بشارة المحبوب بتكفير الذنوب

القابوني

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الحمد لله غافر الذنوب، وكاشف الكروب، وساتر العيوب، وقابل التوب، أحمده وأشكره وأستغفره، وإليه من كل حوب أتوب، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علام الغيوب، وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، السيد الكامل الفاتح الخاتم في الخلاق، أو اشتدت الأهوال والخطوب، وصلى الله عليه وعلى آله وأزد ذريته وصحبه الصابرين الصادقين، القانتين الذاكرين الله قياما وقعودا وعلى الجنوب، صلاة دائمة عدد ما خلق الله، وعدد ما هو خالقه، تنجي قالها من كل مرهوب، وتنيله بها كل محبوب، ومرغوب، وسلم تسليما وكرم وزاده شرفا، وتعظيما أبدا دائما سرمدا. أما بعد: فإن الله تعالى وعد عباده المؤمنين مغفرته في كتابه المبين، وعلى لسان رسوله الصادق الأمين فقال سبحانه وتعالى (قُل يا عبادي الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لاتَقنطوا مِن رَحمَةِ اللَهَ إِنّ الله يَغفِرُ الذُنوبَ جَميعاً إِنّهُ هُوَ الغَفورُ الرَحيم) وقال تعالى (وَمَن يَعمَل سُوءاً أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ اللَهَ يَجِدِ اللَهَ غَفوراً رَحيما) . والآيات في ذلك كثيرة. وبشر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالمغفرة في أحاديث كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل: (يا ابنَ آَدم إِنّكَ ما دَعوتَني وَرَجوتَني، غَفَرَتُ لَكً عَلى ما كانَ مِنكَ وَلا أُبالي، يا ابنَ آَدمَ وَلَو بَلَغَت ذُنوبُكَ عَنانَ السماءِ ثُمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَك) . رواه الترمذي.

الباب الأول

وروى مسلم (يا ابنَ آَدَم كُلُكُم مُذنِب إِلاّ مَن عافيتُ فاستَغفِروني أَغفِرُ لَكُم) . وقال صلى الله عليه وسلم: قال إبليس: (وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله عز وجل وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني) . رواه الحاكم، وقال: صحيح في الإسناد. وقد روى عن سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم أحاديث في الحث على أقوال، وأفعال، وأحوال رتب المغفرة على قولها، أو فعلها. وورد عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث في الحث على أقوال وأفعال وعد الجنة على أقوال، وأفعال، وأحوال رتب المغفرة على قولها، أو فعلها. وورد عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث في الحث على أقوال، وفعال، وعد النجاة من النار، أو العتق منها، أو البعد عنها على فعلها وقولها، أجارني الله وجميع إخواني المسلمين منها. ولما كثرت ذنوبي وعظمت، وأرهقتني، ولم يبق لي عمل غير رجائي لربي عز وجل، فتعلقت بوعده، فإنه كريم رحيم غفور حليم، لا يخلف الميعاد، فعزمت على جمع ما تصل إليه قدرتي من الأحاديث الصحيحة، والحسنة، والضعيفة في ذلك، ورتبته على ثلاثة أبواب: الباب الأول فيما ورد من الأحاديث التي وعد النبي النجاة من النار لمن قال ذلك أو فعله أو أعتقه الله من النار أو باعده الله منها

ولا يترك العمل بالحديث الضعيف في جميع ذلك لما روى الحسني ابن عرفة بسنده عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بلغه عن الله عز وجل شيء فيه فضيلة فأخذوه) . وفي رواية (فأخذ به إيمانا به، ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك، وإن لم يكن كذلك) . وورد نحوه من غير هذا الطريق أنه: (من بلغه عن الله عز وجل شيء فيه فضيلة فلم يصدقها لم ينلها) . وما وجدته من تصحيح وتحسين وتضعيف فقوله في ذلك للإمام زين الدين المنذري، والشيخ نور الدين الهيثمي، والشيخ زين الدين العراقي، وما كان غير ذلك عزوته إلى مخرجه فإن كان فيه تصحيح، أو تحسين، أو تضعيف ذكرته، وإن أطلقت وعزوته مثلا إلى الطبراني، أو غيره ففيه مقال، ويجوز العمل به في الترغيب والترهيب، وفي فضائل الأعمال، كما نص عليه العلماء رضي الله عنهم، وعلى العبد أن يفعل، ويقول ما أمره به سيده، والله تبارك وتعالى أكرم من أن يخيب سعيه، وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي وإستنادي، وأسأله النفع به لي ولإخواني المسلمين، وهو حسبي ونعم الوكيل.

في الأفعال والأقوال المحصلة للمغفرة

في الأفعال والأقوال المحصلة للمغفرة

إن شاء الله تعالى

إن شاء الله تعالى إسباغ الوضوء من أسباب المغفرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب) . ورواه أيضا من حديث عثمان - رضي الله عنه - (من توضأ فأحسن الوضوء خرج خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) . وفي رواية عثمان - رضي الله عنه - أنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئى هذا، ثم قال: (من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة) . رواه مسلم. وزاد النسائي (ما من امرىء يتوضأ فيحسن وضوءه، إلا غفر له ما بين الصلاة والصلاة الأخرى حتى يصليها) . وسنده على شرط الشيخين.

ولفظ للنسائي (من أتم الوضوء كما أمر الله تعالى فالصلوات الخمس كفارة لما بينهم) ز ورواه البخاري أيضا من حديث عثمان، أنه توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: (من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه) . قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغتروا) . ورواه البزار من حديث عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر) وإسناده حسن. وقد ورد تكفير الذنوب وغفرانها بالوضوء في أحاديث كثيرة هذا حاصلها. لكن رواه مسلم من حديث عمرو بن عبسة الطويل (فإن هو قام فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بالذي هو أهله، وفرغ قلبه لله، إلا

خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه) . ورواه أصحاب السنن الأربعة، وعبد بن حميد في مسنده، ورواه الإمام أحمد، وزاد: (لم يحدث نفسه بشىء) . (والوضوء يكفر ما قبله ثم تصيير الصلاة نافلة) . وفي رواية: (إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه، وبصره، ويديه، ورجليه، فإن قعد قعد مغفورا له) ز وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وإنتظار الصلاة بعد الصلاة، يغسل الخطايا غسلا) ز رواه أبو يعلى والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وزاد مسلم (فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط) وزاد ابن ماجه وابن حبان (ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات) فذكره. وزاد أحمد من حديث أبي الدرداء: (إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، أو أربعا يحسن فيهن الركوع، والخشوع، ثم استغفر الله غفر

فضل العلم والعلماء

له) . وإسناده حسن. ورواه أبو يعلى. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني الليلة آت من ربي عزوجل، قال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الموجبات، والكفارات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه الترمذي وقال حسن، السبرات: شدة البرد. فضل العلم والعلماء وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يبعث الله العباد يوم القيامة، ثم ميز العلماء فيقول يا معشر العلماء، إني لم أضع علمي لأعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم) . وفي رواية: (إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم، ولا أبالي) رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة ضعيف. المؤذن أهلٌ لمغفرة الله وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغفر للمؤذن منتهى أذانه، ويستغفر له كل رطب ويابس سمعه) رواه أحمد بسند

صحيح. زاد البزار (ويجيبه بدل ويستغفر) . في رواية لأحمد (يغفر له مد صوته ويصدقه كل رطب ويابس) . وزاده النسائي (وله أجر مثل أجر من صلى معه) . ولابن حبان (يغفر له مد صوته ويشهد له كل رطب ويابس) . وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ارشد الأئمة واغفر للمؤذنين) رواه أبو داود وغيره. وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد

السعي إلى المساجد من أسباب المغفرة

رسولا غفرت له ذنوبه) رواه مسلم والترمذي واللفظ له، ورواه ابو عوانة في مستخرجه على مسلم ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع المؤذن: (أشهد أن لا إله إلا الله، رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) . وفي رواية (وبمحمد رسولا) فيجمع بينهماز السعي إلى المساجد من أسباب المغفرة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقبه خمسا وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه اللهم صلى عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاته ما انتظر الصلاة) . وفي رواية: (اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، وما لم يحدث فيه) رواه البخاري ومسلم. ولمسلم من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه: (إلا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة، ويحط عنه بها سيئة) . وفي لفظ ابن حبان قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجد، فرجل تكتب حسنة، ورجل تحط سيئة حتى يرجع) ز ولأحمد (ذاهبا وراجعا) . ولابن خزيمة من حديث عثمان - رضي الله عنه: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة قضاها مع الإمام غفر له ذنبه)

كثرة السجود معين على دخول الجنة

ولأبي داود من حديث رجل من الأنصار (إذا توضا أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له بها حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى غلا حط الله عز وجل عنه سيئة، فليقربه أو ليبعد فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، فإن أتى المسجد، وقد صلوا بعضا وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقى، كان كذلك فإن أتى المسجد وقد صلوا، فأتم الصلاة كان كذلك) . وعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في الشتاء والورق يتهافت، فأخذ غصنا من شجرة، فجعل ذلك الورق يتهافت، فقال: (يا أبا ذر) فقلت: لبيك يا رسول الله. فقال: (إن العبد المسلم إذا قام يصلي الصلاة يريد بها وجه الله تهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن الشجرة) . رواه أحمد بإسناد حسن. كثرة السجود معين على دخول الجنة وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخل به الجنة، أو بأحب الأعمال إلى الله؟ قال: (عليك بكثرة السجود، فإنك

لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، واستكثروا من السجود) وإسناده صحيح. وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من عمل) . رواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. وعن أنس - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر بجماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة) . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة) رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وعند الطبراني (بمنزلة حجة وعمرة متقبلتين) . قلت: وتمام الحج والعمرة وقبولهما يستلزم المغفرة.

جزاء الذاكرين في أدبار الصلوات

وعن سهل بن معاذ - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصلي ركعتي الضحى، لا يقول إلا خيرا، غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) . رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى. جزاء الذاكرين في أدبار الصلوات وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى الفجر أو قال الغداة فقعد في مقعده، فلم يلغ بشىء من أمر الدنيا، ويذكر الله تعالى حتى يصلي الضحى أربع ركعات، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له) . رواه أبو يعلى، واللفظ له، والطبراني. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال في دبر صلاة الفجرن وهو ثان رجلي قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم يتبع لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي وزاد فيه (بيده الخير، وكان له بكل واحدة قالها بعتق رقبة) . ورواه أيضا من حديث معاذ وزاد فيه (ومن قالهن حين ينصرف من

صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سبح الله في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر) . رواه النسائي. وعن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى صلاة الصبح، ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة. قبل أن يتكلم، فكلما قال قل هو الله أحد غفر له ذنب سنة) رواه ابن السني. وعن عمارة بن شبيب النسائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب، بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب له بها عشر حسنات موجبات، ومحى له بها عشر سيئات موبقات، وكان له بعدل عشر رقبات مؤمنات) رواه النسائي. وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشرات مرات، كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر رقبات، وكن له حرسا حتى يمسي، ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح) رواه أحمد والنسائي، وابن حبان في صحيحه، وهذا لفظه.

وفي رؤاية (وكن له عدل عشر رقبات، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية مثل ذلك) . رواه النسائي واللفظ له، وأحمد وزاد: (ويحيى ويميت) . وقال: (وكتب الله له بكل واحدة عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع الهل له بها عشر درجات، وكن كعشر رقبات، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن، وإن قالهن حين يمسي فمثل ذلك) رواه الطبراني كمثل أحمد وسندهما جيد. وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين ينصرف من صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير أعطى بها سبعا: كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا عنه بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حافظا من الشيطان، وحرزا من كل مكروه، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة المغرب أعطى مثل ذلك ليلته) . رواه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد حسن. زاد الطبراني في الكبير من رواية أبي الدرداء: (لا إله إلا الله واحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بكل مرة عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكن له في يومه ذلك حرزا من كل مكروه، وحرسا من الشيطان الرجيم، وكان له بكل مرة عتق رقبة من بني إسماعيل، ثمن كل رقبة اثنا عشر ألفا، ولم يلحقه يومئذ ذنب إلا الشرك بالله، ومن قال ذلك بعد صلاة المغرب

الصلاة في الصف الأول من أسباب المغفرة

كان له مثل ذلك) . وكذا رواه أحمد وزاد: (وكان من أفضل الناس عملا إلا رجل يفضله) يقول: أفضل مما قال، ولم يذكر العتق، ورجاله رجال الصحيح غير شهر. وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال بعد الفجر، وبعد العصر: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاث مرات، كفرت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) . الصلاة في الصف الأول من أسباب المغفرة وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا، وللثاني مرة) رواه ابن ماجه. وصححه الحاكم. ولفظ ابن حبان في صحيحه: (كان يصلي على الصف المقدم ثلاثا، وعلى الثاني واحدة) . وفي لفظ (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني؟ قال: (وعلى الثاني) .

التأمين خلف الإمام من مفاتيح الجنة

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لإن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف) رواه أحمد، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وزاد ابن ماجه (ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة) . وروى الطبراني من حديثها: (من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة) . وعن أبي جحيفة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سد فرج في الصف غفر له) . رواه البزار بسند حسن. التأمين خلف الإمام من مفاتيح الجنة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه البخاري. وفي رواية له: (إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين

كلمات تقال عند النوم تجلب المغفرة

فوافقت إحديهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه) . وفي رواية للنسائي: (فإنه من وافق كلام الملائكة غفر لمن في المسجد) . ورواه ابن وهب في مصنفه من رواية عن ابن نصر عنه: (ما تقدم من ذنبه وما تأخر) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه البخاري وغيره. وفي رواية (ولك الحمد) . وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي يصلون هذه الأربع ركعات قبل العصر حتى تمشي على الأرض مغفورا لها مغفرة حتما) رواه الطبراني في الأوسط، وهو غريب. وعن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: (رأيت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم - يصلي بعد المغرب ست ركعات) . وقال: (من صلى المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه الطبراني في الثلاثة وهو غريب. كلمات تقال عند النوم تجلب المغفرة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال

حين يأوي إلى فراشه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانه الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفرت له ذنوبه، أو خطاياه) - شك مسعر - (وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه ابن حبان في صحيحه. وزاد النسائي (سبحان الله وبحمده) . وقال في آخره: (غفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) . وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كان عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا) . رواه الترمذي من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد، قال الترمذي: حديث حسن غريب، وتابعه عصام بن قدامة، وهو ثقة خرج له البخاري في تاريخه. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي علا فقهر، وبطن فخير، وملك فقدر، الحمد لله الذي يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه الطبراني في الوسط، والحاكم، والبيهقي في الشعب. عن عبادة بن الصامت - رضي الله نه - عن النبي صلى الله عليهوسلم قال: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة، غلا بالله العلي العظيم، ثم قال: اللهم اغفر لين أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته) . رواه البخاري وغيره.

ذاكر الله بعد النوم مغفور له

وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يتحرك من الليل: باسم الله عشر مرات، وسبحان الله عشرا، وآمنت بالله، وكفرت بالطاغوت عشرا، وفي كل ذنب يتخوفه، ولم يتبع أن يدركه إلى مثلها) . رواه الطبراني في الأوسط. وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يقول حين رد الله روحه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير إلا غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه ابن السني. وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم) . رواه الترمذي والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ذاكر الله بعد النوم مغفور له وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يستيقظ من الليل فيوقظ إمرأته، فإن غلبها النوم نضح في وجهها الماءن فيقومان في بيتهما فيذكران الله عز وجل ساعة من ليل إلا غفر لهما) . رواه الطبراني في الكبير.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا أصبح مائة مرة، وإذا أمسى مائة مرة سبحان الله وبحمده كفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) . رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر منه) رواه البخاري وغيره. وعن أبي عياش - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح) . رواه أبو داود وابن ماجه بسند جيد. وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال لا غله غلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غدوة عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وكن له عدل عشر رقبات، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية فمثل ذلك) . رواه النسائي واللفظ له، وأحمد وزاد: (يحيى ويميت) وقال: (كتب الله له بكل واحدة قالها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع الله له بها عشر درجات، وكن كعشر رقبات مسلمة، من أول النهار إلى آخره، ولم

صلوات يغفر لمن أداها

يعمل يومئذ عملا يقهرهن، وإن قالهن حين يمسي فمثل ذلك) . ورواه الطبراني كمثل أحمد وسندهما جيد. صلوات يغفر لمن أداها وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى سبحة الضحى ركعتين إيمانا وإحتسابا كتب الله له بها مائتي حسنة، ومحا عنه بها مائتي سيئة، ورفع الله له بها مائتي درجة، وغفرت له ذنوبه كلها ما تقدم منها، وما تأخر إلا القصاص) . رواه آدم بن أبي إياس وإسناده ضعيف جدا. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر) رواه ابن ماجة والترمذي وقال: قد روى هذا الحديث عن غير واحد من الأئمة وأشار إليه ابن خزيمة بغير إسناد، وشفعة الضحى: ركعتين. وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يحدث أصحابه فقال: (من قام إذا استقبتله الشمس فتوضأ فأحسن وضوءه، ثم قام فصلى ركعتين غفرت له خطاياه، وكان كيوم ولدته أمه) رواه أبو يعلى. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبط المطلب: (يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل لك عشر خصال؟ إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك أوله وآخره، وتقديمه وحديثه، وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره، وسره وعلانيته؟ أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله

أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقول وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك من السجوها فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون، في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة) . رواه أبو داود، وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه. وقد روى عن جماعة بأسانيد أصحها وأحسنها هذا، وزاد الطبراني في آخره: (فإذا فرغت فقل بعد التشهد وقبل السلام: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجدن أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم، حتى أخافك، اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عنمعاصيك حتى أعمل بطاعتك، عملا استحق به رضاك، وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النار) . وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من حافظين يرفعان إلى الله عز وجل ماحفظا من ليل أو نهار فيجد الله عز وجل في أول الصحيفة، وفي آخرها خيرا إلا قال للملائكة: أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) . رواه الترمذي والبيهقي. وعن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: (ما من رجل يذنب ذنبا، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله إلا غفر الله) ثم قرأ هذه الآية (وَالَّذَينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً أَو ظَلَموا أَنفُسَهُم

ذَكَروا اللَهَ) الآية. رواه الترمذي وقال: حسن. وابو داود والنسائي، وابن حبان، والبيهقي وقال: ثم يصلي ركعتين. ومثله عن الحسن: (ما أذن عبد ذنبا، ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى براز الأرض فصلى به ركعتين، واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر له) رواه البيهقي. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا) . رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه. وعن أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال: (ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفورا له) رواه البزار والطبراني في معجمه الكبير والأوسط. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر) رواه مسلم. وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتظهر ما استطاع من الطهور، ويدهن من دهن ويمس من طيبه، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا

تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) . رواه البخاري. وعن أبي بكر وعمران بن حصين - رضي الله عنهم - قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه، وخطاياه، فإذا أخذ في المشي كتب له بكل خطوة عشرون حسنة، فإذا انصرف من الصلاة أجير بعمل مائتي سنة) رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وزاد في الأوسط: (وكان له بكل خطوة عمل عشرين سنة) . وعن أنس - رضي الله عنه - قال: (إن الله تعالى ليس بتارك أحداً من المسلمين يوم الجمعة إلا مغفورا) رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا فيما أرى بإسناد حسن. وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الغسل يوم الجمعة ليغسل الخطايا من أصول الشعر استلالا) . رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات. رحمة الله لمن قرأ تلك السور القرآنية وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء يضىء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين) . رواه أبو بكر بن مردويه بإسناد لا

بأس به في تفسيره.

سقط وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علىّ يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة) قيل: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك؟ قال: (يقول اللهم صلى على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي) . رواه الدارقطني. من رواية ابن المسيب قال: أظنه عن أبي هريرة، وقال: غريب، وقال ابن النعمان حسن. وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال صبيحة يوم الجمعة أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر) . رواه ابن السني. وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم فقال: واذنوباه، واذنوباه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجأ عندي من علم) فقالها ثم قال: (عد) فعاد، ثم قال: (عد) فعاد ثم قال: (عد) فعاد فقال: (قم غفر الله لك) . رواه الحاكم في المستدرك. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي - رضي الله عنه - (ألا أعلمك كلمات إذا دعوت بهن ثم كان عليك مثل صبير ذنوب غفر لك بهن؟) قال: نعم يا رسول الله. قال: (أن تقول اللهم إني أسألك بلا إله إلا أنت الحليم، الكريم، سبحان الله رب العرش الكريم، أسألك أن تغفر لي) رواه الطبراني في كتاب الدعاء.

رمضان شهر الرحمة والمغفرة

رمضان شهر الرحمة والمغفرة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه البخاري، وزاد أحمد: (وما تأخر) . وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) . رواه البخاري وغيره وزاد أحمد والنسائي: (وما تأخر) . وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: (أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب إليه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة يزاد في رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبة من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء) قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف فيه عن مملوكه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال ترضون

بها ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن سقى صائما سقاء الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة) . رواه ابن خزيمة في صحيحه. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن شهر رمضان شهر أمتي، فإذا صام مسلم لم يكذب، ولم يغتب، وفطره طيب، وسعى إلى العتمات، محافظا على فرائضه، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها) رواه أبو الشيخ ابن حيان. وعن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله لعيه وسلم: (ذاكر الله في رمضان مغفور له، وسائل الله فيه لا يرد) . رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي والأصفهاني. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى فرض صيام رمضان، وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا وإحتسابا، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه النسائي. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وغدا بغسل إلى المصلى، وختمه بصدقة، رجع مغفورا له) . رواه الطبراني في الأوسط. وعن عثمان بن مطر - وكان له صحبة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة، ومن صام منه تسعة أيام ضاقت عنه أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله

مغفرة الله لمن صام تلك الأيام

شيئا إلا أعطاه، ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفر لك ما مضى. فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله، وفي رجب حمل الله نوحا في السفينة فصام رجبا، وأمر من معه أن يصوموا فجرت بهم السفينة) . رواه الطبراني في المعجم الكبير بسنده عن عثمان بن مطر. مغفرة الله لمن صام تلك الأيام وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوم عرفة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) رواه أبو سعيد محمد بن علي بن عمر بن مهدي السلقاس الحافظ في أماليه. وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية) ، وسئل عن صوم عاشوراء؟ فقال: (يكفر السنة الماضية) . رواه مسلم. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يصوم الإثنين والخميس) فقيل: يا رسول الله، إنك تصوم الإثنين والخميس؟ فقال: (إن يوم الإثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا مهتجرين يقول دعوهما حتى يصطلحا) رواه ابن ماجة ورواته ثقات، ورواه مسلم بدون ذكر الصوم فقال: (تعرض الأعمال كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل مؤمن لا يشرك بالله شيئا إلا من كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوهما حتى يصطلحا) . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من صام رمضان وابتعه ستة من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه الطبراني في الأوسط. وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يطلع الله عزو جل إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) . رواه الطبراني وابن حبان. وعن علي - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلا فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجر) . وعن ميمونة بنت سعيد - رضي الله عنها - أنها قالت يا رسول الله أفتنا عن الصوم؟ فقال: (من كل شهر ثلاثة أيام من استطاع أن يصومهن كان كل يوم يكفر عشر سيئات، وينقى من الإثم كما ينقى الماء الثوب) . رواه الطبراني في الكبير. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام الأربعاء والخميس والجمعة، ثم تصدق يوم الجمعة بما قل أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي. وروى الخلعي في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كان داود يصوم يوما ويفطر يوما، فإذا صادف صومه يوم الجمعة أكثر فيه من الصدقة والبر، وقال: هذا يوم يعدل صيامه عند الله خمسين ألف سنة كيوم القيامة) .

الحجاج أهل المغفرة والرحمة

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان صائما، وعاد مريضا وشهد جنازة، غفر له إلا أن يحدث من بعد) . رواه الإمام أحمد. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السحور كله أجر بركة، فلا تدعوه، ولو أن أحدكم يجرع جرعة من ماء فإن الله، وملائكته يصلون على المتسحرين) رواه أحمد، وسند قوي. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك) قالت: يا رسول الله، ألنا خاصة أهل البيت أو لنا وللمسلمين؟ فقال: (بل لنا وللمسلمين) . رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان. ورواه الأصبهاني من حديث على وزاد (جاء بدمها ولحمها فيوضع في ميزانك سبعين ضعفا) قال أبو سعيد: يا رسول الله، هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما خصوا به من الخير، أو لآل محمد خاصة، وللمسلمين عامة؟ قال: (لآل محمد خاصة، وللمسلمين عامة) قال المنذري وقد حسن بعض مشايخنا هذا الحديث. الحجاج أهل المغفرة والرحمة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه البخاري وغيره.

وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) . رواه البخاري وغيره. وعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد، والذهب، والفضة، وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة، وما من مسلم يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه) رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من جاء حاجا يريد وجه الله فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفع فيمن دعا له) وقال: غريب من حديث مسعر. وروى ابن منده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله، فإن مات قبل أن يقضى نسكه وقع أجره على الله، وإن بقى حتى يقضي نسكه غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وإنفاق الدرهم في ذلك الوجه يعدل أربعين ألف ألف فيما سواه في سبيل الله) . وفي إسناده من لا يعرف، رواه ابن شاهين في كتاب الترغيب.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من جاء يؤم البيت الحرام فركب بعيره فما يرفع البعير خفا، ولا يضع خفا إلا كتب له به حسنة، ومحا عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة حتى إذا انتهى إلى البيت فطاف بين الصفا والمروة، ثم حلق أو قصر خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فليستأنف العمل) . رواه البيهقي. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طاف بالبيت خمسين مرة من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه الترمذي وقال غريب. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر للحاج، ولمن استغفر له) . رواه الطبراني في الصغير، وابن خزيمة في صحيحه. وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أهل بحج أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجدن الحرام، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أو وجبت له الجنة) رواه أبو داود. وروى البيهقي: (من أهل بالحج والعمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووجبت له الجنة) . وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول: (استلام الركنين اليمانيين يحط الخطايا) وسمعته يقول: (من طاف بالبيت أسبوعا يحصيه وصلى ركعتين كان كعتق رقبة) وسمعته يقول: (ما رفع رجل قدما، ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات) . رواه الإمام أحمد. وزاد ابن ماجه: (إن مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا) . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة مغفورا له) . رواه ابن خزيمة في صحيحه. وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((طوافان يغفر لصاحبهما ذنوبه بالغة ما بلغت: طواف يكون فراغه بعد الصبح عند طلوع الشمس، وطواف بعد العصر يكون فراغه عند غروب الشمس) قالوا: يا رسول الله، إن كان قبل ذلك أو بعده؟ قال: (يلحق به) . رواه الطبراني في الأوسط وفي سنده متروك. وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قضى نسكه، وسلم المسلمون من لسانه، ويده، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) . رواه أبو يعلى في مسنده الكبير، وأحمد بن منيع في مسنده.

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم عرفة، فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا. ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أنى قد غفرت لهم، فتقول الملائكة إن فيهم فلانا مرهقا، وفلانا، قال: يقول الله عز وجل: إني قد غفرت لهم) رواه البيهقي وغيره. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وقد كادت الشمس أن تغرب فقال: (يا بلال أنصت لي الناس) فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس فقال: (معاشر الناس أتاني جبريل آنفا فأقرأني السلام، وقال إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات) فقال عمر: فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة؟ فقال: (هذا لكم ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة) . فقال: كثر خير الله وطاب. رواه ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للفضل ابن عباس يوم عرفة (يا ابن أخي هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) . رواه أحمد بسند صحيح، وزاد البيهقي من (حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة) . وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، ثم يقول اللهم صلى على محمد كما

سور مباركات يغفر لمن قرأها

صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وعلينا معهم مائة مرة إلا قال الله عز وجل يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحنى وهللني وكبرني، وعظمني، وعرفني، وأثنى علىَّ وصل على نبي اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه، ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف) رواه البيهقي وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اغفر للمحلقين) قالوا: يا رسول الله وللمقصرين؟ قال: (اللهم اغفر للمحلقين) قالوا يا رسول الله: وللمقصرين؟ قال: (وللمقصرين) رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصاري الذي سأله عن الحلق وما له فيه، فقال: (وأما حلقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، ويححى عنك بها خطيئة) وسنده صحيح. وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله لعيه وسلم: (إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه كما تحات النخلة) . رواه الطبراني في الكبير والأوسط. سور مباركات يغفر لمن قرأها وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بيننا جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوق رأسه فرفع رأسه فقال: (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته) رواه مسلم.

وعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يس قلب القرآن، لا يقرأها رجل يريد وجه الله، والدار الآخرة إلا غفر له) رواه أحمد وغيره وصححه الحاكم. وروى الترمذي: (من قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات) زاد في رواية: (دون يس) وقال: غريب. وروى مالك وابن السني وابن حبان: (من قرأ يس في ليلته ابتغاء وجه الله غفر له) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك) . رواه أبو داود والترمذي وحسنه وصححه الحاكم. وفي حديث ابن عباس: (هي المانعة المنجية من عذاب القبر) رواه الترمذي وصححه وحسنه. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آخر سورة الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) . رواه الثعلبي وفيه ضعف. وعن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علم ابنا له القرآن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن علمه إياه ظاهرا فكلما قرأ آية رفع الله

الذاكرون أهل مغفرة الله

بها الأب درجة حتى ينتهي إلى آخر ما معه من القرآن) . رواه الطبراني وفي إسناده من لا يعرف. وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ ثلاثمائة آية قال الله تعالى لملائكته نصب عبدي أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له) . رواه ابن السنى. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سبق المفردون) قالوا: يا رسول الله، وما المفردون؟ قال: (المستهترون بذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافا) . رواه الترمذي وغيره، المستهترون المولعون المداومون عليه. الذاكرون أهل مغفرة الله وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله عز وجل تنادوا هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء، قال: فسألهم ربهم وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك. فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا، والله ما رأوك. قال: يقول كيف لو رأوني؟ قال: يقولون لو رأوك كانوا أشدن عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر تسبيحا. قال: فيقول: عما يسألون؟ قال: يقولون يا رب يسألوك الجنة. قال: فيقول وهل رأوها؟ قال: فيقولون لا والله ما رأوها. قال: فيقول كيف لو رأوها؟ قال: يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد حرصا عليها وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة، قال: فمما يتعوذون؟ قال: يتعوذون من النار. قال: فيقول وهل رأوها؟ قال: يقولون لا. والله ما رأوها. قال: فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون أنهم رأوها لكانوا أشد منها فرارا، وأشد منها مخافة.

أدعية من أراد المغفرة والرحمة

قال: فيقول أشهدكم أنى قد غفرت لهم. قال: يقول ملك كريم: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة؟ قال: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) . رواه البخاري واللفظ له، ومسلم بنحوه وزاد: (ويستغفرونك. قال: فيقول قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجارو. قال: يقولون فيهم فلان خطأ، إنما مر فجلس معهم؟ قال: يقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) . وعن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل، ولا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماءن أن قوموا مغفورا لكم قد تبدلت سيئاتكم حسنات) رواه الإمام أحمد وغيره. أدعية من أراد المغفرة والرحمة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جلس مجلسا كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك، وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك) . رواه الترمذي وغيره وقال: حسن صحيح. زاد النسائي من حديث رافع بن مديح: (سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك عملت سوءا، وظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) . وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما

كيف تكسب في اليوم ألف حسنة

من عبد قال لا إله إلا الله في ساعة من ليل، أو نهار إلا طمست ما في صحيفته من السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات) . رواه أبو يعلى. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفعه: (إن لله تعالى عمودا من نور بين يدي العرش، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله اهتز ذلك العمد، فيقول الله تبارك وتعالى: اسكن. فيقول: كيف أسكن ولم تغفر لقائلها؟ فيقول: إني قد غفرت له فيسكن) . وهو غريب. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر) . رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وفي رواية النسائي قال: (من قال سبحان الله وبحمده حط الله عنه ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) ولم يقل في يوم ولا مائة مرة وإسناده متصل ورواتها ثقات. كيف تكسب في اليوم ألف حسنة؟ وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟) فسأله سائل من جلسائه: حسنة، أو تحط عنه ألف خطيئة) . رواه مسلم وغيره.

قال البرقاني: رواه شعبة، وأبو عوانة، ويحيى القطان عن موسى الذي روى عنه مسلم: (ويحط عنه يغير ألف خطيئة) وكذا رواه الترمذي والنسائي وعن أم هانىء أنها شكت ضعفها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تكثر الصيام، والصلاة، والصدقة، فقال: (سأخبرك بما هو عوض من ذلك تسبحين الله مائة مرة، فتلك مثل مائة رقبة تعتقيها متقبلة، وتحمدين الله مائة مرة فذلك مثل مائة بدنة محللة تهدينها متقبلة، وتكبرين الله مائة مرة، وهناك يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) . رواه أبو الشيخ ابن حبان وفيه ضعف. ورواه أحمد وغيره بغير هذا اللفظ. وروى ابن أبي الدنيا وجعل ثواب الرقاب في التحميد وهو مائة فرس في التسبيح. وقال: (وهللي مائة تهليلة لا تذر ذنبا، ولا يسبقها عمل) . رواه ابن ماجه بمعناه. ورواه الحاكم وزاد: (وقولي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل) . وعن أبي هريرة وابي سعيد - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كتب له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب الله له ثلاثين حسنة، وحطت عنه ثلاثون سيئة) رواه أحمد والنسائى، بنحوه، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي، وزاد في آخره: (ومن أكثر في ذكر الله فقد برىء من النفاق) . وعن سلمى أم بنى أبي رافع أنها قالت: يا رسول الله أخبرني بكلمات ولا تكثر على؟ قال: (قولي الله أكبر عشر مرات، يقول الله: هذا لي، وقولي سبحان الله عشر مرات، يقول الله: هذا لي، وقولي اللهم اغفر لي. يقول الله:

قد فعلت، فتقولين عشر مرار، ويقول الله: قد فعلت) . رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قل سبحانه الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن الباقيات الصالحات، وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها) . رواه الطبراني بإسنادين أصلحهما فيه عمر بن راشد وبقية رواته محتج بهم في الصحيح. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما على وجه الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إلا كفرت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر) رواه النسائي والترمذي واللفظ له، وقال: حسن والحاكم وزاد: (سبحان الله والحمد لله) . وعن ابن المقداد الجهيني - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكثر من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها سيد الاستغفار، وإنها ممحاة للخطايا) ، أحسبه قال: (موجبة للجنة) رواه البزار من رواية جابر الجعفي. وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال: الحمد لله إلا أدى شكرها، فإن قالها ثانيا جدد الله له ثوابها، فإن قالها ثالثا غفر الله ذنوبه) . رواه الحاكم وقال: صحيح

الإسناد. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ في كل يوم مائة مرة قل هو الله أحد محا الله عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين) . رواه الترمذي وقال: غريب. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أداء الحقوق، وحفظ الأمانات ديني ودين الأنبياء من قبلي، وقد أعطيتم ما لم يعط أحد من الأمم أن يجعل الله عز وجل قربانكم الاستغفار، وصلاتكم الخمس بالآذان، والإقامة لم تصلها أمة قبلكم وأي عبد صلى الفريضة، ثم استغفر الله عز وجل عشر مرات لم يقم من مقامه حتى يغفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل رمل عالج، وجبال تهامة يغفر الله عز وجل) . رواه عبد الرحمن بن عبد اللهب الخرقي في أماليه في الجزء الأول. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سبح الله تعالى في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر) رواه مسلم. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: في دبر الصلاة سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا حول ولا قوة إلا بالله، قام مغفورا له) رواه البزار عن أبي الزهراء عن أنس وسنده إلى أبي الزهراء جيد، وأبو الزهراء لا أعرفه.

الخوف من الله باب من أبواب المغفرة

وعن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال دبر كل صلاة أستغفر الله وأتوب إليه غفر له، ولو كان فر من الزحف) رواه الطبراني في الكبير والأوسط. الخوف من الله باب من أبواب المغفرة وعن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها) . رواه البيهقي واللفظ له وأبو الشيخ في الثواب. وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من عدا في البحر أربعين موجة وهو يكبر غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، وإن الأمواج لتحث الذنوب حقا) رواه الحسن الربعي في فضائل الشام. وروى أيضا من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مدينة بين الجبلين على البحر يقال لها: عكا، من دخلها رغبة فيها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن خرج منها رغبة عنها لم يبارك له في خروجه، وبها عين تسمى عين البقرة من شرب منها ملأ بطنه نورا، ومن أفاض عليه منها كان طاهرا إلى يوم القيامة) . حديث منكر في إسناده غير واحد من المجهولين. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الله عز وجل: (يا ابن آدم كلكم مذنب إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فاسألوني أعطكم، وكلكم ضال إلا من هديت فاسألوني الهدى أهدكم، ومن استغفرني وهو يعلم أني ذو قدرة على أن اغفر له غفرت له، ولا أبالي، ولو أن أولكم، وآخركم، وحيكم، وميتكم ورطبكم، ويابسكم، اجتمعوا على قلب أشقى واحد منكم ما نقص ذلك من سلطاني مثل جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم

الإستغفار موصل للجنة

ورطبكم، ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى رجل واحد منكم ما زاد في سلطاني مثل جناح بعوضة، ولو أن أولكم، وآخركم، وحيكم، وميتكم، ورطبكم، ويابسكم، سألوني حتى ينتهي مسالة كل واحد منهم فأعطيتهم ما سألوني ما نقص ذلك مما عندي كمغرز إبرة لو غمسها في البحر، وذلك أني جواد ماجد واجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما إذا أردته أقول له كن فيكون) هذا لفظ البيهقي. وزاد مسلم: (يا عبادي إني قد حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لم تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) . الإستغفار موصل للجنة وعن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني إلا غفرت لك، ولا أبالي، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض من خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) . رواه الترمذي، وقال: حسن. وقراب الأرض: ملؤها. وعن أبي سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: قال إبليس وعزتك لا أبرح أغوى عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الله عز وجل: وعزتى

وجلالى لا أزال أغفر لهم ما استغفرونى) . رواه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وعن أم عصمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك ثلاث ساعات، فإن استغفر من ذنبه لم يوقفه عليه، ولم يعذبه يوم القيامة) . رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد، ولا أمة يستغفر الله في يوم سبعين مرة إلا غفر له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبدا وأمة عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب) . رواه البيهقي، والأصبهاني، وابن أبي الدنيا. من فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بردة بن دينار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علىّ من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه وسلم بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات) . رواه النسائي والطبراني والبزار. وعن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله: كم أجعل لك من صلاتي؟ قال: (ما شئت) قلت: الربع؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك) قلت: النصف؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير) قلت: اجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك) . رواه أحمد وغيره، وصححه الترمذي، والحاكم. وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علىّ

التصافح مجلبة لمغفرة الله

صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى علىّ عشرا صلى الله عليه بها مائة، ومن صلى علىّ كتب الله بين عينيه براءة من النفاق، وبراءة من النار) رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفي سند إبراهيم بن سالم الهيجمي، لا أعرفه بجرح ولا عدالة. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى علىّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة) . رواه أبو حفص بن شاهين. وعن أبي كاهل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علىّ كل يوم ثلاث مرات، وكل ليلة حبا لي أو شوقا إلا كان حقا على الله أن يغفر له ذنوب تلك الليلة، وذلك اليوم) . رواه ابن أبي عاصم، والطبراني في حديث طويل، وقال: (يغفر الله له بكل مرة ذنوب حول) وهو بهذه الزيادة منكر. التصافح مجلبة لمغفرة الله وعن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبدين متحابين في الله) . وفي رواية: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر) . رواه أبو يعلى والحسن بن سفيان، وابن حبان في الضعفاء. وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له) . رواه الطبراني في الأوسط، والأصبهاني من حديث ابن عباس. وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك،

عليك بالسماحة ليغفر لك

وله الحمد يحيى ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة) . وفي رواية الترمذي: (وبنى له بيتا في الجنة) وقال: غريب. قال الحافظ المنذري رحمه الله: إسناده متصل حسن، ورواته ثقات. ورواه بهذا اللفظ ابن ماجه، وابن أبي الدنيا، والحاكم وصححه. وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين، ذاكر الله في الغافلين كغصن أخضر في شجر يابس) . وفي رواية: (مثل الشجرة الخضراء في الشجر اليابس، وذاكر الله في الغافلين مثل مصباح في بيت مظلم، وذاكر الله في الغافلين يريه الله مقعده في الجنة وهو حي، وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيح وأعجم، الفصيح بنو آدم، والأعجم البهائم، وذاكر الله في الغافلين ينظر الله إليه نظرة لا يعذبه بعدها أبدا، وذاكر الله في السوق له بكل شعرة نور) . رواه البيهقي في الشعب. عليك بالسماحة ليغفر لك وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى) . وزاد الترمذي: (غفر الله لرجل كان قبلكم سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا اقتضى) .

هل شبت شيبة في الإسلام

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكل طعاما، فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر) . رواه أبو داود، وهو حسن. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله، إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها، وما أذنب عبد ذنبا فندم عليه إلا كتب الله له مغفرته قبل أن يستغفر، وما اشترى عبد ثوبا بدينار أو بنصف دينار فلبسه فحمد الله إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له) . رواه ابن أبي الدنيا والحاكم ولا أعلم في رواته مجروحا كذا قال. هل شبت شيبة في الإسلام؟ وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تنتفوا الشيب، فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة؟ وفي رواية (إلا كتب له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة، ورفع فشبع، وشرب فروى، فقال: الحمد لله الذي أطعمني، وأشبعني، وسقاني،

فضل قضاء الحوائج للمسلمين

وأرواني خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) رواه أبو يعلى. وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم) رواه أحمد بإسناد جيد. وعن عدي بن ثابت قال: هشم رجل فم رجل على عهد معاوية - رضي الله عنه - فأعطى ديته فأبى أن يقبل حتى أعطى ثلاثا، فقال رجل: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تصدق بدم أو دية، كانت كفارة له من يوم ولد إلى يوم تصدق) . رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح غير عمر بن ظبيان. وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من رجل يجرح في جسده جراحة فتصدق بها، إلا كفر الله تبارك وتعالى عنه مثل ما تصدق به) . رواه الحاكم، ورجاله رجال الصحيح. فضل قضاء الحوائج للمسلمين وعن إبن عمر وأبي هريرة - رضي الله عنهم - قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون عليه، ويدعون له إن كان صباحا حتى يمسي، وإن كان مساء حتى يصبحن ولا يرفع قدما إلا حط الله عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة) . رواه أبو الشيخ وغيره.

الحياء من الإيمان

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة، ومحا عنه سبعين سيئة، إلى أن يرجع من حيث فارقه، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب) . رواه إبن أبي الدنيا في اصطناع المعروف، والأصبهاني. وعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم) . رواه الطبراني في الكبير والأوسط. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيث ما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) . رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) . رواه الطبراني والبيهقي. الحياء من الإيمان وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

البلاء يجلب المغفرة ويحط الخطايا

(الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار) . رواه أحمد، والترمذي، وقال: حسن صحيح. وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء والعي من الإيمان، وهما يقربان إلى الجنة، ويباعدان من النار، والفحش، والبذاء من الشيطان، وهما يقربنان من النار، ويباعدان من الجنة) رواه الطبراني. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصلح بين الناس أصلح الله أمره، وأعطاه بكل كلمة تكلم فيها بها عتق رقبة، ورجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه) رواه الطبراني، والأصبهاني، وهو غريب. البلاء يجلب المغفرة ويحط الخطايا وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) . رواه البخاري ومسلم. ورواه أحمد: (ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله به من سيئاته) . وفي رواية لمسلم: (لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها

رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن، والمؤمنة في نفسه، وولده، وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة) رواه الترمذي وغيره، وقال: حسن صحيح. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من وعك ليلة فصبر ورضي بها عن الله عز وجل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرضى والكفارات. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة بماله أو في نفسه فكتمها، ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله أن يغفر له) رواه الطبراني ولا بأس بإسناده. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه) رواه أحمد، ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم. وعنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ضرب على عبد عرق قط إلا حط الله عنه به خطيئة، وكتب له حسنة، ورفع له درجة) . رواه الحاكم وغيره وقال: صحيح الإسناد. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يمرض مرضا إلا يأمر الله الله تعالى حافظه أن ما عمل من سيئة فلا

يكتبها، وما عمل من حسنة أن يكتبها عشر حسنا، وأن يكتب له من العمل الصالح كما كان يعمل وهو صحيح) . رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من أسارى، ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، ثم يستأنف العمل) . رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرطهما. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صدع راسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب) . رواه الطبراني والبزار بإسناد حسن. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عودوا المرضى، ومروهم فليدعوا لكم، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور) . رواه الطبراني في الأوسط. وروى ابن أبي الدنيا: (لا ترد دعوة المريض حتى يبرأ) . وعن سعد بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في قوله تعالى: (لا إِلَهَ إِلاّ أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظالِمين) أيما مسلم دعا به في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطى أجر شهيد، وإن برأ برأ وقد غفر له

تغسيل الميت من أبواب المغفرة

جميع ذنوبه) . رواه الحاكم. وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات على وصية مات على سبيل وسنة، ومات على تقى وشهادة، ومات مغفورا له) رواه ابن ماجه. تغسيل الميت من أبواب المغفرة وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة، ولم يفش عليه ما رأى، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . رواه أحمد والطبراني من رواية جابر الجعفي. وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غسل ميتا وكفنه، وحنطه، وحمله، وصلى عليه، ولم يفش عليه ما رأى خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه) . رواه ابن ماجه. وعن أبي رافع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة، ومن حفر لأخيه قبرا حتى لحده فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث) رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح، والحاكم. وقال: من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من سندس واستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرا، فأجنه فيه أجرى

الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى القيامة) وقال: صحيح على شرط مسلم. ولفظ الطبراني في الأوسط: (من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمهن ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة، ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى، وصلى على روحه في الأرواح، ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة، لا تقوم لها الدنيا، ومن اتبع جنازة حتى يقضي دفنها كتب الله له ثمانية قراريط، القيراط منهم أعظم من أحد، ومن كفل يتيما أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله الجنة) . غفر له بعد موته وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أربعين يشفعون له إلا شفعوا فيه) رواه مسلم وغيره. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له) رواه الطبرني في الكبير. وعن مالك بن هبيرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت فيصلي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلا أوجب) رواه أبو داود وغيره، وقوله: (إلا أوجب) أي وجبت له الجنة، وحسنه الترمذي. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: مر بجنازة فأثنى عليها خيرا

فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (وجبت، وجبت، وجبت) ومر بجنازة فأثنى عليها شرا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: (وجبت، وجبت، وجبت) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أثنيتم عليه خيرا، وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا، وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) . رواه البخاري وغيره. وروى البخاري من حديث عمر - رضي الله عنه - (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة) فقلنا: وثلاثة؟ فقال: (ثلاثة) فقلنا: واثنان؟ فقال: (واثنان) ثم لم نسأله عن الواحد. وعن أنس - رضي الله عنه - رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتب لوالده، أو لوالديه، وما عمل من سيئة لم يكتب عليه، ولا على والديه، فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم، أمر الله تعالى الملكين اللذين معه أن يحفظاه، وإن شذا فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمنه الله تعالى من البلايا، والجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ الخمسين خفف الله تعالى حسابه، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة بما يجب، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كتب الله له حسناته، وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وشفعه الله في أهل بيته، وكان أسير الله في أرضه، فإذا بلغ أرذل لكيلا يعلم بعد علم شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير، فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه. رواه أبو يعلى، ورواه البزار، وغيرهما، وله طرق كثيرة تكسب قوة

الحديث. وعن عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات العبد والله يعمل منه شرا، ويقول الناس خيرا، قال الله عز وجل للملائكة: قد قبلت شهادة عبادي على عبدي، وغفرت له علمي فيه) . رواه البزار. وعن بريد بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما أهبط الله آدم إلى الأرض طاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم قال: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي، فاقبل معذرتي، وتعلم حاجتي، فاعطني سؤلي، وتعلم ما عندي فاغفر ذنوبي، أسألك إيمانا يباشر قلبي، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، فأوحى الله عز وجل إليه إنك قد دعوتني بدعاء استجبت لك، وغفرت ذنوبك، وفرجت همومك وغمومك، ولن يدعو به أحد إلا فعلت ذلك به، ونزعت فقره من بين عينيه، وأتجرت له من وراء كل تاجر، وأتته الدنيا وهي كارهة، وإن لم يردها) . رواه الطبراني وغيره. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اهتم بجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى يشبع وسقاه حتى يروى غفر له) رواه أبو يعلى. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجلوا الله يغفر لكم) . رواه أحمد، والطبراني، قال ابن ثوبان: (أسلموا) .

وعن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما اقترف آدم الخطيئة، قال: يا رب أسألك بحق محمد. ألا غفرت لي؟ فقال الله تعالى: يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد؟ قال " لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت فىّ من روحك رفعت راسي فرايت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله تعالى: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلىَّ، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك، ولا غفرت لك) . رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد والبيهقي. وعن سعد بن جنادة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام من الليل فتوضأ وتمضمض، وقال: سبحانه الله مائة مرة والحمد لله مائة مرة، ولا إله إلا الله مائة مرة، غفرت ذنوبه إلا الدماء والأموال) . رواه الطبراني. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال وهو ساجد ثلاث مرات: رب اغفر لي لم يرفع حتى يغفر له) . رواه أبو عبد الله بن مخلد الدوري. وروى غيره من طريق بن أشيم - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسجد فيقول رب اغفر لي ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه) . وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك على أنه مغفور لك: قل لا إله إلا الله العلي العظيم، ولا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله سبحان الله رب العرش العظيم

أعمال موصلة إلى رحمة الله

والحمد لله رب العالمين) رواه الترمذي والنسائي في عمل اليوم والليلة. أعمال موصلة إلى رحمة الله وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من زار قبر أبويه، أو أحدهما كل جمعة، غفر له، وكتب بارا) . رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قاد أعمىحتى يبلغ مأمنه، غفرت له أربعون كبيرة، وأربع كبائر توجب النار) رواه الطبراني في الكبير، ورواه المنذري من حديث ابن عمر: (من قاد مكفوفا أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: غفر لرجل أخذ غصن شوك من طريق الناس ذنبه ما تقدم وما تأخر) . رواه ابن حبان.

وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدخل عليه أخوه المسلم فيلقى له وسادة إكراما له، وإعظاما له إلا غفر له) . رواه الطبراني في الصغير. وفي رواية عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا زار أحدكم أخاه فألقى إليه شيئا يقيه من التراب، وقاه الله من النار) . وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وافق من أخيه شهوة غفر له) . رواه الطبراني والبزار. وفي رواية عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا زار أحدكم أخاه فألقى إليه شيئا يقيه من التراب، وقاه الله من النار) . وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من وافق من أخيه شهوة غفر له) . رواه الطبراني والبزار. وعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - أنه دخل المتوضأ، فأصاب لقمة، أو كسرة في مجرى الغائط، والبول، فأخذها فأماط عنها الأذى، وغسلها غسلا نعما، ثم رفعها إلى غلامه، فقال: يا غلام ذكرني بها إذا توضأت، فلما توضأ، قال للغلام: يا غلام ناولني اللقمة، أو قال: الكسرة، فقال: يا مولاي أكلتها. فقال: اذهب، فقال: أنت حر لوجه الله، فقال الغلام: لأي شيء اعتقتني؟ فقال: لأني سمعت من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها تذكر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ لقمة من مجرى الغائط والبول، فأماط عنها الأذى وغاسلها غسلا نعما، ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر

له فما كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة) . رواه أبو يعلى ورواته ثقات - وعن عبد الله بن أم حرام قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين، وسمعته يقول: (أكرموا الخبز، فإن الله تبارك وتعالى أنزل له من بركات السماء، وسخر له من بركات الأرض، ومن يتبع ما يسقط من السفرة غفر له) . رواه البزار والطبراني. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بنى مسجدا يراه الله بنيى الله له بيتا في الجنة، فإن مات من يومه غفر له ومن حفر بئرا يراه الله، بنى الله له بيتا فإن مات من يومه غفر له) . رواه الطبراني في الأوسط. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أول ما يجازى به العبد بعد موته أن يغفر لجميع من تبع جنازته) . رواه البزار.

وعن البراء ببن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما لهما قبل أن يفترقا) . رواه أبو داود. وفي رواية: (إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمد الله، واستغفراه، غفر الله لهما) . زاد الطبراني من حديث أبي داود الأعمى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلمين إذا التقايا وتصافحا وضحك كل منهما في وجه صاحبه لا يفعلا ذلك إلا لله، لم يفترقا حتى يغفر لهما) . ورواه أحمد من حديث أنس: (ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقا على الله عز وجل أن يحضر دعاءهما، ولا يفرق بينهما حتى يغفر لهما) . رواه أبو يعلى والبزار. وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المؤمن إذا التقى بالمؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما، كما يتناثر ورق الشجر) . رواه الطبراني في الأوسط ولا يحضرني في رواته

مجروح. وروى أيضا من حديث سلمان الفارسي - رضي الله عنه: (إن المسلم إذا لقى أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما، كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف، وإلا غفر لهما، ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر) . وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله تعالى حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، ولا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما اثنين فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) . رواه أحمد والنسائي وغيرهما، وهذا ما يسر الله تعالى في هذا الباب أسأل الله تعالى المغفرة لي، ولكل من نظر فيه، وعمل به إنه على ما يشاء قدير، ورحم الله من رأى فيه خللا، فاصلحه آمين.

الأحاديث التي وعد رسول الله دخول الجنة

الباب الثاني الأحاديث التي وعد رسول الله دخول الجنة على فعلها أو قولها

فيما ورد من الأحاديث التي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على فعلها، أو قولها، أو قال كان من أهل الجنة، أو سلك به إلى الجنة، أو قال بنى الله له قصرا، أو بيتا في الجنة، أو غرست له شجرة في الجنة، أو فتحت له أبواب الجنة. وروى الحسن بن عرفة عن عبد الرحمن بن زيد العمى قال: أخبرني أبي قال: أدركت أربعين من التابعين كلهم يحدثون عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أصحابي، وتولاهم، واستغفر لهم، جعله الله عز وجل يوم القيامة معهم في الجنة) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيه) قالوا: يا رسو الله، أفلا نبر الناس؟ قال: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلان الجنة وفوق عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) . رواه البخاري في الصحيح.

ترك المراء يدخلك الجنة

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) . رواه مسلم. ترك المراء يدخلك الجنة وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك المراء وهو مبطل بنى له بيت في بض الجنة، ومن تركه وهو محق بنى له في وسطتها، ومن حسن خلقه بنى له في أعلاها) . رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وحسنه. زاد الطبراني في الأوسط: (أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وهو مازح) . رواه البزار من حديث معاذ: (وأنا زعيم ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء، وإن كان حقا، وترك الكذب وإن كان مازحا، وحسن خلقه) . وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكل طيبا، وعمل في سنة، وأمن الناس بوائقه، دخل الجنة) قالوا:

من صفات أهل الجنة

يا رسول الله، إن هذا اليوم في أمتك كثير؟ فقال: (وسيكون في قوم بعدي) رواه الحاكم وصححه. من صفات أهل الجنة وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم) رواه أحمد وغيره، وصححه الحاكم. وعن عمر بن الخطاب - رضي الله نه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد يتوضأ فيبلغ، أو قال: فيسبغ الوضوء، ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده، ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلها من أيها شاء) . رواه مسلم وأبو داود، وزاد: (ثم يرفع طرفه إلى السماء) والترمذي وزاد: (اللهم اجعلني من التوابينن واجعلني من المتطهرين) . وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة) . رواه مسلم. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بلال ينادي فلما سكت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال مثل هذا يقينا

بناء المساجد طريق إلى الجنة

دخل الجنة) . رواه النسائي وابن حبان في صحيحه. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال: (كن مؤذنا) قال: لا أستطيع؟ قال: (كن إماما) قال: لا أستطيع؟ قال: (قم بإزاء الإمام) رواه الطبراني في الاوسط، والبخاري في تاريخه. وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال: أشهد أن محمد رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثمقال: حي على الفلاح: قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة) . رواه مسلم وغيره. بناء المساجد طريق إلى الجنة وعن عثمان رضي الله نه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة) . وفي رواية (مثه في الجنة) رواه البخاري وغيره.

وفي رواية: (من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) . وفيه أحاديث بمعناه، وفي بعضها (بنى الله في الجنة أفضل منه وأوسع) . وفي حديث: (من بنى لله بيتا يعبد الله فيه من حلال، بنى الله له بيتا في الجنة من درو ياقوت) رواه الطبراني في الأوسط. وله من حديث عائشة (من بنى مسجدا لا يريد به رياء، ولا سمعة، بنى الله له بيتا في الجنة) . وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة) . رواه ابن ماجه وفي سنده احتمال للتحسين. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (والذي نفسي بيده ثلاث مرات) ثم أكب، فأكب كل رجل منا لا يدري على ماذا حلف، ثم رفع رأسه وفي وجهه البشرى، وكانت أحب إلينا من حمر النعم، قال: (ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة، وقيل له: أدخل الجنة بسلام) . رواه النسائي.

خمس من جاء بهن دخل الجنة

وزاد ابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم: (الجنة الثمانية حتى أنها لتصفق، ثم تلا (إِن تَجتَنِبوا كَبائِرَ ما تَنهَونَ عَنهُ نُكَفِر عَنكُم سَيئَاتِكُم، وَنُدخِلَكُم مُدخَلاً كَريماً) . خمس من جاء بهن دخل الجنة وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة، من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن، وركوعهن، وسجودهنن ومواقيتهن وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة) قيل يا رسول الله: ما أداء الأمانة: قالك (الغسل من الجنابة، إن الله تعالى لم يأمن ابن آدم على شىء من دينه غيرها) رواه الطبراني بإسناد جيد. وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن، ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة) . رواه النسائي، ومالك، وأبو داود ولفظه: (كان له عند الله عهدا أن يغفر له) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لمن حوله من أمته: (اكفلوا لي بست، أكفل لكم بالجنة) قالوا: وماهي يا رسول الله؟ قال: (الصلاة، والزكاة، والأمانة، والفرج، والبطن، واللسان) رواه الطبراني في الأوسط ولا بأس بإسناده.

وعن حنظلة الكاتب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حافظ على الصلواتن الخمس بركوعهن، ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله، دخل الجنة، أو قال وجبت له الجنة، أو قال حرم عليه النار) . رواه أحمد بإسناد جيد. وفي رواية حق مكتوب. وعن زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه أبو داود. وفي رواية عنه: (يقبل بقلبه ووجهه عليها إلا وجبت له الجنة) . ورواه مسلم من حيث عقبة بن عامر: (فيقبل عليها بقلبه، ووجهه فقد أوجب) أي أتى بفعل يوجب الجنة، وتقدم. وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين) رواه أبو داود. وعن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: (من صلى البردين دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم. والبردان: الصبح، والعصر.

وعن سهل بن معاذ - رضي الله عنه - عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصلي ركعتي الضحى، لا يقول إلا خيرا غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر) رواه أحمد، وأبو يعلى، ولفظه، (من صلى الفجر ثم قعد حتى تطلع الشمس، وجبت له الجنة) وتقدم. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سد فرجة رفعه الله بها درجة، وبنى له بيتا في الجنة) رواه الطبراني من رواية مسلم بن خالد الزنجى. ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة. ركعات معدودات تدخلك الجنة وعن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يصلي لله عز وجل في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بنى له بيتا في الجنة) . رواه مسلم وغيره. ورواه النسائي من حديث عائشة - رضي الله عنها - (من ثابر على ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة، أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر) . وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - قالت: قال رسول

خصلتان تدخلان الجنة

الله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربع ركعات قبل العصر بنى الله له بيتا في الجنة) . رواه أبو يعلى. وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى بعد المغرب عشرين ركعة، بنى الله له بيتا في الجنة) رواه ابن ماجه. وعن رافع بن خديج - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن، ثم قال: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، لا ملجأ، ولا منجا منك إلا إليك أومن بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة) رواه الترمذي وقال حسن غريب. خصلتان تدخلان الجنة وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خصلتان أو قال خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله دبر كل صلاة عشرا، ويحمد الله عشرا ويكبر عشرا، فذلك خمسون، ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعا وثلاثين. إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها. قالوا: يا

ما يجلب لك دخول الجنة عند النوم

رسول الله كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: (يأتي أحدكم يعني الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقولها) رواه الترمذي وأبو داود وقال: حسن صحيح، والنسائي وابن حبان وزاد (وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألف وخمسمائة سيئة) . وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من منامه فقال: الحمد لله الذي رد علي نفسي وراعيها في منامها، والحمد لله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا، والحمد لله الذي يمسك السماء، أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لروءف رحيم، فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة) . رواه أبو يعلى بسند صحيح، والحاكم، وقال: في آخره (الحَمدُ لِلِهِ الَّذي يُحيي وَيُميت وَهُوَ عَلى كُلِ شيءٍ قَدير) . وقال: صحيح على شرط مسلم. ما يجلب لك دخول الجنة عند النوم وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن ينام على يمينه، ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة

يقول له الرب عز وجل: (يا عبدي ادخل الجنة على يمينك) رواه الترمذي وقال غريب. وعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس أفشوا السلام، واأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، تدخلوا الجنة بسلام) . رواه الترمذي وغيره، وقال: حسن صحيح. وللطبراني والحاكم قال: (إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها) . قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما، والناس نيام) . ومثله عن أبي هريرة، وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين، ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المحسنين، ومن قرأ ألف

آية أصبح له قنطار، والقنطار ألف ومائتا أوقية، الأوقية خير ما بين السماء والأرض، ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين، الموجب الذي أتى بفعل يوجب له الجنة) . رواه الطبراني. وعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يصبح: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك، يصلون عليه حتى يمسى، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة) رواه الترمذي وقال: حسن غريب، (والشهيد من أهل الجنة) . وعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك وأبوء بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها موقنا بها حين يصبح، فمات من يومه دخل الجنة ومن قالها موقنا بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة) رواه البخاري. وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال حين يمسي ويصبح: اللهم إني أشهد بأنك أنت الله الذي لا له إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، أبوء بنعمتك على وأبوء بذنبي، فأغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب غيرك، فإن قالها في يومه ذلك حين يصبح فمات من يومه قبل أن يمسي مات شهيدا، وإن قالها حين يمسي فمات

دعاء يدخلك الجنة كل صباح

من ليلته مات شهيدا) رواه الأصبهاني وغيره. وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد رسولا، كان حقا على الله أن يرضيه) رواه أبو داود واللفظ، والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب. ورواه أحمد أنه يقول ذلك ثلاث مرات (حين يصبح وحين يمسي) وهو في مسلم من غير ذكر الصبح والمساء، وقال: في آخره (وجبت له الجنة) . وعن المنذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال رضيت بالله ربا، وبالإسلام نبيا، وأنا الزعيم لأخذن بيده حتى أدخله الجنة) رواه الطبراني بسند حسن. دعاء يدخلك الجنة كل صباح وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك بك آمنت مخلصا لك ديني، أصبحت على عهدك، ووعدك ما استطعت أتوب إليك من شر عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، من مات في ذلك اليوم دخل الجنة) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف ما لا يحلف على غيره (ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسي فتوفى في تلك الليلة إلا دخل الجنة) رواه الطبراني في الكبير والأوسط. ورواه ابن أبي عاصم من حديث معاذ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف

هل تحافظ على صلاة الضحى

ثلاث مرات لا يستثنى، (أنه ما من عبد يقول هذه الكلمات بعد صلاة الصبح فيموت في يومه إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته إلا دخل الجنة) إلا أنه قال: (أتوب إليك من سيئ عملي) وهو الصواب. وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مقاليد السموات والأرض. فقال: (ما سألني أحد عن تفسيرها لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، أستغفر الله، لا حول ولا وقوة إلا بالله، الأول الآخر، الظاهر الباطن، بيده الخير يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، من قالها إذا أصبح أعطى ست خصال: يحرس من إبليس وجنوده، ويعطى قنطارا في الجنة، وترفع له درجة في الجنة، ويزوج من الحور العين، وله من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل، وكان كمن حج واعتمر، وقبل حجته وعمرته، فإن مات في يومه ذلك ختم له بطابع الشهداء) . رواه ابن أبي عاصم، وأبو يعلى وابن السني وغيرهم، وفيه نكارة. هل تحافظ على صلاة الضحى؟ وعن أنس - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب) . رواه ابن ماجه بإسناد واحد عن شيخ واحد، والترمذي وقال: غريب. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم (من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعا كتب من العابدين، ومن صلى ستا كفى ذلك اليوم، ومن صلى ثمانية كتبه الله من القانتين،

ومن صلى ثنتين عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة، وما من يوم إلا وليلة إلا ولله تعالى من يمن به على عباده وصدقة، ما من الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره) رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات وفيه موسى بن يعقوب الزمعي فيه خلاف. وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيأتها لصلاة العصر حتى تغرب الشمس من مغربها، فصلى رجل ركعتين وأربع سجدات، فإن له أجر ذلك اليوم وحسنته، قال: وكفر عنه خطيئة) وأحسبه قال: (وإن مات من يومه دخل الجنة) . رواه الطبراني وإسناده مقارب. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له: الضحى، فإذا كان يوم القيامة ناد مناد: أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى، هذا بابكم فادخلوه برحمة الله) . رواه الطبراني في الأوسط. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة، من عاد مريضا، وشهد جنازة، وصام يوما، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة) رواه ابن حبان في صحيحه.

وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تحشر الأيام على هيئتها، ويحشر يوم الجمعة زهرا منيرا، أهلها يحفون بها كالعروس، تهدى إلى خدرها، تضىء لهم يمشون في ضوءها ألوانهم كالثلج بيضا، وريحهم كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، فينظر إليهم الثقلان، لا يطرقون تعجبا، حتى يدخلوا الجنة لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون) . رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وإسناده حسن. العفة عن السؤال تدخلك الجنة وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا، وأتكفل له بالجنة) فقلت: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا. رواه النسائي وأحمد وابن ماجه، وأبو داود بإسناد صحيح. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليدخل باللقمة الخبز، والقبصة من التمر، ومثله مما ينتفه به المسكين ثلاثة الجنة: رب البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم يناول المسكين) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي لم ينس خدمنا) رواه الحاكم والطبراني في الأوسط، واللفظ له، والقبصة بالصاد المهملة ما يتناوله الآخذ برؤوس أنامله الثلاث.

فضل إنظار المعسر

فضل إنظار المعسر وعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ قال: فإما ذكر وإما ذُكر فقال: إني كنت أبايع الناس، فكنت أُنظر المعسر، وأتجوز في السكة، أو في النقد فغفر له) وفي رواية (فأنظر الموسر، وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة) . رواه مسلم وغيره. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: (الإيمان بالله) قلت: يا نبي الله مع الإيمان عمل؟ قال: (إن يرضخ مما حولك الله، وترضخ مما رزقك الله) قلت: يا رسول الله، فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ؟ قال: (يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر) قلت: أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع وقال: (فليعن مظلوما) فقلت: يا نبي الله، أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما؟ قال: (ما تريد أن تترك لصاحبك من خير، ليمسك أذاه عن الناس) قلت: يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخل الجنة؟ قال: (ما من مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى يدخل الجنة) . رواه البيهقي وغيره. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن

أبو بكر من أهل الجنة

كسا مؤمنا على عرى كساه الله يوم القيامة من حلل الجنة) . رواه الترمذي وقال: غريب، واللفظ له وابو داود، وقد روى موقوفا عن أبي سعيد. أبو بكر من أهل الجنة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم اليوم صائما) ؟ فقال أبو بكر: أنا. فقال: (من أطعم منكم اليوم مسكينا؟) فقال أبوبكر: أنا. قال: (من تبع منكم اليوم جنازة؟) فقال أبو بكر: أنا. فقال: (من عاد منكم اليوم مريضا؟) فقال أبو بكر: أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة) رواه مسلم وغيره. وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله بابا من أبواب الجنة لا يدخله غلا من كان مثله) رواه الطبراني في الكبير. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ما عمل إن عملت به دخلت الجنة؟ قال: (أنت ببلد فيه الماء؟) قال: نعم. قال: (فاشتريها سقاء جديدا، ثم استق فيها حتى تخرقها، فإنك لن تخرقها حتى تبلغ عمل الجنة) . رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات إلا يحيى الحماني.

أعمال هينة أدخلت الجنة أدخلت الجنة

أعمال هينة أدخلت الجنة أدخلت الجنة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر فوجد بئرا، فنزل فيها وشرب، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ منين فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له) قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: (في كل كبد رطبة أجر) رواه البخاري وغيره. قال ابن حبان: (فشكر الله له فأدخل الجنة) . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأعمال عند الله سبع: عملان موجبان، وعملان بأمثلهما، وعمل بعشرة أمثاله، وعمل بسبعمائة، وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز وجل. فأما الموجبان: فمن لقى الله يعبده مخلصا لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة، ومن لقى الله قد أشرك به وجبت له النار، ومن عمل حسنة جزى عشرا، ومن أنفق ماله في سبيل الله ضعفت له نفقته الدرهم سبعمائة والدينار سبعمائة، والصيام لله لا يعلم ثواب عامله إلا الله عز وجل) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي وهو في صحيح ابن حبان دون ذكر الصوم.

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) . رواه البخاري وغيره زاد الترمذي: (ومن دخله لم يظمأ أبدا) . وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال: (من قال لا إله الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة إبتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة) . رواه أحمد بإسناد لا بأس به. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوم الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتا في الجنة، يرى ظاهره من باطنه، وباطنه من ظاهره) رواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي. وروياه من حديث أنس: (من صامهن بنى الله له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد، وكتب له براءة من النار) .

وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحيا الليالي الخمسن وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شبعان) . رواه الأصبهاني. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أهل مهل قط إلا بشر، ولا كبر مكبر قط إلا بشر) قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة؟ قال: نعم) . رواه الطبراني في الأوسط برجال الصحيح. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تضمن الله من خرج في سبيله لا يخرج إلا جهاد في سبيلين وإيمان بي وتصديق برسلي، فهو ضامن إذا أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة) . رواه البخاري، ومسلم واللفظ له. وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصته فرسه أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فرسه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة) . رواه أبو داود. وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل: (من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيا في سبيل الله، أو دخل على إمام يريد نصره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم وسلم الناس منه) . ورواه أحمد وغيره.

زاد ابن حبان وابن خزيمة: (ومن غدا إلى المسجد أو راح، ومن جلس في بيته، ولم يغتب إنسانا) . وعند أبي داود (ورجل دخل إلى بيته بسلام، كل منهم ضامن على الله) ولفظ الطبراني: (ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين، ولا يجر إليهم سخطا ولا نقمة) . الجهاد باب من أبواب الجنة وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل فواق ناقة وجبت له الجنة) رواه أحمد في حديث طويل ورواته ثقات. وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانع يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله) . رواه أبو داود وغيره، والبيهقي (الذي يجهز به في سبيل الله) . وعن عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من بلغ العدو بسهم فهو له درجة في الجنة) رواه النسائي.

وفي رواية لأبي داود وغيره (من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر) صححه الترمذي والحاكم. ورواه النسائي من حديث سبرة بن الفاكه في حديث طويلك (من مات في سبيل الله كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة) . ورواه ابن حبان في صحيحه. وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رضى بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة) فعجب لها أبو سعيد فقال: عدها علىَّ يا رسول الله، فأعادها، ثم قال: (وأخرى يرفع بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) . رواه مسلم وأبو داود. وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار) . رواه ابن خزيمة في صحيحه. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب، هم على كثب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله، وعبد أحسن ما بينه وبين ربه، وفيما بينه وبين مواليه) . رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به. وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله، وحرم حرامه، أدخله به الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار) . رواه ابن ماجه والترمذي، وقال: غريب. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن: إقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) . رواه الترمذي وغيره، وقال: حسن صحيح. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه يتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران) . رواه البخاري وغيره. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وجبت، وجبت) .

فسألته ماذا؟ قال: (الجنة) . رواه مالك والترمذي، وقال: حسن صحيح. وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: (من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة) رواه أحمد. وقال رجل: إني أحبها، فقال: (حبك إياها أدخلك الجنة) رواه البخاري. وعن أبي سعيد - رضي لله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليذكرن الله أقوام في الدنيا على الفرش المسهدة يدخلهم الله الدرجات العلى) رواه ابن حبان في صحيحه. وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قلت يا رسول الله، ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال: (غنيمة مجال الذكر الجنة) . رواه أحمد بإسناد حسن. وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل من أي أبواب الجنة الثمانية) . رواه البخاري وغيره. وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله

إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة) قيل: وما إخلاصها؟ قال: (أن تحجزه عن محارم الله) . رواه الطبراني في الأوسط والكبير. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك، وله الحمد يحيى ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، أدخله الله بها جنات النعيم) . رواه الطبراني من رواية يحيى بن عبد الله البابلتي. وعن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس، فقال: يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟) قلت: غرسا. قال: (ألا أدلك على غراس خيرا من هذا؟ سبحانه الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة) . رواه ابن ماجه بسند حسن. ومثله في أحاديث (أن غراس الجنة سبحانه الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) . رواه الطبراني. وفي حديث ابن عمر - رضي الله عنه - (أكثروا من غرس الجنة)

كنز من كنوز الجنة

قالوا: وما غراسها؟ قال: (ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله) . رواه ابن أبي الدنيا. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مشى إلى غريمه بحقه، صلت عليه دواب الأرض، وحيتان الماء، ونبت له بكل خطوة شجرة في الجنة أو ذنب يغفره) رواه البزار. كنز من كنوز الجنة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، إنها كنز من كنوز الجنة) . رواه الترمذي. ورواه البخاري من حديث أبي موسى (قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة) . وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) . رواه النسائي والطبراني بأسانيد أحدها صحيح.

التاجر الصدوق في الجنة

وزاد الطبراني في بعض طرقه: (وَقُل هُوَ اللَهُ أَحد) وسندها جيد. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا خضرة حلوة من اكتسب منها مالا من حله، وأنفقه في حقه، أثابه الله عليه، وأورده جنته، ومن اكتسب مالا من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان، ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة) . رواه البيهقي. وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أدخل الله عز وجل رجلا كان سهلا مشتريا، وبائعا، مقتضيا الجنة) . رواه النسائي. التاجر الصدوق في الجنة وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء) رواه الترمذي وحسنه. روى الأصبهاني: (التاجر الصدوق في ظل العرش يوم القيامة) . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عبد أطاع الله تعالى، وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفا، فيقول: رب هذا كان عبدي في الدنيا قال: جازيته بعمله، وجازيتك بعملك) .

المحسن إلى اليتيم في الجنة

رواه الطبراني في الكبير والأوسط. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة: الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله، ونصح لمواليه) . رواه الترمذي وحسنه. وروى الإمام أحمد من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - (أول من يقرع باب الجنة: المملوكون، إذا أحسنوا فيما بينهم وبين الله عز وجل، وفيما بينهم وبين مواليهم) . ورواه غيره بإسناد حسن. المحسن إلى اليتيم في الجنة وعن مالك بن الحارث - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يشب، قال عنه وجبت له الجنة، ومن أعتق امرأ مسلما كان فكاكاه من النار، يجزى بكل عضو منه عضوا منه) رواه أحمد. وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي

تربية البنات تدخل الجنة

أبواب الجنة شاءت) . رواه ابن حبان في صحيحه. ورواه الإمام أحمد بمعناه من حديث عبد الرحمن بن عوف. وزاد (وصامت شهرها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) . وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين) وأشار باصبعيه السبابة والتي تليها. رواه الترمذي. زاد ابن حبان (اثنتين أو ثلاثا، أو أختين أو ثلاثا حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كفل يتيما له ذو قرابة، أو لا قرابة له، فأنا وهو في الجنة، وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائما قائما) رواه البزار من رواية ليث بن أبي سليم. تربية البنات تدخل الجنة ورواه الطبراني بمعنان ولفظه: (ما من مسلم يكون له ثلاث بنات فينفق عليهن حتى يبن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار) فقالت امرأة أو اثنتان؟

قال: (وثنتان) . وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو أختان، فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن فله الجنة) . رواه الترمذي واللفظ له، وأبو داود وزاد (فأبدهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة) . وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغ الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياه) فقالت امرأة: واثنان؟ قال: (واثنان) . رواه البخاري. وفي رواية لابن ماجه: (ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغ الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء) وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة) قالت عائشة - رضي الله عنها - فمن كان له فرط؟ فقال: (ومن كان له فرط يا موفقة) قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال: (فأنا فرط أمتي لن يصابوا بمثلي) رواه الترمذي وحسنه. وعن معا - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد غلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم)

قالوا: يا رسول الله، واثنان؟ قال: (واثنان) قالوا: وواحد؟ قال: (والذي نفسي بيده إن السقط ليجر، بسرره إلى الجنة، إذا احتسبه) رواه أحمد. وعن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟) فيقولون: نعم. فيقول: ماذا فعل عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد) رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه. وعن معاذ بن جبل - رضي اله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك اللباس تواضعا لله، وهو يقدر دعاه على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان لها يلبس) رواه الترمذي وحسنه. وروى أبو داود عن رجل من أبناء الصحابة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مت ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر - قال بشر أحسبه - قال (تواضعا) كساه اللله حلة الكرامة) رواه البيهقي عن سعد بن معاذ عن أبيه. وعن عمرو - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أنفق زوجين في سبيل الله، فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها الجنة) رواه أحمد بإسناد حسن. وعن بريد - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار به في الحكم فهو في النار، ورجل قضى

شيئان فيهما دخول الجنة

للناس على جهل فهو في النار) رواه أبو داود والترمذي، وابن ماجة. وفي رواية (إذا غلب عدله على جوره دخل الجنة، وإذا غلب جوره على عدله دخل النار) رواه أبو داود من حديث أبي هريرة وعن عياض ابن خمار - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أهل الجنة ثلاث: ذو سلطان مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى مسلم، وعفيف متعفف ذو عيال) رواه مسلم وتقدم. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه إلا أدخله الله الجنة) رواه الطبراني في الأوسط والصغير. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ي شباب قريش احفظوا فروجكم لا تزنوا، ألا من حفظ فرجه فله الجنة) رواه الحاكم وصححه، والبيهقي وقال: (من سلم له شبابه دخل الجنة) . شيئان فيهما دخول الجنة وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه تضمنت له الجنة) رواه البخاري. ورواه الترمذي: (من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة) . وللطبراني في الكبير: (من حفظ ما بين فقميه، وفخذيه دخل الجنة) . رواه الطبراني في الكبير. وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء، وزوج من الحور العين كم شاء، من أدى دينا خفيا وعفا عن قاتله،، وقرأ في كل صلاة مكتوبة عشر مرات (قل هو الله أحد) فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وإحداهن يا رسول الله فقال: (وإحداهن) رواه الطبراني في الأوسط من حديث أم سلمة. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا، وأدخلهن الجنة برحمته) قالوا: وخما هن يا رسول الله؟ قال: (تعي من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، فإذا فعلت ذلك تدخل الجنة) رواه البزار، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينادي مناد يوم القيامة ليقم من أجره على الله. فليدخل الجنة) قيل: (ومن ذا الذي أجره على الله؟ قال: (العافون عن الناس، ثم نادى الثانية ليقم من أجره على

لا تغضب لتدخل الجنة

الله فليدخل الجنة، فقام كذا كذا ألفا يدخلون الجنة بغير حسبا) رواه الطبراني بإسناد حسن. لا تغضب لتدخل الجنة وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال: (لا تغضب، ولك الجنة) رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح. وعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: (هل لك من أم؟ فقال: نعم، فقال: (إلزمها فإن الجنة تحت رجلها) رواه الحاكم وغيره وقال صحيح الإسناد. وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته، أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله؛ أخبرني بما يقربني إلى الجنة، ويباعدني من النار؟ قال: (لقد وفق هذا، وهدى) قال: (الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصل الرحم) فلما أدبر قال: (إن تمسك بما أمرته به، دخل الجنة) رواه مسلم. وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري وغيره. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قبض يتيما من بين المسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة إلا إن حمل ذنبا لا يغفر) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وفي رواية لأحمد: (وجبت له الجنة) من رواية عمرو بن مالك القشيري. وعن أبي إمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مسح على راس يتيم لا يمسحه إلا لله، كانت له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) رواه أحمد وغيره. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضا أو زار أخا له في الله نادى مناد بأن طبت وطاب ممشاكن وتبوات من الجنة منزلا) رواه الترمذي وحسنه. وروى البزار، وأبو يعلى نحوه، وزاد (قال الله تعالى في ملوكت عرشه عبد زارني وعلى قراه، فلم يرض له بثواب دون الجنة) وروى الطبراني من حديثه أيضا: (ألا أخبركم بخير رجالكم في الجنة النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة) .

غرف يرى ظواهرها من بواطنها

غرف يرى ظواهرها من بواطنها وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة غرفا يرى ظواهرها من بواطنها، وبواطنها من ظواهرها أعدها الله للمتحابين فيه، والمتزاورين فيه والمتباذلين فيه) رواه الطبراني في الأوسط. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أقام الصلاة، وأتى الزكاة، وصام رمضان، وقرى الضيف، دخل الجنة) رواه الطبراني في الكبير. وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مكارم الأخلاق من أعمال الجنة) رواه الطبراني في الأوسط بسند جيد. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السخى قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد عن النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار، ولجاهل سخى أحب إلى الله من عابد بخيل) رواه الترمذي. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر، أو تيسير عسير، أعانه الله على إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام) رواه الطبراني في الصغير، وابن حبان في صحيحه، ورواه الطبراني في الكبير من حديث أبي الدرداء.

إدخال السرور من أعمال أهل الجنة

وزاد: (في مبلغ بر، أو إدخاله سرور رفعه الله في الدرجات العلى في الجنة) . إدخال السرور من أعمال أهل الجنة وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة) رواه الطبراني وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (ما من مؤمن أدخل على مؤمن سرورا إلا خلق الله عز وجل من ذلك السرور ملكا يعبد الله عز وجل، ويوحده، فإذا صار العبد في قبره أتاه ذلك السرور فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، أنا اليوم أونس وحشتك، وألقنك حجتك، واثبتك بالقول الثابت، وأشهدك مشاهد يوم القيامة، واشفع لك إلى ربك، وأريك منزلتك من الجنة) رواه ابن أبى الدنيا، وأبو الشيخ في الثواب وفي سنده من لا يحضرني حاله. الفم والفرج يدخلان النار وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله، وحسن الخلق) وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (الفم، والفرج) رواه الترمذي وغيره، وقال حسن صحيح.

الصدق يهدي إلى الجنة

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد: أين أهل الفضل؟ فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون إلى الجنة فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إنا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسىء إلينا حلمنا فيقولون ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين) رواه الطبراني. وعن ابن عمرو - رضي الله عنهما - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربعون خصلة، أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة) قال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمسة عشر خصلة. رواه البخاري. وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو برىء من الكبر، والغلول، والدين دخل الجنة) رواه الترمذي. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوي بها في جهنم) رواه البخاري. الصدق يهدي إلى الجنة وعن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله من الصديقين - أي صديقا - وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) . رواه البخاري. وعن عبد الله بن عمرو قال: مات رجل بالمدينة ممن ولد بها، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (يا ليته مات بغير مولده) قالوا: ولم ذلك يا رسول الله؟ فقال: (إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة) رواه النسائي وغيره. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة، ومن كتب له الله حسنة أدخله بها الجنة) رواه الطبراني ورواته ثقات. وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يدخل فقراء أمتي قبل أغنيائهم بأربعين خريفا) . رواه الطبراني. فقيل صفهم لنا: فقال: (هم الدسمة ثيابهم، الشعثة رؤوسهم، الذين لا يؤذون لهم على السدات، ولا ينكحون المنعمات، يؤكل بهم مشارق الأرض ومغاربها، يعطون كل الذي عليهم، ولا يعطون كل الذي لهم) رواه الطبراني في الكبير، والأوسط ورواته وعن ابن مسعود - أحض منه. وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: (قال

عيادة المريض من أبواب الجنة

الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبرن عوضته منهما الجنة) يريد عينيه. رواه البخاري وغيره. عيادة المريض من أبواب الجنة وعن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرقة الجنة حتى يرجع) قيل: يا رسول الله وما خرقة الجنة.؟ قال: جناها) رواه مسلم وغيره. وروى أبو داود نمن حديث علي - رضي الله عنه -: (ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة) رواه الترمذي، وقال: حسن. ورواه أحمد وابن ماجه بنحوه وزاد: (إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة) . وعن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين، وقال: (من أحبني، وأحب هذين، وأباهما، كان معي في درجتي يوم القيامة) رواه الترمذي (زائرين ومات متبعا لسنتي غير مبتدع) . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أدى إلى أمتي حديثا واحدا يقوم به السنة، وترد به البدعة فله الجنة) رواه أبو الفتح الصابوني في الأربعين له. هذا ما يسر الله في هذا الباب فنسأل الله التوفيق للعمل والقبول.

الباب الثالث

الباب الثالث

فيما ورد عن النبي من الأحاديث

فيما ورد عن النبي من الأحاديث التي من فعلها أعتقه الله من النار أو لم يدخل النار أو باعده الله من النار أجارنا الله منها عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أذن سبع سنين محتسبا كتب له براءة من النار) رواه ابن ماجه والترمذي وقال غريب. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له براءتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق) رواه الترمذي من رواية سلم بن قتيبة عن طعمة ابن عمرو مرفوعا، قال المنذري وسلم بن قتيبة طعمة، وطعمة رواته ثقات. وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (من صلى في مسجد جماعة أربعين ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار) رواه ابن ماجه، والترمذي نحو حديث أنس المتقدم، وقال: إنه مرسل، ورواه زرين في جامعه. وعن أبي عمارة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها) يعني الفجر والعصر. رواه مسلم. وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - رفعه: (من صلى الفجر في جماعة ثم ذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس لم يمس جلده النار أبدا) رواه ابن أبي

أربع ركعات قبل العصر يدخلن الجنة

الدنيا ورواه البيهقي من حديث الحسن بن علي: (من صلى الغداة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتيني أو أربع ركعات لم تمس جلده النار) فأخذ الحسن بجلده فمده. وعن الحارث بن مسلم التميمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من يومك كتب لك جوازا من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك كتب لك جوازا من النار) هكذا رواه النسائي وابو داود عن الحارث بن مسلم عن أبيه مسلم بن الحارث، وهو الصواب لأن الحارث بن مسلم. أربع ركعات قبل العصر يدخلن الجنة وعن أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يحافظن على أربع ركعات، قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار) رواه الترمذي وغيره وقال: حسن صحيح. وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى أربع ركعات قبل العصر حرم بدنه على النار) رواه الطبراني في الكبير. ورواه في الأوسط من حديث عبد الله بن عمرو: (من صلى أربع ركعات قبل العصر لم تمسه النار) .

وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك، واشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاث مرات أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومن قالها أربع مرات أعتقه الله من النار) رواه أبو داود والترمذي وقال حسن. والنسائي وزاد (وحدك لا شريك لك) . ورواه الطبراني في الأوسط ولم يقل أعتق وقال في آخره: (إلا غفر له ما أصاب من ذنب في يومه ذلك، فإن قالها إذا أمسى غفر الله له ما أصاب من ذنب في ليلته تلك) وهو عند الترمذي كذلك. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال لا إله إلا الله، والله أكبر، أعتق الله ربعه من النار، ولا يقولها اثنتين إلا أعتق الله شطره من النار، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار) رواه الطبراني في الكبير والأوسط. وعن أبي عبس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار) وفي رواية: (ما اغبرت قدما في سبيل الله فهما حرام على النار) . وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن

ليلة الجمعة، ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة، ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة عتق من النار كلهم قد استوجبوا النار) رواه أبو يعلى والبيهقي باختصار ولفظه: (لله في كل جمعة ستمائة ألف عتق من النار) . وعن عدي بن حاتم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق النار ولو بشق تمرة) وسنده صحيح. وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى) رواه الطبراني في الأوسط والكبيرن وله شواهد. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، وهو يقول: (أيكم يسره أن يقيه الله تعالى من فيح جهنم؟ قلنا: يا رسول الله كلنا يسره. قال: (من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم) رواه أحمد وغيره بسند جيد. وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطعم أخاه حتى يشبعه، وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله

الصوم من أبواب الجنة

من النار سبع خنادق، ما بين كل خندقين مسيرة خمسمائة عام) رواه الطبراني في الكبير، وأبو الشيخ في كتاب الثواب، والبيهقي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد. الصوم من أبواب الجنة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن ربكم عز وجل يقول: (كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به، والصوم جنة من النار) وسنده حسن. زاد ابن خزيمة (كجنة أحدكم من القتال) . وعن سلمة بن قيصر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام يوما ابتغاء وجه الله باعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما) . رواه أبو يعلى، والبيهقي، والطبراني، ورواه أحمد والبزار من حديث أبي هريرة. وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه على النار سبعين خريفا) رواه البخاري ومسلم. وروى الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أبي الدرداء رضي الله نه: (من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين

السماء والأرض) وسنده حسن. رواه في الكبير والأوسط من حديث عمرو بن عبسة (من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مائة عام) . ورواه أبو يعلى من حديث معاذ بن أنس: (من صام يوما في سبيل الله في غير رمضان بعد من النار مائة عام سير الجواد المضمر) . ورواه الترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة: (من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا) وسنده حسن. واعلم أنه قد ذهبت طائفة من العلماء إلى أن كل الصوم في سبيل الله إذا كان خالصا لوجه لاله تعالى. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوم الأربعاء والخميس كتب الله له براءة من النار) . رواه أبو يعلى. وعنه أيضا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من مشى في حاجة أخيه، وبلغ فيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنينس، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخافقين) .

الطبراني في الأوسط والبيهقي واللفظ له. والحاكم مختصرا، وقال: صحيح الإسناد ولفظه: (لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته، وأشار بإصبعه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين) . وعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ضحى طيبة نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار) رواه الطبراني في الكبير. وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتب له براءة من النار، وبراءة من العذاب، وبرىء من النفاق) رواه أحمد، ورواته رواة الصحيح. وعن سبيعة الأسلمية - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه لا يموت فيها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة) . رواه الطبراني في الكبير، ورواته محتج بهم في الصحيح، إلا عبد الله بن عكرمة ورواه غير واحد. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يصبر على لأواء المدينة، وشدتها من أمتي أحد إلا كنت له شفيعا، أو شهيدا يوم القيامة، إذا كان مسلما) رواه مسلم. وعن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من زار قبري، أو من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا، أو من مات في أحد الحرمين بعثه من الآمنين يوم القيامة) رواه أبو داود الطيالسي، ورواه البيهقي

وغيره عن رجل من آل عمر لم يسمه عن عمر. وروى أيضا: (من زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة) وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من زار قبري وجبت له شفاعتي) رواه الدارقطني هكذا رواه في السنن وغيره، ورواه البزار: (حلت له شفاعتي) . ورواه الطبراني في الكبير، والدارقطني في أماليه من السنن: (من جاءني) زائرا لا يعلمه حاجة إلا زيارتي كان حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة) . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني) رواه ابن عدي في الكامل، وفي رواية: (من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة) رواه أبو جعفر العقيلي وغيره. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من زارني ميتا فكأنما زارني حيا، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحد من أمتي له سعة، ثم لم يزرني فليس له عذر) رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار.

عينان لا تمسهما النار

وروى عن علي: (من لم يزر قبري فقد جفاني) وفي زيارته صلى الله عليه وسلم أحاديث أخر بمعنى ما تقدم. وروى عن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، بعد كل خندق كبعد سبع سموات، وسبع أرضين) رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده لا بأس به. وعن مسلم بن يسار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اغررقت عين بمائها، إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار، ولا سالت قطرة على خدها فيرهق ذلك الوجه فتزولا ذلة، ولو أن باكيا بكى في أمة من الأمم رحموا، وما من شيء غلا له قرار وميزان، إلا الدمعة فإنه يطفىء بها بحار من نار) رواه البيهقي مرسلا. عينان لا تمسهما النار وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين بات تحرس في سبيل الله) رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وعن معاوية بن حيدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترى أعينهم النار: عين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين كفت عن محارم الله) رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أبا حبيب العنقزي، لا يحضرني حاله.

وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا يأخذه سلطان لم تر عينه النار إلا تحلت القسم) رواه أحمد وأبو يعلى، ولا بأس بإسناده. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله) رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد. وفي حديث أبي ريحانة: (حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله) . ورواه الأصبهاني: (كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله، وعين سهرت في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا) رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، والترمذي: دون (منخري) وقال: حسن صحيح، والنسائي، والبيهقي. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر مسلم قتل كافرا، ثم سدد المسلم، وقاربن ولا يجتمعان في جوف مسلم غبار في سبيل الله، ودخان جهنم، ولا يجتمعان

في قلب مسلم الإيمان والشح) رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد، والنسائي وقال: (الإيمان والحسد) . وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجمع الله في جوف عبد غبار في سبيل الله، ودخان جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله، باعده الله من النار مسيرة ألف عام للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له لون يوم القيامة مثل لون الزعفران، وريحها مثل المسك يعرفه بها الأولون والآخرون، يقولون فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل فوق ناقته في سبيل الله وجبت له الجنة) . رواه أحمد ورواته ثقات. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما خالط قلب امرىء رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار) . رواه أحمد ورواته ثقات. والرهج: ما يدخل قلب الإنسان من الخوف. وعن جابر - رضي الله عنه - رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله؟ ولا الجهاد في سبيل الله) قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع) . رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول: (من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار) رواه مسلم. ومثله عن عنمعاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يشهد

الباقيات الصالحات من أعمال الجنة

أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرم الله على النار) رواه البخاري وغيره. والأحاديث مثله كثيرة. وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: (خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وسبح الله، وعزل عن طريق المسلمين، وأمر بمعروف، وقد زحزح نفسه عن النار) قال: أبو توبة: وربما قال: (يمسى) بالسين المهملة رواه مسلم وغيره. الباقيات الصالحات من أعمال الجنة وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خذوا جنتكم) قالوا: يا رسول الله عدو حضر؟ قال: (لا ولكن جنتكم من النار، قولوا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة بجنبات، ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات) رواه النسائي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وفي رواية (منجيات) وكذا رواه الطبراني في الأوسط وزاد: (ولا حول ولا قوة إلا بالله) . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل أعتق امراً مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار) رواه البخاري وغيره، وفي رواية (حتى فرجه بفرجه) . وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ابتلى من البنات هذه بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار) رواه

البخاري وغيره. وفي رواية للترمذي (فصبر عليهن كن له حجابا من النار) . وعنها قالت جاءت مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهن تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتاها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله أوجب لها بها الجنة، وأعتقها بها من النار) رواه مسلم. وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يكون له ثلاث بنات ينفق عليهن حتى يين، أو يمتن إلا كن له حجابا من النار) قالت امرأة: وبنتان؟ قال: (وبنتان) . رواه الطبراني. وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أنفق على ابنتين، أو أختين، أو ذواتى قرابة، يحتسب النفقة عليها حتى يغنيهما الله من فضله، أو يكنيهما كانتا له سترا من النار) . رواه الطبراني وأحمد. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم) رواه البخاري وغيره. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي بعثني يبالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم، وألان له في الكلام، ورحم يتمه وضعفه، ولم يتطاول على جاره بفضل ما أتاه الله) رواه الطبراني ورواته ثقات إلا عبد الله

ابن عامر، قال أبو حاتم: ليس بالمتروك. وعن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار) رواه أحمد بإسناد حسنسي. وفي رواية الترمذي: (من رد عرض أخيه رد الله عنه وجهه النار يوم القيامة) وقال: حديث حسن. ولفظ ابن أبي الدنيا وأبي الشيخ: (من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة) وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَكانَ حَقاً عَلينا نَصرُ المُؤمِني) . وعن أبي ريحانة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار) رواه الطبراني وابن أبي الدنيا ولفظخ (الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم) وسنده لا بأس به. ورواه البزار عن عائشة: (الحمى حظ المؤمن من النار) وسنده حسن.

ذهاب البصر ثوابه الجنة وعن ابن عمر - رضي الله عنها - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أذهب الله بصره، فصبر، واحتسب كان حقا على الله واجبا أن لا ترى عيناه النار) رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وله في رواية من حديث (أنس) : (ما ثواب عبدي إذا أخذت كريمتيه إلا النظر إلى وجهي، والجوار في داري) . وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ فأحسن الوضوء، وعاد أخاه المسلم محتسبا يبعد من جهنم سبعين خريفا) قلت: يا أبا حمزة، وما الخريف؟ قال: العام. رواه أبو داود من رواية الفضل ابن دلهم. وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله، والله أكبر صدقه ربه، وقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: يقول الله لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا وحده لا شريك له. قال: يقول الله صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله، له الملك وله الحمد. قال: يقول الله: لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال: لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكان يقول: من قالها في مرضه، ثم مات لم تطعه النار) رواه الترمذي والنسائي، وقال: حديث حسن.

وفي رواية النسائي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا: (من قال لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يعقدهن خمسا بأصابعه ثم قال: من قالهن في يوم، أو في ليلة، أو في شهر ثم مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة، أو ذلك الشهر غفر ذنبه) . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق من تكلم به في أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار؟) قلت: بأبي أنت وأمي. قال: (فاعلم أنك إذا أصبحت لم تمس، وإذا أمسيت لم تصبحن وأنك إذا قلت ذلك في أول مضجعك في فراشك نجاك الله من النار، لا إله إلا الله يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، وسبحان الله رب العباد، والبلاد، والحمد لله كثيرا طيبا مباركا. فيه حظى كل حال الله أكبر كبيرا كبر ربنا وجلاله وقدرته، بكل مكان، اللهم إن أنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا، فاجعل روحي في أرواح من سبقت لهم منك الحسنى، واعذني من النار كما أعذت أولياءك الذين سبقت لهم منك الحسنى، فإن مت في مرضك فإلى رضوان الله والجنة وإن كنت إقترفت ذنوبا تاب الله عليك) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات، قال الحافظ ولا يحضرني الآن إسناده. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ وبمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل) . رواه الترمذي.

خاتمة ولنختم هذا الكتاب بما ختم به الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم) هذا ما يسره مما قصدت جمعه من هذا الكتاب، وأستغفر الله العظيم مما زل به اللسان أو داخله ذهول، أو نسيان، ومن ظفر فيه بخطأ أو نسيان، فليمهد عذري لضعفي، وعجزي، وقلة بضاعتي، وأسأل الله تعالى أن ينفع به من قرأه، أو طالعه أو نظر فيه، ودعا لمؤلفيه بالتوبة، والمغفرة، وبعد موته بالرحمة له ولأموات المسلمين. آمين، والحمد لله وحده، وصلواته وسلامه على خير خلقه، وصحبه وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل. كتب هذه النسخة المباركة العبد الفقير إلى الله الغني أبو بكر ابن أحمد بن رفره الحنفي عامله الله بلطفه الخفي وذلك في يوم ثامن عشرين شهر جماد الأول من شهور سنة 867 والحمد لله وحده.

§1/1