعسكر سكمان الى الفرات، وبقي مودود مع أتابك، فرحلا من المعرة الى العاصي، فنزلا على الجلالي، ونزل الفرنج أفامية: بغدوين، وطنكريد، وابن صنجيل، وساروا لقصد المسلمين، فخرج أبو العساكر سلطان بن منقذ من شيزر (93- ظ) بأهله وعسكره، واجتمعوا بمودود وأتابك، وساروا الى الفرنج، ودارت خيول المسلمين حولهم ومنعوهم الماء، والأتراك حول الشرائع بالقسي تمنعهم الورد، فأصبحوا هاربين سائرين يحمي بعضهم بعضا.

ونزل طنكريد على قلعة عزاز وبذل له رضوان مقطعة عن حلب، عشرين ألف دينار وخيلا وغير ذلك، فامتنع طنكريد من ذلك، ورأى رضوان أن يستميل طغتكين أتابك إليه، فاستدعاه الى حلب، فوصل إليه وتعاهدا على مساعدة كل منهما لصاحبه بالمال والرجال، واستقر الأمر على أن أقام طغتكين الدعوة والسكة لرضوان بدمشق، فلم يظهر من رضوان الوفاء بما تعاهدا عليه، ووصل مودود الى الشام، واتفق مع طغتكين على الجهاد، وطلب نجدة من الملك رضوان، فتأخرت الى أن اتفق للمسلمين وقعة استظهروا فيها على الفرنج، ووصل عقبيها نجدة للمسلمين من رضوان دون المائة فارس، وخالف فيما كان قرره ووعد به، فأنكر أتابك ذلك وتقدم بابطال الدعوة والسكة باسم رضوان من دمشق في أول شهر ربيع الأول من سنة سبع وخمسمائة. أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: رضوان بن تتش بن ألب أرسلان بن جغري بك بن سلجوق بن تقاق التركي كان بدمشق (93- ظ) عند توجه أبيه الى ناحية الري، فكتب إليه يستدعيه، فخرج إليه، فلما كان بالأنبار بلغه قتله، فرجع الى حلب فتسلمها من الوزير أبي القاسم، وكان المستولي على أمرها جناح الدولة حسين في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، ثم قدم دمشق بعد موت أخيه دقاق، فحاصرها وقرر له الخطبة والسكة، فلم تستتب أموره وعاد الى حلب، وأقام بها، وجرت منه أمور غير محمودة في قتال الفرنج، وظهر منه الميل الى الباطنية، واستعان بهم بحلب، ثم استدعى طغتكين أتابك الى حلب ولاطفه، وأراد استصلاحه، وقرر بينهما أمورا وأقام له طغتكين الدعوة والسكة بدمشق، فلم يظهر منه الوفاء بما وعد، فأبطلت دعوته. وكان لما ملك حلب قد قتل أخويه أبا طالب وبهرام ابني تتش، ومات في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، ونقلته من خطه، قال: سنة سبع وخمسمائة، فيها مات الملك رضوان بن تاج الدولة صاحب

رضوان بن سعيد المصيصي:

حلب بحلب، وجلس موضعه ولده تاج الدولة ألب أرسلان، وفيها قتل تاج الدولة ابن الملك رضوان أخويه ملك شاه وابراهيم صبيين أحسن الناس صورا «1» . كذا وجدته، وابراهيم بقي زمانا، ورأيت ولده بحلب. وأظنه مبارك والله أعلم. وقرأت في كتاب تاريخ وقع (94- ظ) إليّ بماردين جمعه الرئيس أبو علي الحسن ابن علي بن الفضل الداري، وشاهدته بخطه. قال: وفيها، يعني سنة ثمان وخمسمائة مات الملك رضوان بن تتش بحلب، وتولى ولده الأخرس. وقرأت في بعض ما علقته من الفوائد: مرض رضوان بحلب مرضا حادا، وتوفي في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة ودفن بمشهد الملك، فاضطرب أمر حلب لوفاته، وتأسف أصحابه لفقده، وقيل أنه خلف في خزانته من العين، والآلات، والعروض، والأواني ما يبلغ مقداره ستمائة ألف دينار. قرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني قال: وملكها- يعني حلب بعده، يعني بعد قتل أبيه تتش- في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة أبو المظفر رضوان بن تتش تسع عشرة سنة وشهورا، وتوفي في سحرة يوم الاربعاء آخر يوم من جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة، وعمره اثنان وثلاثون سنة، وخلف عينا وعروضا تقارب ألف ألف دينار. رضوان بن سعيد المصيصي: ذكر أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب في ترجمة أبي العباس محمد بن أحمد بن عبد الكريم البزاز المخرمي، أنه روى عن رضوان بن سعيد المصيصي، وأظنه والله أعلم، وهما وقع في الرواية، وأنه أبو رضوان بن سعيد المصيصي واسمه اليمان «2» . رضوان بن علي الرقي الطبيب: من أهل الرقة، سافر الى بلاد الروم وصار بها طبيبا في خدمة كيخسرو بن كيقباذ، ولما دخل التتار بلاد الروم وكسروا كيخسرو. أسروا الحكيم رضوان ثم

أطلقوه حين عرفوا أنه يعرف الطب، وسيره التتار رسولا الى حلب الى الملك الناصر يوسف بن محمد مرتين، واجتمعت به بحلب وأنشدني لنفسه بحلب من أبيات: (95- و) من كل أروع يستلذ بطبعه ... طعم الشفار حديدها من صالب شكت القنا منه الصداع وحاولت ... منه العلاج فشدها بعصائب بلغني أن رضوان الحكيم توفي بموغان «1» ووصل الينا خبر وفاته في جمادى الآخرة من سنة خمس وأربعين وستمائة. ***

ذكر من اسمه رفاعة

ذكر من اسمه رفاعة رفاعة بن رافع بن مالك: ابن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق أبو معاذ الأنصاري الزرقي وأمه أم مالك بنت أبيّ بن سلول، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه وشهد معه بدرا وأحدا وسائر المشاهد بعدهما، وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين، وقيل إنه شهد على كتاب التحكيم بين علي ومعاوية، وقد ذكرنا ذلك في ترجمته ربيعة بن شرحبيل. وروى عن أنس بن مالك. روى عنه عبيد الله بن عمر وابن أخيه يحيى بن خلاد بن رافع، وابنه معاذ بن رفاعة. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد السلمي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: حدثنا اسحاق بن عبد الله بن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع، وكان رفاعة ومالك بن رافع أخوين (95- ظ) من أهل بدر، قال: بينما نحن جلوس حول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ونحن حوله- شك همام- إذ دخل رجل فاستقبل القبلة فصلى، فلما قضى الصلاة جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع الرجل فصلى وجعلنا نرمق صلاته لا ندري

ما بعيب منها، فلما قضى صلاته جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى القوم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فصل فإنك لم تصل- قال همام: ولا أدري أمره بذلك مرتين أو ثلاثا- قال الرجل: ما ألوت فلا أدري ما عبت علي من صلاتي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله فيغسل وجهه ويديه الى المرفقين، ويمسح برأسه ورجليه الى الكعبين، ثم يكبر الله ويحمده ثم يقرأ من القرآن ما أذن الله له فيه، ثم يكبر فيركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي، ويقول: سمع الله لمن حمده فيستوي قائما حتى يقيم صلبه، فيأخذ كل عظم مأخذه، ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه- قال همام: وربما قال: جبهته من الارض- حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يكبر فيستوي قاعدا على مقعده ويقيم صلبه- فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات (96- و) حتى فرغ- لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي بن البناء- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو بكر بن الزاغوني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الأنباري قال: أخبرنا عبد القاهر بن محمد بن محمد بن أحمد عترة قال: حدثنا محمد بن عمران قال حدثنا اسماعيل- يعني- ابن اسحاق قال: حدثنا اسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن عمر عن رفاعة بن رافع الزرقي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لي حوض بين صنعاء وأيلة وإن آنيته عدد نجوم السماء «2» . أخبرنا أبو عبد الله بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: رفاعة بن رافع الأنصاري الزرقي بن عفراء، شهد بدرا نسبه قتيبة عن رفاعة بن يحيى، مديني ثم قال البخاري: رفاعة بن رافع الزرقي الأنصاري المديني.

قال اسماعيل: حدثني به أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن رفاعة بن رافع الزرقي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: حوضي ما بين صنعاء وأيله «1» . قلت: هكذا فرق البخاري بينهما وجعلهما اثنين، والذي يغلب على ظني أنهما واحد، وأنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أنس بن مالك فظنهما اثنين، وقد تابعه أبو محمد بن أبي حاتم ففرق بينهما، وجعلهما اثنين أيضا. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله عن مسعود الثقفي قال: أنبأنا أبو عمرو بن (96- ظ) مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: رفاعة بن رافع الأنصاري الزرقي البدري، وهو ابن عفراء. روى علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه، وهو رفاعة بن رافع هذا، سمعت أبي يقول ذلك. ثم قال ابن أبي حاتم: رفاعة بن رافع الزرقي الأنصاري، روى عن أنس بن مالك، روى عنه عبيد الله بن عمر، سمعت أبي يقول ذلك «2» ، فجعلهما اثنين أيضا كما ترى. أنبأنا أبو الفتوح بن أبي الفرج قال: أخبرنا أبو محمد الأشيري قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، أمه أم مالك بنت أبيّ بن سلول، يكنى أبا معاذ، شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه بدرا أخواه خلاد ومالك ابنا رافع، شهدوا ثلاثتهم بدرا، واختلف في شهود أبيهم رافع بن مالك بدرا، وشهد رفاعة بن رافع مولى علي الجمل وصفين وتوفي في أول إمارة معاوية. وذكر عمر بن شبة عن المدائني عن أبي مخنف عن جابر عن الشعبي قال: لما خرج طلحة والزبير كتبت أم الفضل بنت الحارث الى علي بخروجهم فقال علي:

رفاعة بن شداد:

العجب لطلحة والزبير إن الله عز وجل لما قبض رسوله صلى الله عليه وسلم قلنا نحن أهله وأولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا وأيم الله لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر، ويبور الدين لغيرنا فصبرنا على بعض الألم، ثم لم نر بحمد الله إلا خيرا، ثم وثب الناس على عثمان فقتلوه، ثم بايعوني ولم استكره أحدا، وبايعني طلحة والزبير ولم (97- و) يصبرا شهرا كاملا حتى خرجا الى العراق ناكثين، اللهم فخذهما بفتنتهما للمسلمين. فقال رفاعة بن رافع الزرقي: إن الله لما قبض رسوله صلى الله عليه وسلم ظننا أنّا أحق الناس بهذا الأمر لنصرتنا الرسول، ومكاننا من الدين فقلتم نحن المهاجرون الأولون وأولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقربون، وإنّا نذكركم الله أن تنازعونا مقامه في الناس فخليناكم والأمر، فأنتم أعلم وما كان بينكم، غير أنّا لما رأينا الحق معمولا به والكتاب متبعا والسنة قائمة رضينا، ولم يكن لنا إلا ذلك، فلما رأينا الإثرة أنكرنا لنرضي الله عز وجل، ثم بايعناك ولم نأل، وقد خالفك من أنت في أنفسنا خير منه وأرضى فمرنا بأمرك. وقدم الحجاج بن غزية الأنصاري فقال يا أمير المؤمنين: دراكها دراكها قبل الفوت ... لا وألت نفسي إن خفت الموت «1» يا معشر الأنصار انصروا أمير المؤمنين، أخرى كما نصرتم رسول الله أولى، والله إن الآخرة لشبيهة بالأولى إلا أن الأولى أفضلهما (97- ظ) . رفاعة بن شداد: أبو عاصم، وقيل رفاعة بن عامر القتباني البجلي، وقتبان بطن من بجيلة شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان أميرا على بجيلة، ونزل الموصل وكان رفيق عمرو بن الحمق، وروى عنه، روى عنه السدي وعبد الملك بن عمير. أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان- إجازة- قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب الموصلي قال: أخبرنا أبو

القاسم نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله الخطيب وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن ادريس (95- ظ) قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب «طبقات محدثي أهل الموصل» «1» وفقائهم قال: ومنهم- يعني- من الطبقة الأولى: رفاعة بن شداد وكان رفيق عمرو بن الحمق، أخبرني علي بن ابراهيم بن عيسى عن سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا محمد بن الحكم الشيباني قال: حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد قال: وحدثني المجالد بن سعيد عن الشعبي وابن أبي زائدة عن أبي اسحاق أن حجر بن عدي لما قفّي به من عند زباد نادى بأعلى صوته: اللهم إنّي على بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها، سماع الله والناس، وكان عليه برنس في غداة باردة فحبس عشر ليال وزياد يطلب رؤوس أصحاب حجر، فخرج عمرو بن الحمق ورفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن، ثم ارتحلا حتى أتيا أرض الموصل فأتيا جبلا فكمنا فيه وبلغ عامل ذلك الرستاق أن رجلين قد كمنا في جانب الجبل، فاستنكر شأنهما، وهو رجل من همدان يقال له عبد الله بن أبي تلعة، فسار إليهما في الخيل ومعه أهل البلد فلما انتهى إليهما خرجا، فأما عمرو بن الحمق فكان مريضا وكان بطنه قد استسقى، فلم يكن عنده امتناع، وأما رفاعة بن شداد فكان شابا قويا فوثب على فرسه فقال أقاتل عنك، فقال: وما ينفعني أن تقتل، انج بنفسك إن استطعت، فحمل على القوم فأفرجوا له، وخرج يتعدى به فرسه، وخرجت الخيل في طلبه، وكان راميا (99- هـ) فأخذ لا يلحق به فارس إلا رماه فجرحه أو عقره، فانصرفوا عنه وأخذ عمرو بن الحمق فسألوه: من أنت؟ قال: إن تركتموه كان أسلم لكم، وإن قتلتموه كان أضر عليكم، فبعث به ابن أبي تلعة الى عامل الموصل وهو عبد الرحمن بن عثمان الثقفي، وهو ابن أم الحكم، فلما رأى عمرا عرفه فكتب الى معاوية يخبره، فكتب إليه إنه زعم أنه طعن عثمان تسع طعنات وإنا لا نزيد عليه فاطعنه تسع طعنات، فأخرج فطعن تسع طعنات فمات في الأولى أو في الثانية، فبعث برأسه الى معاوية، وكان أول رأس حمل في الاسلام.

رفاعة بن ظالم الحميري:

أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي عن أبي طاهر الخضر بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: رفاعة بن شداد القتباني، أبو عاصم، ويقال رفاعة بن عامر، وقتبان بطن من بجيلة، روى عن عمرو بن الحمق، روى عنه السدي وعبد الملك بن عمير سمعت أبي يقول ذلك «1» . رفاعة بن ظالم الحميري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه وله ذكر في الوقعة ذكره المدائني. رفق بن عبد الله الخادم: أبو الفضل المستنصري، كان من خدم المستنصر، وكان علي المطالب بمصر وقدمه مولاه المستنصر وولاه دمشق، ووجهه الى حلب في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة في الجيوش الكثيفة المصرية (99- ظ) وقيل في سنة اثنين وأربعين وجعله المستنصر أمير الأمراء وأخرجه في التجمل العظيم وشيعه بنفسه عند خروجه ووصل رفق الى حلب ونزل عند مشهد الجفّ، وثمال بن صالح في حلب وقد فسد ما بينه وبين المستنصر، وعصى عليه، وجرى بين الحلبيين وبينه قتال فانكسر رفق وخرج وقبض وهو مجروح فمات في قلعة حلب في الأسر ودفن في مسجد اتخذه لنفسه حين نزل على حلب الى جانب مشهد الجف من شرقيه، وكان قبره ظاهرا في القبة الشرقية التي من قبلي الرواق الشرقي، وخلط ذلك المسجد بمشهد الجف، وكنت شاهدت القبر وأنا صبي فعفي أثره، وقال الأمير أبو الفتح بن أبي حصينة حين جرى على رفق ما جرى: يا رفق رفقا ربّ فحل غره ... ذا المشرب الأهنى وهذا المطعم حلب هي الدنيا تلذ وطعمها ... طعمان شهد في المذاق وعلقم قد رامها صيد الملوك فما ... انثنوا إلا ونار في الحشا تتضرم «2» ونهب من العسكر المصري شيء عظيم من المال والقماش والآلات.

قرأت بخط بعض الحلبيين في قصيدة كتبها أبو نصر منصور بن تميم بن زنكل السرميني عن أبي زائدة محمد بن زائدة الكلابي الى أبي الفضائل سابق بن محمود ابن نصر بن صالح صاحب حلب يذكره فيها ويعرفه ما لبني كلاب من الوقائع والأيام المعروفة في نصرة صالح بن مرداس (100- و) وبنيه قال فيها: أليس هم أحيوا بذا ليوم ميتا ... من الفخر وارتدوا من الملك ذاهبا ومن قبله لما أتى الخادم التقوا ... عساكره كالأسد لاقت ثعالبا فكانوا لنا مثل الهشيم لموقد ... فأيسر زاد ليس يشبع ساغبا ثم كتب كاتب القصيدة تحت هذه الابيات شرحها وقال: هذا الخادم هو أمير الامراء رفق أجل أمراء مصر وصل في عساكر عظيمة بعد انهزام الشيخ ناصر الدولة ابن حمدان عن حلب وكان وصوله في سنة اثنين وأربعين وأربعمائة، ونزل على حلب وعمل عليه أصحابه، فظفر به معز الدولة ثمال بن صالح وأسره مجروحا وانهزمت عساكره وقعد ثلاثة أيام ومات. قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن مقلد بن منقذ في تاريخه: سنة احدى وأربعين وأربعمائة فيها وصل أمير الامراء أبو الفضل رفق خادم كان على المطالب بمصر في عسكر عظيم ومضى الى حلب ونزل مسجد الجف فقيل ان الكلبيين داهنوا عليه فأشير عليه أن يرحل عنها الى صلدع فلم يفعل فأشير عليه أن يقبض على أمراء طيء فلم يفعل فأشير عليه ان ينشئ سجلا عن السلطان باقطاع معز الدولة الشام فما فعل فلما رآه أمراء العسكر لا يقبل منهم «1» (100- ظ) انهزموا مع العسكر، وانهزم العسكر لما رأى رحيل أكثره، وأتوه أهل حلب وبنو كلاب فأخذوه وضرب على رأسه فشجه فمات بعد مدة في القلعة. قال: وحدثني أبي قال: سمعت أن هذا الخادم لما أطلع الى قلعة حلب استعظموا خلقته وطوله، فكان بعض الفراشين يخدمه ويكرمه، فوهب له يوما سراويلا من سراويلاته دبيقيّه، ففصلها الفراش له ثوبين وسراويل، أو سراويلين وثوب كما قال،

ومات فدفن في مسجد الجفّ وأخذ من العسكر شيء عظيم من الاموال والآلات والدواب وغير ذلك. قال: ومضيت أنا الى حلب في سنة سبع وعشرين وخمسمائة فرأيت مسجدا غير مسجد الجف، فشربنا منه فقلنا: ما هذا؟ فقالوا: هذا مسجد الخادم رفق. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي في كتابه، ونقلته أنا من خط العظيمي قال: سنة احدى واربعين وأربعمائة، فيها كان السيل الذي أهلك عسكر المصريين على السّعدى وصلدى قبلي حلب، وفيها كان قتل جعفر بن كليّد، وفيها انهزم ناصر الدولة، وسيّرت العساكر مع رفق الخادم وهو كاره لذلك، ولقبوه أمير الامراء المظفر عدة الدولة وعمادها، وكان عمره فوق الثمانين (101- و) ، ثامن عشر ذي القعدة من السنة، وشيعه المستنصر وسيّر معه التجمل العظيم، والعدد الكثير من المشارفة والمغاربة والعرب، وكاتب كل من يلقاه من المقدمين بأن يترجلوا له اذا لقوه، وتوسل ثمال ابن صالح الى الملك قسطنطين أن ينجده، فكتب قسطنطين الى المستنصر في الصفح عن ابن صالح وقال: ان لم تقبل فيه الشفاعة اضطر الى نجدته عليك، فوصل رسول الملك الى الرملة، يوم وصول رفق الخادم اليها فأوصله رفق الى مصر، وأعاد الرسالة وتوقف الوزير عن الجواب طمعا أن يملكوا حلب، ويستأنف الجواب وتحقق الملك قسطنطين توجه العساكر المصرية، فبعث الى أنطاكية عسكرا لحفظ الاطراف من نحو حلب، وبعث لثمال بن صالح مالا عينا وخلعا، وسار مقلّد بن كامل بن مرداس الى حمص واعتصم عليه واليها حصن الدولة حيدره بن منزو الكتامي، فحاصره ثم طلب الامان فآمنه وأنزله من القلعة، وخربها وخرب السور، وعاد الى حماة ففتحها وأخرب حصنها، وانتقل الى معرة النعمان، وأخرب سورها أيضا وظهر من فشل رفق الخادم ما أطمع الجند والكافة فيه، فعاثت السنابسة «1» وهو بالرملة في طرف العسكر، وهربوا الى البرية، فاتبعهم رفق بسرية من العساكر (101- ظ) فعادت العرب عليهم وهزموهم، وأسروا الامير مراد، ونهبوهم فسير اليهم رفق، جعفر بن

حسان بن جراح فاسترجع منهم بعض ما نهبوه، وردهم الى الديوان «1» ، فعرضهم وعليهم أكثر عدد العسكرية، ورحل رفق الى دمشق، وأثبت خلقا من قبائل العرب الكلبيين والطائيين، وانصرف من العسكر فرقة من العبيد والمشارقة ومن البحاترة فرقة والفزارين، وتحاربوا لأربع بقين من المحرم من السنة، وذلك يوم الجمعة، فقتل من الكتاميين نحو من مائة رجل، ونهبوا بعض الخيم، ثم تميزوا من ذلك المكان ونزلوا على باب توما، وبقوا ثلاثة أيام متصافين ولم يجر بينهم قتال، وخاف رفق ودخل بالخيام القصر، وترك مضاربه الخاصة على حالها، وأصلح بين الطوائف، فتوقف الكتاميون حتى وصلهم من ماله بألوف دنانير دية القتلى وعوض الخيام، ونهبت العرب أكثر غوطة دمشق، وهرب أهل القرى الى دمشق، ثم سار رفق الى حمص، وعرض العساكر بها وأثبت من العرب الكلبيين ألف فارس أخرى، وبلغه ان راشد بن سنان بن عليان «2» هرب من الاعتقال بصور، وحصل بظاهر دمشق واحتوى على أكثر أعمالها، وتسرعت العساكرية عند حصول رفق بحماة الى نهب أعمال شيزر اذ هي على أعمال (102- و) حلب، ووصل الى صلدى يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ربيع الاول، وخيم على جبل جوشن يوم الاربعاء الثاني والعشرين منه، ووقع الطراد واستأمن سلطان القرمطي «3» في خمسمائة فارس من الكلبيين، وكان أخوه نبهان معتقلا في قلعة حلب، منذ أسر من كفر طاب، واقتتلوا يوم الجمعة واستراحوا السبت والاحد ورد رفق الخزانة السلطانية الى ورائه، ليلة الاثنين سابع عشرين ربيع، وأمر العسكر أن يدفعوا أثقالهم الى معرة مصرين، فاستشعروا الهزيمة، وأخذ العسكر من نصف الليل يرحلون، وانتهى ذلك الى رفق، فأتبعهم برسله يرسم لهم العودة فلم يرجع أحد، وانهزموا وأسفر الصبح وخرج من حلب خيل، وظنوا انها مكيدة فلما تحققوا هزيمة العسكر، نهبوا وأسروا، ونهب العرب بعضهم بعضا والعسكر، وخرج الحلبيون نهبوا آثار العسكر، من غلات وغيرها، ولحقوا رفق الخادم وجرحوه ثلاث جراح وداخلوه الى حلب أسيرا مكشوف الرأس، واختلط عقل رفق لاجل الجراح التي في رأسه، ومات في القلعة بعد ثلاثة

أيام، ودفن في مسجد بظاهر حلب، وأسرت الروم أصحاب الأطراف من العسكر جماعة، فأنكر قسطنطين ذلك عليهم وردهم الى بلد الاسلام وكساهم. قرأت في تاريخ جمعه أبو غالب (102- ظ) همام بن الفضل بن جعفر بن علي ابن المهذب المعري سيّره إليّ بعض الشرّاف الهاشميين بحلب، قال: سنة احدى وأربعين وأربعمائة فيها وصل الامير أبو الفضل رفق، خادم كان على المطالب بمصر في عسكر عظيم، فانهزمت منه بنو كلاب عن حمص، وتبعها منزلا منزلا، حتى نزل على معرة النعمان، فلما رأى خراب السور، سأل: كم يحتاج الى أن يعود الى ما كان، فقدر له فكان ألفي دينار، فقال: أنا أعمره من عندي بمالي ولا أحوجكم الى غيري، ثم انه مضى الى حلب، ونزل على مسجد الجف، فقيل ان الكلبيين داهنوا عليه، فأشير عليه أن يرحل عنها الى صلدع، فلم يفعل فأشير عليه أن يقبض على أمراء طيء وكلب فلم يفعل، فقيل له أن ينشئ سجلا عن السلطان بأنه قد أقطع الشام لمعز الدولة ويعود بهيبته، فلم يفعل، فلما رآه أمراء العسكر لا يلتفت اليهم، ولا يقبل مشورتهم، انهزموا مع العرب وانهزم العسكر لما رأى العرب قد انهزمت، فأخذ وضرب رأسه فمات في القلعة، ودفن في مسجد الجف، ونهب من العسكر شيء عظيم من الاموال والقماش والدواب وغير ذلك. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي، فيما أجاز لي روايته عنه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (103- و) الدمشقي قال: قرأت بخط أبي محمد بن الاكفاني في تسمية أمراء دمشق الامير أمير الامراء عدة الدولة رفق، وصل الى دمشق آخر نهار يوم الخميس الثاني عشر من المحرم من سنة احدى وأربعين وأربعمائة في حال عظيمة، وعدد وأموال وأثقال، وسار من دمشق متوجها الى حلب غداة يوم الخميس السادس من صفر من السنة المذكورة «1» . ***

رفيع أبو العالية الرياحي البصري:

رفيع أبو العالية الرياحي البصري: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي مولى امرأة من بني يربوع، أدرك الجاهلية وأعتق سائبة. روى عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأبيّ ابن كعب، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وأبي موسى الاشعري، وسهل بن الحنظلية. روى عنه داوود بن أبي هند، وقتادة وأبو خلدة، وعنبسة بن سعيد بن عثمان الطويل، وعاصم الاحول، وزياد بن حصين، والربيع بن أنس، وخالد بن دينار، وجعفر بن ميمون، وأبو المنهال، وحفصة بنت سيرين وحضر صفين، ورأى الصّفّين وعاد ولم يقاتل. أخبرنا أبو الحسن المبارك بن أبي بكر بن مزيد الخواص الحنفي، وأبو عبد الله محمد بن نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري البغداديان ببغداد قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني ببيت الله وأنا حاضر قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن يحيى العدني قال: وحدثنا وكيع عن سفيان عن عوف الاعرابي عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى جمرة

العقبة قال: (105- و) القطه لي، قال: فناولته مثل حصا الخذف فقال: مثل هذا فارموا واياكم والغلو في الدين «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حميد الدوني قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني قال: أخبرنا أبو عروبة قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن الاعمش عن زياد بن الحصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم يرمون فقال: رميا بني اسماعيل فان أباكم كان راميا «2» . أخبرنا أبو القاسم محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا الداودي قال: أخبرنا الحموي قال: أخبرنا أبو عمران السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: أخبرنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عباد بن العوام عن عوف عن أبي العالية قال: سألت ابن عباس عن شيء فقال: يا أبا العالية أتريد أن تكون مفتيا؟ فقلت: لا ولكن لا آمن أن تذهبوا ونبقى، فقال: صدق أبو العالية. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد ابن عبد الله اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال: حدثنا أبو داوود الطيالسي قال: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: لما كان قتال علي ومعاوية رضي الله عنهما، كنت رجلا شابا، فتهيأت ولبست سلاحي، ثم أتيت القوم فاذا صفان لا يرى طرفاهما، قال: فتلوت هذه الآية: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم» «3» قال: فرجعت وتركتهم.

وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: ومنهم، يعني من العبّاد والصوفية، ذو الاحوال السامية والاعمال الخافية، رفيع أبو العالية، كان وصاياه في لزوم الاتباع وعهوده في مجانبة الاحداث والابتداع، روى أبو العالية عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وأبيّ بن كعب، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي موسى الاشعري، وسهل بن الحنظلية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم «1» . أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا فيه- قال: أنبأنا أبو طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل قال: أنبأنا أبو عمرو بن محمد قال: (105- ظ) أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: رفيع أبو العالية الرياحي من بني تميم بصري أدرك الجاهلية، وكان أعتق سائبة مولى امرأة، روى عن أبي بكر وهو غير محفوظ، ويثبت له عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي أيوب وابن عباس. روى عنه قتادة، وعاصم الاحول، والربيع بن أنس، وداوود بن أبي هند، وأبو خلدة، وحفصة بنت سيرين، سمعت أبي يقول ذلك، روى عنه زياد بن حصين ذكر أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: رفيع أبو العالية ثقة «2» . قال عبد الرحمن: سئل أبو زرعة عن أبي العالية رفيع، فقال: بصري ثقة. أخبرنا أبو عبد الله بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا البخاري قال: رفيع أبو العالية الرياحي بصري مولى امرأة أعتق سائبة. وقال الانصاري وزائدة عن هشام عن حفصة عن أبي العالية سمع عليا. وقال معاذ بن أسد: حدثنا الفضيل بن موسى قال: أخبرنا الحسين بن واقد عن ربيع بن أنس عن أبي العالية قال: دخلت على أبي بكر فأكل لحما ولم يتوضأ. وقال محمد: حدثنا سلم بن قتيبة عن أبي خلدة قال: سألت أبا العالية: هل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أسلمت في عامين من بعد موته.

وقال النضر: اعتقته امرأة من بني يربوع. وقال آدم: حدثنا شعبة عن قتادة قال: لحقت أبا العالية، وكان أدرك عليا قال: قال علي: القضاة ثلاثة (106- و) . أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا علي بن أنس العسكري قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد عن سعيد بن زيد أخي حماد قال: قال مهاجر أبو خالد مولى ثقيف: كان أبو العالية جاري وكان يقول لي: سلني واكتب عني قبل أن تلتمس العلم عند غيري فلا تجده. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بدمشق، قال أبو بكر: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله. وقال أبو الحسن: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم الحسيني قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن الملثم قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن علي بن سعود البوصيري وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء. قال الارتاحي: إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل ابن محمد الغساني الضرّاب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا عبد الرحمن بن خراش قال: حدثنا محمد بن الحارث المروزي قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال: حدثنا ابن أبي زائدة عن أبي خلدة عن أبي العالية (106- ظ) قال: كنت آتي ابن عباس وقريش حوله فيأخذ بيدي فيجلسني معه على السرير، فتغامزت قريش ففطن بهم ابن عباس فقال: هكذا هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة، قال: ثم أنشد محمد بن الحارث في أثره:

رأيت رفيع الناس من كان عالما ... وإن لم يكن في قومه بنجيب إذا حل أرضا عاش فيها بعلمه ... وما عالم في بلدة بغريب «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن شجاع بن محمد الحافظ- إملاء من لفظه بأصبهان- قال: أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن عمر التاجر قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا محمد بن اسحاق- هو- الصنعاني قال: أخبرنا أبو نوح قراد قال أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه، فأول ما أتفقد منه صلاته، فإن أجده يقيمها أقمت وسمعت منه، وإن أجده يضيعها رجعت ولم أسمع منه، وقلت: هو لغير الصلاة أضيع. أخبرنا أبو القاسم العطار قال أخبرنا أبو الوقت السجزي قال أخبرنا الداوودي قال أخبرنا الحموي قال أخبرنا أبو عمران بن عمر قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال: أخبرنا أبو معمر اسماعيل بن ابراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية قال: كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه، فننظر إذا صلى فإن أحسنها جلسنا إليه، وقلنا: هو لغيرها أحسن، وإن أساءها قمنا عنه وقلنا: هو لغيرها أسوأ، قال أبو معمر: لفظه نحو هذا. أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال: حدثنا أحمد بن موسى بن العباس قال: حدثنا اسماعيل بن سعيد قال: حدثنا قراد أبو نوح عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام، فأول ما اتفقد من أمره صلاته، فإن أجده يقيمها ويتمها، أقمت وسمعت منه، وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت: لغير الصلاة أضيع.

وقال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا حاجب بن أركين قال حدثنا محمد بن اسماعيل الأحمسي قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني خالد بن دينار عن أبي العالية قال: تعلمت الكتاب والقرآن فما شعر بي أهلي ولا رؤي في ثوبي مداد قط. وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله القاضي قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير قال: أخبرني من سمع (107- و) أبا العالية يقول: لا يتعلم مستحي ولا مستكبر. «1» وقال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال: حدثنا يحيى بن مطرف قال: حدثنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا أبو خلدة قال: سمعت أبا العالية يقول: تعلموا القرآن خمس آيات، خمس آيات، فإنه أحفظ لكم، فإن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمس آيات، خمس آيات «2» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله السنجي قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن حمد الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد بن بوان الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا علي بن بكار عن أبي خلدة عن أبي العالية. قال يوسف: ثم جعله عن عمر بن الخطاب، وهكذا حدثناه قديما قال: تعلموا القرآن خمسا خمسا كذلك نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الوقت قال: أخبرنا الداوودي قال أخبرنا الحموي قال أخبرنا أبو عمران قال: أخبرنا أبو محمد الدارمي قال أخبرنا عمرو بن زائدة قال: حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم عن أبي خلدة عن أبي العالية قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم. أخبرنا أبو الحجاج يوسف الأدمي قال: أخبرنا أبو المكارم الأصبهاني قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر، ح. قال: وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قالا: عن عاصم الأحول عن أبي العالية قال: تعلموا الاسلام فإذا علمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الاسلام ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا وعليكم (107- ظ) بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم وقبل أن يفعلوا الذي فعلوا فإني قرأت القرآن قبل أن يقتلوا صاحبهم، وقبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء المتفرقة فإنها تورث بينكم العداوة والبغضاء. زاد ابن المبارك في حديثه قال: فحدثت به الحسن فقال: صدق أبو العالية ونصح قال ابن المبارك فذكرته للربيع بن أنس قال: أخبرني أبو العالية أنه قرأه بعد النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين. قال أبو نعيم الحافظ: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت عاصم الأحول يحدث عن أبي العالية قال: تعلموا القرآن فإذا تعلمتوه فلا ترغبون عنه، وإياكم وهذه الأهواء فإنها توقع بينكم العداوة والبغضاء، وعليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا، فإنّا قد قرأنا القرآن قبل أن يقتل صاحبهم- يعني عثمان- بخمسة عشر سنة. قال عاصم: فحدثت به الحسن فقال: قد نصحك والله وصدقك.

وقال أبو نعيم: أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم- فيما أذن لي- قال: حدثنا محمد بن أيوب قال: حدثنا مسلم بن ابراهيم قال: حدثنا أبو خلدة قال: سمعت أبا العالية يقول: إن خير الصدقة أن تعطى بيمينك وتخفيها من شمالك. (108- و) . قال: وسمعت أبا العالية يقول: زارني عبد الكريم أبو أمية وعليه ثياب صوف، فقلت: هذا زي الرهبان إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا. وقال: حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال: حدثنا أبو بكر بن النعمان قال: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: اعمل بالطاعة وأحب عليها من عمل بها، واجتنب المعصية وعاد عليها من عمل بها فإن شاء الله عذب أهل معصيته وإن شاء غفر لهم. وقال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سوار قال: حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال: حدثنا حفص بن غياث عن عاصم عن أبي العالية قال: ما أدري أي النعمتين أفضل أن هداني للاسلام، أو عافاني من هذه الأهواء. وقال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال حدثنا أحمد بن علي الخزاعي قال حدثنا محمد بن كثير قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أبا العالية قال: إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين نعمتين، نعمة يحمد الله عليها، وذنب يستغفر الله منه. وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا الجوهري قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: ما مسست ذكري بيميني منذ ستين سنة أو سبعين سنة. وقال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم (108- ظ) بن محمد بن الحسن قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثني نعيم عن عاصم قال: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام. وقال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا قتيبة

ابن سعيد قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: أول من أذن وراء النهر «1» أبو العالية الرياحي. وقال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن رجل عن أبي العالية: أنه كان إذا أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخره إلى أن يمسي، واذا أراد أن يختمه من آخر الليل أخره الى أن يصبح «2» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن «3» قال أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو القاسم البوصيري وأبو عبد الله الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن الفراء. قال الارتاحي: إجازة. قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن قالا: حدثنا أبو محمد الحسن ابن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا المحاربي وأبو خالد عن داوود قال: سألت أبا العالية «فول وجهك شطر المسجد «4» الحرام» قال الشطر النصف وهي بلغة تغلب، ولكنه فول وجهك تلقاء المسجد الحرام «5» . (109- و) . أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن اسحاق الموصلي قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن المثنى قال: حدثنا جعفر بن عون قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى: «فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين «6» » قال: الجن عالم، والأنس عالم وسوى ذلك ثمانية عشر

ألف عالم من الملائكة على الارض، والأرض لها أربعة زوايا، كل زاوية أربعة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم الله لعبادته. وقال أبو نعيم حدثنا محمد بن علي وجماعة قالوا: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، ح. قال: وأخبرنا محمد بن أحمد بن ابراهيم في كتابه قال: حدثنا محمد بن أيوب قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال: حدثنا أبي عن أبيه عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله ولا تشتروا: «بآيات الله ثمنا قليلا» «1» قال: لا تأخذ على ما علمت أجرا، فإنما أجر العلماء والحكماء والحلماء على الله عز وجل وهم يجدونه مكتوبا عندهم في النوراة: يا بن آدم علم مجانا كما علمت مجانا. قال: لفظ محمد بن أيوب. ولفظ علي بن الجعد قال: مكتوب في الكتاب الأول: ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا «2» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر عن أبي المعالي بن صابر قالا: (109- ظ) أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا روح بن عبادة عن هشام بن أبي عبد الله عن جعفر بن ميمون عن أبي العالية قال: سيأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن وتبلى كما تبلى ثيابهم ثم لا يجدون له حلاوة ولا لذاذة، إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم لنا، وإن عملوا ما نهوا عنه قالوا: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك، أمرهم كله طمع ليس معه خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهن «3» .

أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن شبل قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن ليث عن عثمان عن أبي العالية قال: قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له. وقال أبو نعيم: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال: حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا روح قال: حدثنا أبو خلدة قال: كان أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ثم يقرأ (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) «1» الآية. وقال: حدثنا عبد الله بن (110- و) محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله ابن سعيد بن الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال: حدثنا محمد ابن مصعب عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من آمن به هداة وتصديق ذلك في كتاب الله (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) «2» ومن توكل على الله كفاه وتصديق ذلك من كتاب الله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) «3» ومن أقرضه جازاه وتصديق ذلك في كتاب الله (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له) «4» ومن استجاره من عذابه أجاره وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا) «5» والاعتصام الثقة بالله، ومن دعاه أجابه وتصديق ذلك في كتاب الله (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني) «6» . وقال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الربيع بن زيد عن سيار عن أبي المنهال قال: رأيت أبا

رمضان بن صاعد بن أحمد بن علي:

العالية يتوضا فقلت: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) «1» قال: ليس المتطهرين من الماء ولكن المتطهرين من الذنوب «2» . (111- ظ) . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: قال أحمد بن منيع: حدثنا أبو قطن قال: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية أنه مات في شوال يوم الاثنين سنة ثلاث وتسعين «3» . (111- و) . رمضان بن صاعد بن أحمد بن علي: أبو الفضل بن أبي الفتح بن أبي الفضل الضرير القرشي الآمدي، ويلقب بالضياء، شاعر محسن عالم بالطب والعربية واللغة والحساب والمنطق، قدم حلب مرارا ممتدحا لملوك بني أيوب، وكان مولده بماردين، روى شيئا من شعر أبيه عنه. روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى وخرج عنه أبياتا من شعره في معجم شيوخه، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصبهاني الكاتب، وذكره في كتاب «السيل والذيل» الذي ذيل به كتاب الخريدة، ومما وقع إليّ من شعره المختار: لولا اعتراض الهوى كرها لما وقذا «4» ... ومنه في الطرف دمع طارف وقذا يا للرجال ألذّ الحبّ أقتله إذا ... ومن عجب أن يستلدّ أذا فيا عذولي كفّا إن أمر كما ... للعاشقين بما لا يستطاع بذا وانما الحبّ داء لا دواء له ... يعطى الجنون متى عقل الفتى أخذا وأسعد الناس جدا من تجنبه ... ومن علائقه عن قلبه نبذا قرأت في معجم أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى «5» الحافظ،

وشاهدته بخطه، وأجازه لنا ولده أبو الغنائم سالم عنه، قال: رمضان بن أبي أبي المعالي صاعد بن أبي الفضل الديار بكري الأديب: أنشدنا الشيخ الفاضل أبو الفضل لنفسه من مرثية: قلوب الورى من خيفة البين تخفق ... وآمالهم أن يحيوا الدهر تخفق (111- ظ) وان اغترار المرء بالعيش بعدما ... تيقّن أن الموت لاقيه موبق وما العمر إلّا ساعة ثم تنقضي ... فكل جديد بالجديدين يخلق وعيش الفتى كالطريف يطرف مرة ... ومرآه في دنياه كالطيف يطرف وشيمة هذا الدهر اشمات حاسد ... وتشتيت ملموم ونأي ممزق أجل كل حي ما خلا الله حائن ... له أجل عاداته ليس تخرق وكل أليف سوف يحزن فقده ... وكل اجتماع يعتريه التفرق قال ابن صصرى: والقصيدة أطول من هذا أنشدناها بتمامها. قرأت بخط عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الاصبهاني في كتاب «سيل الجريدة وذيل الخريدة» . وأخبرنا به اجازة عنه أبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي وغيره قال: رمضان بن صاعد بن أحمد القرشي، ذكر أن مولده بماردين، وينعت بضياء الدين الضرير، الآمدي الدار والمنشأ، شاب من أهل الادب مكفوف البصر، كافي البصيرة عديم النظير والنظر، ان غاض قليب «1» عينه فقد فاضت عين قلبه، أو كبا طرف طرفه، فقد جرى قارح قريحته بطرائف تفوق في الافق لمائع شهبه. وفد الى دمشق في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وحضرت انشاده قصيدتين للملك الناصر في دفعتين، وأثبتّ منها ما فيه روح وروح، وضوعت عرصة كتابي الفيحاء من عطره مما له فوح، فالقصيدة الاولى من نظمه قصد بها (112- و) أسلوب أبي نواس في كلمته:

أجارة بيتينا أبوك غيور «1» . وما تعرّض لمعارضة الفحول إلّا من عرّض نفسه لمحاولة الوحول، وعارض السمن بالنحول، والمخصب بالمحول «2» ، ومطلعها: تذكر نجدا والمحب ذكور ... فللشوق في الاحشاء منه زفير غريم غرام منجد القلب متهم ... عزيز الهوى فالدمع منه غزير اذا ما رجا برد الصبابة بالصبا ... تضرم منها في الفؤاد سعير كئيب كأنّ العشق يعشق ... قلبه فلا هجر إلّا أن يكون نشور أبى سمعه لوم اللوائم في الهوى ... فما يضمر السلوان منه ضمير ومنها: وقائلة والعيس ترحل للسرى ... أما دون مصر للرجاء مصير فقلت لها والعين يسبق دمعها ... مقالي اني بالرحيل جدير الى ملك لم ينتج الدهر مثله ... وتعقم من بعد الدهور دهور أغير صلاح الدين في الارض يرتجى ... جواد وهل يغني غناه أمير الى الناصر الملك المكارم تعتزى ... فتى ماله في الاكرمين نظير فتى ماله للمعتفين وماله ... به غير ذكر في البلاد يسير ومنها ويذكر البلاد التي في طريقه: اليك قطعنا كل أرض كأنها ... صحائف تطوى والركاب سطور أخذه من قول ابن صرّدرّ «3» . صحائف ملقاة ونحن سطورها (112- ظ)

على ضمّر قود كأن رؤوسها ... علوا على هام الرجال قصور رحلن بنا من ماردين وقد بدا ... من الصبح مثل الوجه منك منير فما واجهتنا الشمس حتى أحلنا ... سميساط من شط الفرات عبور ولما أتت رعبان أفرخ رعبنا ... وهنّ بنا عن تل باشر زور إلى حلب أو رثت كرسي ملكها ... وقد أصبحت شوقا إليك تمور فلم نسقها نشجا «1» إلى أن رعت حمى ... حماة ونيران الشهاب تنير يعني شهاب الدين الحارمي «2» . فأصبحن بالعاصي يردن زلاله ... وأمسين في حمص لهن نفور تيممن بالركبان جنة جلق ... ونحن إلى الملك المعظم صور إليك صلاح الدين سارت ركائبي ... ولولاك لم يعل الركائب كور فدونك بنت الفكر عذراء دونها ... أجارة بيتينا أبوك غيور وان ابن هانىء دون ناظم درها ... بصير بنظم الدر وهو ضرير قال: ومطلع القصيدة الأخرى من نظمه: أهدت إلى الصب أنفاس الصبا وصبا ... فحن شوقا إلى عصر الصبا وصبا وعاده في نسيم الريح رائحة ... للغور رائحة هاجت له طربا فغاض من صبره ما فاض تسلية ... وفاض من دمعه ما غاض وانسكبا وكاد يقضي لذكر الجزع من جزع ... أيام لم يقض من أحبابه أربا إذ شام برقا ذكا بالشام حين خبا ... أبدى من الوجد ما كان الضمير خبا (113- و) وفي كثيب الحمى لو أنه كثب ... لعاشق شعب شمل بات منشعبا سقى الحيا عهد ذاك الحي إن له ... عندي عهود هوى لم أنسها حقبا سقى الحيا عهد ذاك الحي إن له ... عندي عهود هوى لم أنسها حقبا أيام أشرب كاس الحب تثملني ... عشقا ألثم من كاس اللها الحببا «3»

وأجتني ثمرات الوصل يا نعة ... ولا أراقب إذا أحني على الرقبا وللظبا بذاك الربع مرتبع ... وللهوى من فنون اللهو ما طلبا حيث البدور به تلقاك بادرة ... إليك ساحبة من خمرها سحبا من كل بيضاء كالبيضاء تشرق أو ... سمراء كالصعدة السمراء منتصبا هيف القدود لها يهفو الحليم إذا ... أبدت نقائب يخفي نورها النقبا ومنها في المخلص: فدع هوى دعد المهوي فلست ترى ... منه نصيبك إلّا الذل والنصبا وحاول الشرف الأعلى فشر فتى ... راض بدون علاء نيله صعبا إن العلى في العوالى السمر مشرعة ... والعزفي البيض تفري البيض واليلبا «1» صيرن للنصر أسبابا وصير للأ ... رزاق كف المليك الناصر السببا لا ملك في الأرض إلّا ملك مصرولا ... سلطان إلّا صلاح الدين منتدبا الناصر الحق لما قل ناصره ... والضابط الأمر لما ماج واضطربا هو الذي ظهرت بالعدل آيته ... فاختاره الله للاسلام وانتخبا ذو الزهد في الذهب المرغوب فيه وفي ... غير الذي يرتضي الرحمن مارغبا (113- ظ) إذهابه لاقتناء المجد شيمته ... لا يقتني المجد من لا يذهب الذهبا ومنها: ملك يرى أن جمع المال يفقره ... وأن تفريقه يغنيه لا النشبا كأن سائله يوم العطاء وقد ... أغناه واهبه المال الذي وهبا محض الضريبة ميمون النقيبة منص ... ور الكتيبة يرضي الله إن غضبا ماضي العزيمة فرّاج العظيمة وها ... ب الغنيمة جودا يفضح الشهبا صافي السريرة مصقول البصي ... رة ممدوح العشيرة بادي الفخر إن نسبا يا مخجل البدر حسنا والحيا كرما ... والطود حلما وليث الغاب إن قطبا

مذغبت زلزلت الأمصار واضطربت ... خلفا وقد ملئت أقطارها رعبا فمذ قدمت ملأت الأرض من كرم ... وهيبة كشفا عن أهلها الكربا كم حملة لك في أهل الصّليب بها ... صارت رماحك فيهم تشبه الصلبا «1» لن يكمل الملك أو تجتث دابرهم ... وباذن الله أن تستأنف الغلبا وتفتح المسجد الأقصى بمعشرك الأد ... نى ونصر وفتح منه قد قربا فاجعل مفاتيحه البيض الصوارم ... والزرق اللهاذم والخطية السلبا وناجه بمجانيق مخاطبة ... تتلو على سوره من فتحه خطبا لا تعز من بغير السيف خطبته ... فالملك بالسيف والدنيا لمن غلبا فجرد البيض واجعل أهله جزرا ... وأوقد النار واجعلهم لها حطبا (114- و) واسمع غريب مديح غير منتحل ... من معرب غير معدود من الغربا صفات مجدك لا تفنى فإن تك قد ... أعيت على خاطري حصرا فلا عجبا قال العماد الكاتب: وذكر والده أبا المعالي صاعد بن علي الكاتب: أنشدني رمضان- ولده- قال: كتب إليّ وأنا بحلب: يا أيها الولد المهذب دعوة ... من والد أودت به أشواقه أفديك من ولد لنا متطلب ... عقّا «2» وامرض والديه فراقه قال: فكتبت اليه في جوابه: أفدي الذي أهدى إليّ كتابه ... موصوفة في ضمنه أشواقه فكأن بهجة خطه صفحاته ... وكأن رقة لفظه أخلاقه وكأنني لما فضضت لطيمتي ... نظم ونثر شابها إشفاقه يعقوب حين أتته حلّة يوسف ... أو كالسليم أبله ترياقه قرأت في بعض تعاليقي من الفوائد أن رضوان بن صاعد قيل إنه توفي سنة إحدى وستمائة بآمد.

رؤية بن العجاج:

رؤية بن العجاج: واسم العجاج عبد الله- بن رؤبة بن صخر بن كنيف بن عميرة بن حيّي بن ربيعة بن سعد بن مالك بن زيد مناة بن تميم أبو الجحاف وقيل أبو العجاج- بن أبي الشعثاء التميمي الراجز بن الراجز، وكان رؤبة من أعراب البصرة من المخضرمين وكان بليغا فصيحا، سمع أبا هريرة رضي الله عنه (114- ظ) وأباه العجاج ودغفل ابن حنظلة النساب البكري. روى عنه ابنه عبد الله والنضر بن شميل، وأبو عبيدة معمر بن المثنى، وأبو زيد الانصاري، وأبو عمرو بن العلاء، وأبو زيد الانصاري، وعثمان بن الهيثم، وخلف الاحمر، ويونس بن حبيب، والعلاء بن أسلم بن أخي العلاء بن زياد، والكميت بن زيد، والطرماح بن حكيم، وأبو عبيدة الحداد، وأبو الضحاك العقيلي ويحيى بن سعيد القطان، وكان في عسكر سليمان بن عبد الملك في بعض غزواته الروم. أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام- فيما أذن لنا أن نرويه عنه، عن الحافظ أبي العلاء المحسن بن أحمد بن الحسن العطار- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن رميس القصري قال: حدثنا يحيى بن محمد بن أعين المروزي قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: حدثنا رؤبه بن العجاج أن أباه لقي أبا هريرة- قال أبو عبيدة: وأظنه كان شهد لذلك، يعني رؤبة أنه كان شهدهما- فقال له: هل ترى بهذا بأسا: طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال تكنى وخيال تكتما قامت تريك رهبة أن تصرما ... ساق بخنداة وكعبا أدرما «1»

فقال أبو هريرة: كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحدى بمثل هذا. هكذا رواه يحيى بن أعين عن أبي عبيدة. وقد رواه أبو حاتم (115- و) السجستاني، ومحمد بن سلّام الجمحي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى عن رؤبه عن أبيه عن أبي هريرة، ولم يذكر أبو عبيدة في هاتين الروايتين أن رؤبة شهد أبا هريرة. فأما رواية أبي حاتم السجستاني عن أبي عبيدة فأخبرنا بها أبو الفضل ذاكر بن اسحاق بن المؤيد الهمذاني قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام بن أبي الفرج بن مكي الهمذاني بأبرقوه «1» ، قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البيّع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الشيرازي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق النيسابوري قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن المسيب بن اسحاق قال: حدثنا أبو حاتم المقرئ سهل ابن محمد قال: حدثنا ابن المثنى أبو عبيدة وهو معمر قال: حدثني رؤبة بن العجاج عن أبيه قال: أنشدت أبا هريرة: طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال تكنى وخيال تكتما باتا يجوسان «2» أناسا نوّما ... ساقا بخنداة وكعبا أدرما قال: فقال أبو هريرة: كنا ننشد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا ولا ينكر علينا. وأخبرناه عاليا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة ابن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ (115- ظ) قال: حدثنا ابن صاعد وابن حماد قالا: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد بن محمد

السجستاني قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: حدثنا رؤبة بن العجاج عن أبيه قال: أنشدت أبا هريرة: طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال تكنى وخيال تكتما قامت تريك رهبة أن تصرما ... ساقا خفنداة وكعبا أدرما فقال أبو هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشد بين يديه مثل هذا فلا ينكره «1» . وأما رواية محمد بن سلام الجمحي عن أبي عبيدة فأخبرنا بها الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد المقدسي الامين- بقراءتي عليه بدمشق- قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن اسحاق الحافظ بأصبهان قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى قال: حدثني رؤبة بن العجاج عن أبيه قال: أنشدت أبا هريرة رضي الله عنه: طافا الخيالان فهاجا سقما ... خيال تكنى وخيال تكتما قامت تريك خشية أن تصرما ... ساقا بخنداة وكعبا أدرما (116- و) فقال- يعني- أبا هريرة: كنا ننشد مثل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعاب علينا. وتابع عثمان بن الهيثم أبا عبيدة فرواه عن رؤبة عن أبيه عن أبي هريرة مثله. «2»

أخبرناه أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا السمعاني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو سعد ظفر بن علي بن حمد بن العباس الهمذاني بها، قال: أخبرنا فيد بن عبد الرحمن بن شاذي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن شعيب بن علي قال: أخبرنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي قال: حدثنا أبو عبد الله بن مخلد قال: حدثنا أبو بكر حفص بن عمر بن يزيد الحبطي قال: حدثنا عثمان بن الهيثم قال: حدثنا رؤبة بن العجاج قال: حدثني أبي قال: دخلت مسجد الحديقة فإذا أبو هريرة عليه قيام من الناس فقلت هكذا أفرجوا عن وجهه، قلت: أصلحك الله اني أقول مثل هذا «طاف الخيالان» وذكر مثله. وقد تابعهما يونس بن حبيب فرواه رؤبة عن أبيه عن أبي هريرة إلّا أنه خالفهما في أن حاديا حدا بهذا الشعر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا بذلك عبد البر بن أبي العلاء في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن علي بن ابراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب الموصلي قال: حدثنا عمر بن شبّة أبو زيد قال: حدثني أبو حرب البناني- رجل من حمير من آل حجاج بن باب- قال: حدثنا يونس بن حبيب عن رؤبة بن العجاج عن أبيه أبي الشعثاء عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى (116- ظ) الله عليه وسلم في سفر وحاد يحدو: طاف الخيالان فهاجا سقما ... خيال تكنى وخيال تكتما قامت تريك خشية أن تصرما ... ساقا بخنداة وكعبا أدرما والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينكر ذلك. قال ابن عدي: قال أبو زيد: وهذا خطأ لان الشعر للعجاج، والعجاج انما قال الشعر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بدهر طويل، إلّا أن أبا عبيدة قال: قد قال: العجاج من رجزه في الجاهلية. وقال ابن عدي: حدثنا ابن حماد قال: حدثني صالح بن أحمد، قال: حدثني

علي قال: قال يحيى بن سعيد: دع رؤبة بن العجاج، قلت: كيف كان؟ قال: أما انه لم يكذب، انما أراد به روايته عن أبيه قال: أنشدت أبا هريرة: طاف الخيالان فهاجا سقما.. لأنه لا يرويه عن رؤبة إلّا أبو عبيدة معمر بن المثنى تفرد بهذا الحديث ولا يعرف هذا من غير رؤبة «1» . وقد بينا رواية عثمان بن الهيثم ويونس بن حبيب لهذا عن رؤبة، والعجب من ابن عدي أن يقول ذلك، ثم يورد حديث يونس بعده. أنبأنا عبد البر قال: أخبرنا البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا ابن عدي قال: حدثنا يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم بن يزيد قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثنا محمد بن اسحاق السهمي قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا رؤبة بن العجاج عن أبيه عن أبي هريرة قال: السواك بعد الطعام يذهب وضر الأسنان «2» . قال ابن عدي: كذا قال في الاسناد أبو عبيدة الحداد. وعندي أنه معمر بن المثنى (117- و) كما روى حديث «طاف الخيالان» أبو عبيدة معمر، وأبو عبيدة الحداد اسمه: عبد الواحد بن واصل. قال ابن عدي: ولا يعلم لرؤبة مسندا إلّا ما ذكرت، والذي أشار يحيى القطان فقال: أما إنه لم يكذب، يعني، في هذا الحديث، واذا لم يكن له إلّا حديث واحد والحديث محتمل فيما كان يحدى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعر، لم يكن بروايته بأس. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر القرطبي عن أبي المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن اسحاق الحربي قال: حدثنا الرياشي قال: الاصمعي: أن أعرابيا لقي رؤبة بن العجاج فقال: ما اسمك؟ قال: رؤبة مهموزة، فقال له الأعرابي: والله لولا أنك همزت نفسك لبخستك. قال الحربي: وسمعت الرياشي يقول: الروبة غير مهموزة: الناسب. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري إجازة عن أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني أبو الحسين العباس بن العباس الجوهري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق قال: حدثني يحيى بن محمد بن أعين المرزوي (117- ظ) قال: حدثنا أبو عبيدة قال: شهدت شبيل بن عزرة الضبعي أتى أبا عمرو بن العلاء وعنده يونس، فقال: إني سألت رؤبة عن اسمه فلم يدر من أين أخذ، فغضب يونس وقال: والله إني لأظنه أعلم بذلك من معد بن عدنان، فأنا أخبرك فيه بسبع لغات: أولهن مهموزة وهي من رأبت من القطعة التي يرأب بها القدح، والبقية غير مهموزة فمنهن روبة خميرة اللبن وروبة من النوم قال الشاعر: فألفاهم القوم روبى نياما. وأعطني روبة فرسك وهو جمامه «1» ، فإنه كان يضربه قبل ذلك، وتقول: بقيت علينا روبة من الليل، وفلان لا يقوم بروبته، أي بما هو فيه، كل ذلك غير مهموز الأول، قال: فغضب شبيل وقام فقال أبو عمرو ليونس: ما أردت إليه؟. قال المرزباني: وأخبرني عبد الله بن يحيى العسكري عن أبي اسحاق الطلحي قال: أخبرنا أبو سهيل عبد الله بن ياسين قال: أخبرنا أبو عبيدة أن شبيل بن عزره أتى أبا عمرو بن العلاء وهو جالس في داره، وعنده يونس فقال: سألت رؤبتكم هذا عن اسمه فلم يدر ما معناه، فقال له يونس: أأنت سألت رؤبة عن اسمه فلم يدر

ما هو، والله ما كان معد بن عدنان بأفصح من رؤبة، وإني لست كرؤبة، أفتدري ما رؤبة وروبة حتى عد سبعا، فقام شبيل فانصرف، فقلنا: يا أبا عبد الرحمن فسر لنا، قال: أما رؤبة مهموز فقطعة الخشب يرأب القدح إذا انصدع، قال: أعطني (118- و) روبة أشعب بها قدحي، وبهذه سمي رؤبه بن العجاج، وكان إذا لم يهمز اسمه غضب، ويقال: مضت روبة من الليل- غير مهموز- وهي ساعات الليل ومنه قول بشر بن أبي خازم: «وأما تميم تميم بن مر» البيت. ويقال: طرقني روبة فرسك- غير مهموز- وهي جمامه، وروبة اللبن- غير مهموز- خميرته التي تطرح فيه، ويقال: إن فلانا لا يقوم بروبته إذا لم يقم برباعته «1» ورئاسته، ويقال ما زال على روبة واحدة غير مهموز. قال المرزباني: وحدثني عبد الله بن جعفر النحوي قال: روي عن يونس أنه قال: قلت لرؤبة: لم سماك أبوك رؤبة أروبة الليل، أم روبة الفرس، أم روبة القدح، أم روبة اللبن؟ قال: وهذا يدل على صحة قول شبيل بن عزرة في رؤبة. قال: وقد حكي أن رؤبة قال لشبيل: والله ما أدري لأيها سماني فهذا الذي عناه شبيل في قوله: لم يدر ما اسمه. وقال المرزباني: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن العباس الرياشي عن أبيه عن الأصمعي قال: أقام رؤبة بالبصرة أربعين سنة لم يتغير لسانه، فلما ظهر ابراهيم «2» بالبصرة خرج الى البادية هربا من الفتنة وقد كان تأله فلم يلبث أن جاء نعيه، قال: وكان آدم ضخما أسلع ليس في رأسه شعر إلا حفاف، وليس في فمه إلا ناب واحد تقلقل، وكان أبو مسلم حمله على برذون أشهب، فلم يزل يهنؤه بالهناء حتى صار أدهم «3» . أخبرنا أبو محمد (118- ظ) عبد الوهاب بن ظافر بن علي المعروف بابن

رواج قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان النسوي قال: رؤبة بن العجاج ليس بالقوي. أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير- اذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو الجحاف رؤبة بن العجاج بن رؤبه التميمي، واسم العجاج عبد الله، عن أبيه العجاج التميمي، حديثه في البصريين، ويقال: شهد رؤبه بن العجاج أبا هريرة مع أبيه العجاج، روى عنه أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان البصري، وأبو الحسن النضر بن شميل المازني، كناه لنا محمد بن سليمان. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب قال: أخبرنا أبو الفتح مسعود بن الحسن بن القاسم- إذنا- قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن اسحاق- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: رؤبة بن العجاج روى عن أبي هريرة، واسم العجاج عبد الله أبو الجحاف، روى عنه ابنه عبد الله بن رؤبه، ويحيى بن سعيد القطان، والنضر بن شميل ومعمر بن (119- ظ) المثنى سمعت أبي يقول ذلك. قال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح بن أحمد قال: حدثنا علي بن المديني قال: قال لي يحيى القطان: دع رؤبه بن العجاج قلت: كيف كان؟ قال: أما إنه لم يكذب «1» . أنبأنا أحمد بن الأزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني ابراهيم بن شهاب قال: حدثنا الفضل بن الحباب عن محمد بن سلام قال: رؤبة بن

العجاج يكنى أبا الحجاف، وهو أول من قال في تقصير الاسم وتخفيف عدد النسب فقال: قد رفع العجاج ذكرا فادعني ... باسمي إذا الأنساب طالت يكفني (119- ظ) أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- قال: أنبأنا أبو بكر محمد ابن عبد الباقي عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرني عبد الله بن يحيى العسكري قال: حدثني أحمد بن بشر عن المازني قال: حدثني الأصمعي عن خلف قال: سمعت رؤبة بن العجاج يقول: لقيني الكميت والطرماح فسألاني عن الغريب ثم سمعته في شعرهما. أنبأنا عبد البر بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا أحمد بن علي المدائني قال: حدثنا علي بن عمر بن خالد قال: حدثني يحيى أبو زكريا عن الأصفر قال: سمعت الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: مدح رؤبة بن العجاج رجلا كان واليا على كرمان من أشراف العرب بهذه الكلمة: دعوت ربّ العزّة القدّوسا دعاء من لا يقرع الناقوسا حتى أرانا وجهك المرغوسا «1» قال: فإذا الكميت عن يمينه والطرماح عن يساره قال: فجعل أحدهما يقول لصاحبه: ويل أمك أفسح أفسح، قال: فلما فرغ جعلا يسألانه عن الغريب فجعل يخبرهما. وقال أبو أحمد بن عدي: حدثني محمد بن سالم الكوفي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي قال: أخبرنا عمي عن أبي عمرو بن العلاء قال: لم أر

بدويا أقام بالحضر إلّا أفسد لسانه غير رؤبة بن العجاج والفرزدق (120- ظ) فانهما زادا على طول الاقامة حدّة وحدّة. أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا عبيد الله المرزباني- إجازة- قال: وحدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن يحيي عن أبيه قال: الاصمعي: كان كلام رؤبة يشبه بسيل في صخر، وكان كلام الحسن البصري يشبّه بكلام رؤبة. وقال المرزباني: وأخبرني محمد بن العباس قال: حدثني أبو الحسن الأسدي قال: أخبرنا محمد بن صالح بن النطاح عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ختم الشعر بذي الرمة «1» والرجز برؤبة فقيل له: إن رؤبة حيّ؟ قال: هو حيّ كميت قد ذهب شعره كما ذهب مطعمه ومشربه ونكاحه. فقيل: فهؤلاء الآخرون الذي يقولون اليوم؟ قال: مرقعون ومهندمون إنما هم كلّ على غيرهم إن قالوا حسنا سبقوا إليه وإن قالوا سيئا فمن عندهم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي القاسم بن بندار عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن يحيي الصولي- إجازة- قال: حدثنا محمد بن العباس الرياشي عن أبيه أن الأصمعي قال: كان يشبه لسان رؤبة بسيل في صخر، وأقام بالبصرة أربعين سنة لم يتغير لسانه. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر الفرضي قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال: اختلفوا في الثلاثة من الرجاز (121- و) فقال بنو تميم: العجاج أولهم ثم حميد بن مالك الارقط، ثم رؤبة بن العجاج. وقال المرزباني: حدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه قال: ذكر عبد الله بن رؤبة أن العجاج قال لرؤبة: من أين جئت أرجز

مني لا أبا لك؟ قال: قد والله علمت ذاك يا أبتاه من أن أني أرجز من أبيك، قال: أساب أنت أبي؟ قال: لا والله لا أسب أباك ولا أبوك للسب بأهل. وقال المرزباني: أخبرني الحسين بن علي قال حدثنا احمد بن سعيد قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: قال أبو العباس- يعني- السفاح لرؤبة كيف باهك؟ قال: يمتدّ ولا يشتدّ، فإذا أكرهته ارتد. قال: وحدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه قال: حدثني النهشلي قال: قال عبد الله بن رؤبة: دخل أبي على سليمان بن علي فشكا الباءة قال: يمتدّ ولا يشتدّ وأطيل الظمأ ثم أورد فلا أروى. قال علي بن يحيى: وقال أبو عبيدة: سمعت رؤبة يحدث يونس قال: سألني الأمير سليمان بن علي: ما بقي من باهك؟ فقلت يمتد ولا يشتد وإذا أكرهته ارتد. قال: وحدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثني يموت بن المزرع قال: حدثنا عيسى بن اسماعيل قال: حدثنا الأصمعي عن عيسى بن عمر قال: كان ذو الرمة الشاعر يذهب الى القدر، وكان رؤبة بن العجاج يذهب الى الاثبات والسنه، فاجتمعا في يوم من أيامهما عند بلال بن أبي بردة وهو والي (121- ظ) البصره وعرف بلال الخلاف بينهما فحصهما على المناظرة، فقال رؤبة: والله ما تفحص طائر أفحصوصا ولا تقربص سبع قربوصا إلّا كان ذلك بقضاء من الله وقدره، فقال ذو الرمة: والله ما أذن الله للذئب أن يأخذ حلوبة غالة غلائل ضرا بك، فقال له: رؤبة أفبمشيئته أخذها أم بمشيئة الله؟ فقال ذو الرمة بل بمشيئته وإرادته، فقال رؤبة: هذا والله الكذب على الذئب، فقال ذو الرمة: الكذب على الذئب خير من الكذب على ربّ الذئب. وقال المرزباني: حدثنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال: من كلام رؤبة: من ساء خلقه عذب نفسه، ومن كثرت فكرته سقم جسمه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهب كرمه. وقال: حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثني محمد بن عبد: كان الصيمري باسناد له قال: قيل لرؤبة- وكان أفصح العرب: ما للبلاغة؟ قال لمحة دالة.

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر- قراءة علينا من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا يوسف بن عبد الله قال: حدثنا مسلم (123- و) قال: قيل لذي الرمة: مالك خصصت فلانا بمدحك؟ قال: لأنه وطأ مضجعي، وأكرم مجلسي، فحق عليّ أن يستولي على شكري. أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبد الله المرزباني- إجازة- قال: حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال: أخبرنا خلف بن أحمد، أبو معاذ الضرير عن دماذ عن أبي عبيدة عن يونس قال: كان رؤبة بن العجاج يرعى إبل أبيه ويقوم عليها حتى صار كاملا وهو لا يرجز ولا يشعر، وتزوج العجاج امرأة شابة يقال لها عقرب، فولدت له أولادا وغلبت عليه فكان يقسم ابله على أولاده فيقول: الفلانة لفلان، والفلانه لفلان، فقيل ذلك لرؤبة فقال: ما العجاج بأحق بها مني لئن كان أفادها، إني لأقاتل عنها السنين وأتنجع بها الغيث وأفعل وأفعل، فقالت عقرب للعجاج: اسمع هذا وأنت حي فكيف بنا بعدك؟ فخرج إليه العجاج فزجره وصاح به وقال: اتبع إبلك ورجزه وقال: لطال ما أجرى أبو الحجاف في فرقة طويلة التجافي لما رآني أرعشت أطرافي استعجل الدهر وفيه كاف يخترم الألف من الألّاف سرهفته ما شئت من سرهاف «1»

حتى إذا ما آض ذا أعراف «1» كالكودن «2» المشدود بالاكاف قال الذي عندك لي صوافي «3» من غير لا عصف ولا اصطراف «4» ليس كذاك ولد الأشراف «5» (122- ظ) فخرج رؤبة يجر رجليه فقال للرعاء: موعدكم مكان كذا وكذا، ورمى بنفسه وبات يهمهم ليلته فلما كان بأعلى سحرين جاء إلى أشياخ من قومه فقال: قد كان هذا الشيخ ما قد علمتم، وأنتم وإن لم تكونوا شعراء فقد تروون الشعر وتعرفونه، وقد جاش صدري بشيء، لو كان شعرا فعندي منه بحر لا يغضغض «6» وإلّا يكن شعرا رجعت إلى إبلي فاصدقوني عن نفسي فقالوا: هات فأنشدهم: إن أنت لم تنصف أبا الجحاف وكان يرضى منك بالانصاف وهو عليك دائم التعطاف «7» فمرّ في أرجوزة فقالوا: والله لقد أخذت غربه «8» وسلكت منهجه ووردت بحره، ولأنت أشعر منه، قال: فو الله لا أتبع ذنب بعير أبدا، وسمع العجاج بانشاده فخرج إليه فقال: ألعبت بك جن بوى الليلة، يعني مرعى لهم فليتك تقول

شعرا، ولكنك أو غد من ذاك فأنشده، فقال: اشهدوا أنّ أمر عقرب بيده، فقال: اشهدوا أنها طالق سبعين. قال: وأخبرني عبد الله بن يحيى العسكري قال: حدثنا أحمد بن محمد الأسدي قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني قال: حدثنا أبو عبيدة قال: حدثنا عبد الله بن رؤبة قال: أول ما هاجني على قول الشعر أنّ أمي ماتت فخلفت لي قلائص أربع فجئت فدخلت حجر نباذة رويه «1» فدخلت بيتها فجلست (123- و) فيه قال: وجعل أبي يطلبني حتى دل عليّ، فدخل وقد أحتزم لي بعقال فكتفني، ومضى بي فأدخلني بيتا له، وأغلق عليّ الباب وجعل يصلح قتبا له وهو يقول: سر هفته ما شئت من سرهاف حتى إذا ما آض ذا اعراف كالكودن المشدود بالاكاف يقول ما خلفته صواف ليس كذاك ولد الأشراف فأخرجت رأسي من خلف الباب وقلت: إنك لم تنصف أبا الحجاف وكان يرضى منك بالانصاف تالله لو كنت مع الألّاف يغدى عليّ بنبيذ صاف قال: فوثب بالقتب فضرب به رأسي فشجه، ثم أدركته رقة الآباء فاشترى لي لحما وشواء، وأطعمني وقال لي: يا بني إنّ مالي لا يقوى على سرفك فهل لك في أن تخرج فتمتدح هؤلاء الملوك وعليك صدور القوافي، وعليّ أعجازها أو عليك أعجازها وعليّ صدورها؟ قال: فقلت: استخر الله فأنشأ في قصيدته: كم قد رحلنا من علاة عنس «2»

فاشتركنا فيها ومدح بها سليمان بن عبد الملك، فأمر له بعشرة آلاف فقلت: النصف والنصف يا أبة قال: تعدو عليّ وأنت بولي! قال: قلت: امدح أنت وحدك وأنا وحدي وفارقته. قال: وحدثني أحمد بن إبراهيم البزاز وأحمد بن محمد الجوهري قالا: حدثنا العنزي قال: حدثنا قعنب (123- ظ) بن المحرر أبو عمرو الباهلي قال: حدثنا أبو زيد الأنصاري عن رؤبة بن العجاج قال: أول رجز قلته أنى خرجت مع أبي نريد سليمان بن عبد الملك حين قام فجعل يهمهم يقول الرجز، فهمهمت ثم قلت: با أبة قد قلت رجزا، قال: هاته فأنشدته: كم قد رحلنا من علاة عنس كبداء «1» كالقوس وأخرى حلس «2» الى ابن مروان قريع الأنس ولابن عباس قريع حبس «3» أكرم عرس جبلا وعرس «4» قال: حتى أتيت على آخرها فقال: أعد فأعدتها عليه فحفظها ثم قال: اخس لا يسمعن هذا منك أحد فنفتضح، قال: ثم قدمنا بيت المقدس وجلس سليمان بن عبد الملك للناس، وأذن لأبي وقدم على الشعراء فابتدأ في قصيدتي ينشدها سليمان وأردت أن أقوم فأقول الشعر لي، فكرهت أن أفضح أبي على رؤوس الناس فلما فرغ وأخذ الجائزة وخرجنا قلت: يا ابه المقاسمة قال: لا والله ولا فلس، أي بني أنت أشعر الناس اذهب فاطلب لنفسك، وأخرجني من عياله. قال: وحدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد النحوي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد عن المدائني قال: قال رؤبة بن العجاج: اشتركت أنا وأبي في أرجوزه.

إلى ابن مروان قريع الأنس بين أبي العاصي وآل عبس (124- و) فأنشدتها رجلا حتى انتهيت الى الكلام الآخر، قال: ليس هذا من الكلام الاول، وجعل يميز كلامي وكلام أبي. قال المرزباني: وحكي أن رؤبة أنشد سليمان بن عبد الملك هذه الأرجوزة وعمر ابن عبد العزيز حاضر حتى بلغ إلى قوله: خرجت من بين قمر وشمس من بين مروان وبين عبس يا خير نفس خرجت من نفس «1» فقال عمر: كذبت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكت سليمان فلم يرد عليه شيئا. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزى عن اسماعيل بن أحمد بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور قال: حدثنا الحسين بن هارون الضبى- إملاء- قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني محمد بن الحسن بن دريد قال: حدثني أبو مسلم قتيبة بن عمر الحنفي عن أبيه قال: كنت في دار بني عمير إذ أقبل رجل على حجر «2» دهماء معه عبد أسود، فوسع القوم له فسألت عنه فقالوا: هذا رؤبة، فقال لهم: أنشدكم شعرا قلت، ما قلت غيره ثم أنشد: أيّها الشامت المعير بالشيب ... أقلن بالشباب افتخارا قد لبست الشباب غضا طريا ... فوجدت الشباب ثوبا معارا «3» (124- ظ)

أشعاره

[أشعاره] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي. أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر الفرضي قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عبيد الله المزرباني- إجازة- قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو مسلم قتيبة بن عمر الحنفي عن أبيه قال: كنت يوما في مجلس بني عمير باليمن، إذا أقبل أعرابي على حجر دهماء إلى جانبه عبد أسود قد حاذى رأسه، فتزحزح القوم وقالوا: أبو الجحاف، وإذا هو رؤبة بن العجاج فقال له بعض القوم: يا أبا الجحاف هل قلت شعرا قط غير الرجز؟ قال: نعم ثم أنشدنا: أيها الشامت المعير بالشيب ... أقلن بالشباب افتخارا قد لبست الشباب غضا جديدا ... أقلن بالشباب افتخارا قال المرزباني: كتب إليّ أحمد بن عبد العزيز: أخبرنا عمر بن شبه قال: حدثني الأصمعي، قال: حدثنا عبد الله بن سالم قال: أتاني رؤبة فجلس في قبة لي مجلسا لا يراه من يدخل، ودخل أبو نخيلة «1» فجلس خارجا، فقيل له: أنشدنا أبا نخيله: فافتتح قصيدة لرؤبة فجعل ينشدها ورؤبه يئط «2» كأن السياط في ظهره فلما بلغ نصفها قال رؤبة: كيف أنت يا أبا نخيلة؟ فقال أبو نخيلة: وا سوأتاه ولا أشعر أنك ها هنا

ان هذا كبيرنا وشاعرنا الذي يعول عليه، فقال، رؤبة: إياك وإياه ما كنت بالعراق فإن أتيت الشام فخذ ما شئت. وقال: حدثنا علي بن يحيى قال: حدثنا محمد بن العباس قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا (126- و) أبو الحسن الأثرم قال: حدثني أبو عبيدة قال: قلت لرؤبة: أي القرآن أفصح؟ قال: كل القرآن فصيح إلّا أني لم أقف على آية أفصح من قوله عز وجل: «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ «1» » . كتب إلينا عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة قال: حدثنا الرياشي قال: قال عبد الله بن رؤبة: كانت لنا حاجة إلى بعض السلاطين فعسرت علينا فرشوت دراهم فسهلت الحاجة، فقال رؤبة بن العجاج: لما رأيت الشفعاء بلدوا وسألوا أميرهم فأنكدوا أتيتهم برشوة فأقردوا «2» وسهل الله بها ما شددوا ذكر أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب الشعراء قال: حدثني الرياشي عن محمد بن سلام عن يونس قال: أتيت رؤبة ومعي ابن نوح، وكنا نفلس ابنه عبد الله، أي نعطيه الفلوس، فيخرجه إلينا فقال ابن نوح: أصبحت كما قلت: كالكزر «3» المربوط بين الأوتاد ساقط عنه الريش قبل الايراد

فقال: ما زلت لك ماقتا فقال يونس: فقلت: بل أصبحت كما قال ابن أبي سلمى: فأبقين مني وأبقى الطراد ... بطنا خميصا وصلبا سمينا «1» فقال: سل عما شئت. وقال ابن قتيبة: حدثني سهل قال: حدثني أبو عبيدة قال: دخلت على رؤبة وهو يملّ «2» جرذانا في النار، فقلنا له: أتأكلها؟ فقال: (126- ظ) نعم إنها خير من دجاجكم، إنها تأكل البرّ والتمر «3» . نقلت من خط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي: وزعم أبو زيد أنه دخل على رؤبة وإذا قدامه كانون وهو يملّ في حجره جرذانا من جرذان البيت يخرج الواحد بعد الواحد فيأكله ويقول: هذا أطيب من اليربوع هذا يأكل التمر والجبن ويحسو الزيت والسمن. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر الفرضي عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا محمد بن عمران المرزباني- إجازة- قال: وحدثني عبد الله بن جعفر قال: حدثنا المبرد عن المازني قال: سمعت أبا زيد يقول: دخلت على رؤبة وهو يصيد الفأر ويشويهن ويأكلهن فقال لي: هلم يا أبا زيد، فقلت له: سبحان الله آكل الفار! فقال: إنما هي يرابيع البيت. قال المازني: وسمعت أبا زيد يقول: قلت لرؤبة: أتهمز الفارة فقال: الهرة تهمزها «4» . وقال المرزباني: حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قال رجل: دخلت على رؤبة بن العجاج فإذا معه قوس وهو ينبض بها ويرمي الفار بالشام، فقلت له: ما هذا؟ فقال آكلها، والله لهي أطيب من اليربوع وما تأكل إلّا طيب الطعام.

وقال المرزباني: كتب إليّ أحمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عمر بن شبه عن أبي عبيدة قال: مات رؤبة سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وحدثني علي بن عبد الرحمن قال: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه (127- و) قال: ذكر أبو عبيده أن رؤبة مات سنة خمس وأربعين ومائة بعد مخرج ابراهيم بأيام «1» . قال: وروى محمد بن عبد الله اليعقوبي عن أبيه عن جده يعقوب بن داوود قال: لقيت الخليل بن أحمد يوما بالبصرة، فقال لي: يا أبا عبد الله دفنا الشعر اليوم، جئنا من جنازة رؤبة. ***

ذكر من اسمه روح

ذكر من اسمه روح روح بن ابراهيم: أبو سعدة الأنصاري، حدّث بالمصيصة عن عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي حديثا في معجم شيوخه، سمعه منه بالمصيصة. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: حدثنا أبو الحسين بن جميع قال: حدثنا روح بن إبراهيم بالمصيصة قال: حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر قال: حدثنا الحسين بن محمد المروزي قال: حدثنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤدّى عني إلّا أنا أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه «1» . روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة: أبو حاتم، وقيل أبو خلف الأزدي، كان خصيصا بالمنصور أثيرا عنده، وقدم معه حلب حين مرّ بها لزيارة البيت المقدس، وولّاه افريقية ثم ولاه المهدي البصرة ثم الكوفة (127- ظ) وكان شجاعا كريما (128- و) . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن ابن نظيف، ح.

روح بن زنباع الجذامي

وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- إجازة- قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو خيثمة قال: سمعت أبي يقول: بعث روح بن حاتم إلى كاتب له بثلاثين ألف درهم، وكتب إليه. قد بعثت بها إليك ولا أقللها تكثرا ولا أكثرها تمننا، ولا أطلب عليها ثناء، ولا أقطع بها عنك رجاء. روح بن زنباع الجذامي شهد صفين مع معاوية، وجعله أميرا على جذام فلسطين. روح بن معمر أبو وائل الملطي شاعر من أهل ملطية، مدح يحيى بن خالد البرمكي وكان خصيصا به. قرأت في كتاب الوزراء والكتاب للجهشياري قال: وكان يحيى أحسن إلى روح ابن معمر الملطي، ويكنى أبا وائل حتى خص به فقال روح: قرّ بني يحيى إلى نفسه ... وليس لي منه مكان قريب فقلت للنفس صلي شكره ... بالشكر لله فنعم المجيب وقربى حالك من حفظه ... بالصّبر في الدهر على ما ينوب (128- ظ) وانّ من يحفظ أسبابه ... عند الذي قرّبه لا يخيب «1»

رود بن الحارث الكلاعي

رود بن الحارث الكلاعي وقيل ورقاء بن الحارث، فارس له ذكر، شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان. وبارز علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بعض أيام صفين فقتله علي. أخبرنا أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر بن سليمان- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أنبأنا أبو محمد بن أحمد الأديب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن صعصعة بن صوحان العبدي أن عليا عليه السلام كان مصاف أهل الشام يوما بصفين حتى بدر عليا رجل من حمير من آل ذي يزن اسمه كريب بن الصباح ليس في أهل الشام يومئذ أشهر بشدة البأس منه، فبدر بين الصفّين، ثم نادى من يبارز فبرز إليه شرحبيل، فذكر في الحديث أنه قتله، وقتل اثنين بعده، ثم قال: هل بقي لي من مبارز؟ فخرج إليه علي بن أبي طالب، وذكر أنه قتله علي ثم قتل بعده الحارث بن وداعة الحميري فقتله علي، ثم نادى على من يبارز، فبرز إليه رود بن الحارث الكلاعي فقتله علي بن أبي طالب أيضا، وذكر تمام الحديث وقد استقصينا خبره في ترجمة الحارث بن الجلاح الحكمي «1» . هذا في رواية ابن ديزيل، وذكر غيره أنه ورقاء بن الحارث الكلاعي والله أعلم. ***

ذكر من اسمه روزبهان

ذكر من اسمه روزبهان (129- و) روزبهان بن جبهون الصوفي: سمع الحافظ أبا طاهر السلفي وحدث عنه بالديار المصرية بالأربعين البلدانية، سمع منه رفيقنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد البكري وأخبرني أنه دخل حلب ونزل بخانقاه القصر النورية «1» ، فإنه سمع منه سنة ثلاث وستمائة بالديار المصرية. روزبهان: وقيل روزبهار بن أبي بكر بن محمد بن أبي القاسم الفارسي الكازروني الديلمي، شيخ صالح من أصحاب الوجد والشوق صحب أبا زيد الصوفي، وكان مقيما بالموصل ثم خرج عنها الى حلب ونزل بمشهد علي خارج باب الجنان، وسار الى دمشق، وأقام بها مدة، ثم خرج منها الى مصر، فأقام بها الى أن مات، وكان له كرامات ظاهرة. وصحبه بحلب الشيخ يحيى بن عبد الله الصيّاح شيخ الرباط الذي فيه تربة الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين «2» ، وسلك طريقه في الصياح. سمعت الصاحب قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم يقول: قدم علينا الموصل روزبهار، وكان يدعي أنه من المشتاقين، ويطرأ عليه حال مذهلة، ويصيح صياحا عظيما، وربما عرض له ذلك وهو في الصلاة، فيصيح في الصلاة

فينكر عليه الفقهاء ذلك لما فيه من منافاة مذاهبهم ومخالفة الشرع، وكان قد نزل مسجدا ظاهر الموصل، وكان القاضي فخر الدين أبو الرضا بن الشهرزوري يزور روزبهار (129- ظ) كثيرا، وكان إمام أهل الموصل في الفقه، قال: فأنكروا عليه ذلك، وقلنا له: أنت سيد الفقهاء وقدوة العلماء، وتزور هذا الرجل مع ما هو عليه من الامور المضادة لقاعدة الشريعة، وانتمائه الى ما ليس له قاعدة؟ فقال لنا: إعلموا أنني كنت ليلة النصف من شعبان- أو قال ليلة القدر الشك مني- مستقبل القبلة وأنا قاعد أحيي الليلة، فأغفيت وأنا جالس، فرأيت الملائكة في النوم قد نزلوا من السماء ومعهم أنوار عظيمة ومعهم علم، فسألتهم: إلى أين؟ فقالوا: إلى زيارة روزبهار، فقلت: وأنا أصحبهم، ومشيت صحبتهم فجاؤوا إلى المسجد، وسطعت الأنوار، فدخلنا فوجدنا روزبهار مستقبل القبلة وهو يصيح على جاري عادته، فسلّم عليه الملائكة، وصافحوه وانصرفوا واستيقظت، وقلت في نفسي، لا بد من زيارة هذا الرجل، فلما أصبحت وفتحت أبواب الموصل، خرجت إلى المسجد الذي هو نازل به، ودخلت المسجد فوجدت روزبهار مستقبل القبلة على الحال التي رأيته عليها في النوم، وهو يصيح، فجلست في جانب المسجد إلى أن سكن صياحه، ثم التفت إلي وقال: تزورنا في الليل وفي النهار فقلت ما بقي بعد هذا شيء فأنا أزوره لذلك. سمعت أبا بكر محمد بن الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري يقول لي: أخبرني أبي- ولي من أبيه إجازة- قال: (130- و) قال: أخبرني جدّك لأمّك عبد الكافي بن بدر بن حسان الأنصاري قال: كان الشيخ روزبهان- يعني- ابن أبي بكر الفارسي رضي الله عنه إذا حضر يوم الجمعة إلى الجامع يذكر بصوت عال جهوري، فكنت في بعض أيام الجمع في جامع عمرو بن العاص بمصر والخطيب يخطب على المنبر إذ صاح الشيخ روزبهان صياحا كبيرا على عادته، فقال بعض الحاضرين: لقد آذانا هذا الشيخ بصياحه وشوش علينا في مثل هذا الوقت، وقام مبادرا، ورفع يده ليضربه، فبقيت يده معلقة في الهواء، ولم يستطع أن يصل بها اليه.

كتب لي رفيقنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد البكري بخطه وسيره إليّ- ويغلب على ظني أنني سمعته من لفظه- قال: سمعت أبا الحسن غلام الشيخ روزبهان الزاهد يقول: دخلنا حلب عند عودنا من الموصل ونزلنا بمشهد على ظاهر حلب ورأينا من أهلها إكراما عظيما، وانتقلنا منها الى دمشق ثم إلى مصر وتوفي الشيخ بها. قرأت بخط أبي البركات المبارك بن أحمد بن المستوفي في تاريخ- وأجاز لنا الرواية عنه في كتابه الينا من إربل- قال: روزبهان الديلمي- ورأيته في موضع روزبهار بالراء- وهو صاحب أبي زيد الصوفي، سمعت الفقير الى الله أبا سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين سامحه الله يقول: ورد إربل من نحو خمسين سنة أو أكثر، ونزل بمشهد الكف فزاره مجاهد الدين (130- ظ) قايماز وكان روزبهان يريد السفر الى مصر فقال: لو أقمت بهذا المشهد، مشهد الكف فهو مشهد حسن، فقال: أنا أريد مشهد القلب لا مشهد الكفّ. قال أبو البركات: وحدّث بعض الاربليين أن روزبهان كان بالموصل في يده سسيخة خضراء وشعره منشور كالديلم، وفي يده طبرزين «1» يصيح دائما بصوت عال ثبج «2» تخشع له القلوب إلّا في الأسواق، لا يأكل إلا من الدروزة «3» ، هو وأصحابه، ومعه القوّالون والشبابات، وفي أصحابه حاجب، ومدروز، وخادم فإذا أراد المدروز الخروج سأل الحاجب أن يستأذن له، فكان الحاجب يقف بين يده أكثر النهار أو أكثر الليل قياما واحدا. قال ابن المستوفي: وحدثني أبو المعالي صاعد الواعظ قال: كان روزبهان يصفق ويدخل في السماع من غير دف ولا شبابة، ويرقص هو وأصحابه. زرت قبر روزبهان بن أبي بكر بن محمد أبي القاسم الفارسي بالقرافة بسفح

رويم الشيباني:

جبل المقطم بمصر، في بعض قدماتي الى مصر، فقرأت على عمود قبره مكتوبا أنه توفي صباح يوم الأربعاء خامس ذي القعدة من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ورأيت قبيرا صغيرا عند باب التربة، ومعي بعض صلحاء مصر فقال لي: هذا قبر قط كان لروزبهار، كان لا يأكل في شهر رمضان شيئا إلّا وقت الإفطار، وكان يأنس به ويبيت عند رجليه ولما مات الشيخ (131- و) مات القطّ يوم موته فدفن عنده في التربة، والقبير ظاهر يراه كل من يزوره. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: «1» روزبهان هو الشيخ الصالح روزبهان بن أبي بكر بن محمّد بن أبي القاسم الفارسي الكازروني الصوفي، توفي في يوم الأربعاء الخامس من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وقبره ظاهر يزار ويتبرك به بجانب بئر الحاجب لولو. رويم الشيباني: وقيل يزيد بن رويم أحد وجوه أصحاب علي رضي الله عنه، وشهد معه صفين وكان على رجاله الذهليين يومئذ وقيل على ذهل الكوفة. رئاب بن حنيف: قيل إن له صحبة، وأنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل يومئذ: (131- ظ) . ***

ذكر من اسمه رياح

ذكر من اسمه رياح رياح بن الحارث النخعي: شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وروى عن علي وسعيد بن زيد وعمار، وأبي أيوب الأنصاري، وروى عن عمار بن ياسر قوله. روى عنه ابنه عبد الله بن رياح، وحنش بن الحارث بن لقيط، وأبو الحكم الحسن بن الحكم النخعي، وابن ابنه صدقة عن المثنى بن رياح. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن عمر بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان، وأبو القاسم بن البسري، وأبو طاهر القصّاري، وأبو الحسن الأنباري قالوا: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي يعقوب قال: حدثنا يزيد ابن هارون قال: أخبرنا الحسن بن الحكم أبو الحكم عن رياح بن الحارث قال: كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين وركبتي تمسّ ركبته فقال رجل: كفر أهل الشام، فقال عمّار: لا تقل ذلك نبيّنا ونبيّهم واحد، وقبلتنا وقبلتهم واحدة، ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحقّ فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: رياح بن الحارث سمع سعيد بن زيد وعلي، يعد في الكوفين، قال عبد الرحمن بن مغراء حدثنا صدقة بن المثنى سمع جده رياح أنه حج مع عمر حجتين «1» .

رياح بن عتيك الغساني:

أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله قال: أخبرنا الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي في كتابه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: رياح بن الحارث روى عن علي وسعيد بن زيد، وعمار بن ياسر، وأبي أيوب. روى عنه الحسن بن الحكم وحنش بن الحارث وابنه حدير بن رياح وابن (132- و) ابنه صدقة بن المثنى ابن رياح سمعت أبي يقول ذلك «1» . رياح بن عتيك الغساني: كان فارسا مذكورا شاعرا معروفا له رجز، شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان وقتله الأشتر بصفين يوم الماء «2» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد الأمين عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الباقلاني قال أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن اسحاق قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي عن الحارث بن أدهم وصعصعة بن صوحان، وأحدهما يزيد على الآخر قالا: فقتل الأشتر في تلك العركة بيده سبعة مبارزة منهم صالح بن فيروز العكّي، ومالك ابن أدهم السّلاماني، ورياح بن عتيك الغسّاني، والأجلح بن منصور الكندي وابراهيم بن الوضاح الجمحي، وزامل بن عتيك الجذامي ومحمد بن روضة الجمحي قال: وقتل الأشعث فيها خمسة، وذكرا قتل جماعة. قال في الخبر: فخرج إليه رياح بن عتيك وهو يقول: إنّي زعيم لكم بضرب بذي غرارين جميع القلب عبل الذراعين شديد الصلب

فشد عليه الأشتر وهو يقول: رويد لا تجزع من جلادي جلاد قرن جامع الفؤاد يجيب في الروع دعا المنادي (132- ظ) قال: فاضطر با هوّيا، ثم قتله الأشتر. وروي في غير هذه الرواية: رياح لا تجزع من جلادي.***

ذكر من اسمه ريان

ذكر من اسمه ريّان ريّان بن صبره بن هوذه الحنفي: روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقيل إنه شهد معه صفين، روى عنه عيسى بن حطّان، واسماعيل بن زربي. أخبرنا الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا البخاري قال: ريّان بن صبرة الحنفي، سمع عليا، روى عنه عيسى بن «1» حطّان. أخبرنا الخطيب أبو البركات سعيد بن هاشم- فيما أجاز لنا روايته عنه- قال: أنبأنا أبو طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ريّان (133- و) بن صبرة الحنفي روى عن علي، روى عنه عيسى ابن حطّان سمعت أبي يقول ذلك، وروى أبو أسامة عن اسماعيل ابن زربي عنه «2» : قرأت بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة في حاشية كتبها في بعض الأجزاء: ريّان بن صبره الحنفي له ذكر في الغارات على أهل الشام. الريان المعروف بالمدّلل: حكى عن محمد بن كثير العبدي، حكى عنه أبو بكر احمد بن علي بن الفرح الحلبي. (133- ظ) .

رئيس بن عبد الله النميري:

رئيس بن عبد الله النميري: أبو شهاب كان بمنبج، وأنشد بها أبياتا كتبها عنه ساعد بن فضائل بن ساعد أبو محمد المنبجي، ورواها عنه. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني ساعد بن فضائل المنبجي- املاء من حفظه- بسمرقند قال: أنشدني أبو شهاب رئيس بن عبد الله النميري بمنبج لبعضهم: قد لزم العالم ضدّ الصواب ... وانتدبوا للظلم من كل باب فأنت إن أحسنت ظنّا بهم ... أصبحت كالنعجة بين الذئاب وإن ظننت الخير منهم فقد ... طلبت ماء من لميع السّراب ***

حرف الزاي

حرف الزّاي زاكي بن كامل بن المسلم القطيعي: أبو الفضل الهيتي، ويعرف بأسير الهوى قتيل الريم، ويلقّب بالمهذّب شاعر أديب حسن الشعر من أهل هيت، وصل إلى الموصل، وقدم منها الى الشام واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها، كتب عنه أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي المعروف بابن حوائج كش بالموصل، وأبو عبد الله محمد بن حمزه بن أبي الصقر القرشي الدمشقي، وخرّج عنه (134- و) بيتين من شعره في معجم شيوخه. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي بدمشق قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أبي الصّقر الدمشقي- اجازة- قال: أنشدني زاكي بن كامل بن المسلم القطيعي الهيتي، أبو الفضل، ويعرف بأسير الهوى قتيل الريم لنفسه، ونقلته من خط ابن أبي الصقر في معجم شيوخه: لي بهجة كادت بحرّ كلومها ... للناس من فرط الجوى تتكلم لم يبق منها غير أرسم أعظم ... متجردات في الهوى بتظلّم أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد النسابة قال: أخبرنا أبو الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي- اجازة- قال: أنشدني الأديب أبو الفضل زاكي بن كامل الهيتي- إملاء من حفظه لنفسه- بالموصل: نار الجوى بين الحشا والأضلع ... أمطرت جذوتها سحائب أدمعى يا ناكت الداء القديم بحبّه ... ومجرعي غصصى بكأس مترع مهلا على معذبي حسب الأسى ... مابي عليك وبعض مابي مقنعي

قال العليمي: وأنشدني أيضا لنفسه: سيدي ما عنك لي عوض ... طال بي في حبّك المرض كم بلا ذنب تهددني ... فجفوني ليس تغتمض أبغير الهجر تقتلني ... لا أبالي هجرك الغرض (134- ظ) ورضاي في رضاي فقل ... ما تشاء لست أعترض أنت لي داء أموت به ... كم أداويه وينتقض توفي زاكي بعد سنة ست وأربعين وخمسمائة، فإن أبا الخطاب العليمي سمع منه في شهر ربيع الأول من هذه السنة. ***

ذكر من اسمه زامل

ذكر من اسمه زامل زامل بن عتيك الجذامي: فارس شاعر شهد صفين مع معاوية، وقتل في الوقعة قتلة الأشتر النخعي. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن ابن أحمد الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن اسحاق ننجاب الطيبي قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر قال: قال جابر الجعفي: خرج إليه- يعني الأشتر- زامل بن عتيك الجذامي فشد عليه وهو يقول: يا صاحب السيف الخضيب المضرب وصاحب الجوشن ذاك المذهب هل لك في طعن غلام مجرب يحمل رمحا مستقيم الثعلب قال: وشدّ على الاشتر فطعنه على الجوشن، فصرعه، وشد الأشتر بسيفه (135- و) فنسف قوائم الفرس، ثم ضربه بالسيف فقتله وهو يقول: لا بدّ من قتلي أو من قتلكا قتلت منهم خمسة من قبلكا كلهم كانوا حماة مثلكا «1»

زامل بن عمرو السكسكي الحبراني الحميري الحمصي:

أنبأنا أبو العلاء أحمد بن شاكر قال: أخبرنا أبو محمد بن أحمد الأديب إجازة- قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن الحسن قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم «1» قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي عن الحارث بن أدهم وصعصعه ابن صوحان، وأحدهما يزيد على الآخر، قالا: فقتل الأشتر في تلك المعركة بيده سبعة مبارزة منهم: صالح بن فيروز العكي، ومالك بن أدهم السلاماني، ورياح ابن عتيل الغسّاني، والأجلح بن منصور الكندي، وإبراهيم بن الوضاح الجمحي، وزامل بن عتيل الجذامي، ومحمد بن روضة الجمحي. قالا: وقتل الأشعث فيها خمسة. قال عمرو بن شمر: قال جابر فخرج إليه زامل بن عتيك الجذامي فشد عليه وهو يقول فذكر كما ذكره الحافظ سواء. زامل بن عمرو السّكسكي الحبراني الحميري الحمصي: كان مع مروان بن محمّد بحرّان، وولاه مروان حين أفضت إليه الخلافة دمشق وحمص. روى عن أبيه وعن ذي الكلاع الحميري وعريب الحبراني وشهاب (135- ظ) ابن عبد الله الخولاني. روى عنه سعيد بن أبي هلال، وصعصعة بن صوحان وعمر بن محمد بن صهبان والزبيدي. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصّمد بن محمد- فيما أذن لنا في روايته- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا تمام بن محمد الرازي قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن اسحاق بن محمد بن يزيد قاضي حلب بدمشق قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن سهل المروزي بحلب قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال: سمعت زامل بن عمرو الجذامي يحدّث عن ذي الكلاع قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول إنّما يبعث المسلمون على النّيات «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد السوسي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسن الربعي قال: أخبرنا عبد الوهّاب الكلابي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء قال: سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة: زامل بن عمرو من اليمن حمصي، ولّاه مروان بن محمد دمشق بعد قتل الوليد- يعني- بن يزيد. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد (136- و) الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال زامل بن عمرو السكسكي يعدّ في الشاميين عن عريب الحبراني، روى عنه سعيد بن أبي هلال والزبيدي «2» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن منده- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زامل بن عمرو السكسكي روى عن عريب الحبراني روى عنه سعيد بن أبي هلال والزبيدي سمعت أبي يقول «3» ذلك. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زامل بن عمرو السكسكي الحبراني الحميري الحمصي أمير دمشق وحمص من قبل مروان بن محمد، روى عن أبيه عن جده وله صحبة، وعن عريب الحبراني وشهاب بن عبد الله الخولاني. روى عنه سعيد بن أبي هلال والزبيدي وعمر بن محمد بن صهبان. «4»

ذكر من اسمه زائدة

ذكر من اسمه زائدة زائدة بن قدامة الكوفي: أبو الصّلت الثقفي، سكن الكوفة، وقدم حلب غازيا فمات بها. روى عن عبد الله بن عمر عن نافع، وعن سليمان بن مهران الأعمش، ومحمد ابن عمرو، وأبي اسحاق ومنصور وعمران بن مسلم، وعمر بن قيس، وسماك بن حرب. روى عنه أبو اسماعيل ثابت بن محمد الزاهد، (136- ظ) والهيثم بن جميل الأنطاكي، ومعاوية بن عمرو، والحسين بن الوليد وأبو أسامة وعبد الرحمن ابن مهدي ومصعب بن المقدام، والحسين بن الوليد القرشي، وخلف بن تميم وسفيان الثوري وعبثر بن القاسم، وحسين الجعفي. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر قال: أخبرنا علي بن ابراهيم بن سلمة قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه قال: حدثنا عمرو بن عبد الله الاودي ومحمد بن اسماعيل قالا: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا زائدة بن قدامة قال: حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبصرت الهلال الليلة فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ قال: نعم، قال: قم يا فلان فأذن في الناس أن يصوموا غدا. «1» أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي وعبد الرحمن بن عمر بن الغزال- في كتابيهما- قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي أنّ أبوي عبد الرحمن الصابوني والبحيري، وأبوي بكر البيهقي والحيرى كتبوا

إليه وقالوا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داوود بن سليمان، قال: حدثنا علي بن محمد القباني قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا زائدة عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّق على قريظة والنضير نخلا لهم، فقال حسان بن ثابت. وهان على سراة بنى لؤي ... حريق بالبويرة مستطير «1» قال الهيثم: كنت مع زائدة بأرض الروم فحدثني بهذا الحديث وأمرني بالحريق. قال أبو بكر: فسمعت عليّ بن محمد بن العلاء يقول: سمعت عبد الرحمن ابن خراش على باب محمد بن يحيى يقول: ما دخلت الى نيسابور إلّا لهذا الحديث. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي بحلب قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن علي الأشيرى قال: أخبرنا القاضي عياض بن موسى- إذنا- قال: أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ مكاتبة، ح. (137- ظ) . قال شيخنا أبو محمّد الأسدي: وأجازه لنا أبو طاهر، قال: حدثنا المبارك بن عبد الجبّار قال: حدثنا أبو الحسن الفالى قال: حدثنا القاضي ابن خربان قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد الغزّاء قال: أخبرنا يوسف بن مسلّم قال: حدثنا خلف ابن تميم قال: كتبت عن سفيان عشرة آلاف حديث أو نحوها فكنت أستفهم جليسي فقلت لزائدة: يا أبا الصّلت إني كتبت عن سفيان عشرة آلاف حديث أو نحوها فقال لي: لا تحدث إلّا بما يحفظ قلبك وتسمع بأذنك، قال: فألقيتها. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو عبد الله السلماسي قال: أخبرنا الوليد ابن بكر قال: حدثنا أبو الحسن الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد

ابن عبد الله قال: حدثني أبي أحمد قال: زائدة بن قدامة ثقة يكنى أبا الصلت، لا يحدث أحدا حتى يسأل عنه، فإن كان صاحب سنة حدّثه وإلّا لم يحدثه. وقال: حدثني أبي قال: وزائدة بن قدامة الثقفي يكنى أبا الصلت، كان ثقة صاحب سنة لا يحدث أحدا حتى يسأل عنه، وإن كان صاحب سنّة حدّثه وإلّا لم يحدث، وكان قد عرّض حديثه على سفيان الثوري وروى عنه الثوري. «1» أخبرنا الحسين بن عمر بن باز الموصلي- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا (137- ظ) محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زائدة بن قدامة أبو الصلت الكوفي، سمع عمر بن قيس وأبا اسحاق، ومنصور، وروى عنه أبو أسامة. قال ابن أبي الأسود: حدثني موسى بن داوود قال: حدثني عثمان بن زائدة الرازي قال: قلت لسفيان: أريد آتي الكوفة ممّن أسمع؟ قال: عليك بزائدة وابن عيينة، قال: قلت: أبو بكر بن عياش؟ قال: إن أردت التفسير فعنده «2» . أنبأنا أحمد بن عبد الله الأسدي عن مسعود بن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو ابن مندة- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زائدة بن قدامة أبو الصّلت الثقفي الكوفي، روى عن أبي اسحاق وسماك ومنصور، روى عنه عبثر بن القاسم، وعبد الرحمن بن مهدي، وحسين الجعفي، سمعت أبي يقول ذلك. وقال: ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا موسى بن داوود قال: سمعت عمار بن زائدة الرازي قال: قدمت الكوفة قدمة فقلت لسفيان الثوري: من ترى أن أسمع منه؟ قال: عليك بزائدة وسفيان بن عيينة.

وقال: حدثنا سليمان بن داود القزاز قال: سمعت أبا داود الطيالسي قال: حدثنا زهير قال: ولم يكن زائدة بالاستاذ في حديث أبي اسحاق. وقال: سمعت أبي يقول: زائدة بن قدامة ثقة صاحب سنة، أحب إليّ من أبي عوانه وأحفظ من شريك (138- و) ومن أبي بكر بن عياش، وكان يعرض حديثه على سفيان الثوري. وقال: سمعت أبا زرعة يقول: زائدة صدوق من أهل العلم «1» . قرأت بخطّ مظفر الفارقي مما ذكر أنه ننقله من خط أبي إسحاق النديم في كتابه الفهرست: زائدة بن قدامة الثقفي، من أنفسهم ويكنى أبا الصلت، مات بالروم في غزاة الحسن بن قحطبة سنة إحدى وستين «2» ، وله من الكتب كتاب السنن يحتوي على ما مثل ما تحتوي عليه كتب السنن، كتاب القراءات، كتاب التفسير، كتاب الزهد، كتاب المناقب «3» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا ناصر بن محمد قال: أخبرنا جعفر بن عبد الواحد الثقفي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن الخطيب قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ابن حيان قال: حدثنا ابن رستة قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا عبد الرحمن ابن مصعب قال: مات زائدة سنة اثنتين وستين ومائة، قال شباب: مات زائدة سنة إحدى وستين ومائة، يكنى أبا الصلت «4» . قال أحمد بن يونس: سمعت سفيان الثوري يقول: زائدة ثقة- يمازحه- هذا زائدة بن قدامة أبو قدامة أبو الصلت، سلوه «5» ، قالوا: مات بحلب، وقال غيره: مات بأرض الروم غازيا.

أخبرنا أبو الحجاج قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن (138- ظ) عبد الله الحافظ قال: حدّثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: مات أبو الصلت زائدة بن قدامة الثقفي بأرض الروم عام غزا الحسن بن قحطبة بالصائفة سنة ستين أو احدى وستين ومائة. أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو البركات الفراوي قال: أخبرنا أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي- بالكوفة- قال قال: حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع قال: حدثني أبي قال: مات زائدة بن قدامة سنة إحدى وستين ومائة. أنبأنا الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعدائي عن محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا اسحاق بن أبي اسحاق أبو يعقوب القراب- إجازة إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا أحمد بن محمّد الماليني قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الجرجاني قال: حدثني أحمد بن سعيد بن موضح قال: حدثنا موسى بن الحسن قال: قال لنا علي بن الجعد: مات زائدة بأنطاكية في السنة التي مات فيها الحسن بن قحطبة وهو والي الثغر، وأظنه كان في سنة ثلاث وستين «1» . وقال القراب: وجدت في كتاب أبي معشر الخياط بخطه أنه سمع القيسي يقول: سمعت محمد بن سعد يقول: سمعت الواقدي يقول: وزائدة بن قدامة الثقفي، من أنفسهم (139- و) ، ويكنى أبا الصلت، مات بالروم عام غزا الحسن بن قحطبة الصّائفة سنة ستين ومائة. «2» أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- إذنا- قال: أخبرنا أبو طاهر

زائدة بن مزيدة بن زائدة العرضي:

السّلفي الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفّار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وستين ومائة زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصّلت سكن الكوفة، ومات غازيا بالثغر. زائدة بن مزيدة بن زائدة العرضي: شاعر من أهل عرض «1» كتب عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن شيئا من شعره بالسخنة «2» ، وخرج عنه في معجم شيوخه، وعرض والسخنة من من أعمال حلب من المناظر. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: أنشدني زائد بن مزيدة بن زائدة العرضي لنفسه بالسخنة من أبيات: ولم قضى بالبين ما بيننا ... لا درّ درّ الدهر من حاكم ما اقتل البين لأهل الهوى ... وأصعب الحبّ على الكاتم «3» زائدة بن نعمة بن تعيم بن نجيح: أبو نعمة القشيري المعروف بالمجفجف، شاعر بني مالك، بدوي حسن الشعر، قدم حلب ومدح بها الملك رضوان بن تتش وغيره، وكان يتردد اليها كثيرا. روى عنه شيئا من شعره (139- ظ) الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، وأبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي وأبو البدر محمد بن علي بن أبي البدر. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسّن بن أحمد السلمي- من لفظه، وكتبه لي بخطه- قال: المجفجف، شاعر بدوي كثير الشعر، نقي الألفاظ مختارها، مستطرف المعاني، قليل اللحن، حسن الفن

يمدح من العرب السادات وأهل البيوتات، وله في صدقة بن مزيد ما شئت من القصائد الناصعة والمعاني الرائعة، وصل الى دمشق وأنشد أتابك قصيدة نونية، وخلع عليه خلعة تامة، وحمله على فرس عتيق، ورأيته بحلب بمجلس الملك رضوان، وهو ينشده قصيدة منها قوله لناقته: لا راحة لك يا زيد ولا سنة ... ولا لنا أو نرى السلطان في حلبا أبا المظفر رضوان الذي أمنت ... به البريّة لما خافت العطبا الواهب النعم الخضر الذي عظمت ... والجرد والمرد والهندية القضبا سحابة تذهب العدم الضرّ بنا ... وتمطر الفضّة البيضاء والذهبا وتوقد الحرب في أعدائه فترى ... عظامهم لا تني في قعرها حطبا فالدهر يخدمه والنصر يقدمه ... والله يولى عداه الويل والحربا يا بن الألى ملكوا الدنيا وعمّ ... جميع ماخولوه العجم والعربا قوم مناقبهم لمّا مضوا بقيت ... تخالها في سماء السؤدد الشهبا (140- و) لهم من الله نصر لا يغبّهم ... ومدحهم جمّل الأشعار والخطبا إني أتيتك لا أبغي سواك حيا ... ولا أرى في بلاد الله مضطربا ومن أتاك طليحا «1» طالبا جدة ... فإنه بالغ مما بغى الأربا فأعطاه وخوّله وأجزل صلته وجمّله. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح أبو نعمة القشيري، المعروف بالمجفجف، شاعر قدم دمشق ومدح بها أتابك «2» ، ولقيته بالرافقة وأنشدني شيئا من شعره. أنبأنا سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم قال: أنشدني أبو نعمة زائدة بن نعمة ابن نعيم بن نجيح القشيري المعروف بالمجفجف لنفسه بالرافقة:

أهند على ما كنت تعهدها هند ... أم استبدلت بعدي وغيرّها البعد بلى غير شك إنها قد تبدّلت ... لأنّ الغواني لا يدوم لها عهد كما لم يدم عصر الشباب ولا الصبا ... ولا ماكث في غير أيامه الورد وعندي من الآراء والعزم صارم ... متى أنتضيه ليس ينبو له حدّ أتيتك يا بن الفضل من آل مزيد ... ويا بن الألي ما فوق مجدهم مجد وقد حكمت كل الملاحم أنه ... على الجانب السّعدي طالعك السعد وقلنا بأرض الجامعين وبابل ... وقد أفسدت فينا الأعارب والكرد ألا فتنحوا عن دبيس وداره ... فلا بدّ من أن يظهر الملك الجعد «1» (140- ظ) ويجعله يوما عبوسا عصبصبا ... بقتل العدا حتى تشيب له المرد فلم يقبلوا منا وكانت ضلالة ... ومن ضلّ في الدنيا فليس له رشد قال الحافظ أبو القاسم: وأنشدني أبو نعمة لنفسه أيضا: أصبح الربع من سمية خالي ... غير هيق وناشط «2» وغزال وثلاث كأنهن حمام في ... رماد وأشعث الرأس بال هللته الرياح فما توالي ... نسجها «3» بالغدوّ والآصال برّح «4» غربلت حصاه فأمسى ... خالصا وحده بلا غربال من قبول ومن دبور نوج «5» ... وجنوب ومن صبا وشمال تجلب الغيث غير ريث حناه ... لرسوم الديار والأطلال كل نبت من الربيع وزهر ... مثل جيد من العرائس حالي أو كزيّ الذي عهدن لديه ... في ظلال الخيام أو في الحجال كل برّاقة الثنايا ترايا ... برقيق الغروب عذب زلال

وكان الغمام من بعد وهن ... مازحته بقرفف «1» جريال تطبّى الشيب بعد طول مشيب ... والكريم الحليم بعد اكتهال كنت في عينها كمرود «2» كحل ... صرت في عينها كشوك السيّال «3» حيث صار السواد مني بياضا ... وتبدلت أرذل الإبدال فإذا الخيل أصبحت بي قياما ... صافنات وأينقي وجمالي (141- و) بجناب ابن سالم وحماه ... احتمى «4» جانبي وجاهي ومالي مثل ما كنت في عراق دبيس ... لم تكن تخطر الهموم ببالي فإذا سائلت قشير بمصر ... ونمير بن عامر كيف حالي وكلاب وفتية من عقيل ... ورجال ببرقة من هلال كان رد الجواب إني بخير ... ما عدت مالكا «5» صروف الليالي «6» أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: كتب إليّ أبو عبد الله محمد ابن محمد بن حامد الكاتب، ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو البدر محمد بن علي ابن أبي البدر الكاتب الواسطي بها قال: أنشدني المجفجف البدوي لنفسه في بعض أصحاب سيف الدولة صدقه: تريد الثنا ما للثنا عند معزل ... تريد مزيدا ما عليك مزيد تمزّق ثوب المجد عن كل لابس ... وثوب سعيد الأريحي جديد قال ابن النجار: زائدة بن نعمة بن نعيم بن نجيح، أبو نعمة القشيري، المعروف بالمجفجف، الشاعر، بدوي كثير الشعر، جيد الألفاظ، حسن المعاني،

يمدح سادات العرب وأهل البيوت والتقدم، وله في سيف الدولة صدقة وابنه دبيس عدة قصائد، وقد دخل الشام، ومدح ملوكها «1» . أخبرني الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم بن مالك العقيلي قال: كان المجفجف شاعر جدي مالك صاحب قلعة جعبر فقصد تاج الدولة ابن منقذ بشيزر، ممتدحا له ونزل بمسجد بشيزر، فلم ير عند بني منقد احتفالا بأمره، فأمر غلامه أن يأتيه بدابته فركبها وفارقهم، وسار عن شيزر وكتب على حائط المسجد الذي كان نازلا به: بت ضيفا ببني منقذ كهف الفقراء غير أني بت في المسجد والماء غذائي أشتكي الجوع الى الفجر وأجتر خرائي قال: فطلبه تاج الدولة بن منقذ بعد يومين فلم يجده فأسقط في يده، وقال: الساعة يمضي المجفجف الى قلعة جعفر «2» ويشتم أعراضنا، قال: فأرسل في الحال الى جدّك القاضي ابن العديم قاضي حلب مائة دينار وعشرة ثياب خز وقال له: ما أعرف خلاص أعراض نسائنا إلّا منك فتستدعي المجفجف وتستطلقنا (141- ظ) منه وتدفع إليه بهذه الدنانير وهذه الثياب. قال: فسير جدك وأحضر المجفجف وقال: أسألك في شيء وهو أنك لا تتعرض بذكر بني منقذ بقبيح، وتأخذ هذه الدنانير وهذه الثياب وتطلقهم لي، قال: فقال: أذلّهم الله والله إني كنت راضيا منهم بثوب واحد من هذه الثياب وعشرة دنانير، وأخذها ومضى وأجاب جدك الى ما سأل. قرأت في تاريخ أبي علي الحسن بن علي بن الفضل الداري، ورأيته بخطه بماردين، وذكر فيه قتل سيف الدولة صدقة بن دبيس بن مزيد، وقال: فرثاه

زائدة البزاز:

جماعة من جملتهم رجل يقال له: المجفجف من العرب، وكان يسكن قلعة جعبر من جملة قصيدته: لم يدر قاتله شلّت أنامله ... ما خوّلته يد الأيام من ظفر كأنما كانت الأعراب قاطبة ... أرواحها بين ذاك القوس والوتر زائدة البزاز: حكى حكاية شاهدها بحلب رواها عنه الأصمعي. أنبأنا أبو حفص المكتب عن عمر بن ظفر قال: أخبرنا أبو الوفاء محمد بن تركانشاه قال: أخبرنا السمسار قال: أخبرنا الأبهري قال: أخبرنا أبو عمرو بن حكيم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داوود قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا الأصمعي عن زائدة البزاز قال: رأيت بحاضر حلب شيخا يقود شيخا ويعنف به فقلت له: ارفق به فطالما رفق بك، قال: ومن تراه؟ قلت أبوك أو جدكّ قال: فإنه ابن ابني، قال: قلت: وما بلغ به ما أرى؟ قال: كانت له امرأة سيئة الخلق، وكان منزله على درجة «1» . ***

زبرج الثملي الاسود:

زبرج الثملي الاسود: من موالي ثمل الخادم أمير طرسوس، وكان زبرج من الصالحين المرابطين بطرسوس، المقيمين بجامعها المشتغلين بالعبادة آناء الليل وأطراف النهار، لا يشغله عن ذلك إلّا الجهاد أو تشييع جنازة أو عيادة مريض. قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن ابراهيم الطرسوسي في كتابه الذي وسمه بسير الثغور، وذكر فيه جامع طرسوس وقال: وفي هذا المسجد زبرج الثملي الأسود، ترك اللذة وزينة الدنيا في أيام ثمل رحمه الله، وحفظ القرآن وبرع فيه وتنسك وجعل قوته من الملح وقوام (142- و) عيشه مما يجمعه منه من سنة الى سنة، وكان يأوي الى دويرة له بباب الصاف، طريقه اليها على رجل يعرف بأبي الحسن بن العلاء الأذني وكان ابن العلاء هذا من تناء «1» مدينة أذنة، وأحد وجوهها، ويظهر حبّ الصالحين، ويداخل أهل حصن أولاس ومن يجري مجراهم، فوشى به الى بني عبد الباقي من أفسد حاله معهم واقتضت الصورة أن ينحاز عن أذنة الى طرسوس لأنها كانت ملجأ كل طريد وعصمة كل شريد، وكان ذا لسان وحال فحدّث زبرج الثملي من تأنس به أن ابن العلاء هذا سأله مرارا، ورغب إليه أن يجعل إفطاره عنده، وأنه لما أكثر عليه استحيى منه، فأجابه فقدّم له طعاما عهد زبرج بمأكل مثله بعيد، فنال منه زيادة على العادة من قوته وما وظّفه على نفسه، وجاء الى منزله فقام الى ورده فلم يطق القيام لغبة النوم عليه فنام فرأى في منامه رجلا أسود قد تناول عصا أطول ما يكون يضرب بها زبرجا ولا يقلع عنه، ويكرّر عليه، قال زبرج: فقلت له: يا هذا لم تضربني ولأي ذنب تضربني؟ قال: الساعة أقول لك فما زال ينتبه من منامه وتغلبه عينه ويعود الأسود لضربه، ويسأله زبرج عن ذنبه ليتنصّل منه أو يعتذر إليه، فلما بلغ فيه غاية ما يكره وكدّه وتعسفه

بالضرب المبرّح قال له: يا زبرج أتأكل طعام ابن العلاء، هذا الضرب لذلك قال: فقلت فإني لا أعود، قال: إن عدت عدنا، فأصبح كئيبا مهموما واجتاز بابن أبي العلاء لأنه على مدرجة طريقه وقد (142- ظ) استحكم طمعه فيه فعاوده يسأل أن يفطر عنده، فأبى وعاوده وسأله ورغب إليه وقبّل بين عينيه ويديه ورجليه، فقال: يا هذا ما يمكن بعدها أن أذوق لك طعاما، فضيّق عليه موضع الاعتذار فحدّثه بما رأى في منامه ففارقه ولم يعد لمثلها. وخرج زبرج عن طرسوس، وخواصّ الناس ينظرون إليه نظرهم الى أبي الخير صاحب التينات أو أفضل لأن زبرجا من القرّاء المجاهدين، وحصل ببيت المقدس يشار اليه، ومات بها رحمة الله عليه. قلت أظن أن زبرجا خرج من طرسوس الى بيت المقدس لما استولى نقفور على طرسوس في شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، والله أعلم.

زبيد بن عبد الخولاني المصري:

زبيد بن عبد الخولاني المصري: شهد صفين مع معاوية وكان معه راية خولان، فلما قتل عمار بن ياسر لحق بعلي ابن أبي طالب. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه قال: أخبرنا أبو بكر الباطرقاني قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زبيد بن عبد الخولاني، من بني يعلى شهد الفتح بمصر، وكانت معه راية خولان بصفين، فلما قتل عمار بن ياسر انكفأ الى علي بن أبي طالب. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- اذنا- عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة قال: أنبأنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: أما زبيد (143- و) بضم الزاي وفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء التي تليها، فهو زبيد بن عبد الخولاني كانت معه راية خولان بصفين مع معاوية بن أبي سفيان- يعني- فلما قتل عمار بن ياسر انكفأ الى علي بن أبي طالب، قاله ابن «1» يونس. أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: زبيد بن عبد الخولاني المصري له ذكر في كتب المصريين، ووفد على معاوية وشهد معه صفين ثم لحق بعلي بن أبي طالب «2» .

ذكر من اسمه الزبير

ذكر من اسمه الزبير الزبير بن بكار: ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي الزبيري، أبو عبد الله بن أبي بكر، قاضي مكة، قدم طرسوس، وحكى عن بعض الغزاة بها. روى عن أبيه أبي بكر وعمه مصعب ابني عبد الله بن مصعب، وسفيان بن عيينة، واسماعيل بن أبي أوبيس، ومحمد بن ثابت الأنصاري، وعبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، والنضر بن شميل، وعبد الله بن عمر، وعبيد الله ابن خالد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن نافع الصائغ، وأبي غزية محمد بن موسى، وعلي بن محمد، وابراهيم بن عبد الله بن سعد، وابراهيم بن عبد الرحمن، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي، ومحمد بن يحيى ومحمد بن اسماعيل الجعفري، ومحمد بن محمد العمري، وعتيق بن يعقوب، وخالد بن وضاح (143- ظ) وساعدة بن عبيد الله المزني، ومحمد بن الحسين، ويونس بن يحيى بن نباته، وحمزة بن عتبة، ويحيى بن المقداد بن يعقوب، ويحيى ابن محمد، ويحيى بن الحارث بن عبد الله الأصغر، وعمرو بن أبي سليمان، وابراهيم بن حمزة وذؤيب بن عمامة، واسحاق بن جعفر، وعلي بن صالح، ووهب ابن زمعة، وأحمد بن عبد الله بن المنذر، وأحمد بن أبي بكر الزهري، وهارون ابن عبد الله الزهري، وعمر بن أبي بكر المؤملي، وطريف بن مورق وابراهيم بن ابن المنذر، وعبد الله بن عمر بن القاسم، وبكار بن رباح المكي، ومحمد بن عبد العزيز الدراوردي، وعمر بن عثمان بن عمر اليمني، ومحمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي وعبد الله بن عنبسة بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأحمد ابن سلمان، ومحمد بن سلّام، وعبد الله بن كثير بن جعفر، وموسى بن جعفر

ابن أبي كثير، وعلى بن المغيرة، وحميد بن محمد بن عبد العزيز، وعثمان بن عبد الله بن عبد العزيز، وسليمان بن داوود المجمعي، وجماعة غير هؤلاء يطول ذكرهم، ويكثر تعدادهم. روى عنه أبو حاتم محمد ادريس الرازي، وجعفر بن أحمد الدمشقي، وابراهيم ابن عبد الصمد الهاشمي، وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن يحيى الوارق، وأبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داوود الطوسي وعلي بن سعيد البصري، وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، وأبو الحسن أحمد بن محمد المخرمي، وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة (144- و) . أخبرنا الامام أبو نصر عمر بن محمد السهروردي، وأبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي وأبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري، كلهم بحلب، وأبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر القرشي بحلب ودمشق، وموسى بن عبد القادر الجيلاني بدمشق، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الحراني بحران، قالوا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن سلمان البطي، ح. وأخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي، بحلب، قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي وأبو بكر يحيى بن عبد الباقي الغزال، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الاربلي بحلب، قال: أخبرنا ابن البطي وأبو الحسن بن تاج القراء قالوا: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن ابراهيم البانياسي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا الزبير بن بكار- قاضي مكة- قال: حدثنا ساعدة بن عبد الله المزني عن داوود بن عطاء المزني عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم ان هذا عم نبيّك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك به، فاسقنا، قال: فما برحوا حتى سقاهم الله، قال: فخطب عمر الناس فقال: أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس

ما يرى الولد لوالده (144- ظ) يعظمه ويفخمه ويبر قسمه، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمّه العباس واتخذوه وسيلة الى الله فيما نزل بكم. «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشارى قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسماعيل المعروف بابن سمعون قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم المخرمي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني ساعدة بن عبيد الله قال: حدثني داوود بن عطاء مولى الزبير عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن العباس رضي الله عنه فقال: اللهم بارك فيه وانشر منه «2» (145- و) . ***

احاديثه

[احاديثه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبي ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشرى قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داوود الطوسي قال: قال حدثنا أبو عبد الله الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن محمد العمري قال: رأى انسان فيما يرى النائم قبيل ظهور بني العباس على بني أمية كان عاتكة بنت عبد الله ابن يزيد بن معاوية عريانة ناشرة شعرها وهي تقول: إن الشّباب وعيشنا اللذّا الذي ... كنابه زمنا نسرّ ونجذل ذهبت بشاشته وأصبح ذكره ... حزنا يعلّ به الفؤاد وينهل فتأوّل ذلك الناس زوال دنيا بني أمية، فكان كما أولوه، وهذان البيتان للأحوص «1» في قصيدته التي يقول فيها: يا بيت عاتكة الذي أتعزل ... حذر العدى وبه الفؤاد موكّل أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- قراءة مني عليه- قلت له: أخبركم أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال فأقرّ به قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن الحسين بن فاذ شاه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن (146- و)

أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني مسلم بن عبد الله بن جندب الهذلي قال: خرجت أنا وزبّان السواق الى العقيق فلقينا نسوة نازلات من العقيق ذوات جمال وفيهن جارية حسناء العينين، فأنشد زبان قول أبي: ألا يا عباد الله هذا أخوكم ... قتيل فهل منكم به اليوم ثائر خذوا بدمي إن متّ كلّ خريدة ... مريضة جفن العين والطرف فاتر قال: وأقبل عليّ وأشار اليها فقال: يا بن الكرام دم أبيك والله في أثوابها، فلا تطلب أثرا بعد عين، قال: وأقبلت عليّ امرأة معها جميلة وهي أجمل من تيك فقالت: ابن جندب؟ قلت: نعم فقالت: إن أسيرنا لا يفكّ وقتيلنا لا يؤدى فاحتسب أباك واغتنم نفسك ومضين. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي وأخبرنا به أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف- اجازة وغيره عنه- قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن المسدد بن المظفر الجنزي- من أصل كتبه بثغر جنزة «1» - قال: سمعت عليا- يعني- أبا القاسم بن عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري يقول: سمعت أبا عبد الله- يعني- محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الفارسي يقول: سمعت أحمد بن محمود قاضي الأهواز يقول: سمعت جعفر بن أحمد الدمشقي يقول: سمعت الزبير بن بكار يقول: رأيت بطرسوس شابا دائم التنفس وشمائل الحبّ لا تخفى (146- ظ) بخفي وان أخفيتها فاستنطقته فأنشأ يقول: أنا في أمري رشاد ... بين غزو وجهاد بدني يغزو عدوّي ... والهوى يغزو فؤادي أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- إذنا أو سماعا-

قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأديب بأصبهان قال: حدثنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد الليثي الحافظ- إملاء- قال: أخبرنا أبو الفضل الطرواحي وعلي بن سباشي قالا: أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال: سمعت عبد الله ابن موسى يقول: سمعت هارون بن عيسى الحنفي يقول: سمعت علي بن سعيد البصري بمكة يقول: أقمت مع الزبير بن بكار قاضي مكة، وطال بنا الاجتماع والمؤانسة، ثم عزمت على الخروج فودعته فقلت: ان كان للقاضي حاجة بالبصرة. أو أمر فليأمرني أفعل أمره، فقال: يا أبا الحسن لقد بلغ أنسي بك أنس الروح بالبدن وبلغت مفارقتي لك مفارقة الروح للبدن وحاجتي أن يقيض الله الاجتماع ثم دمعت عيناه وأنشأ يقول: ولقد بكيت من الف ... راق فهل بكيت كما بكيت ولطمت وجهي جاه ... دا وخمشته حتى اشتفيت ثم عانقني وخرجت من عنده. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن منده- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو عبد الله، روى عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، ومحمد بن الضحاك وعمه مصعب بن عبد الله كتب عنه أبي بمكة ورأيته ولم أكتب عنه «1» . أخبرنا أبو القاسم بن الطفيل- اذنا- عن الحافظ أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو علي البرداني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل ابن خيرون قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ قال: قال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: وفيها مات الزبير بن بكار- يعني- ست وخمسين ومائتين. أنبأنا حسن بن أحمد بن يوسف الأوقى قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي

الزبير بن جعفر:

قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست وخمسين ومائتين الزبير بن بكار، قاضي مكة، مات بها وقع من فوق بيته في جمادي. الزبير بن جعفر: ابن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم: أبو عبد الله بن أبي الفضل بن أبي اسحاق بن أبي جعفر بن أبي عبد الله بن أبي جعفر، المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد ابن المهدي بن المنصور الهاشمي، وقيل ان اسمه محمد، وقيل أحمد، وأمه قبيحة أم ولد، قدم حلب مع أبيه حين قدمها في سنة أربع وأربعين ومائة «1» ، وكان المتوكل استصحبه معه مع أمه قبيحة لحبه لهما، وضنه بهما، وقيل انه لم ير في زمانه أصبح وجها منه ولا من أمه قبيحة، وولي الخلافة وهو أمرد وعمره تسعة عشر سنة «2» وشهر، بويع له بالخلافة بسر من رأى بعد المستعين في آخر سنة احدى وخمسين ومائتين، وقيل في المحرم منها، ثم جددت له البيعة في محرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قرأ القرآن على محمد بن عمران، مؤدبة، وتأدب على يعقوب بن السكيت، وسمع الحديث من علي بن حرب الطائي، وأحمد بن بديل الكوفي القاضي ولا أعلم أنه حدث بشيء (147- ظ) . وحكى عن أبيه المتوكل، حكى عنه ابنه عبد الله بن المعتز، ويزيد بن أحمد المهلبي، وعبد السميع الهاشمي والفضل بن العباس بن المأمون، والزبير بن بكار، وحمدون بن اسماعيل، وأحمد بن رزين القاضي وكان له شعر حسن. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي ببغداد قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال: كتب إليّ أبو الفرج محمد بن

ادريس بن محمد الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمد الطوسي حدثهم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: وفد علي بن حرب الطائي على المعتز بسرّ من رأى، فكتب عنه المعتز بخطه ودقق الكتاب، فقال علي: أخذت يا أمير المؤمنين في شؤم أصحاب الحديث، فضحك المعتز أو نحو هذا. أنبأنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر ابن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن اياس قال: ووفد على المعتز- يعني- علي بن حرب في سنة أربع وخمسين ومائتين، فذكر مثله، وقال: أخبرني بهذا غير واحد من شيوخنا وأحضره المعتز للطعام فأكل بحضرته، وأوعز له بضياع حرب كلها، فلم يزل ذلك جاريا له الى أيام (148- و) المعتضد. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن عمروس- املاء- قال: سمعت أحمد بن بديل الكوفي قاضينا قال: بعث إليّ المعتز رسولا بعد رسول فلبست كمتي، ولبست نعل طاق فأتيت بابه، فقال الحاجب: يا شيخ نعليك، فلم ألتفت اليه، ودخلت الباب الثاني فقال الحاجب: نعليك، فلم ألتفت اليه، فدخلت الى الثالث فقال: يا شيخ نعليك، فقلت: أبا لواد المقدس أنا فأخلع نعلي! فدخلت بنعلي، فرفع مجلسي وجلست على مصلاه، فقال: أتعبناك أبا جعفر فقلت: أتعبتني وأذعرتني، فكيف بك سئلت عني؟ فقال: ما أردنا إلّا الخير، أردنا نسمع العلم فقلت: وتسمع العلم أيضا، ألا جئتني فان العلم يؤتى ولا يأتي فقال: تعتب أبا جعفر، فقلت له: خلبتني بحسن أدبك، أكتب قال: فأخذ الكاتب القرطاس والدواة، فقلت له: أتكتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرطاس بمداد، قال: فيما يكتب؟ قلت: في رق بحبر، فجاؤوا برق وحبر، فأخذ الكاتب يريد أن يكتب، فقلت: اكتب بخطك فأومأ الى أنه لا يكتب، فأمليت عليه حديثين أسخن الله بهما عينيه، فسأله ابن البناء أو ابن النعمان: أي حديثين؟

فقال: قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استرعى رعية (148- ظ) فلم يحطها بالنصيحة حرم الله عليه الجنة «1» ، والثاني: ما من أمير عشرة إلّا يؤتى به يوم القيامة مغلولا. «2» . أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق بن محمد بن المؤيد- القاهرة- قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام بن أبي الفرج بن مكي الهمذاني قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البيّع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن أبو بكر الشيرازي في كتاب الألقاب قال: المعتز بالله أبو عبد الله، واختلفوا في اسمه فقالوا: محمد، وقالوا: الزبير بن جعفر بن محمد بن المتوكل، ولي في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين، كان المستعين خلع نفسه وسلم الأمر الى المعتز، ثم خلع المعتز في رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، وقتل بعد الخلع بخمسة أيام أدخل الحمام فعطّش فيه حتى غشي عليه، وهو يطلب الماء ويمنعونه، ثم أخرج وهو يلهث عطشا، فدفع إليه كوز مملوء بالماء والثلج فشربه، ثم سقط ميتا، وهو يقول: احتلتم على قتلي الله حسيبكم. سمعت عبد الله بن موسى الجوهري يقول: حدثنا محمد بن الطيب الكاتب قال: سمعت إبراهيم بن اسحاق الغسيلي يقول: سمعت الحسين بن عيسى الدمشقي يقول: سمعت الفضل بن العباس بن سليمان يحكي ذلك عن أبيه. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد (149- و) بن محمد القاضي قال: أخبرنا علي ابن أحمد الدمشقي قال: أخبرنا أحمد بن علي البغدادي قال: أخبرنا عبد العزيز ابن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد المفيد قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أخبرني جعفر بن علي بن ابراهيم قال: كانت الجماعة علي أبي عبد الله المعتز بالله، واسمه الزبير بن جعفر بن محمد، وأمّه قبيحه، أم ولد رومية في المحرم، سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وإنما تحسب أيام ملكه منذ يوم خلع المستعين.

وقال أبو بشر: سمعت أبا الجعد يقول: اسم المعتز بالله الزبير، ويقال: محمد وقال: أخبرني جعفر بن علي الهاشمي قال: كان المعتز بالله رجلا طويلا جسيما وسيما، أبيض مشربا حمرة، أدعج العينين حسنهما، أقنى الألف. حسن الوجه مليحا، جعد الشعر، كث اللحية، مدور الوجه، حسن المضحك، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، مات وهو ابن أربع وعشرين سنة، وكان قاضيه الحسن بن أبي الشوارب، ونقش خاتمه محمد رسول الله، وله خاتم آخر نقشه المعتز بالله. انبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: محمد أمير المؤمنين المعتز بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله يكني أبا عبد الله، وقيل إن اسمه الزبير، وكان مولده بسر من رأى، فأنبأني إبراهيم بن مخلد قال: أخبرنا إسماعيل بن علي أن المعتز بالله ولد في شهر ربيع الآخر (149- ظ) سنة ثنتين وثلاثين ومائتين. قال: وأخبرنا الحسين بن علي الحنفي قال: أخبرنا الحسين بن هارون الضبي قال: أخبرنا محمد بن عمر الحافظ أن مولد المعتز يوم الخميس الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين. قال: وكان منزله بسرّمن رأى والقول الأول عندنا أصح: بويع المعتز بسرّمن رأى عند خلع المستعين «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: الزبير بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو عبد الله المعتز بالله بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور، قدم دمشق مع أبيه المتوكل، وبويع له بالخلافة بعد المستعين، حكى عن أبيه المتوكل، حكى عنه ابنه عبد الله بن المعتز، واختلف في اسمه فقيل محمد، وقيل أحمد، وقيل الزبير. ذكر أبو العباس احمد بن يونس بن المسيّب الضبي أن اسمه أحمد.

وقال: أخبرني باسمه محمد بن عمران مؤدبه وبعض الناس يقول اسمه الزبير وهو خطأ، محمد بن عمران أعلم به «1» . أخبرنا أبو الفضل بن اسحاق قال: أخبرنا عبد السلام بن أبي الفرج قال: أخبرنا شهردار بن شيرويه قال: أخبرنا أبو بكر البيّع قال: أخبرنا حميد بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الرحمن قال: أنشدنا عبد الله بن أحمد (150- و) الفارسي قال: أنشدنا أبو محمد علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين ابن عيسى بن رستم الماذرائي الوزير بمصر قال: أنشدني الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله، واسم المعتز الزبير بن جعفر بن المتوكل على الله بن المعتصم. قلت: وقد حكي عن المتوكل أنه قال: كل من غلبت كنية على اسمه من ولدي فاسمه محمد. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق قال: أخبرنا اسماعيل بن علي بن اسماعيل الخطبي قال: وقد كان المتوكل على الله بايع لابنه المعتز بالله بالعهد والخلافة بعد محمد المنتصر بالله، وللمؤيد بالله إبراهيم بن المتوكل على الله بالعهد بعد المعتز بالله، وكان المؤيد محبوسا مع المعتز فأخرج بخروجه، فلما بويع المعتز بالله بالخلافة وانتصب للأمر والنهي والتدبير وجّه أخاه أبا أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد لحرب المستعين بالله، وأوعز معه بالجيوش والكراع والسلاح والعدّة والآلة، فصار أبو احمد بالجيش إلى أكناف بغداد، وأخذ محمد بن عبد الله بن طاهر في الاستعداد للحرب ببغداد، وبنى سور بغداد وأحكمه، وحفر خندقها وحصّنها، ونزل أبو أحمد بن المتوكل على الله على بغداد، وحضر المستعين بالله ومن (150- ظ) معه من الناس ونصب لهم الحرب، وتجرد من ببغداد للقتال، فغدوا وراحوا على الحرب، ونصبت المناجيق والعرّادات حول سور بغداد، فلم يزل القتال بينهم سنة اثنا عشر شهرا، وعظمت الفتنة، وكثر القتل، وغلت الأسعار ببغداد لشدّة

الحصار وأضرّ ذلك بالناس، وجهدوا، وداهن محمد بن عبد الله بن طاهر في نصرة المستعين، ومال الى المعتز وكاتب سرا، فضعف أمر المستعين، ووقف أهل بغداد على مداهنة ابن طاهر فصيحوا به وكاشفوه، فانتقل المستعين بالله من دار محمد ابن عبد الله إلى الرصافة فنزلها، وسعي في الصلح على خلع المستعين وتسليم الأمر للمعتز حتى تقرّر الأمر على ذلك، وسعى فيه رجال من الوجوه منهم: اسماعيل بن اسحاق القاضي وغيره، ووقعت فيه شرائط مؤكدة فخلع المستعين بالله نفسه ببغداد في الرصافة يوم الجمعة لاربع خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين وسلّم الأمر للمعتز بالله وبايع له وأشهد على نفسه بذلك من حضره من الهاشميين والقضاة وغيرهم، فكانت خلافة المستعين بالله منذ يوم بويع له بسرّمن رأى بعد وفاة المستنصر بالله إلى يوم خلع ببغداد ثلاث سنين وتسعة أشهر وأحدر المستعين بعد خلعه الى واسط موكلا به فخرج من مدينة السلام ليلة الجمعة لاحدى عشرة خلت من المحرم بعد خلعه بثمانية أيام، فوصل واسط وأقام بها تسعة أشهر في التوكيل، ثم حمل إلى سرّ من رأى فقتل بقادسية سرّ من رأى لثلاث (151- و) خلون من شوال، وقيل ليومين بقيا من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فتوفي وله من السن احد «1» وثلاثون سنة وشهران ونيف وعشرون يوما، وكان المستعين مربوعا أحمر الوجه خفيف العارضين بمقدم رأسه طول، حسن الجسم بوجهه أثر جدري في لسانه لثغة على السين يميل بها الى الثاء. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا احمد بن عبيد- إجازة- قالا: وأخبرنا أبو تمام علي بن محمد- في كتابه- قال: أخبرنا أبو بكر بن بيري- قراءة علينا- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: بويع المعتز بالله- واسمه- الزبير بن جعفر، ويكنى أبا عبد الله في آخر سنة إحدى وخمسين ومائتين، وجددت له البيعة سنة اثنتين وخمسين ومائتين في المحرم، وفي هذه السنة قتل المستعين، وقتل المعتز في رجب سنة خمس وخمسين ومائتين.

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد أبي الفضل عن زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم بن البندار- اذنا- عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن يحيى الصولي- اجازة- قال في أخبار المستعين «1» حين انحدر الى بغداد حين قتل باغر وشعب الأتراك عليه بسر من رأى قال: وبقي الأتراك بسر من رأى متحيرين فاجمع رأيهم على أن يبايعوا المعتز، فبايعوه ومنعوا القواد من الانحدار بعد أن خرجوا (151- ظ) يطلبون رضا المستعين ورجوعه، وأقاموا على فرسخ من بغداد، فلم يجبهم بما يحبون فرجعوا، وكان بسرّمن رأى ممن لم ممن لم يبرح جعفر الخياط، وسليمان بن يحيى بن معاذ فكان اخراجهم للمعتز ومبايعته بالخلافة لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرّم سنة إحدى وخمسين، وبايعوا أخاه ابراهيم المؤيد بالعهد بعده، وأعطوا الناس رزق شهرين فقنعوا بذلك لعوز المال، وذكر خلع المستعين نفسه على نحو ما ذكرناه في ترجمة محمد بن عبد الله بن طاهر. وقال أبو بكر الصولي: بويع المعتز بالله، وهو محمد بن جعفر المتوكل على الله ويكنى أبا عبد الله، وأمه أم ولد رومية تسمى قبيحة البيعة الثانية في الوقت الذي خلع المستعين نفسه فيه، ومن هذا الوقت تحسب خلافته، وذلك يوم السبت لست خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين، ووصل اليه القضيب والبرد وجوهر الخلافة مع عبد الله بن عبد الله وشاهك الخادم. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لي فيه- قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبد العزيز ابن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد المفيد قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أخبرني جعفر بن علي الهاشمي قال: خرج أحمد الامام المستعين بالله أمير المؤمنين من سرّ من رأى يوم الاحد لخمس خلون من المحرم سنة احدى وخمسين ومائتين الى بغداد فوثب أهل (152- و) سر من رأى فبايعوا لأبي عبد الله المعتز بالله. قال أبو بشر: وأخبرني أبو موسى العباسي قال: لما أنزل المعتز بالله من لؤلؤة، وبويع له ركب الى أمّه وهي في القصر المعروف بالهاروني، فلما دخل عليها وسألته عن

خبره قال لها: قد كنت كالمريض المدنف، وأنا الآن كالذي وقع في النزع، يعني أنه بويع له بسر من رأى والمستعين خليفة مجتمع عليه في الشرق والغرب. وقال أبو بشر: أخبرني علي بن الحسن بن علي قال: لما سأل الأتراك المستعين بالله الرجوع إلى سرّ من رأى، فأبى عليهم قدموا سرّ من رأى يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرّم، فاجتمع الموالي وكسروا باب لؤلؤة، وأنزلوا المعتز بالله فبايعوه، وخلعوا المستعين، فركب المعتز بالله الى دار العامة يوم الخميس في المحرم سنة احدى وخمسين ومائتين، فبايعه الناس وعقد لنفسه لواء أسود، وخلع على ابراهيم المؤيد بالله وعلى أحمد المعتمد على الله وعلى أبي الموفق وأنهضه إلى بغداد مطالبا ببيعته التي أكدها له المتوكل على الله في أعناقهم، ومعه جماعة من الفقهاء، فشخص أبو أحمد يوم السبت لسبع بقين من المحرم. وحصّن محمد بن عبد الله بن طاهر بغداد، ورمّ سورها، وأصلح أبوابها، وعسكر أبو أحمد بالشماسيّة، ووقع الحرب يوم السبت للنصف من صفر واتصلت الوقائع (152- ظ) . قال أبو بشر: وسمعت جعفر بن علي الهاشمي يقول: بويع المعتز يوم الاربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم، وتوجّه أبو أحمد بن المتوكل على الله إلى بغداد في عشرة آلاف من سرّ من رأى فواقع أهل بغداد فقتل من الفريقين خلق عظيم وكانت هذه السنة فتنة المعتز والمستعين. قال: وأخبرني أبو موسى العباسي قال: لما وجه المعتز بالله أخاه أبا احمد الموفق فحصرهم وأقام المستعين بالله ببغداد الى أن خلع سنة واشتد الحصار على أهل بغداد، وقد كان أهل بغداد لما رحل إليهم المستعين أحبوه، ومالوا نحوه غاية الميل حتى نزل بهم من الحصار ما نزل فنسبوا محمد بن عبد الله بن ظاهر إلى المداهنة في أمر المستعين بالله، وهجموا منزله يريدون نفسه. قال: وأخبرني أبو موسى العباسي قال: فدس محمد بن عبد الله بن طاهر الى المستعين بالله من يعرض له بالخلع على أنه يتوثق له من المعتز بالله، ويسلم إليه الأمر، وكان المستعين بالله رجلا صالحا ضعيفا فأجاب المستعين بالله إلى ذلك، وكره الدماء بعد أن لم يجد ناصرا.

قال: وأخبرني جعفر بن علي قال: خلع المستعين بالله نفسه من الخلافة في المحرم أول سنة اثنتين وخمسين ومائتين. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن أبي أحمد قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر (153- و) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: أخبرنا عمر بن حفص قال: ودعي للمعتز ببغداد يوم الجمعة لثلاث خلت من المحرّم سنة اثنتين وخمسين ومائتين. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن احمد بن الحسن بن البنّاء قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران- اجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشيّ، وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله ابراهيم بن محمد ابن عرفة قال: ولم تزل الحرب دائمة بمدينة السلام الى يوم الاثنين لثمان بقين من ذي الحجة ثم تبدّى محمد بن عبد الله بن طاهر في الصلح على أن يبايع المعتز ويخلع المستعين يوم الخميس لثلاث من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين ودعي للمعتز بمدينة السلام يوم الجمعة لاربع خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين ودعي له بالمسجدين وبايع القواد وسائر الناس وأمر للجند برزق شهرين. قال أحمد بن البناء: أخبرنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي قال: أخبرنا عبد الله ابن عثمان بن يحيى قال: أخبرنا اسماعيل بن علي قال: خلافة أبي عبد الله المعتز بالله، واسمه محمد بن جعفر المتوكل على الله، وأمه أم ولد يقال لها: قبيحة أدركت خلافته، ومولده في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، واجتمع الناس على بيعة أبي عبد الله المعتز بالله بعد خلع المستعين، وبويع له ببغداد يوم الجمعة لاربع خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين فكانت خلافته (153- ظ) منذ يوم بويع له ببغداد، واجتمع الناس عليه الى يوم خلع بسر من رأى، وقبض عليه صالح ابن وصيف فحبسه وذلك يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، وحبس خمسة أيام، ثم قتل يوم الجمعة وقت العصر مستهل شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو ابن ثلاث بغية المطلب ج/ 8 م (236)

وعشرين سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما، ومبدأ الوقت الذي بويع له فيه بسر من رأى بالخلافة الى وقت قتل أربع سنين وخمسة عشر يوما، وكان أبيض شديد البياض، معتدل الخلق جميل الوجه ربعة، حسن الجسم، على خده الأيسر خال أسود وشعره أسود خشن. كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي منها: أن أبا القاسم الشحامي أخبرهم- إجازة- عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- إجازة- قال: وكانت البيعة لولد المتوكل بالعهد يوم الاثنين غرّة المحرّم سنة ست وثلاثين ومائتين: بويع لمحمد وسمي المنتصر، ولأبي عبد الله وسمي المعتز، واسمه محمد وقيل الزبير، وبايعوا لإبراهيم وسّموه المؤيد، وأعطى الجند لأربعة أشهر، وأمر للهاشمين بخمسة آلاف درهم لكل رجل منهم، وأخرج الشيعه إلى الآفاق ليأخذوا البيعة، وقسمت أعال الدنيا بين ولاة العهود، فكان إلى المنتصر الغرب كله إلّا القليل الى السواد (154- و) والحرمين واليمن واليمامة والبحرين والسند والهند وكور الأهواز والمستغلات بسرّمن رأى وماءة الكوفة وماءة البصرة وما سبذان ومهرجانيه وأصبهان، وشهر زور، وقم وقاشان، وقزوين، وإلى المعتز كور خراسان وكور فارس وأرمينية وأذربيجان، وولي بعد ذلك في سنة أربعين حوز الأموال في جميع البلدان، ودور الضرب، فضرب اسمه على الدراهم، وإلى المؤيد جند حمص وجند دمشق، وجند الأردن، وجند فلسطين. قال أبو بكر الصولي: حدثنا الحسين بن علي أبو علي الرازي قال: حدثني ابن أبي فنن قال: لما بنى المتوكل للمعتز داره ببركوارا «1» وطهره فيها، دخل الشعراء فأطالوا وذهبوا كل مذهب وعرفت طبع المتوكل فدخلت وأنشدت: قل لأمين الله في خلقه ... عشت سليما عالي الجد بنيت للمعتز أعجوبة ... ينزلها بالطائر السعد دارا ترى العزّ محيطا بها ... مختارة باليمين والرشد

إذا رأيناها دكرنا بها ... لما رأينا جنّة الخلد أبقاك رب الناس حتى ترى ... المعتزّ جدا وأبا جد حولك من أبناء أبنائه ... تسعون من شيب ومن مرد كلّهم قد نال ما ناله ... آباؤه الزهر من المجد (154- ظ) قال: فما بلغ أحد ممن أطال ما بلغت. قال الصولي ودعوة المتوكل هذه ببركورا لما أعذر المعتز دعوة مشهورة، يقال إنها دعوة الاسلام لم يكن قبلها ولا بعدها مثلها إلّا ما يحكى في وقت بناء المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل. حدثني بها جماعة قد شاهدوها وجماعة من أولاد الخلفاء، والجلساء عن آبائهم: أن المتوكل جلس ومدت بين يديه مرافع ذهب مرصعة بالجوهر وعليها من العنبر والند والمسك المعجون أمثلة على جميع الصور، ومنها ما قد رصع بالجوهر مفردا ومنها ما عليه ذهب وجوهر، وجعل بساطا ممدودا فأحضر الجلساء وسائر الناس، فوضعت بين أيديهم صواني الذهب مرصعة بأنواع الجوهر، وجعل بين صوانيهم من الجانبين وبين طرفي هذا المعبّى فرجة، وجاء الفراشون بزبل «1» قد غشيت بالأدم مملوءة دنانير ودراهم نصفين فصبت في الفرجتين حتى ارتفعت على الصواني، وأمر الناس أن يشربوا ويتنقل من يشرب من تلك الدنانير ثلاث حفنات بكفه كأنها ما كانت، وكلما خفّ موضع جيء بالزبل فردّ إلى حاله، ووقف غلمان في آخر المجلس فصاحوا: إن أمير المؤمنين يقول لكم: ليأخذ من شاء ما شاء، فمد الناس أيديهم إلى المال فأخذوه وكان الرجل منهم يثقله ما معه فيخرج فيسلّمه إلى من معه ويرجع، وخلع على سائر الناس بعد ان صليت الظهر خلعا حسانا، على مراتبهم، وكذلك بعد العصر والمغرب، وأعتق (155- و) ستة آلاف نسمة ولم يتخلف عن هذا الأمر أحد وكان فيه جلساء المتوكل كلهم. قال: وكانت دعوة المأمون حين بنى على بوران ابنه الحسن بن سهل تسمى دعوة الإسلام حتى جاءت دعوة بركوارا «2» ، فقيل هي مثلها، وقيل أقل وأكثر.

قال الصولي: وحدثني ابن المعتز قال: حدثني العنبري قال: حدثني حماد بن محمد عن ابن السمط قال: لما نثر على المعتز يوم بركوارا لم ألتقط، فقال لي المتوكل: لم لا تلتقط وأنكر ذلك فقلت: خفت أو أوليك ظهري، قال: أما ترى الفتح «1» يلتقط فالتقطت وقلت: هذي سماء تمطر الدراهما عند إمام يعمر المكاربا خليفة قد ولد الضراغما جاء بهم خلائفا أكارما لازال ملك الأرض فيهم دائما فشتممني ابن الجهم «2» ، فقال لي المتوكل: إنما شتمك غيظا لأنه لا يحسن أن يقول بديها كما تقول. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن بيان الكاتب قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات قال: حدثنا أبي وجماعة من شيوخنا قال: لما حذق «3» المعتز القرآن دعا المتوكل شفيع (155- ظ) الخادم بحضرة الفتح بن خاقان فقال: إني قد عزمت على تحذيق أبي عبد الله في يوم كذا، وتكون خطبته على حذاقته ببركوارا، فأخرج من خزانه الجوهر جوهرا بقيمة مائة ألف دينار في عشر صواني فضة للنثار على من يقرب من القواد مثل: محمد بن عبد الله ووصيف وبغا وجعفر الخياط ورجاء الحضاري، ونحو هؤلاء من قادة العسكر، وأخرج مائة ألف دينار عددا للنثار على القواد الذين دون هؤلاء في الرواق

الذي بين يدي الابواب، وأخرج ألف ألف درهم بيضا صحاحا للنثار على من في الصحن من خلفاء القواد والنقباء. قال شفيع: فوجهت الى أحمد بن جناب الجوهري فأقام معنا حتى صنفنا في عشر صواني من الجوهر الابيض والاحمر والاخضر والازرق بقيمة مائة ألف دينار، ووزن كل صينية ثلاثة آلاف درهم، وقال شفيع لابن جناب: اجعل في صينية من هذه الصواني جوهرا يكون قيمته خمسة آلاف دينار وانتقصه من باقي الصواني حتى يكون في كل واحدة تسعة آلاف وخمسمائة دينار، فإن أمير المؤمنين أمرني أن أدفع هذه الصينية الى محمد بن عمران مؤدب الامير أبي عبد الله إذا فرغ من خطبته، ففعل ذلك وشدوا كل صينية في منديل وختمت بخاتم شفيع، وتقدم شفيع الى كل من كان معه من الخدم أن ينثروا العين في الرواق، والورق في الصحن، ووعز الى الناس من الاكابر ووجوه الموالي (156- و) والشاكرية «1» بحضور بركوارا في يوم سمي لهم ليشهدوا خطبة الامير المعتز، وكتب الى محمد بن عبد الله وهو بمدينة السلام بالقدوم الى سرّ من رأى لحضور الحذاق. قال: فتوافى الناس الى بركوارا قبل ذلك بثلاثة أيام وضربت المضارب، وانحدر المتوكل غداة ذلك اليوم ومعه قبيحة ومن اختصت من حرم المتوكل وحشمها الى بركوارا، وجلس المتوكل في الإيوان على منصته، وأخرج منبر آبنوس مضبب «2» بالذهب، مرصع بالجوهر مقانعه «3» عاج، وقال بعضهم: عود هندي، فنصب تجاه المنصّة وسط الإيوان، ثم أمر بادخال محمد بن عمران المؤدب فدخل فسلّم على أمير المؤمنين بالخلافة ودعا له، فجعل أمير المؤمنين يستدنيه حتى جلس بين يدي المنبر، وخرج المعتز من باب في حنية الإيوان حتى صعد المنبر، فسلم على أمير المؤمنين، وعلى من حضر، ثم خطب فلما فرغ من خطبته دفعت الصينية الى محمد بن عمران، ونثر شفيع صواني الجوهر على من في الايوان، ونثر الخدم الذين كانوا في الرواق والصحن ما كان معهم من العين والورق وأقام المتوكل ببركوارا أياما في يوم

منها دعته قبيحة فيقال: انه لم ير يوم مثله سرورا وحسنا وكثرة نفقة وان الشمع كله كان عنبرا، إلّا الشمعة التي في الصحن فانه كان وزنها ألف منا، فكادت تحرق القصر، ووجد حرّها من كان في الجانب الغربي من دجلة. وقد كان أمر (156- ظ) المتوكل أن يصاغ له سريران أحدهما ذهب والآخر فضة، ويفرش السرير الفضة ببساط حب وبرذعة حب ووسادى حب ومخدتي حب ومسند حب منظوم على ديباج أسود، وكان طول السرير تسعة أذرع. قال: فأخرج من خزانة الجوهر حبّ عمل منه ذلك، فكان أرفع قيمة الحبة دينارا، وأقل القيمة درهما، فاتخذ له ذلك، وأمر بفرش السرير الذهب بمثل فرش السرير الفضة منقوشا بأنواع الجوهر الاحمر والاخضر والاصفر والانواع ففرشا فقعد عليهما هو وقبيحة ثم وهبهما لها «1» . أنبأنا أبو روح الهروي عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أنبأنا أبو أحمد القارئ قال: أخبرنا محمد بن يحيى- اجازة- قال: حدثني عون بن محمد بن علي قال: لما بلغ المعتز مبلغ الرجال جلس المتوكل للتهنئة فجاء الناس على طبقاتهم، ودخل البحتري فأنشده: ردي على المشتاق بعض رقاده ... أو فاشركيه في اتصال سهاده حتى بلغ قوله: يهنيك في المعتز بشرى بيّنت ... فينا فضيلة هدية ورشاده قد أدرك الحلم الذي أبدى لنا ... عن حلمه ووقاره وسداده ومبارك ميلاد ملك مخبر ... بقريب عهد كان من ميلاده تمت لك النعماء فيه ممتّعا ... بعلو همّته ووري زناده (157- و) وبقيت حتى تستضيء برأيه ... وترى الكهول الشيب من أولاده «2»

فأمر بإعادة هذا فأعاده، فقال: آمين: وأمر للبحتري بألف دينار. قال الصولي: وعزل أحمد بن وزير البصرى عن قضاء سر من رأى إلّا أنه لم يكن اليه قضاء القضاة. فحدثني يحيى بن أحمد بن وزير عن أبيه قال: ما رأيت أحسن وجها من المعتز ولا أبلغ خطابا قال لي لما ولاني القضاء: يا أحمد قد وليتك القضاء، وانما هي الدماء والفروج والاموال ينفذ فيها حكمك، ولا يردّ أمرك، فاتق الله وانظر ما أنت صانع قال: فما قرع قلبي كلام قط مثله. قال- يعني- أحمد بن وزير: وحضرت عنده وقد عرض عليه أسارى من عامة أهل بغداد أخذوا في الحرب فأمر بقتلهم فقلت: يا أمير المؤمنين قصّاب وهرّاس استفزّهم الجهل وأرداهم الطمع، فان قتلتهم فليسوا بثأر وفي اطلاقهم نجاة لك من النار، فأمر باطلاقهم وان يدفع الى كل واحد منهم ثوب ودينار. وقال الصولي: حدثني أحمد بن محمد بن اسحاق قال: سمعت الفضل بن العباس يقول: كان المعتز حسن الاخلاق جميل المذهب، لولا أنه حمل على قتل أخيه المؤيد وخوّف ما جسر على ما فعله به وما زال نادما على ذلك، وكانت له فعلة أخرى أطعم المضحكين حيّات على أنها سمك مرماهي «1» فماتوا كلهم، وأعطى ورثتهم الديات، وتاب الى الله عز وجل من ذلك وتصدق بمائة ألف (157- ظ) درهم. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أبو بكر البغدادي قال: أخبرنا أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السّمان- لفظا بالري- قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى الشافعي بسامراء قال: أخبرنا أحمد بن علي بن يحيى بن حسان قال: حدثنا علي بن حرب الطائي قال: دخلنت على المعتز بالله فما رأيت خليفة كان أحسن وجها منه، فلما رأيته سجدت فقال: يا شيخ تسجد لأحد من دون الله؟ قلت: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال: حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى ما يفرح أو بشر بما يسره سجد شكرا لله عز وجل. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر

الخطيب قال: أخبرني أبو القاسم الأزهري قال: قال حدثنا عبد الله بن محمد المقرئ قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني أبو الغوث بن البحتري قال: حدثني أبي قال: نظر إلي المعتز وأنا أنظر الى وجهه فقال: الى أي شيء تنظر؟ فقلت: الى كمال أمير المؤمنين في جمال وجهه وجميل أفعاله «1» . أخبرنا أبو جعفر المؤدب في كتابه قال: أنبأنا أبو غالب بن البناء عن أبي غالب ابن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي، قال: أخبرنا أبو عبد الله نفطويه قال: ولم يتول الخلافة قبله أحد أصغر منه سنا- يعني المعتز- وكان جميلا أبيض مشربا حمرة حسن الجسم، ولا أعرف له شعرا ولا تمثلا غير (158- و) أنه حكي لي عن الزبير بن بكار أنه قال: أجلسني المتوكل أملي على بنيه فأقبل المعتز فعثر فجزعت لعثرته فقال: يا زبير أقبل على املائك ثم تمثل: يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرّجل أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثني الحسن بن أبي طالب قال: حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال: حدثنا يزداد بن عبد الرحمن قال: قال لي الزبير بن بكار: صرت الى أبي عبد الله المعتز بالله وهو أمير فلما علم بمكاني خرج مستعجلا فعثر فأنشأ يقول: يموت الفتى من عثره بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرّجل «2» وقد روي عن الزبير أنه حكى عن الرشيد أنه قدم إليه ليحدثه بالأخبار التي صنفها فأعجل المعتصم فعثر فقام وتمثل بهذا البيت رواه ثعلب عن الزبير، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة المعتصم. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي،

وأبو الوحش المقرئ عنه قال: أخبرنا أبو الفتح ابراهيم بن علي بن ابراهيم بن الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو العيناء قال: دخل ابن السكيت على المعتز وكان يؤدبه وله عشر سنين فقال: بأي شيء يحب أن أبتدىء الأمير من العلوم قال: بالانصراف قال: أنا أخف نهوضا منك، فوثب فعثر بسراويله فالتفت فقال: (158- ظ) يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرّجل فخبّر بها المتوكل فأمر لابن السكيت بخمسين ألف درهم. قال أبو العيناء: وإنما فعل ذلك المتوكل ليستر عوار ابنه في سوء أدبه على معلمه «1» . قلت: قال أبو عبد الله نفطويه: ولا أعرف له شعرا، وقد روي له مقاطيع عدة فمن ذلك ما ذكره أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق قال: حدثني أحمد بن يزيد المهلبي قال: حدثني أبي قال: كان المعتز يشرب على بستان مملوء بالنمام «2» وبين النمام شقائق النعمان فدخل يونس بن بغا وعليه قباء أخضر وقد شرب فاشتدت حمرة وجناته فقال المعتز: شبّهت حمرة خدّه في ثوبه ... بشقائق النعمان في النمام ثم قال: أجيزوا، فبدر بنان المغني، فقال: وكان ربما عبث بالبيت والبيتين: والقد منه إذا بدا في قرطق «3» ... كالغصن في لين وحسن قوام فقال له المعتز: غنّ الآن فيه، فعمل لحنا وتغنى فيه. قال الصولي: حدثني محمد بن عبد السميع قال: حدثني أبي قال: لما قتل بغا «4» دخلنا فهنأنا المعتز بالظفر، فاصطبح ومعه يونس بن بغا وما رأينا وجهين قط اجتمعا

أحسن من وجهيهما فما مضت ثلاث ساعات حتى سكرا ثم خرج علينا المعتز فقال: (159- و) ما أن ترى منظرا إن شئته حسنا ... إلا صريعا تهادى بين سكرين سكر الشباب وسكر من هوى رشأ ... تخاله والذي يهواه غصنين ثم أمر بعض المغنين فغنى فيهما. قال أبو بكر الصولي: ومن شعر المعتز قوله في يونس بن بغا، وفيه ألحان عملها المعتز في طريقه الرمل الثاني «1» . علموني كيف أجفوك على رغم من أنفي وجفائي لك يا يونس مقرون بحتفي غير أن الله قد يعلم ما أبدي وأخفي فوقاني فيك ريب الدهر أن يأتي بصرف «2» أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدثني عمر بن محمد بن عبد الملك قال: قعد المعتز ويونس بن بغا بين يديه والجلساء والمغنون حضور، وقد أعد الخلع والجوائز، إذ دخل بغا فقال: يا سيدي والدة عبدك يونس في الموت، وهي تحب أن تراه، فأذن له فخرج ففتر المعتز بعده ونعس، وقام الجلساء الى أن صليت المغرب، وعاد المعتز الى مجلسه ودخل يونس بين (159- ظ) يديه الشموع، فلما رآه المعتز دعا برطل فشربه، وسقى يونس رطلا وغنى المغنون، وعاد المجلس أحسن ما كان فقال المعتز:

تغيب فلا أفرح فليتك لا تبرح ... وإن جئت عذبتني بأنك لا تسمح فأصبحت ما بين ذين لي كبد تجرح ... على ذاك يا سيدي دنوك لي أصلح ثم قال: غنوا فيه، فغنوا فيه فجعلوا يفكرون، فقال المعتز لابن الفضل الطنبوري: ويلك ألحان الطنبور أملح وأخف فغن لنا، فغنى فيه لحنا فقال: دنانير الخريطة «1» ، وهي مائة دينار فيها مائتان، مكتوب على كل دينار ضرب هذا الدينار بالحسني لخريطة أمير المؤمنين، ثم دعي بالخلع والجوائز لسائر الناس، فكان ذلك المجلس من أحسن المجالس «2» . قلت: وهذا يونس بن بغا الكبير، لا يونس الصغير المعروف بالشرابي «3» . أخبرنا أبو الفضل ذاكر بن اسحاق الهمذاني بالقاهرة قال: أخبرنا أبو سهل عبد السلام بن أبي الفرج قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع قال: أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن اسحاق الحربي قال: أخبرنا أبو بكر الصولي، محمد بن يحيى قال: حدثنا أحمد (160- و) بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا الفضل بن العباس بن المأمون قال: كنت مع المعتز في الصيد فانقطعنا عن الموكب هو وأنا ويونس بن بغا، ونظرنا الى دير فيه ديراني يعرفني وأعرفه ظريف مليح، فشكا المعتز العطش، فقلت: هاهنا ديراني ظريف مليح فقال: مر بنا، فجئنا، فخرج إلينا وأخرج لنا ماء باردا، وسألني عن المعتز ويونس فقلت فتيان من أبناء الجند فقال لي: تأكلون شيئا؟ قلنا: نعم فأخرج لنا أطلف «4» شيء في الدنيا فأكلنا أطيب أكل وجاءنا بأطيب اشنان وأحسن آلة، فاستظرفه المعتز، وقال لي: قل له بينك وبينه: من تحب أن يكون معك من هذين لا يفارقك، فقلت له: فقال: كلاهما وتمرا، فضحك المعتز حتى مال على الحائط، فقلت للديراني: لا بد من أن تختار فقال: الاختيار والله

في هذا دمار، ما خلق الله عقلا يميز بين هذين، ولحقنا الموكب فارتاع الديراني فقال له المعتز: بحياتي لا تنقطع عما كنا فيه ففرحنا ساعة، ثم أمر له بخمسمائة ألف درهم، فقال: والله لا قبلتها إلا على شريطة قال: وما هي؟ قال: يجيب أمير المؤمنين دعوتي مع من أراد، فوعدناه اليوم فجئناه فأنفق علينا المال كله، فوصله المعتز بمثله وانصرفنا. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ (160- ظ) أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله الهمذاني- إجازة- قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن خيران قال: أخبرنا ابن الأنباري قال: دخل الزبير بن أبي بكر على المعتز بالله وهو محموم فقال له: يا أبا عبد الله إني قد قلت في ليلتي هذه أبياتا وقد أعيى علي إجازة بعضها فأنشدني: إني عرفت علاج القلب من وجع ... وما عرفت علاج الحب والجزع جزعت للحب والحمى صبرت ... إني لأعجب من صبري ومن جزعي من كان يشغله عن حبه وجع ... فليس يشغلني عن حبكم وجعي وقال أبو عبد الله: وما أملّ حبيبي ليتني أبدا ... مع الحبيب ويا ليت الحبيب معي فأمر لي على البيت بألف دينار «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنشدنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: أنشدت للمعتز بالله:

الله يعلم يا حبيبي أنني ... مذ غبت عنك مدله مكروب (161- و) يدنو السرور إذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو العيش حين تغيب أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: كتب إلينا أبو القاسم الشحامي أن أبا القاسم بن البندار أجاز لهم عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- إجازة- قال: حدثني عمار بن محمد قال: حدثني حمدون بن اسماعيل قال: اصطبح المعتز في يوم ثلاثاء ونحن بين يديه ثم وثب فدخل فاعترضته جارية كان يحبها وما كان ذلك اليوم من أيامها فقبلها وخرج فحدثني بما كان وأنشدني: إني قمرتك يا همي ويا أملي ... أمرا مطاعا بلا مطل ولا علل حتى متى يا حبيب النفس تمطلني ... وقد قمرتك مرات فلم تف لي يوم الثلاثاء يوم سوف أشكره ... إذ زارني فيه من أهوى على عجل فلم أنل منه شيئا غير قبلته ... وكان ذلك عندي أعظم النفل قال: فأمر أن يعمل فيه لحن خفيف، فشربنا عليه سائر يومنا. قال الصولي: وأنشدني عبد الله بن المعتز لأبيه: بيضاء رود الشباب قد غمست ... في خجل دائب يعصفرها مجدولة هزها الصبي وغدت ... يشغل لحظ العيون منظرها الله جار لها فما امتلات ... عيني إلّا من حيث أبصرها وعملت عريب «1» فيه لحنا. قال: وحدثني عبد الله بن المعتز قال: أنشدنا أحمد بن حمدون المعتز في يونس بن بغا وقد خرج من عنده ثم عاد (161- ظ) . الله يعلم يا حبيبي أنني ... مذ غبت عني هائم مكروب

يدنو السرور إذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو العيش حين تغيب وقال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: بويع المعتز بالخلافة وله سبع عشرة سنة كاملة وشهر، فلما انقضت البيعه قال: تفرد لي الرحمن بالعز والعلى ... فأصبحت فوق العالمين أميرا وقال الصولي: حدثني عبد الله بن المعتز قال: حدثتني امرأة من موالياتنا قال: خرجت قبيحة أم المعتز على الأتراك، وأخرجت إليه قميص المتوكل مخضبا بدمائه، وقالت: أقتلهم في كل مكان فقال لها: ارفعيه وإلّا صار القميص قميصين. قال الصولي: وفيها يعني سنة خمس وخمسين ومائتين خلع المعتز، وقتل بعد خلعه بأيام، حدثني الحسين بن عبد الله بن عمر قال: حدثني علي بن الحسين بن عبد الأعلى قال: لما قبض صالح بن وصيف على الكتاب شغب الأتراك على المعتز يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب فركب صالح وباكباك ومحمد بن بغا المعروف بأبي نصر حتى وافوا باب المعتز فقالوا: أخرج إلينا، فوجه اليهم اني أخذت دواء فعاودوه مرات فوجه إليهم: إن كان ما لا بد منه فادخلوا وهو يرى أن أمره واقف بعد فدخلوا، فجروا برجله وضربوه، وأقاموه في الشمس، ثم قالوا له: اخلع نفسك، قال: نعم فأدخل حجرة ووجه إلى ابن أبي الشوارب «1» (162- و) والفقهاء، فكتب كتاب الخلع وشهدوا عليه على أنّ له الأمان ولأخيه وابنه ولأمه، وكان لقبيحة سرب في الدار فنجت منه، وفرّت أخت المعتز، وكان المعتز طلب منها مالا وقت شغبهم عليه، فقالت: ليس عندي، فقال: إني مقتول، قالت: لا يجسرون عليه ووجهوا بخليفة بيناتكين إلى بغداد فهجم على محمد بن الواثق، وكان ينزل في الجانب الشرقي فأخذه وحمله، فوافى به سرّ من رأى ليلة الاربعاء لليلة بقيت من رجب فبويع من ساعته وسمي المهتدي بالله وأدخل المعتز إلى المهتدي يوم السبت لثلاث خلون من شعبان فقال له المهتدي أخلعت أم خلعت؟ قال: خلعت فوجىء في عنقه حتى سقط ثم أقيم، فقال: خلعت وسلمت ورضيت وسلم على المهتدي بالخلافة وأخرج فسلمه صالح إلى نوشري بن طاجنك فمشيّ في الحر، فطلب نعلا فلم يعط، فأرخى

سراويله فمشى عليه، وأخذ من مال أخته ثلاثمائة ألف دينار ونادى المهتدي: من دلّ على مال من مالهم فله نصف العشر، فدل الناس على أموال كثيرة نحو ألف ألف دينار، فوفى لهم المهتدي بنصف العشر، وعذب المعتز بألوان العذاب فلم يكن عنده مال، فأدخل حماما ومنعوه الماء حتى اشتد في الحمام عطشه وقارب التلف، ثم أخرج فأعطي ماء فيه ثلج كثير، فحين جرع منه جرعا مات وذلك يوم السبت لعشر خلون من شعبان، فكانت خلافته مذ بايعوه قبل خلع المستعين (162- ظ) وذلك يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين: ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرون يوما، وقتل بعد الخلع بأيام، وكان مولده في شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين قبل خلافة أبيه، وكان المهتدي يقول قبل قتل المعتز لا يجتمع سيفان في غمد، ولا فحلان في شول «1» أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أجاز لنا أبو غالب محمد بن احمد بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء علي بن عبد الرحيم الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفه الأزدي قال: وفي هذه السنة يعني سنة خمس وخمسين ومائتين هاج الموالي فخلعوا المعتز بحضرة القضاة والفقهاء بعد أن قرّعوه ووبخوه، فكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما منها بعد خلع المستعين ثلاث وستة أشهر وثلاثة وعشرون يوما، ومات عن أربع وعشرين سنة. ووافى محمد بن الواثق يوم الاربعاء لليلة بقيت من رجب، وهو أبو عبد الله، وسمي المهتدي وتنبع أموال المعتز وأخذ له مالا وجوهرا، وطيبا ومتاعا كثيرا. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس قال حدثنا ابن أبي الدنيا قال: بويع المعتز بالله في المحرم سنة ثنتين (163- و) وخمسين ومائتين عند خلع المستعين بالله، ومات يوم الثاني من شهر رمضان، بسر من رأى، ودفن بموضع يقال له باب السميدع سنة خمس وخمسين ومائتين، وله ثلاث وعشرون

الزبير بن عبد الواحد بن محمد

سنة، وكانت خلافة المعتز بالله من يوم دعي له بالخلافة ببغداد الى يوم دفن ثلاث سنين وسبعة أشهر إلّا ثلاثة أيام. قال أبو بكر الخطيب: هكذا ذكر ابن أبي الدنيا أن وفاة المعتز كانت في شهر رمضان. وأخبرنا الحسين بن أبي بكر قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا عمر بن حفص أن المعتز قتل يوم السبت ليومين من شعبان، وأخبرنا عبد العزيز بن علي قال: أخبرنا المفيد قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أخبرني جعفر بن علي الهاشمي ان المعتز بالله صلى عليه محمد بن الواثق المهتدي، ودفن عند قبر المنتصر بالله يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. وقال الخطيب: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: قال ابن البراء: كانت خلافة المعتز الى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين: أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وأظهر قبره، وبقي الأمر يومين يعني بعد قتله حتى استخلف المهتدي «1» . أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل- في كتابه- قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي، ح. وأنبأنا به أبو القاسم بن الحرستاني عن السلمي عن التميمي قال: أخبرنا مكي ابن محمد قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: وفيها- يعني- سنة (163- ظ) اثنتين وخمسين ومائتين بويع أبو عبد الله الزبير بن جعفر وهو المعتز بالله لثلاث خلون من المحرم. قال: وفيها- يعني- سنة خمس وخمسين خلع المعتز بالله، وتوفي المعتز يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان «2» . الزبير بن عبد الواحد بن محمد وقيل أحمد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم، أبو عبد الله الهمذاني الأسد أباذي

الحافظ، رحل وطوف البلاد، ودخل الشام، وكان في الرحلة مع أبي الحسن الآبرى، ودخل معه حلب وغيرها من بلاد الشام. حدث عن محمد بن عبد الله القزويني قاضي مصر، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العقسلاني، ومحمد بن عمر الديماسي ومحمد بن نصير بن أبان، ومحمد بن اسحاق السراج، ومحمد بن اسحاق بن خزيمة، وأبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء، وأبي بكر أحمد بن مروان المالكي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان والحسن بن سفيان النسوي، وأبي خليفه الفضل بن الحباب البصري، وسعيد ابن عبد الله بن سهل بن يزيد بن مروان، وعبد الله بن محمد بن ناجيه البغداد بين، وأبي الدحداح، وزكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، وأبي الحسن يعقوب بن اسحاق ابن إبراهيم بن حجر، ويوسف بن عبد الاحد القمي، وأبي عثمان عبد الحكم بن أحمد بن محمد بن سلام، وعبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان، والعباس بن الفضل الأرسوفي، وعلان المصري وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري، وأبي عمرو عثمان بن أحمد السرخسي، وعبدان الأهوازي، وعمران ابن موسى السختياني، وعبد الرحمن بن محمد بن المغيره البزاز، وعلي بن أحمد ابن سليمان المصري وأبي بكر بن خريم. روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، ومحمد بن مخلد الدوري العطار، وأبو الحسن الآبري، وصالح بن احمد الحافظ، وأبو حفص بن (164- و) شاهين، وقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الهمذاني، وأبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة، وأبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان الهمذاني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي وأبو الحسين الرازي، وأبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي، وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، وعلي بن الحسن بن حيويه، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان الهمذاني (164- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال: حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال: الزبير بن عبد الواحد الأسد أباذي عني بهذا الشأن، وجمع وعاجله الموت، كتبت عنه وهو صدوق «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري- فيما أذن لي في روايته عنه- عن أبي الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا القاضي ابو الحسن علي بن عبد الله محمد الهمذاني بمصر قال: سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي يقول: الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا أبو عبد الله الأسد أباذي. روى عن الحسن بن سفيان النسوي، وعمران بن موسى السختياني، وعبد الله بن شيرويه، ومحمد بن اسحاق السراج، وابن خزيمة، وأبي خليفة، وعبدان، وأبي يعلى الموصلي، وعامة مشايخ الشام ومصر، وعاجله الموت، وكان ورعا حافظا وهو صدوق. أنبأنا عبد الله بن عمر بن علي القرشي قال: أخبرنا الامام أبو الخير القزويني قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي والحيرىّ، وأبوا عثمان: الصابوني والحيري، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الحاكم قال: زبير بن عبد الواحد بن أحمد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم الحافظ أبو عبد الله (166- و) الأسد أباذي قدم نيسابور بعد منصرفه

من الحسن بن سفيان سنة ثلاث وثلاثمائة، فسمع المسند من عبد الله بن شيرويه، وكتب عن جعفر الحافظ وأقرانهما، وكان أقام بنيسابور سنتين، فأما رحلته إلى آفاق الدنيا فمشهورة. سمع أبا خليفة وعبدان وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعلي بن أحمد بن سليمان بمصر ومشايخ الشام، وكان الزبير من الصالحين المذكورين المشهورين الثقات من الحفاظ، صنف الشيوخ والأبواب، كتبت عنه بأسد أباذ في سنة إحدى واثنتين وأربعين وثلاثمائة، ثم دخلت أسد أباذ سنة سبع وستين وثلاثمائة، فحضرني أخوه أبو عمرو عثمان بن عبد الواحد، كتبت عنه وسألته عن وفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسد أباد غرة ذي الحجة من سنة سبع وأربعين رحمه الله، فإنه كان أحد أركان الحديث، وكان الزبير رحمه الله من عمال الدنيا، ومن أصحاب الحقائق، كتب معي كتابا إلى أبي علي الحافظ يعظه فيه، فأوصلت الكتاب واسترجعته، وهو عندي بخطه من نظر فيه عرف محل الزبير من الدين. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم أبو عبد الله الأسد أباذي، أحد من رحل في الحديث، وطوّف في البلاد شرقا وغربا فسمع أبا خليفة الفضل بن الحبّاب البصري والحسين بن سفيان النسوي (166- ظ) وعمران بن موسى السختياني، ومحمد ابن اسحاق بن خزيمة ومحمد بن اسحاق السراج، وعبد الله بن شيرويه النيسابوريين، وعبدان الأهوازي، وأبا يعلى الموصلي، وعبد الله بن محمد بن ناجيه البغدادي، وعلّان المصري وغيرهم من أهل هذه الطبقة بالشام ومصر وكان حافظا متقنا مكثرا. سمع منه ببغداد محمد بن مخلد الدوري، وكان الزبير إذ ذاك حدثا «1» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الزبير بن عبد الواحد بن أحمد، ويقال ابن

محمد- بن زكريا بن صالح بن ابراهيم الأسد أباذي الحافظ، سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصاء، وأبا بكر بن خريم، وزكريا بن أحمد بن يحيى البلخي، وأبا الدحداح، وابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان، والحسن بن حبيب، وبعسقلان محمد بن الحسن بن قتيبة، وأبا الحسن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم بن حجر، ومحمد بن عمر الديماسي، وبمصر يوسف بن عبد الأحد القمي، وأبا عمار عبد الحكم بن أحمد بن محمد بن سلام الصدفى، ومحمد بن نصير ابن أبان. وحدث عن عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان، وعبد الرحمن بن محمد ابن المغيرة البزاز. روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وهو أكبر منه، وأبو حفص بن شاهين والحاكم أبو عبد الله، وقاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني، وأبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي، وأبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي النيسابوريان، وعلي بن الحسن (167- و) ابن حيويّه الدامغاني وأبو عبد الله بن مندة، وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، وأبو الحسين الرازي، وسمع منه بحمص، وأبو العباس أحمد بن ابراهيم بن تركان الهمذاني «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- كتابة- قال: أخبرنا أبو منصور ابن خيرون قال: أخبرنا علي بن أحمد الحافظ قال: أخبرني محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ قال: زبير بن عبد الواحد الأسد أباذي كان من الصالحين المستورين الثقات الحفاظ، صنف الشيوخ والأبواب، كتبت عنه في سنة إحدى واثنتين وأربعين وثلاثمائة، ثم دخلت أسد أباذ «2» في سنة

الزبير بن المنذر بن عمر:

سبع وستين وثلاثمائة فحضرني أخوه عثمان بن عبد الواحد، فسألته عن وفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسد أباذ في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة «1» . الزبير بن المنذر بن عمر: وقيل فيه أبو الزبير بن المنذر، وكان كاتبا للوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان في صحبته حين أتته الخلافة عند موت هشام، ووصل معه الى رصافة هشام. حكى عن الوليد روى عنه المنهال بن عبد الملك، واسحاق بن أيوب وجويريه ابن أسماء. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري- إذنا- عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سهل بن بشران النحوي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن دينار اللغوي قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن (167- ظ) الحسين الكاتب الأصبهاني قال: أخبرني الحسين بن علي قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخزاز قال: وأخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا عمر بن شبّة عن المدائني عن جويريه بن أسماء، وعن المنهال ابن عبد الملك، وعن اسحاق بن أيوب كلّهم عن الزبير بن المنذر بن عمر- قال: وكان كاتبا للوليد بن يزيد- قال: أرسل إليّ الوليد صبيحة اليوم الذي أتته فيه الخلافة فأتيته فقال لي: يا أبا الزبير ما أتت عليّ ليلة أطول من هذه، عرضت لي أمور وحدثت نفسي فيها بأمور، وهذا الرجل قد أولع بي، فاركب بنا نتنفس، فركب وسرت معه، فسار ميلين ووقف على تلّ فجعل يشكو هشاما، إذ نظر إلى وهج قد أقبل. قال عمر بن شبة في حديثه وسمع قعقعة البريد، فتعوذ بالله من شر هشام، وقال: هذا البريد قد أقبل بموت وحيّ أو بملك عاجل، فقلت لا يسوءك الله أيها الأمير بل يسرك ويبقيك، إذ بدا رجلان على البريد مقبلان أحدهما مولى لأبي سفيان بن حرب، فلما قربا أتيا الوليد فنزلا يعدوان حتى دنوا فسلّما عليه بالخلافة، فوجم فجعلا يكرران عليه التسليم بالخلافة، فقال: ويحكما ما الخبر أمات هشام؟

قالا: نعم قال: مرحبا بكما ما معكما؟ قالا: كتاب مولاك سالم بن عبد الرحمن فقرأ الكتاب وانصرفا، وسأل عن عياض بن مسلم كاتبه الذي كان هشام ضربه وحبسه (169- و) فقالا: يا أمير المؤمنين لم يزل محبوسا حتى نزل بهشام أمر الله عز وجل، فلما صار إلى حال لا ترجى الحياة لمثله معها أرسل عياض إلى الخزان: احتفظوا بما في أيديكم، ولا يصلن أحد إلى شيء، وأفاق هشام إفاقة، فطلب شيئا فمنعه فقال: أرانا كنّا خزّانا للوليد، وقضى من ساعته، فخرج عياض من السجن ساعة قضى هشام، فختم الأبواب والخزائن، وأمر بهشام فأنزل عن فراشه، ومنعهم أن يكفنوه من الخزائن، فكفنه غالب مولى هشام بن اسماعيل، ولم يجدوا قمقما حتى استعاروه، وأمر الوليد بأخذ ابنى هشام بن اسماعيل فأخذا بعد أن عاذ إبراهيم بن هشام بقبر يزيد بن عبد الملك، فقال الوليد: ما أراه إلّا قد نجا، فقال يحيى بن عروة بن الزبير وأخوه عبد الله: إن الله لم يجعل قبر أبيك معاذا للظالمين، فخذه بردّ ما في يده من مال الله، فقال: صدقت وأخذهما، فبعث بهما إلى يوسف بن عمر، وكتب إليه أن يبسط عليهما العذاب حتى يتلفا، ففعل ذلك بهما، وماتا جميعا في العذاب بعد أن أقيم إبراهيم بن هشام للناس حتى اقتصوا منه المظالم. وقال عمر بن شبّه في خبره: إنه لما نعي له هشام قال: والله لأتلقين هذه النعمة بسكره قبل الظهر ثم انشأ يقول: (148- ظ) . طاب نومي ولذّ شرب السلافة ... إذ أتانا نعي من بالرصافة وأتانا البريد ينعي هشاما ... وأتانا بخاتم للخلافة فأصبحنا من خمر عانة صرفا ... ولهونا بقينة عزّافة قال: ثم حلف أن لا يبرح موضعه حتى يغنى في هذا الشعر ويشرب عليه، فغني له، وشرب حتى سكر، ثم دخل فبويع له. ***

زحر بن قيس الجعفي البدائي الكوفي:

زحر بن قيس الجعفي البدائي الكوفي: من بني بدّاء الجعفيين، كان فارسا شريفا خطيبا بليغا، شهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين وحكى عنه، وعن الحسن بن علي رضي الله عنه روى عنه عامر الشعبي، وهو الذي سيّره علي من صفين إلى القطقطانة «1» ، ليقطع الميرة عن معاوية، فبلغ معاوية، فسير معاوية الضحاك بن قيس إليه فهزمه زحر، فلامه معاوية، فلحق الضحاك بعلي رضي الله عنه. ويقال إنه هو الذي قدم برأس الحسين رضي الله عنه إلى يزيد بن معاوية وليس به. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور محمد ابن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن عبد الواحد الصغير قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن المغلس قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني عبد الله- يعني- بن سعيد عمه عن زياد وهو البكّائي قال: حدثنا المجالد بن سعيد قال: حدثني الشعبي قال: أخبرني زحر بن قيس الجعفي قال: بعثني علي على أربعمائة من أهل العراق، وأمرنا أن ننزل المدائن رابطة، قال: فو الله إنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق، إذ جاءنا رجل قد أعرق دابته قال: فقلنا من أين أقبلت؟ قال: من الكوفة فقلنا: متى (169- و) خرجت؟ قال اليوم قلنا: فما الخبر؟ قال: خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة صلاة الفجر، فابتدره ابن بجرة وابن ملجم فضربه أحدهما ضربة إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها، ويموت مما هو أهون منها، قال: ثم

ذهب، فقال عبد الله بن وهب السبأي «1» ورفع يده الى السماء: الله أكبر الله أكبر قال: قلت له: ما شأنك؟ قال: لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج، عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، قال: فو الله ما مكث إلّا تلك الليلة حتى جاءنا كتاب من الحسن بن علي: من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر ابن قيس أما بعد: فخذ البيعة ممن قبلك، قال فقلنا: أين ما قلت؟ قال: ما كنت أراه يموت «2» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير الطبري قال: قال هشام بن محمد: قال أبو مخنف: ثم إن عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين في الكوفة فجعل يدار به، ثم دعا زحر بن قيس، فسرّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية، وكان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان الأزدي، فخرجوا حتى قدموا بها الشام على يزيد. قال هشام: فحدثني عبد الله (169- ظ) بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي عن أبيه عن الغاز بن ربيعه الجرشي من حمير قال: والله إنا لعند يزيد بن معاوية بدمشق، إذ أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية فقال له يزيد: ويلك ما وراءك وما عندك؟ فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله وبنصره، ورد علينا الحسين بن علي بن أبي طالب، في ثمانية عشر من أهل بيته، وستين من شيعته قال: فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير عبيد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال على الاستسلام، فغدونا عليهم مع شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل ناحية، حتى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم، جعلوا يهربون الى غير وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، لو اذا كما لاذ

الحمائم من صقر، فو الله يا أمير المؤمنين ما هو إلا جزر «1» ، أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجزّرة «2» ، وثيابهم مزملة وخدودهم معفرة، تصهرهم الشمس وتسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان والرخم بقيء سبسب، قال: فدمعت عين يزيد وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سميّه، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه ورحم الله الحسين، ولم يصله بشيء «3» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي قال: حدثنا عبد الوهاب ابن محمد الغندجاني (170- و) قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل قال زحر بن قيس: خرجت حين أصيب علي إلى المدائن، وكان أهله بها، قاله محمد بن أبي بكر عن أبي محصن عن حصين عن الشعبي «4» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي، ح. قال الحافظ وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قالا: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي قال: زحر بن قيس الجعفي كوفي تابعي ثقة من كبار التابعين «5» . أخبرنا أحمد بن عبد الله بن علوان- إذنا- عن مسعود بن الحسن قال

أخبرنا أبو عمرو بن منده- إذنا أو سماعا- قال أخبرنا أحمد بن عبد الله قال أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال زحر بن قيس قال: خرجت حين أصيب علي الى المدائن، روى عنه الشعبي سمعت أبي يقول ذلك «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: زحر بن قيس الجعفي الكوفي تابعي ثقة، أحد أصحاب علي بن أبي طالب، أنزله علي المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة، روى عنه عامر الشعبي وحصين بن عبد الرحمن «2» . هكذا قال الخطيب وقد قال البخاري عن حصين عن الشعبي. أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زحر بن قيس الجعفي الكوفي، أدرك عليا وشهد معه صفين، وكان شريفا فارسا، وله ولد أشراف. حكى عن علي بن أبي طالب، والحسن بن علي روى عنه الشعبي (170- و) وكان خطيبا بليغا، ووفد على يزيد بن معاوية «3» . هكذا قال الحافظ أبو القاسم، والذي يقع لي أن الذي قدم برأس الحسين على يزيد هو غير زحر بن قيس الجعفي، فإن الجعفي شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقدّمه على أربعمائة من أهل العراق، وبقي بعده مؤمرا، وأمره الحسن رضي الله عنه بأخذ البيعة له، وقال فيه أحمد بن عبد الله العجلي تابعي ثقة من كبار التابعين، وكان شريفا في قومه، فيبعد عندي أن يقاتل الحسين ويخرج برأسه ويحضر بين يدي يزيد، ويقول ما قال، قول متشف، وقد وافق الجعفي في اسمه واسم أبيه وفي كونه من الكوفة، فظن الحافظ أبو القاسم أنه الجعفي وليس به، والله أعلم.

زخول:

زخول: من ساكني حلب وتنّائها «1» وعمال السلطان، وكان له محل ومقدار، وفيه ظرف ومجون حكى عنه يحيى بن أبي عبادة البحتري «2» . قرأت في أخبار أبي عبادة الوليد بن يحيى البحتري تأليف أحمد بن فارس الأديب المنبجي «3» قال: وحدثني أبو أحمد- يعني- عبيد الله بن يحيى بن الوليد البحتري قال: حدثني أبي قال: خرجنا الى حلب في وقت من الأوقات، وكنا جماعة من أهل منبج، للقاء بعض السلاطين، فقيل لنا إن هاهنا رجلا من التناء والعمال، له محل ومقدار، يقال له زحول، والصواب أن تلقوه فلقينا منه رجلا ماجنا خليعا، جعل يسأل كل واحد منا عن خبره، وبمن يعرف سؤلا حفيا، وكان أخي أبو سعيد في الجماعة، فسألنا كما سأل الجماعة فقلنا له (171- و) : نحن بنو البحتري فقال: أنا ما أحسن أقول الشعر، ولكن يا بني الفاعلة الصانعة، وجعل يشتمنا بأقبح الشتم، فقلنا له: وما يحدوك على هذا؟ قال: يحدوني عليه قول أبيكما فيّ على إكرامي له: قد مررنا بزحول يوم دجن «4» ... فأتانا بعدل فحم يغني يعني امرأة سوداء. خنفساء أعمت من القبح عيني ... وأصمّت من سيء القول أذني لست تدري إذا أشارت بلحن ... أتغني جليسها أم تزني فقال: من أهجا أنا أو أبو كما؟ قلنا له: أنت أهجا منه ومن جرير. زرافة حاجب المتوكل: قدم مع المتوكل حلب سنة أربع وأربعين ومائتين، حين قدمها وتوجه منها

الى دمشق، وحكى عن المتوكل وعن ذي النون المصري حكى عنه عيسى البغدادي. وجاء في فتنة المعتز والمستعين الى ناحية حلب ومنبج ومعه الشارباميان «1» ومظفر بن كندر وأقاموا على بيعة المستعين وجرت لهم أحوال بتلك الناحية. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عثمان بن محمد- هو- العثماني قال: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثني محمد بن أحمد الحذاء قال: سمعت هارون بن عيسى البغدادي يقول: حدثني أبي عن زرافة صاحب المتوكل قال: لما انصرف ذو النون من عند أمير المؤمنين، دخل عليّ ليودعني فقلت له: اكتب لي دعوة ففعل، فقربت إليه جام لوزينج فقلت له: كل من هذا فإنه يرّزّن الدماغ «2» وينفع العقل، فقال: العقل ينفعه غير هذا، قلت: وما ينفعه؟ قال: اتباع أمر (171- ظ) الله والانتهاء عن نهيه، أما علمت أن البني صلى الله عليه وسلم قال: إنما العاقل من عقل عن الله أمره ونهيه، فقلت له: أكرمني بأكلة، فقال: أريد ألذ من هذا، فقلت له: وأي شيء ألذ من هذا؟ فقال: هذا لمن لا يعرف الحلواء ولا يعرف أكله، وإن أهل معرفة الله يتخذون خلاف هذا اللوزينج، قلت: لا أظن أحدا في الدنيا يحسن أن يتخذ أجود من هذا، وإن هذا من مطبخ أمير المؤمنين المتوكل على الله، فقال: أنا أصف لك لوزينج المتوكل على الله، فقلت: هات الله أبوك، فقال: خذ لباب مكنون محض طعام المعرفة، واعجنه بماء الاجتهاد، وانصب أثقيّه الانكماد، وطابق صفو الوداد، ثم اخبز خبز لوزينج العبّاد، بحر نيران نفس الزهاد، وأوقده بحطب الأسى حتى ترمي نيران وقودها بشرر الضنا، ثم احش ذلك بقند «3» الرضى، ولوز الشجا مرضوضان بمهراس الوفا، مطيبان بطيبة رقة عشق الهوا، ثم اطوه طي الأكياس للأيام بالعزا، وقطعه بسكاكين السهر جوف الدجى، ورفض لذيد الكرى، ونضّده على جامات القلق والشهق، وانثر عليه سكرا يعمل من زفرات الحرق، ثم كل

بأنامل التفويض في ولائم المناجاة، بوجدان خواطر القلوب، فعند ذلك تفريج كرب القلوب، ومحل سرور المحبّ بالملك المحبوب، ثم ودعني وخرج رحمه الله «1» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد في كتابه إلينا من هراة عن زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو القاسم بن البندار عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- إجازة- قال: (172- و) وفيها- يعني- سنة اثنتين وخمسين ومائتين مات زرافة بمصر. ***

ذكر من اسمه زرعه

ذكر من اسمه زرعه زرعة بن موسى: أبو العلاء الكاتب الطبراني النصراني شاعر مجيد، وكاتب بليغ له شعر حسن وحظ وافر من الأدب، وكان كاتبا للأمير مكين الدولة أبي علي الحسن بن علي بن ملهم، وقدم معه من طبرية الى حلب، وكتب له أيام ولايته، فلما انقضى أمر ابن ملهم، وتسلم حلب الامير أبو سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس، قصد محمود واتصل بخدمته، وكتب له وحظي عنده، وصار عنده في محل الوزارة، فلما نزل السلطان ألب أرسلان على حلب ورحل عنها، وتنكر محمود على أصحابه، قبض على أبي العلاء وتغير له عما كان عليه. وذكر أبو غالب همام بن الفضل المعرّي أنه كان وزيرا لمحمود وقبض عليه في سنة ثلاث وستين وأربعمائة، حين عاد الى حلب بعد رحيل السلطان عنها وتوجهه مع السليماني الى ناحية دمشق «1» . أخبرنا الخطيب أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد ابن هاشم قال: أخبرني أبي هاشم قال: أخبرني أبي أحمد قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد سعيد بن سنان قال: ح. وأنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الشاعر: كتب إليّ الشيخ أبو العلاء زرعة بن موسى الكاتب: (172- ظ) وكنت على الأيام دوني طليعة ... وردءا إذا كرت عليّ جيوشها فما أنا إلا كالطريدة غرّها ... الفرار فأضحت كلّ كف تنوشها

فكتبت إليه: كتبت فهجّنت الذين تقدموا ... واعلمتنا أن التأخرّ في السّبق وأغضيت عن نظم القريض سماحة ... به فظننا أن ذلك عن حق وقال الحافظ: بالحق فإن عدت تهدي منه كل عجيبة ... إلينا فكم من معجز لك في النطق وقال الحافظ: من آية ومن لي بأن ألقى بعيني كلما ... شكوت وما يرتاب مثلك في صدقي وو الله لو شاطرتك العمر ما وفت ... حياتي بأدنى منّة لك في عنقي قال الحافظ أبو القاسم: وذكر أبو الحسن الكفرطابي أن زرعة كتب بيتية هذين الى الأمير أبي الحسن بن منقذ، والله أعلم «1» . أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي قال: أخبرنا أبو المظفر أسامة ابن مرشد بن علي بن منقذ قال: ومن شعراء الشام الشيخ أبو العلاء صاعد بن سمان ومن شعره يرثي أبا المتوّج مقلد رحمه الله فذكر البيتين. وقرأت في بعض مجموعات أسامة أن أبا العلاء صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب كتبهما الى جدّه أبي الحسن علي بن منقذ، فأما نسبة أسامة البيتين الى أبي العلاء صاعد بن عيسى بن سمان الكاتب فوهم وقع من أسامة، وأظنه والله أعلم وقف على رقعة مترجمة باسم أبي العلاء، أو وقف على كتاب ذكر فيه البيتين أو أنشدهما: (173- و) والحاضرون بمزج السوس إذ لأمت ... فيك الكرام وذلت حولك النجب والقائمون بأمر الحرب في حلب ... أمام طرفك والأرواح تستلب وسايل هي في حكم العلى ذمم ... مرعية وهي فيما بيننا نسب فارجع لعادتك الحسنى التي سلفت ... عود الكرام فقد زادت بنا الريب

ما يحمل القلب يوما أن يروّع ... من أحبابه وهو من أعدائه يجب لعلها عطفة تقضي عواقبها ... إلى عواط من جدواك ترتقب فربما كان مكروه النفوس إلى ... محبوبها سببا ما مثله سبب نقلت من مجموع وقع إليّ بخط بعض أهل شيزر، في غالب ظني ذكر أنه نقله من خط أبي عبد الله الحسن بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة: من كلام زرعة ابن موسى الكاتب، عن الأمير محمود بن صالح الى ملك الروم وقد بلغه سؤاله عنه، بعد أن ملك حلب: أمّا خادم الحضرة العالية الملكيّة أدام الله بسطها، فحقيق عليه المثابرة على عبوديتها بجميع جوارحه، وأن يكون التذكر لقربها والحنين الى عواطفها ملء جوانحه، وأمّا هي فإذا أهمها أمره وخطر ببالها ذكره، فقد تكلفت غير لازب «1» ، وأوجبت على مكارمها ما ليس بواجب، لولا ما تتقاضاه الحميّة من الربّ والحرمة من المحاماة والذبّ، ولما كان «2» الله عز وجل قد خصها بمكارم الاخلاق وبث محامدها في الافاق، فهي لا تستبعد مسرى النّمة الى مستحق، ولا ترى في الحفاظ بين بعيد الدار (173- ظ) وقريبها من فرق، ولا جرم أنها سألت عن خادمها سؤالا جدد لميته رمقا، وكسا عود مسرته ورقا، وأكسبه على مقارعة الخطوب ثباتا، والى عصمة الجناب الأجليّ تطلعا والتفاتا، والسلام. ونقلت من هذا المجموع مما نقله من الروزنامج الذي بخط أبي عبد الله الحسن بن علي بن أبي جرادة وقال زرعة: وإن امرأ أمسى ودون حبيبه ... عريض فوادي الرّسّ فالسبعان «3» لمعترف بالنأي ممن يحبه ... ومعذورة عيناه في الهملان أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال:

زرعة أبو عبد الرحمن:

زرعة بن موسى أبو العلاء الطبراني النصراني، كاتب الأمراء بني ملهم، له شعر حسن ذكره أبو الحسن محمد بن الحسن بن الكفرطابي الدمشقي الشاعر «1» . زرعة أبو عبد الرحمن: روى عن ابن عباس وعن أبي أيوب الأنصاري، وكان معه في الغزاة التي غزاها، روى عنه يزيد بن حمير ومالك بن مغول. أخبرنا أبو الخير بدل بن أبي المعمر بن اسماعيل التبريزي- مشافهة- قال أخبرنا أبو الفرج يحيى بن أبي الرجاء، محمود بن سعيد الثقفي الأصبهاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد- قراءة عليه، وأنا حاضر- قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد ابن فارس قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال أخبرني أبو داوود- يعني- الحفري قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن حمير قال: سمعت زرعة أبا عبد الرحمن قال: كنا مع أبي أيوب في غزاة فرأى إنسانا مريضا قد وطئ له على دابة فقال: ابشر فما من مسلم يمرض في سبيل الله إلّا حطّت خطاياه ولو بلغت قنزعة رأسه «2» . (174- و) . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال حدثنا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زرعة أبو عبد الرحمن عن ابن عباس: من المزي والودي الوضوء، قاله محمد بن يوسف عن مالك بن مغول «3» . بغيد الطلب ج/ 8 م (238) -

أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد قال: أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن أبي عبد الله- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زرعة أبو عبد الرحمن كوفي، روى عن ابن عباس في المزي والودي، روى عنه مالك بن مغول، سمعت أبي يقول ذلك «1» . ***

زرقان:

زرقان: رجل كان بطرسوس وسمع بها عبد الله بن المبارك وروى عنه، روى عنه ابن بسام- أو ابن سام-. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البنّاء بحلب قال: أخبرنا أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي البطي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني، ح. وأخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن الخضر بن تيميّة الحراني بهاء قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري، قال ابن الزاغوني: وأخبرنا ابن البسري إجازة، ح. وأخبرنا أبو يعقوب (174- ظ) يوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة، قال أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد الحنوي- بالمدينة- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ببغداد. قالا: أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الفارسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثني ابن بسام- وقال أبو صالح: ابن سام- وقالوا كلهم أبو الذي تقلّد القضاء، قال: سمعت زرقان يقول: سمعت ابن المبارك يقول على سور طرسوس: ومن البلاء وللبلاء علامة ... أن لا يرى لك عن هواك نزوع العبد عبد النفس في شهواتها ... والحرّ يشبع تارة ويجوع ***

ذكر من اسمه زريق

ذكر من اسمه زريق زريق بن أبان: أبو عمرو الحلبي، حدث عن محمد بن سلمة الحراني، روى عنه يعقوب بن سفيان. زريق بن حيان: أبو المقدام الفزاري، وقيل فيه رزيق- بتقديم الراء- وقد ذكرناه فيما تقدم، وقيل ان اسمه سعيد بن حيان، وزريق لقب. وقال أبو زرعة الرازي: رزيق بن بن حيان أصح. أنبأنا عبد الجليل بن أبي غالب قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن منده قال: زريق «1» (175- و) . زفر بن الحارث الكلابي: ...... ومعاوية رضي الله عنهما، وكان رسول معاوية الى عائشة بوقعة صفين، روى عنه ثابت بن الحجاج وجحشنة بن العلاء. أخبرنا بذلك أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسيف بن الطفيل بالقاهرة المعزية- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن ابراهيم القشيري الحافظ قال: حدثنا هلال بن العلاء

قال: حدثنا حسن بن عياش قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا ثابت بن الحجاج عن زفر بن الحارث قال: كنت رسول معاوية بن أبي سفيان الى عائشة أم المؤمنين بوقعة صفين. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات المبارك بن عبد الوهاب الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا خالد بن حيان بن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن زفر بن الحارث قال: كنت رسول معاوية الى عائشة بوقعة صفين، فلما قدمت عليها قالت: من قتل من الناس؟ قلت: عمار بن ياسر، قالت: ذاك رجل يتبعه الناس في دينه، قالت: ومن؟ قلت: هاشم «1» الأعور، قالت: ذاك رجل ما كادت (175- ظ) أن ترد رايته، قال: ثم نمت عن صلاة العشاء، فأراد بعض أهلها أن يوقظني فقالت: دعوه فإنه رجل قد أدأب السير ولا يضره أن يؤخر هذه الصلاة الى ثلث الليل أو نصف الليل، خالد يشكّ. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه الينا من الموصل- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: قال لي محمد ابن مقاتل عن ابن المبارك قال: أخبرنا عيسى بن عمر سمع جحشنة بن العلاء عن زفر بن الحارث قال: بعثني معاوية الى عائشة فقالت: لا فوت عليك الى نصف الليل في العشاء. قال البخاري: زفر بن الحارث الكلابي الشامي الجعفري، سمع عائشة ومعاوية روى عنه ثابت بن الحجاج وجحشنة، قال قتيبة: وهو والد مزاحم بن زفر العامري «2» .

قلت: هكذا قال البخاري الجعفري، وليس زفر من بني جعفر بن كلاب، وإنما هو من بني عمرو بن كلاب. أنبأنا سعيد بن هاشم بن أحمد قال: أخبرنا أبو طاهر الخضر بن الفضل- في كتابه- قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زفر بن الحارث الكلابي الشامي، روى عن عائشة ومعاوية، روى عنه ثابت بن الحجاج وجحشنة، سمعت أبي يقول ذلك «1» (176- و) - أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن ابن أحمد الهمذاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو عبد الله زفر بن الحارث الكلابي العامري الشامي، والد مزاحم بن زفر، سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان القرشي، روى عنه ثابت بن الحجاج الكلابي وجحشنة بن العلاء. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلى- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمر حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: زفر بن الحارث يكنى أبا عبد الله.. وأنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران قال: أخبرنا أبو الحسين بن دينار قال: أخبرنا أبو القاسم الآمدي قال: زفر بن الحارث بن معاز الكلابي، سيد قيس في زمانه يكنى أبا الهذيل، وكان على قيس يوم مرج راهط «2» وهو القائل:

وقد ينبت المرعى دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا آتبني «1» سلاحي لا أبا لك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أعمالي وحسن بلائيا أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري عن أبي محمد عبد الكريم ابن حمزة السّلمي قال: أخبرنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: وأما معاز- آخره زاي- فهو زفر بن الحارث بن معاز الكلابي أبو الهذيل سيد قيس في زمانه، وكان على قيس يوم مرج راهط، له أخبار كثيرة وله شعر «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد الدهان قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد القشيري قال: ومن التابعين زفر بن الحارث الكلابي قال: سمعت هلالا يقول: إنما سمي تل «3» زفر لأن زفر بن الحارث نزل عليه. أخبرنا أبو الحسن المبارك بن محمد بن مزيد بن هلال الخواص قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود قال: في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الجزيرة: زفر بن الحارث الكلابي حدّث عن عائشة، وكان رسول معاوية اليها بوقعة صفين، وكان نزل البصرة، ثم خرج عنها بعد وقعة (177- و) الجمل فشهد وقعة المرج مع الضحاك بن قيس، وذكر أنه مات في أيام عبد الملك بن مروان.

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ قال: زفر بن الحارث بن عمرو بن معاز بن يزيد بن عمرو بن الصعق، واسمه خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن أبو الهذيل، ويقال أبو عبد الله الكلابي. سمع عائشة، ومعاوية، روى عنه ثابت بن الحجاج، وجحشنة بن العلاء، سكن البصرة، ثم انتقل الى الشام، وكان في جيش البصرة الذي خرج لإغاثة عثمان بن عفان في الحصر وشهد وقعة صفين، وكان فيها أميرا على أهل قنسرين، وهم في الميمنة، وشهد وقعة مرج راهط زبيريا مع الضحاك بن قيس، ثم هرب ولحق بقر قيسياء «1» من أرض الجزيرة، فتحصن بها «2» . وقال: ذكر أبو محمد بن زيد في «كتاب الدولتين» «3» فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سليمان الحافظ عنه، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله عن أبي زيد قال: حدثنا أبو سلمة الغفاري أيوب بن عمر قال: حدثني عبد الله بن مصعب قال: قال زفر بن الحارث: إني لعند عبد الملك يوما إذ أخلاني، فأنا الى جانبه قد مدّ رجليه، إذ دخل الأخطل فقال: يا أمير المؤمنين أتدني هذا منك وهو أعدى الناس لك، وأوثبهم عليك وهو (177- ظ) الذي يقول: فإني زبيري الحياة فإن أمت ... فإني لموص هامتي بالتزبّر قال: فجلس عبد الملك وأحمرت عيناه فقلت: يا أمير المؤمنين، إن هذا ابن النصرانية إنما ربّى لحمه على شرب الخمر، ولحم الخنزير، وأنا أطوع الناس لك، وأسعاهم في مرضاتك، قال: فما زلت به حتى هدأ، ولقد خفته. وقال الحافظ: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق النهاوندي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا

موسى بن زكريا التستري قال: حدثنا خليفة العصفري قال: وقال أبو عبيدة: كان على أهل قنسرين الميمنة زفر بن الحارث، يعني، يوم صفين مع معاوية. قال: وكان عليها يعني الجزيرة، في أيام يزيد بن معاوية سعيد بن مالك بن بحدل فأخرجه زفر بن الحارث الكلابي حين وقعت الفتنة. وقال: حدثنا خليفة بن خياط: وأصيب يومئذ- يعني يوم المرج- ثلاثة بنين لزفر بن الحارث الكلابي وفيه يقول زفر: لعمري لقد أبقت وقيعة راهط ... لمروان صدعا بيننا متنائيا أريني سلاحي لا أبالك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعا ... ومقتل همام أمنى الأمانيا (178 و) أتذهب كلب لم تنلها رماحنا ... وتترك قتلى راهط هي ما هيا فلم تر مني نبوة قبل هذه ... فراري وتركي صاحبيّ ورائيا عشية أخزى بالقريتين ... لا أرى من الناس إلّا من علي ولاليا أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أيامي وحسن بلائيا فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا ... وتثأر من نسوان كلب نسائيا فقد ينبت المرعى على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا «1» أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: حدثنا زكريا بن يحيى المنقري قال: حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: فرّ زفر بن الحارث الكلابي عن ابنه ومولى له فقتلا، فأنشأ يقول: ولم تر مني نبوة غير هذه ... فراري وتركي صاحبيّ ورائيا عشية أخزى بالفرار ولا أرى ... من الناس إلّا من عليّ ولاليا

أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أيامي وحسن بلائيا فقد ينبت المرعى على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا فلا صلح حتى تحط الخيل بالقنا ... وتثأر من نسوان كلب نسائيا (178- ظ) أريني سلاحي لا أبالك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلّا تماديا ذكر أبو بكر أحمد بن جابر البلاذري في كتاب أنساب الأشراف قال: وهرب زفر بن الحارث الكلابي- يعني يوم المرج- الى قرقيسياء، وبها عياض، فمنعه من دخولها، فقال له زفر بن الحارث: أوثق لك بالطلاق والعتاق إذا أنا دخلت الحمام بها أن أخرج منها، فأذن فدخلها، فلم يدخل الحمام وأقام بها وأخرج عياضا عنها، وتحصن بها، وثابت إليه قيس «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وفي ذلك يقول زفر بن الحارث الكلابي: أفي الله اما بحدل وابن بحدل ... فيحيى واما ابن الزبير فيقتل كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ... ولما يكن يوم أغر محجل ولما يكن للمشرفية بيننا ... وميض كضوء الشمش حين ترحل قال الزبير: يريد ببحدل وابن بحدل يزيد بن معاوية. يعني الزبير أن يزيد ابن بنت بحدل، لأن أمه ميسون بنت بحدل الكلبية. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر البغدادي- إجازة- قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم

زفر بن عاصم:

ابن مرزوق قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثني محمد بن حميد عن عمه قال: لما أنشد القطامي زفر الحارث: فإن قدرت على يوم حزنت به ... والله يجعل أقواما بمرصاد. فقال له زفر: لا أقدرك الله على ذلك. زفر بن عاصم: ابن عبد الله بن بريد بن عبد الله بن الأصرم بن شعيثة بن الهزم بن رؤيب ابن عبد الله بن هلال أبو عبد الله (179- و) الهلالي، كان ينزل ناحية حلب ولما أفضى الأمر الى أبي العباس السفاح ولاه عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس حلب، فأقام فيها من قبله الى أن استولى أبو مسلم الخراساني على الشام، وفي أيام أبي جعفر المنصور، وأقام فيها ولاة من قبله، وكان إذ ذاك زفر واليا بحلب في سنة سبع وثلاثين ومائة، فعزله أبو مسلم، وكان لزفر آثار محمودة، وجهاد في الروم، وغزا الصائفة غير مرة. وحدّث عن عروة بن رويم، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه مالك بن أنس ويحيى بن حمزة الخضرمي. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر، فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسن محمد بن عبد الله الرازي، قال: أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي الدمشقي، قال: حدثنا جدي أحمد قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: حدثني زفر بن عاصم بن بريد الهلالي عن عروة بن رويم قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمن بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وسألني عن دمشق وما حولها فأخبرته فقال: حرلان مهاجر ابراهيم عليه السلام ثم أمر بالتحويل عنها. قال أبو الحسين الرازي: حرلان هذه قرية في غوطة دمشق بينها وبين دمشق اثنا عشر ميلا، وهي حرلان بلاد ألف من أرض دمشق، وليس (179- ظ) هي

حران بألف، التي في أرض الجزيرة، كذا قال: وانما هاجر ابراهيم من أرض بابل الى حران التي بأرض الجزيرة، والله أعلم. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زفر بن عاصم عن عمر بن عبد العزيز منقطع، سمع منه مالك بن أنس «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: كتب الينا أبو الفرج بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زفر بن عاصم، روى عن عمر بن عبد العزيز منقطع، روى عنه مالك بن أنس سمعت أبي يقول ذلك «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- بالقاهرة المعزية- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال: سمعت القاضي أبا الفتح اسماعيل بن عبد الجبار بن محمد الماكي يقول: سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ يقول: زفر بن عاصم يروي عنه مالك أحاديث. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زفر بن عاصم بن عبد الله بن يزيد، أبو عبد الله الهلالي، حدث عن عروة بن رويم، وعمر بن عبد العزيز روى عنه (180- و) يحيى بن حمزة ومالك ابن أنس. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- اذنا- قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن

زفر بن عبد الله:

زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وولى أبو جعفر الصائفة يعني سنة أربع وخمسين زفر بن عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فدخل من المصيصة حتى أتى أنقرة، فبث السرايا، فغنم وسلم، وخرج من درب مرعش، وغزا- يعني- سنة ست وخمسين زفر بن عاصم الهلالي بلاد الروم فأغار على قينة وقونية «1» . قلت هذا كان في سنة أربع وخمسين ومائة وست وخمسين ومائة. أنبأنا زيد بن الحسن الكندي عن الاستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي قال: سنة أربع وخمسين ومائة: وغزا الصايفة زفر بن عاصم الهلالي من أهل قنسرين فدخل أرض الروم من ناحية المصيصة حتى بلغ أنقرة، فأصابهم برد، وأصاب ظهرهم القرحة، وجهد الناس، وتقطع عامتهم ولقوا الجهد «2» . أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم وغيره قالوا: أخبرنا أبو محمد بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك قال: حدثنا ابن عائذ قال: أخبرني عبد الأعلى بن مسهر قال: كان على الصائفة سنة أربع وخمسين (180- ظ) زفر بن عاصم، وفي سنة ست وخمسين ومائة: زفر بن عاصم. زفر بن عبد الله: أبو منصور الضرير البصري، نزل أذنة إحدى بلاد الثغر الشامي، وحدث بأذنة عن جعفر بن سليمان، ومعاوية بن عبد الكريم، وحماد بن زيد، وأبي أمية بن يعلى، روى عنه أبو حاتم محمد بن ادريس الرازي. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب عن أبي طاهر الخضر بن الفضل

زفر مولى مسلمة بن عبد الملك بن مروان:

رجل قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم الرازي قال: زفر بن عبد الله البصري الضرير، نزيل أذنة، أبو منصور، روى عن حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وأبي أمية بن يعلى، ومعاوية بن عبد الكريم، سمع منه أبي بأذنة سنة عشرين ومائتين وروى عنه «1» . زفر مولى مسلمة بن عبد الملك بن مروان: كان مع مولاه مسلمة بنواحي حلب، وهو أخو فاطمة بنت عبد الملك من الرضاعة، وحكى عنها، روى عنه ابنه راشد بن زفر. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو الحسين (181- و) بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: سمعت محمد بن الحسين يحدث بهذا الحديث، فلم أحفظه، فحدثني علي بن أبي مريم عنه قال: حدثني يوسف بن الحكم قال: حدثني راشد بن زفر مولى مسلمة بن عبد الملك عن أبيه قال: تناول الوليد بن عبد الملك يوما عمر بن عبد العزيز، فرد عليه عمر، فغضب الوليد من ذلك غضبا شديدا، وأمر بعمر فعدل به الى بيت فحبس فيه. قال راشد: فحدثني أبي زفر، مولى مسلمة، وكانت فاطمة أرضعتها أم زفر، قال: قالت لي فاطمة: يا زفر فمكث ثلاثا لا يدخل عليه أحد، ثم أمر باخراجه، ان وجد حيا، قال: فأدركناه وقد زالت رقبته شيئا، فلم نزل نعالجه حتى صار الى العافية. قالت: فقلت له يوما: انك قد عرفت الوليد وعجلته وخلقه، فلو داريته بعض

المداراة! قالت: فقال لى: أحدثك يا فاطمة حديثا فاكتميه ما دمت حيا، قلت: نعم قال: لما حبسني أتاني تلك الليلة آت في منامي فقال لي: ليس للعلم في الجهالة حظ ... انما العلم طرفة الاعضاء فرفعت الى القائل رأسي، فإذا هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: فسلمت عليه في منامي فقال: ان الوليد جاهل بأمر الله، قليل الرعاية لحرمات الله، ولا يجمع بين ما وهب الله لك من العلم بأمر الله، مع ما حرمه من ذلك ليبين فضل نعمة الله عليك في العلم بأمر الله على كثير من جهله بأمر (181- ظ) الله أحرى وأجدر أن لا يتركا جميعا، قال عمر: يا فاطمة ما أكاد أغضب إلّا كأني أنظر الى عبيد الله بن عبد الله قائما يخاطبني تلك المخاطبة «1» . ***

ذكر من اسمه زكرياء

ذكر من اسمه زكرياء زكريا بن يشوى: ابن بحزائل بن شلموث بن ارحيبا بن شمويل بن اليعازر بن موسى بن عمران ابن بصير بن قاهث بن لاوي بن يعقوب. وقيل زكريا بن حيا، وقيل زكريا بن دان، وقيل زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن بخشان بن داوود بن سلمان بن مسلم بن صديقة بن برحية بن ملقاطيه ابن أحور بن سلوم بن بهقانيبا بن حاش بن أنيا بن خثعم بن سليمان بن داوود أبو يحيى النبي صلى الله عليه وسلم. قيل إنه كان بحلب وأنه لما ألقى قلمه مع حملة الاقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة حين تنافسوا في كفالة مريم، كان ذلك على نهر قويق بحلب، وقد ذكرنا ذلك في مقدمة الكتاب في ذكر نهر قويق بالاسناد إلى عبد الملك بن دليل الفزاري، إمام مسجد حلب، عن عباس الحذاء عن سعيد بن اسحاق الدمشقي في قول الله عز وجل: (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ «1» ) قال: على نهر بحلب يقال له قويق. وقيل في القصة إن زكريا صلى الله عليه وسلم لما ولدت مريم ولفتها أمها في خرقة، تلقاها أحبار بني اسرائيل أيهم يكفل مريم، فتنافسوا في كفالتها، فقال (182- و) زكريا: أنا أحق بها لأن أختها عندي، وقيل خالتها، فلما تنافسوا في ذلك قالوا حتى نلقي أقلامنا على الماء وهي الأقلام التي كانوا يكتبون بها التوراة في بيت مدارسهم، وكانوا نيف وعشرين رجلا، فذهبوا إلى نهر لهم، فألقوا أقلامهم فجرى

الماء بأقلامهم واستقر قلم زكريا عليه السلام على قبة كأنه رسب في الطين، فقرعهم بذلك، وأخذ مريم وكفلها. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه قال: أخبرنا أحمد بن سندي بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن علي القطاني قال: حدثنا اسماعيل بن عيسى قال: حدثنا اسحاق بن بشر قال: أخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس وعبد الله بن اسماعيل عن أبيه عن مجاهد عن ابن عباس، وقريش المكتب عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس، وادريس عن جده وهب بن منبه. قال اسحاق: قالوا: إن زكريا بن دان، أبا يحيى كان من أبناء الأنبياء الذين كانوا يكتبون الوحي بيت المقدس، وكان عمران بن قاتار أبو مريم من أبناء ملوك بني إسرائيل من ولد سليمان قال ابن عباس: ولم يكن أحد من أبناء الأنبياء إلّا ومن نسله أو جنسه محرر لبيت المقدس، والمحرر الذي يكون حبيسا لبيت المقدس. قال: وأخبرنا اسحاق عن ابن سمعان عن بعض من أسلم من (182- ظ) أهل الكتاب أن مريم بنت عمران كانت من آل داوود: من سبط يهوذا بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام، وكان زكريا بن دان تزوج أخت مريم بنت عمران، فهي أم يحيى. قال: وأخبرنا اسحاق قال: أخبرنا جويبر عن أبي سهل وابن سمعان عن مكحول قالا: كان زكريا وعمران تزوجا أختين، فكانت أم يحيى عند زكريا: وكانت أم مريم عند عمران، وكان الله تعالى أمسك عنها الولد حتى أيست، وكانوا أهل بيت من الله بمكان (183- و) . ***

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي بها، قال أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو سهل غانم بن أحمد بن محمد بن سعيد الحداد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن شاذان البزاز قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا هدبه بن خالد قال: حدثنا حماد ابن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان زكريا عليه السلام نجارا «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن سلمة بن نبيط عن الضحاك: «ثلاثة أيام إلا رمزا» قال: الرمز: الاشارة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم في كتابه قال: حدثنا محمد بن الفضل بن موسى قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب القرظي قال: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرّخص لزكرياء قال الله تعالى: «آيَتُكَ (154- و) أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِ

وَالْإِبْكارِ «1» » ولو رخص لأحد في ترك الذكر، لرّخص للذين يقاتلون في سبيل الله، قال الله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً» «2» . أخبرنا أبو القاسم بن محمد القاضي إذنا عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن بن زرقوية قال: أخبرنا أحمد بن سندي الحداد قال: حدثنا الحسن بن علي القطان قال: حدثنا اسماعيل بن عيسى قال: حدثنا اسحاق بن بشر قال: أخبرنا مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ قال: ذكره الله منه برحمة عبده زكريا حيث دعاه فذلك قوله: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا. إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) يعني دعا ربه دعاء خفيا في الليل لا يسمعه أحد وتسمع أذنيه فقال: (رب إني وهن) أي ضعف (الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) يعني غلب البياض السواد (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) أي رب إني لم أدعك قط فخيبتني فيما مضى فتخيبني فيما بقي، فكما لم أشق بدعائي فيما مضى، فكذلك لا أشقى بدعائي فيما بقي، عودتني الاجابة من نفسك (وإني خفت الموالي عن ورائي) فلم يبق لي وارث وخفت العصبة أن ترثني (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) يعني من عندك ولدا يرثني، يعني يرث محرابي وعصاي وبرنس القربان وقلمي الذي أكتب به الوحي، «ويرث (184- ظ) من آل يعقوب» النبوة «وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا» يعني مرضيا عندك، قوله: (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) قال ابن عباس: خاف أنها لا تلد فقال: وامرأتي عاقر وأنت تفعل ما تشاء، فهب لي ولدا، فإذا وهبته فاجعله رضيا زاكيا بالعمل، فاستجاب الله له، وكانا قد دخلا في السن هو وامرأته فبينا هو قائم يصلي في المحراب، حيث يذبح القربان، إذا هو برجل عليه البياض حياله وهو جبريل، فقال: يا زكريا إن الله يبشرك وهو قوله (نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) واسم يحيى هو اسم من اسماء الله، اشتق من ياحي، سماه الله فوق عرشه (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا «3» ) قال ابن عباس: لم يجعل لزكريا من قبل يحيى ولدا نظيرها. هل تعلم له سميا، يعني هل تعلم له ولدا، ولم يكن لزكريا قبله ولد، ولم يكن قبل

يحيى أحد يسمي يحيى قال: وكان اسمه حي، فلما وهب الله لسارة اسحاق، فكان اسمها يسارة، ويسارة من النساء التي لا تلد، وسارة من النساء الطالقة الرحم التي تلد، فسماها الله سارة، وحول الياء من يساره إلى حي، فسماه يحيى ثم قال: (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ) يعني عيسى (مِنَ اللَّهِ) وكان يحيى أول من صدق بعيسى وهو ابن ثلاث سنين، وبين يحيى وعيسى ثلاث سنين، وهما ابنا خالة، ثم قال تعالى (وسيدا) يعني حليما (وحصورا) «1» يعني لا ماء له ولا يحتاج إلى النساء. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم الفقيه المقدسي- قراءة عليه بنابلس- قال: أخبرنا تجني بنت عبد الله الوهبانية (185- و) قالت: أخبرنا أبو عبد الله النعالي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان البرذعي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني الفضل بن يعقوب قال: حدثنا أبو عصام العسقلاني قال: حدثنا سفيان عن طلحة عن عطاء (وأصلحنا له زوجة «2» ) قال: كان في لسانها طول. (185- ظ) . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني بدمشق قال: أخبرنا علي بن الحسن بن هبة الله، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- قراءة علينا من لفظه بدمشق- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي النسيب قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن الملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حميد بن حامد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء الموصلي. قال ابن حمد: اجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الغساني قال: حدثنا أحمد ابن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن محمد البغدادي قال: حدثنا عبد المنعم عن

أبيه عن وهب بن منبه أن زكريا عليه السلام هرب ودخل جوف شجرة، فوضع على الشجرة المنشار وقطع بنصفين، فلما وقع المنشار على ظهره أنّ، فأوحى الله اليه: يا زكريا إما أن تكف عن أنيتك، أو أقلب الأرض ومن عليها، قال: فسكت حتى قطع صلى الله عليه وسلم بنصفين «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني الحافظ قال: أخبرنا أبو التقى صالح بن حميد ابن ملهم اللبان المالكي بمصر قال: (186- ظ) أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله ابن عبيد الله بن محمد المحاملي بن بنت أبي جدار قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن الحسن بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن موسى النقاش قال: أخبرنا محمد بن صالح الخولاني قال: حدثنا محمد بن ابراهيم الخولاني قال: حدثنا سعيد بن نصير قال: حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم قال: حدثنا الهيثم- وكان من خيار عباد الله- قال: لما قتل يحيى بن زكريا قالوا: اطلبوا زكريا وإلّا دعا عليكم فتهلكوا، فهرب منهم زكريا، وتبعوه، فنادته شجرة: تعال الى هاهنا، فانفرجت له، فدخل فيها، ثم انضمت عليه، فلم يقدروا عليه، فقال لهم الملعون ابليس: من تريدون؟ قالوا: نريد زكريا قال: هو في هذه الشجرة، قالوا: كيف علمت، قال: هذا طرف ثوبه قالوا: كيف نقدر عليه: قال: هاتوا المنشار، فجاؤوا به، فنشروا الشجرة، فلما بلغ أضلاعه أوجعه فصاح، فأوحى الله عز وجل اليه: إما أن تكف صوتك، واما أن أخرّب الأرض فلا تعمر الى يوم القيامة، قال: فصبر. أخبرنا أبو القاسم بن الحرستاني- اذنا- قال: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة السّلمي- اجازة أو سماعا- قال: حدثنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن ابن رزقويه قال: أخبرنا أحمد بن سندي الحداد قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا اسماعيل بن عيسى قال: حدثنا اسحاق بن بشر قال: أخبرنا أبو يعقوب الكوفي (187- و) عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس قال: ان رسول الله

الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى زكريا عليه السلام في السماء فسلم عليه، فقال له: يا أبا يحيى خبرني عن قتلك كيف كان، ولم قتلك بنو اسرائيل؟ قال: يا محمد أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم وأصبحهم وجها وكان كما قال الله: «سيدا وحصورا» وكان لا يحتاج الى النساء فهويه امرأة ملك بني اسرائيل، وكانت بغيّه، فأرسلت اليه وعصمه الله وامتنع يحيى، وأبى عليها، وأجمعت على قتل يحيى ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنّه الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب، قال: فخرج الملك الى العيد، فقامت امرأته تشيعه، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني فما سألتني شيئا إلّا أعطيتك، قالت: أريد دم يحيى بن زكريا قال: سليني غيره، قالت: هو ذاك، قال: هو لك، قال: فبعثت جلاوزتها الى يحيى وهو في محرابه يصلي، وأنا الى جانبه أصلي، قال: فذبح في طست وحمل رأسه ودمه اليها، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فما بلغ من صبرك؟ قال: ما انفتلت من صلاتي، قال: فلما حمل برأسه اليها، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك وبأهل بيته، وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو اسرائيل: قد غضب إله (187- ظ) زكريا لزكريا فتعالوا حتى نغضب لملكنا، فنقتل زكريا، قال: فخرجوا في طلبي ليقتلوني، فجاءني النذير فهربت منهم، وابليس أمامهم يدلهم عليّ، فلما تخوفت أن أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني فقالت: إليّ، وانصدعت لي، فدخلت فيها، قال: وجاء ابليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة، وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو اسرائيل، فقال ابليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة وهذا طرف ردائه، دخلها بسحره، فقالوا: نحرق هذه الشجرة، فقال ابليس: شقوه بالمنشار شقا، قال فشققت مع الشجرة بالمنشار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا زكريا هل وجدت له مسّا أو وجعا؟ قال: لا انما وجدت ذلك الشجرة، جعل الله روحي فيها. قال: وحدثنا اسحاق قال: حدثنا ادريس عن وهب قال: ان الذي انصدعت له الشجرة ودخل فيها كان أشعيا قبل عيسى، وان زكريا مات موتا، فالله أعلم.

زكريا بن ادريس الانطاكي:

زكريا بن ادريس الانطاكي: حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، روى عنه أحمد بن جعفر بن سهل أبو العباس السامري. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن (188- و) أحمد بن ابراهيم عن أبيه أبي العباس الفقيه أن أبا الحسن محمد بن المغلس ابن جعفر البزاز أخبرهم بمصر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن جعفر بن سهل السامري بالرملة قال: حدثنا زكريا بن ادريس الأنطاكي قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: قال: حدثنا خالد بن خالد عن عكرمة: «وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» «1» قال: ذاك الله عز وجل. زكريا بن أيوب: أبو يحيى الأنطاكي حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، روى عنه أحمد بن مسعود بن عمرو بن يحيى الزّنبري، وأبو عمران موسى بن العباس الجويني، وأبو جعفر محمد بن الحسين بن زيد. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد ابن الهيثم قال: أخبرنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن مسعود ابن عمرو بن يحيى بن ادريس الزنبري المصري بمصر قال: حدثنا أبو يحيى زكريا ابن أيوب الأنطاكي قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون. «2» . ذكر أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر قال: زكريا بن أيوب، يكنى أبا يحيى،

زكريا بن عبد الرحمن الملطي:

من أهل أنطاكية، قدم الى مصر وحدث (188- ظ) بها، وكان ثقة، فتوفي فيما حدثني به حمزة بن زكريا أبو يعلى يوم الخميس من أول يوم من شهر رمضان سنة ثمانين ومائة. زكريا بن عبد الرحمن الملطي: أبو يحيى، روى عنه ابراهيم بن صدقة المدائني. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- اذنا- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا عثمان ابن أحمد الدقاق قال: حدثنا محمد بن أحمد البراء قال: حدثنا ابراهيم بن صدقة صديق شعيب بن حرب قال: حدثنا زكريا بن عبد الرحمن أبو يحيى الملطي قال: لما فتحت الشام على عهد عمر بن الخطاب أصيب جبل فيه غار، فاذا على الغار قفل فكسر القفل فوجد في الغار لوح من حديد فيه مكتوب بماء الذهب. ألا تنقل النعيم من ملك ... قد انقضى ملكه الى ملك ما اختلف الليل والنهار ولا ... دارت نجوم السماء في الفلك وملك ذي العرش دائم أبدا ... ليس بفان ولا بمشترك قال: فبعث باللوح الى عمر فقرأه، ثم بكى، وقال: رحم الله كاتب هذا، هذا مؤمن لم يجد لإيمانه موضعا يستره فيه إلّا هذا الغار. زكريا بن منظور بن ثعلبة: وقيل بن عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك، وقيل زكريا بن يحيى بن منظور بن ثعلبة ابن أبي مالك، أبو يحيى القرظي المدني (189- و) القاضي حليف الأنصار، قدم حلب غازيا، وحدث بها وبغيرها عن أبيه منظور، وأبي حازم سلمة بن دينار الأعرج وجدّه لأمه محمد بن عقبة بن أبي مالك الانصاري، وعطاف بن خالد القرشي، وعمر مولى غفرة، وهشام بن عروة، وزيد بن أسلم، وثابت بن يزيد الحجازي، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى عبد الله بن عمر. روى عنه هشام بن عمار، وداوود بن سليمان بن حفص بن أبي داوود الطرسوسي، ومحمد بن الحسن بن زبالة، وهارون بن معروف البغدادي، وعبد

الله بن عبد الوهاب الحجبي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وأبو اسحاق ابراهيم بن المنذر الحزامي المدنيون، وعبد الله بن الزبير الحميدي المكي، وأبو ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم الترجماني، وداوود بن رشيد الخوارزمي، وعباد بن موسى الختلي، واسحاق بن أبي اسرائيل ويعقوب ابن حميد بن كاسب، وشريح بن يونس، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ومحمد بن الصباح الدولابي، وابراهيم بن عبد الله الهروي، وموسى بن مروان الرقي، ويعقوب بن كعب الحلبي، وسمعا منه بحلب. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- قراءة عليه بمنزله بدمشق، وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن أخي ميمي، قال: حدثنا أبو القاسم (189- ظ) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا داوود بن رشيد قال: حدثنا زكريا بن منظور عن أبي حازم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: القدرية مجوس هذه الأمة، فان مرضوا فلا تعودوهم، وان ماتوا فلا تشهدوهم «1» . أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا القاسم بن الليث قال: حدثنا موسى بن مروان قال: حدثنا زكريا بن منظور، وكنت لقيته بحلب، وكان غازيا. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي- فيما أذن لنا فيه- عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا الحارث ابن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة السابعة من أهل المدينة زكريا بن منظور القرظي، ويكنى أبا يحيى، وكان أعور قد لقي أبا حازم وعمر مولى غفرة «2» .

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثامنة من أهل المدينة زكريا بن منظور القرظي (190- و) ويكنى أبا يحيى. «1» . أنبأنا عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي البغدادي قال: أخبرنا عبد الله بن عمر الواعظ قال: أخبرنا أبي قال: وفي كتاب جدي حدثنا ابن رشدين قال: سألت أحمد بن صالح عن زكريا بن منظور شيخ روى عنه الحزامي والترجماني فقال: ليس به بأس، قلت لأحمد: هو من ولد ثعلبة بن أبي مالك القرظي، فلم يحفظ ذاك، قال أبو جعفر بن رشدين: هو زكريا بن منظور بن عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك. وقال أبو بكر: أخبرنا البرقاني قال: حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي قال: حدثنا محمد بن علي الإيادي قال: حدثنا زكرياء الساجي قال زكريا بن منظور ابن أبي ثعلبة الأنصاري فيه ضعف «2» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي أبو مالك «3» . أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل- في كتابه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس بن أحمد قال: أخبرنا أحمد

ابن منصور بن خلف قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا مكي ابن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو يحيى زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي المدني، عن أبي حازم، روى عنه ابراهيم بن المنذر «1» (190- ظ) . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخطيب ابن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو يحيى زكريا بن منظور بن أبي مالك. أنبأنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري عن أبي الفتح نصر الله بن محمد اللادقي قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدمي يقول: زكريا ابن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي من أهل المدينة، يكنى أبا يحيى. أخبرنا ابن طبرزد- فيما اذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم ابن عمر قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو يحيى زكريا بن منظور القرظي مديني ليس بثقة. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: زكريا بن يحيى بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي الأنصاري، مدني، يكنى أبا يحيى، وذكر له أحاديث، ثم قال: وزكريا بن

منظور (191- و) ليس له أحاديث أنكر مما ذكرته، وله غير ما ذكرت من أحاديث غرائب، وهو ضعيف كما ذكر إلا أنه يكتب حديثه «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام- فيما أجازه لنا- قال: أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو يحيى زكرياء بن منظور بن ثعلبة ابن أبي مالك، القرظي، المديني، الأنصاري، وكان قد ولي القضاء، فحمله هارون الى الرقة في قضية قضاها، روى عن أبي حازم سلمة بن دينار، ليس بالقوي عندهم، روى عنه ابراهيم بن المنذر الحزامى، وابراهيم بن عبد الله الهروي. أنبأنا أبو نصر القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري قال: ومنظور بن ثعلبة- بالظاء فوقها نقطة- روى عن أبيه ثعلبة، روى عنه محمد بن اسحاق وابنه زكريا بن منظور، وزكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك الأنصاري، روى عن أبي سلمة ونافع تكلموا فيه. أخبرنا أبو علي الأوقي- مشافهة- قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرني أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بكران بن عمران الرازي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن مخلد بن حفص العطار (191- ظ) قال: زكريا ابن منظور أبو يحيى القرظي، حدثنا بذلك أحمد بن ابراهيم القهستاني قال: حدثنا عيسى بن يعقوب قال: حدثني أبو يحيى القرظي زكريا بن منظور، ذكره ابن مخلد في كتاب الأسامي والكنى. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو منصور ابن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: زكريا بن

منظور بن عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك، أبو يحيى القرظي المدني حدث عن أبي حازم سلمة بن دينار، وعن هشام بن عروة، وعطاف بن خالد، وثابت بن يزيد الحجازي. روى عنه محمد بن الحسن بن زبالة، وعيسى بن يعقوب الزبيري، وابراهيم ابن المنذر المدنيون، وعبد الله بن الزبير الحميدي المكي، وأبو ابراهيم الترجماني، واسحاق بن أبي اسرائيل وعباد بن موسى الختلي، وغيرهم، وذكر يحيى بن معين أنه كان يسكن بغداد «1» . أخبرنا محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك، أبو يحيى القرظي المدني، القاضي حليف الأنصار، حدث عن أبيه وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ونافع وأبي حازم الأعرج، وزيد بن أسلم، وجده لأمه محمد بن عقبة بن أبي مالك الأنصاري، وهشام بن عروة، وعمر مولى غفرة، وعطاف بن خالد القرشي. روى عنه هارون بن معروف البغدادي، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وابراهيم بن المنذر الحزامى، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وعتيق بن يعقوب الزبيري المدنيون، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وموسى بن مروان (192- و) الرقي، وهشام بن عمار، وأظن هشاما سمع منه بدمشق لأنه اجتاز بها حين توجه الى الغزو، وقد حدث بحلب، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، واسماعيل ابن ابراهيم بن اسماعيل الترجماني ويعقوب بن كعب الحلبي، ويعقوب بن حميد ابن كاسب، وداوود بن سليمان بن حفص بن أبي داوود الطرسوسي، وعباد بن موسى الختلي، ومحمد بن الصباح الدولابي، وشريح بن يونس، واسحاق بن أبي اسرائيل، وداوود بن رشيد. «2» قلت: ذكر الحافظ أبو القاسم زكريا بن منظور فيمن دخل دمشق بناء على الظن، وقال لأنه اجتاز بها حين توجه الى الغزو، وقد حدث بحلب، بل غلبة الظن تشهد بخلاف ما زعم، لأن زكريا كان ساكنا ببغداد، والظاهر من حال من يغزو من

بغداد أن يتوجه الى الثغور لا على دمشق، وقد حمله هارون الى الرقة لأنه قضى على حماد البربري، فأحضره الى الرقة من بغداد، فيحتمل أنه توجه من الرقة الى الغزو، وطريقه على حلب، فحدث بها. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين- إذنا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن الطفال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد ابن حماد الدولابي قال: حدثنا أبو عبد الله معاوية بن صالح في تسمية من سأل عنه يحيى بن معين قال: سمعت يحيى يقول: زكريا بن منظور ليس بثقة «1» . أنبأنا أبو اليمن (192- ظ) زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس الدوري يقول: سمعت يحيى يقول: زكريا بن منظور ليس بشيء، فراجعته فيه مرارا، فزعم أنه ليس بشيء، قال: وكان طفيليا. وقال الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: سئل أبو داوود عن زكريا بن منظور قال: سمعت يحيى بن معين يضعفه. وقال: أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس- بمصر- قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: زكريا بن منظور القرظي ليس بثقة «2» . كتب إلينا عبد البر بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال أخبرنا أبو أحمد

ابن عدي قال: حدثنا ابن أبي عصمة قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سئل يحيى بن معين عن زكريا بن منظور فقال: ليس بشيء «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي أحمد قال: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا الحسين بن علي التميمي قال: حدثنا أبو عوانة يعقوب بن اسحاق الأسفراييني قال: حدثنا أبو بكر المروذي قال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: زكريا بن منظور ضعيف. قال أبو بكر بن أبي أحمد: أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق قال: (193- و) حدثنا سهل بن أحمد الواسطي قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: وزكريا بن منظور فيه ضعف. وقال: أخبرنا البرقاني قال: حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم قال: حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال: قلت لأبي زرعة: زكريا بن منظور؟ قال: واهي الحديث، منكر الحديث. وقال «2» أخبرنا البرقاني: قال حدثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمي قال: حدثنا محمد بن علي الأيادي قال: حدثنا زكريا الساجي قال: زكريا بن منظور بن أبي ثعلبة الأنصاري فيه ضعف. أنبأنا أبو محمد بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك أبو يحيى القرظي المدني منكر الحديث. قال ابن عدي: وسمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي روى عنه الليث منكر الحديث «3» .

أخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر الاسكندراني المعروف برواج- قراءة عليه بمصر- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان النسوي قال: زكريا بن منظور ضعيف (193- ظ) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قرأت على البرقاني عن محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة الفزاري قال: حدثنا جعفر بن درستويه قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن القاسم بن محرز قال: سألت يحيى بن معين عن زكريا بن منظور فقال: شيخ ضعيف كان هاهنا ببغداد. وقال الخطيب: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني قال: سمعت أحمد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: فزكريا بن منظور كيف حديثه؟ قال: ليس به بأس. قال أبو بكر الخطيب: قد اختلف قول يحيى فيه، وقال أحمد بن صالح في زكريا مثل ما حكى الدارمي عن يحيى. وقال الخطيب: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: كان زكريا بن منظور قد ولي القضاء، فقضى على حماد البربري، فلذلك حمله هارون الى الرقة بذلك السبب، وليس بثقة. وقال في موضع آخر: سئل يحيى عن زكريا بن منظور، فقال: ليس به بأس، فقلت له: قد سألتك مرة فلم أرك تجيد الرأي أو نحو هذا من الكلام؟ فقال: ليس به بأس، وإنما كان فيه شيء زعموا أنه كان طفيليا «1» .

أخبرنا أبو محمد بن أبي العلاء- في كتابه إلينا من همذان- قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد (194- و) بن عدي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر قال: حدثنا عباس قال: سئل يحيى عن زكريا بن منظور، فقال ليس به بأس، فقلت: قد سألتك عنه مرة فلم أرك تجيد الرأي فيه، فذكر نحو هذا الكلام فقال: ليس به بأس. وقال ابن عدي حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قلت: ليحيى ابن معين: فزكريا بن منظور كيف حديثه؟ قال: ليس به بأس. وقال ابن عدي: حدثنا عبد الرحمن، وابن حماد قالا: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى يقول: زكريا بن منظور ليس بشيء، فراجعته فيه مرارا، فزعم أنه ليس بشيء وأنه طفيلي، زاد ابن حماد وقال مرة أخرى: ليس به بأس، وإنما كان فيه شيء زعموا أنه طفيلي «1» . أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك، أبو يحيى القرظي الأنصاري، روى عن أبي حازم، وزيد بن أسلم وجده محمد بن عقبة، روى عنه عبد العزيز الأويسي، وهارون بن معروف، وأبو ثابت المديني والحجبي، وهشام ابن عمار وابراهيم بن المنذر، وعتيق بن يعقوب، سمعت أبي يقول ذلك، وقال: قرىء على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: زكريا بن منظور ليس بشيء ولي القضاء، فقضى على حماد البربري، فلذلك حمله هارون الى الرقة بذلك السبب، وليس بثقة. فراجعته مرارا، فزعم أنه ليس بشيء، كان طفيليا. سألت (194- ظ) أبي عن زكريا بن منظور فقال: ليس بالقوي، ضعيف الحديث منكر الحديث، يكتب حديثه. بغية الطلب ج/ 8 م (240)

زكريا بن يحيى بن أياس بن سلمة بن حنظلة بن قرة:

وقال: سألت أبا زرعة عن زكريا بن منظور فقال: ليس بالقوي «1» . أخبرنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: زكريا بن منظور أبو يحيى القرظي مدني متروك. أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم منهم: زكريا بن منظور مديني. زكريا بن يحيى بن أياس بن سلمة بن حنظلة بن قرة: أبو عبد الرحمن السجزي ويعرف بخياط السنة، دخل الشام وسمع بحلب أبا نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وحدث عنه وعن نصر بن أبي علية الدقاق البالسي، واسحاق بن راهويه، وأحمد بن السكن الأيلي المكتب، وابراهيم بن المستمر، وأبي مسعود اسماعيل بن مسعود الجحدري، وابراهيم بن اسحاق بن أبي الجحيم، والجراح بن مخلد، وحسين بن الحسن المروزي، وبكر بن خلف، وابراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وابراهيم بن يوسف البلخي وجعفر بن محمد بن الفضل الرسعني، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، وأزهر بن جميل، وأحمد بن علي بن يوسف (195- و) الخزاز، وسلمة بن شبيب والسري بن يحيى بن السري وبشر ابن الوليد القاضي وسعيد بن يحيى الأموي وسويد بن سعيد، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وداوود بن رشيد الخوارزمي، ودحيم ومحمد بن المصفى الحمصي، ومحمد بن موسى الجرشي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن حميد الرازي، وعباد بن الوليد، وأبي بكر عبد السلام بن عمر الجنبي، وعبد الله بن مطيع، وعمرو بن علي، وقتيبة بن سعيد وشيبان بن فروخ، وعثمان بن أبي شيبة، والفتح بن نصير بن عبد الرحمن الفارسي، وعباس بن عثمان المعلم، وصفوان بن

صالح، وشعيب بن شعيب بن اسحاق، وعمرو بن عثمان، وعبد الوهاب بن الضحاك، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وأبي أمية عمرو بن هشام الحراني، ومحمد بن عمر بن هياج، وعبد الاعلى بن حماد النرسي، ووهب بن بقية، وهناد بن السري، ومجاهد ابن موسى، وهشام بن عمار، ونصر بن علي الجهضمي، ويوسف بن سلمان الباهلي، وأبي قدامة عبيد الله بن سعيد. روى عنه أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي، وأبو بكر أحمد بن ابراهيم ابن احمد بن محمد بن عطية بن الحداد، واسحاق بن ابراهيم المنجنيقي، وأبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء، وأبو الحارث احمد بن محمد بن عمارة، وأبو الطيب أحمد بن ابراهيم بن عبادل، وأبو بكر محمد بن ابراهيم بن زوزان الأنطاكي، وابو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن المنذر المعروف بشكر (195- ظ) وأبو القاسم بن أبي العقب، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، ويحيى بن عبد الله بن الحارث، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان، ومحمد إبراهيم بن مروان، وأبو علي بن شعيب، وأبو الميمون بن راشد وأبو علي الحضائري، وأبو بكر محمد ابن سهل القطان، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت، وأبو اسحاق ابن سنان. أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الأسدي بدمشق قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الاسدي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن يعقوب بن أبي العقب قال: حدثنا أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجزي قال: حدثنا ابن أبي خلف، وابن أبي عمرو عثمان، قالوا: حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن صفية ابنة حيي حاضت، فذكرت ذلك عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: أحابستنا هي؟ قالت: إنها قد أفاضت ثم حاضت بعد ذلك، قال: تنفر، وقال ابن أبي عمر: تنفر إذا. (196- و) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي قال: أنبأنا أبو زكريا البخاري: قال أخبرنا الحافظ أبو

محمد عبد الغني بن سعيد قال: زكريا بن يحيى السجزي خياط السّنة، به يلقب. وقال أبو محمد السّلمي: أنبأنا أبو نصر بن ماكولا قال: زكريا بن يحيى السجزي خياط السنّة «1» . أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد ابن أبي الحسين قال: قرأت بخط عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري، وأنبأنيه أبو طاهر الحنّائي، ح. قال أبو القاسم: وأخبرني أبو التمام كامل بن أحمد بن أبي جميل عنه قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى قال: أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال: زكريا بن يحيى بن إياس السجزي، أبو عبد الرحمن، كان بدمشق، حافظ ثقة حدث عنه أبو عبد الرحمن النسوي، وأبو يعقوب المنجنيقي، ويحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عنه أحمد، واسحاق ابنا ابراهيم بن الحداد، ذكر لي عبد الله بن محمد بن حكيم أن أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب أخرج إليهم كتاب شيوخه فيه زكريا بن يحيى أبو عبد الرحمن السجستاني ثقة. وقال أبو القاسم: كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، وحدثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه قال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زكريا بن يحيى بن إياس، يكنى أبا عبد الرحمن، يعرف بخياط السنة، من أهل سجستان (196- ظ) يقال إنه حنظلي، قدم مصر وكتب عنه وخرّج، وتوفي بدمشق بعد الثمانين ومائتين. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميّل الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زكريا بن يحيى بن إياس بن سلمة بن حنظلة بن قرّة، أبو عبد الرحمن السجزي، المعروف بخياط السنة، سكن دمشق، وحدث بها عن دحيم واسحاق ابن راهوية، ونصر بن علي الجهضمي، وعبّاد بن الوليد، ومحمد بن حميد الرازي، وأحمد

ابن السكن الأيلي المكنب وأبي بكر عبد السلام بن عمر الحيني، وقتيبة بن سعيد، وعبد الله بن مطيع، وحسين بن حسن المروزي، ومحمد بن يسار، وعمرو بن علي، والجراح بن مخلد، وابراهيم بن المستمر، وأبي مسعود اسماعيل بن مسعود الجحدري، وشيبان بن فروخ، ومحمد بن موسى الجرشي، وعثمان بن أبي شيبة، ونصر بن أبي علية البالسي الدقاق، والفتح بن نصر بن عبد الرحمن الفارسي نزيل مصر، وإبراهيم بن اسحاق بن أبي الجحيم، وبكر بن خلف، وعباس بن عثمان المعلم، وهشام بن عمار، ومحمد بن مصطفى، وصفوان بن صالح، وابراهيم بن يوسف البلخي، وابراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وشعيب بن شعيب بن اسحاق، ومجاهد بن موسى وجعفر بن محمد بن الفضل الرسعني، وعمرو بن عثمان، وداوود بن رشيد، وعبد الوهاب بن الضحاك، وأبي أمية عمرو بن (197- و) هشام الحراني، وأحمد بن يوسف الخزاز، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وسويد بن سعيد، ومحمد بن عمر بن هياج، وسعيد ابن يحيى الأموي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وهناد بن السري، وبشر بن الوليد القاضي ووهب بن بقية، والسري بن يحيى بن السري، وأزهر بن جميل، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن المثنى. روى عنه أبو عبد الرحمن في سننه، واسحاق بن ابراهيم المنجنيقي، ويحيى ابن محمد بن صاعد، ومحمد بن ابراهيم بن مروان، ويحيى بن عبد الله بن الحارث وأبو بكر محمد بن سهل القطان، وأبو القاسم بن أبي العقب، وأبو علي بن شعيب وهو بسّنه، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت، وأبو اسحاق ابن سنان، وأبو علي الحضائري، وأبو الحسن بن جوصاء، وأبو الحارث أحمد ابن محمد بن عمارة، وأبو الميمون بن راشد، وأبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية الحداد، وأبو الطيب أحمد بن ابراهيم بن عبادل، وأبو القاسم الطبراني، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن روزان الأنطاكي وغيرهم. وقال: ذكر أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي، قال: أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر القرشي قال: أخبرني أبي قال: سمعت بشر بن محمد بن

زكريا بن يحيى الحميري:

بشر بن نهيك الطائي صاحب طاحونة الشقراء يقول: (197- ظ) كان عثمان بن أبي شيبة يسمى أبا عبد الرحمن السجزي: السفياني. قال أبي: وسمعت أبا طالب الخياط يقول لأبي عبد الرحمن السجزي: أنت من لدن خراسان إلى الشام تعرف بخياط السنّة، صرت اليوم تتشيع. قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي القاسم بن صابر، وذكر أنه نقله من خط عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: قال عبيد بن أحمد بن فطيس: حدثني أبو علي الأنصاري قال: حدثني زكريا السجزي، وكان مولده سنة خمس وتسعين ومائة، وكانت وفاته سنة سبع وثمانين ومائتين، وكان عمره خمسا وتسعين سنة «1» . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني قال: أخبرنا عبد الكريم بن حمزة- إجازة إن لم يكن سماعا- عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي ابن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال لنا الهروي: فيها- يعني- سنة تسع وثمانين ومائتين مات زكريا بن يحيى السجزي. زكريا بن يحيى الحميري: الكندي الكوفي الأعمى، قدم خناصرة على عمر بن عبد العزيز، وروى عنه، وعن عامر الشعبي، وعكرمة مولى بن عباس، وعبد الله بن يزيد، وحبيب بن يسار، وأنيسة بنت زيد بن أرقم. روى عنه حماد بن أسامة، وجعفر بن عون العمري وحاتم بن اسماعيل المدني، وعبد الحميد ومحمد بن بشير العبدي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري- إذنا- قال: أنبأنا أبو الفتح (198- و) نصر الله بن محمد المصيصي قال أخبرنا نصر بن ابراهيم المقدسي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الانصاري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد- فيما كتب إليّ- قال: أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن

علي اللخمي الباجي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يونس قال: أخبرنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال: حدثني سهل بن محمود- وهو- أبو السري قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: أقمنا عند عمر بن عبد العزيز بخناصرة أربعين يوما، قال: فأتى برجل قد نقش على خاتم الخلافة، فقال: ويحك ما حملك على هذا؟ قال: الطمع والشيطان فقال لجلسائه من قريش وأهل الشام: ما ترون في هذا؟ قالوا: الرأي فيه مستقيم تقطع يده، قال: لكني أرى غير ذلك، هذا رجل همّ بسرقة، ولم يسرق قال: فاستحلفه أن لا يعود، وأمر بعض من عنده فعزّره سوطين أو ثلاثة، وخلى سبيله. أخبرنا سليمان بن الفضل في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن ابراهيم قال: سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال: سمعت عثمان ابن سعيد الدارمي يقول: قلت ليحيى بن معين: زكريا بن يحيى الكوفي عن الشعبي من زكريا هذا؟ قال: ليس بشيء قلت: ابن من (198- ظ) هو؟ قال: ابن يحيى «1» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز في كتابه قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زكريا بن يحيى الكندي الحميري الأعمى، سمع حبيب بن يسار وأنيسه، والشعبي، وعكرمة، روى عنه أبو أسامة وجعفر ابن عون «2» . أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: كتب إلينا الرئيس مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال:

زكريا بن يحيى ابو يحيى الأنطاكي:

زكريا بن يحيى الكندي الحميري الأعمى، روى عن الشعبي وأنيسه، وحبيب ابن يسار، وعبد الله بن يزيد، وعكرمة، روى عنه عبد الحميد، وحاتم بن اسماعيل، وأبو أسامة، وجعفر بن عون، سمعت أبي يقول ذلك «1» . أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: زكريا بن يحيى الحميري الكندي الكوفي، حدّث عن الشعبي، وحبيب بن يسار، وعبد الله بن يزيد، وعكرمة، وعمر بن عبد العزيز، وأنيسه بنت زيد ابن أرقم. روى عنه عبد الحميد، وحاتم بن اسماعيل المدني، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ومحمد بن (199- و) بشر العبدي، وجعفر بن عون العمري الكوفيون، ووفد على عمر بن عبد العزيز. زكريا بن يحيى ابو يحيى الأنطاكي: صاحب الأكسية، حدّث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي والحارث بن عمران الجعفي، روى عنه أبو عمرو عثمان بن خرزاد الأنطاكي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال: أخبرنا علي بن المسّلم قال: أخبرنا أبو نصر بن طلّاب قال: أخبرنا أبو الحسين ابن جميع قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بأنطاكية قال: حدثنا عثمان بن خرزاد قال: حدثنا زكريا بن يحيى صاحب الأكسية قال: أخبرنا الحارث بن عمران الجعفري عن محمد بن سوقه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع رجلا يقول: اللهم اغفر لفلان بن فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ فقال: حمّلني رجل أن أدعو له بين الباب والمقام، أو بين الركن المقام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفر لصاحبك.

زكرى المعدني:

أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب- فيما أذن لنا في روايته عنه، وقد سمعت منه غيره- قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب ابن محمد بن اسحاق بن منده قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله قال: زكريا بن يحيى الأنطاكي حدّث عن الهيثم بن جميل، توفي سنة نيف وثمانين ومائتين. قرأت في تاريخ مختار الملك المسبحي قال: سنة ثمانين ومائتين فيها مات أبو يحيى زكريا بن يحيى الأنطاكي. (199- ظ) . زكرى المعدني: من أهل المعدن، رجل صالح من أولياء الله تعالى، كان عندنا بحلب، وكان كثير الصحبة لعمي ووالدي، وكان يأنس بي، وتظهر له كرامات كثيرة ويخرجها مخرج التباله، واتخذ له كعاب غزلان مصبغة، وجعلها في كيس، وكان إذا أخبر بوقوع شيء يقول: أخبرتني الكعيبات، وكان لازما للوقار، ولا يخرج إلى ما يخالف به الشرع، وإذا قرىء بحضرته شيء من أخبار الصالحين أو الرقائق، غلب عليه الحال، وتسبقه الدموع، فيقوم من المجلس أو يشير الى القارئ، بالسكوت، وكان يخبرنا بأمور أنها تقع، فتقع على ما أخبر به، وكان رحمه الله محبوبا إلى الناس، قريبا الى القلوب، خفيف الروح، وكان عمي أبو غانم يميل إليه، ويعتقد فيه، وكان له عادة في أن يخرج بأهله وأولاده ومن يعز عليه إلى صمّع الفوقا، قرية من قرى حلب، كان له فيها حصة في أيام البطيخ، فطلبه عمي أن يخرج معه، وسبقت الجماعة وخرجت والشيخ زكرى معي راكب على حمار، فكنت معه في بعض الطريق فأنشد: قلبي بحرّ سهام الدبس مجروح ... بين العصائد والاسمان مطروح قد قدموا السمن والأعسال في قدح ... القلب في قلق والدمع مسفوح ثم جعل يبكي بكاء شديدا، حتى رق قلبي لكثرة بكائه، ووصلنا إلى القرية وعمي بها وكان ولد عمي الأكبر أبو الفضل هبة الله قد تركناه ليخرج بعدنا بزوجته، وهي أختي الكبرى، فصلينا المغرب مع عمي، وقام عمي لورده بين المغرب والعشاء (200- و) ، وجلست أنا وزكرى فأبطأ وصول النساء عنا، فسلم عمي

زكي بن عبد الله:

من بعض أوراده، وقال: قد أبطأ الجماعة، فالتفت الشيخ زكرى إلي وقال: قد تاهوا عن الطريق، ثم أبطأوا ساعة، فقال لي زكرى: قد سقطت أختك عن الدابة ولكنها سلمت، ثم قال لي: الساعة يصلون، وكنا ننتظر وصولهم من جهة القبلة، من جهة حلب، فوصلوا بعد ساعة من جهة الشمال من جهة عزاز، فقمت إليهم فأخبروني أنهم تاهوا عن الطريق وتعدوا الموضع الذي يسامت صمع، وأخبروني أن أختي سقطت عن الدابة واشتغلوا بها ساعة، وكان يتفق له معنا وقائع كثيرة من هذا النوع. ومما أعرفه من كراماته، أن عمي أبا غانم عزم على زيارة البيت المقدس في سنة سبع وستمائة أو سنة ثمان، فتوجه وأهله معه، وبرز إلى تربة مجد الدين ابن الداية، بالقرب من مقام ابراهيم عليه السلام وبات بها، وبتنا معه لنودعه، وخرج معنا الشيخ زكرى فيمن خرج، فلما ودعناه أخذني الشيخ زكرى منعزلا عن الجماعة وقال لي: ما أعود ألتقى عمك بعد اليوم إلّا في القيامة، فحكيت ذلك لوالدي فتألم لذلك، وخاف علي عمي لعلمه أن الشيخ زكرى لا يخبر بشيء إلّا ويقع، وأقام عمي بالبيت المقدس، واشتاق إلى أخيه، وتوجه إليه والى الزيارة وأنا معه ووصلنا إلى البيت المقدس وأقمنا به مدة، وعدنا جميعا مع عمي إلى حلب، وأنسينا قول الشيخ زكرى الذي قال لي وقت وداع عمي، فلما وصلنا إلى حمص لقينا رجل قد خرج من حلب وكان من (200- ظ) أصحاب الشيخ أبي الحسن الفاسي فأخبرنا أن الشيخ زكرى توفي بحلب من أربعة أيام أو خمسة وكانت وفاته في سنة تسع وستمائة، ودفن بالجبيل خارج باب الأربعين في تربة الشيخ علي الفاسي عند رجليه رحمهما الله. زكي بن عبد الله: أبو الفهم الحلبي، كتب عنه شيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفهم بن عبد الرحمن اليلداني، وخرّج عنه إنشادا. كتب إلينا أبو محمد عبد الرحمن اليلداني، ونقلته من خطه، قال: أنشدنا أبو الفهم زكي بن عبد الله الحلبي.

زماخ بن يحيى بن صافي:

وطائرة أبدا تتبع ... فطورا تطير وطورا تقع تموت إذا تركها الكماة ... وتحيى إذا الضرب فيها وقع قلت: وهي في الكرة. زمّاخ بن يحيى بن صافي: الأعسر الشيزري، شاعر متوسط الشعر، من أهل شيزر وكان أبوه يحيى فارسا مذكورا بها، موصوفا بالشجاعة، وجدّه صافي من أتباع بني منقد بها. وانقطع زماخ إلى سابق الدين عثمان الداية صاحب شيزر. أنشدني أبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي لزماخ بن يحيى بن صافي الشيزري ذكر لي أنها من جملة قصيدة مدح بها ناصر الدين أبا سعيد محمد بن شيركوه المعروف بالملك القاهر، وأنه شاهدها في مدائحه: يروى نداه الصدى مع عظم صولته ... كصفحة السيف من ماء ومن نار الطيب الخيم والأصل القديم له ... المجد الموثّل والعاري من العار ولو جرى في نداه الناس أغرقهم ... ما كل ماء على شاط بزخّار فاق الورى بأياديه التي هطلت ... من الندى سحبا من بحره الجاري اجتزت في بعض السنين بشيزر، فسألت بعض من حضر عندي من أماثلها، عن شعراء شيزر فذكر لي زمّاخ بن صافي الأعسر، ومضى الى منزله وسيّر لي رقعة فيها أبيات كتبها زماخ المذكور عن سابق الدين عثمان بن الداية الى سنان صاحب الدعوة النزارية، جوابا عن أبيات كتبها سنان الى سابق الدين عثمان يتهدده وهي: يا ذا الذي بقراع السيف هددني ... لا قام مصرع جنبى حين تصرعه قام الغراب الى البازي يهدده ... واستأسدت للقاء الأسد أضبعه (201- و) يا من يفك فم الأفعى بأصبعه ... يكفيه مما تلاقي منه أصبعه قال: فأجابه زماخ الأعسر عن سابق الدين عثمان بهذه الأبيات:

يا من يقول مقالا ليس تسمعه ... أذني ولا هو ذو قدر فيرفعه وظني بقراع السيف أوعده ... والرعب في قلبه والخوف يقطعه وما درى أنني البازي ترهبه ... نفس الغراب الذي في الكهف موضعه «1» وأنني أسد والأسد ترهبني ... هذا وكم أسد بي حان مصرعه والضبع أنت ورجلاك العراج بها ... والضبع أعرج والميتات مرتعه ما يستحي ثعلب مع ضعف أسرته ... يمر بالأسد الضاري يفزّعه وقد فككت فم الأفعى فما قدرت ... يوما على إصبع مني فتلسعه والسم ليس يضر الآن جسم فتى ... الله يحفظه مما يروعه فالعير لا يرهب الأفعى ويأكلها ... قسرا ومن خالص الدرياق مدمعه فكم تغطي الهدى جهلا وتستره ... بأسود الكفر والايمان يقشعه هدد بذلك غيري كي تخوفه ... ما يجزع الطود من شن يقعقه توفي زماخ الأعسر هذا في سنة عشر أو إحدى عشرة وستمائة، فإنني سألت ابن أخيه عن وفاة عمه، فقال: مات قبل موت السلطان الظاهر بسنتين «2» . ***

زمل بن عمرور بن العتر:

زمّل بن عمرور بن العتر: ابن خشّاف- وقيل خشّاف، وقيل حشّاف بن خديج- بن واثلة بن حارثة بن هند بن حزام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضامة العذري الحزامي الضنّي، وقيل هو: زمل بن ربيعة، وقيل: زميل بن عمرو، وقيل: زامل بن عمرو العذري من بني هند بن حزام. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا، وعقد له لواء، فشهد بلوائه ذلك صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وسكن الشام، واستعمله معاوية على شرطته، وهو أحد شهود معاوية في أمر الحكمين، روى عنه ابنه المقداد بن زمل وصعصعة بن صوحان. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّويه قال أخبرنا أحمد بن معروف بن بشر قال: أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال: حدثنا شرقي بن القطامي عن مدلج بن المقداد بن زمل العذري، قال: وحدثني ببعضه أبو زفر الكلبي قالا: وفد زمل بن عمرو العذري على النبي صلى الله عليه وسلم (201- و) فأخبره بما سمع من صنمهم فقال: ذلك مؤمن الجن فأسلم، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء على قومه، فشهد به بعد ذلك صفين مع معاوية، ثم شهد به المرج «1» فقتل، وأنشأ يقول حين وفد على النبي صلى الله عليه وسلم: إليك رسول الله أعملت نصّها ... أكلفها حزنا وقورا من الرمل

لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا ... وأعقد حبلا من حبالك في حبلي وأشهد أن الله لا شيء غيره ... أدين له ما أثقلت قدمي نعلي أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا سهل بن السري قال: أخبرنا سهل بن شاذويه عن عبد الله بن محمد بن أبي بلج عن محمد بن خاقان عن هشام بن الكلبي عن شرقي بن القطامي عن مدلج بن المقداد العذري عن أبيه، قال: وحدثني ببعضه الحارث بن عمرو بن جزي عن عمه عمارة بن جزي، قال: قال زمل بن عمرو: سمعت صوتا من صنم ثم ذكر الحديث. قال: وأخبرنا أبي قال: وأخبرنا محمد بن عبد الله بن دينار قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن سوار قال: حدثنا علي بن حرب قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى العذري عن أبي المنذر- وهو- هشام بن السائب عن الشرقي عن مدلج العذري عن أبيه، ثم ذكر الحديث بطوله «1» . ***

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء- إذنا عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري- قال: أخبرنا أبو عمر ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من بني عذرة بن سعد بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن وائل ابن حارثة بن هند بن حزام بن عبد ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب له كتابا، وعقد له لواء، وشهد بلوائه ذلك يوم صفين مع معاوية، من ولده مدلج بن المقداد بن زمل، كان شريفا بالشام، وكانت عنده آمنة أخت خالد بن عبد الله القسري «1» . أخبرنا ابن طبرزد إذنا عن أبي غالب بن البناء عن عبد الكريم بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن عمر الدارقطني قال: زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف ابن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حزام بن ضنّة العذري، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب له كتابا، وعقد له لواء، فشهد بلوائه ذلك صفين مع معاوية، قال ذلك ابن الكلبي «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبي قال: زمل بن عمرو العذري (204- و) وقيل: ابن ربيعة ويقال: زميل بن عمرو

من بني هند بن حزام أنى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بصوت سمع من صنم «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرح الحصري- فيما كتب به إلينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: زميل. ويقال زمل بن ربيعة الضنّي، ثم العذري له خبر في أعلام النبوة، من رواية أهل الاخبار، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمن به، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء على قومه، وكتب له كتابا، ولم يزل معه ذلك اللواء حتى شهد به صفين مع معاوية، وقتل يوم مرج راهط. وقال ابن الكلبي هو زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن عبد بن حزم بن ضنّة العذري. وذكر خبره كما ذكرنا سواء، وكذلك ذكره الطبري ومن كتابه أخذه، والله أعلم «2» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال: ومن ولد حارثة بن هند بن ضنّة زمل بن عمرو بن العتر بن خشّاف بن خديج بن (246- ظ) واثلة بن حارثة ابن هند، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا، وعقد له لواء، وشهد بلوائه صفين مع معاوية. وقال: وأما خشاف بفتح الخاء المعجمة زمل بن عمرو، وساق نسبه كما تقدم، وشهوده صفين، ثم قال: قال ذلك ابن الكلبي، والطبري، ثم قال: وأما عتر بكسر العين المهملة وسكون التاء المعجمة باثنتين من فوقها: زمل بن عمرو بن العتر «3» .

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي- فيما اذن لنا فيه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حزام بن ضنّة بن عبد بن كثير بن عذرة، وقيل: زمل بن ربيعة، وقيل: زميل بن عمرو العذري، من بني هند بن حزام، له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم- وسكن الشام، روى عنه ابنه المقدام بن زمل وكان عند معاوية بدمشق، واستعمله على شرطته، وهو أحد شهوده في التحكيم، وسنذكر ذلك في ترجمة ناتل بن قيس الجذامي. وأقطعه معاوية دارا عند باب توما، وشهد بيعة مروان بن الحكم بالجابية فيما ذكره البلاذري «1» . وقال: أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: في تسمية عمال يزيد بن معاوية، وعلى خاتمه زمل بن عمرو، وقال: وفي سنة أربع وستين وقعة مرج راهط بالشام، قال أبو الحسن- يعني- المدائني: وقتل يومئذ ربيعة بن عمرو الجرشي، وزمل بن عمرو العذري «2» . ***

زنكل بن علي العقيلي الرقي:

زنكل بن علي العقيلي الرقي: مولى لبني عقيل من أهل الرقة، صحب عمر بن عبد العزيز ووزر له، وكان في صحبته بخناصرة، حدّث عن محمد بن المنكدر وأيوب السختياني وأم الدرداء، روى عنه جعفر بن برقان، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي، واسحاق بن نجيح. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل بالقاهرة- بدار الوزارة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: حدثنا أبو عبد الله السلماسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحافظ قال: حدثني جعفر ابن محمد الخراساني قال: حدثنا أبو علي حسن بن أبي منصور الحمصي قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الحميد بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبي قال: حدثني سلمة بن كلثوم عن جعفر عن زنكل عن أيوب السختياني عن شعيب بن عبد الله ابن عمرو بن العاص عن أبيه عن جدّه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع السلف، وعن (25- ظ) شرطين في بيع، وعن بيع مالم نملك، وعن ربح مالم يضمن «1» . وقال: حدثنا أبو علي القشيري الحافظ قال: حدثنا محمد بن الخضر بن علي قال: حدثنا ابن أبي أسامة قال: حدثنا أبي عن جعفر بن محمد عن زنكل بن علي قال: سألت أيوب السختياني فقلت: ما ترى فيمن يبايع ويقرض قال: سمعت عمرو بن شعيب يذكر حديثا يرفعه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلف وبيع، وعن شرطين في بيع، وعن بيع مالا يملك، وعن ربح مالا يضمن.

وقال: حدثنا أبو علي قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا محمد قال: حدثنا جعفر بن برقان عن زنكل بن علي عن محمد بن المنكدر قال: ما أسكر كثيره فقليله حرام «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ابن جعفر النيسابوري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن رزين الهروي قال: حدثنا عبد الرحيم بن حبيب البغدادي قال: حدثنا اسحاق بن نجيح الملطي عن زنكل بن علي السلمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يتركهن العرب وهي بهم كفر: الاستسقاء بالأنواء والطعن في النسب والنوح «2» . وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كبّر العبد سرّت تكبيرته ما بين السماء والأرض من شيء «3» . (206- و) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي- اذنا أو سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقوز قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أبو سعيد بن سالم الشاشي قال: حدثنا أبو المليح عن زنكل بن علي. قال أبو سعيد: زنكل بن علي وزير لعمر بن عبد العزيز، قال: قال حذيفة بن اليمان: يا طاعون خذني إليك- ثلاث مرات- قبل سفك دم حرام، وقبل جور في الحكم، وإمارة الصبيان، وكثرة الرئاسة. أخبرنا أبو القاسم بن الطفيل قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو

الحسين بن الطيوري قال: حدثنا أبو عبد الله بن السلماسي قال: أخبرنا أبو أحمد ابن عبد الله قال: حدثنا محمد بن سعيد القشيري الحافظ قال: الأعشى الشاعر الرقي ذكروا أنه من ولد زنكل بن علي، زنكل بن علي يتولى بني عقيل. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زنكل بن علي العقيلي الرقي، كان من صحابة عمر بن عبد العزيز حدّث عن محمد بن المنكدر، وأيوب السختياني، وأم الدرداء، روى عنه: أبو المليح الحسن بن عمر الرقي وجعفر بن برقان «1» . ***

ذكر من اسمه زنكي

ذكر من اسمه زنكي زنكي بن آق سنقر «1» : أبو المظفر التركي، وقيل آق سنقر بن الترغال من قبيلة ساب يو، وقيل إن آق سنقر كان مملوكا للسلطان ملك شاه وقد ذكرنا (206- و) ذلك في ترجمته، ويعرف زنكي بأتابك بن قسيم الدولة، لأنه كان عنده ولدان للسلطان محمود بالموصل يربيهما، وكان مولده بحلب في أيام ولاية أبيه في سنة ثمانين وأربعمائة، وربي بها، وكان في أول أمره مضافا الى آق سنقر البرسقي «2» ، والبرسقي شحنة بغداد، وولاه البصرة، فلما عزل البرسقي عن شحنكية بغداد فارق البصرة وقصد السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه، فأكرمه وأقطعه البصرة وأعاده اليها في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ثم ترقت به الحال الى أن ملك الموصل في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وكان ختلغ آبه بحلب وأساء السيرة مع أهلها، فحصروره، وبالمدينة بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، فأجمع رأي ختلغ آبه وسليمان على أن سارا الى أتابك زنكي ويحكماه فيما يفعل، فلم يوقع لواحد منهما بحلب، وتوجه إليها فقدمها، وكان له أتراب «3» بحلب من الحلبيين، قد تربي بينهم، فكانوا يميلون إليه لذلك فسلموا الى نائبه حلب في شهر رمضان سنة احدى وعشرين وخمسمائة وتوجه إليها فتسلمها في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة في جمادى الآخرة وتوجه بعد ذلك الى السلطان محمود، وعاد في سنة ثلاث وعشرين ومعه توقيع مجدد بولاية الجزيرتين والشام وحلب والشط، وملك: حمص، وحماة، وبعلبك، والرقة ودارا، وحران، ورأس عين، واشتغل بمحاربة الفرنج، ففتح من أيديهم معرة النعمان، وكفر طاب وبارين

والأثارب وزردنا وتل أعذى، وبزاعا، وسروج والرها، وكان له أثر عظيم (207- و) في نصرة الإسلام، وكف عادية الفرنج ومهد لمن بعده فتح البلاد، بعد أن كان الفرنح قد ضايقوا مدينة حلب واستولوا على حصونها، وأخذوا المناصفة من المسامين الى بابها، فأغاثهم الله بزنكي وبولده من بعده. وكان زنكي ملكا عظيما وشجاعا جبارا، كثير العظمة والتجبر، وهو مع ذلك يراعي أحوال الشرع وينقاد إليه، ويكرم أهل العلم، وبلغني أنه كان إذا قيل له: أما تخاف الله خاف من ذلك، وتصاغر في نفسه فأظهر الله تعالى سره المحمود في ولده محمود. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي- ونقلته من خط العظيمي- قال في حوادث سنة إحدى وعشرين وخمسمائة قال، بعد ذكر حصار الحلبين وبدر الدولة بن أرتق وابراهيم بن الملك رضوان ختلغ آبه غلام السلطان محمود: وطال الأمر على ختلغ آبه وحفروا خندقا حول القلعة، فكلما خرج منها رجل أو دخل اليها أخذ، الى نصف ذي الحجة وصل الأمير سنقر دراز، والأمير حسن قراقش، وجماعة أمراء في عسكر قوي الى باب حلب، واتفق الأمر على أن يسير بدر الدولة وختلغ آبه الى باب الموصل الى عماد الدين قسيم الدولة بن قسيم الدولة زنكي بن آق سنقر، الى الموصل، فلمن ولى عاد الى منصبه، وأقام بحلب الأمير حسن قراقش والرئيس ابن بديع، فأصلح عماد الدين بينهما، ولم يوقع لأحد منهما، وطمع (207- ظ) بملك البلد، وسير سرية الى حلب مع الأمير الحاجب صلاح الدين العمادي، فوصل الى حلب، وأطلع الى القلعة واليا من قبله، ورتب الأمور وجرت على يده على السداد، وهو الذي تولى إنزاله وإليه إطمأن. وقال العظيمي: سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، في جمادى الآخرة منها وصل الأمير عماد الدين قسيم الدولة أبو سعيد زنكي بن آق سنقر قسيم الدولة الى حلب وملكها، وصعد القلعة، وبات بها وعاد الى نقرة بني أسد، وقبض على ختلغ آبه، وحمله الى حلب وسلّمه الى عدوه ابن بديع، فكحلوه بداره في النصف من رجب.

وقال العظيمي: وفي جمادى الآخرة- يعني- من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة عاد الأمير عماد الدين قسيم الدولة زنكي من عند السلطان الى الموصل ومعه طغراء «1» بتجديد الجزيرتين والشام وحلب والشط، وما اتصل بذلك، بعدما خرج عن يده بالدركاه مائة وعشرون ألف دينار. قال: وفي مستهل رجب- يعني- من سنة أربع وعشرين، وصل عماد الدين زنكي بن آق سنقر الى أكناف الفرات وفتح قلعة السن «2» ، وسير سرية تقدمت مع الثقل الى باب حلب، ونهضت الخيل أغارت على بلد عزاز، وعاثوا في بلد جوسلين مقابلة له على قديم قبيحه في غيبة الأمير قسيم الدولة، ثم عبر الأمير قسيم الدولة بتاريخ الأحد ثامن عشرين رجب، فخيم بظاهر حلب، وتكررت الرسل في الصلح، فاصطلحوا مدة سنة، وكان الأمير قد رعى زرع الرها في طريقه (208- و) وظفر بالتركمان أيضا وكسرهم. قال: وفي هذه المدة تزوج أتابك قسيم الدولة بخاتون بنت الملك رضوان، ودخل بها ليلة الاثنين في عشرين من شعبان. قال: وفي يوم الاثنين عاشر شوال تسلم أتابك عماد الدين حماه، وقبض على خير خان صاحب حمص، وأنهب عسكره وخف الى حمص، فنزل ربضها، وطلب من أولاد خير خان التسليم، فامتنعوا وشبت الحرب بينهم وشنّع على الأمير أطسيس ابن ترك فقتلوه، ورمي برأسه، ونقبوا القلعة فبطل النقب ونصبت المجانيق فبطلت، وطال الشرح، فهجم الشتاء، فعاد العسكر الى حلب ثاني ذي الحجة. وقال فيها: يعني- سنة خمس وعشرين وخمسمائة في المحرم، سار أتابك عماد الدين مشرقا يوم الخميس غرته، وكان السلطان محمود شتى ببغداد، فلما كان في ثالث عشر ربيع الآخر شرق نحو أصبهان وبلغه أن أخاه باين بالعداوة، فرد أمر العراق الى عماد الدين قسيم الدولة زنكي مضافا الى ما كان في يده من الجزيرة

والشام، هذا كله ودبيس «1» مقيم بفم البرية يتواعد بغداد بالخراب، وبلغ أتابك عماد الدين وفاة السلطان محمود بن تبر، وهو على القريتين، فسار نحو الموصل ليلة الخميس سادس عشر شوال ومعه دبيس. وكان لهذا السلطان عند الأمير ولدان أحدهما الذي كانت أمه عند سنقر البرسقي وماتت، اسمه ألب أرسلان أبو طالب، والآخر الذي كان عند دبيس، فبعث عماد الدين يسوم المسترشد أن يخطب لأبي طالب (208- ظ) ولد السلطان، فاعتذر المسترشد إليه بأنه صبي، وأن المنقول رسم لولده داوود وهو بأصبهان، وقد وصلت رسل البلاد كلها تقول: اخطب لداوود فنحن له طائعون، وأنا منتظر جواب كتاب سنجر عم القوم، وكان أتابك عماد الدين قد أخذ خبر عودة ابن الأنباري رسول الخليفة من دمشق، كان المسترشد نفذه في معنى دبيس الى تاج الملوك، فوجده قد صار الى عماد الدين، فعاد وكانت في صحبته قافلة عظيمة فيها أموال، فبعث عماد الدين إليه سرية للقبض عليه، فقبضوا عليه ونهبوا القافلة في كياد الخليفة وفك القيود عن دبيس وخلع عليه، وحمل له من المال والجوهر والخيل والعدد ما لا حدّ عليه، وخرج من الدار التي كان يشرب فيها وسلمها إليه بآلاتها وكل ما فيها» . قلت: وبعد ذلك وصل داوود بن محمود بن محمد بن ملكشاه الى زنكي، فأخذه وسار به الى بغداد وأنزله في دار السلطنة ببغداد، وزنكي في الجانب الغربي والخليفة إذ ذاك الراشد بعد قتل المسترشد، فوصل السلطان مسعود الى بغداد فحصرهم بها، فوقع الوباء في عسكره، فسار الى أرض واسط ليعبر الى الجانب الغربي، فاغتنم زنكي غيبته، وسار الى الموصل وسار داوود الى مراغة «3» ، وبلغ الخبر الى السلطان مسعود، فعاد فهرب الراشد ولحق أتابك زنكي بالموصل، ودخل مسعود بغداد، فبايع محمدا (209- و) المقتفي، وخطب له ببغداد وأعمال

السلطان وبقيت الخطبة بالشام والموصل على حالها الى أن اتفق زنكي والسلطان مسعود واصطلحا، وخطب بالشام والموصل للمقتفي ولمسعود، وفارق الراشد إذ ذاك زنكي، وسار عن الموصل الى خراسان، وذلك في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة. قرأت بخط القاضي علاء الدين أبي محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب في تاريخ «1» مختصر عمله أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب الفرضي البغدادي المعروف بابن الدهان، وذكر: أنه نقله من خطه، قال في حوادث سنة إحدى وعشرين: واتفق الأمر على أن يسير بدر الدولة وخطلبا الى باب الموصل الى عماد الدين زنكي، فلمن ولى عاد الى منصبه وأقام بحلب الأمير قراقش والرئيس فضائل بن بديع، فأصلح عماد الدين بينهما، ولم يوقع لأحد منهما، وسيّر سرية الى حلب صحبة الحاجب صلاح الدين العمادي، فوصل الى حلب وطلع الى القلعة، وأقام فيها واليا من جانبه. وقال: وفي هذه السنة- يعني- سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة دخل عماد الدين زنكي بن آق سنقر الى حلب في يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخرة والطالع السنبلة أربع عشرة درجة، وطالعه الأصلي الميزان، كذا حكى لي البرهان، وقبض على خطلبا وسلمه الى ابن بديع فكحله في منتصف رجب سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، قال: وانحاز قاضي القضاة الزينبي الى الموصل في ولاية الراشد والآن (209- ظ) عاد وسمع البينة في خلع الراشد وانضاف الى الراشد لما أصعد الى الموصل أبو الفتوح الواعظ الإسفرائيني وجلال الدين بن صدقة الذي كان وزيره، وقوام الدين بن صدقة وأكابر بيت صدقة، وحصل الجماعة عند زنكي بالموصل، ولما اتفقت الكلمة على المقتفي لأمر الله وعلى السلطان مسعود استشعر الراشد من زنكي، وطلب منه أن يعبر الى الجانب الغربي ليمضي الى همذان، فمشى بين يديه الى أن حصل في الشبارة وعبر وتخلف عند زنكي جلال الدولة صدقة وجماعة من بيته، وسمعت قوام الدين صدقة يحكي أن الراشد لما حصل على شاطىء دجلة

بالموصل يريد العبور وزنكي بين يديه، قال لأبي الرضا بن صدقة: أريد أقتل زنكي، فقال أبو الرضا لابن عمه قوام الدين: قل لزنكي يسرع خطوه بحيث يبعد عن الراشد، ففعل، وعرف زنكي ذلك لأبي الرضا، فاستوزره، ومضى الراشد الى أصفهان وصحبته أبو الفتوح الإسفرائيني وأقام عليها الى أن قتل. وقال: في خامس عشر جمادى الآخرة- يعني- سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، فتح زنكي الرّها، كان نازلا على آمد فكتب إليه رئيس حران يخبره أن صاحب الرها «1» قد توجه الى الشام، فأغذ زنكي السير حتى نزل على الرّها، وحال بينها وبين صاحبها، وحاصرها أشد الحصار، وفتحها بالسيف فغنم المسلمون منها. قرأت في تاريخ أبي المحاسن (210- و) بن سلامة بن الحرّاني لحران، دفعه إليّ الخطيب سيف الدين أبو محمد عبد الغني بن شيخنا فخر الدين أبي عبد الله محمد بن الخضر بن تيمية، وذكر لي أنه نقله من خط شيخه المؤلف أبي المحاسن، قال: وفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة نزل- يعني- أتابك زنكي على الرها وفيها الافرنج، فحصرها وأخذها بالسيف يوم السبت السادس عشر من جمادى الآخرة، وكانت أيام الشتاء والبرد قال الشاعر: إذا كانت جمادى في جمادى ... فذاك القر والبرد الشديد ولما فتحها أوصى بأهلها خيرا، ولم يسب أهلها، ونوى عمارتها ووجدوا على عضادة المحراب مكتوبا: أصبحت صفرا من بني الأصفر ... أختال بالأعلام والمنبر دان من المعروف حال به ... ناء عن الفحشاء والمنكر مطهر الرحب على أننى ... لولا جمال الدين لم أطهر فبلغ ذلك رئيس حران جمال الدين فضل الله أبا المعالي فقال: امحوا جمال الدين واكتبوا عماد الدين، فبلغ ذلك أتابك عماد الدين فقال: صدق الشاعر لولاك

ما طمعنا فيها، وأمر عماله إذا جاءت جائحة في الغلة أن يأخذوا الخراج على قدرها، فكانوا يأخذون خراجا، وتارة نصف خراج، وتارة ثلث خراج، وتارة ربع خراج، وتارة لا يأخذون شيئا إذ أمحلت البلاد، وقسم الماء الذي لحران ثلاثة أقسام: قسما للسلطان، وقسما للشتايات وقسما (210- ظ) لآبار حران ولخندق القلعة، فلما أخذ الرها نزل على البيرة، وفيها الأفرنج وذلك في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، وجاءه الخبر من الموصل أن نصير الدين نائبه بالموصل قتل، فخاف عليها وسار حتى دخل الموصل وأخذ فرخانشاه ابن السلطان الذي قتل نصير الدين جقر بن يعقوب فقتله بدم نصير الدين. سمعت شيخنا قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قاضي حلب رحمه الله يقول: كان عندنا بالموصل رجل يقال له موسى يؤذن بالمدرسة، وكان أشقر شكله شكل الأرمن، وكان جهوري الصوت، وكان له قرية ملّكه اياها أتابك زنكي، فسألته عن السبب في تمليكه القرية، فقال: إني كنت مع أتابك لما نزل محاصرا للرها، فنزلت الى السوق واشتريت لباسا من لباس الأرمن، وتزييت في زيهم، ووصلت الى البلد لأنظره وأكشف حاله، فجئت الى الجامع فدخلته ورأيت المنارة، فقلت في نفسي أصعد الى المنارة وأؤذن وحتى يجري ما جرى، فصعدت وناديت: الله أكبر الله أكبر، وأذّنت والكفار على الأسوار، فوقع الصياح في البلد إن المسلمين قد هجموا البلد من الجهة الأخرى، فترك الكفار القتال ونزلوا عن السور فصعد المسلمون وهجموا المدينة، فأعطاني أتابك هذه القرية لذلك. قرأت في تاريخ حران جمع أبي المحاسن بن سلامة الحراني، قال: حدثني أبي رحمه الله قال: كان (211- و) أتابك زنكي بن قسيم الدولة آق سنقر رحمه الله إذا ركب مشى العسكر خلفه كأنهم بين حيطين مخافة أن يدوس العسكر شيئا من الزرع، ولا يجسر أحد من هيبته يدوس عرقا من الزرع ولا يمشي فرسه فيه، ولا يقدر أحد من الأجناد يأخذ لفلاح علاقة تبن إلّا بثمنها أو بخط من الديوان الى رئيس القرية، وإن تعدى أحد عليه صلبه عليها، وكان إذا بلغه عن جندي أنه تعدى على فلاح قطع خبزه «1» وطرده، حتى عمر البلاد بعد خرابها وأحسن الى أهل

مملكته، وكان لا يبقي على مفسد، وأوصى ولاته بأهل حران وعماله، ونهى عن الكلف والمغارم والسخر والتثقيل على الرعية، وأقام الحدود في بلاده رضي الله عنه، هذا ما حكاه أبو المحاسن عنه. وسمعت من جماعة من فلاحي حلب أنه كان عليهم منه جور وظلم في أيام ولايته، وأكثر ما كان يذكر عنه من الظلم ما يلزم الناس به من جمع الرجّالة للقتال والحصار، فإن كان ذلك في جهاد الكفار، فقد كان يجب عليهم ذلك، وله إلزامهم به، وبلغني أنه كان لا يتجاسر أحد من رعيته كائنا من كان أن يظلم أحدا من خلق الله، ويقول: لا يتفق ظالمان يعني نفسه وغيره. وبلغي أن أتابك زنكي تزوج خاتون بنت الملك رضوان وبنى بها في دير الزبيب خارج مدينة حلب، وكان إذ ذاك فيه بقايا عمارة ودامت معه بحلب (211- ظ) الى أن دخل يوما الى الخزانة بحلب ليعتبر ما فيها، فرأى الكبر الذي كان على أبيه آق سنقر حين أسره تاج الدولة تتش وقتله بين يديه صبرا، وهو ملوث بالدم، فقيل له: هذا كبر أبيك الذي قتل فيه، فانزعج لذلك وأخذه بيده، ودخل على زوجته بنت الملك رضوان، وألقى الكبر بين يديها وهو مضمخ بالدم وقال لها: أما هذا فعل من لا رحمه الله، يعني جدها تاج الدولة تتش؟ ثم هجرها من ذلك اليوم، وانقطع عن الدخول اليها، ودام على ذلك. فحدثني عمي أبو غانم عن أبيه أبي الفضل قال: كان أتابك زنكي متزوجا بنت الملك رضوان فهجرها، وبقي مهاجرا لها مدة من الزمان، فجاءت الى والدي القاضي أبي غانم وهو قاضي حلب إذ ذاك وقالت له: أيها القاضي قد جئتك متمسكة بذيلك، ومستجيرة بالشريعة المطهرة، فإني مع أتابك لا أعلم حالي معه، أمطلقة أم معلقة، وأنا مهجورة من مدة طويلة، فوعدها الاجتماع به في ذلك، ثم صعد إليه الى القلعة ولقيه، وهو راكب على الباب فقال له: يا مولاي، قد جاءت إليّ خاتون «1» وذكرت لي كذا وكذا، قال: فساق أتابك فرسه ولم يجبه بشيء، قال: فأمسك والدي بلجام الدابة ومنعه من المسير، وقال: يا مولاي هذه الشريعة المطهرة لا ينبغي الخروج

عنها، فقال أتابك: (212- و) اشهد على أنها طالق، قال: فأرسل والدي حينئذ لجام الدابة من يده، وقال: أما الساعة فنعم. وسمعت عمي أبا غانم يقول: قال لي والدي أبو الفضل: لما مات أبي القاضي أبو غانم ولاني أتابك زنكي القضاء بعده على أهل حلب وأعمالها وأحضرني مجلسه، وقال لي: يا قاضي هذا أمر قد نزعته من عنقي وقلدتك اياه فانظر كيف تكون واتق الله ساو بين الخصمين هكذا، وجمع بين سبابته ووسطاه، ولا تمل على أحد الخصمين ولا تحاب أحدا ومن امتنع عليك فها إنّا من ورائك. أخبرني أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن أبي الكرم بن المعلى السنجاري قال: أخبرني أبي قال: كان بالموصل رجل من أهل الصلاح ينكر المنكر أين رآه، فإن رأى خمرا أراقه أو رأى جنكا «1» أو عودا كسره، فيضرب على ذلك، فيجلس في بيته ويداوي أثر الضرب، ثم يخرج، فإن رأى منكرا أنكره على عادته، فيضرب ضربا عنيفا، فيجلس في البيت على العادة ويداوي نفسه الى أن يبرئ ويخرج وينكر على عادته، فاتفق يوما من الأيام أن خرج فنظر الى دجلة، وزنكي بن آق سنقر راكب في شبارة «2» وعنده مغنية تغني، وهو يشرب، وعنده جماعة، فنزع ذلك الرجل ثيابه وسبح وجاء الى الشبارة التي فيها زنكي، فعلّق (212- ظ) يده فيها ليصعد، فقال بعض من مع زنكي: أأضرب يده بالسيف؟ فقال: لا اتركه، فتعلق وصعد فجلس فأشار ذلك الشخص الى زنكي أأضربه؟ فقال: لا اتركه، فقعد في الشبارة وأخذ الجنك وقطع أوتاره ثم أخذ الأقداح وصبها في دجلة وغسلها بالماء وتركها في الشبارة، وألقى جميع ما ثم من الخمر في الماء، وغسل الآنية وتركها، ثم مد يده الى إزار المغنية فأخذه وسترها به، ثم ألقى بنفسه في دجلة وسبح وعبر، ولم يكلمه زنكي كلمة، وأما زنكي فإنه لما سبح ذلك الرجل وعبر قال: نرجع وندخل الى دورنا فليس لنا في هذا اليوم اشتغال بما كنا فيه، وأمر الملاحين فأتوا بالشبارة الى داره فنزل فيها.

قال: وأما الرجل الذي كان ينكر، فكان بعد ذلك إذا أنكر المنكر لا يتجاسر أحد على ضربه، وإذا رأوه مقبلا لينكر عليهم انهزموا منه، واختفوا من طريقه، ولما مات غلقت أسواق الموصل لحضور جنازته رحمه الله. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زنكي بن آق سنقر أبو المظفر التركي المعروف بابن قسيم الدولة. دخل دمشق في صحبة الأمير ممدود صاحب الموصل، الذي قتل بدمشق، وكان من خواصه، ثم ترقت به الحال إلى أن ملك الموصل وحلب وحماة وحمص، وحصر دمشق ثم استقرت الحال على (213- و) أن يخطب له على منبرها، وملك بعلبك وغيرها من بلاد الشام والجزيرة، واسترجع عدة من حصون الفرنج وبلادهم، مثل: المعرة وكفر طاب وتل بارين وفتح مدينة الرها، وكان له أثر حسن في مقاومة متملك الروم لما حصر شيزر «1» ، وأسر عدة من أبطال العدو، وكان شهما صارما قتل وهو محاصر لقلعة ابن مالك «2» في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بالرقة رحمه الله «3» . قرأت في تاريخ أبي شجاع محمد بن علي بن الدهان الفرضي في حوادث سنة إحدى وأربعين وخمسمائة قال: وفي هذه السنة قتل عماد الدين زنكي ليلة الأحد سادس شهر ربيع الآخر على قلعة جعبر قتله خادم له اسمه يرنقش، وانهزم الى قلعة جعبر. قلت: وفي تعليقي من الفوائد أن أتابك زنكي سار من الرها، ونزل على قلعة جعبر بالمرج الشرقي تحت القلعة يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة من سنة أربعين وخمسمائة فأقام عليها الى ليلة الأحد سادس شهر ربيع الآخر نصف الليل من سنة احدى وأربعين وخمسمائة، فقتله يرنقش الخادم، كان تهدده في النهار فخاف منه فقتله في الليل في فراشه، وقيل إنه شرب ونام فانتبه فوجد يرنقش الخادم وجماعة

من غلمانه يشربون فضل شرابه، فتوعدهم، ونام فأجمعوا على قتله، فقتله يرنقش المذكور. سمعت والدي رحمه الله يقول: (213- ظ) أن حارس أتابك كان يحرسه في الليلة التي قتل فيها بهذين البيتين: يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا لا تأمنن بليل طاب أوله ... فرب آخر ليل أجج النارا قرأت في تاريخ حران تأليف أبي المحاسن بن سلامة الحراني قال: فلما كان في سنة أربعين وخمسمائة نزل- يعني- أتابك زنكي على قلعة جعبر بالمرج الشرقي تحت القلعة يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة، فأقام عليها الى ليلة الأحد سادس ربيع الآخر نصف الليل من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، فقتله يرنقش الخادم كان تهدده في النهار فخاف منه فقتله في الليل في فراشه، وجاء الى تحت القلعة فنادى أهل القلعة شيلوني، فقد قتلت السلطان، فقالوا له: اذهب الى لعنة الله قد قتلت المسلمين كلهم بقتله «1» ، وافترقت العساكر فأخذ أولاد الداية نور الدين محمود الملك العادل ابن عماد الدين زنكي وطلبوا حلب والشام فملكها، وسار أجناد الموصل بسيف الدين غازي الى الموصل وأعمالها فملكها وملك الجزيرة، وبقي عماد الدين أتابك زنكي وحده فخرج اليه أهل الرافقة فغسلوه بقحف جرّة ودفنوه على باب مشهد الإمام علي عليه السلام في جوار الشهداء من الصحابة، وبنى بنوه عليه قبة فهي باقية الى الآن. كذا قال أبو المحاسن، وإنما دفن أولا داخل مشهد علي رضي الله عنه قريبا من الباب (214- و) ثم نقل من ذلك الموضع الى جوار الشهداء لما نذكره بعد هذا، وبني عليه ولده نور الدين محمود حائطا يقصر عن القامة ولم يبن عليه قبة. أخبرني الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم بن مالك العقيلي قال: لما طال حصار أتابك زنكي لعمي علي بن مالك على قلعة جعبر تقدم حسان

البعلبكي صاحب منبج الى عمي، وقال له: من تحت القلعة يا أمير علي ايش بقى يخلصك من أتابك؟ فقال له: يا عاقل يخلصني الذي خلصك من جب خرتبرت «1» ، فذبح أتابك في تلك الليلة، وكان حسان قد قبض عليه بلك بن بهرام بن أرتق، وطلب منه أن يسلم إليه منبج فلم يفعل، فسيره الى خرتبرت وحبسه في جب بها وحاصر منبج، فجاءه سهم فقتله عليها وخلص حسان وعاد الى منبج. وقال لي بدران: ومن عجيب ما اتفق في حصار القلعة ما حكاه لي جماعة من عبيدنا وشيوخ أصحابنا أن أتابك زنكي لما قصد القلعة وحاصرها، وبها عمي عليّ أقام مضايقا لها حتى عدموا الماء فبذل عمي ثلاثين ألف دينار ليرحل عنها فأجابه الى ذلك، ونزل رسول عمي اليه وقد جمع الذهب حتى قلع الحلق من آذان عماتي أخواته على ما حكى لي المشايخ. قال: فلما نزل الرسول إليه قال لبعض خواصه: امض بفرسه وقدّمه الى قدر اليخني فإن شرب منه فأعلمني، قال: فمضى به (214- ظ) الى قدر اليخنى وجعل مرقة اليخنى بين يديه فشربها الفرس فأخبره بذلك، فقال ان الماء عندهم قليل جدا، فقال للرسول: ارجع اليهم فلا سبيل الى الصلح إلّا على القلعة، فقال له الرسول: لا تفعل، فقال: قد فعلت وأنتم فما بقي عندكم ماء يكفيكم، قال: فصعد الرسول الى القلعة وأخبر عمي بذلك فأسقط في يده، قال: وكان في القلعة بقرة وحش، وقد أجهدها العطش فصعدت في درجة المئذنة حتى علت عليها ورفعت رأسها الى السماء وصاحت صيحة عظيمة ملأت الوادي، قال: فأرسل الله سبحانه سحابة ظللت القلعة وأمطروا حتى رووا، ولما كان عشية ذلك اليوم باتوا تلك الليلة فقتل أتابك في جوف الليل وفرّج الله عنهم. قلت: وكان القاضي أبو مسلم قاضي الرقة هو الذي خرج من الرقة مع جماعة من أهلها، وتولى تجهيز زنكي ونقله الى الرقة ودفنه، فكان ثوابه من نور الدين محمود بن زنكي أن وقف عليه وعلى ذريته من بعده قرية عامرة ببلد حلب.

زنكي بن مودود بن آق سنقر

أخبرني شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي مسلم قاضي الرقة، بالرقة، قال: كان أتابك زنكي حين قتل وحمل الى الرقة قد دفن في مشهد علي بن أبي طالب عليه السلام داخل الباب على يمين الداخل والمكان معروف، فأرانيه حين حكى لي هذه الحكاية، قال: وكان بالمشهد قيم أعجمي (215- و) يقال له ببنار، وكان صالحا فاتفق ليلة النصف من شعبان أن رأى في المنام كأنه خرج من البلد وجاء الى المشهد فرأى على بابه ثلاثة أفراس يمسكها عبد أسود، قال: فدخلت المشهد فرأيت ثلاثة رجال، فقلت: من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا علي بن أبي طالب وهذان الحسن والحسين، ثم سألني عن القبر فقلت هذا قبر سلطان عظيم، فقال لي: مه السلطان العظيم هو الله، فقلت هذا قبر أتابك زنكي الشهيد، فقال لي: تمضي إلى ولده محمود وتقول له: نحن جعلنا هذا المكان معبدا لم نجعله مدفنا، فقل له: ينقله من هاهنا، قال: ثم مشوا الى المكان الذي يقال فيه الكف، ودعوا ثم قال لي: يا ببنار أنت ما تقول له، نحن نقول له، قال: فأصبح ببنار ودخل الى جدي القاضي موفق الدين أبي مسلم فحكى له ما رأى وعنده جماعة، فأخذ جدي وكتب كتابا الى نور الدين محمود يخبره فيه بصورة المنام قال: فلم يصل إليه الكتاب حتى سير نور الدين محمود كتابا الى القاضي أبي مسلم يقول له: اني رأيت ليلة نصف شعبان علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين عليهم السلام، وقالوا لي: تنقل أباك من المشهد فنحن جعناه معبدا لم نجعله مدفنا وقد سيرت اليك أربعة آلاف قرطيس تبني له تربة مثل ترب الفقراء والمساكين، لا مثل ترب الملوك والسلاطين، وتنقله اليها، قال: فبنى له حظيرة مختصرة (216- ظ) بالقرب من باب المشهد، ونقله اليها، ورأيتها بالرقة وهي قصيرة البنيان. سمعت قاضي القضاة أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم يقول: قد رؤي أتابك زنكي بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بفتحي الرّها. زنكي بن مودود بن آق سنقر أبو سعيد الملقب عماد الدين صاحب سنجار وهو حفيد المقدم ذكره. ويلقب الملك العادل.

وكان عادلا يميل إلى الدين وأهله، وكان أخوه عز الدين مسعود بن مودود بعد موت الملك الصالح ابن عمه قد ملك حلب فسير إليه عماد الدين زنكي وقال: كيف تختص أنت ببلاد عمي وابنه وأمواله، وأنا لا أصبر على ذلك وطلب منه حلب، ويدفع إليه سنجار عوضا عنها، فأجابه إلى ذلك، وأخذ جميع ما كان بحلب من الأموال والذخائر، واتفقا على تسليم حلب إلى زنكي وتسليم سنجار إلى عز الدين، فسير عماد الدين زنكي ولده قطب الدين الى حلب فتسلمها، ثم ورد بعده بأهله وأمواله وزوجته بنت عمه نور الدين وأجناده، ووصل إلى حلب على البرية من جهة الأحصّ والتقاه أكابر الحلبيين، وصعد إلى قلعة حلب في ثالث عشر المحرّم من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وقيل في مستهله، ووصل الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى حلب ونزل عليها ثلاثة أيام، فقال له زنكي: مر إلى سنجار وافتحها وادفعها إليّ وأنا أدفع إليك حلب فرحل الملك الناصر عن حلب ومضى إلى الموصل، ثم رحل (216- و) عنها إلى سنجار وفتحها في ثاني عشر شعبان من السنة وعاد عنها وعزم على منازلة حلب، وبلغ عماد الدين زنكي ذلك فخرب عزاز وحصن بزاعا وحصن بالس، وحصن كفر لاثا بعد أخذه من بكمش، وأخذ رهائن الحلبيين خوفا من تسليم البلد، ونزل الملك الناصر على حلب وقت الضحى من يوم السبت لأربع بقين من المحرّم من سنة تسع وسبعين وخمسمائة وأقام عليها شهرا يجد في القتال، فرأى عماد الدين زنكي أنه لا طاقة له به وأن أخاه عز الدين قد جعلها خالية من الأموال والذخائر، فأحضر اليه الأمير طمان واتفق معه على أن يخرج في السر ليلا، ويتحدّث في تقرير الأمر بينهما على تسليم حلب وأعمالها الى الملك الناصر وأن يعوضه عنها بسنجار ونصيبين والخابور والرقة وسروج، وأن تكون بصرى لطمان، ويكون في خدمة زنكي، وكتم ذلك عن الحلبيين والأجناد، وكان يخرج الى اصطبله وداره بالحاضر ويظهر أنه يخرج لحفظ أخشابه بهما، ويجتمع بالسلطان الى أن قرر ما قرره، ولم يشعر أحد من الجانبين إلا وأعلامه قد رفعت على قلعة حلب، واستقر الأمر على إجراء الأمراء وأعيان المدينة على عادتهم في معايشهم وأملاكهم، وكان الحلبيون يجدون في قتال عسكر الملك ويخرج منهم في كل يوم عشرة آلاف مقاتل أو أكثر يجدون في القتال، فخافوا على أنفسهم لما تكرر

منهم في قتال الملك الناصر مرّة بعد أخرى في أيام الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين وفي أيام عماد الدين (216 ظ) زنكي وصرخ العوام بسبه ونزل عماد الدين زنكي من قلعة حلب يوم الخميس ثالث وعشرين من صفر من سنة تسع وسبعين وخمسمائة ورتب فيها طمان إلى أن يتسلم نواب عماد الدين ما اعتاض به عن حلب واستنابه في بيع جميع ما كان في قلعة حلب حتى باع الأغلاق والخوابي، واشترى الملك الناصر منها شيئا كثيرا، ونزل عماد الدين في ذلك اليوم الى السلطان الملك الناصر، وعمل الملك له وليمة واحتفل، وقدّم لعماد الدين أشياء فاخرة من الخيل والعدد والمتاع الفاخر، وسار عماد الدين نحو بلاده حتى نزل مرج قراحصار، وسار الملك الناصر وشيّعه ورجع. سمعت عمي أبا المعالي عبد الصمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: نقل عز الدين صاحب الموصل من حلب حين ملكها جميع ما في قلعة حلب من الذخائر والسلاح والأموال إلى الرقة، وصانع عماد الدين على أن يأخذ منه سنجار وأعطاه حلب، فقدم عماد الدين إلى حلب مجدّا في السير على البرية. قال لي عمي: فخرجت أنا ووالدك والتقيناه وقدم من ناحية الأحص، ودخل حلب وأقام بها فلم يجد في قلعتها من الذخائر والأموال إلّا القليل، فبلغ الملك الناصر فقال: أخذنا والله حلب، وكان لما بلغه تسلم عز الدين حلب قال: خرجت حلب من أيدينا، فقيل له: كيف؟ قلت في عز الدين لما أخذها خرجت حلب عن أيدينا، وقلت في عماد الدين أخذنا حلب، فقال: لأن عز الدين ملك صاحب رجال ومال (217- و) وعماد الدين لا رجال ولا مال، وجاء الملك الناصر ونازل حلب فقال له عماد الدين امض الى سنجار وخذها وأنا أدفع إليك حلب وتعطيني سنجار، فرحل عنها الملك الناصر بعساكره ونازل سنجار وفتحها، وعاد الملك الناصر ونزل على حلب وبها الأمراء الياروقية في قوتهم وعدتهم، فسعى الأمير طمان بين عماد الدين والملك الناصر وصالحه على أن يعطيه سنجار ويأخذ حلب، ولم يعلم أحد من الأمراء وأهل البلد إلّا وأعلام الملك الناصر على قلعة حلب، فشق عليهم ذلك، وجرى على الياروقيه أمر عظيم وخافوا على أخبازهم، وكذلك على أهل البلد لأن الملك الناصر كان قد حاصرها في أيام الملك الصالح ورأى من قتالهم ونصحهم مالم

يشاهده من غيرهم، وصعد الرئيس «1» بحلب مقدم الأحداث إلى عماد الدين ووبّخه على ذلك، فقال له وهو في القلعة: لم نخرج منها بعد فما فات شيء فاستهزأ به الرئيس وجمع له الحلبييون والأجناد إجانات الغسالين إلى تحت القلعة يشيرون بذلك الى أنه يغسل فيها كالمخانيث، وعمل عوام حلب فيه شعرا ملحونا من نظم العامة الجهال، وكانوا يغنون بها ويدقون على طبل لهم منها: يا حباب قلبي لا تلوموني ... هذا عماد الدين مجنون قايض بسنجار لقلعة حلب ... وزاده المولى نصيبين (217- ظ) قال: وضرب آخر من العوام السفلة على طبله وقال مشيرا الى عماد الدين: وبعت بسنجار قلعة حلب عدمتك من بايع مشتري خريت على حلب خرية نسخت بها خرية الأشعري وقرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن الحصين- فيما كتبه بخطّه- عن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي في دستوره الذي جعله تاريخا للماجريات في كل يوم بعضه بخط الفاضل وبعضه بخط الحصين، قال: يوم الجمعة سابع عشر صفر- يعني- من سنة تسع وسبعين وخمسمائة في ليلة خرج الحسام طمان، واجتمع بالسلطان وتقرر الأمر في تسليم حلب إلى السلطان وقلعتها، وأخذ العوض عنها سنجار، ونصيبين، والخابور والرقة، وسروج وعقد المصافاة مع العماد على المساعدة في الغزو بعسكر سروج والرقة متى استدعوا للجهاد، وأن يساعد بنفسه وباقي رجاله متى خفّ ركابه لذلك، وأن يتابع السلطان في حالتي سلمه وحربه، ويخلص في طاعته في بعده وقربه، وحررت من الجانبين نسخة يمين يستحلف بأحديهما العماد ويحلف هو بالأخرى. وقال: خرج في آخر نهار هذا اليوم حسام الدين طمان وجورديك وجماعة

من أمراء الياروقية، وحضروا خدمة السلطان الملك الناصر، ولخصوا من نسخة اليمين فصولا مختصرة استوفوا أقسام الحلف بها على السلطان، وباتوا تلك الليلة بالعسكر التقوي «1» خوفا من تشغيب (218- و) العوام. وقال: يوم السبت ثامن عشر صفر خرج الأمراء الحلبيون من الياروقية والمماليك النورية وحضروا خدمة السلطان، وجاء أعيان المدينة وبياضها، وشملهم انعام السلطان في رد الأملاك على أربابها واقرار الأجناد على معائشهم واقطاعاتهم واجراء الرعايا على عوائدهم. وقال- يعني في هذا اليوم- أعلن أهل حلب بسب عماد الدين زنكي بن مودود، وذمه وتسخيف رأيه، ووصف ذله وجبنه فيما اعتمده من السلم والتسليم حتى حملوا الى باب القلعة مغزلا وقطنا وأجّانة، يعنون انك شأنك شأن النساء من الغزل والغسل. وقال: يوم الاحد تاسع عشر صفر خرج في أوله الأمراء الحلبيون الى الخدمة بأسرهم، وساروا في الخدمة الى الميدان الأخضر وفتحت أبواب حلب بأسرها وجلس أهلها في معايشهم. وقال:- يعني في هذا اليوم- أنعم السلطان على ابنة نور الدين محمود بن زنكي زوجة عماد الدين زنكي بن مودود باقطاع من أعمال حلب وعبرته في كل سنة عشرون ألف دينار. وقال: يوم الخميس ثالث عشري صفر خرج عماد الدين زنكي بن مودود من قلعة حلب وركب السلطان فتلقاه واعتنقا راكبين، وتسايرا، فلما قاربا مخيم السلطان تقدم عماد الدين أمامه فترجل عن فرسه قريب أطناب الدهليز حيث ينزل الأمراء في خدمة السلطان، فأمسك السلطان رأس فرسه حتى دخل عماد الدين الى دهليز سرادقه (218- ظ) ثم سار السلطان فنزل حيث جرت عادته، ودخل وفرش تحت قدمي عماد الدين عدة ثياب أطلس، ودخل السلطان فجلسا معا، وجلس الأمراء

الحلبيون كلهم على مراتبهم ومدّ الخوان، ولم يزل السلطان يبسط العماد ويؤانسه ويشغل الوقت بالأخبار المصرية والغزوات وغيرها، والعماد ملازم للصمت والتثاقل حتى حضر سليمان بن جندر بحكم التحجب عن السلطان، وخدم عماد الدين وقدم بين يديه ما حمل من الخزانة الناصرية في عشرين بوقجة: مائة ثوب وسكين بنصاب ناب، وأصناف الثياب أطلس ورومي، وخوارزمي وأنطالي وخطاي، وسقلاطون وعتابي، وغير ذلك، وقدم له الملك العزيز عثمان تسعة أثواب خونجي ومشجر وآمدى وسكين ومنديل، وقدم له الملك الظاهر غازي مثل ذلك، وقدم له من اصطبل السلطان عشرة أرس «1» خيلا عرابا، وخمس حجور، وخمسة أحصنة، وقدم له الملك العزيز عثمان ثلاثة أحصنة، والملك الظاهر مثل ذلك، ونهض عماد الدين وخدم وانفصل، وسار على حاله الى منزل يعرف بقراحصار وهو على نحو فرسخين من حلب في جهة المشرق، ويقال قراحصا. أخبرنا القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: رحل عز الدين- يعني- مسعود بن مودود من قلعة حلب في سادس عشر شوال- يعني- من سنة سبع وسبعين وخمسمائة طالبا للرقة وسار حتى أتى الرقة (219- و) ولقيه أخوه عماد الدين عن قرار بينهما واستقر مقايضه حلب بسنجار، وحلف عز الدين لأخيه عماد الدين على ذلك في حادي عشرين شوال، وسار من جانب عماد الدين من تسلم حلب، ومن جانب عز الدين من تسلم سنجار. وفي ثالث عشر المحرم سنة ثمان وسبعين صعد عماد الدين الى قلعة حلب. وقال: وسار- يعني- السلطان الملك الناصر طالبا حلب، فنزل عليها في سادس عشرين محرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وكان أول نزوله بالميدان الأخضر، وسيّر المقاتلة يقاتلون ويباسطون عسكر حلب ببانقوسا، وباب الجنان غدوة وعشية، ولما نزل على حلب استدعى العساكر من الجوانب، واجتمع خلق عظيم، وقاتلها قتالا شديدا، وتحقق عماد الدين أنه ليس له به قبل، وكان قد ضرس

من أفراخ «1» الأمراء عليه وجبههم، فأشار الى حسام الدين طمان رحمه الله أن يسفر له مع السلطان قدس الله روحه في اعادة بلاده وتسليم حلب اليه. واستقرت القاعدة، ولم يشعر أحد من الرعية ولا من العسكر حتى تم الأمر، وانحكمت القاعدة واستفاض ذلك، واستعلم العسكر منه ذلك فأعلمهم، وأذن لهم في تدبير أنفسهم، فأنفذوا عنهم وعن الرعية جورديك النوري وبيلك الياروقي فقعدوا عنه الى الليل، واستحلفوه على العسكر وعلى أهل البلد، وذلك في سابع عشر صفر سنة تسع وسبعين، وخرجت العساكر الى خدمته الى الميدان (219- ظ) الأخضر ومقدموا حلب، وخلع عليهم، وطيب قلوبهم، وأقام عماد الدين بالقلعة يقضي أشغاله وينقل أقمشته وخزائنه، والسلطان مقيم بالميدان الأخضر الى يوم الخميس ثالث عشر صفر، وفي ذلك اليوم نزل عماد الدين الى خدمته وسيّر معه بالميدان الأخضر وتقرر بينهما قواعد، وأنزله عنده في الخيمة وقدّم له تقدمة سنيّة وخيلا جميلة، وخلع على جماعة من أصحابه، وسار عماد الدين من يومه الى قراحصار سائرا الى سنجار، فأقام السلطان بالمخيم بعد مسير عماد الدين الى يوم الاثنين سابع وعشرين صفر، ثم في ذلك اليوم صعد قدّس الله روحه قلعة حلب مسرورا منصورا «2» . أنشدت لزنكي بن مودود صاحب سنجار دو بيت: السكر صار كاسدا من شفتيه ... والبدر تراه ساجدا بين يديه والحسن عليه كلّ شيء وافر ... إلّا فمه فانه ضاق عليه توفي عماد الدين زنكي بن مودود بسنجار، ودفن بالمدرسة التي أنشأها ظاهر مدينة سنجار رحمه الله.

سمعت تاج الدين محمد بن خير الله النفيعي الفقيه الحنفي بسنجار يقول لي: رأيت عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي صاحب سنجار في النوم وهو في هيئة حسنة وثياب جميلة وهو راكب خارج سنجار نحو القبلة فقلت له الى أين؟ فقال: الى الغزاة. قال لي ابن خير الله: وكان له غزوات متعددة (220- و) رحمه الله، وكان قد جمع الغبار الذي صار على درعه في غزواته وادخرها لتجعل في أكفانه، فجعلت في أكفانه حين مات رحمه الله. قال: وكان كثير الخير والمعروف، وبنى بسنجار مدرسة، هو مدفون بها وبيمارستانا، وبنى بنصيبين مدرسة لأصحاب أبي حنيفة، ووقف على ذلك وقوفا كثيرة (220- ظ) . ***

الجزء التاسع

[الجزء التاسع] [تتمة حرف الزاى] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقى زهدم بن الحارث: كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، وسمع خطبته، ورواها عنه، روى عنه محمد بن عثمان. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- اذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت: أخبرنا أبو طاهر بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي بمنبج، قال: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن سعد الزهري قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا زهدم بن الحارث قال: سمعت عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة خطبنا فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أسألكها في سر ولا علانية فسلمني منها. قال الحافظ أبو القاسم: زهدم بن الحارث شهد خطبة عمر بن عبد العزيز حين استخلف روى عنه محمد بن عثمان «1» . زهرون بن حسون الحمّال: المتعبد الإفريقي الاطرابلسي، كان من العباد المجتهدين في العبادة، ودخل الى الشام، وساح في جبل اللكام، وقدم إلى التينات على أبي الخير التيناتي، ذكره أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في كتابه رياض النفوس في طبقات عباد إفريقية، فقال- ونقلت ذلك من نسخة نقلت من خط علي بن عبد الله بن إبراهيم بن محبوب الطرابلسي نقلها (2- و) من خط أبي بكر المالكي من مسودة الكتاب، فقال في

ذكره- كان شيخا صالحا فاضلا، متعبدا مجتهدا، ناسكا كثير التقفر والسياحة والانفراد ظهرت له براهين وكرامات، وكان أصله رحمه الله من أهل القيروان، وكان مسكنه بالجلود «2» جرت له في شبيبته صبوة وفتوة واتباع للشهوات، ثم رجع عن ذلك فتاب وأناب وسبب رجوعه ما حدثني أبو عبد الله محمد بن هيبون الجزيري قال: حدثني بعض شيوخي قال: كان سبب توبة زهرون الطرابلسي أنه شق سوق العطارين بالقيروان فرأى فيه حدثا جميلا، فوقع في نفسه منه شيء، فدخل السوق فباع بدراهم كثيرة، وكان رباعا بباب الغنم، يجلب الغنم الى الداران، فأتى بالدراهم نصف النهار، وقت خلاء الأسواق فالتمس هو تلك الخلوة فأتى فوجد الحدث جالسا وحده في الدكان فصب الدراهم في حجره، قال: فنفضها الحدث من حجره الى الزقاق، قال: فأقبل زهرون يجمعها من الأرض، وهو يقول هذه حيرة الذنوب، قال: فأحدث توبة في الوقت، وترك الدنيا وأقبل على العبادة والتبتل، وحج حججا كثيرة، ذكر عن أبي بكر بن سعدوس المتعبد، وكان من أصحابه، أنه حج سبعا وعشرين حجة، وكان يأخذ طريق تبوك بلا زاد ولا راحلة على طريق القفر والبوادي، وهي طريقة (2- ظ) معروفة عند أهل الفقر يأخذها منهم أهل الصحة والأكابر من الفقراء، كان بنو أمية يأخذونها من دمشق إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، عفت آثارها، وخربت ديارها وغارت مياهها. قال: وقال أبو بكر بن سعدوس، قلت لزهرون: أخبرني ما أعجب شيء رأيته بجبل اللكام؟ قال: بينا أنا أمشي فيه إذ أصابني العطش فاذا جحر حية، فرأيت شيئا هالني فقست في عرضه ستة أشبار فقلت هذه حية واردة الماء فتبعت الأثر إلى هبط من الأرض، فإذا بماء في فواره عليه تلك الحية برأس كرأس البقرة وقرنان كقرنيها وعينان كعينيها فأفزعني ذلك فقلت لنفسي: أين ما تدعين من حال التسليم فقلت: لا بد من التمسح بها، فقالت لي نفسي: من جهة ذنبها، فقلت: لا من جهة رأسها، فأقبلت فوضعت مرفقي عليها، وألصقت خدي بخدها، فاذا هي

زهرة بن حوية السعدي:

كالترس، وهي تقلب عينيها وتنظر إلي، ثم ملت الى الماء فتوضأت وشربت وقمت. قال: وحدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى القرشي المتعبد قال: حدثني أبو الحسن علي بن ميمون المؤدب الفقير وكان طالبا لإخائي «1» قال: قال أبو بكر ابن سعدوس: قلت لزهرون حدثني كيف قصتك مع الأسد؟ قال: انحدرت مرة من الثغر لمقابلة أبي الخير الأقطع فأخذتني السماء بمطر وابل حتى (3- و) كدت أهلك، وأنا في الصحراء فأويت الى كهف في سند جبل فلم ألبث إلا قليلا، فإذا بأسد عظيم يزأر، قد سدّ عليّ باب المغارة، ودخل فمدّ يده، وجعل يحرك أذنيه ويبصبص إليّ ويلعقني بلسانه، فكان في ناحية من المغارة وأنا في ناحية حتى أتيت على جزئي من الليل وتهجدي، ولا والله ما عدا علي بمكروه وانه معي في المغارة كالخروف. فلما كان في اليوم الثاني مررت ببعض القرى فإذا بامرأة ما رأيت قط أجمل منها، ولا أبهى، وقد خرجت من دار فجعلت أنظر إلى شكلها ومشيتها، حتى حاذيت كلبا فهر نحوي ونبح علي، وقام كالأسد العظيم وكبس علي، فخرق لحمي ومزقه، فرجعت على نفسي باللوم والعتاب، وقلت في نفسي: البارحة مع الأسد ولم يعد عليّ، وقد أنس بي، فلما عصيت الله عز وجل في يومي هذا ورميت بصري إلى ما نهاني عنه، سلط علي هذا الكلب اللهم إني تبت إليك وبكيت على نظري اليها زمانا. ذكر أبو بكر المالكي أنه توفي سنة خمسين وثلاثمائة «2» . زهرة بن حوية السعدي: شهد صفين مع علي رضي الله، وقيل إنه قتل حابس بن سعد الطائي، وكان قد شهد القادسية، وقتل رستم يومئذ، وأدرك صفين شيخا كبيرا، فشهدها مع علي، له ذكر.

ذكر من اسمه زهير

ذكر من اسمه زهير زهير بن احمد البغدادي: صحب أحمد بن حنبل، وروى عن عبد الرزاق بن همام، والحسين بن محمد المروذي، وتوجه من بغداد إلى طرسوس. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن عن أبي عمرو بن منده قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زهير بن أحمد البغدادي صاحب أحمد بن حنبل، روى عن عبد الرزاق والحسين بن محمد المروذي، أدركته ولم أكتب عنه، وكان صدوقا، قدمنا بغداد سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان قد خرج إلى طرسوس «1» . زهير بن الحارث: كان بثغر طرسوس، وله، ذكر، وإليه تنسب دار السبيل بطرسوس وتعرف بماء زهير بن الحارث، وكان ينزلها الغزاة بثغر طرسوس، وأظنه جد زهير بن هرون (3- ظ) ابن موسى بن أبي جرادة جد جد جد أبي، وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى، لأن أمه فاطمة بنت عبد الله بن زهير. ووقف زهير بن أبي جرادة شيئا من ملكه بحلب على فارس وفرسه يكون مقيما بطرسوس في دار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث يجاهد عن زهير ابن هرون. زهير بن حرب بن شداد: أبو خيثمة النسائي، حدث عن الوليد بن مسلم، وسفيان بن عينيه ووكيع ابن الجراح، وحميد بن تيرويه، وأبي النضر هاشم بن القاسم وبشر بن السري،

وأبي معاوية الضرير، وغندر، وهشيم بن بشير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي محمد بن عبد الله بن إدريس الأودي، واسماعيل بن علية، ويحيى بن سعيد القطان، وجرير بن عبد الحميد، ووهب بن جرير ومحمد بن فضيل، ويعقوب بن إبراهيم ابن سعد، وعلي بن الحسين بن شقيق، ويزيد بن هارون. روى عنه ابنه أحمد بن زهير، وأبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو إبراهيم أحمد بن سعد الزهري، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز البغوي، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، وجعفر بن عمر بن عبيد، وعباس الدوري، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هرون، وجعفر الطيالسي وأبو سعيد عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وغيرهم، وكان أشخصه اسحاق بن إبراهيم بن مصعب سابع سبعة إلى الرقة ليمتحنهم المأمون في القول بخلق القرآن، فأجابوه الى ذلك، وأذن لهم في العودة الى بغداد ثم استدعاهم بعد ما رحل من الرقة الى (4- و) الشام، فلحقوه في الشام في نواحي حلب وساروا معه الى أن ردهم الى بغداد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد البسطامي وأبو حفص عمر بن علي، المعروف بشيخ، وأبو علي بن بشير النقاش، وعبد الرشيد بن النعمان الولوالجي قالوا: أخبرنا أبو القاسم الخليلي قال: أخبرنا أبو القاسم الخزاعي قال: أخبرنا الهيثم بن كليب قال: حدثنا أبو عيسى الترمذي قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: أخبرنا جعفر بن عمر بن عبيد قال: أخبرنا زهير- أبو خيثمة- عن حميد عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة، فصه منه «1» . أخبرنا أبو سعيد ثابت بن مشرق بن أبي سعد البناء البغدادي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن المقرّب بن الحسين النسّاج الكرخي قال: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي، ح.

قال أبو سعد: وأخبرتنا ست الأخوة بنت محمد بن أبي منصور قالت: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم قالا: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي قال: وحدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن رقية بن مصقلة عن عبد الله الإفريقي عن القاسم الشامي عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل بيع المغنيات ولا تعليمهن ولا التجارة فيهن، وقال: ثمنهن حرام «1» . (4- ظ) . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن ابن زريق قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس بمصر قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: قال يحيى بن معين: وزهير ثقة. يعني، أبا خيثمة. وقال: أخبرنا أحمد قال أخبرنا البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف وأنا أسمع: حدثكم جعفر بن محمد الفريابي قال: وسألت محمد بن عبد الله بن نمير قلت له: أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر بن أبي شيبة؟ فقال: أبو خيثمة، وجعل يطري أبا خيثمة، ويضع من أبي بكر. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- مما أجازه لنا- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت البغدادي قال: أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن القاسم قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: زهير بن حرب أثبت من عبد الله بن محمد- يعني- ابن أبي شيبة، وكان في عبد الله تهاون بالحديث لم يكن يفصل هذه الأشياء يعني بين الألفاظ «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن الطفيل- قراءة عليه وأنا أسمع

بالقاهرة- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: سمعت أبو الفتح اسماعيل بن عبد الجبار الماكي يقول: حدثني جدي قال: حدثنا علي بن مهرويه (5- و) قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا يحيى بن أيوب قال: سمعت معاذ بن معاذ العنبري يقول: إذا سمعت الحديث من زهير لم أبال أن لا أسمعه من سفيان الثوري. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا عبد الرحمن القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: حدثنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب قال: حدثني الحسين بن فهم قال: زهير بن حرب ثقة ثبت «1» . أنبأنا سعيد بن هاشم الخطيب عن أبي طاهر بن الفضل قال: أنبأنا عبد الوهاب ابن أبي عبد الله قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا علي بن الحسين قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو خيثمة زهير بن حرب يكفي قبيلة. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زهير بن حرب، أبو خيثمة، أصله من نسا، مات ببغداد في ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين، سمع ابن عيينة «2» . أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري- في كتابه- قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال: قلت لأبي داوود سليمان بن (5- ظ) الأشعث: أبو خيثمة حجة في الرجال؟ قال: ما كان أحسن علمه.

وقال: أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: حدثني الصوري قال أخبرنا الخصيب ابن عبد الله القاضي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد ثقة مأمون. أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الأسدي عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم الرازي قال: زهير بن حرب أبو خيثمة روى عن هشيم واسماعيل بن علية وجرير، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، روى عنه أبي وأبو زرعة، سئل أبي عن زهير بن حرب فقال صدوق «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: زهير بن حرب ابن شداد، أبو خيثمة النسائي كان اسم جده أشتاك فعرّب وجعل شدادا، سكن أبو خيثمة بغداد وحدث بها عن سفيان بن عينية، وهشيم بن بشير واسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن ادريس، وبشر بن السري والوليد بن مسلم، وأبي معاوية الضرير، ووكيع، روى عنه ابنه أحمد ويعقوب بن شيبه، وأبو ابراهيم أحمد بن سعيد الزهري (6- و) ومحمد بن اسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وعباس الدوري وابراهيم الحربي، وجعفر الطيالسي، وموسى ابن هرون، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وخلق لم يتسع ذكرهم، وكان أبو خيثمة ثقة ثبتا حافظا متقنا. أنبأنا أبو اليمن عن أبي البركات لأنماطي قال: أخبرنا محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن الكازروني قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي قال: زهير بن حرب بن شداد، أبو خيثمة

النسائي، سكن بغداد، سمع جرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، ووهب ابن جرير، ويعقوب بن ابراهيم بن سعد. روى عنه البخاري في الحج والبيوع، وغير موضع، مات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين ومائتين، قاله البخاري، ويقال مات لثلاث مضين من شعبان، وذكر أبو داوود عن ابن عبيد أنه مات في شعبان من هذه السنة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن احمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق بن وهب البندار قال: حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النضر قال: سنة ثنتين وثلاثين فيها مات أبو خيثمة. قال الخطيب: هذا القول وهم، والصواب ما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار قال: حدثنا عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ح. قال: وأخبرنا محمد بن الحسين (6- ظ) بن الفضل القطان قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قالا: مات أبو خيثمة في سنة أربع وثلاثين ومائتين. قال الخطيب: وأخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال: حدثنا علي بن الحسن الرازي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: ولد أبي زهير بن حرب سنة ستين ومائة، ومات ليلة الخميس لسبع ليال خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين في خلافة جعفر المتوكل، وهو ابن أربع وسبعين سنة «1» . أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن شهريار- في كتابه- قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت أبي الفضل البغدادي قال: أخبرنا أبو طاهر الثقفي قال:

أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: وأبو خيثمة- يعني- مات في شعبان يوم الخميس لخمس بقين من سنة أربع وثلاثين ومائتين. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي عن الحافظ أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو علي البرداني قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ قال: قال أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: مات أبو خيثمة زهير بن حرب يوم الخميس لثمان مضت من شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين وكتبت عنه. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه- قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم (7- و) القراب- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن خميرويه قال: أخبرنا عبد الله بن عروة قال: أبو خيثمة زهير بن حرب بن اشتاك مات سنة أربع وثلاثين ومائتين. قال القراب: وأخبرنا أبو علي الشيباني قال: أخبرنا الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: مات محمد بن عبد الله بن نمير مع أبي في شعبان سنة أربع وثلاثين ومائتين. أنبأنا أحمد بن ازهر بن السباك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي في كتابه قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي، وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن عرفة قال: ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ومائتين، قال: وفي هذه السنة مات جماعة من الحفاظ وحملة العلم، منهم يحيى بن أيوب، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وسليمان الشاذكوني، ومحمد بن عبد الله بن نفيل الحراني، وعلي بن جعفر المديني، وأبو الربيع الزهراني، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- اذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر الأصبهاني قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال:

زهير بن الحسن بن الفرات:

سنة أربع وثلاثين ومائتين أبو خيثمة زهير بن حرب في شعبان ببغداد ثقة ثبت، يعني مات فيها. زهير بن الحسن بن الفرات: أبو الحسن البطناني، من قرية بطان حبيب، وإليها ينسب الوادي وادي بطنان، حدث ببزاغا سنة (7- ظ) تسع وأربعين وثلاثمائة عن عمر بن جعفر ابن محمد الطبري، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن روزبة. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به، إجازة عنه، أبو القاسم بن رواحة، وابن الطفيل وغيرهما قال: أبو الحسن زهير بن الحسن بن الفرات البطناني، روى عن عمر بن جعفر بن محمد الطبري، وقال: حدثنا بمكة عن محمد ابن القاسم الصدفي عن أحمد بن عبد الوهاب بن خالد الواسطي عن أبيه عن اسحاق بن ابراهيم الموصلي، حدث عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد بن روزبة الهمذاني بمصر وقد سمع عليه ببزاعة. زهير بن عبّاد بن مليح بن زهير: وقيل عباد بن زهير بن عباد بن فضالة بن حكيم بن الحارث بن قيس بن عامر بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب، أبو محمد الرواسي الكلابي، وقيل يكنى أبا نعيم، وهو ابن عم وكيع بن الجراح، كوفي الأصل سمع بحلب عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي. وحدث بحلب وغيرها عنه وعن مالك بن أنس، ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، ومصعب بن ماهان، ومحمد بن أيوب، وحفص بن ميسرة، عبد الله بن المغيرة، والصلت بن حكيم، وأبي عبد الرحمن المصيصي، وأبي اسحاق ابراهيم بن المصيصي وأبي اسحاق ابراهيم بن المصيصي، ويحيى بن حسان، وأبي بكر الداهري، وداوود بن هلال النصيبي، والمسيب بن شريك، وادريس بن يحيى الخولاني، وأبي عصام رواد بن الجراح، وأبي حفص عمرو بن سلمة التنيسي، وداوود بن أبي شعيب البصري، وأبي عمرو الصنعاني، ورشدين بن (8- و) سعد، وعبد الله بن وهب ويزيد بن عطاء، وأحمد

ابن محمد البصري، وأسد بن حمدان، والفضل بن عثمان وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وشهاب بن خراش، ويوسف بن أسباط، ومحمد بن فضيل ورديح ابن عطية، وهارون بن هلال النصيبي، وعيسى بن يونس، وصدقة بن المغيرة، وعتاب بن بشير. روى عنه طاهر بن عيسى التميمي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد العرني، ويحيى بن علقمة، والحسين بن حميد العكي، وأحمد بن عبد الأعلى البغدادي، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، ومحمد ابن يعقوب بن حبيب، ومحمد بن خلف الحدادي، وأحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو قصي العذري، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو عبد الملك البسري، وخالد بن روح بن أبي حجر، والحسن بن الفرج العرني، وحرب ابن بيان المقدسي، ويزيد بن أحمد السلمي، وأبو بكر عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس. أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن المبارك الزبيدي- بمكة- وأبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد بحلب قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الفضيل بن يحيى بن الفضيل الفضيلي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح قال: حدثنا أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد الهاشمي قال، حدثنا طاهر بن عيسى (8- ظ) التميمي قال: حدثنا زهير ابن عباد قال: حدثنا مصعب- يعني- بن ماهان عن سفيان الثوري عن منصور، والأعمش، عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن. قال: وقال أحدهما: من خير دينكم «1» . أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير- اذنا- عن الفضل بن سهل عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب

البرقاني قال: أخبرنا أبو الفضل بن محمد بن عبد الله الكرابيسي قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن ادريس بن (9- و) المبارك الأنصاري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال: حدثنا زهير بن عباد الرواسي ابن عم كان لوكيع. قال ابن عمار: وكان ثقة، قال: سمعت شهاب بن خراش قال: سمعت قتادة يقول في قوله: «واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب» «1» قال من صخرة بيت المقدس. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا علي بن محمد الحيني قال: سألته- يعني صالح بن محمد جزرة- عن زهير بن عباد ابن أخت وكيع فقال: صدوق «2» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زهير بن عباد الرواسي، ابن عم وكيع بن الجراح، روى عن عبد العزيز الدراوردي، وعتاب بن بشير، ويزيد بن عطاء اليشكري، وفضيل بن عياض، وابن عيينة وابن وهب، كتب أبي عنه بدمشق وبمصر في الرحلة الأولى، وروى عنه، سئل أبي عنه فقال: أصله كوفي، ثقة «3» . أخبرنا الفقيه أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام- إذنا- قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد الحافظ- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ

قال: أبو محمد زهير بن عباد (9- ظ) الرواسي، سكن مصر، سمع أبا عمر حفص ابن ميسرة الصنعاني، ويزيد بن عطاء الواسطي. حدثني علي بن محمد بن سختويه قال: حدثنا محمد- يعني- أحمد «1» بن نصر الترمذي قال: حدثنا زهير بن عباد الرواسي بمصر أبو محمد. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال: أما الرواسي فجماعة ينسبون الى رواس بن كلاب ابن ربيعة، واسم رواس الحارث، منهم: زهير بن عباد الرواس «2» . أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: زهير بن عباد بن مليح بن زهير، أبو محمد الرواسي، ابن عم وكيع بن الجراح، أصله من الكوفة، وحدث بدمشق ومصر عن مالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وابن المبارك، ورشدين بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، وعتاب بن بشير وفضيل بن عياض، ويزيد بن عطاء، وعطاء بن مسلم، وابن وهب، وعبد الله بن المغيرة، وأسد بن حمدان، وصدقة بن المغيرة، ويوسف بن أسباط، وعيسى بن يونس، وحفص بن ميسرة، وهارون بن هلال النصيبي، ورديح بن عطية، والصلت بن حكيم، ومحمد بن فضيل، وادريس بن يحيى الخولاني، وأبي بكر عبد الله بن حكيم الداهري، وشهاب بن خراش الحوشبي، ويحيى بن حسان، والمسيب بن شريك، ومصعب بن ماهان، ورواد بن الجراح، وعمرو بن أبي سلمة. روى عنه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وأبو عبد الملك البسري وأبو حاتم (10- و) الرازي، وأبو علي الحسين بن حميد العكي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو قصي العذري، وأحمد بن أبي الحواري، وخالد بن روح بن أبي حجر، وأبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس، وأبو عبد الله محمد بن أحمد العريني، والحسن بن الفرج العرني، ومحمد بن يعقوب بن حبيب، ويزيد بن

زهير بن عبد الرزاق بن بقاء بن عثمان بن الازهر:

أحمد السلمي، وأحمد بن يحيى الرقي، وحرب بن بيان المقدسي، وأبو الزنباع روح بن الفرج المصري، وقاسم بن عثمان الجوعي، ومحمد بن خلف الحدادي. قال الحافظ أبو القاسم: كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنه، قال: أخبرنا عمي عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق عن أبيه قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زهير بن عباد بن زهير بن عباد بن فضالة بن حكيم بن الحارث بن قيس بن عامر بن عمرو بن عبيد بن رواس بن كلاب الرواسي، يكنى أبو محمد الكوفي، قدم مصر وقطنها وحدث بها توفي بمصر في شوال سنة ثمان وثلاثين ومائتين «1» . أنبأنا القاضي أبو القاسم بن محمد الأنصاري عن أبي محمد بن حمزة السلمي عن أبي محمد بن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال الحسن بن علي: فيها- يعني سنة ست وثلاثين ومائتين- مات زهير بن عباد. زهير بن عبد الرزاق بن بقاء بن عثمان بن الازهر: أبو الأزهر الحربي، سمع عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، وحدث عنه، وسافر الى حلب، ذكره لي عمر بن علي بن دهجان البصري- فيمن أفادنيه ممن دخل حلب (01- ظ) من أهل الحديث، وكتبه لي بخطه- وقال لي: زهير بن عبد الرزاق بن بقاء بن عثمان بن الأزهر الحربي أبو الأزهر، سمع المجلدة الأولى من مسند العشرة رضي الله عنهم من مسند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل من عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، وسمع غير ذلك، وحدث وسافر إلى البلاد، ودخل حلب وهو شيخ حسن خير لا بأس به. زهير بن عوف الكندي: هو الشاهد على الوليد بن عقبة بن أبي معيط أنه رآه يقيء الخمر، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها.

زهير بن محمد بن علي:

زهير بن محمد بن علي «1» : ابن يحيى بن حسن بن جعفر بن عاصم أبو الفضل الأزدي الكاتب المهلبي المكي، ولد بمكة، ونشأ بالصعيد، الصعيدي، رجل فاضل فقيه مقرئ، شاعر مجيد، تولى كتابة الملك الصالح أيوب بن الملك الكامل محمد بن أيوب، وحظي عنده وتقدم، وقدم حلب مجتازا إلى البلاد الشرقية متوجها الى مخدومه الملك الصالح (13 و) أيوب المذكور، ثم قدم حلب رسولا من الملك الصالح الى الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد من مصر، فأكرمه واحترمه وأوسع له في العطاء، وأقام بها مدة تزيد على ثلاثة أشهر، ثم قدم في ذي القعدة من سنة سبع وأربعين وستمائة رسولا عن الملك المعظم توران شاه بن أيوب الى الملك الناصر يوسف معزيا في الملك الصالح أيوب، ومقررا لأمور مرسله، وكنت اجتمعت به بنابلس في سنة سبع وثلاثين وستمائة، بعد أن قبض الملك الناصر داوود صاحب الكرك على مخدومه وسجنه في الكرك، وأنشدني مقاطع من شعره، وشعر غيره وكان كيسا قاضيا لحوائج الناس، ولما ملك الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز محمد دمشق، وكان زهير بن محمد بها فأجرى له معلوما حسنا، فأقام مدة سنتين، وكتب إلى عدة أبيات في أمور عرضت له، وصار بيني وبينه مودة، ثم توجه الى مصر وأقام بها الى أن مات. وكان يكتب خطا حسنا وسألته عن مولده فقال لي: في سنة اثنتين وثمانين- يعني- وخمسمائة بمكة. أنشدني بهاء الدين أبو الفضل زهير بن محمد لابن الذبروي في ابن بدر الكاتب قال لي زهير وعليه حررت الخط: يا بن بدر علوت في الخط قدرا ... عندما قايسوك بابن هلال راح يحكي أباه في النقص لما ... جئت تحكي أباك عند الكمال أنشدنا أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الكاتب بنابلس لنفسه من لفظه: (13- ظ) .

وحقكم ما غيّر البعد عهدكم ... وان حال حال أو تغير شان فلا تسمعوا فينا بحقكم الذي ... يقول فلان عندكم وفلان لديّ لكم ذاك الوفاء بحاله ... وعندي لكم ذاك الوداد يصان وما حل عندي غيركم في محلكم ... لكل حبيب في الفؤاد مكان هبوا لي أمانا من عتابكم عسى ... تقر جفون أو يقرّ جنان ومن شغفي فيكم ووجدي أنني ... أهوّن ما ألقاه وهو هوان ويحسن قبح الفعل إن جاء منكم ... كما طاب ريح العود وهو دخان رعى الله قوما شطّ عني مزارهم ... وكنت لهم ذاك الوفي وكانوا وكم عزة لي عاقها الدهر عنهم ... وللدهر في بعض الأمور حران على أنني أنوي وللمرء ما نوى ... الى أن يواتي قدرة وزمان وأنشدني زهير بن محمد الكاتب المهلبي لنفسه: يا مليحا لي منه ... شهرة بين البرايا سوف تلقى لك في قلبي اذا جئت خبايا غبت عني وجرت ... بعدك والله قضايا فلقد جرعت من بعدك كاسات المنايا ولئن مت سيبقى ... لك في قلبي بقايا وأنشدني زهير بن محمد بن علي لنفسه: (14- و) . أقول إذا أبصرته مقيلا ... معتدل القامة والشكل يا ألفا من قده أقبلت ... بالله كوني ألف الوصل وأنشدني زهير لنفسه: يا من لعبت به شمول ... ما ألطف هذه الشمائل نشوان يهزه دلال ... كالغض مع النسيم مائل لا يمكنه الكلام لكن ... قد حمل طرفه رسائل

ما أطيب وقتا وأهنا ... والعاذل غائب وغافل عشق ومسرة وسكر ... العقل ببعض ذاك زائل والبدر يلوح في قناع ... والغصن يميس في غلائل والورد على الخدود غصن ... والنرجس في الجفون ذابل والعيش كما أحب صاف ... ولأنس بمن أحب كامل مولاي يحق لي بأني ... عن مثلك في الهوى أقاتل لي فيك وقد علمت عشق ... لا يفهم سره العواذل في حبك قد بذلت روحي ... إن كنت لما بذلت قابل لي عندك حاجة فقل لي ... هل أنت إذا سألت باذل في وجهك للرضا دليل ... ما تكذب هذه المخائل لا أطلب في الهوى شفيعا ... لي فيك غنى عن الوسائل (14- ظ) ذا العام مضى وليت شعري ... هل يحصل لي رضاك قابل ها عبدك واقفا ذليلا ... بالباب يمدّ كف سائل من وصلك بالقليل يرضى ... الطلّ من الحبيب وابل وأنشدني لنفسه على الوزن والقافية: ما لي وإلى متى التمادي ... قد آن بأن يفيق غافل ما أعظم حسرتي لعمر ... قد ضاع ولم أفز بطائل قد عزّ عليّ سوء حالي ... ما يفعل ما فعلت عاقل ما أعلم ما يكون مني ... والأمر كما علمت هائل يا رب وأنت بي رحيم ... قد جئتك راجيا وآمل حاشاك بأن ترد ضيفا ... قد أصبح في ذراك نازل يا أكرم من رجاه راج ... عن بابك لا يرد سائل أخبرني أبو الفضل زهير بن محمد قال: كتب إليّ جمال الدين يحيى بن مطروح يطلب مني درج ورق ومدادا، قلت: وأنشدنيها ابن مطروح لنفسه بدمشق:

أفلست يا سيدي من الورق ... فابعث بدرج كعرضك اليقق «1» وإن أتى بالمداد مقترنا ... فمرحبا بالخدود والحدق قال لي زهير: ومن طرفه أنه في البيت الأول فتح الراء من الورق «2» وكسرها، وكتب عليها معا، قال: فسيرت إليه درجا ويسير مداد كان عندي (15- و) وكتبت اليه: مولاي سيرت ما أمرت به ... وهو يسير المداد والورق وعز عندي تسيير ذاك وقد ... شبهته بالخدود والحدق وأنشدني أبو الفضل زهير لنفسه: ليت شعري ليت شعري ... أي أرض هي قبري ومتى يوم وفاتي ... ليتني لو كنت أدري ضاع عمري في اغتراب ... ورحيل مستمر ليس لي في كل أرض ... جئتها من مستقر بعد هذا ليتني أع ... رف ما آخر أمري ومتى أخلص مما ... أنا فيه ليت شعري فلقد آن بأن أصحو ... فما لي طال سكري أترى تستدرك الفائت ... في تضييع عمري أخبرني الحافظ رشيد الدين يحيى بن علي العطار قال: توفي زهير بن محمد في اليوم الرابع أو الخامس من ذي القعدة من سنة ست وخمسين وستمائة بالقاهرة. وأخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سراقة بالكبش بين مصر والقاهرة قال: توفي بهاء الدين زهير بن محمد بن علي الكاتب بعد صلاة المغرب من ليلة الاثنين ودفن صبيحتها يوم الاثنين السادس (15- ظ) من شهر ذي قعدة سنة ست وخمسين، ودفن بمقربة من تربة الامام الشافعي رحمه الله، ومولده بالحجاز سنة احدى

زهير بن محمد بن قمير بن شعبة:

وثمانين وخمسمائة في الخامس من ذي الحجة بمكة هكذا ذكر لي ابن سراقة. زهير بن محمد بن قمير بن شعبة «1» : أبو محمد المروزي ثم البغدادي، أصله من مرو، وسكن بغداد، ثم انتقل عنها الى طرسوس، وأقام بها مرابطا الى أن مات. حدث عن زكريا بن عدي، وأحمد بن محمد بن حنبل، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبيد بن عبيدة، والحسن بن موسى الأشيب، والحسين بن موسى العبسي وأبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي الفراء، وعبد الله بن مسلمة، ويعلى بن عبيد، وأبي الجواب أحوص بن جواب، والحسين بن محمد المروذي والضحاك بن مخلد، وصدقة بن سابق، وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، وأبو اسحاق ابراهيم بن حفص بن عمر العسكري وأبو محمد عبد الله ابن جابر بن عبد الله الطرسوسي وجعفر بن محمد بن مغلس وأبو عبد الله الحسين ابن يحيى بن (11- و) عياش الأعور وأحمد بن عبد الله النيّري، وأبو الحسن علي ابن أحمد الرافقي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن اسحاق بن البهلول، وأحمد بن محمد ابن اسماعيل الأدمي، وأبو بكر محمد بن نيروز الأنماطي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، واسحاق بن بيان الأنماطي، وجعفر بن محمد الصندلي، وابنه محمد بن ابن زهير بن محمد بن قمير بن شعبة، وآخرون غيرهم. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة، وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفرج سعد بن أبي الرجاء الصيرفي. قالت: اجازة، قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أبو عبد الله حسين بن يحيى بن عياش القطان قال: حدثنا زهير بن محمد بن محمد بن قمير قال: حدثنا عبد الرزاق عن سفيان عن

سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا كان بين يديك مثل مؤخرة الرحل لم يقطع عليك ما مر بين يديك «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد البغدادي قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن محمد الدقاق قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن الحسن قال: سمعت أبو القاسم بن منيع يقول: ما رأيت بعد أبي عبد الله أحمد (11- ظ) بن محمد بن حنبل أزهد من زهير بن قمير. وقال أبو بكر: حدثني الازهري قال: حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير سمعته يقول: أشتهي لحما من أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من من مغانم الروم. أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الحسن بن علي التميمي قال: حدثنا عمر ابن أحمد الواعظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني محمد بن زهير بن محمد قال: كان أبي يجمعنا في وقت ختمة القرآن في شهر رمضان، في كل يوم وليلة ثلاث مرات تسعين ختمة في شهر رمضان. وقال أحمد بن علي: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا محمد بن اسحاق السراج قال: زهير بن محمد بن قمير بن شعبة مأمون ثقة. أخبرنا أبو حفص المكتب- اذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: زهير بن محمد بن قمير بن شعبة أبو محمد المروزي الأصل، سمع الحسين بن موسى العبسي، والحسن بن موسى الأشيب، ويعلى ابن عبيد، وأبا صالح الفراء وأبا الجواب أحوص بن جواب، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الرزاق بن همام.

روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي وأحمد بن اسحاق بن البهلول ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن محمد بن اسماعيل الآدمي، وجعفر بن محمد الصندلي، وابن عياش القطان وكان (12- و) ثقة صدوقا ورعا زاهدا، وانتقل في آخر عمره عن بغداد الى طرسوس، فرابط بها الى أن مات «1» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي: زهير بن محمد بن قمير ابن شعبة المروزي، روى عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني، والضحاك بن مخلد البصري أبي عاصم، وأبي صالح الفراء وصدقة بن سابق وآخرين. حدث عنه أبو القاسم البغوي، وابن صاعد وابن سرور الأنماطي، وابن بهلول القاضي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي وأحمد بن عبد الله النيري، وابن عياش المتوثي، وابراهيم بن حفص بن عمر الحلبي وآخرون. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي قال: وزهير بن محمد بن قمير المروذي من أفاضل الناس، وقد كتب الناس عنه حديثا كثيرا، ودفن حين مات في مقابر باب حرب. قال أبو بكر الخطيب: وهذا القول في مدفنه وهم، والصحيح أنه مات بطرسوس ودفن بها. قال الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا محمد بن المظفر قال: قال عبد الله بن محمد البغوي: مات زهير بن محمد بطرسوس في سنة سبع وخمسين في آخرها «2» . أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر الحافظ قال:

زهير بن محمد بن يعقوب:

أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن خشيش قال (12- ظ) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة سبع وخمسين ومائتين زهير بن محمد في ذي الحجة، بطرسوس، وقيل سنة ست، يعني مات. كتب الينا الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- من حران- قال: أخبرنا رجاء بن حامد بن رجاء المعداني عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم القراب- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثني الحسين بن الفضل قال: أخبرنا الفضيل بن محمد الفقيه قال: حدثنا أبي قال: سمعت موسى بن هارون يقول: مات زهير بن محمد بن قمير في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين. أنبأنا أبو جفص عمر بن محمد المؤدب قال: أخبرنا أبو منصور بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال: حدثنا عمر ابن أحمد الواعظ قال: سمعت أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني يقول: ومات زهير بن محمد بن قمير في سنة ثمان وخمسين ومائتين، كذا بلغنا عنه، مات في الثغر. زهير بن محمد بن يعقوب: أبو الخير الموصلي، سمع بملطية أبا يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الاقطع السّلمي الملطي، وروى عنه وعن أبي عبد الرحمن: أحمد بن شعيب النسائي، وأبي الطيب محمد بن أحمد المروذي، وأبي عبد الله الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، روى عنه تمام بن محمد الرازي. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: حدثنا تمام بن محمد الرازي قال: حدثني أبو الخير زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الأقطع السلمي بملطيه قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس العبدي قال: حدثنا يعقوب بن موسى قال: حدثنا

زهير بن محمد ابو المنذر التميمي:

مسلمة عن راشد أبي محمد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام في شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة سبعمائة سنة «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي (16- و) قال: زهير بن محمد بن يعقوب أبو الخير الموصلي، حدث بدمشق عن أبي عبد الله الحسين بن عمر بن أبي الاحوص، وأبي يعلى محمد بن أحمد بن عبيد الاقطع الملطي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي الطيب محمد بن أحمد المروزي، روى عنه تمام بن محمد «2» . زهير بن محمد ابو المنذر التميمي: ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي، من خرق قرية من قرى مرو، وقيل انه نيسابوري، وقيل انه هروي، ويقال فيه المكي لانه سكن مكة، ويقال فيه المديني أيضا لانه سكنها. حدث عن موسى بن وردان، ومحمد بن المنكدر، وجعفر بن محمد، وأبي اسحاق السبيعي، وزيد بن اسلم، والوضين بن عطاء، وحميد الطويل، واسماعيل ابن وردان، وأبان بن...... «3» وشرحبيل بن سعد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، والعلاء بن عبد الرحمن، وصالح بن كيسان، وسهيل بن أبي صالح، وعبد الرحمن بن القاسم، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، وابن جريج، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الرحمن ابن حرملة، وصالح مولى التوأمة، وأبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وصفوان بن سالم، وأبي حازم سلمة بن دينار الاعرج، ومحمد بن عمرو بن حلحلة. روى عنه يحيى بن حمزة، والوليد بن مسلم، وعبد الرحمن بن مهدي،

واليمان بن عدي الحمصي، وسويد بن عبد العزيز، وعثمان بن الحكم الجذامي، وعبد الملك بن أبي محمد الصنعاني، وعلي بن أبي حملة، وعمرو بن أبي سلمة، ومحمد بن سليمان الحراني بومه (16- ظ) وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ومعاذ بن خالد المروزي، وأبو داوود الطيالسي، وعبد الملك بن عمرو العقدي، ومعن بن عيسى القزاز، وأبو حذيفة موسى بن مسعود، وصدقة بن عبد الله السمين. وقدم الثغور الشامية غازيا. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا الخطيب الامام أبو طاهر محمد بن محمد ابن عبد الله السنجي ببلخ قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد بن بوان الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ قال: أخبرنا أبو يعلى- يعني- الموصلي قال: أخبرنا أبو خيثمة قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي البلدان شر؟ قال: لا أدري، فلما جاءه جبريل عليه السلام قال: يا جبريل أي البلدان شر؟ قال: لا أدري حتى أسأل ربي عز وجل، فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله ثم جاء فقال: يا محمد انك سألتني أي البلدان شر فقلت لا أدري، واني سألت ربي عز وجل أي البلدان شر، فقال: أسواقها. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد (17- و) يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ يقول: زهير

ابن محمد نيسابوري كان يكون بمكة، وكان يكون في الثغور غازيا، قلت: ويقال له هروي، قال: يقال وهو ثقة صدوق «1» . أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سمعت أحمد بن جعفر السعدي يقول: قيل لاحمد بن حنبل وهو حاضر: حديث أبي هريرة: اذا كان النصف من شعبان فلا يصوم أحد حتى يصوم رمضان؟ قال: ذاك خبر ضعيف، ثم قال: حديث العلاء كان يرويه وكيع عن أبي العميس عن العلاء وابن مهدي، وكان يرويه، ثم تركه. قيل: عن من كان يرويه؟ قال: عن زهير، ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان يصله برمضان «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال: سألت محمدا- يعني- البخاري عن حديث زهير فقال: أنا أتقي هذا الشيخ، كان حديثه موضوع، وليس هذا عندي بزهير بن محمد، وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ، يقول: هذا شيخ ينبغي أن يكون قلبوا اسمه. وقال أبو القاسم الحافظ: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الزرقي (17- ظ) عن أبي جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد ابن حميد الخلال- اجازة- قال: أخبرنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي قال: حدثنا حنبل بن اسحاق بن حنبل قال: سمعت أبا عبد الله يقول: زهير بن محمد خراساني ثقة «3» . أنبأنا عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا

أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: زهير بن محمد الخراساني مستقيم الحديث. أخبرنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا يعقوب بن يوسف بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن موسى قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن البغدادي قال: حدثنا عبد الملك الميموني قال: سمعت أحمد بن حنبل قال: زهير بن محمد مقارب الحديث. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا ابراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خلف بن تجيب الدقاق قال: حدثنا عمر بن محمد الجوهري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هانىء قال: سمعت أبا عبد الله ذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد قال: يروون عن زهير ابن محمد أحاديث مناكير هؤلاء، ثم (18- و) قال لي: ترى هذا زهير بن محمد ذاك الذي يروي عنه أصحابنا؟ ثم قال: أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عامر أحاديث مستقيمة صحاح، قال أبو عبد الله: وأما أحاديث أبي حفص ذاك التنيسي عنه فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا، فأما «بواطيل» فقد قاله. وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي: سألت أحمد بن حنبل عن زهير بن محمد الخراساني قال: ليس به بأس. فهذا قول أحمد بن حنبل قد اضطرب في زهير بن محمد كما تراه، وكذلك اضطرب فيه قول يحيى بن معين أيضا. «1» أنبأنا عبد البر بن الحسن قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو

القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن حماد قال: حدثنا معاوية عن يحيى قال: زهير بن محمد خراساني ضعيف «1» . أنبأنا عمر بن محمد المؤدب عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد العزيز ابن عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: زهير بن معاوية خراساني ضعيف. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الانماطي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا عبد الله بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا الاحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: قال أبو زكريا زهير (18- ظ) بن محمد الخراساني التميمي ليس له بأس وليس بالقوي. قال: وأخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء قال: أخبرنا محمد قال: أخبرنا الاحوص قال: حدثنا أبي قال: قال يحيى: زهير بن محمد المكي، نزل مكة ثقة. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو عبد الله بن البناء- اجازة- عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا محمد بن القاسم ابن جعفر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني ثقة، وسئل يحيى بن معين: الخراساني مرة أخرى؟ فقال: صالح. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي الفتح نصر الله بن محمد عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا محمد بن القاسم بن جعفر قال: حدثنا ابراهيم بن الجنيد

قال: سمعت يحيى بن معين يسأل عن زهير بن محمد فقال: ليس به بأس، فقلت ليحيى: مكي؟ قال: كان خراسانيا، وكان بمكة. أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح المؤذن قال: أخبرنا أبو الحسن ابن السقّاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني ثقة «1» . حدثنا يحيى قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا زهير بن محمد أبو المنذر (19- و) الخراساني. وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم اليونارتي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد قال: أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم ابن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن نسيبة قال: حدثني جدي قال: حدثني عبد الله بن شعيب قال: قرأ عليّ يحيى بن معين: زهير بن محمد الخراساني صالح لا بأس به. وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني محمد بن ابراهيم المروزي قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زهير بن محمد الخراساني صالح «2» . أخبرنا أبو محمد بن أبي العلاء- في كتابه- قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى: فزهير أبو المنذر؟ قال: ليس به بأس، فقلت: فزهير بن محمد ما حاله؟ قال: ثقة «3» .

قلت: هذا الكلام يشعر بأن المسؤول عنه أولا غير المسؤول عنه ثانيا، والظاهر أنه هو وقد سأله عنه مرتين، ويحتمل أن المسؤول عنه ثانيا هو زهير بن محمد بن قمير الذي قدمنا ذكره، وقد كان في زمن يحيى وبين موتها نيف وعشرون سنة والله أعلم. أنبأنا أبو محمد قال: أخبرنا البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: زهير بن محمد أبو المنذر التميمي الخراساني كناه آدم، سمع عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وابن عقيل، وزيد بن أسلم، وموسى بن وردان. روى عنه ابن مهدي والعقدي وموسى (19- ظ) بن مسعود، وروى عنه أهل الشام أحاديث مناكير. قال أحمد: كان الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر، وزاد الجنيدي: روى عنه الوليد وعمر بن أبي سلمة مناكير عن ابن المنكدر، وهشام بن عروة، وأبو خازم. قال أحمد: كان الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر فقلب اسمه. قال ابن عدي: وسمعت ابن حماد يقول: قال البخاري، فذكر هذا الكلام «1» . قلت: قوله: وزاد الجنيدي يعني من قوله: روى عنه الوليد الى قوله: فقلب اسمه، يريد أنها من قول الجنيدي، لا من قول البخاري، وقوله: قال البخاري: فذكر هذا الكلام يعني كلام البخاري وقع له باسناد آخر عن ابن حماد، والله أعلم. أنبأنا سليمان بن الفضل البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال:

أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو المنذر زهير بن محمد العنبري عن عبد الله بن أبي بكر وابن عقيل، وزيد بن أسلم، روى عنه ابن مهدي والعقدي «1» . أخبرنا ابن المقير اذنا عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أبو المنذر زهير بن محمد الخراساني وليس بالقوي (20- و) . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: زهير بن محمد، أبو المنذر التميمي العنبري الخراساني سكن مكة، سمع زيد بن أسلم ومحمد بن عمرو بن حلحلة: روى عنه أبو عامر العقدي في كتابه المرض والاستئذان، قال البخاري في التاريخ الصغير: ما روى زهير عن أهل الشام فانه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فانه صحيح الحديث «2» . أنبأنا ابن المقير عن محمد بن ناصر قال: أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الانباري- اجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أبو بكر المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو المنذر زهير بن محمد «3» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو العباس الوليد بن مزيد قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي قال: زهير بن محمد جائز الحديث «4»

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن نسير ابن المظفر البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا عمر بن سنان قال: حدثنا يعقوب بن كاسب قال: حدثنا معن بن عيسى عن زهير بن محمد أبو المنذر التميمي. قال ابن عدي: سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: زهير بن محمد خراساني الاصل، سكن مكة، وكان حديثه فوائد. وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن الحسين المروزي- إجازة مشافهة- قال: حدثنا أبي قال: حدثنا العباس بن مصعب قال: حدثنا زهير بن محمد أبو المنذر العنبري من أهل مرو أصله من خرق سكن مكة لم يرو عنه ابن المبارك ولا ذكر عنه شيء. قال يحيى بن معين: زهير بن محمد المكي الخراساني ثقه، وقال اسحاق بن محمد راهويه: زهير بن محمد العنبري، من أهل مرو، من أهل خرق. قال ابن عدي: وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه قال: زهير بن محمد ليس بالقوي «1» . أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن رواج قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن

أحمد الخلّال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي سنان (22- و) النسوي قال: زهير بن محمد أبو المنذر الخراساني ليس بالقوي. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أجازه لي- قال: أنبأنا الرئيس مسعود بن الحسن الثقفي عن أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زهير بن محمد المروزي التميمي العنبري أبو المنذر، كان يكون بمكة والمدينة، روى عن محمد ابن المنكدر وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم والعلاء بن عبد الرحمن، وابن عقيل. روى عنه ابن مهدي، وعامر العقدي، والوليد بن مسلم، وعمر بن أبي سلمة، وأبو حذيفة، سمعت أبي يقول ذلك. سألت أبي عن زهير بن محمد فقال: محله الصدق، وفي حفظه سوء، كان حديثة بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، وكان من أهل خراسان سكن المدينة، وقدم الشام فما حدث من كتبه فهو صالح، وما حدث من حفظه ففيه أغاليط «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو القاسم محمود بن سعادة بن أحمد ابن يوسف قال: حدثنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن سلمة القطان قال: حدثنا علي بن أحمد بن الصباح قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هاني الأثرم قال: حدثنا أبو عبد الله (22- ظ) بحديث زهير بن محمد عن صالح بن كيسان عن عبد الله بن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: البذاذة من الإيمان «2» ، فقال: هذا ليس هو أبو أمامة الباهلي، هذا يقولون أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري، وقال: حدثنا عباد عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري لم يقل عن أبيه.

أنبأنا أبو محمد بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: زهير بن محمد العنبري الخراساني، مروزي سكن مكة، يكنى أبا المنذر وهذه الأحاديث لزهير بن محمد- يعني أحاديث ذكرها في كتابه- فيه بعض النكرة، ورواية الشامبين عنه أصح من رواية غيرهم، وله غير هذه الأحاديث، ولعل الشاميين حيث رووا عنه خلطوا عليه، فإنه إذا حدث عنه أهل العراق فرواياتهم عنه شبه المستقيم، وأرجو أنه لا بأس به «1» . قلت: كذا وقع في النسخ «ورواية الشاميين» وهو طغيان من القلم والصواب «ورواية العراقيين» . أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي- فيما أجاز لي روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم: قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني: قال: أخبرنا أبو نصر بن الجبّان- إجازة- قال: أخبرنا أحمد بن القاسم الميانجي- اجازة- قال: حدثني أحمد بن طاهر بن النجم قال: أخبرنا سعيد بن عمرو البرذعي (23- و) فيما نسخه من كتاب أبي زرعة الرازي بخطه في أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين: زهير بن محمد أبو المنذر التميمي، كناه آدم. قال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو نصر القشيري قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن الحسين قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحاكم قال: وسمعت أبا عبد الله الضبي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: زهير ابن محمد أبو المنذر الخراساني قالوا: إنه من أهل نيسابور، وقالوا من غيره، أرجو أنه صدوق كثير الخطأ. وقال الحافظ: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن علي قال: حدثنا نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا أبو نصر طاهر بن محمد قال: أخبرنا أبو

القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس قال: سمعت أحمد بن محمد المقدمي يقول: زهير بن محمد المديني أبو المنذر. قال الحافظ أبو القاسم: كذا قال: وهو مروزي «1» . قلت: انما نسبه الى المدينة لأنه سكنها كما نسبه غيره الى مكة لأنه يسكنها، فقد ذكر أبو محمد بن أبي حاتم أنه سكن المدينة. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي المحلي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال: قال جدي يعقوب: زهير بن محمد الخراساني، صدوق صالح الحديث. أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام- إذنا- عن الحافظ (23- ظ) أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو المنذر زهير ابن محمد التميمي العنبري الخراساني المروزي، روى عن أبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وأبي أسامة زيد بن أسلم العدوي، في حديثه بعض المناكير، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وأبو يحيى معن بن عيسى القزاز الأشجعي، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي. أخبرنا أبو الفتوح محمد بن أبي سعد البكري- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زهير بن محمد، أبو المنذر التميمي ثم العنبري الخراساني المروزي الخرقي، من أهل قرية من قرى مرو تسمى خرق، سمعت بها الحديث، ويقال إنه هروي، ويقال نيسابوري، سكن بمكة، وسكن الشام. وحدث عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وموسى

زهير بن مضرس

ابن وردان، وصفوان بن سليم، وهشام بن عروة، وأبي حازم الأعرج، ومحمد ابن المنكدر، وعبد الرحمن بن حرملة وعبد الرحمن بن القاسم، وسهيل بن أبي صالح، والعلاء بن عبد الرحمن، وصالح مولى التوأمة، وجعفر بن محمد الصادق وأبي اسحاق السبيعي وحميد (24- و) الطويل والوضين بن عطاء، واسماعيل بن وردان، والمطلب بن عبد الله بن حنطب. روى عنه ابن مهدي وعبد الملك بن عمرو العقدي، وأبو حذيفة موسى بن مسعود، ومعن بن عيسى القزاز، وأبو داوود الطيالسي، ومعاذ بن خالد المروزي، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، ومحمد بن سليمان الحراني بومه، وعثمان ابن الحكم الجذامي المصري، واليمان بن عدي الحمصي، واجتاز بدمشق، فروى عنه من أهلها: الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة، وعمرو بن أبي سلمة وأبو الزرقاء عبد الملك بن أبي محمد الصنعاني، وسويد بن عبد العزيز، وعلي بن أبي حملة وصدقة بن عبد الله السمين «1» . زهير بن مضرس ابن منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار الفزاري شهد وفاة مسلمة بن عبد الملك، وحكى عن هشام والوليد ابن يزيد، وتوفي مسلمة في قرية يقال لها الحانوت من أعمال حلب، وتعرف الآن بالحانوته روى عنه ابنه موسى بن زهير. أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري بالقاهرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء في كتابه عن أبي اسحاق الحبال، وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار ابن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار. (24- ظ) وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي علي. قالا: حدثنا محمود بن محمد قال: حدثني أحمد

زهير بن هارون

ابن أبي طاهر قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني موسى بن زهير بن مضرس ابن منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر عن أبيه قال: رأيت هشاما في معسكره يوم مات مسلمة وقد وقف عليه الوليد بن يزيد فقال: يا أمير المؤمنين إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فوهى وعلى أثر من سلف يمضي من خلف، ثم مضى. زهير بن هارون ابن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة العقيلي الحلبي جد جد جد أبي، وبنوا العديم كلهم من نسله، وأكثر الأملاك التي كانت لسلفنا بحلب: أورم الكبرى ويحمول، وأقذار ولؤلؤه والسبن هو الذي اشتراها، وكان حافظا لكتاب الله تعالى، عنده فضل وأدب وورع وديانة. ووقفت على كتاب في رق يتضمن وقفا وقفه زهير بن هارون بن موسى: إنه وقف اربع حقال بأورم الكبرى من قرى حلب تصدّق بها على أن تستغل بوجوه غلاتها في كل سنة وحين وزمان، فما فضل بعد النفقة على هذه الصدقة في مصلحتها وعمارتها وما فيه صلاحها اشتري منه فرس بعشرين دينارا، وأقيم بثغر طرسوس في دار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث، ودفع إلى رجل من المجاهدين يغزو عليه عن زهير بن هارون، وأجري عليه في (25- و) كل سنة خمسة عشر دينارا، وما فضل بعد ذلك في كل سنة كان مدخرا لنائبه إن لحقت هذا الفرس من هرم أو عطب أو زمانه فيقام مكان الفرس العاطب أو النافق أو الزمن، ويجري عليه هذا الرزق المذكور في هذا الكتاب في كل سنة من السنين في المستأنف أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ومن ضعف ممن يكون في يديه هذا الفرس عن الغزو أو النفير، دفع هذا الفرس إلى غيره من أهل الجهاد والرد والغناء- من أهل الجهاد والرد والغناء «1» - من أهل ثغر طرسوس، ودفع إليه رزق هذا الفرس في كل سنة أبدا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وجعل ولاية هذه الصدقة بعد موته إلى ابن عمه عبد الله بن محمد بن موسى بن أبي جرادة،

زهير المجنون الانطاكي

وإلى أخيه أحمد بن هارون بن موسى بن أبي جرادة، وإلى أمه فاطمة ابنة عبد الله ابن زهير، والكتاب مؤرخ بشهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ويغلب على ظني أن زهير بن الحارث المنسوب اليه دار السبيل بطرسوس جده لأمّه، وقد ذكرناه، وتوفي زهير بن هارون بحلب في حدود سنة أربعين وثلاثمائة. زهير المجنون الانطاكي مذكور من عقلاء المجانين، حكى عنه الحسن بن يزيد الأنطاكي حكاية وشعرا. قرأت في كتاب وقع إليّ من عقلاء المجانين لم يذكر اسم مصنفه قال فيه: وحدّث الحسن (25- ظ) بن يزيد الأنطاكي قال: كان عندنا مجنون يقال له زهير، وكان من أحسن الناس وجها وأجودهم شعرا، وكان يألف جارية من بعض بنات القاسم بن الحسن، فعبرت يوما وهو جالس ومعه جوزة يدوّم بها في الأرض فسلست فرد السلام وقال لي: يا حسن أتلعب معي؟ قلت: نعم إن أنشدتني شيئا، فقال: اسمع فقلت: هات فأنشدني هذه الأبيات: طلع البدر ليلة فرآها ... ولقد كان لا يراها حجابا فبقي مطرقا وقال حياء ... لم يكن مطلعي عليك صوايا أنت بدر السماء لا شك فيه ... فاعلمي ذاك واعذريني وغابا فلما هممت بالقيام قال لي: يا حسن سألت ما لا ينفعك، فاسمع ما ينفعك، قلت: هات فأنشد هذه الأبيات: ما أعجل الأيام في الشهر ... وأعجل الأشهر في العمر ليس لمن ليست له حيلة ... موجودة خير من الصبر فاخط مع الدهر إذا ما خطا ... واجر مع الدهر كما يجري ثم زعق، ونزع جبته ورمى بها، وهرول وتركني. زيادة الله بن عبد الله بن ابراهيم ابن أحمد بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن حذافة بن عباد بن عبد الله بن محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد

ابن زيد مناة بن تميم التميمي ثم السعدي، أبو مضر بن أبي العباس بن أبي اسحاق ابن أبي ابراهيم بن أبي عبد الله بن أبي عقال، ملك بن ملك بن ملك بن ملك (26- و) بن ملك بن ملك بن ملك بن ملك، ملكوا إفريقية والقيروان، وكان أبو مضر هذا آخرهم ملكا، وظهر في أيامه أبو عبد الله الشيعي، فهزم الشيعي جيوشه، وأخذ بلاده فأسلم إفريقية حين عجز عنها، وفرّ بما خف معه من الأموال والذخائر واجتاز بطرابلس المغرب فأقام بها تسعة عشر يوما، وأطلق أبا العباس أخا أبي عبد الله الشيعي من الحبس لاظهاره البراءة من أبي عبد الله، وأنه ليس بأخ له، ثم ندم على اطلاقه، ولما خرج أبو مضر ورقا خطيب القيروان المنبر وخطب ودعا للمهدي فقال: أبو محمد عبيد الله المهدي بالله أمير المؤمنين، قام جبلة بن حمود الصدفي قائما وكشف رأسه حتى رآه الناس، ومشى من عند المنبر إلى آخر الجامع، وهو يقول: قطعوها قطعهم الله «1» ، وقام الفقهاء ووجوه البلد معه، فما حضر الجامع أحد من الأماثل بعد ذلك اليوم، وأخذوا الناس بالعنف فمن أجاب أكرم، ومن أبي أهين وحبس. وأما أبو مضر فإنه رحل من طرابلس ووصل إلى مصر وعليها النوشري «2» فوقع بينه وبينه خلاف ووحشة، ثم أصلح بينهما ابن بسطام، ثم رحل أبو مضر من مصر وتوجه إلى الشام، ونفذ منها إلى الرقة، وكتب إلى الوزير ابن الفرات «3» يستأذنه في القدوم على الخليفة المقتدر فلم يؤذن له في الوصول إلى بغداد، وأمره ابن الفرات بالمقام بالرقة، فأقام بها سنة منعكفا على شرب الخمر والفسق، وسعى به قوم الى المقتدر وأشاروا برده الى المغرب، وكان قد تفرق عنه أصحابه عند مقامه بالرقة (26- ظ) واشتغاله باللهو، فكتب المقتدر الى النوشري كتابا، والى ابن بسطام كتابا الى مصر يأمرهما بمعونة أبي مضر بالرجال والعدد، وأن يعطى من خراج مصر ما يقيم به عسكره، وكتب إليه من بغداد بالعودة الى المغرب ليدرك

ثأره، فعاد زيادة الله الى مصر ومشى بها متقلدا بسيفين فأخرجه النوشري الى ذات الحمام «1» وهو موضع، وقال له تكون هناك حتى تأتيك الرجال والمال ومطله بذلك حتى أنفق جميع ما كان معه، وباع السلاح والعدد وكثرت به العلل، وقيل إن بعض خدمه سمته في طعامه فوقع شعر لحيته، ثم رجع الى مصر وخرج منها الى بيت المقدس فمات هناك، فدفن بها، وقيل مات بالرملة ودفن بها. وفي نفوذه من الشام الى الرقة وعوده مرّ بحلب أو ببعض عملها. وكان له شعر جيد وعنده أدب وفضل، وكان آباؤه يذهبون الى مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه، فرجع هو عنه واستهتر بشرب الخمر واللهو والانهماك في المعاصي، وآل به الأمر الى ما آل. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه قال: أخبرنا أبو الفتح ابراهيم بن علي ابن ابراهيم البغدادي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن جعفر الكاتب قال: حدثني أبي قال: كان لزيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم ابن أحمد، وهو زيادة الله الأصغر، وكان أميرا بإفريقية غلام فحل (27- و) صيني يدعى خطاب، وهو الذي اسمه في السكك فسخط عليه وقيده بقيد من ذهب، فدخل يوما من الأيام صاحبه على البريد وهو عبد الله بن الصائغ، فلما رأى الغلام مقيدا تأخر قليلا وعمل بيتين، وكتب بهما الى زيادة الله، وهما: يا أيها الملك المأمون طائره ... رفقا فإن يد المعشوق فوق يدك كم ذا التجلد والأحشاء راجفة ... أعيذ قلبك أن يسطو على كبدك فأطلق الغلام ورضي عنه، وصل عبد الله بن الصائغ بالقيد الذهب «2» .

كتب إلينا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي منها قال: أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي القاسم بن البندار عن أبي أحمد القاري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي- اجازة- قال: كان العباس بن الحسن يحب أن يري المكتفي أنه فوق القاسم بن عبيد الله تدبيرا، فقال للمكتفي إن ابن الأغلب في دنيا عظيمة، ونعم خطيرة وأريد أن أكاتبه وأرغبه في الطاعة، وأخوفه المعصية، ففعل فأنجح الكتاب ووجه ابن الأغلب برسول له شيخ، ومعه هدايا، ومائتا خادم وخيل وبزّ كثير، وطيب، ومن اللبود المغربية، ومائتان وعشرة آلاف درهم في كل درهم عشرة دراهم، وألف دينار في كل دينار عشرة دنانير وكتب على الدراهم من وجهين على كل وجه منها: يا سائرا نحو الخليفة قل له ... أن قد كفاك الله أمرك كلّه بزيادة الله بن عبد الله سي ... ف الله من دون الخليفة سلّه (27- ظ) وفي الجانب الآخر: ما ينبري لك بالشقاق منافق ... إلا استباح حريمه وأذله من لا يرى لك طاعة فالله قد ... أعماه عن سبل الهدى وأضله ووجه إلى العباس بهدايا جليلة كثيرة، وعرفه أنه لم يزل وآباؤه قبله في طاعة الخلفاء. قال الصولي: وقد رأيت الشيخ القادم بالهدايا من قبله، وكان عظيم اللحية، وكان معه مال عظيم فاشترى مغنيات بنحو ثلاثين ألف دينار لابن الأغلب تساوي عشرة آلاف دينار، ولعب الناس عليه فيهن وغبنوه، وكان قليل العلم بالغناء، ثم اعتل فمات فأخذ العباس بن الحسن جميع ما كان معه، وورد الخبر بعقب ذلك بمجيء ابن الأغلب منهزما الى مصر، فكتب العباس يتعرف مقدار ابن الأغلب وجيشه وما ورد به مصر معه، فوردت كتب أصحابه بأنه في غاية الترفه والتشاغل بلذته، وأنه لا رأي له ولا حزم عنده، فكتب الى النوشري في إخراجه من مصر الى الحضرة، فلما صار بديار مضر أشار على المكتفي أن لا يقدمه الحضرة إذ كان

مؤونة لا معونة، وكتب الى ابن بسطام وهو يلي ديار مضر أن يقيمه عنده ويقيم له أنزالا بألف دينار كل شهر، فأقام شهورا ثم توفي. وابن الأغلب هذا من ولد الأغلب بن عمرو المازني، وكان عمرو من أهل البصرة، وولاه الرشيد المغرب بعد أن مات ادريس بن عبد الله بن حسن بن حسن، فمازال بالمغرب الى أن توفي (28- و) وخلفه ابنه الأغلب بن عمرو، ثم أولاده الى أن صار الأمر الى زيادة الله هذا. (28- ظ) . أخبرنا سليمان بن الفضل بن سليمان- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زيادة الله بن عبد الله ابن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن ابراهيم بن سالم بن عقال بن حذافة ابن عباد بن عبد الله بن محمد بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم أبو مضر بن أبي العباس التميمي، صاحب القيروان، قدم دمشق في سنة اثنتين وثلاثمائة مجتازا الى بغداد حين غلب على ملكه بإفريقية، وكان أبوه وجده، ومحمد أخو جد جده وجد أبيه وأخو جد أبيه واسمه زيادة الله كلهم قد ولي إفريقية. وقال الحافظ أبو القاسم: بلغني أن زيادة الله توفي بالرملة في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثمائة، ودفن بالرملة فساخ به قبره، فسقف عليه، وترك مكانه «1» .

ذكر من اسمه زياد

ذكر من اسمه زياد زياد بن الأشهب: ابن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الجعدي، قدم صفين ليصلح بين علي ومعاوية، وله ذكر. قال ابن الكلبي: وكان زياد بن الأشهب قد أتى علي بن أبي طالب يصلح بينه وبين معاوية، فقال النابغة الجعدي يعتد ذلك على بني أمية. مقام زياد عند باب ابن هاشم ... يريد الصلاح بينكم ويقرب «1» زياد بن ايوب: أبو هاشم وقيل أبو هشيم المصيصي البغدادي، ويعرف بدلويه حدث (29- ظ) عن مبشر بن اسماعيل الحلبي وهشيم بن بشير الواسطي، وأبي بكر بن عياش، وعباد بن العوام، ويحيى بن يمان وزياد البكائي، واسماعيل بن عليّة، ومحمد بن يزيد الواسطي، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبو حاتم الرازي وأبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الصيداوي وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، ومحمد بن ابراهيم بن فضّال. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم قال: أخبرنا أبو بكر الطريثيثي وأبو سعد ابن خشيش، ح. وأخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان الزركشي قال: أخبرنا أبو الفتح

ابن البطي وأبو المظفر الكاغدي. قال ابن البطي: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون. وقال الكاغدي: أخبرنا الطريثيثي قالوا: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا ابن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال: حدثنا مبشر بن اسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من حافظين رفعا إلى الله عز وجل ما حفظا من ليل أو نهار فيجد الله في أول الصحيفة خيرا وفي الآخرة خيرا إلّا قال الله للملائكة: أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا فيه- قال: أنبأنا مسعود بن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبو بكر الأسدي عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الصيداوي وكان من أجله أصحاب أحمد بن حنبل (30- و) ممن كتب عنه أبي وأبو زرعه قال: سمعت زياد بن أيوب وكان ثقة، قال عبد الرحمن: سئل أبي عن زياد بن أيوب فقال: صدوق. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم قال: أخبرنا أبو طاهر الخضر بن الفضل رجل في كتابه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زياد بن أيوب دلّويه، أبو هاشم بغدادي، روى عن هشيم، وأبي بكر بن عياش، واسماعيل بن علية، وعباد بن العوام، وزياد البكائي ومحمد بن يزيد الواسطي، ومبشر بن اسماعيل، ويحيى بن يمان، روى عنه أبي وكتب عنه بطرسوس «2» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال «3» (30- ظ) .

زياد بن حبيب الجهني:

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن أيوب أبو هاشم الطوسي، سكن بغداد، سمع هشيم ومبشر بن اسماعيل، مات ببغداد سنة اثنتين وخمسين ومائتين يقال له دلّوية «1» . زياد بن حبيب الجهني: روى عن عمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، روى عنه عبد الحميد بن عدي الجهني الرملي أبو سنان، وكان على حرس عمر بن عبد العزيز بخناصره. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الكافي عن أبي الحسن علي بن المسلم السلمي قال: حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الصوفي قال: أخبرنا محمد بن عوف قال: أخبرنا محمد بن موسى قال: أخبرنا محمد بن خريم قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الحميد بن عدي قال: حدثنا زياد بن حبيب قال: أمرنا عمر بن عبد العزيز من كان من الحرس إذا دخل عليه رجل من العجم أن يتحفظ منه الحرس الذين معه أن لا يسجد لعمر بن عبد العزيز، فإن غفل الحرس حتى سجد نحاه من الحرس، ويقول: إنما السجود لله عز وجل. قال: وحدثنا عبد الحميد بن عدي قال: حدثنا زياد بن حبيب قال: (31- و) جاءت جارية لعمر بن عبد العزيز إلى قصاب وعليه جماعة فقالت: ويحك روحني فإن أمير المؤمنين صائم، ومعها درهم تشتري به لحما. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا معاوية بن صالح قال: حدثنا عبد الحميد بن عدي أبو سنان الجهني عن زياد الجهني وكان من حرس عمر

زياد بن حفص التيمي:

ابن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز كان يأمر حرسه إذا دخل رجل من أهل الذمة أن يتحفظ منه الحرس الذين معه أن لا يسجد لعمر بن عبد العزيز، فإن غفل حرسي فسجد، فنحاه من الحرس وألحقه بأهله وقال: إنما السجدة لله عز وجل. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زياد بن حبيب الجهني كان من حرس عمر بن عبد العزيز روى عن عمر ورجاء بن حيوة قولهما، روى عنه عبد الحميد بن عدي الجهني الرملي أبو سنان. «1» زياد بن حفص التيمي: شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتل بها، وكان له ذكر. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير عن أبي محمد عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم ابن (31- ظ) الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني أبو الصلت التيمي أن زياد بن حفص التيمي قتل مبارزة- يعني- يوم صفين. «2» زياد بن حنظلة التميمي: حليف بني عبد بن قصي، له من رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة، ولا يعلم له رواية. روى عنه ابنه حنظلة بن زياد والعاص بن تمام، وقيل ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الى قيس بن عاصم المنقري والزبرقان بن بدر ليتعاونوا على مسيلمة وطليحة والأسود، وعمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح قنسرين، وذكر ذلك في شعره، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين وغيرها وله أشعار مروية.

أخبرنا ... «1» - قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسن بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر عن محمد بن عبد الله عن حنظلة بن زياد بن حنظلة عن أبيه قال: مرض أبو بكر فخرج خالد من العراق الى بلاد الشام، وهو في ذلك متماسك أشهرا، ثم ثقل، وجعل يزداد ثقلا. قال: وحدثنا سيف عن أبي الزهراء القشيري عن رجال من بني قشير قالوا: لما خرج هرقل من الرها واستتبع أهلها قالوا: نحن لك هاهنا خير منا معك، وأبوا (32- و) أن يتبعوه وتفرقوا عنه وعن المسلمين، وكان أول من أنبح كلابها، وأنفر دجاجها زياد بن حنظلة، وكان من الصحابة، وكان مع عمر بن مالك مساندة، وكان حليفا لبني عبد بن قصي، وقبل ذلك ما قد خرج هرقل حين ينزل بشمشاط، فلما نزل القوم الرها أدرب فأنفد نحو قسطنطينية، ولحقه رجل من الروم قد كان أسيرا في أيدي المسلمين، فأقلت فقال له: أخبرني عن هؤلاء القوم قال: أحدثك كأنك تنظر إليهم: فرسان بالنهار، رهبان بالليل ما يأكلون في ذمتهم إلّا بثمن ولا يدخلون إلّا بسلام يتقون على من حاربهم حتى يأتوا عليهم، فقال: لئن كنت صدقتني لترثن ما تحت قدمي هاتين. قال: وحدثنا سيف قال: وقال زياد بن حنظلة: سائل هرقلا حيث شبت وقوده ... شببنا له حربا تهز القنابلا ثنينا له من صدر جيش عرمرم ... يهزون في المشتى الرماح النواهلا وكنا لحباش وروم وسقلب ... نكالا وأفراسا تسل القبائلا قتلناهم في كل دار وقيعة ... وأبنا بأسراهم تعاني السلاسلا قال: وقال زياد بن حنظلة: نحن بقنسرين كنا ولاتها ... عشية ميناس نكوس ويعتب ينوء وتثنيه جوارح جمّة ... وحالفه منا سنان وثعلب

وقد هربت ما تنوخ وخاطرت ... بحاضرها «1» والسمهرية تضرب (32- ظ) فلما اتقونا بالجزاء وهدموا ... مدينتهم عدنا هنالك نعجب قال: وقال أيضا: وميناس قتلا يوم جاء بجمعه ... فصادفه منا قراع مؤزّر فولت فلولا بالفضاء جموعه ... ونازعه منا سنان مذكر تضمنه لما تراخت خيوله ... مناخ لديه عسكر ثم عسكر وغودر ذاك الجمع تعلو وجوههم ... دقاق الحصا والسافيا المغبر قلت: هذا ميناس الذي ذكره في هاتين المقطوعتين هو ملك الروم، وكان رأس الروم وأعظمهم فيهم بعد هرقل، فالتقى الروم والمسلمون وعليهم ميناس، فقتل ميناس ومن معه مقتله لم يقتلوا مثلها، ومات الروم على دمه حتى لم يبق منهم أحد وذلك حين نزل المسلمون بقنسرين. وقال: أخبرنا ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سعد قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم قال: حدثنا سيف بن عمر قال: وقال زياد بن حنظلة في اجنادين «2» ويومها: ونحن تركنا أرطبون مطردا ... الى المسجد الأقصى وفيه حسور عشية أجنادين لما تتابعوا ... وقامت عليهم بالعزاء ستور عطفنا له تحت الغبار بطعنة ... لها نشج نائي الشهيق غزير (33- و) فطمنا به الروم العريضة بعده ... عن الشام ما أرسى هناك سنير «3»

فولت جموع الروم تتبع إثره ... تكاد من الذعر الشديد تطير وغودر صرعى في المكرّ كثيره ... وآب إليه الفل وهو حسير وقال أيضا: ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... شد الخيول على جموع الروم يضربن سيدهم ولم يمهلنه ... وفتكن فلّهم الى أدروم «1» وحوين أجنادين في ريعانها ... ولحقن الناعل شؤون القوم فحصرت جمعهم ولم يحفلنه ... ونكحت فيهم كل ذات أروم وقال زياد بن حنظلة: تذكرت حرب الشام لمّا تطاولت ... وإذ نحن في عام كثير تزايله وإذ نحن في أرض الحجاز وبيننا ... مسيرة شهر بينهن بلابله «2» وإذا أرطبون الروم بحمى بلاده ... يجاوله قرن هناك يساجله فلما رأى الفاروق أزمان فتحها ... سما بجنود الله كيما يصاوله فلما أحسوه وخافوا صواله ... أتوه وقالوا أنت ممن يواصله وألقت إليه الشام أفلاذ كبدها ... وعيشا خصبا ما تعد مآكله أباح لنا ما بين شرق ومغرب ... مواريث أعقاب بيتها قذامله «3» وكم مثقل لم نضطلع باحتماله ... تحمّل عنا حين شالت «4» شوائله (33- ظ) وقال أيضا: سما عمر لما أتته رسائل ... كأصيد يحمي صرعة «5» الحي أغيدا

زياد بن خصفة التيمي البكري:

وقد عضلت بالشام أرض بأهلها ... يريد من الأقوام من كان أنجدا فلما أتاه ما أتاه أجابهم ... بجيش ترى منه النيازك سجدا وأقبلت الشام العريضة بالذي ... أراد أبو حفص وأزكى وأزيدا فقسط فيما بينهم كل جزيه ... وكل رقاد كان أهنا وأحمدا أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- في كتابه إلينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: زياد بن حنظلة التميمي له صحبة ولا أعلم له رواية، وهو الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم الى قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر ليتعاونوا على مسيلمة وطليحة والأسود، وقد عمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منقطعا الى علي رحمه الله، وشهد معه مشاهده كلها «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصي، له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد اليرموك، وكان أميرا على كردوس، (34- و) روى عنه ابنه حنظلة بن زياد، والعاص بن تمام «2» . زياد بن خصفة التيمي البكري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان على ربيعة الكوفة ووجهه علي الى معاوية مع عدي بن حاتم، وشبث بن ربعي، ويزيد بن قيس يدعونه الى الجماعة. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد الأمين- كتابة- عن أبي محمد عبد الله ابن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو اسحاق ابن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا

زياد بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي الموصلي:

نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني رجل عن سعد أبي المجاهد الطائي عن المحلّ بن خليفة قال: فتوادع علي ومعاوية- يعني في المحرم- بصفين، فاختلف الرسل بينهم رجاء الصلح، فأرسل علي عدي بن حاتم، ويزيد بن قيس وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة البكري، فدخلوا على معاوية فبدأهم عدي فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد فإنا أتيناك ندعوا الى أمر يجمع الله به كلمتنا، ويحقن به دماء المسلمين الى أفضلها سابقة، وأحسنها في الاسلام أثرا، وقد اجتمع له الناس وأرشدهم- يعني- الله بالدين، ولو أتيته يا معاوية قبل أن يصيبك الله بمثل يوم الجمل، فقال له معاوية: كأنك إنما جئت متهددا ولم تأت مصلحا، هيهات يا عدي (34- ظ) والله إني لابن الحرب ما يقعقع لي بالشنان، أما والله إنك لمن المجلبين على ابن عفان، وإنك لمن قتلته، واني لأرجو أن تكون ممن يقتله الله، هيهات يا عدي، فقال شبث بن ربعي وزياد بن خصفة: أتيناك لما يصلحنا وأقبلت تضرب لنا الأمثال، دع عنك ما لا ينتفع به، وأجبنا بما يغنينا وإياك نفعه، وتكلم يزيد بن قيس، وذكر تمام الحكاية الى أن قال: وخرج القوم عنه لينصرفوا الى علي فبعث الى زياد بن خصفة التيمي فرده فدخل عليه، فقال له معاوية: يا أخا ربيعة إن عليا قطع أرحامنا، وقتل إمامنا، وآوى قتلة صاحبنا، وإني أسألك النصرة عليه بأسرتك وعشيرتك، ثم إن لك عهد الله أني أوليك إذا ظهرت أحب المصرين أحببت: الكوفة أو البصرة. قال أبو المجاهد الطائي: فسمعت زياد بن خصفة يحدث بهذا الحديث، قال: قال زياد: فلما قضى معاوية كلامه، حمدت الله وأثنيت عليه، ثم قلت: أما بعد فإني على بينة من ربي بما أنعم علي، فلم أكون ظهيرا للمجرمين؟ ثم قمت من عنده، فقال معاوية لعمرو الى جنبه: ما لهم عضبهم «1» الله ما في قلوبهم إلا قلب رجل واحد «2» . زياد بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي الموصلي: سمع بالمصيصة محمد بن كثير المصيصي، وحجاج بن محمد الأعور، وروى

روى عنه أخوه مغيرة بن الخضر بن زياد.

عنهما وعن آدم بن أبي اياس، وهوذة بن خليفة، وعبد الله بن يوسف التنيسي وأبي اليمان (35- و) الحكم بن نافع الحمصي، وسلم بن ابراهيم. روى عنه أخوه مغيرة بن الخضر بن زياد. أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: حدثني مغيرة بن الخضر بن زياد قال: حدثني أخي زياد بن الخضر قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن سماك قال: سمعت مرى بن قطن يحدث عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويقري الضيف ويفعل كذا فهل ذلك نافعه؟ قال: إن أباك أراد أمرا فأدركه، يعني الذكر قلت: إني سائلك عن طعام لا أدعه إلّا تحرجا، قال: لا تدع شيئا ضارعت فيه النصرانية «1» . وقال: أخبرنا أبو زكريا الأزدي قال: ومنهم- يعني من الطبقة الثامنة من محدثي الموصل- زياد بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي، روى عنه آدم ابن إياس وأبي اليمان الحكم بن نافع، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومحمد بن كثير المصيصي، وغيرهم من الشاميين: الحجاج بن محمد الأعور، وعن هوذة بن خليفة، وسلم بن ابراهيم ونظرائهم من البصريين، وتوفي قديما سنة (35- ظ) سبع وأربعين ومائتين «2» . زياد بن سليمان: وقيل ابن سليم، وقيل ابن سلمى، وقيل زياد بن جابر بن عمرو، أبو أمامة المعروف بزياد الأعجم العبدي، مولى عبد القيس، أحد بني عامر بن الحارث، ثم

أحد بني مالك بن عامر، وإنما عرف بزياد الأعجم لأنه كان في لسانه عجمة وكان ينزل اصطخر، فغلبت العجمة على لسانه وقيل أن مولده بأصبهان وانتقل إلى خراسان وذكر أبو جعفر محمد بن عثمان في تاريخه «1» أن أبا أبامة زياد الأعلم لا الأعجم، والصحيح أن أبا أمامة كنية زياد الأعجم، ويحتمل أن يكون كنية لهما جميعا. حكى زياد الأعجم عن أبي موسى الأشعري، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الله بن عبد الأعلى، حكى عنه هشام ومجبر ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان وقدم الرصافة على هشام بن عبد الملك، وشهد وفاته بها، وكان شاعرا مجيدا فصيحا في الشعر مع لكنته. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن السيرافي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثنا الوليد بن هشام القحذمي قال: حدثني أبي وعمي قال: حدثنا زياد الأعجم قال: قدم علينا- يعني- باصطخر (36- و) أبو موسى بكتاب عمر فقرئ علينا: من عبد الله عمر أمير المؤمنين الى عثمان بن أبي العاص: سلام عليك، أما بعد: فقد أمددتك بعبد الله بن قيس، فإذا التقيتما فعثمان الأمير، وتطاوعا، والسلام. قال زياد: فلما طال حصار اصطخر قال عثمان لأبي موسى: إني أريد أن أبعث أمراء إلى هذه الرساتيق حولنا يغيرون عليها، فما ظفروا به من شيء قاسموه أهل العسكر المقيمين على المدينة، فقال أبو موسى: لا أرى ذلك أن يقاسموهم، ولكن يكون لهم، فقال عثمان: إن فعلت هذا لم يبق على المدينة أحد خفوا كلهم ورجوا الغنيمة، فاجتمع المسلمون على رأي عثمان، قال: فكان يسمي لنا نيف وثلاثين عاملا الى نيف وثلاثين رستاقا «2» .

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الصيدلاني قال: أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على عبد الله بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: زياد الأعجم، يكنى أبا أمامة. وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري- قراءة- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال: قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سالم الختلي قال: أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال: في الطبقة السابعة من شعراء الاسلام زياد الأعجم، وهو (36- ظ) زياد بن سليم العبدي «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بوش الأزجي قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافي بن زكريا الجريري قال: حدثنا أحمد بن العباس بن اسحاق العسكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني أحمد بن عمر الزهري قال: حدثني أبو بركة الأشجعي قال: حضرت امرأة من بني نمير الوفاة فقيل لها: أوصي، فقالت: نعم، خبروني من القائل. لعمرك مارماح بني نمير ... بطائشة الصدور ولا قصار «2» قال: فقيل لها زياد الأعجم، فقالت: أشهدكم أن له ثلث مالي، قال: فحمل له من ثلثها أربعة آلاف درهم «3» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو ظاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن ابراهيم الرازي- بالاسكندرية- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن الشيوخ الأرموي قال: أخبرنا القاضي

أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن سنبك ببغداد قال: حدثنا أبو علي الحسن ابن محمد بن موسى الأنصاري قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال: دخل زياد الأعجم على عبد الله بن عامر ابن كريز فأنشده: أخ لك لا تراه الدهر إلا ... على العلات بساما جوادا (37- و) أخ لك مامودته بمذق ... إذا ما عاد فقر أخيه عادا سألناه الجليل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا مرارا لا أعود إليه إلّا ... تبسم ضاحكا وثنى الوسادا «1» وقد روي أن زيادا لأعجم قال هذه الأبيات في عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: أخبرنا جدي أبو محمد المقرئ قال: حدثنا أبو علي الأهوازي قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله بن جعفر الحافظ قال: أخبرنا مزاحم بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد ابن زكريا الغلابي قال: حدثنا ابن عائشة قال: دخل زياد الأعجم على عبد الله بن جعفر فسأله في خمس ديات فأعطاه، ثم عاد فسأله في خمس ديات أخر فأعطاه، ثم عاد فسأله في عشر ديات فأعطاه فانشأ يقول: سألناه الجزيل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا مرارا لا أعود إليه إلا ... تبسم ضاحكا ورمى الوسادا قال أبو القاسم الحافظ: كذا قال والصواب مزاحم بن عبد الوارث بن اسماعيل، بصري «2» .

قرأت بخط بعض الفضلاء في مجموع وقع إلىّ فيه: وقال زياد بن سليمان الأعجم، ويكنى أبا أمامة، وهو رجل من عبد القيس أحد بني عامر بن الحارث (37- ظ) ثم أحد بني الخارجة يرثي المغيرة بن المهلب: قل للقوافل والغزّي إذا غزوا ... والباكرين وللمجدّ الرائح إن السماحة والشجاعة «1» ضمنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح فإذا مررت بقبره فاعقربه «2» ... كوم الهجان وكل طرف سابح «3» قال: فلما أنشد زياد الأعجم المهلب هذا الموضع من القصيدة قال: أعقرت يا أبا أمامة؟ قال: لا والله أصلحك الله، قال: ولم؟ قال: لأني كنت على ابنة الأتان، قال: أما إنك لو عقرت ما بقي بالبصرة طرف عتيق، ولا جمل نجيب إلّا شد بمربطك أو أنيخ بفنائك. وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخادم وذبائح وأظهر ببزته وعقد لوائه ... واهتف بدعوة مصلتين شرامح شرامح: طوال. آب الجنود معقلا أو قافلا ... وأقام رهن حفيرة وضرائح وأرى المكارم حين زيل بنعشه ... ذالت بفضل فضائل ومدائح كذا وجدته، وأظنه: بفضل قصائد وخلت منابره وحطّ سروجه ... عن كل سلهبة وطرف طامح وكفى لنا حزنا ببيت حله ... أخرى المنون فليس عنه ببارح رجفت لمصرعه البلاد فأصبحت ... منا القلوب لذاك غير صحائح فاذا يناح على امرئ فتعلما ... أن المغيرة فوق نوح النائح (38- و)

يبكي المغيرة ديننا وزماننا ... والمعولات برنة وتصايح يا من بمغدى الشمس من حي إلى ... ما بين مسقط قرنها المتنازح مات المغيرة بعد طول تعرض ... للقتل بين أسنة وصفائح وهي طويلة قال فيها: يا عين فابكي ذا الفعال وذا الندي ... بمدامع سكب تجيء سوافح وابكيه في الزمن العثور لكلنا ... ولكل أرملة ورهب رازح فلقد فقدت مسودا ذا نجدة ... كالبدر أزهر ذا جدا ونوافح كان الملاك لديننا ورجائنا ... وملاذنا في كل خطب فادح فمضى وخلفنا لكل عظيمة ... ولكل أمر ذي زلازل جامح ما قلت فيك فأنت أهل مقالتي ... بل قد يقصر عنك مدح المادح «1» كذا وجدته فيما نقلته من المجموع أنه لما أنشدها المهلب قال له ما قال، وروي أن ذلك كان بين زياد الأعجم ويزيد بن المهلب، أخي المغيرة، وهو الصحيح. أخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أنبأنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة- في كتابه- قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني- إجازة- قال: حدثنا أحمد بن محمد الجوهري ومحمد بن أحمد البزاز قالا: حدثنا العنزي قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذارع قال: حدثنا ابن عائشة قال: كان المغيرة بن المهلب أبرع ولده وأوفاهم (38- ظ) وأعفهم او أسخاهم فلما مات رثاه زياد الأعجم بقصيدته تلك. مات المغيرة بعد طول تعرض ... للموت بين أسنة وصفائح قال ابن عائشة: فسمعت أبي يقول: فأنشدها يزيد بن المهلب فلما انتهى إلى قوله:

وإذا مررت بقبره فاعقربه ... أدم الهجان وكل طرف سابح وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دم وذبائح فقال له يزيد: هل عقرت؟ قال: لا، قال: وما منعك؟ قال: كنت على بنت الهمارة- يريد الحمارة- فقال: أما والله لو فعلت ما أصبح في آل المهلب صاهل إلّا على مزودك. قال المرزباني: وحدثني أحمد بن محمد الجوهري قال: حدثنا الحسن بن عليل العنزي وأحمد بن محمد بن أبي الذيال قالا: حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي قال: حدثنا أبي قال: قال المأمون: أي قصيدة أرثى؟ قلت: أمير المؤمنين أعلم، قال لي: القصيدة التي قالها زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب، ثم قال: أتحفظها؟ قلت: نعم، قال: فخذها عليّ فأنشدنيها حتى أتى على آخرها، وترك منها بيتا، قلت: يا أمير المؤمنين تركت منها بيتا، قال: وما هو؟ قلت: هلا ليالي فوقه بزّاته «1» يغشى ... الأسنة فوق نهد قارح «2» قال: هاه هاه يتهدد المنية، الّا أتتك ذلك الوقت، هذا أجود بيت فيها، ثم استعادنيه حتى حفظته «3» . أنبأنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أنبأنا خالي أبو المعالي القاضي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن (39- و) عبد الرزاق بن عبد الله الكلاعي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا محمد بن مغلس قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان الزيادي قال: سمعت الأصمعي يقول: لقد بلي هؤلاء القوم من زياد الأعجم بثلاثة لم يمتحن بها أحد من نظرائهم- يعني الأشاقر، بطن من الأزد- فمن ذلك قوله فيهم:

قالوا الأشاقر تهجوهم فقلت لهم ... ما كنت أحسبهم كانوا ولا خلقوا قوم من الحسب الزاكي بمنزلة ... كالوّد «1» بالقاع لا أصل ولا ورق لا يكثرون وان طال الزمان بهم ... ولو يبول عليهم ثعلب غرقوا «2» قال الحافظ أبو القاسم: قرأت بخط أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن القاسم بن خلّاد اليمامي قال: حدثنا جناب بن الخشخاش عن أبيه قال سمعت زياد الأعجم يقول: ألم تر أنني وترت كوسى ... لأنقع من كلاب بني تميم «3» يريد القاف في قوسي وأنقع «4» . قال محمد: حدثنا القحذمي عن بعض أشياخه قال: قال جرير لزياد الأعجم: يا أبا أمامة إنه عسى أن تبلّغ عني، فلا تعجل حتى تبيّن قال: ما شئت إذا كلت كلنا. قال: وحكى المدائني أن زيادا دعا غلاما له أرسله في حاجة، فأبطأ عليه، فلما جاء قال له: ما لدن دعاك الى أن (39- ظ) قلت: لبيّ ما كنت تسنا، يريد من لدن دعوتك إلى أن قلت: لبيك، ما كنت تصنع. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار قال: أخبرنا أبو أحمد القارئ- اذنا- قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- اجازة- قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحزنبل عن ابن الاعرابي قال: قال زياد الأعجم: حضرت جنازة هشام فسمعت أبا عبد الأعلى ينشد:

وما سالم عما قليل بسالم ... وإن كثرت أحراسه ومواكبه وإن كان ذا باب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه ويصبح بعد الحجب للناس مفردا ... رهينة بيت لم تسترّ جوانبه فنفسك أكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه «1» قلت: وهذه الأبيات تمثّل بها ابن عبد الأعلى عند موت هشام، قد رويت عن زياد الأعجم عنه كما ترى، ورويت عن زيد العمي عنه، ورويت عن أبي زيد الأعمى عنه، وسيأتي ذكر ذلك في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل بن البانياسي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن سليم، ويقال ابن سليمان، ويقال ابن سلمى، أبو أمامة العبدي المعروف بزياد الأعجم مولى عبد القيس، ولقب بالأعجم لعجمة كانت في لسانه، أدرك أبا موسى الأشعري وعثمان بن أبي العاص، وشهد معهما فتح اصطخر، وحكى عنهما، حكى عنه هشام ومجبر ابنا قحذم بن سليمان بن ذكوان البصريان ووفد (40- و) على هشام بن عبد الملك، وشهد وفاته بالرصافة «2» . قرأت بخط علي بن موسى بن اسحاق الرزاز في نوادر أبي بكر الصولي، سماع الرزاز منه، وأنبأنا به أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي وغيره عن زاهر بن طاهر عن أبي القاسم البندار عن أبي أحمد القاري قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- إجازة- قال: وجدت بخط مصعب الزبيري قالت: ابنة زياد الأعجم ترثيه ويقال قديم: قد كنت لي جبلا ألوذ بظله ... فتركتني أمشي بأدرد ضاحي «3» قد كنت ذات حميّة أمشي بها ... ما دمت لي حيا وكنت جناحي فاليوم أخضع للذليل وأتقي ... منه وأدفع ظالمي بالراح وإذا دعت قمرية شجنا لها ... صبحا على فنن دعوت مناحي وأغض من بصري وأعلم أنه ... قد بان حدّ فوارسي وسلاحي (40- ظ)

زياد بن عبد الله الاسوار:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه تفيقي زياد بن عبد الله الاسوار: ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أبو محمد الأموي، وكان يقال له البيطار، لأنه كان صاحب صيد، وقيل هو زياد ابن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية من فرسان بني أمية ومقدميها، وكان مقيما في قرية من قرى قنسرين، وخرج في أيام أبي العباس السفاح بقنسرين وحلب، ودعا الى نفسه فبايعه ألوف من الناس، وصار معه أبو الورد مجزأة الكلابي، وصار مدبر جيشه، فبلغ ذلك عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس، وهو بدمشق فوجه اليه أخاه عبد الصمد بن علي في زهاء عشرة آلاف فارس، ومعه ذؤيب بن الأشعث على حرسه، والمخارق بن عفان على شرطه، فسار أبو محمد وأبو الورد، والتقوا فكسر عبد الصمد ومن معه، فتوجه عبد الله بن علي الى أبي محمد فاقتتلوا بمرج الأخرم من ناحية قنسرين وكان مع عبد الله بن علي حميد بن قحطبة، فثبت عبد الله وحميد فهزم زياد، وقتل أبو الورد، وهرب زياد ومن معه من الكلبية الى تدمر، ثم خرج الى الحجاز وظفر به هناك، وقتل بالمدينة. ذكر البلخي في كتاب البدء في خروج السفياني قال: وقد قال بعض الناس ان هذا قد مضى يعني أمر السفياني، وذلك خروج زياد بن عبد الله بن خالد بن يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان (42- و) بحلب، ونصبوا ثيابهم وأعلامهم، وادعوا الخلافة، فبعث أبو العباس عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس أبا جعفر اليهم فاصطلموهم عن آخرهم «1» .

وذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب جمل أنساب الأشراف أن اسم أبي محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية «1» ، وذكر غيره أنه كان يقال له البيطار، لأنه كان صاحب صيد. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد عبد الله الذي يقال له الأسوار بن يزيد بن معاوية أبا محمد قتل بالمدينة في خلافة أمير المؤمنين المنصور، وكان مختفيا بقناة ناحية أحد، فدل عليه زياد بن عبد الله الحارثي وهو يومئذ أمير المدينة، فخرج اليه الناس فخرج عليهم أبو محمد، فقاتلهم، وكان من أرمى الناس، فكثروه فقتلوه، وأمه وأم أخيه أبي معاوية، وأم أخته أم يزيد بنت عبد الله، تزوجها سليمان بن عبد الملك بن مروان، فولدت له، وأختهم أم خالد بنت عبد الله بن يزيد، تزوجها محمد بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فولدت له عبد الرحمن وهند ابني محمد بن الوليد، وأمهم جميعا عائشة بنت زياد بن (42- ظ) أنيف بن عتبة بن مصاد بن كعب بن عليم من كلب «2» . قرأت في كتاب الدولة العباسية «3» عن الهيثم بن عدي قال: وكان عبد الله بن علي قد ولىّ على بالس رجلا من أهل خراسان عجميا، وكانت ببالس امرأة من ولد أبي سفيان، ذات جمال ويسار، فوجه الخراساني يخطبها الى نفسها، فعظم ذلك عليها فوجهت الى ابني أخيها فأخبرتهما بما كان وقالت: أنا ان منعته فهو القتل، وان أجبته فهو الفضيحة، فما الذي تريان؟ فقال لها أحدهما: قد رأيت رأيا أعرضه عليك، قالت: قل، قال لها: ان بالقرب منا أبو الورد وبشر ابنا الهذيل بن زفر بن الحارث وهما في عدة من بني كلاب، ولن يتأخر عنهما أحد من قيس لو قد احتاجا اليهم، فأصير اليهما وأستغيث بهما فلعل الله أن يجعل عندهما بعض ما نحب، فقالت له:

افعل وعجل علي، قال: فخرج الفتى حتى أتاهما فشكا اليهما ما كان من أمر الخراساني، وسألهما النصر والمعونة، فقال أحدهما: وما نحن وهذا والله لقد كنت آتي قومها في الحاجة فأقوم حتى تشتكي رجلي، وان كلبا ليتمرغ على فرشهم، فقال له أخوه: دع هذا عنك فو الله لئن تحدثت العرب بأن هذه المرأة استغاثت بنا فلم نغثها انه للعار الذي لا نغسل رؤوسنا منه، قال: فانطلق إذا أنت الى بالس واخف أمرك، فاني مصبّحكم بمن تسرع معي من بني كلاب وغيرهم، قال: ووجه الى من يليه من قومه، فما أصبح إلّا في (43- و) أربعمائة فارس، فركبوا حتى أتوا بالس فدخلوها ضحوة النهار، فأتوا دار الخراساني، فقيل لهم انه في الحمام، فدخلوا عليه الحمام وقتلوه وقتلوا كل من وجدوا من أصحابه، وضبطوا بالس، ووجهوا الى من كان حولهم من وجوه قيس فوجدوهم سراعا، فما أقاموا إلّا ثلاث حتى صاروا في نحو من أربعة آلاف. قال: وكان زياد بن عبد الله السفياني من ولد أبي سفيان، وهو أبو محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان مقيم في قرية من عمل قنسرين فكتبوا اليه ان يكن لك بهذا حاجة فأقبل الينا، فلما أتاه كتابهم دعا كل من كان يليه فاتبعه ناس كثير، وكان ذا بأس وذكر فيهم، فأتى بالس، فخرجوا فلقوه وبايعوه وانتشر الخبر في ديار مضر وجندي حمص وقنسرين، فجعلت قيس وغيرها تقصدهم من كل ناحية حتى صاروا في قريب من عشرة آلاف، وكان عبد الله بن علي قد بلغ الى نهر أبي فطرس «1» ، فلما أتاه خبر السفياني وما كان من خلاف أهل حمص وقنسرين أمر حينئذ بقتل كل من كان معه من بني أمية. وكتب أبو العباس الى عبد الله بن علي يأمره أن يرجع الى حمص وقنسرين لحرب السفياني وأصحابه، وكتب الى صالح بن علي يأمره أن يتولى طلب مروان ففعل، وجعل على مقدمته أبا عون. قال: ورحل عبد الله بن علي راجعا وقد بيض «2» أهل حمص وأهل قنسرين،

ودعوا الى السفياني، فأنفذ اليهم أخاه عبد الصمد بن علي في ستة آلاف (43- ظ) فلقوه فحاربهم فهزم عبد الصمد بن علي، ورجع ذلك الجيش مفلولا بعد أن قتل منهم خلق كثير، فسار عبد الله بن علي في جميع عسكره من أهل خراسان ومن تبعه من قبائل اليمن حتى لقيهم بين حمص وقنسرين، فثبتوا واشتد القتال وكثر القتل بين الفريقين وانحاز عبد الله بن علي وأصحابه الى سفح جبل كان قريبا منهم، فجعلوه وراء ظهورهم، فكانوا يحملون فيقاتلون ثم يرجعون الى ذلك السفح، فما زالت الحرب بينهم الى غروب الشمس، ثم حمل عليهم عبد الله بن علي بنفسه في خاصة أصحابه، قولوا منهزمين وأخذهم السيف، فقتل منهم من لا يحصى، وانفض من أفلت الى كل ناحية، وقتل السفياني. قلت: قوله قتل السفياني يوهم أنه قتل في هذه الواقعة، ولم يقتل فيها بل هرب الى المدينة، فقبض عليه وقتل على ما نبينه. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا علي بن محمد عن عمر بن مرزوق الكلبي قال: حدثني يعقوب بن ابراهيم ابن الوليد أن مولى للوليد لما خرج يزيد بن الوليد خرج على فرس له فأتى الوليد من يومه، فنفق فرسه حين بلغه، فأخبر الوليد فضربه مائة سوط ثم حبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد (44- و) بن معاوية فأجازه ووجهه الى دمشق فخرج أبو محمد، فلما أتى الى ذنبة «1» أقام فوجه يزيد بن الوليد الى عبد الرحمن بن مصاد فسالمه أبو محمد وبايع ليزيد بن الوليد، وأتى الوليد الخبر وهو بالاغدف «2» . قال ابن جرير: وحدثني أحمد بن ثابت عن علي بن محمد عن عمر بن مروان الكلبي قال: حدثنا يزيد بن معاذ عن عبد الرحمن بن مصاد قال: بعثني يزيد بن الوليد الى أبي محمد السفياني، وكان الوليد وجهه حين بلغه خبر يزيد بن الوليد

واليا على دمشق فأتى ذنبه، فبلغ يزيد خبره، فوجهني اليه فأتيته فسالمني وبايع ليزيد. قال: فلم نرم حتى رفع لنا شخص مقبل من ناحية البرية فبعثت اليه فأتيت به فإذا هو العزيّل أبو كامل المغني على بغلة للوليد تدعى مريم، فأخبرنا أن الوليد قد قتل فانصرفت الى يزيد فوجدت الخبر قد أتاه قبل أن آتيه «1» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الفقيه- فيما أذن لنا في روايته عنه، وسمعت منه بعض الكتاب- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: حدثني أحمد بن زهير قال: حدثني عبد الوهاب بن ابراهيم قال: حدثني أبو هاشم مخلد بن محمد بن صالح قال: كان أبو الورد وذكر مبايعته عبد الله بن علي وتبييضه بعد ذلك على ما سنورده في ترجمته ان شاء الله (44- ظ) تعالى. قال: فلما بلغ عبد الله بن علي تبييض أهل قنسرين خرج متوجها للقاء أبي الورد، وقد كان تجمع مع أبي الورد جماعة من أهل قنسرين، وكاتبوا من يليهم من أهل حمص وتدمر، فقدم منهم ألوف وعليهم أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فرأسوا عليهم أبا محمد ودعوا اليه وقالوا: هو السفياني الذي كان يذكروهم في نحو من أربعين ألفا، فلما دنا منهم عبد الله بن علي، وأبو محمد معسكر في جماعتهم بمرج يقال له مرج الأخرم، وأبو الورد المتولى لأمر العسكر والمدبر له وهو صاحب القتال والوقائع، ووجه عبد الله بن علي أخاه عبد عبد الصمد بن علي في عشرة آلاف من فرسان من معه فناهضهم أبو الورد ولقيهم فيما بين العسكرين واستحر القتل في الفريقين، وثبت القوم وانكشف عبد الصمد، ومن معه وقتل منهم يومئذ ألوف وأقبل عبد الله حيث أتاه عبد الصمد ومعه حميد ابن قحطبة، وجماعة من معه من القواد فالتقوا ثانية بمرج الاخرم، فاقتتلوا قتالا

زياد بن عثمان بن زياد:

شديدا، فانكشف جماعة ممن كان مع عبد الله، ثم ثابوا وثبت لهم عبد الله وحميد ابن قحطبة فهزموهم، وهرب أبو محمد ومن معه من الكلبية حتى لحقوا بتدمر، وآمن عبد الله أهل قنسرين وسودوا وبايعوه ودخلوا في طاعته ثم انصرف راجعا الى أهل دمشق. قال: ولم يزل أبو محمد متغيبا هاربا، ولحق (45- و) بأرض الحجاز وبلغ زياد بن عبيد الله الحارثي عامل أبي جعفر على المدينة مكانه الذي تغيب فيه، فوجه اليه خيلا فقاتلوه حتى قتل وأخذوا ابنين له أسيرين، فبعث زياد برأس أبي محمد وبابنيه الى أبي جعفر، فأمر بتخليه سبيلها وأمنها «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس، أبو محمد القرشي الأموي، كان من وجوه بني حرب، وكانت له دار بدمشق في ربض باب الجابية، ووجهه الوليد بن يزيد الى دمشق حين بلغه خروج يزيد بن الوليد، فأقام بذنبة، ولم يصنع شيئا، ثم مضى الى حمص، وخرج منها في الجيش الى دمشق للطلب بدم الوليد فأخذ وحبس في الخضراء «2» الى أن بويع مروان بن محمد، فأطلقه ثم حبسه بحران بعد ذلك، ثم أطلقه، ثم خرج بقنسرين، ودعا الى نفسه فبايعه ألوف، وزعموا أنه السفيان، ثم لقيه عبد الله بن علي فكسره وهرب ولم يزل مستخفيا حتى قتل بالمدينة. هرب أبو محمد في أول سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فقد قتل في هذه السنة أو في التي بعدها. «3» . زياد بن عثمان بن زياد: ويعرف بابن أبي سفيان النصري، روى عن عباد بن زياد، وعبد الرحمن بن أبي بكره، روى عنه حجاج بن حجاج الباهلي، وأبو عمر بن المبارك، وكان بدابق مع سليمان بن عبد الملك، وعزاه بابنه أيوب حين مات.

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم البسري قال: أخبرنا محمود بن عمر العكبري قال: أخبرنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب قال: أخبرنا الحسن بن علي بن المتوكل قال: أخبرنا علي بن محمد المدائني قال: قال أبو عمر بن المبارك: دخل زياد بن عثمان بن زياد على سليمان بن عبد الملك، وقد توفي ابنه أيوب، فقال: يا أمير المؤمنين إن عبد الرحمن بن أبي بكرة يقول: من أحب البقاء فلوطن نفسه على المصائب. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن عثمان عن عباد بن زياد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، روى عنه حجاج بن الحجاج «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- إذنا- قال: أنبأنا أبو الفرج مسعود بن الحسن قال: أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- إن لم يكن سمعته منه- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: زياد بن عثمان، روى عن عباد بن زياد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، روى عنه (46- ظ) حجاج ابن حجاج سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول «2» . أخبرنا القاضي أبو نصر الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين قال: زياد بن عثمان المعروف بابن أبي سفيان النصري، حدث عن عمه عباد بن زياد، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، ابن عم أبيه لأمه، روى عنه الحجاج ابن الحجاج الباهلي البصري، وأبو عمر بن المبارك «3» .

زياد بن كعب بن مرحب البجلي:

زياد بن كعب بن مرحب البجلي: وقيل الهمداني، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، ذكره المدائني في خبر صفين، وذكر أبو مخنف أنه كان على رجالة همدان «1» . (45- ظ) . زياد بن ميسرة: ويكنى ميسرة أبا زياد المديني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. حدث عن عبد الله مولاه، وأنس بن مالك، وعراك بن مالك، وعمر بن عبد العزيز وأبي بحرية. روى عنه محمد بن اسحاق، ومالك بن أنس، وعبد الرحمن محمد بن عبد القارئ، وعمرو بن يحيى، وعمر بن محمد العمري المدني، ومعاوية بن أبي مزرد، وأبو النضر سالم مولى عبيد الله، وبكر بن أبي الفرات، ويقال داوود بن بكر بن أبي الفرات، وأسامة بن زيد واسماعيل بن أبي خالد، ويزيد بن أسامة ابن الهاد. وقدم دابق أو خناصرة على عمر بن عبد العزيز بعدما تولى الخلافة، وكان عمر يحترمه وله عنده مكانة ومنزلة، وإيّاه عنى الفرزدق بقوله حين حجب عمر الشعراء وغيرهم، ورأى زيادا داخلا إليه: يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد خلا زمني «2» وإنما وقع الشك في الراوي عنه بكر بن أبي الفرات، أو داوود بن بكر بن أبي الفرات، لأن أبا عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ذكره في التاريخ الكبير، وقال في ذكره: (47- و) وقال ابراهيم بن المنذر: حدثنا نافع عن عمر بن ذكوان عن داوود بن أبي بكر عن زياد بن أبي زياد عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: تكون فسقة يصلونها لغير وقتها.

قال: وقال أحمد: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا معن قال: حدثنا الذكواني عمر عن بكر بن أبي الفرات عن زياد بن أبي زياد عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله «1» . (47- ظ) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني عبد العزيز- وهو- ابن عمران قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب قال: أراه عن أبيه قال: أذن عمر بن عبد العزيز لزياد بن أبي زياد، والأمويون هناك ينتظرون الدخول عليه، فقال هشام: أما رضي ابن عبد العزيز أن يصنع ما يصنع حتى أذن لعبد ابن عياش يتخطى رقابنا، فقال الفرزدق: من هذا؟ قالوا: رجل من أهل المدينة من القراء عبد مملوك، فقال الفرزدق: أنه القارئ المقضي حاجته ... هذا زمانك إني قد خلا زمني أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال الأويسي عن مالك: كان عمر بن عبد العزيز يكرم زيادا، وكان عبدا فدخل يوما وذلك حين يقول الشاعر: يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد خلا زمني «2» أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا (48- و) يعقوب بن سفيان قال: حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك أن زيادا مولى ابن

عياش قدم على عمر بن عبد العزيز، وهو خليفة، فقلت لمالك: وزياد يومئذ عبد؟ فقال: نعم فعرض عليه عمر بن عبد العزيز أن يشتريه من الفيء فيعتقه، فأبى ذلك زياد، قال مالك: فلا أدري لأي شيء ترك ذلك زياد مولى ابن عياش. أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد في كتابه عن زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن سهل قال: حدثني ابراهيم بن معقل قال: حدثنا حرملة قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش قد أعانه الناس في فكاك رقبته، وأسرع الناس في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد الى من كان قد أعانه بالحصص، وكتبهم عنده، فلم يزل يدعو لهم حتى مات. قال: وكان زياد معتزلا، لا يكاد يجلس مع كل أحد، إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح. أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي في كتابه قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا يزيد قال: أخبرنا جرير بن عارم قال: أخبرنا زياد بن أبي زياد المدني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بعثه الى عمر بن عبد العزيز في حوائج له، قال: فدخل عليه وعنده كاتب يكتب (48- ظ) فقال: السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام، ثم انتبهت فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله، قال: يا بن زياد إنا لسنا ننكر الأولى التي قلت، والكاتب يقرأ عليه مظالم جاءت من البصرة، فقال لي: اجلس، فجلست على اسكفة الباب وهو يقرأ عليه، وعمر يتنفس الصعداء، فلما فرغ أخرج من كان في البيت حتى وصيفا كان فيه، ثم قام يمشي إليّ حتى جلس بين يدي، ووضع يده على ركبتي ثم قال: يا بن أبي زياد استدفأت في مدرعتك هذه- قال: وعلي مدرعة- واسترحت مما نحن فيه، ثم سألني عن صلحاء أهل المدينة: رجالهم ونسائهم، فما ترك منهم أحدا إلّا سألني عنه، وسألني عن أمور كان أمر بها

بالمدينة، فأخبرته، ثم قال لي: يا بن أبي زياد ألا ترى ما وقعت فيه؟ قال: قال: أبشر يا أمير المؤمنين إني لأرجو لك خيرا، قال: هيهات هيهات، قال: ثم بكى حتى جعلت أرثي له، قال: قلت: يا أمير المؤمنين بعض ما تصنع فإني أرجو لك خيرا قال: هيهات هيهات، أشتم ولا أشتم وأضرب ولا أضرب وأوذي ولا أوذى، قال: ثم بكى حتى جعلت أرثي له، قال: فما قمت حتى قضى حوائجي، وكتب الى مولاي يسأله أن يبيعني منه، ثم أخرج من تحت فراشه عشرين دينارا فقال: استعن بهذه فإنه لو كان لك في الفيء حق أعطيناك حقك، إنما أنت عبد، فأبيت أن آخذها فقال: إنما هي نفقتي، فلم يزل بي حتى أخذتها وكتب الى مولاي يسأله أن يبيعني منه، فأبى وأعتقني. أنبأنا أبو حفص ابن طبرزد عن أبي غالب (49- و) بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوة- إجازة- قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق ابن ابراهيم قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثانية من أهل المدينة زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ابن المغيرة المخزومي، ولزياد عقب وبقية بدمشق، وروى عنه اسماعيل بن أبي خالد وغيره «1» . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن أبي زياد، واسم أبي زياد ميسرة، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي المدني. وقال محمد بن عبيد الله: حدثنا ابن وهب، سمع مالكا: قال: لي زياد وكان عابدا، وأنا يومئذ حديث السن: إني أراك تجلس مع ربيعة «2» عليك بالحذر.

وقال ابن أويس: حدثني مالك: كان زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش يلبس الصوف، ويكون وحده ولا يجالس أحدا وفيه لكنة «1» . أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلّاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا اسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: قال مالك بن أنس: كان زياد مولى ابن عياش رجلا عابدا معتزلا لا يزال يكون وحده يدعو الله، وكانت فيه لكنة، وكان يلبس (49- ظ) الصوف، ولا يأكل اللحم، وكانت له دريهمات يعالج له فيها، وقال غير اسماعيل: وكان صديقا لعمر ابن عبد العزيز، وقدم عليه وهو خليفة فوعظه وقرّبه عمر وخلا به وكان بينهما كلام كثير «2» . وأنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن أبي سفيان قال: حدثني محمد ابن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك قال: كان زياد مولى ابن عياش يمر بي وأنا جالس، فربما أفزعني حسه من خلفي، فيضع يده بين كتفي فيقول لي: عليك بالجد فإن كان ما يقول أصحابك هؤلاء من الرخص حقا لم يضرك، وإن كان الأمر غير ذلك كنت قد أفدت بالحذر، يريد ما يقول ربيعة وزيد ابن أسلم. قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته وأسرع إليه في ذلك ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد الى من كان أعانه بالحصص، وكتبهم زياد عنده، فلم يزل يدعو لهم حتى مات، قال وكان زياد رجلا معتزلا لا يكاد يجلس معه أحد إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا

الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: زياد بن ميسرة، وهو زياد بن أبي زياد المديني، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، روى عن مولاه ابن عياش، وأنس (50- و) بن مالك، وعمر بن عبد العزيز، وأبي بحرية، وعراك ابن مالك. روى عنه مالك بن أنس، وعمرو بن يحيى، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد القارئ، ومحمد بن اسحاق، وعمر بن محمد العمري المدني، وبكر بن أبي الفرات، ويقال داوود بن أبي الفرات، ومعاوية بن أبي مزرد، وأسامة بن زيد، ويزيد بن أسامة بن الهاد، وأبو النضر سالم مولى عمر بن عبد الله، واسماعيل بن أبي خالد، وقدم على عمر بن عبد العزيز، وكانت له منه منزلة، وكانت له بدمشق دار بناحية القلانسيين. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن بن أبي جعفر قال: أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الغساني قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن علي التميمي قال: حدثنا محمد بن الحارث قال: سمعت المدائني يقول: قال عمر بن عبد العزيز لعبد بني مخزوم: إني أخاف الله فيما دخلت فيه، فقال له: لست أخاف عليك أن تخاف، ولكن أخاف عليك أن لا تخاف «1» . أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بحلب قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن عبد الرحمن بن زريق، والكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بحلب قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي قالا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد (50- ظ) بن العلاف قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد بن بشران قال: حدثنا أحمد ابن ابراهيم قال: أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا علي بن داوود قال:

حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني يعقوب بن ابراهيم الزهري عن أبيه قال: جلس إليّ يوما زياد مولى ابن عياش قال: يا عبد الله، قال: ما تشاء؟ قال: ما هي إلّا الجنة والنار، قلت: والله ما هي إلّا الجنة والنار، قال: وما بينهما منزل ينزله العبّاد، قال: فو الله إن نفسي لنفس أضن بها عن النار والصبر اليوم عن معاصي الله خير من الصبر على الأغلال. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي- قراءة عليه- قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قالت: أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الحسن الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن القارئ قال: قال محمد بن المنكدر: إني خلفت زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول: اجلسي أين تريدين أن تذهبين «1» ، أتخرجين الى أحسن من هذا المسجد، انظري ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان. قال: وكان يقول لنفسه: ما لك من الطعام يا نفس إلّا هذا الخبز وهذا الزيت، وما لك من الثياب إلّا هذين الثوبين، وما لك من النساء إلّا هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ فقالت: (51- و) أنا أصبر على هذا العيش. أخبرنا أبو المحاسن بن الفضل- إذنا- قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر قال: حدثنا ابراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيل بن عياض قال: قال زياد بن أبي زياد: انما قوتي في الدنيا نصف مدّ في اليوم، وإنما لباسي ما ستر عورتي، وإنما بيتي ما أكنّ رأسي، والله لوددت أنه حماني من الآخرة ولا أعذب بالنار. وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، ح.

قال: وأخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا علي بن محمد بن محمد قالا: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال زياد مولى ابن عياش لمحمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم: الجدّ الجدّ والحذر الحذر، فان يكن الأمر على ما نرجوه كان ما عملتما فضلا، وإلا لم تلوما أنفسكما. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله ابن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل (51- ظ) الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان قال: حدثنا ابراهيم بن حبيب قال: حدثنا أبو غسان قال: قال زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: أنا من أن أمنع الدعاء أخوف من أن أمنع الاجابة «1» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد- إذنا أو سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني عبد العزيز قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن زياد مولى ابن عياش قال: لو رأيتني ودخلت على عمر بن عبد العزيز في ليلة شاتية وفي بيته كانون، وعمر على كتابه فجعلت أصطلي على الكانون، فلما فرغ من كتابه مشى إليّ عمر حتى جلس معي على الكانون، وهو خليفة، فقال زياد بن أبي زياد؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: قص عليّ قلت: يا أمير المؤمنين ما أنا بقاص، قال: فتكلم، قلت: زياد، قال: وما له، قال: لا ينفعه من دخل الجنة غدا اذا دخل النار، ولا يضره من دخل النار غدا اذا دخل الجنة، قال: صدقت والله ما ينفعك من دخل الجنة اذا دخلت النار

ولا يضرك من دخل النار اذا أنت دخلت الجنة، قال: فلقد رأيت عمر يبكي حتى طفئ بعض ذلك الجمر الذي على الكانون. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصرى قال أخبرنا (52-) أبو القاسم نصر بن أحمد بن أبي الفتح الهمذاني قال أخبرنا أبو بكر الخليل ابن هبة الله بن الخليل قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل أبو الدحداح قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا النضر بن عربي قال: بينا عمر بن عبد العزيز يتغذى اذ بصر بزياد مولى ابن عياش فأمر حرسيا أن يكون معه، فلما خرج الناس وبقي زياد قام اليه عمر فجلس اليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش فاخرجي فسلمي عليه، ثم قال: يا فاطمة هذا زياد مولى ابن عياش عليه جبة صوف، وعمر قد ولي أمر الأمة، فحاسب نفسه حتى قام الى البيت فقضى عبرته، ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات، فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرّت أعيننا منذولي. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا محمد بن العباس بن محمد قال: حدثنا ابن أبي داوود قال: قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع عن بعض أصحابه عن مالك قال مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز: اشتريت لعمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة للوليد كساء خز بستمائة دينار أو بسبعمائة دينار، فجعل بجنبه ويقول: أنه لخشن، فلما ولي الخلافة قال: اني لأجد البرد بالليل فاشتريت له كساء بعشرة دراهم، فلما أتيته به جعل بجنبه ويقول: انه للين، فضحكت فقال: مم تضحك؟ فقلت: (52- ظ) أما تذكر حين اشتريت لك كساء بستمائة دينار أو بسبعمائة، فجعلت تقول: انه لخشن، وتقول لهذا إنه للين! فقال: يا مزاحم والله لئن كان عيش سليمان بن عبد الملك وعيش زياد مولى بن عياش واحدا، لأن أعيش في الدنيا بعيش سليمان أحب الي، ولئن كان زيادا مولى ابن عياش صبر في الدنيا على العيش الذي يعيشه ليطيب له العيش في الآخرة، فو الله لأن أصبر على مثل عيش زياد هذه الأيام القلائل ليطيب لي العيش في الآخرة في تلك الأيام الكثيرة أحب إليّ، أو كما قال الحارث.

ذكر من اسم أبيه النضر ممن اسمه زياد

ذكر من اسم أبيه النضر ممن اسمه زياد زياد بن النضر: أبو عمرو ويقال أبو الأوبر، ويقال أبو عائشة الحارثي الكوفي. روى عن أبي هريرة. روى عنه الشعبي وعبد الملك بن عمير، وهو أحد من حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمرّه على مذحج والأشعريين، وسيره على مقدمته عند توجهه الى صفين. أخبرنا أبو الحسن المبارك بن محمد بن مزيد بن هلال الأنصاري الخواص، وأبو عبد الله محمد بن نصر بن أبي الفرج الحصري- قراءة عليهما وأنا أسمع ببغداد- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن الحسن بن أحمد الهمذاني قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس (53- و) أحمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي المقري قال: حدثنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأوبر عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا وحافيا ومنتعلا ويتفل عن يمينه وعن شماله. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال أخبرنا: أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قبيس- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا أبو محمد بن زبر قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثنا الأصمعي عن أبي عوانه عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني الشعبي أن زياد بن النضر الحارثي حدثه قال: كنا عند غدير لنا في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقال له عمرو ابن مالك معه بنيّة له شابة على ظهرها ذؤابة، فقال لها أبوها: خذي هذه الصحفة وأتي الغدير فجيئينا بشيء من مائه فانطلقت فوافقها عليه جان فاختطفها، فذهب بها، فلما فقدناها نادى أبوها في الحي فخرجنا على كل صعب وذلول وقصدنا كل شعب ونقب، فلم نجد لها أثرا، ومضت على ذلك السنون حتى كان زمن عمر بن الخطاب فاذا هي قد جاءت وقد عفا شعرها وأظفارها وتغيرت حالها، فقال لها (53- ظ) أبوها:

أي بنية أين كنت؟ وقام اليها يقبلها ويشم ريحها، فقالت: يا أبة أتذكر ليلة الغدير؟ قال: نعم قالت فانه: واقعني عليه جان فاختطفني فذهب بي، فلم أزل فيهم حتى اذا كان الآن غزا هو وأهله قوما مشركين، أو غزاهم قوم مشركون، فجعل عليه نذرا إن هم ظفروا بعدوهم أن يعتقني ويردني الى أهلي، فظفروا فحملني فأصبحت عندكم، وقد جعل بيني وبينه أمارة ان احتجت اليه أن أولول بصوتي، فانه يحضرني، قال: فأخذ أبوها من شعرها وأظفارها وأصلح من شأنها وزوجها رجلا من أهله، فوقع بينها وبينه ذات يوم ما يقع بين المرأة وبعلها فعيرها وقال: يا مجنونة ان نشأت إلّا في الجن، فصاحت وولوت بأعلى صوتها، فاذا هاتف يهتف: يا معشر بني الحارث اجتمعوا وكونوا حيا كراما، فاجتمعنا فقلنا: ما أنت رحمك الله فإنّا نسمع صوتا ولا نرى شخصا؟ فقال: أنا رأت فلانة؟ رعيتها في الجاهلية بحسبي، وصنتها في الاسلام بديني والله ما نلت منها محرما قط، واستغاثت في هذا الوقت فحضرتها، فسألتها عن أمرها، فزعمت أن زوجها عيرها بأن كانت فينا، والله لو كنت تقدمت اليه لفقأت عينه، قال: فقلنا يا عبد الله لك الحباء والجزاء والمكافأة، فقال: ذلك اليه، يعني الزوج. قال: فقامت اليه عجوز من الحي، فقالت: أسألك عن شيء؟ قال: سلي، قالت: ان لي بنية عروسا أصابها حصبة فتمزق (54- و) رأسها وقد أخذتها حمى الربع فهل لها من دواء؟ قال: نعم اعمدي الى ذبان الماء الطويل القوائم، الذي يكون على أفواه الأنهار، فخذي منها واحدة فاجعليه في سبعة ألوان عهن «1» أصفرها وأحمرها وأخضرها وأسودها وأحمرها «2» وأبيضها وأكحلها وأزرقها، ثم افتلي ذلك الصوف بأطراف أصابعك، ثم اعقديه على عضدها اليسرى، ففعلت أمها ذلك، فكأنما نشطت من عقال. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: أخبرنا أحمد بن عمير قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: حدثني عبد الغفار بن اسماعيل بن معاوية عن أبيه عن أبي

يعفور الثقفي عن عبد الملك بن عمير قال: حدثني زياد بن النضر الحارثي قال: كنت صديقا ليزيد بن معاوية قبل أن تفضي الخلافة اليه فلما أفضت اليه أتيته فأكرمني وأنزلني في الدار معه، فلما كان ذات يوم استحم ثم جاء يخطر في مشيته عليه سبنية «1» مضلعة كان جلده يقطر دما، فما رأيت منظرا أحسن منه، فألقي له كرسي فجلس عليه، ثم قال: يا أبا عمر قم فاستحم، ففكرت في نفسي وفي غضون «2» جلدي فقلت، لا يراها مني أبدا، فقلت: يا أمير المؤمنين اذا أفضت عليّ الماء أخذتني قشعريرة، قال: فقال: لا عليك، يا جارية اسقيني، قال: فأتته جارية حسناء في يدها إناء فيه شراب، ما رأيت شرابا أحسن منه (54- ظ) قال: فشرب حتى أتى عليه، فقال: يا جارية اسقي أبا عمر، قال: فقلت في نفسي إنّا لله وإنّا إليه راجعون الخمر ورب الكعبة، قال: فقلت في نفسي أشربه وأتوب، قال: فجاءتني بالقدح، فشربت فو الله ما سلسلت شرابا قط مثله، قال: فلما فرغت قال: أبا عمر، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين قال: أتدري ما هذا الشراب؟ قال: قلت: لا والله يا أمير المؤمنين إلّا أني لم اسلسل شرابا مثله، قال: هذا رمان حلوان بعسل أصبهان، بزبيب الطائف، بسكر الأهواز بماء بردى. أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأوبر اسمه زياد الحارثي. وقال: أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر الشقاني قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الأوبر زياد الحارثي، عن أبي هريرة، روى عنه عبد الملك بن عمير «3» .

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي- اذنا- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، وأبو القاسم بن أحمد بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قال ابن ناصر: أنبأنا جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب قال: أخبرني (55- و) عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال أخبرني أبي أحمد، ح. وقال ابن السمرقندي أخبرنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قالا: أبو الأوبر زياد الحارثي «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام- اذنا- قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه الحافظ قال: أخبرنا الحافظ أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو الأوبر زياد الحارثي الكوفي عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي، يروي عنه عبد الملك بن عمير أبو عمر القرشي. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عمرو الأنصاري: قلت له: حدثكم الهيثم بن عدي قال: زياد بن النضر الحارثي، يكنى أبا عائشة. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: زياد بن النضر أبو الأوبر، ويقال أبو عائشة، ويقال أبو عمر الحارثي، من أهل الكوفة

(55- ظ) حدث عن أبي هريرة روى عنه عامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الملك ابن عمير، ووفد على يزيد بن معاوية «1» . أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر قال: أخبرنا أبو بكر بن سيف قال: أخبرنا السري بن يحيى قال: أخبرنا شعيب بن ابراهيم قال: أخبرنا سيف بن عمر عن محمد وطلحة وأبي عثمان وأبي حارثة قالوا: خرج أهل الكوفة في أربع رفاق، وعلى الرفاق زيد بن صوحان العبدي، والأشتر النخعي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن الأصم أحد بني عامر بن صعصعة، فذكر الحديث، وذكر خروجهم الى عثمان وحصره. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبيد الله بن المقير عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ننجاب قال: حدثنا أبو اسحاق ابن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: أخبرنا عمر بن سعد عن خالد بن قطن قال: لما قطع عليّ الفرات دعا زياد بن النضر الحارثي وشريح بن هانيء فسرحهما أمامه نحو معاوية على حالهما التي كانا عليه حين خرجا من الكوفة، في اثني عشر ألفا وقد كانا حيث سرحهما على من الكوفة أخذا على شاطئ الفرات من قبل البر مما يلي الكوفة حتى بلغا عانات، فبلغهما أنه أخذ عليّ على طريق الجزيرة (56- و) وبلغهما أن معاوية قد أقبل في جنود من الشام لاستقبال علي، فقال: والله ما هذا لنا برأي أن نسير وبيننا وبين أمير المؤمنين هذا البحر وما لنا خير في أن نلقى جموع الشام بقلة من معنا، وذهبوا ليعبروا من عانات فمنعهم أهل عانات وحبسوا عنهم السفن، فأقبلوا راجعين حتى عبروا من هيت ثم لحقوا عليا دون قرقيسيا، وأرادوا أهل عانات، فلما لحقت عليا مقدمته، قال: مقدمتي تأتي من ورائي؟ فأخبروه بالذي رأيا، فقال: أصبتما، فلما عبر الفرات قدمها أمامه نحو معاوية.

زياد بن النضر الطرسوسي:

أنبأنا علي بن محمود بن أحمد الصابوني عن أبي محمد الأديب قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن الحسن قال: أخبرنا الحسين ابن أحمد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر قال: حدثنا عمر بن سعد عن خالد بن قطن أن عليا قدم زياد بن النضر وشريح بن هاني أمامه نحو معاوية في اثنى عشر ألفا، فلما انتهوا الى معاوية وهو بصفين لقيهم أبو الأعور السلمي في جند من أهل الشام فدعاهم الى الدخول في طاعة علي فأبوا، فبعثوا الى علي عليه السلام: إنّا قد لقينا أبا الأعور السلمي في جند من أهل الشام فدعوناه وأصحابه الى الدخول في طاعتك فأبوا علينا، فمرنا بأمرك، فأرسل علي الى الأشتر فقال له: يا مالك ان زياد بن النضر وشريحا أرسلا الي بكذا وكذا، ونبأني الرسول أنه تركهم متواقفين فالنجاء النجاء انى أصحابك، فاذا (56- ظ) أتيتهم فأنت عليهم وإياك أن تبدأ القوم بقتال حتى يبدأوك حتى تلقاهم فتدعوهم، فتسمع منهم، ولا يجر منكم شنآنهم على قتالهم قبل دعائهم والاعذار إليهم مرة بعد مرة، واجعل على ميمنتك زياد بن النضر، وعلى ميسرتك شريح بن هانيء، وقدم أصحابك وسطا، ولا تدنو منهم دنو من يريد أن ينشب الحرب، ولا تباعد عنهم بعد من يهاب البأس حتى أقدم عليك فاني حثيث السير اليك ان شاء الله «1» . زياد بن النضر الطرسوسي: حدث بطرسوس عن يزيد بن أبي حكيم العدني. سمع منه أبو حاتم محمد بن ادريس الرازي. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زياد بن النضر الطرسوسي، روى عن يزيد بن أبي حكيم العدني، كتب عنه أبي بطرسوس «2» .

زياد بن أبي حسان النبطي:

زياد بن أبي حسان النبطي: أبو عمار البصري، روى عن أنس بن مالك، وأبي عثمان النهدي، وعمر بن عبد العزيز. روى عنه اسماعيل بن علية، ومسلمة بن الصلت، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ومعدّ بن الفضل الأزدي، وقرة بن حبيب، وعبد الحكم بن منصور الواسطي، وعون بن عمارة، وأبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله السدوسي، وقدم خناصرة على عمر بن عبد العزيز، وشهد دفن ابنه عبد الملك. (57- و) . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- اذنا- قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أحمد- يعني- بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله- يعني- بن أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثني زياد بن أبي حسان أنه شهد عمر بن عبد العزيز حيث دفن ابنه عبد الملك قال: لما دفنه وسوى عليه، وقبره بالأرض، وضعوا عنده خشبتين من زيتون إحداهما عند رأسه والأخرى عند رجليه، ثم جعل قبره بينه وبين القبلة، واستوى قائما وأحاط به الناس فقال: رحمك الله يا بني لقد كنت بارا بأبيك، والله ما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا بك، ولا والله ما كنت قط أشد بك سرورا، أو لأرجى لحظي من الله فيك منذ وضعتك في (57- ظ) هذا المنزل الذي صيرك الله اليه، فرحمك الله وغفر لك ذنبك، وجزاك بأحسن عملك، ورحم الله كل شافع يشفع لك بخير من شاهد أو غائب، رضينا بقضاء الله، وسلمنا لأمره والحمد لله رب العالمين، ثم انصرف. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري بواسط قال: حدثنا الأحوص بن الفضل بن عيان قال: أخبرنا أبي قال: قال يحيى بن معين: ويذكر عن شعبه أنه قال: كان زياد بن أبي حسان النبطي نصرانيا في حياة أنس بن مالك.

أنبأنا أبو الفتوح محمد بن أبي سعد التيمي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد بن هبة الله قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو نصر بن الجبان- اجازة- قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم قال: حدثني سعيد بن عمرو البرذعي قال: قال لي أبو زرعة: ذكرت ليحيى بن معين حديث زياد- يعني- بن أبي حسان عن أبي عثمان عن أسامة فأنكره وقال: من رواه؟ قلت: محمد بن عبد الله الزري، قال: ما حدثنا ابن علية عن زياد بن أبي حسان إلّا حديثا واحدا عن عمر بن عبد العزيز ثم قال له الزري لا ندري هو بالنيل أو بالكوفة، قال أبو زرعة: قلت يقال أن منصور ابن أبي مزاحم رواه؟ فقال: لو ثبت. قال: (58- و) وحدثني أبو عثمان البرذعي قال: وقال لي أبو حازم- وكان حاضرا هذا زياد الجصاص: روى هذا الحديث محمد بن خالد الوهبي عن زياد الجصاص. قال: وحدثنا أحمد بن القاسم- اجازة- قال: أخبرنا أحمد بن طاهر قال: حدثني سعيد بن عمرو قال: أخرج إليّ أبو زرعة كتابه بخطه فدفعه إليّ من يده فيه أسامي الضعفاء ومن تكلم فيهم من المحدثين فنسخت هذه الأسامي من كتابه الذي ناولني من يده بخطه، ولم أسمعه منه، فكان منهم زياد بن أبي حسان. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: زياد بن أبي حسان، سمع أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا غفر له سبعين مغفرة، لا يتابع عليه. ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال محمد بن عقبة: حدثنا مسلمة بن الصلت قال: حدثنا زياد بن أبي زياد، سمع أنسا بالمدينة عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا «1» . هكذا وقع في غير (58- ظ) نسخة من كتاب البخاري زياد بن أبي زياد، وكأنه ابن أبي حسان والله أعلم. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم عن أبي طاهر الخضر بن الفضل قال: أنبأنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زياد بن أبي حسان النبطي روى عن أنس، وأبي عثمان النهدي، وعمر بن عبد العزيز. روى عنه ابن علية، وعبد العزيز العمي، وقرة بن حبيب، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول كان شعبة يتكلم فيه، فقلت لأبي: ما تقول فيه؟ فقال: شيخ منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به «2» . أخبرنا محمد بن محمد البكري- من كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال: أخبرنا علي ابن محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن علي بن علي الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، ح. قال الحافظ: وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني- اجازة- قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني: زياد بن أبي حسان، أبو عمار بصري عن أنس، زاد ابن بطريق: وعن عمر بن عبد العزيز متروك. وقال الحافظ أبو القاسم: أنبأنا أبو سعد المطرز، وأبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم قال: زياد بن أبي حسان، روى عن أنس وغيره بالمناكير، حدث عنه ابن علية، وعبد العزيز العمي، لا شيء «3» .

أنبأنا أبو محمد (59- و) بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: زياد بن أبي حسان النبطي سمع عمر بن عبد العزيز قوله. روى عنه ابن علية، كان شعبة يتكلم فيه، سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري. قال ابن عدي: وحدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: زياد بن أبي حسان النبطي، كان شعبة يتكلم فيه لا يتابع في حديثه. قال أبو أحمد بن عدي: زياد بن أبي حسان هذا قليل الحديث، ولم أر له عن أنس إلا ما ذكره، وما لم أذكره لعل الى تمام خمسة أحاديث، والبخاري إنما أنكر عليه سمع عمر بن عبد العزيز قوله، قال: روى عنه ابن عليه، وكان البخاري لم يعرف له حديثا مسندا «1» . قلت: ليس الأمر كما ظنه ابن عدي، فإن البخاري قد حكى عن عون ابن عمارة، وعبد العزيز بن عبد الصمد ومسلمة بن الصلت أنهم رووا عن زياد بن أبي حسان أنه سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أغاث ملهوفا وقال: لا يتابع عليه، فكيف يجعله ابن عدي فيما رواه عن عمر بن عبد العزيز من قوله خاصة، ويقول: كان البخاري لم يعرف له حديثا مسندا. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زياد بن أبي حسان أبو عمار النبطي من أهل (59- ظ) البصرة روى عن أنس بن مالك، وأبو عثمان النهدي، وعمر بن عبد العزيز، وقدم عليه وشهد دفن ابنه عبد الملك بن عمر ابن عبد العزيز. روى عنه ابن عليّة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وقرة بن حبيب،

زياد بن أبي الورد الكاتب المشجعي:

وعون بن عمارة، ومسلمة بن الصلت، وعبد الحكم بن منصور الواسطي وأبو عبيدة عبد المؤمن بن عبد الله السدوسي، ومعد بن الفضل الأزدي «1» . زياد بن أبي الورد الكاتب المشجعي: له ذكر، وولاه مروان بن محمد بن مروان بنيان مرعش بعد أن خربها الروم. أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم القرشي قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد بن مسلم قال: اختلف الناس على مروان بن محمد وبلغ طاغية الروم، فنزل على مرعش، وبلغ مروان وهو نازل على حمص، فكتب الى أهل مرعش يعلمهم ما بلغه من نزوله عليهم، ويأمرهم بالصبر وأنه قد وجه اليهم فلانا في كذا، وفلانا في كذا، وأن قد أتوكم وبعث بكتابه رجلا من الطلائع، وأمره أن يتصدّ لأهل مرعش حيث يراه الروم، وتطمع فيه، فإذا رآها خارجة إليه، ولى عنها وألقى الكتاب، ففعل وأخذته الروم، وأتت به (60- و) طاغيتها فكان سببا لإجابته أهل مرعش على أمانه على دمائهم وأموالهم وأهليهم، فكاتبوه على ذلك، وفتحوا مدينتهم وقد استووا على دوابهم وحملوا أهليهم، وقد أوقف طاغية الروم صفين قد سلوا سيوفهم، وقربوا بعضها الى بعض ومر المسلمون تحتها حتى نفذوا، يقول: إنا قدرنا ووفينا، ثم خلوا عن المسلمين وخربوا حصن مرعش، وقفلوا الى بلادهم، ولما فرغ مروان من أهل حمص قطع بعثا على أهل الشام الى بنيان مرعش، وولى عليهم الوليد بن هشام المعيطي، وولى بناءها زياد بن أبي الورد الدمشقي. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: زياد بن أبي الورد المشجعي الكاتب، ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، وذكر أنه عمل لمروان بن محمد، ولأبي جعفر المنصور «2» .

زياد ابو عبد الله:

زياد ابو عبد الله: من حرس عمر بن عبد العزيز، ويحتمل أن يكون زياد بن حبيب الجهني الذي قدمنا ذكره، وجهه عمر بن عبد العزيز الى الرقة بمال حمله الى سالم بن وابصة الرقي ليقسمه على الفقراء، فقد كان معه بخناصرة أو بغيرها من أعمال حلب، وان لم يكن، فقد اجتاز بها أو ببعض عملها في طريقه الى الرقة. حكى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي (60- ظ) . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي الفتح نصر الله ابن محمد بن عبد القوي الفقيه اللاذقي قال: أنبأنا الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي الزاهد قال: أخبرنا عبد الله بن الوليد الأندلسي قال: أخبرنا محمد بن أحمد- فيما كتب إليّ- قال: أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي قال: حدثنا عبد الله بن يونس قال: أخبرنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي والوليد بن صالح قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو، ح. قال: وحدثني الهيثم بن جميل قال: حدثني عبيد الله بن عمرو- ويزيد بعضهم على بعض- قال: حدثني زياد أبو عبد الله- رجل من حرس عمر بن عبد العزيز- قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز ذات ليلة، فدخلت عليه وعنده شمعة وتحته شاذكونة «1» وسخة، لا أدري أوسخها أغلظ أو ثوبها بساطها من عباءة من مشاقة «2» الصوف في ليلة قرة، وعليه كساء أنبجاني «3» سمل، وعليه قلنسوة بيضاء مضرّبة غسيل قد تنحى قطنها في ناحيتها، فنظرت الى جسده فكأني لم أر بين عظمه وجلده شيئا من اللحم. قال: ومال معبأ، وكتاب مختوم، فقال لي: خذ هذا المال، وهذا الكتاب فانطلق به الى سالم بن وابصة، وكان على الرقة، فمره فليقسمه على فقراء المسلمين

زياد الصقلبي:

ومره أن لا يقسمه إلّا على نهر جار، أو سوق جامعة فإني (61- و) أخاف أن يعطشوا. قال: وكتب الى ابن وابصة: نأمرك بأشراط تذب الناس بعضهم عن بعض، لا يزدحموا فيصيبهم شيء. قال: فأخذته، ثم خرجت ورجعت، فقلت لغلامه: استأذن لي، فقال: قد دخل الى أهله وليس هاهنا أحد يستأذن لك. قال: فقام على الباب، ثم قال: الرجل الذي خرج من عند أمير المؤمنين آنفا يريد الدخول، قال: فسمعته يقول: ادخل فإذا الشمعة قد رفعت وإذا عنده سراج، قلت: قلّ من ولي هذا الأمر إلّا حضره المحقّ وغير المحقّ، فترى أن نستقصي حتى نوصله الى أهله أو نعطيه من حضرنا، وقد يحضر الغني والفقير؟ قال: فنكت بشيء في يده مليا، ثم رفع رأسه فقال: من مدّ يده اليك فأعطه. فلما خرجت قلت لغلامه: ما بال تلك الساعة شمعة والساعة سراج؟ فقال: تلك الساعة كان في شيء من أمر المسلمين فكانت عنده شمعة، والساعة قد صار الى بيته فيكفيه سراج. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي قال: زياد أبو عبد الله من حرس عمر بن عبد العزيز، إن لم يكن ابن حبيب فهو غيره، حكى عن عمر، حكى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي «1» . زياد الصقلبي: أحد الصقالبة الذين رتبهم مروان بن محمد بالثغور، واليه ينسب حصن زياد من حصون الثغور، له ذكر وجهاد. (61- ظ) .

ذكر من اسمه زيد

ذكر من اسمه زيد زيد بن ابراهيم بن عبد الملك بن زيد الخلقاني: أبو الحسن الملطي من أهل ملطية، وسكن حران، حدث عن الحسن بن عرفة والحسن بن محمد الزعفراني، وسليمان بن سيف، ومحمد بن يزيد أخي كرخويه. روى عنه الحفاظ: أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي الحلبي، وأبو الحسين محمد بن المظفر، وأبو أحمد عبد الله بن عدي، وأبو بكر محمد بن ابراهيم المقرئ وغيرهم. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة، وأبو محمد عبد الرحمن ابن عبد الله بن علوان الأسدي، وابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي، قالوا: أخبرنا أبو سالم أحمد بن عبد القاهر بن الموصول قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجلي الحلبي قال: أخبرنا أبو عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير القطبي الحلبي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين السبيعي الحلبي قال: حدثنا أبو الحسن زيد بن عبد الملك بن زيد الملطي الخلقاني بحران قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي قال: حدثنا يحيى بن اليمان العجلي عن سفيان الثوري عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن مسروق عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلّا الله لم تضرّه معها خطيئة كما لو أشرك بالله لم تنفعه (62- و) معها حسنة «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد ابن عبد الرحيم بن الأخوة وصاحبته عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن قالا:

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي- قالت: اجازة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو الفتح منصور بن الحسين قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن المقرئ قال: حدثنا أبو الحسن زيد بن عبد الملك بن زيد الملطي الخلقاني، جليس أبي عروبة، بحران قال: حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه قال: لا أقول لكم إلّا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكسل والجبن والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب «1» . أسقط ابن المقرئ ذكر أبيه ابراهيم، ونسبه الى جده. وقال: حدثنا زيد قال: حدثنا ابن عرفة قال: قال ابن المبارك: نظر الثوري بمكة الى السودان فقال: إن ذبوبا سلط علينا بها هؤلاء لذنوب عظام «2» . (62- ظ)

زيد بن احمد بن عبيد الله بن فضال الحلبي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي زيد بن احمد بن عبيد الله بن فضال الحلبي: أبو القاسم بن أبي الفتح الماهر، من أهل حلب، وسكن مع أبيه دمشق، فعرف بالدمشقي ثم انتقل الى طرابلس، وأقام بها. وهو شاعر في شعره تكلف ويعتمد فيه التجنيس. روى عن أبيه شيئا من شعره روى عنه الشريف النسيب أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي، وأبو الحسن علي بن يحيى بن هبة الله الكتامي. أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد وغيره قالوا: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أنشدنا أبو القاسم زيد بن أحمد بن الماهر قال: أنشدنا أبي أبو الفتح لنفسه: له موضع في القلب ليس بمشترك ... وإن كان منه آخذا فوق ما ترك غرير يصيد القلب قبل يصيدة ... من اللحظ منصوب الحبائل والشرك أقول لطرفي فيه عرّضتني ... لمن أذاب فؤادي في هواه وأسهرك وقلت لليل مؤنس من صباحه ... أطالك من لو شاء عندي لقصرك وحتى من أرعى نجومك لابسا ... دجاك إذا ما صرع النوم سمّرك وما ذاك من حالي عن النجم خافيا ... ولو قد سألت النجم عني لأخبرك وللدمع في جفني مجال وللجوى ... وللصبر ما بين الجوانح معترك «1»

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي- وأجاز لنا جماعة من شيوخنا عنه- قال: أنشدني الناهض أبو الحسن علي بن يحيى بن هبة الله الكتامي بالاسكندرية قال: أنشدني أبو القاسم زيد بن أحمد بن عبد الله الدمشقي بطرابلس الشام قال: أنشدني أبي الفتح أحمد بن عبيد الله الملقب بالماهر بدمشق في علي بن أحمد الجراجرائي وزير مصر «1» . يا جرجرائي استمع ... وأفق ودع عنك المخارق قدمت نفسك في الثقا ... ت وهبك فيما قلت صادق أعلى الأمانة والتقى ... قطعت يديك من المرافق قال: وأنشدني زيد قال: أنشدني أبي لنفسه بدمشق في علي بن أحمد الجرجرائي وزير مصر بعد أن قطعت يداه: لعن الله جرجرايا ومن قد ... ضررا طوّحت به في البلاد تربة تنبت الخبيث بأيد ... ربما قطعت من الأزناد أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني- في كتابه- قال: وقال لي أبو عبد الله- يعني- ابن الخياط: رأيت ابن الماهر بطرابلس وهو يعمل اشعارا ضعيفة ركيكة، وكان يعتمد الجناس المركب فلا يأتي بشيء، فعمل أبياتا يهنئ بها انسانا تولى الخطابة، فقال بعد ذكر المنبر (64- ظ) : أترى ضم خطيبا منك أم ضمخ طيبا فأحسن والله وأتى بالعجب، قال أبو عبد الله- يعني- ابن الخياط: فلما لقيت أبا الفتيان «2» بحلب حكيت له الحكاية وأنشدته هذا البيت، فقال لي: والله ان عمري أسلك هذه الطريقة ما وقع لي مثله.

قلت: البيت الذي فيه ذكر المنبر: قد زها المنبر عجبا ... إذ ترقيت خطيبا أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن الخطيب هاشم بن أحمد بن عبد الواحد الخطيب قال: أخبرني والذي الخطيب هاشم قال: لما وليت الخطابة بجامع حلب وخطبت ونزلت أنشدني أبو عبد الله محمد بن نصر القيسراني: قد زها المنبر عجبا ... إذ ترقيت خطيبا أترى ضم خطيبا ... منك أم ضمخ طيبا وقع إليّ كراسة بخط أبي النجم بن بديع، الوزير الأصبهاني، وزير رضوان بن تتش، من كتاب جمعه في الشعراء، فذكر في الشعراء الحلبيين فيه زيد بن أحمد ابن الماهر وقال انه توفي بطرابلس وشعره من جملة السفساف ومات وقد نيف على السبعين وأورد له: نعيّ أتى من كفر طاب تخبّثا ... به العيش ليت العيش كن ترّبثا فيا ليت في فىء فاجىء فاجع به ... طرابلسا بلسا وكلسا وكثكثا البلس: غرائر من مسوح يجعل فيها التبن، والكثكث: فتات الحجارة والتراب. قال أبو النجم: وشعره من هذا النمط وله (65- و) : شريف طرا طرابلسا ... وطربل إذ طرابلسا وطربل: اسم جبل. قال: ومن جيد شعره قوله وضمّن البيت الأخير: فارقتهم فأرقت هما ... ورمى الهوى قلبي فأصمى وذكرت أنسهم ولما أن ... سهم وشدوت نظما أتراك تحسب أنني ... يا بين من حجر أصمّا

زيد بن أحمد بن عجل أبو الغنائم:

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: زيد بن أحمد بن عبد الله بن فضال أبو القاسم بن أبي الفتح الماهر شاعر وابن شاعر، روى عن أبيه شيئا من شعره «1» . زيد بن أحمد بن عجل أبو الغنائم: الكاتب الحلبي كاتب الأمير ناصر الدولة بن ناصر الدولة بن حمدان، كان شاعرا ممدحا: ذكره الوزير أبو النجم بن بديع في كتابه الذي جمعه في الشعراء، وقرأت ذكره في الكراسة التي وقعت إليّ بخطه من هذا الكتاب. قال في ذكره: أبو الغنائم زيد بن أحمد بن عجل الكاتب الحلبي من أعمال حلب، وكتب للأمير ناصر الدولة بن حمدان، ومدحه ابن حيوس بقصيدة أولها: دعو القول فيمن جاد منا ومن ضنّا «2» ....... وقال: قدم دمشق مع ناصر الدولة لما وليها، وله أشعار سهلة الكلام من خسيس أشعار الكتّاب، وله وقد ولد له ابنه أبو المعالي هبة الله: أبو المعالي هبة الله ... قد زاد لما جاء في جاهي (65- ظ) ونحمد الله على أنه ... هو الذي قد جاءنا لا هي قال: وكانت عمامته عظيمة جدا، فكان يتنادر على نفسه وينشد: عمامة الشيخ أبي الفضل ... عمامة تصلح للحلّ من غير ما سوء ولكن لكي ... تخفّف الحمل عن البغل ظفرت لأبي الغنائم الكاتب هذا بأبيات في مجموع لبعض الحلبيين وهي: لقيت من الأيام ما لو بثثته ... لشارك فيه كل خلق عرفته ولم أشك والشكوى تذل ونفعها ... قليل وقد جربته وعلمته وللهم وقت والمسرة مثله ... فخذ منهما بالشكر ما جاء وقته فيا لائمي في أن صبرت على أذى ... قدرت على إلقائه وحبسته

زيد بن أحمد أبو الحسين الحلبي:

ويا عاذلي في أن قعدت عن العلى ... ولو شئت منها ما أردت بلغته دعاني ورأي في اليقين فإنه ... متى كان لي في الغيب شيء أخذته نقلت من كتاب «جامع الفنون وسلوة المحزون» «1» تأليف أبي الحسين بن الطحان، وهو كتاب في ذكر الغناء والمغنين ذكر فيه في باب ما مدح به المغنون في زماننا هذا، يعني زمانه قال: وكتب إليّ الشيخ أبو الغنائم زيد بن أحمد من قطعة طويلة: ذاك البنان إذا كتبت ... كتب الغرائب أو ضرب ما إن رأينا قبل رؤ ... تيه خطيبا من خشب (66- و) ونقلت من هذا الكتاب المذكور قال: وكتب إليّ الشيخ أبو الغنائم زيد بن أحمد كاتب الأمير ناصر الدولة وسيفها. يا أوحد الفضلاء إن شفّعتني ... فيمن تهذ به غدا بك أو حدا لجمعت بين فصاحة وملاحة ... فرأى الورى بى في زمانى معبدا زيد بن أحمد أبو الحسين الحلبي: روى عن الأستاذ الأديب هبة الله بن جعفر المؤدب الحلبي بعض شعره، روى عنه الاستاذ أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي. قرأت بخط أبي عبد الله العظيمي، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي، والمؤيد بن علي ابن محمد الطوسي، قالا: أجاز لنا العظيمي وقال: حدثني الشيخ أبو الحسين زيد ابن أحمد الحلبي قال: كنت صغيرا بمكتب الاستاذ الأديب هبة الله بن جعفر، في هذه السنة، يعني سنة ثمان وستين وأربعمائة قبل مقتل نصر بن محمود «2» وكان هذا الاستاذ شاعرا مليحا فمدح نصر بن محمود قبل قتله بقصيدة أولها: أما الأنام فمرزوق ومحروم ... كذا المحبون موصول ومحروم

زيد بن أرقم:

وأنبأنا الكندي والطوسي عن العظيمي، ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسين زيد بن أحمد الحلبي لابن مقلة «1» - يعني- لما قطعت يده: قد تحرجت ما استطعت بجهدي ... حفظ أموالهم فما حفظوني ليس بعد اليمين لذة عيش ... يا حياتي بانت يميني فبيني (66- ظ) زيد بن أرقم: ابن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبه بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، أبو كعب، وقيل أبو عامر، وقيل أبو برزة، وقيل أبو سعد، وقيل أبو سعيد، وقيل أبو أنيسة، الخزرجي. صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه وعن أبي بكر الصديق. روى عنه أبو اسحاق السبيعي وأبو عمرو الشيباني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والنضر ابن أنس بن مالك، وثمامة بن عقبة، ويزيد بن حيان التيمي، وأبو سعيد الأزدي، وأبو مسلم البجلي، وأبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم وحبيب بن يسار، وأبو وقاص وأبو الخليل وأبو سليمان، وطاووس وأبو حمزة طلحة بن يزيد، ومحمد بن كعب وابنته أنيسة بنت زيد. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وغيرها. أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن سعيد البكري بدمشق قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خميس، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى، وأبو عبد الله محمد بن داوود الدربندي بمسجد الخليل صلى الله عليه وسلم، وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحه بحلب قالوا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قالا: أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيّع قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا يعقوب الدورقي قال: حدثنا مروان الفزاري قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن أبي شبيل عن أبي عمرو الشيباني

عن زيد بن أرقم قال: كنا نتكلم في الصلاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الحاجة فيما بينه وبينه فلما نزلت (67- و) : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى» «1» أمرنا بالسكوت. هكذا قال في هذه الرواية عن الحارث بن أبي شبيل، وقد رواه محمد بن عبيد عن اسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد. أخبرنا بذلك أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري وأبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي جميعا بحلب قالا: أخبرنا أبو الفضل الخطيب عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا يحيى بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا في الصلاة فأراد أحدنا حاجة الى أحد منا ساره فنزلت هذه الآية: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» فأمرنا بالسكوت. قال أبو محمد جعفر بن أحمد السراج- فيما خرجه له الخطيب، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت- هذا حديث صحيح من حديث أبي عمرو الشيباني واسمه سعد بن اياس عن أبي عمرو زيد بن أرقم الأنصاري، ومن رواية الحارث بن شبيل عن أبي عمرو. ورواه البخاري عن ابراهيم بن موسى عن عيسى بن يونس وعن مسدّد عن يحيى، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن هشيم، وعن أبي بكر عن ابن نمير ووكيع وعن اسحاق بن ابراهيم عن عيسى بن يونس خمستهم عن اسماعيل، فكأن شيخنا سمعه من البخاري (67- ظ) ومسلم. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا الشيخ الخطيب أبو بكر محمد بن نصر بن منصور بن علي بن محمد بن محمد العامري قال: أخبرنا السيد الإمام أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسني- املاء

بسمرقند- قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد العدل قال: أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان قال: حدثنا محمد بن الحسين الحنيني قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا اسرائيل عن أبيه عن أبي اسحاق عن زيد بن أرقم قال: أصابني رمد فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت لو أن عينيك لما بهما ما كنت صانعا؟ قال: كنت أصبر وأحتسب قال: أما والله لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت ثم مت لقيت الله ولا ذنب لك. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي- بقراءتي عليه بحلب- قال: أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال: قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا أبو اسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن عن زيد بن أرقم أن عليا أنشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه، وعاد من عاداه، فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك وكنت فيهم. (68- و) . أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، وأبو البقاء يعيش ابن علي بن يعيش الحلبي- بحلب، قراءة عليهما- قالا: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج. قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن اسماعيل بن عمر بن محمد بن ابراهيم بن سنبك قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا يحيى بن سعيد- يعني- القطان ويوسف بن سعيد قالا: حدثنا يحيى بن سعيد- يعني- أبا حيان التيمي عن يزيد بن حياّن عن زيد بن أرقم قال: بعث إليّ عبيد الله بن زياد فقال: ما أحاديث تحدث بها لا نجدها في كتاب الله؟ قال: يوسف تحدث بها. قال يحيى: تزعم أن له حوضا في الجنة، قال: قد حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه، قال: كذبت ولكنك شيخ قد خرفت، قال: أما إنّه سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول: من كذب

عليّ متعمدا- قال يوسف: فليتبوا مقعده من جهنم. وقال يحيى: من النار «1» وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي بحلب قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي الصوفي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن سلمة بن بحر الدقاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن يزيد بن ماجة قال: حدثنا (68- ظ) أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر عن شعبه، ح. قال ابن ماجة: وحدثنا محمد بن يسار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قلنا لزيد بن أرقم: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد. أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن محمد بن كعب القرظي عن زيد بن أرقم قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فقال عبد الله بن أبيّ: لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: فحلف عبد الله بن أبيّ أنه لم يكن شيء من ذلك، قال: فلامني قومي وقالوا: ما أردت الى هذا؟ فانطلقت قمت كئيبا أو حزينا قال: فأرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قد أنزل عذرك وصدقك، قال: فنزلت هذه الآية: «هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا» حتى بلغ «لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» «2» .

قال الحافظ أبو القاسم: ورواه أبو سعيد الأزدي عن زيد بمعناه (69- و) . أخبرناه أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا اسرائيل عن السدي عن أبي سعيد الأزدي قال: حدثنا زيد بن أرقم قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا ناس من العرب، وكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقوننا، ويسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض، ويجعل حوله حجارة ويجعل عليه نطعا، قال: فجاء رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا، ففاض الماء، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري، فشجه، فأتى عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبيّ، وقال: «لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا» ، يقول: من حوله من الأعراب، وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام، فقال عبد الله لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده، ثم قال لأصحابه: «إذا رجعتم الى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل» . قال زيد: وأنا رديف عمي قال: فسمعت عبد الله، وكنا أخواله، فاخترت عمي، فانطلق فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فحلف وجحد قال: فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبني، قال فجاء عمي (69- ظ) فقال: ما أردت الى أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبك وكذبك المسلمون؟ فوقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد قط. قال: فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ خفقت برأسي من الهم، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي به الخلد أقيم في الدنيا، ثم إن أبا بكر لحقني فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: ما قال لي شيئا إلّا أنه عرك أذني وضحك في وجهي، قال: أبشر، قال: ولحقني عمر، فقلت له قولي لأبي بكر، فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين «1» . (70- و) .

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي عن ابن اسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد بن أرقم قال: كنت يتيما لعبد الله بن رواحة فخرج بي معه- يعني- الى مؤتة مردفي على حديبة رحلة فقال ليلة: إذا أذيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء وجاء المؤمنون وغادروني ... بأرض الروم مشهور الثواء وردك كل ذي نسب قريب ... الى الرحمن وانقطع الإخاء (صوابه: منقطع) هنالك لا أبالي سقي بعل ... ولا نخل بساقية رواء فشأنك أنعم وخلاك ذمّ ... ولا أرجع الى أهلي ورائي فلما سمعته يتمثل بهذه الأبيات بكيت فخفقني بالدرة، فقال: ما يضرك أن يرزقني الله الشهادة فأستريح من الدنيا وأهلها وترجع بين شعبتي رحلي! أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن- اذنا- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: زيد بن أرقم بن بكر، أحد بني الحارث بن الخزرج، يكنى أبا سعيد، وقال الهيثم بن عدي: يكنى أبا أنيسة، توفي زمن (70- ظ) المختار بالكوفة سنة ثمان وستين، وله بقية وعقب وأول مشاهده المر يسيع «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا

محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان ابن مالك الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، ولم يسم لنا أمه. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: كان زيد بن أرقم يكنى أبا سعد، وقال غيره: يكنى أبا أنيسة، وتوفي بالكوفة زمن المختار بن أبي عبيد سنة ثمان وستين «1» . أنبأنا أبو اليمن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد، وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبة يكنى أبا عامر مات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين «2» . أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله في كتابه، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسين بن المظفر قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن علي المدائني قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن البرقي قال ومن بني الحارث بن الخزرج (71- و) - يعني- ابن حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، يكنى أبا عامر، مات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين «3» . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا

محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، سكن الكوفة أبو عمرو، نسبه ابن اسحاق. قال: أبو نعيم: حدثنا زهير عن ابن اسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: سبع عشرة غزوة، وغزا النبي صلى صلى الله عليه وسلم تسع عشرة، وقال: ابن أبي أويس عن اسماعيل بن ابراهيم ابن عقبة عن موسى بن عقبة قال: حدثني عبد الله بن الفضل، سمع أنس بن مالك سئل عن زيد فقال: هو الذي يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا الذي أوفى الله باذنه. وقال لي قيس بن حفص: حدثنا معتمر قال: سمعت ثابت بن زيد عن أزهر عن أنيسة أن زيدا دخل على المختار فقال له: يا أبا عامر، قال: وسمعت ثابت بن زيد عن رجل عن أبي ليلى أن عليا قال لزيد: يا أبا عامر «1» . أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن (71- ظ) عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو عمرو زيد بن أرقم الخزرجي له صحبة «2» . وقال الحافظ: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليمان بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن اسحاق قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: زيد بن أرقم الأنصاري يكني أبا عمرو «3» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن

محمد قال: حدثني اسماعيل بن اسحاق قال حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قلنا لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو. قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن ابن الحمامي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب يقول: زيد بن أرقم الأنصاري، يكنى أبا عامر. وقال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب ابن سفيان قال: زيد بن أرقم أبو عمرو. قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله (72- و) بن محمد قال: في كتاب عميّ. مما سمعنا منه في المسند: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج، قال عبد الله بن محمد: زيد بن أرقم أبو عمرو الأنصاري، سكن الكوفة، وشهد مع علي المشاهد. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله كتابة عن أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال عبد الله بن محمد: زيد بن أرقم أبو عمرو الأنصاري، سكن الكوفة وشهد قال: ... «1» . أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان- اذنا- قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: زيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري أبو عمرو، سكن الكوفة ومات بها، روى عنه أبو اسحاق ومحمد بن كعب، وأبو حمزة مولى الأنصار سمعت أبي يقول ذلك «2» .

أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحاكم قال: أبو عمرو، ويقال أبو عامر، ويقال أبو سعيد (72- ظ) ويقال أبو أنيسة، زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبة الأنصاري أخو بني الحارث بن الخزرج، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا معه سبع عشرة غزوة، وسكن الكوفة، ومات بها، ويقال أول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المريسيع، ابتنى دارا بالكوفة في كندة. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي قال: زيد بن أرقم، أبو عمرو، ويقال أبو عامر، وقال الواقدي: يكنى أبا سعيد، وقال الهيثم: يكنى أبا أنيسة الأنصاري الخزرجي الكوفي، سكن الكوفة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه اسحاق السبيعي، وأبو عمرو الشيباني، ومحمد بن كعب وأبو حمزة طلحة بن يزيد في المغازي وغير موضع، قال الهيثم بن عدي: توفى سنة ثمان وستين زمن المختار بالكوفة. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم بن الحسن: قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبي أبو عبد الله قال: زيد بن أرقم بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز من بني الحارث بن الخزرج الأنصاري، سكن الكوفة، يكنى أبا عمرو، وقيل أبو عامر، روى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو اسحاق السبيعي وابن أبي ليلى، ويزيد بن حيان. (73- و) . ... «1» قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: قال: حدثنا محمد بن

اسحاق قال: أخبرني أبو يونس المدني قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: زيد بن أرقم بن بلحارث بن الخزرج، توفى سنة ثمان وستين بالكوفة. وقال: وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أبو اسامة قال حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة قال: حدثني طلحة مولى آل قرظة بن كعب قال: قلت لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو. وقال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا علي بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعفر قال: قلت لزيد: يا أبا عامر. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- فيما كتب إليّ من مكة- قال أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدّباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز ابن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر قال: زيد ابن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأعز بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي من بني الحارث بن الخزرج، اختلف في كنيته اختلافا كثيرا فقيل: أبو عمرو، وقيل أبو سعد وقيل أبو سعيد، وقيل أبو أنيسة، قاله الواقدي والهيثم بن عدي، وروينا عنه من وجوه (73- ظ) أنه قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة غزوت منها معه سبع عشرة غزوة، ويقال أن أول مشاهدة المريسيع، يعد في الكوفيين، نزل الكوفة وسكنها، وابتنى بها دارا في كندة، وبالكوفة كانت وفاته في سنة ثمان وستين. وزيد بن أرقم هو الذي رفع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن أبيّ بن سلول قوله: «لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل» فأكذبه عبد الله بن أبيّ وحلف، فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم، فتبادر أبو بكر وعمر الى زيد ليبشراه فسبق أبو بكر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها الى شيء، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بأذن زيد وقال: وفت أذنك يا غلام.

من تفسير ابن جريج، ومن تفسير الحسن من رواية معمر وغيره، قيل كان ذلك في غزوة بني المصطلق، وقيل في تبوك، وشهد زيد بن أرقم مع علي رحمه الله صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه. ذكر ابن اسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، فخرج إلى مؤته يحمله على حقيبة رحله، فسمعه زيد بن أرقم من الليل وهو يتمثل أبياته التي يقول فيها: اذا أديتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك فأنعمي وخلاك ذمى ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي (74- و) وجاء المؤمنون وغادروني ... بأرض الشام مستلهى الثواء فبكى زيد بن أرقم فخفقه بالدرة عبد الله بن رواحة، وقال: ما عليك يالكع أن يرزقني الله الشهادة، وترجع بين شعبتي الرحل، ولزيد بن أرقم يقول عبد الله ابن رواحة: يا زيد اليعملات الذبل ... تطاول الليل هديت فانزل وقيل: بل قال ذلك في غزوة مؤته لزيد بن حارثة. روى عن زيد بن أرقم جماعة منهم أبو اسحاق السبيعي ومحمد بن كعب وأبو حمزة مولى الأنصار «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- اجازة- ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد ابن سعد قال: أخبرنا محمد بن سماعة قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي عن عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية عن عمه عمر بن زيد بن جارية عن جارية قال: استصغر النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد سبعة فردهم: عبد الله

ابن عمر، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وأبا سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وليس بالذي يروى عنه الحديث وزيد بن جارية وسعد بن حبته «1» . أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عيسى بن علي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد (74- ظ) البغوي قال: حدثني جدي قال: حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة غزوة، قلت: فما أول ما غزا؟ قال: ذو العشير أو ذا العشر، قلت كم غزوت معه؟ قال: سبع عشرة غزوة. أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم ابن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا خيثمة بن سليمان قال: حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال: خرجت بين البراء وزيد بن أرقم، فكنت بينهما فقلت لزيد بن أرقم: يا أبا عمرو كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: تسع عشرة قلت: ما أولهن؟ قال: ذات العشير أو العشر، قلت: كم كنت معه؟ قال: سبع عشرة غزوة. قال الحافظ: أخبرناه عاليا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا مسروق بن المرزبان أبو سعيد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي اسحاق عن زيد بن أرقم قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، غزوت منها معه خمس عشرة غزوة. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا (75- و) أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال، وقد أنكر هذا الخبر عبد الله

ابن جعفر المخرمي، وقال: أول غزوة غزاها زيد بن أرقم المريسيع وهو غلام صغير، ما غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا ثلاث غزوات أو أربعا، وشهد مؤته رديف عبد الله بن رواحة. نقلت من تاريخ محمد بن أحمد بن مهدي، من نسخة كتبت للقادر أمير المؤمنين قال في حوادث سنة ثمان وستين: ومات أبو كعب زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك الأغر «1» بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وقد قيل أن وفاة زيد سنة ست وستين بالكوفة، زمن المختار بن أبي عبيد، وان عقبه بها، ويقال أن كنيته أبو أنيس، ويقال أبو عمرو، ويقال أبو عامر. وقال: روي عن أبي اسحاق قال: قلت لزيد بن أرقم يوم فطر وهو الى جنبي: كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سبع عشرة غزوة، قلت: كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة غزوة. أنبأنا أبو الفتوح البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيرى- اجازة- قال أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: ذكر لي أن زيد بن أرقم مات بعد الحسن بن علي بقليل وقبل الحسين. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: زيد بن أرقم بن قيس ابن النعمان بن مالك الأعز بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، أبو عمرو، ويقال أبو عامر، ويقال أبو سعد، ويقال أبو سعيد، ويقال أبو أنيسة الأنصاري، له صحبة، سكن الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو اسحاق السبيعي، ويزيد بن حيان التيمي، وطاووس وأبو الخليل، وحبيب بن يسار وأبو عمرو الشيباني، وأبو سلمة، وأبو وقاص

وأبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم، والنضر بن أنس بن مالك، وأبو مسلم البجلي وأبو سعيد الأزدي، وثمامة بن عقبه، وشهد غزوة مؤته. (75- ظ) . قال الحافظ أبو القاسم: وهذا وهم. وقال الحافظ: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مندة قال: أخبرنا أبي محمد بن اسحاق قال: أخبرنا أحمد بن الحسن ابن عتبه قال: حدثنا عبد الله بن عيسى المديني قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: وزيد بن أرقم من بني الحارث بن الخزرج، توفي سنة ثمان وستين بالكوفة. «1» أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالبيت المقدس أذنا مشافهة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست وستين زيد بن أرقم أبو عامر الأنصاري، ويقال سنة ثمان وستين، يعني مات. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: قال المدائني: وفيها- يعني- سنة ست وستين مات زيد بن أرقم، وقال ابن زبر: قال الواقدي: وفي سنة ثمان وستين مات زيد بن أرقم بن ثابت، ويكنى أبا سعد قال الهيثم: يكنى أبا أنيسه، وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي (76- و) قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: وفيها- يعني-

زيد بن اسلم الاسود:

سنه ست وستين مات زيد بن أرقم الأنصاري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «1» . زيد بن اسلم الاسود: أبو أسامة، وقيل أبو عبد الله بن أبي خالد العدوي المدني، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عن عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد السلمي، وأنس ابن مالك، وأبيه أسلم الاسود، وعطاء بن يسار وأبي صالح السمان، وعبد الرحمن ابن عطاء، وعبيد بن جريج، وعبد الله بن أبي قتادة، وعلي بن الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي سعيد، ومالك بن أنس، وزياد بن سهل، وأبي النواس، وأبي سنان يزيد بن أمية الدؤلي. روى عنه مالك بن أنس، وهو شيخه، وسفيان الثوري، والزهري وسفيان بن عيينة، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر المديني، وهشام ابن سعد، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن اسحاق، وسعيد بن أبي هلال، وحفص ابن عمر، وروح بن القاسم، وسليمان بن بلال، وداوود بن عطاء مولى الزبير، ومحمد بن مطرف وزيد بن أبي أنيسة، والسري بن يحيى، وفليح بن سليمان، وحفص بن ميسرة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وأبو خالد الدالاني، وابن أبي الزناد وعيسى بن عبد الرحمن، واسماعيل بن جعفر، وداوود بن قيس الفراء، وعبد الرحمن بن عبد الله بن يسار، ومعمر ومقاتل بن سليمان، وزهير بن محمد، ويعقوب بن زيد بن طلحة، والقاسم بن عبد الله العمري، وأولاده: عبد الله، وعبد الرحمن، وأسامة بنو زيد بن أسلم. وغزا الصائفة مع عبد الرحمن بن خالد- وليس بابن الوليد «2» - وكان معه في الغزاة أبو خازم سلمة بن دينار. (76- ظ) . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد- بقراءتي عليه بحلب-

قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان البزاز قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا ابراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: طهور كل أديم دباغه «1» . أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء البغدادي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني قالا: أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد البسري قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس البزاز قال: حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن ابراهيم بن أبي اسرائيل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المديني قال: أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما رجل مستلقي ينظر في النجوم والى السماء، فقال والله اني لأعلم لذلك خالقا وربا اللهم اغفر لي، قال: فنظر الله تعالى اليه فغفر له «2» . (77- و) . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد ابن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر بن زيد بن أسلم أن رجلا كان في الأمم الماصية يجتهد في العبادة ويشدد على نفسه ويقنط الناس من رحمة الله، ثم مات، فقال: أي ربّ مالي عندك؟ قال: النار، قال: يا رب فأين عبادتي واجتهادي؟ فقيل له: انك كنت تقنط الناس من رحمتي في الدنيا، وأنا أقنطك اليوم من رحمتي. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن علي البغدادي قال: أخبرنا يحيى ابن ثابت بن بندار بن ابراهيم قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد ابن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور النوشري قال:

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال: حدثنا أبو عبد الله الزبير بن بكار قال: وحدثني محمد بن اسماعيل عن أبي زيد محمد بن زيد الأنصاري عن مجمع بن يعقوب قال: أدنى عمر بن عبد العزيز زيد بن أسلم دون الاحوص فقال الاحوص: خليلي أبا حفص هل أنت مخبّري ... أفي الحق أن أقصى ويدنى ابن أسلما؟ فقال عمر: نعم ذلك الحق. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن (77- ظ) علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد المرهبي قال: حدثنا علي بن الحسن المقرئ قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن محمد الأزدي قال: حدثنا عيسى بن عبد الله عن سليمان بن بلال قال: كان علي بن الحسين يدخل المسجد فلا تبقى حلقة من حلق قريش إلّا أو سعت له، فلا يجلس اليهم حتى يجلس الى زيد بن أسلم، فيقال له: أي أبا الحسن مررت فأوسعنا لك، فلم تجلس الينا، وجلست الى زيد بن أسلم الأسود؟ فيقول لهم: اني وجدته أنفع لي في ديني. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بن البطي، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ابن الزاغوني، ح. وأخبرنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن تيمية الحراني بها قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري، ح. قال ابن الزاغوني: وأخبرنا ابن البسري- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن مخلد بن حفص العطار قال: حدثنا أبو ابراهيم الزهري- يعني- أحمد بن

سعد قال: ذكر علي بن بحر القطان قال: سمعت ابن أبي حازم يقول: رأيت زيد ابن أسلم قائما على رأس مالك بن أنس يسأله. (78- و) . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثني محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: سمعته وسئل: هل كنتم تقايسون في مجلس ربيعة ويحيى بن سعيد، أو يكسر بعض على بعض؟ قال: لا والله، قال مالك: وأما مجلس زيد بن أسلم فلم يكن فيه شيء من هذا إلّا أن يكون يبتدي هو شيئا يذكره قال ابن وهب: حدثني مالك قال: كان ابن عجلان يقول: ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم. وقال أبو القاسم بن السمرقندي: أخبرنا أبو بكر الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: قال لي أبو خازم: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا، فما رؤي فيها متمارين ولا متنازعين في حديث لا ينفعهما قط. قال أبو خازم: كم بين قوم كانوا يفتحوني وأنا منغلق وبين قوم يغلقوني وأنا منفتح. قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب- يعني- حدثنا ابن زيد بن اسلم قال: كان أبو خازم يقول لهم: لا يريني الله يوم زيد، وقدمني بين يدي زيد بن أسلم اللهم انه لم يبق أحد أرضى لنفسي وديني غير ذلك، قال: فأتاه نعي زيد فعقر فما قام وما شهده فيمن شهده. قال: وكان (78- ظ) أبو خازم يقول لنا: اللهم انك تعلم أني أنظر الى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك، فكيف بملاقاته وبمحادثته.

قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا زيد قال: أخبرني ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: كان أبي له جلساء، فربما أرسلنى الى الرجل منهم، قال: فيقبل رأسي ويمسحه، ويقول: والله لأبوك أحب إليّ من ولدي وأهلي، والله لو خيرني الله عز وجل أن يذهب به أو بهم لاخترت أن يذهب بهم ويبقى لي زيد. أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي يعقوب قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال يعقوب بن عبد الله بن الأشج: اللهم انك تعلم أنه ليس من الخلق أحد أمنّ عليّ من زيد بن أسلم، اللهم فزد في عمر زيد من أعمار الناس، وابدأ بي وبأهل بيتي وبأعمارنا، فربما قال له زيد بن أسلم: أرأيت الذي طلبت من حياتي لي أو لنفسك؟ قال: لنفسي، قال: فأي شيء تمن علي في شيء طلبته لنفسك «1» ! وقال: حدثنا جدي قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن وهب قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد قال: قال لي جدي: قال لي عبد الله بن عمر: لما ولد زيد بن أسلم: ما سميت ابنك يا أبا خالد؟ قال: قلت زيد، قال: بأي الزيديين: زيد بن حارثة أم زيد بن ثابت؟ قال قلت زيد بن حارثة وكنيته (79- و) بكنيته، قال: أصبت، وكانت كنيته أبو اسامة. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن ... «2» الأنماطي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسميه تابعي أهل المدينة ومحدثيهم: زيد بن أسلم. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا أبو جعفر محمد

ابن عثمان قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: حدثنا صالح بن حيان وغيره في: الطبقة الثالثة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وأهل بيته يزعمون أنه من الاشعريين. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الرابعة من أهل المدينة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ويكنى أبا أسامة. أخبرنا محمد بن عمر قال: سمعت مالك بن أنس يقول: كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عن ابن عمر وعن أبيه وعطاء بن يسار، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وكان ثقة كثير الحديث (79- ظ) . قال محمد بن عمر: مات زيد بن أسلم بالمدينة قبل خروج محمد بن عبد الله ابن حسن بسنتين، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا علي بن محمد بن السقاء وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب قال: سمعت عباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول: قد سمع زيد بن أسلم من ابن عمر، ولم يسمع زيد بن أسلم من جابر بن عبد الله، ولم يسمع من أبي هريرة. قلت: يريد يحيى بن معين أنه لم يسمع من جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري، وقد سمع من جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان السلمي حديثا أخرجه النسائي في حديث مالك عن قتيبة وعن هارون الجمال عن معروف عن مالك عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله.

أخبرنا به المؤيد بن محمد بن علي الطوسي النيسابوري، في كتابه إلينا من نيسابور قال: أخبرنا أبو محمد بن هبة الله بن سهل بن عمر السيّدي قال: أخبرنا أبو عثمان البحيري قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد قال: حدثنا أبو مصعب الزهري قال: حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله السلمي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني أنمار. قال جابر: فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقلت: يا رسول الله هلم إلى الظل، قال: فنزل رسول الله (80- و) صلى الله عليه وسلم، قال جابر: فقمت إلى غرارة لنا فالتمست فيها فوجدت جرو «1» قثاء، فكسرته ثم قربته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من أين لكم هذا؟ فقلت: خرجنا به يا رسول الله من المدينة. قال جابر: وعندنا صاحب لنا نجهزه يذهب يرعى ظهرنا، قال فجهزته ثم أدبر يذهب الى الظهر وعليه ثوبان قد خلقا، قال: فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أماله ثوبان غير هذين؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، له ثوبان في العبية كسوته إياهما، قال: فادعه فامره بلبسهما. قال: فدعوته فلبسهما، ثم ولى يذهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماله ضرب الله عنقة أليس هذا خير؟ قال: فسمعه الرجل فقال: يا رسول الله في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في سبيل الله، فقتل الرجل في سبيل الله. أخبرنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي، ورشاء ابن نظيف قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن ابراهيم بن محمد بن الطرسوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داوود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد (80- ظ) بن خراش قال: زيد بن أسلم ثقة لم يسمع من سعد شيئا.

وقال الحافظ أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن طاوس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: أدرك أبي نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: حدثنا جدي يعقوب قال: وزيد بن أسلم ثقه من أهل الفقه والعلم، وكان عالما بتفسير القرآن له كتاب فيه تفسير القرآن «1» . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عبد الوهاب ابن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن أسلم أبو أسامة، مولى عمر ابن الخطاب العدوي القرشي، سمع ابن عمر، وقال زكريا بن عدي: حدثنا هشيم عن محمد بن عبد الرحمن القرشي قال: كان علي بن الحسين يجلس الى زيد بن أسلم ويتخطى مجالس قومه، فقال له نافع بن جبير بن مطعم: تخطىّ مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟ فقال: إنما يجلس الرجل الى من ينفعه في دينه «2» . أنبأنا أبو منصور بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس (81- و) قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو أسامة زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، سمع ابن عمر، وأباه، روى عنه الثوري، وأيوب السختياني ومالك، وابن عيبنة «3» . أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر في كتابه عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن

عبد الله قال: أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي قال: أبو أسامة زيد بن أسلم مدني ثقة، أخبرنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: زيد بن أسلم مدني ثقة. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر ابن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن محمد بن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدمي يقول زيد بن أسلم يكنى أبا أسامة. أخبرنا أبو حفص المكتب مشافهة قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل المهندس قال: حدثنا أبو بشير محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو أسامة زيد بن أسلم. أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم عن مسعود بن الحسن عن أبي عمرو بن مندة (81- ظ) قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زيد بن أسلم، أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب، روى عن ابن عمر وأنس وأبيه، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله بن عمر والثوري، ومالك ومعمر، سمعت أبي يقول ذلك. وقال: أخبرنا عبد الله بن أحمد- فيما كتب إليّ- قال: سئل أبي عن زيد بن أسلم فقال: ثقة، وقال: وسمعت أبي يقول: زيد بن أسلم ثقة، وقال: سئل أبو زرعة عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم فقال: أبوه زيد بن أسلم ثقة «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام- فيما أذن لي أن أرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو

أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو أسامة زيد بن أسلم القرشي العدوي مولى عمر بن الخطاب المديني، سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، وأبا حمزة أنس بن مالك الأنصاري، وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله السّلمي وربيعة بن عباد الدؤلي، وسلمه بن الأكوع أبي اياس الأسلمي. روى عنه أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السختياني، وأبو عثمان عبيد الله بن عمر بن حفص العدوي، ومحمد بن عجلان القرشي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وأبو عبد الرحمن زياد بن أسد (82- و) الخراساني، وأبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي، وأبو بكر محمد بن اسحاق بن يسار المخرمي، وأبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخي، وأبو عتّاب روح بن القاسم العنبري، وأبو عبد العزيز موسى بن عبيدة الربذي، وأبو بشر ورقاء بن عمر اليشكري، وأبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي، وأبو الهيثم السري بن يحيى المحلمي، ويروى عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب عنه إن كان محفوظا. قال: وأخبرنا أبو أحمد الحاكم قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي قال: قرأت على أحمد- يعني- ابن محمد بن الحجاج قال: سمعت يحيى ابن بكير يقول: كنية زيد بن أسلم أبو أسامة. (82- ظ) .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو حفص بن طبرزد- اذنا عن أبي غالب بن البناء- قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المأمون قال: قال أبو الحسن الدارقطني: أبو اسامة، ويقال أبو عبد الله زيد بن أسلم. أخبرنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء بن أحمد في كتابه قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا عبد الملك بن محمد قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قدمت المدينة وأهل المدينة يتكلمون في زيد بن أسلم، فقلت لعبيد الله: ما تقول في مولاكم هذا؟ قال: ما نعلم به بأس إلّا أنه يفسر القرآن برأيه. قال ابن عدي: وزيد بن أسلم هذا من الثقات، ولم يمتنع أحد من الأئمة من أن يروى عنه. وقال ابن عدي: حدثنا زكريا بن يحيى البستي ببيت المقدس قال: حدثنا أبو عمرو بن هانىء قال حدثنا ضمرة قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: حدّث زيد بن أسلم بحديث فقال له رجل: يا أبا أسامة عن من هذا؟ قال: يا بن أخي ما كنا نجالس السفهاء «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي- اذنا أو سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن (84- و) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي

قال: زيد بن أسلم أبو أسامة المدني مولى عمر بن الخطاب القرشي العدوي، سمع ابن عمر وأباه، وعطاء بن يسار والأعرج. روى عنه مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، والثوري، وأبو غسان في النكاح، وغير موضع، مات سنة استخلف أبو جعفر في العشر الأول من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وقال عمرو بن علي: مات سنة ست وثلاثين ومائة. قال الواقدي: توفي في خلافة أبي جعفر قبل خروج محمد بن عبد الله بسنتين، وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومائة، وقال أبو عيسى مثل عمرو. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبّان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني قال في حلية الأولياء: ومنهم الحليم الأحلم والسلم الأسلم أبو أسامة زيد بن أسلم، كان بالعدل قائلا، وبالفضل عاملا، وعن الجهل عادلا. أدرك زيد بن أسلم جماعة من الصحابة، وسمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك، وروى عنه من التابعين والأئمة والأعلام: الزهري، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن عجلان، وروح بن القاسم، ومحمد بن اسحاق، والثوري ومالك بن أنس، وابن عينيه، وسليمان بن بلال، وأولاده: عبد الله، وعبد الرحمن (84- ظ) وأسامة بنو زيد «1» . أنبأنا أبو الفضل أحمد، وأبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن قالا: أخبرنا عمنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: زيد بن أسلم أبو أسامة، ويقال أبو عبد الله العدوي، مولى عمر بن الخطاب المدني. روى عن ابن عمر، وأنس بن مالك، وأبيه أسلم، وأبي صالح ذكوان السان، وعلي بن الحسين بن علي، وعبيد بن جريج وعطاء بن يسار المدنيين. روى عنه الزهري وخارجة بن مصعب، وأيوب السختياني، ويحيى بن سعيد

الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر وسفيان الثوري، ومعمر بن راشد وسليمان بن بلال وسفيان بن عينيه، وبنوه: عبد الله، وعبد الرحمن وأسامة، وهشام بن سعد، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وأبو غسان محمد بن مطرف، وعبيد الله بن أبي جعفر، والحارث بن يعقوب، ومحمد بن عجلان، وروح بن القاسم. وكان مع عمر بن عبد العزيز في خلافته، واستقدمه الوليد بن يزيد في جماعة من فقهاء المدينة، مستفتيا لهم في الطلاق قبل النكاح. قال الحافظ أبو القاسم: قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن جعفر السنائي المقرئ قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن منير ابن ابراهيم الطرسوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داوود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: زيد بن أسلم صدوق ثقة. وقال الحافظ: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن (85- و) أحمد بن ابراهيم الرازي قال: أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد، ح. قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الوهاب بن أبي الحسن بن وهب، وأبو عبد الله محمد بن جعفر السناني المقرئ قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن منير ابن أحمد قالا: أخبرنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي قال: حدثنا موسى بن هارون قال سمعت مصعبا يقول: حدثني رجل عن عبد الرحمن بن أسلم، قال مصعب وقد جالست عبد الرحمن بن زيد قال: أصبحنا ذات يوم فقالت أمي لأبي: والله ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد، فقام فتوضأ، ثم لبس ثيابه ثم صلى في بيته، فأقبلت عليّ أمي فقلت: إن أباك ليس يزيد على ما ترى، فلبست ثيابي وخرجت فخطر ببالي صديق لي أو لأبي تمار، فجئت أتخطى حتى آتى حانوت الرجل قصاح بي انسان فإذا أنا بصاحبي، فقال: تعال أعني على هذا التمر، فجعلنا نحمل ونفرغ ونعبّيه قال: اذهب بنا الى المنزل، فدخل فإذا مائدة عليها أقراص ولحم، فأكلت حتى إذا فرغ ومسح يده، فأخرج إليّ صرة فقال: أقر أباك السلام، وقل له إنا جعلنا لك شركا وهذا نصيبك، فطرح لي صرة فإذا فيها ثلاثون

دينارا، ثم أخرج أخرى فقال: اذهب بها الى أبي حازم، ثم أخرج أخرى فقال اذهب بها الى محمد بن المنكدر فخرجت فأجد أبي في مصلاه، فسلمت وجلست فأخبرته، فأخرج عشرة فقال اذهب بها الى أبي حازم، وأخرج عشرة فقال: اذهب بها الى محمد بن المنكدر فقلت: قد أتاهما مثل ما أتاك فقال إذا ادفعها الى أمك، فذهبت (85- ظ) الى أبي حازم فكأنه سمع قول أبي، وذهبت الى ابن المنكدر فكأنه سمع قول أبي، إنهما فعلا مثل ما فعل أبوه. «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا سهل بن عاصم قال: حدثنا أبو توبة قال: حدثنا أبو عمر الصنعاني عن زيد بن أسلم قال: من يكرم الله بطاعته يكرمه الله عز وجل بجنته، ومن يكرم الله بترك معصيته أكرمه الله بأن لا يدخله النار، وقال استعن بالله يغنك عما سواه، ولا يكونن أحد أغنى بالله منك ولا يكونن أحد أفقر الى الله منك «2» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي بالمسجد الأقصى قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الرحبي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا محمد بن أحمد الوكيعي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: لا بد لأهل هذا الدين من أربع: دخول في دعوة الإسلام، ولا بد من الإيمان وتصديق بالله وبالمرسلين أولهم وآخرهم، وبالجنة وبالنار، وبالبعث بعد الموت، ولا بد من أن تعمل عملا تصدق به إيمانك ولا بد من أن تعلم علما يحسن به عملك، ثم قرأ: «وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى» «3» . (86- و) .

أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر القرطبي- من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- اجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا عامر بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا أبي قال: كان زيد بن أسلم يقول: وكان من الخاشعين: يا بن آدم أمرك ربك أن تكون كريما، وتدخل الجنة ونهاك أن تكون لئيما وتدخل النار. أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا زيد بن بشر الحضرمي قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: كان أبي يقول: أي بني وكيف تعجبك نفسك وأنت لا تشاء أن ترى من عباد الله من هو خير منك إلّا رأيته، يا بني لا ترى أنك خير من أحد يقول لا إله إلّا الله حتى تدخل الجنة، ويدخل النار، فإذا دخلت الجنة، ودخل النار تبيّن لك أنك خير منه «1» . وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا (86- ظ) أبو العباس بن قتيبة، ومحمد بن زبان قالا: حدثنا أبو الطاهر قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال: يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا «2» . أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي. قال أبو بكر: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي، وقال أبو الحسن:

أنبأنا أبو المعالي بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن خالد الآجري قال: حدثنا مصعب بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: سمعت زيد بن أسلم يقول: انظر من كان رضاه عنك في احسانك الى نفسك وكان سخطه عليك في اساءتك الى نفسك فكيف تكون مكافأتك «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث بن سعد، قال: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: يقال إن لله عبادا مفاتيح للخير مغاليق للشر، ولله عباد مغاليق للخير مفاتيح للشر. وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن اسحاق قال: ثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القارئ قال: سألت زيد بن أسلم عن المستغفرين بالأسحار قال: هم الذين يحضرون للصبح. وقال: أخبرنا (87- و) أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا سعيد بن عبد الجبار قال: حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم في قوله: «سواء علينا أجزعنا أم صبرنا «2» ، قال: جزعوا مائة سنة وصبروا مائة سنة. وقال أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو محمد بن حمدان قال: حدثنا أحمد بن سهل الأشناني قال: حدثنا داوود بن رشيد قال: حدثنا بقيه عن ميسر بن عبيد عن زيد بن أسلم في قوله: وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا «3» ، قال: قالوا لفروجهم: لم شهدتم علينا. قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا موسى بن الحسن

ابن موسى قال: حدثنا الحارث بن مسكين قال: حدثنا ابن القاسم عن مالك عن زيد ابن أسلم قال: سكن رجل المقابر، فعوتب في ذلك، فقال: جيران صدق ولي فيهم عبرة. «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا علي بن الحسين ابن علي قال: أخبرنا محمد بن عمر بن محمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد قال: قرأت على محمد بن أحمد بن هارون قلت له: أخبرك ابراهيم بن الجنيد قال: حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قلت لعبد الله ابن عمر: زيد بن أسلم؟ فأثنى عليه خيرا، قال: وقال: غير أنه يفسر القرآن برأيه. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا (87- ظ) محمد بن محمد البايسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا محمد بن سليمان عن الليث قال: قال بكير بن الأشج في زيد بن أسلم: بينا هو معلم كتاب إذ صار يفسر القرآن. أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال: أخبرنا ابراهيم بن منصور قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: أخبرنا المفضل بن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا صامت بن معاذ قال: حدثنا عبد المجيد عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: ألا أحدثك حديثا تسرّ به ويسر به صديقك؟ قال: قلت: بلى قال: غزوت الاسكندرية فأصابتني فيها شكاة فأخذت فرطاسا ودواة لأن أكتب وصيتي، فوجدت في يدي وصبا «2» شديدا، فقلت لو أني استرحت قليلا، قال: فجعلت القرطاس تحت رأسي والدواة تحت رجلي، ثم نمت، فرأيت في منامي كان معي في البيت رجلا مبيضا، فقلت له: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا ملك الموت قال: فذكرت الجنة والنار وما أعد الله فيها، فأدركتني رقة

فبكيت، فقال: ما يبكيك يا عبد الله، إني لم أومر بقبض روحك، فقلت: أي رحمك الله، إني ذكرت الجنة والنار، وما أعد الله فيها فأدركتني رقة، فبكيت، فقال لي: أفلا أكتب لك براءة من النار؟ (88- و) فقلت: بلى، قال: فدفعت إليه القرطاس من تحت رأسي والدواة من تحت رجلي، واستمد وكتب حتى ملأ القرطاس، ثم دفعه إليّ فإذا فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، استغفر الله، أستغفر الله، حتى ملأ القرطاس، فقلت: أي رحمك الله أين تراني من النار؟ قال: فقال لي: فأي براءة تريد أوثق من براءتك هذه؟ ثم استيقظت من نومي فعمدت الى القرطاس الذي جعلته تحت رأسي في اليقظة، فنظرت فيه فإذا فيه كتاب ملك الموت عليه السلام، الذي رأيت في المنام، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، استغفر الله، استغفر الله حتى ملأ القرطاس. قال الحافظ أبو القاسم: وقد رويت من وجه آخر عن زيد بن أسلم عن أبيه، وهي عن زيد أصح. وقال: أخبرنا الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل- املاء- قال: أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي علي قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: رأيت أبي في المنام وعليه قلنسوة طويلة فقلت: يا أبة من أنت «1» ، ما فعل الله بك؟ قال: زينني بزينة العلم، قلت: فأين مالك بن أنس؟ فقال: مالك فوق فوق، فلم يزل يقول فوق، ويرفع رأسه حتى سقطت القلنسوة عن رأسه «2» . أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن هبة الله الطبري قال: (88- ظ) أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد قال: قال رجل: رأيت الناس في أزقة ضيقة وغبار، ورأيت قصرا مرشوشا حوله لا يقربه من الغبار قليل ولا كثير، فقلت: ما منع الناس أن يمروا في تلك الطريق؟ فقيل لي: ليست لهم فقلت: لمن هي؟ قالوا: لذلك

الرجل الذي يصلي الى جانب القبر، قلت: من ذاك؟ قال: زيد بن أسلم، قلت: بأي شيء أعطي ذلك؟ قال: لأن الناس سلموا منه وسلم منهم. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: حدثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، ح. وأخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز قال: حدثني الحارث بن مسكين قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد قال: جاء رجل من الأنصار الى أبي فقال: يا أبا أسامة إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر خرجوا من هذا الباب فأرى- وفي حديث الحارث: فإذا- النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انطلقوا بنا الى زيد- زاد الحارث: ابن أسلم- نجالسه ونسمع من حديثه، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس الى جنبك فأخذ بيدك (89- و) قال: فلم يكن بقاء أبي بعد هذا إلّا قليلا. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة- وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه وقال: أخبرنا عمي أبو القاسم عن أبيه عن أبي عبد الله قال: قال لنا أبو سعيد بن يونس: زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، يكنى أبو أسامة، قدم الاسكندرية، روى عنه من أهل مصر عبيد الله بن أبي جعفر، والحارث بن يعقوب، توفي بالمدينة في ذي الحجة سنة ست ومائة. قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: وهذا وهم، وقد اسقط منه: وثلاثين. وقال الحافظ: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو بكر الخطيب، ح. قال الحافظ: وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة

الله قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: سمعت ابن بكير يقول: مات زيد بن أسلم سنة ثلاثين أو احدى وثلاثين ومائة. قال الحافظ: وهذا وهم «1» . قلت: وقد ذكرنا عن محمد بن عمر الواقدي أنه مات قبل خروج محمد بن عبد الله بن حسن بسنتين، وخرج محمد سنة خمس وأربعين ومائة فتكون وفاته على ما ذكر سنة ثلاث وأربعين ومائة وهذا وهم أيضا. وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة. أخبرنا بذلك أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص- اجازة- قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد ابن المغيرة قال: أخبرني أبي قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال: سنة ثلاث وثلاثين ومائة فيها توفي زيد بن أسلم. والصحيح أنه توفي سنة ست وثلاثين ومائة. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني (89- ظ) قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال ابن المنذر عن زيد بن عبد الرحمن: توفي- يعني- زيد بن أسلم سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول سنة ست وثلاثين ومائة «2» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن

الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: مات زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب، في خلافة أبي جعفر في أولها. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد، وأبو الفضل ابن خيرون قالا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا خليفة ابن خياط قال: وزيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب توفي سنة ست وثلاثين ومائة، أو نحوها، يكنى أبو أسامة «1» . أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن اللالكائي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا زيد ابن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن جدّه زيد بن أسلم توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول سنة (90- و) ست وثلاثين ومائة. أنبأنا أبو الفتوح محمد بن محمد البكري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن بن لؤلؤ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن شهريار قال: حدثنا أبو حفص الفلاس قال: ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومائة، ويكنى أبو أسامة مولى لعمر بن الخطاب «2» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست وثلاثين ومائة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب- يعني- مات فيها.

زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف:

زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف: الأنصاري العمري الأوسي، وقيل فيه زيد بن حارثة، والصحيح بالجيم والياء، له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه يوم أحد فاستصغره ورده، وكان أبوه أحد المنافقين. روى عن زيد ابناه: عمر، ومجمع ابنا زيد وأبو الطفيل، وموسى بن طلحة بن عبيد الله، وقيل إن موسى بن طلحة روى عن أبيه عنه، وشهد زيد بن جارية صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب قال: (90- ظ) أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد بن يونس قال: حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: حدثنا أحمد بن آدم قال: حدثنا منصور ابن سلمة الخزاعي قال: حدثنا عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية الأنصاري عن عمر بن زيد بن جارية قال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية- يعني نفسه- والبراء عازب وزيد بن أرقم وسعد ابن حبته، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله. قال منصور أخاف أن لا يكون حفظ جابرا «1» . قلت: ظن منصور بن سلمة أن المراد جابر بن عبد الله الأنصاري ولم يرده وإنما هو جابر بن عبد الله السلمي. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن جارية العمري الأوسي. قال عبيد: حدثنا يونس بن بكير قال: أخبرنا ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع عن

عمه يعقوب بن مجمع عن أبيه مجمع بن زيد عن جده زيد بن جارية: بعنا سهامنا من خيبر بحلّة حلّة «1» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد (91- و) بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: في باب الحاء في باب من اسمه زيد من كتاب الجرح والتعديل زيد بن حارثة العمري الأوسي له صحبة مديني، روى عنه زيد، سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: لا أعرفه «2» . وهذا وهم وتصحيف وقع من أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم. أخبرنا بركات بن ظافر بن عساكر بن عبد الله الأنصاري في كتابه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حامد الأرتاجي قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الفراء قال: أخبرنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري قال: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ قال في باب جارية بالجيم، وحارثة من كتاب المؤتلف والمختلف: زيد بن جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- فيما كتب إلينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدبّاغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: زيد بن جارية الأنصاري العمري، وقد قيل فيه زيد بن حارثة، كان ممن استصغر يوم أحد، وهو من بني عمرو بن عوف. كان زيد بن جارية، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم وسعد بن حبته ممن استصغر يوم أحد.

وروى أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي قال: حدثنا عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية الأنصاري عن عمر بن زيد (91- ظ) بن جارية الأنصاري قال: حدثني زيد بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغره يوم أحد، والبراء ابن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد بن حبته، وأبا سعيد الخدري. قال أبو عمر: هو زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري من الأوس، وكان أبوه جارية من المنافقين أهل مسجد الضرار، كان يقال له حمار الدار، شهد زيد بن جارية هذا صفين مع علي رضي الله عنه، وهو أخو مجمع بن جارية. روى عنه أبو الطفيل حديثه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه، قال: فصفنا صفين. قال أبو عمر رحمه الله: وذكره أبو حاتم الرازي في باب من اسم أبيه على حاء من باب زيد، وقال: زيد بن حارثة العمري الأوسي، له صحبة، وقال: سمعت أبي يقول ذلك، وقال: لا أعرفه. وذكر أبو يحيى الساجي قال: حدثني زياد بن عبيد الله المزني قال: حدثني مروان بن معاوية قال: حدثنا عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة القرشي عن موسى ابن طلحة بن عبيد الله قال حدثني زيد بن حارثة أخو بني الحارث بن الخزرج قال: قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: صلوا عليّ وقولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم، إنك حميد مجيد. هكذا رواه خالد بن سلمة عن موسى بن طلحة، ورواه اسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبيه، وربما قال فيه: أراه عن أبيه، قال: قلت يا رسول الله (92- و) قد علمنا السلام عليك، فذكره «1» .

زيد بن الحسن بن زيد:

زيد بن الحسن بن زيد: ابن الحسن بن زيد بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث ذي رعين الأصغر، أبو اليمن الكندي، اللغوي النحوي، القارئ، البغدادي، تلميذ أبي محمد عبد الله بن علي البغدادي وخريجه، هذا «1» رأيت نسبه في غير موضع، وقد سقط من نسبه ذكر جماعة، فإنه لا يتصور أن يكون بينه وبين حمير بن ذي رعين سبعة لا غير. حمله والده الى الشيخ أبي محمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط، فلقنه القرآن، وجوّده عليه، وقرأ عليه بالروايات وله عشر سنين، وكان سألني وأنا أقرأ عليه: كم كان عمرك حين ختمت القرآن؟ فقلت له: تسع سنين فتعجب من ذلك وقال: كذلك أنا ختمته ولي تسع سنين، وأخرج إليّ مفردات للشيخ أبي محمد وعليها خطه بقراءته عليها، وأراني خط الشيخ أبي محمد له على بعضها أنه ختم القرآن عليه وهو ابن تسع، وجمعه بالعشر وهو ابن عشر، فذكرت له أني جمعته بالعشر ولي عشر سنين، وشاهدت بخط الشيخ أبي محمد الدعاء له بطول العمر، فاستجاب الله دعاءه له، فعاش أربعا وتسعين سنة. وكان الشيخ أبو محمد اعتنى به فأقرأه القرآن على أبي القاسم هبة الله بن أحمد المعروف بابن الطبر، وأبي بكر محمد بن الخضر خطيب المحوّل، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدى، وأقرأه اللغة والنحو على الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد (92- ظ) الجواليقي، والشريف أبي السعادات هبة الله بن علي الحسني المعروف بابن الشجري، فلازمهما حتى برع في علم النحو واللغة، وقرأ عليهما وعلى أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وعلى مجد الاسلام عبيد الله بن القاسم الحريري كتبا كثيرة من كتب الأدب، وأسمعه الحديث فسمع بافادته وبنفسه من هؤلاء ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الحسن علي بن

هبة الله بن عبد السلام وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ أخي شيخه أبي محمد، وأبي منصور عبد الجبار بن أحمد بن محمد الأسدي، وأبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الجبار العكبري، وأبي الفتح عبد الله بن محمد بن محمد البيضاوي، وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة، وشيخ الشيوخ أبي البركات اسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبي محمد طلحة بن أبي طالب الرماني، وأبي السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن نغوبا الواسطي، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن ابراهيم الصايغ، وأبي القاسم علي بن أبي نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وأبي الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد الميهني، وأبي الحسن سعد الخير بن محمد ابن سهل الأندلسي، وأبي القاسم (93- و) عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد، وأبي الحسن علي بن أبي عمرو البزار، وأبي اسحاق ابراهيم بن محمد بن نبهان الرقي، والحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني، وأبي عبد الله عيسى بن هبة الله بن النقاش، وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري، وأبي منصور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن النقور، سمع من هؤلاء كلهم ببغداد ما خلا الحافظ أبا العلاء فإنه سمعه بهذان، وكان رحل إليها وتفقه بها على مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه على سعد الرازي رحمه الله. وسمع بدمشق من الخطيب أبي الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد، وأبي العباس أحمد بن عبد الله بن مرزوق الأصبهاني واجتمع بمصر مع أبي محمد عبد الله بن بري، وتكلم معه، وأعجبه كلام ابن بري، واعترف بعلمه. وكان شيخه أبو محمد قد رباه تربية الأولاد، وكان يكرمه ونفعه الله ببركته، ووهب له كثيرا من كتبه التي قرأها عليه، وتفرّد برواية كتب كثيرة. ورحل إليه الناس من البلاد لقراءة القرآن واللغة والنحو والحديث والأشعار،

وقرأ عليه الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وانتفع به، ومهر في النحو وكان ينزل ماشيا إليه من قلعة دمشق الى داره، وقرأ عليه جماعة من الشيوخ العلماء، وكان قدم حلب وسكنها مدة واتصل بها بالأمير حسن ابن الداية، ثم سافر عن حلب الى دمشق وخدم بها عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب بن شاذي، فنفق عليه (93- ظ) واستوزره، وكان يقارضه بالشعر، ثم اتصل بأخيه تقي الدين عمر بن شاهنشاه بعد موته بالديار المصرية، ثم عاد الى دمشق، فأقام بها واتخذ بها دارا وبستانا وملكا يعود عليه نفعه. وكان حسن الأخلاق، جميل الصورة، تام الخلق والخلق، وكان يكتب خطا حسنا، دخلت إليه داره بدمشق في سنة ثلاث وستمائة مع والدي، وقرأت عليه المقامات الحريرية وغيرها من كتب الأدب، ولما شرعت في فراءة المقامات عليه أعجبته قراءتي وسألني: أتحفظها فقلت له: لا، فمال إليّ واعتنى بأمري، وكان يأذن لي كلما جئت إليه، ولما عزمت على العود الى حلب قال لي: اجعل نفسك أن تعود إلينا، فأثر كلامه عندي، وآثرت الرحلة إليه، وكان والدي رحمه الله لا يسمح بمفارقتي، الى أن سمح بأن يزور البيت المقدس فاستصحبني معه، ووصلت معه الى دمشق، ودخلت الى الشيخ رحمه الله فقرأت عليه عدة من كتب الأدب والحديث في سنة ثمان وستمائة، ثم عدت من البيت المقدس، وكنت أتردد إليه وأسمع منه بقراءتي عليه وقراءة غيري في سنة تسع وستمائة، وسألته عن مولده فقال- وكتبه لي بخطه- في سنة عشرين وخمسمائة في شعبانها. وقال لي أبو الحسين يحيى العطار أنه قال له: في الخامس والعشرين منه. أخبرنا الإمام العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن (94- و) ابراهيم بن عيسى الباقلاني المقرئ قال: حدثنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبه عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن جرير رضي الله عنه قال: كنا عند رسول

الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على هاتين الصلاتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ثم تلا هذه الآية «فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب «1» » قال شعبة: لا أدري قال: فإن استطعتم أو لم يقل. أخبرنا أبو اليمن الكندي- بقراءتي عليه في منزله بدمشق- قال أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن الطبر قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون قال: حدثنا محمد بن محمد بن أبي حذيفة قال: حدثنا أحمد بن أبي الخناجر قال: حدثنا العباس بن الوليد البصري قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد لترفع له الدرجة فيقول: أي رب أنىّ لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولد ولدك من بعدك «2» . (94- ظ) أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله ابن علي بن أحمد المقرئ قال: أخبرنا الشيخ أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين بن عبد العزيز قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن خلف بن خاقان البيع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، ح. قال: وقال أبو منصور محمد بن محمد: وحدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد- واللفظ للقاضي- قال: أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: كان أبو بكر إذا مدح قال: اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يحسبون، واغفر لي، واجعلني خيرا مما يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون «3» . وقالا: أخبرنا أبو بكر محمد قال: أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي عن العباس بن

بكار الضبي عن عقبة الأصم عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عباس قال: سمعت أبا بكر يقول: إذا أردت شريف الناس كلّهم ... فانظر الى ملك في زي مسكين ذاك الذي حسنت في الناس سيرته ... وذاك يصلح للدنيا وللدين «1» ولشيخنا أبي اليمن رحمه الله أشعار لم أسمع منه شيئا لاشتغالي عليه بما هو أهمّ «2» بها، وقد أجاز لنا روايتها عنه فمنها ما أنشده لنفسه في أرمد مليح. (95- و) . بكل صباح لي وكلّ عشية ... وقوف على أبوابكم وسلام وقد قيل لي يشكو سقاما بجفنة ... تغيّض بي وجد وخفّ غرام فغير غرب في المناصل حمرة ... وغير بديع في الجفون سقام وقدما شكونا وضيمت قلوبنا ... فها أنت منها تشتكي وتضام ومن ذلك ما أنشده لنفسه، وكان قد شرب دواء فمرض منه. تداويت لا من علّة خوف علة ... فأصبح داء في حشاي دوائي فيا عجب الأقدار من متحذلق ... يحاول بالتدبير رد قضاء ومن ذلك ما قرأته بخطه قال: هذه قصيدة ألتمس وزنها ورويها المولى معز الدين فرخشاه رحمه الله، ونحن إذ ذاك بمصر، وأنشدنيها رفيقنا أبو الفتح نصر الله ابن أبي العزّ بن أبي طالب الشيباني الصفار، من لفظه بدمشق، قال: أنشدنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي لنفسه وأثبتّها بكمالها وهي: هل أنت راحم عبرة وتوله ... ومجير صب عند مأمنه دهي هيهات يرحم قاتل مقتوله ... وسنانه في القلب غير منهنه من بلّ من داء الغرام فإنني ... مذحلّ بي مرض الهوى لم أنقه

إني بليت بحب أغيد ساحر ... بلحاظه رخص البنان لزهره أبغي شفاء تدلّهي من دلّه ... ومتى يرقّ مدلّل لمدلّه (95- ظ) كم آهة لي في هواه وأنّة ... لو كان ينفعني عليه تأوهي ومآرب في وصله لو أنها ... تقضى لكانت عند مبسمه الشهي يا مفردا بالحسن إنك منته ... فيه كما أنا في الصبابة منتهى قد لام فيك معاشر أفأنتهي ... باللوم عن حب الحياة وأنت هي أبكي لديه فإن أحس بلوعة ... وتشوق أو ما بطرف مقهقه أنا من محاسنه وحالي عنده ... حيران بين نفكّه وتفكّه ضدان قد جمعا بلفظ واحد ... لي في هواء بمعنيين موجّه لأجردن من اصطباري ماء ... ريهّا في محفل بمسفّه أو لست رب فضائل لو حاز أد ... ناها وما أزهى بها غيري زهي شهدت لها الأعداء واستشفت بها ... عينا حسود بالغباوة أكمه أنا عبد من علم الزّمان بعجزه ... عن أن يجيء له بندّ مشبه عبد لعز الدين ذي الشرف الذي ... ذل الملوك لعزه فرّخشه الموقد الحرب العوان ببأسه ... والأسد بين مغرّد وموهوه المفحم الفصحاء فصل خطابه ... من ذي الروّية فيهم والمبده فكأن قرنا تبتلى بنزاله ... يرمي بطود فوقه متدهده وكذا البليغ ملجلج في نطقه ... حصرا كألكن في الحوار منهنه فلتنجح العلياء منه بمحرب ... عند الجلاد وفي الجدال بمدره (96- و) هر غرّة الزمن البهيم وعصمة ... الملك العقيم وغوث كل مؤيه

ملك همام حازم يقظ رضى ... بحر غمام عالم ندس «1» نه فطن لأخذ محامد خفيت على ... فطن الألى «2» فلمثها لم يؤبه متنبه للمكرمات ولم يكن ... عنها ينام فيبتدى بتنبّه يعدى على جور الزمان بدله ... ويجيز بالنعماء كلّ مولّه واذا استغاث إليه منه ماله ... كانت إغاثته له: صمه أو مه وعلى شمائل مجده وروائه ... للمجد أبّهة بغير تأبّه ما الليث أوغل في الترائب نابه ... سغبا يصول بأهرت متكهكه «3» يوما بأسفك الدماء لدى الوغى ... منه وأقتل للعداة وأعضه تعبت أسنته على عليائه ... حتّى نفرّد بالمحل الأنوه فغدا وراح به رعايا ملكه ... في راحة تبهو بسؤدده البهي كم في غناء المتعبين على العلا ... من مترف بعنائهم مترفه أنظر إذا ازدحم الوفود ببابه ... من كل ذي أمل به متوجه إن شطّ لم يشطط رضاه وإن جفا ... فيما يحاول عنده لم ينجه طابت موارده فغصّ فناؤه ... وشدا الحداة بذكره في المهمه كالماء عند وروده ما لم يكن ... عذبا نميرا سائغا لم يشفه يا خير بان بالشجاعة والندى ... مجدا يهي عمر الزمان ولا يهي «4» (96- ظ) يفديك كّل مملك متتايه ... أبدا بألسنة الرعاع ممدّه لا يفقه النجوى إذا حدثته ... وإذا بدا بحديثه لم يفقه

إنيّ على شرف القريض لهاجر ... للنظم هجرة آنف متنزّه أضحى وأهلوه كمهد وحيهم ... في جهل ذي الحجى والأوره «1» أبدا عرائس مدحه تجلى على ... دنس الخبيئة بالعيوب مشوّه قلّ المميّز سامعا أو منشدا ... في الناس بين مفهّه ومفوّه «2» آليت لا أوليت غيرك مدحة ... شعرا وإن أفعل فمدحة مكره أصبحت من نعماك صاحب أنعم ... ترجى نوافلها وعيش أبله وبدا لديك صريح فضلي مثلما ... لا يستسر لديك نقص مموه حزت السعادة من إلهك ما سرت ... في الليل دعوة عابد متأله أنشدني أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله العطار بمصر قال: أنشدنا الشيخ أبو اليمن الكندي لنفسه: أرى المرء يهوى أن تطول حياته ... وفي طولها ارهاق نفس وازهاق تمنيت في شرخ الشبيبة أنني ... أعمرّ والأعمار لا شك أرزاق فلما أتاني ما تمنيت ساءني ... من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق عرتني أعراض شديد مراسها ... عليّ وهمّ ليس لي منذ افراق وها أنا في احدى وتسعين حجة ... لها فيّ ارعاد مخوف وابراق يخيل لي فكري إذا كنت خاليا ... ركوبي على الأعناق والسير إعناق ويذكرني بعد النسيم وروحه ... حفائر يعلوها من الترب أطباق يقولون درياق لمثلك نافع ... ومالي إلّا رحمة الله درياق وكان لشيخنا أبي اليمن نوادر مستحسنه وملح مستطرقه منها ما حكاه لي الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة المعروف بابن الجميزيّ قال:

كان تاج الأمناء وزين الأمناء أخوين من بني عساكر، وكان تاج الامناء يلقب خرابدبس، وكان أكبر من زين الأمناء في السن، فحضر جماعة عند الشيخ تاج الدين الكندي، وتنازعوا في تاج الأمناء وزين الأمناء أيهما أسن من صاحبه، وكان يظهر للرائي أن زين الأمناء أسن، فابتدر الكندي من غير روية وقال: تاج الامناء في سن زين الأمناء، وهذا من أحسن النوادر والتورية (97- و) . وسمعت رفيقنا النجيب أبو الفتح ابن الصفار قال: كان الشيخ تاج الدين الكندي يجلس في اللبادين بدمشق على حانوت بالقرب من دارة يجلس فيها بعض الكحالين، فاتفق يوما أن جاءت امرأة الى الكحال والشيخ تاج الدين جالس عنده فذكرت للكحال مرضا بعينها وأطالت الكلام معه إلى أن أضجرته فقال لها: والله قد أخذت مخي، فقال له تاج الدين الكندي في الحال: نعم لتطعمه زوجها. وحكي لي من نوادره أنه أهدي له جديان، فدخل بهما عتيقه ياقوت، الذي سمي بعد ذلك يعقوب، وقد وضع أحدهما تحت ابطه الأيمن والآخر تحت ابطه الأيسر، وعند الشيخ جماعة فقال له حين رآه: يعيشون لك. وبلغني أنه دخل إليه طبيبان: أحدهما كحال، والآخر طبائعي، فقال للكحال: كم فرقت اليوم عصا؟ فقال الطبائعي كثير، فقال للطبائعي: أنت مستريح خصومك الموتى. ومن مهاتراته المستملحة أنه حضر بدمشق في مجلس الوزير ابن شكر، وفي المجلس أبو الخطاب بن دحية، وهو ينتسب إلى كلب، فأورد ابن دحية حديث الشفاعة وقال فيه: ولكني كنت من وراء وراء بالفتح، فأنكره الكندي وقال: هو بالضم من وراء وراء لا غير فجرى بينهما كلام آل بهما أن سفه عليه ابن دحيه فقال له الشيخ الكندي: نسبت الى كلب فنبحت. «1» قرأت في التاريخ المجدد لمدينة السلام، الذي ذيل به رفيقنا الحافظ أبو عبد الله تاريخ بغداد للخطيب وأجاز لنا روايته عنه (97- ظ) قال: زيد بن الحسن بن

زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث ذي رعين الأصغر، أبو اليمن الكندي، من ساكني دار الخلافة أسلمه والده في صغره إلى الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط، فلقنهّ القرآن، وجوّد عليه قراءته، ثم حفظه القراءات فقرأ عليه بالروايات العشر وعمره عشر سنين، ثم إنه أقرأه أيضا على مشايخ أقدم أسناد منه كأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي بكر محمد بن الخضر خطيب المحوّل، ثم إنه اشغله بالنحو واللغة وأمره بملازمة الشريف أبي السعادات بن الشجري، وأبي منصور الجواليقي، لقراءة الأدب، فقرأ عليهما حتى برع في النحو ومعرفة العربية. وأسمعه الحديث الكثير من الشيوخ الكبار كأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن محمد بن البيضاوي، وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح، وأبي الحسن محمد ابن أحمد بن توبه، وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد الخياط، ومن جماعة غيرهم. وقرأ بنفسه على المشايخ كثيرا، وكان الشيخ أبو محمد المقرئ يعزه ويقريه كثيرا ورباه أحسن تربية، ووهب له كثيرا من الكتب والأصول التي قرأها عليه، وكانت همته إليه مصروفة، فعادت بركته عليه فعمر عهدا طويلا وانتشرت عنه الرواية، ورحل اليه طلاب العلم من الأقطار، لقراءة القرآن عليه والحديث والأدب وتفرد بأكثر مروياته، وكان يروي كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر، ويكتب خطا مليحا. ولما مات شيخه أبو محمد قام مقامه في مسجده وأم الناس فيه أياما، وله نيف وعشرون سنة، ثم انه سافر عن بغداد في سنة ثلاث وأربعين، ودخل همذان، وأقام بها سنين يتفقه على مذهب أبي حنيفة على سعد الرازي بمدرسة السلطان طغرل،

ثم ان والده حج في سنة أربع وأربعين فمات في الطريق، فلما بلغه خبره عاد الى بغداد وأقام بها مديدة. ثم توجه الى الشام واتصل بالملك عز الدين فرخ شاه بن أيوب، أخي صلاح الدين ملك الشام ومصر، ونال منه منزلة رفيعة واستوزره، فلما توفي فرخ شاه اتصل بأخيه تقي الدين عمر صاحب حماه، واختص به ودخل ديار مصر ورأى من الجاه والتعظيم ما لم يره أحد، وكثرت أمواله، ثم انه سكن في آخر عمره بدمشق الى حين وفاته، وكان الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق يقرأ عليه الأدب ويقصده في منزله، ويعظمه ويبجله. رحلت اليه قاصدا من مكة، وكنت بها مجاورا، وقرأت عليه كثيرا من الحديث والأدب، وكان يواصلني بما أنفقه، ويجلس لي خاليا للقراءة عليه (98- ظ) وكانت هذه عادته في اكرام الغرباء، وما رأيت شيخا أكمل منه فضلا، ولا أتم منه عقلا ونبلا، وثقة وصدقا وتحقيقا وتثبيتا ورزانة، مع دماثة أخلاقه، ولطف عشرته، وكرم تواضعه، وطيب مجالسته، وحسن نشواره «1» ، وكان مهيبا وقورا أشبه بالوزراء من العلماء لجلالته وعلو منزلته عند الملوك والأعيان وسائر الناس، وكان أعلم أهل زمانه بالنحو، وأظنه كان يحفظ كتاب سيبويه، لأني ما دخلت عليه قط إلّا وهو في يده يطالعه، وكانت له به نسخة في مجلدة واحدة بخط الدقاق النحوي دقيقة الخط، فكان يراها بلا كلفة وقد بلغ التسعين، وكان قد متعه الله بسمعه وبصره وقوته، وكان مليح الصورة طريفا اذا تكلم ازداد حلاوة، وله النظم والنثر المليح والبلاغة الكاملة «2» . توفي شيخنا أبو اليمن الكندي في ضحوة نهار الاثنين سادس شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة، ووصل الينا الخبر بذلك في ذي القعدة من السنة الى حلب، ثم أخبرني بوفاته جماعة على ما ذكرته. ودفن بجبل قاسيون.

زيد بن حصن الطائي:

سمعت أبا «1» الحسين بن ابراهيم الإربلي بدمشق يقول لي عشية ليلة الاثنين الرابعة من شهر ربيع الآخر من سنة احدى وأربعين وستمائة قال: رأيت ليلة الأحد الثالثة من الشهر المذكور الشيخ تاج الدين أبا اليمن الكندي وهو على أحسن هيئة، وقد جاءه انسان يطلب منه الدعاء لولده (99- و) فقال قائل: وأين بلدك؟ فقال: في بلد الروم فاستدار الشيخ رحمه الله تعالى جهة الشمال ودعا لولد ذلك ذلك الانسان، فقال قائل: أفلح جميع من في بلد الروم بدعاء الشيخ، وكان هذا بعد أن طرق التتار بلاد الروم، فوقع الصلح وسكنت البلاد بعد ذلك ببلاد الروم. زيد بن حصن الطائي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وله ذكر. ذكر المدائني في كتاب صفين أنه شهدها مع علي، وقيل إنّه أمّره على طيء. زيد بن الحواري البصري: أبو الحواري العمّي القاضي، ويقال انه مولى زياد بن سمية، وقيل ان مولى زياد غيره. روى عن أنس بن مالك، وأبي الصديق الناجي، والحسن البصري، ومعاوية ابن قرة وأبي العالية الرياحي ويزيد بن أبان وسعيد بن المسيب، وقتادة، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وجعفر بن زيد العبدي وأبي وائل شقيق بن سلمة، وعبد الله بن عبد الأعلى. روى عنه سفيان الثوري وسليمان بن مهران الأعمش، وشعبة ومسعر بن كدام، ووكيع بن محرز بن وكيع النبال، وأبو اسحاق السبيعي، ومحمد بن الفضل بن عطية، وسلام بن سليم الطويل، وأبو اسحاق الفزاري، وأيوب بن موسى المكي، وعمارة بن أبي حفصة، ومطرف بن طريف وعمران بن زيد، وموسى بن عبد الله الجهني، ويحيى بن العلاء الرازي، وهشيم بن بن بشير، ونوح بن أبي مريم وابناه عبد الرحيم وعبد الرحمن (99- ظ) ابنا زيد.

وولي القضاء بهراة، ووفد على سليمان بن عبد الملك وشهد وفاته بمرج دابق وقيل انه وفد على هشام بن عبد الملك بالرصافة وشهد وفاته أيضا وعرف بالعمّي، لأنه كان اذا سئل عن شيء قال: حتى أسأل عمي، فلقب بالعمي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح الأسدي قال: حدثنا خلاد بن يحيى عن مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي- أراه عن أبي سعيد الخدري- أن رجلا ضرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في شراب بنعلين. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن صصرى بدمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي الخشاب قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد قال: أخبرنا أبو المعمر الأملوكي قال: حدثنا أبو القاسم اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الحلبي قال: حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري قال: حدثنا عبد الله بن عمران قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشى لأخيه المسلم في حاجة، كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ومحا عنه بكل خطوة سبعين سيئة منذ يبتدئ في الحاج الى أن تقضى، فان قضيت الحاجة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فان مات قبل ذلك (00- و) دخل الجنة. «1» . قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بحلب قلت له: أخبركم أبو الفضل بن بنيمان- في كتابه- قال: أخبرنا جدي لأمي أبو العلاء حمد بن نصر الحافظ قال: حدثنا علي بن أبي الفتح الحاجي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حامد قال: حدثنا خالد بن محمد قال: حدثنا سهل بن شاذويه قال: حدثنا نصر بن الحسين قال: حدثنا عيسى بن موسى عن محمد عن زيد العمّي قال: وفدت الى

هشام بن عبد الملك فشهدت وفاته ودفنه قال: فسمعت عبد الله بن عبد الأعلى النوفلي يتمثل بهذه الأبيات وهي: وما سالم عما قليل بسالم ... ولو كثرت حراسه وكتائبه ومن بك ذاباب شديد وصاحب ... فعما قليل يهجر الباب صاحبه ويصبح مسرورا به كل شامت ... وأسلمه أحبابه وحبائبه فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه وقد روى ابن الأعرابي هذه القصة لزياد الأعجم، وقد ذكرناها في ترجمته، «1» ورواها غيره عن أبي زيد الأعمى. ويروى أن زيدا العمي سمع باكية تنشد هذه الأبيات عند دفن سليمان بن عبد الملك. أخبرنا بذلك أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- عن أبي الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي قال: حدثنا نصر بن ابراهيم- إملاء- قال: قرأت على أبي سعيد عبد الكريم بن علي القزويني عن أبي أسامة محمد بن أحمد المنقري قال: حدثنا الحسن بن رشيق (100- ظ) قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشران الرازي قال: حدثنا يريد بن سنان قال: حدثني عمرو ابن الحصين قال: حدثني يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا زيد العمّي قال: شهدت سليمان بن عبد الملك فلما فرغوا من دفنه سمعت باكية تقول: وما سالم عما قليل بسالم ... ولو كثرت أحراسه وكتائبه ومن يك ذاباب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب صاحبه ويصبح بعد الحجب للناس مقصيا ... رهينة بيت لم تسد جوانبه فما كان إلّا الدفن حتى تفرقت ... الى غيره أجناده ومواكبه وأصبح مسرورا به كل كاشح ... وأسلمه أحبابه وأقاربه فنفسك فاكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال: أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي- ونقلته من خطه- قال: أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الأسفراييني قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد العزيز الجرجاني والقاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله السعدي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الجرجرائي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج المهري بمصر ومحمد بن عبيد الأزدي بعكا قالا: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا عمرو بن الحصين قال: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا زيد العمّي قال: شهدت جنازة سليمان بن عبد الملك، فسمعت كاتبة «1» (101- و) تقول: وما سالم عما قليل بسالم ... ولو كثرت أحراسه وكتائبه ومن يك ذا باب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه ويصبح بعد الحجب للباس موبقا ... رهينة بيت لم تسترّ جوانبه فما كان إلّا الدفن حتى تفرقت ... الى غيره أجناده ومواكبه وأصبح مسرورا به كل كاشح ... وأسلمه أحبابه وأقاربه فنفسك فأكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه أنبأنا زيد الحسن عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن رباح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة: زيد العمي. وقال أبو البركات الأنماطي: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو أمية الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: قال يحيى أبو الحواري زيد العي، وقال في موضع آخر: زيد العمي صالح عن ابن المبارك.

أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا عبد الله بن عدي قال: حدثنا ابن العراد قال: حدثنا يعقوب بن شيبة قال: حدثني محمد اسماعيل (101- ظ) عن أبي داوود قال: سمعت يحيى بن معين يقول: زيد العمي هو زيد بن الحواري، أبو الحواري. وقال: أخبرنا ابن عدي قال: سمعت أبا يعلى يقول سئل يحيى بن معين- وهو حاضر- عن زيد العمي، فضعفه. وقال: أخبرنا ابن عدي حدثنا ابن العراد قال: حدثنا يعقوب بن شيبة قال: حدثني عبد الله بن شعيب قال: قرأ على يحيى بن معين: زيد العمي، فضعفه «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو بكر وجيه ابن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى شعبة عن زيد بن الحواري، وهو زيد العمي، قيل ليحيى: زيد العمي هو زيد أبو الحواري؟ فقال: ما أشبه أن تكون هذه كنيته، ثم قال في موضع آخر: سمعت يحيى يقول: زيد بن الحواري، هو زيد أبو الحواري، وهو زيد العمّي. أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل بن يوسف الطالقاني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر بن محمد قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري- إجازة منهم- قالوا: أخبرنا الحاكم أبو عبد اله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس (102- و) محمد بن يعقوب قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: زيد العمي؟

قال: صالح روى عنه الثوري وشعبة، وهو فوق يزيد الرقاشي، وفضل بن عيسى، وقد جرحه يحيى بن معين وغيره. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكير أبو بكر البخاري المقرئ قال: أخبرنا أبو عمرو عثمان ابن أحمد بن سمعان الرزاز قال: حدثنا الهيثم بن خلف بن محمد الدوري قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: سمعت حسين الجعفي يقول: زيد العمي أبو الحواري. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا الاسماعيلي قال: أخبرنا السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال: حدثنا ابن أبي عصية قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت علي بن المديني يقول: زيد العمي، زيد بن الحواري، وهو أبو الحواري. وقال: أخبرنا ابن عدي قال: سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: زيد العمي متماسك. «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: في الطبقة الثالثة من أهل البصرة زيد الحواري العمي، ويكنى أبا الحواري، وكان ضعيفا في الحديث «2» .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: حدثنا العباس- يعني- الدوري قال: سمعت يحيى يقول: أبو الحواري مولى لولد زياد بن أبي سفيان «1» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري عن أنس ومعاوية بن قرة وأبي الصديق، روى عنه الثوري وشعبة «2» . أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن ابن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحواري زيد بن الحواري العمي عن أنس، ومعاوية بن قرة، روى عنه هشيم وشعبة «3» .

أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: وزيد بن الحواري وهو العمي، روى عنه الأعمش (104- و) قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو الحواري زيد بن الحواري عن أبي الصديق. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليمان بن أيوب قال: حدثنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد ابن إياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي قال: زيد العمي هو ابن الحواري أبو الحواري. أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير قال: أخبرنا أبو الفضل محمد ابن ناصر السلامي- اجازة- عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي قال: أبو الحواري زيد بن الحواري بصري. قرأت على أبي محمد بن رواج الاسكندراني قلت له: أخبركم أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسوي قال: زيد العمي ضعيف «1» . أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم الخطيب عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال (104- ظ) : أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري، قاضي هراة، روى عن أنس مرسل، وعن معاوية بن قرّة، روى عنه الأعمش ومسعر والثوري وشعبة، وموسى الجهني، سمعت أبي يقول ذلك.

ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: زيد العمي لا شيء. وقال: سمعت أبي يقول: زيد العمي ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، وكان شعبة لا يحمد حفظه. وقال: سمعت أبا زرعة يقول: زيد العمي ليس يقوي، واهي الحديث ضعيف. وقال: حدثنا أبو الفضل الهروي محمد بن الحسين قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الهروي قال: سمعت أبي يقول: قال علي بن مصعب: سمي زيد العمي لأنه كلما سئل عن شيء، قال: حتى أسأل عمي «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام- اذنا- عن الحافظ أبي العلاء الحسن ابن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه الحافظ قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال: أبو الحواري زيد بن الحواري العمي البصري عن أنس بن مالك، روى عنه هشام بن حسان والثوري وشعبة. أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب بن البناء عن أبي الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: وزيد بن الحواري العمي يروي عن أنس بن مالك والحسن ومعاوية بن قرة وغيرهم (105- و) . روى عنه الأعمش وابناه: عبد الرحمن وعبد الرحيم ابنا زيد، وأبو اسحاق السبيعي ومحمد بن الفضل بن عطية، وسلام الطويل وغيرهم. كتب الينا أبو محمد عبد البر بن أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: زيد بن الحواري العمي، بصري ثم ذكر له أحاديث لا يتابع عليها وقال: ولزيد العمي غير ما ذكرت أحاديث كثيرة فبعضها يرويها عنه قوم ضعفاء مثل سلام الطويل، ومحمد بن الفضل ابن عطية، وابنه عبد الرحيم وغيرهم فيكون البلاء منهم لا منه، وهو في جملة

الضعفاء، ويكتب حديثه على ضعفه، وقد حدث عنه شعبة والثوري على أن ما يرويه عنه الضعفاء هو وهم، على أن شعبة لم يرو عن أضعف منه «1» . أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد تاج الأمناء- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي ابن المظفر بن الحسن بن زعبل البغدادية بنيسابور قالت: أخبرنا عبد القادر بن محمد ابن عبد الغافر الفارسي قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: قال أبو العباس الحسن بن سفيان: عبد الوهاب بن عطاء ثقة، وزيد العمي ثقة، وعبد الرحيم ابنه لين، وقال أبو عبد الله محمد بن ابراهيم الأصبهاني الكتاني: قلت: لأبي حاتم: ما تقول في (105- ظ) زيد العمي؟ قال: كان شعبة يحدث عنه ويبخسه قليلا. أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن المظفر قال: أخبرنا يوسف بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا زياد بن أيوب قال: حدثنا علي بن محمد قال: سمعت وكيع يقول: حديث زيد العمي عن أبي الصديق الناجي ليس بشيء. قال: وأخبرنا محمد بن عمرو قال: حدثني جعفر بن أحمد قال: حدثنا محمد ابن ادريس عن كتاب أبي الوليد بن أبي الجارود عن يحيى بن معين قال: زيد العمي وأبو الصديق الناجي يكتب حديثهما، وهما ضعيفان «2» . أنبأنا أبو الحسن بن المقير عن الفضل بن سهل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي- اذنا- قال: أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال: حدثنا الحسين بن ادريس قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: زيد العمي ضعيف إلّا أنه قد روي عنه وهو ضعيف. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا

أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى قال: أخبرنا محمد بن علي بن علي الدجاجي، وعلي بن محمد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني، ح. قال الحافظ: وأخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز قال: أحمد بن محمد بن غالب قال: هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من المتروكين (106- و) عبد الرحيم بن زيد العمي بصري، زاد ابن بطريق: ضعيف، وقالا عن أبيه: وأبوه صالح، زاد ابن بطريق: الحديث. وقال الحافظ: أخبرنا أبو محمد الأنطاكي- شفاها- قال: حدثنا عبد العزيز ابن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر قال: أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد قال: أخبرنا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار قال: حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي قال: عبد الرحيم بن زيد العمي غير ثقة، وأبوه زيد العمي متماسك «1» . أنبأنا القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي قال: أنبأنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: وأما الحواري- بحاء مهملة فذكرهم- وقال: وزيد بن الحواري العمي، يروى عن أنس والحسن ومعاوية بن قرة وغيرهم. روى عنه الأعمش والسبيعي ومحمد بن الفضل بن عطية، وسلام الطويل وغيرهم. وقال ابن ماكولا: أبو الحواري مولى زياد بن أبي سفيان، روى عن أنس بن مالك، روى عنه المنهال بن بحر» . هكذا ذكر ابن ماكولا وفرق بينهما. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته

زيد بن شجاع:

عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: زيد بن الحواري، أبو الحواري العمي البصري، يقال انه مولى زياد بن أبيه، روى عن أنس بن مالك وأبي الصديق الناجي، ومعاوية بن قرة، ويزيد بن أبان الرقاشي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية الرياحي، وسعيد بن المسيب، ونافع مولى ابن عمر، وشقيق ابن سلمة، وجعفر بن زيد العبدي. روى (106- ظ) عنه الأعمش، ومسعر بن كدام، وشعبة والثوري، وأيوب ابن موسى المكي، ووكيع بن محرز بن وكيع النبال، وسلام بن سليم الطويل، وأبو اسحاق الفزاري، ومحمد بن الفضل بن عطية، وعمارة بن أبي حفصة، ومطرّف بن طريف، ويحيى بن العلاء الرازي، وموسى بن عبد الله الجهني، وهشيم بن بشير، وعمران بن زيد، وابنه عبد الرحيم بن زيد بن الحواري. ووفد على سليمان بن عبد الملك، وشهد وفاته بمرج دابق، وكان قاضيا بهراة في ولاية قتيبة بن مسلم. وقال الحافظ أبو القاسم: وفرق ابن ماكولا بينه وبين أبي الحواري مولى زياد ابن أبي سفيان، وقال: روى عن أنس بن مالك، روى عنه المنهال بن بحر، وجمع بينهما أبو بشر- يعني- الدولابي، وعندي انهما واحد، والله أعلم. «1» زيد بن شجاع: أبو أحمد الحموي القاضي، حدث بشيء من حديثه، وكان من أهل حماة، روى عنه أبو القاسم الحسين بن ابراهيم بن هبة الله بن مسلمة التنوخي الدمشقي. زيد بن عبد الواحد: ابن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد، أبو نصر بن أبي الهيثم ابن أبي محمد بن أبي الحسن بن أبي بكر بن أبي الحسن التنوخي المعري، ابن أخي أبي العلاء، وتمام نسبه ذكرناه في ترجمة عمه أبي العلاء، وكان أبوه شاعرا، وابنه شاكر بن زيد شاعرا، وله ذكر وفضيلة، والظاهر أنه كان يقول الشعر، فإن أباه أبا

زيد بن عتاهية الفقيمي:

الهيثم توفي فكفله عمه، وقرأ على عمه، وتخرج به، وجمع له عنه شعر أبيه أبي الهيثم، وكان أبو العلاء ينشده شعر والده. أنشدني أبو اسحاق ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان قال: أنشدني أبي شاكر قال: أنشدني جدي أبو المجد قال: سمعت الشيخ أبا العلاء ينشد (107- و) زيد بن عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان من شعر والده، أخيه أبي الهيثم، وكان جمع له شعر والده- أخيه- وكان أخوه مرّ على سياث، وهي قرية الى جانب معرة النعمان خراب، فوجد بها رجلا يهدم أبنية بها ويستخرج منها حجارة فكتب على حائط من حيطانها بمعول: مررت بربع في سياث فراعني ... به زجل تحت المعاول تناولها عبل الذراع كأنما ... جنى الدهر فيما بينهم حرب وائل أمتلفها شلت يمينك خلها ... لمعتبر أو زائر أو مسائل منازل قوم حدثتنا حديثهم فلم ... أر أحلى من حديث المنازل قرأت بخط بعض المعريين على ظهر كتاب: ولد الشيخ أبو نصر زيد بن عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة اثنتين وأربعمائة، فيكون عمره أربعا وأربعين سنة. زيد بن عتاهية الفقيمي: شاعر كان مع علي رضي الله عنه بصفين، فانهزم عنها. قال ابن الكلبي: لما عظم البلاء بصفين انهزم زيد بن عتاهية الفقيمي، وكان قد قدم على علي رضي الله عنه وأرضاه، وسمع أنه يعطي أصحابه كل رجل خمسمائة درهم من بيت مال البصرة، فلما قدم على أهله قالت له ابنته: أين خمس المائة؟ قال: ان أباك فرّ يوم صفين ... لما رأى عكا والأشعريين (107- ظ) وقيس عيلان الهوازنيين ... وذا الكلاع سيد اليمانيين وحابسا يستنّ في الطائيين ... قال لنفس السوء: هل تقرين

زيد بن عدي بن حاتم:

لا خمس إلّا جندل الآخرين ... والخمس قد جشّمك الأمرين زيد بن عدي بن حاتم: الجواد بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم ابن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيءّ الطائي، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقيل انه أمرّه على طيء، ثم انه تحول بعد ذلك الى معاوية، له ذكر. وذكره المدائني. ويروى لزيد شعر قرأته في كتاب صفين، من نسخة قديمة لم أظفر باسم جامعها، قال في اليوم السادس من صفين: واختلط القوم فحمل رجل من بني حنظلة، ثم أحد بني يربوع على حابس بن سعد فقتله، وقال بعضهم: بل قتله زهرة بن حوية السعدي وهو الذي قتل رستم يوم القادسية، وأدرك صفين شيخا كبيرا، فمرّ زيد بن عدي ابن حاتم بحابس قتيلا مسلوبا، فقال: من قتل هذا، وهو ابن عمه لحاّ، فقال من قتل هذا، عدو الله، قال الحنظلي: الله قتله ثم أنا، فعلاه زيد بالسيف في العجاجة فقتله، ولحق بمعاوية، ففرح به وقربه، ثم ندم على فعله فقال في ذلك: تطاول ليلي لاعتراك الوساوس ... وبيعي الهدى بالنرهات البسابس وتركي عديا في جماعة مذحج ... وقتلي أخا مرّ بمصرع حابس (108- و) أنفت له لما رأيت سلاحه ... يبز فيا لهفا لسوءة تاعس فيا ليت شعري هل لي اليوم توبة ... أنا صح فيها الله لست بآيس فإن تطمعوني أرجع اليوم تائبا ... والا ففي الاصرار احدى الدهارس «1» قال: فأجابه أبوه عدي بهذه الأبيات، وبعث بها اليه وهي: أيا زيد قد عصبتني بعصابة ... وما كنت للثوب المدنس لابسا

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب:

فليتك لم تخلق وليتك لم تكن ... وليتك إذ قد كنت لم تلق حابسا الآن إذ أحيى عدي بن حاتم ... أباه وأمسى بالعراقين رائسا وحامت عليه طيء ابنة مذحج ... وأصبحت الأعداء فينا فرائسا نكصت على العقبين يا زيد ردة ... فأصبحت قد جدعت منا المعاطسا قتلت امرأ من خير حي بحابس ... وأصبحت مما كنت آمل آيسا «1» فلما انتهت هذه الأبيات الى زيد من أبيه قال: لا أرى لي مقاما مع معاوية ولا طاقة لي فلحق بالجبلين من طيء. زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب: أبو الحسين القرشي الهاشمي العلوي الحسيني المدني وإليه تنسب الزيدية نسبا ومذهبا «2» . روى عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، وأخيه محمد بن علي الباقر، وأبان بن عثمان بن عفان، وعروة بن الزبير. روى عنه ابن أخيه جعفر بن محمد الصادق، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش، وسعيد بن منصور المشرقي الكوفي، وهاشم بن البرند، وبسام الصيرفي وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الحميد بن الحارث، وعبد الله بن مروان (108- ظ) وأبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، ومحمد بن سالم، وأبو بسطام شعبة بن الحجاج، وآدم بن عبد الله الخثعمي، وأبو سلمة راشد بن سعد الصائغ الكوفي، وأبو اسماعيل كثير النواء وسوار بن مصعب وعبيد بن أصطفى، وأبو الزناد موج بن علي، والأجلح بن عبد الله والسّدي، ومولاه سالم مولى زيد بن علي.

وكان قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك، ومعه محمد بن عمر بن علي يخاصم الحسن بن الحسن بن علي في صدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوصلت كتب يوسف بن عمر الى هشام بأن يزيد بن خالد القسري ادعى مالا قبل زيد بن علي، ومحمد بن عمر، وداود بن علي بن عبد الله بن العباس، وابراهيم بن سعد بن عبد الرحمن، وقيل سعد بن ابراهيم والد ابراهيم بن سعد الزهري، وأيوب بن سلمة بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، وكان زيد بن علي بالرصافة إذ ذاك. وقيل إن هشاما أحضره من المدينة بسبب كتاب يوسف بن عمر فجفا هشام عليه وتجهمه، فكان ذلك سببا لخروج زيد بالكوفة، وطلبه الخلافة، فقتله يوسف ابن عمر وصلبه وسير برأسه الى هشام بن عبد الملك، وقد ذكرنا قصة دخوله الرصافة في ترجمة ابراهيم بن سعد من هذا الكتاب «1» . (109- و) أخبرنا ثابت بن مشرف بن أبي سعد البناء بحلب، وأبو محمد الحسن بن المبارك بن محمد بن يحيى الزبيدي البغدادي بمكة قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن محمد البغوي قال: حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى قال: حدثنا سوار بن مصعب عن زيد بن علي عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القلس حدث «2» . أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن الحسن بن محمد بن (109- ظ) القاسم قدم علينا قال: حدثنا علي بن محمد بن عامر النهاوندي- وأنا سألته-

قال: حدثنا أحمد بن حيان الرقي بمصر قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم قال: حدثني نصر بن مزاحم عن شريك بن عبد الله النخعي قال: حدثنا مخارق عن طارق بن شهاب عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر يوما الى زيد بن حارثة وبكى وقال: المظلوم من أهل بيتي سميّ هذا، والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سميّ هذا، وأشار الى زيد بن حارثة ثم قال: أدن مني يا زيد زادك الله حبا عندي، فإنك سميّ الحبيب من ولدي زيد «1» . أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا محمد بن الحسين القطان قال: أخبرنا جعفر الخلدي قال: حدثنا قاسم بن محمد الدلال قال: حدثنا ابراهيم بن الحسن التغلبي قال: حدثنا شعيب بن راشد عن محمد بن سالم عن جعفر أنه ذكر زيدا فقال: رحم الله عمي كان والله سيدا، لا والله ما ترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله. وقال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ابن ميمون- في كتابه- قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عبيد الله بن بره قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر بن النحاس البيملي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الاشناني قال: حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الاسدي (110- و) قال: أخبرنا عمرو بن القاسم قال: دخلت على جعفر بن محمد وعنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرؤون من عمك زيد، قال: يبرؤون من عمي زيد؟ قلت: نعم، قال: برئ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم والله ما ترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله «2» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا أبو شعيب

عبد الرحمن بن محمد، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن ابن رشيق قال: أخبرنا أبو بشر الدولابي قال: حدثني أبو داوود وهو السجستاني قال: حدثنا اسماعيل بن بهرام قال: حدثني رجل أن زيد بن علي ولد سنة ثمان وسبعين. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: فولد علي الأصغر بن حسين بن علي: عمر، وزيد المقتول بالكوفة، وقتله يوسف بن عمر الثقفي في خلافة هشام بن عبد الملك، وصلبه، وعلي بن علي وخديجة، وأمهم أم ولد «1» . قال: وأخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا سليمان قال: حدثنا حارث قال: حدثنا محمد قال في الطبقة الثالثة: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب (110- ظ) ابن عبد المطلب، وأمه أم ولد، وقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة، ويقال اثنتين وعشرين ومائة، وكان له يوم قتل اثنان وأربعون سنة، وسمع زيد بن علي من أبيه، وروى عن زيد عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وروى عنه بسام الصيرفي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهما «2» . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، عن أبيه عن جده، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث، ويقال كنيته أبو الحسين، أخو محمد بن علي، وحسين بن علي، قتل سنة ثنتين وعشرين ومائة «3» .

أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور قال: أخبرنا أبو سعيد بن حمدون قال: أخبرنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث والأجلح «1» . وقال أبو القاسم: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني- شفاها- قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا علي بن الحسين الربعي ورشاء بن نظيف (111- و) قالا: أخبرنا محمد بن ابراهيم بن محمد قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داوود قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال: زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، وهو الذي صلب رحمة الله عليه. وقال أبو القاسم: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا تمام بن محمد قال: أخبرنا أبو الميمون- إجازة- قال: حدثنا أبو زرعة قال في ذكر الأخوة من ولد علي بن الحسين قال: وزيد بن علي بن الحسين المقتول في خلافة هشام، يحدث عنه عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة «2» . أخبرنا أبو البركات سعيد بن هاشم- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أنبأنا مسعود بن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، روى عن أبيه، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث سمعت أبي يقول ذلك. قال ابن أبي حاتم: روى عنه جعفر بن محمد «3» . أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو

طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن حماد قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي الفضل محمد بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا (111- ظ) الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب قال: أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد النيسابوري قال: أبو الحسين زيد بن علي بن أبي طالب، وأمه فتاة، أخو محمد، وعمر وعبد الله، والحسين، سمع أباه، وعروة بن الزبير، روى عنه عبد الرحمن بن الحارث أبو الحارث، وأبو حجية الأجلح بن عبد الله الكندي. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الهاشمي، من أهل المدينة، وفد على هشام بن عبد الملك، فرأى منه جفوة، فكان ذلك سبب خروجه وطلب الخلافة، وخرج بالكوفة، فكان من أمره ما سنذكره. روى عن أبيه وأخيه، وأبان بن عثمان بن عفان، روى عنه جعفر بن محمد الصادق، وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، ومحمد بن مسلم الزهري، وسعيد بن منصور الشرقي الكوفي، وأبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، ومحمد بن سالم، وأبو سلمة راشد بن (112- و) سعد الصائغ الكوفي، وأبو الزناد موج بن علي، وعبيد بن أصطفى، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وبسام الصيرفي، والأجلح بن عبد الله، وشعبة بن الحجاج، وسالم مولى زيد بن علي.

وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمد الفابقاباذي الطوسي بطابران قال: أخبرنا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي- إملاء بنيسابور- قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن بشران ببغداد قال: أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال: حدثنا محمد بن جعفر الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا يونس بن أبي يعفور عن الزهري قال: كنت على باب هشام بن عبد الملك، قال: فخرج من عنده زيد بن علي وهو يقول: والله ما كره قوم الجهاد في سبيل الله إلّا ضربهم الله بالذل. وقال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد ابن عمار عن عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال: حدثني أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي السمسار في سنة ستين وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن عمر بن حفص الحافظ قال: حدثنا مسبّح بن حاتم العكلي قال: حدثنا عبد الجبار بن عبد الله عن عبد الأعلى بن عبد الله الشامي قال: لما قدم زيد ابن علي الى الشام كان حسن الخلق، حلو اللسان، فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فاشتد عليه (112- ظ) فشكا ذلك الى مولى له فقال له: ائذن للناس إذنا عاما، واحجب زيدا، ثم ائذن له في آخر الناس، فإذا دخل عليك فسلم فلا ترد عليه، ولا تأمره بالجلوس، فإذا رأى أهل الشام هذا سقط من أعينهم، ففعل فأذن للناس إذنا عاما، وحجب زيدا وأذن له في آخر الناس فدخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فلم يرد عليه، فقال: السلام عليك يا أحول إذ لم تر نفسك أهلا لهذا الاسم، فقال له هشام: أنت الطامع في الخلافة وأمك أمة؟ فقال: إن لكلامك جوابا، قال: وما جوابك؟ قال: لو كان في أم الولد تقصير لما بعث الله اسماعيل نبيا وأمه هاجر، فالخلافة أعظم أم النبوة؟ فأفحم هشام، فلما خرج قال لجلسائه: أنتم القائلون إن رجالات هاشم هلكت، والله ما هلك قوم هذا منهم، فرده وقال: يا زيد ما كانت أمك تصنع بالزوج ولها ابن مثلك؟ قال: أرادت آخر مثلي، قال: ارفع إلى حوائجك، فقال: أما وأنت الناظر في أمور المسلمين فلا حاجة لي، ثم قام فخرج، فأتبعه رسولا وقال: اسمع ما يقول: فتبعه فسمعه يقول: من أحب الحياة ذل، ثم أنشأ يقول:

مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا ... سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم ... وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم أن لا تحبونا (113- و) كل امرئ مولع في بغض صاحبه ... فنحن والله نقلوكم وتقلونا ثم حلف أن لا يلقى هشاما ولا يسأله صفراء ولا بيضاء فخرج في أربعة آلاف بالكوفة، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاما ورحلوا «1» عليه فقالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال: رحم الله أبا بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أين كنتم قبل اليوم؟ قالوا: ما نخرج معك أو تتبرأ منهما، قال: لا أفعل هما إماما عدل، فتفرقوا عنه، وبعث هشام إليه فقتلوه، فقال الموكل بخشبته: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقد وقف على الخشبة وقال: هكذا يصنعون بولدي من بعدي، يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله، سلبوك سلبهم الله، فخرج هذا في الناس، وكتب يوسف بن عمر الى هشام أن عجّل الى العراق فقد فتنهم، فكتب إليه: أحرقه بالنار، فأحرقه رحمة الله عليه. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا حارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: دخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض له هشام حاجة، وتجهمه وأسمعه كلاما شديدا. «2» قال عبد الله بن جعفر: فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد بن علي خرج (113- ظ) من عند هشام وهو يأخذ شاربه ويفتله ويقول: ما أحب الحياة أحد قط إلّا ذلّ، ثم مضى فكان وجهه الى الكوفة، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجه الى زيد بن علي من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه، ثم قتل وصلب.

قال سالم: فأخبرت هشاما بعد ذلك بما قال زيد يوم خرج من عنده فقال: ثكلتك أمك ألا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم وما كان يرضيه، إنما كانت خمسمائة ألف، فكان ذلك أهون مما صار إليه «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه اللاذقي- إجازة إن لم يكن سماعا- عن أبي الفتح نصر بن ابراهيم الزاهد عن أبي الحسن السمسار قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا يموت بن المزرع قال: حدثنا محمد بن حميد اليشكري قال: أخبرنا عمي معاذ بن أسد قال: أقرّ ابن لخالد بن عبد الله القسري على زيد بن علي، وداوود بن علي بن عبد الله بن العباس، وأيوب ابن سلمة المخزومي، ومحمد بن عمر بن علي، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنهم قد أزمعوا على خلع هشام بن عبد الملك، فقال هشام لزيد: قد بلغني كذا وكذا؟ قال: ليس كما بلغك يا أمير المؤمنين، قال: بلى قد صح عندي ذلك، قال: أحلف لك، فقال: وإن حلفت فأنت غير (114- و) مصدق فقال زيد: إن الله لم يرفع من قدر أحد أن يحلف له بالله فلا يصدّق، ولا وضع من قدر أحد أن يحلف بالله فلا يصدّق، فقال له هشام: أخرج عني، قال إذا لا تراني إلّا حيث تكره، فلما خرج من بين يدي هشام قال: من أحب الحياة ذلّ فقال له الحاجب: أبا الحسين لا يسمعن هذا منك أحد فقال محمد بن عمر: إن أبا الحسين لما رأى الأرض قد أطرقت جورا قبله «2» الأعوان وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب الميتات إليه، فخرج وهو يتمثل بهذين البيتين. إنّ المحلّم ما لم يرتقب حسدا ... أو يرهب السيف أو وخز القنا هتفا من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبا ... موتا على عجل أو عاش فانتصفا أخبرنا ابن طبرزد- أذنا- قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن

سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: قال عمي مصعب بن عبد الله: كان هشام بعث إليه فأخذ بمكة هو وداوود بن علي واتهمهما أن يكون عندهما مال لخالد بن عبد الله القسري حين عزل خالدا، فقال كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي حين أخذ داوود بن علي وزيد بن علي بمكة: يأمن الظبي والحمام ... ولا يأمن آل النبي عند المقام (114- ظ) طبت بيتا وطاب أهلك أهلا ... أهل بيت النبي والإسلام رحمة الله والسلام عليكم ... كلما قام قائم بسلام حفظوا خاتما وجروا رداء ... وأضاعوا قرابة الأرحام قال: ويقال أن زيدا بينما هو على باب هشام في خصومة عبد الله بن حسن في الصدقة، ورد كتاب يوسف بن عمر في زيد وداوود بن علي بن عبد الله بن العباس، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وأيوب بن سلمة، فحبس زيد وبعث الى أولئك فقدم بهم ثم حملهم الى يوسف بن عمر غير أيوب بن سلمة فإنه أطلقه لأنه من أخواله. قال: وبعث بزيد الى يوسف بن عمر بالكوفة فاستحلفه ما عنده لخالد وخلى سبيله، حتى إذا كان بالقادسية لحقته الشيعة وسألوه الرجوع معهم والخروج ففعل، ثم تفرقوا إلّا نفر يسير فنسبوا الى الزيدية، ونسب من تفرق عنه الى الرافضة. قال: يزعمون أنم سألوه عن أبي بكر وعمر فتولاهما فرفضه الرافضة، وثبت معه قوم فسموا الزيدية، فقتل زيد، وانهزم أصحابه، وفي ذلك يقول سلمة بن الحر ابن يوسف بن الحكم. رامتنا «1» جحاجح من قريش ... فأمسى ذكرهم كحديث أمس وكنا أسّ ملكهم قديما ... وما ملك يقوم بغير أسّ

ضمنا منهم نكالا وحربا ... ولكن لا محالة من تأسّ «1» (115- و) هكذا قال: في خصومة عبد الله بن حسن، وقد ذكرنا في ترجمة ابراهيم بن سعد أن زيدا كان يخاصم الحسن بن الحسن في الصدقة «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد اللاذقي- إجازة إن لم يكن سماعا- عن أبي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي عن أبي خازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا منير بن أحمد بن الحسن قال: أخبرنا علي بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي قال: حدثنا الوليد بن طلحة قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة قال: إنما كان سبب زيد بالعراق أنه- يعني يوسف بن عمر- سأل القسري وابنه عن ودائعهم، فقالوا لنا عند داوود بن علي وديعة، وعند زيد بن علي وديعة، فكتب بذلك الى هشام بن عبد الملك، فكتب هشام الى صاحب المدينة في إشخاص زيد بن علي، وكتب الى صاحب البلقاء في إشخاص داوود بن علي، فقدما على هشام، فأما داوود بن علي فحلف لهشام: انه لا وديعة لهم عندي فصدّقه، وأذن له بالرجوع الى أهله، وأما زيد بن علي فأبى أن يقبل منه وأنكر أن يكون لهما عنده شيء، فقال أقدم على يوسف، فقدم على يوسف فجمع بينه وبين يزيد وخالد فقال: إنما هو شيء تبردت به، مالي عنده شيء، فصدّقه وأجازه يوسف، وخرج يريد المدينة، فلحقه رجال من الشيعة فقالوا له: أرجع فإن لك عندنا الرجال والأموال. فرجع وبلغ ذلك يوسف. قال ضمرة (115- ظ) فسمعت مهلبا يقول: أمر يوسف بالصلاة جامعة فمن لم يحضر المسجد فقد حلت عليه العقوبة، قال: فاجتمع الناس وقالوا ننظر ما هذا الأمر، ثم نرجع، قال فاجتمع الناس فأمر بالأبواب فأخذ بها فبنى عليهم. قال: وأمر الخيل فجالت في أزّقة الكوفة، قال: فمكث الناس ثلاثة أيام وثلاث ليال في المسجد يؤتى الناس من منازلهم بالطعام يتناوبهم الشرط والحراس.

قال: فخرج زيد على تلك الحال فلم يلبث أن ترتفع الشمس حتى قتل من يومه، لم يخرج معه إلّا جميع، فأخذه رجل في بستان له وصرف الماء عن الساقية، وحفر له تحت الساقية ودفنه، وأجرى عليه الماء قال: وغلام له سندي في بستان له ينظر، فذهب الى يوسف فأخبره فبعث فاستخرجه ثم صلبه. قال ضمرة: فمن يومئذ سميت الرافضة، أتوا الى زيد فقالوا: سب أبا بكر وعمر نقوم معك وننصرك فأبى فرفضوا ذلك فسوا يومئذ روافض، فالزيدية لا تستحل الصلاة خلف الشيعة. قرأت على أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي قلت له: أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، فاقرّ به قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون قال: حدثنا عمر بن علي بن مالك قال: أخبرني محمد بن سليمان بن الحارث قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي قال: قال زيد بن علي: الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة، مرقت (116- و) الرافضة علينا كما مرقت الخوارج على عليّ عليه السلام. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت وأبو بكر محمد بن علي بن النضر الديباجي- فرقهما- قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أسباط قال: حدثنا كثير النواء أبو اسماعيل قال: سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فقال: تولّهما قال: قلت: كيف نقول فيمن تبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى يموت. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم النسائي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا

أبو الحسن الدارقطني قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال: حدثنا عباد بن الوليد قال: حدثنا الحسن بن عينيه، ح. قال العتيقي: وأخبرنا أبو بشر عيسى بن ابراهيم التستري بالبصرة قال: حدثنا أبو يوسف القلوسي قال: حدثنا محمد بن سعيد الباهلي، قالا: حدثنا علي ابن هاشم عن أبيه قال: سمعت زيد بن علي يقول: البراءة من أبي بكر وعمر، البراءة من علي، فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر «1» . أخبرنا أبو اليمن الكندي- إجازة- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور (116- ظ) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني قال: حدثنا أحمد بن مهران الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن بشر بن مروان- ببغداد- قال: حدثنا علي بن هاشم بن البرند عن أبيه عن زيد بن علي قال: البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان البراءة من علي، والبراءة من علي البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان. أنبأنا الكندي قال: أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء- إجازة إن لم يكن سماعا- عن أبي الحسين الأبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد بن الفضل عن محمد بن مخلد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خثيمة قال: حدثنا الحسن بن حماد قال: حدثنا المطلب بن زياد عن السدي قال: أتيت زيد بن علي، وهو في بارق، حي من أحياء الكوفة، فقلت: أنتم سادتنا، وأنتم ولاة أمرنا، ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال: تولّهما. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم النسائي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال: أخبرنا الدارقطني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل السوطي قال: حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحه قال: حدثنا حسين بن عيسى بن زيد عن أبيه قال: قال زيد

ابن علي: انطلقت الخوارج فبرئوا ممن دون أبي بكر وعمر ولم يستطيعوا أن يقولوا فيهما شيئا، وانطلقتم أنتم فطفرتم «1» فوق ذلك فبرئتم منهما فمن بقي، فو الله ما بقي أحدّ إلّا برئتم منه. أخبرنا أبو منصور (117- و) عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الفقيه بدمشق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن ابراهيم الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا علي بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال: حدثنا أبو أحمد بن عبدوس قال: قال: حدثنا هارون بن حاتم البزاز قال: حدثنا ابن فضيل عن عمار بن زريق عن هشام بن البرند عن زيد بن علي في قوله: «وسيجزي الله الشاكرين «2» » قال كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين. هكذا وقع، وهو من طغيان القلم والصواب: هاشم بن البرند. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالا: أخبرنا أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله ابن أبي علاثه قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا عمي اسماعيل بن اسحاق، ح. قال الحافظ وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله الصفار قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق، ح. قال: وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا ابن داود عن فضيل بن مرزوق قال: قال زيد بن علي بن الحسين بن علي: أما أنا فلو كنت بمكان

أبي حكمت- وقال الفراوي: لحكمت- بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك «1» . (117- ظ) أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالبيت المقدس- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن السّلفي قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن محمد بن عمر بن علكوية البقال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر المزكي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثني محمد بن القاسم بن زكريا قال: حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم قال: حدثنا أبي عن أبي خالد وهو عمر بن خالد قال: كان في خاتم زيد بن علي: اصبر تؤجر: اصدق تنج. أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد ابن أحمد بن عبد العزيز بن القاص قال: حدثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الجوهري رحمه الله قال: حدثنا أبو الحسن بن لولو الوراق قال: حدثنا حسين بن الحسن الأشقر قال: حدثنا صباح بن يحيى قال: سمعت زيد بن علي يقول: «فلما جن عليه الليل رأى كوكبا «2» » قال: الزهرة. أظنه سقط من الاسناد شيء. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد الربعي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن عبدوس نيسابوري قال: حدثنا قطن بن ابراهيم قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا خالد بن عبيد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: قال زيد بن علي: إني لأستحي من عظمته أن أفضي إليه بشيء استخفيه من غيره.

أخبرنا أحمد بن محمد- كتابة- قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو نصر بن رضوان قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيّويه قال: أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني الحسين بن عمر المازني قال: حدثني سعيد بن مقاتل الكوفي قال: كان زيد بن علي يقول: المروءة إنصاف من دونك والسمع الى من فوقك والجزاء بما أتي إليك من خير أو شر. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة- (118- و) عليه وأنا أسمع بدمشق- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي من لفظه بدمشق قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محمد البرتي قال: سمعت الحمامي يقول: قال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى: إن الله تعالى لم يرضك لي فأوصاك بي ورضيني لك فلم يوصني بك «1» . أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن ابراهيم، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا ابراهيم بن علي بن ابراهيم بن سيبخت قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني جعفر ابن علي العلوي قال: حدثني علي بن العباس الكوفي عن سعيد بن خثيم الهلالي قال: قال زيد بن علي بن الحسين: لو يعلم الناس ما في العرف من شرف ... لشرفوا العرف في الدنيا على الشرف وبادروا بالذي تحوي أكفّهم ... من الخطير ولو أشفوا على التلف أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين المصري- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- في

كتابه- قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال وخديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم (118- ظ) الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر بن الحسين بن بندار. وقالت خديجة: أخبرنا أبو القاسم الأذني قال: حدثني جدي علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا محمود بن محمد الأديب قال: حدثنا حبش قال: أخبرنا المدائني قال: لما رمي زيد بن علي بن حسين قال لابنه عيسى بن زيد: أبني إمّا أهلكنّ فلا تكن ... دنس الفعال مبيّض الأثواب واحذر مصاحبة اللنام فإنما ... يردي الكرام فسولة الأصحاب أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه عن أبي نعيم الحافظ قال: حدثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال: حدثنا الحسن بن علي المعمري قال: حدثني زكريا بن يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة قال: سمعت عمتي غزوة بنت زكريا بن أبي زائدة قالت: سمعت أبي يقول: لما حججت مررت بالمدينة، فقلت لو دخلت على زيد بن علي بن الحسين فسلمت عليه فدخلت عليه فسمعته يتمثل بأبيات وهو يقول: ومن يطلب المال الممنع بالقنا ... يعش ماجدا أو تخترمه المخارم متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميا تجتنبك المظالم وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذايال همدان ظالم «1» فخرجت من عنده فمضيت فقضيت حجي ثم انصرفت الى الكوفة فبلغني قدومه، فأتيته فسلمت عليه وسألته عما قدم له، فأخبرني بكتب من كتب إليه (119- و) يسأله القدوم عليه، فأشرت عليه بالانصراف فلحقه القوم فردوه «2» . أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء قالا: أخبرنا محمد بن أحمد بن المسلمة قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد

ابن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري قال: دخل زيد بن علي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار في يوم حار من باب السوق فرأى سعد بن ابراهيم في جماعة من القرشيين قد حان قيامهم، وقاموا فأشار إليهم، فقال لهم سعد بن ابراهيم: هذا زيد يشير إليكم فقوموا له، فقاموا فجاءهم فقال: أي قوم، أنتم أضعف من أهل الحرة؟ فقالوا: لا، فقال: فأنا أشهد أن يزيدا ليس شرا من هشام بن عبد الملك فما لكم؟ فقال سعد لأصحابه: مدة هذا قصيرة فلم يثبت أن خرج فقتل. قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني محمد بن يحيى عن عبد الكريم بن شعيب الحجبي قال: أقبل زيد بن علي بن حسين فدخل المسجد وفيه نفر من قريش قد لحقتهم الشمس في مجلسهم، فقاموا يريدون التحول فلما توسط زيد المسجد خاف أن يفوتوه فحصبهم فوقفوا، فقال لهم: أقتل يزيد بن معاوية حسين بن علي؟ قالوا: نعم، قال: ثم مات يزيد؟ قالوا: نعم، قال فكأن حياة ما بينهما لم تكن، قال: فعلم القوم أن زيدا يريد أمرا. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال (119- ظ) : أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا ابن ادريس عن القاسم بن معن قال: خرج أبو حصين- وفي نسخة أخرى أبو كبير- وهو يضرب بغله وهو يقول: الحمد لله الذي سار بي تحت رايات الهدى. قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد بن علي ينهاه عن الخروج. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى السعدي قال: حدثنا موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار قال: حدثنا محمد يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي قال: حدثنا الكديمي قال:

حدثنا عبد الله بن داوود عن أم داوود الوالشية قالت: مرّ زيد بن علي بن الحسين على حمار قد خولف بوجهه على شيوخ كندة، فقاموا إليه يبكون فقال: يا أخابث خليفة الله أسلمتموني للقتل ثم تبكون عليّ «1» . أنبأنا ابن طبرزد عن ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داوود الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني صدقة بن بشر قال: سمعت حسين بن زيد يمزح مع جعفر بن محمد فيقول له: خذلت شعيتك أبي حتى قتل، فقال له جعفر: إن أباك اشتهى البطيخ بالسكر. أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وكان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة وهو يومئذ ابن اثنتين وأربعين سنة وسمع زيد بن علي من أبيه، وروى عنه (120- و) . أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا عبد الباقي بن عبد الكريم قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: واختلفوا علينا في مقتل زيد بن علي، قال مصعب الزبيري: فبلغني عن الواقدي أنه قال: مثله كان مقتل زيد بن علي يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين ومائة وقتل وهو ابن اثنتين وأربعين سنة، وقال غيرهما: قتل في سنة اثنتين وعشرين ومائة. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقيّر عن أبي الفضل بن ناصر عن محمّد ابن عبد السلام بن محمد قال: أخبرنا علي بن محمد بن خزفة قال: حدثنا محمد ابن الحسين قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: أخبرنا مصعب قال: زيد بن علي قتل بالكوفة قتله يوسف بن عمر في زمن هشام بن عبد الملك، وقتل يوم الاثنين لليلتين

خلنا من صفر من سنة عشرين ومائة، وهو يوم قتل ابن ثنتين وأربعين سنة، وقد سمع زيد بن علي من أبيه، وروى عنه. أخبرنا عمر بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر ابن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب قال: وفي هذه السنة- يعني- سنة إحدى وعشرين ومائة قتل زيد ابن علي بن الحسين، دخل على هشام بن عبد الملك فكلمه في دين عليه ومعونة، فأبى أن يفعل ذلك وغلظ في (120- ظ) الجواب فخرج زيد وهو يقول: لا يحب الحياة أحد إلّا ذل، فقدم الكوفة، وخرج فقتل في صفر، وهرب يحيى بن زيد فلحق بخراسان، وكانوا صلبوا زيدا بالكناسة «1» ثم أحرقوه وذلك في ولاية يوسف بن عمر. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: زيد وعمر ابنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أمهما فتاة، زيد يكنى أبا الحسين قتل بالكوفة سنة إحدى وعشرين ومائة» . أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي محمد بن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا مكي بن محمد بن الغمر قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: وفيها- يعني سنة إحدى وعشرين ومائة- قتل زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة في صفر رحمة الله عليه، وهكذا قال الواقدي. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن

الحسن قال: قرأت في كتاب أظنه من تصنيف الصولي: وفي سنة إحدى وعشرين ومائة: قتل زيد بن علي بن الحسين في صفر بالكوفة وصلب في الكناس، وكان الذي ظفر به يوسف بن عمر، ثم أحرقه بالنار، وسمي زيد النار، وإنما سميت الرافضة ذلك اليوم «1» . أخبرنا أبو علي بن أحمد الصوفي (121- و) - فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة إحدى وعشرين ومائة، أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين، قتل بالكوفة في صفر، ويقال سنة اثنتين وعشرين في صفر، ولزيد اثنتان وأربعون سنة، أخبرني حسن عن أبيه عن جده عن الحسن بن يحيى بن الحسن ابن زيد بن مالك. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد قال: وقتل زيد بن علي سنة اثنتين أو احدى وعشرين ومائة. أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب أحمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو القاسم بن خنبقاء قال: حدثنا اسماعيل بن علي الخطبي قال: وقد كان زيد بن علي بن الحسين بن علي، وكنيته أبو الحسين، وأمه أم ولد يقال لها جيداء، ظهر الكوفة في خلافة هشام بن عبد الملك في سنة إحدى وعشرين ومائة، وقتل ليومين خلوا من صفر من سنة اثنتين وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة، وصلب بالكوفة، وفي تاريخ قتله خلاف ولم يزل مصلوبا الى سنة ست وعشرين ثم أنزل بعد أربع سنين من صلبه. قلت: والأكثرون (121- ظ) على أنه قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة، وقد

ذكر ذلك البخاري، ونقل عن سفيان بن عيينة أنه قتل سنة ثلاث وعشرين. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك- إجازة إن لم يكن سماعا- منهما أو من أحدهما- قال ابن السمرقندي: أخبرنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله، ح. وقال الأنماطي: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي بن سوار قالوا: أخبرنا الحسين بن علي بن عبيد الله قالا: أخبرنا محمد بن زيد بن علي قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة قال: حدثنا هارون بن حاتم قال: حدثنا رباح- يعني- بن خالد قال: سألت سفيان بن عيينة: متى مات الزهري؟ قال: سنة ثلاث وعشرين ومائة، وفيها قتل زيد بن علي. أخبرنا أبو اليمن- اذنا- قال: أخبرنا أبو غالب أحمد، وأبو عبد الله يحيى ابنا البناء- في كتابيهما- قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وقال محمد ابن الحسن: قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة في زمن هشام بن عبد الملك يوم الاثنين ليومين خلوا من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: قال الليث بن سعد: وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة قتل زيد بن علي الهاشمي. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: (122- و) أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: قال يحيى بن بكير

عن الليث قال: في سنة اثنتين وعشرين ومائة، قتل زيد بن علي الهاشمي وفيها قتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس «1» . وقال أخبرنا الحافظ: أنبأنا أبو سعد محمد بن محمد، وأبو علي الحسن بن أحمد، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله، ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو علي قالوا: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا هاشم بن محمد قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: ومات سلمة بن كهيل الحضرمي سنة اثنتين وعشرين ومائة أيام قتل زيد بن علي. وقال أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال: أخبرنا محمد بن علي بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثني أبو اليقظان عن جويرية بن أسماء وغيره أن زيد بن علي قدم على يوسف بن عمر الحيرة، فأجازه وأحسن إليه، ثم شخص الى المدينة فأتاه ناس من أهل الكوفة فقالوا له: ارجع فليس يوسف بشيء، ونحن نأخذ لك الكوفة فرجع فبايعه ناس كثير، فخرج وخرج معه ناس كثير، فاقتتلوا فقتل زيد فيها، يعني، سنة اثنتين وعشرين ومائة «2» . (122- ظ)

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ أبي القاسم علي ابن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي، وأبو الوحش المقرئ عنه قال: أخبرنا ابراهيم بن علي بن ابراهيم قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن بكران بن شاذان قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثني محمد بن سلام قال: حدثنا اسماعيل عن الحسن بن محمد بن معاوية البجلي قال: كان زيد بن علي حيث صلب يوجه وجهه ناحية الفرات فيصبح وقد دارت خشبته ناحية القبلة مرارا، وغدت العنكبوت حتى نسج على عورته، وقد كانوا صلبوه عريانا «1» . أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود بن الحسين الساوي على بركة الفيل بين مصر والقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قال: أخبرنا يوسف- يعني- ابن محمد الصوفي قال: أخبرنا ابن بشران قال: حدثنا الحسين بن صفوان قال: حدثنا ابن عبيد- يعني- أبا بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن ادريس قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن الفضل العتكي قال: حدثنا جرير بن حازم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم متساندا الى جذع زيد بن علي وهو مصلوب، وهو يقول للناس: هكذا تفعلون بولدي!. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل- اذنا- قال: أخبرنا أبو الفرج بن كليب قال: أخبرنا أبو علي بن نبهان قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر

زيد بن علي بن عبد الله الفارسي:

محمد بن الحسن مقسم المقرئ قال: حدثنا أبو العباس (12- و) أحمد بن يحيى ثعلب قال: وسمع هشام بن عبد الملك زيد بن علي يقول: ما أحب الحياة أحد قط إلا ذلّ، قال: فخافة منذ سمع ذلك منه، قال: وكان الحسين بن زيد بن علي يلقب ذا الدمعة، وذلك لكثرة بكائه، فقيل له في ذلك، فقال: وهل تركت النار والسهمان فيّ مضحكا، يريد السهمين اللذين أصابا زيد بن علي ويحيى بن زيد، وقتل بخراسان. أنبأنا زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: حدثنا جرير عن مغيرة قال: كنت أكثر الضحك فما قطعه عني إلا قتل زيد بن علي. زيد بن علي بن عبد الله الفارسي: أبو القاسم الفسوي النحوي اللغوي، كان فاضلا عالما عارفا بعلوم كثيرة، وشرح ايضاح أبي علي الفارسي وحماسة أبي تمام الطائي وأقرأ النحو بحلب، وروى بها الايضاح عن أبي الحسين بن أخت أبي علي الفارسي عن خاله أبي علي، قرأه عليه بحلب الشريف أبو البركات عمر بن ابراهيم بن محمد بن محمد الحسيني الزيدي الكوفي في سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وروى الحديث عن أبي الحسن بن أبي الحديد الدمشقي، وأحمد بن أبي الفضل السلمي وأبي عبيد نعيم بن مسعود الهروي، سمع منه القاضي أبو المفضل القرشي وعمر بن أبي الحسن الدهستاني، وأبو الحسن علي بن طاهر النحوي بدمشق، وأبو محمد (124- ظ) عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي بميافارقين. قرأت بخط عمر بن أبي الحسن الدهستاني الحافظ، في جزء ذكر فيه شيوخه الذين أخذ عنهم بدمشق على حروف المعجم، وأنبأنا به أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي عبد الله محمد بن حمزة بن محمد بن أبي الصقر عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي عن أبي الفتيان قال: أخبرنا زيد بن علي

ابن عبد الله الفسوي أبو القاسم الفارسي بدمشق قال: أخبرنا أحمد بن أبي الفضل السّلمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد قال: أخبرنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي الامام بدمشق، قال: حدثنا النجاحي بمكة، وهو يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة النصف ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر «1» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السّلفي قال: ذكر غيث بن علي الارمنازي الصوري، ونقلته من كتابه، ح. وأخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي، ح. قال أبو الحسن المقدسي: وأخبرنا أبو الحسين بن حمزة الموازيني- كتابة- قال: أجاز لنا غيث الارمنازي، ح. وأخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن قال: (125- و) أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن طاهر الاديب- زاد الحافظ أبو القاسم: بمقرى من عمل دمشق- ثم اتفقوا وقالوا: قال: أنشدني زيد بن علي. وقال السلفي: أبو القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي. وقالوا: لأبزون الفارسي: إلزم جفاءك في ولو فيه الضنا ... وارفع حديث البين عما بيننا فسموم هجرك في هواجره الأذى ... ونسيم وصلك في أصايله المنى مالي إذا مارمت عتبا رمت لي ... ذنبا جديدا من هناك ومن هنا مثن عليك وما استفاد رغيبة ... عجبا ومعتذر إليك وما جنى ليس التلون من أمارات الرضا ... لكن إذا مل الحبيب تلونا ما جر هذا الخطب غير تغرّبي ... لعن التغرّب ما أذل وأهونا

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن علي بن طاهر قال: سمعت من شيخنا في العربية أبي القاسم الفارسي النحوي غير مرة الانكار لصحة أحكام المنجمين واستسخاف عقل المصدق بها، وكان زيد اطلع على كل علم ومقالة، رحمه الله. وقال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: زيد بن علي بن عبد الله أبو القاسم الفسوي الفارسي النحوي اللغوي، سكن دمشق مدة، وأقرأ بها النحو واللغة وأملى بها شرح إيضاح أبي علي الفارسي وشرح الحماسة وحدث عن أبي الحسن بن أبي الحديد الدمشقي، وسمع منه جدي (125- ظ) القاضي أبو المفضل، وعمر بن أبي الحسن الدهستاني، وأبو الحسن بن طاهر النحوي «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال في ذكر أبي البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الحسيني: قرأ بحلب في سنة خمس وخمسين وأربعمائة على زيد بن علي الفارسي كتاب الايضاح لأبي علي، وكان يرويه عن أبي الحسين ابن أخت أبي علي الفارسي عن خاله أبي علي. أنبأنا أبو المحاسن بن البانياسي قال: أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال: قال لنا أبو محمد بن الأكفاني سنة سبع وستين وأربعمائة فيها: توفي أبو القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي بطرابلس، على ما بلغني في ذي الحجة، وكان فهما عالما بعلم اللغة والنحو «2» . وقع لي كتاب بخط بعض العلماء على السنين فذكر في سنة سبع وستين وأربعمائة قال: وفي هذه السنة توفي أبو القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي بطرابلس في ذي الحجة. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السّلفي- وأخبرنا به الحافظ أبو الحسن

زيد بن علي بن أبي خداش بن يزيد الاسدي الموصلي:

المقدسي في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر قال: ذكر غيث بن علي الأرمنازي الصوري- ونقلته من كتابه- قال: حدثني أبو محمد السميسر أنّ أبا القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي توفي بطرابلس في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة (126- و) . زيد بن علي بن أبي خداش بن يزيد الاسدي الموصلي: حدث عن المعافى بن عمران وعيسى بن يونس وغيرهما. روى عنه ابن أخيه عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، وقدم ملطية وتوفي بها. أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب الموصلي قال أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن أحمد بن صفوان قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعد بن محمد بن ادريس قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد اياس قال: حدثنا علي بن جابر الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد ابن أبي خداش قال: حدثنا عمي زيد قال: حدثنا المعافى عن أبي سعيد عن هاشم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قد رمى امرأته فتنزلت آية اللعان فأرسل الى الرجل فقال: ان الله قد أنزل فيك آية من كتابه أن تشهد أربع شهادات بالله أنك لمن الصادقين، فشهد وشهدت المرأة أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين، ثم أمر بها فأخذ بنيها وقال: ويحك إن كل شيء أهون من غضب الله تبارك وتعالى. «1» . وقال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس الأزدي قال: ومنهم- يعني من الطبقة الرابعة من أهل الموصل- زيد بن علي بن أبي خداش (126- ظ) بن يزيد الأسدي، روى عن المعافى بن عمران، وعيسى بن يونس، وأكثر عنهما، وروى عن غيرهما، وكان رجلا من أهل المعروف، ومن ذوي الثبات، وبلغني-

زيد بن عمرو بن نفيل:

أن المعافى كان يقول: ليس باب خير إلّا ولزيد فيه حظ، وكان من أصحاب المعافى وتوفي بملطية سنة سبع ومائتين. زيد بن عمرو بن نفيل: ابن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي، كان قد طلب دين ابراهيم صلى الله عليه وسلم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وترك عبادة الأوثان، وأكل ما ذبح على النصب، وترك الاستقسام بالأزلام «1» وخرج من مكة الى الشام، ثم أتى الموصل والجزيرة كلها، ثم عاد الى الشام وجال في بلادها جميعها، يسأل الأحبار والرهبان عن دين ابراهيم عليه السلام، ودخل حلب وعملها، وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل نبوته، ونها النبي صلى الله عليه وسلم عن الأصنام والذبح لها فامتنع عنها الى أن نبئ، حكى عنه صلى الله عليه وسلم وقال فيه يبعث أمة وحده «2» . وحكى عنه عبد الله بن عمر، وعامر بن ربيعة العنزي، وزيد بن حارثة، وحجير ابن أبي اهاب، وأسماء بنت أبي بكر الصديق. (127- و) . زيد بن محمد بن زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله: أبو عبد الله بن أبي منصور بن أبي طاهر الحسيني، النقيب بالموصل، ابن النقيب بها، ورد حلب مجازا رسولا من الموصل وهو من أكابر أهل الموصل وأعيانها (128- ظ) . زيد بن نصر بن تميم بن شجاع الحموي: أبو أحمد القاضي الفقيه الأديب الشافعي، من أهل حماة، ولي الحسبة بدمشق وبمصر، وحدث عن أبي محمد بن عبد الكريم بن حمزة السلمي، وأبي الحسن بن أبي الفضل السلمي روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وخرّج عنه حديثين في معجمه قال في أحدهما: أخبرنا الشيخ أبو أحمد الناظر. وقال في

زيد بن وهب أبو سليمان الجهني:

الآخر: وأخبرنا القاضي أبو أحمد، وشاهدت الترجمة بخط أبي المواهب في معجمه، وقال: توفي القاضي رحمه الله يوم الجمعة، ودفن بعد الصلاة للنصف من شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة بمقبرة باب الفراديس شهدت دفنه والصلاة عليه، ومات وقد جاوز السبعين، وكانت لديه فنون من العلوم الدينية والرياضية، وولي الحسبة بدمشق وبمصر بعدما افتتحها الترك، وكان فيها حاذقا حسن التدبير لها. رحمه الله وإيانا. زيد بن وهب أبو سليمان الجهني: أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوجه اليه فأدركته وفاته في الطريق، وشهد مع علي رضي الله عنه صفين، وروى عنه، وعن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود، وعن عبد الله بن بديل، وعمار بن ياسر. روى عنه حبيب بن أبي ثابت، ومنصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، ومالك ابن أعين، وأبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي المنصور، ويحيى بن مسلم، والحكم ابن عتيبة، وعدي بن ثابت. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي- في كتابه- قال: أخبرنا عبد (129- و) الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: زيد ابن وهب، أبو سليمان الهمداني الجهني، سمع عمر وعبد الله. روى عنه منصور والأعمش، وعدي بن ثابت، والحكم بن عتيبة. وقال أبو حفص بن علي: حدثنا عبد الله بن داوود عن يحيى بن مسلم عن زيد ابن وهب: رحلت الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقبض وأنا في الطريق «1» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله

قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: زيد بن وهب أبو سليمان الهمداني، ثم الجهني، جاهلي، قال: رحلت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وأنا في الطريق روى عن عمر وعلي وابن مسعود روى عنه حبيب بن أبي ثابت، ومنصور والأعمش سمعت أبي يقول ذلك. وقال: أخبرنا ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: حدثنا عمرو بن خالد- يعني- الحراني قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الأعمش قال: كنت اذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعت من الذي يحدثك عنه. ذكره أبي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال: زيد بن وهب ثقة «1» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- في كتابه الينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد (129- ظ) الأشيري قال أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز قال أخبرنا أبو عمر بن عبد البر النمري قال زيد بن وهب الجهني أدرك الجاهلية يكنى أبا سليمان وكان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحل إليه طائفة من قومه فتلقته وفاته في الطريق وهو معدود في كبار التابعين «2» . أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن أبي محمد عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو غالب الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي ابن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: أخبرنا أبو اسحاق بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد قال: حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن عليا عليه السلام خرج اليهم فلما استقبلهم قال: اللهم رب هذا السقف المحفوظ المكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار، وجعلت فيه مجرى الشمس والقمر، ومنازل الكواكب والنجوم، وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون من عبادتك، ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والأنعام وما لا يحصى مما يرى ومما لا يرى من خلقك العظيم

ورب الفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض، ورب البحر المسجور المحيط بالعالمين، ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض (130- و) أوتادا وللخلق منعا، ان أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي، وسددنا للحق، وان أظهرتهم علينا فارزقنا الشهادة، واعصم باقي أصحابي من الفتنة. فلما رأوه أهل الشام قد أقبل خرجوا إليه بزخرفهم، وجعل علي على ميمنته يومئذ عبد الله بن بديل بن ورقاء، وعلى ميسرته عبد الله بن عباس، وجعل قراء أهل العراق مع ثلاثة نفر: عمار بن ياسر، وقيس بن سعد بن عبادة مع ابن بديل والناس على راياتهم، وعلي في القلب في أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، وكان عظم من معه من أهل المدينة الأنصار، وكان معه من خزاعة عدد حسن، ومن كنانة وغيرهم خلق كثير، وكان علي رجلا دحداحا ربعه. قال: فزحف علي بالناس اليهم، ورفع معاوية على قبة له عظيمة قد ألقي عليها الكرابيس «1» . فزحف عبد الله بن بديل في الميمنة نحو حبيب بن مسلمة، فلم يزل نحوه ويكشف خيله من الميسرة حتى اضطرهم الى قبة معاوية عند الظهر. وقال زيد بن وهب الجهني: أن عبد الله بن بديل قام يومئذ في أصحابه فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا ان معاوية ادعى ما ليس له، ونازع الأمر أهله ومن ليس هو مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، ومال عليكم بالأعراب، والأحزاب وزين لهم الضلالة وزرع في قلوبهم حب الفتنة، ولبّس عليهم الأمر وزادهم رجسا الى رجسهم، وأنتم والله على الحق، وعلى نور من ربكم وبرهان مبين فقاتلوا الطغاة الجفاة، قاتلوهم (130- ظ) ولا تخشوهم «فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين «2» » وقد قاتلتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله ما هم في هذه بأزكى ولا أبّر، قوموا الى عدو الله وعدوكم «3» .

زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي الموصلي:

زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي الموصلي: حدّث عن سفيان الثوري وابراهيم بن نافع، ومسعر بن كدام وهشام بن سعد وشريك بن عبد الله وبحر السقاء وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد وفتح الموصلي وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، والأوزاعي، وأبي المورع الموصلي، روى عنه محمد بن عمار الموصلي، وسعيد بن أسد، وبشر بن الحارث، وعلي بن حرب، وابراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو حفص عمر بن الحسن الحلبي، ويحيى بن عثمان العابد، وابراهيم بن موسى وقاسم بن يزيد الجرمي، وابنه هارون بن زيد، وكان بينه وبين المعافى بن عمران أنس ومخالطه وود واتحاد، رحل من الموصل الى الشام في طلب العلم، وخرج الى الجهاد فأسرته الروم، ومات في الأسر واجتاز بحلب أو ببعض أعمالها في طريقه الى الشام وفي غزوه. أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن هبة الله الخطيب، وأبو البركات سعد بن محمد قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي قال: حدثنا عمران بن أبي عمران (131- و) قال: حدثنا يحيى بن عثمان- وكان من العبّاد- قال: حدثنا زيد ابن أبي الزرقاء عن أبي ثابت بن ثوبان عن أبيه عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال: ان آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله ما خير ما تقرب به العبد الى الله عز وجل؟ قال يموت ولسانه رطب من ذكر الله عز وجل «1» . وقال: أخبرنا أبو زكريا الأزدي قال: أنبأني عبد الله بن أبي داوود الأصبهاني قال: سمعت علي بن حرب قال: كان زيد بن أبي الزرقاء ينتمي الى بني تغلب، كان جده نبطي وأضاف علي بن أبي طالب رحمة الله عليه مسيره الى صفين. وقال: أخبرنا أبو زكرياء قال: أخبرنا عبد الله بن أبان عن أحمد بن أبي نافع قال: كان زيد يلقي ما في الحديث من غلط وشك ويحدث بما لا شك فيه.

وقال أبو زكريا قال: حدثني عبد الله بن المغيرة- مولى بني هاشم- عن بشر بن الحارث قال: سمعت زيد بن أبي الزرقاء يقول: ما سألت انسانا شيئا منذ خمسين سنة. وقال: أخبرنا الازدي قال: أخبرنا عبد الله بن المغيرة عن بشر قال: سمعت زيد ابن أبي الزرقاء يقول: اذا كان للرجل عيال فخاف على دينه فليهرب. وقال: أخبرنا الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن أبان قال: حدثنا ابن مثنى قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: حدثني ابن زيد: قال: كان المعافى يأتي زيدا فيصلي معه المغرب بلا أن يدعوه، ثم يدخل داره فيتعشى عنده أنسا منه به وسرورا يدخله عليه، ويحب أن يؤجر، وكان زيد أيضا يفعل (131- ظ) مثل ذلك. وقال: أخبرنا أبو زكريا قال: أخبرنا عبد الله بن المغيرة، مولى بني هاشم، قال: حدثنا محمد قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: سألت زيد بن أبي الزرقاء قلت: المحراب يكون فيه الكتاب فأقرأه؟ قال: اذا تمت حرفا فاستقبل الصلاة. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا مسعود بن الحسن- في كتابه- عن أبي عمرو بن مندة قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم الرازي قال: زيد ابن يزيد، وهو زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، روى عن سفيان الثوري، وابراهيم ابن نافع، وهشام بن سعد، روى عنه سعيد بن أسد وابراهيم بن موسى وابنه هارون بن زيد، سمعت أبي يقول ذلك. وقال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: حدثنا صالح بن أحمد بن محمد ابن حنبل قال: قال أبي: زيد بن أبي الزرقاء الموصلي صالح ليس به بأس. وقال: أخبرنا أبو محمد قال: سمعت أبي يقول زيد بن أبي الزرقاء ثقة «1» . أنبأنا أبو محمد بن الحدوس قال: أخبرنا أبو منصور المؤدب قال: أخبرنا أبو القاسم ابن محمد قال: أخبرنا الحسن بن هبة الله وسعد بن محمد قالا: أخبرنا محمد

زيد المصيصي:

ابن ادريس قال: أخبرنا أبو منصور بن محمد قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد ابن اياس الأزدي قال: ومنهم- يعني من الطبقة الثالثة من أهل الموصل- زيد ابن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي من أهل الفضل والنسك، خرج من الموصل الى الرملة مهاجرا لفتنة كانت فيها سنة ثلاث وتسعين ومائة، ومات هناك (132- و) ورحل في طلب العلم الى الأمصار، وروى عن سفيان بن سعيد الثوري، ومسعر بن كدام، وشريك بن عبد الله، ونظرائهم من الكوفيين، وروى عن الشاميين: ابن لهيعة وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وغيرهم، وروى عن البصريين وتوفي سنة أربع وتسعين ومائة. وقال أبو زكريا: أخبرني عبد الله بن أبان عن أحمد بن أبي نافع أو غيره، قال: أخذ يزيد بن أبي الزرقاء أسيرا في الجهاد، فمات في الأسر سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومائة. زيد المصيصي: حدث عن عبد الواحد بن زيد، روى عنه عبد الرحمن بن يوسف. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل- اذنا- قال أخبرنا أبو المحاسن بن الأصفهبذ قال: أخبرنا أبو الفضل الثقفي قال: أخبرنا أبو القاسم الذكواني قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: سمعت أبا صالح الخطيب غير مرة يحكي عن محمد ابن ابراهيم الحافظ قال: حدثني حفص بن معدان قال: حدثني عبد الرحمن بن يوسف قال: حدثني زيد المصيصي عن عبد الواحد بن زيد في قوله تعالى: «وامتازوا اليوم أيها المجرمون» «1» قال: يابذ مرد أمان وناكاران أز ميان أنيكان بايذ. زيد العابد: رجل من أهل الدين والمكاشفات والزهد والعبادة، كان بحلب بعد الخمسمائة، وهو مقبور الى جانب أبي الحسين الزاهد المقدسي من جهة القبلة، بمقابر مقام ابراهيم عليه السلام في بريه ابن الحداد (132- ظ) وبلغني أن زيد العابد لما قدم حلب نزل عند أبي الحسين الزاهد.

زيد الحوراني:

أخبرني أبو الطيب أحمد بن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال: سمعت أبي- ويغلب على ظني انني سمعت أباه رحمه الله- يقول: كان زيد هذا من الزهاد وكان له تلميذ يخدمه، فمرض الشيخ زيد فلما دنت وفاته رأى تلميذه ذلك، وهو يبكي فقال له: لا تجزع ولا تحزن فإنك تلحقني في الجمعة الآتية، ففرح تلميذه واستبشر وأظهر السرور، فلما مات الشيخ زيد أخذ تلميذه المذكور في تجهيزه ودفنه وهو مستبشر بما ذكره له، فلم يمر عليه الا يومان أو ثلاثة حتى مرض ومات في الجمعة الآتية ودفن إلى جانب الشيخ زيد، وقبراهما إلى جانب قبر الشيخ أبي الحسين بحلب في تربة الشيخ أبي محمد بن الحداد، جعل عليهما حجارة شبيهة بالحوض، وزرتهما غير مرة. زيد الحوراني: الأسود المعتوه كان عندنا بحلب، وكان رجلا كهلا، وكان لا يؤذي أحدا، وكان أكثر مقامه في أتونات الحمامات، وينام في بعض الأوقات على قارعة الطريق، وكان يلعب مع الصبيان ويميلون إليه، وكنت ألعب معه وأنا صبي، وكان يترنم ويقول لنا ونحن صبيان يا زيد الدقيق، بالقاف المعقودة، وكان حسن الأخلاق، وكان عمي أبو غانم يعتقد فيه فسألته عن سبب اعتقاده فيه فقال: كنت يوما عند الشيخ علي الفاسي في زاويته خارج باب الأربعين، فتحادثنا حديث الملائكة والاختلاف في المفاضلة (133- و) بينهم وبين بني آدم، فقلت أنا: قد ذكر الحكيم أبو عبد الله- يعني- محمد بن علي الترمذي أن بني آدم أفضل من الملائكة وجعلت أرجح ذلك، وانفض المجلس، ودخلت المدينة بعد انفصالي عن الشيخ، فلما صرت تحت القلعة من غربيها، وجدت زيدا الحوراني جالسا على شفير الخندق، فقام ومشى إليّ وتلقاني وقال لي: أنتم خير منهم فأنا أعتقد فيه من ذلك اليوم، وتوفي زيد الحوراني في حدود الستمائة، أو قبلها أو بعدها، وكان له جنازة مشهودة، رحمه الله.

حرف السين

حرف السين ذكر من اسمه سابق سابق بن عبد الله: أبو المهاجر، وقيل أبو أمية، وقيل أبو عبد الله وقيل أبو زكريا، وقيل أبو سعيد البربري الرقي، من أهل حران، وسكن الرقة ويعرف بسابق البربري، شاعر مجيد له أشعار حسنة في الزهد والمواعظ، وله كلام في الحكم، وكان قاضيا بالرقة، وكان بدابق وقدم على عمر بن عبد العزيز، وأنشده أشعارا في الزهد وغزا الصائفة. روى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومكحول وداوود بن أبي هند، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وشعبة بن الحجاج، وعمرو بن أبي عمرو، وأبي خلف حازم بن عطاء خادم أنس بن مالك، ومطرف (133- ظ) بن طريف، والعلاء بن عبد الرحمن، وعاصم بن كليب واسماعيل بن أمية، وأبي يحيى عمرو بن عمارة المازني، ويزيد بن خصفة واسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن بذيمة، وسعيد بن سمعان، وحصيف. روى عنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وأبو بدر شجاع بن الوليد السكوني، وعبيد الله بن يزيد القردواني، ومحمد ابن سليمان بن أبي داوود القرشي، وموسى بن أعين والمعافى بن عمران الموصلي، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وفهد بن بشير الداماني، وأبو كامل مولى الغاز ابن ربيعة، وميمون بن مهران، وأبو الوليد رباح بن الجراح الموصلي ومحمد ابن عيسى، وأحمد بن شبّان الموصلي، قيل هو مولى الوليد، وقيل مولى عمر ابن عبد العزيز. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قال:

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال: أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن أبي الرجال الصلحي قال: أخبرنا إبراهيم بن أحمد الحربي قال: حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داوود القرشي قال: حدثنا سابق البربري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربعة من القوم، ليس بالقصير ولا بالطويل البائن، كان رجل الشعر ليس بالسبط ولا الجعد القطط كان أزهر ليس بالأحمر ولا بالأبيض الأمهق، بعث على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا، وتوفي وهو ابن (134- و) ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدهان قال: أخبرنا الحافظ أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا موسى بن أعين قال: حدثنا سابق أبو سعيد، قال عمرو: وكان امام الرقة قبل أجلح عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا مات الانسان انقطع عمله إلّا من ثلاث: إلا من الصدقة، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له «2» . أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب قال: «3» أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن قالا: أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا

رباح بن الجراح قال: حدثنا سابق بن عبد الله- وكان من البكائين- عن أبي خلف عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مدح الفاسق غضب الله عز وجل (134- ظ) . أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: سابق البربري روى عنه الأوزاعي مرسل، يعد في الشاميين «1» . أنبأنا عمر بن طبرزد عن أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى قال: أخبرنا أبو نصر الوائلي قال: أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسوي قال: أخبرني أبي قال أبو سعيد: سابق البربري، وقال في موضع آخر: أبو عبد الله سابق البربري. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدهان قال: أخبرنا الحافظ أبو علي القشيري قال: سمعت ابراهيم بن أحمد بن عبد الكريم الحراني بن أبي حميد يقول: سألت محمد بن سليمان عن سابق البربري فقال: هذا كان قاضيا بالرقة. وقال: أخبرنا الحافظ القشيري قال: سابق بن عبد الله الرقي يكنى أبا سعيد، حدث عنه من أهل حران عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي قال: حدثنا سابق البربري، وحدّث عنه محمد بن سليمان بن أبي داوود، وحدث عنه عبيد الله بن يزيد بن ابراهيم أبو ابن القرداواني، وحدث عنه محمد بن يزيد (135- و) بن يزيد بن سنان الرهاوي نسخه عن أبي حنيفة، وحدث عنه شجاع بن الوليد فقال: حدثنا أبو سعيد الجزري «2» .

أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو البركات بن المبارك- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال: حدثنا الأحوص بن المفضل بن غسان قال: أبو زكريا، سابق البربري، مولى عمر بن عبد العزيز. أنبأنا أبو الفضل عبد الواحد بن هاشم قال: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي- في كتابه- عن أبي عمرو بن مندة قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سابق البربري، روى عن مكحول، روى عنه الأوزاعي، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد بن أبي حاتم بعده: سابق الرقي، روى عن العلاء بن عبد الرحمن، وخصيف وأبي خلف، روى عنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران الموصلي، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، سمعت أبي يقول ذلك «1» . هكذا فرق أبو محمد بينهما وهما واحد، وقد صرح عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، فيما حكاه الحافظ أبو علي القشيري عنه فقال: حدثنا سابق البربري، وأبو محمد جعل الذي يروي عنه الطرائفي غير البربري وهو وهم، وقد تابعه أبو أحمد بن عدي فأشار الى الفرق بينهما بطريق الظن. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن العطار قال (135- ظ) أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو القاسم السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سابق بن عبد الله الرقي يكنى أبا عبد الله، ويقال أبو سعيد، ويقال أبو المهاجر أخبرنا أبو يعلى ومحمد بن الحسن بن بديناء وجعفر بن محمد بن دبيس ومحمد بن أحمد البوراني قالوا: حدثنا رباح ابن الجراح بن عباد أبو الوليد الموصلي قال: حدثنا أبو عبد الله سابق بن عبد الله عن أبي خلف خادم أنس عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مدح الفاسق اهتز العرش وغضب منه الرب عز وجل. وقال ابن عدي: حدثنا عبد العزيز بن سفيان الموصلي قال: حدثنا أحمد بن

شيبان الموصلي قال: حدثنا سابق عبد الله الحجام عن أبي خلف عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مدح الفاسق اهتز العرش وغضب منه الرب. وقال: أخبرناه ابن بديناء قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عماّر قال: حدثنا معافى عن سابق عن أبي خلف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقال ابن عدي: وهذا يعرف بسابق، هذا عن أبي خلف عن أنس. وقال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان قال: حدثنا أبو حميد محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا سابق أبو سعيد عن ربيعة عن أنس وأبي سلمة أنهما سما أنسا «1» يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين الحديث. قال: وحدثنا محمد بن سعيد الحراني عن محمد بن عبيد الله القردواني عن أبيه عن (136- و) سابق بنسخه مقدار ثلاثين حديثا. وقال: حدثنا عبد الله بن محمد الحراني قال: حدثنا ابن القردواني قال: حدثني أبي قال: حدثنا سابق بن عبد الله الرقي وكنيته أبو المهاجر. قال ابن عدي: أظن أن سابق صاحب حديث «إذا مدح الفاسق» ليس هو الرقي، لأن للرقي أحاديث مستقيمة عن مطرف وأبي حنيفة، وكان يروي عن غيرهما، فلا أدري سابق هذا الذي ذكر في هذه النسخة هو الذي روى حديث إذا مدح الفاسق أو غيره، والله أعلم، وسابق الذي يذكر هو غير ما ذكرت، وهو سابق البربري إنما له كلام في الحكمة والزهد وغيره. «2» أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال بعد ذكر كلام ابن عدي هذا قلت: هما واحد «3» . قلت: وقول ابن عدي: إنما له كلام في الحكمة والزهد، يعني سابق البربري

ليس كما زعم بل له رواية، فإن الحديث الذي افتتحنا به هذه الترجمة قال فيه الراوي عنه، وهو محمد بن سليمان بن أبي داوود القرشي: حدثنا سابق البربري، وقال الحافظ أبو علي القشيري- فيما حكاه عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي- قال: حدثنا سابق البربري، وفيما أوردناه من كلامه وكلام غيره كفاية في الدلالة على أنهما واحد. أنبأنا ابن طبرزد عن ابن السمرقندي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد قال: أخبرنا هبة الله بن ابراهيم بن عمر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال: أبو سعيد سابق (136- ظ) البربري. «1» أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال: أخبرنا أبو علي الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ: أبو سعيد سابق بن عبد الله البربري، إمام مسجد الرقة وقاضي أهلها. سمع أبا عثمان ربيعه بن أبي عبد الرحمن التيمي، وأبا شبل العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي. روى عنه أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن أبي داوود الحراني، يعد في الشاميين. هكذا قال: يعد في الشاميين، وتابع في هذا القول أبا عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، وإنما قالا ذلك لأنه أقام بالشام كثيرا، وكان انقطع الى عمر بن عبد العزيز، وله معه أخبار، وغزا في أيام سليمان بن عبد الملك، وكان يكون بدابق. قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: سابق بن عبد الله الرقي المعروف بالبربري يكنى أبا سعيد. حدث عن عمرو بن أبي عمرو، والعلاء بن عبد الرحمن، ومطرف بن طريف، وعاصم بن كليب، ويزيد بن خصفه، واسماعيل بن أمية، واسماعيل بن أبي خالد،

وعمرو بن يحيى المازني، وعلي بن بذيمة، وخصيف بن عبد الرحمن، وأبي حنيفة الفقيه. روى عنه موسى بن أعين وابو بدر شجاع بن الوليد وعثمان (137- و) بن عبد الرحمن الطرائفي وغيرهم. وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: أخبرنا محمد ابن عبد الله بن محمد الشيباني قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن يحيى القاضي الكريزي قال: حدثنا الفتح بن سلومة قال: حدثنا فهر بن بشر الداماني قال: حدثني سابق أبو سعيد البربري، إمامنا بالرقة، قال: حدثنا عمرو أبو يحيى بن عمارة المازني «1» ، بحديث ذكره. (137- ظ)

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد- فيما أذن لنا في روايته عنه- عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن أبي نصر بن هبة الله بن ماكولا قال: سابق بن عبد الله، أبو سعيد المعروف بالبربري حدث عن عمرو بن أبي عمرو، والعلاء ابن عبد الرحمن، ومطرف بن طريف، وعاصم بن كليب، ويزيد بن خصفة، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، واسماعيل بن أمية، واسماعيل بن أبي خالد. روى عنه موسى بن أعين، وشجاع بن الوليد وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي وغيره «1» . أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سابق بن عبد الله، أبو سعيد، ويقال أبو أمية، ويقال أبو المهاجر، الرقي المعروف بالبربري، الشاعر، قدم على عمر بن عبد العزيز، وأنشده أشعارا في الزهد. روى عنه ربيعة بن عبد الرحمن، وداوود بن أبي هند، ومكحول، وشعبة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ومطرف بن طريف، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمرو ابن أبي عمرو وعاصم بن كليب، ويزيد بن خصفة، واسماعيل بن أمية، واسماعيل ابن أبي خالد، وعلي بن بذيمة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند. روى عنه الأوزاعي، ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، وعبيد الله بن يزيد القردواني، ومحمد بن سليمان بن أبي داوود، وأبو بدر شجاع بن الوليد السكوني، وموسى بن أعين، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وفهر بن بشر (139- و) الداماني والمعافى بن عمران، ورباح بن الجراح الموصليان «2» .

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري قال: أجاز لنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال: سابق البربري، مولى الوليد، يكنى أبا عبد الله، ويقال أبو أمية، أحد الزهاد المشهورين، وله مع عمر بن عبد العزيز أخبار وهو القائل: وللموت تغذو الوالدات سخالها ... كما لخراب الدهر تبنى المنازل وله: أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت ... أن السلامة فيها ترك ما فيها وله: وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادته أو نقصه في التكلم وله: يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى ... سفاها وريب الدهر عنها يخادعه ويطمع في سوف ويهلك دونها ... وكم من حريص أهلكته مطامعه «1» أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثنا محمد بن سفيان قال: حدثنا سعيد بن رحمة قال: سمعت ابن المبارك عن الأوزاعي عن سابق البربري قال: كتب مكحول إلى حسن البصري فجاءنا كتابه، ونحن بدابق: في الرجل يطلب (139- ظ) عدوّه وهم منهزمون، فحضرت الصلاة أيصلي على ظهر فرسه؟ قال: بل ينزل فيستقبل القبلة، وان كان عدوهم يطلبهم فليصل على ظهر فرسه إيماء. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي قال:

أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد الدهان قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثنا علي بن عثمان النفيلي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة قال: سمعت سابقا البربري ينشد مكحولا وهو في الغزو: يا نفس كل قابر مقبور ويهلك الزائر والمزور ويقبض العارية المعير ليس على صرف الدّوا عمور كم من غنيّ مكثر فقير حتى انتهى إلى قوله: والصدق برّ والتقى نظير والبرّ معروف به المبرور وذو الهوى يسوقه المقدور فقال مكحول: لا. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي- قراءة عليه وأنا أسمع بحلب- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي المنبجي، ثم الحلبي بها، قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد (140- و) السمعاني قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد جعفر بن أبي طالب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو جعفر بن بريه قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا حماد بن الوليد الحنظلي قال: سمعت عمر بن ذر يذكر أنه بلغه عن ميمون بن مهران أنه قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز يوما وعنده سابق البربري الشاعر وهو ينشده شعرا فانتهي في شعره إلى هذه الأبيات:

وكم من صحيح بات للموت آمنا ... أتته المنايا بغتة بعدما هجع فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة ... فرارا ولا منه بقوّته امتنع فأصبح تبكيه النساء مقنّعا ... ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع وقرب من لحد فصار مقيله ... وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع فلا يترك الموت الغني لماله ... ولا معدما في المال ذا حاجة يدع فلم يزل يبكي ويضطرب حتى غشي عليه. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي الحسن، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل بن محمد، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبي قال (140- ظ) أخبرنا أحمد بن مروان قال: أنشدنا اسماعيل بن اسحاق السراج قال: أنشدني أبو زيد النميري لسابق: وكم من صحيح بات للموت آمنا ... أتته المنايا بغتة بعدما هجع فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة ... فرارا ولا منه بقوته امتنع وأصبح تبكيه النساء مقنّعا ... ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع وقرب من لحد فصار مقيله ... وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع ولا يترك الموت الغني لماله ... ولا معدما في المال ذا حاجة يدع أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور قال: أخبرنا خليفة بن محفوظ المؤدب بالأنبار، في الرحلة الأولى إليها، قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر العدل- إملاء من لفظه- قال: أخبرنا محمد بن المغلس البزاز، ح.

وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي عن أبيه أبي العباس الفقيه أن أبا الحسن محمد بن الغلس بن جعفر البزاز أخبرهم بمصر قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق المعدّل العسكري. وقال ابن أبي الصقر: الحسن بن رشيق المصري قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد السامري بالرملة قال: حدثنا العباس بن محتاج قال: قال سابق البربري: (141- و) العلم زين وتشريف لصاحبه ... فاطلب هديت فنون العلم والأدبا يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ... لا تعدلن به درّا ولا ذهبا قد يجمع المرء مالا ثم يتلفه ... عما قليل فيلقى الذل والحربا وجامع العلم مغبوط به بهج ... ما إن يحاذر فوتا لا ولا سلبا أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم عمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوه قال: أخبرنا أبو الحسن اللبناني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا اسحاق بن يحيى العبدي قال: حدثنا عثمان بن عبد الحميد قال: دخل سابق البربري على عمر ابن عبد العزيز فقال له عمر: عظني يا سابق وأوجز، قال: نعم يا أمير المؤمنين وأبلغ إن شاء الله، قال: هات، فقال: هات، فأنشده: إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ووافيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على أن لا تكون شركته ... وأرصدت قبل الموت ما كان أرصد فبكى عمر حتى سقط مغشيا عليه. وقال: أخبرنا الحافظ عمي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أيوب قال: حدثني عبد الله بن حماد- وكان ثقة- أن عمر بن عبد العزيز كتب الى سابق البربري أن عظني، فكتب إليه بهذه: (141- ظ)

بسم الذي أنزلت من عنده السور ... والحمد لله أما بعد يا عمر: إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر ... فكن على حذر قد ينفع الحذر واصبر على القدر المحتوم وارض به ... وإن أتاك بما لا يشتهي القدر فما صفا لامرئ عيش يسرّ به ... إلا سيتبع يوما صفوه كدر «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد ابن محمد بن أحمد الخلمي قال: أنشدنا أبو المعين ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد المكحولي النسفي- إملاء- قال: أنشدوا لسابق البربري: ألم تر أن الحلم زين مسوّد ... لصاحبه والجهل للمرء شائن ومن لا يزال يوما مع الجهل مذعنا ... يقده إلى حين وذو الجهل حائن ومن هذه الأبيات ما أنبأنا به أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين ابن النقور، وأبو القاسم بن البسري وأبو محمد بن أبي عثمان قالوا: أخبرنا أحمد ابن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن القاسم قال: حدثنا أحمد بن محمد الأسدي قال: أنشدنا الرياشي لسابق البربري رحمه الله: ألا ربما صار البغيض مصافيا ... وحال عن العهد الصديق المتاقن فلا تغترر ما عشت من متجمل ... بظاهر ود قد تغطى البطائن قال الرياشي: المتاقن المؤانس المعاشر، وأنشد لابن مقبل: (142- و) يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله ... بأي الحشى أمسى الخليط المتاقن أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- من لفظه- قال: أنبأنا أبو المعالي

عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل بن محمد الضراب قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: أنشدنا عمرو بن محمد البصري قال: أنشدنا أبو الفضل الرياشي قال: أنشدني بعض أصحابنا لسابق البربري: إن كنت متخذا خليلا ... فتنق وانتقد الخليلا من لم يكن لك منصفا ... في الود فابغ به بديلا وعليك نفسك فارعها ... واكسب لها عملا جميلا ومن استخف بنفسه ... زرعت له قالا وقيلا وأقل ما تجد اللئي ... م عليك إلا مستطيلا وقال ابن بنين: ولقلّ (معا) . والمرء إن عرف الجمي ... ل وجدته يأتي الجميلا (142- ظ) ولربما سئل البخيل الشيء ... لا يسوي فتيلا فيقول لا أجد السبيل ... إليه يكره أن ينيلا فكذا لا جعل الإله له ... إلى خير سبيلا يا مبتني الدار الذي هو ... مسرع عنها الرّحيلا إن لم تنل خيرا أخاك ... فكن له عبدا ذليلا وتجنّب الشهوات ... واحذر أن تكون لها قتيلا فلرب شهوة ساعة قد ... أورثت حزنا طويلا «1»

سابق بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس:

سابق «1» بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس: ابن ادريس بن نصر أبو الفضائل الكلابي، وتمام نسبه نذكره في ترجمة جد أبيه صالح بن مرداس إن شاء لله تعالى، وأمه بنت الملك أبي طاهر بن فناخسرو بن بويه. ملك حلب في الليلة الثانية من شوال سنة ثمان وستين وأربعمائة، وكان أخوه «2» قد قتل يوم عيد الفطر بعد العصر على ما ذكرناه في ترجمته، وكان قد فوض نصر أموره الى سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ بعد عوده من طرابلس، وفوض إليه أموره، وكان الوزير ابن النحاس بقلعة حلب، وفي القلعة وال يقال له ورد، وعندهما جماعة من الخواص، فلما علموا بقتل نصر استدعوا أخاه سابق بن محمود، وكان ساكنا في العقبة في الدار التي تنسب الى عزيز الدولة فاتك، وكان قد شرب فيها وسكر، فحمل من العقبة وهو سكران، ورفع من السور (143- و) بحبل الى القلعة وهو سكران، ونادوا بشعاره وأطاعه الأجناد، وأشاروا عليه باطلاق أحمد شاه من الاعتقال، وكان نصر اعتقله، فأطلقه، وخلع عليه، فنزل أحمد شاه إلى العسكر بالحاضر فسكن الفتنة. واستقرت قاعدة سابق، ولقب عز الملك أبو الفضائل، ودخل عليه أبو الفتيان ابن حيوس، فمدحه بقصيدته التي أولها: عليّ لها أن احفظ العهد والودّا ... وإن لم تفد إلا القطيعة والصدا «3» فأطلق له سابق ألف دينار، وجعل له كل شهر ثلاثين دينارا. وكان سابق من متخلفي بني مرداس، كان ينظم الشعر، فإنني وقفت في ديوان شعر ابن النحاس على أبيات يخاطب لها سابق بن محمود، وقد أنشده شعرا لنفسه فيه: كنت أنشدتني من الشعر نظما ... بحتريا يفوق لفظا ومعنى

ولما مات سابق وعرف بنو كلاب تخلفه اجتمعوا الى أخيه وثاب، وحسنوا له أخذ حلب، وانضاف إليه أخوه شبيب بن محمود، ومبارك بن شبل ابن خالهما؛ فسير سابق واستدعى أحمد شاه أمير الأتراك، وكان في ألف فارس، واستعان به، فأنفذ الى رجل من الأتراك يعرف بمحمد بن دملاج كان نازلا في طريق بلد الروم في خمسمائة فارس، وضمن له مالا، فوصل ابن دملاج في يوم الأربعاء مستهل ذي القعدة من سنة ثمان (143- ظ) وستين وأربعمائة، وتحالفوا، وخرجوا الى وثاب وبني كلاب في يوم الخميس مستهل ذي الحجة، وكان بنو كلاب في جمع يقارب سبعين ألف فارس وراجل، وكانوا بقنسرين فعندما عاينوا الأتراك، انهزموا من غير قتال، وخلفوا حللهم، وأموالهم، ونسائهم وأموالهم، فغنم أحمد شاه وابن دملاج وأصحابهما جميع ذلك، فيقال إنهم أخذوا لهم مائة ألف جمل، وأربعمائة ألف شاة، وسبوا من حرمهم الحرائر، وإمائهم وعبيدهم مالا يحصى كثرة، وعادوا بالأسرى الى حلب، فأطلقهم سابق، وأنزل أخته زوجة مبارك بن شبل في دار وأكرمها. فسار وثّاب ومبارك بن شبل الى السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان، وشكوا حالهم، وسألوا منه أن يعينهم على سابق، فوعدهم وأقطعهم في الشام، وأقطع الشام أخاه تتش، فسار ومعه جموع الترك ووثّاب ومبارك بن شبل، وصل إليه بنو كلاب، فنزل على حلب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ووصل إليه أبو المكارم مسلم بن قريش، ونزل معه عليها، وكان هواه مع سابق، فكان يسيّر إليه بما يقوي نفسه، وينكر على بني كلاب خلطنهم، ودام الحصار ثلاثة أشهر. وأحس أبو المكارم بتغير النية فيه، وتحقيق التهمة به من مراسلة سابق وأهل حنب، فاستأذن تاج الدولة في الرحيل، ورحل وجعل رحيله وعبوره وبعسكره على باب حلب، وباع (144- و) أصحابه أهل حلب كلما كان في عسكره عصبية وتقوية لهم، وقوى نفوسهم ونفس سابق، وسار بعد أن قوي أهل حلب بما ابتاعوه من عكسره بعد الضعف الشديد الى بلاده، ورحل معظم بني كلاب، وبقي مع تاج الدولة تتش من بني كلاب وثّاب وشبيب أخو سابق ومبارك بن شبل في عدد يسير، فأشار عليهم أبو المكارم بن قريش بالاحتياط على أنفسهم أو الهرب الى حلب، وكاتبهم سابق،

وتألقهم، وقال لهم: إنما أذب وأحامي عن بلادكم وعزكم، ولو صار هذا البلد الى تتش، أزال ملك العرب وذلوا، واستوحشوا من الأتراك، فهربوا الى حلب، وصاروا الى سابق، وكتب سابق الى الأمير أبي زائدة محمد بن زائدة قصيدة من شعر وزيره أبي نصر النحاس يعرفه ما هو فيه من الضيق، ويسأله الاقبال عليه، والقيام بمعونته، ويحذره من التخلف عنه فيكون ذلك سببا لزوال ملك العرب، ويعيب عليه في التوقف عنه، والقصيدة: دعوت لكشف الخطب والخطب معضل ... فلبيّتني لما دعوت مجاوبا ووفّيت بالعهد الذي كان بيننا ... وفاء كريم لم يخن قط صاحبا وما زلت فرّاجا لكل ملمة ... إذا المحرب الصنديد ضجّع هايبا فشمر لها وانهض نهوض مشيّع ... له غمرات تستقل النوائبا وقل لكلاب بدد الله شملكم ... أو يحكم ما تتقون المعائبا (144- ظ) أتستبدلون الذل بالعز ملبسا ... وتسون أذنابا وكنم ذوائبا وما زلتم الآساد تفترس العدى ... فما بالكم مع هؤلاء ثعالبا ثبوا وثبة تشفي الصدور من الصدا ... ولا تخجلوا أحسابنا والمناقبا ولا بد من يوم نحكم بيننا ... وبين العدى فيه القنا والقواضبا أرى الثغر روحا أنتم جسد له ... إذا الروح زالت أصبح الجسم عاطبا وقد ذدت عنه طالبا حفظ عزكم ... إباء ولافيت المنايا الشواغبا وها أنا لا أنفك أبذل في حمى ... حماكم مجدا مهجتي والرغائبا أاذخر مالي عنكم وذخائري ... إذا بتَّ عن طرق المكارم عازبا شكرت صنيع ابن المسيب إذ أتى ... يجر مغاوير تسد السباسبا منها: أيا راكبا يطوي الفلاة بحسرة ... هملعة «1» لقيت رشدك راكبا ألا أبلغ أبا الريان عني أوكه «2» ... تربح من الإيلاف ما كان واجبا

أخا شخصه لا يبرح الدهر حاضرا ... تمثله عيني وإن كان غائبا متى تجمع الأيام بيني وبينه ... أشد عليه ما حييت الرواجبا «1» وأهد انى شبل سلامي وقل له: ... لك الخير دع ما قد تقدم جانبا فتلك حقود لو تكلم صامت ... لجاء إليها الدهر منهن تائبا وقد أمكنتكم فرصة فانهضوا لها ... عجالا وإلا أعوز الدر جالبا (145- و) فإني رأيت الموت أجمل بالفتى ... وأهون أن يلقى المنايا مجاوبا وكان قد بلغ سابقا أن أميرا من أمراء خراسان يقال له تركمان التركي، قد توجه منجدا تاج الدولة تنش ومعه عسكر، فأخرج سابق منصور بن كامل الكلابي، أحد أمراء بني كلاب، من حلب ليلا، وأعطاه كتابه الى أبي زائدة، وفيه هذه الأبيات، ومعه بعض أصحاب سابق، ومعهم مال، فاتفق مع منصور ونائب سابق، وجمعوا ما يزيد على ألف فارس وخمسمائة راجل من بني نمير وقشير، وكلاب، وعقيل، بتدبير أبي المكارم بن قريش، والتقوا تركما التركي في أرض الفايا «2» ، فكبسوا عسكره، وقتلوه. وبلغ ذلك تاج الدولة تتش فرحل عن حلب الى الفرات، وشتى بديار بكر، ثم عاد الى حلب، وافتتح منبج في طريقه وبزاعا وعزاز، وصبح حلب صباحا، فخرج عسكر حلب، فالتقوا على الخناقية، وانهزم عسكر تتش بغير قتال. وكان أبو زائدة وابن عمه شبل بن جامع بن زائدة في قدر خمسين فارسا مقابلهم فحملوا عليه، واتفقت هزيمتهم فقتلوا من الغزّ جماعة وغنموا، وتقدم محمد بن زائدة الى الشيخ أبي نصر منصور بن تميم السرميني المعروف بابن زنكل أن يجيب أبا الفضائل سابق بن محمود عن القصيدة التي أنفذها إليه، ويعرفه ما لبني كلاب من الأيام المعروفة، ويذكر هذه الوقائع، فعمل:

دعوت مجيبا ناصحا لك مخلصا ... يرى ذاك فرضا لا محالة واجبا فلبيت لا مستنكفا جزعا ولا ... هدانا اذا خاض الكريهة هائبا قال فيها في ذكر هذه الوقائع: ولما دعاني المدركي ابن صالح ... شققت ولم أرهب اليه الكرائبا أسابق صرف الدهر في نصر سابق ... الى تركمان الترك أزجي النجائبا فلما التقيناهم غدا البعض سالبا ... لانفسهم والبعض للمال ناهبا فيا لك من يوم سعيد بيمنه ... عن الثغر أضحى عسكر الضد هاربا وكان يرى في كفه الشام حاصلا ... ويوم بزاعا رد ما ظن خائبا وفي يوم خناقيه قد خنقتهم ... بعثير ذل رد ذا الشرخ شائبا عطفت لهم اذ خام من خام منهم ... بفتيان كالعقبان شامت توالبا «1» فلله قومي الصادرون لو انثنوا ... معي أو فريق كنت للجمع ناكبا فولوا وقضبان المخافة فيهم ... مسابقة أرماحنا والقواضبا فكم فارسا منهم تركنا مجدلا ... يباشر ترب القاع منه الترائبا وإذ ايقنوا أن ليس للكسر جابر ... تولو وعن جبرين حثوا الركائبا وخلنوا بها كسبا حووه وأبصروا ... سلامتهم منا أجل مكاسبا ورحل تاج الدولة تتش من جبرين، وكان نازلا بعسكره عليها الى دمشق. ولما جرى هذا الحادث طمع شرف الدولة، أبو المكارم، مسلم بن قريش في الشام، وكاتبه سابق بن محمود يبذل له تسليم حلب اليه، ووفدت (146- و) عليه بنو كلاب بأسرها، فتوجه الى حلب، ونزل عليها في السادس عشر من ذي الحجة من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، فغلقت أبوابها في وجهه، وكان عند سابق أخواه شبيب ووثاب بحلب، فلم يمكناه من التسليم، فلم يقاتلها، وأهلها يحرصون على التسليم اليه لما هم فيه من الجوع، وعدم القوت، وسلم البلد اليه ولد الشريف الحتيتي، على ما نذكره في ترجمة أبي المكارم مسلم بن قريش فانحاز سابق الى القلعة. وأخواه شبيب ووثاب في القصر لضيق القلعة، وحصر أبو المكارم القلعة

الى أن دبر شبيب ووثاب وهما في القصر على سابق، وقفرا في القلعة وصاح الاجناد بها شبيب يا منصور، وقبض سابق وحبس، وتسلم شبيب ما كان بها من المال، وسفر سديد الملك أبن منقذ بين مسلم بن قريش وبين شبيب الى أن تسلم القلعة في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وانقضى أمر سابق بعد حصار للقلعة أربعة أشهر، وانقضت دولة آل مرداس. دفع إلى القاضي أبو محمد بن الخشاب جزءا بخطه وذكر لي أنه نقله من خط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جراده في ذكر ملوك حلب. وكتب إلينا المؤيد ابن محمد بن علي الطوسي عن أبي الحسن قال بعد ذكر نصر بن محمود وقتله بظاهر حلب ثاني عيد الفطر من سنة ثمان وستين: بعد أخوه سابق بن محمود أقام أربع سنين، وسلم البلد إلى شرف الدولة أبي المكارم مسلم (146- ظ) بن قريش العقيلي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة- يريد البلد دون القلعة. قرأت بخط أبي عبد الله العظيمي، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي وغيره عنه؛ سنة ثماني وستين وأربعمائة فيها: قتل نصر بن محمود صاحب حلب يوم الأحد، يوم عيد الفطر. وجلس سابق بن محمود مكانه. قال: وفي هذه السنة، يعني سنة اثنين وسبعين وأربعمائة. وصل شرف الدولة إلى حلب وتسلمها من سابق بن محمود، وامتنعت القلعة عليه، وكان بالقلعة سابق وأخوه شبيب، فقبض شبيب على سابق يوم السبت ثاني عشر صفر، وتولى الأمر بنفسه يوما واحدا، ثم عاد سابق فقبض على أخيه شبيب وتولى الأمر كما كان أولا، وبقي الحصار أربعة أشهر، ثم سلم القلعة سابق إلى شرف الدولة يوم الأحد عاشر ربيع الآخر، وقيل جمادى الآخر، وهو الأصح، يعني من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة «1» . نقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه قال: وأقام نصر مالكا إلى سنة ثمان وستين، فلما كان يوم عيد الأضحى عيّد وخرج العصر لنهب الأتراك ابن خان وأصحابه، ويأخذ نساءهم فإنه قال: «نريد الوجوه

الملاح» فضربه واحد فقتله، واختبطت حلب، وقفلت أبوابها، وقفل باب القلعة، فجاء الأمير أبو الحسن سديد الملك، وكان قد نزل لما مات محمود، وقال له نصر: «ما يرّب هذه الدولة غيرك» ؛ فلما قتل نصر لم يجسر أن يذكر للوزير ابن النحاس- وكان صديقه- ذلك ظاهرا، فقال له وهو في القلعة من تحت السور: الأمير نصر (147- و) سالم كما تحب، ولكن سألتني عن شيء قبل خروجي وهو: القيل فاد، معناه: القيل الملك، وفاد مات. فاحتفظ ابن النحاس بن القلعة، وأجلسوا بعده أخاه سابقا، وكان سابق كما قيل لي من أحسن الناس محاضرة، وأصبحهم وجها، وأسوأهم فعلا في نفسه وأفعاله. حدثني مولاي رحمه الله قال: من طريف عمله أنه مدحه الشريف أبو المجد بثلاث قصائد، فتأخرت الجائزة، فكتب إليه، وقد ضاع له دنانير ثم وجدها. قل للأمير أبي الفضائل سابق ... قولا يفوه به لسان الناطق فبحق من رد الدنانير التي ... ضاعت بتقدير الإله الخالق أردد علي مدائحا أنشدتها ... ذهبت لديك ذهاب خلّب بارق قال: فأنفذ له قصيدة وكتب إليه على ظهرها: نحن نسأل عن الباقي وننفذه إليك. وأقام بحلب مستضعفا بغير بنو كلاب على باب حلب، تأخذ منه الغسالات والقوافل، ولا يخرج أحد إلّا بخفارة، ولا يدخل إلا كذلك. والأمير سديد الملك مقيم بالجسر لعلمه أن الداء قد أعضل؛ قال: فاشتغل عنهم بحصنه وبلده كفر طاب، يشتو بالجسر، ويصيف بكفر طاب، إلى أن

السابق بن أبي مهزول المعري:

غلب سابق، واستحكم يأسه، أنفذ إليه وقال: أشتهى أن تحضر، تفصل بيني وبين أخوتي، وما قد دهمنا من شرف الدولة، فمضى حينئذ وقد أمن غائلتهم. وقال: سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة؛ فيها تسلم شرف الدولة (147- ظ) قلعة حلب، شهر ربيع الآخر ولم يكن فيها ما يؤكل. قلت انقطع ذكر سابق بعد أخذ حلب منه، فلم نقع له على ذكر ولا خبر والظاهر أنه تطل مدته، وأنه توفي بعد ذلك بقليل. السابق بن أبي مهزول المعري: واسمه محمد بن الخضر، السابق لقب اشتهر به، وربما يلتبس بأنه اسمه، وسنذكره في المحمدين فيما يأتي إن شاء الله تعالى.

ذكر من اسمه سابور

ذكر من اسمه سابور سابور بن أزدشير: بابكان الملك بن ساسان بن بابك بن ساسان بن بابك بن ساسان بن بهمن الملك، وهو سابور الجنود، ملك بعد أبيه أزدشير، ملك احدى وثلاثين سنة ونصف، وثمانية عشر يوما، هكذا نقلت نسبه من خط عبد السلام بن الحسين البصري المعروف بالواجكا في كتاب ذكر فيه فضائل الفرس وملوكهم وأنسابهم وأخبارهم. ونقلت من خط المذكور في هذا الكتاب، قال سابور بن أزدشير الملك يوم ملك: لا يتعقبن أحد أمرنا ونهينا ما لم يعرف أسبابهما. قال: وبنى سابور الجنود الملك: جندي سابور، وبنى بفارس مدينة سابور، وقد كان في موضع مدينة سابور مدينة بناها طهمورث الملك، وبنى سابور أيضا بميسان مدينة سماها شاذ سابور وبالنبطية تسمى ويها. قيل إن سابور بن أزدشير افتتح الرقة، ودخل إلى بلاد الروم فقتل منهم وسبى وانتهى إلى القسطنطينية، ففي دخوله من الرقة إلى بلاد الروم اجتاز بحلب أو عملها. وكان له كلام حكمة. قرأت في كتاب وقع إليّ يتضمن أخبار ملوك الفرس: ثم ملك من بعده (148- و) يعني أزدشير بن سابور بن أزدشير فعقد التاج على رأسه وهو ابن عشرين سنة، وقد كان الناس آنسوا منه في حياة أبيه فضلا في إصابة رأيه وصحة عقله وعمورة حلمه وشدة بطشه، وبلاغة منطقه مع حزمه ورأيه ويمن نقيبته، وعظم رأفته ورحمته وأمر بما في الخزائن من الأموال والجوهر والأمتعة، ففرق

سابور بن علي بن هلال بن حبيش بن عبد العزيز:

أكثر ذلك فيمن قبله من الجنود والرعية، ووصل إلى كل منهم بقدر ما هو أهله ومستحقه وقدر حاجته إليه، حتى وصل ذلك إلى الخاص والعام ونالت منفعته القريب والبعيد، والشريف والوضيع، وساس ملكه بأحسن السياسة، ووصل إلى رعيته من اللين والرفاهية في ولايته ما اشتدت مودته لهم ورغبتهم فيه، وحسن سماعه في الناس، فلما مضى من ملكه إحدى عشرة سنة سار بجنوده إلى الجزيرة فنزل على نصيبين فافتتحها، ثم افتتح الرقة وأوغل في بلاد الروم، فقتل منهم مقتلة عظيمة وسبى سبايا كثيرة، ثم انصرف إلى مملكته بغنائم كثيرة، وقد كان انتهى في مسيره إلى القسطنطينية، وبنى ثلاث مدائن منهن جندي سابور، وسابور التي بفارس وتستر بالأهواز، واستقبل السيرة في مملكته ورعيته بأحسن ما كان عليه من الجود بالأموال، والتخفيف عن الخراج والرحمة للضعفاء، والرقة عليهم والشدة على أهل الريب والتحري للعدل (148- ظ) وكان جميع ما ملك ثلاثين سنة وشهرا إلّا يومين. سابور بن علي بن هلال بن حبيش بن عبد العزيز: أبو طاهر بن أبي الحسين بن أبي البدر الحلبي المؤدب المعروف بابن الجبري شاعر بن شاعر بن شاعر بن شاعر بن شاعر، وقد ذكرنا لكل واحد منهم في ترجمته شعرا. وأصلهم من جبرين قورسطايا من ناحية اعزاز، وسكنوا حلب. روي عنه شيئا من شعره أبو عبد الله بن الملحيّ، وأبو نضر أحمد بن محمد الطوسي. أخبرنا أبو الفضل تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سابور بن الجبري المعلم، شاعر قدم دمشق ذكره لي أبو عبد الله بن الملحي فيمن لقيه بدمشق من أهل الأدب. فحدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد بن الملحي من لفظه، وكتبه لي بخطه قال: سابور بن الجبري المعلم، شاعر مجيد وأبوه كذلك، مترسل له مقامات

ورسائل يشبه بعضها بعضا في الجودة، وهو القائل في مقلد بن قريش وأسامة بن مبارك: كنا نعدّ مقلدا في ... بخله ربّ الملامه وإذا مقلد حين جا ... ء أسامة كعب بن مامه رأيته في رواية أخرى: وإذا به كعب بن مامه ... حين عاينا أسامة «1» أخبرنا أبو المظفر حامد بن أميري القزويني- فيما أجاز لنا روايته عنه- قال: (149- و) أجاز لنا خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا والدي قال: أنشدنا أبو طاهر سابور لنفسه في الكذب: المين يجمع كل شيء طالح ... من خصلة مبغوضة لا تحسن فتوقه إن كنت مرءا صالحا ... قد يتقيه على الصلاح المؤمن وقال: أنشدنا أبو طاهر، يعني لنفسه: من كان يكذب ما يقول فلا تكن ... منه قريبا انه لك مفسد هي خصلة لا ترتضى فتوقّها ... إن كنت مرءا في الديانة تحمد وقال: أنشدنا أبو طاهر: وقد كنت حرا غير أن مطامعي ... تركن إبائي عند عزته عبدا ومن تابع الاطماع ضلّ برأيه ... وحلّ مريرا كان أحكمه عقدا نقلت من بعض تعاليقي مما نقلته من خط بعض الحلبيين لأبي طاهر الجبري الحلبي: مدحناكم ظنا بأن مديحنا ... يقربنا منكم فنظفر بالبذل

سابور بن هرمز:

ولم ندر أن الجود لم يلق عندكم ... عصاه ولم تثبت لكم قدم الفضل لنا من قاصدي غير أهله ... رواها لكم لما عكفتم عن البخل نقلت من خط محمد بن علي العظيمي في تاريخه- وأنبأنا عنه أبو اليمن زيد ابن الحسن الكندي، والمؤيد بن محمد بن علي الطوسي- قال: سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، فيها مات سابور بن علي الجبري الشاعر وعمره ثمانون سنة ثم ذكر (149- ظ) في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة مات سابور أول ربيع الأول في يوم مطير، وقد ذكر في السنة الحالية موته وهذا هو الصحيح «1» . سابور بن هرمز: الملك بن نرسي الملك بن بهرام الملك، ويقال له الملك شاهنشاه بن بهرام الملك بن هرمز البطل الملك بن سابور الجنود الملك بن أزدشير بن بابك بن ساسان بن بابك ابن ساسان بن بابك بن ساسان بن بهمن الملك، وهو سابور ذو الأكتاف، هكذا نقلت نسبه من خط عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري في الكتاب المتضمن ذكر فضائل الفرس وذكر طبقات ملوكهم. وذكر غيره أنه سابور بن هرمز بن نرسي بن بهرام بن سابور وأن بهرام شاهنشاه أخو نرسي بن بهرام، قيل انه دخل الشام وقصد ملك الروم أبو الياس الى أنطاكية فقبض عليه وحبسه بأنطاكية. قرأت بخط عبد السلام البصري: وكان سابور حملا يوم مات أبوه هرمز الملك، فعقد التاج على بطن أمه، وكان الملك يوم يملك يتكلم بكلام يرغب الناس ويرهبهم، ويعدهم العدل وحسن السيرة، فاذا قعد على سرير الملك ووضع التاج على رأسه، يحمد الله ثم يتكلم بذلك، فإن كان الملك صغيرا لا يحتمل أن يعلق التاج على رأسه، وضع التاج على كرسي ويتكلم عنه وزيره والموابذة والهرابذة «2» فإذا كان صبيحة اليوم الذي يدرك فيه وضع التاج على رأسه، وجلس مجلس الملوك ثم تكلم هو (150- و) وإنما سمي سابور ذو الأكتاف لأنه كان يخلع أكتاف العدو، وهو الذي قتل ايادا، وانما كان جرم اياد عنده ان شاة لرجل من أهل

السواد سرقت فاتهم بها رجلا من اياد، كان دخل السواد في حاجة له فقتل سابور ايادا، وهربت بقية منهم فدخلت بلاد الروم، فخلع سابور أكتاف من بقي منهم. ومن خط عبد السلام: وبلغنا أن معاوية بن أبي سفيان كتب الى بني تميم يأمرهم بالوثوب على علي بن أبي طالب عليه السلام، فأجابه الى ذلك قوم منهم وعلي عليه السلام يومئذ بالبصرة فبلغه ذلك فصعد المنبر فخطب الناس ثم قال: إن حيا يرى الصلاح فسادا ... ويرى الغي للشقاء رشادا لقريب من الهلاك كما أهلك ... سابور بالسواد ايادا «1» قال: وبلغنا أن سابور ذا الأكتاف الملك أقام بجندي سابور ثلاثين سنة من ملكه، ثم تحول الى المدائن وهي دار الملك في القديم فتحول عن جانب المدائن التي كانت الملوك تنزله وبنى الإيوان الذي بالمدائن اليوم والقصر في الجانب الآخر. فلم تزل الملوك بعد سابور ذي الأكتاف الى أن خرج الملك من أيديهم ينزلون الإيوان الذي بالمدائن والقصر الذي الإيوان فيه، وملك سابور اثنتين وسبعين سنة فحين حضرته الوفاة كان ابنه سابور بن سابور ذي الاكتاف صغيرا، فأوصى بالملك لأخيه أزدشير بن هرمز الملك. ومن خط عبد السلام: وبنى سابور ذو الأكتاف الإيوان الذي بالمدائن والقصر (150- ظ) الذي فيه الإيوان، وبنى بالأنبار وسماها فيروز سابور وبنى مدينة السوس بالأهواز، وبنى مدائن بسجستان، وبنى مدينة الكرج، وبنى مدينة بآجر وسماها جندي سابور أسكن فيها سبيا سباهم من الروم وبنى مدينة نيسابور بأرض خراسان وبنى مدائنا بالسند. هذا ما نقلته من خط عبد السلام البصري المعروف بالواجكا. وذكر في غير هذا الكتاب أن أبو الياس «2» ملك الروم، وكان ينزل أنطاكية قصده

سابور ذو الأكتاف فظفر به أبو الياس إما في حربه، واما لان سابور- كما يقال-. مضى الى أرض الروم ليقتص أمرها. ففطن له وقبض عليه، فكيف ما كان فقد دخل أنطاكية. وقيل أن أبو الياس سار الى أرض العجم حتى بلغ جندي سابور فحصرها فاستصعب عليه فتحها، وكان سابور محبوسا في قصر أبو الياس فعشقته ابنة الملك، فخلصته فطوى البلد متخفيا الى أن وصل جنديسابور، فدخلها وقويت نفوس من بها من أصحابه وخرجوا من فورهم فأوقعوا بالروم تفاؤلا بخلاص سابور، فأسروا أبو الياس فقتله سابور ذو الاكتاف، واختلفت الروم فيمن يولونه وضعفوا عن مقاومته وكان لسابور عناية بقسطنطين فولاه على الروم، ومنّ عليهم بسببه وجعل لهم طريقا الى الخروج من بلاده، بعد أن شرط على قسطنطين بأن يغرس إزاء كل نخلة قطعت من أرض السواد وبلاده شجرة زيتون، وأن ينفذ إليه من ببلاد الروم فوفى له (151- و) . وقع إليّ كتاب يتضمن أخبار الفرس لم يذكر اسم مؤلفه، فنقلت منه: فلما بلغ سابور ست عشرة سنة واشتد عظمه، وقوي على حمل السلاح، جمع اليه عظماء أهل مملكته، ثم قام وخطبهم وحمد الله ووعظهم، ثم أمرهم أن يختاروا نجدائهم وأهل البأس منهم ألف أسوار، ففعلوا، وعرضوا عليه بأسلحتهم وكراعهم، فأقام لهم ما يكفيهم وأولادهم من الارزاق والاطعمة، ثم جمع الألف إليه وحثهم على القيام بحفظ البلاد، وكانت الاحوال بسبب صغر سنه قد اختلت فأجابوه بما يؤثره، ثم سار الى النواحي التي كانت العرب فيها فقتل من قدر عليه منهم وهرب بقيتهم حتى لحقوا ببلادهم فقطع البحر حتى أتى الخط «1» ، ثم غزا بلاد البحرين فجعل لا يبقي على شيء قتلا واخرابا، غير أنه لم يكن يأخذ لهم سلبا ولا مالا، ثم مضى الى هجر فأعظم المقتلة فيهم، ثم أتى عبد القيس ففعل بهم مثل ذلك حتى أبادهم، وفعل ذلك باليمامة وما يليها، وقتل بالمدينة وخيبر ثم هبط الى ما يلي الشام من بلادهم ففعل مثل ذلك بهم وقال: هذا جزاؤكم بما كان من بغيكم علينا وافسادكم في بلادنا

بعد ما شرطتم لدارا بن دارا الملك من الكف عن بلاده والتشبه بالنساء في اطالة الشعر واتخاذ الأزر، وكان دارا بن دارا الملك ابن عم بابك بن ساسان والد أزدشير. فلما بلغ سابور ما في نفسه، وأدرك منهم ثأره، قال لمن معه من الجنود: اني أريد دخول أرض الروم ومستخف فيها (151- ظ) حتى أبحث عن أسرارهم وأعرف عدة جنودهم ومسالك بلادهم حتى إذا بلغت نهمتي من ذلك، وحاجتي انصرفت الى مملكتي، فسرت إليهم بمن احتاج إليه من الجنود فحذره الجنود التغرير بنفسه فلم يقبل، وانصرف متنكرا حتى دخل أرضهم فمكث فيها حينا يجول فيها، فبينما هو كذلك إذ بلغه ان ابن قيصر أعرس فأولم وليمة لسفلة الناس ومساكينهم، وأمر أن يجمعوا له ويحضروا طعامه بعد فراغه من طعام الأشراف، فانطلق سابور متهيئا بهيئة السؤّال حتى شهد ذلك الجمع، لينظر الى قيصر ويعرف هيئته في مجلسه وطعامه فبينما هو كذلك إذ أتي قيصر باناء يشرب فيه من آنية سابور منقوش فيه تمثال سابور فجعلوا يسقون به قيصر ومن حوله، حتى انتهى الاناء الى حكيم من حكمائهم الذين ينظرون في النجوم، ويعرفون الفراسة فنظر في التمثال الذي فيه، وقبل ذلك ما قد كان أبصر وجه سابور وهو جالس في رفقة المساكين، فأمسك الاناء وقال: اني لارى أمرا معجبا قال قيصر: وما ذلك؟ قال الحكيم: أرى في الجلساء رجلا شبيه الصورة بهذا التمثال، فان لم يكن ذلك سابور فما في الأرض أحد أشبه منه به، فأمر قيصر فدعا سابور اليه فسأله عن أمره، فقال: أنا رجل مسكين من أهل فارس، وكان سابور جميل الوجه حسن الصورة، معتدل القامة، تام الخلق، فازداد قيصر لما رأى من حاله في ذلك ارتيابا (152- و) في أمره وأحس بأنه لم يصدقه عن نفسه، فألح عليه في السؤال وقال ما صدقتنا عن خبرك، فقال سابور: أما إذا أبيتم إلّا التقصي عن أمري فاني لا أجد من صدقكم بدا، أنا من أساورة فارس، وكان والذي قد أجرم الى ملكنا جرما عظيما فقتله واستصفى ماله فتخوفته على نفسي، فلحقت بكم وقد أصابني فقر ومسكنة، فأتيت هذا الموضع لما بي من الجوع والجهد والفاقة، فرقوا له وظنوا أن قد صدقهم عن نفسه، فهموا بتخلية سبيله، فأبى ذلك العالم عليهم أن يخلوه، ونظر في حسابه فأتاه في ذلك ما وافق ظنه، وقال: اعلموا ان هذا سابور نفسه فاستوثقوا منه واشتدوا

عليه حتى يعلمكم أمره، فاشتد عليه قيصر عند ذلك وتوعده بالقتل وجعل له الامان على أن يحقق له الخبر عن أمره، فقال لهم سابور: عجبا لكم ومن طمعكم بي أن يؤثر سابور الجهد والحاجة والجوع في بلادكم على المقام في ملكه ونعمته، فلم يقبلوا ذلك منه ولم يخلوا عنه حتى اعترف لهم سابور، فاشتد فرح قيصر وجنوده وقالوا: قد أعظم الله علينا النعمة فساق الينا عدونا وأمكننا منه فنحن منتقمون منه ومنزلون به وبأرضه ما أجرم الينا سابور الاول، فأمر قيصر بسابور فجعل في نقرة جوفاء من جلود البقر، ثم أطبق عليه وألزمه الرقباء والحفظة (152- ظ) . وسار بجنوده الى أرض فارس، ثم أرسل اليهم: اني قد أخذت ملككم فاما أن تفتدوه واما ان أقتله، وأمر سابور أن كتب الى أهل أرضه، فيرسل أهل كل مدينة بما يسألهم، فجعل لا ينزل بأرض الا أخربها، وجعلت الاعاجم تتقيه بكل ما قدرت عليه، فكثر منه القتل والاخراب في مدائنهم وقراهم والعقر في نخلهم وشجرهم وسابور معه يسير به حيث ما توجه، حتى انتهى الى جنديسابور، وكان قد تحصن جنود فارس وعظماؤهم، فنصب عليهم المجانيق حتى هدم نصفها، ولم يستطع دخولها فبينا هو كذلك إذ غفل حراس سابور من الروم ذات ليلة فلم يغلقوا الباب الذي كان يلقى اليه الطعام في النقرة، وكانت ليلة مقمرة، وكان حول النقرة ممن غنمت الروم من سبي الأهواز أناس كثير، فرفع سابور رأسه وقبل ذلك ما سمع كلامهم وعرف لغتهم، وكان عندهم زقاق زيت فدعا سابور بعضهم فقال: خذوا من هذه الزقاق فأفرغوه على رأسي ففعل ذلك فابتل القد ولأن، وكان قد نحل جسمه فلم يلبث أن أسبل يديه ورجليه من الوثاق وخرج من النقرة يدب على قوائمه شبه الدابة حتى اذا جاء من باب المدينة رآه الحراس فصاحوا به، فأشار اليهم ان اصمتوا وأخبرهم باسمه، فعرفوا صوته ففتحوا له باب المدينة، فلما دخل (153- و) على أهلها اشتد سرورهم به ورفعوا أصواتهم بحمد الله وتسبيحه. فاستنبه قيصر وأصحابه بأصواتهم، وظنوا أنه أتاهم مدد من ورائهم، ثم قال لهم سابور: استعدوا وثعبوا فاذا سمعتم صوت ناقوس الروم فاركبوا خيولكم، فإذا ضرب به الثانية فواقفوهم فإني أرجو أن يفتح الله لكم عليهم، ويفل حدهم ففعلوا ذلك بهم، فقتلوا الروم أبرح القتل، وأمرهم سابور أن يأخذوا قيصرا أسيرا ولا

يقتلوه، فأسروا قيصر واستباحوا ما كان معه من أمواله وأمتعته ونسائه، فأمر بكل ما كان معه من السبي فرد الى بلادهم وأرضهم، وبما كانوا أصابوا أن يدفع الى من كان له. وأوثق قيصر حديدا وقال: إني مكافئك بما أوليتني كما أحببتني، وآخذك باصلاح ما أفسدت وعمارة ما أخربت من أرضي، فلست ببارح حتى تغرس مكان كل نخلة اقتلعتها أو شجرة عقرتها زيتونة، وحتى تبني كل مدينة أخربتها أو بناء هدمته بنفقتك وعمالك. وكتب قيصر الى الروم يسألهم أن يفدوه بذلك، فحملوا التراب من أرض الشام حتى عمروا به المدائن، فبنوا له المدينة العتيقة، وبنوا ما هدموا من جنديسابور بالآجر والجص، فصار سور تلك المدينة نصفا آجر ونصفا لبن، وغرسوا الزيتون بأرض فارس والاهواز والسواد، ولم يكن قبل ذلك بها زيتون، فلما قضى سابور حاجته من قيصر سأله أن (153- ظ) يخلي سبيله، ورغب اليه في ذلك، فقطع عقيبه وكفه، وقال: هذا جزاؤك بما ابتدأت به من الظلم والعدوان والبغي، ثم حمله على حمار وبعثه الى الروم فلذلك ما تركت الروم اتخاذ الاعقاب للخفاف وركوب الدواب. ثم أقام سابور في ملكه، وأقبل على عمارة بلاده واصلاحه مملكته ومكث بذلك حينا، ثم سار الى أرض الروم فقتل فيهم مقتلة عظيمة، وسبى منهم سبايا كثيرة، وبنى بالسوس مدينة وسماها أبر أبحره سابور، وعمد الى السبي الذين جاء بهم من الروم فأسكنهم تلك المدينة، ثم عفا عن العرب واستصلحهم وأسكن ما أصاب من سبايا العرب من بني تغلب براري وسماهيج «1» والخط، ومن سبى من عبد القيس وأفخاذ من تميم بهجر «2» ، ومن سبى من بكر بن وائل بكرمان، ومن سبى من بني حنظلة وتنوخ بالاهواز، وانما كان يسكن كل قوم ممن يسبي فيما يوافق بلادهم من الارضين، وبنى مدينة أخرى بنيسابور ومدائن أخر بالسند

سارية بن محمد:

وسجستان وذلك سوى أنهار كثيرة احتفرها، وقناطر وجسور عقدها وقرى أسسها وعمرها. قلت: الذي أظنه أن هذه الحكاية عن سابور مصنوعة والله أعلم، والى سابور هذا أو الى سابور الجنود جد جد جده الذي قدمنا ذكره أشار عدي بن زيد العبادي بقوله: (154- و) . أين كسرى كسرى الملوك أنوشر ... وان أم أين قبله سابور «1» سارية بن محمد: وقيل سارية بن عبد بن سارية أبو الحسن البغدادي ثم الطرسوسي الحافظ، بغدادي سكن طرسوس وحدث بها عن أبي سعيد الاشج، والحسن بن الصباح الواسطي، وسلمان بن توبة النهرواني روى عنه سعيد بن الفتح وأبو حفص عمر ابن جعفر الطبري، وأبو بكر محمد بن أحمد بن اسماعيل المصيصي. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي: أبو الحسن سارية ابن محمد بن سارية البغدادي الحافظ، روى عن أبي علي الحسن بن الصباح البزاز الواسطي، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج الكوفي وغيرهما. روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن اسماعيل المعيطي المصيصي بمصر، وأبو حفص عمر بن جعفر ابن محمد الطبري بمكة، في حرف السين المهملة من معجم شيوخه، وذكر أنه كتب عنه سنة خمس وتسعين ومائتين. أخبرني أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري- من لفظه- قال: نقلت من خط الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي بالاسكندرية، ونقله من خط الحافظ أبي طاهر السلفي رضي الله عنهما: أبو الحسن سارية بن عبد ابن سارية الطرسوسي روى عن سلمان بن توبة بن زياد النهرواني سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وعن غيره، حدث عنه سعيد بن الفتح مولى محمد بن العلاء بأنطاكية، وكتب عن سعيد هذا محمد بن المحسن بن الحسين الأذني بأنطاكية، وروى عنه بمصر «2» . (154- ظ) .

ساطع بن عبد الباقي:

ساطع بن عبد الباقي: ابن المحسن بن عبد الباقي بن عبد الله بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن أحمد بن داوود أبو.... «1» التنوخي المعري شاعر مجيد من بني أبي حصين، بيت القضاء والفضل والعلم، وكان ساطع هذا من أعيان أهل المعرة، وكان يتردد الى حلب، واجتمعت به مرارا متعددة بمعرة النعمان وبحلب، وسمعت منه مقاطيع من شعره، وقصائد مدح بها الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وكان قد نفق عليه ومال اليه، فمما سمعته من لفظه قصيدة أنشدها بقلعة حلب بين يديه، وذلك في بعض ليالي شهر رمضان من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وذكر فيها ولده الملك العزيز محمد بعد أن ولد، فاستحسنها الملك الظاهر، واستعاد منه أبياتا منها، وذلك بمحضر رسول الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو المجد البهنسي، وأثبت هاهنا القصيدة بكمالها: سمعت القاضي ساطع بن أبي حصين ينشد الملك الظاهر لنفسه: أما لحج تلاقي الحيّ ... ولا لرمي جمار الهجر أوقات لعل في عرفات من عوارفكم ... وصلا لصب له بالخبت أخبات «2» وليت يجمعنا جمع ويشعرنا ... سعيا بمشعر تلك الدار ساعات كيما أقوم مقاما لا أخاف به ... نوى وتشرح من حالي مقامات فهمتي في أسار الهم موثقة ... ما سرت عنكم سرت عني المسرات (155- و) ولي اليكم ومن ظمئاكم ظمأ ... مبرح والى لبنى لبانات أحنوا اليكم حنينا كلما نسمت ... صبا ويعتادني منكم صبابات يا راحلين وقلبي في رحالهم ... تجدوه وان غفل الحادون روعات عودوا والا عدوا حسنا بقربكم ... فللجميل وللاحسان عودات عسى يبين لعيني بعد ما بنيت ... عليه أنماطكم «3» للبين بانات

حفظتكم وأضعتم ما أمنتكم ... له ومن مثلكم ترعى الامانات فيا عذولي أقل اللوم وابق فما ... يفيد عذلي ولا تغني الملامات عهدي بنا قبل وشل «1» البين يجمعنا ... ظل ظليل وروضات أريضات في سرحة سرحت أنهارها وزهت ... أزهارها وبها للهو لدات سماؤها الدوح تبدي الزهر من زهر ... وأرضها كيف سار الطرف روضات تدير فيها شموس الراح في فلك ... من الزجاجة أقمار منيرات ياقوتة تجتلى من درة ولها ... لآلىء من حباب مستديرات رقت وقد سفك الراووق من دمها ... الحرام ما حللت منه الاراقات من حيث حلت عقال العقل قيدها ... التحريم وانطلقت عنها الاباحات دارت عليها رحا الادوار جاهلة ... منها بما عملت منها الديارات كرميه كرمت صوتا متى فقدت ... حشا الاباريق صانتها الحشاشات لو أنها كنيت من حيث ما اعتصرت ... أم العناصر لم تخط الكنايات (155- ظ) هوى وماء ونار والاناء لها ... من جوهر الترب فهي الاستقصات متى أغار عليها الماء غار لها ... من سخطها زرد تحكيه ميمات تجلا على الشرب في شرب تمزقه ... الأفواه وهو بأعلى الجام جامات يحنى عليها فنحبى من لذاذتها ... موتا ونشرا فاحياء وأموات ونحن في جنة ما فات ساكنها ... فيها نعيم ولا تعروه آفات قد أبدع الله فيها كل رائقة ... تناوحت فنواحيها بديعات نمارق وزرابي مفوفة ... نسج الربيع لرائيها أنيقات حبا يطيب وورد يانع شبم ... وجنة أمنت فيها الجنايات للعين من عينها مستوقف بهج ... وللمسامع ألحان وأصوات ما أعربت قينة إلّا شدا طربا ... من أعجم الورق في الأوراق قينات وللنفوس لما تختار أنفسه ... من صالح لا تدانيه الدنيات كأنها دولة الغازي التي كملت ... وصفا وعمت رعاياه الرعايات

الظاهر الملك المخلوق من ملك ... ومن أياديه أنواء مطيرات تخافه الأسد في الأخياس «1» مشبلة ... وتستحي من حياة المستهلات تاهت بدولته الدنيا وجمّلها ... اثاره ومساعيه الأبيات يمحو ويثبت أرزاق الورى بيد ... لا زال فينا لها محو واثبات عدل وحلم ورأي ثاقب وسطا ... تغنى بتدبيرها في الروع رايات (156- و) وهمة هامة الجوزاء تحسدها ... وعزمة تتوقاها المنيات مناقب لوحوتها الشهب ما خفيت ... وأظهرت ما أجنته الظهيرات وطيب نشر به الأقطار في قطر ... تراوح الريح طيبا منه فوحات لا غرو يأسف عصر قد خلا أسفا ... عصرا بنوه الخلال اليوسفيات اذ بدا الليل نقعا والرعود صهيل ... الجرد والبرق بيض مشرفيات والسمهرية كالأشطان واردة ... خرصاتها «2» شرع والسحب هامات أبدا محياه بدرا والملوك له ... أهلة تجتلى واللثم هالات من أخوة يتوخى أن يعود لهم ... إشراق ملك له في الغرب عادات هم الملوك وأبناء المليك واخو ... ان المليك وحسبي والتحيات يتلوهم أمراء كالليوث لها ... في موقف الروع وقفات ووثبات أسد لها السرد لبد والظبى عوض ... من البراثن والأرماح غابات علام لا يعجز الوصاف وصفهم ... وهم بملكك في الدنيا علامات ما يممت بلواء منك دار عدى ... إلّا وسام لها التدبير شيمات وما الشآم الذي جملت بل لك من ... حسن المساعي بوجه الأرض شامات يا أيها الملك السلطان لا برحت ... تهدى اليك التهاني والمسرات

هنيت بالناصر «1» ودمت له ... ما دامت الأرض تسمو بالسموات ملك أبى الله إلّا أن يكون له ... جد كجديه تتلوه السيادات (156- ظ) تاهت بمولده التيجان وابتهجت ... أسرة الملك والجرد الصفيات ماذا يقول الذي يتلو مآثرها ... في مشهد الحمد ما تبنى المقالات جدوده أم أبوه أم عمومته ... أم الخؤولة إن لم تسم حالات استعادة الملك الظاهر هذا البيت تنبيها للبهنسي على ذكر جده لأمه الملك العادل، وذكر أخواله الذين الملك الأشرف أحدهم: لا زلت في دولة بالسعد دائلة ... جديد عمر تواليك السعادات ما أسفر الصبح عن لألاء داجية ... وأظلمت وتلت ضوءا دجنات وسمعت ساطع بن عبد الباقي ينشد الملك الظاهر لنفسه، أول يوم من شهر رمضان من سنة اثنتي عشرة وستمائة بدار العدل قصيدة منها: تحية ممنوع لذيذ حياته ... مشوق إلى حي الحيا وحياته سليم أسى قد أسلمته أساته ... فمن لعليل داؤه من أساته أسأتم به ظنا وأحسن ظنه ... باحسانكم والعفو عن سيئاته لئن حسرت أيدي الملاك قناعه ... فقد نشر المطويّ من حسراته يواصل بالشكر الجزيل صلاتكم ... ويدعو لكم في صومه وصلاته وفي فيه من ذكراكم ما تعمرت ... فيافي الفلا طيبا لطيب شذاته هو الدهر أصماه بسهم بعاده ... وأخنى عليه عامدا بهناته فحيوه من انعامكم لا عدمتم ... حيا منبت للحمد طول حياته (157- و) فقد فاء اذ كادت تفوت حياته ... الى ملك يحييه بعد وفاته

أنشدنا ساطع بن عبد الرزاق بن أبي حصين لنفسه في الحاضر السليماني بظاهر حلب: دعاها فبرق الأبرقين دعاها ... أيا حادييها والغرام دعاها ذراها تباري الريح نحو مرامها ... فجذب البرا عما تروم براها ولا تلوياها أن تحاول باللّوى ... ديونا لها بعد المزار لواها ألم ترياها كالحنايا وفي السّرى ... سهاما ورام بالجنين رماها مرض ساطع بن أبي حصين بحلب في بعض شهور سنة احدى وعشرين وستمائة وحمل الى معرة النعمان فمات في الطريق بين معرة النعمان وحلب في السنة المذكورة رحمه الله.

ساعد بن فضائل بن ساعد:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ساعد بن فضائل بن ساعد: أبو محمد المنبجي من بيت معروف بمنبج، روى عن أبي الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي، والقاضي أبي أحمد بن الشهرزوري ورئيس بن عبد الله النميري. وسمع من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبي المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني. روى عنه أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني ساعد بن فضائل التاجر- إملاء بسمرقند- قال: أنشدني القاضي أبو أحمد بن الشهرزوري بالموصل قال: أنشدني والدي لنفسه: حسبي ذلي وعزكم يكفيكم ... ربي ببلائي قط لا يبليكم من يعرفكم يبسط عذري فيكم ... أنتم ثمري فكيف لا أجنيكم أخبرنا الشريف أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: ساعد بن فضائل بن ساعد المنبجي أبو محمد من أهل منبج، بلدة بالشام، أحد التجار المعروفين، كان يسافر الى العراق وخراسان والبلاد البعيدة، سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد ابن الفضل الفراوي، وبسمرقند أبا لمعالي محمد بنصر بن نصر بن منصور المديني وغيرهما، لقيته أولا بنيسابور سنة ثلاثين، ثم لقيته بسمرقند في سنة تسع وأربعين (159- و) وكتبت عنه قطاعا من الشعر بنيسابور وسمرقند، وكانت ولادته تقديرا قبل سنة خمسمائة بمنبج وقال لي بنيسابور بيني وبين الامام أبي علي الحسن بن ساعد المنبجي قرابة قريبة. نقلت ذلك من خط الامام أبي سعد السمعاني من المذيل.

ذكر من اسمه سالم

ذكر من اسمه سالم سالم بن اسحاق بن الحسين البزاز أبو الغنائم المعري ثم الدمشقي ثم البغدادي، من معرة النعمان، وسكن دمشق وبغداد فنسب اليهما. روى عن أنوشتكين بن عبد الله الرضواني، روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى الحافظ وخرج عنه إنشادا في معجم شيوخه. قرأت في معجم شيوخ أبي المواهب بن صصرى وشاهدته بخطه: سالم بن اسحاق بن الحسين المعري البزاز، ثم الدمشقي، ثم البغدادي، أنشدنا أبو الغنائم رحمه الله- وكتبه لي بخطه- قال: أنشدنا أبو منصور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني- وأذن لنا فيه الرضواني- قال: أنشدنا الامام أبو اسحاق ابراهيم ابن علي الشيرازي الفيروزباذي لنفسه. سألت الناس عن خل وفي ... فقالوا ما إلى هذا سبيل تمتع ما استطعت بودّ حر ... فإن الحر في الدنيا قليل قال أبو المواهب: توفي رحمه الله في شهور من سنة ست وسبعين وخمسمائة (159- ظ) بدمشق وقد جاز الخمسين وكان قد سمع قبل الخمسين وبعدها بالعراق سالم بن تميم الحلبي وهو سالم بن علي بن تميم اشتهر بالنسبة الى جده، وسنذكره فيما يأتي فيمن اسم أبيه على حرف العين ان شاء الله تعالى. سالم بن الحسن بن علي أبو الرضا المعدل الحلبي، وهو ابن أخت الوزير أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس الحلبي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي وعلي بن أحمد

ابن علي الأسدي، وكان أديبا فاضلا من أعيان الحلبيين المعدلين بها، وذكره أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في مقدمة شرح خطبة أدب الكاتب «1» وله شعر جيد وقد ذكرناه في الكنى لشهرته بالكنية. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي بقراءتي عليه بجامع القصر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن علي الأسدي- اجازة- قال: أنشدني أبو الرضا سالم بن الحسن بن علي الحلبي بها: أيا مقبل والدهر عني معرض ... تقسّم لحمي بين ناب وأظفار ويا مرسل النعمى على كل حالة ... إليّ قريبا كنت أو نازح الدار ويا من يراني حيث كنت بقلبه ... وكم من أناس لا يروني بإبصار (160- و) أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي- اذنا- وسمعت منه اسناده قال: أخبرنا أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن- إجازة إن لم يكن سماعا- ح. وأخبرنا أبو محمد القاسم في الإجازة العامة قال: حدثنا أبو عبد الله محمد ابن المحسّن بن أحمد بن الملحي السلمي- بلفظه وكتبه لأبي بخطه وسمعته منه معه- قال: أبو الرضا بن النحاس شيخ حلبي هو ابن اخت أبي نصر الوزير العالم المفيد الكاتب الشاعر المجيد، وكان أبو الرضا وصل الى دمشق عند القبض على خاله لأخذ ماله فاجتمعت به، وتحدثت معه، وأنشدني أبو الرضا لخاله: يا قلب أنت أذنت لي في هجرة ... وزعمت أنك قاصر عن ذكره وضمنت إنجادي عليه بسلوة ... لا أتقي فيها عواقب غدره ورجعت تطلبه وأنت أضعته ... هيهات فان الحزم فارط أمره فاستحسنت هذه الأبيات حتى غنّى بها القيان، وهام بها الشيوخ والشبان، فعمل أبو الرضا:

سالم بن الحسن بن هبة الله

يا طرف أنت طرحتني في حبه ... وزعمت قلبك في هواه كقلبه حتى إذا لفحتك نيران الجوى ... فحرمت ما أمّلته من قربه أنشات تنكر ما جنيت وقلت خذ ... قلبي المعنى في هواه بذنبه ذق مرّ ما استحليته وجنيته ... لا ينكر المغرور صرعة عجبه واغرف بدمعك في البكاء فربما ... قتل المتيم نفسه من كربه (160- ظ) وذكر ابن الملحي له أبياتا أخر أثبتناها في الكنى فيمن كنيته أبا الرضا، ولم يعرف ابن الملحي ولا الحافظ أبو القاسم ولا ابنه اسمه. قرأت في مقدمة شرح خطبة أدب الكاتب لابن قتيبة تأليف أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري قال: ذكر لي بعض الشبان أنه تستعجم عليه مواضع في الكتاب المعروف بأدب الكاتب، فلم ألتفت الى كلامه، وبلغني أن مولاي الشيخ الجليل أبا الرضا سالم بن الحسن بن علي جمل الله الأدب ببقائه رسم لي إجابة تلك الطبقة، وعلمت أنه غني بأدبه لا يرغب فيه لنفسه، وإنما غرضه أن ينتفع به سواه، فأجبته الى ما سأل. وتكفيه شهادة هذا الفاضل بما شهد له به. سالم بن الحسن بن هبة الله ابن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن صصرى التغلبي الدمشقي أبو المرّجا، وأبو الغنائم بن الحافظ أبي المواهب بن أبي الغنائم من بيت الحديث والعدالة بدمشق، شيخ حسن من المعدلين وأمناء القضاء بدمشق، اجتمعت به بدمشق، وسمعت منه شيئا من الحديث وقال لي: دخلت حلب مع والدي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وسمعت بها من جماعة، ورحلت معه إلى بغداد، وكان مولده بدمشق في أواخر جمادى الآخرة من شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. سمّعه أبوه بدمشق من أبي المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم البانياسي، وأبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار وأبي الحسين أحمد بن حمزة بن (161-) على السلمي وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي ومن نفسه- أعني أباه، أبا المواهب- ورحل به الى حلب وبغداد، فسمع بحلب من القاضي أبي الحسن أحمد بن محمد

ابن الطرسوسي والشريف أبي طالب النقيب أحمد بن محمد الحسيني، وشيخنا أبي محمد عبد الرحمن، وأخيه أبي بكر محمد ابني عبد الله بن علوان الأسدي، وببغداد من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن نجا بن شاتيل وغيرهم، وحدّث بدمشق عن جماعة من شيوخه، سمعت منه في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وأجاز لي رواية ما يجوز له روايته، وكان حسن الأخلاق جميل المنظر رحمه الله. أخبرنا أبو المرّجا سالم بن الحسن بن هبة الله صصرى- قراءة عليه بدمشق بحانوت الأيتام بالسوق- قال: أخبرنا جدي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ابن أبي نصر قال: أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن فارس الميانجي قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن الميني الموصلي قال: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسه عن زيد بن رفيع عن حزام بن حكيم بن حزام عن حكيم بن حزام قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم النساء فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وأن يتصدقن، قال: وإن منكن من يدخل الجنة، وجمع بين أصابعه فكلكن حطب جهنم وفرق بين أصابعه، فقالت الماردة (161- ظ) - أو الماردية- شك أبو يعلى: وبم ذلك يا رسول الله؟ قال: تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير. أخبرنا سالم بن الحسن بن صصري قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الطرسوسي الحلبي- بحلب- قال: أخبرنا أبو طالب عبد الكريم بن عبد المنعم الفقيه قال: أخبرنا أبي عبد المنعم قال: حدثنا أبو صالح محمد بن المهذب بن علي، ح. وأخبرناه عاليا أبو اسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان وغيره قالوا: أخبرنا أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ قال: أخبرني علي بن سالم بن الأغر، ح. وقال لنا أبو اسحاق: حدثنا أبي شاكر بن عبد الله قال: حدثني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان قالا: أخبرنا أبو صالح محمد بن المهذب بن علي

سالم بن سعادة بن عبد الله بن أحمد بن علي الحمصي

قال: حدثني جدي أبو الحسين علي بن المهذب التنوخي قال: حدثنا جدي أبو حامد محمد بن همام قال: حدثنا محمد بن سليم القرشي قال: حدثنا إبراهيم بن هدبه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أقواما يزخرفون مساجدهم ويطولون منابرهم ويميتون أفئدتهم، وا عجباه كيف ضيعوا دينهم «1» . أخبرني أبو حامد محمد بن علي بن الصابوني قال: توفى سالم بن الحسن بن صصرى يوم السبت ثالث جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين وستمائة ودفن من الغد بسفح قاسيون ظاهر دمشق، ثم أخبرني ولده..... «2» بن سالم أنه توفي يوم السبت ثالث جمادى الآخرة من السنة. وأنبأنا الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في كتاب (162- و) التكملة لوفيات النقله: وفي الثالث من جمادى الآخرة- يعني- من سنة سبع وثلاثين وستمائة، توفي الشيخ الأجل الأصيل أبو الغنائم سالم بن الشيخ الحافظ أبي المواهب الحسن بن الشيخ أبي الغنائم هبة الله بن الشيخ أبي البركات محفوظ ابن الحسن بن محمد بن الحسن بن صصرى التغلبي البلدي الأصل الدمشقي الدار، المنعوت بالأمين بدمشق، ودفن من الغد بتربته بسفح قاسيون. سمع ببغداد عن أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن نجا بن شاتيل وغيره، وبدمشق من أبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار وأبي المجد الفضل بن الحسين ابن ابراهيم البانياسي، وأبي الفرج يحيى بن محمد الثقفي وغيرهم، وحدث، ولنا منه إجازة، وهو من بيت الحديث «3» . سالم بن سعادة بن عبد الله بن أحمد بن علي الحمصي وقيل في أبيه سعيد، شاعر مجيد، ويعرف بالمهذب، وكان عارفا بالأدب، يكتب القصيدة من أولها إلى آخرها ويعربها فلا يوجد فيها لحنه، فإذا أوردها لا يأتي بحرف منها صحيحا، لأنه كان أقلف اللسان لا يستطيع تصحيح الكلام بلسانه، وكان قد أوطن حلب، وخدم الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، وأجرى له معلوما مع الشعراء الذين في خدمته، وكان أمثل الشعراء عنده بعد راجح الحلي.

روى لنا عن أبيه شيئا من شعره، وعن قاضي حمص أبي البيان محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين، وعبد الله بن أسعد الموصلي، نزيل حمص، وأنشدنا من شعره (162- ظ) عدة مقاطيع وقصائد، وكان وعدني أن يحمل مسودات شعره إلي جميعها خوفا أن يموت وتصير في أيدي الناس فيدعيها غيره، ومات ولم يحمل شيئا، وسألته عن مولده فقال: يكون لي إلى اليوم أربعة وخمسون أو خمسة وخمسون سنة وكان سؤالي إياه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع عشرة وستمائة، فيكون مولده تقديرا بحمص في سنة ستين أو سنة تسع وخمسين وخمسمائة. أنشدني سالم بن سعادة الحمصي لنفسه بحلب: هل الطرف من فيض الدموع جريح ... أم النوم ما بين الجفون ذبيح وهل نار ليلى أم تألق بارق ... دجى الليل يخبو نارة ويلوح فتاة بها علّقت في كبدي أسى ... تسربلت منه السقم وهو صحيح وبان فؤادي يوم بان فريقها ... ودمعي على سفح الكثيب سفوح فأنشدت قلبي والدموع لدى النوى ... أفي كل يوم غربة ونزوح وما أنا صاح من سلاف صبابة ... بها لي غبوق دائم وصبوح وكم هب ينشئ مزنة من مدامعي ... غرام له بين الجوانح لوح على دارسات طال في عرصاتها ... بكاء جفوني والحمام تنوح وقفت بها إذ مالعافي رسومها ... كجسمي من البين المشتّ وضوح ومن جفن عيني لا تغب سحابة ... ومن زفراتي ليس تركد ريح (163- و) ولله برق فيه برؤ حشاشتي ... وريح لقلبي من جواه تريح فهل لصبا نجد على ذي صبابة ... هبوب وهل برق الحجاز لموح ويا حبذا الروض الذي نفحاته ... بسرّ شذاه المندلي تبوح وقد دّبجته للغيوث أنامل ... فهل هو في الغازي الغياث مديح وأنشدني سالم بن سعادة أيضا لنفسه:

باح من الدمع بأسراري ... ماء مرته «1» نار أفكاري وطار من جفني محمرة ... شرار زند الكمد الواري وشادن شيمة ألحاظه ... سفك دم القسورة الضاري عزولي ذل فهيهات أن ... أدرك يوما عنده ثاري وكل ما عاينته خاطرا ... غرقت في لجّه أخطار فياله من حاكم في الهوى ... كم جار في الحب على جار خو فؤادي خده واكتسى ... صبغته من دمه الجاري خد يرينا الصبح تحت الدجى ... عليه بين الماء والنار وحبذا مسك العذار الذي ... فيه تمسكت بأعذاري عذار من لولاه ما هتّكت ... يستهل الدمع أستاري لم أنس لما زارني والدجى ... قد حار فيه النجم يا حار وقد سعى بالبدر من قدّه ... غصن على دعص نقا هار «2» (163- ظ) وطاف بالصبح الذي في الدجى ... أطلعه من غسق القار بقهوة أنجم كاساتها ... دائرة ما بين أقمار في مونق ينثر در الحيا ... عليه في أصداف أزهار أبدى من النور كنوزا بها ... أغنى الثرى من بعد إقتار سمعت المهذب سالم بن سعادة الحمصي ينشد الملك الظاهر غازي قصيدة في مستهل شهر رجب من سنة اثنتي عشرة وستمائة وهو واقف بين يديه: عسى ينطوي بالوصل نشر صدوده ... ويفضي إلي ريّ أوام «3» عميده ويا ليت ينأى بالرضا قرب سخطه ... وتطفى بماء الوعد نار وعيده ويصبح قلبي نافرا من همومه ... وقد بات جفني آنسا بهجوده وإني لعان قيدته صبابة ... سيقضي ولا تقضي بفك قيوده

وعقد اصطباري حلّه بطلوعه ... هلال بدا في هالة من عقوده ومن ثغره المعسول نظما حشاشتي ... إلى برد من لي برشف بردوه تديرّ نجدا بعد منعرج اللوى ... وبدّل من واديه سقط زروده فكاد الى اجراع نجد يطير بي ... هبوب نسيم الشوق بعد ركوده ولما مضى أبقى له بجوانحي ... لهيب غرام شبّ بعد خموده وأجريت نفسي بالتنفس أدمعا ... تحدرها يوم النوى بصعوده ويا حبذا لو عاد عيشي كما بدا ... رطيبا ولهوي في نضارة عوده (164- ظ) ولم يرد ضرغام العرين على النقا ... سوى رشأ ما بين أسراب غيده بذي كحل يضحي السديد مجدلا ... إذا ما رمى ريم النقا بسديده وما طرف الخطى بالطعن في الطلا «1» ... بأفتك من طرف الغزال وجيده وذي أمل أدمى مناسم عنسه «2» ... يجوب الفلا من نصّه ووخيده «3» ترامى بها شرقا وغربا وقد أبى ... ترجّله حطّا لرفع قيوده وصار من الغازي الى الملك الذي ... تخر الملوك الصيد دون وصيده فتى شام من دون الشآم اعتزامه ... فأغناه عن تجريد ما في غموده تدفق بحرا إذ علا أفق دسته ... تألق بدرا في سماء سعوده يقيسون بالبحر الغطامط «4» جوده ... وهيهات أين البحر من فيض جوده أبيّ له الجد الذي حاز إرثه ... عن الصيد من آبائه وجدوده نشا ولواء السمهري قماطه «5» ... وليس ظهور الخيل غير مهوده به آل أيوب حللن من العلى ... ذرى باذخ نائي المحل بعيده وكل ملوك الخافقين صعودها ... الى الشرف السامي بلثم صعيده وما فخرها إلّا بغازي بن يوسف ... إذا ما دعا أحرارها من عبيده

وأقصى مناها لو تكون أمامه ... قياما على الهامات عند قعوده له الجيش مهما جاش في الروع بحره ... تلاطم بالشجعان موج حديده ومهما سرى في البر خلت رعاله «1» ... رعانا «2» على أنجاده ووهوده (164- ظ) يشنّ به الغارات يقظان ... يصادم رضوى «3» هدّ ركن مشيده وأين غدا قلنا لصدر خميسه ... وقد نشرت بالنصر حمر بنوده ترى لطيور الجو فوق لوائه ... عليه ازدحام كازدحام وفوده وفوق متون الفتخ «4» من مقرباته ... عرين قنا آساده من جنوده خيول إذا ما النقع أبرق مزنه ... سيوفا غدا تصهالها من رعوده هنالك يردي الليث بالحتف صاديا ... وقد ورد الهندي ماء وريده وقد أصبح الإيمان للكفر صادعا ... كما صدع الصبح الدجى بعموده فيا ملكا عم الأنام سماحة ... بطارفه يوم الندى وتليده وزهّد أبناء القريض بقصدها ... الى كل منزور النوال زهيده سلمت فأنت الأريحي الذي به ... هلاك معاديه وكبت حسوده وهنيت في الشهر الأصم بما ضفا ... عليك بأيدي يمنه من بروده ودمت دوام المدح فيك فإنه ... سيبقى ويفنى الدهر طول خلوده وسمعت سالم بن سعادة ينشد الملك الظاهر لنفسه: غزانا بسيف المقلتين المهند ... غزال نقا أعيا على المتصيد من الغيد لا يرعى الخزامى تنزها ... وأين الخزامى من قلوب وأكبد نصبت حبالات الكرى لاقتناصه ... فعاقب جفني بالسهاد المؤبد خليلي عقلي يوم برقة عاقل ... عليه كدمعي يوم برقة ثهمد «5» (165- و)

فهذا طليق من قيود شؤونه ... وهذا أسير في قيود التبلد فيا فرقد الحي الذي مذ هويته ... تكفل طرفي رعي نسر وفرقد تأن فلو أرسلت سهمك في الصفا ... غدا مارقا من كل صماء جلمد وبادية باتت سماء بيوتهم ... بكاظمة تبدي كواكب خرّد وأقمار تم في سماء ذوائب ... تطالعنا من كل أفق بأسعد وقفن بنا في موقف البين حشّرا ... ينشّرن ريحان الأثيث «1» المجعّد ويسترن بالعناب وردا يصونه ... حيا لؤلؤ يرفضّ من نرجس ند وموماة قفر بت أجزع مرتها «2» ... بلا جزع في متن وجناء جلعد «3» إذا نست عند الكلال وقد ونت ... نسيم غياث الدين قلت لها خدي «4» الى ملك نيطت حمائل سيفه ... تعانق سيف مصلت غير مغمد قال فيها: وفي حلب لما أفاض على الورى ... غيوث ندى تنهل من كفه الندي دعا لورود الجود كل مفوّه ... بتحبير ألفاظ القريض المجوّد فجبت إليه البيد فوق شملة ... مضبرة «5» الضبعين مفتولة اليد وجئت كما جاء ابن حيوس مادحا ... لأعظم ممدوح وأكرم موفد وسمعته ينشد أيضا لنفسه: عسى ظبية الوعساء «6» تدنى مزارها ... وتطوى بنشر الأنس عنا نفارها (165- ظ) مضى حيها تحت الدجنة ظاعنا ... وأبقى لنفسي وجدها وادّكارها

سالم بن سلمان بن عبد الله الحموي:

ولمّا بها شط الفريق عن الحمى ... وأبعد عن اجراعه الميث «1» دارها ولم أر منها جوّه وهو مشرق ... بشمس ضحى يحكى الهلال سوارها أطلت وقوفي في الطلول ولو عتى ... يضرم ماء الدمع في الصدر نارها ديار على آثارها لي تشوق ... أجد صباباتي بها وأثارها عهدت بها الشمس التي لو جمالها ... تغير به شمس الضحى لأغارها فتاة فتات المسك تهتك في الدجى ... إذ زارت الصب الكئيب استتارها تشد على البدر المنير نقابها ... وترخي على الغصن النضير إزارها ومن بعد أيام أطال وصالها ... إليّ بها روحاتها وابتكارها وجدت الليالي بالهموم طويلة ... على مهجتي لما عدمت قصارها ومن لي بأن يعتاد طرفي رقاده ... عسى طيفها في النوم يدني مزارها ويا حبذا بالرقمتين خمائل ... همي الغيث فيها ليلها ونهارها وأضحى بها مرّ النسيم مريحا ... بدار الندى حوذانها «2» وعرارها وخلنا بها دارين إذ بهبوبه ... من الزهر المطلول فتق فارها وضوّع فيها ذلك الروح مندلا ... فهل مدح الغازي الغياث استعارها توفي سالم بن سعادة بحلب في سادس عشر جمادى الأولى من سنة (166- و) ثمان عشرة وستمائة. سالم بن سلمان بن عبد الله الحموي: أبو المحاسن الشافعي روى عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن صصرى انشادا خرجه في معجم شيوخه الذي شاهدته بخطه، وقال: أنشدنا أبو المحاسن الشافعي رحمه الله وغيره لبعضهم: أمر على أبوابكم أرتجي الشفا ... وأندب ربعا للطلول وقد عفا وأندب أياما لنا ولياليا ... وأبكي عليها حسرة وتلهفا وكان سراج الوصل يزهر بيننا ... فهبت به ريح من البين فانطفا

سالم بن صالح:

قال أبو المواهب بن صصرى: توفى أبو المحاسن هذا رحمه الله بعد الستين وخمسمائة بدمشق، وكان فقيرا صالحا مقبلا على شأنه وعياله ومات كهلا. سالم بن صالح: شاعر من شعراء حلب، أو معرة النعمان، فإن الرشيد بن الزبير المصري ذكره في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان بين شعراء حلب ومعرة النعمان وأورد له هذه الأبيات الحسان: وما أنا إلا المسك ظل لديكم ... يضيع وعند الأكرمين يضوع وكالماء أما في السباخ فضائع ... وفي المنبت الزاكي حيا وربيع وكالدر في التيجان يعرف قدره ... ويدفنه تحت التراب مضيع (166- ظ) وذكر لي أن البيت الأول يروى لمسكويه. سالم بن ظافر بن ابراهيم بن رافع: أبو الرجاء السروجي كان مقيما بحلب، وحكى بها حكاية عن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن المنذر الحلبي، رواها عنه أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي. قرأت بخط أبي الخطاب عمر بن محمد العليمي، وأخبرنا به عنه أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن محمد بن الحسن بدمشق قال: سمعت أبا الرجاء سالم بن ظافر بن ابراهيم بن رافع السروجي- املاء من حفظه في منزلي بحلب- يقول: عدنا أبا المعالي سليمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن المنذر في مرضه الذي مات فيه، وقد اعتقل لسانه فأخذ طرسا وقلما وكتب من قبله: لهفي على غصن شباب ذوت ... أوراقه من أول الغرس ومنزل أملت بنيانه ... فصار في جانبه رمسي كل يلي نفسه جهده ... إلّا أنا جهدي على نفسي ثم فاظت نفسه:

ذكر من اسمه سالم بن عبد الله (167 - و)

قلت: وهذا سليمان كان أبوه بنى له دارا ليزوجه فيها فاخترم قبل ذلك، فأوصى أن يدفن بها وقال هذه الأبيات، وسنذكر قصته في ترجمته ان شاء الله تعالى. ذكر من اسمه سالم بن عبد الله (167- و) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب: ابن نفيل بن عبد العزى بن قرظ بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عمر، وقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبيد الله القرشي العدوي المدني، كان بدابق حين ولي عمر بن عبد العزيز، وقيل أن عمر أرسل اليه وأحضره إليه من المدينة، وغزا الروم مرات منها مع مسلمة بن عبد الملك ومنها في خلافة عمر بن عبد العزيز، ومنها غزاة غزاها هو وعمر بن عبد العزيز مع الوليد ابن هشام بن معاوية بن هشام بن عقبة. روى عن أبيه عبد الله بن عمر، وأبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وعائشة والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر. روى عنه حميد بن تيرويه الطويل والفضل بن عطيه ومحمد وعبد الله ابنا مسلم بن شهاب الزهريين، ونافع مولى أبيه عبد الله بن عمر، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن اسحاق الزهري، والعلاء بن عبد الرحمن، وعمر بن محمد بن زيد، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي، وعبد الله بن عبد الرحمن، وعلي بن زيد، وابراهيم ابن أبي عبلة ومحمد بن أبي حرملة، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، ومحمد بن اسحاق، وعبد الله بن عمران بن أبي فروة، وموسى بن عقبة، ومحمد ابن عجلان، وأبو سلمة الدوسي، والفضل بن عطية وحنظلة بن أبي سفيان، وصالح ابن محمد بن أبي زائدة الدراوردي ويحيى المديني، والوضين بن عطاء، ويزيد بن عبد الرحمن بن مالك، ومروان بن جبر البزاز، وأبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن (167- ظ) بن عبد الله بن عمر، وأشعب الطمع. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن ابراهيم بن عيسى الباقلاني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك

القطيعي قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي قال: حدثنا حماد بن عيسى الجهني قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده عمر بن الخطاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعا رفع يديه واذا فرغ ردهما على وجهه «1» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأكلوا بالشمال فان الشيطان يأكل بشماله. «2» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد ابن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا الحسن ابن علي بن نصر قال: حدثنا محمد بن عبد الكريم قال: حدثنا الهيثم بن عدي قال: حدثنا يونس بن يزيد قال: حدثنا (168- و) الحكم بن عبد الله الأيلي قال: قدم سليمان بن عبد الملك المدينة فدخل عليه القاسم وسالم بن عبد الله، قال: واذا سالم أحسنهما كدنة «3» فقال: يا أبا عمر؟ قال: الخبز والزيت، قال: وتشتهبه؟ قال: أدعه حتى أشتهيه، قال: ثم دعا لهما بغالية، وجاءت جارية وضيئة الوجه مديدة القامة فذهبت تغليهما فقال: تنحي عنا، ثم تناولا المدهن فلعقا منه ثم أدهنا، ثم قالا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بالدهن الطيب لعق منه، ثم أدهن «4» . أخبرنا أبو الحسن المبارك بن محمد بن مزيد الخواص، وأبو الفتح بن أبي الفرج بن أبي الفرج الحصري البغداديان- قراءة على كل واحد منهما بانفراده وأنا

أسمع ببغداد- قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن العطار الهمذاني وقال أبو الفرج: وأنا حاضر، قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد ابن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن المقرئ قال: أخبرنا أبو محمد اسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي بمكة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن محمد بن زائدة قال: كنت مع مسلمة بن عبد الملك في الغزو، فوجد انسانا قد غل، فدعا سالم بن عبد الله فسأله عن أمره، فقال سالم: حدثني أبي عن جدي عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من وجدتموه قد غل فاضربوه واحرقوا متاعه «1» ، قال: فوجد في رحله مصحف قال: فسأل (168- ظ) سالما عنه، فقال: بعه وتصدق بثمنه أخبرنا أحمد بن شاكر بن عبد الله- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبه قال: حدثنا جدي قال: حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي اسحاق قال: أخبرني صالح بن محمد قال: غزونا مع الوليد بن هشام، ومعنا سالم ابن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول فغل رجل منا متاعا، فأمر الوليد بمتاعه فحرق وضرب ولم يعط سهمه. أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه- قال أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن نصر بن الحسن البوسنجي قال: أخبرنا حنبل بن علي الصوفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو عبيد الله أحمد بن محمد ابن محمد الشروطي قال: أخبرنا أبو حاتم محمد بن حيان البستي قال: أخبرنا ابن جوصاء قال: حدثنا أبو عمير النحاس قال: حدثنا ضمرة عن ابراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت سالم بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز يتسايران بأرض الروم، فأبال أحدهما دابته فأمسك عليه الآخر حتى لحقه.

أنبأنا أبو حفص بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال حدثنا الحسين بن الفهم، ح. قال: وقرئ على سليمان بن اسحاق بن الخليل قال: حدثنا الحارث بن أبي اسامة قالا: حدثنا محمد بن سعد (169- و) قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ «1» بن عدي بن كعب بن لؤي وأمه أم ولد، ويكنى سالم أبا عمر. قال محمد بن عمر: وروى سالم عن أبي أيوب الأنصاري، وأبي هريرة، وعن أبيه، وسمع عبد الله بن محمد بن أبي بكر يخبر أباه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة، وكان ثقة كثير الحديث عاليا من الرجال ورعا» . وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء- اذنا ان لم يكن سماعا، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد- اجازة- قال: حدثنا الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت أبي يقول: سالم بن عبد الله أبو عمر. قال ابن طبرزد: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: حدثنا أبو الحسن الحمامي قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد بن الحسن بن مهران قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أبي أميه قال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: وسالم بن عبد الله بن عمر يكنى أبا عمر. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى

ابن معين يقول: سالم بن عبد الله كنيته أبو عمر (169- ظ) . وقال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد قال: أخبرنا نصر بن ابراهيم قال: أخبرنا سليم بن أيوب قال: أخبرنا طاهر بن محمد بن سليمان قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن أحمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن اياس قال: سمعت محمد بن أحمد المقدمي يقول: سالم بن عبد الملك بن عمر بن الخطاب أبو عمر «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن ابن خيرون قال: أخبرنا عبد الملك بن محمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سالم بن عبد الله بن عمر أبو عمر. أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عمر القرشي العدوي المديني. قال الحسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة: مات سنة ست ومائة «2» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف قال: أخبرنا أبو سعد بن حمدون قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم ابن الحجاج يقول: أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سمع أباه، روى عنه الزهري ونافع «3» . أنبأنا أبو البركات سعيد بن (170- و) هاشم بن أحمد الخطيب قال: أخبرنا أبو الفرج بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة إن لم يكن سماعا- قال أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن

ابن أبي حاتم قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو عمر، روى عن أبيه وأبي هريرة، وعائشة، روى عنه الزهري، ونافع، سمعت أبي يقول ذلك «1» . أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: أخبرنا مسعود بن ناصر قال: أخبرنا عبد الملك بن الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي: قال سالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، أبو عمر القرشي العدوي المدني، سمع أباه وأبا هريرة، روى عنه الزهري، ونافع وموسى بن عقبة، وحنظلة بن أبي سفيان في الايمان وغير موضع. قال الواقدي: قال أبو نعيم: مات سنة ست ومائة. قال الذهلي- وفيما كتب إليّ أبو نعيم- في آخرها، وقال ابن أبي شيبة، توفي سنة ست ومائة في آخرها- وقال عمرو بن علي: مات سنة ست ومائة، بعقب ذي الحجة، وقال الواقدي مثل عمرو بن علي، قال صلى عليه هشام بعد انصرافه من الحج وقال الذهلي: حدثنا يحيى بن بكير قال: مات في ذي القعدة سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك، وقال الهيثم: توفي سنة ثمان ومائة. أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن محمد بن قشام قال: أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني قال أخبرنا (170- ظ) أبو علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار قال: أخبرنا أبو بكر بن منجويه، الحافظ قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني، وأمه أم سالم، وهي أم ولد، أخوته: عبيد الله، وحمزة وزيد وواقد، وبلال، وعمر، سمع أباه، وأبا هريرة، روى عنه نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب وعمر بن محمد بن زيد، وعمرو بن دينار. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل بن ناصر- اجازة ان لم يكن سماعا- عن أبي الفضل المكي قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم قال: أخبرنا الخصيب

ابن عبد الله قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: أخبرني أبي قال: أبو عبد الله سالم بن عبد الله بن عمر، وقيل أبو عمر. وقال أبو الفضل بن ناصر: أنبأنا أبو الطاهر بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو القاسم الصواف قال: أخبرنا أبو بكر المهندس قال: حدثنا أبو بشر الدولابي قال: أبو عبد الله، ويقال أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب «1» . أنبأنا أبو القاسم بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: قال علي بن المديني: سالم بن عبد الله أبو عبيد الله. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى (171- و) بن قرظ بن رياح بن عبد الله بن رزاح ابن عدي بن كعب بن لؤي، أبو عبد الله، ويقال أبو عبيد الله، ويقال أبو عمر، العدوي المدني الفقيه. روى عن أبيه وأبي هريرة، وأبي أيوب الأنصاري، وعائشة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. روى عنه الزهري، وحميد الطويل، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن أبي حرملة، والعلاء بن عبد الرحمن، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم الدمشقي، وعقبة بن أبي الصهباء الباهلي، ويحيى بن الحارث، وعمرو بن الوليد الدمشقي، والوضين بن عطاء، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وقدم الشام على عبد الملك بن مروان، بكتاب أبيه بالبيعة له، وعلى الوليد بن عبد الملك، وعلى عمر بن عبد العزيز «2» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- قراءة عليه وأنا أسمع-

قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحداد قال: ومنهم- يعني- من الطبقة الاولى من التابعين الفقيه المتخشع الرهاب أبو عمر سالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، كان لله خاشعا وفي نفسه خاضعا، وبما يدفع به وقته قانعا، وقد قيل ان التصوف لزوم الخضوع والقنوع، والتبرؤ من الجزوع الهلوع، أسند سالم مالا يعد كثرة عن أبيه وعن جلة الصحابة «1» . أنبأنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: (171- ظ) أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرني أشهب عن مالك قال: قال سعيد بن المسيب: كان عبد الله أشبه ولد عمر به، وكان سالم أشبه ولد عبد الله، وكان سالم بن عبد الله أشبه ولد عبد الله به. قال مالك، ولم يكن أحد في زمن سالم بن عبد الله أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد والعيش منه، كان يلبس الثوب بدرهمين، ويشتري السماك يحملها، وقال سليمان بن عبد الملك لسالم- وراه حسن السحنة: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت، واذا وجدت اللحم أكلته، فقال عمر له: أو تشتهيه؟ قال: اذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه. هكذا قال هاهنا وفي الخبر الذي رواه الهيثم بن عدي، وقد قيل ان الذي قال له ذلك الوليد بن عبد الملك. أخبرنا بذلك أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، وأخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: أنبأنا محمد بن محمد بن محمد الأصبهاني أن أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرهم قال: حدثنا أبو محمد قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن

الحسن قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان قال يحيى بن كثير قال: حدثنا عبد الله ابن اسحاق الزهري قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: دخلت على الوليد بن عبد الملك فقال: ما أحسن جسمك فما طعامك؟ قلت: الكعك والزيت، قال: وتشتهيه؟ قلت: أدعه حتى أشتهيه فاذا اشتهيته أكلته. قال أحمد بن عبد الله الحافظ: وروى مالك بن أنس أن هشام بن عبد الملك قال لسالم فذكر (172- و) نحوه «1» . أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو شجاع قال: وقصته ما ذكر الصولي قال. حدثنا الغلابي، ح. وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أنبأنا أبو القاسم البندار عن أبي أحمد القارئ قال: أخبرنا أبو بكر الصولي- إجازة- قال: حدثنا الغلابي قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا عبد الله ابن عياش قال: لما حج هشام بن عبد الملك فمرّ بالمدينة قال لرجل من أصحابه: انظر من ترى في المسجد، قال: أرى رجلا طوالا أدلم «2» ، قال: هذا بقية الناس، هذا سالم بن عبد الله بن عمر، علي به، فجاء في ثوبين، فقال: أتدخل على أمير المؤمنين في هذا الزي؟ فقال: ألا أدخل عليه في زي أقوم في مثله بين يدي رب العالمين، فدخل فسلم فرفعه وقربه، وقال: كم سنك يا أبا عمر؟ قال: ستون سنة، قال: ما رأيت ابن ستين أتم كدنه منك ما أكلك؟ قال: الخبز والزيت، قال: فإذا أجمته «3» ؟ قال: أدعه حتى أشتهيه، قال: فخرج من بين يديه فحمّ، فقال: لقعنى «4» الأحول بعينه فاعتل ومات فصلى عليه، وكان هشام يقول: ما أدري بأيهما اشد فرحا بحجتي أم بصلاتي على سالم. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحسن بن أبي الحسن، ح.

وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن السلمي قالا: أخبرنا الشريف (172- ظ) أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أحمد بن داوود قال: حدثنا المازني عن الأصمعي عن أبي الزناد قال: كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الاولاد حتى نشأ فيهم الغرّ السادة: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقهاء، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا، فرغب الناس حينئذ في السراري. أخبرنا أبو محمد بن رواج- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا أبو الطاهر السلفي قال: أخبرنا أبو صادق المديني قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو عبد الرحمن النسوي قال في تسمية فقهاء أهل المدينة من التابعين: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعلي ابن الحسين، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو جعفر محمد بن علي، وعمر بن عبد العزيز. أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد العطار قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الاول (173- و) بن عيسى بن شعيب السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن حمّوية السرخسي قال: أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا سفيان عن منصور قال: قلت لابراهيم: ان سالما أتم منك حديثا؟ قال: ان سالما كان يكتب.

أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار البقال قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثنا أبي قال: سالم بن عبد الله بن عمر، مدني، تابعي، ثقة «1» . أنبأنا أبو نصر الشيرازي قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو سعد اسماعيل بن أحمد، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول: سمعت سليمان بن محمد بن خلف الميداني يقول: سمعت اسحاق بن ابراهيم الحنظلي يقول: أصح الاسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن- إجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالا: أخبرنا محمد بن أحمد (173- ظ) بن المسلمة قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر قال: جاء بدوي الى عبد الله ابن عبد الله، وهو جالس في مجلسهم، حوله ولده وأصحابه، فاستفتاه في مسألة فقال: تريد أبا عمر؟ وأقبل على بعض بنيه فقال: اذهب الى عمك فقل له: هذا مسترشد، فدخل على سالم فوجده جالسا في دار عبد الله بن عمر بين رجليه رحا ينقشها فقال له: يقول لك أخوك: هذا مسترشد فسأله عما يريد، فذكر ذلك، فأجابه فخرج البدوي وهو يرى شرف عبد الله فقال: لم أر كاليوم فقيها ولا مفقوها. أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله ابن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير وقدم مقدم بن علي

وجماعة من المصريين المدينة فأتوا باب سالم بن عبد الله، فسمعوا رغاء بعير، فبينما هم كذلك خرج عليهم رجل آدم شديد الأدمة مئتزر بكساء صوف الى ثندوته «1» فقالوا له: مولاك داخل؟ فقال: من تريدون؟ قالوا: سالم بن عبد الله، قال: ابن بكير فلما كلمهم جاء شيء غير المنظر، قال: من أردتم؟ قالوا: سالم، قال: ها أنذا فما جاء بكم؟ قالوا: أردنا أن نسألك، قال: سلوا عن ما (174- و) شئتم وجلس ويده ملطخ بالدم والقيح الذي أصابه من البعير فسألوه. أخبرنا أبو يوسف بن خليل الآدمي قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان قال: حدثنا يحيى بن كثير قال: حدثنا عبد الله بن اسحاق قال: سمعت سالم بن عبد الله يقول: إياكم وإدامة اللحم، فإن له ضراوة كضراوة الشراب. وقال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ابراهيم بن محمد ابن الحسن قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني حنظلة قال: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه «2» . أخبرنا أبو الحجاج الدمشقي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال: أخبرنا المعافى بن زكريا النهرواني القاضي قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: دخل سالم بن عبد الله بن عمر على سليمان بن عبد الملك وعلى سالم ثياب غليظة رئة، فلم يزل سليمان يرحب به ويرفعه حتى أفعده معه على سريره، وعمر بن عبد العزيز في المجلس فقال له رجل من أخريات الناس: أما استطاع خالك أن يلبس ثيابا فاخرة (174- ظ) أحسن من هذه فدخل فيها على أمير المؤمنين وعلى المتكلم ثياب سرية لها قيمة؟ فقال له عمر: ما رأيت هذه

الثياب التي على خالي وضعته في مكانك هذه، ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك الى مكان خالي ذلك. قال القاضي: لقد أحسن عمر في جوابه وأجاد في الذب عن خاله، وقد أنشدنا ابن دريد في خبر قد ذكرته في غير هذا الموضع لبعض الاعراب: يغايظونا بقمصان لهم جدد ... كأننا لا نرى في السوق قمصانا ليس القميص وإن جددت رقعته ... بجاعلي رجلا إلا كما كانا وأنشدنا أيضا لاعرابي قصد باب بعض الملوك فحجبه الآذن وجعل يستأذن لغيره ممن له بزة: رأيت آذننا يستام بزتنا ... وليس للحسب الزاكي بمستام فلو دعينا على الأحساب قدمنا ... مجد تليد وجد راجح نامي ولقد أحسن الذي قال: قد يدرك الشرف الفتى وإزاره ... خلق وجيب قميصه مرقوع «1» أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن ابراهيم الداراني قال: أخبرنا سهل بن بشر قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد الطفال قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد ابن أحمد بن عبد الله القاضي قال: حدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا شيبان قال: حدثنا جرير بن حازم قال: أتي سالم (175- و) بقدح مفضض فلما ذهب ليتناوله رأى الفضة التي فيه فتركه، فقال رجل لنافع: ما منعه أن يشرب فيه؟ فقال: ما سمع في آنية الفضة. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن العتيقي قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد قال: حدثني أبي أحمد

قال: حدثني أبي عبد الله قال: كان عبد الله بن عمر يقبل ابنه سالما ويقول: شيخ يقبل شيخا، ويقول: إني أحبك حبين: حب الاسلام وحب القرابة «1» . أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب وأبي عبد الله ابني البناء قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: ولعبد الله بن عمر سوى هؤلاء سالم وكان من خيار الناس، ومن حملة العلم، وفيه يقول عبد الله بن عمر: يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والانف سالم «2» أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد بن طاووس قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن أبي عثمان قال: أخبرنا أبو عمر بن مهدي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة قال: حدثنا جدي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال: أخبرنا الاصمعي قال: أوصى ابن عمر الى عبد الله بن عبد الله، وترك سالما، وكان (175- ظ) أسن منه فقيل له: أتدع سالما؟ فقال: أو تعلمون بعبد الله بأسا؟ قال: فلما وضع على سريره قال عبد الله لسالم: تقدم قال: ما كنت لأتقدم وقد قدمك أبي. قال يعقوب: وسمعت في حديث أن ابن عمر قيل له في ذلك، فقال: إني أكره أن أدنس سالما بوصية، وأشغله عما هو فيه، يريد العبادة «3» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير ابن معاوية قال: حدثنا موسى بن عقبة أنه رأى سالما بن عبد الله بن عمر لا يمر بقبر

لا بليل ولا نهار إلا سلم عليه، يقول: السلام عليكم، فقلت له في ذلك، فأخبرني عن أبيه أنه كان يفعل ذلك «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطيب، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم المنبجي الحلبي قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني- اجازة- قال: أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل التاجر، وأبو عبد الله اسماعيل ابن عبد الله بن عبد الرحمن الخشاب قالا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الزاهد قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن سنين قال: حدثنا نصر بن حريش الصامت قال: حدثنا أبو سهل سلم الخراساني (176- و) عن سفيان الثوري عن مجالد عن عامر الشعبي أنه قال: كان عبد الله بن عمر وابنه سالم بن عبد الله جلوسا عند الحجاج إذ جاؤوا برجل يريد أن يقتله الحجاج، فقال لسالم: قم الى هذا الرجل فاقتله، قال: فقام سالم فسل سيفه، ودنا منه، وابن عمر ينظر اليه ويقول: أتراه فاعلا، فلما دنا منه قال له: يا هذا صليت اليوم الغداة؟ قال: نعم قد صليت الغداة، فغمد سيفه، ثم رجع الى الحجاج فقال له الحجاج: ما لك لم تقتله؟ قال: سمعت أبي هذا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى الغداة فهو في ذمة الله حتى يمسي، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته «2» ، قال: فسكت الحجاج ولم يرد عليه شيئا. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله بن محمد المعروف بالملثم بالقاهرة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء، ح. قال شيخنا أبو عبد الله: وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي

قال: أخبرنا أبو الحسن بن الفراء- اجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل بن محمد الغساني، ح. وأخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ، ح. وحدثنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي- من لفظه بدمشق- قال: أنبأنا أبو المعالي بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا أبو الحسن رشاء بن نظيف بن ما شاء الله قالا: أخبرنا أبو محمد الحسن بن اسماعيل الغساني قال: حدثنا (176- ظ) أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا عمير بن مرداس قال: حدثنا الحميدي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب، فقال له: يا سالم سلني حاجة فقال: اني لاستحي من الله تبارك وتعالى أن أسال في بيت الله غير الله، فلما خرج، خرج في إثره فقال له الآن قد خرجت فسلني حاجة، فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا، فقال له سالم: أما والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها «1» ! أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن ابراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا عفيف قال: أخبرني ابراهيم بن أبي حنيفة اليمامي عن سالم بن عبد الله قال: بلغني أن الرجل يسأل يوم القيامة من فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله. قلت: عفيف هذا هو عفيف بن سالم.

أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو طالب عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن العجمي قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن العلوي قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي المرهبي قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى (177- و) الصيداوي قال: حدثنا المفضل- يعني- ابن غسان قال: أخبرني عبد الله بن صالح قال: قال سالم بن عبد الله لعمر بن عبد العزيز: اجعل الدنيا يوما واحدا صمته عن شهواتك، كان آخر فطرك فيه الموت، فكأن قد (177- ظ) .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثت عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا اسحاق بن سليمان قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان قال: كتب عمر بن عبد العزيز الى سالم بن عبد الله أن: اكتب إلي بشيء من رسائل عمر بن الخطاب، فكتب: أن يا عمر اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم التي كانت لا تنقضي لذتهم، وانفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها، وصاروا جيفا في الارض تحت آكامها أن لو كانت الى جنب مسكين لأذي بريحهم «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الأرتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء- فيما أجازه لي- قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال، وست الموفق خديجة المرابطة، قال أبو اسحاق: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين ابن بندار، وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد الأديب بأنطاكية قال: حدثنا ابن جبلة وعبيد الله قالا: حدثنا منصور بن أبي مزاحم عن شعيب بن صفوان قال: كتب سالم بن عبد الله بن عمر (180- و) الى عمر بن عبد العزيز: أما بعد يا عمر فانه قد ولي قبلك أقوام فماتوا على ما قد رأيت، ولقوا الله فرادى بعد الجموع والحفدة

والحشم، وعالجوا نزع الموت الذي كانوا منه يفرون، فانفقأت أعينهم التي كانت لا تفنى لذاتها، واندقت رقابهم غير موسدين بعد تظاهر الفرش والمرافق والسرر والخدم وانشقت بطونهم التي كانوا لا يشبعون فيها من كل نوع من الطعام، وصاروا جيفا حتى لو كانوا الى جانب مسكين ممن كانوا يحقرونه وهم أحياء لتأذى بهم بعد إنفاق الاموال على أغراضهم من الطيب والكسوة الفاخرة اللينة أنفقوا الاموال اسرافا وفتروا عن حق الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون ما أعظم ما ابتليت به يا أمير المؤمنين فإن استطعت أن تلقاهم يوم القيامة وهم يحبسون بما عليهم ولا تحبس بشيء فافعل. أخبرنا أبو الحجاج بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا ابن ناجيه قال: حدثنا محمد بن عباد بن موسى قال: حدثنا أبي عن غياث بن ابراهيم قال: حدثنا أشعب بن أم حميدة قال: أتيت سالم بن عبد الله وهو يقسم صدقة عمر فسألته فأشرف علي من خوخه فقال: ويحك يا أشعب لا تسأل. وقال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن عبد الله مكحول قال: حدثنا عثمان بن طبرزد قال: حدثنا ابراهيم بن عرعرة قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا جويرية بن أسماء قال: حدثني (180- ظ) أشعب قال: قال لي سالم بن عبد الله: لا تسل أحدا غير الله «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب القزاز، ح. وأنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الوراق قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أبو داوود السنجي قال: حدثنا الأصمعي عن أشعب الطمع قال: دخلت

على سالم بن عبد الله فقال لي: يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم فاقعد فكل، قال: فحملت على نفسي فقال: لا تحمل على نفسك، ما يبقى يحمل معك قال: فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتي: يا مشوم بعث عبد الله بن عمرو ابن عثمان يطلبك، ولو ذهبت إليه لحباك، قال: فما قلت له؟ قال: قلت له أنك مريض، قال: أحسنت فاخذت قارورة دهن وشيئا من صفرة فدخلت الحمام، ثم تمرخت به فعصبت رأسي بعصابة، وأخذت قصبة فاتكأت عليه، فأتيته وهو في بيت مظلم فقال لي: أشعب؟ فقلت: نعم جعلني الله فداءك ما رفعت جنبي من الأرض منذ شهرين، قال: وسالم في البيت وأنا لا أعلم فقال لي سالم: ويحك يا أشعب! قال: فقلت لسالم: نعم جعلني الله فداءك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الأرض، قال: فقال سالم: ويحك يا أشعب، قال: فقلت: نعم جعلت فداءك مريض منذ (181- و) شهرين ما خرجت، قال: فغضب سالم، قال: فقال لي عبد الله بن عمرو، ويلك يا أشعب ما غضب خالي إلّا من شيء، قال: قلت: نعم جعلت فداءك غضب من أني أكلت اليوم جفنه من هريسة، قال: فضحك عبد الله وجلساؤه وأعطاني، ووهب لي، قال: فخرجت وإذا سالم بالباب فلما رآني قال: ويحك يا أشعب ألم تأكل عندي؟ قال: بلى جعلت فداءك، قال: فقال سالم: والله لقد شككتني. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن سليمان بن داوود قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثني محمد بن حسن المخزومي عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب قال: حضرت سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يسأله بالله أن يعطيه من صدقة عبد الله بن عمر وهو يجذها بالغابة «1» ، وكان سالم لا يعطي أشعب شيئا، وكان سالم لما سأله بالله قال له سالم: أقلّ ولا تكثر ويحك فلم يسأله شيئا إلّا أعطاه. قال: وحدثنا الزبير قال: حدثني أبو عروبه محمد بن موسى الأنصاري قال:

حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن إبراهيم بن عقبة قال: كان سالم بن عبد الله ابن عمر إذا خلا حدثنا حديث الفتيان. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن اسماعيل الصيرفي (181- ظ) قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين ابن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: حدثنا الزبير بن بكار عن يعقوب بن محمد الزهري عن اسحاق بن عبد الله الفروي قال: بينا سالم بن عبد الله بن عمر يرمي الجمار إذ نظر إلى امرأة ترمي الجمار، فجاءت حصاة فصكت يدها فولولت وألقت بالحصا، فقال سالم: تعودين صاغرة فتأخذين حصاك، فقالت: يا عم أنا والله: من اللائي لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المسلما فقال: صان الله هذا الوجه عن النار «1» . وقد رواه ابن شاذان عن أبي علي الطوماري عن ثعلب بالاسناد وقال: قال: قد قبحك الله. أخبرنا به أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير- قراءة عليه، بالقاهرة وأنا اسمع- قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلامي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أيوب البزاز وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن جريج، المعروف بالطوماري، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثنا زبير قال: حدثني يعقوب بن محمد بن عيسى عن اسحاق بن محمد الفروي قال: أقبل سالم بن عبد الله بن عمر يرمي الجمرة يوم النحر فأطلعت امرأة كفا خضيبا من خدرها لترمي، فجاءت حصاة فصكت كفها فولولت (182- و) وطرحت حصاها

فقال لها سالم: ترجعين صاغرة قمئة فتأخذين حصاك من بطن الوادي فترمين به حصاة حصاة، فقالت: يا عم أنا والله: من اللائي لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا قال: قد قبحك الله. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن عبد الرحمن بن محمد بن زريق، والكاتبة شهدة بنت أحمد ابن الفرج، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش النحوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل قال: حدثني يموت بن المزرّع قال: حدثنا محمد بن حميد شجن قال: حدثنا محمد بن مسلمة قال: حدثني أبي قال: أتيت عبد العزيز بن عبد المطلب أسأله عن بيعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الأحزاب ما بدؤها فوجدته مستلقيا وقد رحلّ رجليه برادوف باصبعه على صدره وهو يتغنى: فما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها «1» وعرارها بأطيب من أردان عزه موهنا ... وقد وقدت بالمندل الرطب نارها من الخفرات البيض لم تلق شقوة ... وبالحسب المكنون صاف نجارها (182- ظ) وإن برزت كانت لعينيك قرة ... وإن غبت عنها لم يعمك عارها فقلت له: أتغني أصلحك الله وأنت في جلالك وشرفك، أما والله لأحدون بها ركبان نجد، قال: فو الله ما اكترث بي وعاود يتغنى:

فما ظبية أدماء خفاقة الحشا ... تجوب بظلفيها متون الخمائل بأحسن منها إذ تقول تدللا ... وأدمعها يذرين حشو المكاحل تمتع بذا اليوم القصير فإنه ... رهين بأيام الشهور الأطاول قال: فندمت على قولي له، فقلت: أصلحك الله تحدثني في هذا بشيء؟ فقال: نعم حدثني أبي قال: دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه. مغيرية كالبدر سّنه وجهها ... مطهرة الأثواب والعرض وافر لها حسب زاك وعرض مهذّب ... ومن كل مكروه من الأمر زاجر من الخفرات البيض لم تلق ريبة ... ولم يستملها عن تقى الله شاعر فقال له سالم: زدني، فغناه. ألمت بنا والليل داج كأنه ... جناح غراب عنه قد نفض القطرا فقلت أعطّار ثوى في رحالنا ... وما احتملت ليلي سوى طيبها عطرا فقال سالم: والله لولا أن تداوله الرواة لأجزلت جائزتك، فإنك من هذا الأمر بمكان. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد (183- و) الجوهري قال أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن اسحاق الجلاب قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عمر بن حفص قال: نظر هشام بن عبد الملك الى سالم بن عبد الله يوم عرفة في ثوبين متجردا، فرأى كدنة حسنة، فقال: يا أبا عمر ما طعامك؟ قال: الخبز والزيت فقال هشام: كيف تستطيع الخبز والزيت؟ قال أخمره فإذا اشتهيته أكلته، قال: فوعك سالم ذلك اليوم فلم يزل موعوكا حتى قدم المدينة «1» . وقال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي

قالا: أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو طاهر الذهبي قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: وقال أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي: حج هشام بن عبد الملك فجاءه سالم بن عبد الله، فأعجبته سحنته، فقال له: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت، قال: فإذا لم تشتهيه؟ قال: أخمره متى أشتهيته، فعانه هشام فمرض ومات فشهده هشام، وأجفل الناس في جنازته فرآهم هشام: فقال إن أهل المدينة كثير فضرب عليهم بعثا أخرج فيه جماعة منهم فلم يرجع منهم أحد فتشاءم أهل المدينة فقالوا: عان فقيهنا وعان أهل بلدنا. قال الزبير ولم أسمعه من أبي ضمرة حدثنيه عنه ابراهيم بن المنذر الخزامي «1» . أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله (183- ظ) قال أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت على أبي غالب عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم، ح. قال: وقرئ على سليمان بن اسحاق بن الخليل قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قالا: حدثنا محمد بن سعد قال: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخر ذي الحجة، وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة، وكان حج بالناس تلك السنة ثم قدم المدينة فوافق موت سالم بن عبد الله فصلى عليه. قال «2» : وأخبرنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر عن أفلح وخالد بن القاسم قالا: صلى هشام بن عبد الملك على سالم بن عبد الله بالبقيع لكثرة الناس، فلما رأى هشام كثرتهم بالبقيع قال لابراهيم بن هشام المخزومي: اضرب على الناس بعث أربعة آلاف، فسمي عام أربعة آلاف قال: فكان الناس إذا دخلوا الصائفة خرج ألف من المدينة الى السواحل فكانوا هناك الى انصراف الناس وخروجهم من الصائفة «3» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي- إجازة

إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا محمد بن هبة الله قال: أخبرنا محمد بن الحسين قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني حيوة قال حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة فصلى عليه هشام، وصلى هشام على (184- و) طاووس بين الركن والمقام في هذه السنة قبل التروية بيوم أو يومين. قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا ابن بكير قال: حدثني عطاف بن خالد أن سالم ابن عبد الله توفي وهشام بالمدينة فلما صلى عليه ورأى كثرة من شهد جنازة سالم ضرب على أهل المدينة البعث وقال: ما كنت أظن أن بالمدينة كل هذا الناس. قال: وحدثنا يعقوب قال: حدثنا سعد بن راشد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: حج هشام بن عبد الملك سنة ست مائة فمر بالمدينة فعاد سالم بن عبد الله بن عمر، وكان مريضا، ثم انصرف فوجده حين مات فصلى عليه، ومات سنة ست ومائة. أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري وأبو طاهر أحمد بن علي المقرئ قالا: أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال: أخبرنا أبو عبد الأنصاري قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عقبة قال: حدثنا هارون بن حاتم قال: حدثنا محمد بن كثير القرشي عن ليث قال: مات طاووس وسالم بن عبد الله سنة ست ومائة، وصلى عليهما هشام بن عبد الملك. أنبأنا تاج الأمناء أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن سعد الزهري (184- ظ) ، ح. قال الحافظ: وأخبرنا أبو بكر بن المزرفى قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل ابن اسحاق قالا: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال:

مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة، زاد عبد الله قال: عاده هشام في بدءته، قال: وعاد من الحج الى المدينة فمات سالم فصلى عليه هشام. وقال الحافظ: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس قال: أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو محمد بن زيد قال: حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: حدثنا نضر بن علي قال: أخبرنا الأصمعي قال: توفي سالم بن عبد الله في سنة خمس ومائة «1» . قلت: تفرد الأصمعي بهذا القول، وقد روي أنه توفي سنة سبع، وقيل سنة ثمان، والأكثرون على أنه توفى سنة ست ومائة. أنبأنا عمر بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن- إجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما- قالا: أخبرنا أبو الحسن ابن مخلد- إجازة- قال: أخبرنا علي بن محمد بن خرقة قال: أخبرنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثني حماد ابن خالد الخياط قال: زعم عبد الله العمري أن القاسم وسالما مات أحدهما في سنة ست، والآخر في سنة خمس ومائة، قال أحمد: سالم سنة ست ومائة، يعني مات. ولعل كلام العمري (185- و) هو الذي أوجب أن الأصمعي قال انه توفي سنة خمس ومائة، لأنه بدأ يذكر القاسم، ثم بسالم وقال: أحدهما سنة ست والآخر في سنة خمس، فظن أن الذي قدمه في الذكر هو الذي قدمه في الوفاة، والله أعلم. وقال ابن طبرزد: أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا أبو العلاء الواسطي قال: أخبرنا أبو بكر البابسيري قال: أخبرنا الأحوص بن المفضل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو نعيم قال: وسالم بن عبد الله سنة ست ومائة، قال الأحوص: قال أبي: قال الواقدي: مات سالم سنة ست ومائة

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم- في كتابه الينا من مرو- قال: أخبرنا أبو البركات الفراوي، ح. وأنبأنا القاسم بن عبد الله قال: أخبرتنا عمة أبي عائشة قالا: أخبرنا أبو بكر ابن خلف قال: أخبرنا أبو عبد الله الحاكم قال: أخبرنا أبو عبد الله الصفار قال: حدثنا أبو اسماعيل السّلمي قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: وسالم ابن عبد الله بن عمر سنة ست ومائة، يعني مات. أنبأنا أبو نصر بن الشيرازي قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو الحسن بن لولو قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار قال: حدثنا أبو حفص الفلاس قال: ومات سالم بن عبد الله بن عمر سنة ست ومائة بعقب ذي الحجة، ويكنى أبا عمر. (185- ظ) . أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن المؤدب قال: أخبرنا أبو سليمان الربعي قال: قال: فيها- يعني- سنة ست ومائة مات سالم بن عبد الله في ذي الحجة يكنى أبا عمر. قال: وأخبرنا أبو سليمان قال: أخبرنا أبي أبو محمد قال: حدثنا محمد بن علي بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن الضحاك بن عثمان عن مالك بن أنس قال: هلك سالم سنة ست ومائة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك. أنبأنا القاضي أبو القاسم أيضا عن أبي المظفر بن القشيري قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثني أبو عبد الله- فيما بلغه- قال: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- فيما أذن لي في روايته عنه- عن أبي

البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: قال أبي وعمي أبو بكر: مات سالم بن عبد الله سنة ست ومائة في آخرها. أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير- اذنا- قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن نصر قال: أخبرني ابن خيرون قال: أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا علي بن الحسن الجراحي، ح. قال ابن خيرون: وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس بن دوما قال: أخبرنا جدي لأمي اسحاق بن محمد قالا: أخبرنا عبد الله بن اسحاق المدائني (186- و) قال: حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال: ومات سالم بن عبد الله بن عمر بالمدينة، وطاووس سنة ست ومائتين» في آخرها. أنبأنا ابن طبرزد عن أبي القاسم اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن محمد قال: أخبرنا أبو طاهر- إجازة- قال حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: أخبرني أبي محمد بن المغيرة قال: حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال: سنة ست ومائة فيها مات سالم بن عبد الله بن عمر بالمدينة، ويقال سنة سبع، ويكنى أبا عمر. أنبأنا الكندي عن أبي البركات بن المبارك قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون قالا: أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن اسحاق قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل أمه أم ولد، يكنى أبا عمر توفي سنة سبع ومائة. «2» . أنبأنا أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي قال: أخبرنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا خليفة بن

خياط قال: سنة سبع ومائة، مات سالم بن عبد الله بن عمر في أول السنة وصلى عليه هشام بن عبد الملك «1» . وقال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسن الخطيب قال: أخبرنا أبو منصور النهاوندي قال: أخبرنا أحمد بن الحسين قال: أخبرنا عبد الله (186- ظ) ابن محمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: وكنيته اسماعيل بن يعلى الثقفي أبو أمية، قال زيد بن حباب حدثنا اسماعيل بن يعلى قال: شهدت جنازة سالم بن عبد الله سنة سبع ومائة. وقال: أخبرني عمي الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أحد بني عدي بن كعب، ويكنى أبا عمر، قال الهيثم بن عدي: توفي سنة ثمان ومائة، وقال الواقدي: حدثني عبد الحكم بن عبد الله بن أبي فروة قال: مات سالم سنة ست ومائة في عقب ذي الحجة وصلى عليه هشام بن عبد الملك بالبقيع، وقد كان حج تلك السنة وروى عن أبي أيوب. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف- فيما أجازه لنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة ست ومائة سالم بن عبد الله بن عمر في ذي الحجة، ويقال سنة ثمان أيضا، مديني، يعني مات، قال ابن قانع: سنة سبع ويقولون: سالم بن عبد الله، يعني مات فيها. أنبأنا ابن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي (187- و) قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري

سالم بن عبد الله المدني:

حدثكم الهيثم بن عدي قال: ومات سالم بن عبد الله بن عمر سنة ثمان وستمائة. أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي- فيما أجازه لي- قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن ابراهيم قال: أخبرنا نعمة الله بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن سليمان قال: حدثنا سفيان بن محمد بن سفيان قال: حدثني عمي الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن اسحاق قال: سمعت أبا عمر الضرير قال: توفي سالم بن عبد الله سنة ثمان ومائة. وقال: أخبرنا عمي قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الفضل بن البقال قال: أخبرنا أبو الحسن الحمامي قال: أخبرنا ابراهيم بن أحمد ابن الحسن قال: أخبرنا ابراهيم بن أبي أمية قال: سمعت نوح بن حبيب قال: ومات القاسم بن محمد، وسالم سنة حج هشام بن عبد الملك وأظنه سنة سبع عشرة ومائة. قال الحافظ هذا: وهم والصواب ما تقدم. وقال: أخبرنا عمي الحافظ قال: أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر المقرئ قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن بن حمزة بن أبي مجريه البعلبكي- قراءة عليه- قال أخبرنا أبو نصر بن الجبان- إجازة- قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا الهيثم بن عدي عن عبد الرحمن بن محمد عن عبد الرحمن بن القاسم قال (187- ظ) كان أبي لا يدخل منزله إلّا تأوه، فقلت: يا أبة انك لتصنع شيئا ما كنت تصنعه وما كنت أسمعه منك وما أخرج ذلك منك إلّا جوى قال أبي: بني ما انتفعت بنفسي منذ مات سالم قال الهيثم: الجوى داء باطن يقال منه: رجل جو، وامرأة جوية «1» . سالم بن عبد الله المدني: مولى محمد بن كعب القرظي، كان عمر بن عبد العزيز قد واخاه في الله، وحضر عنده حين استخلف ووعظه، وأظنه كان مع مولاه محمد بن كعب بخناصره عند عمر.

سالم بن عبد الله:

أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن محمد اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الله وأحمد بن محمد بن سنان قالا: حدثنا أبو العباس السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا النضر بن زرارة عن الثقة قال: كان لعمر بن عبد العزيز أخ وأخاه في الله، عبد مملوك يقال له سالم، فلما استخلف دعاه ذات يوم فأتاه فقال له: يا سالم إني أخاف أن لا أنجو؟ قال: إن كنت تخاف فنعما، ولكني أخاف أن لا تخاف، قال سالم: ان الله أسكن عبدا دارا فأذنب فيها ذنبا واحدا فأخرجه من تلك الدار، ونحن أصحاب ذنوب كبيرة نريد أن نسكن تلك الدار. وأخبرنا يوسف بن خليل- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو المكارم قال: أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة قال: حدثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال: حدثني أبي عن جدي قال: كتب عمر بن عبد العزيز الى محمد بن كعب يسأله أن يبيعه غلامه سالما، وكان عابدا خيرا (188- و) فقال: اني قد دبرته، قال: فأزرنيه، قال: فأتاه سالم فقال عمر: إني قد ابتليت بما ترى، وأنا والله أتخوف أن لا أنجو، فقال له سالم عبد الله: إن كنت كما تقول فهذا نجاتك، وإلا فهو الأمر الذي تخاف، قال: يا سالم عظنا، قال: آدم صلى الله عليه وسلم على خطيئته واحدة خرج بها من الجنة، وأنتم تعملون الخطايا ترجون تدخلون بها الجنة «1» ، ثم سكت. سالم بن عبد الله: ويقال ابن عبد الرحمن، أبو العلاء الأموي، كاتب هشام بن عبد الملك ومولاه وقيل مولى سعيد بن عبد الملك وقيل مولى المنذر بن عبد الملك، كان مع هشام بن عبد الملك بالرصافة من عمل قنسرين، وكان يكتب له، وشهد وفاته بالرصافة وكان على ديوان رسائله ورسائل الوليد بن يزيد، حكى عن هشام بن عبد الملك والأبرش الكلبي. روى عنه عمرو بن طليع، ومحمد بن شهاب الزهري، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وقيل انه كان استاذ عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان ابن محمد في الكتابة.

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد بن السمرقندي قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال: حدثنا حنبل ابن اسحاق قال: حدثني أبو عبد الله قال: حدثنا نوح بن يزيد قال: حدثنا ابراهيم ابن سعد قال: (188- ظ) سمعت ابن شهاب يحدث قال لقيني سالم كاتب هشام فقال لي ان أمير المؤمنين يأمرك أن تكتب لولده حديثك، فقلت له: لو سألني عن حديثين أتبع أحدهما الآخر ما قدرت على ذلك، ولكن ابعث لي كاتبا أو كاتبين فإنه قل يوم إلّا يأتيني فيه قوم يسألوني عن مالم أسأل عنه بالأمس، فبعث إليّ بكاتبين فاختلفا إلي سنة قال: ثم لقيني فقال: يا أبا بكر ما أرانا إلا قد أنفضناك؟ فقال: فقلت: كلّا إنما كنت في عزاز الأرض والآن قد هبطت بطون الأودية. أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقير عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد الحبال، ح. وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمد الارتاحي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الفراء- فيما أجازه لي قال: أنبأنا أبو اسحاق الحبال وست الموفق خديجة المرابطة. قال الحبال: أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد بن عمر الطرسوسي قال: أخبرنا أبو بكر الحسن بن الحسين بن بندار، ح. وقالت خديجة: قرئ على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن علي بن الحسين بن بندار قال: حدثني جدي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار قالا: حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب قال: أخبرنا حبش بن موسى قال: أخبرنا المدائني عن شبةّ بن عبيدة قال: أخبرني عمر بن طليع قال: حدثني سالم أبو العلاء قال: خرج علينا هشام يوما وهو (189- و) كئيب تعرف الكآبة فيه يجرّ ثيابه، فقال له الأبرش الكلبي: لقد رأينا منك يا أمير المؤمنين أمرا غمنا؟ قال: وكيف لا اكتئب وزعم أهل أهل العلم أني ميت إلى ثلاثة وثلاثين يوما! قال سالم: فرجعت الى منزلي فكتبت في قرطاس زعم أمير المؤمنين أنه يسافر إلى ثلاثة

وثلاثين يوما سفرا، فأقمت أياما فإذا خادم يدق الباب، فقال أجب وأحمل معك دواء الذبحة، وقد كانت أصابته فعولج بذلك الدواء فبرأ، وخرجت مع الخادم ومعي الدواء فتغر غربه، فقال: يا سالم قد خف عني ما كنت أجد فانصرف إلى أهلك وخلف الدواء عندي، فانصرفت، فما كان بأسرع من أن سمعت الواعية، فقالوا مات أمير المؤمنين لتمام ثلاثة وثلاثين يوما. قال أبو العلاء سالم: وما سالم عما قليل سالم ... ولو كثرت احراسه ومواكبه ومن كان ذا باب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه وما كان الا الموت حتى تفرقت ... إلى غيره أحراسه وكتائبه وأصبح مسرورا به كل كاشح ... وأسلمه أحبابه وحبائبه وقد ذكرنا أن هذه الأبيات تمثل بها ابن عبد الأعلى في موت هشام «1» . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو السعود بن المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد الصيدلاني (189- ظ) قال: أخبرنا محمد بن مخلد بن حفص قال: قرأت على علي بن عمرو الأنصاري: حدثكم الهيثم بن عدي قال: قال ابن عياش: سالم كاتب هشام بن عبد الملك يكنى أبا العلاء. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون قال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن الصواف قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سالم كاتب هشام أبو العلاء. أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو غالب الماوردي قال: أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال: أخبرنا أحمد ابن اسحاق قال: حدثنا أحمد بن عمران قال: حدثنا موسى بن زكريا قال: حدثنا

سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب

خليفة قال: في تسمية عمال هشام: كاتب الرسائل سالم مولى سعيد بن عبد الملك «1» ، ثم كتب له ابنه عبد الله بن سالم. أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن- في كتابه- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: سالم بن عبد الله، ويقال ابن عبد الرحمن، أبو العلاء مولى هشام بن عبد الملك وكاتبه، ويقال مولى سعيد بن عبد الملك، ويقال مولى المنذر بن عبد الملك، كان على ديوان الرسائل لهشام بن عبد الملك وللوليد بن يزيد ومنزله بدمشق في سوق أم حكيم المعروف اليوم بالعلبيين «2» ، روى عنه عمرو بن وكيع، روى عنه الزهري، وعبد الله بن جعفر المخرمي (190- و) الزهري، وذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق، فقال: كان سالم بن عبد الله مولى هشام كاتبه، وكان منزله بدمشق في سوق أم حكيم، وكان سالم أستاذ عبد الحميد بن يحيى في الكتابة، وكان عبد الحميد كاتب مروان بن محمد «3» . سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب ابن علي بن المهذب بن محمد بن همّام بن عامر بن عامر بن محارب بن نعيم ابن عدي بن عمرو بن عدي بن الساطع بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح ابن جذيمة بن تيم الله وهو مجتمع تنوخ، أبو المعافى وقيل أبو المعالي التنوخي المعري، من أكابر بيوت معرة النعمان، وسلفهم مشهورون بالفضل والعلم ورواية الحديث والشعر، وكانوا يتمذهبون بمذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه. وسالم هذا كان شاعرا مجيدا فاضلا، وكان بينه وبين الأمراء بني منقذ مودة واختلاط، وله فيهم مدائح، وروى عن سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ شيئا من شعره. روى عنه أبو المنجا طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الأعلى التنوخي، والأمير أبو سلامة مرشد بن علي بن منقذ الكناني. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر مشافهة قال: أنبأنا أبو المظفر أسامة

ابن مرشد بن علي بن منقذ في كتابه الذي سيرّه الى الرشيد بن الزبير في ذكر جماعة من الشعراء سأله عنهم، ليودعه كتابه الذي وسمه بجنان (190- ظ) الجنان ورياض الأذهان، قال أسامة: ومن شعراء الشام الشيخ أبو المعافى سالم بن عبد الجبار بن المهذب من أهل المعرة موسوم بالعدالة والأمانة، مشهور الفضل والديانة، وله شعر جيد، لا يفد به ولا يسترفد، وكان بينه وبين جدي سديد الملك رحمه الله مودة، وكان أكثر زمانه عنده رغبة في مؤانسته وعشرته، فإذا اشتاق أهله مضى الى المعرة أقام بها بقدر ما يقضي مأربه ثم يعود والمعرة اذ ذاك لشرف الدولة مسلم بن قريش، وكان نازل جدي رحمه الله وهو بشيزر وحاصره مدة، ونصب عليه عدة مجانيق، وقاتل حصنا له يسمى الجسر، ورحل عنه ولم يبلغ غرضا فعمل فيه الشيخ أبو المعافى بن المهذب. أمسلم لا سلّمت من حادث الردى ... وزرت وزيرا ماشددت به أزرا ربحت ولم تخسر بحرب ابن منقذ ... من الله والناس المذمة والوزرا فمت كمدا بالجسر لست بجاسر ... عليه وعاين شيزرا أبدا شزرا فلما بلغت الأبيات الى شرف الدولة قال: من يقول هذا القول فينا؟ قالوا: رجل يعرف بابن المهذب من أهل المعرة قال: ما لنا ولهذا الرجل اكتبوا إلى الوالي بالمعرة يكف عنه ويحسن إليه فربما يكون قد جار عليه فأحوجه أن قال ما قال، وهذا من حلم شرف الدولة المشهور «1» . هكذا ذكر أسامة الأبيات، وقرأت في بعض تعاليقي من الفوائد (191- و) : لما عزم أبو العز بن صدقة وزير مسلم بن قريش على حصار شيزر وأخذها من سديد الملك بن منقذ قال: فيه سالم بن عبد الجبار بن المهذب. أمسلم لا سلمت من حادث الردى ... تخذت وزيرا ما شددت به أزرا كسبت ولم تربح بحرب ابن منقذ ... من الله والناس المذمة والوزرا فمت كمدا بالجسر لست بجاسر ... عليه وعاين شيزرا أبدا شزرا

فلما سمع شرف الدولة مسلم بن قريش هذه الأبيات قال: من هذا الرجل؟ فقيل له من أهل المعرة رعيتك، فقال: أوصوا به الوالي ليحسن اليه، وحذروه أن يجنى عليه فهذا ما يعرفنا، ولو لم يكن له شكايه من والينا لما قال هذا. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن- اجازة إن لم يكن سماعا- قال قرأت بخط أبي القاسم بن صابر قال: أنشدنا أبو المنجا طاهر بن أحمد بن محمد بن عبد الأعلى التنوخي قال: أنشدنا أبو المعالي سالم بن المهذب التنوخي قال: أنشدنا أبو الحسن الكناني لنفسه، يعني الأمير علي بن منقذ: يا من جعلت إذا خطا ... خدي له أرضا ليرضى إن العيون إذا نظرن ... اليك لم يطعمن غمضا «1» ذكر أبو عبد الله محمد بن يوسف بن المنيرة الكفر طابي في كتاب البديع في نقد الشعر، وشاهدته بخطه: لأبي المعافى سالم بن عبد الجبار (191- ظ) أبياتا في ابي المرهف بن منقذ: أبا المرهف الباني من المجد منزلا ... منيفا له طلب على النجم ممدود ومن بات للعافين من جود كفه ... خضم ندى عذب المشارب مورود لقد ضيم إلّا في جنابك قاطن ... وأعوز إلّا من أناملك الجود أنشدني أبو البركات الفضل بن سالم بن مرشد بن المهذب بحماة قال: أنشدني والدي للشيخ أبي المعافى سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب. طوبى لمن ملكت يداي مصاحبا ... في الناس يصبر لي على ما أصبر يصل المودة ما وصلت حباله ... أبدا ويهجر أي وقت أهجر لو يشترى لشريت ذاك بمقلتي ... وبقيت بالأخرى إليه أنظر وأنشدني أبو البركات قال: أنشدني والدي لسالم أيضا: لمن جيرة حكمتهم فيّ فاشتطوا ... لهم منزل بين الجوانح مختط يزيد بهم وجدي على القرب والنوى ... وسيان عندي منهم القرب والسخط

وقال ومنها: أأحبابنا رفقا بنا وتعطفا ... علينا فما من شأن مثلكم القسط هجرتم على قرب المزار وجرتم ... بلا سبب ما هكذا بيننا الشرط أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي منقذ قال: ومن شعره، يعني أبا المعافى سالم (192- و) بن عبد الجبار: ومهفهف كالغصن في حركاته ... متهضم في خصره المهضوم يهتز من نفس المشوق قوامه ... لينا كما هزّ القضيب نسيم يحلو ويمرر وصله وصدوده ... وكذا الهوى شقا ونعيم كن كيف شئت فإن وصلي ثابت ... تتصرم الأيام وهو مقيم غيري لديك حباله موصولة ... أبدا وحبل مودتي مصروم قلبي الذي جلب الغرام لنفسه ... فلمن أعاتب غيره وألوم قال: ومن شعره في والدي على منهاج النسبي: لأبي سلامة مرشد بين الورى ... خلق يكل الناس عن أوصافه ملك إذا علق المخوف بحبله ... أمن الخطوب فواله أوصافه ومما وقع لي من شعره في الخيري: انظر الى الخيري ما بيننا ... مقمصا بالطل قمصانا كأنما صاغته أيدي الحيا ... من أحمر الياقوت صلبانا وله يصف الوباء والأفرنج بالشام: ولقد حللت من الشآم ببقعة ... أعزز بساكن ربعها المسكين وبئت وجاورها العدو فأهلها ... شهداء بين الطعن والطاعون «1» توفي أبو المعافى سالم في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة أو بعدها (192- ظ) فإن عبد الواحد بن عبد الله ابن عمي عبد الصمد بن أبي جرادة أخبرني أنه نقل من

سالم بن عبد الرحمن:

خط عبد الله بن علي بن أحمد بن جعفر التنوخي المعري، وذكر جماعة من مشايخ معرة النعمان وقال: ما بقي منهم الى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة إلا أبو العلاء المحسن بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن سليمان بن داوود، وأبو المعافى، وأبو المنجا ابنا عبد الجبار بن محمد بن المهذب بن علي بن المهذب، فتكون وفاته بعد ذلك. سالم بن عبد الرحمن: هو أبو العلاء الكاتب، كاتب هشام، ذكر في التاريخ أنه كان بالرصافة حين مات هشام، فكتب الى الوليد بن يزيد بن عبد الملك يعلمه بذلك، وقد تقدم ذكره فيمن اسم أبيه عبد الله. سالم بن عبد الغالب: ابن عبد الله بن المحسّن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داوود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم، أبو المنجا بن القاضي أبي سعيد بن أبي حصين بن أبي القاسم التنوخي المعري، القاضي من بيت القضاء والعلم والرواية والشعر بمعرة النعمان، وكان أبوه قاضي معرة النعمان، وقد ذكرناه، وذكرنا منهم جماعة. وكان سالم هذا قد سافر الى الديار المصرية، وولى بها قضاء دمياط، ثم جاور بمكة الى أن مات، روى عن (193- و) أبيه أبي سعد شيئا من شعره، وروى عن الحافظ أبي طاهر السّلفي بمكة، كتب عنه شيخه أبو طاهر السلفي بالاسكندرية، وعبد الرحيم بن محمد بن كلي الاصبهاني بمكة. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي عن الامام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنشدني القاضي أبو سعد عبد الغالب بن عبد الله ابن المحسن بن عمرو التنوخي لنفسه بالمعرة: قلت وقلب في يديك معذّب ومنعّم ... ظمآن يطلب قطرة تشفي صداه ومفعم هكذا أنشد الحافظ أبا طاهر هذين البيتين، ولم يذكر أن قائلهما أبوه، لأن أباه

سالم بن عبيد الأشجعي:

سعد قال البيتين في امرأة اسمها عاتكة، وجرى له معها قصة عزل عن قضاء المعرة بسببها، وقد ذكرنا القصة في ترجمة أبي سعد عبد الغالب، فيقع لي أنه لم يذكر أنه أبوه لذلك، والله أعلم. أخبرنا أبو القاسم بن أبي علي الانصاري قال: أنبأنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال: رأيت بخط عبد الرحيم بن محمد بن كلي الأصبهاني، وهو من أهل الفضل، قال: أنشدنا أبو الفرج ثابت بن محمد بن أبي الفرج المديني من لفظه قال: أنشدنا أبو المعالي مجلي بن جميع بن نجا المخزومي بمكة، وذكر (193- ظ) أنه من ولد خالد بن الوليد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم الرازي بمصر قال: أنشدني أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي الأصبهاني بالاسكندرية من قبله. دين الرسول وشرعة أخباره ... وأجل علم يقتنى آثاره من كان مشتغلا بها وببثّها ... بين البرية لا عفت آثاره قال عبد الرحيم: ثم لقيت بمكة في ذي الحجة من سنة احدى وأربعين أبا الغنائم سالم بن عبد الغالب بن عبد الله المعري، فأنشدني قال: أنشدني أبو الطاهر السّلفي فذكر البيتين. أخبرني أبو القاسم بن رواحة الحموي عن أبي طاهر السّلفي قال: سالم هذا كان من شهود ديار مصر، وخطب بها، وولي قضاء دمياط، وكان من أهل السنة، شافعي المذهب، ترك ذلك كله وجاور بمكة الى أن توفي بها سنة اثنتين وأربعين، وكان قد سمع عليّ وروى عني. يعني سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وفاته. سالم بن عبيد الأشجعي: صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وكان من أصحاب الصفة، وحكى عن علي رضي الله عنه، وشهد معه صفين. روى عنه خالد بن عرفطة ونبيط ابن شريط، وأبو مالك الاشجعي، وقيل روى عنه هلال بن يساف والصحيح أن هلالا روى عن (194- و) خالد بن عرفطة عنه.

أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد بن غالب قال: حدثني عبد الصمد قال: حدثنا ورقاء عن منصور عن هلال عن خالد بن عرفطة قال: كنا في مسير فعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم، فقال له سالم بن عبيد الاشجعي وعليك وعلى أمك، قال: ثم قال له: لعله ساءك ما قلت؟ قال: ما يسرني أن تذكر أمي بخير ولا شر قال: أما إني لا أقول الا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم فقال: عليك وعلى أمك، ثم قال: اذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب العالمين، وليقل من عنده: يرحمك الله، وليقل هو: غفر الله لي ولكم «1» . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية قال: أخبرنا عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف الشيرازي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان الحنبلي قال: أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا وهب بن بقية قال: حدثنا اسحاق الازرق عن سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد- وكان من أهل الصفة- أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد (194- ظ) مرضه أغمي عليه، كلما أفاق قال: مروا بلالا فليؤذن ومروا بلالا فليصل بالناس، وذكر الحديث. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم اللبان قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو بكر الطلحي قال: حدثنا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد- وكان من أهل الصفة- أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشتد مرضه أغمي عليه، فلما أفاق قال: مروا بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس قال: ثم أغمي عليه،

فقالت عائشة: إن أبي أسيف فلو أمرت غيره قال: إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا، ومروا أبا بكر فليصل بالناس «1» . أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي الهمداني قال: حدثنا يحيى ابن سليمان أبو سعيد الجعفي قال: حدثنا عبد الله بن ادريس قال: سمعت أبا مالك الأشجعي ذكر عن رجل من أشجع يقال له سالم بن عبيد الأشجعي قال (195- و) قال: رأيت عليا يوم صفين وهو آخذ بيدي ونحن نمشي في القتلى فجعل علي يستغفر لهم حتى بلغ قتلى أهل الشام، فقلت له: يا أمير المؤمنين إنّا في أصحاب معاوية فقال علي: إنما الحساب عليّ وعلى معاوية. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن- فيما أجازه لي- قال: عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري قال: سالم بن عبيد الأشجعي، له صحبة، قال لنا علي: حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف قال: كنا مع سالم بن عبيد فعطس رجل، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكرته لابن مهدي فقال: حدثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال عن رجل من آل عرفطة عن سالم، فذكرته لابن داوود فقال: حدثنا ورقاء عن منصور عن هلال عن خالد بن عرفطة عن سالم، فذكرته ليحيى بن سعيد قال: حدثنا سفيان عن منصور عن هلال عن رجل عن سالم. وروى هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن منصور عن هلال: كنا مع سالم «2» . أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي

قال: أخبرنا أبو عمرو بن مندة- إجازة أو سماعا- قال: أخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سالم بن عبيد الأشجعي، كوفي له صحبة، روى عنه نبيط بن شريط، وهلال بن يساف سمعت أبي (195- ظ) يقول ذلك، روى عنه خالد بن عرفطة «1» . هكذا قال والحديث الذي يرويه عنه خالد بن عرفطة هو الذي يرويه هلال بن يساف عن خالد عنه، والظاهر أن الذي رواه عن هلال عن سالم أسقط خالدا والله أعلم. أنبأنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قال: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد ابن عثمان بن السكن قال في كتاب الحروف ومعرفة الصحابة: وسالم بن عبيد الأشجعي حديثه في الكوفيين، روى عنه نبيط بن شريط، وروى هلال بن يساف عن رجل عنه، واختلف أصحاب منصور عنه في رواية حديث بلال. (196- و) . أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال: أخبرنا أبو الفتح عمر ابن علي قال: أخبرنا عبد الوهاب بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد ابن علي بن عبد الله قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سالم بن عبيد رضي الله عنه من أهل الصفة، قاله ابن منيع، وهو سالم بن عبيد الأشجعي، سكن الكوفة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سالم بن عبيد الأشجعي سكن الصفة، ثم انتقل الى الكوفة ونزلها «2» . أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- فيما كتب إلينا به من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد

سالم بن علي بن تميم الكفرطابي:

العزيز قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر قال: سالم بن عبيد الأشجعي كوفي، له صحبة، وكان من أهل الصفة، روى عنه خالد بن عرفطة، وروى عن نبيط بن شريط، ويقال ابن يساف «1» . سالم بن علي بن تميم الكفرطابي: أبو الحسن الحلبي النحوي المعروف بابن الحمامي، أصله من كفر طاب، وسكن حلب، ويقال فيه سالم بن تميم، كان رجلا فاضلا عارفا بالعربية، وكان سني المذهب، سمع بحلب الشريف أبا علي محمد بن محمد بن هارون الهاشمي الحلبي والشيخ أبا عبيد الله عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير والشيخ مشرق ابن عبد الله العابدين «2» (196- ظ) . وكان فقيها حسنا ونحويا مفيدا، وكان إمام سديد الملك علي بن منقذ وجليسه، ومن وجوه الحلبيين، وإياه عنى أبو محمد الخفاجي بقوله في القصيدة التي سيرها من قسطنطينية الى جماعة أهله وأصدقائه: أبلغ أبا الحسن السلام وقل له ... هذا الجفاء عداوة للشيعة فلأطرفن بما صنعت مكابرا ... وأبث مالا قيت منك لبنكه ولأجلسنّك للقضية بيننا ... في يوم عاشوراء بالشرقية حتى أثير عليك فيها فتنة ... تنسيك يوم خزانة الصوفية «3» قرأت بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة قال: هو الفقيه أبو الحسن سالم بن تميم، وبخطه مكابر وبنكة من غوغاء الشيعة. أخبرنا بهذه الأبيات أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد قال: أنشدنا والدي قال: أنشدني أبي عن قائلها أبي محمد، أو عن عمه أبي نصر عن أبي محمد.

سالم بن علي بن محمد:

وخزانة الصوفية هي خزانة الكتب التي بالشرقية من جامع حلب، وأشار بذلك إلى قضية وقعت لسالم بن علي مع الشيعة بحلب في يوم عاشوراء عند خزانة الكتب، أدت الى فتنة بين السنة والشيعة، وكان سالم بن علي بن تميم سني المذهب. وسببها ما أنبأنا به أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة، وأبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا لهما أو لاحدهما- (197- و) قال: أخبرنا أبو الحسن يحيى بن علي بن عبد اللطيف التنوخي المعري بدمشق، قال: سمعت أخي أبا الفضل يقول: سمعت الناظر التنوخي يقول: طلبت من ابن تميم الفقيه بحلب شيئا فامتنع عليّ، فعملت فيه قطعة على سبيل المناكدة وأنشدتها للشيعة، يوم عاشوراء، فرأى منهم كل مكروه، وكان الناظر وابن تميم جميعا سنيين والأبيات هذه: لابن تميم في الكفر معضلة ... لم يأتها قبله من البشر لقوله في الامام جعفر الصادق ... زين الأئمة الزّهر بأنه كان في إمامته يوقع ... مثل القيان بالوتر بذا برى «1» الله قبح صورته ... فأصبحت عبرة من العبر بلحية غثة النبات حكت ... شعر است من قد خصي على كبر يود من بغضه الوصي بأن ... تغرق للنسك في خرا عمر وجدت في بعض كتب الأملاك شهادة سالم بن علي بن تميم بخطه، وكان من المعدلين بحلب، وتاريخ الشهادة في ذي الحجة من سنة خمس وستين وأربعمائة: فقد توفي بعد ذلك. سالم بن علي بن محمد: أبو المرجا الحموي، من أهل حماة، كتب عنه الحافظ أبو محمد عبد العظيم ابن عبد القوي المنذري إنشادا، وخرجه عنه في معجم شيوخه. أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي قال: أنشدنا الأمير أبو المرجا

سالم بن مالك بن بدران:

(197- ظ) سالم بن علي بن محمد قبالة رأس العين، ضيعة من أعمال الرها. رزقي تشتت في البلاد وإنني ... أسعى لجمع شتاته وأطوف فكأنني قلم بإصبع كاتب ... وكان رزقي في البلاد حروف قال لي: وسميت رأس العين لأن رأس النهر الذي يروح إلى الجلّماني وسند عربين «1» وغيرها منها وليست برأس العين المدينة المشهورة. سالم بن مالك بن بدران «2» : ابن مقلد بن المسيب بن رافع بن مقلد بن جعفر بن عمرو بن المهيّا بن زيد ابن عبد الله بن زيد بن قيس بن جوثة بن طخفة بن ربيعة بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن خصفة بن عكرمة بن قيس بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو الذمام. وقيل أبو الزمّام، العقبلي الأمير، كان أبو المكارم مسلم بن قريش حين ملك حلب، ولاه زعامتها بحكم ما بينهما من النسب، فلما قتل أبو المكارم ولي حلب مع الشريف الحتيتي في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة «3» . وأقام سالم بالقلعة والشريف بالمدينة، واتفقا على أن كاتبا السلطان ملك شاه يبذلان له تسليم حلب ويحثانه على الوصول، أو وصول نجده تدفع سليمان بن قطلمش. ونزل سليمان على حلب وطال انتظار السلطان، فاتفق الشريف الحتيتي ومبارك ابن شبل الكلابي على استدعاء تاج الدولة تنش، فوصل، والتقى بسليمان وقتله، ونزل على حلب، وفتحها، وعصى (198- و) سالم في القلعة، فوصل الخبر بوصول ملك شاه، فتوجه تتش الى دمشق، ووصلت مقدمة عسكر ملك شاه، فسارع سالم بن مالك إلى طاعة الواصل وخدمته.

ووصل ملك شاه الى قلعة جعبر بن سابق القشيري، فتسلمها منه وقتله، ووصل إنى حلب، فتسلم حلب وقلعتها من سالم بن مالك سنة تسع وسبعين وأربعمائة وعوض سالم بن مالك بقلعة جعبر، وأقطعه الرقّة وعدة ضياع. ويقال إن سالم بن مالك لم يذكرها للسلطان، وإنما سير إليه يقول: إن لي ولدا وعائلة كبيرة وقد أردت أن ينظر السلطان لهم فوق نظري لهم، فشاور في ذلك نظام الملك، فقال له: إن قلعة جعبر تريد منا في كل عام جملة من المال، وليس لها عمل جيد، وهو يرضى بها، فكتب نظام الملك يعرف سالم بن مالك ما جرى، فطار سالم فرحا بما سمع، فبعث الى نظام الملك بخادمه إقبال وكان أحسن خادم يكون له في الفروسية اسم وفي الكتابة يد طولى، الى خط بديع من طريقة ابن البواب، يترسل عن مولاه وفي صحبته خمسون ألف درهم، فقال نظام الملك ما أسديت إليك شيئا تعتاض به عن إقبال. ورد الدراهم عليه، وبعث بجاريتين بكرين إحداهما أفرنجية والأخرى أندلسية، ليس لهما نظير في الحسن والجمال والأدب، والصنائع الحسنة، فبعث بهما نظام الملك مع إقبال الخادم الى السلطان، فلما دخل بهما على السلطان قال للحاجب: رد إقبال (198- ظ) لا يدخل علي، فعجب منه بطانته، واستحسن ذلك منه، فبلغ نظام الملك قوله، فبعث به في عشرة من الخدم، فقبلهم إلّا إقبال فإنه أعاده بعد أن رمى بين يديه، وكتب وتبذل في الحوائج، فقال: إن بنظام الملك إليك أشد حاجة، فخدم إقبال وأجاب السلطان أحسن جواب عن قوله، وانصرف. فقلت من خط الرئيس أبي عبد الله بن علي بن نزار العظيمي في حوادث سنة تسع عشرة وخمسمائة قال: وفي يوم الاربعاء العشرين من شوال مات شمس الدولة سالم بن مالك بقلعة جعبر. قرأت بخط حمدان بن عبد الرحيم: رأيت في بعض التعاليق بحلب أن الأمير سراج الدين سالم بن مالك بن بدران العقيلي مالك الدوسرية، وهي قلعة جعبر، كانت وفاته فيها في العشرين من شهر شعبان سنة تسع عشرة- يعني- وخمسمائة «1» .

أنبأنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر عن أبي المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ قال: إن الأمير شمس الدولة كان نائبا للأمير شرف الدولة مسلم بن قريش في قلعة حلب، فلما قتل شرف الدولة في ربيع الأول سنة ست وثمانين وأربعمائة حفظ الأمير شمس الدولة قلعة حلب وقال: لا أسلمها إلّا بأمر ملكشاه، فسار إليها السلطان من خراسان فسلمها إليه، وكان السلطان لما اجتاز بقلعة جعبر وفيها سابق الدين جعبر القشيري فقبضة (199- و) السلطان وقتله لما بلغه عنه من الفساد، فلما سلم شمس الدولة سالم بن مالك قلعة حلب الى السلطان عوضه عنها قلعة جعبر، فأقام مالكها إلى أن توفي فيها يوم الأربعاء العشرين من شوال سنة تسع عشرة وخمسمائة. (199- ظ) .

سالم بن المحسن بن محمد بن علي الربعي:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي سالم بن المحسن بن محمد بن علي الربعي: أبو الغنائم المعري، شاعر من أهل معرة النعمان نزل الاسكندرية، وأوطنها الى أن مات، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي، عن أبي طاهر السّلفي، قال أنشدني أبو الغنائم سالم بن المحسن بن محمد بن علي الربعي المعري لنفسه بالثغر، يعني بالاسكندرية: أنت بالوصل إذا لم تجد ... فبه قلبي علّل وعد قد تمادى طول هجرانك ... لي وانتظاري كل يوم لغد يا جميل الوجه ماذا حسن ... منك أن تقتلني بالكمد مقلتي سلها عن النوم فقد ... أنست من بعده بالسّهد ما على مالك مهجتي حرج ... أنا سلمت فؤادي بيدي قال الحافظ أبو طاهر: سالم هذا شاعر مقدم في الأدب، استوطن الاسكندرية، ومولده بالمعرة، وتوفي في رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة بالثغر. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضّل المقدسي الحافظ قال: سنة ثمان عشرة أو تسع عشرة أبو الغنائم سالم بن محسّن المعري، في أواخر رمضان بالاسكندرية. (201- و) . سالم بن مرشد بن سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب: أبو المعافى المعري، حدث عن أبي المجد عبد الواحد بن المهذب بن الفضل

سالم بن مستفاد:

المعري، روى لنا عنه ولده أبو البركات الفضل بن سالم بن مرشد الكاتب، وأبو الفتح اسماعيل بن محمد بن مرشد بن سالم، وأبو محمد الحسن بن محمد بن عبد الواحد بن المهذب المعريون. أخبرنا أبو البركات بن سالم، وأبو الفتح بن محمد، وأبو محمد الحسن بن محمد بمعرة النعمان قالوا: أخبرنا أبو المعافى سالم بن مرشد بن سالم قال: أخبرنا أبو المجد عبد الواحد بن المهذب قال: حدثنا والدي الشيخ أبو الحسن المهذب بن المفضل قال: حدثنا جدي الشيخ أبو صالح محمد بن المهذب قال: حدثنا جدي الشيخ أبو الحسين علي بن المهذب قال: حدثنا جدي أبو حامد محمد بن همّام قال: حدثنا محمد بن سليم القرشي قال: حدثنا ابراهيم بن هدبة عن أنس بن مالك أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: بأبي يا رسول الله علمني أبواب التوبة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا من شهد أن لا إله إلّا الله تائبا أوجب الله تعالى له الجنّة، قال: يا رسول الله ومن زنا وسرق؟ قال: نعم ومن زنا وسرق ثلاث مرات «1» . سالم بن مستفاد: أبو المرجا الحمداني وأبوه مستفاد أحد غلمان سيف الدولة أبي الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان، وسالم أحد الأعيان (201- ظ) الممدّحين والقواد المشهورين، وداره بحلب بالزجاجين شرقي المدرسة، وإليه تنسب الحمام الى جانبها المعروفة بحمام ابن مستفاد وهي داثرة، وداره المذكورة هي الدار المعروفة بدار ابن الرومي وهو مساور بن محمد بن الرومي ممدوح المتنبي. وكان صالح بن مرداس نزل على حلب وحصرها وبها سديد الملك أبو الحارث ثعبان بن محمد بن ثعبان في القصر الذي كان ملاصقا القلعة، وفي القلعة موصوف الخادم الصقلبي، وهما في حلب من قبل الظاهر بن الحاكم، فوقع بين سالم بن مستفاد وبين موصوف خلف، وكان سالم متمكنا بحلب، وللحلبيّين إليه ميل، فعزم موصوف على قتل سالم، فجمع سالم جمعا من الحلبيين، وفتح باب قنسرين، وخرج

الى صالح فأخذ منه أمانا لنفسه ولأهل حلب، وسلم المدينة الى صالح يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من سنة خمس عشر وأربعمائة، واحتمى ثعبان في القصر وموصوف في القلعة، ونصبت العرادات والمنجنيقات عليهما، وولى صالح سالما حلب وجعل إليه الرئاسة بها، وتقدمة الأحداث، ورتبه وكاتبه سليمان ابن طوق على قتال القلعة والقصر، وسار صالح الى قتال أنوشتكين الدزبري، فقل الماء بالقلعة، وعمل عليها رجل أسود يعرف بأبي جمعة، وكان عريف المصامدة «1» ، وكان ينزل الى المدينة، ويصعد الى القلعة، فأفسده سالم بن مستفاد، وسليمان ابن طوق (202- و) فلما جاء أبو جمعة ليصعد الى القلعة في بعض الأيام، تقدم موصوف الخادم برد الباب في وجهه فرد، فصاح الى أصحابه فالتقت المصامدة والعبيد ونصبوا الصلبان ثلاثة أيام، ودعوا لملك الروم ولعنوا الظاهر، وقاتلوا القلعة، ثم نفروا وحملوا المصاحف على أطراف الرماح في الاسواق ونادوا النفير، ووقع الصوت الى الحلبيين، فنفروا من كل جانب وزحفوا الى القلعة من كل جانب واستأمن جماعة من المغاربة الذين كانوا في القلعة، وطيف بهم في المدينة، وبسطت ثياب الديباج والسقلاطون «2» وبذر المال مقابل القلعة، وبذل ذلك لمن ينزل الى ابن مستفاد وابن طوق، فطلعوا الى القلعة من كل مكان، ودخل ابن مستفاد وابن طوق القلعة يوم الأربعاء مستهل جمادى الأولى سنة ست عشرة وأربعمائة وقبض على موصوف وثعبان وبقيا الى أن وصل صالح وفعل بهما ما سنذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى «3» . ودام ابن مستفاد في الكرامة وعلو المرتبة في أيام صالح وبعد موته الى أن استوحش سالم بن مستفاد من شبل الدولة نصر بن صالح في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة فاستنفر عليه سالم أحداث حلب ورعاعها، ولبسوا السلاح وعولوا على محاربة القلعة، وكان يتردد بين سالم وبين نصر كاتب نصراني يعرف بتوما، وكان

سالم بن المفرج بن عشائر بن المعلى:

يحرف ما ينقله عن ابن مستفاد الى نصر ويزيد في التجني، ويسوم شططا لا يمكن إجابته إليه، وذلك من غير علم من ابن مستفاد (202- ظ) فلما رأى نصر كثرة تعديه حمل نفسه على محاربته، وركب إليه، فلما رآه الحلبيون دعوا له وانقلبوا إليه، وقاتلوا دار ابن مستفاد، فطلب الأمان، فحلف له بأنه لا يجري له دما وحبسه بالقلعة ونهبت داره، ثم خاف استبقاءه فقتله خنقا ليخرج عن يمينه بأنه لم يجر له دما، وتبين لنصر بعد قليل كذب ذلك النصراني الكاتب، وما كان يحرفه في رسالته، فقبض عليه وطالبه بمال، فلما استصفى ماله، دخل عليه بعض أجناد القلعة فخنقه. كذا ذكره أبو همّام بن المهذب في تاريخه. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي في تاريخه- وأخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، والمؤيد بن محمد بن علي الطوسي، إجازة من كل واحد منهما، عن أبي عبد الله العظيمي- قال: سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وفيها: قبض نصر بن صالح على سالم بن المستفاد، وقتله برأي دوقس أنطاكية، وكان قد عصى وقام أحداث حلب معه، فقبض عليه يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة، وقتله ليلة الأحد، وقيل ليلة الاثنين ثاني عشر ذي الحجة من السنة «1» . سالم بن المفرج بن عشائر بن المعلى: التنوخي المعري، أبو الغنائم الحصيني، شاعر مجيد، كان بمصر، وأظن أنه كان متصلا بأبي الفتح بن أبي حصينة، أبو بولده، فنسب إليه، روى عن أبي الذواد المفرج بن أبي حصينة المعري، وأبي الحسن علي بن ابراهيم بن العلاني المعري. روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد (203- و) السّلفي الأصبهاني. أنبأنا أبو البركات بن هاشم وغيره قالوا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي- في كتابه- قال: أنشدني الشيخ أبو الغنائم سالم بن المفرح بن عشائر المعري الحصيني لنفسه بمصر:

سالم بن مفرح بن الحسن:

طال التمادي على الذنوب ولا ... يرد عنا الوعظ وهو معترض وفي خطوب الزمان معتبر ... لو كان يشفى لمدنف مرض ينقرض العمر بالزمان وسو ... ء الطبع بالنفس ليس ينقرض والدهر يرمي بنبله أبدا ... وكل نفس لوقعها غرض فكن عفيفا ما شئت معتبرا ... واعلم بأن العفاف مفترض أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي- إذنا- قال: سالم هذا كان من حذّاق الشعراء، وعندي من شعره مقطعات وتوفي بمصر، ومما أنشدني من شعره قوله: طال ما أصبحت تنادى الحتوف ... لا شريف يبقى ولا مشروف فتأمّل تنقل الدهر وانظر ... كيف يفنى بعد الألوف ألوف وأجل طرفك الطموح فهل ... تبصر إلّا ما غيرته الصّروف تنقضي أيامنا ولياليها ... ويبلى قوينا والضعيف (203- ظ) سالم بن مفرح بن الحسن: ابن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو.... «1» بن أبي الذواد بن أبي الفتح السلمي المعري، شاعر من أهل معرة النعمان، أقام بمصر، ومدح بها الملوك والوزراء، واستوطن بها، وولد له بها أولاد بقي نسلهم الى زمننا، وكان أحدب ويلقب بالرضي. قرأت بخط ولده يحيى بن سالم من شعر أبيه سالم يعاتب: ما كنت أحسب أنّ حظّي ما نع ... صوب الغمام الجون أن يتدفّقا حتى مدحت ممدحا لو صافحت ... عودا ذوى يمنى يديه الأورقا أعطى ولم يسأل فزاد تعجبي ... أنّي سألت فقد ظمئت وما سقا

سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون:

نقلت من خط يحيى بن سالم لأبيه: ليس في كل ساعة وأوان ... تتهيأ صنائع الاحسان فإذا أمكنت فبادر إليها ... حذرا من تعذر الامكان ونقلت من خطه لوالده: تساوى الناس في طرق المنايا ... فما سلم الصّريح ولا الهجين تديّنا البقاء من الليالي ... ومن أرواحنا توفى الديون وذكره الرشيد بن الزبير في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان، وأورد له قوله: له راحة ينهلّ من فيضها الندى ... فنهل في معروفها البدو والحضر (204- و) ووجه يضيء البدر في قسماته ... وأحسن ما في أوجه البشر البشر أنشدني عبد الرحمن بن عوض المعري لسالم بن مفرج بن أبي حصينة، وكان أحدب وتحاكم هو وابن المنجم علي بن مفرج الشاعر بمصر عند القاضي صدر الدين الكردي الماراني، فحكم صدر الدين على ابن المنجم، فعمل ابن المنجم: تعصّب صدر الدين للأحدب الذي ... عدا يدّعي شعرا وليس بذي شعر فقلت معاذ الله يصلح في الورى ... تعصّب هذا الصدر إلّا لذا الظهر سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون: أبو المرجا الكلاعي الحمصي، شاعر جيد، عارف بالنحو، كان يتجر في الكتب، وقدم حلب، ذكره الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار في تاريخه المجدد لمدينة السلام- بما أجازه لنا- وقال: سالم بن مكي بن محمد بن ثوابة بن عمرون الكلاعي، أبو المرجا، من أهل حمص، أديب فاضل يقول الشعر الجيد، ويعرف طرفا من العربية، وكان يقدم علينا بغداد كثيرا، يقيم بها ويشتري الكتب ويسافر بها الى الشام للتجارة، علقت عنه شيئا من شعره، وكان متدينا حسن الطريقة طيب الأخلاق كيّسا.

سالم بن منصور:

وقال: أنشدني سالم بن مكي الحمصي لنفسه ببغداد: كم لي أكتم حاسديك وأنكر ... والدمع يفضح ما أجن وأستر وكذا المحبّ يذيع ما في قلبه ... فرط الغرام الى الوشاة ويظهر لا تحسبي دمعي كما زعم الورى ... ماء يرقرقه البكا المثعنجر «1» (204- ظ) بل مهجة سلكت باثناء الحشا ... فغدت تفيض من الشؤون وتقطر يا حرة الأبوين لا تتعمدّي قتلي ... فسفك دمي بطرفك منكر أنسيت ليلتنا بمنعرج اللوى ... والليل من صفحات وجهك مقمر وجناؤنا ثمر الحديث وبينا ... عتب تراح به القلوب وتحضر وإذا الصبا عبثت بخلقك ... رنحت غصنا يميل به كثيب موقر شجب العفاف علي منك مآربا ... عزت ومحض هواك لا يتغير وثقيلة الأرداف مخطفة الحشا ... خود تقرّ بها العيون وتسهر قالت وقد سفحت بساحة خدها ... دمعا تزال به الذنوب وتغفر أنسيت ما كنا به ويد الصبى ... تطوي لنا برد الوصال وتنشر أيام همك أهيف متجاذب ... ومقبّل عطر وطرف أحور فأجبتها كفي فهمّي سابق ... ومهنّد عضب ولدن أسمر شغلي بإدراك العلى وطلابه ... عن حب غانية تذل وتحقر وقال: سألت سالم بن مكي عن مولده، فقال: في مستهل شوال سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بحمص، وتوفي ببغداد في رجب أو شعبان من سنة اثنتي عشرة وستمائة. سالم بن منصور: أبو الغنائم الشاعر الحلبي، ويعرف بالفاخر، روى عن أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي حكاية سمعها منه، وكتبها (205- و) عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الشهرزوري. أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، عن سعيد بن أحمد بن الحسين

سالم بن مؤمن المصري:

الفقيه، عن أبي شجاع فارس بن الحسين قال: حدثني أبو الغنائم سالم بن منصور الشاعر المعروف بالفاخر من أهل حلب قال: سمعت القاضي أبا عبد الله القضاعي بمصر، يقول: انه حضر قسطنطينية رسولا أنفذه صاحب مصر، فذكر أنه حضر الطعام مع الملك، فلما رفع تساقط شيء من فتات الخبز، قال: فتتبعته لقطا وأكلته، قال: فأشار الملك الى الحشم برد الطبق، وقال: كل، قلت: ما بي حاجة اليه، فقال: وما حاجتك في لقط الفتات؟ قلت: نحن نروي عن نبينا وصاحب شريعتنا أن ذلك مهور الحور العين، وأمان من الفقر في الدنيا، فقال: مليح واستحسنه، وأمر بجائزة سنيّة، وضعت بين يدي من عين» وثياب، قال: فقال القضاعي: أيها الملك وهذا أيضا من بركة النبي صلى الله عليه وسلم، فكاشرني كالكاره لما قلت، ولولا ذلك لزادني صلة. سالم بن مؤمن المصري: قدم حلب حين ملكها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، في سنة تسع وسبعين وخمسمائة وله شعر حسن. قرأت بخط يحيى بن ظافر النجار الحلبي في مجموع له ذكر فيه أن سالما هذا ورد حلب حين ملكها الملك الناصر صلاح الدين، وأورد له هذه الأبيات (205- ظ) : غرام الصب ليس له نفاذ ... وكيف وبالفؤاد له ازدياد ومن ملك الغرام له قيادا ... بعيد أن يفك له قياد اذا ما رام صبرا عن مراد ... ففي ذاك المراد له مراد وليس لقلبه منه سلوّ ... ولا للطرف منه به رقاد سعود الصبّ وصل من سعاد ... وشقوته متى هجرت سعاد وأورد له أيضا في انسان كبير الأنف: ان كنت مفتخرا بأنف ... ك فهو قد بلغ السّماء لو كنت تصلح للإمارة ... لم يكن إلّا لواء

سالم بن وابصة بن معبد:

سالم بن وابصة بن معبد: الأسدي الرقي، ولي إمرة الرقة، وخرج منها الى دمشق واجتاز بحلب أو ببعض عملها، وحدث عن أبيه وابصة، روى عنه ابن أخيه صخر بن عبد الرحمن بن وابصة وجعفر بن برقان، وفضيل بن عمرو. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل الدمشقي- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدهان قال: أخبرنا الحافظ أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن عيسى بن مرزوق القشيري الحراني، قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أصبغ بن محمد قال: حدثنا جعفر بن برقان عن شداد (206- و) مولى عياض العامري عن وابصة أنه كان يقوم في الناس يوم الأضحى ويوم الفطر فيقول: إني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقول: أيها الناس أي يوم أحرم؟ قال الناس: هذا اليوم، وهو يوم النحر، قال: أي شهر أحرم؟ قال الناس: هذا الشهر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمة عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا الى يوم تلقونه، ألا هل بلغت؟ قال الناس: نعم، فرفع يديه الى السماء: اللهم أشهد، يقولها ثلاثا، ثم قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب، قال وابصة: وإنّا شهدنا وغبتم، ونحن نبلغكم «1» . قال عمرو بن عثمان: وزادني في هذا الحديث أبو سلمة الحذاء، يعني الحكم ابن الحكم بن أبي تحية أن جعفرا حدّث بمثل هذا الحديث قال: صلى بنا سالم بن وابصة يوم جمعة بالرقة، فذكر حديث وابصة، فقال: ونشهد عليكم كما أشهد عليه. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثني عبد السلام بن عبد الرحمن القاضي قال: حدثنا أبي عن جدي

قال: كان سالم بن وابصة والي الرقة ثلاثين سنة، فكان يمر بنا ونحن صبيان على بغلة شهباء عليه رداء أصفر يصلي بالناس الجمعة «1» (206- ظ) . أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال: أخبرنا عيسى بن علي الكاتب قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: سالم بن وابصة سكن الكوفة. أخبرنا المبارك بن مزيد الخواص- ببغداد- قال: أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا علي بن عمر بن محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني قال في الطبقة الاولى من التابعين من أهل الجزيرة: سالم بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه. أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن مسعود بن الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سالم بن وابصة بن معبد، روى عن أبيه وابصة، روى عنه جعفر بن برقان «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الدهان قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن قال: سالم بن وابصة بن معبد حدث عن أبيه (207- و) . أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب قال: أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسين بن رزمة قال:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: وقال سالم بن وابصة الأسدي: أرى الحلم في بعض المواطن ذلة ... وفي بعضها عز يشرف فاعله إذا أنت لم تدفع بحلمك جاهلا ... سفيها ولم تقرن به من تجاهله لبست له ثوب المذلة صاغرا ... وأصبحت قد أودى بحقك باطله فابق على جهّال قومك إنّه ... لكل جهول موطن هو جاهله أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر وغيره قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الدوري- إجازة- قال: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن دريد عن شيوخه قال: كان سالم بن وابصة الأسدي رجلا حليما، وكان له ابن عم سفيه يحسده، ولم يكن يبلغ في الشرف مبلغه، فكان يتنقصه، فقال سالم ذلك لأخوانه وخاصته من بني عمه، فقال رجل منهم: تعهدّ أهله وولده بالصلة ودعه فإنه سيصلح، ففعل فأتاه ابن عمه ذلك فقال: أنت أحق الناس بما صنعت وأنت أولى بالكرم مني، والله لا أعود (207- ظ) لشيء تكرهه أبدا مني، فقال سالم في ذلك: ذو نيرب من موالي السوء ذو حسد ... يقتات لحمي فما يشفيه من قرم كقنفذ الرمل ما يخفى مدارجه ... خب إذا نام عنه الناس لم ينم محتضنا ظربانا ما يزايله ... يبدي لي الغش والعوراء في الكلم داويت قلبا طويلا غمره فرحا ... منه وقلمت أظفارا بلا جلم بالرفق والحلم أسديه وألحمه ... بقيا وحفظا لما لم يرع من رحمي كأنّ سمعي إذا ما قال محفظة ... يصم عنها وما بالسمع من صمم حتى اطّبى ودّه رفقي به ولقد ... أنسيته الحقد حتى عاد كالحلم فأصبحت قوسه دوني موتّرة ... يرمي عدوي جهارا غير مكتتم إنّ من الحلم ذّلا أنت عارفه ... والحلم عن قدرة ضرب من الكرم «1»

النيرب الداهية، والظربان الدويبة الكثيرة الفسو. ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب جمل أنساب الاشراف قال يفاخر معاوية بن مروان بن الحكم- وكان مائقا «1» - وخالد بن يزيد بن معاوية، فقال سالم بن وابصة: إذا افتخرت يوما أمية أطرقت ... قريش وقالوا معدن الفضل والكرم فإن قيل هاتوا خيركم اطبقوا معا ... على أن خير الناس كلهم الحكم ألستم بني مروان غيث بلادنا ... إذا السنّة الشهباء سدت على الكظم (208- و) أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سالم وابصة بن معبد الأسدي الرقي، حدث عن أبيه، روى عنه جعفر بن برقان، وابن أخيه صخر بن عبد الرحمن بن وابصة، وفضيل بن عمرو، وقدم دمشق، وكانت داره فيها بقنطرة سنان ناحية باب توما، وكان شاعرا وولي إمرة الرقة. وقال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز الكتاني قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون قال: حدثنا أبو زرعة قال: سألت عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن وابصة الأسدي القاضي عن ولده وابصة بن معبد فقال لي: كان ولد وابصة: عقبة، وسالم، وعبد الرحمن، وعمرو، فأكبرهم عقبة وسالم. قال: ومات سالم في آخر خلافة هشام وكان غلاما شابا في خلافة عثمان. قال الحافظ كان في النسخة العتيقة في أول خلافة هشام بدل آخر فالله أعلم بالصواب «2» .

سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك

سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك أبو المجد الهاشمي الحارثي الحلبي من ولد الحارث بن عبد المطلب، ولد بحلب، وكان مقيما بها الى أن مات، وكانت له حرمة عند ملوكها، وقد ذكرنا في ترجمة سابق بن محمود حكاية عنه، وكان فيه هزل ومزح، والوقف الذي في قرية عناذان على مقربة من حلب على بني الحسن والحسين وقفه، وقفه وغيره من الحوانيت بحلب (208- ظ) على أولاده وشرط أنهم متى انقرضوا عاد ذلك وقفا على بني الحسن والحسين بحلب، فانقرض عقبه، وعاد الوقف الى أولاد الحسن والحسين عليهما السلام، وهو الآن جار عليهم في يد من يتولى نقابة العلويين بحلب. وكان هذا الكتاب عندي من جملة كتب الوقوف، التي كانت في سلة الحكم عند سلفي من قضاة حلب، فطلبه مني الشريف النقيب أبو علي بن زهرة، فدفعته اليه، وكان الشريف أبو المجد هذا ممولا فاضلا، أديبا، شاعرا مجيدا. روى عنه أبو سلامة مرشد بن علي شيئا من شعره، وكان بينه وبينه مودة وممازحة، وكذلك بينه وبين أبيه سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ، ووقع الي جزء بخط أبي المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ جمع فيه كتبا وردت الى والده أبي سلامة مرشد من جماعة كاتبوه، وفيه صدر كتاب من الشريف أبي المجد سالم هذا، فنقلت ما ذكره من هذه المكاتبة وهو: وأدنيتني حتى اذا ما ملكتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح تجافيت عني حيث لا لي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح طي هذه المكاتبة، أدام الله أيام الحضرة، رقعة بخط المولى سديد الملك قدس الله روحه، الى عبدك، والذي تتضمن استقالته من مخاطبته إياه بما سوف يقف عليه، ويبين فيها معتقده في هذا (209- و) البيت صلوات الله على السلف منه، ورحمة الله وبركاته، ونحن الخلف الذي أنا والطوير يلي، وأبو طالب الرخمة من جملتهم، وبالله ما كان أحدهما يعتقد في صاحبه ما أظنك يا مولاي تعتقده فيّ واعتقده فيك من الولاء، وأكون بالصفة التي تفهم، وكتبي اليك تتردد سرا وجهرا لا تردّ علي جوابا يرد رمقي، وأتعلل به ولا قولا ولا فعلا ولا شاباش:

فإن تك مثل ما زعموا ملولا ... كما تهوى سريع الانتقال صبرت على ملالك لي برغمي ... وقلت عسى يملّ من الملال ثم ذكر فصل معاتبة، وقال فيه، والشعر له: رشتم جناحي وأعناني نوالكم ... واشتد أزري بكم يا أفضل الناس فإن سعى الدهر في حال تشاب ... بها تلك الأيادي فمحمول على الراس أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان عن أبي المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن منقذ قال: ومن شعراء الشام المعارضين هذه الطبقة، يعني: الخفاجي وابن سمان وغيرهما، الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي، من ولد الحارث بن عبد المطلب، مولده بحلب وكان محترما عند ولاة حلب، له الميزة والفضل، وكان بينه وبين جدي ووالدي رحمهم الله مودة وخلطة، وكان كثير الدعابة والهزل (209- ظ) وله أشعار حسنة، حرصت على جمعها وكاتبته في آخر عمره، وصدر عمري، وأسأله إثباتها وإنفاذها، وهو اذ ذاك بحلب، فاعتذر بأنه ما عني بجمعها ولا دوّنها، ولم أجد منه سوى ما نقلته من خط والدي رحمه الله يقول: أنشدنيه بشيزر سنة تسع وسبعين وأربعمائة: أثر بتمادي شدّها المتدارك ... دجى كل يوم أغبر اللون حالك وشم لطلاب العزّ عزمة مقدم ... على الهول خواض غمار المهالك فإما علا تضفو عليّ ظلالها ... وإما ردى بين القنا والسنابك فحتّام تمسي حائر العزم خاملا ... سمير الأماني والهموم النواهك ويمطلك الحظ الحرون مسوّفا ... نبيل العلى مطل الغريم المماحك ويا نفس ما بالي أراك مقيمة ... على الضّيم لا يجري الاباء ببالك إذا عنك ضاقت بلدة فتبدلي ... بأخرى تروضي جامحا من رجائك إلام طلاب الفضل بين معاشر ... أبوا أن يكونوا أهله لا أبالك قال أسامة: ومن شعره في جدي سديد الملك أبي الحسن علي بن منقذ: يا من حماه من النوائب موئلي ... وعليه إن جار الزمان معوّلي

ومعيد أيامي الذواهب بعدما ... هرمت تبختر في الشباب المقبل حتام في ربع الهوان إقامتي ... ومعرّسي بالمنزل المستوبل «1» أفضاق ظهر الأرض أم قصرت ... يدا عزمي أم انقطعت ظهور الذمّل «2» (210- و) فلأرحلن العيس في طلب العلى ... محثوثة وأسأت إن لم أفعل ولا نظرّن الى الحوادث من عل ... وقد اعتلقت بحبل جود من علي قرأت بخط المفضّل بن موهب بن أسد الفارزي، أنه كتب اليه الشريف أبو المجد سالم ثلاثة أبيات يداعبه، فأجابه والأبيات هذه: أنا لولا أنّ عقلي قد فسد ... ما تعرضت بحب ابن أسد جائر في الحكم ما أنصفني ... بزّني روحا وخلّا لي جسد وأنا المحسود فيه عجبا ... ليته يرضى فأرضى بالحسد فقال المفضّل ارتجالا: ملأت قلبي سرورا رقعة ... لو بدت لابن هلال لسجد ضمنت حسن اعتقاد من فتى ... لا عدمنا منه حسن المعتقد جمع الله به شمل العلى فهي ... أمّ برّة وهو الولد لا خلت نعمته من حاسد ... فلقد عظّمها أهل الحسد غصن من دوحة طاهرة ... ليس من أغصانها من لم يسد المعيّ غلب النور على قلبه ... فيما يعاني فاتقد أنا عبد لكريم جوده ... ما خلا في عصره منه أحد أبدا تجحده معتذرا ... وشهود الجود تبدي ما جحد قرأت في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان تأليف الرشيد بن الزبير (210- ظ) لأبي المجد سالم بن هبة الله في حريق جامع دمشق: فأتته النيران شرقا وغربا ... عن يمين ونارة عن يسار

سالم بن لاوي:

ثم مرت على حدائق نخل ... وإذا الجمر موضع الجمّار «1» فكأن الجنان قد عصت ... الله فولّى عذابها للنّار أخبرني الشريف أبو المحاسن عبد الله بن محمد بن عبد الله الهاشمي قال: نقلت من خط ابن شرارة الحلبي النصراني في تعليق له: توفي الشريف أبو المجد سالم بن هبة الله في ليلة يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة اثنتي عشر وخمسمائة بحلب. وقرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأجازه لي المؤيد ابن محمد بن علي وأبو اليمن الكندي عنه، قال في حوادث اثنتي عشرة وخمسمائة في تاريخه: وفي ليلة الخميس سادس عشر جمادى الأولى توفي الشريف جمال الشرف أبو المجد سالم بن هبة الله الهاشمي الحارثي، وكان من ظراف الناس، وطرف الزمان خلقا وخلقا، وأدبا ودعابة وشعرا «2» . سالم بن لاوي: أبو صالح الرومي الطرسوسي، أصله رومي، وكان بطرسوس، وروى عن عبيد الله بن لؤلؤ الساجي. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي: أبو صالح سالم بن لاوي الرومي الطرسوسي، روى عن عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه الساجي عن عمر (211- و) بن واصل الصخري عن أبي محمد سهل بن عبد الله ابن يونس بن سوار التستري معاني القرآن له. سالم بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف: المعري التنوخي، روى عنه القاضي عبد القاهر بن علوي بن المهنّا المعري، قاضي معرة مصرين. قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر، تأليف عبد القاهر بن علوي:

سالم الثقفي:

وأنشدني الشيخ الفقيه زين الدين أبو علي سالم بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف في يوم عيد الفطر من سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة للناظر أبي نصر المهنّا بن علي بن المهنّا في الحمام التي بناها أحمد بن الدويدة: إن حمامك هذا ... غير مأمون الجوار ما رأينا قبل هذا ... جنة في وسط نار سالم الثقفي: شهد وفاة سليمان بن عبد الملك، وله ذكر في بيعة عمر بن عبد العزيز بدابق، وكان قريبا منه، ويعد من أخواله. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف- إجازة- قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن يعقوب بن داوود الثقفي عن أشياخ من ثقيف قال: قرئ عهد عمر بعد وفاة سليمان بالخلافة (211- ظ) وعمر ناحية، وهو بدابق، فقام رجل من ثقيف يقال له سالم من أخوال عمر، فأخذ بضبعيه فأقامه، فقال عمر: أما والله ما الله أردت بهذا، ولن تصيب بها مني دنيا. أم عمر بن عبد العزيز، أم عاصم بنت عاصم، أمها ثقفية. أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال: سالم الثقفي، شهد وفاة سليمان بن عبد الملك، وبيعة عمر بن عبد العزيز، له ذكر «1» . سالم البرنسي السندي: وليّ المصيصة في أيام المهدي، وكان من الشجعان المذكورين في الحرب، وألي الآراء والغناء، ولم يزل ساكنا في الثغور مجاهدا في سبيل الله، وكان مخلد بن

الحسين، وأبو اسحاق الفزاري يعتمدان عليه، وله خبر مع الرشيد في الغزاة التي غزاها وهو خليفة «1» . ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى البلاذري في كتاب البلدان قال: ولم تزل الطوالع تأتيها- يعني المصيصة- من أنطاكية في كل عام، حتى وليها سالم البرنسي، وفرض معه لخمسمائة مقاتل على خاصة عشرة دنانير عشرة دنانير، فكثر من بها وقووا، وذلك في خلافة المهدي رحمة الله عليه «2» . وذكر أبو موسى هارون بن محمد بن اسحاق بن عيسى الهاشمي في كتاب النسب «3» ، وقرأته في كتابه قال: حدثني محمد بن حماد المصيصي، مولى المهدي، قال: حدثنا ابراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي عن أبيه قال: خرجنا مع أمير المؤمنين رضوان الله عليه غزاة من المصيصة، فلما صرنا في غمار (212- و) عسكره كان يبلغه اخلاطنا بالجند ومنازعتنا إياهم في المنازل، فعزل عسكرنا من عسكره، وعرضنا فبلغ أهل المصيصة ومن ضوى إليهم ألفين وثمانمائة ونيفا على السبعين، وبلغ أهل أذنه ثمانمائة ونيفا على الثمانين، وبلغ أهل طرسوس ألف وستمائة ونيفا وأربعين، فعزلنا من عسكره، ونزلنا طوانة «4» ، وأقمنا بها ثلاثة أيام حتى صار إليه عيونه، فأخبروه خبر الطاغية، وأنه لا جمع له، فسرنا حتى انتهينا الى أدرولية «5» ، فأقمنا بمرج أدرولية أربع ليال، والرشيد لا يستشير أحدا من أهل الثغور وفتحنا ثلاثة وعشرين حصنا من حصون العدو، وذلك أن الطاغية وجه الى البطارقة الذين في ناحية الضواحي فجمعهم ورجالهم، حتى عسكروا على خليج القسطنطينية، والناس يتحدثون أن الطاغية يريد لقاء هرون. وعزم أمير المؤمنين على لقاء الطاغية حيث كان، فتوجه من أدرولية حتى دخل

القفل، والقفل شعب مسيرته أربعة أميال، ثم يفضي الى مرج رحب فسيح، يليه خليج قسطنطينية، فنزل على نهر عظيم كثير الماء، والعدو نزول على ذلك النهر، فكتب الطاغية الى بطارقته، أن انزلوا القفل، ولتكن الرجالة منتظمة حتى تملأ القفل، والعدو يحول بين المسلمين وبين أن ينالوا شيئا من العلوفة، وقد ضيق على المسلمين (212- ظ) غاية التضييق وليس لهم ملجأ ولا مسلك، فلما اشتد بالمسلمين ما هم فيه من الجهد، كتب أمير المؤمنين كتابا الى الطاغية يطلب المهادنة، وبذل له كل أسير وأسيرة، وأنه يبني ما هدم من الحصون التي خرّبها في مسيره، فأبى عليه، واشتدت شوكة العدو، وطمعوا كل مطمع، وضعفت خيول المسلمين، ونخبت قلوبهم، فلما رأى الرشيد ذلك، فزع الى الأشياخ من أهل الثغور، فجمع ابراهيم بن محمد الفزاري، ومخلد بن الحسين، ولم يكن في أيامهما لهما نظير في الديانة والفضل والعلم، فقال له ابراهيم بن محمد: يا أمير المؤمنين خلّفت الرأي خلف القفل، ولكل مقام مقال، ومخلد يصير الى أمير المؤمنين، وتفرق القوم على ذلك، فلما كان في الليل صار أمير المؤمنين الى مخلد بن الحسين معظما له، وكان مخلد من عقلاء الرجال، فقال: يا أمير المؤمنين أصير إليك في ليلتنا إن شاء الله، ومضى مخلد الى ابراهيم بن محمد الفزاري فأرسلا الى سالم البرنسي، من أشجع أهل زمانه من السند، فخليا به، واستعلما ما عنده من الرأي، فأعلمهم أنه لا يجتمع معهما عند أمير المؤمنين، وأنه يحتاج الى ما كان في خزائن أمير المؤمنين من كسوة وطيب وطعام ومال، وأنه يحتاج أن يظهر العصيان والمحاربة هو وأهل الثغور لأمير المؤمنين ولأصحابه، فما كان عند أمير المؤمنين من عدة، وأنه يحمل أصحابه على صدق المحاربة، فمضى مخلد بن الحسين الى أمير المؤمنين بذلك، فأجابه الى ما سأل، ودفع إليه (213- و) ما أراد، وباكر سالم القتال، واعتزل أهل الثغور عن قرب أمير المؤمنين، وتلاحم القوم بينهم الحرب، وغرقت «1» دواب وخرّقت مضارب وزحف سالم البرنسي بمن معه من أهل الثغور، حتى نزل بالقرب من معسكر الروم، وبعث يطلب منهم الأمان، ويطمعهم في أمير المؤمنين ومن معه، وفي كل ذلك تجيء الرسل الى سالم يسألونه الرجوع الى أمير المؤمنين، وتحمل إليه

سالم خادم ذي النون المصري:

الجوائز والخلع، فكل ذلك يردها، وبطارقة الطاغية ورؤساؤهم ينظرون الى ذلك، وكتب الى البطارقة كتابا وألطفهم، ووجه إليهم بمال وكساء وطيب، ودعاهم الى طعامه في مضربه، فأجابه العدو ووجهت البطارقة بكتابه الى الطاغية، فكتب إليهم أن يقبلوا من سالم ولا يعرضوا له إلا بسبيل خير، ولا لأحد ممن تبعه، فإنهم أهل الثغور ورجال الحرب، صبر عند اللقاء، وشوكتهم الشوكة الصعبة فآنسوه وآنسهم، وحلف لهم وحلفوا له، وقال: إن في أصحابي من لا أثق به، لحداثة سنه وقلة حنكته، وفي أصحابكم كذلك فقالوا: نعم، فقال: تكون طائفة مكان كذا، وطائفة مكان كذا، فرتب سالم أصحابه في الدرب كله، وصار في يديه وأيدي المسلمين، وتميل طائفة على ساقه سالم، فقتل من المسلمين ثلاثة نفر، وأخذ العدو من ثقلة سالم بعضها، ويميل سالم بمن معه من أهل الثغور على العدو، فقتل من العدو نيف على سبعين ألف رجل، وأسر من العدو زهاء (213- ظ) ثلاثين ألف، وغنم المسلمون من الدواب والبغال والدروع والسيوف ما لا يحصى ونادت رجال من النصرانية بسالم: يا سالم ارحم النصرانية، ابق منهم بقية، فجمع الغنائم وأجازها الجبل، وضرب القباب لأمير المؤمنين رحمة الله عليه، ونضّد جيف القتلى على الطريق يمنة ويسرة، واستنقذ ما كان من عطاياه للبطارقة، ووجه الى أمير المؤمنين فأقبل، وحلف سالم لا يركب ولا يفارق ركاب أمير المؤمنين حتى يجيزه الدرب، فلما نزل المسلمون منزلهم أمر أمير المؤمنين بضرب أعناق الأسارى، فلم يستبق منهم أحدا، ولم يمر أمير المؤمنين بحصن إلّا فتحه الله عليه حتى قدم المأمن. سالم خادم ذي النون المصري: صحبه إلى الشام ودخل معه المواضع التي دخلها من الشام، وساح فيها، وقد دخل ذو النون منبج وجبل الدلكام. حكى عن ذي النون، وروى عنه يعقوب بن نصر الفسوي، ومحمد بن أحمد ابن سلمة. أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني- إجازة- قال: أخبرنا

أبو القاسم بن حبيب المفسر قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن المروزي يقول: سمعت يعقوب بن نصر الفسوي يقول: سمعت سالما خادم ذي النون المصري يقول: بينا أنا أسير مع ذي النون في جبل لبنان، إذ قال لي: مكانك يا سالم (214- و) لا تبرح حتى أعود إليك، فغاب عني ثلاثة أيام، وأنا أنقمش من نبات الأرض وبقولها، وأشرب من غدر الماء ثم عاد بعد ثلاث متغير اللون خاثرا «1» ، فلما أتى ثابت إليه نفسه، فقلت له: أين كنت؟ فقال: إني دخلت كهفا من كهوف الجبل، فرأيت رجلا أغبر أشعث نحيفا نحيلا، كأنما أخرج من حفرته، وهو يصلي، فلما قضى صلاته سلمت عليه، فرد علي وقام إلى الصلاة، فما زال يركع ويسجد حتى قرب العصر فصلى العصر، واستند إلى حجر بحذاء المحراب يسبح، فقلت له: رحمك الله توصيني بشيء، أو تدعو لي بدعوة، فقال يا بني أنسك الله بقربه وسكت، فقلت: زدني، فقال: يا بني من آنسه الله بقربه أعطاه أربع خصال: عزا من غير عشيرة، وعلما من غير طلب، وغناء من غير مال، وأنسا من غير جماعه. ثم شهق شهقة فلم يفق إلى الغد، حتى توهمت أنه ميت، ثم أفاق فقام وتوضأ ثم قال: يا بني كم فاتني من الصلوات؟ قلت: ثلاث، فقضاها، ثم قال، إن ذكر الحبيب هيج شوقي، وأزال عقلي قلت: إني راجع فزدني، قال: حبّ مولاك ولا ترد بحبه بدلا فإن المحبين لله هم تيجان العباد وزين العباد، ثم صرخ صرخة فحركته فإذا هو ميت، فما كان إلّا بعد هنيهة إذا بجماعة من العباد منحدرين من الجبل، فصلوا عليه، وواروه فقلت: ما أسم هذا الشيخ؟ قالوا: شيبان المجنون. قال سالم: فسألت أهل الشام عنه فقالوا: كان مجنونا هرب من أذى الصبيان، قلت: فهل تعرفون من كلامه شيئا؟ قالوا: نعم (214- ظ) كلمة، كان إذا خرج إلى الصحارى يقول: فإذا لم أجنّ بإلهي فبمن، وربما قال: فإذا لم أجنّ بك ربي فبمن «2» .

سالم الشيزري:

سالم الشيزري: من أهل شيزر، وانتقل إلى دمشق، وكان حسن الطريقة، ذكره شيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن الحنبلي في كتابه الذي وسمه «بكتاب الاستسعاد بمن لقيت من صالحي العباد في البلاد» . قرأت بخط شيخنا ناصح الدين أبي محمد بن الحنبلي الأنصاري قال: الشيخ سالم الشيزري من أهل شيزر، قدم دمشق قريب الستين والخمسمائة، ونزل عندنا في المدرسة، واشتغل بالفقه على والدي رحمه الله، فحفظ كتاب الإيضاح تأليف جد أبي الشيخ أبي الفرج، وقرأ عليه أيضا كتاب التبصرة في الأصول تصنيف الشيخ أبي الفرج، من حفظه، وحفظ كتاب الفصيح، وكان يكرر عليّ محفوظاته إلى أن مات، وكان شجاعا كريما، وكنت أنا أقرأ عليه من كتاب الإيضاح، وكان كثير الملازمة لصلاة الجماعة في حلقة الحنابلة، وكان لا ينام كل ليلة حتى يقرأ سورة يس والواقعة وتبارك والسجدة، وعمرّ إلى أن قدمت من بغداد، وسمع درسي في المدرسة، والحلقة سنين، ومات قريب العشر بعد الستمائة.

ذكر من اسمه السائب (215 - و)

ذكر من اسمه السّائب (215- و) السائب بن بشر بن عمرو الكلبي: شهد الجمل وصفين مع علي رضي الله عنه، وله فيهما ذكر. السائب بن حنبيش الكلاعي الشامي: كان على دواوين قنسرين في أيام بني مروان، وحدث عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، روى عنه حفص بن رواحة الأنصاري الحلبي، وزائدة بن قدامه. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو الحسن بن السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا: حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب قال: حدثنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قد روى زائدة عن السائب بن حبيش. (215- ظ) قال يحيى: وينبغي أن يكون شاميا. أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: السائب بن حبيش الكلاعي روى عنه زائدة «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن قالا: أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر قال: أخبرنا علي بن أحمد ابن زكريا قال: أخبرنا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي أحمد قال: السائب بن حبيش الكلاعي، شامي ثقة «2» .

أنبأنا أبو البركات سعيد بن هاشم بن أحمد عن أبي طاهر الخضر بن الفضل المعروف برحل، قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- اذنا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سائب بن حبيش الكلاعي، روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة بن قدامة، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل- فيما كتب إلي- قال: سألت أبي عن السائب بن حبيش قلت له: هو ثقة؟ قال: لا أدري «1» . أنبأنا سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو بكر اللفتواني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر الأصبهاني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن زنجويه قال: أخبرنا أبو أحمد العسكري (216- و) قال: فأما حبيش: الحاء مضمومة، غير معجمة، وتحت الباء نقطة، والشين منقوطة: السائب بن حبيش الكلابي، روى عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة. كذا قال وإنما هو الكلاعي بالعين. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أنبأنا أبو غالب بن البناء عن أبي الفتح بن المحاملي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال: السائب بن حبيش الكلاعي، روى عن معدان بن أبي طلحة. روى عنه زائدة بن قدامة، حدثناه ابن القاسم الهاشمي قال: حدثنا حنبل بن اسحاق قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل قال: حدثنا معاوية بن عمرو وأبو سعيد- يعني- مولى بني هاشم قالا: حدثنا زائدة قال: حدثنا السائب بن حبيش الكلاعي، قال أبو عبد الله: قال عبد الرحمن بن مهدي: عن السائب بن حبيش، أخطأ فيه- يعني- أن عبد الرحمن رواه عن زائدة عن السائب «2» . قلت: هكذا ذكر الدارقطني، وقد رواه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في المسند عن عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن السائب.

أخبرنا به عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة ووكيع قال: حدثني زائدة بن قدامة عن السائب قال وكيع: ابن حبيش الكلاعي عن معدان بن أبي طلحة اليعمري (216- ظ) قال: قال لي أبو الدرداء: أين مسكنك قال: قلت في قرية دون حمص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة في قرية لا يؤذن ولا يقام فيهم إلا استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية «1» . قال ابن مهدي: قال السائب: يعني بالجماعة، الجماعة في الصلاة. فهذا أبو عبد الله روى الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع عن زائدة عن السائب، وأظن الدارقطني رأى أبا عبد الله قال في تفسير الجماعة: قال ابن مهدي: قال السائب، فظن أن ابن مهدي رواه عن السائب، وليس الأمر كذلك، بل روى أبو عبد الله الحديث عن ابن مهدي ووكيع كليهما عن زائدة عن السائب، وجاء التفسير لمعنى الجماعة في رواية ابن مهدي، فقال أبو عبد الله: قال ابن مهدي: قال السائب: فبين أن هذا الكلام من قول السائب، وأن ابن مهدي تفرد في روايته بهذا التفسير دون وكيع، لكن عن زائدة عن السائب ولا وجه لتخطئة أبي عبد الله في ذلك، بل الخطأ وقع من الدارقطني، والله أعلم. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله البزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، قال: وسألته، يعني

الدارقطني، عن السائب بن حبيش فقال (217- و) : من أهل الشام صالح الحديث حدّث عنه زائدة، لا أعلم حدث عنه غيره. قلت: قد حدث عنه حفص بن رواحة الأنصاري الحلبي أيضا. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: السائب بن حبيش الكلاعي، حدث عن معدان بن أبي طلحة، روى عنه زائدة بن قدامة، وحفص بن رواحة الأنصاري الحلبي، وذكر أبو الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق، وقال: كان على دواوين قنسرين في خلافة بني مروان «1» .

سبيع بن يزيد الحضرمي:

سبيع بن يزيد الحضرمي: وقيل الأنصاري، شهد صفين مع معاوية وكان من وجوه أصحابه الذين شهدوا على كتاب الحكمين بين علي ومعاوية. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو عبد الله البلخي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن اسحاق بن ننجاب الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا أحمد بن بشير عن عوانة ابن الحكم قال أحمد: وسمعت غيره ذكره قال: تسمية من شهد على كتاب الحكمين بصفين، بين علي ومعاوية: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، الأشعث بن قيس الكندي، سعيد بن قيس الهمداني، عبد الله بن الطفيل (217- ظ) العامري، حجر ابن يزيد الكندي، ورقاء بن سميّ العجلي، وعبد الله بن فلان العجلي، وعقبة بن زياد الأنصاري، ويزيد بن حجية التيمي، ومالك بن كعب الهمداني. قال: هؤلاء شهود علي عشرة من أهل العراق. قال: وشهود معاوية عشرة من أهل الشام: أبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي، حبيب بن مسلمة الفهري، عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي، مخارق بن الحارث الزبيدي، زامل بن عمرو العذري، علقمة بن يزيد الحضرمي، حمزة بن مالك الهمداني، سبيع بن يزيد الحضرمي، عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، يزيد بن الحرّ العبسي، وكتبوا كتاب شهود الحكومة سنة سبع وثلاثين. أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ قال: سبيع بن يزيد الحضرمي، ويقال الأنصاري، من وجوه أصحاب معاوية، وهو ممن شهد في الصحيفة التي كتبها بينه وبين علي في الرضا بتحكيم الحكمين، له ذكر في كتاب أبي مخنف لوط بن يحيى وغيره، وذكر أبو مخنف أنه أنصاري، والله تعالى أعلم «1» .

سحاج الموصلي:

سحاج الموصلي: كان بدابق، وحقه أن لا يذكر، لأنه ليس من العلماء، ولا من الأماثل، لكن الحافظ أبا القاسم علي بن الحسن، ذكره في كتابه فجعل له ذكرا، وإن لم يكن من شرط كتابه، لأنه وفد من الموصل إلى دابق، ولم يكن بدمشق، وليس من الأماثل، ومثله إنما يذكر في الملح فذكرنا (218- و) ترجمته على ما ذكرها الحافظ رحمه الله. أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: سحاج الموصلي، وفد على سليمان بن عبد الملك. أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال: حدثنا جدي أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الأهوازي قال: حدثنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد ابن أبي سعيد الكرجي بمكة، قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن الضحاك قال: قام السحاج الموصلي إلى سليمان ابن عبد الملك بدابق فقال: يا أمير المؤمنين إنّ أبينا هلك، فوثب أخانا فأخذ ما لنا فاقتطعه، فقال: لا رحم الله أباك، ولا عافى أخاك، ولا رد عليك مالك ولا حياك «1» . سحيم بن المهاجر: ولي إمرة طرابلس في أيام عبد الملك بن مروان، وتوجه منها إلى ناحية أنطاكية والجبل الأسود في مكيدة كادها فلقط البطريق فقتله، وولاه الوليد بن عبد الملك غزو البحر. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن المسلم السلمي الفقيه- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أبو

القاسم علي بن يعقوب بن (218- ظ) أبي العقب قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد ابن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: وأخبرني غير واحد أن طاغية الروم لما رأى ما صنع الله للمسلمين منعه مدائن الساحل، كاتب أنباط جبل لبنان، واللكام، فخرجوا جراجمة، فعسكروا بالجبل، ووجه طاغية الروم فلقط البطريق في جماعة من الروم في البحر، فسار بهم حتى أرسى بهم بوجه الحجر، وخرج بمن معه حتى علا بهم على جبل لبنان، وبثّ قواده في أقصى الجبل، حتى بلغ أنطاكية وغيرها من الجبل الأسود، فأعظم ذلك المسلمون بالساحل، حتى لم يكن أحد يقدر يخرج في ناحية من رحا ولا غيرها إلّا بالسلاح. قال الوليد: فأخبرنا غير واحد من شيوخنا أن الجراجمة، غلبت على الجبال كلها من لبنان وسنير وجبل الثلج وجبال الجولان، فكانت باسنبل «1» مسلحة لباقي الزهاد، وعقربا الجولان مسلحة حتى جعلوا ينادون عبد الملك بن مروان، من جبل دير المران «2» من الليل، حتى بعث إليهم عبد الملك بالأموال ليكفوا حتى يفرغ لهم، وكان مشغولا بقتال أهل العراق، ومصعب بن الزبير وغيره. قال: ثم اكتب عبد الملك الى سحيم بن المهاجر في مدينة اطرابلس، يتواعده ويأمره بالخروج اليهم، فلم يزل سحيم ينتظر الفرصة منهم، ويسأل عن خبرهم وأمورهم، حتى بلغه أن فلقط في جماعة من أصحابه في قرية من قرى الجبل، فخرج سحيم في عشرين رجلا، من جلداء أصحابه، وقد تهبأ بهيئة الروم في لباسه وهيئته، وشعره وسلاحه، متشبها ببطريق من بطارقة (219- و) الروم، بعثه ملك الروم الى جبل الكلام في جماعة من الروم، فغلب على ما هنالك، فلما دنا من القرية خلّف أصحابه وقال: انتظروني إلى مطلع كوكب الصبح، فدخل على فلقط وأصحابه، وهم في كنيسة يأكلون ويشربون، فمضى الى مقدم الكنيسة، فصنع

ما يصنعه النصارى من الصلاة والقول عند دخولها كنائسها، ثم جلس الى فلقط فقال له: من أنت؟ فانتمى الى الرجل الذي يتشبه به، فصدقه وقال له: إني إنما جئتك لما بلغني من جهاز سحيم، وما أجمع به من الخروج إليك، لأخبرك به وأكفيك أمره إن أتاك، ثم تناول من طعامهم، ثم قال لفلقط وأصحابه: إنكم لم تأتوا هنا للطعام والشراب، ثم قال لفلقط: ابعث معي عشرة من هؤلاء من أهل النجدة والبأس، حتى نحرسك الليلة، فإني لست آمن أن يأتيك ليلا، فبعث معه عشرة، وأمرهم بطاعته، فخرج بهم الى أقصى القرية، وقام بهم على الطريق الذي يتخوفون أن يدخل عليهم منه، فأقام حارسا منهم، وأمر أصحابه فناموا، وأمر الحارس إذا هو أراد النوم، أن يوقظ حارسا منهم وينام هو، فحرس الأول ثم أقام الثاني، ثم قام سحيم الثالث ثم قال: أنا أحرس فنم، فلما استثقل «1» نوما، قتلهم بذبابة سيفه رجلا رجلا، فاضطرب التاسع فأصاب العاشر برجله، فوثب الى سحيم فاتخذا وصرعه الرومي، وجلس على صدره، واستخرج سحيم سكينا في خفة، فقتله بها ثم أتى الكنيسة، فقتل فلقط وأصحابه، رجلا رجلا، ثم خرج إلى أصحابه العشرين، فجاء بهم فأراهم قتله من قتل من الحراس وفلقط، ومن في (219- ظ) الكنيسة ووضعوا سيوفهم فيمن بقي، فندر بهم من بقي منهم، وخرجوا هرابا حتى أتوا سفنهم بوجه الحجر، فركبوها ولحقوا بأرض الروم، ورجع أنباط جبل لبنان الى قراهم. أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا علي بن الحسن قال: أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: حدثنا

الوليد قال: لما ولي الوليد بن عبد الملك، ولّى غازية البحر ثلاثة نفر من الموالي: سحيم بن المهاجر، وأبا خراسان، وسفيان الفارسي. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: سحيم بن المهاجر من سكان طرابلس، وولي إمرتها في أيام عبد الملك بن مروان، وكتب إليه عبد الملك أن يكيد بعض الروم وولاه الوليد غزو البحر «1» . كذا قال، ولم يكتب إليه عبد الملك أن يكيد، وإنما كتب إليه يأمره بالخروج، فدبر هو برأيه ما دبره (220- و) .

سداد بن ابراهيم بن محمد:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي سداد بن ابراهيم بن محمد: أبو النجيب، وقيل أبو السداد الجزري ويعرف بالظاهر، وقيل في اسمه شداد بالشين المعجمة، والصحيح أنه بالسين المهملة المكسورة. من أهل جزيرة ابن عمر، وله بها مسجد يعرف بمسجد الظاهر، وكان شاعرا مطبوعا، حلو الألفاظ سهلها، لطيف المعاني. دخل حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، وظفرت له بأبيات يتشوق فيها حلب، ومدح عضد الدولة ابن بويه. وذكر لي أبو السعادات بن المرحل أنه بالسين المهملة، وأنه نقله من خط الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب كذلك، وكذلك ذكره رفيقنا الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود النجار في حرف السين المهملة في التاريخ الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وشاهدت اسمه بخط الحافظ أبي طاهر السلفي مضبوطا بالشين المعجمة في بعض تعاليقه. روى عنه أبو الحسن علي بن منصور المعروف بدوخله، وأبو الفتح أحمد بن علي بن النحاس المدائني الحلبيان، وأبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي، وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد الثابتي. قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبة أبي الفضل الحلبي قال: لأبي السداد الظاهر الجزري أنشدنيها الشيخ الأديب (221- و) أبو الفضل جامع بن علي بالجزيرة، في جمادى الأولى من سنة خمس عشرة وخمسمائة:

أيا حلب الغراء والمنزل الرحب ... ويا بلدا قلبي بتذكاره صب لئن بان جسمي عن معالم ربعها ... فما بان عن أطلال ساحتها القلب علام أسلي النفس عنك وفيك لي ... علائق منها هدّ مهجتي الحب هواؤك لولا صحة في هبوبه ... وماؤك لولا أنه بارد عذب نقلت من خط الحافظ أبي طاهر السلفي، وأنبأنا به عنه أبو القاسم عبد الله ابن رواحة وغيره، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عبد الجبار التونسي اللغوي بالاسكندرية لأبي النجيب شداد بن ابراهيم الجزري الملقب بالظاهر، وقد استدعاه الوزير «1» المهلبي، وضبطه السلفي في خطه بالشين المعجمة: عبدك تحت الحبل عريان ... كأنه لا كان شيطان يغسل أثوابا كأن البلى ... فيها خليط وهي أوطان أرق من ديني إن كان لي ... دين كما للناس أديان كأنها حالي من قبل أن ... يصح عندي لك إحسان يقول من يبصرني معرضا ... فيها والأقوال برهان هذا الذي قد نسجت فوقه ... عناكب الحيطان إنسان قرأت في مجموع أظنه بخط بعض الحلبيين أو المعريين: حدث أبو النجيب سداد بن ابراهيم الجزري الشاعر، الملقب بالظاهر قال: كنت كثير الملازمة (221- ظ) للوزير أبي محمد المهلبي فاتفق أن غسلت ثيابي يوما وأنفذ يدعوني فاعتذرت بعذر لم يقبله، وألح في استدعائي فكتبت إليه: عبدك تحت الحبل عريان ... كأنه لا كان شيطان يغسل أثوابا كأنّ البلى ... فيها خليط وهي أوطان أرق من ديني إن كان لي ... دين كما للناس أديان كأنها حالي من قبل أن ... يصبح عندي لك إحسان

يقول من يبصرني معرضا ... فيها للأقوال برهان هذا الذي قد نسجت فوقه ... عناكب الحيطان إنسان فأنفذ له جبة وقميصا وعمامة وسراويل، وكيسا فيه خمسمائة درهم، وقال: قد أنفذت إليك ما تلبسه وتدفعه الى الخياط ليصلح لك الثياب على ما تريده، فإن كنت غسلت التكة واللالكة عرفني لأنفذ عوضها. قرأت بخط الشريف محمد بن الحسن بن محمد بن أبي القاسم الأقساسي: أنشدني أبو الحسين عاصم الأديب الشاعر للظاهر الجزري، واسمه شداد بن ابراهيم عند وداعه لأبي غالب محمد بن خلف فخر الملك، وكان قصده وامتدحه: ختم النبيين النبي محمد ... ومحمد بن عليّ الوزراء والظاهر الشعراء وهو مودع ... من حضرة ابن علي العلياء (222- و) سأسير عنك ولي إليك تلفت ... فيكون قدامي إليك وراء قرأت في رسالة أبي الحسن علي بن منصور بن القارح الحلبي التي كتبها إلى أبي العلاء بن سليمان، وأجابه عنها برسالة الغفران: أنشدني الظاهر الجزري لنفسه. وقرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي المدائني، في مجموع وهبنيه والدي رحمه الله بخط المذكور: أنشدني الظاهر الجزري لنفسه: أرى جيل التصوف شرّجيل ... فقل لهم وأهون بالحلول أقال الله حين عشقتموه ... كلوا أكل البهائم وارقصوا لي «1» ونقلت أيضا من خط أبي الفتح المدائني للظاهر في المجموع المذكور: لا تثق بالسكوت من كل صوفي ... واحترز منهم وكن في سدف «2» بالعكاكيز والمحابر والصحف ... وجمع كمثل جمع الزحوف

ويل داعيهم وحق له الويل ... إذا ما أتى بألفي خروف وصنان فإن هم بايتوه ... أكلوا بيته بحشو السقوف أترى ربهم يقول ارقصوا لي ... واتركوا ما افترضت من معروف شرجيل تراه في عالم الحشر ... إذا أوقفوا ليوم مخوف نقلت من خط بعض الأدباء وقيل انه من بني أبي حصينة للظاهر الجزري: يا دهر إنك أنت نابذ ريقه ... خمرا وغارس خده تفاحا وغزلت من غزل شباك جفونه ... ونصبتها فتصيدت أرواحا (222- ظ) وله ونقلته من خط المذكور: أبايعت أهل البيعة اليوم في دمي ... غلبت فخذ أخطارهم وتقدم ولا تورثن عينيك سقمي فإنه ... حرام على الذمّي ميراث مسلم وهذان البيتان يرويان لعبد المحسن الصوري وهو أصح. ومما نقلته من تعليقي من الفوائد مما أنشده الظاهر لنفسه: أدر المدامة يا بن شبل واسقني ... فيها نسيئة ريقك المتعذر فاذا رأيت من الندامى صاحيا ... فينا فلاحظه بطرفك يسكر ومن شعره أيضا قوله، وقيل انها للوزير أبي نصر بن النحاس الحلبي والصحيح أنها للظاهر: انظر الى حظ ابن شبل في الهوى ... إذ لا يزال لكل قلب شائقا شغل النساء عن الرجال وطالما ... شغل الرجال عن النساء مراهقا عشقوه أمرد فالتحى فعشقته ... الله أكبر ليس يعدم عاشقا ومن شعره المستحسن يصف قوس قزح: ألست ترى الجو مستعبرا ... يضاحكه برقه الخلّب

وقد لاح من قزح قوسه ... بعيدا وتحسبه يقرب كطاقي عقيق وفيروزج ... وبينهما آخر مذهب وقال في الأمير سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان: وحاجة قيل لي نبه لها عمرا ... ونم فقلت عليّ قد تنبه لي (223- و) حسبي عليان إن ناب الزمان ... وان جاء المعاد بها في القول والفعل فلي عليّ بن عبد الله منتجع ... ولي عليّ أمير المؤمنين ولي أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي قال: أنشدني أبو النجيب سداد بن ابراهيم الجزري المعروف بالظاهر لنفسه: أفسدتم نظري عليّ فما أرى ... مذغبتم حسنا الى أن تقدموا فدعو غرامي ليس يمكن أن ترى ... عين الرضا والسخط أحسن منكم أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، قال في تاريخه: سداد بن ابراهيم، أبو النجيب الجزري، الملقب بالظاهر، شاعر مليح الشعر، قدم بغداد ومدح بها أبا محمد المهلبي، وزير معز الدولة أحمد بن بويه، ومدح عضد الدولة أيضا، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، ورأيت اسمه مقيدا، بالسين المهملة بخط أبي الحسين هلال بن المحسن ابن الصابئ الكاتب. قال ابن النجار قرأت في كتاب أبي نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد ابن يوسف بن ثابت الثابتي الفقيه بخطه قال: أنشدني أبو النجيب شداد بن ابراهيم الظاهر، بمدينة السلام- يعني- لنفسه:

لا تسألن عن الخليط المنزلا ... في العقل ما ينهاك عن أن تسألا كم معقل في شط ريحان عفا ... فرميت بالاعراض ذاك المعقلا وطويته حتى كأني لم أكن ... من ساكنيه مشيعا مستقبلا قال ابن النجار: وذكر قصيدة طويلة، في الرد على أبي حنيفة رضي الله عنه، هكذا رأيته مقيدا بخط الثابتي «شدّاد» ، بفتح الشين المعجمة وتشديد الدال، والله أعلم بالصواب. (223- ظ) .

سراج بن ادريس بن عيسى الحلبي:

سراج بن ادريس بن عيسى الحلبي: شاعر كتب عنه رفيقنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي. نقلت من خط أبي عبد الله البرزالي، وأجاز لنا رواية ما يجوز له روايته، في السنة توفي فيها: أنشدني سراج ابن ادريس بن عيسى الحلبي الأصل الشافعي، مولده سنة اثنتين وثمانين بحلب، وتأدب بها، قرأ القرآن على الحاج علي اليمني، وعلى العلم اللورقي، والفقه على شمس الدين محمد الجزري: أمين الدين لم ترق المعالي ... برافعة أجل من السخاء ومن أدب تراضعني ولاه ... فما أحلى مراضعة الولاء وأبعد عنه خوف ندى جميل ... لعجزي عن ملاحظة الوفاء وفي الافراط بالاحسان شرّ ... يراه أولو العقول من العناء وها أنا قد أشرت ومن بعيد ... يشار الى الكواكب في السماء ومن ترك الهدى بالنجم ضلت ... ركائبه عن السبل السواء

سراقة بن عبد الرحمن:

سراقة بن عبد الرحمن: كان أميرا على الثغور الشامية، ذكره الحافظ أبو القاسم، بما أخبرنا به ابن أخيه، أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا عمي قال: سراقة بن عبد الرحمن وجهه عمر بن عبد العزيز، من دمشق أميرا على الثغور، بعد خروج مسلمة بن عبد الملك من القسطنطينية، وذكر ذلك في كتاب غزوة القسطنطينية، الذي ذكر عن عبد الله بن سعيد بن قيس (224- و) الهمداني، وقد تقدم ذكر اسناده في ترجمة الأصبع بن الأشعث الكندي «1» . هكذا قال الحافظ أبو القاسم: وجّهه عمر بن عبد العزيز، أميرا على الثغور بعد خروج مسلمة بن عبد الملك وذكر ذلك في غزوة القسطنطينية، الذي ذكر عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني، وغزوة القسطنطينية التي رواها عبد الله بن قيس، كانت في زمن عبد الملك بن مروان، أغزى ابنه مسلمة الى القسطنطينية في جيش ضخم، كان فيه البطال، وعبد الله بن سعيد الهمداني، وعرض عليه أن يجعل فيها أميرا على همدان فلم يفعل، وغزا مسلمة هذه الغزاة، وعاد في أيام أبيه، ولم يكن لعمر بن عبد العزيز ولاية على الثغور، والغزاة التي رجع فيها مسلمة، والخلافة الى عمر بن عبد العزيز، هي الغزاة التي أغزاه أخوه سليمان بن عبد الملك وتوفي سليمان ومسلمة محاصر القسطنطينية، فلما وليّ عمر بن عبد العزيز، سيرّ الى مسلمة وأمره بالقفول فعاد من القسطنطينية، وليست هذه الغزاة، الغزوة التي رواها عبد الله بن سعيد الهمداني، فلا أدري كيف ذكر الحافظ أبو القاسم ذلك «2» .

سرايا بن هبة الله بن الحسن بن أحمد بن الطاش:

سرايا بن هبة الله بن الحسن بن أحمد بن الطاش: وقيل سرايا بن هبة الله بن الحسن بن ابراهيم أبو الغنائم الحرّاني، تاجر مشهور جوال، دخل بلاد الشام ومصر واليمن والهند وخراسان وجال في البلاد في (224- ظ) تجارته، وسكن دمياط بأهله، ودخل حلب في طريقه، وترداده في تجارته، وكان راغبا في العلم وسماع الحديث سمع ببلخ: أبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، وعثمان بن أحمد بن الشريك ومحمد بن عمر الأشبهي، وأبي محمد الحسن بن علي، وبنيسابور: أبا عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، وببغداد: أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وبدمشق القاضي أبا طالب علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري، وبدمياط: الأمير مقلد بن أبي الحسن بن منقذ الشيزري، وحدّث عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي، روى عنه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم السّلفي، وسمع منه بالاسكندرية، وتاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم ابن محمد بن منصور السمعاني وكتب عنه بنيسابور. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، وأخبرنا به اجازة عنه: أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، وعبد الرحيم بن يوسف ابن الطفيل، وغيرهم قال: أخبرني أبو الغنائم سرايا بن هبة الله بن الحسن بن الطّاش الحراني بالاسكندرية قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي ببلخ قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو صالح العنبر بن الطيب بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن صالح بن عبد الله بن محمد بن نغوان العنبري النيسابوري قال: أخبرنا جدي أبو محمد يحيى بن منصور الحاكم قال: حدثنا أبو الفضل أحمد بن سلمة بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم (225- و) ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، قال اسحاق: أخبرنا، وقال

الآخران: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على جنازة فله قيراط ومن انتظرها حتى توضع في اللحد قيراطان والقيراطان مثل الجبلين العظيمين «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: أنشدنا أبو الغنائم سرايا بن هبة الله بن الحسن الحراني- املاء في مسجد عقيل بنيسابور- قال: أنشدني الأمير مقلد بن أبي الحسن بن منقذ الشيزري لنفسه بدمياط: لي حرمة الضيف والجار القديم ... ومن أتاكم وكهول الحي أطفال والله لولا قيود في قوائمنا ... من الجميل وفي الأعناق أغلال لكان لي في بلاد الله متسع ... وللملوك لبانات وأشغال قلت: هذه الأبيات لحسان بن الحباب رواها ابن الخياط عنه، وقد تقدمت في ترجمته. وقال أبو سعد: أنشدني سرايا بن هبة الله الحراني، من أهل دمياط، إملاء، قال: أنشدني أبو الحسن بن الرّءّايين بكتبايت من أرض الهند: وما وجد أعرابية قذفت به ... صروف النوى من حيث لم تك ظنت تمنت أحاليب اللقاح وخيمة ... بنجد فلم يقضى لها ما تمنت اذا ذكرت ماء العذيب وطيبه ... وبرد حصاها آخر الليل أنّت لها أنّه عند العشاء وأنة ... سحيرا فلولا أتيتها لجنّت قال السمعاني: قال لي سرايا بن هبة الله: فأجزتها أنا بأبيات من عند نفسي كما جاءت (225-) . كوجدي اذا ماتت أرعى نجومها ... وأطوي الفيافي حيث ما هي حلت بنفسي أفدي من بها طاب مجلسي ... وغاب سروري حين ماهي ولت

فيارب يا رحمان تجمع بيننا ... وأبلغ مناي ادخل حفرتي وأشكو اليها مالقيت من الضنا ... ودمعي على الخدين يجري لغربتي قرأت بخط الحافظ السّلفي، سرايا هذا ولد بحران سنة أربع وستين وأربعمائة في صفر، على ما ذكره لي، ودخل ديار مصر في تجارة، ثم أقام بدمياط مدة، ودخل على الكبر خراسان، فسمع ببلخ عمر بن أبي الحسن البسطامي، وعثمان بن أحمد بن الشريك، ومحمد بن عمر الأشهبي، وغيرهم، وذكر لي أنه سمع أبا محمد التميمي ببغداد وآخرين بدمشق، وغيرها من البلدان، وكان حريصا على الحديث وسماعه، نفعه الله بذلك، وقد دخل الحجاز واليمن وبلاد الهند، قدم علينا الاسكندرية سنة أربع وأربعين وخمسمائة في جمادي الأولى. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال سرايا بن هبة الله بن الحسن بن ابراهيم الحراني أبو الغنائم، شيخ صالح من أهل حران، سكن دمياط من أرض مصر، وهو متودد كثير الرغبة في الخير، وسماع الحديث والعلم، وقال لي: سمعت ببغداد من الشيخ أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي وسنه كان يحتمل ذلك ولكن ما وجدنا أصل سماعه، وسمع على كبر سنّه، بقراءتي الكثير بنيسابور من محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي، ثم رأيته ببغداد في سنة أربع وثلاثين، وسمع بقراءتي أيضا بها، وآخر عهدي به، أني رأيته بدمشق في سنة ست وثلاثين عازما على الرجوع الى ديار مصر، وتجديد العهد بأولاده وكانوا بدمياط، وسمع بقراءتي شيئا عن القاضي أبي طالب علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري بدمشق وكنت قد علقت عنه مقطعات من الشعر بنيسابور. (226- و) .

سرخاب بن الحسن بن الحسين:

سرخاب بن الحسن بن الحسين: وقيل سرخاب بن أبي الغريب بن يحيى بن الحسن أبو الفضل الأرموي الشافعي كان من أهل أرمية «1» ، وكان شافعي المذهب، فقيها متكلما مفتيا، صحب أبا سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون وتفقه عليه وتولى التدريس بحلب، بالمدرسة النورية المسندة الى بني أبي عصرون، وكان ينوب فيها عن القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن أبي سعد، وكان يتولى تربية أولاده، ويعلمهم الفقه، وكان محترما بحلب عند الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، الى أن اتفق منه أمر، تغير قلب السلطان، فخرج عن حلب في سنة خمس وستمائة. وسمع بحلب شيخنا أبا الحسن علي بن أبي بكر الهروي، وكان لي به اجتماع في المحافل، ولا أعلم أنه حدّث بشيء، ولم يكن له اعتناء بالحديث، وكان دمث الاخلاق، حسن المناظرة والكلام، إلا أنه يؤذي في المناظرة من يتكلم معه كثيرا، وتوفي رحمه الله بإربل سنة سبع وستمائة، وبلغتنا وفاته فعقد له العزاء بحلب، في المدرسة التي كان يدرس بها، وحضر عزاه الأئمة والقضاة وأعيان البلد. قرأت من خط أبي البركات المبارك بن أحمد بن المستوفي، في تاريخ إربل وأجازه لنا، قال: الامام سرخاب المدرس هو أبو الفضل سرخاب بن أبي الغريب ابن يحيى الأرموي من أرمية، إمام عالم فاضل فقيه على مذهب الشافعي، إن شاء الله، أقام بحلب مدة يدرس بها، وكان سبب خروجه منها، أنه كان بمدرسة فيها بركة ماء فيها سمك، فغسل الفقهاء يوما ثيابهم، وألقوا ماء الصابون في البركة فمات السمك، فأخبر بذلك، فضرب الفقهاء (226- ظ) وأخرجهم، فبلغ ذلك الملك

الظاهر غازي بن يوسف، فأخرجه، ورد إربل، ونزل وهو مريض بالمدرسة المظفرية، ورأيته بها، فلم ير الفقهاء والمدرس بها مقامه بينهم، فنقلوه الى دار الضيف، وعاده الفقير الى رحمة الله، أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكتين، وأمره أن يوصي في ماله، وأن يتصدق به، فقال: يكون إن شاء الله، ولم يوص بشيء وتوفي، وخلّف جملة وخلّف كتبا، ولم يكن له وارث، غير أنه أعتق جارية وغلاما، ووصلهما من ماله، وتوفي في حادي عشر جمادى الآخرة من سنة سبع وستمائة، بإربل بدار الضيف.

ذكر من اسمه سري:

ذكر من اسمه سري: السري بن أحمد بن السري: أبو الحسن الكندي المعروف بالرفاء الموصلي، شاعر مجيد، حسن اللفظ، حلو المعاني، قدم حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وسمع منه بها شيئا من شعره، أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي، وأبو الحسن الحلبي، ورويا عنه وروى عنه أيضا أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهائم، والحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وأبو علي المحسّن بن علي بن محمد التنوخي، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، ونصر بن أحمد بن يعقوب، وأبو اسحاق ابراهيم بن هلال الصابئ وابنه أبو علي المحسن بن ابراهيم الصابئ، وجمع كتابا سماه (221- و) (المحب والمحبوب والمأكول والمشروب) «1» وهو مجموع حسن. وبلغني أنه لما قدم حلب، قاصدا سيف الدولة بن حمدان، وقف على بابه يلتمس الوصول إليه، وعلى بابه جماعة من الشعراء، قد كتبوا إليه رقعة، يسألونه فيها أن يسمع أشعارهم، فوقع فيها: أنتم غثاء، فقال السري وأنفذها الى سيف الدولة: هذا اليقين المحض لا التوهم ... هم غثاء أحوى ولست منهم وللقوافي مجهل ومعلم ... وهنّ إما صارم أو لهذم تكاد تجري من حواشيه الدم ... وأنت بالجود لها مستلئم

إذ كل من همت به مستسلم ... يا بن أبي الهيجا أنت العلم أناف حتى كللته الأنجم ... من الغمام الجود أنت أكرم وما الظبى عزمك منها أصرم ... الشعر كالحلي وأنت معصم منه الجني الحلو ومنه العلقم ... لا يستوي فصيحه والأعجم يوما ولا ديناره والدرهم «1» فدعاه دونهم وسمع منه. أخبرني أبو الدر ياقوت بن عبد الله الحموي قال: نقلت من خط أبي علي المحسّن بن ابراهيم الصابئ: سمعت السري بن أحمد الشاعر يقول لوالدي أبي اسحاق ونحن على شرب: اشتهي يا سيدي أن أملك ألف درهم وأموت، فقال له: اعمل قصيدة طويلة تمدح بها الوزير، يعني أبا الفضل العباس بن الحسين (227- ظ) الشيرازي، فعمل قصيدة طويلة ميمية، فأنشدها والدي الوزير، وقال له: هذا شاعر يشتهر شعره، ويبقى على الايام ذكره، وله فيك آمال، وخاطبه ونازله الى أن أطلق له ثلاثة آلاف درهم قيمتها مائتا دينار، فقبضتها أنا، وكان السري نازلا عليّ وساكنا معي في داري، ولم أعلمه بحصولها، فلما اجتمعنا على الشرب رسم لي والدي، احضار الكيس فأحضرته، فلما رآه كاد يموت فرحا، ولم ينم تلك الليلة سرورا، فلما أصبح، أخذ الدراهم ومضى، وغاب أياما ثم جاءني، وعليه ثياب جدد فاخرة، من جملتها عمامة طولها نحو مائة ذراع، ودراعة واسعة الأكمام، تنجر في الأرض، وخلفه غلام أمرد بثياب مثل ثيابه، فضحكنا ضحكا، خرجنا فيه عن الحد، وتوفي بعد ذلك بأيام يسيرة «2» .

وفي شدة فاقة السري وفقره، قال ما أخبرنا به أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل ابن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، ح. وأخبرناه أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد كتابة- قالا: أخبرنا أحمد ابن عبيد الله العكبراوي- إجازة- قال: أنشدنا أبو الفضل عبد الكريم بن اسماعيل بن عمر بن سنبك الشافعي الفقيه الأزجي قال: أنشدني أبو الحسن أحمد ابن محمد بن الصلت المجبر قال: أنشدنا السري الرفاء لنفسه: يكفيك من جملة اخباري ... يسري في الحب واعساري وكانت الابرة فيما مضى ... تصون وجهي ثم اشعاري (228- و) فأصبح الرزق بها ضيقا ... كأنه من ثقبها جاري نقلت من كتاب المفاوضة، تأليف محمد بن علي بن نصر بخطه، وأخبرنا به- إجازة- أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره، عن أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي قال: قرأ علينا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: حدثني أبو القاسم الرقي المنجم قال: كان السري بن أحمد الرّفاء يوما جالسا معنا، في دهليز سيف الدولة، فوصف له دعوة كان فيها، فقال: وكان فيها هريسة، بكسر الهاء، ثم أنشدنا قصيدة له أولها: أأقحوانا أرته أم بردا ... غيداء يهتز عطفها غيدا حتى قال فيها: لو وجدت للفراق ما وجدا ... لافتقدت نومها كما افتقدا ثم خرج الآذن، فدخلنا الى سيف الدولة، وتفاوضنا الحديث، وأنشده الشعر السري، فاستطابه واستحسنه، قال: فحلف بعض الحاضرين، قال: وأظنه الفصيصي، أن سريا الساعة كان يحدثنا حديث دعوة فقال: وكان فيها هريسة

بكسر الهاء، فقال سيف الدولة: ويلك من يقول هريسة يقول مثل هذا الشعر، وفي هذه الأبيات: لا تلح صبا على صبابته ... إذ وجد الغيّ في الهوى رشدا (228- ظ) فلم تزل للفراق عادته ... تكدر المورد الذي وردا سرنا بآمالنا إلى ملك ... يسرّ بالآمل الذي وفدا مستيقظ الرأي والعزيمة ... ما استيقظ طرف الزمان أو رقدا قال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر: وأنشدني له في الكانون، ووجدت القصيدة في سلامة بن فهد: وأزهر وضّاح يروق عيوننا ... إذا ما رميناه بلحظ النواظر له أربع تأبى السرى غير أنها ... تصافح وجه الأرض مثل الحوافر تقلّ جسوما بعضها في مورد ... وسائرها في مثل صبغ الدياجر تواصله أيام للقرّ صولة ... وتهجره أيام لفح الهواجر «1» أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال: أنشدنا أبو بكر يحيى بن عبد الرحيم المقرئ وأبو الحسن علي بن الحسين القطني، وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيّان النسائي بنيسابور، وأبو صالح عبد الملك بن عبد الواحد بن القشيري بالطابران «2» في النوبة الخامسة، قالوا: أنشدنا اسماعيل بن زاهر النوقاني قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أنشدنا نصر بن أحمد بن يعقوب قال: أنشدني السري بن أحمد الموصلي لنفسه: شباب المرء ثوب مستعار ... وأيام الصبى أبدا قصار طوى الدهر الجديد من التصابي ... فليس لما طوى الدهر انتشار (229- و)

أخبرني ياقوت بن عبد الله الأديب مولى الحموي، قال: قرأت بخط أبي علي المحسّن بن ابراهيم الصابئ قال: أنشدني والدي أبو اسحاق قال: أنشدت السري الرّفاء لبعضهم: «1» أبوك الذي لما أتى مرج راهط ... وقد ألبوا للشر فيمن تألبا تشنّا إلى الاعداء حتى إذا انتهوا ... إلى أمره طوعا وكرها تحببا فلما كان بعد أيام أنشدني قصيدة يمدحني بها يقول فيها: تشنّا إلى الدهر قبل لقائه ... فلما تنافرنا إليه تحببا وتبسم عند إنشاده هذا البيت. «2» قال لي ياقوت: ونقلت من خط المحسّن بن ابراهيم الصابئ، حدثني السري ابن أحمد قال: مدحت في الحداثة رجلا، فدفع لي شيئا قليلا وأنشدني بديها: أسري شعرك بارد ... يوفى على برد الدّمق فإذا حبيت فلا تماكس ... خذ ولو ثمن الورق «3» قرأت بخط مظفر الفارقي، في كتاب محمد بن اسحاق النديم، الذي وسمه بالفهرست، وذكر أنه نقله من خطه قال: السري بن أحمد الكندي، من أهل الموصل، كثير السرقة عذب الألفاظ، مليح المآخذ، كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف طالب لها، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر وقد عمل هو شعر نفسه قبل موته (229- ظ) نحو ثلاثمائة ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدّثين على الحروف «4» . أنبأنا أبو حفص المكتب عن أبي غالب بن البناء عن أبي غالب بن بشران قال: قرأ علينا محمد بن علي بن نصر قال: حدثني أبو الحسن الحلبي، وكان شيخا

يعرف أخبار سيف الدولة قال: كنا مجتمعين يوما في دهليز سيف الدولة، وجماعة من الشعراء والشيوخ المتقدمين، كأبي العباس النامي، وأبي بكر الصنوبري، ومن النشء اللاحقين كأبي الفرح الببغاء، والخالديين، والسري، فتذاكروا الشعر، وأنشدت قصيدة المتنبي التي أولها: فديناك من ربع وإن زدتنا كربا فاستحسن الجماعة قوله في إعظام الربع: نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا «1» فقال السري: لولا أنكم إذا سمعتم ما قلته بعد هذا، ادعيتم أنني سرقته منه لأمسكت، وأنشد قصيدة لاميّة قال فيها: نحفى وننزل وهو أعظم حرمة ... من أن يدال «2» براكب أو ناعل فحكم الجماعة له بالزيادة في قوله: نحفى وننزل. قرأت في كتاب لوامع الأمور، تأليف أبي اسحاق ابراهيم بن حبيب السقطي، صاحب كتاب الرديف قال في حوادث سنة أربع وأربعين وثمانمائة: وفيها مات السري ابن أحمد الرفاء الكندي، من أهل الموصل الشاعر، جيد الشعر، جيد المعاني له ديباجة (230- و) تستحلى، فصيح مطبوع، ذو أوصاف أعجزت غيره من أهل عصره، أن يأتي بمثلها، وكان رائق الشعر حسنه، كثير التقلب في بديع التشبيهات والمعاني. وهذا وهم في وفاته، فإنه قدم على سيف الدولة في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وجدته كذلك في نسخة قديمة من ديوان شعره، وبقي مدة في باب سيف الدولة، وخرج بعد ذلك الى بغداد، ومدح بعد ذلك الوزير المهلبي، وتوفي في أيام الوزير أبي الفضل العباس بن الحسين الشيرازي، والصحيح في وفاته، أنه توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، كذا وقع إلي في بعض تعليقاتي.

السري بن اسحاق الحلبي:

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، فيما أذن لي في روايته عنه، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: السري بن أحمد بن السري أبو الحسن الكندي الرفاء الموصلي، شاعر مجود حسن المعاني، وله مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان، وكان بينه وبين أبي بكر وأبي عثمان محمد وسعيد ابني هاشم الخالديين، حالة غير جميلة، ولبعضهم في بعض أهاجي كثيرة، فآذاه الخالديان أذا شديدا، وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره، فانحدر الى بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي، فانحدر الخالديان وراءه ودخلا الى المهلبي وثلبا سريا عنده، فلم يحظ منه بطائل، وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه وجعلا هجيراهما ثلب سريّ، والوقيعة فيه، ودخلا الى (230- ظ) الرؤساء والأكابر ببغداد، ففعلا به مثل ذلك عندهم، وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما، ويقال أنه عدم القوت فضلا عن غيره، ودفع الى الوراقة، فجلس يورّق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة، وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال، بعيد سنة ستين وثلاثمائة، وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، يزعم أنه سمع منه ديوان شعره، وقد روى عنه أحمد بن علي، المعروف بالهائم وغيره «1» . السري بن اسحاق الحلبي: روى عن أبي مالك النخعي، روى عنه أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي. أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر- قراءة عليه مني بحلب- قال: أخبرنا أبو السعادات المبارك بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وشهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري ببغداد، ح. وأخبرنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش بحلب قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قالوا: أخبرنا الحاجب أبو الحسن علي ابن محمد بن علي العلاف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله ابن بشران قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن علي الكندي قال: أخبرنا

السري بن عاصم:

أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي قال: حدثني السري بن اسحاق الحلبي قال: حدثني أبو مالك النخعي عن الاصمعي قال: اجتمع مشيخة الحي الى الملوّح أبي قيس المجنون، فقالوا له: لو حججت بولدك فلاذ بالبيت، لعل الله أن يشفيه مما به (231- و) ففعل به ذلك قال: فبينا هو بمنى، اذ سمع صائحا من تلك الخيام: يا ليلى، فأنشأ يقول: وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى ... فهيج أحزان الفؤاد وما يدري دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ... أطار بقلبي طائرا كان في صدري ثم صاح صيحة، فغشي عليه، فجعل أبوه يرش على وجهه الماء، حتى أفاق من غشيته، فأنشأ يقول: دعا المحرمون الله يستغفرونه ... بمكة شعثا أن تمحّى ذنوبها وناديت يا رباه أوّل ساءلتي ... لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها فإن أعط ليلى في حياتي لم يتب ... الى الله عبد توبة لا أتوبها السري بن عاصم: أبو سهل الطرسوسي الهمداني، حدّث عن حفص بن غياث وحرمى بن عمارة، روى عنه ابنه أبو محمد ناعم بن السري الطرسوسي، واسحاق بن عبد الله الكوفي. أنبأنا أبو محمد عبد البر بن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو المحاسن البرمكي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: حدثنا اسحاق بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا السري بن عاصم قال: حدثنا حرمى بن عمارة قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (231- ظ) «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» . قال ابن عدي: وحدثناه عن حرمي جماعة من الثقات: القواريري، وأبو قدامة السرخسي، ومحمد بن عبد الرحمن العنبري، وأحمد بن صالح المصري،

السري بن المفلس السقطي:

وسرقه منهم السري بن عاصم، مع جماعة ضعفاء مثله، وللسري غير حديث سرقه من الثقات، وحدّث به عن مشايخهم. وقال: السري بن عاصم، يكنى أبا سهل يسرق الحديث «1» . السري بن المفلس السقطي: أبو الحسن البغدادي الصوفي، كان أحد الأولياء المشهورين بالعبادة، والمعروفين بالورع والزهادة، وكان أستاذ الجنيد وخاله، صحب معروفا الكرخي، وروى عنه، وعن هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وأبي بكر ابن عياش، ويحيى بن اليمان، ويزيد بن هارون، ومحمد بن معن الغفاري، وعلي ابن غراب، وأبي أسامة حماد بن أسامة، ومحمد بن فضيل الضبي وأحمد بن أبي الحواري، وحبى الجرجاني. روى عنه ابن أخته الجنيد بن محمد، وابنه إبراهيم بن السري وأبو الحسين أحمد بن محمد النوري، وأبو الفضل العباس بن أحمد المذكّر، وأبو العباس بن مسروق الطوسي وأبو بكر محمد بن خالد بن يزيد الرازي، ومحمد بن ثور الصوفي، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وسعيد بن عثمان الحناط، وابراهيم ابن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأحمد بن علي بن خلف، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البغدادي تلميذ بشر الحافي، والعباس بن يوسف الشكلي، والحسن بن علي بن شهريار (232- و) ، وأحمد بن اسحاق، وأبو عثمان سعيد بن عبد العزيز، وعلي بن عبد الحميد الغضائري الحلبيان، وأحمد بن ابراهيم بن عنبر، وعلي بن الحسين بن حرب القاضي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الاشناني. وأقام بطرسوس، وغزا الروم غزوات متعددة، وجال في الثغور والعواصم. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالمسجد الأقصى قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي الأصبهاني قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا قال: أخبرنا والدي أبو الحسن علي

ابن الحسين بن زكريا الطريثيثي قال: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله ابن حفص الماليني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن حيان الفقيه قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن ثابت قال: حدثنا السري ابن المغلس السقطي قال: حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن ابراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على علي، فإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا، فقال: يا أبا الحسن حبّهما فبحبهما تدخل الجنة «1» (232- ظ) . أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني- في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن ابراهيم المزكي- اجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: سري بن المغلس السقطي، كنيته أبو الحسن، يقال إنه كان خال الجنيد واستاذه، صحب معروف الكرخي ويسميه الاستاذ، أول من من أظهر ببغداد لسان التوحيد، وتكلم في علوم الحقائق، وهو إمام البغداديين في الاشارات، وله حكايات تكثر، يستغنى بشهرته عن ذكره والاطناب فيه، وكان يلزم بيته ولا يخرج منه لا يراه إلّا من يقصده إلى بيته، انقطع عن الناس وعن أسبابهم، أسند الحديث. (233- و) أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: السري بن المغلس أبو الحسن السقطي، كان من المشايخ المذكورين، وأحد العباد المجتهدين، صحب معروفا الكرخي، وحدث عن هشيم بن بشير، وأبي بكر بن عياش وعلي بن غراب، ويحيى بن يمان ويزيد بن هارون وغيرهم. روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي، والجنيد بن محمد وأبو الحسين النوري، ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، وابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، والعباس بن يوسف الشكلي في آخرين «2» .

أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حمويه، ح. وأنبأتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن قالا: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب (233- ظ) بن شاه الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان القارئ- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: ومنهم: يعني من مشايخ الصوفية- أبو الحسن سري بن المغلس السقطي، خال الجنيد وأستاذه، وكان تلميذ معروف الكرخي وكان أوحد أهل زمانه في الورع والأحوال السنية وعلوم التوحيد «1» . أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن علي الطوسي- في كتابه إلينا من نيسابور- قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن قال: ومنهم- يعني من مشايخ الصوفية من القرن الأول، والطبقة العليا- سري بن المغلس السقطي، إمام البغداديين، أبو الحسن صحب معروفا الكرخي، وكان خال الجنيد وأستاذه، وهو أول من تكلم ببغداد على لسان التوحيد، مات سنة إحدى وخمسين وقيل ثلاث وخمسين. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن في كتابه قال أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: السري بن المغلس أبو الحسن السقطي البغدادي الصوفي أحد الزهاد الأتقياء العباد، قدم دمشق، وحدث عن مروان بن معاوية، ويحيى بن اليمان ومحمد بن معن الغفاري، ويزيد بن هارون وسفيان بن عيينة (234- و) وهشيم ومحمد بن فضيل الضبي وأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي. حكى عنه ابنه ابراهيم بن السري، وأبو الفضل العباس بن أحمد القرشي المذكر، وأبو بكر محمد بن خالد بن يزيد الرازي، والجنيد بن محمد، ومحمد بن ثور الصوفي وسعيد بن عثمان الحناط، وأحمد بن اسحاق، ومحمد بن الفضل بن

جابر السقطي والعباس بن يوسف الشكلي، وأحمد بن علي بن خلف، والحسن ابن علي بن شهريار، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البغدادي تلميذ بشر الحافي «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق قال: أخبرنا أبو عبد الله بن باكوي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن الخشاب قال: حدثنا جعفر الخلدى قال: حدثني ابن مذار الضراب قال: قال سري: اعتللت بطرسوس علة قيام، فعادني ناس من الفقراء، فجلسوا وأطالوا الجلوس، فقلت لهم: أبسطوا أيديكم حتى ندعو، فبسطوا وبسطت فقلت: اللهم علمنا كيف نعود المرضى، ومسحت يدي على وجهي، فعلموا أنهم قد أطالوا الجلوس، فقاموا وانصرفوا. أنبأنا أبو الحجاج يوسف خليل قال أخبرنا «2» ... قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا علي الحسن البزاز يقول: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل (234- ظ) عن السري بعد قدومه من الثغر فقال أبو عبد الله: أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء؟ قلت: بلى قال: هو على ستره عندنا قبل أن يخرج، وكان السري يكثر من ذكر طيب الغذاء وتصفية القوت، وشدة الورع حتى انتشر ذلك عنه، وبلغ ذلك أحمد ابن حنبل، فقال: الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء «3» . أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكتب قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي قال: أخبرنا سعيد بن عثمان قال: سمعت سري بن مغلس يقول: غزونا أرض الروم فمررت بروضة خضراء فيها الخباز «4» وحجر منقور فيه ماء المطر، فقلت في نفسي: لئن كنت آكل

يوما حلالا فاليوم، فنزلت عن دابتي وجعلت آكل من ذلك الخباز، وشربت من ذلك الماء واذا هاتف يهتف بي: يا سري بن المغلس النفقة التي بلغت بها الى هذا من أبن؟. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو محمد السيدي، وأبو المظفر بن القشيري قالا: أخبرنا أبو عثمان البحيري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عقيل القطان، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن اسحاق الأزهر الأسفراييني قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الحناط البغدادي (235- و) يقول: سمعت سري السقطي يقول: قفلت من غزوة كنت غزوتها فأتيت على ماء صافي وعشب أخضر، قال: فقلت في نفسي: يا سري إن كنت آكلا يوما حلالا فيومك هذا، قال: فنزلت عن دابتي وربطتها وأنا على أن آكل من ذلك العشب، وأشرب من ذلك الماء، قال: فإذا بهاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول: يا سري النفقة التي بلغتك هذا الموضع من أين هي؟ فعلمت أني في لا شىء «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل- قراءة مني عليه بدمشق- قال أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال: سمعت أحمد بن الحسين- يعني- أبا علي الحافظ بالبصرة يقول: سمعت سعيد بن عثمان الحناط يقول: سمعت سري بن مغلس السقطي يقول: خرجت من الرملة، الى بيت المقدس فمررت بمشرفة وغدير ماء مطر وعشب نابت فجلست آكل من الحشيش وأشرب من الماء، فقلت: يا نفس إن كنت أكلت أكلة حلال أو شربت شربة حلال قط فاليوم، قال: فإذا بهاتف يهتف بي: يا سري فالنفقة التي بلغت بك الى هاهنا من أين؟. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حموية، ح.

وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن- في كتابها- قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري (235- ظ) قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول: سمعت أبا عمرو بن علوان يقول: سمعت أبا العباس ابن مسروق يقول: بلغني أن سري السقطي كان يكون في السوق، وهو من أصحاب معروف الكرخي، فجاءه معروف يوما ومعه صبي يتيم، فقال: أكس هذا اليتيم، قال سري: فكسوته، ففرح به معروف، وقال: بغّض الله إليك الدنيا، وأراحك مما أنت فيه، فقمت من الحانوت، وليس شىء أبغض إليّ من الدنيا، وكل ما أنا فيه من بركات معروف. وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت الاستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يحكي عن الجنيد أنه قال: سألني السري يوما عن المحبة فقلت: قال قوم: هي الموافقة، وقال قوم: الإيثار، وقال قوم: كذا وكذا، فأخذ السري جلدة ذراعه، ومدها فلم تمتد، ثم قال: وعزته لو قلت إن هذه الجلدة يبست على هذا العظم من محبته لصدقت، ثم غشي عليه فدار وجهه كأنه قمر مشرق، وكان السري به أدمة. قالا: قال ويحكى عن السري أنه قال: وقع ببغداد حريق، فاستقبلني واحد فقال لي: نجا حانوتك فقلت: الحمد لله، فمنذ ثلاثين سنة، أنا نادم على ما قلت، حيث أردت لنفسي خيرا مما للمسلمين. قال أبو القاسم القشيري: أخبرني عبد الله بن يوسف قال: (236- و) سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا بكر الحريمي يقول: سمعت السري يقول ذلك «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو

الحسين محمد بن أحمد بن جميع قال: حدثني محمد بن يوسف قال: سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت سري السقطي يقول: أشتهي أن لا أموت في بلدي أفزع أن لا تقبلني الارض فأفتضح. أخبرنا محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا عمر بن علي قال: أخبرنا عبد الوهاب ابن شاه قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت عبد الله بن يوسف الاصبهاني رحمه الله يقول: سمعت أبا نصر السراج الطوسي يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد، فقيل له: ولم ذلك؟ قال: أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح. قال أبو القاسم القشيري: ويحكى عن السري أنه قال: أنا أنظر في أنفي كذا مرة في اليوم، مخافة أن يكون قد اسود، خوفا من الله أن يسود صورتي لما أتعاطاه «1» . أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال: أخبرنا علي ابن عبد الله الهمذاني- بمكة- قال: حدثنا مظفر بن سهل المقرئ قال: سمعت علان الخياط، وجرى بيني وبينه مناقب سري (236- ظ) السقطي فقال لي علان: كنت جالسا مع سري يوما، فوافته امرأة فقالت: يا أبا الحسن أنا من جيرانك، أخذ ابني الطائف البارحة، وكلم ابني الطائف، وأنا أخشى أن يؤذيه، فإن رأيت أن تجيء معي، أو تبعث إليه، قال علان: فتوقعت أن يبعث إليه، فقام فكبر وطوّل في صلاته، فقالت المرأة، يا أبا الحسن الله الله فيّ، هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان، فسلم وقال لها: أنا في حاجتك، قال علان: فما برحت حتى جاءت امرأة الى المرأة فقالت: الحقي قد خلوا ابنك. قال أبو طالب: قال لي علان: وايش تعجب من هذا، اشتري منه كر لوز بستين دينارا، وكتب رزمانجه ثلاثة دنانير ربحه، فصار اللوز بتسعين دينارا، فأتاه الدلال فقال: إن ذلك اللوز أريده، فقال له: خذه، قال: بكم، قال: بثلاثة

وستين دينارا، فقال له الدلال: إن اللوز قد صار الكر «1» بتسعين، قال له: قد عقدت بيني وبين الله عقدا لا أحله، ليس أبيعه إلا بثلاثة وستين دينارا، فقال له الدلال: إني قد عقدت بيني وبين الله عز وجل، أن لا أغش مسلما، لست آخذه منك إلا بتسعين، فلا الدلال اشترى منه، ولا سري باعه. قال أبو الطيب: قال لي علان: كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله «2» ؟. أخبرنا عمي أبو غانم قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمويه، ح. وأخبرتنا زينب بنت الشعري في كتابها قال: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي ح. وأنبأنا أبو النجيب بن عثمان قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت الشيخ (237- و) أبا عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: إن نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة أو أربعين سنة أن أغمس جزرة في دبس فما أطعمتها. وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا نصر السراج يقول: أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثني الجنيد قال: دخلت على السري يوما، فقال لي: عصفور كان يجيئني كل يوم فأفت له الخبز فيأكل من يدي، فنزل وقتا من الاوقات فلم يسقط على يدي، فتذكرت في نفسي: ايش السبب فذكرت أني أكلت ملحا بابزار «3» ، فقلت في نفسي: لا آكل بعدها وأنا تائب منه، فسقط على يدي وأكل «4» . وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: وسمعت عبد الله بن يوسف الأصفهاني يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجزيري يقول: سمعت الجنيد

يقول: دخلت يوما على السري وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: جاءتني البارحة الصبية فقالت: يا أبت هذه ليلة حارة، وهذا الكوز أعلقه هاهنا، ثم إنه حملتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق، قد نزلت من السماء، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان، وتناولت الكوز فضربت به الارض، قال الجنيد: فرأيت الخزف المكسور لم يرفعه ولم يمسه حتى عفا عليه التراب «1» . وقالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: (3376- ظ) سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفر يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: يا معشر الشباب جدّوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتقصروا كما قصرت، وكان في ذلك الوقت، لا يلحقه الشباب في العبادة. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد ابن محمد بن أحمد- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الجبار قال: قال لنا أبو الحسن العتيقي: قال لنا محمد بن العباس بن حيويه: قال لنا علي بن الحسين بن حرب القاضي: قال لي سري السقطي: لا يقوى على ترك الشبهات إلا من ترك الشهوات. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الصوفي قال: أخبرنا والدي أبو الحسن علي بن الحسين قال: حدثنا أبو أسعد أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عثمان يقول: سمعت علي بن الحسين بن حربويه يقول: سمعت السري السقطي يقول: لا يقوى على ترك الشهوات إلا بترك الشبهات. أخبرنا عمر بن محمد الدارقزي- فيما أذن لنا في روايته عنه- قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي

قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا العباس بن يوسف قال: حدثني سعيد بن عثمان قال: سمعت السري بن مغلس قال: غزوت راجلا، فنزلنا خربة للروم، فألقيت نفسي على ظهري ورفعت (238- و) رجلي على جدار، فإذا هاتف يهتف بي: يا سري بن مغلس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن علي بن حبيش يقول: سمعت عبد الله بن شاكر يقول: قال سري السقطي: صليت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب، فنوديت: يا سري كذا تجالس الملوك؟ قال: فضمت إليّ رجلي ثم قلت: وعزتك لا مددت رجلي أبدا «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد- قراءة مني عليه- قال أخبرنا أحمد بن محمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الصوفي قال: أخبرنا والدي أبو الحسن بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن محمد الهروي قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن الفيض يقول: سمعت علي بن عبد الحميد الغضائري يقول: جئت الى سري بن المغلس السقطي لأقرأ عليه شيئا، فدققت عليه الباب، فسمعته من داخل وهو يقول: اللهم من شغلني عنك فاشغله بك ثم فتح الباب وقعد، فأخذت أقرأ عليه، فقال: إن هذه أغلال، إن هذه أغلال. وفي غير هذه الرواية قال علي بن عبد الحميد: كان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة على رجلي من حلب ذاهبا وراجعا. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمويه، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب بن عثمان- مكاتبة- قال: أخبرنا أبو الاسعد بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو القاسم (238- ظ) القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين رحمه الله يقول: سمعت محمد بن الحسين الخشاب يقول: سمعت جعفر

ابن محمد بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: أعرف طريقا مختصرا، قصدا الى الجنة، فقلت له: ما هو؟ فقال: لا تسل من أحد شيئا، ولا تأخذ من أحد شيئا، ولا يكون معك شيء تعطي أحدا «1» . قال أبو القاسم القشيري: وسمعته- يعني أبا عبد الرحمن- يقول: سمعت سعيد بن أحمد يقول: سمعت عباس بن عصام يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: إن الله سلب الدنيا عن أوليائه، وحماها عن أصفيائه، وأخرجها من قلوب أهل وداده، لأنه لم يرضها لهم. وقال القشيري: سمعت أبا عبد الله الصوفي يقول: سمعت أبا الطيب السامري يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: مارست كل شيء من أمر الزهد، فنلت منه ما أريد، إلا الزهد في الناس، فإني لم أبلغه ولم أطقه «2» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الانصاري قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن أحمد الحافظ- إذنا إن لم أكن سمعته منه- قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار الصيرفي، بانتخابي من أصول سماعه قال: سمعت أبا الحسن أحمد ابن محمد بن أحمد العتيقي يقول: سمعت محمد بن العباس بن حيويه يقول: سمعت القاضي أبا عبيد بن حربويه يقول: سمعت السري السقطي يقول: من أحسن ظنه بالله استراح قلبه. أخبرنا الشريف أبو هاشم (239- و) عبد المطلب بن الفضل- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو مطيع أحمد بن محمد القاضي بمرو قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السرخسي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الصفار- إملاء- قال: سمعت الاستاذ أبا سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي القاضي بمصر قال: سمعت عمي يقول: سمعت الغضائري

يقول: قال السري بن المغلس: ترى أنت ترجو، ولو رجوت لطلبت، ترى أنك تخاف، ولو خفت لهربت. أخبرنا أبو علي حسن بن ابراهيم بن دينار المنادي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي عن أبي بكر الشيروي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن عبدان الكرماني قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصوفي بشيراز يقول: سمعت الكناني يقول: سمعت الجنيد يقول: سألت السري السقطي: متى ينتفع المتعلم بعلمه؟ قال: إذا طلب من عين الصفا، قلت للجنيد: ما عين الصفا؟ قال: لا يريد به غير معرفة الله وطاعته. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي عن أبي عبد الرحمن بن محمد الكشميهني، ح. وأخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات قال: أخبرنا يوسف بن آدم المراغي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني الامام قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن محمد بن شاذان الأنصاري قال: أخبرنا والدي قال: سمعت (239- ظ) أبا نصر السراج الصوفي يقول: سمعت جعفر بن نصير يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري السقطي يقول: احذر أن لا تكون ثناء منشورا، وعيبا مستورا. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر ابن أبي الحسن البسطامي قال: حدثنا أبو عبد الله يحيى بن أحمد البنّاء من لفظه قال: أبو عبد الله محمد بن فاشاذة «1» القاضي الأصبهاني، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي قال: أخبرنا والدي قالا: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله الماليني. قال الطريثيثي: لفظا. قال: سمعت أبا الحسن علي بن ابراهيم البغدادي يقول: سمعت الجنيد- وزاد ابن فاذشاه: ابن محمد يقول:

دخلت على سري السقطي فقال لي: يا أبا القاسم حتى متى لا تطوي فرش المرضى- وزيد الطريثيثي: عنك فرش المرضى- وحتى متى لا تستريح من عبادة الهلكى، وحتى متى لا تنفع فيك أدوية الأطباء، يا أبا القاسم اجعل قبرك خزانتك، وقدم إليها أحسن ما تقدر عليه حتى إذا دخلت الى الخزانة، سرّك ما قدمت إليها. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى الدمشقي بها قال: أخبرنا أبو يعلى بن كروّس السّلمي قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم (240- و) المقدسي قال: أخبرنا أبو منصور خزرون بن الحسن الرملي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بكر: أن الطرسوسي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا قال: حدثنا أبو طاهر بن كثير قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم بن عنبر قال: سمعت سري بن المغلس يقول: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلّا ارتحل. أخبرنا أبو القاسم بن رواحة قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: سمعت أبا الحسن- يعني العتيقي- يقول: سمعت أبا عمر- يعني ابن حيّويه- يقول: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: سمعت سري السقطي يقول: من مرض فلم يتبب فهو كمن عولج فلم يبرأ.

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حمويّه، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب القارئ مكاتبة قال: أخبرنا أبو الأسعد بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السّلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا عمر الأنماطي يقول: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة، ما رؤي مضطجعا ولا في علة الموت، ويحكى عن السري أنه قال: التصوف اسم لثلاثة معان: وهو الذي لا يطفئ نور معرفته ونور ورعه، ولا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله «1» . أخبرنا والدي أبو الحسن أحمد، وعمي أبو غانم محمد ابنا هبة الله بن محمد، وأبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل بن نجاد الأنصاري، وأبو البركات الحسن ابن محمد بن الحسن، والسالار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، وولده محمد قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني قال: سمعت الامام (242- و) أبا منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد التميمي البغدادي رحمه الله يقول: سمعت أبي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري السقطي يقول: وسئل عن التصوف فقال: الإعراض عن الخلق، وترك الاعتراض على الحق.

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الصوفي قال: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الهروي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين ابن بندار قال: أخبرنا علي بن عبد الحميد قال: سمعت السري السقطي يقول: عجبت لمن ينشد ضالته وقد أضل نفسه، وعجبت لمن سافر في طلب الارباح، ولن يربح تاجر مثل نفسه. وقال: حدثنا أبو سعد الهروي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن هارون البرذعي قال: سمعت المرتعش يقول: قال لي الجنيد: قال لي سري: احفظ عني يا غلام: إن المعرفة ترفرف على القلب، فإن كان فيه الحياء وإلّا ارتحلت. أخبرنا علي بن عبد المنعم بن علي بن بركات المنبجي قال: أخبرنا أبا يوسف بن آدم المراغي، ح. وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن محمد الكشميهني- إجازة- قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن منصور السمعاني قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: حدثنا الجنيد (242- ظ) بن محمد قال: أرسلني سري رحمه الله في حاجة، فأبطأت عليه، فقال لي: إذا أرسلك من يتكلم في موارد القلوب في حاجة فلا تبطئ عليه، فإن قلوبهم لا تحتمل الانتظار. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا جعفر الخلدي- في كتابه- قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت يوما عند السري بن المغلس، وكنا خاليين، وهو متزر بمئزر، فنظرت الى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضنى، كأجهد ما يكون، فقال: انظر الى جسدي هذا، لو شئت أن أقول أن ما بي هذا من المحبة، كان كما أقول، وكان وجهه أصفر ثم أشرق حمرة،

حتى تورد، ثم اعتلّ فدخلت عليه أعوده، فقلت له كيف تجدك؟ فقال: كيف أشكوا الى طبيبي ما بي ... والذي بي أصابني من طبيبي فأخذت المروحة أروّحه، فقال لي: كيف يجد روح المروحة، من جوفه يحترق من داخل ثم أنشأ يقول: القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق يا رب إن كان شيء فيه لي فرج ... فامنن عليّ به ما دام بي رمق «1» أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا عمر بن أبي (243- و) الحسن البسطامي قال: قرأت على أبي بكر الشيروي أخبركم أبو سعيد بن أبي الخير قال: سمعت أبا علي زاهر قال: سمعت أبا الحسن علي بن المثنى بأستراباذ «2» يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول: دخلت على السري في مرضه الذي مات فيه فقلت له: كيف تجدك يا شيخ؟ قال: عبد مملوك لا يقدر لنفسه شيئا، فأخذت المروحة لأروحه فقال: دعني كيف أتروح بريح المروحة، فأحشائي تحترق، فقلت له، أوصني أيها الشيخ قال إياك وصحبة العوام فقلت له: زدني، قال: فرفع رأسه إليّ بعد ما طأطأه وقال: لا تشتغل عن صحبة الله بصحبة الأخيار فقلت له: لو سمعت منك هذه الكلمة من قبل لما صحبتك. وأخبرنا أبو هاشم بن الفضل أيضا قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن البختري بنوقان قال: حدثنا أبو على اسماعيل بن علي الجاجرمي بنيسابور قال: سمعت أبا سعيد بن أبي الخير، شيخ زمانه، يقول: سمعت أبا الحسن علي بن المثنى بأستراباذ فذكر مثله.

أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، ح. وأنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قالا: أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت أعود السري، في كل ثلاثة أيام، عيادة السنّة، فدخلت عليه وهو يجود بنفسه، فجلست عند رأسه فبكيت وسقط (243- ظ) من دموعي على خده، ففتح عينيه ونظر إليّ، فقلت له: أوصني، فقال: لا تصحب الاشرار، ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار. وقال: أخبرنا أبو شجاع البسطامي قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق قال: أخبرنا أبو عبد الله بن باكويه قال: أخبرنا أبو الطيب بن الفرخان قال: أخبرنا الجنيد قال: دخلت على سري السقطي وهو في النزع، فجلست عند رأسه، فوضعت خدي على خده فدمعت عيناي، فوقع دمعي على خده، ففتح عينيه، فقال: من أنت؟ قلت: خادمك الجنيد، فقال: مرحبا، فقلت له: أيها الشيخ أوصني بوصية أنتفع بها بعدك، فقال: إياك ومصاحبة الأشرار، وأن لا تنقطع عن الله بصحبة الأخيار. أخبرنا أبو المظفر عبد الكريم بن محمد- في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكيّ قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرئ ببغداد يقول: مات سري سنة إحدى وخمسين ومائتين. أخبرنا حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالمسجد الأقصى- قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو سعد الماليني قال: سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عثمان قال: أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين القاضي: توفي سري المغلس يوم الثلاثاء

لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين بعد أذان الفجر، ودفن بعد العصر. أخبرنا زيد بن الحسن- إذنا- قال أخبرنا أبو منصور بن (244- و) زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني الأزهري قال: قال لنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه: قال لنا أبو عبيد علي بن الحسن بن حرب القاضي: توفي أبو الحسن السري بن المغلس السقطي يوم الثلاثاء لست ليال خلون من شهر رمضان، سنة ثلاث وخمسين ومائتين، بعد أذان الفجر، ودفن بعد العصر. قال الخطيب: وكان دفنه في مقبرة الشونيزي، وقبره ظاهر معروف والى جنبه قبر الجنيد «1» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي قال: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: مات السري سنة سبع وخمسين ومائتين «2» . أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد في كتابه قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي- إجازة- قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أخبرني أبو زرعة- إجازة- قال: سألت الخلّدي قال: سألت الجنيد عن موت السري، فقال: مات سنة سبع وخمسين ومائتين. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا البرقاني قال: أخبرنا محمد بن العباس قال: سمعت أبا الحسين بن النرسي صديقنا قال: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: حضرت جنازة سري السقطي، فسررت فحدثنا رجل عن آخر أنه حضر جنازة سري فلما كان في بعض الليالي رآه في النوم فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولمن حضر جنازتي (244- ظ) وصلى عليّ. قلت فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك، قال: فأخرج درجا فنظر فيه، فلم ير لي فيه اسما، فقال: فقلت: بلى قد حضرت، قال: فنظر فإذا اسمي في الحاشية «3» .

ذكر من اسمه سعادة

ذكر من اسمه سعادة سعادة بن عبد الله بن أحمد بن علي: أبو اليمن الحمصي الضرير، وكان يسمى أيضا سعيد، شاعر مجيد الشعر، سهل الألفاظ عذبها، قرأ الأدب بحمص على القاضي أبي البيان محمد بن عبد الرزاق ابن أبي حصين المعري، قاضي حمص، وسمع منه، وورد حلب في أوائل دولة الملك الظاهر غازي بن يوسف. كتب عنه أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان المعري الكاتب، وروى عنه ولده سالم بن سعادة الشاعر، شيئا من شعره، وأخبرني سالم بما يدل على أن مولد أبيه سعادة، في سنة تسع وعشرين وخمسمائة أو نحوها، وذكر لي أنه سمع بحمص من القاضي أبي البيان المعري، واشتغل عليه بالأدب قال: وصنف له أبو البيان مقدمة في النحو، وقدم حلب في أوائل دولة الملك الظاهر ومدحه بها. أنشدني المهذب سالم بن سعادة بن عبد الله الحمصي بحلب قال: أنشدني أبي أبو اليمن سعادة بن عبد الله الحمصي لنفسه، في الملك الناصر صلاح الدين: حيّتك أعطاف القدود ببابها ... لما انثنت تيها على كشانها «1» وبما وقى العنّاب من تفاحها ... وبما حماه اللاذ من رمانها (245- و) من كل رانية بمقلة جؤذر ... يبدو لنا هاروت من أجفانها وافتك حاملة الهلال بصعدة ... جعلت لواحظها مكان سنانها حورية تسقيك جنة ثغرها ... من كوثر أجرته فوق جمانها نزلت بواديها منازل جلق ... فاستوطنت في الفيح من أوطانها

فالقصر فالشرفين فالمرج الذي ... تحدو محاسنه على استحسانها فجنات برزتها فيا طوبى لمن ... أمسى وأصبح ساكنا بجنانها بحدائق نظمت حلا أثمارها ... نظم الحلي على طلى أغصانها فكأنهن عرائس مجليّة ... وكأنها الأقراط في آذانها ومرابع تهدي الى سكانها ... طيبا إذا نفحت على سكانها أرجا لدى الغدوات تحسب أنه ... مسك إذا وافاك من أردانها فالنّور تيجان على هاماتها ... والنور أثواب على أبدانها والورق قينات على أوراقها ... تفتن بالألحان في أفنانها أحنوا الى الهضبات من أنشازها ... لا بل الى الوهدات من غيطانها وأحن من شوق الى ميطورها «1» ... وأهيم من توق الى لوّانها وأبيت من وله وفرط صبابة ... أبكي على ما فات من أزمانها أيام كنت بها وكانت عيشتي ... كالروضة الميثاء في أبّانها والربوة الشماء جنتي التي ... رضوان منسوب الى رضوانها (245- ظ) دار هي الفردوس إلّا أنها ... أشهى من الفردوس عند غيابها لنهود بركتها قدود رقصها ... أبدا على المزموم من ألحانها ومعاطف عطف النسيم قسيها ... فهوت بنادقها على ثعبانها دحيت كراة مياهها بصوالج ... جالت فوراسهن في ميدانها واعتد شاذروانها بعساكر ... لمعت حواشيها على فرسانها وتقلدت أجيادها بقلائد ... نثرت نظائمهن فوق جرانها وتضاحكت أفواهها بمباسم ... تروى مراشفها صدى ظمآنها بمروق صاف كأنّ زلاله ... متدفق من راحتي سلطانها

سعادة بن عبد الله الخادم:

قرأت بخط أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان الكاتب، مما أنشده إياه سعادة الضرير بدمشق، للقاضي أبي البيان المعري، وكتبها إلى سعادة، وأخبرنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي وغيره، عن القاضي أبي البيان محمد بن عبد الرزاق المعري، أنه كتب من شعره إلى سعادة الضرير يمدحه: هم يحسدون سعيدا في قصائده ... وليس يعزى إلى عى وتقصير هو المفوّه والمنطيق واللسن ... الفصيح في كل منظوم ومنثور والمدره الحسن الألفاظ ضمنها ... المعنى اللطيف صفا من كل تكدر وليس أعمى الذي أضحت بصائره ... تبدي له كل مخفي ومستور سألت سالم بن سعادة عن وفاة أبيه فقال: في سنة إحدى وتسعين (246- و) وخمسمائة، وبعد وفاة الملك الناصر بسنتين، وكان له من العمر اثنان وستون سنة. سعادة بن عبد الله الخادم: اللحياني المعروف بالقلانسي وبلقب يمن الدولة، وكان ذا لحية بيضاء ولهذا عرف باللحياني، وكأنه خصي بعد نبات لحيته، وكان فاضلا عالما دينا، ولي قلعة حلب في أيام الظاهر بن الحاكم، بعد أن قتل عزيز الدولة فاتك، في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. قرأت في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري قال: وفيها يعني سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وردت عساكر مصر، وزعيمهم سديد الدولة علي بن أحمد الضيف، فتسلم حلب من وفي الدولة بدر وولي صفى الدولة أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر بن فلاح، حلب ووليت القلعة خادما له بلحية بيضاء، لقبه يمن الدولة، وكان من أفاضل المسلمين فيه الدين والعلم «1» .

ذكرى من اسمه سعد الله

ذكرى من اسمه سعد الله سعد الله بن أسلم أبو منصور الرحبي، أظنه من أهل الأدب، وكان بحلب، كتب عنه بعض أهلها بيتين من الشعر، فلا أدري هماله أو لغيره. ظفرت بمجموع لبعض الحلبيين، وأظنه- والله أعلم- بخط أبي غانم بن الأغر فقرأت فيه: أنشدني أبو منصور سعد الله بن أسلم الرحبي بحلب، في رجب سنة اثنتين (246- ظ) وسبعين- يعني- وأربعمائة: يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا ... هل كنت إلّا مليكا جار إذ قدرا لولا الهوى لتجارينا على قدر ... وان أفق منه يوما ما فسوف ترا سعد الله بن صاعد ابن المرّجا بن الحسين بن الخلّال، أبو المرجّا، الكاتب الرحبي، من أهل رحبة مالك بن طوق، وكان كاتبا حسنا، من البيوت المشهورة بالرحبة، وتوجه منها إلى دمشق، وولي بها الوزارة للشيخ ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان، وقدم حلب معه حين قدمها ناصر الدولة وعاد معه إلى دمشق، فلما قبض المستنصر المستولي على مصر، على ناصر الدولة ابن حمدان، توجّه أبو المرجا إلى بغداد، وأقام بها. وكان قد سمع بالرحبة أبا عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ، وبدمشق أبا الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن محمد، وأبا المعمر المسدد بن علي الأملوكي، وأبا الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحنّائي وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز الحلبي. روى عنه أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، وأبو

البركات هبة الله بن المبارك السقطي، وابن ابن أخته أبو القاسم هبة الله بن المسلم ابن نصر بن الخلال الرحبي، وسعد الخير بن محمد. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن المسلّم بن نصر الخلّال (247- و) الرحبي بها، وبدمشق، قال: أخبرنا خال أبي الشيخ أبو المرجا سعد الله بن صاعد بن المرجا بن الحسين الرحبي، قراءة عليه في ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي عوف قال: حدثنا الحسن بن منير قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم قال: حدثنا هشام بن عمّار قال: حدثنا شعيب- يعني- بن اسحاق قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين، يذبحهما بيده ويطأ على صفاحهما ويسمي ويكبر «1» . أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنشدنا أبو المرجا سعد الله بن صاعد بن المرجا الرحبي، ويعرف بعميد الرؤساء، ببغداد قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ قال: أنشدنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي قال: أنشدنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن قال: أنشدني أبو علي الحسن بن مالك التغلبي: فلو أنني أخلصت لله نيتي ... لأسعفني في كل أمر أريده على أنني أصبحت بالله مؤمنا ... وقد صح عندي وعده ووعيده ولست بكفار أثيم بربه ... ولكن مقرا زال عنه جحوده فان ينتقم مني فأهل انتقامه ... وان يعفو عني عفوه لا يؤوده (247- ظ) أنبأنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: قرأت بخط أبي عامر العبدري قال: سعد الله بن صاعد الرحبي، حدثنا عن ابن أبي عوف الصوري،

وأبي الحسن الحنائي، وأبي معمر المسدد، وفي سماعه منهم عندي نظر، وفي القلب منه شيء، وما أراه يكذب أن شاء الله. أخبرنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن في كتابه قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: سعد بن صاعد بن المرجا بن الحسين أبو المرجا بن الخلال الرحبي، سمع بدمشق سنة ست وعشرين وأربعمائة، أبا الحسن محمد بن عوف وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز، وأبا المعمر المسدد بن علي الأملوكي وأبا الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحنائي وبالرحبة أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، وكانت له بدمشق دار في قصر النفيس، وهي المدرسة التي وقفها نور الدين رحمه الله، داخل باب الفرج على أصحاب الشافعي، وكان له حمام القصر أيضا، ودار أخرى خلف حمام العقيقي، حدثنا عنه ابن ابن اخته أبو القاسم هبة الله بن المسلم بن نصر الخلال «1» . أجاز لنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، الرواية عنه، وقال في تاريخه المجدد لمدينة السلام: سعد الله بن صاعد بن المرجا بن الحسين الخلال الرحبي أبو المرجا، الكاتب من أهل رحبة الشام، سمع بها أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري، في سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وسمع بدمشق في سنة ست وعشرين (248- و) وأربعمائة من أبي الحسن محمد بن عوف بن أحمد بن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي عوف، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز وأبي المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الأملوكي، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن ابراهيم الحنائي، وكان كاتبا بليغا سديدا نبيلا بقية بيته. ولي الوزارة لناصر الدولة أبي محمد الحسن بن حمدان فلما تم عليه من صاحب مصر ما تم، وهرب بأسبابه، ورد ابن صاعد هذا لبغداد واستوطنها الى حين وفاته، وكان ينزل بباب المراتب وحدّث، فروى عنه من أهل بغداد أبو البركات هبة الله ابن المبارك السقطي، وأبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي.

سعد الله بن عبد الله بن فائق:

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن عن أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري الأندلسي قال: أخبرني سعد الله بن صاعد أن مولده سنة خمس وأربعمائة. أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت بخط أبي عامر العبدري قال: توفي سعد الله بن صاعد ودفن يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بباب المراتب. سعد الله بن عبد الله بن فائق: أبو القاسم الحلبي الاستاذ، كان معلما بحلب وكان شاعرا، مدح نصر بن صالح في سنة ثمان وستين وأربعمائة، ذكر ذلك أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي ولم أظفر (248- ظ) بشىء من شعره. سعد الله بن غنائم بن علي بن قانت: أبو سعد الحموي المقرئ النحوي الضرير، رجل فاضل عارف بالقرآن والنحو قدم حلب وصحب بها الشيخ أبا الأصبغ عبد العزيز بن الطحان، وقرأ عليه القرآن ومهر في علم العربية، وصنف فيه كتابين أحدهما التبصرة والآخر «1» ... وقرأتهما عليه بحماة وكان قد تصدر بحماة لاقراء القرآن العظيم وعلم النحو، قال لي: ونزلت بحلب في مدرسة ابن أبي عصرون النورية. أنشدنا أبو سعد سعد الله بن غنائم النحوي الحموي بها لبعض الشعراء هذه الأبيات وهي تجمع العلل التسع المانعة من الصرف: شيئان من تسعة في اسم اذا اجتمعا ... لم يصرفاه وبعض القول تهذيب جمع ووصف وتأنيث ومعرفة ... وعجمة ثم عدل ثم تركيب والنون زائدة من قبلها ألف ... ووزن فعل وهذا القول تقريب ووقع إليّ من شعر الشيخ أبي سعد النحوي هذه الأبيات، ولي منه إجازة: إذا رزق الله الفتى ما يقوته ... وسلّمه من فتنة وضلال

سعد الله - وقيل سعد أيضا - بن محمد:

وعافاه عن سقم وأصبح شاكيا ... لرقة حال أو لقلة مال فقل نعمه ان أنت أحكمت قيدها ... بشكر وإلّا آذنت بزوال أخبرنا شيخنا أبو القاسم عبد الله بن رواحة أن الشيخ أبا سعد النحوي (249- و) توفي ببعلبك ولم يذكر لي تاريخ وفاته، ثم أخبرني غيره أنه توفي في بعلبك في سنة أربع عشرة وستمائة تقديرا. سعد الله- وقيل سعد أيضا- بن محمد: ابن باقي بن عدي بن عمر، أبو القاسم بن أبي عبد الله العمري الحلبي من بيوت حلب التناء المعروفين بذلك، وكان يروي الحديث وله معرفة بالتاريخ، روى عنه الاستاذ أبو عبد الله محمد بن علي العظيمي. قرأت بخط أبي عبد الله العظيمي، في حوادث سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، فيها مولد العمري الحلبي أبو القاسم سعد بن أبي عبد الله محمد بن باقي بن عدي ابن عمر لحقته في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وهو يومئذ عمره نيفا وتسعين سنة، ويروى حزءا من الحديث عارف بالتواريخ قال: وعاش والده محمد أربعين سنة قال: وعاش جده باقي مائة وعشرة، وجده عدي مائة وعشرة، وأخذ أملاكهم منهم. وقرأت بخط العظيمي قال لي العمري سعد الله قال: مات جدي باقي، في دولة سابق بن محمود وعمره يومئذ مائة وعشرة سنين وله قد مات الى يومنا هذا وهو سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، نيف وستين سنة، قال: كان عمري يومئذ نيف وثلاثين سنة قال: وكنت متزوجا ورزقت عدة أولاد وقال: حدثني هذا جدي أن والده عدي عاش أيضا مائة وعشر سنين وكذلك عاش والده عمر العمري (249- ظ) مائة وعشرة وهو الذي قتله سيف الدولة بن حمدان وأخذ أملاكه، يعني الذي قتله سيف الدولة جده عدي، وكان لباقي سنتان وهو يرضع، وقال العظيمي: ونقلته من خطه الاملاك التي أخذها من العمري: الكدينة والبويبيه واصعى والزّغنة، وهذه الاملاك قرى بحلب ونقلته هكذا من خط العظيمي على لفظه العامي ولحن فيه.

سعد الله - وقيل سعد - بن هبة الله بن نصر:

سعد الله- وقيل سعد- بن هبة الله بن نصر: أبو الرجاء بن السرطان التغلبي الوزير الرحبي، من بني تغلب بن وائل، والسرطان الذي ينسب اليه هو جشم بن نائل بن زياد التغلبي، ويعرف بالسرطان وهو جدّ بيته، وكان مع علي عليه السلام بصفين، وقتل معه ودفن بالرقة. وسعد الله هذا من بيت مشهور برحبة الشام، وأخوه أبو المجد كان من رؤساء هذا البيت، وتولى سعد وزارة حلب لأبي العز لؤلؤ الملكي لما استولى على حلب، وعزل ابن الموصول عن الوزارة. قرأت بخط الرئيس حمدان بن عبد الرحيم الاثاربي، في أوراق وقعت إليّ من تاريخه قال: وفي آخر صفر، يعني من سنة سبع عشرة وخمسمائة، سلم بدر الدولة تدبير الوزارة بحلب الى الوزير شرف الدين أبي الرجاء سعد الله بن هبة الله بن نصر المعروف بابن السرطان، من أهل الرحبة، وهو من بني تغلب بن وائل من ولد نائل. قلت: وهذا بدر الدولة هو سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، كان عمه ايلغازي قد جعله نائبه في حلب فلما مات عمه استمر في مملكة حلب (250- و) في سنة ست عشرة الى أن انتزعها منه ابن عمه بلك بن بهرام بن أرتق في سنة سبع عشرة، وهي السنة التي ولى فيها الوزارة أبا الرجاء بن السرطان وهذه الولاية، ولاية ثانية غير الاولى التي من لؤلؤ الملكي. قرأت بخط عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبه: حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن ابراهيم الناتلي ببغداد، قال: كان شرف الدولة أبو المكارم مسلم ابن قريش نضر الله وجهه وروى رمسه، أخذ رهائن أهل الرحبة وحملهم الى الموصل وفي جملتهم أبو المجد بن سرطان، وتخلف بها أخوه أبو الرجاء سعد، فأنشدني أبو محمد بن ظافر بن البناء الرحبي لنفسه: ما نلت مذ غاب أبو المجد ... سعدا سوى التقبيل من سعد وخلت أني مشتف باللما ... فزادني وجدا على وجد من منصفي منه وأخواله ... قواعد للحلّ والعقد

سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين:

وجده القاضي فمن ذا الذي ... يعدى اذا ما جئت استعدي أبو الرجا أرجوه على جوره ... والجور شأن الغلمة المرد سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين: أبو الفتح الطائي المنبجي، من أهل منبج وسكن حلب وصحب بها الشيخ أبا الحسن علي بن يوسف بن السكاك الفاسي مدة وانتفع بصحبته، ثم سافر من حلب الى خراسان واشتغل بشيء من علوم الأوائل، وخالط بها من أفسد حاله، ثم وصل الينا الى حلب وقد عاد الى (250- ظ) الطريقة المثلى من الصلاح والخير، فأقام عندنا بحلب مدة، ثم توجه الى دمشق، فنفق على الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وخالطه وعمل فيه أشعارا كثيرة، وعمل كتابا يتضمن فصولا من كلامه في الحقيقة والحكمة، كتبته له بخطي وقرأته عليه، وأهداه الى الملك الاشرف، وعاد بعد توجهه الى دمشق، الى حلب سنة سبع وعشرين وستمائة ثم عاد الى دمشق وانقطع في المسجد الجامع، يعبد الله في المنارة الشرقية، الى أن احترقت، فانتقل الى مقصورة الحنفية التي في شمالي الجامع وشرقيه، فأقام فيها يعبد الله تعالى الى أن مات. اجتمعت به بحلب وبدمشق، وأنشدني من شعره كثيرا، وسمعت منه فصولا من كلامه، وكان سمع بهراة أبا روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي، وحدث عنه بدمشق بأجزاء من مسند أبي يعلى، وكان فاضلا عالما حسن الاخلاق قال لي: لما سافرت الى العجم خرجت عن الدين بالكلية، وكنت قد اشتغلت بشيء من علوم الاوائل، ثم منّ الله عليّ بعد ذلك، ببركة صحبتي الشيخ أبا الحسن الفاسي رحمه الله فعدت الى الاسلام ولله الحمد. وكان قد روى أبياتا ببغداد، عن الشيخ أبي الحسن، كتبها عنه رفيقنا أبو عبد الله بن النجار، ذكرناها في ترجمة علي فيما يأتي ان شاء الله تعالى، أنشدنا الشيخ سعد الله بن أبي الفتح بن معالي المنبجي لنفسه في الزهد:

ذكّر النفس بالمعاد وخذها ... في طريق سهل قريب تذكر لا تريها شيئا سوى الله فيها ... إنها إن رأت سوى الله تخمر وإذا ما رأت كبيرا سواه ... يطبيها فقل لها الله أكبر (251- و) لا يغرنك كثرة الضعف منها ... في ثلاث سبعون في الضعف أكثر إنما الشيخ والصبي إناء فيه ... ماء صاف وماء مكدر غيّر الشيخ صورة الحق فيه ... وهي عند الصبي لم تتغير هوّن الامر وابسط الكف بسطا ... وسطا صالحا وخذ ما تيسر واشكر الله في القليل تكن في ... عقب الأمر بالكثير مظفّر (251- ظ) وذكر الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في تاريخه المجدد لمدينة السلام، الذي ذيل به تاريخ أبي بكر الخطيب، وأجاز لي روايته عنه، قال: سعد الله ابن أبي الفتح بن معالي بن الحسين الفقير، من أهل منبج، قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة خمس وستمائة، ورأيته عند شيخ الشيوخ عبد الواحد بن سكينة، وهو شاب له أكثر من ثلاثين سنة، على هيئة الفقراء، وقدم التجريد، وله كلام حسن، وفيه ظرف ولطف وحسن أخلاق، وقد خدم (252- و) المشايخ والصالحين، وتخلق بأخلاقهم، فاستنشدته شيئا، فأنشدني مقطعات علقتها عنه وعاد وخالط الملك الاشرف موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، قال: أنشدني سعد الله ابن أبي الفتح المنبجي ببغداد، في رباط أبي سعد الصوفي قال: أنشدني أبو الحسن ابن السكّاك الفاسي، فذكر إنشادا عن شيخه ابن العريف المغربي. توفي سعد الله المنبجي في يوم الثلاثاء، السابع والعشرين من ذي الحجة من سنة احدى وخمسين وستمائة بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية على الشرف القبلي وكان قد قارب الثمانين.

ذكر من اسمه سعد:

ذكر من اسمه سعد: سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ابن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، أبو اسحاق، وقيل أبو ابراهيم القرشي الزهري المدني، قاضي المدينة، قدم الرصافة على هشام بن عبد الملك، مع جماعة سيّرهم إليه يوسف بن عمر بسبب مال ادعاه عليهم يزيد بن خالد بن عبد الله القسري، لما نكب هشام خالدا، وذكر أن لخالد القسري عندهم ودائع، وكان بالرصافة في سنة إحدى وعشرين ومائة. وقد قيل إن الذي سيّره يوسف بن عمر، ابراهيم بن سعد بن عبد الرحمن وقد تقدم ذكره. حدّث سعد عن أبيه ابراهيم وعن أنس بن مالك وعبد الله بن عمر، وعبد الله ابن جعفر، وأبي أمامة بن سهل بن حنيف وعمّه حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعروة بن الزبير، وابراهيم بن عبد الله (252- ظ) بن قارظ وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، والحكم بن مينا، ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. روى عنه ابنه ابراهيم بن سعد، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، ومسعر بن كدام، وأيوب السختياني ومنصور بن المعتمر، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ويحيى بن سعيد الأنصاري وقيس بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وموسى بن عقبة الأسدي، وأخوه صالح بن ابراهيم، ومحمد بن عجلان، ومالك بن أنس وابراهيم بن الجنيد. وولي شرطة المدينة وقضاءها، وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص. ويعرف بسعد الأكبر. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- قراءة عليه وأنا اسمع- قال:

أخبرنا أبو الحسن طلحة بن عبد السلام سبط أبي القاسم المهرواني قال: أخبرنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن معروف بن محمد البزاز قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الصمد قال: حدثنا محمد ابن الوليد قال: حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثنا أبي عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب «1» . (253- و) أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة خمس وخمسين وفيها ولد سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. (254- و) .

سعد بن ابراهيم الشيباني:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي سعد بن ابراهيم الشيباني: الأسعردي الكاتب، وتلقب بالمجد، شاعر مجيد قدم حلب وحماة وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب في ذيل الخريدة، وروى عنه شيئا من شعره. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب: المجد، الكاتب الأسعردي سعد بن ابراهيم الشيباني، كان يتردد الى الشام مع أمراء ديار بكر عند وصولهم في نجدة الإسلام، ثم انقطع عنهم بدمشق الى ظل الملك الناصر صلاح الدين، وأهدى إليه قصائد، وهدى بها مقاصد، وأمر باستخدامه في بعض مهامه، وهو الى سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وخمسمائة، عند تعليقي هذه اللمعة، وتشنيفي من إحسان بلاغته هذه السمعة، مقيم بالعسكر المنصور على عكا، وهو أحدّ خاطرا من أهل مدرته وأحكى، ومما أنشدنيه لنفسه في جامع دمشق: لما رأى الجامع أمواله ... مأكولة ما بين نوابه جن فمن خوف عليه غدا ... مسلسلا في كل أبوابه قال: وانشدني في ذمّ حمّام: رأيت لحمامكم سّتة ... يظل لها كل طلق عبوسا هواء تجمد منه الرءوس ... وماء يذيب الكلى والنفوسا (259- و) وسقف يدرّ كفيض الغمام ... وأرض تمانع عنها الجلوسا وطين تغرغر منه الحلوق ... وعشوا يمنح روحا خسيسا

سعد بن الحارث بن الصمة:

وقد كان في العرف سمط الج ... داء فلم صرتم تسمطون التيوسا قال: وأنشدني لنفسه في البراغيث: لو تراني والبراغيث بجنبي يعبثونا ... خلت أني نائم في بيدر البزر قطونا وقال: وكتب إلي بخطه من جملة قصيدة كتبها الى بعض أصدقائه الحكماء بديار بكر وهو بحماه: شائم برقكم بأرض الشآم ... ذو هيام بكم ودمع هام ذاكر في حماة إلفا حماه ... بعده أن يذوق طعم المنام كلما عنّ ذكركم وجرى ... العاصي حكاه بأدمع في السجام ومنها: ساعدونا ولو بطيف خيال ... إن سمحتم لمقلة بمنام فعسانا نشكو الى الطيف في ... الا لمام منا لواعج الآلام لا وحق الوصال بعد صدود ... وعتاب في حبكم وملام وليال ولّت وولّت على ... الأجسام حكم الغرام والأسقام لا رنا ناظري ولا مال سمعي ... لسواكم ولا الى اللوام (259- ظ) حبّذا أنتم إذ العيش صاف ... والجفا غير نافذ الاحكام سعد بن الحارث بن الصمة: ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد يوم حنين والمشاهد كلها بعدها، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه فقتل بها، وكان أبوه الحارث بن الصمّة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه أم الحكم، وهي أخت خولة بنت عقبة بن رافع الأوسي. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال: حدثنا أبو الحسن بن معروف قال: أخبرنا الحسين

سعد بن حماد:

ابن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: وكان للحارث بن الصمّة من الولد: سعد، قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، وأمه أم الحكم، وهي أخت خولة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم من الأوس. وقال محمد بن سعد: وقد صحب سعد بن الحارث أيضا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي بن طالب صفين وقتل يومئذ «1» . أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي الحافظ في كتابه عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا خلف بن القاسم (260- و) قال: أخبرنا سعيد بن عثمان بن السكن قال في ذكر أبي جهيم بن الحارث بن الصمة ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري له صحبة ورواية، وأخوه سعد ابن الحارث شهد صفين مع علي وقتل يومئذ والله أعلم. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- في كتابه إلينا من مكة- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف ابن عبد الله بن عبد البر النمري قال: سعد بن الحارث بن الصمة قد ذكرنا نسبه في باب أبيه، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ وهو أخو أبي جهيم بن الحارث بن الصمة. وقال أبو عمر في نسب أبيه: الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، وعامر هذا يقال له مبذول بن مالك بن النجار «2» . سعد بن حماد: أبو العلاء المعري، شاعر كان بمعرة النعمان، وقفت له في مراثي بني المهذب على أبيات يرثي بها أخت الشيخ أبي صالح محمد بن المهذب وهي:

سعد بن زيد بن وديعة:

عجبت وما يأتي به الدهر أعجب ... لصرف زمان بالورى يتقلب شباب وشيب واكتهال وصبوة ... وكل لعمري لا محالة يذهب (260- ظ) وإن المنايا غاية الناس كلهم ... وليس لمن خلف المنيّة مهرب وإن التي في الترب غيب شخصها ... لها في نصاب المجد فرع ومنصب توت حين ترجى أن تعيش بغبطة ... وفاتت فلم يدرك لها الدهر مطلب فإن بعدت عن قرب عهد فإنها ... إلى الله بالتقوى وبالخير تقرب سقى الغاديات الغر ماء لقبرها ... وصلى عليها الله ما لاح كوكب ووقت بها الأيام من طارق الردى ... أباها ومن يدعى إليه وينسب فليس يحل الدهر يوما بأهله ... إذا سيّد أودى وعاش المهذب سعد بن زيد بن وديعة: ابن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي من بني الحبلى، قيل إن له صحبة، وأنه شهد خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم والمشاهد بعدها. وكان مع علي رضي الله عنه بصفين. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا أبو الحسن بن معروف الخشاب قال: حدثنا محمد بن سعد في تسمية الأنصار الذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلى، وكان سعد بن زيد بن وديعة قد قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب ونزل بعقر قوف (261- و) هذه، فصار ولده بها يقال لهم: بنو عبد الواحد بن بشير ابن محمد بن موسى بن سعد بن زيد بن وديعة وليس بالمدينة منهم أحد «1» .

سعد بن طارق بن شقارة:

أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس الأنصاري الخزرجي، أحد بني الحبلى، قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب ونزل عقر قوف، وهي قرية من بغداد على نحو فرسخين «1» . سعد بن طارق بن شقارة: أبو غانم الأسدي الحلبي، من أعيان حلب الممدّحين وأولي الهيئات والفضل والجود والكرم، وهو جدّ والدتي لأمها، ومدحه أبو عبد الله محمد بن نصر القيسراني بعدة قصائد، فأطلق له فدانين أو ثلاثة على مقربة من حلب، بقرية يقال لها التياره، وهي أول ملك اقتناه أبو عبد الله بحلب، وتكملت هذه القرية لابنه خالد بن محمد، وكان أبو غانم هذا مموّلا من التنّاء بحلب، وتوفي بها ولم يخلف ولدا ذكرا، فانقرض نسله إلّا من نسل الاناث. قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني من شعره، يمدح أبا غانم سعد بن طارق بن شقارة، وأخبرنا بها- إجازة- أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن القيسراني من قصيدة أولها: لكم من فؤادي ما أباحكم الوجد ... فهلّا حماني من وعيدكم وعد أأحبابنا سرتم على القرب سيرة ... من الغش جلّى عن ضمائرها البعد (261-) قال فيها: ولي عند أعضاد المهاري لبانه ... إذا ما اقتضاها الوجد قام بها الوخد «2» فما أتشكّى البعد إلّا تعرضت ... لي الحرّة الوخباء والفرس النهد وعزم يسامي النيران كأنما ... سما بجناحيه أبو غانم سعد جواد تمادى دون لاحقه المدى ... وعدّ تناهى دون إحسانه العدّ

كأن اللهى في راحتيه ودائع ... لكل فقير ولعطاء لها ردّ مواهب شتى بين جود ورحمة ... إذا ما ادعاها الاجر نازعه الحمد تملّك أعناق المكارم واجتنى ... ثنائي منه المال والجاه والودّ يد ضمنت وردي وأخرى تدلّ بي ... فسائقة تبدو وسائقة تحدو وأين ثنائي منه وهو نسيئة ... يسامحني فيه وإحسانه نقد تمهل منه في مساعي خزيمة ... عريق العلى ينميه من أسد أسد بنى الهضبة العليا إذا النار أخمدت ... ورى لهم في كل شاهقة زند إذا طارف منهم تقبل تالدا ... سما الجدّ من آلائهم ونمى الجدّ أبا غانم إن السماحة منهل ... بكفّيك منها كل شارقة ورد تفرغت شغلا بالمعالي وإنما ... تروح لتشييد المكارم أو تغدو إذا ما علت يمناك كفا حسبتها ... من البر أمّا تحت كلكها مهد وكنت إذا راهنت قوما إلى العلى ... تخوّنهم بعد المدى فأتوا بعد (262- و) وحالفت ما بين المناقب في العلى ... فجاءت وكل اثنين بينهما عقد ففي قربك الزلفى وفي وعدك الغنى ... وفي بشرك الحسنى وفي رأيك الرشد ومثلك من ساق الثناء سماحة ... وتيمّة بالنائل الوجد لا الوجد وفكّ يدي أمواله من ختومها ... فكاك الأسارى قد أضربها القدّ فدم للمعالي كلما ذرّ شارق ... جرى بالذي تهواه طائرك السعد وقرأت بخط أبي عبد الله القيسراني، يمدح الشيخ أبا غانم بن طارق بن شقارة من قصيدة، وأنبأنا بها المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وغيره عنه قال فيها: كأن عينيّ في فضل انسكابهما ... يدا أبي غانم جادت بأفضال وتلك مزنة جود كلما ابتسمت ... تبجست بملّث الفضل هطال غمز يصدّك عن تكذيب مادحه ... ما عند كفيه من تصديق آمال

يثري فلا يستقر المال في يده ... كأنه عذل في سمع مختال متيّم ببنات الحمد وهي به ... مفتونة فهو لا شاك ولا سال تداركت حاله ودّا ومحميه ... ما غيرّت غير الأيام من حالي ألهى توالي دهري عن أوائله ... حتى تسليت بالباقي عن الخالي غارت حميّته مني على حكم ... في الشعر يجري عليها حكم جهّال ريعوا لها وهي أعمار مخلدة ... كأنني زرتهم منها بآجال فافتك بالجود ما في غلّ باخلهم ... منها وحقق أقوالا بأفعال (262- ظ) وابتز ما لملوك العصر من فكري ... وللأماثل من مضمار أمثالي أرخصت ودّي لمن يغلي مساومتي ... سماحة فأنا المسترخص الغالي يا من يزار فيلفى عنده كرم ... بلا حجاب ومجد بالعلى خال تواضعا في علو زاده شرفا ... ما أحسن الشرف الداني من العالي أنت الجواد الذي ممن يماثله ... في غربة من الآلاء في آل ما قال رأي القوافي منك في رجل ... يرى نداء اسمه ضربا من الفال من كان من عرب أو كان من عجم ... فأنت يا سعد من سعد واقبال ولأبي عبد الله القيسراني فيه من قصيدة قرأتها بخطه: هبوا أنّ حاجبه حاجب ... بدا في شعار بني هاشم فمن أين صار الى ثغره ... بياض أبي غانم مواهب تحسر عن شأوها ... مذاكى سنا البارق الساجم تراقت سموا الى واجد ... وصابت حنوا على عادم كفيض البحار يمد الغمام ... وينقع من غلة الحائم إذا لاح في زمن عابس ... أراك ثنايا الثنا الباسم محامد من دون اعراضه ... قطعن الطريق على الشاتم

سعد بن عبد الله الازدي:

وفالوا السماحة طائية ... وكم في خزيمة من حاتم يردّ فراه على الطارقين ... رأد «1» الضحى في الدجى العاتم (263- و) اذا أسلمتك الذرى فاستجر ... بني أسد عصمة العاصم أعز منالا على أعجم ... وأصلب عودا على عاجم لهم من حديث العلى في ... القديم ما ليس للطارق القادم تنوب المغارم أموالهم ... فتنشط عقلا على الغارم نجوم العلى غربت في العلى ... وأوصت الى سعدها الناجم سعد بن عبد الله الازدي: شهد صفير مع علي رضي الله عنه، وقتل بها، وكان من رهط جندب بن زهير وله ذكر في حديث صفين ولأخيه عجل، وقد ذكرناه في ترجمة مخنف بن سليم الغامدي فيما يأتي من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى. سعد بن عبد الله الحلبي: روى عن عبد الصمد بن مغفّل، روى عنه علي بن محمد بن جميل الرافقي. أخبرنا أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الحلبي القاضي- قراءة مني عليه بحلب- قال: أنبأنا أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم الخطيب بحلب قال: أخبرنا أبو الأسوار عمر بن المنخل الدربندي بحلب قال: حدثنا محمد ابن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني بأصبهان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الغفار وتميم بن عبد الواحد وعمر بن أحمد بن عمر الاصبهانيون قالوا: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب قال: حدثنا (263- ظ) ابراهيم بن عبد الله بن موسى البصري قال: حدثنا علي بن محمد بن جميل الرافقي قال: حدثنا سعد بن عبد الله الحلبي عن عبد الصمد بن مغفل عن وهب بن منبه قال: رأيت اسقف قيسارية في الطواف، فسألته

سعد بن علي بن قاسم بن علي:

عن اسلامه، فقال: ركبت سفينة أقصد بعض المدن في جماعة من الناس فانكسرت السفينة وبقيت على خشبة، تضربني الأمواج ثلاثة أيام ولياليها، ثم قذف بي الموج الى غيضة، فيها أشجار يقال لها الريق «1» ، ونهر مطرد فشربت الماء وأكلت من ذلك الثمر فلما جن الليل، صعد من الماء شخص عظيم وحوله جماعة لم أر على صورتهم أحدا، فصاح بأعلى صوته: لا إله إلا الله الملك الجبار محمد رسول الله النبي المختار، وأبو بكر الصديق صاحب الغار، وعمر بن الخطاب مفتاح الأمصار، وعثمان ابن عفان الحسن الجوار، وعلي بن أبي طالب قاصم الكفار، على باغضيهم لعنة الله ومأواهم جهنم وبئس الدار، ثم غاب. فلما كان بعد مضي أكثر الليل، صعد ثانيا في أصحابه ونادى: لا إله إلا الله القريب المجيب محمد رسول الله النبي الحبيب، أبو بكر الصديق الشفيق الرفيق، عمر بن الخطاب ركن من حديد، عثمان بن عفان الحيي الحليم، علي بن أبي طالب الكريم المستقيم، ثم بصر بي أحدهم فقال: جنّي أم أنسي؟ قلت: أنسي قال: ما دينك؟ قلت النصرانية قال: أسلم تسلم أما علمت «ان الدين عند الله الاسلام «2» » فقلت له: من هذا الشخص العظيم الذي نادى؟ فقال هو التيار ملك (64- 2 و) البخار هذا دأبه على كل ليلة في بحر من الأبحر. قال: غدا يمر بك مركب فصح بهم أو سر اليهم يحملوك الى بلد الاسلام، فلما كان من الغدّ مرّ مركب، فأشرت اليهم وكانوا نصارى، فحملوني وقصصت عليهم قصتي فأسلموا كما أسلمت، وضمنت الله أن لا أكتم هذا الحديث. سعد بن علي بن قاسم بن علي: أبو المعالي الحظيري الكتبي، وسماه بعضهم معالي، من أهل الحظيرة، من نواحي دجيل من سواد بغداد، توطن بغداد وقرأ الادب على أبي السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري، وأبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب، وأبي القاسم علي بن أفلح

وروى عنه شيئا من شعره، وأخذ عن غير هؤلاء، وصحب العبّادي الواعظ وكتب عنه شيئا من محاسن كلامه في الوعظ، واختار منها ما استحسنه وسماه: النور البادي من كلام العبادي، وصحب شيخ الشيوخ أبا البركات اسماعيل بن أبي سعد النيسابوري، وحدث عنه بشيء يسير، وتفقه على مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه. ثم انه خرج عن بغداد على قدم الزهد والانقطاع والسياحة، فقدم حلب والعواصم، واجتمع ببالس بأبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني، وسمع منه بها شيئا من شعره، وله (264- ظ) ديوان شعر لطيف النظم صغير الحجم، ومصنفات حسنة المباني جيدة المعاني منها: زينة الدهر في محاسن شعراء العصر، سلك فيه مسلك الثعالبي في اليتيمة، وكتاب: لمح الملح في التجنيس من النثر والنظم على حروف المعجم، وكتاب: الاعجاز في معرفة الألغاز، ألفه باسم مجاهد الدين قايماز الموصلي، وكتاب: حاطب ليل، ضمنه فوائد ونوادر. روى عنه الحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت، وأبو الحسين أحمد ابن حمزة بن علي السلمي الدمشقيان، وأبو المعالي بن صاعد الواعظ، وأبو بكر عبيد الله بن علي المارستاني وأبو البركات محمد بن علي الأنصاري قاضي سيوط وغيرهم. أنشدنا اسماعيل بن سليمان بن أيداش، بدمشق قال: أنشدنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت الفقيه قال: أنشدني معالي بن قاسم البزاز الحظيري في العشر الأول من ذي الحجة، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بحضرة مشهد الحسين رضي الله عنه بكربلاء قال: أنشدني أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه: ما تحيّلت في رضاك وبالغت ... بفن إلّا سخطت بفنّ لست تصغي الى هداية نصحي ... أنت أهدى الى صلاحك مني ما أتاني منك الغرام بأمري ... وكذا لا يجيء السلو بإذني هكذا ذكره عبد الخالق في معجم شيوخه معالي بن قاسم وقد اشتبه عليه

(265- و) كنيته باسمه وكذا اسقط اسم أبيه ونسبه الى جده، والصحيح ما ذكرناه في اسمه وكنيته ونسبه. أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة بن محمد بن مميل الشيرازي وولده أبو المعالي أحمد- فيما أذنا لي في روايته عنهما، وقد سمعت منهما بدمشق- قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن علي السلمي قال: أنشدني أبو المعالي سعد بن علي الحظيري في حانوته ببغداد لنفسه: بدا الشيب في فودي فأقصر باطلي ... وأيقنت قطعا بالمصير الى قبري أتطمع في تسويد صحفي يد الصبى ... وقد بيضت كف النهى حسبة العمر قال السلمي: وأنشدني لنفسه في ليلة ماطرة: أقول والليل في امتداد ... وأدمع الغيث في انسفح أظنّ ليلي بغير شك ... قد بات يبكي على الصباح أخبرني أبو الربيع سليمان بن بنيمان الإربلي قال: أنشدني أبو المعالي بن صاعد الواعظ قال: أنشدني أبو المعالي الحظيري لنفسه في الوزير ابن هبيرة، وقد منع جائزته رجلا مدحه بأبيات رديئة باردة: لم يحبس المولى الوزير نواله ... أبدا وليس على الندى بالقاسط نظمت في علياه شعرا باردا ... والبرد يقبض كل كف باسط كتب الينا يوسف بن جبريل القيسي وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود النجار (265- ظ) عنه قراءة عليه عن القاضي أبي البركات محمد بن علي الأنصاري قال: أنشدني أبو المعالي سعد بن علي بن قاسم الحظيري الكتبي لنفسه بدكانه بين الدربين من مدينة السلام وهي لا تنطبق الشفتان عند قراءتها: ها أنا ذا عاري الجلد ... أسهراني الذي رقد آه لعين نظرت ... الى غزال ذي غيد أريتني يا ناظري ... صيد الغزال للأسد

ان الضنا لهجره ... يا عاذلي هدّ الجسد حشا حشاي اذ نأى ... نار الغضاحين شرد يا غادرا غادرني ... على لظى نار تقد ألا اصطنعت ناحلا ... لا يشتكي الى أحد قال: وأنشدني لنفسه: يقولون وافاك عيد السرور ... وأنت حزين كثير البكاء فقلت وكيف أهنى به ... اذا كنت فيه قليل الثراء سمعت القاضي أبا علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي يقول: سمعت أهل بغداد يقولون: ان أبا المعالي الحظيري تزهد ولبس الصوف وعبد الله تعالى في الشمس عشر سنين، وخرج من بغداد، وقدم العواصم وساح في بلادها، ثم رجع الى بغداد في الأيام المقتفوية، وصنف بها كتبا كثيرة منها: لمح الملح (266- و) وحاطب ليل، وزينة الدهر، ولما حج مجاهد الدين قايماز من الموصل، اجتمع به وأودع عنده ذهبا ليشتري له به كتبا. قال لي أبو علي القيلوي: حكى لي الحاجب ابن الكرخي حاجب الخليفة قال: لما أودع مجاهد الدين ثمن الكتب عند أبي المعالي الكتبي، سرق الذهب ابن امرأته فجاء أبو المعالي يطلبه فلم يجد شيئا فجلس مفكرا متحيرا في الدكان، فسألته عن ذلك فقال لي: ما بي شيء فقلت: بلى فقال: كان عندنا ذهب وضاع، فسألته عن مقداره فلم يذكر فقلت لغلامه: ايش مقدار الذهب؟ فقال: مائة وعشرين دينارا لمجاهد الدين، وقد أخذه ابن امرأته، فقلنا له: الذهب أخذه ابن امرأتك فقال: أنا أغرمه ولا تتهمون أحدا فقلت: ما التفت الى كلامه، ومضيت الى حاجب الباب، فأحضر ابن امرأته وهدده بالعصر فاعترف بالذهب وأحضره وقد نقص خمسة عشر دينارا فردها عليه. قال لي القيلوي: وحكى لي العفيف ابن أخي الدوري الواعظ قال: لما قدم مجاهد الدين الى الحج، ركب وأتى دكان أبي المعالي الحظيري، فوقف بين يدي

الدكان وعلامه يلبسه مداسه، فسأل رجلا عن الشيخ أبي المعالي، وأبو المعالي يكتب، فأشار اليه فجعل مجاهد الدين ينظر اليه ويتأمله وقال وهو ينزل عن فرسه: لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وكان الشيخ قصيرا، طويل اللحية على آذانه شعر ونزل اليه وتحدث معه فعظم في عينه (266- ظ) ولما عاد من الحج سأله أن يذكر له شيئا من الألغاز، فصنف له كتاب الألغاز لقايماز. أجاز لي الرواية عنه رفيقنا وصديقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار، وقال: سعد بن علي بن القاسم بن علي الحظيري أبو المعالي الكتبي من أهل الحظيرة، ناحية بدجيل من سواد بغداد مجاورة لعكبرا، قدم بغداد واستوطنها وصحب أبا القاسم علي بن أفلح الشاعر، وجالس الشريف أبا السعادات هبة الله بن علي بن حمزة بن الشجري النحوي وأبا منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبا محمد بن عبد الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم انه أحبّ الخلوة والانقطاع، فخرج سائحا وطاف بلاد الشام، ومضى الى مكة فحج وعاد الى بغداد، فجلس في دكان بين الدربين، يبيع فيه كتب العلم للناس واشتهر بالديانة والثقة والأمانة، وصار دكانه مجمعا لأهل العلم، ومناخا لأهل انفضل، وكان أديبا فاضلا بليغا حسن النظم والنثر، وله مصنفات لطيفة منها «كتاب لمح الملح في التجنيس» وكتاب «الإعجاز في معرفة الألغاز» وكتاب «زينة الدهر في محاسن شعراء العصر» وله ديوان شعر وقد روى عنه جماعة شيئا من شعره، وذكر أبو بكر عبد الله بن علي المارستاني أنه حدّث بيسير عن شيخ الشيوخ أبي البركات اسماعيل بن أبي سعد (267- و) النيسابوري، وأنه سمع منه ولم يرو لي عنه أحد شيئا. وقال ابن النجار: أنبأنا أبو البركات الحسيني عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: سنة ثمان وستين وخمسمائة في يوم الاثنين خامس عشري صفر مات أبو المعالي الكتبي الحظيري، ودفن بقبر أحمد، وكان يقول الشعر ويصنف.

سعد بن عقبة:

سعد بن عقبة: له ذكر، وكان بدابق مع سليمان بن عبد الملك، وقد ذكرنا في ترجمة أيوب بن سليمان بن عبد الملك، أنه دخل سليمان على أيوب وهو يجود بنفسه، ومعه عمر بن عبد العزيز وسعد بن عقبة ورجاء بن حيوة فخنقته العبرة، وذكر تمام الخبر. سعد بن عمرو الانصاري: وهو أخو الحارث بن عمرو الذي قدمنا ذكره، قيل ان له صحبة وشهد صفين مع علي رضي الله عنه. أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري- في كتابه الينا من مكة- قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الأشيري قال: أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الدباغ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال: أخبرنا أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد البر النمري قال: سعد بن عمرو الأنصاري شهد هو وأخوه الحارث بن عمرو صفين مع علي بن أبي طالب، ذكرهما الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من الصحابة «1» . (267- ظ) . سعد بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الاسداباذي: ثم الحلواني ثم الآمدي، أبو نصر الصوفي ولد بأسد أباذ «2» ، ونشأ بحلوان، وسكن آمد، صحب الشيخ أبا طالب يحيى بن علي الدسكري وخدمه وسمع منه الحديث، ثم رحل وطاف البلاد وسمع الحديث الكثير، وخرج من آمد الى الشام ووصل الى سواحلها، واجتاز في طريقه بحلب أو ببعض عملها. سمع بآمد: أبا منصور محمد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني، وبميا فارقين: أبا الطيب سلامة بن اسحاق بن محمود بن داوود الآمدي، وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، وسلامة بن علي المقرئ.

وبعسقلان: أبا الحسن علي بن صالح بن أحمد الطلانسي وأبا سعد اسماعيل ابن علي بن الحسن بن المثنى الاستراباذي. وبصور أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال. وبالرملة: أبا الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان الصوفي شيخ الصوفية. وسمع بنيسابور: أبا نصر عبد الله بن محمد بن أحمد الطوسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الماوردي، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان اسماعيل، وأبا يعلى اسحاق ابني عبد الرحمن بن أحمد الصابوني، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني، وأبا سعيد محمد بن علي الخشاب، وأبا أحمد الحسين بن محمد بن الحسين بن هارون النيسابوري، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري. وبأسترآباذ: أبا عبد الله عبد الرحمن (268- و) بن محمد بن علي الصيرفي وأبا الفضل أحمد بن محمد، وأبا نصر عبد الواسع بن عبد الله الاستراباذي. وبالري: أبا علي أحمد بن العباس بن ابراهيم العصّاري، وبدهستان: قاضيها أبا سعيد بن محمد بن اسماعيل، وأبا أحمد عبد الحليم بن محمد بن عبد الحليم بن أحمد بن يوسف المعلم، وبقزوين: أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي الحافظ، وبالدامغان: أبا عمر عبد الرحمن بن محمد التاجر، وبفارس: عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وأبا الفتح ناصر بن الخضر الصوفي، وأبا مسلم فارس بن المظفر بن غالب، وببسطام: ظفر بن نوح بن اسماعيل الجرجاني، وأبا زيد صالح بن محمد بن الحسين الخطيب، وبأصبهان: أبا عبد الله محمد بن علي المؤذن الأصبهاني، وأبا طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي، وبخوي: أبا الفرج سعد بن أحمد بن علي بن ميمون الدينوري. وبطبرستان: أبا جعفر محمد بن منصور القواريري، وبشيراز: أبا بكر أحمد ابن محمد بن سلمة الصوفي، وأبا الوفاء المسيّب بن أبي الحسين الكرميني الصوفي، وبجرجان: أبا سعد محمد بن الحسين بن علي بن بهاره البكر أباذي.

وبتنيس: الحسن بن محمد بن الحسن المروالروذي الصوفي. وبجدة: محمد بن ابراهيم بن محمد بن محمد الكازروني. سمع منه الحافظ عمر بن أبي الحسن الرواسي، وخرج له أربعين حديثا عن كل شيخ حديثا، وروى عنه ابنه أبو الفتح محمد (268- ظ) بن سعد، وأبو الفتوح عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي، وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن محمد بن ابراهيم الفرغولي، وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر الشحامي، وأبو صالح عبد الملك بن أبي سعيد القشيري، وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا اسمع- قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني، قال: حدثنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشاهد بنيسابور- من لفظه، وكتب لي بخطه- قال: أخبرنا سعد بن محمد بن جعفر الصوفي- قدم علينا- قال: أخبرنا أبو طالب يحيى ابن علي بن الطيب الدسكري الصوفي بحلوان قال: حدثنا محمد بن أحمد العبدي الدهستاني قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا توضأ العبد المؤمن فمضمض، خرجت الخطايا من فمه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فاذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفاره، فاذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فاذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فاذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، ثم كان مشيه الى المسجد (269- و) وصلاته نافلة له «1» . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي الصوفي- قراءة مني عليه بالمسجد الأقصى من البيت المقدس- قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الجويني- بالقاهرة برباط الصوفية، سنة ثمان وسبعين

وخمسمائة- قال: أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن اسماعيل بن عمر الصيرفي القشيري، ح. وأخبرنا أبو هاشم الحلبي قال: حدثنا أبو سعد بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن سعد بن محمد بن جعفر الأسد أباذي: قال أبو الفتوح: أخبرنا أبو نصر سعد بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأسد أباذي. وقال أبو الفتح: أخبرنا والدي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزّال بصور قال: أخبرنا أبو يعقوب اسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال: حدثني جدي الحسن بن سفيان قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همّام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة قال: فسمعته يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا. وحدّث بهؤلاء الكلمات وزاد معهن: اللهم من أحييته منا فأحيه على الاسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان «1» (269- ظ) . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد بن أبي المظفر يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الدقاق الحافظ- بمرو لفظا- يقول: سمعت أبا نصر سعد بن محمد الأسد أباذي الصوفي عند قبر أبي يزيد البسطامي رحمه الله يقول: سمعت اسماعيل بن علي بعسقلان يقول: سمعت طاهر بن محمد يقول: حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقي يقول: حدثني الربيع بن سليمان قال: رأيت الشافعي رضي الله عنه في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب ونثر عليّ اللؤلؤ الرطب. أخبرنا عبد المطلب بن أبي المعالي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر لفظا قال: سمعت أبا الفتح محمد بن سعد بن محمد الأسد أباذي- بمرو مذاكرة- يقول: سمعت والدي رحمه الله يذكر بنسا في الشيب:

يا شيبتي دومي ولا تترحلي ... وتيقني أني بوصلك مولع قد كنت أفزع من حلولك مرة ... فالآن من خوف الترحل أفزع قال أبو الفتح وسمعته ينشد: واخجلتني من وقوفي بباب دارهم ... يقول ساكنها من أنت يا رجل قال أبو الفتح: كان والدي يردد هذا البيت ويبكي. أخبرنا أبو هاشم بن الفضل قال: قال لنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني: سعد (270- و) بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأسد أباذي أبو نصر، ولد بأسد أباذ، ونشأ بحلوان في خدمة الشيخ أبي طالب يحيى بن علي الدسكري، ثم سافر الكثير ورحل في طلب الحديث الى العراق والشام ومصر، وحج تسمع حجج، ذكر لي ابنه أبو الفتح ذلك، وتعب في جمع الحديث وأكثر منه، وخرّج لنفسه الفوائد والأربعين. سمع بنيسابور أبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الماوردي، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا عثمان اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأخاه أبا يعلى اسحاق بن عبد الرحمن، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني، وبحلوان أبا الطيب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري، وبميا فارقين أبا الطيب سلامة بن اسحاق بن محمد الآمدي، وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي، وبعسقلان أبا سعد اسماعيل ابن علي بن الحسن بن المثنى الأستراباذي، وأبا الحسن علي بن صالح بن أحمد الطلانسي، وبصور أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وبشيراز أبا بكر أحمد بن محمد بن سلمة الصوفي، وأبا الوفاء المسيب بن أبي الحسين الكرميني، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان الصوفي، وبتنيس الحسن بن محمد بن الحسن المروالروذي، وبقزوين أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الحافظ، وبالري أبا علي أحمد بن العباس بن ابراهيم العصّاري، وبخوي أبا الفرج سعد بن أحمد بن علي بن ميمون الدينوري، وبدهستان أبا أحمد عبد الحليم (270- ظ) بن محمد بن عبد الحليم بن أحمد بن

يوسف المعلم، وبأصبهان أبا طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنأباذي، وبفارس أبا الفتح ناصر بن الخضر الصوفي، وأبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وبجرجان أبا سعد محمد بن الحسين بن علي بن بهارة البكر أباذي، وبثغر آمد أبا منصور محمد بن أحمد بن القاسم الأصبهاني، وببسطام أبا الفرج صالح بن محمد بن الحسين الخطيب، وجماعة سواهم. روى لنا عنه ابنه أبو الفتح محمد بن سعد بمرو، وأبو منصور عبد الخالق ابن زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبو صالح عبد الملك بن أبي سعيد القشيري بطوس، وغيرهم. سألت أبا الفتح محمد بن سعد بن محمد بن جعفر الأسد أباذي عن مولد أبيه أبي نصر، فقال: كان والدي ابن سبع وتسعين سنة، ففي التقدير مولده سنة سبع وثلاثمائة بأسد أباذ. وقال: سألت أبا الفتح بن أبي نصر الأسداباذي عن وفاة والده، فقال: توفي في شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة ببشخوان، احدى قرى نسا رحمه الله.

سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي:

سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي: أبو الفوارس التميمي المعروف بالحيص بيص، ولد بكرخ بغداد، واشتغل بالفقه والادب، ونظم الشعر، وسافر الى الشام، وقيل انه دخل حلب، وكان يتعاظم في نفسه، ويترفع على أبناء جنسه، ويرى أنه يستحق أكثر مما يعامل به، ولقب الحيص بيص لأنه قال لانسان خاطبه: وقعت منك في حيص بيص، وذكر ذلك في شعره، فغلب عليه. وكان عفيفا مجانبا ما يقدح في الدين والمروءة. اشتغل بالفقه على محمد بن عبد الكريم بن الوزان الشافعي، وأسعد الميهني، وسمع الحديث من أبي طالب الحسين بن محمد الزينبي، والوزير علي بن طراد الزينبي، وأبي المجد محمد بن محمد بن عيسى بن جهور الواسطي. وحدث بشيء يسير، روى عنه شيخ الشيوخ أبو محمد عبد الوهاب بن علي ابن علي المعروف بابن سكينة، واسماعيل بن محمد بن يحيى المؤدب، وأحمد ابن عمر بن أحمد بن بكرون، وقيصر بن المظفر بن يلدرك، وأبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني، وتاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، وأبو الغنائم محمد بن علي بن المعلم، ونصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وأبو بكر عبيد الله بن علي بن المارستاني، وروى لنا عنه قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبو عبد الله محمد بن عبد اللطيف بن زريق. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي قال: أخبرني اسماعيل ابن محمد بن يحيى المؤدب قال: أخبرنا أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو المجد محمد بن محمد بن عيسى بن جهور الواسطي بها قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن سهل النحوي قال: أخبرنا علي بن محمد بن دينار الكاتب قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ قال: حدثنا محمد بن الليث الجوهري قال: حدثنا جبارة بن المغلس قال:

حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز العجلي عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ساء عمل قوم قط إلّا زخرفوا مساجدهم. «1» (271- ظ) . أنشدنا قاضي القضاة بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أنشدني الحيص بيص لنفسه وقد حضرت عنده، وجلست بين يديه على بعد، هو متصدر وقد سألته أن ينشدني شيئا من شعره: لا تضع من عظيم قدر وإن كن ... ت مشارا إليه بالتعظيم فالخطير العظيم يصغر قدرا ... بالتعدي على الخطير العظيم ولع الخمر بالعقول رمى الخم ... ر بتنجيسها وبالتحريم أنشدني عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن أبي سالم محمد بن عبد اللطيف ابن زريق قال: أنشدني الحيص بيص لنفسه ببغداد في زعيم الدين صاحب المخزن يحيى بن جعفر. لكل زمان من أماثل أهله ... برامكة يمتاحهم كل معسر أبو الفضل يحيى مثل يحيى بن خالد ... ووالد يحيى جعفر مثل جعفر قال: وقال لي الحيص بيص عقيب انشادها: ما هذا من جيكاتكم «2» . أنشدنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: أنشدني أبو الفوارس التميمي لنفسه وكتب لي بخطه. لا تلبس الدهر على غرة ... فما لموت الحي من بد ولا يخادعك طويل البقا ... فتحسب الطول من الخلد (272- و) ينفذ ما كان له آخر ... ما أقرب المهد من اللحد

وأخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: وأنشدني أبو الفوارس التميمي لنفسه من قصيدة يمدح فيها الوزير الزينبي، وأنشدنيها في دار الوزير على الشط: مقامك الأشرف المحسود من مضر ... إذا تنازعت العلياء عدنان حيث الأكف سباط «1» في عوارفها ... والعز أقعس والأحساب غرّان «2» عمائم القوم بيض يوم حربهم ... من الحديد ويوم السلم تيجان وما على الذي «3» شادوه من شرف ... مرعى خصيب ولكن أنت سعدان «4» وجه وكف مضيء عند مندفق ... يبدو لرأيهما حسن واحسان لا تذكرن عكاظا وابن ساعدة «5» ... وتطبيك مقال القوم سبحان «6» وانظر إلى ساحة العلياء آهلة ... بسيف «7» دجله فيها منك ثهلان «8» وما أصوغ بها من كل قافية ... غرّاء فيها لمن يبغى العلى شان فبين جنبيّ قول لو أرحت له ... من الهموم تمنى القول غيلان «9» أخبرني نجيب الدين داوود بن أحمد بن سعيد بن خلف الطيبي التاجر- بجامع حلب، وكتبه لي بخطه- قال: وحدثني رحمه الله- يعني- أبا الغنائم محمد ابن علي بن المعلم الهرثي بواسط سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وأنا أقرأ عليه شيئا من شعره قال: كان الأمير شهاب الدين الحيص بيص في الحلة المزيدية (272- ظ)

عند الأمير مهلهل الجاواني، وخرج منها قاسدا الأمير فخر الدين هندي الزهيري فلما قرب من حلّته وهو نازل في بلاد الزاب، علم هندي به فخرج إليه مستقبلا له فلما نزل واستراح وحضر الطعام ورفع من بين أيدي الحاضرين التفت إليه الأمير فخر الدين وقال له: أيها الأمير شهاب الدين ما الأمر الذي أوجب الحضور هاهنا؟ قال: أتيتك مادحا، ففرح الأمير فخر الدين بقوله ذلك، وقال له: يا شهاب الدين كلما تريده عندي إلّا من يعلم ما تقول ويفهم ما تأتي به ليس عندي، بلى إن أنعم الأمير وصبر حتى أنفذ إلى الهرث «1» أحضر ابن المعلم، وإلى واسط استحضر منها الفضلاء، وكذلك من الحلة والنيل فعل منعما؟ قال: قد صبرت. قال: فنفذّ الأمير فخر الدين هندي إليّ فارسا قطع المسافة وهي مسيرة ثلاثة أيام بيوم وليلة واستدعاني، وعرّفني الخبر فركبت معه وحثثنا أنفسنا أيضا بيوم وليلة وأصبحنا عنده، وكان قد أوقف على دجلة من يستحضر المنحدرين والمصعدين ممن له ميزة ونباهة، وحضر من الفضلاء من أهل واسط والحلة والنيل جمع كثير، وضرب خيمة كبيرة وطرح فيها طراحة ومسندا جلس الأمير شهاب الدين على الطراحة واستند إلى المسند، وأخرج الورقة من كمه وأنشد القصيدة وأولها: أأجا وسلمى أم بلاد الزاب ... وأبو المهند أم غضنفر غاب (273- و) فلما فرغ من إنشاده قلت له: يا مولانا ما رأيت مجلسا أشبه بمجلس طاهر العلوي لما امتدحه المتنبي من هذا المجلس، ثم أمر الأمير فخر الدين هندي فأحضر ما كان قد أعده له، فكان عينا ثلاثمائة دينار مصرية وفرسا عربية عليه سرج ولجام ومقود مضروب على السيور، كلها دنانير مصرية، وثيابا وعبيدا وإماء قوّم ذلك كله بألف دينار مصرية، ثم اعتذر إليه وقال: أيها الأمير شهاب الدين أتيتني وأنا مملق ما أملك والله شيئا، سوى ما قد دفعته لك ولم يتخلف لي إلّا الحلة، وهي بمن فيها موهوبة مني لك فقال له: يا فخر الدين لا تعتذر فقد أكرمت وبالغت في الاكرام، والله لقد أجزتني أكثر من إجازة ابن ملكشاه، يعني السلطان «2» سنجر.

قال ابن المعلم: وفي تلك المرة جعلني راوية له، فكان نجم الدين أبو الغنائم يقول: إنني احفظ جميع شعر الحيص بيص ورسائله. قلت: يريد بقوله: ما رأيت مجلسا أشبه بمجلس طاهر العلوي لما امتدحه المتنبي من هذا المجلس، يريد أن المتنبي لما قصد طاهر العلوي ممتدحا، أجلسه طاهر في الدست وجلس بين يديه حتى فرغ من إنشاد مدحته. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: سمعت أبا العباس الخضر بن (273- ظ) ثروان المقرئ الضرير ببلخ يقول: سمعت أن حيص بيص انحدر إلى أبي المظفر بن حمّاد بالبطائح فخطر له في الطريق قصد هندي رجل من أمراء الاكراد ينزل الزابات فمدحه بقصيدة أولها: أجأ وسلمى أم بلاد الزاب ... وأبو المظفر أم غضنفر غاب رفع المنار بنو زهير بالعلى ... بالفارس المتغطرف الوثّاب فأعطاه فرسين منسوبين وخمسمائة دينار وفرقا من الغنم، ولكل واحد من غلمانه قباء من الإبريسم «1» وقلنسوة، ووقف بين يديه وهو ينشده، وقال: والله لا أقعد فإني أعلم أن اليوم قد علا نسبي وارتفع شأني وقدري، وعاد من عنده ولم يتم قصده الى ابن حماد، وقال: عوّلنا على قصد أبي المظفر فأمجدنا هندي ذهبا وخيلا وغنما وثيابا. قرأت بخط أبي غالب بن الحصين في تاريخه، وقرأته على رفيقنا أبي عبد الله محمد بن محمود البغدادي عنه، قال: حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن، وكان من الثقات الأمناء أهل السنة، قال: رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي عليه السلام، أما سمعت أبيات (274- و) الجمال بن الصيفي في هذا؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثم استيقظت فباكرت الى دار الحيص بيص، فخرج إليّ فذكرت له

الرؤيا، فشهق وأجهش بالبكاء، وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي الى أحد، وإن كنت نظمتها إلّا في ليلتي هذه وهي: ملكنا فكان العفو منا سجية ... فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحلّلتم قتل الأسير وطالما ... غدونا عن الأسرى نعفّ ونصفح ولا غرو فيما بيننا من تفاوت ... فكل إناء بالذي فيه ينضح أنشدني هذه الأبيات الثلاثة أبو الطليق معتوق بن أبي السعود المقرئ البغدادي قال: أنشدنيها جمال الدين أبو غالب بن الحصين قال: أنشدنيها الحيص بيص لنفسه. سمعت القاضي شمس الدين أبا نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقي بها قال: سمعت ملك النحاة أبا نزار يقول للحيص بيص بيتان من الشعر، وددت أنهما لي بجميع شعري وهما: سأرحل عن بغداد لا عن ملالة ... الى بلد يحنو عليّ أميرها الى بلدة فيها الكلاب بحالها ... كلاب وما ردّت إليها أمورها أخبرني بعض أهل الأدب في المذاكرة وأنسيته قال: طلب بعض الوزراء ببغداد إما علي بن طراد أو ابن هبيرة الحيص بيص ليحضر طبقه (274- ظ) وقت الافطار في شهر رمضان، فكره ذلك كيلا يترفع عليه أحد في مجلس الوزير، فكتب الى الوزير بهذه الأبيات: يا باذل الجود في عدم وفي سعة ... ومطعم الزاد في صبح وفي غسق وما شر الناس أغنتهم مواهبه ... الى مزيد من النعماء مندفق في كل بيت خوان من فواضله ... يميزهم وهو يدعوهم الى الطبق فاض النوال فلولا خوف مفعمه ... من بأس عدلك نادى الناس بالغرق فكل أرض بها صوب وساكبه ... حتى الوغى من نجيع الخيل والعرق صن منكبي عن زحام ان غضبت ... له تمكن الطعن من عقلي ومن خلقي وإن رضيت به فالذل منقصة ... وكم تكلفته حملا فلم ألحق

أنا المريض باحداثي وسورتها ... وليس غير إبائي حافظ رمقي فهبه لي كعطاياك التي كثرت ... فالجود بالعرض فوق الجود بالورق أنّ اصفرار مجن الشمس عن حزن ... على علاها لمرماها الى الأفق فإن توهم قوم أنه حمق فطالما ... اشتبه التوقير بالحمق نقلت من خط تاج الاسلام أبي سعد السمعاني وأخبرنا به أبو هاشم عبد المطلب ابن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم ابن محمد السمعاني- قراءة علينا من لفظه- قال: سمعت أبا العباس الخضر بن ثروان الفارقي- مذاكرة ببلخ- يقول: دخل (275- و) حيص بيص على الوزير علي بن طراد الزينبي فقال: يا علي بن طراد، يا رفيع العماد، يا أخا الأجواد انغصّ المجلس، فأين أجلس؟ فقال الوزير: مكانك فقال: أعلى قدري أم على قدرك فقال: لا على قدري ولا على قدرك، ولكن بقدر الوقت. وقرأت في بعض الكتب أنه دخل إليه فوجد المجلس غاصا بأهله، فقال: يا سيد الأجواد علي بن طراد، غصّ المجلس فأين أجلس؟ فأوسع له الى جنبه وقال: هاهنا وأجلسه الى جنبه. سمعت القاضي شمس الدين أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر مذاكرة يقول: مدح الحيص بيص الخليفة بقصيدة، وكتب معها رقعة يطلب جائزة القصيدة بعقوبا، وهي قرية عظيمة كانت تكون اقطاع الخلفاء في أيام السلجوقية، فكتب الخليفة على مطالعته «لو» ، فخرجت المطالعة فلم يفهم أحد معنى «لو» ، فأفكر الوزير ابن هبيرة في ذلك فقال: أراد أمير المؤمنين: لو أن خفة رأسه في كعبه ... لحق الغزال ولم يفته الأرنب أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: قال لنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني: سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي أبو الفوارس المعروف بحيص بيص، شاب فاضل له معرفة تامة بالأدب واللغة حسن الشعر مليح الخط فصيح اللهجة (275- ظ) سمعت أنه تفقه على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان بالري وكان يحضر معنا في دار الوزير علي بن طراد الزينبي،

وسمع بقراءتي عليه الحديث، وكتب لي بخطه شيئا من شعره بسؤالي إياه، وسمعته منه، وسألته عن مولده فما ذكر، وقال: إني أعيش جوافا. ذكر رفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام، وأجاز لنا الرواية عنه، قال: سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي، أبو الفوارس، الشاعر المعروف بالحيص بيص، كان جده لأبيه قد فارق قومه بني تميم، ونزل كرخ بغداد، وولد أبوه بها ببركة زلزل «1» ، ولهذا يقول ولده في قصيدة له مفتخرا: ملك ثوى بالجاهلية رمسه ... فبعثته مني ببركة زلزل ولد سعد بالكرخ بدرب المنصور، وطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وسافر الى الري، وقرأ المذهب والخلاف هناك على رئيسها محمد بن عبد الكريم ابن الوزان الشافعي، وتكلم في مسائل الخلاف، وناظر فيها الفقهاء، قرأ على أسعد الميهني أيضا، ثم إنه قرأ الأدب، وقال الشعر، وأعطي حظا من الفصاحة في النظم والنثر، ومدح الخلفاء والملوك والوزراء والكبراء، وقال الشعر في جميع الفنون فأجاد، واتفق الخاص والعام على تفضيله على شعراء وقته، ولزم قانونا من الوقار لم يكن لأحد من أبناء جنسه (276- و) وكان وافر الحرمة عند الخاص والعام، ولقب بملك الشعراء، وكان يلبس القباء والعمامة، ويتزيا بزي العرب الغرباء ويتقعر في كلامه، وقيل: إن سبب تلقيبه بالحيص بيص أنه قال لبعض أصدقائه بأصبهان في جملة عتاب عاتبه في جمع من الناس: وقعت منك في حيص بيص، أي في شدة، وتلى ذلك أن قال في أبيات ذم فيها الزمان: لئن أصبحت بينكم مضاعا ... أبيع الفضل مجانا رخيصا وعاقني الزمان عن المعالي ... فصرت إلى حبائله قنيصا فإني سوف أوقعكم ببأسي ... وإن طال المدى في حيص بيصا فلقب الحيص بيص، وصار لا يعرف إلّا به، سمع شيئا من الحديث من الشريف أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ببغداد، وأبي المجد محمد بن

محمد بن عيسى بن جهور المعدل الواسطي بواسط، روى لنا عنه عبد الوهاب بن علي الأمين، وأحمد بن عمر بن أحمد بن بكرون الشاهد، واسماعيل بن محمد بن يحيى المؤدب، وصاحبه قيصر بن المظفر بن يلدرك وغيرهم. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني- قراءة علينا من لفظه- قال: سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن سعيد ابن عبد الله البغدادي التاجر يقول بسمرقند: سمعت ببغداد أن والد حيص بيص قال: ما عرفت قط أني من بني تميم حتى أخبرني ابني بذلك في شعره (276- ظ) أنّا من تميم. أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت في كتاب أبي بكر عبد الله بن علي بن المارستاني بخطه قال: كان الحيص بيص يدّعي أنه من تميم، حتى قال في قصيدته التي مدح بها ابن الأنباري كاتب الانشاء: خلّفته والصباغض النسيم ... كامل الوفرة من آل تميم فبلغ ذلك ابن الفضل الشاعر، فمضى الى أبيه، وكان طوائيقيا، فحكى له قول ولده فقال: والله ما عرفت أنه من تميم حتى أخبرني بذلك ولدي، فعمل فيه ابن الفضل أبياتا أنشدنيها: كم تبادى وكم تطيل الطراطير ... وما فيك شعرة من تميم فكل الضب وأبلع الحنظل اليابس ... واشرب ما شئت بول الظليم ليس ذا وجه من يضيف ولا ... يقري ولا يدفع الأذى عن حريم أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني- قراءة علينا من لفظه- قال: وسمعت أبا الخير دلف بن عبد الله بن التبان الفقيه بسمرقند يقول: لحيص بيص أخ يلقب بهرح مرج، ولهما أخت لقّبها مجان بغداد بدخل خرج. ذكر صديقنا ياقوت بن عبد الله الحموي- وأظن أني سمعته منه في المذاكرة- قال: حدثني حسين بن حراز الشاعر قال: حدثني خالي محمد بن علي بن المعلم الشاعر قال: أرسل إليّ الحيص بيص يوما، وكان قد رأى في رأسه شعرة بيضاء:

أدركني فقد نازلني الوقار، وأشر عليّ بمن أستنيبه (227- و) في إيراد شعري، فما يجمل بمثلي إيراده بعد الوقار. أخبرني عز الدين أبو حفص عمر بن علي بن دهجان البصري المالكي ببغداد قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي سعيد الأنباري بالبصرة، أن أبا الفوارس الحيص بيص قال: إنه دخل حلب، وأنه مضى إلى بعض نواحيها يمدح أميرا من أمراء العجم، وكان لا يعرف الأمير بالعربية، فمدحه مع جماعة من الشعراء، وحضروا عنده وحضر معهم رجل ادعى أنه شاعر، فلما أنشد الجماعة أشار الحاجب إلى ذلك الرجل أن ينشد، فأدخل يده في كمه وأوهم أن فيه قصيدة، وأنها سقطت منه، فقال له الحاجب: أما معك شيء تنشده؟ فأنشد: قفا نبك من ذكرى حبيب وأخواجا ... بسقط اللوى بين الدخول وأخواجا ومضى على أبيات منها ختم كل بيت بقوله أخواجا، والحاجب يستحسن ذلك منه في كل بيت، والأمير يزهزه له ويفهم منه أن أخواجا هو السيد، فلما فرع من الانشاد قال يخاطب الحاجب: ألا أيها الآتي بخير ونعمة ... لك النصف لا تحرد فيفطن أخواجا فقال الحاجب: بل تضاعف لك الجائزة، وأمر له الآمير بجائزة حسنة فقاسه عليها الحاجب. أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت في كتاب أبي بكر عبيد الله بن علي بن المارستاني بخطه قال: مات الحيص بيص يوم الثلاثاء خامس من شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة وصلي عليه من الغد بالنظامية (227- ظ) ولم يعقب، وكان مولده في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. قال ابن النجار: سمعت أبا الفتوح بن الحصري بمكة يقول: توفي ابن الصيفي في ليلة الأربعاء سادس شعبان سنة أربع وسبعين وخمسمائة، ودفن في مقابر قريش

سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد:

سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد: ابن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان بن خزاعة بن حيي، الأزدي، أبو طالب، الشاعر المعروف بالوحيد، كان شاعرا مجيدا، قدم الشام واجتاز بحلب، ومدح بني حمدان، وتوجه الى مصر، وكان عارفا باللغة والمعاني، ونكّت على شعر المتنبي، وأصلح في شعره مواضع. روى عنه أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران، وأبو علي المحسن ابن علي بن محمد التنوخي، وأبو الخطاب الجبّليّ، ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتابه في ذكر الشعراء، فقال: حدثني الخالع- يعني- محمد بن الحسين قال: كان الوحيد من أهل البصرة، وانتقل الى جبّل «1» وكانت بضاعته في الأدب قوية، ومعرفته بالشعر جيدة، يجمع اللغة والنحو والقوافي والعروض، متقدما فيه كله، وقد رد على المتنبي عدة مواضع أخطأ فيها، وكان مع هذه الحال ضيق الرزق نزره، محارفا، يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي، وسافر إلى مصر، ومدح بني حمدان، وعمرّ زيادة على ثمانين سنة وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. قال أبو سعد الوزير: وقد شاهدت خطه في النسخ، وكان مليحا صحيح النقل، وديوانه غير مجموع ولا موجود. وقال أبو سعد: أنشدني أبو الخطاب (278- و) الجبلي قال: أنشدني الوحيد لنفسه: يعدد لوّامي علي ذنوبها ... ويأبى شفيع الحسن أن يحسب الذنب وقالوا إذا شطت نوى دارها ... سلا وماشط من أمسى ومنزله القلب أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي

الأنصاري قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي- إجازة- قال: أنشدني أبي قال: أنشدني سعد بن محمد الأزدي، المعروف بالوحيد: كانت على رغم النوى أيامنا ... مجموعة النشوات والاطراب ولقد عتبت على الزمان لبينهم ... ولعلّه سيمنّ بالاعتاب ومن الليالي إن علمت أحبة ... وهي التي تأتيك بالأحباب قال أبو علي التنوخي: وأنشدني أبو طالب الوحيد لنفسه: إن راعني منك الصدود ... فلعلّ أيامي تعود إذ لا تناولنا يد النع ... ماء إلّا ما نريد ولعل عهدك باللوى يحيى ... فقد تحيى العهود فالغصن ييبس تارة ... وتراه مخضرا يميد إني لأرجو عطفة يبكي ... لها الواشي الحسود فرحا تقر به العيون ... فينجلي عنها السهود قال: وأنشدني سعد بن محمد لنفسه: (278- ظ) . لا يوحشنّك من جميل تصبر ... خطب فإن الصبر فيه أحزم العسر أكرمه ليسر بعده ... ولأجل عين ألف عين تكرم لم تشك مني عسرة ألبستها ... لوما ولا جورا على ما تحكم المرء يكره بؤسه ولعله ... تأته فيه سعادة لا تعلم قال: وأنشدني الوحيد لنفسه: أتحسب أن البؤس للمرء دائم ... ولو دام شيء عدّه الناس في العجب لقد عرفتك الحادثات نفوسها ... وقد أدّبت إن كان ينفعك الأدب ولو طلب الانسان من صون دهره ... دوام الذي يخشى لأعياه ما طلب أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب بن البناء قال: كتب إليّ أبو غالب

سعد بن مسعود الثقفي الكوفي:

محمد بن أحمد بن سهل الواسطي قال: أنشدنا أبو طالب سعد بن محمد الوحيد، قدم علينا واسطا، لنفسه: بلوت من الدهر ما أقنعا ... وكشفت أحواله أجمعا زمانك ذا مثل أبنائه ... فلا تحفلن بمن ودّعا اذا واصلوك فصل حبلهم ... وإن قاطعوك فكن مقطعا ومن ودّ من لا يجازي الوداد ... مثالا بمثل فقد ضيّعا وكنت اذا صاحب ملني ... ولم أر في ودّه مطمعا غسلت بماء القلى شخصه ... وكبرت من فوقه أربعا (279- و) وكان التغافل أكفانه ... وترب التناسي له مضجعا فإن قالت النفس صل حبله ... أقل إن من مات لن يرجعا أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي في كتابه قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد ابن بشران- اجازة- قال: أنشدني سعد بن محمد بن علي الوحيد لنفسه: لو تخليت للزمان للاقى ... مسمعيه مني عتاب طويل إنما تكثر الملامة للدهر ... لأن الكرام فيه قليل أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد بن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان بن خزاعة بن حيي الأزدي، أبو طالب الشاعر المعروف بالوحيد، ذكر أبو غالب بن بشران أنه بغدادي، ورد واسطا وقال: قرأت عليه شرح المتنبي له، وروى عنه كثيرا من شعره، وروى عنه أيضا القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي وأبو الخطاب الجبلي. سعد بن مسعود الثقفي الكوفي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وكان من أمراء الأساع من أهل الكوفة، على قيس وعبد القيس. (279- ظ) .

سعد بن مظفر بن المطهر:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: سعد بن مظفر بن المطهر: أبو طالب اليزدي الصوفي، شيخ رباط السلجوقية بالجانب الغربي من بغداد، قدم من يزد، «1» ونزل بغداد وسكن المدرسة النظامية، وتفقه بها، وصحب شيخنا شهاب الدين أبا نصر عمر بن محمد السهروردي وتخرج به، وسافر معه الى الشام في سنة تسع وتسعين وخمسمائة، حين سيره الإمام الناصر أحمد رسولا الى الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وقدم معه حلب في أيام الملك الظاهر غازي، ثم قدم حلب رسولا من الامام المستنصر المنصور الى الملك الناصر يوسف بن محمد، وعاد الى بغداد ورتب شيخا برباط الأرجوانية، وبرباط السلجوقية المجاور لقبرها، الذي أنشأه الامام الناصر. وأخبرني أبو حفص عمر بن دهجان البصري، أو غيره، أنه كان شيخا خيرا معروفا بالخير والصلاح، حافظا للقرآن، كثير التلاوة له، وحج مرارا راجلا على قدم التجريد، وعاد الى بغداد وسكن رباط الزوزني، فأقام به مدة في صحبة شيخنا السهروردي، وأرسل من بغداد الى جماعة من الملوك، وتوفي يوم السبت خامس عشري محرم من سنة سبع وثلاثين وستمائة بالرباط السلجوقي، ودفن بمقبرة الشونيزي وشيعه جمع كثير من الصوفية والغرباء رحمه الله. وذكره رفيقنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في تاريخه الذي ذيل به تاريخ «2» فقال: سعد بن مظفر بن المطهر أبو طالب الصوفي من أهل يزد، قدم بغداد

سعد بن أبي سالم الحلبي:

ونزل بالمدرسة (281- و) النظامية وتفقه بها على مذهب الشافعي، ثم انه صحب شيخنا عمر بن محمد السهروردي، وسكن برباط الزوزني وترك الفقه وسلك طريق الزهد والخلوة والرياضة والمجاهدة وأقام على ذلك مدة ثم أنه سافر مع شيخه الى الشام لما أرسل اليها من الديوان، واتصلت له معرفة بالوزير ابن مهدي العلوي، فندبه الى خدمته، فرفض ما كان فيه، وصار وكيلا له على أمواله، ولبس الحرير وارتفعت درجته وعلا جاهه، ولم يزل على ذلك الى أن صرف ابن مهدي عن الوزارة فعاد الى صحبه الصوفية ولباسهم، الى أن ندب للتنفيذ في الرسائل من الديوان العزيز الى الملوك والأطراف، فأنفذ الى خوارزم شاه محمد بالعراق، ورأيته بأصبهان ثم نفذ الى الشام ومصر وبلاد الروم مرات، والى بلاد فارس، ورتب شيخا برباط الأرجوانية بدرب زاخي، ثم بالرباط الناصري المجاور لتربة الجهة السلجوقية، وكان رجلا من الرجال فيه فضل، وله معرفة وأخلاق حسنة، ومرض وطال مرضه، وضعفت قواه ولم تفته صلاة الى حين وفاته، توفي ليلة السبت السادس والعشرين من المحرم سنة سبع وثلاثين وستمائة وصلى عليه من الغد بالرباط، ودفن بالشونيزية، وأظنه بلغ الستين أو جاوزها بقليل ولم تكن له رواية للحديث ولا عناية به. قلت: وقد حدث بدمشق عن الحافظ أبي موسى محمد بن عمر الأصبهاني، وأبي الفرج ثابت بن محمد بن أبي الفرج البديلي الحافظ. سعد بن أبي سالم الحلبي: شاعر من أهل حلب ظفرت له بقصائد (281- ظ) يمدح بها أهل البيت رضوان الله عليهم، منها: هم قصد منهاج السراط المقوم ... ونفس نفيس العلم من كل محكم هم العالم العلوي والجوهر الذي ... تصفى وبسط النور في العالم العمي وخزّان علم الله والنبأ الذي ... تضمنه وصف الكتاب المكرّم صفوا من صفا ماء الصّفا ... وتجوهروا فليس لهم في عالم الكون من سمي

سعد أبو الحسن:

فهم فيض ماء المزن لذّ طهارة ... وقصد وجود الماء عند التيمم وهم سر لطف الله والخلق والهدى ... وطود الحجى والعلم للمتعلم وهم فلك النور المحيط شعاعه ... وكنه بسيط الحق للمتفهم لهم طود فخر من ذرى المجد شامخ ... وهيهات طول النجم يرقى بسلم سما مجدهم فوق السماك جلالة ... الى جهة الرحمن بالذكر ينتمي فهم قدو وهم الدين الحنيفي في الورى ... ومهيع «1» ارشاد الطريق المقوم وهم حجج الله الذين يفضلوا ... وصيب ماء القطر في المحل ينهمي سعد أبو الحسن: مولى الحسن بن علي رضوان الله عليه، شهد صفين مع علي، وحكى عن علي والحسن عليهما السلام، روى عنه ابنه الحسن بن سعد الكوفي، وعبد الله بن محمد بن عقيل. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: (282- و) حدثني عمر بن محمد بن عمر عن عبد الله بن عقيل عن سعد أبي الحسن مولى الحسن بن علي قال: خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان نريد أن نأتي عليا، وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين فمررنا برجل أعور من همدان يدعى وذكورا، قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول، فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلم، ثم قال: من أنت؟ فقال: رجل من همدان، فقال له الحسن: ما تصنع هاهنا؟ قال: أضللت أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا انتظر رجعتهم، قال: ما هذا القتيل قال: لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا، وبين ذلك يقول: أنا الطيب بن الطيب، واذا ضرب قال: أنا ابن الفاروق، فقتله الله بيدي، فنزل

سعد أبو بذال بن سعد:

الحسن اليه فاذا عبيد الله بن عمر، واذا سلاحه بين يدي الرجل، فأتى به عليا فنفله علي سلبه، قوّمه أربعة آلاف درهم. أخبرنا أبو عبد الله بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: سعد مولى الحسن بن علي سمع عليّ، روى عنه ابنه الحسن الكوفي القرشي «1» . أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن أبي الفرج مسعود بن (282- ظ) الحسن الثقفي قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن مندة- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد ابن أبي حاتم قال: سعد مولى الحسن بن علي، روى عن علي، روى عنه ابنه الحسن الكوفي القرشي، سمعت أبي يقول ذلك «2» . سعد أبو بذال بن سعد: له ذكر وخرج مع المأمون غازيا بلاد الروم، وكان معه بحلب في دخوله الغزاة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي قال: سمعت بذال بن سعد يقول: كان أبي خرج الى الروم مع المأمون، وكنت حملا فأوصى ان كان لي ابن أن يسمى بذّالا، وان كانت ابنة تسمى بذالة، وذلك أنه كان فتح فتح من الفتوح على يدي رجل يسمى بذّالا «3» .

ذكر من اسمه سعدان

ذكر من اسمه سعدان سعدان بن يحيى الحلبي: محدّث تكلموا فيه، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في سؤالاته الدارقطني وقال: قلت له، يعني الدارقطني: فسعدان بن يحيى الحلبي فقال: ليس بذاك (283- و) . سعدان بن يزيد البزاز: حدث عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، وسمع منه بأنطاكية وعن أحمد بن يوسف بن أسباط، وعلي بن عاصم ومحمد بن المبارك الصوري، ويزيد بن هارون، وعمر ابن شبيب المسلي، واسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن عبيد الطنافسي، وعبيد الله بن موسى، والفضل بن دكين، وسلمة بن غفار، واسماعيل بن علية، ومحمد ابن ربيعة، وسهل بن محمود، وشجاع بن الوليد، روى عنه أبو بكر الخرائطي، وأحمد بن عبيد الطوابيقي الطرسوسي، وأبو حاتم محمد بن ادريس الرازي، وابنه أبو محمد. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني- قراءة مني عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس الغساني قال: أخبرنا أبو الحسن ابن أبي الحديد قال: أخبرنا جدي أبو بكر قال: أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي قال: حدثنا سعدان بن يزيد قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: حدثنا حماد بن سلمة، وأبو عوانة عن عطاء بن السائب عن حكيم بن يزيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوا عباد الله فليصب بعضهم من بعض واذا استنصح أحدكم أخوه فلينصحه «1» .

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر محمد ابن الحسين قال: كتب إلي القاضي أبو الفضل محمد بن عيسى السعدي من مصر: أخبرنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد قال: حدثنا أبو طالب عمر بن محمد المصيصي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد الطوابيقي عن سعدان بن يزيد قال: حدثنا الهيثم بن جميل قال: سألت زهيرا في ثلاثة أحاديث مسندة فقال (283- ظ) : تسأل عن ثلاثة أحاديث مسندة في موضع واحد عزمت عليك إلّا فرقها. أنبأنا الخطيب أبو البركات سعيد بن هاشم بن أحمد بن هاشم عن مسعود ابن الحسن قال: أخبرنا أبو عمرو بن منده- إجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سعدان بن يزيد البزاز، أبو محمد نزيل سامراء، روى عن اسماعيل بن عليه، واسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن ربيعة، وسلمة بن غفار، وشجاع بن الوليد وسهل بن محمود، كتبت عنه مع أبي وهو صدوق، سئل أبي عنه، فقال: صدوق. «1» .

ذكر من اسمه سعيد

ذكر من اسمه سعيد سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان الطائي المنبجي: حدث عن عيسى بن يونس، روى عنه ابنه ابو بكر عمر بن سعيد بن أحمد المنبجي. أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي، قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعد بن أبي العباس الجرجاني قال: أخبرنا أبو الحسن البحاثي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون قال: أخبرنا أبو حاتم ابن حبان قال: أخبرنا عمر بن سعيد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن ابراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاعمال بالنية، ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها (284- و) وامرأة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر إليه «1» . سعيد بن اسماعيل الاسدي: رجل من المجاهدين، قدم دابق وبها مسلمة بن عبد الملك معسكر، ودخل معه الغزاة المعروفة التي أغزاه فيها أبوه عبد الملك بن مروان، وهو أحد الفتية الذين تابوا وخرجوا الى الغزو ولحقوا مسلمة بدابق، وقتل هو وأصحابه بطوانة شهداء، ذكر حديثهم ابن الأعثم «2» . سعيد بن بريد: أبو عبد الله التميمي النباجي: قدم العواصم والثغور غازيا، وأقام بطرسوس،

وكان من أقران ذي النون المصري، وله كلام حسن في الرقائق والحقائق، وكان كثير العبادة، وساح، حكى عن الفضيل بن عياض وأبي خزيمة العابد، حكى عنه عبد الله بن خبيق الأنطاكي، وسهل بن عاصم وأحمد بن أبي الحواري، وعمر بن محمد بن بحير البحيري، وأبو عبد الله محمد بن معاوية الصوري، والوليد بن عتبة، وأبو عبد الله الأصبحي، وأحمد بن محمد بن بكر القرشي، وأبو الحسن محمد بن أبي الورد، وداوود بن محمد، والنضر بن عيسى بن يحيى، ولا أعلم له حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال أخبرنا «1» . قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن (284- ظ) عبد الله الحافظ قال: سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد ابن يوسف يقول: سمعت محمد بن يوسف يقول: كان أبو عبد الله النباجي مجاب الدعوة له آيات وكرامات، بينما هو في بعض أسفاره إما حاجا، وإما غازيا على ناقة، وكان في الرفقة رجل عاين قل ما نظر الى شيء إلا أتلفه وأسقطه، وكانت ناقة أبي عبد الله ناقة فارهة فقيل له: احفظها من العائن، فقال أبو عبد الله: ليس له الى ناقتي سبيل، فأخبر العائن بقوله، فتحين غيبة أبي عبد الله فجاء الى رحله فعاين ناقته فاضطربت ناقته وسقطت تضطرب فأتى أبو عبد الله فقيل له: إن العائن قد عان ناقتك وهي كما تراها تضطرب فقال: دلوني على العائن فدل عليه، فوقف عليه وقال: بسم الله حبس حابس وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه في كلوتيه رشيق وفي ماله يليق، «فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير «2» » ، فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها. أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ عمي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن

البروجردي قال: أخبرنا أبو عطاء عبد (285- و) الاعلى بن عبد الواحد بن أحمد ابن أبي القاسم المليحي بهراة قال: أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن ابراهيم بن محمد ابن عبد الرحمن الفقيه المقرئ القراب قال: أخبرنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزهري قال: أخبرنا محمد بن المسيب قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: كتب عبد الله بن داوود الى أخ له: أما آن لك أن تستوحش من الناس «1» . أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثني مسعود بن ناصر السجزي قال: أخبرنا أبو سعيد عثمان بن محمد بن أحمد الصوفي ببست «2» قال: حدثنا والدي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن علي الجرجاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ابراهيم الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن الحكم المخرمي الطيالسي قال: سمعت أبا عبد الله الأصبحي يقول: سمعت سعيد بن بريد النباجي يقول: بينا نحن صافون نقاتل العدو بأرض الروم، فإذا أنا بغلام كأحسن من رأيت من الغلمان وعليه طرة وقفا «3» ، وعليه حلة ديباج وهو يقاتل قتالا شديدا وهو يقول: أنا في أمري رشاد ... بين غزو وجهاد بدني يغزو عدوي ... والهوى يغزو فؤادي قال: فدنوت منه فقلت: يا غلام هذا القتال وهذه المقالة والطرة (285- ظ) والقفا والحلة لا يشبه بعضها بعضا فقال الغلام: أحببت ربي فشغلني بحبه عن حب غيره فتزيت لحور العين لعلها تخطبني الى مولاها «4» . أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه إلينا غير مرة-

قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي، ح. وأخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثني عبد السلام- يعني- ابن محمد المخزومي قال: حدثني أبو العباس أحمد بن عبيد عن محمد ابن أبي الورد قال: صلى أبو عبد الله النباجي بأهل طرسوس صلاة الغداة، فوقع النفير وصاحوا، فلم يخفف الصلاة، فلما فرغوا قالوا له: أنت جاسوس، قال: وكيف ذاك؟ فقالوا: صاح النفير وأنت في الصلاة لم تخفف، قال: إنما سميت صلاة لأنها اتصال بالله، وما حسبت أن أحدا يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله به. كتب إلينا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني من مرو غير مرة قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن منصور الحرضي قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال: أبو عبد الله النباجي من أقران ذي النون المصري له كلام حسن في المعرفة وغيرها، وكان من أستاذي أحمد بن أبي (286- و) الحواري: واسم أبي عبد الله سعيد بن بريد كذلك ذكره عمر بن محمد بن بجير فيما حدثنا عنه علي بن أحمد بن سعيد الجوزجاني قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو عبد الله سعيد بن بريد النباجي. أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا في روايته عنه عن مسعود بن الحسن الثقفي- قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا حمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: سعيد بن بريد أبو عبد الله النباجي الزاهد روى عن.... «1» روى عنه أحمد بن أبي الحواري.

كذا وقع في أعمل الكتاب مبيضا. أنبأنا أبو المحاسن بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال: قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري قال: حدثنا عبد الغني بن سعيد، ح. قال: وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قالا في باب بريد بالباء والراء: سعيد بن بريد أبو عبد الله النباجي الزاهد «1» . أنبأنا أبو القاسم الحرستاني عن أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله بن ماكولا قال: أبو عبد الله النباجي سعيد بن بريد أحد الزهاد يحكي عنه أحمد بن أبي الحواري حكايات «2» . أخبرنا زيد بن الحسن- إذنا- قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أبو عبد الله سعيد بن بريد النباجي، كان أحد عباد الله الصالحين يحكى عنه حكايات أحمد بن (286- ظ) أبي الحواري الدمشقي وغيره «3» . أنبأنا تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: سعيد بن بريد أبو عبد الله التميمي النباجي الزاهد، حكى عن الفضيل بن عياض وأبي خزيمة العابد، حكى عنه أحمد ابن أبي الحواري والوليد بن عتبة الدمشقيان، وعمر بن محمد بن بحير البحيري، وأبو عبد الله الأصبحي، وأبو الحسن محمد بن أبي الورد، وأحمد بن محمد بن بكر القرشي، وأبو عبد الله محمد بن معاوية الصوري، وسهل بن عاصم وعبد الله ابن خبيق الأنطاكي، وكان عابدا سياحا «4» . أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح

عمر بن علي بن حموية قال: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا جعفر الرازي يقول: سمعت عباس بن حمزة يقول: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت النباجي يقول: أس العبادة في ثلاثة أشياء: لا ترد من أحكامه شيئا، ولا تدخر عنه شيئا، ولا يسمعك تسأل غيره حاجة «1» . أخبرنا المؤيد بن علي الطوسي- في كتابه إلينا من نيسابور- قال: أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن النيسابوري قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الصيرفي ببغداد قال: أخبرنا عبيد الله بن عثمان قال (287- و) : حدثنا محمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري عن أبي عبد الله النباجي قال: إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله، ومن أحب ما شاء الله لم ينزل به من مقادير الله وأحكامه شيء إلّا حبّه. كتب إلينا أبو المظفر بن أبي سعد قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: أنبأنا أبو بكر المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا العباس بن الخشاب البغدادي يقول: سمعت عبد السلام بن محمد يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول: سمعت أبا العباس بن عبد الله يقول: سمعت ابن أبي الورد يقول: قال أبو عبد الله النباجي: من خطرت الدنيا بباله لغير القيام بأمر الله حجب عن الله. قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: إن أعطاك أغناك وإن منعك أرضاك. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر السيوري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال: سمعت أبا نصر

السمرقندي بمكة يقول: سمعت أحمد بن أنس بن مالك يقول: سمعت الوليد بن عتبة يقول: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: أصابتني ضيقة شديدة، فبت وأنا أتفكر في المصير إلى بعض اخواني فسمعت قائلا يقول لي في النوم: أيجمل بالحر المريد (287- ظ) إذا وجد عند الله ما يريد أن يميل بقلبه إلى العبيد، فانتبهت وأنا من أغنى الناس. أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل قال: أخبرنا بشر بن محمد المزني قال: أخبرنا محمد بن ابراهيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثنا داوود بن محمد أنه سمع أبا عبد الله النباجي يقول: خمس خصال فيها تمام العمل: معرفة الله، ومعرفة الحق، واخلاص العمل لله، والعمل علي السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك أنك إذا عرفت الله، ولم تعرف الحق لم تنتفع وإذا عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وإذا عرفت الله، وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وإن عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل، ولم يكن العمل على السنة لم تنتنفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع. وقال: أخبرنا الحافظ قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا علي بن جمشاد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالم قال: حدثني ابراهيم بن الجنيد قال: حدثني النضر بن عيسى بن يحيى قال: قال رجل لأبي عبد الله النباجي وأنا أسمع: يا أبا عبد الله الراضي يسأل؟ قال: يعرض، قال: مثل أي شيء؟ قال: مثل قول أيوب: «مسني الضر وأنت (288- و) أرحم الراحمين» «1» . أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن ازريق- فيما أجازه لنا وسمعنا منه- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر ابن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي، ح.

وأخبرنا حسن الأوقي- اذنا عن أبي طاهر الآزجي- قال: أخبرنا الآزجي قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى بن هارون قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: إن لله عز وجل عبادا يستحيون من الصبر يسلكون مسلك الرضا، وله عباد لو يعلمون ما ينزل من القدر لاستقبلوه استقبالا حبا لربهم ولقدره عندهم، فكيف يكرهونه بعد ما وقع! وقال: أخبرنا ابن جهضم قال: حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب الزاهد قال: حدثنا أبو عمر بن خلف قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري ما أراد عبيد أهل الدنيا من مواليهم أن يرضوا عنهم، وأراد الله من عبيده أن يرضوا عنه وما رضوا عنه، حتى كان رضاه عنهم قبل رضاهم عنه. وقال: أخبرنا ابن جهضم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهران قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سهل بن حسان- فيما قرأت عليه ببلخ- قال: حدثنا يوسف بن موسى ابن عبد الله قال: حدثني محمد بن سلام قال: حدثنا محمد بن عمرو الغزي: أن أبا عبد الله النباجي سأل الله عز وجل أن يجعل (288- ظ) رزقه في الماء، ثم سأل الله عز وجل أن يقطع عنه شرب الماء فأري في منامه: إنك خلق أجوف فكان غذاؤه الماء. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا علي بن أحمد الرزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال: حدثنا جعفر بن عاصم بدمشق، ويوسف بن الحسين بالري، وابن أبي حسان الأنماطي قالوا: حدثنا ابن أبي الحواري قال: سمعت أبا عبد الله النباجي يقول: تدري أي شيء قلت البارحة، وبارحة الأولى؟ قلت: قبيح بعبيد ذليل مثلي يعلم عظيما مثلك ما لا يعلم، إنك تعلم أني لو خيرت بين أن تكون لي الدنيا منذ يوم خلقت أتنعم فيها حلالا لا أسأل عنه يوم القيامة، وبين أن تخرج نفسي الساعة، لاخترت أن تخرج نفسي الساعة، ثم قال: إنا نحب أن نلقى من يطيع.

سعيد بن جباءة:

سعيد بن جباءة: أبو محمد المعري التنوخي من أهل معرة النعمان، هكذا وجدته بخط شيخنا أبي اسحاق ابراهيم بن أبي اليسر، فلا أدري نسبه إلى جده الأعلى الذي ينتسب إليه بنو جباءة، أو أن أباه كان اسمه جباءة باسم جده الأعلى، وهو من بني أبي الأسد محمد بن سلامة بن المثنى بن جباءة، وإليه ينتسب بيتهم بمعرة النعمان، ابن سليمان بن زرعة بن سلامة بن نبيل بن الصباح بن مقاتل بن زيد بن ذهل بن زرعة بن ثعلبة بن مالك بن فهم بن (289- و) تيم الله بن أسد بن وبرة ويعرف بالضّياء، وهو من بيت معروف بمعرة النعمان فيه جماعة من العلماء والشعراء، ولسعيد هذا شعر، وروى عن أبي الحسن بن المؤيد بن أحمد بن حواري شيئا من شعره، روى عنه أبو اسحاق بن أبي اليسر. أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان- ونقلته من خطه- قال: أنشدني الشيخ الضياء أبو محمد سعيد بن جباءة المعري رحمه الله سنة سبع وثمانين وخمسمائة بداره بباب حجي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن المؤيد بن حواري لنفسه: من عزيري من عذارى قمر ... عرّض القلب لأسباب التلف عرف الشعر الذي عارضه «1» ... أنه جار عليه فوقف وقرأت في مجموع وقع إليّ هذه الأبيات لسعيد بن جباءة: أنا من عرفت جلادة وحزامة ... لكني ذهبت من الهوى بمغرّر إن كنت لم تخبر غرامي باللوى ... فاستخبر الأحياء عني تخبر كم نظرة أبدت أسى أخفيته ... عن ناظر الواشي بما لم ينظر لو كنت أملك أمر قلبي لم أكن ... ألقى الهوى إلا بحكم مخبّر يا صاح كم صاح تداخل قلبه ... سكر الغرام وودّ إن لم يسكر ظن الهوى سهلا فوافق صعبه ... مع زلة الشعر التي لم تغفر (289- ظ)

سعيد بن الحاضن الغساني الحلبي:

سعيد بن الحاضن الغساني الحلبي: قيل أنه هو القائل في الحسين بن حمدان حين كتب إليه المقتدر في انجاد ذكا الأعور علي بني تميم حين عاثوا في بلد حلب وأفسدوا فسادا كثيرا، فأسرى إليهم من الرحبة، وواقعهم على خناصرة وأسر منهم جماعة، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة الحسين بن حمدان فقال سعيد بن الحاضن: أصلح ما بين تميم وذكا ... أبلج يشكي بالرماح من شكا يدل بالجيش إذا ما سلكا ... كأنه سليكة بن السلكا سعيد بن حذيفة بن اليمان: حسيل- وقيل حسل- بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عيسى العبسي القطعي الأنصاري، بايع علي بن أبي طالب هو وأخوه صفوان بن حذيفة بوصية أبيهما إياهما بذلك، وشهدا معه صفين فقتلا بها، له ذكر. سعيد بن حرب البغراسي: أبو عثمان الحافظ الأنطاكي، سكن بغراس، حصن قريب من أنطاكية من الحصون المنيعة، روى عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي، روى عنه أبو القاسم الحسن بن منصور بن النّمس، وأبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني الكوفي، وذكر أنه سمع منم ببغراس. أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه إلينا من نيسابور قال: أنبأنا أبو أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة الحلبي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن علي بن (290- و) عبد اللطيف المعري بحلب قال: حدثني الشيخ أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن منصور بن النّمس قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن حرب الحافظ الأنطاكي قال: حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي قال: حدثنا محمد ابن حسان السمتي قال: حدثنا أبو عثمان عبد الله بن يزيد الحمصي قال: حدثني الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله

سعيد بن حمدان بن حمدون:

عليه وسلم: إن لله قوما يخصهم بالنعم لمنافع الناس يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها حوّلها إلى غيرهم. سعيد بن حمدان بن حمدون: ابن الحارث بن لقمان بن الرشيد بن المثنى بن رافع بن الحارث بن عطيف بن مجرية بن جارية بن مالك بن عبيد بن ... «1» بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، واسم تغلب دثار بن وائل، هكذا نقلت نسبه من خط الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي وجعل بياضا بين عبيد بن، وبين ابن عدي، وهو أبو العلاء التغلبي الحمداني، والد الأمير أبي فراس الحارث بن سعيد، ولي ملطية وسميساط في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ذكر ذلك السليل بن أحمد بن عيسى في تاريخه، وولي الموصل أيضا وغزا الروم في سنة تسع عشرة وثلاثمائة فأوغل وقتل وسبى وغنم، وكان شاعرا مجيدا، وإياه عنى أبو فراس ولده في قصيدته الرائية التي يذكر فيها مآثر أجداده وأهله: (290- ظ) «2» أولئك أعمامي ووالدي الذي حمى ... جنبات الملك والملك شاغر بحيث نساء الغادرين طوالق ... حيث إماء الناكثين حرائر وقع إليّ نسخة من شعر أبي فراس، بخط أبي المجد عبد الله بن محمد بن أبي جرادة، شرح أبي عبد الله بن خالويه، وعليها بخط ابنه أبي الحسن علي بن عبد الله: هذه النسخة قابل عليها والدي رحمه الله من أربع نسخ وصحّت بنهاية الممكن، وهي بخطه، وقابلت أنا عليها من نسخة خامسة كثيرة الشرح، وقد خرجت ما وجدت من الزيادة بخطي في حواشيها، وها أنا أذكر من الأبيات والشرح في هذه القصيدة ما تضمن ذكر أبي العلاء سعيد على صورته، قال بعد هذين البيتين، أعني ابن خالويه: أبو العلاء سعيد بن حمدان كان ملازما حضرة المقتدر، فكانت أكثر مواقفه على بابه، ولما عظم أمر الرجّالة ساروا الى دار المقتدر في أربعين ألفا، فهزموا ابن ياقوت

الحاجب والساجية والحجرية، وكان أبو العلاء في دار الخليفة على غير أهبة، فأمره بالخروج إليهم، ودفع إليه جوشن المعتضد، ودرع وصيف الخادم، فظاهر بينهما، وخرج فضرب فيهم بالسيف وغشوه من كل جانب وأثخنوه بالجراح فثبت حتى هزمهم، فلم تقم لهم قائمة إلى اليوم. وبخط أبي الحسن من الحاشية فقال فيه: هوبر الكناني من ولد هوبر صاحب تغلب في حرب قيس وتغلب قصيدة يمدحه فيها منها: (291- و) يبرزون الوجوه تحت ظلال الموت ... والموت منهم يستظل كرماء إذا الظبى واجهتهم ... منعتهم أحسابهم أن يولوا وقال ابن خالويه: وكانت له- يعني أبا العلاء- بالجند والقواد وقعة في دار ابن مقلة الوزير أعظم من الأوله، جمع له الخليفة بعدها ما بين السريرين من بغداد إلى ملطية مع طريق خراسان. عاد إلى القصيدة: له بسليم وقعة جاهلية ... تقرّ بها فيد وتشهد حاجر قال ابن خالويه: عارضت بنو سليم الحاج، وكان الأمير حاجا متطوعا، فأوقع بهم وهزمهم، فكتب إليه أخوه أبو السرايا نصر بن حمدان وكان هو وأبو العلاء شاعر بني حمدان: جاء لي المخبر الخبير بأن قد ... زأرت حولك الأسود زئيرا حوطت غارة عليك سليم ... فثنيت العنان فيهم مغيرا لم تزل بالحسام تبرى رؤوسا ... وبحد السنان تقري النحورا وبودي أني حضرت فأغنيتك ... عن أن ترى لغيري حضورا كنت بالصارم الحسام أوقيك ... وما كنت أحذر المحذورا قال: ولم يذهب للحاج الذين كانوا معه عقال. عاد إلى القصيدة:

وأذكت مذاكيه بشرج فارضها ... من الضرب نارا جمرها متطاير شفت من عقيل أنفسا شفها السرى ... فهوّر عجلان وهوّم ساهر (291- ظ) وأول من شد المجيد بعينه ... وأول من مد الكمي المظاهر قال: أوقع أبو العلاء بن حمدان ببني عقيل وقعة بموضع وراء نجد يقال له: شرج من أرض العالية فقتل فرسانهم وملك حريمهم وأموالهم وأنشأ يقول: نبئتها تسأل عن موقفي ... بأرض شرج والقنا شرع وعن عقيل إذ صبحناهم وقد ... تلاقى الحسر والدرع شددت فيهم شدّذي صولة ... قد جربته الحرب لا يخدع عاد إلى القصيدة: يقصّر عمر الحقد في ظل غزوه ... بصولة نائي الخوف والموت حاضر رمى الله منه الروم في كل معقل ... يستيقظ أسراره وهو ساهر فلم يستتر خاف ولم ينج هارب ... ولم يمتنع حصن ولم يهد حائر وكلّ مشيد ردّ كسرا بحسرة ... فبطنانه للمسلمين ظواهر كأنّ الثريا في يلامق «1» أهله ... تشاكلها في لمعها وتحاور وقرأت في غير النسخة المذكورة، شرح هذه الأبيات، قال ابن خالويه: غزا أبو العلاء سعيد بن حمدان وسيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان من ملطية حتى أغارا على مدائن الروم: ونلفيد «2» وسمندو، وأغارا على الصفصاف ووادي سابور، فأحرقا المدائن، وسبيا الذراري وقتلا (292- و) الحماة وفتحا الحصون وكانت غزاة عظيمة جليلة. عاد الى القصيدة: غزا الروم لم يقصد جوانب غرّة ... ولا سبقته بالمراد النذائر

فلم تر إلا فالقا هام فيلق ... ونحرا له تحت العجاجة ناحر وأبيض ماضي العزم فيهم يقدّه ... بأبيض ماضي العزم أبيض زاهر ونسمع من جرس الحديد بسوقهم ... غناء غوان ما لهن مزاهر قصرن خطى صهر الدمستق وابنه ... وفيهن عن سعي الضلالة قاصر رأى الثغر مثغورا فسد بسيفه ... فم الدهر عنه وهو سغبان فاغر مساع يضل الشعر فيهن جهده ... وتهلك في أوصافهن الخواطر ومستردفات من نساء وصبية ... تثنى على أكتافهن الغدائر بنيات أملاك أتين فجاءة ... فهنّ وفي أعناقهن الجواهر «1» قال: ذكر غزاة أبي العلاء بن حمدان، وقد دخل من نواحي ملطية في سنة تسع عشرة وثلاثمائة، فأوغل في بلد الروم، وقتل وسبى وغنم، وكان معه خمسة آلاف فارس من العرب كل ألف بلون من العذب والرايات على رماحهم. قال ابن خالويه: ومآثر أبي العلاء أكثر من أن تحصى وهو الذي ضمن عن بني البريدي «2» ستمائة ألف دينار ثم أمرهم بالهرب ودارى السلطان عنهم حتى صلح أمرهم، وأقرهم على أعمالهم فما دخلوا مدينة السلام إلّا مالكيها وأهدوا الى أبي العلاء هدية بألف ألف درهم فلم يقبل (292- ظ) منها إلّا عمامة خز، وله مثل ذلك كثير. نقلت من كتاب المأثور من ملح الخدور، تأليف الوزير أبي القاسم بن المغربي وذكر بخطه نسب أبي العلاء كما أوردناه، وكتب بعده: وبعض حساد هؤلاء القوم يرميهم بالدعوة، ويقول إنهم موالى اسحاق بن أيوب التغلبي، وذلك باطل وأصله أن كثيرا منهم أسلموا على يد اسحاق هذا، فتطرق القول عليهم لاجل ذلك، وقد قال الشاعر:

إن العرانين تلقاها محسّدة ... ولن ترى للئام الناس حسادا قال الوزير أبو القاسم، ونقلته من خطه: كان أبو العلاء سعيد بن حمدان ملازما بغداد، وخاصا بحضرة المقتدر، قالوا: فكانت أكثر مواقفه على بابه، وكانوا في بعض الأوقات ساروا الى قصر المقتدر مشغبين عليه، فهزموا محمد بن ياقوت والحجرية والساجية، وكان أبو العلاء بن حمدان في دار المقتدر على غير أهبة، فأمره بالخروج اليهم ودفع اليه جوشن المعتضد بالله، ودرع وصيف الخادم، فظاهر بينهما، وخرج مع من حضر من غلمانه، فضرب فيهم بالسيف وغشوه من كل جانب وأثخنوه بالجراح، فثبت حتى هزمهم، فقال فيه هوبر الكناني من ولد هوبر صاحب تغلب في حرب قيس وتغلب قصيدة يمدحه فيها منها: يبرزون الوجوه تحت ظلال الموت ... والموت منهم يستظل (293- و) كرماء إذا الظبى وواجهتهم ... منعتهم أحسابهم أن يزلّوا قال الوزير أبو القاسم، ونقلته من خطه: وكان أبو العلاء شاعرا، يعد من شعراء بني حمدان، وكان أوقع ببني عقيل بموضع يقال له شرج من أرض العالية وراء نجد، فظفر بهم بعد قتال شديد وقال: نبئتها تسأل عن موقفي ... بأرض شرج والقنا شرع وعن عقيل إذ صبحناهم ... وقد تلاقى الحمر والدرع وقد أتانا منهم فيلق ... حام حماه ماله مدفع شددت فيهم شد ذي صولة ... قد جربته الحرب لا يخدع إذ فلقت هام أسود الوغا ... وقطّت الأسوق والأذرع ووجدت في هذه الأبيات زيادة قرأتها بخط الوزير أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين وهي بعد البيت الثالث: حتى إذا ما كثرت نابها ... وعيف كاس الموت لا يكرع نجني نفوسا بين سمر القنا ... فهي ككّر الطرف أو أسرع

سعيد بن حمزة بن مالك:

وبعد بقية الأبيات ختمها بقوله: لا تزجريني عن طلاب العلا ... ما أن ينال المر من يضرع أنا سعيد وأبي أحمد ... بالسيف ضرّي وبه أنفع أراد بقوله: وأبي أحمد، حمدان، لأن اشتقاقهما واحد (293- ظ) . ونقلت من خط الوزير أبي القاسم، وغزا أبو العلاء سنة تسع عشرة وثلاثمائة فأوغل في بلاد الروم وقتل وسبى وغنم، وكان معه خمسة آلاف فارس من العرب كل ألف بلون من الرايات والعذب على أرماحهم. وهذا منظر عجب إذا تصورته، وأبو العلاء فيما قالوا ضمن عن بني البريدي ستمائة ألف دينار، ثم أمرهم بالهرب، ودارى السلطان عنهم حتى أصلح أمرهم وأقرهم على أعمالهم، فما دخلوا مدينة السلام إلّا مالكيها، وأهدوا الى أبي العلاء هدية بألف ألف درهم فلم يقبل منها إلّا عمامة خز. ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب عنوان السير قال: أبو العلاء سعيد ابن حمدان، وكان في عسكر المقتدر بالله خمسة آلاف من السودان ومنازلهم بدرب عمار فكثر تحكمهم وشغبهم فأوقع بهم أبو العلاء بن حمدان في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأحرق منازلهم، وبطل أمرهم من الدواوين والدنيا، وتقدم أبو العلاء عند الراضي بالله لانه نصر أباه في حربه، واغتاله ابن أخيه أبو محمد ناصر الدولة، وقتل بالموصل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. سعيد بن حمزة بن مالك: الهمداني الأرذي، من الغزاة المذكورين، غزا الروم واجتاز بحلب في غزواته. ذكر أبو محمد عبد الله بن سعيد القطربلي عن الواقدي قال: قال مشيخة من أهل الشام: كان سفيان (294- و) بن عوف الأزدي قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية ونجدة وعفاف وسياسة للحرب، وكانوا عدة له قد عرفهم وعرفوا به، فسمى لنا منهم من جند الأردن: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، وحبيش بن دلجة القيسي، وعبد الله بن مكشوح المرادي، وذكر غيرهم.

سعيد بن حمزة بن أحمد:

أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال: سعيد بن حمزة بن مالك الهمداني، من أهل الاردن، كان غزاء يغزو الروم ويجتاز بدمشق «1» . سعيد بن حمزة بن أحمد: ابن الحسن بن محمد بن منصور بن الحارث بن سارخ أبو الغنائم النيلي الكاتب، حدّث عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحراني، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي، وكان شاعرا من أهل النيل، من عمل الحلة المزيدية، يشتمل على قرى كثيرة، قدم حلب ودخل منها الى بلد الروم، روى عنه رفيقنا الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار. أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: أخبرنا سعيد بن حمزة الكاتب- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الحراني قال: أخبرنا الحسين بن طلحة قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري قال: حدثنا أحمد بن الوليد الفحام قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري (294- ظ) قال: حدثنا خلف بن طهمان أبو العلاء الخفاف قال: حدثني رافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، وقرأ الثلاث من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، ومن قالها مساء فمثل ذلك «2» . وقال: أنشدنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة الكاتب لنفسه: لقد هجرتني أم هاجر وابتدت ... تقول لقد خابت لنا فيك آمال رأت رجلا أعشى مسنّا وما به ... حراك وقد أرداه بؤس وإقلال ومن جاوز التسعين عاما تعد له ... برود قواه رثة وهي أسمال ولما رأت شيبتي وفقري تنكرت ... وصدّت ومالت حين مال بي الحال

سعيد بن رحمة بن نعيم:

وماذا على مثلي محب وماله ... شفيع إليها لا شفيع ولا مال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب قال ... «1» . أخبرنا أبو عبد الله بن النجار كتابة قال: سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن ابن محمد بن منصور بن الحارث بن سارخ، أبو الغنائم الكاتب من ساكني (295- و) قراح بن أبي الشحم، كان كاتبا يتصرف في الاعمال الديوانية وفيه فضل وأدب، ويقول الشعر الحسن ويترسل، وقد سمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله بن عبد الحميد بن الحراني الشاهد وأبي المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الشبل، كتبنا عنه، وكان حسن الاخلاق لطيف الطبع كيسا. وقال: سألت أبا الغنائم عن مولده فقال: ولدت بالنيل لثلاث خلون من شهر ربيع الاول من سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ودخلت بغداد بعد عشرين سنة من عمري، وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة يوم الجمعة لعشر خلون منه، ودفن بمقابر قريش. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من مات في سنة ثلاث عشرة وستمائة: وفي شهر رمضان توفي الشيخ أبو الغنائم سعيد ابن حمزة بن أحمد بن الحسن بن سارخ النيلي الكاتب ببغداد، ومولده بالنيل لثلاث خلون من شهر ربيع الاول سنة ثمان عشرة وخمسمائة. سمع ببغداد من أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحراني، وأبي المظفر هبة الله ابن أحمد بن الشبلي، وحدّث، وكان له شعر ومدح جماعة من الامراء والولاة، ودخل الى بلاد الروم والشام «2» . سعيد بن رحمة بن نعيم: أبو عثمان الأصبحي المصيصي، من أهل (295- ظ) المصيصة، حدّث عن

أبي اسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن خمير، ومحمد بن شعيب ابن شابور، وعلي بن بكار المصيصي، واسماعيل الجعفري الكوفي. روى عنه أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار، وعبد الله بن أحمد ابن معدان الغزّاء، ومحمد بن حماد، ومحمد بن عثمان المصيصيّون، وعمير بن يوسف بن جوصاء، وموسى بن عبد الرحمن الفلّا الحلبي، وابراهيم بن متوية الأصبهاني، ومحمد بن المبارك بن حماد الضبّي، وأبو بشر محمد بن أحمد بن حماد وأبو محمد عبد الله بن بشر الطالقاني. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عم أبي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قال: أخبرنا أبو الحسين بن الآبنوسي قال: أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي قال: حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى المصيصي قال: حدثنا سعيد بن رحمة بن نعيم قال: سمعت عبد الله بن المبارك عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغي به درجات الجنة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل الله عز وجل، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله عز وجل «1» . (296- و) . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانّية قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: أخبرنا ابراهيم بن متويه الأصبهاني قال: ... «2» أنبأنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن اسماعيل الطرسوسي-

سعيد بن زيد بن خالد:

اجازة عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي- قال في الأحاديث التي رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء والمتروكون حديث: من أكل درهما من ربا فهو مثل ستة وثلاثين زنية، قال: سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي، وسعيد هذا ليس بحجة «1» . وقال في حديث من أعان ظالما ليدفع بباطله حقا: فيه سعيد بن رحمة المصيصي ليس بحجة في الحديث منكره «2» . سعيد بن زيد بن خالد: أبو عثمان الهاشمي مولاهم الحمصي، شاعر من أهل حمص، حدث عن ديك الجن عبد السلام بن رعبان الحمصي بحديث (296- ظ) قد سقناه عنه عن ديك الجن في ترجمته فيما يأتي بعد في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى، رواه عنه عبد الله بن محمد الفارسي الشاعر، قدم حلب وسمع منه بها أبو القاسم الحسين وأبو الحسين أحمد ابنا علي بن أبي أسامة الحلبيان. أخبرنا الخطيب أبو القاسم عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الطوسي- في كتابه إلينا من الموصل غير مرة- قال: أخبرنا عمي عبد الرحمن بن محمد- بقراءتي عليه يوم الثلاثاء تاسع عشر رمضان سنة إحدى وستين وخمسمائة- قال: أخبرنا أبو منصور عبد المحسن بن علي بن محمد التاجر قال: أنشدني أحمد ابن علي المدائني بحلب. قلت: ونقلته أيضا من خط المدائني في مجموع وهبنيه والدي قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن أبي أسامة قال: أنشدني سعيد بن زيد الحمصي قال: أنشدنا ديك الجن لنفسه: وعزيز بين الدلال وبين ال ... ملك فارقته على رغم أنفي لم أكن أعلم الزمان يحبيه ... فيجني فيه عليّ بصرف صنت عن أكثري هواه فما ... يعلم ما بي إلّا فؤادي وطرفي «3»

سعيد بن سعيد الفارقي:

والذي نقلته من خط المدائني: وعزير بين النعيم وبين الملك.... سعيد بن سعيد الفارقي: أبو القاسم النحوي أديب فاضل عارف بالعربية وقفت له على مصنف فيه تقسيمات العوامل وعللها في النحو، وله كتاب تفسير المسائل المشكلة في أول المقتضب لأبي العباس المبردّ (297- و) . قرأ العربية على علي بن عيسى الربعي، وسمع بحلب أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، وروى عن عبد الله بن أحمد العجمي خبرا رواه عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلّال الحافظ. أخبرنا به أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني- في كتابه عن أبي المعالي عبد الله بن أحمد البزاز- قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الملك الأسدي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلّال الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سعيد بن سعيد الفارقي النحوي- املاء في جامع المدينة، وما كتبته إلّا عنه، وليس عندي عنه غيره، في رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة- قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد العجمي قال: حدثنا ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت يونس بن حبيب يقول: كان ينادم المنذر بن ماء السماء جد النعمان بن المنذر ابن المنذر رجلان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن المطل والآخر عمرو بن مسعود ابن كلدة، وهما اللذان عناهما الشاعر بقوله: ألا بكر الناعي بخيري بني أسد ... لعمرو بن مسعود بالسيد الصمد فشرب ليلة معهما، فراجعاه الكلام، فأغضباه فأمر أن يحفر لكل واحد منهما حفيرة بظهر الكوفة، ويجعلان في تابوتين ثم يدفنان في الحفيرة، ففعل بهما ذلك، فلما أصبح سأل عنهما فأخبروه بهلاكهما، فركب حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغريين «1» فبني عليهما، ثم جعل لنفسه يومين (297- ظ) في السنة يجلس فيهما

عند القبرين سمى أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس فكان يوضع سريره بينهما فأول من يطلع عليه في يوم نعيمه وهو على سريره يعطيه مائة من الإبل سهما وهي السود وكانت مما يقتنيها الملوك وكان أول من يشرف عليه في يوم بؤسه يعطيه رأس ضربان «1» ، ثم يأمر به فيذبح ويغري بدمه الغريين، فلبث بذلك برهة من دهره يعطي ويقتل ويغرّي بدماء القتلي الغريين. فبينما هو ذات يوم من أيام بؤسه إذ طلع عليه عبيد بن الأبرص الأسدي أول من أشرف عليه، فقال له المنذر: هلا كان الذبح لغيرك يا عبيد؟ قال: أتتك بحائن رجلاه فأرسلها مثلا، فقال المنذر: أو أجل بلغ أناه «2» ، قال: أنشدني يا عبيد شعرك فإنه يعجبني، فقال: حال الجريض دون القريض وبلغ الحزام الطبيين «3» الجريض غصة الموت فأرسلها مثلا، فقال له المنذر: اسمعني، فقال له عبيد المنايا على الحوايا، فأرسلها مثلا، فقال له بعض القوم: أنشد الملك هبلتك أمك قال: وما قول قائل مقتول! فقال له آخر: ما أشد جزعك من الموت يا عبيد؟ قال: لا يرحل رحلك من ليس معك، فأرسلها مثلا، أي لا يدخل في أمرك من لا يهتم بك، قال له المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك، قال عبيد: من عزّ بزّ، أي من غلب سلب، فأرسلها مثلا، فقال له المنذر: أنشدني: أقفر من ساكنه ملحوب. فقال عبيد: أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يعيد (298- و) فقال له المنذر: أسمعني قبل أن آمر بذبحك، فأنشأ يقول: لا غرو من عيشه نافده. وفي أخرى:

لا خير في عيشة ناكدة ... وهل غير ما سنّة واحدة فابلغ بنيّ وأعمامهم ... بأن المنايا هي الراصدة لها مدة فنفوس العباد ... إليها وإن كرهت قاصدة فلا تجزعوا بحمام بنا ... فللموت ما تلد الوالدة فقال له المنذر: يا عبيد لا بد من الموت، وقد علمت أن أبي لو عرض علي في هذا اليوم لم أجد بدا من ذبحه، فأما إذ كنت لها وكانت لك، فاختر إحدى ثلاث خصال: إن شئت من الأكحل، وإن شئت من الأبجل، وإن شئت من الوريد «1» ، فقال له عبيد: أبيت اللعن ثلاث خصال كسحاب عاد ورّادها شرّ ورّاد ومقادها شرّ مقاد ولا خير فيها لمرتاد، ولكن إن كان ولا بد فاسقني الخمر حتى إذا ماتت لها مفاصلي وذهلت لها ذواهلي فشأنك وما تريد، فأمر المنذر بالخمر فسقي منها حاجته حتى إذا أخذت منه، وطابت نفسه دعا به ليذبحه فأمر بقتله فقال: وخيرني ذو البؤس في يوم بؤسه ... خصالا أرى في كلها الموت قد برق كما خيرت عاد من الدهر مرة ... سحائب ما فيها لذي خيرة أنق (298- ظ) سحائب لم توكل ببلدة ... فتتركها إلّا كما ليلة طلق «2» فأمر المنذر به ففصد حتى مات وغرّي بدمه الغربين. قرأت بخط بعض الفضلاء في مجموع، وأظنه بخط الشريف ادريس بن الحسن ابن علي الإدريسي المصري قال من جزء ضخم جمع كاتبه أو مصنفه فيه تواريخ الوفاة منذ سنة ثلاث وستين وثلاثمائة إلى آخر سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة: قتل الفارقي أبو القاسم سعيد بن سعيد في الموكب بعد المغرب عند بستان الخندق- يعني- بالقاهرة، يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الأولى سنة احد وتسعين وثلاثمائة ودفن مكانه.

سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله:

سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله: أبو المظفر النيسابوري، ويعرف بالفلكي، حدّث عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني وأبي علي نصر الله بن عثمان الخشناميّ، وهو من أهل نيسابور، وسكن خوارزم وكان كاتبا متصرفا، ثم وزر لصاحب خوارزم، وتمكن عنده ثم خاف منه فخرج إلى الحج وقيل إنه خرج من خوارزم أيام فتنة الغزّ، ووصل إلى الشام وقدم حلب وحدث بها بجزء من حديث أبي الحسن المديني ومجلس من املاء نفسه، ثم صعد إلى دمشق وحدّث بذلك الجزء، وأقبل عليه نور الدين محمود بن زنكي وانزله خانقاه السميساطي، وطلب زيارة البيت المقدس، فأخذ نور الدين له إذنا من الفرنج، فزاره وعاد إلى دمشق فأمسكه نور الدين بدمشق وجعله شيخ رباط السميساطي فأثر آثارا جميلة وأقام بدمشق (299- و) إلى أن مات. روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي، والحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى، وأبو علي الحسين بن عبد الله بن رواحة، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الطرسوسي الحلبي، وعمر بن محمد العليمي أبو الخطاب، وكان قد سمع منه بخوارزم، وروى عنه تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم ابن محمد السمعاني بالإجازة. روى لنا عنه عمي ووالدي أبو غانم وأبو الحسن، وأخبراني أنه نزل بحلب بمدرسة الحلاويين عند مدرسها علاء الدين عبد الرحمن بن محمود وأنه أملى عليهم هذا الجزء في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وروى لنا عنه من الدمشقيين أبو عبد الله محمد بن حسين بن المجاور، وأبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن ابن هبة الله زين الأمناء، ومحمد بن غسان بن غافل الأنصاري، والسلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، وولده محمد بن بهرام. أخبرنا عمي أبو غانم محمد ووالدي أبو الحسن أحمد ابنا أبي الفضل هبة الله ابن محمد بن أبي جرادة- قراءة مني عليهما بحلب- قالا: حدثنا أبو المظفر سعيد ابن سهل الفلكي- املاء بحلب- قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد

ابن أحمد بن عبيد الله المديني قال: أخبرنا الشيخ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكي رحمه الله قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع الحافظ قال: أخبرنا عبد الوارث بن ابراهيم العسكري قال: حدثنا سيف بن مسكين قال: حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال عتي: خرجت في طلب العلم فقدمت الكوفة فإذا أنا يعبد الله بن مسعود (299- ظ) رضي الله عنه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم يعرف به؟ قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: من أعلام الساعة أن يكون الولد غيظا والمطر قيظا، ويفيض الأشرار فيضا ويصدّق الكاذب، ويكذّب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمير، ويسود كل قبيلة منافقوها، وكل سوق فجارها، وتزخرف المحاريب، وتخرب القلوب ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وتخرّب عمران الدنيا ويعمر خرابها، وتظهر الفتنة، وأكل الربا، وتظهر المعازف والطبول وشرب الخمر، وتكثر الشرط والغمازون والهمازون «1» . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة قال: أخبرنا أبي أبو علي الحسين بن عبد الله بن رواحة قال: أخبرنا الصدر الكبير الوزير الزاهد زين الدين أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي، بقراءتي عليه يوم عيد الفطر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، بين حران والفرات، عند وصوله من مكة حرسها الله إلى الشام، ح. وأخبرنا عمي أبو غانم ووالدي أبو الحسن، وأبو عبد الله محمد بن حسين بن المجاور بحلب، وأبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله، ومحمد بن غسان بن غافل الأنصاري بدمشق، والسلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي، وولده محمد بالمزّة من غوطة دمشق، قالوا: أخبرنا. وقال عمي ووالدي: حدثنا

سعيد بن سهل الفلكي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد قال: أخبرنا (300- و) الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج قال: أخبرنا أحمد ابن محمد بن عبدوس الطرائفي قال: أخبرنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رجلا كان من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة غزاها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب أن ينظر الى رجل من أهل النار فلينظر الى هذا، فاتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين حتى جرح. فاستعجل الموت فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل الذي كان معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا، فقال: إني أشهد أنك رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذلك؟ قال: قلت من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا، فكان من أعظمنا غناء عن المسلمين، فقلت إنه لا يموت على ذلك، فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليعمل عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم «1» . أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني- قراءة علينا من لفظه- قال: أخبرنا سعيد بن سهل الفلكي إجازة، ح. وأخبرنا والدي وعمي قالا: أملى علينا (300- ظ) أبو المظفر سعيد بن سهل بحلب، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن حسين المجاور بحلب، وبدمشق، وزين الأمناء

أبو البركات ومحمد بن غسان بدمشق قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل قال: حدثنا نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي- إملاء- قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز قال: حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي قال: حدثنا يونس عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رجلا اعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجزأهم ثلاثة، ثم أقرع بينهم، وأعتق اثنين وأرقّ أربعة «1» . أخبرنا عمي ووالدي وأبو عبد الله بن المجاور، وأبو البركات بن عساكر، ومحمد بن غسان الأنصاري وبهرام بن محمود، وابنه محمد قالوا: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي- قال عمي ووالدي إملاء بحلب- قال: أنشدنا علي بن أحمد المديني قال: أنشدنا أبو سعد بن عليّك الحافظ قال: أنشدنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: أنشدنا الصولي قال: أنشدنا إبراهيم بن المعلى قال: أنشدنا علي بن عبد الله الطوسي لنفسه: هجم البرد والشتاء وما ... أملك إلّا رواية العربية وقميصا لو هبت الريح لم ... يبق على عاتقي منه بقيّة ويقل الغناء عني فنون العلم ... إن عصفت شمال عرية (301- و) أخبرنا تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن- في كتابه- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال: سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله أبو المظفر النيسابوري المعروف بالفلكي، سمع بنيسابور أبو الحسن المديني وأبا علي الخشنامي، وقد كان وزر لصاحب خوارزم، ثم خافه فخرج عن خوارزم وحج

وتصدق بالحجاز بصدقات كثيرة، ثم قدم دمشق في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة واستوطن دويرة أبي القاسم السميساطي، وجدّد بها للصفة الغربية والبركة التي تقابلها، وجدّد فناتها من ماله، ولم يأخذ من الشركاء في القناة شيئا تصدق بذلك عليهم لما رأى من سوء مشاركتهم وقلة انصافهم فيما يلزمهم، وتفقد أحوال الصوفية ونظر في أوقافهم، واحتاط عليها، وأثر فيها أثرا حسنا وكان شيخا مسنا، ثقة، حسن الاعتقاد، متواضعا رحمه الله، كتبت عنه شيئا يسيرا «1» (301- ظ) .

بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قراءة عليه وأنا اسمع قال: قال لنا تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال: سعيد بن سهل بن محمد الفلكي أبو المظفر من أهل نيسابور، سكن خوارزم وولي بها أعمالا سنية الى أن صار المتصرف فيها، وكان يصدر صاحب خوارزم عن رأيه ويشاوره في مهماته، واستوزره وكان حسن التدبير ذا رأي وكفاية وشهامة، ومع هذه الكفاية في الأمور الدنياوية خيرّ حسن السيرة كثير البذل والانفاق على أهل القرآن والصلاح، يشتغل في أكثر أوقاته بقراءة القرآن والعبادة ويجهد أن يأكل من الحلال ورد بغداد حاجا نوبا عدة منها في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وكنت بها ولقيته. سمع بنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، وأبا علي نصر الله ابن أحمد بن عثمان الخشنامي وغيرهما، وكنت قد نفذت إليه جزؤا من سمرقند إلى خوارزم من مسموعاته، وكان يقرأ الحلية واستجزت منه، وظني أنه أجاز لي لأني لما رأيته ببغداد ما عرفت أنه سمع شيئا من الحديث حتى أكتب عنه أو استجيز، وكان يسألني الرجوع إلى خراسان والمصاحبة في الطريق فلم يتفق ذلك. ذكر رفيقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في التاريخ (203- و) المجدد لمدينة السلام وأجاز لنا روايته عنه قال: سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله، أبو المظفر المعروف بالفلكي من أهل نيسابور، سمع أبا الحسن علي بن أحمد ابن عثمان الخشنامي وغيرهما، ثم انه سكن خوارزم وولي الوزارة لأميرها، ودخل بغداد مرارا، وحدّث بها.

فروى لنا عنه عبد الوهاب بن علي الأمين وابن أخيه عبد السلام بن عبد الرحمن وأبو محمد بن الأخضر، ثم انه سافر الى الشام لزيارة بيت المقدس، فوردها في أيام الملك نور الدين محمود بن زنكي، فأكرم مورده، وطلب له اذنا من الفرنج حتى زار بيت المقدس وعاد الى دمشق، وطلب العود الى بلاده، فلم يسمح نور الدين بفراقه وأمسك بدمشق، وأنزله في خانكاه السميساطي، وجعله شيخا بها، فأقام بها مدة لا يتناول من وقفها شيئا ونصيبه من الخانكاه يجمعه عنده الى أن صار بيده منه جملة حسنة، فعمر بها الإيوان الذي في الخانكاه والسقاية، وأقام هناك الى حين وفاته وحدّث، روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، وروى لنا عنه جماعة بدمشق والقدس ومصر. حدثني شيخنا معين الدين أبو عبد الله محمد بن حسين بن المجاور قال: قدم هذا الشيخ- يعني- أبا المظفر الفلكي الشام في أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، فأكرمه وطلب زيارة البيت المقدس فطلب له إذنا من (303- ظ) الفرنج فزاره وعاد على حمار وحش في غاية العلو، وطيب العود الى بلاده، فلم يسمح به الملك العادل، وأمسكه بدمشق وأنزله خانقاه السميساطي وجعله شيخها، فأقام بها مدة، ولم يكن يتناول من وقفها شيئا، ونصيبه من الخانقاه يجمعه عنده الى أن صار عنده منه جملة حسنة، فعمر به الايوان في الخانقاه والسقاية، وأقام بها الى أن مات. قرأت بخط عمر بن أسعد بن عمار الموصلي: الشيخ سعيد بن سهل بن محمد الفلكي النيسابوري كان أولا من أهل الكتابة، ووزر لخوارزمشاه مدة ثم انه خرج من خراسان أيام فتنة الغزّ وترك الدنيا وأسبابها، وانعكف على الزهد وطريق الآخرة، وصار شيخا للصوفية مقدما عليهم مسلّكا لهم، وله كلام حسن في الطريق، مات سنة ستين وخمسمائة. قرأت على ظهر الجزء الذي أملاه سعيد بن سهل الفلكي بحلب على عمي ووالدي وغيرهما بخط النجيب سعد الله بن محمد بن الوزان، وكان كاتب الحكم بحلب،

سعيد بن سلام:

واحد من سمع الجزء من الفلكي: سئل أبو المظفر الفلكي عن مولده، فقال: في شوال سنة سبع وسبعين وأربعمائة بنيسابور. أنبأنا أبو عبد الله بن النجار قال: قرأت بخط سعيد بن سهل الفلكي: المولد بنيسابور في شهر شوال سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان- في كتابه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: مات سعيد الفلكي عصر يوم الاحد، ودفن يوم (304- و) الاثنين الحادي والعشرين من شوال سنة ستين وخمسمائة بعد صلاة الظهر بمقبرة الصوفية المقابلة للميدان الاخضر «1» . سعيد بن سلام: وقيل سعيد بن سلم أبو عثمان بن أبي سعيد المغربي الصوفي العارف، دخل التينات، وصحب بها أبا الخير التيناتي، وصار من كبار مشايخ الصوفية. (304- ظ) .

الجزء العاشر

[الجزء العاشر] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي ذكر المعروفين بالكنى الألف أبو ابراهيم الزهري: واسمه أحمد بن سعد بن ابراهيم بن سعد، كان من الزهاد، ودخل المصيصة، وجال في جبل اللكام، ولقي به رجلا من العباد يقتات لبن الظباء، وحكى عنه ذلك، وقد ذكرنا الحكاية فيما تقدم من كتابنا هذا في ترجمته في باب الأحمدين. أبو ابراهيم العلوي الحراني: واسمه محمد بن أحمد، واشتهر بالشريف أبي ابراهيم، وعقبه بحلب وما زالت فيهم نقابه العلويين بعده، وقد ذكرنا ترجمته في باب الأحمدين أيضا. أبو الأبطال: رجل قدم دابق على سليمان بن عبد الملك وحكى دخوله على سليمان وعلى ابنه أيوب، وموت أيوب وخلو منازله منه، حكى عنه حاتم بن مطارد، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة أيوب. أبو الأبيض العبسي الشامي: من بني زهير بن جذيمة، وقيل من بني عامر، وسماه محمد بن أبي حاتم عيسى، وأظنه رأى في بعض الأسانيد أبو الأبيض عبسي فتصحف عليه، فظنه عيسى، فإن أبا زرعة قال: لا يعرف اسمه «1» .

روى عن حذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك. روى عنه ابراهيم بن أبي عبلة، وربعي بن خراش، ويمان بن المغيرة. وغزا أبو الأبيض العبسي الطوانة، ونزل بدابق مع الجيش الذي كان عليه مسلمة بن عبد الملك بن مروان واستشهد في غزاة الطوانة «1» . أخبرنا أبو عبد اللطيف بن يوسف- إذنا- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي (2- و) قال: أخبرنا أحمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبه عن منصور عن ربعي حدّث عن أبي الأبيض عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة «2» . قال أبو نعيم: رواه الثوري وزائدة عن منصور مثله، ولا يعرف لربعي عن أبي الأبيض عن أنس غيره. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا «3» . قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبان قال: حدثنا أبو بكر بن علي بن عبيد قال: حدثني يعلى قال: حدثنا سهل بن عاصم عن علي بن غنام بن علي قال: حدثني عمر أبو حفص الجزري قال: كتب أبو الأبيض- وكان عابدا- إلى بعض أخوانه: أما بعد فإنك لم تكلف من الدنيا إلّا نفسا واحدة، فإن انت أصلحتها لم يضرك إفساد من فسد بصلاحها، وإن أنت أفسدتها لم ينفعك صلاح من صلح بفسادها، واعلم أنك لن تسلم من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر وأسود. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال «4» : قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا الحافظ أبو نعيم قال: ومنهم

- يعني- (2- ظ) من الأولياء: المتبع للأوجب الأفرض، المفارق للأنزر الأرمض، العابد المكنى بأبي الأبيض، أسند عن أنس بن مالك رضي الله عنه «1» . أنبأنا أبو القاسم بن رواحة عن الحافظ أي طاهر السّلفي قال: أخبرنا ثابت ابن بندار قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن جعفر قال: أخبرنا أبو العباس الوليد ابن بكر قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح ابن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي قال: أبو الأبيض شامي تابعي ثقة «2» . أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الدمشقي قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن أبى نصر قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم البسري قال: حدثنا ابن عائذ قال: أخبرنا الوليد بن مسلم قال: حدثني اسماعيل ابن عياش أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العبسي بدابق قبل نزولهم على الطوانة فقال: رأيت بيدك قناة وفيها سنان يضيء سنانه لأهل العسكر كضوء كوكب، قال: إن صدقت رؤياك فإنها للشهادة، قال: فاستشهد في قتال أهل الطوانة. قال أبو عبد الله بن عائذ: فحدثني محمد بن يحيى الثقفي أن أبا الأبيض قال هذه الأبيات: ألا ليت شعري هل يقولن قائل ... وقد حان منكم عند ذاك قفول تركنا ولم يخبز من الطير لحمه ... أبا الأبيض العبسي وهو قتيل فعرىّ أفراسي ورنت «3» حليلتي ... كأن لم تكن بالأمس ذات حليل وذي امل يرجو تراثي وإن ما ... يصير له منه غدا لقليل (3- و) ومالي تراث غير درع حصينة ... وأجرد من ماء الحديد صقيل

أبو أحمد بن هرون الرشيد:

وفي غير هذه الرواية أن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة: فقال أبو الأبيض: رأيت كأني أتيت بتمر وزبد، فأكلته، ثم دخلت الجنة، فقال العباس: يعجل لك الزبد والتمر، والله لك بالجنّة، فدعا له بتمر وزبد، فأكله، ثم لقي أبو الأبيض العدو فقاتل حتى قتل، وكانت غزوة طوانة سنة ثمان وثمانين غزاها مسلمة والعباس بن الوليد. أبو أحمد بن هرون الرشيد: ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب الهاشمي، حكى عن المأمون، حكى عنه نشو الصغير، وقدم حلب صحبة المتوكل حين مربها مجتازا الى دمشق. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب قال: أخبرنا أبو السعود احمد بن علي بن المجلي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبري قال: أخبرنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم البلخي قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: أخبرني عمي قال: حدثني الحسن بن عليل العنزي قال: حدثني عبد الله بن أبي سعد قال: قال لي نشو الصغير: حدثني أبو أحمد بن الرشيد قال: كنت يوما عند (3- ظ) المأمون والى جانبي عماي: منصور وابراهيم، فجاء ياسر رجله فسارّ المأمون، فقام فقال لابراهيم: إن شئت يا ابراهيم فانهض ونظرت إلى ياسر قد رجع مما يلي دار الحرم، فما كان بأسرع من أن سمعت شيئا أقلقني، فنظر إليّ المأمون وأنا أميل، فقال: يا أبا أحمد مالك تميل؛ فقلت له: إني سمعت شيئا ما سمعت مثله، قال: هذه عمتك عليّة تطارح عمك ابراهيم خفيف الرمل «1» في شعرها: مالي أرى الأبصار بي حافية ... لم تلتفت مني إلى ناحية لا تنظر الناس إلى المبتلي ... وإنما الناس مع العافية

أبو أحمد الزاهد:

صحبى سلوا ربكم العافية ... فقد دهتني بعدكم داهية صار مني بعدكم سيدي ... فالعين من هجرانه باكية ويروي هذا الشعر لأبي العتاهية. أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن عن عمه أبى القاسم الحافظ الدمشقي قال: أبو أحمد بن هرون الرشيد وذكر نسبه كما سقناه، قدم دمشق في صحبة المتوكل مع من قدم معه من أهل بيته في سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيما قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر «1» . وقد نبهنا في غير موضع من هذا الكتاب على أن المتوكل خرج من بغداد في أواخر سنة ثلاث وأربعين وقدم الشام سنة أربع وأربعين. ذكر أبو أحمد بن كامل القاضي أن أبا أحمد (4- و) بن الرشيد مات في شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين وصلى عليه أحمد بن المتوكل. أبو أحمد الزاهد: روى بأذنة عن أبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي. روى عنه القاضي أبو عمر وعثمان بن عبد الله الطرسوسي. نقلت من خط القاضي أبي عمرو الطرسوسي قاضي معرة النعمان في كتابه الذي وسمه بسير الثغور: حدثنا أبو أحمد الزاهد بأذنة قال: حدثنا أبو أمية محمد بن ابراهيم بن مسلم الطرسوسي قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني النبيل قال: أخبرت عن ابراهيم بن أدهم أنه قال: لقد أعربنا في كلامنا فما نلحن ولحنا في أعمالنا فما نعرب. أبو أحمد الهاشمي: أمير الثغور الشامية، كان من ولد العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وقدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة، وذلك أن أبا أحمد الهاشمي كان مقيما بثغر طرسوس، فتنكر الطرسوسيون على سيف الدولة بن حمدان لظلمه، وقبض وقوفهم.

في أعماله، وقطعوا دعوته فتضمن رشيق النسيمي للطرسوسيين عمارة الثغر إن أقاموا الدعوة لأنوجور بن الإخشيذ وكافور بعده، فأجابوا إلى ذلك، وكان أبو أحمد الهاشمي بطرسوس فاجتمع ومحمد بن الحسين بن الزيات وسائر وجوه الطرسوسيين في دار ابن الزراد منهم، فأبرموا هذا (4- ظ) الأمر على أن يكون أبو أحمد الهاشمي وابن الزيات أميري الثغور، فكان الخاطب يخطب لابن الهاشمي ولابن الزيات بعده، وأرسلوا رسولا إلى أنوجور وكافور في البحر يعرف بأحمد ابن الجصاصي من ولد العلوي البصري، وأضافوا إليه أمير قبرس عليا وبدر النسيمي. وطال مقامهم بمصر ولم يبق بالثغر مال ينفق فراسل سيف الدولة أبا أحمد وابن الزيات سرا من رشيق ورشيق بالمصيصة، وضمن لهما رد الوقوف المقبوضة، وحمل مال ينفق بالثغر وترد دعوته، وكان السفير في ذلك يمن التربية غلام شعيب، فأجابا إلى ذلك، وأقاما الدعوة لسيف الدولة ولهما بعده، وأخرجا رسلهما إلى سيف الدولة. وغزا الناس غزاة شتوية وبلغوا أألس «1» فغنموا وعادوا الى أن نزلوا مغارة الكحل «2» فوجدوا ابن الملايني قد جمع في الدرب الكبير، واختلف أبو أحمد وابن الزيات في كونها في المقدمة والساقة، فاختار الناس للساقة ابن الزيات، وتقدم الهاشمي الى المقدمة مكرها، ودخل الناس الدرب، وكانت في الساقة تحت مغارة الكحل وقعة عظيمة بين ابن الزيات والثغريين وابن الملايني، فسلم المسلمون وأصابوا من الروم طرفا وعادوا إلى الثغر. وتنكر الأميران بعضهما لبعض، وكثر الخلاف بينهما، وهمّ أبو أحمد (5- و) الهاشمي بالوثوب بابن الزيات وجمع له جموعا، فبادره ابن الزيات وبطش به وقبض عليه وعلى عدّة ممن كان معه، فقتل أكثرهم، واعتقل الهاشمي في بعض حصون الثغر، وغزا ابن الزيات- وإليه وحده الإمارة- غزاة صائفة تسمى غزاة قونية من درب الراهب، فغنم المسلمون وسلموا.

وهرب الهاشمي من الحصن الذي كان فيه إلى سيف الدولة، وعاد إلى طرسوس فدخلها فسرّ به أهلها إلّا طائفة كان هواها مع ابن الزيات منهم إبراهيم ابن أبي الأسود صاحب الشرطة، فلما حصل أبو أحمد الهاشمي بطرسوس ركب إلى السجن ليخلص من كان فيه من شيعته فخالفه ابن أبى الأسود إلى الجامع فاستنهض الناس إلى السجن، وقال لهم: إن الهاشمي يريد فتحه واطلاق الأعلاج، وإن فعل ذلك يبقى أسراؤكم في بلد الروم لا فداء لهم، فنفر الناس إليه قبل وصوله الى السجن، فوثبوا إليه وأنزلوه عن دابته وقبضوا عليه، وورد ابن الزيات من الغزاة فتسلمه وحمله الى حصن يقال له مقيل عيّاش، فيقال إن علي الجماس الذي تولى حمله، وهو كان صاحب البحر خنقه وردّاه من أعلى الحصن، وأظهر أنه أراد الهرب، فتدلى في حبل وانقطع به وسار ابناه الى بغداد متظلمين من ابن الزيات، فكتب لهما المطيع إلى سيف الدولة كتابا بإقادة الهاشمي من ابن الزيات (5- ظ) فلم يعبأ بالكتاب، وكان للهاشمي قوم يميلون إليه بالثغر، فتنكروا لابن الزيات، وكان للهاشمي من أهل بيته رجل يعرف بابن عبد الواحد يعاديه، فعاضد ابن الزيات، فأقام في نفسه أنه إن حصل في يد علي بن عبد الله «1» امتثل فيه أمر المطيع، ولم يعصه، فاستوحش من سيف الدولة.

ذكر من كنيته أبو اسحاق

ذكر من كنيته أبو اسحاق أبو اسحاق الفزاري: واسمه ابراهيم بن محمد بن الحارث وقد تقدم ذكره. أبو أسحق القنسريني: روى عن فرات بن سليمان. روى عنه بقية بن الوليد الحمصي. أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني قال: أخبرنا الامام الواعظ أبو سعد هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني بنيسابور قال: أخبرنا الامام أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد المنصوري الطوسي قال: حدثنا الامام أبو الحسن الدارقطني، ح. قال أبو بكر الجيّاني: وأخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عثمان الغزّال قال:: أخبرنا شيخ القضاة البيهقي- إجازة- قال: أخبرنا الدارقطني، ح. قال شيخنا أبو محمد عبد الرحمن: وأخبرنا الرئيس مسعود بن الحسن الثقفي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي إذنا عن الدارقطني قال (6- و) أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حنان قال: قال حدثنا بقيّة قال: حدثنا أبو اسحاق القنّسريني قال: حدثنا فرات بن سليمان عن محمد بن علوان عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصل الدين الصلاة خلف كل برّ وفاجر، والجهاد مع كل أمير ولك أجرك، والصلاة على كل من مات من أهل القبلة «1» .

أبو اسحاق ابن شهرام:

قال فيه الدارقطني: لا يثبت. أبو اسحاق ابن شهرام: الكاتب ويعرف بابن ظلوم المغنية الشهرامية، واختلف في اسمه فقيل عبد الله ابن محمد بن شهرام، وقيل محمد بن عبد الله بن شهرام، وقد أشرنا الى ذلك فيما تقدم، وقيل في جده شهران. قدم حلب واختصه سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان لخدمته، وأفضى إليه بأسراره وكان يسيره في رسائل الى ملك الروم، ووزر بعده لابنه شريف، وكان مدبر دولته. وأمه ظلوم الشهرامية جارية أبيه، وبه تعرف، وكانت من المحسنات في الغناء، وكان أبو اسحاق كاتبا مجيدا، وشاعرا محسنا، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه شيئا من شعره. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- اجازة- قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي قال: أخبرنا أبي المحسّن بن علي قال: حدثنا أبو القاسم بن معروف، وذكر حكاية وقعت في مجلس سيف الدولة بحلب، قال فيها: ثم استدعى- يعني- سيف الدولة أبا اسحاق بن شهرام المعروف بابن ظلوم المغنية، وكان يكتب له ويترسل الى ملك الروم، ويبعثه في صغير (6- ظ) أموره وكبيرها وذكر تمام الحكاية. وقال التنوخي في موضع آخر: أبا اسحاق بن شهرام الكاتب، وكان خصيصا به جدا، يخدمه في أموره، وينفذه في صغير أخباره وكبيرها. قرأت على ظهر كتاب المعاني للفرّاء بخط أبي عبد الله بن خالويه مكتوبا بخط عقيل أبو بخط عمار ابني الحسين بن حماد الموصلي، وكانا يقرآن بحلب على ابن خالويه صورته: قال ابن خالويه: حضر ذات يوم عندي أبو اسحاق بن شهرام،

أبو اسحاق الحنبلي:

وأبو العباس ابن كاتب البكتمري، وأبو الحسن المعنوي، فأنشد عمار بيتا على فص خاتمه وهو: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وسأل الجماعة إجازته، فقال أبو اسحاق بن شهرام: وكل مصيبات الزمان وجدتها ... سوى فرقة الأحباب هينة الخطب وقد قال لي قوم تبدل سواهم ... لعلك تسلو إنما الحبّ كالحبّ ومن لي بسلوى عنهم لو أطقتها ... ولكن عذلي ليس يقبله قلبي فيا حب لا تبخل عليّ بقبلة ... ترد بها نفسي فيغبطني صحبي فإني وبيت الله فيك معذب ... الفؤاد عليل القلب مختلس اللب ولي مثل قد قاله قبل شاعر ... إذا ازددت منه زدت ضربا على ضرب خرجت غداة النفر أعترض الدمى ... فلم أرى أحلى منك في العين والقلب فو الله ما أدري أحبّا رزقته ... أم الحب أعمى مثل ما قيل في الحب (7- و) وقال أبو العباس بيتين وقال أبو الحسن المعنوي ثلاثة أبيات قد ذكرناها في ترجمتيهما، وقد ذكرنا الحكاية بتمامها في ترجمة الحسين بن علي بن حماد الموصلي، والد عمار المذكور فيما تقدم من هذا الكتاب. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. أبو اسحاق الحنبلي: قدم حلب علي أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري الحلبي العابد، وحكى عنه. أبو اسحاق الأنطاكي: روى عن أبي عبد الله الجوزجاني، روى عنه أبو القاسم نصر بن منصور، وعبد الله بن الحسين (7- ظ) .

أبو اسماعيل الطفرائي الكاتب:

أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنبأنا الشريف أبو القاسم النسيب قال: حدثني أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو العباس البردعي قال: حدثنا عبد الله بن الحسين عن أبي اسحاق الانطاكي قال: حدثني أبو عبد الله الجوزجاني- رفيق ابراهيم- قال: غزا ابراهيم بن أدهم في البحر، فذكر الحكاية في موت ابراهيم، وقد ذكرناها في ترجمته «1» . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي الحافظ قال: أنبأني أبو القاسم الظفري، والآزجي ذاكر بن كامل، ويحيى بن أسعد بن بوش عن أبي سعد بن الصيرفي عن أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ قال: أخبرنا المؤمل بن غدير التنوخي قال: حدثنا الحسن بن منصور الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن منصور الكندي قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن منصور قال: سمعت أبا اسحاق الأنطاكي يقول: لقي رجل رجلا فقال له: من أين جئت؟ قال من الطوس، قال وأين تريد؟ قال: كوفة، فهل لك من حاجة؟ قال: نعم تحمل الألف واللام من الطوس حتى تأتي بها كوفة. أبو اسماعيل الطفرائي الكاتب: واسمه الحسين بن محمد وقد قدمنا ذكره. أبو الاسود الدؤلي: واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، وهو أول من وضع علم النحو، وقد قدمنا ذكره في حرف الظاء «2» ، وذكرنا أنه شهد صفين مع (8- و) علي رضوان الله عليه. نقلت من أخبار النحويين تأليف أبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي «3» في ذكر أبي الأسود الدؤلي قال: وقد ولي أبو الأسود البصرة لابن عباس، وشهد صفين

أبو أسيد بن ربيعة الانصاري:

مع علي عليه السلام، وأصابه الفالج بالبصرة، ومات بها، وكان سعى بابن عباس رحمة الله عليه الى علي صلوات الله عليه حتى كان بينها في ذلك كلام. ونقلت من خط روح بن محمد بن أحمد بن محمد بن اسحاق بن السني قال: وأخبرنا فيما كتبه لي الى والدي رحمه الله، يعني جده أحمد بن السني قال: حدثنا أبو عثمان المازني أن أبا الأسود الدئلي تقدم الى زياد، فرفع مجلسه، فقال إن لي خصما، فقال إنك لخصم، اقعد فمن خصمك؟ قال: أم ولد لي، أدع بها «1» ، فدعا بها فأجلسها، قال أبو الأسود: حملته قبلها ووضعته قبلها، قالت: حملته شهوة وحملته أنا كرها، فقال: يا أبا الأسود ادفعه إليها فهي أحق به، وتحول الى مجلسك وانصرفت المرأة، وقام ابو الأسود، ثم أقبل عليه فقال: يا أبا الأسود لو كان فيك فضل لاستعملناك قال: أللصراع يريدنا الأمير! قال: فأنشا أبو الأسود يقول: زعم الأمير أبو المغيرة أنني ... شيخ كبير قد دنوت من البلى صدق الأمير أبو المغيرة ربما ... نال المكارم من يدب على العصا (8- ظ) يا أبا المغيرة رب أمر فادح ... فرجته باللب مني والدها «2» أبو أسيد بن ربيعة الانصاري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقيل إنه شهد في كتاب التحكيم بين علي ومعاوية (9- و) . أبو أسيد «3» الفزاري الزاهد: يقال بفتح الهمزة وضمها، وكان من التابعين، روى عنه عبد الله بن أبي زكريا، وحكى عنه سعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان يقال إنه

أبو الأشعث الصنعاني:

من الأبدال، وغزا أرض الروم، واجتاز بدابق في طريقه الى الغراة وقد ذكرنا في ترجمة عبد الله بن عبد الحليف أنه كان بأرض الروم مع عبد الله ويزيد بن الأسود (9- ظ) . أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الدامغاني قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا أبو العز بن المختار بن المؤيد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: وحدثني يحيى بن عبد العزيز الجزري قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد- فيما أظن- أن أبا أسيد شهد جنازة فمر بعتبة باب داره وإذا به قد أصلح فقال: ما نظرت الى هذا بنهار منذ ثمانية عشر سنة (10- و) . أبو الأشعث الصنعاني: اسمه شراحيل، وقيل شرحبيل، وقد تقدم ذكره في حرف الشين. أبو الأعور السلمي: اسمه عمرو بن سفيلن، شهد صفين مع معاوية، تقدم ذكره. أبو الأعين الأنطاكي: شاعر مجيد من أهل أنطاكية، قرأت له أبياتا من الشعر بخط علي بن سنان الحلبي، في مجموع من تعليقه: لا وحلو الهوى ومر التجني ... وبخط العذار في ورد خده لأذيبن وجنتيه بلحظي ... مثلما قد أذاب قلبي بصده قال: وله: الرجل المهذب ابن نفسه ... أغناه فضل نفسه عن جنسه كم بين من تكرمه لغيره ... وبين من تكرمه لنفسه قال: وله أيضا: ربما يرجو الفتى نفع فتى ... خوفه أولى به من أمله رب من ترجو به دفع أذى ... سوف يأتيك الأذى من قبله

أبو أمامة الباهلي:

أبو أمامة الباهلي: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه صدي بن عجلان، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، تقدم ذكره. أبو أمية السندي: خصي عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، واسمه عبد الرحمن، تقدم ذكره (10- ظ) أبو أمية الخصي: خادم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، غير الأول، اسمه منصور، قد تقدم ذكره. أبو أمية الطرسوسي: اسمه محمد بن إبراهيم، تقدم ذكره. أبو أيوب: مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، شهد صفين مع علي رضي الله عنه وغيرها، حكى عنه، روى عنه علي بن مطرف. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الصوفي- إجازه إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال: كتب إليّ أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي: حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثنا يونس بن أرقم قال: حدثنا محمد ابن المغيرة عن علي بن مطرف عن أبي أيوب مولى عثمان، وكان انقطع مع علي وشهد معه المشاهد قال: جاء رجل إليه، فقال: يا أمير المؤمنين أرأيت هذه الخطايا التي استوجب الناس بها من الله العقوبات أهي من الله أم من الناس؟ قال: خلقها من الله وعملها من الناس، لا تسأل عنها أحدا غيري.

حرف الباء من الكنى

حرف الباء من الكنى أبو البختري: شهد وفاة عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه بدير بن سمعان، وحكى عنه، روى عنه سفيان، وليس بسعيد بن فيروز. (11- و) أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي قال: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الدواتي قال: أخبرنا أبو منصور بن شكرويه قال حدثنا أبو الحسن علي ابن القاسم بن الحسن النجاد- املاء- قال: حدثنا يعقوب بن محمد بن صالح قال: حدثنا بكر بن أحمد بن سعدويه القطان العبدي قال: حدثنا نصر بن علي عن محمد بن يزيد عن سفيان عن أبي البختري قال: دخلنا على عمر بن عبد العزيز وهو يجود بنفسه، فقلنا: يا أمير المؤمنين من توصي بأهلك؟ فقال: إذا نسبت الله فذكروني، قال: فأعدنا، فأعاد به، ثم قال «إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ» «1» ، بنّي أحد رجلين: رجل أطاع الله فما كان الله ليضيعه، ورجل عصى الله فما أبالي على أي جنب سقط. قال الحافظ أبو القاسم: أظن أبا البخترى هذا مغراء العبدي، والله أعلم. أبو بدر الحلبي: حدث عن عبد الله بن عبيد بن نمير روى عنه بكر بن خنيس. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا اسماعيل بن (11- ظ)

أبو بديل:

عبد الله بن مسعود قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا الهقل عن بكر بن خنيس عن أبي بدر الحلبي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله ما الايمان؟ قال: السماحة، قلت: فأي المسلمين أفضل؟ قال. من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وأعظم المسلمين في المسلمين من سأل عما لم يكن على المسلمين فحرم من أجل مسألته «1» . أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن باز الموصلي- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال: أبو بدر الحلبي، روى عن عبد الله بن عبيد بن نمير، روى عنه بكر بن خنيس «2» . أبو بديل: وعنبسة الوراق الأعرابي مولى أبي بديل. أبو بردة بن عوف الأزدي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقد ذكرنا قوله يومئذ في ترجمة مخنف ابن سليم. أبو بردة بن نيار: شهد صفين مع علي رضي الله عنه.

ذكر من كنيته أبو البركات (12 - و)

ذكر من كنيته أبو البركات (12- و) أبو البركات بن خليفة بن العطار: الحراني الأمين، سكن حلب مدة طويلة، ثم عاد الى حران وتوفي بها، وكان أخوه قد مرض بحران، فسمع بمرضه فسار من حلب الى حران عائدا له فبرأ أخوه يوم وصوله، ومرض هو ومات. وكان حدث بصحيح الامام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وسمع سعد الخير بن محمد الأنصاري وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي ونظراءهم سمع منه شيخنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن تيمية خطيب حران، وغيره، أخبرني بذلك كله رفيقنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن شجانه الحراني. أبو البركات بن عبد المحسن بن سعيد بن عمرو: التنوخي المعري الأطروش، شاعر مجيد من أهل معرة النعمان. روى عنه شيئا من شعره القاضي أبو اليسر عبد الكريم بن عبد الغالب بن عبد الله المعري. أخبرنا أبو القاسم بن الحسين بن رواحة الأنصاري- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن ابراهيم السّلفي- ونقلته أنا من خط السلفي- قال: أنشدني القاضي أبو اليسر عبد الكريم بن عبد الغالب بن عبد الله المعري بالاسكندرية قال: أنشدني أبو البركات بن عبد المحسن بن عمرو التنوخي لنفسه بالمعرة:

أبو البركات بن أبي جوزة المعري:

همّ الورى في العيد قطع ثيابهم ... جددا وأكثر همنا الصابون (12- ظ) والبن والزيتون جل طعامنا ... فيه وأين البن والزيتون قرأت في بعض تعاليقي لأبي البركات بن عمرو الأطروش في نواب أبي مسلم: مضى أبو مسلم حميدا ... وجاره الله خير جار وما علا موته علينا ... براحة الناس من نزار أبو البركات بن أبي جوزة المعري: شاعر من شعراء معرة النعمان، متوسط الشعر، وهو من بني عمرو المعريين. نقلت من خط أسامة بن مرشد بن منقد، وأنبأنا به عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: ومن شعراء الشام أبو البركات بن أبي جوزة، وليس من المشهورين بجيد الشعر، من شعره: نثرت مقلتاي دمعا فريدا ... حين بانوا عني فبت فريدا يا أخلّائي ليس قلبي على البين ... كما تعهدون قدما جليدا شفّه وجده بكم فهو نضو «1» ... مستهام لا يستطيع مزيدا يا زمان اللوى سقتك الغوادي ... والسواري ما كنت إلّا حميدا يا مغاني الأحباب بدّلت منهم ... سرب وحش دعج النواظر غيدا أشبهوها سوالفا وعيونا ... ونفارا وخالفوها خدودا (13- و) قال أسامة بن منقذ: ومن شعره: ألمّ خيال من سليمي فسلما ... وهيج لي داء من الوجد أقدما وألهب في الأحشاء نار صبابة ... أبى جمرها في الحب إلّا تضرما على أنه لم يجر في القلب ذكرها ... وان بعدت إلّا جرت أدمعي دما وإني لذو وجد بها وصبابة ... إليها وان لم تشف ما بى من الظما

أبو البركات بن الدويدة:

أحنّ إليها كلما هبت الصبا ... وغرد فمري الضحى فترنما ألا ليت شعرى هل يعود كما مضى ... زمان بإدراك الأماني تصرما وذكر ابن الزبير في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان قال: أبو البركات ابن أبي جوزة المعري، شاعر من أهل معرة النعمان، هو وأخوه أبو نصر، وأورد لأبي البركات القصيدة الميمية المتقدمة البيتين الأولين والبيتين الآخرين. أبو البركات بن الدويدة: واسمه محمد بن أحمد بن محمد المعري، وقد سبق ذكره. أبو البركات بن أبي جرأدة الحلبي: واسمه عبد القاهر بن علي، وكان كاتبا مجيدا، وشاعرا حسن الشعر، أديبا، راويا للحديث، وقد ذكرناه. (13- ظ) . أبو البركات بن علي: ابن عبد الرزاق بن الخضر بن عجلان، البالسي، شيخ من أهل بالس، له شعر، كتب عنه عمر بن الربيب أبي المعالي أسعد بن عمار الموصلي. فإنني قرأت بخطه في مجموع له: أنشدني بالقاهرة سديد الدين أبو البركات بن علي بن عبد الرزاق بن الخضر بن عجلان- من بني النابغة الجعدي، الشاعر المشهور- لنفسه في العشر الاول من جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وستمائة، حين قصد الديار المصرية من مدينته وهي بالس بالشام، شاكيا من نواب الملك الحافظ نور الدين أرسلان بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب الى السلطان الملك الكامل، وسألته عن عمره فقال: لي تسعة وسبعون سنة، وقد عزم على النقلة عن بالس: سأرحل عنكم رحلة ليس بعدها ... رجوع اليكم ما أمدني الدهر لاني رأيت الحال تبدي لي الجفا ... ولم يستقم لي في بليدتنا أمر

وما أنا معتاد هوانا وقلة ... ولا سيما يأتي وقد نفد الدهر وفي الأرض مستغنى يعوض عنكم ... وما أنا مجهول وإن مسّني الضرّ نفضت يدي منكم اياسا لخيركم ... كما تنفض الايدي اذ انجز القبر قال: وأنشدني أيضا لنفسه في اليوم المذكور: لما أتت كتب القضاة فضضتها ... وعلمت ما فيها ففاضت أدمعي أسفا على بعد المسافة والمدى ... والدار تبكيهم وتندبهم معي

ذكر من كنيته أبو بشر (14 - و)

ذكر من كنيته أبو بشر (14- و) أبو بشر الحلبي: واسمه عمران، روى عن الحسن البصري، وأبي عثمان النهدي، والزهري، وأبي مليح بن أسامة. روى عنه عبيد الله بن موسى، ووكيع بن الجراح، وحماد بن أسامة والحسن بن صالح، وقران بن تمام الكوفي، وعلي بن هاشم. أخبرنا أبو القاسم بن أبي السعود بن قميرة البغدادي- بحلب- قال: أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج بن الآبري عن طزاد بن محمد الزينبي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن سعد قال: أخبرنا قران بن تمام عن أبي بشر الحلبي عن الحسن قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ساعات الاذى يذهبن ساعات الخطايا «1» . أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن محمود ابن سعد الثقفي ومحمود بن أحمد بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن محمد بن الفضل قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن هرون قال: أخبرنا أحمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا الحسن بن صالح عن أبي بشر الحلبي عن الزهري قال: تسبيحة في شهر رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره. أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري (14- ظ) قال: أخبرنا السيد أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمر العلوي النقيب قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي المعروف بابن الطيوري، قال:

أبو بشر المؤذن:

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب بن اسحاق العباداني قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي الواسطي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا أبو بشر الحلبي عن الحسن قال: ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الاعمال «1» ، من قال حسنا، وعمل غير صالح رده الله عز وجل على قوله: ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه «2» العمل ذلك بأن الله عز وجل يقول: «اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه» «3» . أبو بشر المؤذن: مؤذن مسجد دمشق، يقال انه من أهل قنسرين، روى عن عامر بن لدين الاشعري، وعمر بن عبد العزيز ومكحول، روى عنه معاوية بن صالح الحضرمي وراشد بن سعد، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي (15- و) . أنبأنا أبو حفص بن قشام الحلبي عن أبي العلاء الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر ابن أبي علي قال: أخبرنا أبو بكر الصفار قال: أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد قال: أبو بشر مؤذن مسجد دمشق، روى عن عامر بن لدين الاشعري، روى عنه معاوية بن صالح الحضرمي، حديثه في أهل الشام، قال: ويحتمل أنه هو الذي روى عنه راشد بن سعد، ويقال انه من أهل قنسرين، وهو الذي روى عنه عن مكحول أبي عبد الله الهذلي وأبي حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان القرشي. وقال الحاكم: أخبرنا أبو العباس السراج قال: حدثنا أبو همّام الوليد بن شجاع قال: حدثني ابن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح عن أبي بشر أنه رأى عمر بن عبد العزيز.

أبو بشر العطار:

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أجاز لي أبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن أحمد ابن محمد الطبري قال: حدثتنا أم الضحاك عاتكة بنت أحمد بن عمرو بن أبي عامر النبيل، قالت: قرأت في كتاب أبي أحمد بن عمرو بن أبي عامر النبيل، وأجاز لي أن أروي عنه، قال: حدثنا أبو بكر- يعني- ابن شيبة قال: توفي أبو بشر مؤذن دمشق سنة عثمان وعشرين ومائة. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن نسيم في كتابه عن أبي القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال: أخبرنا (15- ظ) أبو عمرو ابن مندة قال: أخبرنا أبو محمد بن بوه قال: أخبرنا أبو الحسن اللبناني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أبو بشر مؤذن مسجد دمشق مات سنة ثلاثين ومائة، وقال غيره عن ابن سعد: في خلافة مروان بن محمد «1» . أبو بشر العطار: كان بطرسوس، وحكى عن رجل مجهول كان بالثغر من رهط قيس بن ذريح، روى عنه أبو زكريا بن ابراهيم المزكي. قرأت بخط تاج الاسلام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني وأنبأنا به ولده أبو المظفر عبد الرحيم عنه قال: أخبرنا أبو محمد سفيان بن ابراهيم التككي- بقراءتي عليه بأصبهان- قال: أخبرنا أبو صالح محمد بن المؤمل البشتني، قدم علينا، قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن ابراهيم المزكي- املاء- قال: سمعت أبا بشر العطار يقول: كنت بطرسوس فوقع النفير، فلما قربنا من الجوزات سمعت أصوات حراسها فوق السطوح يكبرون بأنواع التكبير والتحميد ما سمعت بمثلها في حسن الصوت والهيئة والتعظيم لذكر الله عز وجل، فسمعت بعد ذلك منشدا ينشد هذه الابيات:

أبو بشر التنوخي:

فوقع عليّ البكاء ولم أدر من ينشده، فلما أصبحنا قلت لبعض أهل طرسوس: سمعت البارحة كذا وكذا، فقال: قم معي فجاء بي الى شيخ، ذكر أنه من فرسان العرب، وصعاليك الغزاة، فقال: هذا الفتى كان الذي سمعته (16- و) البارحة يقول فينشد الابيات، فقال: أنا من رهط قيس بن ذريح حدثني أبي عن آبائه وأجداده، أن قيس بن ذريح لما فارق لبنى أنشأ هذه الأبيات واشتهر بذكر هنا وهي: ولو أنني استطيع صبرا وسلوة ... تناسيت لبنى غير ما مضمر حقدا ولكن قلبي قد تقسمه الهوى ... شتاتا فما ألفى صبورا ولا جلدا سل الليل عني كيف أرعى نجومه ... وكيف أقاسي الهم مستخليا فردا كأن هبوب الريح من نحو أرضكم ... يثير فتات المسك والعنبر الندا أبو بشر التنوخي: وقيل أبو بشير حكى بعض أمر وقعة اليرموك، وكان نصرانيا من تنوخ، خرج من أنطاكية مع باهان ملك الروم حين توجه الى اليرموك، حكى ذلك عنه أبو جهضم الأزدي، ذكر ذلك عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وأبو اسماعيل محمد بن عبد الله الأزدي البصري. أبو بشر الوزير الحلبي النصراني: كان وزيرا للأمير محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي، أمير حلب، وكان قد ساعد محمودا بماله حتى ملكه حلب واستجذب إليه العرب، وكان محمود في أول ملكه حسن الأخلاق، كريم النفس، ثم تغير بعد ذلك على أصحابه وشحت نفسه، وتغيرت أخلاقه بعد رحيل السلطان العادل ألب أرسلان عن حلب (16- ظ) «1» . فتغير على وزيره أبي بشر، وكان القائد أبو الحسن بن أبي الثريا الذي كان وزيرا لعطية بن صالح بن مرداس قد سعى بأبي بشر ليلي وزارة محمود، فقبض

محمود أبا بشر الوزير، وطالبه بمال جليل، وكان محمود قد رغب في جمع المال وغلب عليه حب الدنيا، فذكر له أبو بشر أنه عاجز عن أداء ما طولب به، وأنه مما لا تصل يده ولا الى بعضه، فأمر محمود بقتل ولد كان لأبي بشر وبقتل أخيه فقتلا، وقطع رأساهما وعلفا في عنقه، فسمع أبو بشر وهو يقول: ويخ دهري ما أمرّه ... ما وفى خيره بشره وحلف أبو بشر أنه بعدما فعله بابنه وأخيه لا يظهر له شيئا من ماله، وقال: كل من عنده لي شيء مودع فهو في حل منه وسعة، وندم محمود على ما فعل وأراد الرجوع له وأرسل إليه شافع بن الصوفي أن يقرر عليه شيئا ويطلقه، فامتنع واتفق أن محمودا اصطبح وقدم إليه طعام بعد سكره، فأنفذ منه لأبي بشر مع فراشه، فقام قائما وقبل الأرض وشكر ودعا، فعرف ابن أبي الثريا، فركب ولقي الفراش ودفع إليه مائة دينار وسأله أن يقول لمحمود إن هذا شيخ خرف لأنه لم يقبل طعام مولانا، وقال: كافأه الله وعجل عليه، ففعل الفراش ذلك، ودخل ابن أبي الثريا عقيبه على محمود، وجاراه في حديث لا يتعلق بأبي (17- و) بشر، فلم يقبل عليه ووجده مملوء القلب غيظا من جواب الفراش، فقال ابن أبي الثريا: الله لا يشغل لمولانا خاطرا فما أراه منبسطا في مجلسه ولا مصغيا إلى المملوك، فحدثه بما قال الفراش فقال: يا مولانا لم تزل إليه محسنا، ويقابله بالاساءة فكيف يكون بعدما جرى عليه وعلى ابنه وأخيه ما جرى، وأنا أدري أنك تريد ماله وقد تكرر قوله أن لا يعطيك شيئا. قال محمود: هذا سيفي وخاتمي خذهما وامض إليه، فإن لم يقر بشيء فاقتله، فقام ابن أبي الثريا من عنده بذلك واشتغل محمود بالشرب فلهي عنه، وأحضر ابن أبي الثريا أبا بشر فلم يطالبه بمال، بل قال له: ما زلت تتجلد حتى صرت إلى هذه الحال، فقال: يا قائد السوء قد علمت أن هذا كله من سعيك، والأجل لا مرد له، وهذا موت الشهداء، ولكن استعد لرجلك بحبل فستموت ميته الكلاب وتجر جيفتك الى الخندق، وقتل أبو بشر ورمي وسط بئر بستان القصر. وصعد أبو نصر بن النحاس ثاني يوم قتل أبي بشر إلى خدمة محمود، فقال

أبو بقية:

له سرا تمضي الى أبي بشر لتقرير ما عليه ويطلق، فقال: يا مولانا وما قتلته! فأطرق محمود ساعة ثم قال: تمت عليه وعليّ الحيلة ويجب يا أبا نصر أن نكتم هذا الأمر، قال أبو نصر: فما حدثت به إلّا بعد موت محمود. ووزر ابن أبي الثريا لمحمود فلما ولي نصر بن محمود حلب أمر بقتل (17- ظ) ابن أبي الثريا فقتل تحت القلعة وجرّ بحبل على ما ذكرناه في ترجمته، وصدق فأل أبي بشر. نقلت ذلك من خط الشريف محي الدين أبي حامد محمد بن الشريف أبي جعفر الهاشمي الحلبي، رحمه الله. أبو بقيّة: راجز قدم مع المتوكل حلب في سنة أربع واربعين ومائتين وقال مزدوجة يصف المنازل من سامراء إلى دمشق أولها: يا نفس إن العمر في انتقاص ... وليس من موتك من مناص أما تخافين من القصاص ... وترتجين الفوز بالخلاص فبادري بالطاعة المعاصي وهي طويلة.

ذكر من كنيته أبو بكر

ذكر من كنيته أبو بكر أبو بكر بن أحمد بن علي بن عبد العزيز: البلخي السمر قندي الحنفي الفقيه المعروف بالظهير، أصله من بلخ، وهو من أهل سمرقند، فقيه فاضل، مفت على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، قرأ الفقه على الامام قطب الدين علي بن محمد الأسبيجابي بعد الخمسمائة، ودرس الفقه بمراغة، وقدم حلب في أيام نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله، وأظنه نزل بها بالمدرسة الحلاوية ومدرسها إذ ذاك علاء الدين عبد الرحمن الغزنوي، ثم توجه الى دمشق وولي التدريس بها في الخزانة الغربية من جامع دمشق، ثم ولي التدريس بمسجد خاتون ظاهر دمشق. ووقفت له (18- و) على كتاب ألفه في شرح الجامع الصغير، وهو كتاب حسن في بابه، ووقف كتبه على المدرسة النورية الحلاوية بحلب، ووجدت تاريخ وقفه إياها في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وفي هذه السنة مات بدمشق، ولاح لي بقرائن الحال أنه كان أودع كتبه بحلب عنه الإمام علاء الدين الغزنوي مدرس الحلاوية بحلب، فلما حضره الموت بدمشق وقف كتبه على المدرسة بحلب. وقرأت بخطه على ظهر كتاب من كتبه الموقوفة: رأيت فيما يرى النائم بمراغة وأنا مدرس بمدرسة الخليفة ليلة الجمعة أواخر ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة، الشيخ الإمام الزاهد أبا بكر محمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله، فناولني يده اليمنى فأخذتها ومسستها وقبلتها، وقلت له اقبلني فقال لي بالفارسية: من أن توم، فقلت له: ومن ترازان توم، ثم أدخل طرف لسانه في فمي فامتصصته وابتلعت ريقه وقد أخذني وأسندني إلى حائط في مسجد كبير واسع كأنه مسجد الجامع، وكان طلق الوجه أبيض أحمر، حسن العينين خفيف اللحية.

قرأت بخط ظهير الدين أبي بكر السمر قندي، من شعره، على ظهر كتاب من كتبه الموقوفة بالمدرسة الحلاوية: ومما ظهر لي من أمر الشام أن قلت: الشام كامرأة لها دل به ... شغف الرجال وانها حسناء (18- ظ) فاقنع بذاك وخلها بقناعها ... لا تكشفن فإنها قرعاء وقرأت أيضا بخطه على ظهر كتاب من الكتب الموقوفة بيتين من شعره هما: يا زائدا في أكله لقمة ... أسقمت جسما سالما بالتخم فيالها من لقمة أسقمت ... جسما وردّت عدة من لقم أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني- ونقلته أنا من خط السمعاني- قال: وقال عمر بن محمد بن أحمد النسفي: التمس الاجازة مني الامام أبو بكر ابن أحمد البلخي السمرقندي بهذه الأبيات: أيا مقتدي الأيام يا ذا العلا عمر ... وقاك حفيظ الخلق من شبهة الضرر أجز لأبي بكر بن أحمد مفضلا وبدّل ... له بالأجر بالصفوة الكدر جميع الذي صنفته وسمعته وخذ ... صالح الدعوات في ظلمة السحر قال: فكتبت إليه: أجزت لسيدي وفريد عصري ... أبي بكر بن أحمد ما ابتغاه على شرط التحرز والتوقي ... وذكر بالدعاء كما حكاه أجيب دعاؤه فينا وفيه ... وفي الدارين تم له مناه أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أبو بكر السمر قندي الحنفي (19- و) الفقيه المعروف بالظهير، قدم دمشق وأقام بها مدة، وعقد له مجلس التدريس في الخزانة الغربية بشام من جامع دمشق التي جعلت

أبو بكر بن أنس بن مالك:

مسجد ثم فوض إليه التدريس بمسجد خاتون الى أن مات بدمشق ليلة الاثنين، ودفن يوم الاثنين الثالث والعشرون من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. أبو بكر بن أنس بن مالك: الأنصاري البصري، غزا الروم واجتاز بدابق، وقدم على أبيه أنس بن مالك رضي الله عنه، وحكى له حكاية حكاها عنه ثابت البناني. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد البغدادي- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثنا الحسن بن الصباح البزاز قال: حدثنا اسحاق ابن بنت داود بن أبي هند قال: أخبرنا عبّاد بن راشد البصري عن ثابت البناني قال: كنت عند أنس بن مالك، وقدم علينا ابن له من غزاة له، يقال له أبو بكر فسائله فقال: ألا أخبرك عن صاحبنا فلان، بينما نحن قافلين في غزاتنا إذ ثار وهو يقول: وا أهلاه، فثرنا إليه وظننا أن عارضا عرض له، فقلنا: ما لك؟ فقال: إني كنت أحدث نفسي أن لا أتزوج حتى أستشهد (19- ظ) فيزوجني الله تعالى من حور العين، فلما طالت عليّ الشهادة، قلت في سفري هذا ان رجعت هذه المرة تزوجت فأتاني آت قبيل في المنام، فقال أنت القائل إن رجعت تزوجت، قم فقد زوجك الله العيناء، وانطلق بي الى روضة خضراء معشبة فيها عشر جوار بيد كل واحدة صنعة تصنعها، لم أر مثلهن في الحسن والجمال، فقلت: فيكن العيناء؟ فقلن نحن من خدمها، وهي أمامك فمضيت فإذا روضة أعشب من الأولى، وأحسن فيها عشرون جارية في يد كل جارية «1» صنعة تصنعها ليس العشر إليهن بشيء من الحسن والجمال فقلت: فيكن العيناء؟ قلن نحن من خدمها وهي أمامك فإذا أنا بروضة وهي أعشب من الاولى والثانية في الحسن والجمال فيها أربعون جارية في يد كل واحدة منهن صنعة تصنعها ليس العشر والعشرون إليهن بشيء في الحسن والجمال، قلت: فيكن العيناء؟ قلن نحن من خدمها، وهي أمامك، فمضيت فإذا أنا بياقوتة مجوّفة فيها سرير عليه امرأة قد

أبو بكر بن أيوب بن شاذي:

فضل جنباها السرير، قلت: أنت العيناء؟ قالت: نعم مرحبا فذهبت أضع يدي عليها قالت: مه إن فيك شيئا من الروح بعد، ولكن تفطر عندنا الليلة، قال: فانتبهت قال: فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى المنادي: يا خيل الله اركبي (20- و) قال: فركبنا وصافنا العدو، قال: فانني لأنظر الى الرجل وأنظر الى الشمس وأذكر حديثه فما أدري رأسه سقط أم الشمس سقطت. أنبأنا حسن بن أحمد الصوفي عن الحافظ أبي طاهر قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسن بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثني أبي قال: وأبو بكر بن أنس (بن) مالك بصري تابعي ثقة «1» . أبو بكر بن أيوب بن شاذي: الملك العادل سيف الدين، واسمه محمد، وقد سبق ذكره في المحمدين من هذا الكتاب. أبو بكر بن جمهور: كان من المجاهدين بطرسوس، وقرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد وحكى عنه. وقع إليّ مجلد فيه أجزاء تتضمن أخبارا وحكايات عن أبي نصر إبراهيم بن علي بن عيسى بن الجراح، فقرأت في بعضها مما هو ملحق بها، وليس باسناد قال أبو بكر بن جمهور، وكان ممن يلزم طرسوس ويواصل الغزو: كنت بين يدي أبي بكر بن مجاهد، رحمه الله حتى جاءه رجل يريد القراءة عليه فوجده يقرئ رجلا قد تقدمه، فجلس في ناحية من الحلقة فلما فرغ الاول قام فجلس موضعه ثم ابتدأ يقرأ الحمد وأراد أن يقرأ أول سورة البقرة، فلما قال: «ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه» قال له أبو بكر: حتى تتم الختمة الأوّلة، ثم تقرأ غيرها (21- و) فقال

أبو بكر بن حماد بن علي بن عبد الله الحلبي:

الرجل: وأي ختمه يا استاذ؟ قال: التي بلغت منها إلى عبس، فاحتشم الرجل، ونهض وقرأ غيره، فسأله سائل عن الحديث، فقال: هو والله كما قال، ابتدأت عليه ختمة منذ ثلاث عشرة سنة ولم أفرع منها، وبلغت منها الى عبس، وعرض لي سبب فخرجت إلى البصرة، وطالت غيبتي فلم أقدم إلّا في هذا الوقت «1» (20- ظ) . أبو بكر بن حماد بن علي بن عبد الله الحلبي: شاعر كتب عنه أبو البركات بن المستوفي أبياتا من شعره وذكره في تاريخ إربل- بما أجازه لنا- قال: أبو بكر بن حماد بن علي بن عبد الله الحلبي، اجتمت به في منزلي بإربل في ثاني شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وعشرين وستمائه، وانشدني لنفسه أبياتا عملها على الفرات: ويوم مررنا بالفرات وجمعنا ... كرام وأوقات السرور تساعد نزلنا بها والماء يرقص ضاحكا ... نرى العيش صفوا والغرام فرائد وأمواهها تجري كدمع مولّه ... رماه بفقد الإلف دهر معاند أبو بكر الدقي: اسمه محمد بن داود، دخل الثغر، وقد قدمنا ذكره. أبو بكر الضحاك: ابن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة الفهري، وقد تقدم نسبه في ترجمة أبيه، كان في صحبة سليمان بن عبد الملك بدابق وحكى عن وفاته. قرأت في كتاب الوصايا لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني قال: حدثونا عن أبي بكربن الضحاك بن قيس الفهري قال: شهدنا مع سليمان (21- ظ) بن عبد الملك جنازة رجل من قريش، فجلست قريبا منه، فأخذ حفنة من تراب، فقبض عليها، ثم أرسل أصابعه وبسط كفيّه والتراب فيها، ثم قال: إن هذا لمدفن طيب، قال:

أبو بكر بن عثمان قجمك:

فو الله الذي لا إله غيره ما أتت له جمعة حتى دفناه إلى جنب القرشي ليس بينها أحد «1» . أبو بكر بن عثمان قجمك: السلوري المنبجي الحنفي، فقيه حنفي المذهب عارف بالفقه، صالح ورع تركماني من خيل سلور، من تركمان بلد منبج، سكنها واشتغل بالفقه وسمع الحديث بها من القاضي رافع الفايوي، وروى لنا عنه بحلب أمالي الامام برهان الدين البلخي في سنة ثمان وعشرين وستمائة في جمادى الأولى وسألته في هذا التاريخ عن مولده فقال: لي ثمانية وستون سنة تقديرا، وكان له شعر متوسط، وكان مشغوفا به وبنثره أيضا يعرضهما على الناس مستحسنا لهما. أخبرنا بدر الدين أبو بكر بن عثمان بن قجمك السلوري الفقيه بحلب قال: أخبرنا القاضي «2» (22- و) . أنشدني الفقيه أبو بكر بن عثمان المنبحي لنفسه بحلب: إذا اخترت أن تحيا فمت عن عوائق ... من الحس خمس ثم عن مدركاتها وقابل بوجه العقل عالم قدسه ... فذاك حياة النفس عند مماتها توفي الفقيه بدر الدين ابو بكر بن عثمان بمنبح..... «3» أبو بكر بن عمير الجرجاني: سمع بأنطاكية القاسم بن أحمد بن محمد البغدادي، وبحلب سيار بن نصر بن سيار. روى عنه أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وقد سقنا عنه حديثا رواه عن القاسم في ترجمة القاسم من هذا الكتاب. أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي- اجازة إن لم يكن سماعا- أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن مسعدة قال: أخبرنا أبو.

أبو بكر بن محمد بن علي بن مغفل الاسدي الطيبي:

القاسم حمزه بن يوسف السهمي قال: اخبرنا الاسماعيلي قال: حدثني أبو بكر ابن عمير قال: حدثنا سيار بن نصر بن سيار البزاز البغدادي بحلب قال: حدثنا سهل بن عبد الرحمن الجرجاني- لقيته بالبادية بسوق فيد- عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استعينوا على الحوائج بكتمانها فإن لكل نعمه حاسدا «1» أبو بكر بن محمد بن علي بن مغفل الاسدي الطيبي: من أهل القرآن، فقير حسن السمت من أهل الطيب «2» ، وعنده فضل وخوض في شيء من كلام أرباب الطريقة، قدم علينا حلب، ونزل في المسجد المعروف بنا، وكان حلو الكلام والمحاضره، وما كان خاليا من التصنع. أنشدني أبو بكر بن محمد بن مغفل الطيبى في شهر رمضان من سنة احدى وثلاثين وستمائة بمسجدنا بحلب، قال: أنشدني البحراني الشاعر لنفسه بالموصل في سنة خمس وعشرين تقديرا. يظن نحولي ذو السفاهة والغبا ... غراما بهند واشتياقا الى دعد (22- ظ) ولم يدر أني ماجد شفّ جسمه ... لقاء هموم خيلها أبدا تردي عدمت فؤادا لا يبيت وهمه ... كرام المساعي وارتقاء إلى المجد خليليّ مادار المذلة فاعلما ... بداري ولا من ما أعدادها وردي ولا لي في أن أصحب النذل حاجة ... لصحة علمي أنه جرب يعدي أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني: الإمام علاء الدين، أمير كاسان، بلدة من وراء النهر من بلاد الترك، أقام ببخارى واشتغل بها بالعلم على شيخه الامام علاء الدين محمد بن أبي أحمد السمر قندي، وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل: التحفة في الفقه، وشرح التأويلات في تفسير القرآن العظيم، وغيرهما من كتب الأصول، وسمع منه الحديث، ومن غيره

وبرع في علمي الأصول والفروع، وزوجه شيخه السمرقندي بابنته فاطمة الفقيهه العالمة. وخرج بها معه الى بلاد الروم «1» وكان محترما بها، فجرى بينه وبين فقيه من كبار الفقهاء كلام، فرفع الكاساني المقرعة على ذلك الفقيه، وتأذى ملك بلاد الروم من ذلك ولم يقل له شيئا، وكان يركب الحصان إلى أن مات، وله رمح يصحبه في الحضر والسفر، وعنده نخوة الإمارة وعزة النفس. وسير من الروم رسولا إلى حلب إلى نور الدين محمود بن زنكي، فعرض عليه المقام بحلب والتدريس بالمدرسة الحلاوية، فأجابه إلى ذلك، ووعده أن يعود إلى حلب بعد رد جواب (23- و) الرسالة، فعاد إلى الروم وأعاد الجواب على ملك الروم، ثم قدم حلب فأكرمه نور الدين محمود بن زنكي وولاه التدريس بالمدرسة الحلاوية المعروفة بمسجد السراجين، وفوض إليه نظرها، وزاوية الحديث بالشرقية بالمسجد الجامع، فحدث بالزاوية المذكورة عند خزانة الكتب، ودرس بالمدرسة المذكورة وبالجاولية، وكان حريصا على تعليمم العلم ونفع الطلبة، وكان فقيها عالما صحيح الاعتقاد، كثير الذم للمعتزلة وأهل البدع يصرح بشتمهم ولعنهم في دروسه، وصنف كتبا في الفقه والأصول منها كتابه في الفقه الذي وسمه «ببدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» رتبه أحسن ترتيب وأوضح مشكلاته بذكر الدلائل في جميع المسائل، ومنها كتابه الذي وسمه «بالسلطان المبين في أصول الدين» وكان مواظبا على ذكر الدرس ونشر العلم. حدثني والدي رحمه الله قال: كان علاء الدين الكاساني كثيرا ما يعرض له النقرس في رجليه والمفاصل، فكان يحمل في محفة من منزله بالمدرسة، ويخرج الى الفقهاء بالمدرسة ويذكر الدرس ولا يمنعه ذلك الألم من الاشتغال، ولا يخل بذكر الدرس، وكانت زوجته فقيهة فاضلة تحفظ التحفة من تصنيف والدها، وتنقل المذهب وربما وهم الشيخ في الفتوى في بعض الأحيان، فتأخذ عليه ذلك الوهم وتنبهه على وجه الصواب فيرجع الى قولها.

وسنذكرها في (23- ظ) حرف الفاء فيمن اسمه فاطمة من النساء ان شاء الله تعالى. أنبأنا جماعة من شيوخي عن الشيخ الامام علاء الدين الكاساني، ونقلته من خطه، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الأجل الاستاذ علاء الدين- يعني- محمد بن أبي أحمد السمر قندي قال: حدثني الشيخ الامام أبو علي الحسن بن محمد بن خدام البخاري قال: حدثنا الشيخ القاضي الامام أبو علي الحسين بن الخضر بن محمد النسفي، جدي رحمه الله، قال حدثنا الشيخ الإمام الجليل أبو بكر محمد ابن الفضل الكاغدي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي الشيخ الفقيه الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن اسحاق السمناني قال: حدثنا اسماعيل بن توبة القزويني قال: حدثنا امام المسلمين محمد بن الحسن الشيباني رحمة الله عليه قال: حدثنا أبو حنيفة رحمه الله قال: حدثنا علقمه بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث جيشا قال: اغزوا بسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله. لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا حاصرتم مدينة أو حصنا فادعوهم إلى الاسلام فإن أسلموا فأخبروهم أنهم من المسلمين لهم مالهم وعليهم ما عليهم «1» الحديث. أخبرني الشريف أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن محمد البخاري الاصل (24- و) الحلبي المولد والمربى، والشيخ نظام الدين محمد بن عتيق الديباجي الحنفي قالا: قال الشيخ الامام علاء الدين أبو بكر الكاساني في أول اعتقاده، وسمعناه منه: لا شيء أرضى عند الله تعالى من هداية العباد الى سبيل الرشاد، والإبانة لهم عن المرضي من الاعتقاد، وهو اعتقاد السنة والجماعه إذ به ينال خير الدارين وسعادة المحلين، فمن تمسك به فقد اتبع الهدى، ومن حاد عنه فقد ضلّ وغوى، وذكره إلى آخره (24- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي: حدثني محب الدين محمد بن محمود بن النجار الحافظ قال: سمعت جماعة يحكون لي عن الامام علاء الدين الكاساني المقيم بحلب أنه كان أقعد من رجليه لنقرس عرض له فيها، فنزل إليه نور الدين محمود بن زنكي ودخل إليه يعوده، فتحرك علاء الدين الكاساني له فظن نور الدين أنه يحاول القيام له، فقال له بالفارسية: بنشي بنشي أي اقعد لا تقم، فقال له: يا مولانا بنشي من الله. سمعت شمس الدين أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال: قدم علاء الدين الكاساني الى دمشق فحضر إليه الفقهاء وطلبوا منه الكلام معهم في مسألة، فقال: أنا ما أتكلم في مسألة فيها خلاف أصحابنا، فعينوا مسألة، قال: فعينوا مسائل كثيرة، فجعل يقول: ذهب إليها من أصحابنا فلان، فلم يزل كذلك حتى أنهم لم يجدوا مسألة إلا وقد ذهب اليها واحد من أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه، فانفض المجلس، وعلموا أنه قصد الغض منهم فقالوا إنه طالب فتنة، فلم يتكلموا معه. قلت: وللشافعي رضي الله عنه مسائل انفرد فيها لم يذهب إليها أحد من أصحابنا أصلا كمسألة الخلوفة من ماء الزاني ونحوها، فكأن الفقهاء الذين حضروا مع الكاساني تجنبوا الكلام فيها لظهور دليل أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه فيها (26- و) وأراد الكاساني أن يلجئهم الى تعيين مسألة من هذا النوع، فنكبوا عن ذلك لهذا المعنى، والله أعلم. سمعت الفقيه شمس الدين الخسروشاهي بالقاهرة يقول لي: لأصحابكم في الفقه كتاب البدائع للكاساني، وقفت عليه ما صنف أحد من المصنفين من الحنفية ولا من الشافعية مثله، وجعل يعظمه تعظيما، قال لي: ورأيته عند الملك الناصر

داود صاحب الكرك أهداه إليه بعض الفقهاء الحنفية، وأظنه قال الشمس نجا أحد المدرسين بدمشق فعجبت ممن يكون عنده مثل ذلك الكتاب ويسمح بإخراجه من ملكه. سمعت النقيب السديد داود بن علي البصراوي يقول: كان الشيخ علاء الدين الكاساني لا يركب إلا الحصان ويقول: لا يركب الفحل إلا الفحل، وكان له رمح لا يفارقه وكان شجاعا، قال لي: وكان لا يأكل عمره كله إلا اللحم المطبوخ بالماء والحمص رحمه الله. سمعت الفقيه جمال الدين أبا السرايا خليفة بن سليمان بن خليفة الكاتب قال: كان علاء الدين الكاساني قد أقام في بلاد الروم فتشاجر هو ورجل فقيه يعرف بالشعراني ببلاد الروم في مسألة المجتهدين هل هما مصيبان أم أحدهما مخطئ، فقال الشعراني: المنقول عن أبي حنيفة رضي الله عنه أن كل مجتهد مصيب، فقال (26- ظ) الكاساني: لا بل الصحيح عن أبي حنيفة: إن المجتهدين مصيب ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وهذا الذي تقوله مذهب المعتزلة، وجرى بينهما كلام في ذلك، فرفع عليه الكاساني المقرعة فشكي الى ملك الروم، فقال سلطان الروم لوزيره: هذا قد افتات على الرجل فاصرفه عنا، فقال الوزير: هذا رجل شيخ وله حرمة ولا ينبغي أن يصرف بل ننفذه رسولا الى نور الدين محمود بن زنكي ونتخلص منه بهذا الطريق، فسير من الروم رسولا الى نور الدين الى حلب، وكان قدم الرضى السرخسي صاحب المحيط حلب وولاه نور الدين المدرسة الحلاوية بعد ولد العلاء الغزنوي، وكان في لسانه لكنة، فتعصب عليه جماعة من الفقهاء الحنفية بحلب وصغروا أمره عند نور الدين على ما ذكرناه في ترجمته في باب المحمدين، فأوجب ذلك أن عزل عن التدريس بها، وتوجه الى دمشق وكوتب عالي الغزنوي في الوصول الى حلب لتولي تدريس المدرسة، وكان بالموصل واتفق وصول الكاساني رسولا من الروم الى نور الدين، واحترمه وأكرمه، واجتمع فقهاء المدرسة وطلبوا من نور الدين أن يوليه التدريس بالمدرسة المذكورة، فعرض نور الدين عليه ذلك، فدخل المدرسة ورآها فأعجبته وأجاب نور الدين الى ما عرضه عليه، وقال له: هذه الرسالة أمانة (27- و) معي

فإذا أعدت الجواب إليهم عدت بعد ذلك، وقدمت حلب، وكتب نور الدين محمود خطّه لعلاء الدين الكاساني بالمدرسة، ورجع الكاساني وأعاد جواب الرسالة وعاد الى حلب، ووصل الخبر بوصوله فخرج جماعة عظيمة من الفقهاء الى لقائه الى باب بزاعا. قال لي خليفة: وكنت إذ ذاك صبيا صغيرا، فخرجت مع والدي فيمن خرج، فعهدي بالشيخ الكاساني والفقهاء مجتمعون حوله، وأقام ذلك اليوم بباب بزاعا على عزم الدخول صبيحة تلك الليلة، فجاءه في أثناء النهار رجل من الفقهاء وقال له: عبر هاهنا رجل شيخ فقيه ومعه جماعة من الفقهاء، وقالوا: هذا عالي الغزنوي وقد جاء الى حلب لأخذ المدرسة، فقال النجيب- يعني- محمد بن سعد الله بن الوزان وجماعة غيره من الفقهاء للكاساني: المصلحة أن نقوم وندخل الى حلب، فبقي وقام وسار فوصل حلب بكرة، وكان عالي قد وصلها العصر من اليوم المتقدم، ونزل بالحجرة، فوصل الكاساني ودخل المدرسة والفقهاء حوله، فأرسل الفقهاء الى عالي وقالوا له: تقوم وتخرج لأجل الشيخ، فامتنع فأعادوا له القول ثانيا، وقالوا المصلحة: أنك تخرج بحرمتك وإلا يدخل من يخرجك قسرا بغير اختيارك، فلما رأى الجد في ذلك خرج من الحجرة ومضى الى حجرة صغيرة كانت في جانب المدرسة، فنزلها (27- ظ) وكان نور الدين إذ ذاك غائبا عن حلب فكوتب في ذلك فولى الكاساني المدرسة الكبيرة، وكان ابن الحليم مدرسا بمدرسة الحدادين فاستدعي الى دمشق، وولي مكانه عالي الغزنوي. قال لي مقرب الدين أبو حفص عمر بن قشام: إن الشريف النقيب أبا طالب- يعني- أحمد بن محمد، نقيب العلويين بحلب، خرج وتلقى الكاساني وحرضه على سرعة الوصول الى حلب، وقال لي ابن قشام: لما ورد الكاساني في الرسالة من الروم، وطلبه نور الدين لتدريس المدرسة أجاب الى ذلك، وقال: أعود وأودي جواب الرسالة، ثم أرجع، فمضى وبسطت له سجادة بالمدرسة وكانت تبسط كل يوم ويجتمع الفقهاء حولها الى أن قدم واستقل بالتدريس والنظر. قال لي خليفة بن سليمان: ولم تزل حرمة الكاساني تعظم وتزيد، ويرتفع أمره

عند نور الدين ومن بعده من الملوك الى أن تناقصت في أيام الملك الناصر صلاح الدين «1» فلزم مكانه بالمدرسة، ثم عظم بعد ذلك أمره عند الملك الظاهر وما زال يحترمه الى أن مات. وقال لي السديد النقيب داود البصراوي: كان الكاساني يصعد الى قلعة حلب راكبا وينزل حيث ينزل الملك الظاهر، فاتفق أن صعد يوما والفقهاء بأجمعهم بين يديه، فلما وصل الى باب القلعة قام البواب وقال: يدخل الشيخ، ويرجع الفقهاء، فلوى الشيخ عنان (28- و) حصانه وقال: يرجع الشيخ أيضا، فبلغ الملك الظاهر، فأرسل في الحال من أدخل الشيخ والفقهاء معه الى أن نزل الشيخ حيث ينزل، ودخل الشيخ والفقهاء معه الى مجلسه. قلت: ولما توفي الكاساني تولى الملك الظاهر تربية ولده وكان صبيا واستخدم عتقاءه وولاهم تربية ولده بالقلعة، واجتهد في اشغاله بالفقه فلم ينجب. قال لي خليفة بن سليمان: مات علاء الدين الكاساني يوم الاحد بعد الظهر وهو عاشر رجب في سنة سبع وثمانين وخمسمائة، ثم فرأت بخط خليفة على ظهر كتاب: توفي الاستاذ الامام علاء الدين الكاساني ذو المكارم أبو بكر بن مسعود عاشر رجب بعد الظهر سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وتولى التدريس بعده الاستاذ الامام افتخار الدين في سابع عشر رجب. سمعت ضياء الدين محمد بن خميس الوكيل المعروف بابن المغربي يقول: حضرت الشيخ علاء الدين الكاساني عند موته، فشرع في قراءة سورة ابراهيم عليه السلام حتى انتهى الى قوله تعالى: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ» «2» فخرجت روحه عند فراغه من قوله: «في الاخرة» . قلت: ودفن رحمه الله داخل مقام ابراهيم عليه السلام ظاهر حلب في قبة من شماليه كان دفن فيها زوجه فاطمة بنت علاء الدين السمر قندي ولم يقطع (28- ظ)

أبو بكر بن مسلم العابد:

زيارة قبرها كل ليلة جمعة الى أن مات رحمه الله وزرت قبريهما في هذه القبة المذكورة غير مرة. أبو بكر بن مسلم العابد: صاحب قنطرة بردان كان من أهل طرسوس، وبردان هو نهر طرسوس، سمع بطرسوس أبا حمزة الأسلي العابد، حكى عنه الحسين بن شبيب الآجري الزاهد، وحكى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروروذي وصحبه الجنيد بن محمد. أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكر المقرئ قال: أخبرنا اسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الله الفحام قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي قال: حدثنا الحسين ابن شبيب الآجري- وكان هذا من النساك المذكورين- قال: حدثنا أبو حمزة الأسلي بطرسوس قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا أبي واسرائيل عن أبي اسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل ما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد «1» . قال أبو بكر المروزي: قال لي أبو بكر بن مسلم العابد: حين قدمنا الى بغداد أخرج ذلك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة، فكتبه أبو بكر بن مسلم بخطه (29- و) وسمعناه جميعا، فقال أبو بكر بن مسلم: إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وسلم ليجلسه عليه، قال أبو بكر الصيدلاني: من رد هذا، فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروزي، وعلى أبي بكر بن مسلم العابد. أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن عثمان بن يوسف- فيما أذن لنا في روايته عنه، وقد سمعت منه غيره- قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز

أبو بكر بن نوفل بن الفرات بن مسلم الحلبي:

ابن علي بن أحمد بن الفضل الآزجي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: سمعت مظفر بن سهل القارئ يقول: قال أبو بكر محمد ابن أحمد بن الحجاج المروروذي: دخلت على أبي بكر بن مسلم، صاحب قنطرة بردان، يوم عيد فوجدت عليه قميص مرقوع نظيف مطبق، وقدامه قليل من خرنوب يقرضه، فقلت له: يا أبا بكر اليوم عيد الفطر، وتأكل خرنوب؟ فقال لي: لا تنظر الى هذا ولكن انظر الى أنه إن سألني من أين هو إيش أقول. أنبأنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: وأما أبو بكر ابن مسلم، فمن المستأنسين بالله لا ينفك من مشاهدته ومذاكرته، وكان الجنيد من تلامذته «1» (29- ظ) . أبو بكر بن نوفل بن الفرات بن مسلم الحلبي: روى عن أبيه نوفل بن الفرات. روى عنه منصور بن أبي مزاحم، وذكر أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري في كتاب الوزراء أنه كان من كتاب المهدي «2» . أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف- إذنا- قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو محمد- يعني- ابن حيان قال: حدثنا أحمد- يعني- ابن الحسن قال: حدثنا أحمد- يعني- ابن ابراهيم قال: حدثنا منصور بن بشير قال: حدثنا أبو بكر- يعني- ابن نوفل بن الفرات عن أبيه أن عمر استعمل جعونة بن الحارث على ملطية فغنم، أو أصاب وغنم، ووفد ابنه الى عمر، فلما دخل عليه وأخبره الخبر، قال له عمر: هل أصيب من المسلمين أحد؟ قال: لا، إلا رويجل، فغضب عمر وقال: رويجل، مرتين. تجيئون بالشاة والبقرة ويصاب رجل من المسلمين، لا تلي لي أنت ولا أبوك عملا ما كنت حيا.

أبو بكر بن يوسف بن محمد الحكيم الرسعني:

أبو بكر بن يوسف بن محمد الحكيم الرسعني: الملقب بالتقي، حكيم فاضل من أهل رأس عين، مهر في علم الطب، وشذا «1» شيئا من الأدب، وتمول ودخل الى بلاد الروم، واتصل بخدمة علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو وحظي عنده، واتخذ بها أملاكا كثيرة، ثم صار بعده مع ولده غياث الدين كيخسرو، ثم بعده مع ولده كيكاوس، وأرسله الى حلب الى الملك الناصر يوسف، وتوجه الى مصر الى الملك المعظم تورانشاه، ثم عاد الى مخدومه، ثم جاء رسولا الى الملك الناصر «2» وفي صحبته بنت علاء الدين زوج الملك الناصر، وأعطاه عطاء حسنا، وذلك في سنة احدى وخمسين وستمائة، وعاد الى الروم، ثم أرسله كيكاوس الى الملك الناصر فقدم حلب مجتازا، ونفذ الى الملك الناصر، ثم عاد، ثم قدم عليه رسولا حين طرق التتار بلاد الروم، فقدم دمشق، وأقام بها مدة، ثم عزم على التوجه الى مصر ليسير في البحر الى بلاد الروم، فسيره المصريون «3» في البحر لإبرام الصلح بينهم وبين الملك الناصر، فقدم الى دمشق واستحلف لهم الملك الناصر (30- و) ثم صعد الى مصر وحضر يمين صاحبها الملك المنصور للملك الناصر، ثم عاد الى دمشق فأقام بها مدة. وعزم على التوجه الى مصر لانقطاع الطرق الى الروم، فورد قاصد من كيكاوس بكتاب الى الملك الناصر يطلب منه أن يوجه اليه الحكيم المذكور، وأخبرني القاصد المذكور أنه لو وصل اليه قتله، فخاف خوفا عظيما ومرض وكتب الى الفرنج بالساحل يطلب منهم أمانا على نفسه وماله، فأجابوه الى ذلك، وأقام مريضا أياما وتوفي بدمشق في شهر ربيع الاول بين سنة سبع وخمسين وستمائة، وأوصى أن يتصدق عنه بثلث ماله ويستفك منه أسارى، وأسند وصيته الى الامير جمال الدين موسى ابن يغمور. ووصل رسوله الى الفرنج بالامان له بعد موته وأحضره اليّ، وكان الحكيم

أبو بكر بن أبي الخصيب المصيصي:

المذكور قد اجتمع بي مرارا، وكان حلو النطق دمث الاخلاق، وجرى بيني وبينه مذاكرات، وأنشدني عدة مقطعات من شعره أكثرها هجاء، فلم أكتب عنه شيئا، وأنشدني عماد الدين علي بن عبد الله بن التلمساني بحماة، قال: أنشدني الحكيم تقي الدين أبو بكر الرسعني لنفسه، وكتبها على باب شباك بالجوسق «1» بحماة: انظر الى أثر الملوك ... يرعك منه الرونق فالرسم بعد الظاعنين ... لسان حال ينطق (30- ظ) عمروا القصور وعمّروا ... وتجمعوا وتفرقرا وتأبدوا زمنا بها ... ومضوا كأن لم يخلقوا أبو بكر بن أبي الخصيب المصيصي: روى عن أحمد بن صالح، واسمه محمد، وأظنه محمد بن أحمد بن محمد المستنير وجدّه أبو الخصيب. وقد تقدم ذكره. أبو بكر بن أبي علي بن أبي سالم: التنوخي المعري الاصل الحلبي المولد والمنشأ، السمسار في الخضر بباب الجنان بحلب، وهو ابن أخت أبي العلاء بن أبي الندى، شاعر حسن الشعر أدركته بحلب، وحضرته، وسمعت منه شيئا من شعره وشعر غيره من المعريين روى لنا عن خاله أبي القاسم بن أبي الندى، وعن أبي بكر المجلد النقيب بالحلاوية، وكان سمسارا بدار كوره بحلب، سألته في سنة خمس وعشرين وستمائة عن مولده، فقال: يكون عمري الآن أربعة وخمسين أو خمسة وخمسين سنة، فيكون مولده على هذا في حدود السبعين والخمسمائة. وبلغني أنه وقف بين يدي الملك الظاهر رحمه الله، وأنشده قصيدة من شعره في مدحه، وكان ذلك من أول نظمه الشعر، فلما فرغ من انشاده قال: من هو هذا؟

فقيل هو ابن أخت أبي العلاء ابن أبي الندى، فقال الملك الظاهر: الخال لا يورث. أنشدني أبو بكر بن أبي علي التنوخي الحلبي بها لنفسه: (31- و) كل يوم أسى لقلبي المشوق ... واكتئاب على فراق فريق حمّلوني ثقل الغرام وقد كنت ... لثقل الغرام غير مطيق يا رفيقي رفقا عليّ فما ينفع ذا ... الوجد مثل رفق الرفيق إن يكن يطلق الاسير فما بال ... فؤادي المشوق غير طليق أنا ملقى ما بين قلب حريق ... من جوى لوعتي وجفن غريق لو رأى حالتي عدوي لما ... سرّ بها حاله فكيف صديقي وأنشدني لنفسه: وأسمر حياني عشية زرته ... بما اعتصرت من طرفه واحوراره سقاني بلحظ العين خمرا شرابها ... الى اليوم عندي فضلة من خماره سلافة لحظ أسكرتني ولم تكن ... سلافة كأس عتقت من عقاره فبت أسقّاها طلا ذات سورة ... تفرق ما بين الفتى واصطباره على ورد خديه وسوسن صدغه ... ونرجس عينيه وآس عذاره وأنشدني لنفسه وقال: هذه طريقة سلكتها على نهج أبي العلاء بن سليمان في استغفر واستغفرني، أتعمد في أول الابيات الى كم، وتارة كم: الى كم أيها اللاهي ... تجريك على الله أتسهو عن رضا من لي ... س عن رزقك بالساه ألا ينهاك يا ذا الجهل ... عن عصيانه ناه (31- ظ) أتستمسل للنفس ... بدنيا حبلها واه وتمشي مشية المختال ... في سربالك الزاهي ولا تفكر يا مغرور في ... صرف الردى الداهي كن الأوّاه إن الله ... يهوى كل أوّاه ولا تبد له تيها ... فيشنا كل تياه

أبو بكر بن أبي الفتح المكي:

توفي أبو بكر السمسار التنوخي هذا بحلب في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة. أبو بكر بن أبي الفتح المكي: إمام الحنفية بالحرم الشريف، كان شيخا حسنا تقيا حنفي المذهب، يؤم بالحنفية بين يدي الحجر، قدم علينا حلب في سنة احدى وستمائة وافدا على الملك الظاهر غازي رحمه الله، مسترفدا فوصله وأحسن قراه، ورجع الى مكة حرسها الله. حدث عن أبي محمد المبارك بن علي بن الطباخ، نزيل مكة. روى عنه داود ابن سليمان بن خليل العسقلاني المكي، وكنت اجتمعت به بحلب حين قدمها، وكان يتردد الى والدي وعمي رحمهما الله، ولم أسمع منه شيئا. وتوفي بمكة حرسها الله في المحرم سنة عشرين وستمائة، ودفن في المعلاة، وولي ولده إمامة الحنفية بعده. أبو بكر بن أبي مريم الغساني: واسمه عبد الله بن محمد، تقدم ذكره. (32- و) . أبو بكر بن الاصبهاني المقرئ: ويعرف بأبي بكر الاسكاف، أحد أئمة جامع طرسوس ذكره أبو عمرو عثمان ابن عبد الله الطرسوسي، فيما نقلته من خطه، في كتاب سير الثغور في ذكر أئمة الجامع بطرسوس، بعد أن ذكر أبا حفص عمر بن الحسن الموصلي ثم قال: وكان أبو بكر الاسكاف المقرئ تقدم قبله، فصلى بالناس ثلاثا- يعني- في صلاة التراويح وامتنع من الامامة، وقد رأيته وقرأت عليه، وكان من الابدال المبرزين، حدثني من أثق به أنه لقن في مدة خمسين سنة في جامع طرسوس، هو ومن يقرأ عليه في مجلسه أكثر من عشرة آلاف رجل لمواظبته على دراسة القرآن، وتلقينه وأن حلقته كانت أكثر الحلق عدد من يتلقّن ويلقّن، وكان قد وفده أهل طرسوس الى بغداد هو وأبو علي بن الاصبهاني مستصرخا حين ضايقها نقفور.

أبو بكر الاحنف البغدادي:

أبو بكر الاحنف البغدادي: سمع بالمصيصة شاكرا البغدادي، روى عنه أبو العباس النسوي. قرىء على فخر الدين أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد العقري الحميدي بالموصل قال: أخبرنا أبو المظفر عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار الزنجاني قال: أخبرنا أبو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم اليوناراتي الاصبهاني قال: حدثنا الحسين بن عبد الملك الاديب قال: أخبرني (32- ظ) أحمد بن الفضل المقرئ- أجازه- أن أبا العباس النسوي أخبرهم قال: سمعت أبا بكر الأحنف البغدادي بدمشق يقول: سمعت شاكرا بالمصيصة يقول: رأيت رب العزة في المنام بعد قتل حسين بن منصور «1» ، رأيت كأني واقف بين يديه، أو كما قال، فقلت: يا سيدي أنت حكمت في كتابك من قتل قتل، ومن سرق قطع فايش كان جرم الحسين بن منصور حتى قتل وقطع يداه ورجلاه وصلب؟ فقال: ذلك أودعناه سرا من سرائرنا فأذاعه فعاقبناه، قال: فقلت: يا سيدي هو ذا الشبلي «2» يجيء بالعظائم! قال: وقال عز وجل: «وأعرض عن الجاهلين» «3» قال: فغدوت الى الشبّلي فقصصت عليه مثل ما رأيت، قال: فقال الشبلي: أعرضت عما دونه، أو كما قال. أبو بكر الدينوري الطرسوسي: شيخ الحرم، حكى عن مظفر القرميسيني، روى عنه أبو نعيم الحافظ «4» . أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي، في كتابه، قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قال: أخبرنا أبو صالح الحافظ قال: سمعت أبا نعيم الحافظ يقول: سمعت أبا بكر الدينوري الطرسوسي يقول: سئل مظفر القرميسيني: ما خير

أبو بكر النيسابوري:

ما أعطي العبد؟ قال: فراغ العبد عما لا يعنيه ليشتغل ويتفرغ الى ما يعنيه. (33- و) . أبو بكر النيسابوري: المعروف بالمغازلي من شيوخ الصوفية، حكى بحلب عن المزني صاحب الامام الشافعي، وبمنبج عن المرتعش، روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ومنصور الهروي وقد ذكرنا حكايته عن المزني في ترجمة منصور الهروي. قرأت بخط عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس أبي الفتح، حدثنا الشيخ أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز واللفظ له، ح. وأخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي في كتابه قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قالا: حدثنا أبو الحسن الهمذاني قال: حدثنا أبو بكر النيسابوري، المعروف بالمغازلي، بمنبج وقد أتى عليه مائة سنة وأكثر، ورأيت تحته قطعة خصاف «1» ، وذكر أنه جالس عليها منذ أربعين سنة، ورأيت عليه عباءة مخمل رومي ذكر أنه يلبسها منذ ثلاثين سنة. قال: قال لي جعفر المرتعش رحمه الله: سافرت خمسين سنة ليس نعيش الا بالحيلة، وسافرت ثلاثين سنة أمشي كل سنة ألف فرسخ، لم يفارقني فيها ثلاثة أخلاق: لم أعاشر الا من عرفته، ولم أنزل عن الفقر وإن فتح لي بشيء ولو نصف رغيف طالبت (33- ظ) نفسي بالمواساة. أبو بكر المعوّج الانطاكي: الشاعر، شاعر مجيد من أهل أنطاكية، وينسب أيضا المصري، ولعله من أنطاكية وسكن مصر. روى عنه شيئا من شعره أبو بكر الصولي، وأبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان.

أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي قال: أخبرنا أبو منصور بن خيرون، ح. وأنبأنا زيد بن الحسن النحوي قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا أبو علي بن وشاح بن محمد بن عبد الصمد بن أحمد بن حنبش الخولاني قال: أنشدنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد قال: أنشدنا المعوج الانطاكي لنفسه في بدر الحمامي «1» وسقط عن فرسه ففصد: لا ذنب للطرف ان زلت قوائمه ... وليس يلحقه من عائب دنس حملت بأسا وجودا فوقه وندى ... وليس يقوى بهذا كله الفرس قالوا فصدت فما خلق به حرك ... خوفا عليك ولا نفس بها نفس كفر الطبيب دعا كفا نقبلها ... ونطلب العيث منها حين يحتبس قرأت في كتاب العيادة «2» لابي بكر محمد بن يحيى الصولي- أظنه بخط كاتبه- (34- و) قال: وزعم لي أبو بكر المعوّج الشاعر المصري أن بدرا الحمامي، ركب الى الميدان بمصر، فتقطر به فرسه، فاحتاج الى الفصد، فافتصد فدخل عليه فأنشده: لا ذنب للطرف ان زلت قوائمه ... وليس يلحقه من عائب دنس حملت بأسا وجودا فوقه وندى ... وليس يقوى بهذا كله الفرس قالوا افتصدت فما نفس العلى معها ... خوفا عليك ولا نفس لها نفس كف الطبيب دعا كفا نقبلها ... ونطلب الرزق منها حين يحتبس وقد روي البيتان من هذه الابيات لابي تمام، ورويا لابي دلف، وقد ادعاهما أبو عبد الله بن خالويه، والصحيح أنهما لابي بكر المعوج الانطاكي في جملة هذه الابيات، والله أعلم.

أبو بكر القرشي المصيصي:

قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن علي المدائني في مجموع وهبنية أبي رحمه الله: أبو بكر المعوج يهجو وصيف البازمازي: مدحتك يا وصيف البازمازي ... ولم أتلق بخلك باحتراز دعوتك للندى فهربت مني ... كأني قد دعوتك للبراز وكيف أقول ترغب في المعالي ... اذا ما كنت ترغب في المخازي ولم ألبسك ثوب المديح الا ... وجدتك قد خريت على الطراز أبو بكر القرشي المصيصي: شاعر من أهل المصيصة (34- ظ) مذكور حسن الشعر. سير إليّ بعض الاصدقاء بالقاهرة، قطعة من تاريخ أبي اسحاق السقطي صاحب كتاب الرديف «1» ، فقرأت فيه ما ذكره في حوادث سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة قال: وفيها كانت غلبة الروم والنقفور بن الفقاص على عين زربة، وتل موزة، وتل صوغا، وحمام نوفل، وأرقينية، وما بين هذه المدن من القرى والرساتيق، وقيل بل ذلك كان في سنة تسع وأربعين، ثم قال: وأكثر شعراء الثغور والمنكوبون المراثي فيما حلّ بهم، ثم قال: وقال أبو بكر القرشي المصيصي في ذلك: لا تبكين خليط الدار اذ بانا ... ولا المعارج من دعد وأظعانا وابك الثغور التي أضحت معالمها ... دوارسا أقفرت ربعا وقيعانا أبلغ خليفتنا عنا رسالتنا ... لقيت يا صاح ان بلغت رضوانا خليفة الله لو عاينتنا لجرت ... منك الدموع لنا سكبا وتهتانا جرّ العدو علينا في عساكره ... كأنها قطع في الليل تغشانا يسبي ويقتل ما يلقاه من أحد ... كأنما ألبس الاسلام خذلانا بعين زربة إذ حطت عساكره ... وتل موزا الى أعبار جيحانا وتل صوغا وما ولاه صبّحه ... وبالخليج وحوز المرج مسّانا (35- و)

وبالكنيسة والحمّام زلزلها ... وبالملندين قبل العيد وازانا «1» وحصن أرقان والأحواق ضعضعها ... وبالمثقب والتينات غادانا وأهل بياس ابتاعوا مدينتهم ... من العدو كفى بالبيع خسرانا وكم حصون إذا عددتها كثرت ... يكفيك من باطن المنشور عنوانا مدائن أضحت بالثغر موحشة ... منابر عليّت بالبغي صلبانا ترى الخنازير تسعى في مساجدها ... وطالما عمرت فقها وقرآنا ترى أئمتها صرعى وقد ذبحوا ... عند المحاريب إذلالا وإيهانا ترى المصاحف والأجزاء محرقة ... هلا بكيت لها سرا وإعلانا ترى الرجال كبدن الحج قد نحروا ... حول الحصون عليها الطير قطعانا ترى النساء مع الولدان يجمعهم ... أراذل الروم أبكارا وصبيانا ترى العرائس أقران العلوج ... معا عوضن بالسيف أزواجا وأختانا يقول فيها: محمد يا رسول الله لو نظرت ... عيناك أو سمعت أذناك شكوانا وقد جفانا بنو الاسلام كلهم ... فلا مغيث لنا والله مولانا لأبكين على الاسلام مكتئبا حتى ... أوسد في الأجداث أكفانا ثم ذكر سنة احدى وخمسين وثلاثمائة وقال: وفيها وردت الاخبار بإغارة الروم على الحصون الثّمليّة واجتياح بلد الاسلام وهرب (35- ظ) بقايا أهل الثغور عن معاقلهم الى الأقاصي. وقال: ووافت قصيدة لأبي بكر القرشي المصيصي، وتداولها الناس أولها: الى أهل الديانة أجمعينا ... رسالة أهل ثغر صابرينا وهي مائة وستون قافية، فيها ما حلّ بأهل الثغر من القتل والسبي والحرق والنهب وأمور في استماع بعضها إذكار «وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون «2» » ، فلم يحفلوا بها ولا انثنوا عليها.

أبو بكر الزبيري:

أبو بكر الزبيري: حكى بأنطاكية عن أبي الحسين الدراج، روى عنه عبد الواحد بن بكر الورثاني. أنبأنا أبو محمد، وأبو العباس ابنا عبد الله بن علوان، قالا: كتب إلينا أبو الفضل محمد بن بنيمان قال: أخبرنا بنجير بن منصور قال: أخبرنا جعفر بن محمد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي، قال: أخبرنا عبد الواحد بن بكر الورثاني قال: سمعت أبا بكر الزبيري بأنطاكية يقول: سمعت أبا الحسين الدراج يقول: الناس في السماع على ثلاث أصول، فمن أشار الى الذات ألحد، ومن أشار الى المخلوقين أشرك، ومن ملكته حكمته فسمع من حاله فقد وجد. أبو بكر المروذي: روى عن رجل لم يسمه لقيه بطرسوس (36- و) . أبو بكر الطرسوسي: حكى عن نعيم بن حماد، روى عنه أحمد بن محمد بن سهل الخالدي. أخبرنا أبو اليمن الكندي- إجازة- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني- بها- قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال: سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد بن معدان يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سهل الخالدي يقول: سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنه سنة ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين، وألقوه في السجن، ومات في سنة سبع وعشرين «1» ، وأوصى أن يدفن في قيوده وقال: إنني مخاصم. أبو بكر الطرسوسي: من طبقة أبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، حدث هو وأبو أمية جميعا عن أبي اليمان الحمصي.

أبو بكر الدينوري الطرسوسي:

روى عنهما أبو عوانة يعقوب بن اسحاق النيسابوري الحافظ. أبو بكر الدينوري الطرسوسي» : شيخ الحرم حكى عن مظفر القرميسيني، روى عنه أبو القاسم الأصبهاني. أنبأنا أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمذاني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل العثماني الديباجي، قال: قرأت على الشيخ أبي بكر يحيى بن عمر بن شبل فأقر به، ح. قال الهمذاني: وأخبرني السلفي أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني- في كتابه إليّ من خراسان- وأخبرني عنه ابن شبل المذكور أيضا قال: حدثنا الشيخ أبو حفص عمر بن الحسن الدهستاني قال: وسمعته، يعني، عبد الكريم ابن بنت بشر الحافي يقول: سمعت أبا القاسم الأصبهاني يقول: سمعت أبا بكر الدينوري الطرسوسي شيخ الحرم يقول: قال مظفر القرميسيني وسئل: ما خير ما أعطى العباد ربهم؟ قال: فراغ القلب عمّا لا يعنيه ليتفرغ الى ما يعنيه. أبو بكر الطرسوسي: إن لم يكن المتقدم فهو غيره، حكى عن الحسين الحلّاج، روى عنه أبو يعقوب اسماعيل بن يوسف الجبان. أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي- في كتابه إلينا من نيسابور- قال: أخبرنا (36- ظ) أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري قال: أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن قال: سمعت الشيخ أبا سهل عبد الواحد بن محمد الصوفي يقول سمعت أبا يعقوب اسماعيل بن يوسف ابن الجبّان بقزوين يقول: سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول: كان أبو منصور الحلاج يصحب عمرو المكي، فوقع بيده اسم الله الأعظم، فخرج من عنده فقال: عمر قد حمل من عندنا ما يقطع عليه يديه ورجليه ويجرّد بالسياط، ويحرق بالنار.

أبو بكر الطرسوسي:

أبو بكر الطرسوسي: روى عن حامد بن يحيى، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عقيل البلخي. أبو بكر المصري: من العباد، وكان بالمصيصة، حكى عن بعض العباد لقيه بالمصيصة، روى عنه أبو بكر محمد بن داود الدقي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، وابن عمه محمد بن زيد بن رواحة الحمويان- كتابة من كل واحد منهما- قالا: أخبرنا أبو (37- و) أحمد ابن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا الشيخ أبو الفضل محمد بن الحسن بن الحسين السلمي- بدمشق- عن أبي علي الحسن بن علي بن ابراهيم الأهوازي قال: حدثنا أبو محمد عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي الطائي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الدقي قال: حكى لي أبو بكر المصري أنه كان بالمصيصة، وكان يبيت في الجامع، ولم يكونوا يتركون أحدا يبيت فيه إلا من يعرفونه، فجاء القوّام إليّ فتى قائم يصلي وراء المحراب ليخرجوه، والفتى يصلي ما يخاطبهم، فجاموا إليّ وأنا مع أصحابي فقالوا: يا أبا بكر، هذا الفتى المصلي من أصحابك؟ فقلت: لا، قال: فرجعوا اليه ليخرجوه فتخطى من الجامع الى كفربيا «1» وجعل يقول: صدق أبو بكر ما أنا من أصحابه، ما أنا من أصحابه. أبو بكر الجويني الصوفي: من صوفية الثغر وعبادهم، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية بما أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني- في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر المزكي- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي: أبو بكر الجويني من أهل الثغر ومتأخريهم. أبو بكر المجلد الحنفي: نقيب المدرسة الحلاوية بحلب، كان من جملة الفقهاء بها، وكان نقيبهم، وكان يجلّد الكتب في بيته بالمدرسة، وكان شيخا (37- ظ) حسنا بهي المنظر عنده

أبو بكر بن الداية:

محاصرة وكيس، رأيته ولم أسمع منه شيئا، وكان سمع الإمام علاء الدين الكاساني، وشيخنا افتخار الدين أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، وروى شيئا من شعر أبي العلاء بن أبي الندى عنه وروى لنا عنه أبو بكر بن أبي علي التنوخي السمسار الشاعر بيتين من شعر أبي الندى، وقد ذكرنا هما في ترجمة أبي العلاء المحسن بن أبي الندى من هذا الكتاب. «1» أبو بكر بن الداية: الأمير مجد الدين، كان أميرا حسنا يرجع الى دين وخير، وأمه داية نور الدين محمود بن زنكي، فلذلك عرف بابن الداية، واسمه محمد بن محمد بن نشتكين، وقد قدمنا ذكره في بابه، وكان خصيصا بنور الدين وجيها عنده وكان يعتمد عليه واستنابه في الملك بحلب حين غاب عنها، وحدث بحلب عن جماعة من الشيوخ الذين أجازوا له، وأخذ الإجازة تاج «2» الدين محمد البندهي، سمع منه شيخنا أبو هاشم وغيره، وقد أوردنا من حديثه شيئا في ترجمته فيما تقدم من هذا الكتاب.

حرف التاء من الكنى

حرف التاء من الكنى أبو الترك السلمي: كان من أهل العلم والحديث والجهاد في سبيل الله بطرسوس، ذكره القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتاب «سير الثغور» ، وأثنى عليه ثناء حسنا. قرأت بخط أبي عمرو الطرسوسي، وذكر (38- و) سكك طرسوس فقال: ثم تذهب لوجهك فتجد عن يمينك كنيسة أبي سليم فرج الخادم، وهي دار كبيرة، تشتمل على دور كبيرة، يسكنها مواليه، فيها ديوانه وعاملهم وكاتبهم، ورئيسهم، وخزائن أسلحتهم وعددهم، وهذا الوقف أزجى وقوف طرسوس وأكثرها مالا، وأوفره وأكثره موالي صالحين مجاهدين متسكين، قد عرفت منهم الأكثر، وعرفت منهم رجلا نبيلا فارسا من أهل العلم والحديث، ذا صباحة ووضاءة ومنظر حسن، يعرف بأبي الترك السلمي، ما ركب قط الى نفير في صيف ولا شتاء، قرب النفير أم بعد مداه، صدق خبره أم كذب إلا لبس لأمته وسترها بدراعة، فسألته عن السبب في ذلك، فذكر أنه نودي في بعض الأزمنة بالنفير الى باب قلمية فبادر مسرعا، وكذلك كان رسم النجباء المتحركين في الجهاد، المسارعة الى النفير، فلقي العدو بمكان قريب من البلد، وكان السلطان حينئذ في الغزو، فباشر القتال، وأعانه من المسلمين قوم آخرون فظفرهم الله بمن ورد، ونصرهم وعادوا الى طرسوس سالمين غانمين فعقد بينه وبين الله عز وجل، لا ركب بعدها الى جهاد ولا نفير إلّا بعد أن يتأهب أهبة الحرب، كما يتأهب من يبارز عدوه في مصافه وأوقات حذره وخوفه. أبو تمام الطائي: اسمه حبيب بن أوس، تقدم ذكره. (38- ظ) .

أبو تمام الخراساني:

أبو تمام الخراساني: شاعر من طبقة المتنبي وأقرانه، كان بحلب. قرأت في حكاية من أخبار أبي الطيب المتنبي، أنه كان عنده بحلب أبو تمام الخراساني وجماعة من الشعراء، فأنشدهم أبو عبد الله الشبلي، خادم المتنبي، بيت أبي المنصور المكفوف المقدسي، وسألهم إجازته، وهو في أوله شين وفي آخره شين: شبه الهلال على غصن منعمة ... بيضاء ناعمة في كفها نقش فقال كل منهم بيتا وقال أبو تمام الخراساني: شوقي إليك شديد غير منتقص ... كأن في القلب أفعى فهو ينتهش أبو توبة المصري: حدث عن عبد الله بن عمر، روى عنه محمد بن أبي حميد. ووفد على عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فقد قدم عليه دابق أو خناصرة. (39- و) . أبو توبة الحلبي: واسمه الربيع بن نافع، قد تقدم ذكره في حرف الراء.

حرف الثاء في الكنى

حرف الثاء في الكنى أبو ثعلبة الخشّني: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وممن بايعه تحت الشجرة، روى عنه صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبي عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل. روى عنه أبو ادريس الخولاني، وسعيد بن المسيب، وجبير بن نفير، وأبو أسماء الرحبي، وأبو الزاهرية حدير بن كريب، وعمير بن هانىء، وحميد بن عبد الله المزني، وأبو رجاه العطاردي، ومكحول، وعطاء بن يزيد الليشي، وأبو عبد الله مسلم بن مشكم، وأبو أمية الشعباني. واختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا فقيل (39- ظ) جرثومة بن ناشم، وقيل جرثومة بن الأشتر بن جرثم، وقيل جرثومة بن ناشر، وقيل جرثومة بن عبد الكريم، وقيل جرثومة بن ناشج، وقيل جرثوم بن عمرو، وقيل جرثوم بن ناشم، وقيل جرثوم بن ناشب، وقيل جرثوم بن قيس، وقيل جرثوم بن ناشب وقيل جرهم ابن ناشم، وقيل جرهم بن لاشم، وقيل جرهم بن ناشج، وقيل لاشر بن حمير، وقيل لاشر بن جرهم، وقيل لاشر بن جرثوم، وقيل لاش بن حمير، وقيل لاشر بن جرهم، وقيل لاش بن حميد وقيل لا شومة بن جرثومة، وقيل لا شومة بن جرثوم وقيل الاشر بن جرهم، وقيل الأسن بن جرهم، وقيل الأشر بن جرثوم، وقيل الأسن ابن جرهم، وقيل الأشق بن جرهم، وقيل الأشق بن جرثومة وقيل ناشر بن حمير، وقيل ناشب بن عمرو، وقيل عمرو بن جرثوم، وقيل عرنوق بن لاشم. وخشينة حي من قضاعة، وقيل هو من خشين، وهو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير.

حرف الجيم في الكنى

غز أبو ثعلبة الحنشني القسطنطينية مع يزيد بن معاوية، واجتاز بحلب أو ببعض عملها. أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف البناء البغدادي قال: أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبيد الله بن نصر الزاغوي قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن البسري قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن يحيى (40- و) بن عبد الجبار السكري قال: قرىء على أبى علي اسماعيل بن محمد ابن صالح الصفار قال: حدثنا سعدان بن نصر بن منصور قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وأبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة أساوئكم أخلاقا «1» (40- ظ) . أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن هلالة قال: أخبرنا أسعد بن أبي سعيد الأصبهاني قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوز جانية قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا أبو زرعه عبد الرحمن ابن عمرو الدمشقي قال: حدثنا حيوة بن شريح قال: سمعت بقية بن الوليد يقول: اسم أبي ثعلبة الخشني لا شومة بن جرثومه «2» (41- و) . حرف الجيم في الكنى أبو جحيفة «3» : أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا ثابت بن بندار قال: أخبرنا الحسين بن جعفر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال: حدثني أبي

قال: حدثني يوسف بن عدي قال: حدثنا غنام عن الأعمش عن ابراهيم قال: خرح عليهم بعث فقال لي عبد الرحمن بن يزيد: اغد غدا حتى نطلب رجلا نجعل له فإني قد ثقلت عن هذا البعث، قال: فغدوت عليه فقال: اشتر لي فرسا فما أراني إلّا تام في هذا البعث، فقلت: ما بدا لك؟ فقال: إني قرأت سورة براءة فوجدتها تحث على الجهاد، فخرج فإنه ليسير في بعض الطريق ومعه أبو جحيفة، فمرض فتخلف عليه، وعلى الساقه رجل من بني تميم غليظ، يقال له أبو برذعه، فلحقه فقال: ما خلفك؟ فقال: مرض هذا الرجل فتخلفت عليه، فجلده خمسين سوطا فمات، فكان يرون أنه مات شهيدا. (41- ظ) .

ذكر من كنيته أبو جعفر

حرف الجيم في الكنى ذكر من كنيته أبو جعفر أبو جعفر بن خلادة الأنطاكي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي كتب عنه الحسين بن علي بن عمر بن كوجك العبسي الحلبي. أبو جعفر بن سهل المروزي: الكاتب، كان يتقلد الخراج بجند قنسرين والعواصم، وهو زوج ابنه أبي صالح ابن يزداد، حكى عنه أبو عبادة البحتري، وكتب إليه شعرا. قرأت في أخبار أبي عبادة البحتري، جمع أحمد بن فارس المنبجي الأديب، قال: حدثنا أبو أحمد- يعني- عبيد الله بن يحيى بن أبي عبادة الوليد البحتري عن أبيه عن جده قال: كان بيني وبين أبي جعفر بن سهل المروزي- وهو زوج ابنة أبي صالح بن يزداد- مودة ومؤانسة، وكان يتقلد الخراج بجند قنسرين والعواصم، فأردت الخروج إلى منبج، وكنت معه بحلب، فخرجت ولم أودعه فكتبت إليه. الله جارك في انطلاقك ... تلقاء مروك «1» أو عراقك لا تعذلنّي في مسيري ... يوم سرت ولم ألاقك إني خشيت مواقفا ... للبين تسفح غرب ماقك وعلمت أن لقاءنا ... حسب اشتياقي واشتياقك (43- و)

أبو جعفر بن على المحسن:

وذكرت ما يجد الم ... ودع عند ضمك واعتناقك فتركت ذاك تعمدا ... وخرجت أهرب من فراقك «1» أبو جعفر بن على المحسن: الحلبي الفقيه الشاعر، من أهل حلب، كان فقيها على مذهب الإمامية، ورحل إلى العراق، واشتغل على أبي جعفر الطوسي، وروى عنه، روى عنه سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي. أخبرنا أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد، قاضي خوارزم، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد الراوندي قال: أخبرني والدي محمد بن سعيد بن هبة الله الراوندي قال: أخبرني والدي قطب الدين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر الحلبي قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الثقه أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان الحارثي قال: أخبرنا أبو الطيب الحسين بن علي بن محمد التمّار عن محمد بن أحمد عن جده عن علي بن حفص المدائني عن إبراهيم بن الحارث عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي «2» قرأت بخط بعض أدباء حلب، في تعليق له: أبو جعفر بن علي بن المحسّن الحلبي، شاعر من أهل حلب، وقيل إنه كان فقيها على مذهب الإمامية (43- ظ) ورحل الى العراق واشتغل على أبي جعفر الطوسي، وعاش بعده إلى حدود السبعين وأربعمائة، وقيل إن له مصنفات على مذهبهم، وذكر أنّ له من قصيدة يمدح بها بعض الملوك: مليك على هام الثريا مهاده ... وفوق متون الصافنات مهوده تمطّق ثدي الملك وهو ابن يومه ... وما جال في خيط التميم وريده

أبو جعفر بن أبي كريث:

وسار على النهج الذي سلكت به ... مسالكه آباؤه وجدوده يعد المذاكى وهي جرد صواهل ... ليوم يذيب الصافنات وقوده ويدخر المرّان حتى يردّه ... وأملوده «1» ما طوره أو قصيدة سليل مليك في العلاء معرق ... يمت بمجد لا ترد شهوده فيذعن بالتقصير كل منادد ... وما الفخر الا ما رواه نديده يقول فيها: فيا ملكا تضحي الملوك أذلة ... لديه كما ذلت لمولى عبيده ويسجد رب التاج خوفا لبأسه ... وقلّ له من ربّ تاج سجوده بقيت على رغم الحسود مبلغا ... من العمر ما تختاره وتريده أبو جعفر بن أبي كريث: أو ابن أبي كريب الخاطب المصيصي، خطب المصيصة له ذكر. قرأت في شعر العباس الخياط الصيصي أبياتا في أبي جعفر الخاطب (44- و) المصيصي يهجوه: لنا خاطب من خرو يكنى أبا جعفر ... له خطب بردها يحض على المنكر فقل لأبي الأصبغ الأمير ولا تصغر ... يعدّ له جبة وفروا مع الممطر فإني على برده من البعد لم أصبر ... فكيف ترى حال من إلى جانب المنبر ومن شعر العباس فيه أيضا: يستريح العباد لو قد عمينا ... يا بغيضا من الرجال مقيتا لك في منبر المصيصة وعظ ... ينشف الحزن ثم ينسي القنوتا ذاك من أجل أن حلقك في ... هـ جمل ليس يستطيع السكوتا أنت لو شئت أن تكون بليغا ... للزمت السكوت حتى تموتا وكان هذا العباس المصيصي مولعا بجهو الناس والأكابر منهم حتى أنه لا يكاد

أبو جعفر الهاشمي القاضي الحلبي:

يقع له شعر في غير الهجاء، ولم يقع في هجوه هذا طعن على أبي جعفر الخاطب في دينه، فدلّ على صلاحه. أبو جعفر الهاشمي القاضي الحلبي: وأظنه- والله أعلم- ابن الخشاب الهاشمي، قاضي حلب الذي كان قاضيا بها في أيام شريف بن سيف الدولة، فعز له بالحسن الزيدي، والد أبي الغنائم النسابة، وتزوج القاضي الزيدي ابنته على ما ذكر أبو الغنائم في كتاب النسب، فإن لم يكن فهذا أبو جعفر قاضي حلب من أولي النباهة والفضل، فإنني قرأت (44- ظ) في كتاب ذيل اليتيمة، الذي ذيل به أبو منصور الثعالبي كتابه، في ترجمة أبي الفتح الموازيني، وهو أحمد بن عبيد الله الماهر الحلبي، قال: وله- يعني الموازيني- في مرثية القاضي الهاشمي بحلب: ناعي أبي جعفر القاضي دعوت إلى ... الردى فلم ندر ناع أنت أم داع تنعي العظيمين من مجد ومن شرف ... بعد الرحيبين من خلق ومن باع مهلا فلم تبق عينا غير باكية ... ولا تركت فؤادا غير مرتاع قد كان ملء عيون بعده امتلأت ... حزنا ونزهه أبعاد وأسماع أبو جعفر المبرقع الهاشمي: أحد العباد الذين كانوا بأنطاكية روى عنه أبو سفيان العباسي. أخبرنا عثمان بن أزريق- إذنا- قال: أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبو الحسين بن الطيوري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني يقول: سمعت أبا بكر الدقي يقول: سمعت أبا سفيان العباسي يقول: قال لي أبو جعفر المبرقع الهاشمي: خرجت من انطاكية وأنا جائع أريد الساحل، فجئت إلى معبر، فإذا رغيف مطروح، فقلت: هذا وقع من إنسان، ولم أر أخذه، فإذا الرغيف قد طفر «1» من الشط إلى

أبو جعفر الفقيه:

النهر، ثم جرى في عرض (45- و) النهر، وطفر من النهر إلى الشط، فقلت: هذا خبز المولى فأخذته وأكلته. أبو جعفر الفقيه: حدث بأنطاكية عن أبي محمد الحارث بن أبي أسامة، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني قال: أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني قال: حدثنا أبو جعفر الفقيه بأنطاكية قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة أبو محمد قال: حدثنا يزيد بن هرون قال: أخبرنا الجريري عن أبي نضره عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتى أحدكم على راعي فلينادي ثلاثا فإن أجابه وإلا فليحلب وليشرب ولا يحملن، وإذا أتى أحدكم حائط بستان فلينادي ثلاثا صاحب الحائط فإن أجابه وإلّا فليأكل ولا يحمل «1» . أبو جعفر الملطي: روى عن علي بن موسى الرضا، روى عنه أبو القاسم الاسكندراني. أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي- في كتابه إلينا من نيسابور- قال: أخبرنا جدي عبّاسة الفرخزادي قال: أخبرنا أبو اسحاق الثعلبي قال: سمعت محمد بن الحسين السلمي يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: (45- ظ) سمعت أبا القاسم الاسكندراني يقول: سمعت أبا جعفر الملطي يقول: عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد في هذه الآية «2» قال: ما تيسر لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر. أبو جعفر المغازلي المصيصي: حدث عن محمد بن حمير، روى عنه أحمد بن النضر العسكري.

أبو جعفر المصيصي:

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الراراني قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أحمد بن النضر قال: حدثنا أبو جعفر المغازلي المصيصي قال: حدثنا محمد بن حمير عن الأوزاعي عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوضوء مفتاح الصلاه «1» . قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلّا محمد بن حمير تفرد به المغازلي. أبو جعفر المصيصي: إن لم يكن المغازلي فهو غيره، حكى عن سهل بن عبد الله التستري، روى عنه فريج بن عبد الله النصيبي. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه إلينا من حران- قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا (46- و) أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني قال: حدثني فريج بن عبد الله النصيبي قال: سمعت أبا جعفر المصيصي يقول: سمعت سهل بن عبد الله يقول: احفظوا السواد على البياض فما أحد ترك الظاهر إلّا خرج إلى الزندقة. أبو جعفر الجلابي: وقيل الجياني، من شيوخ الصوفية كان بالتينات عند أبي الخير التيناتي حكى عنه أبو القاسم بكير بن محمد المنذري.

أبو جفنة المصيصي:

أبو جفنة المصيصي «1» : شاعر مذكور من أهل المصيصة، لم أظفر له بشيء «2» (46- ظ) من شعره، ووقع إليّ أبيات قالها عباس بن الخياط المصيصي في أبي جفنة الشاعر المصيصي يهجوه وهي: أصبح دينارك في الأنفس ... يزهر كالزهرة في الحندس «3» جاء مع الرقعة ذا سرعة ... فيه غنى للرجل المفلس كأنما في راحتى ثقله ... ثقل أبي جفنة في المجلس أبو جمل بن عمر بن قيس الكندي: كان أميرا على أهل قنسرين في الجيش الذي سيره مروان مع جويرية بن سهيل الباهلي الى مصر، فبعثه جويرية الى الصعيد، فأتي بكاتب رجاء، يزيد بن موسى ابن وردان، فقيد وحبس، واستخرج منه ثلاثمائة ألف دينار، نقلت ذلك من تاريخ مختار الملك المسبحي. أبو الجنوب: رجل مذكور من أصحاب علي بن أبي طلب رضي الله عنه، شهد معه صفين، وحكى عنه، روى عنه النضر بن منصور. أنبأنا أبو الحسن بن محمود الصابوي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الأديب- إذنا- قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد ابن الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو علي بن أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا أحمد ابن اسحاق الطيبي قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن ابان قال: حدثنا النضر بن منصور عن أبي الجنوب قال: شهدت مع علي صفين، قال: فأسر علي من أصحاب معاوية خمس عشر رجلا جرحى، فلم يزل يداويهم يموت واحد بعد واحد، يكفنهم ويصلي عليهم ويدفنهم.

أبو الجنويرية الجزمي:

أبو الجنويرية الجزمي: واسمه حطّان، غزا بلاد الروم مع معن بن يزيد، واجتاز بحلب أو بعملها في امارة معاوية بن أبي سفيان، روى عن معن بن يزيد، روى عنه عاصم بن كليب. (47- و) . أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي وأبو عبد الله محمد بن داود الدربندي الصوفيان وأبو القاسم بن رواحة وأبو الحسن بن الصابوني قالوا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الخطاب بن البطر قال: أخبرنا أبو محمد بن البيّع قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن اسماعيل المحاملي قال: حدثنا أحمد بن منصور داج قال: حدثنا علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو حمزة عن عاصم بن كليب قال حدثنا أبو الجويرية قال: أصبت جرة في إمارة معاوية، فيها دنانير في أرض الروم، وعلينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له معن بن يزيد، قال: فأتيناه بها فقسمها بين المسلمين وأعطاني مثل ما أعطى رجلا، ثم قال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيته يفعله يقول: لا نفل إلّا بعد الخمس، «1» لأعطيتك، ثم أخذ فعرض علي من نصيبه، قال: فأبيت فقلت: ما أنا بأحق به منك. أبو جهمة الاسدي: شاعر شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقال يومئذ شعرا يجيب به كعب بن جعيل. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أحمد بن الحسن الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي ابن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن نينجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن (47- ظ) سليمان قال: حدثنا أحمد بن بشير في حديثه- يعني- في قتل عبيد الله بن عمر أن كعب بن جعيل قال في ذلك: ألا إنما تبكي العيون لفارس ... بصفين ولت خيله وهو واقف

أبو الجيش بن لؤلؤ السيفي:

تركن عبيد الله بالقاع مسندا ... تمج دم الحوف «1» العروق النوازف تميل فتغشاه سبائب من دم ... كما لاح في جنب القميص الكفائف تنافسن فاستسمعن من أين صوته ... فأقبلن شتى والعيون ذوارف يسفن دما قد ضاع في يوم ضيعة ... وأنكر منه بعد إلف معارف تبدل من أسماء أسياف وائل ... وكان فتى لو أخطأته المتالف وفرّت تميم سعدها وربابها ... وحالفت الجعداء فيمن تحالف وزاد غيره في قول كعب بن جعيل: معاوي لا تنهض بغير وثيقة ... فإنك بعد اليوم بالذل عارف فأجابه أبو جهمة الأسدي في ذلك: تعرف والعراف ينجح أمّه ... فإن كنت عرافا فإني لعائف «2» أغرتم علينا تسرقون ثيابنا ... وليس لنا في أرض صفين قائف «3» وقال يحيى بن سليمان: أخبرني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال: وقال أبو جهمة الأسدي: أنا أبو جهمة في جلد الأسد (48- و) . أهجو بني تغلب بتال البعد. أقود من شئت وصعبا لم أقد «4» . أبو الجيش بن لؤلؤ السيفي: أخو مرتضى الدولة أبي نصر بن لؤلؤ، كان أخوه مرتضى الدولة ملك حلب، وحضر أبو الجيش معه في الوقعة مع صالح ابن مرداس على تل حاصد «5» ، فلما

كسر مرتضى الدولة انهزم أبو الجيش وأبو سالم أخو مرتضى الدولة، وقصدا قلعة حلب، وأسر مرتضى الدولة فضبط أبو الجيش القلعة والبلد، وقويت به نفوس من كان في البلد من أهله ومن عاد من الجيش المفلول، وضبط البلد أبو الجيش وأمه ضبطا حسنا، فرأى صالح بن مرداس أنه لا يقدر على أخذ البلد لضبطه بأبي الجيش، فرأى أن يوقع الصلح فتراسلوا في ذلك، وأشركوا أبا الجيش «1» في حديث الصلح وتقريره فاجتمعوا بمرتضى الدولة وهو في القيد، وتحدثوا معه، فقال لهم: تدبرون الأمر على حسب ما ترونه ويستصوبه أخي أبو الجيش الذي هو الآن المستولي على القلعة والمدينة، فلم يزالوا يترددون حتى استقر الأمر مع صالح على الوجه الذي ذكرناه في موضعه، ولما أطلق مرتضى الدولة عاد الى القلعة والبلد، ولم يعارضه أبو الجيش في شيء «2» .

حرف الحاء في الكنى (48 - ظ)

حرف الحاء في الكنى (48- ظ) ذكر من كنيته أبو حاتم أبو حاتم الرازي: واسمه محمد بن ادريس، وقد تقدم ذكره. أبو حاتم بن حبان البستي: واسمه محمد أيضا، وقدم تقدم ذكره.

ذكر من كنيته أبو الحارث

ذكر من كنيته أبو الحارث أبو الحارث الاولاسي: من حصن أولاس، واسمه فيض بن الخضر، تقدم ذكره. أبو الحارث الرقي: المقرئ أحد أئمة القراء المذكورين، قرأ القرآن العظيم على أبي شعيب صالح بن زياد السوسي، قرأ عليه بطرسوس أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وروى عنه. أبو الحارث بن السندي الانطاكي: أنبأنا حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن قشيش الحربي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة أربع وسبعين ومائتين، أبو الحارث بن السندي الأنطاكي- يعني- مات.

ذكر من كنيته أبو حازم

ذكر من كنيته أبو حازم أبو حازم المديني الاعرج: اسمه سلمة بن دينار قدم خناصرة على عمر بن عبد العزيز وقد تقدم ذكره. أبو حازم الاسدي: الخناصري من أهل خناصرة من الأحص، من عمل حلب، حدث بخناصرة عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحكى عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، روى عنه أبو الزناد ورجل غير مسمى. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف- فيما أذن لي فيه- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا اسحاق بن اسماعيل الرملي قال: حدثنا هشام (49- و) بن عمار قال: حدثنا بقية بن الوليد عن رجل عن أبي حازم الخناصري الأسدي قال: قدمت دمشق في خلافة عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة، والناس رائحين الى الجمعة، فقلت ان أنا صرت الى الموضع الذي أريد نزوله فاتتني الصلاة، ولكن أبدأ بالصلاة، فصرت الى باب المسجد فأنخت بعيري ثم عقلته، ودخلت المسجد، فاذا أمير المؤمنين على الأعواد يخطب الناس، فلما أن بصر بي عرفني، فناداني: أبا حازم إليّ مقبلا، فلما أن سمع الناس نداء أمير المؤمنين لي أوسعوا لي، فدنوت من المحراب، فلما أن نزل أمير المؤمنين، فصلى بالناس، التفت إليّ فقال: يا أبا حازم متى قدمت بلدنا؟ قلت: الساعة وبعيري معقول بباب المسجد، فلما أن تكلم عرفته فقلت: أنت عمر بن عبد العزيز قال: نعم، فقلت: تالله لقد كنت عندنا بالأمس بخناصرة أميرا لعبد الملك بن مروان، فكان وجهك وضيا، وثوبك نقيا ومركبك وطيا، وطعامك شهيا، وحرسك شديدا، فما الذي غير بك وأنت أمير المؤمنين؟ قال لي: يا أبا حازم أنا شدك الله

ألا حدثتني الحديث الذي حدثتني بخناصرة، قلت له: نعم سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان بين أيديكم عقبة كؤودا لا يجاوزها إلّا كل ضامر مهزول، «1» . قال أبو حازم: فبكى أمير المؤمنين بكاء عاليا حتى علا نحيبه، ثم قال: يا أبا حازم أفتلومني أن أضمر نفسي لتلك العقبة، لعلي أن (49- ظ) أنجو منها وما اظني منها بناج. قال أبو حازم: فأغمي على أمير المؤمنين فبكى بكاء عاليا حتى علا نحيبه، ثم ضحك ضحكا عاليا حتى بدت نواجذه وأكثر الناس فيه القول، فقلت: اسكتوا فإن أمير المؤمنين لقي أمرا عظيما. قال أبو حازم: ثم أفاق من غشيته، فبدرت الناس الى كلامه فقلت له: يا أمير المؤمنين لقد رأينا منك عجبا؟ قال: ورأيتم ما كنت فيه؟ فقلت: نعم قال: إني بينما أنا أحدثكم إذ أغمي عليّ فرأيت كأن القيامة قد قامت، وحشر الله الخلائق، وكانوا عشرين ومائة صف، أمة محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ثمانون صفا وسائر الأمم من الموحدين أربعون صفا اذ وضع الكرسي، ونصب الميزان ونشرت الدواوين ثم نادى المنادي أين عبد الله بن أبي قحافة «2» فاذا بشيخ طوال يخضب بالحنة والكنم، وأخذت الملائكة بضبعيه فارتقوا به أمام الله فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به ذات اليمين الى الجنة. ثم نادى المنادي: أين عمر بن الخطاب فإذا شيخ طوال يخضب بالحناء بحنا «3» فأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به ذات اليمين الى الجنة. ثم نادى مناد: أين عثمان بن عفان؟ فإذا بشيخ طوال يصفر لحيته، فأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله (50- و) فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به ذات اليمين الى الجنة.

ثم نادى مناد: أين علي بن أبي طالب، فإذا بشيخ طوال أبيض الرأس واللحية، عظيم البطن، دقيق الساقين، وأخذت الملائكة بضبعيه فأوقفوه أمام الله، فحوسب حسابا يسيرا، ثم أمر به ذات اليمين الى الجنة. فلما أن رأيت الأمر قد قرب مني اشتغلت بنفسي فلا أدري ما فعل الله بمن كان بعد علي، إذ نادى المنادي: أين عمر بن عبد العزيز؟ فقمت فوقعت على وجهي، ثم قمت فوقعت على وجهي، ثم قمت فوقعت على وجهي، وأتاني ملكان فأخذا بضبعي فأوقفاني أمام الله تعالى فسألني عن النقير والقطمير وعن كل قضية قضيت بها حتى ظننت أنى لست بناج، ثم إن ربي نفضل عليّ وتداركني منه برحمة وأمر بي ذات اليمين الى الجنة، فبينا أنا مار مع الملكين الموكلين بى إذ مررت بجيفة ملقاه على رماد، فقلت: ما هذه الجيفة؟ قالوا: أدن منه فسله يخبرك، فدنوت منه فوكزته برجلي وقلت له: من أنت؟ قلت: أنا عمر بن عبد العزيز، قال لي: ما فعل الله بك وبأصحابك؟ قلت: أما أربعة فأمر بهم ذات اليمين الى الجنة، فقال: أنا كما صرت ثلاثا، قلت: أنت من أنت؟ قال: أنا الحجاج بن يوسف، قلت له: حجاج، أرددها عليه ثلاثا، قلت: ما فعل الله بك؟ قال لي: قدمت على رب شديد العقاب ذو بطشه (50- ظ) منتقم ممن عصاه، فقتلني بكل قتلة قتلت بها مثلها، ثم ها أنا موقف بين يدي ربي أنتظر ما ينتظر الموحدون من ربهم، إما الى جنة، وإما الى نار. قال أبو حازم: فأعطيت الله عهدا بعد رؤيا عمر بن عبد العزيز أن لا أوجب لأحد من هذه الأمه نارا. قال الحافظ أبو نعيم: رواه ابراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم مختصرا، أخبرناه محمد بن أحمد بن ابراهيم- إجازة- قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين قال: حدثنا السري بن عاصم قال: حدثنا ابراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، وهو يومئذ أمير المؤمنين، فلما نظر إليّ عرفني، ولم أعرفه، فقال لي: أدن يا أبا حازم فلما دنوت منه عرفته، فقلت: أنت أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قلت: ألم تكن عندنا بالأمس بالمدينة أميرا لسليمان بن عبد الملك، فكان

مركبك وطيا، وثوبك نقيا، ووجهك بهيا، وطعامك شهيا، وقصرك مشيدا، وحديثك كثيرا، فما الذي غير بابك وأنت أمير المؤمنين؟ قال: أعد علي الحديث الذي حدثتنيه بالمدينة، فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن بين أيديكم عقبه كؤودا مضرسة لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول، فبكى «1» طويلا، (51- و) . أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي العجائز الأزدي الدمشقي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي الدمشقي قال: أبو حازم الأسدي الخناصري، حدث عن أبي هريرة، وحكى عن عمر بن عبد العزيز، ووفد عليه الى دمشق، روى عنه رجل غير مسمى، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان المقرئ. هكذا قال الحافظ إنه وفد على عمر الى دمشق بناء على حديث بقية، وحديث ابن هراسه عن سفيان أقرب الى الصحة، وقد رواه ابن المبارك عن سفيان وقال فيه: قدمت على عمر بن عبد العزيز وقد ولي الخلافه «2» .

ذكر من كنيته أبو حامد

ذكر من كنيته أبو حامد أبو حامد بن محمد بن جعفر الحلبي: المعروف بسناء الدولة. قرأت بخط بعض الأدباء من أهل حلب قال: سناء الدولة، أبو حامد بن محمد ابن جعفر الحلبي، شاعر مجيد كان في أيام الصنوبري، روى أن الصنوبري شرب دواء فكتب إليه سناء الدولة: أبن لي كيف أمسيت ... وما كان من الحال وكم سارت بك الناق ... ة نحو المنزل الخالي فكتب إليه الصنوبري: كتبت إليك والنعلان ما إن ... أقلّهما من السير العنيف فإن رمت الجواب إلي فاكتب ... على العنوان يدفع في الكنيف (51- ظ) أبو حامد الزاهد: حدث بأذنة عن جعفر بن محمد الخفاف، وأبي أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، روى عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان. نقلت من خط القاضي أبي عمرو الطرسوسي: حدثنا أبو حامد الزاهد، بأذنة قال: حدثنا جعفر بن محمد الخفاف قال: حدثنا موسى بن أيوب قال: حدثنا عثمان بن كثير عن بقية عن ابراهيم قال: قال يونس بن عبيد: ما ندمت علي شيء ندامتي على أن لا أكون أفنيت عمري في الجهاد. أبو حامد: صاحب بيت المال، له ذكر، وكان بحلب، حكى عنه ابنه أبو علي بن أبي حامد وقد ذكرنا عنه حكاية.

ذكر من كنيته أبو الحسن

ذكر من كنيته أبو الحسن أبو الحسن بن ثوابة: كاتب مشهور، قدم حلب صحبة الوزير أبي الفتح الفضل بن الفرات حسين مر بها. أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن الدوّيدة: واسمه علي، وقد تقدم ذكره. أبو الحسن بن جعفر المتوكل: ابن محمد المعتصم بن هرون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي، قدم حلب مع أبيه المتوكل سنة أربع وأربعين ومائتين (52- و) وكان يعرف بابن فريدة. أنبأنا أبو منصور بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: أبو الحسن بن جعفر المتوكل، وذكر نسبه، قدم مع أبيه المتوكل دمشق سنة ثلاث وأربعين ومائتين، فيما قرأته بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي. وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الوراق قال: مات أبو الحسن بن المتوكل المعروف بابن فريدة في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين «1» . أبو الحسن بن جهشم: الطرسوسي، روى عن الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد. وكان ضعيفا في الرواية. أنبأنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي عن أبي سعد السمعاني قال:

أبو الحسن بن زيد الشيزري:

دفع إليّ الشيخ الإمام الحافظ أبو علي الحسن بن مسعود الوزير الدمشقي جزءا خفيا بخط الشيخ الإمام الحافظ الزاهد الحسن بن ابراهيم بن بقي الاندلسي، رحمة الله عليه مكتوب: رأيت بخط الشيخ الامام الحافظ أبي سعد مسعود بن نابه السجزي رحمه الله في ورقة مربعة مكتوبة، وسألته أن يملّ عليّ فقال: وجدت عند الشيخ أبي سعد مسعود بن علي بن معاذ السجزي ثم النيسابوري، رحمه الله تعالى، بخط الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله البياع الحافظ، رحمه الله في ورقة مربعة: اجتمعنا غداة الخميس الرابع والعشرين من شعبان (52- ظ) سنة احدى وثمانين وثلاثمائة، فذكرنا الكذابين بنيسابور الذين ظهر لنا جرحهم، فأثبتناه في هذا الطبق للاعتبار، ونسأل الله تعالى العصمة من ذلك بمنه وطوله: أبو الحسن ابن جهشم الطرسوسي، يروي عن الباغندي وابن صاعد وأقرانهما، ثم ذكر جماعة وقال: جماعة من في هذا الطبق كذبة في الرواية، كتب محمد بن عبد الله بخطه. قال الشيخ مسعود: وأشهد على ذلك جماعة واثبتوا خطوطهم عقيب خطه منهم، كما ذكره الحاكم ايده الله، وكتبه: عبد الرحمن العماري بخطه. آخر: هؤلاء القوم الذين ذكر أساميهم في هذه الورقة، كلهم كذبة، تاب الله علينا وعليهم ولا تحل الرواية عنهم لمن أراد أن يأخذ ما يأخذه لله عز وجل، وكتب أبو جعفر العزائمي بخطه. وآخر: عرفت المذكورين فيه بالصفة المذكورة فيه، وكتبه سعيد بن محمد بخطه. قال الشيخ مسعود: فسألت الشيخ مسعود السجزي أن يثبت خطه عقيب ما كتب عنه، ليكون لي حجة بذلك، فكتب: نسخ هذا من ورقة بخط الحاكم الامام أبي عبد الله الحافظ رحمه الله، وفيه خطوط المشايخ: العماري، والعزائمي والشعيبي، رحمهم الله تعالى، والورقة عندي. أبو الحسن بن زيد الشيزري: شاعر مجيد، من أهل شيزر، كان في أيام (53- و) نور الدين محمود بن زنكي، ووعظ أبا بكر بن الداية نائبه بحلب بأبيات.

قرأت بخط الفقيه امام الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد بن سلامة الحلبي، المعروف بابن الركابي، وقال: أبو الحسن بن زيد الشيزري: لئن حالت الأيام بيني وبين ما ... أحاول أو أنحى عليّ زماني ورمت مراما لم يرمه من الورى ... سواي على ضعفي وبعد مكاني ففي ظل نعمى ابن الوصي مواهب ... تحقق آمالي وتعظم شاني امام هدى لولا اهتدائي بنوره ... ضللت ونالتني يد الحدثان وان تك داري عنه أضحت بعيدة ... فشكري على بعد المسافة دان وقال: ونقلتها من خط المذكور: بالله أقسم صادقا ... قسما يجلّ عن المحال اني امرؤ ما غيرتني ... بعد بعدكم الليالي كلا ولا خطر السلو وان ... تسليتم ببالي بل حافظ لعهودكم ... في حال حلّي وارتحالي أنتم وان بنتم أحب الي ... من أهلي ومالي وحديثكم أشهى الى ... قلبي من العذب الزلال ومحلكم مني بمنزل ... ة اليمين من الشمال وتعز فرقتكم عل ... يّ وان أغيب فما احتيالي (53- ظ) فعليكم مني السلا ... م وبات حاسدكم بحالي وبقيتم في نعمة ... ووقيتم عين الكمال وقال: من قصيدة في مجد الدين ابن الداية رحمه الله، ونقلتها من خط المذكور: فلا تجورن مجد الدين مقتدرا ... فالجور أقبح ما يستحسن الملك وانظر لنفسك واعمل للمعاد ... ولا يطغيك ادراك ما في طيه الدرك وخف اصابة سهم من سهام يد ... تمد في الليل والظلماء تحتبك فطائر الجو لولا الحب أوقعه ... في الحب تلقطه ما صاده الشرك فان أبيت سوى ما قد أتيت به ... بغيا ولا بد للاصوات تشتبك

أبو الحسن بن عبد الله الفوطي:

أبو الحسن بن عبد الله الفوطي: الطرسوسي الصوفي، روى عن أبي القاسم الجنيد بن محمد، وعلّوش الدينوري، روى عنه عبد الله بن يوسف الأصبهاني. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا عمر بن أبي الحسن بن حموية قال: أخبرنا عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذياخي، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالت: أخبرنا الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت عبد الله بن يوسف الاصبهاني يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد الله الفوطي الطرسوسي يقول: سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول: اللهم ما عذبتني من شيء فلا تعذبني بذل الحجاب «1» . وقال أبو القاسم (54- و) القشيري: سمعت عبد الله الاصبهاني يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد الله الطرسوسي يقول: سمعت علوش الدينوري يقول: سمعت المزين الكبير يقول: كنت بمكة فوقع لي انزعاج فخرجت أريد المدينة، فلما وصلت الى بئر ميمونة «2» اذا أنا بشاب مطروح، فعدلت اليه وهو ينزع، فقلت له: قل لا اله الا الله، ففتح عينه وأنشأ يقول: أنا ان مت فالهوى حشو قلبي ... وبداء الهوى يموت الكرام ثم مات فغسلته وكفنته، وصليت عليه، فلما فرغت من دفنه سكن ما بي من ارادة السفر، فرجعت الى مكة «3» . أبو الحسن بن عمر: ابن أبي الحسن بن محمد بن حموية الجويني، شيخ الشيوخ، هذا يكتب بخطه فيما يكتبه، ولا يسمي نفسه، وبعضهم يسميه عليا، وبعضهم يسميه محمدا، والصحيح ان اسمه كنيته، وكان شيخا حسنا فقيها فاضلا حسن السمت مليح الشيبة

كريم النفس نزيها، حسن الكلام والمنطق اذا تكلم، كثير السكوت الا فيما يعنيه، وكان لكثرة سكوته لا يكاد يعرف فضله من رآه، فاذا تكلم في الفقه أو في غيره كان كلامه أحسن الكلام وأكثر المتكلمين صوابا. ولي القضاء بحران، ثم تولى التدريس بمصر في مدرسة الامام الشافعي، وتولى مشيخة الشيوخ بالديار المصرية ودمشق في دولة الملك العادل أبي بكر بن أيوب وبعده في دولة ابنه الملك الكامل، وكان عظيم (54- ظ) الحرمة والمكانة عندهما، وكان والد الملك الكامل صاحب مصر من الرضاع، وسيره الملك العادل وابنه الملك الملك العادل «1» في رسائل متعددة الى حلب وبغداد وغيرها من البلاد، واجتمعت به بالياروقيه ظاهر مدينة حلب، وقد وردها رسولا من الملك الكامل محمد الى أخيه الملك الاشرف موسى وهو اذ ذاك مقيم بالياروقية بحلب، وسمعت منه الاربعين حديثا لابي الفتوح الطائي بروايته سماعا منه، وأحاديث من أول مسند الشافعي بسماعه للمسند من أبي زرعة، وأخبرنا أن مولده سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة في شوال. وحدث شيخنا شيخ الشيوخ عن هذين المذكورين، وعن أبي الفرج الثقفي، وأبي منصور شهردار بن شيرويه الديلمي. أخبرنا الشيخ الفقيه الامام أبو الحسن بن عمر بن حمويه شيخ الشيوخ بالياروقية ظاهر مدينة حلب، قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي «2» . (55- و) . سمعت جمال الدين أحمد بن عثمان بن الصلاح الحراني الصوفي قال: كان الشيخ صدر الدين بن حمويه لا يترك أحدا يباشر خدمته، واذا دخل الحمام غسل نفسه وحك رجله بيده، ولا يمكن أحدا غيره من مباشرة ذلك، فدخلت يوما الحمام معه فأخذت حجر الرجل وجئت اليه، فقال: ما تريد؟ فقلت له مازحا: أحك رجلك لتعود من بركتي عليك فمدّ (55- ظ) رجله فحككتها.

أبو الحسن بن محمد بن محمد بن يوسف البخاري:

وقال لي: قدم شيخ الشيوخ صدر الدين الينا، الى حران، وكان من عادته أن لا يأكل من وقف الخوانك «1» شيئا أصلا، فقال لي: اطبخ لنا أرزا ودفع اليّ ما أطبخه به، قال: فلما أردت الطبخ أفكرت في ماء نهر جلاب، وهو نهر بحران، وهو عكر من التراب الاحمر، ولا يصفو الا اذا وضع في الاناء، ورست فيه الطين، فقلت: هذا أرز وأطبخه بهذا الماء يجيء أحمر اللون، فعدت الى نفسي وقلت: آخذ من ماء الصهريج الذي في الخانكاه، ثم أفكرت في أن الشيخ لا يتناول شيئا من وقف الخانكاه، ثم قلت للشافعي وجه في أن الماء لا يملك بحال، وهو على الاباحة، فأخذت منه وطبخت فلما استوى أتيته به وقدمته بين يديه، فنظر فيه، وأنكره وقال: من أي ماء طبخت هذا الارز؟ فقلت من ماء الصهريج الذي للخانكاه، فقال: وما عرفت عادتي فقلت فلنا وجه في أن الماء مباح، وأنه لا يملك، فقال لي: وتعلمني الفقه أيضا ارفعه الى الصوفية، فأخذته وجئت به الصوفية ولم يأكل منه شيئا، وقال لي: ارتد لنا جبنا ولبنا وما أشبه ذلك، فجئته بما طلب، فأكل منه، ولم يأكل من الارز رحمه الله. توفي شيخنا شيخ الشيوخ أبو الحسن بالموصل في العشر الآخر من جمادي الاولى سنة سبع عشرة وستمائة بالموصل، وكان بها رسولا، وبلغنا خبر (56- و) وفاته الى حلب، فعمل له العزاء بالمدرسة النورية المعروفة ببني أبي عصرون، وتولى ذلك شهاب الدين عبد السلام بن المطهر بن عبد الله بن أبي عصرون مدرسها لمصاهرة كانت بينهما، ولما قدمت الموصل رسولا في بعض السنين زرت قبر قضيب البان ظاهر الموصل وشيخ الشيوخ في تربة قضيب البان، وهو مدفون الى جانبه، وقرأت على الرقعة التي على قبره تاريخ وفاته رحمه الله. أبو الحسن بن محمد بن محمد بن يوسف البخاري: ابن أبي ذر قاضي القضاة بخراسان، وكان عابدا زاهدا سائحا قدم طرسوس للتعبد بها. وذكره الحافظ أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور في ترجمة أبيه أبي ذر

أبو الحسن التهامي:

القاضي، كما أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير أحمد بن اسماعيل القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال: أخبرنا أبو عثمان الصابوني والبحيري وأبو بكر البيهقي والحيري- فيما أجازوه لي- قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: محمد بن محمد بن يوسف قاضي القضاة بخراسان، أبو ذر البخاري كان ينتحل مذهب الحديث ويذب عن السنة وأهلها قال: وأعقب الولد الشيخ الزاهد العالم السياح العابد أبا الحسن بن أبي ذر، كان يتعبد اما بمكة أو بطرسوس، واما في جبالنا (56- ظ) بنيسابور وقال ما كان يسكن بخارى تجنبا للدخول على السلطان. أبو الحسن التهامي: الشاعر، واسمه علي بن محمد، وقد تقدم ذكره. أبو الحسن الفاسي: الزاهد، نزيل حلب من أهل فاس، بلدة بالمغرب، واسمه علي بن محمد بن يوسف، وقد تقدم ذكره. أبو الحسن بن يزيد: الحلبي أنشد عنه الأستاذ أبو سعد الجرحوسي الزاهد. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أنشدنا القاضي أبو النجح يوسف بن شعيب الشيرواني بنيسابور قال: أنشدنا حمزة بن هبة الله الحسني قال: أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الفارسي قال: أنشدنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أنشدني الاستاذ الزاهد أبو سعد هو الجرجوسي قال: أنشدنا أبو الحسن بن يزيد الحلبي لبعضهم: وخمائم نبهنني ... والليل داجي المشرقين شبهتها لما بكين ... وما ذرين «1» جفون عيني

أبو الحسن بن أبي بكر بن جعفر اليزدي:

بنساء آل محمد ... لما بكين على الحسين أبو الحسن بن أبي بكر بن جعفر اليزدي: شيخ كان بطرسوس، روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وقد ذكرنا عنه حكاية جرت له بطرسوس في (57- و) ترجمة أبي القاسم يوسف بن يعقوب السوسي. أبو الحسن بن أبي جرادة: الحلبي، واسمه علي بن عبد الله، قد تقدم ذكره. أبو الحسن بن أبي خازن: القلانسي البغدادي واسمه علي بن يحيى، واشتهر بكنيته وكنية أبيه، وهو سبط صدقه البغدادي صاحب التاريخ، شاعر مجيد قدم حلب وكتب عنه بها شيء من شعره، روى لنا عنه الزين يونس بن أبي الغنائم البغدادي المقرئ. أنشدنا أبو الفتح بن أبي الغنائم البغدادي قال: أنشدنا أبو الحسن بن أبي خازن القلانسي البغدادي بحلب: سهرت جفوني في هوى من لم يدر ... ذكر السهاد بجفنه والناظر يا أيها البدر الذي ألحاظه ... تغنيه عن حمل الحسام الباتر أأمنت ان تهوى وتخضع مثلما ... أنا خاضع فلبست حلة غادر حكى لي شيخنا الصاحب قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: كان أبو الحسن بن أبي خازن شابا ذكيا، وكان يقرأ عليّ الفقه بالموصل هو وجماعة معه، فشاورني يوما في أكل تمر البلاذر «1» فنهيته عن ذلك، فمضى هو ورفيقان له واشتروا منه شيئا ودقوه وجعلوه في هريسة وأكلوها فجاءني أبو الحسن ابن أبي خازن ووجهه قد اكمد، فوقف معي في صحن المدرسة (57- و) وأخبرني أنه أكل تمر البلاذر، فلم أنكر عليه خوفا أن يستشعر ويتوهم، فهونت الامر عليه، فجعل يحادثني ونحن نمشي، ثم دخل الى بيته في المدرسة فأخرج الجرة والابريق والكانون وجميع حوائجه، فعلمت انه قد أثر معه، فسكنته ثم أقمت عليه من يعالجه

أبو الحسن بن أبي نصر:

ويطعمه الهريسة في كل يوم، فواظب ذلك الى أن سكن عنه، ثم غلب عليه الأدب وأثر الذكاء معه في الشعر، فكان ينظم شعرا جيدا الى الغاية وجاء الينا الى حلب ونزل عندنا بالمدرسة. قال لي أبو الفتح البغدادي المقرئ: توفي أبو الحسن بن أبي خازن القلانسي بميافارقين. أبو الحسن بن أبي نصر: الكناني العسقلاني، واسمه علي بن محمد، وهو مشهور بكنيته وكنية أبيه، شاعر قدم حلب ولم أظفر بشيء من شعره، ووقفت في شعر أبي بكر الصنوبري على أبيات كتبها الصنوبري يجيبه عن أبيات كتبها اليه ويشكره عن شعر مدحه به أولها: ان تكن يا أخي ظبي الشعر قلّت «1» ... وتشظت «2» صفاته فاضمحلت منها: أبهذا المهدي طرائف ألفاظ ... كما ريحت الرياض وظلت من مديح يدق عن كل فهم ... واذا دقت المدائح جلّت في معان عزّت على الخلق إلا ... أنها حين رمتها أنت ذلت (58- و) حرمت يا أخي على قائل الشعر ... ولكنها الراوية حلّت فهي تحفى لطفا وتظهر حسنا ... مثل ما أغمدت سيوف وسلّت أنت شمس العلا الذي بعلاه ... يتحلى العلى اذا ما تحلت بإخائيك يا أبا حسن عادت ... ليالي الاخاء لما تولت ضحكت عنك طرّتا حلب حسنا ... وذابت سماؤها فاستهلت وخلت عسفلان يا بن أبي نصر ... من المجد حين منك تخلت أبو الحسن البغراسي: واسمه علي، من شيوخ الصوفية بالثغور الشامية، وبغراس حصن قريب من أنطاكية، حكى عن أبي الخير التيناتى.

أبو الحسن العيشي:

روى عنه أبو القاسم الحسن بن أحمد بن هاشم المقرئ، وكان أحد الصالحين الزهاد. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال: سمعت أبا عبد الله الصوري يقول: سمعت أبا القاسم الحسن بن أحمد يقول: سمعت أبا الحسن البغراسي يقول: قال لي أبو الخير التيناتي: إياك وكثرة السفر فإنه يقسّي القلب ويذهب بالدين. وقال: سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقول: سمعت أبا الحسن البغراسي يقول: قرأت فيما أوحى الله الى داود: يا داود قل لبني اسرائيل لا تجاوروني بالمعاصي فأبتليهم بالاسفار أمحق فيها الأعمار وأقل فيها الأعمال. أبو الحسن العيشي: أبو العبسي المؤدب، كان ببالس، وحكى عن بعض المجانين، حكى عنه أبو الفوارس بن حنيف الطبري. (58- ظ) . أخبرنا أبو نصر عبد العزيز بن يحيى بن المبارك الزبيدي ببغداد قال: أخبرتنا شهدة ابنة أحمد بن الفرج بن الأبري قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الأرد ستاني بمكة في المسجد الحرام قال: أخبرنا الاستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المذكر قال: سمعت أبا الفوارس بن حنيف بن أحمد بن حنيف الطبري قال: سمعت أبا الحسن العيشي المؤدب يقول انحدرت من بالس أريد العراق، فدخلت الموصل فأقمت بها أياما فبينا أنا مار في بعض أزقتها فاذا صياح وجلبة، فسألت عنها فقيل هاهنا دار المجانين وهذا صوت بعضهم، فدخلت فاذا شاب مشدود متشحظ في الدم، فسلمت فرد، فقال: من أين تجيء؟ قلت من بالس قال: وأين تريد؟ قلت: العراق، فقال: تعرف بني فلان فأشار الى أهل بيت؟ قلت: نعم، قال: لا صنع الله لهم ولا خار، هم الذين أدهشوني وتيموني وأحلوني هذا المحل، قلت: وما فعلوا؟ قال:

أبو الحسن المشوق:

زموا المطايا واستقلوا ضحى ... ولم يبالوا قلب من يتموا ما ضرهم والله يرعاهم ... لو ودعوا بالطرف أو سلموا ما زلت أذري الدمع في إثرهم ... حتى جرى من بعد دمعي دم ما انصفوني يوم بانوا ضحى ... ولم يفوا عهدي ولم يرحموا «1» (59- و) أبو الحسن المشوق: الشامي، صاحب المتنبي، وقيل أبو الحسين، روى عن أبي الطيب المتنبي، روى عنه محمد بن عمر الزاهر، وقاضي القضاة أبو بشر الفضل، وكان شاعرا مجيدا من العصريين. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي- اذنا عن أبي القاسم بن السمر قندي- قال: أنبأنا أبو يعقوب الاديب عن أبي منصور الثعالبي قال: وأنشدني محمد بن عمر الزاهر قال: أنشدني أبو الحسن المشوق صاحب المتنبي لنفسه: ليلة بتها بقربى «2» أسقى ... عاتقا عانقت مداها الدهور وكأن السماء والبدر والانج ... م روض ونرجس وغدير قال أبو منصور الثعالبي: وأنشدني أبو الحسن محمد بن أحمد الافريقي في كتاب شعار الندماء لابي الحسن المشوق الشامي- ولست أتحقق اسمه- في المشمش: أما ترى المشمش يا خل الأدب ... مشطبا أكرم بهاتيك الشطب مثقب الهامات من غير ثقب ... كأنها بنادق من الذهب «3» أبو الحسن المشعوف: شاعر من طبقة أبي الطيب المتنبي وأقرانه، كان معه بحلب.

أبو الحسن الدلفي:

قرأت في بعض أخبار المتنبي أنه اجتمع عند أبي الطيب المتنبي بحلب أبو القاسم الناصبي، وأبو العدل، وأبو تمام الخراساني، وأبو عبد الله (59- ظ) الدنف وأبو الحسن المشعوف، فأنشدهم أبو عبد الله الشبلي- خادم المتنبي- بيت أبي المنصور المكفوف المقدسي وسألهم اجازته وهو في أوله شين وآخره شين: شبه الهلال على غصن منعمة ... بيضاء ناعمة في كفها نقش قال: فبدر أبو الحسن المشعوف فقال: شفت بطلعتها من كان ذا نسك ... فالقلب منه لما قد ناله دهش وتمام الحكاية تأتي في ترجمة أبي عبد الله الشبلي، إن شاء الله تعالى. أبو الحسن الدلفي: الشاعر المصيصي، روى عن أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، ولقيه بمعرة النعمان، روى عنه أبو منصور الثعالبي في ذيل اليتيمة، وقال: حدثني أبو الحسن الدلفي المصيصي الشاعر، وهو ممن لقيته قديما وحديثا في مدة ثلاثين سنة قال: لقيت بمعرة النعمان عجبا من العجب، رأيت أعمى شاعرا طريفا يلعب بالشطرنج والنرد، ويدخل في كل فن من الجد والهزل، يكنى أبا العلاء وسمعته يقول: أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر، فقد صنع لي أحسن بي اذ كفاني رؤية الثقلاء والبغضاء. هكذا قال فان صح عن أبي العلاء ابن سليمان ذلك فلعله كان في أيام حداثته وصباه، فانه كان بعيدا من اللعب والهزل، وقد ذكر الثعالبي هذه الحكاية في ترجمة أبي العلاء بن سليمان ويحتمل ان يكون آخر يكنى أبا العلاء «1» ، والله أعلم. (60- و) . أبو الحسن الحلبي: حكى عن السري الرفاء، روى عنه أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب.

أبو الحسن المصيصي العابد:

قرأت في كتاب المفاوضة تأليف محمد بن علي بن نصر الكاتب بخطه، وأنبأنا به شيخنا أبو اليمن الكندي وغيره عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي غالب ابن بشران قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر قال: حدثني أبو الحسن الحلبي، وكان شيخا يعرف أخبار سيف الدولة، قال: كنا مجتمعين يوما في دهليز سيف الدولة، وجماعة من الشعراء والشيوخ المتقدمين: كأبي العباس النامي وأبي بكر الصنوبري، ومن النشىء اللاحقين كأبي الفرج الببغاء والخالدين والسري، فتذاكروا الشعر، وأنشدت قصيدة المتنبي التي أولها: فديناك من ربع وإن زدتنا كربا ... فاستحسن الجماعة قوله في اعظام الربع. نزلنا عن الاكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه ان نلم به ركبا فقال السري: لولا أنكم اذا سمعتم ما قلته بعد هذا ادعيتم انني سرقته منه لأمسكت، وأنشد قصيدة لامية قال فيها: نحفي وتنزل وهو أعظم حرمة ... من أن يذال براكب أو ناعل فحكم الجماعة له بالزيادة في قوله نحفى وننزل. «1» . قلت في هذه الحكاية نظر فان الصنوبري توفى سنة أربع وثلاثين، وأبو الفرج لم يكن ورد الى سيف الدولة. أبو الحسن المصيصي العابد: غزا بلاد الروم، وروى عن أبي خيثمة زهير بن حرب، روى عنه أبو علي الحسن بن قتيبة. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- اجازة- قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد-

أبو الحسن المصيصي:

اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا الحسن بن قتيبة قال: حدثنا أبو الحسن المصيصي. قال أبو علي: وقد غزا معنا بلاد الروم، وكان رجلا صالحا عابدا، فحدثنا عن أبي خيثمة عن علي رفعه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة جاء يوم القيامة، فقيل هذا من الصديقين فيجوزهم، فيقال: هذا من الشهداء، فيجوزهم فيقال: هذا من النبيين فيجوزهم، فيقال: هذا من الملائكة فيجوزهم، فلا يجب حتى ينتهي الى ظل عرش الرحمن «1» . حديث منكر. أبو الحسن المصيصي: شاعر ظفرت له بأبيات في مجموع بخط بعض أهل الأدب وهي: (61- و) . أطيب من عود على جمر ... ومن زلال شيب بالخمر ومن نسيم النور في روضة ... أنهارها ما بينها تجري مقالة يسمعها ماجد ... من شاكر يطنب في الشكر أبو الحسن الأنطاكي: شاعر من شعراء العصر، ذكره أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر بما أنبأنا به عمر بن محمد بن طبرزد عن أبي القاسم بن السمر قندي قال: أخبرنا أبو يعقوب الأديب- فيما كتب به الينا- قال: أخبرنا أبو منصور الثعالبي قال: أبو الحسن الأنطاكي، أنشدني له الزاهر: لما تأمل جودك القطر ... وسما ليدرك صدرك البحر خجلا جميعا مثل ما خجلا ... مذ قابلاك الشمس والبدر يا صالح الخيرات ما صلحا ... إلّا لك التأييد والنصر قال: وأنشدني له في وصف عود: يملي القريض عليه لفظا محسنة ... فينبري مخبرا عنها بأخبار

أبو الحسن المعري:

ما جسّ أوتاره في وجه نائبة ... إلّا استقاد «1» بثارات وأوتار تحنو عليه له أم تخاطبه ... سرا فيخبرنا النجوى باظهار وإن هفا فركت آذانه شفقا ... عليه من وصمة النقصان والعار «2» أبو الحسن المعري: شاعر مجيد من أهل معرة النعمان، وقع الي كذلك غير مسمى ولا منسوب، قرأت ذكره في المجموع المعروف بالربيبة جمع (61- ظ) مستنير بن عبد الغالب المعري بخطه، قال: من قصيدة لأبي الحسن المعري: دار غدت للفضل داره ... افلاك اسعدها مداره منها المحامد مست ... قاة والمحاسن مستعاره شرفاتها هيف الخص ... ور لها بها حسن وشاره فلكل طرف نحوها ... ولكل جارحه اشاره وعلى جميع الدور في ... الدنيا تقلدت الإمارة فترابها مسك سح ... يق شق برد الليل فاره لا يهتدي لنعوت أد ... ناها الفحول بنو عمارة وله أشعار كثيرة في الأطعمة منها قوله في صفة تقليه، ونقلتها من مختار كتاب رياض المهج تأليف محمد بن علي بن محمد بن أبي خالد السيرافي: تقليه ما أنس لا انسها ... معقودة ذات عقاقير قابلتها خضراء قد فوفت ... بالبيض تفويف الأزاهير كأنما داراته فوقها ... دراهم تحت دنانير وقرأت في رياض المهج للسيرافي: أبو الحسن المعري يصف عجة: ومنبسط إليّ بلا انقباض ... وذاك لأننا صنوا ولاء تشهى عجة وأتى بنعت ... يدل على النباهة والذكاء

أبو الحسن البصري

فجئت بها ذراعا في ذراع ... مدورة مهندسة البناء بلا ثلم ولا شق تراه ... عيون الناظرين ولا انطواء أقاصيها أدانيها اعتدالا ... تروق ذوي المروءة والثراء كمثل سبيكة الذهب المصفى ... وللشمس انحنت عند المساء مزجت بيضها بصلا ولحما ... وأبزارا ومربا ذا صفاء فجاءت كالحياة لها نسيم ... يرد الروح من بعد الفناء وأنى للطهاة اذا أردنا ... ونعم العلم إصلاح الغذاء أبو الحسن البصري سمع بحلب أحمد بن محمد الرافقي روى عنه حنش بن غالب. نقلت من مجموع وقع إلى بماردين بخط بعض الفضلاء فيه قال- ولم يذكر (62- و) من قال-. وأخبرنا الشيخ الصالح الواعظ أبو حفص عمر بن محمد بن يحيى الزبيدي قال: أخبرنا حنش بن غالب قال: أخبرنا أبو الحسن البصري قال: حدثنا أحمد ابن محمد الرافقي- بحلب- قال: حدثنا عبد الله بن الحسن بن زيد الحراني قال: حدثنا يحيى بن اسحاق بن يزيد الخطابي قال: دفع إلي عمر كتابا فقال: هذا كلام عمر بن عبد العزيز، فكان فيه: ما استحكمت ضلالة على قوم حتى يعترفوا بالذنوب ثم لا يتوبون، ليس الفقه بمعرفة ما لا يستطاع، ذلك شك فيه، ولكن بمعرفة ما يكون الوقوف عليه، كل تأويل رد الى إنكار كفر، ومن الريبة الخفية رقة القلوب مع المعاصي، والشغل بالحسنات مع المقام على السيئات، ومن الضلالة الموبقة الاعتراف بالذنب لا ينزع عنه، ومن العقوبات الخفية ترك علم لا يعمل به، وولاية لا يعدل فيها وبكتمان العلماء العلم وتضاغن قلوب أهل الملة، واعتساف المكسب، والتعرض للدنيا يفسد الدين وما بعد القدرة إلا الحسرة والندامة، وما بعد الامكان من الفرصة إلا الفوت، وستعلمون ما أقول لكم، وأفوض أمري الى الله «إن الله بصير بالعباد» «1» .

أبو الحسن الفراء

أبو الحسن الفراء شاعر مجيد، كان بحلب يعمل الفراء، وينظم شعرا جيدا، روى لنا عنه أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي غانم بن سندي (62- ظ) . أنشدنا أبو الفضل بن سندي الحلبي قال: أنشدني أبو الحسن الفراء لنفسه بحلب: أعد حديث العذيب يا عامر ... وقل عن النازلين بالحاجر يطربني ذكرهم وكم وله ... جدّد ذكر الأحباب للذاكر يقول لي عاذلي تموت أسى ... لو كان يغنى ملامة الزاجر والوفد قد أربحت تجارتهم ... وأنت من ربح أجرهم خاسر لا ناسك محرم أخو ورع ... ولا جهول بما رجا ظافر اقنع بطيف الخيال فهو ... عسى يأتيك في خندس الدجى زائر فقلت من لي بما تقول ... وقد أمسيت صبّا مولها ساهر قال: كان أبو الحسن الفراء من ظراف الناس، ومدح أكابر الحلبيين، ولم يأخذ على شعره جائزة قط، وكان يقول اذا مدح كبيرا أو غيره: أنا أعمل هذا محبة، فإذا دفع إليه جائزة ردها وانقطع عنه، ويقول: أنا أعمل في صنعتي كل يوم بدرهم يكفيني فلا حاجة لي الى أحد. أبو الحسن الديلمي كان بأنطاكية، وحكى عنه الوليد بن مسلم. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد الجويني، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالا: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب الفارسي- في كتابه- (63- و) قال: أخبرنا أبو

الأسعد بن عبد الواحد بن عبد الكريم قال: أخبرنا جدي أبو القاسم القشيري، قال: ويحكى عن أبي الحسن الديلمي أنه قال: دخلت أنطاكية لأجل أسود قيل لي إنه يتكلم عن الأسرار، فأقمت الى أن خرج من جبل اللكام ومعه شيء من الطعام يبيعه، وكنت جائعا منذ يومين لم آكل شيئا، فقلت له: بكم هذا وأوهمت أني أشتري ما بين يديه؟ فقال: أقعد ثم حتى اذا بعناه نعطيك ما تشتري به شيئا، فتركته وصرت الى غيره أو همه أني أساومه، ثم رجعت إليه فقلت: إن كنت تبيع هذا فقل لي بكم؟ فقال: إنما جعت يومين أقعد حتى إذا بعناه نعطيك ما تشتري به شيئا فقعدت، فلما باعه أعطاني شيئا ومشى فتبعته فالتفت إلي وقال: إذا عرض لك حاجة، فأنزلها بالله إلا أن يكون لنفسك فيها حظ، فتحجب عن الله «1» . (63- ظ)

أبو الحسن الرفني

أبو الحسن الرفني بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي من أهل رفنية «1» بلدة من العواصم وأعمال حلب، له كتب مصنفة في الحكمة والحساب، ذكر له منها كتاب الجبر، ويعرف بالحدود وعلله بالبرهان والهندسة. وكتاب قسمة الأعداد «2» .

ذكر من يكنى بأبي الحسين

ذكر من يكنى بأبي الحسين أبو الحسين بن أحمد بن الطيب: الفقيه البصير المعروف بالحكاك، له ذكر في التاريخ. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي أبو القاسم الحافظ- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: قرأت في كتاب لأبي محمد بن الأكفاني، ذكر أنه بخط عبد المنعم بن علي، المعروف بابن النحوي، قال: وفي يوم الاثنين لاحدى وعشرين ليلة خلت من صفر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة خرج أبو الحسين الحكاك الفقيه من دمشق الى مصر، مستصرخا الى الملقب بالعزيز ومستحثا له بإخراج عسكر الى الشام بسبب العدو «1» ، وأنه قد نزل على حلب «2» . والظاهر أنه سيّر من شريف بن سيف الدولة حين خطب للعزيز، واجتاز بدمشق وذكر عبد المنعم يوم خروجه منها. أبو الحسين بن حذيق: كان من العباد بالمصيصة، وله كلام حسن وصحب ابراهيم الخواص، وحكى عن علي الرفاء وغيره من العباد، روى عنه أبو بكر الدقي وأبو القاسم (65- و) منصور بن أحمد وقد سقنا عنه حكاية حكاها عن رجل بالمصيصة فيما يأتي. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: حدثنا علي بن عبد الله بن الحسين بن

أبو الحسين بن أبي التمام القاضي:

جهضم قال: حدثني أبو القاسم منصور بن أحمد قال: سمعت ابن حذيق يقول: لهذه العلوم ثلاثة آداب: أحدها ألا يذكر إلا مع أهلها، والثانية ألا يذكر إلا في وقته، والثالثة وهو تاجه أن ينطوي الانسان على كتمانه وترك ذكره على دائم الأوقات حتى يسمعه من غيره. أنبأنا أبو المظفر بن أبي سعد السمعاني قال: أخبرنا محمد بن الحسين السلمي قال: أبو الحسين بن حذيق، صحب ابراهيم الخواص وغيره، بغدادي، نزل المصيصة، وكان يقول: أنفع الناس جهدك، فإن لم تستطع فارفع أذاك عنهم. أبو الحسين بن أبي التمام القاضي: روى عن يونس بن علي بن يونس البوقي، إمام بوقا «1» ، روى عنه أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي. أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة بن الصوفي: المقدسي الزاهد، أحد الأولياء المذكورين والأصفياء المستورين، وأرباب الكرامات المشهورين، كان قد أقام بحلب مدة، وكان يأوي الى دار الشيخ أبي محمد بن الحداد، وكان يتستر عن إظهار العبادة والكرامات، حتى أنه ما رآه أحد يصلي فرضا، ولا نفلا إلا قليلا، ويظهر حاله في صورة البله، وقيل إنه من نسل عمر الأطراف من ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ذكر لي حفيده أبو العباس أحمد بن (65- ظ) يحيى بن أبي الحسين قال: جدي أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة بن الصوفي المقدسي قال: وذكر أن حمزة كان شريفا عمريا من بيت المقدس، من ولد عمر الأطراف، وعرف بذلك لحسن عينيه، وكان يشبّه بعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه. لقي الشيخ أبو الحسين يوسف بن أيوب الهمذاني، وسمع وعظه بمرو، ولقي غيره من الزهاد والعبّاد.

روى عنه يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي أبو نصر عبد الواحد بن محمد ابن أبي سعد الكرجي، والشيخ أبو محمد بن الحداد الحلبي. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني قال: أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي- من لفظه، وكتب لي بخطه- قال: أنشدني أبو الحسين بن عبد الله المقدسي الزاهد بدمشق: ما لنفسي وما لها ... قد هوت في مطالها كلما قلت قد دنا ... وتجلى ضلالها رجعت تطلب الحرام ... وتأبى حلالها عاتبوها لعلها ... ترعوي عن فعالها وأعلموها بأن لي ... ولها من يسالها كذا قال «أبو الحسين بن عبد الله» والصحيح «أبي عبد الله» . (66- و) سمعت الشيخ أبا الفضل محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص الحموي يقول: أنشدت هذه الأبيات، وقيل لي إن الشيخ أبا الحسين الزاهد كان يتمثل بها كثيرا، قال: فلا أدري هي له، أو لغيره: أراني كلما يممت أمرا ... تصرم دون مبلغه حبالي يظن الناس فيّ خلاف أمري ... وتلك قضية فيها وبالي على الدنيا مثابرتي وحزني ... وبالدنيا همومي واشتغالي وإذا فاتت زخارفها يميني ... مددت الى تناولها شمالي أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا الامام تاج الاسلام أبو سعد المروزي قال: سمعت أبا نصر عبد الواحد بن محمد بن أبي سعد الكرجي الشيخ الصالح، وقد قطع البادية على التجريد، وشرط القوم من غير زاد وراحلة مرات، يقول لي مذاكرة: سألت الشيخ أبا الحسين المقدسي: هل رأيت أحدا من أولياء الله تعالى؟ قال: رأيت في سياحتي عجميا بمرو يعظ الناس ويدعو الخلق الى الله تعالى، يقال له يوسف.

قال أبو نصر: أراد بذلك الامام يوسف بن أيوب الهمذاني. قال أبو سعد المروزي: أبو الحسين أحد عباد الله الصالحين، ومن يضرب به المثل في الأحوال السنية والكرامات الظاهرة، وقطع البوادي على الوحدة، ولقي المشايخ، وصحبته الأكابر (66- ظ) حتى سمعت أن الافرنج يعتقدون فيه، ويقولون إن السباع والوحوش مثل البهائم والغنم تسجد لأبي الحسين المقدسي. وأخبرني والدي رحمه الله وغيره أن الفرنج كانوا يعظمون أبا الحسين الزاهد ويعتقدون فيه. وقال لي: إن جماعة رأوه مرارا راكب الأسد. حدثني القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال: حدثني رجل كان من الفقهاء الحنفية بدمشق، يقال له سلطان، قال: حكى لي رجل كان يصحب الشيخ أبا الحسين ويلازم خدمته قال: كان الشيخ يأتي الى الجبال المباحات يجني منها العنب ويعصره ويطبخه ربّا ويهدي منه الى أصحابه ومعارفه، فأتى الى جبل لبنان، وجمع منه شيئا وعصره، وقال لي: امض الى القرية الفلانية الى فلان وقل له: أبو الحسين يسلم عليك ويقول لك: أعره المرجل الذي لك ليطبخ فيه ربّا، وكانت تلك القرية على فراسخ من ذلك الموضع الذي هو فيه، قال: فقلت له: يا شيخ الموضع بعيد، والطريق مخوف، وفيه السباع والفرنج، فقال لي: ما عليك بأس، اركب حماري وخذ عصاي وامض فإن السباع متى رأت حماري وعصاي لا تعترضك وكذلك الفرنج. قال: فأخذت العصا وركبت الحمار ومضيت فجعلت السباع تمر بي فأريها عصا الشيخ، وترى حماره تحتي فلا تلوي إلي وتمضي لشأنها، ولقيني جماعة من الفرنج (67- و) فوجدت منهم من الخوف شيئا عظيما، فلما رأوا الحمار والعصا عرفوهما فلم يؤذني أحد منهم، وجئت الى القرية وأنا على غاية من الخوف الذي أصابني، فقلت لذلك الرجل: الشيخ يسلم عليك ويقول: خذ المرجل الذي لك وجىء إليه، فقال لي: الشيخ مقصوده المرجل وما له حاجة في أن يعنيني في

هذا الطريق وما أظنه قال لك في أن أجيء، فقلت لما غشيني من الوحشة في الطريق والجزع: بلى قال لي تأخذه وتجيء، فجاء صحبتي الى المكان الذي به الشيخ، ووضعت المرجل على رأسي لأستظل به من الحر، فلما جئته قال لي: وما الذي حملك على أن تعني الرجل الى ها هنا؟ فقلت ما وجدته في الطريق من السباع والفرنج، فقال لي: أولم يكفك ما شاهدته في طريقك وما الذي يؤمنك أن يكون في المرجل عقرب تلدغك الساعة؟ قال: فما استتم الشيخ كلامه حتى لدغتني عقرب بين عيني وسقطت لوجهي وبقيت مطروحا ساعة حتى جاء الشيخ وأمرّ يده على الموضع فسكن وقمت. قلت: ذاكرت بهذه الحكاية الشيخ الفقيه محمد اليونيني، فعرفها وقال: الموضع الذي كان الشيخ به، وجرى له فيه هذه القضية هي يونين «1» ، وهذه القرية خرج منها جماعة من الصالحين ودخلتها غير مرة. أخبرني عمي جمال الدين أبو غانم بن هبة الله قال: حدثني الشيخ أبو محمد ابن الحداد (67- ظ) الحلبي قال: حدثني الشيخ أبو الحسين الزاهد قال: كنت يوما بالقحوانة «2» فصادفت جماعة من خيالة الفرنج وهم يشربون، فجئت الى قرية من قرى المسلمين التي تجاورهم وتقرب منهم، فقلت لهم: تعالوا حتى أعطيكم خيول الفرنج، قال: فأخذتهم وجئت بهم الى الموضع، والفرنج قد ناموا سكارى فانتقيت لهم أربعين حصان، من خيار خيولهم، وسلمتها إليهم، فأخذوها ومضوا، فانتبه الفرنج فلم يجدوا خيولهم، فافتكروا وقالوا: انظروا المجنون لا يكون هاهنا، قال: ففتشوا علي الى أن رأوني، فقالوا: أين خيولنا؟ فقلت لهم: عندي قد ربطتها لكم تأكل، قال: فقالوا لي: تعال أرنا إياها قال: قال: فأخذتهم وجعلت أصعد بهم جبلا وأنزل واديا الى أن علمت أن المسلمين قد وصلوا بالخيول الى مأمنهم، فجئت بهم الى مغارة هناك، فأدخلتهم إليها وقلت: ها هي ذه خيولكم، وكنت قد ربطت قصبا على معالف وجعلت بين يديها تبنا وربطتها

ثمّ، قال: فنظروا الى ذلك وصلبوا على وجوههم وقالوا عمل علينا هذا المجنون، ولم يتعرضوا لي بسوء. حكى لي عمي أبو المعالي عبد الصمد بن هبة الله قال: كان للشيخ أبي الحسن حمير، فكان يرسلها بكرة فتخرج إلى تل عرن، قرية بالنقرة، وليس معها أحد (68- و) فترعى ثم تجيء إلى منزله سالمة وقد شبعت. قال لي أبي رحمه الله: وكان يسوق حميره هذه بين يديه، فإذا جاء إلى مفرق طرق صاح فيها: خذي يمينا فتأخذ يمينا، وإن قال خذي يسارا أخذت يسارا، وإن قال شرقا أو غربا فعلت ما يقول. قال لي والدي: وسيرت إليه خاتون زوجة قسيم الدولة أنابك زنكي شقه أطلس ليفصلها لامرأته، فاستدعى خياطا وفصّلها سراويلات لحميره. وكان تعمد مثل ذلك سترا لحاله. وسمعت أبا الفضل محمد بن أبي البركات بن قرناص الصالح بن الصالح يقول: بلغني أن الشيخ أبا الحسين الزاهد دخل على الشيخ أبي البيان الزاهد فأعطاه أبلوجا من السكر، فأخذه منه ولم يرده، وخرج من عنده فدفعه إلى أصحاب الشيخ أبي البيان، فقالوا له: خذه فإن الشيخ أعطاك إيّاه، فقال: ايش اعمل به أنا لا يأكل حماري سكرا. وأخبرني القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر- إن شاء الله- قال: حج الشيخ أبو الحسين الزاهد إلى مكة حرسها الله على ثلاث حمير، وكان إذا ضجر نام عليها معترضا ويصفها صفا، ويجعل رأسه على حمار، ووسطه على آخر ورجليه على آخر، وتمشي به كذلك، لا يتقدم أحد منها على الآخر، ولم يطلب من أحد في الطريق لها علفا، وكان يعلق عليها (68- ظ) المخالي، قال: فمدّ بعض الناس يده إلى مخلاة منها، فوجد فيها رملا. حدثني عمي أبو غانم قال: حدثني الشيخ أبو محمد بن الحداد قال: كنت يوما جالسا على باب داري فجاء إليّ شاذ بخت وسنقرجا، وكانا خادمين من خواص

خدم نور الدين ومعهما أربعون اسيرا الفرنج، فقالا: أين الشيخ أبو محمد؟ فقلت لهما: ما تريدان ها أنا ذا؟ فقالا: المولى نور الدين يسلم عليك ويقول لك، انتق من هؤلاء، الأسارى أسيرا للشيخ أبى الحسين، قال: فاخترت له أسيرا منهم وتركته، فلما أقبل الشيخ أبو الحسين سلمته إليه، قال: فأخذه الشيخ أبو الحسين، ولم يحتجر عليه، وتركه باختيار نفسه، فكان ينام وحده ويمضي ويجيء وحده ولا يهرب، والله يحفظه بحيث لا يستطيع الهرب، قال: وكان يركب الشيخ أبو الحسين حماره ويعطي الأسير الغاشيه يحملها بين يديه، ويجيء إلى السوق إلى أشد الناس عداوة له من الروافض، فيقف عليه فيشتمونه ويقصد ذلك قصدا، قال: فكانت عاقبة ذلك الأسير أنه أسلم، وحسن إسلامه. حدثني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر، قاضي العسكر، قال: حدثني صاحب للشيخ أبي الحسين الزاهد كان يخدمه، واسمه علي، قال: قال الشيخ أبو المعالي بن الحداد للشيخ أبي الحسين يوم جمعة: سألتك بالله العظيم (69- و) إلا صليت اليوم الجمعة، وشدد عليه المسألة، فأجابه إلى ذلك، فلما غصّ المسجد الجامع بحلب بالزحام، جاء الشيخ أبو الحسين وهو متلفع بكساء له، والماء يتقاطر من لحيته، فجلس إلى جانب المنبر، فلما أقيمت الصلاة انقسم الناس طائفتين، فطائفة رأته يصلي، وطائفة رأته قاعدا لم يقم، فحلف بعضهم بالطلاق أنه رآه يركع ويسجد مع الإمام وهو يصلي، وحلف البعض الآخر بالطلاق أنه رآه قاعدا لم يتحرك من مكانه، ولم يصل فذهبت الطائفتان إلى القاضي تاج الدين الكر دري، وهو إذ ذاك يتولى القضاء والفتيا بحلب، فسألوه عن هذه الواقعة، وعن وقوع الطلاق وعدم وقوعه، فقال: اذهبوا إلى الشيخ أبي الحسين فهو يفتيكم فيها، وهو أخبر بها، فذهبوا إليه فقال الذين حلفوا أنه لم يصل: أرأيتموني أصلي؟ قالوا: لا والله، قال فاذهبوا فإنكم لم تحنثوا، وقال للذين حلفوا أنه صلى: أرأيتموني صليت؟ قالوا: نعم، قال: اذهبوا فإنكم لم تحنثوا، فعادوا جميعا الى الكردري وذكروا له ما قال، فقال: أفتاكم بالحق. وحدثني عمي أبو غانم قال: قال لي أبو محمد بن الحداد: كنت لا أرى أبا الحسين الزاهد يصلي، وكان إذا حضر وقت الصلاة يناديني: أبو محمد قم الى

الصلاة، فأقوم إلى المسجد وأصلي بجماعة المسجد، ففكرت ذات يوم فيه وكنت (69- ظ) أريد أن أرتقبه في وقت المغرب فإنه أضيق الأوقات، قال: فلما حان وقت المغرب وأذن المؤذن قال لي: قم الى الصلاة، فقلت له: نعم، وتباطئت فناداني الثانية، فقلت له: نعم وتغافلت، فناداني الثالثة وهو منزعج، فقلت له: نعم وتغافلت، فالتفت إليّ وهو منزعج وقال لي: يا مى شوم أنا أريد أن أكون مثل الكلب يخسأ ولا يرجى، ثم تركني ومضى. وحدثني عمي أبو غانم، وقاضي العسكر محمد بن يوسف: أن الشيخ أبا الحسين حج في بعض السنين من دمشق، فسير معه بعض أهل دمشق وديعة جامدانا فيه قماش وكتاب إلى صاحبه إلى مكة حرسها الله قالا: فلما خرج أبو الحسن من دمشق ألقى الجامدان ومضى، فظفر به بعض الحجاج فحمله وجاء به الى مكة فنزل ذلك الرجل بمكة وأودع الجامدان عند صاحبه الذي أرسل إليه، فنظر إلى الجامدان فعرفه ففتحه فوجد فيه قماشه ووجد فيه كتابا من الرجل الذي سيره يذكر فيه أنه قد أرسل الجامدان مع الشيخ أبي الحسين. قال: فقال صاحب الجامدان للرجل الذي تركه عنده: هذا الجامدان لي والقماش قماشي، وهذا الكتاب إليّ وأراه الكتاب فقال: أنا وجدته ملقى في المكان اللاني، قال: فالتقى صاحب الجامدان الشيخ أبا الحسين، فقال له: مثلك يكون اساس ما أنت إلّا أمين! (70- و) فالتفت إليه وقال: يا بارد ألم يصل إليك جامدانك فما وجه عتبك، ثم تركه ومضى. سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى بن الشيخ أبي الحسين الزاهد بالميطور من سفح جبل قاسيون، قال: أخبرتني عمتي- يعني- بنت الشيخ أبي الحسين قالت: كنت في اللبّن، وهي قرية بين نابلس والبيت المقدس، والشيخ أبو الحسين والدي بها: وابني في الحج، وكان ذلك قبل عيد النحر بيومين، فعمل بعض من في اللبّن للشيخ أبى الحسين عجة، فاشتهيت أن يأكل ابني منها، فقلت: اشتهيت ابني فلانا يأكل من هذه العجة، فقال لي والدي أبو الحسين: هاتي، فدفعت إليه العجة والغضارة التي هي فيها والخبر، فأخذ ذلك وخرج بالمنديل، فحج ابني

ورجع، وأحضر إليّ تلك الغضارة بعينها، فقلت: ما هذه؟ فقال: هذه احضرها إليّ الشيخ أبو الحسين وفيها العجة مع الخبز. قال لي أحمد بن يحيى: وحدثتني عمتي المذكورة قالت: أخبرني أخي، بعض ولد الشيخ أبى الحسين قال: كان والدي أبو الحسين يجمع قشور البطيخ التي تلقي فيجعلها في قدر، ويأخذ مغرفة ويحركها ويخرجها فنأكلها، فنجدها من أطيب الأطعمة، فلما توفي الشيخ عمد بعض ولده ففعل مثل ما كان يفعل، فلم يطق أحد أن يأكلها، فقال بعضهم: القشور القشور، والقدر القدر، والمغرفة المغرفة، ولكن اليد التي كانت تحركها ليست اليد. (70- ظ) . سمعت سيف الدين موسى بن شيخنا محمد بن راجح المقدسي يقول لي بحلب: حكى لي الفقيه يعقوب الزنكلوني، من أصحاب الشيخ عثمان بن مرزوق عن صاحب الشيخ أبي الحسين الزاهد أنه قال: سافرت أنا والشيخ أبو الحسين رحمه الله من غزة إلى عسقلان، فاشتد بنا الحر وعطشنا، فقال لي: يا فلان تجيء حتى تزرع مقثأة؟ فقلت له: مبارك، فقال: أيما أحب إليك تحفر أم تزرع؟ فقلت: أحفر والشيخ يزرع، فحفرت له جوبا «1» كثيرة وهو يطرح في كل جوبة حصاتين من الأرض، إلى أن زرعنا شيئا كثيرا، ثم انتقلنا فاستظللنا تحت شجرة بعيدا عن الموضع، فقال لي بعد ساعة: يا فلان، اذهب فآتنا من المقثاة ببطيخ، فذهبت فلم أر شيئا، فجئت معه فأقبلنا على المقثاة فإذا هي كلها لجة خضراء، فيها من البطيخ شيء كثير كبار وصغار، فأكلنا حتى شبعنا، ثم أخذ من ذلك البطيخ فوضعه في الخرج على الدابة، وحملناه معنا إلى عسقلان، وكان قد أصاب أهل عسقلان مرض، فما أكل أحد من أهل عسقلان قطعة إلّا وبرأ من ذلك المرض. قال لي موسى: وحكت لي ستي أم الشيخ عمر زوجة الشيخ أبو عمر قالت: جاء الشيخ أبو الحسين إلينا ليلا بمردا قرية من نابلس، في وقت بارد (71- و) فقعد عند جماعتنا ساعة وبين أيديهم نار يصطلون بها، ثم نهض قائما، فقالوا له: يا سيدي أين تمشي في هذا الوقت المظلم البارد؟ فقال: أنا آخذ من هذه النار

أبو الحسين المالكي:

وأستضيء بها، فأخذ قطعة من حطب الزيتون وهي تشتعل من تلك النار كبيرة، ووضعها في ثوبه، ثم استضاء بها فلم يحترق الثوب، وأخذها وذهب. سمعت عمي أبا غانم رحمه الله يقول: حدثني الشيخ أبو محمد بن الحداد قال: لما نزل الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي علي عزاز يحاصرها، جاءني الشيخ أبو الحسين الزاهد يوما من الأيام وقال: تعال حتى نحاصر عزاز ونعاون المسلمين، ثم عمل صورة قلعة من طين، وقال لي: امش حتى نزحف عليها، ثم جعل يقول: نصر من الله وفتح قريب، نصر من الله وكسر الصليب وجعل يكرر ذلك، ثم قال: ها أخذناها، أخذناها، أخذنا، ثم سكت، فوقع طائر عقيب ذلك ببطاقة يخبر بأنها فتحت في الوقت الذي كان من الشيخ أبي الحسين ما كان. توفي الشيخ أبو الحسين الزاهد المقدسي بحلب «1» . ودفن بمقابر المقام خارج باب العراق بتربة بني الحداد قبلي مقام إبراهيم عليه السلام، وقبره ظاهر يزار وتنذر عنده النذور وزرته مرارا. أبو الحسين المالكي: كان من شيوخ الصوفية بطرسوس وصحب خيرا (71- ظ) النساج، روى عنه الحسين بن أحمد بن جعفر الصيرفي إنشادا ذكرناه فيما تقدم من كتابنا هذا. وحكى أبو القاسم القشيري عنه حكاية غير مسندة. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا عمر بن أبي الحسن بن حموية، ح. وأنبأتنا زينب عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال وقال أبو الحسين المالكي: كنت أصحب خير النساج سنين كثيرة، فقال لي قبل موته بثمانية أيام: أنا أموت يوم الخميس قبل صلاة المغرب وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى هذا، ولا تنس.

أبو الحسين الفراء:

قال أبو الحسين: فأنسيته الى يوم الجمعة فلقيني من خبرني بموته فخرجت لأحضر جنازته فوجدت الناس راجعين يقولون: يدفن بعد الصلاة، فلم أنصرف فحضرت فوجدت الجنازة قد أخرجت قبل الصلاة كما قال، فسألت من حضر وفاته فقال: إنه غشي عليه ثم أفاق، ثم التفت الى ناحية البيت وقال: قف عافاك الله فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور، والذي أمرت به لا يفوت والذي أمرت به يفوتني، فدعا بماء وجدد وضوءه وصلى وتمدد وغمض عينيه فرؤي في المنام بعد موته، وقيل له: كيف حالك؟ فقال: لا تسل تخلصت من دنياكم الوضرة «1» . أبو الحسين الفراء: الفقيه الطرسوسي روى عن حامد بن يحيى البلخي، روى عنه محمد بن خمّ. (72- و) . نقلت من خط عبد الله بن علي بن عبد الله بن سويدة التكريتي- بها- وأنبأنا به عنه- سماعا منه- علي بن شجاع قال: أخبرنا محمد بن سعد قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا تميم قال: حدثنا الفقيه أبو الليث بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن خمّ قال: حدثني أبو الحسين الفراء الفقيه الطرسوسي قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: كان عندنا بمكة رجل من أهل خوزستان وكان رجلا صالحا وكان الناس يودعونه ودائع لهم، فجاء رجل فأودعه عشرة آلاف دينار، وخرج الرجل في حاجة فقدم مكة وقد مات الخوزستاني فسأل أهله وولده عن ماله، فلم يكن لهم به علم، فقال الرجل لفقهاء بمكة، وكانوا يومئذ مجتمعين متوافرين: أودعت فلانا عشرة آلاف دينار، وقد مات وسألت أهله وولده، ولم يكن لهم بها علم، فما تأمرون؟ فقالوا: نحن نرجو أن يكون الخوزستاني من أهل الجنة، فإذا مضى من الليل ثلثه أو نصفه ائت زمزم فاطّلع فيها وناديا فلان بن فلان، أنا صاحب الوديعة، ففعل ذلك ثلاث ليال فلم يجبه أحد، فأتاهم فأخبرهم فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون نخشى أن

أبو الحسين الكرجي:

يكون صاحبك من أهل النار ائت اليمن فإن فيها واديا يقال له برهوت «1» ، وفيه بئر فاطلع فيها فإذا مضى ثلث الليل أو نصفه فناد: يا فلان بن فلان أنا صاحب الوديعة، (72- ظ) ففعل ذلك، فأجابه في أول صوت، فقال: ويحك ما أنزلك ها هنا وقد كنت صاحب خير؟ قال: كان لي أهل بيت بخراسان فقطعتهم حتى متّ فأخذني الله عز وجل بذلك فأنزلني الله هذا المنزل، فأما مالك فهو على حاله وإني لم أأتمن ولدي على ذلك، فدفنته في بيت كذا، فقل لولدي ليدخلك داري، ثم صر الى البيت فاحفر فإنك ستجد مالك، وهو على حالته، فرجع فوجد ماله على حالته. أبو الحسين الكرجي: كان من الصالحين، وكان يرابط بطرسوس. حكى عنه عمّويه الزنجاني. أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين عن الحافظ أبي طاهر السّلفي قال: سمعت عمويّه الزنجاني الأشتر يقول: سمعت أبا الحسين الكرجي بنهاوند يقول: كانت أخت لي صالحة في الصغر، وكنت أنا أشتوفي أكثر السنين بطرسوس، فلما كان سنة من السنين عزمت على الخروج إليها، فسألتني أن لا أخرج فقلت: لا أصبر على برد قهستان «2» والثلوج، فهتف بي هاتف: راع قلبها وأقم عندها، فنحن لا ننزل الثلج في هذه الشتوة، فأقمت عندها، فلم يقع والله عندنا الثلج في تلك السنة. أبو الحسين القرافي: دخل التينات ولقي بها أبا الخير التيناتي. (73- و) .

أبو الحسين المستهام:

أبو الحسين المستهام: الحلبي، غلام المتنبي، والببغاء، شاعر كان يصحب المتنبي بحلب. قرأت في مجموع جمعه بعض الأدباء: لأبي الحسين المستهام الحلبي غلام المتنبي: نزلت على ابن حماد فحيّا ... ويسر عنده سبل المقيل وقال عليّ بالطباخ حتى ... يزيد من البوادر والبقول فغداني برائحة الأماني ... وعشاني بميعاد جميل قرأت في ذيل اليتيمة لأبي منصور الثعالبي ... «1» (73- ظ) . أبو الحسين الحلبي: إن لم يكن المستهام المقدم ذكره فغيره، روى عن أبي الطيب المتنبي وأبي العباس النامي. قرأت بخط مفلح بن علي البغدادي الأديب: قيل كان سيف الدولة يضع الشعراء على هجاء أبي الطيب فلا يجيب أبو الطيب أحدا ترفعا فذكر أبو الحسين الحلبي أن النامي هجاه فقال: قد صح شعرك والنبوة لم تصح ... فدع النبوة لا أبا لك واسترح وأربح دما أصبحت توجب سفكه ... إن الممتعّ بالحياة لمن ربح فأجابه أبو الطيب فقال: نار النبوة من زنادي تقتدح ... يغدو عليّ من المها ما لم يرح أمري إليّ فإن سمحت بمهجه ... كرمت عليّ فإن مثلي من سمح فقال له النامي: أطللت يا أيها الشقي دمك ... لا رحم الله روح من رحمك أقسم لو أقسم الأمير على ... قتلك قبل العشاء ما ظلمك

أبو الحسين الحلبي الصائغ:

فأجابه المتنبي فقال: إيهم أتاك الحمام فاصطلمك ... غير سفيه عليك من شتمك همك في أمرد تقلب في ... عين دواة لظهره قلمك وهمّتي في انتضاء ذي شطب ... أقدّ يوما بحده أدمك فإخسأ ملوما واربع على ظلع ... والطخ بما بين أليتيك «1» فمك قلت: ولعمري إن المتنبي سفيه في شتمه وهجائه، ولم يكن مجيدا في الهجاء، وكان يملك الفحش المستقبح في هجائه كما في قصيدته التي يهجو بها ضبة. أبو الحسين الحلبي الصائغ: شاعر روى عنه الرشيد بن الزبير بيتا مفردا في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان، بعد أن ذكر في شعر الشريف البياضي أبياتا يهجو بها أبخر، وذكر بعدها بيتين لأبي الصلت في مثل ذلك، ثم قال: ومثله ما أنشدنيه أبو الحسين الحلبي الصائغ لنفسه من أبيات يهجو بها ابن حديد الشاعر، وهو: بغم كمثل القبر بعد ثلاثة ... في تتنه وصديده وعظامه وابن حديد هذا هو عبد المحسن بن حديد المعري، وقد قدمنا ذكره. أبو الحسين الوامق المعري: شاعر خليع من أهل المعرة. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي العجائز قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال: أبو الحسين الوامق المعري الشاعر، قدم دمشق، أنشدنا أبو النيسر شاكر بن عبد الله الكاتب قال: أنشدني جدي القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان للوامق من قصيدة: يا فتوني بمن رضاه فتوني ... زد فؤادي من وجده المكنون

وفيها: يا نواعير شيزر استقبلي ... بالشجو قلبي وشيعي بالحنين ذكريني بنهرك العذب أنهار ... دمشق يا طيب ما تذكريني أبباب البريد أذكر وجدي ... أم بباب الجنان أم جيرون ها إليها كالنجم ينقض أو كالماء ... يجري من شاهق مسنون أو كظمآن مفتر «1» عاين الموقد بي ... ن المنثور والياسمين عزمات كأنما خلقت من ... عزمات الأمير بنجوتكين وفيها: يا أمير الجيوش شاعرك ... الوامق رب المثقف الموزون قال: وأنشدنا له: وفى لي الدهر بموعود ... وتابع النعمى بتجديد ولاحت الأنوار في موضع ... مرتفع الأنوار مسعود يا عمري زد في المدى ... فسحة ويا ليال ذهبت عودي ومهمهة «2» خبت «3» نتجو به ... من المهاري الوخد «4» القود عادتها قطع الفلا والدجى ... ما بين إرفال وتوخيد لما انبرت بي من دمشق ... الى ورد من الأنعام مورود لاذ بها سكان جيرون عن ... وجد وصبر غير موجود وكاد دمع القوم يحكي به ... سواد تلك الدرج السود وودعت من ودعت واعتدت ... تنصاع من بيد الى بيد تزاحم الثلج بمن قلبه ... يوقد نارا بهوى الغيد «5»

أنشدني أبو البركات الفضل بن سالم بن المهذب الكاتب المعري بها للوامق المعري: أنا بالخراج مطالب ... ووحق من أرجوه للغفران مالي درهم والملك وقف لو قدرت أبيعه ... لفعلت إلّا أن ذاك محرم قرأت بخط أبي العلاء بن الندى، في جزء وقع إليّ بخطه، وذكر فيه جماعة من شعراء المعرة، فكان فيما نقلته منه: الوامق شاعر خليع متهتك، سهل الألفاظ بالمرّة، ولم يذكر شيئا من شعره.

من اسمه أبو حصين

من اسمه أبو حصين أبو حصين القاضي: الرقي، قاضي حلب، واسمه علي بن عبد الملك، وإليه ينسب حمام أبي حصين بحلب «1» ، وقد تقدم ذكره. أبو حصين المعري: واسمه عبد الله بن محمد وإليه ينسب بنو أبي حصين بمعرة النعمان، وقد تقدم ذكره. أبو حفص الشافعي: الفقيه، كان بحلب وله شعر روى عنه الحافظ (74- ظ) أبو المواهب الحسن ابن صصرى، وخرج عنه في معجم شيوخه. أنشدنا الشيخ الأمين أمين الدين سالم بن الحسن بن موهوب بن صصرى الدمشقي بالصنمين «2» ، ونحن متوجهون الى الحج سنة ثلاث وعشرين وستمائة قال: أنشدنا أبي قال: أنشدنا الفقيه الأديب أبو حفص الشافعي لنفسه بدمشق، وكان قد كتب بها من حلب الى شيخنا الإمام أبي المعالي فقيه الحرمين رحمه الله، وأنشدناها فلما قدم علينا استعدناها منه: أصاب الدهر مني ما أصابا ... وأوجب لي بلا جرم عقابا وأوطأني على أمر شديد ... ومن يبغي مع الأفعى حرابا ولو خصصت منكم باعتناء ... قلعت لصرفه بالكره نابا لئن سعدت بخدمتكم عيوني ... ملأت جناب حضرتكم عتابا

أبو حفيص القاضي:

فكم أنفذت نحوك من كتاب ... ولم أقرأ له يوما جوابا بقيت اليوم في حلب عليلا ... فلا مكثا أطيق ولا ذهابا وخالطني على رغمي شكاة ... بها أفني لياليّ انتحابا أنادي في ظلام الليل صحبي ... ودمع العين يسعدني انسكابا فلا أحد يصيخ الى ندائي ... ولا نومي يوافيني انتيابا وأصعب ما ألاقي أن قلبي ... يريد لقاءكم والدهر يابا يعوقني عن الاتيان سقمي ... وفقداني المماطر والثيابا (75- و) لعل الله يشفيني سريعا ... ويفتح لي من الأبواب بابا أخبرنا الأمين سالم بن أبي المواهب قال: أخبرنا أبي قال: توفي رحمه الله- يعني- أبا حفص الفقيه عندنا، بدمشق، في شهور سنة خمس وسبعين وخمسمائة. أبو حفيص القاضي: قاضي حلب، وكان يسكن بها بسوق السراجين، واسمه عمر بن الحسن، ويكنى أبا الحسن، وأبو حفيص لقب له يعرف به، وقد تقدم ذكره في باب العين. أبو حلمان الحلبي: الصوفي، اسمه علي، ويكنى أبا الحسن، وأبو حلمان لقب له، وقد ذكرناه فيما تقدم.

ذكر من يكنى بابى حمزة

ذكر من يكنى بابى حمزة أبو حمزة الأسلي: حدث بطرسوس عن وكيع، روى عنه أبو بكر بن مسلم العابد، وأبو علي الحسين بن شبيب، وسمعاه بطرسوس، وقد سقنا عنه حديثا في ترجمة الحسين بن شبيب، وترجمة أبي بكر بن مسلم. أبو حمزة الفقيه: ابن أبي حصين، عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داوود بن المطهر المعري، واسمه الحسن، ولي قضاء منبج، وهو الذي رثاه أبو العلاء المعري بالقصيدة الدالية التي أولها: غير مجد في ملتي واعتقادي ... نوح باك ولا ترنم شاد (75- ظ) وكان فقيها حنفيا، عارفا بالفقه، راويا للحديث، وقد تقدم ذكره. أبو حمزة بن أبي حصين: قاضي معرة النعمان، عزل عن القضاء وصودر في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وتولى قضاءها بعده أبو محمد عبد الله بن محمد بن سليمان. قرأت ذلك بخط بعض المعريين، وهذا غير الأول، لأن ذاك توفي قبل هذا التاريخ بمدة طويلة.

أبو حميد المصيصي:

أبو حميد المصيصي: واسمه عبد الله بن محمد وقد سبق ذكره. حدث عن الحجاج بن محمد، روى عنه أبو عوانه، وعبد الله بن محمد الغزاء، أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني- في كتابه إليّ من مرو- قال: أخبرنا أبو البركات الفراوي، ح. وأنبأنا أبو بكر بن الصفار قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري- قراءة عليه وأنا أسمع- وأبو البركات الفراوي- إجازة- قال أبو الأسعد: أخبرنا أبو محمد البحيري، وقال أبو البركات: أخبرنا أبو عمرو المحمي قالا: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني قال أخبرنا أبو عوانه الأسفراييني قال: حدثنا أبو حميد المصيصي قال: حدثنا حجاج يروي شعبه عن قتاه عن أنس قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال: فيكم أحد من غيركم، قالوا: لا إلا ابن أخت لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان ابن أخت القوم منهم، أو من أنفسهم، قال: إن قريشا كانت حديث عهد بجاهلية فأردت (76- و) أن أتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله الى بيوتكم، لو سلك الناس واديا وسلك الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار «1» . أنبأنا أبو علي حسن بن أحمد الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن قشيش قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة تسع وستين ومائتين أبو حميد المصيصي- يعني- مات.

أبو حيه بن عبد عمرو:

أبو حيّه بن عبد عمرو: قيل إن له صحبة، روى عنه عمار بن أبى عمار، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه وفي الصحابة أبو حبّة البدري وهو ابن عبد عمرو بن غزية، من بني مازن ابن النجار، قيل اسمه عامر، وقيل اسمه مالك، روى عنه عبد الله بن عمرو، ويحتمل أن يشبّه به إلّا أن أبا علي سعيد بن عثمان بن السكن فرق بينهما. أنبأنا علي بن المفضل المقدسي عن أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتّاب، وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: ومنهم- يعني من الصحابة- أبو حيه بن عبد عمرو، يقال له صحبة، شهد صفين مع علي بن أبي طالب، وروى عنه عمار بن أبي عمار، مولى بني هاشم قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن السرخسي قال: حدثنا أحمد بن حرب قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمه عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار قال: سمعت أبا حيّة قال: لما نزلت: «لم يكن الذين كفروا» «1» إلى آخرها، قال جبريل: يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيّا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيّ: إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة، قال أبي: وذكرت ثم يا رسول الله؟ قال: نعم فبكى «2» . وأنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر قال: أنبأنا الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن ماكولا قال: وقال الواقدي وأبو حبة بن غزية بن عمرو، من بني مازن بن النجار، ولم يشهد بدرا، وكذلك أبو حبة بن عبد عمرو، الذي كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بصفين «3» .

حرف الخاء في الكنى

حرف الخاء في الكنى ذكر من كنيته أبو خالد أبو خالد التنوخي: القنسريني، شاعر من أهل قنسرين، كان في زمن المأمون. نقلت من كتاب طبقات الشعراء لدعبل بن علي الخزاعي «1» في شعراء الجزيرة والشام قال: ولهم أبو خالد التنوخي، من أهل قنسرين يقول يحرض أهل الشام على طاهر بن الحسين «2» . إيهن نزار وإيهن عنك قحطان ... حتام شغلكم حرب وشنان فيم التحارب يال الشام قد جشأت ... عليكم بتلواها «3» خراسان لا المال مال يال الشام إن قطعت ... خيل الفرات ولا الأوطان أوطان هذي أراكم بشرفئة رقم ... فوها الى هلككم غرثان ظمآن قد يممتكم فأدنى عفوها نقم ... وودّها لكم غل وأضغان أبو خالد الفارسي: مولى عمر بن عبد العزيز روى عنه حيوة بن شريح. (76- ظ) . أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام، عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي قال: أخبرنا أبو بكر الصفار قال: أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال: أبو خالد فارسي

أبو خالد النجار:

أعتقه عمر بن عبد العزيز، وكان رجلا صالحا عن عمر بن عبد العزيز، روى حيوة ابن شريح عنه، قاله البخاري «1» . أبو خالد النجار «2» : من الثغر الشامي صحب ابراهيم بن أدهم، وحكى عنه (78- و) روى عنه يوسف بن سعيد بن مسلّم. أنبأنا أبو منصور بن محمد بن الحسن عن عمه أبي القاسم الحافظ قال: أنبأنا الشريف النسيب قال: حدثني أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب الميداني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن علي بن هرون البردعي قال: حدثنا سلامة بن محمد بن سلامة قال: حدثنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا أبو الخطاب النجار قال: كنا في البحيرة نرعى الخيل ومعنا إبراهيم بن أدهم فغشيهم السبع فنفرت الخيل وتقطّعت، وأفزعنا، فخرج ابراهيم نحوه وجعل يقول: يا قسورة ان كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به وإلّا فارجع، فقد فزعت دوابنا، فرجع وهو يبصبص «3» . أبو الخصيب بن المستنير المصيصي: واسمه محمد وقيل أحمد غلبت كنيته على اسمه، روى عن بشر بن المنذر وأبي اليمان، وسعيد بن المغيره، روى عنه ابنه أحمد بن محمد بن المستنير، ومحمد ابن المسيب، وأبو عوانه الأسفراييني، وقد تقدم ذكره.

ذكر من يكنى ابا الخطاب

ذكر من يكنى ابا الخطاب أبو الخطاب بن عون الحريري «1» : روى عن أبي العباس النامي شيئا من شعره. روى عنه أبو القاسم المطرز، وكان شاعرا. نقلت من خط أبي الحسن محمد بن علي بن نصر في كتاب المفاوضة وأخبرنا به أبو حفص عمر بن محمد المكتب- إجازة عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي- قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: قرأ علينا محمد بن علي بن نصر قال: قال أبو الخطاب بن عون الحريري: وحدثني عنه أبو القاسم الشاعر بذلك، وقد رأيته ولم أسمع هذه الحكاية منه، قال: دخلت إلى أبي العباس النامي فوجدته جالسا ورأسه كالثغامه بياضا وفيه شعرة واحدة سوداء، قلت له: يا سيدي في رأسك شعره سوداء؟ قال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها ولي فيها شعر، قلت: أنشدنيه، فأنشدني: رأيت في الرأس شعرة بقيت ... سوداء تهوى العيون رؤيتها (77- ظ) فقلت للبيض إذ تروّعها: ... بالله ألا رحمت وحدتها وقلّ لبث السوداء في وطن ... تكون فيه البيضاء ضرتها ثم قال: يا أبا الخطاب، بيضاء واحدة تروع ألف سوداء، فكيف سوداء بين ألف بيضاء.

أبو الخطاب النحوي:

وقرأت بخطه في هذا الكتاب، وهو روايتى بالاسناد المذكور، قال: وأنشدني- يعني- أبا يوسف بن البريدي لأبي الخطاب الحريري: يا قرة العين الذي ... صار عليها رمدا مللت من عدّ ذنوب ... ليس تحصى عددا ما زلت تستفسد حبي ... لك حتى فسدا قال ابن نصر: وله اقطاع ملاح، وهو صاحب الأبيات المشهورة يغنّى بها وهي: يا غائبا عن سوداء عيني ... سكنت من قلبي السوادا وشهرتها تغني عن ذكرها إلّا أن فيها ما هو طرازها عند الشعراء أنشدنيه الاستاذ أبو الحسن مهيار وهو: تميمة الوصل هجر يوم ... في الدهر لكن أراه زادا وكيف أرجو الوصال ممن ... تاب من الهجر ثم عبادا «1» أبو الخطاب النحوي: الشاعر، دخل حلب، وسمع بها بعض أولاد الشريف أبي ابراهيم العلوي. قرأت بخط أبي الحسن محمد بن علي بن نصر في كتاب المفاوضة، وأنبأنا به أبو اليمن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا أبو غالب (77- و) ابن بشران قال: أخبرنا أبو الحسن بن علي بن نصر قال: ومن المليح النسيج ما أنشدنيه أبو الخطاب النحوي الشاعر لابي ابراهيم العلوي الحلبي، ولم يلقه، وانما رواه له وأنشده اياه بعض أولاده بحلب: أومت بكف خلته بارقا ... لولا عبير عرفه ساطع وأبرزت وجها كشمس الضحى ... يؤخذ من أنواره الطالع

ذكر من يكنى أبا الخير

ذكر من يكنى أبا الخير أبو الخير الاقطع التيناتي: المغربي، وكان يقال له المباحي لأكله من المباحات، وقيل اسمه حماد بن عبد الله، وكان أسود اللون مغربيا، فسكن التينات وهي على أميال من المصيصة، وقد ذكرناها في صدر كتابنا هذا «1» ، فنسب اليها وانما قيل له الاقطع لانه كان في جبال أنطاكية يطلب المباح، وكان عاهد الله ألا يشارك الطير في مأكولاتها، فرأى شجرة فيها ثمر فأكل منها، ونسي معاهدته، فاتفق ان تناش أمير الثغر، اتفق بلصوص (78- ظ) فأمسكهم، وأخذه في الجملة، فقطع أيديهم وأرجلهم، وقطع يده معهم وأمسك عن رجله، وسنذكر صورة حاله في هذه الترجمة ان شاء الله. روى عنه أبو القاسم بكير بن محمد، وعبد العزيز البحراني، وأبو الحسين أحمد بن الحسين الرازي، وأبو الحسين القيرواني، وأبو علي الاهوازي، وأبو الحسن محمد بن يزيد، وأبو بكر محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بن عبد الله الاصبهاني، وأبو بكر أحمد بن محمد الجيلي، وابراهيم بن داود الرقي، وابنه عيسى بن أبي الخير، وحمزة بن عبد الله العلوي، وأبو الحسن علي بن محمود الزوزني الصوفي، وأبو الحسن علي بن الحسن العابد، وأبو عمرو عثمان بن سعيد ابن عثمان الاسدي، وأبو الحسن البغراسي، وأبو بكر محمد بن خميس الصوفي، ومنصور بن عبد الله، وعبد الله بن محمد الشيحي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الانصاري قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد الاصبهاني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو الحسين بن عبد الجبار الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن علي الصوري

يقول: سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد الاسدي يقول: قصدت زيارة أبي الخير التيناتي، فلما حصلت عنده رمى اليّ حبلا، فقال: خذ هذا فاصعد الجبل فاقطع حزمة حطب فبعها بدانقين فتقوت بدانق وتصدق بدانق، فقلت: قد ضاقت خزانة مولاي حتى أحمل الحطب وأطعم عباده (79- و) فصاح وقال: الحلال، ثم القرآن ثم الله عز وجل، فبالحلال يستعان على القرآن، وبالقرآن يعرف الله عز وجل. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن محمد بن يوسف- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت غير واحد ممن لقي أبا الخير الاقطع، ان سبب قطع يده انه كان قد عاهد الله ان لا يتناول بشهوة نفسه شيئا مشتهى فرأى يوما بجبل لكام شجرة زعرور، فاستحسنها فقطع منها غصنا، فتناول منها شيئا من الزعرور، فذكر عهده وتركه، ثم كان يقول: قطعت عضوا فقطع مني عضو «1» . أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي- في كتابه- قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد ابن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي ابن أحمد بن الفضل قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني قال: حدثنا بكير بن محمد قال: كنت عند الشيخ أبي الخير بالتينات فبسطني بمحادثته لي بذكر بدايته الى أن تهجمت عليه، فسألته عن سبب قطع يده، وما كان منه فقال: يد جنت فقطعت، فظننته أنه كانت له صبوة في حداثته من قطع طريق أو نحوه مما أوجب ذلك، فأمسكت، ثم اجتمعت معه (79- ظ) بعد ذلك بسنين مع جماعة من الشيوخ فيهم أبو الحسن علي البغراسي، وأبو سليمان التل سابي، وأبو جعفر الجبّائي، وابراهيم بن امام راغب، فتذاكروا مواهب الله عز وجل لاوليائه وأكثروا ذكر كرامات الله عز وجل لهم، الى أن ذكروا طي المسافات، فتبرم الشيخ بذلك فقال: كم يقولون فلان مشى الى مكة في ليلة، وفلان مشى في يوم، أنا أعرف عبدا من عبيد الله عز وجل حبشي، كان جالسا في جامع اطرابلس

ورأسه في جيب مرقعته فخطر له طيبة الحرم، فقال في سره يا ليتني كنت بالحرم، فأخرج رأسه من مرقعته فاذا هو في الحرم، ثم أمسك عن الكلام، فتغامز الجميع واتفقوا على أنه ذلك الرجل. ثم قال أحدهم: تسأل الجماعة الشيخ أيده الله أن يخبرهم بسبب قطع يده، فقال كما قال لي: يد جنت فقطعت، فقيل: قد سمعنا منك هذا مرارا كثيرة أخبرنا كيف كان سببه؟ فقال: نعم أنتم تعلمون أني من أهل الغرب، فوقعت لي مطالبة السفر فسرت حتى بلغت الاسكندرية، فأقمت بها اثني عشرة سنة، ثم سرت منها فبلغت ما بين شطا ودمياط، فأقمت اثني عشرة سنة، فقيل له: اسكندرية بلد عامر أمكنك القيام بها اثنا عشر سنة، وبين دمياط وشطا مفازة لا زرع ولا ضرع فما (80- و) كان قوتك؟ فقال: نعم كان في الناس خير في ذلك الزمان، وكان يخرج من مصر خلق كثير يرابطون بدمياط، وكنت بنيت كوخا على شط خليج، فكنت أجيء من ليل الى ليل الى تحت السور، فاذا أفطروا المرابطين ونفضوا سفرهم خارج السور زاحمت الكلاب على قمامة السفر فآخذ كفايتي، فكان ذلك قوتي صيفا، قالوا: ففي الشتاء؟ قال: نعم كان ينبت حول الكوخ من هذا البردي الجافي فيخصب في الشتاء فأقلعه مما كان منه في التراب يخرج غصن أبيض فآكله، وأرمي بالأخضر الجاسي، فكان هذا قوتي الى أن نوقرت في سري: يا أبا الخير تزعم أنك لا تشارك الخلق في أقواتهم وتشير الى التوكل، وأنت في وسط المعلوم جالس فقلت: الهي وسيدي ومولاي، وعزتك لا مددت يدي الى شيء مما تنبته الارض حتى تكون أنت الموصل إليّ برزقي من حيث لا أكون أنا أو لا فيه، فأقمت اثني عشر يوما أصلي الفرض وأتنفل، ثم عجزت عن النافلة، فأقمت اثني عشر يوما أصلي الفرض والسنة، ثم عجزت عن السنة فأقمت اثني عشر يوما أصلي الفرض لا غير، ثم عجزت عن القيام فأقمت اثني عشر يوما اصلي جالسا، ثم عجزت عن الجلوس فرأيت ان طرحت نفسي ذهب فرضي، فلجأت الى الله عز وجل بسري، وقلت: الهي وسيدي افترضت عليّ فرضا تسألني عنه وقسمت (80- ظ) لي رزقا وضمنته لي فتفضل علي برزقي ولا تؤاخذني بما اعتقدت معك، فوعزتك لأجتهدن أني لا حللت عقدا عقدته معك، فاذا بين يدي قرصين بينهما شيء- ولم يذكر الشيء، ولا سأله أحد من الجماعة- قال فكنت آخذه على الدوام من ليل

الى ليل، ثم طولبت بالمسير الى الثغر، فسرت حتى دخلت فومه «1» . ووافق ذلك يوم جمعة، فوجدت في صحن الجامع قاصا يتكلم على الناس، وحونه حلقة، فوقفت بينهم أسمع ما يقول فذكر قصة زكريا عليه السلام والمنشار، وما كان من خطاب الله عز وجل له حين هرب منهم، فنادته الشجرة: إليّ يا زكريا، فانفرجت له فدخلها وانطبقت عليه، ولحقه العدو فتعلقوا بعباءته، وناداهم الشيطان إليّ، فهذا زكريا، فأنّ، فأوحى الله اليه: يا زكريا لئن صعدت منك أنّه ثانية لأمحونك من ديوان النبوة فعض زكريا عليه السلام على الصبر حتى قطع بشطرين فقلت في نفسي: لقد كان زكريا صبّارا، إلهي وسيدي لئن ابتليتني لأصبرن وسرت حتى دخلت أنطاكية فرآني بعض أخواني، وعلم أني أريد الثغر فدفع الي سيفا وترسا للسبيل، فدخلت الثغر وكنت حينئذ أحتشم من الله عز وجل أن آوي وراء سور خيفة من العدو، فجعلت مقامي في غابة، فأكون فيها بالنهار وأخرج بالليل الى شط البحر فأغرز الحربة على الساحل (81- و) وأسند الترس اليها محرابا، وأتقلد سيفي وأصلي الى الغداة، فاذا صليت الصبح غدوت الى الغابة، فكنت فيها نهاري أجمع، فبدوت في بعض الايام فعبرت بشجرة بطم قد بلغ بعضه وبعضه أخضر، وبعضه أحمر وقد وقع عليه الندى وهو يبرق، فاستحسنته وأنسيت عهد ربي، وقسمي به أنّي لا أمد يدي الى شيء مما تنبت الأرض، فمددت يدي الى الشجرة، فقطعت منها عنقودا، وجعلت بعضه في فمي وأنا ألوكه، ثم ذكرت العقد، فرميته من يدي، وبزقت ما كان في فمي، ثم قلت: حلت المحنة، ورميت الترس والحربة، وجلست موضعي يدي على رأسي، فما استقربي جلوسي حتى داروا بي فرسان، وقالوا لي: قم، وساقوني حتى أخرجوني الى الساحل، فاذا الامير بياس «2» وحوله جماعة على خيول، ورجالة كثيرة، وبين يديه جماعة سودان خماسين، كانوا يقطعون الطريق قبل ذلك اليوم في ذلك الموضع، فأسرى اليهم أمير بياس فكبسهم في السحر وأخذ من كان منهم حاضرا في الأكواخ، وافترقت الخيل

تطلب من هرب منهم في الغابة، فوجدوني أسود معه سيف وترس وحربة، فلما قدّمت الى الأمير، وكان رجلا تركيا، قال لي: إيش أنت؟ قلت: عبد من عبيد الله، فقال للسودان: أتعرفونه؟ قالوا: لا، قال: بلى هو رئيسكم، وإنما تفدونه بنفوسكم لأقطعن أيديكم وأرجلكم (81- ظ) ، قدموهم، فلم يزل يقدم رجلا رجلا، ويقطع رجله ويده، حتى انتهى إليّ آخرهم، ثم قال لي: تقدم مدّ يدك، فمددتها فقطعت ثم قال: مد رجلك فمددتها، ثم رفعت رأسي الى السماء وقلت: إلهي وسيدي يدي جنت، رجلي إيش عملت؟ واذا بفارس قد وقف على الحلقة ورمى بنفسه الى الارض، وصاح إيش تعملون، تريدون أن تنطبق الخضراء على الغبراء، هذا رجل صالح يعرف بأبى الخير المباحي، وكنت أعرف بذلك، فرمى الأمير نفسه عن فرسه، وأخذ يدي المقطوعة من الأرض يقبلها، ويتعلق بي ويبكي ويقول: سألتك بالله عز وجل أن تجعلني في حل، فقلت: من أول ما قطعت يدي، ثم قال الشيخ أبو الخير، وهو يبكي: فأي مصيبة أعظم من مصيبتي هذه قطعت يدي، وانقطعت عني القرصين. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الحموي- بحلب- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرني أبو الحسين بن عبد الجبار الطيوري قال: حدثنا محمد بن علي الصوري قال: أخبرني أبو بكر محمد بن خميس الصوفي عن أبي الخير التيناتي أنه قصده رجل من مكان بعيد فلما وصل اليه وحضرت صلاة الظهر والعصر، فلما كان صلاة المغرب صلى وجهر بالقراءة، لم يحقق التلاوة، فوجد ذلك الرجل في نفسه، وقال: كابدت مشقة السفر الى رجل لا يقيم فاتحة الكتاب وبات تلك (82- و) الليلة، فلما أصبح خرج الى عين بالقرب ليتوضأ وجد السبع رابضا عندها فرجع هاربا والتقى به أبو الخير فتبين الخوف في وجهه، فتوجه الى العين، وتوجه الرجل يمشي خلفه ليرى ما يصنع فجاء أبو الخير الى السبع، فأخذ بأذنيه، وجعل يعركهما ويقول له: كم أقول لك اذا كان عندنا ضيف لاتؤذنا، فانصرف، فولى السبع ذاهبا، ورجع أبو الخير يريد المسجد، فلحقه الرجل في الطريق، فقال له كن كذا، والحن في الحمد.

قلت: هذا الرجل هو ابراهيم بن داوود الرقي. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن أبي الحسن بن حموية الجويني، ح. وأخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن في كتابها إلى غير مرة من نيسابور قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأخبرنا أبو النجيب اسماعيل بن عثمان الفارسي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الاسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: وأبو الخير التيناتي مشهور بالكرامات، حكى عن ابراهيم الرقي أنه قال: قصدته مسلما، فصلى صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستقيما، فقلت في نفسي: ضاعت سفرتي، فلما سلمت خرجت للطهارة فقصدني السبع، فعدت اليه، فقلت: ان الأسد قصدني، فخرج وصاح على الأسد وقال: ألم أقل لك لا تعرض لضيفاني، فتنحى، وتطهرت، فلما رجعت قال: (82- ظ) اشتغلتم بتقويم الظواهر، فخفتم الأسد، واشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد. «1» أنبأنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن الحسين قال: وسمعت جدي اسماعيل بن نجيد يقول: دخل على أبي الخير جماعة من البغداديين يتكلمون بشطحهم بحضرته، فضاق صدره من كلامهم، فخرج فجاء السبع فدخل البيت، فانضم بعضهم الى بعض ساكتين وتغيرت ألوانهم، فدخل أبو الخير فقال: يا ساداتي أين تلك الدعاوى؟. قال أبو نعيم: ومنهم- يعني- من الأولياء: أبو الخير الأقطع التيناتي له الآيات والكرامات توفي بعد الأربعين والثلاثمائة، كانت السباع والهوام يأنسون بمجالسته ويأوون إليه، وكان ينسج الخوص بإحدى يديه. سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أحمد بن الحسين الرازي يقول: سمعت

أبا الخير يقول: من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مرائي، ومن أحب أن يطلع الله على حاله فهو كذاب. قال: وكان يقول: ما بلغ أحد حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفريضة، وصحبة الصالحين، وخدمة الفقراء الصالحين. وكان يقول: القلوب ظروف، فقلب مملوء ايمانا وعلامته الشفقة على جميع المسلمين والاهتمام بما يهمهم، ومعاونتهم على مصالحهم وقلب (83- و) مملوء نفاقا فعلامته الحقد والغل والغش والحسد. «1» . أخبرنا عمي أبو غانم بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفنح بن حموية، ح. وأنبأتنا زينب الشعرية قالا: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: ومنهم- يعني- من مشايخ الصوفية: أبو الخير الأقطع، مغربي الأصل، سكن تينات، وله كرامات وفراسات حادة، كان كبير الشأن. قال أبو الخير: ما بلغ أحد الى حالة شريفة إلّا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب وأداء الفرائض وصحبة الصالحين «2» (83- ظ) .

تنبيه

[تنبيه] بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي امام الكلاسة بدمشق قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم قال: أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد- بقراءة والدي عليه وأنا اسمع- عن أبي الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي عن أبي الحسن علي بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو القاسم بكير بن محمد المنذري قال: سمعت أبا الخير التيناتى يقول: بعثت الى الثغر فبكيت، فقيل لي: محروسة ما عشت وفلان وفلان- طائفة من الأخيار- وما بقي منهم غيري، كلهم ما توا، وعاش أبو الخير التيناتي مائة وعشرين سنة، ومات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة أو قريبا منه. أخبرنا عمي أبو غانم قال: أخبرنا أبو الفتح بن حمويه، ح. وأنبأتنا زينب النيسابورية قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: مات- يعني- أبا الخير الأقطع سنة نيف وأربعين وثلاثمائة «1» . أبو الخير الموزة: الشاعر، من أهل حران نفذ منها الى دمشق وعلم بها الصبيان، واجتاز بحلب في طريقه إليها، وفي عوده منها الى خرتبرت «2» وذكره العماد في السيل والذيل

ولم يذكره في الخريدة (85- و) وقال في ذكره، ورأيت ذلك في مسودته، وقال كان رجلا خيرا من أهل حران، معلما بدمشق، يعلم أولاد الأمراء، وتوفي بخرتبرت، وسبب تسميته الموزه أنه سئل عن هذين البيتين: اسم من أهواه رطلان ... وباقيه مدينه ذات بر ذات بحر ... من قرى الشام حصينه فقال: هما في الموزة، فسمي بها ونبز بالموزه، ويقول أبو الحكم المغربي فيه من أرجوزته «1» : والموزة الشاعر في قصته ... أعجوبة وعبرة لمن وعى وشعره في كبك مشتهر ... ليس به بين الأنام من خفى قال: وكبك غلام قال فيه أبو الخير الموزة: لو تقاسي ما أقاسي يا كبك ... من سقام وغرام قتلك لست من حسن تفردت به ... آدميا إنما أنت ملك عذّب القلب بما تختاره ... ليس هذا القلب لي بل هو لك

حرف الدال في الكنى

حرف الدال في الكنى أبو دجانة الانصاري «1» : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه..... «2» شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقد ذكرناه. أبو الدرداء: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه عويمر بن زيد، غزا الصائفة واشتهر بكنيته، وقد ذكرناه في حرف العين. أبو الدنيا الاشج: اسمه عثمان بن خطاب بن عبد الله بن عوام البلوي (85- ظ) وانما كني أبا الدنيا لطول عمره، وقيل ان كنيته أبو عمرو، وهو مغربي، ذكر أنه لقي علي بن أبي طالب رضي الله عنه بصفين، وله نسخة يرويها عنه، لا يعتمد على روايته، وقد قدمنا ذكره في الأسماء في حرف العين. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي، في تعليق له: الأشج المغربي، هو أبو عمرو عثمان بن خطاب بن عبد الله عوام البلدي «3» المريذي، ومريذة بالمغرب على ما روى، ولم أر أحدا من المغاربة يعرفها، ولعلها قد دثرت، وفي رواة أهل المغرب زيادة الله المرندي، وهو فيما أظن صقلي، والله أعلم.

حرف الذال في الكنى

حرف الذال في الكنى أبو ذر الطرسوسي: الفقيه الحنفي، فقيه معتبر من أهل طرسوس، له كتاب في الفقه على مذهب أبى حنيفة رضي الله عنه، سماه كتاب الخصال، وقفت عليه وهو كتاب حسن، وكان بطرسوس قبل انتقالها الى الروم.

حرف الراء في الكنى

حرف الراء في الكنى أبو رافع: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه أسلم، وقيل ابراهيم، شهد مع النبي صلى الله عليه أحدا، والخندق وما بعدها. وشهد مع علي رضي الله عنه صفين، والجمل والنهروان، روى عن (86- و) النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو سليم مولاه، والمطلب وكان يكتم اسلامه حين كان للعباس بن عبد المطلب، ووهبه العباس للنبي صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة بكتاب قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم، فأظهر إسلامه «1» ، وكان قبطيا. أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن سيدهم الأنصاري الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال: أخبرنا أبو الحسين علي ابن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري قال: حدثنا عبد الله بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقم بن الأرقم الزهري على الصدقة فاستتبع أبا رافع، فأتى أبو رافع النبي صلى الله عليه وسلم، فاستشاره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا رافع ان الصدقة حرام على محمد وآل محمد، وان مولى القوم منهم، أو من أنفسهم «2» أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا

مسعود بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا صالح (86- ظ) بن زياد، ح. قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن حماد قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قالا: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، ح. قال: وحدثت عن أبي جعفر محمد بن اسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا يزيد بن هرون- واللفظ له- قالا: حدثنا الجراح بن منهال عن الزهري عن أبي سليم مولى أبي رافع عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف بك يا أبا رافع اذا افتقرت؟ قلت: أولا أتقدم في ذلك؟ قال: بلى، قال: ما مالك؟ قلت: أربعون ألفا وهي لله عز وجل، قال: لا، أعط بعضا وأمسك بعضا وأصلح الى ولدك، قال: قلت أولهم علينا يا رسول الله حق كما لنا عليهم؟ قال: نعم حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتاب- وقال عثمان بن عبد الرحمن: كتاب الله- والرمي والسباحة زاد يزيد: وأن يورثه طيبا. قال: ومتى يكون فقري؟ قال: بعدي، قال أبو سليم: فلقد رأيته افتقر بعد، حتى كان يقعد فيقول: من يتصدق على الشيخ الكبير الأعمى، من يتصدق على رجل أعلمه رسول الله أنه سيفتقر بعده، من يتصدق فان يد الله العليا، ويد المعطي الوسطى، ويد السائل السفلى، ومن سأل عن ظهر غنى كان له شية يعرف بها يوم القيامة، ولا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي. قال: فلقد رأيت رجلا أعطاه أربعة دراهم، فرد عليه منه درهما، فقال لا ترد، عليّ صدقتي فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاني أن أكنز فضول المال، قال أبو سليم: فلقد رأيته بعد استغنى (87- و) حتى أني عاشر عشره «1» وكان

يقول: ليت أبا رافع مات في فقره، أو هو فقير، قال: ولم يكن يكاتب مملوكا إلا بثمنه الذي اشتراه به «1» أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله قال: أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن هزار مرد الصريفيني قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داود الطوسي قال: حدثنا أبو عبد الله الزبير بن بكار قال: وحدثني أبو غزّية قال: حدثني ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن ابن اسحاق قال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: اتت سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، امرأة أبي رافع، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعديه على أبي رافع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك ولها يا أبا رافع؟ فقال تؤذيني يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم آذيته؟ فقالت: والله يا رسول الله ما آذيته بشيء، ولكنه أحدث وهو يصلي، فقلت: يا أبا رافع ان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد أمر المسلمين اذا خرجت من أحدهم ريح أن يتوضأ، فقام يضر بني، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويضحك، ويمزح الى أبي رافع. أخبرنا الحسين بن عمر بن باز- في كتابه- قال: أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق قال: أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي قال: أخبرنا أبو أحمد الغندجاني قال: أخبرنا أحمد بن عبدان قال: أخبرنا محمد بن سهل قال: أخبرنا محمد بن اسماعيل البخاري (87- ظ) قال: أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم كان قبطيا قال علي بن المديني: اسمه أسلم، ويقال هو ممن يعد في أهل المدينة، مات قبل علي، ويقال كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فلما بشر النبي بإسلام العباس أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم «2» .

أنبأنا أبو الحسن علي بن الفضل قال كتب الينا أبو القاسم بن بشكوال قال: أخبرني أبو محمد بن عقاب، وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة قالا: أخبرنا أبو عمر النمري قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعد بن عثمان بن السكن قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: أخبرنا عباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، اسمه ابراهيم. قال ابن السكن: وأسلم أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، كان شهد أحد والخندق وما بعد هما، وكان على ثقل النبي، وشهد فتح مصر، وهم يختلفون في اسمه، فيقال ابراهيم، وكان قبطيا مات في آخر خلافة علي أبي طالب، ويقال مات بالمدينة قبل عثمان رضي الله عنه. وقال ابن السكن: الصحيح أن أبا رافع مات في خلافة علي، وكان خازنا لعلي ابن أبي طالب، وأوصى بولده الى علي، وكان شهد مع علي الجمل، وصفين، والنهروان رضي الله عنه، وكان يكفلهم ويزكي أموالهم «1» أخبرنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: ومنهم أسلم أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، أسلم قبل بدر، وكان يكتم اسلامه مع العباس، وقدم بكتاب من قريش الى المدينة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم فأظهر اسلامه ليقيم بها، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إنا لا نحبس البرد ولا نخيس العهد، كان ممن أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصيبه بعده فقر، ونهاه أن يكنز فضول الدنيا، وأعلمه عقوبة من يحوز المال ويكنزه «2» (88- و)

ذكر من كنيته أبو الرضا

ذكر من كنيته أبو الرضا أبو الرضا بن النحاس: الحلبي ابن أخت أبي نصر محمد بن الحسن بن النحاس، واسمه سالم، وقد قدمنا ذكره في حرف السين، وذكرناه هاهنا لشهرته بالكنية، وعرف بابن النحاس من قبل أمه. وكان شاعرا مجيدا، روى عنه أبو عبد الله بن الملحي. أخبرنا عبد الرحمن بن نسيم- إذنا- عن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسّن بن أحمد بن الملحي السلمي بلفظه وكتبه لي بخطه، قال: أبو الرضا بن النحاس شيخ حلبي، هو ابن أخت أبي نصر الوزير العالم المفيد الكاتب الشاعر المجيد، وكان أبو الرضا وصل الى دمشق عند القبض على خاله، لأخذ خاله، فاجتمعت به، وتحدثت معه وأنشدني أبو الرضا لخاله: يا قلب أنت أذنت لي في هجره ... وزعمت أنك قاصر عن ذكره ورجعت تطلبه وأنت أضعته ... هيهات فات الحزم فارط أمره فاستحسنت هذه الأبيات، حتى غنى بها القيان، وهام بها الشيوخ والشبان. فعمل أبو الرضا: يا طرف أنت طرحتنى في حبه ... وزعمت قلبك في هواه كقلبه حتى إذا لفحتك نيران الجوى ... فحرمت ما أملته من قربه أنشأت تنكر ما جنيت وقلت خذ ... قلبي المعنى في هواه بذنبه (88- ظ) ذق مر ما ستحليته وجنيته ... لا ينكر المغرور صرعة عجبه واغرق بدمعك في البكاء فربما ... قتل المتيم نفسه من كربه

أبو الرضا بن اللعيبة:

قال ابن الملحي: وكتب إليّ يوما: يا من اذا ما البليغ الحبر جاذبه ... حبل الفصاحة منسوب الى النوك وأين الأولى غمر الأحرار فصاهم ... حتى لقد أصبحوا مثل المماليك الواهبي كل مصقول ومسمعه ... وكل أجرد كالسرحان محبوك قوم اذا ترك الأمجاد مكرمة ... فمجدهم لسواهم غير متروك ما زلت تدأب في العلياء تعمرها ... مجاهدا في طريق غير مسلوك دعوتنا دعوة بالأمس معجزة ... فثن لا تجعلنها بيضة الديك «1» أبو الرضا بن اللعيبة: الحلبي، شيخ حسن مستور، عنده ذكاء وفطنة وحسن محاضرة، وجميل معاشرة وصناعة جيدة فيما يعمله بيده ويتكسب به وكان يعمل السروج وغيرها ويشبهها بالكلاهي «2» الذي يجلب من الصين، وصان بذلك ماء وجهه، وكان قليل الاختلاط بالناس مشتغلا بما يعنيه، وكان عنده فضل وأدب وينظم شعرا حسنا، اجتمعت به ولم يتفق لي سماع شيء منه، وأنشدني شهاب الدين أبو جعفر يحيى بن خالد بن محمد بن القيسراني قال: أنشدني الرضي أبو الرضا بن اللعيبة لنفسه: (89- و) . ولما نزلنا بالمحصب من منى ... غداة أفاض الجمع من عرفات تذكر كم قلبي فأضحت مدامعي ... عليكم تجيد الرمي بالجمرات توفي أبو الرضا بن اللعيبة بحلب بجبل بانقوسا، وكان قد سكن فيه «3» . أبو رضوان بن سعيد: المصيصي المؤدب، واسمه اليمان وقد تقدم ذكره في حرف الياء، روى عن محمد بن حمير، روى عنه عمر بن محمد الأسدي، وعبد الله بن زياد بن خالد المعروف بابن أبي سفيان، وأبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدنيوري.

أبو رمادة الضبي:

أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا عمر بن بحر الأسدي قال: سمعت أبا رضوان بن سعيد المصيصي قال: حدثنا محمد بن حمير قال: حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت «1» . أبو رمادة الضبي: هو من هجان بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة ابن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، (89- ظ) نزل بأرض الشام، بأرض حلب بالنقرة وحاوى «2» لبني أسد في دارهم، وولد له نحو من عشرة أولاد ذكور، وولد لهم أيضا أولاد تعرف بقبيلة أبي رمادة، وتأمّر فيهم من تأمّر، وساد فيهم من ساد، ونسلهم الى اليوم. قلت ذكر ذلك محمد بن أحمد بن عبد الله الأسدي النسابة، في كتابه الذي قدمنا ذكره في أول كتابنا هذا، وبقرية الملّوحة من نقرة بني أسد قوم يقال لهم بنو الرمادي الى الآن، وهم- والله أعلم- من قبيلة أبي رمادة المذكور. أبو رويحة الخثعمي: قيل اسمه عبد الله بن عبد الرحمن، وقيل ربيعة بن السكن آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين بلال، وقدم معه الشام للجهاد، روى عنه عبد الجبار ابن عبد الله الخثعمي وقد ذكرناه في الأسماء. أبو الرياح المصيصي: وقيل فيه أبو الرماح أيضا، شاعر، وقع إليّ من شعره قوله في الفستق: مثل الزبرجد في حرير أحمر ... فى حقّ عاج في غشاء أديم

أبو الريان الاصبهاني:

وقوله: ورد البشير مع الصباح بأنه ... لي زائر فاستعبرت أجفاني يا عين قد صار البكا لك عادة ... تبكين في فرحي وفي أحزاني (90- و) أبو الريان الاصبهاني: الملقب بالأثير، كان بحلب، وحكى عنه عبد الرحمن بن جوشن بن مزروع التنوخي حكاية سمعها منه بحلب، وقد ذكرناها في ترجمة عبد الرحمن. أبو ريحانة: صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه سمعون، وكان مجاب الدعوة، وقد ذكرناه فيما تقدم.

حرف الزاي في الكنى

حرف الزاي في الكنى أبو الزاهرية: قدم طرسوس ودخل على أبي معاوية الأسود، وحكى عنه. روى عنه من لم يسمّ. أنبأنا أبو محمد بن يحيى عن عبد الرحمن بن علي قال: أخبرنا أحمد بن ظفر قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن البناء قال: أخبرنا هلال بن محمد قال: أخبرنا علي بن أحمد المصري قال: سمعت عثمان بن السكن قال: سمعت مؤذن غزة قال: حدثت عن أبي الزاهرية قال: قدمت طرسوس فدخلت علي أبي معاوية الأسود، وهو مكفوف البصر، وفي منزله مصحف معلق، فقلت: رحمك الله مصحف وأنت لا تبصر! فقال: تكتم يا أخي حتى أموت؟ قال: قلت: نعم، قال: إني إذا أردت أن أقرأ القرآن فتح لي بصري. أبو الزبير بن المنذر بن عمرو: الكاتب، كان كاتبا للوليد (90- ظ) بن يزيد بن عبد الملك، وكان معه حين وصل إلى الرصافة بعد موت هشام بن عبد الملك له ذكر.

ذكر من كنيته أبو زرعة

ذكر من كنيته أبو زرعة أبو زرعة اللخمي: كان مع مسلمة بن عبد الملك حين غزا القسطنطينية، وكان من وجوه عسكر مسلمة. (91- و) أبو زرعة الشيباني: اسمه يحيى بن أبي عمرو زرعة، تقدم ذكره. أبو زكريا بن مبشر: كان بحلب، وكان من الأدباء في غالب ظني، فإنني رأيت ذكره بخط أبي الحسن الشمشاطي في كتاب الديرة «1» في مقدمة الكتاب، في ذكر الخالديين «2» ، ذكر أن ابن كشاجم وغلامه أنشدا بحلب أبا الصقر القبيصي وأبا زكريا بن مبشر أبياتا لكشاجم، وذكر أن الخالديين ادعياها لهما. أبو الزناد: اسمه عبد الله بن ذكوان، كان عند هشام بن عبد الملك بالرصافة، وقد تقدم ذكره. أبو زهير العبسي: شهد صفين مع علي رضوان الله عليه، وروى شيئا من خبرها، وقد ذكرنا ذلك عنه في ترجمة عباس بن شريك. أبو زياد الحلبي: من رواة الشيعة، روى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، روى عنه ابن محبوب.

ذكر من كنيته أبو زيد

ذكر من كنيته أبو زيد أبو زيد الدمشقي: حكى عن عمر بن عبد العزيز وفاته، روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي، وكانت وفاته بدير سمعان. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الدارقزي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل ابن أحمد السمر قندي- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو بكر بن الطبري (91- ظ) قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو علي بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد- وهو- ابن الحسين البرجلاني قال: حدثنا هشام بن عبد الله الرازي قال: حدثنا أبو زيد الدمشقي قال: لما ثقل عمر بن عبد العزيز دعي له طبيب، فلما نظر إليه قال: أرى الرجل قد سقي السم. قال الطبيب هل حسست بذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قد عرفت حين وقع في بطني، قال: فتعالج يا أمير المؤمنين فإني أخاف أن تذهب نفسك، قال: ربي خير مذهوب إليه، والله لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي الى أذني فتناولته، اللهم خر لعمر في لقائك، فلم يلبث إلّا أياما حتى مات رحمه الله. أبو زيد الاعمى: وفد على هشام بن عبد الملك بالرصافة، وشهد وفاته وروى عن ابن عبد الأعلى، روى عنه عبيد الله العتبي. أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الحسن الفرضي- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد قال: أخبرنا أبو المعمر المسدّد بن علي قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الكريم معلم ابن عدنان الحلبي

أبو زيد الطرسوسي:

قال: حدثنا المنقري قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: قال أبو زيد: وفدت إلى هشام بن عبد الملك، فشهدت وفاته (92- و) فسمعت ابن عبد الأعلى يتمثل بهذه الأبيات: وما سالم عما قليل بسالم ... ولو كثرت حراسه وكتائبه ومن يك ذا باب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه ويصبح بعد الحجب للناس مفردا ... رهينة باب لم تنفس جوانبه وما كان إلّا الدفن حتى تفرقت ... إلى غيره أحراسه ومواكبه وأصبح مسرورا به كل كاشح ... واسلمه احبابه وحبائبه فنفسك اكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه «1» أبو زيد الطرسوسي: التاجر سمع أبا سعيد محمد بن علي النقاش، كتب عنه أبو زكريا يحيى بن مندة، وذكره في تاريخ أصبهان فقال: أبو زيد الطرسوسي الشيخ الصالح الثقة المتدين، ثقيل الأذن، كان من وجوه التجار والأمناء سمع من أبي سعيد محمد بن علي النقاش، سكن سكة الغلّالين في درب قدامة، سمع منه أبو زكريا بن مندة في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة. أبو زينب بن عوف: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها وهو من رهط مخنف بن سليم، وقد ذكرنا خبر قتله في ترجمة صخر بن سمي وفي ترجمة مخنف بن سليم.

حرف السين في الكنى (92 - ظ)

حرف السين في الكنى (92- ظ) أبو ساسان الرقاشي: هو حضين بن المنذر، وكنيته أبو محمد، وأبو ساسان لقب له، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقد تقدم ذكره. ذكر من كنيته أبو سالم أبو سالم بن الذكوري الباري: من أهل البارة، قرية كبيرة من عمل حلب، لها كورة تنسب إليها، وكان خطيبا ببعلبك، أنشد عنه أبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد الكفر طابي انشادا ذكرناه في ترجمة أبي العباس الكفر طابي. أبو سالم بن معد بن سعيد: القاضي، شاعر كان بحلب ظفرت بشيء من شعره في مديح نشو الدولة سوتكين حاجب الأمير سيف الدين سوار، بخط أبي عبد الله العظيمي. قرأت بخط الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي في مدائح نشو الدولة المذكور قطعتين في مدحه، قال العظيمي: وقال أبو سالم بن معد بن سعيد القاضي يمدحه: غزاني غزال باعتدال بقدّه ... وحسن معانيه وحمرة خده وأمرض جسمي بالقطيعة والجفا ... وما هكذا فعل المليك بجنده وكيف اصطباري عنه والقلب قد صبا ... إليه وشوقي زائد فوق حدّه فإن لم يجرني بالرضا من صدوده ... وإلّا فإني ميت قبل صدّه (93- و)

أبو سالم بن يحيى النصراني:

خليليّ مالي من معين على الأسى ... ولا من يسليني بخالص وده وينصفني من صرف دهر كأنني ... جنيت عليه ناقضا عقد عهده سوى الحاجب الندب الجواد الذي رقا ... مراتب مجد قابلت شهب سعده فذلك نشو الدولة الناهض الذي ... كفانا ملمات الزمان بحده وأو سعنا من جوده وعطائه ... كرائم مال حمدها بعض حمده تراه إذا ماجئته متطلبا ... عطاياه يبدي بشره عند وفده فترجع مملوء الحقائب موقرا ... عطاء بلا من يشاب برفده فما حاتم جودا وكعب بن مامة ... ومعن الندى إلّا عبيد لعبده له شرف فوق السماك وهمة ... وعلم بإرخاء الزمان وشدّه أخو عزمات قاطعات كأنها ... حسام تجلّى متنه بفرده إذا الحرب دارت كان قطبا وأحجمت ... فوارس موت عاينوا هول ورده وثار غبار النقع ليلا وحرقت ... قلوب رماها الخوف في حرّ وقده تراه يخوض الموت في غمراته ... يذب بحد السيف عن نيل مجده فلا زال محروس الجناب ممتعا ... مدى الدهر ما غنىّ الحمام بوجده أبو سالم بن يحيى النصراني: شاعر كان مقيما بأنطاكية، حسن الشعر ظفرت بقائمتين بخط بعض أدباء الحلبيين، وفيها لأبي سالم بن يحيى النصراني المقيم بأنطاكية: (93- ظ) أيا من برده القاني ... وفي الشقوة ألقاني ويا من طرفه الفان ... ي من قتلاه ألفاني قضيب قدّ من بان ... تعالى الله من باني غرير الحسن ماشاني ... ولا يعلم ما شاني فصرف الدهر ألجاني ... الى طالبي الجاني فياليت مشتّ البي ... ن أو طاني أو طاني

ذكر من كنيته أبو سعد

ذكر من كنيته أبو سعد أبو سعد بن عبد الغالب بن أبي حصين: المعري، ذكره ابن الزبير في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان وقال: أبو سعد بن عبد الغالب بن أبي حصين، مدحه شاعر متعرضا لنيله فقال: يا منشدي شعرا يخبّر أنه ... يبدي قديم مفاخري ومآثري لو زرنني أنآك «1» كاره باطني ... عني كما أدناك رونق ناظري وجهلتني فقدمتني وقرينة ال ... حرمان كدية «2» شاعر من شاعر هكذا ذكر ابن الزبير وأظنه والله أعلم أبو سعد عبد الغالب بن أبي حصين، وهو شاعر كثير الشعر، وقد تقدم ذكره. أبو سعد بن عليجة النسوي: ذكر أنه سمع صحيح البخاري إما عن الكشميهني أو من في طبقته، وسمع الحسن السمرقندي، لقيه (94- و) المؤتمن الساجي بحلب، وحكى عنه ما يدل على كذبه. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري- قراءة عليه- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي- اجازة- قال: سمعت الشيخ الامام أبا نصر المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي البغدادي يقول: دخلت حلب فرأيت أبا سعد بن عليجة النسوي، وذكر لي أنه سمع صحيح البخاري بعلو إما عن الكشميهني أو من كان في طبقته، فطالبته بالاصل، فقال: قد قرىء عليّ بحران وليس معي أصلي، فلما دخلت حران حضرت ابن جلبة قاضيها، وكان له قارىء

أبو سعد بن مالك:

يقرأ الحديث في مجلسه، فسألت عن ذلك، فقيل لي ذكر أنه سماعه وأخذنا نسخة فقرأناه عليه، فلما دخلت نيسابور ذكرته للحسن السمرقندي فقال: هو دجال من الدجاجلة، كان يسمع علي من حديث اسماعيل الصابوني ومن في طبقته ثم يسقطني من البين، ويثبت في كتابه عنهم. قال المؤتمن: ثم بلغني أنه دخل مصر، وكان أيام المستنصر، فترفض وعمل أحاديث في فضائل أهل البيت، وسأل المستنصر أن لا يبقي في البلد أحد ممن يتسمى بالعلم إلا ويحضر مجلسه، فأكرهوا على ذلك حتى الحبال الحافظ. أبو سعد بن مالك: كان من أهل الحديث بحلب وسماه أهل الحديث (94- ظ) أنسا، فكانوا يدعونه أنس بن مالك. نقلت من خط الحافظ المفيد أبي عبد الله محمد بن يوسف البرزالي: فيما كتبه عن الفقيه العالم أبي نزار ربيعة بن الحسن بن علي اليمني: سمعته يقول: كان بحلب رجل يقال له أبو سعد بن مالك، فسموه أهل الحديث أنس بن مالك، وكان أيضا بهمذان رجل يقال له أبو بكر بن الاسقع، فقيل له: ما اسمك؟ فقال: أبو بكر بن الاسقع، فسمي بواثلة بن الاسقع «1» ، وهو كبير السن شيخ. أبو سعد بن المفضّل بن عبد الرزاق بن أبي حصين: حكى عن أبيه أبي الفتح المفضل، روى عنه بعض أدباء معرة النعمان. قرأت في جزء بخط بعض الادباء من المعريين: حدثني القاضي الاجل هلال الدولة، أبو سعد بن أبي حصين بمعرة النعمان، قال: حدثني والدي أبو الفتح المفضّل بن عبد الرزاق بن أبي حصين رحمه الله قال: كنا في بعض أعياد الضحية قد صلبنا وأكلنا الطعام، فسقط علينا طائر على جناحيه كتاب وفي رجليه زردتان من ذهب فمسكناه وفضضنا الكتاب، فوجدنا فيه مكتوب: سرّح هداه الله بعد النحر من مكة عمرها الله، وقد علمنا أنه لا يصل الى مطاره في يومه، فمن وقع عنده

فليكرم مثواه، ويأخذ (95- و) ما في رجليه حلالا ويطلقه، فكتب القاضي المقدم ذكره أبو غانم عبد الرزاق في ظاهر الكتاب هذه الابيات: لله ما أحملك الرسائلا ... ليس على قلب بلى على كلا غدوت محمولا وعدت حاملا ... أنملة تصدر عن أناملا فوقّه مذكيا وقابلا ... وبقّه لكل عام قابلا وذكر أن الطائر كان من حلب من حمام ابن صعصعة. هكذا وجدت هذه الابيات منسوبة في هذا الجزء الى أبي غانم عبد الرزاق، ووجدتها في موضع آخر منسوبة الى أبي يعلى بن عبد الرزاق. وقرأت في ورقة وقعت إليّ بخط بعض الحلبيين، وأظنه شمس الدين محمد ابن خالد بن القيسراني وصورة المكتوب فيها: أخذت هذه الورقة من الأستاذ أبي المعالي ابن البدوي، وروى لي أن ما في باطنها صحيح عن من رواه له عن المشايخ عن المذكور في باطنها بالمعرة المعروفة بالنعمان في مدينة حلب حماها الله، وفي باطنها مكتوب ما نسخته. بسم الله الرحمن الرحيم، حكى لي القاضي أبو حصين عبد الباقي بن المحسن ابن عبد الباقي بن أبي حصين بالمعرة في سلخ صفر سنة أحد وثمانين وخمسمائة عن والده وأعمامه، وهم القاضي أبو البيان محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين، وأبو الفتح المفضل بن عبد الرزاق، وأبو القاسم المحسن بن عبد الباقي (95- و) أنه وقع في دار القاضي أبو حمزة بن أبي حصين بالمعرة قبل هجم الافرنج «1» لها طائر حمام، الظهر من يوم الجمعة، وكان يوم عيد النحر، سقط على جرن فيه ماء في تلك الدار فمسك، فوجد على جناحه كتاب يقول فيه: سرح هذا الطائر بعد صلاة الصبح من يوم العيد من مكة، وقصده حلب، فأخذه القاضي أبو يعلى بن عبد الباقي وأطعمه في يداه وسقاه، وكتب على ظهر الكتاب: وقع هذا الطائر بالمعرة، الظهر من

أبو سعد بن الوليد بن عبيد البحتري:

يوم العيد وسرحه فوصل الخبر الى المعرة انه وصل الى حلب وزف بها العصر من ذلك اليوم، وكان الطائر للوزير ابن صعصعة، فعمل القاضي أبو يعلى بن عبد الرزاق هذه الأبيات: لله ما أحملك الرسائلا ... لست على قلب بلى على كلا غدوت محمولا وعدت حاملا ... أنملة تصدر عن أناملا فبقه مذكيا وذاكيا ... وأبقه لكل عام قابلا الصواب فوقّه، ووقع في هذه الورقة كما ذكرنا، ووقع إلي ديوان شعر القاضي أبي يعلى عبد الباقي بن أبي حصين عبد الله، وفيه هذه الابيات، وهي له في ديوانه، وهو الصحيح، وفيها زيادة على الأبيات المذكورة في هاتين الروايتين، ولا يبعد عندي أن القاضي أبا يعلى عبد الباقي وأخاه القاضي أبا غانم عبد الرزاق كانا مجتمعين، فاجتمعا على نظم الابيات، فنسبت الى كل (96- و) واحد منهما، فأما نسبتها الى أبي يعلى بن عبد الرزاق فلا أعرفه. وأبو يعلى هو أخو عبد الرزاق، وكلاهما ابنا أبي حصين، والذي وجدته في ديوان أبي يعلى عبد الباقي بخط أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة وكان محققا: لله ما أحملك الرسائلا ... مضيت محمولا وعدت حاملا أنملة تصدر عن أناملا ... ان كنت في عي اللسان باقلا فأنت سحبان بليغ وائلا ... أقبلت لا تجنّب القبائلا ولا القنا تخشى ولا القنابلا ... فقصّ يا رب له الأجادلا وقصّه الحيول والحبائلا ... ووقه مذكيا «1» وقاتلا وبقه لكل عام قابلا معنى قصّه أي أبعده وأخره. أبو سعد بن الوليد بن عبيد البحتري: روى عن والده أبي عبادة البحتري شعره، وكان فاضلا أديبا، وكان يسكن

أبو سعد بن أبي الحسين بن عبد الله:

منبج، وقد ذكرنا في ترجمة أخيه أبي الغوث ملاحاة جرت بينه وبين أخيه أبي سعد، وأن أباهما قال لهما: ان الغصنين من هذه الشجرة. أبو سعد بن أبي الحسين بن عبد الله: الشرابيشي الحلبي، والد شيخنا أبي عبد الله محمد بن أبي سعد، حكى عن الحافظ المرادي، وقطب الدين الحسن بن عبد الله بن العجمي، حكى عنه ولده محمد بن أبي سعد. سمعت الشيخ الصالح أبا عبد الله محمد بن أبي سعد قال: حدثني أبي (96- ظ) قال: كان بحلب رجل يقال له ابن سميع يسكن بباب اليهود الذي يقال له الآن باب النصر، وكان ضامن سوق الدواب مكاسا. قال الشيخ محمد: وكان بينه وبين والدي معرفة، فاتفق أن حضرته الوفاة فأوصى الى والدي أن يخرج عنه حجة وصدقة، وغير ذلك، وكان له أخوات لم يكن له وارث غيرهن، وكان لبيت المال معه تعلق، وأثبت والدي وصيته عند محي الدين بن الشهرزوري، وحضر بعد موته بمدة نواب الحشر ووالدي داره لاعتبار تركته. قال والدي: فابتدر أحد الجماعة وقال: رأيته في النوم وهو على حال حسنة، وقال لي: غفر الله له بهذه القطيطة، فنظرت فاذا هرة مبتلة في الشمس، فسمع أخواته من أعلى الدار قول القائل عن المنام فقالوا: والله نعرف له حكاية مع هذه القطة التي تذكر، وذلك أنه كان له هرة يألفها، وتدور به ويحضنها ويطعمها على مائدته ويأنس بها، فاتفق انه خرج يوما الى سوق الدواب فمضت الهرة الى المستراح فسقطت فيه، فلما جاء من سوق الدواب وعليه التراب جلس ومد رجليه الى أسفل القاعة، وطلب ماء ليغسل رجليه وسأل عن طعام هيئ له، فصعدت اخته لتصب له الطعام، وبقيت أخته الاخرى عنده تغسل رجليه، فقالت له «1» ما (97- و) تعلم يا أخي ما جرى على القطيطة؟ فقال لها: وما ذلك؟ قالت: سقطت في المستراح،

فقال: لا آكل حتى أخرجها؟؟ منعهم من انزال الطعام، وقام وشمر ثيابه، وأخذ المجرفة، وجاء الى المستراح وفك البلاط، وحفر حتى وصل الى رأس الجب الذي يستخرج منه الغائط، فأراد رفع الطابق فامتنع عليه، فخرج الى خارج الدار واستعان بمن أعانه على قلعه، ثم حفر في الحائط، وعارض خشبة، وجعل فيها حبلا وأمسكه بيده وانخرط فيه حتى نزل، فوجد الهرة جالسة على التقن «1» ، فأخذها وصعد، وغسلها وتركها في الشمس حتى يبست، فهذا حاله مع الهرة.

ذكر من كنيته أبو سعيد

ذكر من كنيته أبو سعيد أبو سعيد التيمي: شهد صفين مع علي عليه السلام وروى عنه، حدث عنه حبيب بن أبي ثابت. أنبأنا أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى الجعفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه الاسدي عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثنا أبو سعيد التيمي قال: كنا مع علي بن أبي طالب في مسيره الى الشام حتى إذا كنا (98- ظ) ببعض السواد عطش الناس واحتاجوا الى الماء، فانطلق بنا حتى أتى صخرة ضرساء من الارض كأنها ربضة «1» عنز، فأمرنا فاقتلعناها، فخرج لنا ماء كثير فشربنا وشرب الناس منه حتى ارتووا، ثم أمرنا علي فأكفأناها عليه. ثم سار وسرنا حتى أتينا المنزل، فقال علي عليه السلام: أمنكم أحد يعرف مكان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم، قال: فانطلقوا اليه، فانطلق منا رجال ركبانا ومشاة، فاقتصينا الطريق حتى أتينا المكان الذي نرى فيه، فطلبناه فلم نقدر على شيء حتى اذا عيل علينا الجهد، انطلقنا الى دير قريب منا فسألناهم: أين هذا الماء الذي عندكم هاهنا؟ فقالوا: وما قربنا ماء، فقالوا: بلى نحن شربنا منه، فقالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، فقالوا: ما بني هذا الدير إلا لهذا الماء، وما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي أو خليفة نبي «2» .

أبو سعيد المعيطي:

أبو سعيد المعيطي: مولاهم، غزا القسطنطينية مع مسلمة بن عبد الملك، روى عنه الوليد بن مسلم وهو مولى محمد بن عمر المعيطي (99- و) . أبو سعيد الحرشي: القاضي، له ذكر ومروءة وكان من أهل بالس، وسكن حلب وأدركت بحلب شيخا من ذريته، أو من أقاربه، وكان شيخا حسنا، وقف ربعات كثيرة على المشاهد بحلب، وكان له اختلاط بوالدي رحمه الله. وهذا أبو سعيد من أرباب الفضل، وجدت ذكره في تاريخ جمعه أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقد، وذيل به تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري، قال فيه: في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة مات القاضي أبو سعيد الحرشي بالرقة، رحمه الله، وكان من أفاضل المسلمين، قد جمع الدين والأمانة والصدق، والصيانة والرأفه والكرم. وحدثني بعض الأصدقاء قال: رأيته بالرقة وقد نصب ثلاث خشبات، وقد أحضر قوما يدلونه في زنبيل الى ركية محفورة، قلت: يا سيدي لم تفعل هذا؟ قال: هاهنا قوم أسراء وقوم حبسوا من الفرنج والمسلمين، ومعهم مرض أنزل أداويهم، فلمته على ذلك، فقال: هم من خلقة الله عز وجل، وما عمل شيئا قط بأجرة، وكان يداوي الضعفاء ويعطيهم الحوائج ويمشي إليهم ويغرم عليهم من ماله (97- ظ) . قال ابن منقد، وكان حسن الخلق طيب العشرة ضحوك السن. حدثني أخي مؤيد الدولة قال شكوت إليه بعض حالي وما أعانيه من شقاء السفر، فقال: أصبر على ما تكره وإلا بليت بما لا تطيق. وحدثني عنه جماعة قالوا: أمرنا أتابك بحمله من حلب الى الموصل ليشاهد البركة المعروفة بالقلعة، فحمل من حلب على جمل في محارة، وجعلوا معه صبية أرمنية مأسورة، فكان يلطف بها ويطعمها، فقال يوما: يا صبية من أين أسروك؟ قالت: من بلد كذا وكذا، ثم قالت له: فبالله يا عمي من أين أسروك أنت؟ قال: من الشرقية التي في جامع حلب.

أبو سعيد المصيصي:

قرأت بخط أبي عبد الله القيسراني في ديوان شعره أبياتا رثى بها القاضي أبا سعيد الحرشي، وأخبرنا بها أبو اليمن الكندي وغيره، إجازه عنه: تو خاك يسر الله جار ابن ياسر ... أخا الصلحات والتقى والماثر يريد بابن ياسر، عمار بن ياسر، لأنه مدفون بالرقة. أبا سعيد انحلت على ذلك الثرى ... سماء تحلى بالسعود الزواهر وإمّا تجافى عن صدا تربك الحيا ... فجادتك أنوار الجفون المواطن متى هجرته لا ترى غير عاذل ... وإن واصلته لا ترى غير عاذر لقد صدرت عنك القلوب صوادبا ... ن الوجد فاعجب للصوادي الصوادر غداة ثنى منك السحولي «1» كسره ... على ذي خلال طيبات المكاسر ومدّ الأسى باعا إلى كل مهجه ... وألقى البكا سترا على كل ناظر بنفسي غريب الجار والدار طوحت ... بآماله إحدى الليالي الجوائر أقام على شط الفرات وجهزت ... إليه الدموع بين سار وسائر قريبا إلى داعي الخطوب يجيبها ... بعيدا على ذي خلة ومعاشر فإن تمس في مثواك لا في عشرة ... فقد كنت من تمهيده في عشائر من البر في الأبرار والدين والتق ... وهجر الدنايا واجتناب الكبائر كذاك الغريب والبذل إن يمت ... يمتّ بقربى في العلى وأواصر فيا هل بكى ماء الفرات نزيله ... أم الرقة البيضاء رقت لزائر وإن جرّت القربى من الله رحمة ... إلى جارها فلهن أهل المقابر (98- و) أبو سعيد المصيصي: حكى عن عمر بن عبد العزيز حكاية منقطعة، روى عنه بشر بن مصلح. نقلت من خط روح بن محمد بن أحمد بن محمد بن السني: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن موسى البلخشتي قال: حدثنا عبد الله ابن مسلم قال: حدثني الأوزاعي عن بشر بن مصلح عن أبي سعيد المصيصي أن قوما

أبو سعيد الأسود:

دخلوا على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرض فإذا فيهم شاب ذابل ناحل، فقال له عمر: يا فتى ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: يا أمير المؤمنين دقت حلاوة الدنيا فوجدتها مرة، فصغر في عيني زهرها وحلاوتها، واستوى عندي حجرها وذهبها، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وإلى الناس يساقون إلى الجنة، وأنا اساق الى النار فأظمأت لذلك نهاري وأسهرت له ليلي، فقليل حقير كل ما أنا فيه، في جنب عذاب الله وعقابه. أبو سعيد الأسود: رفيق إبراهيم بن أدهم، كان معه بالمصيصة، وحكى عنه، روى عنه محمد ابن الحسين. أنبأنا أبو منصور بن محمد بن الحسن عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: أنبأنا الشريف النسيب قال: حدثني ابو محمد بن الكتاني قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هرون (100- و) البردعي قال: حدثنا عبيد الله بن الحسين القاضي قال: حدثنا أبو حفص النسائي قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو سعيد الأسود رفيق إبراهيم بن أدهم قال: خرجنا من المصيصة نريد بيت المقدس، فنزلنا إلى سفح جبل فتفرق أصحابنا، فبعضهم قائم يصلي، وبعضهم مضطجع نائم، وأنا جالس مع إبراهيم، فأحب الله أن يرينا كرامة إبراهيم فقال بعض أصحابا: يا أبا اسحاق ألا ترى إلى هذا الجبل وما فيه من كثرة الشجر والحطب لو كان معنا لحم لا نتفعنا ببعض حطب هذا الجبل، فقال إبراهيم: وتشتهون لحما؟ قالوا: نعم، فقال: اللهم أطعمهم وإيانا لحما فسمعنا وجبة في الجبل، فقلنا إنه سبع، فإذا بتيس عظيم قد تشبّك في الشجر، فقصدنا إليه حتى أخذناه وذبحناه وسلخناه، وأججنا نارا وكببنا، وأكلنا وتزودنا وارتحلنا «1» . أبو سعيد الاذني: روى عنه أبو الحسين بن جميع في معجمه. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قال: أخبرنا أبو الحسن

أبو سعيد الحلبي:

علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن طلاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن أحمد بن جميع قال: حدثنا أبو سعيد الأذني قال: مكتوب على حاشية التوراة اثنين وعشرين حرفا يجتمع إليها علماء بني اسرائيل يقرءونها كل يوم أولها: لا كنز أنفع من الحلم، ولا مال أربح (100- ظ) من الحلم، ولا حسب أرفع من الأدب، ولا سبب أوضع من الغضب، ولا قدر أزين من العقل، ولا قرين أشين من الجهل، ولا شرف أكبر من التقوى، ولا كرم أجود من ترك الشهوات، ولا عقل أفضل من التفكر، ولا حسنة أعلى من الصبر، ولا سيئة أسوأ من الفقر، ولا دواء ألين من الرفق، ولا داء أوجع من الحزن، ولا دليل أوضح من الصدق ولا غنى أسمى من الحق، ولا فقر أذل من الطمع، ولا عبادة أحسن من الخشوع، ولا زهد خير من القنوع، ولا حياة أطيب من الصحة، ولا حارس أحرس من الصمت ولا معيشة أهنأ من العافية، ولا غائب أقرب من الموت. أبو سعيد الحلبي: شاعر ذكره أبو القاسم علي بن منجب بن سليمان الكاتب المعروف بابن الصيرفي في أشعار من سكن الأندلس، وأورد بيتين من شعره مستشهدا بهما لا أنه من ساكني الأندلس وهما: أذلّ بجمعه فكفاك جدّ ... يفلّ سعوده الجيش اللهاما ضربناه بذكرك وهو لفظ ... فكان القلب واليد والحساما أبو سعيد الشجي: المعري، شاعر من شعراء معرة النعمان. قرأت له أبياتا بخط أبي القاسم المحسّن بن عبد الله بن عمرو التنوخي المعري في كتابه الذي وسمه «بالنائب عن الأخوان» وهي: (101- و) ولما رأيتك خوّانة ... ترين القبيح فعالا جميلا تريدين هذا وذا ثم ذا ... ولا ترحمين فؤادا عليلا تبدّلت في حبكم غيركم ... فدب السلو قليلا قليلا

أبو سعيد العطاردي:

أبو سعيد العطاردي: رجل فاضل شاعر، قال أبياتا من الشعر على لسان أبي الحسن علي بن عبيد الله بن أحمد العجمي البزّاز، وقد ذكرنا الأبيات في ترجمة أبي الحسن العجمي، وكان ذلك بحلب في زمن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، يذكر في أبياته ابن خالويه. أبو السفر: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وروى شيئا من خبرها، روى عنه أبو اسحاق. أنبأنا أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر قال: حدثني عمر بن سعد عن أبي اسحاق أو يونس بن أبي اسحاق عن أبي اسحاق عن أبي السفر قال: لما التقى الناس يومئذ- يعني بصفين- وجدناهم خمس صفوف قد قيدوا أنفسهم بالعمائم فقتلنا صفا ثم قتلنا صفا حتى قتلنا ثلاث صفوف وخلصنا إلى الصف الرابع، وما على الأرض شامي ولا عراقي يولي دبره، وأبو الأعور السلمي يقول: إذا ما فررنا كان أسوأ فرارنا ... صدود خدود وازورار المناكب ثم إن بجيلة والأزد كشفوا همدان حتى ألجؤوهم إلى تل فصعدوا عليهم حتى أحدروهم، فقتل منهم خلق كثير، ثم إن همدان عبأت (101- ظ) لعك فقيل: همدان همدان وعك عك ... سيعلم اليوم من الأرك فقالت همدان: خدموا- أي اضربوا سوقهم- فقالت: عك برك كبرك الجمل، فبركوا كما يبرك الجمل، ورموا بحجر بينهم، فقالوا: لا نفر حتى يفر هذا الحجر «1» .

ذكر من كنيته أبو سفيان

ذكر من كنيته أبو سفيان أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى: له ذكر، وشهد مع علي رضوان الله عليه صفين. أبو سفيان القيني: وقيل القتبي، كان من حرس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكان معه بخناصرة. أنبأنا أبو القاسم بن الحرستاني عن أبي الحسن الفرضي قال: أخبرنا أبو الفتح الزاهد، وعبد الله بن عبد الرزاق قالا: أخبرنا أبو الحسن بن عوف قال: أخبرنا أبو علي بن منير قال: أخبرنا ابن خريم قال: حدثنا هشام قال: حدثنا عثمان ابن علّاق قال: حدثنا أبو سفيان القيني قال: كنت في حرس عمر بن عبد العزيز فكان على كل رجل منا يوكل به إذا أبنأ آذنه، فأبطأ في يوم جمعة فقال لي المؤذن: آذنه، فدخلت فوجدته يعتم على مرآة، فقلت: إن المؤذن قد استطال، قال: نعم حبستني هذه العمامة أصلح خروقا فيها (102- و) وأواريها. قال: وكان عمر رجلا مقرورا فقال لغلامه في الشتاء: أسخن لي الماء أتوضأ به، فأقام بذلك مدة، ثم قال له عمر: إني لا أدعوك بالماء إلّا وجدته عندك عتيدا سخنا فأنّى ذلك؟ قال: يطبخ للعامة من الحرس وغيرهم فيفضل الجمر فأجعله عليه، ثم أطمره لك، قال: فكم لذلك، احتط وزد، قال: شهرين، قال فأمر بنفقة فجعلت في بيت المال لموضع ما انتفع به من ذلك الجمر. أبو سلمة الإمام الحلبي: واسمه عمر بن عبد الرحمن، حدث بحلب عن أبي محمد عبد الله بن ناجية، روى عنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن سهل المنبجي الشاهد.

أبو سليط الشامي:

دفع إليّ رفيقنا الحافظ أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن الأزهر بخطه ما ذكر أنه نقله من «كتاب المعجم بأسماء التابعين» قال علي بن الخضر بن سليمان بن سعيد السلمي: أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن سهل المنبجي الشاهد بجامع دمشق قال: حدثنا أبو سلمة الامام بحلب قال: حدثنا أبو محمد بن ناجية قال: حدثنا ابراهيم بن يوسف قال: حدثنا أبي عن عبيد الله الصيرفي عن يحيى بن عروة المرادي قال: سمعت عليا يقول: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرى أني أحق الناس بهذا الأمر، فاجتمع الناس على أبي بكر فسمعت وأطعت، ثم حضر أبو بكر (102- ظ) فكنت أرى أنه لا يعدلها عني، فولاها عمر بن الخطاب فسمعت وأطعت، ثم ان عمر أصيب فظننت أنه لا يعد لها عني فجعلها في ستة أنا أحدهم، فولوها عثمان، فسمعت وأطعت، ثم ان عثمان بن عفان قتل فجاؤوا فبايعوني طائعين غير مكرهين، ثم خلعوا بيعتي، فما وجدت الا السيف أو الكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال علي بن الخضر: حدثنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن سهل المنبجي الشاهد قال: حدثنا أبو سلمة الامام بحلب قال: حدثنا أبو محمد بن ناجية قال: حدثنا أحمد بن يحيى الجلاب قال: حدثنا محمد بن الحسين عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: انما الحلم بالتحلم وانما العلم بالتعلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتقي الشّريوقه «1» . أبو سليط الشامي: غزا الروم، وروى عن عبد الله بن محيريز، روى عنه الحكم بن حجل. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بالبيت المقدس قال: أخبرنا

ذكر من كنيته أبو سليمان

الحافظ أبو القاسم عمي قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني قال: وأخبرنا جدي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أحمد ابن عصام قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن أبي سعيد الحكم بن حجل عن أبي سليط- رجل من أهل الشام- قال: غزونا الروم فلما رجعنا قال عبد الله بن محيريز لرجاء بن حيوة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رفع حاجة ضعيف الى ذي سلطان لا يستطيع رفعها إليه ثبت الله عز وجل قدميه يوم القيامة «1» . ذكر من كنيته أبو سليمان أبو سليمان المرعشي: حكى عن علي رضي الله عنه، روى عنه الجعد بن عثمان، ومرعش من أعمال حلب. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي الطشتي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا شهاب بن عباد قال: حدثنا جعفر بن سليمان (103- و) عن الجعد بن عثمان عن أبي سليمان المرعشي قال: لما سار علي إلى أهل النهر، سرت معه، فلما نزلنا بحضرتهم أخذني غم لقتالهم لا يعلمه إلّا الله تعالى، قال: حتى سقطت الماء مما أخذني من الغم، قال: فخرجت من الماء وقد شرح الله صدري لقتالهم، قال: فقال علي لأصحابه: لا تبدؤوهم. قال فبدأ الخوارج فرموا، فقيل: يا أمير المؤمنين قد رموا، قال: فأذن لهم بالقتال، قال فحملت الخوارج على الناس حملة حتى بلغوا منهم شدة، ثم حملوا عليهم الثانية فبلغوا من الناس أشد من الأولى، ثم حملوا الثالثة حتى ظن الناس أنها الهزيمة، قال: فقال علي: والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة لا يقتلون منكم عشرة، ولا يبقى منهم عشرة.

أبو سليمان الانطاكي:

قال: فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم، فقتلوا، قال: فقال علي: ان فيهم رجلا مخدج اليد أو مثدون أو مودن اليد «1» ، قال: فأتي به قال: فقال علي من رأى منكم هذا؟ فأسكت القوم، ثم قال علي: من رأى منكم؟ فأسكت القوم، ثم قال عليّ: من رأى منكم هذا؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين رأيته جاء كذا وكذا قال: كذبت ما رأيته، ولكن هذا أمير خارجة خرجت من الجن. قال أبو بكر الخطيب أبو سليمان المرعشي، سمع علي بن أبي طالب وحضر معه قتال الخوارج بالنهروان، روى عنه الجعد بن عثمان اليشكري «2» . (103- ظ) . أبو سليمان الانطاكي: روى عن هشام أبي المقدام، حدث عنه أبو سلمة. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان- قراءة عليه بحلب- قال: أخبرنا الشريف النقيب أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي القاضي ببغداد قال: أخبرنا الشيخ الثقة العدل أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن المكي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن ابراهيم بن أحمد الفقعسي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن الفضل الديبلي المكي قال: حدثنا أحمد بن الحسين الموصلي قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثنا أبو سليمان الأنطاكي عن هشام أبي المقداد عن محمد بن كعب القرظي بمثلة ونحوه. يعنى ما حكاه محمد بن كعب القرظي من دخوله على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، ونظره إليه، وقد تغيرت حاله وسؤاله إيّاه عن ذلك، وما اجابه به عمر، وقد تقدم ذلك في ترجمة محمد بن كعب، وترجمة عمر بن عبد العزيز. أبو سليمان الداراني: واسمه عبد الرحمن بن أحمد بن عطية كان قد مر بجبل اللكام وقد قدمنا ذكره ومروره باللكام.

أبو سليمان البرساني:

أبو سليمان البرساني: الزاهد من الشيوخ المعروفين بالزهادة، كان بالتينات عند أبي الخير التيناتي، وحكى عنه أبو القاسم بكير بن محمد، ويغلب على ظني أنه التل سابي الآتي ذكره، وقد تصحف. (104- و) . أبو سليمان التل سابي: منسوب الى قرية من قرى حلب على مقربة منها، يقال لها تل ساب، كان زاهدا عابدا من شيوخ الثغر وعبادهم وسياحهم، كان عند أبي الخير التيناتي مع جماعة من شيوخ الثغر. روى عنه أبو القاسم بكير بن محمد اجتماعه يأبى الخير التيناتي، وقد قدمنا ذكر الحكاية في ترجمة أبي الخير. أبو سليمان المغربي: الزاهد، نزل طرسوس والمصيصة، وكان مشهورا بالكرامات، معروفا بالعبادة، روى عنه أبو عبد الله بن الجلّاء، وأحمد بن عبد السلام، وأحمد بن محمد، وأبو علي البردعي. أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله- في كتابه الينا من حران- قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي الآزجي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثني محمد بن داود قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول: سمعت أبا سليمان المغربي يقول: كنت أحمل الحطب من الجبل، وأتقوت منه، وكان طريقي فيه التوقي والتحري، قال فرأيت جماعة من البصريين في اليوم منهم: الحسن ومالك بن دينار، وفرقد السبخي، فسألتهم عن علم حالي، فقلت: أنتم أئمة المسلمين دلونى على (104- ط) الحلال الذي ليس لله عز وجل فيه تبعه، ولا للخلق فيه منّة، فأخذوا بيدي فأخرجوني من طرسوس الى مراج فيه خبازي «1» ، فقالوا لي: هذا الحلال الذي

ليس لله عز وجل فيه تبعة، ولا لمخلوق فيه منّه. قال: فمكثت آكل منه نصف سنة ثلاثة أشهر في دار السبيل، وثلاثة أشهر في غيره، آكله نيّا ومطبوخا، فصار لي حديث، فقلت: هذه فتنة، فخرجت من دار السبيل فكنت آكله ثلاثة أشهر أخر، وأو جدني الله عزّ وجل قلبا طيبا، حتى قلت: إن كان أهل الجنة بهذا القلب الذي لي فهم والله في شيء طيب، وما كنت آنس بكلام الناس. فخرجت يوما من باب قلمية الي صهريج يعرف بالدنف، فجلست عنده فاذا أنا بفتى قد أقبل من ناحية لامش يريد طرسوس، وقد بقي معي قطيعات من ثمن الحطب الذي كنت أجيء به من الجبل، فقلت أنا قد قنعت بهذا الخبازي أعطي هذه القطع هذا الفقير إذا دخل طرسوس اشترى بها شيئا وأكله، فلما دنا مني أدخلت يدي الى جيبي حتى أخرج الخرقة، فاذا أنا بالفقير قد حرك شفتيه، واذا كل ما حولي من الأرض ذهب يتقد حتى كاد يخطف بصري، ولبسني منه هيبة فجاز ولم أسلم عليه من هيبته. قال أبو بكر- يعني- محمد بن داود الدقي: وزادني أبو الفرج بن أبان في هذه (105- و) الحكاية قال: فقلت له فرأيته بعد ذلك؟ فقال: نعم خرجت يوما خارج طرسوس فاذا أنا بالفتى جالس تحت برج من الأبرجة، وبين يديه ركوة فيها ماء، فسلمت عليه ثم استدعيت منه موعظة، فمد رجله فقلب الماء، ثم قال لي: كثرة الكلام تنشف الحسنات كما نشفت الأرض هذا الماء، قم يكفيك. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الحموي- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهاني قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن السلمي عن أبي علي الحسن ابن علي الأهوازي قال: حدثنا أبو محمد عيدان بن عمر بن الحسن المنبجي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الدقي فذكر الحكاية. كتب إلينا الحافظ عبد القادر قال: أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا علي بن عبد الله

ابن جهضم قال: حدثنا أحمد بن عبد السلام قال: حدثني أبو سليمان المغربي قال: كنت مارا في البادية، فبقيت أياما لم أجد شيئا آكله، وقربت من بعض المنازل، فوقع في سري لو كان معي درهم لاشتريت به في المنزل شيئا، فنظرت فإذا حوالي دراهم ودنانير، فمددت يدي فأخذت منها درهما، فخوطبت في سري: لو لم يكن معك هذا (105- ظ) ما كنا نطعمك شيئا؟ فرميت به وقلت: ذنب أتيته لا أعود إليه. وقال: حدثنا محمد بن داود الدقي قال: حدثني أبو علي البردعي قال: قال أبو سليمان المغربي: ركبت حمارة لي أمرّ من المصيصة الى عين زربة، وفي الطريق ذباب أزرق، فكانت الحمارة تحيد عن الطريق تطلب الدغل حتى لا يصيب بطنها الذباب، وكنت أضرب رأسها وأردها الى الطريق، فعلت هذا بها ثلاث مرات، فقالت لي الحمارة في الثالثة: أوجع في رأس نفسك توجع. وقال ابن جهضم: حدثني أحمد بن محمد قال: سمعت أبا سليمان المغربي يقول، وقد سئل عن قوله في كلام الحمارة له، فقال: كان عندي حمار فحملته ذات يوم حملا ثقيلا وضربته مرة أو مرتين، ففي الثالثة حرك رأسه إلي فقال: كم تضربني وأنت أحق بالضرب مني، قد حملتني ما أنسيت ذكر الله عز وجل به. (106- و)

أبو سماك الاسدي

أبو سماك الاسدي بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي شهد صفين مع علي رضي الله عنه. أنبأنا أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن نينجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر- يعني- بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي يرفعه الى عمار، أن عمارا يومئذ كان عليه درع بيضاء، وهو يقول: أيها الناس الرواح الى الجنة، فخرج الناس الى القتال وزحف بعضهم الى بعض، فاقتتلوا قتالا شديدا، وكثرت القتلى حتى أن الرجل ليشد طنب فسطاطه بيد رجل أو برجله. قال: وزاد عمر بن سعد في حديثه: وجعل رجل من بني أسد يكنى أبا سماك يأخذ أداوة من ماء وشفرة، ويطوف في القتلى فإذا رأى رجلا جريحا ويرى «1» من أقعده، فيقول: من أمير المؤمنين؟ فإن: قال عليّا غسل عنه الدم وأقعده وسقاه، وإن سكت وجأه فكان يسمى المخضخض «2» . أبو السمراء الغساني واسمه العلاء بن عاصم، قدمنا ذكره. (107- و)

ذكر من كنيته أبو سهل

ذكر من كنيته أبو سهل أبو سهل المصيصي روى عن أيوب بن سويد، روى عنه أحمد بن علي الخزار. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة- إذنا- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن زكريا الطريثيثي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان قال: أخبرنا أبو محمد اسماعيل بن علي بن اسماعيل بن يحيى قال: حدثنا أحمد بن علي الخزاز قال: حدثنا أبو سهل المصيصي، قدم علينا هاهنا، قال: حدثنا أيوب بن سويد قال: حدثنا يونس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، نهى أن يبال على قارعة الطريق «1» . أبو سهل بن سليمان المعري القاضي، شاعر من أهل المعرة، من بني سليمان، واسمه عبد الرحمن بن مسدرك. قرأت بخط الوزير نظام الدين محمد بن الحسين الطغرائي، في مجموع له: للقاضي أبي سهل بن سليمان المعري: إن كان هجرك عن خوف الرقيب فصل ... بالذكر منك فكم ساع بلا قدم وابعث الى الطرف طيفا إن بعثت كرى ... فإنه مذ حجبتم عنه لم ينم وما رأى حسنا من بعد فرقتكم ... كأنه مذ رأى يوم الفراق عمي (107- ظ) ولو ملكت اختياري في زيارتكم ... مشيت شوقا إليكم مشية القلم

حرف الشين في الكنى

حرف الشين في الكنى أبو شجاع الحميري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن محمد الصابوني عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن نينجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سمعت الشعبي يذكر عن صعصعة بن صوحان، وذكر شيئا من حديث صفين، قال: فنادى أبو شجاع الحميري يومئذ، وكان من ذوي البصائر، مع علي بن أبي طالب، فقال: يا معشر حمير من أهل الشام أترون أن معاوية خير من علي، أضل الله سعيكم، ثم أنت ياذا الكلاع فو الله إن كنا نرى أن لك نية في الدين والخير! فقال له ذو الكلاع: هيهات أبا شجاع والله إني أعلم ما معاوية بأفضل من علي، لكنني أقاتل على دم عثمان، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتلوا ذا الكلاع الحميري. أبو شملة بن المرة: الحلبي، حكى عنه أبو عبد الله محمد بن يوسف (108- و) بن المنيرة الكفر طابي حكاية، ذكرته لأجلها، وهؤلاء بنو المرة كان لهم اتصال بابن الأيسر بحلب، ونسبوا الى ابن الايسر، والمنسوبون الى بني الايسر في زماننا هم بنو المرة، وينتسبون الى بني الايسر بالام، ولا يعرفون الا ببني الايسر، لان بني الايسر أعلى نسبا، وكانوا أكثر وجاهة وانتقلوا الى مصر، وبقي بنو المرة بحلب. نقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ قال:

أبو شمر بن أبرهة:

وحدثني الأستاذ أبو عبد الله بن يوسف بن المنيرة، وهو أستاذي، قال: حدثني أبو شملة بن المرة الحلبي، وكان قد سكن كفر طاب، قال أصبحت يوما في ثلج وبرد يزيد عن الحد، فقلت لهم في داري: اعملوا لنا كبولا، وهي العصيدة، وأسرعوا بها من أجل الصبيان، فعملوها، وبالغوا في جودتها، فهم يريدون غرفها وانسان يدق الباب، قلت: من؟ قال: رسول الأمير أبي سالم ناجية يستدعيك الى المعرة بأمر وصله فيك من محمود «1» لتدخل إليه. قال: قلت: أدخل فنحن في غداء تتغدى ونسير، قال: لا والله ما أقدر أتركك ولا آكل أنا، ودخل فما برح الى أن لبست عدتي وخرجت والماء علي يكاد ينفذ اللبّاد، فمضينا وعجوز لنا تقول: أسأل الله الراحة المعجّلة، فقد والله سئمنا، فمضينا (108- ظ) الى باب المدينة، وإذا فارس آخر يخبرنا بموت محمود، ويأمره بردي، فرجعت الى داري فوجدت فيها كالجنازة فدققت الباب ففتحوا، ودخلت فأجد الطعام على جهته ما انتقص حرّه، فأكلت أنا والرسول الثاني، وعجبت من حرمان الأول وحرماني، ورزق الثاني ورزقي وإجابة دعوة عجوزنا. أبو شمر بن أبرهة: ابن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مزيد بن ينكف بن ينوف بن شرحبيل- شيبة الحمد- بن معدي كرب، ويقال ابن شرحبيل بن لهيعة بن عبد الله وهو مصبّح بن عمرو بن ذي أصبح، واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطن بن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ الأصبحي، أخو كريب بن أبرهة. قيل إن له صحبة، وأنه

أبو الشياب

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مصري، وقيل إنه قتل مع معاوية بصفين. (109- و) أبو الشياب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه محلم بن سوار، نزل حماة، وقيل فيه: الشياب أبو السكينة محلم، والشياب لقب له روى عنه بلال ابن سعد، وقد ذكرناه.

ذكر من كنيته أبو شيبة

ذكر من كنيته أبو شيبة أبو شيبة الخدري: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث واحد، روى عنه والد مشرّس، وغزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية، واجتاز بحلب، وتوفي بالقسطنطينية، وهو غاز. (109- ظ) أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام الفقيه- إذنا- قال: أخبرنا أبو العلاء الحسن بن أحمد- في كتابه- قال: أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي قال: أخبرنا أبو بكر الصفار قال: أخبرنا أحمد بن منجويه قال: أخبرنا أبو أحمد الحاكم قال: فيمن لا يقف عن اسمه أبو شيبة الخدري سمع النبي صلى الله عليه وسلم، مات بأرض الروم (110- و) . أبو شيبة: كان حاضنا لعمر بن عبد العزيز، وكان معه بدير سمعان من أرض قنسرين، وحكى عن عمر، روى عنه ابن أخته أبو الأصبغ الأشعري. أنبأنا..... قال: أ..... «1» أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد النجار قال: حدثنا نصر بن ابراهيم بن نصر الزاهد قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد- فيما كتب إلي- قال: أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن بن علي اللخمي البراحي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يونس قال: أخبرنا بقي بن مخلد قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال: حدثني أسود بن سالم قال: حدثنا سعد بن عمارة عن أبي الاصبغ الاشعري عن خاله أبي شيبة- وكان حاضنا لعمر بن عبد

أبو شيبة القاص:

العزيز- قال: إني معه جالس بدير سمعان في مجلس يرى منه الطريق، فتبين لي الغضب في وجهه، فأمسكت عن حديثه حتى صعد إلينا كاتبه الليث بن أبي رقبة فقال: يا ليث يحضر معك رجل من المسلمين وأنت ترفع دابتك لا تقف عليه تسأله عن حاجته؟ قال: ما فعلته في عسكرك إلا مرة، وما عجلت إلا إليك مخافة أن تسألني عن شيء من أمر المسلمين، قال: لئن عدت لم تصحبني. أبو شيبة القاص: غزا بلاد الروم، واجتاز في غزاته بحلب، أو ببعض عملها، وكان مع مكحول وعبد الله بن زيد، روى عنه علي (110- ظ) بن أبي حملة، وقد ذكرنا عنه حكاية في ترجمة مكحول. أبو شيخ بن عمرو الجهني: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وأخذ راية نهد بعد عبد الله بن عمر بن كبشة، وأظنه قتل يومئذ، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة صخر بن سمي.

حرف الصاد في الكنى

حرف الصاد في الكنى ذكر من كنيته أبو صالح أبو صالح الأنطاكي: حكى عن أبي اسحاق الفزاري روى عنه أحمد بن يحيى البلاذري فإني قرأت في كتاب البلدان للبلاذري: حدثني أبو صالح الانطاكي قال: كان أبو اسحاق الفزاري يكره شراء أرض بالثغر، ويقول: غلب عليه قوم في بدء الامر وأجلوا الروم عنه، فلم يقتسموه، وصار الى غيرهم، وقد دخلت في هذا الأمر شبهة، العاقل حقيق بتركها «1» . أبو صالح المتعبد الدمشقي: واسمه مفلح بن عبد الله، صحب أبا بكر بن سيد حمدويه وتخرج به، وحكى عنه. روى عنه أبو بكر الدقي، وأبو الحسن علي القجّة، قيم مسجد أبي صالح الدمشقي خارج الباب الشرقي، والمؤيد بن ابراهيم بن اسحاق بن البري، وكان يدخل الى جبل اللكام، يطلب الزهاد به، وقد ذكرناه في حرف الميم فيما تقدم. (111- و) أبو صالح بن نانا: الملقب بالسديد، كاتب الأمير أبي المعالي شريف بن سيف الدولة بحلب، وكان يتولى أمر مملكته بعد موت أبيه ويحل منه محل الوزارة، ووجدت قراءته بخطه على أبي عبد الله الحسين بن خالويه في كتاب الجمهرة لأبي بكر بن دريد،

أبو صالح بن المهذب المعري:

ثم إنه انفصل عن أبي المعالي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة في شهر رمضان بأولاده وأسبابه وتوجه الى بغداد، واسمه يونس بن عبد الله بن نانا، وقد ذكرناه. أبو صالح بن المهذب المعري: وهذا غير أبي صالح محمد بن علي بن المهذب الذي كان في عصر أبي العلاء ابن سليمان، فإن هذا متأخر العصر بعد الخمسمائة. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي الفنكي بدمشق، قال: أنشدنا مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ لنفسه، وذكرنا أنه قالها على لسان الشيخ أبي صالح بن المهذب رحمه الله، وكانت فيه حدة مع فضل وعلم وتقى، وكان نزل بشيزر فريق من العرب معهم جارية اسمها شوق مستحسنة، وكتب الابيات ورمى بها نسخا بشيزر، فوقع منها بيد الشيخ أبي صالح رحمه الله، فقامت قيامته، ولم يدر أحد من عمل الابيات، فقال له الشيخ العالم أبو عبد الله بن يوسف المعروف بابن المنيّرة، رحمه الله، وهو مؤدبه: هذه (111- ظ) الابيات التي قد رميت ما يحسن يقولها إلا أنا أو القاضي أبو مرشد بن سليمان، أو أنت، وأنا وأبو مرشد ما قلناها، وما قالها غيرك وهي: قولا لريم في حلة العرب إليك ... أشكو ما يصنع اسمك بي بما استجازت عيناك سفك دمي ... وأخذ قلبي في جملة السلب لولاك والدهر كله عجب ... ما خفرت فيّ ذمة العرب جارك أولى برعي ذمته ... ان أنت راعيت حرمة الصّقب «1» هذا هوى كنت في بلهنية ... عنه فيا للرجال للعجب أيسترق الكريم ذا النسب ال ... واضح عند مستعجم النسب ويحمل الثار من به خور ... عن احتمال الحجال والقلب

أبو صرمة:

نشدتك الله في احتمال دمي ... فمعشري ما يفوتهم طلبي ما فات قومي آل المهذب من ... قبلي ثأر في سالف الحقب فلا تريقي دما لذي أدب ... يسطو بأقلامه على القضب أبو صرمة: غزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية، وروى عن أبي أيوب الانصاري حسين حضرته الوفاة (112- و) .

ذكر من كنيته أبو الصقر

ذكر من كنيته أبو الصقر أبو الصقر القبيصي: واسمه عبد العزيز وقد سبق ذكره. أبو الصقر الزهري: كان متصلا بسيف الدولة أبي الحسن بن حمدان بحلب، وروى عنه أبو الحسن الشمشاطي في كتاب الديارات في ذكر دير قنسري، قال: هو على شاطىء الفرات من الجانب الشرقي، من ديار مضر، مقابل جرباس وجرباس شامه «1» ، وبين هذا الدير وبين منبج اثنا عشر ميلا. قال: وحدثني أبو الصقر الزهري قال: دخلته ونقلت منه خشب صنوبر الى حلب الى الجوسق «2» الذي بناه سيف الدولة، وكان وجهني لحمل ذلك قال وقرأت في صدر الدير مكتوبا بخط حسن: أيا دير قنسرى كفى بك نزهة ... لمن كان في الدنيا يلذ ويطرب هواء كدمع الصب إذ بان إلفه ... وماء كريق الحب بل هو أعذب فلا زلت معمورا ولا زلت آهلا ... ولا زلت مخضرا تزار وتعجب قال: فعرفني جماعة من أهل منبج أنه من أهل منبج وأدبائهم، وكان كثيرا ما يمضي الى هذا الدير ويقصف فيه.

حرف الطاء فى الكنى

[حرف الطاء فى الكنى] ذكر من كنيته أبو طالب (113- و) أبو طالب الجعفري: كان صاحب أخبار، وله شعر وكان في صحبة المتوكل بحلب حين غزا سنة ثلاث وأربعين، وتوجه الى دمشق، حكى عنه أبو نصر الأوسي، وأبو الفضل أحمد ابن أبي طاهر صاحب تاريخ بغداد «1» أبو طالب البغدادي: أحد العلماء الفضلاء الأدباء الحافظ، واسمه أحمد بن نصر بن طالب، كان بحلب ويحضر مجلس سيف الدولة بن حمدان مع جماعة من العلماء. قرأت في سيرة سيف الدولة تأليف أبي الحسن بن الحسين الديلمي الزراد قال: وكان لسيف الدولة مجلس يحضره العلماء كل (113- ظ) ليلة فيتكلمون بحضرته، وكان يحضر أبو ابراهيم الشريف، وابن ماثل القاضي، وأبو طالب البغدادي، وقد قدمنا ذكره في الأحمدين. أبو طالب الانطاكي: شاعر من العصريين، واسمه الحسين بن علي، وقد ذكرناه في حرف الحاء، وأورد له أبو الحسن الشمشاطي في كتاب الانوار أشعارا كثيرة «2» أبو طالب الواعظ: وصل الى حلب رسولا من الخليفة المسترشد في سنة ست عشرة وخمسمائة، واجتمع ببني منقذ بشيزر، وذكره أبو الحسن علي بن مرشد بن علي في تاريخه،

قال، ونقلته من خطه: سنة ست عشرة وخمسمائة، وفيها وصل الواحد أبو طالب من الخليفة فانتسجت بيني وبينه مودة، فكتب إلي أبياتا وأنا داخل من الركوب. ياليل ما جئتكم زائرا ... إلّا رأيت الأرض تطوى لي ولا ثنيت العزم عن داركم ... إلّا تعثرت بأذيالي فلم أعلم ما معناها في وصولها وأنا مع أبي دخول من الصيد، فأريته الرقعة، وقلت: ما معنى هذا؟ فقال: والله لا أعلم، وأريتها لعمي عز الدين في الحال، فقال: ما أعلم، فأمرني أن أخلع عدتي وأرجع سريعا فخطر لي أنه يختبرني ليعلم بديهتي فكتبت في ظهرها: (114- و) . كم لي الى دارك من صبوة ... أعدت فأبكت لي عذّالي وحرّ نار في الحشى محرق ... لبعدكم يقضى بتر حالي إن كنت أضمرت سلوا ولا ... بلغت من وصلك آمالي وعشت من بعدك وهو الذي ... أخشى لأن الموت انتهى لي ورجعت الى مجلس عمي، فقعدت فيه ساعة، وحضر الرجل، فقلت: يا سيدنا جمال الأدب والعلماء ما علمت ما معني البيتين وأريتهما لموليي: عمي وأبي، فما علما، فقالا: والله كذلك كان، قلت: بل وقع لي أنك أردت تختبرني، فعملت في ساعتي هذه الأبيات وأنشدتها، فقال لي من حضر: والله لولا أنها مكتوبة في ظهر الرقعة لظنناها من حفظك، وكان والله أديبا مليحا، وهو كان لازما لبني الشهرزوري والأبيات لابن الشهرزوري، وأنشدني له أيضا وقد مرّ بقبر أخيه: مررت على قبر تداعت رسومه ... ومنزله بين الجوانح آهل فريد وفي الأخوان والأهل كثرة ... بعيد ومن دون اللقاء الجنادل فحرك مني ساكنا وهو ساكن ... وثقف مني مائلا وهو مائل

أبو طالب الشريف:

وقلت له إن كنت أخليت منزلا ... فقد ملئت بالحزن منك المنازل عليك سلام الله ماذر شارق ... وما حنّ مشتاق وما ناح ثاكل (114- ظ) . أبو طالب الشريف: النقيب، هو أحمد بن محمد بن جعفر الاسحاقي، نقيب العلويين بحلب، وكان مشهورا بكنيته، وقد تقدّم ذكره في الأحمدين.

ذكر من كنيته أبو طاهر

ذكر من كنيته أبو طاهر أبو طاهر بن المحسن: المعروف بابن الجدي الكاتب الحلبي، واسمه محمد، كان أحد الكتاب المجيدين بحلب، ومن أهل الفضل والرتب، وإيّاه عنى أبو محمد عبد الله بن محمد الخفاجي في قصيدته التائية التي كتبها من القسطنطينية يداعبه، وكان ممن أشار على صاحب حلب بإرساله إلى القسطنطينية: دع ذا وقل لي أنت يا بن محسّن ... وجفاء مثلك من تمام الحرفة ما كان حقك أن تملّ وإنما ... تاريخ وصلك من حصار القلعة كانت وزارتك التي دبرتني ... فيها كمثل الخدمة التاجية صاح الغراب بها ففرق بيننا ... قدر رمت فيه الخطوب فأصمت قرأت بخط أبي البيان نبا بن محفوظ الأديب الدمشقي، فيما نقله من شعر أبي محمد الخفاجي، من نسخة منقولة من خط عبد الودود بن عيسى النحوي، وعلى المنقول منها خط عبد الودود بالتصحيح قال: قيل هذا أبو طاهر بن المحسن، وهو أحد الكتاب وأهل اللسن. أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم قال: أخبرني أبي هاشم قال: أخبرني أبي أحمد عن أخيه أبي نصر سعيد بن عبد الواحد بن هاشم أن أبا محمد الخفاجي (15- و) كتب إليه يعرض بروشن «1» عمله أبو طاهر بن المحسّن بن الجدي: بحياة زينب يا بن عبد الواحد ... وبحق كل نبيّة في ياقد ما صار عندك روشن ابن محسّن ... فيما يقول الناس أعدل شاهد نسخ التعاقل منه خلط عمارة ... وافاه في هذا الزمان البارد

أبو طاهر بن أبي عبد الله المديني:

يا قد قرية بحلب، وكان لأبي نصر بها ملك وله بها فلاح له بنت كان يزعم ذلك الفلاح أنها نبية. أبو طاهر بن أبي عبد الله المديني: سمع بعين زربة إبراهيم بن سعيد الجوهري، وروى عنه، وعن بديل بن محمد ابن أسد، روى عنه أحمد بن الحسن بن اسحاق الرازي. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو محمد فارس ابن أبي القاسم بن فارس قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى محمد ابن الحسين بن الفراء قال: ذكره أبو نصر السجزي الحافظ رحمه الله فقال: إن أبا العباس أحمد بن علي بن الحسن المقرئ كتب إليّ، وأدى إليّ إجازته القاضي أبو الحسن بن الصخر الأزدي قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن اسحاق الرازي قال: حدثنا أبو طاهر بن أبي عبد الله المديني قال: حدثني بديل بن محمد بن أسد قال: دخلت أنا وابراهيم بن سعيد الجوهري على أحمد بن حنبل رضي الله عنه في اليوم الذي مات فيه، أو مات في تلك الليلة التي تستقبل ذلك اليوم، قال: فجعل أحمد رضي الله عنه يقول لنا: عليكم بالسنة، عليكم بالأثر، عليكم بالحديث، ثم قال له ابراهيم بن سعيد: يا أبا عبد الله إن الكرابيسي وابن البلخي قد تكلما، فقال أحمد رحمه الله: فيم تكلما؟ قال: في اللفظ فقال أحمد: اللفظ بالقرآن غير مخلوق، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي كافر. قال أبو طاهر: ثم لقيت ابراهيم بن سعيد ببغداد- وما دخلت عليه إلّا بعد كد- في داره وسألته فقلت: أخبرني بديل بن محمد أنك سألت أحمد بن حنبل عن اللفظ بالقرآن فأخبرني ابراهيم أنه سأل أحمد رحمه الله فقال: اللفظ بالقرآن غير مخلوق، ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، ثم دخلت عليه بعد ذلك بعين زربة، فسألته عن هذه اللفظه، فأخبرني بها كما أخبرني أول مرة. أبو الطفيل: واسمه عامر بن واثلة، شهد صفين مع معاوية وقد تقدم ذكره.

أبو الطيب بن جهور القاضي:

أبو الطيب بن جهور القاضي: قاضي طرطوس، وكان سلفه قضاة طرسوس وهم بيت مشهور بها. روى عنه أبو عمرو الطرسوسي، وأبو عيسى بن الطبيب عامل خراج الثغور. نقلت من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي القاضي في كتاب سير الثغور، وذكر سكة تعرف بابن دينار بطرسوس قال: فيها دور بني جهور القضاة، وآخر من مات منهم القاضي أبو الطيب بن جهور، وعنه كتبنا كتاب الفرائض، تصنيف أحمد بن فهد بن خالد بن مقرن توفي عن خمسمائة ألف درهم سوى دوره وضياعه، وخلف ولدين وابنة، فأما الولد الذكر فإنه أنفق جميع ما خصّه من ميراثه عن أبيه في مدة ثمانية أشهر (115- ظ) كما ينفقه الشباب في بطالتهم، وتوفي ودفن إلى جانب أبيه.

حرف الظاء في الكنى

حرف الظاء في الكنى أبو ظبيان: غزا بلاد الروم، وحكى عن أبي أيوب الأنصاري، وحدث عنه وكان معه في الغزاة، واجتاز بحلب، أو بعض عملها، روى عنه الأعمش. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا أبو سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن خلّاد قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا معاوية- يعني- بن عمرو قال: حدثنا أبو اسحاق عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزونا مع أبي أيوب أرض الروم فمرض فلما نقل قال: أحملوني فاذا صافّيتم العدو فادفنوني تحت أرجلكم، فإني محدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أني على حالي هذه ما حدثتكموه سمعته يقول: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة «1» . وقد رويت هذه الحكاية عن أبي ظبيان عن أشياخ لم يسمهم عن أبي أيوب. أنبأنا بذلك يوسف بن خليل قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد قال: أخبرنا محمود الصّيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال: حدثنا الحسين بن اسحاق التستري قال: حدثنا عثمان بن أبي (116- و) شيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخ لهم قال: كنا مع أبي أيوب في أرض الروم فمرض فأوصانا احملوني حتى إذا صافتم «2» العدو فإدفنوني تحت أقدامكم، ثم قال: إني محدثكم حديثا لولا أني على حالي هذه

حرف العين في الكنى

ما حدثتكموه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. حرف العين في الكنى أبو عادية الجهني: شهد صفين مع معاوية وحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عنه كلثوم ابن جبر، وقيل إنه هو الذي طعن عمار بن ياسر يوم صفين فألقاه عن فرسه. وقيل فيه أبو غادية- بالغين المعجمة- وقيل اسمه يسار بن سبع، وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرناه في حرف الياء. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا ناصر بن محمد قال: أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان وابراهيم ابن منصور سبط بحروية قالا: أخبرنا ابن المقرئ قال: حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: حدثنا عمرو بن مالك النصري قال: حدثنا يوسف بن عطية السعدي قال: حدثنا كلثوم بن جبر قال: سمعت أبا عادية الجهني يقول: حملت على عمار بن ياسر يوم صفين، فدفعته فألقيته عن فرسه وسبقني إليه رجل من أهل الشام، فاحتز رأسه فاختصمنا إلى معاوية في الرأس، ووضعناه بين يديه كلانا يدعي قتله، وكلانا (116- ظ) يطلب الجائزة على رأسه، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: تقتله الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار، فتركته من يدي فقلت: لم أقتله، وتركه صاحبي من يده فقال: لم أقتله، فلما رأى ذلك معاوية أقبل على عبد الله بن عمرو فقال: ما يدعوك الى هذا؟ قال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولا، فأحببت أن أقوله.

أبو عامر الراهب:

أبو عامر الراهب: توجه إلى هرقل إلى انطاكية فمات بها. أخبرنا أبو الحجاج بن خليل- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو الفتح ناصر ابن محمد بن أبي الفتح القطان قال: أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي قال: أخبرنا أبو منصور الخطيب قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان قال: وفيها- يعني في السنة العاشرة من الهجرة- مات أبو عامر الراهب بأرض الروم عند هرقل «1» .

ذكر من كنيته أبو العباس

ذكر من كنيته أبو العباس أبو العباس بن جعفر المتوكل: ابن محمد المعتصم بن هرون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي المعروف بأبي العباس الكبش، قدم حلب مع أبيه المتوكل سنة أربع (117- و) وأربعين ومائتين. ذكر قدومه مع أبيه إلى دمشق الحافظ أبو القاسم في سنة ثلاث وأربعين، فيما ذكر أنه قرأة بخط عبد الله بن محمد الخطابي، والصحيح ما ذكرناه «1» . وكان المعتمد بن المتوكل قد خاف أن يبايع لأبي العباس الكبش بالخلافة فحدّره وأخاه أبا محمد ابني المتوكل إلى بغداد فحبسا يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخر سنة إحدى وسبعين ومائتين، ثم رضي عنهما وخلع عليهما في صفر سنة اثنتين وسبعين وأذن لهما في الشخوص إلى سر من رأى. ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الوراق قال: وفي صفر سنة أربع وسبعين ومائتين مات أبو العباس الكبش بسر من رأى. أبو العباس بن القاضي: أبي الحسن علي بن يزيد الحلبي، روى عن أبيه وغيره. أخبرنا عبد الوهاب بن رواج بمنظرة سيف الإسلام بين مصر والقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني، ح.

أبو العباس بن فارس:

قال ابن رواج: وأخبرتنا أم أحمد بنت ابنه أبي طاهر اسماعيل بن مكي بن عوف قالت: أنبأنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمر قندي، ح. وأنبأنا عمر بن طبرزد عن ابن السمر قندي قالا: كتب إلينا أبو اسحاق الحبال سنة ثمانين وثلاثمائة. أبو العباس (117- ظ) بن القاضي أبي الحسن بن يزيد الحلبي يوم الأحد، وأخرج يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الآخرى، حدّث. أبو العباس بن فارس: الأديب المنبجي، هو أحمد بن فارس، روى عن أبي الغوث بن البحتري، روى عنه أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، وجمع أخبار أبي عبادة البحتري، وقد قدمنا ذكره في الأحمدين. أبو العباس التنوخي المنبجي: وأظنه الأول، كان له مجلس للأدب يقرأ عليه، ووقع إليّ أمالي ابن خالويه فقرأت على ظهرها: أنشدنا أبو العباس التنوخي المنتجي لابن حميد المنبجي: فشبّهت ما ينثجّ «1» من فتقاته ... على دير قزمان أكف بني عوف أبو العباس البغدادي: صحب بشر بن الحارث العابد، وحكى عنه، وكان رجلا صالحا روى بحلب عن بشر، روى عنه علي بن خليد، والعباس بن يوسف الشكلي، وأبو محرز، وقد ذكرنا روايته بحلب عن بشر في ترجمة علي بن خليد. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي- فيما أذن لي في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال: أخبرنا علي بن أحمد بن ابراهيم البزاز بالبصرة قال: حدثنا (118- و) الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني أبو محرز قال: كنت مع أبي العباس البغدادي بمكة فنظر إلى نواة مطروحة

أبو العباس بن الموصول:

فأخذها، فلما دخلنا المسجد إذا سائل يسأل، قال: فناوله النواة وقال: هذا جهد المقل. وقال أبو بكر الخطيب: أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال: حدّثنا العباس بن يوسف الشكلي قال: رأيت أبا العباس البغدادي جالسا على صخرة بساحل الاسكندرية والأمواج تضرب الصخرة ويده على خده ينظر إلى الأمواج، فوقفت أنظر إليه، فأقبل عليّ بوجهه وأنشأ يقول: أنست بالوحدة من بعدما ... كنت من الوحدة مستوحشا فصرت بالوحدة مستأنسا ... وصارت الوحشة لي مجلسا «1» أبو العباس بن الموصول: الحلبي الأسدي، وهو جد بني الموصول الحلبيين، وهم بيت من كبار بيوت الحلبيين، فيهم الوزراء والفضلاء، وهذا أبو العباس روى عنه أبو الفرج الببغاء حكاية جرت له بحلب، ذكرها القاضي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي (118- ظ) «2» أبو العباس البدوي العابد: جال في أقطار الشام، وكان ببعلبك والرقة، ففيما بينهما اجتاز بحلب، أو ببعض عملها. روى عنه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله

أبو العباس الأديب الأنطاكي:

محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ يقول: سمعت أبا عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي يقول: سمعت أبا العباس بدوي ببعلبك، وقد سأله أبو بكر بن وصيف فقال له: يا أستاذ حدثنا بأحسن شيء رأيت، فقال له: احذر شطح النفوس ودعاويها، فإني خرجت من صيدا أريد بيروت، فلما حصلت بأقطار بيروت قالت لي نفسي: الساعة يخرج العدو ويأخذك، فقلت: علام الملك يأخذه العدو، فجعلت أخطر وأقول: علام الملك يأخذه العدو، وإذا قد أحاط بي الأعلاج فأخذوني وطرحوني في شيني، ومضوا إلى قبرس، فلما نزلنا إلى البرية استأذنتهم في الصلاة فأذنوا لي، فأديت ما فاتني من الفرائض ثم تنفلت بما فتح الله تعالى لي، ثم سألت الله تبارك وتعالى أن لا يؤاخذني بشطح نفسي في دعاويها (119- ظ) وأن يسامحني، ثم غلبني النوم فنمت، ثم انتبهت في المكان الذي أخذت منه. فقال له أبو بكر بن وصيف: حدثنا بشيء آخر مما رأيت، فقال له: عليك بالسكون إلى الله تعالى، والتوكل عليه، فإني خرجب من الرقة أريد الشرق فحصلت في مكان معروف بكثرة السباع، فقالت لي نفسي: الساعة يخرج السبع يأكلك، فقلت: ويلك ثقي بالله واسكني إليه، فبينما أنا أراجعها إذا أنا بشيء قد وقع بيديه على كتفي، فالتفت لأنظر ما هو، فمع لفتتي قبّل خدي اليمين وذهب هاربا في الغابة، فنظرت إليه فإذا هو السبع. أبو العباس الأديب الأنطاكي: روى عن حنش بن محمد، روى عنه أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني. قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي، قاضي معرة النعمان، حدثني أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي بطرسوسي، قال: حدثني عميّ أبو القاسم يحيى بن عبد الباقي قال: حدثنا أبو العباس الأديب الأنطاكي قال: حدثنا حنش بن محمد قال: حدثني العباس بن هشام بن الكلبي قال: حدثني أبي عن أبيه قال: خرج النعمان بن المنذر متنزها الى ظهر الحيرة بعقب مطر، في أيام نوروز فنظر الى قبر داثر، فقال له عدي بن زيد: أما تدري ما يقول هذا القبر؟ قال: لا، قال: يقول القبر: أيها الركب (120- و) على الأرض كما أنتم كنا،

أبو العباس الطرسوسي:

وكما نحن تكون، قال: فقال له النعمان: لقد كدرت عليّ صفو ما أنا فيه، ثم رجع، فرأى قبرا آخر فقال له عدي بن زيد: أتدري ما يقول هذا القبر؟ قال: لا قال: انه يقول: ربّ ركب قد أنا خوا عندنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال عطف الدّهر عليهم عطفة ... وكذاك الدهر حالا بعد حال «1» أبو العباس الطرسوسي: حدث بطرسوس، روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف بن مكي الجرجاني. أبو العباس المصيصي: روى عن يوسف بن سعيد بن مسلم، روى عنه عبد الله بن بيان السامري. أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا مسعود بن محمد الثقفي- في كتابه- عن أبي بكر الخطيب قال: أخبرني أبو الحسين علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بالبصرة قال: حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي- املاء- قال: حدثنا عبد الله بن بيان السامري قال: سمعت أبا العباس المصيصي يقول: سمعت يوسف بن سعيد بن مسلم يقول: سمعت العمري- يعني- خالد بن يزيد يقول: الحبر في ثوب صاحب الحديث مثل الخلوق في ثوب العروس. أبو العباس المصيصي: روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطي (120- ظ) أبياتا في دير مران لابن أبي جبلة.

ذكر من كنيته أبو عبد الله

ذكر من كنيته أبو عبد الله أبو عبد الله بن أحمد بن محمد: المقرئ كان بطرسوس. (121- و) . أبو عبد الله بن جباءة: المعري، شاعر من بيت مشهور بالمعرة. أنشدني أبو البركات بن سالم الكاتب المعري بحماة لأبي عبد الله بن جباءة المعري بيتين يهجو بهما علوي بن المهنا المعروف بخصا البغل: لم يخلق الرحمن من خلقة ... أقل نفعا من خصا البغل لا خيرها يرجى ولا شرها ... يخشى ولا يصلح للنسل أبو عبد الله بن حسان المغربي: أحد أولياء الله تعالى، واسمه محمد وإنما يعرف بالكنية، قدم حلب، وسكن في جوارنا، حكى لنا عنه عمي أبو غانم وغيره، وقد قدمنا ذكره في المحمدين. أبو عبد الله بن مانك: أحد الزهاد، واسمه محمد، قدمنا ذكره. أبو عبد الله بن واصل المعري: شاعر مشهور كان بمعرة النعمان معاصرا للقاضي أبي المجد محمد بن عبد الله ابن محمد بن سليمان، أنشد له أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن سليمان الكاتب بيتين في جده أبي المجد القاضي وأخبرنا بهما في الاجازة أبو الحسن محمد بن أبي جعفر إمام الكلاسة، عن أبي اليسر وهما: لا ملّك هذا الحكم غيركم ... ولا انقضى من أب إلّا الى ولد

أبو عبد الله بن أبي كامل:

ولا خلت منكم الدنيا فانكم ... بني سليمان منها الروح في الجسد ووجدت في بعض تعاليقي من الفوائد: أبو عبد الله بن واصل المعري في أبي المغيث، كاتب جلال الملك، يعني ابن عمار صاحب اطرابلس «1» : (121- ظ) وا رحمتا لغريب حث أنيقه ... الى طرابلس يبغي بها فرجا وافى فقيل له هذا الأجلّ ... أبو المغيث ملجأ محروب إليه لجا أبشّ كل الورى وجها وأخلفهم ... وعدا وأكذب خلق دبّ أو درجا فقلت هذا كبير واجتمعت ... به فزاد شيخي على ما حدثوا درجا أبو عبد الله بن أبي كامل: كان بحلب عند الأمير ذكا، ومعه أبو الغوث بن البحتري، وابن بسام، وروى عنهما شيئا من شعرهما، روى عنه أبو الحسن الماذرائي. قرأت بخط بعض الادباء على ظهر كتاب: قال أبو الحسن الماذرائي: أخبرنى أبو عبد الله بن أبي كامل قال: كنت أنا وأبو زنبور وأبو الغوث بن البحتري وابن بسام عند الأمير ذكا، فلما كادت الشمس تغرب دخل شعاعها من الشباك على أترج منضّد بين أيدينا، فقال ابن بسام: إذا الشمس مجّت مجة من لعابها ... على صبغ أترج لدينا منضد نظرت فأنفدت التعجب كله ... وأفنيته من عسجد فوق عسجد وشعر أبي الغوث ذكرناه فيما تقدم. أبو عبد الله الجزري: قدم على عمر بن عبد العزيز دابق أو خناصرة وولاه قسمة مال بالرقة، روى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي. (122- و) . أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- بدار الوزارة بالقاهرة-

أبو عبد الله الشامي:

قال أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن السلماسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع قال: حدثنا أبو علي محمد بن سعيد ابن عبد الرحمن بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن بنت جنّاد البغدادي قال: حدثنا بشار بن موسى الخفاف قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي قال: حدثني أبو عبد الله- وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز- قال: بعث إليّ عمر ابن عبد العزيز، فدفع إليّ مالا أقسمه بالرقة، وكتب الى وابصة كتابا يبعث معي بشرط يكفون الناس عني وقال لا تقسم بينهم إلّا علي شاطىء نهر فإني أخاف أن يعطشوا، قال: قلت: إنك تبعثني الى قوم لا أعرفهم، وفيهم غني، وفقير؟ فقال: يا هذا كل من مدّ يده إليك فأعطه. قال أبو علي: ولا أظن هذا إلّا خطأ، لأن وابصة لم يتأخر موته إلى خلافة عمر بن عبد العزيز، فلعله يكون الى ابن وابصة، لأنّ سالما ذكروا أنه ولي الرقة بعد أبيه. أبو عبد الله الشامي: حكى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه أبو المليح الحسن بن عمر الرقي. (122- ظ) . أبو عبد الله: حرسي كان لعمر بن عبد العزيز، حكى عنه، حكى عنه جعفر بن برقان، وجعفر بن سيدان الأزدي، وكأنه الأوّل. أبو عبد الله: مولى لعمر بن عبد العزيز، سمع أبا بردة بن أبي موسى يحدث عمر بن عبد العزيز في مجلس عمر، روى عنه مروان بن جناح. (123- و) . أبو عبد الله الأنطاكي: حكى قول عمر بن عبد العزيز، روى عنه مبشر بن اسماعيل الحلبي.

أبو عبد الله الأنطاكي:

أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالمسجد الأقصى- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي- بالاسكندرية- عن أبي محمد رزق الله ابن عبد الوهاب التميمي قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد دوست قال: حدثنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثني الحسن بن الصباح قال: حدثنا مبشّر بن اسماعيل عن أبي عبد الله الأنطاكي قال: قال عمر بن عبد العزيز: كانت المساجد على ثلاثة أصناف: فصنف ساكت سالم، وصنف في ذكر الله عز وجل والذكر معروج به، وصنف في صلاة، والصلاة لها من الله نور، فجعلت من أفناء الدور وأندية الأسواق، فكان معدن خوضهم (123- ظ) ومراجم ظنونهم، يتفكهون بالغيبة ويفيد بعضهم بعضا النميمة. أبو عبد الله الأنطاكي: له كلام في الحقيقة، روى عنه أحمد بن أبي الحواري. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح ابن حموية، ح. وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري في كتابها قالا: أخبرنا أبو الفتوح ابن شاه الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي: قال حدثنا عباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: قال أبو عبد الله الأنطاكي إن أقل اليقين إذا وصل الى القلب يملأ القلب نورا، فينفي عنه كل ريب ويمتلئ القلب به شكرا، ومن الله خوفا «1» . أبو عبد الله المزابلي: الأنطاكي، رجل صالح كان بأنطاكية، وكان لا يأكل إلّا من المباح، حكى عنه علي بن محمد التنوخي جد أبي القاسم.

أنبأنا أحمد بن أزهر بن السباك عن القاضي أبي بكر بن محمد بن أبي (124- و) طاهر قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي بن محمد التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبي قال: كان عندنا بجبل اللكام رجل متعبد يقال له أبو عبد الله المزابلي، وإنما سمي بذلك، لأنه كان يدخل البلد بالليل، فيتتبع المزابل، فيأخذ ما يجد فيها، فيغسله ويقتاته، لا يعرف قوتا غير ذلك، أو أن يوغل في الجبل فيأكل من الثمار المباحات، وكان صالحا مجتهدا إلّا أنه كان العقل «1» ، وكانت له سوق عظيمة في العامة، وكان بأنطاكية موسى الزّكوري صاحب المجون، وكان له جار يغشى المزابلي، فجرى بين موسى الزكوري وجاره شر، فشكاه الى المزابلي، فلعنه المزابلي في دعائه، وكان الناس يقصدونه في كل جمعة، فيتكلم عليهم ويدعو، فلما سمعوا اللعنة لابن الزكوري جاء الناس الى داره أرسالا لقتله، فهرب ونهبت داره، وطلبه العامة فاستتر. فلما طال استتاره قال: إني سأحتال على المزابلي بحيلة أتخلص منه بها فأعينوني، فقالوا: ما تريد؟ قال: أعطوني ثوبا جديدا، وشيئا من مسك ومجمرة ونارا وغلمانا يؤنسوني الليلة في هذا الجبل. قال أبي: فأعطيته ذلك كله فلما كان في نصف الليل مضى، وخرج الغلمان معه الى الجبل حتى صعد فوق الكهف الذي يأوي فيه المزابلي، فبخّر بالند ونفج (124- ظ) المسك فدخلت الرائحة الى كهف أبي عبد الله المزابلي، فصاح بصوت عظيم: يا أبا عبد الله المزابلي، فلما اشتم المزابلي الرائحة وسمع الصوت قال: مالك عافاك الله، ومن أنت؟ قال: أنا الروح الأمين جبريل، رسول رب العالمين أرسلني إليك، فلم ينسك المزابلي في صدق القول، وأجهش بالبكاء، والدعاء، وقال: يا جبريل ومن أنا حتى يرسلك الله إليّ! فقال: الرحمن يقرئك السلام ويقول لك: موسى بن الزكوري غدا رفيقك في الجنة، فصعق أبو عبد الله، وسمع صوت الثياب ورأى بياضها، وتركه موسى ورجع، فلما كان من الغد كان يوم الجمعة، فأقبل المزابلي يخبر الناس برسالة جبريل، ويقول: تمسحوا بابن الزكوري، وسلوه

أبو عبد الله الحلبي:

أن يجعلني في حل واطلبوه لي، فأقبل العامة أرسالا الى دار ابن الزكوري يطلبونه ويستحلونه فظهر وأمن. أبو عبد الله الحلبي: سمع أبا اسحاق الفزاري، روى عنه عبد الله بن خبيق. وكان من شيوخ الصوفية وصحب الجنيد. أخبرنا يوسف بن خليل بحلب قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أسعد بن بوش قال: أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش قال: أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري قال: أخبرنا القاضي (125- و) أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني الجريري قال: حدثنا أحمد بن علي القاضي النيسابوري قال: حدثنا محمد بن المسّيب الأرغياني قال: حدثني عبد الله بن خبيق قال: حدثني أبو عبد الله الحلبي قال: سمعت أبا اسحاق الفزاري يقول: إن للحوائج فرسانا كفرسان الحرب، وقال لي أبو اسحاق: إن الرجل ليسألني عن حالي، ولو أخبرته لشمت بي «1» . أبو عبد الله بن جباءة: المعري شاعر من أهل معرة النعمان، من بيت معروف بها. أنشدني موفق الدين أبو البركات الفضل بن سالم بن مرشد بن المهذب الكاتب المعري بحماة لأبي عبد الله بن جباءة المعري يهجو علوي بن المهنا المعروف بخصا البغل: لم يخلق الرحمن من خلقه ... أقل نفعا من خصا البغل لا خيرها يرجى ولا شرها ... يخشى ولا تصلح للنسل «2» . (125- ظ)

أبو عبد الله الحلبي:

أبو عبد الله الحلبي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي روى عن حيوة. روى عنه أحمد بن حنبل، إن لم يكن الأول فهو غيره. أخبرنا أبو جعفر يحيى بن جعفر بن عبد الله الدامغاني البغدادي قال: أخبرنا أبي جعفر قال: أخبرنا الشريف أبو العز بن المختار قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو عبد الله الحلبي عن حيوة عن يزيد بن أبي حبيب في قول الله عز وجل: «الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا» «1» قال: أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا لا يأكلون طعاما يلتمسون به تنعما ولا يلبسون ثيابا يلتمسون جمالا، وكانت قلوبهم على قلب واحد. أبو عبد الله المغربي الزاهد: واسمه محمد بن اسماعيل، تقدم ذكره في المحمدين. أبو عبد الله الحلبي: روى عن عبد الله بن الفرات. روى عنه عمر بن خالد القرشي، ان لم يكن المتقدمين، أو أحدهما، فهو غيرهما. أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمذاني- في كتابه- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الديباجي قال: أخبرنا أبو (127- و) الحسن بن المشرف المسلّم الأنماطي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن

أبو عبد الله الشريف:

ابراهيم الدقاق قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي البغدادي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي قال: حدثنا هرون ابن يوسف قال: حدثنا ابن أبي عمر العدني قال: حدثنا عمر بن خالد القرشي قال: حدثنا أبو عبد الله الحلبي عن عبد الله بن الفرات عن عثمان بن الضحاك- يرفع الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: عبد مناف عز قريش، وأسد بن عبد العزّى ركنها، وعضدها، وعبد الدار قادتها وأوائلها، وزهرة الكبد، وبنو تميم «1» وعدّي بيتها، ومخزوم فيها كالا راكة في نصرتها، وسهم وجمح جناحاها، وعامر ليوثها وفرسانها، وقريش تبع لولد قصي، والناس تبع لقريش «2» . أبو عبد الله الشريف: الحسيني الزمن الفاسي، من أهل فاس مدينة بالمغرب، أحد الأولياء الصالحين نزل حلبها «3» وسكنها، وأقام بها الى أن مات بها بعد أن أقعد. وسمعت عمي أبا غانم يثني عليه، ومضيت مع عمي ووالدي الى زيارته وهو مقعد وتبركت به. وأخبرني عمي أبو غانم قال: أخبرني الشريف أبو عبد الله الفاسي الزمن قال: للمحموم ينجم الماء وتقرأ عليه: «ذلك تخفيف من ربكم ورحمة «4» » . «الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا «5» » «يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا «6» » . «ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون «7» ويرش الماء على المحموم عند أخذها إياه، يستعمل ذلك للمحموم. (127- ظ)

أبو عبد الله المصيصي:

توفي الشريف الزمن الفاسي بحلب قبل الستمائة ودفن في تربة الشيخ أبي الحسن الفاسي خارج باب الأربعين، وكان قد اجتمع بحلب ثلاثة من الاولياء الصالحين من أهل فاس، فدفنوا كلهم في هذه التربة: الشريف الزمن هذا، والشيخ عبد الحق الفاسي والشيخ أبو الحسن الفاسي، وكلهم اجتمعت به نفعنا الله ببركتهم. أبو عبد الله المصيصي: حكى عن مملوك لم يسم، كان بالمصيصة، روى عنه مخلد، وسنذكر حكايته في المجهولين الأسماء ان شاء الله تعالى. أبو عبد الله النباجي: صلى بأهل طرسوس، واسمه سعيد بن بريد «1» . (128- ظ) . أبو عبد الله الخليع: الشامي شاعر مجيد من شعراء سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان بحلب: واسمه الغمر بن أبي الغمر، روى عنه أبو بكر الخوارزمي. أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري اذنا عن أبي القاسم بن السمر قندي قال: أنبأنا أبو يعقوب الأديب قال: أخبرنا أبو منصور الثعالبي قال: أما الخليع فكنيته أبو عبد الله، وقد ذهب عليّ اسمه، وكان شاعرا مفلقا قد أدرك زمان البحتري، وبقي الى أيام سيف الدولة رحمه الله، فانخرط في سلك شعرائه. فحدثني أبو بكر الخوارزمي قال: رأيت الخليع بحلب شيخا قد أخذت منه السن العالية، وثقلت عليه الحركة فمما أنشدني لنفسه قوله: جيراننا جار الزمان عليهم ... اذ جار حكمهم على الجيران ما الشأن ويحك في فراق ... فريقهم الشأن ويحك في جنون جناني خذ يا غلام عنان طرفك فاثنه ... عني فقد حوت الشمول عناني سكران سكر هوى وسكر مدامة ... أنى يفيق فتى به سكران

أبو عبد الله البغدادي المنجم

وقوله وهو مما يغنى به: بأيّ المدامين لم أسكن ... بكأسك أم طرفك الاحور سقيت من الشمس مشمولة ... على غزة القمر الأزهر (129- و) إذا الماء خالطها جمحت ... كأكليل درّ على جوهر وقوله لسيف الدولة: أنا شاعر أنا شاكر أنا ناشر ... أنا راجل أنا جائع أنا عار هي ستة فكن الضمين لنصفها ... أكن الضمين لنصفها بعار والنار عندي كالسؤال فهل ترى ... أن لا تكلفني دخول النار «1» أبو عبد الله البغدادي المنجم منجم سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان، كان فى صحابة سيف الدولة بحلب، وهو الذي كتب الى سيف الدولة أبياتا ذكر أنه رآها في المنام يشكو فيها لفقر، فأجابه المتنبي بقوله: قد سمعنا ما قلت في الاحلام. وقع إليّ نسخة من شعر المتنبى بخط بعض الأفاضل من المغاربة فيها أبيات كتبها في الحاشية عند الأبيات التي للمتنبي، ونسخة الحاشية: كتب أبو عبد الله المنجم إلى سيف الدولة يستقضيه صلة، وكانت قد تأخرت عنه، وذكر أنه صنع في ذلك أبياتا في المنام، وحلف أنه لم يغير منها شيئا ولا بدّ لها عن حالها التي صنعها عليه: ولك الفضل في تطوّلك ... هو حسنا كلؤلؤ النظام لم أقدّر لقاءك في الن ... وم فاستظهرت بالشعر فيه والإتمام (129- ظ)

أبو عبد الله بن المنجم:

ولك الفضل في تطوّلك ... الجمّ وذاك الاحسان والانعام فتفضّل به ووقع فإني ... موثق الحال في يد الاعدام زادك الله رفعة وعلوا ... وسموا يبقى مع الأيام فوردت على سيف الدولة والمتنبي معه، فلما قرأها استقبحها وكذبه فيها، وقال: يا أبا الطيب أجب هذا البارد، فكتب إليه: قد سمعنا ما قلت في الأحلام ... وأنلناك بدرة في المنام وانتبهنا كما انتبهت بلا شيء ... فكان النوال قدر الكلام كنت فيما كتبته نائم العين ... فهل كنت نائم الأقلام أيها المشتكي إذا رقد الاعدام ... لا رقدة مع الاعدام افتح الجفن واترك القول ... في النوم وميز خطاب سيف الأنام الذي ليس عنه مغن ولا منه ... بديل ولا لما رام حام كل إخائه كرام بني الدنيا ... ولكنه كريم الكرام «1» أبو عبد الله بن المنجم: كان شاعرا في صحابة سيف الدولة، وأظنه الذي قدمنا ذكره. قرأت بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة في حاشية شعر أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان في ذكر أبي الحسن علي بن نصر بن حمدان قال: اخترم «2» حدثا، وفيه يقول ابن المنجم (130- و) : رآك عداك التغني السيف ضربا ... فقد نبزوك بالسيف المحلى فرمحك في صفاحهم المجلى ... وسيفك في رؤوسهم المعلى أبو عبد الله الشبلي: خادم المتنبي وأبو عبد الله الدنف الشاعر، من طبقة المتنبي وأقرانه، كانا عند

أبي الطيب بحلب مع جماعة من الشعراء، فجمعت بينهما هذه الترجمة لتضمن الحكاية ذكرهما جميعا. أخبرنا ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي، وكتبه لي بخطه قال: اجتمع عند أبي الطيب بحلب أبو القاسم الناصبي، وأبو العدل، وأبو تمام الخراساني، وأبو عبد الله الدنف، وأبو الحسن المشعوف فأنشدهم أبو عبد الله الشبلي خادم المتنبي بيت أبي المنصور المكفوف المقدسي وسألهم إجازته، وهو في أوله شين وآخره شين: شبه الهلال على غصن منعمة ... بيضاء ناعمة في كفها نقش فبدر أبو الحسن المشعوف فقال: شفت بطلعتها من كان ذا نسك ... فالقلب منه لما قد ناله دهش ثم قال أبو القاسم الناصبي: شغل المحب عن اللذات إن عرضت ... والصب بالوصل منها كان ينتعش ثم قال أبو العدل: (130- ظ) شهدت أن هواها لست تاركه ... حتى أموت وإن أودى بي الطيش ثم قال أبو تمام الخراساني: شوقي إليك شديد غير منتقص ... كأنّ في القلب أفعى فهو ينتهش ثم قال أبو عبد الله الدّنف: شيئان فيها لعمرى فيهما عجب ... وجه جميل وفعل كلّه وحش ثم سألوا أبا الطيب القول فقال: شمس تلوح على وجه تروق به ... ما شانه كلف فيه ولا نمش «1»

أبو عبد الله الرصافي:

أبو عبد الله الرصافي: الحلبي الشاعر، مولى لبني أمية، شاعر روى عن دعبل بن عمي الخزاعي. روى عنه من لم يذكر اسمه. قرأت في كتاب المستنير للمرزباني في أخبار دعبل بن علي قال: حدثني بعض أصحابنا عن أبي عبد الله الشاعر الرصافي الحلبي، وهو مولى لبني أمية، قال: كان دعبل مولعا بالهجاء، وكان لا يمدح أحدا إلّا أقل ذاك لا لأن ذلك لم يكن في طبعه، ولكنه كان يرفع نفسه عنه، فإذا اضطر الى المديح قال البيت أو البيتين أو الابيات القلائل، وكانت له نفس عجيبة. قال: واجتاز بحفص بن عمر، وهو يتولى ديار مضر فلم يعطه حفص شيئا وأداره على أن يمتدحه ليعطيه على المديح فلم يفعل وقال له: عرضت لي نفسك طمعا في أن (131- ظ) أهجوك، كما هجوت الخلفاء ومن يتلوهم، فيقال إن دعبلا هجا فلانا أمير المؤمنين وهجا حفص بن عمر، هيهات أن أفعل ذلك. أبو عبد الله الرازي: من عباد الصوفية، وكان بطرسوس، وحكى عن بعض الصالحين. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية الجويني، ح. وأخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالا: أخبرنا أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: وحكي عن أبي عبد الله الرازي قال: خرجت من طرسوس حافيا، وكان معي رفيق فدخلنا بعض قرى الشام، فجاءني

أبو عبد الله الاقساسي العلوي:

فقير بحذاء، فامتنعت من قبوله فقال لي رفيقي: البس هذا فقد عميت «1» فإنه فتح عليك بهذا النعل بسببي فقلت: مالك؟ فقال: نزعت نعلي موافقة لك ورعاية لحق الصحبة «2» . أبو عبد الله الاقساسي العلوي: شريف فاضل، قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، وحضر وفاته وصلى عليه وكبرّ خمسا واسمه.... «3» وقد ذكرناه.

ذكر من كنيته أبو عبد الرحمن (131 - ظ)

ذكر من كنيته أبو عبد الرحمن (131- ظ) أبو عبد الرحمن السلمي: واسمه عبد الله بن حبيب، شهد صفين مع علي رضوان الله عليه. وقد قدمنا ذكره في العبادلة. أبو عبد الرحمن الحلبي: روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، روى عنه قيس بن الحجاج. قرأت في كتاب الخيل والفروسية: تأليف محمد بن يعقوب بن أخى خزّام الختّلي: حدثنى ابراهيم- يعني- بن عبد الله بن الجنيد الحلبي قال: حدثني يحيى بن بكير قال: حدثني عبد الله بن لهيعة قال: حدثني قيس بن الحجاج عن أبي عبد الرحمن الحلبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رباط شهر أفضل من صيام دهر. أبو عبد الرحمن المصيصي: روى عن سفيان الثوري، ورجل لم يسمه، روى عنه زهير بن عباد الرواسي. أخبرنا عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر- فيما أذن لنا في روايته عنه- عن أبيه عمر قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أسد بن عمار قال: أخبرنا عبد العزيز الكتاني- بالاجازة المطلقة- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم قال: أخبرنا اسحاق بن ابراهيم قال: حدثنا الحسين بن حميد العكي قال: أخبرنا زهير بن عباد الرواسي قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المصيصي عمن أخبره عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن في (132- و) وجه جبريل وميكائيل خدودا من أثر الدموع لو أن سفن المواقير أرسلت فيها لجرت

أبو عبد الرحمن القرشي الحلبي:

قال: فاطلع الله تبارك وتعالى إليهما فقال: ما هذا الخوف الذي أرى بكما وأنتما عبدي لم تعصياني طرفة عين، وانتما تعلمان أني حكم عادل لا أجور؟ قالا: أجل ربنا إنك حكم عدل لا تجور، ولكنا لا نأمن مكرك، فقال الله تبارك وتعالى: أجل فلا تأمنا مكري فإنه لا يأمن مكري إلّا القوم الخاسرون «1» . أنبأنا أبو الميمون عبد الوهاب بن عتيق بن وردان قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حميد الأرتاحي قال: أنبأنا أبو الحسن بن الفراء قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حمزة بن محمد بن علي بن العباس الحافظ قال: حدثنا عمران بن موسى قال: حدثنا زهير ابن عباد قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المصيصي عن سفيان الثوري قال: كان في إزار علي رضي الله عنه ثمانية عشر رقعة فقيل: يا أمير المؤمنين لو لبست فقال: هذا أخشع للقلب، وأجدر ان يقتدي بي المسلم، قال سفيان: ولم أغالي بإزاري وهذا إزار أمير المؤمنين. أبو عبد الرحمن القرشي الحلبي: شاعر مجيد قديم العصر في زمان ابن المعتز أو قبله، هاشمي النسب. قرأت في كتاب الأنوار تأليف أبي الحسن علي بن محمد الشمشاطي قال: ومن حسن الكلام وعذبه (132- ظ) ومليحه قول أبي عبد الرحمن القرشي الحلبي: ويوم حجب الغيث ... به الصحو عن الارض بنو عين من القطر ... بمعقود ومرفض فلما مخضته الريح ... ابدى صادق المخض وحضّ الرعد والبرق ... العوالي أيما حض فسدّ الجو بالطول ... وسدّ الأرض بالعرض وسح الماء حتى صارت ... الربوة كالخفض فباتت تتبارى ... كتباري الخيل في الركض

أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا بن سالم:

وكالأسهم إذ فوّقن ... للأغراض بالنبض فوجه الأرض معتم ... بزهر ناعم غض بمصفر ومحمر ... ومخضر ومبيض إذا هبت له الريح ... تدانى البعض من بعض كما التفت به الأهواء ... بين الشم والعض قال الشمشاطي: ولأبي عبد الرحمن الهاشمي: كأنّ صبين باتا طول ليلهما ... يستمطران على غدرانها المقلا «1» وقرأت في مجموع بخط بعض الأدباء ذكر أنه نقله من خط مسكويه من مجموعه المعروف بنديم الفريد «2» ، لأبي عبد الرحمن الحلبي (133- و) : شبهت حمرة خده وعذاره ... بنقاب ورد معلم ببنفسج أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا بن سالم: الرحبي. روى بحلب عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن المتفنه الرحبي قصيدته في الفرائض في رجب من سنة اثنتين واربعين وخمسمائة، سمع منه في هذا التاريخ أبو العباس أحمد بن الحسين العراقي، وأبو الحجاج يوسف بن حرب بن يوسف. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المقدسي قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن الحسين العراقي قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا بن سالم الرحبي قال: أنشدني الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد المقيم بالرحبة، المعروف بالموفق، وذكر أنه لقنه إياها، وقرأتها أنا عليه من الكتاب وهو يقابلني بحفظه ونحن يومئذ بحلب بمدرسة ابن العجمي في رجب من سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة: أول ما نستفتح المقالا ... بذكر حمد ربنا تعالى

أبو عبيدة بن الجراح:

والحمد لله على ما أنعما ... حمدا به نجلو عن القلب العما ثم الصلاة بعد والسلام ... على نبي دينه الاسلام محمد خاتم رسل ربه ... وآله من بعده وصحبه ونسأل الله لنا الاعانة ... فيما توخينا من الإبانة وذكر القصيدة الى آخرها أبو عبيدة بن الجراح: فتح حلب وقنسرين، واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح، وقد تقدم ذكره في حرف العين (133- ظ) .

ذكر من كنيته أبو عبيد

ذكر من كنيته أبو عبيد أبو عبيد البسري الزاهد: واسمه محمد بن حسان، غزا الروم في بعض السنين واجتاز بحلب أو بعض عملها في غزاته، وقد ذكرناه. أبو عبيد بن حربوية: واسمه..... «1» حدّث بمعرة النعمان روى عنه أبو زكريا يحيى بن مسعر المعري، وقد ذكرناه. أبو عبيد: صاحب الغريب «2» ، واسمه القاسم بن سلّام، قاضي طرسوس قدمنا ذكره في حرف القاف. أبو عبيد بن أبي عمرو: حاجب سليمان بن عبد الملك بن مروان ومولاه، اختلف في اسمه اختلافا كثيرا، فقيل اسمه عبد الملك، وقيل حيي وقيل حويّ، وقيل مسلم بن عبيد. حدّث عن أنس بن مالك، وعمرو بن عبسة السلمي، ونعيم بن سلامة، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن يزيد الليثي، وعمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة، وعقبة بن وشاح، وعبادة بن نسي، والقاسم بن محمد بن أبي بكر. روى عنه سهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن أنس والأوزاعي ورجاء بن أبي سلمة، ومحمد بن عجلان، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وعمرو بن الحارث وأبو

أبو عتبه مولى عبد العزيز بن مروان:

رزين الفلسطيني، وبشر بن عبد الله بن يسار، وصالح بن راشد، وصالح بن الأخضر، وعبد الله بن سعد بن أبي هند، وأيوب بن موسى القرشي (134- و) . أخبرنا أبو منصور بن محمد بن الحسن الدمشقي بها قال: أخبرنا عمي أبو القاسم قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد طاوس قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن محمد بن أبي العلاء الفقيه، ح. قال أبو القاسم: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات قالا: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قال: حدثنا الحسن ابن حبيب قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان قال: حدثنا يزيد- يعني أباه- قال: حدثنا أبو رزين عن أبي عبيد حاجب سليمان عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللهم بارك لنا في مكتنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في شامنا، وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، فقال رجل: يا رسول الله العراق ومصر فقال هناك نبئت قرن الشيطان، وثمّ الزلازل والفتن «1» (134- ظ) . أبو عتبه مولى عبد العزيز بن مروان: كان بدابق في عسكر سليمان بن عبد الملك، حكى عن يزيد بن المهلب، وموسى ابن نصير، ويزيد بن أبي مسلم، وعثمان بن حيّان. (135- و) .

ذكر من كنيته أبو عثمان

ذكر من كنيته أبو عثمان أبو عثمان بن حرب الأنطاكي: حدث عن أحمد بن ابراهيم البالسي ببغراس، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ. أخبرنا أبو الغنائم بن أبي طالب بن شهريار- في كتابه إلينا من أصبهان- قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن أبي علي البغداوي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ قال: حدثنا حاجب بن مالك بن أركين الفرغاني- بدمشق وببغداد- قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم البالسي قال: حدثنا عيسى بن سليمان الشيزري عن أبي اسحاق الفزاري قال: قلت لسفيان الثوري: أعظم الله أجرك في شعبة، فقال: رحم الله أبا بسطام، حدثني شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم حج مقرنا. قال الشيخ أبو بكر: ذكرت الحديث لأبي عثمان بن حرب الأنطاكي ببغراس فقال: حدثنا أحمد بن إبراهيم البالسي قال: حدثنا عيسى بن سليمان عن أبي اسحاق عن أبيه قال: قلت لسفيان الثوري: أعظم الله أجرك في شعبه، ولم يقل الفزاري ولا غيره. أبو عثمان الصنعاني: واسمه شراحيل بن مزيد، قد تقدم ذكره. أبو عثمان بن مروان: ابن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (135- ظ) كان مع أبيه لما اجتاز بحلب هاربا من جيش بني العباس فلما قتل أبوه ببوصير أسر، وحمل

أبو عثمان الواسطي:

إلى أبي العباس السفاح، فسجنه وبقي في السجن إلى أن أطلقة الرشيد. أبو عثمان الواسطي: دخل الثغور الشامية، وغزا الصائفة، وحكى عن شقران الثغري، روى عنه أبو عبد الله محمد بن الضوّ، وقد ذكرنا في ترجمة شقران حكايته عنه. أبو عثمان الكرجي: حكى بطرسوس حكاية سمعها منه أبو بكر عثمان بن محمد بن الحسين، صاحب الكتاني، رواها عن عبد الرحمن بن عمر رسته، وقد ذكرناها في ترجمة أبي بكر عثمان بن محمد. أبو العدل الشاعر: قد ذكرنا في ترجمة أبي عبد الله الشبلي وأبي عبد الله الدنف، حين أنشدهم الشبلي خادم المتنبي، وهم عند المتنبي، بيت أبي منصور المكفوف، وسألهم إجازته فقال أبو العدل: شهدت أن هواها لست تاركه ... حتى أموت وإن أودى بن الطيش وذكرنا الحكاية بكمالها في ترجمتهما «1» . أبو العز بن صدقه: «2» الحراني البغدادي وزير أبي المكارم مسلم بن قريش العقيلي، واسمه علي، كان يرجع إلى فضل وعلم وأدب وحسن تدبير وسياسة للملك، وكان مغاليا في مذهب السنة، وأبو المكارم مغال في التشيع. وقدم مع أبي المكارم حلب حين ملكها وكان يتوسط عنده بالخير وعنده تدين، ثم إنه وصل الى حلب في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، سيره أبو المكارم لجمع أموال حلب، وعدل عما كان يعمله في أول الأمر من العدل والإحسان، وصادر جماعة وضاعف الخراج، وكان أبو المكارم بالقادسية، فبلغ أبا العز الوزير أن

مملوكين أرادا قتل شرف الدولة أبي المكارم فعاد من حلب الى القادسية، فقبض عليه شرف الدولة وحبسه وصادره في سنة سبع وسبعين «1» قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب الأصبهاني في (136- ظ) حوادث سنة ثمان وسبعين وأربعمائه: في صفر كان مقتل شرف الدولة مسلم بن قريش، وكان أبو العز بن صدقة في اعتقال شرف الدولة فورد إلى بغداد فارا من حبسه، وكان قد اعتقله بعد أن وزر له السنين الطويلة ومهدّ أمره، ثم تغير عليه وقبضه فعاتبه بعض أصحابه فقال: ما آمنه لأنه عازم على قتال ابن جهير، ومتوجه «2» الى حربه ولولا ذلك لأطلقته، فإنني أخاف أن يخرج منه علي ما لا أتلافاه. وحبسه بالرحبة وساعده ابن الجسّار وعمل سفينة خفيفة، وأظهر إنه يريد أن يخدم بها شرف الدولة، فلما تم خرج في زي امرأة من بيت عجوز إلى جنب الحبس نقب إليه، وخرج فلما وصل الى الباب قال بعض الناس: هذه الامرأه ما أطولها: فقال ابن الجسار: امسك قطع الله لسانك لا تذكر حرم الناس وكان الفرات ناقصا فلما جلس في السفينة زاد ذراعا، فانحدر الى الأرحاء ببغداد، وقصد باب المراتب. وحكي عنه أنه كان يخاطب أصدقاءه بعد أن ولي الأعمال العظيمة والولايات بما كان يخاطبهم به، ويقول: لم ينقصوا بل زدت أنا، وزيادتي لا تمنع من توفيتي ما عودتهم. وتوفي ابن صدقة بعد وصوله بأربعة أشهر (137- و) في جمادي الأولى من هذه السنة «3»

أبو العز بن علي بن المهنا:

أبو العز بن علي بن المهنا: المعري، أخو الناصر المعري، شاعر مجيد ومن شعره ما نقلته من خط يحيى ابن أبي طي النجار في مجموع له: ونائم عن سهري قال لي ... وقد طواني حبه طيا أأنت حي بعد قلت: انتبه ... فالميت في النوم يرى حيا وله أيضا: أيها البدر الذي حاز الملح ... وحوى تيها ودلا ومرح بالذي أعطاك في الحسن المنى ... ارحم الصب الذي فيك افتضح لتعطف على ذي لوعة ... أفسد الهجران ما منه صلح أبو عساف العقيلي: شاعر كان بباب سيف الدولة بن حمدان من أهل البادية روى عنه أبو علي الهائم شيئا من شعره. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم علي عن أبيه (336- و) المحسّن بن علي التنوخي قال أنشدني أبو علي الهائم قال: أنشدني أبو عساف الحاجي العقيلي، شيخ طويل كان بباب سيف الدولة حينا، ورجع إلى باديته: ولقد عهدت بها نعائم ترتعي ... وكأنها نوق بدت في أحلس قصبا الحشائش سوقها فكأنها ... قصب الزمرد أو عيون النرجس أبو عطاء: دخل على هشام بن عبد الملك بالرصافة فسأله عن فقهاء الأمصار، روى ذلك عنه ابنه عثمان بن أبى عطاء. ذكر أبو المؤيّد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي في مناقب «1» أبي حنيفة «2»

رضي الله عنه قال: أخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن علي الرشكى، قال: قرأت على الإمام الحاكم أبي سعد المحسن بن محمد الملقب بابن كرامة الجشمي رحمه الله قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد النجار قال: أملى علينا أبو نصر الحسن بن أبي مروان قال: حدثنا أبو تراب أحمد بن سهل الطوسي قال: حدثنا أبان بن عبد الله قال: حدثنا قثم بن أبي قتادة عن عثمان بن أبي عطاء عن أبيه قال: دخلت على هشام بن عبد الملك بالرصافة فقال: يا أبا عطاء هل لك علم بعلماء الأمصار؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال: فمن فقيه أهل المدينة؟ قلت: نافع مولى ابن عمر، قال: فمن فقيه أهل مكة؟ قلت: عطاء بن أبي رباح، قلت «1» مولى أم عربي؟ قلت: لا بل مولى، قال: فمن فقيه أهل اليمن؟ قلت: طاوس بن كيسان، قال: مولى أم عربي؟ قلت: لا بل مولى، قال: فمن فقيه أهل اليمامة؟ قلت: يحيى بن كثير، قال: مولى أم عربي؟ قلت: لا بل مولى، قال: فمن فقيه أهل الشام؟ قلت: مكحول، قال: مولى أم عربي؟ قلت: لا (137- ظ) بل مولى، قال: فمن فقيه أهل الجزيرة؟ قلت: ميمون بن مهران، قال: مولى أم عربي؟ قلت: لا بل مولى، قال: فمن فقيه أهل خراسان؟ قلت: الضحاك بن مزاحم، قال: مولى أم عربي؟ قلت: لا بل مولى، قال: فمن فقيه أهل البصرة؟ قلت: الحسن وابن سيرين، قال: موليان أم عربيان؟ قلت: لا بل موليان، قال: فمن فقيه أهل الكوفة؟ قلت: إبراهيم النخعي، قال: مولى أم عربي؟ قلت: لا بل عربي، قال: كادت تخرج نفسي ولا تقول واحد عربي.

ذكر من كنيته أبو علي

ذكر من كنيته أبو علي أبو علي بن الضرّاب: الحلبي الشطرنجي الشاعر، شاعر مجود، كان بحلب، وكان يجالس سديد الدولة أبا الحسن بن منقذ، روى عنه أبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني السيرجاني، وسمع منه بحلب، وقد ذكرنا روايته عنه في ترجمته. قرأت بخط القاضي أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة قال الشيخ أبو علي بن الضرّاب الحلبي يمدح العميد الرشيد شرف الملك أمين الحضرتين أبا سعد محمد بن منصور الأصبهاني: خليلّي إن لم تسعداني على وجدي ... فلا تعذلاني ما شتت الهوى وجدي تسومان مني سلوة بعد ما بدا ... لعيني لمع البرق بالأبلق الفرد ولو كنتما خدني سهاد ولوعة ... وعند كما من لاعج الشوق ما عندي (138- و) لما لمتماني في الهوى ورثيتما ... لمن بات منه في جهاد وفي جهد فهل نفحة من جوّ هند أسوفها «1» ... وقد عبقت أعطافها من ربى نجد عليلة أنفاس إذا ما تنفست ... أتتك بأنباء عن البان والرند لعليّ أن أطفي بها نار لوعتي ... إذا خطرت أو أن أكفّ بها وجدي وكيف تكفّ النّار ناسمة الصّبا ... وما برحت بالريح ساطعة الوقد أيا طللى هند سلام عليكما ... وإن هجتما لي الوجد يا طللى هند فكم أرب قضّيته في رباكما ... وعيش تقضىّ في ظلالكما رغد وخالية بالحسن حالية به تروح ... على وصل وتغدو على صدّ من البيض يمتار الضحى من جبينها ... وجنح الدجى من فرعها الفاحم الجعد إذا جال لحظ العين في حسن وجهها ... أبى الحسن فيه أن يقر على حد

أبو علي بن كوجك:

وإن سحبت ريط «1» الدياجي لزورة ... وأبدت من الأشواق مثل الذي أبدي فمن ريقها خمري ومن حسن لفظها ... سماعي ومن توريد وجنتها وردي وفت لي ولون الرأس أسود حالك ... يروق فلما حال حالت عن العهد لإن بيّضت رأسي السنون بمرّها ... لما هصرت فرعي ولا ثلمت حدّي وما زلت ورّادا على كل خطّة ... اذا ما أنارت حلة للردى تردي وأعرض عن شرب النمير وبي ظما ... شديد وذود «2» الهون يسرع في وردي وإني إذا ما استفحل الخطب وانبرت ... زحوف الرزايا في طراد وفي طرد (138- ظ) لأركب أطراف العوالي إلى العلى ... وقد صح عندي أنه مركب مرد وأركب حتفي والحياة شهيّة ... لها بين أنياب الأساود والأسد ولو كان يجدي الاحتراز لعفته ... فكيف وما يغني فتيلا ولا يجدي سأقري الفيافي الغر كل نجيبة ... تفرّ إلى الارقال من عنت الوخد براها السرى حى تخيلت أنها ... حباب تلوى أو صليف من القد تجزّى بخفاق النسيم عن الكلا ... وتغني بر قراق السّراب عن العدّ وكيف ترود الروض والروض من يدي ... وتستام ورد الماء والماء في غمدي أبو علي بن كوجك: الحلبي، كان من أهل حلب، وله شعر، وقيل انه ينتحل الشعر، واسمه محمد ابن علي. قرأت في تاريخ مختار الملك المسبحي «3» في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة قال: وفي هذه السنة وصل أبو علي بن كوجك إلى مصر، ومعه جاريته حسن، وكانت صبية من أهل حلب تعرف بحسن بنت خاقان، من أهل بيت فيهم تصون وستر، واشتهت معاشرة الناس.

أبو علي الصقلي:

قال: ولها شعر صالح يستطرف من مثلها، وكانت تهوى غلاما من أولاد الكتاب المحارفين، وكان أديبا يعمل لأبي علي الشعر بعد الشعر، يمتاح به الناس، وكانت تكثر زيارته، فولدت على فراش أبي علي بن كوجك ولدا سمته المحسّن، وكنته أبا عبد الله، فخرج (139- و) ثقيل الطلعة، بارد الشاهد، غث الأدب، وترسم بتعليم الصبيان فكانت تلك معيشته. قال من أحسن غنائها شعر يزعم أنه لأبي علي بن كوجك وهو: بكيت فأضحكني قوله ... أتبكي ولي ناظر يطرف وكيف أحاذر جور الهوى ... ولي سيد في الهوى منصف قرأت في كتاب الطنبوريين والطنبوريات «1» لعلي بن الحسين بن علي بن كوجك العبسي الحلبي قال: حسن جارية أبي علي بن كوجك- وليس المصنف- وذكر من حالها شيئا أضربت عن ذكره لقبحه. وذكر المسبحي أيضا شيئا من ذلك، وذكرا جميعا أن سيدها سافر بها إلى مصر- يعني- من حلب. أبو علي الصقلي: أديب فاضل، حضر بحلب مجلس أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه، وحكى عنه وعن أبي الطيب اللغوي، حكى عنه أبو الحسن علي بن منصور المعروف بدوخلة الحلبي. قرأت في رسالة أبي الحسن علي بن منصور التي كتبها إلى أبي العلاء احمد ابن عبد الله بن سليمان، وأجابه أبو العلاء عنها برسالة الغفران: قال علي بن منصور: حدثني أبو علي الصقلي بدمشق قال: كنت في مجلس ابن خالويه اذ وردت عليه من سيف الدوله رحمه الله مسائل تتعلق باللغة (139- ظ) فاضطرب لها ودخل خزانته واخرج كتب اللغة وفرقها على أصحابه يفتشونها ليجيب عنها،

أبو علي بن أبي حامد:

وتركته وذهبت إلى أبي الطيّب اللغوي، وهو جالس وقد وردت عليه تلك المسائل بعينها، وبيده قلم الحمرة، فأجاب به ولم يغيره، قدرة على الجواب «1» . قلت كان هذا بحلب، لأن أبا الطيب ورد حلب إلى سيف الدولة، وجمع بينه وبين ابن خالويه وأقام بها الى أن مات، وقد ذكرنا ذلك في ترجمته. أبو علي بن أبي حامد: كان بحلب في أيام سيف الدولة، والمتنبي إذ ذاك بها، وحكى شيئا من أحواله. روى عن أبيه أبي حامد صاحب بيت المال، روى عنه المحسن بن علي التنوخي، وقد ذكرنا في ترجمة المتنبي عنه ما حكاه عنه. أبو علي بن عمار: القاضي، فخر الملك صاحب طرابلس الشام، كان بها مستوليا على أمرها إلى أن قصده الفرنج، فسار من طرابلس إلى بغداد، واجتاز في طريقه بحلب، أو عملها، وورد بغداد مستنفرا على الفرنج «2» ، فأنفد السلطان محمد شبّارة «3» ليركب فيها، وأمر جميع الأمراء، وأرباب دولته بتلقيه واكرامه وكذلك أرباب دولة الامام المستظهر بالله، فلما نزل الشبارة قعد بين يدي الدست احتراما لمكان السلطان، فلما حضر عنده أكرمه واعتمد معه مالم يعتمد مع الملوك الذين معه (140- و) مثله، ثم ذكر له ما ورد لأجله، ووصف له قوة عدوه، وطلب أن ينجده عليهم، ثم حضر الى دار الخليفة فذكر مثل ذلك ثم حمل الهدايا الى المستظهر وإلى السلطان، وكان فيها أشياء نفيسة، فوعده السلطان بالنجدة، وسير معه عساكر، وخلع عليه. ثم ان الفرنج استولوا على طرابلس في ذي الحجة من سنة ثلاثين وخمسمائة «4» ونهبوها وسبوا النساء والاطفال، وغنموا الاموال، ثم ساروا الى جبيل وبها فخر

أبو علي الحلبي:

الملك أبو علي بن عمار، فملكوها، وخرج منها هاربا فسلم وقصد طغد كين صاحب دمشق فأكرمه وأقطعه بلادا كثيرة. أبو علي الحلبي: خطيب المسجد الأقصى، كان ورعا متدينا، وله كلام حسن مبين، أخذ عنه أبو بكر ابن العربي الإمام، صاحب كتاب الأحكام، وذكره في أول كتابه المسمى سراج المريدين «1» ، فقال وإني لم أكن متخلقا بما أورده، ولا ضابطا على ما أعقده، فإن لي قدوة في شيخنا أبي علي الحلبي خطيب المسجد الاقصى، طهره الله، حضرت جمعه فيه، وقد علا على أعواد منبره فخطب: الحمد لله الذي تفرد دون خلقه بملك الدنيا والآخرة، وغمر برزقه كل نفس برة وفاجرة (140- ظ) ثم ردهم بعد ذلك الى الحافرة «فإنما هي زجرة واحده. فإذا هم بالساهرة «2» » ، أحمده على نعمته الوافرة، وأشكره على آلائه المتظاهرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة باطنه ظاهرة، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ردده بين الأرحام المحصنة والأصلاب الفاخرة حتى أبرزه الله آية باهرة وابتعثه حجة قاهرة، فقام بأمر الله وشقاشق الكفر هادره، وبحاره زاخرة، ودعاته ثائرة، فلم يزل يجادل في الله بالأدلة المتناحرة، ويناضل عن دينه بالقواضب الباثرة حتى أطفأ النائرة، «3» وأعاد العيشة الناضرة، وأصلح أمر الدنيا والآخرة، صلى الله عليه وعلى الله وصحبه ما هطلت السحب الماطرة وجرت في البحار السفن الماخره. عباد الله علوت على منبركم ولست بخيركم والله لو كانت الذنوب منظرا لكنت أفبحكم، أو ملبسا لكنت أخشنكم، أو صارت خبرا لكنت أفظعكم، أو فغمت «4» رائحة لكنت أتفلكم، فان تكلمت فنفسي أخاطب، ولئن وعظت فإني للتوبة طالب، وفي الإثابة راغب، يدعو إليها النهى ويصرف عنها الهوى. قال: فأنزلتها من قلبي ثالثة الإيمان، وأضمرتها في نفسي حاجة لم أقضها الى

أبو علي الأنطاكي:

الآن، ولكل شيء أوان، مع اعتقادي (141- و) أنها بكر كلامه، وفضيضة ختامه، حتى رويت عن الحسن أن أبا بكر خطب فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني، فإذا غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا فراعوني فإن استقمت فأعينوني وان اعوججت فقوموني، ووليتكم ولست بخيركم. قال الحسن: بلى والله إنه لخيرهم ولكن المؤمن يهضم نفسه. أبو علي الأنطاكي: شاعر، قرأت له بيتين في الحماسة العراقية: لا وحلو الهوى ومر التجني ... ومخط العذار في صحن خدّه لأذيبن وجنتيه بلحظي ... مثل ما قد أذاب قلبي بصده أبو علي الفقيه الخراساني: الوزير، كان فقيها نبيلا، وزر لبعض القواد القادمين الى حلب في نفير خراسان، فإن بعض القواد من الاسباسلارية «1» قدم حلب، وكان هذا الفقيه وزيرا له، واجتمع بأبي القاسم الأفطسي بحلب، وحكى له مناما رآه: رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بالنفير، وحكى عنه الحكاية أبو القاسم الافطسي قال في ذكر فاطمة بنت محمد بن أحمد بن الشبيه، ما ذكره أبو الغنائم الزيدي في كتاب نزهة عيون المشتاقين، ورواه عن أبي اسماعيل يحيى بن أبي يعلى (141- ظ) حمزة ابن أحمد الشاعر الأنطاكي قال: حدثني والدي أبو يعلى حمزة عن والدته فاطمة بنت محمد بن أحمد بن محمد الشبيه فذكر حديث فتح الروم حلب في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة، وأسرها وخلاصها من الأسر- على ما نذكره في ترجمتها مع النساء إن شاء الله تعالى- قال: ثم جاء نفير من خراسان الى حلب مع اسباسلار من القواد جليل في خمسة آلاف فارس، فأنزلهم سيف الدولة، وحمل اليهم ما أعده لهم من الهدايا والعلوفات الكثيرة، وكان وزير هذا الاسباسلار شيخا كبيرا نبيلا يعرف بأبي علي الفقيه، فسأل عن امرأة شريفة أسرت فعرفوه

أبو علي الضرير المقرئ:

خبرها فجاء إلى أبي القاسم الأفطسي الشاعر- يعني- زوج فاطمة المذكورة، وقال له: إنّا لم نعلم بفتح حلب، إلّا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال لي: يا أهل خراسان ما تنفرون؟ فقلت: إلى أين يا رسول الله؟ فقال: إلى حلب فإن العدو قد فتحها وأسر لي منها بنتا، فقلت: يا رسول الله فتدع بنتك مع الروم؟ فقال: لا ما تركتها، فتنبهت، وقد جئت وأنا أسأل عن الخبر، وذكر تمام الحكاية، ذكرناها في ترجمة فاطمة. أبو علي الضرير المقرئ: البجائي من بجاية بلد بالمغرب رجل مقرئ، عارف بالقراءات تصدر بجامع حلب لإقراء الناس، وإفادتهم، وأدركته وكان يقرأ على شيخنا أبي الحسن علي بن (142- و) قاسم بن الزقاق الاشبيلي، حين ورد حلب، وكان أبو علي هذا رجلا صالحا، حسن الأداء، وانتفع به جماعة من الطلبة، وقرأ بحلب في ليلة من الليالي ثلاث ختمات وسورة البقرة من الختمة الرابعة في ركعة واحدة، وهو قائم وأكمل من سورة آل عمران الى آخر الربع الاول وهو جالس، وصلى الصبح في أول الوقت، وحضر ذلك جماعة من القراء، وكتبوا خطوطهم بذلك، وعرفت ذلك في وقته بحلب. وكان سبب ذلك أن بعض القراء الشيعة استصغر فعل عثمان رضي الله عنه أنه ختم القرآن في ركعتين الى الصباح، وقال: أنا أفعل أكثر من فعله، وختم القرآن في ركعة واحدة قبل الصبح، أو أنه زاد على الختمة بما لا أتحققه الآن، فحمله ذلك على أن فعل ذلك اظهارا لزيادة قدرته على الاسراع في القراءة، وأن الفضيلة في فعل عثمان ترتيله القرآن وتدبره. وبلغني عن أبي علي المقرئ هذا أنه قرأ على محي الدين محمد بن علي بن محمد بن العربي الحاتمي، في ليلة من ليالي الصيف بحلب ختمة جمع فيها للقراء الثمانية، أعني السبعة ويعقوب «1» ، وتوفي أبو علي المقرئ هذا بحلب، بعد العشر والستمائة بسنين.

ذكر من كنيته أبو عمر

ذكر من كنيته أبو عمر أبو عمر بن عامر المصيصي: روى عن الفرج بن سعيد الطرسوسي (142- ظ) روى عنه عمر بن أحمد ابن السني. أخبرنا السلار بهرام بن محمود بن بختيار الأتابكي- فيما أذن لي فيه- وقد سمعت منه غيره بظاهر دمشق، قال: أخبرنا الحافظ عبد الخالق بن أسد بن ثابت قال: أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي الحافظ بأصبهان من لفظه إملاء، قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار بن محمد قال: حدثنا أبو سعد بن حسنويه قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال: حدثنا عمر بن أحمد بن السني قال: حدثني أبو عمر بن عامر المصيصي قال: حدثني فرج بن سعيد قال: حدثني مبشر بن اسماعيل قال: قلت للأوزاعي: الرجل نراه يجالس أصحاب البدع فنلقاه فنعاتبه فيقول: أنا ليس بيني وبين الناس إلا خير؟ فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يجمع بين الحق والباطل، وهما لا يجتمعان. أبو عمر المنبجي: روى عن خالد بن سعيد، روى عنه محمد بن بكر البالسي. (143- و) . أبو عمر الريحاني: الواعظ، سمع بمعرة النعمان أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب. أنبأنا أبو عبد الله بن الدبيثي قال: أنشدني أبو عبد الله أحمد بن علي الخطيب من حفظه بباب منزله بدار القز قال: أنشدني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب

النحوي قال: أنشدني أبو عمر الريحاني الواعظ قال: أنشدني أبو العلاء أحمد بن عبد الله التنوخي لنفسه: أأمكث في الدنيا كما هو عالم ... ويسكنني نارا كقيصر أو كسرى عبرت أسيرا في يديه ومن ... يكن له كرم تكرم بساحته الأسرى

ذكر من كنيته أبو عمرو

ذكر من كنيته أبو عمرو أبو عمرو مولى بني هاشم: سمع بحلب محمد بن أيوب الأنماطي، روى عنه أبو عبد الله بن مندة الحافظ. أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح. وأخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الدمشقي، وأبو الفضائل محمود بن أحمد بن عبد الواحد قالوا: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد قال: حدثنا والدي قال: أخبرنا أبو عمر «1» مولى بني هاشم قال: حدثنا محمد بن أيوب الأنماطي بحلب، فذكر حديثا (143- ظ) سقناه في ترجمة محمد بن أيوب بهذا الإسناد «2» . أبو عمرو العثماني: سمع بحلب محمد بن عبد الرحمن الهمذاني، واسمه عثمان بن محمد، وقد ذكرناه فيما تقدم، وسقنا عنه حكاية في ترجمة محمد بن عبد الرحمن. أبو عمرو الاوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد، تقدم ذكره. أبو عمرو الكرجي: الطرسوسي، قاضي معرة النعمان، واسمه عثمان بن عبد الله الطرسوسي قد تقدم ذكره.

أبو عمرو الضبابي:

أبو عمرو الضّبابي: كان من العباد الغزاة، وصحب الصوفية وتأدب بأخلاقهم وصحب محمد بن الخضر التيمي، وغزا معه، ومات في غزاته تلك، حكى عنه محمد بن الخضر التيمي. أخبرنا أبو نصر عبد العزيز بن يحيى بن المبارك الزبيدي ببغداد قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبريّ قالت: أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا أبو اسحاق ابراهيم بن سعيد بمصر قال: أخبرنا أبو صالح السمر قندي قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن القاسم بن اليسع بالقرافة قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن عبد الله الصوفي قال: قال أبو حمزة محمد بن ابراهيم الصوفي: حدثني الصلت بن بهرام المجاشعي قال: حدثني محمد بن (144- و) الخضر التيمي قال: كان أبو عمرو الضبابي من أحسن من رأيته وجها ممن صحب الصوفية، وكان لا يرافق أحدا ولا يجالسه ولا يؤانسه إلا في طريق، فأتاني ذات يوم، ونحن ببلاد الروم، فقال: هل لك في مرافقتي فإني قد مللت الوحدة، وطالت عليّ الوحشة؟ فقلت: على خلال ثلاث، قال: وما هي؟ قلت: على أن لا أراك ضاحكا الى أحد من خلق الله، ولا مشتغلا بغير طاعة الله عز وجل ولا تعمل عملا حتى أقول لك، قال: قد فعلت، وكان معي لا يفارقني في حج ولا غزو، فكنت أرى منه أمورا أعلم أن الله سيرفعه بها في الدنيا والآخرة من حسن صلاته، وكثرة صيامه، وطول صمته، وقلة كلامه، فقلت له ذات يوم لأتبيّن معرفة عقله: ألا أشتري لك جارية، فقال: وما أصنع بها؟ قلت: ما يصنع الرجل بملك يمينه، فقال: لو أردت هذا لم أترك أهلي وأشخص عن وطني، وأخرج عن دنياي، ولكان لي منهم مقنع، وفي المقام معهم متسع، فقلت: ألق هذا الصوف عنك فإنه قد أثر ببدنك، وأنهك جسمك، فقال: أتأمرني أن ألقي عني ثوبا أتقرب الى الله عز وجل بخشونته وبفساعة ريحه «1» ، وأنا أرجو منه حسن الثواب عليه عند منقلبي اليه! قلت: فهل لك أن تفطر فإن الصيام قد أنحلك والظمأ قد غيرك؟ فقال: سبحان

الله (144- ظ) ما أعجب ما تأمرني به، هل الدنيا إلا يومان: فيوم قد مضى لي أو علي، ويوم أنا فيه لا أدري بما يختم لي من رحمة أو عذاب، فإن عذبني وأنا على حالة أتقرب اليه بها فهو أجدر أن يعذبني إذا فعلت أمرا أنا فيه مقصر، قلت: فصم يوما وأفطر يوما، فقال: ذلك صوم الأبرار ومن أمن النار، الذين علموا أن الله عز وجل متجاوز عنهم، وقابل منهم، فأما أنا فأنت تعلم أني غير عامل «1» بما سبق في الكتاب من شقاء وسعادة، والله لئن عذبني الله على طاعته أحب إليّ من أن يغفر لي وأنا على معصيته، على أنه غير جائر على من خلقه، ولا معذبا له إلّا بذنب، قلت: أفلا أشتري لك وطاء تنام عليه؟ فقال: وأي وطاء أوطأ من ظهر الارض وقد سماه الله عز وجل «مهادا» «2» والله لا أفرش فراشا ولا أتوسد وسادا حتى ألحق بالله عز وجل، فقلت: فهل لك أن تريح نفسك في هذه الغزاة وترجع، فقال: وا عجباه من قولك تأمرني أن أرجع عن الجنة وقد فتح لي بابها، والله لا أزال أعرض نفسي على الله تعالى لعله يقبلني، فإن رزقني وخصني بالشهادة فهو الذي كنت أحاول وفيه أطالب، وان حرمني ذلك فبالذنوب التي سلفت وأنا أسأل الله أن يتفضل علي بما سألته ويجيبني فيما دعوته، فغزا معنا ونحن في خلق كثير مع محمد بن مصعب (145- و) فلقينا العدو، فكان أول من خرج، فقلت: أبشر بثواب الله عز وجل فقد أعطاك الرضا، وفوق المزيد، فقال بصوت ضعيف: الحمد لله على كل حال، لقد نظرت الى كل ما تمنيت فوق ما اشتهيت، وبلغت ما أحببت، وأدركت ما طلبت من حور وولدان وسلسبيل وريحان، وإياك والتقصير لعل الله عز وجل أن يبلغك ما بلغني، ويرزقك ما رزقني.

ذكر من كنيته أبو عمران

ذكر من كنيته أبو عمران أبو عمران الطرسوسي: روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، وأبي يوسف الغسولي، روى عنه أحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك، ويوسف بن محمد المؤذن. أنبأنا أبو الحجاج بن خليل الدمشقي قال: أخبرنا محمد بن أبي زيد قال: أخبرنا أبو طاهر الراشتيناني، ح. قال أبو الحجاج: وأخبرنا أبو المحاسن بن الاصفهبذ قال: أخبرنا أبو الفضل الثقفي قالا: أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر الذكواني قال: حدثنا أبو محمد بن حيّان قال: سمعت يوسف بن محمد المؤذن يقول: سمعت أبا عمران الطرسوسي قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ما تحت أديم السماء أحفظ لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي مسعود. (145- ظ) . أخبرنا يوسف الآدمي- إذنا- قال: أخبرنا مسعود بن أبي منصور قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم صد بن عبد الله الحافظ قال: أبو عمران الطرسوسي قدم أصبهان. حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا أحمد بن علي بن الجارود قال: سمعت أبا عمران الطرسوسي يقول: سمعت أبا يوسف الغسولي يقول: دخلت على سفيان ابن عيينة وبين يديه قرصين من شعير فقال: يا أبا يوسف أما إنها طعامي منذ أربعين سنة «1» .

أبو عمران الملطي:

أبو عمران الملطي: من أهل ملطية، وكان أحد العباد والفرسان المجاهدين. أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد السمعاني- في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا أبو سعيد الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر المزكي- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمى في كتاب تاريخ الصوفية قال: أبو عمران الثغري من أهل ملطية أحد الفرسان، سئل عن التصوف فقال: حال حيّر فبلبل فلم يبق للمتحيّر ما يعرف به.

ذكر من كنيته أبو عمرة

ذكر من كنيته أبو عمرة أبو عمرة الانصاري: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها، واختلف في اسمه فقيل (146- و) أسير، وقيل يسير بن عمرو، وقيل بشير وقيل اسمه عمرو بن محصن وقيل ثعلبه بن عمرو، وقيل ثعلبة بن محصن، وقيل أسد بن مالك، وقيل عبد الرحمن. وقد تقدم ذكره فيما سبق. روى عنه المطلب بن عبد الله بن حنطب. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتّاب، وأبو عمران بن أبي تليد- إجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر ابن عبد البر قال: أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: في ذكر من كني من الصحابة على حرف العين، من كتاب الحروف: ومنهم أبو عمرة الانصاري زعم بعضهم أن اسمه ثعلبة بن عمرو، ويقال بشير بن عمرو، وقتل مع علي بصفين وابنه. روى عن عثمان بن عفان. وقال ابن السكن: أخبرنا محمد بن زبّان الحضرمي قال: حدثنا عيسى بن حماد قال: أخبرنا الليث عن محمد بن عجلان عن عاصم بن عبيد الله عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي عمرة الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان في غزوة فأصابتهم شدة حتى هموا بنحر ظهرهم، ثم ان عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله: لو أنك أمرت الناس فجمعوا أزوادهم، فدعوت فيها بالبركة، رجوت ان يبلغهم الله بها، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمعوا أزوادهم على

أبو عمرة المازني:

نطع، فدعا فيه بالبركة، ثم أمرهم أن يأتوه رسلا لا يبادر (146- ظ) بعضهم بعضا فاحتملوا الزاد حتى لم يبق منهم أحد، وبقي منه بعد فراغ الجيش، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الأن أكثر أو حين جمع؟ قالوا: والذي أكرمك بما أعطاك ما ندري أهو الآن أكثر أو حين أتي به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أني رسول الله، وأشهد أن لا يشهد بها أحد مخلصا إلا وجبت له الجنة. روى هذا الحديث ابراهيم بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن الاوزاعي، وابراهيم جميعا عن المطلب بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يروه بهذا الإسناد غير ابراهيم والله أعلم «1» . (147- و) . أبو عمرة المازني: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها. قال الواقدي: وفيها- يعني سنة سبع وثلاثين- قتل بصفين: عمار، وخزيمة ابن ثابت وأبو عمرة المازني، وكانوا مع علي.

ذكر من كنيته أبو العلا

ذكر من كنيته أبو العلا أبو العلاء بن بوين المعري: وهو من أقارب أبي الحسن علي بن جعفر بن بوين المعري، الشاعر المشهور، شاعر وقع إليّ بيتان من شعره رواهما عنه أبو جعفر محمد بن أبي البيان محمد ابن علي التنوخي المعري. قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي. وأخبرنا به اجازة عنه أبوا: القاسم بن رواحة، وابن الطفيل، وغيرهما قال: أنشدني أبو جعفر محمد ابن محمد بن علي بن الجواري التنوخي، وسمعته يقول: أنشد أبو العلاء بن بوين المعري قريب ابن بوين الكبير بيتين من نظمه لوالدي، وسأله اجازتهما، وكنت حاضرا بمصر، وهما: بخل الزمان على الكرام بصفوه ... وكذاك فعل مباين الأخلاق وذهبت أسعى في البلاد موازرا ... عزما يقوم بصالح الأعراق فقال أبي: وسلكت فيه نهج كل ممجد ... لو ساعدته معونة الخلّاق ولقيت في أبنائه وصروفه ... وخطوبه ما ذو البصيرة لاق (147- ظ) وتباعدت عني الحظوظ ... وإنما بيد الإله مفاتح الأرزاق (148- و)

ذكر من كنيته أبو العلاء

ذكر من كنيته أبو العلاء «1» أبو العلاء بن سليمان المعري: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي اسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان، وقد قدمنا ذكره. أبو العلاء بن العين زربي: أصله من عين زربة من الثغور الشامية، وكان يسكن دمشق، وكان شاعرا مجيدا، روى عنه أبو الحسن علي بن مسهر الموصلي. أنبأنا عبد المحسن بن عبد الله الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خميس الموصلي قال: حكى لي بعض الفضلاء من الأدباء وهو الرئيس الأديب أبو الحسن علي بن مسهر الموصلي رحمه الله أنه جاءه بدمشق في سنة نيف وسبعين وأربعمائة أبو العلاء بن العين زربي باكيا حزينا، فسأله عن حاله، فقال: انني عملت في المنام أشعارا كثيرة، لما أهذي به في اليقظة، فما حفظت منها شيئا، وقد رأيت ملك الموت عليه السلام في هذه الليلة الماضية وهو يقول لي: أنا ضيفك فعملت في المنام هذين البيتين وحفظتهما وهما: قضى الله أن أقضي وتقضى منيتي ... ولم أقض في الدنيا مناي ومنيتي فلله ضيف زارني فقريته ... حياتي فولى ظاعنا حين ولت (139- و) قال: ثم انه خرج عني، فوصلني خبره بعد يومين أو ثلاثة أنه مات الى رحمة الله تعالى. أبو العلاء بن أبي الندى: المعري، واسمه المحسّن، تقدم ذكره.

ذكر من كنيته أبو عيسى

ذكر من كنيته أبو عيسى أبو عيسى بن موسى: ابن أبي القاسم بن محمد القزويني، شيخ حسن، حدث بحلب عن أبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وتوفي بحلب في منتصف شعبان سنة ثمان وثلاثين وستمائة، رحمه الله. أبو عيسى بن الطبيب: العامل على خراج الثغور حدث بطرسوس عن أبي الطيب بن جهور القاضي. روى عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي.

حرف الغين في الكنى

حرف الغين في الكنى أبو الغادية المري: وقيل الفزاري شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وقيل انه هو الذي قتل عمار بن ياسر، وقد سبق في باب العين المهملة ذكر أبي عادية الجهني، وأنه طعن عمارا، وقتله غرة، وذكر شبيها بهذه القصة. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي قال: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أحمد بن فارس بن المنجا بن كروس السلمي قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن ابراهيم بن نصر المقدسي قال: أخبرنا أبو المعمر مسدد بن علي ابن عبد الله الأملوكي الحمصي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن بن ابراهيم العتكي الأنطاكي قال: حدثنا علي- يعني- أبا الحسن بن محمد بن السكن اللؤلوي قال: حدثنا الحسن بن (149- ظ) عرفة قال: حدثنا خلف بن خليفة عن أبان المكين عن أبي هاشم الرماني أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان جالسا على سرير اذ جيء برأس عمار بن ياسر، وألقي بين يديه، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فجاء رجل فقال: أنا والله قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: إنا لله وإنا اليه راجعون، قال: اذهب ما أنت قتلته، أو قال ما أنت قاتله، اذ جاء قاتله أبو الغادية المري، فقال أنا والله قتلته، فقال له عبد الله بن عمرو: ما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: يا جبريل يا ميكائل، قال عبد الله: أوه أنت والله قاتله، أو أنت والله قتلته، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قاتل عمار وسالبه في النار، فقال له معاوية: ما تريد مني يا عبد الله تريد تضل الناس عني، فقال عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شيئا فقلت مثله.

وقد قيل ان أبا الغادية طعنه وابن حوي احتز رأسه، وأن عمرو بن العاص قال لابن حوي، وقد قال: أنا قتلته، فقال له عمرو: فما كان منطقه؟ قال: ابن حوي: سمعته يقول: اليوم ألقى الأحبة ... محمدا وحزبه. وقد ذكرنا ذلك في ترجمة ابن حوي فيما يأتي ان شاء الله تعالى من هذا الكتاب، وقد ذكرنا في ترجمة أبي عادية الجهني أنه هو الذي طعنه، والله أعلم. (150- و)

ذكر من كنيته أبو غالب

ذكر من كنيته أبو غالب أبو غالب الانطاكي: حدث عن يحيى بن السكن، روى عنه علي بن حمزة بن صابح الأنطاكي علّون وأحمد بن محمد بن مسعود الأنطاكي. أبو غالب الملطي: روى بطرسوس عن أبي زرارة الريحاني، روى عنه أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي القاضي. أبو غالب بن عبد الحق: وزير آق سنقر البرسقي، قدم حلب سنة ثمان عشرة وخمسمائة، صحبة البرسقي، حين قدم حلب والفرنج محاصروها فرحلهم عنها، وملكها، ولما قتل البرسقى وزر لابنه مسعود بعده.

ذكر من كنيته أبو غانم

ذكر من كنيته أبو غانم «1» أبو غانم بن سعيد بن عبد المنعم بن المنذر الحلبي «2» : الملقب بالشرف بن الصيفي، أبي الفضل، شاب حسن فاضل اشتغل بالأدب، وقال الشعر الحسن، وولاه الملك الظاهر غازي بن يوسف القرية التي كانت له بالغور اقطاعا من عمه، وتعرف بالزراعة، فأقام مدة في دمشق وكان بيني وبينه اجتماع ومؤانسة، جمع بيننا اشتغالنا بالنحو في الحلقة، واجتماعنا في حلق الكتب لابتياعها، كتب (151- ظ) لي أبياتا من شعره، وكنت قد وعدته باعارة ديوان شعر ابن عمار الكوفي، فأرسلها إليّ يقتضيني انجاز الوعد باعارته: قل لفلان الدين يا سيدا ... أضحى به زند الورى واري وعدك بالأمس غدا باعثا ... شوقي إلى شعر ابن عمار فأعمر به ربع سروري فقد ... نادته في ناديك أشعاري أبو غانم بن المفضل: ابن عبد الرزاق بن أبي حصين المعري، الملقب بالصفي، روى عن جده القاضي أبي غانم عبد الرزاق، وعمه القاضي أبي البيان محمد بن عبد الرزاق، روى عنه العماد أبو حامد محمد بن محمد بن أخي العزيز الكاتب. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار المقدسي قال: أخبرنا أبو حامد محمد بن محمد الكاتب قال: أنشدني القاضي الصفي أبو غانم بن أبي حصين

أبو غانم بن أبي الفتح بن الموصول:

قال: أنشدني أبو البيان محمد قال: أنشدني عمي أبو يعلى في (150- ظ) الزّلي «1» والمنشفة الرومي عند دخول الحمام: ورومي حلعت عليه يوما ... ثيابي كلها مع طيلساني فلا بالمنطق الرومي أثنى ... عليّ وقال هذا قد كساني ولا قال اشكروا عني فلانا ... فإني لا يطاوعني لساني فعدت لآخذها فتشبشت بي ... له أخت من البيض الحسان «2» وقال العماد أبو حامد الكاتب: أنشدني القاضي أبو غانم بالشام سنة سبعين وخمسمائة قال: أنشدني جدي أبو غانم لنفسه يصف الفقاع «3» : ومحبوس بلا جرم جناه ... له حبس بباب من رصاص «4» وقد ذكرنا الأبيات الثلاثة في ترجمة جده عبد الرزاق. أبو غانم بن أبي الفتح بن الموصول: الحلبي الأسدي له شعر، أنشدني عنه بعضه ابن عمي أبو يعلى عبد الكريم ابن عبد الصمد. أنشدني ابن عمي أبو يعلى عبد الكريم بن عبد الصمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أنشدني أبو غانم بن أبي الفتح بن الموصول الحلبي لنفسه بها: صاح دعني وما تقول الأعادي ... وارتقي بي الى مكان الرشاد ودر اللهو واسقني بنت كرم ... عتقت في الدنان من عهد عاد نزلت في الكؤوس كالنار يحكي ... نورها نور كوكب وقّاد

أبو غانم بن الحلاوي:

واستدار الحباب فاللؤلؤ الرطب ... عليها كحل عقد اعتقادي (151) وان تعسفتني بظلم فإني ... مستجير بسادة أنجاد أبو غانم بن الحلاوي: الشاعر الحلبي، واسمه..... «1» ، تقدم ذكره. أبو غانم بن العديم: الزاهد عمي، اسمه محمد بن هبة الله، قد تقدم ذكره. أبو غانم النجار: الحلبي الحاجي روى عن ابن منير الشاعر شعرا له. روى لنا عنه الشريف أبو الحسين علي بن محمد بن داود بن الناصر الحلبي. أنشدني الشريف أبو الحسين بن الناصر الحسني الحلبي بها قال: أنشدني الحاجي أبو غانم النجار الحلبي ببليرمون «2» قال: أنشدني أبو الحسين أحمد بن منير لنفسه في ملك النحاة، وقد خمشه قط في يده: عتبت على قط ملك النحاة ... وقلت أتيت بغير الصواب خشت يدا خلقت للندى ... وفك العناة وضرب الرقاب فقال لي القط ويك اتئد ... أليس القطاط عداة الكلاب «3» وقد قيل أن هذه الأبيات لوحيش الشاعر، وقيل انها لفتيان الشاغوري. أبو الغريب الاصبهاني: ووجدته في موضع آخر أبو العريب بالضم، فلا أدري الضم بالغين أو بالعين وكان أحد الفقراء المجردين، أقام بطرسوس مدة، حكى عنه الحسين بن جعفر، وأبو القاسم فارس بن أبي الفوارس. قرأت في كتاب الإخبار بفوائد الأخبار «4» ، من كلام أبي بكر محمد بن

ابراهيم بن يعقوب الطرسوسي قال: سمعت أبا القاسم فارس بن أبي الفوارس يقول: كنا بمصر جماعة من الفقراء ومعنا أبو الغريب، وكان يأتينا بالجامع حدث من أبناء المياسير، فوقع في قلب أبي العريب، فكان اذا رآه تغير وأدخل رأسه في مرقعته لا ينظر اليه، فقلنا له يوما: باسطه لعله يخف عنك، فمد كفه اليه كالسائل، وهو عنه معرض فدفع الفتى اليه خاتمه، فلبسه أبو العريب، وذهب الفتى وأخبر أبوه بذلك، فأرسل الى أبي العريب يسترد خاتم ابنه، فأدخل أبو العريب اصبعه (152- و) في فيه يخرج الخاتم فامتنع عليه، فلم يملك اصبعه «1» أن قطع اصبعه بأسنانه، ووضعها مع الخاتم في كف الرسول، وقام فخرج. قال أبو القاسم: فخرجنا في الفداء بعد سنين، فاذا أنا به في بعض بلاد الروم، فقلت له: كيف تجدك؟ فقال: كما كنت، قلت: ويحك قد عاش الفتى ومات أبوه، فلو قدمت معنا، فقال: والله لا دخلت ديار الاسلام وسرّي يعبد سواه. ونقلت من كتاب سير السلف «2» تأليف الحافظ أبي القاسم اسماعيل بن محمد ابن الفضل: ذكر أبي الغريب الاصبهاني، رحمه الله، لقي المتقدمين من المشايخ، أقام بطرسوس برهة، ثم رجع الى مكة، ثم رجع الى شيراز فاعتل فيها علة شديدة وظننا أنه يموت، فقال: ان مت بشيراز فادفنوني في مقابر اليهود فتعجبنا من قوله، وسألناه عن ذلك فقال: اني سألت الله عز وجل أن يكون موتي بطرسوس ولا أشك أن موتي هنالك، فبرأ من العلة وخرج، وآخره مات بطرسوس. وقال: قال الحسين بن جعفر: دخلنا على أبي الغريب بطرسوس وقد ورمت فخذاه، وشق من وركه الى ركبته، وسال منه القيح الكثير وهو بحالة عجيبة، فقال له بعض أصحابنا: كيف أنت؟ فقال: كما ترى، وبعد ما قلت «مسني الضرّ» «3» مات بطرسوس.

أبو الغزير:

أبو الغزير: صاحب أبي عبيد البسريّ الزاهد، حكى عن أبي عبيد (151- و) حكاية جرت له معه، وهو في الغزاة ببلاد الروم، رواها عنه عبيد بن فايد، فقد دخل في غزاته حلب أو بعض عملها. أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم- اجازة ان لم يكن سماعا- قال: أنبأنا أبو محمد بن الاكفاني قال: أخبرنا أبو علي الحسين قال: حدثنا أحمد بن أبي حريصة الهمذاني- اجازة- قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن الجبّان قال: وحدثني أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد المؤذن قال: حدثنا أبو يعقوب الاذرعي قال: حدثنا عبيد ابن فايد قال: قال لي أبو الغزير: كنت أنا وهو- يعني- أبا عبيد في بلاد الروم، وكنا قد هادفنا العدو فوقع فرس أبي عبيد للموت فجعلت أنا أتقلى من عدوّ مواجهنا وفرس يموت وهو قائم يصلي، فلما التفت من صلاته قلت: في هذا الموضع تصلي؟ فقال: ما أجد في قلبي شيئا، ثم نهض الفرس، وركب أبو عبيد، فقلت: لا أسأله بعدها عن شيء «1» . أبو الغنائم تاج الملك: واسمه «2» . كان يتولى خزانة السلطان ملكشاه، وكان وجيها عنده، وقدم معه حلب، حين قدمها، وهو الذي تولى عمارة المسجد المعروف بمقام ابراهيم عليه السلام خارج باب العراق وشاهدت اسمه مكتوبا على الرواق الذي بين يدي المسجد منقورا في الحجر مع اسم ابنه محمد بن (153- و) ملكشاه، وقد ذكرناه في حرف الخاء فيما تقدم من الكتاب. قرأت في تاريخ أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ بخطه

أبو الغوث بن محجز المنبجي:

في حوادث سنة خمس وثمانين وأربعمائة: قتل نظام الملك، وانه أتهم بذلك متولي الخزانة تاج الملك. قال: وكان تاج الملك لا يفارق السلطان الى أن يدخل فراشه، ويدخل اليه وهو وخاتون في الفراش لا تختبي منه. قال: وكان شيخا مليح الشيبة، أبيض الحواجب، يقول لي أبي: والله كأنه جدك رحمهم الله. فلما مات السلطان- يعني- ملكشاه اجتمع مماليك خواجا بزرك «1» ، وكانوا في سبعة آلاف مملوك مزوجين الى سبعة آلاف مملوكة له، وقالوا: ما قتل مولانا نظام الدين إلّا بأمر تاج الملك، فانه باطني، وأمر به الباطنية فقتلوه، فوثبوا على تاج الملك فقتلوه، وتوازعوا جثته، فصار الى كل واحد منهم عظم أو قطعة لحم لفها، وجعلها في خريطته، حدثني بذلك جماعة من الثقات. أبو الغوث بن محجز المنبجي: شاعر مجيد، قيل انه انتقل من منبج الى حلب، وسكنها، وان درب أبي محجّز بالقطيعة ينسب اليه، وله مسجد حسن فيه، كان يقرئ فيه القرآن، وعندي في ذلك شك، فان الدرب ينسب الى أبي محجز لا الى ابن محجز. وذكره أبو منصور الثعالبي في تتمة اليتيمة، وذكر له من الشعر قوله في غلام التحى (153- ظ) : في سبيل الله خدّا ... كان في الملمس خزّا خانه الشعر فأضحى ... يوسع اللاثم وخزا قال: وله:

أيها الظبي الذي ... أعرض عني وجفاني فهو من أعظم همّي ... حين أخلو بالأماني ابتلاك الله مني ... بالذي منك ابتلاني ساعة حتى ترى كيف ... الهوى ثمّ كفاني قال: وكان يحفظ شعر البحتري. قال: وكان أحضر الناس جوابا، وكان في عينيه سوء، فقال له صاحب منبج وقد رمدت عينه مرة: يا أبا الغوث قد اشرفت على العمى فماذا تعمل اذا عميت؟ فقال: أقرأ على قبرك أيها الأمير.

حرف الفاء في الكنى

حرف الفاء في الكنى أبو فاختة: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وروى عنه، حدث عنه ابنه، وعمرو بن دينار. أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود بن محمد الصابوني قال: أخبرنا أبو محمد ابن الخشاب النحوي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب (154- و) قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى الجعفي قال: حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي فاختة قال: أتيت عليّا يوم صفين بأسير، فقال له الاسير: لا تقتلني، فقال له علي: لا أقتلك صبرا اني أخاف الله رب العالمين، ثم قال له علي: أفيك خير، أتبايع؟ فقال الرجل: نعم، فقال علي للذي جاء به: خذ سلاحه، وخل سبيله.

ذكر من كنيته أبو الفتح

ذكر من كنيته أبو الفتح أبو الفتح بن أحمد بن أبي الرءوس السروجي: القاضي، دخل معرة النعمان، وقرأ بها على أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، وروى عنه شيئا من شعره، روى عنه أخوه القاضي أبو المهذب عبد المنعم بن أحمد بن أبي الرءوس. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري- قراءة عليه بمنزلي بحلب- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سمعت أبا الزاكي حامد بن بختيار بن جروان النميري الخطيب بالشمانية- مدينة بالخابور- يقول: سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أحمد بن أبي الرءوس السروجي يقول: سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول: دخلت على الشيخ أبي العلاء التنوخي بالمعرة، ذات يوم، في وقت خلوة بغير علم منه، وكنت أتردد اليه وأقرأ عليه، فسمعته وهو ينشد قيله (154- ظ) : كم غودرت غادة كعاب ... وعمّرت أمها العجوز أحرزها الوالدان خوفا ... والقبر حرز لها حريز يجوز أن تبطئ المنايا ... والخلد في الدهر لا يجوز أبو الفتح بن الاباريقي: الحلبي الأديب، شاعر من أهل حلب روى عنه شيئا من شعره القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد الأنصاري، قاضي سيوط وخرج عنه انشادا في مشيخته. وسمع منه بحلب. أخبرنا مرتضي بن حاتم المقدسي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو البركات

أبو الفتح بن بيان بن علي:

محمد بن علي القاضي قال: أنشدني الشيخ الأديب العفيف أبو الفتح بن الأباريقي الحلبي لنفسه: شاور أخا اللب الفصي ... ح فإن هديك في يديه فمن استبد برأيه ... عميت مراشده عليه أبو الفتح بن بيان بن علي: الحلبي الملقب بالتاج ابن أخت الاستاذ ثابت بن شقويق الأمّان، واسمه أحمد، وهو معروف بالكنية، رجل كيس، حسن المحاضرة، طيب المذاكرة ينظم الشعر، وهو متستر متدين، وكان متشيعا، روى لنا عن الاستاذ حماد البزاعي، وأبي جعفر بن المؤيد بن الحواري المعري، والمؤيد محمد بن يوسف بن الدخوار، وروى عن الشريف النسابة محمد بن أسعد الجواني. سألته عن مولده في (155- و) الحادي والعشرين من شعبان سنة أربع وعشرين وستمائة، فقال لي خمسة وستون سنة، فيكون مولده تقديرا في سنة ثمان أو سنة تسع وخمسين وخمسمائة. أنشدني أبو الفتح بن بيان بن علي الحلبي بياقد «1» قال: أنشدني حماد البزاعي لنفسه: يا بدر متّعت باشراقك ... يا غصن منّيت بأوراقك يا حسن الوجه عسى خلقك البد ... يع يعدي سوء أخلاقك يا نائم الليل هنيئا وان ... حرمت فيه نوم عشاقك فداء عينيك وحاشاهما ... مما تلاقي عين مشتاقك فاحذر على بعدك من داره ... اذا بكى سرعة اغراقك أنشدني أبو الفتح بن بيان الحلبي قال: أنشدني أبو جعفر بن المؤيد بن حواري المعري لنفسه:

والأرض من خلع الغمام تدرّعت ... حللا تعم تهائما ونجادا وتلفعت صلع الأباطح والربى ... من مونق العشب الأثيب بجادا «1» فتّظن أنفاس الشمال مريضة ... والطير حول وسادها عوّادا وشباه «2» ممشوق القوام مهفهف ... فلّت مذربه الشفار حدادا إن سلّه من غمد مقلمة غدا ... صلّا «3» يمجّ من اللهاة مدادا أرى لمن أبدى خلوص ولائه ... ونقيع سم للمريد عنادا وإذا مشى بين الثلاث لكتبة ... ابصرت منه فضائلا آحادا خط يروق رواؤه فكأنما ... نشرت أنامله بها أبرادا «4»

ذكر من كنيته أبو الفوارس

ذكر من كنيته أبو الفوارس أبو الفوارس بن أبي الفرج: البزاعي ابن أخت الأستاذ حماد البزاعي (165- ظ) الأستاذ من أهل بزاعا، وكان مؤدبا بحلب، وله مكتب يعلم فيه أولاد الأعيان من الحلبيين، وانتفع به جماعة، وكان فيه صلاح وتقى، وعنده فضل وأدب، وينظم شعرا جيدا. روى عنه شيئا من شعره أبو عبد الله محمد بن محمد العماد الكاتب، وعلي ابن سنان الحلبي السراج، وروى لنا عنه شيئا من شعره الزكي عبد الرحمن بن أبي غانم بن إبراهيم بن سندي الحلبي، والقاضي أبو محمد صقر بن يحيى بن صقر الفقيه، واسمه محمد بن أبي الفرج، واشتهر بالكنية، وقد قدمنا ذكره في المحمدين أيضا. أنشدنا الزكي عبد الرحمن بن أبي غانم بن سندي قال: أنشدنا الأستاذ أبو الفوارس بن أبي الفرج البزاعي لنفسه، وذكر لي أنه عملها بديها، وقد اجتاز بدير عمان، وهو دير بجبل سمعان من غربي حلب وإلى جانبه دير سابان: قد مررنا بالدير دير عمانا ... ووجدناه داثرا فشجانا ورأينا منازلا وطلولا ... دارسات ولم نر السكانا وأرتنا الآثار من كان فيها ... قبل تفنيهم الخطوب عيانا وبكينا فيه فكان علينا ... لا عليه لماّ بكينا بكانا لست أنسى يادير وقفتنا في ... ك وإن أورثني النسيانا من أناس حّلوك دهرا فخلو ... ك وأمسوا قد عطلوك الآنا (66- و)

فرقتهم يد الخطوب ... فأصبحت خرابا من بعدهم أسيانا «1» وكذا شيمة الليالي تمي ... ت الحي منا وتهدم البنيانا حربا ما الذي لقينا من الدنيا ... وماذا من خطبها قد دهانا نحن في غفلة بها وغرور ... وورانا من الردى ما ورانا أنشدنا القاضي ضياء الدين صقر بن يحيى بن صقر قال: أنشدني أبو الفوارس الأستاذ لنفسه وقد عزل عامل بزاعا عنها وولي غيره. مدبرا يعزلونه ... ويولون مدبرا شبه من يغسل الثياب ... من البول بالخرا قرأت للأستاذ أبي الفوارس البزاعي علي ظهر كتاب: يا من كحلت بحسن صورته ... عيني وكانت تشتكي الرمدا فجلا القذا منها وآمنها ... من أن تراه بعدها أبدا أوليت عيني بالشفاء يدا ... فأنعم وأول القلب منك يدا فكلاهما في حبّك اشتركا ... وعلى هواك معي قد اعتضدا أنت الشّفاء لمدنف وصب ... لو رام ذاك سواك ما وجدا سألت غير واحد من أهل بزاعا عن وفاة أبي الفوارس الأستاذ فقال: قرب الستمائة. وسألت صديقنا زين الدين ابن النصيبي، وكان معلمه، عن وفاته، فقال: توفي في غالب ظني في سنة تسع وثمانين وخمسمائة. (166- ظ)

أبو الفوارس بن الطلائي:

أبو الفوارس بن الطلائي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الاسكندراني الواعظ، الملقب بالشمس، واعظ حسن، له قبول، قدم علينا حلب، ووعظ بها، وحضرت مجلسه وأنا صبي، ولا أتحقق ما سمعته منه، وله شعر حسن، روى لنا عنه شيئا منه الزين يونس بن أبي الغنائم المقرئ بالألحان. أنشدني زين الدين أبو..... «1» يونس المقرئ قال: أنشدني أبو الفوارس الاسكندراني الواعظ بالقاهرة لنفسه: رقصت لطيفة جوهر الأرواح ... في جرم قالب هيكل الأشباح وتمايلت مثل الغصون كأنها ... شربت وما شربت سلاف الراح وهي التي ما لم تزل سكرانه «2» ... من خمرة تسقى بلا أقداح وإذا صحت من سكرة فلسكرة ... لكنها سكرى بغير جناح عربيّة عجمية صوفيّة ... شاميّة مدنية يا صاح ترتاح عند سماع ذكر حبيبها ... شوقا له والعيش للمر تاح وتأن أنّة عاشق جذب الهوى ... بزما مه عن لذة الأفراح علمت مباديها وعودتها له ... وحي أتى من فالق الأصباح

حرف القاف في الكنى

حرف القاف في الكنى ذكر من كنيته أبو القاسم (168- و) أبو القاسم بن ابراهيم بن هبة الله: ابن اسماعيل بن نبهان بن محمد الشافعي القاضي الفقيه الحموي، الملقب بالعماد، ويعرف أبوه بابن المقنشع، فقيه فاضل متورع، ولي قضاء حماة سنة اثنتي عشرة وستمائة، وبقي قاضيا بها إلى أن عزل عن القضاء، وتوجه إلى حلب فأقام بها مدة وتأهّل بها، وقطن، ثم رحل منها إلى حمص واتصل بخدمة الملك المجاهد شير كوه بن محمد بن شير كوه، وحظي عنده ثم من بعده عند ولده الملك المنصور إبراهيم، وسير إلى بغداد منها رسولا مرارا متعددة، وإلى حلب وغيرها من البلاد، ثم انتقلت حمص إلى الملك الأشرف موسى بن إبراهيم، فسيره رسولا إلى مصر إلى صاحبها الملك الصالح أيّوب، وكان قد صاهر وزير الملك الأشرف المخلص بن قرناص على ابنته، فتجدد من الحوادث أن قبض الملك الأشرف على وزيره المذكور، حميه ابن قرناص، فلم يعد إليه من مصر، وأقام بالديار المصرية إلى أن ولاه الملك الصالح أيوب القضاء بمدينة مصر، فبقي قاضيا يحكم بين الناس إلى أن عزل عن القضاء في سنة إحدى وخمسين وستمائة. وكان موفقا في أحكامه عادلا في أقضيته حافظا لناموس القضاء، فقيها معتبرا، عارفا بالمذهب والخلاف، له هيبة وتصون وكان قد ولي التدريس بالمدرسة الأسدية بحلب، وولي التدريس بالنورية بحماة «1» . (168- ظ) . ولما عزل عن قضاء مصر توجه منها إلى دمشق، فأقام بها مدة، ثم استدعي إلى حماة ليتولى قضاءها، وطلب من الملك الناصر يوسف لذلك، فسير إليه في ذلك،

أبو القاسم بن برية:

وقرر أمره، وعين له ما يكفيه، واشترط في ولايته شروطا فيما يرجع إلى صيانة مجلس الحكم، وأن لا يعارض في أحكامه ولا يتجوه عليه بجاه من ذي سلطان ولا غيره، فأجيب الى ذلك جميعه، وخرج من مدينة دمشق مبرزا للتوجه الى حماة، فمرض بذات الجنب ثلاثة أيام، وتوفي يوم الخميس ثالث عشر المحرم من سنة اثنتين وخمسين وستمائة بمدرسة ابن الزنجاري بالعقيبة، ودفن بجبل الصالحين رحمه الله. أبو القاسم بن برية: الرقي القاضي درّس العلم بحلب، وقرأ عليه بها أبو القاسم الخضر بن عبد الله البالسي، وحكى عنه. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالبيت المقدس- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أخبرني الشيخ أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن الفرّاء المقرئ البصري الدمشقي- بالمقدس- قال: سمعت أبا القاسم الخضر بن عبد الله البالسي يقول: قال لنا القاضي أبو القاسم بن بريه الرقي بحلب، ونحن ندرس عليه الفرائض والحساب، وغير ذلك: العلم أشد المعشوقين (169- و) دلالا، لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك، وأنت إذا أعطيته كلك على غرر من إعطائه لك البعض. أبو القاسم بن جلبات المعري: شاعر مذكور، وتلقب بالكامل، واسمه علي، وقد قدمنا ذكره. أبو القاسم بن حسن بن أبي القاسم المقدادي: قاضي رحبة مالك بن طوق، فقيه شافعي المذهب، من ولد المقداد بن الأسود، رأيته بالرّحبة، وذكر لي أنه قدم حلب، ثم عدت الى الرحبة مرة ثانية، فقيل لي إنه توجه إلى حلب في شغل يتعلق بصاحب الرحبة. سمع مني شيئا من الحديث بالرحبة، وسمعت منه بها الأحاديث الخمسة التي خرجها الشيخ عسكر النصيبي من جزء الأنصاري، من حديث أنس بن مالك وهي الثمانيات، سمعتها منه بسماعه من عسكر النصيبي عن ابن منينا عن أبي بكر محمد

أبو القاسم بن الحسين بن السميدع:

ابن عبد الباقي قاضي المارستان وهي سماعي في جزء الأنصاري، من أبي اليمن الكندي، وأبي حفص ابن طبرزد عن قاضي المارستان، وإنما كتبناها عنه لأجل البلدة، وهو شيخ حسن فقيه. أبو القاسم بن الحسين بن السميدع: الأنطاكي، روى عنه القاضي أبو علي السرخسي حكاية مضحكة حكاها عن عامل كان بأنطاكية وكاتبه. أنبأنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف قال: أخبرنا أبو الفتح بن البطي- في كتابه- عن أبي عبد الله الحميدي قال: أخبرني غرس النعمة أبو الحسن بن الصابئ- إجازة- قال: وحدثني القاضي أبو علي السرخسي قال: حدثني أبو القاسم بن أبي علي الحسين بن السميدع الأنطاكي قال: كان عندنا بأنطاكية عامل من قبل أمير حلب، وكان له كاتب أحمق، فغرق في البحر شلنديان من مراكب المسلمين التي يقصدون فيها الروم، فكتب الكاتب عن صاحبه الى الأمير بحلب: بسم الله الرحمن الرحيم أعلم الأمير أعزه الله أن شلنديين- أعني مركبين- صفقا- أي غرقا- من خبّ البحر- أي من شدة موجه- فهلك من فيها- أي تلفوا. فأجابه أمير حلب: ورد كتابك- أي وصل- وفهمناه- أي قرأناه- فأدب كاتبك- أي اصفعه- واستبدله- أي اصرفه- فإنه مائق- أي أحمق- والسلام، أي قد انقضى الكتاب «1» . أبو القاسم بن أبي عبد الله الحسن بن أبي الندى: المعري التنوخي، أخو أبي العلاء بن أبي الندى لأبيه، وكان مقيما بحلب، وروى عن أخيه أبي العلاء شيئا من شعره.

أبو القاسم الشيطمي:

وأدركته ولم أسمع منه، وأنشدنا عنه (169- ظ) ابن أخته أبو بكر بن أبي علي بن أبي سالم الحلبيّ. أخبرني أبو بكر بن أبي علي السمسار الحلبي، أن خاله أبا القاسم هذا توفي منذ خمسة عشر سنة، وكان قوله ذلك لي في سنة خمس وعشرين وستمائة، فتكون وفاته في حدود العشر والستمائة «1» . أبو القاسم الشيطمي: واسمه نصر بن خالد، وكان شاعرا مجيدا، وهو أحد معلمي سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان. روى عنه أبو الفرج الببغاء، وقد ذكرنا في حرف النون بعض أخباره وشعره، ولم نخل الكنى من ذلك، لشهرته بالكنية. قرأت في كتاب أبي القاسم عبيد الله بن عبد الرحيم الذي وضعه في أخبار الشعراء قال: حدثني أبو نصر بن نباتة قال: كان الشيظمي الشاعر أحد معلمي سيف الدولة، وكان يتبسط عليه بدالة التربية والصحبة ولم يكن يجلس بحضرته غيره من أبناء جنسه وكان شيخا مبدنا لا يستطيع الوقوف، وكان سيف الدولة كثيرا ما يمازحه، فأنشده يوما: والشيظمي اذا تنحنح للقرى ... حك أسته وتمثل الأمثالا فضرب بيده على فخذه وقال: ليس كذا علمك المعلم يا عزيز أبوه، بهذا اللفظ غير معرب له، وكان سيف الدولة، على ما حكي يكايده (171- ظ) بما يفعله مع المتنبي، ويقصد مغايظته، وينفذ اليه في الليل من يدق عليه بابه، ويزعجه، بأن يقول له: اني رسول الأمير اليك، فاذا تكلف الخروج اليه واستعلام ما حضر فيه، قال له: ألست المتنبي؟ فيقول: لا، ثم يعود عليه بالشتم، وعلى من أنفذه، وعلى المتنبي الذي ذكره.

والتغلبي اذا تنحنح للقرى

قلت: أراد أبو القاسم الشيظمي بقوله: ليس كذا علمك المعلم، أن البيت: والتغلبي اذا تنحنح للقرى . يعرض بالرد على سيف الدولة. «1» . قال ابن نباتة: وحمل اليه يوما مع بعض أصحابه ثيابا كثيرة وطيبا ودنانير لهما قدر، ووصى رسوله بأن يسلم اليه الجميع فاذا حصل في قبضته، قال له: أليس الشيخ هو المتنبي؟ والتمس خطه بالوصول، ففعل الرسول ما أمره به، فعظم هذا على الشيظمي وسبه وألقى «2» ما سلمه اليه في وجهه فارتجعه الرسول وانكفأ به، فلما كان في الليل استدعاه وداعبه وأعاد اليه الصلة جميعها، وكان دائما يستعمل معه هذا الجنس وأمثاله من العبث. قرأت في كتاب المفاوضة تأليف أبي الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب بخطه وأخبرنا بذلك أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- اذنا- قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي غالب بن بشران قال: قرأ علينا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: حدثني أبو الفرج عبد الواحد (172- و) بن نصر قال: كان الشيظمي منقطعا الى سيف الدولة قبل ورود المتنبي اليه، يقول شعرا مختل النسج مضطرب النظم، حتى اذا قامت للمتنبي سوق عند سيف الدولة دخله شبيه شيطان، فقال شعرا جيدا. وكان سيف الدولة شجر بينه وبين أخيه ناصر الدولة منافرة بسبب الرحبة، لأنها كانت لأخته، وماتت ورام ناصر الدولة استضمامها الى أعماله، وهي جارية في أعمال سيف الدولة، فقال لنا: قد عرفتم ما كان من ناصر الدولة، فمن حضره في ذلك شيء فليقل، فغدا الشعراء عليه، فأنشدوه، فسمع من كل منهم، وقال: اسمعوا الى من اختصر واقتصر، وأنشدنا لنفسه:

تركت لك الكبرى لتدرك سبقها ... وقلت لهم بيني وبين أخي فرق ولست أبالي أن أجىء مصليا «1» ... إذا كنت أهوى أن يكون لك السبق وما عاقني عنها نكول وإنما ... تغاضيت عن حقي فتم لك الحقّ فاستحسنا ذلك ودعونا له، وأنشدني لنفسه «2» في ذلك من قطعة ميمية أولها: في الحلم ما ينهى ذوي الأحلام ... عما يخالف عادل الأحكام قال فيها: يا ناظري ويعزّ أن أقذى ... ويا قلبي وكيف أروعه بملام (172- ظ) لأعاتبنك مبقيا مستصلحا ... قبل الظبا بعبارة الأقلام أسخطت عمدا في عقوقي دولة ... ثبتّها نصرا بحسن قيامي إن كنت ناصرها فإني سيفها ... والقتل لا يرضى بغير حسام وبكفك الصمصام مني فارعه ... حفظا ولا تخدع عن الصمصام لك في الأباعد من عداتك شاغل ... عما تعقّ به ذوي الأرحام وحضر الشيظمي، وكان قد تأخر فأنشده: سوق المكارم «3» آذني بكساد ... شغل المكارم عنك بالاحقاد أأخي وما أحلى دعاءك يا أخي ... هذا وقد جرحت مداك فؤادي أتضيمني وأبي أبوك وإنما ... التفضيل بالآباء والأجداد وبلادك الدنيا ولم تجدب ولا ... استوبلتها «4» فلم انتجعت بلادي يا طارق الغايات غير محاذر ... إياك فهي مكامن الآساد الآن أعذر حاسديّ وحجتي ... في ذاك أنك صرت من حسادي

أبو القاسم بن السحلول:

قلت: قد نسب بعض الناس البيت الثاني والثالث والرابع الى الأمير سيف الدولة، وزعم أنه كتب بها الى أخيه وليس ذلك بصحيح، والصحيح أنها للببغاء. قال الببغاء في تمام ما رواه عنه ابن نصر في المفاوضة: وكان سيف الدولة يمازحه كثيرا، ويولع به دائما ويتبسط الشيظمي عليه فضل تبسط ويحتمله، فقال لنا أبو الفرح: كنا (173- و) بحضرة سيف الدولة ليلة من الليالي، فدخل الشيظمي، فقال سيف الدولة: انظروا كيف أجننه ويرجع، فقال له حين أقبل: أي وقت هذا يقصد فيه السلاطين، وما الذي عرض حتى جئت فيه، ولم يزل يوبخه ويظهر الغيظ منه، فلما سمع الشيظمي ذلك رجع، فقال له سيف الدولة: الى أين؟ قال: انصرف فإني قد بلغت غرضي وقضيت حاجتي، قال: وما هي؟ قال: حضرت لأغيظك وقد أغتظت، ولم يبق لي شغل، قال: فضحك سيف الدولة حتى استلقى، ثم قال: بحياتي أمعك شعر؟ قال: نعم، فأنشده قصيدة أولها: من جانب الغي توخى رشده ... ومن بغى الشكر بجود وجده وفعلك الخير مفيد خيرة ... أفلح من أطلق بالخير يده ومضى فيها فاستحسنها سيف الدولة وأحسن جائزته عنها. قرأت بخط المفضل بن أسد الفارزي الحلبي للشيظمي من قصيده: فان ضاقت علي ديار بكر ... فما ضاق العراق ولا الشام إذا ستر لرجاء ثناه راج ... تكلم حيث يتسع الكلام أبو القاسم بن السحلول: الزاهد، رجل من العباد الأتقياء، له كرامات كان بشيزر. قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه: سنة أربع وثلاثين وخمسمائة في شوال وفي حادي عشر مات أبو القاسم بن السحلول الزاهد رحمه الله، وكان لا يأكل خبزا لأحد قط (170- و) الا ما يعمل، ولقد حدثني جماعة، وهو حاضر يتحدث حينئذ، أنه حج وجاءت طريقه الى خيبر هو وجماعة من الحجاج فأخذوهم العرب، قال: ومشينا حتى نال الحر والعطش منا، وقال له

أبو القاسم بن محمد بن بديع:

أصحابه: ما تشتهي يا أبا القاسم؟ قال: اشتهيت رحمة الله وشربة من ماء، قالوا: أين ذاك؟ قال: أما أنا فأتكل على الله وأموت ولا أتعب، ورجع الى موضع يلتجئ اليه، فوجد ماء معينا فغرف منه بيده فنادى أصحابه فجاءوا وشربوا واستراحوا، فاذا ناقة قد أقبلت من التي كانت لهم، وقد أخذها العرب، فجاءت الى أن حققوها، فرأوها ناقة أبي القاسم، فما وقعت إلّا في يده، فقال: يا قوم لي فيها وديعة، سبعة دنانير، فقوا ننبلغ بها أن كانت ناقته، فمد يده الى قتبها، فوجد ذهبه في المكان الذي عمله، فسلم وسلمنا ببركته. أبو القاسم بن محمد بن بديع: ابن عبد الله بن عبد الغفار أخو أبي النجم بن بديع، واسمه علي. وزر أبو القاسم هذا لتاج الدولة تتش بن ألب أرسلان بدمشق، وقدم معه حلب حين افتتحها، وكان قد جعله تتش بحلب حين توجه الى بلاد العجم، فلما مات تتش وصل ابنه رضوان فسلم اليه أبو القاسم حلب، وكان له شعر، روى عنه أخوه أبو النجم وزير رضوان. أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن محمود الساوي الصوفي- بالقاهرة- عن الامام أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنشدنا أبو النجم هبة الله (170- ظ) بن الأصبهاني ببغداد، قال: أنشدنا أخي أبو القاسم لنفسه: بأصبهان سقاها الله لي سكن ... لولا الضرورة ما فارقته نفسا لا خلّص الله قلبي من مودته ... ان كان سلوانه في خاطري هجسا ويلي فقلبي عراقي يرق له ... وقلبه جبلي قد عسى وقسا أبو القاسم بن مبارك: الشاعر المنبجي، شاعر من أهل منبج، روى عنه أبو الحسن الشمشاطي في كتاب الديرة، فقال: دير قزمان شمالي حلب ما بين جبرين وتل خالد، دير حسن، أنشدني أبو القاسم بن عبدان الشاعر من أهل منبج: فشبهت ما ينثجّ «1» من فتقاته ... على دير قزمان أكف بني عوف

أبو القاسم بن عبدان:

سراة بني معن ومفزع مالك ... وذروة ذودان ومعتمد الضيف رأيتهم والنجم قد باح نوره ... وثقلت الأيدي على الدرهم الزيف فما قرعت ألفاظهم باب علة ... ولا استعملوا القول المقيم على كيف ولكنهم قد حنطوا لا وكفنوا ... عسى أن سيأتينا وصلوا على سوف أبو القاسم بن عبدان: الاستاذ وجيه الدولة الحلبي. فاضل أديب شاعر، وكان قد جمع الى فضله ركوب الخيل، وحضور الحرب، وكان منقطعا الى معز الدولة ثمال بن صالح، وكان ينادمه، وله فيه من قصيدة أولها: (171- و) . أشاقك اظعان الخليط المفارق ... وهاجك لمع البرق من أرض بارق يقول فيها: بكم يا بني مرداس يستنزل الحيا ... ويستدفع المضرور شر البوائق وقيل انه عاش الى أيام أبي المكارم مسلم بن قريش، وقتل في الحرب التي قتل فيها مسلم «1» على نهر عفرين، وهو شيخ كبير. ذكر هذا أو نحوه عنه رجل من أهل حلب يقال له ابن النحوي في مصنف له سماه مناجاة الأرواح. أبو القاسم بن أبي المكارم بن المهذب: المعري التنوخي شاعر من أهل المعرة من أكابر بيوتها. قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر، تأليف عبد القاهر بن (173- ظ) علوي قاضي معرة مصرين لأبي القاسم بن أبي المكارم بن المهذب الى سديد الملك ابن منقذ بشيزر:

أبو القاسم بن الحمامي:

لا در زمان صرت أمدحكم ... فيه لأطلب من جدواكم عدسا مدحتكم غرة مني فكنت كمن ... يبخر «1» الثوب بالهندي ثم فسا أبو القاسم بن الحمامي: خطيب طرسوس، كان خطيبا فصيحا حسن المقاصد، ذكره القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتاب سير الثغور ونقلته من خطه، وعد أئمة جامع طرسوس وخطبائه، فقال ومن الخطباء أبو القاسم بن الحمامي، وقد كان أوتي حظا من الحكمة والبيان ونصيبا وافرا من الخطب، لكل شأن، ورزق من حسن النثر في كلامه أمرا بديعا ومن تأتيه لما يحدث من أحوال الناس سببا صعبا منيعا. قال القاضي أبو عمرو: حدثني أبو الفرج أبان بن أحمد بن أبان، أحد أمراء الثغر وحماته وفرسانه، وقد ذكر ذاكر فضل أبي القاسم بن الحمامي الخطيب، وحسن فصاحته، فقال: كان بعض الأمراء نادى بغزاة عقدها، فلما حضر المسجد الجامع للخروج منه على الرسم، اتصل الشتاء، ودامت الأمطار والأنداء فثبط فريق من الناس عن السفر، وعاين أبو القاسم وهو على المنبر دون ما يعهد من عدد من حضر، فخطب على رسمه ثم تلا وأومأ إلى الرعية يقول: «ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله» وأومأ الى السلطان الحاضر، لعقد تلك الغزاة، والخروج فيها، ثم قال: «ولا يرغبوا بأنفسهم (174- و) عن نفسه» يومي إليه مرة وإليهم أخرى «ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلّا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع (أجر) المحسنين» «2» ، فتجددت «3» نيات جماعته موعظته في خطبته، وتجهزت طائفة كثيرة منهم للغزو مسرعه من وقته الذي ذكر فيه وساعته، وتخلىّ لما برزوا إلى ظاهر البلد ما كان اتصل من المطر وشدته،

أبو القاسم القحطبي:

ورزقوا في غزوهم الظفر والقهر والغلبة والنصر، وآبوا بالأعلاج مصفدّين، وبالسبايا والغنائم مثقلين، فاعترف من تجددت نيته لأبي القاسم بفضله وأن غزاته بحسن اختراعه في خطبته، وإن كان الله تمم ذلك بعونه وقدرته. أبو القاسم القحطبي: الصوفي كان أحد الصلحاء الصوفية بطرسوس، وذكره أبو عمرو الطرسوسي. أبو القاسم الابار: وكان أيضا من الزهاد بطرسوس، ذكره أيضا. نقلت من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتاب سير الثغور، قال: وفي هذا الشارع- يعني- شارع النهر بطرسوس من الدور المذكورة، دار ابن القحطبي، على ضفة نهر بردان، قال: وفيها كان يسكن أبو القاسم بن القحطبي، أحد صلحاء الصوفية، وأبو القاسم الأبّار، أحد الزهاد الأخيار. (174- ظ) أبو القاسم الزيدي: الحراني الشريف قدم حلب ومنبج، وحكى أبو الحسن علي بن أحمد الشهرزوري أنه كان يقدم منبج مستميحا، ونزل على أبي علي بن الأشعث، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة الحسن بن الأشعث المنبجي، واسم أبي القاسم علي بن محمد ابن علي الزيدي، وقد ذكرناه في الأسماء. أبو القاسم الملطي: الصوفي صحب أبا القاسم الجنيد: أنبأنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد المروزي قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي- اجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو القاسم الملطي من أصحاب الجنيد. سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب يقول: بلغني أن أبا القاسم

أبو القاسم القاضي:

الملطي مرّ مع الجنيد ببغداد بسوق النخاسين فوقعت منه التفاته الى جارية، فرأى الجنيد ذلك، فلما رجع أبو القاسم الى البيت ذهب الجنيد واشترى تلك الجارية، وجاء بها إلى أبي القاسم وقال: خذ ما التفت إليه. أبو القاسم القاضي: حدّث بحلب عن أبي كامل مخلد بن كامل. روى عنه أبو عبد الله الحسين بن خالويه. أخبرنا الشيخ الأثير أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين بن خلف ابن الحسين (175- و) بن طلحة التنيسي- إجازة- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى بن عبد الله السلمي الحداد، المعروف بالمحاسني قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر الفقيه قال: حدثنا ابن خالويه قال: حدثنا أبو القاسم القاضي بحلب قال: حدثنا أبو كامل محمد بن كامل قال: حدثنا أبو زيد عن عمرو ابن جميع عن جوبير عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي عليه السلام قال: مسألة الرجل السلطان مسألة الولد والده ولا عار فيه ولا منقصة. أبو القاسم الافطسي: العلويّ شريف فاضل شاعر أديب كان بحلب في أيام سيف الدولة، واسمه أحمد بن الحسين بن علي بن محمد، وقد ذكرناه في الأسماء ونذكرها هنا شيئا من خبره، لشهرته بالكنية. قرات في كتاب التاريخ المجدد «1» تأليف أبي الحسن محمد بن العباس بن محمد بن الحسن الكناني الدمشقي، قال: كان أبو القاسم الأفطسي من فتيان آل أبي طالب على تكهله، وظرافهم على قلة حاله، له لسان وهمة وعارضة ومحبة للادب وأهله، وقصد كافورا فأحسن إليه بعد وفاة سيف الدولة، وأقام بمصر إلى الوقت الذي خرج فيه مع تبر، وكانت المودة بيني وبينه انتسجت، والحال وشجت في آخر أيام سيف الدولة في نواحيه، وكنت أتفقده وهو معتقل بحلب ولا يجسر أحد على ذلك، فراعى ذلك وشكره، وقوي ما بيننا وأكده، وكان كثير الجنايات (175- ظ) على سيف الدولة، وحتى أنه من أقوى الأسباب كان في

أبو القاسم المقرئ بالالحان:

أمر ابن الأهوازي ورشيق النسيمي، ودزبر الديلمي الخوارج عليه، فأسخطه ذلك، وكان سبب اعتقاله بعد ظفره بهم. ومن جرأته عليه وطرائفه معه ما حدثني به أبو القاسم قال: اجتمعت يوما مع القنّائي الكاتب بأنطاكية، فذكر فضائل سيف الدولة وأطراه، ووصف شجاعته وفروسيته، وسخاءه وفهمه وعلمه، فقلت: أنا أفضله في هذه الخلال كلها، وأزيد عليه بالشرف فأنا خير منه من كل وجه، فمضى القنّائي، فحكى ذلك له، وجئته بعد يوم فلما رآني قال للحاجب، وهو ينظر إليّ: أحضر القنائي، فقلت: ولم أيها الأمير؟ قال: ليعيد بحضرتك كلاما أعاده عليّ عنك، فقلت: ما تحتاج إليه، أنا أذكره لك، فقال: هاته، فأعدت عليه القول من غير زيادة ولا نقص، فقال: وما حملك على هذا؟ فقلت: غلط لم يضررك الله به، ولم ينفعني فضحك، وقال: الله حسيبك. وحدثني أيضا قال اضطررت في خراج كان عليّ بحارم وسبب به لقوم آذوني إلى أن بعت حلي بعض بناتي وأديت الخراج، وركبت بعد يوم أو يومين فاجتمعت مع جماعة من الأشراف والكتاب في طريق الميدان بحلب، فاجتاز بنا بدوي، قد خلع عليه سيف الدولة وطوقه بطوق ذهب، فقلت لمن كان معي: أريكم حلي ابنتي ها هو ذا طوق (176- و) في عنق هذا البدوي قد أخذه سيف الدولة من غير حقه، وصرفه في غير وجهه، فنقل بعضهم هذا القول إليه، فرد عليّ الخراج الذي كنت أديته، وكان سيف الدولة قبل موته بأيام أطلقه، وفك قيده وخلع عليه، وأطلق له ألوف دراهم واستحله فأحلهّ، وأتفق أنه حضر وفاته، فتولى هو الصلاة عليه. أبو القاسم المقرئ بالالحان: شاعر من معرّة النعمان، كان حضر في مجلس أبي العلاء بن سليمان، ولم أظفر بشيء من شعره، ولما حضر قال له أبو العلاء: إن رأيت أن تحيي القلوب بقراءة نوبة، فقرأ «ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا «1» »

أبو القاسم الناصبي:

فلما أنهى النوبة أقبل عليه أبو العلاء وقال: أحسنت لو رآك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لقرّت عينه بك، ثم أنشد: هذا أبو القاسم أعجوبة ... لكل من يدري ولا يدري ولا يحسن الشعر ولا يحفظ القرآن وهو الشاعر المقرئ وقد ذكرنا الحكاية مسندة في ترجمة محمد بن الحسين بن صعصعة لأنه رواها، وقيل إن هذين البيتين لأخيه أبي مسلم وادع، وهي به أليق. أبو القاسم الناصبي: شاعر كان بحلب، ظفرت له ببيت مفرد من الشعر، وهو قوله في مجلس المتنبي إجازة لبيت أوله شين وآخره شين (176- ظ) شغل المحبّ عن اللذات إن عرضت ... والصب بالوصل منها كان ينتعش وقد ذكرنا الحكاية بتمامها، وسبب ارتجاله هذا البيت في ترجمة أبي عبد الله الشبلي وأبي عبد الله الدنف. أبو القاسم المصيصي المؤدب: روى عنه القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي شيئا من شعره. أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن القاضي أبي علي المحسن بن علي التنوخي قال: أنشدني أبو القاسم عبيد الله ابن محمد بن عبد الله الكاتب الصروي لنفسه بالأهواز، ونقلته في ظهر تقويم لي كنت علقته فيه: إذا حمد الناس الزمان ذمته ... ومن كان فوق الدّهر لا يحمد الدّهرا قال: وزعم أنه حاول أن يضيف إليه شيئا يليق به، فتعذّر عليه مدة طويلة، فضجر منه وتركه مفردا، وكان عندي في الحال أبو القاسم المصيصي المؤدب، فسمع القول، فعمل في الحال اجازة له، وأنشدناها لنفسه: وإن أو سعتني النائبات مكارها ... ثبتّ ولم اجزع وأوسعتها صبرا إذا ليل خطب سدّ طرق مذاهبي ... لجأت إلى عزمي فاطلع لي فجرا

أبو القاسم بن المقرئ:

أبو القاسم بن المقرئ: كتب عنه بعض الأدباء بحلب وأظنه (177- و) أبا غانم بن الأغرّ، وكان قبل الخمسمائة أو في حدودها. سير إليّ الرئيس أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب الحلبي بخط بعض الأدباء من الحلبيين، كتب فيه عن أبي الفتح عبد الله بن اسماعيل بن الجليّ وغيره من الحلبيين، قال فيه: أنشدني أبو القاسم بن المقرئ: إذا ما سخرت بمن لا تشك ... بأنك حقاّ به تسخر فقد صرت أنت له ضحكة ... فيسخر منك ولا تشعر أبو القاسم الحموي: شاعر من أهل حماة، حسن الشعر من طبقة أبي الفتيان بن حيوس. قرأت له أبياتا بخط وزير رضوان مشيد الملك أبي النجم بن يديع في كراسة وقعت إليّ بخطه، من كتابه الذي جمعه في الشعراء. قال: أبو القاسم الحموي من حماة وهي بلد من العواصم: لا تقل بيت هجاء ... لا ولا بيت مديح سبق الناس إلى ك ... لّ قبيح ومليح ونقلت من خطه له: لما فزعت إلى الخضاب استهزأت ... سعدى وقالت والمحب لما به ما كان ينفعه لديّ شبابه ... فعلام يتعب نفسه بخضابه وله، ونقلتهما من خطه: (177- ظ) يا من حديثي حيث كنت فكلّه عنه يكون حتّى يقال فكم ... إذا ماذا هوى هذا جنون

أبو قتادة بن ربعي:

أبو قتادة بن ربعي: الأنصاري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد صفين مع علي رضي الله عنه واسمه..... «1» وقد ذكرناه في الأسماء نقلت من خط بنوسة وراق بني مقلة، عن أبي الحسن المدائني: تسميته من شهد صفّين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمار بن ياسر، وأبو أيوب خالد بن زيد بن ثابت الأنصاري، وأبو اليسر كعب بن عمرو، ومالك ابن التيهان، وخزيمة بن ثابت الخطمي، وأبو قتادة بن ربعي، ورفاعة بن رافع بن مالك، والنعمان بن عجلان. أبو قدامة العابد: الفلسطيني الرملي البكّاء، كان غازيا بعين زربة حكى عن سليمان الخواص، روى عنه أحمد بن سهل الأردني، وأبو قدامة العابد. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم الإربلي قال: أخبرتنا شهدة بنت ابن الآبري قالت: أخبرنا أبو عبد الله بن طلحة النعالي قال: أخبرنا أبو سهل محمود بن عمر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الفرج العكبري قال: حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا قال: وحدثت عن محمد بن الحسين قال: حدثني أحمد بن سهل الأردني قال: حدثني أبو قدامة الرملي قال: قرأ رجل هذه الآية (178- و) : «وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا» «2» فأقبل عليّ سليمان الخواص فقال: يا أبا قدامة ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره، ثم قال: والله يا أبا قدامة لو عامل عبد الله عز

وجل بحسن التوكل عليه، وصدق النيّة له بطاعته لا حتاجت إليه الأمراء، فمن دونهم، فكيف يكون هذا يحتاج وموئله وملجؤه إلى العزيز الحميد. نقلت من خط القاضي أبي عمرو الكرجي، قاضي معرة النعمان: حدثني أبو أحمد عبد الله بن داود الحناط الكرجي بطرسوس، قال: حدثني أبي داود بن محمد أبو صالح قال: قرأ علينا الساوي عبد الله بن علي المقرئ خطبة أبي السري منصور بن عمار الواعظ رحمه الله في الجهاد، وكتبنا هنا عنه، إملاء. قال منصور بن عمار: وذكر الخطبة، وقال في آخرها: الدليل على ما أقول حديث أبي قدامة العابد الفلسطيني البكاء قال أبو قدامة: بينا أنا خارج من عين زربة في سرية، وكنت على ساقة الناس، إذا أنا بهاتف يهتف من ورائي: أبا قدامة، فلم ألتفت إليه ومضيت غير ملو عليه، فهتف بي الثانية، فإذا أنا بامرأة كأجمل ما يكون من النساء، فتركتها ومضيت، وخفت أن تكون مكيدة من إبليس يقطعني عن غزوتي ويشغلني عن سبيل (178- ظ) ربي قال: فصوتت بي الثالثة بصوت حزين أوجعت قلبي وأدمعت عيني، وهي تقول: أبا قدامة تواضع رحمك الله، ليس هكذا كان من مضى قبلك، قف عليّ فوقفت عليها، فلما بلغت إليّ قالت: تنح عن الطريق، فعدلنا فقالت: أبا قدامة إني أريد أن أستودعك وديعة فاكتمها عليّ، قال: قلت: وما هي؟ قال: فضربت بيدها الى ردائها والدموع تنحدر على نقابها، فقالت: أبا قدامة إني أريد أن أستودعك وديعة، إني عمدت الى ناصيتي ومواضع السجود من قصتي فأخذته وجعلته قيدا لفرس الغازي في سبيل الله، لعل الله ينظر الى شعري في الثرى قد وطئته الخيل بسنابكها فيرحمني، فو الله لولا أنك غريب في زمني هذا ما أطلعتك على سري، ولا أخبرتك بداخلة أمري، قال: قلت: إني أخاف أن آثم قالت: لا يؤثمك الله، فوددت أني قدرت أن أقد من جلدي سيرا يكون عذارا لفرس الغازي في سبيل الله لينظر إليّ الرحيم بخلقه الرؤوف المنان بعباده، وينظر الى جولان فرس الغازي في سبيل الله وينظر الى سيور من جلدة حرة من حرائر المسلمين ويرحمني. قال: فبينا أنا أسير إذا هاتف ينادي: يا عم، قال: فالتفت فإذا أنا بغلام قد أقبل، فقال: يا أبا قدامة خذ هذه السكين في سبيل الله، فلم يزل يطلب إليّ حتى أخذتها (179- و) منه.

فبينا نحن نسير إذ نودي بالنفير، قال: فتقدم الغلام أمام الخيل، وكثر العدو فخشيت عليه أن يقتل، قال: فرجعت في طلبه، فقلت له: حبيبي ليس هذا موضع مثلك، أنت راجل بغير دابة، ولست آمن عليك جولان الخيل وثوران الحرب، فقال: أبا قدامة أتأمرني بالرجوع وقد سمعت الله تعالى يقول في محكم كتابه: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ. وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» «1» . أفتأمرني بالرجوع بعد علمي بوعد ربي عز وجل! قال: فلما أن أبى عليّ حملته على هجين كان معي فتقدم فلم يزل يضرب يمنة ويسرة، ثم رجع فسلم علي سلام مودع كأنه أحس بالموت، ثم انطلق ليرمي السهم الثالث فلما وضعه في كبد قوسه أتاه مزراق، فضربه بين عينيه، فنكس الغلام رأسه على عنق فرسه، وهو يقول: نجوت ورب الكعبة، ثم نادى، أخفض من الأول: نجوت ورب الكعبة. قال: فخشيت أن يموت فدنوت منه فقلت: حبيبي لا تنسى حاجتي الشفاعة، قال: لا يا أبا قدامة، ولكن لي إليك حاجة، قلت: وما هي؟ قال: أنا ابن صاحبة الوديعة، فإذا أنت أتيت المدينة فات دكان يحيى (179- ظ) العلاف فإن لي عنده خرجا، فخذه وانطلق به الى والدتي، وصبرّها فإنها عام أول أصيبت بوالدي، والعام يزيد عليها ثكلي، قال: ثم سكت فمات. فلما سكنت الحرب ودفنا القتلى، حفرنا له مطمورة، فألقيناه فيها بأطماره، ودفناه، فو الله ما تمالكنا النهوض حتى نبذته الأرض على ظهرها، وأقبل علي أصحابي فقالوا: يا أبا قدامة ألم نقل لك إنه غلام، ولعله خرج عن غير إذن أبويه، فقلت: مهلا إن الأرض لتقبل من هو شرمنه، إنها لتقبل اليهود وغيرهم، ثم تنحّيت فصليت ركعتين، ودعوت ربي وقلت: اللهم إنه عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، فإن كنت تعلم منه شيئا فاستره عليه، قال: فو الله ما استتممت الدعاء حتى سمعت وقع خلاخيل الحور العين، وهم يقولون: تنح يا أبا قدامة وخل بيننا وبين ولي الله،

أبو القعقاع الجرمي:

فتنحيت وأقبلت السباع والطير من كل ناحية فتقاسمت لحمه في أسرع من طرفة عين. فلما رجعت الى المدينة أخذت خرجه ومضيت به الى منزله، فلما قرعت بابه، خرجت إلى أخت له صغيرة، فلما نظرت إلى قالت: يا أمه هذا أبو قدامة قد قدم، وما أرى أخي معه، قال: فخرجت والدته فسلمت عليّ، وقالت: أبا قدامة أمهني أم معزّى؟ قلت: وما مهني، وما معزي؟ قالت: أبا قدامة إن كان ولدي قد (180- و) مات فعزّ، وإن كان استشهد فهنّ، قال: قلت: بل مهن رحمك الله، إن ولدك استشهد رحمة الله عليه، فقالت: الحمد لله، يا أبا قدامة إن لي في ولدي علامة هل رأيتها فيه؟ قلت: نعم قال: إن الأرض لم تقبله، قالت: الحمد لله ما فعل خرجه يا أبا قدامة؟ فناولتها ففتحه وأخرجت منه مدرعة شعر وغلّا من من حديد، ثم قالت: أبا قدامة كان ولدي إذا جنه الليل وغارت النجوم ولم يبق إلا الحي القيوم، تدرع بهذه المدرعة، وغل بهذا الغلّ يده الى عنقه، ثم ناجى من لا تأخذه سنة ولا نوم، وكان يقول في مناجاته: أي رب لا تحشرني إلا من بطون السباع وحواصل الطير، فالحمد لله الذي منّ عليه بذلك. أبو القعقاع الجرمي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وحكى عن الوقعة روى عنه أبو جناب الكلبي. أبو القوارير: ولي طرسوس بعد يزيد بن مخلد الفزاري، كما قرأته في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى البلاذري، قال: قالوا: وكان عبد الملك بن صالح قد استعمل يزيد ابن مخلد الفزاري على طرسوس، فطرده من بها من أهل خراسان، فاستوحشوا منه للهبيرية، فاستخلف أبا القوارير فأقره عبد الملك بن صالح، وذلك في سنة ثلاث وتسعين ومائة «1» .

حرف الكاف في الكنى

حرف الكاف في الكنى ذكر من كنيته أبو كامل (180- ظ) أبو كامل الاحمسي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، له ذكر. أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة الجرشي: غزا بلاد الروم واجتاز بدابق في دخوله، وكان مع مكحول وسابق البربري في الغزاة، وروى عنهما، روى عنه أبو مسهر الغساني. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل- بالقاهرة- قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك ابن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قال: أخبرنا أبو أحمد الدقاق قال: أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني الحافظ قال: حدثنا علي بن عثمان النفيلي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا أبو كامل مولى الغازبن ربيعة قال: سمعت سابقا البربري ينشد مكحولا، وهو في الغزو: يا نفس كل قابر مقبور فيهلك الزائر والمزور ويقبض العارية المعير ليس على صرف الردى عمور

أبو كرب العراقي:

كم من غني مكثر فقير حتى انتهى الى قوله: والصدق بر والتقى تطهير والبر معروف به المبرور وذو الهوى يسوقه المقدور (181- و) فقال مكحول: لا، كان مكحول يقول أولا بالقدر، ثم رجع عن ذلك. أبو كرب العراقي: شهد قتال برجان «1» غازيا عام حاصر مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية، واجتاز مع الجيش بدابق في غزاته، وقتل فيها شهيدا. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرني عمي الحافظ أبو القاسم- إجازة إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني- بقراءتي عليه- قال: أخبرنا أبو محمد الكتاني قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن بسر قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: قال الوليد: وقد كنت سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يذكر أن نفرا من أهل دمشق كان يسميهم بأسمائهم فيهم زجل كان يكنى بأبي كرب، وقد كان أصاب دما بالعراق فاستفتى جماعة من الفقهاء، فاجتمع قولهم إنهم لا يعرفون وجها إذا لم يعرف ولي الدم إلا أن يجاهد في سبيل الله حتى يقتل في سبيل الله فلم تزل تلك حاله يغزو المغازي، ويطلب القتل في الله، حتى كان ذلك اليوم جرح هؤلاء النفر، وساروا حتى اذا كان في بعض طريقهم خرج خارج منهم ليأتيهم بعنب، فإذا بقبة ذهب عليها جلال حرائر أخضر، وإذا فيها حوراء، كان يخبر عما رأى من حسنها، فقالت: إليّ فأنا زوجتك، وأنت قادم علينا يوم كذا (181- ظ) ومعك فلان وفلان، سمّت أولئك النفر، فاتصرف الرجل، ولم يأت بعنب وأخبرهم بما رأى، فكتب

أبو كريب الغساني:

وصيته، وكتبوا، وكان مع شراحيل بن عبيدة وأصحابه، فكان من مصيبتهم ما كان. ثم أمر بانصراف الناس الى ذلك المرج الذي رجعت إليهم فيه برجان، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل هؤلاء النفر جميعا، فيهم أبو كرب، وأرسلت برجان النار على ذلك المرج، وعلى قتلى المسلمين فحرّقت ما حرّقت حتى انتهت الى أبي كرب وأصحابه فأطافت بهم ولم تأكل النار منهم أحدا، يعني عام حاصر مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية «1» . أبو كريب الغساني: وقيل فيه أبو كرب الغساني، غزا الصائفة، واجتاز بدابق وقتل في وقعة برجان شهيدا، وهو عندي الأول، واشتبه أبو كرب بأبي كريب، أو صغرت كنيته، فإن القصة واحدة، حكى عنه حكاية قتله عطاء بن قرة السلولي. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال: حدثنا حمزة بن العباس قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا ابن أبي زكرياء، ومعنا مكحول أن رجلا مر (182- و) بكرم بأرض الروم فقال لغلامه: أعطني مخلاتي حتى آتيكم من هذا العنب، فأخذها، ثم دفع فرسه فبينما هو في الكرم إذا هو بامرأة على مثل لم ير مثلها، فلما رآها صدّ عنها، فقالت: لا تصد عني فإني زوجتك فامض أمامك فسترى ما هو أفضل مني، فمضى فإذا هو بأخرى فقالت له مثل ذلك، وأظنه أبا مخرمة. قال عبد الرحمن بن يزيد: فأخبرني عطاء بن قرة السلولي قال: كنا مع أبي مخرمة، فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة، فكتب وصيته، فلما رآه أبو كريب الغساني كتب وصيته، ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته، ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته، ثم قام عوف اللخمي فكتب

أبو الكرم بن الوزان:

وصيته، ثم لقينا برجان فما بقي من هؤلاء الخمسة إلا قتل، قال: ولم نكتب نحن وصايانا فلم نقتل. أبو الكرم بن الوزان: الشريف الحلبي كتب عنه عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن اللعيبة الحلبي. قرأت بخط ابن اللعيبة: أنشدني الشريف أبو الكرم بن الوزان الحلبي ببغداد في المحرم سنة خمس وخمسين وخمسمائة: شكوت فقالت كل هذا تبرما ... بحبي أراح الله قلبك من حبي فلما كتمت الحب قالت لشد ما ... صبرت وما هذا بفعل شجي القلب وأدنو فتقصيني فأبعد طالبا ... رضاها فتعتد التباعد من ذنبي فيا قوم هل من حيلة تعرفونها ... أشيروا بها واستوجبوا الأجر من ربي أبو كعب الخثعمي: شهد صفين مع علي رضي الله عنه وقتل بها، وكان رأس الخثعميين من الكوفة. أخبرنا أبو الحسن بن الصابوني- إذنا- عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا ابن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى الجعفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا (182- ظ) عمر بن سعد قال: حدثني أبو علقمة الخثعمي قال: ثم اقتتلوا قتالا شديدا- يعني خثعم الشام وخثعم العراق- قال: وحمل شمر بن عبد الله الخثعمي، من أهل الشام على أبي كعب رأس خثعم الكوفة فطعنه فقتله، ثم انصرف يبكي ويقول: رحمك الله يا أبا كعب لقد قتلتك في طاعة قوم أنت أمس بي رحما منهم وأحب إليّ نفسا منهم، ولكن والله ما أدري ما أقول ولا أرى الشيطان إلّا قد فتننا، ولا أرى قريشا إلّا قد لعبت بنا، ووثب كعب ابن أبي كعب إلى راية أبيه فأخذها، ففقيت عينه وصرع» .

أبو الكنود:

وذكر تمام القصة، قد ذكرناها في ترجمة شريح بن مالك. أبو الكنود: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وروى خبرها، روى عنه الحارث بن كعب الوالبي وسليمان بن أبي راشد والحارث بن حصيرة. أنبأنا أبو الحسن علي بن محمود عن أبي محمد بن الخشّاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو الحسن بن نينجاب قال: حدثنا إبراهيم بن ديزيل قال: حدّثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمر بن سعد عن سليمان بن أبي راشد عن أبي الكنود أن معاوية بعث حبيب بن مسلمة وشرحبيل ابن السمط ومعن بن قرّة بن الأخنس السلمي، فدخلوا على عليّ وأنا عنده وذكر (183- و) شيئا من حديث صفين، قال: ثم مكث الناس على ذلك حتى دنا انسلاخ المحرم «1» .

حرف اللام في الكنى

حرف اللام في الكنى ذكر من كنيته أبو الليث أبو الليث النحوي: ابن أخي سعيد النحوي، وأظن اسمه عبد الرحمن بن محمد، وقد قدمنا ذكر عبد الرحمن في بابه. روى عن عليّ بن سليمان الأخفش، روى عنه أبو الحسين علي بن الحسين المغربي، وأبو علي محمد بن عمر البلخي، وسمع منه بحلب. أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد بن حفص الصّفراوي- إذنا- قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي- قراءة دليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد بن النقور ببغداد، قال: أخبرنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أنشدنا محمد بن عمر أبو علي البلخي قال: أنشدنا أبو الليث النحوي بحلب لبعض المحدثين: لست ممن يقول كان وكنا ... غير أن الحبيب خان فخنّا زار أعداءنا فزرنا سواه ... فاستوينا وكان أظلم منّا قرأت في أول مجموع، بخط بعض الأدباء المتقدمي العصر ما صورته: أملى عليّ أبو علي محمد بن عمر البلخي، من حفظه، قال أخبرنا أبو الليث بن أخي سعيد النحوي بحلب قال: أخبرنا علي بن سليمان الأخفش أن (183- و) رجلا أنشد ضادية أبي الشيص «1» في مجلس المبرد، فقال المبرد: كم من ضادية لا تعرف، وهي أحسن منها وأطرف، ثم أنشدنا لبشار بن العقيلي:

أبو الليث الخراساني:

غمض الجديد بصاحبيك فغمضا ... وبقيت بعدهما تحاول منهضا وكأنّ قلبك عند كل مصيبة ... عظم تكرر كسره فتهيضا وأخ فجعت به فأذكره أخ ... يمضي فتذكرك الحوادث ما مضى فاشرب على بعد الأحبّة آنفا ... حزن المنية ظاعنين وخفّضا ولقد جريت مع الصبى طلق الصبى ... ثم ارعويت فلم أجد لي مركضا وعلمت ما علم امرؤ من دهره ... فأطعت عاذلتي وأعطيت الرضا وصحوت من سكري وبتّ موكلا ... أرعى الحمامة والغزال الأبيضا ولربّ سارية تجود بمائها ... وكذاك لو صدق الربيع لروّضا ومنيعة المرقا بذلت لها الهوى ... إما مكافأه وإما مقرضا أيام يسحرني الكتاب إذا أتى ... وأظل منها بالحديث ممرّضا باعدتها لتزيدني من ودها ... فأبت فكنت من الإباء محرضا وتخوفت هجري وليس بكائن ... فشكت إلى الجيران شكوى مرمضا «1» حتى إذا شربت مياه مودّتي ... وشربت برد شرابها متبرضا «2» قالت لاختيها اذهبا فتجسسا ... ما باله ترك السلام وأعرضا (184- و) قد ذقت ألفته وذقت فراقه ... فوجدت ذا عسلا وذا جمر الغضا ويلي عليه وويلتي من بينه ... كان الذي قد كان حلما فانقضى سبحان من خلق الشقاء الذي الهوى ... ما كان إلّا كالخضاب قد انقضى «3» أبو الليث الخراساني: كان من العبّاد بطرسوس، لقيه إبراهيم بن مخلد الواسطي بطرسوس، وحكي عنه. أخبرنا أبو الفضل مرجّا بن أبي الحسن بن هبة الله الواسطي- بحلب-

أبو ليلى الأنصاري:

قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن أحمد الكتاني- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الصلحي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان الحافظ قال: حدثنا أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم المعروف ببحشل قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: حدثنا عمي- يعني- إبراهيم بن مخلد بن عثمان الواسطي قال: رأيت أبا الليث الخراساني بطرسوس يعزّى، قلت: ما شأنه؟ قال: فاتته الصلاة في جماعة «1» . أبو ليلى الأنصاري: صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قيل ليس له اسم، وقيل اسمه يسار، وقيل داود بن بلال بن بلبل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفه بن عوف ابن عمرو بن عوف (184- ظ) الأنصاري، وقيل اسمه بلال، وقيل اسمه بلبل بن أحيحة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه عبد الرحمن بن أبي ليلى. وشهد صفين مع علي رضي الله عنه، وشهد الجمل، ويقال كانت راية علي رضي الله عنه معه. (185- و) .

حرف الميم في الكنى

حرف الميم في الكنى أبو المتوكل القنسريني: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي حدّث عن حميد بن العلاء، روى عنه بقية بن الوليد الخمصّي. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- بالبيت المقدس- وأبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن رواج- بمصر- قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو نصر الفضل بن علي بن أحمد الحنفي المقرئ بأصبهان قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الحافظ النقاش قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أبو مسلم الكشي قال: حدثنا محمد بن عمر المعيطي قال: حدثنا بقية بن الوليد عن أبي المتوكل القنسريني عن حميد بن العلاء عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قضى لأخيه المسلم حاجة كان كمن خدم الله عمره «1» .

ذكر من كنيته أبو المجد

ذكر من كنيته أبو المجد أبو المجد منصور بن أبي القاسم: الزجاج الآمديّ، سمع عبد القاهر بن يحيى بن سلامة بن الثقفي الحموي بحماة، وحدّث عنه بشيزر، وبمشهد برصايا من بلد عزار في سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وفيها دخل حلب. وحدث أيضا في سنة اثنتي عشرة وستمائة، فقد توفي بعد ذلك. (186- و) . أبو المجد بن فضلان: الضرير الدقي البغدادي الشطرنجي، شاعر من أهل بغداد، قدم حلب، وامتدح السلطان الملك الظاهر غازي، كتب عنه شيئا من شعره علي بن سنان السراج المعروف باللطيف، وكان شيعيا غاليا. قرأت بخط المنتجب يحيى بن أبي طي النجار، في مجموعه، قال: أبو المجد بن فضلان الضرير الدقي البغدادي الشطرنجي، ورد إلى حلب، وامتدح السلطان الملك الظاهر، وذلك في سنة خمسة وثمانين وخمسمائة، وكان طبقة لا يلحق في لعب الشطرنج (186- ط) وله شعر لطيف، منه ما أنشدنيه اللطيف السراج، قال: أنشدني بن فضلان لنفسه يمدح أهل البيت عليهم السلام: يا لائمي في حبّ آل أحمد ... ما يبغض الخمسة غير مشرك أقصر فما لي في سواهم حاجة ... إن أنا أخلصت لهم تنسكي هم جنتي في هذه وجنتي ... في تيك والله ضمين الدرك لو كان في الأرض لهم من سادس ... ما سدسوا تحت العبا «1» بالملك (187- و)

أبو المجد بن أخت أحمد بن خلف:

أبو المجد بن أخت أحمد بن خلف: الممتع المعريّ، شاعر من أهل معرة النعمان. قرأت في جزء وقع إليّ بخط بعض المعريّين يتضمن المراثي التي رثي بها أبو العلاء بن سليمان حين مات، وفيه لأبي المجد بن أخت الممتع: صروف الليالي لا يحيط بها خبر ... يصرفها فينا ويحتكم الدهر فسيان إذ قصر النفوس مالها ... إلى الموت قسرا طال أم قصر العمر سبيل الردى في سائر الخلق واضح ... ومسلكه ألا يفعل التقى وعمر ولم أر إلّا عالما مثل جاهل ... يضل على علم وبالدهر يغتر فلولا التساوي مات قوم بدائهم ... ولكن تساوى في الردى العبد والحر وما العمر إلّا مثل حول قطعته ... وكان سواء فيه يومك والشهر حكت سفنا في لج بحر جسومنا ... تسير بأرواح وغايتها الكسر وكلّ طليق في الحياة تظنه ... أسير حمام لا يفك له أسر يسر بتشييد المساكن ساكن ... ومسكنه المسكين لو علم القبر وليس غناه بالحميد مآله ... وأحمد منه في عواقبه الفقر وشرخ شباب المرء في العذر مطمع ... فأما إذا شاب العذار فلا عذر بنفسي مفقود جزعنا لفقده ... فأصبح إلّا فيه يستحسن الصبر يعز علينا أن نعزي به العلى ... ويصبح مفجوعا به المجد والفخر ونفقد من أخلاقه وعلومه ... رياض ربيع لم يصوّح «1» بها الزهر (187- ظ) لئن عدم الأولاد من ظهره لقد ... حوى بأبي المجد الذي عدم الظهر قلت: يريد بأبي المجد أخاه، لأن أولاد أخيه كانوا يتولون خدمة عمهم أبي العلاء. نجوم سماء لا يغضّ ضياءها ... تزايد أنوار الشموس ولا البدر لهم حكم لم يعط لقمان بعضها ... وأحكام داود الذي عنده الزبر

أبو المحاسن بن اسماعيل الشواء:

وفضل سماح تنقص السحب عنده ... فليس بمحسوب إذا قطر القطر وحسبهم فخرا بعمّهم الذي ... يفضّله بدو البسيطة والحضر علا علماء الدهر فهي جداول ... وأبرز ما يبديه من علمه بحر فتى علمت بغداد غاية علمه ... وما جهلت من ذاك ما علمت مصر أقام بها حولين يجني علومه ... كما جنيت من خير أغراسها التمر وآب مع الأعراب يزهى بلفظه ... ويعظم منها في فصاحته الفكر أقر بنعماه مقيما وظاعنا ... وكفر أياديه التي سلفت كفر وأنظم ما عمرت في وصف فضله ... مراني ترويها ويحدو بها السفر فأيسر ما فيه من الفضل غاية ... يقصر عن ادراكها النظم والنشر أبو المحاسن بن اسماعيل الشوّاء: المعروف بابن الكوفي، ويلقّب بالشهاب الحلبي، شاعر مجيد، كان بحلب من شعراء الملك الظاهر، ثم من شعراء ولده الملك العزيز بعده، وكان له بحلب حانوت يشوي فيه الشواء، سمعته مرارا ينشد الملك الظاهر، والملك العزيز بحلب. (188- و) أبو محجن بن عبد الله: ابن المنذر بن قيس بن سمير بن نمران بن جندب بن هلال بن صعب بن عمرو بن دميمة بن حريش بن اريش بن إراش بن حرملة بن لخم، واسم لخم مالك ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب اللخمى الاراشي من شجعان أهل الشام وفرسانهم، والمشهورين منهم المذكورين، غزا مع مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية، وقتل بها، وكان بدابق مع الجيش.

ذكر من كنيته أبو محمد

ذكر من كنيته أبو محمد أبو محمّد بن جعفر المتوكل: ابن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس الهاشمي، ويعرف بابن لجين، كان في صحبة المتوكل سنة ثلاث وأربعين ومائتين، حين خرج من بغداد للغزاة، وقدم معه حلب في أوائل سنة أربع وأربعين ومائتين. ذكر أبو محمد عبد الله بن محمد الخطابي قدومه إلى دمشق صحبه أبيه فيما حكاه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن أنه قرأه بخطه، قال الحافظ: وذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق قال: مات أبو محمد بن المتوكل، المعروف بابن لجين، في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين. «1» (188- ظ) أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية: ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموي، غلب على قنسرين بعد استيلاء عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس عليها، وعبد الله بدمشق، وكان مقدّم الجيش، وكان المدبر للجيش أبا الورد، مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث وكان ذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فسير عبد الله بن علي أخاه عبد الصمد بن علي فلقيهم، فهزم السفياني عبد الصمد ومن معه، فلما قدم على أخيه عبد الله، أقبل عبد الله بن علي بعسكره لقتال أبي محمد، وأبي الورد ومعه حميد ابن قحطبة، فالتقوا بمرج الأجرم وثبت لهم عبد الله وحميد، فهزموهم، وقتل أبو الورد، وهرب أبو محمد ومن معه من الكلبية الى تدمر ثم خرج الى الحجاز، فظفر به هناك، وقتل.

أبو محمد بن مضاء بن عبد الباقي:

هكذا وقع في التاريخ بمرج الأجرم، والصواب فيه الأجم، وهو بناحية قنسرين بالمطخ. أبو محمد بن مضاء بن عبد الباقي: الأزدي الأذني، من أهل أذنة حدّث عن محمد بن سليمان لوين المصيصي، روى عنه أبو بكر بن المقرئ. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن الأخوة وصاحبته عين الشمس، قالا: أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي. قالت: (189- و) اجازة، قال: أخبرنا «1» ...... أبو محمد بن معمعة: الكندي المنبجي، خطيب حمص، وقيل إنه خطب بحلب، واسمه عبد الله وقد قدمنا ذكره في العبادلة، وهو الذي كتب إليه أبو فراس بن حمدان: قم فما للسقم والحمى ... على جسمك وقع إنما يخشى على من ... فيه للعالم نفع «2» أبو محمد بن أبي النجيب: شاعر من شعراء حلب، ظفرت بشيء من شعره في مجموع وقع إليّ بخط الأديب أبي الحسن هبة الله بن عيسى النصراني الكاتب، ذكر أنه نقله من مجموع وقع إليه بحلب يتضمن أشعارا للحلبيين، فقرأت بخط هبة الله بن عيسى في أثنائه ما صورته: قالت وفي يدها قلبي تقلّبه ... هذا الذي لم أزل مذ غاب أطلبه (189- ظ) قلت احفظيه فقد ضعيت مهجته ... واستعطفيه وإلّا عز مطلبه

أبو محمد الحلبي:

وله، ونقلته من خطه: لم أنس من لاقيتها ... تهتز كالغصن الرطيب مع كل خود كالمها ... ة وكل فاتنة لعوب يسلبن حبات العيون ... لصيد حبات القلوب وقد اعترتها خجلة ... وبدا بها وله المريب وأبدت «1» إليّ مخضبا ... وأظنه بدم الندوب قالت لمن يختصّها ... لسرائر القلب الكئيب ها منيتي ومنيّتي ... وطبيب إسعافي وطيبي أبو محمد الحلبي: شاعر مجيد من أهل حلب، قرأت له أبياتا بخط اللطيف علي بن سنان السراج الحلبي في مجموع: وأسيل الخد شاحبه ... تركت عيناه بالفتن تركت حماه وجنتّه ... في اصفرار اللون تشبهني وأرى خدّيه وردهما ... ما جنى ذنبا فكيف جني نهبا حتى كأنهما ... ما حوت كفّا أبي الحسن ذو جفون تشتكي أبدا ... عثرات النقع بالوسن ويد تندى ندى وردا ... تجمع الضدين في قرن (190- و) قال: ومن منثور كلامه: خلص من سبك النقد خلوص الذهب من اللهب واللجين من يد القين والمدام من نسج الفدام «2» . وقوله: أين السماك من السمك، والغرقد من الفرقد، والشراب من السراب.

أبو محمد الأموي:

أبو محمد الأموي: شاعر حسن الشعر، كان يسكن جبل السّماق، من نواحي حلب، قرأت له أبياتا في مجموع بخط القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني، نقلت منه ما صورته: أبو محمد الأموي ساكن جبل السماق: يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما ... دعا الصبابة تستذكي وتستعر إن الملامة لا تنفك تحدث لي ... لجاجة كلما عنت لي الذّكر وكيف بالصبر في أرض الحجاز على ... نبوّها بي ونحو الشام لي وطر يا صاحبيّ وقدما ما سألتكما ... لمّا اسمدر «1» بساعات النوى النظر هل تونسان بأعلى الشام هاضبة ... أم تشهدان غريبا عنده الخبر إن الغريب ولو دامت سلامته ... وكان في نعمة تسري وتبتكر تعتاده ذكر تمري بها درر ... فما تزال دموع العين تبتدر ما أنس لا أنس أياما لنا سلفت ... والعود أخضر في أفنانه ثمر هل مبلغ أهل قنسرين أن لهم ... مني الثناء الى أن ينفد العمر أبو محمد الموصلي: شاعر كان في عصر سيف الدولة أبي الحسن (190- ظ) بن حمدان، وكان معه بحلب، لم يقع إليّ من شعره إلا أبيات خاطب بها سيف الدولة، وقد ماتت أم سيف الدولة نعم. قرأت بخطط صالح بن ابراهيم بن رشدين، من مجموعه، قال: ماتت أم الأمير أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، فرثاها الناس على طبقاتهم فأطالوا، فقال أبو محمد الموصلي يخاطبه: يا أميرا علا على النجم همه ... مثل ما قد زرى على الخلق عزمه أكثر الناس في التعازي وقالوا ... كلّ معنى ينسي أخا الهم همّه فاختصرت العزاء في نصف بيت ... كل خطب إذا تعداك نعمة

أبو محمد الأديب المعري:

أبو محمد الأديب المعري: شاعر من أهل معرّة النعمان، روى عنه نصر بن الحسن الدمشقي. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الأنصاري بحلب، وأبو يعقوب يوسف بن محمد الصوفي- بالقاهرة- عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال: أنشدني نصر بن الحسن بن محمد الدمشقي ببغداد قال: أنشدني أبو محمد الأديب المعري بالمعرة: الصدق حلو وهو المرّ ... والكذب لا يألفه الحرّ جوهرة الصدق لها زينة ... يحسدها الياقوت والدرّ أبو محمد الأنطاكي: شاعر من أهل أنطاكية، ظفرت له ببيتين (191- و) من الشعر وهما قوله: وكنت على حفظي هواها وغدرها ... أراها بعين لا أرى فوقها خلقا فما زال منها الغدر حتى ترحّلت ... عن القلب غربا واستقل الهوى شرقا أبو محمد الرصافي: من رصافة هشام، من عمل قنسرين حكى عن أبي حمزة العابد، روى عنه محمد بن علي الكرجي. أنبأنا ابراهيم بن عثمان بن يوسف قال: أخبرنا أبو المعالي أحمد بن عبد الغنى ابن حنيفة الباجسرائي قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السرّاج قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي قال: حدّثنا علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثني محمد بن علي الكرجي قال: حدثني أبو محمد الرصافي قال: خرج أبو حمزة يشيع بعض الغزاة فسمع قائلا يقول: نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلّا للحبيب الأوّل فسقط مغشيا عليه. أبو محمد المصيصي العابد: كان من العبّاد الصابرين على البلاء.

أبو محمد المرعشي:

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد عن عبد الوهاب الحافظ قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: حدثنا الحسين بن صفوان قال: أخبرنا أبو بكر القرشي، ح. وأنبأنا يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو المكارم بن اللبان عن أبي علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبان قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثني علي بن الحسن قال: كان رجل بالمصيصة ذاهب النصف (191- ظ) الأسفل لم يبق منه إلّا روحه في بعض جسده، ضرير على سرير مثقوب، فدخل عليه داخل فقال: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: ملل الدنيا، منقطع الى الله، مالي إليه حاجة إلّا أن يتوفاني على الاسلام «1» . أبو محمد المرعشي: من مشايخ الصوفية، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عمار الهمذاني. أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة قال: أخبرنا أبو الفتح عمر بن علي بن حموية، ح. وأنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي، ح. وأنبأنا أبو النجيب بن عثمان القارئ قال: أخبرنا أبو الأسعد القشيري قالا: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: سمعت عبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن عمار الهمذاني يقول: سمعت أبا محمد المرعشي يقول: سئل شيخي عن التصوف فقال: سمعت الجنيد، وقد سئل عنه فقال هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به «2» .

أبو محمد الملطي:

أبو محمد الملطي: المقرئ، قرأ على يونس، عن ورش، قرأ عليه الفقيه أبو الفضل محمد بن جعفر، وطريقه في القرآن في روايته ورش طريق معروف. أبو محمد المراغي: سمع بحلب علي بن عبد الحميد الغضائري، وروى عنه، وعن قتيبة. روى عنه الحاكم أبو أحمد بن محمد، وأبو الفضل العباس بن ابكجور. (192- و)

أبو المخارق القاضي:

أبو المخارق القاضي: قاضي الثغر اسمه بشر بن حيان بن بشر بن حيان الأسدي، وقد تقدم ذكره. قرأت في شعر العباس الخياط المصيصي، في أبي المخارق القاضي: قاض لنا بالثغر لم يحكم ... إلّا بحكم دنس مظلم في رأسه الدهر رصافية «1» ... لم تخط في القد من القمقم تراه من شدّة وسواسه ... يسعط «2» مشدودا على سلم ولم يزل دهرا بأغلاله ... يشغب في الدير على مريم من ثم يقضي بيننا دائما ... قضية الشيخ أبي ضمضم «3» كذب الخياط، وجرى على عادته المستقبحة في الفرية على أهل العلم والدين في هجوه. أبو مخرمة السعدي: من التابعين الأخيار سمع أبا أمامة الباهلي حكى عنه سليمان بن حبيب المحاربي، وسليمان بن موسى، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعطاء بن قرّة السكوني، ومزيد. وغزا أرض الروم وقتل في غزاته تلك مع مسلمة بن عبد الملك في وقعة برجان وكان في الجيش بدابق. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- قراءة عليه- قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر الشافعي قال حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال: حدثنا الحسين بن عبد العزيز

أبو مرشد بن سليمان المعري:

قال: (192- ظ) حدثنا أبو حفص قال: سمعت سعيدا يقول: لا نعلم أحدا رأى الحور العين عيانا إلّا في المنام، إلّا ما كان من أبي مخرمة، فانه دخل كرما لبعض حاجته، فرأى الحور عيانا في قبتها، وعلى سريرها، فلما رآها صرف وجهه عنها، فقالت: إليّ يا أبا مخرمة، فاني أنا زوجتك. وهذه زوجة فلان وهذه زوجة فلان، فانصرف الى أصحابه فأخبرهم فكتبوا وصاياهم ولم يكتب أحد وصيته إلّا أستشهد. سعيد المذكور هو سعيد بن عبد العزيز. وذكر أسماء الجماعة الذين كتبوا وصاياهم، وقد ذكرناهم في ترجمة أبي كريب الغساني. أخبرنا بذلك أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا ابراهيم الحربي قال: حدثنا حمزة ابن العباس، قال حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: أخبرني عطاء بن قرة السلولي قال: كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة، فكتب وصيته، فلما رآه أبو كريب الغساني كتب وصيته ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته، ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته، ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته، ثم لقينا برجان فما بقي من هؤلاء الخمسة إلّا قتل، قال: ولم نكتب نحن وصايانا، فلم نقتل. أبو مرشد بن سليمان المعري: ؟؟ يرا شاعر مجيد، كان مقيما بشيزر واسمه (193- و) سليمان بن علي وقد قدمنا ذكره. أبو مروان المغربي: أحد العباد وأرباب الكرامات من أهل المغرب، ورد الى حلب وأقام بها بمسجد المعقلية «1» الى أن مات.

أخبرني القاضي زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الله بن علوان القاضي- بحلب- قال: أخبرني الشيخ أبو غانم إمام مسجد المعلقية وغيره أنه كان بحلب رجل مغربي، يقال له أبو مروان المغربي، وكان على غاية من الزهد والصّلاح، وكان يذكر بالمنارة التي بمسجد المعقلية، وكان من كراماته أنه يضع الحبّ على يده، فيسقط الطير على يده ويأكله، قال: فلما حضره الموت أوصى أن يدفن بالجبيل بالتربة التي بها قبر الحافظ المرادي وابن الطحان، وبها جماعة من الزّهاد والأولياء، وأوصى أن يدفن عند باب التربة، وقال: أريد أن أكون بوّاب هذه التربة، فدفن عند بابها ودخلت هذه التربة مع القاضي أبي محمد وأراني قبر أبي مروان عند بابها، وزرته معه، وزرت من بها من الصالحين رحمهم الله أجمعين، ونفعنا ببركاتهم آمين.

ذكر من كنيته أبو مسلم

ذكر من كنيته أبو مسلم أبو مسلم الخولاني: دخل بلاد الروم غازيا، واسمه عبد الله بن ثوب، وقد ذكرناه فيما تقدم في العبادلة. وقال ابن منده انه توفي بأرض (193- ظ) الروم بحمة بسر. أبو مسلم الخراساني: واسمه عبد الرحمن وقيل «1» . أبو مسلم الثقفي: سيّاف الحجاج بن يوسف، قدم دابق للغزو فرده عمر بن عبد العزيز منها، ومنعه من الدخول مع المسلمين. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف- اذنا- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا يحيى بن عبد الباقي قال: حدثنا المسيّب بن واضح قال: حدثنا أبو اسحاق الفزاري عن الأوزاعي أن أبا مسلم لما خرج في بعث المسلمين، رده عمر بن عبد العزيز من دابق، وقال: ليس بمثله يستعين المسلمون في قتال عدوهم، وكان عطاؤه ألفين، فرده عمر الى ثلاثين، فرجع من دابق الى طرابلس لأنه كان سيافا للحجاج، وكان ثقفيا. «2» .

أبو مسلم المرعشي:

أبو مسلم المرعشي: حدّث «1» . أبو مسلم الطرسوسي: روى عن «2» . روى عنه أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش الجلاب. (194- و) . أبو مسلم الحداد: إمام مسجد طرسوس، روى عن اسحاق بن ابراهيم القارئ. روى عنه أبو بكر أحمد بن مروان المالكي. أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني، وأبو الحسن محمد ابن أبي جعفر بن علي. قال أبو بكر: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ وقال أبو الحسن: أنبأنا أبو المعالي بن صابر السلمي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف قال: أخبرنا الحسن بن اسماعيل، ح. وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبد الله الملثم قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، وأبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد الأرتاحي قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عمر الموصلي- وقال الأرتاحي: إجازة- قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن اسماعيل الضراب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا أبو مسلم الحداد- إمام مسجد طرسوس- قال: حدثني اسحاق بن إبراهيم القارئ قال سمعت أبي يقول: قيل لبعض الحكماء: ما أرادوا بالخلوة والعزلة؟ قال: ليستدعوا بذلك دوام الشكر، ويثبت في قلوبهم، ليحيوا حياة طيّبة، يذوقوا لذاذة حلاوة المعرفة «3» . أبو مسهر الغساني: واسمه عبد الأعلى بن مسهر، واشتهر بكنيته وقد قدمنا ذكره. (194- ظ)

أبو المشرف الدجرجاوي:

أبو المشرف الدجرجاوي: شاعر مجيد، ذكر الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي أن أبا المشرف الدجرجاوي كان من حلب، وانتقل إلى دجرجا قرية بالصعيد من الديار المصرية، فنسب. ووقع إليّ شكة بالديار المصرية، فيها ذكر جماعة من الشعراء، وأورد فيها لأبي المشرف الدجرجاوي: قاض إذا انفصل الخصمان ردهما ... إلى الخصام بحكم غير منفصل يبدي الزهادة في الدنيا وزخرفها ... جهرا ويقبل سرّا بعرة الجمل يهلل الدهر لا في وقت هيللة ... ويلزم الصمت وقت القول والعمل وما أسميه لكني نعّت لكم نعتا ... أدلكم فيه على الرجل أبو المشكور بن أبي العباس الحلبي: شاعر مجود من أقران الماهر الحلبي. قرأت في «كتاب جامع الفنون وسلوة المحزون في ذكر الغناء والمغنين» «1» ، تأليف أبي الحسين بن الطحان في باب ما مدح به المغنون في زماننا هذا- يعني زمانه- قال: وكتب إليّ أبو المشكور الحلبيّ. أيا من كلّ ذي فضل ... متين منه يمتار تعود القلب من شدوك ... أشواق وتذكار (195- و) فخبرني أللأوتار ... عند القلب أوتار وهذا ابن الطحان كان مغنيا حاذقا، وعنده فضل وأدب.

ذكر من كنيته أبو المصبح

ذكر من كنيته أبو المصبح أبو المصبح الاعشى: أعشى همدان، من الخطباء البلغاء والشعراء الفصحاء، شهد صفين مع علي رضى الله عنه، وله فيها أشعار مذكورة، قال فيه أبو عثمان عمرو ابن بحر الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: ومن الخطباء الشعراء العلماء وممن قد سافر الأشراف أعشى همدان «1» . أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد- اذنا- قال: أنبأنا أبو القاسم بن البسري عن محمد بن جعفر بن النجار، في تسمية من نزل الكوفة من الشعراء، وكان بها، قال: وأعشى همدان، وكان مع أمير المؤمنين عليه السلام وله أشعار في صفينّ. أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم قال: أخبرنا ابو الفرج يحيى بن ياقوت بن عبد الله قال: أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: حدثنا أبو عبد الله الضبي أن عبد الله بن أبي سعيد حدثهم قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين بن الربيع قال: حدثني الهيثم بن عدي قال: لما عزل النعمان بن بشير عن الكوفة وولاه (195- ظ) معاوية حمص، وفد عليه أعشى همدان قال: ما أقدمك أبا المصبح؟ قال جئتك لتصلني وتحفظ قرابتي، وتقضي ديني، قال: فأطرق، ثم رفع رأسه، فقال: والله ما شيء، ثم قال: هه كأنه ذكر شيئا، فقام فصعد المنبر، فقال: يا أهل حمص- وهم يومئذ في الديوان عشرون الفا- هذا ابن عم لكم من أهل القرآن والشرف، قد قدم عليكم يستر فدكم، فما ترون فيه؟ قالوا: أصلح الله الأميرا حتكم له، فأبى عليهم،

أبو مصبح الحمصي:

فقالوا: إنّا قد حكمنا له على أنفسنا من كل رجل في العطاء بدينارين دينارين فعجلها له من بيت المال فعجل له أربعين ألف دينار، فقبضها ثم أنشأ يقول: لم أر للحاجات عند التماسما ... كنعمان نعمان الندى ابن بشير إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل إلى الأقوام حبل غرور متى أكفر النعمان لم أك شاكرا ... وما خير من لا يغتدي بشكور (196- و) قرأت في جزء من فوائد جعفر بن الفضل بن الفرات، إما بخطه أو بخط كاتبه: حدثني أبو الحسين قال: حدثنا أحمد يعني أبا العبّاس بن عبد الله بن عمار قال: حدثنا ابن سلام قال: حدثنا أبان بن عثمان قال: كان الأعشى أعشى همدان مع ابن الأشعث، وكان له مدّاحا فقال فيه: ولقد سألت الجود أين محله ... فالجود بين محمد وسعيد بين الأشدّ وبين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود فلمّا أتي به الحجّاج بعد هزيمة ابن الأشعث قال له: أأنت المبخبخ للحائن؟ قال: أنا الذي أقول: أبى الله إلّا أن يتمّم نوره ... وتطفى نار الفاسقين فتخمدا فقال: إقعد يا غلام اكتبها، فلما فرغ منها قال: يا غلام اضرب عنقه والله لا يخبخ لأحد بعده. أبو مصبح الحمصي: روى عن جابر بن عبد الله الأنصاري، ومالك بن عبد الله الخثعمي، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وحصين بن حرملة المهري. أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى التغلبي- إذنا- قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أخبرنا أبو غالب (196- ظ) بن البناء، ح. وأخبرنا ابن طبرزد عن ابن البناء- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين محمد

أبو مضر:

ابن أحمد بن الأبنوسي قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي قال: حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي صاحب المصاحف في المسجد الجامع بالمصيصية قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن نعيم الأصبحي المصيصي قال: سمعت عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو مصبح قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم، فسبق رجل الناس فنزل يمشي ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله ألا تركب؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار «1» ، وأصلح دابتي لتغنيني عن قومي «2» . قال: أبو مصبح فنزل الناس فلم أر نازلا أكثر من يومئذ. الرجل الذي ناداه مالك: يا أبا عبد الله هو جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، وكان في الغزاة مع مالك بن عبد الله، وقد روينا ذلك مصرحا باسمه في ترجمة جابر بن عبد الله، فيما تقدم من رواية حصين بن حرملة المهري، قال: حدثني أبو مصبح الحمصيّ وذكر نحوا من هذا، وقال إذ مرّ مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشي. (197- و) . أبو مضر: سمع بالمصيصية طاهر بن عبد الملك. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال: أخبرنا أبو الفضل اسماعيل بن علي ابن إبراهيم الجنزوي قال: أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب- من لفظه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الله بن بشران قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: كتب إليّ أبو مضر قال: قال لي طاهر بن عبد الملك بالمصيصية: سمعت أبي يقول: سمعت الفضيل يقول: أنا في طلب رفيق منذ عشرين سنة إذا غضب لا يكذب عليّ.

أبو المطرف الأنطاكي:

أبو المطرف الأنطاكي: روى الحماسة عن أبي تمام الطائيّ، رواها أبو عبد الله النمري عن أبي رياش عنه. أنبأنا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو منصور بن الجواليقي. قلت: ونقلتها من خط ابن الجواليقي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي ابن الحسن بن علي بن عمر، ويعرف بابن الصّقر الواسطي ببغداد قال: قرأت على شيخنا أبي الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي النحوي قال لي: قرأت كتاب الحماسة على أبي عبد الله النمري، ورواه لي عن أبي رياش رحمه الله، وقال أبو رياش: فيما قرأته أنا بخط عبد السلام البصري: أنشدنا أبو المطرف الأنطاكي قال: أنشدنا أبو تمام الطائي قال: وقال المرار بن سعيد الفقعسي: إذا شئت يوما أن تسود عشيرة ... فبالحلم سد لا بالتسرع والشتم وللحلم خير فاعلمن مغبة ... من الجهل إلا أن تشمسّ من ظلم «1» أبو المعافى بن المهلب الحموي: شاعر من أهل حماة، قرأت له بيتين أوردهما قاضي معرة مصرين عبد القاهر بن علوي بن المهنا في كتاب زهر الرياض في المنثور. قال لي الشريف أبو حامد محمد بن عبد الله العباسي: سمعت هذا الكتاب من عبد القاهر، ثم شاهدت سماعه منه، وأجاز لنا الشريف أبو حامد- إن شاء الله تعالى- والبيتان: انظر إلى الخيرى «2» ما بيننا ... ملبسا بالطل قمصانا (197- ظ) كأنمّا صاغته أيدي الحيا ... من أصفر الياقوت صلبانا. أبو المعالي بن أبي الجيش: ابن أبي المعالي المقرئ الدنيسري الحصري الزاهد، رجل من أهل الدين

أبو معاوية الأسود:

والقرآن، راغب عن صحبة أرباب الدنيا مشتعل بما يعنيه، سافر من دنيسر الى دمشق وقرأ بها القرآن على أبي جعفر أحمد بن علي القرطبي إمام الكلاسة وعلى غيره، واجتاز بحلب في طريقه اليها. ذكره عمر بن الخضر بن اللمش في «كتاب حلية السريين في أخبار الدنيسريين» وقرأته بخطه فقال: قرأ القرآن على أبي جعفر القرطبي بدمشق، وقرأ على غيره، وهو رجل زاهد يحب الانقطاع عن الناس والخمول وكثرة قراءة القرآن، ويكره الجاه والقرب من السلطان وأن يؤم بهم أو بأتباعهم وإذا عرض عليه شيء من ذلك امتنع حتى أنه امتنع من الامامة بالجامع الغربي بدنيسر لكونها ولاية سلطانية «1» . أبو معاوية الأسود: الزاهد مولى بني أمية، قيل إن اسمه اليمان وقد قدّمنا ذكره في حرف الياء من الأسماء. أخبرنا أبو حفص عمر بن علي بن قشام- إذنا- عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي قال: أخبرنا أبو بكر الصفار قال: أخبرنا أحمد بن علي بن منجويه قال: أخبرنا الحاكم أبو أحمد الحافظ قال: فيمن يعرف (198- و) بكنيته ولا نقف على اسمه: أبو معاوية الأسود الزاهد. أبو معشر: خرج من حمص غازيا إلى الثغر، وحكى عن امرأة خرجت إلى الغزاة. روى عنه أحمد بن عبد الرحمن، وقد سقنا الحكاية عنه في المجهولات من النساء، فيما يأتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالي. أبو المغيث الرافقي: اختلف في اسمه، فقيل موسى بن ابراهيم بن سابق، وقيل عيسى بن سابق، ولاه عيسى بن منصور ابن عمه، والى حمص ربع أفامية، ثم عزله عنها، فتوجه منها إلى الرافقه. وقد قدمنا ذكره في الأسماء.

أبو المفلفل التنوخي:

أبو المفلفل التنوخي: الحلبي الشاعر، شاعر من أهل حلب، ظفرت بذكره ولم أظفر بشيء من شعره. قرأت في أخبار أبي نواس لأبي عبد الله المرزباني قال: حدثنا علي بن أبي عبد الله الفارسي قال: أخبرني أبي قال: أتى أبو المفلفل الشاعر، وهو رجل من تنوخ من حلب أبا نواس عند قدومه من مصر يستجديه فطال اختلافه جدا. قال: فأمر أبو نواس غلاما له فحلق رأسه وكتب عليه أربعة أبيات، وقال: إذا جاء أبو المفلفل فقل له: يقول لك مولاي: اقرأ ما على رأسه، فكان ما على رأسه: وأشمط دلّاج عليّ ورائح ... يطالب نيلا لو يعان بجود وإني وإيّاه لقرنان نصطلي ... من المطل نارا غير ذات خمود زويت له وجها قطوبا عن الندى ... وأقصيته من نائلي بوعيد ويروى:...... ... وألبسته من وعده بوعيد (198- ظ) فإن كنت لا عن سوء رأيك مقلعا ... فدونك فاستظهر بنعل جديد فعندي مطل لا يطير غرابه ... عتيد ولا يدعى له بوليد «1» قال: المرزباني: أخبرني محمد بن يحيى أنّ أبا نواس خاطب بهذه الأبيات أبا المفلفل الشاعر، قال: ويقال إنّه قالها للأبزاريّ. أبو المنى بن علي الحلبي: شاعر كان بحلب، ظفرت له بأبيات مدح بها حاجب سوار سوتكين، فإني قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي هذه القصيدة لأبي المنى بن عليّ يمدح بها الحاجب سوتكين حاجب سوار بحلب الملقّب نشو الدّولة: الحرب من شيمي والشعر من شغلي ... والمدح في أفرس الفرسان من عملي

أبو المنجى بن مسعر التنوخي:

وعفّتي وصلاحي دائبان ولي ... إليهما الفضل والأجواد تشهد لي والغادة الكاعب الحسناء ليس ترى ... مني سوى الصد والهجران والملل ولا جزعت وقد شطّ المزار بها ... ولا صبوت إلى سيارة ذلل ولا أرقت اشتياقا حيث ما رحلت ... ولا نظرت إلى سجف ولا كلل ولا وقفت على آثارها أسفا ... ولا بكيت على ربع ولا طلل قال فيها: لسوتكين نظمت الشعر ممتدحا ... للحاجب الأريحي الضيغم البطل ليث الكتائب مقدام الضرائ ... ب وهّاب الرغائب اعطاء بلا ملل (199- و) وافي العزائم معطاء الغنائ ... م غفار الجرائم ساقي الموت بالذبل ثبت الأصيلة عال في القبيل ... ة بالكف الجميلة حلو الخلق كالعسل حصن لشدّتنا ذخر لفاقتنا ... نشو لدولتنا أمن من الزلل أبو المنجى بن مسعر التنوخي: المعري واسمه هبة الله بن ميسر بن مسعر، شاعر من بيت مشهور بمعرة النعمان، فيهم الرواة والعلماء والشعراء. روى عنه شيئا من شعره أبو عبيدة محمد بن عبد العزير بن محمد بن همام بن المهذب، وقد ذكرناه في حرف الهاء، وذكرنا شيئا من شعره. ووقع إليّ بعد ذلك قصيدة من شعره يشكو فيها حاله وهو في الحبس والقيد، ويشكو إلى أهله، وقد ذكرنا بعض هذه القصيدة في حرف الهاء في ترجمته بالإسناد، فنورد القصيدة بكمالها هاهنا لأن بقية القصيدة أجود مما مضى منها، وفيها تفصيل حاله. نقلت من جزء وقع إليّ بخط بعض المعريين أودع فيه شيئا من أشعار المعريين وغيرهم، فنقلت منه ما صورته: القاضي أبو المنجى بن مسعر رحمه الله: يا أخوتي كيف السبيل إليكم ... لا كان يوم بنت فيه عنكم

فارقت مذ فارقتكم سنة الكرى ... ووصلت حبل الدمع منذ صرمتم ولقد أرى بيني وبينكم نوى ... من دونها وضح المسالك مبهم تالله ما أجفوكم لملالة ... أجفوكم ويعزّ أن أجفوكم (199- ظ) والله لا نهنهت مدمع ناظري ... أنىّ جرى منه لفرقتكم دم والله ما أسفي على الدنيا ولو ... فارقتها أسفي بكم وعليكم أدعوكم شوقا ونيران الأسى ... بين الجوانح والحشا تتضرّم وإذا ذكرتكم تفيض مدامعي ... بدم وكل جوارحي تبكيكم أفني اللّيالي بالتحرق والبكا ... وكذاك أيامي به تتصرّم عين مؤرقة وجسم ناحل ... وحشا معلقلة وقلب مغرم ولقد حملت الحزن طفلا فاغتدى ... دوني إذا ذكر الحزين ملمم حتى لو أن يلملما «1» حملته ... بعض الذي بي ما استقل يلملم أبنى أبي إن غبتم عن ناظري ... فلأنتم عن خاطري ما غبتم أجد الحياة مريرة ما لم أكن ... أنا في الحياة كما أحبّ وأنتم يا ليتني فارقت مذ فارقتكم ... روحي وبنت إلى البلى مذ بنتم فالوجد بعدكم عليّ محلل ... والصبر بعدكم عليّ محرم أبكي وتند بني القوافي حين لا ... خل يرق ولا نسيب يرحم وتهيج نار الشوق بين جوانحي ... فكأنما بين الصفاق جهنم فأبيت من حرّ الصّبابة والأسى ... في جذوة لا استطيع أهوم وإذا ذكرت أبا الكرام تقطعت ... كبدي وبرّح بي نزاع مؤلم ولقد أحن الى أبي الفضل الذي ... عيني تسح دما عليه وتسجم (200- و) فيلوم في جزعي أبي ويلومني ... عمىّ ولو مهما أعق وألوم أمعنفي بملامة لتحرقي ... أسلوهم هيهات أن اسلوهم أبني أبي والأكرمين متى دعوا ... للمكرمات وللندى فهم هم

هل مسعد أشكو إليه وإنما ... أشكو صروف الدهر لا أشكوهم ذاد الكري عن مقلتي خيالكم ... فالنوم أقلع والسهاد مخيّم بخل الزمان بكم عليّ فبان بي ... عنكم وساعده القضاء المبرم أتراه يسمح بالوصال فاشتكي ... وأبثّ ما لاقيت منه إليكم إن خفّ وبلكم «1» وشط مزاركم ... فخليفتي رب السماء عليكم كنا نذم من الزمان حميده ... قدما فكيف الآن وهو مذمم في كل يوم من الزمان نكبة ... تعتادني «2» ختلا ويوم أيوم تقضي حوادثه عليّ بجورها ... وصروفها أنى تشاء وتحكم حظ خصصت به وجد نازل ... بي في الحضيض وجانب متهضّم ومن العجائب أنني عاينته ... فيما جناه فأعقبتني الصّيلم لا تسألي يا عزّ عما نابني ... فمن الحديث محدّث ومكتمّ كفي كفاك ولا أبا لك أنني ... أصبحت والأعداء في تحكّموا ملقى بدار مذلّة مستوطنا ... سجنا أسام الخسف فيه وأظلم لا ناصر لي ألتجي بفنائه ... أنىّ انتصرت ولا وليّ مكرم (200- ظ) أمسي وأصبح في الحديد مكبلا ... من غير ما جرم كأني مجرم متقمّصا ثوب الأسى قد بزني ... ثوب التصبر والتأسي أدهم قيد ثقيل قد براني حمله ... وجوى أكابده وسجن مظلم سيّان فيه ليلنا ونهارنا ... وحياتنا ماذيها «3» والعلقم ولذاك أيسر من مقالة حاسد ... يسدي التمائم بالمحال ويبرم قل للمريق دماءنا كفّ الأذى ... عنّا فحسبك سعيك المتقدّم ألزمتنا جرما ولمّا نجنه ... ظلما فصار لزوم مالا يلزم أمحمد أدعوك حين اظلّني ... خطب يجل عن الخطوب ويعظم ما خلت أنك تاركي تنتاشني ... طلس الذئاب وأنت أنت الضيغم

ذكر من كنيته أبو منصور

وتنوشني سمر الرماح ولا أرى ... بيضا تسل ولا قنى تتحّطم يا خال لا تقطع أواصر بيننا ... واحلم فمثلك من يعقّ فيحلم واعطف على الاطفال عطفة والد ... حدب فانك أمّهم وأبوهم واذكر لهم ما ليس ينسى مثله ... فلأنت من نسيان ذلك أكرم احفظ لهم ما ليس يجهل حقه ... ذمم مؤكدة وعقد محكم ذكر من كنيته أبو منصور أبو منصور بن بابا الحلبي: شاعر ناثر مجيد فيهما جميعا من أهل حلب، كان متّصلا بخدمة الوزير أبي نصر بن النحاس واستخدمه في بعض الجهات (201- و) بحلب وذكره أبو الطيب الباخرزي في كتاب دمية القصر فقال: ابن بابا، باب الأدب عليه مفتوح، ودستور الفضل له مطروح، وزند الشعر به مقدوح، قال يمدح الصّاحب نظام الملك على باب قنّسرين من الشام سنة ثلاث وستين وأربعمائة، ح. باب قنسرين باب مدينة حلب وبظاهره كان نزول السلطان ومعه نظام الملك: يمينك أندى العارضين سحابا ... وعزمك أمضى الصّارمين ذبابا وأنت أعمّ الناس طولا وسؤددا ... وأطيبهم جرثومة ونصابا وأسرعهم في النائبات اغاثة ... وأمرعهم يوم العطاء جنابا شهادة بر لايحابي بمثلها ... إلا ربما كان السحاب يحابى يقولون إن المزن يحكيك صوبه ... مجاملة ها قد شهدت وغابا وكم أزمة عمّ البرية بؤسها ... فهل ناب فيها عن نداك منابا همت «1» ذهبا فيها يداك عليهم ... وضنّت يداه أن ترش ذهابا ولو كان للأسياف عزمك ما نبت ... ولا ناط بالخصر النجاد قرابا وما زلت ترضي الله في نصر دينه ... بمألكه «2» تزجي الأسود عضابا

إذا طويت كانت وغا وقساطلا ... وإن نشرت كانت ظبى وحرابا وما حملت غير السيوف رسالة ... ولا طلبت غير الرءوس جوابا قد اخترطت أيدي الخلافة منكم ... سيوفا على هام العداة غضابا ومن يأت عن قوس السعادة راميا ... نحور أعادية رمى فأصابا (201- ظ) دعاك على شحط المزار ابن صالح «1» ... فلم ترض إلّا أن تكون جوابا غدا طالبا في ظلّ ملكك عيشه ... فوافاه أحظى الوافدين طلابا وكان إلى نيل السلامة سلما ... أتى وإلى باب السعادة بابا هو الجد فليمس الفتى في ظلاله ... فلو أخطأ المجدود قيل أصابا سقى حلبا من جود كفك ماطر ... إذا لم تصب فيها المواطر صابا سموت بها نحو الساء كأنما ... ضربت عليها بالنجوم قبابا فإن يئست منها الصقور فطالما ... رفعت عليها باللواء عقابا قال الباخرزي: لله دره في الجمع بين الصقر والعقاب بهذا المعنى المقرطس لهدف الصّواب. بحقّ توليت الخلافة معتقا ... برأيك من رق الخلاف رقابا نظمت نظام الملك منثور مجدها ... عقودا على لباتها وسخابا «2» وجليت يا شمس الكفاة غياهبا ... برأي غدا في النائبات شهابا غصبت على المجد الرجال فسدتهم ... غلابا ومنهم من يسود خلابا «3» قرأت بخط الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي في ديوان شعر الوزير أبي نصر بن النحاس الحلبي، وكان لقي أبا نصر وسمع منه، قال: وكان أبو منصور- يعني- ابن بابا متصلا بخدمة أبي نصر محمد بن الحسن ابن النحاس، فكتب إليه أبو نصر يعاتبه على تشاغله بالشرب: (202- و)

أبو منصور بن الخلال:

خدمة الأتراك ... والكاسات من أيدي الملاح ليس يلتامان فاختر ... خدمة أو شرب راح وهذان البيتان يرويان لغير الوزير أبي نصر، فلعله تمثل بهما. قرأت بخط أبي اليمن محمّد بن الخضر المعروف بالسابق بن أبي مهزول قطعتي شعر من نظمه في هجو ابن بابا المذكور أحدهما: أنشا ابن بابا مذهبا أنسى به ... في الدهر كل مطفّل ومطفنشل «1» أبدا تراه بغير داع والجا ... في منزل أو خارجا من منزل متغنما زاد النديم وراحة ... في خسة وضراعة وتذلل يبدي السجود لمطمع في سكره ... والودّ عنه بمعزل «2» ولقد يبيت على الطوى ويظله ... حتى ينال به لئيم المأكل والاخرى. أنا ابن بابا ان طلبت الندى ... يوما بمدح ابن سميكات فانه من يده سبّة ... والعار في كسب الدنيات لا خير في الدنيا ولا أهلها ... ما عدّ من أهل المروّات ابن سميكات رجل نصراني من تناء الحلبيّين. أبو منصور بن الخلال: الرحبي المعروف بتاج الرؤساء، كان وجيها بحلب ممدّحا، ووزر لكربغا صاحب الموصل سنة تسعين وأربعمائة (202- ظ) ووصل كربغا الى الرحبة وحاصرها في هذه السنة ففتحت له أبوابها، فآمن أهل أبي منصور بن الخلال، وأقام من يحفظ محلتهم، وأخرج الباقين منها ونهبها، وكان السلطان أبو الفتح ملكشاه استخدمه بحلب حين فتحها في سنة تسع وسبعين وأربعمائة في جمع المال بعد عوده من أنطاكية وترتيبه بحلب قسيم الدولة آق سنقر، وكان لؤلؤ الملكي الخادم مملوكا له أخذه منه رضوان بن تتش، وقد مدحه الوزير أبو نصر بن النحاس مع جلالة

قدره، وتقلده الوزارة قبله، فانني قرأت بخط أبي الحسن بن أبي جرادة، في ديوان شعر أبي نصر بن النحاس، قال: وكتب بها الى تاج الرؤساء أبي منصور ابن الخلال: أجلك عن مدح ينعتك إنني ... رأيتك أسنى منه قدرا وأعظما وأي رئيس يستحقك تاجه ... ولو كان فوق الفرقدين مخيّما مناقب لولا أنها غير أفّل ... يدوم نهارا نورها كنّ أنجما لكفك جود ليس يبرح جوده ... ملثا إذا ما قيل أنجم أنجما فتى عم آفاق البلاد بسجله ... وأصبح وادي معبرى فيه مفعا وعمم بالنوار هام رباهم ... وأسحب ذيل النسر من كان معدما وذاك حباء لو بعلت «1» بشكره ... لكان لسان الحال عني مترجما (203- و) جزيتك بالاحسان قولا لأنني ... وجدت طريق الفعل بالعدم مبهما وأفضل ما يجزى به سحر منعما ... أفاض عليه البر أن يتكلما وفيه وفي أبي نصر بن النحاس قال ابن الديعاص البيت الذي قدمنا ذكره: قد زنجر الدهر على الناس ... ما بين خلال ونحاس

ذكر من كنيته أبو موسى

ذكر من كنيته أبو موسى أبو موسى الاشعري: واسمه عبد الله بن قيس، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد صفين مع علي رضي الله عنه وقد قدمنا ذكره في حرف العين. أبو موسى بن يونس الطرسوسي: حدّث عن محمد بن مصعب القرقساني، روى عنه أحمد بن النضر العسكري. أنبأنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي قال: أخبرنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الراراني قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أحمد بن النضر العسكري قال: حدثنا أبو موسى بن يونس الطرسوسي قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني قال: حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر «1» (203- ظ) أبو موسى الوراق: روى عن فردك الجنون حكاية ذكر فيها أنه كان بحلب، ذكرها مؤلف كتاب عقلاء المجانين قال: قال أبو موسى الوراق سنح لي خروج من حلب الى الرها، فوصلت الى منبج فاذا أنا بفردك المجنون، وذكر الحكاية عنه، وقد ذكرناها في ترجمة فردك. «2» .

حرف النون في الكنى

حرف النون في الكنى أبو النجاء الاندلسي: من المشايخ الزهاد الصالحين الأولياء المعروفين. أخبرني قطب الدين أبو عبد الله محمد بن شيخنا أبي العباس أحمد بن علي القسطلاني أن أبا النجاء الأندلسي حج وعاد على العراق، وقدم الموصل واجتمع بها بقضيب البان، ووصل الى الشام، فدخل حلب ودمشق، ومضى الى الديار المصرية، وسكن جزيرة فوّة ومات بها، ودفن. قال: وله بها عقب. قال لي أبو عبد الله: فبلغني عن الشيخ أبي النجاء أنه لما حج وقدم المدينة جاء من الشباك الذي عند أرجل الصحابة، وسلم منه على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل المسجد احتراما للنبي صلى الله عليه وسلم. قال: وكان موسرا، فكان يسافر بالجمال الكثيرة والأحمال الكثيرة، وكان اذا دخل بلدا سيرّ من يخطب له امرأة، ويستأجر له دارا، وسير من يكتري له للسفر، فأي الأمرين (204- و) تيسر له فعله من سفر أو اقامة. قال: وكان أبو النجاء من تلامذة ابن العريف، قال: وتوفي أبو النجاء بعد السبعين والخمسمائة بفوّه.

ذكر من كنيته أبو النجم

ذكر من كنيته أبو النجم أبو النجم الراجز: واسمه الفضل بن قدامة، كان برصافة هشام وبدابق، وقد سبق ذكره في الأسماء في حرف الفاء. أبو النجم الدكاني: شاعر مجيد، كاتب من كتاب الأمير وهسوذان، دخل حلب واسمه ... وقد «1» قدمنا ذكره في موضعه. أبو النجيب السهروردي: الفقيه الواعظ الصوفي، واسمه عبد القاهر بن عبد الله، دخل حلب، ووعظ بها، وقد ذكرناه.

ذكر من كنيته أبو نصر

ذكر من كنيته أبو نصر أبو نصر الطرسوسي الشبرازي: كان شيرازيا، وأقام بطرسوس سنين فنسب اليها، حكى عن أبي عبد الله بن خفيف، روى عنه محمد بن عبد الله بن عبيد الله. أبو نصر البرمكي: الحلبي، شاعر مجيد من أهل حلب، ويكنى أبا علي أيضا، واسمه الحسن ابن منصور، وقد ذكرناه في حرف الحاء. أبو نصر بن أبي جوزه: المعري، من بني عمرو بن سعيد بن محمد بن داود بن المطهر التنوخي، وهو أخو أبي البركات، ذكرهما ابن الزبير في كتاب جنان الجنان، فقال: أبو البركات ابن أبي جوزه المعري، شاعر من أهل معرة النعمان، هو وأخوه أبو نصر، وأورد لأبي البركات ما ذكرناه في ترجمته وأورد لأبي نصر هذا البيت: اذا استغنيت عن عرض بحظ ... فكل يد تصول بها يمين أبو نصر بن أبي الحليم الطبيب: كان طبيبا حاذقا في صحبة أتابك زنكي بن آق سنقر، وأبوه أيضا طبيب مذكور قد ذكرناه، ولأبي نصر هذا ذكر. أبو نصر الاولاسي: من الزهاد بحصن أولاس روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا الخطيب (205- و) أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر

أبو نصر بن هشام الحلبي:

قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال: سمعت أبا نصر الأولاسي يقول: رأيت في بيت المقدس قوما فقراء نياما في المسجد في يوم شديد البرد، فرأيت حصيرا تحتهم ارتفع بنفسه ما كان فضل عنهم منه، فانقلب عليهم وغطاهم، من غير أن يمسه أحد، فقال له بعض الحاضرين: لعل الريح فعلت ذلك، فقال: لم تكن ريح تهب البتة. أبو نصر بن هشام الحلبي: شاعر مجيد، روى عنه شيئا من شعره رافع بن ظافر بن علي الرحبي. أنبأنا عبد المحسن بن عبد الله بن أحمد الخطيب الموصلي قال: أنبأنا عمي قال: أنبأنا أبي قال: أنشدني أبو المجد رافع بن ظافر بن علي الرحبي قال: أنشدني أبو نصر بن هشام الحلبي لنفسه: رأت فلتات الشيب تلبس مفرقي ... ضياء كما يبدو الحسام من الغمد رويدك ما عندي شباب يزيله ... المشيب فأخشى منك عادية الصدّ اذا لم يكن شرخ الشبيبة نافعي ... فما رغبتي في حالك اللون مسوّد (205- ظ)

أبو النعمان الانطاكي:

أبو النعمان الانطاكي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أحد مشايخ الثغر، حكى عنه أحمد بن يحيى البلاذري في أخبار البلدان، قال: وقال أبو النعمان الأنطاكي: كان الطريق فيما بين أنطاكية والمصيصة مسبعه يعترض الناس فيها الأسد، فلما كان الوليد بن عبد الله «1» شكي ذلك اليه، فوجه أربعة آلاف جاموسة وجاموس، فنفع الله بها «2» . أبو النمر بن العنزي: القاضي، من بيت كبير بالشام، مشهور ولهم اتصال بملوكها، وحرمة عندهم، وأصلهم من كفر طاب، وسكنوا حماة بعد استيلاء الفرنج على كفر طاب، وهذا القاضي أبو النمر كتب عنه مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ. فانني نقلت من خط أسامة من كتابه الموسوم بأزهار الأنهار «3» قال: حدثني القاضي أبو النمر بن العنزي رحمه الله بحصن شيزر قال: سافرت إلى اليمن فاتصلت ببعض سلاطين اليمن، فأتاه الخبر بعصيان أهل بلد من بلاده، فركب وسار اليه، وأنا صحبته، وهو في خلق كثير على الركاب، وأقسم ليستبيحن دماءهم وأموالهم، فسرنا حتى نزلنا على المدينة، وأمر بالتأهب لقتالهم وهجم المدينة، فرأينا امرأة قد خرجت من المدينة، وجاءت تتخطى الناس حتى وصلت الى السلطان وأنا عنده (207- و) فسلمت عليه فرحب بها، وأكرمها وأجلسها، ثم قال

لها: ما حاجتك؟ قالت: جئتك أسألك أن تهب لي هذه المدينة وأهلها، فقال: هؤلاء قد أظهروا العصيان والشقاق، وقد أقسمت أن استبيح دماءهم وأموالهم، فقالت: بل ترجع عن هذا الى المعتاد من صفحك وكرم عفوك، وتهب لي ذنبهم ودماءهم وأموالهم، فقال ما أفعل ولا أفسد مملكتي وأستدعي عصيان رعيتي بصفحي عن هؤلاء المنافقين، فغضبت، وقامت، وقالت: نسيت حقي وحرمتي واطرحتني، حتى أني أسألك في مدينة من مدائنك لتقضي بها حقي، ولا توجب سؤالي، ثم ولت، فأطرق، ثم قال: ردوها، فلما عادت اعتذر إليها وتلطفها، وقال: قد وهبت لك البلد وأموال أهله ودماءهم، وها أنا راحل، ثم أمر الناس بالرحيل ونفذ من رتب أمر البلد وسار. فسألت عن تلك المرأة، فقيل لي ان هذه امرأة كانت ترضعه، وكان أبوه مالك هذه البلاد فقام عليه أخوه فقتله، وملك البلاد، وهذا إذ ذاك طفل، فتطلبه عمه ليقتله فخبته هذه المرأة بينها وبين ثيابها، وأخفته، وخرجت به من البلد فربته في خمول، واختفى حتى كبر وجار عمه على الرعية، وأساء إليهم، فوثبوا عليه قتلوه، ونفذوا أحضروا هذا وملكوه (207- ظ) عليهم كما ترى، فهي تذكره بما فعلته في حقه، وهو يرعى لها ذلك الصنع.

ذكر من كنيته أبو نواس

ذكر من كنيته أبو نواس أبو نواس الحكمي: الشاعر، واسمه الحسن بن هانىء، ويكنى أبا علي، وأبو نواس لقب له، وقد ذكرنا ذلك في ترجمته في حرف الحاء. أبو نواس الانطاكي: الشاعر، حسن الشعر مختاره، روى عنه أبو علي محمد بن عمر الزاهي، وذكره أبو منصور الثعالبي في اليتيمة. أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الانصاري قال: كتب الينا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمر قندي أن أبا يعقوب الأديب أنبأهم قال: أخبرنا أبو منصور الثعالبي قال: وأنشدني- يعني- محمد بن عمر الزّاهي قال: أنشدني الأنطاكي لنفسه، يعني أبا نواس: ومتيّم أبدى إليّ غرامه ... فعذلته والعذل فعل الجاهل حتى إذا أبصرت مالك رقة ... كادت لواحظه تصيب مقاتلي إن عدت أعذل عاشقا من بعدها ... فأصابني ربي بحتف عاجل «1» أبو نوح الحميري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وروى عن ذي الكلاع الحميري حديثا في ذكر أهل صفين، قد ذكرناه في مقدمة هذا الكتاب «2» . (208- و) .

حرف الواو في الكنى

حرف الواو في الكنى أبو وائل الاسدي: واسمه شقيق بن سلمة تقدم ذكره. أبو الورد بن الهذيل: ابن زفر بن الحارث، واسمه مجزأة، وقد قدمنا ذكره. أبو الوفاء الحراني: المعروف بالقائد، شاعر مطبوع، كان بحران وبحلب منقطعا الى آل وثاب «1» ، وكان يأنس الى أبي المعالي بن الملحي، عارض الجيش بحلب، ثم إنه انتقل الى دمشق عند انقراض آل وثاب النميريين، فاستوطنها الى أن مات. أنبأنا تاج الأسناء أحمد بن محمد بن الحسن عن عمه الحافظ أبي القاسم علي ابن الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسّن بن أحمد بن الملحي- من لفظه، وكتبه لي بخطه- قال: القائد أبو الوفاء، نزهة العالم، وأظرف بني آدم، ينشئ نوادر أحرّ من النار، وأحاديث تقصر عنها الأفكار، ويتحدّث أشهرا فلا يعيد حديثا، ولا يرى مستريثا، بل قد خصّ من هذا الفن بما لم يخص به بشر، ولا يلحقه فيه من نظم أو نثر، ولم ير في الجامع المعمور إلّا مصليا في يومه ما فات في أمسه فالناس يجمعون على استحسان مقاصده فيقفون على مصادره وموارده، فكان كما قال أبو نواس (208- ظ) : يصلي هذه في وقت هاذي ... فكل صلاته أبدا قضاء وكان آل وثاب اقتطعوه إليهم وأخذوه بكلتى يديهم، يتنافسون في الخلع عليه، والاحسان اليه، ولزمهم سنين كثيرة الى أن عبثت بهم أيدي الزمان، وتنبهت لهم أعين الحدثان، ففارقهم وانتقل الى دمشق، فأقام بها الى أن قضى نحبه، ولقي ربه،

وكان أبو الوفاء لعب بالشطرنج مع والدي فغلبه والدي، وأخذ خاتمه مازحا، فعمل أبو الوفاء بديها: يا سيدا كفّ عني أيدي النوب ... من بعد أن أشرفت نفسي على العطب أعدائي لو غلبوني قمت تنصرني ... فهل أبالي من الشطرنج بالغلب يا بن الذين شأوا «1» أبناء عصرهم ... في حلبة الجد والإحسان والأدب قوم مناقبهم لمّا مضوا بقيت ... منيرة في سماء المجد كالشهب يكون جاهك يحميني فيؤخذ لي ... في اللّعب أو غيره شيء من الذهب هيهات سالمني دهري وصرت وفي ... يدي منه ذمام غير مقتضب وكان لابي الوفاء خاتم، مزح معه رجل، فقال: بعني هذا الخاتم، فقال: ما أبيعه، ولكن خذه، فأخذه ومضى، ومطله برده فعمل فيه: صار بهذا الزمان مخرقة ... قوم يحبون منحة الشعرا تغير الناس والزمان معا ... وأهملوا الفضل فهو قد دثرا (209- و) ما زحت بالامس أهيفا حسنا ... قد كمل الظرف من بني الأمرا إذا تفكرت في محاسنه ... حسبته من جماله قمرا فسامني خاتمي فقلت له ... اقبله مني فحازه وجرى من يقبل الرفد والهدية من ... قائل شعر فذاك ذقن خرا «2»

ذكر من كنيته ابو الوليد

ذكر من كنيته ابو الوليد أبو الوليد الانطاكي: روى عنه أبو عبد الله ابراهيم بن عرفة نفطوية. أبو الوليد الباجي: واسمه سليمان بن خلف، تولى قضاء حلب، وقد ذكرناه في الاسماء.

حرف الهاء في الكنى

حرف الهاء في الكنى ذكر من كنيته أبو هاشم أبو هاشم بن عتبة: ابن ربيعة بن عبد شمس، وقيل إن اسمه شيبة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه سمرة بن سهم. غزا مع معاوية سنة احدى وعشرين. قرأت في مغازى سعيد بن يحيى بن سعيد الاموي قال: حدثني أبي عن ابن اسحاق قال: ثم كانت غزوة الاميرين: معاوية بن أبي سفيان وعمير بن سعيد الانصاري، عمير على دمشق والبثنية وحوران وحمص وقنسرين والجزيرة ومعاوية على فلسطين والاردن، والسواحل وأنطاكية، ومعرة مصرين، وقلقية، وحينئذ صالح على قلقية وأنطاكية (209- ظ) ومعرة مصرين أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة. قال ابن اسحاق: وفي ذلك العام كانت وقعة نهاوند بالعراق، في سنة احدى وعشرين. قلت: قد كان أبو هاشم بن عتبة واليا من قبل معاوية على هذه المواضع التي صالح عليها. أنبأنا أبو الحسن علي بن المفضل عن أبي القاسم بن بشكوال قال: أخبرنا أبو محمد بن عتاب، وأبو عمران بن أبي تليد- اجازة- قالا: أخبرنا أبو عمر بن عبد البرّ قال: أخبرنا خلف بن القاسم قال: أخبرنا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال: حدثني محمد بن أحمد بن عمارة، وعبد الله بن أحمد بن خشيش قالا: حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي وائل

عن سمرة بن سهم- رجل من قومه- قال- قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبه ابن ربيعه، وهو طعين فأتاه معاوية يعوده، فبكى أبو هاشم فقال معاوية: ما يبكيك أي خال أوجع يشيزك أم حرصا على الدنيا، فقد ذهب صفوها، فقال: على كل لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الي عهدا وددت أني كنت تبعته، قال: انك لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام، وانما يكفيك من الدنيا خادم، ومركب في سبيل الله، فأدركت فجمعت. قال أبو علي بن السكن: أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وهو أخو مصعب بن عمير لأمه، وأخو أبي حذيفة لأبيه، وخال معاوية بن أبي سفيان، يقال اسمه شيبة، أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام حتى مات في خلافة عثمان. قلت: معنى يشيزك: يقلقك. حدث عن المعتمر بن سليمان. روى عنه سعيد بن عبد العزيز الحلبي. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله- اذنا- قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني، وأبو المحاسن محمد بن الحسن بن الحسين التاجر قال: أخبرنا أبو الفتح اسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد السراج- قال الصيدلاني: وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وأنا حاضر- قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد الجصاص قال: حدثنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن اسحاق الحافظ بنيسابور قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي قال: حدثنا أبو هاشم الحلبي قال: حدثنا المعتز بن سليمان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان احب الأسماء الى الله عبد الله وعبد الرحمن «1» . كذا وقع أبو هاشم، ويغلب على ظني أنه أبو نعيم بن هشام الحلبي، فانه يروي عن المعتمر بن سليمان ويروى عنه سعيد بن عبد العزيز الحلبي والله أعلم. (210- و) .

ذكر من كنيته أبو هريرة

ذكر من كنيته أبو هريرة أبو هريرة الدوسي: صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قدم صفين ليصلح بين علي ومعاوية، واجتاز بفامية مرة فلم يضيفوه، واختلف في اسمه اختلافا كبيرا، قيل كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وقيل عبد الرحمن بن عبد غنم، وقيل كان اسمه عبد عمرو، وقيل عامر بن عبد شمس، وقيل عبد نعم، وقيل عبد نهم بن عامر، وقيل اسمه سكين بن عمرو، وقيل عبد الله بن عامر، وقيل عبد شمس بن عبد عمرو، وقيل جرثوم، وقيل عبد العزّى، وقيل عبد الرحمن بن صخر، وقيل عبد الله بن عبد العزّى، والأصح أنه عبد الله بن عمرو، وقد ذكرناه فيما تقدم في باب العبادلة من هذا الكتاب. أبو هريرة الأنطاكي: واسمه محمد بن علي بن حمزة بن صابح، ويكنى أبا بكر، وأبو هريرة لقب له. حدث عن محمد بن ابراهيم الصوّري، وأحمد بن هاشم، ومحمد بن العباس بن المبارك، وابن نجدة، روى عنه أبو حفص عمر بن شاهي، ومحمد ابن سيما البزاز وسعيد بن عثمان بن السكن، والحميدي. أخبرنا أبو محمد يوسف بن عبد الرحمن بن علي البكري- قراءة عليه بحلب- (210- ظ) قال: أخبرنا ... «1» قال: أخبرنا أبو علي الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا محمد بن سيما البزاز قال: حدثنا أبو هريرة الأنطاكي قال: حدثنا ابن نجدة قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن خالد عن عبد الله

أبو هريرة امام مسجد عرفة:

ابن الوليد الوصافي عن ابن سوقه عن الحارث عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجهاد أربع: أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والصدق في مواطن الصبر، وشنآن الفاسق، فمن أمر بالمعروف شدّ عضد المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسق، ومن صدق في مواطن الصبر، فقد قضى ما عليه «1» . قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي في تعليق له يتضمن فوائد قال: من جملة من يكنى بأبي هريرة: أبو هريرة محمد بن علي بن حمزة الأنطاكي، روى عن محمد بن ابراهيم الصوري عن مؤمل بن اسماعيل، حدث عنه سعيد بن عثمان ابن السكن البغدادي بمصر، وكان قد كتب عنه. أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي- اذنا- قال: أخبرنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن خشيش الحربي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع قال: سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أبو هريرة الأنطاكي، في شهر رمضان، يعني مات. أبو هريرة امام مسجد عرفة: كان بالحدث، وهي بلدة من أعمال حلب على تخم الروم. حكى حكاية جرت له مع عبد الله بن العباس بها روى عنه خصيب بن ابراهيم. أنبأنا سيف الدولة أبو عبد الله محمد بن غسان بن غافل الأنصاري قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن ثابت قال: أخبرني (211- و) ضحاك ابن يزيد قال: حدثنا وريزه بن محمد قال: حدثنا خصيب بن ابراهيم قال: حدثنا أبو هريرة امام مسجد عرفة قال: قدم عبد الله بن صالح الحدث، فخرجت أسلّم عليه، فلم أر طعاما من حر وبارد أكثر من طعامه، قال: فقلت له: أيها الأمير العدس يرقّ القلب، ويحدر الدمعة، قال: فأمر طباخه أن يغير لنا ألوان الطعام العدس، فلما مرّ يوم واثنين، قلت للطباخ: أين ألوانك تلك الطيبة؟ قال: هذا فعلك حدثت الأمير حديثا فأخذ به، قال: فقمت فدخلت اليه، قلت: أصلح الله

أبو همام الشعباني:

الأمير، الحديث الذي حدّثتك في العدس اسناده ضعيف، قال: فضحك ودعا بالطباخ فقال: أعد لهم الطعام الأول. أبو همام الشعباني: كان مرابطا بقورس من أعمال حلب، روى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من خثعم، روى عنه أبو سلام الدمشقي، ويحيى بن أبي كثير. أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي- فيما أذن لنا في روايته عنه، عن علي بن أبي محمد بن هبة الله- قال: أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال: أخبرنا شجاع بن علي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن مندة قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد (211- ظ) البغدادي قال: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: حدثنا معاوية بن سلّام عن زيد بن سلّام أنه سمع أبا سلّام يقول: حدثني أبو همام الشعباني أنه كان مرابطا بقورس، وكان فينا رجل من خثعم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ... «1» مقبلين الى تبوك فذكر الحديث لم يزد هذا. أبو هنيدة: كان من الغزاة، غزا عموّرية، واجتاز بحلب في دخوله الى الغزاة من دابق، حكى عنه خالد بن دهقان. أبو هلال الراغبي الخادم: مولى راغب مولى الموفق بالله، كان من الغزاة المجاهدين في سبيل الله، الموصوفين بالشجاعة والنجدة والشهامة، وكان مقيما بطرسوس بدار راغب مولاه وهي الدار الكبرى.

نقلت من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله إبراهيم الطرسوسي القاضي، من كتاب سير الثغور، الذي ألفه لابن الفرات، قال: وفي هذه الدار- يعني- دار راغب الكبرى خدم وشيوخ من الفرسان المتقدمين، منهم: أبو هلال الراغبي، أدركته أنا وهو ابن قريب من مائة سنة. قال أبو عمرو: وحدثني أبو الطيّب يمن بن عبد الله الريداني- أحد فرسان طرسوس وقوادها- أنهم كانوا في بعض المغازي فوافقوا العدو (212- و) فظفر أبو هلال الخادم الراغبي بالمرلّس أحد فرسان الروم، فأخذه أسيرا فعرفه المرلس نفسه، وقال: أبق عليّ فأنا المرلس فدفعه الى بعض السواس أو المكاريين، وقال له: امض به إلى الأمير ثمل وعرفه أنك أنت أسرته ليدفع إليك ما جرى الرسم بمثله فيمن أخذ أخيذا، فلما حصل عند ثمل قال له: من أسرك؟ قال: رجل خادم من حاله وعلامته، وجدته على فرس من شيته وآله وسلاح، هو كذا وكذا، قال له ثمل: وما أخذك هذا السائس؟ قال: لا والله، فأذن ثمل للناس في المقام في ذلك المنزل، وكان إذا أقام العسكر في بلاد الروم بمكان نودي: ألا إن الأمير مقيم ليتسع الناس في الذبائح وغيرها من المآكل، ومن عرض له قبل الأمير مهمّ قصده في مضربه، فقضى وطره، فلما أقام أتاه المسلمون بالتهنية بالفتح وبالظفر بالمرلس، والمرلس جالس بقرب ثمل بحيث يرى الناس ولا يرونه، ويسمع ثمل مناجاته، فكلما دخل رجل للسلام قال له ثمل: أهذا الذي أسرك؟ فيقول: لا حتى جاء أبو هلال الراغبي، فقام المرلس قائما وسجد لأبي هلال تعظيما، وقال لثمل: أيها الأمير هذا الذي أسرني، فقال أبو هلال: ما أعرف شيئا مما تقول ولا هو أخيذتي فاستحلفه ثمل بحياته، فقال: نعم إلّا أنه ليس من المروءة أن يظهر الرجل أحسن أفعاله، وإنما يحسن بالإنسان (212- ظ) أن يتحدث عنه غيره بما يأتي من الجميل، قال ثمل: يا أبا هلال لو غيرك أخذ المرلس لم يسعنا معه أرض النصرانية، ولا أرض الإسلام، قال أبو هلال: فأطلق للسائس أن يتكلم، قال: ثمل لا رونق للكذب ولا نفاذ.

أبو الهيثم بن القاضي أبي حصين:

أبو الهيثم بن القاضي أبي حصين: علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم، ولي الوزارة لشريف بن سيف الدولة، وكان له شعر حسن، وروى عن أبي فراس بن حمدان، روى عنه أبو المطاع ذو القرنين بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد- إذنا- قال: أنبأنا أبو العز أحمد ابن عبيد الله بن كادش قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: وأنشدنا الأمير أبو المطاع قال: أنشدني الحصيني أبو الهيثم قال: أنشدني أبو فراس: أفي كل يوم رحلة بعد رحلة ... أجرع نفسي حسرة وتروعها فلى أبدا قلب كثير نزاعه ... ولي أبدا نفس كثير نزوعها لحى الله قلبا لا يهيم صبابة ... إليك وعينا لا تفيض دموعها «1» قرأت بخط القاضي أبي عمرو قاضي معرة النعمان في ديوان شعر أبي الحسن محمد بن عيسى النامي اليشكري الذي قرأه عليه (213- و) قال: وكتب اليه أبو الهيثم- يعني- الوزير أبا الهيثم بن القاضي أبي حصين، وزير سعد الدولة: أستودع الله أخوانا ناؤوا فكووا ... قلبي فحشو الحشا من بعدهم نار كأن نفسي قدّت من نفوسهم ... فليس تسكن أو تدنيهم الدّار فأجابه- يعني- أبا الحسن النّامي: روحي وروحك في أجسامنا امتزجا ... كالخمر والماء والاخلاق أنوار قد روّق الودّ من أسرارنا فغدا ... يشف من باطن الجسمين إضمار

حرف الياء في الكنى

حرف الياء في الكنى ذكر من كنيته أبو يحيى أبو يحيى مولى عمر بن عبد العزيز: كان مع مولاه بخناصرة وأشهده على نفسه في عدة وعدها دكينا الراجز. أبو يحيى الموصلي: إمام بني خليد بالموصل، حكى عن عبد العزيز بن مروان. روى عنه الوضّاح أبو عوانه، واستوفده عمر بن عبد العزيز عليه حين ولي الخلافة، وقد قدم عليه دابق أو خناصرة. أبو اليسر: شهد صفين مع علي رضي الله عنه. (213- ظ) . أبو يسير مولى مسلمة بن عبد الملك: روى عن مولاه مسلمة، روى عنه سعيد بن مسلمة، وكان مع مولاه مسلمة في منزله بالناعورة. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف- إذنا- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا أحمد بن اسحاق قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا يزيد بن حكيم أبو خالد العسكري قال: حدثنا سعيد بن مسلمة عن أبي يسير مولى مسلمة بن عبد الملك عن مسلمة قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز في اليوم الذي مات فيه، وفاطمة بنت عبد الملك جالسة عند رأسه، فلما رأتني تحولت وجلست عند رجليه، وجلست أنا عند رأسه، فاذا عليه قميص وسخ مخرق الجيب، فقلت لها: لو أبدلتم هذا القميص، فسكتت، ثم أعدت القول عليها مرارا حتى غلطت فقالت: والله ما له قميص غيره «1» .

ذكر من كنيته أبو يعقوب

ذكر من كنيته أبو يعقوب (214- و) أبو يعقوب البوقي: من أهل بوقا قرية من قرى أنطاكية، حكى عن يوسف بن أسباط، روى عنه عبد الله بن خبيق الأنطاكي. قرأت بخط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي: حدّثنا أبو عمران موسى ابن عبد الرحمن الإمام ببيروت قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ عن ابن خبيق قال: حدثني أبو يعقوب البوقي قال: رأيت رجلا يسلم على يوسف بن أسباط فذهب يعانقه، فدفع يوسف في صدره فقال له الرجل: لابد لنا عافاك الله، فقلت: يا أبا محمد أليس قد جاء في المعانقة؟ قال: أو كل أحد يستحق أن يعانق. أبو يعقوب الطبري: ساكن طرسوس، حكى عن أبي بشر الطالقاني الصوفي روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني. أخبرنا الحافظ عبد القادر الرهاوي- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الفضل الخطيب قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي قال: حدّثنا أبو الحسن بن جهضم قال: سمعت أبا يعقوب ساكن طرسوس يقول: سمعت أبا بشر الطالقاني الصوفي يقول: حدثني بعض أصحابنا عن معروف قال: رأيت رجلا في مرج الدّيباج، فذكر تمام الحكاية، وقد ذكرناها بتمامها في المجهولين الأسماء فيما يأتي إن شاء الله تعالى. (214- ظ) .

ذكر من كنيته أبو يعلى

ذكر من كنيته أبو يعلى أبو يعلى السلمي الملطي: مشهور بالكنية واسمه محمد بن أحمد بن عبد الله الاقطع، قدمنا ذكره في بابه. أبو يعلى الجعفري: الشريف، رجل من أهل الفضل ورد الى حلب بعد الاربعمائة هاربا من العراق. روى عنه أحمد بن الحسن بن عيسى بن الخشاب الحلبي. قرأت بخط أبي الفتح أحمد بن الحسن بن عيسى بن الخشاب قال: سمعت هذه الحكاية من الشريف أبي يعلى الجعفري في بلد حلب حين ورد اليها هاربا من العراق أن بعض خلفاء بني العباس استحضر أبا جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ لأمر من أموره وكان أبو جعفر لا يقوم لأحد، فهو جالس في دار الخليفة إذ دخل وزير الخليفة، فقام له الناس بأجمعهم إلّا أبو جعفر، فنظر اليه الوزير ولم يخف عليه أنه لم يقم له، فقال حين جلس مجلسه: من هذا الجالس؟ فقالوا هذا صاحب التاريخ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، فقال: ما له في بلد بغداد من الرّبع؟ فقيل: له شيء «1» ، فقال: فله من البسط في ظاهر البلد؟ فقالوا: ليس له شيء، قال: فايش رسمه على السلطان؟ فقيل له: ليس رسم على السلطان، فقال الوزير: يحق لهذا أن لا يقوم للسلطان. أبو يعيش: رجل كان يغزو بالشام، واستقدمه عمر بن عبد العزيز عليه (215- و) فقد دخل دابق أو خناصرة، ودخل الثغر الشامي، له ذكر.

ذكر من كنيته أبو يوسف

ذكر من كنيته أبو يوسف أبو يوسف الغسولي: كان من العباد من أقران ابراهيم بن أدهم، والسري، وكان مقيما بالثغر الشامي ملازما للغزو والجهاد، حكى عن سفيان بن عيينة، روى عنه أبو عمران الطرسوسي. أنبأنا زين الأمناء الحسن بن محمد قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثني الجنيد ابن محمد قال: سمعت السري يذكر أبا يوسف الغسولي، وكان أبو يوسف يلزم الثغر ويغزو، فكان إذا غزا مع الناس ودخلوا بلاد الروم أكل أصحابه من ذبائح الروم ومن فواكههم (215- ظ) وكان أبو يوسف لا يأكل، فيقال له: يا أبا يوسف تشك أنّه حلال؟ فيقول: لا هو حلال، فيقال له: كل من الحلال، فيقول: إنما الزهد في الحلال. وأخبرنا بذلك الحافظ عبد القادر الرهاوي- في كتابه- قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر قال: أخبرنا عبد العزيز بن علي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثنا جنيد قال: سمعت سريا يذكر أبا يوسف الغسولي فذكر مثله. قال أبو الحسن بن جهضم: حدثنا أحمد بن محمد بن سهل بن عبد الرحمن قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن خبيق قال: كان ابراهيم بن أدهم وأبو يوسف الغسولي بالشام، فتعرّضوا للعمل، فكان أبو يوسف صائما،

أبو يوسف العين زربي:

وكان ابراهيم مريضا، فقالوا لرجل: نعمل معك جميعا، وأعطنا بالعشي كري رجل فعملا جميعا في الحصاد فأعطاهم أجرة رجل، فاشترى أبو يوسف شيئا يأكلانه، فلما وضعه، قال لابراهيم: تقدم كل، قال: أليس قد أوفاك الأجرة؟ قلت: نعم، قال: أفتعلم أنك قد أوفيته العمل؟ قال: لا، فقال ابراهيم: فكيف آكل ما لا أدري! أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن محمد- في كتابه إلينا من مرو- قال: أخبرنا أبو سعد الحرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي- إجازة- قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي (216- و) قال: أبو يوسف الغسولي من الورعين من أقران السّري، وكان ورعا دينا ملازما للثغور والغزو، وكان لا يأكل مما يجدونه في بلاد العدو، فيقال له تشك في أنه حلال؟ فيقول: لا أشك في أنه حلال، ولكن الزهد في الحلال. أنبأنا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الآزجي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال: أخبرنا أبو عمران موسى بن هارون ابن عبد الله البزاز قال: مات أبو يوسف الغسولي رحمه الله بطرسوس سنة أربعين، وكان قد رأى إبراهيم بن أدهم. أنبأنا حسن الأوقي قال: أخبرنا أبو طاهر السّلفي قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الطيوري قال: أخبرنا أبو الحسن الحربي قال: أخبرنا أبو محمد الصفار قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع قال: سنة أربعين ومائتين أبو يوسف الغسولي بطرسوس- يعني- مات. أبو يوسف العين زربي: حكى عن إبراهيم بن أدهم روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختّلي.

أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن- اجازة إن لم يكن سماعا- قال: أنبأنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم قال: حدثني أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني الصوفي قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هرون البردعي قال: حدثنا (216- ظ) جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو العباس بن مسروق قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت أبا يوسف العين زربي يقول: كان إبراهيم بن أدهم يحث من صحبه على التكسب، ويقول: لا تزال بخير عزيزا ما استغنيت عن الناس.

آخر الكنى من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب

آخر الكنى من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب

ذكر المعروفين بالنسبة إلى آبائهم ممن لم يعرف له اسم ولا كنية

ذكر المعروفين بالنسبة الى آبائهم ممن لم يعرف له اسم ولا كنية [الالف] ابن أصطفانوس الرومي الانطاكي: فيلسوف شاعر، وجدت ذكره في سيرة الوزير اليازوري، جمع بعض المصريين لا أعرف اسمه. قرأت في سيرة الوزير أبي الحسن علي بن عبد الرحمن اليازوري، وزير المستنصر بمصر قال: وكان عند استقرار الهدنة مع الروم في أيام أبي نصر الفلاحي، قد وصل رسولان أحدهما هو المتكلم والمترجم عن الروم، وكان ذا هيئة أديبا شاعرا نحويا فيلسوفا نظارا، ولد بالروم، ونشأ بأنطاكية، وسافر إلى العراق، ولقي العلماء به ولقن (217- و) من العلوم والآداب ما علا صيته به، واشتهر ذكره في الآفاق، يعرف بابن اصطفانوس، والآخر متحمل الهدية وهو كصاحب حرب يعرف بميخائيل وذكر بعد ذلك أن مملكة الروم عادت إلى ميخائيل هذا «1» . ابن الأصيلح: كان معلما بكفر طاب له بيتا شعر في يوسف بن المنيرة الكفر طابي، وكان قبل التعليم حائكا، ثم صار معلما، فعمل فيه ابن الأصيلح: أي عقل لحائك في الأنام ... ولو قيد نحوه بزمام نصفه نازل مع الجنّ ... في البئر وباقيه قاعد من قيام

الباء

الباء ابن باقي المعري: الواعظ، وكان يلقب جلال الدين، كان واعظا حسنا فصيحا، حسن النادرة، له قبول عند الناس من أهل معرة النعمان. قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر تأليف عبد القاهر بن علوي بن المهنّا المعري المعروف بابن خصا البغل قال: وعظ جلال الدين بن باقي المعري الواعظ بالمعرّة فكتب إليه شخص: ما يقول سيدنا في قوم إذا جن عليهم الليل أسبلوا الذيل، وجثوا (217- ظ) على الركب، وطلّعوا في الثقب، وقالوا: يا كريم بك ندفع؟ فقال: أولئك اقوام للمضاجع في حبّه هجروا، وللأعين في طاعته أسهروا فقال في حقهم مولاهم: «أولئك يجزون الغرفة بما صبروا» «1» إذا جنّ عليهم ليل المحبّة أسبلوا ذيل الطاعة، وجثوا على الركب، تراهم ركعا سجدا، وطلّعوا في الثقب، في ثقب صحف أعمالهم، وقالوا: يا كريم بك ندفع كيد الشيطان الرجيم. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف البرزالي، ونقلته من خطه، قال: وسمعته، يعني أبا الحجاج يوسف بن محمد بن حيدرة الأنصاري الحلبي يقول: قدم الموصل من عندنا ابن باقي الواعظ، وكان له قبول في الوعظ فجعل يعظ عندهم في الجامع، وفي غيره فإذا كان الليل يخرج وينام على الشط، وقيل له في ذلك: لم لا تدخل عندنا البلد؟ فقال: يا أهل الموصل أنا نازل على الشط، مجاور لهذا البط، موصلكم لا أدخلها قط. ابن بشر بن البراء: ابن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب

ابن بطة:

ابن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري، كان من أصحاب معاوية، ووجهه رسولا إلى القسطنطينية، واجتاز في طريقه بحلب، أو ببعض عملها، واجتمع (218- و) فيها بجبلة بن الأيهم الغساني وحكى عنه. (218- ظ) ابن بطة: شاعر كان بحلب في أيام سيف الدولة علي بن حمدان وهجا أبا الطيب المتنبي بأبيات وجدتها في بعض أمالي أبي عبد الله بن خالويه. ذكر أبو عبد الله بن خالويه في أمالي أملاها أنه جرى بينه وبين المتنبي كلام آل به إلى أن قال له في مجلس سيف الدولة: وهذا ابن بطة يقول فيك لأن أباك عيدان السقّاء. بحق المزادة والراوية ... وفضل الفرات على الساقية وبالدلو تزهى بأوذامها «1» ... وداني مياهك والقاصية ودعوى النبوّة بين الورى ... بشعر دلائله واهية وصبرك للصفّع يدمي القفا ... بجيرون طورا وبالجابية وبالشيخ عيدان شيخ الخنا ... وبالطيّز من أمك الزانية علام جحدت أبا ساقطا ... وقلت أبي سيد البادية وقد بان هذا فلا تخفه ... فليست أمورك بالخافية ابن البليغ المعري: واسم البليغ إبراهيم بن الحسن، وابنه هذا شاعر ظفرت له بأبيات في جزء يتضمن مارثي به أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان، قال جامعه: ولد البليغ المعري: قالوا اقتصر في البكاء جهلا ... والعلم يدعو إلى البكاء (219- ظ) وأي عين تكف دمعا ... بعد سناها أبي العلاء

ابن بلال بن سعد بن تميم:

وجدي على فقده مقيم ... ما نجمت أنجم السماء فما أعزي بني أخيه اذ ... أنا خلو من العزاء ولو تمكنت من فداء ... ما سبقوني الى الفداء فظفّروا بالمنى جميعا ... وبلّغوا غاية البقاء ابن بلال بن سعد بن تميم: السكوني، غزا القسطنطينية، واجتاز بدابق في طريقه، له ذكر. ابن بيض: بكسر الباء، ويقال بالفتح أيضا، شاعر قدم حلب، وامتدح بها يزيد بن المهلب وهو في سجن عمر بن عبد العزيز بحلب، واسمه حمزة بن بيض، وقد قدمنا ذكره.

التاء

التاء ابن تريك الرفني: شاعر كان في صحبة أبي المعالي الحسن بن أحمد بن الملحي، من أهل رفنية، بلدة من العواصم دثرت، وكان متوسط الشعر، يكتب خطا حسنا، ويترسل. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد السلمي- من لفظه، وكتبه لي بخطه- قال: ابن تريك وصل مع أبي من رفنية سنة سبع وثمانين، فأقام عدة أشهر، رأيت فيه من النخوة والأريحية وصدق اللهجة (220- و) مالا يماثله فيه بشر، وكان يكتب خطا مليحا، ويترسل بديعا سريعا، ويحفظ من الأشعار لأهل تلك الناحية كثيرا وهو القائل بديها وقد اجتمعنا بمقرى «1» في بستان أبي الحسين ابن النحات. يا ليت أني بمقرى ... قضيت كل زماني وكان ذلك عندي ... يفوق كل الأماني مع كل خل ظريف ... ندب من الأخوان يسعى إليّ بكاس ... من قبل صوت الأذان صفراء كالشمس أولا ... حمراء كالأرجواني فما يكاد يراني ... وقتا سوى سكران هذا هو العيش ... لا شربها مع الفرغاني اذا تفسحت في ... مجلس مع الاخوان «2»

يقول خاموش بيسى ... وإن دعا زند كانى «1» أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: ابن تريك شاعر كان في صحبة أبي المعالي المحسن بن أحمد ابن الملحي، ووصل معه من رفنية الى دمشق، وأظن ابن تريك هذا أبو البركات مسلم بن صاعد بن تريك، وقد سمع مسلم هذا مع والد ابن الملحي من أبي اسحاق إبراهيم بن عقيل بن المكبرى، فالله أعلم. «2» (220- ظ) .

الجيم

الشاء: فارغ الجيم ابن جعونة بن الحارث العامري: كان عمر بن عبد العزيز استعمل أباه جعونة بن الحارث على ملطية، وكان ابنه معه فغزا وأصاب وغنم، وسير ابنه الى عمر بالغنيمة، فلما دخل ابنه وأخبر عمر الخبر قال له عمر: هل أصيب من المسلمين أحد؟ فقال: لا إلّا رويجل، فغضب عمر، وقال رويجل مرتين، تجيئون بالشاة والبقرة، ويصاب رجل من المسلمين، لا تلي لي أنت ولا أبوك عملا ما دمت حيا. وقد ذكرنا هذا الخبر مسندا في ترجمة أبي بكر بن نوفل بن الفرات في الكنى. وأظن صاحب الترجمة منصور بن جعونة، والله أعلم. ابن جناح: كان من صحابة عبد الله بن محمد الأمين وندمائه، وكان شاعرا، روى عن الله بن محمد. روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن المطهر الشمشاطي أبياتا قالها في دير قزمان بالقرب من عزاز. قرأت في كتاب الديرة تأليف أبي الحسن الشمشاطي قال: حدثني ابن جناح قال: مضيت الى دير قزمان، ومعي من آنس به من أخواني، فرأيته ديرا حسنا طيبا نزها، فأقمت أياما، ورأيت فيه شماسا أمرد كالبدر بقد يقد القلوب، فأنفذت إليه ليحضر عندنا، فامتنع فأنسته وجعلت لا أفارقه، وتناولت معه القربان ودخلت معه (221- و) كل مدخل الى أن أنس بي وعاشرني، وانصرفت وقلبي معه وقلت:

يا دير قزمان كم لي فيك من وطر ... فضّيته فسقاك الله تهتانا أقمت فيه أسقّى من مشعشعة ... تنفي بسورتها هما وأحزانا تجلو الدجى بسناها وهي نيرة ... تخالها في كؤوس الشرب نيرانا حيال روض أريض زهره عطر ... بديع نور يؤدي الحسن ألوانا له بدائع أشجار تجاوب في ... أفنانها الطير مثنى ثم وحدانا منادما قينة دهرا وربما ... نادمت قسا وشماسا ورهبانا وفيهم قمر في ليل مدرعة ... على قضيب حوى حسنا واحسانا فلم أزل أتأنّى في تبسطه ... وقد أخذت لقربي منه قربانا حتى استكان الى وصلي ونادمني ... وكان من بعد ذامنه الذي كانا يا دير قزمان لا عريت من سكن ... ومن سكوب حيا يادير قزمانا يا جنة خص من فيها بها فغدا ... ينال ساكنها روحا وريحانا

الحاء

الحاء ابن حوي السكسكي: شهد صفين مع معاوية، وحكى عن عمار بن ياسر، وقيل اله هو الذي قتله. أنبأنا أبو العلاء بن شاكر قال: كتب إلينا أبو محمد عبد الله بن أحمد (221- ظ) ابن أحمد بن أحمد النحوي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن ابن نينجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سمعت الشعبي- رجع الى حديثه عن الأحنف بن قيس- قال: ثم حمل عمار بن ياسر عليهم، فحمل عليه ابن حوي السكسكي، وأبو الغادية الفزاري، قال: فأما أبو الغادية فطعنه، وأما ابن حوي فاحتز رأسه، وقد كان ذو الكلاع سمع قبل عمرو ابن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها صاح «1» لبن، فكان ذو الكلاع يقول لعمرو: ويحك ما هذا يا عمرو، فيقول له عمرو: أنه سيرجع الينا، فأصيب عمار بعد ذي الكلاع مع علي عليه السلام، وأصيب ذو الكلاع مع معاوية قبل ذلك، فقال عمرو بن العاص لمعاوية والله: يا معاوية ما أدري بقتل أيهما أنا أشد فرحا، بقتل عمار أو ذي الكلاع والله لو بقي ذو الكلاع حتى يقتل عمار لمال بعامة أهل الشام، ولأفسد علينا جندنا وكان لا يزال رجل يجيء الى معاوية وعمرو بن العاص فيقول: أنا قتلت عمارا، فيقول له عمرو: فما سمعته يقول عند ذلك؟ (222- و) فيخلطون حتى قال ابن حوي: أنا قتلته، فقال له عمرو: فما كان آخر منطقه؟ قال ابن حوي: سمعته يقول:

ابن حوقل النصيبي:

اليوم ألقى الأحبة ... محمدا وحزبه قال له عمرو: صدقت أنت صاحبه، ثم قال له: رويدا أما والله ما ظفرت يداك، ولقد أسخطت ربك عز وجل. «1» ابن حوقل النصيبي: رجل فاضل من أهل نصيبين، كان ببغداد وخرج منها يوم الخميس لسبع خلون من شهر رمضان سنة احدى وثلاثين وثلاثمائة وكان شابا حينئذ، وشرع في جمع كتاب جغرافيا «2» فجمعه جمعا حسنا، وذكر فيه شؤون البلاد وأحوالها ذكرا استقصى فيه، وذكر فيه أنه شاهد طرسوس، ودخل حلب، وغيرها من البلاد وبقى حيا الى قريب السبعين والثلاثمائة.

الخاء

الخاء ابن خدام الكلبي «1» : وقيل ابن خذام بالدال والذال جميعا، شاعر من شعراء الجاهلية، كان مع امرئ القيس لما دخل الروم، واجتاز معه بناحية حلب على المواضع التي ذكرها في قصيدته الرائية مثل: حماة وشيزر، وتل ماسح، وتاذف، وباطرطل، وقذاران. قرأت بخط أبي عبد الله بن خالويه: قال أبو بكر- يعني- ابن دريد: ابن خدام رجل من كلب، كان مع امرئ القيس في بلاد الروم، وكلب تروي له شعرا كثيرا. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا «2» . قال: أخبرنا أبو بكر بن دريد في كتاب الجمهرة قال: ابن خدام هو شاعر قديم لا يحفظ له شعر إلّا ما ذكر في هذا البيت- يعني- بيت امرئ القيس. عوجا على الطلل المحيل لأننا ... نبكي الديار كما بكى ابن خدام «3» أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي- قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا أبو محمد عبد الدائم بن محمد بن حسين الكناني العسقلاني قال: أخبرنا القاضي أبو البركات محمد بن حمزة بن الحسن العرقي، ح. قال شيخنا أبو العباس: وإجازة لنا ابن العرقي قال: أخبرنا أبو القاسم علي

ابن الخرزي:

ابن جعفر المعروف بابن القطاع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن البر اللغوي قال: أخبرنا (223- ظ) أبو محمد اسماعيل بن محمد النيسابوري قال: أخبرنا أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي قال: وابن خذام رجل من الشعراء في قول امرئ القيس: عوجا على الطلل المحيل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن خذام ابن الخرزي: رجل من الشجعان المجاهدين، من أهل الثغر الشامي. ذكر محمد بن يزيد المبرد أبو العباس، أن الرشيد لما حاصر أهل هرقلة خرج منها رجل والرشيد قائم فدعا الى البراز، فلم يخرج اليه أحد، فقال: ليخرج اليّ منكم اثنان، فلما احجم عنه القوم قال: فليخرج إليّ ثلاثة، ثم لم يزل يزيد حتى قال: ليخرج إليّ منكم عشرون، فلما يئس انصرف والرشيد نائم فلما انتبه الرشيد خبر بخبره «1» فأسف واغتم لما كان من حجابه حيث (222- ظ) اذ لم ينبهوه، فأحضر الرشيد قواده ليختار منهم من يبارزه فضج الثغريون وسألوا أن يسمع منهم، ودعا بهم فقالوا: انك إن وجهت رؤساء أصحابك مثل يزيد بن مزيد، ونظرائه فقتل هذا العلج قتل من لا يعرف، وان قتل كان ذلك وصمه على الاسلام، وأعلموه أن فيهم شيخا يعرف بابن الخرزي يثقون بشجاعته، وأن يخرج لمبارزته، فان ظفر فالحمد لله، وان استشهد فرجل من العامة لايؤبه له، فاستصوب قولهم. ودعا الشيخ، وأمر له بفرس وسيف ودرقة، فقال: أنا بسيفي هذا أوثق وعن فرسي راض، وأخذ الدرقة وخرج الى العلج ومعه عشرون يشيعونه، ويدعون له، فلما بصر بهم العلج، قال: انما كانت الشريطة أن يبرز إليّ عشرون منكم، وقد زدتم على العدد واحدا، فقالوا له: ما يخرج إليك منا إلّا رجل واحد، فلما التقيا تطاعنا بالرماح حتى تكسرت، وبالسيوف حتى انثنت، فبينما هما كذلك إذا انهزم ابن الخرزي، واتبعه العلج وارتفع صياح الروم بالجذل والاستبشار، ودخل

ابن الخشاب:

المسلمين بذلك جبن شديد، وإنما كان ذلك حيلة من ابن الخرزي، فرماه بوهق معه، فإذا هو في حلقه، وحطّه عن سرجه، وأتى به يسحبه، فكبر المسلمون تكبيرة تضعضع بها الروم، وقال الرشيد: لا قوام لهم بعد قتل العلج فاحملوا عليهم فحملوا (223- و) على الجيش، فكان هذا السبب في فتح هرقلة. ابن الخشاب: أديب كان يقرئ الادب بحلب في أيام سيف الدولة. نقلت من خط صديقنا عبد المحسن بن الانماطي قال: ذكر لنا شيخنا الإمام أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني، وفقه الله، أن المتنبي وقف على مجلس ابن الخشاب بحلب، وهو في حلية العرب، والشيخ المذكور يقرأ عليه، فربما وهم الشيخ فغلطه بالطالب، فرد عليه المتنبي دفعة بعد أخرى، وكان الشيخ لا علم له بالمتنبي، فلما أكثر من الرد التفت اليه الشيخ وقال له: ادخل فلما دخل ناوله الشيخ رقعة كانت في الدواة فيها بيت شعر يمتحن به هو: كلما قلت قد دنا الوصل منها ... صدّها العاذلات من كل وجه فكتب المتنبي: وإذا ما نأى العواذل عنها ... وتراءت له تعج وتعج هي فقال له: أنت المتنبي؟ فقال: نعم أنا هو. قال الشيخ حماد: فبقي البيتان (224- و) الى زمان أبي العلاء بن سليمان فزاد فيهما فقال: ولها منزل من الود عاف ... وطريق الى القطيعة مجهي «1» أتلقى رسولها بنجاح ... كتلقائها رسولي بنجه «2» وقرأت بخط أبي اليمن السابق بن أبي مهزول المعري: سألت أبا العلاء

ابن الخشاب:

- يعني المعري إجازة هذا البيت، فقال: لا أعرف فيه غير حرفين من اللغة ونظمها بديها لوقته: كلما قلت قد دنا الوصل منها ... صدّها العاذلات من كل وجه الإجازة. أتلقى رسولها بخضوع ... كلما قابلت رسولي بنجه الرد القبيح. ولها منزل من الودّ عاف ... وطريق الى التجنب مجهي تخفيف مجهّي وهو الواضح. ولم يذكر السابق بيت المتنبي، والقافية فيه مركّبة من كلمتين. قلت: والعجب أنهم تكلفوا لذلك هذا التكلف، وأغفلوا ذكر الوجه، الذي هو وجه الإنسان، لأن الوجه المذكور في البيت المجاز هو الجهة لا الوجه المواجه به، فقلت بيتا آخر: وإذا رمت سلوة صدفتني ... بقوام وناظر وبوجه (224- ظ) ابن الخشاب: القاضي الهاشمي، هكذا وقع إليّ فيما ذكره الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمد الزيدي في كتاب عيون المشتاقين في ذكر أبيه القاضي المطهر الحسن ابن محمد، وذكر أن أباه قدم حلب في أيام أبي المعالي شريف بن سيف الدولة، وكان قاضيها رجل يقال له ابن الخشاب الهاشمي، فعزله شريف عن القضاء وولى القاضي أبا محمد الحسن بن محمد. قال: وتزوج الحسن بن محمد بحلب بنت القاضي الهاشمي المعزول.

ابن الخفاني:

وولده.... «1» منها وقد ذكرناه. ابن الخفاني: صحب أبا الفتيان محمد بن سلطان بن حيوس بحلب، وروى عنه شيئا من شعره، روى عنه أبو عبد الله بن الملحي وذكر أنه مات بحلب. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال: أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الشافعي- اذنا ان لم يكن سماعا- قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن لفظا، وكتبه لي بخطه، قال: ابن الخفاني رجل شيخ طاعن في السن، كان كثير الاجتماع والاختلاط بأبي الفتيان بن حيوس، يحفظ عيون شعره، وينشد طبعا بلا تلحين، أحسن انشاد وأطيب نغمة، وكان سافر صحبة أبي الفتيان وأقام نائيا عن دمشق مدة سنين كثيرة، وبحلب مات، أنشدني بيتا سمعه من أبي الفتيان، وقال هذا (225- و) ما سمعه أحد غيري من أبي الفتيان كنا خرجنا تنصيد ببزاة ومعنا فلان- أمير ذكره- فأرسل بازه فحرم، ثم أرسل ثانية، فكان كذلك، وفي كل مرة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال أبو الفتيان: مكثر عند صيده قول لا ... حول إذا قال غيره الله أكبر «2» (225- ظ)

ابن خلف الجمحي:

ابن خلف الجمحي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي شاب من قريش من أصحاب معاوية بن أبي سفيان، شهد معه صفين. أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن الشيرازي- فيما أذن لنا أن نرويه عنه- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن- اذنا- قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الخضر قال: أخبرنا أحمد بن أبي طالب قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني أبو عمرو السعيدي قال: حدثني جعفر بن أحمد ابن معدان قال: حدثنا الحسن بن جهور قال: حدثنا القاسم بن عروة مولى أبي أيوب المكي عن ابن داب قال: بلغني أن شابا من قريش من بني جمح ابنا لخلف الجمحي وكان مع معاوية بصفين، وكان فارس أهلها، والذي ردّ الاشتر عن معاوية بعد ما غشيه، دخل على معاوية وقال: يا أمير المؤمنين إنّا تركنا الحق عيانا، وعلي ابن أبي طالب يدعونا اليه في المهاجرين والانصار وبا يعناك على ما قد علمت، ثم طاعنت عنك أسد أهل العراق بعد ما غشيك، حتى اذا نلت ما رجوت وأمنت ما خفت جعلت الدهر أربعة أيام: يوما لسعيد بن العاص، ويوما لمروان بن الحكم، ويوما لعمرو بن العاص، ويوما للمغيرة بن شعبة، وصرنا لا في عير ولا في نفير ثم خرج (227- و) من عنده وهو يقول: أظن قريشا باعثي الحرب مرة ... عليك ابن هند أو تجر الدواهيا أيوم لمروان ويوم لصهره ... سعيد ويوم للمغير معاويا

ويوم لعمرو والحوادث جمة ... وقد بلغت منا النفوس التراقيا أتنسى بلائي يوم صفين والقنا ... رواء وكانت قبل ذاك صواديا إذ الأشتر النخعي في مر جحنّة «1» ... يمانية يدعو رئيسا بمانيا فطاعنت عنك الخيل حتى تبددت ... بداد بنات الماء أبصرن ناريا تركنا عليا في صحاب محمد ... وكان الى خير الطريقة داعيا فلما استقام الامر من بعد فتله ... وزحزح ما تخشى ونلت الامانيا دعوت الأولى كانوا الملك آفة ... وخلت مقامي حية أو أفاعيا فلما بلغ معاوية قوله، بعث اليه وعنده وجوه قريش، فقال: يا بن أخي اني مثلت بين تركي اياك وبين معاشك، فوجدت معاشك أبقى لك، وايم الله ما أخاف عليك نفسي، ولكني أخاف عليك من بعدي فاني رأيتك رحب الذراعين بمساءة عمل شديد التقحم عليه، فليضق به ذرعك، وليقل عليّ تقحمك فانك لست كل ما شئت تجد من يحمل سفهك، فخرج الفتى من عنده واستحى وارتدع، وأنشأ معاوية يقول: (227- ظ) . أيا من عذيرى من لؤي بن غالب ... فيخسىء كلبا كاشر الناب عاويا فما لي ذنب في لؤي بن غالب ... سوى أنني دافعت عنها الدّواهيا واني لبست الجود والحلم فيهم ... وان من رماهم بالاذى قد رمانيا فأصبحت ما ينفكّ صاحب شرة ... يقوم لها بين السماطين لاهيا فان أنا جازيت السفيه بذنبه ... فمنها يميني أفردت من شماليا وان انا لم أجز السفيه بذنبه ... لوى رأسه وازداد غيا تماديا فوليتهم أذني وكانت سجيتي ... ليالي لم أملك واذ كنت واليا فكم قائل إمّا هلكت لقومه ... وقائلة لا تبعدن معاويا

واني لكم عود ذلول موقر ... فقل للأولى ينهاهم ما نهانيا قال: وحدثنا السعيدي قال: حدثني موسى بن محمد بن عبد الله الانصاري عن أبي مخنف قال: حدثني الصقعب عن محمد بن سليم بمثله، وزاد في آخر الخبر بعد الشعر، ثم دعا بالفتى فعقد له على بعض كور الشام، وزاد في شعر معاوية بعد البيت الثالث: ألم أعف عن أهل الذنوب وأعطهم ... عطية من لا يحسب المال فانيا «1»

السين

الدال والذال والراء والزاي: فارغات السين ابن سابط الجمحي: واسمه عبد الرحمن، مر بقنسرين غازيا، روى (228- و) عنه عمر بن سعيد بن أبي حسين، وأبو السوداء، وقد قدمنا ذكره. أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن- اذنا- قال: أخبرنا الشيخان: أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمر قندي، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام- قال أبو الحسن علي: أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة، وأبو عبد الله بن سكينة- قالا: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن رزمة، وأبو عبد الله بن سكينة- قالا: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن رزمة، وأبو عبد عاصم العاصمي. وقال أبو القاسم بن السمر قندي: أخبرنا أبو.... «1» قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران السكري قال: حدثنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال: حدثنا أحمد بن جميل المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن سابط الجمحي أنه خرج من قنسرين وهو قافل، قال: فأشار لي انسان الى قبر عبد الملك بن مروان، فوقفت أنظر فمر عبادي فقال: لم وقف ها هنا؟ فقلت: أنظر الى قبر هذا الرجل الذي قدم علينا مكة في سلطان وأمر، ثم عجبت الى ما رد اليه! فقال: ألا أخبرك خبره لعلك تذهب، قلت: وما خبره؟ قال: هذا ملك الارض بعث اليه ملك السماء والارض فأخذ روحه، فجاء به آله فجعلوه ها هنا حتى يأتي الله عز وجل يوم القيامة (228- ظ) مع مساكين أهل دمشق.

ابن سنان الخفاجي:

ابن سنان الخفاجي: إمام مسجد الغضائري داخل باب أنطاكية بحلب كان في أيام سيف الدولة أبي الحسن بن حمدان. قرأت بخط القاضي أبي المكارم محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة الحلبي: حدثني الشيخ الامام الامين أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة رضي الله عنه، أن بعض بني سنان الحلبيين كانت له حجر مقرب من الخيل العتاق «1» في زمان سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان، وكان يسكن بها بدرب العدول، وجماعة أهل حلب يومئذ يرتبطون الخيل العربية ويعدون العدد للقاء الروم، ومجاورة الثغور، وشن الغارات عليهم في أكثر الاوقات، وكان سحر كل يوم ينزل من بيته إلى مسجد المعروف بالغضائري داخل باب أنطاكية، يصلي بالناس فيه، ويقال انّه أول مسجد بني بها، لان أبا عبيدة بن الجراح لما فتحها دخل من الباب، واختط ذلك المكان، وأمر أن يبنى مسجدا فبني، وهو الآن أعمر مما تقدم فصلى بهم الفجر في بعض الايام، فلما سلم ودعا، أقبل على الجماعة، وهو جالس في المحراب، فقال لهم: قد رأيت في هذه الليلة مناما سرني، وأسأل الله أن يحققه لي يوم القيامة، ثم قصه عليهم فقال: رأيت القيامة (229- و) قد قامت، وقد جمع الخلق للحساب، ونصب الميزان ومناديا ينادي: يا فلان بن فلان فيحضر ويحاسب، وتوضع أعماله في كفتيه، والكاتب يحصيها، فمن ثقلت حسناته أمر به الى الجنة، ومن ثقلت سيئاته أمر به الى النار، وقد رأيت في ذلك الجمع هول المطّلع، ثم نادى المنادي باسمي، فأحضرت ونشرت صحيفتي، ووزنت حسناتي وسيئاتي، فرجحت سيئاتي، فأمر بي الى النار، فسحبت وبي من الهلع ما لم يستطع، وادا المنادي يصيح: ردوه، فرددت وقيل للوزان ضع هذا في كفة الميزان، فحط فيها مهرة غراء غشواء «2» ، لم تر العين أحسن من شياتها، فرجحت حسناتي، فأمر بي الى الجنة فنالني من الفرح والاستبشار ما أيقظني، فقمت وتوضأت، وأتيت الى الصلاة فعجب الحاضرون من هذا المنام، ولم يلبث أن جاء الغلام فقال له: يا سيدي ان

ابن سيف المعري:

الفرس قد ولدت في هذه الساعة مهرة، ووصف صفة المهرة التي رآها سيده في منامه، ولم تبق الا يسيرا وماتت، فكثر العجب من تحقيق الرؤيا، وقام صاحب الفرس ومعه جماعة مع الغلام الى أن عاينوا المهرة في الحال بالصفة التي ذكرها في المنام، فكثر حمد صاحبها لله اذ كانت تلك المهرة فكاكه من النار، فنسأل الله خاتمة الخير والنجاة منها، انه عفو غفور. ابن سيف المعري: كتب عنه أبو المحاسن عبد اللطيف بن سعد الدولة أبي المكارم بن الأثير بيتين لابن الفقاعي الشاعر المعري، قد ذكرناهما في ترجمة ابن الفقاعي بعد هذا.

الشين

الشين ابن شكاب الأنطاكي: روى عن مرّار بن حموية، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق. أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الحموي بحلب قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي قال: أخبرنا أبو الخطاب نصر ابن أحمد بن عبد الله بن البطر قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد ابن رزقوية قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا ابن شكاب الانطاكي قال: حدثنا مرّار بن حموية قال: حدثنا سعيد بن شعيب قال: حدثنا عبد الله بن الوليد بن صفوان قال: حدثنا عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيش قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: الصبر عدة العاقل وملجأ المغلوب.

الصاد

الصاد ابن صدقة الموصلي: النحوي، كان من النحاة المتصدرين بحلب في أيام سيف الدولة ابن حمدان واجتمع به ابن خالويه بين يدي أبي المرجى بن حمدان، وجرى بينهما كلام. روى عن أبي بكر بن دريد، روى عنه بعض علماء حلب، وأظنه سلامة الممرث الحلبي. ابن صدقة الهاشمي: شاعر، له أبيات في أبي عبد الله بن خالويه (230- و) يمدحه فيها وأظنه يعرض بابن صدقة الموصلي فيها. نقلت من خط علي بن ثروان الكندي في أمالي أبي عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه، وذكر أنه نقلها من خط ابن خالويه، لابن صدقة الهاشمي فيه: اذا ما المرء أشبه والديه ... فأية حجة بقيت عليه وما زال الحسين له سجايا ... تذكرنا مخايل خالويه شأى «1» كبراء أهل العلم طرا ... بفطنته وحدة أصغريه «2» وفلّ الموصلي له لسان ... به أنحى على ابن درستوية كنصل السيف يضحك والمنايا ... تعبّس تارة في مضربيه فأجلب حين لم يغلب خداعا ... فكاد الصفع يأخذ أخدعيه

الطاء

حرف الضاد: فارغ الطاء ابن طليب الكوكبي: شاعر مجيد، كان في أيام المأمون كان من أهل قرية يقال لها كوكبا من قرى أنطاكية، حضر عند المأمون حين اجتاز الى أنطاكية، حكى عنه رجل من أهل أنطاكية لم يسم. قرأت في كتاب الزهرة للوشاء أبي الطيب قال: أخبرني أبو محمد القاسم بن محمد النحوي قال: أخبرني علي بن سليمان القيسي قال: أخبرني رجل من أهل أنطاكية بأنطاكية قال: لما مرّ بنا المأمون غازيا بلاد الروم نزل بكوكبا، وهي قرية من قرى أنطاكية، فنظر (230- ظ) الى زيتون حامل والى كروم كذلك، قال: لمن هذا فقالوا لرجل من أهل كوكبا يقال له ابن طليب فقال لعله صاحب الشعر الذي يقول: غش بني آدم فكلهم ... لله عاص وكن لهم دغلا قالوا: نعم يا أمير المؤمنين، قال وما فعل؟ قالوا: شيخ كبير في منزله، قال آتوني به، فجاؤوا به، فلما مثل بين يديه قال: أنشدني شعرك، فأنشده: قال: غش بني آدم فكلّهم ... لله عاص وكن لهم دغلا وكل بضرس وطا الأنام بظلف ... تأت حزما وتحكم العملا لا تحف بالنازل المقيم ولا ... تبك على ظاعن إذا رحلا من غاب أو حال عن مودته ... فخلّ عنه واطلب به بدلا ولا تقل احفظ الذمام ولا ... أنسى فلانا وحسن ما فعلا

إنس أباك المفروض طاعته ... عليك فيما يحيي لك الأملا ومل مع الريح ميل منتقل ... عن كدر العيش وابتغ الدّولا وكن من الناس من أبيك فلا ... أقرب منه مستوحشا وجلا إن مستشير أتاك منتصحا ... فا مدد له كيف ما اشتهى الطولا خلّط على الناس ينسبوك الى ... الظرف وشتّت عليهم السبلا قدم وأخر واسلك بهم ... طرقا يلقون فيها العثار والزللا واسقهم السّمّ إن ظفرت بهم ... وامزج لهم من لسانك العسلا (231- و) إنّ رجال الوفاء قد ذهبوا ... لأن نجم الوفاء قد أفلا قال: فلما بلغ هذا البيت الأخير، قال له المأمون: أولى لك، لقد استحققت القتل لأمرك بغير ما أمر الله به، ولكنك نجوت بهذا البيت، امض لسبيلك، فقال: يا أمير المؤمنين الى أين، الى عجائز الحي وصبية صغار يعيرونني بأني وقفت بين يدي أمير المؤمنين، ثم رجعت صفرا! قال: أو ما ترضى أن تفلت بحشاشتك؟ قال: يا أمير المؤمنين وأنّى بك أن تضيف الفضل إلى الفضل، وتقرن الإحسان بالإحسان، فضحك المأمون وقال: ادفعوا اليه عشرة آلاف درهم.

العين

حرف الظاء: فارغ العين ابن العارف: هذا رجل متزي بزي الأجناد خدم السلطان الملك الظاهر غازي بن يوسف ابن أيوب، ركان يشعر جيدا، ووقفت له على قصيدة حسنة مزدوجة في التاريخ. وأدركته، ولم أسمع منه شيئا وأدركت اباه العارف وكان شيخا صوفيا من صلحاء الصوفية بحلب، وكان له اختلاط بعمي ووالدي وجماعة الزهاد بحلب. قرأت بخط الخطيب تاج الدين محمد بن هاشم بن أحمد بن هاشم، خطيب حلب، في مجموع له: لبدر الدين ابن العارف رحمه الله. يا حادي الأظعان قف بهنة ... عساي أحيا بودا عهنه (231- ظ) واستوقف الركب ولو هنية ... أو كو ميض البرق في الاجنة لعلني احظى ولو بنظرة ... تكون لي من السقام جنّة جننت لما جن ليلي بيننا ... وليس بي لولا الفراق جنّة اصبحت من هجرانهن في لظى ... وكان لى من وصلهن الجنة ودعن فاستودعن قلبي زفرة ... يحترق الانس بها والجنة ان عادت العيس بهن عودة ... كان لها عليّ أي منّة سرت وقلبي في الحمول مغرم ... يهيم ما بين قبابهنه ناشدتك الله تحمل حاجة ... في النفس يا حادي ركابهنه اذا حدوت الظعن في جنح الدجى ... عرض بذكري بين عيسهنة وقل رأيت في الديار ناحلا ... جنح الدجى يقرع من الفراق سنة لم يبق فيه السقم غير أنّة ... فلم يكد يظهر لولا الأنّه توفي ابن العارف هذا بحلب بعد وفاة الملك الظاهر بمدة.

ابن عبد الرحمن الهاشمي:

ابن عبد الرحمن الهاشمي: شاعر من أهل حلب له شعر قاله في دير اسحاق بقرب الناعورة، ويقال فيه دير الزبيب أيضا، ذكرها أبو الحسن الشمشاطي، وذكر أنه كتب بها الى آخر، وهي: أما طربت لهذا العارض الطرب ... أما رأيت الصبا والجو في لعب تعانقا فكأن القطر بينهما ... من فضة وكأن الزهر من ذهب (232- و) ونحن في دير اسحاق ومجلسنا ... يشكو مغنيك فأحضره ولا تغب لنجعل ليوم عيدا في ملاحته ... وننخب الهمّ بالأدوار والنخب قال أبو الحسن الشمشاطي: وأنشدني النامي لابن عبد الرحمن الهاشمي في دير اسحاق: وافق أخاك تجده خير رفيق ... إن كنت لست عن الصبا بمفيق واذا مررت بدير اسحاق فقل ... جادتك غر سحائب وبروق دير يشبه ماؤه بهوائه ... وهواؤه بملاءة المعشوق وكأن عيشي كان في أفنائه ... درك المنى في كاشحي ورفيقي ابن العصب المنبجي: المؤدب النحوي واسمه محمد بن عثمان، وكان أديبا فاضلا عارفا بالعربية، صحب الشغواني الشاعر المنبجي، وروى عنه. ابن عفيف الحمصي: شهد صفين مع معاوية، وكان على الحميريين والحضرميين يومئذ، وله ذكر. ابن عمر بن عبد العزيز: حكى عنه أنه أمرهم بمشترى موضع قبره بدير سمعان، وهو دير النقيرة من بلد معرة النعمان، روى عنه عبد العزيز بن الربيع بن سبرة. أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي- فيما أذن لي

ابن عون:

في روايته عنه- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا سهل بن محمود قال: حدثنا حرملة ابن عبد العزيز قال: حدثني أبي عن ابن لعمر بن عبد العزيز قال: أمرنا أن نشتري موضع قبره (232- ظ) فاشتريناه من الراهب قال: فقال الشاعر: أقول لما نعى الناعون لي عمرا ... لا يبعدن قضاء العدل والدين قد غادر القوم في القبر الذي لحدوا ... بدير سمعان جريان الموازين «1» (233- و) ابن عون: غزا مع معاوية بن هشام، وحكى عنه وعن محمد. روى عنه يزيد بن هرون. نقلت من خط أبي بكر محمد بن عبد الملك من كتاب نتائج الافكار «2» قال: وحدثنا يحيى- يريد- يحيى بن جعفر بن الزبرقان، قال: أخبرنا يزيد بن هارون (233- ظ) قال: أخبرنا ابن عون قال: ذكر عند محمد: يصلح الكذب في الحرب؟ فأنكر ذلك، وقال: ما أعلم الكذب إلّا حراما، قال ابن عون فغزوت، فخطبنا معاوية بن هشام فقال: اللهم انصرنا على عموريه، وهو يريد غيرها، فلما قدمت ذلك لمحمد، فقال أما هذا فلا بأس به. أظن هذا محمد بن شهاب الزهري، والله أعلم، فانه كان عند هشام بن عبد الملك بالرصافة، والذي ذكره عن معاوية بن هشام ليس من الكذب في شيء بل هو من المعاريض.

الفاء

الغين فارغ الفاء ابن الفقاعي المعري: كان أبوه فقاعيا «1» بمعرة النعمان، وقال ابنه الشعر. أنشدني أبو طالب عبد الرحمن بن مرشد بن عبد الرحمن بن الأثير قال: أنشدني خالي أبو المحاسن عبد اللطيف بن سعد الدولة أبي المكارم بن الأثير قال: أنشدني ابن سيف المعري لابن الفقاعي الشاعر المعري، وكان أبوه يبيع الفقاع بمعرة النعمان: تملكت يا مهجتي مهجتي ... وأسهرت يا ناظري ناظري وفيك تعلمت نظم القريض ... فلقبني الناس بالشاعر قال: وروي أن الفقاعي دخل على أبي العلاء بن سليمان، وابنه هذا الشاعر معه، فقال له: لي صغير يقول الشعر، وما أدري ما هو، فقال: أحضره، فلما أحضره أنشده هذين البيتين، فقال له: قم لعن الله هذه المدرة «2» . وقد رويت بزيادة في الأبيات: مكانك يا ناظري ناظري مكان ... السواد من الناظر وشخصك إن لم يكن حاضرا ... فتمثال شخصك في خاطري ملكت فرق لمستضعف ... ويا ناصر الشوق كن ناصري ولا كان ذا أملي يا ملول ... ولا خطر الهجر في الخاطر وفيك تعلمت نظم القريض ... فلقبني الناس بالشاعر

الكاف

القاف: فارغ الكاف ابن كعب: شهد صفين مع معاوية، وهو الذي نشر المصاحف يومئذ ورفع المصحف على الرمح ودعا إليه. أنبأنا أبو البركات الأمين عن أبي محمد بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: وحدثني عبد الله بن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب الزهري قال: لما كره أهل الشام القتال، وملوّه من طول منازلتهم بالسيوف، قال عمرو بن العاص لمعاوية، وهو يومئذ على القتال: هل أنت مطيعي فتأمر رجالا ينشرون (234- و) المصاحف، ثم يقولون: يا أهل العراق ندعوكم إلى القرآن ما بين فاتحته إلى خاتمته، فإنك متى ما تفعل ذلك يختلف أهل العراق ولا يزيد أمر الشام إلّا اجتماعا، فأطاعه معاوية، فأمر عمرو بن العاص رجلا من أهل الشام يقال له ابن كعب فنشر المصاحف، ثم نادى ورفع المصحف على الرمح، فقال: يا أهل العراق ندعوكم الى القرآن من فاتحته الى خاتمته تأخذوا بما فيه وتعطون ما فيه، فاختلف أهل العراق فقالت طائفة منهم، كرهوا القتال: أجبنا إلى كتاب الله، وقالت طائفة منهم: أو لسنا على كتاب الله وسنته، فأختصموا بينهم، فلما رأى علي عليه السلام اختلافهم ووهنهم قارب معاوية فيما يدعوه إليه من ذلك. ابن الكواء: شهد صفين مع علي، واسمه عبد الله بن أوفى، وقد تقدم ذكره في العبادلة.

ابن الكلابي:

ابن الكلابي: راوية أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، روى عن أبي فراس، روى عنه بعض الناس. قرأت بخط بعض الادباء، ويغلب على ظني أنه خط محمد بن الخضر، المعروف بالسابق بن أبي مهزول المعري قال: حدثني ابن الكلابي راوية أبي فراس قال: كنت عند أبي فراس يوما فإذا بغلام خشن «1» الوجه (234- ظ) قد أقبل في ثوب أخضر ومطرف أخضر مسلّما عليه، فلما رآه قال: وغدوت في خضر الثياب مسلما ... فكأن وجهك ضفدع في طحلب «2»

حرف الميم

حرف اللام: فارغ حرف الميم ابنا مالك الاسلميان: شهدا صفين مع علي رضي الله عنه، وقتلا بها مع هاشم المرقال، وقيل إن عليّا رضي الله عنه مرّ عليهم فقال: جزى الله خيرا عصبة أسلميّة ... حسان الوجوه صرعوا حول هاشم يزيد وعبد الله منهم ومنقذ ... وعزره وابنا مالك في الاكارم «1» ويروى: وابنا هاشم ذي المكارم. وسنذكر ذلك إن شاء الله تعالى. ابن ماسوية الطبيب: كان طبيبا حاذقا قدم مع المأمون حلب حين قدم غازيا، وكان معه حين مرض بالبذندون وعالجه فلم ينجع علاجه وقد ذكرناه. ابن مقبل شاعر: شهد صفين مع معاوية، واسمه تميم بن أبيّ بن مقبل، وقد ذكرناه في حرف التاء واستقصينا نسبه، وهو من بني العجلان بن عبد الله بن كعب. أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء- اجازة- قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الحسن المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد

ابن إبراهيم بن عرفة نفطوية- فيما يرويه- قال: وكان ابن مقبل في عسكر معاوية، وكان يمدح أهل الشام، ويحث على الطلب بدم عثمان رحمه الله، (235- و) ويعرض بعلي رحمه الله، وكان النجاشي في عسكر علي فمن شعر ابن مقبل للنجاشي: ولو شهدت أم النجاشي ضربنا ... بصفين فدتنا بكل مكان ولو كنت وجه الخنفسا شهدتنا ... حملت قناة غير ذات سنان «1» فأجابه النجاشي فقال: ما دفنت قتلى سليم وعامر ... بصفين حتى حكم الحكمان ونجىّ ابن حرب سابح ذو غلالة ... أجش هزيم «2» الركض والذألان «3» إذا قلت أطراف الرماح ينلنه ... مرته به الساقان والقدمان قرأت في ديوان شعر ابن مقبل من رواية أبي عمرو وابن الأعرابي، قال أبو عمرو: وخرج ابن مقبل في بعض أسفاره فمرّ بمنزل عصر العقيلي، وقد جهده العطش، فاستسقى فخرجت إليه ابنتاه بعسّ، وكان أعور كبيرا، فأبدتا له بعض الجفوة، فقالت إحداهما: لا خير في العيش بعد الكبر والشيب، وقالت الأخرى: إنّ هذا لقي بلية من عورة وخبث مرآته فنفذ ولم يشرب شيئا، فبلغ ذلك أباهما فتبعه ليردّه فأبى عليه فقال له: ارجع ولك أعجبهما إليك، فرجع. ولم يعرف هذا الحديث ابن الأعرابي، فقال: يا حرّ أمسيت شيخا قد وهى بصري ... والتاث مادون يوم البعث من عمري (235- ظ)

يا حرّ من يعتذر من أن يلمّ به ... ريب الزمان فإني غير معتذر يا حرّ أمسى سواد الرأس خالطه ... شيب القذال اختلاط الصفو بالكدر يا حرّ أمست لبانات الصبى ذهبت ... فلست منها على عين ولا أثر قد كنت أهدي ولا أهدى فعلّمني ... حسن المقادة أنى فاتني بصري كان الشباب لجاجات وكنّ له ... فقد فرغت إلى حاجاتي الأخر راميت شيبي كلانا قائم حججا ... ستين ثم ارتمتنا أقرب الفقر راميته منذ راع الشيب فاليتي «1» ... ومثله قبله في سالف العمر أرمي النحور فأشويها وتثلمني ... ثلم الإناء فأغدو غير منتصر في الظهر والرأس حتى يستمرّ به ... قصر الهجار «2» وفي الساقين كالقتر قالت سليمى ببطن القاع من سرح ... ولا خير في العيش بعد الشيب والكبر واستهزأت تربها مني فقلت لها ... ماذا تعيبان منى يا ابنتي عصر

لولا الحياء ولولا الدين عبتكما ... ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري قد قلتما لي قولا لا أبا لكما ... فيه حديث على ما كان من قصري ما أنتما والذي تهدى حلو مكما ... إلّا كحيران إذ يسري بلا قمر إن ينقض الدهر منيّ مرة لبلى ... فالدهر أزور بالأقوام ذو غير لقد قضيت فلا تستهزئا سفها ... مما تقمأته «1» من لذّة وطري يا جارتيّ على ثأج «2» سبيلكما ... سيرا حثيثا ألماّ تعلما خبري (236- و) إني أقيدّ بالمأثور راحلتي ... ولا أبالي ولو كنّا على سفر لا تأمن السّيف إذ روحتها إبلي ... حتى ترى نيبها يضمزن «3» بالجرر ما يصب السيف ساقيه فحقّ له ... وما تدع ضربتي لا ينجه حذري ولا أقوم على حوضي فأمنعه ... بذل اليمين بسوطي باديا حسري

ابن الملثم:

وما تهيبني الموماة أركبها ... إذا تجاوبت الأصداء بالسحر ولا أقوم إلى المولى فأشتمه ... ولا يخرّقه نابي ولا ظفري أبقى الخطوب وحاجات تضيفني ... وما جنى الدهر من صفو ومن كدر مثل الحسام كريما عند خلتهّ ... لكل أزرة هذا الدهر ذا إزر «1» وقال: تزوج امرأة من بني نهم، وهو عمرو عبد الله بن ربيعة بن عامر، يقال لها كبيشة عوراء، فنهاه عنها أخوته وتشاءموا بها، فأبى إلّا أن يتزوجها، وقال له رجل من قومه: ألا تزوج فلانه فإنه بالحراء أن تكون وولودا، وتنجب لك، فقال: والله لو تزوجت كلبة لولدت مني وأنجبت، فولدت له عشرة أنفس منهم جارية، فنزلوا ناحية ضلع، والضلع الممدود من الأرض، أراد ناحية ضلع بني شيصبان، وهم من الجنّ، ناحية الكانف، فطرقتهم حية «2» فقتلت سبعة من ولده، وقتلت أيضا كبيشة، فقال ابن مقبل: ألا ناد يا ربعي كبيشة باللوى ... بحاجة محزون وإن لم تناديا (236- ظ) وذكر الأبيات بطولها. ابن الملثم: ولد الوزير عز الدين بن الملثّم، كان والده قد وزر للملك الأفضل علي بن يوسف بن أيوب، وكان ابنه هذا شابا حسنا فاضلا، قدم حلب واشتغل بها على شيخنا أبي البقاء يعيش بن علي بن يعيش ونظم شعرا جيدا. أنشدني أبو الربيع سليمان بن بليمان الإربلي لابن الملثم:

ابن الموصول الاسدي:

وذي هيئة يزهى بحال مهندس ... أموت به في كل يوم وأبعث محيط بأشكال الملاحة وجهه ... كأن به اقليدسا يتحدث فعارضه خط استواء وخاله ... به نقطة والشكل شكل مثلث وأنشدني أيضا لابن الملثم أيضا. وعلى الفتي أن لا يقصر سعيه ... يوم الرهان ولا يرد عنانه فإذا جفاه الفضل عيبت نفسه ... وإذا جفاه الحظ عيب زمانه ابن الموصول الاسدي: من تنّاء حلب، ومن بيت كبير فيهم الوزارة، كان حسن التعبير للرؤيا. أنبأنا الخطيب عبد المحسن بن عبد الله بن الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله ابن خميس قال: وحكي أنه كان بحلب رجل يعرف بابن الموصول من تنّاء البلد وأعيانها، وكان شيخا جيد التعبير، فجاءه رجل من أهل الموصل ويعرف بابن حطام فقال: رأيت في المنام كأني حملت لحم بقر، فقال له: يموت رجل عامل وترثه، فقال له: ما أعرف لي بحلب قرابة أرثه، فلما كان بعد أيام قدم حلب ابن عمّ له، فتقلد بعض أعمال حلب، ومات فورثه ذلك الرجل، فقال له: من أين أخذت ذلك التعبير فقد صح، فقال لأنّ البقر عوامل واللحم مال. شاعر من بني المنخل المعريين تنوخي. أنشدني العفيف عبد الرحمن بن عوض المعري لشاعر من بني المنخل المعريين. عاينت في المحراب دميته التي ... نطقت ونطق مثالها لم يعرف وسمعت سورة يوسف من قارىء ... قابلته فرأيت صورة يوسف النون: فارغ وكذلك الواو

حرف الهاء

حرف الهاء ابنا هاشم الاسلميان: قيل كانا من القراء الذين شهدوا مع علي رضي الله عنه صفين وقتلا بها مع هاشم المرقال. أنبأنا أبو البركات الامين عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن (237- و) شاذان قال: حدثنا ابن ننجاب قال: حدثنا ابراهيم بن ديزيل قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني نصر بن مزاحم عن عمر بن سعد عن رجل عن أبي سلمة قال: ولما أصيب هاشم أصيب معه عصابة من القراء فمر عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام فترحم عليهم ثم أنشأ يقول: جزى الله خيرا عصبة أسلمية ... صباح وجوه صرّعوا حول هاشم يزيد وعبد الله منهم ومعبد ... وسلمان وابنا هاشم ذي المكارم وعزرة لا يبعد ثناه وذكره ... اذا اخترط البيض الخفاف الصوارم «1» ابن هبيرة: غزا مع حبيب بن مسلمة الفهري بلاد الروم، وحدث عنه. روى عنه عبد الله ابن لهيعة، وقد ذكرنا حكايته عن حبيب في ترجمة حبيب بن مسلمة فيما تقدم، فقد اجتاز معه بناحية حلب. ابن هرمة الشاعر: اسمه ابراهيم بن علي بن هرمة قدمنا ذكره.

حرف الياء

حرف الياء ابن يعلى: غزا الصائفة مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وحكى عن أبي أيوب الأنصاري، روى عنه بكير بن الأشج، واسمه عبيد بن يعلى، وقد قدمنا ذكره في الأسماء. أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المؤدب- اذنا- قال: أخبرنا أبو الفتح مفلح ابن أحمد بن محمد المرزمي الوراق قال: أخبرنا الخطيب أبو بكر أحمد بن علي ابن ثابت قال (237- ظ) : أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد اللؤلؤي قال حدثنا أبو داود سليمان ابن الأشعت قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن ابن يعلى قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فأتي بأربعة أعلاج من العدو فأمر بهم فقتلوا صبرا. قال أبو داود: قال لنا عن سعيد عن ابن وهب في هذا الحديث عن ابن وهب قال: بالنبل صبرا، فبلغ ذلك أبا أيوب الأنصاري فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى عن قتل الصبر، فو الذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فأعتق أربع رقاب «1» .

الكنى

الكنى ابن أبي البيان المعري: وأبو البيان هو محمد بن عبد الرزاق بن عبد الله بن أبي حصين، وقد ذكرنا ترجمته، وكان له ولد يقال له أبو المعالي توفي شابا ورثاه ببيتين ذكرناهما في ترجمته فلعله هو والله أعلم. نقلت من خط ولد مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقد، في مجموع فيه شيء من أشعار المعريين، قال فيه: ابن أبي البيان في كتاب معنون بحمرة: هذا كتاب فتى جفاؤك مضرم ... نارا من الأشجان بين ضلوعه (238- و) ودليله في فيض مقلته دما ... إن الكتاب معنون بنجيعه ابن أبي الجهم المعري: وأظنه أبا المرجا بن أبي الجهم، شاعر من أهل معرة النعمان، له أبيات قالها، وقد هجم الفرنج معرة النعمان، وقتلوا أهله. قرأت في كتاب نزهة الناظر وروضة الخاطر، تأليف القاضي عبد القاهر بن علوي بن المهنا، المعروف بابن خصا البغل لابن أبي الجهم المعري: إلى كم الى أبلى ببين وفرقة ... وتشتتيت شمل لا تقرّ بي الدار وقد قتلوا أهلي وأضحت ديارهم ... قفارا وفيها للأحبة آثار سأيكيهم ما لاح نجم وما دجى ... ظلام وما حنت على الأيك أطيار لعل الليالي الماضيات بقربنا ... تعود فتقضى بالمعرة أوطار أنشدني أبو البركات الفضل بن سالم المعري- بها- لعلي بن الدويدة المعري

ابن أبي الحصين:

في أبي المرجا بن أبي الجهم، وكان يتشاءم بطلعته، ويغلب على ظني أنه ابن أبي الجهم صاحب الترجمة، والله أعلم. أبو المرجا له وجه سماجته ... تهدي الى من رآه البؤس والمرضا رأيته ومعي صحب دعوتهم ... لكي نقضي بهم من يومنا غرضا فقلت بالرغم سر معنا على مضض ... ولم أزل حاملا من نحوه مضضا بطلعة لو بدت للشمس ما طلعت ... من الكآبة أو للبرق ما ومضا فقال والله لا آتي فقلت له ... منك الصدود ومني بالصدود رضا (238- ظ) ابن أبي الحصين: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقتل بها. وقد ذكرنا حديثه، وحديث عبد الله بن الحجاج حين عبرا على جسر الرقة، فسقطت قلنسوة هذا وقلنسوة هذا، فنزل كل واحد منهما وأخذ قلنسوته، وركب فقال عبد الله بن الحجاج: ان يكن زاجر الطير صادقا أقتل وشيكا، وتقتل، فقال له ابن أبي الحصين: ما شىء أوتاه أحب إليّ مما ذكرت، فقتلا جميعا يوم صفين، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة عبد الله ابن الحجاج باسناد. ابن أبي زرعة الدمشقي: شاعر اجتاز بدير محلى بنواحي المصيصة، وله فيه شعر ذكرته في ترجمة محمد ابن عبد، كان كاتب ابن طولون. ابن أبي سرح: هو «1» شهد صفين مع معاوية. أنبأنا أبو حفص المؤدب عن أبي غالب بن البناء قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران- إجازة- قال: أخبرنا أبو الحسين المراعيشي وأبو العلاء الواسطي قالا: أخبرنا نفطويه «2» (239- و) .

ابن أبي سمينة:

ابن أبي سمينة: إمام جامع طرسوس كان قارئا صالحا له ذكر. قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتابه، الذي سماه سير الثغور، قال: ومن أئمة طرسوس الصلحاء المذكورين بالقراءة وطيب الصوت ابن أبي سمينة صلى بالناس بضعة عشر سنة لم يقبل لأحد برا ولا أجاب الى قبول صلة. قال أبو عمرو: حدثني أبو الطيب الجرجرائي شيخ من المجاهدين أن أبا محمد الأولاسي حدثه أن ابن أبي سمينة حمل إليه بعض الأمراء ألف دينار ليصرفه في الصالحين المسجدية، فقال ابن أبي سمينة للرسول: أبلغ صاحبك السلام وقل له: لو علمت أن في هذا المسجد من يؤثر أن يرتزي مما أنفذت درهما واحدا لما صليت بهم يوما واحدا، فليردوا المال على أهله. ابن أبي قباس: خطيب جامع طرسوس، وإمام أهلها. قرأت بخط أبي عمرو القاضي الطرسوسي في كتاب سير الثغور في ذكر أئمة المسجد الجامع بطرسوس، قال: وقد صلى بأهل هذا المسجد أئمة من أهل العفاف والستر واليقين والتقوى والصبر والزهادة والعبادة وسمو الذكر منزلتهم في الدنيا والآخرة عظيمة، ومواقع منافع الاسلام وأهله بهم حسنة جسيمة، يفتخر بذكرهم عند القرّاء، وتستنزل بهم بركات السماء، منهم: ابن أبي فياس «1» وكان من فرسان (239- ظ) المحراب. حدثني أبو حفص عمر بن أحمد البروجردي المقرئ، شيخ عابد فاضل، قال: حدثني أستاذي السوسنجردي أن ابن أبي قباس كان إذا قرأ في محراب طرسوس سمعت قراءته في سوق الصفارين، وكان إذا خطب حيّر السامعين وألهى المحزونين. وقال أبو عمرو: حدثني أحمد بن هرون الكوفي- كهل من أبناء طرسوس

ابن أبي عياش الالهاني:

ووجوهها- قال: حدثني أبي قال: كتب السلطان «1» قديما الى الاقاليم بسبّ ابن طولون فسبّ على منبر طرسوس على لسان ابن أبي قباس، كما سبّ بكل مكان، وحج ابن أبي قباس فسلك الركب الذين كانوا معه طريق مصر، فدخلوها في شهر رمضان، وكان يصلي بابن طولون عشرة أئمة كل واحد منهم تسليمه واحدة، فصار ابن أبي قباس الى باب دار ابن طولون، فدخل في جملتهم، ووقع للحجاب والبوابين أن ابن أبي قباس أحد العشرة المرسومين للصلاة، فلما أقيمت تقدم وكل واحد من العشرة يحسبه يصلي عن اذن ومؤامرة، ومنهم من يحسبه أحدهم فافتتح فقرأ فحيّر السامعين شجى وطيبا، وتمموا صلاتهم فلما أرادوا النهوض للتراويح أمر ابن طولون أن يصلي ترويحته ففعل ثم أخرى، ثم أخرى حتى فرغ من جميعها، ومن الوتر، وانصرفوا، ولم يصل أحد من العشرة فرضا ولا نافلة، فسأل ابن طولون حجابه عنه، فقالوا: ما نعرفه ولا رأيناه. قبل وقتنا هذا، وقال بعضهم (245- و) ما ظنناه إلّا واحدا من العشرة المرسومين بالصلاة فتقدم ابن طولون الى الحجاب إن عاد أن لا يحجب فعاد لليلته المقبلة وتقدم وصلى، فلما أراد الانصراف استوقفه الحجاب، وسألوه من هو ومن أين هو فما أجابهم، فرد الى ابن طولون فخاطبه وسأله عن اسمه ونسبه فقال انا ابن أبي قباس فسرّ به سرورا عجيبا، وأمره بالصلاة به ما بقي من الشهر وحده وأمره بسبه بحيث يسمع كما سبه على منبر طرسوس، فاستعفاه فأبى عليه واستعفاه فما وجد له منه محيصا، وسأله الأمان فآمنه وقام فخطب، فلما وصل الى حيث يسب رخم واختصر فحتم عليه أن لا يغادر من السب حرفا واحدا إلّا لفظ به، ففعل وأتى عليه عن آخره، فأمر له بألف دينار، وزوده الى مكة، وحمله فحج وعاد الى طرسوس شاكرا لابن طولون حامدا. ابن أبي عياش الالهاني: كان على حرس عمر بن عبد العزيز، وكان معه بخناصرة، وعزله عمر، وولى عمرو بن مهاجر مولى الانصار.

ابن أبي موسى الحلبي:

ابن أبي موسى الحلبي: شاعر مجيد، كان في عصر البرامكة. قرأت في أخبار البرامكة، تأليف أبي حفص عمرو بن الأزرق الكرماني في ذكر موسى بن يحيى بن خالد بن برمك قال: وفيه يقول ابن أبي موسى الحلبي: (240- ظ) . ألا إنما موسى بن يحيى بن خالد ... سماء علينا بالرغائب تمطر على كل حال من يسار وعلة ... فتروى كما تروي البقاع فتزهر وإن له في الحرب إن هي شمرت ... ودارت رحاها والقنا تتكسر سنانا شكا طول الحصار لشربه ... دما من نحور في الوغا تتفجر

ذكر جماعة عرفوا بغير آبائهم

ذكر جماعة عرفوا بغير آبائهم جد أبي عمرو بن العلاء: شهد صفين مع علي رضي الله عنه. أنبأنا أبو القاسم ابن رواحة، وابن الطفيل قالا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي- إذنا إن لم يكن سماعا- قال: أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي- إذنا إن لم يكن سماعا- أنه سمع أبا مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني يقول: سمعت مسعود بن علي السجزي قال: سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول: جد أبي عمرو بن العلاء، كان مع علي بن أبي طالب في الجمل وصفين. أبو القاضي أبي عمر: دخل الى صفين، وحكى أنه شاهد على جدار بيت المال بها أبياتا، رواها عنه ابنه القاضي أبو عمر. أنبأنا أبو بكر عبد الله بن عمر بن علي، وعبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر قالا: أخبرنا أبو الخير القزويني قال: أخبرنا زاهر بن طاهر عن أبوي بكر: البيهقي والحيري (241- و) وأبوي عثمان الصابوني والبحيري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثني عبيد الله بن منصور قال: سمعت القاضي أبا نصر محمد بن محمد الحافظ المعروف بالبنص- بحلب- قال: سمعت أبا عمر القاضي يقول: سمعت أبي يقول: دخلت بيت المال بصفين، بعد أن دثر، فرأيت على أحد جدرانه مكتوبا: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: أبى الله إلا أن صفين دارنا ... وداركم ما لاح في الافق كوكب الى أن تموتوا أو نموت وما لنا ... ولا لكم من حومة الموت مذهب «1»

ابن بنت علي بن بكار:

ابن بنت علي بن بكار: المصيصي الزاهد، حكى عن جده علي بن بكار، روى عنه محمد بن عيسى الطباع. قرأت بخط أبي عمرو القاضي الطرسوسي: حدثنا محمد بن سعيد بن الشفق قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: سمعت ابن ابنة علي بن بكّار قال: كان جدّي في طول ليالي الشتاء إذا سمع صوت الدّيك، يقول: أوه انقطع ظهري، أحب أن يكون الليل أطول مما هو. أخو أبي القاسم: علي بن محمد بن أبي حامد الكاتب، اجتاز بنواحي بلد الروم مما يلي خرشنة، واجتاز بحلب أو بعملها في طريقه إليها، وحكى عن رجل حكى له عن شاب عراقي كتب أبياتا على حائط، روى عنه أخوه أبو القاسم المذكور، وقد ذكرنا ما حكاه في المجهولين الأسماء والأنساب والالقاب فيما يأتي بعد هذا إن شاء الله تعالى. عم يحيى بن سعيد الانصاري: شهد صفين مع علي رضي الله عنه. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد الأمين عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد (244- ظ) بن الخشاب قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن نينجاب قال: حدثنا ابراهيم بن الحسين قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثني زيد بن الحباب قال: حدثنا جويرية بن أسماء الضبعي قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عم له شهد صفين مع علي قال: لما كنا بصفين كان الرجل من أصحاب علي يشد على أصحاب معاوية حتى يدخل خندق معاوية فيقتل، ويشد الرجل من أصحاب معاوية على أصحاب علي فيدخل خندق علي فيقتل، حتى امتنع العسكران من القتل، وعقرت الخيل فأرسل علي الى عمرو بن العاص، وكان يلي حرب معاوية: إن عسكرنا قد امتنع علينا من القتلى ولا أراكم إلا قد لقيكم مثل ما لقينا، فليؤمن بعضنا بعضا حتى نواري قتلانا، وتواروا قتلاكم، فبعث إليه عمرو:

عم الحسين بن الفهم:

إني قد فعلت، فجلس عمرو على باب الخندق، فكان إذا مر عليه بالرجل من أصحاب علي سأل عنه فيخبر، فمر عليه برجل من أصحاب علي من المتهجدين، أظنه سماه، فسأل عنه عمرو فأخبر، فقال عمرو بن العاص: ترى علي ومعاوية بريئان من دم هذا؟! عم الحسين بن الفهم: كان في صحبة المعتصم حين قدم حلب، وغزا معه بلاد الروم (245- و) . أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري عن الحافظ أبي طاهر السلفي قال: أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري قال أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن علّان الوراق قال: حدثنا أبو عيسى الطوماري قال: حدثنا الحسين بن فهم قال: حدثني عمي قال: كنت مع المعتصم في بعض الغزوات، قال: فنزلنا على حصن فحاصرناهم وقاتلناهم فلحق أمير المؤمنين صداع فأمرنا بالكف عن القتال، فاطلع علينا بطريق من الحصن فقال: لم كففتم عن القتال؟ قلنا: لحق أمير المؤمنين صداع، فمضى ورجع وألقى الينا قلنسوة، فقال: يلبس أمير المؤمنين هذه فإنه يهدأ عنه الصداع، فلبس أمير المؤمنين القلنسوة، فهدأ عنه الصداع، فقال: افتقوا هذه القلنسون وانظروا ما فيها، فوجدوا فيها رقاقية مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، سبحان من لا ينسى من نسيه، ولا ينسى من ذكره، كم نعمة لله على عبد شاكر وغير شاكر في عرق ساكن وغير ساكن، حم عسق. غلام كشاجم: كان أديبا، روى عن سيده، وذكر أبو الحسن الشمشاطي فيما نقلته بخطه أن ابن كشاجم وغلامه أنشدا بحلب أبا الصقر القبيصي، وأبا زكريا بن مبشر أبياتا لكشاجم في دير اسحاق، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة ابن كشاجم (246- ظ) . جد أبي عبد الله الحسن المزني «1» : روى عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه حفيده، وأقدمه عمر بن عبد العزيز

ابن بنت حامد:

عليه حين استخلف، فقدم خناصرة أو دابق، وكانت عنده قطيعة من أديم أحمر للنبي صلى الله عليه وسلم. ابن بنت حامد: من كبار المعتزلة المتكلمين قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة بن حمدان، وتكلم مع أبي عبد الله بن خالويه بحضرته في مسألة خلق القرآن، وذكر ابن خالويه أنه قطعه، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة ابن خالويه، وهذا ابن بنت حامد كان يكنى أبا بكر، واسمه أحمد بن عبيد الله، وقد سبق ذكره. ابن بنت أبي عبد الله: محمد بن يوسف بن المنيّرة كان من أهل شيزر، روى أبياتا لجده أبي عبد الله بن المنيرة، رواها عنه عثمان بن عيسى البلطي. أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو الفتح عثمان بن عيسى البلطي، إجازة، ح. وأنبأنا حمزة بن علي بن عثمان المخزومي قال: أنشدنا البلطي قال: أنشدني رجل من أهل شيزر يزعم أنه ابن بنت الشيخ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن منيرة لجده المذكور: ومهند تقفو المنون سبيله ... أبدا فكيف يقال ريب منون شرك المنايا في النفوس فرحن عن ... غبن وراح وليس بالمغبون (241- ظ) لو أن سيفا ناطفا لتحدثت ... شفراته بسرائر وشجون فكأنما القدر المتاح مجسّما ... في حدّه أو عرض عزّ الدين والد مشرس: حدث عن أبي شيبة الخدري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه مشرس، وغزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية واجتاز بحلب، أو ببعض عملها.

ابن أخي شهر بن حوشب:

ابن أخي شهر بن حوشب: غزا مع عمه شهر أنطاكية، ومات عند فقوله من الغزاة، وقد ذكرنا حكاية موته في ترجمة شهر بن حوشب. مولى عمر بن عبد العزيز: كان بدابق أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف قال: أخبرنا ابن البطي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا ابن عيينة عن عمر بن ذر قال: قال مولى لعمر بن عبد العزيز لعمر حين رجع من جنازة سليمان: مالي أراك مغتما؟ قال: لمثل ما أنا فيه يغتم له، ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أحد في شرق الأرض وغربها إلّا وأنا أريد أؤدي إليه حقهّ غير كاتب إليّ فيه، ولا طالبه مني «1» . مولى آخر لعمر: إن لم يكن الأول، حدث عنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. وبالاسناد قال أبو نعيم قال: حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا أحمد ابن الحسن قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا سهل بن محمود قال: حدثنا عمر بن حفص المعيطي قال حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: قلت: كم ترك لكم عمر من المال؟ فتبسم وقال: حدثني مولى لنا كان يلي نفقته قال: قال لي عمر حين احتضر: كم عندك من المال؟ قال قلت أربعة عشر دينارا قال: فقال: تحتملون بها من منزل إلى منزل؟ فقلت: كم ترك من الغلة؟ قال ترك لنا غلة ستمائة دينار كل سنة، ثلاثمائة دينار ورثناها عنه، وثلاثمائة دينار ورثناها عن أخينا عبد الملك، وتركنا اثني عشر ذكرا وست نسوة اقتسمنا ماله على خمس عشرة «2» .

ابن أخي أبي قلابة:

ابن أخي أبي قلابة: دخل أنطاكية غازيا ورآه أبو قلابة في المنام أنه من أهل الجنة. أخبرنا أبو محمد المعافى بن اسماعيل بن الحسين بن أبي السنان- فيما أجازه لي- قال: أخبرنا أبو منصور بن مكارم المؤدب قال: أخبرنا ابو القاسم نصر بن محمد قال: أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن هبة الله وأبو البركات سعد ابن محمد بن إدريس قالا: أخبرنا محمد بن إدريس قال: أخبرنا أبو منصور بن الطوسي قال: أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي قال: حدثني العلاء بن أيوب عن إبراهيم بن سعد الجوهري قال: حدثني زيد بن يزيد الموصلي عن الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة قال: كان لأبي قلابة ابن أخ مسرف على نفسه: فتوفي. قال أبو قلابة: فكنت شبه النائم فإذا طائران أبيضان عظيمان قد صارا في كوة (243- و) البيت فقال أحدهما لصاحبه: انزل فتشّه، فنزل يدور حوله، ثم رجع إلى صاحبه فقال: لم أجد شيئا، فنزل إليه الآخر فجعل يدور حوله ويفتشه، ثم غمز منقاره في جوفه، ثم أخرجه وهو يقول: لا إله إلّا الله، وجدت في جوفه تكبيرتين كبرهما على سور أنطاكية في سبيل الله، ثم قال لأبي قلابة: يا أبا قلابة قم الى ابن أخيك فإنه من أهل الجنة. وقد روى نحو من هذه الحكاية عن ابن أخي شهر بن حوشب رواها، شهر، وقد ذكرناها في ترجمة شهر إلّا أنه لم يذكرها مناما. ابن عم للاشعث بن قيس: شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقال شعرا يوم منعهم أهل الشام الماء بصفين. قرأت في كتاب صفين، ما روى عن عمر بن سعد قال: ثم مضى- يعني- عليا نحو رايات كندة فإذا مناد ينادي إلى جنب مضرب الأشعث بن قيس رافع صوته، وهو أحد بني عمه وهو يقول:

أخو بشر بن غالب:

لئن لم يجلّي الأشعث اليوم كربة ... من الموت فيها للنفوس تفلت فنشرب من ماء الفرات بسيفه ... فهبنا أناسا قبل كانوا فموّتوا فإن أنت لم تجمع لنا اليوم أمرنا ... وتلقى التي فيها التشمت فمن ذا الذي تثنى الخناصر باسمه ... سواك ومن هذا إليه التلفّت وهل من بقاء بعد يوم وليلة ... نظل عطاشا والعدو يصوّت هلموا إلى ماء الفرات ودونه ... صدور العوالى والصفيح المشتت وأنت امرؤ من عصبة يمنية ... وكل امرى من عصبة حيث يثبت قال: فرجع علي مغموما الى منزله واستيقظ الأشعث لقول الرجل، فأتى عليا من ساعته، وهو لا يرجو جدّ الأشعث ولا مناصحته، وعند علي تلك الساعة قوم من أصحابه فيهم الأشتر، فقال الاشعث: يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم ماء الفرات، وأنت فينا، ومعنا سيوفنا، خل عني وعن الناس، فو الله لا أرجع إليك، حتى أرده أو أموت دونه، وأمر الأشتر ان يعلو بخيله على الفرات فيقف حتى آمره بأمري، قال علي: ذلك إليك، فانصرف الأشعث إلى مضربه، وذكر تمام القصة، وغلبته على الماء «1» . (243- ظ) . أخو بشر بن غالب: روى عن الحسن بن علي رضي الله عنه، روى عنه أخوه بشر ولم يسمه، وكان قدم من أنطاكية على الحسن رضي الله عنه. أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال: أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الخلمي قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الصمد بن شاه الكشاني- إملاء ببخارى- قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحسن بن عبد الرحمن بن علي بن أيوب العكبري- بها- قال: حدثنا عمّ أبي الحسن بن علي بن أيوب قال: حدثنا أبو القاسم عمر بن يحيى بن داود بن الفحام العكبري- بعكبرا- قال: حدثنا يوسف بن الحكم قال: حدثنا شريح ابن يونس قال: حدثنا عمرو بن جميع الحلواني عن الأعمش عن بشر بن غالب

مولى مسلمة بن عبد الملك:

عن أخيه قال: وفدت على الحسن بن علي رضي الله عنهما فسائلني عن أميرنا وعن بلدنا وعن مؤذنينا فأخبرته فقال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلمّ يقول: ما من مدينة كثر فيها المؤذنون إلّا قلّ بردها. وقد رواه هبيرة بن جريز عن الأعمش عن بشر بن غالب أن أناسا من أهل أنطاكية شكوا إلى الحسن بن علي برد بلادهم (245- ظ) فقال: سمعت جدّي يقول: وذكر نحوه. أخبرنا بذلك أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي، اذنا عن أبي الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يحيى القطان قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم الأذرعي قال: حدثنا محمد بن الخضر بن علي قال: حدثنا موسى بن أيوب قال: حدثنا النعمان بن العباس، وكان من خيار الناس بأنطاكية، عن هبيرة بن جرير عن الأعمش عن بشر بن غالب أن أناسا من أهل أنطاكية شنكوا الى الحسن بن علي برد بلادهم فقال: سمعت جدي يقول: أيما بلدة باردة كثر فيها النداء بالأذان انكسر بردها. وقد روي عن بشر بن غالب قال: قدم على الحسين بن علي عليهما السلام ناس من أهل أنطاكية، وفي رواية قدم أهل أنطاكية، فسألهم عن حال بلدهم وعن سيرة أميرهم فذكروا خيرا إلّا أنهم شكوا إليه البرد، فقال الحسين بن علي: حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوا من ذلك، وقد تقدم ذكره في مقدمة الكتاب في باب فضل أنطاكية فدل على أن أخا بشر بن غالب كان من أنطاكية، والله أعلم «1» (246- و) مولى مسلمة بن عبد الملك: روى عن مولاه مسلمة. روى عنه هشام بن الغاز، وكان مع مولاه بمنازله. أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف- فيما أذن لنا فيه- قال: أخبرنا أبو الفتح ابن البطي قال: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو بكر

قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا هشام بن الغاز قال: حدثني مولى لمسلمة ابن عبد الملك قال: حدثني مسلمة قال: دخلت على عمر بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر، ولا يدخل عليه أحد، فجاءت جارية بطبق عليه تمر صيحاني، وكان يعجبه التمر، فرفع بكفه منه فقال: يا مسلمة أترى لو أن رجلا أكل هذا، ثم شرب عليه الماء، فإن الماء على التمر طيب، أكان يجزيه إلى الليل؟ قلت: لا أدري، فرفع أكثر منه، قال: فهذا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين كان كافيه دون هذا حتى ما يبالي أن لا يذوق طعاما غيره، قال: فعلى ما يدخل النار؟ قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه «1» .

ذكر المعروفين بالألقاب

ذكر المعروفين بالألقاب الألف أجدع السكاسك: شاعر شهد صفين مع معاوية وقال شعرا كتب به مع كتاب معاوية بن حديج الى الأشعث بن قيس حين عزله علي رضي الله عنه عن رئاسة كنده. قال محمد بن خالد الهاشمي في أخبار صفين: بعد أن نزل معاوية صفين وبلغه عزل الأشعث قال: وأمر معاوية بن أبي سفيان معاوية بن حديج الكندي أن يكتب الى الأشعث بن قيس، فكتب إليه كتابا- ذكرناه في ترجمة معاوية بن حديج- قال: ثم دعا أجدع السكاسك فقال: الق الى الأشعث شيئا تحركه فأنشأ يقول: أشعث الخير يا شبيه أبيه ... أنت فينا الهمام وابن الهمام إنمّا الشام كالعراق ولكن ... غمّ أهل العراق بعض الشآم فلهم دينهم وحبّ علي ... ولنا ديننا وحبّ الإمام ثم لا حاكم يميّز ما بي ... ن الفريقين دون يوم الخصام قد ترى بالعراق جمعا عظيما ... يمنيين من رؤوس الأنام كعدي ومالك وسعد ... وشريح وذاك فاس اللجام وزياد وشيخ كندة حجر ... وابن قيس وزحر نعم المحامي (247- و) والمرادي هاني ورجال ... كأولاكم في النقض والابرام لا ينادون بالعتاب ولا يطم ... ع في فيئهم ذوو الأحلام قد دعوناك بالتي تجمع الش ... مل وفيها تعاطف الأرحام ثم فيها إحدى الخلال من الله ... ونزع الشجا وترك الحرام لا ينادى لها سواك من ال ... ناس فخذها يا بن الملوك العظام

الأحوص الأنصاري:

الأحوص الأنصاري: الشاعر، وفد على عمر بن عبد العزيز بخناصرة، واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله، وقد قدمنا ذكره. الأحوص الذفافي: ويعرف بالمختزر أيضا، واسمه عبد الله بن محمد، وكان شاعرا، وهو منسوب إلى ذفافة بن عبد العزيز العبسي، وقد ذكرناه في العبادلة، وكان يصحب أبا طالب علي بن اسماعيل بن صالح الهاشمي بحلب، وتزوج علوة التي كان يشبب بها أبو عبادة البحتري، فهجاه البحتري. الأخطل التغلبي: الشاعر، كان برصافة هشام واسمه غياث بن عوف، وقد قدمنا ذكره. أعشى همدان: ويكنى أبا المصبّح، شهد صفين مع علي وقد ذكرناه.

الباء

الباء الببغاء الشاعر: كان من شعراء سيف الدولة بحلب، وهو أبو الفرج عبد الواحد ولقب بالببغاء للثغة كانت في لسانه، وقد قدمنا ذكره. البديع الحلبي: شاعر ذكره ابن الزبير فيمن قدم الديار المصرية من الشام، في جنان الجنان ورياض الأذهان، وذكر له هذه الأبيات: وإذا الفتى قحطت به أيامه ... لم يرضه فعل الزمان الأنكد يمسي ويصبح في الكتائب «1» ممرض ... يرنو الى الدنيا بعيني أرمد (247- ظ) وكثير أيام الحياة أقل من ... أن يبتلى بتفرق وتبعد قرأت في كتاب جامع الفنون تأليف أبي الحسين بن الطحان المغني، في باب ما مدح به المغنون في زماننا هذا، يعني زمانه قال: وللبديع فيّ: لو كان يرزق بالفضائل فاضل ... كانت بفضلك تقرن الأرزاق فلقد حويت أبا الحسين فضائلا ... لم يحوها فيما مضى اسحاق «2» قرأت في تاريخ الأمير مختار الملك المسبحي في حوادث سنة إحدى عشرة وأربعمائة ذكر جماعة من الشعراء الذين مدحوه وكتبوا إليه، وكانوا موجودين في هذا التاريخ، فذكر جماعة وقال: ومنهم البديع الحلبي وأنه شاعر متوسط الشعر، فمما كتبه إليّ قوله:

يا أيها الملك الذي طابت أزومة عوده ... والسيد السامي إلى أعلى مناقب صيده ومن الأولى حازوا العلى من قومه وجدوه ... والأفضلين بجمعهم من جنده وعبيده ندب أطال يد المعالي في الزمان بجوده ... جمع المناقب والنهى مقرونة بسعودة نصح المليك فأضحت الأملاك طوع جنوده ... واسترشد الملك العقيم برشده ورشيده (248- و) يا عز ملك الحاكم المحمود ظل عميده ... كم نار حرب أضرمت مشبوبه بوقوده وخميس ملك مصحر في حده وحديده ... نكست بالأقلام طول رماحه وبنوده وفللت بالآراء حدّ صفاحه وعميده ... فاليمن في يمناك قد ملكت من اقليده يا أيها البحر الذي عذبت رشاف وروده ... مغناك كالبيت الذي ضاق الفضاء بوفوده لو يستطيع لزاره غور الثرى بنجوده ... يا سيدا فهم الورى من نظمه وفريده اخترت جوهر سلكه فانصاع نظم عقوده ... ولقد حويت مناقبا خلدتها بخلوده باد الزمان ولم تبد هل حيلة لمبيده ... يا أيها المختار فهمك دق عن تحديده أنت الذي غمر الورى بطريفه وتليده

فارفع ظلامة من رمى مرماته بوعيده ... وسطا عليه بجوره وبصرفه وحقوده فسعى إليك مشمرا برسيمه ووخيده ... لتسد منه فاقة عزت على تسديده فامنن عليه بخلعه ليشق قلب حسوده ... من جيد الرقم الذي يختال في توريده فلقد حباك جواهرا من مدحه وقصيده ... يزهو بجوهرها على ضليله «1» ولبيده أمحمد بمحمد ووصيّه وشهيده ... أنظر إليه نظرة تغنيه عن ترديده فلأنت أكرم من مشى بالله فوق صعيده ... واسلم سلمت على الزمان وأنت درة جيده. (248- ظ) قال المسبحي: وله أيضا والأبيات التي ذكرها ابن الزبير من هذه القصيده: صب يروح الى الغرام ويغتدي ... ومفنّد في الحب أي مفنّد غريت به العذال حتى أنه ... يلفى الأسى بغرور عذل موصد كم لائم في الحبّ لام ومرشد ... في عذله أضحى وليس بمرشد دنف أضرّ به الغرام ولا يرى ... نصحا لقول عذوله والحسّد شط المزار به فأصبح مفردا ... متأسفا يبكي لفرقة مفرد كيف السلوّ وفي الحشى نار الأسى ... تزداد بين تضرم وتوقد عهدي بهم والعيش غض جامع ... شمل الوصال ولم يكن بمبدّد فأزاح صرف الدهر حتى صبحنا ... ليل وحتى ليلنا بالسرمد وإذا الفتى قحطت به أيامه ... لم يرضه فعل الزمان الأنكد يمسي ويصبح في اكتئاب ممرض ... يرنو إلى الدنيا بعيني أرمد

وكثير أيام الحياة أقلّ من ... أن يبتلى بتفرق وتبعد وركائب خلّفتها دلج السرى ... والليل في لون الغداف الأسود والنجم في أرجائه متحير ... عان كتحيير الضرير المقعد أطوي بها أجواز كل تنوفه «1» ... قفر وأقطع كل خرق فدفد حتى أنخت بباب عز الملك في ... نعم تزيد على النعيم الأرغد ملك إذا استمطرت مزن بنانه ... جادت يداه بمزن برق مرعد (249- و) ورث المعالي عن أبيه وجده ... فجرى طريفا في الأنام بمتلد قوم تردّوا بالمكارم واكتسوا ... حلل الرئاسة بالأغر الأمجد أموالهم مبذولة لعفاتهم ... وديارهم لو فودهم كالمسجد حرم تحرمت الوفود بربعهم ... فسما إليه بمقسم ومؤكد الواهبون تكرما أموالهم ... والمجزلون حبا الوفود الوفّد والمطعمون إذا المرابع أمحلت ... والواهبون لكل ما لم يوجد والقائمون بكل جد واجب ... والصّافحون عن المسيء الأعتد والضاربون إذا الكتيبة أحجمت ... رأس المتوج في العجاج الأربد وإلى جدودك ينتمي كرم الورى ... وإليك مقصد كل سفر منجد ولديك مغنم كل طالب حاجة ... ويزين ذكرك في القريض المنشد يا أيها المختار خيرة عصره ... يا سيدا قد ساد كل مسود حزت المكارم والمناقب والحجى ... يا ذا المعالي والنهى والسؤدد ورقيت في العلياء أعلى رتبة ... شرفت على شرف السها والفرقد يا وارث الماضين محض علومهم ... يا كامل العلم الشريف المقعد يا أيها الملك الهمام ومن غدا ... متكفلا بحبا الوفود القصّد إني استجرت من الزمان ... بنداك أنت على البرية مسعدي أما وقد حلت بجودك فاقتى ... رشدا وحازت حبل نائله يدي (249- ظ)

البديع المعري:

فسأغتدى وأروح غير مروّع ... مما تروح به الخطوب وتغتدي وسأقتدي بذوى المعالي والنهى ... وأخو الحجى بذوي المعالي يقتدي ولأصبحن بعزّة ذا عزة ... تسطو على صرف الزمان المعتدى ولأسطون على الزمان بصارم ... من جوده في النائبات مجدد ملك إذا استسقى العفاة سحابه ... رووا بوابلها عطاش الورّد خلط الوقائع بالصنائع فاستوى ... ميل وذلّل كل صعب أعند يزهو بأنمله اليراع لأنها ... تجري بحتف عدى ونيل مرفد ما تنتضي يوما لدفع ملّمة ... إلّا وفلّت غرب كلّ مهند فنوالها للمعتفي يحيي الندى ... وعقابها للخالع المتجرّد يا حلية الدنيا وزينة أهلها ... يا واحدا في كل فضل أوحد قضّيت صومك بالصلاة وبالتقى ... والعيد عاد بسعد جدك فأسعد سعد عليك مجدد يحظى به ... وتبيد ثوب خليعه بمجدد لا زلت ترقى في المعالي صاعدا ... أبدا على رغم العدى والحسد مولاي قد أجهدت فانف بنعمة ... جهدي وجوّدت القريض فجود البديع المعري: شاعر من أهل المعرة، واسمه علي وقع إليّ من شعره قوله: يا صاح آنسني دهري وأو حشنى ... منهم فاضحكني فيهم وأبكاني (250- و) قد قلت أرض بأرض بعد فرقتهم ... فلا تقل لي جيران بجيران البليغ المعري: شاعر محسن واسمه ابراهيم بن الحسن، وقد قدمنا ذكره في حرف الألف. البنص: حافظ أديب، وهو أبو نصر محمد بن محمد القاضي، ولقب البنص تركيبا من أبي نصر كنيته، وقد ذكرناه.

البرهان الرندي الفقيه:

البرهان الرندي الفقيه: كان من الفقهاء المفتين بحلب، وكان حنفي المذهب، ولم أعرف اسمه، ووقفت له على فتوى أفتى فيها مع علاء الدين عبد الرحمن الغزنوي وشرف الدين بن أبي عصرون في مسألة سئلوا عنها في رجل يقول: إني سلفي المذهب، ويزعم أن الله تعالى في الجهة. فأفتى وقال في أثناء كلامه: اما السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ما كانوا يسبتون لله من الصفات ما كان يستحيل في حقه من صفات المحدثات كالأجسام والأعراض والجواهر، بل ينزهونه سبحانه وتعالى عما يستحيل في حقه، ويشبتون له ما يجوز في حقه وما كانوا يتحدثون في الله وفي ذاته إلّا عند الحاجة والضرورة، ولهذا قيل عنهم: تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله، في كلام حسن اختصره.

الجيم

الجيم جران العود: شاعر من العرب، لقب بجران العود لقوله: عمدت لعود فالتحيت جرانه ... وللكيس أمضى في الأمور وأنجح والجران عرق على عنق البعير. قدم خناصرة، وذكرها في شعره، وجعلها خناصرات حيث قال: نظرت وصحبتي بخناصرات ... ضحيّا بعد ما متع النهار الى ظعن لأخت بني نمير ... بكابة «1» حيث زاحمها العقار العقار الرمل، واسم جران العود المستورد ... «2» العقيلي، وقد ذكرناه.

الخاء

الخاء الخلب التنوخي: المعريّ أديب فاضل من أهل معرة النعمان، قرأ بحلب على أبي عبد الله بن خالويه الكثير. (250- ظ)

خطير الملك ابن الوزير اليازوري:

خطير الملك ابن الوزير اليازوري: بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي أبي محمّد، وزير المستنصر الفاطمي توجه من الديار المصرية الى حلب في حياة أبيه لترتيب أمورها واصلاح أحوالها. قرأت في كتاب جنان الجنان ورياض الأذهان، تأليف ابن الزبير، قال بعد حكاية ذكرها: ومثل ما ذكرته من اختلال أحوال ذوي الجاه والمال ما حدثني به القاضي ابراهيم بن مسلّم الفويّ بمصر، وقد جرى مثل هذا الحديث، قال: شاهدت خطير الملك، ولد الوزير اليازوري أبي محمد، وزير المستنصر بالله بمصر وكان من أعظم وزراء الدولة الفاطمية خطرا وأوفاهم قدرا، وولىّ ابنه خطير الملك المذكور قضاء القضاة بسائر أعمال الدولة، والمظالم، وناب عن والده في الوزارة، وسار الى حلب وغيرها من أعمال الشام لتمهيد أمورها، واصلاح أحوالها، وتقريرها. وآلت به الحال بعد قتل أبيه الى الفقر المدقع، والحاجة الشديدة الى أن جلس للخياطة بالأجرة في بعض مساجد فوّة «1» . قال ابن مسلم: فرأيته في بعض الأيام يطالب رجلا بأجرة خياطة خاطها له والرجل يدافعه ويماطله وهو يلجّ في الطلب، ولا يرخص له (252- و) في الإنظار والمهلة، فلما ألح عليه قال: يا سيدنا اجشاء هذا المقدار اليسير من جملة ما ذهب منك في السّفرة الشامية، فقال: دع ذكر ما مضى.

قال ابن مسلم: فسألته عما قصده الرجل، فلم يفصح عنه الى أن علمت من غيره أنه كان أنفق برسم مائدة في سفره ستة عشر ألف دينار، وأنه كان لا يمدّ سماطة في الطريق التي يعدم فيها الماء للشرب فضلا عن غيره إلّا وعليه ما جرت عادة الرؤساء بتقديمه من الخضر والطعام في الحضر، وذلك أنه كان اتخذ حياضا من الخشب مملوءة من الطين، وزرع فيها من البقل ما يجنى منه الذي يحتاج برسم مائدته في كل يوم.

الدال

الدال الدميك النحوي: الحلبي الشاعر، واسمه منصور بن المسلّم بن أبي الخرجين، وقد قدمنا ذكره. الدنف الشاعر: كنيته أبو عبد الله، تقدم ذكره في الكنى.

الذال

الذال ذو طليم: شهد صفين واسمه حوشب تقدم ذكره.

الراء

الراء الراعي الشاعر: واسمه عبيد بن حصيين، ولقب الراعي (252- ظ) لكثرة وصفه الإبل في شعره، وقيل لوصفه الرعي في قصيدته اللامية التي أولها: ألم يشقك بوادي العذبة الطلل. وقدم حلب وذكر ذلك في شعره. وقد قدمنا ذكره. الرّقعمق: شاعر ماجن يحكي أصوات الطيور والطبول، وغير ذلك في شعره، واسمه أحمد بن محمد أبو حامد الأنطاكي، وقيل فيه أبو الرقعمق أحمق وهو لقب، وقد ذكرناه.

الزاي

الزاي الزاهي: وقيل فيه الزاهر، اسمه محمد بن عمر، تقدم ذكره. الزاهي: غير الأول المعري- في غالب ظني- متأخر العصر، بلغني أنه انشد قول ابن المغربي. قال الطبيب وقد تأمل علتي ... هذا الفتى أودت به الصفراء فعجبت منه وقد أصاب ومادرى ... لفظا ومعنى والراد خطأ فقال الزاهي في الحال الراهنة: رثا طبيبي لسقامي ومن ... اسقمني هجرانه مارثا وقال هذا مرض معضل ... وربما أشفقت أن يلبثا وهذه الصفراء قتالة ... فليته ذكّر ما أنثا الزاهر المعري: واسمه الحسين بن محمد، وقد ذكرناه وهو شاعر مجيد، ووقع الي أبيات من شعره بخطه كتبها الى بعض بني سليمان يعزيه بميت من أهله. أرى كل حزن دون ما بي من الحزن ... وما نال قلبي من مصاب أبي اليمن هلال ثوى تحت التراب وغيبت ... محاسن وجه كان مجتمع الحسن فإن سر قلبي بعده بمسرة فلا ... نظرت عيني ولا سمعت أذني رمته الليالي بغتة بحمامه ... على صغر منه وعن غفلة مني فان لم أمت حزنا عليه وحسرة ... فلا زال جسمي في ثياب من الحزن

أبا اليمن ان اصبحت في الترب غائبا ... فقد كان ودي أن تغيب في جفني وإني على حزني عليك وحسرتي ... أظن الردى والعلم يؤخذ بالظن فصبرا عليه ياذويه فأنتم أولو ... الحلم والأرباب والرجح الوزن فما زال يمرى نحوكم رب حاجة ... فيبلغ ما يرجوه من شاسع المدن وكم نعمة اهد يتموها لطالب ... وكم منة أسديتموها بلا من وآل سليمان هم خير معشر ... من الناس طرا لا أحاشي ولا أكني متى أتاهم خائف فكأنما ... يلوذ ويأوي من ذراهم الى حصن فلا روعوا من بعده برزية ... وعاشوا من الدهر المشتت في أمن

السين

السين السابق بن أبي مهزول المعري: شاعر أديب فاضل واسمه محمد بن (253- و) الخضر، وقد قدمنا ذكره، وكان يكتب خطا حسنا، ووقع الي كراسه من شعره بخطه وكتب على ظاهرها من صهيل السابق. سجادة الفقيه: وكان قاضيا على المدائن، وقدم حلب مع المتوكل سنة ثلاث وأربعين ومائتين. أنبأنا أبو البركات الأمين عن عمه الحافظ أبي القاسم قال: قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر في أسماء من شخص مع المتوكل الى دمشق من الفقهاء سجادة. وقال الحافظ أبو القاسم قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: حدثنا ابن أبي خيثمة قال: سمعت سجادة يقول: كنت قاضيا على المدائن فبعث إليّ المأمون بخادم له يوما نصف النهار، فقال: المأمون يأمرك أن تهدم دار فلان وتستخرج منها قبر سلمان، قال: فدعوت صاحب الدار فسألته عن الدار فقال: داري توارثناها، قال: فكتبت الى المأمون: ان هذا حق في يد رجل لا يخرج إلّا ببينة، قال: فلما كان بعد أيام اذا رسول المأمون قد جاء الى صاحب المعونة «1» يأمره يهدمها، فهدم الدار واستخرج منها قبرا فقالوا: هذا قبر سلمان «2» .

الشين

الشين شكر الحافظ أحد الرحالين، سمع بالمصيصة وطرسوس يوسف بن (253- ظ) . سعيد بن مسلم المصيصي، وأبا أمية محمد بن ابراهيم الطرسوسي، واسم شكر محمد بن المنذر بن سعيد بن عثمان، وقد قدمنا ذكره. الشهاب اليازكجي: كان يصحب يا زكوج الناصري، فنسب اليه، وكان فقيها فاضلا مترسلا، يرجع الى أدب وفضيلة وكفاية في الأمور، قدم علينا حلب في أيام الملك الظاهر، فأحسن اليه ووصله، واجتمعت به في مجلس أبي عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر، وجالسته ولم أتحقق شيئا من مجالسته ومحاضرته، وكان قصيرا جدا، كافيا جلدا، وبلغني أنه كان وزر لحسام الدين أبي الهيجاء السمين، ومضى معه الى بغداد. وكان هو المتحدث بينه وبين وزير بغداد، فضمن للوزير أشياء عن مخدومه، وضمن لمخدومه شيئا عن الوزير فأقام أبو الهيجاء أياما، فلم يظهر أثر لما قاله عن كل واحد منهما، فأرسل الى الديوان وقال: أين ما وعدتم به؟ فقالوا: وأين ما قررته على نفسك على لسان صاحبك، فأنكر أبو الهيجاء ذلك، فطلب الشهاب اليازكجي الى الوزير، وقيل له: أتنقل عنا مالم نقل؟ فقال: أنا أردت للخليفة مملوكا مثل أبي الهيجاء السمين، وأردت لأبي الهيجاء أستاذا مثل الخليفة، فان كان ما أعجبكم ذلك فافسخوا البيعة، وما جرى شيء، فأعجب الوزير ذلك منه، ودخلوا فيما أراد، وكان حسن التوصل، مطبوعا حلو النادرة، (254- و) ونفق على الملك الظاهر، وكان يستحليه، ثم سافر من حلب الى الديار المصرية، ولم يزل بها الى أن مات في سنة سبع عشرة وستمائة.

الغين

الغين الغراب: شاعر من أهل معرة النعمان، ولا نعرف له اسما. أخبرنا القاضي أبو المعالي أحمد بن مدرك بن سعيد بن مدرك بن علي بن سليمان قال: كان لبعض أهل المعرة زوجة فغاب عنها الى مصر، ففسخ القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن سليمان نكاحها وزوجها رجلا يقال له الغراب من أهل المعرة، فكتب زوجها الاول إلى القاضي: أعبد الله قاضي الشام جمعا ... أعيذك أن ترى غير الصواب وأن تقضي على أحد بما لم ... يوافق في الشريعة والكتاب خلفت عليّ اذ زوجت عرسي ... بشيخ وهو يدعى بالغراب فكتب القاضي أبو محمد اليه: اذا فارقت عرسك عن ملال ... ولم ترجع تحن الى اياب ولم تترك لها فرضا مقيما ... كما يهدى لربات الحجاب رأيت بأن أبلغها مناها ... لتأخذ من تريد من الشباب فأفقس فخها لما صلته ... تصيد به على ساق الغراب

قال: فبلغ الغراب ذلك فقال: كتابك جاء يخسف بالغراب ... وينسبه الى غير الصواب بليت بحيّة من عهد عاد ... لها بين الجنادل والصلاب لها من عمرها سبعون عاما ... وعشرونا وعشر في الحساب (254- ظ) اذا نفخت عليّ رأيت ريشي ... لنفختها يطير مع السحاب فقم ان كنت ذا حرص عليها ... فخذها مع قماشي مع ثيابي لئن أنجاني الرحمن منها ... وفك يدي من أسر العذاب فلا شيّدت في العمران وكرا ... ولا عششت إلّا في الخراب

الفاء

الفاء الفاخر الحلبي: شاعر من أهل حلب، واسمه سالم بن منصور، وقد ذكرناه في حرف السين فيمن اسمه سالم. الفرخ: شاعر من موالي بني أمية، اجتاز بدير حنينا، وهو دير في طرف بلد حلب بالقرب من الناعورة بين بالس والرصافة، وكتب على حائطه شعرا له. أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد عن عمه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي: أخبرني أبو علي الحسن بن القاسم بن دحيم ابن ابراهيم الدمشقي قال: حدثني محمد بن سعيد الربعي قال: لما أراد جعفر المتوكل الخروج من الشام الى العراق أحب أن يجعل طريقه على البرية لينظر الى آثار بني أمية ومصانعهم، وكان في طريقه دير يعرف بدير حنينا، فلما أزمع على ذلك اتصل خبره ببعض موالي بني أمية، فقال: والله لأنغصن عليه نزهته بأبيات أحبرها، ثم تقدمه الى الدير فجعل لصاحب الدير جعلا على أن يدعه يكتب في صدر الهيكل أبياتا، فأذن له فكتب: أيا منزلا بالدير أصبح ثاويا ... تلاعب فيه شمأل ودبور (255- و) كأنك لم تقطنك بيض نواعم ... ولم يتبختر في فنائك حور وأبناء أملاك عباشم ساده ... صغيرهم عند الأنام كبير إذا نزعوا تيجانهم فضراغم ... وإن لبسوا تيجانهم فبدور على أنّهم يوم اللقاء قساور ... ولكنهم يوم النّوال بحور ولم يصبح الصهريج والناس حوله ... عليه فساطيط لهم وخدور

وحولك رايات لهم وعساكر ... وخيل لها بعد الصهيل نخير ليالي هشام بالرصافة قاطنا ... وفيك ابنه يادير وهو أمير اذ الملك غضّ والخلافة لدنة ... وأنت خصيب والزمان طرير وروضك مرتاض وينعك يانع ... ودهر بني مروان فيك نضير بمسلمة الميمون وهو الذي له ... تكاد قلوب المشركين تطير بلى فسقيت الغيث صوبا مباكرا ... إليك به بعد الرواح بكور تذكرت قومي فيكم فبكيتهم ... وإنّ شجيّا بالبكاء لجدير فعزّيت نفسي وهي نفسى لها إذا ... جرى ذكر قومي أنّة وزفير رويدك إنّ اليوم يعقبه غد ... وإنّ صروف الدائرات تدور لعل زمانا جار يوما عليهم ... لهم بالذي تهوى النفوس يحور «1» فيفرح مرتاد ويأمن خائف ... ويطلق من ذلّ الوثاق أسير قال فلما قرأه المتوكل قال: والله ما كتب هذا إلّا رجل من بني أمية (255- ظ) يريد أن ينغص عليّ ما أنا فيه، فمن أتاني به فله ديته، فطلب فأتي به، وإذا هو رجل من بني أمية من أهل دمشق يعرف بالفرخ، فأمر المتوكل بقتله، وقال: «ذلك بما قدمت يداك» وما الله «بظلام للعبيد» «2» . قال أبو الحسين: وزادني في هذه الحكاية بعض أهل العلم أن المتوكل لما قرأها بكى بكاء شديدا، وأمر بهدم الموضع فهدم الحائط «3» . وقد ذكر أبو الحسين الشمشاطي أن قائل هذا الشعر رجل من ولد روح بن زنباع، ودير حنينا كان معاوية بن هشام بن عبد الملك قد نزله، واتخذه متنزها له يتصيد فيه، فخرج يوما يتصيد فمر به ثعلب، وهو بالناعورة فمضى خلفه،

الفرزدق الشاعر:

فسقط به الفرس، فمات وقد ذكرنا القصة في ترجمة معاوية بن هشام بن عبد الملك. الفرزدق الشاعر: فدم.... واسمه همام بن غالب، وقد تقدم ذكره. الفرقد المعري: شاعر. (256- و) .

القاف

القاف قنزع الشاعر المعري: شاعر من أهل المعرّة لم أظفر بشيء من شعره، وكان في حدود الاربعمائة، وكانت له امرأة شاعرة قد ذكرناها فيمن لا يعرف اسمها من النساء. القنوع المعري: شاعر مجيد، واسمه أحمد بن محمد، وقد ذكرناه. ذكره أبو المظفّر إبراهيم بن أحمد بن الليث الآذري فقال: والقنوع الشاعر فلا أنساه، هذا شيخ عجيب الخلقة، جيد الكديه، سامي القمة، بديع العمّة، قصير الهمة، في عينيه خفش إذا باهى الشخص خاله شخصين وإذا لمح الواحد حسبه اثنين، قد رضي من الثواب باليسير، ومن النّوال بالقليل، لا بل رضي من دنياه بسد الجوع، ولبس المرقوع فلهذا تلقّب بالقنوع، ومن شعره المليح المطبوع قوله: أرى الادلال داعية الدلال ... فمالي قد جزعت لذاك مالي نعم أشفقت من تلفي ولكن ... أبى لي حسن صدّي أن أبالي تصدّى للصّدود وكان قدما ... على حال اتصال من وصالي فقال سلوت متهما غرامي ... ولست وإن سلاعنيّ بسال نويت عتابة أنّى التقينا ... ولكني بدا لي إذ بدا لي نقلت هذا الفصل والأبيات من خط الحافظ أبي طاهر السّلفي، من رسالة كتب بها أبو المظفر الآذري إلى الكيا «1» أبي الفتح الحسن بن عبد الله بن صالح الأصبهاني، جواب عن رسالة كتبها إليه وسأله عن من لقي من الشعراء بمعرة النعمان (256- ظ) وقال أبو منصور الثعالبي: لقب بالقنوع لأنه قال: رضيت من الدنيا بكسرة وكسوة «2» .

الكاف

الكاف الكامل المعري: الشاعر واسمه علي بن جلبات، قد تقدم ذكره. الكامل بن المغربي: هو أبو القاسم الحسين بن علي، وقد تقدم ذكره. كشاجم: هو أبو الفتح محمود بن الحسين، ولقّب كشاجم لأنه كان: كاتبا شاعرا منجما، وكان بحلب، وقد قدمنا ذكره. الكمال الاسكندراني: رجل فاضل اجتاز بحلب، ونفذ منها إلى ملطية، وله شعر أنشدنا عنه بعضه الشيخ عماد الدين عبد الله بن الحسن بن النحاس، قال لي: كان لي صديق يقال له الكمال الاسكندراني، ولم يعرف اسمه، وكان بملطية، فسألت عنه فدللت على منزله فجئته ودققت الباب عليه، وكنت إذ ذاك أسمع، ولم يحدث بي الصمم، فقال: من؟ قلت: صديق مشتاق، فقال: لعلك فلان؟ فقلت: أنا هو، فخرج إليّ وأدخلني منزله، فتحادثنا حديث الدنيا، فأنشدني ارتجالا لنفسه بملطية: هذه الدنيا عيوب كلها ... غير شيء واحد فيها مليح كيف ما عبرتها قد عبرّت ... حسن كان وإن كان قبيح

الميم

الميم الماهر الحلبي: واسمه أحمد بن عبيد الله، وقد ذكرناه. المتنبي الشاعر: واسمه أحمد بن الحسين، وقد تقدم ذكره. المجتبى الانطاكي: كان حكيما وله تصانيف في الحكمة. نقلت من خط مظفّر الفارقي، قال: نقلت من خط محمد بن اسحاق النديم في كتاب الفهرست: الأنطاكي ويلقب بالمجتنهي واسمه.... كذا، مات قريبا في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وله من الكتب: كتاب البحث الكبير في الحساب الهندي، كتاب في الحساب على البحث بلا محو، كتاب تفسير الأرثماطيقا، كتاب استخراج التراجم، كتاب تفسير اقليدس، كتاب في المكعبات «1» . (257- و) المجاهد: لم يقع إلي اسمه، وكان رجلا صالحا من أولياء الله تعالى. قال لي عميّ أبو غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة: كان المجاهد عندنا بحلب، مقيما بالمدرسة الحلاوية، وكان من أولياء الله تعالى. قال لي عمي: وكان الشريف الزاهد محمد العلوي له قبول عند بعض نساء

المرصع المعري:

الأمراء بحصن كيبا «1» ، فلما فارقها وقدم حلب دفعت إليه عنبريتا «2» وقالت: خذ هذا معك وديعة، اذكرنا به إلى أن تعود، قال فأخذه، وكان معه فوضعه في المشهد الذي كان نازلا به، خارج باب العراق، المعروف بمشهد بدر الدولة: قال: فسرقه بعض أصحابه. قال: فحمل على قلبه من ذلك، وضاق صدره وقال لي الشريف: والله ما بي إلّا أنهم يظنون بي ظن السوء، ولكن أخي المجاهد عندهم يخبرهم. قال: وكان المجاهد إذ ذاك عندهم بحصن كيبا، قال عمي: فقال لهم المجاهد في ذلك الوقت: إن الوديعة التي لكم عند فلان قد سرقت في هذا اليوم. المرصع المعري: شاعر اسمه ... «3» تقدم ذكره. المحترز الذفافي: وقيل المخترز الشاعر، وهو لقب، واسمه عبد الله بن محمد، ويلقب أيضا الأحوص، وينسب إلى ذفافة بن عبد العزيز العبسي، وكان يصحب بعض بني صالح بن علي بحلب، وقد ذكرناه، وذكرنا شيئا من شعره. وتزوج علوة الكراعة التي كان البحتري يشبب بها في شعره فهجاه البحتري. المستهام الحلبي: كنيته أبو الحسين، وقد تقدم ذكره. (257- ظ) المشتهي الحلبي: شاعر مجيد، تقدم ذكره المتع المعري: اسمه أحمد بن خلف الشاعر، تقدم ذكره. المعوج الانطاكي: كنيته أبو بكر، تقدم ذكره في الكنى.

النون

النون النابغة الجعدي: واسمه حبان، وقيل قيس، وقد تقدم ذكره. الناشىء الصغير: شاعر متكلم، واسمه علي بن عبد الله بن وصيف، وقد ذكرناه. النامي المصيصي: الشاعر، اسمه أحمد بن محمد، كان من شعراء سيف الدولة بحلب، وقد قدمنا ذكره. النامي اليشكري العراقي: واسمه محمد بن عيسى، كان من شعراء سعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة، وقد ذكرناه. الناظر المعري: شاعر من أهل المعرة، واسمه مهنا بن علوي، وقد تقدم ذكره.

الواو

الواو الواله: شاعر متقدم العصر، لا يعرف اسمه، وكان من أهل الشام، وله أبيات في دير رمانين، من جبل سمعان من أعمال حلب، والقرية تعرف الآن في زمننا بتر مانين. قرأت في كتاب الديرة تأليف أبي الحسن الشمشاطي قال: دير رمانين (258- و) بين حلب وأنطاكية يشرف على بقعة سرمدا في أحسن موضع وأنزهه، وفيه يقول الواله: ألف المقام بدير رمانينا ... للروض إلفا والمدام خدينا والكاس والابريق يعمل دهره ... ويداه تجنى الورد والنسرينا يغدو إذا الناقوس أيقظه على ... عذراء أوطنت الدنان سنينا بكر إذا ما الهمّ عاين كاسها ... يوما رأى في ما يرى السكّينا ومن العجائب مسكة «1» ترضى بأن ... يختار قارا «2» في اللباس وطينا ويطارح الطنبور طول حياته ... حتى كأن عليه فيه يمينا إن الذين غدوا بلبك غادروا ... وشلا بعينك لا يزال معينا هانت على طرباته عذاله ... لما اشترى الدنيا وباع الدينا «3» عمر هو البلد الحرام فكم ترى ... فيه الندى والتين والزينونا الوامق المعري: شاعر تقدم ذكره، والوامق لقب له.

الواواء الحلبي النحوي:

نقلت من خط الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي: وكان بمعرة النعمان شاعر يعرف بالوامق موصوف بالخلاعة والمجون، فكان ينظم أشعارا في حائك واسكاف وصانع ومن يجري مجراهم، ويستعمل ألفاظ تلك الصناعة ومعانيها في ذلك الشعر، فمما يروى له في غلام اسكاف قوله: إنّ سّن بالهجران شفرته ... ليقدّ قلبي قد مجتهد فلأصبرن كصبر تختجه ... متمسكا بمحلل العقد الواواء الحلبي النحوي: وهو أبو الفرج عبد القاهر بن عبيد الله الفراش، وكان نحويا شاعرا فاضلا، قرأ على الطلبطلي النحوي، وأبي عبد الله الأصبهاني صاحب أبي العلاء، وقد ذكرناه فيما تقدم. الوصاف: صاحب المخصرة «1» ، شاعر كان بحلب في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان، ودخل إليه بحلب وامتدحه مع الواصلي والصقري. وقع إليّ جزء من تاريخ جمعة أبو اسحاق بن حبيب السقطي، صاحب كتاب الرديف (258- ظ) فقرأت فيه في حوادث سنة ست وأربعين وثلاثمائة: وفيها كان قدوم المهلبي الوزير الى البصرة من الاهواز في يوم الأربعاء سلخ شهر ربيع الأول، فنزل بني يشكر، ثم دخل فيمن معه من الجيش، فنزل الأبلة، فمدحه بها المعروف بالوصّاف صاحب المخصرة: قريب هوى الحسناء والوصل ... شاسع ممنعة قربها البعد مانع تقل البعير المستقل اذا مشى بها ... ولها الانسان بالماء جارع وحورية أودعتها القلب والحجى ... وروحي فلم تردد عليّ الودائع

يقول فيها: أنا الشاعر الوصّاف أولعت بالعلى ... فمجدي محفوظ ومالي ضائع ومخصرتي شمس النهار وبدرها ... أضاء لكفي والنجوم الطوالع رفعت بشعري الشعر يا بن محمد ... وأنت وزير للوزارة رافع لبحر عمان موج ماء اذا طما ... وبحرك درموجه متدافع أحليك مدحا لم تزل عنه غائبا ... وقد يلبس السيف الحلى وهو قاطع

ذكر من عرف بالنسبة إلى القبائل أو البلاد أو الآباء أو إلى الصنائع

ذكر من عرف بالنسبة الى القبائل أو البلاد أو الآباء أو الى الصنائع الألف الانطاكي الشاعر: هو أبو طالب الحسين بن علي الأنطاكي شاكر مجيد (259- و) مكثر أورد له أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطي في كتاب الأنوار شعرا كثيرا، ويطلقه منسوبا إلى أنطاكية ولا يسميه ولا يكنيه، وفي بعض المواضع يذكر اسمه ونسبه فمن ذلك ما قرأته في كتاب الأنوار قال: وللأنطاكي في الدواة وما فيها: يسطو بخطّار كأن خاطري ... مسلّط في جسمه فهو سلط يكتن في زنجية كأنما ... كيانها من النّظام منخرط كأنما سوادها وحليها ... تأليف ضدين شباب وشمط كأنما مقطّعها مهندّ ... محتبس في غمده لم ينض قط كأنما سكينها صدغ على ... خدّ مهاة بفتيت المسك لطّ «1» وقرأت في كتاب الأنوار قال: أنشدنا أبو القاسم العلوي قال: وأنشدني الأنطاكي من قصيدة يعني في رحى الماء «2» . وللماء من حولنا ضجة ... إذا الماء كافح تلك العروبا جبال تؤلفها حكمة ... فتمحو البحار بها لا السهوبا يقابلنا في قميص الدجى ... إذا الأفق أصبح منه سليبا حيازيمها الدهر منصوبة ... تعانق للماء وفدا غريبا

الأنطاكي:

عجبت لها شناحبات الخدود ... لم يذهب الريّ عنها الشحوبا إذا ما هممنا بغشيانها ... ركبنا لها ولدا أو نسيبا (259- ظ) يجاورها كل ساع يرى ... وإن جد في السير منها قريبا خليّ الفؤاد ولكنّه ... يحن فيشجي الفؤاد الطروبا «1» الأنطاكي: شاعر كان في عصر ابن خالويه، ومدحه بأبيات. قرأت في كتاب أطرغش «2» ، تأليف أبي عبد الله بن خالويه قال بعد أن ذكر أبيات ابن صدقة الهاشمي التي ذكرناها في ترجمته، ثم قال: وقال للأنطاكي شرواه: وما ماتوا وكيف يقول ماتوا ... وفينا ابن المقدم خالويه فان حققت موتهم فحقق ... حصول علومهم في قبضيه يريد بذلك الخليل وسيبويه وابن درستويه جاء ذلك في شعر الجفني «3» ، وسنذكره إن شاء الله تعالى في ترجمته، وفي شعر ابن صدقة الهاشمي، وقد ذكرناه. الأنطاكي المقرئ: روى عنه أبو عبد الله محمد بن السرى. أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر- في كتابه- قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي قال: أنشدنا الرجل الصالح ابو مروان عبد الملك بن سليمان الخولاني رحمه الله بالأندلس قال: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن السري قال: أنشدنا الأنطاكي المقرئ للمناسكي:

الأنطاكي الحاسب:

أصبحت قد شفّ قلبي خوف عليه مقيم (260- و) خوف تمكّن مني والقلب منيّ سقيم ... لولا رجائي لوعد وعدته يا كريم في سورة الحجر نصا لقابلتني الغموم ... على لسان نبي قلبي لديه عليم «نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم» «1» ... فقد وثقت بهذا والقلب مني كليم من آية أذهلتني فيها وعيد جسيم ... هي التي قلت فيها والقول منه حكيم ألا «وإن عذابي هو العذاب الأليم» «2» ... فالقلب بين رجاء وبين خوف يعوم الأنطاكي الحاسب: رجل له تصانيف في الحساب، والهندسة، وأظنه والله أعلم هو المجتبى الأنطاكي. قرأت بخط علي بن عبد الله بن بدر الهذباني قال: الأنطاكي الحاسب، وكان يعمل الأسطرلابات وغيرها، وله من الكتب البحث الكبير في حساب الهندي، كتاب في الحساب على البحث بلا نحو «3» تفسير الأرثماطيقا، استخراج التراجم تفسير اوقليدس. الأوزاعي: اسمه عبد الرحمن بن عمرو، وقد تقدم ذكره.

الباء (260 - ظ)

الباء (260- ظ) البالسي الضرير: شاعر من أهل بالس، ذكر له ابن زولاق في سيرة أحمد بن طولون أبياتا قالها في أحمد بن طولون، حين حصر الموفق المعتمد على الله وحبسه، يخاطب أحمد بن طولون ويمدحه حين قام بنصرة المعتمد: يا سمّي النبي لانسى الله ... لك الذب عن حريم النبي دولة الدين والخلافة عزّت ... بك لا بالطريد عنها النفي المزال اسمه على الرغم من كل مقام امرئ كريم سنيّ رام مالا ينال فلقد خاب وخاب اعتداده بالخصي البحتري: من ولد بحتر بن عتود الطائي المنبجي، واسمه الوليد بن عبيد، الشاعر أبو عبادة المشهور، وقد قدّمنا ذكره. البيزوربي المغربي: المقرئ الحمصي، من حمص الأندلس «1» ، وكان مقرئا مجودا، عارفا بالنحو والأدب، وأقام بحلب مدة يقرئ الناس، وكان متهما في دينه وله شعر، واسمه عبد الله بن محمد أبو محمد، وقد قدمنا ذكره.

الجيم

الجيم الجفني: شاعر كان في عصر ابن خالويه، ومدحه، فإني قرأت في كتاب أطرغش تأليف أبي عبد الله بن خالويه- وعليه خطه- قال ابن خالويه: وكتب إليّ الجفني يهجو ابن صدقة، لما قطعته بين يدي أبي المرجى رحمه الله. كشرت له فأصبح مجلخّدا «1» ... لحرّ جبينه ولو جنتيه (261- و) وأيّدك الإله عليه نصرا ... بقدرته وأدحض حجتيه وأشبهت الخليل وكان طبّا ... وسرت على مذاهب سيبويه وذكر بعدها أبياتا لابن صدقة الهاشمي، وبعدها للأنطاكي، وقد ذكرنا ذلك.

الحاء

الحاء الحاجري الحلبي: وقع إليّ ببغداد مجموع فيه شعر منسوب إلى الحاجرى الحلبي، وذكره هكذا، ولم أسمع به ولا عرفته، والأبيات: بحق الهوى يا سعد أسعد أخا ... وجد ومل بي إلى ذاك الأبيرق من نجد لأسأل عن قلبي فثم تركته ... أسير غرام لا يعيد ولا يبدي يميل إذا هبّت صبا حاجرية ... ويهتز شوقا إن تأوه ذو وجد ومل بي على رمل العقيق لعلني ... على ربع من أهوى أسلم من بعد فما أكثر الأسرى لديه بحبه ... ولكنني المقتول من بينهم وحدي الحلبي: حكى عن سلّام الأسود حكاية رواها عنه عمر بن عبد الله. أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله قال: أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي قال: أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: أخبرنا عبد العزيز الآزجي قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله ابن الحسن قال: حدّثنا عمر بن عبد الله قال: سمعت الحلبي يقول: نظر سلّام الأسود الى رجل ينظر الى حدث فقال له: يا هذا (261- ظ) أبق على جاهك عند الله عز وجل فإنك لا تزال ذا جاه ما دمت له معظما. الحلبي الفقيه: فقيه على مذهب العراقيين، كان في أيام البرامكة. نقلت من كتاب في أخبار البرامكة تأليف أبي حفص عمرو بن الأزرق الكرماني، قال: ذكر احمد بن محمد أن الفضل بن يحيى بن خالد حدّثهم يوما عن يحيى بن

الحلبي المتكلم:

أبي مريم المديني، وكان يخاصم رجلا يقال له الحلبي في الفقه، وكان ابن أبي مريم يقول بقول أهل المدينة، والحلبي يقول بقول أهل العراق، قال: فلما جاء ابن أبي مريم الى أبي علي فقال: جعلت فداءك خاصمت اليوم الحلبي بين الملأ وأفحمته، وذاك أني سألته عن قول الله جل وعز: «وقيل من راق» «1» ، قال: إذا مات الانسان قالت الملائكة بعضها لبعض: أيكم يرقى بروحه، فيقول: هذا أنت، ويقول: هذا انت، قال: فقلت: هم والله أطوع من أن يتدافعوا أمره، والله ما يرضى أبو الوزير الكاتب أن يتدافع فيوج «2» الديوان بأمره فكيف يرضى الله بذلك من ملائكته، وإنما تفسير ذلك أنه إذا مرض الانسان «قيل من راق» يرقيه، فقال: قال أبو علي: فقد كان ينبغي لك أن تحتج بقوله تبارك وتعالى: «وظن أنه الفراق» «3» ، فإن ذلك يدل على أنه حي بعد، قال: فقال له ابن أبي مريم: ولو كان لي هذا العقل كنت يحيى بن خالد. (262- و) الحلبي المتكلم: إن لم يكن الفقيه المتقدم، فهو غيره، وهو من أصحاب حسين النّجار. وإيّاه عنى أبو أحمد يحيى بن علي النديم بقوله في شهادة شهدها الحلبي على أبي سهل بن نوبخت: وفي الحلبي كل نحس وشنعه ... ونعم أخو الأخوان عند الحقائق على أنّه ممن يجوّر ربّه ... وينحله مذموم فعل الخلائق وما يأمن الجيران منه شهادة ... عليهم بعظمى ليس فيها بصادق وينشدك الشعر الغثيث لنفسه ... فيحلف عنه أنه غير سارق وما ضرني لو أنّه لي موافق ... ولا ضرني أن كان غير موافق وذلك أنه شهد على أبي سهل اسماعيل بن نوبخت أنه يتعرض بحرم المسلمين ويدخلهن إلى منزله، وحمله على ذلك رجل يعرف بابن أبي عوف، وكان الحلبي صديقا لأبي سهل، وكان أبو سهل يفضل عليه ولكنه استشهد.

الحلبي:

هكذا ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر في ذيل تاريخ أبيه. الحلبي: غير مسمى ولا مكنى، ذكر له أبو الحسن الشمشاطي أشعارا كثيرة في كتاب الأنوار، ولم يذكر اسمه، ولا اسم أبيه فمن ذلك قوله: ما الدار في حلب بدار ثواء ... هذا الشتاء بها كألف شتاء ألقى عليها الزمهرير ملاءة ... نسجت من الأرواح والأنداء خفت بها ظلم الغيوم وأصبحت ... ونهارها كالليلة الليلاء (262- ظ) كم قطرة في إثر أخرى خلتها ... بحرا أمامي زاخرا وورائي ما كنت من سمك البحار أظنني ... حتى سكنت مدينة من ماء ومما اورده له في كتاب الانوار: أرى خطرات ما تزال كأنّها ... صدور القنابين الجوانح تخطر وعينا تصوم الدهر من لذة الكرى ... فإن أفطرت ظلت على الدمع تفطر أقلّب طرفا للنجوم مسامرا ... ونجم الدجى وسط السماء مسمّر وأورد له أيضا: قضيب متى تضممه تضم بضمه ... قضيب نسيم في قميص نعيم تألف من ضدين ضدين رانيا ... بعين صحيح في جفون سقيم له ليل شعر في صباح جبينه ... ونيران خد في مياه أديم وخصر حكى عرض البخيل نحافة ... وردف حكى في النيل عرض كريم ونقلت من الجزء الاول من كتاب الأنوار للشمشاطي، وأظنه بخطه قال: وللحلبي:

الحلبي:

وفي الأخوان للأخوان عز وما ... تغنى السهام بلا قسمي ومثلك من أطاعته المعالي ... وأدته الى الشرف العلّي لأنك للوفاء أخ وخل ... إذا عزى الوفاء إلى الوفي متى يهززك ذو شرف يصادف ... مضاءك من مضاء المشرفي وانك للسوي الودّ إمّا ... تشوه ودّ ذي الودّ السوي سبيلي في هواك سبيل قصد ... يوديه إلى الود النقي فشق مني بودّ أخ ودود ... توقى الود إلّا من تقي وقال الشمشاطي في كتاب الانوار وله يرثي أبا تمام: سألتكما ان تعقبا سقمي سقما ... وان تتركا قلبي على دمه يدمي (263- و) دعاني وفكرا لو بثثت شجونه ... على ردم يأجوج هتكت به الردما فما الميت أبكي بل حجى ومروءة ... وعلما أرى فيه المذلة واليتما فيا لحبيب دعوة لو تغرغرت ... بمسمع آجال إذا لغدت صمّا تشتت رأي كنت في عينه قذى ... وفي أذنه وقرا وفي فمه سما وما كنت دون الناس أشرف منصبا ... وفرعا ولكن كنت أشرفهم علما «1» قلت: ان كثيرا من الناس يقولون ان الحلبي الذي ذكره الشمشاطي وأورد شعره في كتاب الأنوار هو أبو بكر الصنوبري، وليس الأمر كذلك لأنه أورد له هذه الأبيات التي رثى بها الحلبي أبا تمام حبيب بن أوس، والصنوبري لم يدرك أبا تمام الطائي، لأن أبا تمام توفي سنة احدى- أو اثنتين- ومائتين ولم يكن الصنوبري ولد بل يحتمل أن يكون هذا الحلبي هو عمران الحلبي الذي نذكره بعد هذا. وتروى هذه المرثية لديك الجن في أبي تمام. الحلبي: شاعر كان في عصر البحتري، واسمه عمران، وقيل محمد بن عمران وهو الذي يقول فيه البحتري:

الحلبي:

سل الحلبي عن حلب ... وعن إغبابه حلبا «1» ولخالد الكاتب فيه أهاج كثيرة، وقد ذكرناه في حرف العين. الحلبي: شيخ شاعر، غلب على عقله، ان لم يكن عمران الحلبي، فهو غيره، روى عنه أبو بكر محمد بن أبي الأزهر. قرأت بخط أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي: أخبرنا أبو بكر (263- ظ) أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان- قراءة عليه وأنا اسمع. وأنبأنا مكرم بن محمد بن حمزة بن أبي الصقر قال: أخبرنا أبو القاسم الخضر- ويسمى- الحسين بن علي بن الخضر بن أبي هشام قال: أخبرنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس قال: أخبرنا أبو القاسم علي التنوخي قال: أخبرنا أبو بكر بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي الأزهر- قراءة عليه- قال: وكنت يوما عند ابراهيم بن رومي كاتب أحمد بن محمد الطائي، وعنده شيخ يعرف بالحلبي، وكان أديبا شاعرا، فغلب على عقله، اذ دخل علينا البكثري ومعه أخوه، قد تولى في ذلك الوقت نهر بوق والزيبين «2» ، فلم يستقر بهما المجلس حتى التفت الحلبي الى البكثري فضحك، ثم نظر الى أخيه وتفرس في أذنه، وكانت كأنها كنف قد ملئ شعرا، فقال غير محتشم لأحد: بالله يا بكثري قل لي ... مقالة الصادق الصدوق أشعر أذني أخيك ازكى ... عندك أم زرع نهر بوق فخجلا وأقبل ابن رومي يغتاظ ولا يتهيأ له التعرض لما يكره، فنظر اليه الحلبي على تلك الحال فقال، وكان ابن رومي ألثغ فقال: إن كنت أنكرت ... قولي يا ألثغ الكتاب فجىء بأذن شبيه ... لمثله في الكلاب

حتى تقول بأني ... أخطأت فيه صوابي فوثب البكثري لينصرف فأسر اليه ابن رومي شيئا كأنه أقام به العذر عنده، ثم أقبل على الحلبي فعذله ووثب فوثبنا لوثبته فقال الحلبي: ان كنت قمت لأن أقوم فبا ... ب دارك لي مناص (264- و) لي أن أردت مخلص ... منكم وما لكم خلاص لأجرحنك يا بن رومي ... بما فيه القماص «1» فلقد رأيت ابن رومي يضحك اليه ويمسح أعطافه وما يثنيه عن الباب شيء، حتى خرج وخرجت أنا بخروجه، فبصر بي الحلبي خارجا عن الدار فوقع لي عنده ذاك أحسن موقع فأنشأ يقول: إنّ فضل الأديب ان حصّل ... الخلى على غيره لفضل مبين لم يطق حمل ما سمعت أبا بكر ... فبادرت والفؤاد ضمين لا تفكر في كان وارم بها الع ... رض وفكر إن شئت فيما يكون وقال: والله لأهجونه، والله لأهجونه، وكرهت أن أزيد في المعنى، وانصرف على الجملة، فكان اذا رآني والصبيان يعبثون به يقصدني فتهمني نفسي فيقول: سبحان الله حقك الحق الواجب، حقك الحق الواجب، فأتفادى منه، وانصرف.

الخاء

الخاء الخالديان الموصليان: وهما: أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم بن وعلة بن عرام بن يزيد بن عبد الله بن يثربي بن عبد السلام بن خالد العبدي، قيل نسبا الى جدهما الأعلى خالد العبدي، وقيل الى قرية من قرى الموصل يقال لها الخالدية، ويحتمل الأمران جميعا، قدما حلب وافدين على الأمير سيف الدولة (264- ظ) ابن حمدان وكانا يجتمعان معا على نظم الشعر، وانشاده وعلى التصنيف، وقد ذكرنا هما فيما تقدم.

الدال

الدال الديلمى العابد: كان شيخا زاهدا غزا بلاد الروم، واجتاز بحلب أو ببعض عملها. حكى عنه الوليد بن مسلم. وهو أبو الحسن الديلمي. أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال: أخبرنا القاضي أبو المكارم أحمد بن محمد بن عبد الله اللبان قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا عمر بن الحسن الحلبي قال: حدثنا محمد بن المبارك الصوري قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: غزا المسلمون غزاة فيهم الديلمي فأسروه الروم فصلبوه على الدقل، فلما رآه المسلمون مصلوبا حملوا على الروم فأخذوا المركب الذي فيه الشيخ، فأنزلوه من الدقل، فقال لهم: أعطوني ماء أصب عليّ، فقالوا: لم تصب عليك؟ قال: إنّي جنب لأنهم لما صلبوني تجلت لي نعسة فرأيت نفسي كأني على نهر فيه وصائف فمددت يدي الى واحدة منهن فافترعتها، فأصابتني جنابة «1» .

الراء

الراء الرفيشي: الأديب الأنطاكي «1» (265- و) . الزاي الزهري: هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، قد تقدم ذكره.

السين

السين السوسنجردي سنجردي المقرئ: كان مقيما بطرسوس مرابطا، حكى عن ابن أبي قباس. قرأ عليه أبو حفص عمر بن أحمد البروجردي، وحكى عنه، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة ابن أبي قباس. الشين الشامي المقرئ: شاعر ذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب في خريده القصر، من شعراء حلب، وقال: أنشدت له بيتا واحدا من شعر له في مسلم بن قريش في عصره، وهو على حصار حران وهو: بقية صفين والنهروان ... فدونك ما سنّ فيهم علي «1» أنبأنا بذلك أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج قال: أخبرنا المعاد الكاتب. الشباميون: من بني شبام، شهدوا صفين مع علي رضي الله عنه. قرأت بخط أبي علي البرداني قال: والمشارق بطن من همدان، وهم أخوة شبام الذين قتل منهم في يوم صفين ثمانمائة، فلما رجع علي رضي الله عنه الى الكوفة سمع النوح عليهم فقال:

الشغواني المنبجي:

مررت على شبام فلم تجبني ... وعز عليّ ما لقيت شبام «1» (265- ظ) الشغواني المنبجي: الشاعر، شاعر من أهل منبج، صحب أبا عبادة البحتري، وروى عنه شعره وجمعه، روى عنه ابن العصب محمد بن عثمان المنبجي المؤدب النحوي. الشيباني: شاعر كان بمعرة النعمان. قرأت في مراثي بني المهذب المعريين له أبياتا يرثي بها أبا صالح محمد بن المهذب، وتوفي بالمعرة في رجب من سنة خمس وستين وأربعمائة، وذكره هكذا منسوبا الى شيبان، ولم يذكر اسمه ولا نسبه وقال: وقال الشيباني رحمه الله يرثيه: همّ يروح به الفؤاد ويغتدي ... ومدامع نطقت بحزن مكمد ورزية فجع الأنام بكونها ... فغدا اللبيب لها بعظم تبلّد حزنا على الشيخ الجليل سما العلى ... نجل المهذب ذي الفخار محمد كنا نعوذ به ونسأل كفه ... فينالنا من فيضها السح الندي يا قوم قيل قضى الزمان بفقده ... لا كنت من يوم عبوس انكد شردت طيب النوم عن أجفاننا ... بعد الهجوع لذة في المرقد لهفي على الشيخ الجليل وقد ثوى ... بعد الجلالة في ضريح الفدفد مستبدلا للترب بعد وسائد ... ومن الحشايا صم ذاك الجلمد أما المعرة فهي بعد وفاته ... وفراقه في يوم حزن أسود وكذا الذين بها هنالك أصبحوا ... من سيد فيها وغير مسود (266- و)

منها: قد قلت لما أن رأيت سريره فوق ... الأكف ودمع عيني منجدي يا حامل النعش الذي من فوقه ... بحران من علم ونيل العسجد يا حامل النعش الذي من تحته ... ملاك ذي العرش الكريم الامجد مهلا به فلقد حملت ممجدا ... يهدي الى الخيرات من لم يهتدي ما كان إلّا رحمة في أرضنا ... من ذي الجلال بها نروح ونغتدي فاليوم قد فقد العزاء لفقده ... شق القلوب مع الجيوب وعدّد

الصاد

الصاد الصّفري: جماعة يقال لهم بنو الصفري من موالي صالح بن علي بن عبد الله بن العباس، وعليهم وقف بحلب، وأظن جدهم كان يخدمه في استعمال آلات الصفر مثل الطشت والابريق وغير ذلك، والحلبيون يسمون هؤلاء الطشتية، ويزعمون أن جدهم حمل رأس الحسين عليه السلام في طست، فوقف الأعداء عليه وقفا، وهذا لا أصل له، بل هذه الوقوف كلها على موالي صالح بن علي، ولم يكن في زمن الحسين. فمن الصفريين: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله، أبو العباس الصفري وقد ذكرناه. ومنهم: عبد الله بن اسحاق الصفري الحلبي، روى عنه أبو القاسم الطبراني، وقد ذكرناه أيضا (266- ظ) . الصنوبري: واسمه أحمد بن محمد، وقد ذكرناه، وذكرنا أن جده كان فيه حدة وذكاء، فقيل له: إنك لصنوبري الشكل فعرف بذلك.

الضاد

الضاد الضّبعي: كان في جملة ابن الفرات، وقلده المظالم بحلب له ذكر.

الطاء

الطاء الطرسوسي النجراني الشاعر: وقفت على شيء من شعره في أمالي أبي عبد الله بن خالويه بخط علي بن ثروان الكندي، ذكر أنه نقله من خط ابن خالويه، قال في أثناء كلام جرى بينه وبين المتنبي في مجلس سيف الدولة بن حمدان: وهذا الطرسوسي النجراني يقول فيك يوم أرجف بقتلك: يا دراس النفاق والكفر والتعطيل مذ باد أحمد المتنبي ... تارة ينتمي الى هاشم الجود وطورا ينمى لصخر وحرب ومتى ما صحبت تصحب كلبا خسّ والله أن يقاس بكلب ... لم تكن طاهر الولادة أصليا وفرع الدفلي عن الأصل ينبي إن يكن كان يعرف الشعر طبعا فهو لم يعرف اعترافا برب ... لا يشل الإله كف فتى أهوت الى كافر بجزر وعضب حسبه النار والمقامع يصلاها بما كان فيه والله حسبي

العين (267 - و)

العين (267- و) العماني الشاعر: الراجز النهشلي، من بني نهشل بن دارم من بني فقيم، واسمه محمد بن ذؤيب، وقد ذكرناه في موضعه من المحمدين، وعرف بالعماني ولم يكن عمانيا، وإنما غلب عليه العماني لأن دكينا نظر إليه وهو يسقي الإبل ويرتجز فرآه مصفرا ضريرا، فقال: من هذا العماني لصفرة وجهه، فلزمه ذلك. قرأت في مجموع وقع إليّ قيل إنه بخط أبي علي الحسن بن ابراهيم الآمدي صاحب الوزير أبي الفضل بن الفرات ذكر فيه أخبارا قال في أولها: اختيار من كتاب أجزاء بخط اليزيدي ترجمتها أخبار أبي الأسود النوشجاني، يعني الخليل بن أسد، قال النوشجاني: حدثني العمري قال: حدثني فراس بن محمد بن عطاء الشامي قال: أدخل عبد الملك بن صالح بن علي على هرون- وهو بمنبج- العماني الشاعر الراجز فأنشأ يقول: يا ناعش الجد إذا الجد عثر ... وجابر العظم إذا العظم انكسر أنت ربيعي والربيع ينتظر ... وخير أنواء الربيع ما بكر فقال هرون: لا جرم والله لنبكرن عليك ولأعجلن ذلك، فأمر له بأربعة آلاف دينار وخمسين ثوبا فقال: وأنشده: هارون يا بن الأكرمين حسبا ... لما ترحلت فكنت كثبا من أرض بغداد تأم المغربا ... طابت لنا ريح الجنوب والصّبا (267- ظ)

العمري:

ونزل الغيث لنا حتى ربا ... ما كان من نشر وما تصوّبا فمرحبا ومرحبا ومرحبا فقال هرون: وبك أهلا. العمري: هو حفص بن عمر. العبسي: صاحب اسحاق بن ابراهيم الموصلي، قدم حلب مع اسحاق في صحبة المأمون، حين قدمها ونفذ منها الى دمشق. وحكى عن المأمون. أنبأنا أبو محمد وأبو العباس ابنا عبد الله، وأبو البركات سعيد بن هاشم الأسديون قالوا: كتب الينا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال: قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد قال: أخبرنا عبد الوهاب الميدان قال: أخبرنا أبو سليمان بن زبر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد ابن جعفر قال: أخبرنا محمد بن جرير قال: وذكروا عن العبسي صاحب اسحاق بن ابراهيم قال: كنت مع المأمون بدمشق، وكان قد قلّ المال عنده حتى ضاق وشكا ذلك الى أبي اسحاق المعتصم، فقيل له: يا أمير المؤمنين كأنك بالمال قد وافاك بعد جمعه. قال: وكان حمل اليه ثلاثون ألف ألف من خراج ما كان يتولاه، قال: فلما ورد عليه ذلك المال قال المأمون ليحيى بن أكثم: اخرج بنا ننظر الى هذا المال. قال: فخرجا حتى أصحرا، ووقفا ينتظرانه، وكان قد هيء بأحسن هيئة وحليت أبا عره، وألبست الأحلاس الموشاة، والجلال المصبّغة (268- و) وقلدت العهن وجعلت البدر بالحرير الصيني الأحمر والأخضر والأصفر، وأبديت رؤوسها.

قال: فنظر المأمون الى شيء حسن فاستكثر ذلك، وعظم في عينه واستشرفه الناس ينظرون اليه ويتعجبون منه، فقال المأمون ليحيى بن أكثم: يا أبا محمد ينصرف أصحابنا هؤلاء الذين تراهم الساعة خائبين الى منازلهم، وننصرف بهذه الأموال قد ملكناها دونهم، إنّا إذا للئام. ثم دعا محمد بن يزداد فقال: وقّع لآل فلان بألف ألف، ورجله في الركاب، ولآل فلان بمثلها ولآل فلان بمثلها، قال: فو الله إن زال كذلك حتى فرق أربعة وعشرين ألف ألف ورجله في الركاب، ثم قال: ادفع الباقي الى المعلى لعطاء جندنا. قال العبسي: فخرجت حتى قمت نصب عينه، فلم أرد طرفي عنه يلحظني إلّا رآني بتلك الحال، فقال: يا أبا محمد وقع لهذا بخمسين ألف درهم من الستة آلاف ألف، لا يخلسن ناظري، فلم يأت على ليلتان حتى أخذت المال «1»

الفاء

الفاء الفصيصي الحلبي: وهو من بني الفصيص التنوخيين، الذين كانوا بحلب. وجدت ذكره هكذا في تاريخ المختار عزّ الملك أبي عبد الله المسبحي في حوادث سنة إحدى عشرة سنة وأربعمائة، وقد ذكر الشعراء الذين (268- ظ) كتبوا اليه ومدحوه وعدّ جماعة منهم وقال: ومنهم المعروف بالفصيصي الحلبي، من أهل حلب، وهذا رجل أديب مفنن، وكان قد وصل الى مصر لأجل ما جرى بينه وبين عزيز «1» الدولة وشكواه لأمير المؤمنين الحاكم بأمر الله سلام الله عليه، فكتب إليّ: الى المختار أشكو ما ألاقي ... من المطل لقرمط والنفاق لأنّ الحاكم المولى إمامي ... حباني منه بالنّعم الوثاق وقال لمعشر الكتاب مشوا ... أمور العبد حبا لانطلاقي فما فعلوا ومشوني طويلا ... الى أن صحت من ألم بساقي وأظهر بعضهم حسدا وشرا ... يدلّ على التهاب واحتراق فلو أني استحل لما استحلوا «2» ... سبقت بكشفهم سبق العتاق ولكني رجعت الى أصول تنزه ... عن قبيح واختلاق

فذكّر حضرة تشفي غليلي ... وتسعدني وتطلق من رباقي ويغنيني بحسن الرأي منها ... عن القوم الذين نووا شقاقي فمالي غير خير الخلق جمعا ... أمير المؤمنين لدى اعتياقي يزيل صعوبة الأوقات عني ... بالفضال على الأيام باق سلام الله في شرق وغرب ... عليه ورحمة ذات اتساق

القاف

القاف القشيري المغربي: رجل فاضل أديب عارف بالحساب من أهل المغرب، قدم حلب، ونزل بها بالمدرسة النورية الحلاوية، وكان يلقب تقي الدين. أنشدني ضياء الدين أبو بكر بن الجبلي الحلبي قال: أنشدني التقي القشيري الحاسب المغربي بحلب لبعض المغاربة يصف نهرا: ومهدّل الشطين تحسب أنه ... متسيل من فضة لصفائه فاءت عليه مع الظهيره سرحة ... صديت لفيئتها صفيحة مائه فتراه أسمر في غلالة أزرق ... كالدارع استلقى لظل لوائه الكاف الكمدي: منسوب الى جدّه كمد واسمه يحيى بن.. «1» بن كمد الحراني، وقد سبق ذكره فيما تقدّم.

الميم

الميم المصيصي: شاعر من أهل المصيصة إن لم يكن العباس بن الوليد، فهو غيره، أورد له أبو الحسن الشمشاطي في كتاب الأنوار هذين البيتين: تقول وعانقتني يوم بين ... وما أن عانقت غير السّقام أجسمك ذا خيال زار جسمي ... فقلت نعم ووصلت كالمنام «1» المصيصي: وأظنه العباس بن الوليد. قرأت بخط جعفر بن شمس الخلافة له في قصير: تقطع دواجا «2» سابغا ... وريقة من ورق التوث اني أراه في حشا أمه ... صور من نطفه برغوث المعتصمي: شاعر متقدم العصر ذكر الشمساطي في كتاب الديرة في ذكر دير القائم الأقصى، وهو غربي الفرات على طريق الرقة، من أعمال حلب، أن المعتصمي نزله. روى عنه الايمني. قال الشمشاطي في كتاب الديرة: أنشدني الداري قال: أنشدني الأيمني قال: أنشدني المعتصمي في دير القائم الأقصى.

المغازلي:

قال: ونزلته فرأيت فيه (269- ظ) راهبا أمرد لم تر عيني قط أحسن منه وجها وقدّا، فسألته أن يجلس لأشرب على وجهه، فجعل يسقيني ليلتي، فلما قارب طلوع الفجر نهض الى صلاته، فسمعته يقرأ مزاميره بصوت ما رأيت قط أشجى ولا أطيب منه، فعلق قلبي به وتهيأ مسيره في غد فقلت: رأيت البدر مجلوا بدير القائم الأقصى ... له عينان لحظهما مطاع الأمر ما يعصى على غصن يميل به رطب قد علاد عصا ... وأفئدة الورى وخدا تسير اليه أو نصّا ولم أر مثله بكمال لطف الحسن قد خصا ... فرصّ الحب في قلبي ملاحة لحظه رصا شربت بكفه بكرا كأن بكاسها خصا ... الى أن خلت أن الفجر في جنح الدجى لصا فقام ينص مزمارا بألحان له نصا ... كأن بقلبي الولهان من تذكاره حرصا قال: فانصرف، وفي قلبي من حبه النار. المغازلي: روى بحلب عن المزني صاحب الامام الشافعي. روى عنه منصور الهروي، وقد ذكرنا عنه حكاية رواها عن (270- و) المزني عن الشافعي في ترجمة منصور ابن عبد الله الهروي، وأظن أن المغازلي هذا هو أبو بكر النيسابوري، والله أعلم.

الملطي:

الملطي: من أهل ملطية، له كلام حسن. قرأت في كتاب الجواهر تأليف اسحاق بن ابراهيم الموصلي قال: وقال الملطي: إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن القول فإن غلبت على حسن القول فلا تغلبن على حسن الصمت (270- ظ) .

الجزء الحادى عشر

[الجزء الحادى عشر] الفهارس العامة المحتوى 4777 الشعر والرجز 4879 أعلام الأماكن 4879 أعلام الأفراد 4945 أعلام الرواة 5347 أعلام الجماعات والقبائل والشعوب 5798 الآيات القرآنية 5816 الأحاديث والآثار 5821 أسماء الكتب التي ذكرت صراحة 5843 تطبيعات 5861 تنويه 5863

المحتوى

المحتوى - تقديم 5 - باب في ذكر فضل حلب 39 - باب في بيان ان حلب من الارض المقدسة 41 - باب في بيان أن حلب مهاجر ابراهيم صلى الله عليه وسلم وانها من جملة الاراضي المبارك فيها 43 - باب في بيان ان اهل حلب في رباط وجهاد 45 - باب في بيان ان حلب كانت باب الغزو والجهاد ومجمع الجيوش والأجناد 47 - باب في ذكر صفة مدينة حلب وعمارتها وابوابها وما كانت عليه اولا وما تغير منها وما بقي 51 - باب في ذكر قنسرين وتسميتها بهذا الاسم ومعرفة من بناها 69 - باب في فضل قنسرين 75 - باب في ذكر أنطاكية وتسميتها بهذا الاسم ولقبها ومعرفة من بناها وما قيل فيها 79 - واما معرفة من بناها 83 - باب ما جاء في ذم أنطاكية 95 - باب في فضل أنطاكية 99 باب في ذكر منبج واسمها وبنائها 105 - باب في ذكر رصافة هشام 113 - باب في ذكر خناصره 115 - باب في ذكر بالس 119 - باب في ذكر حيار بني القعقاع 125 - باب في ذكر معرة النعمان 127

- باب في ذكر معرة مصرين 133 - باب في ذكر حاضر قنسرين 137 - باب في ذكر سرمين 139 - باب في ذكر كفر طاب 141 - باب في ذكر أفامية 143 - باب في ذكر شيزر 145 - باب في ذكر حماة 149 - باب في ذكر بغراس 151 - باب في ذكر المصيصة 153 - باب في فضل المصيصة 163 - باب في ذكر عين زربه 167 - باب في ذكر أذنة 169 - باب في ذكر الكنيسة السوداء 173 - باب في ذكر مدينة طرسوس 175 - ذكر كيفية النفير بطرسوس وكيف كان يجري أمره 188 - ذكر زهاد طرسوس 192 - باب ما جاء في فضل طرسوس 199 - باب في ذكر حصون مذكورة 205 - ذكر حصن ثابت بن نصر 207 - ذكر حصن عجيف 209 - حصن شاكر 211 - ذكر حصن الجوازات 212 - ذكر تل جبير 217 - ذكر حصن أولاس 218 - ذكر الهارونيه 219 - ذكر الاسكندرونه 220 - ذكر بياس 221

- ذكر أياس 222 - ذكر التينات 223 - ذكر المثقب 224 - ذكر سيسه 225 - ذكر حصن ذي الكلاع 226 - حصن قطر غاش 227 - حصن موره 228 - ذكر حصن بوقا 229 - ذكر الصخرة 230 - باب في ذكر الجرجومة 231 - باب في ذكر مرعش 235 - باب في ذكر الحدث 239 - باب في ذكر زبطره 247 - باب في ذكر حصن منصور 249 - باب في ذكر ملطيه 251 - باب في ذكر سميساط 257 - باب في ذكر رعبان 259 - باب في ذكر دلوك 261 - باب في ذكر قورس 263 - باب في ذكر كيسوم 265 - باب في ذكر عزاز 265 - باب في ذكر بزاعا والباب 267 - باب في ذكر صفين وبقعتها وحكم من شهدها من الجانبين ووقعتها 279 - الفصل الاول في ذكر بقعتها 280 - الفصل الثاني في بيان ان عليا عليه السلام على الحق في قتاله معاوية رحمه الله 284

- الفصل الثالث في بيان ان معاوية ومن كان معه بصفين لم يخرجوا عن الايمان بقتال علي عليه السلام 294 - الفصل الرابع في ذكر ما جاء في الكف عن الخوض في حديث صفين 306 - الفصل الخامس في ذكر نبذه من حديث وقعة صفين 309 - باب في ذكر حصون لم يقع لها ذكر في الفتوح 321 - تل باشر 321 - في ذكر عين تاب 323 - في ذكر الراوندان 324 - ذكر المرزبان واسمها الصحيح البرسمان 325 - ذكر بهنسى 326 - ذكر الشغر وبكاس 327 - ذكر حصن برزويه والآن يعرف بحصن برزيه 328 - باب في ذكر عربسوس 330 - باب في ذكر فضائل الشام ولحلب وبلادها منها أوفر الأقسام 335 - باب في ذكر قويق نهر حلب ومخرجه وما ورد فيه 347 - باب في ذكر الفرات ومخرجه ومعرفة من حفره وما ورد في فضله 357 - فصل في تفضيل ماء الفرات على غيره من المياه 364 - باب في ذكر ما جاء في فضل الفرات من الأحاديث والآثار 365 - باب في ذكر جيحان نهر المصيصة وأهل بلاد الروم يسمونه جهان 373 - باب في ذكر سيحان نهر أذنه 379 - باب في ذكر ما ورد في الحديث والسنة أن الفرات وسيحان وجيحان من أنهار الجنة. 381 - باب في ذكر العاصي وهو نهر انطاكية وحماه وذكر البردان وهو نهر طرسوس 389 - في ذكر البحر الشامي ويعرف أيضا ببحر الروم 392 - فصل في صفة البحر الشامي وطوله وعرضه 395 - فصل في ذكر ما ورد في ذم بحر الشام 403

- باب في ذكر البحيرات التي في أعمال حلب 409 - باب في ذكر الجبال المذكورة بحلب وأعمالها 411 - ذكر جبل بانقوسا 415 - ذكر جبل سمعان 417 - ذكر الجبل الأعلى 422 - ذكر جبل السماق 423 - ذكر جبل الطور بقنسرين 425 - ذكر جبل بني عليم 426 - ذكر جبل الأحص 428 - ذكر جبل البشر 431 - ذكر جبل برصايا 437 - ذكر الجبل الأسود 438 - ذكر جبل اللكام 439 - ذكر جبل الأقرع 441 - باب في ذكر الاقليم الرابع 443 - باب ما جاء في صحة تربة حلب وهوائها واعتدال مزاجها وخفة مائها 449 - باب في ذكر ما ورد من الكتابة القديمة على الأحجار بحلب وعملها وما أشبه ذلك 453 - باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من المزارات وقبور الأنبياء والأولياء والمواطن الشريفة التي بها مظان إجابة الدعاء 459 - باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من العجائب والخواص والطلسمات والغرائب 471 - باب في ذكر ما يتعلق بحلب وأعمالها من الملاحم وإمارات الساعة 485 - باب في ذكر من نزل من قبائل العرب بأعمال مدينة حلب ومن كان قبلهم في سالف الحقب 527 - ذكر نزول بني كلاب بأعمال حلب 543 - من نزل عمل حلب من ولد عمرو بن كلاب 548 - من ولد قشير 551

- ومن نزل من ولد نمير بن عامر بن صعصعة 553 - ذكر من نزل في أعمال حلب من حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان 560 - باب في ذكر فتح حلب وقنسرين وما تقرر عليه أحكامهما 569 - باب في ذكر نبذة من أخبار ثغور الشام وما كان تجري عليه أمورها في صدر الاسلام 589 انتهى الجزء الاول من الكتاب أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد المنادي أبو حسين البغدادي 595 أحمد بن جعفر بن محمد بن هرون بن محمد بن عبد الله. المعتمد على الله 598 أحمد بن جعفر بن محمد البزاز البغدادي. أبو بكر الوزان الحلبي الخزيمي 606 أحمد بن جعفر مشكان المصيصي 608 أحمد بن جعفر الأرتاحي 608 ومن أفراد حرف الجيم في آباء الأحمدين 610 أحمد جناب بن المغيرة أبو الوليد المصيصي الحدثي وقيل الحلبي 610 أحمد بن جواس المنبجي 612 حرف الحاء في آباء الأحمدين 614 أحمد بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة الطائي 614 أحمد بن حريز بن أحمد بن خميس بن أحمد بن الحسين بن موسى أبو بكر السلماسي القاضي 617 ذكر من اسم أبيه الحسن من الاحمدين 619 أحمد بن الحسن بن أحمد أبو العباس الكفر طابي 619 أحمد بن الحسن بن جندب الترمذي 620 أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ أبو نصر 622 أحمد بن الحسن بن زريق الحراني أبو محمد 626 أحمد بن الحسن بن عبد الله أبو الحسن المطي المقرئ 626 أحمد بن الحسن بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب أبو الفوارس 626 أحمد بن الحسن بن علي بن كليب أبو جعفر الطرسوسي 627 أحمد بن الحسن بن عيسى الخشاب أبو الفتح الحلبي الكردي 628

أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى بن يحيى ابن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب 629 أحمد بن الحسن الانطاكي أبو بكر 630 أحمد بن الحسن بن الملطي المقرئ 631 أحمد بن الحسن المنبجي من رواة الشيعة 631 أحمد بن الحسن الاقليدسي 631 من اسم أبيه الحسين من الاحمدين 633 أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب 633 أحمد بن الحسين بن بندار بن أبان الأصبهاني القاضي الطرسوسي 637 أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي أبو بكر البروجردي 638 أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد أبو الطيب الجعفي الكوفي الشاعر المعروف بالمتنبي 639 أحمد بن الحسين بن حمدان أبو العباس التميمي الشمشاطي 686 أحمد بن الحسن بن سعد بن ابان 689 أحمد بن الحسين بن العباس الطرسوسي 689 أحمد بن الحسين بن علي بن ابراهيم بن الحكم بن عبد الله 689 أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران 691 أحمد بن الحسين بن القاسم 692 أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد 693 أحمد بن الحسين بن محمد النفري 695 أحمد بن الحسين بن المؤمل 696 أحمد بن الحسين النحوي المقرئ 697 أحمد بن الحسين أبو بكر البصري 697 أحمد بن الحسين المنبجي المعروف بدوقلة بن العبد 698 أحمد بن الحسين بن الزيات 698 أحمد بن الحسين الجزري التغلبي 698 أحمد بن الحسين أبو الفرج القاضي 700

أحمد بن الحسين وقيل الحسن أبو يوسف المصيصي الحاسب 701 ومن أفراد حرف الحاء في آباء الاحمدين 701 أحمد بن الحصين التميمي 701 أحمد بن حماد بن سفيان أبو عبد الرحمن القرشي 701 أحمد بن حمدان العائذي الضبي 704 من اسم أبيه حمدون في الاحمدين 704 أحمد بن حمدون بن اسماعيل بن داود 704 أحمد بن حمدون وقيل محمد بن حمدون القنوع 707 أحمد بن حمدون البالسي 708 أحمد بن حمدويه بن موسى 708 من اسم أبيه حمزة من الاحمدين 709 أحمد بن حمزة بن الحسين بن الشام الحلبي 709 أحمد بن حمزة بن حماد 709 أحمد بن حمزة بن سويد المعري 711 أحمد بن حمزة بن عبيد الله (ابن الخيشي) 712 أحمد بن حمزة بن محمد بن خزيمة الهروي 719 أحمد بن حميدان الرماني 719 ذكر حرف الخاء في آباء الاحمدين 721 من اسم أبيه خالد 721 أحمد بن خالد المزني الحلبي 721 أحمد بن خالد الدامغاني 721 ومن أفراد حرف الخاء في آباء الاحمدين 722 أحمد بن الخصيب بن عبد الرحمن 722 أحمد بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس 723 أحمد بن الخطاب السميساطي 725 أحمد بن خلد 725 أحمد بن خلف بن أحمد بن علي (الممتع) 725

أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الحلبي 730 من اسم أبيه خليفة من الاحمدين 734 أحمد بن خليفة الحلبي 734 أحمد بن خليفة الهراس المقرئ 734 أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الشافعي أبو العباس الخويي 734 ذكر حرف الدال في آباء الاحمدين ذكر من أسم أبيه داود 737 أحمد بن داود بن هلال 737 أحمد بن داود المكي 738 أحمد بن دبيس الأحصي 738 أحمد بن دبيس الأحصي 738 أحمد بن دهقان 739 ذكر حرف الذال في آباء الأحمدين أحمد بن ذكر بن هارون بن اسحاق بن ابراهيم البجلي 740 أحمد ذو غباش القائد ويقال أحمد بن يد غباش 741 ذكر حرف الراء في آباء الاحمدين 742 أحمد بن راشد بن أبي الحسن 742 أحمد بن رستم بن كيلان شاه 743 أحمد بن رضوان 746 أحمد بن رمضان المصري 747 أحمد بن روح بن زياد بن أيوب 747 ذكر حرف الزاي في آباء الأحمدين أحمد بن زرقان 749 أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي 749 أحمد بن زياد بن يوسف 750

أحمد بن سطحان اليماني 751 أحمد بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف 751 من اسم أبيه سعيد بين الأحمدين 755 أحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة 758 أحمد بن سعيد بن عباس بن الوليد أبو العباس الكلابي 760 أحمد بن سعيد بن نجدة الأزدي الموصلي 761 أحمد بن سعيد بن أم سعيد 762 أحمد بن سعيد الشيزري 762 اسم مفرد أحمد بن سلم الحلبي السقاء 763 من اسمه سلمان في آباء الأحمدين أحمد بن سلمان بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك 764 أحمد بن سلمان بن الحسن بن اسرائيل بن يونس 766 أحمد بن سلمان بن أبي بكر بن سلامة بن الاصفر 772 من اسم أبيه سليمان في آباء الأحمدين أحمد بن سليمان بن حميد بن ابراهيم بن أحمد بن علي بن ابراهيم المخزومي 772 أحمد بن سليمان بن عمر بن شابور الحلبي 773 أحمد بن سليمان بن عمرو 775 أحمد بن سليمان أبو الفتح الفخري 775 ومن الافراد 776 أحمد بن سنان أبو جعفر المنبجي 776 أحمد بن سهل بن محمد بن داود بن ميكائيل بن سليمان بن سلجق 777 أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلمان أبو العباس النجار 777 ذكر حرف الشين في آباء المحمدين أحمد بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن سليمان 778

أحمد بن شبويه 781 من اسمه شعيب في آباء الأحمدين أحمد بن شعيب بن عبد الأكرم الأنطاكي 781 أحمد بن شعيب بن علي بن علي بن سنان بن بحر 782 أحمد بن شكر بن عبد الرحمن بن أبي حامد بن عبد الرحمن 787 أحمد بن شيبان الأحنف المصيصي 788 ذكر حرف الصاد في آباء الأحمدين أحمد بن صافي 789 ذكر من أبوه صالح من الأحمدين أحمد بن صالح بن عبد الرحمن 790 أحمد بن صالح بن عمر بن اسحاق 791 أحمد بن صالح المصري 792 من اسم أبيه الصقر من الأحمدين أحمد بن الصقر بن أحمد بن ثابت 801 أحمد بن الصقر بن ثوبان 802 حرف الضاد في الآباء- فارغ- 804 ذكر حرف الطاء في آباء الأحمدين- من اسم أبيه طاهر أحمد بن الطاهر بن النجم 804 أحمد بن طاهر الدمشقي 805 أحمد بن طاهر الأسدي 805 ومن أفراد حرف الطاء في آباء الأحمدين 807 أحمد بن طغان 807 أحمد بن طلحة- المعتضد بالله 808 أحمد بن طولون 826 أحمد بن الطيب بن مروان الخراساني السرخسي 835

حرف الظاء في آباء الأحمدين- فارغ- 847 ذكر حرف العين في آباء الأحمدين- من اسم أبيه عاصم من الأحمدين أحمد بن عاصم بن سليمان 847 أحمد بن عاصم الأنطاكي 848 ذكر من اسم أبيه العباس من الأحمدين أحمد بن العباس بن أحمد بن الخواتيمي 853 أحمد بن العباس بن عثمان أبو العباس الكشاني 854 أحمد بن العباس بن علي بن نوبخت 854 من اسم أبيه عبد الله من الأحمدين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسين 855 أحمد بن عبد الله بن أحمد المرعشي أبو الحسن 856 أحمد بن عبد الله بن اسحاق 857 أحمد بن عبد الله بن الحسن القاضي 858 أحمد بن عبد الله بن حمدون بن نصير بن ابراهيم 860 أحمد بن عبد الله بن سابور بن منصور الدقاق 860 أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء المعري 863 أحمد بن عبد الله بن صالح أبو جعفر الصالح 913 أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم أبو الحسن العجلي 913 أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي 917 أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي 918 أحمد بن عبد الله بن علي 921 أحمد بن عبد الله بن علوان 922 أحمد بن عبد الله بن عمر بن جعفر 925 أحمد بن عبد بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق وقيل أحمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر 927 أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي المضاء المصيصي القاضي 946

أحمد بن عبد الله بن مرزوق 946 أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري الزاهد 950 أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة 958 أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي 960 أحمد بن عبد الله أبو بكر الطرسوسي 962 أحمد بن عبد الله الرصافي 962 أحمد بن عبد الله أبو العباس الحلبي المعروف بابن كاتب البكتمري 964 أحمد بن عبد ذي العرش الربعي المصيصي 966 من اسم أبيه عبد الرحمن من الأحمدين أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد 966 أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله 969 أحمد بن عبد الرحمن بن علي 970 أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن خلف بن قابوس 971 أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود بن هرون 975 أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ماكا 977 أحمد بن عبد الرحمن بن المبارك 978 أحمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد اللخمي 981 أحمد بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب 983 أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن بزوان بن جابر بن قحطان 983 ذكر من اسم أبيه عبد العزيز من الأحمدين أحمد بن عبد العزيز بن أيوب بن زيد 987 أحمد بن عبد العزيز بن داود بن مهران الراذاني الحراني 987 أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي 988 ذكر من اسم أبيه عبد الغني من الأحمدين أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم اللخمي القطرسي 991 أحمد بن عبد الغني القشيري الحموي 995

أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن عبد القاهر بن أحمد بن أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن طاهر بن الموصول 997 من اسم أبيه عبد الكريم من الأحمدين أحمد بن عبد الكريم بن يعقوب الأنطاكي الحلبي 999 أحمد بن عبد الكريم الأنطاكي 1000 أحمد بن عبد اللطيف المعري 1000 أحمد بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد القيسي الحنفي 1001 ذكر من اسم أبيه عبد الملك من الأحمدين أحمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس 1001 أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن الحافظ 1002 من اسم أبيه عبد الواحد من الأحمدين أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن منصور 1011 أحمد بن عبد الواحد بن هاشم بن علي أبو الحسين المعدل الأسدي الحلبي 1016 أحمد بن عبد الواحد المدروز العجمي 1018 أحمد بن عبد الواحد بن مراء- القاضي الشافعي- 1019 أحمد بن عبد الوارث بن خليفة القلعي 1023 انتهى الجزء الثاني من الكتاب أحمد بن محمد متويه أبو جعفر المروزي 1027 أحمد بن محمد بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان بن موسى المحمودي 1028 أحمد بن محمد بن محمود بن سعيد الغزنوي 1029 أحمد بن محمد بن المستنير المصيصي 1030 أحمد بن محمد بن مسعر 1030 أحمد بن محمد بن مسعود الأنطاكي 1032 أحمد بن محمد بن مفرح العشاب 1032 أحمد بن محمد بن منصور الطرسوسي 1035

أحمد بن محمد بن ميمون بن ابراهيم 1036 أحمد بن محمد بن موسى أبو بكر السوانيطي 1037 أحمد بن محمد بن نباته أبو بكر البغدادي 1038 أحمد بن محمد بن نصر الحداد 1038 أحمد بن محمد بن النعمان بن عبد الرحمن بن النعمان 1040 أحمد بن محمد بن نفيس 1041 أحمد بن محمد بن هارون 1041 أحمد بن محمد بن هاني الطائي 1044 أحمد بن محمد بن همام 1046 أحمد بن محمد بن يحيى أبو الحسن العسكري 1047 أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك بن أبي عبيد الله بن المغيرة 1049 أحمد بن محمد بن يحيى بن صفوان الانطاكي 1053 أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخناجر 1053 أحمد بن محمد بن يزيد أبو بكر النرسي 1055 أحمد بن محمد بن يزيد أبو سهل الفارسي 1055 أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد بن هزان الخثعمي الأنطاكي 1056 أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو الحسين الوراق البغدادي ابن توتو 1057 أحمد بن محمد بن يعقوب بن أحمد الطبري المعروف بابن القاص 1059 أحمد بن محمد بن يعقوب الأنطاكي 1062 أحمد بن محمد بن يوسف أبو العباس المؤدب 1062 أحمد بن محمد بن يوسف بن أبي الحارث البزاز 1063 أحمد بن محمد بن أبي حمدان الأنطاكي الكوفي 1064 أحمد بن محمد بن أبي الخصيب المصيصي 1065 أحمد بن محمد بن أبي سعدان 1066 أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن أبي الخطاب بن محمد الهزبر الربعي 1067 أحمد بن محمد بن أبي يعقوب بن هارون الرشيد 1071 أحمد بن محمد اليشكري 1077

أحمد بن محمد الحلبي 1077 أحمد بن محمد الحلبي 1078 أحمد بن محمد أبو بكر الحلبي 1078 أحمد بن محمد الرافقي 1079 أحمد بن محمد الحلبي 1080 أحمد بن محمد أبو الحسن المعنوي وقيل اسمه علي بن أحمد 1091 أحمد بن محمد أبو سهل الفارسي 1095 أحمد بن محمد العباسي 1095 أحمد بن محمد الأذني 1095 أحمد بن محمد العقيلي الأمير 1097 أحمد بن محمد القاضي الحلبي 1106 أحمد بن محمد السهلي أبو الحسن 1107 أحمد بن محمد الأنطاكي 1109 أحمد بن محمد الأنطاكي 1109 أحمد بن محمد الخزاعي المعروف بالخاقاني 1109 أحمد بن محمد أبو حامد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق 1110 أحمد بن محمد أبو عبد الله الواسطي الكاتب 1111 أحمد بن محمد الجمحي المصيصي 1116 أحمد بن محمد الجوهري المصيصي المعروف بالحران 1116 أحمد بن محمد الخشاب أبو الحسن 1117 أحمد بن محمد الزنجاني 1118 أحمد بن محمد أبو بكر الطرسوسي الصوفي 1118 أحمد بن محمد الجبلي 1118 أحمد بن محمد أبو العباس الخياط الأسبيجاني 1119 أحمد بن محمد الملطي 1120 أحمد بن محمد البشاري 1121 أحمد بن محمد أبو الحسين المعري المعروف بالقنوع 1121

أحمد بن محمد القرشي 1122 أحمد بن محمد الطرسوسي 1123 ذكر من اسم أبيه محمود ممن اسمه أحمد أحمد بن محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك بن زاذان بن شهريار (ابن كشاجم) 1123 أحمد بن محمود بن سعيد الغزنوي الفقيه الحنفي 1126 من اسم أبيه مدرك ممن أسمه أحمد أحمد بن مدرك بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد البهراني المعروف بابن حبيش 1127 أحمد بن مدرك بن سعيد بن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان 1128 ذكر من اسم أبيه مروان ممن اسمه أحمد أحمد بن مروان بن دوستك أبو نصر، نصر الدولة الكردي 1130 أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المالكي القاضي 1136 أحمد بن مروان المصيصي 1139 أحمد بن مسعود بن شداد بن خليفة 1141 أحمد بن مسعود بن محمد أبو العباس الأنصاري الخزرجي القرطبي الشافعي 1141 أحمد بن مسعود بن النضر الساجي 1144 أحمد بن مسعود المقدسي 1145 أحمد بن مسلم بن عبد الله أبو العباس الحلبي 1145 أحمد بن المسيب بن طعمة الحلبي 1146 أحمد بن مطهر البغدادي ثم المصيصي 1146 أحمد بن المظفر بن المختار أبو العباس الرازي 1149 أحمد بن المفرج 1149 أحمد بن المفضل بن عبد الرحمن 1149 أحمد بن مقاتل أبو الحسن الخطيب 1149

أحمد بن المكين الأنطاكي 1150 ذكر من اسم أبيه منصور ممن أسمه أحمد 1151 أحمد بن منصور بن محمد 1151 أحمد بن منصور الخزيمي 1153 أحمد بن منصور البخاري الحاكم 1154 أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الاطرابلسي الشاعر 1154 ذكر من اسم أبيه موسى ممن أسمه أحمد 1165 أحمد بن موسى بن الحسين بن علي أبو بكر بن السمار 1165 أحمد بن موسى بن عمار 1166 أحمد بن موسى الأردستاني 1168 أحمد بن موسى الطرسوسي 1168 أحمد بن مونس الراغبي 1168 ذكر من اسم أبيه مهدي 1168 أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني 1168 أحمد بن مهدي بن سليمان أبو نصر السربجي المقرئ 1171 أحمد بن ملاعب بن عبد الله 1172 أحمد بن ميمون بن عبد الله الخشاب 1173 حرف النون في آباء الأحمدين 1174 أحمد بن ناصح 1174 أحمد بن نجم بن عبد الوهاب 1174 ذكر من اسم أبيه نصر بن الأحمدين 1175 أحمد بن نصر بن بجير 1175 أحمد بن نصر بن الحسين بن البازيار 1175 أحمد بن شاكر بن عمار 1177 أحمد بن نصر بن طالب 1179 أحمد بن أبي القاسم بن الحسن القميرة الأزجي البغدادي التاجر 1182 أحمد بن نصر أبو العباس الأنطاكي 1182 أحمد بن نصر النيسابوري 1183

أحمد بن نصر أبو العشائر 1183 أحمد بن النضر بن بحر السكري 1184 أحمد بن النعمان الفراء 1186 أحمد بن نهيك الكاتب 1187 حرف الواو في أسماء آباء الأحمدين 1189 من اسم أبيه الوليد 1189 أحمد بن الوليد بن محمد بن برد بن يزيد بن سخت بن سميع 1189 أحمد بن الوليد أبو جعفر 1191 أحمد بن وهب بن سلمان بن أحمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بأبن الزّنف 1191 حرف الهاء في أسماء آباء الأحمدين 1195 من اسم أبيه هرون من الأحمدين 1195 أحمد بن هارون بن آدم المصيصي 1195 أحمد بن هارون بن روح البرديجي 1195 أحمد بن هارون بن محمد بن الحسن بن الزباب الحلبي 1199 أحمد بن هرون بن معاوية الأشعري 1199 أحمد بن هرون المصيصي 1201 من أسم أبيه هاشم من الأحمدين 1201 أحمد بن هاشم بن الحكم بن مروان الأنطاكي 1201 من أسم أبيه هبة الله من الأحمدين 1204 أحمد بن هبة الله بن أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق المعروف بابن قرناص 1204 أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى ابن عبد الله بن محمد بن عامر أبي طردة بن ربيعة بن خويلد بن عوف ابن عامر بن عقيل 1206

أحمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد بن سعد بن مقلد الجبراني 1207 أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة 1210 أحمد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد 1214 من اسم أبيه هشام من الأحمدين 1215 أحمد بن هشام بن عمرو بن أبي هشام 1215 أحمد بن هشام بن فرخسرو المروزي القائد 1215 من اسم أبيه الهيثم من الأحمدين 1217 أحمد بن الهيثم بن حفص أبو بكر القاضي 1217 أحمد بن الهيثم بن حديدة الحلبي 1218 حرف الياء في آباء الأحمدين 1219 أحمد بن ياسين بن أبي تراب 1219 ذكر من اسم أبيه يحيى من الأحمدين 1219 أحمد بن يحيى بن جابر بن داود أبو بكر البلاذري 1219 أحمد بن يحيى بن زهير بن هرون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة 1222 أحمد بن يحيى بن سفر 1226 أحمد بن يحيى بن سهل بن السري الطائي 1227 أحمد بن يحيى بن صفوان الأنطاكي 1229 أحمد بن يحيى بن عوف القرشي 1230 أحمد بن يحيى بن النعمان أبو العباس 1231 أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي ابن صدقة 1232 أحمد بن يحيى أبو عبد الله بن الجلاء 1233 أحمد بن يحيى المصيصي 1241 أحمد بن يد غباش التركي القائد 1241

أحمد بن يرنقش بن عبد الله العمادي 1242 من اسم أبيه يزيد من الأحمدين 1246 أحمد بن يزيد بن ابراهيم 1246 أحمد بن يزيد بن سعيد السلمي 1246 أحمد بن يزيد بن خالد 1247 من اسم أبيه يعقوب من الأحمدين 1247 أحمد بن يعقوب بن أحمد بن أبي عبيدة 1247 أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار بن بفاطر 1248 أحمد بن يعقوب الأنطاكي 1251 أحمد بن يعقوب القائد 1252 أحمد بن يمن بن همام بن أحمد بن الحسين أبو العباس العرضي 1253 من أسم أبيه يوسف من الأحمدين 1255 أحمد بن يوسف بن اسباط بن واصل الشيباني 1255 أحمد بن يوسف بن اسحاق 1255 أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان 1258 أحمد بن يوسف بن الحسين أبو العباس الكواشي 1261 أحمد بن يوسف بن خالد بن سالم بن زاوية 1262 أحمد بن يوسف بن عبد الواحد بن يوسف 1268 أحمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن الحسين بن أبي بكر البغدادي 1269 أحمد بن يوسف بن علي الملقب عز الدين الموصلي الفقيه 1270 أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب 1270 أحمد بن يوسف بن نصر بن عبد الرزاق بن الخضر بن عجلان 1279 أحمد بن يوسف الاستاذ أبو نصر المنازي السليكي الوزير 1279 أحمد بن يوسف الثقفي 1287 أحمد بن يوسف 1288 أحمد بن يوسف أبو العباء التيفاشي القاضي 1289

ذكر من يعرف أبوه بالكنية من الأحمدين 1291 أحمد بن أبي المعالي بن أحمد البكراني 1291 أحمد بن أبي السري الغزاء 1292 أحمد بن أبي الكرم بن هبة الله الفقيه 1292 أحمد بن أبي الوفاء بن عبد الرحمن بن عبد الصمد بن محمد البغدادي 1293 أحمد بن يحيى أبو بكر الفقيه 1295 ذكر من لم ينته الينا اسم أبيه من الأحمدين 1296 أحمد العجيفي 1296 أحمد المولد 1296 أحمد الشيخ أبو العباس خطيب تل أعرن 1297 آخر ذكر من أسمه أحمد 1298 أحمد شاه التركي 1298 أحمد بن ابراهيم صاحب مراغة 1300 الأحنف بن قيس السعدي التميمي 1302 الأحوص واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري 1322 الاحوص الدفافي الشاعر 1322 الأخنس بن العيزار الطائي 1323 ذكر من أسمه ادريس 1324 ادريس بن الحسن بن علي بن عيسى بن علي 1324 ادريس بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس الاموي 1333 ادريس بن خولة الأنطاكي 1334 ذكر من أسمه أدهم أدهم بن محرز بن اسيد بن أخشن 1335 أدهم بن لام القضاعي 1338

أدهم أبو الفضيل بن أدهم 1339 أدهم مولى عمر بن عبد العزيز 1340 ارجون بن أولغ طرخان التركي 1341 ارسطو بن ينقوماخوش 1341 ذكر من أسمه أرسلان 134 أرسلان بن مسعود بن مودود بن زنكي بن آق سنقر التركي 134 أرسلان اللاني أبو الحارث 1348 أرسلان التركي أبو الحارث 1347 ذكر من اسمه أزهر 1357 أزهر 1357 أزهر الكوفي 1357 ذكر من اسمه اسامة 1358 اسامة بن الحسن بن عبد الله بن سلمان 1358 اسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ 1358 اسامة بن أبي عطاء الأنطاكي 1370 ذكر من أسمه اسحاق 1371 من اسم أبيه ابراهيم ممن أسمه اسحاق 1371 اسحاق بن ابراهيم الأخيل 1371 اسحاق بن ابراهيم بن بنان 1372 اسحاق بن ابراهيم بن الحسن بن كثير الأزدي الجرجانى 1373 اسحاق بن ابراهيم بن سهم المصيصي 1373 اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن زياد أبو يعقوب العقيلي 1374 اسحاق بن ابراهيم بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي 1375 اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن سهم 1376 اسحاق بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن سهم 1376 اسحاق بن ابراهيم بن الضيف 1376

اسحاق بن ابراهيم بن كامجر 1377 اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن مطر 1384 اسحاق بن ابراهيم بن مصعب بن زريق بن اسعد الخزاعي 1409 اسحاق بن ابراهيم بن ميمون بن ماهان بن بهمن التميمي (الموصلي) 1412 اسحاق بن ابراهيم بن هاشم بن يعقوب بن ابراهيم بن عمرو بن هاشم ابن أحمد 1433 اسحاق بن ابراهيم بن يزيد القرشي 146 اسحاق بن ابراهيم الحنيني 1443 اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي 1444 اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي 1445 اسحاق بن ابراهيم ابو يعقوب الفرغاني 1445 اسحاق بن ابراهيم الحلبي 1446 اسحاق بن ابراهيم الحلبي الشاعر 1447 اسحاق بن ابراهيم المعروف بابن الجمال 1449 اسحاق بن ابراهيم ابو يعقوب الشهرزوري 1450 اسحاق بن ابراهيم الرافقي 1450 اسحاق بن أحمد بن اسحاق 1452 اسحاق بن اسعد بن عمار بن سعد بن عمار بن علي 1453 ذكر من اسم أبيه اسماعيل ممن اسمه اسحاق اسحاق بن اسماعيل بن قنق بن اسحاق 1453 اسحاق بن اسماعيل بن نوبخت الكاتب 1453 اسحاق بن اسماعيل الحلبي 1454 اسحاق بن ايلملك بن الاردعاني 1454 حرف الجيم في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن الجراح الأذني 1455

حرف الحاء في اباء من اسمه اسحاق اسحاق بن حسان بن قوهي 1456 حرف الخاء في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن خالد بن يزيد 1459 اسحاق بن خلاد ابو يعقوب التيلمي المقرئ 1461 اسحاق بن داود بن صبيح المصيصي 1461 حرف الراء في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن راشد ابو سليمان الحراني القرشي 1462 حرف السين في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن سفيان بن زياد 1466 اسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس 1467 حرف الصاد في آباء من اسمه اسحاق اسحاق بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي 1467 اسحاق بن الضيف 1468 حرف العين في آباء من اسمه اسحاق ذكر من اسم أبيه عبد الله اسحاق بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن سلمة 1471 اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة 1472 اسحاق بن عبد الله الأذني 1483 اسحاق بن عبد الله البوقي 1483 اسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ 1484 ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه اسحاق 1487 اسحاق بن علي بن ابراهيم بن يوسف القصيصي بن يعقوب 1487 اسحاق بن علي بن أبي الغنائم بن مراجل الكاتب الحموي 1489

اسحاق بن علي الرهاوي الطبيب 1490 اسحاق بن عمار بن حبش بن محمد بن حبش 1490 اسحاق بن عمارة 1491 اسحاق بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم 1492 اسحاق بن عيسى بن نجيح 1492 حرف القاف في آباء من اسمه اسحاق 1495 اسحاق بن قضاعة بن ثويب بن محطة بن وهب بن عدي 1495 حرف الكاف في آباء من اسمه اسحاق 1496 اسحاق بن كعب بن اسحاق الحلبي 1496 اسحاق بن كعب بن اسحاق الحلبي 1496 اسحاق بن كنداج الخزري 1499 حرف اللام في آباء من اسمه اسحاق 1501 اسحاق بن الليث الملطي 1501 حرف الميم في آباء من اسمه اسحاق 1502 ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه إسحاق 1502 اسحاق بن محمد بن ابراهيم بن حكيم بن سعيد 1502 اسحاق بن محمد بن أحمد بن اسحاق بن عبد الرحمن بن يزيد بن موسى 1503 اسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي 1506 اسحاق بن محمد الطرسوسي 1507 اسحاق بن محمود الجراح 1507 اسحاق بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الاموي 1508 اسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم 1508 اسحاق بن منصور بن بهرام 1510 اسحاق بن منيب المصيصي 1517

ذكر من اسم أبيه موسى ممن اسمه اسحاق 1518 اسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى 1518 اسحاق بن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الحميدي 1523 حرف النون في آباء من اسمه اسحاق 1524 اسحاق بن نجيح الملطي 1524 اسحاق بن نصر أبو زياد 1533 اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله 1534 ذكر من اسم أبيه يوسف ممن اسمه اسحاق 1542 اسحاق بن يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان 1542 اسحاق بن يوسف الفصيصي بن يعقوب التنوخي الفصيصي 1542 ذكر الكنى في آباء من اسمه اسحاق 1543 اسحاق بن أبي بكر بن محمد بن ابراهيم الخبري 1543 اسحاق بن أبي ربعي الكاتب 1544 اسحاق بن أبي عبد الرحمن 1544 ذكر من لم يبلغنا نسبه ممن اسمه اسحاق 1547 اسحاق البلخي الشاعر 1547 اسحاق الانطاكي 1547 اسحاق الذي تنسب اليه الاسحاقية من النصارى 1548 انتهى الجزء الثالث من الكتاب ذكر من اسمه أسد 1551 أسد بن ابراهيم بن كليب بن ابراهيم بن علي 1551 أسد بن جهور الكاتب 1551 أسد بن الفرات القاضي 1553 أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم المقرئ 1553 أسد بن محمد الحلبي 1555 أسد بن محمد المصيصي الخشاب 1555

ذكر من اسمه اسرائيل 1557 اسرائيل بن سهلون 1557 اسرائيل بن عبد الله بن عيسى بن يونس بن عمرو بن عبد الله الهمذاني 1557 اسرائيل بن مقدار بن اسرائيل بن مقدار بن نصر بن أبي الحسن 1558 ذكر من اسمه أسعد 1559 أسعد بن ابراهيم الأربلي 1559 أسعد بن الحسين بن أسعد بن عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي 1560 أسعد بن الحسين بن أبي الرضا بن الخصيب 1560 أسعد بن الخطير مهذب بن زكريا بن أبي المليح بن مماتي 1561 أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن عمرو 1565 أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن عبد الواحد بن حبيش التنوخي 1574 أسعد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن طاهر بن يحيى النهاوندي 1576 أسعد بن علي بن عبد القادر بن المهنا المعروف بالبليغ 1576 أسعد بن عمار بن سعد بن عمار بن علي 1577 أسعد بن المنجا بن بركات التنوخي الحنبلي القاضي 1580 أسعد بن يحيى بن موسى بن منصور بن عبد العزيز بن وهب بن هبان السلمي 1584 اسفنديار 1588 اسفنديار بن الموفق بن علي بن محمد بن يحيى بن علي 1588 الاسكندر الملك ذو القرنين بن فلفيوس 1593 ذكر من اسمه أسلم 1601 أسلم بن حرب بن سفيان بن سهم 1601 أسلم بن كرب الشامي 1601 أسلم بن عمران الكندي 1602 أسلم أبو رافع 1603

أسماء 1604 اسماء بن الحكم الفزاري 1604 ذكر من اسمه اسماعيل 1607 ذكر من اسم أبيه ابراهيم ممن اسمه اسماعيل 1607 اسماعيل بن ابراهيم بن أحمد الشيباني 1607 اسماعيل بن ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن سليمان 1607 اسماعيل بن ابراهيم بن صالح بن زياد 1609 اسماعيل بن ابراهيم بن عبد الكريم بن الحسين بن محمد 1609 اسماعيل بن ابراهيم بن غازي بن علي بن محمد المارديني ابن فلوس 1612 اسماعيل بن ابراهيم بن أبي علي 1613 اسماعيل بن ابراهيم بن أبي جعفر المصيصي 1613 اسماعيل بن ابراهيم البالسي 1614 ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه اسماعيل 1614 اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل بن سعيد بن أبي عيسى الحلبي 1614 اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الصوفي السر من رائي 1615 اسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون البالسي 1616 اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو القاسم بن أبي بكر السمرقندي 1617 اسماعيل بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز الخلال 1622 اسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست دادا 1625 اسماعيل بن أحمد بن أبي عبد الله بن أحمد بن المجبر 1628 اسماعيل بن اسحاق بن ابراهيم بن تميم 1629 حرف الباء في آباء من اسمه اسماعيل 1629 اسماعيل بن بوري بن طفتكين 1629

حرف الجيم في آباء من اسمه اسماعيل 1631 اسماعيل بن جعفر بن علي بن المهذب 1631 حرف الحاء في آباء من اسمه اسماعيل 1631 اسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن المرجي 1631 ذكر من اسم أبيه الحسن ممن اسمه اسماعيل 1634 اسماعيل بن الحسن بن محمد بن حفص الوكيل العسقلاني 1634 اسماعيل بن الحسن بن أبي بكر الشعري 1635 اسماعيل بن حميد أبو طاهر 1635 حرف الدال في آباء من اسمه اسماعيل 1636 اسماعيل بن داود 1636 اسماعيل بن دايه 1636 حرف الزاي في آباء من اسمه اسماعيل 1636 اسماعيل بن زكريا بن صالح بن شيخ بن عميرة 1636 حرف السين في آباء من اسمه اسماعيل 1637 اسماعيل بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن الحارث ابن زهرة القرشي الزهري 1637 اسماعيل بن سعيد العجلي 1637 اسماعيل بن سفيان 1639 اسماعيل بن سلطان بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ 1640 اسماعيل بن سلمة أبي غيلان الثقفي 1642 اسماعيل بن سليمان بن ايداش بن عبد الجبار الحنفي 1643 اسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري 1645 حرف الصاد في آباء من اسمه اسماعيل 1648 اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي 1648

اسماعيل بن الطير المقرئ 1655 حرف الظاء في آباء من اسمه اسماعيل 1657 اسماعيل بن ظفر بن أحمد بن ابراهيم بن مفرح بن منصور بن ثعلب بن عيينة 1657 حرف العين في آباء من اسمه اسماعيل ذكر من اسم أبيه عبد الله عن اسمه اسماعيل 1658 اسماعيل بن عبد الله بن اسماعيل بن حمدون بن اسماعيل بن حمدون بن أبي صالح 1658 اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد 1658 اسماعيل بن عبد الله بن زرارة 1662 اسماعيل بن عبد الله بن يزيد بن أسد 1665 اسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن حسين بن عبد الله 1667 اسماعيل بن عبد الجبار بن يوسف بن عبد الجبار بن شبل بن علي بن أبي الحجاج الصويتي 1670 اسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عامر بن عائذ 1672 اسماعيل بن عبد المجيد بن اسماعيل بن محمد 1695 اسماعيل بن عبيد الله بن أقرم 1695 ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه اسماعيل 1706 اسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن زنجويه الرازي 1706 اسماعيل بن علي بن عبيد الله أبو الفداء الموصلي الواعظ 1706 اسماعيل بن علي الدمشقي المعروف بابن العينزربي 1718 اسماعيل بن علي بن محمد العثماني الكوراني 1718 اسماعيل بن عمر بن يوسف بن قرناص الحموي 1721 اسماعيل بن عياش بن سليم 1722 حرف الغين في آباء من اسمه اسماعيل 1744 اسماعيل بن غازي بن عبد الله النقيب 1744

حرف الفاء في آباء من اسمه اسماعيل 1745 اسماعيل بن فضائل بن سعيد 1745 اسماعيل بن الفضل 1746 حرف القاف في أسماء من أسمه اسماعيل 1746 اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل الامام 1746 اسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان أبو العتاهية 1749 اسماعيل بن قيراط العذري 1804 حرف الميم في آباء من اسمه اسماعيل 1804 اسماعيل بن المبارك بن كامل بن مقلد بن علي بن المقلد بن نصر بن منقذ 1804 ذكر من اسم أبيه محمد ممن اسمه اسماعيل 1808 اسماعيل بن محمد بن أيوب بن شاذي الملك الصالح بن الملك العادل 1808 اسماعيل بن محمد بن سنان بن سرج الشيزري 1811 اسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط 1812 اسماعيل بن محمد بن علي بن حميد بن مكنسة القرشي 1814 اسماعيل بن محمد بن قبيصة النيسابوري 1819 اسماعيل بن محمد بن مرشد بن سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب 1819 اسماعيل بن محمد بن يوسف المغربي 1820 اسماعيل بن محمد الحلبي 1821 اسماعيل بن محمد المصيصي 1821 اسماعيل بن محمد بن زنكي بن آق سنقر الملك الصالح نور الدين بن الملك العادل 1822 اسماعيل بن مسعدة التنوخي 1826 اسماعيل بن معمر البصري 1827 اسماعيل بن مفروج بن عبد الملك بن ابراهيم بن معيشة 1827 اسماعيل بن موسى الفزاري 1831

حرف الهاء في آباء من اسمه اسماعيل 1837 اسماعيل بن هبة الله بن سعيد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد ابن باطيش 1837 حرف الياء في آباء من اسمه اسماعيل 1839 اسماعيل بن يحيى الحراني 1839 ذكر الكنى في آباء من اسمه اسماعيل 1839 اسماعيل بن أبي البركات بن منصور الموصلي الربعي 1839 اسماعيل بن أبي بكر 1840 اسماعيل بن أبي حكم القرشي 1841 اسماعيل بن أبي خراسان 1847 اسماعيل بن أبي الخير بن الفضل بن خلف بن عبد الله بن يعقوب 1847 اسماعيل بن أبي الفتح السنجاري 1847 اسماعيل بن أبي مسعود 1849 اسماعيل بن أبي موسى 1849 ذكر من لم ينته الينا اسم أبيه ممن اسمه اسماعيل 1850 اسماعيل الجعفري الكوفي 1850 اسماعيل الديلمي 1850 اسميفع بن باكورا ذو الكلاع الحميري 1851 ذكر من اسمه اسود 1851 الاسود بن حبيب بن حماية بن قيس بن زهير الفطناني العبسي 1851 الاسود بن ربيعة 1851 الاسود بن قيس 1852 الاسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل ابن بكر 1853 ذكر من اسمه اسيد واسيد 1859 أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي الفلسطيني 1859

أسيد بن ثعلبة الأنصاري 8164 أسيد بن مالك أبو عمرة الأنصاري 1864 أشجع بن عمرو السلمي 1866 الأشتر بن الحارث 1875 الأشرف بن الأعز بن هاشم بن القاسم المعروف بتاج العلى أو ابن النافلة 1875 ذكر من اسمه أشعث 1885 أشعث بن شعبة أبو أحمد المصيصي البزاز 1885 أشعث بن عمرو 1887 أشعث بن قيس بن معدي كرب 1889 أشناس التركي 1991 أشهب النخعي 1921 ذكر من اسمه أصبغ 1922 أصبغ بن الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي 1922 أصبغ بن ذؤالة الكلبي 1924 أصبغ بن ضرار 1925 أصبغ بن عمر بن عبد العزيز 1926 أصبغ بن نجاتة 1927 أصبغ صاحب أبي مسهر الدمشقي 1930 الأصيلح المعلم الكفرطابي 1931 من اسمه الأعز 1931 الأعز بن فضائل بن العليق 1931 الأعز بن كرم بن محمد بن علي أبو محمد الحربي 1931 الأعسر بن مهارش الكلابي 1932 أعين بن ضبيعة المجاشعي 1941 الأعز بن أحمد بن عبد المنعم بن سنان 1941 الأغيبر مولى هشام بن عبد الملك بن مروان 1943

ذكر من اسمه أفلح 1944 أفلح ابو كثير 1944 أفلح العتقي الأندلسي 1950 أفولا ختن طوبانوش الملك 1950 ذكر من اسمه اقبال 1952 اقبال بن منصور بن ابي الخير بن بالغ 1952 اقبال بن عبد الله الحبشي 1952 اقبال بن عبد الله الخادم 1953 الأقرع بن فارع الطائي 1954 ذكر من اسمه آق سنقر 1954 آق سنقر بن عبد الله قسيم الدولة 1954 آق سنقر بن عبد الله البرسقي 1963 الأكوع بن عباد المزني 1970 ذكر من اسمه الب ارسلان 1971 الب ارسلان بن جغري بك بن سلجوق بن تقاق بن سلجوق 1971 الب ارسلان بن رضوان بن تتش تاج الدولة الاخرس 1984 ذكر من اسمه الياس 1987 الياس بن محمد بن الياس بن ابراهيم التميمي البالسي 1987 الياس بن عبد الله 1988 الياس بن ... ناصح الدين 1988 اليون المرعشي 1989 أمجد بن عبد الملك 1990 ذكر من اسمه امرؤ القيس 1991 امرؤ القيس بن حجر 1991 امرؤ القيس بن الحمام بن مالك بن عبيدة بن ذهل الكلبي 2021

امرؤ القيس بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث 2023 امرؤ القيس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط 2023 أمير أميران بن زنكي بن آق سنقر 2024 أميرك بن ابي المعروف بن ناصر بن علي 2024 ذكر من اسمه امية امية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية القرشي 2026 انتهى الجزء الرابع من الكتاب الحجاج بن هشام 2035 الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم المشهور 2037 الحجاج بن يوسف بن عبيد بن أبي زياد الرصافي 2100 الحجاج القضاعي الشاعر 2104 حجر بن عدي 2105 حجر بن عنبس الكوفي 2132 حجر بن يزيد بن سلمه بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعه بن معاوية الاكرمين (حجر الشر) 2135 حجوة بن مدرك الغساني 2137 حدير السلمي 2140 ذكر من اسمه حذيفه 2145 حذيفه بن الحسن المصيصي 2145 حذيفه بن قتادة المرعشي 2145 حذيفه بن اليمان 2147 حذيفه المصيصي 2178 الحراق بن الحصين بن عمران بن ماثل بن جبله بن ثويل بن عدي بن خباب الكلبي 2179 ذكر من اسمه حرب 2180 حرب بن بيان 2180 حرب بن سعيد بن حمدان بن حمدون 2181

حرب بن عدي 2182 حرب بن قيس بن حرب الشيزري 2182 حرب بن محمد بن حرب بن عامر 2183 حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبه الطائي الخطامي 2183 ذكر من اسمه حرملة 2186 حرملة بن حكيم بن عفير ويعرف بحرملة بن عسلة 2186 حرملة بن زيد الجهني 2188 حرملة بن المنذر بن معدي كرب بن حنظله بن النعمان بن حية بن شعبه 2188 ذكر من اسمه حريث 2197 حريث بن بحدل 2197 حريث بن جابر الحنفي 2197 حريث بن شهريار 2199 حريز بن عثمان بن جبر بن احمد 2201 حريش السكوني 2221 ذكر من اسمه الحر 2222 الحر بن سهم بن طريف الربعي التميمي 2222 الحر بن الصباح النخعي 2223 الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس 2223 الحر العبسي 2225 حزن بن عبد عمرو 2225 حسام بن غزي بن يونس المحلي 2228 ذكر من اسمه حسان 2231 حسان بن الحباب بن الوليد القشيري 2231 حسان بن كمشتكين التركي 2234 حسان بن مالك بن بحدل 2235 حسان بن ماهويه الانطاكي 2236

حسان بن محمد 2237 حسان بن مخدوج الذهلى 2238 حسان بن المفرج بن دغفل الجراح 2239 حسان بن نمير ابو الندى الكلبي الدمشقي 2241 حسان السلماني البدوي 2244 ذكر من اسمه الحسن 2245 ذكر من اسم أبيه ابراهيم ممن اسمه الحسن 2245 الحسن بن ابراهيم بن الحسن التنوخي 2245 الحسن بن ابراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب 2246 الحسن بن ابراهيم 2247 ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه الحسن 2248 الحسن بن احمد بن ابراهيم بن فيل الأسدي 2248 الحسن بن أحمد بن ابراهيم البحري 2251 الحسن بن احمد بن ابراهيم 2252 الحسن بن احمد بن بكير 2253 الحسن بن احمد بن حبيب 2253 الحسن بن احمد بن الحسن 2255 الحسن بن احمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن بن الحسين التميمي 2256 الحسن بن احمد بن صالح بن اسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي 2257 الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان بن أبان الفسوي 2265 الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني 2275 الحسن بن أحمد بن علي بن المعلم 2276 الحسن بن احمد بن محمد بن ابراهيم الحلبي 2284 الحسن بن احمد بن المؤمل ابو محمد الكفر طابي 2284 حسن بن احمد بن يوسف الأوقي 2284 الحسن بن احمد بن أبي الحسين 2288

الحسن بن احمد البالسي 2289 الحسن بن احمد ابو احمد الامام 2290 الحسن بن احمد التنوخي 2290 الحسن بن احمد المعري المعروف بالوامق 2291 الحسن بن احمد ابو علي السامي 2293 الحسن بن احمد المهلبي العزيزي 2293 ذكر من اسم أبيه اسحاق ممن اسمه الحسن 2293 الحسن بن اسحاق بن ابراهيم بن زيد 2293 الحسن بن اسحاق بن بليل 2295 الحسن بن اسحاق الأنطاكي 2298 الحسن بن أسد 2298 ذكر من اسم أبيه اسماعيل ممن اسمه الحسن 2302 حسن بن اسماعيل بن الحسن بن كاسيبويه 2302 الحسن بن اسماعيل المجالدي المصيصي 2304 الحسن بن الأشعث بن محمد بن علي 2304 الحسن بن الياس 2305 الحسن بن ايوب الهاشمي 2306 حرف الباء في آباء من اسمه الحسن 2307 الحسن بن بشر الطرسوسي 2307 حرف التاء فارغ 2307 حرف الثاء في آباء من اسمه الحسن 2307 الحسن بن ثواب 2307 حرف الجيم في آباء من اسمه الحسن 2308 الحسن بن جعفر الأنطاكي 2308 حرف الحاء في آباء من اسمه الحسن 2308 الحسن بن حبيب بن عبد الملك بن حبيب 2308

ذكر من اسم أبيه الحجاج ممن اسمه الحسن 2312 الحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جرير بن حيدرة الطبراني 2312 الحسن بن الحجاج ابو محمد البغدادي 2315 ذكر من اسم أبيه الحسن ممن اسمه الحسن 2315 الحسن بن الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك 2315 الحسن بن الحسن بن علي بن عبد مناف ابي طالب 2316 الحسن بن الحسن بن علي بن عبد الباقي الأنصاري 2325 الحسن بن الحسن بن علي بن ناهض 2327 الحسن بن الحسن المصيصي 2327 ذكر من اسم أبيه الحسين ممن اسمه الحسن 2328 الحسن بن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن خير 2328 الحسن بن الحسين بن جعفر 2328 الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان 2329 الحسن بن الحسين بن رجاء بن أبي الضحاك 2332 الحسن بن الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد 2332 الحسن بن الحسين بن محمد بن عجل 2333 الحسن بن الحسين بن مندل 2333 الحسن بن الحسين بن واسانه بن محمد 2334 ذكر من اسم ابيه حميد ممن اسمه الحسن 2342 الحسن بن حميد المنبجي 2342 الحسن بن حميد المرعشي 2342 حرف الخاء في آباء من اسمه الحسن 2343 الحسن بن خليل 2343 حرف الدال في آباء من اسمه الحسن 2343 الحسن بن داود بن بابشاذ بن داود بن سليمان بن ابراهيم 2343

حرف الراء في آباء من اسمه الحسن 2345 الحسن بن الربيع البجلي 2345 الحسن بن زمام بن يوسف بن يعقوب 2347 الحسن بن زهره بن الحسن بن زهره 2349 الحسن بن زيد 2350 حرف السين في آباء من اسمه الحسن 2351 الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار بن ابراهيم الشاتاني 2351 ذكر من اسمه سفيان في آباء من اسمه الحسن 2364 الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني 2364 الحسن بن سفيان المصيصي 2373 الحسن بن السلم الحراني 2373 الحسن بن سليمان بن القاسم 2374 ذكر من اسمه سليمان في آباء من اسمه الحسن 2374 الحسن بن سليمان بن الخير 2374 الحسن بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ينوس 2377 الحسن بن سليمان بن سلام 2377 الحسن بن سهل بن عبد الله 2380 ذكر من اسمه سلامه في آباء من اسمه الحسن 2387 الحسن بن سلامه بن ساعد 2387 الحسن بن سلامه بن محمد 2388 حرف الشين فارغ 2388 حرف الصاد في آباء من اسمه الحسن 2388 الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي 2388 الحسن بن صافي بن عبد الله 2390 الحسن بن الصباح بن محمد البزاز 2401

الحسن بن صفوان الانطاكي 2404 حرف الضاد فارغ 2405 حرف الطاء 2405 الحسن بن طارق بن الحسن بن عوف 2405 ذكر من اسمه طاهر في آباء من اسمه الحسن 2408 الحسن بن طاهر بن الحسين 2408 الحسن بن طاهر بن يحيى 2408 الحسن بن طاهر الوزير 2413 حرف العين في آباء من اسمه الحسن 2414 الحسن بن عامر بن الحسن 2414 الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن 2415 ذكر من اسم أبيه عبد الله ممن اسمه الحسن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينه 2417 الحسن بن عبد الله بن بركات بن شافع 2428 الحسن بن عبد الله بن الحسن بن سعيد بن عبد السلام 2492 الحسن بن عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن 2430 الحسن بن عبد الله بن الحسن الختلي 2432 الحسن بن عبد الله بن حمدان 2433 الحسن بن عبد الله بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي 2437 الحسن بن عبد الله بن سعيد الحراني 2438 الحسن بن عبد الله بن صالح 2438 الحسن بن عبد الله بن الفضل بن محمد بن نوفل 2439 الحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو 2440 الحسن بن عبد الله بن المرزبان 2444 الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن ابراهيم 2452 الحسن بن عبد الله النهاوندي 2454

الحسن بن عبد الاعلى البياسي 2455 الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن علي بن جبير 2455 الحسن بن عبد الرزاق 2456 ذكر من اسمه عبد الكريم في آباء من اسمه الحسن الحسن بن عبد الكريم بن جعفر بن المهذب 2457 الحسن بن عبد الكريم أبو الربيع الساحلي اليمامي 2457 ذكر من اسمه عبد الواحد في آباء من اسمه الحسن الحسن بن عبد الواحد بن عبد الأحد بن معدان الحراني 2458 الحسن بن عبد الواحد بن أحمد 2458 الحسن بن عبد الوهاب بن علي الصائغ 2459 الحسن بن عبيد الهمذاني 2459 ذكر من اسمه علي في آباء من اسمه الحسن الحسن بن علي بن ابراهيم بن علي بن محمد الجويني 2460 الحسن بن علي بن ابراهيم بن يزداد بن هرمز بن شاهوه 2465 الحسن بن علي بن ابراهيم الطرسوسي 2473 الحسن بن علي بن أحمد بن مسعود 2474 الحسن بن علي بن أحمد بن وكيع بن خلف بن وكيع 2474 الحسن بن علي بن أحمد كياءك العطار 2477 الحسن بن علي بن اسحاق بن العباس أبو علي الطوسي 2478 الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن وكيع بن خلف بن وكيع 2501 الحسن بن علي بن الحسن بن حرب 2502 الحسن بن علي بن رشيد 2502 الحسن بن علي بن الحسن بن شواش 2503 الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن على الحسن الانصاري 2505 انتهى الجزء الخامس الحسين بن عبد الله الخادم 2511 الحسين بن عبد الله الصيرفي 2512 الحسين بن عبد الله الأنطاكي 2513

الحسين بن عبد الله الأرتاحي 2513 الحسين بن عبد الله البغراسي 2513 ذكر من اسم أبيه عبد الرحمن ممن اسمه الحسين الحسين بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن بن محمد بن الحسين الكرابيسي 2513 الحسين بن عبد الرحمن بن مروان 2517 الحسن بن عبد الرحمن أبو علي 2518 الحسين بن عبد الواحد بن محمد بن عبد القادر القنسريني 2523 الحسن بن عبيد الله 2524 ذكر من اسمه أبيه عبيد ممن اسمه الحسين الحسين بن عبيد الهمذاني 2524 الحسين بن عبيد المصيصي 2525 ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه الحسين الحسين بن علي بن الحسين بن علي 2526 الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان أبو العشائر 2527 الحسين بن علي بن الحسين 2532 الحسين بن علي بن حماد الموصلي 2556 الحسين بن علي بن دحيم 2557 الحسين بن علي بن سعيد 2558 الحسين بن علي بن شبل بن طهمان 2560 الحسين بن علي بن العباس 2561 الحسين بن علي بن عبد مناف أبي طالب 2562 الحسين بن علي بن عبيد الله 2671 الحسين بن علي بن عبيد الله بن محمد الرهاوي 2673 الحسين بن علي بن عمر بن عيسى 2671 الحسين بن علي بن محمد بن اسحاق 2677 الحسين بن علي بن محمد بن دحيم بن طبس الحلبي 2680

الحسين بن علي بن محمد بن جعفر 2680 الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الطغرائي 2683 الحسين بن علي بن محمد الحسني القمي المعروف بأميركا 2701 الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان الكاتب 2702 الحسين بن علي بن نصر 2706 الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد 2707 الحسين بن علي بن أبي مروان 271 الحسين بن علي العطار المصيصي 2722 الحسين بن علي أبو عبد الله العلوي الطبري 2722 الحسين بن علي الناصح 2723 الحسين بن علي الأصبهاني 2723 الحسين بن علي النسوي 2723 الحسين بن علي ويعرف بكوره 2725 الحسين بن علي الفقيه 2726 الحسين بن علي أبو طالب التميمي النقاش الأنطاكي 2726 الحسين بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن عبد الله بن باز 2730 الحسين بن عمر أبو عبد الله المعروف بالقحف 2733 حرف الغين والفاء والقاف والكاف واللام في آباء الحسين فارغ 2735 حرف الميم في آباء الحسين 2735 الحسين بن المبارك بن محمد 2735 ذكر من اسم ابيه محمد ممن اسمه الحسين الحسين بن محمد بن ابراهيم 2738 الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى بن ماسرجس 2738 الحسين بن محمد بن أحمد أبو عبد الله العين زربي 2741 الحسين بن محمد بن أحمد الأنصاري 2741 الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين 2743 الحسين بن محمد بن أسعد بن حليم الحنفي 2745

الحسين بن محمد بن الياس البالسي 2746 الحسين بن محمد بن حسين بن صالح 2746 الحسين بن محمد بن الحسين 2747 الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المعري الطرسوسي 2748 الحسين بن محمد بن الحسين 2748 الحسين بن محمد بن داود بن سليمان بن حيان 2750 الحسين بن محمد بن صالح بن عبد الله بن صالح الهاشمي 2752 الحسين بن محمد بن الصقر 2753 الحسين بن محمد بن عباده بن البختري الواسطي 2753 الحسين بن محمد بن عبد الله بن ابراهيم 2754 الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين ابن الجباب 2756 الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد البارع 2759 الحسين بن محمد بن علي 2771 الحسين بن محمد عمرو بن ابراهيم 2772 الحسين بن محمد بن غويث 2772 الحسين بن محمد بن قويره بن حيون 2774 الحسين بن محمد بن مودود 2780 الحسين بن محمد بن موسى 2781 الحسين بن محمد الحلبي الأنصاري 2783 الحسين بن محمد أبو يعلى الملطي 2784 الحسين بن محمد أبو القاسم الهبيري 2784 الحسين بن محمد الهاشمي 2788 الحسين بن محمد المعري 2788 ذكر من اسم أبيه منصور ممن اسمه الحسين الحسين بن منصور بن ابراهيم 2789 الحسين بن منصور بن عبد الرحمن الرماني 2790 الحسين بن منصور بن عمرو بن جبله 2791 الحسين بن موسى بن عمران 2791

حرف النون في آباء من اسمه الحسين الحسين بن نجي بن سلمة بن جشم 2793 الحسين بن هبة الله بن محفوظ 2794 الحسين بن هشام بن فرخسرو المروزي 2797 الحسين بن الهيثم بن ماهان الكسائي 2798 حرف الياء في آباء من اسمه الحسين الحسين بن يعقوب بن داود 2799 الحسين بن يوسف بن محمد بن علي بن زر الحجبي 2800 ذكر الكنى في آباء من اسمه الحسين الحسين بن أبي طالب المصيصي 8201 الحسين بن أبي علي 2801 الحسين بن أبي الفضل بن الحسن الحسيني 2802 الحسين بن العطار المصيصي 2803 الحسين اخو زيدان الكوفي 2803 الحسين مولى عمر بن عبد العزيز 2804 الحسين الحلبي أبو محمد 2804 حسين الفوعي 2805 حسين ويلقب باقي الدولة 2805 حسنون بن محمد بن الفرج بن عبد الله 2808 حصين حصين 2808 ذكر من اسمه حصين حصين بن جندب 2709 الحصين بن الحارث بن عبد المطلب 2817 حصين بن خليد 2718 حصين بن نمير 2818

حصين المؤدب المعري 2826 حضين بن المنذر 2827 ذكر من اسمه حطان حطان بن خفاف 2842 حطان بن كامل بن علي بن منقذ 2842 حظي بن أحمد بن محمد بن القاسم السلمي 2845 ذكر من اسمه حفص حفص بن أحمد الكمدي 2847 حفص بن عمر بن رواحه 2847 حفص بن عمر بن ثابت بن زرارة 2848 حفص بن عمر عبد العزيز بن مروان بن الحكم 2851 حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله 2851 حفص الحلبي 2856 حفص العابد المصيصي 2857 حفص الأموي 2857 ذكر من اسمه الحكم الحكم بن أزيهر الحميري 2860 الحكم بن جرو 8260 الحكم بن خلف الجزري 2860 الحكم بن عبد الله بن مروان 2860 الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء 2861 الحكم بن عمر 2862 الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب 2866 الحكم بن موسى بن أبي زهير أبو صالح 2876 الحكم بن نميلة الخرساني 2855 الحكم بن الوليد بن يزيد 2887 الحكم بن هشام بن عبد الرحمن 2891

الحكم والد شعيب بن الحكم 2898 حكيم بن حزام 2898 حلبس بن زبار بن غطيف 2906 ذكر من اسمه حماد حماد بن احمد بن محمد 2907 حماد بن حامد بن أحمد العرضي 2908 حماد بن حمزة بن حماد المعري 2909 حماد بن عبد الله الأقطع 2909 حماد بن عبد الرحمن 2909 حماد بن محمد بن جساس 2910 حماد بن منصور بن حماد بن خليفة بن علي 2912 حماد بن هبة الله بن حماد بن الفضيل 2916 حماد العدوي 2921 الحمارس 2921 حماد بن أحمد بن محمد بن بركة 2922 ذكر من اسمه حمدان حمدان بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي 2924 حمدان بن حمدون بن الحارث 2924 حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان بن علي الاثاربي 2926 حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد 2932 حمدان بن علي بن محمد بن حمدان الشيباني 2933 حمدان بن غارم بن نيار 2934 حمدان بن يوسف بن محمد البابي 2934 حمدون بن اسماعيل بن داود 2936 حمرة بن مالك بن سعد 2939 ذكر من اسمه حمزة حمزة بن أحمد بن الحسين بن علي 2940

حمزة بن الأصبغ بن ذؤالة الكلبي 2941 حمزة بن بيض بن نمر بن عبد الله 2941 حمزة بن سعيد المروزي 2943 حمزة بن السيد بن فارس 2943 حمزة بن طالب بن حمزة 2944 حمزة بن عبد الله العلوي 2945 حمزة بن علي بن حمزة بن أبي الحجاج العدوي 2945 حمزة بن علي بن زهرة 2946 حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف 2947 حمزة بن علي بن العين زربي 2952 حمزة بن علي بن هبة الله بن الحبوبي 2953 حمزة بن القاسم 2956 حمزة بن مالك الهمذاني 2956 حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس 2957 حمزة بن محمد بن أبي سلمة 2961 حمزة بن يوسف بن ابراهيم 2962 حمزة بن نجي بن سلمة 2962 حمش بن عبد الرحيم التريكي 2964 ذكر من اسمه حمل حمل بن سعدانة بن حارثة 2966 حمل بن عبد الله الخثعمي 2966 حميدان بن نضر بن خضير 2967 ذكر من اسمه حميد حميد بن جعفر بن زهير المعري 2968 حميد بن الحسن بن عبد الله 2969 حميد بن حريث بن بحدل بن أنيف بن دلجة الكلبي 2969 حميد بن زنجويه 2969

حميد بن سفيح بن ابراهيم بن سفيح 2971 حميد بن الظريف 2972 حميد بن عبد الرحمن الرواسي 2972 حميد بن علي الحتاني 2973 حميد بن قحطبة 2973 حميد بن مالك بن مغيث 2975 حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله 2977 حميد بن هرون المصيصي 2977 حميد أبو قلابة 2978 حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة 2979 حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة 2983 حنش بن علي الهمداني 2984 حنظلة بن خويلد 2984 حنين بن اسحاق العبادي 2985 ذكر من اسمه الحواري الحواري بن حطان 2987 الحواري ويسمى أيضا خير بن محمد التنوخي العميد المعري 2987 حوثرة بن سهل بن العجلان 2988 حوشب ذو ظليم 2989 ذكر من اسمه حوي حوي بن حوي الكندي 2995 حوي بن مانع بن زرعة 2995 حوي بن أبي عمرو 2995 ذكر من اسمه حيان حيان بن أبجر 2998 حيان بن بشر بن حيان 2998

حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح النابغة الجعدي 3000 حيان بن هوذة النخعي 3007 ذكر من اسمه حيدرة حيدرة بن أحمد بن عمر بن بن موسى أبو تراب الربعي الحراني ابن قطرميز 3009 حيدرة بن الحسن بن أحمد 3012 حيدرة بن علي بن محمود 3015 حيدرة بن أبي القاسم بن أبي تراب 3016 حويل بن ناشرة 3016 انتهى الجزء السادس حرف الخاء خاقان المفلحي 3019 ذكر من اسمه خالد خالد بن برمك الأصفر 3019 خالد بن الحارث بن أبي خالد 3025 خالد بن الحباب 3026 خالد بن الحصين السكسكي 3026 خالد بن حيان بن الاعين 3027 خالد بن رباح 3027 خالد بن الريان المحاربي 3027 خالد بن زيد بن كليب 3029 خالد بن سنان 3041 خالد بن صفوان بن عبد الله 3044 خالد بن عبد الله بن الفرج 3065 خالد بن عبد الله بن يزيد 3068 خالد بن عبد الرحمن 3088 خالد بن عرفطة 3089 خالد بن عمرو بن خالد السلفي الحموي 3091 خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص 3092

عالد بن عمران بن نفيل بن جابر 3095 خالد بن قطن 3095 خالد بن كيسان 3095 خالد بن محمد بن نصر بن صغير بن خالد القيسراني 3096 خالد بن معدان بن أبي كرب 3101 خالد بن المعمر بن سلمان 3113 خالد بن ناجذ الازدي الغامدي 3120 ذكر من اسم أبيه الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة 3120 خالد بن الوليد الانصاري 3173 خالد بن هشام بن اسماعيل 3173 الب ارسلان بن محمود 3174 ذكر من اسم أبيه يزيد ممن اسمه خالد خالد بن يزيد بن حمدان التميمي الخراساني 3176 خالد بن يزيد بن محمد 3180 خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني 3181 خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان 3184 خالد بن يزيد الأزدي 3197 خالد بن يزيد التميمي الكاتب 3198 خالد بن يوسف بن سعد 3211 خالد بن أبي خالد 3212 خالص بن أحمد 3213 خبيق بن سابق 3215 ختلغ أبه 3216 ذكر من اسمه خداش خداش بن بشر بن خالد المعروف بالبعيث البصري 3220 خداش المنبجي 3225

خراش بن بحدل الكلبي 3226 حريم بن فاتك بن الاخرم 3227 ذكر من اسمه خزعل خزعل بن عاصم 3241 خزعل بن عسكر بن خليل الشنأي 3241 ذكر من اسمه خزيمة خزيمة بن ثابت 3243 خزيمة بن خازم بن خزيمة النهشلي 3256 خسر فيروز 3259 خصيف بن عبد الرحمن 3264 ذكر من اسمه الخضر الخضر بن آدم 3280 الخضر بن أحمد أبو ذر الطبري 3310 الخضر بن التونتاش 3310 الخضر بن حسن بن عامر البابي 3312 الخضر بن الحسن بن يوسف الحلبي المقرئ 3312 الخضر بن شبل بن الحسن بن علي بن عبد الواحد 3312 الخضر بن عبد الله بن الخضر بن حلوان 3316 الخضر بن عبد الله بن الهيثم بن جابر الطرسوسي المقرئ 3317 الخضر بن عبد الله البالسي أبو القاسم 3317 الخضر بن عبد الواحد بن علي بن الخضر 3318 الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى بن جعفر بن منصور بن سوار 3320 الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام 3321 الخضر بن علي بن محمد الأنطاكي 3322 الخضر بن محمد بن أزهر 3323 الخضر بن محمد بن عبد الله المصيصي 3325

الخضر بن يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان 3325 خضر 3329 ذكر من اسمه خطاب الخطاب بن سعد بن عثمان 3330 خطاب بن سنان الحراني 3331 الخطاب صاحب عروة بن مروان 3331 خطلبا بن عبد الله 3331 خفاف بن منصور التميمي المروروذي 3332 خفيف بن عبد الله 3332 ذكر من اسمه خلف خلف بن تميم بن أبي عقاب مالك التميمي 3334 خلف بن سالم أبو محمد المخرمي السندي مولى المهالبة 3342 خلف بن القاسم بن سهل 3346 خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي أبو محمد الحافظ 3350 خلف بن ملاعب الأشهبي الملقب سيف الدولة 3354 خلف بن هشام بن عبد الملك بن مروان 3360 خلف بن يزيد الأفقم 3360 خلف بن دعلج السدوسي 3360 ذكر من اسمه خليفة خليفة بن أحمد بن صدقة 3367 خليفة بن بركة بن خليفة أبو الماضي التادفي 3367 خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد القرشي 3369 خليفة بن المبارك أبو الأغر السلمي 3370 ذكر من اسمه خليل الخليل بن أحمد بن محمد 3373

خليل بن الياس بن خليل بن عبد الله 3377 خليل بن خمرتكين الحلبي 3377 الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله 3378 خليل بن علي بن الحسين بن علي 3379 الخليل بن محمد بن سعيد أبو الحسن الصيمري 3381 الخليل بن محمد بن فيروز الحلبي 3381 خمار تاش بن عبد الله البجني التركي 3381 خمار بن أحمد بن طولون 3382 خناصرة بن عمرو بن الحارث 3386 الخندق 3386 خويد بن خالد 3386 ذكر من اسمه خلاد خلاد بن رافع 3388 خلاد بن محمد بن هاني بن واقد 3388 خيثمة بن سليمان بن الحر 3389 ذكر من اسمه خير خير بن علي أبو الفرج الطرسوسي 3396 خير بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحواري 3396 حرف الدال ذكر من اسمه داوود داوود بن ابشاي 3398 داوود بن ابراهيم بن تميم 3430 ذكر من اسم أبيه أحمد ممن اسمه داوود داوود بن احمد بن حيان الانطاكي 3431 داوود بن أحمد بن سعيد الطيبي الواسطي 3431 داوود بن أحمد بن محمد علي بن الحسن بن عشائر 3434 داوود بن احمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن الحارث بن ملاعب 3435

داوود بن احمد الناصر بن يحيى الهادي بن الحسين 3437 داوود بن احمد ابو سليمان البنوقي الانطاكي 3438 داوود بن بلال بن مالك 3438 داوود بن رسلان بن غازي الدمشقي 3440 داوود بن رشيد 3441 ذكر من اسم أبيه سليمان ممن اسمه داوود داوود بن سليمان بن حفص بن أبي داوود 3444 داوود بن سليمان بن حميد 3444 داوود بن سليمان بن عبد الملك بن مروان 3445 داوود بن سليمان 3446 داوود بن عبد الله الحلبي 3446 ذكر من اسم أبيه علي ممن اسمه داوود داوود بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي 3446 داوود بن علي بن محمد بن عبد الله بن هبة الله 3452 داوود بن علي الحلبي 3452 داوود بن علي ابو ايوب الكاتب 3452 داوود بن عمر بن عيسى 3453 ذكر من اسم ابيه محمد ممن اسمه داوود داوود بن محمد بن الجراح 3464 داوود بن محمد بن الحسن بن خالد 3464 داوود بن محمد بن محمود بن أحمد القرشي 3465 داوود بن محمد 3466 داوود بن محمد ابو صالح الكرجي 3468 داوود بن معاذ البصري 3468 داوود بن منصور بن ابي سليمان البغدادي 3470 داوود بن الوسيم بن ايوب بن سليمان 3471

داوود بن يوسف بن ايوب بن شاذي 3472 داوود بن المغربي القرشي 3473 داوود الحراني 3474 داران بن كثير داد بن شمر بن قيومرت بن كيكاوس 3475 دارا بن منصور بن دارا بن العلاء 3475 دامس أبو الهول 3476 داوداد ابو الساج 3477 دبيس بن صدقه 3478 دبية بن عدي 3493 دخين بن عامر 3493 دحمان بن الجمال 3494 درباس بن محمد 3494 دريع بن كامل بن عبد الرحمن 3494 دزبر بن أونيم الديلمي 3495 دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء (الشاعر) 3496 دعلج بن احمد بن دعلج بن عبد الرحمن 3531 راجح بن اسماعيل الحلبي 3539 انتهى الجزء السابع راجح بن الحسين النشائي 3546 راجح بن ابي بكر بن ابراهيم بن محمد 3547 ذكر من اسمه راشد راشد بن سعد المقراني 3549 راشد 3552 راغب الخادم 3553 ذكر من اسمه رافع رافع بن خديج 3557 رافع بن عبد الله بن نصر بن سليمان القاضي 3561 رافع بن عميرة الطائي 3563

ذكر من اسمه الربيع الربيع بن خثيم 3565 الربيع بن زياد بن سابور 3590 الربيع بن عبد الله الحموي الشامي 3590 ربيع بن محمود بن هبة الله 3591 الربيع بن نافع ابو توبة الحلبي 3603 الربيع بن يونس بن محمد بن كيسان بن أبي فروة 3606 ذكر من اسمه ربيعه ربيعه بن شرحبيل 3612 ربيعه بن عاصم العقيلي 3612 ربيعه بن عباد 3613 ربيعه بن عمرو الجرشي الشامي 3616 ربيعه بن كعب القصير 3618 ربيعه بن لقيط بن حارثه بن عميرة التجيبي القردمي المصري 3618 ربيعه بن نجوان 3619 ربيعه الشعوذي 3620 ذكر من اسمه رجاء رجاء بن ايوب الحضاري 3621 رجاء بن حيوة بن حنزل 3621 رجاء بن سراج 3625 رجاء بن عبد الرحيم 3625 رجاء بن معبد بن علوان 3626 رجاء بن مهران بن أبي سلمة 3627 رجب بن ابراهيم بن محمد الحنفي 3630 رزام المجنون 3631

ذكر من اسمه رزق الله رزق الله بن عبد الوهاب 3632 رزق الله بن عبيد الجزري السنجاري 3647 رزق الله بن يحيى بن رزق الله 3647 رزيق بن حيان 3648 رستم بن ترذوا الفرغاني 3650 رشاء بن نظيف بن ماشاء الله المعري 3652 الرشيد بن علي بن المهنا بن صدقه 3653 رشيد الخادم 3654 ذكر من اسمه رشيق رشيق بن عبد الله الرقي المصيصي 3655 رشيق بن عبد الله النسيمي 3656 ذكر من اسمه رضوان رضوان بن اسحاق القرشي 3659 رضوان بن تتش 3659 رضوان بن سعيد المصيصي 3667 رضوان بن علي الرقي الطبيب 3667 ذكر من اسمه رفاعه رفاعه بن رافع بن مالك 3669 رفاعة بن شداد 3672 رفاعة بن ظالم الحميري 3674 رفق بن عبد الله الخادم 3674 رفيع ابو العالية الرياحي البصري 3679 رمضان بن صاعد بن أحمد بن علي الملقب بالضياء 3690 رؤبة بن العجا 3696

ذكر من اسمه روح روح بن ابراهيم 3716 روح بن حاتم بن قبيصه بن المهلب بن أبي صفره 3716 روح بن زنباع الجذامي 3718 روح بن معمر 3718 رود بن الحارث الكلاعي 3718 ذكر من اسمه روزبهان روزبهان جبهون الصوفي 3719 روزبهان 3719 رويم الشيباني 3722 ذكر من اسمه ريان رياح بن الحارث النخعي 3723 رياح بن عتيك الغساني 3724 ذكر من اسمه ريان 3726 ريان بن صبره بن هوذه الحنفي 3726 الريان المعروف بالمدلل 3726 رئيس بن عبد الله النمري 3727 حرف الزاي زاكي بن كامل بن المسلم القطيعي 3728 ذكر من اسمه زامل زامل بن عتيك الجذامي 3730 زامل بن عمرو السكسكي الحبراني الحميري الحمصي 3731 ذكر من اسمه زائده زائدة بن قدامة الكوفي 3733 زائدة بن مزيدة بن زائدة العرضي 3738 زائدة بن نعمه بن نعيم بن نجيح 3738

زائدة البزاز 3743 زبرج الثملي الأسود 3744 زبيد بن عبد الخولاني المصري 3746 ذكر من اسمه الزبير الزبير بن بكار 3747 الزبير بن جعفر 3753 الزبير بن عبد الواحد بن محمد 3776 الزبير بن المنذر بن عمر 3781 زحر بن قيس الجعفي البدائي الكوفي 3783 زحول 3787 زرافه بن حاجب المتوكل 3787 ذكر من اسمه زرعه زرعه بن موسى 3790 زرعه ابو عبد الرحمن 3793 زرقان 3795 ذكر من اسمه زريق زريق بن ابان 3796 زريق بن حيان 3796 زفر بن الحارث الكلابي 3796 زفر بن عاصم 3803 زفر بن عبد الله 3805 زفر مولى مسلمه بن عبد الملك بن مروان 3806 ذكر من اسمه زكرياء زكريا بن يشوى 3808 زكريا بن ادريس الانطاكي 3815 زكريا بن أيوب 3815

زكريا بن عبد الرحمن الملطي 3816 زكريا بن منظور بن ثعلبه 3816 زكريا بن يحيى بن اياس بن سلمه بن حنظله بن قره 3826 زكريا بن يحيى الحميري 3830 زكريا بن يحيى أبو يحيى الأنطاكي 3832 زكرى المعدني 3833 زكي بن عبد الله 3834 زماخ بن يحيى بن صافي 3835 زمل بن عمرو بن العتر العذري 3837 زنكل بن علي العقيلي الرقي 3842 ذكر من اسمه زنكي زنكي بن آق سنقر 3845 زنكي بن مودود بن آق سنقر 3857 انتهى الجزء الثامن زهدم بن الحارث 3867 زهرون بن حسون الحمال 3867 زهرة بن حويه السعدي 3869 ذكر من اسمه زهير 3870 زهير بن أحمد البغدادي 3870 زهير بن الحارث 3870 زهير بن حرب بن شداد 3870 زهير بن الحسن بن الفرات 3877 زهير بن عباد بن مليح بن زهير 3877 زهير بن عبد الرزاق بن بقاء بن عثمان بن الأزهر 3881 زهير بن عوف الكندي 3881 زهير بن محمد بن علي 3882 زهير بن محمد بن حميد بن شعبه 3886 زهير بن محمد بن يعقوب 3889 زهير بن محمد أبو المنذر التميمي 3890

زهير بن مضرس 3902 زهير بن هارون 3903 زهير المجنون الانطاكي 3904 زيادة الله بن عبد الله بن ابراهيم 3904 ذكر من اسمه زياد 3909 زياد بن الأشهب 3909 زياد بن أيوب 3909 زياد بن حبيب الجهني 3911 زياد بن حفص التيمي 3912 زياد بن حنظلة التميمي 3912 زياد بن خصفة التيمي البكري 3916 زيادة بن الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي الموصلي 3917 زياد بن سليمان 3918 زياد بن عبد الله الأسوار 3927 زياد بن عثمان بن زياد 3932 زياد بن كعب بن مرحب البجلي 3934 زياد بن ميسرة 3934 ذكر من اسم أبيه النضر ممن اسمه زياد 3943 زياد بن النضر 3943 زياد بن النضر الطرطوسي 3948 زياد بن أبي حسان النبطي 3949 زياد بن أبي الورد الكاتب المشجعي 3953 زياد أبو عبد الله 3954 زياد الصقلبي 3955 ذكر من اسمه زياد 3956 زيد بن ابراهيم بن عبد الملك بن زيد الخلقاني 3956 زيد بن أحمد بن عبيد الله بن فضال الحلبي 3958

زيد بن أحمد بن عجل أبو الغنائم 3961 زيد بن أحمد أبو الحسين الحلبي 3962 زيد بن أرقم 3963 زيد بن أسلم الأسود 3978 زيد بن جاريه بن عامر بن مجمع بن العطاف 3999 زيد بن الحسن بن زيد 4002 زيد بن حصن الطائي 4013 زيد بن الحواري البصري 4013 زيد بن شجاع 4024 زيد بن عبد الواحد 4024 زيد بن عتاهية الفقيمي 4025 زيد بن عدي بن حاتم 4026 زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب 4027 زيد بن علي بن عبد الله الفارسي 4051 زيد بن علي بن أبي خداش بن يزيد الأسدي الموصلي 4054 زيد بن عمرو بن نفيل 4055 زيد بن محمد بن زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله 4055 زيد بن نصر بن تميم بن شجاع الحموي 4055 زيد بن وهب ابو سليمان الجهني 4056 زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء التغلبي الموصلي 4059 زيد المصيصي 4061 زيد العابد 4061 زيد الحوراني 4062 حرف السين- ذكر من اسمه سابق 4063 سابق بن عد الله 4063 سابق بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس 4077 السابق بن أبي مهزول المعري 4084 ذكر من اسمه سابور 4085

سابور بن ازدشير 4085 سابور بن علي بن هلال بن حبيش بن عبد العزيز 4086 سابور بن هرمز 4088 ساريه بن محمد 4094 ساطع بن عبد الباقي 4095 ساعد بن فضائل بن ساعد 4100 ذكر من اسمه سالم 4101 سالم بن اسحاق بن الحسين البزاز 4101 سالم بن تميم الحلبي 4101 سالم بن الحسن بن علي 4101 سالم بن الحسن بن هبة الله 4103 سالم بن سعادة بن عبد الله بن احمد بن علي الحمصي 4105 سالم بن سلمان بن عبد الله الحموي 4111 سالم بن صالح 4112 سالم بن ظافر بن ابراهيم بن رافع 4112 ذكر من اسمه سالم بن عبد الله 4113 سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب 4113 سالم بن عبد الله المدني 4142 سالم بن عبد الله أبو العلاء الأموي 4143 سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب 4146 سالم بن عبد الرحمن 4150 سالم بن عبد الغالب 4150 سالم بن عبيد الاشجعي 4151 سالم بن علي بن تميم الكفر طابي 4155 سالم بن علي بن محمد ابو المرجا الحموي 4156 سالم بن مالك بن بدران 4157

سالم بن المحسن بن محمد بن علي الربعي 4160 سالم بن مرشد بن سالم بن عبد الجبار بن محمد بن المهذب 4160 سالم بن مستفاد 4161 سالم بن المفرج بن عشائر بن المعلى 4163 سالم بن مفرج بن الحسن 4164 سالم بن مكي بن محمد بن ثوابه بن عمرون 4165 سالم بن منصور 4166 سالم بن مؤمن المصري 4167 سالم بن وابصه بن معبد 4168 سالم بن هبة الله بن علي بن المبارك 4172 سالم بن لاوي 4175 سالم بن يحيى بن علي بن محمد بن عبد اللطيف 4175 سالم الثقفي 4176 سالم البرنسي السندي 4176 سالم خادم ذي النون المصري 4179 سالم الشيزري 4181 ذكر من اسمه السائب 4182 السائب بن بشر بن عمرو الكلبي 4182 السائب بن حبيش الكلاعي الشامي 4182 سبيع بن يزيد الحضرمي 4186 سحاج الموصلي 4187 سحيم بن المهاجر 4187 سداد بن ابراهيم بن محمد 4191 سراج بن ادريس بن عيسى الحلبي 4197 سراقة بن عبد الرحمن 4198 سرايا بن هبة الله بن الحسن بن أحمد بن الطاش 4199 سرحان بن الحسن بن الحسين 4202

ذكر من اسمه سري السري بن أحمد بن السري 4204 السري بن اسحاق الحلبي 4210 السري بن عاصم 4211 السري بن المفلس السقطي 4212 ذكر من اسمه سعادة سعادة بن عبد الله بن أحمد بن علي الحمصي 4230 سعادة بن عبد الله الخارم 4232 ذكر من اسمه سعد الله سعد الله بن أسلم 4233 سعد الله بن صاعد 4233 سعد الله بن عبد الله بن فائق 4236 سعد الله بن غنائم بن علي بن قانت 4236 سعد الله وقيل سعد بن محمد 4237 سعد الله- وقيل سعد- بن هبة الله بن نصر 4238 سعد الله بن أبي الفتح بن معالي بن الحسين 4239 ذكر من اسمه سعد سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف 4241 سعد بن ابراهيم الشيباني الأسعردي 4243 سعد بن الحارث بن الصمة 4244 سعد بن حماد 4245 سعد بن زيد بن وديعة 4246 سعد بن طارق بن شنقاره 4247 سعد بن عبد الله الأزدي 4250 سعد بن عبد الله الحلبي 4250 سعد بن علي بن قاسم بن علي 4251

سعد بن عقبة 4256 سعد بن عمرو الانصاري 4256 سعد بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأسدآباذي 4256 سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي الحيص بيص 4262 سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد/ الوحيد/ 4272 سعد بن مسعود الثقفي الكوفي 4274 سعد بن مظفر بن المطهر 4275 سعد بن سالم الحلبي 4276 سعد أبو الحسن 4277 سعد أبو بذال بن سعد 4278 سعدان بن يحيى الحلبي 4279 سعدان بن يزيد البزاز 4279 ذكر من اسمه سعيد سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان الطائي المنبجي 4281 سعيد بن اسماعيل الاسدي 4281 سعيد بن بريد 4281 سعيد بن جباءة 4289 سعيد بن الحاضن الغساني الحلبي 4290 سعيد بن حذيفة بن اليمان 4290 سعيد بن حرب البغراسي 4290 سعيد بن حمدان بن حمدون 4291 سعيد بن حمزة بن مالك 4296 سعيد بن حمزة بن أحمد 4297 سعيد بن رحمة بن نعيم 4298 سعيد بن زيد بن خالد 4300 سعيد بن سعيد الفارقي 4301 سعيد بن سهل بن محمد بن عبد الله 4304 سعيد بن سلام 4311 انتهى الجزء التاسع

ذكر المعروفين بالكنى الألف أبو ابراهيم الزهري 4315 أبو ابراهيم العلوي الحراني 4315 أبو الأبطال 4315 أبو الأبيض العبسي الشامي 4315 أبو أحمد بن هارون الرشيد 4318 أبو أحمد الزاهد 4319 أبو أحمد الهاشمي 4319 ذكر من كنيته أبو اسحاق أبو اسحاق الفزاري 4322 أبو اسحاق القنسريني أبو اسحاق بن شهرام 4323 أبو اسحاق الحنبلي 4324 أبو اسحاق الأنطاكي 4324 أبو اسماعيل الطغرائي الكاتب 4325 أبو الأسود الدؤلي 4325 أبو أسيد بن ربيعة الأنصاري 4326 أبو أسيد الفزاري الزاهد 4326 أبو الأشعث الصنعاني 4327 أبو الأعور السلمي 4327 أبو الأعين الأنطاكي 4327 أبو امامة الباهلي 4328 أبو أمية السندي 4328 أبو أمية الخصي 4328 أبو أمية الطرسوسي 4328 أبو أيوب 4328

حرف الباء من الكنى أبو البختري 4329 أبو بدر الحلبي 4329 أبو بديل 4330 أبو بردة بن عوف الأسدي 4330 أبو بردة بن نيار 4330 ذكر من كنيته أبو البركات أبو البركات بن خليفة بن العطار 4331 أبو البركات بن عبد المحسن بن سعيد بن عمرو 4331 أبو البركات بن أبي جوزة المعري 4332 أبو البركات بن الدويدة 4333 أبو البركات بن أبي جرادة الحلبي 4333 أبو البركات بن علي 4333 ذكر من كنيته أبو بشر أبو بشر الحلبي 4335 أبو بشر المؤذن 4335 أبو بشر العطار 4337 أبو بشر التنوخي 4338 أبو بشر الوزير الحلبي النصراني 4338 أبو بقية 4340 ذكر من كنيته أبو بكر أبو بكر بن أحمد بن علي بن عبد العزيز 4341 أبو بكر بن أنس بن مالك 4343 أبو بكر بن أيوب بن شاذي 4344 أبو بكر بن جمهور 4344 أبو بكر بن حماد بن علي بن عبد الله الحلبي 4345

أبو بكر الدقي 4345 أبو بكر بن الضحاك 4345 أبو بكر بن عثمان بن قجمك 4346 أبو بكر بن عمير الجرجاني 4346 أبو بكر بن محمد بن علي بن مغفل الأسدي الطيبي 4347 أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني 4347 أبو بكر بن مسلم العابد 4354 أبو بكر بن نوفل بن الفرات بن مسلم الحلبي 4355 أبو بكر بن يوسف بن محمد الحكيم الرسعني 4356 أبو بكر بن أبي الخصيب المصيصي 4357 أبو بكر بن أبي علي بن أبي سالم 4357 أبو بكر بن أبي الفتح المكي 4359 أبو بكر بن أبي مريم الغساني 4359 أبو بكر بن الاصبهاني المقرئ 4359 أبو بكر الاحنف البغدادي النسوي 4360 أبو بكر الدينوري الطرسوسي 4360 أبو بكر النيسابوري 4361 أبو بكر المعوج الانطاكي 4361 أبو بكر القرشي المصيصي 4363 أبو بكر الزبيري 4365 أبو بكر المروزي 4365 أبو بكر الطرسوسي 4365 أبو بكر الطرسوسي 4365 أبو بكر الطرسوسي 4365 أبو بكر الدينوري الطرسوسي 4366 أبو بكر الطرسوسي 4366 أبو بكر المصري 4367

أبو بكر الجويني الصوفي 4367 أبو بكر المجلد الحنفي 4367 أبو بكر الدايه 4368 حرف التاء من الكنى أبو الترك السلمي 4369 أبو تمام الطائي 4369 أبو تمام الخراساني 4370 أبو توبة المصري 4370 أبو توبة الحلبي 4370 حرف الثاء من الكنى أبو ثعلبة الخشني 4371 أبو جحيفة 4372 حرف الجيم في الكنى ذكر من كنيته أبو جعفر أبو جعفر بن خلادة الانطاكي 4374 أبو جعفر بن سهل المروزي 4374 أبو جعفر بن علي المحسن 4375 أبو جعفر بن أبي كريث 4376 أبو جعفر الهاشمي القاضي الحلبي 4377 أبو جعفر المرقع الهاشمي 4377 أبو جعفر الفقيه 4378 أبو جعفر الملطي 4378 أبو جعفر المغازلي المصيصي 4378 أبو جعفر المصيصي 4379 أبو جعفر الجلابي 4379

أبو جفنة المصيصي 4380 أبو جمل بن عمر بن قيس الكندي 4380 أبو الجنوب 4380 أبو الجويرية الجرمي 4381 أبو جهمة الاسدي 4381 أبو الجيش بن لؤلؤ السيفي 4382 حرف الحاء في الكنى ذكر من كنيته أبو حاتم أبو حاتم الرازي 4384 أبو حاتم بن حبان البستي 4384 ذكر من كنيته أبو الحارث أبو الحارث الأولاسي 4385 أبو الحارث الرقي 4385 أبو الحارث بن السندي الأنطاكي 4385 ذكر من كنيته أبو حازم أبو حازم المديني الاعرج 4386 أبو حازم الاسدي 4386 ذكر من كنيته أبو حامد أبو حامد بن محمد بن جعفر الحلبي 4390 أبو حامد الزاهد 4390 أبو حامد 4390 ذكر من كنيته أبو الحسن أبو الحسن بن ثوابه 4391 أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن الدويده 4391 أبو الحسن بن جعفر المتوكل 4391

أبو الحسن بن جهشم 4391 أبو الحسن بن زيد الشيزري 4392 أبو الحسن بن عبد الله الفوطي 4394 أبو الحسن بن عمر 4394 أبو الحسن بن محمد بن محمد بن يوسف النجاري 4396 أبو الحسن التهامي 4397 أبو الحسن الفاسي 4397 أبو الحسن بن يزيد 4397 أبو الحسن بن أبي بكر بن جعفر اليزدي 4398 أبو الحسن بن أبي جرادة 4398 أبو الحسن بن أبي خازن 4398 أبو الحسن بن أبي نصر الكناني العسقلاني 4399 أبو الحسن البغراسي 4399 أبو الحسن الليثي 4400 أبو الحسن المشوق 4401 أبو الحسن المشعوف 4401 أبو الحسن الدلفي 4402 أبو الحسن الحلبي 4402 أبو الحسن المصيصي العابد 4403 أبو الحسن المصيصي الشاعر 4404 أبو الحسن الانطاكي 4404 أبو الحسن المعري 4405 أبو الحسن البصري 4406 أبو الحسن الفراء 4407 أبو الحسن الديلمي 4407 أبو الحسن الرفني 4409 ذكر من يكنى بأبي الحسين أبو الحسين بن أحمد بن الطيب 4410

أبو الحسين بن حذيق 4410 أبو الحسين بن أبي التمام القاضي 4411 أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة الصوفي 4411 أبو الحسين المالكي 4419 أبو الحسين الفراء 4420 أبو الحسين الكرجي 4421 أبو الحسين القرافي 4421 أبو الحسين المستهام 4422 أبو الحسين الحلبي 4422 أبو الحسين الحلبي الصائغ 4423 أبو الحسين الوامق المعري 4423 من اسمه حصين أبو حصين القاضي 4426 أبو حصين المعري 4426 أبو حفص الشافعي 4426 أبو حفيص القاضي 4427 أبو حلمان الحلبي 4427 ذكر من يكنى بأبي حمزة أبو حمزة الأسلي 4428 أبو حمزة الفقيه 4428 أبو حمزة بن أبي حسين 4428 أبو حميد المصيصي 4429 أبو حية بن عبد عمرو 4430 حرف الخاء في الكنى ذكر من كنيته أبو خالد أبو خالد التنوخي 4431 أبو خالد الفارسي 4431

أبو خالد النجار 4432 ذكر من يكنى أبا الخطاب أبو الخطاب بن عون الحريري 4433 أبو الخطاب النحوي 4434 ذكر من يكنى أبا الخير أبو الخير الأقطع التيناتي 4435 أبو الخير الموزه 4442 حرف الدال في الكنى أبو دجانة الأنصاري 4444 أبو الدرداء 4444 أبو الدنيا الأشج 4444 حرف الذال في الكنى أبو ذر الطرسوسي 4445 حرف الراء في الكنى أبو رافع 4446 ذكر من كنيته أبو الرضا أبو الرضا بن النحاس 4450 أبو الرضا بن اللعيبه 4451 أبو رضوان بن سعيد 4451 أبو رمادة الضبي 4452 أبو رويحه الخثعمي 4452 أبو الرياح المصيصي وقيل أبو الرماح 4452 أبو الريان الأصبهاني 4453 أبو ريحانه 4453

حرف الزاي في الكنى أبو الزاهرية 4453 أبو الزبير بن المنذر بن عمرو 4454 ذكر من كنيته أبو زرعه أبو زرعة اللخمي 4455 أبو زرعة الشيباني 4455 أبو زكريا بن مبشر 4455 أبو الزناد 4455 أبو زهير العبسي 4455 أبو زياد الحلبي 4455 ذكر من كنيته أبو زيد أبو زيد الدمشقي 4456 أبو زيد الأعمى 4456 أبو زيد الطرسوسي 4457 أبو زينب بن عوف 4457 حرف السين في الكنى أبو ساسان الرقاشي 4458 ذكر من كنيته أبو سالم أبو سالم بن الذكوري الباري 4458 أبو سالم بن معد بن سعيد 4458 أبو سالم بن يحيى النصراني 4459 ذكر من كنيته أبو سعد أبو سعد بن عبد الغالب بن أبي حصين 4460 أبو سعد بن عليجه النسوي 4460 أبو سعد بن مالك 4461 أبو سعد بن المفضل بن عبد الرزاق بن أبي حصين 4461

أبو سعد بن الوليد بن عبيد البحتري 4463 أبو سعد بن أبي الحسين بن عبد الله 4464 ذكر من كنيته أبو سعيد أبو سعيد التيمي 4466 أبو سعيد المعيطي 4467 أبو سعيد الحرشي 4467 أبو سعيد المصيصي 4468 أبو سعيد الأسود 4469 أبو سعيد الأذني 4496 أبو سعيد الحلبي 4470 أبو سعيد الشجي 4470 أبو سعيد العطاردي 4471 أبو السفر 4471 ذكر من كنيته أبو سفيان أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى 4472 أبو سفيان القيني 4472 أبو سليط الشامي 4473 ذكر من كنيته أبو سليمان أبو سليمان المرعشي 4474 أبو سليمان الانطاكي 4475 أبو سليمان الداراني 4475 أبو سليمان البرساني 4476 أبو سليمان التل سابي 4476 أبو سليمان المغربي 4476 أبو سماك الأسدي 4479 أبو السمراء الغساني 4479

ذكر من كنيته أبو سهل أبو سهل المصيصي 4480 أبو سهل بن سليمان المعري 4480 حرف الشين في الكنى أبو شجاع الحميري 4481 أبو شملة بن المرة 4481 أبو شمر بن أبرهه 4482 أبو الشياب 4483 ذكر من كنيته أو شيبه أبو شيبة الخدري 4484 أبو شيبة 4484 أبو شيبة القاص 4485 أبو شيخ بن عمرو الجهني 4485 حرف الصاد في الكنى ذكر من كنيته أو صالح أبو صالح الأنطاكي 4486 أبو صالح المتعبد الدمشقي 4486 أبو صالح بن نانا 4486 أبو صالح بن المهذب المعري 4487 أبو صرمة 4488 ذكر من كنيته أبو الصقر أبو الصقر القبيصي 4489 أبو الصقر الزهري 4489 ذكر من كنيته أبو طالب أبو طالب الجعفري 4490 أبو طالب البغدادي 4490

أبو طالب الواعظ 4490 أبو طالب الشريف 4493 ذكر من كنيته أبو طاهر أبو طاهر بن المحسن 4493 أبو طاهر بن أبي عبد الله المديني 4494 أبو الطفيل 4494 أبو الطيب بن جهور القاضي 4495 حرف الظاء في الكنى أبو ظبيان 4496 حرف العين في الكنى أبو عادية الجهني 4497 أبو عامر الراهب 4498 ذكر من كنيته أبو العباس أبو العباس بن جعفر المتوكل 4499 أبو العباس بن القاضي 4499 أبو العباس بن فارس 4500 أبو العباس التنوخي المنبجي 4500 أبو العباس البغدادي 4500 أبو العباس بن الموصول 4501 أبو العباس البدوي العابد 4501 أبو العباس الأديب الانطاكي 4502 أبو العباس الطرسوسي 4503 أبو العباس المصيصي 4503 أبو العباس المصيصي 4503 ذكر من كنيته أبو عبد الله أبو عبد الله أحمد بن محمد 4504

أبو عبد الله بن جباءة 4504 أبو عبد الله بن حسان المغربي 4504 أبو عبد الله بن مالك 4504 أبو عبد الله بن واصل المعري 4504 أبو عبد الله بن أبي كامل 4505 أبو عبد الله الجزري 4505 أبو عبد الله الشامي 4506 أبو عبد الله 4506 أبو عبد الله 4506 أبو عبد الله الانطاكي 4506 أبو عبد الله الانطاكي 4507 أبو عبد الله المزابلي 4507 أبو عبد الله الحلبي 4509 أبو عبد الله بن جياءة 4510 أبو عبد الله الحلبي 4510 أبو عبد الله المغربي الزاهد 4510 أبو عبد الله الشريف 4511 أبو عبد الله المصيصي 4512 أبو عبد الله النباجي 4512 أبو عبد الله الخليع الشامي 4512 أبو عبد الله البغدادي المنجم 4513 أبو عبد الله بن المنجم 4514 أبو عبد الله الشبلي 4514 أبو عبد الله الرصافي 4515 أبو عبد الله الرازي 4516 أبو عبد الله الاقساسي العلوي 4517 ذكر من كنيته أبو عبد الرحمن أبو عبد الرحمن السلمي 4518

أبو عبد الرحمن الحلبي 4518 أبو عبد الرحمن المصيصي 4518 أبو عبد الرحمن القرشي الحلبي 4519 أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا بن سالم 2520 أبو عبيدة بن الجراح 4521 ذكر من كنيته أبو عبيد أبو عبيد البسري الزاهد 2522 أبو عبيد بن حربويه 4522 أبو عبيد 4522 أبو عبيد بن أبي عمرو 4522 أبو عتبه مولى عبد العزيز بن مروان 4523 ذكر من كنيته أبو عثمان أبو عثمان بن حرب الأنطاكي 4524 أبو عثمان الصنعاني 4524 أبو عثمان بن مروان 4524 أبو عثمان الواسطي 4525 أبو عثمان الكرجي 4525 أبو العدل الشاعر 4525 أبو العز بن صدقه 4525 أبو العز بن علي بن المهنا المعري 4527 أبو عساف العقيلي 4527 أبو عطاء 4527 ذكر من كنيته أبو علي أبو علي بن الضراب الحلبي 4529 أبو علي بن كوجك 4530 أبو علي الصقلي 4531 أبو علي بن أبي حامد 4532

أبو علي بن عمار 4532 أبو علي الحلبي 4533 أبو علي الأنطاكي 4534 أبو علي الفقيه الخراساني 4534 أبو علي الضرير المقرئ 4535 ذكر من كنيته أبو عمر أبو عمر بن عامر المصيصي 4536 أبو عمر المنبجي 4536 أبو عمر الريحاني 4536 ذكر من كنيته أبو عمرو أبو عمرو مولى بني هاشم 4538 أبو عمرو العثماني 4538 أبو عمرو الأوزاعي 4538 أبو عمرو الكرجي 4538 أبو عمرو الضبابي 4539 ذكر من كنيته أبو عمران أبو عمران الطرسوسي 4541 أبو عمران الملطي 4542 ذكر من كنيته أبو عمره أبو عمرة الأنصاري 4543 أبو عمرة المازني 4544 ذكر من كنيته أبو العلاء أبو العلاء بن بوين المعري 4545 أبو العلاء بن سليمان المعري 4546 أبو العلاء بن العين زربي 4546 أبو العلاء بن أبي الندى 4546

ذكر من كنيته أبو عيسى أبو عيسى بن موسى 4547 أبو عيسى بن الطبيب 4547 حرف الغين في الكنى أبو الغادية المري 4548 ذكر من كنيته أبو غالب أبو غالب الأنطاكي 4550 أبو غالب الملطي 4550 أبو غالب بن عبد الحق 4550 ذكر من كنيته أبو غانم أبو غانم بن سعيد بن عبد المنعم بن المنذر الحلبي 4551 أبو غانم بن المفضل 4551 أبو غانم بن أبي الفتح بن الموصول 4552 أبو غانم بن الحلاوي 4553 أبو غانم بن العديم 4553 أبو غانم النجار 4553 أبو الغريب الأصبهاني 4553 أبو الغزير 4555 أبو الغنائم تاج الملك 4555 أبو الغوث بن محجز المنبجي 4556 حرف الفاء في الكنى أبو فاختة 4558 ذكر من كنيته أبو الفتح أبو الفتح بن أحمد بن أبي الرءوس السروجي 4559 أبو الفتح بن الأباريقي 4559 أبو الفتح بن بيان بن علي 4560

أبو الفتح بن عبد الرحمن بن علوي بن المعلى 4561 أبو الفتح بن عبد المحسن 4561 أبو الفتح بن محمد بن هبة الله 4561 أبو الفتح بن النن القطان 4562 أبو الفتح بن محمد بن عمر الابيوردي 4562 أبو الفتح بن النحاس 4562 أبو الفتح النقاش الحلبي 4563 أبو الفتح نديم سيف الدولة 4563 أبو الفتح البالسي نصر بن الحسن بن ابراهيم 4564 أبو الفتح البصري 4564 أبو الفتح الطرسوسي 4565 أبو الفتح الرحبي الروحاوي 4565 أبو الفتيان بن حيوس 4565 ذكر من كنيته أبو فراس أبو فراس بن حمدان 4566 أبو فراس بن أبي الفرج البزاعي 4566 أبو فراس العامري 4566 ذكر من كنيته أبو الفرج أبو الفرج بن أبي بكر العلاف 4567 أبو الفرج بن أبي حصين 4567 أبو الفرج بن عبيد الله بن الحسين 4568 أبو الفرج النحوي 4568 أبو الفرج بن الشام يده الطرابلسي 4568 أبو الفرج مولى عمر بن عبد العزيز 4569 أبو الفرج الطرسوسي الصوفي 4569 أبو الفرج الحلبي 4570 أبو الفرج العجلي الكاتب 4570

أبو الفرج بن الطيب الأنطاكي 4570 أبو فضالة الأنصاري 4571 ذكر من كنيته أبو الفضائل أبو الفضائل الأنطاكي 4572 أبو الفضائل بن سعيد بن مكي 4572 أبو الفضائل سعيد الدولة 4572 ذكر من كنيته أبو الفضل أبو الفضل الدهخذائي الشقاني 4573 أبو الفضل بن حجر الأنطاكي 4574 أبو الفضل بن الديعاص 4574 أبو الفضل بن سالم العطاردي 4575 أبو الفضل بن صالح المعري 4575 أبو الفضل بن أبي منصور القمي 4576 ذكر من كنيته أبو الفوارس أبو الفوارس بن أبي الفرج 4578 أبو الفوارس بن الطلائي 4580 حرف القاف في الكني ذكر من كنيته أبو القاسم أبو القاسم بن ابراهيم بن هبة الله 4581 أبو القاسم بن برية 4582 أبو القاسم بن جلبات المعري 4582 أبو القاسم بن حسن بن أبي القاسم المقدادي 4582 أبو القاسم بن الحسين بن السميدع 4583 أبو القاسم بن أبي عبد الله الحسن بن أبي الندى 4583 أبو القاسم الشيظمي 4584

أبو القاسم بن السحلول 4587 أبو القاسم بن محمد بن بديع 4588 أبو القاسم بن مبارك 4588 أبو القاسم بن عبدان 4589 أبو القاسم بن أبي المكارم بن المهذب 4589 أبو القاسم بن الحمامي 4590 أبو القاسم القحطبي 4591 أبو القاسم الأبار 4591 أبو القاسم الزيدي 4591 أبو القاسم الملطي 4591 أبو القاسم القاضي 4592 أبو القاسم الأفطسي 4592 أبو القاسم المقرئ بالألحان 4593 أبو القاسم الناصبي 4594 أبو القاسم المصيصي المؤدب 4594 أبو القاسم بن المقرئ 4595 أبو القاسم الحموي 4595 أبو قتادة بن ربعي 4596 أبو قدامة العابد 4596 أبو القعقاع الجرمي 4599 أبو القوارير 4599 حرف الكاف في الكنى ذكر من كنيته أبو كامل أبو كامل الأحمسي 4600 أبو كامل مولى الغاز بن ربيعة الجرشي 4600 أبو كرب العراقي 4601 أبو كريب الغساني 4602

أبو الكرم بن الوزان 4603 أبو كعب الخثعمي 4603 أبو الكنود 4604 حرف اللام في الكنى ذكر من كنيته أبو الليث أبو الليث النحوي 4605 أبو الليث الخراساني 4606 أبو ليلى الأنصاري 4607 حرف الميم في الكنى أبو المتوكل القنسريني 4608 ذكر من كنيته أبو المجد أبو المجد منصور بن أبي القاسم 4609 أبو المجد بن فضلان 4609 أبو المجد بن أخت أحمد بن خلف 4610 أبو المحاسن بن اسماعيل الشواء 4611 أبو محجن بن عبد الله 4611 ذكر من كنيته أبو محمد أبو محمد بن جعفر المتوكل 4611 أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية 4611 أبو محمد بن مضاء بن عبد الباقي 4613 أبو محمد بن معمعة 4613 أبو محمد بن أبي النجيب 4613 أبو محمد الحلبي 4614 أبو محمد الأموي 4615 أبو محمد الموصلي 4615 أبو محمد الأديب المعري 4616

أبو محمد الأنطاكي 4616 أبو محمد الرصافي 4616 أبو محمد المصيصي العابد 4616 أبو محمد المرعشي 4617 أبو محمد الملطي 4618 أبو محمد المراغي 4618 أبو المخارق القاضي 4619 أبو مخرمة السعدي 4619 أبو مروان المغربي 4620 ذكر من كنيته أبو مسلم أبو مسلم الخولاني 4622 أبو مسلم الخراساني 4622 أبو مسلم الثقفي 4622 أبو مسلم المرعشي 4623 أبو مسلم الطرسوسي 4623 أبو مسلم الحداد 4623 أبو مسهر الغساني 4623 أبو المشرف الدجرجاوي 4624 أبو المشكور بن أبي العباس الحلبي 4624 ذكر من كنيته أبو المصبح أبو المصبح الأعشى أعشى همدان 4625 أبو مصبح الحمصي 4626 أبو مضر 4627 أبو المطرف الأنطاكي 4628 أبو المعافى بن المهلب الحموي 4628 أبو المعالي بن أبي الجيش 4628 أبو معاوية الأسود 4629

أبو معشر 4629 أبو المغيث الرافقي 4629 أبو المفلفل التنوخي 4630 أبو المنى بن علي الحلبي 4630 أبو المنجى بن مسعر التنوخي 4631 ذكر من كنيته أبو منصور 4634 أبو منصور بن بابا الحلبي 4634 أبو منصور بن الخلال 4636 ذكر من كنيته أبو موسى 4638 أبو موسى الأشعري 4638 أبو موسى بن يونس الطرسوسي 4638 أبو موسى الوراق 4638 حرف النون في الكنى 4639 أبو النجاء الأندلسي 4639 ذكر من كنيته أبو النجم 4640 أبو النجم الراجز 4640 أبو النجم الدكاني 4640 أبو النجيب الهروردي 4640 ذكر من كنيته أبو نصر 4641 أبو نصر الطرسوسي الشيرازي 4641 أبو نصر البرمكي 4641 أبو نصر بن جوزة 4641 أبو نصر بن أبي الحليم الطبيب 4641 أبو نصر الأولاسي 4641 أبو نصر بن هشام الحلبي 4642 أبو النعمان الأنطاكي 4643

أبو النمر بن العنزي 4643 ذكر من كنيته أبو نواس 4645 أبو نواس الحكمي 4645 أبو نواس الانطاكي 4645 أبو نوح الحميري 4645 حرف الواو في الكنى أبو وائل الأسدي 4646 أبو الورد بن الهذيل 4646 أبو الوفاء الحراني 4646 ذكر من كنيته أبو الوليد أبو اليد الأنطاكي 4648 أبو الوليد الباجي 4648 حرف الهاء في الكنى ذكر من كنيته أبو هاشم أبو هاشم بن عتبة 4649 ذكر من كنيته أبو هريرة أبو هريرة الدوسي 4651 أبو هريرة الانطاكي 4651 أبو هريرة أمام مسجد عرفة 4652 أبو همام الشعباني أبو هنيدة أبو هلال الراغبي الخادم 4653 أبو الهيثم بن القاضي أبي حصين 4655 حرف الياء في الكنى 4656 ذكر من كنيته أبو يحيى 4656 أبو يحيى مولى عمر بن عبد العزيز 4656

أبو يحيى الموصلي 4656 أبو اليسر أبو يسير مولى مسلمه بن عبد الملك 4656 ذكر من كنيته أبو يعقوب أبو يعقوب البوقي 4657 أبو يعقوب الطبري 4657 ذكر من كنيته أبو يعلى أبو يعلى السلمي الملطي 4658 أبو يعلى الجعفري 4658 أبو يعيش 4658 ذكر من كنيته أبو يوسف أبو يوسف الغسولي 4659 أبو يوسف العين زربي 4660 آخر الكنى من كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب 4662 ذكر المعروفين بالنسبة الى آبائهم ممن لم يعرف له اسم ولا كنية 4663 اابن اصطفانوس الرومي الانطاكي 4663 ابن الاصيلع 4663 الباء ابن باقي المعري 2664 ابن بشر بن البراء 4664 ابن بطه 4665 ابن البليغ المعري 4665 ابن بلال بن سعد بن تميم 4666 التاء ابن تريك الرفني 4667

الثاء فارغ الجيم ابن جعونه بن الحارث العامري 4669 ابن جناح 4669 ابن العصب المنبجي 4689 ابن عفيف الحمصي 4689 ابن عمر بن عبد العزيز 4689 ابن عون 4690 الغين: فارغ الفاء ابن الفقاعي المعري 4691 القاف: فارغ الكاف ابن كعب 4692 ابن الكواء 4692 ابن الكلابي 4693 حرف اللام: فارغ حرف الميم ابنا مالك الأسلميان 4694 ابن ماسويه الطبيب 4694 ابن مقبل الشاعر 4694 ابن الملثم 4698 ابن الموصول الاسدي 4699 شاعر من بني المنخل 4699

النون: فارغ وكذلك الواو حرف الهاء ابناء هاشم الاسلميان 4700 ابن هبيرة 4700 ابن هرمة الشاعر 4700 حرف الياء ابن يعلى 4701 الكنى ابن أبي جهم المعري 4702 ابن أبي الحصين 4703 ابن أبي زرعة الدمشقي 4703 ابن أبي سرح 4703 ابن أبي سمينه 4704 ابن أبي قباس 4704 ابن أبي عياش الالهاني 4705 ابن أبي موسى الحلبي 4706 ذكر جماعة عرفوا بغير آبائهم جد أبي عمرو بن العلاء 4707 أبو القاضي أبي عمر 4707 ابن بنت علي بن بكار 4708 أخو أبي القاسم 4708 عم يحيى بن سعيد الانصاري 4708 عم الحسين بن الفهم 4709 غلام كشاجم 4709 جد أبي عبد الله الحسن المزني 4709

ابن بنت حامد 4710 ابن بنت أبي عبد الله 4710 والد مشرس 4710 ابن أخي شهر بن حوشب 4711 مولى عمر بن عبد العزيز 4711 مولى آخر لعمر 4711 ابن أخي أبي قلابة 4712 ابن عم للاشعث بن قيس 4712 أخو بشر بن غالب 4713 مولى مسلمة بن عبد الملك 4714 ذكر المعروفين بالالقاب الألف اجدع السكاسك 4716 الاحوص الانصاري 4717 الاحوص الذفافي 4717 الاخطل التغلبي 4717 أعشى همدان 4717 الباء الببغاء الشاعر أبو الفرج عبد الواحد 4718 البديع الحلبي 4718 البديع المعري 4722 البليغ المعري 4722 البنص 4722 البرهان الرندي الفقيه 4723 الجيم جران العود 4724 الخاء الخلب التنوخي 4725

خطير الملك ابن الوزير اليازوري 4726 الدال الدميك النحوي 4728 الدنف الشاعر 4728 الذال ذو ظليم 4729 الراء الراعي الشاعر 4730 الرقعمق 4730 الزاي الزاهي 4731 الزاهي 4731 الزاهر المعري 4731 السين السابق بن أبي مهزول المعري 4733 سجاده الفقيه 4733 الشين الشهاب اليازكجي 4734 الغين الغراب 4735 الفاء الفاخر الحلبي 4737 الفرخ 4737 الفرزدق الشاعر 4739 الفرقد المعري 4739 القاف قنزع الشاعر المعري 4740 القنوع المعري 4740

الكاف الكامل المعري 4741 الكامل بن المغربي 4741 كشاجم 4741 الكمال الاسكندراني 4741 الميم الماهر الحلبي 4742 المتنبي الشاعر 4742 المجتبى الأنطاكي 4742 المجاهد 4742 المرصع المعري 4743 المحترز الذفافي 4743 المستهام الحلبي 4743 الممتع المعري 4743 المعوج الأنطاكي 4743 النون النابغه الجعدي 4744 الناشىء الصغير 4744 النامي المصيصي 4744 النامي اليشكري العراقي 4744 الناظر المعري 4744 الواو الواله 4745 الوامق المعري 4745 الواواء الحلبي النحوي 4746 الوصاف 4746

ذكر من عرف بالنسبه الى القبائل او البلاد أو والأباء أو الى الصنائع الألف الأنطاكي الشاعر 4748 الأنطاكي 4749 الأنطاكي المقرئ 4749 الأنطاكي الحاسب 4750 الأوزاعي 4750 الباء البالسي الضرير 4751 البحتري 4751 البيزوربي المغربي 4751 الجيم الجفني 4752 الحاء الحاجري الحلبي 4753 الحلبي 4753 الحلبي الفقيه 4753 الحلبي المتكلم 4754 الحلبي 4755 الحلبي 4756 الحلبي 4757 الخاء الخالديان الموصليان 4759 الدال الديلمي العابد 4760

الراء الرقيشي 4761 الزاي الزهري 4761 السين السوسنجردي المقرئ 4762 الشين الشامي المقرئ 4762 الشباميون 4762 الشغواني المنجبي 4763 الشيباني 4763 الصاد الصفري 4765 الصنوبري 4765 الضاد الضبعي 4766 الطاء الطرسوسي النجراني الشاعر 4767 العين العماني الشاعر 4768 العمري 4769 العبسي 4769 الفاء الفصيصي الحلبي 4771

الحاء ابن جوى السكسكي 4671 ابن حوقل النصيبي 4672 الخاء ابن خدام الكلبي 4673 ابن الخزري 4674 القاف القشيري المغربي 4773 الكاف الكمدي 4773 الميم المصيصي 4774 المصيصي 4774 المعتصمي 4774 المغازلي 4775 الملطي 4776 ابن الخشاب 4675 ابن الخفاني 4677 ابن خلف الجمحي 4678 الدال والذال والراء والزاى فارغات السين ابن سابط الحمجي 4681 ابن سنان الخفاجي 4682 ابن سيف المعري 4683

الشين ابن شكاب الأنطاكي 4684 الصاد ابن صدقه الموصلي 4685 ابن صدقه الهاشمي 4685 حرف الضاد فارغ الطاء ابن طليب الكواكبي 4686 حرف الظاء فارغ العين ابن العارف 4688 ابن عبد الرحمن الهاشمي 4689 ***

الشعر والرجز

الشعر والرجز أأبا العشائر ان أسرت فطالما: الحارث بن سعيد بن حمدان أبو فراس: رجا: 2528 أأبا العشائر لا محلك دارس: الحارث بن سعيد أبو فراس: نازج: 2531 أأ لبيض تعصى يا عقيل عامر: أحمد بن محمد النامي: البواتر: 1088 أأجا وسلمى أم بلاد الزاب: الحيص بيص: 4265 غاب 4266 أأحبابنا رفقا بنا وتعطفا: سالم بن عبد الجبار: القسط: 4149 أأحبابنا لاشتت الله شملكم: الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي: عندي: 2481 أأشمت أعدائي واذهب قوتي: علي بن أحمد الملقب بالذخيرة: الفخر: 3487 أأقاتل الحجاج عن سلطانه: مجهول: مولاته: 2065 أأقحوانا أرته أم بردا: السري بن أحمد بن السري: غيدا: 4206 أأقعد بعد ما رجفت عظامي: مصعب بن عبد الله: يليني: 1382 أأمكث في الدنيا كما هو عالم: أحمد بن عبد الله التنوخي: أو كسرى: 4537 أبا عبد الاله أصخ لقولي: دعيل: السداد: 3512 أبا عبد الاله معاذ أني: المتنبي: مقامي: 647 أبا علي هو الدهر الخؤون وما: هبة الله بن أبي جرادة: الغمر: 2278 أبا علي يارهين الثرى: الحسن بن علي الجويني: فاخرة: 2463 أبا الفتح تاج الدين لا تنس ودنا: أحمد بن مسعود الخزرجي: عهدنا: 1142 أبي قلبه من لوعة الحب أن يخلو: الحسن بن عبد الله: العذل: 2424 أبى الله الا أن صفين دارنا: علي بن أبي طالب: كوكب: 4707 أبى الله الا أن يتمم نوره: أعشى همدان: فتخمدا: 4626 أبالي أن أبالي بالرزايا: أسامة بن منقذ: بالخطوب: 1369 أبا مالك هل لمتنى اذ حضضتني: الجحاف: لائم: 433 أبا المرهف الباني من المجد منزلا: سالم بن عبد الجار: ممدود: 4148 أبا مروان لست بخارجي: نصيب: بانتحال: 2872 أبايعت أهل البيعة اليوم في دمي: سداد بن ابراهيم: وتقدم: 4194 أبعد المنذرين أرى سواما: عبد المسيح بن عمرو اللساني: والسدير: 3151 أبلغ أبا الحسن السلام وقل له: أبو الخفاجي: للشيعة 4155 ابلغ عقالا أن غاية داحس: النابغة الجعدي: تقدم: 3006 أبلغ عني حوشبا وذا كلع: الاشعث وقيل رجل من كندة: الطمع: 2990 ابن لي كيف أمسيت: أبو حامد بن محمد سناء الدولة: من الحال: 4390 ابن المنقى نقاوة السغل: الحسن بن صافي: رجل: 2396

أبني أما أهلكن فلا تكن: زياد بن علي بن الحسين: الاثواب: 4043 أبني أن من الرجال بهيمة: أبو عمرو بن العلاء: المبصر: 2796 أبني كشاجم أنتما: محمد بن هارون الالثمي: مجربان: 1125 أبني المهذب وجدكم وجدي به: محمد بن هارون: مصابي: 1001 أبو المعالي هبة الله: زيد بن أحمد بن عجل: جاهي: 3961 أبوك الذي لما أتى مرج راهط: مجهول: تاليا: 4208 أبو المرجا له وجه سماجته: علي بن الدويده المعري: والمرضا: 4703 أتاك بسلم الحي بكر بن وائل: الاعور الشيني: الموكر: 3118 أتاك العيد مبتسما ولولا: أحمد بن محمد الحلاوي: ابتسام: 1070 أتى مرعشا يستقرب البعد مقبلا: المتنبي: القربا: 2370 أتانا في الولادة وهو شيخ: أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله: وبالشيوخ: 4576 أتاني الدهر بالم أزل: محمد بن أحمد الخشاب: وأخشاه: 628 أتته الخلافة منقادة: أبو العتاهية: الالها: 1767 1868 أتحسب ان البؤس للمرء دائم: سعد بن محمد الوحيد: العجب: 4273 أتخذ الله صاحبا: محمد بن رامين: جانبا: 1083 أتذكرها وقد خرجت عشيا: الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي: رود: 2481 أترى الزمان يسرنا بتلاق: دعبل الخزاعي: مشتاق: 3527 أترى ضم خطيبا: زياد بن أحمد الحلبي: طيبا: 3959 أترجو أمة قتلت حسينا: مجهول: الحساب: 2563 أتروض فرسك عند ما كبرت: مجهول: الهرم 2609 أتصبر يا قلب أم تجزع: الاشجع السلمي: بلقع: 1873 أتعجب أن كنت ذا نعمة: خالد بن يزيد بن معاوية: مهيب: 3196 أتعرف رسم الدار من أم سالم: الاشرف بن الاعز: لواعم: 1883 أتفرح بالايام تمضي وتنقضي: مجهول: تذهب: 2275 أتلقى رسولها بخضوع: أبو العلاء المعري: بنجه: 1676 أتنزع بيعتي من أجل أمي: الحكم بن الوليد بن يزيد: هجينا: 1887 2888 أتنكر من الحق أخت دارم: الحسن بن صافي: عالم: 2395 أتيت بها مقبوحة الذكر سبة: مجهول: وتربع: 1551 أتيت رسول الله اذ جاء بالهدى: النابغة الجعدي: ثيرا: 3001 أتيت مستشفعا بلا سبب: دعبل الخزاعي: الادب: 3523 أثر بتمادي شدها المتدارك: سالم بن هبة الله: حالك: 4173 أثل وأثر في المنام مآثرا: الحسن بن أحمد بن أبي الحسين: شرحها: 2288 أجاب الله داعيك: مجهول: يعاديك: 1787 أجابت الدار على عيها: مدرك بن سليمان: أخبان: 3316

أجارتنا أن المزار قريب: امرؤ القيس بن حجر: عسيب: 2020 أجزار باب الشام كيف وجدتني: السري الرفاء الموصلي: ومخلبي: 1084 أجزت لسيدي وفريد عصري: عمر بن محمد بن أحمد: ما ابتغاه: 4342 أجلك عن مدح ينعتك أنني: أبو نصر بن النحاس: وأعظما: 4637 أحب الذي حبت الانفس: المتنبي: المعطس: 679 أحب المعالي وأسعى لها: أحمد بن عبد الغني القشيري: حياني: 996 ظعني: 1817 أحبابنا لو لقيتم في اقامتكم: علي بن مقلد بن منقذ: 1017 ظعني 1817 أحببت بدرا منيرا: طاهر بن محمد بن قريش: بهيم: 1634 أحسن من بدر الدجى: اسماعيل بن صالح الهاشمي: اللابث: 1653 أخ خير من أحببت أحمل ثقله: بشار بن برد: ثقلي: 3520 أخ لك لا تراه الدهر الا: زياد الاعجم: جوادا: 3921 أخ لي عاداه الزمان فأصبحت: خالد بن محمد القيسراني: المطالب: 3098 أخ الجود أعط الناس ما أنت مالك: المتنبي: قائل: 673 أخالد اني لم أدرك لحاجة: مجهول: جواد: 3077 3078 أخالد قد انطيت والله غشوة: أخو خالد القسري: بسارق: 3076 أخزاع غيركم الكرام فاقصروا: دعبل: الافواه: 3515 أخلق بذي السبعين أو صدق به: البحتري: يحسرا: 1500 أخي ماذا دهاك وما أصابك: الحسين بن علي الطغرائي: جوابك: 2689 اداب لنفسك بالتعلم جاهدا: سليمان بن عبد الله الريحاني: الاقواما: 2950 أداوي به تخفاق قلبي كانني: الحسين بن علي المغربي: البردا: 2548 أدر كؤوسك عني أيها الساقي: أسعد بن يحيى السلمي: ارفاق: 1585 أدر المدامة يا بن شبل واسقني: سداد بن ابراهيم: المتعذر: 4194 أدلاك عمرو والحوادث جمة: معاوية بن أبي سفيان: الجرائر: 2201 اذا اخترت أن تحيا فمت عن عوانق: أبو بكر بن عثمان: مدركاتها: 4346 اذا أدنيتني وحملت رحلي: زيد بن أرقم: الحساء: 3968 : 3974 اذا أردت شريف الناس كلهم: محمد بن الحسن بن دريد: مسكين: 4006 اذا استغنيت عن عرض بحظ: أبو نصر بن جوزه: يمين: 4641 اذا اعوججن قلت صاحب القوم: مجهول: العوم: 2875 اذا افتخرت يوما أمية أطرقت: سالم بن وابصة الاسدي: والكرم: 4171 اذا أنا لم أطلب رضاك واتقي: الحجاج الثقفي: كواكب: 2084 : 2085 اذا أنت لم تترك أمورا كرهتها: عبد الله بن مروان: طالبه: 2084 اذا أنت لم ترحل بزاد من التقى: سابق بن عبد الله: ترودا: 4074

اذا جرح الكتاب كان قسيهم: عبد الحميد بن يحيى الكاتب: نبلا: 1272 اذا جعل المرء الذي كان حازما: حرملة بن المندر: وترحل: 2193 اذا جعل المرء الذي كان حازما: حرملة بن المنذر: ويحمل: 2195 اذا جعل الناس أهل العراق: الاشهب النخعي: النخع: 1921 اذا حمد الناس الزمان ذممته: عبيد الله بن محمد الصروي: الدهرا: 4594 اذا رأيت خالدا تجففا: مجهول: منصفا: 3167 اذا رزق الفتى ما يقوته: عبيد الله بن محمد الصروي: وضلال: 4236 اذا سألت المرء يوما فلا تكن: الحسن بن عبد الله بن الفضل: لجاجه: 2440 اذا سد اللئيم الباب دوني: الحسن بن شافع: بناب: 2429 اذا الشمس مجت مجة من لعابها: ابن بسام: منضد: 4505 اذا شئت أن تحيا عزيزا فلا تكن: الحسن بن أسد: بدونها: 2299 اذا شئت أن تكبت الحاسدين: أحمد بن الحسين الشمشاطي: العدو: 687 اذا شئت يوما أن تسود عشيرة: أبو تمام: والشتم: 4628 اذا الصب أشفى من جواه شفا: أسامة بن منقذ: بشفائه: 1365 اذا طلع العيون أول كوكب: جرير الشاعر: جرير: 3222 اذا غاب المناصب ليثها: سليمان بن عبد الله بن الريحاني: وسامها: 2949 اذا غضب الانام علي وأنت راض: أحمد بن منير: جفاني: 9161 اذا فارقت عرسك عن ملال: محمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان: أياد: 4735 اذا قل مال المرء قل صديقه: أبو العتاهية: طريقه: 1778 اذا قلت في شيء نعم فأتمه: أحمد بن يوسف الكاتب: واجب: 1275 اذا كان الأمير وصاحباه: مجهول: القضاء: 453 اذا كان سر في فؤادي كتمته: عبد الرزاق بن عبد الله: كان: 1942 اذا كان لا يحظي برزقك ما قل: نسب الى المعري: أحمقا: 889 اذا كانت الاحرار أصلي ومنصبي: اسحاق بن ابراهيم الموصلي: خازم: 1416 اذا كانت جمادى في جمادى: مجهول: الشديد: 3850 اذا لم أصب أموالكم ونوالكم: اسماعيل الصابوني: البرا: 1676 اذا ما اعتنقنا خلت أن قلوبنا: سري بن أحمد الكندي: تخفق: 2181 اذا ما امتطى طرفا وجرد صارما: داود بن المغربي القرشي: غمد: 3474 اذا ما جرى شأوين وابتل عطفه: امرؤ القيس: بأثاب: 2007 اذا ما دارت الافلاك يوما: أسعد بن عبد الرحمن التنوخي: تكادا: 1557 اذا ما سخرت بمن لا تشك: أبو القاسم بن المقرئ: تسخر: 4595 اذا ما الصبا في آخر الليل هبت: مجهول: صبت: 3320

اذا ما فررنا كان اسوأ فرارنا: أبو الاعور السلمي: المناكب: 4471 اذا ما لم تكن ملكا مطاعا: الحسين بن علي الطغرائي: مطيعا: 2686 اذا ما المرء أشبه والديه: ابن صدقة الهاشمي: علبه: 4685 اذا ما وصلتم سالمين فبلغوا: أحمد بن محمد البكراني: نجدا: 1291 اذا ما يسرك يوما سمحت: علي بن الهروي: أسمح: 2731 اذا المرء أفشى سره بلسانه: أحمد بن يوسف الكاتب: أحمق: 1275 اذا المرء لم يعرف له قدر مثله: الصوري أبو عبد الله الحافظ: فضله: 2450 اذا ناب خطب فاستشر فيه صاحبا: خليل بن علي بن الحسين: الصحب: 3380 اذا نحن جاوزنا مدينة واسط: مجهول: حساب: 2044 اذا نشرت معزى عطية وارتعت: خداش بن بشر البعيث: حميمها: 3222 اذا الوزير تجلى: أحمد بن محمود المعروف بابن كشاجم: الاوقات: 1124 أذل بجمعه فكفاك جد: أبو سعيد الحلبي: اللهاما: 4470 أذن حي تسمعي: أبو العتاهية: وعي: 1803 أذود القوافي عني زيادا: امرؤ القيس بن الحمام: جرادا: 2021 أرى الادلال داعية الدلال: القنوع المعري: مالي: 4740 أرى جيل التصوف شر جيل: سداد بن ابراهيم: بالحلول: 4193 أرى الحلم في بعض المواطن ذلة: سالم بن وابصه الاسدي: فاعله: 4710 أرى خطرات ما تزال كأنها: الحلبي: تخطر: 4755 أرى ذلك القرب صارا ازورارا: الاعسر بن مهارش: اختصارا: 1940 أرى علل الدنيا علي كثيرة: أبو العتاهية: عليل: 1787 أرى قلمي قد زل عن كون وصفه: يحيى بن عمار الرسعيني: طالبه: 2502 أرى كاتبا زهو الكتابة بين: مجهول: منير: 1451 أرى كل انسان يعلل نفسه: مجهول: قابل: 2514 أرى كل حزن دون ما بي من الحزن: الزاهر المعري: أبي اليمن: 4731 أرى المرء يهوى أن تطول حياته: زيد بن الحسن الكندي: وازهاق: 4009 أرى الناس مجانينا: أحمد بن محمد الانطاكي: يهذونا: 1110 أرى الناس والدنيا كلابا وجيفة: الحسن بن ابراهيم التنوخي: بعض: 2249 أرى النصر معقودا برايتك الصفرا: الحسن الشاتاني: أحرى: 2357 أرى ولد الطائي أصبح يومه: اسماعيل بن مكنسة: أمس: 1818 أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه: مجهول: القبر: 2657 أراش نبال مقلته فاصمى: أسعد بن المنجا: الما: 1582 أرانا نخاف أمر الامام: النجاشي قيس بن عمرو: ننقص: 1921 أراني أرى سنجار لادردرها: ابن دبابة: نقشع: 2088 أراها وان كانت تحب فانها: الحجاج الثقفي: وبار 2560

أرايت من داء الصبابة مائذا: عبد الله بن محمد الخفاجي: مساعدا: 1016 أرائق لا تأسى على خاتم هوي: خالد القسري أراني كلما يممت أمرا: منسوب لابي الحسين بن أبي عبد: نصيب: 3082 الله: حبالي: 4412 أرث الخلافة معضود بمعتضد: عبيد الله بن عبد الله: ولدا: 815 أرشدي راشد هديت: خريم بن فاتك: غريت: 3220 أرقت وطار عن عيني النعاس: أبو العتاهية: بواسوا: 1773 أزجر حمارك لا يرتع بروضتنا: معاوية بن أبي سفيان: معروب: 315 أساكن قلبي والمهامه بيننا: أسامة بن منقذ: بعيد: 1369 استأثر الحسنى بعزم صادق: الحسن بن أحمد بن المعلم: الجاهل: 2280 استحلبت حلب جفني فانهملت: الحسن بن أسد: حران: 2302 استعدي يا نفس للموت واسعي: أحمد بن يحيى بن جابر البراذري: المستعد: 1222 استعذنا الا له من شر ما يطرق: أحمد بن حمدون القنوع: لبابه: 706 استودع الله أخوانا ناوا فكووا: أبو الهيثم بن القاضي أبي حصين: نار: 4655 أسري شعرك بارد: مجهول: الدمق: 4208 أسقم هذا الغلام جسمي: الحسين بن علي بن الحسين أبو: سقام: 2531 العشائر اسقيا حجرا على علاته: امرؤ القيس بن حجر: العلق: 1994 أسكان عرشين القصور عليكم: حمدان بن عبد الرحيم الاثاربي: وقبول: 422 ::: 2930 أسكنت من كان بالاحشاء مسكنه: مجهول: والحجر: 2412 أشاركني في ثعلب قد أكلته: خداش بن بشر البعيث: واكاعه: 3224 أشاقك أظعان الخليط المفارق: أبو القاسم بن عبدان: بارق: 4589 أشتاقكم اشتياق الارض وابلها: عبد الله بن أحمد: الوطنا: 971 اشتدي أزمة تنفرجي: أحمد بن رستم: بالفرج: 746 أشجاك من أسماء رسم دارس: اسحاق الموصلي: ومغارس: 1432 أشرت اليها هل عرفت مودتي: مجهول: على العهد: 2520 أشعث الخير يا شبيه أبيه: أجدع السكاسك: الهمام: 4716 أشكو اليك زمانا: أحمد بن عبد القاهر: الصواب: 996 أصاب الدهر مني ما أصابا: أبو حفص الشافعي: عقابا: 4426 أصالة الرأي صانتني عن الخطل: الحسين بن علي الطغرائي: الخلل: 2692 أصبح دنيارك في الانفس: عباس بن الخياط: الحندس: 4380 أصبح الربع من سمية خالي: زائدة بن نعمه: وغزال: 3740 أصحب صفرا من بنى الاصفر: مجهول: والمنير: 3850 أصبحت قد شف قلبي: المناسكي: مقيم: 4750 أصبر فان الصبر مر كريه: الحسن بن محمد العلوي الزيدي: تشتهيه: 629

أصبر لدهر نال منك: أبو العتاهية: الدهور: 1790 أصفح لطرف الصب عن نظراته: أحمد بن يوسف المنازي: يأته: 1286 أصلح ما بين تميم وذكا: ابن الحاضن: شكا: 4290 أضرب ندى طلحة الطلحات: دعبل الخزاعي:: 3521 :: حكما: 3523 أضمر أن أضمر حبي له: خالد بن يزيد الكاتب: اضماري: 3207 أطاقت يد الموت انتزاعك مني: احمد بن يوسف المنازي: صدري: 1284 أطربا وأنت قنسري: أبو بكر الانباري: دواري: 70 أطعنا رسول الله ما دام وسطنا: الحارث بن سراقه: لابي بكر: 1901 أطلت يا أيها الشقي دمك: النامي:: 654 :: رحمك: 4422 أطيب من عود على جمر: أبو الحسن المصيصي: بالخمر: 4404 أظاهر بالعتبى اذا أضمرت عتبا: أحمد بن يوسف المنازي: الذنبا: 1282 أظن قريشا باعثي الحرب مرة: مجهول: الدواهيا: 4678 أعانقه غصنا وألثمه بدرا: أحمد بن مسعود الخزرجي: خمرا: 1142 أعانقه على القلب الجريح وأجهزوا: أبو المحامد المقوصي: وجوزوا: 980 أعبد الله خير من حياتي: أبو العلاء المعري: صريح: 910 أعبد الله قاضي الشام جمعا: مجهول: الصواب: 4735 أعبد المحسن الصوري لم قد: أحمد بن سليمان الفخري: كسير: 776 أعبد المليك ما شكرت بلاءنا: خراش بن بحدل: آكل: 3226 اعتل بعدكم النسيم: اسماعيل بن سودكين: الرسوم: 1647 أعجلتنا فأتاك أول برنا: عبد الله بن طاهر: يقلل: 3523 أعد حيث العذيب يا عامر: أبو الحسن الفراء: بالحاجر: 4407 أعدد من الرحمن فضلا ونعمة: أخو بني الدئل: طالب: 1079 أعرفت أن الحي بالحجر: أبو العتاهية: العمر: 1771 أعف عن الخادم فيما قصرا: حميد بن الظريف: أظهرا: 2972 أعلمت نفسي من رجائك ماله: أبو العتاهية: ونسيم: 1768 أعلن الدين مستغيثا ينادي: أحمد بن عبد القاهر: الكنيف: 999 أعلي أن خلعت فيك العذارا: إدريس بن الحسن بن علي: الوقارا: 1325 أعليك أنفاس النسيم ترفق: خسر فيروز: جلق: 3260 أعور ببغي أهله محلا: المرقال: ملا: 317 اعيدوا صباحي فهو عند الكواعب: المتنبي: الحبائب: 659 أعين المها بالسجف أم حورها العين: صاعد الرحبي: مكنون: 3368 أعيني جودا بدمع سرب: مجهول: العرب 3026 أغالب فيك الشوق والشوق أغلب: المتنبي: أعجب: 673 أغن عن المخلوق بالخالق: الحسن بن علي بن أبي طالب: والصادق: 2595

أفاضل الناس أغراض لذا الزمن: المتني: الفطن: 658 أفدي الذي أهدى الي كتابه: صاعد بن علي: اشواقه: 3695 أفسدتم نظري علي فما أرى: سداد بن ابراهيم: تقدموا: 4195 أفعل الخير ما استطعت وان: دعبل الخزاعي: كله: 3528 أفلست يا سيدي من الورق: يحيى بن مطروح: اليقق: 3885 أفي كل يوم رحلة بعد رحلة: أبو فراس: وتروعها 4655 أفي الله أشكو ان تمسين لا تذكرينني: مجهول: الدما: 2521 أفي الله اما بحدل وابن بحدل: زفر بن الحارث: فيقتل: 3802 أقام كل ملث الودق رجاس: البحتري: ادراس: 416 أقام وما دون العذيب مقام: أسعد بن يحيى السلمي: ملام: 1586 أقسمت بالنفر الغادين تحملهم: أبو الحسن البصروي: السفر: 1638 أقفر من أهله عبيد: عبيد بن الابرص: يعيد: 4302 أقنع بقوت فان المرء مرتحل: مجهول: دخلا: 3367 أقول اذا أبصرته مقبلا: زهير بن محمد بن علي: والشكل: 3883 أقول اذا اشتد اشتياقي اليكم: حيدره بن أحمد بن قطرمبز: وعر: 3010 أقول للسقم عد الى بدني: خالد بن يزيد الكلب: سبيلك: 3203 أقول لما أن طرفه مشيفا: اسماعيل الصويتي: مضعفا: 1671 أقول ولا والله أنسى فعالهم: عبد الله بن خليفة الطائي: فاقبرا: 2131 أقول والليل في امتداد: أحمد بن حمزة السلمي: انسفاح: 4253 أقول لما نعى الناعون لي عمرا: مجهول: والدين: 4690 أقول ومجرى النيل بيني وبينكم: اسماعيل بن مكنسة: بضلوعي: 1817 أقول ونوار المشيب بيني وبينكم: محمد بن أحمد التمامي البوشنجي: سالخ: 2684 أقيموا بني أمي صدور مطيكم: الشنفرى: لاميل: 2694 أكذا يهد الدهر أطواد الهدى: راجح بن اسماعيل: الردى: 3539 ألا أبلغ لديك أباهني: أبو قساس الكندي: رداها: 1898 ألا أبلغا عني الامام رسالة: دعبل: شاحط: 3513 ألا اسقنا الصهباء صرفا فانها: أحمد بن محمد السهلي: الترحل: 1108 ألا ان اخواني الذين عهدتهم: دبيس بن صدقه: لسعي: 3491 ألا ان خير الناس حيا وهالكا: أبو الشغب العبسي: السلاسل: 3088 ألا انما تبكي العيون لفارس: كعب بن جعيل: واقف: 4381 ألا انما التقوى هي العز والكرم: أبو العتاهية: والعدم: 1758 ألا انما موسى بن يحيى بن خالد: ابن موسى الحلبي: تمطر: 4706 ألا أيها الآتي بخير ونعمة: الحيص بيص: اخواجا: 3271 ألا أيها القلب الكثير علائقه: أبو العتاهية: بوانقه: 1797 ألا بكر الناعي بخيري بني اسد: مجهول: الصمد: 4301 ألا تتقون الله اذا تمنعوننا ال: مجهول: الثعالب: 316

ألا رب يوم صالح قد شهدته: امرؤ القيس: طرطرا: 271 ألا ربما صار البغيض مصافيا: سابق سابق بن عبد الله: المتاقن: 4075 ألا سائل الجحاف هل هو ثائر: الاخطل: وعامر: 432 ألا طرقت ليلى الرفاق بغمرة: خداش بن بشر البعيث: فالقعاقع: 3225 ألا فاشتروا مني ملوك المخرم: دعبل: بدرهم: 3516 ألا في سبيل الله ما كنت أرتجي: مجهول: الجهد: 3079 ألا قد هاجني فازددت شوقا: حجدر بن مالك: تجاوبان: 2070 ألا قل لبدران الذي حن نازعا: دبيس بن صدقه: يخيب: 3490 ألا قل لمنصور وقل لمسيب: بدران بن صدقة: لغريب: 3490 ألا ليت حجرا مات موتا: هند أخت حجر بن عدي: البعير: 2123 ألا ليت شعري هل أقول قصيدة: المتنبي: العتب: 673 ألا ليت شعري هل يقولن قائل: أبو الابيض العبسي: قفول: 4317 ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا: أصبغ بن ضرار: نهار: 1925 ألا ليتني في يوم صفين لم أوّب: الاخنس الطائي: ثاوبا: 1324 الام وكم تعد لي الذنوب: أحمد بن هشام المروزي: يتوب: 1216 ألا ما لسيدتي مالها: أبو العتاهية: ادلالها: 1780 ألا ما لسيدتي مالها: أبو العتاهية: سربالها: 1767 ألا من مبلغ مروان عني: الحكم بن الوليد بن يزيد: حنينا: 2890 ألا نادت هرقلة بالخراب: أبو العتاهية: للصواب: 1777 ألا ناد يا ربعي كبيشة باللوا: ابن مقبل: تناديا: 4698 ألا هاتها وردية عنبية: محمد بن الحسن بن طلحة: الورد: 4573 ::: 4574 ألا هبلت ام الفتى اسعد الندى: حجوة بن مدرك: الشكائم: 2139 ألا هبي بصحنك فاصبحينا: عمرو بن كلثوم: الاندرينا: 428 ألا هل أتى أهل المدينة عرضنا: معدان بن رأس: حالها: 2029 ألا هل أتاها والحوادث جمة: امرئ القيس بن حجر: بيقرا: 2023 ألا يا أيها القمر المنير: هند أخت حجر بن عدي: يسير: 2124 ألا يا بن قيس قرت العين اذ رأت: حجر الوادعي: مالك: 2135 ألا يا شبيه البحر أقسم لو درى: وادع بن عبد الله: غواربه: 911 ألا يا عباد الله هذا أخوكم: زبان السواق: ثائر: 3751 ألا يا عين بكى لي سنينا: امرؤ القيس: الذاهبينا: 1996 ألا يا عين فاحتفظي بجهد: مجهول: بعدي: 2651 الى ابن مروان قريع الانس: رؤبة: وآل عبس: 3711 الى أهل الديانة أجمعينا: أبو بكر المصيصي: صابرينا: 4364 الى بانقوساء تلك التي: الصنوبري: فجه: 416 الى البرج المنيف قبيعتيه: صالح بن محمد بن اسماعيل: الخاليات: 413 الى كم أبلى ببين وقرقه: ابن أبي الجهم المعري: الدار: 4702

الى كم أيها اللاهي: أبو بكر بن أبي علي: الله: 4358 الى كم يا بن بطريق: أحمد بن محمد الانطاكي: ضيق: 1110 الى المختار أشكو ما الاقي: الفصيصي الحلبي: والنفاق: 4771 الحظك أم ما تطبع الهند يا هند: داود بن المغربي القرشي: رند: 3473 الزمك جفاءك في ولو فيه الضنا: منسوب لزيد بن علي العارض: بنينا: 4052 الست ترى الجو مستعبرا: سداد بن ابراهيم: الخلب: 4194 ألف المقام بدير زمانينا: الواله: خدينا: 4745 ألف الملال ومال عن ميثاقه: أحمد بن محمد بن الحلاوي: فراقه: 1068 ألف الهوى فالهجر منه نصيبه: أحمد بن محمد القنوع: تعذيبه: 1122 ألفت التباعد والغربة: المعتمد على الله: تربة: 603 اللبارق العلوي أنت طروب: الحسين بن محمد البارع: حبيب: 2764 الله بيني وبين مولاتي: أبو العتاهية: والملمات: 1766 ::: 1768 الله جارك في انطلاقك: البحتري: أو عراقك: 4374 الله يعلم يا حبيبي أنني: المعتز: مكروب: 3773 الم تأت أهل المشرقين رسالتي: النابغة الجعدي: عتب: 3002 ألم بعين زربة والمطايا: سابق بن عبد الله: شأن: 4075 ألم تر أن الحلم زين مسود: أبو العتاهية: الفقر: 1272- 1781 ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى: يحيى بن علي: عدي: 819 ::: 1793 ألم تر اني بلغت المشيبا: حرملة بن حكيم: كسوبا: 2186 ألم تر أني مذ ثلاثون حجة: دعبل: الحسرات: 3810 ألم تر زحرا وابن نجد تعاورا: الحضين بن المنذر: المتوج: 2831 ألم ترانى وترت كوسى: زياد الاعجم: عيم: 3925 ألم ترنى ابنى على الليث بيته: اسحاق بن حسان بن قوهي: أتخشع: 1459 ألم تعلمى يا عذبة الريق اننى: مجهول: مقال: 1421 ألم خيال من سلمى فسلما: أبو البركات المعري: أقدما: 4332 ألم يأتيك والانباء تنمى: مجهول: زياد: 3080 ألمت؟؟؟ بنا والليل داح كأنه: أشعب: القطرا: 4135 المن؟؟؟ يجمع كل شىء طالح: سابور بن علي: لا تحسن: 4087 اللهم أن الحارث بن جبله: شهاب بن العفيف: فقتله: 2187 الهى منحت الود منى بحبلة: أبو بشير: قدير: 1425 أليس عجبا أن بيتا تضمنى؟؟؟: مجهول: تتكلم: 2521 أليس من العجائب أن مثلى: المعتمد على الله: عليه: 604 أليس هم أحيوا بذا اليوم ميتا: محمد بن زائدة الكلابي: ذاهبا: 3675 أليس هم ردوا ابن حمدان عنوة: منصور بن الزنكل: العواقبا: 2331

أليس يزيد الشوق في كل ليلة: خالد بن يزيد بن معاوية: قربا: 3195 اليك ابن كريز الخير أقبلت راغبا: مجهول: وتبددا: 3079 اليك رسول الله أعملت نصها: زمل بن عمرو العذري: الرمل: 3837 اليك يا بن السادة المواجد: مجهول: عامد: 3080 اما الانام فمرزوق ومحروم: زيد بن أحمد الحلبي: ومحروم: 3962 أما ترى الروض كيف قد أظهر: الحسن بن أحمد بن وكيع: يستر: 2476 أما ترى المشمش يا خل الادب: أبو الحسن المشوق: الشطب: 4401 أما تريني قد بلغت وغاضني: خالد بن محمد القيسراني: أجلادي: 3098 أما طريت لهذا العارض الطرب: أبو الحسن الشمشاطي: لعب: 4689 أما غرامي فهو حيث ترينه: الحسن بن أحمد بن المعلم: عوائدي: 2281 أما قويق فارتدى بمعصفر: الصنوبري: بياضه: 354 أما قويق فلا عدته مزنة: الحسين بن علي المغربي: الصيب: 350 أما الحج تلاقي الحي: ساطع بن عبد الباقي: أوقات: 4095 أما لك رقي سرح الطرف غاديا: محمد بن نصر بن صغير: سحابها: 271 أما لي نفس ليس تقضي عهودها: اسماعيل السنجاري: بعيدها: 1848 أمام الهدى أصبحت بالدين معنيا: أبو العتاهية: ربا: 1775 أما وذهاب الحزن في كل مذهب: أحمد بن حمدون القنوع: قلب: 707 أما وسحر المقل: الحسن بن أحمد بن أبي الحسين: الكحل: 2288 أما والله أن الظلم لوم: أبو العتاهية: الظلوم: 1790 أما والله لو شقت قلوب: اسماعيل بن قرناص: حب: 1722 أما يفيق المرء من سكر: أبو العلاء المعري: والسري: 907 أمر على أبوابكم ارتجي الشفا: مجهول: وقد عفا: 4111 أمسى رجال السماح قد هلكوا: عيابة الراتجي: الرمم: 2876 أمست رقية دونها البشر: عبد الله بن قيس الرقيات: فالغمر: 431 أمسلم لا سلمت من حادث الردى: سالم بن عبد الجبار: ازرا: 4147 أمضي أرادته فسوف له قد: المتنبي: هنا: 666 أمعرة النعمان بعدك مل من: أحمد بن عبد الغني القشيري: حياتي: 996 أمن سمية دمع العين مذروف: عبد بني الحسحاس: معروف: 3609 أمنسي السكون وحضر موتا: المتنبي: والسبيعا: 650 أموالنا لذوى الميراث نجمعها: سابق بن عبد الله: نبنيها: 4071 أميم هل الدهر الذي مر راجع: الحسين بن محمد البارع: الصحائف: 2767 أمين الدين لم ترق المعالي: سراج بن ادريس: السخاء: 4197 أن أباك فر يوم صفين: زيد بن عتاهيه: والاشعريين: 279 ::: 4025 أن أكن مهملا لما هو فرض: أحمد بن هبة الله: كتاب: 1205 وأن أمير المؤمنين مسلط: المسور الخولاني: فاعلم: 2855

ان أنت الم تنصف أبا الجحاف: رؤبة بن العجاج: بالانصاف: 3708 ::: 2709 ان بغداد لمن أبصرها: حمدان الاثاربي: البلاد: 2928 أن تكن يا أخي ظبي الشعر قلت: الصنوبري: فاضمحلت: 4399 أن تمادت في تجنيها نوار: حمدان البابي: المستجار: 2935 أن جسمي بسميساط: المعتضد بالله: بالعراق: 821 أن الجواد السابق الامام: حفص الأموي: الهمام: 2858 ان جئت ساحته تبغي سماحته: اسحاق بن خلف: والديم: 1425 ان حمامك هذا: المهنا بن علي بن المهنا: الجوار: 4176 ان حيا يرى الصلاح فسادا: علي بن أبي طالب: تعود: 4273 أن راعني منك الصدود: سعد بن محمد الوحيد: رشادا: 4088 ان رسول الله ذو الخيرات: مجهول: النجاة: 3229 أن سرك الشرف العظيم مع التقى: خالد بن يزيد بن معاوية: وائلا: 3197 ان سن بالهجران شفرته: الوامق المعري: مجتهد: 4746 أن شكوى المرء فيما نابه: الحسين بن علي الكاتب: نزل: 2705 أن الشباب وعيشنا اللذا الذي: الاحوص: ونجذل: 3750 أن الضغائن من نعمان هجن هوى: الفرج بن أحمد البغدادي: نعمان: 1644 أن طول الحياة غير سعود: حرملة بن المنذر: الخلود: 2193 أن العراقين تلقاها محسدة: مجهول: حسادا: 4295 أن العواصم قد عصمن بأبيض: البحتري: المسلول: 1454 أن فضل الاديب أن حصل الخل ... : الحلبي: مبين: 4758 أن قتيل الطف من آل هاشم: سلمان بن قنة: فذلت: 2668 أن قلب عاشقنا عندنا نقلبه: الحسين بن محمد البارع: نعذبه: 2767 أن قلبي بالتل تل عزاز: اسحاق الموصلي: الجوازي: 267 ::: 1422 أن القليل الذي يأتيك في دعة: دعبل الخزاعي: تعب: 3522 أن كاثرونا جئنا بأسرته: دعبل: بمطلب: 3515 أن كان ابراهيم مضطلعا بها: دعبل: مخارق: 3509 أن كان ذا شغل فالله يحفظه: الأحنف بن قيس: موصول: 1318 أن كان فرعك ذا كريم الفرس: خسر فيروز: المعطس: 3261 أن كان في الصيف ريحان وفاكهة: الصنوبري: تنور: 1091 أن كان هجرك عن خوف الرقيب فصل: أبو سهل المعري: بلا قدم: 4480 أن كتمت الهوى جهلت الذي بي: الحسن الحلبي: ابوح: 2805 أن كنت انكرت قولي: الحلبي: الركاب: 4757 أن كنت تبغي الرشاد محضا: أبو بكر الخطيب: والمعاد: 1083 أن كنت تحمي أول الرعيل: حجر بن عدي: الكليل: 1339

ان كنت تزعم حبي: مجهول: كتابي: 609 ان كنت تهوى أن تنال رغيبة: مجهول: فارحل: 2830 ان كنت تهوى الوداد منا: مجهول: قراض: 3527 ان كنت في الحق لا تجوزني: حيدرة بن أحمد بن قطرميز: الغلط: 3011 ان كنت قمت لكي أقو ... : الحلبي: مناص: 4758 ان كنت لم ترق الدماء زهادة: علي بن محمد التنوخي: دما: 910 ان كنت متخذا خليلا: سابق بن عبد الله: الخليلا: 4076 ان كنت مفتخرا بأنه ... : سالم بن مؤمن: السماء: 4167 ان لها حقا عليك يا رجل: كعب الأسدي: لمن عقل: 2445 ان الليالي للانام مناهل: مجهول: الاعمار: 3490 ان المحلم ما لم يرتقب حسدا: زيد بن علي بن الحسين: هتفا: 4035 ان المطايا تشتكيك لانها: أبو العتاهية: ورمالا: 1779 ان الندى من بني ذبيان قد علموا: خفير العبسي: سيار: 2318 ان يكن في الشام قل نصيري: مجهول: هلوكي: 1821 ان يوم الحساب يوم عسير: أبو العتاهية: نصير: 1762 ان يوم النوروز عاد الى العهد: يحيى بن علي: أردشير: 817 أنا ابن بابا ان طلبت الندى: أبو المنى الحلبي: سميكات: 4636 أنا ابن جلا وطلاع الثنايا: الحجاج الثقفي: تعرفوني: 2078 أنا ابن الزافرية أرضعتني: يونس بن حبيب: وخيم: 1318 أنا ابن مستنبط القضايا: هبة الله أحمد بن يحيى: حلا: 1225 أنا اذا مالت دواعي الهوى: ادريس بن الحسن بن علي: للقائل: 1330 أنا أن مت فالهوى حشو قلبي: مجهول: الكرام: 4394 أنا بالخراج مطالب: أبو الحسين الوامق: درهم: 4425 أنا حزب والناس والدهر حزب: أحمد بن منبر: وحدي: 1157 أنا الذي نظر الاعمى الى أدبى: المتنبي: صمم: 665 أنا شاعر أنا شاكر أنا ناشر: أبو عبد الله الخليع: أنا عار: 4513 أنا الشاعر الوصاف أولعت بالعلى: الوصاف: ضائع: 4747 أنا شاكر لمعاشري: حسام بن غزي: أخلاقه: 2229 أنا الشجاع البطل البهلول: حنظلة بن دارم: ما تقول: 1934 أنا علي وابن عبد المطلب: علي بن أبي طالب: بالكتب: 2200 أنا في أمة تداركها الله: المتنبي: ثمود: 645 ::: 652 أنا في أمري رشاد: مجهول: وجهاد: 3499 ::: 3751 ::: 4283 أنا لولا ان عقلي قد فسد: سالم بن هبة الله: ابن أسد: 4174

أنا من عرفت جلادة وحزامة: سعيد بن جباءة: بمغرور: 4289 أناس علي الخير منهم وجعفر: دعبل الخزاعي: دو المثفنات: 3500 أنا وأخي وأبو البركات عندي: أبو الفتح بن عمرو: المصافي: 4561 أنا واف ولست لي بالواني: أبو الفتح بن النن: الاسراف: 4562 أنا وأن بعد اللقاء فودنا: أحمد بن محمد الطوسي: أحباب: 925 أنت أصل الفساد والذنب: الحسن بن أحمد الوامقي: للمقص: 2291 أنت امرؤ منا خلقت لغيرنا: الضحاك بن هشام: فاجع: 2835 أنت بالوصل اذا لم تجد: سالم بن المحسن: وعد: 4160 أنت تبقى ونحن طرا فداكا: أحمد بن يوسف الكاتب: عزاكا: 1273 أنت خير من ألف ألف من الناس: مجهول: الرجال: 3163 أنت سعد الكفاة يا بن سعد: سري بن أحمد الكندي: سعدا: 2182 أنت في دار شتات: أحمد بن محمد الحلبي: لشتاتك: 1081 أنست بالوحدة من بعد ما: ابو العباس البغدادي: مستوحشا: 4501 انشا ابن بابا مذهبا انسى به: محمد بن الخضر: ومطفشل: 4636 أنشد عثمان بن طلحة حلفنا: ابن الزيعرى: المقبل: 3126 انصر بجودك ألفاظا تركت بها: المتنبي: مكبوتا: 662 انظر الى أثر الملوك: أبو بكر الرسعني: الرونق: 4357 انظر الى حظ ابن شبل في الهوى: سداد بن ابراهيم: شائقا: 4194 انظر الى الخيري ما بيننا: سالم بن عبد الجبار: قمصانا: 4149 ::: 4628 انظر اليه كانه في جذعه: ابو الفضل العطاردي: ودرعا: 4575 انظر لنفسك حين ترضى: سعيد بن المسيب: تغضب: 974 أنما العيش والحياة عزور: الحسين بن عمر القحف: يصير: 2733 انما هذه المذاهب أسباب: أبو العلاء المعري: الرؤساء: 882 انه القارئ المقضي حاجنه: الفرزدق: زمنى: 3935 أني أبثك من حديثي: الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم المغربي شجون: 2543 أني اتتني لسان لا أسر بها: مجهول: سحر: 1899 أني استحيتك أن أقول بحاجتي: كثير: فتفهم: 1424 اني أشير على العزاب ان قبلوا: عبد الله بن المبارك: بطرطوس: 203 أني امرؤ لا شائن حسبي: قيس بن عاصم: افن: 1138 اني رأيتك جالسا في مجلس: المتنبي: وقاموا: 671 اني زعيم لكم بضرب: رياح بن عتيك: الصلب: 3724 اني سالتك بالذي: المتنبي: بالوصي: 676 اني عرفت علاج القلب من وجع: المعتز: والجزع: 3772 اني قمرتك يا همي ويا أملي: المعتز: علل: 3773

اني وان بعدت داري لمغترب: أحمد بن محمد الطوسي: واخلاص: 625 اني وتكرار الزيارة نحوكم: جميل بثينة: طويل: 1428 أني وحقك في طرابلس كما: أحمد بن حمزة الخيشي: المقعد: 719 آه من غمي وكربي: أبو العتاهية: حبي: 1781 أهاجتك سعدى اذ أجد بكورها: كثير الخزاعي: خدورها: 81 أهجرا وقد مالت بكم غربة النوى: الحسن بن أحمد بن المعلم: يتعب: 2283 أهدى الى جسمي ألفنا فاعله: الحسن الشاتاني: ولعله: 2358 أهدت الى الصب انفاس الصبا وصبا: رمضان بن صاعد: وصبا: 2693 أهذه بين أفكاري وعرفاني: خير بن محمد بن الحواري المعري: وأوطاني: 2987- 3397 ::: 287 أهل العراق ناسبوا وانتسبوا: حوشب ذو ظليم: حوشب: 2993 أهلا وسهلا بك من واقف: أحمد بن هبة الله: العاب: 1306 أهلا هما خصا بباس وجرة: القاسم بن أبي داود: القنطرة: 388 أهند على ما كنت تعهدها هند: زائدة بن نعمة: البعد: 3740 أودى الامام الحبر اسماعيل: عبد الغافر بن اسماعيل: بديل 1685 أودى علي بن حمدان بوفرهم: عبد الله بن محمد بن سنان: المحن: 59 أودى فليت الحادثات كفاف: أبو العلاء المعري: المستاف: 871 أوطنتها واقمت في أفيا..: الطائي: منبج: 110 أوقد الصقل ماء افرندها الجاري: أحمد بن محمد النامي: اشتعال: 1090 أوقر ركابي فضة وذهبا: خولي بن يزيد الاصبحي: المحجبا: 2571 ::: 2663 أول ما تستفتح المقالا: أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا: تعالى: 4520 أولئك أعمامي ووالدي الذي حمى: أبو فراس الحمداني: شاغر: 4291 أومت بكف خلته بارقا: أبو ابراهيم العلوي الحلبي: ساطع: 4434 أي بحر ما كان يخشى عبابه: أحمد بن خلف (الممتع) : حبابه: 728 أي عقل لحانك في الأنام: ابن الاصيلع: 1930 :: بزمام: 4663 أي محل اتقي: المتنبي: أتقى: 649 أيا تاج فرسان الهياج ومن بهم: أسامة بن منقذ: متوج: 1368 أيا حلب الغراء والمنزل الرحب: سداد بن ابراهيم بن محمد: صب: 4192 أيا خدد الله ورد الخدود: المتنبي: القدود: 651 أيا دير قنسري كفى بك نزهة: أبو الصقر الزهري: ويطرب: 4489 أيا راقدا الليل حق يقال: اسماعيل بن العين زربي: الخيال: 1719 أيا رنة الناعي عبثت بمسمعي: داود بن عيسى: أضلعي: 3458 أيا زيد قد عصبتني بعصابة: عدي بن حاتم: لابسا: 4026

أيا صاح صاح ديك الصباح: حمدان الأثاربي: النظر: 2932 أيا طيف من أهوى تسربلت عفة: اسرائيل بن سهلون: يقظانا: 1557 أيا عجبي كيف يعصى الاله: أبو العتاهية: جاحد: 1762 أيا لائمي ان كنت وقت اللوائم: المتنبي: المعالم 662 أيا للناس من خبر طريف: دعبل: الخافقين: 3513 أيا ليلة زار فيها الحبيب أعيدي: الحسن بن أسد: وعودي: 2299 أيا مقتدى الايام يا ذا العلا عمر: أبو بكر بن أحمد بن علي: الضرر: 4342 أيا من عذيري من لؤي بن غالب: معاوية بن أبي سفيان: عاويا: 4679 أيا من كل ذي فضل: أبو المشكور الحلبي: يمتار: 4624 أيا من يستحل دمي: أحمد بن حمزة بن الخيشي: ورعا: 718 أيا منزلا بالدير أصبح ثاويا: الفرخ: ودبور: 4737 أيام عودك مطلول بوابلها: اسماعيل بن مكنسة: خبل: 1818 أيرجو ان ينال حريث شرا: سعيد بن قيس: يكون: 2201 أين الشباب وأية سلكا: دعبل: هلكا: 3507 ::: 3521 أين عزي من روحتي بعزاز: محمد بن نصر بن صغير: الجوازي: 268 أين كسرى كسرى الملوك أنوشر: عدي بن زيد: سابور: 4094 أين محل النجوم من هممك: اسماعيل بن مكنسة: كرمك: 1816 أيها أتاك الحمام فاخترمك: المتنبي: شتمك: 654 أيها البدر الذي حاز الملح: أبو العز بن علي المعري: ومرح: 4527 أيها الرائح في العيد: أحمد بن الحسين الشمشاطي: الوقوف: 688 أيها السابق الذي سبق الناس: عبد الباقي بن أبي حصين: الرهان: 726 أيها السيد استمع قول عبد: الحسن الواساني: والبهتان: 2338 أيها السيد الامام فلان الدين: الحسن بن زمام: والاحسان: 2348 أيها الشامت المعير بالدهر: عدي بن زيد العبادي: الموفور: 3046 ::: 3075 أيها الشامت المعير بالشيب: رؤبة بن العجاج: افتخارا: 3711 ::: 3712 أيها الظبي الذي: أبو الغوث بن محجز: وجفاني: 4557 أيها الظبي الغرير: اسحاق الموصلي: مجير: 1427 أيها العينان فيضا: منسوب الى فاطمة الزهراء: لا تفيضا: 2655 أيها العاشق المعذب أبشر: خمارويه بن أحمد بن طولون: مغفورة: 3384 أيها فاني لا أطيق محرشي: الحسين بن علي الطغرائي: اللمش: 2688 أيها القاتلون ظلما حسبنا: مجهول: والتنكيل: 2650 أيها المزن ان طرقت الاحصا: محاسن بن اسماعيل الشوا: الاخصا: 421 أيها المفتدي من العرس غادتك: الصنوبري: نحوس: 1093

أيها مقبل والدهر عني معرض: سالم بن الحسن الحلبي: واظفارا: 4102 أيهم أتاك الحمام فاصطلمك: المتنبي: شتمك: 4423 أيهن نزار وايهن عنك قحطان: أبو خالد التنوخي: وشنآن: 4431 ب بأبي الاهيف الذي لحظ عيني ... : اسماعيل بن ابراهيم بن غازي: رشيق: 1612 بأبي نائل أتاني جسيم: الحسن بن محمد اليشكري: الغيوم: 1489 بأبي والله من طرقا: الحسين بن علي: الانطاكي: خفقا: 2729 باصبهان سقاها الله لي سكن: أبو القاسم الاصبهاني: نفسا: 4588 بالامام المطهر الاصار: الحسين الحلبي: الاقطار: 2805 باح من الدمع باسراري: سالم بن سعاده: أفكاري: 4107 باحت ببلواه جفونه: اسحاق بن حسان بن قوهي: شؤونه: 1457 بانت سليمى فاقوت ساحة الدار: محمد بن المؤيد بن الحواري: بايسار: 1129 بانوا فجفن المستهام قريح: أبو يعلى بن أبي الحصين القاضي: ويبوح: 1017 بأي لسان بعد بعدك انطق: اسماعيل بن باطيش: التفرق: 1838 بأي المدامين لم أسكر: أبو عبد الله الخليع: الاخور: 4513 بقاضينا بني منقذ: زائدة بن نعمه: الفقراء: 3742 بجبلي وائل وركني عزها: أحمد بن محمد الدارمي النامي: المنهمل: 2435 بحق المزادة والراوية: ابن بطه: الساقية: 4665 بحق الهوى يا سعد أسعد أخا: الحاجري: الحلبي: نجد: 4753 بحياة زينب يا بن عبد الواحد: عبد الله بن محمد الخفاجي: يا قد: 4493 بخ بخ يا عتب من مثلكم: أبو العتاهية: قتيل: 1767 بخل الزمان على الكرام بصفوه: أبو العلاء بن بوين: الاخلاق: 4545 بدا الشيب في فودي فاقصر باطلي: سعد بن علي بن قاسم: قبري: 4253 بديعة جسمها زبرجدة: أحمد بن محمد الحران: الحجب: 1117 برهان باردة المطبخ: حسين الخزاعي: المسلخ: 3518 برهان لا تطرب جلاسها: دعبل الخزاعي: مكشوفا: 3518 بسم الذي انزلت من عنده السور: سابق بن عبد الله: يا عمر: 4075 بشمس زرود لا ببدر معان: محمد بن المهذب: شجاني: 869 بعد الثمانين ليس قوة: الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي: الصبوة: 2481 بعمي سقى الله الحجاز وأهله: عتبة بن عباس: عمر: 1221 بغداد دار الملوك كانت: دعبل الخزاعي: دهاها: 3511 بغم كمثل القبر بعد ثلاثة: أبو الحسين الحلبي الصائغ: وعظامه: 4423 بقية صفين والنهروان: الشامي المقرئ: علي: 4762 بكى عاذلي من رحمتي فرحمته: خالد بن يزيد الكاتب: ومعين: 2206 بكر العارض تحدوه النعامى: علي بن مهيار بن مرزويه: اماما: 1637

بكل صباح لي وكل عشية: زيد بن الحسن بن زيد الكندي: وسلام: 4006 بكم يا بني مرداس يستنزل الحيا: أبو القاسم بن عبدان: البوائق: 4589 بكيت فاضحكني قوله: منسوب الى أبي علي بن كوجك: يطرف: 4531 بلغنا السماء مجدنا وجدودنا: نابغة بني جعدة: مظهرا: 3498 بالله أقسم صادقا: أبو الحسن الشيزري: المحال: 4393 بالله ربكما عوجا على سكني: مجهول: يعطفنه: 1141 بالله يا بكثري قل لي: الحلبي: الصدوق 4757 بالله يا حادي المطايا: منسوبة لمحمد بن عبد الله بن سعيد الخفاجي: دار منايا 141 بالله يا ريح أن مكنت ثانية: الحسين بن علي الطغرائي: واستتري: 2688 بلوت من الدهر ما اقنعنا: سعد بن محمد الوحيد: أجمعا: 4274 بليت بشادن كالبدر حسنا: أحمد بن جعفر المعتمد: الجفاء: 603 بمشمر في السير الا أنه: الحسين بن علي الانطاكي: يبعدا: 2727 بنات الحارث الملك بن عمرو: أبو هانئ الكندي: ذراها: 1898 بنو زمانك هذا فاخش نقلهم: الأشرف بن الاعز: لهب: 1884 بنو منقذ عقد المكارم والعلى: حميد بن مالك بن حميد: العقد: 2976 بني بارك فيك الله من ولد: الاشرف بن الاعز: واب: 1884 به جنة مجنونة غير انها: علي بن منصور الحلبي دوخله: واعقل: 2539 بها رجال بعضهم من بعض: مجهول: الفرض: 192 بي منك ما لو بدأ بالشمس ما طلبت: أبو العلاء المعري: ومضا: 05 بيضاء رود الشباب قد غمست: المعتز: يعصفرها: 3773 بين الكثيب والنقا: أحمد بن عبد الغني: التقا: 995 ت تأمل من أهواه صفرة خاتمي: الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم المغربي: أحمره: 2543 تاه على ربه فافقره: الشاعر الحلبي: فانكره: 3210 تبدت فأودى بالقضيب أعتدالها: أحمد بن محمد بن الحلاوي: كمالها: 1069 تبدت لنا كالشمس بين غمامة: المتنبي: بحاجب: 660 تبعث مني ما تبعث بعد ما: خداش بن بشر البعيث: عزيمتي: 3221 تبدل من مرقعة ونسك: مجهول: والشغوف: 2551 تبصر بقيرة الى الربيع: الحسين بن علي بن سعيد بن دبابه: البصر: 2559 تبصر هل بذي العلمين نار: الحسين بن علي بن سعيد بن دبابه: نوار: 2558 تجدد حزني بعد ما كان قد مضى: الحسين بن محمد الدوسي الزاهد: قد مضى: 2788 تجلت في الدجى شمس النهار: أبو الفتح بن النحاس: وازورار: 4563 تجلت للعداة الشامتينا: خالد بن يزيد بن معاوية: مستكينا: 3196

تجمع العلم في شخصين فاقتسما: أبو العلاء المعري: وما عدلا: 885 تجهز فاما ان تزور ابن ضابئ: ابن عبد الله بن الزبير الاسدي: المهلبا: 2080 تحية ممنوع لذيذ حياته: ساطع بن عبد الباقي: وحياته: 4098 تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم: المتنبي: الشحب: 656 تخير منا الموت واسطة العقد: حصين المؤدب المعري: بد: 2826 تداويت لا من علة خوف علة: زيد بن الحسن بن زيد الكندي: دوائي: 4006 تذكر أمين الله حقي وحرمتي: أبو العتاهية: تنكر: 1772 تذكر عن البيض وهو لها ترب: الاشجع السلمي: تصبو: 1868 تذكرت حرب الشام لما تطاولت: زياد بن حنظلة: تزايله: 3915 تذكر نجدا والمحب ذكور: رمضان بن صاعد: زفير: 3692 تراه من الذكاء نحيف جسم: مجهول: دليل: 1328 ترى منبر العبد اللئيم كأنما: خداش بن بشر البعيث: وقوع: 3224 ترتاح في الصيف الى أشهر ال ... : أبو العلاء المعري: للصيف: 894 ترشفت من مقلتيها العقارا: خالد بن يزيد الكاتب: جلنارا: 3199 ترفع أيها القمر المنير: هند بنت زيد بن مجريه: يسير: 2123 ترك الظاعنون قلبي بلا: اسماعيل بن العين زربي: الهملان: 1719 تركت بشط النيل لي سكنا فردا: أبو القاسم المغربي: الخدا: 2547 تركت لك الكبرى لتدرك سبقها: سيف الدولة الحمداني: فرق: 4586 تركنا الخيل عاكفة عليه: عمرو بن كلثوم: صفونا: 3081 ترنم جاري والمدام تهزه: أبو القاسم المغربي: ضال: 2545 تروم من ظبيات الروم سفك دمي: أحمد بن يحيى بن عوف القرشي: زنارا: 1231 تريد التناما للثنا عند معزل: زائدة بن نعمة: مزيد: 3741 تساوى الناس في طرق المنايا: سالم بن مفرج بن الحسن: الهجين: 4165 تسوفني نفسي ستعمل صالحا: الحسين بن طاهر بن الحسين: قاتلي: 2515 :: الكرابيسي العجمي:: تشفا الى الدهر قبل لقائه: السري بن أحمد بن السري: يتصبح: 2870 تصبح أقوام عن المجد والعلى: ابراهيم بن علي بن هرمه: تتعلم: 679 تضاحك منا دهرنا لعتابنا: المتنبي::: تطاول ليلى لاعتراك الوساوس: زيد بن عدي بن حاتم: البسابس: 4026 تعدى الى الخيل الغرام كأنما: أحمد بن عبد السيد: عنا: 984 تعرف والعراف ينجح أمه: أبو جهيمة الاسدي: لعائف: 4382 تعز أبا العباس عن خير هالك: أبو نواس: كائن: 1274 تعصي الاله وأنت تظهر حبه: مجهول: بديع: 963 تعصب صدر الدين للاحدب الذي: علي بن مفرج الشاعر: شعر: 4165 تعلمت تدنيق المعيشة بعد ما: مجهول: خالد: 3061

تعلموا الجود تسودوا به: حماد البزاعي: حاتم: 2915 تغيب فلا أفرح فليتك لا تبرح: المعتز: لا تسمح: 3771 تغيبت في منزلي برهة: أبو العلاء المعري: الحسد: 904 تفرد الرحمن بالعز والعلى: المعتز: امدا: 2772 تقاسما العيش رغدا والردى رنقا: الحسن بن أحمد بن المعلم: تقتسم: 2280 تقطع أسباب اللبانة والهوى: امرئ القيس: وشيزرا: 146 تقطع دواجا سابغا: المصيصي: التوت: 4774 تقلية ما أنس لا أنسها: أبو الحسن المعري: عقاقير: 4405 تقول وعانقتني يوم بين: المصيصي: السقام: 4774 تقول وقد ودعتها ودموعها: أحمد بن مجاهد يرنقش: تلتقي: 1243 تقول يدي عند اقتضاء مراعيها: الحسن بن علي الجويني: المتكلم: 2461 تكنفك النصران نصر بن مالك: نصر بن سعد: من نصر: 256 تكون من نور الاله يلامس: خالد بن يزيد الكاتب: بالقدس: 3208 تلاشى أهل قم فاضمحلوا: دعبل الخزاعي: حلوا: 3514 تمتع من سهاد أو رقادا: المتنبي: الرجام: 656 تمتع من شميم عرار نجد: مجهول: عرار: 973 تملكت يا مهجتي مهجتي: ابن الفقاعي المعري: ناظري: 4691 تملكها وكان لذاك أهلا: الاشعث بن قيس: كالفينق: 1899 تمنى ابن حرب نذره في نسائنا: خالد بن المعمر: قواضب: 3115 تمنى رجال أن أموت وان مت: مجهول: بأوحد: 1626 تمنع من شفعت به اليه: أحمد بن هشام المروزي: عليه: 1216 تمنيت ان القاك في الدهر مرة: الحسين بن علي الطغرائي: بمرزوق: 2691 تميمة الوصل هجر يوم: أبو الحسن مهيار: زادا: 4434 تناسيت ما اوعيت سمعك يا سمعي: خالد بن يزيد الكاتب: النفع: 3205 تناهى الى الحاظه السحر والظبى: القيسراني: والهند: 1717 تناسيتم عهد الهوى بعد تذكار: حمزة بن علي العين زربي: الجاري: 2953 تنقل المرء في الافاق يكسبه: حماد بن هبة الله: ببلدته: 2918 تهتم علينا بان الذئب كلمكم: دعبل الخزاعي: الذئبا: 3516 تهددنا زعمت شبوب حرب: عبد الله بن المعتز: البنود: 943 تواضعت حتى ظن بي كل صاحب: سليمان بن عبد الله ابن الريحاني: خاضع: 2950 توحش من الاخوان لا تبغ مؤنسا: ابراهيم بن أدهم: صاحبا: 1080 توخاك يسر الله جار ابن ياسر: أبو عبد الله القيسراني: والمآثر: 4468 تولى الارض أعجام لئام: السيد العلوي البلخي: وهاموا: 2494 تولى الموصلي فقد تولت: ابن سيابه: والقيان: 1433 توهم الحرب شطرنجا بقلبها: مجهول: والشاها: 1543 توهمت ان العلم آفة حفظه: رزق الله بن يحيى: بلغم: 3648

توهمه طرفي فاصبح خده: خالد بن يزيد الكاتب: أثر: 3208 توهمها طرفي فاصبح خدها: مجهول: أثر: 2520 ث ثأرت بجدي خير من وطئ الحصا: أحمد بن عبد الله: هند: 945 ثم استمر يغنيه الذباب كما: الكميت: بمزمار: 586 ثم انشمرنا في الفرات الرحب: القاسم بن أبي داود الطرسوسي: الحجب: 387 ثم وردنا غدوة انطاكية: القاسم بن أبي داود الطرسوسي: مؤسيه: 92 ج جاء بك الله على فترة: مهيار الشاعر: يعجب: 2554 جاء في المخبر الخبير بأن قد: نصر بن حمدان: زئيرا: 4292 جادت معرة مصرين من الديم: حمدان بن عبد الرحيم: لبينهم: 134 جارية كلما خضعت لها: الحسن بن صافي: والشعرا: 2395 جرى الدمع من عينيك كالسكك اذ وهي: الاعسر بن مهارش: الورد: 1936 جزى الاشعث الكندي بالغدر ربه: مسلم بن صبيح: ظنين: 1903 جزى الله خيرا عصبة أسلمية: علي بن أبي طالب: هاشم: 464 ::: 4700 جزاك الله عن ذا النصح خيرا: عبد المحسن الصوري: الاخير: 776 جذعت الى درجى نوار وغسلها: جرير: يحلى: 3223 جزيت وفائي منك غدرا وخنتني: عمران بن موسى المغربي: الغدر: 1006 جسمي من الوجد الدخيل نحيل: أحمد بن حمزة بن حماد: معلول: 710 جعل القطيعة سلما لعتابه: أحمد بن منير: أحبابه: 1160 جعلت تأمل زرقة في خاتمي وتقول: مجهول: المأتم: 3367 جعلت فؤادي مقرا لسرارة: مجهول: ظهور: 1939 جفا الطيف لكن بعد ما بعد المسرى: الحسين بن أبي الفضل: الخضرا: 2803 جفاني صديقي حين أصبحت معدما: حسان بن نمير: مقدما: 2242 جفت عيني عن التبغيض حتى: بشار بن برد: قصار: 2546 جلا الرعيني لنا مبدعا: اسماعيل بن قرناص: جلا: 1722 جليل رزءنا فيه جليل: أسعد بن علي البليغ: عويل: 1577 جنب السرب وخف من أن تصد: اسماعيل بن معيشه: يصد: 1829 جنونك مجنون ولست بواجد: الحسين بن علي بن الحسين أبو :: القاسم المغربي: جنون 2539 جنيت على نفسي بنفسي جناية: الحسن بن عبد الله: ظهري: 2420

جهدتم علينا آل حمير ضلة: الصرادق: الوقائع: 2994 الجود والبخل في النفوس ولا: حميد بن مالك بن حميد: الذهب: 2975 الجود فعلي ولكن ليس لي مال: دبيس بن صدقة: يحتال: 3489 جبراننا جار الزمان عليهم: أبو عبد الله الخليع: الجيران: 4512 ح حاسبني الدهر على ما مضى: الحسن بن محمد وكيع: بترحات: 3475 حاشا لفضلك أن تنيل مطالبي: مجهول: تخيرا: 1254 حالي عجب وفي حديثي عبر: أحمد بن يرتقش: القدر: 1244 ::: 1245 حاول أهواني قوم: أبو العلاء المعري: بأهوان: 892 حباك أخو الهيجا حريث بن جابر: الصلتان العبدي: المزبدا: 2198 حتى متى أنا في حل وترحال: أبو العتاهية: واقبال: 1799 الحر من عرف الدنيا فجاد بها: ابن الذكوري: غرر: 619 الحرب ثارات أبا المقاتل: همدان بن عكرمة: الفاشل: 1934 الحرب من شيمي والشعر من شغلي: أبو المنى الحلبي: من عملي: 4630 حريث ألم تعلم وعلمك ضائر: معاوية بن أبي سفيان: قاهر: 2200 حسبي ذلي وعزكم يكفيكم: الشهرزوري: يبليكم: 4100 حسرات تطول أن أنت أكثر ... : أحمد بن الحسين الشمشاطي: القديم: 687 حكاه من الغض الرطيب وريقه: أحمد بن محمد بن الموصلي: وريقه: 1067 حلت دون المزار فاليوم لو زر ... : المتنبي: العناق 666 حللت من الملك العزيز براحة: أحمد بن محمد بن الحلاوي: الفرائض 1070 حلوا الرحوب وحل العز ساحتهم: القطامي: والحكما: 431 الحمد لله ربي: أحمد بن جعفر المعتمد: قلبي: 602 ::: 3001 الحمد لله لا شريك له: النابغة الجعدي: ظلما: 3002 الحمد لله وشكرا له: أحمد بن عبد الرحيم: فاخره: 982 حمدت الله اذ عافى صباحا: اسحاق الموصلي: والصلاحا: 1428 حناني الدهر وأبلت ... : أسامة بن منقذ: والغير: 1365 حننت الي أصيبية صغار: اسحاق الموصلي: المزار: 1425 حي بالخيف خيالا زار وهنا: الخضر بن التونتاش: اعنا: 3310 حياتك أنفاس تعد فكلما: علي بن محمد القصري: جزءا: 1082 حيتك أعطاف القدود ببابها: سعادة بن عبد الله الحمصي: كشأنها: 4230

خ خاطر فما المجد الا بين اخطار: أحمد بن دبيس: الساري: 739 خانك الطرف الطموح: أبو العتاهية: الجموح: 1784 خبرت أنك قد عثرت فلم أزل: أحمد بن يحيى بن عوف القرشي: ونحيب: 1231 خبروها بأنني أرق اللب ... : محمد بن عمر العنبري: العشاق: 3137 ختم النبيين النبي محمد: شداد بن ابراهيم: الوزراء: 4193 الخد ورد والثغر در: أحمد بن محمد الحران: خمر: 1117 خدمة الاتراك وال ... : منسوب الى أبي نصر بن النحاس: الملاح: 4636 :: الحلبي:: خدع الخدود تلوح تحت صفائها: أحمد بن منير: بحيائها: 1157 خذ عن الناس جانبا: مجهول: راهبا: 1080 خذ من زمانك واغتنم امكانه: الحسن بن أحمد المعلم: جانبا: 2279 خذني واني اليك معتذر: الحسين بن علي بن أبي طالب: شفقه: 2593 خرجت من بين قمر وشمس: رؤية بن العجاج: عبس: 3711 خرجوا به وفدا اليه ... : أبو مزيد الفقيمي: الوفود: 2652 خطارة مثل الفنيق المزيد: مجهول: المسجد: 2045 خل لومي يا لائمي في البكاء: أسعد بن عبد الرحمن التنوخي: دائي: 1574 خلت الديار فسدت غير مسود: سفيان بن عينيه: بالسؤدد: 2525 خلفته والصبا غض النسيم: الحيص بيص: آل تميم: 4270 خليج كالحسام له صقال: أسعد بن الخطير: مسره: 1562 ::: 1264 خليلي أبا حفص هل أنت مخبري: الاحوص: ابن اسلما: 3980 خليلي ان الجود في السجن فابكيا: مجهول: مرافقه: 870 خليلي أن دام هم النفوس: أبو بكر الشبلي: قتل: 3639 خليلي أن لم تسعد اني على وجدي: أبو علي بن الضراب: وجدي: 4529 خليلي ما بال الدجى لا يزحزح: بشار بن برد: يتوضح: 3201 خليلي ما لي لا تزال مضرتي: أبو العتاهية: الحتم: 1770 خليلي مرابي على أم جندب: امرؤ القيس: المعذب: 2013 خليلي هبا طالما قد رقدتما: قس بن ساعدة: كراكما: 419 خليلي هذا الدهر ما تريانه: خسر فيروز: سفيه: 2263 خليلي هل بالاجرع الفرد وقفه: الحسين بن علي الطغرائي: ومضيع: 2687 خليلي هل ماء العذيب كعهده: الحسن بن أحمد المعلم: عليل 2282 الخير والشر مزداد ومنتقص: أبو العتاهية: مزداد: 1786

الخيل والليل والبيداء تعرفني: المتنبي: والقلم: 664 ::: 682 د داء المنية ماله من آس: الاشرف بن الاعز: بالياس: 1818 دار بنيناها وعشنا بها: الحسن بن عبد الله بن أبي حصينه: مرداس: 2420 ::: 2421 دار غدت للفضل داره: أبو الحسن المعري: مداره: 4405 داعيات الهوى تخف علينا: أحمد بن عاصم الانطاكي: ثقيل: 852 دراكها دراكها قبل الفوت: الحجاج بن غزية: الموت: 3672 دع ذا وقل لي أنت يا بن محسن: عبد الله بن محمد الخفاجي: الحرفة: 4493 دعا المحرمون الله يستغفرونه: قيس بن الملوح: ذنوبها: 4211 دعاني ابن حمراء العجان فلم يجد: الفرزدق: دعائيا: 3223 دعاني فتلك الدار دار بعيدها: عبد الله بن محمد الخفاجي: وأعيدها: 2277 دعاها فبرق الابرقين دعاها: ساطع بن عبد الباقي: دعاها: 3099 دعت فوق أغصان من الايك موهنا: مجهول: آلف: 973 دعني أمر لطيتي: الحسن النهاوندي: مطيتي: 2455 دعها تسير من العراق سريعا: أحمد بن عبد الواحد: ربيعا: 1023 دعوت رب العزة القدوس: رؤبة بن العجاج: الناقوسا: 3764 دعوت لكشف الخطب: أبو نصر النحاس: مجاوبا: 4079 دموع عيني بها انبساط: دعبل الخزاعي: وتذهب: 1026 دنياك هذي بالانام تقلب: أحمد بن يحيى بن سند: انقباض: 3526 الدهر بحر والزمان ساحل: اسفنديار بن الموفق: ونازل: 1590 الدهر ساومني عمري فقلت له: الحسن القهستاني: وما فيها: 2275 دونك صفين فهذي قد أتت: ابن أبي العودي: تقتضى: 3484 دير مران ودير سابان هج ... : حمدان الاثاربي: أشجاني: 2930 دين الرسول وشرعة أخباره: أحمد بن محمد بن أحمد السلفي: آثاره: 4151 ذ ذاك البنان اذا كتبت: زيد بن أحمد بن عجل: أو ضرب: 3962 ذاك الدخان الذي شاهدت بدده: أبو اسماعيل الحسن بن محمد: تبديد: 2749 ذاك قليل لمن دهته: مجهول: المراض: 3526 ذر المقام اذا ما ساءك الطلب: حسان بن نمير: والارب: 2422 ذكر الاحباب والوطنا: الحسين بن محمد البارع: والسكنا: 2765

ذكر النفس بالمعاد وخذها: سعد الله بن أبي الفتح: تذكر: 4240 ذهب الذين يعاش في أكنافهم: لبيد: الاجرب: 1711 ::: 3321 ذو نيرب من موالي السوء ذو حد: سالم بن وابصه: فرم: 4170 ذي المعالي فليعلون من تعالى: المتنبي: فلالا: 44 ر رأى البرق علوي الوميض فانجدا: الحسن بن صافي: فانجدا: 2394 رأى الحاكم المنصور غاية رشده: ابن الدويده المعري: دليلا: 2416 رأت فلتات الشيب تلبس مفرقي: أبو نصر الحلبي: من الغمد: 4642 رأس ابن بنت محمد ووصيه: مجهول: يرفع: 2671 راض بحكم هواك واجد: أحمد بن مسعود الخزرجي: واجد: 1143 راعني يا يزيد صوت الغراب: أبو العتاهية: أحبابي: 1765 رآك عداك تغني السيف ضربا: أبو عبد الله بن المنجم: المحلى: 4514 رام هدم الاسلام بالحدث المؤذن: الصنوبري: الضلال: 2675 رامتنا جحاجح من قريش: سلمة بن الحر بن يوسف: أمس: 4036 رأيت آذننا يستام بزننا: مجهول: بمستام: 4125 رأيت البدر مجلوا: المعتصمي: الاقصى: 4775 رأيت الثلج عم الارض حتى: اسماعيل الصويتي: سن: 1671 رأيت غزالا وقد اقبلت: دعبل الخزائي: مبصقة: 3517 رأيت في الرأس شعره بقيت: أبو العباس النامي:: 1088 :: رؤيتها: 4433 رأيت في النوم أبي آدما: الرشيد بن علي المهنا: وامق: 3653 رأيت لحمامكم ستة: سعد ابن ابراهيم الشيباني: عبوسا: 4223 رب ركب قد أناخوا عندنا: مجهول: ازلال: 4503 رب كأس عار من الآداب: أحمد بن رستم: للخراب: 746 رب ليل اشف من نفس العا ... : خالد بن يزيد الكاتب: بانتحاب: 3199 رب هم قطعته في دجى الليل: أحمد بن محمد بن القنوع: الشراب: 1122 ربما تكره النفوس من الاه ... : مجهول: العقال 2097 ربما يرجو الفتى نفع فتى: أبو الايمن الانطاكي: أمله: 4327 رثا طبيبي لسقامي ومن: الزاهي: مارثا: 4731 الرجل المهذب ابن نفسه: أبو الاعين الانطاكي: جنسه: 4327 ردي على المشتاق بعض رقاده: البحتري: سهاده: 3766 رزقي تشتت في البلاد وانني: سالم بن علي بن محمد: واطوف: 4157 رسل اللحاظ الى الخواطر تنفذ: أبو المحامد القوصي: تنفذ: 980

رشتم جناحي واعناني نوالكم: سالم بن هبة الله: الناس: 4173 رضيت من الدنيا بفوت يقيمني: الخليل بن أحمد بن محمد: فضلا: 3376 رغبت الى الدنيا زمانا فلم نجد: أبو العلاء المعري: بلاغ: 907 رفع الكلب فاتضع: دعبل الخزاعي: مصطنع: 3516 رق فلو مرت به: خالد بن يزيد الكاتب: بالحرير: 307 رقت معاقد خصره فكانها: اسماعيل بن مكنسة: وتجلدي: 1818 رقته ما مثلها رقة: خالد بن يزيد الكاتب: ضده: 3208 رقدت ولم ترث للساهر: خالد بن يزيد الكاتب: آخر: 3199 الرقص نقص والسماع رقاعة: أحمد الغزنوي: الرأس: 1029 رقصت لطيفة جوهر الارواح: أبو الفوارس الاسكندراني: الاشباح: 4580 رمى حلبا بنواصي الخيول: المتنبي: الصعيد: 651 رماني بالبعاد وبالصدود: أحمد بن موسى ابن الزكرويه: حسودي: 1075 رماني الدهر بالارزاء حتي: المتنبي: نبال: 665 روى ثرى حلب فعادت روضة: محمد بن الواسطي: ابن سنبر: الظما: 58 روت الحديث عن النبي: الحسن بن كاسيبويه: تاوي: 2303 روحي وروحك في اجسامنا امتزجا: أبو الحسن النامي: انوار: 4655 رويد لا تجرع من جلادي: الاشتر النحفي: الفؤاد 3725 رياض قويق لا تزال مروضة: الصنوبري: أبيضه: 352 ز زار لا وصلا ولكن أتاه: إدريس بن الحسن: فزارا: 1321؟؟؟ زعم الأمير أبو المغيرة انني: أبو الاسور الدؤلي: البلى: 3426 زعم الناس أن ليلك يا بف ... : اسماعيل بن صالح الهاشمي: النعيم: 1653 زففت الى حسان من حسن منطقي: عبد المحسن الصوري: خدرا: 1241 زموا المطايا واستقلوا ضحى: مجهول: تيموا: 4401 زهدني في فرشها وفي الحجل: مجهول: ما قد نزل: 2445 س ساجعل لي النعمان في الفقه قدوة: الخليل بن أحمد بن محمد: سيدا: 3375 سارحل عن بغداد لا عن ملالة: الحيص بيص: أميرها: 4267 سأرحل عنكم رحلة ليس بعدها: أبو البركات بن علي: الدهر: 4333 سأطلب حقي بالقنا ومشاريخ: المتنبي: مرد: 671 سالا عن الجود والمعروف أين هما: ابن هرمه: الحكم: 2872 ::: 2874 سألت أبي وكان أبي عليما: دعبل الخزاعي: والسواء: 3517

سألت الناس عن خل وفي: ابراهيم بن علي الشيرازي: سبيل: 4101 سألت الندى لا عدمت الندى: دعبل الخزاعي: عزب: 3524 سألت الندى والجود حران أنتما: مجهول: لعبيد: 3188 سألتكما أن تعقبا سقمي سقما: الحلبي: يدمى: 4756 سألناه الجليل فما تلكا: زياد بن سليمان الاعجم: وزادا: 3921 سانسى ودكم من غير بغض: مجهول: فيه: 2036 سائلا هرقلا حيث شبت وقوده: زياد بن حنظله: القنابلا: 3913 سبحان خيار السماء: أبو العتاهيه: عناء: 1795 سبقت يدي يده لضر: أحمد بن عبد الله: المحتد: 945 سبيلي لسان كان يعرب لفظه: أحمد بن يحيى بن ثعلب: يسلم: 3645 ستمضي مع الايام كل مصيبة: أبو العتاهية: المصائبا: 1800 سد حضين بابه خشية القرى: مجهول: بدرهم: 2830 سددنا كما سد ابن بيض طريقه: مجهول: مطلعا: 2942 سرى طيف هند والمطي بنا تسري: الحسن بن عبد الله: سنا فجر: 2419 :: سنا فجر: 2420 سرى وجناح الليل أقتم أفتح: الحسين بن علي الطغرائي: مضمخ: 2691 سرت عطلا خوف العيون الرواصد: خالص بن أحمد: جاهد: 3213 سرهفته ما شئت من سرهاف: رؤية: ذا اعرق: 3709 سطا علينا ومن حاز الكمال سطا: الحسين بن علي بن الحسين: هبطا: 2530 :: ابن حمدان أبو العشائر:: سعد الغرب وزدهى الشرق عجبا: أحمد بن يوسف التيفاشي: سعيد: 1290 سفرت عن جبنيها الوضاح: أحمد بن عبد الرحمن: الصباح: 978 سقى زمنا بربع حماة ولى: سليمان بن نييمان: الرباب: 150 سقى الله أحداثا ورائي تركتها: عكرشة بن أربد: القطر: 138 سقى الله فتيانا ورائي تركتهم: ثعلب: القطر: 71 سقاه ولولا دينه وعفافه: محمد بن الحسن بن النحاس: المشعشع: 2284 سقيا ورعيا لايام الصبابات: دعبل الخزاعي: لذاتي: 3521 السكر صار كاسدا من شفتيه: مجهول: يديه: 3863 سل الحلبي عن حلب: البحتري: حلبا: 4757 سل الخير هل الخير قدما ولا تسل: مجهول: قريب: 2053 سل الكرب عن ليل الثوية من سرى: محمد بن عمر العنبري: حادي: 1618 سل وميص البرق حمل التحبة: حمدان بن يوسف بن محمد: عذريه: 273 سلا هل سلا عن بانة العلم: داود بن سليمان الصوفي: يبدي: 3444 سلام كازهار الربيع نضارة: القاسم بن علي الحريري: صفا: 1628 سلام كنشر الروض تسري به الصبا: الحسن الشاتاني: وتطيب: 2354 سلام ورضوان وروح ورحمة: حمدان الاثاربي: المناسب: 2928

سلوت بحمد الله عنها وأصبحت: الحسن بن صافي: أجيبها: 2396 سما عمر لما أتته رسائل: زياد بن حنظلة: أغيدا: 3915 سما لك شوق بعد ما كان أقصرا: امرؤ القيس بن حجر: فعراعرا: 1992 سما لك هم ولم تطرب: النابغة الجعدي: تنصب: 3005 سمونا بعرنين أشم وعارض: الأخطل: البشر: 435 السن تضحك والاحشاء تحترق: خالد بن يزيد الكاتب: ومختلف: 3206 سلخت بالفيل آجال: معدان بن كثير: تفتال: 3488 سهرت جفوني في هوى من لم يدر: أبو الحسن الفلانسي البغدادي: والناظر 4398 سهرت وأجفاني صحاح ولم أنم: الاغر بن سنان: مرصى: 1942 سهل أبا حفص فان لدينا: خالد بن الوليد: المسهل: 3159 سوق المكارم آذني بكساد: الببغاء: بالأحقاد: 4586 سيدي أنت لم أقل سيدي أنت: خالد بن يزيد الكاتب: عبد: 3207 سيدي ما عنك لي عوض: زاكي بن كامل بن المسلم: المرض: 3729 سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي: أبو العتاهية: خليل: 1801 سيعلم أقوام اطاعوا نبيهم: زياد بن لبيد: قدر: 1901 سئلت عن المتنبي فقلت: أبو الفتح البستي: يغلو: 658 ش الشام كامراة لها دل به: أبو بكر بن أحمد بن علي: حسناء: 4342 شاور أخا الاب الفصيح: أبو الفتح بن الاباريثي: يديه: 4560 شائم برقكم بأرض الشام: سعد بن إبراهيم الشيباني: هام: 4244 شباب المرء ثوب مستعار: السري بن أحمد بن السري: قصار: 4207 شبه الهلال على غصن منعمة: أبي المنصور المكفوف المقدسي: نقش: 4370 ::: 2402 ::: 4515 شبهت حمرة خده في ثوبه: المعتز: النمام: 3769 شبهة حمرة خده وعذاره: أبو عبد الرحمن الحلبي: ببنفسج: 4520 شبهت ما ينثج من فتقاته: ابن حميد المنبجي: بني عوف: 4500 شربت الخمر بعد أبي غياث: جرير: بالا: 433 شرفت نفس كريم: الحسن بن ابراهيم التنوخي: تنافي: 2245 شريف طرا طرابلسا: زيد بن أحمد الحلبي: طرابلسا: 3960 شعارك في الحرب يوم الوغى: دعبل الخزاعي: الاول: 3515 ::: 4515 شغل المحب عن اللذات أن عرضت: أبو القاسم النامي: ينتعش: 4594 شفاء نفسي لو به أسعفت: الرشيد بن علي المهنا: اللقم: 3653

شفت بطلعتها من كان ذا نسك: أبو الحسن المشعوف: دهش: 4402 ::: 4515 شكوت فقالت كل هذا تبرما: أبو الكرم بن الوزان: من حبي: 4602 شمس بالحاظ عينها ظبى البتر: حسان بن الحباب: بالسهر: 2233 شمس تلوح على وجه تروق به: أبو الطيب المتنبي: نمش: 4515 الشميشاطي تميمي: أحمد بن الحسين الشمشاطي: بجانبيه: 688 :: 4515 شهدت أن هواها لست تاركه: أبو العدل الشاعر: الطيش: 4525 ::: 1482 شهدت باذن الله أن محمدا: الحارث بن الديلمي: مكذب: 3608 شهدت قريش والقبائل كلها: أبو العتاهية: محمد: 1759 شهرت من لحاظها لي مرهفين: أحمد بن رستم: بالمازمين: 745 شوقي اليكم دون أشواقكم: حسام بن غزي: تشرح: 2229 ::: 4370 شوقي اليك شديد غير منتقص: أبو تمام الخراساني: ينتهش: 4515 شيئان فيها لعمري فيهما عجب: أبو عبد الله الشريف: وحش: 4515 شيئان من تسعة في اسم اذا اجتمعا: مجهول: تهذيب: 4236 ص صاح دعني وما تقول الاعادي: أبو تمام بن أبي الفتح: الرشاء: 4552 صاحبك الله وسلم نفسكا: مجهول: رحلكا: 3230 صاحت بهام العدا والضرب يحرسهم: أحمد بن حمزه الخيشي: محمود: 716 صار بهذا الزمان محزقه: أبو الوفاء الحراني: الشعرا: 4647 صار داء الهوا لقلبي عاده: اسماعيل بن منقذ: عاده: 1806 صافحته فاشتكت أنامله: خالد بن يزيد الكاتب: بيدي: 3208 صب يروح الى الغرام ويفتدي: البديع الحلبي: مفند: 4720 صبحته عند المساء فقال لي: اسماعيل بن علي الواعظ: مزاحا: 1718 صبرا على دهرنا ومحنته: الحسن بن سليمان بن القاسم: نكتبه: 2374 صحبك الله وسلم رحلكا: مجهول: حقكا: 3231 صد عني محمد بن سعيد: أحمد بن يوسف الكاتب: جيد: 1276 الصدق حلو وهو المر: أبو محمد الاديب المعري: الحر: 4616 صدم الصليب على صلابة عوده: أحمد بن منير: خشباته: 1159 صدمت جموع الروم صدق صادق: خالد بن الوليد: مفضل: 3161 صديقي من يقاسمني همومي: أبو العتاهية: رماني 1789 صرف الزمان مفرق الالفين: منسوب للمعري: وبيني: 889 صروف الليالي لا يحيط بها خبر: أبو المجد بن أخت أحمد بن صلت: الدهر: 4610

صغى لهيمنة الواشي فقال سلا: أحمد بن منير: العذلا: 1160 صنت دمعي الا ليوم الفراق: الحسن بن محمد بن عيسى اليشكري: التلاقي: 1487 صنعت فلم يصنع كصنعك صانع: عمر بن الخطاب: اصنع: 3161 ض ضاع الفراق فلا وجدته: المعتضد بالله: فقدته: 823 ضاهي ابن فيروز مدينة جلق: خليل بن علي بن الحسين: فريد: 3380 ضربي مزيل الهام عن مقيله: الحجاج الثقفي: خليله: 2075 ضعفت عن كيدهم غير ان اللّ ... : أبو العلاء المعري: قواني: 893 ط طاب نومي ولد شرب السلافه: الوليد بن يزيد: الرصافه: 3782 طاف الخيالان فهاجا سقما: رؤبة: تكتما: 3696 ::: 3697 ::: 3698 :: 3699 طال التمادي على الذنوب ولا: سالم بن المفرج بن عشائر: معترض: 4164 طال ما أصبحت تنادي الحتوف: سالم بن المفرج بن عشائر: مشروف: 4164 طال والله عذابي: أحمد بن جعفر المعتمد على الله: واكتئابي: 603 طربن لضوء البارق المتعالي: أبو العلاء المعري: ومالي: 354 طرفي حنا ففؤادي: الحسن بن أسد: يحد: 2299 طلع البدر علينا: مجهول: الوداع: 2672 طلع البدر ليله فرآها: زهير الانطاكي: حجابا: 3904 طوبى لمن ملكت يدأي مصاحبا: سالم بن عبد الجبار: ما أصبر: 4148 طويت سماء المكرمات: اسماعيل بن مكنسه: المديح: 1815 طيب الزمان لمن خفت مودته: مجهول: والمؤن: 1674 طيف الم به حياه وانصرفا: الحسين بن علي الانطاكي: وقفا: 1730 ظ ظبي اللحاظ وهي في أجفانها: اسماعيل بن المبارك بن منقذ: انسانها: 1807 ظبيات أنس يقتنصن الاسد بال ... : أحمد عبد الغني القشيري: ظبيات: 996 ظلت بقم مطيتي يعتادها: دعبل الخزاعي: المدلج: 3514

ع عاتبت دهري لما تصدى: اسحاق بن علي بن أبي الغنائم: رثى لي: 1489 عاتبت نفسي في هواك: خخالد بن يزيد الكاتب: تقبل: 3201 عاتبته فاستطالا: أحمد بن منير الطرابلسي: دلالا: 2961 عارضني كلب بني دارم: المتنبي: والعرضا: 655 عانيت في المحراب دمعتيه التي: شاعر من بني المنخل: لم يعرف: 4699 عانيته لما تدرع أخضرا: الحسن بن زمام: نطاق: 2348 العبد عبدكم والمال مالكم: عبد بني الحسحاس: مصروف: 3609 عبدك تحت الحبل عريان: شداد بن ابراهيم الجزري: شيطان: 4192 عبدك في بيته على صفة: حمدان الاثاربي: وللطرب: 2933 عتبت على قط ملك النحاة: أبو الحسن بن منير: الصواب: 2398 ::: 4553 عجبت لمختار الغنى وهو فقره: الحسن بن أحمد القهستاني: يخرب: 2275 عجبت وما يأتي به الدهر أعجب: سعد بن حماد: يتقلب: 4246 عجبوا من عذاره بعد حولين: أحمد بن هبة الله بن أبي الحديد: النبات: 1214 عجل الحب بفرقه: أحمد بن جعفر المعتمد على الله:: 604 عدو راح في ثوب الصديق: دعبل الخزاعي: الغبوق: 3527 عذ بالله ذي الجلال: مجهول: والحلال: 3232 عرجا بالنجيب نجل السديد: حسان بن نمير: وجود: 2243 عزاء وتسليما على الرغم والصغر: ديك الجن: الدهر: 1323 عزلنا وأمرنا وبكر بن وائل: مجهول: تحالف: 2830 عزمت رحيلا في غد غير جازع: أحمد بن محمد بن الحلاوي: بثقله: 1071 عسى ظبية الوعساء تدنى مزارها: سالم بن سعادة: نفارها: 4110 عسى معرضا وجهه يقبل: عبد القوي بن عبد العزيز بن: الاول: 2541 : الحياني:: عسى مورد من سفح جوشن نافع: منصور بن المسلم الدميك: ظمآن: 414 عسى ينطوى بالوصل نشر صدوده: سالم بن سعادة: عميده: 4107 عش فحبيك سريعا قاتلي: خالد بن يزيد الكاتب: واصلي 3202 ::: 3203 عشيرة تملك بالعشيرة: مجهول: كالصيرة 1902 عضضت له دينار خد مضرج: جعفر بن عبد الله شلعلع: بهرج 1633 عظيم طويل مطمئن كأنه: امرئ القيس: مرقب: 2015 عفا ولم تقف من قلبي صبابته: اسماعيل بن محمد المغربي: بلبالي: 1821 عقبان روع والسروج وكورها: أحمد بن حمزة بن الخيشي: آجام: 173 عقرت ثمود ناقه فاستوصلوا: مجهول: الاسعد: 2654

عقم النساء فلا يلدن شبيهه: أبو عبد الله بن خالويه: عقم: 636 ::: 1061 على أن صبري أضيق ساحة: الحسين بن محمد الهبيري: البعد: 2787 على بقعة عنها ترجلت وحشة: أحمد بن عبد السيد: مخيم: 984 علا الشيب فاستولى على الهزل جده: الحسين بن محمد البارع: رشده: 2762 على صروف الدهر أو دلالتها: دعبل الخزاعي: لماتها: 3524 على العبد حق فهو لابد فاعله: أحمد بن يوسف الكاتب: فضائله: 1275 علاقة تستجد الشوق عارضة: الحسن بن أحمد بن المعلم: والرشدا: 2283 على قدر أهل العزم تأتي العزائم: المتنبي: المكارم: 243 علامة العلماء واللج الذي: المتنبي: ساحل: 903 علق الفؤاد دموعه علق: أسعد بن يحيى: تستبق: 1585 عللاني فان بيض الاماني: أبو العلاء المعري: بغان: 896 العلم بعد أبي العلاء مضيع: الحسن بن عبد الله: بلقع: 912 العلم زين وتشريف لصاحبه: سابق بن عبد الله: الادبا: 4074 علم وتحليم وشيب مفارق: دعبل الخزاعي: الرائق: 3509 علموني كيف أجفوك على: المعتز: أنفي: 3770 علون بأنطاكية فوق عقمة: زهير: عندم: 80 علون بانطاكية فوق عقمة: امرؤ القيس: يثرب: 81 عليك بتقوى الله في الامر كله: عبد الملك بن مروان: وتضرع: 2086 عليك بالحفظ دون الكتب تجمعها: أبو سعد بن دوست: تفرقها: 2911 عليك سلام الله وقفا فانني: ابن بجره: شريف: 3526 عليكم بداري فاهدموها فانها: سعد بن ناشب: العواقبا: 1246 عم بالمعروف حتى لم يدع: الحسن الشاتاني: منته: 2352 عمامة الشيخ أبي الفضل: زيد بن أحمد بن عجل: نلحل: 3961 عمدت لعود فالتحيت جرانه: جران العود: وأنجح: 4724 عمرت دار فناء لا بقاء لها: الحسن بن طارق: منتقل: 2405 عهدي به ورداء الوصل يجمعنا: الحسين بن علي أبو القاسم المغربي: بالبصر: 2546 عهدي بها في رواق الصبح لامعة: عيسى بن سعدان الحلبي: الرجل: 424 عوجها على الطلل المحيل لاننا: امرؤ القيس: ابن خدام 4673 ::: 4674 عوجا نحيي ربوعا غير أدراس: الحسن بن عبد الله: الراسي: 2425 عيال الله أكرمهم عليه: أبو العتاهية: عياله: 1800 عيناي أحمل من عينيك للرمد: أحمد بن حمدون: الابد: 707 غ غاب وذكراه لم تغب أبدا: اسماعيل بن عبد الرحمن بن عائذ: الحرقة: 1675 غدوت مريض العقل والرأي فاتني: أبو العلاء المعري: الصحائح: 890

غرام الصب ليس له نفاذ: سالم بن مؤمن المصري: ازدياد: 4167 غريب وحيد والمنايا تحثه: مجهول: أنيس: 2342 غريت بذمتي أمة: أبو العلاء المعري: غريت: 892 غزال حبه الصبر غرب: الحسين بن علي أبو القاسم المغربي: شرق: 2544 غزال قده قد عجيب: أحمد بن يوسف المنازي: والنسيب: 1287 غزانا بسيف المقلتين المهند: سالم بن سعادة: المتصيد: 4109 غزاني غزال باعتدال بقده: أبو سالم بن معد بن سعيد: خده: 4458 غش بني آدم فكلهم: ابن طليب الكوكبي: دغلا: 4686 غضبت بلا جرم علي تجرما: مجهول: وتغدر: 1279 غلب الشوق رقادي: المعتضد بالله: للاعادي: 820 غمض الجديد بصاحبيك فغمضا: بشار بن برد: منهضا: 4606 غير مجد في ملتي واعتقادي: أحمد بن سليمان أبو العلاء المعري: شاد: 2442 غير مستحسن وصال الغواني: الشريف أبو ابراهيم: وثمان: 895 ف فابوا بالنهاب وبالسبايا: عمرو بن كلثوم: مصفدينا: 1996 فآل رسول الله هلب رقابهم: دعبل: القصرات: 3504 فالآن ليلى مذ غابوا فديتهم: الحسن بن عمر النحوي: منتظر: 3200 فابقين مني وأبقى الطراد: زهير بن أبي سلمى: سمينا: 3714 فأتته النيران شرقا وغربا: سالم بن هبة الله: عن يسار: 4174 فأحسن الي الاخوان تملك رقابهم: أحمد بن يرنقش: اكتسابها: 1244 فارقتهم فأرقت هما: زيد بن أحمد الحلبي: فأصمى: 3960 فأعجب لضعف يد عن حمل قلما: أسامة بن منقذ: الاسد: 1364 فاف من الحياة واف مني: حيدرة بن أحمد: وقسر: 3011 فاقسم ما أدنيت كفي لريبة: الوليد بن يزيد: رجلي: 1650 فالا يكن من الخليفة نفسه: حسان بن مالك بن بحدل: شهود: 2235 فان أك معروق العظام فانني: كثير عزة: وازن: 3013 فان تك مثلما زعموا ملولا: سالم بن هبة الله: الانتقال: 4173 فان ضاقت علي ديار بكر: أبو القاسم الشيظمي: الشام: 4587 فان قدرت على يوم حزنت به: القطامي: بمرصاد: 3803 فان قلت لي صبرا فلا صبر لامرئ: الحسن بن علي الجويني: صبرا: 5463 فان معشر بخلوا والتووا: ابن هرمة: يصب: 2868 فان نحن اجتمعنا بعد بعد: الحسن بن صافي: العتاب: 2400 فان نهزم فهزامون قدما: الحسين بن علي بن أبي طالب: مهزمينا: 2588 فان بك قيدي كان نذرا نذرته: الفرزدق: شغل: 3223

فاني زبيري الحياة فان أمت: زفر بن الحارث: بالتزيد: 3800 فأيهات أيهات العقيق ومن به: ابن خالويه: تواصله: 636 فباتوا يدلجون وبات يسرى: حرملة بن المنذر: هموسيس: 2192 فتى تم فيه ما يسر صديقه: النابغة الجعدي: الاعاديا: 3004 فحين جد زماني في اساءته: الحسين بن محمد الروذراوري: قدم: 2755 فخيبة من يخيب على غني: مجهول: والرباب: 2820 فديت من رؤيته علتي: أحمد بن كشاجم: الشافية: 1124 فديت ومن يهجرني كارها: اسماعيل بن صالح الهاشمي: للهجر: 1651 فديتك بحميش العجوز بليه: أبو العتاهية: متبتله: 1763 فديتك قد تنبهت الدهر: الحسين بن علي الطغرائي: نيام: 2686 فرضت علي زكاة ما ملكت يدي: الحسن بن سهل: واشفعا: 2383 فروعك يا شريف شهدن حقا: عبد الله بن الحسن: أصول: 2416 فشبهت ما ينتج من فتقانه: أبو القاسم بن عبدان: بني عوف: 4588 فعالك أن سئلت لنا مطيع: البحتري: مطاع: 838 فقال تجاوزت الاحص وماءه: مجهول: مترسم: 428 فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى: مجهول: قد: 3168 فلا تجورن مجد الدين مقتدرا: أبو الحسن الشيزري: الملك: 4393 فلا تفسدن خمسين ألفا وهبتها: دعبل: تناسب: 3514 فلست بعاف عن شتيمة عامر: أوس بن مغراء: وعيدها: 3007 فلقد دفعت الى الهموم يندبني: أحمد بن محمد بن الحسين: لي: 949 فللظهر من حلب منزل: الصنوبري: حجه: 413 فلما قضينا من منى كل حاجة: مجهول: ماسخ: 1717 فلو ان ما أسعى لادنى معيشه: امرؤ القيس: المال: 2014 فلو أن مالي مال كثير: الاحنف بن قيس: باذلا: 1317 فلو أنني أخلصت لله نيتي: الحسن بن مالك التغلبي: أريده: 4234 فلو كان قلبي كالقلوب اذابة: حيدرة بن أحمد: صخر: 3010 فلو كان لي بيت يحل دخوله: الحسن الواساني: والسكر: 2341 فلو كان منه الخير اذ كان شره: علي بن منصور (دوخلة) : الشر: 2540 فليت شعري وقد بكيت دما: ابن قلانس: آماقي: 1069 فما روضه بالحزن طاهرة الثرى: كثير عزه: وعرارها 2013 فما روضه بالحزن طيبة الثرى: عبد العزيز بن عبد المطلب: وعرارها: 4134 فما طيبة أدماء خفاقة الحشا: عبد العزيز بن عبد المطلب: الخمائل: 4135 فما لي الا آل أحمد شيعة: الكميت: مشعب: 3022 فمت كمدا فالجسر لست بجاسر: سالم بن المهذب: شزرا: 145 فمها كان من خير فأنا: أوس بن مغراء: أولينا: 3048 فهذه يا ذا الفخار دول: ابن أبي العودي: بسا: 3485

فهل لمولاتي في عطف قلب: دعبل: انقراض: 3526 فؤاد عراه حزنه فتصدى: أحمد بن يحيى: فتقطعا: 1226 في جحفل ستر العيون غباره: المتنبي: الآذان: 666 في حاله البعد روحي كنت أرسلها: أحمد بن عبد السيد: نائبتي: 985 في الحلم ما ينهى ذوي الاحلام: الببغاء: الاحكام: 4586 في الذاهبين الاولين: قس بن ساعدة: بصائر: 419 في سبيل الله خدا: أبو الغوث بن محجر: خزا: 4556 في ليلة من جمادى ذات أندية: أبو محكان السعدي: الطنبا: 759 فيا ليت شعري هل يقولن بعدنا: اسحاق الموصلي: لرحيل 1428 فئتان طاغية وباغية: الاشجع السلمي: الخطب: 1871 ق قاض اذا انفصل الخصمان ردهما: أبو الشرف الدجرجاوي: منفصل: 4624 قاض على الثغر من بني أسد: العباس بن الوليد الخياط: الحسد: 2518 قاض لنا بالثغر لم يحكم: العباس الخياط: مظلم: 4619 قال الطبيب وقد تأمل علتي: ابن المغربي: الصفراء: 4731 قال العذول بذا العذار نجده: اسماعيل بن ابراهيم: يشين: 1612 قالت أمية اذ رأت من عطلتي: دارا بن العلاء: شأني: 3476 قالت لقد سؤتنا في غير منفعة: أبو الحسن الحصري: هجعوا: 1269 قالت وفي يدها قلبي تقلبه: أبو محمد بن أبي النجيب: اطلبه: 4613 قالت وقد رحت في ثوب البلى أصلا: الحسين بن علي الانطاكي: جذلا: 2729 قالوا الاشاقر نهجوهم فقلت لهم: زياد الاعجم: ولا خلقوا: 3925 قالوا اقتصر في البكاء جهلا: ابن البليغ المعري: البكاء: 4665 قالوا رزقت من العباد مودة: خالد بن يزيد بن مزيد: واحد: 3182 قالوا له قد سار أحبابه: مجهول: بالقرب: 2273 قالوا نرى ناصر الاسلام منذ ولى: الخضر بن يوسف: دولته: 3327 قبر تضمن شخص العالم العلم: أحمد بن خلف الممتع: بفم: 727 قتلنا اناسا فاستقلنا بقتلهم: حجوة بن مدرك: الثرى: 1611 قبل ثرى عتبات سلطان الورى: اسماعيل بن قرناص: الامر: 2139 قد أبطات عن نصر عثمان مصر: كرب بن وائل العكلي: المطر: 2198 قد أتى الصقر يسعى: الحسن بن طارق: للقاهرية: 2407 قد أكمل الله للحيين نعمته: شقيق المرادي: مخدوج: 2238 قد انقطت الدراهم بعد عي: خالد بن صفوان: سكوتا: 3060 قد تحرجت ما استطعت بجهدي: زيد بن أحمد الحلبي: حفظوني: 3963 قد تحرق النار من له كبد: زاكي المجنون: يحترق: 1745 قد تستزل المرء أوقاته: أحمد بن الحسين الشمشاطي: والبصر: 687

قد تفاءلت بالاراك فلما: مجهول: أراكا: 925 قد جاءني لك شعر لم يكن حسنا: أحمد بن الوليد: سددا: 1190 قد جاف جنبي عن الرقاد: علي بن الخضر العثماني: والمعاد: 2724 قد رأيت المعشوق وهو من الهجر: الحسن بن زهرة: النواظر عنه: 2349 قد رأيت الملوك تحسد من قد: مجهول: التدبير: 1587 قد رفع العجاج ذكرا فادعني: رؤبة بن العجاج: يكفني: 3704 قد زنجر الدهر على الناس: الفضل بن سهل الحلبي: ونحاس: 4574 ::: 4637 قد زها المنبر عجبا: زياد بن أحمد الحلبي: خطيبا: 3960 قد سارعت في نصرها ربيعة: حريث بن جابر: شريعة: 2198 قد سمعنا ما قلت في الاحلام: المتنبي: المنام: 4514 قد شاهدت في نصرها ربيعة: حريث بن جابر: المطيعة: 2198 قد صح شعرك والنبوة لم تصح: النامي: واسترح: 4422 قد صح شعرك والنبوة لم تصح: الضرير الشامي: يتضح: 654 قد علم المصران والعراق: النابغة الجعدي: العناق: 3001 قد علمت ذات القرون الميل: أدهم بن لام: خنشليل: 1338 قد غر هذا العالم الامل: الخضر بن محمد: أجل: 3323 قد لزم ضد الصواب: مجهول: باب: 3727 قد قلت لما رأيت مجلسه: الحسين بن محمد البارع: ظلمي: 2761 ::: 2941 قدك أتئب أربيت في العلواء: أبو تمام: سجرائي: 1273 قدك عني سئمت ذل الضراعة: أحمد بن الحسين بن علي: وبضاعة: 692 قد كان عتبك مره مكتوما: أحمد بن يوسف الكاتب: معلوما: 1276 قد كنت أحسبني رأسا فقد جعلت: أسحق بن حسان: بالولايات: 1458 قد كنت أرجوك لي أن فاقة نزلت: الحسن بن الحسن المصيصي: والاملا: 2327 قد كنت لي جبلا الوذ بظله: ابنة زياد الاعجم: ضاحي: 3926 قد مررنا بالدير دير عمانا: أبو الفوارس بن أبي الفرج: فشجانا: 4578 قد مررنا بزحول يوم دجن: مجهول: يغني: 3787 قد ملأوا الدنيا بألقابهم: اسفنديار بن الموفق: السلاطينا: 1589 قد نغص الموت على الحياة: أبو العتاهية: نجاة: 1787 قد يدرك الشرف الفتى وازاره: مجهول: مرقوع: 4125 قربني يحيى الى نفسه: روح بن معمر: قريب: 3717 قريب هوى الحسناء والوصل: الوصاف: مانع: 4746 قزم اذا سيلوا وان أطعموا: ابن منير: يهذبون: 1209 قسما باطراف الرماح الشرع: حسان السلماني: بلقع: 2244

قصر عليه تحية وسلام: أشجع السلمي: الايام: 1867 ::: 1869 قصير القميص فاحش عند بيته: عدي بن العزيز: مركبا: 3191 قضى الله أن أقضي وتقضي منيتي: أبو العلاء المعري: ومنيتي: 4546 قضيب متى تضممه تضمم بضمه: الحلبي: نعيم: 4755 قطعت منك حبائل الآمال: أبو العتاهية: رحالي: 1769 قف في رسوم المستجاب: أبو فراس الحمداني: المصلا: 110 قفا نبك من ذكرى حبيب واخواجا: الحيص بيص: وأخواجا: 4271 قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل: امرؤ القيس: فحومل: 2016 قفوا بي أنظر نحو قومي نظرة: امرؤ القيس: وتغشمرا: 150 قفي متعينا يا مليح بنظرة: العباس بن قطن: رحيل: 1426 ::: 1428 قل لابي الفضل هكذا أبدا: المهنا بن علي بن المهنا: قد زادا: 4575 قل لابي القاسم المرجى: ابن بسام: بالعجائب: 1273 قل للامير ابن كثير الذي: حميد بن علي الحتاني: والعقل: 2973 قل للامير أبي الفضائل سابق: الشريف أبو المجد: الناطق: 4083 قل للامير ابن الموفق للهدى: أحمد بن محمد الواسطي: يطرق: 1114 قل لامين الله في خلقه: ابن أبي فنن: الجد: 3762 قل لاهل القبور كيف وجدتم: أبو العتاهية: التراب: 1783 قل لبني الدنيا ألا هكذا: ابن أبي حصينة: الناس: 2422 قل للرئيس أبي الوضي محمد: أحمد بن محمد القنوع: ولاء: 1122 قل للسحاب اذا وافى خراسانا: خليفة بن بركة: ملأنا: 3368 قل لعماد الدين الذي رقمت: الحسن الشاتاني: الحللا: 2360 قل لفلان الدين يا سيدا: أبو غانم الحلبي: واري: 4551 قل للقوافل والغزي اذا غزوا: زياد الاعجم: الرائح: 3922 قل للمليك العادل المرتجي: حسام بن غزي: بالزور: 2228 قل للنسيم اذا حملت تحية: ابن سنان الخفاجي: وهضابه: 413 قلب تصدع من وجد وبلبال: حسان بن الحباب: وتهطال: 2232 القلب يحترق والدمع مستبق: السري بن مغلس: مفترق: 4227 قلبي بحر سهام الدبس مجروح: زكري المعدني: مطروح: 3833 قلبي يحبل يا منى: أحمد بن يوسف الكاتب: تحبك: 1276 قلت لامي حين هل الشتا: أبو الحسن بن تميم: طين: 1123 قلت ثقلت اذ أتيت مرارا: الحسن الشاتاني: بالايادي: 2352 قلت وقلب في يديك معذب ومنعم: عبد الغالب بن عبد الله: ومفعم: 4150 قلوب رجال في الحجاب تزول: الحسن بن الحسن بن محمد: حلول: 1082 قلوب الورى من خيفة البين تخفق: رمضان بن صاعد: موبق: 3691

قولا لريم في حلة العرب: أسامة بن منقذ: قليتك فاقلني واطلب خليلا: اسماعيل بن صالح: سواكا: 1654 قم واسقني قبل خفق الناي والعود: أبو الفتح نديم لسيف الدولة: بمفقود: 4563 ::: بي: 1368 قويق اذا شم الريح الشتاء: الصنوبري: حبيبه: 356 قويق اذا شم ريح الشتاء: الصنوبري: عجيبا: 355 قويق على الصفراء ركب جسمه: الصنوبري: وحدائقه: 355 قويق له عهد لدينا وميثاق: الصنوبري: أطواق: 351 قيل لي من هويته عبث الشعر: حسام بن غزي: عاره: 2228 ك كأن تشوفه بالضحى: امرؤ القيس: مخلب: 2004 كأن الثريا راحة تشبر الدجى: محمد بن ياقوت: تقوضا: 2702 كأن الذي نلت من أجلكم: الحسن بن ابراهيم التنوخي: كفاني: 2246 كان رسم الثناء مني نظما: أبو عبد الله المنجم: النظام: 4513 كأن صبين باتا طول ليلهما: أبو عبد الرحمن الحلبي: المقلا: 4520 كأن صغرى وكبرى من فواقعها: أبو نواس: المذهب: 2381 كأن عذاره لام وفاء: خليل بن علي بن الحسين: صاد: 3380 كأن عيني في فضل انسكابها: محمد بن نصر بن صغير: فافضال: 4248 كن قلوب الطير رطبا ويبسا: الحسن بن عبد الله: ويخط: 2245 ::: 2424 كأن فؤادي بين أظفار طائر: مجهول: محلق: 2061 كأن قلوب الطير رطبا ويابسا: امرؤ القيس: البالي: 2004 ::: 2014 كان الوزير نظام الملك لؤلؤة: مقاتل بن عطية البكري: شرف: 2501 كانت على رغم النوى أيامنا: سعد بن محمد الوحيد: والاطراب: 4273 كأني بفتخاء الجناحين لقوة: امرؤ القيس: شملال: 2009 كأني أذ نزلت على المعلى: امرؤ القيس: شمام: 1996 كأني شددت الكور حين شددته: النابغة: عاقل: 429 كأنما البدر فوق الماء مطلعا: أحمد بن محمد السهيلي: طرب: 1108 كأنما غانة لي من غنى: أبو العلاء المعري: أسوان: 891 كأنما قطفت من خد مهديها: أحمد بن منير: مهديها: 1160 كأنما ما كان من: أبو الحسن المعنوي: يبن: 1094 كتابك جاء يخسف بالغراب: الغراب: الصواب: 4736 كتبت اليك والنعلان ما أن: الصنوبري: العنيف: 4390

كتبت فلولا أن ذاك محرم: أحمد بن محمد بن الحلوي: بالسحر: 1070 كتبت فهجنت الذين تقدموا: ابن سنان: السبق: 3791 كتبت والكأس في يمناي مترعة: مجهول: ويلهينا: 2731 كذا فليجل الخطب وليفدح الامر: أبو تمام: غدر: 3526 كف هذا النهد عني: محمد بن عمار: جرح: 1829 كفى بالليالي المخلفات لجده: مجهول: القرائن: 973 كفرانك اليوم لا سبحانك: خالد بن الوليد: أهانك: 3137 ::: 3140 ::: 3141 كالكرز المربوط بين الاوتاد: ابن نوح: الايراد: 3713 كل واشرب الناس على خبرة: أبو العلاء المعري: يعذون: 1209 كل يوم أسى لقلبي المشوق: أبو بكر بن علي: فريق: 4358 كلفوني اليمين فارتعت منها: المنازي: الارتياع: 1281 كلما اشتد خضوعي: خالد بن يزيد الكاتب: ضلوعي: 3201 كلما زيد صاحب المال مالا: الحسين بن علي بن أبي طالب: الاشغال: 2595 كلما قلت قد دنا الوصل منها: مجهول:: 4675 كليب لعمري كان أكثر ناصرا: النابغة الجعدي: بالدم: 3007 كليني لهم يا أميمة ناصب: النابغة: الكواكب: 3201 كم بين غيطل في الهوى ومعان: أحمد بن حمزة: ومغاني: 716 كم تغضبت بالجهاله مني: أشجع السلمي: عثمان: 1871 كم غودرت غادة كعاب: أبو العلاء: العجوز: 899 ::: 4559 كم تبادي وكم تطيل الطراطير: الحيص بيص: تميم: 4270 كم طعنة مثعجرة: امرؤ القيس: مبعثرة: 2021 كم قد تحطمت القلوص بي الدجى: خفاف بن نضله: الفلوات: 1251 كم قدر رحلنا من علاة منس: رؤبة بن العجاج: حلس: 3710 كم لي أكتم حاسدين وأنكر: سالم بن مكي: واستر: 4166 كم لي الى دارك من صبوة: علي بن مرشد: عذالي: 4491 كم ليلة فيك لا صباح لها: أحمد بن يوسف الكاتب: كبدي: 1274 كم يكون الشتاء ثم المصيف: أبو العتاهية: الخريف: 1796 كن لما لا ترجون من الامر راجي: الحسن بن أحمد التنوخي: راج: 2291 كنا نعد مقلدا: سابور بن علي: الملامة: 4087 كنت أنشدتني من الشعر نظما: سابق بن محمود: ومعنى: 4077 كنت في مجلس قوم: الحسين بن أبي علي: الحطمة: 2802 كنت من أرفض خلق الله: دعبل: صبيا: 3515

كوجدي اذا ما بت أرى نجومها: سرايا بن هبة الله: هي حلت: 4200 كيف ترجو الوفاء من نسل: أبو الفرج بن أبي حصين: بحبه: 4567 كيف أشكو الى طبيبي ما بي: السري بن مغلس: طبيبي: 4227 كيف أصبحت قد عدمنا العقولا: السلمي الصوفي: عليلا: 3385 كيف ترجو أمة قتلت حسينا: مجهول: الحساب: 3563 كيف ترجون سقاطي بعد ما: سويد بن أبي كاهل: وصلع: 2087 كيف تؤدي التحية والرسل: داود بن أحمد الطيي: الذبل: 3434 ل لا أبعد الله الشباب فانه: أحمد بن يمن: والضراء: 1254 لا أطلب الرزق والمولى: أبو العلاء المعري: رزقي: 892 لا أطلب السبب من الناس: أبو العلاء المعري: السبب: 983 لا أكذب على ربي وقد: مجهول: أبلاني: 2045 لا أكذب نفسي في قولي: المتنبي: ورمحي: 681 لا أوحش الله منك يا علم الدين: العماد الاصفهاني: والفضلا: 2358 لابد من قتلي أو من قتلكا: الاشتر النخعي: قبلكا: 3730 لا تأمنن وأن أمسيت في حرم: سويد بن عامر: انسان: 2534 لا تبعد الايام اذ ورق الصبى: الاشجع السلمي: نضير: 1870 لا تبعدن حسام دولة عامر: ابن مزيد الخواص: عطاء: 112 ::: 554 لا تبكين خليط الدار إذ بانا: أبو بكر المصيصي: واطعانا: 4363 لا تثق بالسكوت من كل صوفي: سداد بن ابراهيم: سدف: 4193 لا تجزعن اذا ما الهم ضقت به: الحسين بن علي الطغرائي: البال: 2685 لا تحسبوا مرضي عن علة عرضت: اسرائيل بن مقدار حور: 1558 لا تحسبني: فرح الرجال طرافة: اسماعيل بن أبي البركات: الاصفر: 1840 لا تحسبني يا علي غافلا: عمرو بن العاص: القنابلا: 315 لا تخدعن الاماني بالمواعيد: ابن الخيشي: بالبيد: 716 لا تخدعنك مجنة محمرة: اسماعيل بن مكنسه: الجلمد: 1157 لا ترقدن لعينك السهر: أبو العتاهية: العبر: 1779 لا تسأل المرء من أبوه وزر: القاسم بن علي الحريري: فاصرم: 1210 لا تسألن عن الخليط المنزلا: سداد بن ابراهيم: تسألا: 4196 لا تصحب الدهر عزما وأصبحت: أحمد بن يعقوب: وزعا: 1253 الجزعا::: لا تضع من عظيم قدر وان: الحيص بيص: بالتعظيم: 1174 ::: 4263 لا تعجبني يا سلم من رجل: دعبل الخزاعي:: لا تغررنك وجنة محمرة: اسماعيل بن مكنسة: الجلمد: 1816

لا تقل بيت هجاء: أبو القاسم الحموي: مدايح: 4595 لا تلبس الدهر على غرة: الحيص بيص: من بد: 4263 لا تلح صبا على صبابته: السري بن أحمد: وردا: 4207 لا تلمنا ولم شرابك واصفح: الناظر: ونقص: 2291 لا حظته فجرى النجيع بخده: أبو جعفر بن المؤيد: ناظري: 4561 لا خير في عيشة ناكدة: عبيد بن الابرص: واحده: 4303 لا دردر زمان صرت أمدحكم: أبو القاسم بن المهذب: عدسا: 4590 لا ذعرت السوام في فلق الصبح: الحسن بن علي بن أبي طالب: يزيدا: 2605 لا ذنب للطرف أن نلت قوائمه: أبو المعوج الانطاكي: دنس: 4362 لا راحة لك يا زيد ولا سنة: زائدة بن نعمة: حلب: 3739 لا رعى الله سرب هذا الزمان: أبو القاسم الزرزني: اللسان: 686 لا زلت تنشر أعيادا وتطويها: الاشجع السلمي: وبنيها: 1872 لا عيب فيك يعاب الا أنني: ابن هرمة: شفيقا: 2868 لا غرو أن ملك ابن اسحاق: ابن الهبارية: القدر: 2492 لا ملك هذا الحكم غيركم: ابن واصل المعري: ولد: 4504 لا وأبيك ابنة العامري: امرؤ القيس: أفر: 1995 لا وحلو الهوى ومر التجني: أبو الأعين الانطاكي: خده: 4327 لا ولا حلو الهوى ومر التجني: أبو علي الانطاكي: خده: 4534 لا يدفعون النفس عن شرها: ابن العديم: يعذبون: 1209 لا يشغلنك عن شيء هممت به: بدر بن أحمد: مشغول: 1318 لا يشمخن بأنفه: ابن الهبارية: المفضل: 2492 لا يوحشنك ما صنعت فتنثني: الملك العادل: يتجنب: 1633 لا يوحشنك من جميل تصبر: سعد بن محمد الوحيد: أحزم: 4272 لا بن تميم في الكفر معضلة: الناظر التنوخي: البشر: 4156 لأبي سلامة مرشد بين الورى: سالم بن عبد الجار: أوصافه: 4149 لأصبحن العاصي بن العاصي: علي بن أبي طالب: النواصي: 316 لأعرفنك بعد الموت تندبني: طلحة بن عبيد الله: زاد: 3164 ::: 3167 لآل هند بجنبتي نغف دا: امرؤ القيس بن حمام: وأمطار: 2022 لأهل دمشق في الدنيا شفاء: خالص بن أحمد: هين: 3214 لتبك العيون الجامدات محمدا: أحمد بن عبد الغني: شبابه: 996 لتقرعن علي السن من ندم: مجهول: اخلاقي: 1585 لجنية أم غادة رفع السجف: المتنبي: شنف: 700 للخير أهل ما تزال: أحمد بن يرنقش: اليه: 1244 لزمت نعم حتى كأنك لم تكن: مجهول: نعم: 3077 لست أنسى يوما بدير محلى: الحسين بن محمد الهاشمي: عطلا: 3788

لست ممن يقول كان وكنا: مجهول: فخنا: 4605 لست والله رفيقي: الحسن بن صافي: الشيخ أسعد: 2398 لسوتكين نظمت الشعر ممتدحا: أبو المنى الحلبي: البطل: 4631 لطالما أجرى أبو الجحاف: عبد الله بن رؤية: الجافي: 3707 لعظيم هذا الرزء حار لساني: أحمد بن حمزة: جناني: 710 لعلوي جريت لا لانحطاطي: أحمد بن عبد الرحيم: داء: 983 لعمرك أنني لأحب دارا: الحسين بن علي بن أبي طالب: والرباب: 2594 لعمرك ما رماح بني نمير: زياد بن سليمان الأعجم: قصار: 9320 لعمري وأبيك والأبناء تنمى: حريث بن جابر: الخبير: 2199 لعمري لقد أبقت وقيعة راهط: زفر بن الحارث: متنائيا: 3801 لعمري لقد جاء الرسول بكتبكم: الحجاج بن يوسف: فتبع: 2085 ::: 2086 لعمري لقد زان الخلافة جعفر: اسحاق الموصلي: ينكر: 1432 لعمري لقد عاش الوليد حياته: ربيعة بن نجوان: نذر: 3610 لعمري لئن ألهى الفرزدق قيده: البعيث: الغسل: 3223 لعمري وما عمري علي بهين: الأشعث بن قيس: ضنين: 1903 لعن الله جرجرايا ومن قد: زيد بن أحمد الحلبي: البلاد: 3959 لقد أنكرتني بعلبك وأهلها: امرؤ القيس: أنكرا: 1993 لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة: الاخطل: والمعول: 433 ::: 435 لقد بؤت من دين المروءة بالكفر: الوزير المغربي: بالقدر: 2547 لقد رضي الشنى من بعد عتبة: معاوية بن أبي سفيان: العتب: 3119 لقد سئمت ما لا أستطيع من الامر: أحمد بن هبة الله الحلبي: يغري: 1208 لقد عرض الحمام لنا بسجع: أحمد بن يوسف المنازي: تلاحى: 1285 لقد قرعت شكاة أبى على: الاشجع السلمي: صحاحا: 1872 لقد كنت آمل في قربكم: الحسن بن ابراهيم التنوخي: زماني: 2246 لقد هجرتني أم هاجر وابتدت: سعيد بن حمزة: آمال: 4297 لقيت من الايام ما لو بثثته: زيد بن أحمد بن عجل: عرفته: 3961 لك الله عرج على ربعهم قذى: اسماعيل بن منقذ: الشذى: 1805 لك يا منازل في القلوب منازل: المتنبي: أو أهل: 859 لكل زمان من أماثل أهله: الحيص بيص: معسر: 4263 لكم من فؤادى ما أباحكم الوجد: القيسراني: وعد: 4247 لم أر الحاجات عند التماسها: الاعشى: ابن بشير: 4626 لم استر الشيب بالخضاب: الحسن بن طارق: التصابي: 2407 لم أمرضه فأسلم: فاطمة الزهراء: مريضا: 2655 لم أنس من لاقيتها: أبو محمد بن أبي النجيب: الرطيب: 4614 لم ترحلوا عنى لان محلكم: أحمد بن عبد السيد: متيما: 984

لم ترعني دار عفت بالجناب: اسحاق بن حسان: الكتاب: 1458 لم تصب بها الامير يعبد الله: حمدون بن اسماعيل: الانام: 2938 لم نكن نعرف العناق فلما: محمد بن الحسين السبيعي: عناقا: 2673 لم يبق لي في هواكم أرب: أسامة بن منقذ: تنقلب: 1367 لم يحبس المولى الوزير نواله: سعد بن علي الحظيري: بالقاسط: 4253 لم يخب اليوم من رجاك ومن: مجهول: الحلقة: 2593 لم يخلق الرحمن من خلقة: أبو عبد الله بن جباءة: خصا البغل: 4504 ::: 4509 لم يدر قاتله شلت أنامله: زائدة بن نعمة: ظفر: 3743 لم يلق من حر الفراق: المعتضد بالله: لاق: 821 لما أنت كتب القضاة فضضتها: أبو البركات بن علي: أرمقي: 4334 لما بدأ رائق التثني: ابن أبي الحديد: يميد: 1214 لما بدت في ثياب من ملابسها: حماد بن هبة الله: النظر: 2918 لما تأمل جودك: أبو الحسن الانطاكي: البحر: 4404 لما حدا الحادي بهم: أبو الفتح البالسي: الجلد: 4564 لما رأى الجامع أمواله: سعد بن ابراهيم: نوابه: 4243 لما رأت أن الشريعة همها: امرؤ القيس: دامي: 2001- 2002 ::: 2003- 2004 لما رأت شيبا يلوح بمفرقي: علي بن الجهم: متجمل: 3520 لما رأيت الشفعاء بلدوا: رؤبة بن العجاج: فانكدوا: 3713 لما رأيت الشيب قد نزلا: الحسن بن طارق: رحلا: 2406 لما رأيتك فوق السرير: اسماعيل بن مكنسه: والمستند: 1816 لما فزعت الى الخطاب استهزأت: أبو القاسم الحموي: لما به: 4595 لما وضعت على الفرزدق ميسمي: جرير: الاخطل: 3220 لمحرة تجالسني نهاري: محمد بن هارون الدمشقي: الصديق: 2801 لمن جيرة حكمتهم في فاشتطوا: سالم بن عبد الجبار: مختط: 4148 لمن راية سوداء يخفق ظلها: علي بن أبي طالب: 2827- 2833 ::: 2834- 2835 ::: 2840- 3117 لنا خاطب من خرو يكنى أبا جعفر: العباس الخياط: المنكر: 4376 لن يلبث القرناء أن يتفرقوا: مجهول: ونهار: 973 له أيطلا ظبي وساقا نعامة: امرؤ القيس: نتفل: 2009 له بسليم وقعة جاهلية: أبو فراس الحمداني: حاجر: 4292 له راحة ينهل فيضها الندى: سالم بن مفرج: والحضر: 4165 له شرف الخلافة من قريش: أحمد بن عبد الواحد: الغطام: 1023 له قلب زنديق ووجه موحد: الحسن القهستاني: مجبر: 2276 له موضع في القلب ليس بمشترك: زياد بن أحمد الحلبي: ما ترك: 3958

له نظرة نحو الحمول بحومل: النامي: الود: 1086 لله أخلاق مطبوع على كرم: الحسن بن صافي: والكرم: 2392 لله در رافع أنى اهتدى: مجهول: سوى: 3564 لله لؤلؤ الفاظ تساقطها: أبو نصر المنازي: بالعطل: 886 ::: 1283 لله ما أحملك الرسائلا: أبو يعلى عبد الباقي: حاملا: 4463 لله ما أحملك الرسائلا: المفضل بن عبد الرزاق: على كلا: 4462 ::: 4463 لله ما وارى التراب من الأولى: أبو العتاهية: الكرام: 1793 لله ما يومنا يوم الشعانين: محمد بن أبي عون: الملاعين: 601 لله من قمر رآني معرضا: أبو نصر الخيشي: وشانه: 2927 لهفي على غصن شباب ذوت: سليمان بن عبد الرحمن: الفرس: 4112 لو أن خفة رأسه في كفيه: مجهول: الارنب: 4268 لو أن دارا أخبرت عن ناسها: الحسن بن عبد الله: كناسها 2418 لو أن قلبك لما قيل قد بانوا: الحسن بن أسد: صوان: 2300 لو تخليت للزمان للاقى: سعد بن محمد الوحيد: طويل: 4274 لو ترى ما أراه منك اذا: خالد بن يزيد الكاتب: وجنتيك: 3202 لو تراني والبراغيث بجنبي يعبثونا: سعد بن ابراهيم: قطونا: 4244 لو تقاسي ما أقاسي يا كبك: أبو الخير الموزه: قتلك: 4443 لود جرير اللؤم لو كان غائبا: الفرزدق: الضراغم: 3223 لو سلمنا من فرقة الاخوان: الحسين بن محمد الهبري: الزمان: 2788 لو سأعفتي سلوة تتعلل: الحسين بن علي بن نصر: العذل: 2706 لو قيل لي وهجر الصيف متقد: أحمد بن يوسف المنازي: يضطرم: 1287 لو كان يرزق بالفضائل فاضل: البديع الحلبي: الارزاق: 4718 لو كنت أحمل خمرا يوم زرتكم: اسحاق بن ابراهيم: الدار: 1410 لو كنت أعلم أن يوم فراقكم: رزق الله بن عبد الوهاب: فراقا: 3641 لو كنت أمدح للجدا: الحسن الواساني: بحر الندا: 2335 لولا اعتراض الهوا كرها لما وقدا: رمضان بن صاعد بن أحمد:: 3690 لولا حنف برجله: أم الاحنف بن قيس: نسله: 1320 لولا الدخان لما فارقت مجلسكم: الحسن بن محمد بن الحسين: والجود: 2749 لو يعلم الناس ما في العرف من شرف: زيد بن علي: الشرف: 4042 لئن أصبحت بينكم مضاعا: الحيص بيص: رخيصا: 4269 لئن تأخرت عن مفروض خدمته: اسماعيل بن مكنسة: متهم: 1818 لئن حالت الاحوال دون لقائنا: سليمان بن عبد الله: يحول: 2949 لئن حالت الايام بيني وبين ما: محمد بن عبد الله بن سليمان: زماني: 4393 لئن عظم اشتياق منك نحوي: أبو الحسن الشيزري: نار: 1635

لئن كان أضحى فوق خديه روضه: خالد بن يزيد الكاتب: الدمع: 3205 لئن كان فضل بزني الارض ظالما: أحمد بن الوليد: صالح: 1190 لئن كانت الدنيا تعد نفيسة: الحسن بن علي بن أبي طالب: وانبل: 2595 لئن كنت لم أذنب فلا تظلمني: مجهول: أتوب: 3615 لئن لم يجلي الاشعث اليوم كربه: ابن عم للاشعث: تفلت: 4713 لئن هجوت بني صحب لقد تركوا: جرير: آثارا: 3224 لي حرمة الضيف والجار القديم: مقلد بن منقذ: أطفال: 4200 لي مالك كل من يراه: حماد البزاعي: براه: 2915 لي مهجة كادت بحر كلومها: زاكي بن كامل: تتكلم: 3728 ليال وأيام تمر حواليا: ربيع بن محمود: وعد: 3593 ليبغضك الصديق يا بن الخنا: الحسن بن صافي: أبو بكر 2397 ليت شعري ليت شعري: زهير بن محمد: قبري: 3885 ليث وليث في مكان ضنك: جحدر بن مالك: ومحك: 2071 ليت المنية في تلمسها: أبو العتاهية: فحص: 1794 ليس شيء سوى التقى: مجهول: أودعي: 1804 ليس الصباح من المساء بامثل: اسماعيل بن أبي العساكر: انجلي: 1641 ليس في كل ساعة وأوان: سالم بن مفرج: الاحسان: 4165 ليس للعلم في الجهالة حظ: مجهول: الاعضاء: 3807 ليس يرجى خيرهم آمل يوما: أحمد بن هبة الله الجبراني: يشذبون: 1209 ليس يشفى من النوائب الا: الحسن بن محمد اليشكري: رفاق: 1487 ليلة بتها بقربي اسقى: أبو الحسن المشوق: الدهور: 4401 ليلي كشعر معذبي ما أطوله: اسماعيل بن ابراهيم: أسبله: 1608 م ما أحب النبي من مال عن: خليل بن خمرتكين: الانام: 3377 ما اختلف الليل والنهار الا: مجهول: الفلك: 1492 ما أطيب العيش لولا موت صاحبه: أحمد بن يوسف الكاتب: لعائبه: 128 ما أعجل الايام في الشهر: زهير الانطاكي: في العمر: 3904 ما الى ترك هواكم لي سبيل: أحمد بن عبد السيد: وميلوا: 589 ما أن يرحمني قلبك: خالد بن يزيد الكاتب: حبك: 3209 ما أن ترى منظر ان شئته حسنا: المعتز: سكرين: 3770 ما أنت مني ولا الطيف الذي طرقا: أبو العباس النامي: الاوقا: 1087 ما أنصف القوم ضبه: المتنبي: الطرطبه: 682 ما بال من أوله نطفة: أبو العتاهية: يفخر: 1755 ما بي يوم استعبرت أم خالد: يزيد بن معاوية: بصحاح 1384 ما بيض الله وجه الارض في حلب: أسعد بن خطير: مالكها: 1563 ما بين خيف منى الى الجمرات: أحمد بن عبد الغني القشيري: عرفات: 996

مات الثلاثة لما مات مطلب: دعبل: والرهب: 2524 مات المغيرة بعد طول تعرض: زياد الاعجم: وصفائح: 9323 ما تحيلت في رضاك وبالغت: علي بن أفلح: بفن: 4252 ما جار حكم الليالي عن سجيته: أحمد بن يعقوب الكفرطابي: ابتدعا: 1253 ما جميل منك عدل: أحمد بن الزنف: عدل: 1193 ما الدار في حلب بدار ثواء: الحلبي: شتاء: 4755 ما دفنت قتلى سليم وعامر: النجاشي: الحكمان: 4195 ماذا أقول اذا انصرفت وقيل لي: دعبل: الفضل: 3528 ماذا بمنبج لو تنبش مقابرها: عبابة الراتجي: الكرم: 2871 ماذا على طيف الكرى لو عادا: أبو الفضل القمي: وتمادي: 4576 ما رغبة النفس في الحياة وان: مجهول: لاحقها: 2061 ما زلت ادع؟؟؟ عن دمشق: القيسراني: بالغوطتين: 277 ما زلت تركب كل شيء قائم: دعبل: المنبر: 3515 ما سمت الخيمة تسع البحر: عبد المحسن الصوري: بحران: 2241 ما على ساكن المعرة لو أن: الوزير المغربي: طلولا: 130 ما على ما قلت تعويل: اسماعيل بن العينزربي: وتعليل: 1720 ما الفعل للسيف اذ هزت مضاربه: الببغاء: الجمل: 2530 ما للزمان يقال فيه وانما: مجهول: تلاق: 3527 ما للكواعب ودعن الحياة بأن: القطامي: ميعادي: 3525 ما لنفسي وما لها: أبو الحسين بن أبي عبد الله: مطالها: 4412 ما لي أرى الابصار بي حافيه: أبو العتاهية: نامية: 4318 ما الى الى أبي على حاجة: حسان بن الحباب: عندي يد: 2231 ما كان أسرع ما ولى الشباب وما: أحمد بن يمن: والهرم: 1254 ما كنت أحسب أن حظي مانع: سالم بن مفرج: يتدفقا: 4164 ما كنت أعلم ما في البين من جزع: اسماعيل بن عبد الرحمن: بالسفن: 1675 مما للصدر الا لديك انتفاع: البهاء السنجاري: البقاء: 2362 ما للمطايا يا خليلي مالها: دريع بن كامل: ملالها: 3495 ما للمنازل لا تجيب حزينا: مجهول: فلبينا: 2521 ما لي أرى الدهر لا يسمو بذي كرم: اسماعيل بن عبد الرحمن: ومفضال: 1674 ما لي والى التمادي: زهير بن محمد: غافل: 3884 ما من روى أدبا ولم يعمل به: البلاذري: باديب: 1222 ما من صديق وأن تمت مودته: أبو العتاهية: طبق: 1794 ما الناس الا امرؤ ذو ثروة وغنى: حماد بن هبة الله: الابد: 2918 ما نلت مذ غاب أبو المجد: أبو محمد بن ظافر: سعد؟؟؟: 4239 ما هب من نسمات نشرك عابق: اسماعيل بن سودكين: ناشق: 1647 ما وقوفي بمربع مجهول: ابن كوجك: محيل: 2676 ما ينفع القرب وهو مجتنب: الحسن بن ابراهيم: كثب: 2462

متى أرى الدنيا بلا كاذب: صاحب الخال: ناصبي: 943 متى سألت بغداد عني وأهلها: أبو العلاء المعري: سآل: 131 المثل الدائر يا سيدي: أحمد بن هبة الله: الدائرا 1214 مثل الزبرجد في حرير أحمر: أبو الرياح المصيصي: أديم: 4452 محمود الله والمسعود خائفه: أبو العلاء المعري: مسعود: 1674 مدارس آيات خلت من تلاوة: دعبل:: 195- 2669 ::: العرصات: 3500 ::: 3509 مدبرا يعزلونه: أبو الفوارس بن أبي الفرج: مدبرا: 4579 مدحتك يا وصيف الباز بازي: أبو بكر المعوج: باحتراز: 4363 مدحناكم ظنا بأن مديحنا: سابور بن علي: بالبذل: 4078 المرء دنيا نفسه فاذا: أبو العتاهية: انقضت: 1798 مرحبا بالقاهرية: عمر بن علي بن قشام: السعتريه: 2407 مررت الى أبيات آل محمد: دعبل: حلت: 2669 مررت بالدار وقد عطلت: محمد بن عبد الله بن سليمان: وآثار: 3316 مررت بربع في سياث فراعني: عبد الله بن سليمان: المعاول 4025 مررت بقبر ابن المبارك زائرا: الوزير المغربي: بناطق: 2544 مررت على رسم الديار فسلمنا: رزق الله بن عبد الوهاب: ناواعنا: 3638 مررت على شبام فلم تجبني: علي بن أبي طالب: شبام: 4763 مررت على قبر تداعت رسومه: أبو طالب الواعط: آهل: 4491 مرضت فهلا كنت أول عائدي: أسعد بن خطير: عائد: 1563 مزرفن الصدغ يسطو لحظه فلبا: الصقلي: ضحكا: 2287 مسح النبي حبينه: مجهول: الخدود: 2651 ::: 2652 مشيب الرأس حين بدا: أحمد بن يرنقش: بعدا: 1243 مضى أبو مسلم حميدا: الاطروش: جار: 4332 مضيت من عندكم بقلبي: الاعسر بن مهارش: قلب: 1937 مضيت وخلفت المطامع جمة: الحسن بن أحمد المعلم: طواميا: 2283 مطهرون نقيات جيوبهم: مجهول: ذكروا: 2594 معاوي أمر خالد بن معمر: الاعور الشني: تؤمر: 3117 ::: 3119 معاوي اني شاكر لك نعمه: الاعور الشني: معاوية: 3119 معاوي لا تجهل علينا فاننا: خالد بن المعمر: معاويا: 3118 معاوي لا تنهض بغير وثيقة: أبو جهمة الاسدي: عارف: 4382 معاوي ما افلت الا بجرعة: حريش السكوني: كوكبا: 2221 معرة مصرين ناهيل مصر: القيسراني: وفخرا: 135

مغيرية كالبدر سنة ووجهها: أشعب: وافر: 4135 مقادك بالخيل أرض العدو: الاعشى: الغنم: 2055 مقامك الاشرف المحمود من مضر: الحيص بيص: عدنان: 4264 مكثر عند صيده قول لا: ابن حيوس: أكبر: 4677 ملات قلبى سرورا رقعة: الفضل بن موهب:: 4174 ملك اذا ما السلم شتت ماله: أحمد بن هبة الله الجبراني: فرقا 1209 ملك ثوى بالجاهلية رمسه: الحيص بيص: زلزل: 4269 ملكت كما شاء الهوى فتحكم: راجح بن اسماعيل: والحاكم: 4543 ملكنا فكان العفو منا سجيه: الحيص بيص: أبطح: 2656 ملوك بني العباس في الكتب سبعة: دعبل: عدنان: 4264 ملومكما فيما يقال مريب: الحسن بن علي الطغرائي: الكتب: 3511 مليك على هام الثريا مهاده: أبو جعفر بن علي: عجيب: 2691 من أبر شهر اذهبت بها: أحمد بن عثمان الخشنامي: مهوده: 4375 من أصبح اليوم مثلوجا باسرته: مالك بن هبيرة: مثلوج: 2239 من بعد ملكي رمتم أن تغدروا: الوزير المغربي: تخير: 2544 من جانب الغي توخى رشده: أبو القاسم الشيظمي: وجده: 4587 من حامل عن أخيه بسط مالكه: الحسن بن صافي: والقيل: 2393 من خص بالمدح الصديق فانني: علي بن المجري: الاعداء: 2731 من راكب يأتي ابن هند حاجتي: النابغة الجعدي: وتجلب: 3002 من زار قبري فليكن موقنا: أحمد بن منير: يلقاه: 1163 من ساءه أن بات في أسر الهوى: الحسن بن عبد الله: الاماق: 2440 من سره أن يرى من دهره عجبا: حميد بن مالك: مسدول: 2976 من شاقه حاجر وبقعتها: الحسن بن زهرة: أبدا: 2349 من شيمتي الكر على القبائل: الاعسر بن مهارش: المقاتل: 1934 من عذيري من أبي حسن: أحمد بن حمدون: ويصرفني: 706 من عذيري من عذاري قمر: علي بن المؤيد: التلف: 4289 من القاصرات الطرف شاقك نعتها: صاعد الرحبي: أفانين: 3368 من كان ذا شجن بالشام يطلبه: مجهول: والشجن: 3211 من كان شرفه فيما مضي لقب: مجهول: اللقب: 2434 من كان يكذب ما يقول فلا تكن: سابور بن علي: مفسد: 4087 من كل أروع يستلذ بطبعه: رضوان بن علي: صالب: 3668 من اللائي لم يحججن حسبة: مجهول: المسلما: 4133 من اللائي لم يحججن حسبة: مجهول: المغفلا: 4134 من الصب نازح الدار: أبو الطيب المقدسي: وأفكار: 989 من لعبد أذله مولاه: أبو العتاهية: سواه: 1769 من لقلب مقيم مشتاق: أبو العتاهية: الفراق: 1772 من لم يحمد لم يجد وان شرفت: حميد بن مالك: النسب: 2975

من لم يذق لصبابه طعما: أبو العتاهية: علما: 1782 من لم يكن للوصال أهلا: مجهول: ذنوب: 2491 من مبلغ عني امام الهدى: دعبل: هتاكه: 3514 من مبلغ قومك النائين اذ شحطوا: حرملة بن المنذر: ولع: 2189 من منصفي من ملول اللج في الطلب: أسعد بن يحيى: تلعب بي: 1587 من منكم ينشط للنزول: الاعسر بن مهارش: بهلول: 1933 من النافض البيداء والليل دامس: الحسن بن صافي: وقطوب: 2395 من يرى العيس لابن أروى: حرملة بن المنذر:: 2194 ::: 2195 منك الصدود ومني بالصدود رضى: أبو العلاء المعري: فضى: 883 مهدت له ودي صغيرا ونصرتي: دعبل: حجري: 3517 مهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا: زيد بن علي: تسيرونا: 4034 مولاي أن النصر أصبح طائعا: اسرائيل بن مقدار: تسير: 1558 مولاي سرت ما أمرت به: زهير بن محمد: والورق: 3885 ميعادنا اليوم بياض الصبح: الاشعث بن قيس: سمح: 1899 ::: 1900 ::: 1913 ميلوا على الدار من ذات اللمى ميلوا: حسان بن نمير: ميل: 2243 ن ناديت سكان القبور فاسكتوا: الحسن بن علي بن أبي طالب: الجثا: 2596 نار الاسى بقلوبنا تتلهب: الحسين بن محمد الدوسي الزاهد: مهذب: 2789 نار الجوى بين الحشا والاضلع: زاكي بن كامل: أدمعي: 3728 نار الذراية من لساني تقتدح: المتنبي: يرح: 655 نار النبوه من زنادي تقتدح: المتنبي: يرح: 4422 الناس بالناس ما دامت حوائجهم: الامام السابع: وثارات: 2036 الناس في غفلاتهم: أبو العتاهية: تطحن: 1781 الناس يخدع بعضهم بعضا: أبو العتاهية: محضا: 1789 ناعي أبي جعفر القاضي دعوت الى: الماهر الحلبي: داع: 4377 نبأتها تسأل عن موقفي: سعيد بن حمدان: شر: 4293 ::: 4295 نبذتم الحفظ نبذ العار بينكم: اسماعيل المعين زربي: الازم: 1720 نبكي ما وصلت به الندامى: عمر بن الخطاب: الجبال: 3164 نثرت رؤوسا بالاحيدب منهم: المتنبي: الدراهم: 667 ::: 668 نثرت مقلتاي دمعا قربدا: أبو البركات المعري: فريدا: 4332

نجى المعرة من براثن صالح: أبو العلاء المعري: معضل: 905 نخفى وننزل وهو أعظم حرمة: السري بن أحمد: ناعل: 4209 نحن بقنسرين كنا ولاتها: زياد بن حنظلة: ويعتب: 3913 نحن بنو الدنيا فما بالنا: المتنبي: شربه: 656 نحن فتيات بني النجار: مجهول: جار: 1185 نحن قتلنا حابسا في عصابة: مجهول: مغضبا: 3671 نحن النجيبون وفينا الفخر: حمزة بن مالك: نذكر: 2957 نخفي وننزل وهو أعظم حرمة: السبري: أو ناعل: 4403 نداري زمانا قد ألح بصرفه: خالد بن صفوان: يعقل: 3061 ندمت على ما كان مني ندامة: أحمد بن محمود بن خرزاد: يندم: 1082 نرى عظما بالصد والبنين أعظم: المتنبي: منهم: 183 نزلت على ابن حماد فحيا: أبو الحسين المستهام: المقيل: 4422 نزلت فزرت قبر أبي العلاء: محمد بن نصر القيسراني: البكاء: 913 نزلنا عن الاكوار نمشي: كرامة: المتنبي: ركبا: 4209 ::: 4403 نزلنا لكم عن منبر الملك بعد ما: مجهول: منبرا: 2235 نصال الدهن أقصد من سواها: عبد الباقي بن أبي حصين: النصال: 912 نظرت محاسنه العواذل نظرة: مجهول: ألوانها: 1612 نظرت وصحبي بخناصرات: جران العود: النهار: 116 ::: 4724 نعى لك ظل الشباب المشيب: أبو العتاهية: الخطوب: 1798 نعب الغراب بما كره..: مجهول: للقدر: 1420 نعب الغراب فقلت من: فاطمة بنت الحسين: يا غراب: 2647 نعم دموع يكتسي قربه: مهيار اليلمي: المعشب: 2554 نعم مصاد المرء للشهادة: المتنبي: والسجادة: 838 نعي أتى من كفر طاب تخبثا: زيد بن أحمد الحلبي: توثبا: 3960 النفس راغبة اذا رغبتها: أبو زؤيب: تقنع: 3387 نفسي بشيء من الدنيا معلقة: أبو العتاهية: يكفيها: 1770 نفسي فداؤك كيف تصبر طائعا: مجهول: صباح: 3263 نفسي فداؤك أو بالناس كلهم: مجهول: ماتوا: 1279 نفلق هاما من رجال أعزة: يزيد بن معاوية: وأظلما: 2631 نفيت من الحسين ومن علي: صاحب الخال: جدودي: 943 نقض الذي أعطيته نقفور: أبو العتاهية: تدور: 1775 نقل فؤادك حيث شئت من الهوى: أبو تمام: الاول: 4616 نمت بمكنون الاسى أشجانه: الحسين بن علي بن كوجك: أجفانه: 2677 ننافس في الدنيا ونحن نصيبها: أبو العتاهية: خطوبها: 1786 نوائب ان حلت تجلت سريعة: أحمد بن عبد الله بن سليمان: تولت: 2744

هـ ها انذا عاري: سعد بن علي: رقد: 4253 هات الحديث عن الزوراء أو هيتا: أبو العلاء: بتكريتا: 883 هاتا الحديث عن الغزال الاغيد: داود بن المغربي: ومعبد: 3474 هاج الوقوف برسم المنزل الخالي: الحسن بن عبد الله: بال: 2426 هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن: راجح بن اسماعيل: بالشجن: 3541 هاجتك رسوم عفت لزينب بالقاع: فتيان الشاغوري: قاع: 2361 هارون يا بن الاكرمين حسبا: العماني الشاعر: حسبا: 4768 هاهنا جسمي مقيم: يحيى بن علي بن المنجم: فؤادي: 821 هب الدنيا تساق اليك عفوا: أبو العتاهية: زوال: 1781 هبوا أن حاجبه: حلب: القيسراني: هاشم: 4249 هجم البرد والشتاء وما أ ... : علي بن عبد الله الطوسي: العربية: 4307 هجوت زهيرا ثم اني مدحته: المتنبي: وتمدح: 683 هجوتكم رغبة فيكم: حميد بن علي: الحازم: 2973 هدى علم الدين المفخم شانه: الحسن الشاتاني: دبيب: 2354 هذا أبو القاسم أعجوبة: أبو العلاء ق المعري: ولا يدري: 4594 هذا أوان الشد فاشتدي زيم: الحجاج بن يوسف: حطم: 2078 هذا الحمى وكناس الغيد والبان: أحمد بن حمزة الخيشي: بانوا 718 هذا رسول الله ذو الخيرات: مجهول: النجاة 3231 هذا كتاب فتى جفاؤك مغرم: ابن أبي البيان: ضلوعه: 4702 هذا محبك مطوي على كمده: مجهول: جساه: 2522 هذا يزجي بيسر عمره طربا: اسماعيل بن عبد الرحمن: حزن: 1675 هذا اليقين المحض لا التوهم: السري بن أحمد بن السري: منهم: 34204 هذه الدنيا عيوب كلها: الكمال الاسكندراني: مليح: 4741 هذي سماء تمطر الدراهما: ابن السمط: المكاربا: 3764 هل الى أن تنام عيني سبيل: اسحاق الموصلي: طويل: 1417 هل الى نظرة اليك سبيل: اسحاق الموصلي: الغليل: 1426 هل أنت راحم عبرة وتوله: أبو اليمن الكندي: دهي: 4006 هل أنت مندفع بعلمك: خالد بن يزيد الكاتب: نافع: 3204 هل أنت منقذ شلوي من يد زمن: اسماعيل بن مكنسة: منتهس: 1816 هل بالطلول السائل رد: دوقلة: عهد: 698 ::: 2342 هل تبدين لي الايام عارقة: البحتري: أسد: 1552 هل تعرف الربع الذي تنكرا: الحسن بن عبد الله: وادي القرى: 2427 هل الحدث الحمراء تعرف لونها: المتنبي: الغمائم: 243

هل الطرف من فيض الدموع جريح: سالم بن سعادة: ذبيح: 4106 هل عند عطفك عطف ممسك رمقي: أسعد بن ابراهيم: أرفي: 1559 هل العوجان العمر صاف اوارد: منصور بن مسلم: مدود: 349 هل ممسك لومه امرؤ لاما: أحمد بن كشاجم: ساما: 1124 هلا عطفت على المحب المدنف: أحمد بن عبد الغني: المتلهف: 992 هلا ليالي فوقه بزانه: زياد الاعجم: قارح: 3924 هم زرعوا العداوة لا لجرم: ابن أبي العودي: بالحصاد: 3484 هم قصد منهاج السراط المقوم: سعد بن أبي سالم: محكم: 4276 هم الورى في العيد قطع ثيابهم: أبو البركات بن عبد المحسن: الصابون: 4332 هم يروح به الفؤاد ويفتدي: الشيباني: مكمد: 4763 هم يحسدون سعيدا في قصائده: محمد بن عبد الرزاق: وتقصير: 4232 همدان همدان وعك عك: مجهول: الارك: 4471 هممت ولم أفعل ويا ليت أنني: عمير بن ضابىء: حلائله: 2079 الهموم والسهر: خالد بن يزيد الكاتب: والفكر: 3207 هنأتني برأ بما ملكت يدي: ابن خالويه: فرض: 635 هنيئا بني العباس أن أمامكم: علي بن العباس: أحمد: 816 هنيئا لك العيد الذي أنت عيده: المتنبي: وعيدا: 679 هو الزمان مشت بالذي جمعا: المتنبي: بدعا: 675 هون على بصر ماشق منطره: المتنبي: كالحلم: 656 هون عليك فكل الامر منقطع: أحمد بن عاصم الانطاكي: يندفع: 852 هي الايام والعبر: أبو العتاهية: ينتظر: 1761 ::: 7189 هي الدار فقف في ربعها الخالي: اسماعيل بن محمد المغربي: الحالي: 1820 هي شدة يأتي الرخاء عقيبها: جعفر بن محمد: العاجل: 1633 هي الشمس التي تطل ... : أشجع السلمي: والعقد: 1872 هي العيس قودا في الازمة ننفخ: الطغرائي: برزخ: 2690 وو أبت تركي الغديات والا: البحتري: بالمقراض: 1089 وأبقى طاهر فينا خلالا: دعبل الخزاعي: الحلوم: 3510 وأبقت على اللكام قتلى سيوفه: أبو فراس: مقابر: 439 وابنة بر لم تبن عن زهد: الحسين بن علي الانطاكي: عهد: 2727 وأحللت هماتي بنجم تجله: الصنوبري: القصوى: 1075 وأخ مسه نزولي بقرح: أبو الفرج العلاف: قرح: 4567 واخجلتي من وقوفي بباب دارهم: سعد بن محمد: يا رجل: 4260 وأدنيتني حتى اذا ما ملكتني: سالم بن هبة الله: الاباطح: 4175

واذا أقبل موسى: الحسين بن أبي علي: قبرا: 2802 واذا به كعب بن مام ... : سابور بن علي: أسامه: 4087 واذا تناسبت الرجال فما أرى: أبو العتاهية: الاعمال: 1755 واذا الربيع تتابعت أنواؤه: عدي بن الرقاع: وزادها: 116 واذا رمت سلوة صدفتني: حماد الحراني: ولوجه: 4676 واذا الصوارم والاسنة أرهفت: ابن كوجك: وسنانه: 2677 واذا الفتى قحطت به أيامه: البديع الحلبي: الانكد: 4718 واذا ما ناى العواذل عنها: المتنبي: هي: 4675 واذا نحن في الحقائق عدنا: أحمد بن محمد بن الدويدة: حمص: 1292 وأذكت مذاكية بشرج فارضها:: أبو فراس الحمداني: متطاير: 4293 وا رحمتا لغريب حث أنيقه: أبو عبد الله المعري: فرجا: 4505 وأزهر وضاح يروق عيوننا: السري بن أحمد: النواظر: 4207 واستشرفت نفسي الى مستشرف: الخالديان: وبطيبه: 413 واسمر حماني عشية زرته: أبو بكر بن أبي علي: وأحوراره: 4358 وأسيل الخد شاحبه: أبو محمد الحلبي: بالفتن: 4614 واشمط دلاج علي ورائح: أبو نواس: بجود: 4630 وأصفر لا من علة منقودة: أسعد بن عبد الرحمن: الشوامت: 1575 وأعجب ما في الامر أن عشت بعدهم: اسماعيل بن أبي بكر: بطش: 1619 ::: 2545 وأعز الهدى بعزك حتى: أحمد بن عبد الغني: أمنا: 994 وأعور من نبهان يعوي ودونه: البعيث: وستور: 3222 وافى الكتاب فأوجب الشكرا: أبو العلاء المعري: عشرا: 897 وافق أخال تجده خير رفيق: ابن عبد الرحمن الهاشمي: بمفيق: 4689 وأقر السلام على الفقيه وقل له: ابن سنان الخفاجي: ملمة: 2277 والا فقل لا تسترح وأرح بها: أحمد بن يوسف الكاتب: كاذب: 1275 ::: 1127 وآمرة بالبخل قلت لها اقصدي: اسحاق الموصلي: سبيل: 1430 وان امرءا أمسى ودون حبيبه: زرعة بن موسى: فالسبعان: 3792 وأن امرأ قد سار خمسين حجة: الحجاج بن يوسف: لقريب: 2088 وأن أوسعتني النائبات مكارها: أبو القاسم المصيصي: صبرا: 4594 وان غدا راقيا مراتب ذي أص..: أحمد بن هبة الله الجبراني: حص رم: 1210 وأنا ابن أحمد لم أقل: صاحب الخال: أتزيد: 946 وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي: الوزير المغربي: ويهدم: 2548 ::: 2549 واني لاهواها وأن طال هجرها: داود بن علي: حبلى: 3452 واني لمعذور على طول حبها: أبو العتاهية: عذري: 1766

واني لورقاء الغصون اذا دعت: الحسين بن محمد البارع: مجيب: 2764 وأهديته زمنا فانيا: دعبل الخزاعي: للثمن: 3525 وأهيف أحدث لي نحوة: أسعد بن الخطير: ظرفه: 1562 ::: 1565 وأهيف الخصر مثل الليل طرته: أحمد بن يعقوب: أولاني: 1252 وأيدك الاله عليه نصر: الجفني: حجتيه: 4752 وبعت بسنجار قلعة حلب: مجهول: مشترى: 3860 والبق لا يدخلها ويتصل: القاسم بن أبي داود: كالورل: 95 وبالقطيعة من بغداد لي قمر: خسر فيروز: قطعا: 3262 وتشعبوا شعبا فكل جزيره: المساور بن هند: ومنبر: 194 وتعهد ليلون ليلا تجد زهر: محاسن بن اسماعيل: عرصا: 421 وجارية مثل الهلال بها أنسي: حسن بن اسماعيل: الشمس: 2303 وجالس للدروس يعمه في: محمود الخجندي: فراس: 1022 وحاجة قيل لي نبه لها عمرا: سداد بن ابراهيم: تنبه لي: 4195 والحاضرون بمزج السوس اذ لامت: زرعة بن موسى: النجب: 3791 وحقكم لازرتكم في دجنة: اسماعيل العين زربي: سارق: 1720 وحقكم ما غير البعد عهدكم: زهير بن محمد بن علي: شان: 3883 وحمائم نبهنني: مجهول: المشرقين: 4397 وحسبي بها يوم الاحيدب وقعة: أبو فراس: الخناصر: 243 وخصر تنبت الابصار فيه: المتنبي: نطاقا: 672 وخضيبة بالراح يجلوها: اسماعيل بن مكنسة: راح: 1818 وخمت وجاورها العدو فأهلها: أسامة بن منقذ: والطاعون: 146 وخياط نظرت الي: أسعد بن الخطير: بنظرته: 1563 وخيرني ذو البؤس في يوم بخسه: عبيد بن الابرص: برق: 4302 وداع دعا اذ نحن بالخيف من منى: قيس بن الملوح: يدري: 4311 وداعك مثل وداع الحياة: دعبل: الديم: 3525 وداء المت بالكثيب ذوائبه: داود بن عيسى: غياهبه: 3456 ودعته حين لا تودعه: مجهول: تسير معه: 2273 وذي هيئة يزهى بحال مهندس: ابن الملثم: وابعث: 4699 وراقص يستحث الكف بالقدم: خسر فيروز: والشيم: 3261 ورأيته في اللوح يكتب مرة: مجهول: برضابه: 1141 ورث الوزارة كابرا عن كابر: أبو منصور الثعالبي: بالاسناد: 1107 ورد البشير مع الصباح بأنه: أبو الرياح المصيصي: أجفاني: 4453 ورد الجواب كرد السلام: اسماعيل الصويتي: أحسن: 1671 وردت مبرزة على أقرانها: أسعد بن ابراهيم: لسانها: 1586 والرزق مقسوم فياسر ولا: أبو العلاء المعري: والسيف: 894

وركبت ظهر توصلي في أوبتي: ابن كسا: عن السرى: 773 ورومي خلعت عليه يوما: عبد الكريم بن عبد الصمد: طيلساني: 4552 وزنجية عرفت بالاباق: الحسين بن علي الانطاكي: الوثاق: 3729 وسلكت فيه نهج كل مجد: محمد بن علي بن الجواري: الخلاق: 4545 وسوف على رغم العدو يعيدها: أبو فراس: دائر: 260 وشاعر ذي منطق رائق: الحلبي: البارق: 3210 وشرخ شباب قد نضوت جديده: البحتري: البرد: 2232 وشكرت زماني حين أصعدني: خسر فيروز: منحدري: 3261 وشنآن الشيب من أجل لونه: رزق الله بن عبد الوهاب: مسرع: 3648 والشهب تلمع في الظلام كأنها: أحمد بن محمد السهلي: النار: 1108 وصاحب صاحبني في الصبا: أسامة بن منقذ: المشيب: 1366 وصاحب لا تمل الدهر صحبته: أسامة بن منقذ: مجتهد: 1366 وطائرة أبدا تتبع: زكي بن عبد الله: تقع: 3835 والشيظمي اذا تنحنح للقرى: سيف الدولة: الامثالا: 4584 وعالين أنطاكية فوق عقمة: زهير: عندم: 81 وعالين أنماطا عتاقا وكله: زهير: عندم: 80 وعدت النعل ثم صدفت عنها: دعبل: وقذفا: 3525 وعذراء كالعذراء عاقصة الشعر: النامي: حمر: 1090 وعزيز بين الدلال وبين ال ... : ديك الجن: أنفي: 4300 وعصبة أصبحوا ركبا على خشب: أبو الفضل العطاردي: راميها: 4575 وعلى عدوك يا بن عم محمد: أشجع السلمي: والاظلام: 1870 وعلى الفتى أن لا يقصر سعيه: ابن الملثم: عنانه: 4699 والعوجان الذي كلفت به: الصنوبري: عوج: 349 وغادة تعزي الى قيصر: أحمد بن يحيى: زنارها: 1231 وغدوت في خضر الثياب مسلما: أبو فراس الحمداني: طحلب: 4693 وفى لي الدهر بموعود: أبو الحسين الوامق: بتجديد: 4424 وفاهم جدهم ببني أبيهم: امرؤ القيس: العقاب: 2010 وفي الاخوان للاخوان عز: الحلبي: قسي: 4756 وفي الحلبي كل نحس وشنعة: يحيى بن علي النديم: الحقائق: 4754 وفي الوجنات ما في الروض لكن: أحمد بن مسعود الخزرجي: عجيب: 1143 وفينا لدين الله عز ومنعة: أبو فراس الحمداني: وناصر: 2434 وقال عائب لي اذ رأى شغفي: حمدان الأثاربي: الشرق: 2928 وقانا لفحة الرمضاء واد: أحمد بن يوسف المنازي: العميم: 269 ::: العميم: 1283 وقائلة حزنا علي من الردى: خالد بن يزيد بن مزيد: سلاحيا: 3182 وقائلة لما استمر بي النوى: دعبل الخزاعي: ودموع: 3522

وقائلة من بعد يحيى بن برمك: حسام بن غزي: المعتف: 2229 وقد اغتدي والطير في وكناتها: أبو دؤااد الايادي: عتيق: 2007 وقد اغتدي والطير في وكناتها: امرؤ القيس: هيكل: 2008 وقد طمح الطماح بي من بلائه: امرؤ القيس: تلبسا: 2020 وقد طوقت بالآفاق حتى: امرؤ القيس: بالاياب: 1777 وقد كنت حرا غير أن مطمعي: سابور بن علي: عبدا: 4087 وقد لا مني في حب مكنونة التي: المؤمل: فأكثروا: 1423 والقد منه اذا بدأ في قرطق: بنان المغني: قوام: 3769 وقد ينبت المرعى على دمن الثرى: زفر بن الحارث: كما هيا: 3799 وقفت للسلام يوم التقينا: رزق الله بن عبد الوهاب: الفتان: 3638 وقفنا فكم هاج الوقوف على المغنى: ابن أبي حصينة: لبنى: 2423 وقنسرته أمور فاقسان لها: مجهول: كبرا: 70 وكان ترى من معجب لك صامتا: الاحنف بن قيس:: 1317 وكانت بني أمية في ملكها: حفص الأموي: عدوانها: 2857 وكائن ترى من صامت لك معجب: سابق بن عبد الله: التكلم: 4071 وكل خفيف الشأن مشمرا: حضين بن المنذر: أصبعا: 2830 ::: 2831 وكل مصيبات الزمان وجدتها: الحسين بن علي بن حماد: الخطب: 2557 ::: 1093 ::: 1094 ::: 2556 ::: 4324 وكل يوم تزور الثغر لا ضجر: أبو فراس: ملل: 168 وكم قد تركنا في دمشق وأرضها: علي بن أبي طالب: ثاكل: 320 وكم من صحيح بات للموت آمنا: سابق بن عبد الله: هجع: 4073 وكنا معا كالراحتين تضافرا: الحسين بن أبي الفضل: اليسرا: 2803 وكنت على حفظ هواها وغدرها: أبو محمد الأنطاكي: خلقا: 4616 وكنت على الأيام دوني طلبقة: زرعة بن موسى: جيوشها: 3790 وكيف احتمالى للزمان طلامة: الحسين بن محمد الهبيرة: رقيب: 2787 والله سلم بعد ما: أبو العلاء المعري: ونفروا: 892 والله لولا أماني القلب تخبرني: أحمد بن عبد السيد: عجلا: 984 والله لولا حنف في رجله: أم الأحنف بن قيس: مثله: 1315 والله لولا قيود في قوائمنا: حسان بن الحباب: أغلال: 2231 ولا بس حلة قوهية: الحسين بن محمد: أردان: 2759 ولاح لا منى لما رآنى: أسعد بن ابراهيم: بالخضاب: 1587 ولا مثل يوم في قذاران ظلته: امرؤ القيس: أعفرا: 1993 ولا مسه قلبى فالم كفه: خالد بن يزيد الكاتب: عقر: 3207

ولاية الشيز عزل: حمدون بن اسماعيل: ولاية: 2938 ولا ينس قربان الأمير شفاعة: مجهول: نصيب: 3615 وللدبادب في أرجائه زجل: أبو الفضائل بن سعيد: تنصدع: 4572 ولربما استيأست ثم أقول لا: أبو العتاهية: كريم: 1768 ولست بقاتل رجلا يصلي: أيمن بن خريم: قريش: 3235 ولقد أقول لمعشر ودعتهم: الحسن بن طارق: يسكب: 2406 ولقد أقول لمن يسدد سهمه: الطغرائي: شرع: 2685 ::: 2687 ولقد بكيت من الفرا ... : الزبير بن بكار: بكيت: 3752 ولقد ترى الحبشي حول بيوتنا: الراعي: ماكلا: 3289 ولقد تنسمت الرياح لحاجتي: أبو العتاهية: نسيم: 1768 ولقد جاءت النهى فتغاضت: النامي: التغاضي: 1089 ولقد حللت من الشام ببقعة: سالم بن عبد الجبار: المسكين: 4149 ولقد دخلت على عليّ مرة: الأشعث بن قيس: عطافا: 1900 ولقد سألت الجود أين محله: أعشى همدان: وسعيد: 4626 ولقد سألت عن الكرم فلم أجد: أحمد بن يمن: ترى: 1254 ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها: زياد بن حنظلة: البروم: 3915 ولقد طربت اليك حت ... : أبو العتاهية: التصابي: 1766 ولقد عهدت بها نعائم ترتقي: أبو عساف العقيلي: أحلس: 4527 ولقد كتمت هواك أوثق صاحب: محمد بن عبد الله الشيرازي: عدوا: 1644 ولكننا متنا من الوجد قبل أن: صاعد بن عيسى: فأحيانا: 1557 وللماء من حولنا ضجة: الحسين بن علي الأنطاكي: العروبا: 2728 ::: 4748 ولم أنس يوم البين حسن اعتذاره: حميد بن مالك: زمانه: 2976 ولم ترضي بنوة غير هذه: زفر بن الحارث: ورائي: 3801 ولما استقلوا بأثقالهم: أبو العتاهية: أزمعوا: 1781 ولما حللناها سماء زبرجد: أحمد بن عبد الغني: الغض: 993 ولما رأت مضي يلوح سواده: رزق الله بن عبد الوهاب: نقص: 3639 ولما رأيت البشر قد حال دوننا: الصمة بن عبد الله: نزعا: 434 ولما رأيت الشيب شيئا لأهله: أدهم بن محرز: بدرهم: 1336 ولما رأيتك خوانة: أبو سعيد الشجي: جميلا 4470 ولما رأينا الناس حبرى لهذه: أبو بكر الخوارزمي: تأطد: 3377 ولما رمت بالطرف غيري ظننتها: اسحاق الموصلي: بالقلب: 1429 ولما قضى بالبين ما بيننا: زائدة بن مزيدة: حاكم: 3738 ولما قضينا من منى كل حاجة: مجهول: ماسح: 3319 ولما مضى العمر الا الاقل: أبو العلاء المعري: الجسد: 903 ولما نزلنا بالمحصب من منى: أبو الرضا بن العيبة: عرفات: 4451

وللموت تغذو الوالدات سخالها: سابق بن عبد الله: المنازل: 4071 ولها منزل من الود عاف: أبو العلاء المعري: مجهي: 4675 ولو أن برد المصطفى اذ هويته: البلاذري: صاحبه: 1221 ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما: البحتري: المنبر: 1221 ولو أن ميتا هابه الموت قبله: مجهول: هيوب: 1279 ولو أنني أسطيع صبرا وسلوة: قيس بن ذريح: حقدا: 4338 ولو شهدت أم النجاشي ضربنا: ابن مقبل: مكان: 4695 ولو شئت أن أبكي دما لبكيته: اسحاق بن حسان: أوسع: 1458 ولو لم أكن جار الامير لكان لي: السري بن أحمد: ممزق: 2181 ولي نظر لو كان يحبل ناظر: مجهول: مني: 1429 وليت الحكم خمسا هن خمس: ابن أبي الحصين: العنفوان: 1634 وليس أخوك الدائم الوصل بالذي: أوس بن حجر: مقبلا: 2589 وليس حي من الاحياء تعرفه: دعبل الخزاعي: مضر: 3508 وليل كموج البحر أرخى سدوله: امرؤ القيس: ليبتلي: 3200 وليلة قر يصطلي القوس ربها: أبو محكان السعدي: يتنبل: 759 وما أمل حبيبي ليتني أبدأ: المعتز: معي: 3772 وما أنا الا المسك ظل لديكم: سالم بن صالح: يضوع: 4112 وما تنفع الآداب والعلم والنهى: أحمد بن يحيى ثعلب: يموت: 3645 وماتوا وكيف يقول ماتوا: الانطاكي: خالويه: 4749 وما ثلاثين دينارا تحوز بها: أحمد بن حمزة الخيشي: دينار: 712 وما دبيس الا كجيفة ميت: الحيص بيص: اليه: 3491 وما ذات بعل مات عنها فجاة: ابن كوجك: الترائب: 2675 وما زلت تنعي برجم الظنون: أبو العتاهية: الصادقة: 1801 وما ساقني فقر اليك وأنما: الطغرائي: الفقرا: 2694 ::: 3926- 3927 وما سالم عما قليل بسالم: سالم بن عبد الله: ومواكبه: 4145- 4457 وما سر قلبي مذ شطت بك النوى: أبو العشائر الحمداني: متصرف: 2531 وما ظبية أدماء تحنو على طلا: الوزير المغربي:: 1619 :: بالوحش: 2545 وما لي الا آل أحمد شيعة: الكميت: مشعب: 3021 وما المرء الا الاصغران لسانه: خالد بن صفوان: مصور: 3060 وما وجد أعرابية قذفت به: مجهول: ظنت: 4200 وما وطني الا الذي تسكنينه: رزق الله بن عبد الوهاب: أحياني: 3639 ومتيم أبدى الي غرامه: أبو نواس الانطاكي: الجاهل: 4645 ومجرد أبدى على قلبي: أحمد بن محمد القنوع: مقلتيه: 1122 ومحبوس بلا جرم جناه: أبو غانم بن الفضل: رصاص: 4552

والمدح لابن أبي هيجا تنجده: المتنبي: والخطل: 1085 ومساعد لي لبكاء مساهر: الطغرائي: لقائه: 2692 ومستحسن كلهجر؟؟؟ والوصل أعذب: أحمد بن سهل: ويهرب: 3314 ومظهر نسك ما عليه ضميره: مجهول: مكور: 1451 ومعربد نادمته في مجلس: طرة الموسوس: في المجلس: 2404 ومغردين ترنما في مجلس: اسماعيل بن سلطان: الاقوام: 1642 ومعاهد آنستني بأوانس: الحسين بن أبي علي: شطون: 2801 وممتحن يوما ليضمني هضما: خزعل بن عسكر: نظما: 3242 ومنا الحسين القرم شبه جده: أبو فراس الحمداني: غامر: 2527 ومنبسط الي بلا انقباض: أبو الحسن المعري: ولاء: 4405 ومن البلاء وللبلاء علامة: عبد الله بن المبارك: نزوع: 3795 ومن عجب أني عليك محسد: الحسن بن أحمد بن المعلم: ملام: 2280 ومن هارون في الناس: أحمد بن محمد الانطاكي: هارونا: 1110 ومنهل أعور احدى العينين: مجهول: الأذنين: 2010 ومن يطلب المال الممنع بالقنا: زيد بن علي بن الحسين: المخارم: 4043 ومهدل الشطين تحسب أنه: القشيري: المغربي: لضفائه: 4773 ومهفهفة كالغصن في حركاته: سالم بن عبد الجبار: المهضوم: 4149 ومهند تقفو المنايا سبيله: ابن بنت أبي عبد الله: منون: 4710 والموزة الشاعر في قصه: أبو الحكم المغربي: وعى: 4443 وميناس قتلا يوم جاء بجمعه: زياد بن حنظلة: مؤزر: 3914 وناطقة خرساء باد شجونها: أحمد بن محمد بن الحلاوي: تخبر: 1070 ونائم عن سهري قال لي: الرشيد بن علي: طيا: 3654 ::: 4527 ونبئت كلبا من كلاب تسبني: دعبل الخزاعي: الصلوات: 3500 ونحن تركنا أرطبون مطردا: زياد بن حنظلة: حسور: 3914 ونحن ولاة الروم والروم؟؟؟: حمزة بن مالك: جوانبه: 2957 ونكب الا عن قويق كأنه: أبو العلاء المعري: أوامه: 353 ونهيت عن قتل النفوس؟؟؟: أبو العلاء المعري: الملكين: 890 وهان على سراة بني لؤي: حسان بن ثابت: مستطير: 3734 وهدية مني لملك النحاة: ابن المنقى: خصاه: 2397 وهذا الامير المرتجى سيب الفه؟؟؟: مجهول: نظير: 1451 وهذا نديم للامير ومؤنس: مجهول: سرور: 1451 وهربن مني أن رأين موبها؟؟؟: مجهول: المملوك: 3081 وهر تصيد قلوب الرجال: امرؤ القيس: حجر: 1994 ووضع الندى في موضع؟؟؟ السيف بالعلى: المتنبي: الندى: 666 ::: 2689 ويا جيرتي بالجزع جسمي بعدكم: الطغرائي: كحيل: 2749

ويح دهري ما أمره: أبو بشر النصراني: شره: 4339 ويحك عذ بالله ذي الجلال: مجهول: والافضال: 3228- 3229 ::: 3231 ويسومني المأمون خطة ظالم: دعبل الخزاعي: محمد: 3510 ويلي وويحي: أبو عبد الله الخيمي: بويه: 2541 ويوم حجب الغيث: أبو عبد الرحمن القرشي: الارض: 4519 ويوم مررنا بالفرات وجمعنا: أبو بكر الحلبي: تساعد: 4345 ي يا أبا سالم سلمت على و ... : حمدان الاثاربي: قدرا: 2929 يا أخوتي كيف السبيل اليكم: أبو المنجى التنوخي: عنكم: 4631 يا أخي أنت عدتي وعديدي: اسماعيل بن صالح الهاشمي: حسودي: 1653 يا أخي دعوة اذا غبت عني: الحسن بن عبد الله بن محمد: ادعوه: 2441 يا أرض تيها فقد ملكت به: الطغرائي: الصور: 2689 يا أميرا علا على النجم همه: أبو محمد الموصلي: عزمه: 4615 يا أهل صمع اني حاسد لكم: داود بن رسلان: الورع: 3440 يا أوحد الخطباء غير منازع: هبة الله بن أحمد: عصره: 3014 يا أوحد العصر علا وعنصرا: أسامة بن مرشد: زخرا: 2972 يا أيها الراكب الغادي لطيته: يزيد بن معاوية: قحم: 2610 يا أيها الفارس ادن لا ترع: حوشب ذو ظليم: كلع: 2989 يا أيها القارئ المرخي عمامته: الفرزدق: زمني: 3934 ::: 3935 يا أيها القاضي الحكيم رشده: مجهول: مسجده: 2445 يا أيها المختال في مشيه: أبو العتاهية: الفتر: 1797 يا أيها المغرور في الدنيا اعتبر: خسر فيروز: الورى: 3262 يا أيها الملك الجليل: الحسن الواساني: الجميل: 2338 يا أيها الملك الذي: اسماعيل بن صالح الهاشمي: سعدا: 1652 يا أيها الملك الذي: البديع الحلبي: عوده: 4719 يا أيها الملك المأمون طائره: عبد الله بن الصائغ: يدك: 3906 يا أيها الملك المرهوب جانبه: أحمد بن محمد الواسطي: قربا: 1113 ::: 1115 يا أيها المولى الوزير ومن له: أحمد بن عبد الرحيم: وثاقي: 982 يا أيها الهاتف ما تقول: حريم بن فاتك: تصليل: 3231 يا باذل الجود في عدم وفي سعة: الحيص بيص: غسق: 4267 يا باري القوس بريا ليس بصلحه: مجهول: باريها: 2449

يا بدر تم هيجت شو ... : أسعد بن الخطير: المنازل: 1562 يا بدر ما مر بي مثلها: أسعد بن علي البليع: الراضية: 1577 يا بدر متعت باشراقة: حماد البزاعي: بأوراقك: 4560 يا برق طالع من ثنية جوشن: ابن سنان الخفاجي: أهلها: 414 يا بن بدر علوت في الحظ قدرا: ابن الذوبري: هلال: 3882 يا بن الجويني الذي: الحسن بن علي الجويني: ماخبا: 2463 يا بن الشهيد ويا شهيد عمه: مجهول: الطيار: 2650 يا بن الموفق لا تضاحك: برذعة الموسوس: شاه: 839 يا بن الوصي ويا بن البتول: مجهول: الاكرمينا: 2649 يا بومة القبة الخضراء قد أنست: أحمد بن أبي الوفاء: البوم: 1295 يا ثقيلا على القلوب اذا: محمد بن نصر بن بسام: البعاد: 1952 ::: 423 يا جبل السماق سقيا لكا: أحمد بن عبد الله بن طاهر: حلكا: 918 يا جرجرائي: أستمع: الماهر: المخارق: 3959 يا جمل انك لو رأيت كريهتي: جحد- بن مالك: وعجاج: 2071 يا حادي الاظعان قف بهنه: ابن العارف: بوداعهنه: 4688 يا حازم الرأي الا في تهجمه: أخت المتنبي: الطفل: 686 يا حاكما أيامنا: الحسين الوامقي: منذ ولي: 2292 يا حاكم الشرع أني استغيث الى: أحمد بن عبد القاهر: ولي: 999 يا حائزا غاي كل فضل: أبو الحسن الجرجاني: الاحاطة: 1162 يا حباب قلبي لا تلوموني: مجهول: مجنون: 3860 يا حبيبا لم يكن يع ... : المعتضد بالله: حبيب: 822 يا حر أمسيت شيخا وهي بصري: ابن مقبل: عمري: 4695 يا خاتم الانبياء قاطبة: الحسن بن صافي: يستبق: 2393 يا خليي بالسواجير من عمرو: البحتري: عتود: 321 ::: 268 يا خليلي الذي تخلل روحي: الحسين بن علي الانطاكي: الاختلال: 2727 يا دار علوة ما جيدي بمنعطف: عيسى بن سعدان: بمنجذب: 420 يا دارس النفاق والكفر والتعطيل: الطرسوسي: المتنبي: 4767 يا دهر أنك أنت نابذ ريقه: سداد بن ابراهيم: تفاحا: 4194 يا دهر ما لك طول عهدك ترتعي: أبو الفرج بن أبي حصين: وحميما: 4568 يا دهر ما لك لا يصدك: أسامة بن منقذ: العتاب: 1365 يا دير سمعان قل لي أين سمعان: أبو الفوارس بن أبي الفرج: بانوا: 417 يا دير قزمان كم لي فيك من وطر: ابن جناح: تهتانا: 4670 يا دير مارة ماروثا: الحسين بن علي الانطاكي: مغيثا: 2726 يا ديمة الصفع هبي: أبو عبد الله بن الحجاج: المتنبي: 655

يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا: سعد الله بن أسلم: قدرا: 4233 يا ذا الذي بقراع السيف هددني: سابق الدين عثمان: تصرعه: 3835 يا راحلا وجميل الصبر يتبعه: أحمد بن عبد الغني: يتفق: 993 يا راعي الضأن قد أبقيت لي كمدا: مجهول: الضان: 974 يا راقد الليل مسرورا بأوله: مجهول: أسمارا: 3855 يا راكبا والفجر قد غار على ال: محمد بن أحمد النصروي: الازارا: 436 يا راكب يقطع عرض الغلا: حمزة بن علي: تسمع: 2952 يا رب أن أساعتي قد سودت: أسامة بن منقذ: صحائفي: 1369 يا رب ان الناس لا ينصفونني: أبو العتاهية: ظلموني: 1799 يا رب حسن رجائي فيك حسن لي: أسامة بن منقذ: لعب: 1369 يا رب ظبي قد طرقت: الوزير المغربي: سرا: 2548 يا رب عافية من العلة: الحسن بن علي الجويني: الزلة: 2464 يا رب عبدك جاء رهن ذنوبه: صلاح الدين الاربلي: للجود: 985 يا رب ها قد أتيت معترف: الحسن بن صافي: زللي: 2400 يا روع الله سوطي كم أسدع به: أبو العلاء المعري: الحذر: 906 يا زائدا في أكله لقمة: أبو بكر بن أحمد: بالتخم: 4342 يا زيد اليعملات الذبل: عبد الله بن رواحة: فانزل: 3974 يا سادتي مالي على همومكم: ادريس بن الحسن: مهجور: 1327 يا ساكنا في مهجتي تتبوأ: أحمد بن عبد الرحمن: ترقا: 979 يا ساكني حلب العواصم: الحسن الواساني: الغمامة: 57- 2334 يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر: أبو العلاء المعري: السفر: 906 يا سائرا نحو الخليفة قل له: زيادة الله بن عبد الله: كلمه: 3907 يا سائلي عن خالد وفعاله: أبو تمام الطائي: رشاء: 3183 يا سائلي عن خبري وسني: أحمد بن محمد العقيلي: عني: 1097 يا سمي النبي لا نسي الله: البالسي: الضرير: النبي: 4751 يا سيدا غيب في لحده: أحمد بن محمد: حده: 1031 يا سيدي كف عني أيدي النوب: أبو الوفاء الحراني: العطب: 4647 يا شيبتي دومي ولا ترحلي: سعد بن محمد الاسد أباذي: مولع: 4260 يا صاح آنسني دهري وأوحشني: البديع المعري: وأبكاني: 4722 يا صاح قد صاح الحمام وغردا: حسان بن نمير: فندا: 2243 يا صاحب الدار التي: أبو العتاهية: عواتيه: 1796 يا صاحبي خذا لقلبي عصمة: أحمد بن عبد الغني: الاهيف: 993 يا صاحبي سلا الاطلال والدمنا: عبد الله بن محمد بن معروف: ظعنا: 971 يا صاحبي فدت نفسي نفوسكما أبو محمد الاموي: وتستعر 4615 يا صاحبي قفا النواعج ساعة: امرؤ القيس بن حجر: حمام: 2022

يا صاحبي وما عرفت مصباحا: الحسن بن أحمد بن المعلم: تتقلب: 2281 يا صاحبي الهوى شديد: محمد بن علي بن المعلم: وعيد: 3433 يا ضرة القصر المدلة: حماد بن منصور: بالله: 2912 يا طرف أنت طرحتني في حبه: سالم بن الحسن: كقلبه: 4103 ::: 4450 يا طيب الاصل والفرع الزكي كما: أحمد بن يوسف التيفاشي: الشجر: 1290 يا ظبي سنجار أما ترثي لمن: أحمد بن مسعود الخزرجي: الاجل: 1143 يا عامر الدار الذي قلبه: حماد البزاعي: معمور: 2916 يا عتب هجرك مورث الادواء: أبو العتاهية: بجزاء: 1782 يا عز شدي شدة لا سوى لها: مجهول: وشمري: 3140 ::: 3141 يا عصمة عن مودتي هربوا: اسماعيل السنجاري: رحب: 1848 يا علم الملك افتخر بهذه المقدمة: الحسن بن صافي: ولمه: يا علي بن منقذ يا هماما: أحمد بن حمزة الخيشي: بجيش: 719 يا غائبا عن سواد عيني: أبو الخطاب الحريري: السوادا: 4434 يا غريب الحسن ما أغ ... : أحمد بن منير: الغريب: 1158 يا فتوني بمن رضاه فتوني: الوامق: المكنون: 4423 يا فرسي سيري وأمي الشاما: الحرب بن سهم: والاعلاما: 2222 يا قاصدا يثرب الفيحاء مرتجيا: الحسن بن صافي: الرسل: 2392 يا قرة العين الذي: أبو الخطاب الحريري: رمدا: 4434 يا قصر ذا الخلات من بارا: أحمد بن محمد بن يحيى: قارا: 1050 يا قلب أنت أذنت لي في هجره: أبو نصر النحاس: ذكره: 4102 ::: 4450 يا كثير النوح في الدمن: أبو نواس: السكن: 605 يا كعب انك لو قصرت على: حرملة بن حكيم: الغرم: 2187 يا لا حظي بالفتور والدعج: المعتضد بالله: والغنج: 820 يا لائمي في حب آل محمد: أبو المجد بن فضلان: مشرك: 4609 يا لك من قبرة بمعمر: مجهول: واصغري: 2611 يا لك يوما كاسفا عصبصبا: سليمان بن حرد: مركبا: 2993 يا لهف نفسي على قوم هم: امرؤ القيس بن حجر: يصابوا: 2018 يا ليت أبي بمقرى: ابن تريك الرفني: زماني: 4667 يا ليت شعري ما يقال: الحسن بن علي الجويني: انتقل: 2464 يا ليلة جادت الاماني بها: خالص بن أحمد: دهري: 3213 يا مالكا نقض الودادا: الشريف الرضي: البعادا: 1346 يا معجز الله الذي: أبو عبد الله الخيمي: محل: 2541 يا معشر الغرباء رد شتيتكم: المأمون العباسي: قرب: 1216

يا ملك مصر وملك الشام واليمن: مجهول: والسفن: 3327 يا ملكا أصبح لي ناصرا: عز الدين بن مسعود: وأنصار: 1346 يا ملوك البلاد فزتم بسئ العمر: أبو العلاء المعري: النساء: 883 يا مليحا لي منه: زهير بن محمد: البرايا: 3883 يا من اذا افتدى الكرام بمنفس: أحمد بن يوسف المنازي: خياله: 1285 يا من اذا ما البليغ الخبر حاذ به: أبو الرضا بن النحاس: النوك: 4451 يا من اذا ما تجنى خلت من خدر: الحسين بن علي الحلبي: تجنيت: 2673 يا من أعز بذلي في الخطوب له: عبد الله بن المعتز: بمخلوق: 2430 يا من تعوده محاسنه: أحمد بن عبد الغني: يشكو: 993 يا من جعلت اذ خطا: علي بن منقذ: ليرضى: 4148 يا من حديثي حيث كنت: أبو القاسم الحموي: يكون: 4595 يا من حمأه من النوائب موئلي: سالم بن هبة الله: معولي: 4173 يا من رأى لي غريبا: أسد بن محمد: أطمار: 1556 يا من رماني الدهر من فقده: اسماعيل بن صالح: شملي: 1651 يا منزل الغيث بعد ما قنطوا: مالك بن أسماء: والمنن: 1087 يا منشدي شعرا يخبر أنه: أبو سعد بن عبد الغالب: ومآثري: 4460 يا من الظبي والحمام: كثير بن كثير: المقام: 4036 يا من كحلت بحسن صورته: أبو الفوارس بن أبي الفرج: الرمدا: 4579 يا من كساني سقاما: الحسن بن ابراهيم التنوخي: عمار: 2246 يا من لعبت به شمول: زهير بن محمد: الشمائل: 3883 يا من لقلب هائم لم يستطع: الوزير المغربي: اشفاقه: 2546 يا من هواه بقلبي: الحسن بن أسد: ما عدا: 2299 يا من يريد بزعمه أخمالا: سري السقطي: خصالا: 1081 يا من يسر برؤية الاخوان: بشر بن الحارث: الشيطان: 1081 يا من يصلي رياء: يحيى بن علي: سمعه: 845 يا من يقول مقالا ليس نسمعه: زماخ بن يحيى: فيرفعه: 3836 يا موقد النار بالعلياء: من أضم: حميد بن ثور: النار: 1423 يا ناظري ناظري وقف على السهر: أبو الطيب المقدسي: الضرر: 990 يا ناعش الجد اذا الجد عثر: العماني: انكسر: 4768 يا ناق سيري بنا ولا تعدي: أبو العتاهية: راحات: 1767 يا نصير ابن بنته شهده الحا..: أبو الفتح القطان: الاقدار: 4562 يا نفس أن العمر في انتقاص: أبو بقية: ضاص: 4340 يا نفس قد مثلت حا: أبو العتاهية: منذ حين: 1801 يا نفس كل قابر مقبور: سابق بن عبد الله: والمزور: 4072 ::: 4600 يا هاجري اذ جئت زائره: الوليد بن عقبة: الهجر: 2196

يا هد ما هددتنا ليلة الاحد: مجهول: الابد: 1388 يا واحدا لست بناسيه: صيقل بنت طراد: ناعيه: 1936 يا واقفا بين الفرات ودجلة: أبو الطيب المقدسي: ماء: 989 يا واقفا يفكر في زلة: أحمد بن هبة: الصانع: 1206 يا ويح بيت ماله أصحاب: أحمد بن مروان: وشراب: 1131 يبرزون الوجوه تحت ظلال المو: سعيد بن حمدان: يستطل: 4292 ::: 4295 يثني عطفه هفوات دل: أحمد بن يوسف المنازي: راح: 1287 يجلو القلوب بوعظه وكلامه: أبو الوفاء الكرماني: لسانه: 1679 يخادع ريب الدهر عن نفسه الفتى: سابق بن عبد الله: يخادعه: 4071 يخبرني عنه السواك بطيبه: أبو العتاهية: خبر: 1766 يديرونني عن سالم وأديرهم: عبد الله بن عمر: سالم: 4126 يذكر قومي: عنهم ارتحالي: القاسم بن أبي داود: ومالي: 190 يرى قتل الخيار عليه حقا: هند أخت حجر بن عدي: وزير: 2123 يروى نداه الصدى مع عظم صولته: زماح بن يحيى: نار: 3835 يزين الشعر أقواما اذا نطقت: أحمد بن يوسف الكاتب: بأفواه: 1275 يستريح العباد لو قد علمنا: العباس الخياط: مقيتا: 4376 يسد حضين بابه خشية القرى: زياد الاعجم: بدرهم: 2835 يسر بالعيد أقوام لهم سعة: النفيس بن القطرسي: فلا: 992 يسطو بخطار كان خاطري: الانطاكي: سلط: 4748 يظن نحولي ذو السفاهة والغبا: البحراني: دعد: 7347 يظنون ما لي من هوى مثلما بهم: الطغرائي: وحدي: 2687 يعارض وجدا في الحشا عارض الفكر: أحمد بن حمزة: ولا أدري: 711 يعدد لوامي علي ذنوبها: سعد بن محمد الوحيد: الذنب: 4272 يعللنا هذا الزمان بذا الوعد: المتنبي: النقد: 656 يغاظونا بقمصان لهم جدد: مجهول: قمصانا: 4125 يقول أناس أن في الملح حرمة: اسماعيل الصويتي: البلوي: 1671 يقولون أنشدنا من الشعر قطعة: خزعل بن عسكر: الشعرا: 3242 يقولون لم أرخصت شعرك في الورى: حسان بن منير: المكارم: 2242 يقولون لو كان الهوى منه صادقا: حميد بن مالك: وذمه: 2976 يقولون لي أفنيت دمعك فاقتصد: أحمد بن يمن: غروبها: 1253 يقولون وأفاك عبد السرور: سعد بن علي الحظيري: البكاء: 4254 يقول وفد التهاني: الحسن بن علي الجويني: الاماني: 2463 يكفيك من جمله أخباري: السري بن أحمد: وأعساري: 4206 يملي القريض عليه لفظا محسنة: أبو الحسن الانطاكي: باخبار: 4404

يمنعها شيخ بخديه الشيب: حارثة بن سراقة: الثوب: 1901 1905 يموت الفتى من عثرة بلسانه: مجهول: الرجل: 3768 ::: 3769 يمينك أندى العارضين سحابا: أبو منصور الحلبي: ذبابا: 6434 يهود هذا الزمان قد بلغوا: ابن الشواء: ملكوا: 696 يؤرقني ذكر عهودي ومشهدي: أمجد بن عبد الملك: ثهمد: 1990 ::: 4549 اليوم القى الاحبة: عمار بن ياسر: وحزبه: 4672 يوم بدأ في غاية الحسن: أحمد بن علي الكاتب: حفن: 1092 اليوم حلت واستقر قرارها: مجهول: عمودها: 2921 اليوم يا هاشمي يوم: الصنوبري: والضباب: 351 ***

أعلام الأماكن

أعلام الأماكن أبرقوه 1506- 3697 أبلستين 372 الأبلة 1151- 2574 أبواب حلب 51- 52- 53- 54- 55- 56- 57- 58- 65- 66 أبويق (ابريق) 358- 360 الأثارب 60- 133- 329- 712- 1975- 2926- 2927- 2928- 3846 أجنادين 3156- 3914 الأحص (جبل) 115- 428- 738 الأحيدب (جبل) 329 أحد (جبل) 282- 386- 2156- 2157- 2158- 2160- 2162- 2164- 2165- 2249- 2267- 3029- 3039- 3557- 3558- 3559- 3560- 3669- 4000- 4001 أخلاط 379- 3543 أذربيجان 874- 900- 1506- 1675- 1680- 1878- 1915- 2938- 3379 أذرعات 930- 938- 1433- 1436- 3232 أذنه 155- 159- 169- 171- 173- 176- 194- 204- 207- 379- 380- 395- 397- 398- 444- 454- 528- 614- 615- 616- 617- 737- 809- 985- 986- 1201- 2249- 2798- 2971- 3659- 3744- 3805- 3806- 4390- 4613. ارّان (بلاد) 2482 إربل 983- 984- 985- 986- 1143- 1667- 1668- 1745- 2733- 2749- 2910- 2911- 2922- 2979- 3318- 3458- 3648- 3721- 4202- 4203- 4345. أرتاح 60- 89- 90- 608- 699- 1652- 2503- 2505- 2513- 3483- 3657 الأرتيق (كورة) 437 الأردن 41- 72- 164- 170- 336- 524- 572- 581- 2236- 2860- 2891- 2939- 3157- 3159- 3383- 3384- 4297

آرل 465 أرمناز 422 أرميه 4202 أرمينية 492- 504- 563- 1195- 1467- 1499- 1508- 1510- 1745- 1976- 2136- 2137- 2891- 3111- 3120- 3382 الازرق (النهر) 358- 390 الأزيز 2479- 3480 أسيجاب 186- 2457- 2458 (أسفيجاب) أسترأباذ 4257 أسدأباذ 3780 أسدشهر 1982 الاسكندريه 102- 110- 365- 398- 443- 491- 507- 622- 625- 756- 898- 1028- 1149- 1289- 1290- 1329- 1386- 2248- 2252- 2285- 2287- 2325- 2500- 2505- 2711- 2774- 2776- 2853- 2902- 2903- 2919- 2947- 2951- 2952- 3325- 3326- 3383- 3394- 3596- 3597- 3920- 3959- 3994- 3996- 4150- 4151- 4160- 4192- 4199- 4201- 4331- 4437- 4501- 4507 الاسكندرونه 220- 233- 392 أسوان 1137- 1139- 3383 الأسود (الجبل) 438 الأسود (النهر) 438- 501 إشبيليه 1032- 1033- 1034- 1035- 1828 اصطخر 1503 أصبهان 623- 672- 694- 731- 748- 782- 924- 949- 967- 1002- 1003- 1009- 1170- 1198- 1241- 1312- 1363- 1399- 1401- 1525- 1582- 2169- 2245- 2258- 2310- 2342- 2365- 2456- 2480- 2482- 2484- 2485- 2494- 2500- 2512- 2684- 2685- 2695- 2696- 2697- 2711- 3097- 3220- 3262- 3352- 3355- 3416- 3439- 3465- 3477-

3635- 3639- 3642- 3644- 3645- 3683- 3752- 3847- 3848- 3850- 3919- 3945- 4250- 4261- 4269- 4276- 4337- 4457- 4524- 4536- 4541- 4608 اطرابلس الغرب 915- 916- 917- 1616 اطريقية (جزيرة) 397 الأطميم (الطمين) 141 أعذى (تل) 3846 أعرن (تل) 1297 الأعلى (الجبل) 422 أفاميه 73- 83- 143- 144- 347- 390- 409- 444- 458- 468- 561- 941- 1543- 3354- 3355- 3356- 3357- 3358- 3359- 4629 إفريقية 395- 397- 398- 1553- 1695- 1697- 1703- 1704- 1705- 3905- 3906- 3908 الأقحوانه 2241 الأقرع (الجبل) 398- 495- 496 اقريطش (جزيرة) 398 اقليقية (حصن) 205 الليس 3150 آمد 65- 361- 556- 904- 1027- 1130- 1131- 1133- 1171- 1280- 1284- 1290- 1584- 1585- 1589- 1878- 1880- 1989- 2269- 2300- 2472- 3695- 3850- 4256- 4261 آمل 1680- 3641 الأنبار 1356- 3583- 3660- 4089 الأندرين الأندلس 493- 495- 1032- 1033- 1034- 1878- 2505- 2774- 2775- 2778- 2779- 3327- 3346- 3348- 3350- 4470- 4751 أنزيت (بحيرة) 409 أنقرة 2020- 3805

40- 65- 66- 79- 80- 81- 82- 83- 84- 85- 86- 87- 88- 89- 90- 91- 92- 93- 95- 96- 97- 98- 99- 100- 101- 102- 103- 108- 109- 110- 152- 157- 158- 159- 160- 177- 178- 183- 186- 227- 229- 230- 231- 232- 233- 259- 263- 295- 324- 327- 389- 390- 391- 392- 395- 398- 399- 409- 440- 441- 492- 493- 498- 499- 507- 518- 527- 530- 566- 571- 574- 580- 581- 582- 583- 590- 697- 699- 700- 704- 747- 766- 793- 794- 805- 809- 810- 818- 826- 829- 858- 860- 871- 872- 913- 915- 952- 977- 1042- 1064- 1065- 1071- 1072- 1073- 1112- 1141- 1179- 1181- 1182- 1183- 1184- 1218- 1219- 1229- 1242- 1252- 1255- 1287- 1288- 1295- 1296- 1297- 1330- 1358- 1433- 1449- 1483- 1484- 1496- 1510- 1511- 1544- 1545- 1547- 1636- 1649- 1722- 1746- 1839- 1950- 1954- 1962- 2225- 2248- 2249- 2250- 2251- 2272- 2308- 2312- 2314- 2334- 2374- 2377- 2388- 2409- 2413- 2440- 2452- 2454- 2499- 2513- 2517- 2527- 2529- 2538- 2646- 2673- 2707- 2753- 2791- 2792- 2793- 2805- 2909- 2928- 2971- 3015- 3215- 3218- 3281- 3322- 3331- 3334- 3354- 3355- 3390- 3394- 3431- 3438- 3444- 3495- 3657- 3658- 3661- 3676- 3737- 3816- 3832- 4088- 4089- 4090- 4094- 4130- 4163- 4177- 4187- 4279- 4290- 4327- 4338- 4346- 4361- 4365- 4378- 4407- 4408- 4435- 4438- 4459- 4498- 4507- 4508- 4570- 4572- 4583- 4593- 4616- 4643- 4649- 4657- 4686- 4711- 4712- 4714- 4745. آني (مدينة) 1982 الأهواز 360- 622- 643- 646- 1032- 1121- 1350- 1351- 1732- 2075- 2076- 2185- 2218- 2273- 2388- 2389- 2448- 2467- 2708- 2714- 2718- 2719- 2740- 2937- 3751- 3762- 3945- 4086- 4089- 4594- 4746.

(نهر أورنتس) 84- 88 أورم الكبرى 568- 3903. أولاس (حصن) 218- 392. أياس 155- 222. ايذاج (بلدة) 623. أيله 440. ايلياء 91. الباب 269- 270- 274- 467- 2414. بابل 82- 443- 1597- 1598- 1599- 4804. بابلي 415- 416. باجروان 432. باديس 1830. البارة 538- 691- 941- 4458 بالس 63- 64- 119- 120- 121- 123- 444- 470- 549- 591- 626- 627- 766- 809- 847- 983- 1041- 1231- 1279- 1297- 1300- 1347- 1349- 2248- 2251- 2452- 2454- 2723- 2725- 3484- 3563- 3858- 3928- 3929- 4252- 4333- 400- 4467- 4737- 4751. بانقوسا 415- 416. بانياس 1630. البثنية 938- 4649 بجاية 4535. بحر الروم 21- 222- 223- 224- 392- 395- 397- 401- 402- (أو البحر 403- 404- 405- 406- 407. الشامي) البحرين 72- 75- 76- 77- 3117- 3632 بحيرة يغرا 409.

بخارى 1096- 1395- 1684- 1752- 7154- 1984- 2067- 2487- 2700- 2752- 2963- 3374- 3432- 4347- 4397- 4713. بدر 386- 1567- 1571- 1864- 1865- 2101- 2157- 2161- 2162- 2165- 3025- 3029- 3033- 3035- 3038- 3039- 3123- 3130- 3166- 3227- 3228- 3234- 2235- 3236- 3237- 3238- 3250- 3325- 3328- 3669- 3671- 4246- 4571. بدليس 1281- 1745. البذندون 212. بردى (نهر) 366- 390. البردان (نهر) 177- 360- 389- 390- 398. برذعه 2482. البرزمان (حصن 2508. برزويه (حصن برزيه) 328- 675- 941. البرسمان (جبل) 358 برصايا (جبل) 437- 466. برقة 398- 3383. بزاخة 3155. بزاعا 269- 270- 274- 277- 467- 544- 547- 755- 1994- 2414- 2781- 2914- 2934- 3218- 3367- 3455- 3562- 3580- 3846- 3858- 3877- 4080- 4578- 4579. البصرة 72- 92- 168- 187- 291- 500- 623- 709- 722- 750- 756- 803- 878- 917- 940- 959- 1062- 1170- 1239- 1263- 1308- 1315- 1320- 1356- 1361- 1372- 1373- 1467- 1622- 1623- 1664- 1729- 1778- 1830- 1866- 1867- 1868- 1885- 1886- 1923- 1941- 2009- 2011- 2015- 2114- 2115- 2118- 2120- 2121- 2170- 2197 ن 2270- 2271- 2315- 2366- 2377- 2378- 2471- 2472- 2511- 2518- 2519- 2613- 2626- 2645- 2705- 2707- 2737- 2754- 2774- 2776- 2778- 2827- 2803- 2837- 2838- 2957- 3047- 3113- 3114-

3223- 3257- 3259- 3361- 3365- 3367- 3376- 3379- 3468- 3480- 4382- 3486- 3499- 3613- 3627- 3628- 3685- 3696- 3702- 3705- 3706- 3715- 3716- 3762- 3800- 3845- 4917- 3922- 3936- 3952- 4016- 4018- 4025- 4039- 4058- 4089- 4216- 4272- 4325- 4326- 4345- 4500- 4503- 4528- 4746. البطائح 2471 بطنان حبيب 269- 271- 1993- 2781- 3877. بعلبك 90- 144- 164- 232- 390- 391- 440- 525- 579- 581- 619- 932- 941- 1204- 1232- 1233- 1808- 1809- 1810- 2304- 2305- 2377- 2415- 3845- 3854- 4458- 4501- 4502. بغداد 61- 85- 112- 123- 131- 194- 196- 289- 291- 292- 296- 305- 315- 336- 338- 354- 356- 354- 359- 364- 402- 4336- 554- 595- 600- 601- 605- 605- 606- 607- 608- 611- 612- 619- 623- 641- 643- 645- 646- 654- 655- 658- 661- 662- 668- 689- 690- 694- 703- 705- 709- 722- 748- 755- 758- 769- 791- 794- 798- 802- 803- 808- 809- 810- 816- 819- 821- 827- 834- 836- 857- 858- 863- 864- 867- 870- 871- 878- 879- 887- 899- 902- 910- 918- 919- 928- 35- 936- 940- 941- 942- 945- 947- 949- 950- 953- 964- 970- 981- 990- 998- 1002- 1004- 1005- 1008- 1012- 1019- 1023- 1028- 1034- 1045- 1055- 1062- 1067- 1072- 1081- 1085- 1096- 1108- 1135- 1144- 1148- 1156- 1170- 1177- 1182- 1185- 1195- 1197- 1198- 1199- 1201- 1215- 1233- 1235- 1249- 1258- 1263- 1268- 1269- 1283- 1292- 1293- 1295- 1300- 1316- 1348- 1349- 1350- 1351- 1354- 1356- 1360- 1370- 1390- 1396- 1401- 1044- 1405- 1406- 1410- 1411- 1432- 1456- 1467- 1471- 1472- 1486- 1496- 1500- 1504- 1505- 1511- 1514- 1516- 1521- 1522- 1529- 1533- 1544- 1559- 1580- 1581- 1582- 1583- 1584- 1588- 1589- 1590- 1591- 1617- 1619- 1620- 1621- 1622- 1623- 1625- 1626- 1627- 1628- 1634- 1635- 1644- 1663- 1665- 1667- 1668- 1669- 1687- 1712- 1716- 1722- 1728- 1733- 1740- 1751- 1756- 1757- 1762- 1766- 1777- 1789- 1802- 1803- 1830- 1837- 1847- 1852- 1900- 1931- 1932- 1950- 1961- 1962- 1971- 1983- 2035- 2064- 2103- 2148- 2150- 1251- 2170- 2206- 2212- 2217- 2243- 2245- 2246- 2268- 2272- 2301- 2325- 2343- 2344- 2345- 2346- 2350- 2351- 2353- 2357- 2363- 2366- 2380- 2387- 2388- 2389- 2390- 2391- 2402- 2403- 2423- 2424- 2429- 2430- 2436- 2439- 2444- 2445- 2446- 2447- 2448- 2451- 2456- 2460- 2461- 2469- 2470- 2471- 2472- 2479- 2482- 2485- 2486- 2489- 2495- 2496- 2497- 2498- 2500- 2506- 2519- 2540- 2541- 2543- 2544- 2551- 2552- 2554- 2555- 2558- 2559- 2575- 2576- 2596- 2641- 2646- 2654- 2678- 2679- 2681- 2682- 2686- 2694- 2702- 2705- 2707- 2711- 2713- 2716- 2717- 2718- 2719- 2730- 2731- 2732- 2735- 2736- 2737- 2754- 2760- 2761- 2774- 2776- 2777- 2778- 2798- 2799- 2865- 2866- 2880- 2917- 2719- 2922- 2923- 2926- 2927- 2947- 2948- 2951- 2952- 2955- 2957- 2963- 2964- 2971- 2979- 2981- 2982- 2998- 3000- 3030- 3198- 3206- 3209- 3211- 3241- 3243- 3257- 3266- 3268- 3352- 3353- 3372- 3379- 3390- 3392- 3420- 3435- 3436- 3437- 3443- 3445- 3449- 3453- 3454- 3455- 3458- 3460- 3461- 3470- 3479- 3480- 3481- 3482- 3497- 3503- 3519- 3521- 3530- 3533- 3600- 3607- 3610- 3633- 3635- 3637- 3638- 3639- 3640- 3644- 3646- 3655- 3658- 3757- 3758- 3359- 3760- 3761- 3767- 3776- 3779- 3795- 3760- 3761- 3822- 3824- 3845- 3847- 3848- 3870- 3871- 3873- 3874- 3875- 3877- 3886- 3888- 3905- 3911- 3921- 3943- 4003- 4011- 4012- 4033- 4039- 4101- 4103- 4104- 4115- 4165- 4166- 4195-

4199- 4201- 4209- 4210- 4213- 4217- 4218- 4228- 4233- 4214- 4217- 4228- 4233- 4234- 4235- 4238- 4239- 4240- 4247- 4251- 4252- 4253- 4254- 4255- 4262- 4263- 4267- 4269- 4270- 4271- 4275- 4286- 4292- 4294- 4295- 4296- 4298- 4309- 4319- 4321- 4354- 4359- 4359- 4395- 4400- 4475- 4487- 4490- 4494- 4499- 4524- 4526- 4532- 4539- 4570- 4581- 4588- 4592- 3603- 4605- 4609- 4612- 4616- 4628- 4734- 4753 بغراس 151- 152- 809- 2513- 4290- 4524 البقاع 440- 2975 بكاس 327 بلخ 186- 361- 366- 706- 1186- 1798- 1832- 1853- 1980- 1981- 1982- 1999- 2068- 2483- 2485- 2495- 2669- 2685- 2687- 2700- 2701- 3374- 3490- 4199- 4201- 4266- 4268- 4288- 4341- 5573 بلبيس 725- 772- 773- 1809- 2410- 2411- 2757- 3424 3445- 3454 بلنسة 2775- 2778 بليخ 432 بنو الشيان (قلعة) 556 بنو عليم (جبل) 139- 426- 456 بهسنى 325- 326- 358- 409 البوازيج 2910- 2911- 3600 بوجبار (النهر) 544 بوشنج 810- 1683 بوقا (بلد وحصن) 91- 159- 229- 231- 1483- 1484- 3438- 4657 البويضاء 3455- 3463 بياس 221- 222- 231- 392- 398 بيت جيرين 98- 860 بيت رأس 135 بيت لاها (الشرقي) 430

بيت لهيا 930 البيرة 538- 549- 3472- 3473 بيروت 395- 1195- 1530- 2308- 3390- 4502- 4657 بيسان 981- 1810- 3547 بيزغ 682 بيلقان 2482 بيت المقدس 40- 46- 69- 97- 102- 164- 197- 200- 337- 440- 482- 491- 499- 500- 527- 569- 581- 623- 695- 743- 744- 765- 785- 788- 923- 962- 963- 969- 988- 1015- 1171- 1185- 1199- 1231- 1334- 1335- 1336- 3374- 1430- 1462- 1466- 1496- 1517- 1525- 1579- 1610- 1616- 1617- 1619- 1620- 1621- 1625- 1627- 1635- 1646- 1648- 1671- 1680- 1696- 1783- 1820- 1821- 1950- 1951- 2100- 2146- 2171- 2285- 2287- 2288- 2293- 2294- 2295- 2297- 2365- 2377- 2503- 2514- 2515- 2575- 2577- 2583- 2585- 2637- 2717- 2801- 2846- 2948- 2559- 2979- 3068- 3122- 3150- 3341- 3243- 3317- 3360- 3363- 3365- 3402- 3405- 3420- 3453- 3555- 3592- 3593- 3596- 3597- 3601- 3602- 3603- 3606- 3660- 3710- 3716- 3745- 3809- 3815- 3834- 3879- 3906- 3920- 3963- 3977- 3988- 4004- 4041- 4212- 4216- 4228- 4258- 4310- 4411- 4417- 4473- 4507- 4533- 4569- 4582- 4608- 4642 ت تاذف 277- 1993- 3367- 4673- تبريز 1982- 2024. تبوك 3602- 3868- 3974- 4653. تدمر 98- 1924- 3927- 3931- 3932- 4612. ترمذ 1981- 1988. ترمانين 2931. تستر 2708- 3054- 4086. تعز 2834.

تفليس 1751. تكريت 625- 1109- 1499- 1708- 2434. تل باشر 321- 326- 2234- 3099- 3481- 3483. تل جبير 173- 217- 219. تل ساب 4476. تل الغبر 556 تل ماسح 4673. تل منس 721- 2738. تل هراق 324. تمنع (قرية التمانعة) 477. تنيس 395- 398- 624- 789- 790- 1171- 2474- 2475- 2477- 3776- 3378- 3379. توبلس 121. تونس 395- 22556. تيزين 89- 108- 233- 258- 417- 558. تيفاش 1289. التينات 223- 2909- 3867- 4379- 4421- 4435- 4441- 4476. تيونه (مدينة) 82. ج الجابيه 47- 2188- 2820- 3157- 3159- 3165- 3841. جبرين 1027- 4081- 4086. جبل السماق 917- 1122- 4615. جبل سمعان 417- 419- 420- 422- 465- 466- 2931. جبل المعنق 499- 500- 501. جبله 395- 399- 1074- 1329- 1502- 1503- 1542- 1543- 1613- 1614- 2746- 2747- 3026- 3390- 3394. الجبول 272 جبيل 45532. جدة 360- 3598- 4258.

جرجان 1002- 1008- 1623- 2489- 2707- 2718- 2719- 3021- 3352- 3610- 4261. جرجرايا 2315. الجرجومه 231- 233. الجزائر 395 الجزيرة 45- 49- 72- 120- 234- 236- 240- 249- 253- 255- 358- 359- 60- 432- 439- 498- 528- 551- 553- 556- 563- 573- 576- 577- 578- 580- 585- 622- 1135- 1168- 1248- 1262- 1248- 1270- 146- 1269- 1270- 1456- 1501- 1622- 1623- 1919- 1923- 2102- 2103- 2185- 2225- 2301- 2379- 2388- 2389- 2428- 2719- 2758- 2798- 2916- 2956- 2962- 2982- 3009- 3165- 3175- 3182- 3192- 3256- 3258- 3269- 3271- 3272- 279- 3373- 3382- 3477- 3543- 3546- 3612- 3613- 3619- 3647- 3080- 3804- 3847- 3854- 3947- 4055- 4191- 4431- 4528- 4649. جزيرة شقر 3213. الجلود 3868. جندارس 89- 90- 478. جنزه (كنجه) 1751- 2482. جندي سابور 4089. الجوزات (حصن) 212. الجوسق 599- 601. جوسية 1522. جبل جوشن 349- 411- 412- 413- 415- 471- 465- 561- 562- 1966. الجولان 579. الجومة 89- 90- 178- 478. جيحان (نهر) 153- 156- 159- 160- 199- 200- 256- 282- 360- 367- 372- 374- 380- 381- 382- 384- 385- 387- 389- 390- 392- 98- 518- 2788. جيحون (نهر) 358- 360- 363- 389- 1348- 1981- 1982- 1984- 2499.

حارم 90- 1652- 2503- 2513 الحانوتة 531- 3902 الحجاز 177- 185- 43- 501- 541- 543- 546- 568- 709- 709- 722- 731- 795- 798- 925- 930- 1008- 1235- 12633- 1270- 1375- 1403- 1503- 1514- 1680- 1735- 1736- 1738- 1739- 1923- 2276- 2367- 2377- 2379- 2388- 2389- 2611- 2623- 2717- 2740- 2756- 2758- 2765- 2774- 2778- 2780- 2832- 2970- 2971- 3050- 3373- 3378- 3383- 3449- 3927- 3932- 4201- 4308- 4612. حجر 20690 الحديبية 3131- 3132- 3135- 3137- 3235 الحدث (المحمدية) 235- 239- 240- 241- 242- 244- 247- 252- 265- 2675- 4652. 331- 333- 409- 549- 610- 739- 1557. حرّان 60- 82- 254- 257- 524- 525- 576- 4877- 988- 1169- 1195- 1239- 1240- 1248- 1283- 1284- 1293- 1294- 1295- 1297- 1462- 1466- 1508- 1523- 1553- 1578- 1580- 1581- 1582- 1583- 1584- 1616- 1657- 1804- 1807- 1808- 1838- 2298- 3300- 2302- 2378- 2388- 2458- 2499- 2507- 2757- 2758- 2780- 2781- 2907- 2908- 2917- 2919- 2920- 2922- 2923- 2934- 2961- 2967- 3011- 3176- 3206- 3217- 3269- 3278- 3347- 3366- 3373- 3453- 3541- 3543- 3546- 3562- 3648- 3731- 3795- 3804- 3845- 3850- 3851- 3852- 3855- 3889- 3932- 3956- 3957- 4063- 4065- 4201- 4305- 4331- 4379- 4395- 4396- 4442- 4443- 4460- 4476- 4646. الحربية 787 حرستا 2141 الحرّة 282- 283

الحسينية 347- 942 حصن ثابت بن نصر 207- 208 حصن زياد 252 حصن سنان 156 حصن سندس 1919 حصن شاكر 211 حصن عجيف 209 حصن قطر غاش 227 حصن كيفا 1362- 1878- 3464- 3465 حصن منصور 249- 252- 809- 1557- 1558 حصن مورة 228 حضرمة 3271 حضرموت 338- 360- 649- 1900 الحظيرة 4251- 4255 حلب 39- 40- 41- 43- 44- 45- 47- 51- 60- 61- 62- 64- 65- 105- 109- 111- 113- 120- 129- 133- 134- 137- 138- 139- 143- 149- 150- 153- 158- 175- 177- 183- 184- 235- 244- 259- 267- 268- 270- 273- 279- 296- 1- 324- 326- 327- 329- 335- 347- 348- 349- 355- 357- 358- 364- 381- 392- 409- 411- 412- 413- 415- 416- 417- 426- 428- 428- 429- 431- 438- 440- 443- 444- 449- 450- 451- 457- 459- 467- 471- 472- 473- 474- 476- 477- 478- 479- 480- 483- 493- 503- 524- 525- 527- 528- 529- 530- 531- 532- 533- 534- 535- 536- 537- 538- 543- 545- 548- 551- 552- 553- 554- 556- 558- 559- 561- 563- 564- 566- 569- 574- 575- 580- 581- 583- 591- 598- 606- 607- 608- 610- 612- 622- 626- 628- 629- 633- 638- 639- 646- 647- 667- 673- 674- 677- 679- 686- 687- 689- 690- 691- 692- 693- 694- 695- 697- 699- 700- 704- 704- 712- 719- 720- 721- 723- 724- 725- 730- 731- 734- 738- 741- 742- 746- 749- 755- 756- 760- 763- 764- 766- 773- 775- 777- 778- 782- 788- 789- 791- 804- 805- 809- 810- 826- 828- 836- 838- 854- 855- 860- 863- 865- 871- 875- 890- 891- 894- 895- 896- 900- 903- 904- 905- 913- 919- 921- 922- 923- 925- 926- 927- 928- 940- 942- 947- 948- 953- 964- 966- 967- 969- 970- 971- 975- 978- 981- 983- 987- 988- 991- 997- 998- 999- 1003- 1004- 1011- 1012- 1027- 1028- 1029- 1032- 1048- 1049- 1055- 1056- 1057- 1058- 1067- 1070- 1071- 1072- 1075- 1076- 1077- 1078- 1079- 1083- 1087- 1088- 1090- 1097- 1107- 1114- 1116- 1122- 1123- 1126- 1127- 1128- 1136- 1137- 1140- 1141- 1142- 1144- 1145- 1149- 1153- 1154- 1155- 1159- 1162- 1163- 1164- 1165- 1168- 1171- 1172- 1173- 1174- 1175- 1176- 1179- 1182- 1184- 1187- 1191- 1192- 1195- 1196- 1201- 1206- 1208- 1210- 1211- 1212- 1214- 1216- 1218- 129- 1220- 1223- 1224- 1225- 1227- 1229- 1230- 1232- 1233- 1239- 1240- 1241- 1243- 1246- 1247- 1252- 1255- 1257- 1258- 1259- 1261- 1262- 1268- 1269- 1270- 1274- 1284- 1285- 1290- 1291- 1292- 1293- 1294- 1296- 1297- 1298- 1299- 1300- 1303- 1322- 1327- 1328- 1329- 1330- 1341- 1346- 1357- 1359- 1360- 1371- 1375- 1377- 1384- 1387- 1409- 1412- 1422- 1433- 1437- 1446- 1452- 1453- 1454- 1456- 1462- 1469- 1472- 1484- 1487- 1489- 1490- 1491- 1496- 1497- 1499- 1501- 1502- 1503- 1504- 1506- 1508- 1518- 1525- 1527- 1542- 1543- 1544- 1548- 1551- 1553- 1557- 1559- 1562- 1563- 1564- 1565- 1588- 1589- 1593- 1600- 1601- 1605- 1608- 1609- 1612- 1613- 1614- 1615- 1516- 1617- 1621- 1622- 1625- 1628- 1629- 1631- 1632- 1634- 1636- 1637- 1643- 1645- 1646- 1648- 1645- 1649- 1652- 1654- 1655- 1657- 1662- 1663- 1665- 1667- 1668- 1670- 1671- 1672- 1673- 1695- 1696- 1706- 1708- 1709- 1710- 1711- 1716- 1717- 1718- 1719- 1722- 1723- 1744- 1745- 1146- 1747- 1748- 1766- 1786- 1788- 1790- 1798- 1804- 1809- 1810- 1814- 1817- 1820- 1822- 1823- 1824- 1825- 1826- 1828- 1829- 1832- 1837- 1838- 1839- 1847- 1848- 1849- 1859- 1866- 1875- 1876- 1880- 1884- 1919- 1930- 1931- 1932- 1952- 1953- 1954- 1955- 1956- 1957- 1958- 1960- 1961- 1962- 1963- 1964- 1965- 1966- 1967- 1968- 1969- 1970- 1971- 1972- 1973- 1975- 1976- 1977- 1978- 1984- 1985- 1986- 1987- 1988- 1989- 1990- 1992- 1998- 2007- 1024- 2026- 2083- 2097- 2100- 2101- 2102- 1203- 2104- 2114- 2148- 2170- 2174- 2180- 2181- 2183- 2184- 2197- 2201- 2228- 2231- 2232- 2241- 2242- 2245- 2246- 2247- 2248- 2249- 2250- 2251- 2252- 2253- 2256- 2257- 2258- 2260- 2263- 2264- 2265- 2266- 2274- 2276- 2277- 2278- 2283- 2284- 2285- 2290- 2291- 2293- 2295- 2296- 2298- 2300- 2302- 2306- 2307- 2308- 2315- 2327- 2329- 2331- 2332- 2333- 2334- 2335- 2343- 2347- 2349- 2351- 2364- 2375- 2377- 2380- 2388- 2397- 2301- 2405- 2408- 2409- 2413- 2414- 2415- 2416- 2417- 2420- 2421- 2422- 2423- 2428- 2430- 2431- 2432- 2433- 2434- 2437- 2438- 2440- 2441- 2447- 2454- 2456- 2457- 2458- 2459- 2460- 2461- 2465- 2466- 2468- 2474- 2477- 2478- 2484- 2492- 2499- 2500- 2502- 2503- 2506- 2507- 2512- 2513- 2514- 2515- 2516- 2517- 2518- 2523- 2524- 2526- 2527- 2528- 2529- 2531- 2532- 2533- 2538- 2557- 2558- 2559- 2560- 2561- 2575- 2577- 2578- 2579- 2581- 2583- 2588- 2620- 2621- 2634- 2643- 2671- 2673- 2674- 2677- 2678- 2681- 2684- 2701- 2702- 2706- 2707- 2709- 2710- 2721- 2723- 2725- 2726- 2731- 2735- 2737- 2738- 2742- 2745- 2746- 2747- 2750- 2753- 2754- 2756- 2758- 2760- 2761- 2774- 2780- 2781- 2782- 2783- 2784- 2791- 2794- 2800- 2802- 2805- 2806- 2808- 2809- 2818- 2848- 2849- 2850- 2861- 2862- 2863- 2876- 2888- 2892- 2908- 2910- 2912- 2913- 2915- 2916- 2917- 2922- 2924- 2926- 2928- 2931- 2932- 9234- 2936- 2940- 2941- 2943- 2945- 2947- 2948- 2951- 2953- 2956- 2957- 2957- 2959- 2961- 2962- 2967- 2968- 2969- 2970- 2972- 2974- 2975- 2976- 2979- 2980- 2983- 2985- 3011- 3012- 3013- 3016- 3027- 3028- 3041- 3044- 3056- 3068- 3070- 3076- 3095- 3096- 3098- 1099- 3100- 3101- 3107- 3121- 3744- 3150- 3168- 3175- 3177- 3782- 3194- 3205- 3210- 3212- 3213- 3216- 3217- 3218- 3219- 3126- 3227- 3241- 3242- 3243- 3256- 3263- 3281- 3286- 3297- 3312- 3313- 3316- 3317- 3318- 3320- 3324- 3325- 3326- 3330- 3331- 3342- 3347- 3354- 3355- 3356- 3357- 3358- 3360- 3368- 3369- 3370- 3371- 3372- 3373- 3377- 3378- 3380- 3382- 3383- 3386- 3388- 3389- 3390- 3391- 3399- 3413- 3430- 3432- 3434- 3435- 3437- 3438- 3440- 3441- 3442- 3444- 3446- 3447- 3454- 3456- 3464- 3465- 3466- 3473- 3474- 3476- 3478- 3479- 3480- 3481- 3482- 3483- 3486- 3489- 3493- 3494- 3495- 3500- 3539- 3546- 3547- 3553- 3554- 3561- 3562- 3563- 3566- 3567- 3580- 3591- 3592- 3599- 3601- 3606- 3613- 3618- 3620- 3621- 3622- 3625- 3630- 3633- 3646- 3647- 3648- 3650- 3656- 3657- 3658- 3660- 3661- 3662- 3663- 3664- 3665- 3666- 3667- 3668- 3674- 3675- 3676- 3677- 3678- 3695- 3716- 3719- 3721- 3731- 3733- 3734- 3738- 3739- 3743- 3748- 3777- 3787- 3788- 3790- 3792- 3795- 3803- 3806- 3808- 3816- 3817- 3821- 3826- 3833- 3834- 3845- 3846- 3847- 3849- 3851- 3852- 3853- 3854- 3855- 3856- 3858- 3860- 3859- 3861- 3862- 3863- 3870- 3871- 3877- 3878- 3881- 3882- 3891- 3902- 3903- 3904- 3906- 3927- 3954- 3958- 3959- 3960- 3961- 3963- 3964- 3965- 3966- 5978- 4004- 4012- 4014- 4028- 4055- 4059- 4061- 4062- 4072- 4077- 4078- 4079- 4080- 4081- 4082- 4083- 4084- 4085- 4095- 4099- 4103- 4105- 4110- 4112- 4155- 4156- 4157- 4158- 4159- 4161- 4162- 4163- 4165- 4167- 4168- 4172- 4173- 4175- 4191- 4197- 4202- 4204- 4210- 4221- 4230- 4232- 4233- 4234- 4238- 4239- 4243- 4247- 4250- 4256- 4262- 4264- 4272- 4275- 4276- 4296- 4297- 4300- 4301- 4304- 4305- 4306- 4307- 4310- 4315- 4318- 4319- 4322- 4323- 4324- 4331- 4335- 4338- 4340- 4341- 4343- 4346- 4347- 4348- 4350- 4351- 4353- 4356- 4357- 4359- 4368- 4370- 4372- 4374- 4375- 4377- 4381- 4383- 4386- 4390- 4391- 4395- 4396- 4397- 4398- 4399- 4401- 4402- 4406- 4409- 4410- 4411- 4416- 4418- 4419- 4422- 4426- 4427- 4434- 4439- 4442- 4452- 4453- 4455- 4458- 4460- 4461- 4462- 4463- 4464- 4467- 4471- 4472- 4473- 4474- 4475- 4476- 4481- 4484- 4485- 4486- 4489- 4490- 4492- 4493- 4494- 4499- 4500- 4501- 4504- 4505- 4509- 4511- 4512- 4513- 4515- 4517- 4518- 4520- 5421- 4522- 4524- 4525- 4529- 4530- 4531- 4532- 4534- 4535- 4538- 4547- 4550- 4555- 4556- 4559- 4561- 4562- 4565- 4567- 4568- 4569- 4572- 4573- 4574- 4576- 4578- 4580- 4581- 4582- 4583- 4588- 4589- 4591- 4592- 4593- 4594- 4595- 4601- 4605- 4606- 4609- 4611- 4612- 4613- 4614- 4615- 4616- 4618- 4620- 4621- 4624- 4630- 4634- 4636- 4638- 4639- 4640- 4641- 4646- 4648- 4652- 4653- 4658-

4665- 4666- 4672- 4673- 4675- 4676- 4677- 4682- 4684- 4685- 4688- 4689- 4698- 4699- 4700- 4707- 4708- 4709- 4710- 4717- 4718- 4723- 4726- 4730- 4733- 4734- 4737- 4741- 4742- 4743- 4744- 4745- 4746- 4751- 4760- 4762- 4766- 4769- 4771- 4773- 4774. الحلة 1935- 1937- 1940- 2692- 3479- 3481- 3482- 4265. حلوان 1144- 1145- 2170- 3452- 3945- 4256- 4258- 4260. حماه 146- 147- 149- 150- 389- 390- 444- 447- 561- 809- 927- 932- 933- 995- 997- 2244- 2295- 2972- 1127- 1129- 1155- 1163- 1204- 1327- 1359- 1489- 1500- 1544- 1584- 1609- 1610- 1611- 1612- 1630- 1686- 1721- 1746- 1824- 1954- 1992- 3091- 3092- 3310- 3464- 4473- 3474- 3547- 3590- 3592- 3664- 3676- 3677- 3810- 3845- 3847- 3854- 4012- 4024- 4055- 4148- 4156- 4244- 4357- 4483- 4581- 4582- 4595- 4609- 4628- 4673. حمص 41- 48- 72- 90- 91- 98- 110- 127- 144- 232- 233- 236- 325- 332- 340- 439- 440- 490- 491- 493- 495- 496- 498- 500- 527- 543- 561- 562- 573- 575- 576- 578- 579- 580- 581- 585- 586- 645- 646- 730- 927- 932- 941- 944- 1000- 1012- 1015- 1016- 1046- 1047- 1074- 1168- 1169- 1181- 1195- 1242- 1252- 1297- 1335- 1336- 1337- 1360- 1467- 1496- 1518- 1522- 1523- 1542- 1543- 1600- 1733- 1738- 1740- 1743- 1746- 1747- 1749- 1809- 1810- 1823- 1942- 1967- 1993- 2141- 2144- 2201- 2204- 2208- 2210- 2218- 2291- 2292- 2294- 2308- 2377- 2409- 2412- 2441- 2724- 2806- 2807- 2818- 2819- 2845- 2846- 2854- 2876- 2889- 2891- 2909- 2934- 2969- 2989- 3070- 3092- 3109- 3111- 3133- 3134- 3135- 3136- 3157- 3159- 3160- 3164-

3165- 3166- 3167- 3171- 3172- 3321- 3330- 3354- 3355- 3356- 3383- 3384- 3390- 3474- 3613- 3661- 3676- 3677- 3678- 3731- 3732- 3762- 3834- 3845- 3847- 3854- 3929- 3930- 3931- 3953- 4106- 4165- 4166- 4184- 4230- 4300- 4581- 4613- 4625- 4629- 4649. حنين 3142- 3148. الحوار (جبل) 233. الحوته (أو الهوته) 479- 480. حوران 535- 554- 1360- 4649. الحوله 579. الحيار 125. الحيرة 1995- 3149- 3150- 3151- 3152. حيلان 61- 66. حينيا 359- 360. نهر الخابور 358- 359- 361- 3858- 3860. خراسان 167- 169- 170- 180- 185- 186- 255- 256- 444- 551- 673- 956- 1011- 0112- 1176- 1216- 1262- 1266- 1270- 1295- 1348- 1349- 1384- 1390- 1396- 1399- 1405- 1406- 1407- 1456- 1506- 1509- 1515- 1523- 1620- 1657- 1678- 1680- 1754- 1886- 1958- 1959- 1971- 1974- 1976- 1980- 2063- 2080- 2216- 2366- 2380- 2388- 2389- 2391- 2392- 2405- 1408- 2481- 2482- 2483- 2525- 2636- 2685- 2712- 2715- 2725- 2740- 2745- 2770- 2798- 2831- 2880- 2916- 2919- 2970- 2974- 3020- 3021- 3116- 3211- 3318- 3396- 3449- 3465- 3486- 3504- 3520- 3554- 3644- 3662- 3762- 3830- 3849- 3919- 3928- 3930- 4046- 4051- 4080- 4089- 4100- 4199- 4201- 4239- 4292- 4309- 4366- 4421- 4528- 4534- 4573- 4599. خرق 3898- 3901

الخزر 401- 1982 خساف 63- 64 خلاط 712- 1579- 1745- 1976- 1979- 2560 خناصرة 115- 116- 117- 451- 1322- 1333- 1340- 1357- 1358- 1492- 1639- 1842- 2104- 2201- 2804- 2851- 2862- 2863- 3197- 3386- 3388- 3620- 3830- 3831- 3842- 3911- 3934- 3949- 3954- 4142- 4370- 4386- 4387- 4472- 4475- 4505- 4656- 4658- 4705- 4710- 4717- 4724 الخندق 386- 3039- 3557- 3559 خوارزم 186- 773- 1108- 4304- 4307- 4309 خوزستان 177- 2754- 3431 خيبر 386- 3131- 3133- 3137- 4246. دابق 46- 47- 48- 174- 348- 349- 589- 701- 1534- 1840- 1859- 1860- 1887- 1922- 1977- 2026- 2104- 2804- 2808- 2818- 2862- 2898- 2921- 2974- 2995- 3028- 3088- 3101- 3106- 3197- 3627- 3867- 3932- 3934- 4063- 4071- 4113- 4176- 4187- 4256- 4315- 4316- 4371- 4327- 4343- 4370- 4505- 4600- 4602- 4619- 4622- 6440- 4653- 4658- 4666- 4710- 4711 دارا 1501- 1598- 2925- 3845 داريا 1126- 1460- 3027 الدالية 937- 939- 942- 945 دجلة (النهر) 359- 360- 361- 362- 363- 364- 366- 374- 382- 389- 605- 681- 689- 1278 الدربساك (حصن) 151- 438- 755 الدسكرة 1534 الدقس (كورة) 89 دلوك 108- 120- 240- 259- 261- 444- 2527 دمشق 48- 49- 72- 76- 82- 86- 89- 91- 97- 98- 102- 139- 170- 175- 232- 290- 307- 331-

335- 336- 338- 341- 343- 350- 391- 399- 432- 434- 435- 436- 440- 450- 451- 476- 492- 493- 495- 498- 499- 500- 520- 524- 534- 598- 607- 611- 617- 618- 619- 620- 624- 626- 633- 634- 637- 662- 693- 696- 703- 705- 721- 723- 724- 725- 730- 734- 735- 742- 743- 744- 749- 754- 762- 765- 773- 775- 785- 787- 789- 794- 798- 802- 834- 852- 865- 877- 883- 918- 919- 920- 924- 926- 927- 930- 932- 937- 940- 941- 945- 946- 947- 949- 950- 952- 953- 957- 960- 961- 964- 965- 966- 967- 969- 975- 978- 981- 982- 991- 1000- 1002- 1005- 1008- 1011- 1012- 1013- 1015- 1027- 1028- 1029- 1032- 1035- 1038- 1039- 1051- 1058- 1062- 1064- 1073- 1074- 1115- 1116- 1128- 1144- 1149- 1151- 1155- 1156- 1157- 1158- 1162- 1164- 1168- 1169- 1175- 1178- 1181- 1185- 1191- 1192- 1193- 1194- 1195- 1202- 1210- 1211- 1218- 1228- 1232- 1233- 1234- 1236- 1239- 1241- 1242- 1248- 1251- 1253- 1258- 1269- 1272- 1279- 1289- 1290- 1291- 1298- 1303- 1317- 1327- 1329- 1330- 1354- 1359- 1360- 1361- 1362- 1363- 1365- 1366- 1369- 1370- 1371- 1372- 1373- 1375- 1376- 1378- 1404- 1419- 1435- 1436- 1437- 1439- 1445- 1446- 1450- 1462- 1469- 1491- 1492- 1493- 1499- 1500- 1501- 1504- 1505- 1508- 1510- 1515- 1522- 1523- 1526- 1530- 1534- 1544- 1545- 1553- 1554- 1563- 1574- 1575- 1576- 1581- 1582- 1583- 1584- 1595- 1607- 1608- 1610- 611- 1612- 1613- 1616- 1617- 1619- 1620- 1621- 1622- 1624- 1627- 1629- 1630- 1631- 1632- 6340- 163- 1640- 1642- 1643- 1645- 1649- 1650- 1655- 1657- 1658- 1659- 1660- 1663- 1667- 1668- 1670- 1672- 1673- 1677- 1668- 1682- 1686- 1697- 1704- 1705- 1707- 1712- 1713- 1718- 1719- 1721- 1741- 1745- 1746- 1790- 1808- 1809- 1810- 1811- 1822- 1823- 1831- 1833- 1839- 1866- 1867- 1890- 1891- 1924- 1930- 1950- 1952- 1956- 1967- 1976- 1977- 1986- 2041- 2042- 2045- 2046- 2049- 2060- 2066- 2077- 2103- 2104- 2111- 2123- 2138- 2139- 2141- 2144- 2148- 2150- 2153- 2171- 2183- 2184- 2185- 2188- 2189- 2194- 2203- 2225- 2228- 2230- 2235- 2236- 2237- 2242- 2247- 2256- 2260- 2265- 2284- 2294- 2295- 2297- 2299- 2303- 2308- 2309- 2310- 2311- 2312- 2313- 2314- 2319- 2326- 2329- 2330- 2331- 2332- 2333- 2334- 2343- 2352- 2353- 2356- 2358- 2515- 2525- 2526- 2542- 2545- 2560- 2561- 2563- 2581- 2583- 2588- 2631- 2674- 2683- 2707- 2709- 2720- 2724- 2735- 2736- 2737- 2738- 2740- 2741- 2742- 2743- 2745- 2758- 2760- 2774- 2777- 2778- 2781- 2782- 2794- 2795- 2797- 2798- 2799- 2804- 2805- 2807- 2808- 2819- 2846- 2855- 2861- 2874- 2876- 2887- 2888- 2889- 2891- 2893- 2894- 2895- 2906- 2917- 2919- 2922- 2923- 2926- 2927- 2937- 2940- 2943- 2944- 2945- 2946- 2947- 2952- 2953- 2955- 2956- 2967- 2969- 2977- 2979- 2980- 2988- 2995- 3015- 3036- 3040- 3058- 3068- 3069- 3070- 2072- 3074- 3093- 3096- 3097- 3098- 3099- 3107- 3122- 3134- 3135- 3138- 3142- 3143- 3157- 3159- 3180- 3184- 3211- 3212- 3214- 3215- 3241- 3242- 3243- 3244- 3245- 3265- 3303- 3310- 3312- 3314- 3315- 3317- 3322- 3326- 3330- 3332- 3333- 3338- 3346- 3347- 3348- 3350- 3354- 3355- 3358- 3363- 3369- 3370- 3372- 3375- 3377- 3379- 3380- 3381- 3382- 3383- 3384- 3386- 3388- 3390- 3391- 3393- 3398- 3426- 3436- 3437- 3440- 3442- 3444- 3447- 3452- 3454- 3455- 3460- 3463- 3464- 3465- 3468- 3482- 3494- 3519- 3530- 3543- 3545- 3546- 3547- 3554-

3555- 3583- 3594- 3599- 3602- 3612- 3614- 3625- 3630- 3635- 3638- 3643- 3647- 3648- 3652- 3659- 3660- 3666- 3674- 3677- 3678- 3682- 3691- 3698- 3719- 3721- 3731- 3732- 3739- 3748- 3756- 3762- 3780- 3788- 3790- 3803- 3812- 3817- 3821- 3822- 3828- 3841- 3848- 3854- 3868- 3879- 3880- 3882- 3884- 3890- 3908- 3927- 3930- 3931- 3932- 3937- 3939- 3953- 3958- 3959- 3961- 3963- 3963- 4004- 4005- 4006- 4010- 4012- 4013- 4014- 4040- 4042- 4051- 4052- 4055- 4056- 4081- 4086- 4101- 4102- 4103- 4104- 4104- 4105- 4111- 4112- 4128- 4146- 4156- 4157- 4168- 4171- 4174- 4174- 4181- 4185- 4187- 4198- 4201- 4214- 4216- 4224- 4232- 4233- 4234- 4235- 4239- 4240- 4243- 4253- 4276- 4288- 4297- 4305- 4316- 4307- 4308- 4310- 4318- 4336- 4337- 4340- 4341- 4342- 4343- 4351- 4356- 4360- 4367- 4386- 4389- 4391- 4395- 4410- 4412- 4413- 4417- 4423- 4426- 4427- 4442- 4443- 4450- 4473- 4487- 4490- 4499- 4524- 4533- 4536- 4546- 4551- 4561- 4562- 4565- 4575- 4581- 4582- 4588- 4601- 4605- 4612- 4639- 4646- 4649- 4668- 4677- 4681- 4733- 4769. دمياط 395- 398- 1171- 1808- 1811- 4150- 4151- 4199- 4200- 4437. دنيسر 1142- 1144- 1453- 1584- 4629. دومة الجندل 302- 3148- 3156. دوسر 120. ديار بكر 1199- 2351- 2353- 2355- 2533- 2542- 2551- 2555- 2725- 2925. دير حافر 1985. دير سمعان 3069. دير طبايا 582- 584. دير العاقول 600- 681- 682- 683.

دير الفسيله 583. دير قزمان 535. الدينور 2159- 2169. ذاذيخ 533 الذهب (نهر) 272- 273- 475- 1956. ذي الكلاع (حصن) 226. ذي المجاز 3614- 3615. رأس عين 359- 364- 379- 1501- 1662- 1638- 2502- 2621- 3453- 3845- 4157- 4356. الراوندان 324- 347- 457. الربذة 2630. الربوة 343. الرحبة 436- 933- 934- 935- 939- 942- 944- 1348- 1349- 1350- 1351- 1356- 1357- 1500- 1957- 1967- 1967- 2044- 2201- 2207- 2208- 2498- 2705- 2806- 3217- 4233- 4234- 4235- 4238- 4520- 4526- 4565- 4582- 4585- 4636. الرّس (نهر) 360- 389. الرستن 390- 561. رشيد 395- 398. الرصافة 61- 113- 114- 254- 428- 431- 432- 435- 528- 857- 946- 962- 1253- 13462- 1468- 1547- 1662- 1924- 2100- 2103- 2223- 2316- 2446- 2447- 2851- 2857- 2858- 2860- 2908- 2941- 2980- 2981- 2982- 3044- 3173- 3182- 3265- 3266- 3272- 3360- 3446- 3590- 3758- 3781- 3919- 3926- 4014- 4028- 4143- 4150- 4241- 4454- 4455- 4456- 4527- 4528- 4616- 4640- 4690- 4717- 4737. رعبان 108- 120- 20- 244- 259- 329- 358- 555. رفنية 150- 662- 4409- 4667- 4668.

الرقادة 398. الرقة 158- 524- 265- 280- 357- 358- 435- 576- 591 749- 857- 928- 932- 933- 935- 939- 942- 944- 970- 990- 1062- 1186- 1246- 1259- 1416- 1421- 1491- 1492- 1500- 1544- 1616- 1622- 1636- 1654- 1659- 1660- 1661- 1772- 1775- 1783- 1809- 1838- 1866- 1867- 1869- 1886- 1924- 1930- 1950- 2102- 2103- 2133- 2185- 2188- 2189- 2195- 2408- 2409- 2411- 2456- 2499- 2622- 2640- 2725- 2753- 2793- 2924- 3206- 3234- 3240- 3266- 3372- 3383- 3453- 3621- 3655- 3820- 3822- 3824- 3825- 3842- 3845- 3856- 3857- 3858- 3859- 3860- 3862- 3871- 3905- 3954- 4063- 4065- 4068- 4069- 4085- 4086- 4158- 4168- 4169- 4171- 4238- 4467- 4501- 4505- 4506- 4575- 4774. الرملة 576- 676- 780- 785- 791- 799- 860- 1112- 1115- 1233- 1234- 1236- 1242- 1450- 1790- 1864- 1876- 1950- 2240- 2255- 2260- 2465- 2468- 2540- 2549- 2845- 2846- 2932- 2934- 3382- 3327- 3676- 3815- 3906- 3908- 4074- 4216- 4260. روحين 466. رودس 398. الرومية 82- 91- 92- 97. الرها (إذاسا) 83- 87- 109- 143- 257- 258- 525- 809- 1957- 1959- 1972- 1974- 1976- 2327- 2673- 2956- 3354- 3355- 3453- 3846- 3847- 3850- 3851- 3854- 3857- 3913- 4157- 4638. الري 1008- 1262- 1348- 1350- 1351- 1404- 1466- 1466- 1710- 1712- 1713- 1973- 1980- 2159- 2169- 2185- 2295- 2297- 2482- 2486- 2489- 2500- 2571- 2592- 2625- 2626- 2695- 2707- 2716- 2718- 2719- 2725- 2805- 2807- 3021- 3316- 3374- 3375- 3377- 3666- 4257- 4260- 4268.

ريحا (أريحا) 426- 558. ز زبالة 2622. زبطرة 247- 248- 252- 444. زبيد 2842- 2843- 2844- 2845. الزراعة 4551. زردنا 133- 329- 3846. الزعفرانية 600. س سابور 4085- 4086- 4923. الساجور (نهر) 110- 321- 358- 390- 550- 556- 557- 558- 568. سادية 1092. سامراء 292- 599- 605- 834- 1175- 1176- 1297- 1383- 1394- 1500- 1521- 1615- 2270- 2349- 2938- 37556- 3758- 37579- 3706- 3761- 3762- 3765- 3767- 3775- 4280- 4340- 4499. سبتة 395- 398- 1827. سجستان 177- 1466- 1683- 4089- 4094. السخنه 3738. سرخس 1680- 1789- 1981- 2717- 3376. سردانيه 397. سرقسطة 2777- 2778- 2779. سرمين 139- 472- 475- 476- 558- 559- 1122- 2806- 2808- 2457- 3357- 3358. سروج 699- 1202- 2499- 3446- 3453- 3846- 3858- 3860. سفاقس 395- 878. سقبا 619. سقليه 397- 398. السكرية 544. سلميه 143- 927- 932- 1468- 2753- 3354- 3355.

سلوقيه 90. السماوة 3563. سمرقند 689- 1306- 1320- 1321- 1597- 1598- 1617- 1832- 1853- 1984- 2428- 2457- 2689- 3297- 3396- 3432- 3477- 3645- 3965- 4100- 4270- 4309. سموقه 544. سميساط 240- 252- 253- 257- 258- 359- 360- 444- 499- 525- 725- 809- 2757- 2758- 2974. السن (قلعه) 3847. (سنجار) 777- 1242- 1243- 1245- 1245- 1246- 1356- 1584- 1587- 1609- 1632- 1641- 1847- 1849- 1933- 2361- 2558- 2559- 2560- 2908- 2909- 3174- 3453- 3646- 3647- 3857- 3858- 3859- 3860- 3862- 3863- 3864- 4574. سنجه 107. السند 1467- 2068- 3762. سياب 347- 348- 349. سور حلب 51- 52- 53- 61- 65. سورية 429- 430- 451- 491- 2823- 2824. سوسيه 495. السويدية 89- 392. سياث 127- 128. سيحان (نهر) 199- 200- 169- 170- 171- 282- 360- 363- 367- 379- 380- 381- 382- 384- 385- 387- 389- 390- 392- 398- 518. السويس 398. سيسه 225. سيس 398. سيواس 325- 1695- 1988. سيوط (أواسيوط) 626- 983- 4252.

شاتان 2351- 2352- 2353- 2355. شاذ سابور 4085- 4086. الشاش (نهر) 360- 389. الشام 39- 41- 44- 45- 46- 48- 49- 72- 79- 80- 81- 84- 86- 90- 91- 93- 101- 119- 120- 123- 137- 145- 151- 163- 167- 173- 185- 187- 223- 231- 232- 233- 247- 249- 253- 257- 338- 339- 340- 341- 342- 343- 344- 345- 358- 360- 367- 389- 390- 393- 397- 398- 432- 433- 434- 435- 439- 440- 534- 535- 541- 543- 554- 556- 557- 562- 567- 568- 583- 589- 620- 621- 622- 639- 642- 649- 650- 672- 675- 677- 695- 698- 716- 721- 722- 758- 777- 791- 819- 826- 827- 282- 856- 857- 876- 896- 902- 909- 913- 917- 923- 927- 930- 940- 941- 943- 945- 946- 950- 960- 993- 1008- 1015- 1020- 1042- 1071- 1084- 1111- 1112- 1153- 1158- 1168- 1170- 1177- 1184- 1187- 1192- 1215- 1233- 1234- 1235- 1236- 1246- 1248- 1249- 1258- 1262- 1263- 1266- 1269- 1283- 1297- 1300- 1333- 1335- 1349- 1360- 1361- 1370- 1376- 1384- 1403- 1404- 1456- 1467- 1468- 1471- 1472- 1475- 1484- 1490- 1491- 1496- 1502- 1503- 1506- 1510- 1514- 1552- 1565- 1566- 1597- 1599- 1601- 1610- 1622- 1623- 1635- 1636- 1670- 1680- 1722- 1729- 1731- 1734- 1735- 1736- 1738- 1745- 1823- 1833- 1841- 1850- 1870- 1887- 1911- 1912- 1919- 1923- 1925- 1959- 1968- 1969- 1973- 1974- 1975- 1976- 1993- 2018- 2057- 2076- 2077- 2092- 2103- 2104- 2111- 2116- 2117- 2122- 2126- 2134- 2166- 2184- 2185- 2204- 2208- 2209- 2217- 2218- 2221- 2222- 2225- 2240- 2241- 2246- 2248- 2251- 2270- 2272- 2275- 2276- 2278- 2285- 2293- 2310- 2332- 2351- 2356-

2357- 2364- 2367- 2377- 2387- 2388- 2389- 2391- 2392- 2410- 2432- 2460- 2502- 2513- 2524- 2549- 2627- 2630- 2636- 2638- 2644- 2681- 2701- 2717- 2718- 2719- 2730- 2733- 2735- 2736- 2737- 2738- 2739- 2740- 2745- 2753- 2756- 2758- 2770- 2774- 2777- 2780- 2784- 2798- 2799- 2802- 2804- 2818- 2822- 2832- 2852- 2854- 2857- 2861- 2862- 2863- 2871- 2874- 2880- 2887- 2888- 2891- 2913- 2916- 2919- 2920- 2927- 2739- 2944- 2947- 2950- 2951- 2956- 2962- 2969- 2970- 2971- 2973- 2974- 2981- 2982- 2984- 3009- 3016- 3027- 3070- 3089- 3065- 3096- 3100- 3110- 3113- 3115- 3121- 3124- 3135- 3138- 3151- 3156- 3159- 3162- 3166- 3167- 3172- 3176- 3186- 3195- 3198- 3211- 3220- 3221- 3224- 3238- 3287- 3333- 3334- 3335- 3348- 3353- 3354- 3355- 3360- 3363- 3366- 3371- 3373- 3378- 3379- 3382- 3386- 3392- 3451- 3454- 3489- 3506- 3531- 3532- 3546- 3547- 3563- 3598- 3601- 3613- 3617- 3624- 3625- 3627- 3628- 3650- 3660- 3663- 3666- 3675- 3678- 3713- 3723- 3726- 3742- 3777- 3778- 3779- 3784- 3791- 3800- 3803- 3816- 3826- 3830- 3831- 3837- 3839- 3841- 3845- 3847- 3848- 3849- 3850- 3854- 3855- 3867- 3871- 3896- 3897- 3899- 3901- 3905- 3906- 3913- 3947- 3948- 3953- 3974- 4012- 4033- 4055- 4058- 4059- 4068- 4078- 4081- 4088- 4119- 4147- 4149- 4153- 4165- 4173- 4179- 4180- 4185- 4186- 4199- 4243- 4244- 4255- 4260- 4262- 4272- 4275- 4276- 4296- 4305- 4310- 4319- 4333- 4336- 4242- 4410- 4431- 4432- 4452- 4466- 4474- 4497- 4501- 4516- 4528- 4566- 5603- 4611- 4634- 4639- 4643- 4650- 4680- 4692- 4695- 4718- 4737- 4745. شحشبو 1593- 1600. الشغر 327.

شقيف حجر 373. الشماسيه 600. الشمسانية 876- 898- 4559. شمشاط 240- 359- 440- 3913- 4291. شهرزور 1354- 2922- 3175- 3762. شيخ بني حية 755- 756. شيح الحديد 474- 755- 1636. شيح اللولون 233. شيراز 622- 666- 667- 669- 671- 680- 681- 947- 1153- 1743- 2269- 3279- 3345- 4554. شيزر 145- 146- 147- 149- 150- 324- 390- 444- 476- 549- 699- 809- 988- 1114- 1115- 1155- 1157- 1158- 1162- 1206- 1359- 1360- 1362- 1363- 1364- 1368- 1370- 1630- 1360- 1362- 1811- 1817- 1992- 2182- 2333- 2760- 2762- 2842- 2975- 2976- 2977- 3354- 3358- 3367- 3369- 3483- 3792- 3835- 3854- 4173- 4181- 4392- 4487- 4490- 4566- 4587- 4589- 4609- 4620- 4643- 4673- 4710. ص الصخرة 230. صرخد 3478- 3481. صريفين 693. الصعيد 3882- 4380- 4624. صفين 279- 280- 281- 282- 283- 287- 290- 291- 292- 294- 296- 297- 298- 299- 300- 301- 303-- 306- 307- 308- 309- 310- 311- 312- 313- 315- 317- 318- 319- 320- 1321- 1323- 1324- 1335- 1337- 1338- 1339- 1347- 1357- 1495- 1496- 1603- 1604- 1851- 1852- 1853- 1864- 1865- 1875- 1890- 1896- 1899- 1900- 1912- 1913- 1921- 1927- 1941- 1944- 2105- 2107- 2108- 2109- 2110- 2111- 2112- 2113- 2233- 2134- 2136- 2140- 2160- 2179- 2188- 2197-

2199- 2200- 2201- 2221- 2222- 2223- 2235- 2237- 2238- 2562- 2596- 2625- 2793- 2818- 2827- 2832- 2834- 3025- 3026- 3029- 3032- 3033- 3036- 3037- 3038- 3065- 3067- 3095- 3113- 3114- 3115- 3116- 3117- 3120- 3173- 3212- 3244- 3246- 3248- 3249- 3250- 3251- 3252- 3253- 3254- 3255- 3256- 3386- 3388- 3439- 3475- 3493- 3549- 3551- 3552- 3557- 3560- 3565- 3567- 2612- 3616- 3618- 3619- 3669- 3671- 3674- 3679- 3717- 3718- 3722- 3723- 3724- 3726- 3730- 3746- 3783- 3786- 3796- 3797- 3800- 3837- 3839- 3840- 3909- 3912- 3916- 3917- 3934- 3943- 3948- 3963- 3974- 3999- 4001- 4013- 4025- 4026- 4056- 4151- 4153- 4182- 4186- 4238- 4244- 4245- 4246- 4250- 4256- 4274- 4277- 4290- 4325- 4326- 4327- 4328- 4330- 4380- 4381- 4430- 4444- 4446- 4449- 4455- 4458- 4465- 4471- 4472- 4479 ن 4483- 4485- 4494- 4497- 4518- 4543- 4544- 4548- 4558- 4571- 4596- 4599- 4600- 4603- 4604- 4607- 4625- 4638- 4645- 4651- 4656- 4671- 4678- 4689- 4694- 4700- 4703- 4707- 4708- 4712- 4716- 4717- 4729- 4762. صقليه 1878- 2505. الصلت 3453- 3454. صمع 3440 صنعاء 97- 98. الصنبره 3197. الصنمين 4426. صهيون 1329. صور 395- 397- 398- 399- 527- 624- 878- 1708- 2193- 2331- 2595- 2742- 2845- 2846- 3382- 3383- 3390- 3393- 3677. صيدا 98- 395- 397- 398- 527- 904- 1027- 1171- 2472- 2738- 2740- 3283- 3592. الصين 443- 444- 1596.

ط الطابران 4207. الطالقان 102. الطائف 3945. طبرستان 1059- 1680- 3021- 3375- 3357. طبريه 97- 440- 1072- 1248- 3599- 3790. طخيرستان 1981. طرابلس (اطرابلس) 76- 192- 200- 395- 398- 399- 527- 561- 622- 624- 627- 715- 719- 791- 970- 973- 974- 975- 1073- 1155- 1329- 1399- 1513- 1975- 2288- 2472- 2675- 21956- 2971- 3263- 3320- 3394- 3656- 3958- 3959- 3960- 4054- 4054- 4077- 4187- 4188- 4190- 4436- 4505- 4532- 4622. طرابلس المغرب 3905. طرسوس 47- 92- 119- 120- 155- 156- 163- 169- 173- 175- 176- 177- 178- 179- 180- 181- 182- 183- 184- 185- 186- 187- 188- 189- 190- 192- 195- 196- 197- 199- 200- 201- 202- 204- 205- 207- 209- 212- 217- 240- 338- 360- 389- 392- 395- 397- 389- 399- 444- 453- 457- 469- 504- 527- 528- 590- 591- 595- 597- 637- 698- 700- 708- 722- 723- 747- 751- 761- 762- 766- 779- 780- 781- 784- 790- 802- 807- 808- 818- 853- 855- 856- 922- 1042- 1044- 1047- 1048- 1049- 1053- 1059- 1060- 1061- 1062- 1066- 1116- 1117- 1118- 1121- 1149- 1151- 1152- 1168- 1183- 1184- 1191- 1203- 1217- 1219- 1296- 1329- 1341- 1372- 1373- 1374- 1375- 1443- 1444- 1450- 1461- 1490- 1502- 1609- 1642- 1643- 1652- 1746- 1747- 1819- 1821- 1826- 1827- 1850- 1851- 2225- 2253- 2254- 2255- 2308- 2345- 2401- 2459- 2460- 2502- 2524- 2525- 2722- 2723- 2748- 2750- 2772-

2803- 2804- 2845- 2846- 2943- 2965- 3019- 3109- 3112- 3310- 3329- 3342- 3382- 3396- 3444- 3446- 3452- 3466- 3467- 3468- 3471- 3531- 3553- 3554- 3555- 3556- 3603- 3605- 3625- 3630- 3650- 3651- 3656- 3744- 3745- 3747- 3751- 3795- 3870- 3886- 3888- 3889- 3903- 3904- 3948- 4175- 4177- 4212- 4215- 4281- 4284- 4319- 4320- 4321- 4337- 4338- 4344- 4354- 4359- 4356- 4369- 4385- 4398- 4419- 4420- 4421- 4428- 4445- 4454- 4476- 4477- 4495- 4502- 4504- 4516- 4522- 4550- 4553- 4554- 4564- 4565- 4569- 4590- 4591- 4597- 4599- 4606- 4607- 4623- 4641- 4653- 4657- 4660- 4672- 4704- 4705- 4734 طرطر (أو بوطلطل) 272- 1993 طرنده 253- 254 طنجة 395- 398- 399 الطوانه 2225- 2226- 4316- 4317- 4318 طور سيناء 282- 386- 425- 440- 467- 499 طوس 1635- 1655- 1761- 2482- 2489- 2490- 2492- 2717- 3531- 4261- 4325 ظ ظفار اليمن 98 ع عاجنة الرحوب 431- 432- 433- 435. العاصي (أو الارنط أو المقلوب) 86- 146- 149- 150- 327- 389- 390. عانة 1500- 2885- 2886- 3660. عجلون 3454. عدن 360. عذرا 3380. العذيب 2622- 2623.

العراق 47- 48- 51- 60- 68- 91- 93- 177- 180- 159- 232- 258- 264- 281- 288- 297- 310- 317- 319- 335- 336- 337- 342- 361- 362- 492- 501- 506- 528- 534- 541- 556- 559- 620- 622- 669- 683- 691- 731- 798- 799- 868- 916- 917- 969- 975- 1008- 1011- 1066- 1108- 1111- 1153- 1158- 1168- 1170- 1181- 1235- 1248- 1266- 1337- 1351- 1353- 1384- 1389- 1396- 1401- 1403- 1406- 1475- 1490- 1503- 1506- 1514- 2542- 1553- 1599- 1620- 1622- 1669- 1679- 1735- 1736- 1738- 1772- 1782- 1857- 1890- 1895- 1914- 1921- 1924- 1925- 1969- 1976- 2019- 2041- 2042- 2044- 2053- 2057- 2074- 2075- 2076- 2077- 2078- 2080- 2081- 2086- 2090- 2093- 2094- 2095- 2110- 2120- 2122- 2126- 2181- 2185- 2208- 2272- 2276- 2320- 2321- 2378- 2388- 2446- 2470- 2471- 2483- 2498- 2500- 2505- 2506- 2533- 2536- 2542- 2551- 2571- 2576- 2604- 2607- 2608- 2609- 2610- 2611- 2612- 2613- 2614- 2643- 2716- 2717- 2739- 2740- 2770- 2780- 2784- 2798- 2799- 2801- 2832- 2860- 2868- 2916- 2919- 2920- 2934- 2941- 2956- 2962- 2970- 2971- 2975- 3050- 3070- 3072- 3073- 3074- 3085- 3112- 3115- 3118- 3121- 3156- 3159- 3180- 3278- 3370- 3373- 3374- 3378- 3465- 3481- 3486- 491- 3590- 3601- 3608- 3641- 3644- 3648- 3672- 3713- 3783- 3786- 3900- 3913- 4034- 4037- 4058- 4100- 4186- 4188- 4260- 4276- 4375- 4400- 4601- 4403- 4639- 4649- 4658- 4663- 4678- 4692- 4737. عربسوس 330- 331- 332- 333- 334- 470. عرض 2908- 3738. عرفات 164. عرق الظبية 3164. عرقة 1358. عرنداس 2558.

العريش 41- 43- 44- 164- 357. عزاز 267- 268- 326- 347- 355- 466- 483- 437- 1207- 1421- 1422- 1824- 1825- 1952- 1970- 1975- 3399- 3480- 3483- 3666- 3834- 3847- 3858- 4080- 4086- 4419- 4609- 4669. عسقلان 102- 164- 395- 576- 981- 1171- 1329- 1622- 1634- 2285- 2377- 2379- 2934- 3655- 3780- 4257- 4418. العقبة 3025- 3029- 3035. العقيق 633- 2622. عكا 395- 491- 740- 1579- 1580- 2285- 3096- 4243 عكبراء 1520- 3204- 3643. العمق 608. عمورية 98- 152- 502- 1849- 1850- 1919- 2225- 4690. عين تاب 321- 323. عين التمر 1751- 1752- 1753- 1945. عين جارا 479. عين زربة 167- 168- 169- 173- 207- 810- 1708- 2458- 2511- 2741- 2808- 2952- 3180- 3656- 4487- 4494- 4546- 4596- 4597. غ غزة 1395- 1810- 2240- 2707- 2719- 2979- 4418- 4454. غزنة 1012- 1270- 1680- 1981- 2392- 2399- 2483- 3490. الغميصاء 1342. ف فارس 177- 500- 643- 668- 680- 683. فاس 4397- 4511. فاقوس 2410- 2411. الفايا 3561.

الفرات 41- 43- 44- 107- 018- 111- 119- 120- 123- 164- 2555- 257- 371- 379- 380- 381- 382- 384- 385- 387- 389- 390- 392- 432- 435- 506- 507- 411- 512- 513- 515- 516- 517 518- 524- 553- 684- 700- 725- 795- 930- 937- 945- 990- 1349- 1354- 1974- 2106- 2409. فرغانه 186. الفسطاط 2042- 3421- 3447. فلسطين 41- 60- 72- 451- 524- 572- 581- 1597- 2236- 2891- 0334- 3157- 3159- 3383- 3609- 3621- 3717- 3649. الفندق 964. فنطس 400. الفوعه 2805. ق القادسية 2107- 2108- 2109- 2622- 3089- 3869- 4525- 4526. قاصرين 120. قاشان 2405. قاليقلا 359- 360- 440- 3382. القاهرة 155- 370- 418- 627- 732- 756- 773- 836- 877- 948- 956- 982- 983- 993- 1029- 1033- 1093- 1258- 1273- 1289- 1290- 1291- 1310- 1360- 1366- 1390- 1406- 1421- 1476- 1485- 1494- 1506- 1531- 1561- 1563- 1564- 1645- 1671- 1676- 1750- 1757- 1790- 1801- 1804- 1807- 1808- 1809- 1811- 1817- 1847- 1928- 2024- 2041- 2043- 2080- 2102- 2173- 2245- 2256- 2269- 2299- 2303- 2324- 2328- 2378- 2423- 2453- 2463- 2464- 2468- 2500- 2501- 2502- 2516- 2544- 2597- 2635- 2638- 2640- 2646- 2711- 2718- 2738- 2759- 2807- 2829- 2917- 2950- 2951- 2958- 3061- 3075- 3078- 3189- 3213- 3271- 3303- 3328- 3367- 3378-

3393- 3409- 3414- 3422- 3494- 3498- 3571- 3588- 3697- 3755- 3795- 3796- 3804- 3812- 3842- 3873- 3885- 3902- 4050- 4064- 4065- 4127- 4133- 4168- 4169- 4223- 42658- 4303- 4333- 43550- 4363- 2499- 4505- 4580- 4588- 4600- 4616. قباقب (نهر) 255- 436. قبرس 395- 397- 398- 1543- 4502 قذاران 1258- 1993- 4673 القحوانة 4414 القرشية 89 قدس (بحيرة) 390 قرصيلي 89 قرقيسيا (البصيرة) 358- 360- 578- 1500- 1501- 1847- 2251- 3529- 3530- 3800- 3802- 3947 قرية الثلج أو 64- 543 (الكلابية) قزوين 2501- 3378- 3379- 3762- 4260 القصير 3384 القعقاعية 540 القسطنطينية 79- 85- 97- 98- 160- 165- 207- 395- 397- 399- 401- 430- 451- 482- 485- 492- 500- 502- 504- 505- 507- 518- 574- 581- 589- 701- 1077- 1535- 1774- 1841- 1922- 1971- 1972- 1989- 2148- 2197- 2277- 2528- 2530- 2562- 2573- 2809- 2899- 2969- 3029- 3034- 3035- 3037- 3038- 3039- 3040- 3041- 3095- 3096- 3445- 3913- 4086- 4155- 4167- 4177- 4178- 4198- 4372- 4455- 4467- 4484- 4488- 4602- 4611- 4665- 4666- 4710. قفصة 1289 قلعة الجسر 145 قفط 2327 القلزم 2454

قلعة جعبر 551- 552- 1279- 1953- 1985- 3175- 3480- 3488- 3742- 3743- 3854- 3855- 4158- 4159. قلعة نجم 553- 554 قلقيلية 4649 قم 2415- 2416 قنسرين (أوصوبا) 41- 47- 48- 51- 67- 68- 69- 70- 71- 72- 73- 84- 75- 76- 77- 84- 88- 91- 108- 117- 119- 123- 134- 137- 138- 159- 231- 236- 240- 241- 259- 263- 269- 279- 280- 332- 333- 347- 348- 349- 425- 426- 429- 435- 435- 444- 451- 453- 462- 467- 478- 493- 495- 498- 501- 506- 533- 540- 579- 580- 581- 582- 583- 584- 585- 809- 826- 881- 962- 1252- 1253- 1296- 1297- 1453- 1487- 1495- 1496- 1499- 1500- 1600- 1648- 1649- 1655- 1890- 1950- 1972- 1975- 1978- 1993- 2038- 2103- 2182- 2186- 2188- 2189- 2225- 2277- 2293- 2408- 2412- 2799- 2818- 2861- 2887- 2888- 2909- 2970- 2973- 2974- 2987- 2988- 3121- 3153- 3158- 3159- 3160- 3165- 3187- 3182- 3220- 3256- 3258- 3382- 3383- 3384- 3477- 3612- 3613- 3657- 3800- 3801- 3805- 3912- 3914- 3927- 3929- 3930- 3931- 3932- 4078- 4182- 4185- 4336- 4374- 4380- 4431- 4484- 4521- 4576- 2612- 4613- 4616- 4634- 4649- 4681 قورس 108- 178- 259- 261- 263- 264- 437- 444- 466- 499- 4653 قوص 991- 995- 2228- 3242 قومس 1598 قونيه 3805 قويق (نهر) 61- 64- 65- 66- 67- 72- 143- 347- 348- 349- 350- 351- 352- 353- 355- 409- 411- 425- 1580 القيروان 398- 915- 3868- 3905 قيسارية 757- 1454- 2182- 2861- 2862- 3096

قينه 3805 ك كاشغر 1598 كامد 2975 كازرون 623 كربلاء 2571- 2598- 2599- 2600- 2602- 2603- 2614- 2616- 2619- 2625- 2630- 2638- 2659- 2663- 2664- 2665- 2668- 2697- 4252 الكرك 127- 1809- 3453- 3454- 3455 كرمان 177- 1752- 1973- 2391- 2392 كسكر 2070- 2170 الكسوة 929- 941- 115- 1710 الكفر 135 كفر بطيخ 533 كفر زغير 556 كفربيا 153- 156- 157- 161- 372- 387- 556 كفر شيغان 437 كفر عزور 699- 700 كفر لاثا 139- 329- 426- 3855 كفر طاب 141- 444- 468- 477- 559- 872- 1252- 1593- 1600- 1824- 1930- 3011- 3264- 3354- 3845- 3854- 4083- 4155- 4482- 4643- 4663 كفر نجد 477 الكنيسة السوداء 173 أو المحترقه كمخ 254- 359 كواثا (قلعة) 1261 الكوفة 72- 187- 239- 319- 358- 359- 360- 361- 368- 370- 371- 577- 578- 629- 642- 644- 644- 664- 680- 690- 709- 913- 914- 916- 927- 928- 929- 934- 938- 939- 940- 945- 950- 970- 998- 1169- 1195- 1571- 1318-

1320- 1321- 1404- 1466- 1520- 1521- 1622- 1623- 1665- 1667- 1733- 1751- 1752- 1753- 1754- 1756- 1757- 1758- 1759- 1762- 1763- 1832- 1833- 1836- 1853- 1856- 1876- 1890- 1893- 1895- 1896- 1897- 1898- 1900- 1919- 1923- 2009- 2058- 2066- 2067- 2073- 2077- 2078- 2079- 2095- 2105- 2106- 2111- 2114- 2115- 2117- 2118- 2119- 2120- 2121- 2122- 2125- 2130- 2134- 2136- 2137- 2138- 2158- 2160- 2163- 2166- 2170- 2196- 2238- 2239- 2248- 2251- 2257- 2259- 2260- 2286- 2295- 2297- 2346- 2367- 2552- 2555- 2571- 2572- 2604- 2606- 2610- 2612- 2613- 2614- 2616- 2617- 2621- 2622- 2623- 2624- 2626- 2627- 2610- 2636- 2640- 2642- 2653- 2665- 2707- 2712- 2718- 2810- 2811- 2812- 2848- 2867- 2893- 2897- 2957- 3001- 3047- 3071- 3079- 3089- 3091- 3114- 3215- 3234- 3249- 3253- 3276- 3337- 3530- 3546- 3600- 3613- 3716- 3733- 3735- 3737- 3738- 3762- 3783- 3916- 3917- 3946- 3947- 3950- 3968- 3969- 3970- 3971- 3972- 3973- 3976- 3977- 4028- 4030- 4032- 4034- 4036- 4037- 4039- 4043- 4046- 4047- 4048- 4049- 4058- 4169- 4274- 4305- 4528- 4603- 4625 كوكب 4686 كيسوم 240- 2650- 325- 809 ل اللاذقية 83- 111- 143- 395- 397- 398- 564- 647- 1329 1489- 1542- 1543- 1828 لبنان 282- 386- 440- 1080 اللبوه 391 اللكام 205- 220- 231- 234- 398- 420- 438- 439- 440- 441- 751- 752- 1449- 3867- 3868- 4179- 4188- 4315- 4475- 4486- 4508 م ماردين 62- 144- 1499- 1584- 1612- 1613- 1963-

1964- 3479- 3483- 3593- 3690- 3691- 3742- 4406 ماه سبذان 2169 المثقب 224- 227- 392- 398- 399 المحلّة 2228- مخاشن 432- 433 المدائن 110- 1599- 2134- 2151- 2156- 2162- 2163- 2168- 2175- 2177- 2682- 3089- 3785- 3786 المدينة (المنورة) 72- 75- 76- 77- 97- 98- 406- 439- 440- 701- 817- 1018- 1019- 1022- 1066- 1077- 1258- 1397- 1467- 1472- 1474- 1475- 1477- 1483- 1519- 1520- 1521- 1535- 1536- 1567- 1572- 1673- 1729- 1735- 1736- 1843- 1845- 1846- 1865- 1878- 1906- 1907- 1910- 1911- 1945- 1946- 1947- 2004- 2026- 2027- 2028- 2029- 2066- 2067- 2110- 2156- 2158- 2160- 2165- 2184- 2267- 2318- 2319- 2321- 2571- 2592- 2593- 2604- 2607- 2610- 2612- 2647- 2650- 2821- 2824- 2825- 2866- 2867- 2869- 2872- 2901- 2902- 2903- 2904- 3029- 3033- 3035- 3047- 3126- 3130- 3133- 3134- 3135- 3142- 3155- 3156- 3158- 3160- 3163- 3164- 3165- 3170- 3173- 3228- 3230- 3231- 3249- 3310- 3325- 3386- 3449- 3560- 3562- 3593- 3594- 3595- 3608- 3616- 3685- 3795- 3817- 3818- 3819- 3890- 3899- 3901- 3919- 3927- 3928- 3930- 3932- 3935- 3936- 3937- 3942- 3951- 3982- 3983- 3988- 3990- 3996- 4028- 4032- 4037- 0449- 4058- 4064- 4121- 4122- 4122- 4124- 4136- 4137- 4138- 4140- 4141- 4394- 4446- 4448- 4449- 4528- 4639 مراغة 3491- 3492- 3848- 4341- 4396 مرتحوان 134- 135 مرج تل السلطان 349 مرج راهط 3617- 3618- 3799- 3800- 3801- 3841 مرج عذرا 2107- 2108- 2109- 2111- 2116- 2118- 2120- 2122- 2125- 2129

المرزبان (البرسمان) 325- 326 مرسيه 2774- 2778- 2779 مرعش 234- 235- 236- 237- 240- 252- 323- 325- 334- 809- 1184- 1989- 2145- 2146- 2528- 3805- 3953- 4474 مرقيه 120 مرو 2210- 2251- 2253- 2254- 2259- 2342- 2482- 2501- 2575- 2688- 2690- 2707- 2708- 2709- 2719- 2768- 2880- 2961- 3299- 3352- 3464- 3467- 3497- 3890- 3898- 3901- 4139- 4222- 4228- 4259- 4367- 4411- 4412- 4429- 4542 مرو الروذ 77- 612- 907- 967- 968- 1008- 1153- 1269- 1270- 1456- 1514- 1515- 1597- 1598- 1628- 1629- 1750- 1982- 1983 المرّية 2776 المزّه 290- 2709- 4305 مزدقان 3316 مشحلا 466 مصر 48- 60- 72- 89- 90- 123- 144- 180- 192- 195- 196- 223- 344- 348- 375- 395- 397- 398- 416- 443- 482- 483- 490- 492- 524- 620- 622- 624- 625- 627- 639- 642- 674- 675- 678- 680- 691- 697- 698- 731- 743- 757- 775- 776- 785- 794- 795- 796- 798- 801- 806- 809- 827- 828- 832- 833- 834- 857- 873- 884- 885- 890- 891- 913- 917- 924- 930- 941- 947- 982- 983- 985- 986- 987- 988- 991- 1020- 1023- 1027- 1028- 1029- 1034- 1041- 1066- 1092- 1112- 1115- 1120- 1134- 1136- 1138- 1139- 1145- 1152- 1168- 1169- 1170- 1171- 1181- 1195- 1200- 1225- 1239- 1242- 1248- 1258- 1263- 1270- 1281- 1289- 1290- 1296- 1327- 1329- 1334- 1349- 1351- 1352- 1353- 1358- 1359- 1361- 1362- 1370- 1386- 1392- 1409- 1450- 1467- 1470- 1472- 1500- 1506- 1508- 1513- 1523- 1524- 1531- 1542- 1544- 1561- 1597- 1599- 1602- 1607- 1609- 1613- 1622- 1623- 1629- 1631- 1632- 1633- 1639- 1645- 1648- 1649- 1651- 1654- 1657- 1667- 1669- 1670- 1716- 1717- 1718- 1731- 1746- 1782- 1790- 1796- 1807- 1809- 1810- 1814- 1815- 1816- 1823- 1824- 1830- 1839- 1878- 1885- 1886- 1919- 1923- 1928- 1941- 1974- 1977- 1978- 2024- 2042- 2204- 2210- 2217- 2223- 2224- 2225- 2239- 2240- 2242- 2261- 2276- 2283- 2295- 2296- 2308- 2310- 2330- 2331- 2344- 2367- 2370- 2374- 2375- 2376- 2377- 2378- 2388- 2402- 2409- 2411- 2413- 2416- 2454- 2459- 2460- 2461- 2462- 2472- 2477- 2514- 2515- 2519- 2533- 2538- 2542- 2557- 2592- 2676- 2680- 2705- 2707- 2717- 2718- 2719- 2730- 2733- 2738- 2739- 2740- 2744- 2745- 2751- 2757- 2758- 2759- 2772- 2774- 2776- 2778- 2783- 2798- 2799- 2802- 2825- 2845- 2846- 2851- 2852- 2853- 2854- 2855- 2861- 2866- 2886- 2916- 2917- 2919- 2920- 2926- 2928- 2947- 2948- 2950- 2951- 2952- 2957- 2958- 2960- 2970- 2971- 3016- 3027- 3070- 3096- 3100- 3159- 3176- 3185- 3241- 3263- 3271- 3289- 3309- 3318- 3320- 3325- 3326- 3328- 3348- 3349- 3354- 3356- 3357- 3361- 3377- 3378- 3379- 3380- 3382- 3383- 3384- 3420- 3453- 3454- 3455- 3497- 3528- 3530- 3546- 3547- 3553- 3555- 3640- 3648- 3719- 3720- 3664- 3674- 3675- 3676- 3678- 3719- 3720- 3721- 3722- 3757- 3777- 3778- 3779- 3789- 3815- 3822- 3824- 3828- 3872- 3877- 3879- 3880- 3881- 3882- 3885- 3905- 3906- 3907- 3959- 3996- 4003- 4006- 4009- 4012- 4016- 4029- 4050- 4055- 4056- 4094- 4151- 4163- 4164- 4165- 4167- 4199- 4201- 4232- 4233- 2460- 4272- 4276- 4280- 4310- 4356- 4361- 4362- 4380- 4395- 4410- 4437- 4449- 4461-

4481- 4499- 4523- 4530- 4531- 4539- 4545- 4554- 4575- 4581- 4592- 4608- 4624- 4630- 4639- 4663- 4718- 4726 المصيصية 152- 153- 154- 155- 156- 157- 158- 159- 160- 163- 165- 167- 169- 173- 174- 176- 177- 180- 186- 202- 205- 207- 223- 372- 374- 387- 389- 397- 398- 399- 402- 440- 444- 496- 527- 528- 610- 611- 612- 703- 704- 737- 751- 753- 782- 788- 809- 810- 913- 921- 946- 1037- 1042- 1044- 1053- 1055- 1056- 1063- 1084- 1094- 1095- 1146- 1148- 1149- 1150- 1184- 1195- 1252- 1373- 1437- 1466- 1471- 1490- 1491- 1533- 1534- 1555- 1556- 1812- 1831- 1832- 1850- 1885- 1886- 1922- 1988- 2038- 2068- 2275- 2276- 2327- 2429- 2788- 2789- 2790- 2803- 2804- 2971- 2998- 3902- 3093- 3095- 3180- 3324- 3334- 3338- 3342- 3468- 3469- 3470- 3471- 3655- 3656- 3716- 3805- 3917- 4176- 4177- 4298- 4315- 4360- 4363- 4367- 4376- 4380- 4410- 4411- 4435- 4469- 4476- 4478- 4512- 4627- 4643- 4703- 4734- 4774. المعدن 3833. معربونيه 422- 2926- 2928- 2930. معرستان 3440. معرة مصرين 06- 133- 134- 473- 533- 537- 558- 580- 583- 3367- 3677- 4175. معرة النعمان 101- 127- 128- 129- 130- 131- 141- 417- 444- 453- 467- 468- 471- 472- 473- 559- 562- 564- 565- 661- 707- 728- 734- 740- 447- 751- 761- 778- 779- 863- 864- 866- 867- 868- 870- 873- 874- 875- 876- 878- 879- 881- 883- 884- 885- 887- 888- 890- 897- 899- 900- 903- 904- 908- 909- 910- 912- 913- 927- 941- 996- 1030- 1038- 1060- 1047- 1061- 1128- 1130- 1187- 1199- 1226- 1246- 1280- 1281- 1284- 1471- 1487- 1495-

1560- 1574- 1577- 1601- 1631- 1632- 1635- 1637- 1658- 1672- 1674- 1706- 1707- 1804- 1812- 1813- 1819- 1824- 2256- 2277- 2278- 2291- 2292- 2293- 2295- 2298- 2328- 2329- 2333- 2335- 2347- 2374- 2465- 2474- 2476- 2588- 2722- 2723- 2724- 2788- 2701- 2826- 2909- 2926- 2927- 2931- 2966- 2973- 2987- 3107- 3306- 3316- 3323- 3350- 3351- 3378- 3396- 3652- 3653- 3665- 3678- 3845- 4025- 4095- 4099- 4101- 4112- 4146- 4147- 4148- 4150- 4151- 4160- 4161- 4164- 4245- 4289- 4319- 4331- 4332- 4333- 4390- 4402- 4405- 4423- 4425- 4426- 4428- 4461- 4462- 4463- 4470- 4480- 4482- 4502- 4536- 4538- 4546- 4559- 4561- 4562- 4589- 4593- 4597- 4610- 4616- 4689- 4691- 4702- 4722- 4725- 4735- 4740- 4744- 4746- 4763. معلولا 2140- 2141. المغرب 507- 527- 915- 916- 917- 991- 995- 1187- 1324- 2256- 2307- 2756- 2774- 2779- 2009- 3506. مقبرة الخيزران 598. مكة (المكرمة) 96- 97- 98- 187- 202- 296- 330- 339- 434- 439- 440- 576- 612- 623- 691- 692- 708- 805- 817- 829- 922- 923- 939- 959- 988- 990- 1019- 1020- 1072- 1118- 1119- 1150- 1171- 1197- 1211- 1212- 1223- 1239- 1258- 1288- 1320- 1374- 1400- 1405- 1406- 1509- 1543- 1551- 1578- 1644- 1667- 1685- 1707- 1712- 1729- 1738- 1769- 1821- 1822- 1854- 1864- 1877- 1878- 1886- 1894- 2058- 2066- 2067- 2091- 2158- 2201- 2240- 2285- 2287- 2290- 2308- 2310- 2365- 2468- 2472- 2486- 2488- 2503- 2506- 2533- 2549- 2572- 2592- 2603- 2605- 2608- 2610- 2611- 2612- 2613- 2614- 2629- 2707- 2710- 2717- 2719- 2736- 2746- 2761- 2804- 2817- 2820- 2821- 2822-

2824- 2825- 2874- 2904- 2959- 2979- 3047- 3050- 3068- 3072- 3073- 3085- 3090- 3128- 3132- 3135- 3137- 3141- 3176- 3234- 3235- 3236- 4237- 3244- 3308- 3318- 3319- 320- 3325- 3328- 3347- 3348- 3350- 3351- 3372- 3432- 3532- 3548- 3559- 3593- 3594- 3595- 3596- 3598- 3599- 3600- 3616- 3643- 3747- 3752- 3840- 3870- 3877- 3878- 3882- 3889- 3890- 3892- 3894- 3895- 3897- 3898- 3899- 3901- 3916- 3957- 3973- 4000- 4012- 4028- 4036- 4052- 4055- 4057- 4064- 4094- 4115- 4150- 4151- 4187- 4218- 4245- 4255- 4256- 4271- 4287- 4305- 4359- 4394- 4400- 4417- 4436- 4461- 4462- 4500- 4528- 4554. ملطيه 234- 240- 251- 252- 253- 254- 255- 256- 258- 325- 357- 359- 360- 440- 444- 509- 1001- 1508- 1593- 1597- 2350- 2538- 2784- 2924- 2925- 3717- 3889- 3956- 4054- 4055- 4291- 4292- 4293- 4294- 4542- 4669- 4741- 4776. منى 164. منازكرد 1973- 1980. منبج 72- 87- 91- 105- 106- 107- 108- 109- 110- 111- 235- 241- 257- 259- 261- 272- 280- 321- 326- 444- 466- 478- 540- 544- 550- 555- 556- 557- 567- 568- 574- 587- 612- 692- 756- 766- 983- 1001- 1002- 1121- 1144- 1154- 1184- 1219- 1227- 1256- 1257- 1297- 298- 1453- 1655- 1824- 1952- 1963- 1993- 2128- 2234- 2293- 2305- 2378- 2409- 2440- 2441- 2701- 2721- 2772- 2781- 2796- 2861- 2866- 2871- 2872- 2874- 2875- 2876- 2886- 2911- 2913- 2959- 2969- 3041- 3089- 3176- 3218- 3226- 3259- 3299- 3326- 3455- 3483- 3561- 3562- 3563- 3727- 3788- 3856- 4080- 4150- 4179- 4239- 4240- 4346- 4361- 4374- 4428- 4464- 4489- 4556- 4557- 588- 4591- 4638- 4764- 4768.

المهدية 2776- 2778. الموصل 185- 200- 342- 445- 598- 615- 616- 625- 665- 685- 686- 688- 817- 922- 925- 932- 934- 987- 1002- 1135- 1140- 1171- 1172- 1261- 1263- 1268- 1269- 1292- 1300- 1345- 1346- 1347- 1356- 1370- 1403- 1499- 1578- 1579- 1580- 1584- 1599- 1607- 1622- 1665- 1716- 1717- 1744- 1824- 1825- 1826- 1837- 1838- 1839- 1848- 1878- 1879- 1880- 1957- 1963- 1965- 1966- 1967- 1968- 1969- 1988- 2181- 2184- 2224- 2273- 2330- 2351- 2352- 2353- 2355- 2356- 2357- 2363- 2405- 2406- 2428- 2433- 2436- 2455- 2472- 2480- 2484- 2551- 2555- 2621- 2685- 2691- 2692- 2705- 2707- 2719- 2730- 2731- 2732- 2733- 2753- 2812- 2925- 2957- 2979- 3174- 3175- 3218- 3320- 3360- 3362- 3366- 3382- 3464- 3465- 3600- 3648- 3665- 3672- 3673- 3719- 3720- 3721- 3728- 3797- 3845- 3846- 3847- 3848- 3849- 3850- 3851- 3854- 3855- 3858- 3859- 3918- 4054- 4055- 4059- 4061- 4087- 4100- 4187- 4208- 4209- 4238- 4254- 4296- 4300- 4347- 4351- 4360- 4396- 4398- 4400- 4467- 4570- 4636- 4639- 4664- 4699- 4759. ميافارقين 624- 628- 885- 904- 1027- 1130- 1280- 1281- 1286- 1359- 1589- 1877- 2298- 2299- 2300- 2301- 2302- 2533- 2539- 2541- 2544- 2551- 2552- 2787- 3264- 4051- 4260- 4399. ميورقه 3547. نابلس 364- 964- 1308- 1313- 1525- 1657- 1662- 1809- 2063- 2588- 2620- 2621- 2898- 3107- 3211- 3366- 3425- 3428- 3453- 3454- 3455- 3576- 3578- 3580- 3812- 3882- 4417. الناعوره 64- 451- 809- 2862- 2863- 4656. النجف 370- 1429. نحله 427- 456.

نخلة 3137 النخيلة 2222- 2626- 3091 نسا 2707- 2717- 2718- 2719- 2880- 2881- 2883- 3470- 4261- نصيبين 576- 1172- 1598- 1968- 2164- 2301- 2925- 2979- 3210- 3858- 3860- 4086- 4672- النعمانية 623- 680- 2536- 2670- قرية النفاخ 321- نهر الجوز 1974 نهر مسلمة 121 نهر مهران 360- 389 نهاوند 2159- 2169- 2170- 2495- 2496- 2498- 2499- 4500- 3399 النهروان 2110- 2133- 2134- 3033- 3037- 3038- 4449- 4474- 4475- النيرب 558 نيسابور 77- 606- 621- 622- 637- 708- 721- 722- 726- 752- 776- 855- 856- 907- 959- 976- 989- 1005- 1006- 1007- 1009- 1010- 1012- 1120- 1153- 1197- 2199- 1212- 1235- 1262- 1267- 1269- 1270- 1273- 1392- 1407- 1484- 1485- 1486- 1487- 1497- 1508- 1510- 1514- 1515- 1516- 1517- 1522- 1552- 1622- 1623- 1624- 1625- 1627- 1653- 1658- 1672- 1675- 1676- 1677- 1679- 1680- 1682- 1683- 1685- 1709- 1724- 1737- 1738- 1982- 1984- 2213- 2259- 2276- 2295- 2326- 2367- 2473- 2479- 2482- 2483- 2484- 2501- 2505- 2506- 2507- 2514- 2672- 2707- 2710- 2716- 2718- 2719- 2739- 2740- 2742- 2743- 2745- 2917- 2919- 2932- 2964- 3097- 3318- 3320- 3339- 3352- 3374- 3375- 3425- 3434- 3439- 3467- 3477- 3626- 3683- 3734- 3778- 3779- 3900- 3984-

4022- 4033- 4039- 4089- 4093- 4100- 4199- 4200- 4201- 4207- 4309- 4311- 4332- 4440- 4461- 4650- نيقيه 87- 480 النيل 282- 360- 365- 366- 367- 375- 376- 377- 380- 381- 382- 383- 384- 385- 387- 389- 392- 1831- 4297- 4298 الهاربونية 173- 219. هراة 186- 606- 719- 737- 1153- 1386- 1486- 1597- 1598- 1678- 1680- 1687- 1685- 1982- 2038- 2495- 2600- 2644- 2707- 2716- 2719- 2719- 2917- 2919- 3352- 3403- 3425- 3648- 4614- 4620- 4624- 4239- 4283- 4573 همذان 319- 506- 1002- 1012- 1219- 1351- 1533- 1708- 2134- 2159- 2169- 2501- 2697- 2698- 2754- 3067- 3068- 3115- 3116- 3610- 3635- 3636- 3659- 3825- 3934- 40003- 4011- 4277- 4461- 4625- 4626 الهند 443- 444- 1596- 1599- 1678- 1680- 1759- 2255- 3762- 4199- 4200- 4201 هيت 1214- 3728 وواسط 168- 187- 681- 682- 764- 960- 1012- 1054- 1170- 1589- 1591- 1668- 1830- 2060- 2095- 2262- 2306- 2381- 2394- 2436- 2551- 2708- 2724- 2754- 2767- 2771- 2774- 2776- 3059- 3071- 3266- 3390- 3392- 3431- 3432- 3433- 3449- 3487- 3635- 3643- 3758- 3848- 3949- 4264- 4265- 4270- 4274. ورقان (جبل) 282. وركان 1990

ي يأجوج ومأجوج 443- 444- 499 (بلاد) يافا 495- 1014 ياقد 4560 يحمول 135- 473 يدابيا 89 اليرموك 1890- 2163- 3149- 3613- 3916- 4338 اليمامة 1866- 1867- 2069- 2070- 3117- 3135- 3155- 3156- 3271- 3632- 3762 اليمن 82- 177- 185- 336- 337- 467- 496- 501- 522- 534- 649- 650- 1181- 1263- 1266- 1270- 1384- 1403- 1405- 1406- 1463- 1544- 1668- 1856- 1923- 2004- 2010- 2017- 2918- 2097- 2136- 4238- 2571- 2630- 2735- 2756- 2758- 2770- 2842- 2844- 2845- 2859- 2863- 3045- 3050- 3166- 3325- 3328- 3392- 3390- 3392- 3506- 3595- 3930- 4199- 4201- 4421- 4528- 4643. يونين 4414 ***

أعلام الافراد

أعلام الافراد آأبان بن صالح 3613 أبان بن ثعلبة 567 أبان بن قيس 3008 أبان بن معاوية 2974 الابرش بن الوليد الكلبي 1924- 4143- 4144 الابرش بن الوليد الكندي 2941 أبو الابطال 4315 ابراهيم بن ابراهيم 1484 ابراهيم بن الاثرم 115- 116 (أبو المظفر) ابراهيم بن أحمد 357 ابراهيم بن أحمد 4572 ابراهيم بن أحمد 2679 ابراهيم بن أحمد الآملي 1287 ابراهيم بن أحمد الطبراني 976 2678 ابراهيم بن أحمد بن عبد الكريم 4065 ابراهيم بن أحمد بن الليث الآذري 707- 881- 1282- 4740 ابراهيم بن أدهم 208- 1080- 1885- 1886- 2146- 3334- 3335- 3340- 4325- 4432- 4469- 4659- 4660. ابراهيم بن الازهر الصريفيني 743 ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم 2971 ابراهيم بن اسحاق الانباطي 2778 ابراهيم بن اسحاق بن أبي الجحيم 3826

ابراهيم بن اسحاق الحربي 766- 769- 1422- 1514- 1753- 1757- 2304- 2305- 2970- 2971. ابراهيم بن اسحاق بن قضاعة 1495 ابراهيم بن اسماعيل البالسي 1433- 1434- 1662. ابراهيم بن اسماعيل العنبري 1385- 1405. ابراهيم بن اسماعيل القارئ 2365- 2368. ابراهيم بن أبي الاسود 4321 ابراهيم بن تارح (النبي) 43- 57- 62- 68- 82- 258- 362- 364- 438- 459- 460- 463- 465- 9609- 1029- 1126- 1193- 2438- 3001- 3226- 4555. أبو ابراهيم الترجماني 1723- 1740. ابراهيم بن جعفر المصيصي 1376 ابراهيم بن الجنيد 3994 ابراهيم بن حبيب السقطي 672- 2532- 4209 ابراهيم بن حبيب الهمذاني 1136 ابراهيم بن الحجاج 751- 792- 2364- 2366 ابراهيم الحراني 3184- 4186- 2401- 2402. ابراهيم بن الحسن 2316- 2319- 2722 ابراهيم بن الحسن البليغ 864 ابراهيم بن الحسن الزيات الفيلسوف 66 ابراهيم بن الحسن الصيداوي 2742 ابراهيم بن الحسين الانطاكي 1885 ابراهيم بن الحسين بن ديزيل 3603 ابراهيم بن حفص العسكري 1616 ابراهيم بن الحكم بن أبان 1384- 1405- 1469- 1470 ابراهيم الحلواني 3532 ابراهيم بن حمادة 1095 ابراهيم بن حمزة الجرجرائي 2432- 2433- 2713- 3747

ابراهيم بن الاشتر 2823 ابراهيم بن امام 4436 ابراهيم بن أيوب 951 ابراهيم بن أيوب الحوراني 2364 ابراهيم البرلسي 2883 ابراهيم بن دارزيل الهمداني 1136 ابراهيم بن داوود الرقي 4435 ابراهيم بن أبي داود البرلي 2877 ابراهيم بن دنوقا 1047 ابراهيم بن راشد الادمي 1047- 1525- 1533 ابراهيم بن رضوان بن تتش 3216- 1963- 3478- 3218- 3667- 3483 ابراهيم بن رومي 4757 ابراهيم بن زكريا الابلي 1240 أبو ابراهيم الزهري 753 ابراهيم بن زيد النخعي 1856- 1853- 1895- 1889- 3565- 2815- 4528. ابراهيم بن سعد الزهري 1831- 4028- 3044- 2316 ابراهيم بن سعيد الجوهري 220- 1177- 1178- 2248- 2780- 3180- 3470- 3471- 3603. ابراهيم بن سعيد الجبال 371- 1551- 2776 ابراهيم بن سعيد بن عبد الله البغدادي 4270 ابراهيم بن أبي سفيان الطبراني 2772- 2310- 2773 ابراهيم بن سليمان الضرير 1269- 1270 ابراهيم بن سنين الختلي 1275 ابراهيم بن شاكر بن سليمان 1359 ابراهيم بن شاكر بن سليمان 1359 ابراهيم بن شاكر بن عبد الله 4025 ابراهيم بن أبي شيبان 1118- 1119. ابراهيم بن أبي شيبان الدمشقي 1515 ابراهيم بن أبي شيخ 1749 ابراهيم بن صالح بن درهم 3092

ابراهيم بن صالح بن علي 451- 529- 1376 ابراهيم بن أبي صالح 1398 ابراهيم بن أبي طالب 1263- 1266- 2707- 2717- 2720 ابراهيم بن طهمان 365- 366- 2715- 3470- 3471 ابراهيم بن العباس الصولي 818- 820 ابراهيم بن عبد الحميد 2889 ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم 3561- 3747- ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك 3777 ابراهيم بن عبد الرحمن المعري 988 ابراهيم بن عبد الرحمن بن مروان 1165 ابراهيم بن عبد الرحيم العروضي 1083 ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمي 1239- 3748 ابراهيم بن عبد الله الاوزاعي 4544 ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد 3441- 3443 ابراهيم بن عبد الله بن حنين 1473 ابراهيم بن عبد الله الخبري 1266 ابراهيم بن عبد الله بن خرزاد 773 ابراهيم بن عبد الله الخلال 2366 ابراهيم بن عبد الله بن سعد 3747 ابراهيم بن عبد الله السعدي 708 ابراهيم بن عبد الله أخي عبد الرزاق 749 ابراهيم بن عبد الله القصار 3392 ابراهيم بن عبد الله المروزي 1136 ابراهيم بن عبد الله الهروي 8317 ابراهيم بن أبي عبلة 1305- 3622- 4316 ابراهيم بن عتيق 960 ابراهيم بن عثمان بن درباس 1645 ابراهيم بن عثمان الكاشغري 962 ابراهيم بن عربي 3224 ابراهيم بن عقيل بن المكبري 4668 ابراهيم بن العلاء 1623- 1723- 1741- 2377- 2378

ابراهيم بن علي 564 ابراهيم بن علي الأزدي 2750 ابراهيم بن علي الخطيب 2750 ابراهيم بن علي الشيرازي 865 4101 ابراهيم بن علي بن هرمة 4700. أبو ابراهيم العلوي الحراني 4315. ابراهيم بن عمر 1926. ابراهيم بن الفهم 473. ابراهيم بن القاسم بن زرزر المغني 822. ابراهيم بن كلبجر المروزي 1379. ابراهيم بن متوية 1189. ابراهيم بن محمد 2708- 4178. ابراهيم بن محمد الأربلي 2749. ابراهيم بن محمد الأزهر 4473. ابراهيم بن محمد بن أسلم 1473. ابراهيم بن محمد الأصبهاني 1189- 2389. ابراهيم بن محمد الانطاكي 1202. ابراهيم بن محمد بن نبرة الصنعاني 749- 1179- 1181. ابراهيم بن محمد بن أبي ثابت 1038- 1491. ابراهيم بن محمد الجلي 3310. ابراهيم بن محمد بن الحارث 4322. ابراهيم بن محمد بن حمزة 2720. ابراهيم بن محمد الذيبلي 1551. ابراهيم بن محمد بن سفيان 1812- 1814- 3625. ابراهيم بن محمد الطبري 1054- 2942. ابراهيم بن محمد بن طلحة 2325. ابراهيم بن محمد بن عبدك 2365. ابراهيم بن محمد بن عرفة 1411. ابراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي 1149- 1885.

ابراهيم بن محمد النزاري 3334- 3339- 4178. ابراهيم بن محمد بن المفسر 1179. ابراهيم بن محمد بن نبهان الرقي 4003. ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى 1473. ابراهيم بن محمود 1029. ابراهيم بن المختار 1463. ابراهيم بن مخرمة الكندي 3050. ابراهيم بن مخلد الواسطي 4606. ابراهيم بن المدبر الكاتب 1378. ابراهيم بن مرزوق 2038- 2310- 2772- 2773. ابراهيم بن مروان 702- 2969. ابراهيم بن المسلم 3826- 4726. ابراهيم بن المظفر بن ابراهيم 1577. ابراهيم بن المعلي 4307. ابراهيم بن المنذر الحزامي 1812- 2364- 2367- 2368- 2377- 2379- 3747- 3817- 3934. ابراهيم (الملك المنصور) 1810. ابراهيم بن منقذ 2312. ابراهيم بن مهدى 220- 1217- 1271- 1418- 1446- 2380- 2519- 3201- 3202. ابراهيم بن مهدي المصيصي 730- 1038. ابراهيم بن موسى 1737- 3332. ابراهيم بن الموصلي 1769- 1771- 1802. ابراهيم بن المولد الرقي 1233. ابراهيم بن ميمون الصواف 789. ابراهيم بن نمر النهاوندي 1136. ابراهيم الهاشمي 3355. ابراهيم بن هانيء النيسابوري 959- 3441- 3443- 3471. ابراهيم بن هدبة 1613. ابراهيم بن هاشم بن يحيى 1177- 1178- 2364- 2367- 3782- 4136.

ابراهيم بن الوليد 1144- 2854- 2890- 2891. ابراهيم بن يزيد البصري 3627. ابراهيم بن يزيد الجوزي 3176- 3180. ابراهيم بن يزيد النخعي 2809- 2814. ابراهيم بن أبي اليسر 1608- 4289. ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني 961- 1510- 1515- 3472- 3826. ابراهيم بن ينال 1351. ابراهيم بن يوسف البلخي 2364- 3826. ابراهيم بن يوسف بن حجر 2366. ابراهيم بن يوسف الرازي 804. ابراهيم بن يوسف الهسنجاني 956- 2707- 2716- 2718- 2720. الأبيض بن الأغر 1741. أبو الأبيض الشامي 4315. أجدع السكاسك 4716. أحمد بن ابراهيم 775- 2248 أحمد بن ابراهيم الاسماعيلي 2364- 4346 أحمد بن ابراهيم الانطاكي 1437 أحمد بن ابراهيم البالسي 1616- 4524 أحمد بن ابراهيم بن تركان 1708- 3777. أحمد بن ابراهيم الجرجاني 2368 أحمد بن ابراهيم الحداد 3349 أحمد بن ابراهيم بن الحكم 1469 أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد 1553 أحمد بن ابراهيم الدورقي 220- 1374- 2877- 2883- 3334 أحمد بن ابراهيم الرازي 2776 أحمد بن ابراهيم الزراد 2969 أحمد بن ابراهيم بن سعد الخير 3331 أحمد بن ابراهيم السكسي 3393 أحمد بن ابراهيم الصدفي 573- 1248 أحمد بن ابراهيم الطبري 2760 أحمد بن ابراهيم بن عبادل 1165 أحمد بن ابراهيم بن العباس 3350

أحمد بن ابراهيم بن عبد الوهاب 1950 أحمد بن ابراهيم بن عثمان 3330 أحمد بن ابراهيم الفارسي الاصطخري 68 أحمد بن ابراهيم بن فراس 1707- 1712- 2465- 2468 أحمد بن ابراهيم بن فيل 1437- 3390- 3603 أحمد بن ابراهيم الكندي 1551- 3349 أحمد بن ابراهيم المصاحفي 3177- 3180 أحمد بن ابراهيم المصيصي 1136 أحمد بن ابراهيم المقرئ 961- 3603 أحمد بن ابراهيم المكي 1062- 1821 أحمد بن ابراهيم النيسابوري 3350 أحمد بن ابراهيم بن هشام 961- 1434- 1437 أحمد بن ابراهيم بن يوسف 1168- 1170 أحمد بن اسحاق بن أيوب 2708 أحمد بن اسحاق البزاز 802 أحمد بن اسحاق الحلبي 2781 أحمد بن اسحاق الخرقي 857 أحمد بن اسحاق الصبغي 2720 أحمد بن اسحاق اللمسي 835- 3389 أحمد بن أسعد 2201 أحمد بن ابراهيم 1300- 1301 أحمد بن أسد الاصبهاني 2777 أحمد بن أسد بن القاسم 2459 أبو أحمد الاسدي 913 أحمد بن أحمد الدندنقاني 2514 أحمد بن أبي أحمد القاص 360- 439- 373- 1140- 1404- 330 أحمد بن أزداد 1191 أحمد بن الازهر السباك 1429 أحمد بن اسحاق 1246 أحمد بن اسحاق (القادر بالله) 759- 758 أحمد بن اسفنديار 1588

الاسم رقم الصفحة أحمد بن اسماعيل 1614 أحمد الاشنهي 2390- 2391 أحمد بن اصرم المغفلي 1179- 1181 أحمد بن أنس بن مالك 4287 أحمد بن أيوب الزيات 1616 أحمد بن أيوب الضبي 1384- 1405 أحمد بن بابشاذ الجوهري 2344 أحمد بن بختيار المندائي 1581- 3437 أحمد بن بديل الكوفي 3753 أحمد بن برد الانطاكي 1191 أحمد بن بركة الدبيقي 3212 أحمد بن بزيغ الادمي 2780 أحمد بن بشار الصيرفي 1525- 1533 أحمد البغدادي 2907- 2908- 2917- 2922 أحمد بن بكر البالسي 3177- 3179- 3180- 3334- 3339 أحمد بن بكر العيدي 2248- 2265 أحمد بن بندار بن اسحاق الشعار 748 أحمد بن بويه 194 أحمد بن تركان الهمذاني 3777 أحمد بن ثابت الخجندي 1471 أحمد بن أبي جرادة 1225 أحمد بن الجصاص 2320 أحمد بن جعفر الارتاحي 608 أحمد بن جعفر البرمكي 3198 أحمد بن جعفر السندي 3892 أحمد بن جعفر بن سهل 3815 أحمد بن جعفر الفسوي 1151 أحمد بن جعفر القطان 921 أحمد بن جعفر القطين 3350- 3353 أحمد بن جعفر المتوكل على الله 601- 608 أحمد بن جعفر بن محمد البزاز البغدادي 606- 608

أحمد بن جعفر بن معبد 1168- 1170 أحمد بن جعفر المعتمد 598- 599 أحمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله المنادي 71- 440- 751 أحمد بن جعفر بن نصر 3373- 3374- 3375 أحمد بن جعفر بن واضح 2987 أحمد بن جمهور بن سعيد القيسي 1034 أحمد بن جناب بن المغيرة 3177- 3180 أحمد بن جواس المنبجي 612 أحمد بن جناب 610- 612 أحمد بن حازم 709- 1047- 3393 أحمد بن أبي حامد 1047 أحمد بن حرب الزاهد 2183- 2964- 2965 أحمد بن الحسن 2877 أحمد بن الحسن بن أحمد 3982 أحمد بن الحسن بن أحمد الكفرطابي 619 أحمد بن الحسن الازهري 5478 أحمد بن الحسن الاصفهاني 1460 أحمد بن الحسن الأقليدسي 631 أحمد بن الحسن الانطاكي 630 أحمد بن الحسن البناء 3633 أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي 622. أحمد بن الحسن بن خيرون 2776. أحمد بن الحسن بن زريق الحراني 626. أحمد بن الحسن الصباحي 1147. أحمد بن الحسن الصدفي 1749- 2257- 2883- 3343- 3345- 3531 أحمد بن خيثمة 766- 768- 2882- 3343- 3345. أحمد بن الحسن بن عبد الجبار 602. أحمد بن الحسن بن عبد الرزاق 626. أحمد بن الحسن بن عبد الملك 4541. أحمد بن الحسن بن علي 672.

أحمد بن الحسن بن عيسى الخشاب 628- 4658. أحمد بن الحسن الغساني 3322. أحمد بن الحسن الكرجي 2776. أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن 629. أحمد بن الحسن الملطي 626- 631- 1172. أحمد بن الحسن المنبجي 631. أحمد بن الحسين بن أحمد 633. أحمد بن الحسين أصفر تغلب 698- 699. أحمد بن الحسين أبو بكر البصري 697. أحمد بن الحسين بن بهرام 1876. أحمد بن الحسين البيهقي 1676. 1673- 4216. أحمد بن الحسين بن جندب 3604. أحمد بن الحسين بن الحسن (المتنبي) 638- 639- 675- 1551- 4743. أحمد بن الحسين بن حمدان 686. أحمد بن الحسين الرازي 4435. أحمد بن الحسين بن زبيدة 2452- 2454. أحمد بن الحسين بن الزيات 698. أحمد بن الحسين بن سعد 689. أحمد بن الحسين السوسي 1708. أحمد بن الحسين بن العباس الطرسوسي 689. أحمد بن الحسين العراقي 4520. أحمد بن الحسين بن علي بن ابراهيم 689. أحمد بن الحسين بن علي بن محمد 4592. أحمد بن الحسين بن القاسم 962. أحمد بن الحسين أبو الفرج القاضي 700. أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد 691- 693. أحمد بن الحسين بن مرة 640. أحمد بن الحسين المشعراني 951. أحمد بن الحسين المقرئ 1672- 1682.

أحمد بن الحسين بن محمد 665. أحمد بن الحسين المنبجي 698. أحمد بن الحسين بن المؤمل 696. أحمد بن الحسين النحوي 697. أحمد بن الحسين أبو يوسف المصيصي 701. أحمد بن حمدون الباسلي 704. أحمد بن حمدوية بن موسى 708. أحمد بن حمزة 2953. أحمد بن حمزة بن الحسين ابن الشام الحلبي 709. أحمد بن حمزة بن حماد 709. أحمد بن حمزة السلمي 3474. أحمد بن حمزة بن سويد المصري 711. أحمد بن حمزة بن علي السلمي 4103. أحمد بن حمزة الموازيني 2525. أحمد بن أبي الحواري 1375- 2964- 2965- 4284- 4507. أحمد بن خالد الدامغاني 721- 722- 3531. أحمد بن خالد المزني الحلبي 721. أحمد بن الخطيب بن عبد الرحمن 722- 723. أحمد بن الخضر بن هبة الله بن طاووس 723. أحمد بن الخطاب السميساطي 725. أحمد بن خلد 725. أحمد بن خلف بن أحمد بن علي 725. أحمد بن خلف الممتع 1707- 2232- 4615- 4743. أحمد بن خليفة الحلبي 730- 732- 733- 1136- 3603. أحمد بن خليفة الحلبي 734. أحمد بن خليفة الهراس 734. أحمد بن الخليل البغدادي 3334. أحمد بن الخليل بن سعادة 734. أحمد بن أبي الخناجر 3393.

أحمد بن داود 1555. أحمد بن داود الدنيوري 2621. أحمد بن داود المصري 2845. أحمد بن داود المكي 738- 2308- 2311. أحمد داود بن هلال 737. أحمد بن دبيس الاحصي 738. أحمد بن دهقان 739. أحمد بن أبي دؤاد 220- 14122- 1920- 3183- 3497- 3530. أحمد بن الدورقي 1375- 1609- 1886. أحمد بن الدويدة 4176. أحمد بن زكريا بن هارون البجلي 740. أحمد ذو غباس القائد 741. أحمد بن راشد بن أبي الحسن 742. أحمد بن أبي رجاء 1179- 2248. أحمد بن رزين القاضي 3753. أحمد بن رستم بن كيلان شاه 743- 745- 746. أحمد بن رضوان بن الليث 746- 2523. أحمد بن رمضان المعري 747. أحمد بن روح بن زياد بن أيوب 747. أبو أحمد الزاهد 4319. أحمد بن زرقان 749. أحمد بن زكريا بن صالح 3776. أحمد بن زكريا بن يحيى 749. أبو أحمد بن الزكورية الانطاكي 1071- 1110. أحمد بن الزنف الفقيه 1193. أحمد بن زياد السمان 1496. أحمد بن زياد بن يوسف 750. أبو أحمد الزيدي 2713. أحمد بن أبي السري 1292. أحمد بن سطحان اليماني 751. أحمد بن سعد 4315.

أحمد بن سعد بن ابراهيم 751- 754. أحمد بن العجلي 3633. أحمد بن سعد الوراق 3655. أحمد بن سعيد 1015. أحمد بن سعيد بن الحسن الشيحي 755- 756- 157. أحمد بن سعيد الدارمي 1385- 1405. أحمد بن سعيد الرباطي 1402. أحمد بن سعيد بن أم سعد 731- 762. أحمد بن سعيد بن سلم 758- 759. أحمد بن سعيد السوسي 921. أحمد بن سعيد الشيزري 762 أحمد بن سعيد بن شاهين 1256 أحمد بن سعيد بن عباس 760 أحمد بن سعيد الكلابي 760 أحمد بن سعيد الكندي 2248 أحمد بن سعيد المالكي 762 أحمد بن سعيد المرثدي 3441 أحمد بن سعيد بن نجدة 761 أحمد بن السكن الايلي 3826 أحمد بن سلامة بن أحمد النجار 777 أحمد بن سلمان 3747 أحمد بن سلمان بن أبي بكر 769- 772 أحمد بن سلمان العربي 764 أحمد بن سلمان بن أحمد بن سلمان 764 أحمد بن سلمان بن الحسن بن اسرائيل 766 أحمد بن سلمان بن أبي شريك الحربي 765 أحمد بن سلمان النجار 770- 2798- 27099 أحمد بن سلمان بن يونس 768 أحمد بن سلم الخواص 613 أحمد بن سلم الحلبي السقاء 763 أحمد بن سلمة 1385- 1404.

أحمد بن أبي سلمة 1270- 1272 أحمد بن سليمان الحلبي 773- 775- 1371 أحمد بن سليمان بن حميد المخزومي 772- 773 أحمد بن سليان بن زيان 951 أحمد بن سليمان الطوسي 3748 أحمد بن سليمان بن عمرو 775 أحمد بن سليمان المروزي 229 أحمد بن سليمان المعري 3379 أحمد بن سنان 776- 3472. أحمد بن سهل بن بحر 1385- 14405. أحمد بن سهل البلخي 74- 107- 151- 380 أحمد بن سهل بن محمد 777 أحمد بن سهل النيسابوري 1510- 1515 أحمد بن سيار الجرجاني 1866- 1867 أحمد بن شاكر بن عبد الله 778 أحمد شاه 1298- 1299- 1300- 4077 أحمد بن شبويه 779- 781. أحمد بن شبيب البغدادي 11447 أحمد بن شعيب الانطاكي 781- 2455 أحمد بن أبي شعيب الحراني 2387- 2379 أحمد بن أبي شعيب بن علي بن بحر 782 أحمد بن شعيب النسائي 747- 790- 795- 946- 1217- 2304- 2313- 2750- 2957- 3348- 3604 أحمد بن شكر بن عبد الرحمن 787 أبو أحمد بن الشهرزوري 4100 أحمد بن شيبان الاحنف 1055- 1056 أحمد بن شيبان الرملي 749- 750- 975. أحمد بن شيبة 824 أحمد بن صافي 789

أحمد بن صالح البغدادي 790- 793- 795- 796- 797- 828- 971- 974- 1065- 1169- 1812- 2378- 2674- 3347- 3457 أحمد بن صالح بن عمر 791- 3349 أحمد بن صالح بن عنبة 1570 أحمد بن صالح المصري 792- 4211 أحمد بن الصقر بن أحمد بن ثابت 801 أحمد بن صقر بن ثوبان 802 أحمد بن صلاح الدين بن أيوب 2979 أحمد بن طاهر الاسدي 805 أحمد بن طاهر بن حرملة 1047- 1049. أحمد بن طاهر الحسيني 1330. أحمد بن طاهر الدمشقي 805. أحمد بن طاهر بن سعيد الجهني 4003. أحمد بن طاهر بن النجم 804. أحمد بن أبي طاهر اليساري 1431. أحمد بن طغوان 454- 807- 3553. أحمد بن طلحة 808. أحمد بن طولون 809- 826- 827- 828- 829- 830- 832- 833- 834- 835- 1112- 1116- 1242- 1341- 4751. أحمد بن الطيب السرخي 63- 64- 65- 66- 107- 113- 120- 137- 154- 177- 217- 358- 380- 399- 543- 705- 706- 809- 835- 836- 837- 838- 839- 840- 842- 843- 845- 846. أحمد بن الظاهر غازي 457. أحمد بن عاصم بن سليمان 847. أحمد بن عاصم الانطاكي 848- 850- 852. أحمد بن عامر الازدي 951.

أحمد بن عباد التميمي 1136. أحمد بن عباس الخواتيمي 853. أحمد بن عباس بن عثمان 854. أحمد بن عباس بن ابراهيم العمادي 4257- 60- 42. أحمد بن عباس بن نوبخت 854. أحمد أبو العباس 1297. أحمد بن عبدان 4019. أحمد بن عبد الجبار الصيرفي 946- 905. أحمد بن عبد الحميد الكوفي 959. أحمد بن عبد الخالق 2433. أحمد بن عبد الدائم بن نعمة 964- 965. أحمد بن عبد ذي العرش المصيصي 966. أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد 966- 969. أحمد بن عبد الرحمن الاديب 2251. أحمد بن عبد الرحمن الاطرابلسي 1708. أحمد بن عبد الرحمن البغدادي 1293. أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود 1469. أحمد بن عبد الرحمن الحراني 371. أحمد بن عبد الرحمن الرقي 977. أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي 1248- 1708- 2962. أحمد بن عبد الرحمن الصائغ 2478. أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله 969. أحمد بن عبد الرحمن بن علي 970. أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس 971- 975. أحمد بن عبد الرحمن بن ماكا 978- 979. أحمد بن عبد الرحمن بن مبارك 977- 978. أحمد بن عبد الرحمن بن هارون 975. أحمد بن عبد الرحيم الاصبهاني 654. أحمد بن عبد الرحيم البيساني 982. أحمد بن عبد الرحيم العجمي 2516. أحمد بن عبد الرحيم اللخمي 981. أحمد بن عبد الرحيم بن مولى 1239.

أحمد بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب 983. أحمد بن عبد السلام 4476. أحمد بن عبد السيد الهذباني 983- 984- 985- 986. أحمد بن عبد الصمد 2741- 3474. أحمد بن عبد العزيز الجوهري 1062. أحمد بن عبد العزيز بن زيد 987- 988. أحمد بن عبد العزيز السلمي 988. أحمد بن عبد العزيز المقري 2374. أحمد بن عبد الغفار الفارسي 2274. أحمد بن عبد الغني القشيري 995. 996. أحمد بن عبد الغني القطرسي 991- 992- 993- 994- 995. أحمد بن عبد القادر بن يوسف 2776. أحمد بن عبد القاهر ابن الموصول 997- 999- 2422. أحمد بن عبد الكريم الانطاكي 999- 1000. أحمد بن عبد اللطيف 1000. أحمد بن عبد الله بن أسامة 958- 959. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين 855. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمود 4195. أحمد بن عبد الله بن أحمد المرعشي 856. أحمد بن عبد الله بن اسحاق 857. أحمد بن عبد الله الاسدي 925. أحمد بن عبد الله الاصبهاني 751- 2293- 3351. أحمد بن عبد الله بن الحسن الانطاكي 859. أحمد بن عبد البرامي 235- 2773- 277. أحمد بن عبد الله البحتري 964. أحمد بن عبد الله التنوخي 2417. أحمد بن عبد الله بن جعفر 925- 927- 978- 929. أحمد بن عبد الله الحافظ 950- 1008- 2182- 2513- 4121. أحمد بن عبد الله الحراني 2297. أحمد بن عبد الله بن الحسين 917- 3632. أحمد بن عبد الله بن الحسين القاضي 858.

أحمد بن عبد الله بن أبي حماد 1064. أحمد بن عبد الله بن حمدون 860. أحمد بن عبد الله الخزاز 1136. أحمد بن عبد الله الدارمي 3444. أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة 2773- 2774. أحمد بن عبد الله الدقاق 860- 861- 862- 863. أحمد بن عبد الله الدينوري 1139. أحمد بن عبد الله الرصافي 962. أحمد بن عبد الله بن زريق 3393. أحمد بن عبد الله بن سابور 2784. أحمد بن عبد الله السلمي 920- 960- 988- 1053. أحمد بن عبد الله بن سليمان (أبو العلاء) 564- 726- 727- 863- 866- 868- 932- 943- 944- 945- 1031- 1209- 1576- 1635- 1672- 1707- 2533- 2538- 2670- 2743- 2808- 2909- 2968- 3378- 4102- 0134- 4536- 4559- 4576- 4780. أحمد بن عبد الله بن صالح 913- 915- 916. أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين 423. أحمد بن عبد الله الطبري 2471. أحمد بن عبد الله الطرسوسي 962. أحمد بن عبد الله العجلي 2318. أحمد بن عبد الله العطار 1632. أحمد بن عبد الله بن علوان 922. أحمد بن عبد الله بن علي 921. أحمد بن عبد الله الكندي 2517. أحمد بن عبيد الله الماهر 4742. أحمد بن عبد الله المحاملي 3532. أحمد بن عبد الله بن مرزوق 946- 4003. أحمد بن عبد الله المصيصي 782- 946. أحمد بن عبد الله المقرئ 3317.

أحمد بن عبد الله بن المنذر 3747. أحمد بن عبد الله بن مسلم 913. أحمد بن عبد الله الوكيل 1469. أحمد بن عبد الله بن يونس 1170- 2964- 2965. أحمد بن عبد المجيد الحنفي 1001. أحمد بن عبد الملك البغدادي 1006. أحمد بن عبد الملك المؤذن 1002- 1011- 2304. أحمد بن عبد الملك النيسابوري 2741- 2743. أحمد بن عبد المؤمن 702. أحمد بن عبد الواحد الاسدي الحلبي 116.. أحمد بن عبد الواحد السلمي 1621. أحمد بن عبد الواحد العجمي 1018. أحمد بن عبد الواحد بن مراء 1019. أحمد بن عبد الواحد بن منصور 1011. أحمد بن عبد الوارث القلعي 1023. أحمد بن عبد الوهاب الحوطي 1072. 1074. أحمد بن عبيد 1169. أحمد بن عبيد بن محمود 1502- 1503. أحمد بن عبيد بن ناصح 1047. أحمد بن عبيد الله بن شقير 2345- 2346. أحمد بن عبيد الله النرسي 971. أحمد بن عبيد الله بن ودعان 3320. أحمد بن عتبة الحوثري 961. أحمد بن عثمان الحراكي 4395. أحمد العجيلي 1296. أبو أحمد بن عدي 1033- 1035- 1038- 1195- 1203- 2251- 6710- 4046. أبو أحمد العسال 2708- 2713- 2720. أحمد بن عطاء الروزباري 2741- 2743. أحمد بن عقيمة النيسابوري 1385. أحمد بن علي الابار 766- 804- 3531. أحمد بن علي بن أبي أسامة 1176.

أحمد بن علي البادا 353- 3634. أحمد بن علي ثابت الخطيب 77- 1002- 1621- 1709- 2343- 2344- 2466- 2681- 3887- 3964- 4210. أحمد بن علي الجارود 4541. أحمد بن علي الحبال 3453. أحمد بن علي الحلبي 2293- 2741. أحمد بن علي بن حميرة 1165. أحمد بن علي الخزاز 960- 2308- 3826- 4480. أحمد بن علي الخلال 2295- 2297. أحمد بن علي الدمشقي 2310. أحمد بن علي الرازي 2367. أحمد بن علي بن زريق 1001. أحمد بن علي الصوفي 1057. أحمد بن علي بن عبد اللطيف 866. أحمد بن علي الطريثيثي 1625- 2777. أحمد بن علي بن عبد الله 2998. أحمد بن علي بن عبدوس 1708. أحمد بن علي العطار 1078. أحمد بن علي القاضي 2877- 2883. أحمد بن علي بن قبيس 3312. أحمد بن علي القزاز 2776. أحمد بن علي الكاتب 1091. أحمد بن علي الكلفي 708. أحمد بن علي بن لال 1452. أحمد بن علي بن المثنى 766. أحمد بن علي المدائني 3201- 4193. أحمد بن علي بن مرزوق 1749. أحمد بن علي المروروزي 1433- 2311. أحمد بن علي المقرئ 2375- 2777. أحمد بن علي المنبجي 1062. أحمد بن علي الموصلي 2957.

أحمد بن علي النحاس 2672- 3207. أحمد بن علي الوراق 1136. أحمد بن عمار 1220- 2969. أحمد بن عمر بن أبي الاشعث 2741- 7276. أحمد بن عمر التيمي 1459- 1460. أحمد بن عمر الجهازي 2472. أحمد بن عمر الرملي 2678. أحمد بن عمر الهمذاني 2776. أحمد بن عمرو 2180. أحمد بن عمرو بن جابر الرملي 789. أحمد بن عمرو بن خالد 1047. أحمد بن عمرو بن السرج 3885- 1886. أحمد بن عمرو بن أبي عاصم 1495. أحمد بن عمرو الفارسي 2311. أحمد بن عمير بن جوصاء 1053- 1177- 1189- 1200- 1501- 1812- 2712- 3373- 3655- 3777. أحمد بن عمير الحيري 3532. أحمد بن عمير بن سفيان 3531. أحمد بن عيسى الخشاب 1203- 2971. أحمد بن عيسى المكتب 2452- 2957. أحمد بن عيسى الوشاء 2454. أحمد بن أبي غالب الوراق 772. أحمد بن الغمر الحمصي 1434. أحمد بن فارس المنبجي 1248. أحمد بن أبي الفراتي الاستوائي 1227- 657- 1228- 2265- 2439- 2671- 4500. أحمد بن الفرج بن الحاج 704- 921. أحمد بن الفرج الحمصي 959- 1811. أحمد بن الفضل الباطرقاني 1062. أحمد بن الفضل بن خزيمة 2798- 2799. أحمد الفقيه 1839.

أحمد بن أبي القاسم القيسي 1578. أحمد بن القاسم بن نصر البغدادي 1240- 1818. أحمد بن القاسم النيسابوري 3497- 3529. أحمد بن قريش 1153. أحمد بن كامل خلف 1411. أحمد بن كشاجم الكاتب 1124. أحمد بن كعب المزي 2310. أحمد بن كيغلغ 59. أحمد بن اللحياني 1434. أحمد بن لبيب 2759- 2770. أحمد بن لقيط المصيصي 1812. أحمد بن مالك بن طوق 834- 1500. أحمد بن المبارك 2249- 2364- 2368. أحمد بن المتوكل 600- 4319. أحمد بن محبوب 3349. أحمد بن محمد بن ابراهيم 722- 1036. أحمد بن محمد الابنوسي 371. أحمد بن محمد بن أحمد 3633- 4222. أحمد بن محمد بن الافوة 3633. أحمد بن محمد بن أبي ادريس 860. أحمد بن محمد الاذني 1095. أحمد بن محمد الارجاني 947. أحمد بن محمد بن الازهر 3625. أحمد بن محمد بن اسحاق الهمداني 84- 91- 92- 478. أحمد بن محمد الاسلمي 2846. أحمد بن محمد الاشبيلي 1078. أحمد بن محمد الاصبهاني 882- 2674- 3349- 4199. أحمد بن محمد الاطرابلسي 958- 961. أحمد بن محمد الامام 2465- 2468. أحمد بن محمد الانصاري 2781. أحمد بن محمد الانطاكي 1032- 1042- 1052- 1056- 1062- 1109- 1110- 1111- 1136- 1371- 1553- 1707.

أحمد بن محمد الانماطي 2958. أحمد بن محمد البلوي 1672. أحمد بن محمد بن بجير 1053. أحمد بن محمد بن بختويه الصوري 1151. أحمد بن محمد البرتي 766. أحمد بن محمد البرداني 3378- 3632. أحمد بن محمد البردعي 1434- 2503- 2505. أحمد بن محمد البري 768. أحمد بن محمد البزاز 1063- 1182- 1621- 2759. أحمد بن محمد البشاري 1121. أحمد بن محمد البصري 2458. أحمد بن محمد البلخي 3373- 3375. أحمد بن محمد التستري 2465- 2471. أحمد بن محمد التميمي 1708. أحمد بن محمد بن تمام 941. أحمد بن محمد بن ثابت 779. أحمد بن محمد بن ثوابة 706. أحمد بن محمد بن جبلة 1524. أحمد بن محمد بن الجباب 2758. أحمد بن محمد الجبلي 1119- 4435. أحمد بن محمد جرادة 841. أحمد بن محمد الجرجاني 2776. أحمد بن محمد الجمحي 1116. أحمد بن محمد بن جميع الغساني 749. أحمد بن محمد الجندي 2680. أحمد بن محمد الجهمي 1467. أحمد بن محمد الجوهري 1116. أحمد بن محمد الحافظ 1042- 2750. أحمد بن محمد بن الحجاج 33893- 987. أحمد بن محمد الحداد 1038- 1062- 3347. أحمد بن محمد الحراني 1117. أحمد بن محمد بن الحسن 1707- 1747.

أحمد بن محمد بن الحسين 1746. أحمد بن محمد الحسيني 4104. أحمد بن محمد الحضرمي 3346- 3348. أحمد بن محمد بن الحكم 1811. أحمد بن محمد بن حكيم 1459- 1503. أحمد بن محمد الحلبي 1077- 1078- 1080- 1136- 1318. أحمد بن محمد بن حمزة 1072- 1074- 1437- 3393. أحمد بن محمد بن حنبل 620- 722- 753- 765- 768- 794- 794- 796- 798- 799- 913- 1042- 1043- 1044- 1045- 1046- 1150- 1201- 1203- 1374- 1381- 1390- 1392- 1394- 1396- 1400- 1401- 1402- 1404- 1405- 1406- 1477- 1483- 1492- 1494- 1510- 1515- 1691- 1729- 1735- 1857- 2208- 2212- 2218- 2345- 2364- 2366- 2736- 2877- 2282- 2883- 2922- 2923- 2979- 3329- 3342- 3603- 3870- 3881- 3887- 3892- 3893- 3910- 4183- 4215- 4510- 4541. أحمد بن محمد الحواري 864. أحمد بن محمد الحيري 1515. أحمد بن محمد الخزاعي 1109. أحمد بن محمد الخزرجي التلمساني 993. أحمد بن محمد الخشاب 1117. أحمد بن محمد الخفاف 1672- 1681. أحمد بن محمد الخلال 774- 1202- 1459- 1746- 2373. أحمد بن محمد الخليلي 3373. أحمد بن محمد بن أبي الخناجر 1053- 2310. أحمد بن محمد الخياط 1119- 2230. أحمد بن محمد دادا 1625.

أحمد بن محمد الدارمي 1087- 2435. أحمد بن محمد بن داود 566. أحمد بن محمد بن أبي الدلهاث 2313. أحمد بن محمد بن الدويدة 2292. أحمد بن محمد الرازي 2678. أحمد بن محمد الرافقي 1079- 4406. أحمد بن محمد الربعي 1067. أحمد بن محمد بن أبي رجاء 1037. أحمد بن محمد بن رزق الله 3350. أحمد بن محمود الرسعيني 1126. أحمد بن محمد الرشيدي 1075- 1217- 1616- 2290- 3373- 3375. أحمد بن محمد الزنجاني 1118- 3452. أحمد بن محمد بن اسحاق الزيات 391- 402- 2035. أحمد بن محمد بن أبي سعدان 1066. أحمد بن محمد بن سعيد 702- 704- 2503- 2677- 3900. 747- 2671. أحمد بن محمد بن سلام 3393. أحمد بن محمد بن سلامة 1171- 1635- 1807- 1808- أحمد بن محمد السلفي 2505- 4094- 4175- 4545. أحمد بن محمد بن سلمة الصوفي 4257- 4260. أحمد بن محمد السلمي 1438. أحمد بن محمد السندي 1123. أحمد بن محمد الخالدي 4365. أحمد بن محمد السني 2249- 2780- 2309- 2311. أحمد بن محمد السهلي 1107- 1108. أحمد بن محمد بن شداد 1120. أحمد بن محمد الشرقي 2365- 2367. أحمد بن محمد الشطري 1496. أحمد بن محمد بن شنبوذ 1178- 3330- 3331. أحمد بن محمد بن شنيف 765. أحمد بن محمد بن صبح 1171.

أحمد بن محمد الصحاف 2457. أحمد بن محمد بن الصلت 1484- 4206. أحمد بن محمد الصنوبري 349- 351- 352- 355- 1075- 1091- 2674- 2675. أحمد بن محمد الصوفي 1118- 1708. أحمد بن محمد الطالقاني 1057. أحمد بن محمد الطائي 1044- 4757. أحمد بن الطبري 1059. أحمد بن محمد الطحاوي 966. أحمد بن محمد الطرسوسي 997- 1035- 1123- 1166- 1191- 1217- 1718- 1839- 2249- 2253- 2506- 2794- 3096- 3313. أحمد بن محمد الطوسي 1659- 1661- 4086. أحمد بن محمد العباسي 1581- 1584- 1095- 3435. أحمد بن محمد بن عبد العزيز 2957. أحمد بن محمد بن عبد الله 1057. أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز 4256. أحمد بن محمد بن عبدوس 2748. أحمد بن محمد بن عثمان 1434. أحمد بن محمد بن عدي 1053. أحمد بن محمد العسكري 1049. أحمد بن محمد العقبي 1171. أحمد بن محمد بن عقدة 1240. أحمد بن محمد العقيلي 1106. أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة 3632. أحمد بن محمد بن غالب 1750- 3392- 4023. أحمد بن محمد الغزنوي 1029- 1270. أحمد بن محمد الفطريف 1524. أحمد بن محمد الفارسي 1055- 1094. أحمد بن محمد الفراتي 2723- 2724. أحمد بن محمد بن فطيس 1177.

أحمد بن محمد بن القاسم 371. أحمد بن محمد القرشي 1122- 1123. أحمد بن محمد القطان 1661- 2295- 2297- 4361. أحمد بن محمد (القنوع المعري) 4740. أحمد بن محمد الكاتب 1111. أحمد بن محمد الكرخي 2465- 2468. أحمد بن محمد بن كشمرد 934- 942. أحمد بن محمد الكوفي 1064- 1555. أحمد بن محمد الليثي 1445. أحمد بن محمد الماسرجي 2739- 2741. أحمد بن مروان المالكي 1077- 3777. أحمد بن محمد الماليني 1248. أحمد بن محمد بن المتيم 3632. أحمد بن محمد المخرمي 3748. أحمد بن محمد المدبر 1409. أحمد بن محمد المروزي 1027- 1042- 4354. أحمد بن محمد بن مسعر 1030- 1031- 1032- 1707. أحمد بن محمد المصري 1434. أحمد بن محمد المصيصي (النامي) 1030- 1083- 1084- 1085- 1091- 2671- 2753- 4744- 4753. أحمد بن محمد المعري 1121. أحمد بن محمد المعنوي 1091. أحمد بن محمد المقدمي 3901. أحمد بن محمد المنبجي 4472. أحمد بن محمد بن أبي الموت 3347- 3348. أبو أحمد الموفق 826- 1242. أحمد بن محمد بن موسى 1708. أحمد بن محمد بن موسى السوانيطي 1037. أحمد بن محمد بن موسى المحمودي 1028.

أحمد بن محمد الميداني 2506. أحمد بن محمد الناصح 1177. أحمد بن محمد بن نباتة 1038- 2298. أحمد بن محمد النرسي 1055. أحمد بن محمد النسوي 1746- 1748. أحمد بن محمد بن النعمان 1040. أحمد بن محمد بن نفيس 1041. أحمد بن محمد بن النقور 2770. أحمد بن محمد النيسابوري 1248. أحمد بن محمد بن هارون 1041- 1071- 1073. أحمد بن محمد الهروي 2466- 3531. أحمد بن محمد بن همام 1046. أحمد بن محمد الواسطي 1112- 1113- 1115. أحمد بن محمد الوراق 1179. أحمد بن محمد بن أبي الوفاء الحلاوي 1067- 1068. أحمد بن محمد بن يحيى 1047. أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني 3889. أحمد بن محمد بن يعقوب 39511. أحمد بن محمد اليشكري 1077. أحمد بن محمد اليمامي 1178. أحمد بن محمد بن يوسف 1062. أحمد بن محمد الحنفي 1126. أحمد بن محمود الرسعيني 1126. أحمد بن مدرك بن سليمان 866- 868- 1127- 1128. أحمد المدروز 1019. أحمد بن مروان الكردي 1130- 1281- 2551. أحمد بن مروان المالكي 1109- 1139- 2377. أحمد بن مروان المصيصي 1139. أحمد بن مسعود الانصاري 1142. أحمد بن مسعود بن خليفة 1140. أحمد بن مسعود الساجي 1144. أحمد بن مسعود بن شداد 1140.

أحمد بن مسعود بن عمرو 3815. أحمد بن مسعود القرطبي 1141. أحمد بن مسعود المقدسي 1145. أحمد بن مسعود الوزان 1145- 2557. أحمد بن مسلم الحلبي 1145. أحمد بن مسلمة العذري 951. أحمد بن المسيب الحلبي 1146. أحمد بن مطهر البغدادي 1146- 1148- 1194. أحمد بن المطهر المصيصي 1471. أحمد بن المظفر الرازي 1149. أحمد بن أبي المعالي البكراني 1291. أحمد بن معاوية بن وديع 951. أحمد بن المعتضد 1499. أحمد بن المعلى الامعري 1179- 1181- 1134- 3393. أحمد بن المفرح 1149. أحمد بن المفضل بن عبد الرحمن 1149- 3473. أحمد بن مقاتل الخطيب 1149. أحمد بن مقبل 1240. أحمد بن مكي 2353. أحمد بن مكي الانطاكي 1150. أحمد بن ملاعب 1496. أحمد بن ملاعب المنحرمي 766- 7681- 1172. أحمد بن منصور الحاكم 1154. أحمد بن ملاعب المخرمي 1153. أحمد بن منصور الرمادي 975- 1240- 1348- 1439- 2877- 2883- 3092. أحمد بن منصور الغزال 2979- 2982. أحمد بن منصور الغساني 1621- 1673. أحمد بن منصور بن قبيس 1617. أحمد بن منصور بن محمد 1151- 1153. أحمد بن منصور المقري 2478. أحمد بن منير الشاعر 693- 1154- 1157- 1158- 1162- 1163.

أحمد بن منيع 1177- 3373. أحمد بن موسى 1278- 3225. أحمد بن موسى الاجهازي 1551. أحمد بن موسى الاردشاني 1168. أحمد بن موسى الانطاكي 1118. أحمد بن موسى البغدادي 2471. أحمد بن موسى الجوهري 2723. أحمد بن موسى الراغبي 1168. أحمد بن موسى السمسار 1165. أحمد بن موسى الشطوي 1498. أحمد بن موسى الطرسوسي 8 ح 11. أحمد بن موسى بن عمار 1166. أحمد بن موسى الملكي 1040. أحمد بن الموفق 1112- 1113- 1114- 1115- 1116- 1500. أحمد بن المولد 1296- 1297. أبو أحمد المهتدي بالله 825. أحمد بن مهدي الشربجي المقرئ 1171. أحمد بن ميمون الخشاب 1173. أحمد بن مهدي الاصبهاني 2104. أحمد بن مهدي بن رستم 1169- 1170- 1171. أحمد بن ناصح 1174. أحمد بن نجم بن عبد الوهاب 1174. أحمد بن نصر الانطاكي 1182. أحمد بن نصر البازيار 479- 1175- 1176- 1177. أحمد بن نصر بن بجير 1175. أحمد بن نصر البغدادي التاجر 1182. أحمد بن نصر الحافظ 1181- 1182- 2708- 2720. أحمد بن نصر الشبوي 1010. أحمد بن نصر الشهيد 208. أحمد بن نصر بن طالب 1179. أحمد بن نصر الطالقاني 1008.

أحمد بن نصر بن عمار 1177. أحمد بن نصر النيسابوري 1183. أحمد بن النضر السكري 1184- 1186- 2943- 4378. أحمد بن النعمان 933. أحمد بن النعمان الغراء 1186. أحمد بن النعمان المصيصي 1184. أحمد بن نهيلء الكاتب 1187- 1188. أحمد بن نوح 915. أحمد بن هارون الاشعري 1198- 1199. أحمد بن هارون البرديجي 1195- 2257- 2264. أحمد بن هارون المصيصي 1165- 1201. أحمد بن هارون المكي 2957. أحمد بن هارون بن موسى 3904. أحمد بن هاشم 1576. أحمد بن هاشم الانطاكي 1201- 1403- 2100- 3470. أبو أحمد بن الهاشمي 4319. أحمد بن هاشم البغدادي 1059. أحمد بن هبة الله الجبراني 1207- 1209- 1210. أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة 1206- 121- 1222. أحمد بن هبة الله بن أبي الحديد 1214. أحمد بن هبة الله الحلبي 2447. أحمد بن هبة الله بن زريق 1204. أحمد بن هبة الله الفقيه 1292. أحمد بن هبة الله بن قرناص 1205. أحمد بن الهروي 3532. أحمد بن هشام الفارسي 1216. أحمد بن هشام المروزي القائد 1215- 1216. أحمد بن هشام بن أبي هشام 1215. أحمد بن هلال بن داود 737- 2723. أحمد بن هيثم البزاز 1072. أحمد بن الهيثم بن جديدة 1217- 1218.

أحمد بن الوفاء البغدادي 2794. أحمد بن الوليد الانطاكي 1358. أحمد بن الوليد بن برد 1219. أحمد بن الوليد بن سميع 1189- 1190- 1191. أحمد بن وهب بن أحمد 1191. أحمد بن وهب بن الزنف 1194. أحمد بن ياسين بن أبي تراب 1219. أحمد بن يحيى الانطاكي 1229. أحمد بن يحيى التتري 1469- 2720. أحمد بن يحيى ثعلب 7559- 804- 3748. أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري 49- 90- 97- 115- 120- 134- 225- 235- 239- 562- 702- 1189- 1614- 4177- 4599- 4643. أحمد بن يحيى بن أبي جرادة 1222- 124. أحمد بن يحيى بن الجلاء 1233. أحمد بن يحيى الحلواني 804. أحمد بن يحيى بن داود 1219. أحمد بن يحيى بن زهير 2708. أحمد بن يحيى بن سند 1226. أحمد بن يحيى صاحب الشامة 3346. أحمد بن يحيى بن صدقة 1232. أحمد بن يحيى بن صفوان الانطاكي 766. أحمد بن يحيى الصوفي 2772- 2773. أحمد بن يحيى الطائي 1227. أحمد بن يحيى بن عوف 1230. أحمد بن أبي يحيى الفقيه 1295. أحمد بن يحيى القاضي 1239. أحمد بن يحيى المصري 2776. أحمد بن يحيى المصيصي 1241. أحمد بن يحيى بن نعمان 1231. أحمد بن يدغباش التركي 1241.

أحمد بن يرنقش 1242- 1243- 1244- 1245- 1246. أحمد بن يزيد بن خالد 1246- 1247. أحمد بن يعقوب الانطاكي 1251. أحمد بن يعقوب بن بغاطر 1248. أحمد بن يعقوب بن أبي عبيدة 1247. أحمد بن يعقوب 1250. أحمد بن يعقوب القائد 1252. أحمد بن يعقوب الكفرطابي 1252. أحمد بن أبي يعقوب بن واضح الكاتب 88- 107- 123- 141- 150- 156- 173- 219- 263- 265- 478. أحمد بن يمن العرضي 1253. أحمد بن يوسف الازرق 2301. أحمد بن يوسف بن اسحاق 1255. أحمد بن يوسف الانصاري 1269. أحمد بن يوسف بن أيوب 918- 2981 أحمد بن يوسف البغدادي 1269. أحمد بن يوسف التجيبي 2345. أحمد بن يوسف الثقفي 1287. أحمد بن يوسف بن الحسين 1029. أحمد بن يوسف بن زاوية 1262. أحمد بن يوسف السلمي 1259- 1263- 1264- 1265- 1266- 1267. أحمد بن يوسف السليكي الوزير 1279. أحمد بن يوسف الشيباني 1255. أحمد بن يوسف بن صبيح 1277 أحمد بن يوسف بن عجلان 1279. أحمد بن يوسف بن علي 1270 أحمد بن يوسف بن فرعون 1033 أحمد بن يوسف القاضي 1289

أحمد بن يوسف الكاتب 1270- 1271- 1274- 1277 أحمد بن يوسف الكواشي 1261 أحمد بن يوسف بن مروان 1258 أحمد بن يوسف المنازي 885- 1275- 1284- 1286- 1288 1290- 1291 أحمد بن يوسف المنبجي 2293 أحمد بن يوسف النصيبي 2798 أحمد بن يوسف بن يوسف 1268 أحمد بن يونس 2378- 2379 احمديل الكردي 3665 احسان بن موسى 2366 الاحنف بن قيس 1307- 1308- 1310- 1311- 1313 1314- 1315- 1316- 1317- 1318 321- 3044- 4671 الاحوص الانصاري 4717 أحوص بن جواب 3887 الاحوص بن حكيم 3101- 3105- 3980- 4138 الاحوص الدقاقي الشاعر 1322- 34717 أبو الاحوص العكبري 766- 768- 4603 الاحوص بن منهر 520 أحيد بن الحسين 369 الاخشيد 68 الاخطل 432- 435 الاخفش 1415 الاخنس بن الحيزاء الطائي 1423 أدد بن زيد 3567 أدد بن السميدع 697 ادريس بن حسن بن علي الادريسي 82- 724- 1327- 1330- 2946 إدريس بن الحسن بن علي 1324 أبو إدريس الخولاني 336- 2148- 2157- 3309- 3319- 4371

ادريس بن أبي خولة الانطاكي 1334- 1335 ادريس بن طغان شاه 1954 ادريس بن عبد الكريم المقرئ 766 ادريس بن عبد الله 1330- 3908 ادريس بن عمر الاموي 1333 ادريس بن يزيد الاودي 1357- 2909 آدم بن أبي اياس 2202- 2206- 2207 أدهم أبو الفضل بن آدم 1339 أدهم بن لام القضاعي 1338 أدهم بن محزر الباهلي 1336 أدهم مولى عمر بن عبد العزيز 1340 أذنه بن يامان بن يافث 169 أرجون بن أولغ التركي 1341 أرسلان اللاني 1347 أرسلان بن مسعود التركي 1345- 1346- 1347 أرسطو طاليس 449- 450- 1341- 1344- 1345- 1597 أرطاة بن المنذر 1885- 1886 الارقم بن الارقم 1697 أرميا بن حلقيا 3280 أزدشير بن بابك 106- 4085- 4088- 4089- 4091 ابن أبي الازهر 807- 3553 أزهر بن جميل 3826 أزهر بن زفر الوراق 2308 أزهر الكوفي 1357 ابن أبي أسامة 57 أسامة بن أحمد التجيبي 1445 أسامة بن الحسن بن سلمان 1189- 1358 أبو أسامة الخطيب 453 أسامة بن زيد 1836- 1854- 2809 أبو أسامة العجمي 2376

اسامة بن أبي عطاء الانطاكي 1370 أسامة بن مبارك 4087 أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني 908- 1158- 1282- 1358- 1362- 1363- 1370- 1607- 1613- 1640- 1876- 1877- 2256- 2420- 2481- 2683- 2685- 2795- 2972- 4148- 4332 أسباه بن محمد القريشي 615- 186 اسحاق بن ابراهيم بن أحمد 1433. اسحاق بن ابراهيم بن الاخيل الحلبي 773- 1371. اسحاق بن ابراهيم الاذرعي 1436. اسحاق بن ابراهيم بن أبي اسرائيل 1177. اسحاق بن ابراهيم البستي 1385- 1388- 1405. اسحاق بن ابراهيم بن بنان 1372. اسحاق بن ابراهيم التميمي 1411- 1412- 1413. اسحاق بن ابراهيم الجرجاني 1373. اسحاق بن ابراهيم الجمال 1449. اسحاق بن ابراهيم الجوهري 1373. اسحاق بن ابراهيم الحافظ 3373. اسحاق بن ابراهيم الحلبي 1446- 1447. اسحاق بن ابراهيم الحمصي 2934. اسحاق بن ابراهيم الحنظلي 1398- 1524- 2366- 4123. اسحاق بن ابراهيم الحنيني 1443- 1444- 2452. اسحاق بن ابراهيم الخزاعي 1408- 1409. اسحاق بن ابراهيم الدبري 1179- 1181- 1502- 3390. اسحاق بن ابراهيم الرافقي 1405- 1451- 1544. اسحاق بن ابراهيم الشهرزوري 1450. اسحاق بن ابراهيم بن الضيف 1376. اسحاق بن ابراهيم الطاهري 1433. اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي 1444- 1445. اسحاق بن ابراهيم بن عرعرة 1378- 2883. اسحاق بن ابراهيم الفارابي 2943.

اسحاق بن ابراهيم الفرغاني 1445 اسحاق بن ابراهيم القريشي 1436 اسحاق بن ابراهيم بن كامجر 1377 اسحاق بن ابراهيم المنجنيقي 3441 اسحاق بن ابراهيم بن مصعب 1636- 1839- 3871 اسحاق بن ابراهيم المصيصي 1373 اسحاق بن ابراهيم بن مطر 1384 اسحاق بن ابراهيم الموصلي 267- 1128- 1415- 1422- 1431 1491- 1433- 1442- 1691- 1749 2177- 2938- 3286- 4769- 4776 اسحاق بن ابراهيم الهاشمي 1375 اسحاق بن ابراهيم الهروي 1672 اسحاق بن ابراهيم بن يونس 1189 اسحاق بن أحمد بن اسحاق 1452 اسحاق بن أحمد الامام 3655 اسحاق بن أحمد الخزاعي 1059 اسحاق بن أحمد بن نهيك 1749 أبو اسحاق الاذري 1233 اسحاق بن أبي اسرائيل 1220- 1378- 1379- 1384- 3817 اسحاق بن أحمد بن علي 1453 أبو اسحاق الأسفراييني 1681 اسحاق بن اسماعيل بن اسحاق 1453 اسحاق بن اسماعيل الحلبي 1454 اسحاق بن اسماعيل الكاتب 1453 اسحاق بن اسماعيل المنبجي 1453 اسحاق الانطاكي 1547 اسحاق بن أيملك بن الاردعاني 1454 اسحاق بن أيوب 2925- 3781- 4294 اسحاق البلخي الشاعر 1547 اسحاق بن بنان الجوهري الدمشقي 1373 اسحاق بن بهلول التنوخي 1493- 1494- 3334 أبو اسحاق الثعلبي 99

اسحاق بن الجراح الاذني 1455 اسحاق بن جعفر 3747 أبو اسحاق بن حبيب السقطي 4746 اسحاق بن حرب الليثي 1662 اسحاق بن حسان بن قوصي 1456- 1457 اسحاق بن الحسن الحربي 766- 769- 2345- 2346- 3532 اسحاق بن الحسن بن أبي الحسن الزيات 178 اسحاق بن الحسن الطحان 2309- 2310 اسحاق بن أبي حكيم 1843 اسحاق الحناط 951 أبو اسحاق الحنبلي 4324 اسحاق بن خالد البالسي 1042- 1461- 1502 اسحاق بن خالد بن يزيد 1459 اسحاق بن خلاء 1461 اسحاق بن خلف 951 اسحاق بن خلدون البالسي 1663 اسحاق بن داود المصيصي 1461 اسحاق بن راشد الحراني القريشي 1462- 1463- 1465 اسحاق بن راهوية 1386- 1387- 1389- 1391- 1392- 1393- 1394- 1395- 1405- 1406- 1515- 1523- 2273- 2364- 2367- 3329- 3826- 3898 اسحاق بن أبي ربعي 1451- 1544 اسحاق بن أبي ربيعة 3618 أبو اسحاق الزجاح 2272- 2444 اسحاق بن سعد بن الحسن 2368 اسحاق بن سعد بن سفيان 2364 اسحاق بن سعيد الاركون 1177- 1178- 3360- 3363 اسحاق بن سفيان بن زياد 1466 أبو اسحاق السقطي 1177 اسحاق بن سليمان الرازي 761- 2202- 2207 اسحاق بن سليمان بن عباس 1467

اسحاق بن سليمان بن علي 1467 اسحاق بن سنين الختلي 1662 اسحاق بن سويد الرملي 1438 اسحاق بن سيار المصيصي 959- 3392 أبو اسحاق بن شهرام 1093 اسحاق بن صالح الهاشمي 1467 اسحاق بن الضيف 1468 اسحاق الطاهري 1411 أبو اسحاق الطبري 2679 أبو اسحاق الفيروزأبادي 1061- 1838 اسحاق بن أبي فروة 1539 أبو اسحاق القرادي 1659- 1660- 1737- 1850- 2345 4177 اسحاق بن قضاعة بن عدي 564- 1495 أبو اسحاق القراريطي 1176 اسحاق بن كعب 1499- 1496 اسحاق بن كنداج 829- 834- 1113- 1242- 1499- 1500 اسحاق بن الليث الملطي 1501 اسحاق بن عبد الرحمن (أبو يعلى) 34260 اسحاق بن أبي عبد الرحمن 1544 اسحاق بن أبي عبد الرحمن الاطروش 17346 اسحاق بن أبي عبد الرحمن الانطاكي 1748 اسحاق بن عبد الرحمن بن عائذ 1484 اسحاق بن عبد الله بن أبي أرطاة 1722 اسحاق بن عبد الله الاذني 730- 1483 اسحاق بن عبد الله البزاز 1147 اسحاق بن عبد الله البوقي 1483 اسحاق بن عبد الله بن سلمة 1469- 1471- 1472 اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة 1472- 1475- 1478- 1479- 1482- 1483 اسحاق بن عبد المؤمن الدمشقي 748

اسحاق بن علي الحموي 1479 اسحاق بن علي الرهاوي 1490 اسحاق بن علي بن يعقوب 1487 اسحاق بن عمار بن حبش 1491 اسحاق بن عمارة 1491 اسحاق بن عمر بن الحاكم 1492 اسحاق بن عيسى الطباع 1053- 1494- 1495 اسحاق بن عيسى بن نجيح 1492 اسحاق بن محمد بن أسيد 1502- 1503 اسحاق بن محمد بن حكيم 1459 اسحاق بن محمد الحلبي 1505 اسحاق بن محمد الطبري 1543 اسحاق بن محمد الطرطوسي 1507 اسحاق بن محمد بن علي 1506 اسحاق بن محمد بن يوسف 1708 اسحاق بن محمود الجراح 1507 اسحاق بن مسلم بن عاصم 1508 اسحاق بن مسلمة الاموي 1508 أبو اسحاق بن معز الدولة 2447 اسحاق بن منصور 1844- 2388- 2389 اسحاق بن منصور بن بهرام 1510- 1515 اسحاق بن منصور الكوسج 1385- 1404 اسحاق بن منصور المروزي 1512 اسحاق بن منيب المصيصي 1517 اسحاق بن موسى بن موسى 1518. اسحاق بن موسى اليحمدي 1523. اسحاق بن موسى الانصاري 702- 751- 1519- 1520- 1520- 1521- 1523- 2248. اسحاق بن نجيح الملطي 1524- 1527- 1528- 1530- 1532- 1539- 3842. اسحاق بن نصر 1533.

اسحاق بن يحيى بن عبيد الله 1534- 1536- 1538- 1539- 1540. اسحاق بن يسار 4316- 2319. اسحاق بن يعقوب العطار 1518- 1521. اسحاق بن يوسف الفصيصي 1542. اسحاق بن يوسف بن مروان 1542. اسد بن ابراهيم بن على 1551 اسد بن جديله السلمي 1866- 1867. اسد بن جهور الكاتب 1551. اسد بن حمدويه النسفي 2934 اسد بن خزيمة 534 اسد بن شريك 2518 اسد بن الفرات 1553 اسد بن القاسم المقرئ 1553 اسد بن مالك 4543 اسد بن محمد الحلبي 1555 اسد بن محمد الخشاب 737- 1555 اسد بن موسى 914- 916 اسرائيل بن اسحاق 3286 اسرائيل بن پهلوان 1557 اسرائيل بن عبد الله الهمداني 1557 اسرائيل بن مقداد 1558 اسرائيل بن يونس 1606- 3264 أسعد بن ابراهيم الاربلي 1559 أسعد بن يدرك الجبريلي 2733 أسعد بن الحسين العجمي 1560 أسعد بن الحسين الخصيب 1560 أسعد بن الحيان النسوي 1010 أسعد بن الخطير بن مماتي 1561- 1562- 563- 1564- 2288 أسعد بن سهل 1565 أسعد بن عبد الرحمن التنوخي 1574- 1575 أسعد عبد الرحمن النهاوندي 1576 أسعد بن علي بن المهنا 1576

أسعد بن عمار 1577- 1578- 1580- 4333 أبو الاسعد القشيري 269 أسعد بن المنجا 1580- 1582- 1583 أسعد الميهني 2390- 2398- 4262 أسعد بن يحيى السلمي 1584 اسفنديار بن الموفق بن علي 1588- 1591 الاسكندر المكدوني 72- 83- 84- 85- 251- 449- 468- 1341- 1344- 1593- 1596 1598- 2986 اسلم بن حرب بن سهم 1601 اسلم بن كرب الشامي 1601- 1602- 1603 أسماء بنت أبي بكر 2046 أسماء بن الحكم 1604- 1605- 1606 أبو أسماء الرحبي 2207- 4371 أسماء بنت عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام 2608 اسماعيل بن ابراهيم 3286- 3338 اسماعيل بن ابراهيم البالسي 1614 اسماعيل بن ابراهيم الترجماني 3817 اسماعيل بن ابراهيم بن زياد 1609 اسماعيل بن ابراهيم بن سليمان 1607 اسماعيل بن ابراهيم الشيباني 1607 اسماعيل بن ابراهيم بن عقبة 3970 اسماعيل بن ابراهيم بن أبي علي 1613 اسماعيل بن ابراهيم بن محمد 1609- 1612 اسماعيل بن ابراهيم المصيصي 1613 اسماعيل بن أحمد 1002 اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل 1615 اسماعيل بن أحمد بن أبي الاشعث 1617 اسماعيل بن أحمد البالسي 1072- 1616 اسماعيل بن أحمد التاجر 1623- 1625

اسماعيل بن أحمد الحلبي 1614 اسماعيل بن أحمد بن الحسين 1673 اسماعيل بن أحمد الحلبي 1240 اسماعيل بن أحمد بن الخلال 1622 اسماعيل بن أحمد الخيزراني 3381 اسماعيل بن أحمد السمرقندي 2351- 2982- 4002 اسماعيل بن أحمد بن المجبر 1628 اسماعيل بن اسحاق بن تميم 1629 اسماعيل بن اسحاق القاضي 766- 768- 769- 810- 1136 اسماعيل بن أوسط البجلي 3068- 3072 اسماعيل بن أبي أويس 731- 792- 793- 1235- 1136- 2970- 2971- 3747 اسماعيل بن باطيش 2352- 2363 اسماعيل بن أبي بكر 1840 اسماعيل بن أبي بكر بن أيوب 3453 اسماعيل بن أبي بكر السمرقندي 1619 اسماعيل بن بكير 2919 اسماعيل بن بوري 1155- 1629- 1630 اسماعيل الترمذي 766- 768- 793- 794- 1072- 1074- 2401- 2402 اسماعيل بن جعفر 1842 اسماعيل بن جعفر العلوي 930 اسماعيل بن جعفر المدائني 3441- 3443 اسماعيل بن جعفر بن المهذب 1631 اسماعيل الجعفري الكوفي 1850 اسماعيل بن أبي الحارث 3334- 3339- 3343- 3345 اسماعيل بن حامد القوصي 979- 984- 991- 992- 993- 995 1011- 1191- 1243- 1578- 1581 1607- 1804- 2325- 2437- 3241 اسماعيل بن حامد المرجى 1631 اسماعيل الحداد 2477

اسماعيل بن الحسن الشعري 1635 اسماعيل بن الحسن العسقلاني 1434 اسماعيل بن أبي حكيم 1841- 1843- 1844- 1845- 1846 اسماعيل الحلبي 1748- 1749 اسماعيل بن حمدويه البيكندي 749- 961 اسماعيل بن حميد 1635 اسماعيل بن أبي خالد 2137- 2138- 3068- 3176- 3179 3180- 3939 اسماعيل بن أبي خراسان 1847 اسماعيل الخزندار 3099 اسماعيل بن خليل 914 اسماعيل بن داود 1936- 2937 اسماعيل بن داية 1636 اسماعيل الديلمي 1850 اسماعيل بن رجاء الزبيدي 2259- 2260 اسماعيل بن زاهر الطوسي 2478 اسماعيل بن زرارة 1663- 1664- 1665 اسماعيل بن زربي 3726 اسماعيل بن زكريا بن عميرة 1636 اسماعيل بن أبي سعد 2388 اسماعيل بن سعد الزهري 1637 اسماعيل بن أبي سعد الصوفي 4003 اسماعيل بن أبي سعد النيسابوري 4252- 4255 اسماعيل بن سعيد الشالنجي 1394- 1524 اسماعيل بن سعيد العجلي 1637 اسماعيل بن سفيان 1639 اسماعيل بن سلطان بن منقذ 1154- 1640- 1642 اسماعيل بن سلمة الثقفي 1642 اسماعيل بن سليمان بن أيداش 4252 اسماعيل بن سليمان الحنفي 1643 اسماعيل بن السمان 2933

اسماعيل بن سودكين 1645- 1647- 1648 اسماعيل الصابوني 1676- 1683- 1686- 4461 اسماعيل بن صالح 529- 895- 1648- 1648- 1650- 1654- 1655 أبو اسماعيل الطغرائي 2684- 2686- 2698- 2699 اسماعيل بن الطير 1655 اسماعيل بن ظفر بن عيينة 1657 اسماعيل بن عباد 657 اسماعيل بن عباس 3603 اسماعيل بن العباس النيسابوري 2466- 2469 اسماعيل بن عبد الجبار 1670- 3873 اسماعيل بن عبد الرحمن بن اسماعيل 1686 اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني 1484- 1677- 1680- 1691- 2432 2433- 2741- 2744- 4260 اسماعيل بن عبد الرحمن بن عائد 1672 اسماعيل بن عبد الكريم 914- 1263- 1266 اسماعيل بن عبد الله بن أسد 1665- 1667 اسماعيل بن عبد الله الرقي 2100 اسماعيل بن عبد الله بن زرارة 1662 اسماعيل الخزاندار 3066 اسماعيل بن عبد الله السكري 1659 اسماعيل بن عبد الله بن أبي صالح 1658 اسماعيل بن عبد الله العبدلي 2781 اسماعيل بن عبد الله العجلي 1057- 1072- 1074- 1179- 1181 اسماعيل بن عبد الله القاضي 1660 اسماعيل بن عبد الله القسري 1667- 3068 اسماعيل بن عبد الله بن يزيد 1658 اسماعيل بن عبد المجيد بن محمد 1695 اسماعيل بن عبد الوهاب الناقدي 966- 967- 968 اسماعيل بن عبيد الله بن أحزم 1695 اسماعيل بن عبيد الله المخزومي 1697

اسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر 1697- 1697- 1699- 1700- 1701 1704- 1705- 1706- 2053- 2054 3627 اسماعيل بن نمير 1033 اسماعيل العلوي 1436 اسماعيل بن علي 1750 اسماعيل بن علي الجنزوي 1576 اسماعيل بن علي الحاجري 1625- 1627 اسماعيل بن علي بن الحسن 4257- 4259- 4260 اسماعيل بن علي بن الحسين السمان 726- 864- 972- 1228- 1631- 2459- 2505- 2672 اسماعيل بن علي الخطبي 1184- 1185- 1186 اسماعيل بن علي الدعبلي 3529 اسماعيل بن علي الدمشقي 1718 اسماعيل بن علي الرازي 1227- 1554- 1706- 2304- 2466 2469 اسماعيل بن علي بن عبيد الله 1716 اسماعيل بن علي الكوراني 1718 اسماعيل بن علية 799- 951- 1384- 1403- 1404- 2828- 2448- 3342- 3443- 3345 اسماعيل بن عمر 2401 اسماعيل بن عمر الحموي 1721 اسماعيل بن عمرو الحداد 1708 اسماعيل بن عمرو بن رائد 1171- 2344 اسماعيل بن عدي 2756 اسماعيل بن عياش 1437- 1473- 1722- 1724- 1726 1727- 1728- 1729- 1730- 1731 1732- 1733- 1734- 1735- 1738 1739- 1741- 1742- 1744- 1859 1862- 2202- 2205- 2207- 2876 2882- 2883- 3441

اسماعيل بن العين زربي 1720- 1721 اسماعيل بن أبي الفتح السنجاري 1847 اسماعيل بن فضائل بن سعيد 1745 اسماعيل بن الفضل 1042- 1846 اسماعيل بن الفضل بن يعقوب 1847 اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل 2505 اسماعيل بن القاسم الامام 1746 اسماعيل بن القاسم الحلبي 1038- 1544- 2503 اسماعيل بن أبي القاسم الفوسنجي 1003- 1008 اسماعيل بن القاسم بن الحيان 1749- 1753- 1756- 1755- 1757- 1778- 1802 اسماعيل بن قرناص 1612 اسماعيل بن القاسم المصري 1545 اسماعيل الكندي 1524 اسماعيل بن المبارك 1804- 1807 اسماعيل بن محمد الترمذي 3392 اسماعيل بن محمد الحافظ 2479- 2485 اسماعيل بن محمد الحلبي 1821 اسماعيل بن محمد بن سرج 1811 اسماعيل بن محمد بن شاذي 1808 اسماعيل بن محمد الصفاء 752- 754- 2723 اسماعيل بن محمد العذري 2720- 2877- 2883 اسماعيل بن محمد بن الفضل 946- 949- 3633- 4554 اسماعيل بن محمد القرشي 1814 اسماعيل بن محمد القدمي 978 اسماعيل بن محمد بن قيراط 1804- 1812 اسماعيل بن محمد محمد المصيصي 1821 اسماعيل بن محمد المغربي 1820- 1821 اسماعيل بن محمد المفسر 3373 اسماعيل بن محمد بن مكنسه 1815 اسماعيل بن محمد بن المهذب 1818

اسماعيل بن محمد النيسابوري 1819 اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي 52- 1211- 1826- 2285- 2802- 3719- اسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي 1617- 1625 اسماعيل بن مسعدة التنوخي 1826 اسماعيل بن مسعود الجحدري 3826 اسماعيل بن أبي مسعود 1849 اسماعيل بن معد البصري 1827 اسماعيل بن معد يكرب 2866 اسماعيل بن مفروج بن ابراهيم 1827- 1830 اسماعيل بن مكي بن عوف 2947- 2951- 3325 اسماعيل بن منصور الربعي 1839- 1840 اسماعيل بن مهاجر الكوفي 334 اسماعيل بن المهذب 1707 اسماعيل بن موسى الكوفي 831- 1834- 1835- 1836- 1837 اسماعيل بن أبي موسى 1849 اسماعيل بن نجيد 1264 اسماعيل بن النعمان 931 اسماعيل بن هارون الكوفي 1831 اسماعيل بن هبة الله بن باطيش 1837- 1839- 2351 اسماعيل بن ياسين المقرئ 743 اسماعيل بن يحيى الحراني 1295 اسماعيل بن يعقوب الحراني 789 اسماعيل بن يوسف الجبان 4366 اسميفع ذو الكلاع الحميري 1851 الأسود بن بلال 2853 الأسود بن جيد العبسي 1851 أبو الأسود الدؤلي 1315- 1469- 2683- 2695 4325 الأسود بن ربيعد 1851- 1852 الأسود بن عمرو 1474

الأسود بن قيس 1852- 1853 أبو الأسود النوشجاني 4768 الأسود بن يزيد بن بكر 1853- 1854- 1855- 1856- 1857- 1858 الأسود بن يعفر 3098 أبو أسيد بن ربيعة 4326 أسيد بن زهير 539 أسيد بن ظهير 3557- 3560 أسيد بن عاصم 1374 أسيد بن عبد الرحمن الفلسطيني 1859- 1860- 1861- 1862- 1863- 1864 أسيد بن مالك الأنصاري 1864 الأشتر النخعي 152- 298- 313- 317- 570- 571- 572- 575- 1339- 1875- 1925- 1926- 2197- 2223- 3008- 3724- 3947- 3948- 4679 الأشجع بن عمرو السلمي 1749- 1866- 1868- 1869- 1870- 1871- 1872 الاشرف بن الأغر الحسني 1877- 1878 الأشجع بن معدي يكرب 1889 الأشرف الأيوبي 1808- 1838- 2757- 3453- 3545- 4098 الأشرف بن هاشم بن القاسم 1875 أشعب الجشع 4132- 4135 أشعث بن شعبة البزاز 1885- 1886 أشعث بن أبي الشعثاء 1856- 3622 أبو الأشعث الصنعائي 1439- 4327 أشعث بن عمرو 1887- 1888- 1889

الأشعث بن قيس 316- 1889- 8831- 1892- 1893- 1894- 1895- 1896- 1898- 189999- 1900- 1902- 1910- 1911- 1912- 1913- 1916- 1918- 1919- 2058- 2120- 2170- 2238- 2239- 3327- 4712- 4713- 4716 اشناس التركي 1919- 1920- 2403 أشهب النخعي 1921 أصبغ بن الأشعث الكندي 1922- 1923- 4198 أبو الأصبغ الأشعري 4484 أبو الأصبغ البالسي 3272 أصبغ بن ذؤالة الكلبي 1924- 1925 أصبغ صاحب أبي مسهر الدمشقي 1930 أصبغ بن ضرار 1925 أصبغ بن عمر بن عبد العزيز 1926 أصبغ بن نباتة 1927- 1928- 1929 ابن اصطفانوس الرومي الأنطاكي 4663 الأصمعي 4138 ابن الأصيلح 4663 لأصيلح الكفر طابي 1930 أطرغش 4752 ابن الأعرابي 4015 الأعز بن فضائل 1931 الأعز بن كرم الحربي 1931 الأعز بن مهارش الكلابي 1932 أعشى بني تغلب 3619 الأعشى الشاعر 4714 أبو الأعور السلمي 317- 2108- 3948- 4186 الأعور بن قشير 551 أبو الأعين الأنطاكي 4327

اعين بن صبيعة المجاشعي 1941 الأغر بن أحمد بن سفان 8941- 1942 الأغلب بن عمر الحازمي 3908 أبو أمية بن ابراهيم الطرسوسي 960- 961- 1373- 2773 ابن الأغلب 3907- 3908 الأغيبر مولى هشام بن عبد الملك 1943 افتخار الدين أبي هاشم 458- 1268- 1270 أفلاطون الحكيم 1341 أفلح العتقي الأندلسي 1950 أفلح أبو كثير 1944 أفلح بن النضر الشيباني 3142 آفولاختن طرمانوش الملك 1950 آق سنقر بن عبد الله البرسقي 1963- 1967- 1968- 1969- 3478- 3480- 3845- 4550 آق سنقر بن عبد الله قسيم الدولة 1954- 3354- 3355- 3356 اقبال بن عبد الله الحبشي 1952- 1953 اقبال بن منصور بن بالغ 1952 الاقرع بن فارع الطائي 1954 الاكوع بن عباد المزني 1970 ألب أرسلان بن جغري 86- 1971- 1972- 1973- 1977- 1978- 1980- 1981- 1982- 1983- 1984- 1986- 1987- 2478- 2483- 2484- 2485- 379- 4576 ألب أرسلان بن رضوان 1985- 1986- 3663 ألب أرسلان بن محمود 3174- 3175 الياس بن عبد الله 1988 الياس بن محمد البالسي 1987 الياس بن مطرف 3470 الياس النبي 164 اليون المرعشي 1923- 1989

أبو أمامة الباهلي 264- 2248- 3621- 3899- 4328- 4619 أبو امامة بن سهل بن حنيف 1566- 1572- 1573- 1574 أمجد بن عبد الملك 1990 الآمر بن المستعلي 2928 امرؤ القيس بن حجر 146- 149- 271- 272- 541- 685- 1258- 1991- 1992- 1995- 996- 1997- 1998- 1999- 2000 2002- 2003- 2004- 2005- 2007- 2008- 2010- 2012- 2013- 2014- 2015- 2016- 2019- 3005 3367- 4673 امرؤ القيس بن الحمام الكلبي 2021 امرؤ القيس بن الحارث 2023 آمنة بنت اسماعيل 3633 آمنة بنت الحسن 2295 آمنة خاتون بنت رضوان 1985 آمنة بنت قايماز 2806 أمير أميران بن أق شنقر 2024 أميركا 1825 أميرك بن أحمد 2478 أميرك بن ناصر بن علي 2024 أمية بن خذامة 558 أمية بن خالد 1535 أبو أمية السندي 4328 أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت 1814 أبو أمية الشعباني 4371 أمية بن عبد الله القرشي 2026 أمية بن هند 6565 أبو أمية بن يعلى 3805 أندرو نقس 1184

انسى بن عياض 1437- 1492- 1493- 1518- 1521 انسى بن عياض 1437- 1492- 1493- 1518- 1521 613- 694- 1569- 1695- 1698- 1704- 2038- 2053- 2054- 2055- 2056- 9234- 3264- 3266- 3279- 3272- 3273- 3669- 3407- 3939- 4316- 4317- 4343 انطيخس 84 الانطاكي الحاسب 4750 أنو جور بن الاخشيد 4320 أنو شتكين الدزبري 2241- 4262 أنو شتكين الرضواني 1588- 1583- 4003- 4101- 65- أنوشروان 65- 1355 انيسد بنت زيد 3830 ابن الاهوازي 3657- 4593 اوريا بن حنان 363- 466 اوقليدس 3006- 3007 أويس بن مغراء القربي 4750 ابن أويس 3938- 3970 ايلغازي بن أرتق 55- 133- 483- 3660- 4238 اليليا بن ملكان 3280 ايمن بن خريم الاسدي 3227- 3234 اينانج بك 1980 أيوب عليه السلام 3281 أيوب بن أحمد 1297 أيوب بن اسحاق بن سافري 780- 1501 أيوب بن اسحاق الفلوسي 1144 أبو أيوب الانصاري 1602- 1927- 1945- 1946- 3037 3039- 3040- 3793- 4701- 4488 أيوب بن تميم 1178 أيوب بن حوط 3470 أيوب السختياني 3842 أيوب بن سلمة المخزومي 4028- 4035- 4036

أيوب بن سليمان بن عبد الملك 4256 أيوب بن سويد الرملي 1667- 4480 أيوب بن علي 1468 أيوب بن محمد الوزان 1177- 1178- 210- 410 أيوب بن الملك الكامل 1809- 1810- 1232- 3882 أيوب بن موسى القرشي 4523 أيوب بن ميسره 3227- 3238 أيوب بن النجار 3603 أيوب بن هانىء 2710 بابا الصابئ 523 بابك بن ساسان 4091 الباخرزي 4635 أبو باسم بن علي الامام 1165 أبن باقي المعري 4664 البالسي الضرير 4751 الببغاء الشاعر 4587- 4718 بجير بن سعد 1722- 1740- 3101- 3103- 3104- 3105 أبو البختري الطائي 2105- 2111 بحتر بن عتود 568- 4751 البحتري الشاعر 3021- 1221- 4557- 4717- 4743- 4751- 4756 بحر بن الحسين الضرير 1708 بحر بن نصر الخولاني 2773 بحر بن نصر المصري 1195- 1197 بختيار بن معز الدولة 657 بختنصر 106 بدر بن أحمد 1318 البدر الاموري 2363 بدر الجمالي 5161- 1815- 1974

أبو بدر الحلبي 4329 بدر الحمامي 930- 946 ابن بدر الكاتب 3882 بدر بن الهيثم الدمشقي 2310 بدران بن حسين بن مالك 999- 1985 بدر الدين أيدمر 111 بدر الدين دلدرم 322 بدر الدين بن العارف 4688 بدر الدين لؤلؤ 1067 البديع الحلبي 4718 البديع المعري 4722 بديل بن ورقاء الخزاعي 779 بذال بن سعد 4278 البراء بن عازب 2644- 3036- 3975- 4000- 4001 ابن برد الفقيه 10 أبو بردة بن عوف الازدي 4330 أبو بردة بن نيار 4330 أو برزة 3963 برسق بن برسق 3665 بركات بن إبراهيم الخشوعي 1058- 1232 أبو البركات الانماطي 2353- 3982- 3994- 3998- 4016- 4145 أبو البركات بن أبي جوزة المعري 4641 أبو البركات الحلبي 4333 أبو البركات بن الدويدة 4333 أبو البركان بن السقطي 3378 أبو البركات العرفي 924 بركات الفوعي 3216 أبو البركات بن قرناص 969 أبو البركات بن المستوفي 2730 أبو البركات المعري 4332 بركة بن محمد 860- 862

بركياروق بن ملكشاه 1956- 1958- 1961- 2301- 3659 برمك بن برمك 1547 برهان الدين البلخي 463- 4346 برهان الدين التلمساني 1328- 1329 بزان بن ألب 355 البيزوزجي المغربي 4751 بسام بن الفضل البغدادي 2998 بسر بن أبي أرطاة 1912 بسر بن صفوان 2862- 2865- 2866 بشر بن اسماعيل الحلبي 2202 بشر بن البراء 4664 بشر بن بكر 1189. أبو بشر التنوخي 4338. بشر بن الحارث 848- 849- 1469- 3349- 4060- 4500. أبو بشر الحلبي 4335. بشر بن حيان 4619. بشر بن السري 957- 958. بشر بن عبد الله بن يسار 4523. أبو بشر العطار 4337. بشر بن غالب 104- 4713- 4714. بشر بن مصلح 4468. بشر بن معاذ العقدي 802. بشر بن المفضل 799- 1384- 1404- 3627. بشر بن المنذر 4432. أبو بشر المؤذن 4336. بشر بن موسى 766- 769- 770- 1136- 3000- 3532. بشر بن هلال 702. بشر بن الوليد بن عبد الملك 2888- 3826. بشر بن الوليد الكندي 1535. بشار بن برد 1866- 3200- 4605.

بشار بن موسى الخفاف 3625. بشارة الخادم 3657. بشرى بن عبد الله المقتدري 613. ابن بشكوال 1033. بشير بن زازان 1053. بشير بن غالب 2562. ابن بطلان الطبيب 85- 459- 910. بطليموس الحكيم 84- 443- 1951. البعيث المجاشعي 3222. ابن البغامردي 808. بغدوين الرويس الفرنجي 3478. ابن البقال المحتسب 637. بقية بن الوليد 1384- 1385- 1403- 1404- 1405- 1412- 1659- 1722- 1741- 2202- 3091- 3331. ابن بقيلة 3151. بكار بن رباح الملكي 3747. بكار بن قتيبة 2308- 2310- 2772- 2773. بكجور 637. أبو بكر الابهري الفقيه 862 أبو بكر الاثرم 1045 أبو بكر الاسماعيلي 802 أبو بكر الاشقر الدلال 772 أبو بكر بن الاصبهاني 4349 أبو بكر بن الانباري 70- 1057 أبو بكر بن أيوب 1670- 1804- 1808- 2437- 4275- 4344- 4395 أبو بكر الباغندي 1661- 2257 أبو بكر البرديجي 1195 أبو بكر البيهقي 3879 أبو بكر الجرجرائي 2682 أبو بكر بن الجعابي 82- 803- 2713

أبو بكر بن جمهور 4344 أبو بكر الجوزقي 1624 أبو بكر الجويني الصوفي 4367 أبو بكر الجياني 463 أبو بكر بن حفص 2316 أبو بكر الفقيه الجيلي 768 أبو بكر بن أبي حامد 791 أبو بكر بن أبي الحديد 2311- 2465- 2468 أبو بكر حرز الله القومسي 1543 أبا بكر الخريمي 4217 أبو بكر بن الحسن 2325 أبو بكر بن حفص 2319 أبو بكر بن حماد 4345 أبو بكر الخالدي 1084- 2527 أبو بكر الخرائطي 1165- 2557 أبو بكر بن خريم 1165- 3777 أبو بكر بن خزيمة 1266- 1518- 1522- 1831- 2378- 2741 أبو بكر بن أبي الخصيب المصيصي 4357 أبو بكر الخطيب 370- 761- 769- 771- 791- 2002- 1009- 1038- 1617- 1712- 2469- 2683- 3888- 4069- 4191- 3204 أبو بكر الخلال 723- 1150 بكر بن خلف 3826 بكر بن خنيس 4329- 4330 أبو بكر الخوارزمي 4512 أبو بكر بن أبي خيثمة 1136 أبو بكر بن أبي دارم 2712 أبو بكر بن أبي داود 1515- 3375 أبو بكر بن الداية 2397- 4368.

أبو بكر بن أبي دجانة 2311. أبو بكر الدقي 1233- 4345- 4410. أبو بكر بن دريد 899- 971- 1154- 2265- 2444- 2445. أبو بكر بن أبي الدنيا 766- 768- 814- 1191- 1496- 1498. أبو بكر الرازي 4217- 4219. أبو بكر بن روزبة البغدادي 1258. أبو بكر بن يوسف 4356. أبو بكر الزاغوني 2918. أبو بكر الزبيري 4365. أبو بكر بن زنجوية 793. أبو بكر بن أبي سالم 4357. أبو بكر بن أبي سبرة 1473. أبو بكر السراج 2272- 2444. أبو بكر بن أبي سعدان 1066. أبو بكر بن سعدوس 3868- 3869. أبو بكر بن سلمان 2799. أبو بكر بن سهل الدمياطي 2309- 2310- 3349. أبو بكر بن محمد السلمي 1264. أبو بكر بن شاذان 1062- 2681- 2682. أبو بكر الشاشي 2776- 2778. أبو بكر الشافعي 803- 1915- 1197. بكر بن أحمد الشعراني 789. أبو بكر بن أبي شيبة 860- 862- 1170- 1044- 1045- 226- 2157- 2253- 2364. أبو بكر الشيروي 4227. أبو بكر الصديق 304- 508- 578- 694- 745- 861- 948- 1028- 1096- 1164- 1294- 1605- 1190- 1752- 1753- 1856- 1879- 1890- 1894- 1903- 1904- 1905- 1906- 1907- 1909- 1910- 1946-

2153- 2167- 2255- 2939- 3120- 3123- 3129- 3135- 3138- 3155- 3156- 3230- 3314- 3322- 3352- 3386- 3389- 3679- 3963- 4251. أبو بكر الصنوبري 760- 1071- 2847- 4209- 4399- 4403- 4756. أبو بكر الطوسي 817- 1083- 1296- 3926. أبو بكر الطرسوسي 436- 4365- 4366. أبو بكر الطرشي 2776- 2778. أبو بكر بن طفج الاخشيد 675. أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث 4122. أبو بكر بن عبد الله بن مصعب 3747. أبو بكر بن عثمان بن محمد 3561- 4346. أبو بكر العربي 4533. أبو بكر العلوي 969. أبو بكر بن علي 722. أبو بكر بن أبي علي 1002- 4584. أبو بكر بن عمار 1828. أبو بكر بن عمير الجرجاني 4346. أبو بكر بن عياش 1178- 1385- 1403- 3342. أبو بكر بن أبي الفتح 4359. أبو بكر بن أبي الفرات 3934. أبو بكر بن فورك 1681. أبو بكر القطيعي 767. أبو بكر الكاشاني 1126. أبو بكر بن ماعز 3565. أبو بكر بن مالك القطيعي 769. أبو بكر المالكي 3867- 3869. أبو بكر المبرومن 2444. أبو بكر بن مجاهد 82- 791- 1461- 2265- 2272- 2444.

أبو بكر المجلد الحنفي 4367. أبو بكر المحلبي 1453. أبو بكر بن محمد بن عبده 3603. أبو بكر المروزي 1043- 0146- 3329- 4365. أبو بكر بن أبي مريم الغساني 4359. أبو بكر بن مزيد الخصي 112. أبو بكر بن مسعود الكلساني 4347. أبو بكر بن مسلم العابد 4354- 4428. أبو بكر المصري 4367. أبو بكر المصيصي 4363. أبو بكر بن بنت معاوية بن عمرو 804. أبو بكر المعويج الانطاكي 4361. أبو بكر المقرئ 791- 959- 1095- 1179- 2251- 2311. أبو بكر المهندس 2379. أبو بكر بن أبي موسى 1378. أبو بكر بن المؤمل 2720. أبو بكر الميانجي 1553. أبو بكر بن نوفل الحلبي 3455. أبو بكر بن نوفل بن الفرات 4669. أبو بكر النيسابوري 4361- 4775. أبو بكر بن هلال الحنائي 2468. بكر بن هوزة 3008. بكير بن الاشج 3613- 3994. بكير بن سوادة 3493. بكير بن عبد الله 3549. بكير بن محمد المنذري 4379- 4435- 4476. البلاذري أحمد بن جابر بن يحيى أبو بلال الاشعري 702- 703. بلال بن رباح مؤذن رسول الله 464- 1000- 1840- 1853- 2153- 4153. أبو بلج بن عثمان بن حنيف 1565.

بلك بن ارتق 105- 1963- 2234- 3486. بليان بن ملكان 3286. البليغ المعري 4568- 4665- 4722. البليغ المعري 1151. بوران بنت الحسن بن سهل 817- 2380- 2381. بوري بن طغتكين 1155- 1641. أبو البيان المعري 4230- 4702. ت تاج الدين بن الشهرزوري 2396. تاج الملك أبو الغنائم 2496- 4555- 4556. تتش بن ألب أرسلان 144- 1300- 1954- 1956- 1957- 1958- 2301- 2302- 2413- 2805- 3354- 4659- 3660- 4080- 4081- 4157- 4588. تراب بن عمر بن عبيد 2344- 29558. أبو تراب الكرخي 2256. أبو تراب النخشبي 1236. أبو الترك السلمي 4369. تركمان التركي 4080- 4081. الترمذي 1261. ابن تريك 4668. تكين بن طمغاج 1983. تماضر السلمية 539. تماضر بنت منظور 2317. تمرتاش بن ايلغازي 1963- 2234- 3480. أبو تمام الخراساني 4370. أبو تمام الطائي 4051- 4628- 4756. تمام بن كوهي 3259. تمام بن محمد الرازي 749- 860- 927- 1057- 1059- 1151- 1434- 1555- 1746- 2255- 2309- 2311- 2313- 2314- 2465- 2468- 2472- 2969- 3390- 3393- 3655.

تمام بن محمد الفارسي 926. تمام بن نجيح الملطي 1525. تميم بن باديس 1830. تميم بن تميم البصري 3431. تميم الداري 100- 101. تميم بن مالك 3334- 3339. تميم بن أبي فضل 4694- 4695. تميم بن ورقاء 2862. أبو تميمه السلمي 1302. تنوخ بن عبد المجيد 2843. أبو توبه الحلبي 730. أبو توبة المصري 4370. توزون 857- 858. تيراس بن يافث 155- 527. ابن تيمية خطيب حران 523. ث ثابت البناني 2038- 2047- 3360- 3363- 4343 ثابت بن بندار البقال 2777 ثابت بن ثوبان 3101- 3105 ثابت بن الحجاج 3796 ثابت الرصاصي 724 ثابت بن زيد 3970 ثابت بن سنان 1177- 2435- 3496 ثابت بن شقويق الامان 4560 ثابت بن أبي صفية الثمالي 1927- 3176- 3180 ثابت بن محمد الانصاري 2848 ثابت بن محمد الزاهد 1169- 3733 ثابت بن منصور الكليلي 3633 ثابت بن موسى 988 ثابت بن نصر 207- 208 ثابت بن نعيم الجذامي 2854- 2891

ثابت بن يزيد الصمادي 3816 أبو ثعلبة الخشني 4371 ثعلبة بن ذودان 536 ثعلبة بن زهدم الحنظلي 2148 ثعلبة بن عمرو 1864 ثعلبة بن محض 4543 ثمال بن صالح بن مرداس 1225- 1348- 2277- 2283- 2329- 2331- 2420- 2421- 2422- 2423- 2424- 4589 ثمامة بن الوليد العبسي 236 ثمل الخادم 3744 ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم 3549 ثوبان بن يافث 155- 3527 ثور بن عبد مناه 3565 ثور بن عفير 1892 ثور بن مرتع 2017 ثور بن يزيد 1722- 1740- 3101- 3104- 3105- 3549- 3622 ثويل بن بشر 2179 ج جاب بن مكيف 533 جابر عبد الله الانصاري 3120- 3135- 3244- 3249- 3250- 3622- 3983- 3984- 3987- 3999- 3627 جابر بن عبد الله الموصلي 2784 جابر بن قيس المذحجي 1923 الجارود بن يزيد النيسابوري 1262- 1266 جالينوس 2916 جامع بن علي 4191

جبريل بن يحيى 3332 جبلة بن الازرق 3549 جبلة بن الايهم 152- 2148- 4665 ابن أبي جبلة 4503 جبلة بن حمود الصدفي 3905 جبلة بن مالك البصري 1173 جبير بن نفير 3101- 3103- 3105- 4371 الجحاف بن حكيم 431- 432- 433 جحشنة بن العلاء 3796 جحدر بن مالك 269 جحظة البرمكي 835 أبو جحيفة 4372 الجراح بن مخلد 3826 جراد بن مجالد 2038- 2041- 3622 جراد بن مجاهد 2040 جران العود 4724 جرثومة بن ناشم 4371 جروة بن الحارث 2159- 2160 جرول بن الاحنف 3621 جرول بن جيفل 3360- 3363 جرير بن حازم 3471 جرير بن الخطفى 1334- 2104- 3925- 404 جرير بن شراحبيل الكندي 2825 جرير بن عبد الحميد الرازي 1384- 1403- 1404- 3496- 3875 جرير بن عبد الله 1911- 2116- 2100- 2121- 2169- 2170- 2809- 2815 جشم بن نائل بن زياد التغلبي 4238 ابن الجصاص 817 جعبر القشيري 551- 4158 الجعد بن عثمان اليشكري 4475

جعدة بنت الاشعث بن قيس 1916 جعدة بن كعب بن ربيعة 550 جعدة بن هبيرة 3337- 3338 أبو جعفر الانطاكي 4374 جعفر بن أحمد الحافظ 2707- 2718- 2720 جعفر بن أحمد الحمصي 2185 جعفر بن أحمد الدمشقي 3748 جعفر بن أحمد السراج 2964 جعفر بن أحمد بن سنان 2708- 2718 جعفر بن أحمد بن سوار 2367 جعفر بن أحمد بن صالح المعري 176- 165 جعفر بن أحمد بن عاصم 951 جعفر بن أحمد بن لقمان 2958 جعفر بن أحمد النصيبي 2184 جعفر بن أحمد الواسطي 1197 جعفر بن برقان 3842- 4506 جعفر بن بغلاقر 824 جعفر البغامردي 1113- 1242- 1499 أبو جعفر الجبائي 4436 أبو جعفر الجلابي 4379 جعفر بن جهضم 1510 جعفر بن الحارث 1722 جعفر الحذاء 760 جعفر بن حسان بن جراح 3677 جعفر بن الحسن النيسابوري 854 جعفر بن الحسن الهمداني 1632 أبو جعفر بن الحضرمي 2754 أبو جعفر الخراساني 431 أبو جعفر بن خلاءة الانطاكي 2675 جعفر الخلدي 850- 2885- 2228 جعفر بن درستويه 1189

جعفر بن دهقان 702 أبو جعفر الرازي 4286 جعفر بن أبي رجاء 1275 جعفر بن سليمان 121- 1377- 3805 أبو جعفر السمناني 1225 جعفر بن سنان الواسطي 2720 أبو جعفر بن سهل المروزي 4374 جعفر بن سهل القاضي 1616 جعفر بن سيد بن الازدي 4506 جعفر بن شاكر الصائغ 766 جعفر بن شهريل 1523- 1524 جعفر بن شمس 4774 جعفر بن شمس الخلافة 1632 أبو جعفر الصيدلاني 1657 جعفر بن أبي طالب 3005- 3127 أبو جعفر الطحاوي 1622- 2295- 2452- 2533- 2681 أبو جعفر الطوسي 4375 جعفر الطيالسي 3343- 3345 جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب 2465- 2468 جعفر بن عبد الله 370 جعفر بن عبد المطلب 2153 جعفر بن عبد الواحد الهاشمي 602- 1064- 1065 أبو جعفر الغرائمي 4392 جعفر علي التونسي 1632 أبو جعفر بن علي 4375 جعفر بن علي بن المهذب 1031- 1032- 74 جعفر بن عون 914- 1263- 1266- 2401- 2970- 2971- 3830 جعفر بن عيسى الناقد 791 جعفر الفريابي 1385 جعفر بن الفضل بن الفرات 180- 1124- 2375- 2533- 2542- 2962- 3188- 4626

أبو جعفر الفقيه 4378 أبو جعفر بن القادر 1349 أبو جعفر بن قدامة 705- 706- 1279 أبو جعفر القرطبي 4629 جعفر القلانسي 2311 أبو جعفر بن أبي كريث 4376 جعفر بن كليد 2329- 3676 أبو جعفر المبرقع الهاشمي 4377 جعفر المتوكل 1378- 1850- 1522- 1659- 2381- 4737 جعفر بن محمد الاسحاقي 1707 جعفر بن محمد الاعرج 1179 جعفر بن محمد بن بكر البالسي 766 جعفر بن محمد الترك 3531 جعفر بن محمد الجروي 789- 2969 جعفر بن محمد بن بنت حاتم 702- 703 جعفر بن محمد الحافظ 1266- 1385- 2257 جعفر بن محمد بن الحجاج 1064 جعفر بن محمد الخلدي 1057- 1059- 4227 جعفر بن محمد بن سوار 1251- 1662- 2365- 368 جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ 768- 2346 جعفر بن محمد بن شعيب 2781 جعفر بن محمد الصادق 3606 جعفر بن محمد الصابغ 1136 جعفر بن محمد الطائفي 2309- 2310 جعفر بن محمد العباداني 2776- 2777 جعفر بن محمد العباسي 1632 جعفر بن محمد الفريابي 804- 921- 926- 1059- 145- 2401- 2402- 3468- 3531 1847 جعفر بن محمد الفسوي 3826 جعفر بن محمد بن الفضل 961- 1181

جعفر بن محمد القلانسي 961- 1181 جعفر بن محمد المستغفري 3373- 3375 جعفر بن محمد المستملي 1136 جعفر بن نفير 4218- 4219- 4222- 4223 جعفر بن محمد بن هشام 1182 أبو جعفر المصيصي 4379 جعفر بن المعتمد 813 أبو جعفر المغازلي 1184- 4378 جعفر المفوض 813 أبو جعفر الملطي 4378 أبو جعفر الموسوي 2533 أبو جعفر المنصور 49- 170- 589- 1067- 1475- 1510- 1722- 1741- 3606- 3716- 3953 أبو جعفر المؤيد 4560 أبو جعفر النفيلي 3360 جعفر بن هارون 3470 أبو جعفر الهاشمي الحلبي 4377 جعفر الهمداني 1544 جعفر الوزان 1199 جعفر بن يحيى 1867- 1870- 1872 جعونة بن الحارث العامري 254- 4669 جعونة بن قرة 3176- 3180 أبو جفنة المصيصي 4380 الجلال الرازي 1268 جلال الدين بن باقي المعري 4664 الجلاء بن اللجلاج 2850 جماهر بن محمد الزملكاني 1622- 1624- 1659- 1661- 3655 أبو جمل بن عمر الكندي 4380 ابن جميع الصيداوي 2472 جميل بن الحسين 2780 أبو جناب الكلبي 4599

جنادة بن أبي أمية 3622 جنادة بن محمد 2533 جنادة بن مروان 2202 جندب بن جنادة الغفاري 3232 جندب الخير 312 جندب بن زهير 3120- 4250 جندب بن سفيان الحلبي 1852- 1853- 2148- 2161 أبو جندل بن سهل 582 جني الصفواني 112 الجنيد بن محمد 762- 1066- 4212- 4213- 4214- 4218- 4219- 4220- 4222- 4223- 4225- 4228- 4229- 4354- 4354- 4592 أبو الجهم بن طالب 1053- 1165- 2452- 2454 أبو جهيم بن الحارث 4245 ابن أبي الجهم المعري 4702 جهيل بن نصير بن زيد 545 أبو جهمة الاسدي 4381 الجواد بن عبد الله 4026 الجواد بن ممدود 4353 ابن الجواليقي 4628 ابن جوصاء 1166 ابن أبي الجوع الوراق 641 جومر بن يافث 1541 جويرية بن أسماء 1842- 3781 جويرية بن سهل الباهلي 4380 أبو الجويرية المجري 4381 أبو الجيش بن لؤلؤ السيفي 4382

ح حابس بن ربيعة 298 حابس بن سعد 298- 3869- 4026 حاتم بن اسماعيل المدني 3830 أبو حاتم الرازي 951- 956- 1437- 1469- 1661- 1836- 1862- 4001 حاتم بن سليم 536 حاتم بن عبد الله الجهازي 2678- 2679 حاتم بن الليث 3343- 3345 حاث بن كنعان 527 أبو حاجب الحاجبي 1555 حاجب بن زرارة التميمي 2926 حاجب بن سليمان 958- 1255- 2180- 2248- 3092 الحاجزي الحلبي 4753 الحارث بن أبي أسامة 766- 768- 1136- 1493- 1494- 2877- 2882 أبو حارث الاولاسي 4385 الحارث بن بهثة 541 الحارث بن ثعلبة 536 الحارث بن جبلة 2186- 2187- 2188 الحارث بن جمهان الجعفي 2223 الحارث بن الحارث الغامدي 1695- 1698- 1704- 3101- 3104- 3105 الحارث بن حبل 3964 الحارث بن حزقل 3622 الحارث بن زهير 539- 556- 557- 558 الحارث بن سعد بن حمدان التغلبي 110- 439- 1932- 2527- 2674- 2675- 2924- 4566- 4693 الحارث بن شمر 2018- 2189- 2194 الحارث بن الصمة 4244- 4245 الحارث بن عبد المطلب 4172- 4173

الحارث بن عطية 1195 الحارث بن عمران الجعفي 3832 الحارث بن عمرو 4256 الحارث بن قطيعة 539 الحارث بن قيس 1412- 1858 الحارث بن محمد بن أبي أسامة 2883 الحارث بن محمد الفهري 1842 الحارث بن مكين 722- 3942 الحارث بن المطلب 869- 2 الحارث بن معاوية 2017 الحارث بن نعمان البزاز 2202- 2206- 2207- 2789 الحارث بن نمير 554 الحارث بن يزيد بن رويم 2626 حارثة بن سراقة 1901- 1902- 1905 حارس المحاسبي 848- 849 أبو حازم الاسدي 4386 أبو حازم المديني الاعرج 4386 أبو حازم بن أبي يعلى 3633 الحاكم الفاطمي 1110- 4771 ابن بنت حامد 4710 حامد بن أحمد الغرناطي 1632- 2737 حامد بن بختيار 876- 888- 4559 حامد بن حجر 1582 أبو حامد الزاهد 4390 أبو حامد بن الشرقي 722- 2368 حامد بن شعيب 2885 أبو حامد الغزالي 2489 حامد بن أبي الفتح المديني 2760 أبو حامد القوصي 1174- 1574 أبو حامد الكاتب 4552 حامد بن محمد البلخي 2883 أبو حامد بن محمد الحلبي 4390

حامد بن محمد الرفاء 3389 حامد بن محمد بن شعيب 1622- 1623- 1624- 2887 حامد بن يحيى البلخي 1184- 1185- 1186- 2964- 2965 4367- 4420 حامد بن يحيى البلخي 962 حامد بن يزيد المذحجي 1455 حامد بن يوسف البرزندي 2514- 2515 حائذ بن أبي شالوم بن العيص بن اسحاق 375 حبي بنت عمرو 3121 حبي بنت قرط 1302 حبال بن خويلد 536 حبال بن عمرو 1925 حبان بن زيد الشرعبي 2204- 2205- 2206 حبان بن علي الغزي 1755 حبان بن قيس 4744 حبان بن موسى 2364- 2367 حبة بن الربيع بن طارق 2148 حبش بن الربيع بن طارق 2308- 2310 حبيب بن أوس الطائي 3198- 3201- 4369- 4756 حبيب بن بهريز 1599 حبيب بن أبي ثابت 2713- 2714- 2466 حبيب بن أبي حبيب 3068 حبيب بن الحسن القزاز 748 حبيب بن سالم 3089 حبيب بن شهيد 2983 حبيب بن عبيد الرحبي 2202- 2206 حبيب بن مسلمة 120- 231- 239- 247- 247- 253- 257- 258- 271- 572- 579- 3157- 4058- 4186- 2604 4700 حبيب بن مطهر 2628-

حبيب النجار 91- 93- 95- 96- 99- 100- 469 حبيب بن النعمان الاسدي 3227- 3237- 3238- 3830 حبيب بن يسار 3830 حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زراره 1565- 1568 حبيش الاعم 2986 حبيش بن دلجة 4296 الحجاج بن ارطاة 1722- 1740 حجاج بن الحجاج 3933 حجاج بن الريان 2310 الحجاج بن فرافصة 2848 الحجاج بن القرية 187 الحجاج القضاعي الشاعر 2104 حجاج بن محمد الاعور 1063- 1201- 1459- 1468- 1723 1741- 2401- 2789- 3917- 4429 914 حجاج بن منهال 914 حجاج بن أبي منيع 1169- 1170- 1201 الحجاج بن هشام 2035 الحجاج بن يوسف 91- 159- 433- 434- 2037- 2039- 2040- 2044- 2046- 1047 2050- 2053- 2054- 2056- 2058 2059- 2060- 2062- 2064- 2065 265- 2066- 2067- 2068- 2069 2070- 271- 2072- 2074- 2075 2075- 2076- 2077- 2079- 2080 2078- 2084- 2086- 2090- 2031 2033- 2096- 2097- 2098- 2099 2099- 2319- 4127- 4622- 4626 الحجاج بن يوسف الرصافي 1168- 1622- 2100- 2102- 1203 حجار بن أبجر 2626

حجر بن حجر الكندي 3101- 3105 حجر بن عدي الكندي 1339- 2105- 2106- 2110- 2111 2113- 2114- 2116- 2117- 2117 2118- 2120- 2121- 2123- 2125 2127- 2128- 2130- 2131 حجر بن عمرو 2018 حجر بن عنبس الكوفي 2132- 2133- 2134 حجر بن قحطان الوادعي 2134 حجر بن مدرك الغساني 2137- 2138- 2139 حجر بن يزيد الكندي 4186 حجر بن يزيد بن مرة 2109 حجر بن يزيد بن معاوية 2135- 2136 حديد بن جعفر 2309- 4311 ابن أبي الحديد 2235 حديد السلمي 2140 حديد بن كريب 4371 حذافة بن زهير 558 أبو حذيفة بن بشر 96 حذيفة بن حسل 2175 حذيفة بن الحسن المصيصي 2145- 2178 حذيفة بن قتادة المرعشي 235- 805- 2145- 2146- 2147 أبو حذيفة الهندي 791- 1266 حذيفة بن اليمان 2147- 2148- 2149- 2150- 2151 2152- 2153- 2154- 2155- 2156- 2157- 2158- 2160- 2161- 2162- 2163- 2164- 2165- 2166- 2168- 2169- 2170- 2171- 2172- 2175- 2176- 2177- 2178 4316- 2147 حذيم بن زهير 539 الحر بن سهم التميمي 2222

الحر بن العبسي 2225 الحر بن الصباح النخعي 2223 الحر بن يزيد التميمي 2623- 2626 الحر بن يوسف بن عبد شمس 2223- 2224- 2225- 2854 الحراق بن الحصين الكلبي 2854 حرب بن بيان 2180- 2181 حرب بن سعيد بن حمدون 2181 حرب بن عبد الله الطائي 2185 جرب بن عدي 2182 حرب بن قيس الشيزري 2182 أبو حرب المبرقع 3621 حرب بن محمد الخطامي 2183 حرب بن محمد بن عامر 2183 حرب بن محمد الموصلي 2185 حرملة بن حكيم 2186 حرملة بن زيد الجهني 2188 حرملة بن المنكدر بن شعبة 2188- 2189 حرملة بن يحيى 1523- 1524- 1812- 2364- 2367- 2798- 2799 حرمي بن حفص 1044- 2378- 2379 حريث بن بحدل 2197 حريث بن جابر الحنفي 2197- 2198- 2199 حريث بن شهريار 2199- 2201 حريث بن عثمان 733- 2201- 2204- 2205- 2206- 2207- 2210- 2211- 2212- 2216- 2217- 2219- 2221- 3101- 3105- 3549 حريش السكوني 2221 حريم بن فاتك بن الأخرم 3227 حزام بن خويلد 2900 حزن بن عبد عمرو 2225

حسام بن غزي المحلي 2228- 2229- 2230 حسام الدين تمرتاس 1964- 1965 حسام الدين لاجين 62 ابن أبي حسان 921 أبو حسان الأعرج 1875 حسان بن الحباب القشيري 2231- 2233- 4200 حسان بن تميم 2794 حسان بن ثابت 1918- 3005- 3053 حسان السلماني البدوي 2244 حسان بن عطية 926 حسان بن كريب 2989 حسان بن كمشتكين التركي 2234- 3218 حسان بن مالك بن بحدل 2235- 2236- 2237 حسان بن ماهوية الانطاكي 2240- 2236 حسان بن محمد الفقيه 811- 2237- 2708- 2720 حسان بن مخدوج الذهلي 2238- 2239 حسان بن مرة بن ذهل 428 حسان بن المفرج بن الجراح 2239- 2542- 2549 حسان بن مكتوم 3482 حسان المنبجي 322 حسان بن نمير الدمشقي 2241- 2242 الحسن بن ابراهيم الآمدي 4768 الحسن بن ابراهيم التنوخي 2245 الحسن بن ابراهيم الخشاب 457- 584- 591- 1325- 1877- 2246- 2247- 2417- 2912- 2916- 2926- 2930- 4595 الحسن بن ابراهيم بن زولاق 1139- 2409 الحسن بن ابراهيم الفارقي 2351- 2353 أبو الحسن الآبري 1121- 3777 الحسن بن أحمد بن ابراهيم 2252- 3632

الحسن بن أحمد الاسدي 2248 الحسن بن أحمد الالهاني 947 الحسن بن أحمد الامام 1072- 2290 الحسن بن أحمد الانطاكي 1518- 1519- 2971 حسن بن أحمد الاوقي 2284- 2287 الحسن بن أحمد بن البناء 2770 الحسن بن أحمد البالسي 2250- 2289- 2308- 2328 الحسن بن بكير 2253 الحسن بن أحمد التميمي 2256 الحسن بن أحمد التنوخي 2290 الحسن بن احمد بن حبيب 2253- 2254 الحسن بن احمد الحداد 950- 1709 الحسن بن أحمد بن الحسن 2255 الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني 4003 الحسن بن أحمد بن أبي الحسين 2318 الحسن بن أحمد الحلبي البحري 971- 974- 2251- 2284- 2343 الحسن بن أحمد الخشندي 1632 أبو الحسن بن أحمد الدويدة 4391 الحسن ابن أحمد السامي 2293 الحسن بن أحمد السبيعي 2257- 2259 الحسن بن أحمد بن شعيب 1177- 1178 الحسن بن أحمد صالح السبيعي 802 الحسن بن أحمد الصوري 1708 الحسن بن احمد العدل 1256 الحسن بن احمد العطار 1620 الحسن بن احمد الفسوي 2265 الحسن بن احمد بن فيل 1747- 2313- 2314 الحسن بن احمد العربستاني 2275 الحسن بن احمد الكفرطابي 2284 الحسن بن أحمد بن الليث 1153 الحسن بن أحمد بن المبارك 1151

الحسن بن أحمد المخلدي 1672 الحسن بن أحمد المعري 2291 الحسن بن أحمد بن المعلم 2276- 2279 الحسن بن أحمد المقرئ 4400 الحسن بن أحمد المهلبي 58- 134- 154- 178- 348- 469- 2293 أبو الحسن الاخفش 2272 الحسن بن ادريس الانصاري 2707 الحسن بن اسحاق الانطاكي 2298 الحسن بن اسحاق بن بلبل 2298 الحسن بن اسحاق بن زيد 1037- 2295 الحسن بن اسحاق النيسابوري 2293 الحسن بن أسد 2298 الحسن بن اسماعيل الضراب 1136- 3532 الحسن بن اسماعيل الغساني 3652 حسن بن اسماعيل بن كاسيبويه 2302- 2303 الحسن بن الاشعث بن علي 2304- 2305 الحسن بن الاشعث المنبجي 1002- 4591 أبو الحسن الاشعري 2466 أبو الحسن بن أم شيبان الهاشمي 643 أبو الحسن الانطاكي 4404 الحسن بن ايوب الهاشمي 2306 ابو الحسن بن البادا 332 الحسن بن بركات القرشي 2752 ابو الحسن البزاز 4215 الحسن بن بشر الطرسوسي 2307 ابو الحسن البصري 4406 أبو الحسن البغدادي الصوفي 4212 أبو الحسن البغراسي 4399- 4435- 4436 الحسن بن بقاء الهمداني 2328

أبو الحسن بن أبي بكر اليزدي 4398 الحسن بن بندار بن خير 2328 أبو الحسن البيهقي 2692 أبو الحسن بن الترجمان 1027 الحسن بن المتيم الرقي 1123 أبو الحسن التهامي 4397 الحسن بن ثواب 2307 أبو الحسن بن ثوابة 4391 الحسن بن جبارة الضراب 3393 أبو الحسن الجرجاني 1008 الحسن بن جرير الصوري 1432 الحسن بن جعفر الانطاكي 2249- 2308 الحسن بن أبي جعفر الحلبي 766- 1661- 1662- 3470 الحسن بن جعفر العلوي 2549- 2760 ابو الحسن بن جعفر المتوكل 4391 أبو الحسن بن جهضم 119- 4659 أبو الحسن بن جوصاء 1165- 1179- 1814- 2708- 2720 الحسن بن الحارث الجنوبي 1108 الحسن بن حبيب 2308- 2310- 2312 الحسن بن حبيب (أبو علي) 749- 1053- 1177 الحسن بن حبيب الحضائري 2969 الحسن بن حبيب بن عبد الملك 1950 الحسن بن حبيب الكرماني 1490 الحسن بن حجاج الطبراني 2249- 2312- 2315 ابو الحسن بن أبي الحديد 1617- 1620- 1621 الحسن بن أبي الحر الزريقي 1484 الحسن بن الحسن الانصاري 2325 ابن أبي الحسن البصري 1302- 1402- 2096- 2099- 2827- 2836- 2839- 2840- 3360- 4071- 4335

الحسن بن الحسن بن ابي الضحاك 2315 الحسن بن الحسن بن علي 2316- 2317- 2318- 2319- 2321- 2322- 2323- 2325- 4028- 4207 الحسن بن عرفة 964- 975- 1042- 1072- 1074- 1144- 1524- 1723- 1740- 1741- 2511- 2512 الحسن بن الحسن المصيصي 2327 الحسن بن الحسن بن النحاس 1632 الحسن بن الحسن بن ناهض 2327 الحسن بن الحسين 2315 ابو الحسن بن حسين بن أحمد الاندلسي 460 الحسن بن الحسين البزاز 2934 الحسن بن الحسين بن بندار 2289 الحسن بن الحسين التفليسي 2466- 2469 الحسن بن الحسين بن جعفر 2328 الحسن بن الحسين بن حمدان 2329 الحسن بن الحسين بن حمكان 3777 الحسن بن الحسين الخمكري 804 الحسن بن الحسين الضحاك 2332 الحسن بن الحسين بن عجل 2333 الحسن بن الحسين بن محمد 2334 الحسن بن الحسين بن مندل 2333 ابو الحسن الحصري 1269 الحسن الحفري 3468 الحسن بن حفص الاندلسي 1151 الحسن بن الحكم النخعي 3723 ابو الحسن الحلبي 4155- 4204- 4402 ابو الحسن الحمامي 2471 الحسن بن حميد المرعشي 2342 الحسن بن حميد المنبجي 2342

أبو الحسن الحنائي 2681 الحسن بن حيدرة الداودي 1708 حسنة بنت خاقان 4530 الحسن بن أبي الخطيب 358 الحسن بن الخضر الاسيوطي 3346- 3348 الحسن بن الخليل 2343 ابو الحسن الدارقطني 767- 771- 861- 921- 959- 960- 1180- 1861- 1862- 2682- 3951- 3988 حسن بن داود بن ابراهيم 2343 الحسن بن داود بن بابشاذ 2484 أبو الحسن بن داود الداراني 2311 ابو الحسن الداوودي 2491 حسن بن الداية 4004 الحسن بن دعبل 3497 الحسن الدلفي 864- 897- 4402 أبو الحسن بن الدويدة 2416 أبو الحسن الديلي 4407- 4408 أبو الحسن بن الرءايين 4200 الحسن بن الربيع 1885 الحسن بن الربيع البوراني 1455 الحسن بن الربيع البجلي 2345- 2346- 2347 الحسن بن أبي الربيع الجرجاني 3826 أبو الحسن الرشيدي 1075- 1076- 1077 الحسن بن رشيق 878- 882- 883- 2677- 3346- 3349- 3350- 4074 أبو الحسن الرفقي 4409 أبو الحسن بن زرقوية 770 أبو الحسن الزعفراني 2265 الحسن بن زمام 2347- 2349 الحسن بن زهرة المحلبي 2913

الحسن بن زهرة بن زهرة 2349- 2350 الحسن بن زولاق 2960 الحسن بن زيد 2350- 2784 أبو الحسن بن زيد الشيزري 4392 الحسن بن ساعد المبنجي 4100 الحسن بن سالم 370 الحسن بن سعيد بن ابراهيم 2351 الحسن بن سعيد بن بندار 5353 الحسن بن سعيد الديار بكري 1278 الحسن بن سعيد القريشي 961 الحسن بن سفيان الشيباني 2364 الحسن بن سفيان المصيصي 1042- 1385- 1405- 2369- 2371- 2372- 2373- 2707- 2718- 2720- 422. الحسن بن سفيان النسوي 3777 أبو الحسن بن السكاك الفاسي 4240 الحسن بن سلامة بن ساعد 2387 الحسن بن سلامة بن محمد 2388 الحسن بن السلم الحراني 2373 الحسن بن سلمان 949 أبو الحسن بن سلمان 2353 الحسن بن سليمان 3390 الحسن بن سليمان الانطاكي 2376- 2379 الحسن بن سليمان بن الخير 2374 الحسن بن سليمان بن سلام 2377 الحسن بن سليمان بن القاسم 2374 الحسن بن سليمان بن بنوس 2377 الحسن السمرقندي 4460- 4461 أبو الحسن بن السمسار 1166- 2743

الحسن بن سهل بن عبد الله 1277- 2380- 2381- 2382- 2383- 2386 الحسن بن شاكر 1812 أبو الحسن الخزاعي 780 حسن بن شقرة 1749 أبو الحسن الشمشاطي 4489- 4669- 4689- 4709- 4745- 4755- 4774 أبو الحسن بن شنبوذ 1177 الحسن بن صاحب الشاشي 2388- 2390- 3431 الحسن بن صافي بن عبد الله 2390 الحسن بن صالح 4335 الحسن بن الصباح البزاز 2401- 2402- 2403 الحسن بن الصباح الواسطي 3334- 3339- 4094 الحسن بن صصرى 1561- 2351- 4426 الحسن بن صفوان الانطاكي 2404 الحسن الصوفي العجلي 475 الحسن بن طارق بن عوف 2045- 2407- 2408 الحسن بن طاهر بن الحسين 2408- 2413 الحسن بن طاهر بن يحيى 2408- 2409- 2413 أبو الحسن بن طلحة 4573 الحسن بن الطيب 1831 الحسن بن العباس بن أبي الجن 2415 الحسن بن عبد الاعلى البياسي 781- 2455 الحسن بن عبد الرحمن بن جبل 2455 الحسن بن عبد الرحمن الحطاب 2472 الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد 1151 الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي 702 الحسن بن عبد الرزاق 2456 الحسن بن عبد السلام الخطيب 3497 أبو الحسن بن عبد السلام الكاتب 2353 الحسن بن عبد الكريم بن المهذب 2457 الحسن بن عامر بن الحسن 2414

الحسن بن عبد الله بن ابراهيم 2452 الحسن بن عبد الله البالسي 2453- 2772- 2773 الحسن بن عبد الله البعلبكي 1062- 2305 الحسن بن عبد الله الحراني 2438 الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة 912- 2417- 2419- 2421 الحسن بن عبد الله بن حمدان 2181- 2433- 2436- 2437- 2447 الحسن بن عبد الله الختلي 2432 الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري 113 الحسن بن عبد الله بن سهل 1708 الحسن بن عبد الله السيرافي 2443 الحسن بن عبد الله بن شافع 2428 الحسن بن عبد الله بن صالح 2438 الحسين بن عبد الله الصوفي 2512 الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمن 2430 الحسن بن عبد الله بن عبد السلام 2429 الحسن بن عبد الله النخعي 4464 الحسن بن عبد الله العدوي 2363- 2437 الحسن بن عبد الله العسكري 1862 الحسن بن عبد الله بن عمرو 2440 الحسن بن عبد الله بن المرزبان 2444 أبو الحسن بن عبد الله النفوطي 4394 الحسن بن عبد الله النهاوندي 2454 الحسن بن عبد الله بن نوفل 2458 الحسن بن عبد الواحد الحراني 2459 الحسن بن عبد الوهاب الصائغ 2459 الحسن بن عبيد الهمذاني 1412 الحسن بن عتبة اللهبي 2743 أبو الحسن العتيقي 1502- 1503- 1195 الحسن بن عثمان 139- 476 الحسن بن عجل 2439 الحسن بن العجمي 2421

الحسن بن عدي الاديب 2744 الحسن بن عرفة 964- 975- 1042- 1072- 1144- 1524- 1723- 1740- 1741- 2511 2512 الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي (نظام الملك) 2478- 2481- 2482- 2486- 2487 2488- 2489- 2490- 2499- 2500- 2501 الحسن الانصاري 2505 الحسن بن علي الاهوازي 972- 1041- 2468- 2503- 3351 الحسن بن علي البالسي 1707 الحسن بن علي بن أبي جرادة 1155 الحسن بن علي الجوهري 1091- 2343 الحسن بن علي الجويني 2460- 2461 الحسن بن علي بن حرب 2502 الحسن بن علي الحلواني 1437 الحسن بن علي الخفاف 835 الحسن بن علي الداري 3492 الحسن بن علي بن رشيد 2502 الحسن بن علي السقيني 3096 الحسن بن عبد السلام الخطيب 3497 الحسن بن عبد الكريم بن المهذب 2457 أبو الحسن بن عبد السلام الكاتب 2353 الحسن بن علي بن شواش 1746- 1748- 2503- 2505 الحسن بن علي الصقلي 2311 الحسن بن علي بن أبي طالب 503- 1240- 1507- 1893- 1895 1897- 1927- 2152- 2153- 2254 2316- 2326- 2565- 2578- 2579 2581- 2584- 2667- 3089- 3091 3117- 3783- 3881- 3974- 3976 4199- 4277- 4278- 4713- 4714

الحسن بن علي العدوي 921- 3375 الحسن بن علي العطار 2477 الحسن بن علي بن عفان 1195 الحسن بن علي بن عمر 864 الحسن بن علي الفارسي 926 الحسن بن علي الفسوي 925 الحسن بن علي الفقيه 1042 الحسن بن علي القاضي 2784 الحسن بن علي القطان 2962 الحسن بن علي الكفرطابي 2743 الحسن بن علي بن مسعود 2474 الحسن بن علي المعمري 2783- 3343- 3345 الحسن بن علي بن ملهم 3790 الحسن بن علي المنبجي 2304- 2305 الحسن بن علي الوخشي 2672 الحسن بن علي بن وكيع 2474- 2475- 2501 الحسن بن علي بن الوليد 1662 الحسن بن عليل البصري 1072- 1074 الحسن بن عمارة 1165- 1606- 3446 الحسن بن عمران 1153 الحسن بن عمر الرقي 3842- 4506 الحسن بن عمر الطوسي البياع 1003- 1008- 1009 أبو الحسن بن عم 4394 أبو الحسن العيشي 4400 الحسن بن غالب الحربي 2759 الحسن بن غالب المقرئ 2770 أبو الحسن الفارقي 2534- 2542 أبو الحسن الفاسي 1213- 3591- 4512 أبو الحسن الفراء 4407 الحسن بن الفرج 2719- 2720 أبو الحسن الفياضي 195- 196

الحسن بن قتيبة الخزاعي 3497- 4403 الحسن بن قحطبة الطائي 185- 236- 240- 255 حسن قراقش 3218- 3219 أبو الحسن الكوفي 2654 أبو الحسن الكندي 4204 أبو الحسن الماذرائي 4505 الحسن بن المثنى 1239 الحسن بن محمد بن أبر 1515 الحسن بن محمد بن اسحاق 851 الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي 4254 الحسن بن محمد الاموي 835 أبو الحسن بن محمد البخاري 4396 الحسن بن محمد بن بلال 951 الحسن بن محمد الثقفي 1072 الحسن بن محمد بن جابر 1266- 1510 الحسن بن محمد بن الحسن 1862- 3648- 4258- 4260 الحسن بن محمد بن حمد 1027 الحسن بن محمد بن حنيفة 2316- 2319 الحسن بن محمد بن درستوية 961- 2465- 2468 الحسن بن محمد الدمشقي 989- 3464 الحسن بن محمد الزعفراني 748- 2877- 2882- 2883 الحسن بن محمد السكوني 1240- 2885 الحسن بن محمد بن الصباح 975- 2389- 3472- 3603 الحسن بن محمد الصباغ 2388 الحسن بن محمد الصيداوي 2724 الحسن بن محمد بن طلحة 2415 الحسن بن محمد العمري 2776 الحسن بن محمد الغساني 1171- 1723 الحسن بن محمد القيلوي 1360- 2558 الحسن بن محمد الكرماني 4529 الحسن بن محمد بن محمد 3719 الحسن بن محمد المطهر 4676

الحسن بن محمد المهلبي 1490 الحسن بن محمد بن موسى 1708 الحسن بن محمد الوشاء 2257 أبو الحسن المدائني 4596 أبو الحسن المديني 4307 الحسن المزاني 4709 الحسن بن مسعود البغوي 1028 أبو الحسن المشوق 4401 أبو الحسن المشعوف 4401 أبو الحسن المصيصي العابد 4403- 4404 أبو الحسن المعري 4405 أبو الحسن المعنوي 1093 أبو الحسن بن مقسم المقرئ 4228 أبو الحسن بن المقير 370 الحسن بن مكرم البزاز 766- 768- 769- 1492- 1494- 3392 أبو الحسن الملطي 3956 الحسن بن منير التنوخي 2773- 2774 الحسن بن منصور البرمكي 4641 الحسن بن منصور السمعاني 2479- 2484 الحسن بن منصور المصيصي 921 الحسن بن مهاجر 1112 أبو الحسن الموازيني 3312 حسن بن الموج الفوعي 481- 482 الحسن بن موسى الأشيب 1063- 2202- 2206- 2207- 3887 الحسن بن موسى الثغري 756 الحسن بن هانىء (أبو نواس) 4645 أبو الحسن بن أبي نصر 4399 الحسن بن نصر المروزي 2772 أبو الحسن بن ننجاب الطيبي 1347 أبو الحسن النوري 1066

الحسن بن هانىء 3497 الحسن بن هبة الله الحتيتي 54 الحسن بن هبة الله الشافعي 966- 2506 الحسن بن هبة الله بن صصرى 1293- 1370- 2953- 3313- 3465- 3690 الحسن بن هبة الله بن يحيى 743 الحسن بن هشام البلدي 1184- 1186 أبو الحسن الواسطي 2674 الحسن بن واقع 4117 الحسن بن الياس 2305 الحسن بن يحيى الخشني 1437 الحسن بن يحيى بن صباح 1632 الحسن بن يزيد الأنطاكي 3904 الحسن بن يزيد المؤذن 1493 الحسن بن يوسف الصيرفي 1042 الحسن بن يوسف الطرائفي 2677 حسنون بن محمد بن عبد الله 2808 حسنون المعري 2674 حسنون بن الهيثم الدويدي 3441 حسين بن جابر العبسي 2160- 2161- 4290 الحسين بن ابراهيم الاربلي 1058- 4013 الحسين بن ابراهيم بن عامر 1469 الحسين بن احمد الباهلي 921 الحسين بن احمد الثقفي 1811- 2750 الحسين بن احمد الحافظ 1040 الحسين بن احمد بن خالويه 686- 875- 971- 1000- 1093- 1107- 1227- 1490- 2265- 3312- 4301- 4323- 4531 الحسين بن احمد الخطيب 162 الحسن بن احمد الربعي 1199 الحسين بن احمد بن سلمة المالكي 1027 الحسين بن احمد الصوري 1673- 1682

الحسين بن احمد الصيرفي 4419 أبو الحسين بن احمد الطيب 4410 الحسين بن احمد بن فيل 1746 الحسين بن احمد القزويني 1877 الحسين بن احمد المالكي الربعي 1173 الحسين بن أحمد المديني 3351- 3353 الحسين بن احمد النحوي 2671- 2747 الحسين بن اسحاق الانصاري 2718- 2720 الحسين بن اسحاق 3198 الحسين بن اسحاق التستري 1186 الحسين بن اسماعيل 707- 751- 754- 2401 الحسين بن اسماعيل بن المهذب 1226- 3323 الحسين بن أيوب العكبري 2777 الحسين بن ايوب الهاشمي 2249 أبو الحسين البالسي 1279 ابو الحسين بن أبي التمام القائي 4411 الحسين بن جعفر 2524- 4553- 4554 الحسين بن جعفر الزيات 3349 حسين الجعفي 3733- 4018 ابو الحسين بن جميع 1434- 2311- 2545- 4469 حسين جناح الدولة 2805- 3659- 3660 الحسين بن الجنيد الدامغاني 704 الحسين بن حبان 1379 الحسين بن الحسن الأسدي 2797 ابو الحسين بن حذيق 4410 ابو الحسين الحراني 2726 الحسين بن حريث 76 الحسين بن الحسن بن البن 2794 الحسين بن الحسن الحيبني 2802 الحسين بن الحسن بن حمدان 545- 760- 937- 1941- 2331- 4290 الحسين بن الحسن العسكري 1136

الحسين بن الحسن الطرطوسي 2284 الحسين بن الحسن بن محمد 2335 الحسين بن الحسن المروزي 2100- 3826 الحسين بن الحسن الوراق 1042 الحسين بن الحكم الحيري 3393 الحسين الحلاج 4366 الحسين الحلبي 2804 ابو الحسين الحلبي 4422- 4423 الحسين بن حميد العكي 1217 ابو الحسين الخفاف 1484 الحسين بن خميس الموصلي 2797 ابو الحسين الدراج 4365 ابو الحسين الرازي 961- 1434- 2269- 2311- 2721- 2740- 2774- 3777- 3953- 4185- 4737 الحسين بن احمد الربعي 2308 ابو الحسين الزاهد المقدسي 463- 4061- 4416 الحسين بن زكروية بن مهروية 927- 937 الحسين بن زياد المروزي 1455 الحسين بن ابي زيد الدباغ 1525- 1533 الحسين بن زيد بن علي 1045- 4051 الحسين بن سعد بن حمدان 2181 حسين بن سليم الانطاكي 221 الحسين بن شبيب الابري 4354- 4428 ابو الحسين الشمشاطي 4738 الحسين بن شنيف 3212 الحسين بن صاحب المهدي 170 الحسين بن ابي طالب المصيصي 2801 الحسين بن طاهر 2410- 2411 أبو الحسين بن الطحان 4624- 4718 الحسين بن عبد الرحمن الحلبي 2518 الحسين بن عبد الرحمن الكرابيسي 2513

الحسين بن عبد الرحمن بن مروان 2517 الحسين بن عبد الله 3390 الحسين بن عبد الله الارتاحي 2513 الحسين بن عبد الله الانطاكي 2513 الحسين بن عبد الله البغراسي 2513 الحسين بن عبد الله الجوهري 817 الحسين بن عبد الله الخادم 2511 الحسين بن عبد الله الرقي 1522- 1623- 1624 الحسين بن عبد الله السمرقندي 956 أبو الحسين بن أبي عبد الله الصوفي 4411 الحسين بن عبد الله بن عبدان 2313 الحسين بن عبد الله بن عبيد الله 3613 الحسين بن عبد الله القطان 1518- 1612- 1622 الحسين بن عبد الواحد القنسريني 2523 الحسين بن عبد الوهاب 2304- 2305 الحسين بن عبيد المصيصي 2525 الحسين بن عبيد الهمذاني 2524 الحسين بن عبيد الله 2524 الحسين بن عبيد الله الابزازي 3441 الحسين بن عبيد الله المقرئ 2674 الحسين بن عثمان 1167 الحسين بن العطار المصيصي 2803 الحسين بن عطاف 3383 الحسين بن علوان 761 الحسين بن علي بن احمد 4003 ابو الحسين بن اخت علي الفارسي 4051 الحسين بن علي بن اسحاق 2677- 2771 الحسين بن علي بن أبي أسامة 1084- 1706 الحسين بن علي الاصبهاني 2723 الحسين بن علي الانطاكي 2726- 2729 الحسين بن أبي علي 2801 الحسين بن علي التتري 2777 الحسين بن علي التميمي 2402

الحسين بن علي الجعفي 913- 916- 1516 الحسين بن علي جعفر 2680 الحسين بن علي الحافظ 2364 الحسين بن علي بن الحسين 2532 الحسين بن علي الحلبي 1144- 2433- 2673- 2680- 3324- 4374- 4500 الحسين بن علي بن حماد الموصلي 2556 الحسين بن علي بن حمدان 2527- 2528- 2530 الحسين بن علي بن دحيم 1145 الحسين بن علي الدئلي 2695- 2697 الحسين بن علي بن سعيد 2558 الحسين بن علي بن أبي طالب 62- 103- 104- 411- 413- 530- 1240- 1507- 124- 1507- 880- 2154- 2153- 2254- 2368- 2526- 2550- 2562- 2564- 2565- 2567- 2568- 2569- 2572- 2573- 4574- 2575- 2576- 2578- 2579- 2581- 2582- 2583- 2584- 2585- 2586- 2587- 2589- 2593- 2594- 2596- 2604- 2605- 2606- 2607- 2608- 2609- 2611- 2612- 2613- 2614- 2616- 2617- 2618- 2620- 2621- 2624- 2625- 2626- 2629- 2630- 2641- 2642- 2643- 2644- 2645- 2646- 2650- 2651- 2652- 2654- 2657- 2658- 2659- 2661- 2662- 2663- 2664- 2665- 2667- 2671- 2725- 2759- 4030- 4044- 4252- 4765

الحسين بن علي الطبري 688- 2722- 2776 الحسين بن علي طهمان 2560 الحسين بن علي بن العباس 2561 الحسين بن علي بن عبد الصمد 2683 الحسين بن علي بن عبيد الله 2671 الحسين بن علي العجلي 1178- 1220 الحسين بن علي العطار 2722 الحسين بن علي بن عيسى 2674 الحسين بن علي الفقيه 2726 الحسين بن علي (كورة) 2725 الحسين بن علي بن كوجك 2676 الحسين بن علي بن محمد 2673- 2701 الحسين بن علي بن مروان 2721 الحسين بن علي المغربي 130- 350- 1078- 1107- 1176- 1176- 1284- 1286- 1994- 2019 2181- 2239- 2240- 2435- 2542 2543- 2550- 2551- 2672- 2673 2924- 4291 الحسين بن علي بن المهذب 1047 الحسين بن علي الموصلي 2324 الحسين بن علي الناصح 2723 الحسين بن علي النسوي 2723- 2724 الحسين بن علي النيسابوري 2712- 2720 الحسين بن عمر بن باز 2730- 2732 الحسين بن عمر القحف 2733 الحسين بن عمر الموصلي 2731 الحسين بن عمرو المروزي 1151 الحسين بن عمرو بن برهان 767- 769 الحسين بن عيسى البسطامي 1394- 1492 أبو الحسين بن فارس 804- 899 أبو الحسين الفراء 4420

حسين بن الفرج الخياط 749 عم الحسين بن فهم 4709 حسين الفوعي 2805 أبو الحسين القرافي 4421 أبو الحسين القيرواني 4435 أبو الحسين الكرجي 4421 الحسين بن كوجك 62 الحسين الكوفي 2803 الحسين بن مالك العقيلي 999 الحسين بن المبارك 2735 أبو الحسين المالكي 4419 الحسين بن محمد بن ابراهيم 2738- 2754- 2772 الحسين بن محمد بن أحمد 2759 الحسين بن محمد بن أبي الاحوص 921 الحسين بن محمد الاعلمي 2759 الحسين بن محمد الانصاري 2741- 2744- 2783 الحسين بن محمد البالسي 2746 الحسين بن محمد البلخي 2710 الحسين بن محمد بن جعفر 4210 الحسين بن محمد بن الحسين 2743- 2747- 2748- 2749- 2756 الحسين بن محمد بن الحسين بن هارون 4257 الحسين بن محمد الحلبي 1002- 1008- 2743 الحسين بن محمد بن الحليم 2390 الحسين بن محمد الحنفي 2745 الحسين بن محمد بن حيان 2750 الحسين بن محمد بن حيون 2774 الحسين بن محمد الخالع 2265- 2444- 2446 الحسين بن محمد الدهقان 2681 الحسين بن محمد بن الصقر 1296- 2746- 2747- 2752 الحسين بن محمد الطرسوسي 2753 الحسين بن محمد الطغرائي 2748 الحسين بن محمد بن علي 4325

الحسين بن محمد العلوي 2771 الحسين بن محمد بن علي الزينبي 2428 4269 الحسين بن محمد العينزربي 2741 الحسين بن محمد الغساني 2779 الحسين بن محمد بن غوث 2452- 2454- 2772 الحسين بن محمد القباني 1522 الحسين بن محمد القيسي 2752 الحسين بن محمد الكاتب 2680- 2682 الحسين بن محمد بن ماسرجس 2738 الحسين بن محمد المروذي 3870 الحسين بن محمد المصري 2313- 2314 الحسين بن محمد المعري 2788 الحسين بن محمد الملطي 2350- 2784 الحسين بن محمد بن مودود 2780 الحسين بن محمد بن موسى 2781 الحسين بن محمد الموصلي 1053 الحسين بن محمد النيسابوري 1267- 2742 الحسين بن محمد الهبيري 2784 الحسين بن محمد الواسطي 2753 الحسين بن المحسن بن علي 1171 أبو الحسين بن مردك 1709 أبو الحسين المستهام 4422 أبو الحسين بن المظفر 1179- 1181 الحسين بن معاذ 709 الحسين بن أبي معشر 1507- 1831- 33449- 3898 أبو الحسين بن المنادي 87- 371- 598- 598- 754- 1063 الحسين بن منصور بن ابراهيم 2789 الحسين بن منصور البغدادي 3390 الحسين بن منصور بن جبلة 2791 الحسين بن منصور الرماني 2790 الحسين بن منصور المصيصي 1507

أبو الحسين بن منير 2390- 2397- 4553 أبو الحسين بن المهذب 761 الحسين بن موسى العبسي 3887 الحسين بن موسى بن عمران 2791 أبو الحسين الميداني 789 الحسين بن ميمون بن حسون 1027 أبو الحسين بن الناصر 4553 حسين النجار 4754 الحسين بن نجي 2793 أبو الحسين النحات 4667 أبو الحسين بن النرسي 4229 الحسين بن نصر 1584 أبو الحسين بن النقور 1617- 1620- 1622 أبو الحسين الهاشمي 4032 الحسين بن هبة الله بن صصري 1632 الحسين بن هبة الله بن محفوظ 2794 الحسين بن هشام المروزي 2797 الحسين بن الهيثم الكسائي 766- 2798 أبو الحسين الوامق 4423 الحسين بن الوليد 3733 الحسين بن يحيى القرشي 3318 الحسين بن يحيى الكاتب 1419 الحسين بن يعقوب بن داود 2799 أبو الحسين بن أبي يعلى 3633 الحسين بن يوسف الحجبي 2800 حشمة بن سليمان 177 حصين بن جندب 2809- 2811- 2812 الحصين بن حارث بن عبد المطلب 2817 الحصين بن خالد 548 حصين بن خليد 2818 حصين بن عبد الرحمن 2809 أبو الحصين القاضي 123- 970- 446

الحصين المؤدب المعري 2826 الحصين بن نمير 2626- 2629- 2630- 2818- 2819 2820- 2821- 2822- 2823- 2824 825- 2826- 2833- 2834- 2835 2836- 2837- 2840 ابن أبي الحصين 4703 أبو حصين 4044 الحطيئة الشاعر 3674 الحصين أبو الهيثم 4655 الحضرمي وراق المعتمد 603 الحصين بن المنذر 2827- 2828- 2829- 2830- 2831 2832- 3114- 3117- 4458 حطان بن خفاف 2842 حطان بن كامل بن منقذ 2842- 2844 الحطيئة الشاعر 539 حظي بن أحمد السلمي 2845 حفاظ بن الحسن بن الحسين 3930 أبو حفص الابهري 1635 حفص بن أحمد 2251 حفص بن أحمد الكندي 2847 حفص الاموي 2857 أبو حفص بن حرب القصير 1057 حفص بن سليمان 1051 أبو حفص بن شاهين 767- 961- 1181- 1851- 2311- 2472- 2680- 2682- 3777. أبو حفص بن طبرزد 1258- 1668 حفص العابد المصيصي 2857 حفص بن عبد الرحمن 1262- 1266 حفص بن عبد الله 1266 حفص بن عبد الله السلمي 365- 366 حفص بن عمر الحرضي 3446 حفص بن عمر الرقي 2561

حفص بن عمر بن رواحة 2847- 2848 حفص بن عمر بن زرارة 2848 حفص بن عمر بن شاهين 959 حفص بن عمر بن الصباح 1434 حفص بن عمر بن الحكم 2849- 2850- 2851 حفص بن عمر الكتاني 1062 حفص بن عمر النميري 917 حفص بن غياث 950- 957- 1384- 1404- 3044- 3441- 3497 أبو حفص الكتاني 2468- 2472- 2473- 2680- 2682 حفص بن ميسرة الصنعاني 3880 حفص بن الوليد 2851- 2852- 2853- 2854- 2855 2856 حفصة بنت سيرين 3679 حفيدة بنت الحارث 3121 أبو حفيص القاضي 4427 الحكم بن أزيهر الحميدي 2860 الحكم بن جرو 2860 الحكم بن حجل 4473 الحكم بن الحكم بن أبي تحية 4168 الحكم بن خلف الجزري 2860 الحكم بن زهير 539 الحكم بن طهير 3603 الحكم بن عبد الرحمن بن أبي الصماء 2861 الحكم بن عبد الله بن مروان 2860 الحكم بن عبد الملك المصري 3530 الحكم بن عمر 2682. الحكم بن عمرو الرعيني 2864. الحكم بن المطلب بن حنطب 2866- 2867- 2868- 2871- 2782- 2874- 2875- 2876. الحكم بن موسى 2137- 2138- 2139- 2876- 2878- 2879- 2880- 2881- 2882- 2884- 2885.

الحكم بن نافع 2022- 3625. الحكم بن نميلة الخراساني 2885- 2886. الحكم بن هشام الثقفي 1437. الحكم بن هشام بن عبد الرحمن 2891- 2897- 2898. الحكم بن الوليد بن يزيد 2887. حكيم بن أفلح 2267. حكيم بن حزام 1511- 2898- 2901- 2902- 2905. حكيم بن حكيم 1556. حكيم بن سعيد 702. حكيم بن نافع 3264. ابن حلبات المعري 353. حلب بن مهر 533. الحلبي المتكلم 4754- 4758. حلبس بن زبار 2906. أبو حليم الطبيب 1123. حماد بن أحمد بن محمد 2807- 2908. حماد بن أسامة 951- 1384- 1404- 3830- 4335. حماد بن اسحاق بن ابراهيم 1412- 142. حماد البزاعي 2913- 2916- 4566- 4578. حماد التيناتي المغربي 2945. حماد بن حامد العرضي 2908- 2909. حماد بن حمزة المعري 2909. حماد بن زيد 1377- 1492- 1662- 1663- 2345- 3468- 3627- 3805. حماد بن سالم الشيعي 1752. حماد بن سلمة 917- 1492- 3627. حماد بن أبي سليمان 2848. حماد بن صديق 2907. حماد بن صعصعة 4462. حماد بن عبد الرحمن 9209- 2910. حماد بن عبد الله الاقطع 2909- 4435.

حماد العدوي 2921. حماد بن عمرو النصيبي 1524- 1532. حماد بن محمد البوازيجي 2910- 2911. حماد بن منصور بن علي 2912. حماد بن المؤمل الكلبي 2877- 2882. حماد بن هبة الله الحراني 82- 1533- 1667- 2388- 2920- 4675. حماد بن هبة الله بن الفضيل 2916 حماد بن الوليد 2789 حماد بن يحيى البلخي 3332 الحماني بن كنعان 150- 527- 528 حمد بن أحمد بن بركة 2922- 2923 حمد بن راشد 3471 حمد بن علي الرهاوي 1621 حمد بن محمد 930 حمدان بن الأشعث 929 حمدان بن الحسن التغلبي 2924 حمدان بن حمدون بن الحارث 2924- 2925 حمدان بن عبد الرحيم الاثاربي 143- 481- 1972- 2280- 4158- 4238 حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد 2932 حمدان بن عبد الرحيم بن علي 2926 2927- 2928- 2931- 2932 حمدان بن علي الشيباني 2933 حمدان بن غارم بن نيار 2934 حمدان بن ناصر الدولة 2924 حمدان بن يوسف البابي 2934 حمدان بن يوسف الضرير 273 حمدون بن اسماعيل بن داود 704- 2936- 2938- 3753 ابن حمران 82 أبو حمزة 4616 حمزة بن أحمد بن علي 2940

حمزة بن أحمد بن فارس السلمي 725 حمزة بن أحمد بن كروس 2794 حمزة بن أحمد النصيبي 1171 حمزة بن أسد القلانسي 1300 أبو حمزة الأسلمي 4428 حمزة بن الاصبغ الكلبي 2941 حمزة بن بيض بن عبد الله الكلبي 2941- 2942- 4666 حمزة بن الحسن الأصبهاني 92- 114- 1597 حمزة بن الحسن بن العباس 2330 أبو حمزة بن أبي حصين 4428 حمزة بن السيد فارس 2943 حمزة بن سعيد المروزي 1184- 2943 حمزة بن طالب بن حمزة 2944 حمزة بن عبد العزيز الكتاني 1486 حمزة بن عبد العزيز المهلبي 1484 حمزة بن عبد كلال 3549 حمزة بن عبد الله العلوي 9340- 2909- 2945- 4435 حمزة بن عبد المطلب 490- 2153- 3005 حمزة بن عتبة 3747 حمزة بن علي الجنوبي 2794 حمزة بن علي الحسيني 2408 حمزة بن علي الحلبي 2405 حمزة بن علي بن زهرة 2946 حمزة بن علي العدوي 2945 حمزة بن علي العين زربي 2952 حمزة بن علي النرسي 2951 حمزة بن علي بن هبة الله 2953 حمزة بن علي بن برسخا 2947 حمزة بن فارس بن كروس 2797 حمزة بن القاسم 2956 حمزة بن القاسم الهاشمي 8043 حمزة بن مالك 240

حمزة بن مالك بن سعد 2939 حمزة بن مالك الهزاني 2956- 4186 حمزة بن محمد الزبيري 2776 حمزة بن محمد بن العباس 2957 حمزة بن محمد العلوي 2712 حمزة بن محمد الكناني 2261- 2958- 2961- 3246- 3349- 3350 حمزة بن المعتز 600 حمزة بن يحيى بن سلمة 2962 حمزة بن يوسف بن ابراهيم 2962 حمزة بن يوسف السهمي 861- 1008- 1523 حمش بن عبد الرحيم التريكي 2964 حمد بن سعدانة العليمي 2966 حمل بن عبد الله الخثعمي 2966 حميد بن الأصبغ 1047 حميد بن ثور 1423- 1507 حميد بن ثيروية 3068 حميد بن جعفر المعري 2968 حميد بن جامد بن منقذ 2968 حميد بن حريث الكلبي 2969- 3625 حميد بن الحسن بن عبد الله 2969 حميد بن الحسن الوراق 2309- 2311 حميد بن زنجويه 606- 2969- 2970 حمد بن أبي زينب 2316- 2319 حميد بن سفيح 2971 حميد بن سلم 2562 حميد بن سنيح 2249 حميد الطويل 2038- 2041- 2350- 3622 حميد بن الظريف 2972. حميد بن عبد الرحمن الرواسي 2972. حميد بن عبد الله المزني 4371. حميد بن العلاء 4068.

حميد بن علي اللحياني 2973. حمد بن علي الرهاوي 1617. حميد بن قحطبة 2973- 2974- 2975- 2927- 3931- 3612. حميد أبو قلابة 2978. حميد بن مالك بن مغيث 2975. حميد بن محمد بن عبد العزيز 3748. حميد بن محمد بن عبد الله 2971- 2977. أبو حميد المصيصي 4492. حميد بن معيوق 2875. حميد بن منقذ 2976. حميد بن نصر اللخمي 1925. حميد بن هارون المصيصي 2977. حميد بن هشام الداراني 2311. حميد بن هلال 1302. حميدان بن خضير 2967. حمية بن قرناص 4581. حنبل بن اسحاق 2345- 2346. حنبل بن عبد الله بن سعادة 2979. حنبل بن عبد الله المكبر 1258- 1668- 3211. حنبل بن الفرج 2981. حنش بن الحارث النخعي 1885- 1886- 3723. حنش الديلمي 3657. حنش بن عبد الله بن حنظلة 2983. حنش بن علي الهمداني 9284. حنش بن غالب 4406. حنش بن محمد 4502. حنش بن المعتمر 2984. حنظلة بن خويلد 2984. حنظلة بن دارم 1933. حنظلة بن صفوان 2852- 2854- 2855.

أبو حنيفة (الامام) 62- 1029- 1346- 1607- 1658- 1713- 1953- 1969- 1988- 2234- 2449- 2296- 2344- 2387- 3906- 4003- 4011- 4146- 4196- 4252- 4255. حنين بن اسحاق العبادي 2985. أبو الحواري 4019. أبو الحواري العمي البصري 4014. الحواري حطان بن المعلى 565. الحواري بن حطان 2987. الحواري بن محمد 2987 الحوالي بن كنعان 527 حوثرة بن سهل بن العجلان 2988 حوثرة بن سهيل 2853- 2854- 2856 حوثرة بن محمد بن المنقري 2212 حوشب ذو ظليم 2989 حوشب الحميري 2993 ابن حوقل النصيبي 66- 86- 117- 123- 128- 348- 355 حوي بن حوي الكندي 2995 ابن حوي السكسكي 930- 4549- 4671 حوي بن أبي عمرو 2995 حوي بن مانع 2995 حويث بن أحمد بن أبي حكيم 1181 الحويرث بن حية 546 حياة بن قيس 2907 حيان بن ابجر 2998 حيان بن بشر بن حيان 2998 أبو حيان التوحيدي 2444 حيان بن سراقة الاسدي 3000 حيان بن سلمة 3101- 3005 حيان بن قيس بن وحوح 3000 حيان بن موسى 2370

حيان بن هوذة النخعي 3007- 3008 حيان بن وبرة المري 3389 حية بن شعبة 2194 حية بن عاصم بن سلمان 456 أبو حية بن عبد عم 4430 حيدرة بن عبيد 2342 حيران بن نوف 2939 الحيص بيص 1174- 4656- 4263- 4266- 4267- 4268- 4270- 4271 حيوان بن نوف 2939 حيوة بن حنزل 3621 حيوة بن شريح 4431- 4432 حيوة بن المبارك البصري 1523 خ خاتون جيجلء 3661 خارجة بن زيد بن ثابت 1473 ابن أبي خازم القاضي 818 ابن الخازن 4122 خاقان خادم الرشيد 758- 760 أبو خالد الاحمر 1019 خالد بن الحارث الهجيمي 1186 خالد بن الحارث الانصاري 3212 خالد بن أبي خالد 3212 خالد بن دريك 1859- 1861 خالد بن دهقان 3065- 3066- 4653 خالد بن دينار 3679 خالد بن الربيع الكوفي 2148 خالد الربعي 2097 خالد بن الزبرقان 2909

خالد بن زيد بن كليب 1946- 4496- 4596 خالد بن سعيد 4536 أم خالد بنت سعيد بن العاص 1844 خالد بن سليمان الاحمر 1384 خالد بن سنان العبسي 466- 540- 3041- 3043 خالد بن شعبة 3496 خالد بن صفوان 3044- 3047- 3050- 3053- 3054 3057- 3058- 3059- 3062- 306 3064- 3065- 3176 خالد بن عامر الزيادي 3185- 3186 خالد بن عبد الرحمن 3088 خالد بن عبد السلام الصدفي 2798- 2799 خالد بن عبد الله بن حسين 1695 خالد بن عبد الله بن الفرج 3065 خالد بن عبد الله القسري 48- 1667- 2107- 2862- 2867- 3066- 3071- 3072- 3073- 3074 3077- 3079- 3082- 3083- 3085 3086- 3087- 3088- 3446- 4035 4036 أم خالد بنت عبد الله بن يزيد 3928 خالد العبدي 4759 خالد بن عرفطة العذري 2121- 3089- 3091 خالد بن عمر الزيادي 3184- 3186 خالد بن عمر السلفي 1295 خالد بن عمران الازدي 3095 خالد بن أبي عمران 2983 خالد بن عمرو الحمصي 1812 خالد بن عمرو السعيدي 3091- 3094 خالد بن عمرو السلفي 3092

خالد بن عمرو بن العاص 3092 خالد بن عمرو القرشي 3094 أبو خالد الفارسي 4431 أبو خالد التنوخي 4431 خالد بن قطن 3095 خالد بن كعب بن زهير 557 خالد بن كيسان 3095 خالد بن محمد القيسراني 1825- 3096- 4247 خالد بن مخلد القطواني 1468 خالد بن مرداس السراج 2862 خالد بن المعمر 2865- 2866 خالد بن النضر 2832- 2994- 3113- 3114- 3115 3116- 3117- 3118- 3119 خالد بن معدان 2202- 2206- 2847- 2848- 3101 3102- 3110- 3111- 3113- 3616 خالد بن نافذ الغامدي 3120 خالد بن ملجم 2820 أبو خالد النجار 4432 خالد بن نزار الايلي 1535 خالد بن النضر 3655 خالد بن نفيل 548 خالد بن هشام بن اسماعيل 3173 خالد بن وضاح 3747 خالد بن الوليد 235- 573- 574- 575- 590- 1752- 1753- 1875- 1890- 1946 1947- 3096- 3120- 3121- 3121 3127- 3124- 3125- 3126- 3127 3128- 3130- 3131- 3132- 3133 3134- 3135- 3136- 3137- 3138 3139- 3140- 3141- 3143- 3144 3145- 3147- 3148- 3149- 3150

3153- 3154- 3155- 3156- 3157 3158- 3159- 3161- 3162- 3163 3166- 3168- 3169- 3173- 2563 3564- 3913- 4037- 4151- 4157 خالد بن يزيد التميمي 3197- 3198 خالد بن يزيد بن خالد 610- 3176 خالد بن يزيد الخراساني 3176 خالد بن يزيد الشيباني 3182- 3183 خالد بن يزيد القسري 3064- 3179- 3180 خالد بن يزيد بن محمد 3180 خالد بن يزيد بن مزيد 3181 خالد بن يزيد المري 1437 خالد بن يزيد بن معاوية 3184- 3185- 3187- 3191- 3411 3622- 4171 خالد بن يوسف بن سعد 3211 الخالديان الموصليان 4209- 4759 خالص بن أحمد 3213 ابن خان التركي 4082 ختلع أبه 3216- 3217- 3845 خثمة بن سليمان 1179 خداش بن بشر 3220- 3221- 3222- 3225 أبو خراسان 4120 خراش بن بحدل الكلبي 3226 خريم بن الاخرم 3229- 3237 خبيق بن سابق 1636- 3215 خداش بن زهير 539 خديجة بنت خويلد 2566- 2903- 2904 خديجة بنت محمد بن ابراهيم بن مصعب 815 ابن خذام الكلبي 4673- 4674 خراش بن محمد بن خراش 701 ابن خرداذبة 330

خريم بن عامر خريم بن فاتك الاسدي 3228- 3229- 3234 خريم بن فاتك 3239- 3240- 3347- 348 ابن خريم 1166 خزرون الاخشيدي 2068 خزعل بن عاصم 3241 خزعل بن عسكر الشنائي 3241- 3243 خزيمة بن ثابت 3243- 3244- 3246- 3247- 3248 3249- 3250- 3252- 3253- 3254 3255- 4544- 4596 خزيمة بن خازم 3256- 3257- 3258- 3497- 3530 3606 أبو خزيمة العابد 4282- 4285 خزيمة بن مدركة 533 خسر فيروز 3259 الخصيب بن عبد الله المصري 2283 أبو الخصيب بن المنتشر المصيصي 4432 خصيف بن عبد الرحمن 3264- 3266- 3267- 3268- 3269 3272 3272- 3273- 3275- 3276- 3278 3279- 3280 الخضر عليه السلام 464- 3305- 3306- 3309- 3381 382- 2183 الخضر بن أحمد الحراني 2183 الخضر بن أحمد الطبري 1059- 3310 الخضر بن التونتاس 3310 الخضر بن ثروان 4266- 4268 الخضر بن حسن البابي 3312 الخضر بن الحسن المقرئ 3312 الخضر بن شبل بن عبد الواحد 3213 الخضر بن الحسين الازدي 2943

الخضر بن عبدان 1930- 4769 الخضر بن عبد الله البالسي 4582 الخضر بن عبد الله الطرسوسي 3317 الخضر بن عبد الله بن علوان 3316 الخضر بن عبد الواحد بن خضر 3318 الخضر بن عبد الوهاب بن سوار 3320 الخضر بن علي الانطاكي 3321- 3322 الخضر بن محمد بن أزهر 3323 الخضر بن محمد بن غويث 1165 الخضر بن محمد المصيصي 3324 الخضر بن هبة الله بن احمد 723 الخضر بن هبة الله بن طاوس 1012- 2795 الخضر بن يوسف بن مروان 3325 ابو الخطاب بن البطر 2777 ابو الخطاب الجبلي 4272 أبو الخطاب بن دحية 4010 الخطاب بن سعد بن عثمان 3330 خطاب بن سنان الحراني 3331 الخطاب صاحب عروة بن مروان 3331 أبو الخطاب بن عون الحريري 1084- 4433 خطاب بن القاسم 3265 أبو الخطاب بن محمد بن الحسين الطائي 8350 أبو الخطاب النحوي 4434 خطاف بن منصور المروروزي 3332 خطلبا بن عبد الله 3331 الخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت خطير الملك بن الوزير اليازوري 4726 الخفاجي 4173 خفاف بن ندبة 1933- 1934- 1935- 1938 خفاف بن نضلة بن عمر الثقفي 1251 ابن الخفافي 4677 خفير العبسي 2317

خفيف بن عبد الله 3331 خلاد بن أسلم 2879 خلاد بن رافع 3388 خلاد بن محمد بن واقد 3388 ابن الخلال 4574 الخلب التنوخي 4725 الخلدي 4229 خلف الاحمر 3696 خلف بن ادريس 1333 خلف البزاز 1220 خلف بن تميم 1459- 3334- 3336- 3337- 3338- 3342- 3733 خلف بن روح بن أبي حجير 1477 خلف بن سالم السندي 3342- 3343- 3344- 3345- 3346 خلف بن القاسم بن سهل 3346 خلف بن عمرو الاموي 2862- 2866 خلد بن عمرو العكبري 926- 2345- 2346 خلف بن محمد الحافظ 3350 خلف بن محمد الداراني 1434 خلف بن محمد بن كردوس 3392 خلف بن محمد الواسطي 2472 خلف بن ملاعب الاشهبي 144- 3354- 3355- 3357- 3358- 3359 خلف بن هشام 2934 خلف بن هشام بن مروان 3360 خلف بن يزيد الأفقم 3360 خليد بن دعلج 3360- 3362- 3364- 3365- 3366 خليفة بن أحمد بن صدقة 3367 خليفة بن بركة التادفي 3367- 338 خليفة بن خياط 2722- 2803- 3091 خليفة بن سليمان القرشي 3969- 3370- 4353 خليفة بن المبارك السلمي 941- 3370- 3371- 3372 الخليل بن أحمد بن الخليل 3373

الخليل بن أسد 4768 الخليل بن بكير 1885 خليل بن خمر تكين الحلبي 3377 الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله 864- 3378- 3392 الخليل بن عبد القهار الصيداوي 959 الخليل بن عبد الله 1054- 1406- 1476- 3379- 4257- 4260 خليل بن علي 3379 الخليل بن محمد الضميري 1616- 3381 خليل بن الياس بن عبد الله 3377 خمار تاش بن عبد الله التراي 3381 خمارويه بن أحمد بن طولون 120- 741- 807- 827- 836- 1112- 1113- 1114- 1115- 1242- 1252- 1499- 3382- 3383- 3384- 3385- 3477- 3553 خميس بن علي الحوزي 2333 خناصرة بن عمرو بن الحارث 115- 116- 3386 الخنساء بنت زبار الكلبي 1535- 1536 خولة بنت سعد الدولة 2538 خولة بنت عقبة بن رافع 4244- 4245 خولة بنت منصور 2316- 2317- 2318 خولي بن يزيد الأصبحي 2571- 2661- 2663 خويلد بن خالد 3386 خويلد بن نفيل 548 ابن الخياط 82- 3959- 4200 خيثمة بن سليمان الاطرابلسي 1053- 1202- 1616- 1812- 1814- 2343- 3320- 3438 خيثمة بن سليمان بن الحر 3389 خيثمة بن عبد الرحمن 371 أبو خيثمة النسائي 3870 أبو الخير التيناتي 223- 1233- 3869- 4311- 4435- 4437- 4439- 4441- 4476

خير بن علي الطرسوسي 3396 خير بن محمد الحواري 3396 أبو الخير الموزة 4442- 4443 ابن خيرة الرقي 1746 د دارا بن بهمن 1593 دارا بن دارا 449- 1341- 1344- 1344- 1596- 1597- 1598- 4091 دارا بن منصور 3475 داران بن كشير 3475 الدارمي 918 دامس أبو الهول 3476 دانيال عليه السلام 362- 503 داوداد أبو الساج 3477 داود عليه السلام 261- 466- 3286- 3398- 3414- 3415- 3420- 3421- 3422- 2423- 3424- 3426- 3427- 3429- 3430 داود بن ابراهيم بن تميم 3430 داود بن أحمد الأنطاكي 2388- 3431- 3438 داود بن أحمد بن الحسين 3437 داود بن أحمد بن سعيد 3431 داود بن أحمد بن عشائر 3434- 3435 داود بن أحمد بن مصحح 789 داود بن أحمد بن ملاعب 2228- 3435- 3437 ابن أبي داؤد الإيادي 220 داوود بن بكر بن أبي الفرات 3934 داوود بن بلال بن مالك 3438 داوود بن بلال بن بلبل 4607 داوود الحراني 3474 داود بن الحضرمي 2995- 2996

أبو داود الحضرمي 913 ابن داود الداراني 1062 داوود بن رسلان الدمشقي 3440 داوود بن رشيد 722- 1723- 1741- 2848- 2850- 3441- 3443- 3817- 3826 داود بن الزبرقان 1149- 1662- 1663 أبو داود السجتاني 709- 766- 769- 768- 792- 794- 810- 951- 1437- 4701 داود بن سكمان 2234 داود بن سليمان 3446- 3816 داود بن سليمان بن حفص 3444 داوود بن سليمان العسقلاني 4359 داود بن سليمان بن مروان 3445 داوود بن صالح الهاشمي 529- 3449 أبو داود الطيالسي 1515- 1535- 1540- 1722- 1740- 1741 داود بن عبد الرحمن 1483- 3088 داود بن عبد الله الحلبي 3446 داود بن علي البطروي 4351- 4353 داود بن علي الحلبي 3452 داود بن علي الكاتب 3452 داوود بن علي الهاشمي 1152- 3446- 3448- 3449- 3450- 3451- 4028- 4035- 4036- 4037 داوود بن علي بن هبة الله 3452 داود بن عمر بن حفص 1118- 3452 داود بن عمرو الضبي 1723- 1740 داود بن عيسى بن أيوب (الناصر) 735- 1608- 1809- 5453- 3405 3454- 3882- 4350 داود بن المحبر 761 داود بن محمد بن الجراح 3464 داود بن محمد بن خالد 3464

داود بن محمد الخالدي 2794 داوود بن محمد القرشي 3465 داوود بن محمد الكرجي 3466- 3468 داوود بن معاز المصيصي 2790- 3180- 3468- 3469- 3470- 3473 داود بن ملاعب 1258 داود بن منصور 1201 داوود بن منصور البنداري 3470 داوود بن ميكائيل 2485 داوود بن هاشم 3477 داوود بن أبي هند 2827- 2840- 3679 داوود بن علي بن هبة الله 3452 داوود بن علي الهاشمي 1152- 3446- 3448- 3449- 3450- 3451- 4028- 4035- 4037 داوود بن الوسيم 3471 داوود بن يحيى النجار 1750 داوود بن يوسف بن شاذي 3472 دبية بن عدي 3493 دبيس بن صدقة 1361- 1963- 3478- 3481- 3482- 3483- 3488- 3489- 491- 3492 دبيس بن مزيد 1349 دثار بن وائل 4291 أبو دجانة الانصاري 4444 أبو الدحداح 3777 دحمان بن الحبال 3494 دحية الكلبي 1878- 3184- 3186 دحيم الدمشقي 2364 دحيم بن اليتيم 722- 2367 دخين بن عامر 3493 درباس بن محمد 3494

أبو الدرداء 4144- 2145- 2166- 3101- 3105- 3549- 3622- 4184- 4444 أم الدرداء 1695- 3622- 3842 ابن درستويه 1083- 2448- 4749 ابن دريد الازدي 875- 1342- 1490- 4125- 4673 دريع بن كامل 3494 دزبر بن أونيم الديلمي 3495- 3496- 3657- 4593 دعبل بن علي الخزاعي 2650- 2670- 3098- 3498- 3504- 3505- 3506- 3507- 3508- 3509- 3510- 3521- 3523- 3524- 3527- 3529- 3531- 4431- 4516 دعلج بن أحمد بن عبد الرحمن 3531- 3533- 3534- 3536 دغفل بن حنظلة 3696 دفافة العبسي 1322 دقاق بن تتش 3660 دقلطيانوس 458 دقيانوس 330- 457 أم دلدرم 105 دلف بن عبد الله بن التبان 4270 دلوية 3911 الدميك النحوي 4728 الدنف الشاعر 4728 أبو الدنيا الاشج 2313- 2314- 4444 دهثم بن جناح الملطي 1524 ابن الديعاص الحلبي 4574- 4756 ديك الجن الحمصي 1322- 4756 الديلمي العابد 4760 ديوجانس 1971- 1972 ديوداد بن محمد بن أبي الساج 823

ذ ابن الذبروي 3882 أبو ذر الطرسوسي 4445 أبو ذر الغفاري 1302- 2153- 3101- 3105 ذفافة بن عبد العزيز العبسي 4717- 4743 أبو الذمام العقيلي 4157 الذهلي 4118 ذو ظليم 4729 ذو الفقار بن محمد الحفي 2479 ذو القرنين 450- 454 ذو الكلاع الحميري 2197- 3731- 4481- 4645- 4671 ذو النون بن الداشمند 325 ذو النون المصري 1119- 123- 4180- 4182- 4284 ذؤيب بن الاشعب 3927 ذؤيب بن عماق 3747 ر راجح بن اسماعيل الحلبي 3545 راجح بن أبي بكر 3547 راشد بن زفر 3806 راشد بن سعد 2201- 2205- 2206- 2336 الراعي الشاعر 4730 راغب 4653 راغب الخادم 3553 رافع بن خديج 3557 رافع بن ظافر بن علي 4642 رافع بن عبد الله بن نصر 3561- 3563 رافع بن عميرة الطائي 3563 أبو رافع 4446- 4449 رائطة بنت عبد الله الحارثية 137 الرباب الزوقلية 545 الرباب بنت كعب 2156

ربعي بن خراش 2063- 2148- 2157- 2162- 4316 الربيع بن أنس 3679 الربيع بن بزر 369- 3603 الربيع بن خثيم 1854- 3565 أبو الربيع الرازي 2799 أبو الربيع الزهراني 1170- 1220- 2253- 2364- 2367- 3876 الربيع بن سليمان 748- 975- 1047- 1149- 1195- 2721- 2773- 2308- 2310- 2312- 333 الربيع بن صبيح 1885 ربيع بن عبد الله الحموي 3590 الربيع بن عميلة 3237 ربيع بن محمود المارديني 922- 1212- 2288 ربيع بن محمود بن هبة الله 3591 الربيع بن نافع الحلبي 620- 1044- 1045- 3360- 3363- 4370- 3603- 3625 الربيع بن يونس 6256- 3606 ربيعة بن أسلم 3938 ربيعة بن الحارث الجيلاني الحمصي 359 ربيعة بن سليم 2983 ربيعة بن شرحبيل 3669 ربيعة بن عاصم العقيلي 3612 ربيعة بن عباد 3613- 3987 ربيعة بن عمرو الجرشي 3616 ربيعة بن الغاز الجرشي 3101- 3105 ربيعة بن كعب القصير 3618 ربيعة بن لقيط بن حارثة 3628 ربيعة بن يزيد الدمشقي 1695- 1699- 1700- 1702- 1704 رجاء بن الاشيم 2854 رجاء بن ايوب الحضاري 3621

رجاء بن حيوة 1697- 1704- 1859- 1923- 2809 3184- 3186- 3445- 3627- 3911 3912- 4256- 4474- 4522 رجاء بن سراج 3625 رجاء بن ابي سلمة 1696- 1697- 1705- 4522 رجاء بن عبد الرحيم 3603- 3625 رجاء بن محمد 1201 رجاء بن معبد بن علوان 3626 رجاء بن مهران بن أبي سلمة 3622- 3627 أبو الرجال بن أبي بكار 1184 رجب بن ابراهيم 3620 رزق الله الدنيسري 923 رزق الله بن عبد الوهاب 1617- 1625- 1627- 2545- 2479 2776- 3632- 4201 رزق الله بن عبيد الجزري 3646 رزق الله بن يحيى بن رزق الله 3647 رزيق بن حبان 3648 رزين بن علي الخزاعي 3517 رستم بن تروذا 3650- 3869 رشاء بن نظيف 1002- 1008- 2472- 3652 رشد بن سعد 1437 الرشنائي بن بندار الزنجاني 2024 الرشيد بن علي بن المهتا 3653 الرشيد بن الزبير 4112- 4147- 4165- 4174- 4423 121- 161- 167- 173- 241- 247- 259- 261- 836- 177- 178- 1412- 1414- 1469- 1651- 1652- 1654- 1757- 1768- 1769 1866- 1867- 1868- 1869- 1870 1872- 2098- 2383- 2384- 2386 3654- 3908- 4177- 4178- 4525 467- 4675

رشيق بن عبد الله النسيمي 3655- 3656- 3657- 4593 رشيق القاري 823 أبو الرضا بن اللعيبة 4451 أبو الرضا بن النحاس 4102- 4103- 4450 رضوان بن تتش 324- 427- 475- 805- 2805- 3358- 3659- 3660- 3666- 3738 3960- 4574- 4588- 4595- 4636 رضوان بن سعيد المصيصي 3667 أبو رضوان بن سعيد 4451 رضوان بن علي الرقي 3667 الرضي النيسابوري 1012 الرفاد بن عمرو بن ربيعة 550 رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم 541 رفاعة بن رافع بن مالك 4596 رفاعة بن سداد 3672 رفاعة بن عامر 3672 رفق بن عبد الله الخادم 3674- 3675- 3676- 3677- 3678 رفيع أبو العاليه 3679 الرقعمق احمد بن محمد الانطاكي ركن الدين بن قراطاي 1070 أبو رمادة الضبي 4452 رمضان بن صاعد 3690 رملة بنت الحارث 1907 رملة بنت الزبير بن العوام 3195 أبو رملة 760 ابن رواج 1075 رواحة الانصاري 2848 رواد بن الجراح 951- 1189- 1263- 1266- 3360- 3363 الروادي بن كنعان 527- 528 رواس بن قلابة بن ربيعة 3880 رود بن الحارث 3718

روح بن ابراهيم 3716 روح بن احمد الحديثي 1588- 1590- 1591 روح بن اسلم البصري 1148 روح بن حاتم 240- 3716 روح بن زنباع 2236- 3197- 3717- 4738 روح بن عبادة 761- 1063- 1468- 1412- 1510- 1515- 1517- 2401 روح بن عبد الواحد الحراني 3360- 3363 روح بن الفرج القطان 1434 روح بن قرة المقرئ 802 روح بن محمد بن احمد السني 4574 أبو روح بن محمد الهروي 705 روح بن معمر 3717 ابن الرومي 2334- 4757- 4758 رومي بن وهب 1959 رؤية بن العجاج 3696 روزبهان بن ابي بكر 3719 ابو روق الهزاني 2722 رويبة بن عبد الله بن هلال 254 أبو رويحة الخثعمي 4452 رويفع بن ثابت 2983 رويم الشيباني 3722 رياح بن الحارث 3723 ابو الرياح المصيصي 4452 ابو رياش 4628 الرياش 4075 رياح بن عتيك 3724 أبو الريان الاصبهاني 4453 ابو الريان الاهوازي 2271- 2272 ريان بن صبرة 3726 أبو ريحانة 4453 ريطة بنت أبي العباس 1763

ابن الزاغوني 3980 زاكي بن كامل 3728 زامل بن عتيك الجذامي 3730 زامل بن عمرو 2854 زامل بن عمرو الحبراني 2891 زامل بن عمرو السكسكي 3731 زامل بن عمرو العزري 4186 زاهر بن أحمد السرخسي 1681 زاهر بن أحمد 1683 زاهر بن رستم 1543 زاهر بن طاهر المشيلمي 705 زاهر بن طاهر الشحامي 1008- 1484 زاهر بن طاهر 2740 أبو الزاهرية 4454 الزاهي المعري 4731 أبو زائدة 4050 زائدة بن قدامة الثقفي 1831- 3334- 3338- 3738 زائدة بن نعمة بن نعيم 3738 ابن زبرة 3977 زبرج الثلمي 3744 الزبرقان بن بدر 3912- 3916 زبيد بن عبد الخولاني 3746 زبيدة بنت جعفر بن المنصور 220 الزبير بن يكار 1325- 1412- 1419- 3747- 3753- 4136 الزبير بن جعفر بن محمد 3753 الزبير بن عبد الواحد بن محمد 3776 الزبير بن العوام 1841- 1844- 3132 الزبير بن محمد الاسدي 766 أبو الزبير المصري 872 الزبير بن المنذر 3781 أبو الزبير بن المنذر بن عمرو 4454

زحر بن قيس 2631- 3783 زحول الحلبي 3787 زر بن حبيش 2148 زرافة حاجب المتوكل 3787 أبو زرعة البصري 1181 أبو زرعة الدمشقي 794- 1437- 4702 أبو زرعة الرازي 1045- 1510- 1518- 1388- 3900 زرعة بن شريك التميمي 2629 أبو زرعة الشيباني 4455 أبو زرعة الصوري 731 زرعة أبو عبد الرحمن 3793 أبو زرعة اللخمي 4455 زرعة بن موس الطبراني 3790 أبو زرعة النصري 975 ابن زرقوية 769 زفر بن الحارث الكلابي 548- 3612- 3796 زفر بن عاصم 554- 2974- 3803 زفر بن العباس 554 زفر بن عبد الله 3805 زفر مولى سلمة بن عبد الملك 3806 زكريا بن ابراهيم بن الخصاف 951 زكريا بن أحمد البلخي 1165 زكريا بن أحمد بن يحيى 3777 زكريا بن ادريس الانطاكي 3815 أبو زكريا بن أبي اسحاق المزكي 767 زكريا بن أيوب 3815 أبو زكريا البخاري 4285 أبو زكريا البربري 4066 أبو زكريا التبريزي 878- 899 زكريا بن داود الخفاق 3626 زكريا بن عبد الرحمن البصري 1136

زكريا بن عدي 1501- 1515 زكريا بن عيسى 3985 زكريا بن مبشر 1123- 4455- 4709 أبو زكريا المزكي 4337 زكريا بن منظور 3441- 3444- 3816 زكريا بن يحيى الانطاكي 3832 زكريا بن يحيى بن اياس 3826 زكريا بن يحيى الحميري 3830 زكريا بن يحيى الديبلي 1121 زكريا بن يحيى الساجي 1240- 1622- 1623- 1624- 1831- 2720 زكريا بن يحيى السجزي 2311 زكريا بن يحيى العمري 2799 زكريا بن يشوى 3808- 4438 زكروية بن مهرويه 929- 939- 2531 زكي بن عبد الله الحلبي 3834 زمل بن عمرو بن العتل 3837 زماخ بن يحيى بن صافي 3835 أبو الزناد 3613 ابن الزنجاري 4582 زنجوية بن محمد 2964- 2965- 3626 زنكل بن علي العقيلي 1524- 3842 زنكي بن آقسنقر 127- 738- 1630- 1959- 1960- 2351- 2926- 3218- 3478- 3480- 3482- 3489- 3845- 4415- 4641 زنكي بن مودود 1211- 1242- 3857 زهدم بن الحارث 3867 زهرة بن حوية السعدي 3869- 4026 زهرون 3868 أبو زهير الانماري 3105 زهير بن اياد 558

زهير بن أحمد البغدادي 3870 زهير بن تيم بن أسامة 556 زهير بن جذيمة 539 زهير بن الحارث 184- 3870- 3903- 3904 زهير بن حرب 4093- 2364- 3870- 3874- 3876- 3877- 4403. زهير بن الحسن بن الفرات 3877 زهير بن حميد بن زهير 2968 زهير بن أبي سلمى 1087- 2008- 3005 زهير بن طاهر الشحامي 2506 زهير بن عباد 730- 951- 1723- 1741- 2181- 3877- 3879- 3880- 3881- 4518 زهير بن عوف الكندي 3881 زهير بن عبد الرزاق 3881 أبو زهير العبسي 4455 زهير بن قمير 3887 زهير بن القين 2625- 2628 زهير بن محمد 1841- 1844 زهير بن محمد الخراساني 3892- 3893- 3894- 3895- 3896- 3897- 3898- 3899- 3900 زهير بن محمد العنبري 3882- 3885- 3897- 3898 زهير بن محمد بن قمير 3604- 2877- 2883- 3886- 3889- 3895- 3896. زهير بن محمد الكاتب المهلبي 3882- 3883- 3885 زهير بن محمد المديني 3901 زهير بن محمد بن يعقوب 3889- 3890 زهير المجنون الانطاكي 3904 زهير بن مضرس 3902 زهير بن هارون بن موسى 184- 3870- 3903- 3904 زوقل بن حييط 536- 545 الزوقلية أم صالح بن مرداس الكلابي 537 ابن زولاق المصري 834- 4751

زياد بن أبيه 1321- 2110- 2114- 2115- 2121 2122- 2125- 2128- 3104- 4019- 4023- 4024 زياد بن الاشهب 3909 زياد الاعجم العبدي 3918- 3919- 3920- 3921- 3922 3923- 3924- 3925- 3926- 4015 زياد بن أيوب الطوسي 3910- 3911 زياد بن أيوب المصيصي 3909- 3910 زياد بن جابر بن عمرو 3918 زياد الجصاص 3950 زياد بن حبيب الجهني 3911- 3912- 3954 زياد بن حفص التيمي 3912 زياد بن أبي حسان النبطي 3949- 3950- 3952 أبو زياد الحلبي 4455 زياد بن حنظلة التيمي 3912- 3913- 3915- 3916 زياد بن خصفة التيمي البكري 3916- 3917 زياد بن الخضر بن زياد 3917 زياد بن أبي زياد 3935- 3937- 3938- 3940- 3941 زياد بن سليم 3926 زياد بن شابور 2562 زياد الصقلبي 264- 3955 زياد بن عبد الرحمن 915- 2040 زياد بن عبد الله الحارثي 3928- 3932 زياد بن عبد الله السفياني 3927- 3929- 3932 زياد أبو عبد الله 3954- 3955 زياد بن عثمان بن زياد 3932- 3933 زياد موسى بن غياث 3940- 3941- 3942 زياد بن كعب بن مرحب البجلي 3934 زياد بن كعب الهذاني 2135 زياد بن لبيد 1900- 1901- 1902- 1904- 1905 1906- 3907 زياد بن ميسرة 3934

زياد بن النضر الحارثي 3943- 3945- 3946- 3947- 3948 3948 زياد بن النضر الطرسوسي 3948 زياد بن أبي الورد الدمشقي 3953 زياد بن أبي الورد الكاتب المشجعي 3953 زياد بن يحيى الحساني 2780 زيادة الله بن عبد الله بن ابراهيم الاغلبي 904- 3906- 3908 زيادة الله المرندي 4444 زيد بن ابراهيم بن عبد الملك 3956 زيد بن أحمد الحلبي 3962- 3963 زيد بن أحمد (أبو الغنائم) 3962 زيد بن أحمد بن عبد الله الدمشقي 3959 زيد بن أحمد بن عبد الله الحلبي 3958- 3960- 3961 زيد بن أحزم 606 زيد بن أرقم 2630- 3963- 3964- 3966- 3969 3970- 3971- 3972- 3973- 3974 3975- 3976- 3977- 3978- 3999 4000- 4001 زيد بن أسلم 1473- 3613- 3816- 3896- 3899 3978- 3983- 3984- 3985- 3986 3987- 3988- 3989- 3993- 3994 3995- 3996- 3997- 3998. زيد بن اسماعيل الصائغ 1144 زيد بن اسماعيل الواسطي 1136 أبو زيد الاعمى 3926- 4015- 4456 أبو زيد الانصاري 1049- 3696 أبو زيد البلخي 117- 218- 219- 359- 373 زيد بن ثابت 1565- 1833- 3244- 3982 زيد بن جارية 3975- 3999- 4000- 4001 زيد بن الحارث 3973 زيد بن حارثة 3982- 3999- 4000- 4001- 4029 زيد بن الحباب 3627- 4141

زيد بن الحسن بن الحسين 1686- 2318- 2562- 2573- 3557 4002- 4011 زيد بن الحسن الكندي 964- 1207- 1210- 1289- 1606 1608- 1632 زيد بن حصن الطائي 4013 زيد بن الحواري البصري 4013 زيد الحوراني 4062 أبو زيد الدمشقي 4456 زيد بن أبي رجاء 1604 زيد بن أبي الزرقاء 4059- 4060 زيد بن السكن الجندي 1468 زيد بن صوحان العبدي 312- 3947 أبو زيد الصوفي 3719 أبو زيد الطرسوسي 4457 زيد العابد 463- 4061 زيد بن عباد 1754 زيد بن عبد الرحمن 551- 3997 زيد بن عبد العزيز الموصلي 761 زيد بن عبد الله البصري 2801 زيد بن عبد الواحد 4024- 4025 زيد بن عتاهية الفقمي 4025 زيد بن عدي بن حاتم 4026 زيد بن علي بن الحسين 2972- 3446- 3448- 4050- 4051 4052- 4027- 4028- 4030- 4031 4032- 4033- 4034- 4036- 4039 4040- 4041- 4042- 4043- 4044 4045- 4046- 4047- 4048- 4049 زيد بن علي بن أبي خداش 4054 زيد بن علي بن عبد الله الفارسي 4051- 4052- 4053 زيد بن عمرو بن نفيل 4055 زيد العمي 407- 3926- 4016- 4017- 4018 4019- 4020- 4021- 4022- 4023 4024

زيد بن محمد بن زيد 4055 زيد بن نصر بن تميم 4024- 4055 أبو زيد النميري 4073 زيد بن وديعة 4246 زيد بن وهب 2148- 2157- 2164- 4057- 4058 زيد بن يشجب بن عريب 566 زيد بن يحيى بن الوليد 3360- 3363 زيد بن يزيد بن أبي الزرقاء 4059- 4061 زين الدين بن الدمشقي 1157 زينب بنت جحش 535 زينب بنت عبد الرحمن الشعري 726- 2908 أبو زينب بن عوف 4457 س ابن سباط الحجبي 4681 سابق البربري 4063- 0465- 4066- 4067- 4068 4070- 4071- 4072- 4074- 4075 4600 سابق بن جعفر القشيري 552- 4159 سابق بن محمود بن نصر 1299- 1300- 3259- 3675- 4077 4078- 4079- 4080- 4081- 4082 4083- 4084- 4172- 4237 السابق بن أبي مهزول المعري 4084- 4675- 4693- 4733 سابور بن ازدشير 4085- 4588- 4089- 4590- 4092 4093 سابور بن الجبري 4086 سابور بن علي 4086 ابن أبي الساج 834- 1242- 1499 سارية بن محمد 4094 أبو ساسان الرقاشي 4458 ساطع بن عبد الباقي 4095 4098

ساطع بن عبد الرزاق المعري 894- 4099 الساطع بن عدي بن عبد غطفان 863 ساعد بن فضائل 4100 ساعدة بن عبيد الله المزني 3747 سالم بن اسحاق 4101 سالم الافطس 2669- 3274 سالم البرنسي 158- 4176- 4177- 4178- 4179 سالم بن تميم الحلبي 4101- 4155 سالم الثقفي 4176 سالم بن الحسن بن صصرى 4105 سالم بن الحسن بن علي 4101- 4102- 4103 سالم بن الحسن بن محمد 4160 سالم بن الحسن بن هبة الله 4103 سالم خادم ذي النون المصري 724- 4179 أبو سالم بن الذكوري 4458 سالم الشيزري 4181 سالم بن سعادة 4105- 4106- 4107- 4109- 4111 4230- 4232 سالم بن صالح 4112 سالم بن ظافر 4112 سالم بن عبد الجبار بن المهذب 4146- 4147- 4149 سالم بن عبد الرحمن 3782- 4150 سالم بن عبد الغالب 4150- 4151 سالم بن عبد الله بن عمر 2428- 2917- 2919- 2995- 3618 4113- 4115- 4116- 4117- 4118 4120- 4121- 4122- 4123- 4124 4126- 4127- 4128- 4129- 4130 4131- 4132- 4133- 4134- 4135 4136- 4137- 4138- 4139- 4140 4141- 4142- 4143- 4144- 4146 4160- 4164

سالم بن عبيد الاشجعي 297- 3089- 4151- 4152- 4153 4154- 4155 سالم بن علي بن تميم الكفر طابي 4155 سالم بن علي الحلبي 2446 سالم بن علي بن محمد 4156- 4157 سالم بن لاوي 4175 سالم بن مالك بن بدران العقيلي 54- 552- 1953- 4157- 4158- 4159 سالم بن محمد العمراني 2472 سالم بن مرشد بن سالم 145- 4160 أبو سالم بن معد بن سعيد 4458 سالم بن المفرج بن الحسن 4164 سالم بن مفرج بن أبي حصينة 4165 سالم بن المفرج بن عشائر بن المعلى 4163 سالم بن مكي 4165- 4166 سالم بن منصور 4166- 4737 سالم بن مؤمن المصري 4167 سالم بن نمير 556 سالم بن نوح الطائي 3530 سالم بن هبة الله بن علي 4172 سالم بن هبة الله الهاشمي 4173- 4175 سالم بن وابصة الرقي 3954- 4168- 4169- 4170- 4171 سالم بن يحيى بن علي 4175 سالم بن يحيى النصراني 4459 سالم بن نوح 527 ساوتكين الخادم 1355 السائب بن الاقرع 2169- 2170 السائب بن بشر بن عمرو الكلبي 4182 السائب بن حبيش الكلاعي 2845- 4182- 4183- 4185 السائب بن يزيد 1543- 1695- 1697- 1698- 1704 3557

سبرة بن عبد العزيز المهني 1437 سبرة بن فاتك 3237- 3238 سبيع بن المسلم المقرئ 3312 سبيع بن يزيد الحضرمي 4186 سجادة الفقيه 4733 السحاج الموصلي 4187 سحيم بن المهاجر 232- 4187- 4190 سديد بن ابراهيم بن محمد 4191- 4195 سديد الدولة بن الرعباني 2277 سراج بن ادريس بن علي الحلبي 719- 4529 سديد الدولة بن منقذ 4197 سراقة بن عبد الرحمن 4198 أبو السرايا 4292 سرايا بن هبة الله بن الحسن 4199 سرايا بن هبة الله الحراني 4200- 4201 سرخاب بن الحسن بن الحسين 4202 السري بن أحمد السري 4204- 4205- 4208 سري بن أحمد الكندي 2181 السري الرفاء الموصلي 917- 1084- 4208- 4402 السري بن زياد بن علاقة 1925 سري السقطي 460- 180- 420- 4206- 4212- 4219- 4220- 4222- 4223- 4213- 4214- 4215- 4217- 4218 4224- 4225- 4226- 4228- 4229- 4567- 4659- 4660 السري بن سهل 2295 السري بن عاصم 4212 ابن أبي السري العسقلاني 799 السري بن يحيى 1085 السري بن يحيى بن السري 3826 السري بن يحيى الكوفي 3390 سريح بن يونس 3334- 3336

سعد بن ابراهيم الزهري 1965- 3345- 3446- 4028- 4035- 4044- 4241- 4242 سعد بن ابراهيم بن الشيباني الاسعردي 4243 سعد بن أحمد بن علي 4257- 4260 أبو سعد الاشج 702 أبو سعد الاسماعيلي 771 سعد بن اياس 3964 سعد الايسر 1112 أبو سعد بن البغدادي 772 أبو سعد بن أبي بكر 4259 سعد بن الحارث 4224- 4245 سعد بن حينه 3999- 4000- 4001 أبو سعد الحرضي 4286 سعد أبو الحسن 4277 سعد بن حماد 4245 سعد الدولة الحمداني 4744 أبو سعيد الخدري 4001 سعد الرازي 4003- 4011 سعد بن زيد بن وديعة 4246- 4247 سعد بن أبي سالم الحلبي 4276 سعد بن سعد 4278 أبو سعد العسكري 1681 أبو سعد السمان 726- 1030- 1056- 1503 أبو سعد السمعاني 772- 964- 1588- 2348- 2387- 2698- 4100- 4268- 4573 سعد بن سهل 1570 أبو سعد العوفي 4240 سعد بن الضباب الايادي 1996- 2019 سعد بن طارق 4247 سعد بن طريف الاسكاف 1927 سعد بن عبد العزيز 2603 أبو سعد بن عبد الغالب 4151- 4460

سعد بن عبد الله الازدي 4250 سعد بن عبد الله الحلبي 4250 سعد الله بن عبد الله بن فائق 4236 أبو سعد بن عبد الله 4464 سعد بن أبي عروبة 2038 أبو سعد بن أبي عصرون 2325- 2917 سعد بن عقبة 4256 سعد بن علي الحظيري 4253- 4255 سعد بن علي بن قاسم 4251 سعد بن علي الكتبي 2480 أبو سعد بن عليجة النسوي 4460 أبو سعد بن عليك الحافظ 4407 سعد بن عمرو الانصاري 4256 سعد بن الغوث 2194 سعد بن كنانه 557 سعد بن مالك 1854 أبو سعيد بن مالك 4461 سعد بن عمر الازدي 4273 سعد بن محمد الأسدآباذي 4259 سعد بن محمد البيروي 951 سعد بن محمد بن جعفر 4256 سعد بن محمد الرزاز 2351 سعد بن محمد بن سعد 3377- 4262- 4268- 4269 سعد بن محمد بن علي 4272 أبو سعد بن محمد الماليني 2680 سعد بن محمد الوحيد 4273- 4274 سعد الله بن محمد بن الوزان 4310 سعد بن المرزبان البقال 3360 سعد بن مروان 1130 سعد بن مسعود الثقفي 4274 سعد بن مسلم 1412 سعد بن مظفر بن المطهر 4275 سعد بن معاذ 753

أبو سعد بن المفضل 4461 أبو سعد الميثمي 2562 أبو سعد النحوي 995- 4237 سعد بن هشام 2267 سعد بن وابصة 1302 سعد بن أبي وقاص 1752- 1754- 1796- 1907- 3089 3616 أبو سعد بن الوليد البحتري 4463 سعد الخير الأنصاري 2917- 4331 سعد الخير بن محمد بن سهل 1458- 2919- 4003 سعد الله بن أسلم 4233 سعد الله بن صاعد 4233- 4234- 4235- 4236 سعد الله بن غنائم 4236 سعد الله بن أبي الفتح 4239- 4240 سعد الله بن محمد بن باقي 4237 سعد الله بن محمد الدقاق 2760 سعد الله بن هبة الله 4238- 4264 أبو السعادات بن الشجري 2698- 2351- 4011 سعادة بن عبد الله الحمصي 4230 سعادة بن عبد الله الخادم 4230 سعدان بن نصر 1042 سعدان بن يحيى الحلبي 4279 سعدان بن يزيد 1255 سعيد بن ابراهيم الاندلسي 882 سعيد بن أحمد 4222 سعيد بن أحمد بن سعيد 4281 أبو سعيد الاذني 4469 سعيد بن اسماعيل الأسدي 4281 سعيد بن اسماعيل بن مساحق 2137- 2139 أبو سعيد الأسود 4469 أبو سعيد الأشبح 1195- 1197- 2253- 4094 أبو سعيد الأصمعي 1049- 1412- 1419

أبو سعيد الأنصاري 1371 سعيد بن أوس الأنصاري 1051 أبو سعيد البصري 1270 سعيد بن البناء 772 أبو سعيد بن أبي الخير 4227 سعيد بن بريد 4281- 4283- 4284- 4285 سعيد بن بشير 3364- 3365 سعيد بن بطريق 84- 1951 أبو سعيد التيمي 4466 سعيد الثوري 914 سعيد بن جبارة المعري 4289 سعيد بن جبير 2048- 2039- 2091- 2092- 3264- 3269 سعيد بن الحارث بن الهصان 543 سعيد بن الحاضن الغساني الحلبي 4290 أبو سعيد بن أبي حامد 4290 سعيد بن حذيفة بن اليمان 709 سعد بن حرب البغراسي 4290 أبو سعيد الحرشي 4467 أبو سعيد بن أبي الحسن 1008 سعيد بن الحسن المأموني 995- 2756- 2759 سعيد بن حفص الحراني 751 أبو سعيد بن حفص الحلبي 2847 سعيد بن حفص النفيلي 1184- 1185 أبو سعيد الحلبي 4470 سعيد بن حمدان بن حمدون 59- 4291- 4293- 4265- 4296 سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن بن محمد 4296- 4297- 4298 سعيد بن حيان 3649- 3196 سعيد بن خالد القازطي 3613 أبو سعيد الخدري 1565- 1569- 2606- 2983- 3622- 3999- 4000 أبو سعيد الرازي 1484

سعيد بن الربيع الهروي 914 سعيد بن رحمة المصيصي 730- 1850- 4298- 4300 سعيد بن زيد الحمصي 2671 سعيد بن زيد بن الهاشمي 3722- 4300 سعيد بن سالم 2711 سعيد بن سعد بن عبادة 565 سعيد بن سعدان الكاتب 1518- 1521 سعيد بن سعد الدولة الحمداني 4572 سعيد بن سعيد الفارقي 4301 سعيد بن أبي سعيد 2316- 2319 سعيد بن السكن 2754- 2349 سعيد بن سلام 4311 سعيد بن مسلم الباهلي 759- 1866- 1867- 1870 سعيد بن سليمان 1535 السعيد بن سناء الملك 981 سعيد بن سهل الفلكي 1211- 2325- 4304- 4307- 4309 4310- 4311 أبو سعيد السيرافي 2446- 2447- 2448- 2451- 2452 سعيد بن شبيب 3603 أبو سعيد الشجي 4470 سعيد بن شريف بن حمدان 2334- 2335 أبو سعيد الصيرفي 1009 سعيد بن أبي طاهر الاسدي 4574 سعيد بن العاص 4678 سعيد بن عبد الرحمن 2138- 3360- 3363 سعيد بن عبد الرحيم المقرئ 2375 سعيد بن عبد العزيز 1437- 1695- 1697- 1698- 1699 1704- 1734- 2874- 3446- 4326 4620 سعيد بن عبد العزيز التنوخي 2866- 3065- 3066- 4336 سعيد بن عبد العزيز الحلبي 952- 2304- 3092 سعيد بن عبد العزيز النيلي 2744 سعيد بن عبد الله بن بندار 1280 سعيد بن عبد الله بن سهل 3777 سعيد بن عبد الملك 2995- 4143- 4146 سعيد بن عبد الواحد الخفاجي 1016 سعيد بن عثمان 1850

أبو سعيد بن أبي عثمان 709 سعيد بن عثمان بن البغدادي 2753 سعيد بن عثمان الخياط 851- 4216 سعيد بن عثمان بن السكن 2999- 3347- 4430 سعيد بن عثمان الهمذاني 3330 سعيد بن عثمان الوراق 2257 سعيد بن أبي عدوية 2041 أبو سعيد العطاردي 4471 أبو سعيد بن عقيل 1047 سعيد بن علي بن السلاسي 2523 سعيد بن عمرو السكوني 2248 سعيد بن الفضل البصري 1437 سعيد بن فيروز 4329 سعيد بن قرط 543 سعيد بن قيس الهمذاني 2201- 4186 سعيد بن كثير بن عفير 237- 580- 2065- 2095- 2169 2176 سعيد بن محمد 4392 سعيد بن محمد الادريسي 2723- 2724 أبو سعيد بن محمد اسماعيل 4257 سعيد بن محمد الخولاني 1217 سعيد بن محمد الرسعيني 959 أبو سعيد بن المرزبان الثقال 3363 سعيد بن مرجانة 1841- 1844 سعيد بن مرشد 2202 سعيد بن أبي مريم البصري 791- 1168- 1170- 3625 سعيد بن مزيد 2206 سعيد بن مروان 3565 سعيد بن مسلم بن أبي بكر البالسي 1766 سعيد بن المسيب 697- 8841- 8844- 2609- 2899 4122- 4371 أبو سعيد المصيصي 4468 أبو سعيد المعيطي 4467 سعيد بن المغيرة 1030- 1555- 4432 سعيد بن مكارم المؤدب 1839- 1840 سعيد بن منصور 1229 سعيد النحوي 4605 أبو سعيد النصيبي 2675

سعيد بن نصير 2249 سعيد بن هاشم 3647 سعيد بن هبة الله الراوندي 4375 سعيد بن هليبة العباداني 1240 سعيد بن أبي هلال 1731 سعيد بن يحيى الاموي 1177- 1178- 3826- 4649 سعيد بن يحيى الطرسوسي 2746 سعيد بن يحيى اللخمي 1434- 1437 سعيد بن يزيد الخلال 1144 أبو سعيد بن يونس 675- 827- 1629- 3996 أبو العز 4471 السفاح بن خالد 557 سفيان الثوري 1606- 1722- 1732- 1740- 1991 2137- 2138- 2145- 3092- 3264 3271- 3272- 3334- 3339- 3496 3530- 3603- 3873- 4518- 4524 سفيان بن حبيب 242 أبو سفيان الحميري 913 أبو سفيان بن حويطب 4472 سفيان بن عبد الملك الخولاني 2185 سفيان بن عوف الازدي 4296 سفيان بن عوف الغامدي 235 سفيان بن عيينة 763- 848- 950- 958- 1256- 1374- 1377- 1384- 1392- 1510 1514- 1515- 1518- 1521- 2789 3133- 3747- 3941- 4048- 4128 سفيان بن محمد الخولاني 1248 سلمة بن دنيا الاعرج 3826- 9978- 4386 سلمة بن سليمان الموصلي 3360- 3363- 3364 سلمة بن شبيب 2750 سلمة بن صهيبة 2148- 2162 أبو سلمة بن عبد الرحمن 3816- 4122 سفيان بن محمد بن سفيان 2364- 2368 سفيان بن محمد المصيصي 1885 سفيان بن وكيع 860- 862- 2248 السفياني المنتظر 3931- 4612 سفيح بن السفاح 557 ابن السقاء 1464

ابن السقاء 1464 سلام الاسود 4753 سلام بن سليم 3334- 3339 سلام بن سليمان المدائني 951 سلام بن أبي مطيع 1492 سلامة بن اسحاق بن محمد 1027- 4256- 4260 سلامة بن روح 797 سلامة بن علي بن سلامة 1707 سلامة بن علي المقرئ 4256 سلامة بن فهد 4207 سلامة المحرث الحلبي 4685 سلامان بن عامر 2983 سلامان بن عمرو 567 سلجوق بن دقاق 1980 سلطان شاه بن رضوان 1987 سلطان بن علي 1359- 1363 سلطان القرمطي 3677 سلطان بن منقذ 3665 سلم بن عامر 2202 سلم بن الفضل البغدادي 3348 سلم بن قتيبة 1741- 2841 سلم بن معاذ الدمشقي 3347 سلم بن وازع الخواص 1749 سلمة بن عبد العزى 557 سلم بن هبة الله 4175 سلمى بنت عبد مناف 2903 سلمان بن ربيعة 464 سلمان بن شمير 2202- 2206 سلمان بن العباس 2776 سلمان الفارسي 1820- 2151- 2153- 2809- 2815 سلمة بن الاكوع 3987 أبو سلمة الحذاء 4168 سلمة بن أم يوسف بن الحكم 4036 أبو سلمة الحلبي 4472 أم سلمة بنت الحسن 863 سلمة بن شبيب 3826 سلمة بن عفان 1885- 1886

أم سلمة بنت عمر بن سهل 2809 أبو سلمة العنزي 1749 سلمة بن الفضل الابرش 1462 سلمة بن أبي كريب 2780 سلمة بن كهيل 2134- 2809- 2815- 4044- 4049 سلوقوس 73- 83- 84 أبو سليط الشامي 4473 السليل بن أحمد السليل 3349 السليل بن أحمد بن عيسى 760- 4291 سليم بن أيوب الرازي 886- 1180- 3378- 3379 سليم بن سفيان السعدي 3497 سليم بن منصور بن عمار 1182 سليمان بن ابراهيم الحافظ 3633 سليمان بن أحمد الطبراني 1116- 1146- 1184- 1186- 1195 1812- 1814- 2249- 2251- 2253 2254- 2722- 3330- 3331 سليمان بن اسحاق بن الخليل 4116- 4136 سليمان بن الاشعث 1136- 1469- 1826- 1831- 3603 3873 أبو سليمان الانطاكي 4475 سليمان بن ايلغازي 3660 سليمان بن أيوب بن حذكم 951- 1181- 1434 سليمان بن أيوب الحمصي 1723- 1741 أبو سليمان البرساني 4476 سليمان بن بشير 3606 سليمان بن بلال 732- 1535 سليمان بن بنيمان 985- 4698 أبو سليمان التل سايي 4436 سليمان بن توبه 4094 سليمان بن حيان 4619 سليمان بن حبيب 3603 سليمان بن حرب 914- 1044- 1469- 2370- 3134 سليمان بن حيان الاحمر 1240 سليمان الخادم التركي 1404 سليمان بن خلف الباجي 168- 169

سليمان بن الحسن العطار 2681- 4648 سليمان الخواص 1454- 2146- 4596 سليمان بن أبي خيثمة 2899 أبو سليمان الداراني 848- 957- 958 سليمان بن أبي سليمان الداراني 951 سليمان بن أبي داود 3622 سليمان بن داود الرازي 1266 سليمان بن داود الزهراني 2254 سليمان بن داود القزاز 1262 سليمان بن داود المجمعي 3748 سليمان بن الربيع الجوزاني 182 أبو سليمان بن زبد 2309- 2311- 2503- 2505- 2708- 2720- 2773- 2774 سليمان بن زرعه 4289 سليمان بن سلمة 1812- 2780- 3438 سليمان بن سعيد 1195- 1373- 1452- 1504- سليمان بن سيف الحراني 1648- 1655 1505- 2780 سليمان الشاذكوني 3876 سليمان بن شعيب 1195 سليمان بن أبي شيخ 1749 سليمان بن صالح 529 سليمان بن صرد الخزاعي 337- 3992 سليمان بن صهيب 1462 سليمان بن طوق 4162 سليمان بن عبد الجبار 1959- 1960- 3216- 3845- 4238 سليمان بن عبد الحميد 721- 1181- 2377- 2378- 2456- 3393 سليمان بن عبد الخير 2998 سليمان بن عبد الرحمن 751- 1515- 1722- 1741- 1812- 2377- 2378- 2719- 3177- 3180

سليمان بن عبد الرحمن بن جناب 1565 سليمان بن عبد الرحمن الحراني 1203 سليمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم 4112 سليمان بن عبد الله الدارمي 2948 سليمان بن عبد الملك 47- 125- 531- 532- 589- 1200- 1639- 1640- 1849- 1989- 2044- 2808- 2809- 2818- 2841- 2921- 2995- 2996- 3088- 3445- 3621- 3648- 3696- 3928- 3932- 3933- 3942- 4014- 4015- 4024- 4068- 4113- 4120- 4124- 4157- 4176- 4187- 4256- 4315- 4345- 4388- 4522- 4523- 4711- 4733 سليمان بن عقبة الغساني 1437 سليمان بن عطاء 2866- 2873- 2874 سليمان بن علي 121- 3176- 3180- 4620 سليمان بن قطلمش 40- 73- 87- 480- 481- 482- 872- 2413- 4157 أبو سليمان الكيساني 1248 سليمان بن مجالد 106 سليمان بن محمد 863- 2272 سليمان بن محمد بن ادريس 789 سليمان بن محمد الحلبي 1950- 2373- 2374 سليمان بن محمد الخزاعي 2255 سليمان بن محمد خلف 4123 سليمان بن محمد المعري 566 أبو سليمان المديني 1478 سليمان بن المعافى 921 أبو سليمان المغربي 4476 سليمان بن موسى الاعمش 1722- 1740- 1749- 2137- 2809- 2815- 2137- 3733

سليمان بن موسى 1700- 3627- 4619 سليمان بن أبي موسى الاشعري 1923 سليمان بن نافع العبدي 1384 سليمان بن هشام 1510- 2889- 2891- 3173 سليمان بن يسار 4122 سليمان بن يعقوب 449 سكمان بن ابراهيم 1579 سكمان بن أرتق 1958- 3660- 3661 سكمان القطبي 1300- 3665 ابن السكيت 431 سكين بن عمرو 4651 أبو سماك الاسدي 4478 سماك بن حرب 2809- 2814- 2815- 2909- 3733 ابن سمحا اليهودي 2487 أبو السمراء الغساني 4479 سمرة بن جندب 2038 ابن السمرقندي 3946- 4048 سمعون بن عيسى 95 ابن سميكان 4636 ابن أبي سمينه 4704 سنان بن أنس 2571- 2659- 2663 سنان بن أوس 2629- 2641 سنان بن ثابت 63- 120- 37- 809- 836 ابن سنان الخفاجي 880- 896- 4682 سنان بن سمي 3064 سنان بن أبي سنان 2562- 2570 سنان بن عبد الله 540 سنان بن عليان 2241 سنان بن يرحم 1866- 1867 سنجر بن ملكشاه 3486 سنقر الجكرمشي 1985 سنقر الحلبي 2560

سنيد بن داود 1044- 1045 سهل بن ابراهيم المسجدي 2506 سهل بن بشر 2503- 2505- 2777- 2953 سهل بن الحنظلية 3234- 3679 سهل بن حنيف 1565 أبو سهل بن زياد 2799 أبو سهل بن سليمان 4480 سهل بن شعيب 3620 سهل بن شقير 1524 750- 1064- 1065- 1144- سهل بن صالح 1255- 2248 سهل بن عبد الله 1334- 1335 سهل بن عثمان 2364- 2367- 2714 أبو سهل القطان 1140 أبو سهل المصيصي 4480 أبو سهل بن نوبخت 4754 سهيل بن أبي صالح 1722- 1736- 1740- 2316- 2319- 2996- 3176- 4522 سواد بن عبد الله 606 سوار بن مجشر 3468 سودان بن حمران 2820 سودة بنت زمعة 948 السوسنجردي المقرئ 4762 سويد بن سعيد 1525- 1533- 2364- 2366- 3826 سويد بن عبد الرحمن 2626 سويد بن عبد العزيز 1384- 1404- 3441 سويد بن كيسان 1752- 1754 سيابة السلمي 3612 سيار بن عبد الرحمن 2983 سيار بن نصر 951- 4346 ابن السيد البطليوسي 887

سير منويل 2948 سيف بن عمر 590- 1851 ابن سيف المعري 2334 سيماء الطويل 4683- 4691 ابن شاذان 1179- 1182- 4133 شاذبخت الخادم 1822- 1825 شاذبخت النوري 1164- 1270 شأس بن زهير 539 شافع بن صالح الجيلي 2922- 2923 شافع بن محمد الأسفراييني 1144 شاكر بن زيد 4024 شاكر بن عبد الله الكاتب 3475 شاكر بن عبد الله بن سليمان 1193- 2795 شاكر بن عبد الله المصيصي 210 شاكر بن محمد بن عبد الله 891 الشامي المقرئ 4762 الشاه بن أحمد الهروي 1682 شاه محمد 4276 شاهنشاه بن بهران 4088 ابن شاهين 769- 1181 شبابة بن سوار 1535- 1723- 1741- 2202- 2206- 2207- 2323- 2401- 2862- 2866- 3342 شبث بن ربعي 2113- 2626- 2628- 3916- 3917 شبل بن جامع 4080 شبل الديلمي 946 شبل بن زيد 2629 شبيب بن حامد بن حميد 1363 شبيب بن أبي روح 2202- 2206 شبيب بن شيبة 3044- 3064- 3065

شبيب الغساني 1924 شبيب بن محمود 4078 أبو شجاع البسطامي 1213- 2700- 2918- 4573 أبو شجاع الحميري 4481 شجاع بن سيدهم المدلجي 1669 شجاع بن علي الشيباني 2478 شجاع بن محمد المدلجي 1667 شجاع بن الوليد 761- 2856- 3265 شداد بن ابراهيم 4192- 4193 شداد بن عقبة 1412 شديد بن ربعي 933 شراحيل بن مرة 2105- 2106- 2107- 2111 شراحيل بن مزيد 4524 ابن شرارة الحلبي 4175 شرحبيل بن حسنة 1065- 3157 شرحبيل بن المسمط 4604 شرحبيل بن رقعة الرحبي 2202- 2206 شرحبيل بن مسلم 1722- 1725- 1735- 1740 شرف الدين بن الجبان 2288 شرف الدين بن أبي عصرون 4723 شريح بن مالك 4604 شريح بن هانىء 3947- 3948 شريح بن يزيد الحمصي 1384 شريح بن يونس 3339- 3817 الشريد بن عبد مناف 599 الشريد بن مطرود 1866 الشريف الحتيتي 4157 الشريف الرضي 1346 شريف بن سيف الدولة 417- 4410- 4676 شريك بن عبد الله النخعي 1492- 1493- 1496- 1498- 1662 1663- 1831- 1835- 1836- 3264 3272- 3496- 3530- 3603-

شعبة بن الحجاج 371365- 3092- 3349- 3496- 3530- 3951 شعبة بن الورد الواسطي 3496 شعيب بن اسحاق 1384- 2710- 2876- 3441- 3443 شعيب بن أيوب الصريفيني 975 أبو شعيب الحجاج 1749 أبو شعيب الحراني 921 شعيب بن الحكم 2898 شعيب بن أبي حمزة الحمصي 1473 شعيب بن خالد الصباغ 2562- 2573 شعيب بن شعيب بن اسحاق 3827 شعيب بن عبد الرحمن بن نصر 1747- 1748 شعيب بن عبد الله بن المنهال 2958 شعيب بن محمد الشعيبي 1623 الشعراني المنبجي 4689- 4763 شقران الثغري 4525 شقيق بن ثور البكري 3114 شقيق بن سلمة 1889- 2148- 2162 شقيق بن عبد الله المرادي 2238 ابن شكر 4010 أبو شمر بن جبلة بن الحارث 115 شمر بن ذي الجوشن 2571- 2617- 2626- 2628- 2665 شمر بن عطية 3227- 3237- 3238 شمر بن عبد الله الحنفي 4603 شمس الدين الخسروشاهي 4350 أبو شملة بن المرة 4481 أبو الشمقمق 1749 شهاب بن خراش 3603- 3879 شهاب بن عبد الله الخولاني 3731 شهاب بن العيني 2187 شهاب بن محمد بن شهاب العودي 756

شهاب بن محمد بن عامر 1707 شهاب الدين الطوسي 1631 شهاب الدين القوصي 1634 شهدة بنت الآبري 1931- 2730- 2731- 2733- 2918 شهر بن حوشب 4711- 4712 شهيد بن قيس بن الثعفان الاوسي 332 شيبان بن عبد الرحمن 1723 شيبان بن عبد الله بن شيبان 1062 شيبان بن فروخ 1220- 2364- 2367- 2368- 3826 شيبان المجنون 4180 أبو شيبة الخدري 4484- 4710 أبو شيبة القاص 4485 أبو شيخ بن عمرو الجهني 4485 ابن شيرزاد 858 شيركوة بن محمد بن شيركوه 390- 1809- 4581 أبو الشيعي 4635 الشيظمي (مؤدب سيف الدولة) 4586 ص صارم الدين خطلبا 2843 صاعد بن أحمد الاندلسي 1596 صاعد بن أحمد اللغوي 1342 صاعد بن صاعد الرحبي 3367 صاعد بن عبيد 2886 صاعد بن علي الكاتب 3695 صاعد بن عيسى الحلبي 61- 557- 1122 صافي الحرمي 826 صالح بن ابراهيم بن رشدين 827- 1110- 4615 صالح بن ابراهيم المصري 1123- 1124- 1125- 1802 صالح بن أحمد الحافظ 3777 صالح بن أحمد الحلبي 1042 صالح بن أحمد بن حنبل 914- 2310 صالح بن أحمد الميانجي 1027

صالح بن الاخضر 4523 صالح بن الاصبع 1038- 2304- 2305- 2969 الصالح أيوب 1811- 4581 صالح بن بشر 763- 764 صالح بن بنان الثقفي 1147 صالح بن بنان الساحلي 1148 صالح بن جبير الصدائي 2995 صالح بن جبير الفلسطيني 859 صالح بن جعفر الهاشمي 913- 1057- 1296- 1467- 2284 صالح بن حسان 2848- 2851 صالح بن الحسن البوقي 1707 أبو صالح الخطيب 4061 صالح بن راشد 4523 الصالح بن رزيك 2395 أبو صالح الرومي 4175 صالح بن زياد السوسي 3331- 4385 صالح بن زياد المقري 2248 أبو صالح السمان 3622 أبو صالح بن شهاب 887 الصالح بن الظاهر 323- 326 صالح بن عبد الله بن دراج 1749 صالح بن عبد الله بن أبي فروة 1477 صالح بن عبد الله بن قيس 491 صالح بن عثمان المري 1438 صالح بن علي بن جبريل 158 صالح بن علي الحصني 136 صالح بن علي الحلبي 958 صالح بن علي الروزباري 1124 صالح بن علي بن عبد الله بن عباس 59- 88- 89- 169- 236- 255- 425- 451- 461- 467- 528- 529- 530- 1472- 1475- 1648- 1652- 2293- 3929- 4765

صالح بن علي الناطلي 1469 صالح بن علي النوفلي 1042- 1452- 2456- 3390 صالح بن عمر الواسطي 3441- 3443 صالح بن عمرو الحلبي 1042 أبو صالح الفراء 1885- 3887 صالح بن محمد 1518- 1522- 1863 صالح بن محمد بن اسماعيل 413 صالح بن محمد البغدادي 3342 صالح بن محمد جزره 3879 صالح بن محمد الحافظ 3891 صالح بن محمد بن الحسين 4257- 4261 صالح بن مرداس 545- 896- 904- 2232- 2239- 2240- 2241- 3675- 4018- 4077 4161- 4162- 4382 أبو صالح بن المهذب 887 صالح بن وصيف 3477 صالح النبي 467 الصالح بن نور الدين 1811 صالح اليمامي 2996 صبيح بن بديع 1524 صبيح بن دينار 2379 الصحارى بن كنعان 527 صخر بن سمي 4485 صخر بن قيس 1320 أبو صرمة 4488 صدر الدين بن حمويه 4395 صدر الدين الكردي 4165 صدقة البغدادي 4398 صدقة بن الحسين 3633 صدقة بن خالد 1437- 2876- 2882- 2883 صدقة بن عبد الله 3723 صدقة بن محمد القرشي 2309

صدقة بن محمد المقرئ 2311 ابن صدقة الموصلي 4685 ابن صدقة الهاشمي 4749 صدقة بن وزير 1590 صدقة بن يسار 1565 صدقة بن اليمان 1923 الصدي بن عجلان 3101 أبو الصديق الناجي 4022 صعب بن سعد 140 صعب بن العزيز 1593 صعصعة بن صوحان 3731- 3837 صعصعة بن معاوية 542 صفوان بن اسحاق 1297. صفوان بن حذيفة 4290 صفوان بن سليم 3899- 3941 صفوان بن صالح 1177- 1178- 1266- 1812- 2364 2367- 2377- 2378- 2934- 3827 ابن صفوان العقيلي 1500 صفوان بن عمرو 133 صفوان بن عيسى القاضي 1263- 1266 صفوان بن محرز 2899 صفوان بن المعطل 257- 258 أبو الصقر الزهري 2489 أبو الصقر القبيصي 453- 1123- 2489- 4709 صقر بن يحيى 3041- 4579 صلاح الدين داود 735 صلاح الدين العمادي 3219 الصلت بن بهرام 3176- 3180 الصلتان العبدي 2198 الصلت بن الحجاج 2711 صلة بن زفر 2148- 2162

الصمة بن عبد الله 434 الصنوبري الشاعر 415 صهيب الروى 1840 صيدون بن كنعان 527 الصيقل بنت طراد 1932- 1933 ض الضب الضرير الشامي 654 ضبة بن يزيد العيفي 682 الضحاك بن حجوة المنبجي 1373 الضحاك بن سفيان 2101 الضحاك بن عثمان 1842 أبو الضحاك العقيلي 3696 الضحاك بن قيس 1924- 2237- 3192- 3783 الضحاك بن مزاحم الاسدي 1923- 4528 ضرار بن صرد 2378- 2379 ضمام بن اسماعيل 1639- 1640 ضمرة بن ربيعة 1722- 1741- 1840- 1841- 3627 ضمضم بن زرعة 1722 ضياء الدين بن شيخ السلامية 1880 الضيزن بن معاوية 563 ابن أبي الضيف المكي 3592 ضيفة خاتون بنت العادل بن أيوب 1952 ط طارق بن الحسن الحلبي 2946 طارق بن شهاب 2148- 2162 طارق الصقلبي 2330 طارق بن مطرف 2308- 2310 طاشتكين 2430 أبو طالب الانطاكي 4748 أبو طالب البغدادي 674

أبو طالب الرخمة 4172 أبو طالب الزينبي 2390 أبو طالب الشريف 4492 أبو طالب بن العجمي 1959- 1960 أبو طالب بن العلقمي 1214- 1559 أبو طالب الوحيد 4273 أبو طالب الازجي 4288 طاهر بن اسماعيل 1648- 1655 أبو طاهر الانباري 865- 2503 أبو طاهر الانماطي 1669 أبو طاهر الباقلاني 2777 أبو طاهر الجبري 4087 أبو طاهر بن جعفر 1084 طاهر بن جهبل 743 طاهر بن الحسن بن طاهر 569- 676 طاهر بن الحسين 265- 1246- 1709- 1712- 3521- 4431 أبو طاهر الحلبي 1001 أبو طاهر الحنائي 2466- 3312 أبو طاهر بن خزيمة 1484- 1672- 1681 أبو طاهر الخشوعي 1128- 1668- 3377 أبو طاهر الخياط 2674 أبو طاهر الرستمي 4570 أبو طاهر الزيادي 1006 طاهر بن سعد بن علي 3317 أبو طاهر السلفي 357- 371- 776- 881- 885- 1028- 1175- 1527- 1561- 1628- 1670- 1750- 1804- 2242- 2683- 2285- 2325- 2477- 2285- 2325- 2477- 2683- 2664- 2756- 2916- 2947- 2951- 3096- 4241- 3243- 3313- 3325-

3378- 3381- 3446- 3494- 3719- 3876- 3877- 3888- 3959- 4052- 4053- 4087- 4094- 4160- 4191- 4192- 4565- 4588- 4652- 4740 أبو طاهر السنجي 968 أبو طاهر الصوري 975 طاهر بن عبد الملك 4627 طاهر العلوي 4266 أبو طاهر بن فناخسرو 4077 طاهر بن محمد 4259 طاهر بن محمد الجواليقي 1708 طاهر بن محمد بن صالح 1650 طاهر بن محمد بن عبد الله 947. طاهر بن محمد العتابي 1847 طاهر بن محمد القدسي 2735- 2737 أبو طاهر بن المحسن 4493 طاهر بن محمش الزيادي 1484 أبو طاهر المخلص 959- 960- 1179- 1484- 1708 طاهر بن يحيى 2473 طاووس 4137- 4140 طراد بن خشرم 1933 طراد بن محمد الزينبي 332- 2776- 2777 طرسوس بن الروم 177 الطرسوسي النجراني 4767 الطرماح بن حكيم 3696 طريف السبكري 564- 760 طريف بن محمد 1003- 1673 طريف بن مؤرق 3747 طغتكين (أتابك دمشق) 3747- 11560- 3660- 3666 طغج بن جف 930- 940- 941- 3553 طغرل بن محمد 2699

طغرل الظاهري 52- 54- 73- 270- 323- 326- 3369- 4011 طغرلبك بن ميكائيل 1348- 1349- 1350- 1973 طفيل بن حارثة 1925 طلائع بن رزيك 3377 طلحة بن أسد الرقي 2465- 268 طلحة بن زيد 2162. طلحة بن أبي طالب 4003 طلحة بن عبيد الله 2562- 2573 طلحة بن مالك 137 طلحة بن محمد 2710 طلحة بن يحيى 1536 طلحة بن يزيد 2148 طلحة بن حبيب 1302 طليحة بن خويلد 536- 3912- 3916 ابن طليب الكوكبي 4686 الطماح بن قيس 2019 الطنبغا الظاهري طنكري الفرنجي 326 طنكريد الفرنجي 144- 426 أبو الطيب الباخرزي 3664- 3666 أبو الطيب الجنزي 2706- 2707- 4634 أبو الطيب بن الحلاوي 1750 الطيب بن زياد 1071 ابن الطيب السرخسي 1518 أبو الطيب الصعلوكي 74 أبو الطيب المتنبي 183- 244- 647- 652- 657- 659- 660- 661- 672- 675- 676- 677- 678- 680- 681- 682- 1085- 1233- 1542- 1940- 2475- 4219- 4568- 4576- 4665

ظ ظافر بن جابر الحراني 1122- 4572 ظافر بن معاوية الحراني 765 ظافر بن الحسين اليزدي 994 ظالم بن عمر بن سفيان 4325 الظاهر بيبرس 1020 الظاهر الجزري 4191- 4193- 4194 الظاهر بن الحاكم 2240- 4161- 4230 أبو ظبيان 4496 ظفر بن نوح بن اسماعيل الجرجاني 4257 ظهير بن رافع 3560 عالي بن عثمان 878 عالي الغزنوي 1826- 4352 العالية بنت ظبيان 2101 عاتكة 4151 العادل بن أيوب 1632- 4098 أبو عادية الجهني 4497- 4548- 4549 ابن العارف 4688 عاصم الاحول 3679 عاصم الاديب 4193 عاصم بن الحسن 2777 عاصم بن الحسين 3254 عاصم بن رجاء 3622 عاصم بن زفر 555 عاصم بن عبد العزيز 1518- 1521- 1522 عاصم بن علي 1111- 1045- 1535 عاصم بن محمد العمري 3334- 3339 عاصم بن كليب 4381 أبو عاصم النبيل 1468 عاصم بن أبي النجود 626 عامر بن أحمد بن محمد السلمي 756 عامر بن اسماعيل البغدادي 2248

عامر بن الجراح 4371 أبو عامر الراهب 4498 عامر بن سهلة الاشعري 3097 عامر بن سيار 2793- 2848 عامر بن سيار النحلي 2248- 2791 عامر بن شراحيل الشعبي 1889- 2562- 3557- 3565- 3830 عامر بن شهاب أبو الفضل 711 أبو عامر العبدري 4234- 4236 عامر بن عبد شمس 4651 عامر بن عبد الله بن الجراح 4521 عامر بن عبد الله بن الزبير 2322 أبو عامر العقدي 916- 1263- 1266- 1535 عامر بن عون 560 عامر بن كعب بن عبد الله 543- 546 عامر بن كيسان 3471 عامر بن الأشعري 4336 عامر بن هلال 556 عامر بن يحيى 2983 عائشة أم المؤمنين 1302- 1853- 3796- 4153 أبو عائشة الحارثي 3943 عائشة بنت زياد 3928 عباد بن راشد 1524- 1532 عباد بن رفاعة العنزي 1749- 1752- 1753- 1754- 1757 عباد بن زياد 3933 عباد بن العوام 1496- 1498- 3441 عباد بن موسى الختلي 3817 عباد بن الوليد 3826 عباد بن أبي يزيد 4831 عباد بن يعقوب 702- 2780 آل عبادة 929- 1828- 4717 أبو عبادة- البحتري 4374- 4717- 4751- 4763 عبادة بن الصامت 3101- 3105- 3621

عبادة بن نسي الكندي 2995- 3627- 4522 أبو العباس الاديب الانطاكي 4502 أبو العباس الاشبيلي 2846 أبو العباس الاصم 751 أبو العباس البدوي العابد 4501 أبو العباس التنوخي المنبجي 4500 أبو العباس الجرجاني 2778 أبو العباس الخزرجي 1143 أبو العباس بن زنجويه القطان 1659 أبو العباس السراج 855- 1267- 1385 أبو العباس بن سريح 1059 أبو العباس السفاح 137- 2861- 3803- 3927- 4525 أبو العباس الصفري 4765 أبو العباس الطرسوسي 4503 أبو العباس بن عبد الله 4286 أبو العباس بن قبيس 1620- 1682 أبو العباس بن القاضي 1061- 4499 أبو العباس بن كاتب البكتمري 1093 أبو العباس المبرد 1457 أبو العباس بن مسروق 4217 أبو العباس بن ملاس 1165- 2454 أبو العباس بن الموصول 4501 أبو العباس بن جعفر المتوكل 4499 أبو العباس الخياط 1120 أبو العباس أحمد بن ابراهيم الاصطخري 86 العباس بن أحمد بن الازهر 3603 أبو العباس بن أصرم بن خزيمة المزني 766 العباس بن أحمد البغدادي 2957 العباس بن أحمد الخواتيمي 196- 2253 أبو العباس بن خلف 864 أبو العباس النسوي 1120- 2472- 4234- 4360

العباس بن أحمد الكتابي 1385 أبو العباس النامي 1090- 4209- 4403- 4503 أبو العباس بن مدرك 779 أبو العباس احمد المقتصد بالله 813- 836 أبو العباس المعتضد بالله 814- 815 العباس بن اسماعيل 847 عباس بن بزوان الاربلي 772- 982- 2731 العباس بن جزء 125- 539 العباس بن الحسن 2416- 3907 العباس بن الحسين 4205- 4209 العباس بن حماد بن فضالة 2957 عباس بن حمزة 4286 أبو العباس بن الحيطه 1669 ابو العباس بن الخشاب البغدادي 4219- 4220- 4286- 4500 العباس بن الخليل الحمصي 2969 العباس الخياط المصيصي 4619 العباس بن زفر 554- 563 العباس بن سعيد 543- 1659- 1661 أبو العباس بن سليمان 1033- 2627- 2628- 2629 العباس بن السندي الانطاكي 2308- 2311 عباس بن شريك 4455 العباس بن عبد الله الترفقي 1072- 1074 العباس بن عبد الله بن العباس 3184- 3186- 3275- 3276 العباس بن عبد المطلب 1302- 2608- 3125- 3326- 4319 4446- 4448 العباس بن عثمان المعلم 2364- 2367- 3826 عباس بن عصام 4222 أبو العباس بن عقدة 2679- 2708- 2720 عباس العنبري 797 أبو العباس بن فارس 4500 العباس بن الفضل 1616 العباس بن الفضل الارسوفي 3777 العباس بن الفضل الاسفاطي 3531

العباس بن الفضل الدباج 1165 العباس بن الفضل الربعي 1412 العباس بن الفضل السامري 1746 أبو العباس بن العباس بن ابراهيم الحلبي 782 العباس بن الفضل المكي 1746 العباس بن قطن الهلالي 1427 العباس بن المأمون 1469 عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة 860 عباس بن محمد الدوري 1136- 1181- 1492- 1494- 1496 1498- 1532- 1929- 2345- 2346 2877- 2882- 2883- 3334- 3339 3343- 3345 العباس بن محمد بن العباس المصري 747 أبو العباس بن نصر بن مكرم 194 العباس بن مرداس 541 العباس بن المستعين 600 العباس بن المعتصم 600 عباس بن منصور 2891 العباس بن الوليد البصري 1053 العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي 747- 958- 1701- 1821- 2308- 2310- 2312- 2772- 2773- 3390 3392- 3474 العباس بن الوليد الخلال 1184- 1185- 2364- 2367 العباس بن الوليد بن عبد الملك 97- 236 العباس بن الوليد العذري 1195- 2778 العباس بن الوليد الكلابي 543 العباس بن الوليد المصيصي 2517 عباس بن الوليد النرسي 1220 عباس بن هشام 1220 العباس بن يوسف الشكلي 1455- 4500 عبد بن أحمد الهروي 3373- 3375 2162- 2175 ابن عبد الاعلى 3926- 4145 عبد الاعلى بن حماد النرسي 1220- 3827

عبد الاعلى بن أبي فروة 1477 عبد الاعلى بن مسهر 1263- 1266- 1384- 1404- 1723 3625- 4623 عبدان بن أحمد الاصبهاني 2472 عبدان بن أحمد العسكري 2708 عبدان الاهوازي 1518- 2713- 3777 عبدان الجواليقي 1248- 2720 عبدان بن رزين المقرئ 2794 عبدان بن عثمان المروزي 1262- 1266 عبد الاول بن عيسى السجزي 918- 1577- 2735- 3435- 3437 4331 عبد الاول بن عيسى الكرجي 1716 عبد الاول بن عيسى الهروي 2737 عبد الباقي بن أحمد الحنائي 2469 عبد الباقي بن أحمد السلمي 2466- 2473 عبد الباقي بن أبي حصين، أبو يعلى 726- 912 عبد الباقي بن علي 884 عبد الباقي بن غالب العطار 1625 عبد الباقي بن قانع 702- 703- 1184- 1185- 1186- 1203 عبد الباقي بن محمد بن أبي جرادة 1706 عبد الباقي بن محمد العطار 1617- 1627 عبد الباقي بن مرزوق 959 عبد البر بن أبي العلاء الحسن بن أحمد، أبو محمد 4021 عبدة بنت خالد بن معدان 3101- 3105 عبدة بن سليمان 1030- 1384- 1403- 1404- 2388 عبدة بن عبد الرحمن المروزي 1376 عبدة بن أبي لبابة 1840- 3627 عبد الجبار بن أحمد المقرئ 2328 عبد الجبار بن أحمد بن محمد الاسدي، أبو منصور 4003 عبد الجبار بن أحمد الهمذاني 3777 عبد الجبار بن سعيد المساحقي 3747 عبد الجبار بن عبد الخالق 2428 عبد الجبار بن عبد الله الاردستاني 2304- 2305 عبد الجبار بن العلاء 802- 803- 2248 عبد الجبار بن عمير الايلي 3334

عبد الجبار بن محمد البصري 2465- 2468 عبد الجبار بن الورد 2345 عبد الجليل بن أبي غالب الاصبهاني 1149 عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف 2730- 2731- 2733- 2923 عبد الحق الفاسي 923 عبد الحق المغربي 464- 2911 عبد الحق بن يوسف 2922 عبد الحكم بن أحمد بن محمد 3777 عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة 1477 عبد الحليم بن محمد بن عبد الحليم بن أحمد بن يوسف المعلم 4257- 4261 عبد الحميد بن أبي الحديد 1214 عبد الحميد بن الحسن الهلالي 1377 عبد الحميد بن الحسين 2534- 2542 عبد الحميد بن سليمان 1496- 1498 عبد الحميد بن عبد الرحمن الخطاب 1462 عبد الحميد بن عصام الجرجاني 2524 عبد الحميد بن علي 970 عبد الحميد بن محمود 1437 عبد الحميد بن يحيى الكاتب 1270- 1271- 4143- 14146 عبد الخالق بن أحمد، أبو الفرج، 4003 عبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي 1617- 1643- 2953- 4252 عبد الدائم الجوهري 924 عبد الدائم بن الحسن الهلالي 1617- 1619- 1621 عبد الدائم بن عمر الكتاني 922 عبد الدائم القطان 1620 عبد الدائم بن المحسن بن عبيد الله 1708 عبد الدار 3050- 3154 عبد ربه بن ميمون الاشعري 1696- 1705 عبد الرحمن بن ابراهيم المزكي 1673- 1682 عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي 1632 عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي 4257- 4261 عبد الرحمن بن أحمد الختلي 370 عبد الرحمن بن أحمد الدينوري 3332- 3333

عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح 1484- 1486- 1639- 1640- 2290 عبد الرحمن بن أحمد الصيرفي 987 عبد الرحمن بن أحمد بن فضالة 3373- 3375 عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الاعلى 2678 عبد الرحمن بن أحمد بن عطية 4475 عبد الرحمن بن الاستاذ 922 عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي 4568 عبد الرحمن بن اسحاق الصامدي 951- ح 2295- 2297 عبد الرحمن بن اسماعيل الكوفي 1165- 2677 عبد الرحمن بن الاسود 1856 عبد الرحمن بن الاشعث 2226- 4626 عبد الرحمن بن أيوب 3330 عبد الرحمن بن أبي بكر 1294- 1633 عبد الرحمن بن أبي بكرة 3933 عبد الرحمن بن أبي بلال 3101- 3105 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان 3101- 3105- 3446- 3470- 3471 عبد الرحمن بن الجارود 975- 2773 عبد الرحمن بن جبير بن نفير 2202- 2206 عبد الرحمن بن جوشن 4453 عبد الرحمن بن أبي جيش الفرغاني 1812- 1814 عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي 763- 779- 780- 1053- 1168- 1532- 1663 عبد الرحمن بن الحارث المخزومي 2117- 2122- 2123- 2126 عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 2110 عبد الرحمن بن حبيب البغدادي 1524 عبد الرحمن بن حسان الكتاني 3622 عبد الرحمن بن الحسن الجوهري 2253 عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن 2515- 2516 عبد الرحمن بن الحسن الحلبي 922- 1230 عبد الرحمن بن الحسين الصابوني 1469 أبو عبد الرحمن الحلبي 4518

عبد الرحمن بن حمدان الحلاب 1374 عبد الرحمن بن حمدان الشاهد 1002 عبد الرحمن بن خالد بن الوليد 3978- 4186- 4701 عبد الرحمن الداراني 2794 عبد الرحمن الدارسي 1385 عبد الرحمن بن دحيم 2218 عبد الرحمن بن أبي الرجال 2883 أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا بن سالم 693 الرحبي عبد الرحمن بن أبي الزناد 1831- 3470 عبد الرحمن بن زياد بن أنعم 1478- 1722 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم 1492- 1493- 3982- 3986- 3990 3995 أبو عبد الرحمن بن أبي سالم 4520 عبد الرحمن بن سلام الجمحي 2364- 2367 عبد الرحمن السلمي 4225 920- 1006- 1682- 1854- 2708 2720- 2743- 3987- 4219- 4220 عبد الرحمن بن سليمان 3122 عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون 3603 عبد الرحمن بن شجانة 2327- 2907 عبد الرحمن بن صخر 4651 عبد الرحمن بن صعصعة 1923- 1924 عبد الرحمن بن الضحاك 3191 عبد الرحمن الطيري 3374 عبد الرحمن بن عائد 3549 عبد الرحمن بن عابس 2105- 2108- 2111 عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي 2919 عبد الرحمن بن عبد الجدلي 3253 عبد الرحمن بن عبد الحميد 3393 عبد الرحمن بن عبد العزيز 1002- 1012 عبد الرحمن بن عبد العزيز الازدي 743

عبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطير 4233- 4235 عبد الرحمن بن عبد غنم 4651 عبد الرحمن بن عبد الله الاسدي 964- 997- 1359- 1645- 1695- 1838- 3494 عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي 4003 الحديد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان 2327- 2945- 3313- 3444- 3647 عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي 4049 عبد الرحمن بن عبد الله المذكر 2478 عبد الرحمن بن عبد الله الناصري 3398 عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي 767 عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي 1184- 1185- 1186- 1293- 1616 1722- 1741- 2290- 2295- 2364 3632 عبد الرحمن بن عبيد الله الزهري 2874 عبد الرحمن بن عتبة 2224 عبد الرحمن بن عثمان الثقفي 2122- 2309- 3673 عبد الرحمن بن عثمان التميمي 1707 عبد الرحمن بن عثمان بن زبر 1438 عبد الرحمن بن عثمان بن معروف 2465- 3390 عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر 1713 عبد الرحمن بن العجمي 2794- 3216- 3648 عبد الرحمن بن عدي 1889- 1895 عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب 2628 عبد الرحمن بن علقمة 1262 عبد الرحمن بن علي الاطرابلسي 3351- 3353 عبد الرحمن بن علي الجوزي 2760- 2923 عبد الرحمن بن علي الخرقي 2437- 2795 عبد الرحمن بن علي الكلبي 1271 عبد الرحمن بن عمر البجلي 3347- 3349 عبد الرحمن بن عمر الحراني 4331 عبد الرحمن بن عمر الغزال 855 عبد الرحمن بن عمر المصري 2958

عبد الرحمن بن عمر بن النحاس 2344 عبد الرحمن بن عمر بن نصر 1434- 2309- 2311- 2313- 2314 2465- 2468 عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي 1695- 4750 عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة 3625 عبد الرحمن بن عمرو، أبو زرعة الدمشقي 793- 848 عبد الرحمن بن عمرو السلمي 3101- 3105 عبد الرحمن بن عمرو بن محمد 4538 عبد الرحمن بن عمرو الهروي 2474 عبد الرحمن بن أبي عميرة 3101- 3105 عبد الرحمن بن عوض المصري 995- 996- 4165- 4699 عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي 753- 799- 2202- 2205- 2206- 3125- 3145 عبد الرحمن بن عيسى المنبجي 1256 عبد الرحمن بن غانم بن سندي 4912- 4578 عبد الرحمن الغزنوي 1989- 4341 عبد الرحمن بن غنم الانصاري 1695- 1704- 3621 عبد الرحمن بن فراس 752 عبد الرحمن بن الفضل 702 عبد الرحمن الغنجديهي 924 عبد الرحمن بن أبي الفهم 3834 عبد الرحمن بن قتادة 3549 أبو عبد الرحمن القرشي 4519 عبد الرحمن القلعي 2919 أبو عبد الرحمن الكوفي 703 عبد الرحمن بن أبي ليلى 2148- 3438- 3565 عبد الرحمن بن المبارك الانطاكي 1057- 1230 عبد الرحمن بن محمد بن الاخوة 2698 عبد الرحمن بن محمد بن ادريس الحافظ 1168 عبد الرحمن بن محمد الاستراباذي 2457- 3396 عبد الرحمن بن محمد الانباري 1588- 3241- 3243

عبد الرحمن بن محمد البخاري 2304- 2305 عبد الرحمن بن محمد التاجر 4257 عبد الرحمن بن محمد الحاسب 3256 عبد الرحمن بن محمد بن حبيب 1484 عبد الرحمن بن محمد بن الحسن 370- 3648 عبد الرحمن بن محمد بن الدمشقي 1374 عبد الرحمن بن محمد الرازي 2452 عبد الرحمن بن محمد السراج 1008- 1009 عبد الرحمن بن محمد بن أبي السرايا الحلبي 4575 عبد الرحمن بن محمد بن سلام 1184 عبد الرحمن بن محمد الصيرفي 4257 عبد الرحمن بن محمد الطرسوسي 1445 عبد الرحمن بن محمد بن فضالة 1708- 1712 عبد الرحمن بن محمد بن القزاز 2351- 4002 عبد الرحمن بن محمد الكشميهني 1269- 1270 عبد الرحمن بن محمد المحاربي 615- 2847- 2848- 2850 عبد الرحمن بن محمد المصيصي 2947- 2951- 4518 عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة 2309- 3777 عبد الرحمن بن محمد النجار 2933 عبد الرحمن بن مبروك 4480 عبد الرحمن بن مرزوق البزوري 3393 عبد الرحمن بن مرشد بن عبد الرحمن الاثير 4691 عبد الرحمن بن مسافر 1444 عبد الرحمن بن مظفر الكحال 3378- 3379 عبد الرحمن بن معاذ 3462 أبو عبد الرحمن المقرئ 1266- 2401 عبد الرحمن بن مكي 1668 عبد الرحمن بن منصور الحلبي 702 عبد الرحمن بن منصور بن سهل 748- 1144 عبد الرحمن بن مهدي 1384- 1404- 1510- 1514- 1515 3342- 3345- 3733- 4183

عبد الرحمن بن ميسرة 2201- 2205- 2206 عبد الرحمن بن نجم الحنبلي 1268- 1297- 4565 أبو عبد الرحمن النسائي 784- 785- 786- 795- 1177- 1179- 1195- 1267- 1385- 1434 1518- 1522- 1835- 2253- 2295 2297- 2314 عبد الرحمن بن أبي نصر 2525 ابن عبد الرحمن الهاشمي 4689 عبد الرحمن بن هريز الاعرج 1473 عبد الرحمن بن واقد الواقدي 1723- 3741- 3817 عبد الرحمن بن يحيى بن اسماعيل 951 عبد الرحمن بن يحيى بن أبي المهاجر 1697 عبد الرحمن بن يزيد بن جابر 1335- 1336- 1695- 1698- 1704 1853- 1875- 2216- 2219- 3648 3649- 4326- 4373- 4601- 4602 4619 عبد الرحمن بن يوسف السجزي 3373- 3374- 3375 عبد الرحيم بن أحمد البخاري 972- 1227- 1551- 2245- 2466 2469- 2748- 2772- 3351 عبد الرحيم بن أحمد البغدادي 2760 عبد الرحيم بن اسماعيل النيسابوري 2795 عبد الرحيم بن زيد العمي 4023 عبد الرحيم بن سعيد 2927 عبد الرحيم بن سليمان 1518- 1521 عبد الرحيم بن عبد الرحمن الصوفي 3633 عبد الرحيم بن عبد الرحمن العجمي 2352 عبد الرحيم بن علي البيساني 1324- 1587- 2302- 2448- 2548 2843- 2913- 4615 عبد الرحيم بن علي الشيباني 112 عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني 1118- 2961- 4284 عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري 2505

عبد الرحيم بن محمد الشرابي 947 عبد الرحيم بن مطرف السروجي 730 عبد الرحيم بن المفرج بن مسلمة 1258 عبد الرحيم بن نصر بن الحافظ البخاري 740 عبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل 371- 1172- 2460 عبد الرزاق بن أحمد الاطرابلسي 1826 عبد الرزاق البنداري 1144 عبد الرزاق بن أبي حصين 1672 عبد الرزاق بن عبد السلام 538- 1240- 4155 عبد الرزاق بن عبد الله التنوخي 2723- 2725 عبد الرزاق بن عمر الثقفي 1696- 1705 عبد الرزاق بن عمير 2876- 2883 عبد الرزاق بن مردك 1714 عبد الرزاق بن نصر البخاري 1012- 4103- 4105 عبد الرزاق بن همام الصنعاني 613- 1266- 1384- 1403- 1405 1412- 1468- 1470- 3342- 3345 3870- 3887 عبد السلام بن أحمد الاسكاف 2919 عبد السلام بن أحمد الهروي 2920 عبد السلام النجار 1340 عبد السلام بن تيمية الحراني 2979 عبد السلام بن حرب الملائي 1518- 1521- 1522- 1831- 3264 عبد السلام بن الحسين البصري 82- 864- 1051- 2273- 4088- 4628 عبد السلام بن حفص 1841 عبد السلام بن رغبان 3497- 3529 عبد السلام بن سهل 2957 عبد السلام بن عبد الرحمن الاسدي 4171 عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب 1708 عبد السلام بن عمر الجنبي 3826 عبد السلام بن سلمة الفلسطيني 1524 عبد السلام بن محمد البغدادي 1287- 4286

عبد السلام بن المطهر 4396 عبد السلام بن يوسف الدمشقي 1359- 1363 عبد بن سليمان المصري 2297 عبد السميع الهاشمي 3753 عبد السيد بن شعبان 986 عبد شمس بن محمد 4651 عيسى بن رفاعة 541 العبسي 4769- 4770 عجلان بن سهل 2988 عبد الصمد بن ابراهيم الحلبي 2100 عبد الصمد بن أحمد الحمصي، أبو الفرج 863 عبد الصمد بن أحمد الخولاني 1091 عبد الصمد بن زهير بن هارون 1223 عبد الصمد بن ظافر القباني 3313 عبد الصمد بن صقر المحتسب 2794 عبد الصمد بن عبد الله 951- 1518- 1522 عبد الصمد بن عبد الوارث 1510- 1515- 1517- 3342 عبد الصمد بن علي 2974- 3927- 3930- 3931- 4612 عبد الصمد بن علي الطستي 2798- 2799 عبد الصمد بن علي بن المأمون 3379 عبد الصمد بن الفضل 1524 عبد الصمد بن محمد الحرستاني 1608- 1632- 3313 عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل 3648 عبد الصمد بن محمد الهروي 966 عبد الصمد بن محمد بن يزيد 2672 عبد الصمد بن مفضل 4250 عبد الصمد بن هبة الله 4414 عبد العزى 4651 عبد العزيز بن احمد الكتاني 1035- 1123- 1227- 1228- 1484 1617- 1620- 1621- 1673- 1682 1709- 1712- 2432- 2466- 2458 2469- 2503- 2505- 2674- 2681

2683- 2742- 2743- 3652- 3930 4769 عبد العزيز بن أحمد الغافقي 2738- 2740 عبد العزيز بن اسماعيل بن عبيد الله 1695 عبد العزيز بن الاخضر 1668 عبد العزيز البحراني 4435 عبد العزيز بن جعفر الفقيه 1042 عبد العزيز بن أبي حازم 1437 عبد العزيز بن الحباب 2549 عبد العزيز بن الحجاج 2887- 2888- 2889- 2890 عبد العزيز بن الحسن، أبو محمد 860 عبد العزيز بن الحسين بن هلاله 3030 عبد العزيز بن حمدان 2329 عبد العزيز الدراوردي 1174- 1384- 1403- 3879 عبد العزيز بن أبي رداد 1524- 1533 عبد العزيز بن سعيد الهاشمي 1469 عبد العزيز بن سليمان الحرملي 1469 عبد العزيز بن سهل الخوارزمي 3377 عبد العزيز بن الطحان 4236 عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي 1459- 1662- 3264 عبد العزيز بن عبد القوي 2756 عبد العزيز بن عبد الله الاديسي 3817 عبد العزيز بن عبد الله الموصلي 2723 عبد العزيز بن عثمان 736- 2465- 2468 عبد العزيز بن علي 2292 عبد العزيز بن علي الحربي 825 عبد العزيز بن علي الانماطي 1617- 1621- 1625- 1627 عبد العزيز بن علي السكري 1627 عبد العزيز بن علي الشهرزوري 2428 عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز 3176- 3180- 4711 عبد العزيز بن عمران 751 عبد العزيز بن عيسى اللخمي 2024

عبد العزيز بن قره النفري 2513 عبد العزيز بن الكتاني 1741 عبد العزيز بن المبارك الدينوري 3334- 3339 عبد العزيز بن محمد الانصاري 2399 عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي 633- 789- 840 عبد العزيز بن محمد بن المختار 848 عبد العزيز بن محمد بن ناجية 3441 عبد العزيز بن محمد بن الياس 2723 عبد العزيز بن مروان 1436- 4655 عبد العزيز بن عبد المطلب 2866- 2873- 2874- 4134 عبد العزيز بن معاوية العتبي 1504- 1505- 3390- 3392- 3532 عبد العزيز بن معمر اليشكري 2827- 2835- 2840 عبد العزيز الكبتوري 1033 عبد العظيم بن عبد القوي المنذري 920- 1034- 1192- 1657 عبد بن عياش 3935 عبد الغافر بن اسماعيل الفارسي 1003 عبد الغافر بن سلامة 1165 عبد الغافر بن محمد الفارسي 4257- 4260 عبد الغفار بن داود الحراني 196- 988 عبد الغفور بن لقمان الكردري 2794 عبد الغفور الكردي 1989 عبد الغني بن سعيد الحافظ 988- 1861 عبد الغني بن سعيد الازدي 2376- 2957 عبد الغني بن عبد الواحد 1370 عبد الغني بن محمد الحراني 1294- 1295 عبد الغني بن سعيد المصري 737- 2969 عبد الغني المقدسي 1657- 2917 عبد القادر بن صالح الجيلي 1581 عبد القادر بن عبد الله الرهاوي 697- 997- 1065- 1657- 2917- 3561- 3889 عبد القادر بن علوي المعري 3367

عبد القادر بن يوسف البغدادي 947 عبد القاهر الجرجاني 2392 عبد القاهر بن طاهر بن محمد التميمي البغدادي 4225 عبد القاهر بن عبيد الله القراش 4746 عبد القاهر بن علي 4333 عبد القاهر بن علي بن أبي جرادة 2460 عبد القاهر بن علوي بن المهنا المعري 1283- 1576- 2421- 4175- 4589- 4628- 4664- 4702 عبد القاهر بن علوي المعري 2421 عبد القاهر بن نصر 1585 عبد القاهر بن يحيى بن سلامة الثقفي الحموي 4609 عبد القدوس بن حبيب الكلاعي 1377 عبد القدوس بن عيسى بن موسى الحمصي 789 عبد بن قصي 3912- 3913- 3916 عبد القوي بن الحباب 2555 عبد القوي بن محمد بن أبي العتاهية 1802 عبد الكريم بن المعافى 3095 عبد الكريم بن أحمد 2750 عبد الكريم بن اسماعيل بن عمر بن سنبك 4206 عبد الكريم الجزري 3269 عبد الكريم بن الحارث 3622 عبد الكريم بن الحسن الصفار البسطامي 1003- 1009 عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري 2477 عبد الكريم بن عبد الطالب 4331 عبد الكريم بن عبد المنعم الطرسوسي 3434 عبد الكريم بن عبد الواحد 4257- 4261 عبد الكريم بن علي القزويني 4015 عبد الكريم بن محمد الحنفي 3434

عبد الكريم بن محمد السمعاني 9669- 1191- 1359- 1370- 1617 1625- 2506- 2953- 3313- 4263 4268 عبد الكريم بن هوازن القشيري 2478- 4257- 4260 عبد الكريم بن الهيثم القطان 3393- 3603 عبد اللطيف بن اسماعيل الصوفي 1232 عبد اللطيف بن سعد الدولة بن أبي المكارم بن الاثير 4683- 4691 عبد اللطيف بن سعيد 545 عبد اللطيف بن يوسف البغدادي 1289- 2347 عبد الله بن أبان أبو محمد 860- 863- 918 عبد الله بن ابراهيم بن أحمد 3906 عبد الله بن ابراهيم بن أيوب 3655 عبد الله بن ابراهيم بن العباس 1202 عبد الله بن ابراهيم كبيبة 1617 عبد الله بن ابراهيم المقرئ 3312 عبد الله بن ابراهيم النجار 1621 عبد الله بن أبي 3966- 3967- 3973 عبد الله بن أحمد 946- 2523- 2718- 2877- 2917 عبد الله بن أحمد الازهري 3351 عبد الله بن أحمد بن أبي اسامة 1706 عبد الله أحمد الامام 814 عبد الله بن أحمد البناء 2917 عبد الله بن أحمد النواب 1123 أبو عبد الله بن جعفر بن أحمد الحاضري الحلبي 731 عبد الله بن احمد الحراني 1027- 3231 عبد الله بن أحمد الحلبي 1199 أبو عبد الله بن حمدون 835 عبد الله بن أحمد بن حنبل 766- 769- 784- 804- 1136- 1377- 3887

عبد الله بن أحمد الخشاب 1581- 2760- 4002 عبد الله بن أحمد الخطيب 2732 عبد الله بن أحمد بن ذكوان 951 عبد الله بن أحمد الداراني 1434 عبد الله بن أحمد الدورقي 1072- 1074 عبد الله بن أحمد الرومي 1673- 1682 عبد الله بن أحمد بن شبويه 860 عبد الله بن أحمد الصفار 1616 عبد الله بن أحمد الصوري 1151 عبد الله بن أحمد الطوسي 922- 925- 1988- 2730- 2731- 2732- 4087 أبو عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار 4164 عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أبو القاسم 4003 عبد الله بن أحمد بن عبد الله 3633 أبو عبد الله بن عبد الله المحاملي 767 أبو عبد الله بن أحمد بن عبدان 2314 عبد الله بن أحمد العدوي 1358 عبد الله بن أحمد بن علوان 925 عبد الله بن أحمد الفارسي 1123 عبد الله بن أحمد بن قدامة 1632 عبد الله بن أحمد القواريري 921 عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي 3881 أبو عبد الله بن أحمد بن محمد 4504 عبد الله بن أحمد بن المروزي 862- 2883 عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة 2308- 2311 عبد الله بن أحمد بن موسى 3777 عبد الله بن أحمد النرسي 1182 عبد الله بن ادريس 930- 951- 1384- 1404- 2345 عبد الله بن أبي أسامة 1502 عبد الله بن اسحاق الصفوي 2257- 4765 عبد الله بن اسحاق المدائني 1184- 1185- 1186- 1469

عبد الله بن أسد القنسري 2126 عبد الله بن اسماعيل الحلبي 1614- 2466- 3032- 4595 عبد الله بن اسماعيل بن قورش 2775 أبو عبد الله الاشعري 1695- 3120- 3138 عبد الله بن الاصم 3947 أبو عبد الله الانطاكي 4506 أبو عبد الله الاقساسي العلوي 4517 عبد الله بن أنس 4522 عبد الله بن أوفى بن الكواء 4692 عبد الله بن أيوب المخزمي 1144 أبو عبد الله البارع 2768- 2769 أبو عبد الله بن باكويه 1199 عبد الله البجلي 1831 عبد الله بن بري النحوي 3671- 2756- 2947- 2958- 3325 4003 عبد الله بن بديل بن ورقاء 2198- 4058 عبد الله بن بسر 733- 2201- 2205- 2206- 2207 2862 عبد الله بن بشر 3101 عبد الله بن بشر بن صالح 1149 عبد الله بن بشر المازني 3549 أبو عبد الله البغدادي المنحم 4513 عبد الله بن أبي بكر بن حزم 3896- 3974 عبد الله بن بكر 2678 عبد الله بن بكر الطبراني أبو أحمد 749- 3390 عبد الله بن أبي بكر بن كلاب 545 أبو عبد الله بن بكير 2679 عبد الله بن بيان السامري 4503 عبد الله بن أبي تلعه 3673 عبد الله التغلبي 3657 عبد الله التنوخي 909 عبد الله بن ثابت الكوفي 1057

عبد الله بن ثابت بن يعقوب 2257- 2264 عبد الله الثقفي 3271 عبد الله بن ثوب 4622 عبد الله بن جابر بن ياسين 2777 أبو عبد الله بن جباءة 4504- 4509 عبد الله بن جرير البجلي 1923 عبد الله بن جرير بن جبله 1144 ابو عبد الله الجزري 4505 عبد الله جشم 3243- 3248- 3250- 3252 عبد الله بن جعفر الرقي 731- 2860- 3438 عبد الله بن جعفر 382- 1062- 2828- 3747- 4034 عبد الله بن جعفر بن أبي طالب 1534- 2316- 2319- 2610- 3921 عبد الله بن جعفر العسكري 1434 عبد الله بن جعفر المخرمي 3976 ابو عبد الله بن الجلاء 1234- 1235- 1236- 1239- 4476 عبد الله بن جعفر بن الورد 3348 عبد الله بن جناب الطرسوسي 766 عبد الله بن جنيب بن النعمان الانطاكي 90 عبد الله بن الحارث 1944- 1945- 1948- 2899 أبو عبد الله الحافظ 1151- 1262 عبد الله بن الحافظ عبد الغني 1015 أبو عبد الله الحاكم 709- 855 عبد الله بن حبيب 4518 عبد الله بن حبيق 747- 805- 1255- 1287- 2513- 3215- 3334- 3339- 3389 عبد الله بن الحجاج 4703 أبو عبد الله بن أبي الحديد 2469 عبد الله بن حرب الليثي 1662 عبد الله بن أبي الحرشاء 3091 أبو عبد الله بن حسان المغربي 1859- 4504

عبد الله بن الحسن 2316- 2319- 2746- 4036 4037 عبد الله بن الحسن الحراني 1059 عبد الله بن الحسن الصقلي 2776 عبد الله بن الحسن الزيدي 832- 1175- 1227- 2415- 4676 عبد الله بن الحسن الوراق 1748 عبد الله بن حسنوية الساوجي 2488 عبد الله بن الحسين 2517- 2562- 4324 عبد الله بن الحسين الانصاري 371 عبد الله بن الحسين البزاز 2248 عبد الله بن الحسين بن جابر 3716 عبد الله بن الحسين الحموي 1171 عبد الله بن الحسين الخلال 6117 عبد الله بن الحسين بن سعد 931 عبد الله بن الحسين العقيلي 2517 عبد الله بن الحسين الكاتب القطربلي 930- 1494 أبو عبد الله بن علي ذي اليمينين 835 أبو عبد الله بن محمد الغضائري 196- 767 عبد الله بن الحسين المصيصي 960- 961 عبد الله بن الحضرمي 1941 عبد الله بن حفص البراد 202 أبو عبد الله الحلبي 4509- 4510 أبو عبد الله بن حمد الارتاحي 743- 1657 عبد الله بن حمدان الصائغ 1240- 2436 أبو عبد الله الحميدي 1091- 4583 عبد الله بن حوالة الازدي 3618 أبو عبد الله بن أبي خالد العدوي المدني 3978 عبد الله بن خراش 1186 عبد الله بن خرداذبه 603 عبد الله بن الخضر الحلبي 2979- 3316

أبو عبد الله بن حقيق 4641 عبد الله بن خلف النحوي 1847 أبو عبد الله بن خليفة الطائي 2131 عبد الله بن الخليل بن أحمد 3373- 3375 ابو عبد الله بن الخياط 712 عبد الله الدارمي 2877- 2883 أبو عبد الله الدامغاني 1353- 2387 عبد الله الداناج 2836 عبد الله بن أبي داود 790- 793- 1510 عبد الله بن داود الكرجي 3468 أبو عبد الله الدربندي 1211 أبو عبد الله الدنف 4514- 4594 عبد الله بن الدويدة المعري 719 عبد الله بن ذكوان عبد الله بر رباح 3723 عبد الله بن رجاء المكي 1659- 1660 أبو عبد الله الرازي 4516 أبو عبد الله الرصافي 4516 عبد الله بن رفاعة السعدي 2916 عبد الله بن رؤبة 3696 عبد الله بن رواحة 2848- 3122- 3473- 3968- 3974- 3976 عبد الله بن روح المدائني 1136 عبد الله الزاهد 3215 عبد الله بن الزبير 232- 253- 2041- 2046- 2052- 2066- 2079- 2226- 2317- 2321- 2322- 2572- 2608- 2611- 2820- 2821- 2822- 2825- 2826- 2848- 2850- 4718 عبد الله بن الزبير الحميدي 731- 3817 عبد الله بن أبي زكريا 3622 عبد الله بن زياد 791- 2629- 2783- 4451

عبد الله بن زياد النيسابوري، أبو بكر 755 عبد الله بن زيدان البجلي 1180 عبد الله بن زيدان الكوفي 1622- 1623- 1624 عبد الله بن زيد البجلي 1182- 4485 عبد الله بن سالم 4146 عبد الله السجستاني 1371 عبد الله بن أبي سرح 1913 عبد الله بن السري الانطاكي 730- 763- 1201- 3338 عبد الله بن أبي سعد 1220- 4523 عبد الله بن سعد الانصاري 3101- 3105- 4650 عبد الله بن سعيد الحلبي 775- 938- 1842- 1844 عبد الله بن سعيد 1337 عبد الله بن سعيد الحمصي 2304 عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني 4198 عبد الله بن سعيد القطربلي 4296 عبد الله بن سعيد الوائلي 1551 أبو عبد الله السقطي 97 عبد الله بن سلام 1263- 1944- 1948 عبد الله بن سوار 2718 عبد الله بن سليمان أبو محمد 863- 1173- 2295- 2562 عبد الله بن سنان الخفاجي 2281 عبد الله بن سندر 3618 عبد الله بن شافع بن مرزوق 1206 أبو عبد الله الشامي 4221 عبد الله بن شاكر 4506 عبد الله بن شبرويه 2718 أبو عبد الله الشبلي 4514- 4594 عبد الله بن شجرة الكندي 2891 عبد الله بن شرف الشاعر 1244 أبو عبد الله الشريف 4511 عبد الله بن شكر 1561- 1632- 1670- 1671 عبد الله بن شيرويه 2720- 3777

أبو عبد الله الشيعي 3905 عبد الله بن الصائغ 3906 أبو عبد الله الصابوني 982 عبد الله بن صالح الحلبي 913- 1169- 1170- 1553- 4652 عبد الله بن صالح الصوفي 2743- 4222 عبد الله بن صالح العجلي 1220- 1723- 1740 عبد الله بن صالح بن علي 2753 عبد الله بن الصامت 2148- 2163 أبو عبد الله بن صدقة الحراني 2917 عبد الله بن الصقر الباغندي 1148 عبد الله بن الصقر السكري 1147- 1148 أبو عبد الله الصوري 970- 974- 1620 أبو عبد الله الصوفي 4222 أبو عبد الله الصيمري 2343 أبو عبد الله الضبي 2970- 3900 عبد الله بن الضحاك 1749 عبد الله بن ضرار الكلبي 1885 عبد الله بن طاهر بن الحسين 157- 1187- 1188- 1398- 1410 1450- 1544- 1782- 2777- 2938 3521- 3523 عبد الله بن الطبراني 1062 أبو عبد الله الطبري 2778 عبد الله بن الطفيل 4186 عبد الله بن عائذ الثمالي 3101- 3104- 3105 عبد الله بن عامر 2315- 3002- 4651 عبد الله بن عامر الاسلمي 4522 عبد الله بن عامر التميمي 3606 عبد الله بن عامر بن كريز 3921 عبد الله بن عباس 1565- 2038- 2480- 2605- 2608 2610- 2611- 2809- 2815- 3120 3135- 3227- 3679- 3793- 4058 4186- 4652

عبد الله بن عبد الاعلى النوفلي 3919- 4015 عبد الله بن عبدان الغنوي 1177 عبد الله بن عبدان الداودي 1178 عبد الله بن عبد الجبار الخبايري 1812 عبد الله بن عبد الرحمن 923- 1256- 2876- 2883 عبد الله بن عبد الرحمن الاندلسي 1211 عبد الله بن عبد الرحمن بن جابر 1695- 1705 عبد الله بن عبد الرحمن الدارسي 3603 عبد الله بن عبد الرحمن الرحبي 2740 عبد الله بن عبد الرحمن السلمي 1324 عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر 1012 عبد الله بن عبد الرحمن العثماني 2947- 2951 عبد الله بن عبد الرحمن الفراء 1708 عبد الله بن عبد الرحمن بن علوان 734- 1259 أبو عبد الله بن عبد الحميد بن الحراني 4298 عبد الله بن عبد الحليف 4327 عبد الله بن عبد الرزاق بن فضيل 1673- 1682 عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله 1177- 1812 عبد الله بن عبد العزي 4651 عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري 154 أبو عبيد 4123 عبد الله بن عبد الله 307- 4122 عبد الله بن عبد الله بن عتبة 3496 عبد الله بن عبد الله بن علي 60- 156- 253 عبد الله بن عبد الملك 1170- 2379- 3817 عبد الله بن عبد الوهاب 1168- 2311- 3330 عبد الله بن عبيد الله 1233 عبد الله بن عبيد الله بن نمير 4329- 4330 عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله 4765 عبد الله بن عتاب الزفتي 951 عبد الله العتكي 2781- 2783

عبد الله بن عثمان بن خثيم 1722- 1740 عبد الله بن عثمان الصفار 921 عبد الله بن عثمان المكي 1740 عبد الله بن عدي 847- 1036- 1151- 1471- 2145- 2249- 2780 عبد الله بن عدي الطائي 1923 عبد الله بن عروة 2899 عبد الله بن عروة بن الزبير 2628- 3782 عبد الله بن عصرون 1981 أبو عبد الله العظيمي 1061- 3962- 4082- 4237 عبد الله بن عقبة الغنوي 2628 عبد الله بن عكيم 2148 عبد الله بن علوان الاسدي 3313 1061- 3962- 4082- 4158- 4237 عبد الله بن علي 2202- 2206 عبد الله بن علي بن أحمد 3928- 3929 عبد الله بن علي بن اسحاق 4150 عبد الله بن علي التميمي 2491 عبد الله بن علي البغدادي 2347 عبد الله بن علي الحلبي 4002 عبد الله بن علي الدميري 1359 عبد الله بن علي الصوفي 2289 عبد الله بن علي الطويسي 2945 عبد الله بن علي بن شكر 1269- 4217 عبد الله بن علي بن العباس 2947 عبد الله بن علي بن عبد الله 2974- 3332 عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس 3803 عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي 3927- 4612 اللخمي الرشاطي 70 عبد الله بن علي المارستاني أبو بكر 4255 عبد الله بن علي المقرئ 2770- 2797- 3468- 4597

عبد الله بن عمر 965- 1440- 1473- 1854- 2127 2584- 2715- 3101- 3105- 3146 3304- 3557- 3747- 3982- 3994 4126- 2127- 4278- 4370 عبد الله بن عمر بن أبان 3092 عبد الله بن عمر الجوهري 2790 عبد الله بن عمر الحموي 1359 عبد الله بن عمر بن حموية 742 عبد الله بن عمر بن الخطاب 3733- 3987- 3989 عبد الله بن عمر بن زاذان 1708 عبد الله بن عمر بن القاسم 3747 عبد الله بن عمر القرشي 855- 1718 عبد الله بن عمر المري 1372 عبد الله بن عمرو 287- 486- 581- 1170- 2613- 3105- 4548- 4651 عبد الله بن عمرو الرقي 1462- 1459- 3603 عبد الله بن عمرو بن العاص 1695- 1698- 1704- 2027- 2984 2985- 3621- 4497- 4518 عبد الله بن عمرو العامري 2607 عبد الله العمري 4138 عبد الله بن عميرة 1302 عبد الله بن عنبسة 3747 عبد الله بن عون 3176- 3180- 3622- 3627 عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي 3994- 3941 عبد الله بن عيسى المرادي 3464- 2206 عبد الله بن غابر الالهاني 2202- 2206 عبد الله بن غنام الكوفي 1059 عبد الله بن الفرات 4510

عبد الله بن أبي فروة 1475- 1482 عبد الله بن فلان العجلي 4186 عبد الله بن فهم 566 عبد الله بن فيروز 2827 عبد الله بن القاسم 834 عبد الله بن أبي قحافة 4387 عبد الله بن قحطبة 3655 عبد الله بن القداح المصري 2773 عبد الله القطان 2969 عبد الله بن قيس 1923- 3159- 3919 عبد الله بن قيس الرقيات 431 عبد الله بن قيس أبو موسى الاشعري 4638 عبد الله بن قيس الهمداني 4198 أبو عبد الله الكاتب 705 أبو عبد الله بن أبي كامل 1434- 4505 أبو عبد الله الكراني 1657 أبو عبد الله الكرماني 1083 عبد الله بن كعب السلمي 1535 عبد الله بن كيسان 3030 عبد الله بن كلثوم الخزاعي 3496 عبد الله بن لهيعة 1473- 1492- 2851- 2854 أبو عبد الله بن ماجة القزويني 1518- 1522- 1831 عبد الله بن ماسي 3351 عبد الله بن المأمون 175- 457- 817- 1215- 1216- 1270- 1412- 1636- 2183- 2185 أبو عبد الله بن مانك 4504 عبد الله بن المبارك 208- 1374- 1389- 1405- 1492 1535- 1740- 1850- 2345- 2347 2511- 2512- 2877- 3331- 3334 3603- 3795- 4627 أبو عبد الله المالكي 1679 عبد الله بن مجالد بن بشر 1708

عبد الله بن أبي المجد أبو محمد 728 عبد الله بن المحسن التنوخي 1707 عبد الله بن المحسن بن عبد الله 565 عبد الله بن محمد بن أحمد الجيهاني 446 عبد الله بن محمد بن أحمد الطوسي أبو نصر 4257 عبد الله بن محمد الاذرعي 2979 عبد الله بن محمد بن أسماء 2364 أبو عبد الله البخاري 3934 عبد الله بن محمد الأسفراييني 2364- 2368 عبد الله بن محمد الاشيري 2994 عبد الله بن محمد الامين 4669 عبد الله بن محمد الباهلي 2248 عبد الله بن محمد البعلبكي 1491- 2296- 2513- 3390- 3393 755- 2883- 2877- 2957- 3343 3441- 3655- 3876 عبد الله بن محمد بن أبي بكر 4116 عبد الله بن محمد البلخي 370 عبد الله بن محمد البلوي 1251 عبد الله بن محمد بن تميم 3334 عبد الله بن محمد بن ثمامة الانصاري 1144- 1145- 1322- 1680- 3497 عبد الله بن محمد الجوهري 3349 عبد الله بن محمد الحافظ 2296 عبد الله بن محمد الحلبي 958- 1055- 1325- 1371- 3313 أبو عبد الله محمد بن حمدان 837 عبد الله بن محمد الحنفي 2795 عبد الله بن محمد الخشاب 1168- 1170 عبد الله بن محمد الخطابي 4499 عبد الله بن محمد الخفاجي الحلبي 880- 1016- 1206- 1280- 1284 1718- 2277- 4493 عبد الله بن محمد بن خلاد 1248 أبو عبد الله محمد بن داود الجراح 706 عبد الله بن محمد الدمشقي 3350

عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا 1136- 2401- 2877- 3441 عبد الله بن محمد بن ذكوان 1117- 1372- 1435- 4389 عبد الله بن محمد الرازي 850- 1672- 1681 عبد الله بن محمد الريحاني 1449 عبد الله بن محمد زياد 2378 عبد الله بن محمد السراج 2428 أبو عبد الله محمد بن السري 4749 عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي 4051- 4746 عبد الله بن محمد بن سيار 1042 عبد الله بن محمد بن سليمان 908- 4428 عبد الله بن محمد بن شجاع 3348 عبد الله بن محمد الشرعبي 2126 عبد الله بن محمد بن شهرام 4323 عبد الله بن محمد الشيباني 2465- 2468 عبد الله بن محمد الشيحي 4435 عبد الله بن محمد شيروية 1385- 1405- 2707 عبد الله بن محمد بن طرخان 369 عبد الله بن محمد الطرسوسي 2723 عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن 3109 عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب 4591 أبو عبد الله بن عمار الهمذاني 4617 عبد الله بن محمد بن أبي عصرون 156- 1588- 2795- 4202 عبد الله بن محمد بن عبدان 1240 عبد الله بن محمد بن العلاء الطرسوسي 637 عبد الله بن محمد الفروي 1477 عبد الله بن محمد الفراء 4429 عبد الله بن محمد الفرغاني 2068 عبد الله بن محمد الفرضي 3347- 3350 عبد الله بن محمد الفقيه 1814 عبد الله بن محمد بن القداح 3251

عبد الله بن محمد القدامي 1374- 4338 عبد الله بن محمد القرشي 1662 عبد الله بن محمد القزويني 1217 عبد الله بن محمد القصيصي 906 عبد الله بن محمد القطان 3393 أبو عبد الله القيسراني 270- 277 عبد الله بن محمد الكرماني 2452 أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله الاصبهاني 865 عبد الله بن محمد المفسر 1804- 1812- 3346 عبد الله بن محمد بن محمد البيضاوي 4003 أبو عبد الله بن محمد الكاتب 4243 أبو عبد الله بن محمود بن النجار 4165- 4235- 4240- 4309 عبد الله بن محمد المزني 3350 عبد الله بن محمد- المحترز الذفافي 4743 عبد الله بن محمد بن عبد الله 4717 عبد الله بن محمد أبو محمد 864- 2100- 2444- 2780- 3971 4359- 4426- 4429- 4751 عبد الله بن محمد المالكي أبو بكر 3867 عبد الله بن محمد المراغي 1616 عبد الله بن محمد المروزي 1248- 2934 عبد الله بن محمد المصيصي 3339 عبد الله بن محمد بن موسى بن أبي جرادة 3903 عبد الله بن محمد بن ناجية 1377- 2257- 2401- 2402- 3777 عبد الله بن محمد بن نفيل 2378- 2379 عبد الله بن محمد النفيلي 1169 عبد الله بن محمد النقور 4003 عبد الله بن محمد النهاوندي 1042 عبد الله بن محمد النوقاني 2795 عبد الله بن محمد الهاشمي 999 عبد الله بن محمد هزار مرد 1617- 1621 عبد الله بن محمد الهمذاني 3393

عبد الله بن محمد النيسابوري 751- 1053- 1371- 1380- 2379 2445- 3531 أبو عبد الله بن يوسف البرزالي 4197 أبو عبد الله بن يوسف بن الخضر 68 أبو عبد الله بن يوسف بن كراكير الرقي 767- 863 عبد الله بن محمود 2718 أبو عبد الله بن أحمد الثقفي 774 عبد الله بن محمود السعدي 2707 عبد الله بن محمود المروزي 2720 عبد الله بن محيريز 4473- 4474 عبد الله المخزومي 2947 أبو عبد الله بن مخلد 1374- 2739 أبو عبد الله بن مروان 1228- 2861 عبد الله بن أبي مريم 1740- 2308- 2310 أبو عبد الله المزابلي 4507 عبد الله بن مسعود 286- 370- 512- 790- 1302- 1833- 1856- 1895- 2153- 3565 4305- 4684 عبد الله بن مسلم بن قتيبة 1136- 1201- 1802- 2628- 2829 2830- 3603 عبد الله بن مسلمة العقبي 1045- 1168- 1170- 1177- 3887 عبد الله بن مطيع 2608- 3826 عبد الله بن معاوية الجمحي 702- 703- 2876 عبد الله بن المعيز 184- 602- 943- 1220- 2875- 3753 عبد الله بن المعتز 578- 590 أبو عبد الله المغربي الزاهد 4510 أبو عبد الله المغربي القيرواني 2391 عبد الله بن المقفع 1759 أبو عبد الله بن مقلد 573 عبد الله بن مكشوح المرادي 4296

أبو عبد الله بن الملحي 4086- 4450 أبو عبد الله بن المنجم 4513- 4514 عبد الله بن منصور بن الباقلاني أبو بكر 765 عبد الله بن منصور الواسطي 1604- 2390 عبد الله بن منيره 1655- 4710 عبد الله بن موسى الهاشمي 763- 1180- 1181- 3532 عبد الله بن ميسرة 2993 عبد الله بن ميمون القداح 1189 عبد الله بن ناجية 2264- 2718- 2720 عبد الله بن نافع 792- 793 عبد الله بن نافع الصائغ 3747 عبد الله بن نافع الزبيري 914 أبو عبد الله الناجي 4282- 4284- 4286- 4287- 4288 4512 أبو عبد الله بن النجار 1574- 2774- 2793- 4239 عبد الله بن نجي الهمداني 1393- 3549 عبد الله بن أبي نجيح 3264 عبد الله بن نصر الاصم 960- 975 عبد الله بن نصر الانطاكي 1229- 1492 عبد الله بن النقور 2917 عبد الله بن نمير 951- 1510- 1515 عبد الله بن هارون 835- 3496 عبد الله بن هبة الله 2923 عبد الله بن هلال الرومي، أبو محمد 848- 951 أبو عبد الله بن هود 1034 عبد الله بن وائل 1337 عبد الله بن الواثق 601- 836 أبو عبد الله الواسطي 1112- 1115- 1501 أبو عبد الله بن واصل المعري 4504 عبد الله بن والان 2015 عبد الله بن الوليد بن غريب الايادي 867

عبد الله بن وهب 793- 951- 957- 1384- 1404- 1535- 1722- 1741 عبد الله بن وهب الدنيوري 2713 عبد الله بن وهب المعري 792- 793- 951- 957- 1384- 1404- 1535- 1722- 1741- 2713 أبو عبد الله يحيى بن الحسن 4733 عبد الله بن يحيى بن المارستاني 4270 عبد الله بن يزيد 792- 1405- 2224- 3068- 3190 3613- 3830 عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي 730 عبد الله بن يزيد المقرئ 1384 عبد الله بن يسار 3089- 3091 أبو عبد الله بن يعقوب 722 عبد الله بن يوسف 341- 2378 عبد الله بن يوسف الاصبهاني 4218- 4219- 4394 عبد الله بن يوسف بن بامويه 1002- 1006- 1007- 1008 عبد الله بن يوسف المدائني 1219 عبد الله بن يوسف بن نصر البغدادي 1027- 1171 عبد المجيد الحنفي 1001 عبد المجيد الصوفي 3316 عبد المحسن بن الانماطي 4675 عبد المحسن الصوري 775- 776- 2241 عبد المحسن بن أبي العميد البغدادي 1544 عبد المحسن بن عبد الله الطوسي 1543 عبد المحسن بن عبد المومن الكفرطابي 2795 عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي 755 عبد المسيح بن عمرو الغساني 3151 عبد المطلب بن الفضل الهاشمي 91- 1019- 1258- 1365- 1506- 1544- 1645- 2247- 2347- 2934- 2945- 3082- 3444- 3647- 4368

عبد المعز بن محمد الشحامي 1480 عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي 4239 عبد المغيث بن زهير الحربي 1012- 1931- 2922- 2923 عبد الملك بن ابراهيم الجدي 780 عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي 2744 أبو عبد الملك البسري 1437 عبد الملك بن بشران 767- 769- 1002- 1008 أبو عبد الملك التستري 951 عبد الملك بن الحسن الازهري 1002- 1007- 1008- 1673- 1682 عبد الملك بن الحسن الأسفراييني 1006 عبد الملك بن خلف بن شعبة 2776 عبد الملك بن زيد الدولعي 1359 عبد الملك بن أبي سلمان 2137- 2138 عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي 108- 109- 186- 330- 449- 451- 529- 1653- 3331- 4599 4768 عبد الملك بن عبد الحميد الرقي 2456 عبد الملك بن عبد الله بن مسكين 3379 عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد 1623- 1624 عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ 4222 عبد الملك بن علي بن شعبة 2777 عبد الملك بن علي بن يوسف 3633 عبد الملك بن عمار 2826 عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز 3747- 3952 عبد الملك بن عمير 385- 2891- 2845- 3236- 3672 عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي 2797- 4002 عبد الملك بن أبي القاسم الهروي 1293 عبد الملك بن محمد الدمشقي 1371 عبد الملك بن محمد الرقاش 1047 عبد الملك بن محمد الصنعاني 1659- 2202

عبد الملك بن محمد بن عبد الله 3632 عبد الملك بن محمد بن عدي 1503- 1353- 1523 عبد الملك بن محمد أبي قلابة 766 عبد الملك بن محمد بن مهدي 1708 عبد الملك بن مروان 125- 156- 232- 233- 432- 433- 539- 589- 701- 1077- 1200- 1335- 1336- 1337- 1695- 1698- 1704- 1924- 2038- 2041- 2042- 2050- 2053- 2054- 2065- 2066- 2067- 2068- 2079- 2084- 2085- 2086- 2095- 2099- 3219- 2320- 2321- 2969- 3050- 3184- 3191- 3194- 3195- 3226- 3625- 4187- 4188- 4281- 4386- 4681 عبد الملك بن معاذ النصيبي 2378- 2379 عبد الملك بن المقدم 62 عبد الملك الميموني 2561 عبد الملك بن ياسين الدولعي 1128 عبد الملك بن يحيى البصري 1179 عبد المنعم بن احمد بن أبي الرءوس 4559 عبد المنعم بن أحمد السروجي 888 عبد المنعم بن الاصفر 4561 عبد المنعم بن الحسن بن الحسين أبي الفضل الحلبي 1967- 2493- 4191- 4238- 4561- 4603 عبد المنعم بن عبد الكريم الخفاجي 1706- 1941 عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري 1002- 1008 عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون الحلبي المقرئ 697- 756- 757- 1452- 2561- 2800

عبد المنعم بن علي 637 عبد المنعم بن علي الكلابي 3313 عبد المنعم بن علي النحوي 2417 عبد المنعم الفراوي 1012 عبد المنعم بن هبة الله الرعباني 1191 عبد الواحد بن ابراهيم المقرئ 2795 عبد الواحد بن احمد الدمشقي 848- 3349 عبد الواحد بن بشير بن محمد 4246 عبد الواحد بن بكر 4365 عبد الواحد بن جرير الدمشقي 951 عبد الواحد بن الحباب 1151 عبد الواحد بن زياد 3264 عبد الواحد بن سكينة 4240 عبد الواحد بن شعيب 1502- 1503 عبد الواحد بن عبد الله 4149 عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان 869 عبد الواحد بن عبد الله النصري 2202- 2205- 2206- 2207 عبد الواحد بن عبد العزيز 3632 عبد الواحد بن عبد الملك 2249 عبد الواحد بن عسكر 2916 عبد الواحد بن علي الاسدي 2760- 2770 عبد الواحد بن علي بن حموية 2256 عبد الواحد بن علي العلاف 2777 عبد الواحد بن غياث 1220 عبد الواحد القشيري 2794 عبد الواحد بن محمد بن عبد ربه الشيرازي 789 عبد الواحد بن محمد بن مهدي 3632 عبد الواحد بن مسعود بن الحصين 1299- 1826- 2699- 4295 عبد الواحد بن مسعود الشيباني 1958 عبد الواحد بن مسعود بن النجار 2656 عبد الواحد بن هاشم 463

عبد الواحد بن أبي هاشم 801 عبد الوارث بن سعيد 1377- 2780- 3468 عبد الوارث بن صخر الحمصي 3264 عبد الوارث بن محمد الابهري أبو المكارم 864 عبد الوارث بن محمد الاسدي 883 عبد الواسع بن عبد الله الاستراباذي 4257 عبد الودود بن عيسى النحوي 2278- 4493 عبد الوهاب بن ابراهيم 255- 256 عبد الوهاب الثقفي 1384- 1403- 1404- 1662- 1663 عبد الوهاب بن الحسين بن الوليد 2473 عبد الوهاب بن الحسين الكلابي 961- 1062- 1372- 1434- 1504- 1505- 2309- 2311- 2465- 2472- 2773- 2774- 2944- 3393 عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال 4257- 4260 عبد الوهاب بن الحكم الوارق 1177- 1178 عبد الوهاب بن الخطابي 3373 عبد الوهاب بن سالم بن أبي الحسن 1162 عبد الوهاب بن الضحاك 1177- 1178- 1723- 1741- 1812- 3827 عبد الوهاب بن عبد الله الجبان 1746 عبد الوهاب بن عتيق 2024 عبد الوهاب العرضي 2780 عبد الوهاب بن عطاء 4022 عبد الوهاب بن علي 1668 عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية 1378 عبد الوهاب بن المبارك الانماطي 4002 عبد الوهاب بن محمد بن علي أبو جعفر 253 عبد الوهاب بن الميداني 860- 1166- 1227- 1228- 1746 2468- 2969- 3931 عبد الوهاب بن نجدة 1459

عبد الوهاب بن همام 1468- 1470 أبو عبد بن ابراهيم الحنظلي 1396 عبيد بن الابرص الاسدي 4302 عبيد بن آدم العقلاني 9264- 2965 عبيد بن أسباط 2289 عبيد بن اسحاق العطار 751 أبو عبيد البكري 1233- 1234- 1236- 4522- 4555 أبو عبيد البسري 434 عبيد بن جناد الحلبي 730- 2343- 2848- 2850 أبو عبيد حاجب سليمان 3622 عبيد بن حسين 2562- 2573 عبيد بن الحصين الراعي 3226 عبيد الحفار 1474 أبو عبيد بن خريويه 2444- 2445- 4222- 4229 عبيد بن رزين الالهاني 1741 عبيد بن صالح 1190 أبو عبيد بن أبي عمرو 4522 عبيد بن عمير 1438 أبو عبيد بن سلام 3997 عبيد بن مجفر 2941 عبيد بن محمد الكشوري 781 أبو عبيد المغيرة 2148 عبيد بن هشام الحلبي 862- 1218- 2364- 3092- 3330 3826 أبو عبيدة بن الجراح 88- 89- 107- 109- 120- 128- 137- 138- 152- 156- 231- 235- 261- 263- 562- 563- 569- 572- 573- 574- 575- 576- 577- 578- 579- 580- 582- 583- 584- 585- 590- 1875- 1890- 1954- 1970- 2169- 3101- 3105- 3123-

3124- 3135- 3156- 3157- 3160- 3241- 4521- 4682 أبو عبيدة بن حذيفة 2148- 2162 أبو عبيدة الحداد 3696 عبيدة بن حميد الحذاء 1498- 1499- 1852 عبيده بن سفيان الحضرمي 1841- 1844 عبيده بن همام التغلبي 433 عبيده بن يحيى الكوفي 3392 عبيد الله بن ابراهيم بن بالويه 1266 عبيد الله بن احمد بن طاهر 654- 816- 2410- 4755 عبيد الله بن احمد الرقي 1634 عبيد الله بن احمد بن عثمان الصيرفي أبو القاسم 4757 عبيد الله بن احمد المقرئ 1708 عبيد الله بن أبي الجوصاء 2956 عبيد الله بن الحر الجعفي 2624 عبيد الله بن الحسن الانطاكي 1057 عبيد الله بن الحسن الازدي 1057 عبيد الله بن الحسن الوراق 1435- 1747 عبيد الله بن الحسين الانطاكي 1175- 2518- 2671- 2924 عبيد الله بن خالد بن أبي بكر 3747 عبيد الله بن رفاعه 3557 عبيد الله بن زياد 792- 1335- 2100- 2102- 2103- 2104- 2571- 2612- 2614- 2615- 2616- 2625- 2630- 2631- 2632- 2633- 2645- 2661- 2824- 2825- 2826 عبيد الله بن سعيد 3827 عبيد الله بن سليمان بن وهب 706- 1552 عبيد الله بن عبد الرحيم 4234- 4584 أبو عبيد الله بن عبد السلام 726 عبيد الله بن عبد الصمد بن المهدي بالله 81- 736- 815- 1179- 1814

عبيد الله بن عبد الكريم الرازي 1393- 1834 عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل 1012- 2922- 2923- 4104- 4105 عبيد الله بن عبد الله بن عتبه 3807 عبيد الله بن عبد الله النخعي 1923 عبيد الله بن العبسي 2970- 2971 عبيد الله العتبي 4456 عبيد الله بن عثمان القواريري 2364 عبيد الله بن علي المصري 2311 عبيد الله بن عمر القواريري 722 عبيد الله بن عمرو 1462- 1466- 1588- 1660- 1722- 1740- 2197- 2198- 3115- 3669- 3955- 4381- 4505 عبيد الله بن القاسم الحريري 4002 عبيد الله بن القاسم بن علي 1210 عبيد الله بن قيس الرقيات 149 عبيد الله بن علي الداودي 2309 عبيد الله بن علي بن عبد الله الرقي 864 عبيد الله بن علي بن المارستاني، أبو بكر 4277 عبيد الله بن محمد الانصاري 3338 عبيد الله بن محمد البيهقي 1484 عبيد الله بن محمد بن أبي جراده 2523 عبيد الله بن محمد بن سعيد 833 عبيد الله بن محمد الفرضي 751 عبيد الله بن محمد بن العباس اللحام 3532 عبيد الله بن محمد الكوفي 1469 عبيد الله بن محمد بن معاوية 1831 عبيد الله المرزباني 2682 عبيد الله المصيصي 1199 عبيد الله المهدي 3905 عبيد الله بن موسى العبسي 776- 913- 2164- 1263- 1266- 4335

عبيد الله بن نباته 544 عبيد الله الوصافي 1739 عبيد الله بن يحيى 600 عبيد الله بن يزيد 1057- 2562- 2570 عتاب بن بشير 1463- 1466- 3265- 3270- 3879 عتبة بن ربيعة بن عبد شمس 2101 عتبة بن رزين الالهاني 1722 عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية 4186 عتبة بن عبد 3101- 3105 عتبة بن عبد السلمي 3549 عتبة بن مسعود 2161 عتبة بن مكرم العمي 2248 أبو عتبة مولى عبد العزيز بن مروان 4523 عتبة بن الندر 3101- 3104- 3105 عتبة بن أبي وقاص 948 عثكل بن عبد الله الفرغاني 1117 عتيق بن عبد الرحمن الآذني 2525 عتيق بن يعقوب الزبيري 3747- 3817 عثمان بن أحمد السرخسي 3777 عثمان بن احمد بن الشريك 4199- 4201 عثمان بن الاصبع الرقي 921 عثمان الايوبي، العزيز 2845 عثمان بن بحر الجاحظ 1994 أبو عثمان البحري 2473 عثمان بن الحجاج الشافعي 1114 عثمان بن الحسن الحلبي 1371 عثمان بن حكيم 1565 عثمان بن حنيف 1569 عثمان بن حيان المري 2320- 2321- 4523 عثمان بن خطاب البلدي 4444 عثمان بن الداية 1823- 3835

أبو عثمان الدوري 2375 أبو عثمان بن أبي عبد الرحمن التيمي 4068 عثمان بن زردك 1823 عثمان بن الزنجاري 2842- 2844 عثمان بن ساج 3265 عثمان بن أبي بكر السفاقسي المغربي 864 عثمان بن سعده 3321 عثمان بن سعيد الاسدي 4435- 4501 عثمان بن سعيد الحمصي 3659 عثمان بن سعيد بن خالد 3603 عثمان بن سعيد الدارمي 1380- 3532 عثمان بن سعيد الداني 3347 عثمان بن سعيد بن دينار 2202- 2206- 2207 عثمان بن سعيد بن قره 1201 عثمان بن أبي سفيان 2140 عثمان بن أبي شيبه 766- 1220- 3826 أبو عثمان الصابوني 1682 أبو عثمان الصنعاني 4524 عثمان بن طالوت بن عباد 1170 عثمان بن طلحة 3127- 3130- 3135- 3136- 3137 عثمان بن عبد الرحمن 4447 عثمان بن عبد الرحمن الحرامي 2137 عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي 2139 عثمان بن عبد الله القاضي 2304 عثمان بن عبد الله خرزاد الانطاكي 975- 1179- 1181- 1433- 1434- 1437- 1438- 1662- 2753- 2754- 2877- 3392- 3832

عثمان بن عبد الله بن ابراهيم أبو عمر الطرسدسي 192- 453- 457- 747- 751- 863- 1059- 1061- 1062- 1168- 1199- 4061- 1490- 1707- 1746- 2459- 2465- 2722- 4319- 4359- 4369- 4390- 4411- 4538- 4590- 4591- 4654- 4704 عثمان بن عطاء 3365 عثمان بن عفان 48- 109- 160- 583- 589-- 1303- 1472- 1484- 1475- 590- 694- 1096- 1189- 1302 1476- 1478- 1483- 1565- 1572- 1690- 1841- 1844- 1879- 1913- 1944- 1948- 2079- 2148- 2156- 2157- 2174- 2175- 2176- 2188- 2226- 2627- 2820- 2827- 2839- 2897- 3067- 3230- 3256- 3264- 3287- 3606- 3613- 3917- 3943- 4251- 4328- 4449- 4473- 4543 عثمان بن علي 2629 عثمان بن عمران المقدسي 2309- 2311 عثمان بن عمر البصري 2970- 2971 عثمان بن عمر بن فارس 1468 عثمان بن عيسى البلطي 4710 عثمان بن عيسى النحوي 1641- 2298 عثمان بن الفرج العبدري 2756- 2758- 2759 ابو عثمان الكرجي 4525 عثمان بن محمد 708- 4525- 4538 عثمان بن محمد البصري 1179- 1181

عثمان بن محمد العبسي 913 عثمان بن محمد بن علي بن علان الذهبي 789- 2377 عثمان بن محمد الكتبي 4525 عثمان بن محمد النيسابوري 1256 عثمان بن محمد بن يوسف 3633 عثمان بن مرزوق 4418 أبو عثمان بن مروان 4524 أبو عثمان المغربي 1120 عثمان بن المغيرة 1604- 1606 عثمان بن أبي نصر 3633 أبو عثمان النهدي 3951- 4335 عثمان الهذلي 2799 عثمان بن الهيثم 3696 أبو عثمان الواسطي 4525 عثمان بن أبي وقاص 3919- 3926 عثمان بن الوليد 2887- 2891 عثمان بن يوسف 1670 عجيف بن عنبسة 209- 1296 أبو العدل الشاعر 4525 عدنان بن احمد طولون 827- 828 ابن عدي 3896- 3898- 3952- 3988- 4066- 4067- 4211 عدي بن أحمد بن عبد الباقي 789- 999- 1126- 1746- 1747 عدي بن أرطاة 1887- 1888 عدي بن ثابت 1831 عدي بن جبله 2107 عدي بن حاتم الطائي 299- 1121- 2122- 2906- 3916- 3917- 3918 عدي بن الرقاع العاملي 116 عدي بن زيد العبادي 4094 عدي بن الساطع 565

عدي بن عبد الله الطيار 2628 عدي بن مسافر 2910- 2911 عراك بن مالك 2899- 3939 عرس بن فهد الازدي 3320 ابن العرقي 4673 أبو عروبة الحراني 1508 عروة بن رويم 3622- 3803 عروة بن الزبير 1841- 2899- 4032- 4122 عروة بن قيس 2628 عروة بن مروان 3331 أبو العريب 4554 عريب الجبراني 3731 ابن العريف المغربي 4240 عز الدولة بن فائق 1815 عز الدين أيبك 1613- 3440 عز الدين بن دهجان البصري 764 عز الدين بن أيوب 4004- 4012 عز الدين بن مسعود 1346- 1347- 1825- 1969- 3217 عز الدين بن الملثم 4698 ابو العز بن علي بن المهنا 4527 أبو العز بن كادش 1837 عزك بن الوزير أبي النجم 324 عز الملك أبو الفضائل 4771 عز الملك أبو الفضائل 4077 عزيز الدولة 53- 54- 4233- 4771 عزيز بن عمير 2722- 2803 العزيز الفاطمي 87- 89- 178- 2293 العزيز بن الملك الظاهر 326- 1067- 1070 العزيل المغني 3931 ابو عساف العقيلي 4527

عساكر بن علي المقرئ 2285 عسكر بن خليفة الحموي 3313 عسكر النصيبي 4582 عسلة بنت عامر 2186 أبو العشائر بن حمدان 663 عشير بن أحمد المزارع 3325 عصام بن خالد 2202- 2204 عصمة بن بجماك 800- 1247 عضد الدولة البويهي 657- 666- 667- 668 عطاء بن أبي رباح 2899- 3360- 3363- 3557 عطاء بن عجلان 1722 عطاء الخراساني 1524- 1532- 1533- 3264 عطاء بن قرة السكوني 4619 عطاء بن محجن العنزي 1749- 1753- 1755- 1757 عطاء بن سلم الحلبي 1437 عطاء بن مسلم الخفاف 1348- 1404- 1437- 3603- 3877 عطاء بن يزيد الليثي 1695- 2995- 4371- 4522 عطاء بن يسار 3244- 3253- 3989 العطاردي أبو رجاء 4371 عطاف بن خالد المخزومي 2877- 2883- 3816 عطايا بن الحسي القرشي 1814 عطية بن الحارث الهمذاني 3180 عطية بن الحارث الوداعي 3176 عطية بن صالح بن مرداس 1350- 4338 عطية بن عروة السعدي 1695- 1698- 1704 عفاف بن مسلم 751- 914- 1038- 1039- 1040- 1044- 1220- 2378- 2379- 2791 عفير بن معدان 3112

عفيف بن سالم 1377- 1662- 2184- 2185- 4128 العفيف بن سكرة اليهودي 1825 عقال بن خويلد العقيلي 3006 عقبة بن زياد الانصاري 4186 عقبة بن أبي زينب 3627 عقبة بن عامر الجهني 1602- 3493 عقبة بن مكرم 2666 عقبة بن نافع 702 عقبة بن وشاح 2995- 4522 أبو عقيل أحمد بن عيسى بن زيد السلمي البزاز 767 عقيل بن أبي طالب 2589 عقيل بن الفضل التميمي 3604 عقيل بن محمد الخطيب 3373 عقيل بن أبي وقاص 520 عكار القضاعي 562 عكراش بن ذؤيبة 1321 عكرشة بن أربد العبسي 71- 138- 540 عكرمة بن أبي جهل 3130 عكرمة مولى ابن عباس 3830 عكرمة بن يزيد 2047 أبو العلاء المعري 81- 150- 665- 6865- 870- 871- 873- 874- 875- 876- 877- 878- 879- 880- 881- 884- 885- 889- 890- 891- 894- 895- 896- 897- 900- 902- 903- 904- 905- 906- 907- 908- 909- 910- 911- 912- 1281- 1635- 2334- 3652- 4024- 4025- 4292- 4296- 4546- 4559- 4594- 4746

العلاء بن أسلم 3696 أبو العلاء الاموي 4143 العلاء بن أيوب 3095 أبو العلاء بن بوين المعري 4545 أبو العلاء التغلبي الحمداني 4291- 4293- 4294 أبو العلاء بن زياد 1859- 1863- 3696 العلاء بن الحارث 2145- 2144 العلاء بن عاصم 4479 العلاء بن عبد الجبار 914 العلاء بن عبد الرحمن الغزنوي 3899- 4064- 4723 العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي 4068 العلاء بن عثمان 2273 علاء الدين أبو بكر الكاساني 463- 1029- 3369- 4351- 4352- 4368 العلاء بن مسلمة 1178- 3334 أبو العلاء بن سليمان المعري 41- 176- 1280- 1283- 1284 4610- 4691 أبو العلاء بن العين زربي 4546 أبو العلاء الكاتب- 2538- 4193- 4593- 4675- 4150 أبو العلاء بن أبي محمد التنوخي المعري 8663 أبو العلاء سالم 4145 العلاء بن اللجلاج 2848 أبو العلاء بن أبي الندى المعري 4546 ابن العلاف 771 أبو علاقة السكسكي 2889 علان 4219 علان بن عبد الصمد الطيالسي 1147 علان بن علي بن سليمان 1623 علان المصري 3777 علباء بن الحارث 1994

علقمة بن قيس 3032 علقمة بن محرز 576- 3159 علقمة بن يزيد الحضرمي 4186 علم الملك بن النحاس 2395 علوان بن عبد الله الحلبي 2506 علوة الكراعة 4717- 4743 علوي بن عبد القاهر المعري 1576- 3653 علوية بنت وثاب النميرية 1018- 1976 علي بن ابراهيم البغدادي 4223 علي بن ابراهيم الحلبي 2723 علي بن ابراهيم الدمشقي 1155 علي بن ابراهيم الدهكي 2533 علي بن ابراهيم السكري 3441 علي بن ابراهيم بن العباس 3652 علي بن ابراهيم العلوي 2466- 3312- 3519- 3958 علي بن ابراهيم المصري 1167- 4163 علي بن ابراهيم الواسطي 1179 علي بن ابراهيم الناقد 751 علي بن أحمد الايسر 896 علي بن أحمد البسري 1621- 1625- 1627- 3032 علي بن أحمد البذار 705 علي بن أحمد بن بسطام 1239 علي بن أحمد التمار 1219 علي بن أحمد الجرجرائي 3959 علي بن أحمد الجرجاني 746- 2247- 2257 علي بن أحمد الحرستاني 2795 علي بن أحمد بن حزم 1034 علي بن أحمد الحمامي 3632 علي بن أحمد الدردائي 2698 علي بن أحمد الرازي 1373 علي بن أحمد الرزاز 1293- 3532

علي بن أحمد السامري 2465- 2468 علي بن أحمد بن سليمان 3777 علي بن أحمد السواق 1072- 1074 علي بن أحمد السوسي 2794 علي بن أحمد الشهرزوري أبو الحسن 4591 علي بن أحمد الضيف 4230 أبو علي بن عاصم الانطاكي 4309 علي بن أحمد بن عثمان الخشنامي 731 علي بن أحمد بن علي المصيصي 1359 علي بن أحمد الغساني 1220- 1396- 1482- 2877- 2878- 2882- 4018- 4119- 4307- 4309 علي بن أحمد المديني 4307- 4309 علي بن أحمد الملطي 2760 علي بن أحمد النعيمي 2678 علي بن أحمد الهكاري 2459- 2552 علي بن أحمد بن يوسف 3633 علي بن ادريس الحمصي 1587 علي بن أبي الازهر 1168 علي بن اسحاق البادرائي 1063 علي بن اسحاق القيسراني 1412- 2738- 2740 علي بن اسرائيل 1557 علي بن اسماعيل الشعيري 2257 علي بن اسماعيل القطان 2471 علي بن اسماعيل بن صالح أبي طالب 4717 الهاشمي 4591 أبو علي بن الاشعث 4359 أبو علي بن الاصبهاني 4251- 4252- 4255 علي بن أفلح أبي القاسم 1241 علي بن أماجور 1587 علي بن أنجب 2375- 4534 أبو علي الانطاكي 974- 2505- 4435 أبو علي الاهوازي 969- 1211- 1211

أبو علي الاوقي 2444- 2446 علي بن أيوب القمي 751 علي بن بحر بن بري 2049- 3269 علي بن بذيمة 4762 أبو علي البرداني 4476 أبو علي البردعي 2465- 2468- 3373- 3374- علي بن بشرى العطار 3375 769 علي بن بشران 208- 1850- 2248- 4608 علي بن بكار 2749 علي بن بكتكين 4707 علي بن أبي بكر الحافظ الجرجاني 87- 437- 441- 465- 1564- علي بن أبي بكر الهروي 2730- 2732- 4202 2365- 2368 علي بن بندار الزاهد 3505 علي بن بهرام الكردي 4290 علي بن بني تميم 3310- 4685 علي بن ثروان الكندي 1272 علي بن جبلة 751- 752- 1170- 3212- علي بن الجعد 2202- 2206- 2207 2579 علي بن جعفر 4082- 4083- 4545 علي بن جعفر بن بوين المعري 1831- 1835 علي بن جعفر الرماني 2801 علي بن جعفر القطاع 3876 علي بن جعفر المديني 4741 علي بن حلبات الكامل المعري 647- 4532 أبو علي بن أبي حامد 4321 علي الحماس 1524- 1533- 1723- 2364- علي بن حجر 2369 علي بن حرب 975- 1496- 1498- 2183- 2184- 2185- 3753- 4059- 4229

علي بن حزور 1927 علي بن حسان الدممي 2681- 2682 علي بن الحسن الأسترآباذي 976 علي بن الحسن الاصبهاني 2707 علي بن الحسن الانطاكي 1136 علي بن الحسن الباولاني 3532 علي بن الحسن البلخي 3369 علي بن الحسن الجازري 1708 علي بن الحسن الجراحي 2456 علي بن الحسن الخلفي 622- 2776 علي بن الحسن بن حيوية 3777 علي بن الحسن بن دينار الحلبي 4435 أبو علي بن شاذان 1950 علي بن الحسن الشاوغري 855- 4567 علي بن الحسن بن صدقة 3347- 3349 علي بن الحسن الصفار 2390 علي بن الحسن الصقلي 2186 علي بن الحسن الطرسوسي 2457 علي بن الحسن بن طغان 3361- 3363 علي بن الحسن بن عساكر 2795 4234 395- 402- 1109- 1341 1240 1195- 1197 1107- 2273- 2321- 2533- علي بن الحسن العابد 2558- 2562- 2570- 2573- علي بن الحسن بن العبد 2573- 2631- 2667- 2674- علي بن الحسن بن العلاف 3980- 3985- 4030- 4122 علي بن الحسن بن علان 2471 علي بن الحسن بن عنتر 2249 علي بن الحسن الغندجاني 3378- 3379 علي بن الحسن القاضي 1072

علي بن الحسن القرشي 767- 1981- 2483 علي بن الحسن الكلابي 2458 أبو علي الحسن بن مالك التغلبي 1240 علي بن الحسن المسعودي 2707- 2718 علي بن الحسن بن مهدي 2309 علي بن الحسين بن اشكاب 2465 علي بن الحسين 2311 617- 975- 989- 1151- 1165- 1324- 1359- 1370- 1433- 1458- 1521- 1617- 1625- علي بن الحسين البغدادي 1643- 2390- 2466- 2716- علي بن الحسين بن بندار 2760- 2797- 2916- 2953- علي بن الحسين بن جابر 3096- 3313- 4103- 4769 2850- 3532 علي بن الحسين بن حربويه 4220 علي بن الحسين الحسني 1002 علي بن الحسين الحلبي 4531 علي بن الحسين الدهقان 1831 علي بن الحسين الديلمي 2531 علي بن الحسين الرازي 951 علي بن الحسين السنجاري 1243- 1246 علي بن الحسين بن شقيق 1262- 1266 علي بن الحسين الشمشاطي 2471 علي بن الحسين بن صصرى 1673- 1682 علي بن الحسين بن طريف 1468 علي بن الحسين العبدي 3032 علي بن الحسين العلوي 2726 علي بن الحسين الفرغاني 1144- 3381 علي بن الحسين المروزي 2970- 2971 علي بن الحسين بن معدان 2265 علي بن الحسين المغربي 2537- 2538 علي بن الحسين الهمداني 1230

علي بن الحسين الهنجاني 780 علي بن الحسين بن واقد 1384- 1405 أبو علي بن يوسف الطرائفي 789 علي بن الحكم الحلبي 1155- 2247 علي بن حمدان سيف الدولة 59- 60- 68- 73- 123- 168 180- 237- 242- 244- 259- 260- 349- 350- 412- 413- 415- 416- 439- 479- 633- 639 642- 650- 665- 671- 672- 673 674- 677- 686- 691- 719- 720 757- 760- 970- 1083- 10084- 1086- 1088- 1089- 1091- 1175 1176- 1225- 1240- 1490- 1932 1941- 2181- 1265- 2275- 2408- 2409- 2412- 2415- 2433 2434- 2435- 2444- 2474- 2524 2528- 2529- 2532- 2675- 2701 2702- 2705- 2706- 2726- 2741 2753- 2924- 3437- 3656- 3657 4161- 4191- 4195- 4204- 4206 4207- 4209- 4210- 4237- 4293 4319- 4403- 4489- 4512- 4513 4514- 4514- 4517- 4575- 4665 4746- 4584- 4585- 4587- 4592 4593- 4615- 4655- 4675- 4682 4685- 4710- 4718- 4744- 4759 4767 علي بن حمران 81 علي بن حمزة الكساني 951 علي بن حمزة الموسوي 2428 علي بن أبي حملة 4485 علي الجنائي 2683

علي بن حيدرة 2794 أبو علي الفقيه الخراساني 4534 أبو علي بن خرشيد 1119 أبو علي الخشنامي 4307 علي بن خشرم 2388- 2389- 3030 علي بن الخضر السلمي 1227- 1673- 1682- 2466- 2469 علي بن الخضر الحاسب 2723- 2724- 2725 علي بن خليد 4500 علي بن داوود القنطري 2877- 2883- 3431 علي بن الدردائي 2684 أبو علي الدقاق 1008 علي بن رباح اللخمي 3184- 3186- 3616 علي بن ربيعة الاسدي 1604- 1606 أبو علي الروذباري 1066 علي بن زيد شهريار 1003 2856 2778 علي بن أبي زيد الفصيحي 2390- 2391 علي بن زيد الفرائض 3604 علي بن سالم السنبسي 1359- 1370 علي بن سالم بن مالك 3484 علي بن سراج المصري 1038 علي بن سعيد البصري 3748 علي بن سعيد بن شهريار 2780 أبو علي بن السكن الفارقي 2544- 4650 أبو علي بن سلطان الدولة 2551 علي بن سلم 804 علي بن سلمان بن جندر 1206- 1977 علي بن سلمة النسفي 1398 علي بن سليمان الاخفش 864- 1270- 1272- 1643- 2265- 2847

علي بن سلمان الاصبهاني 2351 علي بن سليمان بن ايداش 3592 علي بن سليمان المرادي 464- 1191 علي بن سليمان الكسائي 3603 علي بن السليماني 1962 علي بن سنان السراج الحلبي 4327- 4609- 4614 علي بن السند الشروطي 2298 علي بن سويد بن منجوف 2827- 2839 علي بن سيناء 1107 أبو علي بن شعيب 1177- 1179 علي بن شهر 851 علي بن صالح بن أحمد القلانسي 529- 3747- 4257- 4260 أبو علي بن محمد جزرة 793 أبو علي الصقلي 4531 علي بن الصكاك 3591 أبو علي بن الصواف 1197- 3872 علي بن الضراب 4529 أبو علي الفريد المقرئ 4535 علي بن أبي طالب 280- 281- 284- 286- 287- 289 291- 294- 297- 298- 299- 301 302- 303- 311- 316- 317- 461 464- 470- 508- 509- 523- 1096 1690- 1731- 1196- 1302- 1323 1339- 1340- 1347- 1357- 1452 1604- 1606- 1690- 1731- 1833 1851- 1852- 1864- 1865- 1875 1879- 1893- 1894- 1895- 1897 1911- 1912- 1921- 1925- 1926 1927- 1941- 2105- 2107- 2108 2108- 2109- 2112- 2114- 2118 2121- 2132- 2133- 2134- 2136 2137- 2140- 2160- 2164- 2188

2197- 2200- 2206- 2208- 2209 2210- 2214- 2221- 2223- 2238 2239- 2254- 2313- 2314- 2319 2321- 2323- 2453- 2570- 2579 2581- 2596- 2643- 2647- 2649 2650- 2656- 2667- 2679- 2809 2815- 2817- 2820- 2827- 2828 2831- 2839- 2860- 2939- 2956 2962- 2983- 2998- 3007- 3008 3085- 3113- 3116- 3167- 3173 3244- 3248- 3249- 3251- 3255 3327- 3388- 3439- 3557- 3565 3632- 3669- 3674- 3679- 3718 3722- 3723- 3726- 3783- 3912 3943- 3999- 4059- 4089- 4122 4245- 4251- 4266- 4356- 4380 4381- 4388- 4388- 4411- 4430 4455- 4457- 4466- 4471- 4475 4479- 4481- 4485- 4518- 4519 4543- 4544- 4571 علي بن طاهر النحوي أبو الحسن 4051- 4053 علي بن طراد الزينبي 2479- 2485- 4262- 4267- 4268 أبو علي الطوماري 4133 علي بن ظافر الاسكندراني 1828 علي بن عابس الكوفي 1831 علي بن عاصم بن أبي العاص 761- 1508- 2641- 2943 علي بن العباس 2268- 3349 علي بن العباس الروسي 816 علي بن العباس الكوفي 2957 علي بن عبد الجبار التونسي 4192 علي بن عبد الحميد الغضائري 612- 613- 1173- 1199- 1746- 1747- 2257- 2264- 2738- 4221 4618

علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري 4201 علي بن عبد الرحمن بن المغيرة 1195- 2310- 2877- 2883 علي بن عبد الرحيم السلمي 2730- 2733 علي بن عبد السلام الارمنازي 1280 علي بن عبد الصمد الطيالسي 1148 علي بن عبد العزيز 332- 1078- 1136- 3348 علي بن عبد العزيز البغوي 2772- 2773- 3538 علي بن عبد العزيز بن يحيى 3748 علي بن عبد القاهر الصايغ 1746 علي بن عبد الله بن ابراهيم بن محبوب 3867 الطرابلسي علي بن عبد الله بن أحمد 2478 علي بن عبد الله الاسكندراني 2678- 2679 علي بن عبد الله بن بدر الهذباني 4750 علي بن عبد الله البخلي 1154 علي بن عبد الله البيهقي 1248 علي بن عبد الله التلمساني 4357 علي بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي 591- 726- 997- 1204- 1224- 1284- 2725- 2927- 2946- 3032 4155- 4635 علي بن عبد الله بن جهضم 1707- 2313- 2314- 2958- 4361 علي بن عبد الله بن حاتم الجهازي 789 علي بن عبد الله الطوسي 4307 علي بن عبد الله بن عباس 943- 944- 945- 1477- 1695- 1699- 1704- 3008- 3379- 3446 4291- 4398 علي بن عبد الله القراطيسي 3393

علي بن عبد الله القرمطي 927- 928 علي بن عبد الله الكاغدي 2478 علي بن عبد الله الماذرائي 2533 علي بن عبد الله بن أبي مطر 789 علي بن عبد الله النيسابوري 1673- 1682 علي بن عبد الله بن نصر 3633 علي بن عبد الملك 4426 علي بن عبد الملك بن بدر بن الهيثم 4655 علي بن عبد الملك الدبيقي 2274 علي بن عبد الملك بن بشران 3532 علي بن عبد الملك الحلبي أبو الفرج 4567 علي بن عبد الوهاب بن وردان 982 علي بن عبيدة الريحاني 1749 علي بن عبيد الله أبو الحسن 865 علي بن عبيد الله الزاغوني 2979 علي بن عبيد الله الكناني 3379 علي بن عبيد الله بن يحيى 1712 علي بن عثمان الحراني 958 علي بن عثمان النفيلي 1504- 1505- 1866- 1867 أبو علي بن العجمي 2431 علي بن العلاف أبو الفرج 854 علي بن علي 3497- 3529- 4030 علي بن علي بن أسفنديار 1591 أبو علي بن عمار 4532- 4533 علي بن عمر 2259- 2674 علي بن عمر الباعوني 1140 علي بن عمر التمار 1708 علي بن عمر الحافظ 784 علي بن عمر الحربي 1048 علي بن عمر الحراني 2958 علي بن عمر الحمامي 3632 علي بن عمر الدارقطني 1504- 2680- 2957- 2962- 3532

علي بن عمر السعردي 1292 علي بن عمرو الانصاري 2997- 3139- 3946- 4141- 4145 علي بن أبي عمرو البزار 640 علي بن عياش 1723- 1741- 2202- 2204- 2205 2206- 2207- 2216- 3625 علي بن عيسى 653- 654- 2448- 2450- 2451 علي بن عيسى الجراح 4344 علي بن عيسى الربعي 640- 671- 864- 2265- 2273- 2327- 4301 علي بن عيسى الشيرازي 2269 علي بن عيسى الربعي 640 علي بن عيسى النيسابوري 1676 علي بن غراب 1496- 1498 علي بن أبي الغنائم العمري 692 أبو علي الفارسي 667- 671- 1330- 1331- 2271- 2272- 2399- 2447- 4051 أبو علي الفارمذي 2485- 2488- 2489 علي الفاسي 2911- 4062 علي بن الفضل بن طاهر البلخي 704 علي بن فضل الله الدقاق 2912- 2913 علي بن قاسم الاشبيلي 1207- 4535 أبو علي القباني 1518 أبو علي القشيري 4066- 4068 علي بن قلج سيف الدين 427- 457 أبو علي الكرماني 2255 أبو علي بن كوجك 4530- 4531 أبو علي الكواكبي 2444 علي بن لؤلؤ الحلبي 2533 علي بن المبارك الواسطي 1588- 1591 علي بن المحسن التنوخي 836- 1091- 2265- 2746- 4195 علي بن المثنى أبو الحسن 4227

علي بن محمد بن ابراهيم الحنائي 1041- 1227- 1554- 3351- 3353- 1708- 274- 4233- 4235- 4733 علي بن محمد المعروف بابن الاثير 1261 علي بن محمد الاسبيجابي 4341 علي بن محمد بن اسحاق الحلبي 921- 1504- 1505- 2533- 2561- 3390- 3393 علي بن محمد الانباري 2777 علي بن محمد الانماطي 3393 علي بن محمد 1081- 2303- 2535- 3747- 4399 علي بن محمد الباجباري 1140 علي بن محمد البرزندي 2375 علي بن محمد بن البزاز القلانسي 801 علي بن محمد بن بسام 705 علي بن محمد بن بشار 1043 علي بن محمد البلخي 1127 علي بن محمد التلمساني 1562 علي بن محمد التنوخي 4507 علي بن محمد التوحيدي 2447- 2451 علي بن محمد الحلاب 3349 علي بن محمد بن داود 566 علي بن محمد بن داية 1823 علي بن محمد بن دينار أبو الحسين 81 علي بن محمد الربعي 1227- 1228- 1673- 2466- 2469 علي بن محمد الرملي 1435 علي بن محمد الزبيدي 1171 علي بن محمد السعدي 1528 علي بن محمد بن السقاء 1009 علي بن محمد السمناني 2498 علي بن محمد بن شجاع 1554- 1682- 3333 علي بن محمد الشمشاطي 4503

علي بن محمد بن شيبان 2309- 2311 علي بن محمد الصوري 1053 علي بن محمد بن الطيوري أبو الحسن 726- 1171- 1707- 1746- 2295 علي بن محمد بن أبي العلاء 2304 علي بن محمد بن عبد الله بن بشران 767- 3632 علي بن محمد بن عمران الناقد 971- 974 علي بن محمد العمري 1332 علي بن محمد العين ثرماني 801 علي بن محمد القصري 1080 علي بن محمد الكوفي 1625- 1627- 2290 علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق 802- 803- 1195- 1197- 1471 علي بن محمد الماذرائي 785 علي بن محمد المالكي 2265 علي بن محمد المدائني 1220 علي بن محمد المرندي 2478 علي بن محمد المصيصي 2953 علي بن محمد بن أبي المضاء 3334- 3339 علي بن محمد المعافري 2958 علي بن محمد المغازلي 2776 علي بن محمد المقرئ 2744 علي بن محمد النخعي 1165 علي بن محمد بن نصر بن بسام 705 علي بن محمد الهروي 3532 علي بن محمد بن يزيد أبو الحسن الحلبي 4222 علي بن محمود بن داوود ابن أبي الفهم 733 علي بن محمود الزوزني 4435 علي بن مرشد بن منقذ 145- 474- 476- 667- 905- 1252- 1299- 1956- 1958- 1976- 2331- 2333- 2497- 2498- 2514- 2516- 4077- 4155- 4172- 4173- 4555- 4587

علي بن مقلد بن منقذ أبو الحسن 139- 476- 1016- 1814- 3263- 3264- 3316 علي بن المسلم السلمي 1516- 3312 علي بن مسعود بن منجوف 2835 علي بن مسهر الموصلي أبو الحسن 4546 علي بن مصعب 4021 علي بن المظفر الاصبهاني 3633 علي بن معبد 1358- 1885 علي بن معمر القرشي 3360 أبو علي المعلم 2278- 2283 علي بن المغيرة 3748 علي بن المفضل المقدسي 1716- 2207- 2917- 4094 علي بن منجب بن الصيرفي 1814- 1818 علي بن منجب الكاتب 4470 علي بن منصور الحلبي 653- 7266- 2533- 4531 علي بن منصور بن القارح الحلبي 1443- 2540- 2780 علي بن منصور العطار 4193 علي بن منير الخلال 2344 علي بن المهذب التنوخي المعري أبو الحسين 819- 833- 940- 1076- 1631- 2296- 2297- 2298- 4146 علي بن المؤمل المصري 2744 علي بن المؤيد بن حواري 4289 علي بن موسى 1166- 2579 علي بن موسى بن اسحاق الرزاز 3926 أبو علي بن أبي موسى 3632 علي بن موسى الرضا 2380- 3504- 4378 علي بن موسى بن سعيد الغرناطي 1290 علي بن موسى بن السمسار 2745 علي بن موفق الانباري 959 علي بن الموفق البغدادي 848 أبو علي بن مهنا 2311 علي بن ناصر الحسيني 1982

أبو علي بن ناصر الدولة 2276 علي النجابي 186 علي بن نجا الواعظ 1668 علي بن نصر البصري 1168 علي بن نصر بن الصباح 2534 علي بن أبي نصر عبد السيد بن محمد 4003 أبو علي النيسابوري 2389 علي بن هارون البغدادي 1166 علي بن هاشم بن مرزوق 1524- 1532- 4335 علي بن هبة الله 2351- 2777 علي بن هبة الله الصوري 2947- 2952 علي بن هبة الله بن عبد السلام أبو الحسن 4003 علي بن هبة الله بن ماكولا 2479 أبو علي الهروي 332 علي بن هشام القائد 1216 علي بن هلال البواب 1953- 2460- 3096 علي بن أبي الهول 1798- 2681- 2683 علي بن ياسر الجياني 2428 علي بن يحيى 4398 علي بن يحيى الارمني 225 علي بن يحيى الذروي 1804 علي بن يحيى المنجم أبو الحسن 706- 1412- 1419 علي بن يحيى بن هبة الكتامي أبو الحسن 3958- 3959 علي بن يزيد الطائي 2971 علي بن يعقوب الدمشقي 1445- 3348 علي بن يعقوب بن أبي العقب 1812- 3347 علي بن يعقوب الهمذاني 1446 علي اليمني 4197 علي بن يوسف 2757 علي بن يوسف الاخفش 1083 علي بن يوسف بن أيوب، الملك الافضل 4698

علي بن يوسف بن تاشفين 2779 علي بن يوسف الشيباني 909- 1032- 1136 علي بن يوسف الصفار 1142- 1143 علي بن يوسف الفاسي 464- 4239 علي بن يوسف القفطي 464- 4624 علي بن يوسف الهكاري أبو الحسن 4569 عماد الدين الاصبهاني الكاتب 1258 عماد الدين زنكي 1824 عماد الدين عبد الله بن الحسن بن النحاس 4741 عمارة بن خزيمة 3244- 3253 عمارة بن زياد 3043 عمارة بن شبيب 3334- 3339 عمارة بن عقيل 435 عمارة بن علي اليمني 2726 ابن عمار 3879 عمار بن أبي أيوب 4602- 4620 عمار بن الحسين الموصلي عمار الدهني 3176- 3180 عمار بن صفوان 2934 عمار بن أبي عمار 4430 ابن عمار الكوفي 4551 عمار بن محمد 2254 عمار بن ياسر 286- 287- 288- 292- 302- 304- 305- 1259- 2105- 2107- 22107- 2111- 2153- 2161- 2170- 2148- 2221- 2252- 2809- 2815- 2985- 2994- 2995- 3146- 3147- 3251- 3253- 3254- 3255- 3723- 3746- 4058- 4496- 4548- 4596- 4671

العماني الشاعر الراجز النهشلي 4768 عمر بن ابراهيم 1248 عمر بن ابراهيم بن اسماعيل 3632 2971 عمر بن ابراهيم الزيدي الكوفي 4051- 4053 عمر بن ابراهيم القرشي 1201 عمر بن ابراهيم الكتاني 2471 عمر بن ابراهيم الكلابي 2739- 2740 عمر بن أحمد البغدادي 1672- 4781 عمر بن أحمد البروجردي أبو حفص 4762 عمر بن أحمد الدنيسري 1142- 1143 عمر بن أحمد السني 4536 عمر بن أحمد بن شاهين، أبو حفص 921- 1037- 1577 عمر بن أحمد الصفار 2505- 2917 عمر بن أحمد بن عثمان أبو حفص 4220- 4228 عمر بن أحمد بن عمر 3040 عمر بن أحمد بن مسرور الماوردي أبو حفص 4257- 4260 عمر بن أحمد النيسابوري 2743 عمر بن أحيحة بن الحلاج 3244 عمر بن أسعد 1580- 1581 عمر بن أسعد بن عمار الموصلي 4310 أبو عمر الانماطي 4225 عمر بن ايملك الاردعاني 1233 عمر بن أيوب 3441 عمر بن أيوب السقطي 2257- 2264- 3441 عمر بن البري 1436 عمر بن بكير الناقد 2100 عمر بن بنيمان 1590- 1931 عمر بوبلة 1160 عمر بن ثابت الانصاري 2851 عمر بن ثابت الكوفي 2848 عمر بن ثور 1179

عمر بن جعفر بن محمد الطبري 3877 أبو عمر الحارثي 3946 عمر بن حبيب 3342 عمر بن الحسن 4427 عمر بن أبي الحسن البسطامي 1617- 4199- 4201 عمر بن أبي الحسن الدهستاني 4051 عمر بن أبي الحسن الرواسي 2745- 4258 عمر بن الحسن العتكي 1072 عمر بن الحسن القاضي 371- 2723 عمر بن حفص العسقلاني 3360- 3363 عمر بن حفص بن غياث 914 عمر بن حفص بن عمر 2848- 3441 عمر بن حفص بن عمرويه 1469 أبو عمر بن حيوية 860- 862- 1180- 1181- 2962 عمر بن حيوية الخزاز 3532 عمر بن خالد القرشي 4510 عمر بن الخضر الدنيسري بن اللمش 1453- 4629 48- 160- 289- 304- 331- 332- 333- 416- 508- 576- 578- 581- 582- 583- 584- 589- 590- 694- 861- 948- 1096- 1164- 1173- 1302- 1304- 1307- 1310- 1319- 1322- 1462- 1466- 1565- 1690- 1747- 1853- 1856- 1857- 1890- 1890- 1890- 1894- 1907- 1944- 1948- 2044- 2148- 2153- 2162- 2167- 2168- 2169- 2170- 2255- 2445- 2678- 2931- 2996- 3121- 31224- 3125-

3133- 3135- 3136- 3148- 3156- 3157- 3158- 3159- 3160- 3161- 3163- 3164- 3165- 3166- 3168- 3169- 3230- 3283- 3314- 3322- 3352- 3376- 3613- 3679- 3919- 3943- 3967- 3977- 3978- 3983- 3986- 3987- 3989- 4034- 4036- 4038- 4039- 4040- 4115- 4213- 4247- 4251- 4387- 4473- 4543 عمر بن داوود الانطرسوسي 3180 عمر بن الدرفس الغساني 1437 عمر بن ذر 4072 عمر بن الربيب 1815- 4333 أبو عمر الريحاني 4536 عمر بن الرغب 1021 الاسدي 2223 عمر بن سعد 2223- 2616- 2622- 2625- 2626- 2627- 2628- 2629- 2630- 2631- 2642- 2665 عمر بن سعد بن أبي وقاص 2571- 4712 عمر بن سعيد بن أبي حسين 4681 عمر بن سعيد بن سنان المنبجي 613- 766- 1231 عمر بن سعيد الفلاكي 3622 عمر بن سليمان الشرابي 183- 1000- 2429- 2430 عمر بن سهل المازني 1469- 2293- 2294 عمر بن شاكر البصري 1831 عمر بن شاهان 1584 عمر بن شاهنشاه تقي الدين 149- 4004- 4012- 4771 عمر بن شاهين الحافظ 2309

عمر بن شبه النميري 835- 1173- 3472 عمر الصغار 2919 أبو عمر الصنعاني 3603 عمر بن عاصم الكلابي 1469 أبو عمر بن عامر المصيصي 4536 عمر بن عبد الرحمن 3655- 4472 عمر بن عبد الرحمن الامام الحلبي 1227- 1228 عمر بن عبد الرحمن بن عوف 1535 عمر بن عبد العزيز 46- 48- 115- 117- 130- 157 158- 160- 224- 253- 306- 362- 413- 417- 428- 451- 468- 530- 551- 589- 1079- 1322- 1333- 1334- 1340- 1357- 1358- 1436- 1438- 1440- 1534- 1601- 1639- 1640- 1650- 1695- 1697- 1700- 1704- 1705- 1840- 1841- 1842- 1844- 1845- 1846- 1887- 1888- 2025- 2030- 2043- 2052- 2059- 2090- 2104- 2201- 2202- 2203- 2207- 2224- 2236- 2804- 2862- 2863- 2864- 2865- 2866- 2898- 2941- 2978- 2996- 3063- 3064- 3068- 3070- 3088- 3197- 3264- 3272- 3361- 3386- 3445- 3618- 3619- 3620- 3621- 3648- 3649- 3803- 3830- 3867- 3911- 3912- 3934- 3935- 3936- 3938- 3939- 3941- 3942- 3950-

3051- 3952- 3953- 3955- 3980- 3990- 4062- 4066- 4068- 4070- 4072- 4074- 4113- 4115- 4119- 4122- 4129- 4130- 4142- 4143- 4155- 4176- 4198- 4256- 4386- 4388- 43368- 4370- 4386- 4388- 4388- 4389- 4421- 4432- 4456- 4468- 4469- 4472- 4475- 4484- 4505- 4506- 4507- 4522- 4569- 4622- 4658- 4466- 4658- 4469- 4689- 4705- 4709- 4711- 4717 عمر بن عبد الله 3939- 4753 عمر بن عبد الله بن رزين 1266 عمر بن عبد الكريم الدهستاني 1685 عمر بن عبد الواحد 1384- 1404- 1473 عمر بن عبيد 1385- 1521- 1522 عمر بن عبيد الطنافسي 1518- 1521 عمر بن عثمان الحمصي 3452 عمر بن عثمان بن عمر 3747 عمر بن علي 722- 2202- 2319- 2748 عمر بن علي بن أحمد بن الليث أبو مسلم 4707 عمر بن علي الانطاكي 1433- 1434- 2249 عمر بن علي البصري 1931 عمر بن علي الجويني 3465 عمر بن علي بن دهجان 3881 عمر بن علي العتكي 1036- 1074- 2791 عمر بن علي القرشي 1293- 2506- 2953 عمر بن علي الميانجي 2748 عمر بن عيسى الدينوري 2750

أبو عمر بن فضالة 1812- 1814 عمر بن القاسم السباك 2977 عمر بن القاسم المصري 1707 أبو عمر القطربلي 82 أبو عمر الكندي 1139 أبو عمر بن المبارك 3933 عمر بن المبارك 2367 عمر بن محمد الاسدي 64451 عمر بن محمد البغدادي 1617 عمر بن محمد الجوهري 1045 عمر بن محمد سنبك 860- 862- 2389 عمر بن محمد بن سليمان العطار 731- 775 عمر بن محمد السهروردي 4275- 4276 عمر بن محمد بن صهبان 3731 عمر بن محمد بن طبرزد 964- 1608- 1632- 1820- 2247- 2979- 3030 عمر بن محمد بن عبد الله 3728 عمر بن محمد بن عراك الحضرمي 1136 عمر بن محمد العليمي أبو الخطاب 637- 694- 1952- 2241- 2405- 2406- 2417- 4112 عمر بن محمد الكاغدي 2264 عمر بن محمد العمري 1722 عمر بن محمد النسفي 968 عمر بن محمد بن نصر 1469 أبو عمر محمد بن يوسف 812 عمر بن مضر العبسي 960- 2310 عمر بن المغيرة البصري 1437- 3603 أبو عمر المنبجي 4536 عمر بن المنخل 3041 عمر بن المؤمل الطرسوسي أبو القاسم 805- 2998- 3000- 3747 عمر بن موسى 3101- 3111 عمر بن موسى الكاتب 2726

عمر بن موسى الوجيهي 3470 عمر بن نصر بن دهمان 636 أبو عمر النوقاني 3373 عمر بن هارون البلخي 1384- 1405 عمر بن هبيرة 2784- 2885- 3074 عمر بن يزيد السياري 2250- 1263- 2248- 3092 أبو عمر بن يوسف الكندي 2224 عمر بن يونس اليمامي 1263 عمران بن بكار 959- 960 عمران بن الحسن الجبلي 1062 عمران بن الحسن الخفاف 961- 1434- 2472 عمران بن حصين 3621 عمران الحلبي 4756- 4757 عمران بن خالد 1812 أبو عمران الطرسوسي 4541 عمران بن عبد الرحيم الاصبهاني 1241 عمران بن فلان بن العيص 375 أبو عمران الماكسي 1453 عمران بن محمد 2202- 2206 عمران بن مسلم 3733 أبو عمران المصري 877 أبو عمران الملطي 4542 عمران بن موسى الجرجاني 1622- 1625- 2707- 2720 عمران بن موسى السجستاني 1072- 1623- 2718 عمران بن موسى السختياني 3777 عمران بن موسى الطبيب 2956 عمران بن موسى النصيبي 697 أبو عمرة الانصاري 4543 عمرة بنت عامر بن الظرب 542 عمرة بنت عبد الرحمن 2609 أبو عمرة المازني 3255- 4544

أبو عمرو بن أرقم 3970- 3972- 4590- 4654- 4655 عمرو بن أحمد بن السرح 1434 عمرو بن الازرق الكرماني 1547- 4706- 4753 عمرو بن الاسود العنسي 2126 عمرو بن أمية الصخري 3127 عمرو بن الاوزاعي 1722- 4538 عمرو بن بانة 1410 عمرو بن بحر الجاحظ 1318- 2447- 4625 عمرو الجعفي 369 أبو عمرو بن خازم القرشي 702- 2310 عمرو بن الحارث 561- 1473- 2854- 2855- 45222 عمرو بن الحجاج 2627- 2628 عمرو بن حزم 1945- 1948- 2878 عمرو بن حريث المخزومي 2115- 2118- 2121 أبو عمرو بن حكيم 2343 أبو عمرو بن حمدان 2368 عمرو بن الحمق 3672- 3673 عمرو بن حمير 560 عمرو بن حنظلة 2148- 2163 عمرو الحيري 709 عمرو بن خالد الطهوي 2617 عمرو بن خويلد 548 أبو عمرو الداني 1062- 2376 أبو عمرو الدوري 2229 عمرو بن دينار 3176 عمرو بن زرارة 2364- 2366 عمرو الرومي 1734 أبو عمرو السراج 848 عمرو بن سعيد 3184 عمرو بن سعيد الاشرف 2969- 3625

عمرو بن سعيد بن العاص 107- 232- 288- 289- 315- 319- 573- 581- 585- 1913- 2200- 2610- 3065- 3067- 3120- 3133- 3135- 3136- 3137- 3156- 3549- 3618- 3831- 4549- 4671- 4692- 4708- 4709 عمرو بن سعيد بن محمد بن داود بن المطهر 4641 التنوخي عمرو بن سفيان 1914- 4327 عمرو السكسكي 3731 عمرو بن سلمة 951 عمرو أبي سلمة التنيسي 1266 عمرو بن أبي سليمان 3747 أبو عمرو بن السمان 702- 703 عمرو بن أبي سويد 1240 عمرو بن شعيب 1473- 3627 أبو عمرو الشيباني 1802 عمرو بن صبح الصيداوي 2628 أبو عمرو الضبابي 4539 عمرو بن ضرار 2148- 22162 أبو عمرو الطرسوسي 184- 2122- 1461- 4591 عمرو بن ظرب بن حسان 533 عمرو بن عامر بن النمر 1755 عمرو بن عبد الله بن ربيعة بن عامر 4698 عمرو بن عبد الله بن صفوان 3187 عمرو بن عبسة 3159 عمرو بن عبد الله الاودي 1195- 1197- 2388- 2389- 3472 عمرو بن عثمان 1473- 2780- 3827- 4168 عمرو بن عثمان الحمصي 3330- 3381

أبو عمرو العثماني 4538 عمرو بن عدي 565 أبو عمرو بن العلاء المقرئ 2229- 3696- 4707 عمرو بن علي 1477- 2208- 3826- 3989 عمرو بن أبي عمرو النحاس 812 أبو عمرو القاضي الطرسوسي 4704- 4708 أبو عمرو بن علوان 4217 عمر بن عون 914 عمرو بن عياش 1727 عمرو بن الغار 1177- 1178 عمرو بن الغوث بن كهلان 1665 أبو عمرو القاسم بن أبي داود 189 عمرو بن قيس 2093- 3733 عمرو بن قيس السكوني 1722- 1740 عمرو بن كلثوم 1996 أبو عمرو الكرجي 4538- 4597 عمرو بن مالك 578- 590- 3913- 3943 عمرو بن مالك بن عتبة 1754 عمرو بن مالك القيني 1335- 1336 عمرو بن محمد البصري 4076 عمرو بن محصن 1864 عمرو بن محصن الازدي 2939 عمرو بن محمد الناقد 2104- 2364- 2366 عمرو بن مسعدة 1277 أبو عمرو المستملي 1197 أبو عمرو بن مطر 2720 عمرو بن معاوية 557- 2018 عمرو بن معاوية بن ثور 1897 عمرو بن معدي كرب 2023 أبو عمرو بن مندة 4060 عمرو بن مهاجر 1730- 4705 أبو عمرو مولى بني هاشم 4538

عمرو بن ميمون 3176- 3565 عمرو بن نهشل التميمي 2628 عمرو بن هشام البالسي 2248 عمرو بن هشام الحراني 2780- 3827 عمرو بن وابصه 1462 عمرو بن واقد 1705 عمرو بن يحيى الزمجاري 1072- 1074 عمويه الزنجاني 4421 ابن العميد 657- 672- 680- 681- 684 عمير بن الاسود 3101- 3103- 3105 عمير بن سعد الانصاري 152- 331- 332- 333- 4649 عمير بن هانىء 4371 عميطر 3371 عنبس بن بيهس 1887- 1889 عنبسه بن خالد 792- 793 عنبسه بن سعيد 3679 عنبسه بن عبد الواحد 1186 عنبسه الوراق 4330 عنترة بن أسد بن ربيعة 1752 عنتر بن القاسم 2345 عنترة الفوارس 539 أبو عوانه 752- 1063- 1202 أبو عوانه الأسفراييني 754- 1812- 1814- 4432 أبو عوانه الوضاح 1535 عوذ بن سام بن نوح 455- 468- 539- 1722 عوف بن اسماعيل 1112 عوف بن ثعلبة 567 عوف بن ثقيف 555 بنو عوف بن جشم 557 بنو عوف بن حرب 533 عوف بن كعب بن عبد الله 545 عوف اللخمي 4602- 4620 ابن عون 747- 4690

عون بن أورميا النبي 454- 468 عون بن عبد الله بن أبي رافع 3033 عون بن محمد الكندي 1049- 1051- 1052- 3497- 3520 ابن عويدان السقاء 1159 عويد بن زهير 539 عويمر بن زيد 4444 ابن عياش 3939- 4145 عياض بن غنم 108- 239- 3165 عياض بن مسلم 3782 عيدان السقاء 639 العيزار بن حريت 2562 عيسى عليه السلام 40- 418- 485- 502- 205- 519- 1193 عيسى بن أحمد 1155- 2730 عيسى بن أحمد العسقلاني 977 عيسى بن أبي الآمر 1331 أبو عيسى بن أحمد النحوي 801 أبو عيسى الترمذي 1019- 1385- 1404- 1518- 1522 عيسى بن جعفر القاضي 1262 عيسى بن حماد 2368 عيسى بن خالد 951- 1438 عيسى بن أبي الخير التيناتي 1167 عيسى بن زيد 4043 عيسى بن سابق 4629 عيسى بن سعدان الحلبي 424 عيسى بن سلامة الحضري 3592 عيسى بن شعيب السجزي 1065 عيسى بن صالح 529 عيسى بن العادل 734- 735- 4004- 4012 عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى 1473 عيسى بن عبد العزيز اللخمي 877

عيسى بن عبد الله 1332- 2249 عيسى بن عبيد الكندي 76 عيسى بن علي بن العباس 236- 1499 عيسى بن علي الوزير 2681- 2682 عيسى بن غيلان 2389 عيسى بن أبي فاطمة 1524- 1532 عيسى بن منصور 4629 عيسى بن موسى التميمي 2138 عيسى بن موسى عنجار 2137- 2139 أبو عيسى بن موسى بن أبي القاسم بن محمد القزويني 4547 عيسى بن موسى القرشي 1695- 1705 عيسى بن يونس بن أبي اسحاق 610- 1185- 1354- 1403- 1483 السبيعي 1609- 2202- 2205- 2207- 2877- 2882- 2883- 3603 العيص بن اسحاق بن ابراهيم 3281 عيهمة بن زهير 2630 ابن عيينة 3879 عيينة بن حصن الفزاري 2377- 2379 غ أبو الغادية المري 4548- 4549- 4561- 4671 الغاز بن ربيعة الجرشي 4600 غازي بن يوسف بن أيوب 51- 52- 53- 54- 56- 57- 105- 111- 267- 412- 462- 467- 922- 978- 991- 1019- 1542- 1559- 1562- 1564- 1584- 1632- 1670- 1824- 1828- 1876- 1880- 2228- 2247- 2228- 2437- 2748- 2756- 2758- 2947- 2948- 2845- 3326- 3472- 3473-

4095- 4098- 4105- 4107- 4109- 4202- 4203- 4230- 4275- 4551- 4688 غازي بن مودود بن زنكي 1832- 3175 أبو غالب الانطاكي 4550 أبو غالب بن بشران 4274 أبو غالب بن البناء 4176 أبو غالب بن الحصين 4266- 4267 أبو غالب بن عبد الحق 4550 غالب بن عيسى 2- 964 أبو غالب الملطي 4550 أبو غالب بن نبهان 2- 909 غالب مولى هشام بن اسماعيل 3782 أبو غانم بن الاغر 4233 أبو غانم بن ابي حصين 4551 أبو غانم بن الملاوي 4553 أبو غانم بن الفتح بن الموصول الحلبي 4552 أبو غانم بن المفضل 4551 أبو غانم النجار الحلبي 4553 غانم بن أبي نصر البرجي 2- 946 غرس النعمة بن الصانىء 2- 884- 889 أبو الغريب الاصبهاتي 4553 غزوة بنت زكريا 4043 غسان السليطي 3222 غسان بن أبي غسان القلزمي 5- 2452- 2454 الغمر بن أبي الغمر 100- 4512 أبو الغنائم الحصين 4163 أبو الغنائم الحلبي 4166 أبو الغنائم الزيدي 2- 833 أبو الغنائم بن أبي المواهب 4103 أبو الغوث بن البحتري 10- 4500- 4505 غوث بن سليمان بن زياد 1- 461 أبو الغوث بن محجز المنبجي 4556- 4557

غورك السعدي 6- 2682 غياث بن عوف 4717 غيث بن علي الارمنازي 1280- 2428- 2748- 2952- 4052- 4054 غيلان بن عبد الله العامري 1- 76 ف فاتك الاسدي 2- 684 فاتك بن ابي جهل 681- 682- 683 فاتك بن عبد الله الصوري 5- 2472 فاختة بنت زهير 6- 2900- 2901- 2902 أبو فاخته 4558 فاخر السجستاني 4- 1678 ابن فاذ شاه 4223 فارس بن أحمد 5- 2376 فارس بن بغا الصغير 1- 225 فارس بن الحسين الشهرزوري 4166 فارس بن أبي الفوارس 4553- 4554 فارس بن المظفر بن غالب 4257 فارس بن موس الفرضي 6- 2963 فاطمة بنت الحسين بن علي 1452- 22316- 2319- 2647 فاطمة بنت ربيعة 1992- 2006 فاطمة الزهراء 2254- 2562- 2564- 2567- 2576- 2581- 2614- 2616- 2655- 2667 فاطمة بنت سعد الخير 743- 981- 1668 فاطمة بنت عبد الله الجوز جانية 3030 فاطمة ابنة عبد الله بن زهير 3870- 3904 فاطمة بنت عبد الملك 3656- 3806 فاطمة بنت علاء الدين السمرقندي 4353 فاطمة بنت قيس 5- 2259 فاطمة بنت محمد بن احمد 2- 691

فاطمة بنت محمد الحسيني 6- 2940 أبو الفتيان بن حيوس 1206- 3961- 4077- 4568- 4595 فتيان الشاغوري 4553 فتيان ام المعتمد 606 أبو الفتح بن الاباريقي 4559- 4560 أبو الفتح بن احمد بن ابي الروس 2- 864 أبو الفتح البالسي 4564 ابو الفتح البستي 4- 1673 ابو الفتح البصري 4564 أبو الفتح البطي 1269- 2917 أبو الفتح البغدادي 1294 ابو الفتح بن بيان 4561 ابو الفتح بن أبي حصينة 4163 ابو الفتح جخجح 81 ابو الفتح الرحبي الروحاوي 4565 الفتح بن سلومة الحراني 1177- 1178 أبو الفتح بن شاتيل 1028 الفتح بن شجرة الصوفي 1455 أبو الفتح بن الصفار 1149- 4010 أبو الفتح الطرسوسي 4565 ابو الفتح بن عبد الرحمن علوي 4561 أبو الفتح عبد المحسن 4561 أبو الفتح بن عمرو 4561 أبو الفتح الفضل 3- 1199 ابو الفتح بن القطان 4562 أبو الفتح الماهر 3959 أبو الفتح بن المسرور البلخي 7- 3347 أبو الفتح بن المني 2- 1012 ابو الفتح المندائي 4- 1668 ابو الفتح بن النحاس 4562- 4563 ابو الفتح نديم سيف الدولة 4563 الفتح بن نصر بن عبد الرحمن 7- 3330

الفتح بن نصير 3826 ابو الفتح النقاش الحلبي 1142- 1587 ابا الفتوح بن الحصري 4271 فخر الدولة ابن جهير 3- 1134 فخر الدين الرازي 2- 773 فخر الدين بن الشهرزوري 4- 1584 ابن أبي فديك 1512- 1660 الفراء 3- 1415 ابو فراس الحمداني 260- 1097- 2531- 4291- 4655 ابو فراس العامري 4566- 4567 ابو فراس بن ابي الفرج البزاعي 4566 فرج بن ابراهيم النصيبي 1256- 2999 ابو الفرج الاصبهاني 2- 706 أبي الفرج الببغاء 4209 أبو الفرج الثقفي 1028- 2731- 4395- 4562 فرج بن جبير 5- 2289 ابو الفرج بن الجوزي 964- 2922 فرج الخادم أبو سليم 186 ابو الفرج بن الدهان 2758 الفرج بن سعيد الطرسوسي 10- 4536 ابو الفرج بن الشام يده الطرابلس 4568 ابو الفرج الطرسوسي الصوفي 4569 ابو الفرج الحلبي 4570 فرج ابو سليم 1- 168- 170 ابو الفرج بن الطبيب الانطاكي 4570 ابو الفرج عبد الواحد 4718 ابو الفرج العجلي الكاتب 4570 فرج بن فضالة 1723- 1730- 1740- 1741 ابو الفرج بن كليب 777- 964 الفرج بن محمد الاديب 1707 ابو الفرج مولى عمر بن عبد العزيز 4569 ابو الفرج النحوي 4565- 4568

ابو الفرج بن نصر المخزومي 4568 الفرزدق الشاعر 2010- 2104- 3004- 3005- 3223- 3934- 3935- 4739 فرعون الاعرج بوياقيم 1- 106 مزدك المجنون 4638 فرقد السبخي 10- 4476 الفرقد المعري 4739 ابو فروة السلمي 5- 2142 فروة بن سليمان الجهضمي 3- 1535 ام فروة بنت ابي قحافة 1890- 1895- 1907- 1909- 1910 فروة بن لقيط 1335- 1336 فروة بن مجاهد 1859- 1860- 1861- 1862 الفصيص التنوخي 137 الفصيصي الحلبي 4206- 4771 ابو فضالة الانصاري 4571 فضالة بن عبيد 1695- 1704- 2823- 2983- 2984 فضالة بن الفضل الكندي 6- 2780 ابو الفضائل الانطاكي 4572 فضائل بن بديع 3216- 3217- 3219 أبو الفضائل بن سعيد بن مكي 4572 ابو الفضل الارموي 9- 1269 الفضل بن اسماعيل 6- 2804 ابو الفضل بن بنيمان 4014 الفضل بن جعفر التميمي 2503- 2505- 2738 الفضل بن جعفر بن علي 674- 1707 الفضل بن جعفر بن الفرات 1553- 2262- 2263- 4391- 4654- 4766- 4768 الفضل بن الحارث 7- 3133 ابو الفضل بن حجر الانطاكي 4574 الفضل بن الحسين بن البانياسي 1012- 4103- 4105 الفضل بن الحباب البصري 3777

الفضل بن الحباب الجمحي 1240- 3655 الفضل بن الحسين الاهوازي 3- 1469 أبو الفضل بن الخشاب 62- 412- 1823- 1966 الفضل بن الخليل 3339 أبو الفضل بن خيرون 1627- 2777 الفضل بن دكين 913- 1045- 1201- 1459- 2343- 3253- 3342- 3345- 3625- 4139 أبو الفضل بن الديعاص 4574- 4575 الفضل بن راشد 823 الفضل بن الربيع 109- 1655- 1785- 1870- 3256- 3258- 3606 أبو الفضل الرياشي 4076 أبو الفضل الزهري 2681- 2682 أبو الفضل بن سالم 4575 الفضل بن سليمان 3473 فضل بن سهل 1378- 2298- 2380- 3033- 3334- 4574 الفضل بن صالح بن سلمة 529- 530- 1248 الفضل بن صالح الهاشمي 1190 أبو الفضل بن صالح 864- 4575 الفضل بن العباس بن المأمون 3753 الفضل بن عبيد الله 4570 الفضل بن عقيل 2390 الفضل بن عمر 4364- 3465 أبو الفضل بن العميد 1284 الفضل بن عيسى 2848- 4018 الفضل بن قدامة 4640 أبو الفضل بن قرناص 1610 الفضل بن محمد الانطاك ي 2298- 2313- 2314- 2720 الفضل بن محمد العطار 2506 الفضل بن محمد بن الفضل 3633 الفضل بن مروان 1920

أبو الفضل بن أبي منصور 4576 الفضل بن مهاجر 2293 الفضل بن موسى السينانى 76- 1384- 1389- 1392- 3030 أبو الفضل بن الموصول 805- 806 أبو الفضل بن ناصر 2353- 2919 أبو الفضل بن نفاذه 978- 981 الفضل بن أبي هاشم 1328 الفضل بن يحيى 1654- 2542- 3349- 4753 فضل الله بن أحمد 2433 فضل الله بن أبي الخير 1676- 2432- 4257- 4260 فضل الله بن علي 2405- 2407 الفضيل بن أدهم 1339 الفضيل بن عياض 848- 849- 1377- 1455- 2184- 3879- 3940- 4282- 4285- 4627 فضيل بن غزوان 2137- 2138 الفضيل بن مرزوق 2316 فطر بن خليفة 3176- 3180 ابن الفقاس 242 ابن الفقاعي المعري 8683- 4691 فناخسرو بن الحسن 194- 681- 684- 3262 فهد بن سليمان 2308- 2310- 3603 فهد بن موسى الاسكندراني 961 فهم بن تيم اللات 562- 563- 566 أبو الفهم بن أبي العجائز 743 أبو الفوارس البزاعي 4579 أبو الفوارس التميمي 4263- 4264 أبو الفوارس بن حنيف 4400 أبو الفوارس بن الطلائي 4580 أبو الفوارس بن أبي الفرج 4578 ابن أبي الفوارس 769 ابن فورجه 864- 1084 أبو فوزة السلمي 2143- 2144

الفياض بن جعفر 1637 الفيض بن اسحاق 1201- 2145 فيض بن الخضر 218- 4385 فيض بن وثيق 1038 ق قابوس بن أبي ظبيان 2809 ابن القاج الوراق 596 القادر بالله العباسي 1321 أبو القاسم الانطاكي 2847 القاسم بن ابراهيم الملطي 2677- 2679- 2771 أبو القاسم بن ابراهيم بن هبة الله 4581 أبو القاسم بن الابيض 1176 القاسم بن أحمد البغدادي 4346 أبو القاسم الازهري 2451 أبو القاسم الاسعردي 592 القاسم بن اسماعيل 759 أبو القاسم الافطسي 4534- 4592 أبو القاسم بن أفلح 712 القاسم بن بابويه 2534 أبو القاسم بن بديع 2805 أبو القاسم بن بريه 4582 أبو القاسم البسري 1617- 1620 أبو القاسم بن بشران 1006 أبو القاسم البغوي 751- 1059- 2401- 2883 أبو القاسم البوصيري 743- 1258- 1657 أبو القاسم التنوخي 864- 879- 1091 القاسم بن جعفر الهاشمي 370 أبو القاسم الحذاء 752 أبو القاسم بن الحرستاني 964- 969- 1032- 1258 القاسم بن الحسن 3904 أبو القاسم بن الحسن 3112

أبو القاسم بن حسن المقدادي 4582 أبو القاسم بن الحسين الانطاكي 4583 أبو القاسم بن الحصين 1837- 2353 أبو القاسم الحضرمي 2474 القاسم بن الحكم 2711 أبو القاسم بن حلبات 4582 أبو القاسم الحمامي 4590 أبو القاسم الحموي 4595 أبو القاسم بن الحواري 1177 القاسم بن داود الطرسوسي 92- 95- 220- 387 القاسم بن الرشيد 174 أبو القاسم بن رواحة 885 القاسم بن زرز 604 القاسم بن زكريا المطرز 752- 755- 1831- 2257- 2214- 2401- 2402- 2718- 2720 القاسم بن زكريا المقرئ 2471 أبو القاسم الزيدي 4591 القاسم بن سلام 1168- 1220 أبو القاسم بن السحلول 4587- 4588 أبو القاسم بن السمرقندي 1620- 2917- 3981- 4681 القاسم بن سويد 1754 القاسم بن سيماء 931 أبو القاسم الشحامي 1002- 1009- 3879 أبو القاسم الشيظمي 4585 أبو القاسم بن صابر 4148 القاسم الصفار 2908 أبو القاسم البراني 731- 738- 748- 962- 1811- 2750- 2803 أبو القاسم الطبيز 1008- 1027 أبو القاسم بن طغان 1434 القاسم بن عباد القزاز 1240- 2295- 2297 أبو القاسم بن عبدان 3990- 4589 القاسم بن عبد الرحمن 512- 1885

أبو القاسم بن أبي عبد الله العمري 4237 القاسم بن عبد الله الكلاعي 2452- 2454 أبو القاسم بن أبي عبد الله بن أبي الندى 4583 القاسم بن عبيد الله 824- 843- 932- 945- 936- 2852 القاسم بن عبيد الله المكروه 1273 أبو القاسم بن عساكر 335- 696- 750- 778- 960- 1062- 1267- 1640- 2351- 3995- 3996- 4031- 4187- 4698- 4593- 4612 القاسم بن علي بن عساكر 743- 1324- 1668- 2756- 2912- 3211- 3313- 3592 القاسم بن عيسى العجلي 3521 قاسي العرفطي 913 أبو القاسم العطار 1258 أبو القاسم بن أبي العقب 1177- 1178- 1179- 1814 673- 1682- 2305- 2503- 2505 أبو القاسم بن أبي العلاء 1210- 1293 القاسم بن علي الحريري 4748 أبو القاسم العلوي 1462 القاسم بن غزوان 4053 أبو القاسم الفارسي 3958 أبو القاسم بن أبي الفتح 1584- 1876 أبو القاسم بن فضلان 1721 أبو القاسم بن فيرة 981 القاسم بن أبي القاسم 1151 القاسم بن القاسم السياري 1151 أبو القاسم القاضي 4592 أبو القاسم القحطبي 4591 أبو القاسم القشيري 1008- 1527- 1676- 4217- 4222 أبو القاسم بن القطاع 154

القاسم بن الليث 2957 أبو القاسم بن مبارك 4588 أبو القاسم المجير 1584 القاسم بن محمد بن أبي بكر 747- 1841- 1844- 2995- 2996 4122- 4142- 4522 القاسم بن محمد الثقفي 2202- 2206 أبو القاسم بن مسعده 1627 أبو القاسم المصيصي 4594 أبو القاسم بن المغربي 1122- 1134- 2135- 4294- 4295- 4296- 4741 أبو القاسم بن المقرئ 4593- 4595 أبو القاسم بن أبي المكارم 4589 قاسم الملطي 2679 أبو القاسم الملطي 4591- 4592 أبو القاسم بن المنتاب 2675 أبو القاسم بن المنذر 769 أبو القاسم بن منيع 3887 أبو القاسم الناصبي 4594 أبو القاسم بن أبي الندى 4357 القاسم بن هارون 3256 القاسم بن هزان 1473 القاسم بن يوسف 1271 ابن قابع 4141 القائم بأمر الله 1349- 1350 قايماز الزيني 2802 قايماز بن عبد الله 2749 ابن أبي قباس 4704- 4705- 4762 قبيحة أم المعتز 3753 قبيصة بن ذؤيب 1695- 1704- 3622 قبيصة بن عقبة 914 قبيصة بن المهلب 1490 قتادة بن دعامه 2862- 3622- 3679- 3879 أبو قتادة بن ربعي 4596

قتيبة بن سعيد 1396- 1523- 1524- 2364- 2366- 3826 ابن قتيبة العسقلاني 1623 قتيبة بن عنبس 1888 قحذم بن سليمان 3919 قحطبة بن شبيب 2974 أبو قدامة السرخسي 2877- 4211 أبو قدامة العابد 4596- 4597- 4598- 4599 قدم بن أمية 558 قرا سليمان 2843 قران بن تمام 4335 أبو قرصافة العسقلاني 1471 قرط بن سفيح 557 قرغويه الحاجب 3657 قرة بن سفيان الخطلي 2626 قرواش بن المقلد 1280- 1281- 2533- 2542- 2551 قريش بن بدران 1349- 1352 قس بن ساعدة 419- 420- 466 قسطنطين بن اليون 236 قسطنطين بن عبد الله 1469 القشيري المغربي 4773 القضاعي 4167 القطامي 431 قطب الدين العجمي 1823 قطب الدين بن عماد الدين 1242- 1243- 1244- 1245- 1246 قطبة بن كوز 538 القطربلي المؤرخ 3553 قطرة بن طيء 567 قطز المعزي 1020 قطلمش بن اسرائيل 1971 قطن بن ابراهيم 709

أبو القعقاع الجرمي 4599 القعقاع بن خليد 539- 540 القعقاع بن عمرو 576 أبو قلابة الجرمي 494- 1136 أبو قلابة الرقاشي 768- 769 ابن أخي أبي قلابة 4712 ابن قلاقس 1069 قلج أرسلان 1609 القليب بن عمرو 3233- 3236 قليج بن مسعد 325- 326 قنان بن دارم 571 القنائي 4593 قنزع الشاعر 4740 أبو القوارير 4599 القواريري 4211 قيس بن الاشعث 2630 قيس بن جري 546 قيس بن الحارث 1695 قيس بن أبي حازم 1889- 1895- 2157- 3120- 4004 قيس بن الحجاج 2983- 4518 قيس بن حفص 3970 قيس بن ذريح 4337- 4338 قيس بن الربيع 1606- 2308- 3030- 3470 قيس بن زهير 539 قيس بن سعد 4058 قيس بن عاصم 1138- 3912- 3916 قيس بن عمرو 557 قيس بن فهدان 2131 قيس بن مسلم 2848 قيس بن مسهر 2622 قيس بن معدي كرب 1898

ك كافور الاخشيدي 674- 675- 698- 1015- 4592 أبو كامل الاحمسي 4600 أبو كامل الحجري 2364 أبو كامل الجحدري 802- 2253- 2367 كامل بن علي 1359 كبشة بنت أوس 3244- 3247- 3252 كبشة بنت يزيد 1889- 1892- 1894 كثير بن الاسود 3659 كثير بن زهير 539 كثير بن أبي صابر 1495- 3092 كثير بن الصلت 1908 كثير بن عبد الله الاربلي 1377 كثير بن عبد الله بن عمرو 1443 كثير بن بن عبيد الحذاء 1229 كثير بن عبيد الحمصي 702- 1812- 2248 كثير بن عبيد المذحجي 2964- 2965- 3471 كثير عزه 2013 كثير بن غنم 535 كثير بن كثير 4036 كثير بن مرة 3101- 3103- 3105- 3565 كثير بن الوليد 1723- 1741 أبو كرب العراقي 4601- 4602 كرب بن وائل 2198 كرشاسف بن علاء الدولة 2754 أبو الكرم بن الاكاف 1453 أبو الكرم الشهرزوري 1269 أبو الكرم بن الوزان 4603 أبو كريب الغساني 4602- 4620 أبو كريب الهمداني 702- 703 كريمة بنت أشرس 543 ابن أبي كريمة 1229

كريمة بنت الحسحاس 1695 كسرى أنوشروان 51- 91- 92- 106- 115- 3386- 4094 كشاجم 1123- 4741 كعب الاحبار 357- 367- 2140- 2144- 3238 كعب بن اسحاق 1496 كعب الاسدي 2445 كعب بن جعفر البلخي 2182 كعب بن جعيل 4381 كعب بن حامد 2066 أبو كعب الخثعمي 4603 كعب بن علقمة 3493 كعب بن محمد القرطي 3264 كلاب بن أمية 3360- 3363 كلثوم بن جبير 4497 كلثوم بن زياد 1696- 1705 أم كلثوم بنت سعد 4241 كلثوم بن عياض 551- 2854 كليب وائل 558 الكمال الاسكدراني 4741 كمال الدين بن الشهرزوري 2919- 2360- 2362- 2363 كمال الدين بن مهاجر 1837 كمشتكين (سند الدين) 639- 1824 الكميت بن زيد 3696 أبو الكنود 2604 كهمس بن الحسن 1302 كهيل بن حرملة 3065- 3066 كوثر بن حكيم 1036 الكوثر بن زفر 236 ابن كوجك العبسي 120- 137 كوكبوري بن علي 1559- 2911- 2922- 2979- 3458- 4230 كوهي بن الحسن الفارسي 1708

كيخسرو الثاني 3547 كيقباذ بن كيخسرو 735 كيكاوس بن كيخسرو 105- 2922 ل لاحق بن الحسن 2511 لاحق بن علي 2730- 2731 لبابة الصغرى 3120- 2132- 3133- 3136 لبابة الكبرى 563- 3132- 3134 ابن لجين 4612 لوط بن هارون 3286 لؤلؤ الاخشيدي 646 لؤلؤ (أمين الدولة) 1071 لؤلؤ الخادم 1985- 1987 لؤلؤ السيفي 698 لؤلؤ الملكي 4238- 4636 الليث بن أحمد البلخي 1121 أبو الليث الخراساني 4606- 4607 الليث بن سعد 488- 1473- 1723- 2851- 2854- 2855- 3092- 3094- 3197- 3470- 4048 أبو ليلى الانصاري 4607 أبو ليلى الكندي 2105- 2108- 2111 م ماجد بن محمد 3101 مأجوج بن يافت 154- 527 ماذي بن يافث 155- 527 مازن بن ربيعة 539 ابن ماسويه الطبيب 4694 ماشج بن يافث 155 أم مالك بنت أبي 3669 مالك بن أسامة بن نمير 538

مالك بن أسماء بن خارجة 2087 مالك بن اسماعيل 2379 أبو مالك الاشجعي 297 مالك بن أعصر بن سعد 540 مالك بن أنس 994- 1412- 1443- 1473- 1477- 1483- 1492- 1493- 1689- 1691- 1831- 1833- 1835- 1841- 2184- 2882- 2996- 3133- 3349- 3470- 3496- 3529- 3030- 3803- 3948- 4120 مالك بن بشر الكندي 2629 مالك بن التيهان 4596 مالك بن الحارث الأشتر النخعي 156- 571- 590- 3120- 3137 مالك بن خفاف 541 مالك بن دينار 1302- 2038- 2040- 2041- 3363- 4476 مالك بن زهدم 3618 مالك بن سالم العقيلي 3487- 3480 مالك بن سليمان الالهاني 2248 مالك بن سيف التجيبي 2773 مالك بن طوق 436- 933- 2208- 3530- 4233- 4582 مالك بن عبد الله الخثعمي 4627 مالك بن عدي بن الحارث 4611 مالك بن عيسى القفصي 915 مالك بن غنم 535 مالك بن كعب الهمداني 4186 مالك بن مالك 538 مالك بن مغول 3092 مالك بن نصر 538 مالك بن يحيى التنوخي 1804- 1813- 2309- 2311- 2798- 2799

مالك بن يخامر 3101- 3105 مالك بن يزيد 2179 المأمون الخليفة العباسي 47- 121- 156- 157- 158- 161- 181- 0209- 247- 528- 589- 704- 705- 759- 916- 1049- 1050- 1051- 1052- 1271- 1409- 1411- 1414- 141- 1419- 1431- 1450- 1757- 1802- 1849- 1919- 1930- 2403- 2519- 2522- 2023- 2987- 2998- 3924- 4686- 4687- 4733- 4769- 4770 ماني الزنديق 1943 ابن الماهر 3959 المبارك بن أحمد الانصاري 2760- 4003 المبارك بن أحمد الحداد 1590 المبارك بن أحمد المستوفي 4202 المبارك بن أبي بكر الخواص 554 المبارك بن أبي بكر الموصلي 1117- 1588 المبارك بن أبي الحسن الشهرزوري 1269- 3435- 3437- 3633 المبارك بن حمدان الموصلي 1143 مبارك بن رضوان 3667 مبارك بن سعيد 1379 مبارك بن شبل 4078- 4157 المبارك بن عبد الوهاب الفراء 3633 المبارك بن علي الطباخ 4359 المبارك بن فاخر النحوي 2770 المبارك بن فضالة 1738 مبذول بن مالك بن النجار 4245 مبشر بن اسماعيل 1371- 1404- 2876- 2883- 3342- 3911- 4506 المتقي الخليفة العباسي 857- 858

المتنبي الشاعر 640- 641- 642- 644- 645- 646- 663- 664- 665- 666- 668- 669- 709- 858- 859- 1086- 1162- 2535- 4209- 4266- 4272- 4274- 4513- 4532- 4584- 4594- 4675- 4676- 4767 المتوكل على الله 221- 225- 233- 598- 599- 704- 808- 1221- 1409- 1411- 1432- 1518- 2998- 3621- 3753- 3787- 4391- 4612- 4738 أبو المتوكل القنسريني 4608 أبو المتوكل التاجي 3616 المثلم بن المشخر الضبي 704 المثنى بن رياح 3723 مجاشع بن مسعود 2827- 2835- 2840 مجاعة بن مرارة 3155 مجالد بن سعيد 3176 مجاهد بن جبر 1473- 1535- 3264- 3557 أبو المجاهد الفائي 3917 مجاهد بن موسى 606- 3827 مجبر بن قحذم 3919- 3926 المجتبى الانطاكي 4742- 4750 أبو المجد بن فضلان 4083- 4609- 4610 أبو المجد الهاشمي 4172 مجد الدين بن الدايه 3465 مجد العرب العامري 1155 مجزأة بن الكوثر 2974- 3927- 4602 مجمع بن جارية 4001 مجمع بن يحيى 3496 المجن الفوعي 2515 المحارب بن عمرو 2018

أبو المحاسن 4112 أبو المحاسن بن الروياني 1674 أبو المحاسن بن سلامة الحراني 1294- 1295 أبو المحاسن الغانمي 2918 أبو المحاسن المسعودي 2919 أبو المجاهد القوصي 979- 980- 981- 985- 1253- 1254- 1258- 1612- 1613- 668 ابن المحاملي 771 محبوب بن رجاء 1115 محبوب بن موسى الفراء 2377- 2379 أبو محجز 4556 أبو محجز بن عبد الله 4611 محرز بن أسيد 1335 محرز بن حريث 2179 المحسن بن ابراهيم الصابئ 4208 المحسن بن الحسين 411- 412 المحسن بن عبد الباقي 4462 المحسن بن عبد الله المعري 4470 المحسن بن علي التنوخي 566- 2753- 4532 المحسن بن مهبرود 1288 محقن بن ثعلبة 2631 معلم بن اسماعيل الضبي 3373- 3375 محمد بن أبان 370 محمد بن ابراهيم الاصبهاني الكتاني 4022 محمد بن ابراهيم الانماطي 1469 محمد بن ابراهيم التميمي 2533 محمد بن ابراهيم الجرجاني 2708 محمد بن ابراهيم بن الحارث 3104 محمد بن ابراهيم الحراني 987- 2100 محمد بن ابراهيم الحلبي 2710- 2711 محمد بن ابراهيم بن حية 1814 محمد بن ابراهيم بن حيون الحجازي 702 محمد بن ابراهيم الخوارزمي 2972

محمد بن ابراهيم الدمشقي 2145 محمد بن ابراهيم الديبلي 3373- 3374 محمد بن ابراهيم بن زياد 1434 محمد بن ابراهيم بن الشيباني 1057 محمد بن ابراهيم بن أبي شيخ الدقي 774 محمد بن ابراهيم الشيرازي 1667- 2742 محمد بن ابراهيم بن الصلت 3468 محمد بن ابراهيم الصوري 1203- 2248 محمد بن ابراهيم الصيقلي 2479 محمد بن ابراهيم الطرسوسي 256- 784- 958- 1203- 1256- 1372- 1502- 1746- 2145- 2289- 2305- 2307- 2308- 2310- 2671- 2750- 2772- 3652- 4319- 4365- 4554 محمد بن ابراهيم الطيالسي 1240 محمد بن ابراهيم بن عبد الله 1057 محمد بن ابراهيم الغازي 3373- 3375 محمد بن ابراهيم الفارسي 1544 محمد بن ابراهيم الكتاني 1478 محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي 240- 241 محمد بن ابراهيم بن محمد بن محمد 4258 محمد بن ابراهيم بن مروان 1177- 1179- 1227- 3389 محمد بن ابراهيم المروزي 2561 محمد بن ابراهيم المقرئ 1048- 1055- 1094- 1144- 1153- 1203- 1502- 1557- 2249- 2309- 2708- 2780- 2962- 4524 محمد بن ابراهيم بن مهدي 1490 محمد بن ابراهيم الهمداني 1166 محمد بن أحمد بن ابراهيم 3330- 4003 محمد بن أحمد الآيلي 1239 محمد بن أحمد الاسدي 1495- 4452 محمد بن أحمد الاسفزاري 1484

محمد بن أحمد الاسماعيلي 1151 محمد بن أحمد الاصبهاني 1196 محمد بن أحمد الاشعري 1057 محمد بن أحمد الانباري 1785- 2777- 2940 محمد بن أحمد الاندلسي 976 محمد بن أحمد الانصاري 532 محمد بن أحمد بن توبة 4003 محمد بن أحمد البالسي 1459 محمد بن أحمد الباهلي 2471 محمد بن أحمد بن البراء 1518- 1521 محمد بن أحمد البزاز 3532 محمد بن أحمد البغدادي 1151- 1248 محمد بن أحمد البوشنجي 2685 محمد بن أحمد التبريزي 865 محمد بن أحمد الجارود 1623- 1624 محمد بن أحمد الجرجاني 1151 محمد بن أحمد الجرجاني 2681 محمد بن أحمد الجشمي 2311 محمد بن أحمد بن جميع 3716 محمد بن أحمد الجوري 2474 محمد بن أحمد الجيهاني 348- 397 محمد بن أحمد بن أبي حبيب 1179- 1181 محمد بن أحمد بن أبي الحديد 1062- 2472 محمد بن أحمد بن الحسن الكاتب 129 محمد بن أحمد بن حسنون 2760 محمد بن أحمد بن الحسين 2345 محمد بن أحمد الحكيمي 751- 755- 759 محمد بن أحمد بن حماد 2963 محمد بن أحمد بن حمدان 1256- 2364- 4307 محمد بن أحمد بن حمدون 1950 محمد بن أحمد بن خلف 436 محمد بن أحمد بن خير 3547 محمد بن أحمد الدقاق 2730- 2732- 2733

محمد بن أحمد الدمشقي 2957 محمد بن أحمد الرازي 2744 محمد بن أحمد الرافقي 999- 1746- 1747- 2781- 2791 محمد بن أحمد بن زرقويه 771 محمد بن أحمد الرسعني 1469 محمد بن أحمد الرقي 726 محمد بن أحمد الرياحي 3393 محمد بن أحمد الزبيري 1038 محمد بن أحمد بن زرقان الحمصي 961 محمد بن أحمد الزهري 148 محمد بن أحمد السعداني 2934 محمد بن أحمد بن سلم 1248 محمد بن أحمد السلمي 1062- 2472 محمد بن أحمد السمرقندي 4347 محمد بن أحمد المناني 1223- 1224 محمد بن أحمد بن سهل الواسطي 4274 محمد بن أحمد السوانيطي 1038- 1746- 2295 محمد بن أحمد بن شنبوذ 1173- 2374- 2375- 2471 محمد بن أحمد بن شاكر 2678 محمد بن أحمد الصفار 2478 محمد بن أحمد بن صفوة 3334 محمد بن أحمد بن أبي الصقر 2505 محمد بن أحمد الصواف 1196 محمد بن أحمد الصيداوي 1062- 1144- 1216- 1256- 2359- 2998- 4378 محمد بن أحمد الصيمري 2449 محمد بن أحمد الضراب 1518 محمد بن أحمد الضرير 2674 محمد بن أحمد الطاهري 2478 محمد بن أحمد الطرازي 1248 محمد بن أحمد الطرسوسي 997- 3434 محمد بن أحمد الطوسي 1617- 1621 محمد بن أحمد بن عبد الكريم 3667

محمد بن أحمد بن عبد الله الاسدي 528- 534 محمد بن أحمد بن عبدوس 1484- 1486- 2479- 2845- 2846 محمد بن أحمد بن عبيد 3889 محمد بن أحمد العتيقي 1059 محمد بن أحمد العجلي 2471 محمد بن أحمد العسال 1502- 1503 محمد بن أحمد العسكري 1057- 1059 محمد بن أحمد العميدي 2743 محمد بن أحمد العين زربي 1126 محمد بن أحمد الغساني 2808- 3532- 3390 محمد بن أحمد الغطريف 1523 محمد بن أحمد بن أبي الفوارس 4391 محمد بن أحمد بن الفيض 4221 محمد بن أحمد بن القاسم الاصبهاني 4256- 4261 محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي 642 محمد بن أحمد القاضي 1059- 2478 محمد بن أحمد القسطلاني 3318- 3320 محمد بن أحمد بن القواس 3621 محمد بن أحمد بن كامل 3349 محمد بن أحمد الكرجي 1434 محمد بن أحمد الكرخي 749- 3390 محمد بن أحمد الكوخي 2518 محمد بن أحمد بن المسلمة 2759- 2270 محمد بن أحمد بن المسور 3349 محمد بن أحمد المصيصي 959- 960- 1144- 1248- 1490- 3339 محمد بن أحمد المطرز 2306- 2309 محمد بن أحمد المعري 4333 محمد بن أحمد المغربي 2447 محمد بن أحمد بن المفيد 3351 محمد بن أحمد المقدمي 1112- 2164- 3970- 3986- 4020- 4117- 4357

محمد بن أحمد الملطي 1144- 1246- 2350- 2561 محمد بن أحمد بن مهدي 1171- 3625 محمد بن أحمد المنداي 964- 2760 محمد بن اسحاق بن مندة 2957 محمد بن أحمد بن مهدي 3976 محمد بن أحمد بن موسى 2297 محمد بن أحمد الموصلي 2672 محمد بن أحمد بن ناظم 896 محمد بن أحمد النجاري 1974 محمد بن أحمد بن النحوي 2534 محمد بن أحمد النرسي 2770 محمد بن أحمد بن النعمان 2465 محمد بن أحمد النيسابوري 1171 محمد بن أحمد بن هارون 1195- 3994 محمد بن أحمد الهاشمي 1466- 1533- 2561 محمد بن أحمد الهروي 1707 محمد بن أحمد بن أبي هشام 1177 محمد بن أحمد بن الوليد 1179- 2452 محمد بن أحمد بن يعقوب 2708 محمد بن أحمد بن يوسف 1270- 1272 محمد بن الاحنف بن قيس 1923 محمد بن ادريس الانطاكي 1189 محمد بن ادريس الرازي 1518- 1659- 3468- 3748- 3805- 3948- 4384 محمد بن ادريس السرخسي 1831 محمد بن ادريس الشافعي 1150- 1374 محمد بن ادريس بن محمد 1002 محمد بن ادريس المصيصي 1186 محمد بن ادريس بن المنذر 3603 محمد بن ادريس بن الموصلي 1171 محمد بن آدم المصيصي 1184- 1445- 1446 أبو محمد الاديب المعري 4616 محمد بن الازهر 109- 1296- 1385- 2310

محمد بن أبي الازهر 930- 1409- 2445 محمد بن أبي أسامة الحلبي 730- 738 محمد بن اسحاق 855- 1466- 1490- 1722- 1723- 1741- 1841- 1844- 2030- 2225- 2848- 3271 محمد بن اسحاق الاصبهاني 1136- 1386 محمد بن اسحاق الثقفي 1385- 1623 محمد بن اسحاق الحريص 951 محمد بن اسحاق بن خزيمة 1263- 1622- 2364- 2367- 2368- 2452- 2454- 2473- 2716- 3373- 3374- 3777 محمد بن اسحاق بن راهويه 1385- 3531 محمد بن اسحاق الرازي 1471- 1510 محمد بن اسحاق السراج 1385- 2789- 3777 محمد بن اسحاق الصغاني 1195- 2401- 2402- 2877- 2882- 2883- 3334- 3339- 1197 محمد بن اسحاق بن مندة 1373- 2708- 3777 محمد بن اسحاق النديم 4208- 4742 محمد بن اسحاق بن يسار 3264 محمد بن اسد الحبشي 2103- 2104 محمد بن أسد الحسني 2100 محمد بن أسعد الجواني 116- 1207- 1328- 2349- 2409- 2413- 3590 محمد بن اسعد بن الحليم 2698- 2745- 2795 محمد بن أسعد العطاري 2024 محمد بن أسلم 1394 محمد بن اسماعيل بن اسماعيل 709- 1405 محمد بن اسماعيل الاسماعيلي 1385 محمد بن اسماعيل الانصاري 3334 محمد بن اسماعيل الاحمسي 3472 محمد بن اسماعيل البخاري 792- 794- 916- 929- 1263- 1266- 1377- 1385- 1396-

1404- 1408- 1510- 1514- 1541- 1670- 1671- 1738- 1835- 1836- 1861- 2401- 2402- 2962- 2970- 2971- 3279- 3604- 4331- 4510 محمد بن اسماعيل البصال 1160 محمد بن اسماعيل البصري 961 محمد بن اسماعيل الترمذي 2877- 2883- 3604 محمد بن اسماعيل التميمي 848 محمد بن اسماعيل بن جعفر 928- 929 محمد بن اسماعيل الجعفري 3747 محمد بن اسماعيل الصائغ 2308- 2311 محمد بن اسماعيل بن علية 1493- 2883 محمد بن اسماعيل الفارسي 1376 محمد بن اسماعيل بن أبي فديك 1189 محمد بن اسماعيل القاضي 2877 محمد بن اسماعيل المصري 2378- 2379 محمد بن اسماعيل المقدسي 1287 محمد بن اسماعيل المهدي 927 محمد بن اسماعيل الوراق 2389 محمد بن اسماعيل اليماني 2756 محمد الاسود 3476 محمد بن أسيد الاشناني 1062 محمد بن الاشعث 1553- 1890- 2116- 2120- 2622- 2721 محمد بن أعثم الكوفي 1323 محمد بن أفلح 1945 أبو محمد بن الاكفاني 2474- 4053 أبو محمد الاموي 4615 محمد الآمين 1467 أبو محمد الانطاكي 4616 محمد بن أيوب 804 محمد بن أيوب الانماطي 1502- 4538

محمد بن أيوب الرازي 2295- 3532 محمد بن أيوب العكبري 2524 محمد بن أيوب بن مشكان 2295- 2297 محمد بن أيوب الملك الكامل 983- 2228 محمد بن الباغندي 148 محمد بن بركة 1202 محمد بن بركة الحلبي 1038- 1459 محمد بن بركة الصلمي 1716 محمد بن بركة بن الفرداج 789 محمد بن بركة القنسريني 1165 محمد بن بري 1670- 2758 أبو محمد بن بري 1454- 1542- 2916 محمد بن بشار 2780- 3826 محمد بن بشر البغدادي 1524 محمد بن بشر بن مطر 2877- 2883 محمد بن بشير 1271 محمد بن بشير العبدي 3830 محمد بن بكار بن الريان 1723- 1740- 2848- 2850 محمد بن بكار بن يزيد السكسكي 860 محمد بن بكر البرساني 1384- 1403- 1510- 1514- 1515 محمد بن أبي بكر بن أيوب 1289- 1290- 1609- 1804- 1808- 1809- 2288- 3453 محمد بن أبي بكر السرخسي 4341 محمد بن بكران بن عمران 1708- 1712 محمد بن بكير الحضرمي 1170 محمد بن بكير بن العباس 1223 محمد البندهي 4368 محمد البوشنجي 3532 محمد بن بكر البالسي 4536 محمد بن أبي البيان 4545 محمد بن تسنيم 3232 محمد بن تمام البهراني 1189

محمد بن تمام التنوخي 1471 أبو محمد التميمي 951 محمد بن توبة الطرسوسي 1930- 2777- 4201 أبو محمد التيمي 1869 محمد بن تيمية 4331 محمد بن ثابت الانصاري 3747 محمد بن جابر التباني 398 محمد بن جابر الخثعمي 1377 محمد بن جابر الفقيه 1378 محمد بن جابر المحاربي 1469- 1471 محمد الجارودي 3532 محمد بن جبلة 2100 محمد بن جبير بن مطعم 799 محمد بن جحاده 3622 محمد بن جرده 2534 محمد بن جرير الطبري 1147- 1183- 1446- 2257- 2264- 2723- 3349- 4658 محمد بن جرير القرشي 1628 محمد بن جعفر الازدي 811 محمد بن جعفر البستي 2364- 2368 محمد بن جعفر البغدادي 2957 محمد بن جعفر الحمصي 1622 محمد بن جعفر الخرائطي 2296- 2297 محمد بن جعفر الخوارزي 2377 محمد بن جعفر الراشدي 1045 محمد بن جعفر الربطي 1434 محمد بن جعفر بن أبي الزبير 1144- 1228- 1256 محمد بن جعفر بن سليمان 1256 محمد بن جعفر السمناني 1443- 3334- 3604- 3990 محمد بن جعفر بن عبيد الله 3655 محمد بن جعفر- غندر- 633- 913- 155- 1502- 1503- 2718- 2721- 3342- 3345

محمد بن جعفر الفتات 2707 محمد بن جعفر الفريابي 2672 محمد بن جعفر قاضي اربل 983 محمد بن أبي جعفر القرطبي 1359 محمد بن جعفر الكلاعي 3393 محمد بن جعفر المتوكل 814- 4612 محمد بن جعفر بن محمد 4564 محمد بن جعفر المدائني 1263- 1266- 2517- 3342 محمد بن جعفر المنبجي 1227- 1614 محمد بن جعفر الميماسي 1171 محمد بن جعفر النجار 1123 محمد بن جعفر النميري 2452 أبو محمد بن جعفر الوزان 1199 محمد بن جغري 1980 أبو محمد بن أبي الجن 2412 محمد بن جنيد 1262 محمد بن جهضم 1515 محمد بن جهير 1131- 1280 محمد بن جوشن الرقي 1434 أبو محمد الجوهري 2273- 4136- 4176 أبو محمد الجويني 1676- 1677 محمد بن حاتم السمين 1220 محمد بن حاتم المصيصي 1493 أبو محمد بن أبي حاتم 951- 3901- 4066- 4569 محمد بن الحارث 1077 محمد بن الحارث الاطروش 3346 محمد بن الحارث القرشي 3348 محمد بن حامد البزاز 1265 محمد بن حامد اليحياوي 2969 محمد بن حبان البستي 737- 2249- 2364- 2368 محمد بن حبان المازني 1240 محمد بن حبان المصري 2257- 2264

محمد بن الحجاج البغدادي 1469 محمد بن الحجاج الدمشقي 1705 محمد بن الحجاج القرشي 1695 محمد بن الحداد 4411 أبو محمد بن الحداد 4062 محمد بن حرب 3091 محمد بن حرب الابرشي 1659- 1660 محمد بن حرب الخولاني 1384- 1384- 1404 محمد بن حرب المديني 737 محمد بن حرب النحوي 1207 محمد بن حرب النشائي 748- 1524- 1533 محمد بن الحرستاني 1233 أبو محمد الحريري 1876 محمد بن حسان 1201- 4522 محمد بن حسان الازرق 3472 محمد بن الحسن الآبري 1048 محمد بن الحسن بن أحمد 2313 محمد بن الحسن الأسدآباذي 2743 محمد بن الحسن بن اسماعيل 1074 محمد بن الحسن الانطاكي 1199- 1202- 1459- 3389 محمد بن الحسن البرجلاني 3339 محمد بن الحسين البرذعي 1385 محمد بن الحسن البصري 1121 محمد بن الحسن التنوخي 2533 محمد بن الحسن الحاجي 2388 محمد بن الحسن الحيري 1007 محمد بن الحسن الخثعمي 1831 محمد بن الحسن الخشاب 850- 2725 محمد بن الحسن بن دريد 1057- 2270 محمد بن الحسن الدمشقي 1434 محمد بن الحسن الديباجي 2288 محمد بن الحسن الرافقي 1057

محمد بن الحسن بن روح 863- 2251- 2296 محمد بن الحسن بن زبالة 3816 محمد بن الحسن الزبيدي 2446 محمد بن الحسن بن سليم 1062 محمد بن الحسن السوسي 2375 محمد بن الحسن الشيباني 1658- 1714 محمد بن الحسن الصيرفي 1027- 1171- 1410 محمد بن الحسن العسقلاني 2957- 3655 محمد بن الحسن العلوي 1006 محمد بن الحسن بن فارس 2450 محمد بن الحسن بن قتيبة 763- 1053- 1054- 1189- 1469 1623- 2717- 3777 محمد بن الحسن بن الكفرطابي 2793 محمد بن الحسن الماوردي 2465- 2468 محمد بن الحسن بن محمد 830- 838- 4193 محمد بن الحسن المصيصي 2307 محمد بن الحسن المعري 740- 2267 محمد بن الحسن المقرئ 1471- 2368 محمد بن الحسن بن النجاري 1109 محمد بن الحسن بن النحاس 1206- 4101 محمد بن الحسن النقاش 737- 2364- 4385 محمد بن الحسن النيرماني 3472 محمد بن الحسن الهاشمي 1072 محمد بن الحسن اليقطيني 1064- 1233- 1236 محمد بن الحسين الآبري 697- 1065- 1501 محمد بن الحسين بن أحمد 2257 محمد بن الحسين الازدي 802- 803- 1182- 1218 محمد بن الحسين الاسد أباذي 2741 محمد بن الحسين بن اشكاب 3334 محمد بن الحسين الاعين 2364 محمد بن الحسين البرجلاني 3334 محمد بن الحسين البرذعي 1405

محمد بن الحسين البسطامي 976 محمد بن الحسين بن بشران 3339 محمد بن الحسين بن بكير 2264- 2265 محمد بن الحسين البغدادي 1239- 2744 محمد بن الحسين الجراحي 1167 محمد بن الحسين الحراني 1106 محمد بن الحسين الحضرمي 1524 محمد بن الحسين الحسني 1002- 1007- 1672- 1682 محمد بن الحسين الحطاب 3349 محمد بن الحسين الحلبي 2249- 2253- 2526 محمد بن الحسين الحنائي 2503- 2505 محمد بن الحسين الخفاف 3320 محمد بن الحسين الرفاء 2428 محمد بن الحسين الزعري 3312 محمد بن الحسين الزعفراني 1510- 1515 محمد بن الحسين بن الزيات 1490- 4320 محمد بن الحسين بن زيد 789- 3815 محمد بن الحسين السبيعي 702- 2180- 2315- 2517- 2671 2781- 2800 محمد بن الحسين السلمي 1002- 1007- 2739 محمد بن الحسين السمسار 1484- 1486- 1672- 1681 محمد بن الحسين بن شهريار 1043 محمد بن الحسين بن صالح 2257 محمد بن الحسين بن صعصعة 4594 محمد بن الحسن الصوفي 1616 محمد بن الحسين الطرسوسي 1151 محمد بن الحسين الطغرائي 4480 محمد بن الحسين الطفال 3378- 3379 محمد بن الحسين العجمي 1360 محمد بن الحسين بن علي 2684 محمد بن الحسين بن علي البكر أباذي 457- 4261 محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان 4257- 4260

محمد بن الحسين بن الفراء 1045- 2672- 2759- 2770 محمد بن الحسين بن الفضل 3632 محمد بن الحسين القرشي 1812- 1814 محمد بن الحسين الكاتب 2676 محمد بن الحسين بن محمد 767- 2699 محمد بن الحسين المروزي 3898 محمد بن الحسين بن مكرم 1622- 1623- 1624 محمد بن الحسين الواسطي 1172 محمد بن الحسين اليمني 2533 محمد بن حفص 369 محمد بن الحكم العتكي 789- 791 محمد الحلبي 2912- 2913- 2916 أبو محمد الحلبي 4614 محمد بن حماد الدوري 2512 محمد بن حماد الطهراني 749- 959- 960 محمد بن حماد بن المبارك 1186- 1811 محمد بن حمد الارتاحي 1258- 2922 محمد بن حمدان بن خالد 3374 محمد بن حمدون بن خالد 3438 محمد بن حمدون الكرماني 1197 محمد بن حمدون بن نعيم 2936 محمد بن حمدون النيلي 707- 1112- 1121- 3373 محمد بن حمدويه 2458 محمد بن حمزة بن أبي الصقر 2795- 3728 محمد بن حمزة الموازيني 2795 محمد بن حميد الرازي 1385- 1405- 1741- 3092- 3826 محمد بن أبي حميد 4370 محمد بن حمير 1195- 1404- 1723- 2202- 2207- 2307- 4378- 4451 محمد بن الحنفية 2606- 2612 محمد بن أبي الحواري 958

محمد خالد الحمصي 959 محمد بن خالد بن خلي 960 محمد بن خالد العبدي 2253 محمد بن خالد بن عثمة 796- 1535 محمد بن خالد القيسراني 4462 محمد بن خالد المخزومي 1923 محمد بن خالد الهاشمي 4716 محمد بن خريم 951- 2295- 2297- 2969 أبو محمد بن الخشاب 4082 محمد بن الخضر 4693 محمد بن الخضر (أبو بكر) 4002 محمد بن الخضر التيمي 4539 محمد بن الخضر السابق 726- 864- 4636 محمد بن الخضر بن علي 1434- 1483- 1484 أبو محمد الخفاجي 4155 محمد بن خلف (فخر الملك) 4193 محمد بن خلف المرزبان 1108- 1220- 1294- 3441- 3471 محمد بن الخليل البلاطي 1178 محمد بن الخليل الخشني 1177 محمد بن حم 4420 محمد بن خميس الصوفي 4435 محمد بن خميس المغربي 4353 محمد بن داود الجراح 938- 1271- 1415- 1756- 3182- محمد بن داود الرقي 1236- 1237- 4345- 4367- 4476 محمد بن داود الزاهد 2368 محمد بن داود بن سليمان 1971- 2364- 2369 محمد بن داود العسقلاني 2533 محمد بن داود المصيصي 616- 1461 محمد بن دملاج 1299- 1300- 4078 محمد بن دينار 3466

محمد بن ديوداد 741- 1252- 3382 محمد بن ذؤيب 4768 محمد بن راشد 1463- 3470 محمد بن رافع 1385- 1388- 1405 أبو محمد بن رامش 1082 محمد بن رائف 2408- 2409- 2411- 2434- 2535 محمد بن الربيع بن سليمان 3655 محمد بن الربيع بن عامر 566 محمد بن ربيعة 1162- 3441- 3443 محمد بن رجاء السجستاني 3330 محمد بن رخ البزاز 3532 محمد بن أبي رزيق 3446 محمد بن الرشيد 170- 171- 555- 563 أبو محمد الرصافي 4616 محمد بن رضوان 1985 محمد بن رفاعة السعدي 3096 أبو محمد بن رفاعة القرظي 2918 محمد بن رمح 2364- 2367- 2368 أبو محمد بن رواج 4020 أبو محمد الرواسبي 3877- 3880 محمد بن زائدة 1957- 3675- 4079 محمد بن الزبير 3622 محمد بن زريق 1469 محمد بن زكريا الرازي 1344- 1345- 1885 محمد بن زكريا الغلابي 2295 محمد بن زهير بن الفضل 1057 محمد بن زهير بن أفضل 1002- 1008 محمد بن الزيات 3656 محمد بن زياد 1725- 1735- 3068 محمد بن زياد الالهاني 1722- 1740 محمد بن زياد الزيادي 1471 محمد بن زياد بن عيسى 2780

محمد بن أبي الساج 1113- 1114- 1115- 1501 محمد بن ساكن 1718- 2919 محمد بن سامة الحراني 1384 أبو محمد بن السبيعي 803 محمد بن الستيني 3393 محمد بن أبي السري 2377- 2379 محمد بن أبي سعد 3592- 4464 محمد بن سعد الدمشقي 3313 محمد بن سعد السعدي 795 محمد بن سعد العوفي 3393 محمد بن سعد كاتب الواقدي 1220- 1483- 1659- 1661- 1835- 3334- 3339- 4245 محمد بن سعد بن محمد 4261 محمد بن سعد الله الواعظ 1577 محمد بن سعد الله الوزان 4352 محمد بن سعدون بن بلال 2776 محمد بن سعدون العبدري 1091 محمد بن سعيد 1885- 2320 محمد بن سعيد الازرق 1059 محمد بن سعيد الاصبهاني 1170- 2378- 2379 محمد بن سعيد البرجمي 2293- 2294 محمد بن سعيد الحراني 1950 محمد بن سعيد الحلبي 4393 محمد بن سعيد الخزيمي 1434 محمد بن سعيد الخطابي 3373 محمد بن سعيد الخفاجي 1706 محمد بن سعيد بن زرقون 1034 محمد بن سعيد بن زكريا 1240 محمد بن سعيد السراج 2957 محمد بن سعيد القطان 3655 محمد بن سعيد المصلوب 1696- 1705 محمد بن سعيد بن مهران 1240

محمد بن سعيد بن نبهان 1140 محمد بن سعيد الواسطي 1588 محمد بن سفيان 2739- 2740- 2748 محمد بن سفيان الصفار 1195- 2976 أبو محمد السفياني 2889 محمد بن سلام البيكندي 1395 محمد بن سلام الجمحي 751- 958- 747 محمد بن سلام المنبجي 1184- 1185 محمد بن سلامة القضاعي 622- 3379 محمد بن سلامة بن المثنى 4289 محمد بن سلطان بن حيوس 4565- 4677 محمد بن سلطان بن منقذ 146 محمد بن سلمة الحراني 1404- 1659- 1660- 2876- 2883- 3264- 3270- 3272- 3796 أبو محمد السلمي 4285 محمد بن سليمان الاسدي 702 محمد بن سليمان الباغندي 766- 768- 3532 محمد بن سليمان الحراني 1263 محمد بن سليمان بن ذكوان 1177- 1179 محمد بن سليمان الربعي 2309- 2311 محمد بن سليمان بن أبي ضمرة 3549 محمد بن سليمان بن فارس 3625 محمد بن سليمان القرشي 1452 محمد بن سليمان الكاتب 121- 932- 933- 935- 936- 942- 944- 1498- 3372- 4065 محمد بن سليمان اللباد 1233- 1236 محمد بن سليمان بن لوين المصيصي 2248- 2791- 3381- 4613 محمد بن سليمان بن هشام البصري 749 محمد بن سماعة الرملي 3330 محمد بن السماك 3305 محمد بن سنان 1136

أبو محمد بن سنان 61- 142 محمد بن سهل الاحول 69 محمد بن سهل بن عسكر 1177- 1178 محمد بن سهل العطار 2180 محمد بن سهل القفلي 1708 محمد بن أبي سهل النقاش 2413 محمد بن سوقة 3176- 3180 محمد بن سويد 1203 أبو محمد السيدي 1484 محمد بن سيرين 747- 1302- 1944- 1945- 1948- 2899- 3360 محمد بن شاذان الجوهري 3532 محمد بن شافع العرار 1359 محمد شبارة 4532 أبو محمد بن أبي شريح 1672- 1682 محمد بن شعبة 1256 محمد بن شعيب بن شابور 1384- 1404- 1437- 1473- 3446 محمد بن شهاب الزهري 1565- 4690 محمد بن شيبة بن الوليد 2295- 2297 محمد بن أبي شيخ الرقي 1246 أبو محمد بن صابر 1621- 2333 محمد بن الصابوني 2228 محمد بن صاعد 3375 أبو محمد بن صاعد 1186- 2720 محمد بن صالح البطاح 959 محمد بن صالح بن ذريح 1059- 1518 محمد بن صالح العدوي 1750 محمد بن صالح بن أبي عصمة 1622- 1624 محمد بن الصائغ 2562 محمد بن الصباح الجرجرائي 2798- 2799 محمد بن الصباح الدولابي 1220- 3817

محمد بن الضحاك 3747 محمد بن الضو 4525 محمد بن أبي الضيف 1543 محمد بن أبي طاهر بن أبي بكر 2314 محمد بن طاهر المقدسي 977- 2849 أبو محمد بن طاوس 1745 محمد بن طفج الاخشيد 760- 857- 2408- 2409- 2411 أبو محمد بن ظافر بن البناء 4238 محمد بن ظاهر الوزيري 851 محمد بن عاصم الاصبهاني 1385- 1393- 1502- 1503 محمد بن عاصم المعري 1477 محمد بن عامر الانطاكي 3603 محمد بن عائذ 590 محمد بن عائشة القرشي 3606 محمد بن العباس الحلبي 1144 أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه 4222- 4229 محمد بن العباس الخوارزمي 4204 محمد بن العباس بن الدرفس 951 محمد بن العباس بن سعيد الكلابي 64- 741 محمد بن العباس بن المديني 1469 محمد بن العباس اليزيدي 1049- 1051- 1052 محمد بن عبد 1493- 4703 محمد بن عبد البيروتي 2377 محمد بن عبد الربعي 2312 محمد بن عبد المقرئ 2389 محمد بن عبدان البزاز 2723 محمد بن عبدة بن حرب القاضي 1199 محمد بن عبد الاعلى الصنعاني 802- 803 محمد بن عبد الباقي بن أحمد 1270 محمد بن عبد الباقي الانصاري 2351- 238- 3633- 4002- 4582 محمد بن عبد الباقي بن البطي 918- 1588

محمد بن عبد الباقي بن حمود 1590 محمد بن عبد الباقي بن أبي يعلى 1559 محمد بن عبد الحميد 2969 محمد بن عبد الرحمن الاسدي 997- 2883 محمد بن عبد الرحمن بن الاشعث 960- 1438- 3603 محمد بن عبد الرحمن الاصبهاني 2781- 2783 محمد بن عبد الرحمن الانطاكي 1184- 1219 محمد بن عبد الرحمن البجلي 2100 محمد بن عبد الرحمن البصري 3466 محمد بن عبد الرحمن الجعفي 1372- 3470 محمد بن عبد الرحمن بن الحارث 1056 محمد بن عبد الرحمن الحضرمي 1668- 1669 محمد بن عبد الرحمن الرحبي 863- 1151 محمد بن عبد الرحمن السامي 2707 محمد بن عبد الرحمن بن سهم 1376 محمد بن عبد الرحمن الشامي 2718- 2720 محمد بن عبد الرحمن الصيداوي 1746- 1748 محمد بن عبد الرحمن بن علي الحسيني 682 محمد بن عبد الرحمن العنبري 4211 محمد بن عبد الرحمن بن محمد الغنجديهي 922- 2947- 2941- 3325 محمد بن عبد الرحمن القرشي 2848 محمد بن عبد الرحمن القرمثاني 1831- 2877 محمد بن عبد الرحمن القطان 1434- 1708 محمد بن عبد الرحمن الكوفي 961 محمد بن عبد الرحمن المروزي 968- 969 محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث 2465- 2468 محمد بن عبد الرحمن المسعودي 1028 محمد بن عبد الرحمن النهاوندي 2741 محمد بن عبد الرحمن الهمذاني 2678- 4538 محمد بن عبد الرحمن الزاهد 757 محمد بن عبد الرحيم صاعقة 3334- 3339 محمد بن عبد الرحيم الغرناطي 2794

محمد بن عبد الرحيم المصري 1471 محمد بن عبد الرزاق 4230- 4462- 4551- 4552- 4702 محمد بن عبد السلام الاصبهاني 2776 محمد بن عبد السلام السلمي 1239 محمد بن عبد السلام الواسطي 2777 محمد بن عبد السلام الواعظ 2777 محمد بن عبد الصمد القرشي 1950- 3393 محمد بن عبد العزيز 1923- 1924 محمد بن عبد العزيز الحيري 3334- 3339 محمد بن عبد العزيز التميمي 1676 محمد بن عبد العزيز الدينوري 3747 محمد بن عبد العزيز الشحاذي 2389 محمد بن عبد العزيز الدراوردي 2024 محمد بن عبد العزيز الهاشمي 756- 758 محمد بن عبد العظيم المنذري 993- 1016- 1506- 1804- 2757 3213- 4156 محمد بن عبد الغني 1014 محمد بن عبد القوي اللاذقي 2479 محمد بن عبد الكافي 1359 محمد بن عبد الكريم الانباري 3482 محمد بن عبد الكريم الوزان 4262- 4268- 4269 محمد بن عبد المولى الليثي 1667 محمد بن عبد النور الخزار 958 محمد بن عبد الواحد بن أحمد 1012 محمد بن عبد الواحد الخزاعي 1708 محمد بن عبد الواحد بن رزمة 265- 2273- 2343- 2444- 2446 محمد بن عبد الواحد المغازلي 3633 محمد بن عبد الوهاب محمد بن عبد الوهاب العسقلاني 1471- 3393 محمد بن عبد الوهاب الصائغ 1707

محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم 164- 304- 339- 455- 494- 685- 830- 1877- 2226- 2227- 2255- 2384- 2436- 2598- 3559- 3616- 3837- 4446 محمد بن عبد الله بن أبان 767 محمد بن عبد الله بن ابراهيم 2313 محمد بن عبد الله الابهري 3181 محمد بن عبد الله بن أسد 1555 محمد بن عبد الله الاسدي 2251 محمد بن عبد الله الاشكيذباني 1667 محمد بن عبد الله بن أعين 1189 محمد بن عبد الله بن بزيع 802 محمد بن عبد الله البسطامي 2479 محمد بن عبد الله البهراني 2295- 2297 محمد بن عبد الله البيع 1008- 2709- 2739 محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي 1048 محمد بن عبد الله الجعفي 370- 1062- 1708 محمد بن عبد الله بن الجلندي 1233- 1236 محمد بن عبد الله بن جمشاد 1672 محمد بن عبد الله بن الجنيد 1151 محمد بن عبد الله الجوزقي 1486- 1622- 1672- 1681- 3777 محمد بن عبد الله الحافظ 1002- 1403- 2275- 2512- 3351- 3373- 3532- 4594- 4707 محمد بن عبد الله بن الحراني 4298 محمد بن عبد الله بن حسن 3983- 3997 محمد بن عبد الله الحسيني 2946 محمد بن عبد الله بن الحسين 1708 محمد بن عبد الله الحضرمي 1059- 2885- 3532 محمد بن عبد الله بن الحكم 1047 محمد بن عبد الله الحلبي 2293

محمد بن عبد الله بن حيويه 2940 محمد بن عبد الله بن سعيد الخفاجي 864 محمد بن عبد الله خميرويه 3351 محمد بن عبد الله الدمشقي 3351 محمد بن عبد الله الرازي 2309- 2364- 2368- 2738- 2773- 4435 محمد بن عبد الله الزبيري 1562- 1622- 1623 محمد بن عبد الله بن زريق 2521 محمد بن عبد الله بن سعد النحوي 863 محمد بن عبد الله السلمي 1827 محمد بن عبد الله بن سليمان 766- 1635- 1757- 4504 محمد بن عبد الله السوسي 1452- 1504- 1505- 3390 محمد بن عبد الله الشعيثي 2866- 2873 محمد بن عبد الله بن شهرام 4323 محمد بن عبد الله الشهرزوري 2352- 2795 محمد بن عبد الله الصفار 1168- 1170 محمد بن عبد الله الصوفي 4223 محمد بن عبد الله الطائي 1053 محمد بن عبد الله العباس 2628 محمد بن عبد الله بن عبد الحكم 2308- 2315- 2772- 2773 محمد بن عبد الله بن عبد المطلب 3327 محمد بن عبد الله بن علوان 4104 محمد بن عبد الله بن عمار بن ياسر 129- 468- 3272- 3826- 3827 محمد بن عبد الله الغساني 1437 محمد بن عبد الله الفارسي 2743- 2776 محمد بن عبد الله الفرغاني 1151 محمد بن عبد الله القزويني 3777 محمد بن عبد الله الكندي 1165 محمد بن عبد الله بن مالك 1412 محمد بن عبد الله بن محمد 864- 1747- 4562 محمد بن عبد الله بن محمد الصراف 2775 محمد بن عبد الله المخرمي 606- 959- 960

محمد بن عبد الله المصري 1469 محمد بن عبد الله الموصلي 1438- 2364 محمد بن عبد الله المقرئ 2319 محمد بن عبد الله بن المهتدي 4002- 4011 محمد بن عبد الله المهدي 207- 1866 محمد بن عبد الله بن ناجية 4472 محمد بن عبد الله النحوي 688- 1223 محمد بن عبد الله بن نصر 3633 محمد بن عبد الله بن نفيل الحراني 3876 محمد بن عبد الله بن منير 793- 794- 795- 1045- 1170- محمد بن عبد الله النيسابوري 3872- 3876 محمد بن عبد الله الهاشمي 3777 محمد بن عبد الله الهمداني 1283 محمد بن عبد الله الوراق 2436 محمد بن عبد الله بن يحيى 1057 محمد بن عبد الله بن يزداد 928- 930- 1034 أبو محمد بن عبد الله بن يزيد 1709 محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب 3930- 3931- 4612 محمد بن عبد الملك أبو بكر 2534- 4325 محمد بن عبد الملك التاريخي 2408- 2390 محمد بن عبد الملك بن أبي جرادة 1224- 2515- 2794- 4463- 4682 محمد بن عبد الملك الحلبي 4002- 2390 محمد بن عبد الملك بن خيرون 4002- 4011 محمد بن عبد الملك الدقيقي 975- 1195 محمد بن عبد الملك بن زنجويه 3339- 3472 محمد بن عبد الملك الزيات 1049- 3198 محمد بن عبد الملك بن صالح 65 محمد بن عبد الملك بن محمد المؤدب 702 محمد بن عبد الملك المقدسي 7979 محمد بن عبد الملك الهمذاني 1051- 1130- 1956- 1985- 2224- 2225- 2330- 2499- 2531- 2755- 2925- 3211- 4296

محمد بن عبد الواحد 154 محمد بن عبد الوهاب 708 محمد بن عبدوس الجهشياري 1276- 1277- 3455 محمد بن عبدوس السراج 766- 769- 804 محمد بن عبيد بن حساب 802- 803- 2253 محمد بن عبيد الكوفي 975 محمد بن عبيد الهاشمي 3330 محمد بن عبيد الله الزاغوني 1059- 2428- 2710- 2776- 2797- 3177- 3435- 3437- 3817- 4003 محمد بن عبيد الله السلامي 641 محمد بن عبيد الله القاضي 2777 محمد بن عبيد الله بن محمد 3627 محمد بن عبيد الله المرزبان 1502- 1503 محمد بن عبيد الله المسبحي 675- 1111- 1116- 2477 محمد بن عثمان 2139- 3346- 3348- 3867 محمد بن عثمان الدمشقي 2137 محمد بن أبي العتاهية 1749- 1803 محمد بن عثمان الزارع 2720 محمد بن عثمان بن أبي سويد 2707 محمد بن عثمان بن أبي شيبه 1059 محمد بن عثمان بن أبي صفوان 1524 محمد بن عثمان العبسي 766 محمد بن عثمان الفقيه 3437 محمد بن عثمان المنبجي 4689 محمد بن عجلان القرشي 2996- 3622- 4522 محمد بن عدي المنقري 2680- 2962 محمد بن أبي عدي 1384- 1404 أبو محمد بن عربد النحوي 1143 محمد بن عزرة 1469 محمد بن عزيز الابلي 1248- 2772- 2773 محمد العسقلاني 2934

محمد بن عقبة 3951 محمد بن عقيل البلخي 4367 محمد بن العلاء الهمذاني 2248- 2253 محمد بن علوان الاسدي 1506 محمد بن علوان بن مهاجر 1543 محمد العلوي 4742 محمد بن علي الاديب 2478 محمد بن علي الأسفراييني 961- 1256 محمد بن علي الاصبهاني 2944 محمد بن علي الامام 1184- 1185- 1186 محمد بن علي الانباري 2776 محمد بن علي الانصاري 4253 محمد بن علي البالسي 1574 محمد بن علي البجلي 1553 محمد بن علي البحراني 1012- 3738 محمد بن علي بن أبي البدر 3738 محمد بن علي البصري 2754 محمد بن علي التجيبي 1034 محمد بن علي الترمذي 1211- 4062 محمد بن علي التنوخي 3216 محمد بن علي بن جعفر 3373- 4232 محمد بن علي الجوسقاني 2365- 2368 محمد بن علي الجياني 1834- 2912 محمد بن علي بن حاتم 1240 محمد بن علي بن حبيش 702- 703 محمد بن علي الحراني 1258- 3369- 3473 محمد بن علي بن حرب 1616 محمد بن علي الحربي 758 محمد بن علي الحسني 370 محمد بن علي بن الحسين 499- 1708 محمد بن علي الحلبي 1707 محمد بن علي الخشاب 4257

محمد بن علي الخياط 2770 محمد بن علي الدامغاني 2681- 2683 محمد بن علي الرحبي 2947- 452 محمد بن علي الرقي 761- 2708 محمد بن علي بن زيد 1464 محمد بن علي الزينبي 1625 محمد بن علي السرخسي 3334- 3339 محمد بن علي بن سفيان 1502- 1503 محمد بن علي السقطي 1708- 1712 محمد بن علي السيرافي 4405 محمد بن علي الصابوني 981- 982- 1028- 1804 محمد بن علي الصايغ 3393 محمد بن علي الصوري 972- 3351- 4234 محمد بن علي الطبري 3390- 3393 محمد بن علي الطيبي 4347 محمد بن علي بن عبد الله بن عباس 137- 499- 503- 836 محمد بن علي العراقي 2729 محمد بن علي العربي 1645- 1647- 3813- 4535 محمد بن علي العشاري 756- 758 محمد بن علي العظيمي 644- 693- 738- 944- 1489- 1954- 1960- 516- 2531- 3175- 3313- 4030- 4088- 4163- 4175- 4530- 4630 محمد بن علي (أبو الفتح) 865 محمد بن علي الفراء 1673- 1682 محمد بن علي بن القاسم 2957 محمد بن علي بن قبيس 2473 محمد بن علي القرشي 1233- 2247 محمد بن علي القطان 2513 محمد بن علي الكاتب 2529- 2546- 2554- 4402- 4403 محمد بن علي الكراعي 966- 968- 3464 محمد بن علي الكردي 2435

محمد بن علي الماذرائي 835 محمد بن علي الماسرجسي 1672- 1682- 3777 محمد بن علي بن محمد 3620 محمد بن علي بن محمد الانصاري 4559 محمد بن علي المؤذن الاصبهاني 4257 محمد بن علي المذكر 3625 محمد بن علي المصري 2375 محمد بن علي المصيصي 2753 محمد بن علي المغربي 1141 محمد بن علي المكتفي 810 محمد بن علي المكي 3532 محمد بن علي المهتدي بالله 3379 محمد بن علي بن المهذب 996 محمد بن علي المؤدب 104 محمد بن علي بن ميمون 370- 2100 محمد بن علي الناقد 1471 محمد بن علي بن نصر 3259- 4206- 4207- 4208 محمد بن علي النطنزي 2683 محمد بن علي النقاش 2473- 4457 محمد بن علي الهروي 967 محمد بن علي الهمذاني 1452- 2247 محمد بن علي الواسطي 2678- 2771 محمد بن علي الوراق 1072- 1074- 1136 محمد بن علي بن ياسر الجياني 922- 1576 محمد بن عليل 2969 محمد بن عمر الارموي 1269- 1581- 1583- 2479- 3435- 4003 محمد بن عمر الاشبهي 4199- 4201 محمد بن عمر الانباري 1065 محمد بن عمر بن بهثة 1708- 1712 محمد بن عمر الجغاني 1057- 2389 محمد بن عمر بن أبي بكر الحازمي 697

محمد بن عمر بن حبيش 2296 محمد بن عمر بن الحسن 1149 محمد بن عمر بن الحسين 1147 محمد بن عبد الله بن محمد الخفاجي 268 محمد بن عمر الديماسي 3777 محمد بن عمر الزاهر 4401 محمد بن عمر الزاهي 4645 محمد بن عمر بن شاهان 1584 محمد بن عمر بن علي 2316- 4028- 4035- 4036 محمد بن عمر العنبري 3633 محمد بن عمر بن محمد 3632 محمد بن عمر المصري 2297 محمد بن عمر المعيطي 4467 محمد بن عمر المقرئ 2275- 2276 محمد بن عمر بن هياج 3827 محمد بن عمر الواقدي 1535- 1739- 1906- 2156- 2182- 3234- 3497- 3530- 3983- 3997 محمد بن أبي عمير 370 محمد بن المحسن بن الحسين الاذني 4094 محمد بن المحسن بن الملحي 2418- 2927- 3738 محمد بن محمش 1008 محمد بن محمود بن حمود 1588- 1590 محمد بن محمود الشجاعي 2479- 2484 محمد بن محمود الغزنوي 2490 محمد بن محمود بن النجار 1580- 2697- 2730- 2736- 3312- 4269- 4275 محمد بن محمود النيسابوري 2687 محمد بن مخلد الاشبيلي 1359 محمد بن مخلد الدوري 752- 790- 1063- 2789- 3757

محمد بن مخلد العطار 747 محمد بن مرداس الابلي 1239 محمد بن المنادي 3441 محمد بن مرهف بن منقذ 1807 محمد بن مروان بن الحكم 1923 محمد بن مروان بن عثمان 2030 محمد بن مزيد الدرقي 2845- 2846 محمد بن المستنير 1030 محمد بن مسعدة 1177- 1178 محمد بن مسعر 2296 محمد بن مسلم الزهري 370- 2101- 2710- 3186 محمد بن مسلم بن أبي الوضاح 3272 محمد بن مسلمة 1843- 1854 محمد بن مسلمة الواسطي 3390 محمد بن المسيب 4432 محمد بن المسيب الارغياني 1455 محمد بن مشكان الانطاكي 3468 محمد بن مصعب القرقساني 1054- 1063- 1459- 2202- 4540 محمد بن مصفى الحمصي 1184- 1185- 1186- 1220- 1229- 1812- 2248- 2780- 2964- 2965- 3826 محمد بن المظفر البزاز 762 محمد بن المظفر الحافظ 750- 860- 1042- 1181- 1471- 1811- 2389- 2962 محمد بن معاذ المعروف بدران الحلبي 766- 767- 921- 2251 محمد بن المعافى الصيداوي 951 محمد بن أبي المعالي البغدادي 1544 محمد بن معاوية النيسابوري 731 محمد بن المعلى الازدي 2474 محمد بن معن الغفاري 1518- 152 محمد بن أبي المكارم الشيباني 2756

محمد بن ملكشاه 1300- 1301- 1467- 2697- 3665- 4555 محمد بن مندة الاصبهاني 749 محمد بن المنذر البابري 1564 محمد بن المنذر بن سعيد 2343 محمد بن المنصور 1492 محمد بن منصور الاصبهاني 4529 محمد بن منصور الحرضي 1118 محمد بن منصور السمعاني 966- 967 محمد بن منصور الشهرزوري 1171 محمد بن منصور الطوسي 155- 1527- 1533 محمد بن منصور القواريري 4257 محمد بن منصور بن مزيد 2444 محمد بن المنكدر 499- 1472- 3842- 3899- 3991 محمد بن المنهال الضرير محمد بن منيب العدني 1468- 1470 محمد بن مهاجر 1695- 1705- 3603 محمد بن مهدي الاصفهاني 2100 محمد بن المهذب 869- 1000- 1368- 2457- 3625 محمد بن موسى 1389- 1507- 3747 محمد بن موسى الاعرج 807- 3553 محمد بن موسى البربري 3497 محمد بن موسى الحرشي 803- 3826 محمد بن موسى الحضرمي 796 محمد بن موسى الحلواني 804 محمد بن موسى بن السمسار 1811- 2313 محمد بن موسى الصرفي 1002- 1007 محمد بن موسى الهاشمي 2678 محمد بن المؤيد 1128 محمد بن ميكال 1349- 1350 محمد بن ميمون المصيصي 1083- 3497

أبو محمد المدائني 2273 أبو محمد المراغي 4618 أبو محمد المرعشي 4617 أبو محمد المصيصي العابد 4616 أبو محمد بن مضاء بن عبد الباقي 4613 أبو محمد بن معروف 970 أبو محمد بن معمعة 4613 أبو محمد المقرئ 772- 4002 أبو محمد الملطي 4618 أبو محمد المهلبي 669- 4192- 4195- 4210 أبو محمد الموصلي 4615 محمد بن محمد الاصبهاني (العماد الكاتب) 991- 1036- 1287- 1325- 1365- 1367- 1562- 1632- 1719- 1876- 2256- 2351- 2912- 3532- 3690- 4762 محمد بن محمد بن أيوب 1489 محمد بن محمد بن بادويه 3633 محمد بن محمد الباغندي 952- 1059- 1147- 1518 محمد بن محمد الباهلي 2378- 2379 محمد بن محمد البسطامي 2485 محمد بن محمد البصري 2972 محمد بن محمد البغدادي 1256 محمد بن محمد البكري 1632- 3313- 3648 محمد بن محمد الجرجاني 4503 محمد بن محمد بن جهير 1280 محمد بن محمد الحاكم 1047- 1055- 1144- 2791- 2848- 2963- 2807 محمد بن محمد الحجاجي 1623- 2309- 2311 محمد بن محمد بن أبي حذيفة 1053 محمد بن محمد الحلبي 1469 محمد بن محمد الخزرجي 2024 محمد بن محمد بن داود 853

محمد بن محمد الرشيدي 3181 محمد بن محمد الزيادي 1002- 2708- 2720- 2743- 2745 1621- 2387- 2388 محمد بن محمد السقطي 1033 محمد بن محمد السهلكي 2479- 2485 محمد بن محمد الشهرزوري 2351 محمد بن محمد الطائي 2735- 2737 محمد بن محمد الطوسي 2466- 2469 محمد بن محمد بن ظفر 1359 محمد بن محمد العكبري 4003 محمد بن محمد بن عبد الرحيم 756 محمد بن محمد بن علي 1359 محمد بن محمد بن العمري 3747 محمد بن محمد بن عيسى الواسطي 4262- 4270 محمد بن محمد بن بن عيسى النحوي 4628 محمد بن محمد الفريابي 1496 محمد بن محمد الكاغدني 2257 محمد بن محمد الكرخي 2471 محمد بن محمد الكشميهني 2456- 2795 1486 محمد بن محمود بن مخلد 3632 محمد بن محمد بن المطرز 947- 949 محمد بن محمد المهدي 947- 950 محمد بن محمد بن نوشتكين 2745- 4368 محمد بن محمد النيسابوري 972- 974 محمد بن محمد بن هارون الهاشمي 896- 4155 محمد بن محمد الهاني 1484 محمد بن محمد بن هميماه 864 محمد بن عمارة بن خزيمة 3251- 3253 محمد بن عمر الاشقائي 2313- 2314

محمد بن عمران المرزباني 1753- 2680- 3753- 4071- 4756 محمد بن عمرو الباهلي 847- 2248 محمد بن عمرو البصري 2248 محمد بن عمرو البيروتي 2253 محمد بن عمرو بن جبلة 722 محمد بن عمرو الجرشي 3532 محمد بن عمرو بن حزم 1535- 1722- 1740- 1944- 3176- 3180- 3733 محمد بن عمرو الطرسوسي 1750 محمد بن عمرو بن طلحة 3897 محمد بن عمرو العقيلي 1184 محمد بن عمير بن مسعود 1490 محمد بن أبي العوام 596 محمد بن عوف الحمصي 702- 763- 95- 975- 1042- 1166- 1195- 1437- 2388- 2389- 2780- 3390- 3472- 4245 محمد بن عوف الطائي محمد بن عوف الدمشقي 3655 محمد بن عون الكوفي 2957 محمد بن عون الوحيدي 951- 2295- 2297 محمد بن عيسى الاطروش 1616 محمد بن عيسى البزاز 369 محمد بن عيسى البغدادي 2671 محمد بن عيسى الترمذي 1831 محمد بن عيسى الحربي 1750 محمد بن عيسى السعدي 4280 محمد بن عيسى الطباع 620- 730- 1723- 1741- 1886 محمد بن عيسى بن عبد العزيز 3655 محمد بن عيسى العراقي 2533 محمد بن عيسى المدائني 3392

محمد بن عيسى النامي 4744 محمد بن غازي 146- 323- 415- 479- 1953- 3473 محمد بن غالب الانطاكي 3339 محمد بن غالب التمتام 766- 768- 1072- 1074- 1498- 3393- 3531 محمد بن غالب الضبي 1496- 1498 محمد بن غالب بن غضب 3334 محمد بن أبي غالب 1217 محمد بن فارس الغوري 767- 769 محمد بن الفتح 2738- 2740 محمد بن فتوح الحميدي 82- 1342 محمد بن أبي فديك 1659 محمد بن الفرج 1059 محمد بن الفرج الازرق 3334 محمد بن الفرج بن الضحاك 3092 محمد بن فضالة 2195 محمد بن الفضل الاصبهاني 2684 محمد بن الفضل السقطي 1498- 1662 محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي 1008- 4061- 4201 محمد بن الفضل بن العباس 2557 محمد بن فضل بن غزوان 1404- 3264- 3272- 3875 محمد بن الفضل الفراء 1171 محمد بن الفضل الفراوي 1002- 1484- 1673- 2506- 4100 محمد بن نظيف 1027 محمد بن فورتش 2778 محمد الفيريابي 1454 محمد بن الفيض الغساني 848- 951- 956- 1622- 1624 محمد بن القاسم 1332 محمد بن القاسم الاسدي 1147- 1148

محمد بن القاسم الانباري 3322 محمد بن القاسم الثقفي 159 محمد بن القرار الجرمي 3603 محمد بن القاسم الحبطي 1827 محمد بن القاسم بن خلاد 1412 محمد بن القاسم الشهرزوري 2351- 2353- 2683 محمد بن القاسم بن صقلاب 2555 محمد بن القاسم الفارسي 1248- 2744 محمد الكاتب 1667 أبو محمد الكتاني 1554 محمد بن كثير الصنعائي 2452 محمد بن كثير المصيصي 1053- 1145- 1468- 2977- 3917 محمد بن كعب القرظي 499- 4142- 4143- 4475 محمد بن أبي ليلى 2909- 3446 محمد بن المبارك الصوري 1053- 1263- 1266- 1437- 2377- 237- 2452- 2454 محمد بن المتوكل العسقلاني 2848- 2850 محمد بن المثنى 2315- 2780- 3826 محمد بن ناصر الدولة 2531 محمد بن ناصر السلامي 371- 1204- 2351- 2917- 2978- 3435- 3633- 4003- 4331 محمد بن نباتة 544 محمد بن نصر 4014 محمد بن نصر القيسراني 3098- 4247- 4252- 4568 محمد بن نصر المروزي 1385- 1404 محمد بن نصر المصيصي 702 محمد بن نصر بن منصور المديني 4100 أبو محمد بن أبي النجيب 4613 أبو محمد بن النحاس 2344- 2474

أبو محمد بن أبي نصر 1434- 1712- 2311- 2429- 2430 محمد بن أبي نصر الحميدي 2777 محمد بن أبي نصر الكلابي 2468 محمد بن أبي نصر المسعودي 2479 محمد بن نصير 2707- 3777 محمد بن النعمان 1749 محمد بن نمير 2253 محمد بن نوح الجنديسابوري 1469 محمد بن نوح الرصاصي 2428 محمد بن أبي نوح 860 محمد بن هارون 1297 محمد بن هارون الازدي 2877- 2883 محمد بن هارون الاكثمي 1110- 1125 محمد بن هارون الانصاري 3330 محمد بن هارون البصري 2471 محمد بن هارون بن بلال 1434 محمد بن هارون بن حسان 795 محمد بن هارون الدمشقي 2801 محمد بن هارون بن شعيب 1434- 1812- 1814 محمد بن هارون الطزري 3396 محمد بن هاشم الخالدي 682- 685 محمد بن هاشم 1203- 828 محمد بن هاشم بن أحمد 4688 محمد بن هاشم الزهري 1754 أبو محمد الهاشمي المدني 2316 محمد بن هاشم بن ميسرة 1659 محمد بن هانىء الاسدي 3388 محمد بن هبة الله بن أبي جرادة 460- 997- 1206- 1645- 2277- 2506- 3591- 3647- 4742 محمد بن هبة الله الشيرازي 2391- 3313- 3648 محمد بن هشام الزهري 3184

محمد بن هشام السدوسي 2750 محمد بن هشام المروروذي 2972 محمد بن هشام بن ملاس 2310 محمد بن هشام النميري 1659- 1611 محمد بن هلال الصابئ 85- 909- 1133- 1280- 1356- 2655 محمد بن همام 1047 محمد بن الهيثم القاضي 766- 2696- 2877- 2882- 3604 محمد بن والان 2526 محمد بن وشاح الزينبي 4195 محمد بن الوليد الزبيدي 3549 محمد بن الوليد الطرطوشي 2505 محمد بن الوليد بن عتبه 2310- 3471- 3928 محمد بن الياس البالسي 1987 محمد بن ياسين 1233 محمد بن ياقوت 2535- 4295 محمد بن يحيى الانصاري 1749 محمد بن يحيى الذهلي 792- 794- 795- 1385- 1403- 1405- 1406- 140- 2877 محمد بن يحيى بن رزين 1623- 1624 محمد بن يحيى السمافي 952 محمد بن يحيى الصولي 841- 1072- 1197- 1427- 1453- 1467- 1492- 2494- 2740- 3497- 3747 محمد بن يحيى الضريس 1262- 1266 محمد بن يحيى بن أبي عباد 821- 822 محمد بن يحيى القرشي 1191- 1194 محمد بن يحيى القطصي 2714 محمد بن يحيى بن كثير 1195- 2780 محمد بن يحيى بن المبارك 1051 محمد بن يحيى المروزي 2877 محمد بن يحيى المزكي 2478

محمد بن يحيى بن أبي المغيرة 3528 محمد بن يحيي بن المنذر 2295- 2297- 3532 محمد بن يحيي بن مهدي 1139 محمد بن يحيى اليزيدي 1049- 1412 محمد بن يزداد 4770 محمد بن يزيد 709- 4435 محمد بن يزيد الآدمي 1177- 1178 محمد بن يزيد الشمالي 835 محمد بن يزيد بن أبي الخناجر 3092 محمد بن يزيد الذرقي 1746- 1747- 181- 1821 محمد بن يزيد الرفاعي 2803 محمد بن يزيد الشيباني 1775 محمد بن يزيد بن عبد الصمد 951 محمد بن يزيد بن ماجه 748- 951- 1614- 3604- 3748- 3966 محمد بن يزيد المبرد 4674 محمد بن يزيد المستملي 3334- 3339 محمد بن يزيد الوراق 1136 محمد بن يعقوب الاخرم 2715 محمد بن يعقوب الاهوازي 1469 محمد بن يعقوب الدمشقي 1437 محمد بن أبي يعقوب الدينوري 781- 1071- 4451 محمد بن يعقوب الشيباني 2364- 2368 محمد بن يوسف الاخباري 3390- 3393 محمد بن يوسف الاسكاف 926 محمد بن يوسف الانباري 929 محمد بن يوسف بن أيوب 1881 محمد بن يوسف البرزالي 1032- 1574- 1575- 1607 محمد بن يوسف الجرجاني 856- 2962 محمد بن يوسف الخضر 1156- 1159 محمد بن يوسف الرزاز 1136 محمد بن يوسف الضبي 804- 2877- 2883

محمد بن يوسف بن عيسى 1492 محمد بن يوسف الغزنوي 742- 1561- 1564- 1607- 1645- 1667- 2228 محمد بن يوسف الفهري 1165 محمد بن يوسف الفيريابي 913- 951- 1263- 1266- 1368- 1494- 1510- 1515- 2178- 2975- 2971- 3627- 4282 محمد بن يوسف الكفرطابي 1252- 1359 محمد بن يوسف المدني 1473 محمد بن يوسف المروزي 229 محمد بن يوسف بن المنيرة 69- 4481- 4710 محمد بن يوسف النجار 2399 محمد بن يوسف الهروي 2969 محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي 749- 3349 محمد بن يونس القرشي 1136 محمد بن يونس بن موسى 766 محمد اليونيني 4414 محمود بن ابراهيم بن سميع 951- 1370 محمود بن أحمد الصاعدي 3325 محمود بن بوري 1630 محمد بن الحسين كشاجم 1072 محمود بن خالد 848- 849 محمود بن خداش 959- 960- 1177- 1178 محمود بن الربيع الانصاري 3621 محمود بن زنكي 73- 139- 437- 1126- 1159- 1162- 1293- 1325- 1640- 1645- 2352- 2390- 2395- 2397- 2399- 2460- 2943- 3096- 3099- 3173- 3175- 3313- 3475- 4304- 4341- 4348- 4350- 4351- 4368- 4392

محمود بن سعادة السلماسي 1673 محمود بن سعد الله بن الدجاني 1577 محمود بن علي الابريسمي 2701 محمود بن عمر الزمخشري 726 محمود بن غيلان 793- 794 محمود بن لبيد 3557 محمود بن محمد الاديب 2328 محمود بن محمد الاسلامي 1108 محمود بن محمد بن اسماعيل 810 محمود بن محمد الرافقي 2969 محمود بن محمد بن عمر الايوبي 127- 2244- 3547 محمود بن محمد بن الفضل 1376- 1665 محمود بن محمد المروزي 2428 محمود بن محمد بن ملكشاه 5- 1963- 2691- 2698- 2699- 3216- 3845 محمود بن محمد الواسطي 3655 محمود بن الملك المنصور 1610 محمود بن نصر بن مرداس 268- 545- 1018- 1971- 1973- 1974- 223- 3790- 4083 مخارق بن الحارث الزبيدي 4086 المخارق بن عفان 3927 أبو المخارق القاضي 4619 مخارق المغني 1749- 1802 المختار بن بطلان 4571 المختار بن أبي عبيد 2824- 3967- 3968- 3969- 3970 المختار بن فلفل 2848- 2850 مختار الملك المسبحي 4718 أبو مخرمة السعدي 4619- 4620 مخزوم بن مالك 539- 540 مخلد بن الحسين 848- 1517- 1850- 3180- 3468 مخلد بن حمزة 4166

مخلد بن عبد الله 2969 مخلد بن مالك 775- 1526- 2780 المخلص بن قرناص 4581 مخنف بن سليم 4457 مخنف بن سليم الغامدي 4250 المدائني 3925- 3934- 3977- 4013- 4026- 4300 المدبر بن الربيع البزاز 1057 مدرك بن أحمد 1127 مدرك بن أبي سعد الفزاري 1696- 1705 مدرك بن سعيد بن سليمان 1635 مرتضى بن حاتم 1667 مرتضى الدولة بن لؤلؤ 4382 مرداس بن أبي عامر 541 مرشد بن علي بن منقذ 1359 مروان بن أبي حفصة 1416- 1779 مروان بن الحكم 23- 562- 1924- 2235- 2606- 2820- 2941- 3184- 4678 مروان بن جناح 1473- 4506 مروان بن شجاع 3264- 3272 مروان بن محمد الاسدي 1741 مروان بن محمد بن مروان 157- 159- 161- 236- 240- 264- 950- 956- 1508- 1510- 1705- 1706- 1723- 2851- 2854- 2855- 2885- 2886- 2974- 2988- 3173- 3176- 3445- 3731- 3929- 3932- 3953- 3955- 4143- 4146- 4337 مروان بن معاوية الفزاري 958- 1535- 3091- 3441- 3443 مروان الموصلي 3361 مري بن قطن 3918

مريم بنت عمران 2856 مزاحم بن خاقان 828 مزاحم بن عبد الوارث 3921 مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز 3942 مزاحم بن محمد بن رائق 2410 المزني 4775 مزيد 4619 مسافر بن مختار الشيزري 3310 مساور السياف 1749 المساور بن هند 194 مسبح بن حاتم الحراني 2295- 2297 المسترشد بالله 1361- 1959- 2770 المستضىء 1583 المستظهر بالله 2770 المستعصم 1214- 1559 المستعصم العباسي 1221- 1296- 2752- 2753- 3753 المستكفي بالله 858 المستنصر الفاطمي 259- 891- 1268- 1559- 2329 3458- 3674- 3676- 4233- 4275- 4663- 4726 مستنير بن عبد الغالب المعري 4405 المستهام الحلبي 4743 المسدد بن علي الاملوكي 1000- 1002- 1008- 4233- 4235 المسدد بن علي الحمصي 1746 مسدد بن مسرهد 2253 مسدد بن يعقوب الفلوسي 789 ابن أبي مسرة 709 مسرور الكبير 1768 مسروق بن الاجدع 1854- 1858 ابن مسروق 850

مسعر بن كدام 3092 مسعود 4550 مسعود بن آق سنقر البرسقي 3216 أبو مسعود الانصاري 1519- 2316 مسعود بن سليمان 969 مسعود بن شجاع الحنفي 3440 مسعود بن عبد الواحد 3633 مسعود بن علي السجزي 4707 مسعود بن أبي الفضل النقاش 1142- 4563 أبو مسعود بن كوتاه 5- 3633 مسعود بن محمد الغانمي 2919 مسعود بن محمد النيسابوري 2683- 2696- 2698- 2795 مسعود بن مودود 1211- 1579- 2802 مسعود وائل 558 مسلم بن ابراهيم 1170- 2378- 2379 أبو مسلم الثقفي 4622 مسلم بن الحجاج 1263- 1264- 1266- 1385- 1835- 1898- 2144- 2164- 2711- 2715- 2739- 2883- 2970- 2971- 2877- 3239- 3897- 3970- 3985- 4031- 4117- 4623 مسلم بن خالد 2184 أبو مسلم الخراساني 2841- 3803- 4622 المسلم بن أبي الخرجين الحلبي 2405 أبو مسلم الخولاني 2126- 4622 مسلم بن سعيد بن مسلم 1374 أبو مسلم الطرسوسي 90 مسلم بن عبد الله 4623 مسلم بن عقبة 4522 مسلم بن عبيد 2820- 2821 مسلم بن عقيل 2614- 2621- 2622

مسلم بن عمرو الحذاء 2249 مسلم بن قتيبة 1723 مسلم بن قرظة 3648- 3649 مسلم بن قريش 54- 73- 145- 545- 1974- 4078- 4080- 4081- 4082- 4147- 4148- 4157- 4159- 4238- 4525- 4589- 4762 أبو مسلم الكاتب 2311- 2465 أبو مسلم المستملي 732 مسلم بن محمد الشيزري 240 أبو مسلم المرعشي 4623 مسلم بن مشكم 4371 مسلم بن نذير 2148- 2163 مسلم بن هيصم 1889 مسلم بن الوليد 3507 مسلمة بن عبد الملك 47- 64- 121- 151- 152- 220- 232- 233- 330- 334- 451- 530- 531- 532- 589- 701- 1077- 1534- 1701- 1923- 1989- 2035- 2862- 2866- 3095- 3096- 3619- 3626- 3806- 3902- 4113- 4115- 4198- 4281- 4316- 4455- 4467- 4601- 4602- 4611- 4619- 4656- 4704- 4715 مسلمة بن علي الخشني 2202- 2207- 3603 مسيلمة الكذاب 3138- 3155- 3912- 3916 مسمع بن عاصم 3468 أبو مسهر الدمشقي 901- 1468 المسور بن مخرمة 2608- 2609 المسيب بن أبي الحسين 4260 المسيب بن دارم 1534- 1536

المسيب بن زهير 240- 256- 3256 المسيب بن نجبه 1337- 2606 المسيب بن واضح السلمي 721- 950- 1178- 1216- 1885- 1886- 2364- 2367- 2368- 2738- 2780- 2798- 2799- 3381- 3389 المشتهى الحلبي 4743 أبو المشرف الدجرجاوي 4624 المشرف بن المؤيد الهمذاني 2285 مشرف الدولة بن عضد الدولة بن بوية 2533 مشرق بن عبد الله الحنفي 2284 مشرق بن عبد الله العابد 1163- 1206- 4155 مشرق بن عبد الله الفقيه 2672 أبو مصبح الحمصي 4626- 4627 مصعب بن الزبير 232- 1321- 1322- 1475- 2038- 2065- 2107- 2969- 3184- 3226- 3625- 3990 أبو مصعب الزهري 1682 مصعب بن سعيد المصيصي 1146- 1184- 1185- 1229- 4774 مصعب بن عبد الرزاق المصعبي 2479- 2484 مصعب بن عبد الله الزبيري 1220- 1412- 2195- 2869- 3747- 3926- 4036- 4045 مصعب بن عثمان 2869 مصعب بن عمير 4650 مصعب بن ماهان 3603 مصعب بن المقدام 3733 مضاء بن عيسى 951- 957- 958 أبو مضر 4627 أبو مضر بن أبي العباس 3905 مطر الوراق 3360- 3364- 3622 أبو المطرف الانطاكي 4628

ابن مطروح 3884 مطعم بن عبيدة البلوي 3618 المطلب بن زياد 1521- 1522 المطلب بن عبد الله بن حنطب 2562- 2570- 2899 المطهر بن علي العلوي 1709 مطين الحضرمي 921 المظفر بن حمد المقرئ 2309- 2311 أبو المظفر الاذري 2438 مظفر بن جاخ 1183 المظفر بن حاجب 1812 المظفر بن الحسين بن فارس 2466 مظهر بن خلف الشحامي 2795 أبو المظفر بن أبي سعد 4286 المظفر بن عبد الله 2374 مظفر الفارقي 4208- 4742 المظفر بن الفضل الحسيني 1588 أبو المظفر الفلكي 4309- 4311 مظفر القرميسيني 4360- 4366 المظفر بن محمد الطوسي 1840 أبو المظفر بن محمد 58 المظفر بن أبي نصر البواب 2731 مظفر الدين بن زين الدين 986 معاذ بن اسماعيل اللاذقي 647 معاذ بن جبل 577- 1856- 2169- 2843- 3101- 3105- 3621- 4371 معاذ بن رفاعة 3669 معاذ بن سعيد 761 معاذ بن عفراء 1944- 1945 معاذ بن المثنى 766- 1136- 3532 معاذ بن معاذ 2202- 2206- 2207- 3833 معاذ بن هشام 1384- 1404- 1510- 1514- 1515- 1518

المعافى بن اسماعيل بن الحدوس 2351 المعافى بن اسماعيل الموصلي 2316 المعافى بن زكريا 959- 960- 1835- 2465- 2468- 2471- 2472- 2680 معافى بن سليمان 2379- 2719- 2790 المعافى بن عمران 2184- 2185 أبو المعافى بن المهلب الحموي 4628 أبو المعالي التنوخي المعري 4146 أبو المعالي بن أبي الجيش 4628 أبو المعالي بن الجباب 2757 أبو المعالي بن شاهبور الأسفراييني 4573 أبو المعالي بن صاعد الواعظ معالي بن قاسم البزاز 4252- 4253 أبو معاوية الاسود 208- 469- 470- 4454- 4629 معاوية بن حديج السكوني 1915- 2820- 4716 معاوية بن أبي سفيان 47- 48- 90- 91- 129- 155- 176- 222- 232- 235- 239- 253- 280- 281- 284- 287- 289- 291- 294- 297- 302- 304- 305- 310- 311- 312- 315- 318- 319- 367- 521- 523- 527- 557- 562- 583- 589- 590- 615- 785- 786- 795- 829- 1200- 848- 1335- 1338- 1340- 1347- 1357- 1385- 1404- 1419- 1472- 1495- 1496- 1507- 1565- 1606- 1695- 1698- 1706- 1897- 1912- 1913- 1914- 1918- 1919- 1925- 2107- 2108- 2109- 2110- 2113- 2114- 2122- 2126- 2128-

2137- 2200- 2201- 2202- 2211- 2221- 2225- 2237- 2401- 3549- 2573- 2584- 2606- 2817- 2819- 2831- 2832- 2840- 2897- 2901- 2904- 2939- 2956- 2984- 2985- 2989- 2494- 3067- 3089- 3091- 3101- 3117- 3118- 3120- 3159- 3264- 3278- 3279- 3360- 3363- 3549- 3557- 3603- 3612- 3616- 3618- 3621- 3669- 3673- 3718- 3724- 3733- 3783- 3796- 3948- 4019- 4026- 4058- 4089- 4153- 4171- 4186- 4381- 4481- 4497- 4548- 4604- 4649- 4650- 4651- 4665- 4671- 4678- 4679- 4680- 4689- 4690- 4692- 4695- 4703- 4708- 4709- 4738- 4739- 4716- معاوية بن يحيى 2891 معاية أم قضاعة ابنة جوشم بن جلهمة 560 معبد بن خالد 1535 المعتز بالله 183- 184- 2429- 2430- 2753 ابن المعتز الشاعر 4519 المعتصم العباسي 47- 152- 248- 704- 705- 1052- 1920- 4709

المعتضد العباسي 62- 120- 637- 808- 810- 812- 814- 815- 816- 818- 820- 822- 823- 839- 840- 841- 842- 846- 1242- 3384 225- 601- 603- 604- 809- 814- 827- 1222- 1241- 1341 1499- 4499 معتز بن سليمان 185- 1384- 1403- 1404- 1714 معتوق بن أبي السعود المقرئ 3603 معد بن كدام 4267 معدان بن أبي طلحة 1606 معدان بن كثير البالسي 4184 المعرور بن سويد 3487 أبو معروف 3227- 3247- 3238 معز الدولة بن بويه 170- 2433- 2924 أبو معشر الدارمي 2257 أبو معشر الطبري 2304 المعظم الايوبي 3545 المعلى 4770 معلى بن أسد 1170 المعلى بن تيم 1996 معلى بن منصور الرازي 1063 المعلى بن هلال العوفي 402 المعلى بن الوليد 2377- 2379 معمر بن أحمد بن زياد 1118 معمر بن راشد 1462- 1464 معمر بن سليمان 1722- 3264- 3272- 3441 المعمر بن عبد الواحد الاصبهاني 1533 أبو معمر القطيعي 1723- 1741 المعمر بن مالك بن الازد 3280 معمر بن المثنى 1412- 3342- 3696

معمر بن مخلد السروجي 3438 معمر بن يعمر 1266 معن بن زائدة 1752 معن بن عيسى 1521- 1535- 2401- 3342- 3345 معن بن عمرو بن همام 1707 معن بن قرة السلمي 4604 معن بن يزيد السلمي 2842- 4381 المعوج الانطاكي 4743 معيوف بن يحيى 2866- 2875 المغازلي 4775 أبو المغيث الرافقي 4629 مغيث بن غوث 555 المغيث بن العادل بن أيوب 983- 3460 المغيرة بن أبي الحر 2133- 2134 أبو المغيرة الخولاني 2202- 2207 المغيرة بن زياد 3092 المغيرة بن شعبه 2038- 2113- 2170- 4678 المغيرة بن عبد الرحمن الحراني 2780 المغيرة بن مطرف 3044 المغيرة بن المغيرة 1859 الغيرة بن المهلب 3922- 3923- 3924 الفضل بن عبد الرزاق 4462 المفضل بن عبيد الطرابلسي 3394 مفضل بن الفضل 3198 المفضل بن محمد الشعبي 1059 المفضل بن محمد بن المهذب 2826 المفضل بن مواهب بن أسد الحلبي 909- 1286- 4174 المفضل بن يونس 3334- 3339 مقاتل السوسي 2473 مقاتل الليثي 4602- 4620

مقبل بن عبد الله الفلسطيني 1859- 3627 المقتدي العباسي 182- 654- 1071- 2725- 2770- 3372- 3905- 4290- 4291- 4295- 4296 المقتفي لامر الله 1580- 2353 المقداد بن الاسود 2153- 4582 المقداد بن زمل 3837 أبو المقدام 1705 المقدام بن معد بكرب 3101- 3105- 3120- 3135- 3137- 3549 مقدم بن علي 4123 ابن مقلة الوزير 2433- 3963- 4292 مقلد بن أحمد 1207 مقلد بن قريش 4087 مقلد بن كامل بن كليد 2331 مقلد بن المسيب 4157 مقلد بن نصر بن منقذ 1252- 1253- 4199- 4200 ابن المقشع 4581 أبو المكارم الابهري 899 المكتفي بالله 815- 843- 928- 932- 939- 942- 944- 945- 1183- 3650- 3907 مكحول 804- 1165- 1473- 1746- 1747- 2452- 2454- 3622- 4071- 4072- 4115- 4600- 4601 مكرم بن محمد القرشي 2953 مكي بن أحمد بن ماهان 921 مكي بن جابار الدينوري 1227 مكي الرميلي 1617 مكي بن ريان الماكسيني 1259

مكي بن عبدان 2964- 2965 مكي بن عبد السلام المقدسي 1621- 2514 مكي بن محمد بن الغمر 1166- 1747- 2377- 2969 مكي بن المسلم الدمشقي 978 ملكشاه بن ألب أرسلان 777- 950- 1956- 1958- 1781- 2300- 2301- 2413- 2478- 2492- 2497- 2499- 2683- 2695- 3845- 4078- 4158- 4159- 4555- 4556 ملك شاه بن رضوان 3667 ابن الملحي 4103 الملطي 4776 أبو المليح الرقي 1660 أبو مليح بن مماتي 1815 مليكة بنت خارجة 2317 ابن المنادى 391 4749 منبه بن بكر بن هوازن 555 منبه بن عثمان اللخمي 3361- 3363- 3364 المنتصر بن محمد الديباجي 2457- 2458 أبو المنجا 4150 ابن المنجم 4165 ابن مندة 4622 مندل بن علي الغزي 185- 1755 أبو المنذر التميمي 3897 المنذر الثوري 3565 المنذر بن حرملة 2194 المنذر بن عبد الملك 4143- 4146 المنذر بن ماء السماء 125- 1996- 2186- 4301 المنصور العباسي 156- 161- 170- 255- 817- 2974- 3927 منظور بن ثعلبة 4816

منظور بن زبان 2317 منقذ بن مرشد بن منقذ 1877- 2807- 3355- 4172- 4467 ابن المنقي 2396 المنكدر بن محمد 1492 أبو المنهال 3679 المنهال بن عبد الملك 3781 منوجهر بن محمد 3241 أبو المنيب العتكي 1524- 1533 منير بن أحمد الخلال 2459- 2465- 2468 منير بن الحسن 2472 ابن منيع 4154 ابن منينا 4582 المنصور ابراهيم 4581 منصور بن أبي 1705 أبو منصور بن بابا الحلبي 4634 أبو منصور البساسيري 1347 أبو منصور البغدادي 1677 منصور بن تميم السرميني 1299- 2331- 3675- 4080- 4637 أبو منصور الثعالبي 897- 4404- 4556- 4563- 4567- 4645 منصور بن الحارث 249 منصور بن جمهور 1924 أبو منصور الجواليقي 2460 منصور بن الحسن الازدي 1057 منصور بن الحسن بن جوشن 112- 553 أبو منصور الخياط 4002- 4011- 4636 منصور بن دينار 1885- 1886 منصور بن رجاء 1695- 1696 أبو منصور بن الرزاز 2353 أبو منصور بن زريق 2353

أبو منصور الزهري 722 منصور بن سلمة الخزاعي 1263- 1266- 3999 منصور بن العباس الفقيه 3472 منصور بن عبد الله الاصبهاني 1449- 4435 منصور بن عبد الله الخالدي 976- 1074 منصور بن عبد الله الذهلي 1484 منصور بن عبد الله الهروي 1072- 4361- 4775 منصور بن عبد الله الوراق 2311 منصور بن عمار 1749- 1762- 3470- 4597 أبو منصور بن غالب العطار 1620 منصور الغراوي 1657 منصور بن أبي القاسم الامدي 4609 منصور بن كامل الكلامي 4080 منصور بن لؤلؤ السيفي 2415 منصور بن مالك الطائي 137 أبو منصور بن المتقي 2436 منصور بن محمد البخاري 2808 أبو منصور بن المرزبان 4574 منصور بن أبي مزاحم 1723- 1741- 2862- 2865- منصور بن المسلم 2866- 3455 349- 4728 منصور بن المهدي 220- 1758 منصور النسيمي 698 منصور بن أبي نويرة 1469 مهاجر بن قنفذ 2827- 2835- 2839- 2840 مهارش العقيلي 1350- 1353 المهتدي بالله 599- 601 المهدي العباسي 138- 158- 159- 167- 169- 170- 173- 185- 219- 239- 240- 241- 249- 1757- 3717- 4176- 4177 مهدي بن ميمون 2345

أبو المهذب بن أحمد 876 المهذب بن علي بن المهذب 1226- 1707- 2743- 2788 المهذب بن محمد بن همام 565 ابن مهري الصواني 927 المهلب بن أبي صفرة 2079- 2518- 3923 المهنا بن علي المعري 2474- 4744 مهند الدولة الخيشي 715- 716- 2927 مهيار بن مرزويه 1637- 2540 موسى عليه السلام 100- 101- 469- 519- 528- 2096- 3288 موسى بن ابراهيم 4580 موسى بن ابراهيم الاطروش 1154 موسى بن ابراهيم الوراق 1059 موسى بن أحمد الانصاري 1186 موسى بن أحمد الانطاكي 1075 موسى بن اسحاق القاضي 766- 1518- 1522- 2295- 2297 موسى بن اسماعيل 2378- 2379 أبو موسى الاشعري 2827- 2839- 3679- 3919- 3926 موسى بن أعين 1146- 1462- 1466- 1723- 1740- 3268 أبو موسى الانصاري 1518 موسى بن أيوب النصيبي 791- 913- 2452 موسى بن نجا 706- 826- 1296 موسى بن جرير الرقي 6970 موسى بن جعفر بن الحسين 2579- 3496- 3530 موسى بن جعفر بن أبي كثير 3747 أبو موسى الحامض 82 موسى بن حبيب 2848 موسى بن الحسن السقلي 231 موسى بن الحسن المصري 1065 موسى بن الحسن بن موسى 1239 ابن أبي موسى الحلبي 4706

موسى بن حمدون العبكري 804 موسى بن حية 546 موسى بن داود 1053- 1054- 1063- 1217- 1263- 1266- 2452- 2454- 3360- 3363- 3450- 3659 موسى الزكوري 4508- 4509 موسى بن سابق 4629 موسى بن سرجس 1842 موسى بن سعيد 2798 موسى بن سهل 1095- 1438 موسى بن سهل الرامي 3497 موسى بن سهيل 3606 موسى بن طارق 1385- 1405 موسى بن طريف 1136 موسى بن طلحة 2899- 3999 موسى بن الملك العادل 105- 2735- 2737- 4095- 4239 4240 موسى بن عامر المري 960- 1812 موسى بن العباس 776- 3815- 1239 موسى بن عبد الله المصري 1624 موسى بن عبد الله بن وردان 1473- 1622- 2452- 3471- 3896 موسى بن عبيدة الرندي 2137- 2138 موسى بن عقبة 1722 موسى بن علي الختلي 3441 موسى بن علي بن العباس 1496 موسى بن عمران الوراق 1496- 1498 موسى بن عمير العنبري 1434 موسى بن عيسى الحمصي 230- 921 موسى بن عيسى الخابوري 1616 موسى بن عيسى السراج 1037

موسى بن عيسى بن المنذر 3393 موسى بن القاسم الاشيب 2671 موسى بن قيس الحضرمي 371- 2132- 2134 موسى بن كعب 254- 1509 موسى بن محمد الانصاري 2798- 2799 موسى بن محمد الانطاكي 2783 موسى بن محمد الديلمي 2313 موسى بن محمد المقدسي 4418 موسى بن مروان الرقي 2791- 3817 موسى بن نصر القنطري 1452 موسى بن نصير 4523 موسى بن نصير القنطري 2877 موسى الهادي 240 موسى بن هارون البردي 2093 موسى بن هارون الحمال 804- 1044- 1045- 1385- 1405- 1518- 1521- 2877- 2883- 3531- 3889- 3900 موسى بن هشام الدينوري 1139 أبو موسى الوراق 4638 موسى بن يحيى الحصكفي 1588 موسى بن يحيى خالد بن برمك 4706 موسى بن يغمور 4356 أبو موسى اليهودي 1830- 1831 أبو موسى بن يونس الطرسوسي 1184- 4638 أبو المواهب بن صصرى 4056- 4101- 4103- 4112 المؤتمن الساجي 4460 مودود بن التورتكين 1300- 1301 مودود صاحب الموصل 3665 ابن الموصول الاسدي 4699 الموفق العباسي 808- 3553- 4751 مؤمل بن اسماعيل 1053- 1054- 1263- 1384- 1405- 2401- 2975- 2971

مؤمل بن اهاب 775- 961- 1177- 1178- 1544- 2180- 2181- 2248- 3330 المؤمل بن الحسين بن عيسى 1515 المؤمل بن غدير بن اسماعيل 1707 المؤمل بن مصبح 941- 1543 مؤنس 823- 3372 مؤنسة جارية المأمون 1276 موهوب بن أحمد الجواليقي 1204- 1210- 2351- 2353- 4002- 4011- 4251- 4255- 4260 المؤيد بن العميد 1823 المؤيد بن محمد بن علي الطوسي 644- 735- 957- 1657- 1707- 1746- 2908- 3318- 4082- 4175 ميخائيل بن توفيل 758- 4663 ميخائيل الرومي 1298 ميسر بن اسماعيل 1384 ميسرة بن مسروق 70- 152- 569- 571- 572- 575- 590- 1336 ميسون بنت بحدل 2235 ميكائيل بن سلجوق 501- 1980- 3314- 4548 ميلاطوس 1600 ميمون الجزري 3044 الميمون بن حمزة الحسيني 2533 أبو الميمون بن راشد 1177- 1179- 1659- 1661 ميمون بن مهران 4072- 4528 ميمون بن هارون 1412- 1419 ميمونة بنت الحارث 3136 ن ابن النابغة 316 النابغة الجعدي 3001- 3002- 3006- 3007- 3909

النابغة الذبياني الشاعر 740- 2008 ناصح الدين الحنبلي الانصاري 4181 ناصح الدين عبد الرحمن 1174 ناصر بن الخضر الصوفي 425- 4261 ناصر بن محمد النجار 1191 ناصر الدولة بن حمدان 2330- 2331- 4233 ناصر الدولة بن ناصر الدولة بن حمدان 896- 1974- 1961- 3962- 4235- 4585 ناصر الدولة بن مروان 2298- 2301 ناصر الدين العمري ابن الصوفي 1331 الناصر التنوخي 4156 نافع بن الازرق 2585- 2586 نافع بن جبير بن مطعم 3985 نافع بن أبي الفرج الحلبي 1155- 1163 نافع مولى ابن عمر 3816 نافع بن هلال 2627 النامي المصيصي 1087 نباتة بن حنظلة 544 ابن نباتة 4585 النباجي 4286 نبهان القرمطي 3677 نبهان بن المفلس 2145 نبيح العنزي 1852 نجا بن احمد العطار 1673- 1682- 2466- 2469- 2503- 2505- 2741- 2743 أبو النجاء الاندلسي 4639 النجاشي الشاعر 1921- 4001- 4695 أبو النجاشي 3557 أبو النجم بن بديع 3960- 3961- 4588- 4595 أبو النجم الدقاني 4640 نجم الدين بن اسرائيل 1820 نجم الدين البادرائي 1810

نجم الدين بن أبي سعد 4202 نجم الدين أبو الغنائم 4266 أبو النجيب بن ابراهيم 4191- 4195 أبو النجيب الجزري 4195 أبو النجيب السهروردي 2794- 4640 نجيح بن ابراهيم النخعي 3393 ابن النحوي 4589 ابن النحاس 4083 ابن نرسي الملك بن بهرام الملك 4088 نسير بن ذعلوق 3565 أبو نسير 4656 نسيم الشرابي 3656 نصر بن ابراهيم الزاهد 1280 نصر بن ابراهيم المقدسي 723- 988- 1617- 1620- 2466- 2469- 2741- 2742- 2777- 2953 نصر بن أحمد 3477 نصر بن أحمد بن البكار 1627- 2776 نصر بن أحمد السوسي 1581- 1584 نصر بن أحمد القاري 1625 نصر بن أحمد المرجي 2465- 2468 نصر بن أحمد بن مطكود 2794 نصر بن أحمد بن مقاتل 1194 أبو نصر الاسماعيلي 2489 نصر بن شبث العقيلي 265 نصر بن صالح 4162- 4163- 2231- 2232- 2233- 2421- 2422 أبو نصر الطرسوسي الشيرازي 4641 أبو نصر بن كلاب 1617- 1620 نصر بن عبد الملك السنجاري 2971 نصر بن على الجهضمي 722- 802- 803- 860- 914- 1197- 2579- 3827

نصر بن علي بن منقذ 3354 نصر بن أبي عليه الدقاق 3826 أبو نصر بن أبي عمران 890 نصر بن فتيان 2923 نصر بن أبي الفرج الحصري 1543 أبو نصر الفلاحي 4663 نصر بن أبي الفنون النحوي 1562 أبو نصر القشيري 2506 نصر بن محمد السوسي 2797 أبو نصر الماسرجي 856 نصر بن مالك 256 نصر بن محمد بن أبي ضمرة 3330 أبو نصر الاولاسي 4641 أبو نصر التنوخي المعري 4176- 4575 أبو نصر بن الجبان 2468 أبو نصر بن جهير 885 أبو نصر بن أبي جوزه 4641 نصر بن الجندي 2468 نصر بن علي الجهضمي 862 نصر الحاجب 813 نصر بن الحارث 2972 نصر بن الحسن 4616 أبو نصر بن أبي الحليم 4641 أبو نصر بن أبي حفص 2695 نصر بن حمزة الخزاعي 759 نصر بن خالد الشيظمي 4584 نصر بن زكريا 1385 نصر بن سديد الملك 3355 أبو نصر السراج الصوفي 4223 أبو نصر السراج الطوسي 4218 نصر بن سعد الكاتب 256 أبا نصر السمرقندي 4287 نصر الله بن محمد اللاذقي 2485

نصر بن محمد الموصلي 1173 نصر بن محمود بن نصر 1298- 2231- 2421- 3962- 4082- 4340- 4568- 4569 نصر بن محمود العطار الطوسي 1256 نصر بن مزاحم 2134- 3115- 3497 نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن 555 نصر بن معدان البالسي 1283 نصر بن مقاتل بن مطكود 1191 نصر المقدسي 3313 أبو نصر المنازي 269- 884- 885- 886- 1282 نصر بن منصور بن أبي حصينة 2417- 4324 نصر بن منقذ الكناني 2762 أبو نصر الكسائي 2272 أبو نصر الكشاني 2683 أبو نصر الكندري 2496 أبو نصر بن النحاس 2277- 4077- 4079- 4194- 4339- 4574- 4634- 4635- 4636- 4637 نصر بن أبي نصر الحافظ 1256 نصر بن أبي نصر العطار الطوسي 1248 نصر بن نصر العكبري 2479- 3435- 3437 أبو نصر بن هشام الحلبي 4642 نصر الدولة بن مروان 884- 2533 نصر الدين جغر 3174 نصر الله بن الاثير 1214 نصر الله بن أحمد الخشنامي 1673- 1682- 4309 نصر الله بن الصفار 3380 نصر الله بن عبد الرحمن القزاز 1012 نصر الله بن أبي العز الشيباني 1149- 2398- 4006 نصر الله بن علي بن الكيال 765 نصر الله بن علي الواسطي 2387 نصر الله بن محمد اللاذقي 2797

نصر الله بن محمد المصيصي 1191- 1194 أبو النضر الدمشقي 1438 النضر بن شميل 440- 1385- 1403- 1405- 1510- 1514- 1515- 1517- 2369- 2970- 2971- 3696- النضر بن عبد الجبار 3747 النضر بن كنانة 2378 النضر بن محمد الجرشي 1263- 1264- 1266 نضلة بن عبيد الاسلمي 2633 نظام الملك 2300- 2491- 2492- 2493- 2494- 2405- 2496- 2695- 2706- 4556- 4576- 4634 نظيف بن عبد الله المقرئ 1227- 1228- 1551 النعمان بن أحمد 933- 1239 أبو النعمان الانطاكي 4643 النعمان بن بشير 127- 128- 129- 585- 3090- 4625 النعمان بن الحارث 114 النعمان بن راشد 1462- 1463- 1464 النعمان بن عجلان 4596 النعمان بن عدي 564- 565 النعمان بن مقرن 2159- 2170 النعمان بن المنذر 1703- 4301 النعمان بن نجوان 3619 نعمان بن هارون 1373 نعمة بنت الطراح 1232 أبو نعيم الحافظ 802- 2265- 3970- 4043- 4118 914- 1045- 1136- 1168- 1169- 1170- 4365 نعيم بن سلامة 2995- 3622- 3627 أبو نعيم بن هشام الحلبي 730- 860- 4650 نفاثة بن عبد الله 549

نقفور 1774- 1775- 4363 ابن النقيب 4055 نمارة بن أياد 558 أبو النمر بن العنزي 4643 ابن أبي نمير العابد 461- 462 نمير بن الوليد بن نمير 1371 نهيك بن اساف الانصاري 2870 نهيك بن أوس 1907 نيقو ماخوش 1342 أبو نواس الانطاكي 4645 النواس بن سمعان 3622 أبو نواس الشاعر 1777- 1778- 1779- 1782- 4630 ابن النون المعري 696 نوح بن حبيب 3269- 3971- 4142 أبو نوح الحميري 288- 4645 نوح بن لمك 362- 2385- 3286 نوح بن هشام الجوزجاني 952 أبو النور محمد 1033 نور الدين بن زنكي 51- 62- 146- 235- 261- 267- 268- 322- 323- 325- 326- 327- 458- 459- 460- 997- 1580- 1847- 4235- 4310 4235- 4310 نوشتكين بن عبد الله الرضواني 3435 النوشري 3905- 3906- 3907 نوفل بن الفرات 1236 ذو النون المصري 3455 ابن نوين المعري 1131 هـ هادي بن اسماعيل الحسيني 1468 الهادي العباسي 1757

هارون بن اسحاق الهمذاني 1195- 1197 هارون بن الحسن 3334- 3339 هارون بن حيان الرقي 3264- 3272 هارون بن خمارويه 808- 930- 2925 هارون بن داود 2248 هارون الرشيد 95- 108- 109- 158- 159- 160- 169- 170- 185- 219- 563- 589- 616- 1375- 1421- 1467- 1468- 1749- 1774- 1775- 1777- 1783- 1784- 1785- 2380- 2861- 3256- 3258- 3507- 3508- 4177- 4768 هارون بن سعيد الايلي 702- 703- 1066- 2364- 2367 236734- 2368 هارون بن سفيان 1517 هارون بن سليمان المصري 1434 هارون بن عبد الصمد الرحبي 1385- 1405 هارون بن عبد العزيز الاوارجي 2535- 2705 هرون بن عبد الله الزهري 3747 هارون بن عبد الله المهلبي 3497 هارون بن أبي عبيد الله المصيصي 1199 هارون عليه السلام 400 هارون بن محمد بن اسحاق 3468- 4177 هارون بن محمد الحارثي 1240 هارون بن محمد بن هارون 1812- 1814- 3449- 3496 هارون بن معروف 1722- 1741- 3816 هارون بن موسى الاخفش 2310 هارون بن موسى الفروي 2248 هاشم بن أحمد الحلبي 1016- 2024- 3041 هاشم بن أحمد بن هاشم 1155 هاشم بن الاشرف 1876

أبو هاشم البغدادي 3910 هاشم السراج 1493 هاشم بن عبد الواحد 2794 هاشم بن عتبة المرقال 316- 2221- 4649- 4650- 4694- 4700 أبو هاشم العسقلاني 860 هاشم بن القاسم 761- 1266- 3330 هاشم بن محمد الانصاري 958 أبو هاشم المؤدب 1504 أبو هاشم الهاشمي 1668- 1837 هاشم بن وعلة 4759 هاشم بن الوليد البيروتي 2248 هاشمية بنت عمرو اليمامي 1752 هانىء بن ثوب الحضرمي 2629 هاني بن عالي 2109- 2121 هانىء بن عروة 2622 هانىء بن مسعود 1996 أبو هانىء المغربي 2691 هبة الرحمن بن أبي سعد القشيري 1002- 1270 هبة الله بن أحمد الاكفاني 2203- 2432- 2433 هبة الله بن أحمد البزاعي 2912 هبة الله بن أحمد الحذيري 4011 هبة الله بن أحمد الجزيري 4002 هبة الله أحمد المعروف بابن الظبر 864- 1223- 1224- 1225- 2523- 2032 هبة الله بن أحمد اللبان 1672- 1707 هبة الله بن أحمد بن محمد الشبل 4298 هبة الله بن ادريس 1002 هبة الله بن بطرس الحلبي 908 هبة الله بن جعفر الحلبي 3962 هبة الله بن جعفر بن سناء الملك 983 هبة الله بن جعفر بن محمد 801 هبة الله بن الحسن بن عساكر 2428

هبة الله بن الحسن القرشي 2797 هبة الله بن الحسن الدباس 2684 هبة الله بن الحصين 2982- 2351 هبة الله بن سعد الحلبي 741- 1958- 2725 هبة الله بن سليمان الجزري 1027 هبة الله بن سهل 719 هبة الله بن صدقة الكولمي 1359 هبة الله بن عبد الجبار السجزي 969 هبة الله بن عبد القاهر بن الموصول 805- 997- 998 هبة الله بن علي البوصيري 3325 هبة الله بن علي السجزي 2684 هبة الله بن علي الشجري 4002- 4250- 4255 هبة الله بن المثنى 887 هبة الله بن محمد البغدادي 946 هبة الله بن محمد بن أبي جرادة 1211- 1162- 2430 هبة الله بن محمد الشيباني 950 هبة الله بن محمد بن عبد الباقي 259 هبة الله بن محمد بن مسعر 1707 هبة الله بن ميسر بن مسعر 4631 هبة الله بن موسى الموصلي 2465- 2468 هبير بن الحسن الزاهد 2389 هبيرة بن جرير 4714 هدية بن خالد 4253- 2364- 2367 هدم بن كعب 557 الهذيل بن زفر بن الحارث 3928 الهذيل بن محمد 2684 هرثمة بن أعين 186 هرقل 79- 152- 160- 399- 430- 451- 487- 576- 578- 581- 590 هرمز بن عبد الله 3244 أبو هريرة امام مسجد عرفة 4652

أبو هريرة الدوسي 367- 370- 386- 382- 383- 384- 795- 2562- 3105- 3679- 3696- 4651 هزارسب بن نيكير 2754- 2755 هشام بن اسماعيل 2321- 3174- 3782 هشام بن البختري 3168 هشام بن حسان 1524- 1533 هشام بن حكيم 2903 هشام بن خالد الازرق 1523- 1524- 1544- 1545- 2798- 2799 هشام بن خالد 1177- 1178- 2364- 2367- 3177- 3178- 3180 أبو هشام الرفاعي 1177- 1178 هشام بن سعد القرشي 1443- 1444 هشام بن العاص 3141 هشام بن عبد الملك 113- 138- 157- 161- 224- 229- 254- 450- 499- 540- 551- 1547- 1700- 2100- 2223- 2236- 2316- 2851- 2854- 2855- 2857- 2860- 2867- 2972- 3044- 3045- 3064- 3068- 3072- 3085- 3173- 3265- 3272- 3446- 3448- 3472- 3781- 3902- 3919- 3925- 3926- 4014- 4015- 4028- 4030- 4031- 4032- 4033- 4035- 4036- 4037- 4044- 4045- 4046- 4047- 4048- 4051- 4118- 4121- 4128- 4135- 4136- 4137- 4139- 4141- 4142- 4143- 4144- 4145- 4141- 4171-

4241- 4454- 4455- 4456- 4527- 4616- 4640- 4690- 4717- هشام بن عبيد الله الرازي 4456 هشام بن عروة 1439- 1722- 1739- 2137- 2138- 3176- 3179- 3180- 3613- 3816 هشام بن علي السدوسي 3532 هشام بن عمار 751- 975- 1168- 1169- 1177- 1178- 1184- 1185- 1220- 1229- 1515- 1523- 1524- 1545- 1722- 1723- 1741- 1812- 2139- 2364- 2367- 2373- 2374- 2377- 2378- 2719- 2739- 2799- 2848- 2909- 2910- 2934- 2964- 2965- 3180- 3330- 3332- 3381- 3816- 3827 هشام بن عمار الدمشقي 3177 هشام بن عمرو 1736 هشام بن الغاز 1722- 3616 هشام بن الفضل 1885- 1886 هشام بن محمد الكلبي 1667- 1893- 2658 هشام بن محمد اليماني 3320 هشام بن يحيى بن يحيى 3603 هشام بن يوسف 1377- 1385- 1405 هشيم بن شير 1419- 4184- 3342- 3345- 3441- 3443 هقل بن زياد 2877- 2880- 2881- 2882 هلال بن ابراهيم الصابئ 2273 هلال الاعور 2630 أبو هلال الراغبي 4653- 4654

هلال بن ضيغم 170 هلال بن عامر 554- 556 هلال بن عبد الرحمن القرشي 2851- 2855 هلال بن المحسن هلال بن محمد الرازي 2680 هلال بن حنيا 3565 هلال بن العلاء 766- 769- 770- 975- 1179- 1483- 1484- 1662- 2100- 2104- 2753- 2754- 3198 هلال بن يساف 3565 همام بن جعفر العمري 1348 همام بن الحارث الخولاني 2418- 2162 أبو همام الشعباني 4653 همام بن غالب الفرزدق 2562- 2573- 4739 همام بن الفضل المعري 197- 480- 699- 734- 864- 866- 903- 1047- 1076- 1349 1543- 2298- 2706- 3355- 4163- 4230- 4467 همام بن مرة 2186 همام بن عكرمة 1934 هناد بن السري 3827 هند بنت الحارث بن عمرو 1889 هند بنت زيد بن حجرية 2123 هندي الزهيري 4265 أبو هنيدة 4653 هوبر الكناني 4292- 4295 هشيم بن بشير 1174- 1412 الهيثم بن جميل الانطاكي 848- 1109- 1145- 1455- 1510- 1535- 1537- 2452- 2860- 2454- 3733- 3815- 3832 الهيثم بن حميد 2876- 2882- 2883- 3603

الهيثم بن خارجة 1723- 1741 الهيثم بن خالد 3470- 3471 الهيثم بن خلف الدوري 1469- 1518- 1521- 1622- 1623- 1624- 2957 الهيثم بن رزق الله 3632 الهيثم بن سهل 1111 أبو الهيثم بن عبد الرحمن 970 الهيثم بن عدي 84- 1318- 1412- 1762- 1763- 1895- 2156- 2997- 3139- 3342- 3928- 3968- 3972- 3973- 4118- 4120- 4141- 4142 الهيثم بن عمران العبسي 1695- 1704- 2866- 2873 أبو الهيثم بن القاضي أبو حصين 4025- 4655 هيثم بن مجاهد 1469 أبو الهيجاء بن حمدان 1166 هيلانة ملكة القسطنطينية 62 ووابصة بن معبد 3227- 3238- 4168- 4171 واثلة بن الاسقع 4461 الواثق العباسي 704- 758- 759- 3621 وادع بن عبد الله بن سليمان 911- 3316 واصل بن عبد الاعلى الكوفي 860- 862 واصل بن محمد المعري 3316 وافد بن سلمة 2097 وافد بن عمرو بن معاذ 1944- 1948 الواله 4745 الوامق المعري 4745- 4746 الوأواء الحلبي النحوي 4746 أبو وائل الاسدي 4646 وائل بن ثعلبة 567 وائل بن حجر الحضرمي 2110- 2132- 2133- 2134

وائل بن النمر بن وبرة 4371 وثاب النميري 4078- 4081- 4082 الوجيه بن الحنيك 1155 وحيش الشاعر الدمشقي 2398- 4553 وريزة بن محمد الغساني 961- 1434- 2380 وراد كاتب المغيرة 3622 وراقة الحضرمي 597 أبو الورد بن أبي بردة 1948 أبو الورد بن الهذيل 3928- 3931- 4612- 4646 ورقاء بن الحارث 3718 ورقاء بن زهير 539 ورقاء بن شمس العجلي 4186 ورقاء بن عبد الرحمن الحنظلي 1851 الوشاء أبي الطيب 4686 وصيف البكتمري 2332 وصيف الخادم 818 وصيف بن عبد الله الانطاكي 2377 وصيف بن عبد الله الدينوري 820 وصيف موشجير 823 الوضين بن عطاء 3627 وفاء بن اياس 2809- 2813- 2815 أبو الوفاء الحراني 4646- 4647 وقاد بن الحسين الرقي 2297 وقاد بن الحسين الكلابي 2295 الوكاء بن عمرو بن عبدود 116 وكيع بن الجراح 950- 1385- 1403- 1404- 1510- 1514- 1515- 2789- 2803- 3441- 3877- 3879- 3880- 4022- 4184- 4335 وكيع بن يزيد بن هارون 1535 ولادة بنت العباس 125- 539 ولادة بنت القعقاع 125

الوليد بن أبان الانطاكي 1747 الوليد بن أحمد الزوزني 2251 أبو الوليد الانطاكي 4648 الوليد بن بكر الاندلسي 1198 الوليد بن أبي الجارود 4022 أبو الوليد الدربندي 864 الوليد بن سليمان 3622 الوليد بن صالح 3441- 3603 أبو الوليد الطيالسي 1045- 3625 الوليد بن عبد العزيز بن أبان 1746 الوليد بن عبد الملك 90- 91- 116- 125- 159- 233- 433- 450- 1639- 1640- 1200- 2090- 2095- 2209- 2320- 2637- 2818- 3068- 3072- 3095- 3096- 3190- 3197- 3220- 3648- 3807- 3942- 4063- 4119- 4120- 4121- 4187- 4188- 4190- 4601- 4643 الوليد بن عبيد البحتري 272- 416- 568- 1072- 1362- 1453- 4751 الوليد بن عتبة 1177- 1178- 2607- 2608- 4287 الوليد بن عقبة 2148- 2194- 2196- 2571- 2828- 3881 الوليد بن عمرو 2630 الوليد بن كثير 2316- 2319 الوليد بن محمد الموفري 2877 الوليد بن مروان الازدي 961 الوليد بن مسلم 951- 957- 1241- 1385- 1404 1473- 1648- 1655- 1659- 1702- 1723- 1729- 1741-

1813- 1831- 1833- 1849- 2202- 2207- 2298- 2573- 2823- 2876- 2882- 2383- 2909- 2910- 3177- 3180- 3363- 3441- 3443- 3360- 3953- 4407- 4467- 4760 الوليد بن مضاء الخشاب 761 الوليد بن معاوية بن مروان 2891 الوليد بن المغيرة 2148- 3131- 3132 الوليد بن هشام 2202- 3953- 4113- 4515 الوليد بن الوليد 3129 الوليد بن يزيد بن عبد الملك 138- 159- 247- 540- 1650- 2854- 2855- 2888- 2889- 3781- 3902- 3930- 3932- 3990- 4143- 4146- 4150- 4454 وهب بن بقية 3827 وهب بن بيان المصري 2248 وهب بن جرير 1399- 2971- 3342- 3345- 3875 وهب بن خالد 3470 وهب بن زمعة 3747 وهب بن سليمان السلمي 1193- 1194 وهب بن محمد النباتي 1445 وهب بن ناجية 2290 وهب بن وهب 2989 وهب بن يحيى المازني 2457 ي يازمار الخادم 457 اليازوري (الوزير) 4663 ياغي يسن بن الدانشمند 1988 يافث بن نوح 155- 527

ياقوت العالم 1071 ياقوت بن عبد الله التاجر 1194 ياقوت بن عبد الله الحموي 129- 169- 380- 654- 709- 1108- 4010- 4208- 4270 ياقوت بن عبد الله التجاري 1191 ياقوت المعظمي 2843 ابن ياقوت 4291 يانس الرصاصي 824 يانس بن شمشقيق 2527 يانس المؤنسي ياوان بن يافث 155- 176- 222- 527 اليبوسي بن كنعان 527 ابن اليتيم 808 يحيى بن ابراهيم بن محمد 3777 يحيى بن ابراهيم المزكي 1002- 1007- 1008 يحيى بن أحمد الانطاكي 2635 يحيى بن أحمد بن علي 4130- 4144 يحيى بن أحمد الفقيه 2712 يحيى بن آدم 914- 1178- 1385- 1387- 1388- 1393- 1403- 1404- 1405- 2998- 3329- 3342 يحيى بن أسعد بن بوش 3519 يحيى بن أكثم 612- 613- 1415- 1416- 3603- 4769- 4770 يحيى بن أيوب 1045- 1433- 2308- 2310- 3876 يحيى بن برمك 2229 يحيى بن البريم 1220 أبو يحيى البزاز 2718- 3626 يحيى بن بطريق 1191- 1194 يحيى بن بكير 2156- 3987- 4048 يحيى بن أبي بكير الكرماني 1053- 1054- 1266 يحيى بن ثابت البقال 1931 يحيى بن ثابت بن بندار 2917- 2919

يحيى الثقفي 964 يحيى بن جرير 83- 84- 1754 يحيى بن جعفر بن الزبرقان 766- 3392 يحيى الجلاء 1233 يحيى بن الحارث 1178- 3747 يحيى بن حسان 1723- 1741 يحيى بن الحسن 2301 يحيى بن الحسين الخفاجي 2284 يحيى بن الحسين الاقفاصي 3379 يحيى بن الحصين 2827 يحيى بن الحكم 2319- 2320 يحيى بن حمزة 1437- 1439- 1440- 1473- 2876- 2878- 2880- 2881- 2882- 2883- 3603 يحيى الحمصي 3471 يحيى بن خالد بن برمك 2380- 3717 يحيى بن خالد القيسراني 1424- 1757- 1871- 4451- 4754 يحيى بن خلاد 3669 يحيى بن خاقان 2380- 2799 يحيى بن خلف الباهلي 802 يحيى بن الربيع العبدي 3347 يحيى بن رجاء افران 1185 يحيى بن رجاء الحصين 1184- 1186 يحيى بن زكريا 88- 89- 459- 460- 469- 1390- 2597- 2634- 2845- 2846 يحيى بن زيد 4046- 4051 أبو يحيى الساجي 4001 يحيى بن سالم 4164- 4165 يحيى بن سعد الثقفي 1207 يحيى بن أسعد الحلبي 1155

يحيى بن سعد الهراوي 1155- 2247 يحيى بن سعدون القرطبي المقرئ 1140 يحيى بن سعيد الانصاري 1565- 1722- 1736- 1739- 1740- 1841- 1844- 3648- 3649- 4708 يحيى بن سعيد التميمي 3176- 3180 يحيى بن سعيد العطار 2207- 2862- 2866 يحيى بن سعيد القطان 1385- 1404- 1510- 1512- 1514- 1539- 2202- 3342- 3345- 3530- 3696- 3981- 4153 يحيى بن سلامة الحصكفي 671- 672- 1359 يحيى بن سليم 1405- 1492- 2030 يحيى بن سليمان الجعفي 751 يحيى بن سليمان الحسني 1330 يحيى بن صاعد 770- 2708- 2970- 2971- 3373 أبو يحيى بن صاعقة 1377 يحيى بن صالح الوحاظي 2848- 2862- 2865- 2866 يحيى بن أبي طالب 766- 768- 769- 1072- 1074- 1136 يحيى بن أبي طالب الحلبي 3473- 4609 يحيى بن عباد 2848- 2850 يحيى بن أبي عبادة البحتري 3787 يحيى بن عبد الباقي 4502 يحيى بن عبد الحميد الحماني 1169- 2378- 2379- 2781 يحيى بن عبد الله بن بكير 751 يحيى بن عبد الله بن الحارث 1177- 1179 يحيى بن عبد الله الزجاج 3330- 3331 يحيى بن عبد الله الصياح 3719 يحيى بن عبد الله بن الضحاك 3625

يحيى بن عبد الملك 2848 يحيى بن عبد الوهاب بن مندة 1009- 3881- 4457 يحيى بن عبيد البحتري 1207 يحيى بن عبيد الله 1722- 3176- 3180 يحيى بن عثمان البصري 1723 يحيى بن عثمان الحمصي 987 يحيى بن عثمان بن سعيد 1177- 1178- 2248 يحيى بن عثمان بن صباغ 1179- 1181 يحيى بن عثمان المصري 1181 يحيى بن عروة بن الزبير 3782 يحيى بن عقيل السعدي 1211- 3494 يحيى بن العلاء 3627 يحيى بن علي الاندلسي 2533 يحيى بن علي الحضرمي 675- 827- 830- 2557- 2680 يحيى بن علي الحلمي 2707- 2710 يحيى بن علي الخطيب التبريزي 864 يحيى بن علي الدسكري 4256- 4260 يحيى بن علي بن أبي زريق 699- 864 يحيى بن علي بن الطراح 4003 يحيى بن علي العطار 1011- 3320- 3444- 4004- 4009 يحيى بن علي القرشي 995- 2917- 2948- 3241 يحيى بن علي الكندي 1469- 1746- 1747- 1748- 2738 يحيى بن علي المعري 1951 يحيى بن علي بن موسى المغيلي 3547 يحيى بن علي بن المنجم 817- 820- 821- 1668 يحيى بن علي النديم 4754 يحيى بن عمار المفسر 1678- 1689 يحيى بن القاسم 1332 يحيى بن أبي كثير 1524 يحيى بن كمال الحراني 4773 يحيى بن محمد بن أبي حامد 4708

يحيى بن محمد الحلبي 2306 يحيى بن محمد الرازي 2947- 2952 يحيى بن محمد الزكي 1232 يحيى بن محمد بن السكن 606 يحيى بن محمد بن صاعد 751- 1044- 1045- 1053- 1063- 1184- 1455- 2401- 2402- 3446- 3466- 3747- 4391 يحيى بن محمد الطائفي 3091 يحيى بن محمود الاصبهاني 2414 يحيى بن محمود الثقفي 1145- 2730- 2795- 3312- 4103- 4105 يحيى بن المختار 1136 يحيى بن المراوي الحلبي 481 يحيى بن أبي مريم المديني 4754 يحيى بن مسعر 863- 1038- 1504- 4522 يحيى بن مطروح 3884 يحيى بن معلى 1469 يحيى بن معين 795- 913- 916- 1380- 1045- 1385- 1396- 1401- 1405- 1463- 1465- 1476- 1477- 1481- 1539- 1541- 1622- 1722- 1741- 1749- 1843- 1844- 1889- 1928- 2219- 2345- 2364- 2366- 2750- 2864- 2880- 3139- 3269- 3344- 3873- 3893- 3894- 3895- 3898- 3945- 3949- 3950- 3982- 3983- 4017- 4018- 4019- 4021- 4022- 4042- 4117- 4182 يحيى بن المقداد 3747 يحيى بن المنصور الغربي 1211

يحيى بن موسى التاجي 1950 أبو يحيى الموصلي 4655- 4656 يحيى النجار 3377 يحيى بن هبيرة 2351 يحيى بن أبي الهيثم الكوفي 1927 يحيى بن واضح 1385- 1405 يحيى بن الوحاظي 2202 يحيى بن ياقوت الفراش 1258 يحيى بن يحيى 1262- 1263- 1266- 1267- 1385- 1393- 1405- 1522- 1691- 1723- 1725- 1730- 2370- 2718- 2719- 2965- 3547 يحيى بن يعلى الاسلمي 1186- 3033 يحيى بن يعلى المحاربي 1063 يحيى بن ميتان 3360- 3361- 3362- 3363- 3364 يزدانيار 106 يزدجرد بن سابور 1123- 3260 يزيد بن أحمد السلمي 1438 يزيد بن أحمد المهلبي 3753 يزيد بن أسد البجلي 1667- 2117- 3072 يزيد بن الاسود 4327 يزيد الأصبحي 2629 يزيد بن جهور الطرسوسي 766- 3603 يزيد بن أبي حبيب 1602- 2851- 2854- 2855- 3618 يزيد بن حجية التميمي 4186 يزيد بن الحر العبسي 4186 يزيد بن حصين 2819 يزيد بن أبي حكيم العدني 1146- 1148- 1468 يزيد بن حنيف الطائي الانطاكي 138- 156- 562

يزيد بن خالد بن عبد الله 2887- 2888- 4028- 4241 يزيد بن ربيعه 1437- 1439- 3603 يزيد الرقاشي 4018 يزيد بن رومان 1845- 1846 يزيد بن رويم 3722 يزيد بن أبي الزرقاء 4061 يزيد بن أبي سفيان 581- 585- 589- 2182- 3156- 3159 يزيد بن سمرة الرهاوي 2861- 2862 يزيد بن سنان 810- 975- 2772- 3773 يزيد بن شريك التميمي 2148- 2163 أبو يزيد الشيباني 3657 يزيد بن صالح الفراء 2964- 2965 يزيد بن صبيح 2202 يزيد بن صليح 2206 يزيد بن عبد الرحمن 3101- 3105 يزيد بن عبد ربه 2203 يزيد بن عبد الله الخولاني 98 يزيد بن عبد الله القنسري 2889 يزيد بن عبد الله الكوفي 3176- 3180 يزيد بن عبد الله بن موهب 3627 أم يزيد بنت عبد الله 3928 يزيد بن عبد الملك 159- 1701- 3109- 3648- 3782 يزيد بن عفاء 3879- 388 يزيد بن قيس 2179- 3916- 3917 يزيد بن أبي مالك 1700 يزيد بن محمد الدمشقي 2308 يزيد بن محمد الرهاوي 1812 يزيد بن محمد بن عبد الصمد 960- 1179- 1181- 1195- 2311 يزيد بن محمد المهلبي 1412- 1419 يزيد بن محمد بن يزيد 1434- 1437 يزيد بن مخلد الفزاري 1816- 4599

يزيد بن مروان 1525- 1533 يزيد بن مزيد 1052 يزيد بن مزيد الهمذاني 3105 يزيد بن أبي مسلم 4523 يزيد بن معاوية 235- 575- 1600- 1946- 2403- 2562- 2573- 2535- 2536- 2606- 2610- 2617- 2630- 2631- 2632- 2809- 2899- 2819- 2969- 3101- 3184- 3783- 3924- 3930- 437- 4044- 4163- 4372- 4484- 4488- 4710 يزيد بن المهلب 159- 2837- 2941- 3923- 4523 4666 يزيد بن منصور الحميري 1049- 1051 يزيد بن أبي منصور 3493 يزيد بن موسى 4380 يزيد بن هارون 761- 914- 1054- 1147- 1455- 1723- 1733- 1740- 1741- 1945- 2202- 2206- 2207- 2208- 2211- 2212- 2213- 2214- 2970- 2971- 3342- 3345- 3441 يزيد بن الوليد 2854- 2855- 2887- 3930- 3932 يزيد بن يحيى القرشي 3618 يزيد بن يزيد بن جابر 3649 اليزيدي 4768 يسار بن سبع 4497- 4607 أبو اليسر بن عمرو 4596- 4656 اليسع بن المغيرة المخزومي 3120- 3137 يسير بن عبد الله العجلي 1755 يسير بن عمرو 4543

يسير بن عميلة الفزاري 3227- 3238 يعقوب بن ابراهيم بن سعد 2130- 3875 يعقوب بن ابراهيم الدورقي 606- 660- 959- 1177- 1178 يزيد بن أحمد الحمصي 2672 يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم 3777 يعقوب بن اسحاق الأسفراييني 751 يعقوب بن اسحاق العسقلاني 1746- 1748 يعقوب بن اسحاق العطار 1746 يعقوب بن اسحاق الكندي 835- 924- 1030 يعقوب بن اسحاق النيسابوري 4366 أبو يعقوب الأسفراييني 1385 أبو يعقوب البزاز 1472 أبو يعقوب البوقي 4657 يعقوب بن جعدة 2921 يعقوب بن حميد بن حاسب 722- 1229- 3817 يعقوب الزرذكلوني 4418 يعقوب بن سفيان الفسوي 792- 794- 2100- 2104- 2345- 3180- 3796 يعقوب بن السكيت 3753 يعقوب السواق 1749 يعقوب بن شيبة 1377- 1492- 1494- 3334- 3339- 3343- 3345 يعقوب بن صالح 529 أبو يعقوب بن صبغون 830 أبو يعقوب الطبري 4657 يعقوب بن العادل 3455 يعقوب بن عبد الرحمن 2377- 2379 يعقوب بن عبد الله الاشج 1925 يعقوب بن كعب الانطاكي 1565- 3982 يعقوب بن كعب الحلبي 13- 1885- 3817 يعقوب بن المبارك 2678 يعقوب بن مجمع 4000 يعقوب بن مسدد الفلوسي 1072- 1074

أبو يعقوب المنجنيقي 2180- 2181- 2784 يعقوب بن موسى الفقيه 2962 يعقوب بن نصر الفسوي 4180 يعقوب بن نعيم 1220 يعقوب بن يوسف الاخرم 1385- 1405 يعقوب بن يوسف الاصم 3256 يعقوب بن يوسف الفروي 766- 781 يعقوب بن يوسف القزويني 3393 يعقوب بن يوسف المطوعي 3342- 3345 يعقوب بن يوسف الوراق 1385- 1405 يعلى الاشدق 1659 أبو يعلى بن أمين الدولة 1823 أبو يعلى الجعفري 4658 يعلى بن عبيد الطنافسي 1468- 3887 يعلى بن عقبة 3622 أبو يعلى القلانسي 1154 أبو يعلى بن كروس 723 أبو يعلى المالكي 2778 يعلى بن مرة 3549 أبو يعلى الموصلي 804- 1378- 1622- 1659- 1831 2707- 2719- 2720- 2877- 2383- 3655- 3777- 4017- 4552 أبو يعلى بن الهبارية 890- 2493 يعيش بن علي 1826- 3096- 4698 أبو يعيش 4658 يغي سيان 87- 481- 2413- 3355- 3660 يقظان بن عبد الاعلى 247 يهوذا انطياخوس 83- 84 يوسطيدنياس ملك الروم 51 اليمان بن الحارث 2160

اليمان بن رضوان 3667 يمان بن سعيد المصيصي 1885- 3389 يمان بن المغيرة 4316 أبو اليمان بن نافع 730 أبو اليمن بن أبي خريبة 4561 يمن غلام قرغويه 3657 أبو اليمن الكندي 969- 1211- 1258- 1942- 2303- 4009 2257- 22664 يوسف النبي 634 يوسف بن آبق 1956- 1962- 3660 يوسف بن أحمد البغدادي 1293 يوسف بن أحمد الصيداني 1821 يوسف بن أسباط 153- 207- 208- 805- 848- 1255- 1636- 2145- 2146- 2783- 3215- 4657 يوسف بن أيوب (صلاح الدين) 151- 327- 328- 415- 965- 978- 993- 1211- 1230- 1231- 1329- 1346- 1362- 1580- 1584- 1670- 2285- 2302- 2352- 2802- 2842- 2947- 3096- 3325- 3473- 4012- 4167- 4243- 4353- 4562 يوسف بن أيوب الهمذاني 4356- 4413 يوسف بن بحر 1493- 3390- 3394 يوسف بن البغامردي 808 يوسف بن جبريل 4253 يوسف بن حرب 4520 يوسف بن ختلج 1645 يوسف بن الخضر 3313

يوسف بن خليل الدمشقي 774- 981- 1191- 1192- 1194- 1580- 1581- 2307- 2979- 3212- 3519 يوسف الخوارزمي 1983 يوسف بن رافع بن تميم 327- 964- 1019- 1270- 1506- 1825- 1838- 1968- 2228- 2247- 2333- 2347- 2349- 2396- 2437- 2910- 2945- 3318- 3369- 3444- 3647- 4263- 4398 يوسف بن سعيد بن مسلم 1037- 1186- 1195- 1197- 1443- 1466- 1533- 1821- 3176- 3180- 3334- 3468- 3470- 4432- 4503 يوسف بن سلمان الباهلي 3827 يوسف الصباغ 2573 يوسف بن أبي طاهر 3592 يوسف بن الطفيل 1028 يوسف بن عبد الاحد 2452- 2454- 3777 يوسف بن عبيد البلوي 1293 يوسف بن عدي 2378 يوسف بن عمر الثقفي 2860- 2888- 2889- 2890- 3045- 3073- 3085- 3446- 3448- 3782- 4028- 4030- 4034- 4036- 4037- 4045- 4047- 4049- 4241 يوسف بن عمر القواس 921- 1504- 1505- 2681 4660- 4661 أبو يوسف القاضي 2098 يوسف الغوري 2759- 2770 أبو يوسف الغسولي 4541- 4659- 4660 يوسف بن فيروز 1155- 1156

يوسف بن القاسم الميانجي 971- 974- 2503- 2505- 2772 يوسف القاضي 824 يوسف بن ماهك 2899 يوسف بن محمد الايوبي 52- 55- 56- 127- 1559- 1810- 1811- 3463- 3668- 3882- 4275- 4581 يوسف بن محمد التنوخي 4412 يوسف بن محمد الحافظ 3347- 3350 يوسف بن محمد بن حيدره 995 يوسف بن محمد الخلال 3454 يوسف بن محمد بن غازي 4664 يوسف بن محمد بن مقلد 742 يوسف بن محمد المؤذن 4541 يوسف بن المنيرة 1930- 4663 يوسف بن موسى القطان 2899 يوسف بن مهران 702- 703- 1078- 1177- 1178- 1469- 1471 يوسف بن موسى المروزي 2708 يوسف بن يزيد 1433 يوسف بن يعقوب الثقفي 1524 يوسف بن يعقوب السوسي 564- 825- 921- 2295- 2297- 3286- 3532 يوسف بن يوسف 2039 يوسف بن يونس الافطس 731- 732 يوسف بن يونس الطرسوسي 1247 يوشع بن نون 467- 527 يونس بن أبي اسحاق 2137- 2138 يونس البغدادي 4398 يونس بن بكير 371- 1589 يونس بن حبيب 1318- 3696- 4301

يونس بن عبد الاعلى 762- 796- 975- 2389- 2748- 2772- 2773 يونس بن عبيد 2891- 3627 يونس بن علي البوقي 4411 يونس بن محمد بن بندار 2285 يونس بن محمد الفارقي 1164- 1628- 2506 يونس بن محمد المؤدب 1063 يونس الملك الجواد 1809 يونس بن ميسره 2140- 2144 يونس النحوي 2044 يونس بن يحيى بن نباتة 3747 يونس بن يحيى الهاشمي 1543- 2756***

الجزء الثانى عشر

[الجزء الثانى عشر] أعلام الرواة الاسم رقم الصفحة - آ- أبان بن أحمد بن أبان 4590 أبان بن اسحاق 638 أبان بن صالح 46 أبان بن عبد الله 4528 أبان بن عثمان البجلي 2009 أبان بن عثمان بن عفان 3169- 4027- 4032- 4626 أبان بن عمران 1857 أبان بن زيد 3090 ابراهيم بن أحمد 1725 ابراهيم بن أحمد الاذري 110 ابراهيم بن أحمد بن اسحاق 453 ابراهيم بن أحمد الآملي 1287- 1288 ابراهيم بن أحمد الحرآني 4065 ابراهيم بن أحمد الحربي 2043- 2089- 2096- 3053- 3074 3586- 4064- 4620 ابراهيم بن أحمد بن الحسين 2836- 3139- 3142- 3269- 3402 4116 ابراهيم بن أحمد بن أبي حصين 2885 ابراهيم بن أحمد الطبري 1706- 4337 ابراهيم بن أحمد الفارسي 2996 ابراهيم بن أحمد القرميسيني 2158 ابراهيم بن أحمد المسلخي 291 ابراهيم بن أدهم 1080- 1081- 1822 ابراهيم بن أزريق 2806- 4287 ابراهيم بن الازهر 743 ابراهيم بن اسحاق الحربي 1319- 1514- 1988- 2173- 3057 3106- 3107- 3701- 4602- 4619

ابراهيم بن اسحاق بن سنين 164 ابراهيم بن اسحاق الفسيلي 3755 ابراهيم بن اسماعيل 1663- 1744- 1906 ابراهيم بن اسماعيل العنبري الطوسي 1405 ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع 3999 ابراهيم بن الاسود 2954 ابراهيم بن الاشعث 3940 ابراهيم الاصبهاني 1045 ابراهيم بن أعين 2112 ابراهيم بن أبي أميه 1725- 2158- 2386- 3139- 3269 3971- 4116- 4142 ابراهيم بن أيوب الحوراني 1660 ابراهيم بن بركات الخشوعي 988- 1851 ابراهيم البرمكي 3275 ابراهيم بن بسام 2441 ابراهيم بن بشار 1604- 1914- 3063 أبو ابراهيم الترجماني 3821 ابراهيم التيمي 2156- 3578 ابراهيم الثقفي 371 ابراهيم بن جابر 804 ابراهيم بن الجراح 1315- 2517- 3255 ابراهيم بن جعفر بن سنيد 1376 ابراهيم بن جعفر القلابي 1526 ابراهيم بن الجنيد 1463- 1519- 3427- 3894- 3994 4241- 4287- 4661 ابراهيم الجوهري 1865 ابراهيم بن حبيب السقطي 672- 1615- 2061- 3941 ابراهيم بن الحجاج 2635 ابراهيم الحزامي 2444 ابراهيم بن حسن الانطاكي 103 ابراهيم بن الحسن التغلبي 4029 ابراهيم بن الحسن الموسوي 392 ابراهيم بن الحسين الجوزقي 810

ابراهيم بن الحسين بن ديزيل 281- 286- 287- 296- 309- 310 317- 318- 1196- 1315- 1339 2113- 2114- 2198- 2221- 2222 2223- 2832- 2989- 3008- 3114 3255- 3605- 3612- 3618- 3718 3724- 3731- 3912- 3916- 4380 4466- 4479- 4481- 4558- 4603 4604- 4671- 4692- 4708 ابراهيم بن الحسين الكسائي 297- 2199- 3114- 3730- 4186 ابراهيم بن الحسين الهمذاني 301- 302- 304- 4153 ابراهيم بن حماد 1096 ابراهيم بن حمزة 2433- 2713 ابراهيم بن حمكان 747- 1606- 2835 ابراهيم بن حميد الرواسي 2343 ابراهيم بن أبي حنيفة 4128 ابراهيم بن خالد 1633- 3308- 3427 ابراهيم بن خريم الشاشي 513- 2047- 2599- 3144- 3244 3246- 3290- 3566 ابراهيم الخلال 3575 ابراهيم الخواص 1615 ابراهيم بن دحيم 2142 ابراهيم بن دنوقا 1048 ابراهيم بن راشد الادمي 1525- 1533 ابراهيم بن رحمون 1526 ابراهيم بن زكريا 2021 أبو ابراهيم الزهري 752- 3980 ابراهيم بن زياد 790 ابراهيم بن السري 1790- 4212- 4214 ابراهيم بن سعد 783- 1833- 2572- 2760- 4028 4037- 4144- 4241 ابراهيم بن سعيد الجوهري 220- 394- 2780- 3414- 3415 3470- 4059

ابراهيم بن سعيد الحبال 69- 569- 572- 1310- 1314- 2224- 2600- 2618- 2635- 2636 2638- 3150- 3406- 3409- 3419 3802- 4144- 4270- 4539 ابراهيم سعيد بن معدان 3068 ابراهيم بن سعيد المصري 2846 ابراهيم بن سفيان الزيادي 3924 ابراهيم بن سفيان الفقيه 381 ابراهيم السكسكي 4213 ابراهيم بن سليمان بن النجار 2361 ابراهيم بن سهلوية 3106 ابراهيم بن شاكر 1816- 4025- 4104 ابراهيم بن شعبان 2008 ابراهيم بن شهاب 3005- 3007- 3703 ابراهيم بن أبي شيبان 1119- 1705 ابراهيم بن صدقة 200- 3816 ابراهيم بن أبي طالب 1263- 1266- 2719 ابراهيم بن طاهر الخشوعي 45- 343- 2077 ابراهيم بن طهمان 365- 1263 ابراهيم بن عبد الرحمن بن ابراهيم 3192 ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك 3777 ابراهيم بن عبد الرحمن المنبجي 3562 ابراهيم بن عبد الرحيم بن عمر 2578 ابراهيم بن عبد الرزاق 977 ابراهيم بن عبد الصمد 3004- 3265- 3748- 3984- 4242 99- 1224- 2210- 3234- 3689- 3702- 3993- 4143 ابراهيم بن عبد الله بن أحمد 2783 ابراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي 3562- 3655- 4212 ابراهيم بن عبد الله البصري 1013 ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد 953- 4518 ابراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي 3153- 3415 ابراهيم بن عبد الله الحبال 3061

ابراهيم بن عبد الله بن أحمد الحيري 1266 ابراهيم بن عبد الله بن خرشيد 3614 ابراهيم بن عبد الله السعدي 340 ابراهيم بن عبد الله بن عثمان بن بكر الكوفي 1223 ابراهيم بن عبد الله بن علي 1208- 2588- 3580 ابراهيم بن عبد الله بن قارظ 4241 ابراهيم بن عبد الله بن محمد 3057 ابراهيم بن عبد الله المالكي 835 ابراهيم بن عبد الله بن موسى 4250 ابراهيم بن عبد الله النقاش 2738 ابراهيم بن عبد الواحد 331- 369- 2480- 3107 ابراهيم بن أبي عبلة 998- 4115 ابراهيم بن عثمان بن ابراهيم 1222 ابراهيم بن عثمان البغدادي 3418 ابراهيم بن عثمان الزركشي 456- 3909 ابراهيم بن عثمان بن زياد 4177 ابراهيم بن عثمان بن عبد الله 3332 ابراهيم بن عثمان بن علي 1218 ابراهيم بن عثمان الكاشغري 337- 793- 860- 709- 1237- 1798- 1999- 2100- 2114- 2174 2575- 2577- 2578- 2579- 2583 2742- 3123- 3181- 3265- 3413 3549- 3558- 3567- 3748- 4335 4354- 4616 ابراهيم بن عروه 4131 ابراهيم بن عقبة 4133 ابراهيم بن العلاء 2719- 3042 ابراهيم بن علي بن ابراهيم 1394- 1427- 1508- 2595- 3056 3061- 3769- 3906- 4042- 4050 ابراهيم بن علي الاسماعيلي 298 ابراهيم بن علي الجراح 811 ابراهيم بن علي الرافقي 2647 ابراهيم بن علي الشيرازي 4101

ابراهيم بن علي النصيبي 1085 ابراهيم بن عمر البرمكي 862- 1399- 2459- 2514- 2525 3314- 3413- 3424- 3550- 3567 3790- 3893- 3897 ابراهيم بن عمروس 3754 ابراهيم بن عينية 2099 ابراهيم بن الفضل 1683 ابراهيم بن الفضل بن ابراهيم 1011 ابراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني 3206 ابراهيم بن الفضل بن سليمان 2328 ابراهيم بن الفهم 471- 472- 473 ابراهيم بن قاسم بن هلال 3348 ابراهيم بن متويه 1189- 1190- 1699- 4299 ابراهيم بن محمد 387- 1581- 1582- 3341- 3832 4071 ابراهيم بن محمد بن ابراهيم 3614- 3635- 4329 ابراهيم بن محمد بن أحمد 1039 ابراهيم بن محمد الازدي 2062- 2063 ابراهيم بن محمد بن اسحاق 4040 ابراهيم بن محمد الازهر 776- 3562 ابراهيم بن محمد الأنطاكي 1497 ابراهيم بن محمد التاجر 2635 ابراهيم بن محمد بن أبي ثابت 1459- 1460 ابراهيم بن محمد الثقفي 365- 368- 2125 ابراهيم بن محمد بن الحارث 345 ابراهيم بن محمد بن الحسن 498- 1189- 3108- 3568- 3686 4120- 4124- 4656 ابراهيم بن محمد الستري الدستوائي 1147 ابراهيم بن محمد بن سفيان 39- 1737- 3626 ابراهيم بن محمد الشافعي 3245 ابراهيم بن محمد بن صالح 1179 ابراهيم بن محمد الصريفيني 1003

ابراهيم بن محمد بن عبد الله 2366 ابراهيم بن محمد بن عبيد 1035 ابراهيم بن محمد العدوي 2943 ابراهيم بن محمد بن عرفة 287- 599- 825- 828- 1277- 1411- 1781- 2386- 2833- 3258 3521- 3610- 3258- 3521- 3610 3706- 3761- 3775- 3876 ابراهيم بن محمد بن الفتح 1150- 3162- 3310- 4299- 4647 ابراهيم بن محمد الكندي 282- 2176- 3277 ابراهيم بن محمد المروزي 3318 ابراهيم بن محمد بن مكي 3466 ابراهيم بن محمد بن المنتشر 3956 ابراهيم بن محمد بن منصور 3607 ابراهيم بن محمد النحوي 3710 ابراهيم بن محمد النسابوري 1918 ابراهيم بن محمد بن هرون 1395 ابراهيم بن محمد الهاشمي 1783 ابراهيم بن محمد بن يحيى 754- 1473- 2212- 2658- 2827 2938- 2970- 3281- 3282- 3400 3887 ابراهيم بن محمد بن يوسف 1202 ابراهيم بن محمود بن سالم 394 ابراهيم بن المختار 1462 ابراهيم بن محمد 825- 1802- 2350- 4607 ابراهيم بن المدير الكاتب 1378 ابراهيم بن مرزوق 2111 ابراهيم بن مسلم الشكاني 3343 ابراهيم بن مسلم الفري 4726 ابراهيم بن معقل 3936 ابراهيم بن المنذر 1570- 2564- 2901- 3035- 3164 3171- 3558- 3821- 3934- 3535 3973- 3975- 3977- 3998- 4136 4139

ابراهيم بن منصور 611- 3124- 3967- 3994 ابراهيم بن مهدي 1217 ابراهيم بن مهدي الايلي 1917 ابراهيم بن مهدي المصيصي 1039 ابراهيم بن المولد الرقي 1233 ابراهيم بن موسى 919- 3964- 4059- 4060 ابراهيم بن ميسرة 2603 ابراهيم بن ميمون الصائغ 1148 ابراهيم بن نافع 4060 ابراهيم النخعي 2637 ابراهيم بن نصر 1466- 2072- 2961- 3582 ابراهيم بن نصر البزاز 785 ابراهيم بن نصر المنصوري 3055- 3063 ابراهيم بن نصرويه 744 ابراهيم بن هانيء النيسابوري 3189 ابراهيم الهجري 2294 ابراهيم بن هدبة 1360- 1820- 4105- 4161 ابراهيم بن هراسة 1064- 4388 ابراهيم بن هشام بن يحيى 3028- 4136- 4143 ابراهيم بن هلال الصابئ 77- 4204- 4205 ابراهيم بن الهيثم البلدي 200- 628- 3979 ابراهيم بن الوضاح 3731 ابراهيم بن يحيى المزكي 1385- 1394 ابراهيم بن يحيى بن يعقوب 2650 ابراهيم بن أبي يحيى 3402 ابراهيم بن يزيد الشامي 341 ابراهيم بن يزيد النخعي 2814 ابراهيم بن أبي اليسر 903- 1360- 4289 ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني 1477- 1510- 1515- 1530- 1533 1734- 1929- 3893- 3942- 4023 ابراهيم اليماني 393 ابراهيم بن يوسف 2715- 2719- 4473 ابراهيم بن يونس 1726

الابرش الكلبي 4143- 4144 أبي بن كعب 7- 515- 3029- 3633 الابيض بن الاغر بن الصباح 2046 الأجلح بن عبد الله 4027- 4032 الاجلح بن منصور 3731 أحمد بن ابراهيم 599- 825- 1147- 1911- 2112 2125- 2127- 2823- 3067- 3258 3455- 3571- 3573- 3584- 3587 3783- 3939- 4187- 4189- 4690 4711 أحمد بن ابراهيم بن أحمد 2641 أحمد بن ابراهيم بن اسماعيل الجرجاني 3041 أحمد بن ابراهيم البالسي 4524 أحمد بن ابراهيم البزاز 3710 أحمد بن ابراهيم البسري 4317- 4601 أحمد بن ابراهيم الحدثي 3331 أحمد بن ابراهيم بن الحكم 1469 أحمد بن ابراهيم الدورقي 1374- 2026- 2117- 3573- 3954 4484 أبو أحمد بن ابراهيم الرازي 2744 أحمد بن ابراهيم بن شاذان 839- 1433- 1777- 2212- 2386 2993- 3498- 3500- 3810- 3987 4757 أحمد بن ابراهيم بن شاكر 3122 أحمد بن ابراهيم الضبي 672 أحمد بن ابراهيم الطبري 3523 أحمد بن ابراهيم بن العباس 3351 أحمد بن ابراهيم العبدقيسي 296- 3577- 4475

أحمد بن ابراهيم بن عنبر 4212- 4224 أحمد بن ابراهيم بن فراس 1526 أحمد بن ابراهيم بن فيل 1437 أحمد بن ابراهيم القرشي 520- 579- 586- 1849- 2141- 3143- 3953 أحمد بن ابراهيم بن كثير 3088 أحمد بن ابراهيم الكندي 453- 953- 1789- 2007- 2012 3424- 3428- 3452- 3499- 4134 4210 أحمد بن ابراهيم المكي 1821- 2179 أحمد بن ابراهيم بن هشام 1437- 1439 أحمد بن ابراهيم بن موسى المقرئ 1231- 3284 أحمد بن ابراهيم بن يوسف 1168- 1170 أحمد بن أحمد 4316- 4386 أحمد بن أحمد البندينجي 597- 2255 أحمد بن أحمد الدندقاني 2514 أحمد بن أحمد بن عبد العزيز 1140- 2621- 2634- 4041 أحمد بن أحمد بن عبدوس 898 أحمد بن أحمد بن علي الخزاز 3406 أحمد بن أبي أحمد 1390- 2299- 3310- 3345- 1443 3761 أحمد بن أحيد 3343- 3401 أحمد بن أدم 3999

أحمد بن أزهر 46- 315- 479- 486- 503- 516 523- 665- 818- 838- 1085 1089- 1221- 1464- 1495- 1535 1651- 1900- 2005- 2040- 2085 2413- 2530- 2603- 2605- 2654 2846- 2897- 2937- 2960- 3004 3088- 3211- 3239- 3255- 3521 3703- 3712- 3876- 4337- 4508 أحمد بن أبي أسامة 4300 أحمد بن أسباسلار 744 أحمد بن اسحاق السني 783- 1999- 2751- 2780- 3891 أحمد بن اسحاق الملحمي 2782- 3730- 3731 أحمد بن اسحاق بن محمد 2937 أحمد بن اسحاق ننجاب 281- 302- 309- 319- 573- 587 705- 733- 1340- 1703- 1799 2040- 2067- 2095- 2169- 2199 2222- 2236- 2237- 2816- 2822 2824- 2838- 2967- 3072- 3113 3115- 3131- 3157- 3172- 3590 3854- 3841- 3919- 3948- 4140 4145- 4153- 4186- 4212- 4214 4380- 4452- 4656 أحمد بن اسحاق النهاوندي 407- 1483- 1846- 2130- 2176 2565- 2665- 3086- 3279- 3341 3800 أحمد بن اسحاق بن وهب البندار 1383- 3346- 3875 أحمد بن اسماعيل 3629 أحمد بن اسماعيل السهمي 2742 أحمد بن اسماعيل بن عمر 2641 أحمد بن اسماعيل بن يوسف الطالقاني 1455- 4017

أحمد بن اسماعيل بن يوسف القزويني 1511- 2368- 2684- 3431- 4017 4366- 4397 أحمد بن أصرم 3376 أحمد بن أنس بن مالك 4287 أحمد بن أيوب الضبي 1393 أحمد بن بديل 3426- 3754 أحمد البرذعي 1555 أحمد بن بشار بن الحسن 3044 أحمد بن بشار الصيرفي 1525- 1533 أحمد بن بشر 3704 أحمد بن بشر الحلبي 1783 أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي 1336- 2195- 3287 أحمد بن بشر الصوري 338 أحمد بن بشير 2114- 4186- 4381 أحمد بن بكار 3266- 3277 أحمد بن بكر 1581- 1582 أحمد بن بكر البالسي 3177 أحمد بن أبي بكر العدل 2136 أحمد بن أبي بكر الاصبهاني 1060- 2109 أحمد بن بكران بن شاذان 4050 أحمد بن بندار 748 أحمد بن بهزاد بن مهران 2060 أحمد بن بويه 203 أحمد البيهقي 194 أحمد بن ثابت بن زيد 343 أحمد بن جرير بن أحمد 343 أحمد بن جعفر الارتاحي 609 أحمد بن جعفر الأسفراييني 2370 أحمد بن جعفر الاشعري 836- 2938 أحمد بن جعفر البرمكي (جحظة) 826- 3198- 3199- 3205 أحمد بن جعفر البزاز 607- 608 أحمد بن جعفر بن حمدان 194- 507- 742- 3124- 3282 3571- 3574- 3577- 3580- 3589

3949- 4004- 4113- 4327- 4501 أحمد بن جعفر الختلي 1931- 2005- 3920 أحمد بن جعفر الخلمي 297 أحمد بن جعفر بن سلم 403- 4221 أحمد بن جعفر بن سليمان القزاز الفسوى 1151 أحمد بن جعفر بن سهل 3420- 3815 أحمد بن جعفر القطيعي 158- 1182- 1303- 1305- 1383 1389- 1522- 1530- 1732- 1738 1944- 2210- 2211- 2216- 2383 2575- 2884- 2898- 2980- 3256 3258- 3343- 3346- 3443- 3643 3822- 3873- 3888- 4069- 4184 أحمد بن جعفر الطيان 921 أحمد بن جعفر بن مالك 3288- 4184 أحمد بن جعفر بن محمد 608- 755- 2009- 2014- 3053 3421- 3583- 3803- 3966- 4074 أحمد بن جميل المروزي 1309- 4681 أحمد بن جعفر بن مسلم 2189 أحمد بن جعفر بن معبد 1168- 1169- 3684- 3686- 4536 أحمد بن جعفر بن المنادي 109- 486- 487- 503- 2226 2878- 3888 أحمد بن جعفر الوزان 607 أحمد بن جناب 611- 612 أحمد بن جواس 612 أحمد بن الحاج 1078 أحمد بن الحجاج 392 أحمد بن الحارث 313- 601- 1911- 3781 أحمد بن حازم الغفاري 286- 2106- 2414- 2653- 3580 أبو أحمد الحافظ 1539- 4629 أبو أحمد الحاكم 3752- 3987- 4484 أحمد بن حامد المستوفي 2686 أبو أحمد الحبلي 3047 أحمد بن حبيش الثمار 1215

أحمد بن حرب الطائي 202- 616- 1056- 1095- 1256 2377- 2525- 2999- 4440 أحمد بن حرب الموصلي 617 أحمد بن حريز 45- 618 أحمد بن أبي حريصه الهمذاني 4555 أحمد بن الحسن 288- 620- 1706- 1742- 1892 2106- 2158- 2317- 2324- 2567 2602- 2836- 3067- 3074- 3187 3248- 3249- 3279- 3280- 3309 3455- 3731- 3757- 3140- 4046 4214- 4711 أحمد بن الحسن (أبو حاتم) 308 أحمد بن الحسن بن أحمد 1212- 1843- 3113- 3255- 3969 3982- 3998- 4380 أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان 3322 أحمد بن الحسن الأزهري 300- 2908 أحمد بن الحسن الأصبهاني 1460 أحمد بن الحسن الأنطاكي 630 أحمد بن الحسن بن أيوب النقاش 3299 أحمد بن الحسن الباقلاني 309- 1572- 2222- 3268- 3724 3938- 3947- 3948- 4381 أحمد بن الحسن البناء 301- 312- 319- 2318- 2322 2833- 2879- 3126- 3131- 3142 3154- 3184- 3187- 3220- 3223 3236- 3258- 3278- 3364- 3761 3839- 4030- 4047- 4116- 4138 4694 أحمد بن الحسن الترمذي 622 أحمد بن الحسن بن جندب 620 أحمد بن الحسن الحافظ 621- 1397 أحمد بن الحسن الحاكم 627 أحمد بن الحسن بن الحسين 622- 3401

أحمد بن الحسن الخزاز 780- 793- 2175- 2236- 2575 أحمد بن الحسن بن خيرون 2578- 2583- 2660- 2819- 2838 3022- 3111- 3123- 3181- 3231 3337- 3424- 3797- 3894- 3994 4117- 4133 أحمد بن الحسن الرازي 2091- 3171 أحمد بن الحسن بن زريق 626 أحمد بن الحسن بن زكريا الطريثيثي 4480 أحمد بن الحسن بن زنبيل 1705 أحمد بن الحسن بن سعيد 1555 أحمد بن الحسن الشاشي 2149 أحمد بن الحسن الشيرازي 625 أحمد بن الحسن الصباحي 1147 أحمد بن الحسن بن عبد الجبار 2884 أحمد بن الحسن بن عتبه 1569- 3977 أحمد بن الحسن العوفي 1788 أحمد بن الحسن بن محمد الازدي 1397- 3980 أحمد بن الحسن النجاد 2954 أحمد بن الحسن بن هرون 2101 أحمد بن الحسين 319- 811- 1697- 1946- 2026 2095- 2129- 2175- 2321- 2370 2826- 3168- 3253- 3680- 3891 3900- 4048- 4141- 4216 أحمد بن الحسن (أبو بكر) 1566 أحمد بن الحسين (أبو العباس) 1534 أحمد بن الحسين البروجردي 638 أحمد بن الحسين البصري 697 أحمد بن الحسين البغدادي 693- 694 أحمد بن الحسين بن محمد بن بوان 3891 أحمد بن الحسن بن بهرام القزويني 1877 أحمد بن الحسين البيهقي 627- 1262- 1511- 1676- 2026 3699- 4017 أحمد بن الحسين الحذاء 4690

أحمد بن الحسين بن خداش 1673 أحمد بن الحسين الخرشي 2668 أحمد بن الحسين الرازي 690 أحمد بن الحسين بن زكريا 3123 أحمد بن الحسين السلمي 2948 أحمد بن الحسين الشاشي 294- 506 أحمد بن الحسين الصنعاني 692 أحمد بن الحسين الصوفي 104 أحمد بن الحسن بن طلاب 1530- 1730- 2143 أحمد بن الحسين العراقي 4520 أحمد بن الحسين العفيفي 634 أحمد بن الحسين بن فاذشاه 2087 أحمد بن الحسين الفقيه 2648 أحمد بن الحسين القصرائي 1710 أحمد بن الحسين الكرخي 1946 أحمد بن الحسين بن محمد الكسار 1999- 2250- 2852- 3295- 3684 أحمد بن الحسين المروزي 312- 1381 أحمد بن الحسين الموصلي 4475 أحمد بن الحسين بن المؤمل 696 أحمد بن الحسين النخالي 2224 أحمد بن الحسين النفري 695 أحمد بن الحسين النهاوندي 2168- 2813- 3109- 3999 أحمد بن حماد بن سفيان 702- 703- 704- 3178- 3191 أحمد بن حماد بن حماد 3111 أحمد بن حفص 1263- 3622 أحمد بن حمدان بن الخضر 514 أحمد بن حمدان بن موسى 1743- 3258 أحمد بن حمدون 1510- 1515- 3773 أحمد بن حمدويه 708- 2965 أحمد بن حمزة الخيشي 715 أحمد بن حمزه بن علي 4252- 4253 أحمد بن حمزه بن الموازيني 2525 أحمد بن حمزه بن هرون 1444

أحمد بن حميد بن بدر القاضي 1735 أحمد بن حميدان الرماني 3447 أحمد بن حيان الرقي 720 أحمد بن خاقان 4029 أحمد بن خالد 1242 أحمد بن خالد الآجري 2983 أحمد بن خالد الدمغاني 2993 أحمد بن خالد المزني 722 أحمد بن الخطيب 721 أحمد بن خلف الممتع 722 أحمد بن الحسن الرازي 352 أحمد بن خليد 731- 732- 733- 2747 أحمد بن خليفة الهراسي 734 أحمد بن خليل 2003 أحمد بن الخضر بن طاووس 723- 724- 1073 أحمد بن الخضر بن هبة الله 2467 أحمد بن أبي خيثمة 1755- 1765- 2993- 3249- 3714 أحمد بن داوود 1311- 1316- 1731- 2846- 3055 4122 أحمد بن أبي الخناجر 4005 أحمد بن داود بن أبي صالح 2846 أحمد بن داود بن هلال 737 أبو أحمد الدقاق 4600 أبو أحمد الدهان 2598 أحمد بن راشد بن أبي الحسن 742 أحمد بن الربيع 2000 أحمد بن أبي رجاء 1178 أحمد بن رستم الدمشقي 744- 746 أحمد بن رستم الديلمي 1783 أبو أحمد بن الرشيد 4318 أحمد بن رضوان البرمكي 747- 2523 أحمد بن رمضان المصري 747 أحمد بن روح بن زياد 748

أحمد بن روح الشعراني 748 أحمد بن ذكر بن هرون 740 أحمد بن الزاهد 4319 أحمد بن زاهر 1706 أبو أحمد الزبيري 285- 618- 2322- 3254- 4297 أحمد بن زريق 1918 أحمد بن زكريا الهمذاني 1386 أحمد بن زكريا بن يحيى 749 أحمد بن زهير 696- 1320- 1381- 1729- 1733 1924- 2880- 2889- 3173- 3576 3875- 3895- 3930- 3931 أحمد بن زياد الحلبي 750 أحمد بن زياد بن مهران 1496- 1497 أحمد بن زيد 3466 أحمد بن السرح 3302 أحمد بن أبي السري الفراء 1292 أحمد بن سعد 2220- 4335 أحمد بن سعد الرضا 754 أحمد بن سعد الزهري 754 أحمد بن سعد بن علي 3635- 3636 أحمد بن سعد القرشي 755 أحمد بن سعيد 1773- 2099- 2179- 3706- 4124 أحمد بن سعيد الجمال 2171- 2657 أحمد بن سعيد الدارمي 1308- 1405- 2210- 2834 أحمد بن سعيد الدمشقي 2012- 2075- 2081- 4449 أحمد بن سعيد بن مسلم 759 أحمد بن سعيد السوسي 921 أحمد بن سعيد بن شاهين 3251 أحمد بن سعيد الشيحي 757 أحمد بن سعيد المالكي 762 أحمد بن سعيد بن أبي مريم 1476- 1529- 1532- 1732- 2864 أحمد بن سعيد بن موضح 3737

أحمد بن مسلم 519- 763 أحمد بن سلمان النجاد 768- 769- 770- 1229- 2320- 2799- 2954- 3082- 3406- 3423 3426 أحمد بن سلمة 1397- 1404 أحمد بن سلمة بن عبد الله 4199 أحمد بن سلمة النيسابوري 1386 أحمد بن أبي سلمة 1270 أحمد بن أبي سليم 2287 أحمد بن سليمان 2194- 2210- 2317- 2319- 2321 2325- 2564- 2569- 2723- 2888 2900- 3126- 3131- 3142- 3153 3154- 3158- 3169- 3174- 3184 3187- 4035- 4044- 4045- 4048 4136 أحمد بن سليمان الانماطي 775 أحمد بن سليمان بن أيوب 4336 أحمد بن سليمان بن حذلم 2102 أحمد بن سليمان الحلبي 1371 أحمد بن سليمان بن داود الطوسي 4448 أحمد بن سليمان الرهاوي 3268 أحمد بن سليمان الكندي 952- 2574 أحمد بن سليمان المعري 4479 أحمد بن سليمان المقرئ 770 أحمد بن سنان 2213- 3577- 3735 أحمد بن سنان الحمصي 3567 أحمد بن سنان المنبجي 777 أحمد بن سندي 41- 3809- 3811- 3813 أحمد بن السني 4326 أحمد بن سهل 1395- 3936 أحمد بن سهل الاردني 4596 أحمد بن سهل الاشنائي 3993

أحمد بن سهل بن بحر 1405 أحمد بن سهل الطوسي 4528 أحمد بن سهل بن عطاء 3314 أحمد بن سهل بن يحيى 1510- 1515 أحمد بن سوار 1317- 1766- 1793- 1799- 2444 3049- 3059- 3624 أحمد بن سيار 1866- 2970 أحمد بن شاكر المعري 286- 778- 1315- 1339- 1799- 1347 1454- 2200- 3116- 3254- 3731 4115 أحمد بن شبويه 1315- 2313 أحمد بن شبيب 1148 أحمد بن شعيب الانطاكي 782 أحمد بن شعيب النسائي 781- 783- 784- 1217- 1531- 1928- 2455- 2640- 2707- 2852 3268- 3271- 3363- 3378- 3703 3824- 3899- 4032 أحمد بن شيبان 750- 1056 أحمد بن شيبان الرملي 2672 أحمد بن شيبان الموصلي 4063- 4067 أحمد بن صافي التنيسي 790 أحمد بن صالح التميمي 3399 أحمد بن صالح بن شافع 860 أحمد بن صالح الصوفي 790 أحمد بن صالح العجلي 2020- 2814- 2837- 3818- 3824 أحمد بن صالح المعري 1803- 4211 أحمد بن أبي طالب 2896- 4678 أحمد بن طاهر بن النجم 1540- 3823- 3900- 3950 أحمد بن طاهر الدمشقي 804- 805 أحمد بن أبي طاهر 2366- 3191- 3903 أحمد بن طلحة المعتضد 810

أحمد بن الطيب السرخسي 705- 706- 836- 839- 2937 أحمد بن ظفر الشاهد 3635- 4454 أحمد بن عاصم الاقرع 798 أحمد بن عاصم الانطاكي 849- 852 أحمد بن عاصم البالسي 847 أحمد بن عباد 453- 1138- 2905 أحمد بن عبادة 1319 أحمد بن العباس بن ابراهيم 4257- 4260 أحمد بن العباس الخواتيمي 853 أحمد بن العباس العسكري 1652- 3050- 3168- 3920 أحمد بن عبدان الحافظ 1303- 1394- 1440- 1463- 1475 1482- 1512- 1536- 1572- 1697 1725- 1834- 1843- 1860- 1888 1897- 1912- 1945- 2027- 2039 2102- 2108- 2134- 2143- 2163 2178- 2203- 2565- 2569- 2813 2819- 2838- 2852- 2864- 2873 2881- 3054- 3066- 3071- 3076 3103- 3134- 3234- 3248- 3269 3337- 3338- 3362- 3578- 3605 3615- 3628- 3670- 3681- 3690 3723- 3726- 3732- 3735- 3785 3793- 3797- 3804- 3818- 3831 3873- 3911- 3935- 3937- 3950 3985- 3969- 3997- 3999- 4019 4030- 4056- 4065- 4153- 4182 4278- 4330- 4448 أحمد بن عبد الجبار الصيرفي 627- 2038- 2545- 3139- 3198 3527 أحمد بن عبد الجبار العطاردي 3577 أحمد بن عبد الجبار بن أبي معاوية 3234 أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد 967 أحمد بن عبد الرحمن الاسدي 836

أحمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل الجلودي 3404 أحمد بن عبد الرحمن الاشرف 967 أحمد بن عبد الرحمن البكري 967 أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خرجه 3399 أحمد بن عبد الرحمن الرقي 976- 1469 أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي 836- 1248- 1380- 1520- 2209 2378- 2752- 3697- 3755- 3771 4365 أحمد بن عبد الرحمن الصائغ 1403 أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس 973- 974- 2252 أحمد بن عبد الرحمن اللخمي 970 أحمد بن عبد الرحمن بن محمد 975 أحمد بن عبد الرحمن المروزي 3374- 4180 أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل 517- 3347 أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر 1393- 2653 أحمد بن عبد الرحمن بن نفاذه 978- 979 أحمد بن عبد الرحمن بن وهب 403 أحمد بن عبد الرحمن بن يحيى 4129 أحمد بن عبد الرحيم البيساني 982 أحمد بن عبد الرحيم بن العجمي 2516 أحمد بن عبد الدائم 965 أحمد بن عبد السيد 984- 985 أحمد بن عبد الصمد 3475 أحمد بن عبد العزيز 3712- 3715- 3781 أحمد بن عبد العزيز الاطروش 987 أحمد بن عبد العزيز السلمي 988- 990 أحمد بن عبد العزيز المقدسي 990 أحمد بن عبد الغفار 519- 3041- 3299- 3422- 4250 أحمد بن عبد الغني بن حنيفة 4616 أحمد بن عبد الغني القطرسي 993- 995- 996- 997 أحمد بن عبد القادر 608- 753- 1119- 1234- 1236 1237- 1334- 2284- 4287- 4361

4377- 4379- 4410- 4436- 4476 4477- 4641- 4657- 4659- 4753 أحمد بن عبد القاهر بن الموصول 997- 998- 2180- 2222- 2249 2315- 2517- 2526- 2561- 2782 2800- 3389- 3433- 3546- 3956 أحمد بن عبد الكريم الحلبي 378- 1000- 1372- 1662- 2782 2791- 4456 أحمد بن عبد الكريم العجمي 462 أبو أحمد بن عبد الله 3796- 3844 أحمد بن عبد الله الأبنوسي 795- 1726- 1739 أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني 722- 947- 956- 1064- 1117- 1146- 1208- 1292- 1374- 1474 1503- 1799- 2324- 2342- 2365 2414- 2513- 2885- 3035- 3106 3228- 3306- 3352- 3566- 3683 3685- 3686- 3687- 3688- 3689 3698- 3737- 3793- 3810- 3972 3979- 3989- 4114- 4130- 4131 4282- 4138- 4404- 4496- 4541 4690- 4791 أحمد بن عبد الله الانماطي 312 أحمد بن عبد الله بن بحير 2001 أحمد بن عبد الله بن البرخي 1893- 2157- 2659- 2903- 3071 أحمد بن عبد الله البغدادي 3133- 3238- 3250- 3969 أحمد بن عبد الله التميمي 926 أحمد بن عبد الله الثابتي 2092 أحمد بن أبي عبد الله الحداد 4191 أحمد بن عبد الله الحداد 1039- 3168- 4062- 4120 أحمد بن عبد الله بن أبي الحسن 2519 أحمد بن عبد الله بن أبي حماد 1109 أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري 852- 952- 953- 954- 955- 956 959- 1006- 1375- 1737- 2099

2306- 2329- 3267- 3305- 3420 4212- 4282- 4284- 4286- 4288 4507 أحمد بن عبد الله بن الخضر 308- 4678 أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة 1724 أحمد بن عبد الله الدوري 705- 2937 أحمد بن عبد الله بن زريق 2148 أحمد بن عبد الله الزهري 2564 أحمد بن عبد الله بن سابور 861- 862- 2365 أحمد بن عبد الله السجستاني 429 أحمد بن عبد الله السلمي 620 أحمد بن عبد الله بن سليمان- أبو العلاء المعري 909- 2296- 2538 أحمد بن عبد الله السوذرجاني 1696 أحمد بن عبد الله السوسجردي 2896 أحمد بن عبد الله بن سيف 575- 1851- 3256- 3913- 3914 أحمد بن عبد الله بن صالح 915- 916- 3713- 3735- 4182 أحمد بن عبد الله بن صفوان 2141 أحمد بن عبد الله بن طاوس 4757 أحمد بن عبد الله الطرسوسي 962 أحمد بن عبد الله العامري 2314 أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي 3239 أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد 918- 1438- 1511- 1565- 1859 2576- 2878- 2983- 3089- 3101 3121- 3290- 3399- 3557- 3588 3627- 3669- 4122 أحمد بن عبد الله بن عبد القادر 3406- 3423- 3426 أحمد بن عبد الله بن أبي المعلم 2650 أحمد بن عبد الله بن علوان 71- 109- 146- 176- 251- 345- 359- 374- 383- 392- 400- 497- 610- 611- 798-

921- 122- 1470- 1513- 1572 1644- 1667- 1696- 1728- 1737 1854- 1857- 1872- 1886- 2040 2066- 2182- 2368- 2754- 2831 2848- 2850- 2850- 2855- 2873 2882- 2901- 2942- 3060- 3108 3170- 3186- 3272- 3288- 3341 3365- 3421- 3469- 3470- 3471 3490- 3491- 3559- 3570- 3580 3605- 3621- 3624- 2637- 3674 3680- 3681- 3682- 3685- 3732 3735- 3785- 3786- 3800- 3825 3831- 3879- 3910- 3948- 3951 3959- 3971- 4000- 4020- 4056 4153- 4169- 4173- 4284- 4503 أحمد بن عبدل بن محمد الشيرازي 1383 أحمد بن عبد المطلب 2273 أحمد بن عبد المالك 4017 أحمد بن عبد الملك 1701- 2567- 2810- 2894- 3945 4017- 4182 أحمد بن عبد الملك بن علي 1006- 1007- 1008- 1009- 1463 2218- 3139- 4051- 4116- 4286 أحمد بن عبد الملك المؤذن 957- 1011- 3269- 3365- 4366 أحمد بن عبد الملك النيسابوري 2743 أحمد بن عبد المنعم 4038- 4039 أحمد بن عبد الواحد 393- 1561- 1787- 2567- 2775 أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد 2438- 3442- 3943 أحمد بن عبد الواحد بن رفيد 1395 أحمد بن عبد الواحد السلمي 1013- 1039 أحمد بن عبد الواحد بن محمد 43- 44- 2640- 3427- 3428 أحمد بن عبد الواحد المدروز 1013- 1016- 1017- 1018 أحمد بن عبد الواحد الوكيل 1778- 2192 أحمد بن عبد الوهاب بن محمد 3192

أحمد بن عبد الوهاب الحوطي 1074 أحمد بن عبد الوهاب بن خالد الواسطي 3877 أحمد بن عبدة الضبي 2217 أبو أحمد بن عبدوش 4040 أحمد بن عبيد 2900- 3139- 4284 أحمد بن عبيد الطوابيقي 4279 أحمد بن عبيد بن الفضل 2166- 2821- 3086- 4039 أحمد بن عبيد بن ناصح 1456- 2048- 2069- 3084- 3505 3758- 3977- 3943- 4142 أحمد بن عبيد الله بن بيري 1914- 2976 أحمد بن عبيد الله العكبراوي 2001- 4206 أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي 1383 أحمد بن عبيد الله بن كادش 1200- 1650- 1652- 1833- 1898 2065- 2086- 3044- 3047- 3075 3077- 3378- 3082- 3119- 3150 3168- 3198- 3300- 3304- 3519 3523- 3527- 3555- 3764 3770- 3920- 4124- 4509- 4655 أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي 2011 أحمد بن عبيد الله بن محمود 1502- 1503 أحمد بن عبيد الله بن ودعان 3321 أحمد بن عثمان الادمي 610 أحمد بن عثمان بن حكم 1294 أحمد بن عثمان السمسار 1493 أبو أحمد العسال 2713 أبو أحمد العسكري 2106- 2136- 3820 أحمد بن عصام 4474 أحمد بن عطاء المروذباري 1798- 2579- 3743- 2743 أحمد بن عقيل بن محمد 336 أحمد بن العلاء 2640- 3299

4673- 4626- 926- 922- 2360 2179- 1778- 771- 2507- 947 948- 856- 4129- 2060- 292- 2592- 959- 961- 3347- 2867 1469- 3426- 4039- 1000- 2800 أحمد بن علي الابار 1477- 1481- 1727- 1741- 1744 1932- 3276- 3346 أحمد بن علي بن أحمد الخوارزمي 2299 أحمد بن أبي علي 3758 أحمد بن علي البادا 331- 2236 أحمد بن علي بن بدران 4041 أحمد بن علي التميمي 3939 أحمد بن علي بن التوزي 2274 أحمد بن علي بن ثابت الخطيب 597- 770- 1037- 1039- 1047- 1181- 1185- 1187- 1196- 1233 1239- 1264- 1271- 1272- 1278 1372- 1377- 1379- 1389- 1403 1419- 1456- 1466- 1467- 1493 1494- 1498- 1513- 1615- 1661 663- 1727- 1743- 1750- 1751 1762- 1779- 1780- 1780- 1785 1800- 1802- 1855- 1866- 1917 1947- 2027- 2059- 2098- 2134 2150- 2158- 2162- 2203- 2208 2210- 2213- 2214- 2215- 2217 2264- 2265- 2268- 2320- 2380 2383- 2390- 2401- 2402- 2445 2455- 2519- 2864- 3058- 3091 3111- 3200- 3202- 3251- 3256 3257- 3343- 3345- 3346- 3348 3352- 3449- 3443- 3499- 3505 3520- 3529- 3531- 3534- 3536 3562- 3755- 3772- 3872- 3887

3930- 3964- 4210- 4215- 4362 4446- 4474- 4627- 4701 أحمد بن علي الثابتي 108 أحمد بن علي بن الجارود 4541 أحمد بن علي الحافظ 1167- 1246- 1452- 1477- 1526 2402- 2451- 2639- 3207- 3443 3754- 4316- 4500 أحمد بن علي الحبال 1126- 2741 أحمد بن علي بن الحسن 302- 2903- 3238- 3464 أحمد بن علي بن الحسين بن قرشي 3424 أحمد بن علي الخزاعي 3686 أحمد بن علي بن خلف 704- 784- 856- 1264- 1724- 1856- 2259- 2373- 2717- 3229 3403- 3737- 4153- 4212- 4215 أحمد بن علي الدولابي 1491 أحمد بن علي بن زريق 630 أحمد بن علي بن زكريا 2575 أحمد بن علي بن سعيد 3326- 4290 أحمد بن علي بن سهل 3731 أحمد بن علي بن سوار 1742- 4048 أحمد بن علي بن شعيب 1893 أحمد بن علي الطالبي 690 أحمد بن علي الطريثيثي 793- 1234- 1234- 1999- 2100 2101- 2147- 2325- 2575- 2577 2578- 2583- 3181- 3422- 3549 3558- 4212- 4220- 4223- 4226 4228 أحمد بن علي بن عبد اللطيف 2296- 4290 أحمد بن علي بن عبد الله بن خلف 1527- 2511- 2710- 2784- 2884 3037- 4152- 4154 أحمد بن علي بن عبد الله الدقاق 3270 أحمد بن علي الغساني 1181- 2719 أبو أحمد بن علي الفرات 2593

أحمد بن علي بن الفرج 1058- 4523 أحمد بن علي القاضي 1379- 2866- 4509 أحمد بن علي الكراعي 1629 أحمد بن علي الكلفي 1452 أحمد بن علي الكوفي 1929 أحمد بن علي بن لال الهمذاني 2092 أحمد بن علي بن المثنى الموصلي 2577- 3582- 3993 أحمد بن علي بن المجلي 1872- 3149- 3901- 3946- 4318 أحمد بن علي المحتسب 704- 1238- 1615 أحمد بن علي بن محمد الكاتب 3196 أحمد بن علي المدائني 1088- 1538- 2564- 2784- 3133 3201- 3207- 3262- 3704- 3969 أحمد بن علي بن مرزوق 1800 أحمد بن علي المرهبي 1217- 2150- 3980- 4129 أحمد بن علي المسكي 1078 أحمد بن علي المظفري 1928 أحمد بن علي بن المعمر 4335 أحمد بن علي المقرئ 3038- 4137 أحمد بن علي بن منجويه 1565- 1443- 1498- 2103- 3104 3362- 3444- 3879- 3901- 3972 3986- 4336- 4431- 4629 أحمد بن علي الميانجي 3305 أحمد بن علي بن الميني 4104 أحمد بن علي بن النحاس 1090 أحمد بن علي بن هبة الله 1899 أحمد بن علي بن هاشم 1138 أحمد بن علي الهائم 1117- 4204 أحمد بن علي الوراق 3588 أحمد بن علي بن يحيى 3767 أحمد بن عمار 1220 أحمد بن عمران 253- 573- 587- 1407- 1483- 1703- 1846- 1912- 1917- 2067 2095- 2112- 2130- 2169- 2176

2214- 2236- 2237- 2565- 2665 2822- 2824- 2838- 2841- 2967 3072- 3086- 3113- 3131- 3895 3919- 3977- 4049- 4140- 4145 أحمد بن عمر بن أحمد بن العديم 866- 870- 874- 4262- 4270 أحمد عمر بن الأشعث 1798- 2742- 2743 أحمد بن عمر البيع 498- 836- 1558- 2382- 2370- 2383- 3697- 3755- 3771 أحمد بن عمر الدمشقي 2713 أحمد بن عمر بن روح 753 أحمد بن عمر الزهري 3920 أحمد بن عمر السمرقندي 2579 أحمد بن عمر الضحاك 3299 أحمد بن أبي عاصم 810 أحمد بن عمر بن عبد الرحمن التيمي 1459 أحمد بن عمر بن عبد الرحمن القرشي 1460 أحمد بن عمر بن اللبان 3035 أحمد بن عمر بن محمد 3302- 3634 أحمد بن عمر بن النهرواني 826 أحمد بن عمر بن يوسف 3040 أحمد بن أبي عمران الحديثي 1288 أحمد بن عمرو 2180 أحمد بن عمرو البزاز 2940 أحمد بن عمرو بن أبي عاصم 3265 أحمد بن عمرو بن عبيدة 3582 أحمد بن عمرو الواسطي 2074 أحمد بن عمير بن جوصاء 25- 47- 343- 488- 499- 497- 590- 1128- 1177- 1200- 1370 1574- 1697- 1724- 1860- 2205 2138- 2707- 2712- 3065- 3103 3134- 3171- 3185- 3732- 3777 2944 أحمد بن عيسى 2073

أحمد بن عيسى البلدي 2001 أحمد بن عيسى بن الهيثم الثمار 2403- 3875 أحمد بن غالب القطان 3401 أحمد بن أبي غانم 1644 أبو أحمد الفطريفي 1288- 3578 أبو أحمد الفندجاني 1303- 1394- 1440- 1475- 1482 1511- 1697- 1598- 1568- 1571- 1725 1742- 1834- 1843- 1888- 1912 2039- 2108- 2143- 2163- 2203 2214- 2819- 2838- 2852- 2864 2873- 3605- 3615- 3681- 3690 3723- 3735- 3804- 3818- 3831 3732- 3873- 3911- 3935- 3969 3997- 3999- 4019- 4030- 4056 4182- 4448 أحمد بن فارس النحوي 1412- 1517- 2347- 2835 أبو أحمد بن فارس 1383- 1406- 1498 أحمد بن الفتح بن عبد الله 1218 أحمد بن الفرات 2457- 2636- 3793 أحمد بن أبي الفراتي 1255 أحمد بن الفرج بن الحجاج 704 أحمد بن الفرج الحمصي 1811 أبو أحمد الفرضي 1432- 1652 أحمد بن الفضل بن ابراهيم 1486 أحمد بن الفضل بن أحمد 2452 أحمد بن الفضل الباطرقاني 2996 أحمد بن الفضل بن خزيمة 2799- 2984 أحمد بن أبي الفضل السلمي 4052 أحمد بن الفضل بن عساكر 4186- 4187 أحمد بن الفضل المقرئ 2711- 4360 أحمد بن أبي الفضل 4051

أبو أحمد القارئ 3022- 3024- 3451- 3705- 3759 3762- 3773- 3789- 3907- 3925 أحمد بن القاسم بن جعفر 1412- 1428- 1649 أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن 3584 أحمد بن القاسم الميانجي 1540- 3900 أحمد بن القاسم بن نصر 2512- 2669 أحمد بن القاسم النيسابوري 2130 أحمد بن القاسم بن يوسف 3950 أحمد بن أبي القاسم 2589 أحمد بن كامل 1391- 2077- 3200- 3206- 3251 3607 أحمد بن كثير بن الصلت 3257 أحمد بن كشاجم 1124 أحمد بن كليب الطرسوسي 628 أحمد بن مجاهد الاصبهاني 2581 أحمد بن محبوب بن سليمان 1224 أحمد بن محرز 2089- 2644- 3416 أحمد بن محمد 2567- 3568- 3576- 3577- 3579 4029- 4042- 4115- 4137 أحمد بن محمد بن أبان 1893- 4316 أحمد بن محمد بن ابراهيم الجوري 1248- 1249- 2504- 2583- 3365 3831- 3909- 4283 أحمد بن محمد بن ابراهيم المروزي 1248 أحمد بن محمد الابنوسي 109- 144- 334- 348- 359- 361- 362- 367- 374- 379- 383 384- 389- 391- 405- 406- 440 446 أحمد بن محمد بن أحمد الجيري 1263 أحمد بن محمد بن أحمد الخفاف 1510- 1515 أحمد بن محمد بن أحمد الخلمي 3343- 3364 أحمد بن محمد بن أحمد السلفي 756- 1149- 1203- 1234- 1273 1281- 1400- 1421- 1476- 1494

1537- 1635- 1637- 1659- 1661 1664- 1666- 1670- 1696- 1787 1805- 1821- 1895- 1928- 2100 2171- 2220- 2245- 2252- 2290 2365- 2468- 2501- 2502- 2544 2576- 3053- 3054- 3075- 3083 3097- 3150- 3153- 3198- 3203 3240- 3253- 3273- 3278- 3317 3340- 3368- 3392- 3393- 3402 3419- 3422- 3443- 3449- 3494 3498- 3549- 3799- 3820- 3888 3899- 3920- 3936- 3959- 3963 3977- 4065- 4328- 4331- 4366 4367- 4460- 4501- 4506- 4507 4559- 4582- 4600- 4605- 4608 4660- 4684 أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب 2381 أحمد بن محمد الاحمسي 3737 أحمد بن محمد الاذني 1096 أحمد بن محمد بن اسحاق 1443- 2250- 3295- 3680- 3684 3767- 3771 أحمد بن محمد الاسدي 3709- 4075 أحمد بن محمد بن اسماعيل التميمي 2567- 3819 أحمد بن محمد بن اسماعيل أبو الدحداح 3942 أحمد بن محمد بن اسماعيل الساوي 3281 أحمد بن محمد بن اسماعيل المذهب 1388- 1408- 1572- 1843- 1946 2141- 2216- 2322- 2810- 2812 3067- 3093- 3118- 3362- 3822 3872- 3982- 4016- 4020- 4039 4068 أحمد بن محمد الاشبيلي 2846 أحمد بن محمد الاشناني 1380- 1538- 2880- 3824

أحمد بن محمد الاصبهاني 374- 774- 820- 877- 878- 882 884- 914- 954- 956- 1035- 1040- 1109- 1189- 1392- 2059 1202- 2146- 2182- 2269- 2285 2299- 2460- 2500- 2577- 2597 2718- 2801- 2959- 3068- 3083 3146- 3271- 3363- 3420- 3634 3749- 3796- 3813- 3824- 3873 3893- 4032- 4064- 4199- 4220 4222- 4439- 4477 أحمد بن محمد الانصاري 2150 أحمد بن محمد الانطاكي 1109 أحمد بن محمد الاهوازي 366 أحمد بن محمد البالوي 1484 أحمد بن محمد البجلي 2811 أحمد بن محمد البرتي 4042 أحمد بن محمد البرواني 780- 2544- 2635- 3203- 4050 أحمد بن محمد البزاز 374- 3442- 4169 أحمد بن محمد بسطام 2970 أحمد بن محمد البسطامي 6- 3015 أحمد بن محمد بن بشر 2038- 3829 أحمد بن محمد البغدادي 367- 2825- 3429- 3812 أحمد بن محمد بن بكر 319- 360- 1336- 2195- 3053 3287- 4282- 4285 أحمد بن محمد البلخي 1832 أحمد بن محمد بن بوش 2878 أحمد بن محمد تاج الامناء 4022 أحمد بن محمد الجبلي 1119 أحمد بن محمد الجراح 1313- 2587 أحمد بن محمد بن جعفر البزاز 1682 أبو أحمد بن محمد الجلودي 381 أحمد بن محمد الجمال 1799- 2636 أحمد بن محمد الحجبي 1116

أحمد بن محمد الجندي 2074 أحمد بن محمد الجوزي 1555- 2898 أحمد بن محمد الجوهري 1117- 3710- 3923- 3924 أحمد بن محمد بن جعفر الخلمي 3401- 4170- 4172- 4713 أحمد بن محمد بن الحجاج 2563 أحمد بن محمد الحارث 625 أحمد بن محمد حامد 4014 أحمد بن محمد بن الحاج 2111- 2893- 3987- 4354 أحمد بن محمد الحداد 1039 أحمد بن محمد الحران 1117 أحمد بن محمد بن الحسن 299- 598- 617- 621- 633- 640- 686- 705- 732- 754- 794- 805- 945- 967- 974- 977- 989- 1054- 1162- 1167- 1263- 1474- 1483- 1491- 2379- 2853- 3684- 3746- 3972- 3977- 3989- 3996- 4018- 4019- 4027- 4031- 4039- 4053- 4070- 4086- 4116- 4119- 4133- 4135- 4171- 4176- 4182- 4185- 4190- 4198- 4235- 4282- 4285- 4297- 4319- 4646- 4668 أحمد بن محمد بن حسنويه 2218 أحمد بن محمد بن الحسين (أبو الفضل) 1440- 1465 أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه 1318 أحمد بن محمد الحسين الكلاباذي 1516- 1569- 2157- 2204- 2667- 2814- 3170- 3750- 3874- 3897- 3972- 3988- 4046- 4118- 4388 أحمد بن محمد الحضرمي 2224 أحمد بن محمد الحلبي 1077- 1078- 1080

أحمد بن محمد بن حماد 4032 أحمد بن محمد بن أبي حمدان 1064- 1065 أحمد بن محمد الحمصي 2152- 3568 أحمد بن محمد بن حنبل 618- 620- 1405- 1492- 1494- 1566- 1633- 1735- 2217- 2512- 2811- 3550- 3571- 3574- 3587- 3823- 3892- 3893- 3949- 4004- 4215 أحمد بن محمد الحنفي 2678 أحمد بن محمد بن حواري 131- 867- 905- 961 أحمد بن محمد الحيري 294- 2212 أحمد بن محمد بن خالد الكاتب 2075- 2081 أحمد بن محمد بن خرزاد 1080 أحمد بن محمد الخزرجي 993 أحمد بن محمد بن الجراح الخزاز 4005 أحمد بن محمد الخشاب 1117 أحمد بن محمد الخشني 508 أحمد بن عبد الله بن الخضر 3196 أحمد بن محمد بن أبي الخطاب 1445 أحمد بن محمد الخلال 1044 أحمد بن محمد الخلمي 4075 أحمد بن محمد الخليلي 2661 أحمد بن محمد الخياط 1120- 2231 أحمد بن محمد الدمشقي 350- 789- 2847 أحمد بن محمد الدندانقاني 3281 أحمد بن محمد الدينوري 2852 أحمد بن محمد بن أبي الذيالي 3924 أحمد بن محمد الرازي 369 أحمد بن محمد الرافعي 1079- 4406 أحمد بن محمد بن أبي الرجاء 1526- 3614 أحمد بن محمد بن رشدين 800 أحمد بن محمد الرشيدي 1072- 1073- 1074- 1075- 1076- 1077- 1217- 1218

أحمد بن محمد الرقراق 2224 أحمد بن محمد بن رميح 2970 أحمد بن محمد بن زكريا 4234 أحمد بن محمد الزاهد 1053 أحمد بن محمد بن زنجويه 1727- 3117- 3820- 4183 أحمد بن محمد بن زياد 1459- 2155- 3234 أبو أحمد بن محمد الزيدي 2713 أحمد بن محمد بن سالم 4287 أحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي 4536 أحمد بن محمد السعدي 1109- 4044 أحمد بن محمد أبي سعدان 1066 أحمد بن محمد بن سعيد 1040- 1179- 2681- 3192- 3891- 3900 أحمد بن محمد بن سعيد بن جبله 1524 أحمد بن محمد بن سلام 2985 أحمد بن محمد بن أبي سلم 1383 أحمد بن محمد بن سلمة 786- 4257- 4260 أحمد بن عبد الله بن سليمان 3225 أحمد بن محمد بن سهل بن بشران 1414 أحمد بن محمد بن سهل بن عبد الرحمن 3619- 4288- 4659 أحمد بن محمد بن سهل المنبجي 4473 أحمد بن محمد السهلي 1107 أحمد بن محمد بن سنان 3569- 3574- 3583- 3585- 3586- 4143 أحمد بن محمد السوانيطي 1037 أحمد بن محمد بن سياوش 2642 أحمد بن محمد بن سيدهم 767- 4446 أحمد بن محمد الشجاعي 1789 أحمد بن محمد الشطري 1496 أحمد بن محمد بن الشيخ 569- 572 أحمد بن محمد بن صابر 1034 أحمد بن محمد الصامت 3205 أحمد بن محمد الصدفي 299

أحمد بن محمد بن الصلت 1279- 1484- 3526- 4204- 4206 أحمد بن محمد الصنوبري 1075 أحمد بن محمد بن الصباح 1041 أحمد بن محمد الصيدلاني 4354 أحمد بن محمد الضرير 630 أحمد بن محمد الطالقاني 1650 أحمد بن محمد الطبري 1794 أحمد بن محمد الطبراني 830 أحمد بن محمد الطرسوسي 1118- 1119- 1166- 1709- 2673- 4104- 4304 أحمد بن محمد الطريثيثي 2811- 3253 أحمد بن محمد الطوسي 2203- 2480 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الجابي الطرسوسي 1217 أحمد بن محمد بن عبد السلام 2686 أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن الطرسوسي 1191 أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب 2503 أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي 2170- 2224- 2365- 2641- 2577- 4475 أحمد بن محمد بن عبد القاهر 1286 أحمد بن محمد بن عبد الله 1045- 1379- 2621- 3138- 3682- 4048- 4140- 4142- 4213- 4223- 4256- 4257- 4260 أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي 1426 أحمد بن محمد بن عبد الوهاب 3686 أحمد بن محمد بن عبدوس 2657- 2880- 3365- 3824- 3831- 4306 أحمد بن محمد بن عبيد 4280

أحمد بن محمد العتيقي 307- 781- 796- 1150- 1308- 1407- 1701- 1822- 2182- 2203- 2220- 2274- 2656- 2657- 2825- 2837- 3179- 3193- 3275- 3750- 3752- 3979- 4039- 4709 أحمد بن محمد العرزمي 1736 أحمد بن محمد العسكري 779- 1048 أحمد بن محمد العطار الآبلي 3423 أحمد بن محمد بن علي 704- 1078- 1434- 2503- 2505- 3549- 3558- 3562- 3618- 3843- 4432- 4469- 4661 أحمد بن محمد بن علويه 612 أحمد بن محمد بن عمار 1428- 1438 أحمد بن محمد بن عمارة 1445- 1446 أحمد بن محمد بن عمران 1391- 1742- 2881- 3207 أحمد بن محمد بن عمر 1475- 1516- 1536- 1743- 2107- 2811- 2837- 2901- 3110- 3196- 3248- 3818- 3940- 3968- 4141 أحمد بن محمد بن عمر بن نصير 3341 أحمد بن محمد بن أبي عمر عمرو الدلوي 3200 أحمد بن محمد بن عمرو المديني 3400- 3402- 4539 أحمد بن محمد بن عنبسه 1728 أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي 2204- 2220- 2342- 3105- 3112- 3788 أحمد بن محمد بن غالب البرقاني 1442- 2815- 2850- 2873- 3274- 3366- 3826- 3878- 4023- 4184 أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي 1479 أحمد بن محمد الغضاري 302 أحمد بن محمد بن الغطريف 1524

أحمد بن محمد بن فاذشاه 2594 أحمد بن محمد الفارسي 1056- 1095- 3751 أحمد بن محمد الفراتي 2724 أحمد بن محمد بن الفضل 307- 958- 2452 أحمد بن محمد بن فطيس 1177 أحمد بن محمد الفقيه 1750 أحمد بن محمد بن القاسم 3197- 3613- 3802- 3824 أحمد بن محمد القاسم بن محرز 1529 أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق 3061- 3409- 3419 أحمد بن محمد القاضي 4222 أحمد بن محمد القشيري 1852 أحمد بن محمد القطان 2632- 2634 أحمد بن جعفر القطيعي 4220 أحمد بن محمد الكاتب 2970 أحمد بن محمد الكاغدي 793- 1999- 2101- 2575- 2578 2583- 3123- 3181 أحمد بن محمد بن أحمد الكرجي 4187 أحمد بن محمد الكسائي 3935 أحمد بن محمد الكلبي 2076 أحمد بن محمد الكوفي 1555 أحمد بن محمد اللبان 3228- 3306- 3566- 3680- 3979- 3989- 3998- 4114- 4120- 4130- 4760 أحمد بن محمد اللبناني 3060 أحمد بن محمد اللؤلؤي 4701 أحمد بن محمد الماليني 774- 1248- 2961- 3737- 4220 أحمد بن محمد بن متويه 1027 أحمد بن محمد بن المجلي 2587 أحمد بن محمد بن محمد 1052- 2163- 3568- 3570- 3571- 3635- 4115 أحمد بن محمد المديني 2758 أحمد بن محمد مردويه 2456 أحمد بن محمد بن المرزبان الابهري 3227

أحمد بن محمد بن مرزوق 2453- 3406 أبو أحمد بن محمد (المقرئ) 813 أحمد بن محمد المسبح 69- 1336- 3150 أحمد بن محمد بن مسروق 4684 أحمد بن محمد بن مسعدة 1529- 3824 أحمد بن محمد بن مسعر 1030 أحمد بن حمد بن مسكويه 652- 659 أحمد بن محمد المصقلي 2654 أحمد بن محمد بن معاوية 2576 أحمد بن محمد المعري القنوع 908- 1121 أحمد بن محمد المفلس 3783 أحمد بن محمد بن المغيرة 243 أحمد بن محمد المغلس 3253 أحمد بن محمد (أبو المفضل) 955 أحمد بن محمد المفيد 3755 أحمد بن محمد المقدمي 3901 أحمد بن محمد المكي 296 أحمد بن محمد المحمي 810 أحمد بن محمد بن منصور 1035 أحمد بن محمد بن مهدي المروزي 3030 أحمد بن محمد بن موسى 1037- 2992- 3748- 3764- 4038 4075 أحمد بن محمد بن أبي موسى الانطاكي 1371 أحمد بن محمد بن موسى بن العراد 1477 أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم 3265 أحمد بن محمد بن مؤمل 3026 أحمد بن محمد بن ميمون 1036- 1371 أبو أحمد بن محمد بن الناصح 1177 أحمد بن محمد النجار 4528 أحمد بن محمد النحوي 80 أحمد بن محمد الفرسي 1877 أحمد بن محمد بن نصر 1040

أحمد بن محمد بن النعمان 295- 383- 611- 1040- 3679- 4497 أحمد بن محمد بن نفيس 1041 أحمد بن محمد النقور 429- 575- 1180- 1900- 2149 2862- 3441- 3607- 34711 أحمد بن محمد النقيب 3662 أحمد بن محمد النوري 4212 أحمد بن محمد بن هانيء الأثرم 1044- 3275- 3893- 3899 أحمد بن محمد بن هبة الله 4253 أحمد بن محمد بن هرون 1042 أحمد بن محمد بن هرون البرذعي 4226 أحمد بن محمد بن هرون الخلال 1459 أحمد بن محمد الهروي 4221- 4226 أحمد بن محمد بن الهيثم 2800 أحمد بن محمد الواعظ 362- 1095 أحمد بن محمد الورداني 1886 أحمد بن محمد الوزان 1778 أحمد بن محمد بن أبي الوفاء 1067 أحمد بن محمد بن يحيى 1050- 1074- 1538- 2636 أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة 1437 أحمد بن محمد بن يحيى القرشي 3869 أحمد بن محمد بن يزيد 1053- 1054- 1055- 1056 3889 أحمد بن محمد بن يعقوب 1056- 1058 أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست 292- 1517- 2146- 3572- 3583 4617- 4282- 4507 أحمد بن محمد بن يوسف الريحاني 1380 أحمد بن محمود بن ابراهيم 2486 أحمد بن محمود الثقفي 99- 282- 342- 774- 781- 861 959- 1056- 1095- 1153- 1203 1257- 1502- 1557- 1570- 1778 2130- 2156- 2249- 2310- 2565 2773- 2849- 3272- 3361- 3751 3886- 3957- 4137- 4138- 4524

أحمد بن محمد الرسعيني 1126 أحمد بن مدرك 128- 900- 905- 1128- 2291 4735 أحمد بن مردويه 3054 أحمد بن مروان الرملي 3448- 4037 أحمد بن مروان المالكي 306- 438- 732- 1077- 1137 1138- 1316- 1319- 1383- 1596 1790- 1855- 2002- 2014- 2020 2043- 2046- 2051- 2052- 2059 2061- 2062- 2080- 2082- 2087 2089- 2096- 2146- 2871- 3003 3038- 3053- 3055- 3057- 3059 3076- 3078- 3081- 3106- 3144 3163- 3188- 3189- 3215- 3294 3303- 3308- 3387- 3416- 3417 3419- 3420- 3429- 3443- 3519 3563- 3579- 3582- 3588- 3605 3614- 3652- 3682- 3687- 3688 3707- 3717- 3777- 3812- 3939 3941- 3992- 3993- 4042- 4073 4076- 4122- 4128- 4623 أحمد بن مروان بن محمد 1236 أحمد بن مساور 3573- 3584 أحمد بن مسعود الزنبري 513 أحمد بن مسعود بن شداد 1140- 2620- 2634- 4041 أحمد بن مسعود بن عمرو 3815 أحمد بن مسعود بن النضر 2557 أحمد بن مسلم الحلبي 100 أبو أحمد بن أبي مسلم 845- 944 أحمد بن المسلم اللخمي 2969 أحمد بن المسيب بن طعمه الحلبي 1146 أحمد بن مطهر المصيصي 1146- 1147- 1148 أحمد بن المظفر الرازي 1149

أحمد بن المظفر بن سوسن 768- 1013- 1229 أحمد بن المظفر العطار 744 أحمد بن المظفر الموصلي 341 أحمد بن معتب 916 أحمد بن معروف 46- 1473- 1567- 1571- 1666 1835- 1891- 1892- 1904- 1915 1946- 2055- 2107- 2121- 2136 2156- 2166- 2568- 2591- 2603 2605- 2619- 2633- 2658- 2821 2870- 2901- 2966- 2979- 3110 3132- 3149- 3153- 3154- 3162 3165- 3169- 3223- 3246- 3247 3255- 3278- 3837- 3839- 3873 3966- 3974- 4018- 4116- 4136- 4176- 4277 أبو أحمد المعري 857 أحمد بن المعلى الدمشقي 46- 48- 3069 أحمد بن معمر بن عبد الواحد 1796 أحمد بن المفرج الدمشقي 1819 أحمد بن المفضل بن رواحة الحموي 3474 أحمد بن المفضل بن عبد الرحمن 1149 أحمد بن مقاتل الخطيب 149- 1150 أحمد بن المقدام العجلي 1626- 2565 أبو أحمد المقري 815- 829- 834- 2436- 2872 أحمد بن المقرب بن الحسين 1220- 3088- 3871 أحمد بن ملاعب 1496- 2114- 4039 أحمد بن منجويه 4484 أحمد بن منصور (أبو بكر) 1521- 1537- 1569- 1698- 1725 1898- 2144- 2164- 2569- 2730 3270- 3339- 3896- 3945- 3985 4019- 4031 أحمد بن أبي منصور 3123 أحمد بن منصور النجاري 1154

أحمد بن منصور بن بكر 2657 أحمد بن منصور الخزيمي 1153 أحمد بن منصور بن خلف 1394- 1440- 2479- 2881- 3239 3819- 3970 أحمد بن منصور داج 4381 أحمد بن منصور بن سيار الرمادي 1438- 2168- 2603- 2612- 3040 3289- 4117 أحمد بن منصور المالكي 2003 أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي 1152 أحمد بن منصور بن المؤمل 374 أحمد بن منصور النوشري 3750- 3979 أحمد بن منصور اليشكري 2064 أحمد بن منيع 3690 أبو أحمد بن المهتدي 825- 826 أحمد بن مهدي بن رستم 1168- 1169 أحمد بن مهدي السلامي 1783 أحمد بن مهران الاصبهاني 4039 أحمد بن موسى 1886- 3225- 4335 أحمد بن الاردستاني 1168 أحمد بن موسى البلخشتي 4468 أحمد بن موسى الرازي 2534 أحمد بن موسى الشطوي 1498 أحمد بن موسى الطرسوسي 1168 أحمد بن موسى العباسي 3589- 3683 أحمد بن موسى بن عمران 1167- 3551 أحمد بن موسى بن مردويه 2563 أحمد بن موسى الملكي 1041 أحمد بن ميمون بن عبد الله الخشاب 1173 أحمد بن ناصح 1174 أبو أحمد الناظر 4055 أحمد بن أبي نافع 4059- 4061 أحمد بن أبي نجدة القرشي 3408

أحمد بن نصر الانطاكي 1175- 1182- 1183 أحمد بن نصر البازيار 295- 1175- 3040- 3336- 3432 أحمد بن نصر الترمدي 388 أحمد بن نصر بن أبي رجاء المقرئ 1178 أحمد بن نصر بن شاكر بن عمار 1177 أحمد بن نصر بن طالب 1179- 1180- 1734 أحمد بن النضر العسكري 1185- 1186- 2943- 4379- 4638 أحمد بن النضر بن مهران 283 أحمد بن النعمان الفراء 1186- 1187- 2582- 3943- 4115 أحمد بن هارون البرديجي 1196- 2839- 3270 أحمد بن هارون الكوفي 4704 أحمد بن هرون بن معاويه 1199 أحمد بن هارون بن محمد 1199 أحمد بن هارون المصيصي 1195- 1200- 1201 أحمد بن هاشم الانطاكي 1060- 1201- 1202- 1203- 2101 أحمد بن هاشم بن عمرو 1204 أحمد بن أبي هاشم 2801 أحمد بن هانيء الطائي 3550 أحمد بن هبة الله بن أمين الدولة 1018 أحمد بن هبة الله بن سعد الله الحلبي 1212- 1224- 2709- 3662- 4225 أحمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جراده 1207 أحمد بن هشام بن الليث 1516 أحمد بن هلال السلمي 1561 أحمد بن الهيثم البلدي 2811 أحمد بن الهيثم بن جديدة 1217- 1218- 3253 أبو أحمد الواسطي 1860- 2027 أحمد بن واقد 3121 أحمد بن وديع 954 أحمد الوراق 1085- 2213 أحمد بن وزير البصري 3767 أحمد بن أبي الوفاء 1294 أحمد بن الوليد بن برد الانطاكي 1189

أحمد بن الوليد الزوزني 2252- 2856 أحمد بن الوليد الفحام 4297 أحمد بن الوليد (أبو جعفر) 1191 أحمد بن وهب 1192 أحمد بن ياسين 1219 أحمد بن يحيى البلاذري 103- 291- 1189- 1220- 1222 1509- 2083- 2236- 3751- 3928 4171- 4177 أحمد بن يحيى التستري 2718 أحمد بن يحيى ثعلب 759- 1869- 2087- 2196- 3056 4051- 4133 أحمد بن يحيى الجلاب 4473 أحمد بن يحيى الحلواني 4126 أحمد بن يحيى بن زكريا 2658- 3348 أحمد بن يحيى بن أبي زنبر 284 أحمد بن يحيى بن زهير 1223- 1224- 1239- 1240- 1469 2719 أحمد بن يحيى بن صفوان 1229- 1230 أحمد بن يحيى بن صفوان 1229- 1230 أحمد بن يحيى المصيصي 1241 أحمد بن يحيى المنبجي الاديب 1227 أحمد بن يحيى بن النعمان 1231 أحمد بن أبي يحيى 1295- 1296- 1725- 2208- 2215 3823- 4018 أحمد بن يحيى بن هبة الله 1232 أحمد بن يزيد بن أسيد 1246 أحمد بن يزيد بن خالد 1247 أحمد بن يزيد بن داود 1763 أحمد بن أبي اليسر 302- 3718- 4466 أحمد بن يعقوب الاصبهاني 2012 أحمد بن يعقوب الانطاكي 1249- 1250- 1251- 3551 أحمد بن يعقوب برزويه 2003 أحمد بن يوسف 2796- 4279 أحمد بن يوسف الازدي 1264

أحمد بن يوسف بن اسحاق المنبجي 1257 أحمد بن يوسف بن اسباط 1255 أحمد بن يوسف الانصاري 1268 أحمد بن يوسف- الملك المحسن ابن ايوب 1259- 2983 أحمد بن يوسف التجيبي 2346 أحمد بن يوسف التنوخي 1552 أحمد بن يوسف الثقفي 1112- 1288 أحمد بن يوسف بن الحسين 1261 أحمد بن يوسف بن خالد 1264 أحمد بن يوسف بن خلاد 380- 3257 أحمد بن يوسف السلمي 1256- 1257- 1263- 2025- 2096 3403 أحمد بن يوسف العطار 384 أحمد بن يوسف بن علي 1269- 1270 أحمد بن يوسف بن القاسم 1270 أحمد بن يوسف المنازي 884 أحمد بن يوسف بن يعقوب 2681 أحمد بن يونس الضبي 1743- 2172- 3258- 3279- 3346 3736- 4126 أحمد بن يونس بن المسيب 3756 الاحوص بن حواب 2172 الاحوص بن حكيم العبسي 2091- 3107- 3429 الاحوص بن المفضل 1465- 1481- 1539- 1701- 1724 1946- 2109- 2130- 2158- 2165 2177- 2214- 2652- 2661- 2663 2812- 2865- 2192- 3131- 3168 3170- 3268- 3276- 3279- 3338 3364- 3894- 3949- 3975- 3994 4016- 4047- 4066- 4138 ادريس بن الحسن الادريسي 895- 2415- 2946- 3662 أبو ادريس الخولاني 335- 336- 338- 2149- 2504- 3318 ادريس بن عبد الكريم 742

إدريس بن عمر 1333 أدم بن يزيد الاودي 366- 1357 أدم بن أبي اياس 2206 أدم بن عبد الله الخثعمي 4027 أدم بن محمد المعدل 1215- 1492- 4318 أدهم بن أدهم 1339 أدهم بن محرز 1335 أبو أراكه 369 أرطاه بن المنذر 46- 495 أرميا بن حليقا 7- 3288 ازهر بن طاهر 3125 ازهر بن مروان 3568- 3970 الازهري 1182- 1494- 2451- 2878- 3887 اسامة بن أحمد التجيبي 1445 اسامة بن الحسن 1189- 1358 أبو اسامة الحلبي 1055- 2166 أسامة بن زيد 3125 أبو اسامة الكلبي 2580 اسامة بن مرشد بن علي 324- 716- 719- 908- 1358- 2279- 2418- 2420- 2807- 2975 3358- 3791- 3950- 2972- 3009 3010- 3011- 4104- 4147- 4149 4159- 4173 أسباط بن محمد 2575 أسباط بن نصر 2580- 4038 اسحاق بن ابراهيم 1275- 1387- 1392- 1420- 1445 1515- 1516- 2267- 2596- 2908 3054- 3076- 3409- 3685- 3964 4199- 4518 اسحاق بن ابراهيم الاذرعي 163- 469- 3306- 4714 اسحاق بن ابراهيم بن اسرائيل 1377- 1378- 3146- 3821- 3979 اسحاق بن ابراهيم الباهلي 3304 اسحاق بن ابراهيم بن بنات 1372

اسحاق بن ابراهيم بن حبيب 3277 اسحاق بن ابراهيم بن أبي حسان الانماطي 3267 اسحاق بن ابراهيم بن الحسن 4373 اسحاق بن ابراهيم الحنظلي 1385- 1393- 4123 اسحاق بن ابراهيم الختلي 454- 1786 اسحاق بن ابراهيم الدمشقي 1438 اسحاق بن ابراهيم الزبيدي 515 اسحاق بن ابراهيم بن سنين 455- 1317- 1793- 3404- 3412 3414- 3415- 3417- 4127 اسحاق بن ابراهيم بن سهم المصيص 1374- 1376 اسحاق بن ابراهيم بن صالح العقيلي 1374 اسحاق بن ابراهيم بن الضيف 1468 اسحاق بن ابراهيم الطرسوسي 1444 اسحاق بن ابراهيم بن عياد 2058 اسحاق ابراهيم بن عمر البرمكي 1636 اسحاق بن ابراهيم الفرغلي 1445 اسحاق بن ابراهيم القارئ 4623 اسحاق بن ابراهيم القران 733- 810- 1119- 3629- 3876- 3889 اسحاق بن ابراهيم القرشي 1436- 2892- 2896 اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن عرعره 1378 اسحاق بن ابراهيم بن مخلد 1384 اسحاق بن ابراهيم المروزي 1383- 2633 اسحاق بن ابراهيم بن معروف البستي 1223- 1405 اسحاق بن ابراهيم الموصلي 1413- 1426- 1430- 1653- 3877 اسحاق بن ابراهيم الهروي 2816 اسحاق بن ابراهيم بن يزيد 1439- 1441 اسحاق بن ابراهيم بن يونس 1189 اسحاق بن أحمد بن اسحاق الحلبي 1452 اسحاق بن أحمد بن اسحاق الزيات 1452 أبو اسحاق بن أحمد الخزاعي 383- 2150 اسحاق بن أحمد بن محمد 1198 اسحاق بن أحمد بن نافع 2151- 3679- 4115

اسحاق بن الأخيل 774- 1371- 1372 أبو اسحاق الاذرعي 1233 اسحاق الازرق 1709- 4152 اسحاق بن أبي اسحاق 1454 اسحاق بن اسماعيل الحلبي 3737 اسحاق بن اسماعيل الرملي 4386 اسحاق بن اسماعيل الطالقاني 2617- 2621 اسحاق بن ايوب 3781 أبو اسحاق البرمكي 2089- 3418- 3419- 3422- 3424 3427 اسحاق بن بشر القرشي 46- 164- 754- 3156- 3809 3811- 3819 اسحاق بن أبي بكر 297 أبو اسحاق أبي بكر 1148 اسحاق بن بهلول التنوخي 1493- 1494- 3044 اسحاق بن بيان الجوهري 1373 أبو اسماعيل الترمذي 3303 أبو اسحاق الثعلبي 7378 اسحاق بن الجراح 1455 أبو اسحاق الجرجاني 3229 أبو اسحاق الجرشي 394 أبو إسحاق الحبال 2173- 2345- 2453- 2651- 2679 3189- 3410- 3589- 3902- 3975 3976- 4043- 4130- 4144- 4496 أبو اسحاق الحراني 1744 اسحاق بن الحسن الحربي 344- 1723- 2148- 2597- 2615 2634- 3614- 3810 اسحاق بن خالد بن يزيد 1459- 1460 اسحاق بن خلدون 1460 أبو اسحاق بن ديزيل 3947- 3965- 4057 اسحاق بن راشد 1463- 1465 اسحاق الرزاز 3475 اسحاق بن راهويه؟؟؟ 103- 1387- 1392- 1393

اسحاق بن زياد بن لؤي 3044 أبو اسحاق السبيعي 4021 اسحاق بن سعيد بن الحسن 2373- 3790- 4259 اسحاق بن سعيد بن الاركون 3362 اسحاق بن سفيان بن زياد 1466 اسحاق بن سليمان 2206- 2619- 4130 اسحاق بن سوبيه 1438 اسحاق بن سيار 2795 اسحاق بن شاهين 513- 2560- 2561 أبو اسحاق بن شهرام 1903 أبو اسحاق الشيباني 2618 اسحاق بن الضيف 1036- 1470 أبو اسحاق الطالقاني 3088 أبو اسحاق الطبري 770 أبو اسحاق بن الطبيب 832 أبو اسحاق بن الطلحي 3701 اسحاق بن عباد 2647 اسحاق بن عبد الرحمن الصابوني 4257- 4260 اسحاق بن عبد الرحمن العطار 1544- 1545 اسحاق بن عبد الرحمن الواعظ 1259 اسحاق بن عبد الله 486- 1508- 4266 اسحاق بن عبد الله بن ابراهيم 1147- 1469- 1471 أبو اسحاق بن أبي عبد الله بن أحمد 1192 اسحاق بن عبد الله الدامغاني 1151- 1152 اسحاق بن عبد الله بن علي 3669 اسحاق بن عبد الله الفروي 1472- 4133 اسحاق بن عبد الله الكوفي 4211 اسحاق بن عبد الواحد 341 اسحاق بن أبي عمران الاستراباذي 1524 اسحاق بن أبي عمران الأسفراييني 1405 أبو اسحاق بن أبي عمرو الزركشي 3424 اسحاق بن عيسى 1492- 1493- 2067

أبو اسحاق الفزاري 49- 203- 3106- 4624- 4177- 4178- 4299- 4622 أبو اسحاق الفيروزبادي 1061 اسحاق بن أبي قبيصة 281 أبو اسحاق القنسريني 4322 أبو اسحاق الكسائي 311 اسحاق بن كعب بن اسحاق الجلي 1496- 1497 اسحاق بن كعب الانصاري 1497 اسحاق بن كعب الانطاكي 1497 اسحاق بن محمد 1196- 1840- 2812- 3025- 4140 اسحاق بن محمد بن أبان 1458- 3499 اسحاق بن محمد بن ابراهيم 1456- 1502 اسحاق بن محمد بن اسحاق المروزي 612 اسحاق بن محمد الطرسوسي 1507 اسحاق بن محمد الفروي 737- 1180 اسحاق بن محمد بن الفضل 1383 اسحاق بن محمد المسيبي 2871 اسحاق بن محمد بن المؤيد 1506 اسحاق بن محمد النعالي 2661 اسحاق بن محمود الملطي 1507 أبو اسحاق المزكي 2403 اسحاق بن منصور 1404- 1511- 2815- 2892- 2894 2896- 3097- 3570- 3629- 3681 4057 اسحاق بن منيب المصيصي 1517 اسحاق بن نجيح 1524- 1525- 1526- 1527- 1528 3843 أبو اسحاق النديم 3736 اسحاق بن نصر 1533- 1534 أبو اسحاق الهمذاني 319 اسحاق بن موسى الانصاري 1518- 1519- 1520- 1727- 2220 3551 اسحاق بن موسى الرملي 3177

اسحاق بن موسى بن عبد الرحمن 1523 اسحاق مولى المغيره 515 اسحاق بن نجيح 1525 اسحاق بن يحيى بن طلحه 1536- 3164 اسحاق بن يحيى بن العبدي 4074 اسحاق بن يحيى بن محمد 3033 اسحاق بن يزيد 1438- 2055 اسحاق بن يعقوب العطار 1518- 1521 اسحاق بن يوسف الازرق 4279- 4280 أسد بن سعيد النخعي 290 أبو أسد الفقعسي 300 أسد بن القاسم الحلبي 1554- 2643 أسد بن محمد الحلبي 1555 أسد بن محمد المصيصي 1555 أسد بن موسى 284 أسد بن وداعة 2172 اسرائيل بن عبد الله 1557 أبو اسرائيل العنبسي 311 أبو اسرائيل الملائي 1915- 3965 اسرائيل بن يونس 1502- 2150- 2152- 3290- 3965 3967- 4001 أبو أسعد بن حسنويه 4536 أسعد بن أبي الاصبهاني 365- 731- 748- 1116- 1184 1230- 1811- 1813- 2063- 2253 2573- 2579- 2722- 2750- 2790 2803- 3030- 4299- 4372 أسعد بن عبد الرحمن بن حبيش 1574 أبو الاسعد بن عبد الواحد 4225 أسعد بن عمار 1578 أسعد بن أبي الفضائل 2512- 2709 أبو الاسعد القشيري 849- 1235- 1237- 1238- 1239 2945- 4127- 4219- 4221- 4360

4408- 4429- 4440- 4442- 4507 4516- 4617 أبو أسعد المروزي 4412 الاسعد بن مماتي 1563 أسد بن المنجا التنوخي 1581- 1582 أسعد الميهني 4262 أسعد بن هشام 2267 أسعد بن يحيى السنجاري 1585- 1587 الاسعد بن يلدرك 2982 اسفنديار بن الموفق 1589- 1590 اسلم بن سهل الواسطي 1594- 2584- 2585- 2617- 2632 2640- 2754- 3422- 3425- 4607 أسلم بن عمران 1602 اسماء بنت أبي بكر 4055 اسماء بن الحكم 744 اسماعيل بن ابان 226- 368- 2658 اسماعيل بن ابراهيم 1606- 1608- 1614- 2113- 2127 2660- 3683- 3949 اسماعيل بن ابراهيم بن بسام 3423 اسماعيل بن ابراهيم بن عليه 342 اسماعيل بن ابراهيم بن محمد 4283 اسماعيل بن ابراهيم بن مغيره 2601 اسماعيل بن ابراهيم بن المهاجر 3335- 3338 اسماعيل بن ابنة السري 1833 اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل 1240 اسماعيل بن أحمد الباخرزي 2688- 2494- 2700 اسماعيل بن أحمد البيهقي 1673 اسماعيل بن أحمد الدمشقي 1088 اسماعيل بن أحمد السمرقندي 282- 336- 429- 574- 575- 771 953- 1472- 1616- 1617- 1618 1623- 1626- 1629- 1700- 1725 1743- 1907- 2011- 2051- 2074

2091- 2112- 2129- 2141- 2145 2153- 2172- 2175- 2189- 2258 2334- 2530- 2568- 2578- 2588 2614- 2637- 2641- 2663- 2664 2666- 2825- 2852- 2865- 2879 2881- 2891- 3073- 3082- 3085 3111- 3146- 3153- 3156- 3158 3172- 3221- 3239- 3256- 3269 3276- 3277- 3308- 3340- 3361 3533- 3619- 3635- 3637- 3638 3711- 3723- 3781- 3801- 3819 3913- 3920- 3933- 3935- 3941 3970- 3986- 3995- 3998- 4038 4048- 4064- 4102- 4116- 4120 4123- 4140- 4144- 4169- 4233 4235- 4274- 4456- 4500- 4645 4681 اسماعيل بن أحمد بن عبد الملك 1264 اسماعيل بن أحمد الفضائلي 3257 اسماعيل بن أحمد الفقيه 299 اسماعيل بن أحمد النيسابوري 3635 اسماعيل بن اسحاق 769- 811- 1477- 1482- 1842 2093- 2094- 2666- 2836- 2984 3189- 3670- 3687- 3971- 4040 اسماعيل بن اسحاق بن الحصين 1338 اسماعيل بن اسحاق السراج 3003- 3059- 4073 اسماعيل بن أميه 4063- 4068- 4070 اسماعيل بن اياس 1535- 3326- 3670- 3860- 3938 اسماعيل بن باطيش 2363 اسماعيل بن أبي البركات الربعي 1839 اسماعيل بن أبي بكر القاري 989- 1840 اسماعيل بن بهرام 2660- 4030 أبو اسماعيل الترمذي 1074

اسماعيل بن توبة القزويني 4339 اسماعيل بن جعفر 3583 اسماعيل بن جعفر بن علي 1631 اسماعيل بن جعفر المدني 362 اسماعيل بن الجعفري الكوفي 4299 اسماعيل بن حامد القوصي 131- 867- 905- 979- 981- 1013 1191- 1192- 1194- 1243- 1346 1575- 1581- 1583- 1633- 1668 1805- 2325- 2437- 3242- 3241 3327 اسماعيل بن الحسن 1635 اسماعيل بن أبي حكيم 1842 اسماعيل بن حماد الجوهري 71- 147- 251- 2096- 2942 4674 اسماعيل بن حميد 344- 2343 اسماعيل بن خالد 1915- 2561 اسماعيل بن أبي خالد 3124- 3143- 3144- 3150- 3234 3235- 3265- 3335- 3963- 4004 4063- 4068- 4070 اسماعيل الديلمي 1851 اسماعيل بن رافع 383 اسماعيل بن زاهر النوقاني 4207 اسماعيل بن أبي سعد الصوفي 1280- 2489- 3640- 3637- 4252 اسماعيل بن سعيد 1916- 2011- 3589 اسماعيل بن سعيد بن اسماعيل 3082 اسماعيل بن سعيد بن سويد 2044 اسماعيل بن سعيد العدل 1779- 2192 اسماعيل بن أبي سعيد النيسابوري 1625 اسماعيل بن سلطان بن منقذ 1154- 1641 أبو اسماعيل السلمي 1856- 4139

اسماعيل بن سليمان بن ايداش 1622- 1643- 1644- 1796- 2955 4252 اسماعيل الصابوني 203 اسماعيل بن صالح 1138- 1652- 1655- 1790- 2959 اسماعيل بن عياد 672 اسماعيل بن عبد الجبار الماكي 954- 956- 2000- 2597- 2711 2718- 3498- 3571- 3804- 3873 اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني 1039- 1262- 1392- 1511- 1673 1674- 1676- 1796- 2432- 2742 4017- 4179- 4257- 4260 اسماعيل بن عبد الرزاق الطرفي 3635 اسماعيل بن عبد الغافر الفارس 811- 2253- 2645 اسماعيل بن عبد القوي 1137- 1790- 2958 اسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني 3399- 3415 اسماعيل بن عبد الكريم بن قرناص 1610 اسماعيل بن عبد الله 1658 اسماعيل بن عبد الله الانصاري 1668 اسماعيل بن عبد الله الخشاب 4127 اسماعيل بن عبد الله بن زراره 626- 1662- 2783 اسماعيل بن عبد الله القسري 1665- 3083 اسماعيل بن عبد الله بن مسعود 4329- 4330 اسماعيل بن عبد الله بن ميمون 1074 اسماعيل بن عبد الله الناقدي 967 اسماعيل بن عبيد الله 1706- 3629 اسماعيل بن عثمان القاري 954- 1234- 2145- 3425- 4214 4440 اسماعيل بن علي 825- 1574- 1658- 1710- 2662 3761- 4259 اسماعيل بن علي بن اسماعيل 3757- 4480 اسماعيل بن علي الجاجرمي 4227 اسماعيل بن علي الجنزوي 143- 1039- 4627 اسماعيل بن علي بن الحسن 1056- 4257- 4260

اسماعيل بن علي بن الحسين 1056- 3767 اسماعيل بن علي الحسيني 2960 اسماعيل بن علي الخطبي 1184- 1185- 1186- 1727- 1732 2614- 4047 اسماعيل بن علي بن رزين الخزاعي 3498 اسماعيل بن علي السمان 1227- 1228- 1631- 1709- 2673 اسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الله الفحام 4354 اسماعيل بن عليه 2828- 4279- 4280 اسماعيل بن عمرو البجلي 312- 2719 اسماعيل بن عنان 2993 اسماعيل بن عباس 281- 340- 454- 520- 523- 742 1216- 1240- 1473- 1723- 1726 2124- 2126- 2205- 2210- 2738 2882- 3112- 3438- 4317 اسماعيل بن عيسى العطار 41- 95- 574- 2640- 3156 3809- 3811- 3813 اسماعيل بن غانم 1119 اسماعيل بن الفضل الديباجي 638 اسماعيل بن الفضل السراج 2258- 4650 اسماعيل بن القاسم 638- 1747 اسماعيل بن أبي القاسم 777 اسماعيل بن القاسم بن اسماعيل 1544- 1545- 2503- 2505 اسماعيل بن القاسم الحلبي 2796- 4014 اسماعيل بن كثير 2173 اسماعيل بن محمد بن عبد الله الازدي 3150 اسماعيل بن محمد النجاري 1096- 2942 اسماعيل بن محمد البغدادي 4653 اسماعيل بن محمد السمرقندي 1742 اسماعيل بن محمد الشيزري 1811 اسماعيل بن محمد الصفار 251- 362- 512- 965- 2168- 2603- 2612- 2730- 3401 اسماعيل بن محمد العذري 1813- 2707

اسماعيل بن محمد بن الفضل 948- 1294- 1312- 1496- 2512 2563- 2709- 2834- 3097- 3307 3414- 3634- 3995- 4335- 4474 4538 اسماعيل بن محمد بن قيراط 1813 اسماعيل بن محمد بن مرشد 4161 اسماعيل بن محمد المفسر 3375 اسماعيل بن محمد المصيصي 1821 اسماعيل بن محمد النيسابوري 71- 147- 4674 اسماعيل بن محمد بن يحيى 4262- 4270 اسماعيل بن مرشد 1805- 1819 اسماعيل بن مسعدة 847- 861- 1036- 1196- 1390 1472- 1523- 1623- 1626- 1732 1739- 1836- 1998- 2250- 2751 2963- 3177- 3179- 3274- 3275 3277- 3282- 3092- 3361- 3533 4066- 4346- 4211 اسماعيل بن مسعود 1626 اسماعيل بن مسلم 1000 اسماعيل بن مكي بن عوف 2866 أبو اسماعيل المؤدب 3124 اسماعيل بن موسى 2934 اسماعيل بن موسى السهمي 2058 اسماعيل بن موسى الفزاري 1832- 1833- 1834 اسماعيل بن أبي موسى 1849 اسماعيل بن نجيد السلمي 1013 اسماعيل بن هشام الصرصري 800 اسماعيل بن يحيى الحربي 1296 اسماعيل بن يحيى بن عبد الله 1445 اسماعيل بن يعلى الثقفي 4141 اسماعيل بن يونس 2011- 3522 أسود بن سالم 4484

أبو الاسود العبدي 2592 الاسود بن قيس العبدي 2592- 2796 أسود بن مسعود 287- 2984- 2985 الاسود بن يزيد 3029- 3032 أسيد بن عاصم 1374 أسيد بن عبد الرحمن 1859 الاشرف بن الاعز 1877 اشعب بن أم حميدة 4131 أشعث بن اسحاق 915 أشعث الحداني 2098 أبو الاشعث الصنعاني 586- 2984 الاشعث بن عمرو 1887 الاشعث بن قيس 2721- 4186 الاصبع بن الاشعث 4198 أبو الاصبغ بن سهيل 1526 اصبغ بن الفرج 3994 اصبغ بن محمد 4168 الاصبغ بن نباتة 312- 3029 الاصطخري 1785 الاصمعي 1138- 1307- 1308- 1316- 1783 1917- 1998- 2006- 2011- 2044 2051- 2056- 2059- 2080- 2094 2098- 2593- 3004- 3701- 3924 3943- 4005 الاعرج 2180 أبو عروبة الحراني 4169 الاعز بن كرم 1931 اعين بن لبطة 2614 الاعمش 103- 282- 385- 790- 1616- 1626- 2170- 2128- 2148- 2183 2250- 2569- 2595- 2599- 2603 2796- 2808- 2815- 3878- 3973 3032

افلح بن سعيد 2659- 2668 ألب ارسلان 3012- 3013 أبو اسامة الانصاري 302- 340- 1565- 2307- 3899- 4241 أبو اسامة الباهلي 1618 أمنة بنت عياد 3634 أمية بن خالد 1535 أبو أمية المختط 2306- 2309- 2678- 4523 أميرك بن أبي المعروف 2025 إنب الانباري 2064- 3772 أنذرو بقش الرومي 3651 أنس بن السلم 393 أنس بن عياض 2180- 4136 أنس بن مالك 199- 465- 455- 508- 768- 866- 1041- 1048- 1073- 1169 1292- 1618- 1820- 2253- 2256 2350- 2429- 2471- 2507- 2600 2632- 2678- 3181- 3285- 3436 3670- 3890- 3935- 3950- 4014 4021- 4023- 4024- 4063- 4064 4065- 4105- 4241 أنوشتكين الدزبري 4162 أنوشتكين بن عبد الله الرضواني 4101 أنيسة أوحد الدين بن عبد الله بن محمد 43- 144- 394- 1438- 1552- الوزاعي 1811- 1856- 2457- 2744- 2878 4468 أوس بن أحمد 2092 أوس بن عبد الله 2387 أوس بن عفراء 3007 ابن أبي أويس الوراق 368 الاويسي 3935 الياس بن عبد الله 1988

الياس بن محمد 1988 أيمن بن نابل 1013 أيمن بن خريمه بن فاتك 3347 أبو أيوب الأنصاري 292- 3724- 3793 أيوب بن تميم القارئ 1699 أبو أيوب الدمشقي 1078 أيوب السختياني 3842- 3844- 4241 أيوب بن سلمة المخزومي 4028- 4035- 4036 أيوب بن سلمان بن عبد الملك 4256 أيوب بن عمر الغفاري 3800 أبو أيوب القرشي 3423 أيوب بن منصور 2093 أبو أيوب المورياني 7- 3023 أيوب بن موسى المكي 4024 أيوب الوزان 1064 - ب- بارسطغان بن محمود 3604 بجير بن منصور 4365 بحر بن بحر الكرماني 2286 بحر السقاء 4059 بحر بن نصر 1566- 2152- 2507 بحير بن سعد 337- 742- 3102- 3107 البخاري 1232- 1383- 1406- 1437- 1444 1498- 1515- 1517- 1888- 2133 2217- 3875- 3896- 3952- 3964 بختيار بن عبد الله الهندي 3297 بدر بن عبد الله الحبشي 392- 1922- 1753 بدران بن حسين 999- 1985- 2421- 3488- 3742 3855 بذال بن سعد 4278 ابن البراء 3776

البراء بن سعيد 1251 البراء بن عازب 3029 برد بن سنان 200 أبو بردة بن عبد الله 2063 أبو بردة بن أبي موسي 2892 بركات بن ابراهيم الخشوعي 386- 720- 1058- 1128- 1313 2782 أبو البركات الأمين 4692- 4700- 4733 أبو البركات الأنماطي 1540- 1649- 1697- 1701- 1892 1946- 2095- 2106- 2109- 2129 2130- 2157- 2158- 2163- 2174 2175- 2177- 2204- 2214- 2317 2318- 2567- 2652- 2663- 3667 2810- 2812- 2814- 2819- 2837 2838- 2864- 2865- 2896- 2903 3084- 3102- 3110- 3111- 3113 3114- 3131- 3136- 3168- 3179 3185- 3248- 3276- 3279- 3280 3364- 3785- 3893- 3894- 3897 3949- 3969- 3972- 3974- 3975 3982- 3988- 3994- 3997- 3998 4016- 4118- 4138- 4140- 4145 أبو البركات بن أبي جرادة 1204 أبو البركات بن حمدان 2750 أبو البركات الحسيني 4255 أبو البركات خطيب حلب 2910 أبو البركات بن أبي طاهر 2184 بركات بن ظافر 4000 بركات بن عبد العزيز 41 أبو البركات بن العرقي 251 أبو البركات الفراوي 2884- 3737- 4139 أبو البركات بن المبارك 2661- 4066- 4125- 4137- 4140 أبو البركات بن نظيف 2565- 2636- 2663

أبو البركات بن هاشم 611- 615- 4163 أبو البركات بن محمد 757- 942- 969- 975- 976 1335- 1337- 1358- 1404- 1462 1463- 1470- 1539- 1566- 1568 1628- 1813- 1846- 1849- 1863 1864- 1894- 1911- 2196- 3468 أبو البركات بن المستوفي 2348- 2750- 2981 أبو بركة الاشجعي 3920 بركة بن محمد 861- 862 ابن بريدة 620- 2167 ابن بسام 3795 بسام الصيرفي 4027- 4030- 4032 بسر بن عبيد الله 4506 بسرة بن صفوان 1044 بشار بن موسى الخفاف 989 بشر بن أحمد الأسفرائيني 3283 بشر بن أحمد الفارسي 783- 1080- 1081- 1138- 4059 بشر بن بكر 4060 بشر بن الحارث 4212- 4215 بشر الحافي 3020 بشر بن حرب الطالقاني 4336 أبو بشر الحلبي 497- 599- 1408- 1705- 2039 أبو بشر الدولابي 2106- 2564- 2565- 2636- 2663 2812- 3340- 3755- 3759- 3760 3872- 3897- 3946- 3982- 4019 4024- 4030- 4119 بشر بن سعيد بن أبي الطيب الرافقي 3347 بشر بن طابخه 2586 بشر بن عبد الله الحضرمي 2149 بشر بن عبد الوهاب الكوفي 1058 بشر بن عمر 3975 بشر بن غالب 103- 104- 2566 أبو بشر الكلاعي 489

بشر بن محمد بن آبان اليشكري 3416 بشر بن محمد بن بشر 3829 بشر بن محمد التيمي 2653 بشر بن محمد المزني 4287 بشر بن معاذ العقدي 3400 بشر بن المفضل 1313- 3629 بشر بن موسى 295- 2176- 2635- 2659- 3420 3685- 4014 بشر بن الوليد الكندي 1535 بشرى بن عبد الله الرومي 3531 بشير بن غالب 2562 بقية بن عبد الله 2026- 3831- 3954- 4484 بقي بن مخلد 756 بقية بن الوليد 337- 625- 768- 1385- 1404 1405- 1811- 2205- 2466- 2958 3102- 3299- 3551- 4386- 4608 بقية بن وهب 2722 بكيرة عبد السلام بن أحمد الهروي بكر بن أحمد بن حفص الشعراني 2204- 2220- 2825- 2825 بكر بن أحمد الخباز 2724 بكن بن أحمد بن سعدويه القطان العبدي 4329 بكر بن حارثه 2648 بكر بن خلف 2217 بكر بن سليمان 2722- 2803 بكر بن سهل الدمياطي 1056- 2345- 3344- 3994 بكر بن سوادة 2142 بكر بن عبد الله بن حبيب 2185 بكر بن عبد الله الليثي 2751 بكر بن عبد الله المزني 3406 بكر بن علي الصيدلاني 1998 بكر بن أبي الفرات 3934- 3935 بكر بن ماعز 3573- 3579- 3581- 3583- 3584

3585- 3586 بكر بن يونس 1078 أبو بكر الأبهري 862- 2717 أبو بكر الأثرم 1399 أبو بكر بن أبي أحمد 2209- 3202- 3823 أبو بكر الأسدي 3910 أبو بكر بن أبي الأسود 4126 أبو بكر الأشل 2101 أبو بكر بن الأنباري 1430- 2769- 3505 أبو بكر بن أبي أويس 3671 أبو بكر بن أيوب 4275 أبو بكر البابسيري 1701- 1724- 2130- 2214- 2661 2663- 3170- 3279- 3975- 4138 أبو بكر الباطرقاني 133- 1639- 2379- 2853- 3746 أبو بكر بن باكويه 3285 أبو بكر بن البر اللغوي 251- 2942 أبو بكر البرقاني 922- 1044- 1046- 1381- 1391 1408- 1478- 1520- 1529- 1530 1536- 1541- 1699- 1736- 1761 1929- 2060- 2210- 2218- 2402 2657- 3272- 3823- 3872- 3951 4022 أبو بكر بن البرقي 2564 أبو بكر بن البستي 2202 أبو بكر بن بندار 3189 أبو بكر بن بيري 1945- 2821- 3758 أبو بكر البيع 2752- 3757 أبو بكر البيهقي 77- 202- 289- 340- 505- 621 708- 721- 855- 1251- 1267 1287- 1340- 1387- 1396- 1408 1478- 1522- 1541- 1566- 1613 2096- 2099- 2101- 2142- 2323 2347- 2373- 2603- 2641- 2646

2658- 2712- 2713- 2715- 2718 2720- 2739- 2798- 2811- 2965 3063- 3112- 3238- 3283- 3285 3331- 3626- 3733- 3778- 3879 3892- 3895- 3936- 4040- 4041 4139- 4287- 4659 أبو بكر الثابتي 1090- 2451 أبو بكر بن الجراح الخزاز 1595- 2043 أبو بكر الجعابي 291- 2713 أبو بكر بن جعفر القطيعي 2978 أبو بكر الجوزقي 1484 أبو بكر الجياني 345- 3409 أبو بكر بن أبي الحديد 2591 أبو بكر بن أبي الحسن الصوفي 4220 أبو بكر بن الحسين 3087- 4043 أبو بكر الحيري 202- 289- 621- 708- 721- 855- 1153- 1566- 2258- 2347 2366- 2389- 2615- 2639- 2646 2715- 2718- 2720- 2733- 2739 3778 أبو بكر بن الخاضيه 3637 أبو بكر الخرائطي 954- 1255- 2420- 2142- 2438 2557- 2591- 3189- 3194- 3338 3565- 3577- 4279 أبو بكر بن خريم 1887- 3777 أبو بكر بر خزيمة 1266- 1518- 1522 أبو بكر بن خلاد 3566- 4404- 4496 أبو بكر الخلال 2402 أبو بكر بن خلف 1512- 2653- 3139 أبو بكر الخوارزمي 2530- 3376- 4512 أبو بكر الخياط 1547

أبو بكر بن أبي خيثمة 1464- 1482- 1699- 1725- 1843 1894- 2171- 2821- 3086- 3758 3894- 3976 أبو بكر الخطيب 41- 43- 100- 104- 292- 293 344- 361- 366- 369- 380- 382 384- 385- 392- 403- 596 598- 599- 600- 605- 608 611- 640- 642- 646- 680 691- 703- 732- 748- 753 754- 755- 758- 761- 767 768- 769- 774- 783- 790 793- 796- 797- 800- 802 811- 812- 814- 818- 824 825- 826- 835- 862- 866 879- 908- 922- 926- 959 970- 1006- 1037- 1040- 1042 1043- 1044- 1046- 1052- 1058 1060- 1083- 1147- 1148- 1181 1182- 1186- 1191- 1197- 1198 1235- 1238- 1278- 1380- 1387 1388- 1391- 1394- 1397- 1401 1406- 1413- 1415- 1417- 1426 1433- 1439- 1446- 1457- 1462 1470- 1471- 1472- 1505- 1514 1515- 1521- 1527- 1528- 1529 1531- 1532- 1536- 1552- 1594 1642- 1701- 1721- 1728- 1731 1735- 1738- 1740- 1741- 1765 1778- 1844- 1896- 1911- 1918 1922- 1929- 1945- 2165- 2168 2176- 2184- 2192- 2195- 2205 2210- 2211- 2212- 2216- 2259 2262- 2272- 2274- 2344- 2345

2350- 2381- 2386- 2387- 2389 2403- 2451- 2456- 2619- 2639 2641- 2657- 2658- 2659- 2662 2666- 2678- 2681- 2683- 2712 2719- 2747- 2771- 2790- 2799 2825- 2849- 2878- 2879- 2880 2882- 2884- 2894- 2937- 2970 2971- 3000- 3140- 3200- 3205 3258- 3277- 3279- 3287- 3310 3329- 3525- 3471- 3606- 3607 3611- 3698- 3753- 3756- 3759 3767- 3768- 3775- 3776- 3778 3779- 3780- 3783- 3786- 3809 3811- 3813- 3816- 3818- 3820 3822- 3824- 3826- 3831- 3843 3873- 3874- 3875- 3878- 3887 3888- 3910- 3940- 3996- 4022 4029- 4039- 4068- 4069- 4074 4131- 4137- 4213- 4218- 4226 4228- 4229- 4230- 4247- 4283 4285- 4286- 4354- 4365 أبو بكر بن أبي دار 2712 أبو بكر الدارمي 371 أبو بكر بن أبي داود 1515- 2717- 3300 أبو بكر بن دريد 1313- 1595- 2043- 2587- 4673 أبو بكر الدقاق 3275 أبو بكر الدقي 1233 أبو بكر بن أبي الدنيا 304- 371- 814- 1191- 1308 1309- 1310- 1312- 1313- 1475 1496- 1498- 1536- 1567- 1666 1743- 1846- 1893- 1947- 2028 2052- 2056- 2074- 2083- 2142 2146- 2172- 2174- 2621- 2665

2811- 2837- 2901- 2958- 3059 3082- 3083- 3107- 3140- 3153 3196- 3248- 3277- 3304- 3366 3406- 3423- 3424- 3425- 3426 3430- 3576- 3581- 3583- 3584 3585- 3806- 3812- 3818- 3941 3968- 3996- 4050- 4064- 4074 4141- 4335- 4337- 4627 أبو بكر الدينوري 2049- 2056- 2064- 2072- 2088 2089 أبو بكر الرازي 1615 أبو بكر بن ريذة 75- 101- 365- 489- 499- 507 515- 517- 625- 1811- 1813 1387- 1910- 2058- 2063- 2226 2566- 2573- 2579- 2581- 2599 2601- 2650- 2750- 2803- 3030 4372 أبو بكر الزاغوني 2918- 3670 أبو بكر بن أبي سبرة 1473 أبو بكر السبيعي 998- 2561 أبو بكر بن سعدوس 3868- 3869 أبو بكر السقائي 1725- 1898 أبو بكر بن سمعان الحافظ 3429 أبو بكر السمعاني 769- 2598- 2645- 3190 أبو بكر السلماني 2051- 2087- 2904- 3059 أبو بكر بن سيف 1907- 2820- 3150- 3158- 3947 أبو بكر شاذان 1182- 4757 أبو بكر الشامي 1481- 1739- 3084 أبو بكر الشافعي 1196- 1197- 1845- 2148- 2171 2597- 2664- 2877- 2899- 2996 3614- 3622- 4152- 4602- 4619 4620 أبو بكر الشحامي 3895

أبو بكر الشقاني 1394- 1476- 1512- 1521- 1537 1569- 1698- 1835- 2839- 3339 3945 أبو بكر بن شهريار 2816 أبو بكر الشيروي 2428- 3404- 4223- 4227 أبو بكر بن أبي شيبة 862- 1147- 1358- 2568- 2567- 3036 3254- 3571- 3578- 3580- 3583 3589- 3686- 3689- 3966- 3967 3991- 4337 أبو بكر بن صدقة 1044- 1045 أبو بكر الصديق 2678- 3027- 4036- 4153- 4213 أبو بكر الصفار 4429- 4431- 4336- 4484- 4629 أبو بكر الصنوبري 4209 أبو بكر الصولي 601- 602- 603- 604- 605 829- 834- 857- 943- 1432 1499- 1755- 3004- 3022- 3024 3183- 3789- 3925- 3926- 4120 أبو بكر بن الضحاك بن قيس 4345 أبو بكر بن الطبري 1440- 1442- 1463- 1465- 1466 1479- 1863- 1911- 1918- 2067 2096- 2112- 2136- 2172- 2220 2225- 2568- 2614- 2639- 2660 2663- 2823- 2836- 2855- 2865 2893- 3073- 3156- 3277- 3308 3935- 3981- 4046- 4048- 4123 4456 أبو بكر الطحان الصوفي 2501 أبو بكر الطريثيثي 286- 337- 394- 456- 3909 أبو بكر الطلحي 3289- 4152 أبو بكر بن أبي عاصم 4447 أبو بكر بن عبدان 2713- 2714 أبو بكر بن عبد الباقي 1571- 2582

أبو بكر بن عبد الرحمن 3757- 4122 أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة 2166- 3170 أبو بكر بن عبيد الله 305 أبو بكر بن عثمان 1998- 2620- 2641- 3562 أبو بكر العلوي الزيدي 967 أبو بكر بن علي 1777- 3520- 3887 أبو بكر بن علي الرازي 2369 أبو بكر بن أبي علي السمسار الحلبي 3995- 4584 أبو بكر بن علي بن عبيد 4316 أبو بكر بن علي المهدوي 3314 أبو بكر بن عمر 2276- 2372- 3298 أبو بكر بن عمير 4347 أبو بكر بن عياش 296- 300- 305- 309- 337 972- 2067- 2074- 2114- 2124 2128- 2310- 2641- 2664- 3153 3573- 3576- 3579- 3975- 4212 أبو بكر الغزال 2576 أبو بكر القرفي 3750- 3714 أبو بكر بن أبي الفضل السلماني 2014- 2052- 2056- 2059- 2062 2072- 3055- 3074- 3081- 3190 أبو بكر الغورجي 2044 أبو بكر بن القارئ 2156 أبو بكر القرشي 305- 1547- 4617 أبو بكر القطان 2096 أبو بكر القطيعي 1841- 1890- 4510 أبو بكر بن كامل 1275- 2595 أبو بكر اللالكاي 2094- 2142- 2641- 2825- 3998 أبو بكر اللفتواني 1475- 1536- 1567- 1727- 1743 1846- 1893- 2056- 2107- 2108 2136- 2174- 2454- 2835- 3117 3185- 3746- 3820- 3881- 3968 3996- 4183

أبو بكر بن مالك القطيعي 1304- 2152- 2582- 3106- 3573 3574- 3576- 3581- 3584- 3585 3856- 4711 أبو بكر المالكي 1311- 3867- 3869 أبو بكر بن مجاهد 3639 أبو بكر بن أبي المحاسن القرشي 3427 أبو بكر بن محمد بن عبد الباقي 3162 أبو بكر المراعيشي 1655 أبو بكر بن مروان 1046- 1736- 3344- 3823- 4354 أبو بكر المروزي 2074- 3572 أبو بكر بن أبي مريم 499- 507- 625 أبو بكر المزرقي 2042- 2595- 4137 أبو بكر المزكي 762- 958- 4286- 4367- 4542 أبو بكر المزودي 3329 أبو بكر بن مسلم العابد 4354 أبو بكر المغربي 1835- 2205- 2839 أبو بكر بن المقتدي 2582 أبو بكر المقرئ 295- 342- 513- 763- 959- 1153 1179- 1180- 1204- 1257- 1399 1502- 1557- 1570- 1844- 2000 2066- 2074- 2093- 2130- 2150 2151- 2172- 2249- 2250- 2455 2565- 2751- 2773- 2905- 3124 3272- 3361- 3867- 3876- 3967 3975- 3994- 4137 أبو بكر بن مقسم 80 أبو بكر بن منجويه 1056- 1376- 1528- 2792 2814- 2997- 3186- 3252- 3271 3338- 3696- 3703- 3946- 4021 4068- 4118 أبو بكر المهندس 3897- 4119 أبو بكر بن أبي موسى 1378- 2892 أبو بن بكر المؤمل 1566- 2811

أبو بكر الميانجي 1520- 3346 أبو بكر النجاد 768- 1701 أبو بكر بن النجار 338 أبو بكر بن أبي النضر 3570 أبو بكر بن النعمان 3686 أبو بكر النقاش 2775 أبو بكر بن نوفل بن الفرات 3455 أبو بكر النيسابوري 3614- 4361 أبو بكر الهذلي 318- 2585- 2637- 2781 أبو بكر اليشكري 199 أم بكر بنت المسور 2821 بكير بن الأشج 3994 بكير بن عامر 2414 بكير بن محمد 4436 بكير بن مسمار 3247 أبو بلال الاشعري 298- 703- 3607 بلال بن أبي بردة 3706 بلال الحبشي 2174- 3027- 4152- 4153 بلال بن مرداس 2580 بلال بن يحيى 2175 بليا بن ملكان 3288 بنان بن رفيع 2180 بنكة الحلبي 4155 بنين بن ثابت بن أنس 3558 البهاء السنجاري 1586 بهرام بن محمود بن بختيار 290- 291- 307- 2709- 4225 4305- 4536 بهلول بن اسحاق بن بهلول 386 أو البيان المعري 4230 أو البيان بن أبي المكارم 418 بيبي بنت عبد الصمد 919

- ت- تبيع ابن امراة كعب الاحبار 495 تتش بن ألب أرسلان 4157 تجني بنت عبد الله الوهبانية 1308- 1309- 1310- 1313- 2063 3366- 3425- 3428- 3576- 3578 3580- 3582- 3584- 3585- 3812 تراب بن عمر 3426 أبو تراب المكتب 3016 تركناز بنت عبد الله بن محمد الدامغاني 1220 ابن أبي تليد 2128 تمام بن عبد الله 4142 تمام بن كثير 454 تمام بن محمد البجلي 3185 تمام بن محمد الرازي 163- 202- 295- 496- 617- 1054 1059- 1151- 1183- 1434- 1436 1442- 1445- 1528- 1555- 1659 1661- 1664- 1864- 2038- 2099 2102- 2143- 2152- 2216- 2555 2306- 2313- 2314- 2721- 2782 2895- 3066- 3133- 3192- 3225 3362- 3363- 3655- 3731- 3889 4031 تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر 926- 3921 تمام بن نجيح 3910 تميم بن تميم البصري 3431 تميم بن خذيم 368- 2200- 2201 تميم الداري 100- 519 تميم بن أسعد بن أبي العباس 3284 تميم بن أبي سعيد الجرجاني 294- 485- 514- 515- 737- 1614 2600- 4281 تميم بن عبد الواحد 520- 3299- 4250 أبو تميمة السلمي 1302

أبو توبة 1646- 3991 ابن توتو أبو الحسين الوراق توزون بن محمد الطبري 271- 1991- 3060 توفيق بن محمد بن الحسن 3388- 4568 توما الكاتب 4162 أبو التياح 976 - ث- ثابت بن اسماعيل 2642 ثابت بن بندار 95- 914- 917- 1319- 1425 1465- 1481- 1541- 1701- 1852 1857- 1928- 1946- 2083- 2109 2130- 2158- 2163- 2165- 2177 2214- 2318- 2576- 2585- 2652 2814- 2865- 2897- 2903- 3102 3131- 3170- 3240- 3273- 3276 3279- 3550- 3569- 3624- 3734 3750- 3785- 3810- 3894- 3975 4016- 4047- 4066- 4123- 4138- 4317- 4344- 4372 ثابت البناني 2256- 3343 ثابت بن الحجاج 3797 أبو ثابت الديلمي 307 ثابت بن الزبير بن حبيب 1769 ثابت بن زيد 3970 ثابت بن سليمان البجلي 3082 ثابت بن سنان الصابئ 3496 ثابت بن محمد البديلي 4276 ثابت بن محمد بن أبي الفرج 4151 ثابت بن مشرف 303- 339- 512- 620- 783- 865 1072- 1303- 1321- 1371- 1511 1616- 2047- 2290- 2316- 2599

2736- 2757- 2940- 2958- 3034 3068- 3088- 3102- 3121- 3144 3227- 3244- 3246- 3265- 3290 3390- 3401- 3447- 3748- 3566 3795- 3871- 3878- 3890- 4028 4372 ثابت بن معبد 345 ثابت بن منصور 1697- 2812 ثابت بن يزيد 1173 ثعبان بن محمد بن ثعبان 3166 ثعلبة بن أبي مالك 4161 ثمامة بن عتبة 1314 أبو ثميلة 3655 ثوبان مولى الرسول (ص) 98- 3878 ثور بن زيد 338 ثور بن يزيد 41- 342 - ج- جابر بن أبي أيوب 2375 جابر الجعفي 317- 318- 2989- 2106- 2237 3718- 3724- 3730- 3731 جابر بن سمرة 690- 3029- 3036 جابر بن عبد الله الانصاري 607- 733- 775- 2286- 2480 2566- 2573- 2736- 2800- 2808 2877- 3016- 3337 جابر بن عبد الله السلمي 3984 جابر بن عبد الله بن المبارك 2350 جابر بن عبيد الله الموصلي 2350 جابر بن محمد بن أحمد الرناني 3634 جابر بن محمد اللاذاني 3634 الجارود بن أبي الجارود السلمي 3450- 3451 جاريه 3974 جامع بن عبد الرحمن 958- 1066

جامع بن عبد الرحيم 849 جباره بن المفلس 4292 جبريل بن المغيرة بن سلطان 3194 جبلة بن الازرق 3550 جبلة بن خويلد 287 جبير بن نضير الحضرمي 3102 الجراح بن مخلد 3257 الجراح بن منهال 4447 جراد بن مجالد 3625 ابن جريج 1058- 2143- 2329- 2466- 2681 2999 جحشنة بن العلاء 3797 جحظة 1426 جرير بن حازم 311- 1041- 4050- 4125 جرير الرازي 2128 جرير بن رقية بن مصقلة 3872 جرير بن عارم 3936 جرير بن عبد الله البجلي 76- 1311- 1312- 1616- 2127 3335- 4004- 4496- 4649 جعبر القشيري 4158- 4159 جعفر بن أبان 2216 جعفر بن أحمد بن ابراهيم 2811- 3253 جعفر بن أحمد الاودي 998 جعفر بن أحمد بن الجراح 2185 جعفر بن أحمد الحصيري 2719 جعفر بن أحمد الدمشقي 3751 جعفر بن أحمد الدهقان 2038 جعفر بن أحمد الرازي 1066 جعفر بن أحمد السراج 455- 1605- 2092- 2291- 3289 3587- 3964- 3965- 4022- 4400 4539- 4616 جعفر بن أحمد بن سنان 1197- 3429 جعفر بن أحمد بن صالح 2968

جعفر بن أحمد بن عاصم 2909 جعفر بن أحمد بن معدان 4678 جعفر بن أحمد بن يحيى 1147 جعفر بن أحمد بن يعقوب 3520 جعفر بن أياس 2899 جعفر بن برقان 302- 3169- 3843- 4168- 4169 4171 جعفر بن أبي البركات 1480- 1533- 1734- 1929 ابن جعفر البغدادي 1799 جعفر بن الحسن القارئ 854 جعفر بن الحسن اللهبي 1766- 1794 جعفر بن أبي الحسن 3253- 3449- 4366 جعفر بن الحسين 2875 جعفر بن الحسين بن محمد 2155 أبو جعفر بن الحضرمي 2754 أبو جعفر الحلبي 4375 أبو جعفر الخطمي 3245 جعفر الخلدي 2884- 2885- 4029- 4215- 4217- 4226- 4228 أبو جعفر الدامغاني 3399 أبو جعفر بن درستويه 456- 1529- 3824 أبو جعفر الرازي 852- 1504- 3683- 3686- 3687 3688- 4153- 4286 أبو جعفر السكري 1185 جعفر بن سليمان بن دينار 2058 جعفر بن سليمان الضبعي 2113- 2118- 2287- 2615- 3378- 3428- 3572- 4474 جعفر بن الصباح 3586 أبو جعفر الطحاوي 2379- 2533 أبو جعفر الطرسوسي 1387 أبو جعفر بن شكاب 1045 جعفر بن شهريل 1523- 1524 جعفر بن عاصم 4288

جعفر بن عبد الله 1633- 2643 جعفر بن عبد الله الصوفي 4539 جعفر بن عبد الله بن يعقوب 3229 جعفر بن عبد الواحد الثقفي 1171- 2254- 3736- 4498 جعفر بن عثمان 3467 جعفر بن أبي عثمان الطيالسي 2579 أبو جعفر العدوي النحوي 1050 أبو جعفر العقيلي 998- 1738 جعفر بن علي الهاشمي 2663- 3641- 3755- 3756- 3759- 3760- 3761- 4042 جعفر بن علي بن هبة الله الهمذاني 2711- 4510 أبو جعفر بن أبي علي 4336- 4431- 4484- 4629 جعفر بن عمر 1710 جعفر بن عمر بن عبيد 3871 جعفر بن عون العمري 367- 368- 2165- 2323- 2590- 3588- 3687 جعفر بن أبي العيناء 2387 جعفر بن الفضل بن الفرات 2534- 3555 أبو جعفر الفقيه 4378 جعفر بن قدامة 706- 1279 أبو جعفر القصير 1058 جعفر بن محمد 1035- 1864- 2088- 2146- 2219 2237- 3063- 3066- 3133- 3306 3363- 4365- 4659- 4661- 4708 جعفر بن محمد بن ابراهيم التميمي 3345 جعفر بن محمد بن الازهر 1465- 1530- 2215- 2849 جعفر بن محمد البزاز 2166 جعفر بن محمد بن حاتم 703 جعفر بن محمد بن الحارث 784 جعفر بن محمد بن الحجاج 1064 جعفر بن محمد الخراساني 76- 3842 جعفر بن محمد الخفاف 439

جعفر بن محمد الخلدي 1059- 2658- 3063- 3420- 3875 4187- 4218- 4222- 4223- 4226 4227- 4286- 4684 جعفر بن محمد بن دبيس 4066 جعفر بن محمد السراج 1203- 1778 جعفر بن محمد بن سوار 1251- 3838 جعفر بن محمد بن شاكر 4474 جعفر بن محمد الصادق 300- 456- 2564- 2565- 2647 2659- 2660- 2661- 2721- 2800 3562- 4027- 4029- 4032- 4045 جعفر بن محمد الصندلي 2147 جعفر بن أبي طالب 4072 جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي 1185 جعفر بن محمد بن عتيب 2566 جعفر بن محمد الفريابي 921 جعفر بن محمد الفسوي 1847 جعفر بن محمد الكندي 295- 1182- 1183- 2143- 2865 3185 جعفر بن محمد بن محمد 2598 جعفر بن محمد بن مستفاض 998- 1304- 1405- 2760- 2944 3245- 3436- 3469- 3872 جعفر بن محمد بن موسى 1266- 2258 جعفر بن محمد بن نوح 165 جعفر بن محمد بن هشام 1696 جعفر بن محمد بن يحيى 3803- 3189 أبو جعفر بن المسلمة 942- 1535- 1637- 2028- 2042 2224- 2319- 2321- 2325- 2564 2661- 2876- 2887- 2900- 3131 3142- 3169- 3174- 3187- 3802 3892- 4035- 4045- 4048- 4072 4126- 4136 أبو جعفر المغازلي المصيصي 4379 جعفر بن أبي المغيرة 915

أبو جعفر المنصور 3546- 3606- 3607 أبو جعفر المؤدب 3768 أبو جعفر الموسوي 2533 جعفر بن ميمون 3688 جعفر بن نوح 2948 أبو جعفر الهمذاني 1528- 2860 جعفر بن يحيى التميمي 2040- 2214- 2215- 2568- 2812 3103- 3138- 3178- 3240- 3270 3339- 3363- 3819- 3894- 3897 3911- 3946- 3971- 2020- 4065 جعفر بن يحيى الحكاك 1078- 1444- 2289 جعيدة بن علي بن محمد 1504 جلال الدين منبكرتي 3543 جمح بن القاسم 338- 1660 أبو جمعة المصمودي 4162 جميل بن مرة 2641 جناب بن الخشخاش 3925 أبو جنادة القشيري 1555 أبو جنادة الكتاني 374 جنادة بن محمد 2533 جنادة بن مروان 201 جندب بن زهير 4250 جندب بن سفيان 2792 جندل بن والق 2114 جنيد بن حكيم الأزدي 1998 الجنيد بن محمد 2146- 4212- 4214- 4218- 4222 4223- 4225- 4226- 4228- 4659 الجنيدي 1444- 1531- 2217- 3896- 3952 أبو الجهم 1999- 2847 أبو جهيم بن الحارث بن الضمة 4245 أبو الجواب 2646

ابن جوصاء 1190 جويرية بن أسماء 2174- 2607- 2821- 3162- 3169 3781- 4049- 4131- 4708 الجوهري 1187- 1189- 3888 أبو الجويرية 4381 جيداء أم زيد بن علي 4047 - ح- حابس بن سعد 3617- 4026 حاتم بن اسماعيل 2572- 2782 ابن أبي حاتم 1464- 1470- 1478- 1660- 1737 أبو حاتم البستي 119- 514- 515- 737- 763- 1614- 4281 أبو حاتم الرازي 1312- 1313- 1437- 1469- 1510 1515- 1522- 3988- 4001- 4005 أبو حاتم السجستاني 2534- 3697- 3709- 4219 حاتم بن عبد الله 2574 حاتم بن محجوب 2570 حاتم بن محمد 786 أبو حاتم الوائلي 1476 حاجب بن أحمد الطوسي 1212 حاجب بن أركين 3684- 4524 حاجب بن سليمان المنبجي 2180 أبو حاجب الحاجي 1555 الحارث بن أدهم 2989- 3724- 3731 الحارث بن أبي أسامة 380- 384- 1357- 1474- 1493 1494- 1535- 1629- 1802- 1845 1891- 2028- 2318- 2966- 3095 3144- 3464- 3566- 3562- 3688 3817- 3837- 3937- 3938- 3983 4030- 4034- 4116- 4135- 4136 4378- 4404- 4496

الحارث الاشعري 1646 الحارث بن حجاج 2150 الحارث بن الحكم الصخري 3167 أبو الحارث الخشني 2329 الحارث بن حصيرة 290- 3008 الحارث بن سعيد بن حمدان 2527- 4291 الحارث بن أبي شبيل 3963- 3964 الحارث بن الصمة 4244- 4245 الحارث بن عبد الرحمن 3257 الحارث بن عبد الله 499- 2564- 3068 الحارث بن عبد المطلب 4172 الحارث بن عبيد الله 2596 الحارث بن عمارة 163- 202 الحارث بن عمران 998- 3832 الحارث بن عمرو الانصاري 4256 الحارث بن عمرو بن جزي 3838 الحارث بن عمير 1308 الحارث بن كعب الوالبي 310- 2222 الحارث بن محمد القيطري 384 الحارث بن مسكين 3982- 3985- 3994- 3996 الحارث بن مسلم 2963 الحارث بن النعمان البندار 2790 الحارث بن النعمان البزاز 2206 الحارث الهمداني 500 الحارث بن يزيد الحضرمي 2117- 3617 أبو حارثة 3947 حارثة بن قطن 2966 أبو حازم الزاهد 2294 أبو حازم العدوي 3039- 3439- 3950 حازم بن عطاء 4063 الحاكم أبو أحمد الحافظ 1056- 2275 الحاكم البحاثي 514- 515- 1614 حامد بن أحمد الهروي 331- 332

حامد بن آدم 3265 أبو حامد الازهري 1567 أبو حامد الاشعري 1292 حامد بن أميري القزويني 364- 4087 حامد بن بختيار 876- 888- 898 أبو حامد بن جبلة 2901- 3574- 3577- 3578- 3579 3581- 3584- 3680- 3682- 3685 3689- 3972- 3973 أبو حامد الزاهد 4390 حامد بن شعيب 2885 حامد بن عبد الرزاق البيع 3635 أبو حامد بن العميد 2620- 2621- 3152 حامد بن أبي العميد 2648 حامد بن أبي الفتح 2768 أبو حامد القوصي 1174 حامد بن محمد الرفاء الهروي 3302 حامد بن محمد بن عبد الله 2263 أبو حامد بن همام 1360 حامد بن يحيى البلخي 962- 4420 حامد بن يزيد الاذني 1455 حامد بن يوسف 2514 حبي الجرجاني 4212 حبه بن خالد 2438 الحباب بن رحيم البزاز 790 حبان بن زيد الشرعبي 2205 حبان أبو عبد الله 2001 حبان بن علي 312- 2568 حبان بن هلال 607- 2002 حبش بن موسى 1376- 2173- 3613- 4144 حبوابه بن عيسى البسطامي 1152 حبيب بن أوس 3127

حبيب بن أبي ثابت 290- 2057- 2171- 2172- 2651 2999- 3093- 3973- 4056- 4057 حبيب بن حسان 3583 حبيب بن الحسن 499 حبيب بن عبد الرحمن 2757- 3803 حبيب بن عبيد 625 حبيب بن مسلمة 517- 4186 حبيب بن يسار 3831 أم حبيبة 2960 أبو حبيب مولى الزبير 2900 حبيش بن دلجة 4296 حبيش بن يزيد 3112 أبو الحجاج الادمي 2587- 3571 حجاج بن باب 2699 الحجاج البارد 1799 أبو الحجاج الدمشقي 1198- 4؟؟؟ 150- 2456- 3028- 3106 4124- 4498- 4541 حجاج بن دينار 2563 حجاج بن الشاعر 2512 الحجاج بن عبيد الله 2101 الحجاج بن فرافصة 3304 حجاج بن محمد 1201- 2099- 2112- 2117- 2275 2616- 2790 الحجاج بن منهال 1452 حجاج بن أبي منيع الرصافي 1662 حجاج بن أبي منيع الشامي 2101- 2102 الحجاج بن هشام 2035 الحجاج بن يوسف 2102 حجر بن يزيد الكندي 4186 حجرة بن مدرك 2137 حجير بن أبي اهاب 4055 الحداد بن أبي سعيد 1699 حدير بن رياح 3724

حدير السلمي 303- 2141 حدير بن كريب 497 حذيفة بن الحسن 2145 حذيفة المرعشي 438- 2147 حذيفة المصيصي 2178 حذيفة بن اليمان 295- 2155- 2156- 2296- 2843 أبو حذيفة 4029 الحر بن الصباح 2148- 3810 الحر بن قيس الفزاري 2223 حرب بن بنان 3290 حرب بن عبد الله 2180- 2181 حرب بن قيس 2029 حرب بن محمد 2182 حرملة بن عبد العزيز 2183- 2185 حرملة بن عمران 4690- حرملة بن المنذر 2129- 2186- 3936 حرملة بن يحيى 2796- 2799 الحرمي بن أبي العلاء 1416- 1458 حرمي بن عمارة 4211 حريث بن ظهير 2796 حريز بن عثمان 2202- 2203- 2204- 2205- 2217- 2751- 3551 حزأم بن حكيم بن حزام 4104 حزن بن عبد عمرو 2226 ابن أبي حسان الانماطي 4288 حسان بن الحباب الكناني 2231 أبو حسان الزيادي 1743- 3258- 3279- 3346 حسان بن عبد الله 3156 حسان بن عطية 926- 2457- 2775 حسان بن كريب 2990 حسان بن محمد الفقيه 811

الحسن بن ابراهيم الخشاب 427- 457- 462- 479- 591- 1159- 1325- 2252- 2397- 2408- 2684- 2685- 2916- 3849- حسن بن ابراهيم بن دينار 1273- 2324- 3414- 3419- 4223 الحسن بن ابراهيم بن زيد 1256- 2294 الحسن بن ابراهيم بن زولاق 3553 الحسن بن ابراهيم الليثي 2593 أبو الحسن بن الآبنوسي 786- 1201- 1390- 1438- 1460- 1476- 1529- 1537- 1724- 1729- 1732- 1733- 1836- 1914- 1918- 2781- 3345 أبو الحسن الاثرم 2008- 3713 الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن فيل 1012- 1518- 1519- 2248- 2249- 2251- 2308- 2723 الحسن بن أحمد بن ابراهيم الهجري 2252 حسن بن أحمد الاوقي 69- 286- 337- 356- 569- 572- 690- 704- 785- 793- 862- 1190- 1203- 1234- 1321- 1336- 1407- 1412- 1483- 1517- 1525- 1629- 1666- 1670- 1696- 1805- 1837- 1850- 1928- 1999- 2042- 2094- 2100- 2130- 2146- 2171- 2175- 2285- 2286- 2287- 2290- 2296- 2365- 2373- 2503- 2575- 2583- 2664- 2801- 2959- 2989- 3068- 3071- 3082- 3097- 3104- 3122- 3134- 3150- 3170- 3171- 3198-

3240- 3255- 3271- 3278- 3426- 3443- 3444- 3549- 3551- 3571- 3572- 3587- 3604- 3682- 3723- 3732- 3737- 3752- 3813- 3815- 3876- 3879- 3888- 3909- 3920- 3963- 3964- 3972- 3977- 3986- 3991- 3998- 4021- 4032- 4041- 4068- 4074- 4123- 4141- 4212- 4220- 4223- 4226- 4228- 4242- 4258- 4288- 4328- 4344- 4381- 4385- 4429- 4484- 4496- 4507- 4582- 4608- 4652- 4660 الحسن بن أحمد البالسي 2289 الحسن بن أحمد بن بكير 2253 الحسن بن أحمد بن البناء 4454 الحسن بن أحمد التنوخي 2291 الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني 2254 الحسن بن أحمد الحداد 339- 1064- 1117- 1146- 1203- 1208- 1241- 1799- 1842- 2365- 2414- 2790- 2943- 3035- 3106- 3124- 3228- 3288- 3306- 3352- 3566- 3680- 3737- 3793- 3972- 3979- 3989- 3991- 4114- 4120- 4282- 4316- 4329- 4379- 4453- 4447- 4452- 4638- 4760 الحسن بن أحمد بن أبي الحديد 341- 1000- 1166- 1370- 1378- 1663- 1747- 2782-

2791- 3065- 3185- 4014- 4456 الحسن بن أحمد بن الحسن 1474- 3568- 3703 الحسن بن أحمد بن الحسن التميمي 2256- 3426 الحسن بن أحمد بن الحسن الخواص المصيصي 2255 الحسن بن أحمد بن الحسن الدقاق 2262 الحسن بن أحمد السبيعي 289 الحسن بن أحمد بن السمرقندي 1675- 1703- 2252- 2856 الحسن بن أحمد بن شاذان 114- 1758- 1999- 2222- 2575- 2578- 2583- 2615- 2621- 2632- 3123- 3282- 3550- 3558- 3637- 3731- 3947- 4133- 4336- 4480- الحسن بن أحمد بن صالح 732- 2258- 2261- 2262 الحسن بن أحمد الصوفي 2678 الحسن بن أحمد بن عبد الغفار 2267 الحسن بن أحمد بن عبد الله 2796 الحسن بن أحمد العطار 1443- 1620 أبو الحسن بن أحمد بن علي 1077- 1272- 1382- 2056 أو الحسن بن أحمد الغساني 1044- 1763 الحسن بن أحمد الفارسي 506 الحسن بن أحمد بن محمد بن طلحة 3254 الحسن بن أحمد بن محمد الموسياباذي 3403 الحسن بن أحمد المخلدي 300- 2908 الحسن بن أحمد المقرئ 498- 499- الحسن بن أحمد بن الملحي 4667- 4668 الحسن بن أحمد الهمذاني 2792- 2813- 2997- 3134- 3186- 3252- 3266- 3362- 3438- 3798- 3820- 3946- 4118 الحسن بن أحمد بن يوسف اللحياني 618- 2585- 2948 أبو الحسن الاخضر 2984 الحسن بن ادريس 1541

الحسن بن اسحاق بن بلبل 2294- 2296- 2297 أبو الحسن بن اسحاق 3724 الحسن بن أسد الفارقي 2299 أبو الحسن الاسدي 2831- 3705 الحسن بن اسماعيل الضراب 356- 438- 605- 1077- 1136- 1138- 1311- 1319- 1596- 1790- 1855- 2002- 2014- 2043- 2045- 2051- 2052- 2059- 2061- 2062- 2074- 2080- 2082- 2087- 2089- 2096- 2146- 2171- 2581- 2583- 2591- 2644- 2645- 3055- 3057- 3059- 3074- 3076- 3078- 3081- 3106- 3163- 3188- 3189- 3215- 3294- 3303- 3308- 3415- 3417- 3420- 3423- 3429- 3443- 3563- 3572- 3579- 3582- 3588- 3605- 3614- 3652- 3687- 3688- 3701- 3707- 3717- 3812- 3941- 3992- 3993- 4042- 4076- 4122- 4623 الحسن بن اسماعيل العناني 2046- 2064- 3387- 3682- 3939- 4128 الحسن بن اسماعيل القيلوي 2492- 2749 الحسن بن الاشعث 1006- 2305 أبو الحسن الاصبهاني 1568 أبو الحسن الانباري 3107- 3823 الحسن بن أنس 3910 أبو الحسن بن أيوب 297 الحسن بن أيوب الهاشمي 2306 الحسن بن باري الواسطي 2534

أبو الحسن البحاثي 4281 أبو الحسن بحشل 2390 الحسن بن بدر بن عبد الله السلامي 3498 الحسن بن بركات الخشوعي 2755 الحسن البزاز 4215 الحسن بن بشر الامدي 1899 الحسن بن بشر الطرسوسي 2307 أبو الحسن بن بشران 1788- 2097- 2151- 2621 الحسن البصري 199- 1079- 1302- 1984 2287- 2432- 2665- 4024 الحسن بن بقاء 2289 أبو الحسن بن البقشلان 1573- 1911- 1918 الحسن بن أبي بكر بن شاذان 405- 600- 824- 1198- 1275- 1743- 3200- 3206- 3258- 3279- 3345- 3520- 3607- 3761- 4474 الحسن بن أبي بكر بن المبارك 3878 الحسن بن بندار 2088- 2090 أبو الحسن بن تاج الفراء 3748 أبو الحسن بن أبي جرادة العقيلي 1257 الحسن بن جرير الصوري 1696 أبو الحسن بن أبي الجزور 3193 الحسن بن جعفر 4344 الحسن بن جعفر الانطاكي 2308 الحسن بن جعفر السلماسي 2502 الحسن بن جعفر بن عبد الصمد 2486- 2686 الحسن بن جعفر القتات 3289 الحسن بن جعفر بن المتوكل 2273 الحسن بن جعفر بن محمد 2738 أبو الحسن بن أبي جعفر 438- 867- 1311- 2014- 2043- 2046- 2062- 2087- 2492- 2643- 3059- 3421-

3572- 3604- 3688- 3701- 3939 الحسن بن أبي جعفر البطناني 2782 أبو الحسن الجمال 1241 أبو الحسن بن جهضم 4657 الحسن بن جهور 4678 أبو الحسن الجواليقي 3058 أبو الحسن بن جوصاء 1179 الحسن بن حامد بن الحسن 306 الحسن بن حبيب 393- 1041- 1177- 1454- 2309- 2310- 3302- 4259- 4523 الحسن بن حجاج 2313- 2314- 2315 أبو الحسن بن أبي الحدبد 508- 1255- 1454- 1917- 2006- 2041- 2142- 2184- 2591- 2761- 3086- 3131- 3161- 3189- 3289- 3302- 3338 3447- 3565- 4051- 4138- 4279 أبو الحسن الحربي 862- 1407- 1412- 1483- 1573- 1837- 1846- 1858- 2130- 2816- 3040- 3198- 3278- 3342- 3551- 3590- 3625- 3629- 3738- 3753- 3876- 3998- 4047- 4141- 4660 أبو الحسن بن حريق 1066 الحسن بن الحسن 291- 2027- 2590- 4037 الحسن بن الحسن بن أحمد الكلابي 2472 الحسن بن الحسن بن علي 4028 الحسن بن الحسن بن محمد 1080 الحسن بن الحسن بن المنذر 1308- 3576- 3578- 3580- 3812

الحسن بن الحسن بن منصور 1033 الحسن بن أبي الحسن الفضلي 3562 الحسن بن الحسين الاندقي 2487 حسن بن حسين الانصاري 2633 الحسن بن أبي الحسن النبال 2636 الحسن بن الحسين بن بندار 1305- 1322- 1801- 2041- 2047- 2081- 2082- 2173- 2289- 2328- 2600- 2618- 2635- 2646- 2651- 2902- 4130- 4144 الحسن بن الحسين الحمداني 4233 الحسن بن الحسين بن حمقان 1219 الحسن بن الحسين الخمكري 804 الحسن بن الحسين بن دوما 95 الحسن بن الحسين بن رامين 1515 الحسن بن الحسين السكري 2059- 2080 الحسن بن الحسين بن العباس 4140 الحسن بن الحسين بن علي 4064 أبو الحسن بن الحسين الفراء 3589 حسن بن حسين الفزاري 2584 الحسن بن الحسين النعالي 385- 1431- 2661- 2812 الحسن بن الحسين النوبختي 282 أبو الحسن بن الحسين 4220 الحسن الحضري 4571 الحسن بن الحكم 2082- 3469 الحسن بن حفص 3723- 3724 أبو الحسن الحلبي 4208- 4403 الحسن بن حماد 4039 أبو الحسن بن الحمامي 1408- 1573- 1725- 1837- 2125 2158- 2836- 2885- 3269- 3498 3971- 4116- 4142 الحسن بن حمدان 4233- 4235 الحسن بن حميد المرعشي 2342

أبو الحسن بن الحنائي 1801 أبو الحسن الخشاب 2592 أبو الحسن بن خشيش 3171 الحسن بن الخضر 2043 أبو الحسن الخطيب 4141 أبو الحسن الخلعي 733- 2098- 2602- 3402- 3426 الحسن بن خلف 2744 الحسن بن الخليل الانطاكي 2343 أبو الحسن الدارقطني 732- 861- 922- 1152- 1181 1504- 1505- 1860- 2005- 2074 2108- 2205- 2258- 2262- 2839 2850- 3064- 3066- 3119- 3178 3236- 3286- 3364- 3365- 3399 3826- 3951- 3988- 4021- 4023 4039- 4322 الحسن بن داود بن عيسى 3460 أبو الحسن الداؤدي 339- 513- 620- 1565- 2577 3108- 3121- 3246- 3588 الحسن بن دفر 1378 أبو الحسن الدلفي 897 الحسن بن دينار 306 الحسن بن رافع 3629 أبو الحسن الربعي 1480- 1697- 1725- 1860- 2138 2205- 3102- 3185- 3363- 3732 الحسن بن الربيع 2346 أبو الحسن بن رزقويه 770- 1922- 3082- 3811- 3813 4137 الحسن بن رزين 3282 الحسن بن رشيق 385- 878- 882- 1479- 1520 1531- 1537- 1705- 1739- 1928 2039- 2042- 2204- 2402- 2586 2663- 2850- 3197- 3271- 3363 3420- 3431- 3525- 3703- 3803

3815- 3822- 3824- 3899- 3924 3991- 4015- 4020- 4030- 4035 4074- 4122 أبو الحسن بن روزبة 2577 أبو الحسن بن رضوان 2524 حسن بن زريق 2575 الحسن بن زهرة 2913 الحسن بن زياد 291- 2429 الحسن بن زيد 2350 الحسن بن سعد الكوفي 4277 أبو الحسن بن سعيد 1922 الحسن بن سفيان 1405- 1477- 1525- 2163- 2365 2366- 2367- 2369- 2370- 2506 2567- 2600- 2719- 2811- 3138 3578- 3777- 3778- 3893- 4142 4258- 4259 أبو الحسن السقاء 1701- 2218- 2810- 2894- 3139 3337- 3365- 3895- 3945- 4017 4051- 4116- 4182 الحسن بن سلام 1922- 2174 الحسن بن سلمة 2368 الحسن بن سليمان بن داود 2377 أبو الحسن بن السمسار 1166- 2313- 2745- 4035 أبو الحسن بن سميع 1697- 2138- 3732 الحسن بن سهل 2382- 2383- 3402- 2641 أبو الحسن السيرافي 573- 587- 1703- 1846- 1912 1918- 2040- 2095- 2112- 2130 2816- 2822- 2824- 2838- 2967 3072- 3157- 3590- 3800- 3804 3919 الحسن بن شجاع 3587 الحسن بن شاذان 3126 أبي الحسن الشمشاطي 1123

أبو الحسن بن سنبوذ 1177 أبو الحسن الشهرياري 3210 أبو الحسن بن الصابوني 4603 الحسن بن صاحب 3431 الحسن بن صالح الأسدي 1795- 2795 الحسن بن صالح السبيعي 2262- 2263- 4335 الحسن بن الصباح البزاز 2401- 2402- 2403- 3337- 3426 3572- 4094- 4507 أبو الحسن بن صصرى 1545 أبو الحسن الصفار 2370 الحسن بن صفوان البرذعي 1191- 1278 أبو الحسن بن الصلت 596 أبو الحسن الصلحي 3429 الحسن بن أبي طالب 1147 الحسن بن أبي طاهر 1684- 2247- 2432 الحسن بن الطيب 1832 أبو الحسن بن الطيوري 1172- 1568- 2580- 2581 الحسن بن عامر بن الحسن 2414 حسن بن عامر العباسي 2485 أبو الحسن العبادي 3580 الحسن بن عبد الأعلى البياسي 2455 الحسن بن عبد الرحمن 703- 1375- 2099- 2641- 3341 الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد 4511 الحسن بن عبد الرحمن الشافعي 296 الحسن بن عبد الرحمن المكي 2170- 4475 الحسن بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب 2456 الحسن بن عبد الصمد القهندزي 1399 الحسن بن عبد العزيز 1841- 3282- 3623- 3996 أبو الحسن بن عبد الله 569- 572 الحسن بن عبد الله 797 الحسن بن عبد الله الأصبهاني 902 الحسن بن عبد الله البالسي 2453- 2773

أبو الحسن بن أبي عبد الله البغدادي 280- 309- 1475- 1697- 1757 1911- 1929- 3113- 3802- 3819 3971- 3985- 4471 الحسن بن عبد الله البوسي 781 حسن بن عبد الله الخالدي 1386 الحسن بن عبد الله بن الحسن 2432 أبو الحسن بن أبي عبد الله بن أبي الحسن 1215 الحسن بن عبد الله الحمصي 1006 الحسن بن عبد الله بن سعيد 2429- 2835- 3093- 3362 الحسن بن عبد الله السيرافي 3624 الحسن بن عبد الله بن شافع 2428 الحسن بن عبد الله بن الشويخ الارموي 3083 الحسن بن عبد الله العسكري 1727 أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقير 1133 الحسن بن عبد الله بن منصور 2453 الحسن بن عبد الواحد بن عبد الأحد 2458 الحسن بن عبد الوهاب بن علي 2459 الحسن بن عبيد الهمذاني 2460 الحسن بن عبيد الله 3416 الحسن بن عبيد الله بن سعاده 1677 الحسن بن عبيد الله الصفار 1794 الحسن بن عتود القطان 574 أبو الحسن العتيقي 1407- 1481- 1540- 1739- 1821 1947- 2174- 2745- 3785- 3876 4125- 4220- 4224 الحسن بن عثمان بن بكران 3257 الحسن بن عثمان الغزال 4322 الحسن بن عثمان الواعظ 4501 أبو الحسن العدل 2059- 2088 الحسن بن عرفه العبدي 965- 1074- 1240- 1294- 1524 1527- 2082- 2438- 2511- 3956 4548 أبو الحسن العسقلاني 2784

الحسن بن عطية 1303 أبو الحسن بن العلاف 338- 1429- 1473- 2828- 3076 3194- 3577 الحسن بن علوية 95 الحسن بن عليل العنزي 113- 306- 1074- 2006- 2008 2192- 3924- 4318 الحسن بن علي الأسدي 2602 الحسن بن علي الأهوازي 2582 الحسن بن علي بن باري 2761 الحسن بن علي بندار 2646 الحسن بن علي بن اسحاق 1403- 2479- 2480- 4158 الحسن بن علي الأهوازي 852- 972- 1041- 1073- 2466 الحسن بن علي البصري 1755- 1998 الحسن بن علي التميمي 3887 الحسن بن علي التنوخي 2747 الحسن بن علي بن جعفر 2291 الحسن بن علي الجوهري 486- 503- 755- 838- 861- 1092 1904- 1294- 1389- 1762- 2055 2106- 2226- 2619- 2633- 2658 2811- 2821- 2837- 2901- 3128 3132- 3145- 3147- 3153- 3154 3169- 3278- 3415- 3470- 3520 2527- 3701- 3704- 3837- 3839 3873- 3983- 4018- 3030- 4041 4655 (انظر ابن عساكر) الحسن بن علي الحافظ 4199 الحسن بن علي بن الحسن الأنصاري 2507- 3827 الحسن بن علي بن الحسن الشيزري 3394 الحسن بن علي بن الحسن بن المنذر 3425- 3428 الحسن بن علي بن الحسين الأسدي 2153- 3122- 3124- 3141- 3142

الحسن بن علي الحلواني 1437- 1438- 2211- 2216- 2647 4447 الحسن بن علي الخلال 3106 الحسن بن علي الديبي 1778 الحسن بن راشد 2211 الحسن بن علي بن الحسن بن رشيد 2502 الحسن بن علي بن سهل الفارسي 1750 الحسن بن علي بن شبيب 3420 الحسن بن علي الشاهبور 2605 الحسن بن علي بن شهريار 4212- 4215 الحسن بن علي بن الشواش 2504 الحسن بن علي بن أبي طالب 1738- 2211- 2318- 2322- 3149 3246- 3255- 3768- 3813- 3881 3968- 3974- 4199- 4277 الحسن بن علي بن عاصم 2211 الحسن بن علي بن عبد الله 1155- 3505- 3792 الحسن بن علي العدوي 921- 1618 الحسن بن علي بن عفان 2321- 4038 الحسن بن علي العلوي 2636- 4199 الحسن بن علي بن عمر 907- 1783 الحسن بن علي القطان 41- 3156- 3406- 3809- 3811 الحسن بن علي الكفرطابي 3015 الحسن بن علي اللباد 527 الحسن بن علي الكوفي 2038 الحسن بن علي بن المتوكل 3933 الحسن بن علي بن محمد 104- 690 الحسن بن علي بن المذهب 158- 506- 2898- 2980- 3623 4327 الحسن بن علي المرتضى 2654- 2663 الحسن بن علي المعمري 4043 أبو الحسن بن علي بن المغيرة 3399 الحسن بن علي المقرئ 292- 488 الحسن بن علي بن مقلة 2831

الحسن بن علي بن منصور 3057 الحسن بن علي بن المهذب 1820 الحسن بن علي بن موسى بن طريف 3295 الحسن بن علي بن نصر 4114- 4434 الحسن بن علي الوحش 2672 الحسن بن علي بن يحيى 3289 الحسن بن عمارة 2585- 2590 الحسن بن عمر بن حمويه 4395 الحسن بن عمرو 3298 الحسن بن عمرو السبيعي 3424 الحسن بن عمرو الموصلي 353- 905- 2441 الحسن بن عوانه 508 الحسن بن عوف 1702- 1887- 3107- 4472 الحسن بن عسياش 3797 الحسن بن عيسى 3416 الحسن بن عيينة 4039 حسن بن غالب 1079 أبو الحسن الغساني 600- 703- 1039- 1238- 1552 1802 أبو الحسن غلام روزبهان 3731 أبو الحسن بن فاذشاه 2307 أبو الحسن الفأفاء 794- 955- 956- 1054- 1521 1737- 2814 أبو الحسن بن الفراء 1305- 1311- 1322- 1595- 1855 2082- 2146- 2319- 2871- 2905 3038- 3087- 3106- 3163- 3189 3303- 3387- 3415- 3429- 3430 3572- 3579- 3614- 3687- 3717 3902- 3992- 4042- 4128- 4130 4519 الحسن بن الفرج الغزي 2707- 2719

أبو الحسن الفرضي 4456 الحسن بن الفضل بن الحسن 3634 أبو الحسن بن الفضل 1742 أبو الحسن بن أبي الفضل 3016- 4055 أبو الحسن الفقيه 393- 1887 الحسن بن الفهم 1567- 4277 أبو الحسن القابسي 786 الحسن بن القاسم بن دحيم 3361- 4737 أبو الحسن القالي 3734 أبو الحسن بن قبيس 385- 1040- 1052- 1182- 1185 1187- 1196- 1197- 1235- 1278 2639- 3189- 3768- 3996- 4138 4279 الحسن بن قتيبة 4404 الحسن بن قحطبه 3736- 3737 أبو الحسن بن القراب 598 أبو الحسن بن قشيش الحربي 1190- 1321- 2220 أبو الحسن القطيعي 2982 أبو الحسن بن أبي قيس 3338- 3565- 3623 أبو الحسن الكارزي 2143- 3238 أبو الحسن الكرخي 2465- 2656 أبو الحسن الكردي 836 أبو الحسن الكفرطابي 3791 أبو الحسن اللبناني 2174- 4074- 4337 أبن الحسن اللغوي 1408 أبو الحسن بن لؤلؤ 1846- 2816- 2837- 3998- 4041 4139 الحسن بن مالك 296- 4234 الحسن بن المبارك الزبيدي 1072- 2290- 2736- 4028 الحسن بن المثنى 1383 الحسن بن محبوب 2146 الحسن بن محمد 801- 956- 1027- 1041- 1050 1074- 1112- 1264- 1375- 1395

1407- 1419- 1513- 1534- 1567 1620- 1626- 1630- 1637- 1639 1640- 1654- 1660- 1667- 1681 1697- 1704- 1712- 1719- 1725 1728- 1834- 1844- 1846- 1859 1867- 1887- 1888- 1893- 1898 1915- 1918- 1926- 1943- 2000 2011- 2026- 2029- 2197- 2651 2665- 3115- 3133- 3149- 3248 3464- 3961- 3992- 4057- 4148 4161- 4381- 4410- 4601- 4659 4667- 4677- 4737 الحسن بن محمد بن أبر 1515 الحسن بن محمد بن أحمد 1054- 3283- 3287- 4074 الحسن بن محمد بن اسحاق 2094- 2312- 2666- 2668- 2836 4216 الحسن بن محمد الأسفرائيني 2657- 2603 الحسن بن محمد بن اسماعيل 1244- 1360- 2460- 3489- 4254 الحسن بن محمد أشتويه 291 الحسن بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني 706- 1730- 3394- 3895- 4360 4570 الحسن بن محمد الأنباري 385 الحسن بن محمد الأنصاري 1666- 2709- 2921- 2984- 3083 الحسن بن محمد الأنطاكي 747 أبو الحسن بن محمد البزاز 1998 الحسن بن محمد بن بكار 1442- 3362 الحسن بن محمد البكري 1583 الحسن بن محمد بن جابر 1266- 1510 الحسن بن محمد بن جعفر 3635 الحسن بن محمد بن حبيب 1179- 3200- 3621- 4250- 4400 الحسن بن محمد بن الحسن 76- 296- 626- 762- 950- 972 1010- 1038- 1126- 1202- 1236 1266- 1251- 1278- 1333- 1357

1361- 1372- 1394- 1427- 1433 1437- 1446- 1456- 1492- 1505 1508- 1515- 1520- 1523- 1545 1554- 1555- 1740- 1747- 1837 2112- 2223- 2343- 2452- 3190 3244- 3391- 3438- 3724- 3916 4225- 4258- 4260- 4305- 4325 4569- 4708 الحسن بن محمد بن الحسن الشكوني 1408- 2885- 3178 الحسن بن محمد الحليمي 299 الحسن بن محمد بن خدام البخاري 4349 الحسن بن محمد الخشاب 2832 الحسن بن محمد الخلال 960- 1734- 3289- 4301 الحسن بن محمد الدراع 2250 الحسن بن محمد الدربندي 341 الحسن بن محمد الدمشقي 989- 2101 الحسن بن محمد بن زياد القباني 1517 الحسن بن محمد بن سعيد 948 الحسن بن محمد السكري 1573 الحسن بن محمد بن سليمان المارودي 3304 الحسن بن محمد السنجي 2775 الحسن بن محمد بن الصباح 3125 الحسن بن محمد الصفار 1376- 2103- 2645- 2813- 2997 3104- 3134- 3271- 3338- 3362 3444- 3798- 3879- 3901- 3946 3972- 3986- 4021- 4032- 4118 الحسن بن محمد بن العباس بن الفرات 2451 الحسن بن محمد بن عبد العزيز 3298 الحسن بن محمد بن عبد الواحد 4161 أبو الحسن بن محمد العتيقي 4038 الحسن بن محمد بن عثمان العنسوي 4500 الحسن بن محمد بن عساكر 2816 الحسن بن محمد العقيلي 2605

أبو الحسن بن محمد بن القاسم 1310- 3942 حسن بن محمد القيلوي 2558- 2559- 2560- 2684- 2689 الحسن بن محمد بن لوه 3196 الحسن بن محمد بن محمد 1065- 1443- 3696- 3703- 3721 الحسن بن محمد المدائني 3060 الحسن بن محمد بن معاوية 4050 الحسن بن محمد بن هبة الله 1624 الحسن بن محمد بن موسى 1481 الحسن بن محمد بن يحيى 3767 الحسن بن محمد بن يوسف 1475- 1536- 1743- 2107- 2174 2811- 2877- 2901- 3110- 3818 3968- 4141 أبو الحسن بن محمود الصابوني 4380 أبو الحسن بن مخلد 1954- 2589- 4138 أبو الحسن المدائني 311- 1911- 2591 أبو الحسن المراعيش 301- 1467- 4694 أبو الحسن المرجّى 1280 أبو الحسن بن المسلم 749 أبو الحسن بن المشرف المسلم الانماطي 4510 أبو الحسن المصيصي 4404 الحسن بن المظفر 1274 الحسن بن محمد المجر 800 أبو الحسن بن معروف 498- 4244- 4246 أبو الحسن المعري 3421 أبو الحسن بن المفضل 2161 أبو الحسن المقدسي 2905- 4054 أبو الحسن المقرئ 2049- 2052- 2056- 2072- 2096 أبو الحسن بن مقسم 4228 أبو الحسن بن المقير 287- 289- 300- 307- 312- 678 845- 1056- 1078- 1090- 1265 1276- 1310- 1314- 1379- 1452 1457- 1470- 1482- 1491- 1720 1796- 1834- 1843- 1860- 1888

2114- 2144- 2164- 2181- 2214 2215- 2217- 2224- 2251- 2273 2289- 2298- 2345- 2453- 2486 2568- 2595- 2619- 2659- 2765 2860- 2881- 3008- 3061- 3103 3138- 3270- 3286- 3339- 3363 3405- 3419- 3641- 3878- 3893 3912- 3947- 4022- 4045- 4140 الحسن بن مكرم 769- 1494- 2166- 2954 حسن بن أبي منصور الحمصي 3842 الحسن بن منصور الكندي 4325 الحسن بن منصور بن النمس 4290 الحسن بن منير 450 الحسن بن مهاجر 1112 الحسن بن مهران الاصبهاني 1217 أبو الحسن الموازيني 335 حسن بن الموج الفوعي 481 أبو الحسن المؤدب 4139 الحسن بن موسى الاشيب 2206 أبو الحسن بن الموصول 3662 أبو الحسن النسائي 2056 الحسن بن نصر بن كاكا المرندي 1677 أبو الحسن بن نظيف 3417 أبو الحسن النعالي 3340 أبو الحسن بن النقور 825- 1907- 2879- 3913 أبو الحسن بن ننجاب 286- 287- 289- 296- 297- 300 302- 304- 311- 315- 317- 1347 1339- 1646- 2113- 2114- 2200 2221- 2223- 2832- 2989- 3114 2116- 3612- 3618- 3718- 3912 4057- 4381- 4466- 4479- 4481 4558- 4604- 4671- 4692- 4708 أبو الحسن بن النوبي 1783

أبو الحسن بن هاشم 786 أبو الحسن الهاشمي 3734 الحسن بن هانئ (أبو نواس) 3497 الحسن بن هبة الله البوقي 744 الحسن بن هبة الله الخطيب 3673- 3918- 4054- 4059 الحسن بن هبة الله الدوامي 2613 الحسن بن هبة الله بن صصرى 616- 619- 1555- 1561- 2953 3016- 3095- 3754- 4055- 4065 4111- 4112- 4304- 4712 الحسن بن هبة الله بن عمرو الموصلي 1210 الحسن بن هرون 1474 الحسن بن هشام بن عمرو البلدي 1186 أبو الحسن الهمذاني 4361 أبو الحسن الواسطي 3429 الحسن بن واقع 4117 أبو الحسن الوراق 1555 الحسن بن الياس 2306 الحسن بن يحيى الخشني 2329 الحسن بن يحيى بن زيد 2636 الحسن بن يحيى بن صباح 2060- 2563- 3400- 3401 الحسن بن يحيى الصنعاني 1485 الحسن بن يحيى القرشي 393 الحسن بن يزيد الانطاكي 3904 الحسن بن يزيد المؤذن 1493 حسنون بن محمد 2808 الحسين بن ابراهيم الاربلي 1058- 1313- 4013 الحسين بن ابراهيم بن عامر 1469 أبو الحسين بن ابراهيم بن علي 1175 الحسين بن ابراهيم بن منده 1827 الحسن بن ابراهيم بن هبة الله 4024 أبو الحسين بن الآبنوسي 2614- 2662- 2667- 2820- 2900 4071

الحسين بن أحمد 1793- 1895- 3901- 3948 الحسين بن أحمد الازدي 1556 حسين بن أحمد الاوقي 1610 الحسين بن أحمد الباهلي 2101 الحسين بن أحمد البزاز 2128 الحسين بن أحمد بن بسطام 1040 الحسين بن أحمد بن بكير 921 أبو الحسين بن أحمد بن جميع 4470 الحسين بن أحمد الحلبي 2058 الحسين بن أحمد بن حماد 4447 الحسين بن أحمد بن خالويه 176- 633- 635- 639- 640- 661 664- 674- 757- 801- 973- 974 1091- 1093- 2527- 2556- 2639 2725- 3075- 3197- 4301 الحسين بن أحمد بن سلمة 1173- 1199- 2308 الحسين بن أحمد بن سليمان 2636 الحسين بن أحمد بن شاذان 793- 3181 الحسين بن أحمد الشافعي 1732 الحسين بن أحمد بن عبد الصمد 343 الحسين بن أحمد بن محمد 164- 3576 الحسين بن أحمد المنجم 835 الحسين بن أحمد بن موسى القاضي 1396 الحسين بن أحمد النعالي 454- 1220- 1308- 1317- 1797 2063- 3265- 3404- 3412- 3414 3415- 3417- 3425- 3428 حسن بن أحمد بن يوسف 4284 أبو الحسين الابرقوهي 4569 أبو الحسين بن الابنوسي 1444- 1860- 1945- 2108- 2166 3064- 3086- 3162- 3236- 3758 3976- 4039- 4047- 4299 الحسين بن ادريس الانصاري 1736- 1929- 2060- 2210- 2218 2650- 2719- 3272- 3879- 4022 الحسين بن اسحاق التتري 339- 601- 1186- 3202- 4496

حسين بن اسحاق الرافقي 3287 أبو الحسين الاسكاف 2893 الحسين بن اسماعيل الضبي 2148- 2578- 2589 الحسين بن اسماعيل المحاملي 1220- 1246- 1272- 1380- 1805 2171- 3097- 3963- 4381 الحسين بن اسماعيل بن محمد 3902 الحسين بن أيوب العكبراني 3499 الحسين بن باز الموصلي 4330 أبو الحسين بالبحيري 679 أبو الحسن بن بشران 43- 303- 605- 1401- 1567- 1919 1947- 2045- 2093- 2096- 2098 2142- 2172- 2177- 2578- 2662 2836- 2895- 2898- 3073- 3107 3140- 3276- 3277- 3426- 3430 3806- 3940- 3941- 3996- 4074 4119- 4144- 4170- 4172 الحسين بن بشير بن عبد الله النقاش 1519 أبو الحسين البغدادي 1677 الحسين بن أبي بكر 3776 حسين بن جابر العبسي 2156 الحسين بن جعفر البطناني 2783 الحسين بن جعفر الخالع 2446 الحسين بن جعفر بن خداع 2701 الحسين بن جعفر السلماسي 914- 917- 1319- 1572- 1659 1664- 1701- 1852- 1857- 1928 2059- 2102- 2163- 2318- 2585 2598- 2814- 2837- 2897- 2903 3075- 3273- 3550- 3569- 3624 3785- 3897- 4064- 4065- 4071 4123- 4168- 4169- 4182- 4372 4506- 4600 الحسين بن جعفر بن محمد 3240 الحسين بن أبي جعفر 2782

حسين الجعفي 1306- 3735- 4018 أبو الحسين بن جميع 749- 1216- 1434- 1435- 2309 2545- 3532- 3716- 3832- 4216 أبو الحسين بن أبي الحديد 1126 الحسين بن حريث 75- 2027- 2387 حسين بن حراز 4270 الحسين بن الحسن 1855- 2153- 3122- 3143 الحسين بن الحسن الأسدي 1891- 1912- 2796- 3293 حسين بن الحسن الاشقر 4041 الحسين بن الحسن بن سفيان 3336 الحسين بن الحسن السكري 3619 الحسين بن الحسن الغضائري 1273 الحسين بن الحسن بن محمد 3827- 3936 الحسين بن الحسين القاضي 2517 الحسين بن حمدان 4290 الحسين بن حميد 366- 511- 514- 515- 3306- 3737 4518 الحسين بن حمزة العسكري 2519 أبو الحسين بن حمزة الموازيني 4052 أبو الحسين الخفاف 1484 الحسين بن داود الصواف 2718 الحسين بن دعبل بن علي الخزاعي 3503- 3526 أبو الحسين بن دينار 80- 3798 أبو الحسين الرازي 961- 1112- 1434- 3944 أبو الحسين بن رزمة 1317- 1766- 1793- 1799- 3059 3286- 3399 أبو الحسين الزاهد 4414 الحسين بن زياد 69- 569- 572- 1336- 1455- 3150 حسين بن زياد 1589- 4045 الحسين بن أبي زيد الدباغ 1525- 1533 الحسين بن زيد الهمداني 1886 الحسين بن سعيد 690 الحسين بن سلمة الهمذاني 848- 1054

أبو الحسين السلمي 333 الحسين بن شاكر 3622 الحسين بن شبيب الآجري 4354 أبو الحسين بن شمعون 2203- 3295 الحسين بن صفوان البرذعي 364- 404- 1309- 1313- 1518 2098- 2156- 2589- 2620- 2659 3088- 3426- 3576- 3578- 3581 3583- 3584- 3585- 3872- 3941 4050- 4507- 4617- 4627- 4681 أبو الحسين الصيرفي 1117 الحسين بن أبي طالب 2801 الحسين بن طلاب 1256 الحسين بن طلحة 4297 أبو الحسين بن الطيوري 307- 1303- 1308- 1394- 1440 1463- 1475- 1511- 1541- 1571 1701- 1947- 2163- 2174- 2255 2318- 2577- 2657- 2664- 2837 2867- 2897- 2903- 3114- 3171 3255- 3366- 3785- 3796- 3799 3844- 3897- 3998- 4045- 4065 4125- 4137- 4169- 4224- 4335 4354- 4400- 4660- 4709 الحسين بن عبد الاول 2156 أبو الحسين بن عبد الجبار 820- 2182- 2775- 4220- 4435 4439 الحسين بن عبد الرحمن الثقفي 686- 1278- 1788- 3060- 3921 الحسين بن عبد الرحمن الحلبي 2519 الحسين بن عبد الرحمن الصابوني 2517 الحسين بن عبد العزيز 692- 4619 الحسين بن عبد الله 70- 1152- 1943- 2632- 3083 الحسين بن عبد الله الارتاحي 2513 الحسين بن عبد الله الخادم 2511 أبو الحسين بن عبد الله 3407

الحسين بن عبد الله بن أحمد 2212 الحسين بن عبد الله بن الارموي 1666 الحسين بن عبد الله الجواليقي 2213 الحسين بن عبد الله بن الحسين (ابن الحارث) 3332 الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد 3920 الحسين بن عبد الله الخلال 3752 الحسين بن عبد الله بن رواحة 867- 4304- 4305 الحسين بن عبد الله العسكري 2585 الحسين بن عبد الله القطان 1518- 1522- 1614- 2365 الحسين بن عبد الله بن محمد بن اسحاق 3394 الحسين بن عبد الله بن محمد القيسي 3393 الحسين بن عبد الملك الخلال 967- 2262- 2848- 2850- 4360 الحسين بن عبد الملك بن الحسين الرازي 3262 الحسين بن عبيد المصيصي 2525 الحسين بن عبيد الهمذاني 2525 الحسين بن عثمان 1167 الحسين بن عصمة الأهوازي 2256 أبو الحسين بن أخت أبي علي الفارسي 4051 الحسين بن العطار 2803 الحسين بن عليل 1916 الحسين بن علي بن أحمد 1180 الحسين بن علي بن أبي أسامة 1088- 1090- 1646- 1710- 2673 أبو الحسين بن أبي علي الأصبهاني 1303 الحسين بن علي بن الحسن الأنصاري 257 الحسين بن علي البسري 512- 2603- 2612- 3034- 3401- 4372 الحسين بن علي بن بطحاء 100 الحسين بن علي بن محمد التمار 4375 الحسين بن علي التميمي 1046- 1736- 2402- 3344- 3370- 3823 الحسين بن علي بن جعفر 291 الحسين بن علي الجعفي 304- 3124- 3566

الحسين بن علي الحافظ 1387- 1396- 2064- 2370- 2709 الحسين بن علي الحلبي 2678- 2679- 2680 الحسين بن علي الحنفي 3756 الحسين بن علي بن الخضر 4757 الحسين بن علي الرازي 3762 الحسين بن علي بن شبل 2561 الحسين بن علي الصيمري 1381- 1733- 2681- 3344- 3611- 3875 الحسين بن علي بن أبي طالب 1710- 1741- 1773- 2149- 2321 2632- 2633- 2636- 2637- 2638 2640- 2701- 3562- 3574- 3706 3781- 4050 الحسين بن علي الطبري 988- 990 الحسين بن علي الطناجيري 1040- 1729- 2839- 3270- 3889- 4137 الحسين بن علي بن عبيد الله 2673- 4048- 2433 الحسين بن علي العجلي 304 الحسين بن علي العطار 2722 الحسين بن علي الفقيه 770 الحسين بن علي المرداسي 1413 الحسين بن علي بن مردك 2934 الحسين بن علي بن المرزبان 2702 الحسين بن علي المصري 2721- 2545 الحسين بن علي المغربي 2543- 2702- 2705- 4291- 4295- 4296 الحسين بن علي المقرئ 513- 3441- 3817 حسين بن علي بن مهران 3300 الحسين بن علي النسوي 2723- 2724 الحسين بن علي بن نصر 2706 الحسين بن علي النيسابوري 2710- 2711- 2712- 2718 الحسين بن علي بن همام 655 الحسين بن علي بن يزيد 2707

الحسين بن عمر بن باز 2039- 2102- 2133- 2163- 2318 2565- 2569- 2730- 2812- 2819 2838- 2864- 2873- 2881- 3066 3071- 3103- 3134- 3234- 3248 3269- 3337- 3338- 3605- 3615 3628- 3690- 3723- 3726- 3732 3735- 3785- 3793- 3797- 3804 3818- 3831- 3873- 3911- 3933 3935- 3937- 3950- 3969- 3985 3997- 3999- 4019- 4030- 4056 4065- 4117- 4182- 4448 الحسين بن عمر الثقفي 1927 الحسين بن عمر الغزال 769 الحسين بن عمر المازني 4042 الحسين بن عمرو بن عمران الضراب 3033 الحسين بن عمر بن محمد 2177 الحسين بن عيسى البسطامي 1492 الحسين بن عيسى الدمشقي 3755 الحسين بن عيسى بن زيد 4039 أبو الحسين الغساني 319- 360 أبو الحسين بن فاذشاه 46- 75- 296- 298- 1837- 2133- 3254 أبو الحسين بن فارس 2450 أبو الحسين بن الفراء 289- 300- 304- 317- 1315 1339- 2113- 2197- 2200- 2221 2223- 2832- 2989- 3008- 3113 3115- 3116- 3138- 3552- 3612 3618- 3718- 3724- 3912- 3916 3947- 4057- 4381- 4420- 4466 4471- 4479- 4481- 4496- 4558 4603- 4604- 4671- 4692- 4700 4708

أبو الحسين بن الفضل 340- 511- 627- 1440- 1442 1463- 1465- 1466- 1479- 1738 2057- 2067- 2094- 2096- 2136 2220- 2225- 2568- 2614- 2660 2823- 2825- 2855- 2865- 2921 2073- 3116- 3138- 3156- 3308- 3889- 3981- 3935- 3971 3997- 4046- 4048- 4123 الحسين بن فهم 46- 498- 1473- 1666- 1835 1872- 1892- 1915- 1916- 1946 2055- 2107- 2121- 2136- 2156 2166- 2598- 2591- 2603- 2605 2633- 2658- 2821- 2879- 2880 2901- 3110- 3132- 3153- 3154 3162- 3165- 3169- 3223- 3246 3278- 3839- 3873- 3969- 3974 4018- 4116- 4136- 4176- 4245 4709 الحسين بن القاسم الكوكبي 1423- 1767- 1779- 1780- 1916 2011- 2062- 2192- 2387- 3044 3078- 3084- 3119- 3764- 4124 الحسين بن القاسم بن اليسع 4539 أبو الحسين بن قشيش 2644 أبو الحسين القطان 2639 الحسين بن كوجك العبسي 61 الحسين بن المبارك 2736 الحسين بن محمد 1503- 1574- 1947- 2104- 2106 2577- 2592- 3112- 3255- 3298 3366 أبو الحسين بن محمد 319 الحسين بن محمد بن ابراهيم 2738 الحسين بن محمد بن أحمد 2738- 2745- 3592- 4064

الحسين بن محمد بن أبي الاحوص 921 الحسين بن محمد الاعلمي 2757 الحسين بن محمد الانصاري 2743 الحسين بن محمد الايلي 2297 الحسين بن محمد البارع 2761- 2762- 2763- 2764- 2765 2767- 2768 الحسين بن محمد البجلي 371 الحسين بن محمد البلخي 1442- 2112 الحسين بن محمد بن جعفر 4210 الحسين بن محمد بن جميع 2576 الحسين بن محمد الحراني 1466- 2000- 3278- 3366- 3799 الحسين بن محمد بن الحسين 4257 الحسن بن محمد بن حكيم المروزي 1392 الحسين بن محمد الحلبي 1008- 1085- 1798- 2579- 2742 2743- 2771 الحسين بن محمد الحنائي 336- 1128 الحسين بن محمد الخالع 4204 الحسين بن محمد بن خسرو 2117- 2199- 4153 الحسين بن محمد بن خميس الموصلي 4546 الحسين بن محمد الخواص 196 الحسن بن محمد بن داود 2750- 2751 الحسن بن محمد الرافقي 3251 أبو الحسن الزاهد 4061 الحسين بن محمد الزهري 4283 الحسين بن محمد بن زياد 1264- 1267- 1408- 1522 الحسين بن محمد الزينبي 2825- 3105- 4262 الحسين بن محمد السبيعي 2747 الحسن بن محمد الشافعي 2218 الحسن بن محمد بن الصقر 665- 2753 الحسين بن محمد الصيرفي البغدادي 2256 الحسين بن محمد بن طلاب 2574 الحسين بن محمد بن طلحة 3578- 3580- 3584 الحسين بن محمد بن عبد الرحمن 3247

الحسين بن محمد بن عبد العزيز 2757 الحسين بن محمد بن عبيد الوراق 2653- 3415 الحسين بن محمد العرمرم 1857 الحسين بن محمد العلوي الطبري 2428 الحسن بن محمد بن علي 4269 الحسين بن محمد بن عمرو 2772 الحسين بن محمد العينزربي 2741 حسين بن محمد بن غوث 2773 الحسين بن محمد بن الفضل 2635 أبو الحسين بن محمد بن القاسم 1314 الحسين بن محمد الكتبي 1011- 1486- 1683 الحسين بن محمد الكرخي- 297 الحسين بن محمد بن كلاب 2561 الحسين بن محمد المروزي 3716 الحسين بن محمد بن مصعب 2934 الحسين بن محمد الملطي 3405 الحسين بن محمد المؤدب 2350 الحسين بن محمد بن موسى 835 الحسين بن محمد النيسابوري 2782- 2744- 2745 الحسين بن محمد الواسطي 2754 الحسين بن محمد الواعظ 2745 الحسين بن محمد بن يحيى 621 أبو الحسين بن المظفر 2659- 2903 أبو الحسين بن المنادي 374 الحسن بن منصور بن ابراهيم 2790 الحسين بن منصور بن جبلة 2791 الحسين بن منصور الرماني 2790- 2791 الحسين بن منصور أبو علويه 2790 أبو حسين بن المهتدي 2804- 2818 الحسين بن موسى الرقي 2792 الحسين بن موسى بن عمران 2793 الحسين بن نجي 2793

أبو الحسين المراعيشي 287- 309- 312- 315- 319 599- 760- 828- 834- 1276 1411- 2833- 3521- 3610- 3761 3768- 3775- 4703 الحسين بن المرزبان النحوي 2072 الحسين بن مسعود البغوي 3400 أبو الحسين بن المظفر 1179- 1181- 1407- 1893- 1915 2157- 3071- 3238- 3239- 3249 3969 الحسين بن أبي معشر السلمي 2507- 3898 أبو الحسين بن المقير 1835 الحسين بن مكرم 3235 أبو الحسين بن المنادي 334- 362- 367- 379- 383 384- 389- 391- 405- 406- 446 512- 516- 523- 755 الحسين بن منصور أبو علي البغدادي 3391 الحسين بن منصور المصيصي 1507 أبو الحسين بن المهتدي 1872- 2258- 2817- 3074- 3149 3185- 3798- 3901- 3920- 4141 4145- 4322 أبو الحسين بن المهذب 1601- 3386 أبو الحسين الميداني 790- 1166 الحسين بن ميمون بن محمد 1403 أبو الحسين بن أخي ميمي 1633 أبو الحسين النرسي 4229 الحسين بن نصر بن خميس 95 الحسين بن نصر بن محمد 2325 الحسين بن نصر بن المرهف 1092 حسين بن نصر بن مزاحم 4041 أبو الحسين بن المظفر 2659- 2903 أبو الحسين بن النقور 301- 513- 1851- 2051- 2094 2566- 2578- 2589- 2820- 3085 3139- 3150- 3153- 3158- 3256

3801- 3843- 3914- 3947- 3968 3970- 3971- 3975- 4038- 4075 4625 الحسين بن هبة الله الشاهد 2251- 2767 الحسين بن هبة الله بن صصرى 952- 1073- 1202- 1217- 1291 1460- 1469- 1747- 1891- 2304 2795- 2953- 2954- 3093- 3291 3334- 3405- 4014- 4224- 4548 4626 الحسين بن هبة الله بن يحيى 1783 الحسين بن هرون الضبي 1040- 2314- 3607- 3711- 3756 الحسين بن هيثم الرازي 2798 الحسن بن هيثم بن ماهان 2799 الحسين بن واقد 2387- 3681 أبو الحسين بن الوراق 1058 حسين بن يحيى بن عباس 3886 الحسين بن يحيى الكاتب 1412- 1419- 1426 الحسين بن يوسف الحجبي 2800 الحسين بن يوسف بن محمد 2800 حصين بن جندب 2810- 2813- 2814- 2815 حصين بن الحارث 2817- 2818 حصين بن حرب 2811 حصين بن خليد 2818 حصين بن عبد الرحمن 2602 حصين بن مخارق 2253- 2634 حصين بن نمير 2819 أبو حصين الوادعي 2106 الحضين بن المنذر 2832 حظي بن أحمد 2846 حفاظ بن الحسن 1924- 2889- 3087- 3173- 3784 3930 أبو حفص الابار 1217- 2849

أبو حفص الاهوازي 1697- 1742- 1892- 2836- 3132 3280 حفص بن بلال 342 أبو حفص الجوهري 3275 حفص الحلبي 2856 أبو حفص بن خيرون 2390 أبو حفص الدارقزي 1481- 2108- 2614 حفص بن رواحة الانصاري 4182- 4185 حفص بن سليمان 2467 أبو حفص بن شاهين 1179- 1181- 2892 أبو حفص بن طبرزد 130- 1472- 1473- 1655- 1724 2171- 2804- 3066- 3937- 3988 3998- 4318 حفص بن عاصم 381- 382- 514- 2757- 4241 حفص بن عبد الله 1263- 3622 حفص بن عبد الله الابلي 2574 حفص بن عبد الله السلمي 365 حفص بن عتاب 3582 أبو حفص العتكي 2251- 3335 أبو حفص بن علي 4056 حفص بن عمر 393- 514- 515- 1305- 1827 2561- 3578- 3699 حفص بن عمر بن عبد العزيز 2849- 2850- 2851 حفص بن عمر المهرقاني 1383 حفص بن غياث 1912- 2177- 2565- 3016- 3577 3686- 4211 أبو حفص الفلاس 1846- 2175- 3998- 4139 أبو حفص بن قشام الحلبي 1172- 1376- 1443- 4336 أبو حفص بن محمد 2205 أبو حفص بن مسرور 777 حفص بن معدان 4061 أبو حفص المكتب 2220- 2568- 2636- 2825- 2893 2963- 3085- 3116- 3140- 3149

3239- 3257- 3276- 3443- 3525 3801- 3826- 3873- 3887- 3935 3946- 3986- 3997- 4047- 4126 4183- 4208- 4346 أبو حفص المؤدب 1196- 1215- 1407- 1479- 1516 1863- 1911- 1915- 2028- 2098 2121- 2158- 2175- 2403- 2661 2662- 2878- 2879- 4570- 4594 4620- 4703 حفص بن ميسرة 2944 أبو حفص النسائي 954- 3047- 4469 حفص بن النضر السلمي 2072 حفص بن الوليد 2852 حفصة بنت سيرين 2632- 3681 الحكم بن جرو 2860 الحكم بن الحكم 4168 الحكم بن خلف 2860 الحكم بن أبي سليمان المؤذن 3965 الحكم بن ظهير 3146 الحكم بن عبد الرحمن 2861 الحكم بن عبد الله الايلي 4114 الحكم بن عتيبة 311- 4056 الحكم بن عمرو الرعيني 201- 2862- 2863 الحكم بن مينا 4241 الحكم بن موسى 299- 486- 2877- 2878- 2879 2880- 2882- 2884 الحكم بن نافع 281- 296- 310- 490- 492- 507 518- 947- 1169- 1571- 2203 الحكم بن هشام بن عمير 2892- 2893- 2894- 2895 حكيم بن حزام 4104 حكيم بن سيف 2365 حكيم بن نافع 2791

حكيم بن يزيد 4279 حماد بن أحمد 3575 حماد بن أسامة 4212- 4214 حماد بن اسحاق بن ابراهيم الموصلي 1402- 1413- 1421- 1429- 3224 حماد بن ثابت 3370 حماد بن حامد العرضي 2908 حماد الحراني 2299 حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق 3428 حماد بن خالد الخياط 3404- 4138 حماد بن زيد 498- 1305- 1312- 1671- 2286 2511- 2584- 2585- 2632- 2634 2637- 2641- 3097- 3162- 3621 3628- 3629- 3988- 3994 حماد بن سلمة 364- 518- 856- 1048- 1053 1140- 1304- 1419- 2089- 2108 2129- 2151- 2256- 2313- 2633 2652- 3157- 3244- 3245- 3629 3686- 3810- 4005- 4279- 4440 حماد بن أبي سليمان 2892- 3569 حماد بن عبد الرحمن 2909 حماد العدوي 2921 حماد بن عمرو النصيبي 1524 حماد بن عيسى الجهني 4114 حماد بن مسعدة 3432 حماد بن المؤمل 2226 حماد بن هبة الله الحراني 2917- 2918 حماد بن الوليد الثقفي 456- 2790 حماد بن الوليد الحنظلي 4072 حماد بن يحيى الآبح 3400 حمد بن أحمد 2173- 2922- 3455- 4436- 4440 4569- 4622- 4690- 4711- 4714 حمد بن عبد الله 615- 794- 849- 955- 1054- 1441- 1463- 1478- 1660- 1698

1731- 1834- 1844- 1862- 1886 1888- 2029- 2040- 2138- 2814 2865- 2873- 2910- 3104- 3178 3186- 3237- 3273- 3340- 3550 3605- 3615- 3617- 3619- 3624 3625- 3628- 3659- 3671- 3674 3703- 3724- 3726- 3732- 3794 3798- 3804- 3806- 3870- 3873 3874- 3879- 3886- 3899- 3933 3971- 4000- 4031- 4056- 4066 4117- 4169- 4183- 4280- 4284 حمد بن طاهر بن حمد 3635 حمد بن نصر الحافظ 4014 حمدان بن عبد الرحيم الأثاربي 1972- 2926- 2927- 2928- 2929 2930- 2931- 2932- 2933- 4158 4238 حمدان بن علي 284- 1888- 2934 حمدان بن يوسف البابي 273 حمدون بن اسماعيل 2937- 3773 حمزة بن أحمد الأفطسي 2940 حمزة بن أحمد بن فارس 723- 724- 952- 1073- 1202 1217- 1469- 2467- 4548 أبو حمزة الأسلي 4354 أبو حمزة الثعالبي 3178 حمزة بن الحسن 618- 2810- 3253 حمزة بن سعيد المروزي 2943 أبو حمزة السكري 1393 حمزة بن السيد 2943 حمزة بن العباس 2379- 2853- 3425- 3604- 4602- 4620 حمزة بن عبد العزيز المهلبي 1484- 1751 حمزة بن عبد الله الأديب 76 حمزة بن عبد الله بن الحسين 350

حمزة بن عبد الله العصوي 2945 حمزة العبدي 507 حمزة بن علي الحبوبي 1038 حمزة بن علي الحسيني 2946 حمزة بن علي الحلبي 2581 حمزة بن علي بن زهرة 702- 1187- 1240- 1615- 1642 2573- 3403 حمزة بن علي الصنعاني 2830 حمزة بن علي بن عثمان 2948- 4710 حمزة بن علي بن عثمان المخزومي 4710 حمزة بن علي بن هبة الله 2953- 2954- 2955 حمزة بن عمر بن الحسين بن عمر 3314 حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي 298- 3892 حمزة القبيطي الحراني 3345 حمزة بن مالك الهمداني 4186 حمزة بن محمد 2149 حمزة بن محمد 2149 حمزة بن محمد السرخسي 949 حمزة بن محمد بن طاهر 2346- 2880 حمزة بن محمد العلوي 2712 حمزة بن محمد بن علي 2958- 4519 حمزة بن محمد الكناني 2959- 2960 حمزة بن محمد الحراني 2961 حمزة بن نجي 2793 حمزة بن هبة الله الحسني 2258 حمزة بن يوسف السهمي 386- 771- 795- 797- 798- 861- 1036- 1196- 1390- 1472 1523- 1524- 1626- 1726- 1728 1729- 1732- 1739- 1836- 1927 1929- 1998- 2145- 2250- 2751 2963- 3092- 3177- 3179- 3274 3277- 3282- 3361- 3533- 3697 3817- 4211- 4278- 4347

حمل بن سعدانه 2966 حميد بن ابراهيم المعافري 2592 حميد بن الأسود 1842 حميد بن الأصبغ 1048 حميد بن أنس 3871 حميد بن جعفر بن زهير 2968 حميد بن الربيع 1999 حميد بن زنجويه 1887- 2970- 3401- 3154 حميد بن مسلم 2562 أبو حميد الطحان 2640 حميد الطويل 810- 1041- 2350 حميد بن عبد الرحمن 4241 حميد بن أبي الفياض 2976 حميد بن مالك بن حميد 2975 حميد بن المأمون 836- 2378- 2382- 2383- 3697 3755- 3757- 3771 أبو حميد المصيصي 4429 حميد بن هلال 1000- 1302 حميد بن معيوف 2874 حميد بن الكندي 1358 حنبل بن اسحاق 309- 1401- 1567- 1919- 2093 2098- 2151- 2597- 2660- 2662 2895- 3276- 3892- 4119- 4137 4139- 4144 حنبل بن عبد الله المكبر 2980- 2981 حنش بن علي الصنعاني 2983- 2984 حنبل بن علي الصوفي 4115 حنش بن الحارث 303- 1855- 2453- 3724 حنش بن محمد 4502 حنش بن المعتمر الكناني 2984 حنش بن موسى 2090 حنظلة بن خويلد 2984- 2985

حنظلة بن أبي سفيان 4114- 4130 حنظلة بن صفوان 2852 حنظلة بن علي الأسلمي 3155 أبو حنيفة النعمان 291- 2517- 2681- 2710- 2892 4196- 4349 حنين بن اسحاق العبادي 2985 الحواري بن حطان 2987 حوثرة بن سهيل بن العجلان 2988 حوشب بن يزيد 2618 حوشب ذو ظليم 2989 حويت بن سليمان 2895 حيان بن الأبجر 2998 حيان بن بشر الأسدي 2999 أبو حيان التيمي 1610- 3574- 3584- 3588- 3589 حيدر بن أبي طالب العلوي 3635 حيدرة بن أحمد بن عمر 3009 حيدرة بن أحمد بن موسى 1849- 3009- 3011 حيدرة بن اسماعيل 3011 حيدرة بن أبي تراب 3016 حيدرة بن الحسن بن أحمد 3012 حيدرة بن عبيد 2342 حيدرة بن علي بن محمود 3015 الحيص بيص سعد بن محمد بن سعد سعد بن محمد بن سعد 1602- 1741- 2168- 3102- 3624 حيوة بن شريح- 4372 حيون بن المبارك البصري 1524 حيويل بن ناشرة 3016 - خ- خارجة بن زيد 3246- 4122 خارجة بن مصعب 41 أبو خازم الأشجعي 2562 خاقان المفلحي 3019

أبو خالد الاحمر 2034- 2644 خالد بن برمك 3019- 3020- 3021- 3022- 3023- 3024 خالد بن الحارث بن أبي خالد 3025 خالد بن الحباب 3026 خالد الحذاء 861- 2954 خالد بن الحريث الطائي 2192 خالد بن الحصين السكسكي 3026 خالد بن حيان الخضرمي 3027- 3797 خالد بن خداش 404- 1048- 1312- 2171- 3423 خالد بن دينار 3684 خالد بن رباح 3027- 3028 خالد بن الريان المحاربي 3028- 3029 خالد بن زيد بن كليب 3029- 3033- 3035- 3036 خالد بن صفوان 3044 خالد بن سعد 2172 خالد بن سعيد 100 خالد بن سلمة 4001 خالد بن سليمان 3082 خالد بن عبد الرحمن الخراساني 2152- 2507 خالد بن عبد السلام 2799 خالد بن عبد الله القسري 2862- 4035- 4036 خالد بن عبد الله المزني 2561 خالد بن عبد الله الواسطي 404- 405 خالد بن عبد الواحد بن أحمد بن الخالدي 2248 خالد بن عبيد الله 4041 خالد بن عرفطة 4151- 4154- 4155 خالد بن عمر الحمصي 1296 خالد بن عمر بن محمد 3634 خالد بن أبي عمران 2453 خالد بن عمرو 2250- 3551 خالد بن القاسم 1904- 1906- 4136

خالد بن قطن 3947- 3948 خالد بن كلثوم 2858 خالد بن ممدوح أبو روح 3407 خالد بن محمد 4014 خالد بن محمد بن نصر 3097- 4247 خالد بن مخلد 3636 خالد بن مرداس 2862- 2863- 2865 خالد بن المطل 4301 خالد بن معدان 41- 337- 406- 518- 742- 3102- 3617 خالد بن موسى 607 خالد بن نزار الأيلي 1535 خالد بن الوليد 4151 خالد بن يزيد بن أسد 3178 خالد بن يزيد الجمحي 3189 خالد بن يزيد الدمشقي 3177 خالد بن يزيد الكاتب 3198- 3202- 3211 خالد بن يزيد المخبطي 3181- 3469 خالد بن يزيد بن خريد 3182 خالد بن يزيد بن معاوية 1154- 3189- 3366- 3402- 4171 ابن أبي خالد 2167 خبيب بن عبد الرحمن 381- 382- 514- 515 خجسته بنت علي 731- 1146 خديج بن معاوية 3227 خديجة المرابطة 2173- 2600- 2618- 2635- 2638 2646- 2651- 3589- 3922- 4043- 4130- 4144 أبو خراسان 4190 خراش بن عبد الله 1618 ابن خربان القاضي 3734 خره شير بن محمد 1006 خريم بن فاتك 3227- 3228- 3229 خزرون بن الحسن الرملي 4224

خزعل بن عسكر بن خليل 3242- 3243 خزيمة بن خازم 3607 أبو خزيمة العابد 4285 خش بن غالب 4406 خصيب بن ابراهيم 4652 الخصيب بن عبد الله بن محمد 1266- 1394- 1441- 1476- 1498 1513- 1520- 1569- 1698- 1730 1835- 2040- 2144- 2164- 2183 2214- 2215- 2217- 2402- 2812 2881- 2884- 3103- 3138- 3178 3240- 3270- 3345- 3363- 3874 3894- 3897- 3946- 3971- 3985 4020- 4032- 4065- 4118 خصيف بن عبد الرحمن 4069 الخضر بن أحمد الحراني 2183 الخضر بن أحمد الطبري 3310 الخضر بن آدم 3280- 3281- 3284- 3286- 3287 3288- 3290- 3295- 3297- 3298 3299- 3300- 3301- 3303 الخضر بن ثروان 2768- 4266- 4268 الخضر بن الحسين 47- 337- 341- 590- 618- 1166 2847- 2931- 2943 الخضر بن داوود بن عبد الله البزاز 3432 الخضر بن شبل 488- 489- 497- 498- 921- 2468 3313- 3314 الخضر بن عبد الواحد 3318- 3319 الخضر بن عبد الوهاب بن يحيى الحراني 3321 الخضر بن علي بن محمد الانطاكي 3322 الخضر بن الفضل 611- 3615- 3617- 2619- 3624 3628- 3649- 3659- 3674- 3681 3726- 3798- 3805- 3910- 3951 4183

الخضر بن محمد بن شجاع 2000 الخضر بن يوسف بن أيوب 3326 خضرون بن قابيل 3287 أبو الخطاب الازدي 156- 233 أبو الخطاب بن البطر 4381 أبو الخطاب الجبلي 4272 أبو الخطاب العليمي 2918 أبو الخطاب بن عون 1089 أبو الخطاب النجار 4432 الخطيب بن عبد الله 2402- 3819 خلاد بن أسلم 638 خلاد بن محمد 3389 خلاد بن يحيى 3571- 4014 أبو خلده 3682- 3686 خلف بن أحمد بن الفضل الحوفي 3027 خلف بن إدريس بن عمر 1333 خلف بن تميم 2146- 2480- 3335- 3337- 3338 3340- 3341- 3734 خلف بن تميم البجلي 3338 خلف بن تميم التميمي الدارمي 3338 خلف بن تميم الكوفي 3337 خلف بن تميم بن مالك 3338 خلف بن خليفة 3585- 4548 خلف بن روح 1437 خلف بن سالم 2834- 3114- 3344 خلف بن شمس المقرئ 394 خلف بن عبد الملك بن بشكوال 4297 خلف بن عبد الملك بن السكن 2664- 3347- 3558 خلف بن علي الحافظ الواسطي 2633 خلف بن القاسم 1320- 1854- 2128- 2166- 2564 2570- 2900- 2902- 2905- 3235 3249- 3347- 3348- 3558- 3618 4154- 4245- 4430- 4449- 4543

خلف بن محمد 1395- 1434 خلف بن ملاعب 1961 خلف بن هشام 748 ابن أبي خلف 3827 خليد بن دعلج 3361 ابن خليد الدمشقي 341 خليفة بن بركة بن خليفة التميمي 3368- 3369 خليفة بن خياط 253- 573- 587- 1407- 1483 1572- 1697- 1703- 1846- 1892 1912- 1917- 1946- 2040- 2067 2095- 2112- 2130- 2158- 2169 2176- 2236- 2237- 2317- 2565 2665- 2272- 2803- 2810- 2816 2822- 2824- 2838- 2841- 2864 2967- 3072- 3086- 3113- 3131 3132- 3157- 3248- 3280- 3439 3590- 3736- 3801- 3841- 3919 3969- 3977- 3998- 4046- 4049 4140- 4146 خليفة بن سليمان الحنفي 3370 خليفة بن سليمان بن خليفة 3620 خليفة بن محفوظ 3376- 3715 الخليل بن أحمد 3376- 3715 خليل بن بدر بن ثابت الصوفي 1146 الخليل بن تميم القصار 3634 خليل بن أبي الرجاء الرازاني 2943- 4379- 4638 الخليل بن عبد الله الخليلي 956- 2597- 2711- 2718- 3498 3571- 3804- 4257- 4260 الخليل بن عبد الله القزويني 3899 خليل بن هبة الله 1730- 2143- 3942 خميس بن علي الحوزي 2553 خوات التميمي 3584

خولة بنت عقبة 4244 خيثمة بن سليمان 336- 975- 1054- 1179- 1202 1483- 1888- 1914- 1945- 1981 2048- 2095- 2106- 2795- 2883 2896- 2900- 3235- 3293- 3321 3390- 3391- 3392- 3394- 3438 3894- 4733 أبو خير التيناتي 223- 1233- 2945 أبو الخير القزويني 202- 621- 708- 721- 855- 1153 1197- 1262- 1265- 1507- 1514 1623- 2166- 2258- 2275- 2276 2347- 2372- 2389- 2646- 2715 2720- 2945- 3352- 3373- 3376- 3626- 3733- 3778- 4707 ابن أبي خيرة الرقي 2796 ابن خيرون 2218 خيرون بن واحد 948 - د- ابن داب 3001 داوود بن أحمد البوقي 3438 داوود بن أحمد بن حيان الانطاكي 3431 داوود بن أحمد بن خلف 686 داوود بن أحمد بن سعيد الطيبي 3432- 3433- 4264 داوود بن أحمد بن علي 3435 داوود بن أحمد بن محمد عبد الصمد 3435 داوود بن أحمد بن محمد بن ملاعب 2479- 2436 داوود بن بكر بن أبي الفرات 3934 داوود الحراني 3475 أبو داوود الحراني 2165 داوود بن الحسن 989- 1581 أبو داود الحفري 793

داوود بن رشيد 382- 722- 1474- 2098- 2172 2203- 2850- 3441- 3817- 3993 أبو داود السجستاني 797- 1437- 2150- 2165- 3822 4017- 4030 داوود بن سليمان 3444 أبو داود السنجي 4131 داود بن شابور 3391 داود الطائي 1109 أبو داوود الطيالسي 298- 1535- 2315- 3680- 736 داود بن عبد الرحمن 3088 داود بن عبد الله الانصاري 527 داود بن عطاء المزني 3098- 3748- 3749 داود بن علي 4028- 4035- 4036 داود بن عمرو الضبي 1309- 1310- 3578 داود بن أبي العوام 2963 داود بن أبي عوف 2254- 2581 داوود بن أبي الفرات 3409 داوود بن المجر 2174 داوود بن محمد 4282- 4287 داوود بن محمد بن الحسن الإربلي 3464 داود بن محمد بن الحسن القزويني 2501 داود بن محمد بن حمد 3634 داود بن محمد أبو صالح 4597 داوود بن محمد الطرسوسي 3467 داود بن محمد بن أبي منصور 516 داوود بن محمد بن محمود القرشي 3466- 3467 داوود بن أخت مخلد 1821 داود بن معاذ 2790- 3181- 3469 داود بن معمر القرشي 1095 داود بن ملاعب البغدادي 1304 داوود بن منصور 3470 داود بن هلال 387

داود بن أبي هند 2561- 2565- 2634- 3681- 4063 4070- 4372 داود بن يحيى 164 داود بن أبي يزيد 3177 أبو الدحداح 43- 3777 أبو الدرداء 45- 338- 627- 4184 أم الدرداء 611 ابن دستوريه 2175- 3910 دعبل بن علي الشاعر 3497 دعلج بن أحمد العدل 405- 506- 1477- 1727- 1744 2879- 3346- 3414- 3415 دعلج بن محمد بن دعلج 1768- 2192- 3707 دماذ بن حماد 3531 دهثم بن جناح الملقي 1525 ابن دوست 1547 ديك الجن 4300 - ذ- ذاكر بن اسحاق 836- 2378- 2382- 2383- 2752 3697- 3755- 3771 ذاكر بن كامل 750- 3317- 3413- 3418- 3567 أبو ذر الهروي 2775 ذكوان أبو صالح 339 أبو ذكوان القيسراني 2180 ذو الفقار بن محمد 1403- 2480 ذو النون بن سعيد 3368 ذو النون بن أبي الفرج الصوفي 2147- 3788 الذيال بن حرملة 2593 راجح بن اسماعيل الحلبي 3539- 3541- 3543 راجح بن أبي بكر 3547 راجح بن الحسين 3546 راشد بن محمد 3890 راشد بن زفر 3806

راشد بن سعد 2203- 2205- 3550- 3551- 4027 4032 رافع بن خديج 3557- 3559 رافع بن عبد الله 3562 رافع بن أبي نافع 4297 الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب 2156 رباح بن الجراح الموصلي 4063- 4065- 4066- 4070 رباح بن خالد 4048 رباح بن عبيدة 3308 ابن أبي رباح 2329 ربان بن صبرة الحنفي 3726 ربعي بن خراش 2172- 2296- 3351 ربيع بن أنس 3681- 3683- 3686- 3687- 3688 الربيع بن ثعلب 103- 104- 2172 ربيع بن جميع 103 الربيع الحمصي 3550 الربيع بن خثيم 3565- 3566 أبو الربيع الرازي 2799 ربيع بن روح 2565- 2921 أبو الربيع الزهراني 1316- 2254 الربيع بن زياد بن سابور 3590 الربيع بن زيد 3689 ربيع بن سعد 2583 الربيع بن سليمان 692- 1150- 2722- 3322- 3405 4229 ربيع بن عبد الله الحموي 3591 الربيع بن محمد 2118 ربيع بن محمود بن هبة الله 3172- 3592 ربيع بن المسلم 2204 ربيع بن المنذر 3582- 3586- 3587 ربيعة بن يزيد 338- 1658- 3604- 3605- 3653 الربيع بن نافع 335 الربيع بن يونس 3606- 3607

ربيعة بن ابراهيم الدمشقي 2966 ربيعة بن الحارث الحمصي 2091 ربيعة بن عباد 614- 615 ربيعة بن أبي عبد الرحمن 4063- 4064- 4068- 4070 ربيعة بن عمرو الجرشي 3617- 3618- 3841 ربيعة بن لقيط 3619 ربيعة بن يزيد 2504- 3318 رجاء بن أبي أسامة 3628 رجاء بن أيوب الحضاري 3621 رجاء بن حامد 733- 1119- 2680- 2961- 3628- 3629- 3737- 3889 رجاء بن أبي الحسن التاجر 2617 رجاء بن حيدة 3028- 3187- 3622- 3623- 3624- 3625- 3628- 3629- 4256 رجاء بن أبي سلمة 2236- 3623- 3627- 3628- 3629 رجاء بن سهل الصنعاني 2897 أبو الرجاء الصيرفي 1257 رجاء بن عبد الرحيم الهروي 3626 رجاء بن عبد الكريم 2678 رجاء بن عبد الواحد 1796 أبو رجاء العطاردي 2642 رجاء بن محمد 1060 رجاء بن معبد 3627 رزق الله بن عبد الوهاب 1517- 1797- 2146- 2174- 2500- 2534- 2543- 2545- 2578- 3572- 3631- 3633- 3636- 3637- 3639- 3640- 3641- 3642- 3643- 3646- 4199- 4201 رزق الله بن محمد القياوي 3257 ابن رزقويه 769

أبو رزين 4532 رزيق بن حيان 3649 رشاء بن نظيف 98- 306- 438- 883- 921- 1008- 1077- 1137- 1311- 1316- 1319- 1703- 1705- 1730- 1790- 1855- 2002- 2014- 2020- 2043- 2045- 2046- 2048- 2051- 2061- 2062- 2064- 2074- 2080- 2082- 2089- 2146- 2171- 2204- 2581- 2583- 2591- 2592- 2645- 2828- 2838- 2871- 3002- 3015- 3055- 3057- 3058- 3059- 3074- 3078- 3081- 3106- 3143- 3188- 3189- 3215- 3274- 3308- 3415- 3418- 3420- 3423- 3429- 3430- 3442- 3563- 3572- 3579- 3582- 3588- 3604- 3614- 3652- 3682- 3687- 3701- 3707- 3716- 3768- 3812- 3906- 3939- 3941- 3984- 3990- 3992- 3993- 4029- 4031- 4042- 4050- 4073- 4122- 4128- 4623 رشدين بن سعد 1041- 3288 ابن رشدين 3818 رشيد بن سعد 1943 رشيق بن عبد الله المصيصي 3655 الرشيد بن علي بن المهنا 3653 رشيق النسيمي 3658 رضوان بن أحمد 1900- 3139

رضوان بن اسحاق القرشي 3659 أبو رضوان بن سعيد المصيصي 4452 رضوان بن صاعد 3659 رضوان بن محمد بن الحسن 1391 رفاعة بن رافع الزرقي 3669- 3670- 3671 رفاعة بن شداد 3673- 3674 رفيع بن سلمة العبدي 2083 رمضان بن صاعد بن أحمد 3691 رمضان بن علي 3341 ابن رميس 690 رواد بن الجراح 3138- 3286 رؤبة بن العجاج 3698- 3699- 3703- 3710- 3714 روح بن ابراهيم 3716 روح بن أحمد 1589 روح بن أسلم 1148 روح بن حاتم 3717 روح بن صلاح 2296 روح بن عبادة 103- 2639- 2834- 3688- روح بن القاسم 2709- 2751 روح بن معمر 3717 أبو روح الهروي 514- 515- 705- 829- 1395- 1401- 3766 رويفع بن ثابت الانصاري 2983 رياح بن الحارث 303- 3723- 3724 الريان بن عبد الله 3282 رياح بن عتيك 3724- 3731 رئيس بن عبد الله 3727 أبو الريحان البيروني 644 - ز- زاذان أبي عمر 2153- 2166 ابن الزاغوني 3980

زافر بن سليمان 2581 زاكي بن كامل 3728 زامل بن عتيك 3730- 3731 زامل بن عمر الجذامي 3731 زامل بن عمرو العذري 3732- 3837- 3839- 3840- 3841- 4186 زاهر بن أحمد 3984 زاهر بن طاهر 202- 203- 289- 340- 601- 607- 621- 679- 705- 708- 721- 813- 820- 829- 838- 840- 855- 857- 944- 1003- 1009- 1153- 1157- 1249- 1255- 1262- 1275- 1287- 1340- 1387- 1392- 1455- 1484- 1507- 1176- 1511- 1514- 1555- 1673- 1739- 1796- 2177- 2258- 2275- 2321- 2347- 2366- 2368- 2370- 2373- 2376- 2389- 2436- 2508- 2646- 2658- 2713- 2715- 2718- 2720- 2792- 2872- 2938- 2965- 3004- 3022- 3024- 3063- 3112- 3213- 3274- 3352- 3373- 3376- 3431- 3451- 3477- 3517- 3626- 3705- 3733- 3759- 3766- 3778- 3789- 3879- 3892- 3907- 3925- 3926- 3936- 4017- 4028- 4040- 4041- 4120- 4179- 4287- 4397- 4659- 4707 زائدة البزاز 3743

زائدة بن قدامة 2321- 3733- 3734- 3735- 3736- 3737- 4182- 4183- 4184- 4185 زائدة بن مزيدة 3738 زائدة بن نعمة 3739 ابن أبي زائدة 2791 زبان السواق 3751 زبرج الثملي الاسود 3744 زبيد بن عبد الخولاني 3746 زبيد اليامي 319 الزبير بن بكار 1412- 1419- 1535- 1637- 1769- 1773- 1794- 1799- 2179- 2194- 2012- 2013- 2028- 2075- 2087- 2224- 2317- 2319- 2321- 2325- 2420- 2444- 2564- 2602- 2605- 2661- 2663- 2867- 2869- 2870- 2871- 2875- 2876- 2888- 2900- 3082- 3126- 3131- 3142- 3154- 3158- 3169- 3174- 3184- 3187- 3286- 3399- 3624- 3706- 3748- 3749- 3750- 3751- 3752- 3753- 3768- 3778- 3802- 3903- 3928- 3980- 4036- 4045- 4048- 4123- 4126- 4132- 4133- 4136- 4448 الزبير بن عبد الواحد 2713 ابن الزبير الملكي 2736 الزبير بن موسى 1902 زحر بن قيس 3783- 3784- 3785- 3786 زر بن حبيش 2152- 3633

زرارة بن أوفى 2034- 2267- 3562 زرارة صاحب المتوكل 3788 أبو زرعة الدمشقي 1437- 1439- 1440- 1441- 2218- 2219- 2103- 3186- 3363- 4372 أبو زرعة الرازي 1474- 1510- 1515- 1521- 1522- 1567- 1571- 1696- 1698- 1702- 1704- 1728- 1732- 1741- 1860- 1864- 2143- 2815- 2865- 3618- 3950- 3986- 3992- 4031 زرعة أبو عبد الرحمن 3793- 3794 أبو زرعة بن عمرو 75- 76- 77 زرعة بن موسى الكاتب 3790- 3792 أبو الزرقاء 2203 أبو الزعراء 508 زفر بن الحارث 3797- 3789 زفر بن عاصم 3803- 3804- 3805 زفر بن عبد الله 3806 ابن أبي زكريا 4602 زكريا بن أحمد بن يحيى 3777 زكريا بن ادريس 3815 أبو زكريا الازدي 3918- 4059 زكريا بن اسحاق 1030 زكريا بن أيوب الانطاكي 3815 أبو زكريا البخاري 2185- 2206- 3827- 4285 أبو زكريا التبريزي 175- 878- 879- 897- 899- 2485 ابن زكريا الجريري 1425 أبو زكريا الحبال 630 زكريا بن الحكم 1154 أبو زكريا الخثعمي 1547

زكريا بن دان 3809 زكريا بن داوود الخفاف 3626 زكريا بن عبد الرحمن 3816 زكريا بن عدي 1737- 2177- 2583- 2985- أبو زكريا بن مسعر 865 زكريا بن منظور 3817- 3818- 3819- 3820- 3821- 3823- 3824- 3825- 3826 زكريا بن يحيى 1540- 1740- 2011- 2094- 3085- 3253- 3431- 3833- 4327 زكريا بن يحيى بن اياس 3828 زكريا بن يحيى البستي 3988 زكريا بن يحيى الجريري 2874 زكريا بن يحيى الحلواني 1732 زكريا بن يحيى الحميري 3832 زكريا بن يحيى بن زكريا 4043 زكريا بن يحيى الساجي 1381- 2652- 2830- 3818- 3823 زكريا بن يحيى السنجري 3827- 3828- 3830- 3832 زكريا بن يحيى بن صبيح 2618 زكريا بن يحيى العمري 2799 زكريا بن يحيى الكاتب 3385 زكريا بن يحيى الكندي 3831 زكريا بن يحيى الكوفي 3831 زكريا بن يحيى المنقري 825- 2044- 2051- 3073- 3801 زكريا بن يحيى الوقاز 3295- 3297 زكي بن عبد الله الحلبي 3834 زماخ الاعسر 3836 أبو الزناد 866 أبو الزنباع 2176 زنكل بن علي 3842- 3843- 3844

زهدم بن الحارث 3867 أبو الزهراء القشيري 3913 زهرة بن حوية 4026 زهرة بن معبد 3288 زهرون الطرابلسي 3869 الزهري 102- 298- 1466- 2090- 2101 2165- 2237- 2258- 2473- 2507 2563- 2678- 2852- 2855- 3827 زهير بن حرب 39- 1493 زهير بن الحسن بن الفرات 3877 زهير- أبو خيثمة 3871 زهير بن عبادة 1435- 2180- 2181- 3306- 3878 3879- 3880- 4518- 4519 زهير بن العلاء 2565- 2658 زهير بن محمد التميمي العنبري الخراساني 3901 المروزي زهير بن محمد بن محمد بن قمير 3886 زهير بن محمد النيسابوري 1118- 2573- 3891- 3892- 3895 3899- 3970 زهير بن محمد بن يعقوب الموصلي 3889 زهير بن معاوية 2155- 4126 ابن زولاق 2410 زياد الاعجم 3919- 4015 زياد بن أيوب 3575- 3910- 4022 زياد البكائي 3783 زياد بن بيان 342 زياد الجصاص 3950 زياد الجهني 3911 زياد الحارثي 2585 زياد بن حبيب 3911 زياد بن أبي حسان 3949- 3950 زياد بن حصين 3679 زياد بن حنظلة 3913- 3914

زياد بن خصفة 3917 زياد بن الخضر 3918 زياد بن الخليل 3035 زياد بن أبي زياد 3934- 3934- 3936- 3941- 3951 زياد بن أبي سفيان 4023 زياد بن السكن 2082 زياد بن شابور 2562- 2590 زياد بن عبد الرحمن 915- 2040 زياد أبو عبد الله 3954 زياد بن عبيد الله 4001 زياد بن علاثة 2128 زياد بن كثير العدوي 2315 زياد بن المنذر 2563 زياد بن ميسرة 3937 زياد بن ميمون 1037 زياد بن النضر الحارثي 3943- 3945 الزيادي 1316- 2020 زيد بن أحمد الحلبي 3958- 3962- 3963 زيد بن أحمد بن عبد الله الدمشقي 3959 زيد بن أخرم 3432 زيد بن أرقم 2934- 3964- 3965- 3966- 3967 3968- 3975 زيد بن أسلم 2154- 2168- 3125- 3160- 3748 3749- 3901- 3979- 3984- 3997 3998- 4258 زيد بن اسماعيل 2046 أبو زيد الاصمعي 2064 أبو زيد الاعمى 4015 أبو زيد الانصاري 2074- 3710 زيد بن أبي انيسة 4104 زيد بن بشر الحضرمي 3981- 3992- 3995 أبو زيد البلخي 373 زيد بن ثابت 340

زيد بن جاريه 4000 زيد بن جبير 516 زيد بن حارثة 4001- 4029- 4055 زيد بن الحباب 297- 1056- 1095- 2636- 3406 3585- 3627- 3628- 3629- 3684 4141- 4708 زيد بن الحسن بن علي 317- 2238 زيد بن الحسن الكندي 361- 1148- 1154- 1167- 1186 1224- 1272- 1313- 1350- 1342 1379- 1380- 1387- 1389- 1397 1403- 1406- 1413- 1418- 1456 1457- 1471- 1481- 1493- 1494 1498- 1505- 1513- 1514- 1517 1520- 1527- 1615- 1642- 1727 1728- 1739- 1751- 1765- 1778 1791- 1917- 2042- 2044- 2083 2089- 2106- 2129- 2130- 2149 2156- 2158- 2162- 2165- 2174 2176- 2203- 2205- 2210- 2211 2213- 2215- 2225- 2231- 2259 2262- 2265- 2268- 2296- 2318 2325- 2344- 2345- 2350- 2380 2383- 2389- 2401- 2485- 2516 2523- 2573- 3058- 3092- 3111 3113- 3114- 3145- 3169- 3199 3207- 3246- 3251- 3258- 3275 3346- 3351- 3356- 3364- 3371 3488- 3495- 3498- 3520- 3534 3612- 3872- 3887- 3888- 3923 3949- 3957- 3959- 3968- 3873 3874- 3910- 3982- 3997- 4004 4005- 4006- 4016- 4323- 4354 4362- 4474- 4500- 4568- 4585 4673- 4681

زيد بن الحسين الانماطي 1569- 2562 زيد بن حمزة الحسني 3257 زيد الحوراني 4062 زيد بن رفيع 4104 زيد بن أبي الزرقاء 2060- 4059- 4060 زيد بن شجاع الحموي 4024 زيد بن صالح 3422 زيد العابد 4061 زيد بن عبد الله البصري 2801 زيد بن عبد الملك بن زيد الملطي 3956- 3957 زيد بن عبد الواحد 4024- 4025 أبو زيد بن عبيدة 2003 زيد بن عتاهية 4025 زيد بن عدي بن حاتم 4026 زيد بن علي بن الحسين 4027- 4030- 4031- 4032- 4033 4034- 4035- 4038- 4040- 4042 4043- 4044- 4045- 4046- 4047 4048- 4049- 4050- 4051 زيد بن علي بن أبي خداش 4054 زيد بن علي بن عبد الله 4051 زيد بن علي الفارسي 4052 زيد بن عمر بن نفيل 4055 زيد بن عمرو الكندي 2637 زيد العمي 4015- 4016- 4017 زيد بن عوف 339 أبو زيد الكندي 2681 زيد بن محمد بن زيد 4055 زيد المصيصي 4061 أبو زيد النحوي 630 زيد بن نصر بن تميم 4055 أبو زيد النميري 4073 زيد بن هارون 2754 أبو زيد الهروي 690

زيد بن وهب 790- 2167- 4056- 4057- 4058 زيد بن يزيد الموصلي 4712 زين الامناء- ابن عساكر 1435- 1439 زين الدين بن الحكيم 2686 زينب بنت عبد الرحمن الشعري 77- 505- 606- 776- 849- 954 955- 957- 1030- 1056- 1234 1235- 1237- 1238- 1239- 1631 1658- 1709- 1713- 1714- 2145 2459- 2672- 2792- 2908- 2933 2945- 3425- 4214- 4217- 4219 4221- 4225- 4394- 4419- 4440 4441- 4507- 4516- 4617 - س- سابق بن عبد الله البربري 4062- 4064- 4065- 4066- 4069 4070- 4074 سابق بن محمود بن نصر 3263- 4077- 4072- 4237 سارية بن محمد بن سارية 4094 ساطع بن عبد الرزاق 894- 4099 ساعدة بن سعد بن حذيفة 2150 ساعدة بن عبد الله المزني 3748 ساعدة بن عبيد الله 3749 ساعد بن فضائل 3727- 4100 سالم بن اسحاق بن الحسين 4101 سالم البرنسي 4176- 4177 سالم الثقفي 4176 سالم بن أبي الجعد 286- 627- 1078- 3441- 3878 سالم بن الحسن بن صصرى 3016- 2797- 3315 سالم بن الحسن بن علي 4102 سالم بن الحسن بن هبة الله 3691- 4104 سالم خادم ذي النون 724- 4179- 4180 أبو سالم الذكوري 619 سالم بن سالم 291

سالم بن سعادة بن عبد الله 4105- 4107- 4109- 4111- 4230- 4234 سالم بن سلمان بن عبد الله 4111 سالم الشيزري 4181 سالم بن ظافر بن ابراهيم 4112 سالم بن عبد الجبار بن محمد 4146- 4147- 4148- 4149- 4150 سالم بن عبد الرحمن 4150 سالم بن عبد الغالب 4150- 4151 سالم بن عبد الله الاموي 4143 سالم بن عبد الله بن عمر 338- 2429- 3299- 4118- 4122 4129- 4130- 4131- 4132- 4133- 4134- 4135- 4136- 4137- 4138- 4139- 4140- 4141- 4142 سالم بن عبد الله المدني 4142 سالم بن عبيد الاشجعي 297- 4151- 4152- 4153- 4154 4155 سالم أبو العلاء 4144- 4145- 4146 سالم بن علي بن تميم 4155- 4156 سالم بن علي بن محمد 4156- 4157 سالم بن لاوي 4175 سالم بن مالك بن بدران 4157- 4158- 4159 سالم بن المحسن بن محمد 4160 سالم بن مرشد بن سالم 1819- 4160- 4161 سالم بن مستفاد 4161- 4162- 4163 سالم بن مفرج بن الحسن 4162 سالم بن مفرج بن عشائر 4163 سالم بن مكي بن محمد 4165- 4166 سالم بن منصور 4166- 4167 سالم بن مؤمن المصري 4167 سالم بن أبي المواهب 3465- 4427 أبو سالم بن الموصول 998

سالم مولى زيد بن علي 4032 سالم مولى هشام بن عبد الملك 4034 سالم بن هبة الله بن علي 4172- 4173- 4174- 4175 سالم بن وابصة بن معبد 4168- 4169- 4170- 4171- 4172 سالم بن يحيى بن علي 4175- 4176 السائب بن بشر بن عمرو 4182 السائب بن حبيش الكلاعي 2847- 4182- 4183- 4184- 4185 السائب بن يزيد 3559 سبرة بن ربيع الجهني 2710 أبو سبرة 607 سبيع بن المسلم 2594- 3190- 3906- 4042 سبيع بن يزيد الحضرمي 4186 ست النظر (مغنيه) 2931 سحاج الموصلي 4187 سحيم بن المهاجر 4187- 4188- 4189- 4190 سداد بن ابراهيم بن محمد 4191- 4192- 4193- 4195 سراج بن ادريس 4197 سراقة بن عبد الرحمن 4198 سرايا بن هبة الله 4199- 4200- 4201 سرخاب بن الحسن 4202- 4203 السري بن أحمد الرفاء 4204- 4206- 4207- 4208- 4209- 4210 السري بن اسحاق الحلبي 4210- 4211 السري بن بزيع 102- 199 السري بن عاصم 4211- 4212- 4388 السري بن المغلس السقطي 1080- 1081- 2146- 4212- 4213- 4214- 4215- 4216- 4217- 4218- 4219- 4220- 4221- 4222- 4223- 4225- 4226- 4227- 4228- 4229 السري بن منصور 2652

السري بن يحيى 102- 429- 575- 579- 1851- 2112- 2820- 3150- 3153- 3158- 3163- 3282- 3308- 3913- 3914- 3947 ابن أبي السري 2666 سعادة بن عبد الله بن أحمد 4230 سعادة بن عبد الله الخادم 4232 أبو السعادات بن حمدان 1588- 1589- 1591- 2464 أبو السعادات بن زريق 3576 أبو السعادات بن عبد الرحمن 1419- 1429- 1473 1789- 2828- 3278- 3427- 3428 أبو السعادات بن المرحل 4191 أبو السعادات بن أحمد المستوفي 2911 أبو السعادات الموصلي 1590 سعد بن ابراهيم الاموي 3413 سعد بن ابراهيم الشيباني 763- 4035- 4044- 4241- 4242- 4243 سعد بن أحمد الصبار 1263 سعد بن أحمد بن علي 4257- 4260 سعد بن أوس 2174- 2175 سعد أبو بذال بن سعد 4278 أبو سعد البناء 2577 سعد بن الحارث بن الصمة 4244- 4245 سعد بن الحسن 185 سعد أبو الحسن 4277 سعد بن الحسين بن الحسن 1525 سعد بن حماد 4245 سعد بن أبي راشد 2582- 4137 سعد بن أبي رجاء الصيرفي 3886 سعد بن زنبور 403 سعد بن زيد بن وديعه 4246- 4247 سعد بن أبي سالم الحلبي 4276 سعد بن سعيد المقبري 300- 2742- 3466

سعد بن سليمان 2565 سعد بن طارق بن شقارة 4247- 4248 سعد بن طريف 312- 2658 أبو سعد بن الطيوري 3109 سعد بن عامر 3168 سعد بن عبد الكريم بن الحسن 3635 سعد بن عبد الله الازدي 4250 سعد بن عبد الله بن الحسين 3403 سعد بن عبد الله الحلبي 4250 سعد بن عبيدة السلمي 2638- 2855 سعد بن عثمان بن السكن 4449 سعد بن أبي عروبة 2658 سعد بن عقبة 4256 سعد بن علي الرزاز 2342 سعد بن علي بن قاسم 4251- 4253- 4254- 4255 سعد بن عمارة 4484 سعد بن عمرو الانصاري 4256 سعد بن أبي المجاهد الطائي 3917 سعد بن محمد 1840 سعد بن محمد ادريس 3095- 3673- 3754- 3918- 4054- 4059 سعد بن محمد بن جعفر 4256- 4258- 4259- 4260 سعد بن محمد بن سعد 4262- 4263- 4264- 4265- 4267- 4268 سعد بن محمد بن علي 4272- 4273- 4274 سعد بن مسعود الثقفي 4274 سعد بن مظفر بن المطهر 4275 سعد مولى الحسن بن علي 4278 أبو سعد الميثمي 2562 سعد بن نصر 3548 سعد بن وابصة 1302 سعد بن وهب 2584 سعدى بنت ثابت 3558

سعد الله بن أسلم 175- 2851- 4234- 4236 سعد الخير بن محمد الانصاري 4233 سعد الله بن صاعد 4233- 4234- 4235- 4236 سعد الله بن عبد الله بن فائق 4236 سعد الله بن غنائم 4236 سعد الله بن أبي الفتح 4239- 4240 سعد الله بن هبة الله 4238 سعد الله بن محمد بن باقي 4237 أبو سعد الاسماعيلي 771 أبو سعد بن البغدادي 3057- 3614 أبو سعد البقال 2156 أبو سعد البناء 3566 أبو سعد بن بوش 1272- 1833 أبو سعد الجنزرودي 1249- 3223 أبو سعد الحرضي 4229- 4286- 4367- 4591- 4660 أبو سعد بن حسنويه 1917- 3439 أبو سعد بن حمدون 4019- 4117 أبو سعد بن خشيش 3909 أبو سعد الخطيب 1798 أبي سعد السكري 1681 أبو سعد السمان 1030- 2459 أبو سعد السمعاني 115- 130- 625- 854- 873- 907- 1011- 1053- 1094- 1312 1355- 1430- 1484- 1626- 1627 1675- 2387- 2481- 2485- 2487 2489- 2500- 3639- 3683- 2688- 2689- 2691- 2692- 2694- 2700 2724- 2742- 2760- 2745- 2768 2769- 2771- 2953- 2955- 3257 3492- 4222- 4259- 4573 أبو سعد بن أبي صادق 4215- 4228 أبو سعد بن أبي صالح 1010- 1465

أبو سعد الماليني 720- 783- 1119- 1235- 2680 3283- 4228 أبو سعد المطرز 176- 2176- 2816- 2885- 2901 3250- 3951 أبو سعد بن أبي منصور المروزي 967- 1091- 1274- 2480- 2486 2688- 2761- 2767 أبو سعد المهراني 2258 أبو سعد المؤذن 1268 أبي سعد الواعظ 2486 سعدان بن نصر بن منصور 3633- 4372 سعدان بن يحيى الحلبي 4279 سعدان بن يزيد البزاز 1255- 3565- 4279- 4280 سعيد بن ابراهيم الصفار 878- 882- 1412 سعيد بن أحمد بن البناء 1371- 3102- 4222 سعيد بن أحمد بن الحسين 3068- 4166 سعيد بن أحمد بن سعيد 4281 سعيد بن أحمد العيار 967- 2634 سعيد الادريسي 2723 سعيد بن اسحاق 350 سعيد بن أسد 4059- 4060 سعيد بن اسماعيل الاسدي 4281 سعيد بن اياس 2954 سعيد بن أبي أيوب 1813 سعيد البجيري 203 سعيد بن بريد 4281- 4283- 4284- 4285- 4286- 4287- 4288 سعيد بن بزيع 2902- 3035 سعيد بن بشير 1078- 3406 سعيد الثوري 3589 سعيد بن جباءة 4289 سعيد بن جبير 915- 1065- 2183- 2597- 2634 2751- 2790- 3288- 3290- 3291 3293- 3809- 3832

سعيد بن الحاضن 4290 سعيد بن حرب البغراسي 4290 سعيد بن حذيفة 4290 سعيد بن حمزة بن أحمد 4297 سعيد بن حمزة بن مالك 4296- 4298 سعيد بن حمدان بن حمدون 4291- 4292- 4293- 4295- 4296 سعيد بن حمدون 1698 سعيد بن خيثم الهلالي 4042 سعيد بن راشد 2174 سعيد بن الربيع 1854 سعيد بن رحمة بن نعيم 3162- 4071- 4298- 4299- 4300 سعيد بن أبي الرجاء 295- 342- 383- 512- 607- 611- 774- 781- 861- 959- 1048- 1095- 1169- 1153- 1203 1256- 1502- 1557- 1602- 2150 2151- 2156- 2249- 2310- 2582 2773- 2849- 2996- 3361- 3957 3679- 3943- 4115- 4497- 4613 سعيد بن زكريا 3336 سعيد بن سعدان الكاتب 1518- 1521 سعيد بن سعيد الفارقي 4301- 4303 سعيد بن سعيد المقبري 1519- 3229 سعيد بن أبي سعيد العيار 967 سعيد بن السكن 2754 سعيد بن سلام 2290 سعيد بن سلمة 3614 سعيد بن سليمان 1536 سعيد بن سمعان 4063 سعيد بن سهل بن محمد 1212- 4225- 4304- 4305- 4306- 4307 سعيد بن شرحبيل 380 سعيد بن شعيب 4684

سعيد بن أبي طاهر الاسدي 3365- 4574 سعيد بن العاص 2895- 3408 سعيد بن عبد الجبار 3993 سعيد بن عبد الحميد 1570 سعيد بن عبد الرحمن 3302 سعيد بن عبد الرحمن الأسلمي 972 سعيد بن عبد الرحمن الزبيري 304 سعيد بن عبد الرحمن الزرقي 281 سعيد بن عبد الرحمن المخزومي 3401 سعيد بن عبد العزيز 163- 303- 335- 336- 488- 574- 955- 1006- 1696- 1700- 2090- 2140- 2182- 2237 2304- 2504- 3178- 3186- 3187 3190- 3239- 3318- 3430- 4212 سعيد بن عبد العزيز الحلبي 4650 سعيد بن عبد الله بن الربيع 3573- 3581- 3583- 3584- 3585- 3586 سعيد بن عبد الله بن سهل 3777 سعيد بن عبد الله الشهرزوري 1628 سعيد بن عبد الملك 3293- 4143- 4146 سعيد بن عثمان الحناط 1851- 4212- 4214- 4215- 4216 سعيد بن عثمان بن السكن 2109- 2564- 2754- 2900- 2902 2905- 2990- 3035- 3168- 3235 3347- 3249- 3254- 3558- 3561 4154- 4221- 4245- 4430- 4543- 4649 سعيد أبو عثمان الصياد 1137 سعيد بن عثمان الوراق 2258 سعيد بن أبي عروبة 304- 365- 2062- 2565- 2828- 3469 سعيد بن عفير 3189 سعيد بن علي السلالي 2523

سعيد بن عمر 1479 سعيد بن عمرو البرذعي 1827- 3823- 3900- 3950 سعيد بن عمرو بن محمد 1308 سعيد بن عمرو الهذلي 3131 سعيد بن عيسى الكريزي 1035 سعيد بن قيس 4186 سعيد بن كثير 455 سعيد بن المبارك بن الدهان 1210- 2271 سعيد بن محمد بن أحمد 2149- 2473 سعيد بن محمد بن ادريس 616 سعيد بن محمد الجيري 1262- 1511- 4517 سعيد بن محمد الجرمي 3655 سعيد بن محمد بن عبدان النيسابوري 1251 سعيد بن محمود الطوسي 1710 سعيد بن أبي مريم 374- 3187- 4306 سعيد بن مسروق 3424- 3574- 3581- 3585- 3589 سعيد بن مسعود 2057 سعيد بن أبي مسكينة 1793 سعيد بن سلم 2087 سعيد بن مسلمة 2681- 3019- 4656 سعيد بن المسيب 697- 733- 2108- 2129- 2151 2246- 2512- 2791- 3402- 3431 4024- 4120- 4122- 4200- 4241 سعيد بن معمر البصري 1827 سعيد بن مقاتل 4042 سعيد المقبري 383 سعيد بن مكارم 1840 سعيد بن منصور 405- 506- 1064- 1229- 1594- 3149- 3408- 4701 سعيد بن منصور بن شعبة 1064 سعيد بن منصور المشرقي 4027- 4032 سعيد بن ميسرة البكري 3436

سعيد بن مينا 2640- 3400 سعيد النحوي 4605 سعيد بن نصر 3036- 3037- 3414 سعيد بن نصير 3813 سعيد بن أخت نعمان 2931- 2932 سعيد بن هاشم بن أحمد 384- 446- 497- 610- 1477- 2822- 2865- 2910- 3058- 3110 3726- 3794- 3798- 3910- 3951 4031- 4183- 4280 سعيد بن هاشم الاسدي 3196- 3619 سعيد بن هاشم الثقفي 2988 سعيد بن هاشم الخالدي 4209- 4210 سعيد بن هاشم الخطيب 362- 2894- 3178- 3273- 3279 3340- 3659- 3703- 3805- 3873 سعيد بن هاشم الطبراني 4020 سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي 830 سعيد بن هشام 4375 سعيد بن أبي هلال 201 سعيد بن يحيى الاموي 3402- 3405- 3732 سعيد بن يوسف 573- 2013- 3037- 3107- 3578 3783- 3968 أبو سعيد الاحمسي 366- 511- 515 أبو سعيد الاذني 3592- 4470 أبو سعيد الأزدي 3967 أبو سعيد الاسود 4469 أبو سعيد الأشج 514- 1857- 2644- 3429 أبو سعيد الاصمعي 1412- 1419 أبو سعيد بن الاعرابي 1914- 2098- 2602- 2875 أبو سعيد الانصاري 1371 أبو سعيد البصري 1270 أبا سعيد بن بلبل 1601 أبو سعيد التغلبي 2653 أبو سعيد التميمي 4466

أبو سعيد الجزري 4065 أبو سعيد الجسري 3305 أبو سعيد الجنزرودي 1555 أبو سعيد الحارثي 4124 أبو سعيد الحرضي 958- 4542 أبو سعيد بن حسونة 1744 أبو سعيد بن حفص بن رواحة 2847 أبو سعيد بن حمدون 1512- 1521- 1537- 1567- 1569 1725- 1898- 2164- 2205- 2569 2839- 2881- 3138- 3339- 3897 3970- 3985- 4031 أبو سعيد بن أبي الخير 4226- 4227 أبو سعيد الخدري 103- 285- 294- 752- 789- 2254- 2757- 2796- 3309- 4014 أبي سعيد الرازي 1484- 1842 أبو سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي 4403- 4496 أبو سعيد بن سالم الشاشي 2566- 3843 ابن أبي سعيد 1652 أبو سعيد السكري 2793- 2875 أبو سعيد السيرافي 1619- 1628- 3490 1317- 1766- 1793- 1799- 3049 3059- 3286- 3399 أبو سعيد الصيرفي 1009- 1665- 3822 أبو سعيد بن محمد الصوفي 1259 أبو سعيد بن عبدون 1835 أبو سعيد بن علي بن عمر النقاش 3422 أبو سعيد الغاضري 2614 أبو سعيد بن محمد 4257 أبو سعيد المروزي 1799 أبو سعيد المقبري 2873 أبو سعيد النقاش 3053 أبو سعيد بن يونس 2379- 2453- 2852- 2853- 2971

2988- 3746- 3815- 3828- 3881 3996 أبو السعود بن المجلي 1196- 2250- 2650- 2751- 2817 2818- 3074- 3185- 3798- 2920 4141- 4145 سفيان بن أبي حازم 1614 سفيان بن حبيب 285 سفيان بن حنين 3140 أبو سفيان الحميري 2095 سفيان بن زياد 2099 سفيان بن سعيد الثوري 304- 393- 750- 861- 1041- 1058- 1064- 1095- 1202- 2127 2171- 2254- 2294- 2296- 2460 2513- 2525- 2581- 2681- 2796 2892- 2894- 3093- 3302- 3464 3566- 3571- 3572- 3573- 3577 3581- 3582- 3583- 3585- 3586 3587- 3589- 3655- 3680- 3735 3736- 3778- 3956- 4059- 4127 4060- 4061- 4241 سفيان بن العاصي 3548 سفيان بن عوف الازدي 4296 سفيان بن عينية 102- 300- 301- 384- 455- 508 512- 618- 748- 763- 962- 1166 1296- 1392- 1673- 2171- 2460 2525- 2567- 2603- 2621- 2612 2613- 2639- 2659- 2660- 2661 2665- 2674- 2790- 2808- 2908 3152- 3307- 3351- 3352- 3391 3400- 3401- 3583- 3633- 3685 3686- 3735- 3827- 3941- 4048 4052- 4128- 4214- 4241 سفيان الفارسي 4190

أبو سفيان القيني 4472 سفيان بن محمد بن سفيان 2163- 2567- 2811- 4142 سفيان بن محمد بن عبد الله 3138 سفيان بن منصور 3290 سفيان بن وكيع 2862- 2563- 3583- 4711 سفينة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم 1096 سلام بن سليم الطويل 4024 سلام بن سليمان الثقفي 2637 سلام بن أبي شرحبيل 2438 سلام الطويل 164- 1037- 4021- 4023 سلام بن مسكين 2083 سلامة بن اسحاق بن محمود 4256- 4260 سلامة بن الحسيني 1246 سلامة بن علي المقرئ 4256 سلامة بن عمر المرادي 4215- 4220 سلامة بن عمر النصيبي 4215- 4220 سلامة بن فهد 4207 سلامة بن محمد بن سلامة 4432 سلامة بن منيح 1310 سلم بن جنادة 804 سلم الخراساني 4127 سلم بن قتيبة 2566- 3681 سلم بن معاذ الدمشقي 3347 سلمان بن داود 2581 سلمان بن شمير 2751 سلمة بن أحمد 341 أبو سلمة الاشعري 1374 سلمة بن بلال 3074- 3161 أبو سلمة التبوذكي 405 سلمة بن الحر بن يوسف 4036 سلمة بن شبيب 2215- 2287- 3680- 3991 أبو سلمة 384- 926- 2744- 2783- 4052 4473- 4475

سلمة بن صالح 3228 أبو سلمة الطائي 954 أبو سلمة بن عبد الرحمن 385- 2390- 2758- 3402- 4241 سلمة بن غفار 4279- 4280 سلمة بن كلثوم 3842 سلمة بن كهيل 4044- 4049 سلمة بن نبيط 3810- 4152 أم سلمة 2597- 2599- 2650- 2652 أم سلمة ابنة الحسن بن اسحاق 2296 سليم بن أخضر 1310- 2097 سليم بن أيوب 1280- 1726- 1843- 2164- 2568 2813- 2839- 3139- 3819- 3900 3986- 4117 سليم بن حيان 2604 سليم بن منصور 295- 1183 سليمان بن ابراهيم بن محمد الحافظ 4570 سليمان بن أحمد الطبراني 46- 75- 339- 365- 516- 625 731- 962- 1116- 1146- 1147 1184- 1185- 1186- 1196- 1229 1230- 1318- 1567- 1726- 1735 1811- 1910- 2058- 2087- 2176 2254- 2566- 2573- 2579- 2594 2601- 2602- 2640- 2651- 2652 2722- 2790- 2791- 2817- 2943 3030- 3172- 3568- 3685- 3698- 3750 3973- 3979- 4131- 4133- 4299 4379- 4608- 4622- 4638 سليمان بن أحمد المادرائي 3056 سليمان بن أحمد الواسطي 1731 سليمان بن اسحاق الجلاب 1357- 1474- 1535- 1845- 2028 2318- 3095- 3817- 3937- 3938 3983- 4030- 4034- 4135- 4136

سليمان بن اسحاق بن الخليل 4116 سليمان بن الاشعث 1469- 1705- 1736- 2217- 2218 4701 سليمان بن أيوب 3970- 4020 سليمان بن بشير 281 سليمان بن بلال 39- 485- 732- 1247- 1535- 2597- 2598- 2747- 3636- 3670 3980 سليمان بن بنيمان 985- 4253 سليمان البهراني 2219 سليمان التيمي 3026 سليمان بن حبيب المحاربي 490- 497 سليمان الحراني 1452 سليمان بن حرب 1058- 1307- 2362- 2585- 2633 2637- 2641 أبو سليمان الخطابي 3289 سليمان بن داود الطيالسي 2153 سليمان بن داود القزاز 495- 1035- 2581- 3614- 3736 سليمان بن داوود المنقري 1842 سليمان بن أبي راشد 2618 سليمان بن الربيع 3265 سليمان بن الربيع الجوزاني 182 سليمان بن الربيع النهدي 1147 أبو سليمان بن زبر 1517- 2774- 3830 سليمان بن سحيم 2166 سليمان بن سلم البلخي 2045 سليمان بن سلمة 2091- 2220 سليمان بن سليم 44 سليمان بن سيف 2001- 2290- 2902 سليمان بن شرجبيل 523 سليمان بن أبي شيخ 1320- 1786- 2043- 2074- 2095 2131- 2829- 2893- 2896- 3086 3673

سليمان بن صهيب العطار الرقي 1462 سليمان بن طوق 4162 سليمان بن عبد 1724 سليمان بن عامر 2202 سليمان بن عبد الجبار بن أرتق 4238 سليمان بن عبد الحميد البهراني 721- 1729- 3112- 3551 سليمان بن عبد الرحمن 520- 752- 1813- 2719- 2744- 2896- 3171 سليمان بن عبد العزيز 1048 سليمان بن عبد الملك 1077- 3028- 3710- 4176- 4187 4256 سليمان بن عبد الله 3299 سليمان بن عبد الله الدارمي 2948 سليمان بن عبد الله بن عبد المنعم 2114 سليمان بن عطاء 2873 سليمان بن علي 3639- 3706 سليمان بن عمر الرقي 2709 سليمان بن الفضل البانياسي 45- 393- 406- 513- 1122- 1155- 1166- 1200- 1228- 1544- 1570- 1571- 1660- 1665- 1680- 1714- 1727- 2378- 2391- 2418- 2429- 2431- 2468- 2599- 2602- 2672- 2675- 2682- 2803- 2810- 2813- 2815- 2818- 2820- 2823- 2825- 2835- 2838- 2841- 2846- 2855- 2861- 2881- 2889- 2955- 3057- 3063- 3064- 3071- 3086- 3105- 3114- 3133- 3137- 3154- 3171- 3186- 3221- 3226- 3229- 3234- 3266- 3270- 3272- 3274-

3283- 3302- 3321- 3338- 3348- 3353- 3362- 3525- 3533- 3590- 3613- 3666- 3732- 3739- 3768- 3784- 3800- 3804- 3818- 3828- 3831- 3838- 3839- 3854- 3896- 3908- 3916- 3921- 3932- 3944- 3996- 4022- 4029- 4041- 4044- 4176- 4183- 4189- 4234 سليمان بن الفضل الدمشقي 3716 سليمان بن قرم 3716 سليمان بن قطلمش 3015- 4157 سليمان بن كثير 2602 سليمان بن محمد 965 سليمان بن محمد التنوخي المعري 1229 سليمان بن محمد الخزاعي 2466 سليمان بن محمد بن خلف 4123 سليمان بن محمد الموصلي 455 سليمان بن المغيرة 1311- 1877 سليمان بن منصور 2641 سليمان بن مهران الاعمش 292- 922- 2808- 2814- 3546- 4056- 4057 سليمان بن موسى 1811- 2182 سليمان بن يعقوب 449 سليمان بن يوسف 3035 أبو سليمان الانطاكي 4475 أبو سعيد بن حمدون 3945 أبو سليمان الحراني 519 أبو سليمان الداراني 953- 954- 2099 أبو سليمان الربعي 3277- 4139 أبو سليمان بن زبر 1337- 1373- 1445- 1814- 1837- 1846- 1888- 1918-

1924- 2091- 2093- 2177- 2312- 2379- 2503- 2505- 2666- 2825- 2884- 2889- 3087- 3173- 3776- 3784- 3881- 3930- 3931- 3977- 4046- 4142- 4769 أبو سليمان بن أبي محمد 3800 أبو سليمان المغربي 4478 سماعة بن محمد بن سماعة 3628 سماك بن حرب 364- 690- 2099- 2184- 2814 3733- 3887- 3918 سماك بن موسى الضبي 2056 سنان بن أوس 2641 ابن سنان الخفاجي 4155 سنان بن أبي سنان 2562- 2572 سنبك بنت عبد الغابر 907 سهل بن أحمد الواسطي 1532- 1736- 3823 سهل بن بشر الاسفراييني 337- 1730- 1739- 2097- 2137- 2167- 2183- 2203- 2224- 2586- 2810- 2865- 3107- 3253- 3245- 3376- 3525- 3613- 3772- 3778- 3990- 4016- 4040- 4044- 4125 أبو سهل بن زياد القطان 2799- 3965 سهل بن زيد الانصاري 281 سهل بن سعد 4306 سهل بن السري 3838 سهل بن أبي سهل 2210 سهل بن شاذويه 3838- 4014 سهل بن شقير 1524- 1525 سهل بن صالح 750- 1256- 1701 سهل بن أبي الصلت 2094

سهل بن عاصم 3991- 4282- 4285- 4316 سهل بن عبد الرحمن الجرجاني 4347 سهل بن عثمان 2714- 3573- 3584 أبو سهل بن عمر 1312 سهل بن عمرو 3831 أبو سهل بن أبي فرج 2752 سهل بن محمد بن أحمد 3635 سهل بن محمد السجستاني 1336- 1917- 2195- 3697 سهل بن محمد بن عثمان 3287 سهل بن محمود 4279- 4280- 3584- 4690- 4711 أبو سهل المصيصي 4480 سهل بن منصور 607 سهل بن أبي صالح 403- 404- 405- 512- 513- 919- 1192- 2275- 2377- 2750 سواء بن خالد 2438 سوار بن عبد الله العنبري 608- 3680 سوار بن عمارة 1127 سوار بن مصعب 4027- 4028 سويد بن حبة 2832 سويد بن سعيد 1525- 1528- 1533- 2651- 2944- 3223 سويد بن عبد العزيز 1204 سيار أبو الحكم 2083- 3585 سيار بن سلامة 1048 سيار بن نصر بن سيار 4347 سيف بن عمر 301- 575- 579- 1852- 2820- 3150- 3153- 3158- 3163- 3256- 3913- 3914- 3947 سيف بن مسكين 2899- 4305

- ش- شاذان بن الحسن بن أحمد القاساني 3447 شاكر بن عبد الله المعري 2230 شاكر بن عبد الله المصيصي 1788- 1819 شبابة بن سوار 1535- 2081- 2206- 2216- 2324 2603- 2781 شبة بن عبيدة 4144 شبيب بن شبة 3044- 3045- 3057- 3086 شبيب بن محمود بن نصر 4078 شبيل بن عزرة 3114- 3701 شجاع البسطامي 2918- 4228 شجاع بن سيدهم 1669 أبو شجاع بن شهردار 307 شجاع بن علي 1569- 1665- 1897- 2105- 2141 2144- 2343- 2569- 3171- 3234 3250- 4653 شجاع بن فارس الذهلي 686- 3641 شجاع بن الوليد 1358- 3577- 4063- 4065- 4069 4070- 4279- 4280 شداد مولى عياض 4168 شرحبيل بن أبي عون 2821 شرحبيل بن مدرك 2596 شرحبيل بن مذيلغة 3027 شرحبيل بن مسلم الخولاني 2124- 2126 شرف الدين الموصلي 2746 شرقي بن القطامي 3150- 3837- 3838 شريح بن عبد 496- 2375- 2828- 2880- 3581 3583- 4130- 4713 الشريف الحتيتي 4157 شريك بن اسماعيل 1917 شريك بن عبد الله 309- 2308- 2309- 3636- 4029 4059- 4061

شعبة بن الحجاج 365- 1232- 1511- 2155- 2165- 2275- 2315- 2401- 2458- 2782 2899- 3634- 3793- 3918- 3949 3966- 3971- 3975- 4004- 4017 4027- 4032- 4063- 4241- 4316 الشعبي 519- 2082- 2171- 2603- 3943 شعبان بن ابراهيم بن أبي طالب 3027 شعيب بن ابراهيم 429- 575- 579- 1852- 1907- 2820- 3150- 3153- 3158- 3163 3913- 3914- 3947 شعيب بن اسحاق 299- 752- 2883- 4234 شعيب بن الحبحاب 1048- 3469 أبو شعيب الحراني 921- 926- 1318- 2097- 2573 2594 شعيب بن حرب 1257- 3572- 3816 شعيب بن الحكم 2898 شعيب بن أبي حمزة 296- 947- 1169- 1473- 1571 شعيب بن خالد 2562- 2563 شعيب بن راشد 4029 شعيب بن صخر 2009 شعيب بن صفوان 4130 شعيب بن عبد الله 2958- 3842 شعيب بن محمد 406 شعيب أبو ميمي 2026 شقيق بن سلمة 304- 2599- 3170- 4024 ابن شكاب الانطاكي 4684 شمر بن ذي الجوشن 2631 شمر بن عطية 3227 شمس الدين بن الوالي 686 شميلة بن محمد 1644 شميم الحلوي 2398 شهاب الدين بن حامد 1612

شهاب بن خراش 2083- 2089- 2615- 3879 شهاب بن عباد 4474 شهدة بنت أحمد الابري 163- 331- 364- 454- 455- 953- 1274- 1312- 1317- 1419 1429- 1473- 1662- 1786- 1793 1797- 1801- 2083- 2097- 2236 2588- 2620- 2730- 2898- 2918 3076- 3107- 3152- 3194- 3260 3404- 3406- 3412- 3414- 3415 3417- 3423- 3424- 3426- 3427 3428- 3430- 3452- 3499- 3576 3939- 4134- 4210- 4400- 4539 4596 شهر بن حوشب 45- 2580- 2581- 2792- 4299 3469 شهر ازرميه بنت عبد الواحد 3635 شهر دار بن شيرويه 836- 2378- 2382- 2383- 2752 2893- 3403- 3646- 3697- 3755 3757- 3771 أم شوق العبديه 2638 شيبان بن حاتم العنزي 3428 شيبان بن عبد الله المحتسب 3635 شيبة بن المشاور 2892- 2896 شيرويه بن شهردار 1003 - ص- أبو صادق بن صباح 3402 أبو صادق القزاز 1516 أبو صادق المديني 374- 3703- 3991- 4020- 4122 صاعد بن علي الكاتب 3695 صاعد بن عيسى بن سمان 3791 صاعد بن أبي الفضل 2038 صاعد الواعظ 3721

صافي الحرمي 826 صالح بن ابراهيم بن رشدين 1110- 1124- 1125- 4241 صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن 3255 صالح بن أحمد بن حنبل 914- 1400- 1857- 1928- 1947 2174- 2318- 3102- 3275- 3551 3703- 3785- 3897- 4060- 4125 صالح بن أحمد العجلي 94- 1196- 1319- 1541- 1701 1852- 2163- 2346- 2645- 2585 2814- 2897- 2837- 2880- 2903 3240- 3273- 3550- 3569- 3624 3699- 3734- 3754- 3778- 4123 4182- 4317- 4372 أبو صالح الاخباري 2125 صالح بن أبي الاخضر 2996 صالح بن أبي الاسود 3303 صالح بن الاصبغ 2969 صالح بن بنان الثقفي 1147 صالح بن بنت أبي جدار 3414 أبو صالح الحافظ 4360 صالح بن حسان 2174- 2849- 2851 صالح بن حميد بن ملهم 3813 صالح بن حيان 3983 أبو صالح الخطيب 4061 صالح بن رستم 3332 صالح بن زياد 4447 صالح بن سليمان 2043- 2075- 3086 أبو صالح السواق 3416 صالح بن الشحام 2643 أبو صالح بن أبي طاهر العنبري 2057 صالح بن علي العباسي 3027 صالح بن علي بن محمد 1136 صالح بن علي الناطلي 1469

صالح بن علي النوفلي 3391 أبو صالح الفراء 103- 583- 1783- 2225 صالح بن فيروز العكي 3731 ابن أبي صالح الكناني 2966 صالح بن كيسان 3899 صالح بن محمد جزره 612- 1046- 1518- 1522- 1528 2880- 3207- 3891- 4115 صالح بن محمد بن الحسين 4257- 4261 صالح بن محمد بن علي الحصيني 1310 صالح بن محمد بن زائدة 4115 صالح بن مرداس 4016- 4161- 4162 صالح المري 1060- 1305- 1438 صالح بن مسلم الواسطي 1491 أبو صالح المؤذن 1464- 3337 صالح بن موسى 3585 صالح بن يوسف العجلي 162 صامت بن معاذ 3994 الصباح بن بيان البغدادي 1922 صباح بن خاقان 1428 صباح بن محمد 438 صباح المزني 290 صباح بن يحيى 4041 صبيح بن بديع الخراساني 1524 صخر بن جندلة 2141- 2143 صخر بن عبد الرحمن 4171 صدقة بن بشر 4045 صدقة بن الحسين بن الحداد 4255 صدقة بن خالد 2142- 2882 صدقة أبو عمرو المقعد 2026 صدقة بن الفضل 3090 صدقة بن المثنى بن رياح 3723- 3724 صدقة بن محمد 3348 صدقة بن مزيد 3739

صدقة بن منصور 2850 صدقة بن يزيد الخراساني 450 صدقة بن يسار 3406 صدر الدين الكردي 4165 أبو الصديق الناجي 4014- 4022- 4024 صعصعة بن الحسين الرقي 1750 صعصعة بن صوحان 2989- 3718- 3724- 3731 صفوان بن سليم 2290- 3098- 3402 صفوان بن صالح 48- 3034- 6096 صفوان بن عمرو 281- 310- 406- 497- 498- 518 صفوان بن محرز 3417 صفية ابنة حيي 3827 صقر بن يحيى بن صقر 519- 1017- 2438- 3299- 4250 أبو الصقر الزهري 4489 الصقعب 4680 الصلت بن بهرام 290 أبو الصلت التيمي 3912 الصلت بن حكيم أبو مريم الواعظ 3413 الصلت بن مسعود 2651- 3994 صلة بن زفر 2155- 2167- 2171 صمصام بن عساكر 7560 صواب بن عبد الله 2500 - ض- الضحاك بن حجرة المنبجي 2306 الضحاك بن مخلد الشيباني 4319 الضحاك المشرفي 285 ضحاك بن يزيد 4652 ضرار بن صرد 2566- 2817 ضمرة بن ربيعة 1860- 2088- 2093- 2096- 2098 2236- 3628- 3629- 3988- 4038 4117

ضمرة بن رجاء 1700- 1704 ضمضم أبو المثنى 281 - ط- طارق بن شهاب 3352- 4029 أبو طالب الخياط 3830 أبو طالب العدل 1998 أبو طالب العشاري 2580- 3295 أبو طالب بن غيلان 1845- 2148- 2166- 2171- 2401 2562- 2597- 2827- 2877- 2899 2996- 3613- 4014- 4152- 4619 أبو طالب الكتاني 1594 أبو طالب بن يوسف 2156 طالوت بن عباد 1618 طالوت بن عبد الله الجحدري 856 طاهر بن أحمد القائني 1922- 3314 طاهر بن أحمد بن محمد 4146- 4148 أبو طاهر الاصبهاني 109- 386- 389- 405- 446- 1463- 1480- 1485- 1517- 2598 2903- 3876- 4071 أبو طاهر الباقلاني 281- 286- 287- 289- 296- 300 304- 311- 317- 315- 1339- 1347 1572- 2197- 2200- 2204- 2113 2114- 2221- 2223- 2810- 2832 3008- 3132- 3718- 4466- 4471 4479- 4481- 4558- 4603- 4604 4692- 4700- 4708 أبو طاهر بن أبي بكر 1677 أبو طاهر الثقفي 512- 607- 1048- 1180- 2066 2250- 2455- 2751- 2885- 2905 3875 طاهر بن الحسين 1710 طاهر بن الحسين السمان 3635 طاهر بن أبي الحسين 805- 1520- 1832- 2261- 2467

أبو طاهر بن الحنائي 3828 أبو طاهر بن خزيمة 1484 أبو طاهر الخشوعي 2000- 2637 أبو طاهر الذهبي 4136 أبو طاهر الرازي 1785 أبو طاهر الراشتيناني 1171- 4541 أبو طاهر الزيادي 1006 أبو طاهر السلفي 69- 110- 129- 141- 144- 286 306- 307- 319- 334- 337- 348 357- 359- 361- 367- 374- 379 382- 383- 400- 406- 440- 569 572- 616- 627- 638- 655- 704 740- 757- 775- 780- 782- 785 793- 862- 867- 876- 877- 878 883- 888- 898- 899- 902- 914 917- 1093- 1190- 1196- 1234 1321- 1336- 1412- 1483- 1525 1528- 1531- 1533- 1573- 1629 1636- 1649- 1664- 1680- 1709 1735- 1751- 1805- 1837- 1846 1850- 1852- 1928- 1929- 1968 1999- 2094- 2130- 2175- 2248 2272- 2274- 2286- 2311- 2324 2423- 2450- 2454- 2470- 2544 2553- 2563- 2575- 2577- 2585 2603- 2612- 2657- 2664- 2684- 2687- 2711- 2712- 2721- 2744- 2752- 2753- 2814- 2816- 2831- 2835- 2850- 2864- 2873- 2897- 2948- 2959- 3040- 3255- 3256- 3289- 3314- 3340- 3342- 3378- 3399-

3549- 3550- 3551- 3569- 3572- 3587- 3590- 3604- 3618- 3623- 3624- 3625- 3629- 3640- 3641- 3703- 3719- 3734- 3738- 3751- 3752- 3789- 3795- 3804- 3810- 3815- 3822- 3842- 3843- 3876- 3877- 3888- 3898- 3947- 3998- 4041- 4050- 4052- 4053- 4074- 4094- 4120- 4122- 4123- 4141- 4150- 4151- 4156- 4160- 4163- 4168- 4169- 4175- 4192- 4195- 4212- 4220- 4223- 4224- 4228- 4242- 4280- 4284- 4372- 4381- 4385- 4400- 4429- 4499- 4569- 4574- 4575- 4652- 4660- 4707 أبو طاهر بن مسلمة 794- 1470- 1478- 1513- 1521- 1539- 1572- 1660- 1667- 1698- 1731- 1737- 1834- 1844- 1862- 1888- 2029- 2040- 2138- 2814- 2848- 2850 أبو طاهر السنجي 1443- 1999- 2202- 2751 طاهر بن سهل بن بشر 336- 1504- 1800- 2046- 2148- 2212- 2849- 2899- 3111- 3125- 3391 أبو طاهر بن سوار 2839- 3285- 3399 أبو طاهر الشيحي 782

أبو طاهر بن أبي صقر 1388- 1407- 2565- 2636- 2663- 3270- 3339- 3897- 3946- 4119 أبو طاهر الصوري 975 طاهر بن أبي طالب 3635 طاهر بن طاهر المقدسي 2834- 3403- 3733- 3966- 4395 طاهر بن عبد الله الطبري 1867- 3523- 4605 طاهر بن عيسى التميمي 3878 ابن طاهر بن الفضل 3873 أبو طاهر القصاري 2994- 3723 طاهر بن محمد بن سليمان 703- 1634- 1726- 1843- 2467- 2568- 2813- 3139- 3819- 3900- 3970- 3986- 4020- 4117- 4259 طاهر بن محمد الفزاري 949 أبو طاهر بن محمش الزيادي 1484 أبو طاهر بن محمود 1570- 1844- 2074- 2093- 2172 3867 أبو طاهر المخلص 301- 1179- 1182- 1484- 1573 1535- 1637- 1743- 1900- 1907 1919- 2028- 2044- 2051- 2094 2177- 2224- 2316- 2319- 2321 2325- 2564- 2661- 2663- 2816 2876- 2879- 2887- 2900- 3073 3142- 3150- 3153- 3154- 3158 3169- 3187- 3279- 3801- 3802 3913- 3914- 3928- 3997- 4035 4040- 4045- 4048- 4126- 4132 4448 طاهر بن المسدد الجنزي 1751 طاهر بن المسدد بن المظفر 3751

أبو طاهر المصري 1649 طاهر بن المفضل الكاتب 3635 طاهر بن مهدي الطبري 2501 أبو طاهر بن أبي هاشم 3522 طراد بن محمد الزينبي 331- 364- 1662- 1788- 2083- 2097- 2236- 2588- 2620- 2621 2730- 2898- 3088- 3107- 3406 3430- 3871- 3940 الطرماح بن عدي الشاعر 3497 طريف بن عيسى 2579 طعمة بن عمرو 2581 طلحة بن عبد السلام 4242 طلحة بن عبيد الله العقيلي 2563- 2573- 2681 طلحة بن علي بن الصقر 295- 384- 610 طلحة بن محمد بن جعفر 1043- 3000 طلحة مولى آل قرظه بن كعب 3973 طلحة بن نافع الواسطي 3029 طلق بن حبيب 1302 طلق بن غنام 2308 أبو الطيب الجرجرائي 4704 أبو الطيب الزراد 2066 أبو الطيب السامري 4222 أبو الطيب الشعراني 748 أبو الطيب بن الفرحان 4228 أبو الطيب بن غلبون الحلبي 1452 أبو الطيب المتنبي 242 - ظ- الظاهر بن الحاكم الفاطمي 4232 ظاهر بن أبي غالب 3635 أبو ظبيان بن حرب 2811

ظفر بن علي بن حمد 3699 ظفر بن محمد بن أحمد 3634 ظفر بن محمد الحسيني 2653 ظريف بن محمد الحيري 1013 ظفر بن نوح بن اسماعيل 4257 - ع- ابن عائذ 2823- 4317 عائذ بن حبيب 1589 عائذ الله بن عبد الله الخولاني 2148 عائشة رضي الله عنها 2182- 2455- 3548- 3827 ابن عائشة 1316- 2043- 3921- 3953 عائشة بنت احمد بن منصور الصفار 784- 2259- 2373- 2710- 2717- 2884 عاتكة بنت أحمد بن عمرو بن أبي عامر 1706- 4337 عارم أبو النعمان 1306 عارم بن الفضل 498 عاصم الاحول 3284- 3681- 3685 عاصم بن بهدله 305- 3162- 4684 عاصم بن الحسن بن رزمة 4064- 4681 عاصم بن الحسن بن عاصم 3088 عاصم بن الحسين 3254 عاصم بن سفيان 3029 عاصم بن سويد 3246 عاصم بن صخره 2467- 2772 أم عاصم بنت عاصم 4176

عاصم بن علي 1535- 2662 عاصم بن عمر 3154 عاصم بن كليب 3149- 4063- 4068- 4070 أبو عاصم النبيل 3085 عاصم بن هاشم بن مسعود 2991 أبو العالية البداء 2633- 3679- 3686 أبو العالية الرياحي 4024 أبو عامر الازدي 2044 أبو عامر الاسدي 3230 أبو عامر الالهاني 495 عامر بن حفص 2174 عامر بن خليفة 744 عامر بن ربيعة العنزي 4055 عامر بن سعد البجلي 2644 عامر بن سعد بن أبي وقاص 3029 عامر بن سيار 2793 عامر بن شراحيل الشعبي 100- 301- 2167- 2562- 2646- 2989- 3565- 3571- 3580- 3724- 3783 عامر بن صالح 2081 أبو عامر العبدي 4236 عامر بن عبد الله بن الزبير 2479- 3992 أبو عامر العدوي 1304 أبو عامر العقدي 1535- 2286- 3891 عامر بن فرات 3300 عامر بن عكرمة الضبي 2829 عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي 1430 أبو عامر الهوزني 3550 عامر بن يحيى المعافري 2959- 3107 عباد بن اسحاق 2598 عباد بن العوام 2172- 2617- 3140- 3680 عباد بن كلثوم اليماني 3413

عباد بن محمد بن عمرو 3899 عباد بن منصور 2896 عباد المهلبي 2980 عباد بن موسى 304- 3821 عباد بن الوليد 4039 عباد بن يعقوب الاسدي 4029- 4033 عبادة بن زياد الاسدي 2106- 2599 عبادة بن الصامت 406 عبادة بن عبد الصمد 3285 عبادة بن نسي 2225- 3629 العباس بن ابراهيم القراطيسي 2152- 2575 العباس بن ابكجور 385 العباس بن أحمد الشافعي 1358 أبو العباس بن أحمد بن محمد الشقاني 1307 العباس بن أحمد القرشي 4214 العباس بن أحمد المذكر 4212 أبو العباس الاديب الانطاكي 4502 عباس الازرق 2059 أبو العباس الاشبيلي 733- 2846 أبو العباس الاصم 1340- 1463- 1464- 1566- 1665- 1701- 2218- 2324- 2429- 3337- 3945 أبو العباس البردعي 4325 عباس بن بزوان 772- 982- 983- 2960 أبا العباس البغدادي 2146 العباس بن بكار 2585- 3044- 4005- 4006- 4121 العباس بن بيهس 343- 344 أبو العباس بن تركان 1403 أبو العباس ثعلب 175- 1508- 3004 أبو العباس الثقفي 3574 العباس بن جعفر 3576 أبو العباس الجمال 3056 عباس بن جنزة 1375

عباس الحذاء 350 أبو العباس بن أبي الحسن الحسيني 4205- 4209 العباس بن الحسين الشيرازي 895- 2326- 2415- 2432 عباس بن حمزة 4286- 4288- 4507 أبو العباس الحوراني 1020- 1021- 1022- 1023 أبو العباس بن الخشاب 4286 العباس بن خلف بن ادريس 1334 أبو العباس الدامغاني 722 أبو العباس الدمشقي الوراق 1233- 1236 أبو العباس السراج 1267- 1381- 1405- 2643- 2901- 3577- 3581- 3583- 3584- 3585- 3682- 3686- 4143- 4336 أبو العباس السرخسي 2564 أبو العباس بن سريج 811 أبو العباس بن أبي السعود 1182 أبو العباس السفاح 3706 العباس بن سفيان 3627 أبو العباس السياري 2836 أبو العباس الصيدلاني 1119 العباس بن العباس الجوهري 3102- 3701 العباس بن عبد الرحمن 1644 العباس بن عبد السميع المنصوري 2657 العباس بن عبد العظيم العنبري 1044- 3432 أبو العباس بن عبد الله الاسدي 127- 1402 عباس بن عبد الله الترفقي 344- 512- 1074- 1473- 2142- 2900- 3034- 3286- 3338- 3401 أبو العباس العذري 2775 عباس بن عصام 4222 أبو العباس بن عقدة 2679- 2712 العباس بن الفرج الرياشي 319- 360- 3053

العباس بن الفضل 1594- 3408 العباس بن الفضل الارسوفي 3777 العباس بن الفضل الربعي 1412- 1420 أبو العباس بن قتيبة 3992 أبو العباس بن كاتب البكتمري 1093 أبو العباس الكندي 453- 1420- 1429- 1473- 2828- 3194- 3577 أبو العباس الكوكبي 722 أبو العباس المبرد 1758 أبو العباس المحبوبي 1738 العباس بن محتاج 2074 أبو العباس المحسوبي 2044 العباس بن محمد بن حاتم 3131 العباس بن محمد الدوري 302- 368- 371- 405- 610- 976- 1340- 1492- 1493- 1494- 1496- 1498- 1529- 1610- 2099- 2155- 2218- 2567- 2719- 2894- 3139- 3335- 3337- 3614- 3822- 3824- 3895- 3945- 3983- 4051- 4116- 4182- 4449 أبو العباس المروزي 1294 أبو العباس بن مسروق الطوسي 4212- 4217- 4661 أبو العباس المستنفري 2326- 2432 العباس بن مصعب 2836- 3898 العباس بن ميمون 3004 أبو العباس النامي 4209 أبو العباس بن النعمان 2150- 2151 أبو العباس النيسابوري 3430 عباس بن هشام 1220- 2073- 2620- 4502 العباس بن الوليد البصري 4005 العباس بن الوليد الخلال 1730 العباس بن الوليد بن عبد الملك 3620

العباس بن الوليد بن صبح 3111- 3112 العباس بن الوليد بن مزيد 98- 336- 1912 عباس بن يحيي الدوري 916- 1733 العباس بن يزيد الهجراني 366 العباس بن يوسف الشكلي 1455- 4212- 4215- 4221- 4501 عباية بن رفاعة 3557- 3559 عباية بن سليمان 307 عبثر بن القاسم 3735 أبو عبد الانصاري 4137 عبد بن حميد بن نصر 513- 2599- 3144- 3244- 3246- 3290- 3566 عبدان بن احمد 2719- 3568 عبدان الاهوازي 797- 1518- 2713- 3777 عبدان بن عثمان 3425 عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي 801- 4367- 4477 عبدان بن محمد الزاهد 2480 عبد الاعلى بن حماد النرسي 1304 عبد الاعلى بن عبد الله 4033 عبد الاعلى بن عبد الواحد 4283 عبد الاعلى بن مسهر الغساني 335- 1703- 2504- 3805 عبد الاول بن عيسى بن شعيب السجزي 339- 513- 620- 919- 1072- أبو الوفا 1438- 1511- 1854- 1859- 2047- 2290- 2576- 2577- 2599- 2736- 2757- 2878- 2983- 3089- 3101- 3108- 3121- 3244- 3246- 3290- 3399- 3467- 3557- 3566- 3588- 3623- 3627- 3669- 3680- 3683- 3685- 3878- 4028- 4122 عبد الاول بن مربد 1433

عبد الباقي بن عبد الكريم الشيرازي 299- 1731- 2831- 2834- 3109 3114- 3895- 4045 عبد الباقي بن قانع 703- 704- 863- 884- 1184- 1185- 1191- 1200- 1321- 1407- 1412- 1483- 1574- 1837- 1846- 2094- 2130- 2175- 2221- 2664- 2816- 3040- 3171- 3278- 3342- 3443- 3552- 3590- 3625- 3629- 3738- 3753- 3876- 4141- 4242- 4305- 4385- 3889- 3977- 3998- 4047- 4429- 4652- 4660 عبد الباقي بن محمد 1625- 2044- 2051- 2881 عبد الباقي بن يوسف المراغي 1650- 4033 عبد البر بن الحسن بن أحمد 1148- 1295- 1455- 1604- 1927- 2208- 2211- 2215- 2217- 2849- 2864- 2909- 3092- 3177- 3179- 3269- 3274- 3275- 3276- 3447- 3450- 3469- 3697- 3699- 3704- 3817- 3819- 3822- 3892- 3893- 3898- 3988- 4017- 4018- 4021- 4066- 4211 عبد الجبار بن أحمد 1305- 1322- 1801- 2041- 2047- 2081- 2082- 2088- 2090- 2173- 2328- 2593- 2600- 2618- 2635- 2638- 2646- 2651- 3087- 3902- 4130- 4144 ابن عبد الجبار الصيرفي 1787

عبد الجبار بن الطيوري 3340 عبد الجبار بن عاصم 3102 عبد الجبار بن العباس 2602- 3254 عبد الجبار بن عبد الخالق 2428 عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي 200- 488- 489- 497- 498- 1530- 4023 عبد الجبار بن عبد الله 3027- 4033 عبد الجبار بن العلاء 3586- 3686 عبد الجبار بن محمد بن أحمد الفقيه 3407 عبد الجبار بن محمد الجراحي 75 عبد الجبار بن محمد الحواري 345- 3286- 3410 عبد الجبار بن محمد النيسابوري 976 عبد الجبار بن محمد الهراس 3634- 3635 عبد الجبار محمد بن المهذب 1827 عبد الجليل بن عبد الجبار المروزي 721- 740- 761- 1149- 1190 عبد الجليل بن أبي غالب- 1241- 1374- 1445- 1460- 1484- 1609- 3796- 3833 عبد الحق بن عبد الخالق 1497- 2039- 2102- 2108- 2133- 2143- 2163- 2178- 2203- 2214- 2318- 2534- 2565- 2569- 2632- 2813- 2819- 2838- 2852- 2864- 2873- 2881- 3066- 3071- 3103- 3134- 3234- 3248- 3269- 3337- 3338- 3605- 3615- 3628- 3670- 3681- 3723- 3726- 3831- 3732- 3735- 3785- 3793- 3797- 3804- 3818- 3873- 3911- 3933- 3935- 3937- 3950- 3969- 3985- 3997- 3999-

4019- 4030- 4056- 4065- 4117- 4182- 4278- 4330- 4448 عبد الحكيم بن أحمد بن محمد 3777 عبد الحكم بن عبد الله 4141 عبد الحليم بن عبد الواحد 878- 882 عبد الحميد بن ابراهيم 1574 عبد الحليم بن محمد بن عبد الحليم 4257- 4260 عبد الحميد بن بحر 164- 2578 عبد الحميد بن بكار 338 عبد الحميد بن بهرام 2792- 4299 عبد الحميد بن جعفر 513- 3149 عبد الحميد بن الحارث 4027 عبد الحميد بن الحسين 2534 عبد الحميد الحماني 2603 عبد الحميد بن سالم المهري 3428 عبد الحميد بن صالح 3289 عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري 284- 752- 3467 عبد الحميد بن عدي 3911 عبد الحميد بن عصام الجرجاني 2460- 2524- 2525 عبد الحميد بن محمد بن خالد 1437 عبد الحميد بن يحيي الكاتب 3019- 4123- 4146 عبد الخالق بن اسد بن ثابت 290- 291- 307- 1622- 1644- 1796- 2953- 2955- 4252- 4536 4652 عبد الخالق بن الحسن الثقفي 2597- 2615 عبد الخالق بن زاهر بن طاهر 4258- 4261 عبد الخالق بن عبد الخالق 3690 عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن 291- 3266 عبد الخالق بن عبد الواسع 1396- 2596 عبد الخالق بن عبد الوهاب 3527 عبد الخالق بن منصور 2345- 3344

عبد الخالق بن يوسف 4153 عبد الدائم بن الحسن الهلالي 953 عبد الدائم بن عمر 71- 146- 251 عبد الدائم بن محمد بن جعفر 2942 عبد الدائم بن محمد بن حسين 4673 عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي 1308- 1309- 1313- 1704- 2063 2141- 2517- 2525- 2588- 2620 2621- 2898- 3107- 3152- 3366 3425- 3428- 3576- 3578- 3580 3582- 3584- 3585- 3812 عبد الرحمن بن أبزي 3427- 3428 عبد الرحمن بن أحمد الانصاري 919- 967- 1088- 1286- 1639- 2736- 2757- 2917- 3646 عبد الرحمن بن أحمد الانماطي 3778 أبو عبد الرحمن بن أحمد 2590 عبد الرحيم بن أحمد البخاري 2262- 2752 عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن الحسن 3229- 4261 عبد الرحمن بن أحمد بن حمديه 3466 عبد الرحمن بن أحمد الخلال 3114 عبد الرحمن بن أحمد بن خيران 3772 عبد الرحمن بن أحمد الرازي 4257 عبد الرحمن بن أحمد السلمي 1851 عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح 1072- 2290- 3145- 3878- 3467 4028 عبد الرحمن بن أحمد بن صابر 3193 عبد الرحمن بن أحمد بن عباد 3416 عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ 1872 عبد الرحمن بن أحمد المقدسي 364 عبد الرحمن بن أحمد بن محمد 2455- 4016 عبد الرحمن بن أحمد بن يونس 1333 عبد الرحمن بن أخي الاصمعي 2097- 3704 عبد الرحمن بن اسحاق السمناني 4349

عبد الرحمن بن اسحاق العامري 1255 عبد الرحمن بن اسماعيل الخشاب 1399- 1513- 2971 عبد الرحمن بن اسماعيل الكوفي 3253 أبو عبد الرحمن البجيري 3733 عبد الرحمن بن بكر السهمي 2042 عبد الرحمن بن أبي بكر 696- 1477- 1538- 3825 عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان 517- 2775- 4059- 4061 عبد الرحمن بن جندب 296 عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي 101- 489- 516- 611- 615- 794- 849- 954- 955- 956- 1054- 1400- 1441- 1788- 2000 2030- 2145- 2214- 2226- 2368 2856- 2865- 2873- 2882- 2910 3090- 3104- 3178- 3413- 3340 3418- 3470- 3471- 3550- 3559 3567- 3570- 3605- 3615- 3617 3619- 3624- 3625- 3628- 3649 3659- 3671- 3674- 3681- 3703 3724- 3726- 3732- 3735- 3752 3786- 3794- 3798- 3804- 3806 3825- 3831- 3910- 4000- 4020 4031- 4057- 4060- 4066- 4154 4278- 4280- 4284 عبد الرحمن بن الحارث 4027- 4030- 4031- 4032 عبد الرحمن بن حبيب الحارثي 3304- 3525- 3843 أبو عبد الرحمن الحبلى 2959- 3029 عبد الرحمن بن حرملة 2249 عبد الرحمن بن الحسن بن أبي طاهر الحلبي 2030- 3422- 3424- 3427 عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن 2515- 4713 عبد الرحمن بن الحسن العجمي 1217- 1788- 2150- 3980- 4128 عبد الرحمن بن الحسن بن علي 1220 عبد الرحمن بن الحسن بن عليل الجوهري 2253

عبد الرحمن بن أبي الحسن المعدل 1230 عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني 337- 2137- 2143- 2167- 2203 2250- 3107- 3245- 4040- 4125 4523 عبد الرحمن بن الحسين الحنائي 1851- 3497 عبد الرحمن بن الحسين بن محمد العطار 3306 عبد الرحمن بن أبي حماد 2642 عبد الرحمن بن حمد الدوني 1999- 2751- 2780- 2851- 3295 3680- 3891 عبد الرحمن بن حمدان الجلاب 1374- 1466 عبد الرحمن بن حمزة اللخمي 3168 عبد الرحمن بن خارجة 1717 عبد الرحمن بن خالد بن الوليد 4186 عبد الرحمن بن خراش 3682 عبد الرحمن الدارمي 1405 عبد الرحمن الداوودي 2047 أبو عبد الرحمن بن أبي الرضا 4520 عبد الرحمن بن أبي الزناد 2606- 2881- 3163- 3614- 4027 4030- 4032- 4133 عبد الرحمن بن زياد بن أنعم 287 عبد الرحمن بن زيد بن اسلم 3982- 3990- 3992- 3995- 3996 عبد الرحمن بن سابط 2583 عبد الرحمن بن سفيان 3571 عبد الرحمن بن مسلم 1910 أبو عبد الرحمن السلمي 679- 954- 958- 1006- 1008- 1066- 1118- 1120- 1180- 1236 1238- 1265- 1269- 1435- 1527 2143- 2183- 2711- 3238- 3533 4154- 4219- 4220- 4225- 4228 4229- 4286- 4367- 4507- 4542 4591 عبد الرحمن بن سمرة 3361

عبد الرحمن بن شجانة الحراني 2920 عبد الرحمن بن شماسة 340 عبد الرحمن الشيرازي 2383 أبو عبد الرحمن الصابوني 3733 عبد الرحمن بن صالح 305- 371- 1890- 3581- 3583 عبد الرحمن بن طاهر 2514 أبو عبد الرحمن الطائي 2063 عبد الرحمن بن عابس 2108 عبد الرحمن بن العباس 2173- 3106- 3107- 3586 عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عبد الله 3628 عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت 288- 723- 1854- 1855- 1864- 1894- 2110- 2159- 2570- 2904 2992- 2998- 3039- 3090- 3136 3237- 3250- 3559- 3616- 3840 3916- 3973- 4000- 4057- 4155 4233- 4235- 4245- 4256 عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز 744 عبد الرحمن بن عبد الله البجلي 798 عبد الرحمن بن عبد الله الجلي 2365 عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد 299 عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن 45 عبد الرحمن بن عبد الله الزهري 4044 عبد الرحمن بن عبد الله بن طاهر 3617 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن 1053 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم 382- 386 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز 2870 عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان 44- 76- 291- 296- 345- 359- 374- 379- 383- 400- 403- 610- 679- 734- 786- 811- 812- 954- 998- 1003- 1078- 1293- 1336- 1372- 1393- 1473 1526- 1538- 1724- 1789- 1794

1832- 1857- 1862- 1947- 2029 2150- 2170- 2180- 2181- 2192 2249- 2252- 2258- 2279 2296- 2315- 2344- 2437- 2456 2507- 2526- 2561- 2597- 2615 2641- 2645- 2653- 2668- 2754 2775- 2778- 2781- 2800- 2855 3037- 3053- 3055- 3082- 3090 3093- 3177- 3189- 3228- 3237 3277- 3288- 3306- 3314- 3340 3365- 3433- 3471- 3490- 3546 3550- 3570- 3577- 3580- 3587 3615- 3621- 3637- 3649- 3671 3724- 3734- 3752- 3704- 3815 3831- 3870- 3874- 3899- 3910 3933- 3956- 3980- 4014- 4050 4051- 4060- 4072- 4127- 4129 4149- 4152- 4154- 4223- 4226 4278- 4322- 4329- 4475 عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر 300- 403- 3027 عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي 4049 عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب 3083 عبد الرحمن بن عبد الله بن هرون الانباري 1459 عبد الرحمن بن عبد المجيد بن حفص الصفراوي 4605 عبد الرحمن بن عبد الواحد 954- 3467 عبد الرحمن بن عبد الوهاب 103 عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود 311- 1601 عبد الرحمن بن عبيد الله 1229- 2252- 2290 عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي 797 عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم 1039- 1202- 1460- 1581- 1981 2003- 2312- 2525- 2795- 3015

3112- 3122- 3143- 3170- 3186 3293- 3302- 3306- 3390- 3391 3404- 3438- 4518- 4523 عبد الرحمن بن عثمان بن هشام بن زبر 1438 عبد الرحمن بن عجلان 3575- 3578 عبد الرحمن بن العجمي 610 عبد الرحمن بن علقمة المروزي 2892- 2894- 2896 عبد الرحمن بن علي التاجر 3298 عبد الرحمن بن علي الخرقي 2438 عبد الرحمن بن علي بن محمد 2091- 2167- 3125 عبد الرحمن بن علي المخزومي 2299 عبد الرحمن بن عمر بن أحمد 4045 عبد الرحمن بن عمر التجيبي 2519 عبد الرحمن بن عمر الحراني 2299 عبد الرحمن بن عمر الخلال 48- 299- 343- 1541- 1736- 1914- 2831- 2834- 3069- 3344 3373- 3892- 3895- 3901 عبد الرحمن بن عمر الزهري 367 عبد الرحمن بن عمر السمناني 3282 عبد الرحمن بن عمر الشيباني 344 عبد الرحمن بن عمر بن علي 2366 عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزاز 3400- 3402 عبد الرحمن بن عمر بن النحاس 2224- 2758- 3027 عبد الرحمن بن عمر بن النحاس 2224- 2758- 3027 عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر الغزال 138- 621- 708- 721- 855- 1197- 1434- 1455- 1507- 1899 2275- 2366- 2372- 2646- 2718 2720 عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي 345- 926- 1074- 4059- 4063- 4065- 4068- 4290- 4070 عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة 1249 عبد الرحمن بن عمرو بن حمة 1731- 3109 عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي 2219

عبد الرحمن بن عمرو النصري 300- 798- 1507 عبد الرحمن بن عوض 996- 997- 4165 عبد الرحمن بن عوف 2582 عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي 2203- 2205 عبد الرحمن بن عيسى بن محمد 1256- 2796 عبد الرحمن بن غالب الشراط 2375 عبد الرحمن بن غانم 499 عبد الرحمن بن أبي غانم 2914- 4131 عبد الرحمن بن فضل الله بن جهبل الحلبي 3422- 3433- 3437 عبد الرحمن بن القاسم 4029- 4142 عبد الرحمن بن القاسم الرواس 1660 عبد الرحمن بن أبي القاسم بن الصوري 1218 عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج 2504 عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي 335 عبد الرحمن بن القزاز 1350- 1377 أبو عبد الرحمن الكشميهني 1474- 3587- 4223 عبد الرحمن الكناني 2097 أبو عبد الرحمن الكوفي 703 عبد الرحمن بن أبي ليلى 3029- 3565- 3566- 3966- 3971 عبد الرحمن بن المبارك الانطاكي 1229- 1230 عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه 1463- 1464- 3983 عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن حبيب 1484 عبد الرحمن بن محمد بن اسحاق 2368- 3071- 3838- 3881- 3975 عبد الرحمن بن محمد البزاز 2060 عبد الرحمن بن محمد التاجر 4257 عبد الرحمن بن محمد الثابتي 3281 عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني 1515 عبد الرحمن بن محمد الحيزباراني 1013 عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي 41- 43- 44- 48- 101- 163- 202- 336- 340- 385- 447- 450- 488- 497- 498- 590- 784- 1080- 1151- 1155- 1163

- 1165- 1178- 1185- 1195- 1227- 1248- 1263- 1271- 1288- 1374- 1408- 1496- 1573- 1705- 1709- 1919- 2041- 2907- 2137- 2143- 2167- 2203- 2204- 2265- 2519- 2567- 2563- 2651- 2882- 3069- 3107- 3199- 3205- 3207- 3245- 3344- 3353- 3839- 3873- 3931 3958- 3968- 3970- 3975- 3976 3982- 3989- 3999- 4016- 4030- 4040- 4125- 4142- 4153- 4300- 4317- 4473- 4538- 4555- 4661 عبد الرحمن بن محمد بن زريق 403- 447- 783- 790- 802- 862- 1040- 1388- 1765- 2679- 2880- 2971- 3251- 3529- 3759 عبد الرحمن بن محمد السراج 1009- 1738- 4306 عبد الرحمن بن محمد السرخسي 4222 عبد الرحمن بن محمد بن سلام 1445- 2985- 3689 عبد الرحمن بن محمد بن سلم 3587 عبد الرحمن بن محمد السيبي 1039- 3282- 3442 عبد الرحمن بن محمد الصوفي 2745 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم 2453 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله 1046 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الكزبري 1525 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران 1528- 4288 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد 3606 عبد الرحمن بن محمد بن عتاب 786 عبد الرحمن بن محمد العرزمي 369 عبد الرحمن بن محمد بن علي 4257

عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن أبي سلمة 1180 عبد الرحمن بن محمد الفارسي 847- 1664- 2605 عبد الرحمن بن محمد الفزاري 3281 عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الحداد 3634 عبد الرحمن بن محمد بن الفضل الصيداوي 3910 عبد الرحمن بن محمد القزاز 100- 292- 384- 793- 2158- 2162- 2451- 2563- 2662- 2666 2747- 3258- 3329- 3439- 3775 3873- 3887 عبد الرحمن بن محمد المحاربي 2850 عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد ابن سعيد 3332 عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن ادريس 1168 عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي 919- 1438- 1511- 1669- 1854 1859- 2576- 2599- 2878- 2983 3089- 3101- 3121- 3144- 3290 3557- 3566- 3623- 3627- 3669 4122- عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة 1743- 1845- 2177- 2664- 2816 3113- 3172- 3279- 3777- 3997 4140 عبد الرحمن بن محمد بن منصور 3119 عبد الرحمن بن محمد بن ياسر 3321 عبد الرحمن بن محمد بن يحيى 3827 عبد الرحمن بن مرشد 2796 عبد الرحمن بن مروان 2289 عبد الرحمن بن مرزوق البزوري 2062 عبد الرحمن بن مسافر 1444 عبد الرحمن المسعودي 511 عبد الرحمن بن مصاد 3930 عبد الرحمن بن مصعب 3736

أبو عبد الرحمن المصيصي 4518- 4519 عبد الرحمن بن معاوية القرشي 2296- 3420- 3421 عبد الرحمن بن مغراء 3057- 3723 أبو عبد الرحمن المقري 2091 عبد الرحمن بن منده 848- 955- 956- 1054- 1463- 1470- 1513- 1521- 1572- 1844 2040- 3972- 3977 عبد الرحمن بن منصور بن رامش 2155 عبد الرحمن بن منصور بن سهل 702- 2573- 2580- 2875 عبد الرحمن بن أبي منصور 619- 696- 1445- 1458- 2077- 2095- 2111- 2124- 2136- 2141 2144- 2174- 2199- 2305- 2330 2379- 2403- 2472- 2474- 3315 3464- 4337- 4450 عبد الرحمن بن مهدي 2106- 3583- 3587- 3589- 3735 3966- 4183- 4184 عبد الرحمن بن ميسرة 2205 عبد الرحمن بن نافع القاري 297 عبد الرحمن بن نجم الحنبلي 331- 694- 2236- 4181 أبو عبد الرحمن النسائي 1177- 1179- 1195- 1267- 1399 1479- 1513- 1518- 1522- 1739 2719- 2850- 3986- 4122 عبد الرحمن بن أبي نصر 1436- 1582- 2525 عبد الرحمن بن أبي نعيم 2414 عبد الرحمن بن أبي هاشم 369 عبد الرحمن بن هرمز الاعرج 3405 عبد الرحمن بن واقد 1118 عبد الرحمن بن يحيى 1699- 1703- 1705- 3838 عبد الرحمن بن يزيد بن جابر 47- 580- 590- 611- 1335- 3415- 3649- 4602- 4620 عبد الرحمن اليلداني 3834

عبد الرحمن بن يوسف بن خراش 367- 1480- 1738- 2346- 2838 3274- 3734- 3984- 3990- 4031 4061 عبد الرحمن بن يونس 2958- 3266 عبد الرحيم بن أحمد البغدادي 2761 عبد الرحيم بن أحمد الشرابي 947 عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري 1227- 1726- 2772- 2840- 3271 4000 عبد الرحيم بن الاخوة 512 أبو عبد الرحيم الجوزجاني 1396 عبد الرحيم بن حبيب البغدادي 1524 عبد الرحيم بن راقد 3566 عبد الرحيم بن زيد 4014- 4021- 4023- 4024 عبد الرحيم بن سعيد 2928- 2930 أبو عبد الرحيم السلمي 849 عبد الرحيم بن شيبة 486 عبد الرحيم بن عبد الرحمن 2635- 3637 عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني 637- 848- 849- 958- 1013- 1066- 1118- 1120- 1435- 1449 1508- 1613- 1856- 2276- 2373 2454- 2709- 2717- 3374- 3467 3737- 4139- 4213- 4229- 4284 4301- 4367- 4429- 4542- 4591 4660 عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري 621- 958- 2506 عبد الرحيم بن عبد المولى 690 عبد الرحيم بن علي البيساني (القاضي الفاضل) 2448- 2548 عبد الرحيم علي بن حمد 498 عبد الرحيم بن علي الشاهد 1799- 3860 عبد الرحيم بن غانم العدل 3635 عبد الرحيم بن محمد بن كلي 4151

عبد الرحيم بن محمد المدبر 690- 2738- 2783- 3634 عبد الرحيم بن منيب المروزي 1212 عبد الرحيم بن أبي الوفاء بن أبي طالب الحاجي 3394 عد الرحيم بن يوسف بن الطفيل 361- 440- 616- 740- 954- 956 1035- 1172- 1386- 1392- 1400 1402- 1476- 1494- 1659- 1661 1999- 2059- 2102- 2463- 2502 2553- 2597- 2598- 2687- 2711 2718- 2835- 3075- 3273- 3422 3498- 3569- 3751- 3796 3799- 3804- 3842- 3872- 4064 4065- 4071- 4156- 4168- 4169 4199- 4505- 4600 عبد الرزاق بن أحمد 2254- 3736 عبد الرزاق الأسدي 3013 عبد الرزاق بن حسان المنيعي 2025 عبد الرزاق بن أبي حصين 2723 عبد الرزاق بن حمدان 692 عبد الرزاق بن عبد السلام بن أبي نمير 998- 1240- 2315- 2526- 2800 3389- 3432- 3433- 3546- 3956 4155 عبد الرزاق بن عبد الله 2296- 3193 عبد الرزاق بن عبد الوهاب 2174- 2578- 3633 عبد الرزاق بن محمد بن سهل 3634 عبد الرزاق بن محمد القصري 3635 عبد الرزاق بن نصر 1851 عبد الرزاق بن همام 101- 298- 781- 1036- 2168 2025- 2267- 2455- 2599- 2602 2612- 2730- 3403- 3680- 3685 3886- 3979- 4200 عبد الرشيد بن النعمان 1519- 3871

عبد السلام بن أحمد الهروي 2290- 2917 عبد السلام البزاز 1340 عبد السلام البصري 1051- 4088- 4089 عبد السلام بن حرب 1473- 1910- 3277 عبد السلام بن خصيف 3265 عبد السلام بن رغبان- ديك الجن الشاعر 3497 عبد السلام بن شعيب بن طاهر 3646 عبد السلام بن عبد الرحمن 4168- 4171 عبد السلام بن عبد الله بن عمران 3467 عبد السلام بن أبي الفرج 2378- 2382- 2383- 3697- 3755 3757- 3771 عبد السلام بن محمد 4286 عبد السلام بن محمد البغدادي 1287 عبد السلام بن محمد الحضرمي 144 عبد السلام بن المطهر 1218 عبد السلام بن موسى 298 عبد السلام الهمذاني 836 عبد السلام بن يوسف الدمشقي 1359 عبد الصمد بن أحمد بن عبد الصمد 630 عبد الصمد بن حسان 1041 عبد الصمد بن الحسن بن عبد الغفار 4570 الزنجاني عبد الصمد بن زهير بن أبي جرادة 1223- 1832 عبد الصمد بن سعيد 1724- 3171 عبد الصمد بن أبي سعيد 1730 عبد الصمد بن ظفر القباني 2514 عبد الصمد بن عبد الحميد 3842 عبد الصمد بن عبد الرحمن 3795 عبد الصمد بن الحسين بن عبد الغفار 4360 الزنجاني عبد الصمد بن صالح 506

عبد الصمد بن عبد الله بن العديم 2523 عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد 1518- 1522 الدمشقي عبد الصمد بن عبد الوارث 1305- 1306- 3343 عبد الصمد بن علي الدستي 2799 عبد الصمد بن علي الطشتي 4474 عبد الصمد بن علي المأموني 2602- 2613- 2616- 2643- 3205 عبد الصمد بن محمد البخاري 967 عبد الصمد بن محمد الحرستاني 202- 203- 289- 295- 332- 339- 367- 383- 596- 575- 582- 586- 597- 691- 674- 703- 943- 1037- 1039- 1040 1042- 1044- 1046- 1055- 1058 1059- 1084- 1111- 1147- 1151 1178- 1180- 1181- 1185- 1187 1197- 1216- 1233- 1235- 1246 1255- 1256- 1266- 1271- 1278 1270- 1396- 1397- 1418- 1435 1445- 1462- 1463- 1464- 1479 1504- 1524- 1540- 1566- 1640 1674- 1701- 1720- 1762- 1763 1777- 1779- 1800- 1814- 1843 1845- 1863- 1875- 1897- 1917 2003- 2021- 2046- 2102- 2109 2138- 2141- 2142- 2144- 2148 2152- 2155- 2165- 2177- 2184 2206- 2212- 2252- 2306- 2309 2312- 2314- 2377- 2470- 2481 2530- 2534- 2561- 2567- 2568 2574- 2576- 2591- 2603- 2639 2641- 2658- 2666- 2708- 2711

2716- 2810- 2813- 2824- 2839 2849- 2865- 2879- 2884- 2899 2994- 2996- 2999- 3027- 3064 3086- 3091- 3107- 3110- 3111 3120- 3125- 3131- 3161- 3171 3179- 3189- 3192- 3221- 3223 3225- 3236- 3271- 3277- 3309 3373- 3391- 3426- 3427- 3439 3447- 3448- 3493- 3528- 3532 3533- 3565- 3619- 3627- 3655 3705- 3716- 3731- 3746- 3755 3761- 3767- 3768- 3772- 3778 3781- 3799- 3809- 3819- 3827 3830- 4832- 3840- 3880- 3889 3926- 3943- 3954- 3977- 3983 3986- 4015- 4017- 4020- 4023 4035- 4037- 4063- 4070- 4123 4139- 4144- 4187- 4216- 4217 4234- 4274- 4279- 4378- 4401 4456- 4469- 4512- 4645- 4714 عبد الصمد بن محمد الدمشقي 300- 579 عبد الصمد بن محمد القشيري 2875 عبد الصمد بن محمد الكافي 3911 عبد الصمد بن أبي الكتاني 1845 عبد الصمد بن معقل 3399- 3414- 3415- 4250 عبد الصمد بن هبة الله 4601- 3859 عبد الصمد بن يزيد 3582 عبد العز بن أحمد التميمي 3036 عبد العز بن أحمد الحلواني 3432 عبد العزيز بن أحمد الدمشقي 3497 عبد العزيز بن أحمد الكتاني 47- 144- 163- 295- 590- 775

926- 1035- 1054- 1058- 1123 1151- 1166- 1183- 1227- 1228 1435- 1436- 1441- 1452- 1474 1479- 1480- 1484- 1486- 1530 1540- 1554- 1571- 1659- 1660 1684- 1696- 1702- 1703- 1705 1728- 1859- 1864- 1929- 1943 2092- 2093- 2099- 2102- 2133 2140- 2143- 2152- 2216- 2218 2219- 2306- 2312- 2313- 2314 2332- 2377- 2379- 2429- 2432 2433- 2458- 2473- 2511- 2525 2617- 2643- 2660- 2674- 2721 2743- 2774- 2782- 2823- 2838 2865- 3016- 3027- 3066- 3103 3108- 3112- 3133- 3170- 3171 3173- 3185- 3192- 3225- 3277 3362- 3562- 3655- 3731- 3784 3830- 3889- 3900- 3911- 3930 3931- 3941- 3950- 3953- 3977 3984- 4023- 4031- 4033- 4139 4171- 4189- 4317- 4432- 4518 4661 عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن سعيد 3067 عبد العزيز بن بركات الخشوعي 343 عبد العزيز بن بندار الشيرازي 3092 عبد العزيز التميمي 2884 عبد العزيز بن جعفر 1043- 1044- 2402 عبد العزيز بن أبي حازم 1438 عبد العزيز بن الحباب 2549 عبد العزيز بن الحسن الضراب 302- 438- 732- 1137- 1138 1311- 1596- 1855- 2020- 2043

2049- 2056- 2062- 2064- 2082 2146- 2645- 2829- 2905- 3038 3078- 3106- 3163- 3294- 3303 3387- 3415- 3417- 3418- 3420 3423- 3429- 3442- 3572- 3579 3582- 3588- 3614- 3682- 3687 3717- 3812- 3992- 4073- 4076 4128- 4519- 4623 عبد العزيز بن الحسن بن هلاله 101- 365- 499- 515- 517- 607- 731- 748- 1116- 1184 1230- 1811- 1813- 2226- 2253 2573- 2579- 2722- 2750- 2790 2803- 4299- 4372 عبد العزيز بن داود الحران 626 عبد العزيز بن داوود الواسطي 3422 عبد العزيز بن دلف المقرئ الخازن 3260 عبد العزيز بن أبي رواد 1528 عبد العزيز بن سعيد 144- 1469 عبد العزيز بن سفيان الموصلي 4066 عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون 298 عبد العزيز بن سليمان بن عبد العزيز الحرملي 1470 عبد العزيز بن سياه الاسدي 4466 عبد العزيز بن أبي طاهر 2889- 3170- 4168- عبد العزيز بن الطحان 4236 عبد العزيز بن عبد الرحمن 3894 عبد العزيز بن عبد الصمد 3950- 3952 عبد العزيز بن عبد القوي 2757 عبد العزيز بن عبد المطلب 4134 عبد العزيز بن عبد الملك الاموي 2884 عبد العزيز بن عبد المنعم 2959 عبد العزيز بن عبد الواحد 1525

عبد العزيز بن عبيد الله 340 عبد العزيز بن عثمان الاربلي 736 عبد العزيز بن علي الازجي 753- 825- 1119- 1234- 1236- 1237- 1288- 1334- 1541- 1895 3054- 3314- 3455- 3623- 3755 3759- 3820- 4284- 4287- 4288 4361- 4377- 4379- 4410- 4436 4476- 4616- 4642- 4657- 4659 4753 عبد العزيز بن علي الشهرزوري 3015 عبد العزيز بن علي الوراق 597- 599- 1235- 4218 عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز 4711 عبد العزيز بن عمران 2513 عبد العزيز بن قرة 3935 عبد العزيز بن قرير 1311 عبد العزيز بن محمد 454- 693- 2940- 4115 عبد العزيز بن محمد بن أحمد الوراق 1444 عبد العزيز بن محمد الانصاري 2399 عبد العزيز بن محمد الدراوردي 404 عبد العزيز بن محمد بن دينار 406 عبد العزيز بن محمد الطيبي 3376 عبد العزيز بن محمد بن عبدويه 663 عبد العزيز بن محمد بن عمر 3432 عبد العزيز بن محمد بن المرزبان 298 عبد العزيز بن محمد بن نصر 4286 عبد العزيز بن محمد بن الياس 1988 عبد العزيز بن محمود بن الاخضر 75- 242- 244- 305- 644- 651- 680- 703- 858- 1154- 1847- 3181- 3406- 3469- 3749 عبد العزيز بن المطلب 2873 عبد العزيز بن منيب 2089 عبد العزيز بن يحيى بن المبارك الزبيدي 4400- 4539

عبد العظيم بن عبد القوي المنذري 724- 773- 1028- 1034- 1193- 1269- 1346- 1370- 1564- 1575 1583- 1613- 2288- 2464- 3243 3440- 3545- 3720- 3722- 2732 2737- 2772- 2797- 2908- 2951 2982- 4105- 4156- 4298 عبد الغالب بن عمار 692 عبد الغافر بن اسماعيل بن عبد الغافر الفارسي 1006- 1009- 1675- 1680- 3289 3376- 3944 عبد الغفار بن محمد الشيروي 1665- 2742 عبد الغافر بن محمد الفارس 39- 381- 989- 1737- 3318- 4257- 4260 عبد الغفار بن عبد الواحد 3533 عبد الغفور بن لقمان بن محمد الكردي 3053 عبد الغفار بن محمد المؤدب 1306 عبد الغني بن الحسن الهمذاني 295- 383- 2150- 2151- 2582- 3679- 3943 عبد الغني بن سعيد 1726- 1860- 1943- 2185- 2206 2261- 2262- 2840- 2899- 3271 3828- 4000- 4280- 4285 عبد الغني بن سليمان بن بنين 438- 1039- 1138- 1305- 1311 1323- 1801- 2020- 2041- 2043 2056- 2064- 2049- 2080- 2082 2088- 2090- 2173- 2600- 2618 2634- 2638- 2646- 2640- 2651 2829- 2871- 2905- 3054- 3087 3106- 3163- 3189- 3282- 3294 3415- 3429- 3430- 3442- 3572 3582- 3589- 3614- 3687- 3717 3902- 3992- 4042- 4073- 4076 4130- 4144- 4592

عبد الغني بن أبي العلاء 4115 عبد الغني بن عبد الله بن نعيم 1200 عبد القادر بن عبد الله الحراني 1048 عبد القادر بن عبد الله الرهاوي 608- 697- 733- 753- 1065- 1119- 1234- 1235- 1262- 1265 1334- 1501- 1511- 1514- 2347 2680- 2816- 2961- 3394- 3562 3626- 3628- 3629- 3737- 3876 3889- 4017- 4115- 4283- 4361 4379- 4410- 4436- 4437- 4641 4657- 4659- 4753 عبد القادر بن محمد بن عبد الغافر 4022 عبد القادر بن محمد بن عبد القادر 104- 282- 3413- 3415- 3418 عبد القاهر بن السري 2063- 2088 عبد القاهر بن طاهر بن محمد 4225 عبد القاهر بن عبد العزيز 1163- 1436 عبد القاهر بن علوي 2476- 3653- 4175 عبد القاهر بن محمد الطرسوسي 2959 عبد القاهر بن محمد بن محمد 3670 عبد القوي بن الحباب 2555 عبد القوي بن عبد العزيز 2549 عبد الكافي بن بدر بن حسان 3720 عبد الكبير بن المعافى 2149 عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي 1266- 1395- 1476- 1498- 1513 1520- 1537- 1698- 1835- 2144 2214- 2215- 2217- 2402- 2568 2881- 2884- 3103- 3138- 3178 3240- 3270- 3339- 3345- 3363 3819- 3874- 3897- 3911- 3946 4020- 4032- 4044- 4065- 4119 عبد الكريم بن اسماعيل بن عمر 4206 عبد الكريم أبو أمية 3686

عبد الكريم التميمي 1783- 1796 عبد الكريم بن الحسين بن رزمه 4169- 4681 عبد الكريم بن حمزة السلمي 48- 163- 202- 295- 508- 926- 1054- 1151- 1183- 1435 1445- 1726- 1814- 1945- 2093 2102- 2109- 2138- 2144- 2152 2177- 2252- 2306- 3312- 2320 2365- 2377- 2481- 2641- 2666 2752- 2782- 2824- 2840- 2884 2895- 3066- 3110- 3112- 3120 3140- 3171- 3179- 3192- 3221 3225- 3236- 3252- 3271- 3362 3492- 3528- 3627- 3655- 3731 3746- 3799- 3809- 3811- 3813 3827- 3830- 3840- 3880- 3889 3977- 4023- 4046- 4070- 4139 4285 عبد الكريم بن رشيد 2112 عبد الكريم بن عبد الرحمن 1569 عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزار 4263 عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي 1703 عبد الكريم بن عبد الصمد الحرستاني 638- 2746- 4552 عبد الكريم بن عبد المنعم 3435- 4104 عبد الكريم بن عبد الواحد 4257- 4261 عبد الكريم بن محمد بن أحمد 3064- 3839 عبد الكريم بن محمد الداوودي 3449 عبد الكريم بن محمد السمعاني 622- 625- 652- 781- 820- 947- 967- 970- 972- 1006- 1007- 1009- 1017- 1060- 1088 1092- 1169- 1255- 1257- 1273 1359- 1392- 1403- 1425- 1618 1621- 1625- 1626- 1628- 1676

1710- 1723- 1885- 1983- 2064 2074- 2075- 2081- 2147- 2246 2262- 2306- 2342- 2350- 2387 2391- 2394- 2454- 2473- 2480 2482- 2486- 2488- 2493- 2494 2501- 2506- 2545- 2575- 2768- 3034- 3059- 3082- 3205 3257- 3262- 3281- 3298- 3302 3405- 3414- 3416- 3420- 3421 3486- 3490- 3497- 3522- 3572 3583- 3606- 3607- 3634- 3637 3640- 3642- 3646- 3698- 3699- 3727- 3751- 3753- 4053 4073- 4100- 4102- 4131- 4199 4200- 4201- 4206- 4207- 4227 4228- 4258- 4259- 4260- 4262 4263- 4264- 4266- 4268- 4270 4304- 4306- 4397- 4412- 4575 عبد الكريم بن محمد الصوفي 1785 عبد الكريم بن محمد الضبي 2619 عبد الكريم بن المؤمل الكفر طابي 2795 عبد الكريم أبو نصر 1199 عبد الكريم بن هوازن القشيري 849- 954- 956- 957- 1234- 1525- 1676- 2145- 2945- 3425 4214- 4217- 4229- 4257- 4260 4286- 4507- 4516 عبد الكريم بن الهيثم 2149- 2156- 2632- 3604- 4653 عبد الكريم بن يزيد الغساني 2329 عبد الكريم بن يعفور 2566 عبد اللطيف بن اسماعيل بن أحمد الصوفي 1232 عبد اللطيف بن يوسف 61- 175- 668- 843- 1210- 1356- 1987- 2579- 2656- 2742

2834- 3261- 3265- 3455- 3733 3748- 3750- 3853- 3979- 4316 4386- 4436- 4583- 4622- 4656 4689- 4711- 4714 عبد الله بن أبان 4059- 4060- 4061 عبد الله بن ابراهيم الشافعي 824 أبو عبد الله الابزاري 2098 أبو عبد الله بن ابراهيم الجمحي 2087 أبو عبد الله بن ابراهيم بن مسلم الاربلي 1305- 1306- 1310- 1314- 3406 عبد الله بن ابراهيم النحوي 1275- 1605- 2595- 3228 عبد الله بن أحمد 3581 عبد الله بن أحمد بن ابراهيم 1074- 3253 عبد الله بن أحمد بن أحمد 3115- 3618- 4191 أبو عبد الله بن أحمد 2407 عبد الله بن أحمد الاديب 4380 عبد الله بن أحمد البزاز 2373- 4301 عبد الله بن أحمد بن جعفر 1445- 1744- 2889- 3087- 3173 3784- 3843- 3930- 3931- 3769 عبد الله بن أحمد الحلواني 2210- 2653 عبد الله بن أحمد بن حماد 3302 عبد الله بن أحمد الحموي 2576- 3290 عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي 248- 393- 513- 919- 1859- 2047- 2599- 2878- 2983- 3089 3101- 3121- 3144- 3244- 3246 3290- 3557- 3623- 3627- 3669 4122 عبد الله بن أحمد الحميري الكاتب 1155 عبد الله بن أحمد الخشاب 280- 286- 287- 300- 309- 319- 2112- 2114- 2221- 2222 2223- 2768- 2989- 3181- 3469 3552- 3724- 3916- 3947- 4251 4255

عبد الله بن أحمد الخطيب 753- 1234 عبد الله بن أحمد بن محمد بن أبي الدنيا 4507 عبد الله بن أحمد الدورقي 1928- 2864- 3295 عبد الله بن أحمد بن روزبه الهمذاني 3877 عبد الله بن أحمد بن زبير 1917 عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي 393- 1922 عبد الله بن أحمد السنجي 2350 عبد الله بن أحمد بن شبويه 862 عبد الله بن أحمد الشعراني 1267 عبد الله بن أحمد الشيرنخشيري 3405 عبد الله بن أحمد الصيدلاني 3920 عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر 1187 عبد الله بن أحمد الطوسي 353- 1334- 1419- 1789- 1988 2007- 2441- 2828- 3194- 3265 3452- 3499- 3939- 3964- 4134 4379- 4210- 4436- 4476- 4641 4751 عبد الله بن أحمد بن عبد السلام 2884 عبد الله بن أحمد بن عبد الله 3633 عبد الله بن أحمد العجمي 4301 عبد الله بن أحمد بن علي البغدادي 4511 عبد الله بن أحمد بن علي الحلبي 199- 3074- 3628- 3768- 4141 عبد الله بن أحمد بن عمر الدمشقي 1403- 3302- 4051 عبد الله بن أحمد بن عمرو 1434 عبد الله بن أحمد الغزاء 3340- 3734 عبد الله بن أحمد الفارسي 3757 عبد الله بن أحمد الفرغاني 1337 عبد الله بن أحمد بن القاسم 3635 عبد الله بن أحمد القواريري 922 عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل 75- 158- 308- 317- 507- 1119 1304- 1305- 1306- 1308- 1309 1310- 1311- 1314- 1315- 1377

1429- 1464- 1514- 1530- 1532 1539- 1727- 1735- 1841- 1913 1924- 1944- 2012- 2021- 2112 2117- 2124- 2125- 2214- 2215 2582- 2588- 2599- 2667- 2881 2885- 2978- 2898- 2980- 3067 3076- 3106- 3255- 3275- 3282 3288- 3364- 3416- 3571- 3573 3574- 3575- 3576- 3577- 3580 3581- 3583- 3584- 3585- 3586 3589- 3623- 3629- 3912- 3936 3949- 3965- 3966- 3986- 4004 4017- 4022- 4049- 4057- 4183 4184- 4284- 4361- 4510- 4711 عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي 608 عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر 2475 عبد الله بن أحمد بن محمد الفقيه 2506 عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة 4480 عبد الله بن أحمد بن محمد المحاملي 3236 عبد الله بن أحمد بن معدان 3341- 4299 عبد الله بن أحمد بن معروف 970 عبد الله بن أحمد بن موسى 3777 عبد الله بن أحمد النحوي 296- 3008- 4671 أبو عبد الله بن أحمد النعالي 1801- 3366 عبد الله بن أحمد الوكيل 3034 أبو عبد الله بن الاخرم 1264 عبد الله بن ادريس 297- 1357- 1358- 2377- 3580- 4153 أبو عبد الله الاربلي 1310 أبو عبد الله الارتاحي 2049- 3417- 3430- 3579- 3687 أبو عبد الله أسباط 3499 عبد الله بن اسحاق البغوي 1802

عبد الله بن اسحاق الخراساني 331 عبد الله بن اسحاق الزهري 4120 عبد الله بن اسحاق المدائني 1184- 1185- 1469- 2322- 2563 2812- 4124- 4140 عبد الله بن اسحاق المعدل 1494 عبد الله بن أسد بن عمار 4033- 4518 عبد الله بن أسعد بن حيان 1724- 4207 عبد الله بن أسعد النسوي 976 عبد الله بن إسماعيل بن ابراهيم الهاشمي 1493 عبد الله بن اسماعيل بن الجلي 702- 998- 1172- 1186- 1187- 1240- 2185- 2249- 2315- 2466 2517- 2526- 2573- 2580- 2581 2721- 2782- 2946- 3389- 3432 3433- 3809- 3956 عبد الله بن الاشرس 2578 أبو عبد الله الاصبحي 4282- 4283- 4285 أبو عبد الله الاصبهاني 909- 2173 أبو عبد الله بن الاعرابي 272 عبد الله الافريقي 3872 عبد الله بن أبي امامه 3899 عبد الله بن أبي أوفى 4213 أبو عبد الله البارع 2760 أبو عبد الله بن باز 2143- 3670- 3681 أبو عبد الله بن باكويه 1199- 4215- 4228 عبد الله بن بحر 3058 أبو عبد الله البخاري 1303- 1442- 2108- 2214- 2577 عبد الله بن بديل 4056- 4058- 4184 عبد الله بن بريده 607- 2387- 2453 عبد الله بن بسر الحمصي 519- 2204- 2205 عبد الله بن بشر 1555 عبد الله بن بشر بن صالح 1149 عبد الله بن بشر الطالقاني 4299

عبد الله بن بكر السهمي 2287- 3304 عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي 2038 عبد الله بن أبي بكر بن شاذان 1055 عبد الله بن أبي بكر العتكي 2782- 4050 عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم 3901- 3968- 3974 عبد الله بن بكر المزني 1305 أبو عبد الله البلخي 297- 1479- 1536- 1699- 2113 2124- 2125- 2815- 3114- 3274 3730- 3785- 3951- 4018- 4023 4186 أبو عبد الله البناء 1637- 1725- 2044- 2048- 2166 2660- 2804- 2820- 2876- 2893 2896- 2900- 2940- 2958- 3894 4035- 4040- 4043- 4048- 4126 عبد الله بن بندار 1842 عبد الله بن بيان السامري 4503 أبو عبد الله التيمي 2651 أبو عبد الله الثمالي 312 عبد الله بن جبير 454 أبو عبد الله الجدلي 2602 عبد الله بن جراد 740 أبو عبد الله الجرجاني 2738 عبد الله بن جرير الجواليقي 503 عبد الله بن جشم بن مالك بن أوس 3250 عبد الله بن جعفر بن أحمد 2456- 3793 عبد الله بن جعفر بن اسحاق 3687 أبو عبد الله بن جعفر 3796- 3799 عبد الله بن جعفر الخبازي 3307 عبد الله بن جعفر الخشني 786 عبد الله بن جعفر بن درستويه 340- 382- 418- 511- 783- 915 1440- 1442- 1459- 1463- 1464 1465- 1466- 1479- 1532- 1568

1596- 1700- 1704- 1729- 1738 1742- 1863- 1911- 1917- 1918 1919- 1945- 1999- 2057- 2067 2094- 2096- 2101- 2112- 2129 2136- 2214- 2215- 2217- 2219 2220- 2225- 2286- 2568- 2575 2578- 2583- 2592- 2639- 2641 2660- 2666- 2821- 2823- 2825 2852- 2855- 2865- 2891- 2893 2921- 3034- 3059- 3073- 3111 3116- 3123- 3138- 3156- 3164 3181- 3229- 3274- 3308- 3364 3409- 3550- 3714- 3826- 3935 3938- 3941- 3971- 3981- 3995 3997- 3998- 4020- 4034- 4044 4046- 4048- 4140- 4123- 4137 4146- 4241- 4242- 4316- 4329 4474 عبد الله بن أبي جعفر الرازي 3683 عبد الله بن جعفر الرقي 2860- 3438- 3954 عبد الله بن جعفر بن فارس 2150- 2153- 2165- 3124 عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد 1854- 3410 عبد الله بن جعفر المخرمي 4143- 4241 عبد الله بن جعفر المديني 3979 عبد الله الجمحي 2892- 2896 عبد الله بن الجهم 3447 أبو عبد الله الجوزجاني 4325 عبد الله بن الحارث 513- 2212- 3255 أبو عبد الله الحافظ 505- 621- 1264- 1265- 1266- 1267- 1340- 1387- 1396- 1401 1408- 1465- 1466- 1478- 1480 1484- 1507- 1522- 1541- 1566

1739- 2057- 2216- 2321- 2347 2370- 2373- 2739- 3063- 3626 3879- 3895- 4040- 4659 أبو عبد الله بن الحاكم 722- 784- 1392- 1623- 2646 2720- 3373- 3737- 4139- 4279 عبد الله بن حامد الاصبهاني 3284 عبد الله بن حيان 341 عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت 2597- 2634- 3428 أبو عبد الله بن الحجاج 655 أبو عبد الله بن أبي الحديد 1697- 1724- 1725- 1860- 2138 2205 عبد الله الحريري 1033 عبد الله بن حسان 1860 عبد الله بن الحسن بن البناء 3064- 3169 عبد الله بن حسن بن حسن 1218- 2316- 4036- 4037 عبد الله بن الحسن بن حمزة 3321- 4142 عبد الله بن الحسن الخلال 2074- 2098- 3572 عبد الله بن الحسن بن زيد 1079- 4406 عبد الله بن الحسن الضراب 2871 أبو عبد الله بن أبي الحسن المقير 4133 عبد الله بن الحسن بن محمد الزيدي 1227 عبد الله بن الحسن بن أبي منصور الطبيب 1269- 2025 عبد الله بن الحسن بن مهدي 365- 368 عبد الله بن الحسين البصري 1629 عبد الله بن الحسين التوني 1855 عبد الله بن الحسين بن جابر 3716 عبد الله بن الحسين بن الحسن النضري 3464 عبد الله بن الحسين بن الربيع 4625 عبد الله بن الحسن بن رواحه 306- 319- 359- 361- 405- 440 655- 774- 775- 877- 898- 915 1035- 1040- 1109- 1149- 1171 1234- 1281- 1307- 1386- 1412

1525- 1606- 1686- 1751- 1787 1805- 1821- 1822- 2171- 1282 2245- 2365- 2450- 2468- 2500 2503- 2543- 2576- 2656- 2814 2959- 2612- 2721- 3054- 3097 3258- 3378- 3392- 3473- 3550 3569- 3604- 3738- 3789- 3810 3822- 3899- 3963- 4150- 4156 4160- 4199- 4220- 4222- 4280 4305- 4325- 4367- 4400- 4421 4435- 4460- 4477- 4501- 4559 4616- 4684- 4709 عبد الله بن الحسين الصابوني 1646 عبد الله بن الحسين الصفار 2847 عبد الله بن الحسين بن الطيوري 4709 عبد الله بن الحسين بن عبد الله 884 عبد الله بن الحسين العقيلي 2517 عبد الله بن الحسين الكاتب القطربلي 654 أبو عبد الله بن الحطاب 2745- 3083 عبد الله بن حفص البراد 703 عبد الله بن الحكم المخرمي 4283 أبو عبد الله الحكمي 1755- 1784 أبو عبد الله الحكيمي 3006- 3706 أبو عبد الله الحلبي 4509- 4510- 4511 عبد الله بن حماد الآملي 2211 أبو عبد الله بن حمد الارتاحي 438- 1138- 2146- 2871- 2905 3572- 3582 عبد الله بن حمدان بن وهب الدنيوري 3351 أبو عبد الله بن حمدون 705 عبد الله بن حموية السرخسي 339 أبو عبد الله الحميدي 843- 1091- 1133- 1356- 1552 2656

عبد الله بن حواله 335- 336- 337- 3333- 3619 عبد الله بن حيدرة 3013 أبي عبد الله بن خالويه 1991- 4291 عبد الله بن خبيق 748- 805- 1095- 1255- 1257 1288- 1454- 2513- 3215- 4282 4283- 4285- 4509- 4659 عبد الله بن خرداذبه 603 عبد الله بن الخشاب 2197 عبد الله بن الخضر الحلبي 2979 أبو عبد الله الخلال 848- 955- 956- 1054- 1441- 1463- 1570- 1572- 1660- 1667 1698- 1731- 1737- 1834- 1844 1857- 1862- 1888- 2029- 2074 2634- 2814- 3967- 3975- 3994 عبد الله بن خليفة الطائي 2131 أبو عبد الله بن خميس 4699 أبو عبد الله بن الخياط 3959 أبو عبد الله الخيمي 2542 عبد الله الداناج 2828 عبد الله بن أبي داود الاصبهاني 4059 عبد الله بن داود الخياط 790- 1742- 3498- 4045- 4056 4283- 4597 عبد الله بن أبي داود السجستاني 1064- 1371- 1510- 3054 أبو عبد الله بن الدبيثي 1590- 2981- 4536 عبد الله بن الدويدة 719 عبد الله بن الديلمي 520 عبد الله بن دينار 516- 732- 2458- 2747- 2944 أبو عبد الله الرازي 1790- 2959- 3253 عبد الله بن الربيع بن خيثم 3568- 3569 عبد الله بن رجاء 2601- 3614- 3965 عبد الله بن رزين الفافقي 2117

عبد الله بن رشيد 2297 عبد الله بن رفاعة 733- 2060- 2563- 3400 عبد الله بن رواحة 4192- 4236 عبد الله بن رؤبة 3705- 3706- 3709- 3713 عبد الله بن زبر 2006 عبد الله بن الزبير الحميدي 3152- 3391- 3821 عبد الله الزبيري 3992 أبو عبد الله الزعفراني 1945 عبد الله بن أبي زياد 298 عبد الله بن زيد بن أسلم 2154 عبد الله بن زيد الخطمي 1891- 3029 أبو عبد الله بن أبي زيد الكراني 46- 1198 عبد الله بن زيدان البجلي 1180- 1182- 1589 عبد الله بن سالم 515- 3712- 4146 عبد الله الساوجي 2487 عبد الله بن السري 100- 519- 2480- 3335- 3336 3337 عبد الله بن سعد بن ابراهيم 3272 عبد الله بن سعد الزهري 4137 عبد الله بن سعد بن أبي هند 2597 عبد الله بن أبي سعد 453- 1220- 1246- 1272- 1777 3050- 3057- 3168- 3700- 3701 3920- 4318 عبد الله بن سعيد 607- 1570- 2599- 3585 عبد الله بن أبي سعيد 2074- 3621 عبد الله بن سعيد الاشج 4094 عبد الله بن سعيد الاموي 3783 عبد الله بن سعيد بن حاتم 1078 أبو عبد الله بن سعيد بن العاص 3093 عبد الله بن سعيد القطربلي 4296 عبد الله بن سعيد القنطري 3620 عبد الله بن سعيد الكندي 514- 515

عبد الله بن سعيد المقبري 366- 2742 عبد الله بن سعيد بن أبي هند 4063- 4070 عبد الله بن سعيد الوائلي 1835 عبد الله بن سعيد بن الوليد 3689 عبد الله بن سعيد بن يحيى 4069 عبد الله بن سلام 498- 2304- 3562 عبد الله بن سلما البصير 1221 أبو عبد الله السلماسي 3734- 3842- 3844 أبو عبد الله بن سلوان 335 عبد الله بن سليمان بن الاشعث 1530- 2042- 2881- 3074- 4131 عبد الله بن سليمان بن نافع 2562 عبد الله بن سمعان المدني 1452 عبد الله بن أبي سهل 2381 أبو عبد الله السوانيطي 2296 عبد الله بن سيده 2074 عبد الله بن شاذان 811 عبد الله بن شافع بن مرزوق 1832 عبد الله بن شبيب المكي 3053 عبد الله بن شعيب 3895- 4017 عبد الله بن أبي شيبة الكرخي 2042 عبد الله بن شيران 3422 عبد الله بن شيرويه 3777- 3778 عبد الله بن صابر 1077- 2064- 2082- 3055 عبد الله بن صالح الصوفي 2743 عبد الله صالح العجلي 386- 487- 779- 916- 1041- 1798- 2564- 2892- 2893- 1041 1798- 2564- 2892- 2893- 2896 3121- 3314- 3940- 4129- 4330 عبد الله بن صالح كاتب الليث 375 عبد الله الصريفيني 1618

أبو عبد الله الصفار 4040- 4139 عبد الله بن صفوان 298 أبو عبد الله بن الصقر 1086- 1148 عبد الله الصنابحي 4258 أبو عبد الله الصيمري 770 أبو عبد الله الصوري 319- 360 أبو عبد الله الضبي 3900- 4625 عبد الله بن الضحاك 1787- 2060- 2065- 2657 عبد الله بن الطفيل 4186 أبو عبد الله بن طلحة النعالي 1312 عبد الله بن ضؤ الرقي 3341 عبد الله بن عامر 46- 3006- 3607 أبو عبد الله بن عباد 2548 عبد الله بن عباس 2038- 2153- 2313- 2453- 2603- 2783- 2790- 3291- 3679- 3749- 4006- 4058- 3403 عبد الله بن عباس القتباني 4186 عبد الله بن عبدان الغنوي 1177 عبد الله بن عبد الاعلى 4015 عبد الله بن عبد الجبار العثماني 883- 3640 عبد الله بن عبد الرحمن التستري 3421 عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن 2431- 3288 عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي 339- 919- 1737- 1790- 1854- 1859- 2011- 2014- 2039- 2051- 2061- 2072- 2088- 2096- 2204- 2495- 2878- 2983- 3002- 3059- 3074- 3076- 3081- 3085- 3090- 3102- 3106- 3113- 3143- 3279- 3318- 3557- 3579- 3588- 3621- 3623- 3627-

3669- 4030- 4042- 4048- 4073- 4122- 4271 عبد الله بن عبد الرحمن الديباجي 627- 4510 عبد الله بن عبد الرحمن الزهري 753- 2760- 3436 عبد الله بن عبد الرحمن السلمي 2046- 4122 عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي 1305 عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر 1137- 2043- 2171- 2581- 2828- 2871- 3053- 3188- 3215- 3294- 3418- 3519- 3563- 3652- 3682- 3812- 3941- 3992- 4076 عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان 3320- 4621 عبد الله بن عبد الرحمن العثماني 1817- 1827- 3449- 4366 عبد الله بن عبد الرحمن العجمي 1960 عبد الله بن عبد الرحمن القاضي 3281 عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر 450- 3193- 3924 عبد الله بن عبد الرزاق 3332 عبد الله بن عبد السلام 3013 عبد الله بن عبد الصمد 4054 عبد الله بن عبد الصمد العطار 3623 عبد الله بن عبد الصمد المهتدي 1177 عبد الله بن عبد الصمد الهاشمي 3878 عبد الله بن عبد العزيز 2544 عبد الله بن عبد العزيز البكري 81 أبو عبد الله بن عبد العزيز التنوخي 1696 عبد الله بن عبد العزيز بن علي 3302 عبد الله بن عبد الغفار 1912 عبد الله بن عبد الغني 1015 عبد الله بن عبد الله المديني 2592 عبد الله بن عبد الملك الجمحي 2892 عبد الله بن عبد الواحد الحلبي 2980 عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي 2099

أبو عبد الله بن عبيد العسكري 2657 عبد الله بن عبيد بن عمير 1053 عبد الله بن أبي عبيدة 3049 عبد الله بن عبيد الله البيع 1233- 1805- 2171- 3097- 3813- 3963 عبد الله بن عبيد الله السليماني 200- 202 عبد الله بن عبيد الله الصفري 352 عبد الله العتكي 2098 عبد الله بن عثمان الخراساني 2089 عبد الله بن عثمان بن خيثم 2582 عبد الله بن عثمان الصفار 704- 1531- 2175- 3889- 3977- 4385- 4429- 4652 عبد الله بن عثمان بن يحيي 3761 عبد الله بن العجمي 2516 عبد الله بن عدي 386- 455- 786- 795- 797- 798- 847- 1036- 1148- 1196- 1201- 1203- 1222- 1247- 1296- 1310- 1390- 1438- 1444- 1455- 1460- 1476- 1529- 1530- 1537- 1604- 1605- 1626- 1664- 1726- 1728- 1729- 1732- 1733- 1734- 1739- 1836- 1927- 1929- 2145- 2208- 2211- 2215- 2217- 2218- 2632- 2781- 2849- 2864- 2909- 2977- 3094- 3177- 3273- 3274- 3276- 3277- 3284- 3335- 3340- 3345- 3361- 3366- 3450- 3469- 3697- 3699- 3704- 3713- 3737- 3893- 3894- 3895- 3896-

3817- 3819- 3823- 3892- 3898- 3900- 3946- 3952- 3988- 4017- 4018- 4021- 4066- 4211- 4278 أبو عبد الله بن عرفة 1655 عبد الله بن عروة 303- 3876 عبد الله بن عطية 1758- 3022 أبو عبد الله العظيمي 3963 عبد الله بن عكرمة 3170 عبد الله بن عكيم 2151 عبد الله بن علوان بن الحلبي 1987 عبد الله بن علي بن ابراهيم 3699 عبد الله بن علي بن الآبنوسي 3132 عبد الله بن علي بن أحمد الجبلي 1444- 4005- 4150 عبد الله بن علي بن اسحاق 812- 1595- 1680- 1893- 2287- 2486- 2489- 2491- 2501- 3825- 4011- 4217 عبد الله بن علي الاشيري 3734 عبد الله بن علي الافريقي 690 عبد الله بن أبي علي الانصاري 887 عبد الله بن علي بن ايوب الشافعي 1313- 1342- 2042- 2587- 2595- 4005 عبد الله بن علي البغدادي 953 عبد الله بن علي بن الجارود 102 عبد الله بن أبي علي الحموي 307- 878 عبد الله بن علي بن ذكرى الدقاق 1380- 2209- 4365 عبد الله بن علي بن حموية 3414 عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي 1359 عبد الله بن علي بن السائب؟؟؟ 3249 عبد الله بن علي الصوفي؟؟؟ 2949 عبد الله بن علي بن عبد الله 3969 عبد الله بن علي بن أبي العجائز 341

عبد الله بن علي بن المديني 1531 عبد الله بن علي المقرئ 1313- 1342- 2042- 3058 عبد الله بن علي بن يعقوب 3894 عبد الله بن عمارة بن خثيم 2751 عبد الله بن عمران 4014 عبد الله بن عمرو الانصاري 3920 عبد الله بن عمر بن أبان 2581- 4380 عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار 3376 عبد الله بن عمر بن حمويه 301- 338- 342- 621- 708- 721- 724- 742- 744- 1053- 1153- 1197- 1224- 1304- 1455 1623- 1912- 2111- 2258- 2366 2368- 2461- 2646- 2720- 2739 2771- 2773- 2828- 2918- 3096 3106- 3146- 3655- 3670- 3733 3734- 3748- 3778- 3939- 3956 3982- 4055- 4314- 4210- 4241 4397- 4707 عبد الله بن عمر بن أيوب المري 1372 أبو عبد الله بن عمر بن باز 4278 عبد الله بن عمر البغدادي 2012 عبد الله بن عمر بن حفص 4135 عبد الله بن عمر بن الخطاب 3748- 3749- 3817- 4290 عبد الله بن عمر بن عبد الله 1000 عبد الله بن عمر بن علي الحموي 1359 عبد الله بن عمر بن علي بن الخضر 3431- 3452- 4518 عبد الله بن عمر بن علي بن اللتي 1371 عبد الله بن عمر العمري 1116- 2773 عبد الله بن عمر القرشي 855- 1210- 1409- 1473- 1507 1789- 2006- 2275- 2715- 2718 3075- 3194- 3265- 3352- 3376 3428- 3499

عبد الله بن عمر القواريري 3245- 3965 عبد الله بن عمر مكدانه 1306 أبو عبد الله بن عمر بن نصر 2108 عبد الله بن عمر الواعظ 2219- 3818 عبد الله بن عمرو بن العاص 338- 341- 371- 404- 487- 506 607- 2250- 2366- 2457- 2561 2577- 2604- 2648- 2775- 3400 3401- 3402- 3625 عبد الله العمري 4138 عبد الله بن عمير 2253- 2605 عبد الله بن عميرة 1302 عبد الله بن عون الخزاز 3124 عبد الله بن عيسى 1566- 3171 عبد الله بن عيسى بن ابراهيم 3416 عبد الله بن عيسى الخزاز 1554 عبد الله بن عيسى العقدي 199 عبد الله بن عيسى المديني 3977 أبي عبد الله الفارسي 1757 أبو عبد الله الفاسي 4511 أبو عبد الله الفراوي 77- 381- 1251- 1484- 1486 1682- 1737- 2057- 2074- 2096 2101- 2323- 2603- 2798- 3157 3283- 3285- 4040 أبو عبد الله الفربري 2577 أبو عبد الله الفرغاني 1234 عبد الله بن الفضل الديباجي 638 أبو عبد الله بن الفضل 3936 عبد الله بن قلان 4186 عبد الله بن أبي قتادة 2878- 4259 عبد الله بن قسيم 102 أبو عبد الله القضاعي 1750 عبد الله بن قيس 2183

أبو عبد الله بن أبي كامل 1434- 4505 أبو عبد الله الكراني 1171- 1378 عبد الله الكردي 3647 عبد الله بن كلرت 207 أبو عبد الله الكواز 1306 عبد الله بن كيسان 3032 عبد الله بن لاحق 3426 عبد الله بن لهيعة 374- 455- 499- 1057- 1473 2666- 2855- 2990- 3405- 4059 4518 أبو عبد الله بن ماجه 1518- 1522 أبو عبد الله المارستاني 1789 عبد الله المأمون العباسي 2383 عبد الله بن المبارك 200- 202- 203- 1309- 1315 1535- 1855- 2511- 2882- 3143 3337- 3575- 3586- 3587- 3685 3797- 4187- 4299- 4602- 4620 4681- 4715 عبد الله بن أبي المحاسن 3576 أبو عبد الله المحاملي 3057 عبد الله بن المحسن الخلال 282 عبد الله بن المحسن بن عمرو 2296 عبد الله بن محمد 300- 499- 1397- 1570- 1573 1662- 1705- 1729- 1730- 1855 1911- 1915- 2000- 2095- 2097 2102- 2175- 2321- 2566- 2723 2863- 2985- 3127- 3197- 3229 3253- 3302- 3373- 3442- 3571 3578- 3583- 3586- 3589- 3684 3688- 3689- 3843- 3887- 3965 3971- 4386- 4760 عبد الله بن محمد الاذرعي 2980

عبد الله بن محمد الازدي 3432 عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي 1371- 1372- 1654 عبد الله بن محمد بن اسحاق 2602- 3153 عبد الله بن محمد الأسفراييني 2860 عبد الله بن محمد بن أسماء 2577 عبد الله بن محمد بن اسماعيل البخاري 4330 عبد الله بن محمد الاشيري 1526- 1854- 1864- 1894- 2110 2133- 2158- 2570- 2775- 2778 2817- 2904- 2992- 2998- 3036 3039- 3090- 3136- 3236- 3250 3340- 3616- 3840- 3916- 3970 3973- 4000- 4057- 4154 عبد الله بن محمد الانصاري 1154- 1847- 2648- 2830 عبد الله بن محمد البغوي 618- 693- 694- 781- 856- 919 1193- 1383- 1617- 1618- 1632 1726- 2602- 2616- 2736- 2757 2862- 2917- 3102- 3441- 3436 3752- 3810- 3817- 3876- 3887 3975- 4028- 4130 عبد الله بن محمد بن بكار 2172 عبد الله بن محمد بن أبي بلج 3838 عبد الله بن محمد البيضاوي 2862 عبد الله بن محمد التوزي 2008 عبد الله بن محمد بن أبي جرادة 1789- 4291 عبد الله بن محمد بن جعفر 1198- 1374- 2255- 2373- 2637 2639- 3056- 3304- 3439- 3582 3584- 3586- 3587- 3606- 3684 3686- 3687- 3736- 3991- 4447 4690 عبد الله بن محمد الحارثي 2963 عبد الله بن محمد بن حبابة 296 عبد الله بن محمد الحلبي 2723

عبد الله بن محمد الحراني 3361- 4067 عبد الله بن محمد الحلواني 2681 عبد الله بن محمد بن حماد 2488 عبد الله بن محمد بن حمدان العكبري 3037 عبد الله بن محمد بن حمزة 1054- 3287 عبد الله بن محمد الحموي 1511 عبد الله بن محمد الحميدي 1080 أبو عبد الله بن محمد الخازمي 2480 عبد الله بن محمد الخطابي 4612- 4733 عبد الله بن محمد بن خلاد 1249 عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا 364- 404- 1191- 1278- 1308 1309- 1518- 1788- 2589- 3060 3088- 3572- 3578- 3579- 3872 3921- 3940- 4596- 4681 عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي 1374- 1491 عبد الله بن محمد زريق 1333 عبد الله بن محمد الزهري 367- 3933 عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري 1371 عبد الله بن محمد السعدي 1109- 3435 عبد الله بن محمد بن سعيد 3790- 4051 عبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي 3203 عبد الله بن محمد السكري 3603- 2612 عبد الله بن محمد السلمي 367 عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي 59- 88- 1280- 3714 عبد الله بن محمد بن سوار 3686 عبد الله بن محمد بن سيار 1044 عبد الله بن محمد بن شاذان 2578- 3607 عبد الله بن محمد بن الشرقي 2167 عبد الله بن محمد بن شيرويه 1405- 2719 عبد الله بن محمد الصريفيني 296- 693- 1232- 1617- 1633- 4448 عبد الله بن محمد الطوسي 4257 عبد الله بن محمد بن العباس 3991

عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن 1534- 2813- 2826- 3999- 4141 عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان 1117- 1372- 1435- 1491- 2297- 2513 عبد الله بن محمد بن عبد الله الحاكم 722- 2368- 4175 عبد الله بن محمد بن عبد الله الخطيب 1193 عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد 1182 عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب 1525 عبد الله بن محمد العبسي 3581- 3582 عبد الله بن محمد بن عبيد 2320- 2620- 3583- 3587- 4287 عبد الله بن محمد بن عثمان 744- 1035 عبد الله بن محمد العدوي 1914 عبد الله بن محمد بن أبي عصرون 4202 عبد الله بن محمد العظيمي 2824 عبد الله بن محمد بن عقيل 3891- 4571 عبد الله بن محمد بن علي اللخمي البراحي 2026- 4484 عبد الله بن محمد بن عمر 2314- 2615 عبد الله بن محمد بن عمران المعدل 1198 عبد الله بن محمد الفراوي 284- 784- 1392- 2259- 2373- 2709- 2717- 3467 عبد الله بن محمد الفريابي 2637 عبد الله بن محمد الفقيه الشافعي 1403 عبد الله بن محمد بن فورك 3265 عبد الله بن محمد القاضي 2168 عبد الله بن محمد اللخمي 3830- 3954 أبو عبد الله بن محمد 1850 عبد الله بن محمد المالكي 3867 عبد الله بن محمد بن محمد بن عيسى الخشاب 1168- 1170- 2650- 3068 عبد الله محمد المدائني 3710 عبد الله بن محمد بن مسرة 2040 عبد الله بن محمد بن أبي مريم 502- 508- 4446 عبد الله بن محمد بن مسلم 1201- 1397

عبد الله بن محمد بن المظفر 2428 عبد الله بن محمد المقدسي 3351 عبد الله بن محمد المقرئ 1699- 3768 عبد الله بن محمد المنصور 4056 عبد الله بن محمد بن المنكدر 3322 عبد الله بن محمد بن ناجية 1377- 2707- 2719- 3777 عبد الله بن محمد بن الناصح المفسر 1179- 1379- 2866 عبد الله بن محمد بن نجاح 2152 عبد الله بن محمد النحوي 1616 عبد الله بن محمد النفيلي 626 عبد الله بن محمد بن النقور 1210- 1229- 1497- 3413- 3418 3567- 4354 عبد الله بن محمد الهاشمي 905- 999- 1325- 2397 عبد الله بن محمد بن هرون 2575 عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ 1401 عبد الله بن محمد بن اليسع 1229 عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي 4349 عبد الله بن محمود 2719- 3575 عبد الله بن محفوظ 766 عبد الله بن المختار 3162 أبو عبد الله بن مخلد 3699 عبد الله بن أبي مروان المعداني 215 أبو عبد الله بن مروان 1659 عبد الله بن المستورد 3161 عبد الله بن أبي مسرة المكي 3390 عبد الله بن مسعود 286- 500- 638- 790- 2578- 3566- 3567- 3573- 4056- 4057- 4305 عبد الله بن مسلم بن قتيبة 1397- 3059- 3713- 4468 عبد الله بن مسلمة القعنبي 1224 عبد الله بن مصعب 3800

عبد الله بن معاوية الجمحي 703- 1173 عبد الله بن المعتز 3757- 3773- 3774 عبد الله بن مغيث 383 عبد الله بن المغيرة 4060 عبد الله بن مكشوح 4296 أبو عبد الله بن الملثم 2645 عبد الله بن مليل 2152 أبو عبد الله بن منده 721- 1374- 1434- 1445- 1460- 1665- 1897- 2105- 2141- 2164- 2343- 2379- 2569- 2712- 2853- 3136- 3171- 3234- 3250- 3746- 3972- 4653 عبد الله بن منصور بن عمران 2394 عبد الله بن مهدي 371 عبد الله بن موسى 1152- 2603- 3290- 3580- 3752 عبد الله بن موسى الجوهري 3755 عبد الله بن موسى الهاشمي 1180- 1181 عبد الله بن موهوب 3061 عبد الله بن ميمون 2564- 2800 عبد الله بن نافع 3282 أبو عبد الله النباجي 954- 4283 أبو عبد الله النجاري 3615 عبد الله بن نجي 2596- 2793 عبد الله بن أبي نجيح المكي 3272 أبو عبد الله النحوي 2748 عبد عبد الله بن نصر الاصم 975 عبد الله بن نصر الانطاكي 1230- 1492 أبو عبد الله النعالي 455- 3582- 3585- 3812- 4596 2449 أبو عبد الله النفري 760- 832- 3768- 3769

أبو عبد الله نفطويه 2457- 3154- 3170 عبد الله بن نمير 2180- 2249- 2517 أبو عبد الله النهاوندي 253- 1912- 1917- 2112- 2841 عبد الله بن هاشم الطوسي 294- 2167- 2258 عبد الله بن هبيرة السبأي 2117- 2990 عبد الله بن هرون البزاز 2488 عبد الله بن هلال الاسكندراني 954 عبد الله بن هلال بن العلاء 1322 عبد الله بن الهيثم 1305- 2091 عبد الله بن الوليد الاندلسي 867- 2225- 3302- 3830- 3954- 4484 عبد الله بن الوليد بن صفوان 4684 أبو عبد الله بن الوليد 2026 عبد الله بن وهب 404- 1172- 1306- 1535- 2758- 3295- 3302- 4692- 4701 عبد الله بن ياسين 3701 عبد الله بن يحيى حمود 628- 638 عبد الله بن يحيى السكري 512- 1465- 1791- 2219- 3034- 4372 عبد الله بن يحيى العسكري 3004- 3701- 3704- 3709 عبد الله بن يحيى القرشي 3054 عبد الله بن يحيى بن معاوية 3737 عبد الله بن يزيد بن اياس 3145 عبد الله بن يزيد الحمصي 4290 عبد الله بن يزيد الخطمي 3036 عبد الله بن يزيد بن روح 3782 عبد الله بن يزيد المقرئ 2168- 2990- 3034- 3409 عبد الله بن يزيد الهذلي 3141 عبد الله بن يعقوب الكرماني 1671- 2285- 3097 عبد الله بن يوسف الاصبهاني 340- 382- 1057- 2099- 2875 2892- 2893- 2894- 2896- 4217 4218- 4219

عبد الله بن يوسف بن بامويه 1006- 1008- 2155 عبد الله بن يوسف التنيسي 2895 عبد الله بن يوسف الحربي 820 عبد الله بن يوسف المدائني 1219 عبد الله بن يونس 2026- 3229- 3831- 3954- 4484 عبد المجيد بن الحسن 2430- 2431 عبد المجيد بن عبد الرحمن 3994 عبد المجيد بن عبد العزيز 2999 عبد المجيد المكي 3406 عبد المحسن الصوري 2455- 4194- 4300 عبد المحسن بن عبد الله الخطيب 95- 1088- 2455- 4300- 4642 عبد المحسن بن عبد الله الطوسي 1286- 1710- 4546- 4699 عبد المحسن بن أبي العميد 1013 عبد المحسن بن محمد 2650- 2669- 3472- 3500 عبد المطلب بن الفضل الهاشمي 130- 294- 297- 506- 622- 652 706- 777- 781- 782- 820- 825 854- 873- 947- 949- 966 967- 970- 972- 990- 1006- 1007- 1088- 1092- 1094- 1169 1189- 1255- 1257- 1273- 1275 1306- 1312- 1355- 1360- 1392 1425- 1519- 1618- 1625- 1628 1650- 1675- 1616- 1710- 1723 1783- 1798- 1832- 1885- 1983 1995- 2064- 2074- 2075- 2081 2147- 2149- 2246- 2247- 2250 2262- 2290- 2306- 2342- 2350 2387- 2391- 2394- 2473- 2480 2481- 2482- 2485- 2486 2500- 2506- 2508- 2544 2605- 2635- 2669- 2672- 2685

2688- 2724- 2742- 2745- 2760 2768- 2769- 2771- 2780- 2953 2955- 3034- 3059- 3060- 3082 3205- 3257- 3262- 3281- 3295 3298- 3302- 3305- 3343- 3384 3400- 3401- 3404- 3414- 3416 3420- 3421- 3430- 3486- 3490 3492- 3497- 3522- 3568- 3572 3587- 3606- 3607- 3634- 3637 3642- 3646- 3680- 3683- 3684 3698- 3699- 3727- 3751- 3753 3871- 3891- 3964- 4053- 4073 4074- 4100- 4102- 4131- 4200 4201- 4206- 4215- 4222- 4223 4227- 4258- 4263- 4264- 4266 4268- 4270- 4306- 4391- 4397 4412- 4573- 4575- 4713 عبد المطلب بن أبي المعالي 2501- 2686- 2764- 3575- 4259 عبد المعز بن محمد الهروي 294- 485- 601- 606- 737- 813 820- 840- 857- 1152- 1176- 1231- 1249- 1287- 1340- 1431 1499- 1602- 1614- 1652- 2142 2167- 2370- 2436- 2600- 2713 2792- 2872- 2965- 3004- 3022 3112- 3125- 3451- 3477- 3759 3762- 3789- 3907- 3925- 3936 4028- 4120- 4179- 4239- 4281 عبد الملك بن اسماعيل الثعالبي 2530 عبد الملك بن الاصبهاني 3581 عبد الملك بن بدر بن الهيثم 2839- 3270 أبو عبد الملك البسري 1437 عبد الملك بن بشكوال 2900

عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن 3147 عبد الملك بن جريج 2166 عبد الملك الحربي 285 عبد الملك بن الحسن الازهري 1008 عبد الملك بن الحسن الأسفراييني 284- 752- 1006- 2157- 2165- 2204- 2667- 2814- 3104- 3467 3897- 3988- 3972- 4429 عبد الملك بن الحسن بن سياوش 156- 2248- 3874 عبد الملك بن الحسن المعدل 1148- 3965 عبد الملك بن دليل 350 عبد الملك بن أبي سعيد 4258- 4261 عبد الملك بن أبي سليمان 2137- 3467 عبد الملك بن شعيب 2852 عبد الملك بن عبد الحميد الميموني 2561 عبد الملك بن عبد الله الكروخي 1154- 1847 عبد الملك بن عبد الواحد 4207 عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ 1288- 4222 عبد الملك بن عمرو العقدي 281 عبد الملك بن عمير 339- 371- 385- 2320- 2321- 2517- 2606- 2645- 2850- 2892 2894- 2895- 3347- 3587- 3588 3943- 3945 عبد الملك بن أبي القاسم 75 أبو عبد الملك القرشي 332- 582- 2153- 3302 عبد الملك بن قريب 453- 3078- 3704- 3706- 3801 4211 عبد الملك بن المتعال بن طالب 1306 عبد الملك بن محمد بن بشران 953- 1477- 1515- 1538- 1789 2007- 2012- 2149- 2403- 2660 2984- 3074- 3427- 3428- 3450 3451- 3452- 3499- 3939- 3988 4117- 4210

عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي 690- 3450- 3975- 4134 عبد الملك بن محمد بن عدي 300- 1053- 1523 عبد الملك بن مروان 1798- 3028- 4187- 4188- 4281 عبد الملك بن معن 1304 عبد الملك الميموني 3893 عبد الملك بن نوفل بن مساحق 2605 عبد المنعم بن أحمد 888- 898 عبد المنعم بن الحسن 2493- 4191- 4238 عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن 2473 عبد المنعم بن عبد الواحد 1452 عبد المنعم بن علي الكلابي 790 عبد المنعم بن علي النحوي 637- 1041- 2099- 2416 عبد المنعم بن غلبون 757- 1013- 1452- 2561 عبد المنعم بن هبة الله 1191 عبد المولى بن محمد اللبني 2738 عبد المؤمن بن خلف الدمياطي 2945 عبد المؤمن بن خلف النسفي 1494- 1528 عبد المؤمن بن علي 1900 عبد المؤمن بن المتوكل 98- 1530 عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي 3376 عبد الواحد بن أحمد المليحي 1269- 3400 عبد الواحد الدمشقي 2992 عبد الواحد بن اسماعيل الروياني 1629- 1796- 3307 عبد الواحد بن بكر الورثاني 1724- 4365 عبد الواحد بن الحصين 3860 عبد الواحد بن حيدرة 3013 عبد الواحد بن زياد 2166- 3568- 3569 عبد الواحد بن شعيب الجبلي 3026 عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الصمد 2523- 4149 عبد الواحد بن عبد الله النصري 2204- 2205 عبد الواحد بن عبد الماجد 1003

عبد الواحد أبو عبيدة الحداد 1304 عبد الواحد بن علي بن حمويه الجويني 2256- 3426 عبد الواحد بن علي العلاف 1408- 2112- 2113- 2117 عبد الواحد بن علي بن محمد 2885 عبد الواحد بن عمر 2011- 3058 عبد الواحد بن أبي عون 298 عبد الواحد بن غياث 2563 عبد الواحد بن الفضل النارمذي 2287 عبد الواحد بن قيس 393 عبد الواحد بن محمد 302- 1666- 1998- 2114- 3083 3636 عبد الواحد بن محمد بن أحمد 1519 عبد الواحد بن محمد الازدي 2795 عبد الواحد بن محمد الخصيبي 1762- 3503 عبد الواحد بن محمد بن عثمان 1481- 2666- 2836 عبد الواحد بن محمد بن سعيد 1394 عبد الواحد بن محمد بن سنبك 2984- 3083- 3921 عبد الواحد بن محمد بن عمر 2094 عبد الواحد بن محمد بن عيسى 783 عبد الواحد بن محمد الفارسي 1220- 3795- 3980 عبد الواحد بن محمد بن مسرور 2971- 3348 عبد الواحد بن محمد بن هلال 3093 عبد الواحد بن مسعود 1630- 1978- 2488- 2496- 3482 4262- 4295 عبد الواحد المهتدي بالله 1649 عبد الواحد بن المهذب 1819- 4160- 4161 عبد الواحد بن هاشم الاسدي 446- 610- 3624- 4066 عبد الواحد بن واصل 2579 عبد الوارث بن ابراهيم 4305 عبد الوارث بن سعيد 1821- 2790- 3469 عبد الوارث بن محمد 883- 888 عبد الواسع بن عبد الله 4257

عبد الوهاب بن ابراهيم 253- 2889- 3173- 3931 عبد الواحد بن اسماعيل الروياني 2648 عبد الوهاب بن اسماعيل الصيرفي 1527- 3037- 3228- 3466- 4152 4154- 4258- 4259 عبد الوهاب بن جعفر الميداني 775- 1058- 1166- 1227- 1228 1337- 1450- 1480- 1530- 1533 1730- 1734- 1888- 1912- 1929 3087- 3173- 3784- 3930- 3931 4023- 4033- 4432- 4469- 4661 4769 عبد الوهاب بن الحارث 3061 عبد الوهاب بن الحسن الكلابي 47- 299- 590- 953- 1128- 1200- 1370- 1372- 1434- 1504 1505- 1574- 1697- 1725- 1730 1860- 2138- 2143- 2205- 2466 2467- 3030- 3065- 3103- 3185 3732 عبد الوهاب بن الحسن الملحمي 2083 عبد الوهاب بن أبي الحسن بن وهب 3990 عبد الوهاب بن الحسين بن عمر 499- 500- 4257- 4259- 4260 عبد الوهاب بن خالد الواسطي 3877 عبد الوهاب بن رواج 627- 1092- 1636- 3289- 3898 4499 عبد الوهاب بن شاه 849- 954- 2145- 3425- 4214- 4218- 4394 عبد الوهاب بن صالح 692 عبد الوهاب بن ظافر 638- 1531- 1537- 1928- 2850 3363- 3702- 3824 عبد الوهاب بن عبد الرحيم الاشجعي 2567 عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر 3497- 4555 عبد الوهاب بن عبد الله المري 488- 489- 497- 498 عبد الوهاب بن أبي عبد الله 3559- 3605- 3873

عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي 847- 2366 عبد الوهاب بن عتيق 2024- 2960- 4519 عبد الوهاب بن أبي عصمة 1735 عبد الوهاب بن عطاء 2954- 4022 عبد الوهاب بن علي الامين 1017- 1014- 2863- 4166- 4270 عبد الوهاب بن علي البزاز 2005- 3221- 3920 عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي 1425 عبد الوهاب بن علي بن سكينة 2179 عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب 2189 عبد الوهاب بن علي بن علي 1232- 4262- 4448 عبد الوهاب بن علي المالكي 3015 عبد الوهاب بن علي المؤدب 1765 عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية 1378- 3128- 3141- 3145- 3147 3247 عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن ماهان 3197 عبد الوهاب بن المبارك الانماطي 296- 299- 1742- 2083- 2124- 2165- 2236- 2660- 2771- 2836 2882- 3074- 3230- 3268- 3275 3278- 3635- 3640- 3982- 4016 4022- 4046- 4047- 4048- 4117 4182- 4448 عبد الوهاب بن محمد الفندجاني 165- 2565- 2813- 3066- 3103 3362- 3570- 3628- 3670- 3724 3785- 3793- 3797- 3815- 3937 3950- 3985- 4065- 4278- 4538 عبد الوهاب بن محمد المقرئ 2475 عبد الوهاب بن محمد بن منده 73- 741- 761- 1496- 1915- 2029- 2133- 2651- 2847- 2865 2873- 2881- 2894- 2901- 2988 3071- 3090- 3110- 3133- 3134 3178- 3186- 3234- 3248- 3269

3337- 3340- 3365- 3403- 3550 3615- 3619- 3624- 3628- 3659 3703- 3726- 3732- 3735- 3752 3804- 3806- 3825- 3874- 3879 3899- 3910- 3933- 3948- 3971 4000- 4065- 4183- 4278- 4284 عبد الوهاب بن محمد بن موسى 2178 عبد الوهاب بن نجدة 2048 عبدة بنت خالد 3105 عبدة بن سليمان 365- 1256 أبو عبده بن مندة 3627- 3633- 4290 عبدة بن أبي لبابة 1639 ابن عبدوس الجهشياري 2291- 3024 عبيد بن الابرص 4302- 4303 عبيد بن أن أحمد بن فطيس 3830 أبو عبيد الازدي 2127 عبيد بن اصطفى 4027- 4032 عبيد بن جناد 2343- 2640- 2850- 4104 أبو عبيد بن حربويه 4224- 4229 عبيد بن حسين بن ذكوان 2083- 2562- 2573 عبيد بن حنين 2584- 2585 عبيد بن خلصه 740 عبيد بن أبي رجاء الشيرازي 1035 عبيد بن سميع 418 عبيد بن عبد الله 784 عبيد بن عمير 1053 عبيد بن فايد 4555 عبيد بن القاسم 1886- 2948 عبيد بن محمد خلف البزاز 3875- 2403 عبيد بن محمد الكشوري 782- 1485 عبيد المكتب 2636

عبيد بن هشام 862- 1218 عبيد بن يعيش 3580 أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك 2996 عبيدة بن الحارث 2818 أبو عبيدة الحداد 2633- 3682 أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود 3569- 4241 أبا عبيدة بن محمد بن عمار 2252 عبيد الله بن ابراهيم بن بالويه 1266 عبيد الله بن ابراهيم النجار 336 عبيد الله بن ابراهيم العدوي 3634 عبيد الله بن أحمد بن البواب 1123 عبيد الله بن أحمد بن حمه الخلال 3340 عبيد الله بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي 3522 عبيد الله بن أحمد الصيرفي 596- 732- 4286 عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني 2817- 3185- 3798- 3946- 4145 عبيد الله بن أحمد الكوفي 1742 عبيد الله بن أحمد الميكالي 291 عبيد الله بن أحمد الواعظ 1728 عبيد الله بن أحمد بن يعقوب 3102 عبيد الله بن جعفر الحضرمي 2648 عبيد الله بن جعفر الساجي 1334 عبيد الله بن الحسين بن ابراهيم بن علي 1175 عبيد الله بن الحسين القاضي 1172- 2517- 2518- 4469 عبيد الله بن الحسن بن أحمد الوراق 1435 عبيد الله الدارسي 418 عبيد الله بن أبي رافع 2714 عبيد الله بن زياد 3784 عبيد الله بن أبي زياد 2101 عبيد الله بن سعد الزهري 1844- 2066- 2093- 2130- 3867 عبيد الله بن سعيد البروجردي 1401 عبيد الله بن سعيد بن حاتم 1265- 2183- 3027- 3103- 3240 3345- 3613- 4118

عبيد الله بن سعيد الوائلي 1444- 2289- 2568- 2812- 2881 2884 عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري 1304- 3419 عبيد الله بن عبد الرحمن السكري 298- 375- 825- 1573- 1743- 1777- 1845- 1919- 2042- 2051 2094- 2177- 2664- 3073- 3172 3801- 3997- 1440- 4234 عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد 2322 عبيد الله بن عبد السلام 998 عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله 1189 عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل 338- 1013 عبيد الله بن عبد الله بن عتبة 2760- 2852- 3290- 3309- 3807 4122- 4241 عبيد الله بن عتاب 1724 عبيد الله بن عثمان بن خنيقاء 2614- 2662- 2775- 2878- 3757 4286 عبيد الله بن علي المارستاني 1589- 2414- 4252- 4262- 4271 عبيد الله بن علي المقرئ 2818 عبيد الله بن عمر الجشمي 1313- 3424 عبيد الله بن عمر بن الخطاب 4277 عبيد الله بن عمر بن حفص 382- 514- 515- 782- 1529- 1605- 2563- 2791- 2943- 3671 3867- 4114 عبيد الله بن عمر بن شاهين 2666 عبيد الله بن عمر العمري 381 عبيد الله بن عمر القواريري 722 عبيد الله بن عمر الواعظ 1530- 2658 عبيد الله بن عمرو الرقي 1462- 2114- 2252- 2365- 2566 2954- 4104- 4506 عبيد الله بن أبي الفتح 1043- 1182- 1777- 3499- 3772 عبيد الله بن الفضل 2714 عبيد الله بن القاسم الحمداني 2971

عبيد الله بن القاسم الهمذاني 1399- 1513 عبيد الله القواريري 2213 عبيد الله بن لؤلؤ الساجي 4175 عبيد الله بن الليث 2523 عبيد الله بن محمد 364- 601- 1617- 1653- 1801- 2072- 2088- 2090 عبيد الله بن محمد بن أحمد 705- 840- 1276- 1426- 1499 عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي 1484 عبيد الله بن محمد الازدي 811 عبيد الله بن محمد بن اسحاق 693- 1232- 2614- 2616- 2643 2661 عبيد الله بن محمد التيمي 312- 2063 عبيد الله بن محمد الخفاف 3639 عبيد الله بن محمد بن عائشة 2058 عبيد الله بن محمد بن عبد الباقي 2523 عبيد الله بن محمد بن عمر 4041 عبيد الله بن محمد العيشي 2166 عبيد الله بن محمد الفرضي 642- 1274- 1731- 2642 عبيد الله بن محمد الكوفي 1469 عبيد الله بن محمد بن محمد العكبري 2514- 4152 عبيد الله بن محمد بن مندة 338 عبيد الله بن محمد النحوي 3193 عبيد الله بن محمد الوراق 644 أبو عبيد الله المرزباني 2040- 2085- 3520- 3705- 3707 3712 عبيد الله بن أبي مطر المعافري 392 عبيد الله بن معاذ 3116 عبيد الله بن المغيرة 573 عبيد الله بن أحمد المقرئ 418- 2804 عبيد الله بن منصور 4707 عبيد الله بن موسى 777- 1014- 1208- 1914- 2174- 2175- 2414- 2795- 3575- 3965- 3967- 4279- 4336

عبيد الله بن يحيى بن الوليد 3717- 4374 عبيد الله بن يزيد القردواني 4063- 4065- 4070 عبيد الله بن أبي يزيد 2562 ابن عتاب 2128 عتاب بن بشير 1462- 2048- 3270- 3277- 3278 عتاب بن لقيط البكري 3116 أبو العتاهية الشاعر 1750- 1751- 1765 عتبان بن مالك 2635 عتبة بن تميم 516 عتبة بن جبير 3154 عتبة بن أبي سفيان 4186 عتبة بن عبد 3102 عتيق بن عبد الرحمن الاسدي الاذني 2525 عتيق بن أبي الفضل السلماني 306- 1137- 1311- 1315- 1319 1382- 1595- 1855- 2002- 2020- 2045- 2046- 2048- 2049- 2059- 2061- 2064- 2074- 2080- 2082- 2088- 2089- 2096- 2146- 2171- 2581- 2591- 2644- 2645- 2871- 3002- 3052- 3054- 3057- 3076- 3106- 3143- 3162- 3187- 3189- 3215- 3294- 3303- 3308- 3335- 3387- 3415- 3417- 3420- 3423- 3428- 3519- 3563- 3572- 3579- 3582- 3588- 3604- 3614- 3652- 3662- 3662- 3687- 3688- 3700- 3707- 3716- 3812- 3939- 3941- 3992- 4042- 4073- 4075- 4121- 4128- 4623

أبو العز بن الخراساني 1306- 1310 أبو العز بن صدقة 4147 أبو العز بن كادش 1272- 1409- 1423- 1428- 1915- 1916- 2049- 2052- 2058- 2061- 2063- 2076- 2566- 2584 أبو العز محمد بن محمد الخراساني 1303 الشريف أبو العز بن المختار 1303- 1308- 1841- 4327- 4510 عزيز بن عبد الرحمن المركب 1189 أبو عزيز بن عمير 2722- 2803 عزيز الدولة فاتك 4077- 4232 عز الدين علي بن محمد الاثير 1955- 1969 عزيزي شيذلة 3260 عثمان بن أحمد 309- 1800- 1567- 2045- 2093- 2098- 2151- 2662- 2836- 2895- 3073- 3419- 3776- 3964- 4139 عثمان بن أحمد الدقاق 43- 345- 361- 600- 814- 1401- 1532- 1947- 2210- 3816- 3823 عثمان بن أحمد السرخسي 3777 عثمان بن أحمد بن السماك 164- 1274- 1317- 2642- 3417 عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز 4018 عثمان بن أحمد بن شريك 4199- 4201 عثمان بن أحمد بن عبد الله 3637 عثمان بن اسماعيل الهذلي 5799 أبو عثمان بن الادمي 1615 عثمان بن أرقم 2980 عثمان بن أزريق 4377 عثمان بن الاصيبع الرقي 921

أبو عثمان البحيري 202- 289- 621- 708- 855- 2347- 2646- 2715- 2718- 2720- 2739- 3626- 3984- 4216 أبو عثمان البرذعي 3947- 3950 أبو عثمان الجاحظ 1456 عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان 1389 عثمان بن جعفر الكوفي 2220 عثمان بن جلدك الموصلي 2400 عثمان بن الحسن بن نصر الحلبي 1371 عثمان بن حكيم 4001 عثمان بن حيان 611 أبو عثمان الحيري 3778 عثمان بن حيد الدارمي 2880 عثمان بن خرزاد الانطاكي 975- 976- 1438- 1497- 2754- 2905- 3832- 4290 عثمان بن خلف الاندلسي 3015 عثمان بن أبي شيبة 1311- 4496 أبو عثمان الرجلي الحمصي 2204 عثمان بن زائده 3735 عثمان بن زفر 1231- 3582- 3587 عثمان بن سعد 3321 عثمان بن سعيد الانطاكي 164- 454- 1538- 1711- 1928- 2217- 3895 عثمان بن سعيد الدارمي 1730- 2878- 3447- 3551- 3824- 3825- 3831- 4306- عثمان بن سعيد السماك 454 عثمان بن سعيد بن قرة المكفوف 1202 عثمان بن سعيد الداني 2375 أبو عثمان الشامي 2217 عثمان بن أبي شيبة 1312- 3245- 3580- 4044

أبو عثمان الصابوني البحيري 289- 708- 855- 2258- 2366 2347- 3399- 2433- 2646- 2715- 2718- 2720- 2739- 3307- 3626- 3778- 4397 عثمان بن صالح 1731 عثمان بن طبرزد 4131 عثمان بن أبي العاتكة 490- 2142- 3919 عثمان بن عبد الحميد 4074 عثمان بن عبد الرحمن البزاز 3497 عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي 1218- 2467- 2921- 3268- 4062- 4065- 4066- 4068- 4069- 4070- 4123- 4447 عثمان بن عبد الرحمن الطوابيقي 517 عثمان بن عطاء 362 عثمان بن عفان 3034- 4171 عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان 2681 عثمان بن عبد الله بن ابراهيم 101- 102- 165- 352- 3061- الطرسوسي 1199- 1490- 2459- 2985- 3306- 3468 عثمان بن عبد الله بن خرزاد 1437- 1496 عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية 3974- 3950- 4001 عثمان بن عبد الله بن عفان 1189 عثمان بن عبد الله الكرجي 199- 1060- 2501 عثمان بن عبد الله بن موهب 4001 عثمان بن علي السامري 2250 عثمان بن علاف 4472 عثمان بن عمر التيمي 307- 1582- 2165- 3245 عثمان بن عبيد 2153 عثمان بن عيسى البلطي 1642- 2686- 4710 أبو عثمان المازني 1138- 3161- 4326 عثمان بن محمد بن أحمد 1078- 3341- 4283 عثمان بن محمد الاخنسي 3147

عثمان بن محمد بن الادمي 2042 عثمان بن محمد حجاج النيسابوري 1256 عثمان بن محمد الذهبي 302- 303- 790- 1919- 3788 عثمان بن كثير بن دينار 2206- 4390 عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي 284- 3467 عثمان بن محمد بن طلحة 2681 عثمان بن محمد العلاف 771 عثمان بن محمد بن يوسف 7633 عثمان بن مطر 2578 عثمان بن المغيرة الثقفي 744 عثمان بن نصر الطائي 2000 أبو عثمان الهندي 696 أبو عثمان الوراق 2573 عثمان بن الهيثم بن الحجم المؤذن 2111- 2645- 3435- 3698- 3699- 3700 عدي بن أحمد بن عبد الباقي 101- 199- 201- 1127- 2459- 3335- 4502 عدي بن ثابت 4056 عدي بن حاتم 3918 عدي بن سهيل 3161 عدي بن عبد الرحمن الطائي 2565- 3028 ابن العراد 4017 عرعرة البرند الشامي 1308 ابن عرفة 3957 أبو عروبة الحراني 616- 866- 1507- 2102- 2780 3266- 3268 عروة بن أبي الجعد البارقي 515 عروة بن رويم 3803 عروة بن الزبير 2846- 4027- 4122- 4241 عروة بن زياد 3187 عروة بن مروان 3331 العريان بن الهيثم 2619

عفيف بن سالم الموصلي 1663- 2185 عقبة الاصم 4006 عقبة بن أوس 2366 عقبة بن أبي حفصة 2639 عقبة بن خالد 514- 515 عقبة بن زياد 4186 عقبة بن عامر 742 عقبة بن علقمة 301- 336- 338 عقبة بن مكرم الكوفي 312- 703- 1554 أبو عقيل الدورقي 3617 عقيل بن أبي طالب 2589 عكرمة مولى ابن عباس 2562- 2567- 2585 عكرمة بن يزيد الالهاني 2046 العلاء بن أيوب 4712 أبو العلاء بن ثعلبة 2948 العلاء بن الحارث 2143 أبو العلاء الحافظ الهمذاني 1056- 1065- 1376- 2860 العلاء بن حريز 1312 العلاء بن حزم الاندلسي 866 أبو العلاء بن شاكر 4671 العلاء بن أبي عائشة 2602 العلاء بن عبد الرحمن 463- 784- 2940- 4064- 4066 4068- 4070 العلاء بن عبد الملك بن منصور بن أحمد بن 3399 قيس بن نصران البزاز 3399 العلاء بن عمرو الحنفي 3682- 3686 العلاء بن المسيب 3422- 3580 أبو العلاء المعري 41- 81- 131- 319- 353- 630- 650- 677- 865- 2744- 4290 1942 العلاء بن أبي المغيرة 1942 العلاء بن موسى الباهلي 2736- 4028

أبو العلاء الواسطي 312- 319- 599- 760- 828- 834 1276- 1372- 1411- 1467- 1481 1701- 2130- 2214- 2663- 3170 3215- 3258- 3268- 3521- 3610 3768- 3876- 3949- 4138 علان الخياط 4218 علان بن عبد الصمد الطيالسي 1147 علان بن عيسى 102 علان المصري 3777 علان بن المغيرة 1041- 2310 أبو علقمة الخثعمي 4603 علقمة بن قيس 2578- 3029 علقمة بن مرثد 3567- 3568- 4349 علقمة بن مزيد 2306 علقمة بن وائل 2643 علقمة بن وقاص 4281 علقمة بن يزيد الحضرمي 3026- 4186 العلم اللورقي 4197 علوي بن عبد القاهر 3653 ابن علية 2143 علي بن ابراهيم بن أحمد 1843- 2813- 2819- 3970- 3986 4020- 4117 علي بن ابراهيم الباقلاني 742- 1890- 4004 علي بن ابراهيم البزاز 4500 علي بن ابراهيم البغدادي 4223 علي بن ابراهيم بن أبي الجن 2064 علي بن ابراهيم الجوزي 2568 علي بن ابراهيم بن حسن 1272 علي بن ابراهيم الحسيني العلوي 447- 1041- 1077- 1137- 1660 1726- 1730- 1731- 2039- 2043 2045- 2048- 2049- 2051- 2056 2062- 2072- 2088- 2089- 2096

2099- 2146- 2164- 2171- 2184 2204- 2216- 2429- 2468- 2581 2591- 2594- 2828- 2834- 2871 3055- 3057- 3059- 3076- 3081 3106- 3143- 3162- 3188- 3189 3215- 3294- 2308- 3314- 3387 3417- 3418- 3420- 3423 3429- 3442- 3563- 3582- 3604 3652- 3682- 3687- 3688- 3701 3707- 3716- 3805- 3812- 3819 3901- 3906- 3939- 3941- 3958 3992- 3993- 3996- 4031- 4042 4073- 4076- 4122- 4128- 4623 4661 علي بن ابراهيم الدهكي 2533 علي بن ابراهيم السكوني 2577 علي بن ابراهيم بن سلمة 3733- 3899- 3966 علي بن ابراهيم الصوفي الحصري 1167 علي بن ابراهيم بن عبد المجيد 1180 علي بن ابراهيم العلاني 4163 علي بن ابراهيم بن عيسى 3673- 4113 علي بن ابراهيم المستملي 1319- 1383- 1387- 1406- 1498 1517- 247 علي بن ابراهيم الناتلي 4238 علي بن ابراهيم النسيب 202- 306- 1790- 2002- 3002- 3074- 3579- 3588 علي بن ابراهيم بن نصرويه 744 أبو علي بن ابراهيم 2321 أبو علي بن أحمد بن ابراهيم 4380 علي بن أحمد الاسدي 4102 علي بن أحمد الاطرابلسي 1852 علي بن ابراهيم البزاز 344

علي بن أحمد البغدادي 69- 569- 572- 1336- 3150- 3448- 4037 علي بن أحمد البندار 601- 705- 818- 1176- 1276- 1652 علي بن أحمد بن ثابت الرازي 1372- 1373 علي بن أحمد الجرجاني 747- 2248 علي بن أحمد بن جعفر الحرستاني 1000- 1372- 1663- 2782- 2791 علي بن أحمد بن الحسن الموحد 2211- 3321- 3587 علي بن أحمد بن الحسين اليزدي 291- 2490 علي بن أحمد الحمامي 1378- 1497- 1913- 2112- 2117 2147- 2320- 2954- 3058- 3775 علي بن أحمد الخزاعي 1519- 1832 علي بن أحمد الدمشقي 3755 علي بن أحمد الرزاز 965- 1294- 2176- 2642- 2659 2747- 4288 علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي 914- 915- 1541- 1701- 1587- 2163- 2174- 2318- 2346- 2585 2645- 2837- 2903- 3240- 3273 3550- 3569- 3785- 3897- 4123 4125- 4182- 4317- 4372 علي بن أحمد بن زهير 102- 163- 343- 3322- 3332 علي بن أحمد بن سعيد 4284 علي بن أحمد بن سليمان 1476- 1532- 2864- 3777 علي بن أحمد السواف 1074 علي بن أحمد بن شجاع 343 علي بن أحمد الشهرزوري 2305 علي بن أحمد بن الصباح 3899 أبو علي بن أحمد الصوفي 4047 علي بن أحمد الطيوري 2573 علي بن أحمد بن عبد الصمد بن شاه الكشاني 4713 علي بن أحمد بن علي 1378

علي بن أحمد الفقيه 2591 علي بن أحمد بن قبيس الغساني 596- 597- 674- 691- 815- 840 917- 1037- 1042- 1046- 1055 1147- 1233- 1255- 1271- 1572 1762- 1767- 1777- 1796- 1800 1917- 1928- 1947- 2006- 2113 2184- 2814- 2880- 2897- 3015 3086- 3131- 3161- 3289- 3427 3428- 3439- 3447- 3624- 3761 3767- 3772- 3943 علي بن أحمد بن قرقور التمار 1219 علي بن أحمد بن أبي قيس 605- 3775 علي بن أحمد بن محمد البسري 302- 610- 694- 2177- 2316- 2366- 2588- 2664- 2994- 3112 3123- 3172- 3257- 3279- 3436 3123- 3172- 3257- 3279- 4336 3522- 3979- 3997- 4140- 4306 علي بن أحمد بن محمد الكرابيسي 103 علي بن أحمد المالكي 343- 447 علي بن أحمد المدائني 1376 علي بن أحمد المديني 679- 1212- 2213- 2709- 4225 4304 علي بن أحمد المرتب 1717 علي بن أحمد بن مقاتل 3322 علي بن أحمد المقرئ 605- 770- 3156- 3402- 3775 علي بن أحمد المؤذن 3178- 3190 علي بن أحمد بن النضر 1383- 3346- 3875 علي بن أحمد الهكاري 898 علي بن أحمد الواحدي 345- 3286- 3410 علي بن أحمد الوراق 2747- 3587 علي بن أحمد بن أبي يزيد 2992 علي بن إدريس الحمصي 1587 علي بن أبي الازهر 1168

علي بن اسحاق 744- 1389 علي بن اسرائيل 1557 علي بن أسعد بن بوش 4509 علي بن اسماعيل النخجندي 744- 3562 علي بن الاعرابي 2007 علي بن أفلح العبسي 4251- 4252- 4255 علي بن أنس العسكري 3682 أبو علي الانصاري 1478- 3830 أبو علي الاهوازي 350- 497- 805- 1060- 1200- 1341- 1505- 2021- 2467- 4921 4187 أبو علي الاوقى 129- 917- 1573- 1846- 1858- 2220- 2286- 3083- 3342- 3625 3629- 3820 علي بن أيوب 242- 244- 644- 680 علي بن أيوب البزاز 1757- 4133 علي بن أيوب بن الحسين 651- 859 علي بن أيوب القمي 1781- 3202 علي بن بحر القطان 3981 علي بن بذيمة 4069- 4070 أبو علي البرداني 1407- 3752- 3876 أبو علي البردعي 305- 4478 علي بن بركات بن منصور 877 علي بن بريد 1757 علي بن البسري 3436 علي بن بشرى الليثي 697- 1048- 1065- 1501 علي بن بشران 769 أبو علي بن بشير النقاش 3871 أبو علي البغدادي 1528 علي بن بقاء الوراق 1943- 2262 علي البقلي 3639 علي بن بكار المصيصي 1822- 3684- 4299 علي بن بكر 2003

علي بن أبي بكر بن روزبه البغدادي 620- 1438- 1511- 2576- 3121- 3290 علي بن أبي بكر الجرجاني 1735 علي بن أبي بكر العرزمي 290 علي بن أبي بكر الهروي 460- 461- 466- 467- 468- 2876- 4202 علي بن بندار الزاهد 2390- 3431 علي بن بهيس 368 علي بن ثابت الجزري 304- 2580 علي بن جابر الازدي 4054 أبو علي الجازري 759- 1409- 1652- 1898- 2050 2058- 2061- 2063- 2069- 2072 2076- 3050- 3075- 3084 علي بن الجعد 296- 693- 1193- 2090- 2206 3426- 3612- 3688- 3731- 3737 علي بن جعفر بن أحمد الفريابي 3419 علي بن جعفر بن بيان الجزري 2072 علي بن جعفر الرماني 1833 علي بن جعفر بن زيد 2589 علي بن جعفر السعدي 146 علي بن جعفر بن عقبة 205 علي بن جعفر بن القطاع 71- 2942- 4673- 4674 علي بن جعفر الكاتب 3906 علي بن جعفر المالكي 3363 علي بن جعفر بن محمد 2579 علي بن جمشاد 4287 أبو علي بن أبي حامد 646- 647 علي بن حجر 783- 1524- 1526- 1533- 2473- 2828 أبو علي الحداد 497- 1169- 1170- 1198- 1241 1357- 1911- 2058- 2176- 2210- 2293- 2324- 2566- 2599

2640- 2650- 2816- 2885- 2901 3250- 3568- 3570- 3572- 3576 3577- 3578- 3580- 3582- 3585 3589- 3683- 3788- 3810- 3949 3951- 3992- 3993- 3043- 4124 4126- 4143- 4152- 4154- 4215 4316- 4449- 4541- 4571- 4651 علي بن حرب الجنديسابوري 2619 علي بن حرب الطائي 1496- 1498- 2184- 2185- 3754 3767- 3838- 4059 علي بن حرب الموصلي 2185 علي بن حزور 1927 أبو علي الحرمازي 3168 علي بن الحسن الامام 43 علي بن حسن بن أحمد الاوقي 1709 علي بن الحسن بن أحمد القرشي 3206 علي بن الحسن الازدي 386 علي بن الحسن البلخي 3562 علي بن الحسن بن بيان 2081 علي بن الحسن بن حديد 3027 علي بن الحسن الجراحي 2812- 4140 علي بن الحسن (أبو الحسن) 2838 علي بن أبي الحسن 3267 علي بن الحسن بن أبي الحسين 2043- 4170 علي بن الحسن الخلعي 622- 2060- 2563- 2758- 3400 علي بن الحسن بن خلف 374- 382 علي بن الحسن الربعي 299- 1370- 2871- 3065- 3093 3274- 2420- 3984- 4031 علي بن الحسن بن أبي زروان 47- 590 علي بن الحسن السلمي 2525- 4104 علي بن الحسن الشاعر 2081

علي بن الحسن بن شقيق 77 علي بن الحسن الصفار 2719 علي بن الحسن الصلحي 1594- 2584- 2617- 2632- 3422 3424- 4607 علي بن الحسن بن عبد الجبار البلدي 1439 علي بن الحسن بن عبد السلام 3193 علي بن الحسن بن عبيد الشيباني 1777 علي بن الحسن بن علي 2585- 3760 علي بن الحسن بن غلاب 617 علي بن الحسن بن الفضل الاديب 2075 علي بن الحسن الكاتب 3260 علي بن الحسن المحكمي 103 علي بن الحسن المقرئ 3980 علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر علي بن الحسن بن محمد 3562- 3887 علي بن الحسن الهسنجاني 1478- 4057 علي بن الحسن بن واقد 2601 علي بن الحسن بن عبد المؤمن 344 علي بن الحسن بن عبد الواحد الصالحاني 3416 علي بن الحسين 1138- 1631- 1664- 1702- 1780 1835- 1867- 1914- 1922- 2020 2047- 2049- 2166- 2173- 2224 2345- 2507- 2632- 2702- 3344 2345- 2507- 2632- 2702- 3344 3588- 3873 علي بن الحسين بن أحمد 617- 2255- 2313 علي بن الحسين الاصبهاني 1215- 1484- 1492- 3526- 3619- 4318 علي بن الحسين بن أيوب 297- 4153- 4186 علي بن الحسين بن بندار 1305- 1314- 2041- 2081- 2082 2088- 2618- 2638- 2651- 2613 4043- 4130- 4144- 4226 علي بن الحسين بن الجنيد 794

علي بن الحسين بن حبان 1379 علي بن الحسين الحذاء 207 علي بن الحسين الحراني 1661 علي بن الحسين بن حرب 4212- 4220- 4229 علي بن الحسين بن حربويه 4220 علي بن الحسين الحسني الهمذاني 3416 علي بن الحسين بن ديابه 1243- 1246- 2558- 2559- 2560 علي بن الحسين الدرهمي 2098 علي بن الحسين الرازي 1381- 1733- 1780- 2880- 3344- 3875 علي بن الحسين بن زكريا 4213 علي بن الحسين زين العابدين 2562- 2647- 4030 علي بن الحسين بن عبدة 1395 علي بن الحسين بن عبد الله 4226 علي بن الحسين بن عثمان بن جابر القاضي 3378 علي بن الحسين بن علان الحراني الحافظ 1528 علي بن الحسين بن علي 3994- 4027- 4122 علي بن الحسين بن عمر 3812 علي بن الحسين القاضي 2601- 2635- 4228 علي بن الحسين القطني 4207 علي بن الحسين بن محمد الخلنجي 3399 علي بن الحسين بن مردك 1030- 1056- 1658- 1709- 2459- 2672 علي بن الحسين بن معدان 2267 علي بن الحسين بن المقير 2040 علي بن الحسين الموصلي 438- 732- 1137- 1801- 2020 2041- 2043- 2056- 2062- 2064 2080- 2600- 2618- 2634- 2638 2645- 2646- 2772- 2829- 3002 3074- 3078- 3418- 3420- 3423 3442- 3682- 4073- 4076- 4127 4144- 4623

علي بن الحسين بن هرون 453 علي بن حفص 3254 علي بن حكم الحلبي 2247 علي بن الحمامي 574 علي بن حمدان البلخي 3015 علي بن حمزة بن أحمد المؤذن 4503 علي بن حمزة البصري 676 علي بن حمزة بن الشجري 4255 علي بن حمزة الموسوي 2428 علي بن خشرم 1390 علي بن خشيش 3889 علي بن الخضر بن الحسن 2472 علي بن الخضر السلمي 469- 1227- 1228 علي بن داود القنطري 400- 487- 3314- 3939 علي بن رباح 3617 علي بن ربيعة 744 أبو علي الروذباري 1066- 4286 أبو علي بن زهرة 4172 علي بن زيد بن جدعان 518- 733- 1821- 2089- 2096 2108- 2129- 2151- 2633- 2856 3431- 3723- 3724 علي بن أبي زيد الفصيحي 2273 علي بن الزينبي 1998 علي بن سالم بن الاغر 1360- 1819- 4104 علي بن سباشي 3752 علي بن سراج المصري 1651- 1652 علي بن سعيد 371 علي بن سعيد بن بشران الرازي 2601- 4015 علي بن سعيد البصري 3752 علي بن سعيد العسكري 1527 أبو علي بن سكره 2775 أبو علي بن السكن الفارقي 1320- 2128- 2534- 2544- 2570 3040- 3135

علي بن سليمان الاخفش 1270- 1272- 2441- 3004- 3619- 4605 علي بن سليمان بن ايداش 3595- 3602 علي بن سليم الباهلي 2051 علي بن سليمان بن السلار 1645 علي بن سليمان القيسي 4686 علي بن السند الفارقي 2299 علي بن سهل الرملي 3108 علي بن شاذان 281- 286- 287- 289- 296- 297- 300- 302- 304- 311- 317- 337- 456- 1315- 1339- 1347- 1869- 2113- 2114- 2198 2199- 2200- 2221- 2223- 2597 2634- 2664- 2832- 3008- 3056 3114- 3115- 3116- 3298- 3406 3423- 3424- 3612- 3618- 3718 3724- 3730- 3910- 3914- 3916 4050- 4057- 4072- 4153- 4186 4381- 4466- 4471- 4479- 4481 4558- 4603- 4604- 4671- 4692 4700- 4708 علي بن شجاع 690- 2738- 2783- 4420 علي بن شعيب بن علي 2148- 3699 أبو علي بن شعيب 1177- 1179 علي بن شقيق 3587 أبو علي الشيباني 3876 علي بن شيزان بن سهل القاضي 3503 علي بن صالح 309- 1256- 2075- 2081- 4257 4260 علي بن الصباح 113- 2003 أبو علي الصفار 1056- 1264- 1528- 2860- 3820 4068 علي بن صفوان البردعي 1662

أبو علي بن صفوان 303- 1788- 2028- 2063- 2083 2097- 2142- 2146- 2172- 2177 2621- 3107- 3140- 3277- 3366 3406- 3430- 3572- 3583- 3806 3812- 3940- 3996- 4064- 4074 4335 أبو علي الصواف 308- 770- 1197- 2095- 2163 2175- 2176- 2661- 2819- 2838 3110- 3185- 3230- 3279- 3797 3982- 3797- 4140- 4145 علي بن أبي طالب 744- 1605- 2467- 2578- 3025 3033- 3036- 3037- 3039- 3546 3562- 3718- 4056- 4057- 4059 4151- 4153- 4213- 4245- 4246 4266- 4274- 4290 علي بن أبي طاهر التاجر 2689 علي بن طاهر النحوي 4051- 4052- 4053 علي بن طراد الزينبي 771- 861- 1196- 1877- 2250 2751- 2963- 3533- 2605- 3635 4262- 4267- 4268 علي بن طلحة المقرئ 1738- 2346- 3207 أبو علي الطوماري 1758- 4133 علي بن حمدان 4237 علي بن عابس 2934 علي بن عاصم 366- 512- 513- 2641- 2943 2954- 3565- 4279- 4372 علي بن عبدان 3138 علي بن عبد الجبار التونسي 4192 علي بن عبد الجوهري 2075 علي بن عبد السمعاني 638- 2651 علي بن عبد الحميد الغضائري 612- 1173- 4014- 4212- 4221 4226

علي بن عبد الرحمن النيسابوري 1078- 1751- 2602- 2653- 3006 3705- 3706- 3715 علي بن عبد الرحمن الجراح 2984 علي بن عبد الرحمن بن الحسن 3751 علي بن عبد الرحمن بن عياض 4199- 4201 علي بن عبد الرحمن بن مساور 1525- 2959 علي بن عبد الرحمن المصري 796 علي بن عبد الرحمن بن هبة الله 2365- 2504 علي بن عبد الرحمن الواسطي 287- 302 علي بن عبد الرحيم بن غيلان 315 علي بن عبد الرحيم الواسطي 309- 2833- 3761- 3775 علي بن عبد السلام الارمنازي 1280 علي بن عبد العزيز البغوي 331- 332- 609- 770- 1078 1726- 2014- 2143- 2189- 2236 2602- 3238 علي بن عبد العزيز الطاهري 2005- 2009- 3250- 3221- 3920 علي بن عبد العزيز بن مزدك البرذعي 3413- 3567 علي بن عبد القادر الطرسوسي 1851 علي بن عبد القاهر بن آسي 2543 علي بن عبد الله بن ابراهيم بن محبوب الطرابلسي 3867 علي بن عبد الله 1236 علي بن عبد الله البرذعي 1400 علي بن عبد الله البلخي 1154 علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة 1172- 1187- 1223- 1224- 1240 1615- 1832- 2180- 2249- 2278 2315- 2523- 3389- 3433- 3487 3546- 3726- 3956- 4155- 4290 علي بن عبد الله بن جعفر 1732 علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم 734- 1119- 1234- 1237- 1334 3455- 4288- 4379- 4410- 4411 4436- 4476- 4616- 4642- 4659 4753

علي بن عبد الله أبو الحسن النصري 1231- 1375 علي بن عبد الله الحلبي 2721 علي بن عبد الله بن حمدان 4161- 4195- 4204- 4206- 4207 4209- 4210 علي بن عبد الله الحيري 1288 علي بن عبد الله الدينوري 2960 علي بن عبد الله القاري 1758 علي بن عبد الله بن العديم 591- 609- 630- 702- 997- 998 2517- 2526- 2561- 2580- 2581 2782- 2800- 2928- 2946- 3014 علي بن عبد الله بن علي البيهقي الخسروجردي 2148 علي بن عبد الله الماذرائي 2533 علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي 283- 3149 علي بن عبد الله بن محمد العقيلي 2296- 3053- 3432- 3778 علي بن عبد الله المصيصي 952 علي بن عبد الله المقرئ 3420 علي بن أبي عبد الله المقير 2636- 2679- 2686- 2712- 2792 2813- 3178- 3198- 3310- 3345 3409- 3438- 3505- 3703- 4020 4144 علي بن أبي عبد الله بن أبي الفضل بن ناصر 3239 علي بن عبد اللطيف الدينوري 2274 علي بن عبد الملك بن الحسين 3621 علي بن عبد الملك بن دهثم 338- 1497 علي بن عبد الملك بن محمد 4223 علي بن عبد المنعم بن بركات 769- 811- 1794- 2597- 2645 3053- 2668- 3055- 3178- 3189 4072- 4223- 4226 علي بن عبد المنعم بن علي المنبجي 3056- 4127 علي بن عبد الله الهاشمي الرقي 2255 علي بن عبيد الله بن قدامه 1073

علي بن عبيد الله الهمذاني 1790- 3772- 4218 علي بن عبد الواحد 618- 778 علي بن عثمان 1867- 4072- 4600 علي بن العباس الكوفي 4042 علي بن عساكر بن سرور المقدسي الخشاب 1747- 2796- 4014 علي بن عساكر بن الموحب البطائحي 3415 علي بن علي بن اسفننديار 1591 علي بن علي البصري 680- 1040- 1196- 1272- 1400 1552- 2203- 2220- 3203- 4131 علي بن علي بن عبد الله 2485 علي بن علي بن عبيد الله الامين 1232 علي بن علي بن نصر 242- 244- 644- 651- 858 علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الحافظ 612- 784- 954- 1246- 1494 1520- 2102- 2258- 2261- 2262 2322- 2402- 2619- 2798- 3236 3329- 3426- 3798- 3829- 4183 علي بن عمر بن بلاد 3587 علي بن عمر بن خالد 3704 علي بن عمر السعردي 1294 علي بن عمر السكري 1643 علي بن عمر الفراء 4000 علي بن عمر الفقيه 392 علي بن عمر القزويني 778- 2635 علي بن عمر بن محمد الصواف 2959 علي بن عمر النفيلي 2090 علي بن عمر بن محمد الحربي 616- 2102- 2771- 3266- 3268 3278- 3366- 3799- 4169 علي بن عمرو الأنصاري 2804- 2817- 2819- 2997- 3139 3185- 3946- 4141- 4145 علي بن عمروس 2007 علي بن عياش 2204- 2206- 2215- 2216- 2219 3626- 3979

علي بن عيس الربعي 2480- 2893- 3626- 4301 علي بن عيس الرماني 175 علي بن غراب 4212 علي الفاسي 4062 علي بن أبي الفتح الحاجي 4014 علي بن أبي الفتح بن يحيى 2475 علي بن الفراء 2090 علي بن الفرج العكبري 1312- 4596 علي بن فضال النحوي 2269 علي بن الفضل 1789- 2166- 3561- 4449 علي بن الفضل الدهقان 2125 علي بن الفضل بن طاهر 3040 علي بن فضل الله الدقاق 2913 علي بن قادم 291 علي بن القاسم بن ابراهيم المقرئ 1412 علي بن القاسم بن الحسن النجاد 4329 علي بن القاسم بن عسكر 2528 علي بن القاسم بن علي 673 أبو علي القاضي 2324 أبو علي القباني 1518 أبو علي القشيري 4065 علي بن قلج 457 أبو علي القيلوبي 773 علي بن لؤلؤ الحلبي 2533 أبو علي بن المبارك الحربي 2670 أبو علي التنوخي 4273 علي التنوخي 4757 علي بن المثنى 1851- 4227 علي بن مجاهد 2040 علي بن المحسن التنوخي 642- 646- 691- 818- 1085 1312- 2267- 2654- 2669- 2747 2753- 2867- 2937- 3000- 3033

3105- 3112- 3127- 3182- 3211 3245- 3468- 3503- 4191- 4195 4273- 4508 علي بن محمد 1441- 1464- 1470- 1478- 1513 1539- 1572- 1581- 1582- 1605 1610- 1660- 1662- 1667- 1698 1731- 1857- 1862- 1888- 1912 1924- 2029- 2040- 2138- 2366 2592- 2619- 2633- 2701- 2848 2893- 2900- 3072- 3086- 3109 3253- 3278- 3526- 3758- 3930 3940- 3941- 3953- 3991- 4022 4176- 4678 علي بن أبي محمد 955- 975- 976- 977- 1041 1054- 1080- 1166- 1200- 1227 1236- 1288- 1394- 1476- 1483 1508- 1534- 1555- 1566- 1569 1659- 1675- 1696- 1727- 1911 1947- 2030- 2051- 2052- 2082 2103- 2108- 2112- 2124- 2136 2138- 2174- 2183- 2204- 2255 2305- 2366- 2368- 2379- 2417- 2432- 2458- 2643- 2674 2811- 2822- 2825- 2881- 3057 3062- 3071- 3113- 3133- 3154 3186- 3251- 3266- 3270- 3527 4123- 4145- 4183 علي بن محمد بن ابراهيم 4235 علي بن محمد بن أحمد المصري 4446 علي بن محمد بن اسحاق 1504- 1505- 2046- 2533- 2561 2592- 3391- 4222 علي بن محمد الايادي 380

علي بن محمد بن اياس السعدي 1528 علي بن محمد البحاثي 294- 485- 2600 علي بن محمد بن بشار 1043 علي بن محمد البغدادي 2361 علي بن محمد البكري 1867 علي بن محمد أبو تمام 2881 علي بن محمد بن جعفر المالكي 1530 علي بن محمد بن جميل 4250 علي بن محمد بن الجهم أبو طالب الكاتب 1409 علي بن أبي محمد الحافظ 1545- 3250 علي بن محمد الحبيبي 612 علي بن محمد بن الحسن 1479- 3894- 4023 علي بن محمد (أبو المحسن) 2567 علي بن محمد بن الحسين بن خدام البخاري 3343- 3401 علي بن أبي محمد بن الحسين 2072 علي بن محمد الحسيني 3879 علي بن محمد بن حمدون 3616 علي بن محمد الحنائي 977- 1227- 1228- 2741 علي بن محمد الحنيني 2880 علي بن محمد بن خزفة 1482- 1483- 1843- 1894- 1914 2048- 3239- 4039- 4045- 4138 علي بن محمد بن خشيش الحربي 2175- 4652 علي بن محمد بن الخطيب الانباري 302- 1534- 1705- 1998- 2114 2168- 2175- 2588- 3583- 3670 3795- 2837- 3980- 3999 علي بن محمد الدارقطني 3249 علي بن محمد بن داود بن الناصر 2397 علي بن محمد بن دينار 81- 1414- 1899- 3059- 4262 علي بن محمد الدينوري 3426 علي بن محمد الربعي 344 علي بن محمد علي الرشكي 4528

علي بن محمد بن زيد الوقاياني 1215- 1491 علي بن محمد بن سختويه 3880 علي بن محمد بن سعيد الرزاز 3245- 3468- 4043 علي بن محمد بن علي بن السقاء 1009- 1463- 1464- 3269- 3983 علي بن محمد بن السكن اللؤلؤي 4548 علي بن محمد بن سلامة 3640 علي بن محمد السلمي 1813 علي بن محمد بن أبي سليمان 341 علي بن محمد بن سهل الماسرجي 1231 علي بن محمد شجاع 102- 163- 1227- 1228- 3332 علي بن محمد الشمشاطي 3199 علي بن محمد بن شهدك 2595 علي بن محمد الصابوني 304- 3948 أبو علي بن محمد الصفار 2792 علي بن محمد بن طاهر 102 علي بن محمد بن طوق الطبراني 3027 علي بن محمد الطيوري 702- 1172- 1435- 2095- 2175 2566- 2813- 2826- 3267- 3365 3618- 4048- 4131 علي بن محمد بن العباس 2896 علي بن محمد بن عبد الرحمن 3619- 3781 علي بن محمد بن عبد الصمد 1519- 3815 علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم 2352- 2362- 2698- 3964- 3965 الجزري علي بن محمد بن عبد الله المعدل 361- 364- 404- 1278- 1401- 2083- 2168- 2174- 2589- 2620 2660- 2730- 2879- 3308- 3152 3406- 3419- 3633- 3872- 4139 4297- 4335- 4446- 4681 علي بن محمد بن عبدوس الكوفي 1778 علي بن محمد بن عبيد 2579- 3249

علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي 45- 343- 1039- 1202- 1460- 1891- 2304- 2642- 2796- 2943 3122- 3143- 3297- 3391- 3404 3438- 3734- 3827- 4523- 4714 علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عيسى 3326 علي بن محمد بن علي بن العلاف 953- 1419- 1497- 1789- 2007 2012- 3058- 3402- 3427- 3428 3452- 3499- 3757- 3939- 4134 4187- 4210 علي بن عيسى الحيري 1264 علي بن محمد الغساني 1780 علي بن محمد الفارسي 2042- 2866- 3245- 4040 علي بن محمد الفأفاء 1834- 1844 علي بن محمد الفقيه 333- 638- 2953 علي بن محمد القباني 3734 علي بن محمد القرشي 3058 علي بن محمد بن قشيش الحربي 3977- 4385- 4429 علي بن محمد القصري 1080 علي بن محمد بن قيصر الازدي 1817 علي بن محمد بن كاس 3265 علي بن محمد بن لؤلؤ 1196- 1197- 1471 علي بن محمد المادرائي 785 علي بن محمد بن محمد 3795 علي بن محمد المدائني 1318- 2072- 3933 علي بن محمد المروزي 3443 علي بن محمد المقرئ 1312- 2603 علي بن محمد المنجم 1087 علي بن محمد بن مهروية 3571 علي بن محمد الموصلي 306- 1380 علي بن محمد بن نبهان 2003 علي بن محمد النخعي 1833 علي بن محمد بن نصر 705

علي بن محمد النهاوندي 4028 علي بن محمد بن هبة الله بن الشرابي 1191 علي بن محمد بن هبة الله 4165 علي بن محمد الواسطي 2804- 2821- 3951 علي بن محمد بن ينال البغدادي 3304 علي بن محمود بن أحمد 317- 3612 علي بن محمود البزاعي 2916 علي بن محمود بن داود 733 علي بن محمود الصابوني 288- 295- 2221- 2222- 2989 4481- 4558 علي بن محمود 733- 4604 علي بن محمود المحمودي 3552 علي بن المخرمي 3304 أبو علي المدائني 2157- 2659- 3239- 3249 علي بن المديني 1539- 1915- 2094- 2158- 2512 2666- 2836- 2878- 2879- 2984 3275- 3551- 3703- 4018- 4119 أبو علي بن المذهب 1303- 1304- 1308- 1840- 1841 1944- 2590- 2978- 3966 علي بن مرشد بن علي بن منقذ 2494- 2497- 2514- 2516- 3263 3675- 4082 علي بن أبي مريم 3366- 3806 أبو علي بن المسلمة 1408- 1836- 2885 علي بن المسلم السلمي 43- 300- 332- 387- 450- 579 582- 586- 674- 703- 1152- 1178- 1216- 1256- 1435- 1441 1561- 2091- 2142- 2202- 2309 2313- 2438- 2561- 2567- 2574 2576- 2637- 2808- 2865- 2999 3015- 3107- 3108- 3289- 3309 3417- 3532- 3592- 3689- 3716 3778- 3832- 3911- 4064- 4187 4216- 4217- 4387- 4470

علي بن مسهر 2058 علي بن المشرف المصري 740 علي بن مصعب 4021 علي المصيصي 2954 علي بن المظفر الاصبهاني 3633 علي بن أبي المعالي بن الحداد 2615 علي بن معبد 1358 علي بن معروف بن محمد 4242 علي بن معمر 2647 أبو علي المغربي 2506 علي بن المغيرة 2179- 3286 علي بن مفرج 4165 علي بن المفضل المقدسي 392- 862- 914- 1320- 1717- 1827- 1852- 1857- 2128- 2274 2570- 2602- 2633- 2664- 2744 2800- 2883- 2897- 2900- 2902- 2903- 2990- 3035- 3040- 3135- 3168- 3235- 3249- 3254 3340- 3734- 3876- 3936- 4052 4154- 4160- 4245- 4372- 4430 4543- 4649 علي بن المقير 2195 علي بن المنذر 3973 أبو علي بن أبي منصور 3109 علي بن منصور الحلبي 2533- 3199 علي بن منصور دوخلة 4191- 4193 علي بن منصور العطار 1443 علي بن منقذ 1976- 4077- 4146- 4147- 4148 4172- 4173 أبو علي بن منير 3107

علي بن منير بن أحمد بن الخلال 374- 382- 386- 1479- 1531- 1537- 1702- 1739- 1928- 2167 2203- 2850- 3271- 3363- 3703 3824- 3898- 3990- 4020- 4094 4122- 4472 علي بن مهدي 1758- 2099 علي بن المهذب المعري 1047- 1076- 1360- 1631- 4105 4161 علي بن مهرويه 3873 علي بن أبي موسى 3475 علي بن موسى بن اسحاق الرزاز 3926 علي بن موسى الدمشقي 2744 علي بن موسى الرضا 1166- 2578- 2579 علي بن موسى السمسار 337 علي بن الموفق الانباري 959 علي بن المؤمل بن غسان 2744- 3621 علي بن المؤيد بن حواري 4289 علي بن ميمون المؤدب 3869 علي بن (الامام) الناصر 2539 أبو علي بن نبهان 1337- 2634- 4050 علي بن نصر البرنيقي 2440 علي بن نصر بن الصباح 2534 أبو علي بن أبي نصر 2091 علي بن هاشم 2817- 4039 علي بن هاشم بن مرزوق 1524 علي بن هبة الله بن عبد السلام 3442- 3635- 3639 علي بن هبة الله بن ماكولا 2096- 2206- 2481- 2840- 3015 3179- 3221- 3236- 3252- 3271 3493- 3528- 3627- 3746- 3799 4023- 4285- 4681 علي هرون البغدادي 1167 علي بن هلال البواب 2872

علي بن همام 343 علي بن الهيثم المصيصي 164- 454 أبو علي بن وشاح 4362 علي بن وهب الوراق 200 علي بن يحيى 2713- 3706- 3715 علي بن يحيى بن جعفر 1147 علي بن يحيى بن خلاد 3671 علي بن يحيى الذروي 1805 علي بن يحيم المنجم 1412- 1419 علي بن يحيى بن هبة الله الكتامي 3959 علي بن يزيد الصدائي 3575 علي بن يعقوب بن ابراهيم 333- 3122- 3143- 3142- 4187 علي بن يعقوب الزاهد 4288 علي بن يعقوب بن أبي العقب 1445- 1446- 3827 علي اليمني 4197 علي بن يوسف السكاك 4239 علي بن يوسف الشيباني 1032- 1136 علي بن يوسف بن محمد الصفار 1143 عماد الدين الأصبهاني الكاتب 1258- 2695- 2754- 2913- 2976 3638 عماد الدين التلمساني 1563 عماد الدين أبو عبد الله 1633- 1642 عمارة بن جزي 3838 عمارة بن حزن بن شيطان 3041 عمارة بن أبي حفصه 4024 عمارة بن خزيمة بن ثابت 3244- 3245- 4237- 3255 عمارة بن زاذان 2600- 2601 عمارة بن زيد 2648 عمارة بن عمير 2796 عمار بن الحسن 1945 عمار بن الحسين بن علي 1903 عمار الدهني 286- 2602

عمار بن رزيق 123- 286- 4040 عمار بن زائدة 3735 عمار بن طاهر بن عمار 469 عمار بن أبي عمار 2634- 2635- 2652 عمار بن محمد 2254- 2581- 3773 عمار بن ياسر 303- 3724- 4056- 4058 عمر بن ابراهيم بن أحمد 3442 عمر بن ابراهيم بن سعيد الفقيه 3310 عمر بن ابراهيم الكتاني 1617- 1618- 2098 عمر بن ابراهيم بن محمد 4051- 4053 عمر بن أحمد 957 عمر بن أحمد بن أحيد بن حمدان 3432 عمار بن أحمد بن اسحاق 2130- 2158- 2317- 2810- 3113 3376- 4046 عمر بن أحمد الأهوازي 1572- 1744- 1917- 1946- 2204 3439- 3969- 3998 عمر بن أحمد البروجردي المقرئ 4704 عمر بن أحمد الرازي 1673 عمر بن أحمد بن السني 4536 عمر بن أحمد الصفار 856 عمر بن أحمد بن عثمان 3965- 4220- 4228 عمر بن أحمد العطار 2783 عمر بن أحمد بن عمر 520- 3299- 4250 عمر بن أحمد الفقيه 3995 عمر بن أحمد بن مسرور 4257- 4260 عمر بن أحمد بن منصور 1013 عمر بن أحمد الواعظ 800- 1148- 1306- 1727- 1728 1729- 3887- 3889 عمر بن أحمد بن الوليد 2796 عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل 3531 عمر بن أحمد بن يونس 2209 عمر بن اسحاق 2307- 2576 عمر بن أسعد 1218- 1581

عمر بن اسماعيل 1643 أبو عمر الأنماطي 4225 عمر بن ايملك 1525- 2365- 2503- 2959 عمر بن بحر الاسدي 1003 عمرو بن بحر الشيباني 4452 عمر بن بدر الموصلي 3027 أبو عمر البزاز 519 عمر بن أبي بكر النجاري 3375 عمر بن أبي بكر الموصلي 3049 عمر بن بكير 2063 عمر بن تعويذ 3639 عمر بن ثابت 2599- 2651- 3029 عمر بن جعفر بن محمد 3877- 4094 عمر بن الحسن الأزجي 2366 عمر بن الحسن الاشناني 499- 605- 606 عمر بن أبي الحسن البسطامي 825- 1189- 1307- 1312- 1650 1800- 2635- 2699- 2700- 3305 3384- 3404- 3430- 3568- 3575 3587- 4120- 4199- 4201- 4215 4223- 4227- 4228- 4362 عمر بن الحسن الحلبي 2564- 4059- 4760 عمر بن أبي الحسن بن حموية 3228- 4440 عمر بن أبي الحسن الدهستاني 3449- 4051- 4215- 4366 عمر بن أبي الحسن الدواسي 2350- 2744- 4258 عمر بن الحسين الشيباني 2634 عمر أبو حفص الجزري 4316 عمر بن حفص السدوسي 600- 824- 3442 عمر بن حفص بن عمرويه 1469 عمر بن حفص المعيطي 4711 أبو عمر بن حيويه 46- 498- 516- 523- 597- 862 1180- 1181- 1357- 1473- 1474 1535- 1567- 1666- 1835- 1845

1891- 1892- 1904- 1915- 1916 1946- 2028- 2106- 2121- 2136 2156- 2218- 2255- 2318- 2568 2591- 2603- 2804- 2821- 2880 2881- 2901- 2966- 3095- 3097 3132- 3141- 3149- 3153- 3154 3165- 3287- 3817- 3837- 3839 3894- 3937- 3974- 4018- 4030 4042- 4116- 4135- 4136- 4176 4244- 4246- 4277 عمر بن خالد القرشي 4041- 4511 أبو عمر الخزاز 2592- 3169 عمر بن الخضر الثمانبيني 2287 عمر بن الخطاب 2453- 2678- 2791- 3297- 3302 4036- 4056- 4057- 4213- 4246 4263- 4281 عمر الدهستاني 3015 عمر بن ذر 3583- 4072 عمر بن الربيب 1580 عمر بن روح 3304 عمر بن ذكوان 3934 عمر بن الزغب 1021- 1022 عمر بن زيد بن جاريه 3974- 3999 عمر بن سعد 320- 2113- 2221- 2222- 2223 2832- 3008- 3114- 3115- 3116 3912- 3917- 3947- 3948- 4057 4471- 4479- 4603- 4604 عمر بن سعيد بن أحمد 4281 عمر بن سعيد بن أبي حسين 4681 عمر بن سعيد بن يوسف المنبجي 1231 عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف 1535 عمر بن سليمان الشرابي 2429

عمر بن سنان 2582- 3898 عمر بن سهل 2636 عمر بن شاكر 1832 عمر بن شبة 1318- 1703- 1869- 2072- 2083 2172- 2591- 2594- 3001- 3060 3085- 3671- 3699- 3712- 3715 3781- 3782 عمر بن شبيب المسلي 4279 أبو عمر الشيباني 3964 أبو عمر الصغاني 3991 عمر بن صهبان 3098 أبو عمر الضرير 563- 2568- 2811- 4142 عمر بن طليع 4144 أبو عمر بن عامر المصيصي 4536 أبو عمر بن عبد البر النمري 1320- 1855- 1864- 1894- 1941 2109- 2111- 2128- 2133- 2159 2161- 2166- 2564- 2570- 2818 2900- 2902- 2905- 2990- 2992 2998- 3039- 3040- 3168- 3235 3237- 3249- 3254- 3347- 3558 3559- 3561- 4057- 4154- 4245 4430- 4449- 4649 عمر بن عبد الرحمن 3427 عمر بن عبد العزيز 46- 48- 304- 1079- 2090- 3028 3308- 3619- 3649- 3804- 3831 3867- 3950- 4066- 4068- 4070 4072- 4074- 4130- 4142- 4143 4198- 4256 عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الحافظ 1430 عمر بن عبد الله 2151- 4753 عمر بن عبد الله بن رباح 3166 عمر بن عبد الملك بن عمر الشاهد 3082 عمر بن عبد الملك بن عمر الفقيه 3263

عمر بن عبد الواحد 1473 عمر بن عبيد الله 309- 1401- 1481- 1919- 2045 2093- 2094- 2096- 2098- 2660 2662- 2666- 2836- 2895- 2984 3073- 3276- 4144 عمر بن عثمان التميمي 3164 ابن أبي عمر العدني 4511 عمر بن علي بن أحمد 3752 عمر بن علي البختري 4227 عمر بن علي بن حمويه 957- 1233- 1236- 1238- 1527 2145- 2945- 3037- 3425- 3466 4152- 4216- 4225- 4286- 4394 4516- 4617 عمر بن علي بن دهجان 788- 1931- 2737- 3881- 4271 4275 عمر بن علي المعروف بشيخ 3871 عمر بن علي العتكي 952- 1073- 1074- 1202- 1218 1433- 1434- 1460- 2793- 3405 4548 عمر بن علي القرشي 1223- 1987- 2953 عمر بن علي بن قشام 607- 679- 692- 722- 955 1065- 1264- 1498- 1519- 1528 2406- 2407- 2813- 2997- 3104 3134- 3186- 3252- 3266- 3271 3338- 3362- 3696- 3798- 3820 3823- 3879- 3901- 3972- 3986 4021- 4032- 4068- 4118- 4154 4214- 4218- 4229- 4431- 4484 4629 عمر بن علي الكرابيسي 1832 عمر بن علي بن مالك 4038 عمر بن عنبر 1120 عمر بن عيسى الدينوري 2752

أبو عمر بن المبارك 3933 أبو عمر الفارسي 2632 عمر بن الفضل المميز 3634 عمر بن الفضل المهاجر 1201 عمر بن القاسم بن بندار السباك 2637 عمر بن قيس 3735 عمر بن محمد بن ابراهيم 1096- 1383 عمر بن محمد بن أحمد الشعراني 3405 عمر بن محمد بن بحير 3432- 4282- 4284- 4285 عمر بن محمد البسطامي 706- 1249- 1519- 3060- 3871 عمر بن محمد بن البناء 1945 عمر بن محمد بن جعفر المغازلي 3093 عمر بن محمد الجوهري 1399- 3550- 3893 عمر بن محمد بن الحسن 4258 عمر بن محمد الزيات 2635 عمر بن محمد السهروردي 3265- 3748- 4275- 4276 عمر بن محمد بن سنبك 862 عمر بن محمد بن السوسي البزاز 3314 عمر بن محمد بن سيف 1738- 1799 عمر بن محمد صهبان 3732 عمر بن محمد الصرفي 104 عمر بن محمد بن طبرزد 282- 287- 296- 298- 299- 344- 374- 386- 429- 498- 301- 309- 312- 319- 340- 511- 574- 599- 605- 663- 705- 760- 771- 815- 828- 834- 861- 896- 953- 962- 1036- 1054- 1087- 1107- 1121- 1196- 1219- 1276- 1302- 1357- 1375- 1378- 1385- 1388- 1394- 1401- 1414- 1439- 1463- 1467- 1483- 1523- 1535- 1568- 1570- 1573- 1623- 1655- 1666- 1700- 1706- 1723- 1732- 1737- 1742- 1750- 1794- 1827- 1835- 1836- 1842- 1843- 1845- 1863- 1872- 1891- 1892- 1900- 1904- 1907- 1912- 1916- 1917- 1919- 1927- 1946- 1983- 1998- 2005- 2009- 2011- 2014- 2027- 2044- 2045- 2051- 2057- 2067- 2089- 2093- 2096- 2106- 2129- 2136- 2142- 2145- 2148- 2151- 2152- 2157- 2177- 2189- 2209- 2214- 2215- 2216- 2224- 2225- 2247- 2250- 2290- 2322- 2334- 2390- 2401- 2402- 2445- 2451- 2456- 2525- 2562- 2564- 2566- 2574- 2582- 2588- 2591- 2596- 2616 2634- 2637- 2650- 2660- 2662 2663- 2664- 2666- 2667- 2723 2751- 2812- 2816- 2817- 2818- 2820- 2823- 2827- 2829- 2833- 2836- 2839- 2852- 2855- 2856- 2865- 2876- 2877- 2881- 2885- 2887- 2891- 2895- 2899- 2900- 2921- 2963- 2984- 2996- 3026- 3044- 3064- 3070- 3073- 3074- 3082- 3086- 3089- 3107- 3110- 3111- 3112- 3119- 3126- 3138- 3139- 3146- 3149- 3169- 3177- 3178- 3184- 3200- 3206- 3215- 3221- 3223- 3249- 3253- 3256- 3258- 3269- 3273- 3274- 3279- 3281- 3286- 3304- 3308- 3340- 3344- 3352- 3361- 3364- 3400- 3442- 3443- 3466- 3499- 3520- 3530 3533- 3536- 3550- 3562- 3607 3613- 3622- 3704- 3707- 3711 3743- 3757- 3761- 3775- 3776- 3778- 3780- 3783- 3798- 3802- 3810- 3817- 3819- 3820- 3823- 3839- 3843- 3872- 3875- 3887- 3889- 3894- 3901- 3911- 3920- 3928- 3933- 3935- 3941- 3946- 3965- 3970- 3978- 3981- 4014- 4018- 4019- 4020- 4022- 4030- 4031- 4032- 4038- 4041- 4043- 4044- 4045- 4046- 4048- 4064- 4065- 4071- 4075- 4114- 4116- 4120- 4128- 4132- 4136- 4138- 4140- 4145- 4152- 4169-

4184- 4206- 4210- 4213- 4220- 4228- 4246- 4273- 4456- 4500- 4501- 4527- 4277- 4278- 4404- 4433- 4602- 4617- 4619- 4625- 4655- 4694- 4701 عمر بن محمد بن عبد الحكم 3058 عمر بن محمد بن عبد الله 3728 عمر بن محمد بن عبد الملك 3770 عمر بن محمد بن عراك الحضرمي 1136 عمر بن محمد العطار 775 عمر بن محمد بن علكوية 2286 عمر بن محمد العليمي 637- 1973- 2299- 2406- 2417- 2502- 3357- 4112- 4304- عمر بن محمد بن عمر بن مسرور الزاهد 3466 عمر بن محمد الكلبي 1714 عمر بن محمد الفرغولي 1430 عمر بن محمد المصيصي 4280 عمر بن محمد المكتب 2134- 2208- 2219- 2587- 2614- 2804- 2966- 3153- 3343- 3498- 3611- 3818- 4215 عمر بن محمد بن نصر 1469 عمر بن محمد الهمذاني 2103 عمر بن محمد بن يحيى 1079- 4406 عمر بن مرزوق الكلبي 3930 عمر بن مروان الكلبي 3930 عمر بن مضر 3361 عمر بن المفضل بن المهاجر 387 عمر بن منخل الدربندي 519- 3299 أبو عمر بن مهدي 2994- 3254- 3723- 3984 4115- 4126

عمر بن المؤمل 805- 2999 عمر بن نافع 965 عمر بن واصل الصخري 3470 عمر الوجيهي 1334- 4175 عمر بن يحيى بن داود 4713 عمر بن يزيد السياري 2250 عمر بن يزيد المنقري 400 أبو عمر بن يوسف الكندي 2224 عمران بن أبان 2211 عمران بن بكار بن راشد 124- 1574- 2124- 2565 أبو عمران بن أبي تليد 2109- 2161- 2166- 2564- 2570- 2664- 2900- 2902- 2905- 2990- 3035- 3040- 3235- 3240- 3245- 3347- 3254- 3347- 3254- 3561- 4154 عمران بن الحسن بن يوسف الخفاف 3341 عمران بن زيد 4024 أبو عمران السمرقندي 1565- 3399- 3588- 3680 عمران بن حصين 3622- 3623- 4307 أبو عمران الطرسوسي 203 عمران بن عبد الرحيم الاصبهاني 1241 أبو عمران بن عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي 3090 أبو عمران بن عمر 3683 عمران بن أبي عمران 4059 أبو عمران المعري 877 عمران بن موسى 697- 1072- 1255- 1788- 3447- 4519 عمران بن موسى بن أيوب 3171 عمران بن موسى بن حميد 2959 عمران بن موسى السختياني 3777- 3778 عمران بن موسى بن مجاشع 2719

عمران بن هارون 3405 عمران بن أبي الهذيل 3418 عمرة بنت عبد الرحمن 3548- 3559 عمرو بن اسحاق بن العلاء 3041 عمرو بن أوس 3400- 3401 عمر بن أبي اياس 1314 أبو عمرو البزاز 100 عمرو بن بزيع 1927- 2150 عمرو بن ثابت 2594 أبو عمرو بن أبي جعفر 2369 عمرو بن جميع 104- 4713 عمرو بن الحارث 515- 1473- 2855- 3027- 4701 عمرو بن الحصين 4015- 4016 أبو عمرو بن حكيم 722- 3743 عمرو بن حماد بن طلحة 4038- 4039 أبو عمرو بن حمدان 1395- 2365- 4022 عمرو بن الحمق 3673 عمرو بن خالد الحراني 4057 عمرو بن خالد الواسطي 4027- 4032 أبو عمرو بن خلف 4288 عمرو بن دينار 103- 301- 774- 1056- 1095 3400- 3401 عمرو بن الربيع 289 عمرو بن زائدة 3685 عمرو بن زريق 342 أبو عمرو السعيدي 4678 عمرو بن سفيان السلمي 4186 عمرو بن أبي سلمة 3239- 4327 عمرو بن سليم الأنصاري 2479 عمرو بن سليمان الأعرج 3425

أبو عمرو بن السماك 455- 627- 703- 1792- 1797 1801- 2660- 3276- 3307- 3404 3412- 3414- 3424- 4119- 4137 4144 عمرو بن شرحبيل 304- 305- 2994 عمرو بن شمر 312- 317- 318- 1339- 2106 2107- 2200- 2222- 2833- 2989 2992- 3552- 3612- 3718- 3724 3730- 3731- 4382- 4481- 4671 أبو عمرو الشيباني 3619- 3693 عمرو بن الضحاك 1602 أبو عمرو الطرسوسي 747 أبو عمرو الطوسي 272 عمرو بن العاص 2108- 2129- 3016- 3127- 3247 3282 عمرو بن عبد الغفار 344- 3637 عمرو بن عبد الله الأودي 3733 عمرو بن عبد الله بن عنبسة 3165 أبو عمرو بن بي عبد الله 3794 عمرو بن عثمان الدقاق 1922 عمرو بن عثمان بن كثير 45- 343- 4168 أبو عمرو بن أبي عثمان 2713 أبو عمرو العصفري 3172 أبو عمرو بن العلاء 2097- 2593- 2790- 2796- 3004 3701- 3704- 3705- 3801 أبو عمرو بن علوان 4217 عمرو بن علي 99- 385- 1532- 1540- 1736 1739- 1928- 2176- 2210- 2659 2816 عمرو بن علي بن بحر 2811 عمرو بن علي الصيرفي 747 عمرو بن علي المقدمي 2751

عمرو بن أبي عمرو 2597- 4603- 4068- 4070 عمرو العقدي 2152 عمرو بن عون الواسطي 4041 عمرو بن القاسم 4029 عمرو بن قيس 502- 2125- 2619- 3308 عمرو بن أبي قيس 3447 عمرو بن مالك القيني 1335- 1336- 4497 عمرو بن محمد 3290 عمرو بن محمد البصري 4076 أبو عمرو بن محمد 3681 أبو عمرو المحمي 4429 عمرو بن مرة 305- 627- 2171- 2994- 3570 3579- 3966- 3971 عمرو بن مسعود 4301 أبو عمرو بن منده 611- 615- 721- 1190- 1241 1333- 1374- 1445- 1460- 1475 1484- 1536- 1567- 1609- 1743 1846- 1886- 1893- 1947- 2056 2174- 2665- 2811- 2837- 2855 2882- 2910- 3060- 3104- 3196 3237- 3248- 3617- 3671- 3674 3786- 3796- 3798- 3818- 3831 3973- 3986- 4020- 4031- 4056 3870- 3910- 3910- 3940- 3951- 3968 4060- 4066- 4074- 4117- 4141 4154- 4169- 4280- 4337 عمرو بن مهاجر 48- 3028- 3049 عمرو بن ميمون 302- 430- 2289- 3566- 3813 4263 عمرو الناقد 1322 عمرو بن نعجه 2646 أبو عمرو بن هانئ 3988 عمرو بن هشام بن عمرو 384

عمرو بن الهيثم 3685 عمرو بن وكيع 1074 عمرو بن يحيى بن الحارث 4146 عمرو بن يحيى بن عماره 752- 3815- 4063- 4069 عمير بن الأسود 340 عمير بن سعد 332 عمير بن مرداس 2146- 4128 عمير بن المغلس 2093 أبو عمير النحاس 4115 عمير بن يوسف بن جوصاء 4299 عنبس بن بيهس 1887- 1888 عنبسة بن عبد الرحمن القرشي 1218- 3336 أبو عوانة الأسفراييني 339- 385- 744- 1202- 1604- 2101- 3943- 4429 عوانة بن الحكم 319- 2179- 2858- 4186 أبو عوانة الوضاح 1535 عوف الاعرابي 2304- 3679 عوف بن زرارة 1805 عوف بن سليمان الحضرمي 3027 العوام بن حوشب 287- 302- 305- 401- 2047- 2057- 2984- 2994- 3153 عون بن ابراهيم بن الصلت 953 عون بن أبي جحيفة 2602 عون بن عبد الله بن عتبة 344 عون العقيلي 1307 عون بن عمارة 3952 عون بن محمد 601- 2381- 3523- 3766 ابن عون 1308- 1309- 1310- 2127- 3037 4690 ابن عياش 289- 2744 عياش بن محمد 2810 عياض بن الفضل 2775

عياض بن موسى بن عياض 786- 2775- 2778- 3340- 3734 العيزار بن حريث 2562- 3140 عيسى بن ابراهيم التستري 4039 عيسى بن أحمد 4468 أبو القاسم عيسى بن أحمد المعروف بالحنيك 1155- 2397 عيسى بن أحمد بن سليمان 1529 عيسى بن اسماعيل 3706 أبو عيسى الترمذي 1404- 1518- 1519- 1738- 2044 3871- 3892 عيسى بن حطاب 3726 عيسى بن حماد زغبة 2750- 2752- 4543 عيسى بن خالد 498- 1437- 3178- 3190 عيسى بن زيد 4043 عيسى بن أبي الخير التيناوي 1167 عيسى بن سلامة الحضرمي 3594- 3596- 3597- 3600 عيسى بن سلم 3573 عيسى بن سليمان 4524 عيسى بن شعيب السجزي 697- 1065 عيسى بن شعيب بن اسحاق الصوفي 1048- 1501 عيسى بن سليمان الشيزري 4524 أبو عيسى الطوماري 4709 عيسى بن أبي فاطمة 1524 عيسى بن أبي الفضل السماني 2043 عيسى بن العادل 3543 عيسى بن عبد الرحمن 2574- 2646 عيسى بن عبد الرحيم 2519 عيسى بن عبد العزيز بن عيسى 374- 382- 386- 877- 879- 884- 898- 2290- 4195- 4660 عيسى بن عبد الله 878- 3980 عيسى بن عبد الله زعاث 2984 عيسى بن عبد الله العلوي 703

عيسى بن عبيد العامري 75 عيسى بن عبيد الكندي 76- 77 عيسى بن علي 1571- 1573- 1911- 1919- 2566 3968- 3970- 3971- 3975 عيسى بن علي الكاتب 4169 عيسى بن علي بن عيسى 2863- 3127- 3843 عيسى بن عمر السمرقندي 339- 1854- 1859- 2648- 3101 3108- 3121- 3623- 3706- 3797 عيسى بن عمر بن العباس 919- 2878- 2983- 3557- 3669 4122 عيسى بن غيلان السوسي 2991 عيسى بن لهيعة 2858 عيسى بن محمد بن أحمد 4133 عيسى بن محمد الكاتب 2836 عيسى بن موسى 4014 عيسى بن يعقوب الزبيري 3821 عيسى بن يونس 199- 239- 611- 2205- 2637- 2882- 3577- 3895- 3964- 4054 4281 عيسى بن يونس بن عوف الاعرابي 1185 العيص بن اسحاق 3288 أبو العيناء 1413- 1419- 1427- 3004- 3769 عين الشمس بنت الاخوة 512- 2751- 2773 عين الشمس بنت أبي سعيد بن الحسن 774- 781- 861- 959- 1048- 1055- 1095- 1180- 1257- 1502 1557- 2156- 2172- 2249- 2310 3956 ابن عيينة 1304- 3950- 4711 - غ- الغاز بن جبلة 347 الغاز بن ربيعة الجرشي 3784- 4072

غازي بن يوسف (الملك الظاهر) 326- 335- 545- 1243- 1258- 1346- 4202- 4203- 4230- 4275 4606- 4611 غالب بن أحمد بن المسلم 3322 أبو غالب الباقلاني 1556- 2989- 3113- 3115- 3552 3912- 3916- 4057 أبو غالب بن بشران 312- 599- 663- 828- 834- 1086- 1087- 1089- 1276- 1655 2616- 2833- 3521- 3610- 3768 3876- 4208- 4433- 4434- 4694 4703 أبو غالب البناء 298- 599- 760- 828- 834- 1087- 1637- 1835- 2005- 2028 2106- 2108- 2136- 2152- 2194 2205- 2317- 2319- 2514- 2565 2591- 2596- 2604- 2614- 2636 2643- 2660- 2662- 2663- 2667 2804- 2820- 2830- 2876- 2887 8296- 2900- 3110- 3116- 3119 3162- 3705- 3707- 3768- 3798 3928- 3937- 3942- 3976- 3988 4018- 4021- 4030- 4034- 4035 4040- 4043- 4045- 4048- 4071 4116- 4126- 4135- 4136- 4176 4183- 4208- 4273- 4277- 4299 4626 أبو غالب الجوهري 1567 أبو غالب بن الحصين 1982- 2656 أبو غالب الخفاف 3567 غالب بن غزوان 450 أبو غالب الكرخي 2850 أبو غالب الماوردي 253- 1407- 1483- 1703- 1846

1912- 1918- 2030- 2040- 2067 2095- 2130- 2176- 2237- 2665 2816- 2822- 2824- 2838- 2841 3072- 3113- 3131- 3157- 3279 3590- 3800- 3804- 3919- 3977 4140- 4145 غالب بن الوزير الغزي 3578 غانم بن أحمد الحداد 2711 غانم بن أحمد بن محمد 3810 أبو غانم بن أبي حصين 2724 غانم بن عبيد الله 2373 أبو غانم بن المأمون 2752 غانم بن محمد 2885 أبو غانم بن هبة الله 1236- 3546- 3662- 3852- 3853 4442- 4511- 4621 غانم بن يحيى بن عبد الباقي 207 أبو الغراف 3007 غزوة بنت زكريا 4043 أبو غزيه 1773 غسان بن مالك 2601- 2635 أبو غسان المدني 3190 غسان بن مضر 3561 غسان بن المفضل الغلابي 3576 ابن الغلابي 1530- 1787- 2215- 2219 ابن غلاق 2823 أبو الغنائم الدجاجي 1479- 2044 أبو الغنائم الزيدي 2417 أبو الغنائم بن الزينبي 194- 2039 أبو الغنائم بن شهريار 763- 774- 1570- 4524 أبو الغنائم بن أبي عثمان 2177- 3254- 3723- 3806- 3982 3985- 4115- 4126 أبو الغنائم بن علي 2994

أبو الغنائم بن المأمون 2564- 2596- 2614- 2636- 3308 3988 أبو الغنائم بن النرسي 1303- 1440- 1462- 1463- 1475 1482- 1511- 1536- 1568- 2102 2108- 2133- 2143- 2203- 2214 2318- 2565- 2569- 2813- 2819 2852- 2864- 2873- 2881- 3066 3071- 3338- 3362- 3615- 3670 3681- 3690- 3723- 3726- 3732 3793- 3831- 3873- 3911- 3933 3985- 3997- 4030- 4065- 4182 4330- 4448 أبو الغنائم بن هبة الله الرندي 2605 غندر 2577- 3966 أبو الغوث بن البحتري 3768 غياث بن ابراهيم 4131 غيث بن علي الصوري 341- 344- 385- 975- 1080- 1083- 2077- 2224- 2427- 2748 2953- 3341- 3394- 4016- 4052 4054 غيلان بن عبد الله 76- 77 ابن غيلان 4620 - ف- فاتك بن عبد الله المزاحمي 102 أبو فاخته 301 ابن فاذشاه 1865- 2817 فارس بن الحسين 4167 فارس بن أبي القاسم 723- 1150- 1203 فارس بن محمد بن علي 291 فارس بن المظهر بن غالب 4257 فاروق الخطابي 3035

فاطمة بنت الحسين 2562 فاطمة بنت أبي حكيم المؤدب 2075- 2081- 2179 فاطمة الزهراء 3546 فاطمة بنت عبد الله الجوزجانية 101- 365- 489- 499- 507- 515- 516- 517- 731- 748- 1116- 1146- 1184- 1230- 1811 1813- 2063- 2226- 2253- 2573 2579- 2581- 2722- 2750- 2790 2803- 4299- 4372 فاطمة بنت أبي عبد الله الطلقي 1222 فاطمة بنت أبي الفضل 99- 763- 2250- 2565- 2885- 2905- 3875 فاطمة بنت محمد البغدادي 282- 774- 782- 1263- 1570- 1844- 2066- 2093- 2130- 3272 3867- 4022- 4137- 4524 فاطمة بنت ناصر 3024 أبو الفتح بن أحمد الواسطي 2764 أبو الفتح الازدي الموصلي 1179 أبو الفتح بن البطي 337- 394- 678- 456- 843- 1237- 1998- 3455- 3909- 4440 4583- 4714 أبو الفتح بن بيان الحلبي 2915 أبو الفتح البيضاوي 2863 أبو الفتح بن الجلبي 1257 أبو الفتح بن أبي الحسن الصوفي 954 أبو الفتح بن الحسين 1180- 2172 أبو الفتح بن حمويه 1238- 1239- 4219- 4221- 4441 4442- 4507 أبو الفتح الخزفي 1119 أبو الفتح المدائني 3208 أبو الفتح الزاهد 4472 أبو الفتح بن السبطي 286

الفتح بن سلومة 4069 أبو الفتح بن شاه الشاذياخي 4516 أبو الفتح بن شاتيلا 1497 الفتح بن شخرف 1455 الفتح بن شرف 2657 أبو الفتح بن الصفار 1149 أبو الفتح بن عبد الله بن محمد 2543 فتح بن عبيد 744 أبو الفتح الفرغاني 724 أبو الفتح بن أبي الفرج 4114 أبو الفتح الفقيه 1073 أبو الفتح القزويني 1390- 1400 أبو الفتح الكروخي 1738 أبو الفتح الماكي 2712 أبو الفتح الماهاني 3234 أبو الفتح بن المحاملي 2108- 2205- 2839- 3178- 3249- 3286- 4021- 4183 فتح بن محمد 199 أبو الفتح المقدسي 2251 فتح الموصلي 4059 أبو الفتح بن أبي نصر 4261 أبو الفتوح البكري 3976 أبو الفتوح الحصري 1265- 1514- 1941- 3164- 4271 أبو الفتوح بن حمويه 1235 أبو الفتوح بن شاه الشاذياخي 955- 1234- 1235- 1237- 1239- 3425- 4217- 4219- 4221- 4225- 4229- 4286- 4407- 4419- 4440- 4441- 4442- 4507- 4617 أبو الفتوح بن أبي الفرج 2133- 3671 فتيان البانياسي 2400

أبو الفداء القوصي 1634- 3328 أبو الفداء الواعظ 1717 الفرات بن السائب 1710 فرات بن سليمان 1917- 4322 فراس بن علي العسقلاني 2000 فراس بن محمد بن عطاء الشامي 4768 فرج بن ابراهيم بن عبد الله النصيبي 1256 الفرج بن ابراهيم المرجئ 3497 أبو الفرج الأسفراييني 1479- 2143 أبو الفرج الاصبهاني 1049- 1279- 1431- 2893- 3781 أبو الفرج الببغاء 1086- 2529- 2530- 4209 أبو الفرج الثقفي 3580 أبو الفرج بن الجوزي 2173 أبو الفرج الحراني 1539 أبو الفرج بن الحسن 3804- 4117 أبو الفرج بن أبي الحسين بن يوسف 1675 أبو الفرج الحلبي 4570 أبو الفرج بن الرجاء 342- 763- 1180- 2172 فرج بن سعيد 4536 فرج بن عبد الله الحبشي 386 فرج بن فضاله 83- 282- 383- 1193- 2172 أبو الفرج بن القبيطي 798- 1444- 1460- 1476- 1537- 1664- 1729- 1732- 1733- 1836- 2632- 2781- 2977 الفرزدق 2573 فرعه بن سويد 2563 أبي فروة الجهني 2151- 2646 فروة بن سليمان الجهضمي 1535 فروة بن عفيف 2002 فروة بن لقيط 1335- 1336 فضال بن خير 1618

فضالة بن حسين بن عبد الرحمن 3422 فضالة بن حصين 338 فضالة بن عبيد 2984 أبو الفضل بن أحمد 2589- 2641- 3576 أبو الفضل بن أحمد الطوسي 1473 الفضل بن أحمد بن عبد الله 2620- 3429 أبو الفضل بن أحمد العجمي 1998 أبو الفضل بن أحمد الموصلي 3427- 3428 أبو الفضل بن اسحاق 3757 أبو الفضل بن البقال 1725- 2836- 3139- 3269- 3971- 4116- 4119- 4142 أبو الفضل بن بنيمان 4014 أبو الفضل التميمي 2164- 2217 الفضل بن جعفر التميمي 335- 1554- 2099- 2503- 2504- 2505- 2738 الفضل بن جعفر بن محمد المؤذن 4555 أبو الفضل الجنزوي 3171 الفضل بن الحباب الجمحي 744- 2009- 2014- 2063- 2189- 3005- 3007- 3222- 3703- 3777- 3920 أبو الفضل بن الحداد الفرضي 1094 أبو الفضل بن أبي الحسن التاجر 1594- 1998- 2589- 3429 الفضل بن الحسين بن ابراهيم 335 الفضل بن الحسين الاهوازي 1469 أبو الفضل بن الحكاك 1569- 1697- 2144- 2881 أبو الفضل بن الخشاب 3662 الفضل بن الخصيب 1644 أبو الفضل الخطيب 4657 أبو الفضل بن خميرويه 1478- 3272 أبو الفضل بن خيرون 286- 456- 1303- 1394- 1407- 1440- 1463- 1465- 1475- 1481- 1482- 1511- 1536-

1568- 1571- 1697- 1706- 1724- 1725- 1740- 1834- 1842- 1860- 1888- 1897- 1912- 1945- 1999- 2027- 2095- 2129- 2158- 2163- 2204- 2219- 2555- 3661- 2663- 2812- 2864- 3132- 3185- 3248- 3268- 3280- 3364- 3752- 3876- 3910- 3949- 3969- 3982- 3997- 3998- 4018- 4046- 4140- 4145 الفضل بن دكين 309- 311- 1473- 1856- 1915 2811- 3152- 3153- 3246- 3991- 4139- 4279 أبو الفضل الرازي 2643 أبو الفضل الربعي 1423- 1429 الفضل بن الربيع 3257 أبو الفضل الرياشي 4075- 4076 أبو الفضل الزربنحري 3257 الفضل بن زياد 1729- 3269 الفضل بن سالم بن مرشد 4148- 4161 أبو الفضل السعدي 3253 الفضل بن سلامة السلماني 2828 أبو الفضل بن سلامة 2043 أبو الفضل بن سليم 2853 أبو الفضل بن شافع 2768 الفضل بن شرف 454 أبو الفضل الشكلي 1556 الفضل بن صدقة 2184 الفضل بن سهل 2195- 2322- 3505- 3878- 4022

فضل بن سهل الاعرج 1378 الفضل بن سهل الأسفراييني 2298 الفضل بن سهل الحلبي 1090- 2619- 3286- 3310 الفضل بن سهل بن محمد الصفار 2511 أبو الفضل الطرواحي 3752 أبو الفضل الطوسي 4477- 4659 الفضل بن العباس بن ابراهيم 783- 1000 الفضل بن العباس بن سليمان 3755 الفضل بن العباس بن المأمون 3767- 3771 الفضل بن عبد الواحد الثقفي 1198- 4127- 4061- 4541 فضل بن عبد الوهاب 3566 الفضل بن عقيل الدمشقي 2395 الفضل بن عقيل بن عثمان العباسي 2398 الفضل بن علي بن أحمد الحنفي 4608 الفضل بن عيان 3949 الفضل بن غانم 362 أبو الفضل بن الفرات 2309 الفضل بن الفضل بن العباس الكندي 3416 أبو الفضل بن قرناص 1206- 1610 ابن الفضل القطان 1517- 1532- 1736- 2215- 2217 الفضل بن محمد 1566- 2480- 2811 أبو الفضل بن محمد 4043 الفضل بن محمد الاحدب 952 الفضل بن محمد الانطاكي 2707 الفضل بن محمد الحاسب 3228 الفضل بن محمد الشعراني 505 أبو الفضل بن محمد بن عبد الله الكرابيسي 3879 الفضل بن محمد بن الفضل 3633 أبو الفضل المقدسي 3104- 3394 أبو الفضل المكي 1476- 4118

فضل بن منيع المنبجي 1154 الفضل بن مهاجر 2294 أبو الفضل الموازيني 335 الفضل بن موسى 75- 76- 1405- 2167- 3032- 3088 أبو الفضل بن ناصر 80- 845- 896- 1094- 1440- 1892- 2157- 2164- 2214- 2215- 2217- 2568- 2679- 2839- 2881- 3103- 3133- 3138- 3238- 3275- 3641- 3894- 3897- 3911- 3969- 4045- 4065- 4118 أبو الفضل بن هاشم بن أحمد 3104 أبو الفضل الهاشمي 1425- 1799 الفضل بن يحيى البرمكي 2542 الفضل بن يحيى الفضيلي 2290 فضل اليزيدي 1650 الفضل بن يعقوب 3812 فضل الله بن أحمد 2432 فضل الله بن أبي الخير الميهني 4257- 4260 فضل الله الراوندي 2406 فضل الله بن عبيد الله الحسيني 2407 فضل الله بن محمد 2325 أم الفضل بنت الحارث 2566 الفضيل بن الزبير 2642 فضيل بن سهل 1311 فضيل بن عبد الله التمار 3425 الفضيل بن عبيد الله 1601 فضيل بن عمرو 4171 الفضيل بن عياض 1378- 3582- 3940- 4282- 4285 الفضيل بن محمد الفقيه 3889

فضيل بن مرزوق 296- 2324- 2322- 2323- 2324- 4040 الفضيل بن موسى 3681 الفضيل بن يحيى الفضلي 1072- 3878 الفضيل بن أبي يحيى 2757 فطر بن خليفة 2152 فطيس السبائي 3348 فلقط البطريق 4187- 4188- 4189 فهد بن سليمان 1646 فهد بن محمود العامري 2638 فهر بن بشر الداماني 4063- 4069- 4070 ابن الفهم 1571 أبو الفوارس الأنباري 2428- 3421 فيد بن عبد الرحمن 3699 ابن فيض 1659 الفيض بن اسحاق 2146- 2147 فيض بن وثيق 2578 فيل 2119 - ق- أبو قابوس بن لبيب 1434 قاسم بن ابراهيم 2678- 2679- 2771 أبو القاسم بن ابراهيم بن سنين الختلي 1275- 1797- 1801- 2046 أبو القاسم بن ابراهيم العلوي 2059 أبو القاسم بن أحمد البندار 813- 820- 845- 2436 أبو القاسم بن أحمد بن السمرقندي 3946 أبو القاسم الأذني 3189- 3589- 4043 أبو القاسم الازهري 825- 1383- 1736- 1911- 2386 2563- 3102- 3277- 3329- 3768 3768 أبو القاسم الاسدي 2850- 3798 أبو القاسم الاسعدي 3602

القاسم بن اسماعيل أبو العتاهية 1750 أبو القاسم الاسماعيلي 455- 786- 795- 1148- 1201- 1390- 1438- 1444- 1455- 1460 1476- 1529- 1537- 1545- 1604 1726- 1729- 1927- 1929- 2211 2217- 2632- 2781- 2849- 2864 2909- 2977- 3094- 3269- 3274 3276- 3345- 3366- 3447- 3469 3697- 3704- 3713- 3819- 3822 3823- 3825- 3892- 3893- 3894 3900- 3952- 3988- 4017- 4021 4278 أبو القاسم الاشبارياني 1988 قاسم بن أصبغ 3036- 3037- 3548 القاسم بن بابويه 2534 أبو القاسم بن البسري 361- 364- 365- 366- 368- 371 511- 514- 1743- 1845- 2816- 2879- 3102- 3466- 3254- 3723 3933- 4075- 4625 أبو القاسم بن بشار البغدادي 2213 أبو القاسم بن بشران 338- 1009- 1419- 1429- 1473 2095- 2163- 2175- 2236- 2567 2661- 2819- 2828- 2838- 3110 3194- 3185- 3230- 3279- 3577 3797- 3982- 3997- 4140- 4145 أبو القاسم بن البشري 1919 أبو القاسم بن بشكوال 2166- 2570- 2902- 2905- 2990 3035- 3168- 3235- 3249- 3254 3561- 4154 أبو القاسم البغوي 296- 1917- 2564- 2596- 2617 2636- 2879- 3073- 3308- 3370 3968- 4169

أبو القاسم بن أبي بكر 1171- 1198- 4541 أبو القاسم بن بوش 282- 1409- 1650- 1898- 2052 2058- 2072- 2584- 3078- 3523 أبو القاسم البندار 603- 829- 834- 857- 944- 2874- 3004- 3022- 3024- 3705 3759- 3762- 3766- 3773- 3789 3907- 3925- 4120 أبو القاسم بن بنين 1855- 3038 أبو القاسم البوصيري 438- 1595- 1750- 1855- 2049 2146- 2744- 2745- 2871- 2959 3038- 3303- 3415- 3417- 3429 3430- 3572- 3588- 3614- 3687 أبو القاسم بن بيان الرزاز 1788 أبو القاسم التنوخي 879- 1075- 1117- 1706- 2387 2825 أبو القاسم بن الجبلي 1044 أبو القاسم الجرجاني 2963 القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي 4417- 4701 أبو القاسم بن أبي الجن 2080 أبو القاسم بن حبابة 1743- 1917- 2564- 2596- 2636 3073 أبو القاسم بن حبيب 4180 أبو القاسم بن الحرستاني 302- 508- 600- 926- 1052- 1054- 1152- 1183- 1191- 1196 1279- 1446- 1465- 1676- 1726 1780- 1918- 2006- 2091- 2185 2379- 2475- 2752- 2798- 2811 2895- 3072- 3108- 3112- 3140 3289- 3776- 3813- 3830- 3894 4285- 4472- 4045 أبو القاسم الحريري 368- 371 القاسم بن الحسن 3332

أبو القاسم بن الحسن بن المنذر 2063- 3584 القاسم بن الحصين 1196- 1845- 1944- 2148- 2171 2401- 2877- 3089- 3124- 3430 3613- 3810- 3966- 4152 أبو القاسم الحلبي 3320 أبو القاسم الحموي 348 أبو القاسم الحنائي 2000 أبو القاسم الخزاعي 2661- 3871 القاسم بن خليفة 3033 أبو القاسم الخليلي 3871 أبو القاسم بن خنبقاء 2667- 4047 القاسم بن أبي داود الطرسوسي 220- 387 أبو القاسم الرازي 2963 أبو القاسم الرحبي 2816 أبو القاسم الرقي المنجم 663- 4206 أبو القاسم بن رواحة 144- 334- 389- 391- 780- 820 888- 1238- 1407- 1528- 1664 2752- 3340- 3624- 3641- 3877 4224- 4317- 4331- 4545- 4707 أبو القاسم الزاهد 1556 القاسم بن زكريا 383- 2058- 2401- 2707- 2719 2996 القاسم بن سالم الاخباري 1913- 2112- 2113- 2117- 2124 القاسم بن أبي سعد 752- 856- 2908- 3467 القاسم بن سلام 331- 1573- 1743- 1919- 2074- 2106- 2177- 2236- 2616 2664- 2816- 3112- 3173- 3320 3279- 3997- 4140 أبو القاسم بن سليمان بن بنين 1595 أبو القاسم بن سليمان المصري 2047 القاسم بن سهل 3207 أبو القاسم السوسي 1582- 2138- 2205- 2593- 3193 أبو القاسم بن أبي السعود 4335

أبو القاسم بن سويد 2769 أبو القاسم الشاعر 4433 القاسم الشامي 3782 أبو القاسم الشروطي 1312 أبو القاسم بن السمرقندي 301- 302- 309- 340- 374- 386 455- 497- 511- 605- 825- 861 1036- 1054- 1107- 1111- 1121 1196- 1215- 1375- 1388- 1401 1407- 1440- 1463- 1466- 1479 1481- 1523- 1568- 1649- 1836 1845- 1851- 1863- 1900- 1911 1913- 1917- 1919- 1945- 1998 2005- 2014- 2027- 2044- 2045 2057- 2067- 2093- 2096- 2098 2136- 2142- 2151- 2158- 2177 2225- 2250- 2475- 2566- 2589 2660- 2662- 2751- 2816- 2820 2836- 2855- 2893- 2895- 2921 2963- 2984- 2994- 3073- 3107 3114- 3116- 3139- 3149- 3163 3164- 3253- 3273- 3279- 3282 3362- 3366- 3639- 3826- 3843 3935- 3938- 3946- 3975- 3981 3996- 3997- 4019- 4020- 4031 4044- 4046- 4048- 4075- 4136 4142- 4234- 4278- 4346- 4625 أبو القاسم السهمي 455- 786- 1148- 1201- 1247 1296- 1438- 1444- 1455- 1460 1476- 1529- 1537- 1604- 2211 2217- 2781- 2849- 2864- 2909 2977- 3094- 3269- 3274- 3335 3345- 3364- 3450- 3704- 3713 3819- 3822- 3823- 3825- 3892

3893- 3894- 3895- 3898- 3900 3952- 3988- 4017- 4021- 4066 101- 298- 489- 520- 748- 387 1396- 1813- 1842- 2063- 2133 2226- 2307- 2581- 2750- 2803 3254- 3994- 4372- 4496 أبو القاسم بن الطبيز 1008 أبو القاسم الطرابلسي 1526 أبو القاسم الطرسوسي 3189- 3589- 4043 أبو القاسم بن طغان 1434 أبو القاسم بن الطفيل 1664- 2272- 2712- 3752- 3843 أبو القاسم الظفري 4325 أبو القاسم الشحامي 1265- 1486- 2099- 2276- 2716 3282- 3762- 3773 أبو القاسم بن صابر 3830- 4148 أبو القاسم الصيدلاني 3139 أبو القاسم بن الطبر 366 أبو القاسم الطبري 394 القاسم بن عباد الخطابي 2651 أبي القاسم بن عبدان 3990 القاسم بن عبد الرحمن 511 القاسم بن عبد الله الصفار 284- 782- 784- 2373- 2710 2717- 2884- 4139 القاسم بن عبد الله بن عمر 4132 أبو القاسم بن أبي عبد الله 1192 أبو القاسم بن عبد الملك 2109- 2128- 2161- 2564 أبو القاسم العبدي 1533 القاسم بن عروة 4678 أبو القاسم بن عروة 1195- 1228- 1236- 1241- 1249 1250- 1263- 1336- 1357- 1393 1395- 1408- 1433- 1436- 1437 1505- 1512- 1515- 1536- 1539 1540- 1541- 1544- 1567-

1571- 1572- 1595- 1620- 1628 1452- 1456- 1470- 1478- 1479 1639- 1649- 1660- 1665- 1667 1697- 1704- 1705- 1719- 2049 2059- 2087- 2112- 2125- 2137 2138- 2139- 2140- 2164- 2171 2193- 2196- 2205- 2211- 2238 2284- 2294- 2305- 2306- 2312 2313- 2323- 2332- 2333- 2370 2373- 2416- 2432- 2433- 2453 2458- 2469- 2472- 2505- 3112 3234- 3252- 3272- 3332- 3341 3366- 3582- 3585- 3880- 3881 3890- 3892- 3895- 3905- 3919 3924- 3925- 3930- 3945- 3961 3967- 3972- 3977- 3984- 3985 3992- 3995- 3996- 4410- 4474 4523- 4538- 4555- 4601- 4668 أبو القاسم العطار 852- 2577- 3683 أبو القاسم بن أبي العقب 332- 579- 582- 586- 852 1177- 1179- 1446- 1849- 2140 2153- 2823- 3109- 3805- 3953 4317- 4601 أبو القاسم بن أبي العلاء 332- 579- 582- 586- 618 1059- 2091- 2153- 2470- 2604 2743- 4170 أبو القاسم بن العلاف 2125 القاسم بن علقمه 2000 أبو القاسم العلوي 438- 2011- 2059- 2082- 2087 3421- 3768- 4029- 4050 أبو القاسم بن أبي علي الانصاري 878- 4151 أبو القاسم بن أبي علي البصري 705

القاسم بن علي بن الحسن بن عساكر 253- 333- 582- 587- 712 1696- 1724- 2138- 2205- 2757 2927- 3065- 3102- 4134- 3322 3394- 3464- 3592- 3732 أبو القاسم بن أبي على الرماني 879 أبو القاسم بن علي بن الصقر 1788 القاسم بن عيسى العصار 1480- 1530- 1533- 1734- 1929 4023 القاسم بن غانم المهلبي 3039 القاسم بن غزوان 1462 أبو القاسم بن أبي الفرج 2429 أبو القاسم الفرغاني 1066 القاسم بن الفضل الثقفي 285- 1273- 1421- 1670- 2285 2585- 2948- 3414- 3419- 3604 القاسم بن الفضل الحداني 285 أبو القاسم بن أبي الفضل 2093 أبو القاسم بن فضلان الطرسوسي 1877 أبو القاسم بن القاسم 2109- 2161- 3168- 3254- 3561 القاسم بن القاسم السياري 77 أبو القاسم القاضي 1182- 1397- 1439- 1441- 1457 1504- 2567- 4592 أبو القاسم القشيري 1235- 1237- 1238- 1239- 3305 4221- 4222- 4225- 4394- 4407 4419- 4442 أبو القاسم بن القطاع 251 أبو القاسم بن قميره 1788 أبو القاسم اللخمي 899 القاسم بن الليث 3817 أبو القاسم بن أبي محمد الأسدي 202- 1163- 1361- 1420- 1435 1454- 1520- 1554- 1649- 1660 1698- 1714- 1737- 2000- 2039 2088- 2113- 2117- 2144- 2156 2163- 2168- 2213- 2219- 2296

2330- 2431- 2453- 2467- 2505 2660- 2682- 2799- 3081- 3195 3234- 3274- 3297- 3302- 3805 3828- 3975- 3985- 4041- 4169 4184 القاسم بن محمد بن أبي بكر 781- 2455- 4122- 4241 قاسم بن محمد الدلال 4029 القاسم بن محمد بن عباد المهلبي 3924 القاسم بن محمد بن عبد الرحمن 3071 أبو القاسم بن أبي محمد الزاهد 2775 أبو القاسم بن محمد القاضي 1237- 1265- 1517- 1535- 1739 1767- 1802- 1837- 2039- 3041 2640- 2840- 2894- 3066- 3252 3362- 3811- 3826- 3881- 4046 القاسم بن محمد النحوي 4119 القاسم بن مخيمرة 4686 أبو القاسم بن مسعدة 386- 771- 798- 1524- 3335 3364 القاسم المطرز 786 أبو القاسم بن مطكود السوسي 1860- 3102 القاسم بن معتمر 2875 أبو القاسم بن معروف 4323 القاسم بن معن 4044 أبو القاسم بن المغربي 3025 أبو القاسم المفسر 724 أبو القاسم بن مكي بن موقى 3253 أبو القاسم بن منده 794- 1441- 1478- 1539- 1660 1667- 1698- 1731- 1737- 1757 1834- 1862- 1888- 2029- 2138 2814- 2848- 2850 أبو القاسم بن المنذر 2834- 3733- 3966 أبو القاسم بن منصور 769- 1309- 1313

القاسم بن أبي المنذر 2581 أبو القاسم بن منيع 3887 أبو القاسم المهرواني 4242 أبو القاسم مؤذن بني مازن 2636 أبو القاسم النسيب 98- 1311- 1316- 1382- 1427 1491- 1595- 1705- 1855- 2014 2052- 2074- 2469- 2583- 2645 3572- 3614- 4325 أبو القاسم النصر أباذي 848 القاسم بن هاشم 2898 أبو القاسم بن هبة الله بن محفوظ 2420 أبو القاسم الهبيري 2784 أبو القاسم الواسطي 1446- 1536- 1844- 3831 القاسم بن يحيى بن نصر 3470 قاسم بن يزيد الجرمي 383- 4059 أبو القاسم بن أبي يعقوب الدمشقي 1390 أبو القاسم بن يوسف المعري 747 أبو القاسم بن يونس 3206 القاضي الفاضل 2548 قبيحة أم المعتز 3774 قبيصة بن عقبه 511- 1858- 2042- 2171- 2796 3289- 3582 ابن القبيطي 1531- 1537- 1734 أبو قبيل المعافري 487- 506 قتادة بن دعامة 365- 607- 693- 1227- 1259 2267- 2297- 2862- 3681- 3879 أبو قتادة السلمي 2480 أبو قتادة العدوي 1000 قتيبة بن بسام 455 قتيبة بن سعيد 385- 1307- 2479- 3387- 3686 3689- 3993- 4143- 4258 قتيبة بن عمر الحنفي 3711- 3712

أبو قتيله 337 قثم بن العباس 2566 قثم بن أبي قتادة 4528 القحذمي 1898- 3925 أبو قدامة الرملي 4596 أبو قدامة السرخسي 4211 قدامة بن عبد الله 1013 قدامة المصيصي 1616 قدامة بن موسى 281 قراتكين بن الاسعد 1846- 2175- 2811- 2837- 3181 3469- 3998- 4139 قراطاش بن طنعاش 2543- 2544 قران بن تمام 4335 قره بن حبيب 3617 قرة بن خالد السدوسي 2642 قرواش بن المقلد العقيلي 2542 قريش المكتب 3809 القزاز 1380- 1394- 1400- 1401- 1417 1426- 1431- 1494- 1514- 1528 1530- 1734- 2347 قسطنطين بن عبد الله الرومي 1469 قطبة بن العلاء 1202 قطري الحساب 2584 قطن بن ابراهيم 2622- 4041 القطيعي 1306- 1308- 1310- 1311 القعقاع بن خليد 3620 قعنب بن المحرز 2593- 2661- 2812- 3710- 4140 أبو قلابة الرقاشي؟؟؟ 769- 2642 القوصي 1574- 1613 قيس بن جبير 618 قيس بن أبي حازم 515- 2172- 3143- 3144- 3150 3152- 3335- 4004

قيس بن الحجاج 4518 قيس بن حفص 3970 قيس بن الربيع 290- 1302- 2106 قيس بن سعد 4058 قيس بن سليم العنبري 3584 قيس بن عبد الرحمن 4241 قيس بن فهدان الكندي 2131 قيس بن مسلم 3352 قيس بن الملوح المجنون 4211 قيصر بن المظفر 4262 - ك- كامل بن أحمد بن أبي جميل 2261- 3828 كامل بن طلحة 3285 أبو كامل مولى الغاز 4063 أبو كبشة الانماري 2457- 2775- 3550 كثير بن أبي اسماعيل 2152 كثير بن الربيع 508 كثير بن زاذان 2467 كثير بن زيد 2598 كثير بن أبي صابر 564 كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف 1443- 3284 كثير بن عبيد المذحجي 1128 كثير بن كثير بن المطلب 4036 كثير بن مرة 340- 2751 كثير بن مروان المقدسى 998 كثير المري 386 كثير النواء 4027- 4038 كثير بن هشام 302- 1917- 2892- 2894- 2895 2896- 3169 كدير الضبي 2603 أبو الكرم الشهرزوي 1247- 1275- 1664- 2632- 3335

أبو كريب الهمذاني 309- 703- 1303- 2128 2183 2250- 2308 كرز بن وبره 3304 كريمه بنت عبد الوهاب 1038- 1460- 3403 الكزبراني 2601 كعب الاحبار 43- 44- 163- 201- 281- 339 343- 386- 404- 490 كعب بن جعفر البلخي 2182 أبو كعب الخزاعي 3523 ابن كعب القرظي 2668 ابن الكلابي راوية أبي فراس 2533 كلثوم بن جبر 4497 كلثوم بن زياد 490- 497 أم كلثوم بنت سعد 4241 الكميت بن زيد الشاعر 3497 أبو الكنود 2222- 3008 كهمس بن الحسن 620- 1302 كوكبوري بن علي 3721- 4202 كيخسره بن يحيى 2494- 2699 - ل- لاحق بن الحسين بن عمران 2511 لبطة بن الفرزدق 2612- 2613 لعقال بن خويلد 3006 ابن لقمان 2650 لوط بن يحيى 310- 2131- 2606- 3671- 3673 3784- 4186 لؤلؤ بن عبد الله الغنوي 1750- 2328 لوين 2771 الليث بن الحسن 1789

الليث بن سعد 366- 374- 375- 380- 386- 487- 506- 1473- 1565- 1813 2224- 2225- 2654- 2664- 2736 2750- 2823- 2852- 2855- 2856 2891- 2959- 3036- 3618- 3993 3994- 4048- 4049- 4059- 4543 ليث بن أبي سليم 861- 2172- 3314 ليث بن أبي سليم 861- 2172- 3314 الليث بن عبدة 1538 الليث بن أبي الفارس 3635 أبو الليث بن محمد 4420 أبو ليلى الكندي 2108 ابن لهيعة 1183- 1493- 1813- 2117- 2129 2142- 2224 - م- ابن ماجه القزويني 2834 مالك بن أحمد بن علي 3748 مالك بن أدهم السلاماني 3731 مالك بن اسماعيل 3303 أبو مالك الاشجعي 297- 2172- 4151 مالك بن أعين 4056- 4057 مالك بن أنس 152- 737- 919- 1493- 2258- 2479- 2507- 2678- 2722- 2757 2771- 2773- 2882- 2918- 3158 3562- 3804- 3815- 3936- 3937 3935- 3938- 3981- 3984- 3992 3993- 3994- 4120- 4139- 4241 4258 مالك بن الحسن بن مالك 1750 مالك بن حوشب 2618 مالك بن الخير الريادي 1172 مالك بن دينار 1060- 1302- 2074- 2082- 2287 3573

مالك بن أبي الرجال 1571 مالك بن زهدم 3619 مالك بن أبي سعد الدمشقي 1229 مالك بن سعيد 1561 مالك بن صحار 2602 مالك بن صعصعة 365 مالك بن عمير 3351 مالك بن عيسى 916 مالك بن كعب 4186 مالك بن مغول 2253- 3571- 3572- 3578- 3580 3793- 3794 أبو مالك النخعي 4211 مالك بن يحيى القلانسي 392- 513- 740- 2799 مأمون المصري 784 المأمون العباسي 2000 مأمون بن مأمون (خوارزم شاه) 1108 المبارك بن أحمد الأنصاري 2712- 2764- 2765- 3879 المبارك بن أحمد بن عبد العزيز 2595 المبارك بن أحمد بن المستوفي 2749- 3721 المبارك بن أبي بكر 2582- 3679- 3835 المبارك بن أبي بكر بن حمدان 2429- 2749 المبارك بن أبي بكر الخواص 295- 2150 المبارك بن أبي بكر الموصلي 1117- 2755 المبارك بن حمدان الموصلي 1143 المبارك بن الحسن الشهرزوري 847 المبارك بن أبي الحسن 1998 مبارك بن سعد 3584 مبارك بن سعيد 3571- 3581 مبارك بن شبل 4078- 4157 المبارك بن أبي شيبة 3641 المبارك بن عبد الجبار 299- 306- 312- 319- 360- 597- 616- 861- 862- 1040- 1150- 1190- 1203- 1321- 1407

1412- 1459- 1482- 1483- 1573 1636- 1659- 1664- 1697- 1731 1735- 1821- 1822- 1837- 1846 1895- 2059- 2094- 2102- 2130 2175- 2218- 2220- 2252- 2274 2450- 2502- 2595- 2598- 2656 2816- 2834- 2839- 3040- 3075 3182- 3198- 3260- 3266- 3267 3268- 3270- 3278- 3340- 3342 3392- 3443- 3503- 3550- 3551 3590- 3623- 3625- 3629- 3734 3738- 3753- 3790- 3820- 3842 3876- 3889- 3893- 3894- 3895 3977- 4047- 4048- 4064- 4071 4141- 4168- 4182- 4222- 4242 4385- 4429- 4501- 4506- 4600 4617- 4652- 4660- 4707 المبارك بن عبد الرحمن بن زريق 3076- 3939 المبارك بن عبد الرحمن القزاز 953 المبارك بن عبد الرحمن بن محمد 3194- 4134 المبارك بن عبد العزيز الانصاري 1061 المبارك بن عبد الوهاب 3082- 3635- 3797 المبارك بن علي الشمري 3522 المبارك بن علي بن عبد الباقي البغدادي 3245- 3468 المبارك بن علي بن محمد الصيرفي 1274- 2545- 3199 المبارك بن فاخر النحوي 2769 المبارك بن فضالة 607- 1581- 2111- 4305 المبارك بن محفوظ 692 المبارك بن محمد بن عبد الواحد 4210 المبارك بن محمد بن فريد 383- 3799- 3943- 4114 المبارك بن مزيد الخواص 616- 3266- 3268- 3278- 4169 مبشر بن اسماعيل 721- 774- 2203- 2898- 3910 4507- 4536

مبشر بن أبي سعد 3635 أبو المتوكل الناجي 3617 المثنى بن زرعة بن محمد بن اسحاق 3127 مجاعة بن الزبير 2297 مجالد بن سعيد 301- 310- 519- 2166- 2171- 2286- 3161- 3673- 3783 مجالد بن عبيد الله 3414 أبو المجاهد الطائي 3917 ابن مجاهد القارئ 175 مجاهد الدين قايماز 3721- 4251- 4254- 4255 مجاهد بن معاوية 455- 847- 861- 2151 مجاهد بن موسى 339 ابن المجدر 382 مجلي بن جميع 4151 مجمع بن زيد 4000 مجمع بن يعقوب 3980 محارب بن دثار 1096 أبو المحاسن بن اسماعيل الشواء 4611 أبو المحاسن بن الاصفهبد 1171- 1198- 4061- 4541 أبو المحاسن البرمكي 1190- 1374- 1445- 1455- 1460 1479- 1484- 1609- 1929- 2211 2215- 2217- 2849- 2864- 2909 3092- 3094- 3269- 3274- 3275 3276- 3447- 3450- 3469- 3697 3699- 3704- 3713- 3796- 3817 3819- 3823- 3825- 3833- 3892 3893- 3895- 3900- 3952- 3988 4017- 4018- 4021- 4066 أبو المحاسن الغانمي 2918 أبو المحاسن بن الفضل 1675- 1696- 1698- 1432- 3103 3173- 3112- 3179- 3248- 3194 3250- 3527- 3746- 3776- 3805

3880- 3895- 3926- 3940- 4053 4169- 4285 أبو المحامد القوصي 984- 985- 995- 1244- 1578- 1612 المحب بن محمود البغدادي 2767 محبوب بن الحسن الهاشمي 4307 محبوب بن محمد البردعي 1855 محرز بن حيان 3307 المحسن بن ابراهيم الصابئ 4204- 4205- 4208 المحسن بن أحمد بن ابراهيم 2250- 3696 المحسن بن الحسين بن محمد 4150 المحسن بن حمزة الوراق 1778- 2291 المحسن بن علي التنوخي 479- 842- 1085- 2530- 3503 4204- 4323 المحسن بن علي بن كوجك 674 المحسن بن علي بن محمد 3183 المحسن بن عمرو 864 محفوظ بن أحمد الكلوذاني 1294 محفوظ بن الحسن بن محمد 2592- 3942 محفوظ بن عبد الله الحضرمي 3303 محفوظ بن الفضل 3427 محفوظ بن هلال 364- 2621- 3152 محل بن خليفة 3917 محمد بن أبان البلخي 1669- 2173- 3652 محمد بن ابراهيم بن أسد الصوري 199- 1203 محمد بن ابراهيم (أبو أميه) 1373 محمد بن ابراهيم البوشنجي 3040 محمد بن ابراهيم التميمي 2533- 4281 محمد بن ابراهيم الجدري 1743 محمد بن ابراهيم الجرجاني 1222- 2585 محمد بن ابراهيم الجماري 744 محمد بن ابراهيم بن بنت جناد البغدادي 4506 محمد بن ابراهيم الجوزي 3258

محمد بن ابراهيم بن الحارث 2237 محمد بن ابراهيم الخولاني 3414- 3813 محمد بن ابراهيم الدمشقي 2145 محمد بن ابراهيم الديبلي 296- 217- 3577- 4475 محمد بن ابراهيم بن أبي الرجال 4064 محمد بن ابراهيم الرقي 774 محمد بن ابراهيم بن السري 3270 محمد بن ابراهيم بن أبي سكينة 2710 محمد بن ابراهيم بن سليمان 1605 محمد بن ابراهيم الشافعي 1927- 3030- 3810- 4114 محمد بن ابراهيم بن شعيب 1536 محمد بن ابراهيم بن عيدان 4223 محمد بن ابراهيم بن عبد الله 2641 محمد بن ابراهيم بن عرفه (نفطويه) 4695 محمد بن ابراهيم بن العلاء الشامي 3229 محمد بن ابراهيم بن علي المقرئ 99- 282- 383- 607- 611- 774 781- 782- 861- 1048- 1056- 1153- 1189- 1203- 1256- 1312 1502- 1519- 1540- 1783- 2289 2310- 2849- 2885- 2893- 3170 3679- 3815- 3886- 3943- 3957 4115- 4287- 4524 محمد بن ابراهيم الغازي 2346 محمد بن ابراهيم القرشي 2879 محمد بن ابراهيم الكتاني 2138 محمد بن ابراهيم الكوفي 2839 محمد بن ابراهيم بن محمد الاصبهاني 2895- 3365- 4022 محمد بن ابراهيم بن محمد البصري 1480 محمد بن ابراهيم بن محمد الطرسوسي 1738- 2838- 3097- 3274- 3341 3984- 3990- 4031- 4258 محمد بن ابراهيم بن محمد بن يحيى 1307 محمد بن ابراهيم بن مروان 337- 1177- 1179- 2744

محمد بن ابراهيم المروزي 2561- 3895 محمد بن ابراهيم المزكي 1408- 1517- 3229 محمد بن ابراهيم بن مسلم الاربلي 263- 454- 455- 768- 1229- 1274- 1303- 1304- 1308- 1317 1497- 1786- 1793- 1797- 1827 2083- 2307- 2588- 2643- 3107 3265- 3282- 3404- 3412- 3413 3415- 3417- 3423- 3424- 3426 3623- 3748- 4061- 4596 محمد بن ابراهيم بن مسلم الطرسوسي 4319 محمد بن ابراهيم بن مهدي 1491 محمد بن ابراهيم المؤذن 1266 محمد بن ابراهيم النسائي 4038- 4039 محمد بن ابراهيم بن نيروز 76- 1469- 3347 محمد بن ابراهيم هرون الهمداني 1166 محمد بن ابراهيم الهاشمي 1522 محمد بن ابراهيم بن أبي وداعه 1717 محمد بن ابراهيم بن يحيى الجزوري 3227 محمد بن ابراهيم بن يعقوب بن داود 3050 أبو محمد الآبنوسي 2157- 2659- 2903 محمد بن أبي 1246 محمد بن أحمد 319- 489- 1477- 1594- 1595 1605- 1614- 1635- 1642- 1663- 1697- 1701- 1727- 1843 1855- 1892- 1947- 2000- 2020 2026- 2059- 2080- 2088- 2089 2130- 2141- 2236- 2306- 2317 2591- 2593- 2632- 2864- 2865 3057- 3067- 3081- 3143- 3158 3306- 3582- 3589- 3614- 3954 4016- 4117- 4420- 4484- 4708 محمد بن أحمد بن أبان 4617

محمد بن أحمد بن ابراهيم 163- 3307- 3686- 3688- 3810 3815- 4388- 4571 محمد بن أحمد بن ابراهيم العسال 748- 1196- 3053 محمد بن أحمد بن ابراهيم بن الحسن 3385 الاطروش محمد بن أحمد بن ابراهيم بن فيل 2250 محمد بن أحمد بن الآبنوسي 2830- 3757- 3761- 4626- 4627 أبو محمد بن أحمد 3731 أبو محمد بن أحمد الاحمدي 3113 محمد بن أحمد بن أحمد 2637 محمد بن أبي أحمد 138 محمد بن أحمد الاخميمي 1800- 2899 محمد بن أحمد بن ادريس 789 محمد بن أحمد بن محمد الآدمي 3823 أبو محمد بن أحمد الأديب 3718 محمد بن أحمد الأرتاحي 2600- 3189- 3682- 3992 محمد بن أحمد الأردستاني 4400 محمد بن أحمد بن اسحاق 1742- 2158- 3113- 3280- 3969 3998- 4046- 4140 محمد بن أحمد الاسحاقي 2947 محمد بن أحمد الأسفزاري 1484 محمد بن أحمد بن اسماعيل 1493- 3270- 3749 محمد بن أحمد بن اسماعيل بن سمعون 4005 محمد بن أحمد الاسماعيلي الجرجاني 1151 محمد بن أحمد الأصبهاني 2108- 2204 محمد بن أحمد الأنباري 783- 1616- 2940 محمد بن أحمد الأهوازي 1572- 1946- 2204- 2810 محمد بن أحمد البابسيري 1465- 1481- 1945- 2109- 2158 2165- 2177- 2652- 2812- 3102 3131- 3268- 3276- 3278- 3338- 3364 3949- 4047 محمد بن أحمد بن البخاري 1974 محمد بن أحمد بن بختيار 2761

محمد بن أحمد بن البراء 361- 600- 814- 1518- 1800- 2836- 3816 محمد بن أحمد بن برد 369 محمد بن أحمد البروجردي 1288 محمد بن أحمد البزاز 3923 محمد بن أحمد بن بشران 287- 301- 309- 315- 2529 3059- 3761- 3775- 3798- 4274 1703- 2038 محمد بن أحمد البغدادي 1703- 2038 محمد بن أحمد بن أبي بكر 3428 محمد بن أحمد البوراني 4066 محمد بن أحمد البيروني 98 أبو محمد بن أحمد التاجر 3683 محمد بن أحمد بن تميم (أبو العرب) 915 محمد بن أحمد التميمي 2945 محمد بن أحمد الثقفي 763 محمد بن أحمد بن الجارود الجارودي 2038 محمد بن أحمد الجرجاني 3683 محمد بن أحمد بن محمد الجرجاني 4016 محمد بن أحمد بن جعفر 3117- 3803- 3820- 4183 محمد بن أحمد بن جميع 1178- 1256- 2561- 2574- 2808 2999- 3592- 4217- 4378 محمد بن أحمد الجيهاني 358- 397 محمد بن أحمد الحذاء 3788 محمد بن أحمد الحريري 1911 محمد بن أحمد بن الحسن 1196- 2502- 2567- 2817- 3580 3685- 4049- 4282 محمد بن أحمد بن الحسن الصواف 2659 محمد بن أحمد بن الحسن الكرجي 1434 محمد بن أحمد بن الحسن بن جاجه 3227 محمد بن أحمد بن الحسين 374- 2042- 2347- 4005 محمد بن أحمد بن الحطاب 2744- 2745 محمد بن أحمد بن حفص 3185 محمد بن أحمد بن أبي حكمة 2286

محمد بن أحمد بن حكيم 2990 محمد بن أحمد الحكيمي 1765 محمد بن أحمد بن حماد 1476- 1530- 1538- 1946- 2216 2810- 3197- 3295- 3819- 3986 4016- 4020- 4068- 4299 محمد بن أحمد بن حمدان 1256- 1469 محمد بن أحمد بن حمدون البالسي 1459 محمد بن أحمد بن حمزة 1533- 1534- 3628 محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان 1313- 1342- 1595- 2042 محمد بن أحمد بن خيرون 1742 محمد بن أحمد بن حماد الدولابي 1388- 1530- 1706- 3269- 3822 محمد بن أحمد الذهلي 3245 محمد بن أحمد الرازي 418- 7585- 1109- 1166- 1169 1850- 2744- 2866- 3083- 3326 3420- 3822- 3920- 3990 محمد بن أحمد الرافقي 100- 1378- 2782- 2791 محمد بن أحمد الربعي 4041 محمد بن أحمد بن رزق 600- 754- 814- 1379- 1383 1529- 1732- 1800- 2158- 2403 2878- 3346- 3776- 3816- 3843 3875 محمد بن أحمد بن رزقويه 41- 867- 3809- 4684 محمد بن أحمد بن رزيق 1735 محمد بن أحمد الذمام 207 محمد بن أحمد الزهري 1248 محمد بن أحمد بن زهير 1510 محمد بن أحمد بن زيد 3281 محمد بن أحمد السعدي 418- 2224- 2811 محمد بن أحمد بن سعيد الرازي 4507 محمد بن أحمد بن سعيد الروزبهان 767 محمد بن أحمد بن سلم العذاب 1518 محمد بن أحمد بن سلمة 574- 4179

محمد بن أحمد بن سليمان 2163- 2567- 2811- 2896- 3138 3582- 4142 محمد بن أبي أحمد السمرقندي 4349 محمد بن أحمد بن علي السمسار 3057 محمد بن أحمد بن سمعون 2574- 2580- 4038 محمد بن أحمد بن سهل بن بشران 2534- 2545- 3199- 4206- 4272 4274 محمد بن أحمد الشاشي 2475 محمد بن أحمد بن شعيب 2897 محمد بن أحمد بن شمعون 952- 3093 محمد بن أحمد بن شيبه 1731- 2831- 2834- 3985 محمد بن أحمد بن صرما 1006 محمد بن أحمد بن أبي الصقر 497- 865- 1045- 1403- 1785 2091- 2141- 2812- 2958- 3287 3362- 3390- 3421- 3447- 3924 3896- 4019- 4020- 4073 محمد بن أحمد بن الصواف 574- 2659- 2660- 3074- 3156 محمد بن أحمد الصياد 384 محمد بن أحمد بن الصيداوي 703 محمد بن أحمد الصيرفي 2668 محمد بن أحمد الضبي 2077 محمد بن أحمد بن طاهر 2267- 3033- 3127 محمد بن أحمد الطرسوسي 997- 2180- 2249- 2517- 2526 2561- 2782- 2800- 3433- 3546 3956 محمد بن أحمد (أبو الطيب) 165 محمد بن أحمد بن عبد الله الاقطع 4658 محمد بن أحمد بن علي 2581 محمد بن أحمد بن عمر 1525 محمد بن أحمد بن غانم 916 محمد بن أحمد بن الغطريف 1523 محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفراوي 3370 محمد بن أحمد بن الفرج 374

محمد بن أحمد بن أبي فروة 2561 محمد بن أحمد الفقيه 2136 محمد بن أحمد بن أبي الفوارس 384 محمد بن أحمد بن الفيض 4221 محمد بن أحمد بن القاسم 4256- 4261 محمد بن أحمد قاضي واسط 2767 محمد بن أحمد القاضي 1307 محمد بن أحمد القائني 3404 محمد بن أحمد القرطبي 324 محمد بن أحمد بن علي القسطلاني 3319- 3120 محمد بن أحمد القماح 382- 386 محمد بن أحمد القواس 846- 3621- 4612 محمد بن أحمد الكاتب 90- 1769- 3714 أبو محمد بن أحمد الكتاني 3805 محمد بن أحمد الكوفي 2518- 2519 محمد بن أحمد اللبان 3028 محمد بن أحمد اللخمي 3830 محمد بن أحمد اللؤلؤي 2217 محمد بن أحمد بن المثنى 3687 محمد بن أحمد بن محبوب 2775 محمد بن أحمد المحبوبي 75- 2057 محمد بن أحمد بن محمد 2194- 2211- 2317- 2835- 3126 3154- 3184- 3728- 3818- 3819 3894- 3992- 4032- 4066- 4112 4299 محمد بن أحمد بن محمد البغدادي 1151 محمد بن أحمد بن محمد رزقويه 3302 محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان 1395 محمد بن أحمد بن محمد بن الطرسوسي 2315 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد 3435 محمد بن أحمد بن محمد الغنجار 1395 محمد بن أحمد بن محويه 1729 محمد بن أحمد المخزومي 1675

محمد بن أحمد بن المسلمة 2130- 2769- 3436- 3923- 4043 4123 محمد بن أحمد المعيطي 4094 محمد بن أحمد بن محمد المفيد 599- 3759- 4660 محمد بن أحمد بن محمد المقدسي 4520 محمد بن أحمد المقدمي 1843- 2164- 2568- 2813- 2839 3139- 3819- 3970- 3986- 4117 4020 محمد بن أحمد بن منصور 2739 محمد بن أحمد المنقري 4015 محمد بن أحمد بن المهتدي 3340 محمد بن أحمد بن مهدي 1171- 1172- 3976 محمد بن أحمد بن موسى السوانيطي 1456 محمد بن أحمد بن محمد النقور 1093- 4605 محمد بن أحمد النابلسي 775 محمد بن أحمد النحوي 289- 1790- 1899 محمد بن أحمد النسابه 637- 1973 محمد بن أحمد النسائي 1787 محمد بن أحمد النيسابوري 1851- 3450 محمد بن أحمد بن يعقوب بن نسيبه 3895 محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني 4329- 4650 محمد بن أحمد بن النضر 44- 345 محمد بن أحمد النعالي 1786 محمد بن أحمد بن هرون 294- 333- 485- 514- 515- 1059 1195- 3994- 4187- 4281- 4335 محمد بن أحمد الهاشمي 1452- 1466- 2561 محمد بن أحمد الهروي 805 محمد بن أحمد الوادعي 2252 محمد بن أحمد الوازعي 2856 محمد بن أحمد الواعظ 1383 محمد بن أحمد الوكيعي 2042- 3991 محمد بن أحمد بن الوليد 1177- 1179- 2573- 4052

محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة 299- 611- 811- 1379- 1389 1395- 1400- 1408- 1513- 1541 2346- 2721- 2880- 2897- 2994 3109- 3114- 3254- 3340- 3344 3443- 3723- 3872- 3901- 3982 4045- 4115- 4126 محمد بن أحمد بن يعقوب المصيصي 1248- 4191 محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد 3399 محمد بن أحمد بن يوسف 1270 محمد بن أحمد بن يوسف بن بريد 731 محمد بن أحمد بن يوسف بن شمة 2196 محمد بن أحمد بن العباس الاخميمي 3125 محمد بن أحمد بن العباس الخلال 2575 محمد بن أحمد بن عبد الاعلى 2724 محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني 3154- 3401 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن 2286- 2456 محمد بن أحمد بن عبد الرحيم 2258- 3056- 3093- 3810 محمد بن أحمد بن عبد الله 2067- 2664- 4125 محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي 337- 2097- 2137- 2167- 2203 3107- 3990- 4040 محمد بن أحمد بن عبد الله العجمي 2584- 2585- 2617- 3422- 3424 محمد بن أحمد بن عبد الله بن مروان 2350 محمد بن أحمد بن عبد الواحد 102 محمد بن أحمد بن عبدوس 1484- 2846 محمد بن أحمد العبدي 4258 محمد بن أحمد بن عبيد الاقطع السلمي 3889 محمد بن أحمد بن عبيد الله 4029 محمد بن أحمد العتكي 800 محمد بن أحمد بن عثمان 1039- 1040- 2567- 3427 محمد بن أحمد العسال 748- 1502- 1503 محمد بن أحمد بن عقيل 4216 محمد بن أحمد العلقمي 876

محمد بن أحمد بن علي 253- 333- 498- 573- 582- 587 712- 719- 852- 1313- 2002 2043- 2048- 2059- 2061- 2146 2419- 2583- 2637- 2644- 2828 2871- 2947- 3002- 3053- 3055 3074- 3076- 3162- 3171- 3188 3189- 3190- 3294- 3303- 3308 3387- 3418- 3420- 3423- 3519 3563- 3588- 3652- 3682- 3812 3941- 3992- 4073- 4075- 4102 4122- 4335- 4710 محمد بن أحمد بن علي بن جابر 2453 محمد بن أحمد بن علي بن جعفر 1126 محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز الخطيب 1371 محمد بن أحمد بن علي الفنكي 386- 3078- 3215- 3358 محمد بن أحمد بن علي القرطبي 1013- 1137- 1319- 1360- 1790 1819- 1930- 2051- 2074- 2927 2952- 3394 محمد بن أحمد بن علي النحوي 3406 محمد بن أحمد بن عمارة 4649 محمد بن أحمد بن عمر الصابوني 1380 محمد بن أحمد بن أبي العوام 3097 محمد بن أحمد بن أبي عون 485 محمد بن أحمد بن عيسى 3828- 4016 محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن 2406 محمد بن أحمد بن محمد بن سراقة 3885 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد 3389 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد 3946 محمد بن أحمد بن محمد بن عمر 3403 أبو محمد بن الاخضر 4430

محمد بن ادريس 306- 616- 1840- 3673- 3918 4022- 4050- 4054- 4059- 4286 4712 محمد بن إدريس بن الحجاج الانطاكي 1189 محمد بن إدريس الرازي 1186- 1518- 1703- 3026- 3753 4279 محمد بن إدريس السامي 3223 محمد بن إدريس الشافعي 1303- 2038- 4259 محمد بن إدريس الشعراني 362 أبو محمد الاديب 3948 محمد بن الازهر الكاتب 296- 599- 836- 839- 2170 3577- 4757 محمد بن أبي أسامة 1860- 3618 محمد بن اسحاق 280- 1333- 1386- 1569- 2026 2210- 2226- 2568- 2572- 2643 2648- 2722- 2811- 3035- 3104 3138- 3229- 3255- 3308- 3335 3400- 3403- 3569- 3574- 3577 3578- 3579- 3680- 3686- 3820 3881- 3972- 3973- 3975- 3977 3993 أبو محمد بن اسحاق 3977 محمد بن اسحاق بن ابراهيم 1387- 2937 محمد بن اسحاق بن أحمد 2582 محمد بن اسحاق بن الاصبهاني 785 محمد بن اسحاق بن الانطاكي 977 محمد بن اسحاق الثقفي 1385- 1918- 2658- 2908- 3170 3689 محمد بن اسحاق بن الحافظ 3186 محمد بن اسحاق الحربي 3771 محمد بن اسحاق بن خزيمة 622- 1263- 1396- 2473- 2716 2828- 3281- 3282- 3777 محمد بن اسحاق الرازي 793

محمد بن اسحاق السراج 754- 1377- 1387- 1520- 2092 2403- 2479- 2790- 3778- 3887 محمد بن اسحاق بن الصنعاني 2026- 2574- 2576 محمد بن اسحاق الصنعاني 3683 محمد بن اسحاق الصيني 344 محمد بن اسحاق العكاشي 406- 499 محمد بن اسحاق المطلبي 280- 2803- 2902- 2983 محمد بن اسحاق بن مندة 1241- 1484- 1609- 2711- 2893 3796 محمد بن اسحاق النديم 4208 محمد بن أسد الحبشي 2103 محمد بن أسعد الجواني 2701- 2947 محمد بن أسعد العطاري 2025 محمد الاسفاطي 790 محمد بن الاسود 1421 محمد بن اسماعيل الاصمعي 2575- 3684 أبو محمد بن اسماعيل 2049- 2088 محمد بن اسماعيل البخاري 620- 1263- 1266- 1377- 1394 1404- 1438- 1440- 1444- 1463 1482- 1498- 1510- 1511- 1512 1514- 1522- 1534- 1536- 1568 2571- 1697- 1705- 1725- 1738 1742- 1834- 1843- 1860- 1898 1912- 1915- 1945- 2027- 2039 2095- 2102- 2134- 2143- 2152 2163- 2168- 2175- 2178- 2203 2211- 2216- 2318- 2347- 2565 2569- 2576- 2577- 2813- 2819 2826- 2838- 2852- 2864- 2881 2884- 2971- 3066- 3071- 3103 3109- 3121- 3134- 3234- 3248 3253- 3269- 3279- 3290- 3337

3338- 3561- 3605- 3621- 3628 3670- 3681- 3690- 3723- 3726 3732- 3733- 3735- 3785- 3793 3797- 3804- 3818- 3823- 3831 3873- 3911- 3933- 3935- 3937 3950- 3970- 3980- 3985- 3997 3999- 4017- 4117- 4019- 4030 4048- 4056- 4065- 4068- 4141 4153- 4182- 4278- 4448 محمد بن اسماعيل الترمذي 375- 1496- 1497- 3361 محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي 1156- 1642- 1670- 2300- 2355 2405- 2673- 2695- 4298- 4762 محمد بن اسماعيل الصيرفي 1317 محمد بن اسماعيل الصويتي 2913 أبو محمد بن اسماعيل الضراب 1382 محمد بن اسماعيل الطرسوسي 75- 898- 2849- 4299- 4569 محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار المصري 1362 محمد بن اسماعيل بن عبد الجبار المقدسي 4551 محمد بن اسماعيل بن علي بن النعمان 3257 محمد بن اسماعيل بن علية 1493 محمد بن أبي اسماعيل العلوي 679 محمد بن اسماعيل بن عمر البجلي 1148 محمد بن اسماعيل بن عمر بن محمد 3965 محمد بن اسماعيل الفارسي 1376- 3344 محمد بن اسماعيل بن أبي فديك 1189 محمد بن اسماعيل الفضيلي 2661- 3123 محمد بن اسماعيل بن مهران الاسماعيلي 1405 محمد بن اسماعيل الواسطي 366 محمد بن الاشعث 2721 محمد بن اشكيب 3335 أبو محمد الاشيري 1941- 3164- 3617- 3671 محمد بن أصبغ بن الفرج 1334

محمد الاصبهاني 2489 محمد بن الاغلب 3016 أبو محمد بن الاكفاني 1166- 1228- 1236- 1436- 1439 1440- 1452- 1474- 1479- 1480 1486- 1491- 1533- 1540- 1545 1554- 1555- 1659- 1684- 1696 1698- 1702- 1703- 1728- 1741 1859- 1864- 1922- 1929- 2000 2038- 2092- 2140- 2143- 2218 2219- 2255- 2312- 2313- 2314 2332- 2417- 2432- 2433- 2469 2473- 2505- 2617- 2643- 2660 2674- 2743- 2823- 2838- 2865 3066- 3112- 3133- 3187- 3274 3678- 3900- 3940- 3950- 3953 3984- 4031- 4053- 3417- 4555 4601 أبو محمد الاندلسي 2775 أبو محمد بن الانطاكي 1705- 4023 محمد بن أيوب 3686- 3688- 4074 محمد بن أيوب الانماطي 4538 محمد بن أيوب الرقي 2059 محمد بن أيوب بن المعافى 2525 محمد بن أيوب بن يحيى 1259- 2210- 2459 أبو محمد بن بالويه 2894- 3139- 4051- 4116- 4182 أبو محمد البحيري 4429 محمد بن بدر الملطي 508 محمد بن بديع بن عبد الله بن عبد الغفار 4588 محمد بن البر اللغوي 71- 146- 4674 محمد بن برد الانطاكي 1302 محمد بن بركات السعيدي 1750- 2328 محمد بن بركة بن ابراهيم 1040

محمد بن بركة برداعس القنسري 731- 1030- 1039- 1202- 1459 محمد بن بركة الصلحي 1717 محمد بن بشار 2256- 2577 محمد بن بشر البصري 1109- 2106- 3223- 3404 محمد بن بشر البغدادي 1524 محمد بن بشر العبدي 3831 محمد بن بشر بن مروان 4039 محمد بن بشير بن مطر 381- 1303- 3285- 3467 محمد بن بشير الحضرمي 2592 محمد بن بشير الكندي 3406 محمد بن بشير الهمذاني 2606 محمد بن بكار 282- 1311- 2850- 3254- 3810 محمد بن أبي بكر السنجي 1307- 3053 محمد بن أبي بكر المقدمي 1842- 1932 محمد بن أبي بكر المديني 720 محمد بن بكران 1717- 1895- 3623- 3820 محمد بن بكير البزاز 1932 محمد بن بنان المدائني 2681 محمد بن بهرام بن بختيار 2709 محمد بن بهرام بن محمود 4225 محمد بن بهروز البغدادي 3107 محمد بن بهلول 3012 أبو محمد بن بوه 4337 أبو محمد بن البيّع 4381 محمد بن تاج الامناء بن عساكر 2406 محمد بن تركانشاه 3743 محمد بن تسنيم الوراق 3232 محمد بن تمام بن صالح البهراني 1189 محمد بن تميم 1374 أبو محمد التميمي 1918- 2083- 2177- 2666- 2824 3776- 4201- 4769 محمد بن ثابت 499- 500- 3343 محمد بن أبي ثابت 3404

محمد بن ثور الصوفي 4212- 4214 محمد جابر الحنفي 1378 محمد الجازري 2086 محمد بن جامع 3306 محمد بن جبير بن مطعم 3891 محمد بن جحادة 748 أبو محمد الجراحي 2044 محمد بن جرير الطبري 972- 1147- 1446- 1337- 1445 1924- 2889- 3035- 3037- 3087 3173- 3784- 3930- 3931- 4769 محمد الجزري 4197 محمد بن جعفر 1187- 1265- 1429- 1473- 1502 1503- 1505- 1739- 2093- 2216 2402- 2721- 2828- 3272- 3274 3090- 3689- 3966- 4004- 4137 4618 محمد بن أبي جعفر 299- 2064- 2278- 2475- 2487 2807- 2972- 3707- 3716- 3728 4042- 4128- 4146 محمد بن جعفر الاشجعي 4033 محمد بن جعفر العبسي 2370 محمد بن جعفر التميمي 365- 366- 368- 371- 511- 514 3032 محمد بن جعفر بن الحسن 1256 محمد بن جعفر الخرائطي 1789- 2007- 2013- 2184- 3427 3447- 3076- 3427- 3428- 3452 3499- 3939- 4210- 4279 أبو محمد بن جعفر بن درستويه 286 محمد بن جعفر بن رميس 3696 محمد بن جعفر بن أبي الزبير 1256- 1257- 1615- 2517 محمد بن جعفر السامري 3428 محمد بن جعفر السقاء 724 محمد بن جعفر بن أبي الحسين السمناني 1443

محمد بن جعفر السناني 3990 محمد بن جعفر بن سهل 3134- 4210 محمد بن جعفر الصيرفي 2580 محمد بن جعفر بن علان الوراق 3205- 4709 محمد بن أبي جعفر بن علي 1359- 3691- 3791- 3992- 4623 محمد بن جعفر القطيعي 2590 محمد بن جعفر بن محمد 2660- 3362 محمد بن جعفر بن ملاس 1442- 2091 محمد بن جعفر المخزومي 3295 محمد بن جعفر بن مخلد 95 محمد بن جعفر المطيري 292- 3295 محمد بن جعفر المنبجي 1570- 1844- 2130- 3867 محمد بن جعفر النجار 361- 364- 3505 محمد بن جعفر بن الهيثم 3097 محمد بن جعفر الوركاني 3436 محمد بن جميل الهروي 3302 محمد بن الجنيد 1003- 2653 محمد بن الجهم السمري 2011- 2563 محمد بن جهير 1280 أبو محمد الجوهري 46- 298- 498- 516- 523- 597 942- 1473- 1474- 1535- 1571 1845- 1846- 1891- 1893- 1900 1915- 1946- 2005- 2008- 2028 2040- 2085- 2104- 2121- 2136 2152- 2156- 2157- 2166- 2179 2218- 2255- 2563- 2566- 2568 2582- 2591- 2603- 2659- 2816 2887- 2892- 2903- 3004- 3070 3088- 3110- 3133- 3152- 3162 3165- 3181- 3223- 3238- 3239 3249- 3469- 3703- 3705- 3707 3712- 3817- 3894- 3937- 3938 3942- 3969- 3998- 4034- 4042

4071- 4116- 4135- 4136- 4139 4176- 4244- 4246 أبو محمد بن أبي حاتم 615- 783- 1513- 1521- 1539 1667- 1698- 1731- 1737- 1834 1844- 1857- 1862- 1888- 2029 2040- 2138- 2815- 2848- 2850 2893- 3237- 3365- 3804- 3870 3874- 3879- 3899- 3910- 3948 3951- 3971- 3986- 4000- 4569 محمد بن حاتم المصيصي 1493 محمد بن الحارث 306- 1077- 2051- 3074- 3266 3563- 3682 محمد بن حازم العذير 1294 محمد بن حازم بن عبد الله 3287 محمد بن حاطب 4241 محمد بن حيان البستي 294- 3605 محمد بن حبيب 2793- 3619 محمد بن الحجاج 2606 أبو محمد بن الحجاج 722 أبو محمد بن الحداد 4061- 4062- 4414- 4415 أبو محمد بن الحدوس 1717- 4060 محمد بن أبي الحديد 2640 أبو محمد الحراني 626 محمد بن حرب 1128 محمد بن حرب الزبيدي 2565 محمد بن حرب المديني 737 محمد بن حرب النشائي 748- 1524- 3149 محمد بن حرده 130 محمد بن حزم 2906 محمد بن حسان 2578 محمد بن حسان السمتي 4290 محمد بن حسان الضبي 2534

محمد بن الحسن 573- 587- 848- 1582- 1742 1744- 1892- 2103- 2112- 2163 2169- 2175- 2185- 2236- 2317 2318- 2813- 2826- 2837- 2864 2997- 3104- 3132- 3134- 3171 3183- 3248- 3271- 3280- 3362 3798- 3841- 3901- 3969- 4048 4182 محمد بن الحسن (أبو جعفر) 2792- 2813 محمد بن الحسن (أبو غالب) 2597 محمد بن الحسن (صاحب النرسي) 2158 محمد بن الحسن بن أحمد 1202- 1459- 2129- 2615- 2836 3113- 3405- 4046 محمد بن الحسن الاسد أباذي 2743 محمد بن الحسن الاسدي 3578 محمد بن الحسن بن اسماعيل 1074 محمد بن الحسن الاصبهاني 1946 محمد بن الحسن الاعرج 2003 محمد بن الحسن الاقساسي 838- 4193 محمد بن الحسن الانطاكي 1199 محمد بن الحسن الاهوازي 1383- 1732 محمد بن الحسن الباقلاني 2199- 2632- 3114- 3730 محمد بن الحسن بن بحر 1739 محمد بن الحسن بن بديناء 4066 محمد بن الحسن البصري 707 محمد بن الحسن بن البناء 2104 محمد بن الحسن البندار 2815 محمد بن الحسن التنوخي 2533 محمد بن الحسن الجازري 1272 محمد بن الحسن (أبو جعفر) 1376 محمد بن الحسن بن الجلندي المقرئ 1237 أبو محمد بن أبي الحسن الجوهري 2119 محمد بن الحسن بن الحسين السلمي 4367

محمد بن الحسن الحنائي 43 محمد بن الحسن الخشاب 4215 محمد بن الحسن بن الخضر 2077 محمد بن الحسن بن خيرون 3558 محمد بن الحسن بن دريد 973- 1313- 1342- 1595- 2042 2086- 2810- 2874- 3080- 3150 3707- 3711- 4005 محمد بن الحسن الزاهد 3587 محمد بن الحسن بن زبالة 3821 محمد بن الحسن بن زرارة 878 محمد بن الحسن بن زياد 394- 702- 3472- 4288 محمد بن الحسن السلمي 4477 محمد بن الحسن بن سهل 3606 محمد بن الحسن الشاهد 947 محمد بن الحسن الشيباني 2710- 4349 محمد بن الحسن بن الطفال 3107 محمد بن الحسن الطوسي 4375 محمد بن الحسن الصيرفي 785- 3385- 3887 محمد بن الحسن بن عبدان 2657 محمد بن الحسن بن علي 832- 1109- 2470 محمد بن الحسن بن عمر 3813 محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي 3414 محمد بن الحسن بن عمر الناقد 2636 محمد بن الحسن بن فارس 2450 محمد بن الحسن بن الفتح 2597 محمد بن الحسن بن الفضل 1795 محمد بن الحسن القاضي 289 محمد بن الحسن بن قتيبة 100- 763- 1054- 1189- 1469 3028- 3777- 4143 محمد بن الحسن الكرخي 2678- 2873 محمد بن الحسن بن الكفرطابي 3793 محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي 2307

محمد بن الحسن بن مأمون 1872- 3044- 3206 محمد بن الحسن بن محمد 1443- 1498- 2095- 3253 محمد بن الحسن المخزومي 2012- 3154- 4132 محمد بن الحسن المعري 740 محمد بن الحسن بن مقسم 1471- 1869- 3056- 4051 محمد بن الحسن بن منصور 3432- 3562 محمد بن الحسن المهربيذ قشاي 2575 محمد بن الحسن (أبو نصر) 1541 محمد بن الحسن النهاوندي 1534- 2168 محمد بن الحسن الهمذاني 1056- 3186- 3252- 3338- 3879 3972- 3986 محمد بن الحسن بن يعقوب 4262 محمد بن الحسن اليقطيني 385- 1064- 1233- 1236- 3297 محمد بن الحسن بن يوسف 2453 محمد بن الحسن بن محمد بن يونس 3999 محمد بن الحسين 364- 497- 498- 852- 956- 1309- 1483- 1556- 1568- 1644 1650- 1683- 1697- 1700- 1701 1704- 1727- 1742- 1863- 1872 1894- 1911- 1914- 1918- 1945 2048- 2129- 2172- 2174- 2175 2220- 2320- 2321- 2347- 2366 2598- 2880- 2893- 2900- 2967 3078- 3139- 3164- 3364- 3366 3526- 3575- 3806- 3826- 3935 3938- 3941- 3995- 3998- 4020 4039- 4044- 4045- 4072- 4074 4120- 4137- 4217- 4280- 4286 4469- 4473 أبو محمد بن أبي الحسين 2472 محمد بن الحسين بن ابراهيم 489- 2577 محمد بن الحسين الآبري 697- 1048- 1065- 1501 محمد بن الحسن الآجري 2514

محمد بن الحسين الآجرهي 2147 محمد بن الحسين بن أحمد 2586 محمد بن الحسين بن أحمد الازدي 1182- 1218- 3566 محمد بن الحسين بن أحمد بن السري 3525 محمد بن الحسين الارزني 2501 محمد بن الحسين بن أسعد بن عبد الرحمين الحلبي 1360- 1363 محمد بن الحسين بن اشكاب 2590 محمد بن الحسين الانصاري 1013 محمد بن الحسين البسطامي 976 محمد بن الحسين بن الحسن البرذعي 1405 محمد بن الحسين البزاز 1536 محمد بن الحسين البغدادي 679- 1750- 2383 محمد بن الحسين النيملي 1589 محمد بن الحسين الجازري 1428- 1833- 2001- 2052- 2065 2584- 2874- 3044- 3077- 3119 3150- 3168- 3198- 3206- 3304 3519- 3523- 3764- 3770- 3920 4124- 4509 محمد بن الحسين بن علي الجراحي 1167 محمد بن الحسين الجرجاني 1095 محمد بن الحسين بن جعفر 4029 محمد بن الحسين الحراني 100 محمد بن الحسين الحضرمي 1525 محمد بن الحسين بن حفص 4029 محمد بن الحسين الحموي 2866 محمد بن الحسين الحنائي 488- 744- 2653 محمد بن الحسين الحنيني 3965 محمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي 3405 محمد بن الحسين الخشاب 4221 محمد بن الحسين الدقاق 3415 محمد بن الحسين بن الربيع 2213 محمد بن الحسين بن رواحة 2959 محمد بن الحسين الزرقي 3892

محمد بن الحسين الزعفراني 1381- 1510- 1515- 1733- 1733- 1843 2166- 3239- 3284- 3344- 3875 3976- 4138 محمد بن الحسين بن الزيات 698 محمد بن الحسين السامري 385 محمد بن الحسين السبيعي 690- 731- 2180- 2249- 2315 2517- 2782- 2800- 3389- 3432 3956 محمد بن الحسين السجزي 1501 محمد بن الحسين السلمي 679- 762- 848- 1449- 1724 2709- 3037- 3229- 4207- 4284 4411- 4660 محمد بن الحسين السمسار 1484 محمد بن الحسين بن شهريار 1043- 1846- 2811- 2837- 3998 4139 محمد بن الحسين الشيرنخشيري 2575 محمد بن الحسين بن صالح 998 محمد بن الحسين بن طلحة 4574 محمد بن الحسين الطفال 337- 2137- 3822 محمد بن الحسين بن عبد الرحيم 4272 محمد بن الحسين بن عبد الله 4040- 4184 محمد بن الحسين بن عبد الله البزاز 1442 محمد بن الحسين بن عبد الله بن هارون الدقاق 3441 محمد بن الحسين بن عبد الله بن هريسة 3274 محمد بن الحسين بن عبيد الله الحسيني 1175 محمد بن الحسين العقسلاني 3305 محمد بن الحسين العلوي 1006 محمد بن الحسين بن علي 4257- 4260- 4261- 4283 محمد بن الحسين بن علي الجراحي 1167 محمد بن الحسين بن عمر اليمني 2203- 2204 محمد بن الحسين بن الفراء 1916- 2673- 3448- 4242 محمد بن الحسين بن الفضل 1477- 2641- 2891- 3111- 3875

محمد بن الحسين القزويني 1876 محمد بن الحسين القطان 405- 767- 1383- 1387- 1406 1744- 2025- 2210- 2214- 2666 2884- 3403- 3823- 3875- 4029 محمد بن الحسين اللخمي 3054 محمد بن الحسين المتوشي 1741 محمد بن الحسين المجاور 2709- 4305- 4306 محمد بن الحسين بن محمد 1482- 2684- 2689- 2749- 2821 3086- 3990- 4037- 4125 محمد بن الحسين بن محمد بن ابراهيم 1393 محمد بن الحسين بن المرزقي 3307 محمد بن الحسين المروزي 3898 محمد بن الحسين المعدل 2253 محمد بن الحسين المقدمي 3834- 3733- 3966 محمد بن الحسين المنشئ 2702 محمد بن الحسين بن موسى الصوفي 1458 محمد بن الحسين النقاش 1783 محمد بن الحسين النهاوندي 1705 محمد بن الحسين النيسابوري 1235- 1358- 1615- 2097 محمد بن الحسين الهاشمي 2829 محمد بن الحسين الهروي 4021 محمد بن الحسين اليمني 2533- 2825 محمد بن حفص 1109 محمد بن حفص التميمي 3126 محمد بن حفص بن راشد 998 محمد بن حفص الصفار الشاعر 3497 محمد بن الحكم 2131 محمد بن الحكم الشيباني 3673 محمد بن الحكم بن موسى 1041 محمد بن حماد الدوري 2512 محمد بن حماد الدولابي 1528- 1613- 2204- 3362- 3404 4299 محمد بن حماد البارك 1186

محمد بن حماد المصيصي 4177 أبو محمد بن حمدان 3993 محمد بن حمدان الارتاحي 732- 1137- 1322- 1801- 2020 2041- 2043- 2047- 2056- 2062 2064- 2080- 2088- 2090- 2173 2618- 2634- 2638- 2645- 2646 2651- 2772- 2829- 3002- 3054 3074- 3078- 3087- 3106- 3163 3303- 3294- 3387- 3418- 3420 3423- 3442- 3588- 3589- 3614 3717- 3902- 4000- 4042- 4073 4076- 4127- 4130- 4144- 4519 محمد بن حمد الكبريتي 2000 محمد بن حمدون 836- 2937- 2938 محمد بن حمزة التنوخي 882 أبو محمد بن حمزة السلمي 2185- 3881 محمد بن حمزة بن أبي الصقر 3728 محمد بن حمود الصواف 387- 2637 محمد بن حمزة العرقي 71- 146- 2213- 2604- 2942 3375- 4051- 4673 محمد بن حمزة القبيطي 1390 أبو محمد الحموي 620- 1565- 1854- 2577- 3399 3588 محمد بن حمويه 1857 محمد بن حميد 2040- 2082- 2127- 3057- 3803 3812 أبو محمد بن حميد الدوني 1443 محمد بن حميد الرازي 1405 محمد بن حميد الرعيني 1639 محمد بن حميد بن شجن 4134 محمد بن حميد المخرمي 1379 محمد بن حميد اليشكري 4035 محمد بن حمير 2091- 4307- 4379- 4452

أبو محمد بن حيان 485- 2321- 2365- 3455- 3572 3573- 3576- 3582- 3586- 3686 4061- 4115- 4124- 4498- 4541 4711 محمد الحيري 203 محمد بن خازم 298- 2438 محمد بن خاقان 3838 محمد بن خالد 4651 محمد بن خالد بن خداش 2566 محمد بن خالد بن عثمة 1535- 3322 محمد بن خالد الوهبي 3950 محمد بن خالد بن يزيد 4212- 4214 محمد بن الخراساني 1309 محمد بن خريم 44- 45- 450- 953- 1166- 2861 3192- 3911 أبو محمد بن الخشاب 2200- 2517- 3612- 4082- 4558 أبو محمد الخزاعي 295 محمد بن الخضر 1484- 4011 محمد بن الخضر بن تيمية 3795 محمد بن الخضر بن علي 1483- 3842- 4714 أبو محمد الخطبي 2667 أبو محمد الخطيب 1320 أبو محمد الخفاجي 2277 محمد بن خلاد 1338- 3058 أبو محمد الخلال 1203 محمد بن خلف بن راجح 2375- 2546- 2618- 2632- 3072 3289- 3525 محمد بن خلف بن خاقان البيع 4005 محمد بن خلف بن محمد 4213 محمد بن خلف المرزبان 1220- 1222- 1791- 1795- 1796 3475- 3499- 3772- 4042- 4193 محمد بن خلف المقدسي 2984

محمد بن الخليل 1813 محمد بن الخليل (الطبري) 1683 محمد بن الخليل القيسي 1039- 1202- 3391 محمد بن خم 4420 محمد بن خمر دكس 175 محمد بن خمير 4299 محمد بن خميرويه 3876 محمد بن خميس الصوفي 4439 محمد بن خوات 3413 محمد بن خير الله النفيعي 3864 محمد بن خيرم 1702 محمد بن داب 1078 أبو محمد الدراني 2309 أبو محمد الدارمي 1565- 3399- 3680- 2683 محمد بن داود بن أحمد 2533 محمد بن داوود بن سليمان 2480- 3734 محمد بن داود الدقي 1234- 1236- 4367- 4477 محمد بن داود القنطري 948 محمد بن داود الدربندي 468- 1273- 1421- 1525- 1670 2171- 2365- 2503- 2829- 2959 3057- 3097- 3963- 4476 أبو محمد الدروبي 2202 محمد بن دريد 2073 محمد بن دلال الشيباني 1117 أبو محمد الدهان 80- 175 أبو محمد الدوني 783 محمد بن أبي ذكير 3938 محمد بن راشد 299- 4571 محمد بن رافع 1387- 1405- 4199 محمد الرافقي 1372 محمد بن رائق 854- 2705 محمد بن ربيعة 784- 2783- 4279- 4280

محمد بن أبي رجاء 1797- 1801 محمد بن رزق الله 394 محمد بن أبي زريق الخزاعي 3450- 3451 أبو محمد بن رشيق 2565 أبو محمد الرصافي 4616 أبو محمد بن رفاعة الفرضي 2918- 3401- 3452 محمد بن ركانة 2783 أبو محمد الرهاوي 1265 أبو محمد رواح 1402- 1735- 4020- 4122 محمد بن ريان 3082 محمد بن ريذه 2791 محمد بن زاذان 3336 محمد بن زائدة الكلابي 3675 محمد بن زبان 1666- 3992- 4543 أبو محمد بن زبر 2041- 2056- 3943 محمد بن الزبير 2819 محمد بن الزبير الحنظلي 2119 محمد بن زريق بن جامع المديني المصري 1469 محمد بن زكريا بن دينار 1431- 2657- 2668- 3044- 3277 3451 محمد بن زكريا الغلابي 2058- 2060- 2065- 2076- 2326 2585- 2872- 3921 محمد بن أبي زكير 3935- 3981 محمد بن زنبور 2641 محمد بن زهرون 2633 محمد بن زهير 2719- 3561 محمد بن زهير بن محمد 3887 محمد بن زهير النسوي 1008 محمد بن زياد 1231- 4452 أبو محمد بن زياد 2346 محمد بن زياد الاعرابي 2069 محمد بن زياد الالهاني 2307- 3299

محمد بن زياد النسوي 2970 محمد بن زيد 371- 2309 أبو محمد بن زيد 3800 محمد بن زيد الآدمي 2172 محمد بن زيد الانصاري 3980 محمد بن زيد الحسيني 295 محمد بن زيد الركاب 365- 368- 2125 محمد بن زيد بن علي 2067- 2664- 4048 محمد بن أبي زيد الكراني 75- 298- 1865- 2133- 2307- 2817- 3254- 4496- 4541 محمد بن سابق 2289 محمد بن ساكن الحميري 2919 محمد بن سالم 4027- 4029- 4032 محمد بن سالم الكوفي 3704 محمد بن أبي سالم 4263 محمد بن السائب 2858 أبو محمد السرخسي 3108- 3121 محمد بن أبي السري 338- 2573 محمد بن أبي السعادات 127 محمد بن سعد 46- 185- 225- 253- 287- 498- 1357- 1474- 1475- 1494 1535- 1567- 1743- 1802- 1891 1892- 1893- 1915- 1946- 1947 1666- 2055- 2107- 2121- 2136 2156- 2166- 2318- 2320- 2568 2592- 2603- 2605- 2619- 2633 2646- 2658- 2659- 2665- 2668 2811- 2821- 2837- 2901- 2905 2966- 3095- 3110- 3132- 3133 3149- 3153- 3154- 3162- 3163 3165- 3166- 3169- 3170- 3223 3246- 3248- 3255- 3278- 3737

3817- 3818- 3837- 3839- 3937 3938- 3968- 3969- 3974- 3983 4018- 4030- 4034- 4116- 4135 4136- 4141- 4176- 4245- 4246 4277- 4337- 4420 محمد بن سعد السعدي 795 محمد بن سعد بن محمد 4259- 4261 محمد بن أبي سعد البكري 3901 محمد بن أبي سعد التيمي 3950 محمد بن أبي سعد الحلبي 2913- 2916- 3580- 3593 محمد بن سعدون العبدري 1091- 3646 محمد بن سعيد 1571- 1836- 1904- 2028- 303 محمد بن سعيد الاصبهاني 786 محمد بن سعيد البارودي 3576 محمد بن سعيد الباهلي 4039 محمد بن سعيد الترمذي 1801 محمد بن سعيد الحراني 1664- 2102- 3347- 4067- 4600 محمد بن سعيد الدبيثي 1589 محمد سعيد الرازي 3057 محمد بن سعيد الربعي 4737 محمد بن سعيد بن سابق 3686 محمد بن سعيد بن الشفق 165- 204- 3306- 4708 محمد بن سعيد بن عبد الرحمن 3796- 4072- 4169- 4506 محمد بن سعيد القشيري 2059- 3075- 3799- 3842- 3844 4064- 4168 محمد بن سعيد المهيني 1832 محمد بن سعيد بن نبهان 1140- 1869- 2012- 2621- 3056 محمد بن سعيد بن هبة الله الراوندي 4375 محمد بن سفيان بن ابراهيم 3634 محمد بن سفيان الصفار 1195- 1988- 3162- 4071-- 4299- 4627

أبو محمد السكري 2212- 2816 محمد بن سلام الجمحي 2009- 2014- 2061- 2063- 2088- 2189- 2196- 3003- 3005- 3007- 3055- 3057- 3126- 3169- 3187- 3624- 3697- 3703- 3713- 4050- 4288 محمد بن سلام الحمصي 3058 محمد بن سلام اللخمي 3222 محمد بن سلام المنبجي 3284 محمد بن سلامة القضاعي 622- 1109- 1850- 2328- 4166 4167 محمد بن سلمة الحراني 2226- 2877- 3293 أبو محمد السلمي 1863- 2206- 2379- 2666- 2774- 3533- 3776- 4285 محمد بن سليم القبري 1360 محمد بن سليم القرشي 1631- 1820- 4105- 4161 محمد بن سليمان 762- 1178- 1444- 1504- 3650 3994- 4065- 4114 محمد بن سليمان الأسدي 2791 محمد بن سليمان الاصبهاني 3091 محمد بن سليمان الباغندي 3033 محمد بن سليمان بن الحارث 4068 محمد بن سليمان الحراني 3965- 4038 محمد بن سليمان الحضرمي 1837 محمد بن سليمان بن حيدرة 1912 محمد بن سليمان بن داود القرشي 1452 محمد بن سليمان بن داود المنقري 3161 محمد بن سليمان بن أبي داود 1233- 1236- 4063- 4064- 4068 محمد بن سليمان بن ذكوان 1177- 1179 محمد بن سليمان الربعي 1730 محمد بن سليمان الزاهد 2213

محمد بن سليمان (أبو سهل) 762 محمد بن سليمان الصعلوكي 777 محمد بن سليمان بن فارس 2678- 3626 محمد بن سليمان بن يوسف 4033 محمد بن سماعة 3623- 3974 أبو محمد السمرقندي 1555 محمد بن السمط الأسدي 2897 أبو محمد السمير 4054 محمد بن سنان بن أبي الجارود 1929 محمد بن سنان القزاز 4307 أبو محمد بن سهل 1246- 1394- 1440- 1463- 1476- 1482- 1512- 1536- 1568 1697- 1725- 1742- 1834- 1843 1860- 1888- 1897- 1912- 1945 2027- 2039- 2102- 2108- 2134 2143- 2163- 2203- 2214- 2565 2569- 2813- 2838- 2852- 2864 2873- 2881- 3066- 3071- 3134 3234- 3248- 3269- 3337- 3338 3362- 3605- 3615- 3628- 3670 3681- 3690- 3723- 3726- 3732 3735- 3785- 3793- 3797- 3804 3818- 3831- 3873- 3911- 3933 3935- 3937- 3950- 3969- 3985 3997- 3999- 4019- 4030- 4056 4065- 4153- 4182- 4278- 4330 4448 محمد بن أبي سهل 3571- 3582- 3589 محمد بن سهل الأزدي 2002 محمد بن سهل البصري المقرئ 1303 محمد بن سهل الخرائطي 953 محمد بن سهل بن الحسن 2578- 3607 محمد بن سهل العطار 2180

محمد بن سهل بن كردي 2178 محمد بن سهل النحوي 4262 محمد بن سهيل 1571 محمد بن سواء 49- 103- 583- 2236 محمد بن سهم الأنطاكي 2834- 3114 محمد بن سوره 2775 محمد بن سوقه 998- 2820- 2992- 3832 محمد بن سويد 1204 أبو محمد السيدي 1484- 1486- 4216 محمد بن سيرين 331- 861- 948- 1118- 1302- 2111- 2366- 2634- 2639- 2781- 2954- 3435- 3582 محمد بن سيماء البزاز 4651 محمد بن شبل 1358- 3581- 3578- 3583- 3686- 3689 محمد بن شجاع الثلجي 3247 محمد بن شجاع اللفتواني 1333- 1639- 1915- 1947- 2379 2651- 2665- 2811- 2837- 3128 3133- 3141- 3145- 3147- 3248 3683- 3818- 3828- 4074- 4141 4337 محمد بن شجاع بن محمد 3634 أبو محمد بن شجانة 1744 محمد بن شداد المسمعي 2597- 2634 محمد بن شعيب السنجي 2637 محمد بن شعيب بن شابور 400- 454- 1473- 1705- 3623 4299 محمد بن شعيب بن عثمان 2153 محمد بن شهاب الزهري 2710- 4143 محمد بن أبي شيبة 513- 2984 محمد بن أبي شيخ الرقي 1246 أبو محمد الشيرازي 2592 محمد بن شيران 1510- 1511

أبو محمد بن صابر 2183- 2467- 3376- 3613- 4170 أبو محمد بن صاعد 1186- 2712 محمد بن صالح 1594- 2661- 2666- 3112- 3414 محمد بن صالح الانماطي 375 محمد بن صالح الخولاني 3414- 3813 محمد بن صالح بن ذريح 1518- 1520- 3422- 3224- 3427 محمد بن صالح بن عبد الرحمن 790 محمد بن صالح العدوي 1784 محمد بن صالح بن النطاح 2316- 3705 محمد بن صالح بن هانئ 505- 1401- 511 محمد بن صالح الواسطي 965 محمد بن الصائغ 2562 محمد بن الصباح الجرجرائي 2799- 3228- 3569- 3574- 3577 محمد بن الصباح السماك 2586 محمد بن صدام 1750 محمد بن صدران 1751 محمد بن صدقة التميمي 2943 أبو محمد الصريفيني 1747- 1917- 4045- 4132 أبو محمد الصفار 862- 1022- 1191- 1203- 1321 1407- 1412- 1483- 1573- 1837 1846- 1858- 2130- 2221- 2664 2816- 3040- 3171- 3198- 3255 3278- 3552- 3590- 3625- 3629 3738- 3753- 3876- 3998- 4047 4141- 4242- 4660 محمد بن أبي صفوان 4120- 4124 محمد بن صقر الشامي 2601 محمد بن أبي صقر 2564 محمد بن الصلت 2636- 2892- 2896 محمد بن علي الصوري 4234 أبو محمد الصوفي 1849

محمد بن الضحاك بن عثمان 2317- 2614- 2869- 2871- 2888 4139 محمد بن أبي طالب بن شهريار 99- 282 محمد بن أبي طاهر بن سعد 1223 محمد بن طاهر المقدسي 898- 1516- 1569- 2157- 2204 2667- 2712- 2814- 2849- 2882 3136- 3394- 3874- 3897- 3972 3988- 4118- 4300- 4569 أبو محمد بن طاوس 1200- 2177- 2604- 3806- 3941 3982- 3985- 3999- 4115- 4126 415 محمد بن طغج 415 محمد بن طلحة 1750- 1855- 2127- 2398 محمد بن الطيب الكاتب 3755 محمد بن ظفر الخطيب 3634 محمد بن عاصم 1393- 1477- 3124 محمد بن عائذ 333- 579- 586- 1849- 2141- 2892- 2896- 3067- 3122- 3143 3953- 4187- 4189- 4601 محمد بن أبي عائشة 926 محمد بن عباد العكلي 2028 محمد بن عباد المهلبي 1060 محمد بن عباد بن موسى 2589- 4131 محمد بن العباس 1049- 1186- 1472- 1525- 1636 1717- 2055- 2099- 2104- 2144 2164- 2176- 2205- 2569- 2619 2633- 2658- 2813- 2879- 2881 2893- 3128- 3138- 3239- 3145 3152- 3255- 3162- 3266- 3270 3341- 3525- 3705- 3713- 3873 3888- 3896- 3898- 3970- 3985 4019- 4229 محمد بن العباس بن أحمد 3818

محمد بن العباس بن حيويه 1294- 2226- 3534- 4220- 4222 4229 محمد بن العباس الخزار 382- 1187- 1389- 1469- 2605 2657- 3147- 3277- 3499- 3772 3824 محمد بن العباس الخوارزمي 4204 محمد بن العباس بن أبي ذهل 2878 محمد بن العباس الرياشي 3702- 3705 محمد بن العباس بن زكريا 486- 503- 1429 محمد بن العباس بن محمد 282- 3527- 3942- 4592 محمد بن العباس بن الفرات 862 محمد بن العباس بن فضل 2884 محمد بن العباس بن نجيح 1013- 1338 محمد بن عبد 3706 محمد بن عبد الاعلى 2250 محمد بن عبد الباقي الانصاري 309- 315- 479- 486- 498- 503 516- 523- 663- 665- 668- 705 742- 818- 838- 841- 1085- 1086- 1090- 1463- 1589- 1605 1653- 1791- 1890- 1891- 1900 2040- 2085- 2089- 2101- 2104 2106- 2136- 2174- 2226- 2322 2413- 2529- 2530- 2568- 2578 2583- 2592- 2603- 2605- 2619 2633- 2653- 2654- 2656- 2658 2742- 2753- 2821- 2846- 2887 2901- 2903- 2937- 2966- 3044 3095- 3128- 3132- 3141- 3145 3147- 3149- 3152- 3153- 3154 3165- 3169- 3211- 3239- 3246 2409- 3255- 3424- 3455- 3470 3521- 3549- 3572- 3610- 3633

3701- 3704- 3775- 3817- 3837 3876- 3968- 3974- 3983- 4004 4113- 4206- 2444- 4272- 4323 4436- 4585 محمد بن عبد الباقي الخطيب 2897 محمد بن عبد الباقي البزاز 2829 محمد بن عبد الباقي بن البطي 793- 1798- 2114- 2575- 2578 2579- 2742- 3123- 3181- 3261 3265- 3558- 3748- 3795- 3980 4287- 4316- 4377- 4480- 4622 4656- 4690- 4749 محمد بن عبد الباقي القضاعي 2960 محمد بن عبد الجبار بن محمد 4536 محمد بن عبد الجبار الهمداني 1231 محمد بن عبد الحميد الطائي 2898 محمد بن عبد الرحمن 2082- 3389- 2180- 2194- 2249 2315- 2317- 2664- 3081- 3113 3163- 3184- 3305- 3404- 3684 3956- 4028- 4043 محمد بن عبد الرحمن الاديب 3370 محمد بن عبد الرحمن الأزدي 2652- 2971 محمد بن عبد الرحمن الأسدي 2781 محمد بن عبد الرحمن بن الاشعث 1438 محمد بن عبد الرحمن الانطاكي 2707 محمد بن عبد الرحمن البزاز 694 محمد بن عبد الرحمن البغدادي 3893 محمد بن عبد الرحمن البلخي 298 محمد بن عبد الرحمن بن محمد البندهي 3491 محمد بن عبد الرحمن الحراني 1744 محمد بن عبد الرحمن الحضرمي 1669 محمد بن عبد الرحمن الدغولي 2970- 2990 محمد بن عبد الرحمن الذراع 3923

محمد بن عبد الرحمن الذهبي 1625 محمد بن عبد الرحمن الروذباري 63- 2534 محمد بن عبد الرحمن الزعفراني 3157 محمد بن عبد الرحمن الزهري 1891 محمد بن عبد الرحمن السرخسي 4430 محمد بن عبد الرحمن السندي 2678 محمد بن عبد الرحمن بن سهل 800 محمد بن عبد الرحمن الشامي 2719 محمد بن عبد الرحمن بن أبي شريح 1484 محمد بن عبد الرحمن الصيرفي 2879 محمد بن عبد الرحمن الضبي 3987 محمد بن عبد الرحمن الطفاوي 1626 محمد بن عبد الرحمن بن العباس 1193 محمد بن عبد الرحمن بن العباس البزاز 3979 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله 1056- 1434- 3598- 7414 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان 2561- 2790- 3056- 3546 محمد بن عبد الرحمن بن عثمان 1393- 3346- 4104 محمد بن عبد الرحمن العلاف البصري 3467 محمد بن عبد الرحمن بن عمرو 1151- 1152 محمد بن عبد الرحمن العنبري 4211 محمد بن عبد الرحمن بن الفضل 1292 محمد بن عبد الرحمن القاضي 2517- 2526 محمد بن عبد الرحمن القرشي 3985 محمد بن عبد الرحمن القطان 336 محمد بن عبد الرحمن الكنجروردي 607- 2507- 2792 محمد بن عبد الرحمن بن محمد 3403 محمد بن عبد الرحمن بن المخلص 374- 429- 575- 825- 1851- 2387- 2604- 3158- 3436 محمد بن عبد الرحمن بن محمد 977- 4041 محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفنجديهي 3490 محمد بن عبد الرحمن بن المهلبي 1781 محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر 2653

محمد بن عبد الرحيم 2724- 3335- 2959- 2387 محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين 2296- 2441- 2723- 2724- 3549 3635 محمد بن عبد السلام الانصاري 970- 972- 4045 محمد بن عبد السلام بن محمد بن ساندي 3239 محمد بن عبد السميع 3768 محمد بن عبد العزيز 1316- 1699- 3054- 3308- 3366 3409- 3419- 3575- 4023 أبو محمد بن عبد العزيز 1951- 3671 محمد بن عبد العزيز البالسي 692 محمد بن عبد العزيز الجرجاني 4016 محمد بن عبد العزيز الحيري 1262- 1511- 4017 محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط 1479- 3951 محمد بن عبد العزيز الرملي 400 محمد بن عبد العزيز الصفار 849- 958- 1066 محمد بن عبد العزيز العجلي 2064 محمد بن عبد العزيز الفارسي 2644- 2736- 4028 محمد بن عبد العزيز الكتاني 30- 1491- 2133- 3617- 3881 4046 محمد بن عبد العظيم المنذري 993- 1804- 1808- 2752- 2759 2922- 2951- 4094 محمد بن عبد الكافي بن علي الربعي 1359- 1360- 1819 محمد بن عبد الكريم 313- 793- 4114 محمد بن عبد الكريم بن حمزة 3027- 3064 أبو محمد بن عبد الكريم بن حمزة 4055 محمد بن عبد الكريم بن خشيش 2100- 3123 محمد بن عبد الكريم الوزان 4262 محمد بن عبد اللطيف البغدادي 1841 محمد بن عبد اللطيف بن زريق 4262 محمد بن عبد الله 569- 572- 903- 1315- 1665- 1709- 2102- 2149- 2214- 2324 2373- 3090- 3155- 3256- 3559 3680- 3910- 4060- 4114- 4571

محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشامي 344- 369- 600- 802- 1196- 1302- 1428- 1465- 1470- 1497 1530- 1723- 1842- 2215- 2219 2313- 2401- 2634- 2827- 2849 3026- 3089- 3177- 3622- 3761 3965- 3979- 4014- 4128 محمد بن عبد الله بن ابراهيم الهروي 4021 محمد بن عبد الله بن أحمد 2059- 3842 محمد بن عبد الله بن أحمد بن رشيد 1444 محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم 3075 محمد بن عبد الله الارغياني 2648 محمد بن عبد الله الاسدي 3152- 3584 محمد بن عبد الله الاسحاقي 2581 محمد بن عبد الله بن أبي اسحاق 2574 محمد بن عبد الله الاشناني 4212 محمد بن عبد الله الاشيري 786 محمد بن عبد الله الاصبهاني 1736 محمد بن عبد الله الانصاري 1524- 2089 محمد بن عبد الله بن باكويه 1288 محمد بن عبد الله البزاز 295- 3265 محمد بن عبد الله البصري 69- 590 محمد بن عبد الله البغدادي 4212- 4215 محمد بن عبد الله البيضاوي 861 محمد بن عبد الله البيع 2605- 2717 محمد بن عبد الله التنيسي 1039 محمد بن عبد الله بن جامع 4506 محمد بن عبد الله بن الجراح 2373 محمد بن عبد الله بن جعفر 3628- 3688 محمد بن عبد الله بن الجلندي 1233- 1236 محمد بن عبد الله الحاكم 203- 289- 708- 811- 1197- 1262- 1392- 1397- 1398- 1511 1514- 1516- 2058- 2258- 2259 2275- 2276- 2366- 2389- 2512

2715- 2718- 2836- 3352- 3431 3778- 3891- 3900- 3936- 4017 4040- 4397- 4657- 4707 محمد بن عبد الله الحراني 4297- 4298 محمد بن عبد الله الحزنيل 1417- 3925 محمد بن عبد الله بن الحسن التنيسي 3442 محمد بن عبد الله بن الحسين 291- 3146- 3817- 4170 محمد بن عبد الله الحسيني 702- 2580 محمد بن عبد الله الحلبي 1615 محمد بن عبد الله بن حمدون 1394- 1440- 2144- 3187- 3239 3309- 3819 محمد بن عبد الله بن حمدويه 2710- 3751 محمد بن عبد الله بن حنظلة بن زياد ابن حنظلة 3913 محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق 1399- 2459- 2525- 2879- 3422 3424- 3427- 3550- 3893 محمد بن عبد الله بن خميرويه 2210- 4022 محمد بن عبد الله بن أبي دليم 3548 محمد بن عبد الله الدهان 1664- 1659- 2502- 3799- 4064 4065- 4072- 4168- 4169 محمد بن عبد الله الدوري 1813 محمد بن عبد الله بن دينار 3838 محمد بن عبد الله الرازي 2721- 3803- 3829 محمد بن عبد الله بن أبي رافع 2817- 3033 محمد بن عبد الله بن رسته 3572 محمد بن عبد الله بن ريذه 516- 731- 1116- 1146- 1184 1230- 2196- 2254- 2652- 2722 4299 محمد بن عبد الله بن زبر 1239- 2039- 3497 محمد بن عبد الله بن الزبير 3106 محمد بن عبد الله الزري 3950 محمد بن عبد الله بن زهرة 1187

محمد بن عبد الله بن السائب 2002 محمد بن عبد الله الساجي 3056 محمد بن عبد الله السعدي 1109 محمد بن عبد الله بن سعيد 2585- 2590 محمد بن عبد الله السلمي 1827 محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي 298- 1408- 1573- 1819- 2150 2566- 2658- 2640- 2884- 2885 3103- 3254- 3316- 3737- 3875 3973- 4104 محمد بن عبد الله بن سهلون 693 محمد بن عبد الله السوسي 1452 محمد بن عبد الله الشريف 2946 محمد بن عبد الله الشعيثي 2873 محمد بن عبد الله بن شهريار 962 محمد بن عبد الله الشيباني 4290 محمد بن عبد الله بن صابر 2959 محمد بن عبد الله الصفار 1168- 1170- 1856- 4039- 4040 4127 محمد بن عبد الله الصوفي 4223 محمد بن عبد الله الطائي 2565 محمد بن عبد الله بن العباس 2273 محمد بن عبد الله بن عبد الحكم 1172- 1477 محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن 2252 محمد بن عبد الله بن عبد السلام (مكحول) 299- 2507- 2905- 3112- 4131 محمد بن عبد الله بن عرس المصري 1469 محمد بن عبد الله بن علوان 127- 1090- 1217- 1519- 3355 3389- 4365 محمد بن عبد الله بن علي 1240- 2573 محمد بن عبد الله بن عمار 383- 922- 1438- 1541- 3272 3879- 4022- 4067 محمد بن عبد الله العماني 2105 محمد بن عبد الله عمر العمري 3154 محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان 3165

محمد بن عبد الله بن الفضل 1728 محمد بن عبد الله بن القاسم 3872 محمد بن عبد الله بن القاسم 1218 الشهرزوري محمد بن عبد الله بن قريش الزبونجي 1525- 1527 محمد بن عبد الله القريشي 2905 محمد بن عبد الله القزويني 3777 محمد بن عبد الله بن مالك 1412 محمد بن عبد الله بن المبارك 608 محمد بن عبد الله بن محمد 1189- 2634- 2640- 3157- 3994- 4069 محمد بن عبد الله بن محمد الابهري 616- 2102- 3181- 3266- 3268 3278- 3366- 3469- 3799- 4169 محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا 3404 محمد بن عبد الله بن محمد بن همام 2383- 3257 محمد بن عبد الله المخرمي 607 محمد بن عبد الله بن أبي مسهر الغساني 1437 محمد بن أبي عبد الله بن مشرف 3124 محمد بن عبد الله بن مصعب 3586 محمد بن أبي عبد الله المطرز 2342- 3568 محمد بن عبد الله بن المطرف 3305 محمد بن أبي المعالي بن عبد الله 2479 محمد بن عبد الله الملطي 3309 محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله 3257 الهاشمي محمد بن عبد الله بن موهوب 1303- 1321 محمد بن عبد الله بن أخي ميمي 1180 محمد بن عبد الله النخاس 2640- 3282 محمد بن عبد الله بن نمير 381- 1845- 2177- 2583- 2662 3034- 3172- 3797 محمد بن عبد الله النيسابوري 2390- 2712- 2940- 3780 محمد بن عبد الله الهاشمي 3653

محمد بن عبد الله الهيتي 2213 محمد بن عبد الله الوكيل 644- 680 محمد بن عبد الله بن يحيى 242- 244- 651- 858 محمد بن عبد الله بن يزيد القردواني 3361 محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب 1315- 2577 محمد بن عبد الله اليعقوبي 3715 محمد بن عبد الله بن يوسف 454 محمد بن عبد المجيد التميمي 3941 محمد بن عبد الملك 1306- 1314- 2134- 2209- 2279- 2451- 3200- 3202- 3343- 3345- 3425- 3520- 3525- 3818- 3823- 3826- 3872- 3887- 4215- 4228 محمد بن عبد الملك بن أحمد 1224- 2278- 2408 محمد بن عبد الملك الأسدي 1794- 4301 محمد بن عبد الملك بن بشران 282- 750- 4033 محمد بن عبد الملك البغدادي 2203 محمد بن عبد الملك التاريخي 2534 محمد بن عبد الملك بن الحسن 4210 محمد بن عبد الملك بن خيرون 2208- 3206- 3256- 3352- 3531- 3607- 3783 محمد بن عبد الملك بن زنجويه 1306- 2603- 3335 محمد بن عبد الملك بن صالح 1248 محمد بن عبد الملك الطويل 2793 محمد بن عبد الملك بن مروان الحراني 3347 محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي 976- 4336 محمد بن عبد الملك الهمذاني 2755 محمد بن عبد الملك بن يزيد 287 محمد بن عبد المولى 690- 2738 محمد بن عبدان الجواليقي 810 محمد بن عبدان المنبجي 1234 محمد بن عبدة بن حرب 2635

محمد بن عبد الواحد 516- 755- 820- 1012- 1014- 1037- 1186- 1472- 1474- 2286- 2324- 3525 محمد بن عبد الواحد الاكبر 2346 محمد بن عبد الواحد بن حرب 905 محمد بن عبد الواحد الدقاق 4258 محمد بن عبد الواحد الدلال 3635 محمد بن عبد الواحد بن رزمة 2446- 3049- 3624 محمد بن عبد الواحد الصغير 3783 محمد بن عبد الواحد الزاهد 2942- 3199 محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز الصحاف 3068 محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله 4570 محمد بن عبد الواحد بن علي 2444 محمد بن عبد الواحد بن محمد 1037- 1439- 4259 محمد بن عبد الواحد النحوي 1497 محمد بن عبد الوهاب 2323 محمد بن عبد الوهاب الانصاري 988 محمد بن عبد الوهاب بن ظافر 3271 محمد بن عبدوس 2167- 2177- 2203- 3172- 4041 محمد بن عبيد 1493- 1615- 2596- 3153- 3964 محمد بن عبيد الله 2198- 2200- 3366- 3937 محمد بن عبيد الازدي 4016 محمد بن عبيد الله بن يوسف الحنائي 164- 455- 1274- 1317- 1786 1797- 3404- 3412- 3414- 3415 3417- 3606 محمد بن عبيد الله بن الزاغوني 303- 694- 783- 865- 1215- 1378- 1616- 2316- 2940- 2958 3390- 3436- 3447- 3498- 3795 3979- 3980- 4372 محمد بن عبيد الطنافسي 4279 محمد بن عبيد الله البصري 1312 محمد بن عبيد الله التميمي 3170 محمد بن عبيد الله بن دحروج 374

محمد بن عبيد الله بن الشخير 3470 محمد بن عبيد الله الصرام 976 محمد بن عبيد الله بن عباس 2076 محمد بن عبيد الله بن الفضل 2381 محمد بن عبيد الله القردواني 4067 محمد بن عبيد الله بن محمد 1793 محمد بن عبيد الله المرزبان 1502- 1503 محمد بن عبيدة 2512 أبو محمد بن عتاب 2109- 2161- 2166- 2564- 2570 2664- 2900- 2905- 2990- 3035 3040- 3235- 3249- 3254- 3558 3561- 3704- 4154- 4245- 4430 4449- 4543- 4649 محمد بن أبي العتاهية 1755 محمد بن عثمان 298- 1594- 1827- 2660- 3232 3867- 3973- 3982- 4299- 4607 محمد بن عثمان (أبو جعفر) 3919 أبو محمد بن أبي عثمان 3254- 3723- 4064- 4075 محمد بن عثمان بن ذي ظليم 2991 محمد بن عثمان بن سمعان 2000- 2584- 2585- 2617- 2632 3422- 3424- 4706 محمد بن عثمان بن أبي سويد 2632 محمد بن عثمان بن أبي شيبة 1529- 1735- 1736- 2095- 2163 2175- 2219- 2236- 2653- 2567 2660- 2661- 2817- 2819- 2838 3074- 3110- 3230- 3279- 3580 3797- 3998- 4049- 4117- 4140 4145 أبو محمد بن عثمان الصفار 2094 محمد بن عثمان العثماني 2760 محمد بن عثمان القطان 767 محمد بن عثمان بن كرامة 3636 أبو محمد بن عثمان المعدل 1192

محمد بن عجلان 2750- 4241 محمد بن عدي البصري 1407- 3343- 3822- 3873 محمد بن عدي بن زهر 797 محمد بن عزرة 1469 أبو محمد العسالي 2072 أبو محمد بن أبي العطاف 3253 محمد بن عطية 3314 محمد بن عقبة 3951 محمد بن عقيل 1263 محمد بن عقيل النيسابوري 365 محمد بن علي 43- 253- 1568- 1571- 1594 1645- 1886- 2056- 2067- 2163 2236- 2237- 2247- 2568- 2641 3016- 3106- 3131- 3168- 3245 3273- 3365- 3688- 3825- 3895 3977- 3992- 3993- 4016- 4047 4056- 4140- 4142- 4143- 4447 محمد بن علي بن ابراهيم الدقاق 303- 2365- 2767- 4510- 4511 محمد بن علي الاجري 797- 1407- 1732- 2218- 3343 3822- 3873 محمد بن علي بن أحمد 2620- 3429- 3841 محمد بن علي بن أحمد الاندلسي 2375 محمد بن علي بن أحمد الكتاني 2000- 2584- 2585- 2589- 2617 2632- 2669- 2834- 2867- 2895 3033- 3182- 3187- 3422- 3424 3472- 3500- 3503- 4607 محمد بن علي بن أحمد بن المبارك 3990 محمد بن علي بن اسحاق 1336 محمد بن علي بن اسحاق الكاتب 2195- 3287 محمد بن علي بن اسماعيل 1730 محمد بن علي الاشيري 4256 محمد بن علي بن أصبهبذ الاصبهاني 3054

محمد بن أبي علي الاصبهاني 2218 محمد بن علي بن الاعرج 3622 محمد بن علي الايادي 1381- 3118- 3823 محمد بن علي الباقر 317- 2566- 2579- 2647- 4027 محمد بن علي البيضاوي 382 محمد بن علي الترمذي 4062 محمد بن علي بن جعفر 3376 محمد بن علي بن حبيش 703- 1471- 1778- 2176- 3172 4126 محمد بن علي الحجلي 2800 محمد بن علي بن حرب 342 محمد بن علي بن الحسن 302- 3980 محمد بن علي بن الحسن الحسيني 2124 محمد بن علي بن الحسن بن الخليل 2513 محمد بن علي بن الحسن الرقي 2709 محمد بن علي بن الحسن العلوي 1217 محمد بن علي بن الحسن بن علي بن عمر 4628 محمد بن علي بن الحسن النقاش 2801- 3378 محمد بن علي بن الحسين 4028 محمد بن علي بن الحسين الأسفراييني 1256 محمد بن علي بن الحسين بن الحسن 1452 محمد بن علي بن حمزة القبيطي 795- 847- 1201- 1247- 1438 1529 محمد بن علي بن أبي حمزة الهاشمي 1272 محمد بن علي الخشاب 852- 4257 محمد بن علي بن خلف 3566 محمد بن علي الخياط 2896- 3196 محمد بن علي الدجاجي 3951- 4023 محمد بن علي بن دحيم 2286 محمد بن علي بن أبي ذر 3093 محمد بن علي بن الرحبي 2042- 3991 محمد بن علي ابن عم رواد 2811 محمد بن علي بن زر 2800

محمد بن علي بن زيد 405- 4139 محمد بن علي الساحلي 972 محمد بن علي السقسيني 1710 محمد بن علي بن سلوان المازني 2504 محمد بن علي بن محمد السمناني 3073 محمد بن علي بن السمين 2125 محمد بن علي بن سهل 1184- 1185- 1186 محمد بن علي السيرافي 1407- 1483- 2169- 2176- 2565 2665- 2841- 3086- 3113- 3131 3145 محمد بن علي الصابوني 724- 736- 982- 2797- 2944 4105 محمد بن علي الصنعاني 2085 محمد بن علي الصوري 306- 970- 1394- 1787- 2402 2519- 2595- 3392- 3562- 4233 4234- 4235- 4439 محمد بن علي الطيان 724 محمد بن علي بن الفتح الحربي 3302 محمد بن علي بن الفتح العشاري 952- 1493- 2203- 2574- 3749 4005- 4038- 4617 محمد بن علي الفراء 2847 محمد بن علي القاضي 4560 محمد بن علي القرشي 2247 محمد بن علي بن قوس 3503 محمد بن علي القومسي 2099 محمد بن علي القيسي 3548 محمد بن علي القشيري 2711 محمد بن علي الكرجي 4616 محمد بن علي بن كيسان 2754 محمد بن العلاء الهمذاني 972- 1303- 2927- 2150 محمد بن أبي العلاء 1929- 3823- 3825- 3895- 3952 أبو محمد العلوي (فاخر النسب) 2646

محمد بن علي (أبو جعفر) 4122 محمد بن علي (أبو العلاء) 1465- 1538- 2678 محمد بن علي (أبو الفرج) 1726- 1728 أبو محمد بن علي 2994 محمد بن أبي علي 1011- 3696- 3703- 3946- 4021 4032 محمد بن علي بن العباس 3020 محمد بن علي بن عبد الله الحداد 3536 محمد بن علي بن عبيد الله 2256 محمد بن علي العراقي 1210 محمد بن علي العشاري 3093 محمد بن علي العظيمي 828- 1954- 1960- 1987- 2171 2540- 2548- 2798- 2888- 3013 3216- 3313- 3356- 3359- 3371 3482- 3495- 3650- 3657- 3663 3666- 3676- 3805- 3846- 3847 4082- 4088- 4158- 4163- 4175 4236- 4237 محمد بن علي بن أبي العلاء 45- 732- 2682 محمد بن علي العلوي 2150- 4129 محمد بن علي بن علي 2640 محمد بن علي بن عمر 3138 محمد بن علي بن عمر بن مهدي 520- 3041- 3068- 3299- 4250 4608 محمد بن علي العمري 1119 محمد بن علي العنزي 835 محمد بن علي المادرائي 835 محمد بن علي بن محمد 820- 970- 1265- 3157- 3279 محمد بن علي بن محمد بن أحمد 4650 محمد بن علي بن محمد الاصبهاني 2688 محمد بن علي بن محمد بن الحسن الحراني 797- 1259- 1738- 3369 محمد بن علي بن محمد الخياط 1219 محمد بن علي بن محمد بن السماك 1459

محمد بن علي بن محمد العميري 733- 1396- 2596- 2680- 2816 2961- 3628- 3629- 3889 محمد بن علي بن محمد الكناني 2267 محمد بن علي بن محمد المالكي 3059 محمد بن علي بن محمد المحاسبي 3283 محمد بن علي المؤدب 779 محمد بن علي بن محمد بن موسى 4592 محمد بن علي ميمون 3299 محمد بن علي بن محمد بن النضر 3149 محمد بن علي بن محمد بن يوسف 367 محمد بن أبي علي بن محمد 1065- 1264- 3444 محمد بن علي بن محمود 967 محمد بن علي بن مخلد الوراق 1391 محمد بن علي بن المديني 1865 محمد بن علي المروزي 1538- 1928- 3464 محمد بن علي بن أبي مسلم 3857 محمد بن علي المصيصي 43 محمد بن علي المضري 2644 محمد بن علي بن المعلم 3433- 4262- 4264 محمد بن علي المقري 1046- 1381- 1398- 1494- 1516 1528- 2390- 3780- 4678 محمد بن علي بن منجويه 4032 محمد بن علي بن المهتدي 1717- 1795- 2829- 3044 محمد بن علي مهرايزد 2000 محمد بن علي المؤذن 4257 محمد بن أبي الموري 3634 محمد بن علي النرسي 1217- 1697- 2124- 2163- 2178 2838- 3103- 3134- 3234- 3245 3248- 3269- 3337- 3468- 3605 3628- 3735- 3785- 3797- 3804 3818- 3935- 3937- 3950- 3969 3980- 4029- 4117- 4129- 4153 4278

محمد بن علي نصر 1086- 1087- 1089- 2150- 2529 4206- 4207- 4403- 4585 محمد بن علي بن النصر 4038 محمد بن علي النطنزي 2690- 2691 محمد بن علي الهاشمي 820- 1763 محمد بن علي بن هبة الله 3635 محمد بن أبي علي الهمذاني 607- 2103- 2248- 3820- 4068 4118 محمد بن علي الوراق 1073- 1074- 3572 محمد بن علي بن ياسر الانصاري 381- 627- 2258- 4252- 4253 محمد بن علي ياسر الجياني 39- 679- 1078- 1268- 1737- 3407- 3410- 4322 محمد بن علي بن يعقوب الواسطي 17- 1381- 1465- 1946- 2109 2158- 2165- 2177- 2652- 2678 2771- 2812- 3276- 3286- 3297 3337- 3364- 3994- 4066- 4140 محمد بن علي اليقطيني 2365 محمد بن عمار بن سمعان 2640 محمد بن عمار الموصلي 4059 محمد بن عمارة بن خزيمة 3246- 3253- 3254 محمد بن عمارة بن أبي الخطاب 202 محمد بن أبي عمارة 163 محمد بن عمر 46- 149- 1129- 1571- 1613- 1891- 1904- 1906- 2055- 2064 2166- 3141- 3145- 3147- 3154 3166- 3170- 3246- 3255- 3331 3983- 3969- 4284 محمد بن أبي عمر 2660 محمد بن عمر الابيوردي 4562 محمد بن عمر الاشبهي 4199- 4201 محمد بن عمر الاصبهاني 4276 محمد بن عمر بن أميرجه 1268 محمد بن عمر الباهلي 847

محمد بن عمر بن بكر المقرئ 403- 4018- 4354 محمد بن عمر بن أبي بكر الحازمي 697- 1048- 1065- 1501 محمد بن عمر بن بكير 4018 محمد بن عمر البلخي 4605 محمد بن عمر البلدي 384 محمد بن عمر الثقفي 2083 محمد بن عمر الجعابي 2712- 3551- 4041 محمد بن عمر الحافظ 2662- 3756 محمد بن عمر بن الحسن بن محمد 4349 محمد بن عمر بن الحسن بن يونس 2320 محمد بن عمر بن الحسين 1147 محمد بن عمر الديماسي 3777 محمد بن عمر الرازي 3041 محمد بن عمر بن سلم 3611 محمد بن عمر بن طبرزد 1525- 3234- 4033- 4034- 4118 4141 محمد بن عمر بن عبد الرحمن 4389- 4423 محمد بن عمر بن علي 4028- 4035- 4036 محمد بن عمر العنبري 3633- 3637 محمد بن عمر بن غالب 2879 محمد بن عمر بن عبد الغالب 1003 محمد بن عمر الغلقي 2255 محمد بن عمر الفقيه 4592 محمد بن عمر بن القاسم 1096 محمد بن عمر بن محمد 3994 محمد بن عمر بن أبي مسلم 782 محمد بن عمر المعيطي 4608 محمد بن عمر المقدسي 2102 محمد بن عمر بن هشام الرازي 3299 محمد بن عمر الواقدي 185- 225- 240- 241- 253- 254 1535- 1842- 2592- 2605- 2646 2652- 2658- 2659- 2663- 2668

2821- 3095- 3128- 3247- 3257 3997- 4034- 4116- 4135- 4136 4277 محمد بن عمر بن يوسف الارموي 1013- 2479- 2588- 2613- 3436 محمد بن عمران بن سعيد 2314 محمد بن عمران بن أبي ليلى 3447 محمد بن عمران المرزباني 1762- 1763- 1781- 1791- 1762- 1763- 1781- 1791- 2287 2887- 3004- 3083- 3084- 3088 3202- 3670- 3701- 3703- 3714 3757- 3923- 3925- 4071 محمد بن عمران بن موسى 1531- 2130 محمد بن أبي عمران 1072 محمد بن عمرو 299- 344- 384- 455- 1310- 1827- 3047- 4022 محمد بن عمرو البختري 2114- 1274- 2578- 3633- 4297 محمد بن عمرو بن الجراح 455 محمد بن عمرو بن حنان 4322 محمد بن عمرو الرزاز 1600- 1877 محمد بن عمرو بن أبي صفوان 1831 محمد بن عمرو بن علقمة 384 محمد بن عمرو الغزي 4288 محمد بن عمرو بن موسى العقيلي 1184- 1186- 1481- 1530- 1540 1732- 2210- 2211- 2216- 3084 3179- 3275- 3276- 3364- 3893 4022 محمد بن عمر بن النصر 3532 محمد بن عمرو الوراق 3058 أبو محمد وكيل أبي عمرو الخفاف 1515 محمد بن عمير بن جوصاء 1189 محمد بن عميرة 311 محمد بن أبي العوام 766 محمد بن أبي عوانه 2902

محمد بن عوف 450- 497- 1711- 2204- 2220 3911- 4233- 4235 محمد بن عوف بن أحمد 1166- 2861- 4234 محمد بن عوف (أبو بكر) 1166 محمد بن عوف (أبو الحسن) 1166 محمد بن عوف الحمصي 1437 محمد بن عوف الطائي 1443 محمد بن عوف المزكي 45 محمد بن عوف المزي 2604- 3321 محمد بن عيسى 165- 1855- 3085- 3275- 3276 3680- 4063- 4708 محمد بن عيسى الانصاري 312- 315- 2063 محمد بن عيسى الترمذي 75- 1833 محمد بن عيسى السعدي 4280 محمد بن عيسى الطباع 1185- 2948- 3688 محمد بن عيسى بن عبد العزيز 4361 محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي 39- 3318 محمد بن عيسى النامي 2533- 4655 محمد بن عيسى بن هرون 4288 محمد بن عيسى الهمذاني 1196- 3754- 3778 محمد بن عيسى بن يزيد القراطيسي 3125 محمد بن غالب 2574- 2583- 3417- 4152 محمد بن أبي غالب 1218 محمد بن غالب التمتمام 1498 محمد بن غالب الجعفي 1379 محمد بن غالب بن حرب 1074- 1496- 1498 محمد بن غانم 3839- 3972- 3975 محمد بن غانم بن أحمد 3634 محمد بن غانم الحداد 3838- 3977 محمد بن غسان بن غافل 1000- 1371- 1378- 1662- 2782 4225- 4305- 4307- 4652 أبو محمد الغساني 2056 محمد بن الغلس بن جعفر 3420

أبو محمد الغندجاني 2102 محمد بن غيلان 1385 محمد بن فاذشاه 4223 محمد بن فارس الغوري 769 محمد بن فارس القيسي 3438 محمد بن أبي الفتح القطان 3635 محمد بن الفتح القلانسي 3286 محمد بن الفتوح بن عبد الله 2262 محمد بن الفراء 2222 محمد بن الفرج الازرق 1014 أبو محمد بن أبي الفرج 3640 محمد بن فضاله 2605 محمد بن الفضل 615- 3154- 3265- 4287 محمد بن أبي الفضل 4218 محمد بن الفضل بن أحمد 3318- 4199 محمد بن الفضل الاصبهاني 2490 محمد بن الفضل البزاز 3177 محمد بن الفضل بن جابر 3284- 4212- 4214 محمد بن الفضل بن جلة 3634 محمد بن الفضل السقطي 1496- 1498 محمد بن الفضل الصاعدي 4201 محمد بن الفضل الصيدلاني 3635 محمد بن الفضل العروضي 2685 محمد بن الفضل بن عطية 4021- 4023- 4024 محمد بن الفضل الفراوي 39- 381- 852- 988- 1259- 2026- 2641- 3289- 3307 محمد بن الفضل القزازي 3641 محمد بن الفضل الكاغدي 4349 محمد بن الفضل بن محمد بن اسحاق 2479 محمد بن الفضل بن موسى 3810 محمد بن الفضل النحوي 811 محمد بن الفضل النسوي 2506 محمد بن الفضل بن نظيف 2091- 2563

محمد بن فضيل 3578- 3973 أبو محمد بن فضيل 1702- 3107 محمد بن فضيل الضبي 4212- 4214 محمد بن فليح 3035 محمد بن أبي الفوارس 1641- 2265- 2274 محمد بن الفيض الدمشقي 203 محمد بن فيل 1460 أبو محمد القاري 3926 محمد بن قارن 921 محمد بن القاسم 1699- 1783- 2095- 2881- 2893 4075- 4170- 4733 محمد بن أبي القاسم 2173 محمد بن أبي القاسم الازرق 1783 محمد بن القاسم الانباري 1425- 1782- 1795- 2052- 2083 2613- 2614- 2642- 2829- 3044 3190- 3206- 3322 محمد بن القاسم بن بشار 1796 محمد بن القاسم بن بنان 2074 محمد بن أبي القاسم بن تيمية 2742- 3265- 3748- 3980 محمد بن القاسم بن جعفر 1463- 1464- 1725- 3278- 3894 محمد بن أبي القاسم الجويني 4258 محمد بن القاسم الحبطي 1827 محمد بن أبي القاسم الحضرمي 418 محمد بن القاسم بن خلاد 1412- 3183- 3925 محمد بن القاسم بن زكريا 4041 محمد بن القاسم بن سليمان البزاز 3498 محمد بن القاسم الشهرزوري 1789 محمد بن القاسم (ابن أخي السوسي) 3531 محمد بن القاسم الصدفي 3877 محمد بن القاسم الصفار 4222 محمد بن القاسم بن صقلاب 2555 محمد بن القاسم بن علي 1860

محمد بن القاسم الفارسي 1248- 1249 محمد بن القاسم الكوكبي 2219- 2802 محمد بن أبي القاسم بن محمد 2579- 2742 محمد بن القاسم بن المظفر الاربلي 2692 محمد بن القاسم بن معروف 2003- 3309 محمد بن القاسم بن مهرويه 1755 محمد بن القراب 3626 أبو محمد القرشي 3041 محمد بن قيس 289- 2171 محمد بن الكافي بن علي الربعي 1360 محمد بن كامل بن ديسم 695- 1199- 2130- 2985- 3351 3698- 3913- 4592 محمد بن كامل بن ميمون 499 أبو محمد الكتاني 1439- 1440- 1533- 1698- 1734 4325- 4469 محمد بن كثير 43- 3686 محمد بن كثير العبدي 1024- 1074- 2602- 3078- 3108 4137 محمد بن كثير المصيصي 344 محمد بن كعب القرظي 2829- 3810- 3966- 4142 محمد بن كناسة الاسدي 1629 محمد بن الليث 3157 محمد بن الليث الجوهري 4262 محمد بن أبي ليلى 2790- 2909 أبو محمد بن ماسي 2089 محمد بن المبارك بن حماد 4279- 4299 محمد بن المبارك الصوري 4760 محمد بن المتوكل العسقلاني 2506 محمد بن المثنى 282- 1540- 1740- 2176- 3277 3322 محمد بن المحسن السلمي 3738 محمد بن المحسن الملحي 712- 2927- 4086- 4102- 4103 4450- 4646- 4667- 4677

محمد 3894 محمد 3947 أبو محمد 4183 محمد بن محمد 288- 1308- 1354- 1595- 1605 1642- 1796- 2373- 2438- 3170 3255- 4005 محمد بن محمد (أبو منصور) 4005 محمد بن محمد بن ابراهيم 2634- 3622- 3979- 4128 محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي 1248 محمد بن محمد بن أحمد العكبري 1215- 1313- 1342- 2587- 3526 محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة 3156 محمد بن محمد بن أحمد المنصوري 4322 محمد بن محمد الارتاحي 1311 محمد بن محمد بن اسحاق 1065- 1376- 2748- 2860- 3134 3186- 3362- 3438- 3696- 3697 3972- 4650 محمد بن محمد بن أسد 3109 محمد بن محمد الاسدي 1755 محمد بن محمد الاصبهاني 3741 محمد بن محمد بن أيوب 2663 محمد بن محمد البابسيري 3994 محمد بن محمد الباغندي 1147- 1148- 1518- 1519- 1915 2892 محمد بن محمد الباهلي 1669- 1943 محمد بن محمد البخاري 1703 محمد بن محمد البزاز 965- 1723- 1842 محمد بن أبي محمد البسطامي 2290 محمد بن محمد البغدادي 2635 محمد بن محمد البكري 3627- 3786- 3945- 3951- 3953 3966- 3969- 3984- 3998 محمد بن محمد الترمذي 82 محمد بن محمد الثمار 2602 محمد بن محمد بن توبه 1120

محمد بن محمد الحاكم 76- 350- 607- 1264- 2103 2792- 2814- 2948- 2997- 3271 3338- 3444- 3703- 3798- 3820 3879- 3901- 3946- 4021- 4032 4118- 4707 محمد بن محمد بن حامد 1156- 2300- 2355- 2461- 2487 2491- 2493- 2495- 4243- 4551 محمد بن محمد بن أبي حذيفة 3093- 4005 محمد بن محمد بن الحسن الديناري 3224 محمد بن محمد بن الحسن 302- 3640- 3731- 3948- 4380 محمد بن محمد الحسيني 506 محمد بن محمد بن حفص 3562 محمد بن محمد الخراساني 1304- 1305- 1841 محمد بن محمد الخطيب 679 محمد بن محمد بن خلاد 2579 محمد بن محمد بن داود 628- 1480- 1738- 2346- 2838 3274- 3984- 3990- 4031 محمد بن محمد الدهقان 2669 محمد بن محمد بن زكريا 1389 محمد بن محمد بن زيد الجرجاني 2342 محمد بن محمد بن زيد الحسيني 1306- 2149- 3297- 3964 محمد بن محمد الزينبي 1378 محمد بن محمد السره مرد 3492 محمد بن محمد بن سعيد الراوندي 4375 محمد بن محمد بن سعيد بن سعدان 3400 محمد بن محمد السلال 1091 محمد بن محمد بن سمعان 3401 محمد بن محمد بن شهريار 2565- 2905- 3875- 3885 محمد بن محمد الشهرياري 782 محمد بن محمد الشيباني 2664 محمد بن محمد الصفار 3186- 3252 محمد بن محمد الصوفي 138 محمد بن محمد بن الطائي 1673- 1855

محمد بن محمد بن عبد الرحمن 1794- 2645- 2668- 3178- 3189 4072- 4127 محمد بن محمد بن عبد الرحمن الكشميهني 769- 811- 812- 2456- 2597 3055- 3056- 4226 محمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي 2287 محمد بن محمد بن عبد الله الخطيب 3497 محمد بن محمد بن عبد الله السنجي 2250- 2253- 2780- 3257- 3295 3297- 3634- 3680- 3891 محمد بن محمد بن عبد الله (أبو طاهر) 1566 محمد بن محمد بن عبد الواحد 3060 محمد بن أبي محمد بن عبد المولى 2783 محمد بن محمد بن عقبة 2067- 4048- 4137 محمد بن محمد العكبري 2595 محمد بن محمد بن علوان 2615 محمد بن محمد بن علي 4678 محمد بن محمد بن علي الزينبي 1371- 2387- 3436- 3498 محمد بن محمد بن علي (قاضي أسيوط) 1359 محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا 2896- 3195 محمد بن محمد بن علي الوراق 3472 محمد بن محمد العمري 3750 محمد بن محمد العميري 3876 محمد بن محمد بن عيسى 4262- 4269 محمد بن محمد بن غيلان 344- 1302- 1394- 1927- 3026 3030- 3177- 3281- 3400- 3810 3965- 4114 محمد بن محمد الفراء 280- 286- 287- 309- 1347 2114- 2194- 4582 محمد بن محمد القبيطي 786 محمد بن محمد بن محمد 2585- 4120 محمد بن محمد بن محمد بن اسحاق 2507 محمد بن محمد بن محمد بن الحارث 744 محمد بن محمد بن محمد السنجي 3684

محمد بن محمد بن محمد بن عطاف 3640 محمد بن محمد بن محمد بن عمروك 1526 محمد بن محمد بن محمد بن الفراء 3317 محمد بن محمد بن محمش 1008- 2025- 2285- 2745- 3097 3403 محمد بن محمد بن مخلد 767- 1294- 1482- 2000- 2584 2620- 2641- 3420- 3422- 3424 3429- 4226 محمد بن محمد بن محمود المعدل 2211 محمد بن محمد المطرز 1458- 2598- 3053 محمد بن محمد بن مقبل 1256 محمد بن محمد المنصوري 2258 محمد بن محمد بن مهدي 757 محمد بن محمد بن مواهب 3282- 3623 محمد بن محمد بن نعمان الحارثي 4375 محمد بن محمد بن هارون 696- 895- 4155 محمد بن محمد بن الهاني 1484 محمد بن محمد بن أبي الورد 2147 محمد بن محمد بن يحيى 2578- 2589 محمد بن محمد بن يحيى بن حكيم 4625 محمد بن محمد بن يحيى الفريابي 1469 محمد بن محمد اليزدوي 298 محمد بن محمود السراج 3016 محمد بن محمود بن محمد 4375 محمد بن محمود بن الملثم 731- 1137- 2062- 2146- 3002 3299- 3303- 3387- 3418- 3420 3423- 3579- 3588- 3682- 3812 4127- 4623 محمد بن محمود بن النجار 746- 2488- 2496- 2543- 2697 2732- 2733- 2736- 2761- 2764 2768- 2770- 2771- 2775- 2793 2912- 2919- 2920- 2950- 2981 3317- 3322- 3379- 3482- 3643

3741- 4191- 4195- 4196- 4234 4235- 4236- 4239- 4240- 4253 4255- 4262- 4266- 4269- 4270 4271- 4274- 4275- 4297- 4298 4325- 4350 محمد بن المختار 158- 506- 1304- 1305- 2590 2898- 2978- 3282- 3623 محمد بن مخلد 862- 1306- 1529- 1636- 1895 1998- 2632- 2790- 2819- 3139 3329- 3798- 4039- 4141 محمد بن مخلد البزاز 2617 محمد بن مخلد الدوري 2742 محمد بن مخزوم بن سعدانه 1078 محمد بن مخلد العطار 366- 1717- 2804- 2817- 2996 3074- 3298- 3623- 3636- 3795 3820- 3920- 3946- 3980- 4145 أبو محمد المخلدي 1397 أبو محمد المراغي 385 محمد بن المرزبان 1761 محمد بن مرزوق الزعفراني 3150- 3317- 4940- 4582 محمد بن مروان 744- 2834- 2896- 3196 محمد بن مزيد 1793 محمد بن مسعر اليربوعي 1030- 2589 محمد بن أبي مسعود الفارسي 2197- 3467 محمد بن مسلم بن دينار 3401 محمد بن مسلم الزهري 515- 1056- 2101- 2512- 4027 4032- 4033- 4052- 4146- 4200 محمد بن مسلم الطائفي 1095 محمد بن مسلمة 2313- 2827- 3158- 4134 محمد بن المسيب الارغياني 1255- 1455- 4697- 4283- 4509 محمد بن مشكان 3287 محمد بن مصطفى 2220

محمد بن مصعب 1502- 1643- 3689 محمد بن مصعب الصنعاني 782 محمد بن مصعب القرقساني 4638 أبو محمد المصري 2048 محمد بن مطرف 3979 محمد بن المظفر 755- 781- 1181- 1383- 1389 1439- 1471- 1522- 1532- 2203 2220- 2564- 2825- 2884- 3105 3112- 3179- 3275- 3346- 3364 3443- 3752- 3876- 3888- 3893 4022- 4033 محمد بن المظفر الشامي 1540 محمد بن المظفر بن علي 2212 محمد بن مظفر بن موسى 750- 861 محمد بن معاذ دران 1227 محمد بن معاذ بن المستهل 2252 محمد بن معاذ بن هشام 724 محمد بن المعافى بن اسماعيل الموصلي 1717 محمد بن المعافى الصيداوي 3297 محمد بن أبي المعالي بن البناء 783- 765- 1616- 1673- 1855 3390- 3447- 3670 محمد بن معاوية 2665- 3561 محمد بن معاوية الانماطي 3336 محمد بن معاوية الصوري 4282- 4285 محمد بن معاوية النيسابوري 733 أبو محمد بن معروف 2309 محمد بن أبي معسر 1570 محمد بن معمر بن أحمد 3634 محمد بن معمر الاصبهاني 731- 1146 محمد بن معن الغفاري 2444- 4212- 4214 محمد بن المغلس 3421- 3815- 3924- 4073- 4074 محمد بن المغيرة 4140- 4328 أبو محمد بن المغيرة 2081

محمد بن المفضل 164 محمد بن مقاتل 3586- 3797 أبو محمد بن المقتدر 2064 أبو محمد المقدسي 1310 محمد بن المعري 1571- 1911- 3921 محمد بن مكي بن عثمان 1119- 1313- 1504- 1800- 2046 2148- 1899- 3125 محمد بن المنتشر 3956 محمد بن المنذر 203- 1613- 1703- 2211- 2636 3331 محمد بن المنكدر 607- 1057- 2347- 2365- 2480 2573- 2681- 2877- 3302- 3335 3336- 3337- 3614- 3843- 3844 3940 محمد بن منير 3361 محمد بن منصور الاديب 810 محمد بن منصور البغدادي 1790 محمد بن منصور الحرضي 762- 848- 1118- 1120- 1435 1449- 4213- 4228- 4284 محمد بن منصور الدينوري 627 محمد بن منصور السمعاني 679- 769- 811- 812- 967- 1474- 1492- 1766- 1793- 1794 1799- 2456- 2597- 2615- 2668 2893- 3053- 3096- 3178- 3189 3267- 3286- 3399- 3587- 4072 4127- 4223- 4226 محمد بن منصور الطوسي 1525- 1533- 3254 محمد بن منصور القواريري 4257 محمد بن منصور بن مزيد 2444- 3049- 3059- 3624 محمد بن مهاجر 48- 1726- 1730- 3069 محمد بن المهذب 695- 864- 1360- 1820- 2985 3435- 4104- 4161- 4245- 4763 أبو محمد المهلبي 4192- 4210

محمد بن موسى 103- 306- 1654- 1755- 1769 1772- 1783- 1790- 1887- 2002 2051- 2321- 3430- 3911- 4307 4328 محمد بن موسى الانصاري 4132 محمد بن موسى الباشاني 1389 محمد بن موسى البصري 2574- 3058 محمد بن موسى (أبو جعفر) 835 محمد بن موسى بن الحسن 44 محمد بن موسى بن حماد البربري 403- 1763- 1784- 2666 محمد بن موسى بن داود 2646 محمد بن موسى السمرقندي 3257 محمد بن موسى السمسار 45- 2313- 2861 محمد بن موسى الصيرفي 949- 2429- 3683- 3824- 4039 4127 محمد بن موسى بن عماد 3563 محمد بن موسى بن فضالة 1813 محمد بن موسى بن الفضل 3430 محمد بن موسى القطان 1596 محمد بن موسى المارستاني 3082 محمد بن موسى النقاش 3414- 3813 محمد بن موسى الواعظ 1507 محمد بن مواهب 1314 محمد بن المؤمل البشتني 1251- 4337 محمد بن المؤمل الحارثي 2595 محمد بن المؤيد التنوخي 131- 867- 905- 908 محمد بن المؤيد بن حواري 1129 محمد بن ميمون 2602 أبو محمد بن ناجيه 4473 محمد بن ناصر البغدادي 3802 محمد بن ناصر السلامي 312- 815- 1078- 1303- 1310 1321- 1441- 1452- 1834- 1945 2040- 2144- 2224- 2251- 2289

2345- 2453- 2500- 2564- 2565 2636- 2659- 2661- 2663- 2812 2856- 3070- 3178- 3240- 3270 3345- 3363- 3409- 3419- 3466 3550- 3819- 3893- 3897- 3946 3971- 3985- 4020- 4032- 4133 4142 محمد بن ناصر بن علي 1757- 3061- 3406 محمد بن ناصر اليزدي 2768 محمد بن النحاس الرملي 1127 أبو محمد بن النحاس 2098- 2602 أبو محمد النحوي 302 محمد بن نصر 4140 محمد بن نصر البوسنجي 4115 محمد بن نصر الحصري 2150- 2151- 2679- 3943 محمد بن نصر بن أبي الفتوح 295 محمد بن نصر بن أبي الفرج 383 محمد بن نصر القيسراني 268- 715- 912- 2231- 3959- 3960- 4247- 4248- 4249- 4252 محمد بن نصر المروزي 1404 محمد بن نصر بن مكرم 194 محمد بن نصر بن منصور بن علي 1306- 3297- 3964 محمد بن نصر النيسابوري 508 محمد بن أبي نصر الحميدي 1375- 1698- 3261- 3348- 4749 محمد بن أبي نصر بن عبد الله بن رواحه 1234 محمد بن أبي نصر الطالقاني 1236 محمد بن أبي نصر اللفتواني 519- 3041- 3299- 4250 أبو محمد بن أبي نصر 300- 393- 1434- 1435- 1439 1440- 1441- 1454- 1474- 1702 1703- 1705- 1728- 1741- 1845 1849- 1860- 1864- 2093- 2140 2153- 2218- 2219- 2429- 2660

2823- 2895- 3187- 3805- 3953 4168- 4171- 4189- 4317 أبو محمد بن نصير 2203 محمد بن نصير بن أبان 3777 محمد بن نصير البجلي 1718 محمد بن النضر الجارودي 1401- 2057 محمد بن النضر الحارثي 3587 محمد بن نعيم الضبي 418- 612- 811- 1389- 1395- 1399- 1408- 1513- 1517- 2346 2721- 2880- 2937- 3443 محمد بن أبي نعيم النسوي 3309 محمد بن نمران 1078 محمد بن نوح الجند نيسابوري 1469- 2217- 2619 محمد بن نوح الرصاصي 2429- 2745 محمد بن هرون 393- 517- 1375- 1570- 2316 2643- 3146- 3254 محمد بن هرون الازدي 2877 محمد بن هرون الانصاري 2895 محمد بن هارون الحضرمي 301- 2202- 2639- 3979 محمد بن هرون بن حمزة 1438 محمد بن هرون الدمشقي 2801 محمد بن هرون الدينوري 3229- 3435 محمد بن هرون الرقي 795 محمد بن هرون بن شعيب 1434 محمد بن هاشم بن أحمد 682- 1016- 1204- 2277- 3790 3960- 4155- 4209- 4210 محمد بن هاشم الخالدي 709- 1780 محمد بن هبة الله 335- 511- 620- 1008- 1041- 1568- 1613- 1649- 1700- 1702 1704- 1742- 1743- 1910- 1912 2030- 2057- 2067- 2074- 2095 2098- 2105- 2112- 2117- 2129 2136- 2140- 2145- 2152- 2183

2197- 2224- 2235- 2261- 2284 2310- 2313- 2319- 2333- 2453 2458- 2467- 2472- 2555- 2565 2573- 2604- 2637- 2660- 2811 2819- 2824- 2825- 2826- 2837 2840- 2851- 2860- 2885- 2895 2901- 2903- 2906- 2944- 2954 2966- 3056- 3072- 3087- 3103 3109- 3116- 3117- 3123- 3138 3164- 3170- 3180- 3186- 3279 3288- 3297- 3341- 3364- 3528 3746- 3756- 3803- 3806- 3826 3844- 3890- 3906- 3924- 3930 3935- 3938- 3941- 3942- 3971 3996- 4020- 4032- 4042- 4044 4048- 4120- 4136- 4137- 4145 4168- 4184- 4186- 4394- 4419 محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص 1525- 3592 أبو محمد بن هبة الله 1230 أبو محمد بن هبة الله بن سهل 3984 محمد بن هبة الله الشافعي 3394 محمد بن هبة الله بن شقيرة 3500 محمد بن هبة الله الشيرازي 299- 987- 990- 1038- 1166- 1169- 1228- 1249- 1452- 1460 1462- 1475- 1508- 1521- 1541 1545- 1737- 1897- 1914- 1922 1924- 1946- 1986- 2003- 2038 2040- 2144- 2162- 2175- 2216 2237- 2352- 2375- 2395- 2400 2402- 2416- 2427- 2505- 2542 2586- 2592- 2594- 2650- 2652 2657- 2665- 2739- 2741- 2748- 2773- 2777- 2798- 2814

2865- 2866- 2874- 2881- 2883 3067- 3174- 3185- 3197- 3224 3238- 3250- 3272- 3307- 3320 3331- 3350- 3365- 3372- 3375 3376- 3385- 3403- 3526- 3529 3533- 3590- 3614- 3678- 3730 3738- 3772- 3779- 3785- 3790 3804- 3818- 3820- 3821- 3828 3832- 3841- 3867- 3879- 3891 3912- 3919- 3938- 3952- 3953 3955- 3994- 4023- 4038- 4216 4253- 4267- 4287- 4653- 4678 محمد بن هبة الله الطبري 340- 1945- 2175- 2891- 3995 محمد بن هبة الله بن العديم 460- 849- 954- 957- 997- 1172- 1224- 1233- 1235- 1238 1239- 1403- 2104- 2180- 2249 2255- 2315- 2466- 2516- 2517 2526- 2561- 2709- 2781- 2800 2910- 2945- 3172- 3389- 3425 3433- 3593- 3595- 3596- 3600 3601- 3602- 3956- 4214- 4216 4221- 4225- 4229- 4285- 4407 4440- 4507- 4516- 4617 محمد بن هبة الله بن عساكر 2674- 2682- 2711- 2743- 2745 محمد بن هبة الله الكاتب 3635 محمد بن هبة الله بن محمد الرعباني 4561 محمد بن هبة الله الهاروني 3635 محمد بن هشام بن خالد 163 محمد بن هشام بن أبي خبره 2751 محمد بن هشام بن ملامس 949- 2429 محمد بن هلال بن المحسن 20- 61- 678- 843- 884- 889- 1133- 2286- 3261- 4583 أبو محمد بن هلاله 2063

محمد بن همام 1631- 1778- 1820- 4105- 4161 محمد بن هيبون الجزيري 3868 محمد بن الهيثم 2696 محمد بن الواثق 3775 محمد بن وزير 1594- 1943 محمد بن وشاح الزينبي 1091- 4191 محمد بن وضاح 3037 محمد بن أبي الورد 4282- 4284- 4285 محمد بن الوليد 203- 4242 محمد بن الوليد القرشي 2899 محمد بن وهب 2895- 3107 محمد بن وهبة 1554- 1569 محمد بن الياس 1988 أبو محمد بن ياسين 1233 محمد بن ياقوت 2702- 2705 محمد بن يحيى 604- 818- 1413- 1427- 1492 1763- 1772- 1784- 1789- 2494 2660- 2739- 2775- 3202- 3303 3418- 3523- 3702- 3734- 4044 4199- 4630 أبو محمد بن يحيى 4454 محمد بن يحيى بن أحمد 477 محمد بن يحيى الثقفي 4317 محمد بن يحيى بن حمزة 1529- 3803 محمد بن يحيى الحنفي 3523 محمد بن يحيى الذهلي 1405- 1567- 3187- 3309 أبو محمد بن يحيى السكري 3401 محمد بن يحيى الصولي 759- 813- 815- 820- 840- 841 1273- 1274- 1421- 1426- 1508 1650- 1651- 1653- 2065- 2381 2436- 2584- 2872- 2595- 3056 3451- 3477- 3520- 3524- 3650 3705- 3759- 3762- 3763- 3764

3767- 3768- 3769- 3770- 3771 3373- 3774- 3906- 3907- 4042 محمد بن يحيى بن ضريس 3889 محمد بن يحيى بن أبي عباد 840- 3770 محمد بن يحيى بن العباس 113 محمد بن يحيى العلوي 3813 محمد بن يحيى بن عبد الكريم 295- 383- 2150- 2151- 2582 محمد بن يحيى العدني 3679- 3943- 4115 محمد بن يحيى العلوي 642 محمد بن يحيى القاضي 2586- 3525 محمد بن يحيى القرشي 1192- 2758 محمد بن يحيى القطعي 3069 محمد بن يحيى بن كثير 2000- 3268- 3278 محمد بن يحيى الكناني 2870 محمد بن يحيى بن محمد 1117 محمد بن يحيى المروزي 2106 محمد بن يحيى المزكي 848- 1118- 1120- 1435- 1449 1724- 2480- 4213- 4228- 4229 4284- 4591- 4660 محمد بن يحيى المقرئ 2275 محمد بن يحيى بن مندة 955 محمد بن يحيى بن منصور 2494 محمد بن يزيد 392- 775- 1800- 1914- 2149 2664- 3429- 3957 محمد بن يزيد الادمي 2574 محمد بن يزيد بن حبيش 3295 محمد بن يزيد بن خنيس 3573 محمد بن يزيد الدرقي 2846 محمد بن يزيد الرحبي 586 محمد بن يزيد بن سنان 4063- 4070- 4523 محمد بن يزيد الكندي 1247 محمد بن يزيد بن ماجه 3733- 3966 محمد بن يزيد المبرد 2077- 3194

محمد بن يزيد النحوي 1858- 3520 محمد بن يزيد بن يزيد 4065 محمد بن يسار 3966 محمد بن يعقوب 340- 1398- 1665- 1699- 2026 2051- 2321- 2323- 2567- 2810 3139- 3269- 3365- 3683- 3824 3895- 3983- 4017- 4116- 4182 4307 محمد بن أبي يعقوب 2577 محمد بن يعقوب الاخرم 2715 محمد بن يعقوب الاصم 949- 2894- 3822 محمد بن يعقوب الاهوازي 1469 محمد بن يعقوب الدمشقي 1437 محمد بن أبي يعلى 723- 1203 محمد بن يوسف 512- 812- 1494- 1575- 1645 2287- 2775- 3419- 3557- 3628 4067- 4218- 4282- 4446 أبو محمد بن يوسف 1552 محمد بن يوسف البرزالي 1032- 1610- 2922- 3326- 4197 4664 محمد بن يوسف بن بشر 3628- 4052 محمد بن يوسف بن بشير 3442 محمد بن يوسف البغدادي 4035 محمد بن يوسف الجرجاني 1756 محمد بن يوسف بن الخضر 415- 2494- 3093- 3099- 4268 4413- 4415- 4416 محمد بن يوسف بن رباح 1706 محمد بن يوسف بن عاصم 3284 محمد بن يوسف بن عبيد 2525 محمد بن يوسف بن عيسى 1492- 1493 محمد بن يوسف الفربري 390- 1438- 1511- 2576- 3121 3290 محمد بن يوسف الفريابي 508- 2306- 2460

محمد بن يوسف الكريري 620 محمد بن يوسف بن المنيرة 4148 محمد بن يوسف بن يعقوب 2224- 3027- 4044 محمد بن يونس 2043- 2591- 2595- 2613- 3030 3086- 4114 محمود بن ابراهيم بن محمد بن عيسى 1370- 1860- 3040 محمود بن أحمد 9302 محمود بن أحمد الثقفي 774 محمود بن أحمد بن الحسن 2320 محمود بن أحمد الخجندي 1022 محمود بن أحمد بن عبد الرحمن 2849 محمود بن أحمد بن عبد الله 3634 محمود بن أحمد بن الفرج 3639 محمود بن اسماعيل الدمياطي 873 محمود بن اسماعيل الصيرفي 46- 75- 298- 1387- 1699- 1865 2087- 2133- 2307- 2594- 2817 3254- 3750- 4133- 4496 محمود بن أبي اسماعيل 2750 محمود بن أبي بشر الخراساني 3414 محمود بن الحسين بن محمد 3634 محمود بن حمد بن أحمد 3635 محمود بن حميد بن خضير 3027 محمود بن خالد 1702- 2093 محمود بن زنكي 2746- 4235- 4565 محمود بن سعادة بن أحمد 3899 محمود بن سعيد الثقفي 3793 محمود بن عبد الرزاق الخابوطي 3635 محمود بن عبد الكريم (قورجة) 3227 محمود بن عبد الواحد 3634 محمود بن علي الابريسمي 2701 محمود بن علي القزويني 1872 محمود بن عمر 1658- 4596

محمود بن عمر الزمخشري 1030- 1056- 1709- 1710- 1713 3304- 3933 محمود بن عمر بن محمود العكبري 1714- 2459- 2672- 2934 محمود بن غانم الحداد 3634 محمود بن غيلان 2167- 2580- 3407- 3871- 4018 محمود بن القاسم 738 محمود بن القاسم الازدي 75 محمود بن لبيد 3181- 3559 محمود بن محمد 1314- 1469- 2047- 3589- 3613 محمود بن محمد الاديب 1305- 1322- 2081- 2082- 2083 2088- 3090- 2173- 2635- 2638 2646- 2651- 3189- 4043- 4130 محمود بن محمد بن عبد الرحمن 2428 محمود بن محمد بن الفضل 1801- 2601- 2618- 4144 محمود بن محمد اليعقوبي 810 محمود بن ابراهيم 2106 محمود بن محمد 3415 محي الدين بن جعفر الاربلي 984 مخارق بن الحارث 4186 ابن المختار 1309- 1310- 1311 المختار بن الحسن بن بطلان 61 مخلد بن حسين 948- 4176- 4178 مخلد بن عيسى الخياط 866 مخلد بن كامل 4592 مخلد بن مالك 340- 775- 1524- 1526 مخلد بن محمد 2889- 3173- 3931 مخنف بن سليم 4250 المخيس بن تميم 1545 المدائني 306- 2090- 2174- 3925- 3939 3977 مدرك بن عمارة 127- 1635- 2584 مدلج بن المقداد 498- 3837- 3838 ابن مذار الضراب 4215

ابن أبي مذعور 2171 مرار بن حموية 4684 مرة الهمداني 638 مرتضى بن حاتم بن المسلم 626- 1669 مرتضى بن حاتم المقدسي 4559 مرثد بن عبد الله مرجا بن أبي الحسن 1594- 2000- 2267- 2584- 2585 2620- 2632- 2640- 2641- 2669 2834- 2867- 3033- 3127- 3182 3422- 3424- 3434- 3472- 3503 4606 أبو المرجى بن حمدان 4685 المرجى بن نصر 885 المرزباني 1311- 1312- 3924 مرشد بن علي 3009- 4149- 4172 مرشد بن يحيى 382- 386- 1531- 1537- 1928 2042- 2850- 2959- 3271- 3363 3824- 3898- 4328 مرهف بن أسامة 1370- 2684- 3358 مروان بن أحمد 1401 مروان الارحبي 3618 مروان بن جناح 1473 مروان بن الحكم 2129 مروان بن شجاع 2681 مروان الفزاري 1535- 363 مروان بن محمد الدمشقي 366- 638- 2429- 3586- 4001 مروان بن معاوية 1154- 3318- 4143- 4146 4212- 4214 مروان الموصلي 3366 مروان مولى هند 2636 مرى بن قطن 3918 مزاحم بن عبد الوهاب 3921 أبو مزيد الفقيمي 2651

مسيح بن حاتم العكلي 4033 مسعود بن أبي منصور 4447 المسدد بن علي الاملوكي 144- 744- 1000- 1008- 1073 1152- 1202- 1218- 1372- 1378 1460- 1469- 1604- 1663- 1747 2782- 2791- 2796- 3171- 3335 3405- 3447- 3964- 3971- 4233 4235- 4456- 4458 مسروق بن عبد الله المرزبان 310- 1646- 1832- 2077- 3956 3975- 4155 ابن مسعدة الاسماعيلي 2145 ابن مسعدة البخاري 3284 مسعدة بن صدقة 3566 مسعر بن كدام 385- 1202- 1371- 3570- 4014 4024- 4059- 4061- 4241 أبو مسعود الاصبهاني 1567 أبو مسعود الانصاري 2289 مسعود بن بسر 2006 مسعود بن الحسن الثقفي 1090- 1886- 2029- 2192- 2258 2855- 2865- 2873- 2882- 2894 2901- 2910- 3058- 3060- 3090 3104- 3110- 3178- 3186- 3196 3237- 3272- 3277- 3279- 3340 3365- 3469- 3471- 3550- 3559 3570- 3624- 3724- 3732- 3735 3752- 3785- 3794- 3825- 3831 3870- 3874- 3879- 3899- 3910 3933- 3947- 3971- 3986- 4000 4020- 4031- 4056- 4060- 4066 4153- 4169- 4278- 4280- 4284 4322 مسعود بن الحسن بن القاسم 3605- 3637- 3703 مسعود بن الحسين بن بندار 291

مسعود بن الحصين البغدادي 512- 3034 مسعود بن أبي الرجاء 2699 مسعود بن عبد الله 2592 مسعود بن عبد الواحد 3401 مسعود بن عمرو 2074 أبو مسعود بن أبي القاسم 720 ابن مسعود المجلي 1472 مسعود بن محد الثقفي 4503 مسعود بن محمد الرملي 3405 مسعود بن محمد بن غانم 3403 مسعود بن محمد بن مسعود 2294 مسعود بن محمد الطرازي 2487 مسعود بن أبي منصور 722- 1064- 1117- 1169- 1170 1241- 1292- 1317- 1374- 1503 2087- 2293- 2365- 2594- 3737 3750- 4133- 4449- 4452- 4541 4571 مسعود بن ناصر 1516- 1569- 2157- 2204- 2667 2814- 3104- 3874- 3897- 3972 3988- 4118- 4283 مسكين بن بكير 3347 مسكين أبو فاطمة 3308 مسلم بن ابراهيم 724- 1227- 2082- 2151- 3162 3169- 3684- 3686 مسلم البطين 3584 مسلم بن الحجاج 39- 381- 1259- 1261- 1263 1264- 1404- 1405- 1510- 1514 1518- 1522- 1569- 1698- 2144 2164- 2205- 2569- 2711- 2813 2839- 2881- 2971- 3819- 3897 3945- 3964- 3970- 3985- 4019 4031- 4117 مسلم بن خالد 3322

مسلم بن سعيد 1374 مسلم بن صبيح 1903- 2908 مسلم بن عبد الله 3751 مسلم بن عقبة 2821 مسلم بن عيسى 2226 مسلم بن قرظة 3649 مسلم بن قريش 3009- 3011- 4147- 4148- 4157 4159- 4238 المسلم بن معاذ 3109 مسلم بن نجي 3793 مسلم بن نذير 2150 أبو مسلم 1743- 1858 أبو مسلم الحداد 4623 أبو مسلم الخولاني 3617 أبو مسلم الكشي 2089- 4608 أبو مسلم الليثي 1735 أبو مسلم المستملي 3341 أبو مسلم المؤدب 3449 أبو مسلم بن مهران 1381- 1494- 1527 أبو مسلم الهمداني 2892 مسلمة بن الصلت 3951- 3952 مسلمة بن عبد الله 3155 مسلمة بن عبد الملك 3620- 3806- 4198- 4281 مسلمة بن علي 1658 مسلمة بن كهيل 508 مسمع بن عاصم 3181- 3414- 3469 أبو مسهر 311- 1726- 2143- 2504- 2892 2897- 4600 المسيب بن أبي الحسين 4257- 4260 المسيب بن واضح 203- 1178- 1216- 2738- 2799 3389 أبو مصبح الحمصي 4627 مصعب بن الحسين 1751

مصعب بن الزبير 4188 مصعب بن سعيد 1146- 1185 مصعب بن سليمان 1073 مصعب بن عبد الله الزبيري 919- 1945- 2321- 2325- 2564 2572- 2604- 2757- 2867- 2869 2871- 2888- 2900- 2904- 2905 2917- 2990- 3142- 3251- 3926 3993- 4036- 4045 مصعب بن عثمان 2867- 2876 مصعب بن عمير 2803- 3036 مصعب بن ماهان 3878 مضارب العجلي 3116 مطر الوراق 101- 519 مطرف بن طريف 4024- 4063- 4068- 4070 مطلب بن شعيب 779 المطلب بن عبد الله بن حنطب 2562- 2597- 2598 مطهر بن خالد الربعي 2042 المطهر بن عبد الواحد 367 أبو مطيع المصري 1119 أبو المظفر الاذري 4740 المظفر بن الحسن 45- 343 أبو مظفر بن حماد 4266 أبو المظفر الخيام السمرقندي 3281 المظفر الزوزني 686 أبو المظفر السمعاني 106- 115- 252- 284- 752- 762 784- 1396- 2259- 2373- 2884 2961- 4286- 4337- 4411 مظفر بن سهل 4218 مظفر الفارقي 4208 المظفر بن الفضل 871- 896- 1589 أبو المظفر القشيري 77- 505- 1180- 1237- 1566 2101- 2155- 2165- 2711- 2811 3157- 3533- 4139- 4216

أبو المظفر الكاغذي 286- 337- 456- 3910 المظفر بن محمد الطوسي 616- 3095- 3754- 3673- 3918 4054- 4059 معاذ بن أسد 3681- 4035 معاذ بن اسماعيل اللاذقي 647 معاذ بن جبل 1096- 2724- 4299 أبو معاذ العزيز 3707 معاذ بن العلاء 630 معاذ بن المثني 2899 معاذ بن معاذ 747- 2006- 2217- 3873 أبو معاذ الهروي 1484 معاذ بن هشام 4474 المعافى بن اسماعيل 616- 3095- 3672- 3754- 3918 4054- 4059- 4712 المعافى بن زكريا 759- 826- 1192- 1272- 1409 1425- 1423- 1428- 1650- 1652 1765- 1767- 1787- 1833- 1867 1898- 2001- 2050- 2052- 2058 2061- 2063- 2065- 2069- 2073 2076- 2083- 2086- 2584- 3047 3050- 3075- 3077- 3078- 3080 3084- 3119- 3150- 3168- 3198 3206- 3304- 3472- 3519- 3523 3764- 3770- 3920- 4124- 4509 المعافى بن سليمان 2719- 2791 المعافى بن عمران 2184- 2185- 4054- 4059- 4063 4066- 4070 أبو المعالي البقال 915 أبو المعالي بن بندار 1538 أبو المعالي بن سليمان 908 أبي المعالي بن سيده 2062 أبو المعالي بن صابر 438- 1311- 1319- 2080- 2087 2089- 2146- 2583- 2591- 2644

3057- 3308- 3387- 3417- 3420 3421- 3423- 3428- 3430- 3572 3582- 3604- 3614- 3688- 3701 3707- 3716- 3939- 3993- 4252 4623 أبو المعالي بن عبد الرحمن السلمي 2002- 2043- 2056- 4128 معالي بن قاسم البزاز 4252 أبو المعالي المروزي 2816 معاوية بن ابراهيم 3256 معاوية الخولاني 3027 معاوية بن أبي سفيان 1538- 3026- 3033- 3034- 3037 3039- 3625- 3894- 4153 معاوية بن سلام 4653- 3604 معاوية بن صالح 339- 1476- 1651- 1652- 1706 1843- 1946- 2057- 2106- 2216 2810- 3067- 3111- 3269- 3404 3822- 3872- 3894- 3911- 3944 3982- 4016- 4336 أبو معاوية الضرير 1890- 3170 معاوية بن أبي العباس 1604 معاوية بن عبد الكريم 3424 معاوية بن عمرو 44- 49- 345- 3106- 4115- 4496 أبو معاوية الغلابي 1314 معاوية بن قرة 1065- 4020- 4024 معاوية بن أبي مزرد 2572 معاوية بن هشام 1154- 1614- 2125 معاوية بن يحيى 44- 45- 46- 1928 المعتز بن سليمان 4650 المعتصم العباسي 4769 المعتضد العباسي 4292 معتمر بن سليمان 620- 696- 861- 1322- 2057- 3970

معتوق بن أبي السعود 4267 معدان بن أبي طلحة 1078- 2847- 4182- 4183- 4184 4185 معدان بن كثير البالسي 1988 المعرور بن سويد 3239 معروف بن خربود 3154- 4212 أبو معشر السندي 283- 1570- 2112- 2117- 2125 2659- 2662- 2954 أبو معشر الطبري 628 أبو المعطل الزيدي 3227 معقل بن يسار 4297 معلى بن أسد 1888 المعلى بن عبد الرحمن 292- 293 معلى بن منصور 39- 485 المعلى بن هلال 3314 معمر بن أحمد 1119 المعمر الحمصي 1074 معمر بن راشد 1462- 4200 المعمر بن علي بن المعمر 2486 المعمر بن مالك 3288 معمر بن المثنى 101- 690- 2008- 2168- 2251 2267- 2613- 2838- 2967- 3001 3194- 3696- 3697- 3698- 3700 3701- 3705- 3707- 3709- 3713 3714- 3979 أبو معمر 2127- 2150 معمر بن همام بن منبه 1470- 2025 معن بن عيسى 339- 763- 1520- 1535- 3898 3935 المغيرة بن حبيب 1060 أبو المغيرة الخولاني 1859- 2127 المغيرة بن زياد 3295

مغيرة بن شعبة 2414- 3093 المغيرة بن عبد الرحمن 4447 المغيرة بن عمرو 2287 مغيرة بن مغيرة 3187 المغيرة بن نوفل 515- 2165- 3918 مفتي بن مشكور 1078 المفضل بن الحسين بن علي الطيان 1173- 2308 المفضل بن عمر 2647 المفضل بن غسان الغلابي 1465- 2849- 3170- 4129 أبو المفضل القرشي 4051 المفضل بن محمد الجندي 2287- 2707- 2719- 3994 المفضل بن موهب 4174 المفضل بن مواهب 909 مفلح بن أحمد بن محمد المرزمي الوراق 4701 أبو المفلفل التنوخي 4630 مقاتل بن حيان 775 مقاتل بن سليمان 3286 مقاتل بن مطكود 852- 2467 المقتدر العباسي 4291- 4295- 4296 مقدم بن علي 4123 المقدام بن معدي كرب 625- 3029- 3036 مقلد بن نصر بن منقذ 870- 872- 4199- 4200 ابن المقير 1342- 1394- 1464- 1511- 1513 1537- 1568- 1569- 1571- 1725 1742- 1861- 1897- 3897 مكابر الحلبي 4155 أبو المكارم الاسدي 899 أبو المكارم الاصبهاني 3685 أبو المكارم البادرائي 1556 أبو المكارم بن اللبان 3106- 3108- 3572- 3578- 3583 3585- 3683- 3788- 3810- 3949 3992- 3993- 4124- 4126- 4143 4152- 4617

مكحول 98- 163- 341- 1798- 2216- 2905- 4063 مكرم بن محمد 1000- 1038- 1371- 1378- 1460 2158- 2309- 2657- 2782- 2791 2953- 2954- 3403- 4757 مكي بن أحمد بن ماهان 921 مكي البرذعي 2021 مكي بن جابار الدنيوري 1227- 1228 مكي بن أبي طالب البروجردي 1264- 1680- 2123 مكي بن أبي طالب الهمذاني 1465 مكي بن عبد السلام 469- 2514 مكي بن عبدان 1266- 1394- 1440- 1476- 1512 1521- 1537- 1698- 1710- 1725 1835- 1898- 2144- 2164- 2205 2569- 2813- 2839- 2881- 3103 3125- 3239- 3270- 3339- 3819 3897- 3945- 3970- 3985- 4019 4031- 4117 مكي بن عدنان 1569 مكي بن محمد بن الغمر 1166- 1239- 1373- 1517- 1814 1837- 1845- 1918- 2039- 2093 2177- 2312- 2377- 2379- 2666 2774- 2824- 2884- 3110- 3112 3171- 3277- 3776- 3830- 3881 3977- 4046 مكي بن المسلم 978 مكي بن هارون 1606 ملك شاه بن ألب أرسلان 4157 الملوح أبو قيس المجنون 4211 أبو المنى بن علي الحلبي 4630 منبه بن عثمان 3361 منتجع بن نبهان 973 أبو المنجى بن مسعر التنوخي 4631

منجاب بن الحارث 361- 3230 منذر الثوري 3579- 3585- 3589 المنذر بن زياد 2316 المنذر بن عبد الله 2900 المنذر بن عبد الملك 4143- 4146 المنذر بن محمد القابوسي 690- 2259 منظور بن ثعلبة 3820 المنكدر بن محمد بن المنكدر 1373 المنهال بن بحر 4024 المنهار بن عبد الملك 3781 المنهال بن عمرو 2152 منوجهر بن محمد 597- 2255 منير بن أحمد الخشاب 69- 569- 572- 1336- 3150- 3448- 4037 منير بن أحمد الخلال 3253- 2811 منصور بن أحمد الانصاري 817- 4411 منصور بن أبي الاسود 2578- 3467 منصور بن بشير 2026- 3455 أبو منصور تكين 785 منصور بن تميم بن زنكل 3675 أبو منصور الثعالبي 1107- 1111- 1121- 2334- 2475 4404- 4512- 4570- 4645- 4740 منصور بن جعونة 249 أبي منصور بن الجواليقي 1210- 2485- 4628 منصور بن الحسين الكاتب 342- 513- 607- 781- 861- 959 1056- 1153- 1169- 1203- 1502 1557- 2156- 2249- 2310- 2751 2773- 3361- 3886- 3957 أبو منصور بن الحسين 1048- 1257 أبو منصور الخطيب 4498 أبو منصور بن خيرون 942- 962- 1094- 1750- 1800 2210- 2214- 2215- 3257- 3344 3345- 3443- 3536- 3611- 3778

3780- 3820- 3873- 3875- 3887 4213- 4362 منصور بن زاذان 607- 2618 أبو منصور بن زريق 599- 605- 611- 642- 680- 758 770- 800- 811- 824- 825- 866 879- 959- 1060- 1147- 1181 1239- 1457- 1493- 1498- 1515 1517- 1532- 1615- 1728- 1735 1740- 1867- 2156- 2211- 2222 2213- 2219- 2345- 2380- 2383 2401- 2451- 2657- 2659- 2662 2879- 2884- 2937- 2970- 3346 3443- 3498- 3779- 3824- 3843 3888- 4229- 4285- 4286 أبو منصور الزهري 722 منصور بن سلمة الخزاعي 4001- 3999 أبو منصور بن شكرويه 3057- 4329 أبو منصور الصاغاني 2074 أبو منصور بن طاهر بن العباس 2287 أبو منصور بن الطوسي 4712 المنصور العباسي 1716- 1840- 2978- 3029- 3193 أبو منصور بن عبد الباقي العطار 825- 3801- 3085 أبو منصور بن عبد العزيز 605 منصور بن عبد الله 733- 1485 أبو منصور بن عبد الملك 3499- 3889 منصور بن عبد المنعم 39- 852 أبو منصور بن عساكر 43 أبو منصور العكبري 1215- 1279- 1491- 1651- 4318 منصور بن عمار 1435- 3287 أبا منصور العمراني 2269 منصور الفقيه 786 أبو منصور الفقيه 337

أبو منصور القزاز 361- 366- 369- 380- 382- 596 597- 608- 704- 748- 761- 768 796- 797- 812- 814- 818- 826 835- 960- 970- 1037- 1044- 1052- 1167- 1186- 1198- 1272 1278- 1379- 1389- 1391- 1403 1406- 1413- 1415- 1418- 1432 1456- 1467- 1471- 1472- 1505 1521- 1522- 1528- 1529- 1642 1727- 1732- 1738- 1741- 1743 1751- 1761- 1778- 1866- 1896 1911- 1917- 2165- 2168- 2176 2205- 2210- 2259- 2264- 2268 2272- 2274- 2344- 2350- 2389 2659- 2678- 2681- 2683- 2712 2719- 2721- 2771- 2790- 2799 2970- 3034- 3039- 3203- 3211 3343- 3471- 3520- 3523- 3754 3756- 3767- 3786- 3816- 3822 3874- 3910- 4039- 4131- 4218 4226- 4229- 4247- 4283- 4288 4354- 4362- 4365- 4474- 4500 أبو منصور بن محمد 1236- 2215- 3985- 4061- 4391 منصور بن محمد بن الحسن 119- 1064- 4432- 4469- 4523 أبو منصور بن محمد الشافعي 47 أبو منصور بن محمد الفقيه 1222- 1408 منصور بن محمد المسعودي 3405 منصور بن أبي مزاحم 2760- 4130- 3950- 2865 أبو منصور المصقلي 3234 منصور بن المعتمر 2296- 2892- 2894- 2895- 4056 4057- 4241- 4296

أبو منصور بن مكارم 616- 3095- 3672- 3754- 3918 4054- 4059- 4712 أبو منصور المؤدب 4060 منصور بن نصر الكاغدي 2635 منصور بن النعمان 2342 أبو منصور بن النقور 1075 أبو منصور النهاوندي 4141 منصور بن واقد الطنافسي 2603 أبو منصور الوكيل 1533 منصور بن هلال 4153 المهاجر بن أميه 1907 مهاجر أبو خالد 3682 مهدي بن أحمد بن محمد البغدادي 1458 المهدي بن أبي حرب 1092 مهدي بن ميمون 2577- 2636 أبو المهذب بن أحمد 876 مهلهل الجاواني 4465 مهيار الديلمي 2540 أبو المواهب الحافظ 3016 المؤتمن بن أحمد الساجي 3641 المؤتمن بن أبي السعود 3430- 2097 موج بن علي 4027- 4032 مورع بن موسى 3308 أبو المورع الموصلي 4059 موسى (عليه السلام) 3289- 3291- 3292- 3293- 3294 3295- 3296- 3297 موسى بن ابراهيم الانصاري 362 موسى بن ابراهيم العطار 1154- 1736- 1842- 2219 موسى بن اسحاق 2662 موسى بن اسحاق الخطمي 361 موسى بن اسحاق الانصاري 1845- 2642 موسى بن اسحاق القاضي 1518- 1522- 1605

موسى بن أعين 1462- 2146- 4063- 4066- 4069 696- 2256- 2576 موسى بن اسماعيل 517 موسى الانصاري أبو الميمون بن راشد موسى بن أيوب 2224- 4714 موسى بن أبي بكر 102- 326- 1848- 4239- 4390 3541 موسى التستري 2157- 3172 موسى بن جعفر بن محمد 2579 موسى الجهني 4020- 4024 موسى بن الحسن 1065- 2099- 3737- 3993 موسى بن داود 1048- 1054- 1302- 2142- 2309 2453- 3735 موسى بن زكريا 253- 573- 1407- 1483- 1703 1912- 1918- 2040- 2067- 2095 2112- 2130- 2169- 2176- 2236 2237- 2565- 2665- 2816- 2822 2824- 2838- 2967- 3072- 3086 3113- 3131- 3280- 3590- 3801 3804- 3841- 3977- 3919- 4139 4140- 4145 أبو موسى الزمن 2315 موسى بن زهير بن مضرس 3903 موسى بن سفيان 3447 موسى بن سهل 1096- 1438- 1441- 2137- 2563 موسى بن طريف 289- 456 موسى بن طلحة 3164- 4887- 4001 موسى بن عامر 43- 47- 497- 498- 590 موسى بن عامر بن خريم 489 موسى بن عامر بن عمارة 488 موسى بن العباس 777- 3168- 3759- 3760 موسى بن عبد الرحمن 4299- 4657 أبو موسى بن أبي عبد الرحمن النسائي 2040- 2165- 2812

موسى بن عبد القادر الجيلاني 3102- 3265- 3748 موسى بن عبد الملك 1272 موسى بن عبيد الله 453- 2383- 4042 موسى بن عقبة 2900- 2944- 3035- 4126- 4241 موسى بن علي الخياط 972 موسى بن علي المؤذن 970 موسى بن أبي العمر 3627 موسى بن عمر بن العباس 368 موسى بن عمران الصوفي 2836 موسى بن عمران الوراق 921- 922- 1139- 1383 موسى بن عمير العنبري 1497 أبو موسى العنزي 1308- 1730- 2507 موسى بن عيسى السراج 1037 موسى بن القاسم بن موسى 696 موسى بن قيس 2134 موسى بن قيس الحضرمي 2133 موسى بن محمد الانصاري 1186- 1187- 4680 موسى بن محمد بن جعفر 4044 موسى بن مروان 3817 موسى بن مسعود 1840- 3572 موسى بن المفضل 3634 موسى بن أبي موسى 306 موسى بن النعمان 3336 موسى بن هرون 337- 1379- 1387- 1518- 1521 2307- 2879- 3107- 3245- 3889 3900- 3990- 4125 موسى بن هرون الجمال 1405 موسى بن هارون بن عبد الله البزاز 4660 أبو موسى بن يونس الطرسوسي 4638 موصوف الخادم 4161- 4162 الموفق بن أحمد المكي 1710 مؤمل بن اسماعيل 1053- 1054- 2401 مؤمل بن اهاب 2180- 2181

المؤمل بن الحسن بن عيسى 1510- 1515 المؤمل بن غدير التنوخي 4325 موهوب بن أحمد الجواليقي 79- 107- 175- 676- 2269- 4251- 4255 المؤيد بن أحمد الخطيب 1709 المؤيد بن عبد الرحيم بن الاخوة 607- 774- 781- 861- 959- 1055- 1095- 1153- 1180- 1203 1502- 1557- 2156- 2172- 2249 2310- 2751- 2773- 3361- 3886 3956- 4613 المؤيد بن محمد الطوسي 39- 77- 381- 480- 630- 644- 828- 841- 957- 1017- 1061- 1086- 1199- 1224- 1653- 1724 1832- 1960- 2096- 2278- 2296 2315- 2548- 2721- 2798- 2824 2985- 3289- 3307- 3318- 3491 3663- 3962- 3984- 4082- 4088 4163- 4175- 4214- 4248- 4286 4290- 4360- 4366- 4378 ميسر بن عبيد 2852- 3992 ميسرة بن حيب 2152 أبو ميسرة من أصحاب أبن مسعود 740 ميمون بن أحمد بن روح 3170 أبو الميمون البجلي 1177- 1179- 1439- 1440- 1441 1474- 1698- 1702- 1703- 1705 1860- 1864- 2093- 2218- 2219 2617- 2660- 3186- 3187- 3618 4031- 4168 ميمون بن أبي شبيب 3093 ميمون بن حمزة 2961 ميمون بن علي بن ميمون 612 ميمون بن عمر بن محمد الفقيه 2365 ميمون بن محمد 1988- 4075

ميمون بن معتمد المكحولي 3562 ميمون بن مهران 1279- 1710- 1917- 2059- 4063- 4072 ميمون بن هرون 1412- 1419- 1662 ميناء بن ميناء 2582 - ن- ناشي بن مروان 692 ناصر بن الخضر الصوفي 4257- 4261 الناصر العباسي 4275 ناصر بن أبي العباس الصيدلاني 2644 ناصر بن عبد الرحمن النجار 1192- 2026- 4484 ناصر بن علي بن محمود 343 ناصر بن محمد 611- 1602- 2254- 2258- 3736 4497- 4498 ناصر بن محمد البوقاني 1703 ناصر بن محمود بن علي القرشي 101- 102- 163- 3332 ناعم بن السري 4211 نافع بن الازرق 2585- 2586 نافع بن جبير بن مطعم 2166 نافع بن شيبة 2607 نافع مولى عبد الله بن عمر 2127- 2258- 2309- 2771- 2773- 2918- 2958- 3655- 3934- 4024- 4241 نافع بن عوف الزرقي 281 نافع بن أبي الفرج بن نافع الحلبي 1162- 1155 نبأ بن محفوظ 2277 نبأ بن أبي المكارم 948 نبيح بن أبي سعيد 2796 نبيط بن شريط 4151- 4152- 4154- 4155 نبيه بن وهب 2803 نجا بن أحمد 2312- 2743 نجا العطار 961

أبو النجم بن بديع 3960 نجم الدين بن الحليم 2746 أبو النجيب الرازي 1798 أبو النجيب الفاسي 4407 ابن أبي نجيج 455- 2151- 2460 أبو نخيلة الشاعر 3712 النسائي 1174- 1405- 2215- 2518- 3898 نسطور الرومي 1988 نسعة بنت شعبة الطائية 1249 نسير بن ذعلوق 3573- 3575- 3578- 3583- 3584- 3585- 3586 نسير بن المظفر البرمكي 3898 ابن نسيم 2042 نصر بن ابراهيم المقدسي 450- 723- 991- 1073- 1074- 1166- 1202- 1218- 1460- 1469- 1702- 1726- 1843- 1887- 2026- 2164- 2200- 2467- 2534- 2568- 2743- 2813- 2839- 3107- 3139- 3334- 3405- 3448- 3819- 3830- 3900- 3948- 3954- 3970- 3986- 4015- 4020- 4035- 4037- 4117- 4224- 4471- 4484- 4548 نصر بن أحمد بن البطر 1805- 2171- 3097- 3963- 4684 نصر بن أحمد بن مقاتل 76- 343- 350- 852- 972- 1059- 1192- 1610- 1697- 1724- 1726- 2021- 2065- 3071- 3134- 3185- 3306- 3322- 3341- 3921- 4044- 4187

نصر بن أحمد بن نصر 2067- 2664- 4048 نصر بن أحمد السوسي 3732 نصر بن أحمد بن أبي الفتح الهمداني 3942 نصر بن أحمد بن محمد 4033 نصر بن أحمد الهمذاني 2592 نصر بن أحمد بن يعقوب 4204- 4207 نصر بن جريش 4127 نصر بن الحسين 4014 نصر بن زكريا 1392 نصر بن صالح بن مرداس 4162- 4163 نصر بن عبد الرحمن القزاز 2007 نصر بن علقمة 340 نصر بن علي 722- 862- 2579- 3561- 3743- 4040- 4138- 4329 نصر بن أبي الفرج الحصري 1262- 1265- 1320- 1511- 1854- 1855- 1864- 1894- 2110- 2158- 2374- 2570- 2582- 2817- 2904- 2992- 2998- 3030- 3038- 3090- 3136- 3236- 3250- 3559- 3616- 3617- 3840- 3916- 3973- 4000- 4017- 4057- 4154- 4245- 4256 نصر بن أبي الفنون النحوي 1562 نصر بن محمد بن أحمد 616- 1256- 1840- 2308- 3095 3673- 3754- 3918- 4054- 4059- 4712 نصر بن محمود بن صالح 4077 نصر بن مزاحم 287- 316- 317- 320- 1339 2198- 2200- 2221- 2222- 2618- 2832- 2833- 2989- 2992- 3114- 3116- 3154- 3501- 3502- 3552- 3718-

3724- 3730- 3731- 3912- 3917- 3947- 4029- 4057- 4382- 4466- 4479- 4603- 4604- 4671- 4700 نصر بن المظفر 721- 733- 740- 761- 1148- 1241- 1295- 1604- 1927- 2208 3177- 3179- 3892 نصر بن منصور 4325 نصر بن منقذ الكناني 2762 نصر بن نصر العكبري 694- 2316- 2479- 3979 نصر بن أبي نصر 1248- 1256 نصر بن يونس 199 نصرة الأزدية 2638 نصر الله بن أحمد 1566 نصر الله بن عبد الرحمن القزاز 616- 2012- 2102- 3266- 3268 3366- 3799- 4169 نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد 3499 نصر الله بن عثمان 4304- 4307 نصر الله بن علي 3900 نصر الله بن أبي العز 2398- 3242- 4006 نصر الله بن مجلي 2656- 4262- 4266 نصر الله بن محمد اللاذقي 2813- 2839- 3819- 4015- 4037 نصر الله بن محمد بن عبد القوي 767- 1166- 1726- 1843- 2150 2164- 2218- 2480- 2534- 2568 3139- 3635- 3830- 3894- 3954 3970- 3986- 4020- 4035- 4045 4117- 4442- 4446 أبو نصر بن البناء 2156- 2166 أبو نصر الترياقي 2044 أبو نصر بن الجبان 1540- 2099- 3900- 3950- 4142 أبو نصر بن الجندي 332- 579- 582- 586- 2153 أبو نصر بن جهير 1134 أبو نصر الخفاف 2347

أبو نصر الرامشي 907 أبو نصر بن رضوان 2152- 4042 أبو نصر الزبيدي 3419- 3424 أبو نصر الزينبي 2879 أبو نصر بن السدنك 3419- 3424 أبو نصر السراج 4218- 4223 أبو نصر السمرقندي 4287 أبو نصر بن الشيرازي 2056- 2103- 2164- 2184- 2201 2297- 2330- 2332- 2353- 2377 2432- 2469- 2566- 2567- 2643 2667- 2724- 2861- 3193- 3234 3322- 3330- 3792- 3900- 3933 4040- 4067- 4123- 4126- 4139 4142- 4170- 4172 أبو نصر بن طلاب 674- 703- 749- 1178- 1216 1435- 2309- 2576- 2808- 2999 3532- 3716- 3832- 4216- 4378 4470 أبو نصر بن غياث النصراني 678 أبو نصر بن فتوح الحميدي 450- 678 أبو نصر بن القشيري 1522- 1712- 3533- 3891- 3895 أبو نصر الكسار 783- 1443- 2202- 2751- 2780 أبو نصر الكلاباذي 3104 أبو نصر بن مروان 1133- 1134 أبو نصر بن النحاس 4194 أبو نصر بن هبة الله بن ماكولا 1512- 1534- 1567- 1659- 1677 2041- 2057- 2099- 2108- 2109 2113- 2124- 2138- 2168- 2144 2171- 2205- 2209- 2211- 2219 2305- 2306- 2366- 2368- 2373 2510- 2569- 2634- 2838- 2853 2895- 3064- 3072- 3120- 3332 3828- 3840- 3880- 4070

أبو نصر بن هميماه 130 أبو نصر الوائلي 1441- 1513- 1537- 1569- 1697 1730- 2040- 2144- 2214- 2215 2217- 3138- 3363- 3819- 3894 3897- 3911- 3946- 3971- 3985 4020- 4032- 4065 أبو النضر بن أسباط النحوي 3182 النضر بن اسماعيل 3581 أبو النضر الجرمي 2642 النضر بن زرارة 4143 النضر بن شميل 3632 للنضر بن عبد الجبار 1629 النضر بن عربي 3942 النضر بن عيسى 4282- 4287 النضر بن منصور 301- 4380 نظام الملك 2501 نظيف بن عبد الله المقرئ 1227 نفطويه 287- 302- 309- 312- 315- 319- 2834- 4703 أبو النعمان الانطاكي 159 النعمان بن بشير 2184 النعمان بن ثابت 4063- 4069- 4070 النعمان بن العباس 4714 النعمان بن أبي عياش الزرقي 404- 405 نعمان بن هرون 1373 نعمة الله بن محمد 2163- 2567- 2811- 3138- 4142 أبو نعيم الحافظ 138- 339- 499- 1073- 1169 1170- 1198- 1241- 1304- 1358 1397- 1398- 1524- 1567- 1736 1778- 1842- 1910- 1915- 2133 2134- 2150- 2153- 2155- 2165 2176- 2210- 2219- 2293- 2304 2320- 2346- 2365- 2373- 2594

2597- 2598- 2602- 2621- 2634 2639- 2662- 2790- 2817- 2901 2937- 2992- 3455- 3568- 3570 3572- 3576- 3577- 3578- 3580 3582- 3585- 3589- 3788- 3887 3949- 3951- 3970- 3992- 3993 4043- 4143- 4152- 4154- 4215- 4226- 4228- 4316- 4329 4379- 4386- 4436- 4447- 4449 4452- 4571- 4617- 4638- 4651 4656- 4711- 4714 أبو نعيم الحلبي 861- 2365 نعيم بن حماد 101- 489- 490- 492- 495- 499- 500- 507- 516- 517- 518- 519- 2226- 2236- 2310 2366- 3405- 3421 نعيم بن سلامة 3629 أبو نعيم بن عدي 1516 نعيم بن مسعود الهروي 4051 أبو نعيم المعقلي 2370 نعيم بن أبي هند 4152 نما بن عبد العزيز الصبحي 1832 أبو النمر بن العنزي 4643 ابن أبي نمير العابد 1240- 2561- 2782- 2800 نمير بن الوليد 1372 أبو نهشل العنبري 75- 1387 نوح بن حبيب 2124- 2158- 4142 نوح بن أبي حبيب 2836 أبو نوح الحميري 288 نوح بن قيس 1307 نوح بن يزيد 4144 نوشتكين بن عبد الله الرضواني 3436 نوف الشامي 3291

- هـ- هرون بن ابراهيم 103 هرون بن حاتم 2067- 2642- 2664- 4040- 4048 4137 هرون بن الحسن 1791 هرون بن حميد 2996 هرون بن داود الطرسوسي 2307 هارون الرشيد 2286- 3021- 4177- 4178- 4179 هرون بن رضي 2213 هارون بن زيد 4059- 4060 هارون بن سعد 3567 هرون بن سعدان 1777 هرون بن سعيد الايلي 703- 955- 1066 هرون بن سفيان 1517- 1915 هرون بن الشيخ عمر 1020 هرون بن عبد الصمد بن عبدون الرحبي 1405 هرون بن عبد العزيز بن هاشم 2636 هرون بن أبي عز السلمي 1666 هارون بن علي بن الحكم 2226 هرون بن علي المزوق 400 هرون بن عيسى 2091- 2606- 3040- 3752- 3788 هرون بن عمر الدمشقي 2203 هرون بن معروف 158- 1735- 1840- 2088- 2093 2096- 2098- 3168- 3278- 4137 هارون المعلم 2782 هرون بن ميمون الخزاعي 1246 هارون بن أبي يحيى السلمي 3083 هرون بن يوسف 4511 هاشم بن أحمد بن عد الواحد 519- 1016- 1017- 3299- 4250 هاشم بن أحمد بن هاشم 1155 هاشم بن البرند 4027 أبو هاشم الحلبي 1011- 2480- 4259- 4650

هاشم خطيب حلب 2421- 3960 أبو هاشم الرماني 1096 هاشم السراج 1493 أبو هاشم السلمي 202- 1480- 1533- 1929 أبو هاشم الصالحي 2490- 2491- 2493- 2494- 2690 2694- 2767- 3640 هاشم بن عمرو شقران 2124 أبو الهاشم بن الفضل 625- 1009- 1053- 1274- 1443 1484- 1533- 1621- 1627- 1785 2397- 2488- 2688- 2699- 2700 2751- 2761- 2768- 3583- 3639 4260 هاشم بن القاسم 406- 1314- 1877- 3110- 4153 هاشم بن كليب 4054 هاشم بن محمد 2817- 3074- 3279- 3998- 4049 أبو هاشم بن أبي المعالي 907- 1091- 1619- 1626- 1734 1800- 2202- 2387- 2486- 2487 2689- 3150- 3297- 3405- 3490 4207- 4228- 4493 أبو هاشم المؤدب 1504- 1505 هاشم بن هاشم 2598 هاشم بن الوليد 2074- 3579 أبو هانئ السلامي الصوري 2846 هانئ بن هانئ 393- 2566- 2603 هبة الرحمن بن عبد الواحد 284- 752- 956- 957- 1234 1525- 1526- 2145- 3425- 4214 4286- 4366 هبة الله بن ابراهيم الصواف 408- 497- 1388- 2141- 2812 3339- 3362- 3819- 3946- 3986 4020- 4032- 4068 هبة الله بن أحمد الأكفاني 45- 48- 143- 393- 617- 774 775- 1035- 1039- 1058- 1313 1435- 1528- 1664- 1686- 1827

1849- 1943- 2231- 2432- 2458 2466- 2511- 2721- 3027- 3067 3069- 3314- 3583- 3635- 4074 4499- 4627 هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة 1172- 1223- 1224- 3014- 3185 هبة الله بن أحمد الحريري 361- 364- 365- 511- 514- 952 1493- 1574- 1661- 2203- 2459 2525- 2580- 3093- 3270- 3295 3749- 4038 هبة الله بن أحمد الشبلي 4297- 4298 هبة الله بن أحمد بن طاووس 343- 3638- 4523 هبة الله بن أحمد بن الطبر 4005 هبة الله بن أحمد الكلابي 2915 هبة الله بن بطرس الحلبي 908 هبة الله بن الحسن القاضي 2596 هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري 1389- 3872 هبة الله بن الحسين الدباس 2692 هبة الله بن حمزة الشجري 2686 هبة الله بن الخضر 102 هبة الله بن سعد الله الجبراني 1958 هبة الله بن سليمان الجزري 628 هبة الله بن سهل 720 هبة الله بن صدقة 1359- 1360 هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ بن أحمد السجزي 3374 هبة الله بن عبد الرزاق 2306 هبة الله بن عبد الله بن أحمد 1372- 4029 هبة الله بن عبد الله الواسطي 640- 2825 هبة الله بن عبد الوارث 625 هبة الله بن علي الأنصاري 1138 هبة الله بن علي البوصيري 1137- 2020- 2043- 2056- 2062 2064- 2328- 3387- 3420- 3423 3428- 3682- 3812- 4127- 4623

هبة الله بن علي بن حمزة 897 هبة الله بن علي الشجري 103 هبة الله بن الفرخ 2370- 4322 هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني 4234- 4235 هبة الله بن المبارك 1529 هبة الله بن محمد بن حبش الفراء 2503- 2959 هبة الله بن محمد بن الحسن المقدسي 1525 هبة الله بن محمد بن الحسين 344- 1302- 1385- 1394- 1723 هبة الله بن محمد بن الحصين 1735- 1842- 1927- 2634- 2827 2899- 2996- 3282- 3400- 3622 3965- 3979- 4014- 4128- 4184 4619 هبة الله بن محمد بن عبد الواحد 2980 هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي 3376 هبة الله بن محمد بن عمر 948 هبة الله بن محمد الكاتب 2890 هبة الله بن محمد بن محمد 3302 هبة الله بن محمد المقدسي 2365 هبة الله بن المسلم 4234 هبة الله بن موسى 783 هبة الله بن يحيى 907 هدبة بن خالد 3370- 3810- 4259 الهذيل بن عمر 1915 الهذلي 2659 أبو هريرة الانطاكي 4651 أبو هريرة السدوسي 39- 102- 103- 282- 337- 366 382- 384- 385- 403- 512- 513 514- 772- 861- 919- 926- 948 2180- 2275- 2286- 2290- 2306 2308- 2328- 2329- 2377- 2466 2506- 2562- 2566- 2572- 2678 2709- 2742- 2744- 2750- 2757 2758- 2781- 2954- 3636- 3810

3815- 3943- 3979- 4005- 4052 4652 أبو هريرة بن أبي العصام 2180- 2181 هشام بن البرند 4040 هشام بن حسان 331- 332- 747- 948- 1698 1702- 2111- 2113- 2366- 2632 2954- 4021 هشام بن خالد 163- 1702- 2143- 2466- 2799 هشام الدستوائي 3181 أبو هشام الرفاعي 301- 3016 هشام بن زياد 2980 هشام بن سعد 3991- 3993- 4060 هشام بن سيرين 2114 هشام بن عباد 579 هشام بن عبد الرحيم 1003 هشام بن أبي عبد الله 3688 هشام بن عبد الملك 1078- 1200- 2258- 3019- 3020 3623- 4028- 4030- 4032- 4033 4034- 4035- 4036- 4045- 4046 4047- 4048- 4051- 4135- 4141 4142- 4143- 4144- 4146- 4150 4171 هشام بن عروة 302- 611- 767- 2892- 2894 2896- 3041- 3157- 3404- 3435 3615 هشام بن عمار 44- 45- 46- 450- 1166- 1545 2083- 2137- 2467- 2799- 2892 2894- 2895- 2896- 2909- 3107 3332- 4234- 4386 هشام بن عمارة 2847- 2861 هشام بن الغاز 2225- 3617- 4715 هشام بن محمد بن السائب 113- 2001- 2003- 2666- 2898

2966- 3286- 3399- 3784- 3837 3838 هشام بن مودود 200- 201 هشام بن يوسف الصنعاني 2604 هشيم بن بشير 302- 1218- 1594- 1998- 1999 2000- 2171- 3964- 3985- 4024 4212 هشيم بن أبي ساسان 1338 هشيم بن أبي هرون العبدي 989 أبو هفان الشاعر 1270- 1275- 1998 هقل بن زياد 2880- 2882- 4330 أبو هلال الراسبي 2453 هلال بن عبد الرحمن 2855 هلال بن العلاء الرقي 769- 1483- 1484- 1891- 4059 2754- 3293- 3796- 3843- 4064 4168 هلال بن المحسن الصابئ 668- 678- 2456- 4195 هلال بن يساف 3566- 4151- 4153- 4154- 4155 أبو همام الشعباني 4653 همام بن غالب (الفرزدق) 2562- 3497 همام بن الفضل المعري 699- 1643- 3790 همام بن محمد 1545 همام بن مسلم 1147 همام بن منبه 3289- 3403 همام بن الوليد بن شجاع 4336 همام بن يحيى 1053- 3247- 4638 هناد بن ابراهيم النسفي 1395- 2211- 3321- 3587 هناد بن السري 3422- 3424- 3427- 3574- 3578 3579- 3581- 3585- 3587 هنادة بن مالك 456 هند بنت النجود 2648 هندي الزهيري 4265- 4266 هوبر الكناني 866- 4292

أبو الهول الحميري 2542 الهيثم بن جميل 284- 1455- 1535- 1536- 2048 2453- 2860- 3734- 3815- 3833 3954- 4279- 4280 الهيثم بن حكيم 2963 الهيثم بن حميد 201- 586- 2882 الهيثم بن خارجة 1701- 2892- 2895- 2896 هيثم بن خالد 2662 الهيثم بن خلف الدوري 1469- 1518- 1519- 1521- 4018 الهيثم بن الربيع 2062 الهيثم بن عدي 313- 362- 1918- 2060- 2065 2804- 2817- 2819- 2997- 3050 3185- 3563- 3613- 3798- 3920 3928- 3946- 3973- 3977- 3998 4049- 4114- 4141- 4145- 4625 الهيثم بن عمران العبسي 1702- 2873 الهيثم بن غالب الشيباني 2618 الهيثم بن كليب الشاشي 1519- 1833- 2661- 3123- 3871 هيثم بن مجالد 1470 هيثم بن مجاهد 1469 الهيثم بن محمد الأصبهاني 1525 الهيثم بن موسى 2619 - و واثلة بن الاسقع 2948 واصل بن حيان الأحدب 3239- 3283 واصل بن عبد الأعلى 862 واصل بن محمد بن واصل 3316 وافد بن موسى المصيصي 2754 واقد بن الخليل 1053 الواقدي 1481- 3972- 3973- 3977- 3989 أبو وائل 282- 305- 2148- 3585

أبو وجرة السعدي 2606 وجيه بن طاهر الشحامي 300- 1463- 1567- 1723- 2218 2256- 2567- 2810- 2836- 2894 2908- 3139- 3187- 3269- 3298 3309- 3337- 3365- 3426- 3945 3983- 4017- 4051- 4116- 4182 أبو الوحش بن نسيم 1427- 1536- 1705- 2039- 2092 2156- 2163- 2166- 2176- 2177 2103- 2107- 2137- 2138- 2143 2183- 2193- 2206- 2213- 2218 2225- 2238- 2264- 2294- 2296 2312- 2314- 2323- 2400- 2417 2430- 2433- 2458- 2467- 2505 3769- 4029- 4050 وحشي بن حرب 3123 أبو الورد الكلابي 3006 ورقاء بن الحارث الكلاعي 3718 ورقاء بن سمي 4186 وريزة بن محمد 2382- 2383- 2480- 4652 وصيف الخادم 4292 وصيف بن عبد الله الانطاكي 2377 الوضاح بن عباد الكوفي 3284 الوضين بن عطاء 341- 1204- 3628 أبو الوقت السجزي 1565- 3121- 3144- 3421 وكيع بن الجراح 282- 303- 309- 507- 1058- 1223- 1276- 1309- 1535- 1536 2167- 2171- 2790- 2838- 3170 3441- 3964- 4184- 4354 وكيع بن محرز 4024 أبو الوليد الباجي 2682 الوليد بن بكر الاندلسي 914- 915- 917- 1319- 1541- 1701- 1852- 1857- 1928- 1947

2163- 2174- 2318- 2346- 2585 2814- 2837- 2885- 2897- 2903 3240- 3273- 3550- 3569- 3624 3734- 3785- 4123- 4125- 4182 4317- 4344- 4372 الوليد بن أبي بكر 1572 الوليد بن بكير 301- 733 أبو الوليد بن أبي الجارود 4022 الوليد بن جميع 2165 الوليد بن حماد الرملي 69- 291- 569- 572- 1336- 2637- 3150 أبو الوليد بن الدباغ 1320- 1854- 1855- 1894- 1941 2133- 2998- 3164- 3617 الوليد بن سليمان 490- 3623 الوليد بن شجاع 1481- 1699- 1726- 2112- 2898 3123- 3580- 3585- 3623 الوليد بن صالح 3954 الوليد بن طلحة 3448- 4037 أبو الوليد الطيالسي 343 الوليد بن عامر البرقي 516 الوليد بن عامر اليزني 3154 الوليد بن عبد الله بن جميع 4282- 4285- 4287 الوليد بن عتبة 4282- 4285- 4287 الوليد بن العمري 2645 أبو الوليد الفقيه 2368- 2369 الوليد بن القاسم الصوفي 783 الوليد القاص 454 الوليد بن محمد الموقري 2473- 3883 الوليد بن مزيد 3897 الوليد بن مسلم 47- 48- 163- 281- 303- 311 332- 488- 489- 490- 497- 498 590- 1241- 1473- 1545- 1691

1699- 1704- 1813- 2140- 2141 2149- 2154- 2306- 2573- 2878 2882- 2892- 2895- 2896- 3067 3069- 3415- 3953- 4317 الوليد بن المسيب 2506 الوليد بن المغيرة 2150 الوليد بن موسى 43 الوليد بن نوح 3082 الوليد بن هشام 2091- 3058- 3919 الوليد بن يزيد 4143- 4146- 4150 الوليد بن عبد الملك 2141- 2143- 2823- 3029- 3619 3807- 4187- 4190 ابن وهب 1474- 1566- 1813- 2129- 2853 3935- 3936- 3937- 3938- 3941 3981- 3982- 3985- 3992- 3995 3996 وهب بن بقية 4152 وهب بن جرير 340- 2119- 2821- 2834 أبو وهب الحراني 2574 وهب بن سلمان السلمي 1922 وهب بن منبه 200- 919- 2813- 3418- 3399 3809 وهب بن ميسرة 3548 وهب بن ناجية المري 2291 وهب بن وهب بن كثير 2237 - ي- ياسين الزيات 3584 ياسين بن سهل 2739 ياقوت الحموي 644- 654- 657- 666- 672- 709 1108- 4205- 4208- 4270- 4515 ياقوت العالم 1071 يحيى بن ابراهيم السلماسي 1677- 2163- 2305- 2811

يحيى بن ابراهيم بن علي 1525 يحيى بن ابراهيم المزكي 1008- 2213- 2323- 2567- 3138 3178- 3190- 4142- 4305- 4337 يحيى بن ابراهيم بن محمد 3604 يحيى بن أحمد بن أحمد 2600 يحيى بن أحمد البناء 4223 يحيى بن أحمد السكري 2712 يحيى بن أحمد بن علي البندار 204- 1305- 1322- 1801- 2047 2081- 2082- 2088- 2090- 2173 2618- 2635- 2638- 2646- 2651 3902- 4130- 4144 يحيى بن أحمد بن عمرو 515 يحيى بن آدم 30- 1385- 1387- 1404- 1405 2128- 3288- 3427- 3580- 4335 يحيى بن اسحاق بن ابراهيم 2212 يحيى بن اسحاق بن يزيد 1079- 4406 يحيى بن أسعد بن بوش 104- 1423- 1428- 1652- 2001 2049- 2061- 2065- 2069- 2076 2086- 2874- 3044- 3047- 3050 3075- 3084- 3119- 3150- 3168 3198- 3300- 3303- 3317- 3413 3418- 3527- 3567- 3764- 3770 3920- 4124 يحيى بن اسماعيل 1710- 2167- 2606- 3125 يحيى بن الاشعث 3326 يحيى بن اكثم 2000 يحيى بن أيوب 340- 1045- 1314- 2880- 3187 3189- 3409- 3410- 3873 يحيى بن البريم 1220 أبو يحيى البزاز 3626 يحيى بن بطريق بن بشرى 1479- 3951- 4023 يحيى بن أبي بكر 3235- 3413

يحيى بن بكير 1054- 2176- 2668- 3365- 3987 4049- 4518 يحيى بن بيان 2653 يحيى بن ثابت بن بندار 1220- 1931- 3750- 3979 يحيى بن جابر 44 يحيى بن جعفر بن الزبرقان 4690 يحيى بن جعفر بن عبد الله الدامغاني 506- 1220- 1317- 1493- 1766 1793- 1840- 1877- 2590- 2954 2978- 3049- 3059- 3282- 3286 3624- 3964- 3973- 4263- 4327 4510 يحيى بن حسان 2143 يحيى بن الحسن بن الفرات 368 يحيى بن الحسين بن البناء 1699- 1899- 1914- 2321- 2642 2881- 3064- 3109- 3126- 3139 3173- 3220- 3231- 3278- 3928 3976- 4039- 4116- 4138 يحيى بن الحسين العطار 692- 1669 يحيى بن الحسين العقيلي 2605 يحيى بن حكيم 3562 يحيى بن حماد 3090- 3149 يحيى الحماني 371- 2597- 3072 يحيى بن حمزة 338- 340- 486- 1438- 1473- 2143- 2880- 2882 يحيى أبو الحواري 4016 يحيى بن خالد البرمكي 3019- 3024 يحيى بن أبي الرجاء 1208- 3793 يحيى بن زكريا 99- 1915- 3149- 3704 يحيى بن زكريا بن حيويه 2846 يحيى بن زكريا بن أبي زائدة 2606 يحيى بن زكريا الطائي 2534 يحيى بن زكريا اللؤلؤي 1929

يحيى بن زكريا النخعي 1857 أبو يحيى الساجي 4001 يحيى بن السري 2639 يحيى بن سعد بن ثابت بن المراوي 2247 يحيى بن سعيد بن أبان 2891- 2896 يحيى بن سعيد الاموي 366- 3968 يحيى بن سعيد الانصاري 2791- 3438- 4241- 4281- 4708 يحيى بن سعيد التيمي 3965 يحيى بن سعيد بن دينار 2605 يحيى بن سعيد العطار 343- 516- 3567 يحيى بن سعيد القطان 294- 517- 955- 1387- 2095- 2249- 2258- 2584- 2846- 3548 3551- 3568- 3574- 3649- 3687 3700- 3965- 4122 يحيى بن سلامة الحصكفي 671 يحيى بن سليم الطائفي 2027- 2028- 2173 يحيى بن سالم الاسدي 2603 يحيى بن سليمان الجعفي 287- 289- 297- 302- 304- 310 311- 317- 318- 319- 1315- 1339- 2111- 2113- 2114- 2117 2173- 2198- 2199- 2221- 2222 2223- 2832- 2989- 3008- 3114 3116- 3255- 3552- 3618- 3718 3724- 3730- 3731- 3912- 3916 3947- 3948- 4057- 4153- 4186 4381- 4420- 4466- 4471- 4479 4481- 4558- 4603- 4604- 4671 4692- 4700- 4708 أبو يحيى بن صاعقة 1377 يحيى بن صالح 1724- 1728- 2211- 2219- 2849 2865- 3111- 3112- 3942 يحيى بن أبي طالب 769- 1074- 2324

يحيى بن ظافر النجار 4167 أبو يحيى العباداني 1773 يحيى بن عبادة 2754 يحيى بن عبد الباقي 199- 207- 3265- 3748- 4502 4622 يحيى بن عبد الحميد 1465- 2598- 2782- 3652- 3687 يحيى بن عبد الرحيم المقرئ 4207 يحيى بن عبد العزيز 1696 يحيى بن عبد الله 48- 2012 يحيى بن عبد الله البابلتي 926 يحيى بن عبد الله بن بكير 2224- 2959- 3040- 3402- 3410 يحيى بن عبد الله بن الحارث 1177- 1179 يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة 3146 يحيى بن عبد الله الكرابيسي 286 يحيى بن عبد الله بن ماهان 1847 يحيى بن عبد الله بن هاشم 3124 يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبه 1310 يحيى بن عبد الوهاب بن منده 1705- 2453- 3185- 3528- 3639 3828- 3881- 3996 يحيى بن عبيد البهراني 2790 يحيى بن عثمان البصري 1723 يحيى بن عثمان العابد 4059 يحيى بن عقيل بن شريف 733 يحيى بن العلاء 3629- 4015- 4016- 4024 يحيى بن علي الاندلسي 2533 يحيى بن علي التبريزي 353- 821- 905- 2442- 2494 يحيى بن علي الحضرمي 1379 يحيى بن علي الحلبي 2710 يحيى بن علي الدسكري 4256- 4260 يحيى بن علي بن زريق 699- 1973 يحيى بن علي بن الطحان 2557 يحيى بن علي بن الطيب 4258- 4260 يحيى بن علي بن عبد العزيز 2642

يحيى بن علي بن عبد اللطيف 2428- 4156 يحيى بن علي العطار 2958- 3885 يحيى بن أبي علي 3758 يحيى بن علي القرشي 919- 995- 1013- 1015- 1138 1817- 2917- 2918- 2919- 2948 2950- 3015- 3193- 3241- 3243 3318- 3320 يحيى بن علي بن محمد بن الطراح 1219- 3205 يحيى بن علي المنجم 3006 يحيى بن علي بن موسى 3547 يحيى بن علي بن هاشم الكندي 1469 يحيى بن علي بن يحيى 3705- 3706- 3715 يحيى بن عمار بن أبي القاسم العصار 2502 يحيى بن عمار بن يحيى 1396- 2596 يحيى بن عمارة 752 يحيى بن عمر بن شبل 3449 يحيى بن عمر الواسطي 3413 يحيى بن أبي عمرو الشيباني 520- 3623 يحيى بن أبي عمرو بن منده 1009 يحيى بن عبسة 1292 يحيى بن فليح 2066 يحيى بن أبي كثير 43- 144- 752- 2755- 2783- 2878- 3223- 3604- 4120- 4124 4259 يحيى بن محمد بن أعين 3696- 3697- 2701 يحيى بن محمد بن السكن 607 يحيى بن محمد بن صاعد 513- 754- 1184- 1455- 1625 1855- 2387- 2644- 2666- 2871 3069- 3335- 3467 يحيى بن محمد بن علي بن هاشم 2306 يحيى بن محمد العنبري 3527 يحيى بن محمود الاصبهاني 1519 يحيى بن محمود الثقفي 2324- 2414- 2790- 3124- 3288 3815- 4335

يحيى بن محمود الدمشقي 4538 يحيى بن المختار 1138 يحيى بن مسعر التنوخي 1504- 2934 يحيى بن مسلم 4056 يحيى بن مطرق 3684 يحيى بن معين 196- 955- 1405- 1481- 1735 1855- 1928- 1999- 2106- 2200 2215- 2217- 2345- 2512- 2571 2579- 2644- 2810- 2815- 2864 2867- 2881- 2882- 2894- 3102 3276- 3326- 3338- 3551- 3570 3629- 3681- 3822- 3823- 3824- 3825- 3831- 3873- 3894 3895- 3898- 3945- 3949- 3950 3964- 3971- 3982- 3983- 4016 4017- 4022- 4051- 4057- 4116 4182 يحيى بن أبي مغيث 756 يحيى بن المغيرة 2210- 3128 يحيى بن منصور الحاكم 4199 يحيى بن أبي منصور 158- 1307- 2057- 2444- 2898 يحيى بن ميمون 703 يحيى بن وثاب 628 يحيى بن ياقوت 2578- 2589- 4625 يحيى بن يحيى 1266- 1267- 1405- 1887- 3548 3964 يحيى بن يحيى التميمي 989- 1263 يحيى بن يحيى الزكي 1070 يحيى بن يحيى الكرماني 1671 يحيى بن يحيى النيسابوري الخراساني 1305 يحيى بن اليمان 304- 519- 915- 1855- 2653- 2892- 2894- 2895- 2896- 3956 4212- 4214

يزداد بن عبد الرحمن 1898- 3768 يزيد بن أبان الرقاشي 455- 4024 يزيد بن ابراهيم التستري 3425 يزيد بن أحمد السلمي 1438- 3065 يزيد بن إسماعيل الخلال 344 يزيد بن الاصم 3169 يزيد بن أوس الحمصي 1922 أبو يزيد البسطامي 4259 يزيد بن جبير 516 يزيد بن جهور 338- 768- 1658 يزيد بن حازم 406 يزيد بن أبي حبيب 295- 340- 374- 380- 386- 1602- 2852- 2855- 2983- 3036 3618- 3619 يزيد بن حجيه 4186 يزيد بن الحر العبسي 4186 يزيد بن حكيم أبو خالد العسكري 4656 يزيد بن حمير 3793 يزيد بن حنين الطائي 562 يزيد بن حوشب 2089 يزيد بن حيان 3965 يزيد بن خالد القسري 4028 يزيد بن خصفة 4063- 4068- 4070 يزيد الرشك 2615 يزيد بن رومان 2237 يزيد بن زيد 3442 يزيد بن سعيد 498 يزيد بن سمرة 2861 يزيد بن سنان 573- 810- 2721- 4015- 4016 يزيد بن شريح 44 يزيد بن أبي الصلت 3114- 3115 يزيد بن عبد ربه 1728- 2039- 2093- 2203- 2220 3112

يزيد بن عبد الصمد 341 يزيد بن عبد الله بن موهوب 2294- 2574- 3629 يزيد بن عبد الملك 3167 يزيد بن عبيد 2182 يزيد بن عبيدة 2823 يزيد بن عطاء 3567- 3568 يزيد بن عقبة الازدي 2167 يزيد بن عمر بن مسلم 2534 ابن يزيد العمري 1605 يزيد بن العوام 2985 يزيد بن عياض 2180 يزيد بن فرزد 3403 يزيد بن محمد الازدي 616- 1840- 4712 يزيد بن محمد بن اسحاق 3970 يزيد بن محمد بن اياس 1437- 1726- 1843- 2164- 2568 2808- 2813- 2839- 3095- 3139 3754- 3819- 3901- 3918- 3986 4020- 4054- 4059- 4060- 4117 يزيد بن محمد بن عبد الصمد 3105 يزيد بن محمد المهلبي 1412- 1416- 1419 يزيد بن مروان الخلال 1525- 1533 يزيد بن معاذ 3930 يزيد بن معاوية 3034- 3036- 3037- 3038- 3039 3784- 3785- 3841- 3936- 4523 يزيد بن مهران 336 يزيد بن نمران 3618 يزيد بن هرون 304- 331- 401- 484- 783- 810 1054- 1212- 1535- 1732- 2047 2057- 2202- 2206- 2213- 2313 2322- 2620- 2640- 2724- 2827 2828- 2994- 3244- 3245- 3464 3723- 4212- 4214- 4279- 4378 4447- 4690

يزيد بن يزيد بن جابر 3649 أبو يعفور الثقفي 3945 يعقوب بن ابراهيم الدورخي 2057- 2130- 3290- 3326- 4242 يعقوب بن ابراهيم الزهري 2148- 3940 يعقوب بن ابراهيم القاضي 3974 يعقوب بن ابراهيم بن الوليد 3930 يعقوب بن أحمد الاديب 1084- 1107- 1111- 1121 يعقوب بن أحمد بن ثوابة 1711 يعقوب بن أحمد الخصاص 2000 أبو يعقوب الاديب 2475- 4401- 4404- 4511- 4570 أبو يعقوب الاذرعي 200- 202- 4555 يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم 3700- 3777 يعقوب بن اسحاق الأسفراييني 284- 365- 752- 1046- 1736- 1847- 2113- 2165- 3344- 3467 3823 يعقوب بن اسحاق الهروي 3551 أبو يعقوب البزاز 1147 أبو يعقوب البوقي 4657 يعقوب بن بيان الكاتب 3764 يعقوب بن جعدة 2921 يعقوب بن جعفر بن سليمان 3451 يعقوب بن حميد بن كاسب 3466- 3898 أبو يعقوب الخراساني 1387 يعقوب بن خضر المتطبب 2621 يعقوب بن داود 3715- 4176 يعقوب الدورقي 1805- 3586- 3963 أبو يعقوب الزيات الحلبي 1454 يعقوب بن سفيان الفسوي 286- 337- 340- 456- 511- 1440- 1442- 1463- 1465- 1466 1479- 1532- 1568- 1700- 1701 1704- 1729- 1738- 1742- 1863 1911- 1945- 1999- 2067- 2101 2112- 2129- 2136- 2175- 2214

2215- 2217- 2219- 2220- 2225 2568- 2575- 2578- 2637- 2639 2664- 2666- 2823- 2825- 2834 2852- 2891- 2893- 2921- 3034 3111- 3116- 3123- 3138- 3156 3164- 3181- 3239- 3274- 3308 3364- 3550- 3558- 3910- 3935 3938- 3941- 3971- 3981- 3982 3985- 3995- 3997- 3998- 4020 4044- 4048- 4120- 4123- 4137 4500 يعقوب السواق 1801 يعقوب بن شيبة 1377- 1477- 1492- 1494- 2831 3723- 3982- 4017 يعقوب بن عبد الرحمن 307- 3940- 3941- 3993 يعقوب بن عبد الله الاشج 3982 أبو يعقوب العدل العطار 200 يعقوب بن عيسى الزهري 2013 أبو يعقوب القراب 2680- 2961- 3628 يعقوب القمحي 2892 يعقوب القمي 2894- 2895- 2896 يعقوب بن كعب 915- 1055 أبو يعلى بن كروس 2251 أبو يعقوب الكوفي 3813 يعقوب بن مجمع 4000 يعقوب بن محمد الزهري 1180- 1373- 2534- 4133 أبو يعقوب بن محمد الساوي 3399 يعقوب بن محمد بن صالح 4329 أبو يعقوب بن محمد الصوفي 1676 يعقوب بن محمود الساوي 877- 2423 أبو يعقوب المروزي 1454 يعقوب بن مسدد 1073 أبو يعقوب المنجنيقي 2180- 2181

يعقوب بن موسى الاردبيلي 3823- 3889 يعقوب بن نجيه 2724 يعقوب بن نصر الفسوي 4179- 4180 يعقوب بن نسيبة 3895 يعقوب بن نعيم بن قرقارة الارزني 1220 أبو يعقوب الوراق 2580 يعقوب بن يعقوب الافرم 1405 يعقوب بن يوسف بن أحمد بن يوسف 3893 يعقوب بن يوسف الاصم 3257 يعقوب بن يوسف الشرمقاني 1459 يعقوب بن يوسف المطوعي 1316 يعقوب بن يوسف بن معقل الوراق 1405 يعقوب بن يوسف المقرئ 765 يعلى بن الاشدق 740 أبو يعلى بن الحبوبي 1460 أبو يعلى الخليلي 1390- 1400- 2000- 2712 أبو يعلى السلمي 1074 يعلى العامري 2582 يعلى بن عبيد 1610- 1709- 2563- 3234 أبو يعلى بن كروس 1460- 3334- 3405- 4224 يعلى بن مرة 2582- 3550 يعلى بن منصور 607 يعلى بن مهدي الموصلي 3043 أبو يعلى الموصلي 611- 954- 1043- 1150- 1378 1602- 1999- 2011- 3082- 3777 3891- 3967- 3975- 4017- 4497 يعيش بن علي بن يعيش 953- 1419- 1429- 1473- 1789 2007- 2012- 2828- 3076- 3097- 3194- 3427- 3428- 3452- 3499- 3576- 3939- 3964- 3965- 4134- 4210

أبو اليمن الكندي 75- 79- 80- 100- 107- 154- 175- 251- 252- 268- 292- 309- 350- 361- 364- 365- 366- 368- 369- 371- 380- 382- 384- 403- 459- 460- 480- 511- 513- 514- 519- 597- 599- 605- 608- 611- 641- 646- 676- 680- 695- 704- 715- 742- 748- 753- 755- 758- 761- 768- 770- 783- 790- 793- 796- 797- 800- 802- 811- 812- 814- 818- 826- 835- 862- 866- 879- 897- 908- 912- 922- 926- 948- 952- 959- 960- 970- 1006- 1037- 1040- 1043- 1044- 1052- 1060- 1061- 1090- 1147- 1180- 1181- 1190- 1196- 1198- 1239- 1278- 1383- 1388- 1400- 1415- 1426- 1467- 1472- 1515- 1521- 1528- 1529- 1530- 1531- 1532- 1547- 1561- 1567- 1571- 1572- 1732- 1735- 1738- 1740- 1741- 1743- 1761- 1843- 1845- 1866- 1867- 1890- 1892- 1911- 1945- 1946- 1947- 1954- 2008- 2028- 2044- 2046- 2055- 2095- 2109- 2157- 2162- 2165- 2166- 2168- 2177- 2204- 2206- 2212- 2214- 2215- 2219- 2236- 2264- 2269- 2272- 2274- 2317- 2321- 2386- 2403- 2441- 2451- 2459- 2563- 2567- 2568- 2574- 2580- 2586- 2619- 2633- 2642- 2652- 2653- 2657- 2659- 2660- 2662- 2663- 2666- 2678- 2679- 2681- 2683- 2712- 2719- 2721- 2723- 2747- 2771- 2790- 2799- 2810- 2812- 2814- 2819- 2821- 2836- 2862- 2863- 2864- 2865- 2878- 2879- 2880- 2882- 2884- 2887- 2888- 2896- 2901- 2903- 2937- 2970- 2971- 3013- 3014- 3039- 3067- 3074- 3095- 3110- 3128- 3131- 3135- 3162- 3165- 3168- 3179- 3185- 3203- 3205- 3211- 3216- 3220- 3230- 3236- 3248- 3249- 3268- 3276- 3278- 3279- 3280- 3295- 3298- 3309- 3313- 3329- 3337- 3353- 3439- 3441- 3442- 3443- 3471- 3482- 3523- 3606- 3610- 3650- 3657- 3663- 3666- 3676- 3701- 3705- 3714- 3749- 3754- 3756- 3758- 3759- 3773- 3775- 3767- 3779- 3786- 3805- 3816- 3817-

3822- 3824- 3837- 3843- 3846- 3874- 3893- 3894- 3997- 3962- 3969- 3972- 3974- 3975- 3988- 3994- 4005- 4006- 4038- 4039- 4046- 4047- 4048- 4051- 4066- 4071- 4082- 4088- 4113- 4117- 4118- 4125- 4131- 4137- 4139- 4140- 4145- 4163- 4175- 4182- 4206- 4218- 4226- 4229- 4236- 4241- 4244- 4247- 4272- 4286- 4283- 4285- 4288- 4365- 4403- 4434- 4468- 4576- 4628- 4654 يموت بن المزرع 3525- 3706- 3803- 3924- 4035- 4134 يوسف بن ابراهيم الحجاجي 2835 يوسف بن ابراهيم بن يوسف 747- 1606 يوسف بن أحمد بن يوسف 1481- 1530- 1540- 1732- 1738- 1739- 1822- 2210- 2211- 2216- 3084- 3179- 3275- 3364- 4022 يوسف بن آدم المراغي 769- 811- 2597- 2615- 2645- 2668- 3053- 3055- 3056- 3178- 3189- 4072- 4127- 4223 يونس بن أرقم 3567 يوسف بن أسباط 748- 861- 1095- 1178- 2146 2147- 2513- 3295 يوسف بن أفطس 732 يوسف بن أبي أمية الثقفي 2892 يوسف بن أيوب 820- 4169- 4243

يوسف بن بحر البغدادي الجبلي 1493 يوسف بن بحر الساحلي 201 يوسف بن بليل الدمشقي 4569 يوسف بن أبي البناء 1676 يوسف بن بهلول 365 يوسف بن جبريل القيسي 4253 يوسف بن أبي الثناء 2299 يوسف بن الحسن بن محمد 2153 يوسف بن الحسين 4288 يوسف بن الحكم 3806- 4713 يوسف بن خالد 2582 يوسف بن خليل الآدمي 2204- 3685- 4541 يوسف بن خليل الدمشقي 46- 75- 104- 282- 298- 512- 607- 611- 693- 722- 723 731- 750- 759- 763- 774- 781- 861- 898- 946- 959- 1039- 1048- 1055- 1057- 1064- 1095- 1117- 1146- 1150- 1153- 1169- 1170- 1180- 1191- 1192- 1198- 1203- 1241- 1256- 1272- 1292- 1317- 1374- 1387- 1409- 1423- 1428- 1502- 1580- 1602- 1650- 1652- 1696- 1724- 1731- 1833- 1842- 1860- 1865- 1869- 1898- 2001- 2049- 2052- 2058- 2061- 2063- 2065- 2069- 2072- 2085- 2133- 2138- 2156- 2172- 2218- 2249- 2254- 2258- 2265- 2293- 2307- 2310- 2455-

2512- 2584- 2594- 2709- 2751- 2773- 2782- 2817- 2849- 2874- 2892- 2896- 2943- 2959- 2979- 2980- 3035- 3044- 3047- 3050- 3065- 3071- 3075- 3077- 3078- 3084- 3102- 3119- 3134- 3050- 3168- 3185- 3198- 3206- 3228- 3254- 3300- 3303- 3306- 3352- 3361- 3413- 3418- 3523- 3565- 3567- 3568- 3570- 3572- 3576- 3577- 3578- 3579- 3581- 3583- 3584- 3585- 3587- 3589- 3680- 3682- 3683- 3689- 3687- 3732- 3736- 3737- 3750- 3764- 3770- 3788- 3810- 3886- 3920- 3956- 3979- 3989- 3991- 3992- 3993- 4050- 4061- 4114- 4119- 4120- 4124- 4126- 4130- 4131- 4133- 4143- 4152- 4154- 4215- 4282- 4299- 4316- 4329- 4335- 4379- 4403- 4446- 4449- 4452- 4496- 4497- 4509- 4538- 4571- 4613- 4617- 4627- 4638- 4650- 4760 يوسف بن رافع بن تميم 39- 345- 381- 1737- 2242- 2247- 2910- 3265- 3407- 3719- 3851- 3857- 3862- 4262- 4263

يوسف بن رباح 1572- 1843- 1946- 2106- 2216- 2810- 3067- 3111- 3269- 3822- 3872- 4016 يوسف بن زغلي- سبط ابن الجوزي 2091- 2173- 3406 يوسف بن سعيد بن مسلم 101- 1037- 1186- 1292- 1443 1821- 1822- 2275- 2459- 3177- 3335- 3341- 3684- 3734- 3965- 4432 يوسف بن سوار 610- 1096- 1294 يوسف بن شعيب 2605 يوسف بن أبي طاهر المنبجي 3593- 3594- 3598- 3599 يوسف بن عبد الاحد القمي 3777 يوسف بن عبد الله بن عبد البر 438- 1320- 1854- 2110- 2570 2571- 2904- 3036- 3250- 3548 3616- 3617- 3671- 3707- 3840 3916- 3973- 4000- 4155- 4245 4256- 4543 يوسف بن عبد الرحمن بن علي البكري 4651 يوسف بن عبد العزيز 1864- 2110- 2158- 2570- 2817 2904- 2992- 3036- 3039- 3136 3236- 3250- 3559- 3616- 3840 3916- 3973- 4000- 4057- 4154 4256 يوسف بن عبد الله الحلواني 2082- 2645 يوسف بن عبد الله الهاشمي 202 يوسف بن عبد المعطي بن المخيلي 2959 يوسف بن عبد الواحد 1569- 1665- 1897- 2105- 2141 2164- 2343- 2569- 3136- 3171 يوسف بن عبيد السلمي 3234- 3250- 4653 يوسف بن عدي 1293- 1575 يوسف بن عطية السعدي 4373

يوسف بن عمر الثقفي 4497 4028- 4030- 4034- 4036- 4037 يوسف بن عمر الزاهد 4046- 4049- 4241 يوسف بن عمر القواس 3289 يوسف أبو فخر الدين 1504- 1505- 1734 يوسف بن القاسم الاصطرلابي 1268 يوسف بن القاسم الميانجي 2749 أبو يوسف القلوسي 972- 1393- 1832- 2458- 2503 2505- 2653- 2772- 4104 يوسف بن الماجشون 2581- 4039 يوسف بن ماهك 1572 يوسف بن محمد 2900 يوسف بن محمد بن مقلد 742 يوسف بن محمد الصوفي 4050 يوسف بن محمود الساوي 655- 756- 1485- 1635- 2245- 2269- 2299- 2468- 2500- 2501 2544- 2635- 3053- 3203- 3314 3367- 3378- 3393- 3494- 3795 4050- 4588 يوسف بن مهران 2899 يوسف بن موسى القطان 702- 703- 919- 1078- 2056- 2128- 2596- 2902- 3684- 4288 4649- 4659 يوسف بن يعقوب بن اسماعيل البصري 813 يوسف بن يعقوب الثقفي 1524 يوسف بن يعقوب الصفار 366- 2562- 2573- 3576 يوسف بن يعقوب بن عقبة 3147 يوسف بن يعقوب الفسوي 2583 أبو يوسف القاضي 2098- 2517 يوسف بن يعقوب القاضي 811- 921- 1594- 2603- 4002 أبو يوسف المقدسي 518 يوسف بن يعقوب النجيرمي 4328- 4503 يوسف بن يعقوب الواسطي 2111- 2589

يوسف بن يونس 732- 1247- 2747 يونس بن أرقم 4328 يونس بن أبي اسحاق 313- 2566- 2606- 2646- 2790 3152 يونس بن بغا 3769- 3773 يونس بن بكير 1900- 2563- 2664- 2823- 2852 2856- 2891- 3139- 3140- 3999 4048 يونس بن حبيب 285- 1565- 2009- 2150- 2153 2165- 2174- 3699- 3700- 4301 4316- 4480 يونس بن خباب 311 يونس بن خليل بن عبد الله 1137- 2744- 2745 يونس بن عبد الاعلى 306- 2758- 3400- 3402- 3403 4120 يونس بن عبيد 1554- 2113- 2894- 2896 يونس بن عطاء 1219- 2145 يونس بن عمرو 3140 يونس بن محمد 285- 1218- 1628- 2287- 2507 3036 أبو يونس المدني 3973 يونس بن ميسرة 2141- 2143 يونس بن أبي النعمان 3091 يونس بن يحيى الهاشمي 2757 يونس بن يزيد 2165- 2758- 2997- 3245- 4114 يونس بن أبي يعفور 4033 يونس بن يعقوب الواسطي 1796 يونس بن أبي يعقوب 506 ***

أعلام الجماعات والقبائل والشعوب

أعلام الجماعات والقبائل والشعوب بنو الاحب 1335 بنو الاحمسية 549 الاتراك 1297- 1298- 1299- 1300- 1348 1350- 1351- 1352- 1353- 1973 2331- 2497- 2540- 2551 بنو ادريس 1328 بنو أذينة 537 بنو أرقش 561 الارمن 239- 253- 330- 380 الازد 336- 493- 555- 1264- 1941- 2050- 2518- 2630- 3195- 4471 بنو أسامة 3012 بنو أبي أسامة 2673 بنو اسحاق المؤتمن 2946 بنو أسد 68- 115- 272- 428- 523- 5300 536- 538- 542- 544- 553- 681 682- 1349- 1933- 1935- 1938 1956- 1958- 1959- 1975- 1995 2018- 2115- 2518- 2619- 2629 2630- 2657- 2901- 2903- 3154 3219- 3234- 3235- 4301- 4452 4479 بنو أسد بن خزيمة 533- 535 بنو اسرائيل 176- 281- 282- 528- 1601- 1646- 2045- 2096- 2204- 2457 2775- 3292- 3299- 3406- 3409 3419- 3460- 3461- 3462- 4400

الاسماعيلية 139- 270- 423- 1630- 1669- 2362- 2759- 2807 الاشاقر 3924 اشجع 495 بنو الاشهب 549 آل الاشعث 1898- 1915 الاشعريون 2019- 3943- 3983 بنو الاصبغ 944 الاعاصم 1348 الافرنج 324- 325- 327- 328- 1619- 1630- 2515- 2807- 3218- 4413 4414- 4416- 4462 الاكراد 239 بنو آكل المرار 1889- 1895- 1995 بنو الهان 493 بنو أمية 47- 49- 113- 121- 152- 207 450- 530- 532- 544- 589- 1462- 1463- 1465- 1485- 1509 1601- 1923- 2077- 2235- 2391 2608- 2613- 2841- 2857- 2867 3085- 3095- 3154- 3188- 3197 3272- 3278- 3280- 3445- 3868 3927- 3935- 4516- 4629- 4737 4738 بنو أمين الدولة 4561 الانباط 232 الانصار 181- 256- 1507- 1567- 1571 1602- 1900- 2158- 2159- 2165 2166- 2175- 2189- 2722- 3029 3033- 3038- 3108- 3122- 3132 3155- 3166- 3251- 3256- 4678

بنو أنمار 558- 1666- 3683 بنو أهبان 3516 بنو أهي 554 الاوس 1568- 2158- 3025- 3249- 3560 4001 اياد 152- 558- 559- 4089 باهلة 1315- 1321- 3224 بجيلة 1665- 1666- 3180- 3672- 4471 البحادلة 2235 بنو بحتر 568 بنو بداء 3783 بنو البراق 554 البرامكة 1424- 1547- 1866- 1867- 2380 3021- 4706 البربر 1597 بنو بكر بن كلاب 2101 بكر بن وائل 428- 444- 1995- 2113- 3116 3118- 4093 البصريون 1889- 3897- 3908 البغداديون 4213- 4214 بهراء 150- 509 بنو بويه 3259 بنو بيهس 551 التتار 3547- 3668 الترك 444- 516- 517- 518- 554- 1967- 1974- 2617- 4347 التركمان 1348 بنو تغلب 428- 431- 432- 433- 435- 557 578- 699- 4059- 4093- 4238 4292- 4295- 4382

بنو تميم 1415- 1420- 1887- 1923- 1940 1941- 2015- 2630- 2926- 3168 3220- 4270- 4511 تنوخ 125- 129- 137- 150- 152- 561 562- 563- 566- 576- 863- 1496- 2671- 4338 التوابون 1335 تيم اللات 563- 3154 ثقيف 555- 2046- 2047- 2630- 2897 4176 ثمود 467- 2073- 2074 بنو جباءة 4289 جذام 509- 581- 1923 بنو جذيمة 563- 3142- 3144- 3145- 3148 3156 الجراجم 1597 الجراجمة 420 آل الجراح 2239- 2240- 2549 بنو أبي جرادة 1206- 1223 الجرامقة 1597 جرهم 176 بنو جري 546- 549 بنو جشم 555- 557- 558 بنو جشم بن سامة 1601 بنو جعدة 3006- 3334- 3497 جمح 520- 3154 بنو جمهور 548 بنو الجنيد 1045 آل جهبل 545 جهينة 1899 آل الجوشن 549 بنو الحارث بن جشم 557 بنو الحارث بن الخزرج 2851- 3970- 3973

بنو الحارث بن كعب 3050- 3114 بنو الحارث بن نمير 553 بني الحبلى 4246- 4247 بنو حبيب 553 بنو حبيبة 535 بنو الحداد 4419 بنو حذامة 558 بنو حذيم 536 بني حرب 3932 الحرورية 3028 بنو أبي حصين 565 بنو أبي حصينة 4194 الحضرميون 4689 الحلبيون 4162- 4163- 4192- 4233- 4595 4613- 4636- 4765 بنو حمدان 59- 72- 563- 628- 1097- 2436 2527- 2924- 4210- 4272- 4292 4295 بنو الحمراء 493 حمير 194- 493- 560- 1337- 2207- 2208- 2571- 2993- 3115- 3398 4002- 4689 الحنابلة 2514 بنو حنظلة 2069- 4026 بنو حنيفة 2069- 3155 بنو الحواري 565- 2987 آل حوشب بن يزيد 2618 بنو حية 546- 755 بنو الخارجة 3922 خثعم 4603- 4653 بنو خداش 555 الخراسانية 957- 2487- 2885- 2886- 3899

خزاعة 1409- 2640- 4058 الخزر 1982 الخزرج 555- 3249- 3560 خشينة 4371 بنو خطمة 3244- 3247- 3248- 3249- 3250 3253 بني خليد 4655 الخوارج 284- 1323- 1896- 2050- 2051 2065- 2134- 3033- 4040 الخوارزمية 1810 خولان 3746 بنو الخير 554 بنو دحيم 2557 آل دهلاث 567 بنو دهمان بن عامر 535 الدئل بن أمية 558 الديلم 1060- 1348- 1349- 1957- 1974 2540- 2551- 3495 ذبيان 3006 الذكوانية 2891 الذماريون 567 ذهل 538- 2238- 2239- 3113- 3114 3722 ذودان بن أسد 536- 537 بنو ربيعة 539- 424- 449- 553- 555- 1501- 1852- 1923- 2222- 2238 2832- 2835- 3113- 3115- 3117 3118- 3917- 3981 بنو رحبة 2207 بنو الرعباني 259 بنو الرمادي 4452 بنو رواحة 2160 آل رئاب 535

الروم 39- 40- 48- 49- 51- 52- 54 57- 60- 65- 66- 67- 68- 79 83- 84- 87- 88- 89- 90- 96 97- 98- 100- 105- 106- 107 117- 118- 121- 134- 152- 155 157- 158- 159- 160- 163- 169 170- 173- 174- 177- 178- 181 183- 185- 193- 194- 195- 196 208- 209- 218- 220- 221- 224 225- 228- 229- 231- 233- 235 236- 237- 240- 241- 242- 247 248- 254- 255- 259- 260- 261 263- 265- 270- 326- 330- 331 334- 349- 358- 359- 360- 361 337- 374- 379- 380- 389- 392 393- 395- 399- 407- 409- 416 422- 426- 429- 433- 438- 439 443- 451- 457- 461- 485- 486 488- 491- 492- 493- 494- 498 499- 500- 501- 502- 503- 504 505- 519- 528- 537- 545- 546 562- 570- 571- 574- 575- 576 577- 578- 580- 582- 589- 590 591- 663- 691- 698- 699- 700 701- 704- 760- 819- 869- 862 966- 983- 1001- 1051- 1060 1066- 1097- 1141- 1149- 1183 1184- 1215- 1231- 1240- 1270 1296- 1298- 1300- 1341- 1491 1492- 1496- 1508- 1534- 1543 1565- 1579- 1596- 1597- 1602 1603- 1629- 1637- 1695- 1718

1774- 1830- 1840- 1847- 1923 1944- 1972- 1973- 1975- 1976 1977- 1978- 1979- 1980- 1982 1983- 1989- 1990- 1992- 2019 2020- 2021- 2023- 2035- 2148 2169- 2170- 2225- 2226- 2345 2347- 2403- 2457- 2484- 2527 2528- 2531- 2532- 2653- 2705 2824- 2842- 2851- 2985- 2986 3095- 3101- 3111- 3194- 3212 3036- 3037- 3038- 3039- 3040 3068- 3070- 3331- 3332- 3357 3372- 3386- 3388- 3474- 3493 3495- 3613- 3914- 4093- 4113 4297- 4356- 4363- 4364- 4381 4403- 4404- 4321- 4323- 4327 4338- 4343- 4348- 4351- 4356 4445- 4473- 4474- 4484- 4485 4496- 4498- 4522- 4538- 4663 4673- 4682 1315 بنو زافر 1844- 1845- 1846- 3195 آل الزبير 546 بنو زرارة 565- 1001- 3025 بنو زريق 91- 168- 1250 الزط 556 بنو زغير بن تميم 554 بنو زفر 558 بنو زمعة 2519 الزنادقة 1250 الزنج 1757- 2121- 3090- 3091 بنو زهرة 557- 4315 بنو زهير 536

الزواقلة 551 آل زياد 557- 566 بنو زيد بن كهلان 1713- 1715- 3982- 4027- 4036 الزيدية 4038 ساب يو (قبيلة) 3845 الساجية 4295 بنو ساسان 2199 بنو الساطع 564 بنو ساعدة 3386 آل سامان 2448 بنو سامة بن لؤي 3659 آل سبرة 2711 بنو سعد 553- 556- 557- 558- 2164 2645 بنو سعدى 529 آل أبي سفيان 564- 1495- 2100- 3279 بنو سلامان بن سعد 2123 بنو سلامة 555 بنو سلمة 555 بنو السلولية 549 بنو سليح بن حلوان 137- 562- 563 بنو سليم 254- 541- 2144- 2206- 2638 2653- 3140- 3142- 3149- 4292 بنو سليمان بن صالح 558- 563- 565- 866- 868- 903- 908- 913- 2347- 4480- 4505- 4731 بنو سليمة 2187 بنو سنان 59- 4682 بنو سنبس 3676 سهم 3154 بنو سويد بن كيسان 1753 السيابجة 91 بنو السيد بن مالك 538

الشاليشية 551- 1966 أهل الشام 3896- 3897- 3953- 4180 بنو شبام 4762 آل شرحبيل بن حسنة 1629 بنو شعاع بن علقمة 538 بنو الشليل 558 بنو الشيان 556 بنو شيبان 1420- 3116 أهل شيزر 4181 بنو شيصبان 4698 الشيعة 60- 4156 بنو صالح بن علي 535- 913- 1001- 1296- 1322 1375- 1467- 2231- 2232- 2752 3446- 4743 بنو صعب 3224 الصغد 1457 بنو الصفري 530- 4765 الصقالبة 3955 بنو صلتان 549 بنو الصوفي 139 الصوفية 2230- 2285- 4214- 4276 ضبة 538 بنو الضحاك بن فايد 549 بنو ضبيعة 559 ضمرة بن ربيعة 4117 ضنة بن نمير 553 الطالبيون 943- 4592 بنو طريف 555 طيء 137- 138- 299- 509- 545- 567- 1207- 1923- 1933- 1934 2019- 2240- 2639- 2956- 3222 3241- 4013- 4026 بنو ظفر 3025

بنو عاصم 551 بنو عائذة بن مالك 704 بنو عامر 432- 549- 4315 بنو عامر بن جشم 557 بنو عامر بن الحارث 3918- 3922 بنو عامر السكاك 2995 بنو عامر بن صعصعة 249- 254- 2628- 3947 بنو العباس 47- 99- 207- 254- 263- 451 469- 531- 602- 694- 827- 829- 1296- 1510- 2302- 2861 2973- 3012- 3013- 3019- 3132 3133- 3134- 3136- 3443- 3446 3449- 3450- 3451- 3477- 4524 4658 بنو عبد الاشهل 2147- 2156- 2157- 2159- 2161 بنو عبد الرحيم 2928 بنو عبد شمس بن قصي 520- 521 بنو عبد القيس 3117- 3918- 3922- 3926- 4093 4274 بنو عبد الله 551- 5161 بنو عبد المطلب 1001- 2612- 2817 بنو عبد مناف 520- 2608- 4511 عبس 70- 125- 539- 540- 571- 2158 2160- 2818- 2973- 3006- 3043 3065- 3066 آل عبيد الله 641 بنو عتا 555 بنو عجل 1271- 4250 عجلان 1933- 3981- 4694 العجم 303- 4239- 4573 بنو العجمي 1145 بنو عدي 940- 1052- 1845- 4141 بنو العديم 463- 3903

بنو أبي عصرون 66- 4396 بنو العليص 940 بنو عليم 329- 426- 456- 561 بنو عفيف 553 بنو عقبة 555 بنو عذره 3090 عذرة كلب 116 العرب 59- 239- 303 بنو عساكر 4010 بنو عقيل 509- 1280- 1349- 1350- 2533 2622- 2891- 2893- 2894- 2895 3842- 4293- 4295 العكاظيون 2008 بنو علاثة 553 العلويون 4172 آل علي 2321- 2322 آل عمران 4535 بنو عمرو 553- 554- 1941- 4332 بنو عمرو بن عاصم 3500 بنو عمرو بن عوف 1567- 3036 بنو عمرو بن فهم 566 بنو عمرو بن كلاب 548 بنو عمرو بن مبذول 1865 بنو عمرو المعريون 4561 العمريون 565 بنو العيص 375 الغز 1348- 1354 غسان 114- 152- 555- 581 بنو غنم بن ذودان 535- 536 بنو غنم بن الساطع 565 آل فاتك 3239 الفرس 65- 89- 364- 4090

الفرنج 40- 62- 87- 90- 91- 127- 133- 135- 139- 141- 145- 151- 267- 268- 412- 463- 481- 482- 483- 969- 1130- 1141- 1298- 1808- 1809- 1810 1811- 1963- 1964- 1966- 1967 1968- 2242- 2256- 2285- 2926 2927- 2928- 2987- 3096- 3172 3173- 3359- 3453- 3480- 3481 3483- 3484- 3486- 3661- 3664 3665- 3845- 4310- 4356- 4532 4550- 4702 بنو فروة 1477- 1479 بنو فزارة 119- 125- 2317 بنو الفصيص 563- 1495- 4771 بنو فضال 530 بنو فقعس 536- 537 بني فقيم 4768 القبط 1597 قتبان (من بجيلة) 3672 آل قرظة بن كعب 3973 بنو قرمطي 929 قريش 520- 528- 533- 1485- 1704 1754- 1923- 2004- 2153- 2154 2155- 2159- 2594- 2607- 2610 2866- 2867- 2868- 2895- 2904 3033- 3061- 3127- 3129- 3130 3137- 3140- 3154- 3195- 3230 3235- 3980- 4044- 4271- 4446 4511 بنو قشام 141 بنو قشير 551- 1933- 1938- 3913- 4080

قضاعة 493- 560- 562- 1495- 1496 1924- 2105- 2235- 2237- 3090 4371 بنو قطبة بن محيس 538 بنو القعقاع 71- 125- 539- 3220 بنو القلندر 59- 2293 أهل القيروان 3868 قيس 125- 139- 249- 432- 433- 493- 929- 1923- 2154- 2155 2237- 3613- 3928- 3929- 4259 4274- 4292 بنو كاهل 423- 537- 1994 بنو كسرى 639- 1551 كعب بن عوف 547 بنو كلاب 119- 537- 543- 544- 545- 546- 547- 549- 646- 700- 761- 1087- 1299- 1349- 1932 1957- 1976- 1993- 2037- 3500 3675- 3928- 3929- 4078- 4080 4081 كلب 539- 560- 561- 562- 646- 750 2179- 2235- 3677- 4010- 4612 بنو كليب وائل 557 بنو كنانة 534- 559- 561- 1939- 1995 2018- 2154- 2155- 2966- 3142 3147- 4058 كنده 141- 644- 1376- 1889- 1890 1892- 1894- 1895- 1896- 1900 1905- 1906- 1907- 1922- 1923 1991- 2005- 2006- 2017- 2105 2136- 2238- 2630- 2820- 2989 2995- 3476

كنعان بن حام 527 أهل الكوفة 4049 بنو كوما 600 بنو كوهي 3260 لخم 581- 1923 لؤي بن غالب 4679 بنو ليث بن كنانة 3494 بنو ليلى 944 بنو مالك 555- 3919 المجوس 1597- 2380 بنو محرز 934 آل محمد 2669- 3020- 3305- 3504- 4446 2317 بنو محمد بن طلحة 2317 بنو مخزوم 539- 1697- 1701- 1703- 1704 1705- 1706- 3154- 3168- 4511 مذحج 506- 540- 561- 2571- 2812 بنو مرداس 459- 725- 2417 بنو مروان 2100- 2301- 2888- 3049- 4182 4185 بنو مسعود 561 بنو مسكر 544 المصامدة 4162 أهل مصر 3996 بنو المصطلق 3974 مضر 2237- 2799- 3383- 3929- 4489 آل معاذ 3462 بنو معاوية بن جشم 555- 557- 3619 معاوية بن كلاب 549 معد بن عدنان 560 بنو المعمر 1297 بنو مغيث 555 بنو المغيرة 3159- 3169- 3170 بنو مقاتل 2624

بنو مقلة 4596 بنو مناة بن تميم 1052 المنانية 1943 بنو منيه 555 آل المنتصر بن عبد العزيز 567 بنو المنتصر بن المتوكل 600 بني المنجل 4699 بنو منقذ 145- 146- 536- 988- 1158 1961- 2968- 3356- 4566 بنو منة 549 بنو مهاجر 1848 المهاجرون 181- 490- 492- 493- 494 1507- 1571- 1917- 2162- 2189 3108- 3132- 3134- 3155- 3157 3166- 4678 بنو المهذب 565- 707- 710- 711- 1001 1031- 1226- 2374- 2788- 3323 3924- 4245- 4763 بنو المهلب 159 بنو المهنا 2409- 2413 الموالي 59 بنو موسى بن شاكر 2985 بنو الموصول 411- 4501 الهاشميون 65- 480- 528- 555- 601- 940 1136- 1250- 1498- 1499- 1502 1601- 2100- 2274- 2298- 2335 2380- 2383- 2421- 2552- 2562 2604- 2638- 2644- 2668- 3033 3188- 3333- 3423- 3441- 3443 4060- 4183- 4538 هجان بن كعب 538 بنو الهجن 493 الهرابذة 1597

بنو هراوة 537 بنو الهزم 540- 554 آل هشام بن عبد الملك 2102- 2103- 2104 بنو الهصان 537 همدان 319- 368- 506- 1338- 1923 2134 بنو هند بن حزام 3837 هوازن 433- 434 بنو الهون 534- 559 بنو النابغة الجعدي 4333 بنو ناشرة 553 بنو الناصر 56- 1329 بنو ناضرة 553 النبط 253 بنو النجار 1185- 3041- 3062 النخع 570- 1921 النزارية 423- 1376 بنو نصر 1752- 1753- 1757 بنو النضر بن كنانة 1894- 1895 النضر بن منصور 4380 بنو نفيل 536 بنو نمير 555- 559 بنو نهد 112- 553- 700- 3920- 4080 بنو النمر 4009 بنو نهشل بن دارم 4768 بني نهم 4698 نوفل 3154 أهل نيسابور 3900 بنو وائل 830 بنو وائل بن معن 3006 آل وثاب النميريين 4646 آل الوحيد 2628 بنود وديعة 553

بنو وردان 542 بنو أبي الوقار 2256 آل الوليد 3162 بنو وهبان 555 آل ياسين 468 بنو ياوان بن أياس 528 بنو يحيى بن إدريس 1328- 1332 بنو يربوع 2069- 4026 بنو يزيد بن عمرو 548 آل يزيد 1052 بنو يشكر 4746 بنو يقدم بن أفعى 559 اليمانية 141- 150- 493- 1376- 1924 2160 اليهود 51- 66- 84 ***

الآيات القرآنية

الآيات القرآنية أتبنون بكل ريع آية 2051- 2061 اذا جاء نصر الله والفتح 1491 اذا رأتهم من مكان بعيد 3574 اذ يلقون أقلامهم 350 أرجئه وآخاه 2050- 2051 أفأمن الذين مكروا 1684 أفحسبتم انما خلقناكم عبثا 1700 أفسحر هذا أم أنتم 3636 اليه يصعد الكلم 4336 أم حسب الذين اجترحوا 3575 الآن خفف الله عنكم 4511 إن الذين يتلون كتاب الله 1688 إن في ذلك لآية 899 إن الله بصير بالعباد 4406 إن الله لا يحب المسرفين 1247 إن الله مع الذين اتقوا 1690 إن الله يحب التوابين 3690 إن الله يمسك السماوات والارض 1744 إن الملوك إذا دخلوا قرية 3190 إن هو إلا ذكر وقرآن 1688 إنه من يتق ويصبر 634 إنما أموالكم وأولادكم فتنة 849 إنما صنعوا كيد ساحر 2073 إنما يخشى الله من عباده العلماء 1402 إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس 2254- 2581 إني أخاف الله رب العالمين 301 أولئك يجزون الغرفة بما صبروا 4664 بآيات الله ثمنا قليلا 3688

بحبل الله جميعا 1691 بل هو آيات بينات 1688 بالهدى ودين الحق 1687 ثلاثة أيام الا رمزا 3810 حافظوا على الصلوات 3964 حتى اذا أتيا أهل قرية 99- 3281 ذكر رحمة ربك عبده زكريا 3811 ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ 4590 ذلك تخفيف من ربكم 4511 الذي خلق السماوات والارض 1688 الذين اذا أنفقوا 4510 الذين جعلوا القرآن عضين 2587 الذين يرثون الفردوس 2348 الذين يشترون بعهد الله 1891 ربنا اكشف عنا العذاب 4511 الرحمن على العرش استوى 1339 الساعة آتية لا ريب فيها 1715 سبحان ربك رب العزة عما يصفون 989 سنسمة على الخرطوم 2430 سواء علينا أجزعنا أم صبرنا 3993 طسم تلك آيات الكتاب 757 عادا وثمودا وقرونا بين ذلك 3567 عادا وثمودا وأصحاب الرس 3568- 3587 عن اليمين وعن الشمال قعيد 1313 الغفور الودود ذو العرش المجيد 1687 فابعثوا بورقكم هذه 334 فاذكروا اسم الله عليها 3081 فارجع البصر هل ترى من فطور 4282 فاصدع بما تؤمر 647- 3713 فالله أحق أن تخشوه 4058 فانما هي زجرة واحده 4533 فأينما تولوا فثم وجه الله 2092 فتزودوا فان خير الزاد 2587

فروح وريحان 2782 فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس 4005 فسيحوا في الارض 3395 فقطع دابر القوم الذين ظلموا 2097 فلله الحمد رب السماوات 3687 فلما جاء أمرنا نجينا صالحا 2073 فلما جن عليه الليل رأى كوكبا 4041 فلما نسوا ما ذكروا به 1338 فمن زحزح عن النار 1687 فنعم المولى ونعم النصير 1687 فول وجهك شطر المسجد 3687 قاتلوا الذين يلونكم من الكفار 203 قاتلوا الذين لا يؤمنون 203 قد ضللت اذا وما أنا من المهتدين 2050 قرية كانت آمنة مطمئنة 2078 قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم 450 كلمة خبيثة كشجرة خبيثة 1048 كلمة طيبة كشجرة طيبة 1048 كل يوم هو في شان 2064 لا تسألوا عن أشياء 1381 لا جرم أن لهم النار 4204 لبئسما قدمت لهم أنفسهم 2587 لمثل هذا فليعمل العاملون 3602 لقد آتينا داود منا فضلا 3407 لم نجعل له من قبل سميا 3811 لم يكن الذين كفروا 4430 ليس كمثله شيء 1687- 1715 ليظهره على الدين 1339 لئن رجعنا الى المدينة 3966 ما آتاكم الرسول فخذوه 3351 ما كان لاهل المدينة ومن حولهم 4590 ما يلفظ من قول الا لديه 3348 مصدقا بكلمة من الله 3812

من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا 3689 من المؤمنين رجال صدقوا 3246 من يطع الرسول فقد أطاع الله 3585 مع يطع الله والرسول فأولئك مع 1666 منها خلقناكم وفيها نعيدكم 1400- 2092 نار أحاط بهم سرادقها 1307 ناضرة الى ربها ناظرة 1690 هشيما تذوره الرياح 1152 هل ترى من فطور 2386 هم الذين يقولون لا تنفقوا 3966 وآخرون اعترفوا بذنوبهم 1314 واذا جاء الذين يؤمنون 3689 واذا سألك عبادي عني 3689 واذكر عبدنا داود ذا الايد 3408 واستمع يوم ينادي المنادي 3879 واضرب لهم مثلا أصحاب القرية 099 واعتصموا بحبل الله جيمعا 3689 واعرض عن الجاهلين 4360 وأما الجدار فكان لغلامين 99- 2586 وامتازوا اليوم أيها المجرمون 4061 وان أحد من المشركين استجارك 1688 وان تعفو أقرب للتقوى 2127 وان الساعة آتية لا ريب فيها 1688 وان له عندنا لزلفى 3412 وأنفقوا في سبيل الله 1602 واني لغفار 3991 وأورثنا القوم الذين كانوا 344 وأولو العلم قائما بالقسط 857 وآوينا هما الى ربوه 371 وبشر المخبتين 3567 وتوبوا الى الله جميعا 2386 وتوكل على الحي الذي لا يموت 4596 وترى الشمس اذا طلعت 470

وجعلنا ابن مريم وأمه آية 370 وجهت وجهي للذي فطر 2092 والذين اذا أنفقوا 1247 وسخرنا مع داود الجبال يسبحن 3407 وسيجزي الله الشاكرين 4040 وظن أنه الفراق 4754 وعلمناه صنعة لبوس لكم 3407 وفجرنا فيها من العيون 361 وفوق كل ذي علم عليم 3815 وقالوا لجلودهم لم شهدتم 3993 وقيل من راق 4754 وكان أمر الله قدرا مقدورا 2256 وكان تحته كنز لهما 455 ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله 1083 ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه 4590 وما آتاكم الرسول فخذوه 1702 وما كنا مسافحين 777 ومن كان في هذه أعمى 4593 ومن يتق الله يجعل له مخرجا 3689 ومن يتوكل على الله فحو حسبه 3680 ومن يقتل مؤمنا متعمدا 3689 ومن يؤمن بالله يهد قلبه 3411 وهل أتاك نبؤ الخصم 2384 وهو الذي خلق من الماء بشرا 1594 ويسألونك عن ذي القرنين 1503 ويلعنهم اللاعنون 4598 يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم الذين كفروا 3811 يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم فئه 1545 يا أيها النبي انا أرسلناك 3065 يبدل الله سيئاتهم حسنات 4353 يثبت الله الذين آمنوا 4511 يريد الله أن يخفف دينكم 2453

الاحاديث والآثار

يوم لا يغني مولى عن مولى 1687 يوم لا ينفع مال ولا بنون 1687 يوم نقول لجهنم هل امتلات 3467 الاحاديث والآثار - ا- ائت مطلع القوم ... 2153- 2154 أبى لله والمؤمنون أن يختلف ... 1294 أبد المودة لمن واددت.. 3442 أبو اليقظان على الفطرة.. 2164- 2174 أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني.. 2892 أتربوا الكتاب وسحوه من أسفله.. 1526 أتشهد أن لا اله الا الله.. 3733 آتي يوم القيامة باب الجنة.. 1877 أحب الصلاة الي صلاة داود.. 3400 أحبكم الي وأقربكم مني مجلسا 4372 احتج آدم وموسى فقال موسى.. 3026 أحسن الحسن الخلق الحسن.. 2326 احفظوني في أصحابي.. 779 اذا أتي أحدكم أن يحدث ربه تعالى.. 4378 اذا اختلف الناس كان ابن سمية مع 2350 الحق.. 286 اذا أردت أن يذرك الله عنده.. 1249 اذا استيقظ أحدكم من نومه فلا 2977 يدخل.. اذا أقيمت الصلاة فلا صلاة الا 774 المكتوبة.. اذا انتصف شعبان فكفوا عن الصوم.. 784 اذا توضأ العبد فمضض خرجت الخطايا.. 4258 اذا جاء أحدكم الى الصلاة فلا يسمع.. 2954 اذا جاء أحدكم المسجد فليركع ركعتين.. 2480 اذا حدث أحدكم فلا يكذب 1618

اذا حضرتم موتاكم فأغمضوا.. 3181 اذا دخل أحدكم الخلاء 952 اذا صلى الرجل في العلانية.. 3389 اذا عطس أحدكم فليقل.. 4152 اذا فرغ أحدكم من التشهد.. 926 اذا فزع أحدكم فليقل.. 1723 اذا قال أحدكم في الصلاة.. 1146 اذا قهقه أعاد الوضوء.. 1455 اذا كان بين يديك مثل مؤخرة الرحل.. 3887 اذا كان النصف من شعبان.. 3892 اذا كان يوم القيامة دعا الله.. 732- 2747 اذا كان يوم القيامة نادى.. 3030 اذا كبر العبد سرت تكبيرته.. 3843 اذا لعن آخر هذه الأمة أولها.. 2480- 3337 اذا لعنت آخر هذه الأمة أولها.. 3336 اذا مات الانسان انقطع عمله الا.. 4064 اذا مدح الفاسق اهتز العرش.. 4066 اذا مررت بأقوام قد نزع.. 1820 اذا مررتم برياض الجنة.. 3343 اذا مرض العبد أو سافر قال الله.. 952 اذا مضى النصف من شعبان.. 2940 اذا وقعت الفتن فهاجروا الى الشام.. 342 اذكروا محاسن موتاكم.. 1154 اذهب فاغسله ثم ائتني.. 1196 أربعة أنهار من أنهار الجنة.. 386 أربعة أجبل من جبال الجنة.. 282- 367 أربعة أنهار في الجنة.. 383 أربعة أنهار من الجنة.. 384 أربعة ملاحم في الجنة.. 283 أرحم أمتي أبو بكر.. 1202 أريت عمود الكتاب انتزع.. 338 أرأيت لو أن عينيك لما بهما.. 3965 استحيوا من الله حق الحياء.. 638

استعينوا على الحوائج.. 4347 استقيموا ولن تحصوا.. 3878 استودع الله دينك.. 1493 استوصوا بالاسارى خيرا.. 2722- 2803 أسرع الارض خرابا يسراها ثم يمناها.. 2562 أسلمت على ما سلف لك من خير.. 2903 أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته.. 2878 أشرف المجالس.. 1589 أشهد أن لا اله الا الله.. 4544 أطع أباك ما دام حيا.. 287- 2985 اطول الناس أعناقا يوم القيامة.. 3815 أعددت لعبادي الصالحين.. 4638 أعطيت تسعا لم تعطه شيئا من النساء.. 2856 أعطيت فواتح الكلم.. 1626 الاعمال بالنية.. 4281 أعوذ بالسميع العليم.. 4297 أعوذ بالله من عذاب القبر.. 1073 أغزوا باسم الله.. 4349 أفشوا السلام وصلوا الارحام.. 1805 أفضل الدعاء دعاء غائب لغائب.. 1255 أفضل الرباط أربعة.. 102 أفضل الصيام صيام داود.. 342 اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.. 3352 اقتلوا الفاعل.. 1127 أقيموا الصف في الصلاة.. 2025 أكرموا الخبز.. 1372 ألا أخبركم بأفضل درجة من الصيام.. 627 ألا أنبئك بما يساقط الذنوب.. 1649 ألا من بكى على ذنب.. 1360 ألا من شهد أن لا إله إلّا الله تائبا.. 4161 ألست طفت يوم النحر.. 1854 الله يعلم أن قلبي يحبكم.. 1185 اللهم أحب حسين.. 2583

اللهم أذهب عنهم الرجس.. 2580 اللهم أعني على سكرات الموت.. 1213 اللهم اغفر للأحنف.. 1303 اللهم اغفر لحينا وميتنا.. 4259 اللهم ان هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم.. 3748 اللهم إني أعوذ بك من الفقر.. 3957 اللهم بارك فيه وانشر منه.. 3749 اللهم بارك لنا في مدينتنا.. 342 اللهم بارك لأمتى في بكورها.. 2387 اللهم بارك لنا في مكتنا وبارك.. 4523 اللهم سيبا نافعا.. 782 اللهم في الرفيق الأعلى.. 1633 اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه 2934 اللهم هؤلاء أهل بيتي 2579 الامراء من قريش 1048 أمرت أن أقاتل الناس حتى 2709 امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء 1999 امرؤ القيس قائد الشعراء 1998- 2000 ان أباك أراد أمرا فأدركه 3918 ان أحب الاسماء الى الله عبد الله 4650 ان أحبكم الي وأقربكم مني 607 ان أحدكم يقول اللهم ارزقني 611 ان أحسن الحسن الخلق الحسن 2432 ان آخر زادك من الدنيا شربة لبن 3552 أن أقواما يزخرفون مساجدهم 4105 ان الله اختار من الملائكة أربعة 385 ان الله عز وجل اذا كان يوم القيامة 965 ان الله أشد حمية للمؤمن 2151 ان الله عز وجل أمر يحيى 1656 ان الله تعالى أوحى الي أي هؤلاء البلاد الثلاث 77

ان الله عز وجل أوحى الي أي هؤلاء الثلاث 75 ان الله أوحى الي أي هؤلاء الثلاثة نزلت 76 ان الله تعالى تجاوز لي عن أمتي ما لم 1259 ان الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد ... 3636 ان الله قد أنزل عذرك وصدقك ... 3966 ان الله قد برأ هذه الجزيرة ... 1303 ان الله تعالى كلم البحرين فقال ... 404 ان الله لا يستجيب دعاء عبد حتى ... 2459 ان الله لا يقبض العلم ... 1373 ان الله لا يمل حتى تملوا ... 1842 ان الله ليس بتارك أحدا ... 1037 ان الله عز وجل ليعطي على الرفق ... 3335 ان الله هو المسعر ... 2253 ان الله أوحى الى بحر الهند ... 406 ان الله عز وجل يدعو يوم القيامة ... 1247 ان الله ينهاكم عن قيل وقال ... 3391 ان أهل الجنة ليحتاجون الى العلماء في الجنة ... 775 ان أول من صنع له الحمام ... 1039 ان بين أيديكم عقبة ... 4387- 4389 ان جبريل أخبرني أن ابني الحسين يقتل ... 2597 ان الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل ... 866 ان الخلق عيال الله ... 1800 ان خير الصيام صيام داود ... 3401 ان الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ... 2980 ان رحى الاسلام ستزول بعد خمس وثلاثين سنة ... 310 ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما ... 299

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة ... 292 ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح 3548 ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان ... 3892 ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضحي ... 4234 ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والولدان ... 2309 ان الشيطان يفرق من حس عمر ... 1644 ان الصدقة تطفئ غضب الرب ... 1554 ان العالم بين ظهراني الجهال كالحي يمشي على ... 3281 ان العبد لترفع له الدرجة فيقول ... 4005 ان عذاب هذه الامة في دنياها ... 791 ان في القيامة لثلاث ساعات ... 744 ان في وجه جبريل ... 4518- 4519 ان كانت الامة من أهل المدينة لتأخذ بيد ... 2980 ان لكل نبي دعوة ... 371 ان لله قوما يخصهم بالنعم ... 4291 ان لهذه البهائم أوابد ... 3557 ان الملائكة لتفرح ... 1710 ان من البيان لسحرا ... 1251 ان من الشعر حكما ... 3202 ان من الشعر حكمة 2251- 2678 ان النبي صلى الله عليه وسلم استعمل حذيفة ... 2167- 2168 ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برده الاحمر ... 3016 ان هذا الدين بدا غريبا ... 1443 أنا حرب لمن حاربكم ... 2576

أنا شجرة وفاطمة أصلها ... 2582 أنت مني بمنزلة هرون ... 2209 أنه تقتله الفئة الباغية ... 2985 انه رفع له سدرة المنتهى ... 365 انه وجد تحت الجدار الذي ... 455 انكم ستجندون أجنادا ... 335 انكم سترون ربكم ... 4005 انكم اليوم على دين واني مكاثر ... 1671- 2286- 3097 انما الاعمال بالخواتيم ... 1438 انما الامام ليؤتم به ... 1169 انما الحلم بالتحلم ... 4473 انما السجود لله ... 3911 انما سمي خضرا لانه جلس ... 3289 اني لا حبك فقل اللهم ... 2724 اني لا عرف آخر الناس خروجا ... 1055 انصر أخاك ظالما أو مظلوما ... 949 أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم تمر.. 1073 أهل الشام وأزوائهم وذراريهم ... 45- 46 أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف ... 750 أو في بنذرك ... 1644 أول عظم يتكلم من ابن آدم ... 1280 أول ما يرفع من الناس الامانة ... 2791 أول ما يشهد على أحدكم ... 1555 أول من صنعت له الحمام ... 1217 أول الناس هلاكا فارس ... 337 أول هذه الامة ورودا علي 1187 آئبون تائبون ان شاء الله ... 3177 أيعجز أحدكم ان يقرأ ثلث القرآن ... 2289- 2290- 3566 أيما بلدة كثر اذانها بالصلاة كسر بردها.. 104 الايمان قيد الفتك ... 2129 الايمن فالايمن ... 1674 أيها الناس أفشوا السلام ... 3562

أيها الناس توبوا الى الله قبل ... 733 أيها الناس كأن الموت على غيرنا كتب.. 2256 - ب- بدأ الاسلام غريبا ثم يعود غريبا ... 486 البذاذة من الايمان.... 3899 بلغوا عني ولو آية وحدثوا ... 2457- 2775 البيعان بالخيار ... 1511 بينما أنا نائم رأيت عمود الاسلام ... 338 بينما ثلاثة رهط يتماشون ... 1662 بينما رجل مستلقي ينظر في ... 3979 بينما رجل يتبختر في ... 1460 - ت- تبايعوا الذهب بالفضة ... 3604 تبنى مدينة بين دجلة ودجيل ... 1147 تثور بني الاصفر بالعرب ... 98 تسحروا فان في السحور بركة ... 3467 تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ... 3442 تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله.. 2991 تصبح الشمس صبيحة تلك الليلة ... 3634 تعال كل مما يليك ... 1180 تقتل عمارا الفئة الباغية ... 286- 3253 تكون فسقه يصلونها ... 3934 تكون قرية أو مدينة أو مصر يقال له البصرة ... 1060 تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين.. 285 تنزلون صفين على ثلاث أمم ... 290 توضأ مما مسته النار ... 1574 - ث- ثلاث دعوات لا شك فيهن ... 724 ثلاث لا يتركهن العرب ... 3843 ثلاثة لا يعادون ... 1658

- ج- جاء شاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ... 2202 الجار أحق بشفعه جاره ... 2137 الجاهر بالقرآن كالجاهر ... 743 جزأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ... 1078 الجهاد أربع ... 4652 جعل عذاب هذه الامة في دنياها ... 792 - ح- حافظوا على الصلوات والصلاة ... 3964 حب علي يأكل الذنوب ... 2313 حبذا كل عانم ... 1534 الحسن والحسين سيدا شباب ... 1240- 2578 حسين مني وأنا من حسين ... 2582 حق المؤمن على المؤمن ... 1189 حوضي عرضه كطوله ... 607 حوضي ما بين صنعاء وأيله ... 3671 - خ- خذ عن عمك ... 1822 خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ... 199 خرجت جارية عليها أوضاح ... 783 خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ... 3984 خفف على داود القرآن ... 3403- 3404 خمس تفطر الصائم ... 768 الخير عشرة أعشار تسعة بالشام ... 341 - د- داووا مرضاكم بالصدقة ... 1497

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فاذا الناس ... 1467 دع ما يريبك الى ما لا يريبك ... 2948 دعوا عباد الله فليصب بعضهم ... 4279 دعوة أبي ابراهيم ... 1193 الدين النصيحة ... 795 - ذ- ذاك رجل مذكور في الدنيا ... 2001- 2002- 2003 ذاك نبي أضاعه قومه ... 3041 الذباب في أحد جناحيه داء ... 1452 ذروني ما تركتكم فانما هلك ... 1616 ذكاة الجنين ذكاة أمه ... 1230 ذلك رجل مذكور في الدنيا ... 2004 - ر- رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى حاجته ثم توضأ ... 2414 رأيت رسول الله يأكل القثاء بالرطب.. 4242 رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما ... 3943 رأيت ما تلقى أمتي من بعدي ... 296 رحمة الله علينا وعلى صالح ... 3291 رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر الجاهلية الا ... 2781 رفعت الى السدرة ... 1264 رفعت الى سدرة المنتهى ... 366 رميا بني اسماعيل فان أباكم ... 3680 رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين ... 3496 - ز- الزعيم غارم ... 1735

- س- السباق أربعة أنا سابق العرب ... 1840 سبعة في ظل العرش يوم لا ظل ... 3435 سبعة يظلهم الله في ظله يوم ... 2757 ستخرج نار من حضر موت ... 338 ستفتح على أمتي من بعدي الشام ... 45 السلام عليكم أهل الديار من ... 1257 السواك مطهرة للفم ... 2401 سيأتي على الناس زمان ... 3566 سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه ... 2296 سيحان وجيحان والفرات والنيل كل.. 381- 382 سيحان وجيحان والفرات كلهن ... 385 سيصير الامر الى أن يكون جنودا ... 737 سيقتل بعذرا ناس يغضب الله لهم ... 2129 - ش- شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي ... 1035- 2738 - ص- صارعت النبي صلى الله عليه وسلم فصرعني ... 2783 صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح 1057 صدق رفيع في الدنيا خامل في الاخرة.. 2003 صفوة الله من أرضه الشام ... 340 صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ... 1116 صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ... 694 صليت ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ... 2155 الصوم فيه ... 1618 صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود ... 3447 صيام يوم عرفه يكفر هذه السنة ... 3391

- ط- طالب العلم بين الجهال كالحي بين ... 2963 طهور كل أديم دباغه ... 3979 طوبى للشام ... 340 - ع- عبد مناف عز قريش ... 4511 على أثر كل صلاة ركعتان ... 1709 على كل مسلم في كل يوم صدقة ... 2294 عليكم بالصدق فان الصدق ... 1558 عليكم بقيام الليل فإن فيه قربة ... 3470 عن الغلام شاتان ... 1166 - غ- غزا النبي صلى الله عليه وسلم تسع عشرة 3970- 3973- 3975 غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ... 611 - ف- فأحب لأحد المسلمين ما تحب لنفسك ... 3069 فارس عصبتنا أهل البيت ... 1065 فإني لا أقبل هدية مشرك ... 1582 فجرت أربعة أنهار من الجنة ... 384 فضل كلام الله على سائر الكلام ... 3469 فهلا شققت عن قلبه ... 2792 فو الذي نفسى بيده لو كانت دجاجة 4701 في أمتي خسف ومسخ 3617 في الجنة باب يقال له الريان 1614 فيكم أحد من غيركم 4429 - ق- قال أخي موسى عليه السلام: يا رب أرني الذي كنت ... 3295 قام موسى عليه السلام يوما في قومه ... 3293 قد أصبتم خيرا فمن أحب أن يقعد ... 1058

قد غفر لك ولأخيك ... 998 القدرية مجوس هذه الأمة ... 3817 قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فانجفل ... 2304- 2305 قلت كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشره ... 3976 - ك- كان اذا رأى الغيث قال: اللهم شيئا.. 2455 كان اذا قفل من غزو أو حج أو عمرة.. 2918 كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتناشدون عنده ... 690 كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم وسلم من فضة ... 3871 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الشتاء دخل.. 3607 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الشتاء دخل.. 3606 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر.. 2909 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا رفع يديه.. 4114 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب.. 783 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في ... 2286 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يفطر على ... 2778 كان زكريا عليه السلام نجارا.. 3810 كان الناس يعودون داوود ... 3405 كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود بالخير ... 2760

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة.. 2773 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطبت إليه بعض بناته ... 2783 كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث ... 1137 كان ينبذ له فيشربه في اليوم ... 2790 كان يصلي حتى ترم قدماه ... 690 كانت شجرة تضر بالطريق.. 3370 الكرسي الذي يجلس عليه الرب ... 4354 كفى بالمرء اثما أن يشار إليه بالأصابع.. 998 كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا.. 2458 كل شراب أسكر فهو حرام.. 1128 كل عين باكية يوم القيامة 3098 كل مسكر حرام 618- 2943 كلم الله البحر الشامي فقال ... 403 الكمأة من المن وماؤها ... 805 كنت أسمع للنبي صلى الله عليه وسلم أزيزا بالدعاء ... 738 كنت أفرك بيدي فركا من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... 2954 كيف بك يا أبا رافع إذا افتقرت ... 4447 - ل- لاتبيعوا الذهب بالذهب ... 1224 لا تأخذ الحديث إلّا عمن تجيزون شهادته.. 2849 لا تأخذ الحديث إلّا عمن تجيزون شهادته.. 2849 لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان.. 4114 لا تتم صلاة أحدكم حتى.. 3670 لا تجلسوا في المجالس فإن كنتم لابد.. 3447 لا تحتجموا يوم الخميس ... 836- 2937 لا تذهب الأيام والليالي حتى تعود أرض العرب.. 512

لا تذهب الدنيا حتى يحسر الفرات عن جبل 513 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون ... 40- 102 لا تزال من أمتي عصابة قوامة 340 لا تسأل الاماره.. 3361 لا تسبوا أصحابي ... 1223 لا تسبوا الأموات ... 967 لا تشربوا في آنية الفضة والذهب.. 2151 لا تعجلن الى شيء تظن أنك إن استعجلت ... 847 لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية ... 3469 لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان.. 295 لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن تل ... 515 لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل.. 513 لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم ... 39- 485 لا تكثروا الغلام بغير ذكر الله 4375 لا تلقى الله عز وجل وأنت.. 1204 لا تنكح الثيب حتى تستأمر.. 2744 لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت.. 2438 لا جلب ولا جنب.. 3623 لا حول ولا قوة إلّا بالله.. 1140 لا زكاة في مال امرئ حتى.. 2258 لا سهم في الاسلام لمن لا صلاة له.. 2742 لا عقل كالتدبير.. 1555 لا عليكم أن لا تعجبوا ... 1212 لا نفل إلا بعد الخمس.. 4381 لأن لله ملائكة موكلون.. 1485 لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له.. 1014 لانه كان يبغض عثمان.. 1232 لا ولكنه لم يكن بأرض قومي.. 1566

لا يجتمعان في النار اجتماعا.. 2750 لا يحل بيع المغنيات.. 3872 لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشجره النار ... 2736 لا يدخل الجنة قتات ... 1030 لا يشكر الله من لا يشكر الناس.. 1988 لا يغرم السارق إذا أقيم عليه الحد.. 1663 لا يفضض الله فاك ... 740 لا يقل أحد اللهم اغفر لي إن شئت.. 2730 لا يكون العبد مؤمنا حتى.. 3181 لا يؤدي عني إلّا أنا أو علي.. 3716 لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه.. 2366 لبيك بحجة وعمرة معا.. 723 للترك خرجتان.. 517 كامل كتاب الله دعوة مجابة.. 1497 للدجال آيات معلومات إذا.. 506 لعله بشفاعتي يوم القيامة.. 782 لغدوة أو روحه في سبيل الله.. 2429 لقد جاءكم رسول إليكم.. 3102 لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.. 2290 لكل نبي أمينين ووزيرين.. 3314 لم يكن نبي قبلي إلّا أعطي سبعة.. 2152- 2153 لما بنى داود عليه السلام.. 3405 لما خلق الله اللوح وسماه محفوظا.. 856 لما رفعت الى السدره.. 1267 لو اتكلتم على الله حق.. 1780 لو أدركته لنفعته.. 2004 لو أدركني هذا.. 2534 لولا أن فيك اثنتان.. 3227 لو أن رجلا جرّ على وجهه.. 3102 لي حوض بين صنعاء وأيلة.. 3670 ليس في الأرض من الجنة إلّا.. 370 ليس فيما دون خمس أواق.. 752

ليس الكبر أن يحب أحدكم.. 3223 ليس من ذاك ولكن العبد المؤمن.. 1643 ليستتر أحدكم في الصلاة.. 1524 ليلة أسري بي الى السماء.. 103 - م- ما أسكر كثيره فقليله حرام.. 3843 ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه.. 3097 ما أمعر حاج قط.. 3322 ما انتعل أحد قط.. 1445 ما تضورت من هذه الليلة.. 1842 ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف.. 763 ما زالت الملائكة حافة.. 2365 ما زلت أشفع الى ربي.. 3432 ما ساء عمل قوم قط إلّا.. 4263 ما من أمير عشرة إلّا.. 3755 ما من أيام أحب الى الله عز وجل.. 738 ما من ثلاثة في قرية ولا في بدو.. 2847 ما من ثلاثة في قرية لا يؤذن ... 4184 ما من حافظين رفعا الى الله ... 3910 ما من عبد أنعم الله ... 1241 ما من عبد يذنب ذنبا ثم يتوضأ ... 745- 1606 ما من عبد يذنب ذنبا ويصلي 1604- 1605 ما من مدينة كثر فيها المؤذنون الا ... 14- 47 ما من مؤمن يدخل قبره الا وعمله معه.. 810 ما منكم من أحد ... 1502 ما وراءك يا عمار؟ ... 2252 ما يسرني أن لي حمر النعم ... 799 ما ينقم ابن جميل الا ان كان ... 3125 مثل الصلوات الخمس كمثل ... 1581 مثل هذا فارموا اياكم والغلو ... 3680 مداراتك الناس صدقة ... 1296

المرء مع من أحب ... 1629- 1690 مررت ليلة أسري بي ... 3302 معترك المنايا ما بين ... 2328 المعدن جبار والنار جبار ... 1470 من أجرى الله على يديه فرجا ... 2316 من أحب أن يمد في عمره ... 2999 من أحب أن ينظر الى رجل ... 4306 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ... 1643 من أحب هذين وأباهما وأمهما ... 2579 من أحبني وأحب هذين وأباهما ... 2579 من أدرك من الصلاة ركعة ... 2715 من آذى مؤمنا فقيرا ... 1374 من استرعى رعية فلم يحطها ... 3755 من اشتاق الى الجنة سارع ... 2297 من أصابه جهد في رمضان ... 2958 من أصل الدين الصلاة ... 4322 من أطرق مسلما فعقب له ... 3550 من أعان ظالما ليدفع بباطله حقا ... 4300 من اعتكف عشرا في رمضان ... 1218 من أعلام الساعة أن يكون الولد ... 4305 من أغاث ملهوفا ... 3950- 3951- 3952 من اغبرت قدماه في ... 4627 من أقال أخاه أقال ... 1561 من أقال نادما بيعته أقاله الله ... 737 من اكتحل بكحل فيه مسك ... 1827 من أكرم ذا شيبة فكأنما ... 2724 من أهان سلطان الله في الارض ... 2315 من أهل درهما من ربا ... 4300 من بنى فوق ما يكفيه 1178 من جمع القرآن متعه الله 1041 من حدث بحديث وهو يرى 3093 من حسن اسلام المرء 2507- 2564 من حفظ على أمتي أربعين حديثا 1358

من حفظ أمتي في السنة 1526- 1527 من حلف على يمين صبرا 1891 من حلف على يمين فرأى 919 من حلف على يمين ليقتطع 1890 من خير ثيابكم البياض 2751 من رفع حاجة ضعيف 4474 من روى عني أربعين حديثا 1525 من زعم أنه يحبني ويبغض عليا فقد 703 من سبح دبر كل صلاه 1192 من ستر فاحشة فكأنما أحيا 1696 من السنة الغسل يوم الجمعة 1202 من شابكني دخل الجنة 1141 من شرب الخمر لم يقبل الله له 1053 من صام رمضان ايمانا واحتسابا 4052 من صام في شهر رمضان 3890 من صلى بعد المغرب اثنتي 2329 من صلى ركعتين ... 4404 من صلى على جنازة فله قيراط ... 4200 من صلى الغداة فهو في ذمة الله ... 4127 من ضحك منكم في الصلاة ... 2808 من قال اذا أصبح رضيت ... 3257 من قال في أول النهار لا اله الا الله ... 3565 من قال في ديننا.... 1528 من قال في كل يوم مائة مرة ... 3563 من قال لا اله الا الله لم تضره.... 3956 من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة ... 2307- 4452 من قرأ ثلث القرآن أعطي ... 2771 من قرأ القرآن أعطي ... 2771 من قرأ القرآن بلفظه ... 2467 من كان آخر كلامه لا اله الا الله ... 1684 من كان في حاجة أخية كان ... 2275 من كان منكم مصلحا بعد الجمعة ... 2377 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ... 2983 من كانت عند شهادة فلا يقول ... 1056- 1095

من كانت له صلاة صلاها ... 1504 من كبر على شاطئ بحر الروم ... 393 من كثرت صلاته بالليل ... 1750- 1751 من كذب عليّ متعمدا.... 1393- 1631- 3965- 3966- 4211 من كنت مولاه فعلي مولاه ... 3965 من لذ أباه بما يشتهي ... 1988 من لم يأنف من ثلاث.... 1152 من مات لا يشرك بالله شيئا ... 4496- 4497 من مس فرجه فليتوضا ... 1201 من مشى لاخيه المسلم في حاجة ... 4014 من نظر الى عورة أخيه.... 1118 من وجدتموه قد غل فاضربوه.... 4115 من يأخذ على تعليم القرآن ... 1696 المؤمن الذي يخالط الناس ... 628 المهاجر من هجر السيئات.... 2561 - ن- نضر الله امرءا 1138 نعم الرجل خريم الاسدي لولا 3237 نعم السنة سنة عبد الله 3277 نعم الفتي خريم بن فاتك 3347 نعم قوم يكونون بعدكم 1859 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع السلف 3842 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلب والجنب 3622 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب 1256 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام هذين اليومين 2796 نهى رسول الله عن متعة النساء يوم فتح ... 2710 مكة ... 1180 نهى عن الدبا والمزفت ... 366

نهران من الجنة النيل والفرات ... 366 نهران مؤمنان النيل والفرات ... 382 النيل والفرات ودجله وسيحان ... - هـ- هذا الذي أوفى الله بأذنه ... 3970 هذان السمع والبصر ... 948 هل أنا الا بشر مثلكم ... 3093 هل مع أحد منكم طعام ... 696 هل من رجل يذهب فيعلم لنا ... 2154 هم ستون رجلا ليسوا ... 1154 هؤلاء أهل بيتي وخامتي ... 2580 هو لك يا عبد بن زمعة من أجل ... 948 - و الوضوء مفتاح الصلاة ... 4379 وفت أذنك يا غلام ... 3973 والذي بعثني بالحق نبيا يا بنية ... 3546 والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ... 4299 وقال تفسحوا ... 3655 ولا تذهب الايام والليالي حتى يسكنها ... 519 والله اني لاستغفر الله ... 2758 وما الفالوذج؟ ... 1217 - ي- يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل 703 يا أبا الحسن حبهما فبحهما 4213 يا أبا هريرة ائت أهل الصفة 1527 يا أبا هريرة طوبى لقوم من أمتي 393 يا أيها الناس انكم لا 1140 يا جابر عسى أن يطول بك عمر 2800 يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر 3124 يا رسول الله لو استخلفت؟ ... 2153

يا رسول الله ما رأيت بالروم مثل مدينة 100- 101 يا رسول الله ما الايمان 4330 يا شام أنت خيرتي من بلدي 345 يا عبادة قلت لبيك يا رسول الله 1229- 1230 يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي 2504- 3319 يا علي من انتمى الينا فطالبوه 2721 يا عمار تقتلك الفئة الباغية 292 يا عمر مالي وللدنيا وما للدنيا 1173 يا معاذ العرش والكرسي 1444 يا معشر المسلمين احذروا البغي ... 3626 يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل ... 972 يأتي الدجال وهو محرم عليه ... 3309 يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر.. 625- 1832 يحرم من الرضاع 1493 يخرج ناس يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم.... 289 يصاح برجل من أمتي رؤوس الخلائق 2959 يغفر للزاني قبل 1527 يقول الله عز وجل ان كنتم ترجون 3093 يقول الله عز وجل يا بن آدم أنا بدك اللازم 976 يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة 500 يكون في أمتي فرقتان يخرج بينهما 285- 294 يكون لاصحابي من بعدي زلة 295- 1183 يلتقي أهل الشام وأهل العراق في احدى 288 ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة 370 يؤتى بالعابد يوم القيامة فيقال له 2306 يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من 513- 514- 515 يؤمر جبريل كل غداة فيدخل 2507 ***

أسماء الكتب التي ذكرت صراحة

أسماء الكتب التي ذكرت صراحة - ا- الآجال: حنين بن إسحاق: 2986 الاحداث: محمد بن الازهر: 1296 أحسن التقاسيم: البشاري المقدسي: 149- 591 أحكام الاعراب على مذاهب اليونانيين: حنين بن اسحاق: 2986 أحوال أبي القاسم المغربي: عبد القوي بن عبد العزيز: 2549 أخبار البحتري: أحمد بن فارس: 3787 أخبار البرامكة: عمرو بن الازرق: 1547- 3019- 4753 أخبار بغداد: عبيد الله بن أحمد: 816 الاخبار بفوائد الاخيار: مجهول: 4553- 4554 أخبار بني سليمان: أحمد بن مذرك: 866- 868 أخبار ابن بيص: الزبير بن بكار: 2941 أخبار سيف الدولة: علي بن الحسين: 673- 2408- 2528- 2531 الاخبار الطوال: أبو حنيفة الدينوري: 1920- 2641 أخبار أبي الطيب المتنبي: عبيد الله بن عبد الرحيم: 655- 662- 663 أخبار مصر المسبحي 111- 116- 675- 1097 1111- 2376- 2975- 3833 أخبار ملوك الفرس: مجهول: 4085 أخبار النحويين: محمد بن عبد الملك: 4325 أخبار وحكايات: مجهول: 11 اختيار الادوية المحرقة: حنين بن اسحاق: 2986 الاخوة والاخوات: محمد بن اسحاق السراج: 1542 الاخوة الذين روو الحديث: أبو بكر الجعابي: 2873 آداب الغرباء: أبو الفرج الاصبهاني: 3317 أدب الخواص: الحسين بن علي المغربي: 1087- 1994- 2022 2023 أدب القاضي: أحمد بن أحمد القاص: 1061 الآراء والمشاورات: علي أحمد المتطبب: 3385 الارشاد: اسحاق بن راهويه: 1406 أزهار الانهار: أسامة بن مرشد: 1361 أسامي الضعفاء ممن تكلم فيهم من المحدثين: أبو زرعه: 3900 الاسامي والكنى: محمد بن محمد الحاكم: 1443 الأسامي والكنى: ابن مخلد: 3820

استخراج التراجم: الانطاكي: 4742- 4750 استخراج كيمية كتب جالينوس: حنين بن اسحاق: 2986 الاستذكار: أبو الحسن المسعودي: 1525 الاستسعاد بمن لقيت من صالح العباد في البلاد: عبد الرحمن بن نجم: 694- 1268- 1297- 1582 4181 الاستظهار في التاريخ على الشهور: علي بن محمد السمناني: 2498 استغفر استغفري: أبو العلاء المعري: 879- 889 الاستيعاب: ابن عبد البر: 3616- 3674 الاسماء والكنى: النسائي: 2402 الاسنان واللثة: حنين بن اسحاق: 2986 اصلاح الغلط: ابن قتيبة: 1136 أصلاح المنطق: ابن السكيت: 2450- 2769 أصول الفقه: أحمد بن أبي أحمد القاص: 1060 أطراف أحاديث صحيحي البخاري ومسلم: أبو محمد الواسطي: 3353 أطرغش: الحسين بن خالويه: 688 الاعتبار: أسامة بن مرشد: 1363 الاعجاز في معرفة الالغاز: سعد بن علي بن قاسم: 4252 الاغاني: اسحاق بن ابراهيم الموصلي: 1418- 1419 الاغاني: أبو الفرج الاصبهاني: 3211 الاغذية: حنين بن اسحاق: 2986 الاغفال: الحسن بن أحمد: 2266 أفواج القراء: أحمد بن جعفر المنادي: 596 اقتباس الانوار والتماس الازهار في: عبد الله بن علي الرشاطي: 70 أنساب الصحابة ورواة الآثار الاكمال: ابن ماكولا: 1335- 2481- 2482 آلات الغذاء: حنين ابن سحق: 2986 الالقاب: أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي: 2382- 2752 الالقاب: علي بن الحسين الهمذاني: 1230 أمالي: الحسين بن خالويه: 634- 2639 أمالي: أحمد بن الحسين الشمشاطي: 687 أمالي: محمد بن عبد الواحد: 2942 أمراء دمشق: أبو محمد بن الاكفاني: 3678 أمراء دمشق: أبو الحسين الرازي: 3953- 4146- 4185 الاموال: القاسم بن سلام: 332 أنباء الانباه في أنباء النحاة: علي بن يوسف القفطي: 909

الانتصار المنبي عن فضائل المتنبي: محمد بن أحمد المغربي: 2447 أنس الوحيد: الفياض بن جعفر المعري: 1637 الانساب: السمعاني: 756- 2254- 2276 أنساب بني صالح بن علي: أبو طاهر بن صالح: 2752 أنموذج الاعيان: عبد السلام بن يوسف: 1363 الانوار: الشمشاطي: 2726- 2727- 2729- 2741- 4774 الاوراق: الصولي: 705- 1176- 1271- 1296- 1467- 1495- 3477 أوقات بناء المدن: يحيى بن جرير التكريتي: 83 الايضاح: الحسن بن أحمد: 2266- 2273- 4181- الأيك والغصون: أبو العلاء المعري: 879- 880 - ب- الباه: حنين بن اسحاق: 2986 البحث الكبير في الحساب الهندي: الانطاكي: 4742- 4750 البدء والتاريخ: أبو زيد البلخي: 348- 359- 367- 387 3927- 3989 البداية والنهاية: علي بن مرشد: 474 بدائع البداية: علي بن أبي المنصور: 1828 بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: مسعود بن أحمد الكاساني: 4348 البديع في القراءات: ابن خالويه: 2431 البديع في نقد الشعر: محمد بن يوسف بن المنبره: 125- 4148 بعض التواريخ: مجهول: 255 بعض تواريخ القدماء: مجهول: 815 البلدان وأخبارها: ابن الفقيه: 81- 91- 169- 348- 478 البلدان: أحمد بن محمد الزيات: 2035 البلدان: أحمد بن واضح: 88- 107- 134- 138 139- 141- 150- 156 167- 171- 173- 177 219- 220- 252- 257 263- 265- 478 البلدان وفتوحها وأحكامها: أحمد بن يحيى البلاذري: 49- 90- 108- 115- 119- 120- 121- 125 128- 134- 137- 138

151- 156- 157- 159 160- 167- 168- 169 173- 185- 217- 219 220- 224- 226- 227 228- 229- 231- 235 236- 239- 249- 253 271- 562- 563- 583 590- 591- 2225- 3165 البلدان: البلخي: 119 البهى فيما تلحن فيه العامة: أبو حاتم السجستاني: 176 البيان والتبيين: الجاحظ: 1318- 3065 البيان في شرح عقود أهل الايمان: الاهوازي: 2569 - ت- التاجي: الحسن بن أحمد بن المعلم: 2276 تاريخ أربل: المبارك بن أحمد بن المستوفي: 2911- 4202 تاريخ أصبهان: ابن منده: 1009 تاريخ الاندلس: الحميدي: 3348 تاريخ الاندلسيين: عبد الله بن محمد الفرضي: 1950 تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي: 4010 تاريخ جرجان: حمزة بن يوسف السهمي: 1523- 1623 تاريخ حران: أبو المحاسن بن سلامة: 1582- 1583- 2907- 2920- 3850- 3851- 3855 تاريخ حملة الآثار: محمد بن علي الجياني: 1834 تاريخ دمشق: ابن عساكر: 1248- 1437- 1462- 1508- 1543- 2103- 2284- 2332- 2944- 3953- 3955- 3917- 3961- 3968- 3969- 3970- 3977- 3978 تاريخ الثقات: محمد بن حيان البستي: 763- 2104- 2343- 2783 تاريخ الرقة: محمد بن سعيد: 1659- 2502 التاريخ الصفير: البخاري: 3897 تاريخ الصوفية: السلمي: 4542 تاريخ الغرباء القادمين الى مصر: سعيد بن أحمد: 1886 التاريخ الكبير: البخاري: 3934- 3951- 3970 تاريخ قديم فيه ملوك سورية: مجهول: 84

التاريخ المجدد لمدينة السلام: محمد بن محمود النجار: 2697- 4010- 4165- 4191- 4195- 4235- 4240- 4269- 4592 تاريخ مختصر: محمد بن علي بن شعيب: 3849 تاريخ مصر ابن يونس: 2557- 3815 تاريخ مصر وذكر ولاتها: عبيد الله بن محمد بن سعيد: 823 تاريخ الموصل: الخالديان: 445 تاريخ ميافارقين: ابن الازرق: 2301 تاريخ النحويين: محمد بن الحسن الزبيدي: 2446 تاريخ نيسابور: أبو عبد الله الحاكم: 455 تاريخ: غير معروف المؤلف: 176 تاريخ: ابراهيم بن حبيب السقطي: 2532 تاريخ: أحمد بن محمد الخزاعي: 1109 تاريخ: ثابت بن سنان: 2537- 3372 تاريخ: الحسن بن علي الداري: 3492- 3667- 3742 تاريخ: حماد بن هبة الله الحراني: 82- 1294- 1533 تاريخ: حمدان بن عبد الرحيم: 1969- 4238 تاريخ: خليفة بن خياط: 3978 تاريخ: سعيد بن البطريق: 84- 581 تاريخ: سعيد بن كثير: 237- 580- 2169- 2176 تاريخ: السليل بن أحمد: 4291 تاريخ: عبد الله بن أحمد الفرغاني: 680 تاريخ: القطربلي وابن أبي الازهر: 109- 653- 930- 931 1920- 3553 تاريخ: عبد الواحد بن مسعود: 1826- 1958- 1967- 2656- 2699- 4266 تاريخ: علي بن مرشد: 761- 905- 1977- 2331 2494- 2497- 2516- 3675 تاريخ (الحوادث كل يوم) : القاضي الفاضل: 2843- 3860 تاريخ: محمد بن أحمد بن مهدي: 1856- 3976 تاريخ: محمد بن سليمان: 2678 تاريخ: محمد بن علي بن الدهان: 3854 تاريخ: العظيمي: 454- 460- 480- 644 1061- 2516- 2540- 2548- 2798- 3359- 3491- 3919- 4163 تاريخ: غرس النعمة محمد بن هلال: 884- 889- 909

تاريخ: منقذ بن مرشد: 2807- 2968- 3355- 3357 تاريخ: همام بن الفضل المعري: 197- 480- 640- 642 661- 662- 674- 699 734- 866- 903- 1047 1077- 2274- 2451- 3531- 3658- 3678- 4163- 4232 تاريخ: يحيى بن معين: 330 التبصرة: سعد الله بن غنائم: 4236 تبيين كذب المفتري: ابن عساكر: 2466 تتمة اليتيمة: الثعالبي: 897- 1121 تجارب الامم: مسكويه: 2974 التجني على ابن جني: فورجه: 650- 659- 660- 677 1084 التحفة في الفقه: محمد بن أحمد السمرقندي: 4347 تدبير الناقة: حنين ابن اسحاق: 2986 التذكرة: أحمد بن محمد بن مفرج: 1033 التذكرة: الحسن بن أحمد: 2266 الترياق: حنين بن اسحاق: 2986 تسمية مشايخ: محمد بن ساكن الحميري: 2919 التعريف في أحوال الحكماء: صاعد الاندلسي: 1342 التعريف في ذكر اليونان: صاعد الاندلسي: 1596 التعلل باجابة الوهم في نظوم أولي الفضل: البيروني: 657 تعليق: لبعض الحلبيين: 4087 تعليق في التاريخ: علي بن المهذب التنوخي: 819- 833 تفسير الارثماطيقا: الانطاكي: 4742- 4750 تفسير اوقليدس: الانطاكي: 4742- 4750 تفسير القرآن: أحمد بن يوسف الكواشي: 1261 تفسير القرآن: زيد بن أسلم: 3985 تفسير المسائل المشكلة في أول المقتضب للمبرد: سعيد بن سعيد الفارقي: 4301 تقاسم علل العين: حنين بن اسحاق: 2986 تقسيمات العوامل: سعيد بن سعيد الفارقي: 4301 تكملة الكامل في معرفة الضعفاء: محمد بن طاهر المقدسي: 977 التكملة لوفيات النقلة: المنذري: 765- 920- 986- 994 1016- 1269- 1370 2289- 2944- 2951 3243- 3436- 3440

التلخيص: أحمد بن أبي أحمد القاص: 1060- 1061 التمييز في أحوال الرجال: النسائي: 1531 التنبيه: الجرمي: 634 التنبيه: علي بن عيسى الربعي: 671 تهذيب البلاغة: أحمد بن نصر البازيار: 1176 التهذيب في القراءات السبعة: حسين بن عبد الواحد: 2523 تواريخ الامم: حمزة الاصفهاني: 92- 114- 1597 تواريخ القدماء: مؤلف مجهول: 73 تواريخ المسيحية: مؤلف مجهول: 83 التوراة: مؤلف مجهول: 155 تولد الحصاة: حنين بن اسحاق: 2986 تولد النار بين الحجرين: حنين بن اسحاق: 2986 - ث- ثمار كتب جالينوس: أبو الفرج الانطاكي: 4570 - ج- جامع الاوزان: أبو العلاء المعري: 879 جامع الفنون وسلوة المحزون في ذكر الغناء والمغنين: أبو الحسين بن الطحان: 3962- 4624- 4718 الجبر والمقابلة: أحمد بن الحسين المصيصي: 701 الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم: 611- 763- 779- 1499 1532- 1856- 1886 1929- 2029- 2815 2855- 3971- 4000 جزء بالتاريخ: بخط محمد بن عبد الرحمن: 2543 جزء فيه أسماء جماعة من الشعراء: بخط اسامة بن مرشد: 3009 جزء في مقتل المتنبي: محمد بن عبد الرحمن الحسيني: 682 جزء فيه مدائح: محمد بن الحسين بن المهذب: 2676 جزء يتضمن مدائح الوزير ابن الموصول: بخط بعض الحلبيين: 805 جزء يتضمن وفاءات جماعة من المحدثين والعلماء: بخط واحد من فضلاء دمشق: 802 66- 72- 86- 108- 117 جغرافيا: ابن حوقل: 128 جماهير أنساب اليمن وأسماء ملوكها: مجهول: 155- 176- 527 جمل انساب الاشراف: البلاذري: 2802- 2928- 4171 الجمهرة: ابن دريد: 659- 1154- 4673 جمهرة النسب: ابن الكلبي: 2107 جمهرة نسب اليمن: مجهول: 116

جنان الجنان ورياض الاذهان: ابن الزبير: 718- 872- 1158- 1282 3009- 4174- 4333- 4726 الجواري: حسن بن اسماعيل بن كاسيبويه: 2303 الجواهر: اسحاق بن ابراهيم الموصلي: 4771 الجوهر المكنون في النسب: محمد بن أسعد الجواني: 116- 3591 - ح- حاطب ليل: سعد بن علي بن قاسم: 4252 الحافظ لمعارف حركات الشمس والقمر: أحمد بن جعفر المنادي: 71- 87- 348- 400- 401 والنجوم في آفاقها والاقاليم وأسماء بلدانها في سياقها: 440- 596 الحافل في تكملة الكامل لابن عدي: أحمد بن محمد بن المفرج: 1035 الحجة: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2266- 2273 حرفية اشتقاق اسماء البلدان: محمد بن يوسف بن المنيرة: 69 الحروف: سعيد بن عثمان بن السكن: 4742 الحساب على البحث بلا محو: الانطاكي: 2161- 2990- 3035- 4154 حلية الاولياء: أبو نعيم الاصبهاني: 3989 حلية السريين من خواص الدنيسرين: ابن اللمش: 1143- 1453- 4629 الحماسة العراقية: محمد بن علي العراقي: 2729 الحمام: حنين بن اسحاق: 2986 - خ- الخراج: قدامة بن جعفر: 108 الخراج: محمد بن سهل الاحول: 69 خريدة القصر: العماد الاصبهاني: 991- 1156- 1325- 1362 1642- 2300- 2405- 2695 3100 الخصال: أبو ذر الطرسوسي: 4445 خط المصحف: أحمد بن جعفر بن المنادي: 596 خلق الانسان: الاصمعي: 2440 الخمارين: أبو الفرج الاصبهاني: 1521؟؟؟ خير البشر بخير البشر: محمد بن أبي محمد بن ظفر: 1204 - د- الدرة الفائقة في محاسن الافارقة: أحمد بن يوسف التيفاشي: 1289 دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري: ابن العديم: 865- 879 دفع المضار الكلية للابدان: ابن سينا: 1107 دلائل القبلة: أحمد بن أبي أحمد: 360- 373- 395- 439

دمية القصر: الباخرزي: 2341- 2706- 4576 الدولة العباسية: مجهول: 3921 الدولة العباسية: الهيثم بن عدي: 3921 الدولتين: أبو محمد بن زيد: 3800 الديارات (الديرة) : الشمشاطي: 114- 2726- 4669- 4774 ديوان ابن حيوس: ابن حيوس: 3961 ديوان زهير: زهير بن أبي سلمى: 81 ديوان شعر: سعد بن علي بن قاسم: 4252 ديوان شعر: أبو العباس النامي: 1089 ديوان شعر: العباس بن الوليد الخياط: 2517 ديوان شعر: أبو فراس الحمداني: 4291 ديوان شعر: أبو القاسم بن أفلج: 712 ديوان شعر: محمد بن الحسين العلوي: 2274 ديوان شعر: موسى بن أحمد الانطاكي: 1075 ديوان العرب وجوهرة الادب وايضاح النسب: محمد بن أحمد الاسدي: 529- 1495- 1548 - ذ- ذكر جماعة من شيوخ حلب وحالهم: محمد بن عبد الملك: 2515 ذكر الشعراء على حروف المعجم: عبد الواحد بن مسعود: 2912 ذكر الشعراء: محمد بن الحسين: 4272 ذكر ما ترجم من الكتب: حنين بن اسحاق: 2986 ذكر ملوك حلب: علي بن عبد الله بن أبي جرادة: 4082 ذيل تاريخ ابن يونس: يحيى بن علي الحضرمي: 675- 772- 830- 832 ذيل الخريدة وسيل الجريدة: العماد الاصفهاني: 2976- 3691 ذيل الصلة لابن بشكوال: أحمد بن يوسف بن فرتون: 1033 الذيل في تاريخ دمشق: ابن القلانسي: 1154- 1162 ذيل كتاب الوزراء: محمد بن عبد الملك الهمذاني: 2755 - ر- الربيع: غرس النعمة محمد بن هلال الصابئ: 85- 476- 1133- 1356 ربيع الآداب في محاسن الاخبار وعيون الاشعار: الحسن بن عبد الله العسكري: 1981- 2655 رحلة الآذري: الآذري: 113 رحلة المعتضد: أحمد بن الطيب السرخسي: 141 رحلة ابن جبير: ابن جبير: 74- 120- 137- 177 الرديف: ابراهيم بن حبيب السقطي: 110 رسالة: ابراهيم بن أحمد الآذري: 2532- 4209- 4746

رسالة الى الطيفوري في مرض الورد: حنين بن اسحاق: 110- 357- 881 رسالة ابن بطلان: ابن بطلان: 2986 رسالة دوخلة: دوخلة: 85 رسالة الغفران: أبو العلاء المعري: 653- 2538 رسالة في ذكر الدنيا وما فيها من الاقاليم والجبال والانهار والبلاد: مجهول: 2538- 360- 389- 443 رسالة: محمد بن يوسف الانباري: 929 رسالة: أبو المظفر الليثي: 149 رسالة: الوزير المغربي: 2672- 2705 رسائل: القاضي الفاضل: 112 رسائل: الوزير المغربي: 2534 رسائل اليوسفي: أحمد بن يوسف: 3210 روزنامج: الحسن بن علي بن أبي جرادة: 3792 روزنامج رحلة: محمد بن أحمد الكاتب: 129- 900 روضة الادباء: عبد الله بن محمد الحراني: 2273 الروضة السهلية في الاوصاف والتشبيهات: أحمد بن محمد السهلي: 1108 روضة العلماء: أحمد بن محمد الغزنوي: 1126 روضة المتكلمين: أحمد بن محمد الغزنوي 1126 رياض النفوس في طبقات عباد افريقبة عبد الله بن محمد المالكي: 3867 - ز- زاد المسافر: أحمد بن الطيب السرخسي: 837 زبدة التواريخ: علي بن الشهيد الحسني: 1982 زجر النابح: أبو العلاء المعري: 878- 881- 889 الزهرة: أبو الطيب الوشاء: 4686 الزيارات: الهروي: 441- 2876- 2041 زينة الدهر في محاسن شعراء العصر: سعد بن علي: 2480- 4252 - س- ساجور الكلب: الحسن بن رشيق: 878 السبب الذي صارت مياه البحر مالحة: حنين ابن اسحاق: 2986 السجع السلطاني: أبو العلاء المعري: 879 سر السرور: محمد بن محمود الغزنوي: 2490- 3490 السلطان المبين في اصول الدين: الكاساني: 4348 سمع الكيان: أرسطاطاليس: 1343 السنن: أبو داود: 3492 السهلي: الحسن بن الحارث الحبوبي: 1108

سير الثغور: عثمان بن عبد الله الطرسوسي: 180- 184- 186- 188 195- 200- 202- 203 204- 205- 207- 209 212- 453- 457- 469 853- 1445- 1461- 3555 3556- 3744- 4369- 4590 4591- 4654- 4702 4704 سير السلف: اسماعيل بن محمد: 4554 سيرة أحمد بن طولون: ابن زولاق: 834 سيرة الاخشيد: ابن زولاق: 2409- 3553 سيرة خمارويه: ابن زولاق: 3553 سيرة خمارويه: مؤلف مجهول: 1114 سيرة المعتضد: سنان بن ثابت: 63- 120- 137 - ش- شرح ايضاح أبي علي الفارسي: مجهول: 4053 شرح التأويلات في تفسير القرآن العظيم: محمد بن أبي أحمد السمرقندي: 4347 شرح الحماسة: مجهول: 4052 شرح سقط الزند: ابن السيد البطليوسي: 887 شعب الايمان: البيهقي: 3099 شعر: حمدان بن عبد الرحيم الاثاربي: 422- 2930 شعر أبي فراس الحمداني: شرح وجمع ابن خالويه: 2675 شعر القطامي: يعقوب بن السكيت: 431 شعر المتنبي: هبة الله بن أبي الحسن: 1225 الشعر والشعراء: أبو علي الحاتمي: 2007 الشعراء: أبو النجم بن بديع: 3960- 3961 شكه: بخط جلال الدولة أبي عبد الله محمد: 546 ابن علي بن عباد- ص- الصحاح في اللغة: الجوهري: 251 صفة الارض والمدن: أحمد بن سهل البلخي: 151- 159- 167- 170 173- 177- 218- 219 220- 221- 223- 224 225- 229- 231- 235 247- 249- 252- 257 261- 263

صفة الاقاليم: أحمد بن ابراهيم الاصطخري: 68- 73- 234 صفين: محمد بن خالد الهاشمي: 281- 290- 303- 310 2140 صفين: المدائني: 4013 صفين: نصر بن مزاحم: 287- 316- 317- 318 319 صفين: وهب بن وهب: 2991 صفين: مجهول: 4711 صفين: سقط اسم المؤلف: 2238 صورة الارض: أحمد بن سهل البلخي: 74- 107- 147- 380 الصيد: محمد الخيمي: 1551 - ط- طبقات الشعراء: عبد الله بن المعتز: 2872- 2875 طبقات الشعراء: الفضل الجمحي: 2005 طبقات الشعراء: محمد بن سلام: 3222 الطبقات الصغرى: ابن سعد: 3968 الطبقات الكبرى: ابن سعد: 2105- 3968- 3969 طبقات محدثي أهل الموصل: يزيد بن محمد الازدي: 3673 الطنبوريون والطنبوريات: علي بن الحسين بن كوچك: 4531 - ع- عجائب الاشعار وغرائب الاخبار: مسلم بن محمود: 2400 العروس في فضائل تنيس: عبد المحسن بن عثمان: 2475 عقلاء المجانين: الحسن بن صفوان: 2404 عقلاء المجانين: مجهول: 3904 علاج أمراض العين: حنين بن إسحاق: 2986 علل الحديث: أحمد بن محمد بن هانئ: 1045 العلم الالهي (الطب الروحاني) : ارسطو طاليس: 1345 السير في محاسن البدو والحضر: محمد بن عبد الملك الهمذاني: 1130- 1956- 2330- 2436- 2499- 2531- 2924- 3667- 4296 العوامل: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2266 العين على طريق المسألة والجواب: حنين بن إسحاق: 2986 - غ- الغرباء ممن دخل مصر: يحيى بن علي الحضرمي: 3384 غزوة القسطنطينية: عبد الله بن سعيد: 4198 الغلمان: الثعالبي: 2303

- ف- الفتوح: ابن أعثم الكوفي: 1323- 1338- 1925- 2135 الفسر: ابن جني: 671 الفصول والغايات: أبو العلاء المعري: 879- 880- 889 الفصيح: ثعلب: 176- 695- 4181 فضائل الصحابة: عمر بن علي الديلمي: 1507 فضائل الفرس وملوكهم وأنسابهم: عبد السلام بن الحسين: 1596- 4085 وأخبارهم: الفلك الدائر على المثل السائر: ابن أبي الحديد: 1214 الفهرست: محمد بن اسحاق النديم: 1176- 2985- 3736- 2208- 4742 فوائد: عن ابن خالوية: 176 - ق- قاطا غورياس على رأي ثامسطيوس: حنين بن اسحاق: 2986 القراءات: أبو بكر بن مجاهد: 1461 القراءات العشره: الحسن بن علي بن يزداد: 2466 القرع والشجر: محمد بن القاسم: 1896- 2199 القروح وتولد: حنين بن اسحاق: 2986 قصائد وأقطاع: من شعر ابن المعلم: 2278 القصد والامم في التعريف بأخبار: محمد بن أيوب: 1345 الامم: القضاة: وكيع: 2999 القضاة: عبد الغني بن سعيد: 737- 2999- 3616 قضاة افريقية: أحمد بن ابراهيم: 1554 قضاة مصر: ابن زولاق: 1139- 2960 القند في معرفة علماء سمرقند: عمر بن محمد النسفي: 968 - ك- الكارمتهر في علم أحكام النجوم: الحسن بن أبي الخصيب: 82 الكامل في القراءات: أبو طاهر السلفي: 1655 الكذبة والمجروحين: محمد بن طاهر المقدسي: 1526 الكون والفساد: أرسطاطاليس: 1343 الكيان: أرسطاطاليس: 449 - ل- اللبن: حنين بن اسحاق: 2986 لزوم ما يلزم: أبو العلاء المعري: 879- 881- 889

لمح المالح في التجنيس من النثر والنظم: سعد بن علي بن قاسم: 4252 لوامع الامور: ابراهيم بن حبيب السقطي: 672- 1177- 4209 - م- ما بعد الطبيعة: أرسطاطاليس: 1344 المأثور من ملح الخدور: الوزير المغربي: 1176- 2118- 2435- 4294 المجدي في أنساب الطالبيين: أبو الحسن بن محمد العلوي: 2415 المجرد في النسب: عبد الله بن الحسن: 2415 مجموع: مجهول: 838 مجموع: بخط أحمد بن علي المدائني: 4192- 4300 مجموع: أحمد بن علي النخاس: 2784 مجموع: بخط إدريس بن الحسن: 4303 مجموعه: أسامة بن منقذ: 3791 مجموع عتيق: بخط بعض الادباء: 1599 مجموع: بخط بعض أهل الحديث: 1079 مجموع: بخط بعض أهل شيزر: 3792 مجموع يتضمن فوائد ووفيات: بخط بعض المصريين: 1111 مجموع: جمعه بعض أهل الادب: 775 مجموع: جمعه بعض أهل حلب: 3011 مجموع: جمعه رشاء بن نظيف: 98 مجموع في الاسفار: الحسين بن عمر بن باز: 2731 مجموع: صالح بن ابراهيم بن رشدين: 678 مجموع: صالح بن ابراهيم المصري: 827 مجموع: بعض الحلبيين: 4233 مجموع فيه فوائد ووفاءات وتواريخ: بخط الحسين بن عبد الرحمن: 2514 مجموع لبعض الادباء المصريين أو الشاميين: العبد المحسن الصوري: 2241 المثل السائر: ابن أبي الحديد: 1214 المحب والمحبوب والمأكول والمشروب: السري بن أحمد الرفاء: 4204 المحكم: ابن سيده: 878 مختصر اصلاح المنطق: الوزير المغربي: 2537 مختصر تاريخ: السليل بن أحمد: 760 مختصر الكامل لابن عدي: أحمد بن محمد بن مفرج: 1033 المختلف والمؤتلف: أبو يعقوب المنجنيقي: 2181 المد والجزر: حنين بن إسحاق: 2986 مدرج: بخط مرهف بن أسامة بن مرشد: 2807 مروج الذهب: المسعودي: 395- 397- 402- 441- 1109- 1768

المسالك والممالك: أحمد بن الطيب السرخسي: 107- 113- 154- 173- 177- 219- 358- 374- 380 المسالك والممالك: الحسن بن أحمد المهلبي: 58- 88- 155- 178- 348- 2293 المسالك والممالك: ابن خردازبه: 330 مسائل أحمد بن حنبل: أحمد بن محمد بن هانئ: 1045 المسائل البصريات: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2267 المسائل البغداديات الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 266 المسائل الحلبية: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2266 المسائل الشيرازية: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2267 المسائل العسكرية: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2267 المسائل في الطب للمتعلمين: حنين بن اسحاق: 2986 المسائل القصريات: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2267 المستنير: أبو عبد الله المرزباني: 1757- 1758- 1762- 1769- 1784- 4516 المسند المصنف: ابراهيم بن محمد الاصبهاني: 2739 المسند: أحمد بن حنبل: 3881 المسند: أبو العباس الشيباني: 2367 المسند المصنف: الحسين بن محمد الماسرجسي: 2739 مشاكلة الناس لزمانهم: اليعقوبي: 2987 معالم الدين: الحسن بن أحمد بن علي: 2276 معاني القرآن: سهل بن عبد الله التستري: 4175 معاني القرآن: الفراء: 1093 معجم ما استعجم: أبو عبيد البكري: 81- 154- 434- 435 المعجم بأسماء التابعين: مجهول: 4473 المعجم لاسماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحمد بن الحسن الشيرازي: 622 معجم البلدان: ياقوت الحموي: 69- 129- 380- 1108 معجم: ابن جميع: 2545 معجم: أبو حامد القوصي: 1174 معجم الشعراء: المرزباني: 1190- 1216- 1447- 1654- 1756- 1900- 2005- 2887 معجم شيوخ: الحسن بن صصرى: 3690- 4101- 411 معجم: أبو عبد الله البرزالي: 1575 معجم شيوخ: عمر بن علي القرشي: 2955 معجم شيوخ: هبة الله بن عبد الرزاق الشيرازي: 2306

معجم: يحيى بن علي: 1015 المعرب: موهوب بن أحمد الجواليقي: 79 معرفة أوجاع المعدة وعلاجها: حنين بن اسحاق: 2986 معرفة شرف الملوك: أحمد بن علي: 1176 معرفة علوم الحديث: محمد بن عبد الله البيع: 2958 المعقبين من ولد الحسن والحسين: الحسين بن جعفر عليهما السلام: 2413- 2524 المعلم بما زاد البخاري على كتاب مسلم: أحمد بن محمد بن مفرج: 1033 مغازي: سعيد بن يحيى بن سعيد: 572 المفاوضة: محمد بن علي بن نصر: 662- 1086- 2554- 4206- 4208- 4403- المفتاح: أحمد بن أحمد القاص: 1061 مقامات الحريري: الحريري: 251 المقصور والممدود: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2266 المقنع: أحمد بن محمد النامي: 1084 المكعبات: الانطاكي: 4742 ملاحم عابري الايام: أحمد بن جعفر بن المنادي: 596 الملاحم والفتن: نعيم بن حماد المروزي: 489- 499- 507- 15- 517 الملخص: الحسن بن أحمد بن علي: 2276 ملك نامه: مجهول: 1980 المناظر: أرسطاطاليس: 1343 المنامات: هلال بن المحسن الصابئ: 2655 المنتقى في روضة المتكلمين: أحمد بن محمود الغزنوي: 1126 المنصف النفيس في نسب بني ادريس: محمد بن أسعد بن الجواني: 1328 منية الخواص وغنية طالبي الخلاص: أسعد النهاوندي: 1576 المواقيت: أحمد بن أبي أحمد القاص: 1061 المؤتنف تكملة المؤتلف والمختلف: الحميدي: 1091 الموجز في القراءات السبعة: الحسن بن علي بن يزداد: 2466 الموصل على الاصل الموصل: العظيمي: 3216 المولدون لثمانية أشهر: حنين بن اسحاق: 2980 - ن- نثر النور والزهر في نشر أحوال الشيخ أبي العباس النباتي: عبد الله الحريري: 1032 نزهة عيون المشتاقين: عبد الله بن الحسن النسابة: 832- 1175- 2413 نزهة القلب المعنى في نسب بني المهنا: محمد بن أسعد الجواني: 4347- 4534 نزهة الناظر وروضة الخاطر: عبد القاهر بن علوي: 2409- 2413 1577- 3367- 3396- 3652- 4175- 4589- 4664- 4702

نزهة النفوس وأنس الجليس: ابراهيم بن الحسن الزيات: 66- 88- 178 نسب الاوس والخزرج: ابن القداح: 3025 نسب حضرموت: محمد بن حبيب: 2793 نسب بني صالح بن علي: أبو طاهر الحلبي: 1001 نسب بني العباس: هرون بن محمد بن اسحاق: 451- 3449 نسب قريش: الزبير بن بكار: 2867 النسب: محمد بن اسحاق بن عيسى: 4177 نقض الهاذور: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار: 2267 النوادر: أبو بكر الصولي: 2872 نوادر اليزيدي: أبو عبد الله اليزيدي: 1051 النور البادي من كلام العبادي: سعد بن علي بن قاسم: 4252 - هـ- الهفوات: محمد بن هلال الصابئ: 1280 الهمزة والردف: أبو العلاء المعري: 881 - و وازع المتنازعين: أحمد بن جعفر بن المنادي: 596 الوجيز في القراءات الثمانية: الحسن بن علي بن ابراهيم: 2466 الورقة: محمد بن داود الجراح: 706- 1271- 1415- 1756- 2938- 3182 الوزراء: ابن الصابئ: 659 الوزراء والكتاب: ابن عبدوس الجهشياري: 1024- 1277- 3608- 3717 الوساطة بين المتنتي وخصومه: أبو الحسن الجرجاني: 1162 وشاح دمية القصر: أبو الحسن البيهقي: 2692- 3490 الوصايا: أبو حاتم السجستاني: 2809- 4345 الوفيات: أحمد بن جعفر بن المنادي: 596 وفيات من توفي من سنة 300 الى: ثابت بن سنان: 3658 ولاة حلب وأمراءها: علي بن عبد الله بن العديم: 2725 ولاة حلب: هبة الله بن سعد الجبراني: 741- 2725 - ي- الياقوت: أبو عمرو الزاهد: 271 الياقوت: محمد بن عبد الواحد: 154 يتيمة الدهر: للثعالبي: 652- 1084- 1111

بلغة: بلغه: 5: 71 والمالك: والممالك: 1: 231 بعسكر: فعسكر: 4: 264 مكل: مكلل: 16: 350 أنا بني: أنا نبي: 3: 648 قاتل: فاتل: 11: 648 وحدت: وجدت: 3: 673 ؟؟؟ - ن: من: 16: 723 بن: من: 16: 755 ثقته: ثقة: 15: 772 (1) : (3) : 15: 783 عيله: عليه: 18: 791 غذاب: عذاب: 19: 791 بن: بين: 3: 1184 يبعض: يبغض: 2: 1232 كثيرة: كثير: 13: 1292 لى: الى: 1: 1295 1: 2: الحاشية: 1307 مت: مات: 14: 1467 جاير: جابر: 4: 1485 ومبشر: ومبشرا: 5: 1545 بن: ابن: 4: 1676 كنكل: كنف: 5: 1941 ثمان وسنين: ثمان سنين: 5: 2055 الرسول: رسول: 22: 2101 عمثان: عثمان: 9: 2141 القاس: القاسم: 17: 2144 شيرز: شيزر: 12: 2333 وأمام: وأقام: 1: 2514 فيما....: فيما أذن لنا: 1: 2519 كلمة مطموسة: عبث: 1: 2547 بن 2 لنيّ: بن المنيّ: 3: 2922 مطموس: الكلابي الكوفي له ذكر في التاريخ: 23: 2972

- هـ: له: 5: 3360 محمد يوسف: محمد بن يوسف: 25: 4044 محمد اياس: محمد بن اياس: 15: 4054 أنسن: أنس: 11: 4063 أخبرني: أخبرني: 11: 4065 زيد بن بن الحسن: زيد بن الحسن: 1: 4071 الفيروزباذي: الفيروزباذي: 11: 4101 سالم بن عبد الملك: سالم بن عبد الله: 5: 4117 منصدر: منصور: 13: 4153 فندر: فنذر: 15: 4189 عبذ الجبار: عبد الجبار: 8: 4195 ذكرى: ذكر: 1: 4233 محمد عبد الباقي: محمد بن عبد الباقي: 22: 4244 لان: لابن: حاشية 2: 4245 الوزر: الوزير: 2: 4264 الآية 67: الآيتان: 3- 4: حاشية 2: 4282 غيرهم: غيرهم (1) : 2: 4291 (1) : (2) : 5: 4291 أبو القاسم: أبو القاسم: 4: 4301 حمد: أحمد: 14: 4541

تنويه

تنويه نجز الآن بحمد الله وعونه كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم بعد عمل متواصل لمدة ثلاث سنوات، وبالمناسبة أتوجه بالكشر الى مدير وادارة دار البعث والى مدير المطابع فيها والى جميع العاملين بهذه المطابع للتعاون المثمر الذي مكن من اخراج هذا السفر العظيم. وكنت أنوي الحاق الفهارس بدراسة للكتاب ومنهج مؤلفه فيه، وقد أقلعت عن هذا لأن احدى طالباتي تحضر رسالة دكتوراه تحت اشرافي حول هذا الموضوع. ولله المزيد من الحمد والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

§1/1