الوحشيات = الحماسة الصغرى

أبو تمام

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب الحماسة الصغرى، وهو (كتاب الوحشيَّات). وهذا الكتاب اختاره أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، رحمه الله، بعد اختياره كتاب الحماسة الكبرى، ولم يروه، ولكن وُجد بعده مكتوباً في مسودة بخطه مترجماً بكتاب (الوحشيات).

باب الحماسة

باب الحماسة

قال ابن المنتفق الضَّبيْ نَجَّاكَ جَدٌّ يَفْلِقُ الصَّخْرَ بَعْدَمَا ... أَظَلَّتْكَ خَيْلُ اَلحارثِ بنِ شَريكِ أَلَمَّتْ بِنَا وَجْهَ النَّهارِ. وقَدْ طَوَتْ ... بِكَ العِيسُ بَطْنَ المُسْتَوَى فَأَرِيكِ وَلَوْ أَصْبَحَ السَّعْدىُّ قيسٌ بأَرْضِنَا ... لأَضْحَى لِجُلِّ المَالِ غَيْرَ مَليكِ وقالت عُفَيْرة بنت طرَامَة الكلبيّةْ تَرَكْنَا الطُّلْسَ مِنْ فَتَيَاتِ قَيْسٍ ... أَيامَي بَعْدَ تَيْسِيرِ الخِضَابِ

وكُنَّ إذَا ذَكَرْنَ حُمَيْدَ كَلْبٍ ... صَقَعْنَ بِرَنَةٍ بَعْدَ اكْتِئَابِ فَلَمْ أَرَ للمَقَادَةِ كَالعَوَاليِ ... وَلاَ للِثَّأرِ كَالقَوْمِ الغِضَابِ أَرَاقَ البَحْدَلِيُّ دِمَاَء قَيْسٍ ... وَأَلْصَقَ خَدَّ قَيْسٍ بالتُّرَابِ وَأَفْلَتَنَا هَجِينُ بنِي سُلَيْمٍ ... يُفِدّى المُهْرَ مِنْ حُبَّ الإيابِ فَلَوْلاَ اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى ... لأَبْتَ وأنتَ غِرْبالُ الإهابِ جَعْدَة بن عبد الله الخُزَاعي ونَحْنُ مَنَعْنَا العَبْدَ إذ صَافَ سَهْمُهُ ... مِنَ القَوْمِ حَتَى خُلِّصَ العَبْدُ سَالِمَا وقُلْتُ لَهُمْ: يَا قَوْمَنَا إنَّ خَطْبَهُ ... دَقيقٌ وَلكِنْ لَيْس نُسْلِمُ جَارِمَا

وغَيْطَلَةٍ فِيها رِماحٌ وَخِلَّةٌ ... مُقَطَّعَةٌ، أوْسَاطَهَا الدّمُ جَازِمَا حَبَسْنَا بِهَا إذا ما تَزَيَّلَتْ ... نُقَطّع أوْصَالاً بِها وَمَعَاصِمَا صَبَرْنا وَلَمْ نَجْزَعْ عَلى كُلِّ شَرْمَحٍ ... طَوِيلِ اليَدَيْنِ لاَ يُقِرُّ المَظَالمِاَ وكُنَّا إذا مَا اَلحرْبُ شَبَّ وَقَودُهَا ... ضَرَبْنا بأثْمَانِ المَخَاضِ اَلجَماجِمَا عَمْرُو بن لَلأْي التيميّ، تَيْم اللاتِ يَا رُبّ مَنْ نُبِغضُ، أذْوَادُنَا ... رُحْنَ عَلَى بَغْضَائِهِ وَاغْتَدَيْنْ لَوْ يَنْبُتُ المرَعْى عَلَى أنفْهِ لَرُحْنَ مِنْهُ أصُلاً قَدْ أنَيْنَ

قَيْسَبَةُ بن كُلْثُوم الكِنديّ تَاللهِ لَوْلاَ انكِسَارُ الرُّمْحِ قَدْ عَلِموُا ... مَا وَجَدُونِي ذَلِيلاً كَالَّذِي وَجَدُوا قَدْ يُخْطَمُ الفَحْلُ قَسْراً بَعْدَ عِزّتِه ... وَقَدْ يُرَدُّ عَلَى مَكْرُوهِهِ الأَسَدُ مالك بن عبد الله النَّخَعِيّ أرَادَ أبو العُرْيَان حَبْسِى، وَأهْلُنَا ... بِأبْيَنَ أقْصَى الأَرْضِ مُمْسًى وَمُصْبَحاً وَإِنّي لَمِماَّ أنْ تُناخَ مَطِيَّتي ... عَلَى الحَجَةِ اللَّوْثَاءِ حَتَّى تُسَرَّحاً بِنُجْحٍ، وإمّا يَأْسٍ مُبَيِّنٍ ... سَلَوْتُ به حَاجَاتِ نَفْسِي فأسْمَحَا

الأجْدَعُ الهَمْدَاني وهَمٍّ قد نَشَلْتُ النَّفْسَ مِنْهُ ... إذا مَا أُفْحِمَ الجَدِلُ الخَلِيقُ وَأَشْرفتِ الجَحَافِلُ فاسْتَقَلَّتْ ... فُوَيْقَ لِثاتِها وَالقَومُ رُوقُ وَقَالَ دَليلُهُمْ لَمَّا أَتَاهُمْ: ... بأَعْلَى الخَبْتِ دَاهِيةٌ عَقُوقٌ وَعَيَّ القَائِلونَ فَلَم يَقُولُوا ... وَقَد بَحّتْ مِنَ الصَّخَبِ الحُلُوقُ يزيد بن حَبْنَاء، تمِيميّ ذَرِيني فَأِنّ العَيْشَ لَيْس بِدَائمِ ... وَلاَ تَعْجَلِي باللَّوْمِ يَا أمَّ عَاصِمِ وَلاَ تَعذُلِينِي فيِ الهَديَّةِ إنَّما ... تَكُونُ الهَدَايا مِنْ فُضُول المَغَانِمِ

الوَقَّاص بنُ عَدِىّ الكِلابيّ لا يغْرُرْكُمُ مِنَّى رُبَيْعٌ ... فَقَدْ يَنْأَى القَرِينُ عَنِ القَرِينِ فَما أُمّي بِرُهْمٍ قَدْ عَلِمْتُمْ ... وَلاَ بِالعَامِليَّةِ فأحْذَرُونِي وَلكِنِّي وُلِدْتُ بِنَجْمِ شَكْسٍ ... لِبَيْضاءِ الذَّوَائِبِحَيْزَبُونِ يَظَلُّ سَلِيمهُا تَجرِْى عَلَيْهِ ... جُرُوسُ الحَلْىِ مُخْتَلِفَ الشُّؤُونِ بَشامة المُرِّيّ أَبْلغْ حُبَاشَةَ أنّى غَيْرُ تَارِكِهِ ... حتَّى أُخَبِّرهُ بَعْضَ الَّذي كَانَا قَد نَحْبِسُ الحَقَّ حتَّى لاَ يُجَاوِزَنَا ... وَالحقُّ يَحْبِسُنَا فِي حِيْثُ يَلْقَانَا

ضِرَارِ بن فَضَالةَ الأسَدِيّ ونَاجيةٍ بَعْدَ الكَلالِ بَعَثْتُها ... تَجشَّمُ هُذْلُولاً مِن اللَّيل أَسْوَدَا لِنُدرِكَ سَعْى الحَضْرَميِّ بن عَامِر ... مُخِبًّا وَرٍِدْفاً تارَةً ومُفرِّدَا وَقَالوا غَبَنَّاكُم فَقُلْتُ كَذَبْتُمُ ... ذَهَبْتُمْ بأذْوَادٍ وَأَطْلَقْتُ سَيّدَا النَمِر بنِ تَوْلَبْ أبْقَى الحَوادِثُ وَالأيَّامُ مِنْ نَمِرٍ ... أَسْبَادَ سَيْفٍ قَدِيمٍ إثْرُهُ بَادٍ تَظَلُّ تَحفْرُِ عَنْهُ إنْ ضَرَبْتَ بِهِ ... بِعْدَ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَين والهَادِي

رجل من الأَزْدِ وَمَشْتَانَا أَبيدةُ إنْ سَلِمْنَا ... نَحُلُّ الرَّهْوَ مِنْهُ والصَّعِيدَا وَيَشْرَبُ مَاءها مَنْ عَاشَ مِنَّا ... وَيَكْسُو تُرْبُهَا المَيْتَ الفَقِيدَا مَقَّاسٌ العَائِذِيّ لَئن جَرِبَتْ أخْلاقٌ بَكْرِ بن وَائلٍ ... لَقَدْ جَعَلتْ أخْلاَقُ يَعْصُرَ تَطْبَعُ تَرَى الشَّيخَ مِنْهُمْ يَمْتَرِي الأَيْرَ بِأسْتِهِ ... كَمَا يْمتَرِيَ الثَّدْي الصّبِيُّ لِكُلِّ أَنَاسٍ سُلَّمٌ يُرْتَقَى بِهِ ... وَلَيْسَ إلَيْنَ فِي السَّلاَلِيمِ مَطْلَعُ

وَغَائِطُنَا الأَقْصَى حِجَازٌ لِمَنْ بِهِ ... وَكُلُّ حِجَازٍ إنْ هَبَطْنَاهُ بَلْقَعُ ويَنْفِر مِنَّا كُلُّ وَحْشٍ وَينتْمَِى ... إلى وَحْشِنَا وَحْشُ البِلاَدِ فَيَرْتَعُ شُتَيْمُ بن عمرٍو البَاهليّ إنَّ العُقُولَ فَأعْلَمَنَّ أَسِنَّةٌ ... حِدَادُ النَّواحِي أرْهَفَتْهَا الوَقَائِعُ وَإنَّ امْرَأ فِي النَّاسِ يُعْطِي ظُلاَمةٍ ... وَيَمْنَعُ نِصْفُ الَحقَّ مِنْهُ لَوَاضِعُ أَفَالْمَوت يخْشَى أثْكَلَ اللهُ أمَّهُ ... أمِ العَيْشَ يَرْجُو نَفْعَهُ وَهْوَ رَاضِعُ وَيَأكُلُ مَالَمْ يَنْدفِعْ في مَرِيثهِ ... وَيَمْسَحُ أَعْلَى بَطْنِهِ وَهْوَ جَائِعُ

مَعْدَانِ بن عُبَيْد الطائيْ خَلُّوا اللِوَى وَأسِنَّةً نُصَبتْ [بِهِ] ... إنَّ المتََالِفَ باللّوَى لَكَثِير إنَّ الفَرَائِضَ لاَفَرَائِضَ فَانْصَرِفْ ... حَتَّى يَقُومَ من العِبَادِ أَميرُ وله أيضاً يَا أَيُّهَا السَّاعِي الَّذِي قَدْ أُرْسِلاَ ... قَدْ بَدّلَ اللهُ القِلاصَ بَدَلاَ كَانَتْ فَرِيضَاتٍ فأَمْسَتْ أَسَلاَ

الكُمَيْتُ بن معروف خُذُوا الحَقَّ لاَ أُعْطِيكُمُ اليَوْمَ غَيْرَهُ ... وَللْحَقِّ إنْ لَمْ تَقْبَلُوا الحقَّ تَابِعُ فَلاَ الضَّيْمَ أُعْطيكُمْ مِنَ أجْل وَعِيدِكمْ ... وَلاَ الحقَّ مِنْ بَغْضَائِكُمْ أَنَا مَانِعُ فلَمْ أَرَ مِثْلَ الحَقِّ يَمْنَعُهُ آمْرُؤٌ ... وَلاَ الضَّيْمَ يَأتِيِهِ امْرؤٌ وَهْو طَاَئِعُ مَتَى مَا يَكُنْ مَوْلاكَ خَصْمَكَ جَاهِدَا ... تَضِلَّ ويَصْرَعْكَ الَّذينَ تُصَارِعُ بعض بني عُقَيْل لَقَدْ شَرِبَتْ مِنَّا عَرَادَةُ مَشْرَباً ... دَمًا طَيِّباً يا وَيْحَهَا أَيَّ مَشْرَبِ دَمًا مِثْلَ مَاءِ المُزْنِ إنْ فَاتَ فَاتَنَا ... حَمِيداً وَإلاَّ يَنْفَد الدَّهْرُ يُطْلَبُ سَنصُلىِ بِهَا القَوْمَ الَّذِينَ صَلُوا بِهَا ... وَإلاَّ فَمَعْكودٌ لَنَا أمُّ جُنْدُبِ

أحد بني عُذْرَة يَا لَيْتَ هَامَةَ قُنْفُذِ بنِ مُخاشِنٍ ... شَهدَتْ مَزَاحِفَ خَيْلِنَا بالأَجْوَلِ لاَ تَحْسَبَنْ أَنَّا نَسِينَا مُدْرِكاً ... كَلاَّ لَعَمْرِي إنَّنَا لمْ نَفْعلِ إنَي عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتِ وَإنَّنَا ... إِنْسٌ خُلِقْنَا مِنْ لِحَاءِ الجَنْدَلِ عَمْرُو بن سَلَمَةَ العَبِْدىّ، من كَلْب، ويقال: (عامر) مَا زِلْتُ أَضْرِبُهُ وَأَنْعَى مَالِكًا ... حَتَّى تركتُ ثِيابَهُ كَاَلخْيعَلِ وَتَرَكْتُ مُسْنَدَهُ وَمَوْضِعَ رَحْلِهِ ... طَيْراً تَوقَّعُ حَوْلَهُ كالنزَّلِ تَجْرِي الدّمَاءُ عَلَى مَحَاسِنِ وَجْهِهِ ... والنَّفْسُ سَاجِمةٌ كماءِ المَفْصَل الخَيْعَلُ: ضربٌ من الثياب غير مَنْصوحٍ الفرجين تلبسه العرب.

عَبْدُ هِنْد بن زيد التَّغْلبي أَلا رُبَّ هَمّ قَدْ خَلَوْتُ به وَحْدِي ... شَتِيتٍ فَمِنْهُ مَا أُسِرُّ وما أُبْدِى فأَمَّا الذَّي أُخْفِى فَلَسْتُ بذَاكِرٍ ... إلى مَنْ أراهُ لا يُبَالي الذَّي عِنْدِي وَأَمَّا الذَِّي عِنْدِي فبَلِّغْ ولا تَدَعْ ... بَني مَالكِ أنْ قَدْ أُشِئْتُ إلى الجَهْدِ فَإنَّ السِّنَانَ يَرْكِبُ المَرْءُ حَدَّهُ ... مِن الخِزْي أَوْ يَعْدُوا عَلَى الأسَد الوَرْدِ فَلاَ أَسْمَعَنْ مِنكُمْ بأَمْرٍ مُنَأْنَأٍ ... ضعِيفٍ وَلاَ تَسْمَعْ بهِ هَامَتي بَعْدِي وَإنَّ الَّذِي يَنْهَاكمُ عَنْ تَمَامِهَا ... يُنَاغِى نِسَاَء الحَي في طُرَّةِ البُرْدِ يُعَلَّلُ وَالأَيَّامُ تَنْقُصُ عُمْرَهُ ... كَمَا تَنْقُصُ النَّيرَانُ مِنْ طَرَفِ الزَّنْدِ فَسِيرُوا بقَلْبِ العَقْرَبِ الآنَ إنَّهُ ... سَوَاءٌ عَلَيْهِ النُّحُوسِ وبالسَّعْدِ ألاَ ليْتَ شِعْرِي مِنْ بَنىِ الجَوْنِ مَالِكٍ ... إِذَا مِتُّ مَنَْ يحْمِى ذِمَارَهُمُ بَعْدِي سَأَحْمِيهمُ مَادُمْتُ حَيًّ وَإنْ أَمُتْ ... يَقُومُوا عَلَى قَبرِ امْرِئٍ فَاجعِ الفَقِد

ابن مُفرِّغ، قال: هي للنجاشيّ، وغلط، لأنه ليزيد بن مُفَرِّغ الحميريّ أبِلغْ لَدَيْكَ بَنِي قَحْطَانَ مَأْلُكَةً ... عَضَّتْ بأيْرِ أَبِيهَا سَادَةٌ اليَمَنِ أَمْسَى دَعِيُّ زِيادٍ فَقْعَ قَرْقَرَةٍ ... يَا للَعَجَائِبِ يَلْهُو بابنِ ذِي يَزَنِ وَالأَجْبَهُ بنُ نُمَيْرِ فَوقَ مِفْرَشِه ... يَرْنُو إلى أَحْوَرِ العَيْنَيْن ذِي عُكَنِ قُومُوا فَقُولُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينََ لنَا ... حَقٌ عَلَيْكَ وَمَنٌ لَيْسَ كالمِنَنِ فَازْجُرْ دَعِيَّ زِيادٍ عَنْ كَرِيَمتِنَا ... مَاذَا تُريدُ إلى الأحقْادِ والدِّمَنِ عَطيَّةُ الكلبيّ، وهو مَوْلَى لثابت بن نُعَيْم الجُذَامِيّ أَبْلغْ بنِي القَيْنِ عَنْ قَيْسٍ مُغَلْغَلةً ... قَوْمِي ومَشْجَعةَ النَّائِي بهَا الوَطنُ وَدِّي إذا غِبْتُمُ عَنْ نَصْرِ قومِكمُ ... كُنْتُم جَمِيعاً وَأدْنَى دَارِكُمْ عَدَنُ لَوْ تأْذَنُونَ إلى الدَّاعِي لَكَانَ بِنَا ... يَوْمَ الطِّعَانِ إلى دَاعِيكُمُ أَذَنُِِِِِِ يَا ثَابتَ بنَ نُعَيْمِ دَعْوةً جَزَعاً ... عَقَّتْ أَبَاهَا وَعَقَّتْ أُمَّها اليَمَنُ

كَمْ مِنْ أخٍ لَكَ أوْ مَوْلَى فُجِعْتَ بهِ ... يَوْمَ الوَقيعَةِ لم يُنْشَرْ له كَفَنُ وَمِنْ يَمَانِيَّةٍ بَيْضاء مُوجَعَةٍ ... مَا إن يَسُوغُ لَهَا ماءٌ ولا لَبَنُ مَفْجُوعةٍ بِذَوِي القُرْبَى إذَا ظَمِئَتْ ... رَدَّ الشَّرَابَ عَلَيْها الثُكْلُ والحَزَنُ يَا ثَابِتَ بْنَ نُعَيْم مَا بِكُمْ ثُؤَرٌ ... أبَعْدَ عامِكَ هَذَا تُطْلَبُ الإحَنُ بَيِّنْ لَنَا يأمُرِ الجُندَانِ أَمرَهما ... مَاذَا تُريدُ بأنَا مِنْكمُ قَمَنُ قَدْ طَالَ مَا قَد أرَى أَشْرَافَنا أكَلَتْ ... أَحْسَابَهَا وَتَأتَّيْنَاكَ مُذْ زَمنُ يَا خَيْرَ منْ طَلَبَ اللهُ الدِّمَاَء بِهِ ... حَاش النَّبيَّ وإن قَالُوا هَنٌ وهَنُ أَنَائِمٌ أَنَتَ أم مُغْضٍ عَلَى مَضَضٍ ... كَلاَّ وأنْتَ على الأَحْسَابِ مُؤْتَمَنُ وَتَارِكٌ أنْتَ مَالَ اللهِ يأكلُهُ ... عَيْرُ الجَزيَرةِ والأشْرَافُ تُرْنَهنُ أَوْ يَهْجَعَنَ سَليماً في مَنَازِلِهِ ... أو يَأْمَنَنَّ وأهْلُ الخَوْفِ مَ أَمِنُوا الكَرَوَّسُ الطائيّ وَقَالَ رِجَالٌ قَدْ غَرِمْتَ غَرَامَةً ... فقُلْتُ كَذَبْتُمْ إنَّمَا أنَا غَانِمُ

أمِيرةُ أَحْظَى عِنْدَنا مِنْ قلاَئِصٍ ... تَعَرَّقُها عَنّا السَّنُونُ العُوَارِمُ فَلَوْ كُنْتُ خَوَّارَ العَصَا لأطَاحَنِي ... رِجَالُ قُرَيْشٍ دُونَها والدَّرَاهِمُ الفرزدق تَرَوَّحْ يَا لَقِيطُ فَإنَّ لَيْلَي ... إلى حَسَبٍ مَبَاءتُهُ مُنيفُِ وَفِي الأعْيَاصِ أَصْهَارٌ للِيْلَي ... وَفِي قَبْرِ لَهَا صِهْرٌ شَريفُ مَالك بن حَرِيم بن مالك الهندانِيّ فَنَحْنُ جَلبْنَ الَخْيلَ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ ... إلى أن هبطْنَا أرْضَ نَجْرَان أرْبَعا فَمَنْ يَأْتِنَا أوْ يَعْتَرِضْ لِطَرِيقنَا ... يَجِدْ أثَراً نَهْجاً وسَخْلاً مُوضَّعَا

وأَيُّ بَعيرٍ قَامَ عُلِّقَ رَحْلُهُ ... وَإنْ هُو أَنْقَى عَلَّقُوهُ مُقَطَّعَاِِِِِِِِِِِِ تَرَى الْمُهْرَةَ الرَّوْعَاَء تَنْفَضُ رَأَسَهَا ... كَلاَ لاَ وَأيْنَا والجَوَادَ المُقَزَّعَا ونَخْلَعُ نَعْلَ العَبْدِ من سُوءِ قَوْدِهِ ... لِكَيْمَا يَكُونَ العَبْدُ للقَوْدِ أَضْرَعَا وَقَدْ وَعَدُوهُ عُقْبََةً لِيَنَلَهَا ... فَمَا نَالَهَا حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ أَدْرَعَا وَأَكَّلَ عَقْيَبْهِ القَصِيمُ وأَصْبَحَتْ ... أنَامِلُ رِجْلَيْهِ رَواعِفَ دُمَّعَا طَلَعْنَ هِضاباً ثُمَّ عَالَيْنَ قُنَّةً ... وَجَاوَزْنَ خَبْتاً ثُمَّ أَسْهَلنَ بَلقْعَا وتَهْدِي بِيَ الخَيْلَ المُغِيرَةَ نَهْدَةٌ ... إذا مَا جَرَتْ صَابَتْ قَوَأئِمُهَا مَعَا إذَا وَقَعَتْ إحْدَى يَدَيْهَا بثَبْرَةٍ ... تجاوَبُ أَثْنَاءُ الثَّلاَثِ بِدَعْدَعَا جَعْفَر بن عُلْبَةَ الحارثِي كَأنَّ العُقَيْليِّينَ يَوْمَ لَقِيتُهُمْ ... فِرَاخُ قَطاً لاَقَيْنَ أَجْدَلَ بَازياَ فَلَيْسَتْ وَرَائِي حَاجَةٌ غَيرَ أنَّني ... وَدِدْتُ مُعاذاً كَانَ فيمنْ أَتَانِيا فَتَصْدُقَهُ النفْسُ الكَذُوبُ بَسَالَتِي ... وَيَعْلَمُ بالعَشْواءِ أنْ قَدْ رَآنِيَا

شُتَيْمُ بن خُوَيْلِدٍ الفَزَارِيّ سَائِلْ عُقَيْلاً عَنَّا وَاخْوَتَهُمْ ... بَنِي نُمَيْرٍ فَفِيهِمُ الخَبَرُ في أيِّ عِيصٍ وَشَوْكَةٍ وَقعُوا ... وَأَيَّ قَوْمِ بِغِرَّةٍ=وَغَرُوا وَلَّوْا وَأَرْمَاحُنَا حَقَائِبُهُم ... نُكْرِهُها فِيهِمُ وتَنأطِرُ زُرْقٌ يُصَيِّحْنَ في المُتُونِ كما ... هاجَ دَجَاجَ المدينةِ السَّحَرُ ناجية الجَرْميّ أَلا لَيْتَ هِنْدلً غيرَ أَنْ لاَ يَشُفَّهَا ... رَأَتْنِي وسَعْداً حِين غَابَ الطَّلاَئعُ وَلَمَّا عَلاَنِي بالقَطِيعِ عَلَوْتُهُ ... وفَي الكَفَ صَافٍ كَالعَقيقِة قَاطِعُ يَخِرُّ وَيَكْبُو للِيَدَيْنِ وَتَارَةً ... تَمَسُّ لِحَانَا الأَرْضَ وَالمَوْتُ كَانِعُ

فَطَارَ بِكَفَّي نَصْلُهُ ورِئَاسُهُ ... وَفِي عُنْقِ سَعْدٍ غِمْدُهُ والرَّصَائِعُ أُعَوِّدُهُ الفِتْيَانَ بَعْدِي لِيفْعَلُوا ... كَفعْلِي إذَا ما جَارَ في الحُكْمِ ظاَلِعُِِِِِِِِِِِِ يُنَاشِدُني سَعْدٌ بِخُلَّةِ بَيْننا ... وسِرْبالُ سَعْدٍ مِنْ دَمِ الجوْفِ ناقعُ وَسَائِلةٍ بالغَيْبِ عَنِّي وسَائِلٍ ... بِنَاجِيَةَ الجَرْمِيِّ كَيْفَ يُماصِعُ عَبد الله بن سَبْرة الحَرشِيُّ وَيْلُ أمِّ جَارٍ غَدَاةَ الجَسْرِ فَارَقَنَي ... أعْزِزْ عَلَىَّ بِهِ إِذْ بَانَ فَانْصَدَعَا يُمْنَى يَدَيَّ غَدَتْ مِنِّي مُفَارِقَةً ... لَمْ أسْتَطِعْ يَوْمَ خِلْطَاس لَهَا تَبَعَا وَمَا ضَنِنْتُ عَلَيْهَا أَنْ أُصَاحِبهَا ... لَكِنْ حَرَصْتُ عَلَى أَنْ نَسْتَريحَ مَعَا وَقَائِلٍ غَابَ عَنْ شَأْنِي وَقَائِلَةٍ ... هَلاَّ اجْتَنَبْتَ عَدُوَّ اللهِ إِذْ صُرِعَا فكَيْفَ أَتركُهُ يَمْشِي بِمُنْصُلِهِ ... نَحوِْي وَأَجْبُنُ عَنْهُ بَعْدَ مَا وَقَعَا مَا كَانَ ذلِكَ يَوْمَ الرَوْعِ مِنْ خُلُقي ... وَإِنْ تَقَارَبَ مِنَّي المَوْتُ فَاكْتَنَعَا وَيْلُ أمّهِ فَارِساً وَلّتْ كَتِيبَتُهُ ... حَامَي وَقَدْ ضَيَّعُوا الأَحْسابَ فَارْتَجَعَا

يَمْشِي إلى مُسْتَمِيتٍ مِثْلِهِ بَطَلٍ ... حَتَّى إذَا ما عَلَى سَيْفَيْهِمَا امْتَصَعَا كُلٌّ يَنُوءُ بِماضَي الَحدِّ ذِي شُطَبِ ... جَلاَ الصّيَاقِلُ عَنْ دُرِّيِّهِ الطَّبَعَا حَاسَيْتُهُ المَوْتَ حَتَّى اسْتَفَّ آخرَهُ ... فَمَا اسْتَكَانَ لِمَا لاَقَى وَلاَ جَزِعَا كَأَنَّ جُمَّتَهُ هُدّ ابُ مُخْمَلَةٍ ... أَحَمُّ أزرق لَمْ يَشْمَطْ وَقَدْ صَلِعَا فَإِنْ يَكُنْ أَطْرَبُونُ الرُّومِ قَطَّعَهَا ... فَقَدْ تَرَكْتُ بِها أَوْصَالُهُ قِطَعَا وَإِنْ يَكُنْ أَطْرَبُونُ الرُّومِ قَطَّعَهَا ... فَإنَّ فِيهَا بِحَمْدِ الله مُنْتَفَعَا بنانتانِ وَجَذمورٌ أُقيمُ بِهِ ... صَدْرَ القَنَاةِ إذا مَا آنَسوا فَزَعا عبد الرحمن بن حُرَيثٍ الجُهَنِيّ تَرَكْنَا بِذِي أَسْمَاَء مِنهمْ مُحَلِّماً ... وَنَوْفَلَ يَحْبُوا وَابنَ ضَمْرة حذْيَمَا وَمَا إنْ قَتَلْنَاهُمْ بِأكْثَرَ مِنْهُمُ ... وَلكنْ بأَوْفَى فِي الطِّعَانِ وَأَكْرمَا

المرَّارُ الفَقْعسِي لاَ يَقْطعِ اللهُ اليَميِنِ التَّي رَمَتْ ... عَلى قَضْبَةٍ قَدْ لاَنَ واشْتَدَّ عُودُهاِِِِِِ رَمَاهَا بمَطْرُورٍ أَمَازِقَ بينها ... على عُدَوَاَء وَالعُتَيْرُ يَقُودُها رَمَى رَمْيةٍ لَوْ قُسِّمَتْ بينَ عَامِرٍ ... وَذُبْيانهَا لَم يَبْقَ إلاَّ شَرِيدُها فَرْوَةَ بنَ مُسَيْك المُراديّ مَرَرْن عَلَى لُفَاتَ وَهُنَّ خُوصٌ ... يُنَازِ عْنَ الأعِنّةَ يَنْتَحِينَا

فَإِنْ نُهْزَمْ فهَزَّامُونَ قِدْماَ ... وَإنْ نُغلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبينَا فَمَا إن طبِنُّا جُبْنٌ ولَكنْ ... مَنَايَانَا ودَوْلَةُ آخَرِينَا وَمَن يُغْرَرْ برَيْبِ الدَّهْرِ يَوْماً ... يَجِدْ رَيْبَ المَنُونِ لَهُ خَؤونَا فَأَفْنَى ذَاكُمُ سَادَاتِ قَومِي ... كَمَا أَفْنَى القُرُونَ الأوَّليِنَا فَلَوْ خَلَدَ المُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا ... وَلَوْ بَقِيَ المُلُوكُ إذاً بَقينَا الأجْدَعُ الهَمْدانيّ رَدَدْتُ الحَيَّ حَيَّ بَني نُميْرِ ... وَلَمْ أعْنُفْ بِهِمْ رَدًّا يَسِيرَا وَقَدْ قَالَتْ نُوَيرَةُ لَيْس حَيٌّ ... عَلَى الجُلَّى يَكُونُ لَنَا خَفيرَا رَأَتْ رَجْرَاجَةً حَجَفاً وبَيْضاً ... وَنَقْعاً بِالحُبَابَةِ مُسْتَدِيرَا فَلاَ وَأَبِيكِ مَا طَلَعُوا لِشَرٍّ ... وَهُمْ يُزجُجُونَ في غرْقي بَعيرَا رَأَيتُ الذَّمَّ أغْبرَ جَأنِباهُ ... وَكَانَ الحَمْدُ أَبْلَجَ مُسْتَنِيرَا

أبو جِلْدَةَ اليَشْكُرِيّ لَعمْرِي لأهْلُ الشَّامِ أَطْعَنُ بالقَنا ... وَأَحْمَى لِمَا يُخْشَى عَلَيْهِ الفَضَائِحُ ترَكْنَا لَهمْ صَحْنَ العِرَاقِ وَنَاقَلتْ ... بِنَا الأعْوَجِيّاتُ الطِّوَالُ الشَّرامِحُ فُقْلْ لِنساءِ المِصْرِ يَبْكِينَ غَيْرَنَا ... وَلاَ يَبْكِنَا إلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ أبو الوليد إِنَّ بَنِي عَبْدِ العزِيزِ عِصَابةٌ ... أُبَاةٌ عَلَى البَغْضَاءِ والشَّنَآنِ نَعِيشُ على بُغْضِ الرِّجَالِ وَعِنْدَنَا ... قِصَاصٌ بِإِكْرَامٍ لَهُمْ وَهَوَانِِِِِِِ بَنِي عمِّنا لاَ تَقْرَبُوا صُلْحَ بَيْنَنا ... وَلاَ صُلْحَ مَا دَامَتْ هِضَابٌ أبَانِ وَمَا بَعُدَتْ أحْسَابُكُمْ غَيْرَ أنّكُم ... بَعِيدُونَ مَن بِرٍّ بِنَا ولَياَنِ

بعض السعديتين سعد هوازن، هي لعُبَيْد بن أَيُّوبْ إِنِّي وبُغْضِي الإنْسِ مَنْ بَعْدِ حُبّهم ... وصَبْرِي عّمنْ كنتُ مَا إنْ أُزَايِلُهْ لَكَالصّقْرِ جَلَّى بَعْدَ ما صَادَ قُنْيَةً ... قَدِيرَا ومَشْوِيًّا عَبيطاً خَرادِلُهْ أَهَابُوا بِهِ فَازْدَادَ بُعْداً وَهَاجَهُ ... عَلَى النّأْيِ مِنْهُ صَوْتُ رَعْدٍ وَوَابِلُهْ أَلَمْ تَرَنِي حَالَفْتُ صَفْرَاَء نَبْعَةً ... لَهَا رَبَذِيٌّ لَمْ تُقَلَّلْ مَعَابِلُهْ وَطَالَ احْتِضَانِي السَّيْفَ حَنَّى كَأَنَّما ... يُلاَطُ بِكَشْحِي جَفْنُهُ وحَمَائِلُهْ أخُو فَلَوَاتٍ حَالَف الجِنَّ وَانْتَحَى ... عَن الإنْسِ حَتَّى قَدْ تَقَضَّتْ وَسَائِلُهْ لَهُ نَسَبُ الإنْسيِّ يُعَرفُ نَجْرُهُ ... وَللِجنِّ منْهُ شَكْلُه وشَمَائلُهْ درَّاج الضِّبَابيّ أَبِلغْ بَنِي عَمْرِو إذَا مَا لَقِيتَهُمْ ... بِآيَاتِ كَرَّاتِي إذَا الخْيلُ تُقْدَعُ

وَلَمَّا دَخَلْتُ السَّجْنَ أَيْقَنْتُ أَنَّهُ ... هُوَ البَيْنُ لاَ بَيْنُ النَّوَى ثُمَّ يَجْمَعُ إذَا أُمُّ سِرْيَاحِ غَدَتْ في ظَعَائِنٍ ... طَوَالِعَ نَجْدِ فَاضَتِ العَيْنُ تَدْمَعُ فَمَا السِّجْنُ أبْكَانِي وَلاَ القَيْدُ شَفَّنِي ... وَلاَ أَنَّني مِنْ خَشْيَةِ القَيْدِ أَجْزَعُ بَلَى إنَّ أَقْوَامَا أَخَافُ عَلَيْهمُ ... إذَا مِتُّ أنْ يُعْطُوا الَّذِي كُنْتُ أمْنَعُ ابنُ بَرَّاقَةَ الهَمْدَانِيّ تَقُولُ سُلَيْمَى لاَ تَعَرَّضْ لِتَلْفَةٍ ... وَلَيْلُكَ مِنْ لَيْلِ الصَّعَاليِكِ نَائِمُ وَكَيْفَ يَنَامُ اللَّيْلَ مَنْ جُلُّ مَالِهِ ... حُسَامٌ كَلَوْنِ المِلْحِ أبْيَضُ صَارِمُ ألَمْ تَعْلَمِي أنَّ الصَّعَالِيكَ نَوْمُهُمْ ... قَلِيلٌ إذَا نَامَ البَطينُ المُسَالِمُ جُرَازٌ إذَا مَسَّ الضَّرِيبَةَ لَمْ يَدَعْ ... بِهَا طَمَعَاً طَوْعُ اليَدَيْن مُكَارِمُ كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللهِ لاَ تَأْخُذونَهَا ... مُرَاغَمَةً مَا دَامَ للِسَّيْفِ قَائِمُِِِِِِ

كَأَنَّ حَرِيماً إذْ رَجَا أَنْ أرُدَّها ... وَيَذْهَبَ مَالِي يَا ابْنةَ القَوْمِ حَالِمُ مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكِيَّ وَصَارِماً ... وَأَنْفاً أَبِيَّا تَجْتَنِبْكَ المظَالِمُ وَمَنْ يَطْلُبِ الماَلَ المُمَنَّعَ بالقَنَا ... يِعشْ مُثْرِياً أوْ تخْتَرِمْهُ المَخَارِمُ وَكُنْتُ إذَا قَوْمٌ غَزَوْني غَزَوْتُهُم ... فَهَلْ أنَا فِي ذَا يآلَ هَمْدَانَ ظَالِمُ فَلاَ صُلْحَ حَتَّى تُقْدَعَ الخَيْلُ بِالقَنَا ... وَتُضْرَبَ بالبيِضِ الخِفَافِ الجَمَاجِمُ إذَا جَرَّ مَوْلانَا عَلَيْنَا جَرِيرَةً ... صَبَرْنا لَهَا إنَّا كِرَامٌ دَعَائِمُ وَنَنْصُرُ مَوْلاَنَا وَنَعْلَمُ أَنَّهُ ... كَمَا النَّاسُ مَجْرُومٌ عَلَيْهِ وَجَارِمُ سَهْم بن حَنظلة الغَنَوِيّ أعْصِ العَوَاذِلَ وَأرْمِ النَّاسَ عَنْ عُرُضٍ ... بِذِي سَبِيبٍ يُقَاسِي لَيْلَهُ خَبَباً كَالسِّمْع لِم يَنْقُبِ البَيْطَارُ سُرَّتَهُ ... ولم يَدِجْهُ ولَمْ يَغْمِزْ لَهُ عَصَباً حَتَّى تُصَادِفَ مَالاً أَوْ يُقَالً فتًى ... لاَقَى التَّيِ تَشْعَبُ الفِتْيَان فَانْشَعَبَا

وقال آخر قُلْ للُّصُوصِ بَني اللَّخْنَاءِ يَحْتَسِبُوا ... بَزَّ العِرَاقِ وَينْسَوْا طُرْفَةَ اليَمَنِ وَيتْرُكُوا الخَزَّ والمَرْوِىَّ يَلْبَسُهُ ... قُعْسُ المَوَالِى ذَوِي الأَعْنَاقِ والعُكَنِ أَشْكُو إلى اللهِ صَبْرِي عَنْ زَوَامِلِهِمْ ... وَمَا أُلاقِي إذَا مَرَّتْ مِنَ الَحزَنِ وقال أيضاً يُقِرُّ بِعَيْنِي أنْ أَأُوبَ بِرِزْمَةٍ ... عِرَاقيَّةٍ قَدْ حُزَّ عَنْهَا كِتَابُهَا وَأَنْ أَصْحَبَ الفِتْيَانَ يأْدُونَ رُفْقةٍ ... مُخِّيمَةً بالسِّيِّ ضَاعَتْ رِكَابُهَا أُتِيحَ لَهَا بالصَّحْنِ صَحْنِ عُنَيْزَةٍ ... وسَمْنَانَ فِتْيَانٌ جُرُودٌ ثِيَابُهَا

ذِئَابٌ تَعَاوَتْ مِنْ سُلَيْمٍ وعامرٍ ... وجَسْرٍ وقَدْ تُلْفَى هُنَاكَ ذَئَابُهَا ألاَ بأَبِي أَرْضُ العِرَاقِ وَطيبِهُا ... إذَا فُتِحَتْ بَعْدَ الطِّرَادِ عِياُبهَا الأُحَيْمِرُ السَّعديِِِِِِّ وَإِنِّي لأَسْتَحْيِ مِنَ اللهِ أَنْ أُرَى ... أَطُوفُ بِحَبْلٍ لَيْس فِيِه بَعِيرٌ وَأَنْ أَسْأَلَ المَرَْء اللَّئيِمَ بَعِيرَهُ ... وَبُعْرَانُ رَبِّي في البِلاَدِ كَثيِرُ عَوَى الذِّئبُ فَاسْتأنَسْتُ للِذَّئْبِ إذْ عَوَى ... وَصَوّتَ إِنْسَانٌ فَكِدْتُ أَطِيرُ يَرَى اللهُ أَنِّى للأَِنيس لَشاَنِيٌ ... وَتُبْغضُهُمْ ليِ مُقْلَةٌ وضَميرُ سعد بن مالك بن الأُقَيْصِرِ السَّعْدِي إنَّكَ لَوْ لاَقَيْتَ سَعْدَ بنَ مَالكٍ ... للاقَيْتَ مِنْهُ بَعْضَ مَا كَانَ يَفعلُ

وَإنَّكَ لَوْ لاَقَيْتَ سَعْدَ بنَ مَالكِ ... لَعَدَّيْتَ عن سَعْدٍ وظَهْرُك أَجْزَلُ مَتَى تَلْقَنِي يَعْدُو ببَزّي مُقَلّصٌ ... كُمَيْتٌ بَهيمٌ أَوْ أَغَرُّ مُحَجَّلُ تُلاَقِ اَمْرءا إِنْ تَلْقَهُ فَبِسَيْفِهِ ... تُعَلِمُكَ الأيِّامُ مَا كُنْتَ تَجْهَلُ عبد الله بن ثَعْلبة اليَشكُريُّ الأزْديّ أأُمَيَّ إِني لَوْ شَهِدْتُكِ ... عِنْدَ مَثْكَلةِ الرَّضاعِ لَحَمْيْتُكِ الأَعْدَاَء أَوْ ... لأَذِنْتُ نَمَّ إلى المِصَاعِ فَلَئِنْ عَمِرْتُ لأَشْفِيَنَّ ... النَّفْسَ مِنْ تِلْكَ المَسَاعِي ولأَعْلِمَنَّ البَطْنَ أَنَّ ... الزَّادَ لَيْسَ بُمسْتَطَاعِ أَمَّا النَّهاَر فَرَابئٌ ... قَوْمِي بِمرْقَبةٍ يَفَاِع أَثَرُ الخِشاشِ بِهَا كَمِثْلِ ... السَّيْرِ في سَرْدِ الصَّنَاعِ وَاللَّيْلَ أَبْطُنُ ذَا الخُضَاخِضِ ... وَالمَسَالِكَ ذَا النِّقاعِ

في قَرَّةٍ هَلَكٍ وشَوْكِ ... مِثْلِ أَنْيَابِ الأَفَاعِي تَرِدُ السِّبَاعُ مَعِي فأُلْفَى كَالمُدِلِّ مِنَ السِّبَاعِ وقال ربيعة بن مالك العامريّ فَاسْأَلْهُمُ بالجِزْعِ كَيْفَ بُدَاهَتِي ... وَاسْأَلْهُم عَنَّي بِجِزْعِ الأَسْوَدِ وَلَنِعْمَ حَشْوُ الدِّرْعِ حِينَ لَقِيُتهُ ... سَعْدٌ ونِعْمَ فَتَى النَّدِيِّ المُنْتَدِيِِِِِِ طَاعَنْتُهُ وَالمَوْتُ يَلْحَظُ دَائِباً ... مُهَجَ النُّفوسِ مَتَى يُقَالُ لَهُ رِدِ فَأَزَالنَيِ عَنْهُ الشَّليلُ وَفَارِسٌ ... يَحْنُو عَلَيْهِ وَفَارِسٌ لم يَشْهَدِ يَأْوِي إلى مِثْلِ العَرِينِ وَجَانِبي ... لَمَّا الْتَقَيْنَا كَالعَراءِ الأَجْرَدِ الحارث بن طُفَيْل الغنويّ لِمَنِ الدِّيَارُ عَفَوْنَ بالسُّهْبِ ... بُنَيِتْ عَلَى خَطْبٍ مِنَ الخَطْبِ

بُنِيَتْ عَلَى سَعْدِ السُّعُودِ وَلَمْ ... تُوضَعْ عَلَى الدَّبَرَانِ والقَلْبِ إذْ لاَ تَرَى إلاَّ مُقَاتِلةٍ ... وَعَجَائِزاً يُرْقِلْنَ كَالرَّكْبِ وَمُدَجَّجاً يَسْعَى بشِكَّتِهِ ... مُحْرَّةً عَيٍْنَاهُ كَالكَلْبِ وَمَعَاشِراً صَدَأ الحَدِيدِ عَلَيْهِمُ ... عَبَقَ الهِنَاءِ مَخَاطِمَ الجُرْبِ وَإذَا سَمِعْتُ نَزَالِ قَدْ دُعِيَتْ ... أَيْقْنَتُ أَنَّهُمُ بَنُو كَعْبِ وَرَمَيْتُ جَمْعَهُمُ بِغُرَّتِهِ ... فَمَضَى وَرَاشُوهُ بِذِي لَغْبِ شُكُّوا بِحَقْوَيْهِ القِدَاحَ كَمَا ... نَاطَ المُعَرِّضُ أَقْدُحَ القَضْبِ

بعضُ بَني ثُعَل تَلَمَّظَ السَّيْفُ مِنْ شَوْقٍ إلى أَنَسِ ... فَالمَوْتُ=يَلْحَظُ وَالأَقْدَارُ تَنْتِرُ أَظَلَه مِنْكَ حَتفٌ قَدْ تَجَلَّلَهُ ... حَتَّى يُؤَامِرَ فِيهِ رَأيَكَ القَدَرُ أَمْضَى مِنَ السَّيْفِ إلاّ عِنْدَ قُدْرَتِهِ ... وَلَيْسَ للِسَّيْفِ عَفْوٌ حِينَ يَقْتَدِرُ الشنْفَرَي إذَا أَصْبَحْتُ بَيْنَ جِبَالِ قَوٍّ ... وَبِيضَانِ القُرَى لَمْ تَحْذَرِينِي

فَإمَّا أَنْ تَوَدِّينَا فَنَرْعَى ... أَمَانَتَكُمْ وَإمّا أَنْ تَخُونِي سَأُخْلِي للِظَّعِينَةِ مَا أَرَادَتْ ... وَلَسْتُ بِحَارِسٍ لَكِ كُلَّ حِينِ إذَا مَا جِئْتِ مَا أَنْهَاكِ عَنْهُ ... وَلَمْ أُنْكِرْ عَلَيْكِ فَطَلِقَيِنِي فَأَنْتِ البَعْلُ يَوْمَئِذٍ فَقُومِي ... بِسَوْطِكِ لاَ أَبَا لَكِ فَاضْربِينِيِِِِِِ كَرِبُ بن أَخْشَن العُمَيْريّ، من ربيعة القَارِحُ النَّهْدُ الطَّوِيلُ الشَّوَى ... وَالنَّثْرَةُ الحَصْدَاءُ والمُنْصُلُ وَالضَّرْبُ فِي إقْبَالِ مَلْمُوهَةٍ ... كَأَنَّمَا لأْمَتُهَا الأَعْبَلُ فِي غَمْرَةٍ تَحْذِمُ أَبْطَالَهاَ ... مِنْ هَبْوَةٍ عَالِيهمُ القَسْطَلُ خَيْرٌ لِمَنْ يَطْلَبُ كَسْبَ الغِنَى ... مِن جَنَّةٍ شِيدَ بِهَا مِجْدَلُ وَإنْ زَهَا سَامِقُ جَبَّارِهَا ... وَاعْتَمَّ مِنْهَا القَضْبُ وَالسُّنْبُلُ

وقال آخر رَمَى الفَقْرُ بالفِتْيَانِ حَتَّى كَأَنَّهُمْ ... بِأَقْطَارِ آفَاقِ البلاَدِ نُجُومُ وَإنَّ اَمْرَأَ لَمْ يُفْقِرِ العَامَ نَبْتَهُ ... وَلَمْ يَتَخَدَّدْ لَحْمُهُ لَلَئِيمُ الأخْرَمُ السِّبِسِيَ لَمَّا الْتَقَى الجَمْعَانِ جَمْعَا طَيَّءٍ ... كُلٌّ يَقُولُ قَِيُنَا لاَ يُهْزَمُ فَتَصَادَمَ الجَمْعَانِ ثُمَّ عَلاَهُمَا ... أَمْرٌ وسَيْفٌ للِمَنِيَّةِ مِخْذَمُ وَلىَّ بُجَيْرٌ والسِّنَانُ بِنَحْرِهِ ... وَيَقُولُ نَحْنُ لَكُمْ أَعَقُّ وأظْلَمُ يَدْعُو جَدِيلةَ والرِّماحُ تَكُبّهُ ... حَتَّى اسْتَتَِبَّ بِهِمْ شَقِيقٌ أَدْهَمُ زَعَمُوا بِأنَّا لاَ تَكُرُّ جيَادُنَا ... وَهُمُ الفَوَارِسُ وَالفَوَارِسُ أَعْلَمُ

عمرو بن الأهتم التغلبيّ اِشْرَبَا مَا شَرِبْتُمَا إنَّ قَيْساً ... مِنْ قَتِيلٍ وَهَارِبٍ وأَسِيرِ لاَ يَجُوزَنَّ أَرْضَنَا مُضَرِيٌّ ... بِخَفِيرٍ وَلاَ بِغَيْرِ خَفِيرِ أيَّهُوا الشَّرَّ عِنْدَهُمْ فَأَتَاهُمْ ... مِنْ قَبُولٍ عَلَيْهِمُ وَدَبُورِ كَمْ تَرَى مِنْ قَاتِلٍ وَقَتِيلٍ ... وَسِنَانٍ فِي عَامِلٍ عَامِلٍ مَكْسُورِ وسَوَاعِيدَ يُخْتَلَيْنَ اختلاءا ... كَالمَغَالِي يَطِرْنَ كُلَّ مَطِيرِ وَرُؤُوسٍ مِنَ الرَّجَالِ تَدَهْدَي ... وَجَوَادٍ بِسَرْجِهِ مَعْقُورِِِِِِِ

وقال عمرو بن الأهتم لَيْسَ بَيْنِي وَبينَ قَيْسٍ عِتابٌ ... غَيرُ طَعْنِ الكُلَى وضَرْبِ الرِّقَابِ إذْ جَزَيْنَا قُشَيْرَهُمْ وهِلاَلاً ... وَأبَرْنَا قَبِيلةَ ابنِ الحُبَابِ واقْتَضَيْنَا دُيُونَنَا في عُقَيْلٍ ... وَشفَيْنا غَلِيلَنَا مِنْ كِلابِ نَزَلُوا مَنْزِلَ الضِّيافَةِ مِنْها ... فقَرَى القَوْمَ غِلْمَةُ الأَعْرَابِ أبو الخطّار الكلبيّ أَفَادَتْ بَنُو مَرْوَانَ قَيْساً دِمَاَءنَا ... وَفي اللهِ لَمْ يُنْصِفُوا حَكَمٌ عَدْلُ كَأَنَّهُمُ لَمْ يَشْهَدُوا مَرْجَ رَاهِطٍ ... وَلَمْ يَعْلَمُوا مَنْ كَانَ ثَمَّ لَهُ الفَضْلُ وَقَيْناكُمُ حَرَّ القَنَا بنُفُوسِنَا ... وَلَيْس لَكْم خَيْلٌ سِوَانا وَلا رَجْلُ

فَلَمَّا رَأَيْتُمْ وَاقِدَ الحَرْبْ قَد خَبَا ... وَطَابَ لَكُمْ مِنها المَشَارِبُ والأكلُ تَغَاَفْلُتُمُ عَنَّا كَأَنْ لَمْ نَكُنْ لَكُمْ ... صَدِيقاً وَأنتمْ ما عَلمْتُ لهَا فِعْلُ فَلاَ تَعْجَلُوا إن دَارَتِ الحَرْبُ دَوْرةً ... وَزَلَّتْ عَنِ المَوْطَأةِ بِالقَدَمِ النَّعْلُ عَجْلانُ بن لاَيٍ الغَنَويّ عَجِبْتُ لِدَاعِي الحَرْبِ والحَرْبُ شَامِذٌ ... لَقُوحٌ بِأَيْدِينَا تُحَلُّ وتُرْحَلُ وَأَعْجَبَني وَلَسْتُ بَعْدُ بِعَاجِبٍ ... سَمَامَةُ سَبْعٍ والعَجَاجةُ تُرْكَلُ وإرْداؤُهُ كُرْزَ بنَ عمِرو بنِ عامرٍ ... كَمَا خَرَّ جِذْعُ النَّخلةِ المُتَقَعْطِلُ الأسْعَرُ الجُعْفيّ أَبْلِغْ أَبَا حُمْرانَ أَنَّ عَشيِرَتي ... نَاجَوْا وللِنفَّرِ المُناجِينَ التَّوَى

بَاعُوا جَوَادَهُمُ لِتَسْمَنَ أمُّهُمْ ... وَلِكَيْ يِبيتَ عَلَى فِراشِهِمُ فَتَى عِلْجٌ إذَا مَا ابتزَّ عَنهْا ثَوْبَها ... وَتَخَامَصَتْ قَالتَ لَهُ مَاذَا تَرَى لكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِنَا مَجفْوَّةٌ ... بَادٍ جَنَاجنُ صَدْرِها وَلهَا غِنَى تُقْفِي بِعِيشَةِ أَهْلِها مَلْبُونَةً ... أَوْ جُرْشعاً عَبْلَ المَحازِمِ والشَّوَىِِِِِِ مَنْ كَانَ كَارِهَ عَيْشِه فَلْيَأْتِنا ... يَلْقَ المَنِيَّةَ أَوْ يَؤوبَ لَهُ غِنَى وَلَقَدْ عَلِمْتُ عَلَى تَجَنُّبِيَ الرَّدَى ... أَنَّ الحُصًُونَ الخَيْلُ لاَ مَدَرُ القُرَى رَاحُوا بَصَائِرهُمْ عَلَى أَكْتَافِهمْ ... وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌِ وَأَى نَهْدُ المَرَاكِلِ لاَ يَزَالُ زَمِيلُهُ ... فَوْقَ الرَّحالَةِ مَا يُبَالِي مَا أَتَى أَمَّا إذَا اسْتَدْبَرْتَهُ فَتَسُوقهُ ... رِجْلٌ قَموصُ الوَقْعِ عَارِيةُ النسَّا أَمَّا إذَا اسْتَعْرضْتَهُ متَمَطِّراً ... فَتَقُولُ هَذَا مِثْلُ سِرْحَانِ الغَضَا أَمَّا إذَا اسْتَقْبَلْتَهُ فَكَأَنَّهُ ... بَازٍ يُكَفْكِفُ أنْ يطِير وقَدْ رأى إِنِّي وَجَدْتُ الخَيْلَ عِزاًّ ظَاهِراً ... تُنْجِي مِن الغُمَّى وَيكْشفِنَ الدُّجَى وَيبِتْنَ بِالثَّغْرِ المَخُوفِ طَوالعاً ... وَيُثِبْنَ للِصُّعْلُوكِ جُمَّةَ ذِي الغِنَى وإذَا رَأَيتَ مُحَارِباً ومُسَالمِاً ... فَلْيْبْغِنِي عِنْدَ المُحاربِ مَنْ بَغَى وَخَصَاصَةَ الجُعْفيِّ مَا صَاحَبْتَهُ ... لاَ تَنْقَضِي أَبَداً وَإِنْ قِيلَ انْقَضَى إِخْوَانُ صِدْقٍ مَا رَأَوْكَ بِغْبطةٍ ... فَإِن افتَقَرْتَ فَقَدْ هَوَى بك ما هَوى مَسَحُوا لِحَاهم ثمَّ قَالُوا سَالمِوُا ... يَا لَيْتَنِي فِي القَوْمِ إِذَ مَسَحُوا اللِّحَى وَكَتِيبَةٍ لَبَّستُها بِكَتِيبَةٍ ... حَتَّى تَقُولَ سَرَاتُهُمْ: هَذا الفَتَى لاَ يشتَكُونَ المَوْتَ غَيْرَ تَغَمْغُمٍ ... حَكَّ الجِمالِ جُنُوبَهُنَّ مِنَ الشَّذَا

يَخرُجْنَ مِن خَلَلِ الغُبَارِ عَوَابساً ... كَأَصَابعِ المَقْرُورِ أَقْعَى فاصْطَلَى يَتَخَالَسُونَ نُفُوسَهُمْ بِنَوَافِذٍ ... فِكَأَنَّما عَضَّ الكُمَاةُ عَلى الحَصَى فَإذَا شَدَدْتُ شَدَدْتُ غَيرَ مُكَذِّبٍ ... وَإذَا طَعَنت كسَرْت رُمْحي أَوْمَضَى مِن وُلْدِ أَوْدٍ عَارِضي أَرْمَاحِهِمْ ... أَنْهَلْتُهُمْ بَاهَي المُبَاهِي وَانْتَمي يَا رُبَّ عَرْجَلةٍ أَصَابُوا خَلَّةً ... دَأَبُوا وحارَ دَليِلُهمْ حتَّى بكَى بَاتت شَآمِيَةُ الرِّياحِ تَلُفهُّمْ ... حَتَّى أَتَوْنَا بَعْدَ مَا سَقَطَ النَّدَى فَنَهَضْتُ فِي البَرْك الهُجُودِ في يَدِي ... لَدْنُ المَهَزّةِ ذُو كُعوبِ كَالنَّوَىِِِِِِ أَحْذَيتُ رُمْحي عَائِطاً مَمْكُورَةً ... كَوْماَء أَطْرَافُ الرِّمَاح لَها خَلاَ فَتَطَايَرَتْ عَنَّي وَقُمْتُ بِعَاتِرٍ ... صَدْقِ المَهَزّةِ ذُو كُعوب كَالنَّوَى بَلتَتْ كِلاَبُ الحَيِّ تَسْنَحُ بَيْنَنَا ... يَأكُلْنَ دَعْلَجَةً وَيشْبَعُ مَنْ عَفَا وَمِنَ اللَّيالي لَيْلَةٌ مَزْؤُودَةٌ ... غَبْرَاءُ لَيْسَ لِمَن تَجَشَّمَها هُدَى كَلّفْتُ نَفْسي حَدَّهَا ومِراسَهَا ... وَعَلِمْتُ أنَّ القَوْمَ لَيْسَ بها غَنَا ومُناهِبٍ أَقْصَدتُ وسْطَ جُموعِهِ ... وَعِشارِ رَلعٍ قَدْ أخذْتُ فما تُرَى ظَلَّتْ سَنَابِكُهَا عَلَى جُثْمَانِهِ ... يَلْعَبْنَ دُحْرُوجَ الوَليدِ وَقَدْ قَضى وَلَقَدْ ثَأَرْتُ دِمَاَءنا مِن وَاترٍ ... فَاليَوْمَ إن كَانَ المنونُ قَدِ اشْتَفَى

وله أيضاً وَلَمَّا رَأَى وَضَحاً فِي الإنَاءِ ... قَامَ لَهُ زَمْجَرٌ كَالمُرِنّْ خَلِيَلانِ مُخْتِلِفٌ ... أُرِيدُ العَلاََء وَيَنْوِي السِّمَنْ أُرِيدُ دِماَء بني مَازِنٍ ... وَرَاقَ المُعَلَّى بَيَاضُ اللَّبَنْ محّمد بن حُمْرانَ أبي حُمْران أَبْلِغْ بَني حُمْرانَ أَنَّي عَنْ عَدَاوَتِكُمْ غَنِيّْ يَكْقِيكَ بَغْيَ الأَبْلَخ ... الجَبَّارِ إِذْ تُركَ النَّضِيّْ فِي نَحْره، مُتَقبّضاً ... كتَقبُّضِ السَّبُعِ الرَّمِيّْ

إِنَّ المَنِيحَ طَحَا بِهِ ... نِيَةُ الأَياصِرِ والنَصِيّْ وَالحَالِبُ العَجْلاَنُ ... كَالمِخْراقِ والزِّقُّ الرَّوِيّ مَا إِنْ يَغِيبُ بِه الدَّهَاسُ ... ولاَ يَزِلُّ بِه الصُّفِيّْ يَعْدَو كَعَدْوِ الثَّعْلبِ ... المَمْطُورِ رَوَّحَهُ العَشِيّْ بَقَوائِمٍ عُوجٍ شَمَاطيطٍ ... وَهَادٍ رَعْشَنِيّْ تُدْرَى ذَوَائِبُهُ كَمَا تُدْرَى ... إلى العُرُسِ الهَدِيِِِِِِّْ الأجْدَعُ الهمدانيُّ أَبْلِغْ أَبَا النُّعَمانِ عَنَّى رِسَالةً ... أَلَمْ يَنْهَ شَيْبُ الرأْسِ أن يُنَطقَ الهُجْرُ وَشُعْثٌ نَحَا أَعْنَاقَها لِبِلادِكُمْ ... سِراعَ إلى الهَيْجَا غَطَارِفةٌ زُهْرُ

إذَا قِيلَ يَوْماً: يَا صَباحَا، رأَيْتَها ... كَعِقْبانِ يَوْمِ الدَّجْنِ ألْثقها القَطْرُ وَكَيْفَ افْتِخَارُ القَوْمِ قَبْلَ لِقَائِهْمْ ... أَلا إنَّ مَا بَعْدَ اللِقّاءِ هُوَ الفَخْرُ وقال آخر كُلُّ أَيَّامِهِ تَوَالَتْ عَلَيْنَا ... بِسُعُودٍ بَلَّغَنَنَا مَا نَوَيْنَا لَمْ يَكُنْ دَهْرُنا كَما قِيَلَ فِي ... الأدْهُرِ: (يَوْمٌ لَنا وَيْومٌ عَلَيْنَا) أنَس بن مُدْرِك الخثعميّ نحْنُ جَلَبْنَا الخَيْلَ مِن غرْبِ أَرضِنَا ... إلى جَنْبِ أَشْوالٍ فَذَاتِ بُصَاقِ وكَائِنْ تَرَكْنَا في هَوازِنَ مِنْ دَمِ ... إلى جَنْب أَشْوَالِ العَقِيق مُراقِ وأَرْمَلَةِ تَسْعَى بَنْعْلَيْنِ طُلِّقَتْ ... وأَسْيَافُنا آذَنَّها بِطَلاقِ أَعنَّتُها للِه حتَى يرُدَّها ... بما شَاَء أَو يَشْقَى بِهِنّ أشَاقِ

عامر بن خالد بن جعفر وَلَحَيْنَ كِسْرَى بَعْدَمَا وُهِبَتْ لَهُ ... ذِمَمُ المُلُوكِ وَعَاثَ أَمْرُ الْمُفسِدِ رَفَع الهُدَى لِسَمائِه مَلْمُومَةً ... مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلها لَم يَرشُدِ جَأْوَاَء يَدْفَعُها الوَغَى عَنْ نَفْسه ... وَإذَا تُحَدُّ كَتِيبةٌ لَمْ تُحْدَدِ شَتَّى قبَائِلُها لِكُلِّ قَبيلةٍ ... سِيمَاهُمُ وَالدِّينُ دِينُ مُحَمَّدِ فَسَلَبْنَ نِعْمَتَهُ وبَيْضَةَ مُلكِه ... وأَرَحْنَ دِجْلةَ منْ مْلِيكٍ مُفْسِدِ حَتَّى أَرَاهُنَّ السَّوادَ صَبَاحُهُ ... قُبَّا تَسِيلُ من الحِجَازِ الأَسْوَدِ

عبد الله بن سلاَم الحُذَيْميّ يَا مَنْ رَأَى فَرَساً وَفارسَه ... يُغْنِي غَنَاَءهُمَا إذَا اجْتْمَعَاِِِِِِ يَتَمارَسَانِ عَلَى البَلاَءِ إذَا ... هَابَ الجَبَانُ المَوْتَ أَوْ هَلَعَا أَيَّهْتُ يَا سَعْدَ الكُماةِ وَيَا ... لَيْثَ الخَمِيِس إذَا القَنَا شَرَعَا فَكَأَنَّمَا نَبّهْتُ ذَا لِبّدِ ... بِالحِنْوِ أَحْمَى الجَوَّ فَامْتَنَعَا زُفَرُ بن الحارث الكلابيّ لَعَمْرِي لَقدْ أبْقَتْ وَقِيعةُ رَاهطٍ ... لِمَرْوَانَ صَدْعَا بَيْنَنَا مُتَنَائِياَ أَتَذْهَبُ كَلْبٌ لَم تَنَلْها رِمَاحُنَا ... وُتُتْرَكُ فَتْلَى رَاهِطٍ هِيَ مَاهِيَا

عَشِيَّةَ أَجْرِي في القَرِينِ فَلاَ أَرَى ... مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَنْ عَلَىَّ ولاَ لِيَا فَلَمْ تُرَمِنّي نَبْوَةٌ قَبْلَ هَذِهِ ... فِرَارِي وَتَرْكِي صَاحِبيّ وَرَائِيَا فَلاَ تَحْسَبُونِي إِنْ تَغَيَبَّتُ غَاِفِلاً ... وَلاَ تَحْسَبُوا إنْ جِئْتُكُمْ بِلقَائِيَا وَقَدْ يَنْبُتُ المَرْعَى عَلَى دِمَنِ الثَّرَى ... وَتَبْقَى حَزَازَاتُ النُّفوسِ كَمَاهِيَا أبِيني سِلاَحِي لاَ أَبَاَلَكِ إنَّني ... أَرى الحَرْبَ لاَ تَزْدَادُ إلاَّ تَمَادِيَا أَيَذْهَبُ يَوْمٌ وَاحِدُ إنْ أَسَأْتُهُ ... بِصَالحِ أَيَّامِي وَحُسْنِ بَلاَئَيِا عامر بن خالد بن جعفر مَنْ مُبْلغٌ عَنَّى يَزَيدَ بنَ الصَّعِقْ ... قَدْ كُنْتُ حَذّرتُكَ آلَ المُصْطَاقْ وَقُلْتُ يَا هَذَا أَطِعْني وَانْطَلِقْ إنَّكَ إِنْ كَلَّفتَني مَا لَمْ أُطِقْ سَاَءكَ مَا سَرَّكَ مِنَّي مِنْ خُلُقْ ... دُونَك مَا اسْتَسْقَيْتَهُ فأحسُ وذُقْ

الفَرّار السُّلَميّ شَنِئْتُ رِجَالاً بالحُلَيْلِ كَأَنَّمَا ... رَئِيسُهُمُ لَيْثٌ بِبِيشَةَ أَفْدَعُ غَداةَ يَقُولُ القَيْنُ هَلْ أنتَ مُرْدٍ فِي ... وَمَا بَيْنَ ظَهْرِ القَيْنِ وَالرُّمْحِ إِصْبَعُ فَقُلْتُ لَهُ يَأبنَ الخَبِيثَةِ إِنَّهَا ... بِثَوْبٍ خَفيفِ وَاحِدٍ هِيَ أَسْرعْ كَأَنَّ ابْنَة الغَرَّاءِ يَوْمَ ابْتذَلْتُها ... بِذِي الرِّمْثِ نَاصِعُ اللَّوْنِ ألأَخْضَعُ فَإِنْ يَكُ عَاراً يَوم فَجٍ أَتَيْتُهُ ... فِرَاري فَذَاك الجَيْشُ قَدْ فَرَّ أَجْمَعُِِِِِِ عَدِيّ بن غُطَيْفٍ الكلبي يَا مَنْ رَأى ظُعُناً تَيَمَّمُ صَرْخَداً ... يَحْدُو بِهَا حَوْرَانُ فَهْي ظِماءُ

تَنْضُو البَراجِمُ والحُرُوبُ جَمَاَلَها ... لاَ أنْ تُحَثَّ وأنْ تُحَثَّ سَوَاءُ أُخْبِرْنَ بالجَوْلانِ رَوْضَا مُمْرعاً ... وَكَأَنَّ حاَرِثَهُ لَهُنَّ لِوَاءُ لمَّا احتلَلْنَ حلِيمَةً من جَاسِمٍ ... طُرِحَ العِصِيُّ وأُدْركَ الأهْوَاءُ فَحَللْنَ خَيْرَ مَحَل حيٍّ سُوقةٍ ... وَأنَا لَهُنَّ مِنَ الملوكِ جَزَاءُ وقال المرَّارُ الفَقْعسيّ وجَدْتُ شِفَاَء الْهُموِم الرَّحِيلَ ... فَصُرْمُ الخِلاَجِ وَوَشْكُ القَضَاءِ وَإثْوَاؤُكَ الهَمَّ لم تُمْضِهِ ... إذَا ضَافَكَ الهَمُّ أَعْنَي العَناءِ وَلمَّاعَةٍ مَا بِها مِنْ عِلاَمٍ ... ولا أمَرَاتٍ وَلاَ رِعْىَ مَاءِ إذَا نَظَر القَوْمُ مَا مِيلُها ... رَأَى القَوْمُ دَوِّيّةً كَالسَّمَاءِ يُسِرُّ الدَّلِيلُ بِها خِيفةً وَمَا بكآبَتِهِ مِنْ خَفاءِ

إذَا هُوَ أنَكَرَ أَسْمَاَءها ... وَعَىَّ وحُقَّ لهُ بالعَياءِ وَخَلَّى الرَّكَابَ وَأَهْوَالَها ... وَأَسْلَمَهُنَّ لِتِيهِ قَوَاءِ لَه نَظْرتَانِ فمرْفُوعَةٌ ... وَأُخْرَى تَأمَّلُ مَا في السِّقاءِ وثالثَةٌ بَعْدَ طُولِ الصُّمَاتِ ... إلى وَفى صَوْتِه كَالبُكاءِ بِأرْضٍ عَلاَهَا وَلَمْ أَعْلُهَا ... لِتُخرجَهُ همَّتِي أَوْ مَضائي فَقُلْتُ آلْتَزِمْ عَنْكَ ظَهْرَ البَعيرِ ... جَزَى الله مِثْلَكَ شَرَّ الجَزَاءِ أُحَيْدَي هَناتِي وأَمْثَالُهَا ... إذَا لَمَعَ الآلُ لَمْعَ الرِّدَاءِ وَلَيْسَ بِها غَيرُ أَمْرٍ زَمِيعٍ ... وَغَيْرُ التَّوَكُّلِ ثُمَّ النَّجَاءِ رَمَيْتُ وأَيقظْتُ غِزْلاَنَها ... بِمثْلِ السُّكَارَى مِنَ الانْطِوَاءِ تُسَاوِرُ حَدَّ الضُّحَى بَعْدَمَا ... طَوَتْ ليلَهَا مِثْلِ طَيِّ الرِّدَاءِِِِِِِ تُعَادِى نَوَاحِي مِنْ قَبْصِها ... عن المَرْوِ تَخْضِبُه بالدَّماءِ كَأَنَّ الحَصَا حِينَ يِتْرُكْنَهُ ... رَضِيخُ نَوى القَسْبِ بين الصَّلاءِ إلى أنْ تَنَعَّلَ أَظْلاَلَهَا ... وَلَمْ يَعْلُ أظْلاَلَهَا بالحِذَاءِ

وَيَوْمِ من النَّجْمِ مُسْتَوْقِدِ ... يَسُوقُ إلى المَوْتِ نُورَ الظَّبَاءِ تَرَاهَا تَدُورُ بِغِيرَانِها ... وَيَهْجُمُها بَارِحٌ ذُو عَمَاءِ عُكُوفَ النَّصارى إلى عِيدِهَا ... تُمَشِّى دَهاقِينُهَا فِي المُلاَءِ إذَا خَرَجتْ تَتَّقِى بالقُرونِ ... أَجِيجُ سَمُومٍ كَلَفْحِ الصّلاءِ لجأْتُ بصَحْبِي إلى خافقٍ ... علَى نَبْقَتَيْنِ بأرْضٍ فَضَاءِ تُمازِعُنا الرِّيحُ أرْوَاقَهُ ... وكِسْرَيْه يَرْمَحْنَ رَمْحَ الفِلاءِ وَبَيْضَاَء تَنْفَلُّ عَنْها العُيُونُ ... تُطَالِعُنا مِنْ وَرَاء الخِباءِ لَدَى أَرْحُلٍ وَلَدَى أيْنُقٍ ... بآباَطِهاَ كَعَصِيمِ الهِناَءِ صَوادِيَ قَدْ نَصَبَتْ للِهَجِيرِ ... جَماَجِمَ مِثلَ خَوَابى الطِّلاءِ تَظَلَّلُ فِيهِنَّ أبْصَارُهُنّ ... كَماَ ظَلَّل الصَّخْرُ ماَء الصّهاءِ بِرَأُسِ الفَلاَةِ وَلَمْ يَنْحَدِرْ ... وَلكِنَّها بَمثابٍ سَوَاءِ إلى أَنْ مَلِلْتُ ثَوَاَء المقَيِلِ ... وَكُنتُ مَلُولاَ لِطُولِ الثَّوَاءِ

هَتَكْتُ الرِّوَاقَ وَلَمْ يُبْردُوا ... وَناَدَيْتُ فَاْنتَبَهُوا للِنِّدَاءِ فقُمنَا إلَيْهَا بِأكْوَارِهاَ ... فَكَادَتْ تُكَلِّمُنَا بِاشْتِكَاءِ فَأَقْبَلَهَا الشَّمْسَ رَاعٍ لَهَا ... رَهينٌ لَهَا بجَفاَءِ العَشاَءِ فَأَمْسَتْ تَغَالَى وَقَدْ شَارَفَتْ ... لإيرَادِ قَائلةٍ أو ضَحاَءِ إذَا وَنَتْ حَثَّهَا بالنَّهِيمِ ... وَطَوْراً يُعَلِّلُها بالحُداءِ فَبَاتتْ لَهَا لَيْلَةٌ لَمْ تَنَمٍْ ... تَمِيلٌ الجُرُومُ بِها للِوْطَاءِ وضَحْوتَها يَا لَهَا ضَحْوَةً ... إلى أنْ زوَرَدْنَ قُبَيْلَ الرِّعاءِِِِِِِ فَجَاَءتْ ورُكْباَنُها كَالشُّرُوبِ ... وَسَائُقها مِثْل صِنْعِ الشِّوَاءِ حَمِيدَ البَلاء مَتينَ القُوَى ... مُبينَ البَرَاءةِ مِنْ كُلِّ دَاءِ سِوَى ما أَصَابَ السُّرَى والسَّمُومُ ... إذا وَرَدَ القَومُ مَسْقَى الرِوّاءِ إذَا صَدَرَ القومُ ناجٍ بِهم ... إذا وَرَدَ القَومُ مَسْقَى الرَواءِ سَرِيعٌ إرَاغَتُهُ دَلْوَهم ... سَريعٌ تَعَلُّقُهُ بِالرَّشَاءِ وَجَاَء الدَّليلُ لِشَرِّ المَتَاِع ... مُعَلَّى به مثلُ حَمْل الوِعاءِ فَقَالَت علَى الماء ثمَّ انْتَحَتْ ... لِمُنْجرِدٍ مِثلِ سَيْحِ العَباءِ وَخيمٍ تَخَوَّنَ أَطْرَافَها ... تُراجِعه بَعْدَ سُوءِ البَلاءِ

وَوَاجَهَهَا بَلَدٌ مَعْلَمٌ ... وَبَانَ الطَّريقُ فَما مِنْ خَفَاءِ وَقَضَّتْ مَآرِبَ أسْفَارِهَا ... وَحُبُّ الإيابِ كَحُبِّ الشِّفَاءِ الحُضَيْنُ بن المنذر الرَّقاشيّ، وكان صاحب لواء ربيعة يوم صِفِّين أَمَرتُكَ أَمْراً حَازِماً فَعَصَيْتَنِي ... فَأَصْبَحْتَ مَسْلُوبَ الإمَارَةِ نَادِمَا فَمَا أَنَا بِالبَاكِي عَلَيْهَا صَبَابَةً ... وَمَا بِالدَّاعي لِتَرْجِعَ سَالِمَا مَعْدان بن جَوَّاس الكِنْديّ تَدَارَكْتُ أَخْوالي مِن الموتِ بَعْدَمَا ... تَشَاَءوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ سَمَوْتُ لأَمْرٍ لَوْ قَصِيرٌ سَماَ لَهُ ... لَجَاوَزَ مِنْهُ المَاءُ فَوْقَ الملَجَّمِ وَلَيْس الغَرِيبُ يا ابنَة القوم نَائلا ... عُرَى المَجْدِ إلاَّ بالنَّدَى والتَّكرُّمِ

مالك ابن امرئ القيس الضبيّ أَلاَ أَبلغْ أبَا بَكْرِ رَسُولاَ ... وَأبْلِغْها بَني ناجِ بنِ سَعْدِ بِأىِّ جَرِيرَةٍ أَسْلَمْتُموني ... لأِعْدَاءِ لَكُمْ يَكِدُونَ وَكْدِي كأَنّي إذْ وُلِدْتُ انْجابَ عنّي ... سَوَادُ اللّيلِ بِالبَيْداءِ وَحْدِي وله أيضاًِِِِِِِِِِِِ ألَمْ يَأتِ قَيساً كُلَّها أنَّ عِزَّها ... غَدَاةَ غَدٍ مِنْ دَارَة الدُّورِ ظَاعِنُ هُنَالِكَ جَادَتْ بِالدُّمُوعِ مَوَانِعٌ ... عَلَيْهَا وَمَاتتْ بِالعِرَاقِ الضَّغَائِنُ ابن عامر الكنديّ ألا أبلغْ أبَا بَكْرٍ رَسُولاً ... وَأبِلغْها جَمِيعَ المُسْلمِينَا

فَلَيْس مُجَاورِاً بَيْنيِ بُيُوتاً ... يِمَا قَالَ النَّبِيُّ مُكَذَّبِينَا وَلاَ مُتَبَدِّلاً بِاللهِ رَبًّا ... وَلاَ مُتَبَدِّلاً بالدَّينِ دِينَاً شَأَمْتُمْ قَوْمَكُمْ وشَأَمْتُمُونَا ... وَآخِرُكُم سَيشْأمُ آخَرينَا هُبَيْرة بن صَيْفي العُذْرىّ يَا هنْدُ إنّي عَدَانِي أنْ أزُورَكُمُ ... حَرْبُ الفَسَادِ وأنْباءٌ تَعَاجِيبُ إذْ تَظْلِمُونَ وَإِذْ بَاعَدْتُمُ نَسَبِي ... كُلُّ امْرِئٍ لأبيهِ الحَقِّ منسوبُ إنِّي امْرُؤ مِنْ عَدِىٍّ غَيْرُ مُغْتَلَثٍ ... إذْ بَعْضُ من يَنْسُبُ الأقْوامُ مُكذُوبُ أَرْعَى جُدُوبَهمُ فيهمْ وأمْرُعَهُمْ ... وَلاَ أَحِنُّ إذا مَا حَنَّتِ النِّيبُ قيس بن رِفاعة إنَّا وإيَّاكُمْ عُبَيْدَ بنَ أَرْقَمِ ... كَما الأَنْفُ وَالأُذْنَان فِي الرَّأسِ أجْمَعَا فَإنْ يُصْلَمِ العِرْنِينُ يَقْبُحْ مَكَانُهُ ... وَإِن تُقْطَع الأذْنَانِ أُدْعَ مُجدَّعَا

وَأُنبِئْتُ أَخْوَالي أَرَادُوا عمُومَتِي ... بِشَنْعَاَء فِيهَا ثَاملُ السّمِّ مُنْقَعَا سَأَرْكَبُهَا فِيكمْ وأُدْعَى مُفَرِّقاً ... فَإِنْ شِئْتُمُ مِنْ بَعْدُ كنْتُ مُجمِّعَا أحد بني سعد بَمنِي عمَّنَا قَدْ كَانَ بَيْنَنَا ... وَذُقْتُمْ عَلى خَلاَّتِ أَنْفْسِكُمْ حَمْضِي فَإن تُبْغضُوني أَنْ أكُونَ ابْنَ عَمِّكمْ ... جَلِيداً فَمَا أَجْرَيتُ إلاَّ عَلَى بُغْضِي وإن تُعرِضوا عَنَّي تَجَافَيْتُ عَنْكمُ ... تجَافَي دَفِّ الأرْحَبيِ عَنِ الغَرْضِ عمرو بن زَبّان الجَرْمِيِِِِِِِِِِِِّ أبْعدَ زُهَيٍْرٍ والأَفَلَّ، كِلاَهُمَا ... نَبَا نَبْوَةً وَذُو الجِراحَةَ يَنكُلُ حَبَوْتُكَ مِنَّى طائِعاً بِمَودَّةٍ ... وَبَذْلِ المَوَالِى كَلَّمَا جِئْتَ تَسْأَلُ وَبَطَّنتُ كَشْحِي بالأفَلَ كَرَامةً ... وَفِي كُلِّ عامٍ كان يُجْلَى وَيُصْقَلُ فَلَمَّا طَلَبْتُ النَّصْرَ طَاشَا كِلاَهُمَا ... كأَنّي بِهِ وَحْدِي وَبِالسَّيْفِ أَعْزَلُ

حُجْر بن عُقْبة الفَزَاريّ أَبَعْد السّبَاطِ الغُرِّ مِنْ آلِ مَالكٍ ... نُؤَمِّلُ فِي الدُّنْيا الثَراَء ونَقْعُدُ أَيَا لَوْمَةً مَا لُمْتُ نَفْسِي عَلَيْهِمُ ... وُهُمْ ظَلَمُونِي وَالتَّظَالُمُ أَنْكَدُ وقال ابن زهير العبْسيّ رَأَيْتُ زُهَيْرَا تَحْتَ كَلْكَلِ خَالِدٍ ... فَأَقْبَلتُ أَسْعَى كَالعَجُولِ أُبادِرُ إلى بَطَلَيْنِ يَنْهَضَانِ كِلاَهُمَا ... يُرِيدَانِ نَصْلِ السَّيْفِ وَالسَّيْفُ نَادِرُ فَشَلَّتْ يَميِنِي يَوْمَ أَضْربُ خَالِداً ... وَيَمْنَعُهُ مِنَّي الحَدِيدُ المُظَاهَرُ وَشَلَّتْ يَمِيني يَوْمَ أَضْرِبُ خَالدِاً ... وَشَلَّ بَنَانَاها وَشَلَّ الخَنَاصِرُ

فَيَا لَيْتَ أنْي قَبْلَ ضَرْبَةِ خَالدِ ... وَيَوْمِ زُهَيْرِ لَمْ تَلِدْنِي تُمَاضِرٌ لَعَمْرِي لَقَدْ بِشَرتِ بي إذْ وَلَدْتِنِي ... فَمَاذا الذَِّي رَدَّتْ عَلَيْكِ البَشَائِرُ وقال حُجْر بن عَقْبة وَلَسْتُ أَجْعَلُ مَالِي فَرْعَ دَاليةٍ ... فِي رأسِ جِذْعِ تُحيلُ المَاَء فِي الطِّينِ كَمْ مِنْ مَدِينةِ جَبّارٍ مُمنَّعَةٍ ... تَرَكْنَها فَلَجَاتٍ كَالميَادِينِ الحارِث بن عمرو الفزَاريّ يعاتب حِصْن بن حُذَيْفة وامرأته أسماء بنت حِصْن تُدِرُّ وَتَسْتَعْوي لَنَا كلَّ كَاشحٍ ... وَمِنْ قَبْلِهَا كُنَّا نُسَمِّيكَ عَاصِمَا بِحَمْدِ إلهِي أَنَّني لَمْ أكُنْ لَهُمْ ... غُرَابَ شمَالَ يَنْتِفُ الرّيشَ حاَتِماً كَأَنَّ عَلَيْهِ تَاجَ آلِ مُحَرّقٍ ... بِأَنْ ضُرَّ مَوْلاَهُ وَأَصْبَحَ سَالِمَاِِِِِِ

اللَّعينُ المنقريّ إنَي أَنّا جَلا إنْ كنت تعرفَني ... يَا رُوْبَ وَالحَّيُة الصَمَّاءُ في الجبَلِ أَبِالأَرَاجِيزِ يآبنَ اللُّؤْمِ تُوِعدُنِي ... إِنَّ الأرَاجِيزَ رَأَسُ اللُّؤْمِ والفشَلِ مَا فِي الدَّوَابِرِ مِنْ رِجْلَيَّ مِنْ عَنَتٍ ... عِنْدَ الرِّهَانِ وَلا أُكْوَى مِن العَفَلِ وله أيضاً سَأَقْضَي بيْنَ كَلْبِ بَني كُلَيْبٍ ... وَبَيْنَ القَيْن قَيْنِ بَني عِقَالِ فَإِنَّ الكَلْبَ مَطْعَمُهُ خبيثٌ ... وَإنَّ القَيْنَ يَذْهَبُ في سَفالِ فَمَا بُقْيَا عَلَّى تَرَكْتُمَانِي ... وَلكِنْ خِفْتُمَا صَرَدَ النِّبَالِ

أبو الحِيَال الباهليّ كَأَنَّهُمْ لَيْلٌ إذَا اسْتُنْفِرُوا ... أوْ لُجَّةٌ لَيْسَ لَها سَاحِلُ وَفَارِسٍ جَلَّلْتُهُ ضرْبَةً ... فَبَانَ عَنْ مَنْكِبِهِ الكاهِلُ فَصَارَ مَا بَيْنَهُما رَهْوَةً ... يَمْشِي بها الرَّامِحُ وَالنَّابِلُ جُلْمُود تُعَرِّفُنِي هُنَيْدةُ مَنْ أَبُوهُا ... وأَعْرفُها إذَا اشْتَدَّ الغُبَارُ مَتى مَا تَلْقَ مِنّا ذَا ثَنَايَا ... يَدِبُّ كَأَنَّ رِجْلَيْه شِجَارُ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِ فَإِنَّ فِيهِ ... منافعَ حينَ يشتدُّ العِثارُ

أَنَا ابْنُ المَضْرَحِيّ أَبي هِلالٍ ... وَهَلْ يَخْفَى عَلى النَّاسِ النَهَارُ وَرِثْنا مَجْدَهُ وَلِكُلِّ فَحْلٍ ... عَلى أَوْلاَدِهِ مِنْه نَجِارُ عبد الله بن ثَوْر، أخو بني البَكِّاء بن عَامِر أَلاَ هَلَ آتَى أَبَا حَسَّانَ آنّا ... نَعَيْنَاهُ بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ عَلَوْا بِالخَيْل نَخْلَةَ فَاسْتَقَلَّتْ ... إلى الأَعْدَاءِ بِالمَوْتِ الذُّبَاحِ نَشُقُّ بِهَا السَّنِينَ وَلا نُبَالي ... بِهَا أَزْلَ المَخاضِ وَلا اللِّقاحِِِِِِِ جَلَبنَا الخَيْل مِنْ عَلَّى عَلَيْها ... توُذَّنُ بالغُدُوِّ وبالرَّوَاحِ حَوَافِرُها الضَّوَارِعُ مُخْطَآتُ ... وَيَبْقَى حَافِرُ الفَرِس الوَقَاحِ وَضَعْنَا مِنْ أَجِنَّتِهمْ إلَيْهمْ ... وَقُلْنَا ضَحْوَةً فِيحي فَيَاحِ

رِياح بن الأعلم بن الخليع بن ربيعة بن قُشَير، ويقال هي لدُرَيد بن الصِّمَّة تَغَيَّبْتُ عَنْ يَوْمَيْ عُكَاظِ كِلَيْهِما ... وَإِنْ يَكُ يَوْمٌ ثَالِثٌ أَتَجَنَّبِ وَإنْ يَكُ يَزْمٌ رَابعٌ لا أَعُدْ لَهُ ... وَإنْ يَكُ يَوْمٌ خَامِسٌ أَتَنَكَّبِ دُرّة بنت أبى لَهَبِ لاَقَوْا غَدَاةَ الرَّوْعِ ضَمْزَرَةَ ... فِيهَا السَنَوَّرُ مِنْ بَني فِهْرِ مَلْمُومَةً خَرْسَاَء تَحْسَبُهاَ ... لَمَّا بَدَتْ مَوْجاً مِنَ البَحْرِ وَالجُرْدُ كَالعِقْبَانِ كَاسِرَةً ... تَهْوِى أَمَامَ كَتَائِبِ خُضْرِ مِنْهَا ذُعَافُ المَوْتِ، أَبْرَدُهُ ... يَغْلِي بِهِمْ، وَأَحَرُّهُ يَجْرِي قَوْمٌ لَوَ آنَّ الصَّخْرَ صَالَدَهُمْ ... صَلُبُوا وَلاَن عَرَامِسُ الصَّخْرِ

وقال عامرُ بن علقمة، قالها لأبي طالب، وقالوا إنها للعباس بن عبد المطلب، قالها لأخيه أبي طالب، ورواها دِعْبل للعباس بن عبد المطلب لاَ تَرْجُوَنّا حَاصِنٌ عِنْدَ طُهْرِهَا ... لَئِنْ نَحْنُ لَمْ نَثْأَرْ مِنَ القَوْمِ عَلَقَما أَبَى قَوْمُنَا أَنْ يُنْصِفُونَا فَأَنْصَفَتْ ... قَوَاطِعُ فِي أَيْمَانِنَا تَقْطُرُ الدَّمَا تُوُرِّثْنَ مِنْ آبَاءِ صِدْقِ تَقَدَّمُوا ... وبِهِنَّ إلى يَوْمِ الوَغَى مُتَقَدَّمَا فَسَائِلْ بَني حِسْلِ فَمَا الدَّهْرُ فِيهِمُ ... بِبُقْيَا وَلكنْ إنْ سَألتَ لِتَعْلَمَا أَغَشْماً أَبَا عُثْمَانَ كُنْتُمْ قَتَلْتُمُ ... سَتَعْلَمُ حِسْلٌ أَيُّنَا كَانَ أَغْشَمَا ضَرَبْنَا أبا عمْرِو خِرَاشاً بِعَامِرٍ ... وَمِلْنَا عَلَى رُكْنَيْهِ حَتَّى تَهَدَّمَا وَزَعْنَاهُمُ وَزْعَ الْخَوَامِسِ غُدْوَةً ... بِكُلِّ يَمَانِيِّ إذَا عَضَّ صَمَّمَا تَرَكْنَاهُمُ لاَ يَسْتَحِلُّونَ بَعْدَهَا ... لِذِي رَحِمِ يَوْماً مِنَ النَّاسِ مَحْرَمَاِِِِِِ

بعض بني عُقَيْلٍ لَقَدْ عَلِمَتْ حَنِيفَةُ يَوْمَ لاَقَتْ ... عُقَيْلاً أَنَّهَا عَرَبٌ لُبَابُ أَحُلْوٌ يَا حَنِيفَ بَنُو عُقَيْلِ ... فَقَدْ جَرَّبتِ، أم صَبِرٌ وصَابُ وَأَنَّ سُيُوفَهُمُ تَسْقِى سِمَاماً ... إذَا مَا سَلَّهَا الأُسْدُ الغِضَابُ كَأَنَّ البَيْضَ، حِينَ يَقَعْنَ فِيهِ ... وَإنْ يَبِسَتْ قَوَانِسُهُ، رِطَابُ عُبادةُ بن أنْفِ الكلب دَفَعْنَا طَرِِيفَاً بِأَطْرَافِناً ... وَبِالرَّاحِ عَنَّا وَلَمْ يَدْفَعُونَا فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ الذَِّي حَاوَلُوا ... وَخِفْنَا وَأَحْر [بِهِ] أَنْ يَكُونا وغَرَّهُمُ مَأْقِطٌ سَاقِطٌ ... وجَمُّ العَدِيدِ وَلَمْ يَحْسِبُونَا فَإنْ يَكُ فِيكُمْ لَكُمْ ثَرْوَةٌ ... فَفيناً عَدِيدٌ وَإنْ كَانَ دُونا

فَإنَّا إذَا خَرْدَلَتْنَا السُّيُوفُ ... وَقَدْ بَارتَ الحَرْبُ ضَرْباً ثُبِينَا وَطَاحَ الرَّئِيسُ وَهَادِي اللَّوَاءِ ... وَلاَ تَأْكُلُ الحَرْبُ إلاَّ سَمِينَا وَأَعْصَمَ بالصَّبْرِ أَهْلُ البَلاَءِ ... فَنَحْنُ هُنَاكَ كَمَا تَعْلَمُونَا وقال أَيضاً وَعَاذِلَةٍ تَخشَى الرَّدَى أَنْ يُصِيبَنِي ... تَرُوحُ وَتَغْدُو بالمَلاَمَةِ وَالقَسَمْ تَقُولُ هَلَكْنَا إنْ هَلَكْتَ وَإنَّماً ... عَلَى اللهِ أَرْزاقُ العِبادِ كَمَا زَعَمْ وَإنِي أُحِبُّ الخُلْدَ لَوْ أَسْتَطِيعُهُ ... وَكَالخُلدِ عِنْدِي أنْ أَمُوتَ ولَمْ أَذَمّ الأقرع بن معاذِ فَإنَّكِ إنْ حَضَّضْتِنِي وَنَدَبْتِنِي ... بِصَالحِ أَخلاَقِ الفَتَى لَكَذُوبُ

وَمَازِلْتُ مِثَلَ الغَيْثِ يَعْرُوكَ مَرَّةً ... فَيَعْلَى وَيُولِى مَرَّةً فَيُنِيبُ وَمَا السَّائِلُ المَحْرُوبُ يَرْجِعُ خَائِباً ... وَلكِنْ بَخيلُ الأَغْنِيَاءِ يَخيِبُ وَفي المَالِ أَحْدَاثٌ وَإنْ شَحَّ رَبُّهُ ... يُصِيبُ الفَتَى مِنْ مَالِهِ وتُصِيبُِِِِِِ الجعديّ، وقال لعَبَّادِ الصَّيْداويّ خَلَتْ لِمَّتِي وَخَلاَ بَالُهَا ... وَبَادَتْ كَمَا بَادَ أمْثَالُهَا وكم حَصْحَص الدَّهْرُ عَنْ رَوْضَةٍ ... وَتَنْهْيَةٍ ناَعِمٍ بَالُهَا وَفَرَّقَ مِنْ أَنَس صَالِحِنَ ... فَتِلْكَ الَمنُونُ وَأَفْعَاُلَها فَدَعْ ذَا وَلكِنَّ أُعْجُوبَةً ... وَعِيدُ قُرَيْشٍ وَأَقْوَاُلَها

وَقَدْ أسْلَمَتْ حِمْيرٌ كُلُّهَا ... وَهَمْدَانُ تُصْعِد نُفَّالُهَا فَلَوْ يَسْتَطِيعُونَ دبَّتْ لَناً ... مَذَاكِي الأَفَاعِي وَأَطْفَالُهَا بِشْر بن قُطْبة الفَقْعَسِيُّ لَعَمْرُكَ مَ أَهْلُ الأُقَيْدَاعِ بَعْدَمَا ... عَلَوْنَا بِلاَدَ العِرْضِ مِنَّا بمَلْحَق تُقَاتِلُ عَنْ أبْنَاءِ بَكْرِ بن وائلٍ ... كَتَائِبَ تَرْدِى في حَدِيدٍ وَيْلَمقِ وقال أيضاً مَنْ كَانَ مِنَّىَ ذَا رَأْىٍ يُؤَمِّلُهُ ... فَقَدْ أتَى لِذَوى التَّزْمِيلِ إظْهَارُ لاَ تَجْعَلُونِي بِظَهْرِ الغَيْبِ مَأْكَلَةً ... كَمَا يُقَسِّمُ لَحْمَ النِّيبِ أَيْسَارُ إنَّ الحديثَ تَعِزُّ القَوْمَ خَلْوَتُهُ ... حَتَّى يَلِجَّ بِهِمْ غَىٌ وَإكْثَارُ مَا مِنْكَمُ أحَدٌ يَنْمِي إلى شَرَفٍ ... إَّلا تُشَبُّ لَهُ في قَوْمِهِ نَارُ

أَنْهَاكُمُ أَنْ تَحَلُّوا بَطْنَ دَافِعةٍ ... وَوَادِياً عُبْرُهُ مُسْتَهْدِمٌ هَارٌ لاَ تَعْلَقَنَّكُمُ مِنَّي مُسَيَّرَةٌ ... شَنْعَاءُ يَلْمَعُ في حَافَاتِها النَّارُ عبدة العَبْسِيّ وَلَمَّل زَجَرْنَا الخيْلَ خَاضَت بِنَا القَنَا ... كَما خَاضَتِ البُزْلُ النِّهاَء الطَّوامِيَا رَمَوْنَا برَشْقِ ثُمَّ إنَّ سُيُوفَنَا ... وَرَدْنَ فأبْطَرْنَ القَبِيلَ التَّرامِيَا وقال وَقَالُوا لاَ محَالَةً أَنْ تَزُولُوا ... لَنَا عَنْ جَامِلٍ كَالنَّخْلِ كُومِِِِِِِ أَرَادُوا أَنْ نَزُولَ لَهُمْ فَكُنَّا ... مَكَانَ يدِ النَّدِيمِ مِنَ النَّدِيمِ عَبِيدَة السَلْمَانيّ وإنَّ الذِي حَاوَلْتَ بالكَبْلِ لِيَنهُ ... لَهُ قَسْوةٌ تُرْبِى عَلى قَسْوَةِ الكَبْلِ سَتَعْلَمُ دَارَتْ رَحَى الحرْبِ بيْنَنَا ... مَنِ الشَّرِسُ الألْوَى مِن العَاجزِ الفَسْلِ ومَنْ أُمُّهُ الأُمُّ الَّتي مَن ْ يَسُبُّها ... يَنَلْ مِنْ بَنِيها غَيْظَهُم ومن البَعْلِ

جَحْش بن نُصَيْب، أحد عبد الله بن غطفان وَيَوْمٍ بِوَادِي اليَعْمَرِيَّةِ لم نَزَلْ ... عَلى المَاَء حَتى أَسْلَمَ الماءِ غامرِهْ وَقِرْنٍ تَرَكْتُ الطَّيرَ تَحْجِلُ حولَهُ ... تحرَّكُ رِجْلاَهُ وَقَدْ مَات سَائِرُهْ تَركتُ يَزيدَ يَحفِْزُ الموتُ رُوحَهُ ... أنُتُّ عَلَيْه الغَدْرَ والرُّمْحُ شاجِرُهْ عَرْهَمَ بن عبد الله بن قَيْسٍ التميميّ أبْلِغْ أَبا غَسَّانَ إنَّكَ إنْ تَعُدْ ... تَعُدْ لَكَ بالبيضِ الرِّقاقِ تَمِيمُ تَقَاضَوْكَ عَنَّا جُزْرَةً فَقَضَيْتَهَا ... وَفي عَيْنِكَ الأُخْرَى عَلَيْكَ خُصومُ سُوَيْدُ المَرَاثِد الحارثىّ، من بني الحارث بن كعب بَني عَمِّنا رُدُّوا فُضُولَ دِمَائنا ... يَنَمْ لَيْلُكُم أَوْ لا تَلُمْنا اللَّوائِمُ وَإنَّا وَإِيَّاكُمْ وَإن طَالَ تَرْكُكُمْ ... كَذي الدَّيْنِ يَنْأَى ما نأَى وَهْوَ غَارمُ

فلمّا قُتِل سُوَيْدٌ قال ابن عمٍّ له لقدْ سُرَّ حتَّى اسْتُحْمِقَتْ آلُ مُالكٍ ... بِقَتْلِ سُوَيْدٍ غَثُّهَا وسَمِينَهَا سَتَعْلَمُ إنْ طَالَ المَدَى آلُ مَالكٍ ... أَبِالرُّشْدِ أَمْ بالغَيّ قَرّتْ عُيُونُهَا فَإنَّا وَإيَّاكمْ وإنْ طَالَ تَرككُمْ ... كَحَامِلَةِ يَزْدَادُ ثِقْلاً جَنِينُهَا ابنُ ضَبَّةَ وَقَد أغْدُو معَ ... الفِتْيَانِ بالمُنْجرِدِ الثَّرِّ وَذِي البِرْكَة كَالتَّابُوتِ ... وَالمَحْزِمِ كَالقَرِِِِِِِّ مَعِي قَاضِبَةٌ كَالمِلْحِ ... في مَتْنَيْهِ كالذَّرِّ وَقَدْ اَعْتَسِفُ الضَّرْبةَ ... تَثْنِى سَنَنَ الشَّرِّ

مُصْعَب بن عليّ الكنانيّ أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنَّ الذّئْبَ آكُلهَا ... أَوْ جَائعُ سَاغِبٌ شرٌّ من الذِّيبِ أَزَلُّ أَطْلَسُ ذو نَفْسٍ مُحَكَّكَة ... قَدْ كَانَ طارَ زَمَاناً في اليَعَاسِيبِ أبو أسماء بن الضَّريبة فَيا رَاكَبا إمَّا عَرضْتَ فَبَلَّغاً ... نُفَيْلاً هَدَاكَ الله عَنَّي وَأَرْقَماً فَسُبُّوا فإنَّ السَّبَّ بالسَّبِّ وانتَهُوا ... عَنِ القَتْلِ لَمَّا يَبْلُغِ الغَضَبُ الدَّمَا فإنْ تَقْتُلُوهُ تُرْهَنُوا بَعدَاوَةٍ ... وتَسْتَحْلِسُوا شَأْوَا من اللَّيْل أَدهَمَا وَتأْوِي إليْكُمْ أَوْ تَرَوَوْها كَتِيبَةٌ ... كَنَجْمِ الثُرَيَّا حَاسراً أَوْ مُلأَّمَا إلى مِثْلِها يَأْوَي العَزِيزُ بظَهْره ... ويُؤْنِفُ للِمَوْلَى وإنْ كَانَ أَظلْماَ

عُوَيْفُ بن نَضْلة جَزَى اللهُ في مَسْعَاةِ مَا كَانَ بينَنا ... وَوَلَّى كَثِيرَ اللَّوْمِ مَنْ كَانَ ألْوَمَا لَقَد زَوَّدتْنَا أُمُّ أَوْفَى قَصِيدةً ... عَلَى نأْيِها أَطْرَافَها تَقْطُر الدَّمَا وَمَا كَانَ الإَّفَضْلُ قَوْلِ وَجَدْتِهِ ... فَلاَ تَترُكي خَالاَ صَحِيحاً ولا آبْنَما وَلَوْلا حُبَيٌّ قُلْتُ قولاً يَنَالُها ... وَلَوْ تَخِذتْ دُونَ الكَواكِبِ سُلَّمَا وقال أبو كَدْراء العِجْلِيّ تُكَلِّفُنِي ظَعِينَتُنَا حِماراً ... لِعِصْمَةَ أوْ لِحارِثَةَ الضَّنِينِ وَلَسْتُ بِقَانِصٍ فَأدُسَّ وَحْراً ... خِلاَلَ الماءِ في قَصَبِ وَطِينِ وَلَكِنّي إذَا اجْتَمَعَتْ لُجَيْمٌ ... وَعَزَّ كَسِيبَةُ اللَّحْمِ السَّمِينِ أُخَالسُ أَو أُمَالسُ أوْ أُماضِي ... بمثلِ الوَرْسِ يْخُرجُ كُلَّ حينِ

عمرو بن الإطنْابة الخزرجيِِِِِِّ أَبَتْ لِي عِفَّتِي وَحَيَاءُ نَفْسي ... وَأَخْذِي الحَمْدَ بالثَّمَنِ الرَّبِيحِ وَإقْدَامي عَلَى المَكْرُوهِ نَفْسِي ... وَضَرْبي هَامَةً البَطَلِ المُشِيحِ وَقَوْلِي كُلَّما جَشَأتْ وَجَاشَتْ ... مَكَانَكِ تُحْمَدِى أو تَسْتَرِيحي وَعْلة الجَرْمّي فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أَنِّى وخَالَتِي ... غَدَاةَ الكُلاَبِ إذْ تحَزُّ الدَّوابرُ نَجَوْتُ نَجَاءً لَم يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... كَأَنَّي عُقَابٌ عِنْدَ تَيْمَنَ كَاسِرُ التُّوتُ اليَمانِيّ عَلَى أي بَابٍ تَطْلُب الرِّزْقَ بَعْدَمَا ... حُجِبْتَ عَنِ البَابِ الَّذِي هُوَ حَاجبُه

وقال لاَ تُطْمِعُونَا فِي الدِّيَاتِ فَإنَّهُ ... سَوَاءٌ عَلَيْنَا بَيْعُهَا وَاجْتَِلاَبُها وَإنَّ قِرَابَ البَطْنَ يَكْفِيكَ مَلْؤُهُ ... وَيكْفِيكَ سَؤآتِ الرّجَالِ اجْتِنَابُها حُمَيْدُ بن ثَوْر الهلاليّ أَحَاوَلْتُمُ كَيْمَا تُطِلُّوا دِمَاَءنَا ... وَإنْ تَغْفَلُوُا فَاللهُ لَيْسَ بِغَافِلِ وَمَا زَالَ كَرُّ الخَيْلِ حَتَّى أَقَادَكُمْ ... مُغَلْغَلَةً أَعْنَقُكُمْ فِي السَّلاَسِلِ مَشَيْنَ فَسَوَّيْنَا فَأَصْبَحَتْ ... لَهَا حَجزٌ عَنْ نَسْلِهَا المُتَفَاضِلِ وَهَلْ سَبَقَتْنَا قَبْلَكُمْ مِنْ قَبيِلَةٍ ... بِوِتْرٍ فَتَقْاسُوا بإحْدَى القَبَائِلِ

حَذْلَمٌ الفَقْعسيّ شَرَى الكُرْشُ عَنْ طُولِ التَّجَنِّي أَخَاهُمُ ... بِمَالٍ كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا شِعْرْ حَذْلَمِ إذَا احْتَلَبُوهَا ثُمَّ حُلَّتْ وِطاَبُهَا ... إلى أَهْلِهَا جَاَءتْ بِمِلءِ مِنَ الدَّمِ عَبْدة بن تَوْأم العِجْليّ أبَا تَوْأَمٍ لاَ تَأْخُذَنَّ دَنَّيِةً ... وَلاَ دِيَةً مِنْهُ وَأنْتَ صَحِيحُ فَيُصْبِحَ حَجَّاجٌ جَمِيعاً فُؤادُهُ ... وَهَامَةُ عَمْروٍ فِي القُبُورِ تَصيحُِِِِِِ فَمَا خَيْرُ مَالٍ حُزْتَهُ كئُلَّ شَارِقٍ ... معَ الرَّكْبِ يَغْدُو تَارَةً وَيَرُوحُ وَقَدْ يَذْهَبُ المَالُ الكَثِيرُ زُهَاؤُهُ ... وتَبْقَى دَنِيَّاتُ الأمُورِ تَلُوحُ

الجرّاح بن عبد الله بن الجَوْشَن شَفَيْتُ بِرَوَّادِ غَلِيلاً وَجَدْتَهُ ... عَلَى القَلْبِ مِنْهُ مُسْتَسِرٌ وَظَاهِرُ ألاَ لَيْتَ قَبْرَا بَيْنَ دَارَاتِ مُحْرِقٍ ... يُخَبِّرُهُ عَنِّى الأَحَادِيثَ جَابِرُ وَقَالُوا نَدِيكَ مِنْ أبيكِ وَتَتَّدِى ... فَقُلْتُ كَريمٌ لَمْ تَلْدْنِي الأَبَاعِرُ ألَمْ تَرَ أَنَّ المَالَ يَذْهَبُ دَثْرُهُ ... وَتَغْبُرُ أقْوَالٌ وَتَبْقَى المَعَايِرُ بلال بن جرير رَأيْتُكُمَا يَا ابْنَيْ أخِي قَدْ سَمِعْتُمَا ... وَلاَ يُدْرِكُ الأَوْتَارَ إِلاَّ المُلَوَّحُ

وأُمُّكُمَا قَدْ أصْبَحَتْ وَهْيَ أيَّمٌ ... تَخَيَّرُ في خُطّابِها أيْنَ تَنْكِحُ فَلَوْ كُنْتُمَا أشْبَهْتُمَانِي لَقَدْ مَشَتْ ... إلى قَبْرِ غَدَّافٍ قَرائِنُ نُوَّحُ خالد بن علقمة بن عُلاثة إنَّ الَّذِي أَصْبحَتُمُ تَحْلُبُونَهُ ... دَمُ غَيْرَ أنَّ اللَّوْنَ لَيْسَ بأَحْمَرَا إذَا سَكَبُوا فِي القَعْبِ مِن ذِي دِمَائِهم ... رَأوْا لَوْنَه في القَعْب وَرْدَواَ أشْقَرَا فَلاَ تُوعِدُوا أوْلاَدَ حَيْانَ بَعْدَمَا ... رَضِيتُمْ وَزَوَّجُتْم سِبَالاً مُشَعَّرَا وَأعْجَبَ، قِرْداً يَقْضِمُ القَمْلَ خالَيِاً ... إذَا عَبَّ مِنْهَا في البَقِيَّةِ بَرْبَرَا

تَوْبة بن مضرّس السعِدىّ، وقتل خالَهُ بأخيه، وتوبة، أحد بني مالك بن ربيعة بن زيد مناة بَكَتْ جَزَعَا أُمّي رُمَيْلَةُ أنْ رَأتْ ... دَمَاً مِنْ أخِيهَا في المُهَهَنَّدِ باَقِياَ فَقُلْتُ لَهَا لاَ تجَزْعَي إنَّ طَارِقاً ... خَلِيلِي الَّذِي كَانَ الخَلِيلَ المُصَافِيا وَمَا كُنْتُ لَوْ أُعْطِيتُ أَلْفَىْ نَجِيبَةٍ ... وَأوْلاَدَهَا لَغْواً وَسِتّيِنَ رَاعِيَا لأَِقْبَلَهَا مِنْ طَارِقٍ دُونَ أنْ أرَى ... دَمَامِنْ بَنِي حِصْنٍ عَلَى السَّيْفِ جَارياَِِِِِِ وَمَا كَانَ فِي عَوْفٍ قَتِيلٌ عَلَِمْتُهُ ... لِيُوفِيَني مِنْ طاَرقٍ غَيْرُ خَاليِاَ عُمَيْر بن الحُبَاب السُّلَمِيُّ، فارس الإسلام لَوْ أنَّ لَيْلَ فَوَارِسِي كَنَهَارِهِمْ ... كَمُلُوا فَلَمْ يَكُ مِثْلَهُمْ أصْحَابُ أمَّا النَّهَارَ فَهُمْ أُسُودُ خَفّيةٍ ... واللَّيْلَ بِيضٌ خُرّدٌ أتْرَابُ

وقال عَلاَ زَيْدُنَا يَوْمَ المِعَي رَأُسَ زَيْدِكُمْ ... بِأَبْيَضَ مِنْ مَاءِ الحَدِيدِ يَمَانِ فَلاَ تَقْتَلُوا زَيْداً بِزَيْدٍ فَإنّمَا ... أقَادَكُمُ السُّلْطَانُ بَعْدَ زَمَانِ وقال إِنْ تَضْرِبُونَا بِالسِّياطِ فَإنَّنَا ... ضَرَبْنَاكُمُ بِالسَّيْفِ يَوْمَ الصَّرَائِمِ وَإنْ تَحْلِقْوا مِنَّا الرُّؤُوسَ فَإنَّنَا ... حَلَقْنَا رُؤُوساً بِاللَّحَى وَالغَلاَصِمِ

آخر وقَالُوا أَقِيدُونَا رَئِيساً فَإنَّكُمْ ... قَتَلْتُمْ رَئِيساً سَيِّداً غَيْرَ مُفْحَمِ وَمَا إنْ أقَدْنَا قَبْلَكُمْ مِنْ قَبِيلَةِ ... وَلاَ مِنْ غَيرَ ضَرْبٍ مُخَذَّمِ آخر فَإِنْ تَكُ هَامَةٌ بِهَرَاةَ تَزْقُو ... فَقَدْ أزْقَيْتَ بِالمَرْوَيْنِ هَامَا فَحَسْبُكَ مِنْ دِمَاءِ بَنِي تَمِيمٍ ... فَإِنَّ دِمَاَءهُمْ كَانَتْ حَرَامَا مِرْداس بن عمرو لعَمْرُكَ إنَّنِي وَأبَا رِياحٍ ... عَلَى طُولِ التَّجَاوُرِ مُنْذ حِينِ

لَيُبْغِضُنِي وَأُبْغِضُهُ وَأيْضاً ... يَرَانِي دُونَهُ وَأرَاهُ دُونِي فَلَوْ أَنَّا عَلَى حَجَرٍ ذُبِحْنَا ... جَرَى الدَّمَيَانِ بِالخَبَرَ اليَقِينِ دُرَيَدْ بن الصِّمَّة وَلاَ تَخْفَى الضَّغِينَةُ حَيْثُ كَانَتْ ... وَلاَ النَّظَرُ الصَّحِيحُ مِنَ السَّقِيمٍِِِِِِ أنَامِلُهَا وَإنْ دُهِنَتْ غِلاَظٌ ... وَأوْجُهُهَا بِهَا أبَدًَ كُلُومُ العَباس بن مرداس وإنّي أتَتْنِي عَنْ يَسَارٍ مَقَالَةٌ ... وَجَهْلٌ وَكَانَ المَرْءِ لَيْسَ بحاَهِلِ فَإنَّكَ قَدْ حَاوَلْتَ جَهْلاً وَفِتْنَةً ... وَإنَّك تَسْعَى إنْ سَعَيتَ بِخَامِلِ وَكَيْفَ أُعادِي مَعْشَراً يَأْدِبُونَكُمْ ... عَلَى الحَقِّ أَن لاَ يَأْشُِبِوهُ بِباطِلِ أبَتْ كَبِدِي، لاَ أكْذِبَنْكَ، قِتَالَهُمْ ... وَكَفَّى، وَتَأْبَاهُ عَلَّى أَنَامِلي

الزَّمّانّي، في يحيى بن أبي حَفْصة إنّيِ وَيَحْيَى وَمَا يَبْغِي كَمُلْتِمِس ... صَيْداً وما نالَ مِنْهُ الرِّيَّ والشِّبَعَا أَهْوَى إلى بَابِ جُحْرٍ في مُقَدَّمِهِ ... مِثْلُ العَسِيبِ تَرَى في رَأْسِه قَرَعَا اللَّوْنُ أَسْودُ وَالأنْيَابُ شَائكَةٌ ... عُصْلٌ تَرَى السَّمَّ يَجْرِي بَيْنَهَا قِطعَاَ يَهْوِى إلى الصَّوْتِ والظَّلْماءُ دَاجِيَةٌ ... تَنَوُّرَ السَّيْلِ لاَقَى الحْيَدَ فاطلَّعَا لَوْ نَال كَفَّك آمَتْ مِنْك مُحْصَنَةٌ ... بَيْضَاءُ قَدْ جَلَّلَتْ آبَاَءها قَذَعَا بِيعَتْ بِوَكْسٍ قَليلٍ واسْتَقَلَّ بهَا ... مِنَ الهُزالِ أَبُوها بَعْدمَا رَكَعَا فأجابه يحيى بن يزيد، وهو أبو حفصة كَمْ حَيَّةٍ يَرْهَبُ الحيَّاتُ صَوْلَتَهُ ... مُحْمٍ لِوَادِيِه قَدْ غَادَرْتُهُ قِطَعَا

لَقِينَ حَيَّةَ قُفّ ذَا مُسَاوَرَةٍ ... يُسْقَى بِهِ القِرْنُ مِن كَأْسِ الرَّدَى جُرَعَا تَكَادُ تَسْقُطُ مِنْهُنَّ الجُلَودُ لِمَا ... يَعْلَمْنَ مِنْهُ إذَا عَايَنَّهُ فَزعَا أَصَمَّ مَا مَسَّ مِنْ خَضْرَاَء أَيْبَسَهَا ... أوْ مَسَّ مِن حَجَرٍ أوْ هاهُ فَانْصَدَعَا يَلُوحُ مِثْلَ مَحَطِّ النَّارِ مَسْلَكُهُ ... في المُسْتَوَى وإذَا مَا انحْطَّ أو طَلَعا لَوْ أَنَّ رِيقَتَهُ صُبَّتْ عَلَى حَجَرٍ ... أَصَمَّ مِنْ جَنْدلِ الصَّمَّانِ لانْقَلعَا زُهَيْرُ بن مسعود الضَّبّي يَ لَيت شِعْري وَالمُنَى ضَلَّةٌ ... وَالمَرْءُ مَا يَأْمُلُ مَكْذُوبُِِِِِِ هَلْ تَذْعَرَنَّ الوَحْشَ بِي في الضُّحى ... كَبْداءُ كَالصَّعْدةِ سُرْحُوبُ مُجْفَرةُ الجَنْبَينِ يَنْمِي لَهَا ... هادٍ كجِذْعِ النَّخْلِ يَعْبُوبُ وَحَارِكٌ أَفْرَعُ فِيهِ مَعَ الإفْرَاعِ ... إسْرافٌ وَتَقْبِيبُ مَيْمُونَةُ الطَّائِر مَحْبُوبَةٌ ... وَالفَرَسُ الصَّالحُ مَحبُوبُ تَعْسِلُ تحتِي عَسَلاناً كَمَا ... يَعْسِلُ نَحْوَ الرَّدْهَةِ الذِّيبُ

أبو دُوَادٍ الرُّؤَاسيّ عَجبتَ أُثَيْلَةُ أنْ رَأَتْنِيَ شَاحِباً ... خَلَقَ القَمِيصِ مُخَرَّقَ الأرْدَانِ لاَ تَعْجَبِي مِنَّي أُثَيْلَ فإَّنِي ... سُؤْرُ الأسِنَّةِ كُلَّ يَوْمِ طِعَانِ أبو الوليد وَأَذْهَلَنَا عَنْ بُغْيَةِ النَّسْلِ أَنَّنَا ... بُغَانا بِأعْنَاقِ العُلَى والتَّطَوُّلِ وَأذْهَلَ قوماً غَيرُ ذَاكَ فأنْسَلُوا ... وَمَنْ لا يجدِ شُغْلاً عَنِ النَّسْل يَنْسُلِ وقال وَفَيْتُ بأَذْوادِ التَّمِيميِّ بَعْدَمَا ... تَبَدَّدْنَ، والجيرَانُ غَاوٍ وراشِدُ فَأقْسِمُ باللهِ الَّذي أَنَا عَبْدُهُ ... يَقُومُ ورَائي بالخِيَانَةِ نَاشِدُ أَتأْكُلُها تِلْكَ الذَّئَابُ ولَمْ يَكُنْ ... طَعَاماً لنَصْلِ السَّيْفِ كَفٌ وساعِدُ

أعشى بني تَغْلِب إنَّا لَمِنْ تَغْلِبٍ قَوْمٌ مَعَاقِلُنَا ... بِيضُ السُّيُوفِ إذَا مَا احْمَرَّتِ الحَدَقُ بِيضٌ مَسَامِيحُ نَحْرُ الجزْرِ عَادَتُنا ... إذَا تَوَافَى غُروبُ الشَّمْسِ وَالشَّفَقُ وَمَا خَطَبْنَا إلى قوْمِ بَنَاتِهِمُ ... إلا بِأَرْعَنَ في حَافَاتِهِ الخِرَقُ سَلاَمةُ بن جَنْدَل تَقُولُ ابْنَتي إنَّ انْطِلاقَكَ واحِداً ... إلى الرَّوْعِ يَومْاً تَارِكِي لا أبَاليَا دَعِينَا مِنَ الإشْفَاقِ أَوْ قَدِّمي لَنَا ... مِنَ الحَدَثَانِ وَالمَنِيَّةِ واقِيَاِِِِِِ سَتَتَلْفُ نَفْسي أَو سَأَجْمَعُ هَجْمَةً ... تَرَى سَاقَيِيْهَا يَأْلَمَان التَرَاقِيَا

رجل من الخوارج، هو عيسى بن فاتكٍ الخارجيّ لَقَدْ زَادَ الحيَاةَ إلى حُبًّا ... بَناتي إنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ أُحَاذِرُ أنْ يَذُقْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأَنْ يَشْرَبنَ رَنْقاً بَعْدَ صَافِ وأَنْ يَعْرَيْن إنْ كُسِيَ الجوارِي ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَنْ كَرَمٍ عِجَافِ وأَنْ يَضْطَرِّهُنَّ الدَّهْرُ بَعْدِي ... إلى جِلْفٍ مِنَ الأعْمَامِ جَافِ ولوِلاَهُنَّ قَدْ سَوَّمْتُ مُهْرِي ... وفي الرَّحْمنِ للِضُّعَفَاءِ كَافِ تَقُولُ بُنَيَّتِي أوْص المَوَالِي ... وَكَيْفَ وَصَاةُ مَنْ هُوَ عَنَكِ خَافِ

طُفَيْل أَفِي اللهِ أنْ نُدْعَى إذَا مَا فَزِعْتُمُ ... ونُقْصَى إذَا مَا تأْمَنُونَ ونُحْجَبُ وَيجُعْلَ دَوُني مَنْ يَوَدُّ لَوَآنَّكُمْ ... ضِرَامٌ بِكَفَّى قَابِسٍ يَتَلَهَّبُ وأَصْبَح لاَ يَدْرِى أيَقْعُدُ فِيكُمُ ... عَلَى حَسَكِ الشَّحْنَاءِ أمْ أيْنَ يَذْهَبُ رجل من طّي كَمْ مِنْ أمِيرٍ قَدْ تَجبَّرَ بَعْدَمَا ... مَرَيْتُ لَهُ الدُّنْيَا بسَيِفي فَدَرّتِ إذَا زَبَنَتْهُ عن فُوَاقٍ بِدِرّةٍ ... دَعَانِي وَلاَ أُدْعَى إذَا مَا أقَرّتِ إذَا مَا هِيَ احْلوْلَتْ نَفَي حَظَّ مَقْسِمي ... وَيقْسِمُ لِي مِنْها إذَا مَا أَمَرّتِ

الرَّبيع بن أبي الحُقَيْق تَرْمِي إلى بِأَطْرَافِ الهَوَانِ وَمَا ... كَانَتْ رِكَابِي بِه مَرْحُولَةً ذُلُلاَ فَسَوْفَ تَعْلَمُ إمَّا كَنْتَ تَجْهَلُهُ ... مَنْ خَفَّ يَوْمِئذٍ في الوَزْنِ أوْثَقُلاَ وَسَوْفَ تَعْلَمُ يَوْمَ الرَّوْعٍ مَا حَسَبِي ... إذا الذِّي كُنْتَ تَرْجُو خَامَ أو خَمَلاَ أَنَا ابنُ عَمّكَ مَا نَابَتْكَ نَائبَةٌ ... وَلَسْتُ مِنْكَ إذَا مَا كَعْبُك اعْتَدَلاَ وقالِِِِِِ أذِيتَمْ بقُرْبِي مِنْكُمُ وَمَوَدَّتي ... فأَغْنَيْتُ عَنْكُمْ مَا أَذِيتُمْ بِهِ مِنَّي وَأَصْبَحْتُ عَنْكُمْ غَانِياً في عَدُوِّكُمْ ... وَأغْنَاكُمُ تَقْصِيرُ رَأيكُمُ عَنِّي

وقال مَنْ مُبْلِغٌ فِتْيَانَ قَوْمِي رِسَالةً ... فَلاَ تَهْلكُوا فَقْراً عَلَى عِرْقِ نَاهِقِ فَإنَّ بِهِ صَيْداً عَزيزاً وهَجْمَةً ... طِوَالَ الهَوَادِي بَائِنَاتِ المَرَافقِ نَجَائِبَ عِيدِيٍّ يَكُونُ بُغَاؤُهُ ... دُعاءً وَقَدْ جَاوَزْنَ عُرْضَ الشَّقَائِقِ الأحوص فيا بَعْلَ لَيْلَى كَيْفَ تَجْمَعُ سِلْمَهَا ... وَحَرْبِي وفِيها بَيْنَنَا كَانَتِ الحْربُ لَهَا مِثْلُ ذَنبِي اليَومَ إن كُنْتُ مُذْنباً ... وَلاَ ذَنْبِ ليِ إن كَانَ لَيْسَ لَهَا ذَنْبُ جَزْءُ بن شُرَيْح بن الأحوص ألاَ هَلْ أتَاهَا والحَوَادِثُ كَالحَصَا ... فَيُخْبَرَهَا رَكْبُ يَمَانٍ ومُصْعِدُ نَصَبْتُ لَهُمْ صَدْرَ الحَرُونِ كَأنَّهُمْ ... لِعُذْرَتِهِ حَتَّى يُوَافِيَ مَوْعِدُ فَإنْ طَرَدَتَهُمْ أمكَنَ الرُّمْحُ مِنْهُمُ ... وَإنْ طَرَدُوهَا فَهْي فَي العَدْوِ تُفْقَدُ

فَرْوَةُ بْنُ مُسَيْك تَجَاوَزْنَا اللَّفِيفَ بمُوشِكَاتٍ ... وَزُرْنَا فِي مَسَاكِنَها السَّكُونَا وَلاَقيْنَا فَوَارِسَ غَيْرَ مِيلٍ ... عِجَالَ الطَّعْنِ غَيْرَ مُعَرِّدِينَا كَأَنَّ ثَيِابَنَا مِنَّا ومِنْهُمْ ... خُضِبْنَ بأُرْجُوَانٍ أوْ طِليَنا فَآبَتْ خَيْلَنَا قُطُفاً وَفِيهِمْ ... نَوَافِذُ مِنْ أَسِنَّتِنَا وَفِينَا خِداشُ بن زهير عَدَوْتُمْ عَلَى مَوْلاَيَ تَهْتَضِمُونَه ... بِنَاحِيَةٍ مِنْ جَانِبِ العَيّ تَرْتَعِي مَوَاليِ بَنِي عَمْرٍو وَأهْلِ أمَانَةٍ ... وَقُرْبَي فَلَمْ يَنْفَعْهُمُ قِيدَ إِصْبَعِ فَعَرَّضْتُمُ أحْلامَكُمُ وَدِمَاَءكُمْ ... بَوَاءً لأَذْوَادٍ بَعَيْهَمَ أَرْبَعِِِِِِِ فَإنْ يَكُ أَوْسٌ حَيَّةً مُسْتَمِيتَةً ... فَدَعْنِي وَأوْساً إنَّ رُقْيتَه مَعِي

مِخْلَبٌ المجاشعيّ أَفائِتَتِي كَلْبٌ ولَمْ أحْوِ سَرْحهَا ... عَلاَمَ إذاً في الحربِ سُمِّيتُ مخْلَبَا جَلَبْتُ إِلَيْهَا الخَيْلَ حَتَّى شَلَلْتُهَا ... بِحَوْمَلَ فَالمِقْرَاةِ شَلاًّ عَصَبْصَبَا أخَذْنَا بِهِمْ نِصْفَ الأَحاَدِيثِ مِنْهُمُ ... إذَا رَكَبُوا أوْفَوْا بَمكَّةَ مَرْكَبَا وقال طُفيل ألَمْ تَرْتَ الحَرِيشَ بِقَاعِ بَدْرِ ... تُخَاطرُنَا وَقَدْ لَجَّ الخِطَارُ إذَا خَفَضُوا رَفَعْتُ لَهُمْ عَصَاهُمْ ... كَمَا يُخْشَى عَلَى الشُّمُسِ النِّفَارُ فَإِنّي فِي بَنِي كَعْبٍ لَصِهْرٌ ... وَجَارٌ بَعْدُ إنْ نَفَعَ الجِوَارُ لَعَلَّكُمُ عَلَى حُبِّي كِلاَباً ... بِذَاتِ ضَغِينَةِ فِيهَا وَجَارُ وَكَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِبَني كِلاَبٍ ... لَهَا أَرَجٌ كَمَا فُضَّ العِطَارُ وَخَيْرٌ كَانَ عِنْدَ بَنِي كِلاَبٍ ... أعَارُوهُ وَرَدُّوا مَا اسْتَعَارُوا

أُمَيَّة بن كعب أبْلِغْ بَنِي حَسَّانَ والمَرْءُ مُبْتَلَى ... كَمَا كُنْتَ وَالأَيَّامُ جَمٌ طُروفُها حَطَطْتُ عَلَيْكَ القَوْمَ مِنْ رأُس هَضْبةٍ ... قَدَاعْيَا عَلَى الرَّقِينَ قَبْلَكَ نِيقُهَا وَأَرْخَيْتُ مِنْ لَحْيَيْكَ في الحرْبِ حَلْقَةً ... أُمِرَّتُ وَكَانَتْ قَدْ تَلاَحَقَ ضِيقُهاَ فَكَانَ ثًوَاباً أنْ تَغَنَّيْتَ سَادِراً ... بِعِرْضِيَ لَمَّا سَاغَ في النَّفْسِ رِيقُهَا الرَّاهبُ زُهْرة بن سِرْحَان يَا لَسُلَيمٍ بَعْلُهُ مُرِيَبهْ ... مُصْعِدَةً أبْنَاؤْهَا مُصِيبَهْ فِي مِثْلِهَا تَأَرَّمُ الكَتِيِبَهْ ... هَلْ مِنْ غُلاَمِ طَيِّبِ الَّضريبَهْ يَصْرُخُ فِي عَشيَرةٍ مُجِيبَهْ ... فيرْكَبُ النَّجِيبَ والنَّجِيبَهْ وَيَطْعُنُ القَلاَّسَةَ الرَّحِيبَهْ ... تَعْيَ عَلَى الَّطِيبِ والَّطبِيبَهِِِِِِْ

الحَكَمُ الخُضْرِيّ نَهَيْتُ جَمِيعَ الخُضْرِ عن ذِكْرِ خُطَّةٍ ... يُدَبِّرُهَا فِي رَأْيهِ ابنُ هِشَامِ فَلَمَّا دَخَلْتُ الدَّارَ أَيْقَنْتُ أنَّهَا ... عَلَى اللهِ وَالسُّلْطَانِ غَيْرُ كِرَامِ أبو السَّمحاء تَمُتُّونَ بِالحِلْفِ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا ... وَعِنْدَ دِمَاءِ القَوْمِ يَنْقَطِعُ الوَصْلُ وَمَا ظَلَمَتْ سَهْمُ بنُ عَوْفٍ حَلِيفَها ... وَلَكِنْ حَذَوْا نَعْلاً فَخُطَّ لَهُ مِثْلُ فَلاَ تُوعِدُونَا بالقِتَالِ سَفَاهَةً ... فَقَدْ نَحِلَتْ مِنَّا الأسِنَّةُ والقَتْل

سُوَيْد بن منجوف السَّدوسِيّ فَأَبْلِغْ مُصْعَباً عَنَّى رَسُولاً ... وَقَدْ يُلَفى النَّصِيحُ بِكُلِّ وَادِ تَعلَّمْ أنَّ أكْثَرَ مَنْ تُنَاجِي ... وَإنْ ضَحِكُوا إلَيْكَ هُمُ الأَعَادِي شُتَيْمُ بن خُوَيْلِد الفَزَاريّ ألاَ هَلْ أتَى بَكْرَ السَّوادِ ابنَ وَائلٍ ... لَمَا بَلَغَتْ بِالسَّاجِسِيّ بَنُو بَدْر عَلَى نَعَمِ الخَابُورِ إذْ يَوْمُ تَغْلِبٍ ... طَوِيلٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَدْفَعُ في الصَّدْرَ أتَيْنَاهُمُ وَحَيُّ عُتْبَةَ شَطْرَهُ ... وَهُم يَرْجُمُونَ الغَيْبَ مِنْ قِبَلِ البَحْرِ فَجِئْنَاهُمُ مِنْ أيْمَنِ الشِّقِّ عِنْدَهُمْ ... وَيأْتِي الشَّقِيَّ الحَيْنُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَدْرِي

أبو حَرَجَةَ الفزاريّ ألا أيُّهَا النَّاهِي فَزَارَةَ بَعْدَمَا ... أجَدَّتْ لِغَزْوٍ إنَّمَا أنْتَ حاَلِمُ أَرَى كُلَّ ذِي تَبْلٍ كَريمٍ يُهِمُّهُ ... وَيَمْنَعُ النَّوْمَ إِذْ أنْتَ نَائِمُ وَقُلْتُ لِفِتِيْانِ مَصَالِيتَ إنَّكُمْ ... قدَامَي وإنَّ العَيْشَ لاَ هُوَ دَائِمُ قَعُوا وَقْعةً مَنْ يَحْيَ لا يَخْزَ بَعْدَهَا ... وَمَنْ يَجْتَرِمْ لاَ تَتَّبِعْهُ المَلاَوِمُ شُرَيْح بن الأحوص قَدْ أطْرُقُ الحَيَّ عَلَى سَابِحٍ ... أسْطَعَ مِثْلِ الصَّدَعِ الأَجْرَدِِِِِِِِِِِِِ لَمَا أتَيْتُ الحَيَّ فِي مَتْنِهِ ... كَأَنَّ عَرْجُوناً بيُمْنَى يَدِي أقَلَ يَخْتَالُ عَلَى ظِلّه ... كَأَنَّمَا يَعْلُو إلى فَدْفَدِ يضْرِبُ عِطْفَيْهِ إلى شَأْوِهِ ... يَذْهَبُ في الأَقْرَبِ والأبْعَدِ كَأَمَّهُ سَكْرَانُ أوْ عَابِثٌ ... أو اَبنُ رَبٍّ حَدَثُ المَوْلِدِ

خِدَاشُ بن زُهُيَرْ العامِرِيّ تَبَدْلَ قَوْمِي شِيمَةً وَتَبَدَّلُوا ... فَقُلتُ لَهُمْ لاَ يُبْعِدُ اللهُ عَامِرَا بمَا قَدْ أرَاهُمْ لاَ تَخِفُّ حُلُومُهُمْ ... وَلاَ يَنْطِقُونَ المُنْدِيَاتِ العَوَائِرَا تَمَارَيْتُمُ فِي العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُمُ ... كَمَا أهْلَكَ الغَارُ النِّسَاَء الضَّرَائِرَا فَإنْ يَكُ فِيكُمْ عِزّةٌ وَهْيَ فِيكُمُ ... فَإنَّ لَنَا عِزًّا عَزِيزاً وَنَاصِرَاً حُمَاةٌ يَشُبُّونَ الحُروبَ وَسَادَةٌ ... يَجُرُّ عَلَيهْمْ آخَرُونَ الجَرَائِرَا وله أيضاً وَقُلْتُ لَهُ إنْ تُدْرِكِ القَوْمَ لاَ تَزَلْ ... مَكَانَ بَحيرٍ أوْ أَحَبَّ وَأَكْرَمَا فَقَرَّبَ مَا بَيْنَ الطَّلِيحِ ورَهْوَةٍ ... كِلاَ طَلَقَيْهِ كَانَ يَوْماً مُجَرَّمَا

خالد بن جعفر أرِيغٌُوِني إرَاغَتكُمْ فَإنِّي ... وَحَذْفَةَ كَالشَّجَا تَحْتَ الوَرِيدِ مُسَوَّمَةً أُسَوِّيهَا بِنَفْسِي ... وَأُلْحِفُهَا رِدَائِي فِي الجَلِيدٍ وَأُوصِى الرَّاعِيَيْنِ لِيُؤْثِرَاهَا ... لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ وَالصَّعُودِ لَعَل اللهَ يُمْكُنِنِي عَلَيْهَا ... جِهَاراً مِنْ زُهَيْرِ أو أسِيدِ زُهير بن جُذيمة العبسيّ، وأخوه أسيد بن جّذيمة، والدُ قيْسٍ صاحب داحس فإمَا تَثْقَفُوني فاقْتُلُوِني ... فَمَنْ أثْقَفْ فَلَيْسَ إلى خُلُودِ عبد الله بن ثَوْرِ العامِريّ هَلاَّ سَقَيْتُمْ بَنِِي بَدْرٍ أسِيَركُمُ ... لا يَبْرَح الدَّهْرَ في أجْوَافِكُمْ غُلَلُِِِِِِِِِِِِ

بَانَ الخَلِيلُ وأوصَاني بِأَثْؤُرهِ ... ألاَ لأُمِّى، إنْ لم أفْعَلِ، الهَبَلُ وقَدْ تَرَكْتُ أبَا قْيسٍ بمُعْتَرَكٍ ... يَدْعُو صَدَاهُ وفِيِه الرُّمْحُ مُعْتَدِلٌ تَوْبة بن الحُمَيِّر إلاَّ يَذُدْ عَنْهَا أسَاقٍ بِسَيْفهِ ... يَكُنْ بَلَدا بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ ألَسْتُمْ أحَقَّ النَّاسِ أن لا نَرِيبَكُم ... بَشَيءِ ولوْ دَبَّتْ عَلَيْنَا العَقَارِبُ رَأى رُطَباً غَضًّا فَأنْسَاهُ دِينَهُ ... وشَجْراَء فِيهَا يَانعٌ مُتراكِبُ فَقُلْتُ لَهُ إنَّ الثَّمَارَ التَّي تَرَى ... لِقَوْمِ قَرَوْها العَامَ إذْ أنت غائبُ عبد الله بن همّام السَّلوليّ لَقَدْ ضَاعَتْ رَعِيَّيُكُمْ لَدَيْكُمُ ... تَدَرَّوْنَ الأرَانِبُ غَافِلِينَا

إذَا مَا مَاتَ كِسْرَى قَامَ كِسْرَى ... نَعُدُّ ثَلاثَةً مُتَتابِعينَا وكُلُّ النَّاسِ نَحْنُ مٌبَايِعُوهُ ... وإنْ شِئْتُمْ فَعَمَّكُمُ السَّمِينَا وإنْ جِئتُمْ بِرَمْلَةَ أَو بهنْدٍ ... نُبَايِعْهَا أمِيرَةَ مُؤمِنينَا نُثَبِّتْ مُلْكَكُمْ وإذَا أرَدْتُمُ ... بِنَا الصَّلْعَاَء قُلْنَا مُخْبِتِينَ فَيَاَ لَهَفِي لَوَ آنْ لَنَا أُنوفاً ... وَلكِنْ لَنْ نَعُودَ كَمَا غَنِينَا إذًا لَضُرِبتَمُ حَتَّى تَعُودُوا ... بمَكَّةَ تَلْحَسُونَ بِهَا السَّخِينَا حُشِينَا الغَيْظَ حتَّى لَوْ شَرِبْنَا ... دِمَاَء بَنِي أُمَيَّةَ مَا رَويِنَا وقال ألاَ أبْلِغْ أبَا حَسَنٍ عَلِياَّ ... بِأَنِّي قَدْ أتَيْتُ عَلَى شَرَافِ وأنَّكَ إنَّمَا هَدَّمْتَ طِيناً ... وَلَنْ تَسْطِيعَ تَهْدِيمَ القَوَافِي عاصم بن يزيد الهلاليُّ حَبَاكَ خَلِيلَكَ القَسْرِيُّ قَيْداً ... لَبِئْسَ عَلَى الصَّدَاقِةِ مَا حَبَاكَا فَأَنْقِذْ يَا فَدَاكَ أبِي وَأُمِّي ... أسِيراً اطَالَ مَا آنْتَظَرَ الفِكَاكَاِِِِِِ بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ إذَا تَرَوَّتْ ... حَدِيدَةُ سَاقِهِ بَدَمٍ دَعَاكا أَأَخْلَعُكُمْ وَأَضْرِبُ خَالعِيكُمْ ... بنَصْلِ السَّيْفِ، كْيفَ يكُونُ ذَاكَا

نَعِيك القُشَيْريّ، هو نهيك بن محذَفة أَْلَهَى مَوَالِيَّ الخُمُورُ وشُرْبهُا ... وعَقِيلةَ الوَادِي ونِهْىُ الأخْرَمِ وَأَخُوهُمُ فِي القَوْمِ يُقْسَمُ بَزُّه ... بِثِيَابِه رَدْعٌ كَلَّوْنِ العَنْدَمِ ضَرَبَتْ علىَّ الخَثْعَمِيّةُ نَحْرَها ... إِنْ لمْ أُصَبِّحْكُمْ بأَمْرٍ مُبْرَمِ تَعْدُو بِه فَرسَي وتَرْقُصُ نَاقَتِي ... حَتَّى يَشيعَ حَدِيثُكُمْ في المَوْسِمِ زُفَر بن الحارث الكلابيّ، سيِّد قيس عيلان غير مُدَافعِ جَزَيْناهُمْ بِيَوْمِ الشَّعْبِ يَؤماً ... رَكُودَ الشَّمْسِ أغبَرَ ذَا ظِلاَلِ أَلومُ عَلَى القِتَالِ بَنِي نُمَيْرٍ ... وأحمَدُ فِي القِتَالِ بَنِي هِلاَلِ هُمُ حَامَوْا عَنِ الأحْسَابِ لَمَّا ... رَأوْا شَهْبَاَء مَائَلَةَ الهِلاَلِ رِمَاحُهُمُ يَرِدْنَ عَلَى ثَمانٍ ... وعَشْرٍ قَبْلَ تَرْكِيبِ النَّصَالِ

الأقرعُ بن مُعَاذٍ القُشَيريّ وَمَوْلَى أمَتْنا دَاَءه تَحْتَ جنْبِهِ ... فَلَسْنا نُجّازِيِهِ وَلَسْنَا نُعاقِبُه رَأَى اللهَ أعْطَانِي وأَغْلَقَ صَدْرَه ... عَلى حَسَدِ الإخوَانِ فَآزْوَرَّ جَانُبهْ فَوَيْلٌ لِهذَا ثُمَّ وَيْلٌ لأَمَّهِ ... عَلَيْنَا إذَا مَا حَرِّكَتْهُ حوَارِبُهْ الجَعْديّ دَعَوْنا قُشيْرَا والحَريشَ إلى الَّتِي ... إذَا غَبَّ عَنْها أَمْرُها حُمِدَ الأَمْرُ يَكُونُ بِذِي سَلْمٍ ثَمَانُونَ كَاهِناً ... بَنَانَاتُها فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرُ إذَا زادَ شَيْءٌ مِثْلَهُ كَانَ ضِعْفَهُ ... وَحَيْثُ الثَّرَى تُؤتَى المَقَادَةُ والقَسْرُ وَحَتَّى أَسَرُّا بُغُضْنَا فِي قُلُوبِهِمْ ... كَمَا تَكْتَمُ الحَمْلَ المحَصَّنَةُ البِكْرُ

جِرَانُ العَوْدِِِِِِِ وإنَّ ظَلامَ اللَّيْلٍ يُنْكَبُ تحْتَهُ ... رِجَالٌ وَيَمْضِي الأَحْوَدِيُّ المُثَقََّفُ وَإنَّا ذَممْنا كُلَّ نَجْدَةِ سَيِّدِ ... بَطِينٍ ولا يَحْزُنْك إلاَّ المُهَفْهَفُ وَلاَ يَفْجَعُ للأحْرَاسَ بالبيضِ كَالدَّمىَ ... هَيُوبٌ ولاَ جَثَّامَةَ اللَّيْلِ مُقْرَفٌ هَرِمٌ الغنويّ، ورويت لطفيل الغنويّ، يخاطب طفيل بن مالك يُدَافِعُنِي طُفَيْلٌ عَن حَرَاهُ ... كَأَنَي مِنْ صُداءِ أَوْ جُذَامِ وَإِنَّ النَّأْيَ شَيءٌ لَم أَلُمْهُ ... وَفيما بَيْنَنَا بَعْضُ المَلاَمِ مَتَى مَا أَنْأ عَنْك تَذَقْ فِراقِي ... وَلاَ يُغْنِي مَقامُك عَنْ مَقامِي

ويَصْحَبٌني جَمِيعٌ غَيرُ لاَعٍ ... كُمَيْتُ اللَّوْنِ يَفْهَمٌ مِنْ كَلاِمي وأَبْيَضُ صَارِمٌ شُقَّتْ إلَيْهِ ... خَشِيبَتُهُ كَتَلْمَاعِ الغَمامِ أَخٌ فَارقْتُ كُلَّ أَخٍ سِوَاهُ ... عَتِيدٌ نَصْرُهُ يَوْمَ الزِّحَامِ وقال رَأَيْتُ الحَيَّ زُهْرَةَ حَيَّ صِدْقٍ ... لِمَكْرُوهِ العَدُوِّ مُجَانِبِينَا وَلاَ يَرْمُونَ شَانئَهُمْ بِسَهْمِ ... وَلا يَرِدُونَ إلاّ آخرِينَا وَلاَ يَخْشَى المُغَارَ مُحَارِبُوهمْ ... وَلَيْسُوا لِلْمُغارِ بِآمِنينا تَجَوَزَتِ الشَّوامِخَ مِنْ قُريشٍ ... أُنَاسٌ يُطْلَبُون ويَطْلُبُوْنَا ذَوِي شَرْجَيْنِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ... يَضُرّونَ العَدُوَّ وينْفَعُونَا كَذاكَ النَّاسُ مُختَلِفونَ شَتَّى ... سُعَاةٌ يَأْخُذُونَ وَيَمْنَعُونَا فَأَصْبَحْتُ الغَدَاةَ حَلِيفُ قَوْمٍ أُجَاوِرُ مِنْهُمُ غِلَظاً وَليِناً وقال أَتَأْمُرُنِي حلِيَمةُ بالمغَازِي ... وَتَحْمَدُ لي الذَِّي غنِم الخُلُودُ إِباءً أَن تُصادفَني المنايَا ... ودونَ مَنِيَّتي أَمَدٌ بعيدُ

وقالِِِِِِ أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً ... فِدىً لَكَ مِنْ أَخي ثِقِةٍ إزَارِي قَلاَئِصَنَا هَدَاكَ اللهُ إنّا شُغِلْنَا ... عَنْهُمْ زَمَنَ الحِصَارِ لِمَنْ قُلصٌ تُرِكْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بُمخْتَلَفٍ التجَارِ قَلاَئصُ مِنْ بَني جُشَمِ بن بَكْرٍ ... وَأَسْلَمَ أو جُهينةَ أو غِفِاَرِ يُعَقِّلْهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ ... مُعِيداً يَبْتَغِي سَقَطَ الجوارِي يُعَقِّلُهُنَّ أَبْيَضُ شَيْظَمّي ... وَبِئْسَ مُعَقَّلُ الذّوْدِ الظُّؤارِ بَهْدَل بن خِضْرِم، أحد بني عبد الله بن غطفان وَلَوْ رَاحَ يَوْمَ الطَّيْسَمِيَّيْن كَهَمْسٌ ... معَ الرّكْبِ أَمْسَى كَهْمسٌ وَهْو آيسُ

وَلاَ يَحْزُنُ النَّظْراَء إلاَّ بعالِمٍ ... على اللَّيلِ ينْضُو الليلَ والليلُ دَامِسُ له بالحِمَى من يُحْرِزُ النَّهْبَ عندهَ ... وبالحرَّة الرَّجْلاءِ منهمْ مَكانسُ وقال هَلاَّ عَلاَءً وَالجُنَيْدَ شَتَمْتُمُ ... وَهَمَا عَلَى الأَدْنَى سِنَانُ طِعَانِ وَنَسِتُمُ جَاراً يُنَادِي جَارَهُ ... وَبَنَوُ سَلاَمةَ لاَبِسُو الأدْجانِ غَسَلُوا الخَزَايةَ عَنْ وُجُوهِهِمُ التِي ... غَشِيَتْ وُجُوهَهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ حَتَّى تُصِيبُوا من عُبَيْدٍ مِثْلَها ... وَتُسَاقَ نِسْوَتُكُمْ إلى نَجْرَانِ وَتَقُولَ قَائلةٌ وَفَي جِيرانُهُمْ ... إنَّ المُجَاوِرَ مُشْبِهُ الجِيرَانِ عمرو بن الأيهم ونُكْرِمُ جَارَنا حَتَّى تَرَانَا ... كَأَنَّ لِجَارِنا فَضْلاً عَلَيْنَا لَنا عِزٌ يَزِلُّ الجَهْلُ عَنْهُ ... وَأَحْلاَمٌ تُعَمِّرُ مَا لَدَينا

رجل من أهل وادي القُرَى يهوديٌ، وهو سَعْيةُ بنُ غَرِيضٍ اليهوديّ وَإذَا رَأَيْتَ مُغَمَّراً فَتَعَلَّمَنْ ... أنْ سَوْفَ تُدْرِكُه الخُطوبُ فُيْبَتَلى لِلهِ دَرُّكَ مِنْ سَبِيلٍ رَاجِعٍ ... سِيَّانِ فِيهِ مَنْ تَصَعْلَكَ وَاقْتَنَىِِِِِِ إِبِلٌ تَبَوَّأُ فِي مَبَاركِ ذِلَّةٍ ... إذْ لاَ ذَلِيلٌ ذَلَّ مِنْ وَادِي القُرَى مَنْ يَغْلِبُوا يَهْلِكْ وَمَنْ لاَ يَغْلِبُوا ... يَلْحَقْ بِأَرْضِ ثَمُودَ حتَّى لاَ يُرَى هَلْ فِي السَّمَاءِ لِصَاعِدٍ مِنْ مُرْتَقىً ... أَمْ هَلْ لِحَتْفٍ نَازِلٍ مِنْ مُتَّقَى أَحْيّاؤهُمْ خِزْيٌ عَلَى أَمْوَاتِهمْ ... وَالمَيَّتُونَ شِرَارُ مَنْ تَحْتَ النَّرَى يَتَعَاوَنُونَ عَلَى أَذَى جِيرَانِهمْ ... فَإذَا عَوَى كَلْبٌ لِصَاحِبِهِ عَوَى فَمتَى تُصَاحِبْهُمْ تُصَاحِبْ خَانَةً ... وَمَتَى تُفَارِقْهُمْ تُفَارِقْ عَنْ قَلِي إنَّ الكَرِيمَ إذَا أَرَدْتُ إِخَاَءهُ ... لم تُلْفِ حَبْلِى وَاهِياً رَثَّ القُوَى أَرْعَى أَمَانتَهُ وَأَحْفَظُ عَهْدَهُ ... عِنْدِي، وَيَأتي بَعْدَ ذَلك مَا أَتَى لرْفَعْ ضَعِيفَكَ لا يَحُرْ بِكَ ضَعْفَهُ ... يَوْماً فَتُدْرِكَهُ العَوَاقِبُ قَدْ نَمَى يَجْزِيكَ أَوْ يُثْنِى عَلَيْكَ، وَإن مَنْ ... يُثْنِي عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَى تمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البيت

وقال إذَا انْتَحَيْتُ لأِقْوَامٍ تَرَكْتُهُمُ ... مِثْلَ الجَرادِ تَنَزَّى مِن أَذَى الرَّمضِ أَرْمِيهِمُ بِالأَذَى حَتَّى تَخَالَهُمُ ... مَرْضَى سُلاَلٍ وَمَا بِالقوِم من مَرَضِ تَرَكْتُهُمْ إذْ أبَوْا إلاَّ مُسَابَقَتِي ... عَلى مُماَطَلَةِ مِنْ مُؤْلِمِ المَضَضِ أَرْمِي المَذَاكِيَ لا أُرْعِى عَلَى جَذَعٍ ... وَلاَ ثَنِيٍّ كَما يُرْمَى مَدَى الغَرَضِ جَسَّاس بن بشر، أو حارثةُ بن بدرِ الغُدَانيّ يَا كَعْبُ مَا رَاحَ مِنْ قَوْمٍ وَلاَ بَكَرُوا ... إلاَّ وَللِمَوْتِ فِي آثَارِهِمْ حاَدِي يَا كَعْبُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلاَ غَرَبَتْ ... إلاَّ تُقَرِّبُ آجَالاً لِمِيعَادِ إذَا لَقِيتَ بِوَادٍ حَيَّةً ذَكَراً ... فَاذْهَبْ وَدَعْنِي أُمَارِسْ حَيّةً الوَادِي

وقال وَإِنّي إنْ رَمَيْتُ رَمَيْتُ عَظْمِى ... وَنَالَتْني إذَا نَالَتْكَ نَبْلِي لَقَدْ أَنْكَرْتَنِي إنْكَارَ خَوْفٍ ... يَضُمُّ حَشَاكَ عَنْ شَتْمِي وَأَكْلِي وقال المتلمس وَلَوْ غَيْرُ أخوَالي أرَادُوا نَقِيصَتِي ... جَعَلْتُ لَهُمْ فَوْقَ العَرانِينِ مِيسَما وَمَا كُنْتُ إلاَّ مِثْلِ قَاطِعِ كَفِّهُ ... بِكَفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأصْبَحَ أَجْذَمَا يَدَاهُ أَصَابَتْ هذِهِ حَتْفَ هذِهِ ... فَلَمْ تَجِدِ الأُخْرَى عَلَيْهَا مُقدَّمَا فَلَمَّا اسْتَقَادَ الكَفَّ بالكَفَّ لَمْ يَجِدْ ... لَهُ دَرَكاً فِي أَنْ تَبيِنَا فَأَحْجَمَا فَأَطْرَقَ إطْرَاقَ الشُّجاعِ وَلَوْ يَرَى ... مَساغاً لِنَابَيْهِ الشُّجاعُ لَصَمَّمَا

النَّجاشيّ الحارثي يَا رَاكِبَا إمَّا عَرَضْتَ فَبَلغَنْ ... تميماً وَلعذا الحَيَّ مِنْ غَطَفَانِ فَمَا بِكُمُ لَوْ أَنْ تَكُونُوا فَخَرْتُمُ ... بِإدْرَاكِ مَسْعَاةِ الكِرَامِ يَدَانِ وَكُنْتُم كَذِي رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صَحِيحَةٍ ... وَرِجْلٍ بِهَا رَيْلٌ مِنَ الحدَثَانِ فَأَمَّا الَّتي صَحَّتْ فَأَزْدُ شَنُوَءةٍ ... وَأَمَّا الَّتِي شَلَّتْ فَأَزْدُ عُمَانِ فَمَنْ يَرَ جَمْعَيْنَا وَمُعْتَلَجِ القَنَا ... يَقُلْ جَبَلاَ جَيْلانَ يَنْتَطِحَانِ يَقُولُ لِمنْ نَارَانِ في رَأْسِ غَمْرةٍ ... بِلاَ حَطَبِ رَأْدِ الضُّحَى تَقِدَانِ وَعرَّاصةٌ بَرَّاقَةٌ صَوْبُها دَمٌ ... تَكَشَّفَ عَنْ ضَوْءٍ لَهَا الأفُقانِ تَجُودُ إذا جَادَتْ وتحُكَى إذَا انْجَلَتْ ... بِيبْسٍ وَمَا يَحْيَا بِهَا الثَّرَيَانِ أَكَلْنَا وَأبْقَيْنَا وَمَا كُلُّ مَا تَرَى ... بِكَفَّ المُذَرِّى يَأْكُلُ الرَّحَيَانِ فَمَا غَرَّ أوْلاَدَ الرِّعَاءِ بَنِي آسْتِهَا ... بِكُلِّ فَتىً رِخْوِ النِّجادِ يَماَنِ

فَيَا حَسْرَتَي أَنْ لاَ أَكُونَ شَهِدْتَهُمْ ... فَأَدْهُنَ مِنْ شَحْمِ العَبِيدِ سِنَانِي فَأَصْبَحَ أَهْلُ الشَّأْمِ قَدْ رَفَعُوا القَنَا ... عَلَيْهَا كِتَابُ اللهِ خَيْرُ قُرَانِ وَنَادَوْا عَلِيًّا يَا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ... أَمَا تَتَّقِي أَنْ يَهْلِكَ الثَّقَلاَنِ [وَنَجَّى ابن حَرْبٍ سَابِحٌ ذَو عُلاَلةٍ ... أَجَشُّ هَزيمُ وَالرِّمَاحُ دَوَانِ] كَأَنَ عُقاياً كَاسِراً تَحْتَ سَرْجِهِ ... وَهُنَّ بأطْرَاف اللُّبُودِ دَوَانِ إِذَا ابْتَلَّ بِالماءِ الحمِيمِ رَأَيْتَهُ ... كَقَادِمَةِ الشُّؤْبُوبِ ذِي النَّفَيَانِ كَأَنَّ جَنَابَيْهِ وصُفَّةَ سَرْجِه ... مِنَ المَاءِ ثَوْبَا ماتِحٍ خَضِلاَنِ مِنَ الوُرْدِ أَوْ أَحْوَى كَأَنَّ سَرَاتَهُ ... بُعَيْدَ جِلاَءٍ ضُرِّجتْ بِدِهَانِ جَزَاهُ بِنُعْمَى كَانَ قَدَّمَهَا لَهُ ... وَإنْ كَانَ فِي الإصْطَبْلِ غَيْرَ مُهَانِ إذَا قُلْتُ أَطْرَافُ الرِّمَاحِ يَنَلنْهُ ... تَمَطَّثْ به السَّاقَانِ وَالقَدَمَانِ فَأَضْحَى ضُحىً مِن ذي صُبَاحٍ كَأَنَّهُ ... وَإِيَّاهُ عُودَا قَامَةٍ قَلِقَانِ بِوُدِّهِمَا لوْ أَصْبَحَا وَتَرَامَيَا ... بِتَرْكِ التَّعَادِي إِذْ هُمَا مَلِكَانِ حَسِبْتمْ طِعَانَ الأشْعَرِينَ وَمَالِكٍ ... وكِنْدَةَ أكْلَ الزُّبْدِ بِالصَّرَفَانِ وَمَا زالَ مِنْ هَمْدَانَ خَيْلٌ تَدُوسُكُمْ ... سِمَانٌ وَأُخْرَى غَيْرُ جِدِّ سِمَانِ وَمَا دفِنَتْ قَتْلَي سُليْمٍ وعامِرٍ ... بِصِفِّينَ حَتَّى حُكِّمَ الحَكَمَانِ

جرير أَبَا الغَوْثِ إنّ الأَيْكَ يَنْقَعُ رِسْلُها ... وَكَانَ دَمْ الثَّأْرِ النُّمَيْريِّ أنَقَعَا أَتَبْكِي عَلَى رَيَّا إذَا الحيُّ أصْعَدُوا ... وَتَتْركُ رَيَّانَ القَتِيلَ المُضَيَّعَا إذَا صُبَّ مَا فِي القَعْبِ فَاعْلْمِ بأنَّهُ ... دَمُ الشَّيْخِ فَاشْرَبْ مِنْ دَمِ الشَّيْخِ أوْدَعَا طُلَيْحة بن خُوَيْلِدِ الأَسَديُّ فَيوْماً تَرَاهَا في الجِلال مَصُونةً ... وَيَوْماً تَرَاهَا غيرَ ذَاتِ جِلاَلِ وَيَوْماً تُضِيءُ المَشْرَفِيَّةُ وسْطَهَا ... وَيوْماً تَرَاهَا فِي ظِلاَلِ عَوَالِ فَمَا ظَنُّكُمْ بالقَوْمِ إذْ تَظْلِمُونَهُمْ ... أَلَيْسُوا وَإنْ لَمْ يُسْلِمُوا بِرِجَالِ

الكُمَيْتُ بن معروف الأسدي خُذُوا العَقْلَ إِن أَعْطَاكم العَقْلَ قَوْمُكُمْ ... وَكُونُوا كَمنْ سِيَمَ الهَوانَ فأرْتَعَ وَلا تُكْثِرُوا فِيهَا الضِّجَاجَ فَإنَّهُ ... مَحَا السَّيْفُ مَا قَالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا عبد العزيز بن زرُارة الكلابيّ إنَّ الفَوَارِسَ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا ... فَانعِقْ بِشائِكَ نَحْو أَهْلِ رُدَاعِ خَيْلاَنِ مِنْ قَوْمِي وَمِنْ أَعْدَائِهِمْ ... رَفَعُوا أَسِنَتَكُمْ فكُلٌّ نَاعِ وَفِدَاؤُكُمْ أُمِّي وَأُمُّكُمُ لَكمْ ... فَبِمِثْلِكُمْ فِي الوِتْرِ يَسْعَى السَّاعِي فَلقَدْ شَدَدتُمْ شَدَّةً مَذْكُورَةً ... وَلَقَدْ رَفَعْتُمْ صَوْتَكُمْ بِيَفَاعِ

وَبَنُو الحُصَيْنِ أَلَمْ يَجِئْكَ نَعِيُّهُمْ ... أهْلُ اللَّواءِ وسَادةُ المِرْباعِ شَهِدُوا المَوَاسِمَ فَانْتَزَعْنَا ذِكَرَه ... مِنْهُمْ بأمْرِ صَرِيعَةٍ وزَمَاع المُعَلَّى بن طارق الطائيّ مَشَتِ الهُوَيْنَي في العَدُوِّ رِمَاحُنَا ... حَتَّى عَرَفْنَ مَسَالِكَ الأَرْوَاحِ سَخِطَتْ جَمَاجِمُهُمْ عَلَى أَجْسَادِهِمْ ... فَتَحَشَّدَتْ غَصًّا صُدُورُ رِمَاحِ مَا وَاجَهَتْكَ عُقَابُ حَرْبٍ مَرَّةً ... إلاَّ كَسَرْتَ جَنَاحَهَا بِجَنَاحِ تَشْقَى بِضَحْكَتِهِ البُدورُ فإن غَدا ... غَضْبَانَ أَضْحَك ذَايِلَ الأَرْمَاحِ أبو ثُمامة بن عازب الضبيّ وَنَجَّى امْرَأَ القيسِ القُضَاعِيَّ بَعْدَمَا ... تَنَاوَلَهُ مِنّا الرِّماحُ الشَّوَاجِرُ أَجَشُّ عُلَيْميٌّ إذَا ابتَلَّ عِطْفُهُ ... أَلحَّ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِ الحَوَافِرُ طَوَى بَطْنَهُ طُولُ القِيادِ كَما طَوَى ... بِنَجْرَانَ بُرْداً للِتِّجارَةِ تَاجِرُ

فَلَوْ كَرَّ خَلْفَ الجَمْعِ إذْ فَرَّ زَعْبَلٌ ... وَلكِنَّمَا يَفْرِي بِهِ الأرْضَ طاَئِرُ لَلاقى حِمامَ المَوْتِ أوْ لَتَرَنَّمَتْ ... بِسَاقَيْهِ حُجْنٌ ثَقَّفَتْهَا المَسَانِرُ ابن مُقْبِل وَغَيْثٍ أَسَالَ اللهُ مُهْجَةً نَفْسِه ... بِوَادٍ عَذَاةٍ لاَ تَوارَى كَوَاكِبُهُ سَرَى الماءُ حَتَّى لَمْ يَدَعْ لإخَاذه ... إخَاذاً فأضْحَى الماءُ يَطْفَحُ جَانِبُهْ غَدَوْنَا لَهُ في رَائِدِ الخَيْلِ غُدْوَةً ... غِشاشاً وَضوءُ الفَجْرِ يَبرُقُ حَاجبُهْ بِضَافٍ شَديدِ الرُّسْغ أَصْمَعَ كَعْبُه ... مُداخَلةٌ أصْلابُهُ وشَرَاجِبُهْ وقال طفيل لاَ تَأْمَنُونَا إنَّنَا رَهْطُ جُنْدَبٍ ... وصَاحِبِ هَمَّامٍ بِذَاتِ الأسَارِعِ سَرَى يَبْتَغِيه تَحْتَ لَيْلٍ كَأَنَّهُ ... مَثالَةُ سَبْعٍ أوْ شُجلعُ الأجَارِعِ

وَمِنْ دُونِ أحْرَاسٍ وَقَدْ نَذِرُوا بِهِ ... فَمَا خَامَ حَتَى حَسَّهُ بالأصَابِعٍ فَأَلْقَى عَلَيْهِ السَّيْفَ حَتَّى أَجَابَهُ ... بِفَوَّارَةٍ تَأتِي بَماَء الأخَادِعِ أُميّةُ بنُ كعبِ إنِّي وَإنْ كَنْتُ حدَيثَ السِّنِّ ... وَكَانَ في العَيْنِ نُبُؤٌ عَنّي فإِنَّ شَيْطَانِي كَبِيرُ الجِنَّ ... يذَهبُ بِي فِي الشَّرِّ كُلَّ فَنَّ دُرَيْد بن الصِّمَّة أعَبْدَ اللهِ لَوْ شَتَمَتْكَ عِرْسِي ... تَسَاقَطَ لَحْمُ بَعْضِي فَوْقَ بَعْضِ مَعَاذَ اللهِ أَنْ يَشْتِمْنَ عِرْضِي ... وَأن يَمْلِكْنَ إمْرَارِي وَنَقْضِي إذَا عِرْسُ الفَتَى شَتَمَتْ أَخاهُ ... فَلَيْسَ بِحَامِضِ الرِّئَتَيْنِ مَحْضِ

الحارث بن كلدة الثقفي تَبَغَّ ابن عَمَ الصِّدْقِ حَيْثُ وَجَدْتَهُ ... فَإنَّ ابن عَمَ السَّوْءِ أوْعَرُ جَانِبُهْ تَبَغَّيْتُهُ حَتَّى إذَا مَا وَجَدْتُهُ ... أَرَاني نَهَارَ الصَّيْفِ تَجْري كَواكِبُهْ وَفي النَّاسِ مَنْ يَغْشَى الأبَاعِدَ نفْعُه ... وَيَشْقَى به حتّى المَمَاتِ أَقَارِبُهْ فَإنْ يَكُ خيْراً فَالبَعِيدُ يَنَالُهُ ... وَإنْ يَكُ شَرّاً فَابنُ عَمِّكَ صَاحبُهْ جذلُ الطَّعَان فمنْ بَرِئَتْ جَرِيرَتُهُ إلَيْهِ ... فَإنّي مِنْ جَرِيرَتِكُمْ سَقِيمُ ظَلَمْتُمْ فَاصْبُروا للِشَّرِّ إنَّا ... سَنَصْبرُ إنّهُ الحَسَبُ الكَرِيمُ وَشَرُّ الجَازِعينَ إذَا أُصيبَتْ ... قَوَادِمُ رِيشِهِ الجَزِعُ الظَّلومُ وَمَنْ لا رَغْمُكُمْ مِنْهُ فَإنّي ... برَغْمِكُمُ وحَرْبِكمُ زَعِيمُ

حضرمي بن عامر كَأَنّي وَمُهْرِي للِمْنَيِّةِ خَاطِبٌ ... يُعَرَّضُ فِينَا السَّمْهَرِيُّ المُقَصَّدُ إذَا خَامَ مِنْ وَقْعِ القَنَا بِلَبانِه ... وَيُقْدِمُه فِينَا القَطِيعُ المُجَرَّدُ نَبَذْتُ إلَيْهِمْ دَعْوةً يَالَ مالكٍ ... وَقَدْ جَعَلتْ آذانُ سَمْعٍ تُسَدَّدُ هُمُ كَشَفُوا عَنِّي الخَمِيسَ بشَدَّةٍ ... هَزِيمٍ كَمَا انْقَضَّ الطَّرافُ المَمَدَّدُ أبو طالب خُذُوا حظَّكُمْ مِنْ سِلْمنا إنَّ يَوْمَنا ... إذَا ضَرَّستْنا الحَرْبُ نَارٌ تَسَعَّرُ وَإنَّا وَإيَّاكُمْ عَلَى كُلِّ حالَةٍ ... لَمِثْلاَنِ أَوْ أنتُمْ إلى الصُّلْحِ أَفْقَرُ قَبيصة بن عمرو الحنفيّ لِلهِ دَرُّك مَا ظَنَنَتَ بِثَائِر ... حَرَّانَ لَيْسَ عَنِ التَّرَاتِ بِرَاقِدِ

أحْقَدْتَهُ ثُمَّ اضْطَجَعْتَ وَلَمْ تَنَمْ ... أسَفاً عَلَيْكَ وَكَيْفَ نَوْمُ الحَاقِدِ فَلَئِنْ بَقِيتُ لأَتْرُكَنَّكَ ضَارِعاً ... تَدْعُو لِكلِّ مُسالِمِ وَمُعَاقِدِ إن تُمكِنِ الأيَّامُ مِنْكَ وَعَلَّها ... يَوْماً أُجَازِكَ بالصُّوَاعِ الزَّائِدِ عمرو بن الأسلع إنَّ السَّماَء وَإنَّ الأرْضَ شَاهِدةٌ ... وَاللهٌ يَشْهَدُ وَالأيَّامُ وَالبَلَدُ لَقَدْ جَزَيتُ بَنِي بَكْرٍ بِبَغْيِهِمُ ... عَلَى الهَبَاَءةِ يَوْماً مَا لَهُ قَوَدُ لَمَّا الْتَقَيْنَا عَلى أَرْجَاءِ جُمَّتِها ... وَالمشْرَفِيَّةُ فِي أَيْمَانِنا تَقِدُ عَلَوْتُهُ بِحُسَانٍ ثمّ قُلتُ لَهُ ... خُذْ يا حُذَيْفَ فأنتَ السَّيِّد الصَّمَدُ عَزَّ عَلَىَّ وَلَم أشْهَدْ فَأسْمِعَهُ ... فَرْطَ الأنينِ وَدُونِي الفَرْدُ والجُمُدُ ألَمْ أُجِبْكَ بِهَا مُقْوَرَّةً شُزُباً ... تَمْرِي مَرَاكِلَهَا الأقْدَامُ والقِدَدُ تم باب الحماسة من كتاب الوحشيات

باب المراثي

باب المراثي

طُفيل، يرثي زُرْعة بن عمرو بن الصَّعق، رواها أبو زيد لمرداس بن حُصين الكلابي، جاهليّ وَلَمْ أَرَ هَالِكاً مِنْ أهْلِ نَجْدٍ ... كَزُرْعَة يَوْمَ قَامَ بِهِ النَّوَاعِي أتَمَّ شَبِيبَةً وَأَعَزَّ فَقْداً ... عَلَى المَوْلَى وَأَكْرَمَ فِي المَسَاعِي وَأَقْوَلَ لِلَّتِي نَبَذَتْ بَنِيهَا ... وَقَدْ رَأتِ السَّوابِقَ: لاَ تُرَاعِي لقَدْ أَرْدَى الفَوارِسُ يَوْمَ نَجْدٍ ... غُلاَماً غَيرَ مَنَّاعِ المَتَاعِ وَلاَ فَرِحٍ بِخَيْرٍ إنْ أَتَاهُ ... وَلاَ جَزِعٍ مِنَ الحَدَثَانِ لاَع وَلاَ وَقَّافَةٍ والخَيْلُ تَرْدِى ... وَلاََ خَالٍ كَأُنْبُوبِ اليَراعِ وله أيضاً وَكَانَ سِنَانٌ مِنْ هُرَيْمٍ خَلِيفَةً ... وَحِصْنٍ وَمِنْ أَسْمَاَء لَمَّا تَغَيَّبُوا

وَمِنْ قَيْسٍ الثَّاوِي بِرَمَّانِ بَيْتُهُ ... وَيَوْمَ حَقِيِلِ زَادَ آخَرُ مُعْجَبُ وبِالسَّهْبِ مَيْمُونُ النَّقِيبَةِ، قَوْلُهُ ... لِمُلْتَمِس المَعْرُوفِ. أَهْلٌ ومَرْحَبُ كَواكِبُ دَجْنٍ كُلَّمَا انْقَضَّ كَوْكَبُ ... بَدَاوَ انْجَلَتْ عَنْهُ الدُّجُنَّةُ كَوْكَبُ لَعَمْرِي لَقَدْ خَلى ابْنُ جُنْدُح ثَلْمَةً ... فَمِنْ أينَ إنْ لَمْ يَرْأَبِ اللهُ تُرْأبُ وبالُجْمدِ إنْ كَانَ ابْنُ جُنْدُحَ قَدْ ثَوَى ... كَئِيباً عَلَيْهِ يُبْتَنَي ويُنَصَّبُ نَدَامَايَ أمسْوَْا قَدْ تَخَلَّيْتُ مِنْهُمُ ... فَكَيْفَ أَلَذُّ الخَمْرأم كَيْفَ أَشْرَبُ وَنِعْمَ النَّدَامَى هُمْ غَدَاةَ لَقِيتُهمْ ... عَلَى الدَّامِ تَجْرِي خَيْلُهُمْ وتُؤَدَّبُ مَضَوْا سَلَفَاً قَصْدُ السَّبِيلِ عَلَيْهُمِ ... وَصَرْفُ المَنَايَا بِالرِّجَالِ تَقَلَّبُ

عبد الله بن عجلان النهدي خلَّي يَتَامَى كَانَ يُحْسِنُ أَسْوَهُمْ ... ويَكُفُّهُمْ فِي كُلِّ عَامٍ جَاهِدِ مِنْ سَيْبِ ذِي فَجَرٍ يُقَسِّمُ مَالَهُ ... فينا وَيشكُدُ فوق شُكْدِ الشَّاكِدِ ومَعِيَّةُ العُلَمَاءِ يُخْشَى فَافُهَا ... أَسْواً وَأُمُّ دِمَاغِهَا كَالفَاسِدِ أَبرأْتَهَا إذْ كُنْتَ أَنْتَ طَبِيبَهَا ... حَتَّى تُؤدِّيَهَا كَعَهْدِ العَاهِدِ مسلم بن الوليد وَإنِّي وإسْمَاعِيلَ يَومَ فِرَاقِهِ ... لَكَالغِمْدِ يَوْمَ الرَّوْعِ زَايَلَهُ النَّصْلُ فَإنْ أَغْشَ قَوْماً بَعْدَهُ وَأَزْرهمُ ... فكَالوَحشِ يُدْنيَها من القَانِصِ المَحْلُ

حارثة بن العُبيد الكلبيّ لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَوتِ المُعَلَّى ... مِتُّ أو حُزَّ مِنْ يَمِينِي بَنَانِي إنَّما شَيَّبَ الذُّؤَابَةَ مِنَّي ... وَبَرَانِي تناظرُ الإخوانِ وقال غَدا نَاعِيك يوْمَ غدَا بِخَطْبِ ... يَبُثُّّ الشَّيْبَ فِي رَأسٍ الوَلِيدِ وَتَقْعُدُ خُشَّعاً مِنْهُ نِزَارٌ ... مُرَكَّبَةَ الرَّواجِبِ في الخُدودِ جليلة بنت مُرة بن ذهل، وهي أختُ جساس، وامرأة كُليب يَا ابْنَةَ الأقْوَامِ إنْ لُمْتِ فَلاَ ... تَعْجَلِي بِاللَّوْمِ حَتَّى تَسْأَلي فَإذَا أنْت تَبَيَنْتَ الَّذِي ... يُوجِبُ اللَّوْمَ فَلُومِي وَاعْذُلِي

إنْ تَكُنْ أُخْتُ امْرِئٍ لِيَمتْ عَلَى ... شَفَقٍ مِنْهَا عَلَيْهِ فَافْعَلِي جَلَّ عِنْدِي فِعْلُ جَسَّاسٍ فَيَا ... حَسْرَتي عَمَّا انْجَلَتْ أوْ تَنْجَلِي فْعلُ جَسَّاسٍ عَلَى وَجْدِي بِهِ ... قَاطِعٌ ظَهْرِي وَمُدْنِ أَجَلِي لَوْ بِعَيْنٍ فُقِئَتْ عَيْني سِوَى ... أُخْتِها فَانْفَقأتْ لَمْ أَحْفِلِ تَحْمِلُ العَيْنُ قَذَى العَيْنِ كَمَا ... تَحْمِلُ الأُمُّ أَذَى مَا تَفْتَلِي يَا قَتِيلاً قَوَّضَتْ صَرْعَتُهُ ... سَقْفَ بَيْتَيَّ جَمِيعاً مِنْ عَلٍ قَوَّضَتْ بَيْتِي الَّذي اسْتَحْدَثْتَه ... وانْثَنَتْ في هَدْمِ بَيْتِي الأوَّلِ وَرَمَاني فَتْلُهُ مِنْ كَثَبِ ... رَمْيَةَ المُصْمَى بِهِ المُسْتَأصَلِ لَيْتَهُ كَانَ دَمِي فَاحْتَلَبُوا ... خَصَّنِي الدَّهْرُ بِرُزْءِ مُعْضلِ يَا نِسّائِي دُونَكُنَّ اليَوْمَ قَدْ ... خَصَّنِي الدَّهْرُ بِرُزْءِ مُعْضِلِ خَصَّنِي قَتْلُ كُلَيْبٍ بِلَظًى ... مِنْ وَرَائِي وَلَظًى مُسْتَقْبِلِي لَيْسَ مَنْ يَبْكِي لِيَوْمَيْهِ كَمَنْ ... إنَّمَا يَبْكِي لِيَوْمٍ بَجَلِ دَرَكُ الثَّائِر يَشْفِيهِ وَفِي ... دَرَكِي ثَأْرِيَ ثُكْلُ المُثْكِلِ إنَّنِي قَاتِلَةٌ مَقْتُولَةٌ ... وَلَعَلَّ اللهَ أنْ يَرْتَاحَ لِي عُبيدُ بن قُرط الأسديّ عِنْدَ اللهِ حِسْبَةُ أَهْلِ بَيْتِي ... دُعُوا فَتَبَوَّأوا دَارًا قَرَارَا

أُصِبْتُ بِهِمْ وَقَدْ كَانُوا كَفَوْنِي ... وَقَدْ رَبَّيتُهُمْ حَتَكَا صِغَاراً عَلَى حيِنَ أغْتَرَبْتُ فَرَقَّ عَظْمِي ... وَأصْبَحَتِ الخُطَا مِنِّي قِصَارَا وَحَلَّ الشَّيْبُ حَيْثُ أرَادَ مِنَّي ... ووَدَّعَنِي شَبَابِي ثمَّ سَارَا تأبَّط شرَّا، يرثي الشَّنْفرَي عَلى الشَّنْفرَي سَارِي الغَمامِ فَرَائحٌ ... غَزِيرُ الكُلَى أوْ صَيِّبُ المَاءِ بَاكِرُ عَلَيْك جَدَاءٌ مِثْلُ يَوْمِكَ بالحَيّا ... وَقَدْ رَعَفَتْ مِنَي السُّيُوفُ البَوَاتِرُ وَيَوْمُكَ يَوْمَ العَيْكَتَيْنِ وَعَطفَةٌ ... عَطْفتَ وَقَدْ مَسَّ القُلًُوبَ الحَنَاجرُ تُجيلُ سِلاَحَ المَوْتِ فِيهِمْ كَأنَّهُمْ ... لِشَوْكَتِكَ الحُدَّىِ ضَئِينٌ نَوَافِرُ وَطَعْنَةُ خَلْسٍ قَدْ طَعَنْتَ مُرِشَّةٍ ... لَهَا نَفَذٌ تَضِلُّ فِيهَا المَسَابرُ يَظَلُّ لَها الآسِى أمِيماً كَأَنّه ... نَزيفٌ هَرَاقَتْ لُبَّهُ الخَمْرُ سَاكِرُ وَإنَّكَ لَوْ لاَقْيَتَنِي بَعْدَ مَا تَرَى ... وَهَلْ يُلقَيَنْ مَنْ غَيَّبَتْه المَقَابرُ

لأَلْفَيْتَني في غَارةٍ أُدَّعَى لَها ... إَلْيكَ وَإمَّا رَاجِعاً أنَا ثَائِرُ فَلاَ يَبْعَدِّ الشَّنْفَرَي وَسِلاَحُه الجدِيدُ ... وَشَدُّ خَطْوهِ المُتَوَاتِرُ مُرة بن خليف الفهمي، يرثي تأبط شراً إنَّ العَزِيمَة والعَزَّى ثَويُّهُمَا ... أكفانُ مَيْتِ ثَوَى في غَارٍ رَخْمَانِ إلاَّ يَكُن كُرْسُفٌ كُفّنْتَ جَيِّدَهُ ... وَلاَ يَكُنْ كَفَنٌ مِنْ ثَوْبِ كَتَّانِ فَإنَّ حُرًّا مِنَ الأنْسَابِ ألْبَسَهُ ... رِيشَ النَّدَى والسَّدَى من خَيْرِا كَفَانِ وَلَيْلَةٍ رَأْسُ أفْعَاهَا عَلَى حَجَرٍ ... وَيَومِ أوْدٍ مِنَ الجَوْزَاءِ أرْنَانِ أمْضَيْتَ أَوَّلَ هَذَا عِنْدَ آخِر ذَا ... فِي إثْرِ عَادِيةٍ أَوْ إثْرِ فِتْيَانٍ أبو العتاهية أَلاَ مَنْ لِي بِأنْسِكَ يَا أُخَيَّا ... وَمَنْ لِي أَنْ أبُثَّكَ مَا لَدَيَّا

طَوَتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ ... كَذَاكَ خُطُوبُهُ نَشْرًا وَطَيَّا فَلَوْ نَشَرَتْ ثُوَاكَ لِيَ المَنَايَا ... شَكَوْتُ إلَيْكَ مَا صَنَعَتْ إلَيَّا بَكَيْتُكَ يَا أُخَيَّ بِدَمْعِ عَيْنِي ... فَلَمْ يُغْنِ البُكَاءُ عَليْكَ شَيَّا كَفَى حَزَناً بِدَفْنِكَ ثمَّ إنّي ... نَفَضْتُ تُرَابَ قَبْرِكَ عَنْ يَدَيَّا وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ ... فَأَنْتَ اليَوْمَ أوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا الجرنفش الطائي للِهِ دَرُّ بَنِي خُلَيْفٍ مَعْشَراً ... أيُّ امْرِئٍ فُجِعُوا بِهِ، وَلَرُبَّمَا فُجِعُوا بِذِي الحَسَبِ القَلِيلِ فأَصْبَحُوا ... لاَ مُبْلِسِينَ وَلاَ ضِعَافاً وُجَّمَا قَوْمٌ إذَا الحَدَثُ الجَلِيلُ أَصَابَهُمْ ... شَدُّوا دَوَابِرَ بَيْضِهِم فَاسْتَحْكَمَا حتَّى كَأَنَّ عَدُوَّهمْ مِمَّا يَرَى ... مِنْ صَبْرِهِمْ حَسِبَ المُصِيبَةَ أَنْعُمَا

بعضُ الكلبييّن أَلاَ يَا عَيْنُ جُودِي بِانْدِفاقِ ... عَلى مِرْدَى قُضَاعةَ بالعِرَاقِ لَقَدْ تَرَكُوكَ بالبَرَدَانِ فَرْداً ... وَبَانُوا بارْتِحَالٍ وَانْطِلاَقِ فَلوْ نَجَّتْكَ رَابيةٌ وَمَجْدٌ ... وَجَدٌ صَاعِدٌ لَوَقَاكَ وَاقِ غلفاء بن الحارث بن آكل الرَار الكندي، يرثي أخاه شُرَحْبِيل بن الحارث إِنَّ جَنْبِي عَنِ الفِراشَ لَنَابِ ... كَتَجَافِي الأَسَرِّ فَوْقَ الظِرَابِ مِنْ حَدِيثٍ نَمَى إلى فَمَا تَرْ ... فَأُعَيْنِي وَلاَ يَسُوغُ شَرَابِس مُرَّةٌ كَالذُّعَافِ أَكْتُمُها النَّاسَ ... عَلَى حَرِّ مَلَّة كَالشَّهَابِ مِنْ شُرَحْبيلَ إِذْ تَعَاوَرُهُ الأَرْمَاحُ ... مِنْ بَعْدِ لَذَّةٍ وشَبَابِ

هَبَلَتْ أُمُّهُ وَقَدْ هَبِلَتْهُ ... أيُّ عِتْقٍ وَأَيُّ حُسْنِ نِصَابِ يَا ابْنَ أُمِّي وَلَوْ شَهِدْتُكَ إذْ تَدْعُو ... تَمِيماً وَأنْتَ غَيْرُ مُجَابَ لَتَكَارَهْتُ مِنْ وَرَائِكَ حَتَّى ... تَبْلُغَ الرُّحْبَ أو تُبَزَّ ثَيِابِي أحْسَنَتْ وَائِلٌ وَعَادَتُها الإحْسَانُ ... بالحِنْوِ يَوْمَ ضَرْبِ الرِّقَابِ أَيْنَ مُعْطِيكُمُ الجَزِيلَ وَخَايِيِكُمْ ... عَلَى الفَقْرِ بالمِئِينَ الكُبَابِ وَثَمَانِينَ قَدْ تَخَيَّرَهَا الرَّاعِي كَكَرْمِ الزَّبِيبِ في الأعْنَابِ فارِسٌ يَضْرِبُ الكَتِيبَةَ بالسَّيْفِ ... عَلَى نحْرِهِ كَنَضْحِ المَلاَبِ بعضُ حِمْيَرَ يَا خَلِيلَيَّ بَكَّياً ... وَانْعَيَا لِي أَبَا حُجُرْ أَبْلِغَا لِي بُكاَءهُ ... حَيْثُ لاَ يَبْلُغُ الخبَرْ

وقال أصْبَحْتُ بَعْدَ مُغَلِّسٍ وَمُضَرِّسٍ ... غَرَضًا بِصَرْدَحَةٍ لِمَنْ رَامَانِي فَلأَرْمِيَكَّمُ بِرَغْمِ أُنُوفِكُمْ ... يَوْماً عَلَى عَدَمِي مِنَ الفِتْيَانِ مسلم بن الوليد وَهِلْتُ فَلَمْ أُمْتَعْ عَلَيْكَ بِعَبرَةٍ ... وَكْبَرْتُ أَنْ أَلْقَى بِيَومِكَ نَاعِيَا فَلَمّا رَأيْتُ أَنَّهُ لاَعِجُ الأسَى ... وَأَنْ لَيْسَ إلاَّ الدَّمْعُ للِحْزْنِ شَافِياً أبَحْتُ لَكَ الأنْوَاحَ فَأرْتَجَّ بَيْنَهَا ... نَوَادِبُ يَنْدُبْنَ اللُّهَى وَالمَعَالِيَا فَمَا كَانَ مَنْعَي الفَضْلِ مَنْعَى وَحَادَةٍ ... وَلَكِنَّ مَنْعَي الفَضْلِ كَانَ مَنَاعِيَا ألِلْبَأْسِ أَمْ للْجُودِ أَمْ لِمَقَاوِمٍ ... مِنَ المَجْدِيَزْ حَمْنَ الجِبَالَ الرَّوَاسِيَا

فَلَمْ أَرَ إلاَّ قَبْلَ يَوْمِكَ ضَاحِكَا ... وَلَمْ أَرَ إلاَّ بَعْدَ يَوْمِكَ بَاكِيَا عَفَتْ بَعْدَكَ الأَيَّامُ لاَ بَلْ تَبَدَّلتْ ... وَكُنَّ كَأَعْيَادٍ فَصِرْنَ مَبَاِكيَا ابن أمِّ حَزْنَةَ العَبْديّ فَكَانَ أَخِي زَعِيمَ بَني حُيَىٍّ ... وكلُّ قَبيلةٍ لَهُمُ زَعِيمُ كَأَنِّي يَوْمَ فَارِعةِ المُنَقّى ... عَلَى أَنِّي كَظَمْتُ لَهَا أَمِيمُ هَجَمْتُ بِحَدِّ سَيْفِي ثمّ جاشَتْ ... إلى النَّفْسُ وابْتَهَشَتْ رَعُومُ أَلُومُ النَّائِباتِ مِنَ اللَّيالِي ... وَمَا تَدْرِي اللَّياَلِي مَنْ أَلُومُ بَلَى إنَّ المَنِيَّةَ لَوْ أُصِيبتْ ... بِمَقْتلِهِ هيَ الثأْرُ المُنِيمُ عَبِيد بن الأبرص، يرثي فُطْرة الطائي نِعْمَ المُجيرُ وَخَيْرُ أُسْرِتِهِ ... للِضّيْفِ يَعْشُو نَارَهُ فُطُرَهْ

فَلقَدْ يُهِيبُ بِقَلْبِ ذِي شَرَرٍ ... ذَاكٍ، فَلاَ تَتَعَرَّضَنْ شَرَرَهْ وَالجَارُ يَحْبُوهُ بِجَفْنَتِهِ ... وَلاَ يذُمُّ رَفِيقُهُ خَبرَهْ فَأَصابَهُ حَيْنٌ فَأَدْرَكَهُ ... فَلَنِعْمَ مَقُبُوراً وَمَنْ قَبَرَهْ وَالخَيْرُ لاَ يَأْتِي عَلَى عَجَلٍ ... وَالشرُّ يَسْبِقُ سَيْلُهُ مَطَرَهْ صالح بن عبد القدوس ألاَ أَحَدٌ يَبْكِي لأَهْلِ مَحِلَّةٍ ... مُقِيمِينَ في الدُّنْيَا وَقَدْ فَارقَوا الدُّنْيا كَأَنَّهُمُ لَمْ يَسْكُنُوا غَيْرَ دَارِهِمْ ... وَلَمْ يَعْرِفُوا غَيْرَ الشدَّائِدِ وَالبَلْوَى آخر وَمَا لِيَ مِنْ مَالٍ إذَا قَامَ نِسْوَةٌ ... إلى وَخَطَّطْنَ العُيُونَ بِإثْمِدِ بَكَيْنَ قَليلاً ثمَّ قَالتْ حَلِيلَتِي ... جُزِيتُنَّ خَيراً مِنْ صَدِيق وَعُوَّدِ وَقَالُوا لوِالي الشَّأْنِ مِنْهُمْ تَلقَّهُ ... بِنُصْحٍ وأوْسِعْ قَعْرَ قَبْركَ وَالحْدِ

محصن بن كنان القُريعي، وأصاب عينه الماءُ لقد طُفْتُ شَرُقِيَّ البِلاَدِ وَغَرْبَها ... أُسَائِلُ عَنْ ذِي الطِّبِّ وَالمُتَطَبِّبِ يَقُولُون إسْمَاعِيلُ ثَقّابُ أَعْيُنٍ ... وَمَا خيرُ عَيْنٍ بَعْد ثَقْبٍ بمثِقَبِ يَقُولُون مَاءٌ طَيِّبٌ خاَنَ عَيْنَهُ ... وَمَا مَاءٌ عَيٍْنٍ خاَنَ عَيْناً بِطَيبِ وَلكنَّهُ أَزْمانَ أَنظْرُ طَيِّبٌ ... بِعَيْنَيْ قُطَامِيّ عَلاَ فَوْقَ مَرْقَبِ كَأنَّ ابْنَ جَحْلٍ مَدَّ فَضْلَ جَنَاحِهِ ... علىَّ بإنسانِيْهما المتغيِّبِ جَرى فَوْقَ إنْسَانَيْهْمِا فَكَأَنَّمَا ... جَرَى فَوْقَ إنْسَانَنَيْهماَ مَاءُ طُحْلُبِ الجرنفش، سلام الزُّهيري، من كلب وَمِنَ الحوَادثِ أنَّ عيْنَك بُدِّلَتْ ... سُهُدَ الهُمُومِ فَمَا تَذُوقَ غِرَارَا

كَانَتْ تَنامُ إلى رِجَالٍ أصْبَحُوا ... تَحْتَ القُبُورِ أعِفَّةً أَبْرَارَا أبَنِي الجَرَنْفِش إنّ كَلْباً أَصْبَحُوا ... مُتَعَاوِنينَ عَلَيْكُمُ أنْصَارَا نَظَرُوا فَلَمْ يُبْصِرْ ذَوُو أضْغَانِهِمْ ... كَعْباً وَلاَ قُرْطاً وَلاَ البَيْذَارَ غَمزَ الرِّجالُ حَدِيدَتِي لِفِراقِهِمْ ... فَوُجِدْتُ لاَ قَصِفاَ وَلاَ خَوَّارَا ذَهَبُوا وَسُوجِلَتِ العَدَاوَةُ بَعْدَهُمْ ... لَيْتَ القُبُورَ تخَبَّر الأخبْارَا آخر أَسُكَّانَ بَطْنِ الأَرْضِ لَوْ يُقْبَلُ الفِدَا ... فَدَيْنَا وَأَعْطَيْنَا بِكمٌ سَاكِنَ الظَّهْرِ أَلاَ لَيْتَ مَنْ فِيهَا عَلَيْها وَلَيْتَ مَنْ ... عَلَيْهَا ثَوَى فِيهَا إلى آخِرِ الدَّهْرِ وَقَاسَمَنِي دَهْرِي بَنَّي بِشَطْرِهِ ... فَلَمَّا تَقَضَّى شَطْرُهُ عَادَ فِي شَطْرِي كَأَنَّهُمُ لَمْ يَعْرِفِ المَوْتُ غَيْرَهمْ ... فَثُكْلٌ إلى ثُكْلٍ وَقَبْرٌ إلى قَبْرِ

أبو نُواس أُؤَسِّي يَا مُحمَّدُ عَنْكَ نَفْسِي! ... مَعَاذَ اللهِ وَالأيْدِي الجِسَامِ فَهَلاَّ مَاتَ قَوْمٌ لَمْ يَمُوتُوا ... وَدُوفعَ عَنْكَ لِي أَجَلُ الحِمَامِ كَأَنَّ المَوْتَ صَادَفَ مِنْكَ غُنْماً ... أَوِ اسْتَشْفَي بِمَوْتِكَ مِنْ سَقَامِ أختُ سعد بن قُرْط العبديّ يَا سَعْدُ يَا خَيْرَ أخٍ ... نَازَعْتُ دَرَّ الحَلَمهْ يَا ذَائِدَ الخَيْلِ ومُجْتَابَ الدِّلاصِ الدَّرِمَهْ سَيْفُكَ لاَ يَشْقَى بِهِ ... إلاَّ السِّنَادُ السَّنَمِهْ يَا سَعْدُ كَمْ أوْقَدْتَ لِلأْضْيَافِ نَاراً زَهِمَهْ جَادَ عَلَى قَبْرِكَ غَيْثٌ ... مِنْ سَمَاءٍ رَزِمَهْ

أبو عَدّاس النَّمَريّ أَعَدَّاسُ هَلْ يَأْتِيكَ عَنِّيَ أنَّهُ ... تَغيَّرَ خُلاَّنٌ وَطَالَ شُحُوبُ أعَدَّاسُ مَا يُدْرِيكَ أنْ رُبَ هَالِكِ ... تَقَطَّعُ مِنْ وَجْدٍ عَلَيْهِ قُلُوبُ تَغَابَيْتُهُ مِنْ أنْ أُرَى بِكآبَةٍ ... فَيَشْمَتَ لاحٍ أو يُسَاَء رَقِيبُ إذَا وَرَدُ مَاءً تَذَكَّرْتُ فَارِطي ... وَفَارِسَنا إذا تُشَبُّ حُرُوبُ وَوَدَّعْتُ خُلاَّنَ التِّجارِ وَخَمْرَهْم ... وَمرّت عَلَيْنَا إذْ أُصِيبَ دَبُوبُ وَشَيَّبَ رَأْسِي أَنَّنِي كلَّ مَرْبَعٍ ... يُوَدِّعُنِي بَعْدَ الحَيَاةِ حَبيبُ وَقَدْ كَانَ يَخْشَى أنْ أرَى المَوْتَ قَبْلَهُ ... فَبَانَتْ بِهِ عَنّي الغَدَاةَ شَعُوبُ فَأَضْحَى سَوادُ الرَّأسِ مِنِّي كَأَنّهُ ... دَمٌ بَيْنَ أيْدِي الغَاسِلاَتِ صَبِيبُ لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي أفِي اليَومِ أوْ غَدٍ ... نُنَادَى إلى آجَالِنَا فَنُجِيبُ أُؤَمِّلُ عَدَّاساً كَمَا يؤْمَلُ الحَيَا ... إذَا خِفْتُ أوْ مَالتْ عَلَى خُطُوبُ

اللاحقيّ أَذْهَبَ المَوْتُ صَالِحَ اللاَّ حِقِيِّينَ ... فَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمُ لاَحِقِياً لاَ هَنِيًّا وَلاَ مَرِيًّا لِيَ العَيْشُ ... وَقَدْ كَانَ لِي هَنِيًّا مَرِيًّا بعض بني جَرْمِ طيِّءٍ نَعَى النَّاعِي أَبَا قَطَنٍ سَعِيداً ... قَتِيلاً جَاَء يَنْعَاهُ البَرِيدُ لَقَدَّمْتَ الكُمَيْتَ فَلَمْ يُعَرِّدْ ... وَأَبْنَاءُ الإمَاءِ لَهُمْ فَدِيدُ تَرَكْتُمْ فَارِساً غَادَرْتُمُوهُ ... تَعَاوَوُهُ الفَوَارِسُ وَالحَدِيدُ لَقَدْ وَارَى ثَرَاكَ فَتى كَرِيماً ... وَأَوْصَالاً بِهِنَّ دَمٌ وَجُودُ

مسلم بن الوليد رَأَيتُ البَواكِي بَعْدَ طُولِ عَويلِهَا ... نَسِينَ وَمَا أنْسَاكَ إلاَّ عَلَى ذُكْرِ وَذِلكَ أَنَّ الجُودَ شَلَّتْ يَمينُهُ ... غَدَاةَ عَدَا رَيْبُ الزَّمَانِ عَلَى بَكْرِ أَرَادُوا لِيُخْفُوا قَبْرَهُ عَنْ عَدُوِّهِ ... فَطِيبُ تُرَابِ القَبْرِ دَلَّ عَلَى القَبْرِ فَتىً لَمْ يَزَلْ مُذْ شَدَّ عَقْدَ إزَارِهِ ... مُشِيدَ فَعَالِ أَوْ مُقِيماً عَلَى ثَغْرِ فَتًى لَمْ يُكَذِّبْ فِعْلُهُ نَادِبَاتِهِ ... بِمَا قُلْنَ فِيهِ لاَ ولاَ المَادِحَ المُطْرِي أعرابية رَبَّيْتُهُمْ كَنُصُولِ الهِنْدِ أرْبَعَةً ... بِيضَ الوُجُوهِ لَدَى الهَيْجَاءِ كَالأُسُدِ حَتَّى إذَا كَمَلُوا فِي السِّنِّ واتِّسَقُوا ... أخْنَى عَلَى القَوْمِ مَا أخْنَى عَلَى لُبَدِ آخر لَوْ كُنْتُ أصْبِرُ أنْ أرَى أثَرَ البِلَى ... لَتَرَكْتُ وَجْهَكَ ضَاحِياً لَمْ يُقْبَرِ

دَثَرَتْ مَحَاسِنُهُ وَأصْبَحَ مَاؤُهُ ... سُقِى التُّرَابَ وَكَانَ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ بِأبِي بَذَلْتُكَ بَعْدَ صَوْنٍ لِلْبِلَى ... ورَجَعْتُ عَنْكَ صَبَرْتُ أمْ لَمْ أصْبِرِ مُنقذٌ الهلالي، ويقال لابن أراكة الثقفيّ في أخيه عمرو بن أراكة آبَ الغَزِيُّ وَلَمْ يَؤُبْ عَمْرُو ... للِه مَا وَارَى به القبرُ يَا عَمْرُوا للِضَّيفَانِ إذْ نَزَلُوا ... وَالحْربُ حِينَ ذَكَالهَا الجَمْرُ يَا عَمْرُو للِشَّرْبِ الكِرامِ إذَا ... أزَمَ الشتَّاءُ وعَزَّتِ الخَمْرُ أَصْبَحْتُ بَعْدَ أَخِي وَمَصْرَعِهِ ... كَالصَّقْرِ خاَنَ جَنَاحَهُ الكَسْرُ وقال تَمِيمُ بن الحُبَاب، يَرثي أخاه عُمَيْراً وَذِي مَيْعةٍ لاَ يُسْتَطَاعُ قِيادُهُ ... وفَيِ الخَيْلِ إلاَّ مُمْسَكاً بِلِجَامِ وَزَعْتُ بِه الغَارَاتِ حَتَّى تَرَكتُهُ ... جَرُورَ الضُّحَى من فَتْرَةٍ وَسَآمِ

أعشى سُليْم ألاَ يَا سُمَيَّةُ شُبِّي الوَقُودَا ... لَعَلَّ اللَّيَالي تُؤَدِّى يَزِيدَا فَنَفْسِي فِداؤُك مِنْ غَائبٍ ... إذا مَا البُيُوتُ اكتسَيْنَ الجلِيدَا كَفَانِي الَّذِي كُنْتُ أَسْعَى لَهُ ... فَصَارَ أَبَا لِي وَكُنْتُ الوَلِيدَا أبو قُرْدودة نَهَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَسْعُودٍ وَقُلْتُ لَهُ ... لاَ تَقْرَبِ المَلْكَ وَالمَوْعُوظُ مَوْعُوظُ وَخَاَلِدٌ خاَلَفَ النُّصَّاحَ مُقْتَحِماً ... كَأَنَّ غَارِبَهُ بِالغَيِّ مَلْظُوظُ كِلاَهُمَا رَاحَ تَحْدُوهُ مَنِيّتُهُ ... حَتَّى أَنَاخَ وَعِكْمُ الحَيْنِ مَشْظُوظ

وقال إِنِّي نَهَيتُ ابنَ عَمَّارِ وَقُلتُ لَهُ ... لاَ تَأْمَنَنْ أَحْمَرَ العَيْنَيْنِ والشَّعَرَهْ إنَّ المُلُوكَ مَتَى تَنْزِلْ بِسَاحَتِهمْ ... تَطِرْ بِنَارِكَ مِنْ نِيرَانِهِمْ شَرَرَهْ إنْ يَقْتُلُوكَ فَلاَ نِكْسٌ وَلاَ وَرَعٌ ... عِنْدَ اللِّقاَءِ وَلاَ هَوْهَاَءةٌ هُمَرَهُ يَا جَفْنةً كَإزَاءِ الحْوِض قَدْ هَدَمُوا ... وَمَنْطِقاً مِثْلَ بُرْدِ اليُمْنَةِ الخِبَرَهْ وَقَدْ نَصَحْتُ لَهُ وَالعَيْشُ تَارِكُهُ ... بَينَ الجُدَيْدَاءِ وَالمَوْمَاةِ وَالأمَرَهْ لَقَدْ نَهَيْتُكَ عَمَّنْ لاَ كِفَاَء لَهُ ... عِنْدَ الحِفَاظِ وَعَنْ غَوْثٍ وَعَنْ فُطُرَهْ مَا قَتَلُوهُ عَلَى ذَنْبٍ أَلَمَّ بهِ ... إلاَّ تَوَاصَوْا وَقَالُوا قَوْمُهُ خَسَرَهْ رجل من بني أسد أَلَمْ تَرَ أَنَّ الحقَّ قَدْ مَاتَ مُصْعَبٌ ... دَفنَّاهُ وَاسْترْعَي الأمَانَةَ ذِيبُ فَهَبْنَا أُنَاساً أَهْلَكَتْنَا ذُنوبَنا ... أَمَا لِثَقِيفٍ عَثْرَةٌ وَذُنُوبُ

الزُّمَيْل بن أم دينار لَقَدْ غَادرَ الرَّكْبُ الشَّآمُونَ خَلْفَهُمْ ... شَدِيدَ نِياطِ القَلْبِ ذَا مِرَّةٍ شَزْرِ تَرى خَيْرَهُ في السَّهْلِ لا حَزْنَ دونَهُ ... إنْ كانَ بَعْضُ الخيرِ في جَبَلٍ وَعْرِ رجل من بني هلال كَأَنَّ عَتِيقاً مِنْ مِهَارَةِ تَغْلِبٍ ... بِأيْدِي الرِّجالِ الدَّافِنِينَ ابن عَتَّابِ يُقَلَّبُ بالأيْدِي وَلَمْ تَبْكِ حُرَّةٌ ... عَلَيْهِ وَكُلُّ المَوْتِ يَأْتِي بِأسْبَابِ وَبالحَرَمَيْنِ لَوْ هَلَكْتَ بَكَى لَهُ ... حَرَائِرُ بيضٌ يَتَّصِلْنَ بِأَحسابِ فَمَا زَوَّدُوهُ زَادَ مَنْ كَانَ مِثْلَهُ ... سِوَى أَحْجُرٍ سُودٍ وَأدْرَاسِ أَثْوَابِ

وقال نَوَائِحُ يَنْدُبْنَ المُهَلَّبَ حُسَّراً ... تَوَالَى عَلَيْهِنَّ المَصَائِبُ والتَّبْلُ يُطَاوِعْنَ مَنْ أوْدَى وَأوْجفَ فِي البَكَا ... وَإنَّ قِيلَ مَهْلاً قَيلَ مَا بَعْدَهُ مَهْلُ وآلَيْنَ لاَ يَنْكُبْنَ وَجْهاً لِحُرَّةٍ ... عنِ اللَّطْمِ حَتّى تَنْحَل الحدَقُ النُّجْلُ يُشقَقَّنْ عنهنَّ الجُيوبَ كآبَةً ... وَلَهْفاً عَلَى أُسْدِ أُتِيحَ لَهَا القَتْلُ إذَا شَتَّ شَعْبٌ أو تَشَاجَرَ مَنْطِقٌ ... فَعِنْدَهُمُ فِيه الحُكومةُ والفَصْلُ مَعَاطِيرُ يَسْتَسْقِي الفَقِيرُ بسَيْبِهمْ ... كَأَنَّ أَدِيمَ الأرْضِ بَعْدَهُمُ مَحْلُ عبد الله بن جَعْدة كُلُّ امْرِئٍ مُودٍ كَمَا ... أوْدَى مُعَاوِيةُ بنُ جَعْدَهْ هَبِلَتْ عَلَيْهِ مَا أشدَّ غَناَءهُ ... وَأشَدَّ فَقْدَهْ

وَأشَدَّ مِرّتَه عَلَى الأعْدَاءِ ... ذَا شِيَعٍ وحِدَّهْ لاَ مَالَهُ أبْقَى وَلاَ ... أحَدٌ يُرَجِّى الخُلدَ بَعْدَهْ حُوَيّ بن حُصَينْ لِيَ الوَيْلُ مِنْ عَرْفَاَء تَرْفُلُ مَوْهِناً ... كَأَنَّ عَلَيْها جُلَّ سَقْبٍ مُجَلَّدِ مُعَوَّدَةٍ حفْرَ القُبُورِ مَتَى تَجِدْ ... لَها مَلْحَداً فِي جَانِب القَبْرِ تَلْحَدِ مَتَى تَسْقُطِي مِنَّي عَلى بَعْضِ عَوْرَةٍ ... تَعُودِي وَتَجْزِيني بِمَا عَمِلتْ يَدِي وقال لَمْ تَسْتُرِي سِتْراً عَلَى مِثْلِهِ ... حَافِ مِنَ النَّاسِ وَلاَ نَاعِلِ كَانَ إذَا شُبَّتْ لَهُ نَارُهُ ... يَرْفَعُهَا بِالسَّنَدِ القَابِلِ كَيْمَا يَرَاهَا بَائِسٌ مُرْمِلٌ ... أوْ فَرْدُ قَوْمِ لَيْسَ بالآهلِ يُغْلِي بِنِيِّ اللَّحْمِ حتَّى إذا ... أنْضِجَ لَمْ يَغْلُ عَلَى الآكِلِ

الأسدىّ يَا قَبْرُ عِنْدَ بُيُوتِ آلِ مُحَرَّقٍ ... جَادَتْ عَلَيكَ رَوَاعِدٌ وبُروقُ هَلْ يَنْفَعَنَّكَ ذِمَّةٌ مَرْعِيَّةٌ ... فِيهَا أدَاءُ أمَانَةٍ وَحقُوقُ ذَهَبَتْ بِكَ الأيَّامُ عُلْواً بَعْدَما ... كَانتْ بِكَ الأرْضُ الفَضَاءُ تَضِيقُ حتَّى السَّماءِ فَكُنْتَ فُرْبَ نجُومِها ... وَلَئِنْ بَلَغْتَ نُجُومَها لَحَقِيقُ قالت الفارعة بنت طريف، ترثي أخاها الوليد بن طريف الشيباني الشاري أَلاَ يَا لَقَوْمِ لِلْحِمَامِ وَلِلرَّدَى ... وَدَهْرٍ مُلِحٍّ بِالكِرَامِ عَنيِفِ وَلِلْبَدْرِ مِنْ بيْنِ النُّجُومِ لَقَدْ هَوَى ... وَلِلشَّمْسِ لَمَّا أَنْعَمَتْ بِكُسوفِ أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَالَكَ مُورِقاً ... كَأَنَّكَ لَمْ تَحْزَنْ عَلَى ابنِ طَرِيفِ فَتًى لاَ يُحِب الزَّادَ إلاَّ مِنَ التُّقى ... وَلاَ المَالَ إلاَّ مِنْ قَنَاً وَسُيُوفِ وَلاَ الخَيْلَ إلا كُلِّ جَرْداَء شَطْبَةٍ ... وأجرَدَ ضَخْمِ المَنْكِبَيْنِ عَطوفِ بِتَلِّ نُبَاثَي رَسْمُ قَبْرِ كَأنَّهُ ... علَى جَبَلٍ فَوقَ الجِبَالِ مُنيفِ

تَضَمَّن سَرْوَا حَاتِمِيًّا وَسُؤْدَداً ... وَسَوْرَةَ ضِرْغَامِ وقَلْبَ حَصِيفِ فَإن كَانَ أَرْدَاهُ يَزِيدُ بنُ مَزْيَدٍ ... فَرُبَّ زُحُوفٍ فَلَّهَا بزُحوفِ فَتًى لاَ يَلُومُ السَّيفَ حِينَ يَهُزُّهُ ... إذَا مَا اخْتَلَى مِنْ عَاتِقٍ وَصَليفِ كَأنَّكَ لَمْ تَشْهَدْ طِعَاناً وَلَمْ تَقُمْ ... مَقَاماً علَى الأعْدَاءِ غَيرَ خَفيفٍ ولَمْ تَغْدُ يَوْمَ الحَرْبِ وَالحرْبُ لاقحٌ ... وصَمُّ القَنَا يَنْهَزْنَهَا بِأُنُوفِ فَقَدْنَاكَ فِقْدَانَ الرَّبِيعِ وَلَيْتَنا ... فَدَيْناكَ مِنْ دَهْمَائِنا بأُلُوفِ فَلاَ تجزْعَا يَا ابنَي طَرِيفٍ فَإنَّنِي ... أَرَى لمَوْتَ حَلاَّلاً بكُلِّ شَرِيفِ أعرابي يرثي ابنه يَا دَارُ بالقَفْرِ اليَبَابِ ... وَالمَنْزِلِ الوَحْشِ الخَرَابِ وَمَصَبِّ أَرْوَاقِ السَّحَابِ ... وَمَجَرِّ أَذْيَالِ الهَوَابِي دَارَ البِلَى وَمَحلَّ أَمْوَاتٍ ... وَنَأْىٍ وَاغْتِرَابِ بِيَدَيَّ فِيكِ دَفَنْتُ نَصْراً ... بَيْنَ أَطْباق التُّرَابِ كَشَبَا المُهَنَّدِ أَوْ كَشِبْلِ اللَّيْثِ ... أَوْ فَرْخِ العُقَابِ

دَارَ البِلَى بِاللهِ قُولِي لاَ ... تَصَمِّي عَنْ جَوَابِي مَاذَا فَعَلْتِ بِوَجْهِهِ ... وَبِسِنَّهِ الغُرِّ العِذَابِ وَبِفَهْمِهِ وذَكَاءِ [قَلْبٍ] ... وَاتقِّادِ كَالَّشَهابِ قَالَتْ لَنَا دارُ البِلَى ... وَالدَّارُ تَنْطِقُ بالصَّوابِ أَوَ مَا عَلِمْتَ بأنّ نصْراً ... يَا أَبا نَصْرٍ ثَوَى بِي فَكَسَوْتَهُ ثَوْبَ البِلَى ... وَسَلبْتُهُ جُدُدَ الثِّيابِ وَمَحَوْتُ غُرَّةَ وَجْهِهِ ... بالتُّرْبِ مَحْوَكَ للِكِتَابِ فَلَوِ اسْتَبَنْتَ رُوَاَءهُ ... بَعْدَ الغَضَارَةِ وَالشَّبَابِ لَعَضَضْتَ أَطْرَافَ البَنَانِ ... لِطُولِ حُزْنٍ وَاكْتِئَابِ وَرَأَيْتَ أَشْنَعَ مَنْظَرِ ... وَلَدَرَّ دَمْعُكَ بِانْسِكَابِ فَإلَيْكَ رَبِّي المُشتَكَي ... فَأَعِنْ بِصَبْرٍ وَاحْتِسَابِ

وقال أخٌ طَالَ مَا سَرَّنِي ذِكرُهُ ... فَقَدْ صِرْتُ أَشْجَي لَدَى ذِكْرِهِ وَقَدْ كُنْتُ أَغْدُو إلى قَصْرِهِ ... فَقَدْ صِرْتُ أَغْدو إلى قَبْرِهِ وَكُنْتُ أرَانِي غَنِياًّ بِهِ ... عَنِ النَّاسِ لَوْ مُدَّ فِي عُمْرِهِ وَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ فِي حَاجَةٍ ... فَأمْرِي يَجُوزُ علَى أَمْرِهِ فَتًى لَمْ يَمَلَّ النَّدَى سَاعَةً ... عَلَى يُسْرِهِ كَانَ أوْ عُسْرِهِ تَظَلُّ نَهارَكَ فِي خَيْرِهِ ... وَتَأْمَنُ لَيْلَكَ مِنْ شَرِّهِ فَصَارَ عَلىٌّ إلى رَبِّهِ ... وَكَانَ عَلِىٌّ فَتَى دَهْرِهِ أَتمَّ وَأَكْمَلَ مَا لَم يَزَلْ ... وَأَعْظَمَ مَا كَانَ فِي قَدْرِهِ أَتَتْهُ المَنِيَّة مُغتالَةً ... رُوَيداً تَخَلَّلَ مِنْ سِتْرِهِ فَلَمْ تُغْنِ أَجْنَادُه حَوْلَهُ ... وَلا المُسرِعُونَ إلى نَصْرِهِ أَشَدُّ الجَمَاعَةِ وَجْداً بِهِ ... أجَدُّ الجَمَاعَةِ فِي طَمْرِهِ وَأَصْبَحَ يُهْدَى إلى مَنْزِلٍ ... عَمِيقٍ تُنُوِّقَ فِي حَفْرِهِ تُعَلَّقُ بالتُّرْبِ أَثْوَابُهُ ... إلى يَوْمِ يُؤذَنُ فِي حَشْرِهِ

وَخلَّى القُصُورَ الَّتي شَادَهَا ... وَحَلَّ مِنَ القَبرِ فِي قَعْرهِ وَبُدِّلَ بِالفُرشِ بُسْطَ البِلَى ... وَرِيحَ نَدَى الأرْضِ مِنْ عِطْرِهِ أَخُو سَفَرٍ مَا لَهُ أَوْبَةٌ ... غَرِيبٌ وَإنْ كَانَ فِي مِصْرهِ فَلَسْتُ مُشَيِّعهُ غَادِياً ... أمِيراً يَسِيرُ إلى ثَغْرِهِ وَلاَ مُتَلَقِّيَهُ قَافِلاً ... بِقَتْل عَدُوٍّ وَلاَ أَسْرِهِ وتُطرِيهِ أَيَّامُهُ البَاَياتُ ... لَدَيْنَا إذَا نَحْنُ لَمْ نُطْرهِ فَلا يَبْعَدَنَّ أَخي مَالِكٌ ... فَكُلٌ سَيَمْضِي عَلَى إثْرِهِ للِبيد تَمَنَّى ابْنَتَايَ أَنْ يَعِيشَ أَبُوهُمَا ... وَمَا أَنَا إلاَّ مِنْ رَبِيعَةَ أوْ مُضَرْ وَنَائِحَتَانِ تَنْدُبَانِ بِعَاقِلٍ ... أَخِي ثِقَةٍ لاَ عَيْنَ مِنْهُ وَلاَ أَثَرْ فَقُومَا فَقُولاَ بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتْمُا ... فَلاَ تَخْمِشا وَجْهاً وَلاَ تَحْلِقَا شَعَرْ وَقُولاَ هُوَ المَيْتُ الَّذِي لاَ صَدِيقَهُ ... أضَاعَ وَلاَ خَانَ الخليِلَ وَلاَ غَدَرْ إلى الحَوْلِ ثمَّ اسْمُ السَّلاَمِ عَلَيْكُمَا ... ومَنْ يَبْكِ حَوْلاً كَامِلاً فَقَدِ اعْتذَرْ

وله أيضاً قُومِي إذَا نَامَ الخَلِيُّ ... فَأبِّنِي عَوْفَ الفَوَاضِلْ عَوْفَ الفَوَارِسِ وَالمجَالِسِ ... وَالصَّوَاهِلِ وَالذَّوَابِلْ يَا عَوْفُ أَحلَمَ كُلِّ ذِي ... حِلْمٍ وَأقْوَلَ كُلِّ قَائِلْ يَا عَوْفُ كُنْتَ إمَامَنَا ... وَبَقِبَّةَ النَّفَرِ الأَوَائِلْ وقال المَرْءُ يَأَمُلُ أَنْ يَعِيشَ وَطُولُ ... عَيْش قَدْ يَضُرُّه تَفْنَى بَشَاشَتُهُ وَيَبْقَى ... بَعْدَ حُلْوِ العَيْشِ مُرُّهْ وَتَصَرَّفُ الحَالاتُ حَتَّى ... مَا يَرَى شَيْئاً يَسُرُّهْ كَمْ شَامِتٍ بي إنْ هَلَكْتُ ... وَقَائِلٍ للِهِ دَرُّهْ

عَبْدَةُ بن الطَّيب إذَا الرَّجَالُ وَلَدَتْ أَوْلاَدُها ... واضْطَرَبَتْ مِنْ كِبَر أَعْضَادُهَا وَجَعَلَتْ أسْقَامُهَا تَعْتَادُهَا ... فَهِيَ زُرُوعُ قَدْ دَنَا حَصَادُهَا سَلَمَةُ بن عَيَّاش فَإنْ يَكُ رَيْبُ الدَّهرِ قَدْ حَالَ دُوَنهُ ... فَفاتَ بِوِتْرٍ لَيْسَ يُدْرِكُ طاَلِبُهْ فَمِثْلِي نَهَاهُ صَبْرُهُ وَعَزَاؤُهُ ... وَمِثْلَكَ لاَ يَنْسَاهُ مَا عَاشَ صَاحِبُهُ وقال لَقَدْ كُنْتُ جَلْداً فِي المُلِمَّاتِ قَبْلَهُ ... فَلَمْ أَسْتَطِعْ إذْ بانَ أَنْ أتَجَلَّدَا إذَا قُلْتُ يُسْلِينِي تَقَادَمُ عَهْدِهِ ... أَبَى ذِكرُهُ فِي القَلْبِ إلا تَجَدُّدَا

أبو عبد الرحمن العُتْبيّ أَبَعْدَ النُّبْلِ وَالنَّعْمَةِ ... صُيِّرْتَ إلى القَبْرِ وَأُخْرِجْتَ مِنَ الأَهلِ إلى جَبَّانَةٍ قَفْرِ تُهادِى تُرْبَها الأرْوَاحُ مِنْ سَافٍ وَمِنْ مُذْرِ [فَقَدْ غَيَّرَ مَغْنَاهَا سُيُولُ الرِّيحِ والقَطْرِ] فَمَا تَسْتُرُ مِنْ حَرٍّ وَلاَ تُدْفِئ مِنْ قُرٍّ ولا يَشْهَدُكَ الأهْلُونَ إلا هَيْئَةَ السَّفْرِ يَزُورُونَكَ فِي العِيدَيْنِ في الفِطْرِ وَفِي النَّحْرِ فَقَدْ كُنْتَ وَكَانُوا لَكَ فِي الألْطَافِ وَالبِرِّ وَمَا تُنْزَلُ مِنْ نَحْرٍ وَلاَ تُوضَعُ من حِجْرِ فَلَمَّا وَقَعَ اليَأْسُ تَنَاسَوْكَ عَلَى ذَكْرِ وَفِي الأَحْشَاءِ مِنْ ذِكْرِكَ مَا جَلَّ عَنِ الصَّبْرِ

وقال العتبيّ وَكُنْتَ أَبَاسِتةٍ كَالْبُدُورِ - قَْ فَقَأُوا أَعيُنَ الحَاسِدِينَا فَمَرُّوا عَلَى حَادِثَاتِ الزَّمانِ ... كَمَرِّ الدَّرَاهِمِ بِالنَّاقِدِينَا وَحَسْبُكَ مِنْ حَادِثٍ بِامْرِئٍ ... تَرَى حَاسِدِيهِ لَهُ رَاحِمِينَا تَمَّ باب المراثي من كتاب الوحشيات

الأدب

الأدب

الفرزدق المَوْتُ شرٌّ جَدِيدٌ أنْتَ لاَبِسُهُ ... وَلَنْ تَرَى خَلَقَاً شرّاً مِنَ الهَرِمِ إنَّي لَيَنْفَعُنِي يَأْسِى فَيَصْرِفُهُ ... إذَا أتَى دُونَ شَيءٍ مِرَّةُ الوَذَمِ هُدْبَةُ، أخو بني عُذرة لَسْتُ بِبَاغِي الشَّرِّ وَالشَّرُّ تَارِكِي ... وَلَكِنْ مَتَى أُحمْلَ عَلَى الشَّرِّ أَرْكَبِ وَحَرَّبَنِي مَوْلاَكَ حَتَّى غَشِيتُهُ=مَتَى مَا يُحَرِّبْكَ ابْنُ عَمِّكَ تَحْرَبِ عمرو بن لأْىٍ التَّيِميَّ بَكَرَتْ عُقَابُ السَّوْءِ ... كَاسِرَةً تخَوِّفُنِي بَعِيري

هَلْ أنْتِ مَانِعَتِي عَطَاَء ... اللهِ مِنْ رَجُلٍ فَقِيرِ أَمْ أنْتِ مخْبِرَتي بِمَا قَدْ غَابَ ... عَنْكِ مِنَ الأُمُورِ بَلْ كَيْفَ أحْمَدُهُ وَأعْدَائِي على كَنَفِي وكُورِي إنَ الفَتَى للِشَّيْخِ مِثْلُ السَّجْلِ ... مِنْ مَاءِ الجَرُورِ جَنْدَلُ بنُ أشمط العَنَزِيّ أَأُمَامَ إنَّ الدَّهْر أَهْلَكَ صَرْفُهُ إرَماً وَعَادَاً وَابْتَزَّ دَاوُداً وَأَخْرَجَ مِنْ مَسَاكِنِهِ إيَادَا وَسَمَا فَأدْرَكَ أَسْعَدَ الخَيْرَاتِ قَدْ جَمَعَ العَتادَا البَيْضَ وَالحَلَقَ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ وَحَوَى التَّلاَدَا وَتَنَاوَلَتْ أَسْبَابُهُ الضَّحاكَ قَدْ نَقَبَ البلادَاَ

وَلَهُ الكَتَائِبُ يَجْنُبُونَ الخَيْلَ كُمْتاً أوْ وِرَادَا فَسَعَى لَهُمْ وَالدَّهْرُ يُحْدِثُ بَعْدَ صَالِحَةٍ فَسَادَا فَكَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُننْ إلاَّ التَّذَكُّرَ حِينَ بَادَا أَبُنَيَّ إنَّ القِدْرَ لَمْ تَفْضَحْ أبَاكَ وَلاَ الرَّمَادَا أَبُنَيَّ كُنْ كَأبِيكَ يُطْرَقُ فِي المُلِمَّةِ أوْ يُغَادَى الحارث بن حِلِّزَة اليشكُريّ لَوْ أَنَّ مَا يَأوِي إلى أصَابَ مِنْ ثَهْلاَنَ فِنْدَا أوْ فَرْعَ رَهْوَةَ أو رُؤوَسَ شَمَارِخ لَهُدِدْنَ هَدَّا خَيْلِي وَفَارِسُهَا لَعَمْرُ أبِيكَ كَانَ أجَلَّ فَقْدَا فَضَعِي قِنَاعَكَ إنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ قَدْ أَفْنَى مَعَدَّا مَنْ حَاكَمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ الدَّهْرِ مَالَ عَلَّى عَمْدَا أوْدَى بِسَادَتِنَا وَقَدْ تَرَكُوا لَنَا حَلَقاً وَجُرْداً

وَلَقَدْ رَأيْتُ مَعَاشِراً ... قَدْ ثَمَّرُوا مَالاَ وَوُلْدَا فَهُمُ زَبابٌ حَائِرٌ ... لاَ تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدَا فَآنَعْمَ بِجَدِّكَ لاَ يَضْرِكَ النُّوْكُ مَا أُعْطِيتَ جَدَّا فَالمَوْتُ خَيْرٌ فِي ظِلاَلِ النُّوكِ مِمَّنْ عَاشَ كَذَّا بشاَّر خَلِيلَيَّ إنَّ العُسْرَ سَوْفَ يُفِيقُ ... وَإنَّ يَسَاراً مِنْ غَدٍ لَخَليقُ ذَرَانِي أَشُبْ هَمِّي بِرَاحٍ فَإنَّنِي ... أرَى الدَّهْرَ فِيهِ كرْبَةٌ ومَضِيقُ وَمَا أَنَا إلاَّ كَالزَّمَانِ إذَا صَحَا ... صَحَوْتُ وَإنْ مَاقَ الزَّمَانُ أَمُوقُ جَعْدة بن عتبة الكِلابّي تَقُولُ ابْنَةُ المَجْنُونِ هَلْ أنْتَ قَاَعِدٌ ... وَلاَ وَأبِيِهَا حَلْفَةً، لاَ أُطِيعُهَا وَمَنْ يُكْثِر التَّطْوَاف فِي جُنْدِ خَالِدٍ ... إلى الرُّومِ مَصْبُوباً عَلَيْها دُرُوعُهَا

فَلاَ بُدّ يَوْماً أنْ تحدَّثَ عِرْسُهُ ... إذَا حُدِّثَتْ عَنْهُ حَدِيثاً يَرُوعُهَا وَإنِّي لأُخْلِي لِلْفَتَاةِ خِبَاَءهَا ... كَثِيراً فَتَرْعَى نَفْسَهَا أَوْ تُضِيُعُهَا وَإنِّي لأَمْتَشُّ المَطِيَّةَ نِقْيَها ... فَأَنْزِلُ عَنْهَا وَهْيَ بَادٍ ضُلُوعُهَا وَإنِّي لَعَفٌّ عَنْ مَطَاعِمَ جَمَّةٍ ... إذَا زَيَّنَ الفَحْشَاَء لِلنَّفْسِ جُوعُهَا لعبد الرحمن القينيّ، وتروُى للسمو أل، وتروى لأبي الوليد، وتروى لعبد الله بن عجلان النهديّ إنَّي لَعَمْرّكَ مَا أخشَى إذَا ذُكَرِتْ ... مِنِّي الخَلاَئِقُ في مُسْتَكْرَهِ الزَّمَنِ أنْ لا أكُونَ إذَا مَ أزْمَةٌ أزَمَتْ ... مُرَبَّباً ذا قَرِيضٍ أمْلَسَ البَدَنِ وَلاَ أُبَالِي إذَا لَمْ أَجْنِ فَاحِشَةً ... طُولَ الشُّحُوبِ وَلا أرْتَاحُ لِلسِّمَنِ

وقال حَوَيْتُ صُنُوفَ المَالِ مِنْ كُلَّ وجهْةٍ ... فَمَا نِلْتُها إلاَّ بِكَفِّ كَرِيمِ وَإنَّي لأَرْجُو أنْ أمُوتَ وَتَنْقضِي ... حَيَاتِي وَمَا عِنْدِي يَدٌ للِئِيمِ وقال لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ بُغَاءِ الخَيْرِ تَعْقَادُ التَّمَائِمْ وَلاَ التِّشَاؤُمُ بِالعُطَاسِ وَلاَ التَّيَمُّنُ بِالمَقَاسِمْ وَلَقَدْ غَدَوْتُ وَكُنْتُ لاَ أَغْدُ عَلَى وَاقٍ وَحَاتِمْ فَإذَا الأَشَائِمُ كَالأَيَامِنِ وَالأيَامِنُ كَالأشَائِمْ وَكَذَاكَ لاَ خَيْرٌ وَلاَ شَرٌّ عَلَى أَحَدٍ بِدَائِمْ

وَعْلة بن الحارث الجَرْمِيّ مَا بَالُ مَنْ أسْعَى لأَجْبُرَ عَظْمَهُ ... حِفاظاً وينَوِي مِنْ سَفَاهَتِه كَسْرِى أعُودُ عَلَى ذِي الجَهْلِ وَالذَّنْبِ مِنهُمُ ... بِحِلْمِي وَلَوْ عَاقَبْتُ غَرَّقَهُمْ بَحْرِي أَنَاةً وَحِلْماً وَاَنتْظِاراً بِهِمْ غَداً ... فَمَا أَنَا بِالوَاهِي وَلاَ الضَّرَعِ الغُمْرِ أَظنُّ صُرُوفَ الدَّهْرِ وَالحَيْنِ مِنهُمُ ... سَتَحْمِلُهُمْ مِنِّي عَلَى مَرْكَبِ وَعْرِ ألَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافً عَرَامَتِي ... وَأَنَّ قَنَاتِي لاَ تَلِينُ عَلى الكَسْرِ وَإنَّي وَإيَّاكُمْ كَمَنْ نَبَّهَ القَظَا ... وَلَوْ لَم تُنَبَّهْ الطَّيْر لاَ تَسْرِي كِنازَ بن صرمة الجرميّ أَرُدُّ الكَتِيبَةَ مَفْلُولَةً ... وَقَدْ ترَكَتْ لِيَ أَحْسَابَهَا وَلَسْتُ بِذِي نَيْرَبٍ فِي الكِرَامِ ... وَمَنَّاعَ خَيْرٍ وَسَبَّابَهَا

وَلاَ مَنْ إذَا كَانَ فِي جَانِبٍ ... أضَاعَ العَشِيرَةَ فَآغْتَابَهَا وَلكِنْ أُطَاوِعُ سَادَاتِهاً ... وَلاَ أُعْلِمُ النَّاسَ ألقَابَهَا عمرو بن معدي كرب أَعَاذِلَ إنَّهُ مَالٌ طَرِيفُ ... أحَبُّ إلى مِنْ مَالٍ تِلاَدٍ وَيَبْقَى بَعْدَ حِلْمِ القَوْمِ حِلْمِي ... وَيَفْنَى قَبْلَ زَادِ القَوْمِ زَادِي مالك بن حريم تَدَارَكَ فَضْلِي الأَلْمَعِيُّ وَلَمْ يَكُنْ ... بِذِي نِعْمَةٍ عِنْدِي وَلا بِخَلِيلِ فَقُلْتُ لَهُ قَوْلا فَأُلْفِيتُ عِنْدَهُ ... وَكُنْتُ حَرِياً أنْ أُصَدِّقَ قِيلِي بِذَلِكَ أوْصَانِي حَرِيمُ بنُ مَالِكٍ ... بِأنَّ قَلِيلَ الذَّمَّ غَيرُ قَلِيلِ

أبو محجن الثقفيّ لاَ تَسْأَلِي النَّاسَ عَنْ مَالي وَكَثْرَتِهِ ... وَسَائِلِي القَوْمَ عَن مَجْدِي وَعَنْ خُلُقِي أُعْطِي السِّنَانَ غَدَاةَ الرَّوْعِ حِصَّتَه ... وَعَامِلُ الرُّمْحِ أرْوِيهِ مِنَ العَلَقِ وَأَطعُنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاََء عَنْ عُرُضٍ ... تَنْفِي المَسَلبِيرَ بِالإزْبادِ والفَهَقِ قَدْ يَعْلَمُ القَوْمُ أنّيِ مِنْ سَرَاتِهِمُ ... إذَا سَمَا بَصرُ الرِّعْدِيدَةِ الفَرقِ وَقَدْ أجُودُ وَمَا مَالي بِذِي فَنَعٍ ... وَأكْتُمُ السِّرِ فيهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ عَفُّ الإيَاسَةِ عَمَّا لَسْتُ نَائِلَهُ ... وَإن ظُلِمْتُ شَدِيدُ الغَيظِ وَالحَنَقِ قَدْ يُقْتِرُ المَرْءُ بَعْدَ كثْرَتِهِ ... وَيَكْتَسِي العُودُ بَعْدَ اليُبْسِ بالوَرَقِطُفَيْلُ الخَيْلِ أَحَقّلً لَمَا ظَنَّتْكَ بِالغَيْبِ جَعْفَرٌ ... فَتُؤْلِي يِميناً أوْ تَقُولُ فَتُعْذِرُ

وَإنّي وَمُلْقَى كُلِّ أَشْعَثَ رَحْلَهُ ... وَأَيْدِي إيَادٍ إذْ أهَلُّوا وَكَبَّرُوا لَئِنْ سُؤيُكْم ملسُؤتكُمْ عَن عَدَاوةٍ ... وَلا بِغْضَةٍ وَاللهُ بِالعَبْدِ أبْصَرُ فَإنْ كُنْتُ لَم أُذْنِبْ فَبَعْضَ مَلاَمَتي ... بَنِي جَعْفَرٍ أوْ كُنْتُ إذْ نَبْتُ فَاغْفِرُوا آخر لَنْ يُدْرِكَ المَجْدَ أقْوَامٌ وإنْ شَرُفُوا ... حَتَّى يَذِلُّوا وَإنْ عَزُّوا لأقْوَامٍ وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الألْوَانَ مُسْفِرَةً ... لاَ عَفْوَ ذُلٍّ وَلَكِنْ عَفْوَ أحْلاَمِ وقال لاَ وَالَّذِي أَنَا عَبْدٌ فِي عِبَادَتِهِ ... لَوْلاَ شَمَاتَةُ أعْدَاءِ ذَوِي إحَنِ مَا سَرَّنِي أَنَّ إبْلِي فِي مَبَارِكِهَا ... وَأنَّ أمْراً قَضَاهُ اللهُ لَمْ يَكُنِ

الأسْفَعُ بن الغَدِير ألاَ إنِّي بَلِيتُ وَقَدْ بَقِيتُ ... وَإنِّي لَنْ أَعُودَ كَمَا غَنِيتُ سَأَبْذُلُ للعِشِيرَةِ جُلَّ مَالِي ... إذَا ضَنَّ البَخِيلُ المُسْتَمِيتُ وَلاَ ألْحَى عَلَى الحَدَثَانِ قَوْمِي، ... عَلى الحَدَثانِ مَا تُبْنَى البُيُوتُ وقال الفرزدق تَقُولُ أرَاهُ وَاحِداً طَاحَ أهْلُهُ ... وَأَسْلَمَهُ فِي الوَارثِينَ الأبَاَعِدُ فَقُلْتُ عَسَى أن تُبصِرِينِي كَأَنَّمَا ... بَنِيَّ حَوَالَيَّ الأُسُودُ الحَوَارِدُ فَإنَّ تِميماً قَبْلَ أنْ يَلِدَا الحصَى ... أقَامَ زَمَاناً وَهْوَ فِي النَّاسِ وَاحِدُ نَهْشَلُ بن حَرِّيّ قَالَ الأقَارِبُ لاَ تَغْرُرْكَ كَثْرَتُنا ... وَأغْنِ شَأْنَكَ عَنَّا أيُّهَا الرَّجُلُ عَلَّ بَنِيَّ يَشُدُّ اللهُ أزْرَهُمُ ... وَالنَّبْعُ يَنْبُتُ عِيدَاناً فَيَكْتَهِلُ

أعرابيّ نزل بيحيى بن جبريل فأتاه بشرابٍ وَصهْبْاَء جُرْجَانِيَّةٍ لَمْ يَطفْ بِهَا ... حَنيِفٌ وَلَمْ تَنْغَرْ بِهَا سَاعَة قِدْرُ وَلَمْ يَشْهَدِ القَسُّ المُهَيْمَنُ نَارَهَا ... طُرُوقاً وَلَمْ يَشْهَدُ عَلَى طَبْخِهَا حَبْرُ أتَانِي بِهَا يَحْيَى وَقَدْ نَامَ صُحْبَتِي ... وَقَدْ غَابَتِ الجَوْزَءُ وانْغَمَسَ النَّسْرُ فَفُلْتُ اصْطَبِحْهَا أوْ لِغْيرِي فَاهْدِهَا ... فَمَا أنَا بَعْدَ الشَّيْبِ وَيْبَكَ والخَمْرُ تَجَاَلَلْتُ عَنْهَا في السِّنِينَ التَّي مَضَتْ ... فَكَيْفَ التَّصَابِي بَعْدَمَا كَلأَ العُمْرُ إذَا المَرْءُ وَفَّي الأرْبَيِنَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ دُونَ مَا يَأتِي حَياَءٌ وَلاَ سِتْرُ فَدَعْهُ وَلاَ تَنْفَسْ عَلَيِه الَّذِي ارْتَأى ... وَإنْ جَرِّ أَسْبَابَ الحَيَاةِ لَهُ العُمْرُ

وقال ألاَ يَا سَعْدُ سَعْدَ بَني مُعَاذٍ ... لِمَا لاَقَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ لَعَمْرُكَ إنَّ سَعْدَ بَنِي مُعَاذٍ ... غَدَاةَ تَحَمَّلُوا لَهُوَ الصَّبُورُ وَأَمَّا الخَزْرَجِيُّ أبُو حُبَابٍ ... فَقَالَ لِقَيْنُقَاعٍ لاَ تَسِيرُوا وأُبْدِلَتِ المَوَالِى مِنْ حُضَيْرٍ ... أُسَيْداً وَالدَّوَائِرُ قَدْ تَدُورُ لَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ أقيِموُا أُسْرةَ الأوْسيّ فِيهَا ... وَقِدْرُ القَوْمِ حاَمِيَةٌ تَفُورُ السموأل وَمَنَازِلٍ يَسَّرْتُهَا فَنَزْلْتُهَا ... وَمَوَاعِظِ عُلِّمْتُهَا فَنَسِيتُ كَيْفَ المِحَالَ إذَا أَرَدْتُ مَحالَةً ... وَالموْتُ يَطْلُبُنِي وَلَسْتُ أَفُوتُ

وَأَقِيلُ حَيْثُ يَرَى وَلاَ أخْفَى لهُ ... وَيَرى فَلاَ يَعْيَي بِحَيْثُ أبِيتُ مَيْتاً خُلِقْتُ وَلَمْ أكُنْ مِنْ قَبْلِهَا ... شَيْئاً يَمُوتُ فَمِتُّ حَيْثُ حَيِيتُ زَبّانُ بن سيّار إنْ تَنْسُبُونِي تَنْسُبُوا ذَا دَسِيعَةٍ ... بَرِيئاً مِنَ الآفاتِ وَالنَّقْصِ مَاجِدَا تَكَنَّفُهُ أَنْسَابُ ذُبْيَانَ كُلُّهَا ... وَنَالَ بِأَظْفارٍ عَدُوًّا أَباَعِدَا وَلَنْ يجَدُوا فِي مَوْطِنٍ عِنْدَ سَرْحةٍ ... إذَا ذُمَّ أَقْوَامٌ لِعِرْضَي نَاشِداً وقَدْ عَلِمُوا أَنْ لاَ أجُرُّ عَلَيْهمُ ... مِنَ المُخْزِياتِ مَا يَكُونُ القَلاَئِدَا وَكَمْ مُفْرِهَاتٍ مِنْ عِشَارٍ مَنَحْتُها ... فُلُولَ سِنينٍ لاَ تُدِرُّونَ سَاعِداً وقال أَلَمْ تَرَ حَوْشَباً يَبْنِي قُصُوراً ... يُرَجِّى نَفْعَهَا لِبَنى بُقَيْلهْ يُؤَمِّلُ أَنْ يُعَمَّرَ نُوحٍ ... وَأُمْرُ اللهِ يَحْدُثُ كلَّ لَيْلَهْ

وقال أَخٌ وَأَبٌ وَابنٌ وَأُمٌّ شَفِيقَةٌ ... يُقَسَّمُ في الأبْرَارِ مَا هُوَ جَامِعُهْ سَلَوْتُ بهِ عَنْ كُلِّ مَا كَانَ قَبْلَهُ ... وَأَذْهَلَنِي عَنْ كُلَّ مَا هُوَ تَابِعُهْ عبد العزيز بن زُرارة كُلًّ لَبِسْتُ فَلاَ النَّعْمَاءُ تُبْطِرُنِي ... وَلا تَخَشَّعْتُ مِنْ لأْوَائِهَا جَزَعَا لاَ يَمْلأُ الهَمُّ صَدْرِي قَبْلَ مَوْقِعِهِ ... وَلاَ يَضِيقُ بِهِ صَدْرِي إذَا وَقَعَا وقال ضَعِ السِّرَّ في صَمَّاَء لَيْسَتْ بِصَخْرَةٍ ... صَلُودٍ كَمَا عَايَنْتَ مِنْ سَائِرِ الصَّخْرِ وَلَكِنَّها قَلْبُ امْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍ ... يَرَى أنَّ بَثَّ السِّرِّ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ

يَمُوتُ وَمَا مَاتَتْ كَرَائِمُ فِعْلِهِ ... وَيَبْلَى وَلاَ يَبْلَى نَثَاهُ عَلَى الدَّهْرِ فَذَاكَ وَلاَ صَمَّاَء مَنْ رَامَ كَسْرَهَا ... بِمِعْولِهِ ذَلَّتْ بِكَفّيْهِ للِكْسْرِ وقال وَأَعْرَضْتُ وَانْتَظَرْتُ بِهِ غَداً ... لَعَلَّ غَداً يُبْدِي لِمُنْتِظرٍ أَمْرَا لأِنْزِعَ ضَبًّا جَاثِماً فِي فُؤادِهِ ... وأقْلِمَ أظفْاراً أطَالَ بِهَا الحفْرَا مُطيع بن إياس وَلَئِنْ كُنْتَ لاَ تُصَاحِبُ إلاَّ ... صَاحِباً لاَ تَزِلُّ مَا عَاشَ نَعْلُهْ لاَ تَجِدْهُ وَلَوْ جَهَدْتَ وَأَنَّي ... بِالَّذِي لاَ يَكُونُ يُوجَدُ مِثْلُهْ إنَّمَا صَاحبِي الَّذِي يَغْفِرُ الذَّنْبَ ... وُيَكْفِيِه مِنْ أخِيِه أَقَلُّهْ

لَيْسَ مَنْ يُظْهِرُ المَوَدَّةَ إفْكاً ... وَإذا قَالَ خَالَفَ القَوْلَ فِعْلُهْ وَصْلُهُ لِلصَّديقِ يَوْمٌ وَإنْ طَا - لَ فَيَومانِ ثُمَّ يَنْبَتُّ حَبْلُهْ مثله لبشار إذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِباً ... خَلِيلَكَ لَمْ تَلْقَ الذَِّي لاَ تُعَاتِبُهُ فَعِشْ وَاحِدَا أَوْصِلْ أخاكَ فَإنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ إذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَاراً عَلَى القَذَى ... ظَمِئتَ وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ العَرْجِيّ وَلاَ بُعْدِي يُغَيِّرُ حَالَ وُدِّي ... عَنِ العَهْدِ الكَرِيمِ وَلاَ اغْتِرابِي وَلاَ عِنْدَ الرَّخَاءِ أَطُوفُ يَوْماً ... وَلاَ فِي فَاقَةٍ دَنِسٌ ثِيَابي وَلاَ يَغْدُو عَلَىَّ الجَارُ يَشْكُو ... أَذَاتِي مَا بَقِيتُ وَلاَ اغْتَيِابِي وَمَا الدُّنْيَا لِصَاحِبَها بِحَظٍّ ... سِوَى حَظَّ البَنَانِ مِنَ الخِضَابِ

إذَا مَا الخَصْمُ جَارَ فَقُلْ صَوَابَاً ... فَإنَّ الجَوْرِ يُدْفَعُ بِالصَّوَابِ فإنِّي لاَ يَغُولُ النَّأْيُ وُدِّي ... وَلَوْ كُنَّا بِمُنْقَطَعِ التُّرَابِ وقال وَلَيْسَ أَخِي مَنْ وَدَّنِي وُدَّ عَيْنِهِ ... وَلَكِنْ أخِي مَنْ وَدَّنِي في المغَايِبِ وَمَنْ مَالُهُ مَالِي إذَا كُنْتُ مُعْدِماً ... وَمَالِي لَهُ إنْ عَضَّ دَهْرٌ بِغَارِبِ قيس بن الملوح إنَّ أخَاكَ الكَارِهَ الوِرْدِ وَارِدٌ ... وَإنَّكَ مَرْأَى مِنْ أخِيكَ وَمَسْمَعُ وَإنَّكَ لاَ تَدْرِي بِأيَّةِ بَلْدَةٍ ... تَمُوتُ وَلاَ عَنْ أي شِقَّيْكَ تُصْرَعُ وَإنَّكَ لاَ تَدْرِي أشَيءٌ تُحِبُّهُ ... أوَ آخَرُ ممَّا تَكْرَهُ النَّفْسُ أَنْفَعُ

وقال كَفَى حَزَناً أنَّ الغِنَى مُتَعِذّرٌ ... عَلَىَّ وَأَنِّي بِالمَكَارِمِ مُعْزَمُ فَمَا قَصَّرَتْ بِي في المَطَالبِ هِمّةٌ ... وَلَكِنَّنِي أسْعَى إلَيْها وَأُحْرَمُ آخر سَأقْعَدَ فِي بَيْتِي فَإنِّي أمِيرُهُ ... وَآخُذُ أَمْرِي مُكْرَهَا بِأَسَدِّهِ فَلَيْسَتْ لِبَوَّابٍ عَلَىَّ إمَارَةٌ ... وَلاَ حَجِبٍ أَخْشَى سَمَاجَةَ رَدِّهِ تمَّ باب الأدب من كتاب الوحشيات

باب النسيب

باب النسيب

عَلَيْكِ سَلاَمُ اللهِ أَمَّا قُلُوبُنَا ... فَمَرْضَى وَأمَّا وُدُّنَا فَصَحِيحُ وَإنِّي لأَسْتَسْقِي بِكُلِّ سَحَابَةٍ ... تَمُرُّ بِهَا مِنْ نَحْوِ أرْضِكِ رِيحُ وقال وَكُنْتُ قَدِ انْدَمَلْتُ فَهَاجَ شَوْقِي ... بُكَاءُ حَمَامَتَيْنِ تَجَاوَبَانِ تَجَاوَبَتا بِلَحْنِ أعْجَمِيِّ ... عَلَى غُصْنَينِ مِنْ غَرَبٍ وَبَانِ فَكَانَ البَانُ أنْ بَانَتْ سُلَيْمَي ... وَفِي الغَرَبِ اغْتِرَابٌ غَيْرُ دَانِ

عبد الله بن جَحْشٍ لَوْ يَسْتَطِيعُ عَدُوُّهَا لأَجَنَّها ... فِي الجَوْفِ يَشْرَبُ نَشْرَهَا نَشَاهَا صَفْرَاءُ يَطْوِيهَا الضَّجِيعُ بِصُلْبِها ... طَيَّ الحَمَالَةِ لَيِّنٌ مَتْنَاهَا عَذْبٌ مُقَبَّلُهَا وَثِيرٌ عَجْزُهَا ... خَدْلٌ شَوَاهَا طَيْبٌ مَجْنَاهَا وقال صَارَمْتِنِي ثُمَّ لاَ كَلَّمْتِنِي أبَداً ... إنْ كُنْتُ خُنْتُكِ في حَالِ مِنَ الحالِ أوِ انْتَجَيْتُ نَجِياً فِي خِيَلنَتِكُمْ ... أوْ خِقْتُ خَطْرَتَهَا مِنِّي عَلَى بَالِ فَسَوّغِينِي المُنَى إنْ كُنْتِ فاعِلَةٌ ... وَأطْلِقِي البُخْلَ مَا أطْلَقْتُ آمَالِي

وقال خَلِيلَّيَّ مِنْ عَوْفِ عَفَا اللهُ عَنْكُمَا ... ألِماَّ بِهَا إنْ كَانَ يُرْجَى كَلاَمُهَا فَإنَّ مَقِيلاَ عِنْدَ ظَمْيَاَء سَاعَةً ... لنَا خَلَفٌ مِنْ لَوْمَةِ سَنُلامَهُا وقال عَزَمْتُ عَلَى هَجْرٍ فَلَمَّا أبَى الهَوَى ... رَجَعْتُ إلى قَلْبٍ عَلَيْكِ شَفِيقٍ فَلا تُمْكِنِي الهِجْرَانَ مِنْ ذَاتِ بَيْنِنَا ... فَيَغْنَى صَدِيقٌ عَنْ لِقَاءِ صَدِيقِ شريحٌ القاضي خُذِي العَفْوَ مِنَّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي ... وَلاَ تَنْطِقِي في سَوْرَتي حِينَ أغْضَبُ فإنَّي رَأَيْتُ الحُبَّ في القَلْبِ وَالأَسَى ... إذَا اجْتَمَعَا لَمْ يَلْبَثِ الحبُّ يَذْهَبُ

وقال المجنون أتَيْتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أَقُلْ ... فَأَخْلَيْتُ فَاسْتَعجَمتُ عِنْدَ خَلاَئِي وَجْئِتُ فَلَمْ أنْطِقْ وَعُدْتُ فَلَمْ أُطِقْ ... جَوَاباً كِلاَ يَوْمَيَّ يَوْمُ عَيَاءِ فَيَا عَجَنَي مَا أشْبَهَ اليأْسَ بِالمُنَى ... وَإنْ لَمْ يَكُونَا عِنْدَنَا بِسَوَاءِ وقال هِيَ الخَمْرُ حُسْنٍ وَكَالخَمْرِ رِيقُها ... وَرِقَّةُ ذَاكَ اللَّوْنِ فِي رِقَّةِ الخَمْرِ وَقَدْ جُمِعَتْ فِيهَا خُمُورٌ ثَلاَثَةٌ ... وَفِي وَاحِدٍ سُكْرٌ يَزِيدُ عَلَى السُّكْرِ

وقال وَلَوْ أَنَّنِي إذْ حَانَ وَقْتُ حِمَامِهَا ... أُحَكَّمُ فِي عُمْرِي لَقَاسَمْتُهَا عُمْرِي فحَلَّ بِنَا الفِقْدَانُ فِي سَاعَةٍ مَعاً ... فَمِتُّ ولاَ تَدْرِي ومَاتتْ ولاَ أدْرِي وقال الآخر أَيَا حَسْرَتَي لَمْ أقْضِ مِنْكُمْ لُبَانَةً ... وَلَمْ أتَمتَّعْ بِالجِوَارِ وَبِالقُرْبِ وَفُرِّقَ بَيْني فِي المَسِيرِ وبَيْنَكُمْ ... فَهَا أنَا ذَا أقْضِي عَلَى إثْرِكُمْ نَحْبِي وقال وَلَمَّا قَضْيَنا مِنْ مِنًى كُلَّ حَاجَةٍ ... وَمَسَّحَ بالأرْكَانِ مَنْ هُوَ مَاسحُ أخَذْنَا بِأَطْرَافِ الأحاديثِ بَيْنَنَا ... وَسَالتْ بِأعْنَاقِ المَطِيِّ الأباطِحُ

ابن ميادة سَلِ اللهَ صَبْراً واعْتَرِفْ بِفرَاقِ ... عَسَى بعْد بَيْنٍ أنْ يَكُونَ تَلاَقِي ألاَ لَيْتَني بعْدَ الفِرَاقِ وَقَبْلَهُ ... سَقَانِي بِكَأْسٍ للِمَنَّيةِ سَاقِ الأحوصُ بن جعفر قال: صحب رَجُل من بني الأحوص رجلاً من كلب، وكان الكلبيُّ لا يستقر في موضعه طَرباً إلى امرأته، فأضر ذلك بالجعفري، وكان اسمها صعود، فقال الجعفري: لَقَدْ مَنَعَتْ بَرْدَ الشَّرَابِ وَقَطَّعَتْ ... بِرَمَّانَ أَنَفَاسَ المَطِيِّ صَعُودُ قَصِيرَةُ هَمِّ الزَوْجِ أمَّا شِتَاؤُها ... فَسُخْنٌ وَأَمَّا قَيْظَها فَبَرُودُ فقال الكلبيّ: أما الله لو كنتَ حللت معنا في ماء لما جمع بيني وبينها سقف أبداً.

المجنون وَإني لأرْضي مِنْكِ يَا لَيْلَ بِالَّذِي ... لَوَ أيْقْنَهُ الوَاشِي لَقَرَّتْ بَلاَ بِلُهْ بِلاَ وَبِأنْ لاَ أَسْتَطِيعُ وَبِالمُنَى ... وَبالوَعْدِ حَتَّى يَسْأَمَ الوَعْدَ آمِلُهْ وَبِالنَّظْرَةِ العَجْلَى وَبِالحَوْلِ تَنْقْضِي ... أَوَاخِرُهُ لاَ نَلْتقِي وَأوَائِلُهْ وقال وَتَفَرَّقُوا بَعْدَ الجَمِيعِ بِغْبَطةٍ ... لاَ بُدَّ أنْ يَتَفَرَّقَ الجِيرَانُ لاَ تَصْبِرُ الإبِلُ الجِلاَدُ تَفَرَّقَتْ ... حَتَّى تَحِنَّ، وَيَصْبِرُ الإنْسَانُ

وقال عَزَّيْتُ نَفْساً عنْ هَوَاكِ كرِيمةً ... عَلَى مَا بِهَا مِنْ لَوْعَةٍ وَغَلِيلِ بَكَتْ مَا بَكَتْ مِنْ شجْوِهَا ثُمَّ رَاجَعَتْ ... لِعِرْفَانِ هَجْرٍ مِن نَوَاكِ طَوِيلِ وقال أَحِنُّ إلى لَيْلَى وَأَحْسَبُ أنَّنِي ... كَرِيمٌ عَلَى لَيْلَي وغَيْرِي كَرِيُمها فَأصْبَحْتُ قُدَ أزْمَعْتُ تَرْكاً لِبَيْنهَا ... وَفِي النَّفْسِ مِنْ لَيْلَى قَذَى لاَ يَرِيِمُها لَئِنْ آثَرَتْ بِالوُدِّ أهْلَ بِلاَدِهَا ... عَلَى نَازِحٍ مِنْ أرْضِهَا لاَ نَلُومُهَا

وقالتْ أمّ الضحّاك وَأعْجَلَنَا قُرْبُ الفِرَاقِ وَبَيْنَنَا ... حَدِيثٌ كَتَنْفِيسِ المَرِيضَيْنِ مُزْعِجُ حَدِيثٌ لَو آنَّ اللَّحْمَ يَصْلَي بِحرِّهِ ... غَريضاً أتَى أصْحَابَُهُ وهْوَ مُنْضَجُ آخر سَقَى اللهُ أرْضَا يَعْلَمُ الضِّبُّ أنَّهَا ... بَعِيدٌ مِنَ الأهْوَاءِ طَيِّبَةُ البَقْلِ بَنَي بَيْتَهُ فِيهَا بِعَلْيَاَء سَهْلَةٍ ... وَكَانَ امْرَأً فِي حِرْفَةِ العَيْشِ ذَا عَقْلِ وقال أأَعْقِرُ مِنْ جَرَّا كَرِيَمَةَ نَاقَتِي ... وَوُدُّكِ مَفْرُوشٌ لِوَصْلِ مُنَازِلِ إذَا جَاَء قَعْقَعْنَ الحُلِيّ وَلَمْ أكُنْ ... لأَسْمَعَ وَحَدْي صَوْتَ تِلَكَ الخَلاخِلِ

أبو مِحجن الثقفي ألَمْ تَرَ أنَّ الدَّهْرَ يَعْثُرُ بِالفَتَى ... وَلاَ يَمْلِكُ الإنْسَانُ صَرْفَ المَقَادِرِ صَبَرْتُ وَلَمْ أجْزَعْ وَقَدْمَاتَ اخْوَتِي ... وَلَسْتُ عَنِ الصَّهْبَاءِ يَوْماً بِصَابِرِ رَمَاهَا أمِيرُ المُؤْمِنينَ بِحَتْفِهَا ... فَشُرَّابُهَا يَبْكُونَ حَوْلَ المَعَاصِرِ الوَليد بن عُقية شَرِبْتُ عَلَى الجَوْزَاءِ كَأْسَا رَوِيَّةً ... وَأُخْرَى عَلى الشِّعْرَي إذَا مَا اسْتَقَلَّتِ مُشَعْشَعَةً كَانَتْ قُرَيْشٌ تُكِنُّهَا ... فَلَمَّا اسْتَحَلُّوا قَتْلَ عُثْمَانَ حَلَّتِ وقال عبد بني الحسحاسِ تَزَوَّدَ مِنْ أسْمَاَء مَا قَدْ تَزَوَّدَا ... وَرَاجَعَ سُقْماً بَعْدَ مَا قَدْ تَجَلَّدَا رَأيْتُ الحَبِيبَ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ ... وَلاَ يَنْفَعُ المَشْنُوَء أنْ يَتَوَدَّدَا

ابنُ الطَّنْرِية هَبِيِني آمْراً إمَّا بَرِيئاً ظَلَمْتِهِ ... وَإمَّا مُسِيئاً عَادَ بَعْدُ فَأعْتَبَا وَكُنْتُ كَذِي داءِ تَبَغَّي لِدَائِهِ ... طَبِيباً فَلَماَّ لَمْ يَجِدْهُ تَطَبَّباً حُمَيد بن ثَوْر رَقُودُ الضُّحَى لاَ تَقْرَبُ الجيِرَةَ القُصَا ... ولاَ الجِيرَةَ الأذْنَيْنَ إلاَّ تَحَشُّمَا وَلَيْسَتْ مِنَ اللاَّئِي يَكُونُ حَدِيثها ... أمَامَ بُيُوتِ الحَيِّ إنِّ وَإنَّمَا وَمَا هَاجَ هَذَا الشَّوْقَ إلاَّ حَمَامَةٌ ... دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةً وَتَرَنُّمَا مُطَوَّقَةٌ خَطْبَاءُ تَصْدَحُ كُلَّمَا ... دَنَا الصَّيْفُ وانْزَاحَ الرَّبِيعُ وأنْجَما إذَا شِئْتُ غَنَّتني بأجْرَاعِ بِيشَةٍ ... أوِ النَّخْلِ مِنْ تَثْليِثَ أوْ بَيَلْملَما عَجِبْتُ لَهَا أنَي يَكُونُ غِنَاؤُهَا ... فَصِيحاً ولَمْ تَفْغَرْ بِمْنطِقِهَا فَمَا فَلَمْ أرَ مَحْزُوناً لَه مِثْلُ صَوْتِهَا ... وَلاَ عَرَبِياً شَاقَهُ صَوْتُ أعْجَمَا

عَديّ بن الرقاع لَوْلاَ الحَياءُ وَأنَّ رَأْسِيَ قَدْ عَسَا ... فِيهِ المَشِيبُ لَزُرْتُ أُمَّ القَاسِمِ وَكَأنَّهَا بَيْنَ النَّسَاءِ أعَارَهَا ... عَيْنَيهِ أحْوَرُ مِنْ جَآذِرِ عَاسِمِ وَسْنَانُ أقْصَدَهُ فَرَنَّقَتْ ... فِي عَيْنِهِ سِنَةٌ وَلَيْسَ بِنَائِمِ يَصْطَادُ يَقْظَانَ الرِّجَالِ حَدِيثهَا وَتَطيرُ بَهْجَتُهَا بِرُوحِ الحَالمِ وقال كثير ألا يَا ضَعِيفَ الحَبْلِ مِنْ أمِّ مَالِكٍ ... بَقيتَ وَزَادَتْ فِي قُوَاكَ مُتُونُ وَقَدْ جَعَلَ الأعْدَاءُ يَنْتَقِصُونَهاً ... وَتَطْمَعُ فِينَا ألْسُنٌ وَعُيُونُ ألاَ إنَما لَيْلَى عَصَا خَيْزُرَانَةٍ ... إذَا لَمَسُوهَا بِالأكُفِّ تَلِينُ

وقال لَعَمْرُكَ مَا عُمْشُ العُيُونِ شَوارِفٌ ... رَوَائِمُ نِيبٌ قَدْ عَطَفْنَ عَلى سَقْبِ يُشَمِّنَهُ لَوْ يَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَهُ ... إذَا سُفْنَهُ يَزْدَدْنَ نكْباً عَلى نَكْبِ بِأَوْجَعَ مِنِّي يَوْمَ وَلَّتْ حُمُولُهُمْ ... وَقَدْ طَلَعَتْ أُولَى التِّجَارِ مِنَ النَّقْبِ وَكُلُّ مُصِيبَاتِ الزَّمَانِ رَأيْتُهَا ... سِوَى فُرْقةِ الأحْبَابِ هَيْنَةَ الخَطْبِ آخر لِيَهْنِكِ أَنِّي لَمْ أُطِعْ فِيكِ وَاشِياً ... عَدُوًّل وَلَمْ أُصْبِحْ لِقُرِبِكِ قَاليِاً وَأَنّيَ لَمْ أبْخَلْ عَلَيْكِ وَلَمْ أجُدْ ... لِغَيْرِكِ إلاَّ بِالذِي لَنْ أُبَالياً

وقال شَمَّرْتُ َيْلِي في طِلاَبِ الصِّبَا ... وَكُنْتُ دَهْراً مُسْبَلَ الذَّيْلِ أَقْنَعُ بِالوَعْدِ إذَا عَاشِقٌ ... لَمْ يُرْضِهِ الوَعْدُ بِلاَ نَيْلِ وَطالَ مَا كُنْتُ عَزِيبِ الكَرَى ... أَدْعُو بطُولِ العَوْلِ وَالوَيْلِ يَقْظانَ أشْكُو طُولَ لَيْلِي إلى ... وَسْنَانَ يشْكُو قِصَرَ اللّيْلِ وقال وَدَاعِ دَعَا إذْ نَحُنُ بِالخْيفِ مِنْ مِنَي ... فَهَيَّجَ أحْزَانَ الفُؤَادِ وَمَا يَدْرِي دَعَا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أطَارَ بلَيْلَى طائِراً كَانَ في صَدْري يُنَادِي بِلَيْلَى، أسْخَنَ اللهُ عَيْنَهُ ... وَلَيْلَى بِأرْضِ الشَّأمِ فِي بَلَدٍ فَقْرِ إذَا بَانَ مَنْ تَهْوَى وَأسْلَمَكَ العَزَا ... فَقُرْقَةُ مَنْ تَهْوَى أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ

آخرِ كَفَى حزَنَاً أنْ لاَ يَزَالُ يَزُورُني ... عَلى النَّأيِ طَيْفٌ مِنْ خَيَالِكِ يَا نُعْمُ وأنْتِ مَكَانَ النجْمِ مِنَّا ومَالَنَا ... مِنَ النَّجْمِ إلاَ أنْ يُقَبِلَنَا النَّجْمُ وقال أعَيْنَي مَهَاةِ الرَّمْلِ عَنَّى إليْكُمَا ... عَلَى لِرَيَّا بِالمَغِيبِ رَقيبُ أغَارُ عَلَى نَفْسِي لَهَا وَتَغَارُ لِي ... عَلَى نَفْسِها إنَّ الهَوَى لَعَجِيبُ عَلَى أنَّنَا لَمْ نَدْنُ يَوْماً لرِيبَةٍ ... وَلاَ مِثْلُنَا فِيمَنْ يَرِيبُ يَرِيبُ أَعَيْنَيْ مَهَاةِ الرَّمْلِ هَلاَّ رَحِمْتُمَا ... شَبَابِي وَأنَى بِالفَلاَةِ غَرِيبٌ وقال كَأَنَّ بِلاَدَ اللهِ حَلْقَةُ خَاتَمٍ ... عَلَىَّ فَمَا تَزْدَادُ طُولاً وَلاَ عَرْضَا كَأَنَّ فُؤادِي فِي مَخَالِيبِ طاَئِر ... إذَا ذَكَرَتكْ النَّفْسُ زادَ بِه قَبْضَا

المجنون تَجَنَّبتَ لَيْلَى حِينَ لَجَّ بِكَ الهَوَى ... وَهَيْهَاتَ كَانَ الحبُّ قَبْلَ التَّجَنُّبِ وَلَمْ أَرَ لَيْلَى بَعْدَ مَوْقِفِ سَاعَةٍ ... بخَيْفِ مِنَي تَرْمِي جِمَارَ المُحَصَّبِ وَيُبْدِي الحَصَا مِنَها إذَا قَذَفَتْ بِهِ ... مِنَ البُرْدِ أطْرَافَ البَنَانِ المُخَضَّبِ فَأَصْبَحْتُ مِنْ لَيْلَى الغَدَاةَ كَنَاظِرٍ ... مَعَ الصُّبْحِ فِي أَعْقَابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ أَلاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... صَدَى أيْنَمَا تَذْهَبْ بِهِ الرَّيحُ يَذْهَبِ صالح بن عبد القدوس أصَدَدْنَ بَعْدَ تَأَلُّفِ الشَّمْلِ ... وَقطَعْنَ مِنْكَ حَبَائِلَ الوَصْلِ هِيفُ الخُصُورِ قَوَاصِدُ النَّبْلِ ... قَتَّلْنَنَا بِنَواظِرٍ نُجْلِ كَحَلَ الجَمَالُ جُفُونَ أعْيُنِها ... فغَنِينَ مِن كَحَلٍ بِلاَ كُحْلِ فِي كُلِّ نَظْرةِ نَاظرٍ عَرَضَتْ ... مِنْهُنَّ قَتْلَةُ ضَائعِ العَقْلِ

مِمْ كُلَّ قَاعِدَةٍ عَلَى دَمِثٍ ... رَابِي المَجَسِّ كَلاَبِدِ الرَّمْلِ قَعَدَتْ بِهَا أرْدَافُهَا وَهَفَتْ ... مِنْهَا الخُصُورُ بِفَاحِمٍ جَثْلِ فَكَأنَّهُنَّ إذَا أرَدْنَ خُطاً ... يَقْلَعْنَ أرْجُلَهُنَ مِنْ وَحْلِ المجنون وَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الشتَّيتَيْنِ بعْدَ مَا ... يَظُنَّانِ كُلِّ أنْْ لاَ تَلاَقياً لَحَى اللهُ أقْوَاماً يَقُولُونَ إنَّنَا ... وَجَدْنَا طَوَالَ الدَّهْرِ للِحُبِّ سَاليَا أَشَوْقاً وَلَمَّا تَمْضِ لِي غَيرُ لَيْلةِ ... رُوَيدَ الهَوَى حَتَّى يَعَبَّ لَيَالَيا أعرابي أأطْلبُ الحُسْنَ في أُخْرَى وَأتْرُكُها ... فَذَاكَ حِينَ شَنِئْتُ الحَزْمَ وَالأدَب مَا إنْ تَأَمَّلْتُهَا يَوْماً فَتُعْجِبِنِي ... إلاَّ غَدا أكْثرَ اليَوْمَيْنِ لِي عَجَباً

آخر نَضَعُ الزِّيَارَةَ حَيْثُ لا يُزْرِي بِنَا ... كرَمُ الجُدُودِ وَلاَ يخَيبُ الزُّورُ وَلئِنْ ظَعَنْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلَّفاً ... وَلَئِنْ قَصَرْتُ لَخَائِفاً مَا أقصُرُ لبعض بني بَوْلان مَتَى يَرِدَا أُبَرِّدْ حَرَّ جَوْفى ... بِمَاءِ لَمْ يُخَوِّضْهُ الإَنَاءُ بأَبْطحَ بَيْنَ مُضَّاضٍ وتوٍ ... تَنَفَّحُ عَنْ شَرَائِعِهِ السِّهَاءُ بأبْطَحَ مِنْ أَباطِحِهِ اللَّوَاتي ... ثَوَى مَاءٌ بِهِنَّ وَقلَّ مَاءُ

سُويَد بن بَجِيلة الطائي أَلاَ لاَ أرَى بَيْنَ الغِمَارَيْنِ شَافياً ... صَدَايَ ولَوْ رَوَّى غَلِيلَ الرَّكائِبِ فَيَا لَهْفَ نَفْسِي كَلَّمَا الْتَحْتُ لَوْحَةً ... عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءِ أحْواضِ آظبٍ بَقَايَا نِطَافٍ المُصْدِرِينَ عَشِيَّةً ... بِمحَدُورَةِ الأحْواضِ حُصْرِ النَّصَائِبِ تَرَقْرَقَ مَاءُ المُزْنِ فِيهِنَّ والْتَقَتْ ... عَلْيْهِنَّ أَنْفَاسُ الرّيَاحِ اللَّوَاغِب بِريحٍ مِنَ الكَافُورِ والطَّلْحِ أبْرَمَتْ ... بِهِ شُعَبُ الأوْدَاةِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ وقال آخر أَلاَ هَلْ أَدُلُّ الوَارِدَيْنِ عَشيَّةً ... عَلَى مَنْهَلٍ غَيْرِ الذَّي يَرِدَانِ

عَلَى مَنْهَلٍ عَذْبِ الشَّرِيعَةِ بارِدٍ ... هُوَ المُسْتَقَى لاَ حَيْثُ يَسْتَقِيَانِ فَإنَّ عَلَى المَاءُ الَّذي تَرِدَانِهِ ... غَرِيماً لَوانيِ الدَّيْنَ مُنْذُ زمَانَ لَطِيفَ الحشَا عبْلَ الشَّوَى طَيِّبَ اللَّمَى ... لَهُ عِلَلٌ لاَ تَنْقَضِي لأِوَانِ وقال آخر لَقَدْ زَادَنيِ وَجْداً بَبقْعاَء أنَّهُ ... رَأيتُ مَطَايَانَا بلينَةَ ظُلَّمَا أَلاَ لاَ أرَى مَاَء الحَرادِيّ شَافيِاً ... قُلوباً إلى أحْوَاضِ بَقْعَاءُ نُزَّعَا فَمَنْ جَاَء مِنْ مَاءِ الشِّباكِ بِشَرْبةٍ ... فَإنَّ لَهُ مِنْ مَاءِ لِينَة أرْبَعا امرأة من طيء فَمَا مَاءُ مُزْنٍ مِنْ شَمَارِيخٍ ... تَحَدَّرَ مِنْ غُرٍّ طِوَالِ الذَّوَائِبِ

بِمُنْعَرَجٍ أوْ بَطْنِ وَادٍ تَحَدَّرَتْ ... عَلَيْهِ رِيَلحُ الصَّيف مِنْ كُلِّ جَانِبِ نَفَى نَسُمَ الرِّيحِ القَذَى عَنْ مُتُونِهِ ... فَلَيسَ به عَيْبٌ تَرَاهُ لِشَارِبِ بِأَطْيَبَ مِمَّنْ يَقْصُرُ الطَّرْفَ دُونَهُ ... تُقَى اللهِ وَاسْتِحْياءُ بَعْضِ العَوَاقِبِ المجنون أيَ حُبَ لَيْلَى عَافِني قَدْ قَتَلْتَنِي ... فَكَيْفَ تُعَافِيني وَأَنْتَ تَزِيدُ أرَاكَ عَلَى نِيَرَيْنِ وَالحُبُّ كلُّهُ ... عَلَى وَاحِدِ يَبْلَى وَأنْتَ جَدِيدُ أبو الدلهاث أَلَمْ تَرَنِي عَلَى كَسَلِي وَفتْرِي ... أجَبْتُ أبَا حُذَيْفَةَ إذْ دَعَانِي

وَكُنْتُ إذَا دُعِيتُ إلى نَبيذٍ ... أجَبْتُ وَلَمْ يَكُنْ مِنِّي توَانِي كَأَنَّا مِنْ بَشَاشَتِنَا ظَلِلْنَا ... بَيوْمٍ لَيْسَ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ عبد الله بن عزرة الجعدي أيا رَبَّ عِيسَى إنَّ زَبْرَاَء إنْ تَمُتْ ... أمُتْ أوْ أُزَايِل شُعْبَةً من فُؤَادِيَا فَأنْعِمْ عَلَّى نِعْمَةً وَاشْفِنِي بِهَا ... وَأنْعِمْ عَلَّى نِعْمَةً وَاشْفِهَا لِيَا فَإنَّا أُنَاسٌ خَيرُنَا فِي اجْتِمَاعِنَا ... فَزِدْ بَعْضَنَا مِنْ شَمْلِ بَعْضٍ تَدَانِيا وقال زَعَمُوا أنَّ مَنْ تَشَاغَلَ بالحُبِّ ... تَسَلَّى حَبِيبَهُ وَأفَاقَا كَذَبوا مَا كَذَا يَكُونُ وَلكِنْ ... لَمْ يَكُونَوا فِيمَا أرَى عُشَّاقَا كَيْفَ شُغْلِي يَا قُرَّ بَعْدَكِ ... وَاللَّذَّاتُ يُحْدِثْنَ لِي إلَيْكِ اشْتِياقَا كُلَّمَا رُمْتُ سَلْوَةً تُذْهِبُ ... الحُرْقَةَ=زَادَتْ قَلْبِي عَلَيْكِ احْترَاقَا

بعض التميمييِّن مَرَرَنْا عَلى قَيْسيَّةٍ عَامِريَّةٍ ... لَهَا بَشَرٌ صَافِي الأديمِ هِجَانِ فَقَالَتْ وَألْقَتْ جَانِبَ السِّتْرِ دُونَنَا ... مِنَ آيَّةِ أَرْض أوْ مَنِ الرَّجُلاَنِ فَقُلْتُ لَهَا: أَمَّا تَمِيمٌ فَأُسْرَتي ... هُدِيتُ، وَأَمَّا صَاحِبي فيَماَني رَقِيقَانِ ضَمَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... وَقَدْ يَلْتَقِي الشَّتَّي فَيَأْتَلِفَانِ دُرَيد بن الصّمَّة حَيُّوا أُمَامةَ وَانظُرُوا صَحْبِي ... وَقفُوا فَإنَّ وُقُوفَكُمْ حَسْبِي مَا إنْ رَأيْتُ وَلاَ سَمِعْتُ بِهِ ... كَاليَوْمِ طاَلِيَ أيْنُقٍ جُرْبِ مُتَبَذِّلاً تَبْدُو مَحَاسِنُهُ ... يَضَعُ الهِنَاَء مَواضِعَ النُّقْبِ مُتَحَسِّراً نَضْحُ الهِنَاءِ بِهِ ... نَضْحُ العَبِيرِ بِرَيْطَةِ العَصْبِ فَسَلِيهِمُ عَنِّي أُمَامَ إذَا ... غَصَّ الجَمِيعُ هُنَاكَ مَا خَطْبِي

الخاركيّ لَمْ أجِدْ فِيمَا تَصَرَّفْتُ عَلَى الكَأسِ كَرِيَما كُلُّ مَنْ كَشّفتُهُ ألْفيتُهُ خَبّاً لَئِيمَا فَاصْطَفَيتُ الكَأْسَ نَدْمَاناً وَأقْصَيْتُ الندِيَمَا القعقاع بن ربيعة لاَ بَارَكَ اللهُ في عَيْنَيْنٍ مِثْلِكْمَا ... إذَا تَجَاهَدَ يَوْمَ العزّةِ البَصَرُ

عَيْنُ ابْنِ دَارَةَ خَيْرٌ مِنْكُمَا نَظَراً ... إذِ الحُدُوجُ بِأعْلَى عَاقِلٍ زُمَرُ إنْ يُظْلِمِ اللَّيْلُ تَعْتَلاَّ بِظُلْمَتِهِ ... أوَ تَنْظُرَ ظُهُراً يَطْرِفْكُمَا النَّظَرُ خَذَلْتُمَانِي فَبِئْسَ العَفْوُ عَفْوُ كُمَا ... وَالعَقْبُ مِثْلٌ فَهَذَا مِنْكَمُ غَبَرُ

يزيد بن دارة لاَ تَعْمَ أَعْيُنُ أَقْوَامٍ أقُولُ لَهُمْ ... بالأَنْبَطِ الفَرْدِ لمَّا بَذَّهُمْ بَصَرِي أَمَا تَرَوْنَ بأعْلَى عَاقِلِ ظُعُناً ... وَرَّكْنَ فَحْلَينْ وَاسَتَقْبَلْنَ ذَا بَقَرِ

أعرابي إنِّي بنَارِ عِنْد زَيْنَةَ أوقِدَتْ ... عَلَى مَا بِعَيْني مِنعشاً لبَصيِرُ وَقَدْ زَادَنِي حُباً لزِيْنَةَ أنَّهَا ... مَقُوتٌ لأِخْلاَق الرِّجَالِ نَفُورُ تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الحَدِيثِ وَإنْ تُرِدْ ... سِوَى ذَاكَ تُذْعَرْ مِنْكَ وَهْي ذَعُورُ أبو وَجْزَةَ السَّعدي لَوْ سَأَلَتْ عَنَّا غَدَاةَ قُراقِر ... كَمَا كُنْتُ عَنْهَا سَائِلاً لَوْ لَقِيتُهَا لِقاَء بَنِي نِمْرٍ وَكَانَ لِقَاؤُهُمْ ... غَدَاةَ الحَوَالي حَاجَةً فَقَضَيْتُهَا تمّ بابُ النَّسيب من كتاب الوحشيات

باب الهجاء

باب الهجاء

يزيد بن عمرو النخعيّ لَقَدْ كَذَبَ المَعَاشِرُ حِينَ قَالوَا ... عَلىٌّ وَالمُخَارِقُ سَيِّدَانِ هُمَا حَجَرَانِ مِنْ جَبَلَيْ طُمَيّ ... إذَا قِيلَ أرْشَحَا لاَ يَرْشَحَانِ هُمَا مَجْنَى مُحَلِّقَةٍ سَحُوقٍ ... بَعِيدٍ نَفْعُها مِنْ كُلِّ جَانِ فَلَوْلاَ البُخْلُ إنَّ البُخْلَ عَارٌ ... أَبَا عَمْرِو إذّا أعْجَبْتُمَاني الأسْعر الجعفيّ كفَيْتُ حَزِيماً وَمُرَّانَهَا ... مِرَاساً وَخَليْتَهُمْ للِفَخَارِ فَلاَ تَدْعُوَنْهُمْ إلى نَجْدةٍ ... وَلكِنْ فَهَيِّبْ بِهِمْ مَنْ تُجارِي زَعَانِفُ سُودٌ كَخَبْثِ الحَدِيدِ ... يَكْفي الثَّلاَثَةَ شِقُّ الإزَارِ

شَبيب بن البَرْصَاء لَعَمْرِي لَقَدْ كَانتْ سُهَيَّةُ أوْضَعَتْ ... بِأَرْطَاةَ في رَكْبِ الخيَانَةِ وَالغَدْرِ أتَنصُرُ مِنِّي مَعْشراً لَسْتَ مِنْهْمُ ... وَغَيْرُكَ أَوْلَى بالحَفِيظَةِ والنَّصْرِ فَمَا أنتَ بالطِّرْفِ الكَرِيِمِ فيُشتَرَى ... لِفِحْلَتِهِ وَلاَ الجَوَادِ الذَِّي يَجْري دِعْبِل تِهْتُمْ عَلَيْنَا بأَنَّ الذِّئْبَ كَلَّمَكُمْ ... فَققد، لَعَمْرِي، أبُوكُمْ كَلَّمَ الذَّيبَا فَكَيْفَ لَوْ كَلَّمَ اللَّيْثَ الهَصُورَ، إذاً ... تَرَكْتُمُ النَّاسَ مَأْكُولاً وَمَشْرُوباً هَذا السُّنَيْديُّ لاَ يَسْوَى إتَاوَتَهُ ... يُكَلِمُّ الفِيلُ تَصْعِيداً وتَصْوِيبَا

وقال وَمَا تُنْسِنَا الأيَامُ لاَ نَنْسَ جوعَنَا ... بِدَارِ بَنِي بَدْرِ وَطُولَ التَّلَدُّدِ ظَلِلْنَا كَأنَّا بَيْنَهُمْ أَهْلُ مَأتَمٍ ... عَلَى مَيِّتٍ مُسْتَوْدِع بَطْنَ مُلْحَدِ يُحَدِّثُ بَعْضٌ بَعْضَنَا عن مُصَابِهِ ... ويَأْمُرُ بَعْضُ بَعْضَنَا بالتَّجَلُّدِ عَمِيرةُ بن جُعَيْل التَّغْلَبي كَسَا الله حَيَّى تَغْلِبَ ابنَةِ وائلِ ... مِنَ اللُّؤْمِ أظْفَاراً بِطيئاً نُصُولُهَا النَّجاشيُّ الحارثيّ إذَا اللهُ عَادَى أهْلَ وَدِقّةٍ ... فَعَادَى بَني العَجْلاَنِ رَهْطَ ابِن مُقْبِلِ

قُبَيَّلةٌ لاَ يَغْدِرُونَ بِذِمَّةٍ ... وَلاَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ حَبَّةَ خَرْدَلِ وَلاَ يَرِدُونَ المَاَء إلاعَشِيَّةً ... إذَا صَدَرَ الوُرَّادُ عَنْ كُلِّ مَنْهلِ ثَعَافُ الكِلاَبُ الضَّارِياتُ لُحُومَهُمْ ... وَيَأكُلنَ مِنْ عَوْفٍ وكَعْبِ بن نَهْشَلِ أُولئِك إخْوَانُ الذَّلِيلِ وَأُسْرَةُ اللّئيمِ وَرَهْطُ الخَائِنِ المُتَذَلِّلِ ومَا سُمِّيَ العَجْلاَنَ إلاَّ لِقَولِهِمْ: ... خُذِ القَعْبَ وَاحْاُبْ أيُّها العَبْدُ واعْجَلِ عوف بن الأحوص الكلابيّ، في بني يزيد بن الصَّعِق حَدَّثْتُمُونِي أنَّ شَأْنَ أبِيكُمُ ... ثَمَلٌ وَأَحْسَبُ أنَّهُ لَمْ يَفْعَلٍ أبَنِي قَتِيلِ. . إنَّ أبَاكُمُ ... بالجِزْعِ مِنْ نَجْرَانَ لَمَّا يُنْقَلِ طَلَبُوا. . . حِينَ انْتَشَى ... . . حُمْرٍ كَسُوقِ الحثْيَلِ كان رجل من أهل اليمن نزل بيزيد بن الصعق فلم يحسن جواره، فلقيه الرجل بعد ذلك باليمن، فسلمه إلى عبيد له فما زالوا. . حتى مات، على ما يقال.

مَا جَمَلٌ جَوْنٌ تَوَسَّدَ لُمْعَةٌ ... بآكَلَ مِنْ عَوْفٍ إذَا حانَ مَأْكَلُ لَهُ شَعَرٌ في حَاجِبَيهْ، وَلَحْيُهُ ... كَقُنَّةِ وَقْطٍ وَهْوَ أَزْعَرُ مِنْ عَلُ فَلَيْتَ عُرافاً مِنْ جَزورِ سَمِينَةٍ ... بِكَفَّيْكَ يَوْمَ الرَّمْلِ إذْا أَنْتَ مُرْمِلُ وَمُوسَى رَمِيضاً بِاليدَيْنِ وَألَيةٌ ... فَأنْظُرَ إنْ لاَقَيْتَهَا كَيْفَ تَفْعَلُ زِيادة بن زيد العُذْريّ وَمَا ثَنَي رَثَيانٌ مِنْهُمُ غَضَبي ... وَلاَ بَنُو قُنْفُذِ فَسْوُ العَصَافِيرِ قَوْمٌ إذَا غَضِبُوا دُقّتْ أُنُوفُهُمُ ... دَقَّ المُضَبِّبِ أسْتاهَ المَسَامِيرِ

أبو المهوَّش الأسديّ أَكَلَتْ طُهَيَّةُ وَالجِمَارُ ودَارِمٌ ... أَيْرَ الحمِارِ وَخُصْيتَيِْهِ العَنْبَرُ ويروى أكَلَتْ أسَيّدُ والهُجَيْم وَمَازِنٌ ... أيْرَ الحمارِ وَلَمْ تَذُقْهُ العَنبَرُ ذَهَبَتْ فَشِيشَة با أباعِر حَوْلَنا ... سَرَقاً فَصُبَّ عَلى فَشِيشَةَ أبْحَرُ فشيشة لقب أسيِّد بن عمرو مَنَعَتْ حَنِيفُة واللَّهَازِمُ مِنْكُمُ ... بُرَّ العِراقِ وما يَلذُّ الحَنْجَرُ قَدْ كُنْتُ أحْسَبكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... فَإذَا لَصافِ تَبيضُ فِيهِ الحُمَّرُ وَإذَا يَسُرُّكَ مِنْ تَمِيمٍ خَصْلَةٌ ... فَلَمَا يَسُوءُكَ مِنْ تَمِيمٍ أكْثَرُ

ابن أمَّ صاحبٍ أتَيْتُ الولَيدَ فألْفَيْتُهُ ... كَمَا قَدْ يُقَالُ غَنِيًّا بَخِيلا غَنِىَّ العَفَاءِ بَطِيَء العَطَاءِ ... لاَ يُرْسِلُ الخَيْرَ إلا قَلِيلاَ فَقَدْتُ الوَلِيدَ وَأنْفاً لَهُ ... كَثَيْلِ القَعُودَ أبَى أَنْ يَبُولاَ فَلَيْتَ لَنَا خَالِداً بِالوَليدِ ... وَعبْدَ العزيز بَيحْيىَ بَدِيلاً أَنَحْنُ قَعَدْنَا بِأَبْنَائنَا ... أمِ القَوْمُ أنْجَبُ مِنَّا فُحُولاَ فَإنْ تَمْنَعُوا مَا بِأيْدِيكُمُ ... فَلَنْ تَمْنَعونِي إذَا أنْ أقُولاَ الفرزدق لَوْ أنَّ قِدْراً بَكَتْ مِنْ طُولِ مَا حُبِستْ ... عَلَى الحُفُوفِ بكَتْ قدْرُ ابنِ عَمَّارِ

مَا مَسَّها بَلَلٌ مُذْ فُضَّ مَعْدِنَها ... وَلاَ رَأتْ غيْرَ نارِ القَينِ مِن نارِ شاتِمُ الدَّهْرِ العَبْدِي لمَّا رَأيتُ الدَّهْرَ وَعْراً سَبِيلُهُ ... وَأبْدَى لَنَا ظَهْراً أجَبَّ مُسَلعا وَمَعْرِفةً حَصَّاَء غَيْرَ مُفَاضَةٍ ... عليهِ وَلَوْناً بالعَثَانِين أجْدَعَا وَجَبْهَةَ قِرْدٍ كَالشَّرَاكِ ضَئِيلَةً ... وَصَعَّرَ خدَّيْهِ وَأنْفاً مُجَدَّعَا هُنّاكَ ذَكَرْتُ الذَّاهِبينَ أولِى النُّهَى ... وَقُلْتُ لِعَمْروو وَالحُسَامِ ألاَ دَعَا فَإنِّي أرَى الحَيَّيْنِ كَعْباً وَدَارِمَا ... أصَابَهُمُ دَهْرٌ وإنْ كَانَ مُفْجِعَا أرَى كُلَّ مَأفُونٍ وكُلَّ حَزَنْبَلٍ ... وتَرِْعِيَّةٍ [شهْدَارية] قَدْ تَضَلَّعَا وَسَامَي المَعَالِي يَبْتَغِيها لِنَفْسِه ... فَيَالَكَ دَهْراً لاَ يَزَالُ مُرَوِّعَا

جندل بن أشمط العميري العبديّ قَعْدَكِ اللهَ ألَمَّا تُخْبَرِي ... يَا ابْنَة العَمْرِيِّ عَنْ أهْلِ قَطَرْ تَرَكوا جَارَهُمُ تأُكُلهُ ... ضَبُعُ الوَادِي وتَرْمِيهِ الشَّجَرْ فَيَمِينَ اللهِ لاَ أَنْسَلهُمُ ... أبَدْا مَا سَاعَدَ الشَّمْسَ القَمَرْ غَدَرَتْ شَنٌّ بِحيرَانِهِمُ ... إنَّ شَنًّا مَا عَلِمْنَا لَغُدُرْ شَنَّةٌ لَمْ يَعْمَلُوا مَا مَاؤُهَا ... إنَّما مَاؤُكِ صَابٌ وَصَبرْ البُرْجُ بن مُسْهرٍ جَدِيلَة تَخْشَى الغَوْثَ خَشْيَة آبِقِ ... رَآى رَبَّهُ والسَّوْطَ والقَلْبُ حَاذِرُهْ تَنَاصَرُ غَوْثٌ يَا جَدِيلَ وَأنْتُمُ ... كَمَنْ قَامَ يَبْنِي حَوْضَهُ وَهْوَ عَاقِرُهْ إذَا مَا اشْتَهَوْا مِنَّا فَتَاةً أدِيبَةً ... لَهُمْ شَكْرُهَا وَالمَهْرُ مِنَّا أبَاعِرُهْ مَتَى كَانَ أمْر الحُيِّ يوَسى بجنُدُحِ ... وقَيْسِ بنِ حَزْنٍ، شَرُّدَهرِكَ آخِرُهْ

السمهري العُكْلَّي لَقَدْ جَمَعَ الحَدَّادُ بَيْنَ عِصَابَةٍ ... تَسَاَءلُ في الأسْجَانِ مَاذَا ذُنُوبُها مُقَرَّنَةِ الأقْدَامِ فِي السِّجْنِ تَشتَكِي ... ظَنَانِيبَ قَدْ أمْسَتْ مُبِيناً عُلُوبُهَا إذَا حَرَسَيٌّ قَعْقَعَ البَابَ أُرْعِدَتْ ... فَرَائِضُ أقْوَامٍ وَطَارَتْ قُلُوبُهَا بِمَنْزَلَةٍ أَمَّا اللَّئِيمُ فَآمِنُ ... بِهَا وَكِرَامُ القَوْمِ بَادٍ شُحُوبُها ألاَ لَيْتَني مِنْ غَيْرِ عُكْلٍ قَبِيلَتِي ... وَلَمْ أدْرِ مَا شَبّانُ عُكْلٍ وَشِيبُها قُبِيِّلَةٌ لاَ يَقْرَعُ البَابَ وَفْدُهَا ... بِخَيْرٍ وَلاَ يَأْتِي السَّدَادَ خَطِيبُها فَإنْ تَكُ عُكْل سَرَّهَا مَا أَصَابَني ... فَقَدْ كنْتُ مَصْبُوباً عَلَى مَنْ يَرِيبُها يزيد بن خَذَّاق نَبَتْ عَيْنُها عنّى سَفَاهَا وَرَاقَها ... فَتَى دُونَ أضْيَلفِ الشِّتَاءِ شَرُوبُ فَتىً يَوْمَ تَلْقَاهُ صَبِيحةَ دِيَمَةٍ ... سِمَاَكِيَّةٍ لهَا السَّحَابٌ سَكُوبُ دَهِينُ القَفَا يُدْنِي قَبِيعَةَ سَيْفِهِ ... وَمَا كُلُّ أصْحَابِ السُّيُوفِ صَلِيبُ

طُفَيْل الخْيلِ الغَنَوِيّ لَعَمْرِي لَقَدْ زَارَ العُبَيْدِيُّ رَهْطَهُ ... بِخَيْرٍ عَلَى بُعْدٍ زِيَارَةً أَشْأَمَا فَأَظْعَنْتَ مَنْ يَرجُو الكَرامةَ مِنْهُمُ ... وَخَيَّبْتَ مَنْ يُعْطِي العَطَاَء المُكَرَّمَا وَأَلْفَيتَنَا بالجَفْرِ يَوْمَ أتَيْتَنَا ... أخاً وابْنَ عَمَ يَوْمَ ذَلِكَ وَآبْنَمَا وَأَلْفَيتَنا رُمْحاً عَلَى النَّاسِ وَاحِداً ... فَنَظْلِمُ أوْ نَأْتَي عَلَى مَنْ تَظَلَّمَا وَأصْبَحتَ قَدْ فَرَّقتَ بَيْنَ مَحَلِّنا ... إذَا مَا التَقَى الجَمْعَانِ لَنْ نَتَكَلَّمَا فَلَيْتَكَ حَالَ البَحْرُ دُونَكَ كُلُّهُ ... وَمَنْ بالمَرادِي مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَماً الطِّرِمَاح يجيب الفرزدق وَمَرَّ بِكَ المُخْتَارُ مُخْارُ طَيِّءٍ ... فَلَمْ تَقْرِهِ حَتَّى تَرَحَّلَ غَادِيَا سِوَى شَرْبَةٍ أبْكَتْكَ حِينَ قَريْتَهُ ... فَلاَ رَقَأَتْ عَيْنَاكَ إن كُنْتَ بَاكِيَا فَلَوْ كُنْتُمُ قَوْماً كِرَاماً كَتَمْتُمُ ... قِرَاكُمْ وَلكِنْ لَمْ تُبَالُوا المَخَازِيَا

زيادٌ الأعجمُ، في فاقرة بن عوف قُمْ صَاغِراً يَا شَيْخَ جَرْمٍ وَإنَّمَا ... يُقَالُ لِشَيخِ الصِّدْقِ قُمْ صَاغِرِ فَإنَّكَ شَيْخٌ مَيْتٌ وَمُوَرِّثٌ ... قُضَاعَةَ مِيراثَ اليَسُوسِ وَقَاشِرِ قَضَى اللهُ خَلْقَ النَّاس ثُمَّ خُلِقْتُمُ ... بَقِيَّةَ خَلْقِ اللهِ آخِرَ آخِرِ وَلَوْ رَدَّ أهْلُ الحَقِّ مَنْ مَاتَ مِنكُمُ ... إلى حَقَّهِمْ لَمْ تُدْفَنُوا فِي المقَابِرِ فَمَا لَكُمُ فِي أرْضِ نَجْدٍ وَغَوْرِهَا ... إذَا اقْتَسَمُوا بالحَقَّ شِبْرٌ لِشَابِرِ فَلَمْ تَسْمَعُوا إلاَّ بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ... وَلَمْ يُدْرِكُوا إلاَّ مَدَقَّ الحَوَافِرِ حضرمي بن عامر قَدْ قَالَ جَزْءٌ وَلَمْ يَقُلْ جَللاَ ... إنِّي تَرَوَّحْتُ نَاعِماً جَذِلاَ إنْ كُنْتَ أزْنَنْتَني بِهَا كَذِباً ... جَزْءُ فَلاَقْيتَ مِثْلَهَا عَجِلاَ أفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ وَأنْ ... أُورَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً نَبلاً

يونس الخيَّاط المدينيّ كسانِي قَمِيصاً مَرَّتيْنِ إذَا انتْشَى ... وَيَنْزعُهُ مِنّي إذَا كَانَ صَاحِياً فَلِي فَرْحَةٌ فِي سُكْرِهِ وَانْتشَائِهِ - وفَي الصَّحْوِ تَرْحَاتٌ تُشيِبٌ النَّواصِيَا فَيَا لْيت حَظّي مِنْ سُرُورِي وَتَرْحَتِي ... وَمِنْ جُودِهِ أنْ لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِيَا بلال بن جرير، في خلاد بن جندل، ابن أخي القُلاَخ نَزَلنَا بِخَلادِ فَأَشْلَى كِلاَبَهُ ... عَلَيْنَا فَكِدْنَا عِنْدَ بَيتْيْهِ نُؤكَلُ تَنَاوَمْتَ مِصْفَ اللَّيْلِ ثُمَّ أتَيْتَنا ... بقَعْبيْنِ مِنْ ضَيحْ وَمَا كِدْتَ تَفْعَلُ فَقُلْتُ لأِصْحَابي مُسِرّاً إلَيْهُمْ ... إذَا اليَوْمُ أمْ يَوْمُ القِيامَةِ أطولُ

وقال أمَرْمارُ قَد مَرْمَرْتَ لُؤمْاً ودِقَّةً ... لأَضْيافِ صِدْقِ مُرْمِلينَ كِرام فَبَاتوا يَعُدُّونَ النُّجومَ كَأَنَّهُم ... سُكَارى وَمَا لَمَّجْتَهُمْ بِطَعَامِ مَحَامِرَةَ لاَ يْطَعُم الكَّلبُ خَرَْءهم ... نِيَامٌ وما أضْيافُهم بِنَيِامِ غمارةُ بن عقيل ثَوَى الضّيْفُ بالصَّفْراءِ تَغْسِقُ عَيْنُه ... مِنَ الجوع حَتَّى تحْسَبَ الضَّيْفَ أرْمَدا بِها كُلُّ تِنْبَالٍ كَأنَّ جَبِينَهُ ... قَفَاهُ إذَا ما اسْتَنْبحَ الضّيفُ أخْمَدَا قَصِيرُ يَدِ السِّرْبَالِ لَمْ يَسْرِ لَيْلَةً ... لِنَهبٍ وَلَمْ يَنْقُلْ إلى الضَّيفِ مِرْفَدَا

عبد الرحمن بن حسان، يهجو عبد الرحمن بن الحكم وَأمَّا قَوْلُكَ الخُلَفاءُ مِنَّا ... فَهُم مَنَعُوا ورَيدَكَ مِنْ وِدَاجِ وَلَوْلاَهُمْ لَكُنْتَ كَحُوتِ بَحْرٍ ... سَرَى في مُظْلِمِ الغَمَراتِ دَاجِي هُمُ دُعْجٌ ونَسْلُ أبيكَ زُرْقٌ ... كَأَنَّ عُيُونَهُمْ قِطَعُ الزُّجَاجِ آخر أَضَلَّ اللهُ سَعْىَ بَنِي جُدَيْعٍ ... وَلَيْسَ لِمَا أضَلَّ اللهُ هَادِي رَبِيعَةَ رَهْطِ مَعْدَانِ بْنِ لأيٍ ... وَأشْبَاهِ الإمَاءِ بَنِي مَصَادٍ إذَا دَخَلُوا بُيُوتَهُمُ أكَبُّوا ... عَلَى الرُّكُبَاتِ مِنْ قِصَرِ العِمَادِ

جبار بن سلمى بن مالك بن جعدة إذا حَلَّ بَيْتِي بِالشَّرَبَّةِ فَاللِّوَى ... فَلَيْسَ عَلَى قَتْلِى يَزِيدُ بِقَادِرِ فَلاَ تَقْتَلُوني وَاقْتُلُوا بِأَخِيكُمُ ... حِمَاراً سَمِيناً من حَمِيرَ قُراقِرِ خنجرُ الجعفريّ قالَ الإمامُ وَلَمْ يَكُنْ أزرى بنا ... أنْ لا يُقومَ على البِلادِ إمامُ أضحَتْ أسِنَّتُنا وَكُلُّ قَبيلةٍ ... في النَّاسِ تُظْلَمُ دُونَنا وَتُضامُ لَعَنَ الإلهُ مَعاشِراً يَهْجونَنا ... شَاهَ الوُجوهُ وَضلَّتِ الأحلامُ غُلِبوا ضَلالَتَهُمْ فَلَمَّا أسْلَموا ... ألْقَى الصَّغَارَ عَلَيهِمُ الإسلامُ

الخزرجِيّ إنَّ جُودَ المَكّيِّ جُودٌ حِجَازيٌّ ... وَجُودُ الحِجَازِ فِيهِ اقْتِصَادُ كَيْفَ تَرْجُو النَّوالَ مِنْ كَفّ مُعْطٍ ... قَدْ غَذَتْهُ الأقْرَاصُ وَالأمْدادُ مُدْرِج الرِّيح الجَرْميّ، واسمه عَامر بن المجنون لَحَا اللهُ أدْنَانَا إلى البُخْلِ زُلْفَةً ... وأضْعَفَنَا عَنْ عِرْضِ وَالدِهِ ذَباً وَأَدْخَلنَا لِلْبَيْتِ مِنْ جَانِبِ أسْتِه ... إذَا النَّقْبُ أدْنَى مِنْ مخَارِمِه رَكْبَا آخر أَنْتَ ابْنُ بِيضِ لَعَمْرِي لَسْتُ أُنْكِرُهُ ... حَقَّاً يَقِيناً وَلَكِنْ مَنْ أبُو بيضِ

العواّم، أحد بني شيبان بن ثعلبة وَإنْ يَكُ فِي يَوْمِ العُظَالَى مَلاَمَةٌ ... فَيَوْمُ الغَبيطِ كَانَ أَخْزَى وَأَلْوَمَا وَفَرَّ أبُو الصَّهْبَاءِ إذْ حَمِسَ الوَغَى ... وَألْقَى بِأَبْدَانِ السِّلاَحِ وَسَلَّمَا فَلَوْ أنَّهَا عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُهَا ... مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وَأزْنَمَا وقال أأنْ سَمِنَتْ شَوْلٌ وَألْبَنَ أَعْنُزٌ ... تَمَنَّتْ صُحَارٌ في الأُمُورِ الأبَاعِدِ وَإنَّ صُحَاراً مَنْ تُنَاوِ فإنَّها ... لَكَالإسْتِ يَعْلُو فَوْقَها كُلُّ قَاعِدِ

رجل من باهلة رَأيتُ رِجَالاً يُكْتَفُونَ عَنِ النَّدَى ... كِتَافَ الأُسَارَى والسَّوامُ كَثيِرُ يَقُولُونَ إنَّ العَامَ أخْلَفَ نَوْءُهُ ... وَمَا كُلُّ عَامٍ رَوْضَةٌ وَغَدِيرُ وقال مَا جَاَءنَا مِنْ نَحْوِ أرْضِكَ صَادِرٌ ... ولاَ وَارِدٌ إلاَّ بِذَمِّكَ يَا عَمْرُو وَتكْعَمُ كَلْبَ الحَيِّ مِنْ خَشْيةِ الرَّدَى وَنَارُكَ كَالعَذْرَاءِ مِنْ دُونِها سِتْرُ أنسُ بن عباس، وتروى للعباس بن مرداس، في عُتَيْبَة حين أسَر أنسَ بن العباس الأصمَّ الرِّعْلِيَّ أَبْلغْ سَرَاةَ بَنِي شِهَابٍ كُلَّهَا ... وَذَوِي المَثَالَةِ مِنْ عَتَّابِ

مَا إنْ رَأيْتُ وَلاَ سَمِعْتُ بِغَادِرٍ ... كَعُتَيْبَةَ بنِ الحارثِ بن شَهابِ جَلَّلْتَ حَنْظَلَة الإسَاَءةَ كُلَّها ... وَدَنِسْتَ آخِرَ هذِهِ الأحْقَابِ بِأسْتِ الَّتي وَلَدَتْكَ وآسْتِ قَبِيلَةٍ ... تَرَكُوكَ تَسْلُبُهُمْ مِنَ الأحْسَابِ خوليُّ بن أوس بن سهلة الطائيّ لَحَا اللهُ أوْسَ بْنَ الحُدَيْبَاءِ ثَائِراً ... وَأوْسَ بْنَ عَمَّار وَأوْسَ بن جَابِرِ وَأوْسَ بْنَ سُعْدَي إنَّهُ كَانَ جَارَهُ ... وَثَمَّتَ مَا آسَى جِوَارُ المُجَاوِرِ لَحَا كُلَّ أوسٍ نَالَ مِنْهُ ذِمَامَهُ ... كَحَلْيِ الرُّخَامَي غِبَّ طَلِّ وَمَاطِرِ عامر بن جُوَين الطائيُّ أَلاَ مَنْ مْبِلغٌ عَنِّي رَسُولاً ... جَدِيلةَ كَيْفَ تَبْغُونَ الفَسَادَا

فَكُونُوا أعْبُداً لِبَنِي رُكَيْضٍ ... وعُقْدَةَ سِنْبِسٍ وَذَرُوا البِعَادَا وحُلُّوا حَيْثُ بَوَّأكُمْ حُدَيْرٌ ... وَلاَ تَعْصُوا حُدَيْراً مَا أرَادَا لَقَدْ أعْجَبْتُمُونِي مِنْ جُسُومِ ... وَأسْلِحَةٍ، وَلَكِنْ لا فُؤَادَا بُجَيْرَ بن عَنَمة البولاني، بولان بن عمرو بن الغوث، من طيء أصْبَحَ العَجْزُ وأمْسَى مُقِيماً ... بِمَوَالِي ثُعَلٍ أجْمَعِينَا ثمَّ جَا شَاعِرُهُمْ بِزَعِيمٍ ... لَيْسَ مَوْلاَهُمْ مِنَ المُسْلِمِينَا وَقَتَلْتُمْ مِنْ بَنِيهِمْ كَثِيراً ... كَوْكَبَ الصُّبْحِ شِهَاباً مُبِيناً وِبشَمَّاخِ بْنِ عَمْروٍ ثنَيْتُمْ ... جَزَراً مَا قَدْ نَحَرْتُمْ سَمِينَا فَلَنَا الوَيْلُ عَلَى مَا فَعَلْتُم ... وَلَنَا الوَيْلُ عَلَى ما لَقِينَا ذَهَبَتْ جَرْمٌ فَلاَ جَرْمُ تُرْجَى ... وسَعَتْ بَوْلاَنُ سَعْياً أمِيناً وَبَنَو جَرْمٍ فَلاَ خَيرَ فِيهَا ... مُلِئَ الأوْجُهُ تُرْباً وَطِينَا

القَّتال الكلابيّ، لبعض بني جعفر يَا أيُّهَا العَفِجُ السَّمينُ وَقَوْمُهُ ... هَزْلَي تُجَرِّرُهُمْ ضِبَاعُ جَعَارِ أَطْعِمْ وَلَسْتَ بِفَاعِلٍ وَلَتَعْلَمَنْ ... أنَّ الطَّعَامَ يَحُورُ شَرَّ مَحَارِ ذَهَبَ المَآكِلُ وَالسِّنُون، وجعْفَرٌ ... بِيضُ الوُجُوهِ نَقِيَّةُ الأبْصَارِ فَضالة دَعْ عَنْكَ مَرْوَانَ لاَ تَطْلُبْ إمَارَتَهُ ... فَغَيْرُ رَاعِ لَهَا مَا عِشْتَ سُرْسُورُ مَا بالُ بُرْدَيْكَ لَمْ يَمْسَسْ حَواشِيَهُ ... مِنْ ثَرْمَدَاَء وَلاَ صَنْعَاَء تَحْبِيرُ

أيُّوب بن سَعْف النَّهشَليّ وقال دعبل: أيوب بن سَعئْفَة النَّخَعِيّ رَمَى اللهُ عيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِلَقْوةٍ ... تخَلِّجُهَا حَتَّى يَطُولَ سُهودُهَا وعَلَّمَ مَأْقِي المُقْلَتَيْنِ بِجَمْرَةٍ ... مُنَشْنَشَةٍ حَمْرَاَء بَاقٍ وُقُودُهَا بَكَيْتُ عَلَى دَارِ لأِسْمَاَء هُدِّمتْ ... مَسَاكُنِها كَانَتْ حَلِيلاً سَعِيدُها وَلَمْ تَبْكِ بَيْتَ اللهِ إذْ قَصَدَتْ لَهُ ... أُمَيَّةُ حَتَّى حَرَّقَتْهُ جُنُودُهَا خلق الأحمر أَنَاسٌ تَائِهُونَ لَهُمْ رُوَاءٌ ... تَغِيمُ سَمَاؤُهُمْ مِنْ غَيرِ وَيْلِ إذَا انْتَسَبُوا فَفَرْعٌ مِنْ قُرَيْشٍ ... وَلَكِنَّ الفِعَالَ فِعالُ عُكْلِ

آخر ومُرْجِيٌّ إذَا اخْتَلفَ العَوَالِي ... إبَاضِيٌّ إذا حَضَرَ الخِوانُ مبذُول العُذْريّ وَمَوْلَى كَضِرْسِ السَّوءِ يُؤْذِيكَ مَسُّهُ ... وَلاَ بُدَّ إنْ آذَاكَ أنَّكَ بَلقرُهْ دَوِى الجَوْفِ إنْ يُنْزَعْ يَسُؤْكَ مَكَانُهُ ... وَإنْ يَبْقَ تُصْبِحْ كُلَّ يَوْمٍ تُحَاذِرُهْ يُسِرُّ لَكَ البَغْضَاَء وَهْوَ مُجَامِلٌ ... وَمَا كُلُّ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ تُنَاكِرُهُ فَلاَ يَكُ أدْنَى النَّاسِ مِنْكَ مَحَلَةً ... دَوى الصَّدْرِ يُخْفِي غِشَّهُ وَيُكَاشِرُهْ وَمَا كُلُّ مَنْ مَدَّدْتَ ثَوْبَكَ دُونَهُ ... لِتَسْتُرَهُ فِيمَا أتَى أَنْتَ سَاتِرُهُ

رفاعة بن أبي حجرية الفقعسي وَمَوْلَى كَدَاءِ البَطْنِ أخْرَجَ بَغْيَهُ ... دِفَاعِي وَعَضِّى دُوَنَهُ بِالغَوَارِبِ كَذِئْبِ الرَّوَايَا رَابِضاً إنْ غَلَبْتَهُ ... شَكَاكَ، وَإنْ يَغْلِبُ فَلأْمُ غَالِبِ كعب أتَرْجُو اعْتِذَارِي يَا ابْنَ أرْوَى وَرَجْعَتِي ... عَنِ الحقِّ قِدْماً، غَالَ حِلْمَكَ غُولُ وَإنَّ دُعَائِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... عَلَيْكَ بِمَا أَسْدَيْتَهُ لَطَوِيلُ فإنَّ اغْتِرابِي فِي البِلاَدِ وَجَفْوَتِي ... وَشَتْمِيَ فِي ذَاتِ الإلَهِ قَلِيلُ

العباس بن مرداس أكُلَيْبُ مَالَكَ كُلَّ يَوْمٍ ظَالِماً ... وَالظُّلْمُ أنْكَدُ وَجْهُهُ مَلْعُونُ فَأفْعَلْ بِقَوْمِكَ مَا أرَادَ بِقَوْمِهِ ... يَوْمَ الغَدِيرِ سَمِيُّكَ المَطْعُونُ وَأظُنُّ أَنَّكَ سَوْفَ تَلْقَى مِثْلَهَا ... فِي صَفْحَتَيْكَ سِنَانُهَا مَسْنُونُ قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسِبُونَكَ سَيِّداً ... وَإخَالُ أنَّك سَيِّدٌ مَغْبُونُ أعمى من أهل بغداد الحَمْدُ للِهِ العَلِيِّ وَمَنْ لَهُ خَلْقُ المَحَامِدْ أَيَسُبُّنِي رَجُلٌ عَلْيهِ فِي الدَّعَاوَى ألْفُ شَاهِدْ هَذَا أبُو الهِنْدِيِّ فِيهِ مَشَابهٌ مِنْ غَيْرِ وَاحِدْ مَاذَا أقُولُ لِمَنْ لَهُ فِي كُلِّ عُضْوِ ألْفُ وَالِدْ

آخر يَقُولُ دَعِيُّ سَعْدٍ حِينَ لَمْ يَرَنِي وَقَدْ أمِنَا أنَا السَّعْدِيُّ لاَ شَكَّ فَقُلْتُ لَهُ: فَأيْنَ أنَا؟ زيد الخيل وَأعْجَبَنِي أحسَبُكُمْ إذْ رَأيْتُكُمْ ... وَمِثْلَ أشَاءِ النَّخْلِ مِنْ جَامِلٍ دَثْرِ وَغَابٌ مِنَ الخَطِّى وَسْطَ بُيُوتِكُمْ ... كَأَنَّ هَلَيْهِ الأَسِنَّةِ كَالَجْمرِ فَلَسْتُ بِهَاجِيكُمْ وَلَكِنَّ جَارَكُمْ ... فَقِيرٌ إلى مَسْعَاتِكُمْ أيَّمَا فَقْرِ بعض المدنّيين سَيَعْلَمُ أيُّنَا أبْذَى وَأقْوَى ... وَأقْوَلُ لِلْعَظيمِ وَلاَ يُبَالِي

وَمَنْ بِتَواتُرِ السُّبَّاتِ أحْرَى ... إذَا نَحْنُ ارْتَمَيْنَا في النِضَالِ وَمَنْ لاَ يَمْلِكُ الشَّفَتَين شُحّاً ... بِسُوءِ اللَّفظِ مِنْ قِيلٍ وَقَالِ وَمَنْ أخْلاَقُهُ قَذَعٌ وَلُؤْمُ ... وَمَنْ يَرمِيِ بأَمْثَالِ الجِبَالِ أرطاةُ بن سُهية، للربيع بن قعنب لَقَدْ رَأيْتُكَ عُرْيَاناً وَمُؤْتَزِراً ... فَمَا دَرَيْتُ الأُنْثَى كُنْتَ أمْ ذَكَرَا اللعين في خليج ابنه تَظَلَّمَنِي مَالِي خَلِيجٌ وَعَقَّنِي ... عَلَى حِينِ صَارَتْ كالحَنيِّ عِظَامِي وَكَيْفَ أُرَجِّي البِرَّ مِنْهُ وأُمُّهُ ... حَرَامِيَّةٌ، ما غَرَّنِي بِحَرَامِ لَعَمْرِي لَقَدْ رَبَّيْتُهُ فَرِحاً بِهِ ... فَلاَ يَفْرَحَنْ بَعْدِي أبٌ بِغُلامِ

آخر ألاَ قَبَحَ اللهُ الحُطَيْئَةَ إنَّهُ ... عَلَى كُلِّ ضَيْفٍ ضَافَهُ فَهْوَ سَالحُ دَفَعْتُ إلَيْهِ وَهْوَ يَخْنُقُ كَلْبَهُ ... ألاَ كُلُّ كَلْبٍ لاَ أبَالَكَ نَابِحُ بَكَيْتَ عَلَى زَادٍ خَبِيثٍ قَرَيْتَهُ ... كَمَا كُلُّ عَبْسِيٍ عَلى الزَّادِ نَائِحُ فَضالة بن شَريك الأسديُّ دَعَا ابْنُ مُطِيعٍ للِبِيَاعِ فَجِئْتُهُ ... إلى بَيْعةِ قَلْبي لَهَا غَيْرُ آلِفِ فَنَاوَلَنِي خَشْنَاَء لَمَّا لَمَسْتُها ... بِكَفِّيَ، لَيْسَتْ مِنْ أكُفِّ الخَلاَئِفِ مِنَ الشِثَّاتِ الكُزِّأ نْكَرْتُ مُسَهَّا ... وَلَيْسَتْ مِنَ البِيضِ الرْقَاق اللَّطَائِفِ

زَبان بن سيار الفزاري، في عويف القوافي، هي لعقيل بن علفة، يجيبه عن قوله في عقيل نُبِّئْتُ رُكْبَانَ الطَّرِيقِ تَنَاذَرُوا ... عَقِيلاً إذَا حَلُّوا الذَّنَابَ فَصَرْ خَدَا فَتًى يَجْعَلُ المحْض الصَّرِيحَ لِبَطْنِهِ ... شِعَاراً وَيَقْرِى الضَّيْفَ عَضْباً مُهَنَّداً مَسَحْنَاكَ مَسْحَ الكَلْبِ إذَا أنْتَ بَاسِطٌ ... ذُنَابَاكَ حَتَّى اشْتَلْتَ للنَّاسِ أعْقَدَا عُوَيْفَ آسْتِهَا قَدْ سُقْتَ نَفْسَكَ تَنْتَقِى ... سِوَاناً فَما فُتَّ الحِمَارَ المُقَيَّدَا وَقَدْ أسْلَمُوا أسْتَاهَمُمْ لِقَبِيلَةٍ ... قُضَاعِيّةٍ يَدْعُونَ حُنًّا وأصْيَداً إذَا قُلْتُ قَدْ صَالحْت شَمْخاً وَمَازِناً ... أبِى السَّبَبُ النَّائِي وَكُفْرُهُمُ اليَدَا وَأمَّا بَنُو بَدْرٍ فَلاَ زَالَ وُدُّهُمْ ... عَلى الشَّرَفِ الأقْصَى وَأبْعَدَ أبْعَدَا وَيُوقِدُ عَوْفُ للِعَشِيرَةِ نَارَةُ ... فَهَلاَّ عَلى جَفْرِ الهَبَاَءةِ أوْقَدَا

آخر عِصَابَةٌ مِنْ بَني مَخْزُومَ بِتُّ بِهِمْ ... بِحَيْثُ لاَ تَطْمَعُ المِسْحَاةُ فِي الطِّينِ فِي مَضْغِ أعْرَاضِهِمْ مِنْ زَادِهِمْ عِوَضٌ ... وُبغْضُ أوَّلِهِمْ مِنْ أفْضَلِ الدِّينِ

باب السماحة والأضياف

باب السماحة والأضياف

عبد الله بن الزبير إذَا مَاتَ ابْنُ خَارِجَةَ بْنِ حصِنٍ ... فَلاَ مَطَرتْ عَلى الأرْضِ السَّمَاءُ وَلاَ جَاَء البَشِيرُ بِغُنْمِ جَيْشٍ ... وَلاَ حَمَلَتْ عَلى الطُّهْر النِّسَاءُ فَيَوْمٌ مِنْكَ خَيْرٌ مِنْ رِجَالٌ ... كَثيرٍ عِنْدَهُمْ نَعَمٌ وَشَاءُ فَبُورِكَ فِي بَنيِكَ وَفِي أبِيهِمْ ... إذَا ذُكِرُوا وَنَحْنُ لَكَ الفِدَاءُ زياد الأعجم، (لبكر بن النَّطَّاح) كَرِيمٌ إذّا مَا جِئْتَ للِخْيْرِ طَالِباً ... حَبَاكَ بِمَا تَحْوِى عَلَيْهِ أنَامِلُهْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ رُوحِهِ ... لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللهَ سَائِلُهْ

أبو غزالة السَّكُوني، في بني شيبان فَإنْ تَسْأَلْ تُجِيبَ بِناً فَإنَّا ... كَفَاناً اللهُ والقَوْمُ الكِرَامُ تَرَدَّيْنَا بِهَمَّامٍ رِدَاءً ... وَمِنْ هِنْدٍ يُؤزِّرُناً قِيَامُ أنَاسٌ يَزْرَعُونَ الجَارَ زَرْعاً ... فَتَمَّ العُرْفُ وامْتَهَدَ السَّنَامُ زُمَيل بن أمِّ دينار رَأَيْتُ أبَا شَقْرَاَء أبْصَرَ حَجَتِيس ... عَشيَّةً ثَلْجٍ سَاقِطٍ وَدَبُورِ أغَرَّ هِجَاناً خَرَّ من بَطْنٍ حُرَّةٍ ... إلى كَفِّ أُخْرَى حُرَّةٍ بِهَيرٍ فَقَالَتْ خُذَاهُ فَانْشَعَاهُ، فَأَسْرَعَا ... بِمِسْكٍ وَكَافُورٍ وَمَاءِ غدَِيرِ

فَبَاتَ مِنَ البِيضِ الكَوَاعِبِ كَالدُّمَى ... إلى أذْرُعٍ لَمْ تُخْزِهِ وحُجُورٍ ابن دارة، أحد بني عبد الله بن غطفان جَزَى اللهُ خَيْراً طَيِّئاً مِنْ عَشِيرَةٍ ... ومَنْ نَاصِرٍ تَلْقَى بِهِمْ كُلِّ مَجْمَعِ هُمُ خَلَطُونِي بِالنُّفُوسِ وَدَافَعُوا ... وَرَائِي بِرُكْنٍ ذِي مَناكِبَ مَدْفَعِ وَقَالُوا تَعَلَّمْ أنَّ مَالَّكَ إنْ يُصَبْ ... نُقِدْكَ، وَإِنْ تُحْبَسْ نَزُرْكَ وَنشْفَعِ

عارقٌ الطائيّ وَإنّي قَدْ عَلِمْتُ مَكَانَ عُثٍّ ... لَهُ إبِلٌ مُنَعَّمَةٌ تَسُومُ عَنِ الأضْيَافِ وَالجيرَانِ عُزَّتْ ... فَأَوْدَتْ وَالفَتَى دَنِسٌ أَثِيمُ وَإِنَّي قَدْ عَلِمْتُ مَكَانَ خِرْقٍ ... أَغَرَّ كَأَنَّهُ فَرَسٌ كَرِيمُ لَهُ إِبِلٌ لِعَامِ المَحْلِ مِنْهَا ... شِوَاءُ الضَّيْفِ، والزَّقُّ العَظِيمُ وَثَمَّتَ لا يُقطبُهُمْ وَلكنْ ... تَلِيقُ به المَسرَّةُ والنَّعِيمُ

طُفَيْل الغَنَوِيّ جَزَى اللهُ [عَنَّا] جَعْفَراً حِينَ أَزْلَقَتْ ... بنَا نَعْلُنَ في الوَاطِئين فَزَلَّتِ أَبَوْا أَنْ يَمَلُّونَا وَاَوْ أَنَّ أُمَّنَا ... تُلاَقِي الَّذيِ يَلْقَوْن مِنَّا لَمَلَّتِ فَذُو المَالِ مَوْفُورٌ وَكُلُّ مُعَصَّبٍ ... إلى حُجُرَاتٍ أَدْفأَتْ وَأَظلَّتِ وَقَالُوا هُلَمَّ الدَّارَ حَتَّى تَبيَّنُوا ... وَتَنْجليِ الغَمَّاءُ عَمَّا تَجَلَّتِ وَمِنْ بَعْدِ مَا كُنَّا لِسَلمَى وَأَهْلِهاَ ... قِطِيناً وَمَلَّتْنَا البِلاَدُ وَمُلَّتِ جُبَيْهاء الأشجعيّ وَأَبْيَضُ مِن آلِ الوَليدِ إذَا بَدَا ... غَدَا مُنْعِماً وَالحَمْدُ والمسِكُ شَامِلُهْ تَدَارَكَنيَ مِنْهُ بِسَجْلِ كَرَامَةٍ ... فِدًى لكَ مِنْ مُعْطٍ ردَائِي وَحَامِلُهْ عَسَى مِنْكَ خَيْرٌ مِنْ نَعَمْ أَلْفَ مَرَّةٍ ... مِنْ آخَرَ غَالَ الصَّدْقَ مِنْه غَوَائِلُه

الجَرَنْفَسُ الطائيّ كُنْتُ قَذَاة الأرْضُ عِيْنُهَا ... يُلَجْلِج شَخْصي جَانِبٌ ثُمَّ جَانِبُ فَلَمْ أَرَ كَالَّهْدِىّ مَوْضِعَ حَاجَةٍ ... أنَاخَ إلَيْهِ طَالبُ العُرْفِ رَاغِبُ أَقَلَّ انعِقاَدًا صَدْرُهُ دُونُ مَالِهِ ... عَلَىَّ وَآتَي لِلَّذِي أَنَا طَالِبُ عَمْرو بن ذَكْوان الخُضريُّ، من مُحارب أَحْيَ أَبَاهُ هَاشِمُ بْنُ حَرْمَلَهْ ... يَوْمَ الهَبَاتَيْنِ وَيَوْمَ اليَعْمَلَهْ وَالخَيْلُ تَعْدُو بالحَدِيدِ مُثْقَلَهْ ... وَرُمْحُهُ لِلْوالِدَاتِ مَثْكَلَهْ

لا يَمْنَعُ القَتِيلَ أَنْ يُجَدَّلَهْ ... حَدٌّ وَلا يسْلبُ عَنْهُ مِبْذَلَهْ وَالقَتْلُ لا يَقْتُلُ إِلاَّ أَجْمَلَهْ سَائِلْ بِذَاكَ رُمْحَهُ وَمِعْبَلَهْ تَرَى المُلُوكَ حَوْلَهُ مُغَرْبَلَهْ ... يَقْتُلُ ذَا الذَّنْبِ وَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهْ وقال لاَ تُرْهِبِينِيِ بِقَوْمٍ وَانْظُرِي نَفَرِي ... هَلْ مِثْلُ وَاحِدِنَا فِي مَعْشَرٍ رَجُلُ إِنّي أَبي حَمَلٌ ضَيمِي وَمَنْقَصَتيِ ... وَلاَ يُعَادُ لِقَوْلٍ قَلَهُ حَمَلُ مُشَمّرُ الأُزْر عَفُّ الرَّأْيِ مُخْتَلَقٌ ... كَأَنَّهُ طَالِعٌ مِنْ غَيْبَةٍ جَمَلُ زَبّان بن سيّار أَبِى حَمَلَ الأَلْفَ الّذِي جَرَّ حَارِثٌ ... عَلَى قَوْمِهِ إِذْ غَابَ عَنْهُ رِجَالُهَا وَلَسْنَا كَقَوْمٍ مُحْدِثِينَ سِيادَةً ... يُرَى مَا لُهَا وَلا يُحَسُّ فَعَالُهَا مَسَاعِيهُمُ مَقْصُورَةٌ فيِ بُيُرتِهِمْ ... وَمَسْعَاتنَا ذُبْيَانُ طُرًّا عِيالُهَا

مَالِك بن حَرِيم الهَمْدانَي سَائِلْ بَنى ثَوْرٍ فَهَلْ لاَقَاكمُ ... يَوْمَ العَرُوبَةِ جَحْفَلٌ خَطَّابُ مُتشَنّعُونَ لأِن يَشُنُّوا غَارَةً ... بِيضُ الصَّوارِمِ فِيهمُ وَالغَابُ وَأَغَرُّ مُنْخَرِقُ القَمِيصِ سَمَيْدَعٌ ... يَدْعُو لِيَغْزُوَ ظالِماً فَيْجَابُ مُتَعَمَّمٌ بالشَّرَّ مُؤْتَزِر بِهِ ... ضَرِمُ الشَّذَاةِ قُضَاقِضٌ قَصَّابُ قَدْ مَدَّ أَرْسَانَ الجِيَادِ مِنَ الوَجَا ... فَكَأَنَّمَا أَرْسَانُهَا أَطْنَابُ يزيد بم الرُّومِي العَتكيِ أَلاَ بَكَرَتْ طَلَّتىِ تَعْذُلُ ... وَأَسْمَاءُ في فِعْلِهَا أَجْهَلُ

يَسُرُّكِ فِيمَا تَمَنَّيْتِ أنْ ... يُجَادُ عَلَىَّ وأَنْ أَبخَلُ وَأَنْ أَسْأَلُ النَّاسَ أَشْيَاَءهُمْ ... وأَمْنَعُ مَاليِ فَلاَ أٌسْأَلُ تُرِيدُ سُلَيْمَاكَ جَمْعَ التِلاَ - دِ وَالضَّيْفُ يَطْلُبُ مَا يأُكُلُ ضَمادُ بن الُمشمْرخ اليَشْكريُّ الأَزْديّ ياَ نَارُ شُبَّتْ فَارْ تفَقْتُ لِضَوْئِهَا ... بِالجوَّ مْنْ أَوْبَادَ أَوْ مِنْ مَوْعِلِ فَبسَطْتُ كَفَّى طَمِعاً لِصِلائِهَا ... فَإذَا وَنَارٌ لاَ تُنِيرُ لِمُصْطلِ إِنَّي إِذَا نَادَى المُنادِى لَيْلَةً ... إِحْدَى لَيَاليِ الحَقَّ لَمْ أَتَغَفَّلِ فَلَعَلَّنِي أُدْعَى لأِمْرِ عَظيمَةٍ ... وَلِمَ الحَيَاةُ إِذَا امْرٌؤٌ لَمْ يَفْعَلِ وَإِذَا امْرؤٌ سَكَتَ النَّوائِحُ بَعْدَهُ ... فَكَأَنَّ قَابِلَةً بِهِ لم تَقْبَلِ

حَرّيُّ بن ضَمْرة النَّهشلِيُّ بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَوَهْنٍ في النّدَى ... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلاَمَتِي وَعِتَابِي أَأَصُرُّهَا وَبُنَيُّ عَمّي سَاغِبٌ ... فَكَفَاكِ مِنْ إِبَةٍ عَلَيَّ وَعَابِ وَلَقَدْ عَلِمْتُ فَلاَ تَظُنّي غيرَهُ ... أَنْ سَوْفَ يَظلْمُنِي سَبِيلُ صِحَابِي أَرَأَيْتِ إِنْ صَرَختْ بليْلٍ هامَتِي ... وَخَرَجْتُ مِنْهَا عَارِياً أَثْوَابِي هَلْ تَخْمِشَنْ إِبِلِي عَلَيَّ وجُوُهَهَا ... أَوْ تَعْصِنَنَّ رُؤُوسَهَا بِسِلاَبِ

بَحِير بن عبد الله القشيريّ ذَرِيِنيِ أصْطبِحْ يَا هِنْدُ إِنَّي ... رَأَيْتُ الدَّهْرَ نَقَّبَ عَنْ هِشاَمِ تَيَمَّمَهُ وَلَمْ يَطْلُبْ سِوَاهُ ... وَنِعْمَ المرءُ مِنْ رَجُلٍ تَهَامِ وَعَنْ عَمْرٍو وَعَمْروٌ كَانَ قِدْماً ... يُؤَمَّلُ لِلْمُلِمَّاتِ العِظامِ وَكُنْتُ إِذاَ أُلاقِيهِ كَأَنَّي ... إلى حَرَمٍ وَفِى شَهْرٍ حَرَامِ فَوَدَّ بَنُو المُغِيرَةِ لَوْ فَدَوْهُ بِأَلْفٍ مِنْ رِجاَلٍ أوْ سَوَامِ فَإنَّكِ لَوْ شَهِدْتِ أبَا عَقِيلٍ ... وَأَصْحَابَ الثَّنِيَّةَِ مِنْ نُقَامِ إِذًا لَحَمِدْتِنِى أَوْ تَلُومِي ... عَلى كَأْسٍ اشُدُّ بِها عِظَامِي

مالك بن حَرِيم وَرِبْعِي نَحَرْتُ عَلى ثَلاَثٍ لِحْمْدِ ثَلاَثِةٍ مِنْ بَعْدِ حِينِ فَرَاحُوا حَامِدِينَ وَرُحْنَ بُحًّا ... فَلَمْ أحْفِلْ لِهَرْهَرَةِ الحَنِينِ عُتْبَة بن ذي الفرج الخفاجيّ جَزَى اللهُ أمْسِ خَيْراً ... فَوارِسَنَا بِأَقْرِبَة اللِبّاَنِ بكُلّ مُعَرَجٍ يَدْعُونَ جُردْداً ... لدَىَ جَرْدَاءِ رَافِعِةِ العِنَانِ وقال لَناَ لِقَحٌ يُرْويِنَ جُلَّ ضُيُوفِنَا ... ثَلاَثٌ وَإِن يَكْثرْنَ يَوْماً فأرْبَعُ نَمُدُّهمُ بِالمَاءِ مِنْ غَيرِ هُونِهِمْ ... ولَكِنْ إِذَا مَا ضَاقَ شيءٌ يُوَسَّعُ

وقال مالك بن حَرِيمْ وَلاَ يَسْأَلُ الضَّيْفُ الغَرِيبُ إِذَا شَتَا ... بَما أَوْغلَتْ قِدرِي إِذَا هُو وَدَّعَا فَإِنْ يَكُ غَثًّا أو سَمِيناً فَإِنَّنِي ... سَأجْعَلُ عَيْنَيهِ لِنَفْسِهِ مَقْنَعَا مالك بن جَعْدة التَّغْلَبيُّ مَرَّ بِنَا المُخْتَارُ طَيّءٍ ... فَرَوَّى مُشاشاً كَانَ بالأَمْسِ صَادِياً جَلَبْنَا لَهُ صَهْبَاَء كَالمِسْكِ ريُحهاَ ... إِقَامَتَهُ حَتَّى ترحَّلَ غادِياَ فَمَرَّ وَقَدْ كَانَتْ عَلَيْهِ غَبَاوَةٌ ... يَخاَلُ حُزُونَ الأَرْض سَهْلاً وَوَادِياَ

الأُقَيبِلُ القَيْنيُّ، وتُرْوى لِنُصَيْب لِعَبْدِ العَزِيزِ عَلَى قَوٍْمِهِ ... وَغَيْرِهِمُ نِعَمٌ غَامِرَهْ فَبَابُكَ أَلْيَنُ أَبْوَابِهِمْ ... وَدَارُكَ مَأْهُولَةٌ عَامِرَهْ وَكَلْبُكَ آنَسُ بالمُعْتَفِين مِنَ الأُمَّ بِالابْنَةِ الزَّائِرَهْ وَكَفُّكَ حِينَ تَرَى الزَّائِرينَ أَنْدَى مِنَ اللَّيْلَةِ المَاطِرَهْ فِمِنْكَ العَطَاءُ وَمِنَّا الثَّنَا - ءُ بِكُلَّ مُحَيَّرَةٍ سَائِرَهُ امرؤ القيس بن عابس الكنديَّ، أو الكلبيّ أَعْيَتْ جُدُودُ بَنِي لأْمٍ مُنَاوِئَهُمْ ... حَزْماً وَعَزْماً وعِزًّا غَيْرَ تَعْذِيرِ

فَمَا تُمَدًُّ لَهُمْ كَفٌّ فَتَقْبضَهَا ... عَمَّا تُرِيدُ سِوَى قبِض المَقَادِيرِ جُدودُ قَوْمٍ إِذَا مَا سَاعَدَتْ أَحَدًا ... سَحَّتْ عَلَيْهِ بفَضْلٍ غير مَنْزُورِ القاسم بن أُمَّة بن أبي الصَّلْتِ لاَ يَنْكُتُونَ الأرْضَ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ ... لِتَطَلُّبِ العِلاَّتِ بِالعدَان بَلْ يَبْسُطُونَ وَجُوهَهُمْ فَتَرى لَهَا ... عِنْدَ السُّوَالِ كَأحْسَنِ اْلألْوَانِ فَإِذَا الحَرِيبُ أَنَاخَ وَسْطَ بُيُوتِهِمْ ... رَدُّوهُ رَبَّ صَوَاهِلٍ وَقِياَنِ وَإذَا دَعَوْتَهُمُ لِيَوْمِ كَرِيهةٍ ... سَدُّوا شُعَاعَ الشَّمْسِ بِالخِرْصَانِ أبو الجُوَيْرِيَةِ، عيسى بن أوس بن عبد الله لَوْ كَانْ يَقْعُدُ فَوْقَ الشَّمْسِ مِن كَرَمٍ ... قَوْمٌ بِأَوَّلِهِمِ أَوْ مجْدِهِم قَعَدُوا

أَوْ خَلَّدَ المَجْدُ أَقْوَاماً ذَوِى كَرَمٍ ... مِمَّا يُحَاذَرُ مِن آجَالهِمْ خَلَدُوا قَوْمٌ أَبُوهُمْ سِنَانٌ حِينَ تَنْسُبُهُمْ ... طَابُوا وَطَابْ مِنَ الأوْلاَدِ مَا وَلَدُوا إنْسٌ إذَا أمِنُوا جنٌّ إذَا فَزِعُوا ... بيضٌ مَصَاليتُ أَيْسَارٌ إِذَا جُهِدُوا مُحَسَّدُونَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ نِعْم ... لاَ يَنْزِعِ اللهُ عَنْهُمْ مَالَهُ حُسِدُوا وله أَيضاً المَجْدُ بَابٌ عَلَى الأَقوَامِ ذُو غَلَقٍ ... وَفِى أَكُفّهِمُ مِنْهُ المَقَاليدُ يَحْيَى النَّدَى مَا حَييتُمْ في بُيوِتكُمُ ... وَإنْ فقِدْتُمْ فَإنَّ الجُودَ مَفْقُودُ نَرْجُو لِباقِيَةِ الأيَّامِ بَاقِيَكمُ ... وَمَنْ مَضَى فهو مأْمُورٌ وَمَحْمُودُ أعشى بنىِ تَغِلِب وَجَدْتُكَ أمسِ خَيْرَ بَنِي مَعَدٍ ... وَأنْتَ اليَوْمَ خيْرٌ مِنْكَ أمْسِ وأنْتَ غَدًا تَزِيدُ الخْيرَ ضِعْفاً ... كَذَاكَ تَزِيدُ سَادَةُ عَبْدِ شَمْسِ

سالم بن دارة أبْقَى اللَّيَاليِ مِنْ عَدِيّ بن حَاتِمٍ ... حُسَاماً كَنَصْلِ السَّيْفِ سُلَّ مِنَ الخِللْ أبُوكَ جَوَاد مَا يُشَقَّ غُبَارُهُ ... وَأنْتَ كَرِيمٌ مَا تُحَصّركَ العِلَلْ تَحِنُّ قَلُوصي في مَعَدٍّ كَأَنَّمَا ... تُرَجَّى الرَّبيعَ في لِقَاءِ بَنىِ ثُعَلْ فَانْ تَتَّقُوْا شَرًّا فمِثْلُكُمُ اتَّقَى ... وَإنْ تَفْعَلُوا خَيْرًا فَمِثْلُكُمُ فَعَلْ وَأنتُم زِمَامٌ مِنْ أزِمَّةِ ّطَيءٍ ... وَأنتُمْ بِنَجْدٍ حَيَّة السَّهْلِ والجَبَلْ عبد الله بن قيس الرُقيَّات أتَيْنَاكَ نُثْنيِ بالَّذِي أنْتَ أهْلُهُ ... عَلَيْكَ كَمَا أثْنَى عَلَى الرَّوْضِ جَلرُهَا فَإِنْ مِتَّ لَمْ يُوصَلْ صَديِقٌُ وَلَمْ تَقُمْ ... سَبِيلٌ مِنَ المَعْرُوف أنْت مَنَارُها ذَكَرْتُك إذْ غَاضَ الفُرَاتُ بِأَرْضِنَا ... وَسَالتْ بِأَعْلَى الرَّقَّتَّيَنْ بِحَارُهَا

وقال ابن هَرْمة حَمَيْتُ حِماَكَ في منَعَاَتِ قَلْبِي ... فَلَيْسَ حمِاَكَ عِنْدِي بالُمُبَاحِ وَجَدْنَا خاَلِداً خُلِقتْ جَنَاحاً ... فَكَانَ أبُوكَ قَادِمَةَ الجَنَاحِ عِمْرَان بن عِصَام، يقوله لعبد الملك في الحجَّاج وَبعَثْتَ مِنْ وَلَدِ الأَغَرَّ مُعَتَّبٍ ... صَقراً يَلوذُ حَمامُهُ بالعَوْسَجِ فَإِذَا طَبَخْتَ بِنَارِهِ أَنْضَجْتَهُ ... وَإِذَا طَبْخْتَ بغَيْرِهِ لَمْ تُنْضِجِ وَهُوَ الهِزَبْرُ إذَا أَرَادَ فَرِسَةً ... لَمْ يَثْنِهِ عَنْهَا صِيَاحُ مُهَجهجِ أبو عِلاَقَة التغلبيّ وَكُنْتُ قَعْقَاعِ بْنِ شَوْرٍ ... وَلاَ يَشْقَى بِقعْقَاعٍ جَلِيسُ ضَحُوكُ السِنَّ إِنْ أَمَرُوا بِخَيْرٍ ... وعِاْدَ الشَّرِّ مِطْرَاقٌ عَبُوسُ

وقال آلُ المُهَلَّبِ قَوْمٌ إِنْ مَدَحْتَهُمُ ... كَانُوا الأكَارِمَ آبَاءً وَأجْدَاَدا إِنَّ العَرَانِينَ تَلقَاهَا مُحَسَّدَةً ... وَلاَ تَرَى لِلِئَامِ النَّاسِ حُسَّادَا كَمْ حَاسِدٍ لَهُمُ يَعْيَ بِفَضْلِهِمِ ... مَا نَالَ مِثْلَ مَسَاعِهِمْ وَلاَ كَادَا عقَيِل بنُ عَتّاب فِدَاءُ أبِى لِلْحَضْرَمِيّ بن عَامرٍ ... وأمَي عَلَى سَاقٍ وَمَا وَلَدَتْ أُمّي كَسَا جلْدَهُ وَالرَّأْسَ حَتَّى كَأَنَّمَا تَلَبَّسَ نَاراً أوْ تَقَنَّعَ في فَحْمِ فَجَاَء إلى شَيْبَانَ تُرْقِلُ حَوْلَهُمْ ... كَتَائِبُهُ مِثْلَ الهِجَلنِ مِنَ الأُدْمِ يَشُدُّ عَلَيْهِمْ وَهْوَ في كلَّ شَدَّةٍ ... يَزِيدُ لَهُمْ كَلْماً وَيَصْدُرُ عَنْ حِلْمِ زُهَيْر بن جَنَاب الكلبيّ إِنَّ بَنِي مالكٍ تَلْقَى غَزِيَّهُمُ ... في الزَّادِ فَوْضَى، وَعِنْدَ المَوْتِ إِخوَانَا

آخر بَاتُوا ثَلاَثَ مِنًى بِمنَزِلِ غِبطَةٍ ... وَهُمُ عَلى غَرَضٍ لَعَمْرُكَ مَاهُمُ مُتَجَاوِرِينَ بَغَيْرِ دَارِ إِقَامَة ... لَوْ قَدْ أَجَدَّ تَرَحُّلٌ لَمْ يَنَدَمُوا وَلَهُنَّ بِالبَيْتِ العَتِيقِ لُبَانةٌ ... وَالرُّكْنُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ لَوْ كَانَ حَيَّا قَبْلَهُنَّ ظَعَائناً ... حَيّا الحَطِيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمْزَمُ أبو الحَجنْاء، مولى هرون الرشيد، في إسحاق ابن الصَّبّاح، وهو نُصَيْبٌ الصغير كَأَنَّ ابْنَ صَبّاحٍ وَكِنْدَةُ حَوْلَهُ ... إِذَا مَا بَدَا بَدْرٌ تَوَسَّطَ أَنْجْماَ عَلى أَنَّ لِلْبَدْرِ المُحَاقَ، وَأنَّهُ ... تَمَامٌ فَمَا يَزْدَادُ إِلاَّ تَتَمُّمَا تَرَى المِنْبَرَ الشَّرْقيَّ يَهْتَزُّ تَحْتَهُ ... إِذَا مَا عَلاَ أعْوَادَهُ وَتَكَلَّماَ وَأَنْتَ ابْنُ خَيْرِ النَّاسِ إلاَّ نُبُوَّةً ... ومِنْ قَبْلِهَا كُنْتَ السَّامَ المُقَدَّمَا

مَطَر بنُ أشْيَم فِدى لِمَرْوَانَ إِذْ يَعْلُو جَمَاجِمَهُمْ ... بِالمَشْرَفِيَّةِ مِنّي الأهْلُ وَالنَّعُم ثُمَّتَ وَافَى عُكَاظاً غَيْرَ مُخْتَشِعٍ ... يَمْشِي العِرضْنَةَ فىِ عِرْنيِيِنهِ شِمَمُ الفَخْرُ أوَّلهُ جَهْلٌ وَآخِرُهُ ... حقْدٌ إِذَا تُذْكَرُ الأقوَامْ وَالكَلِمُ اللَّعينُ المِنْقَرِيَّ أَتَانَا ابْنُ أَرْضٍ يَطْلُبُ الزّ ادَ بَعْدَمَا ... تَرَامَتْ بِهِ دَيْمُومَةٌ وَأَجَالِدُ وَمِنْ نَفْنَفٍ مَرْتٍ سُهُوبٍ كَأَنَّهَا ... مَزَاحِفُ هَزْلَى بَيْنُهَا مُتَبَاعدُ فَفُلْتُ لِعَبْدَيَّ اقْتُلاَ دَاَء بَطْنِهِ ... وَأعْفَاجَهُ اللاِتي لَهُنَّ رَوَاعِدُ

وقال حَمْرَاءُ تَامِكَةُ الشَّنَامِ كَأَنَّهَا ... جَمْلٌ بَهَوْدَجٍ أهْلِهِ مَظْعُونُ جَادَتْ بِهَا عِنْد الوَدَاعِ يَكِيِنُهُ ... كِلْتَا يَدَيْ عُمَرَ الغَدَاةَ يَميِنُ تَاللهِ أَعْطَى مِثْلَهَا في مِثْلِهِ ... إِلاَّ كَرِيمُ الخِيمِ أوْ مَجْنُونُ ابن الَّطثْريَّة، وكان إِذا ركبِه دَيْنٌ شَدَّ على مال أخيه ثَور نُغِيرُ عَلى ثَوْرٍ وَثَوْرٌ يَسُرُّنَا ... وَثَوْرٌ عَلَيْنَا في الحَيَاةِ صَبُورُ وَذِلِك دَأْبِي مَا حَييتُ وَمَا مَشَى ... لِثَوْرٍ عَلى عَفْرِ التُّرَابِ بَعِيرُ قَضَى غُرَمَائِي حُبُّ أَسْمَاَء بَعْدَمَا ... تَجَرَّدْتُ في ظُلْمٍ وَفُجُورُ وَكُنْتُ إِذَا حَلَّتْ عَلَىَّ دُيُونُهمْ ... أَضُمُّ جَنَاحَي طَائِرٍ فَأَطِيرُ

وقال نَادَيْتُ زَيْدًا فَلَمْ أَفْزَعْ إِلَى وَكَلٍ ... رَثَّ السّلاِح وَلاَ في الحَيّ مَكْثُورِ سَالَتْ عَلَيْهِ شِعَابُ العِزّ حِين دَعَا ... أَصْحَابَهُ بِوُجُوهٍ كَالدَّنَانِيرِ آخر بَوَّأْتُ قِدِرِي مَوْضِعاً فَوَضَعْتُهَا ... بِرَابِيَةٍ مِنْ بِيْنِ مَيْثَاءِ أَجْرَعِ جَعَلْتُ لَهَا هَضْبَ الرَّجَامِ وَطِخْفَةً ... وَغَوْلاً أَثَافِيِ قِدْرِنَا لَمْ تُنَزَّعِ بِقِدْرٍ كَأَنَّ اللَّيْلَ شِحْنَةُ قَعْرِهَا ... تَرَى الفِياَ فِيها طَافيِاً لَمْ يَقَّطعِ يُعَجَّلُ لِلأَضْيَافِ وَارِى سَدِيفِهَا ... وَمْنْ يَأْتِهَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ يَشْبَعِ

ابن مَيَّادة لاَنَتْ وَغَرَّقَهَا النَّعِيمُ وَشُرَّبَتْ ... طِيبَ العِراقِ فَنِعْمَ غُصْنُ العَاضِدِ مَنْ كَانَ أَخْطأَهُ الرَّبِيعُ فَإنَّهُ نُصِر الحِجَازُ بِجُودِ عَبْدِ الوَاحِدِ وَمَلَكْتَ مَا بَيْنَ العِرَاقِ وَيَثْرِبٍ ... مُلْكاً أَجَارَ لِمُسْلِمٍ وَمُعَاهِدِ عبد الله بن الزَّبِير أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَجْدَ أَرْسَلَ فَانْتَقَى ... خَلِيلَ صَفَاءٍ وَأْتَلَى لاَ يُزَايِلُهْ تَخَيَّرَ أَسْمَاَء بْنَ حِصْنٍ فَبُطّنَتْ ... بِفِعْلِ النَّدَى أَيْمَانُهُ وَشَمَائِلُهْ تَرَى البَازِلَ البُخْتيَّ فَوْقَ خِوِانِهِ ... مقَطّعَةً أَعْضَاؤُهُ وَمَفَاصِلُهْ

ابن سوّار، مولى بنى المغيرة، في بني مُطيع حَرَامٌ كَنَّتيِ مِنّي بِسُوءٍ ... وَأَذْكرُ صَاحِبِي أبَداً بِذَلمِ لَقَدْ أكْرَمْتُ وُدَّ بَنَِى مُطِيعٍ ... طَوَالَ الدَّهْرِ للرَّجُل الحَرَامِ وَخَزَّهُمُ الَّذِي لَمْ يشتَرُوهُ ... وَمَجْلِسَهُمْ بِمُعْتَلجِ الَّظلاَمِ وَرِيقٌ عُودُهُم أَبَداً رَطيِبٌ ... إِذَا مَا اغْبَرَّ عِيدَانُ اللِئَامِ أبو العباس المخزوميّ المكفوف كَسَتْ أَسَدٌ إِخْانَنَا وَلَوَ انَّنيِ ... بِبَلْدَة إِخْوَانيِ إِذاً لَكْسِيتُ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الَحيَّ حَيّاً تَحَمَّلُوا ... إلى الشَّأْمِ مَظْلُومِينَ مُنْذُ بُرِيتُ أَحَثَّ عَلَى خَيْرٍ وَأَعطَى لِنَائِلٍ ... وَأعْلَمَ بِالمِسْكِينِ حَيْثُ يَبِيتُ

رَافِعُ بن هُرْيمٍ اليَرْبوعِيّ بَنِي عَاصِمٍ مَنْ تُرْسِلُونَ مِنَ المَدَى ... مَعَ الخيْلِ يَجْرِي مِثْلَ مَا كُنْتُ جَاريَا لَهُ مِثْلُ طَرْفِي سَامِياً عِنْدَ غَايَتي ... وَطُولِ عِنَانِي وَاَرْتَفَاعِ غُبَاريَا آخر إذَا كَانَ لَوْني كُلَّ لَوْنٍ وَبُدّلَتْ ... تريد عليّ حُمْرَتي وَاصْفِرَاريَا فَسِرّي كإِعْلاَني وتِلْكَ سَجِيِتي ... وَإظْلامُ لَيْلى مِثْلُ ضَوءِ نَهَارِيَا

الخُرَيْميُّ أُضَاحِك ضَيفِي قَبْلَ إِنْزَالِ رَحْلِهِ ... وَيُخْصِبُ عِنْدِي والمَحَلُّ جَدِيبُ وَمَا الخِصْبُ للأَضياف أَنْ يكْثُرَ القَرى ... وَلكنِمَّا وَجْهُ الكَريِمِ خَصِيبُ دُرَيْدُ بن الصّمَّة أَعاذِلَ كِمْ مِنْ نَارِ حَرْبٍ غَشيِتُها ... وَكَمْ لِيَ مِنْ أَغَرَّ محَجلِ وَإِن تَسْأَلِي الأقْوَامَ عَنَّي فَإنّنِي ... لَمُشتَركٌ مَالي فَدُونَكِ فَاسْأَلي وَإِنَّي لَعَفُّ عَنْ مَطَاعِمَ تُتَّقَى ... وَمُكْرِمُ نَفْسي عَنْ دَنِيَّاتِ مَأْكَلِ وَمَا إنْ كَسَبْتُ المَالَ إلاَّ لبِذْلِهِ ... لطِارِقِ لَيْلٍ أَوْ لِعَانٍ مُكَبَلِ الكُمَيْتُ، في خالد بن عبد الله لاَ عَيْنُ نَارِكَ عَنْ سَارٍ مُغَمّضَةٌ ... وَلا مَحِلَّتُكَ الطّاطَا وَلاَ الدّغَلُ

تَحْيَ وُفَودُكَ وَالنَّيرَانُ مَيّتَةٌ ... إذا أنَاخَ بِجُنْح اللَّيْلَةِ الطَّفَلُ لَمَّا عَبَأْتَ لِقَوْسِ المَجْدِ أَسْهُمهَا ... حينَ اُلجدُودُ عَنِ أحْسَابِ تَنْتَضِلُ أَحْرَزْتَ مِنْ عَشْرِهَا تِسعا ًووَاحِدَةً ... فَلاَ العَمَى لَك مِنْ رَامٍ وَلا الشَّلَلُ أَنَسَيتْنَا في النَّدَى أَسْلافَ أَوَّلِنا ... فَأَنْتَ لِلْجُودِ فِيما بَعْدَنَا مَثَلُ صَفْوَان بن أُمّية الدِيّليّ سَأَلْتُ أَبِى وَسَلَ أبِى أَبَاهُ ... عَنَ آلِ مُحَرَّثٍ جَدًّا فَجَدَّا فَأَخْبَرَني وَأَخْبَرَهُ أَبُوهُ ... كَذلِكَ قَالَ لي وَاللهِ جَهْدَا بَأَنَّهُمُ إِذَا نُسِبُوا أنَاسٌ ... كِرَامٌ أُشْبِعُوا كَرَماً وَمَجْدَا وقال تَأبىَ خَلاَئقُ خَالِدٍ وَفَعَالُه ... ُ إلاَّ تَجَنُّبَ كُلَّ أَمْرٍ عَائِبِ وَإِذَا أحَضَرْنَا البَابَ غَدَائِهِ ... أَذِنَ الغَدَاءُ لَنَا بِرَغْمِ الحَاجِبِ

وقال تَرى المِنْبَرَ الشَّرقِيَّ يَخْتَالُ أَنْ يَرَى ... جَبِينَكَ يَوْماً حَاسِراً وَمُعَمَّمَا وَحُقَّ لَهُ مِنْ مِنْبَرٍ أَنْتَ زَيْنُهُ ... وَحُقَّ بِأَنْ يَحْتَالَ أَوْ يَتَفَخَّمَا أَخَالدُ لَوْلاَ أَنتَ مَا قَامَ قَائِمٌ ... لِيَرْأَبَ صَدْعاً مِنْ زُجَاجٍ وَلاَ دَمَا بِكَ اللهُ أَحْيَ الجُودَ بَعْدَ مَمَاتِهِ ... وَقَدْ بَارَتِ الأَحْسَابُ إلا تَوَهُّمَا أنشد لُمقَاتلٍ يَغْدُو إِذَا مَا خِلاَجُ الشَّكِّ عَنَّ لَهُ ... عَلَى صَرِيمَةِ أمْرٍ غِيْرِ مَرْدُودِ رَكَّابُ مَا تَكْرَهُ الأَبْطَالُ يُقْدِمُهُ ... رَأْىٌ جَمِيعٌ وقَلْبٌ غَيرُ رِعْدِيدِ

أعرابيٌّ في ابنه وُهِبْتُه أَبْيَضَ مِثْلَ البَدْرِ ... يَقْرِى إِذَا أَمْحَلَ صَوْبُ القَطْرِ وَهَبَّتِ الرَّيحُ تَسْرِى ... ذَاتُ حَمَامٍ وَعُصُوفٍ كُدْرِ رَحْبَ الفِنَاءِ لِلْقِدْرِ فقالت أمْه: أجلْ، إِن كان أبوه يفعل! فقال أبوه: أَنتِ البليّة.

باب الصفات

بابُ الصّفات

الَحزَنْبَل الزُّهَيْرِىّ، من كلب سَرَى مَا سَرَى مِنْ لَيْلةِ ثمَّ أَنجَدَتْ ... بِهِ ذَاتُ شَفَّانٍ جَنُوبٌ تُعَادِلُهْ وَبَاتَ يَجُوبُ المَاَء مِنْ مُتَخَيَّلٍ ... تَخَيَّلَ مَحْضاً وَالرَّيَاحُ قَوَابِلُهْ حَياً لِعبَادِ اللهِ وَالمَاءُ مُرْسَلٌ ... عَلى الضَّلْعِ فَالمشْتاةِ حُلَّتْ مَحَامِلُهْ فَلَمَّا أَمَاتتْ بَرْقَهُ الشَّمْسُ ثَوَّبتْ ... بِرَعْدِ الضُّحَى أَعْجَازُهُ وَكَواهِلُهْ عَدِيُّ بت الرَّقاعِ فَقُمْتُ أُخبِرُهُ بِالغَيْثِ لَم يَرَهُ ... وَالبرْقِ إِذْا أَنَا مَحْزُونٌ لَهَ أَرِقُ مُزْنٌ تَسَيَّحَ فيِ رِيحٍ يَمَانَية ... مكَلَلُ بِعَمَاءِ المَاءِ مُنْتَطِقُ أَلْقَى عَلَى ذَاتِ أَحْفَارٍ كَلاَكِلَهُ ... وَشَبَ نِيرَانَهُ وانْجَابَ يَأْتَلِقُ نَارٌ يُعَاوِدُ مِنْهَا العُودُ جِدَّتَهُ ... وَالنَّارُ تَسْفَعُ عِيدَاناً فَتحْتَرِقُ

الحسين بن مُطَيْرٍ الأسَدِيّ مُسْتَضْحِكٌ بِلَوَامِعٍ مُسْتَعْبِرٌ ... بِمَدَامِعٍ لَمْ تَمْرِهَا الأَقْذَاءُ فَلَهُ بِلاَ حُزْنٍ وَلاَ بِمَسَرَّةٍ ... ضِحْكٌ يُؤَلَّفُ بَيْنَهُ وَبُكَاءُ لَوْ كَانَ مِنْ لُجَج السَّوَاحلِ مَاؤهُ ... لَمْ يَبْقَ فيِ لُجَجِ السَّوَاحِلِ مَاءُ أبُو الهُوْل الحِمِيْرىّ، وتروى لابن يامين البَصْرِيّ حَازَ صَمْصَامَةَ الزُّبَيْدِيّ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الأَنَامِ مُوسَى الأَمِينُ سَيْفَ عَمْرو وَكَانَ فِيمَا سَمِعْنَا ... خَيْرَ مَا أُطْبِقَتْ عَلَيْهِ الجُفُونُ أَخْضَرَ اللَّوْنِ بَينَ حَدَّيْهِ مَاءٌ ... مِنْ ذُعَافٍ تَمِيسٌ فِيهِ المَنُونُ أَوْقَدتْ فَوْقَهُ الصَّوَاعِقُ نَاراً ... ثُمَّ شَابَتْ لَهُ الذُّعَافَ القُيُونُ

فَإِذَا مَا سَلَلْتَهُ بَهَرَ الشَّمْسَ ... ضِيَاءً فَلَمْ تَكَدْ تَسْتَبِينُ وَكَأَنَّ الفِرِنْدَ وَالرَّوْنَقَ ... الجَارِي عَلَى صَفْحَتَيْهِ مَاءٌ مَعْينُ يَسْتَطِيرُ الأبْصَارَ كَالقَبَسِ المُشْعَلِ ... لاَ تَسْتَقِمُ فِيهِ العُيُونُ نَعْمَ مِخْرَاقُ ذي الحَفِيظَةِ فيِ الهَيْجَاءِ يَعْصَى بِهِ وَنِعْمَ القَرِينُ مَا يُبَالي إذا انْتَحَاهُ لِحَرْبٍ ... أَشِماَلٌ سَطَتْ بِهِ أَمْ يَمِينُ آخر يَكْفِيكَ مِنْ قَلَعِ السَّمَاءِ مهُنَّدٌ ... فَوْقَ الذَّراعِ وِدُون بَوْعِ البَائِعِ صَافِى الحَدِيدَةِ قَدْ أَضَرَّ بِجِسْمِهِ ... طُولُ الدَّيَاسِ وَبَطْنُ طَيْرٍ جَائِعِ أُمِرَ المَوَاطِرُ والرَّيَاحُ بِحَمْلِه ... فَحَملْنَهُ لِمَضَايِرٍ وَمَنَافِعِ حَمْلَ الحَصَانِ مِنَ النّسَاءِ جَنِينَهَا ... حَتَّى تُتِمَّ لِسَابِعٍ أَوْ تَاسِعِ ذَكَرٌ بِرَوْنَقِهِ الدَّمَاءُ كَأَنَّمَا ... يَعْلُو الرَّجَالَ بِأُرْجُوَانٍ فَاقِعِ

يَمِضِي مِنَ الحَلَقِ المُضَاعَفِ نَسْجُهُ ... وَمنَ الحُشَاشَةِ قَبْلَ نَزْعِ النَّازِعِ وَتَرَى مَضَارِبَ شَفْرَتَيْهِ كَأَنَّهَا ... مِلْحٌ تَنَاثَر مِن وَرَاءِ الدَّارِعِ أنشد للرَّوْحيّ حُسَامٌ يُرَى فيِ كُلَّ حَرْبٍ مُسَدَّياً ... ثِيَابَ نجيِعٍ وَمُلْحِمَا إِذَا التَقَتِ الفُرْسانُ فيِ حَوْمَةِ الوَغَى ... رَأَيْتَ بِهِ فَذَّ الفَوَارِسِ تَوْأَمَا آخر وَصَارِمٍ يَقْطَعُ أَطْرَافَ القَصَرْ ... كَأَنّ فَوْقَ مَتْنِهِ مِلْحاً يُذَرّ أوْ دَبَّ ذَرٍ دَبَّ فيِ آثَارِ ذَرّْ آخر وَطَعْنَةِ خَلْسٍ كَفَرْغِ الأَتِىَّ أُفْرِغَ مِنْ مَثْعَبٍ حَائِرِ

طَعَنْتُ إِذَا مَا صُدُورُ الكُمَاةِ بُلَّتْ مِنَ العَلَقَ المَائِر تُهَالُ العُوَائِدُ مِنْ سَبْرِهَا ... تَرُدُّ السّبَارَ عَلى السَّابِرِ النَّمَريّ وبَيْتٍ كَمِثْلِ جَنَاحِ العُقَا - بِ جَعْلْنَاهُ لِلشَّمْسِ عَنَّا سِدَادَا جَعَلْنَا السُّيُوفَ بِأغمَادِهَا ... عِماداً لَهُ إِذْ عَدْمْنَا العِمَادَا يَجُولُ كَجَوْلِ فِلاَءِ الرَّبِيطِ ... تَرُودُ مَعَ الخَيْلِ يَوْماً ريَادَا الرَّوْحيّ، يصِفُ الأسد إذَا مَا تَعَشَّى لَيْلَةً مِنْ أَكِيلَةٍ ... أَبَاهَا وَلَقَّاهَا نُسُوراً وَأَضْبُعَا إذا فَاجَأَتْهُ صَفْحَةٌ مِنْ عَدُوَّهِ ... أَعَادَ وَلَوْ كَانَ الخَميِسَ فَأَوْقَعَا يُعِيرُ الحَياةَ للِوَفَاةِ وَلا يَرَى ... لَهُ حَاجُةً فيِ العَيْشِ إِلاَّ تَمَنُّعَا

باب المشيب

بابُ المشيب هذا بدَلٌ من بابِ السَّيْر والنُّعَاس

أَبو هِلالٍ الأسَدِيّ نَزَلَ المَشيِبُ فَحَلَّ غَيْرَ مُدَافَعٍ ... وَعَفَا المَشيِبُ من الشَّبَابِ دِثَارَا وَتَجَاوَرَتْ خُصَلُ السَّوَادِ وَمِثْلُهَا ... لُمَعُ البَيَاضِ عَلَى القُرُون جِوَارَا وَإِذَا هُمَا اجْتَمَعَا هُنَالِكَ حِقْبَةً ظَعَنَ السَّوادُ عَنِ البَيَاضِ فَسَارَا وقال وَذَادَتْ عَنْ هَوَاهُ البِيضَ بِيضٌ ... لَهَا فيِ مَفْرقِ الرَّأْسِ انْتِشَارُ تَحُلُّ عَلَى ذَوَائِبِهِ بِلَوْنٍ ... كَأَنَّ حُلُولَهُ فِيهَا ضرَارُ حَلِيلٌ وَاللَّبيِسُ أَعَزُّ مِنْهُ ... وأَحْرَى أَنْ تَنَافَسَهُ التَّجَارُ آخر فَيَا أَسَفَي أَسِفْتُ عَلَى شَبَابٍ ... نَعَلهُ الشَّيْبُ وَالرَّأْسُ الخَضِيبُ عَرِيتُ مِنْ الشَّبَابِ وَكُنْتُ غَضّاً ... كَمَا يَعْرَى مِنَ الوَرَقِ القضِيبُ فَيَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْماً ... فأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَل المَشيِبُ

حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ وَمَوَتٍ عَلى فَوْتٍ سَمِعْتُ وَنَظْرَةٍ ... تَلاَفَيْتُهَا وَاللَّيْلُ قَدْ كَانَ أَدْهَمَا بِحِدْثَانِ عَهْدٍ مِنْ شَبَابٍ كَأَمَّهُ ... إذَا قُمْتُ يُكْسُوني رِدَاءٍ مُسَهَّمَا أَرَى بَصَرِي قَد رابَني بَعْدَ صِحَّةٍ ... وَحَسْبُكَ دَاَءً أَنْ تَصِحَّ وَتَسْلَمَا وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... إّذَا طَلَبَا أَنْ يُدْرِ مَا تَيَمَّمَا النَّمِر بن تَوْلَب لَعَمْرِي لَقَدْ أَنْكَرْتُ نَفْسي وَرَابَنِي ... مَعَ الشَّيْبِ أَبْدَ الَّتي أَتَبَدَّلُ فُضُولٌ أَرَاهَا فيِ أَدِيِمِيَ بَعْدَمَا يَكَونُ كَفَافَ اللَّحْمِ أَوْ هُوَ أَفْضَلُ كَأَنَّ مِحَطّاً فيِ يَدَيْ حَارِثيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ مْنَّى بِهِ الجِلْدَ مِنْ عَلُ يَوَدُّ الفَتى طُولَ السَّلاَمَةِ وَالغِنَى ... وَكَيْفَ يَرَى طُولَ السَّلاَمِ يَفْعَلُ وَقَوْلُ العَذَارَى عَمَّهُنَّ وَقَدْ أَرَى ... لي الاسْمَ لاَ أُدْعَىِ بهِ وَهْوَ أَوَّلُ

رجل من طيء قَصَرَ اللَّيَالي خطْوَهُ فَتَدَانَى ... وَحَنَى الزَّمَانُ قَنَاتَهُ فَتَحَانَى لَبِسَ الزَمَانَ عَلَى اخْتِلاَف فُنُونِهِ ... فَأَرَتْهُ مِنْهُ عِزَّةً وَهَوَانا مَا بَالُ شَيْخٍ قَدْ لَحْمُهُ ... أَفْنَى ثَلاَثَ عَمَائِمٍ أَلْوَانَا سَوْدَاَء حَالِكَةً وَسَحْقَ مُفَوَّفٍ ... وَأَجَدَّ لَوْناً بَعْدَ ذَاكَ هِجَانَا يَصْبُو إِلى البيِض الحِسَان وَمَا صَبَا ... بَعْدَ المَشيِبِ إلى الحِسَانِ أَوَاناَ وَالمَوْتُ يَأْتِي بَعْدَ ذلِكَ كُلّهِ ... وَكَأَنَّمَا يَعْنِي بِذَاكَ سِوَانَا عبد الله بن لُفَيمْ العَبْسيّ نَفَرْتُ مِنْ الشَّيْبِ نَفْرَ البَعِيرِ كَأَنْ لَمْ يَرَ الشَّيْبَ قَبْلي أحَدْ وَمَا النَّاسُ إِلاَّ امْرُؤٌ هَالِكٌ ... وَآخَرُ رَاغٍ كَأَنْ قَدْ نَهَدْ

يَعُدُّ الشُّهُورَ وَيُبْلِيِنَهُ ... وَمَاذَا يَغَادِرُ مِنْهُ العَدَدْ فَلِلثُّكْلِ مَا تَلِدُ الوَالِدا - تُ وَلِلدَّهْرِ جَمْعُ القَوِىَّ المُجِدّْ العُتْبيّ، ويقال لعمر بن أبي ربيعة، وتروى لأبي الشّبْل رَأَيْنَ الغَوَانِي الشَّيْبَ لاَحَ بِمَفَرِقِي ... فَأعْرضْنَ عَنَّىِ بالخُدودِ النَّوَاضِرِ وَكُنَّ إِذَا أَبْصَرْنِنِي أَوْ سَمِعْنَ بِي ... سَعَيْنَ فَرَقَّعْنَ الكُوَى بِالمَحَاجرِ آخر بَليِتُ كَمَا يَبْلَى الرّدَاءُ وَلاَ أَرَى ... جَنَاباً وَلاَ أكنَافَ ذِرْوَةَ تُخْلِقُ أُلَوِّي حيازيمِي بِهِنَّ صبَابَةً ... كَمَا يَتَلَوَّى الحيَّةُ المتَشرِّقُ

حميد بن ثور لَيَالِيَ إِذْ سَمْعُ الغَوَاني وَطرْفهَا ... إِلَيَّ، وإِذْ رِيحِي لَهُنَّ جَنُوبُ وَإِذْ مَا يَقُولُ النَّاسُ شيْءٌ مُهَوَّنٌ ... عَلَيَّ، وَإِذْ غُصْنُ الشَّبَابِ رَطيِبُ فَلاَ يُبْعِدِ اللهُ الشَّبَابَ وَقَوْلَنَا ... إِذَا مَا صَبَوْنَا صَبْوَةً سَنَتُوبُ وَإِنَّ الَّذِي يشفْيِكَ مِمَّا تَضَمَّنَتْ ... ضُلُوعُكَ مِنْ وَجْدٍ بَهَا لَطَبِيبُ سَيَكْفِيكُمُ جُلٌّ مِنَ اللَّيْلِ وَاسِعٌ ... وَصَهْباَءُ للِحَاجِ المُشِتّ طَلُوبُ آخر ذَهَبَ الشَّبَابُ فَماَلَهُ مَرْدُودُ ... وَمَضَتْ بَشَاشَتُهُ فلَيْسَ تَعُودُ ظَعَنَ الشَّبَابُ وَحَلَّ في عَرَصَاتِه ... خَلَقٌ يُقالُ لَهُ المشيِبُ جدَيِدُ آخر الدَّهْرُ أَبْلاِني وَمَا أَبْلَيْتُهُ ... وَالدَّهْرُ غَيّرَني وَمَا يَتَغَيَّرُ وَالدَّهْرُ قَيَّدَنِي بِقَيْدٍ مبْرَمٍ ... فَمَشَيْتُ فِيهِ وَكلَّ يَوْمٍ يَقْصُرُ

الحارث بن حبيب الباهليّ أَلاَ هَلْ شَبَابٌ يُشْتَرَىُ بِعَجِيبِ ... بِأَلْفِ قَلُوصٍ أَوْ بِأَلْفِ نَجِيبِ وَهَلْ مِنْ شَبَابٍ يُشتَرَى بَعْدَ كَبْرَةٍ ... يُدَلُّ عَليِهِ الحَارِثُ بْنُ حَبِيبِ

باب الملح

بابُ المُلح

غُوَيَّة بن سَلْمَى وَدِتُ مَخَافَةَ الحَجَّاجِ أنّي ... بِكَابُلَ فيِ أسْتِ شَيْطَانٍ رَجيِمِ وَدِدْتُ مَخَافَةَ الحَجَّاجِ أَنَّي ... مِنَ الحيِتَانِ فيِ بحْرٍ أَعُومُ قيل له: أقويت؟ قال: لو كان لي عقل ما أقويت! قلتُ: يجوز أن يكون الشعرُ بيتاً، قال بيتاً، ثم قال البيت الآخر بعده بسنة. آخر وسرَق ناقةً وجملاً فشرَّح لحمها، فكان إذا جَاءه صاحب الجمل أراه حَياء الناقة. فإذا جاءه الناقة أرواه ثَيْلَ الجمل، وقال: وَمُلْتَمِسٍ بَعِيراً ظَلَّ يُشْوَى ... لَهُ مِنْهُ وَيَتْبَعُهُ قَدِيرُ (القدير): المطبوخ في القدور. فَلَمَّا أَنْ رَأَى ضَرْعاً نَجِيعاً ... تَبَيَّنَ أَنَّهَا خَلِفٌ دَرُورُ فَلَمَّا أَنْ تَرَوَّحَ جاََء باَغٍ ... أَضَلّتْهُ عَلاَةٌ عَيْسَجُورُ فَرَاعَ فُؤادَهُ مِنْهُ قَدِيدٌ ... عَلْى الأَطْنَاب مَصْفُوفٌ شَرِيرُ فَقَالَ طَلَبْتُها أدْمَاَء جَلْساً ... تَعَالَى فَوْقَها فَدْنٌ وَثِيرُ فلأَذْهَبَ شَكَّهُ عَنْهُ فَأَمْسَى ... يُرَوي أَنَّ نَاقَتَهُ بَعيرُ

أعرابي، في المَطْل أَهْونْ عَلَىَّ بِسَيَّارٍ وَضَغْوَتِهِ ... إِذَا جَعَلْتُ ضِرَاراً دُونَ سَيَّارِ إِنَّ القَضَاَء سَيَأْتِي دُونَهُ زَمْنٌ ... فَاطْوِ الصَّحِيفَةَ وَاحْفَظْهَا مِنَ الفارِ يُسَائِلُ النَّاسَ هَلْ أَحْسَسْتُمُ جَلَباً ... مِنْ نَحَوْ يَثْرِبَ أَوْ مِنْ نَحْوِ أَظْفاَرِ وَمَا جَلَبْتُ عَلَيْهِمْ غَيْرَ رَاحِلَةٍ وَغَيْرَ رَحْلٍ وَسَيْفٍ جَفْنُهُ عَارِ وَمَا أُوَاعِدُهُمْ إِلاَّ لأَرْبُثَهُمْ ... عَنَّى وَيُخْرِجَهُمْ نَقْضِي وَإِمْرَاري وَقَاَلَ آخِرُهُمْ هِيهْاَتَ قَدْ ذَهَنُوا ... فَارْجعْ بِنَا وَاتْرُك الأَعْرَابَ فيِ النَّارِ آخر وَلِي نَظْرَةٌ إِنْ كَانَ يُحْبِلُ ناَظِرٌ ... بنَظْرَتِهِ أُنْثَى لَقَدْ حَبِلَتْ مِنّي فَإنْ وَلَدَتْ مَا بَيْنَ تِسْعَة أَشْهُرٍ ... فَأَشْهدُكُمْ أَنَّ وَلَدَتْهُ ابْنِي

آخر أَرَاني أَشَدَّ النَّاسِ وَجْداً وَنَاقَتِي ... أَشَدَّ رِكَابِ القَوْمِ رَجْعَ حَنيِنِ يشُوقُ الحِمَى أَهْلَ الحِمى وَيَشُوقُني ... حِمًى بَيْنَ أفْخَاذٍ وَبَيْنَ بُطُونِ الأغلب بن جُشَم العِجليّ إِذَا لَقِيتَ وَاحِداً مِنْ ضَبَّهْ ... فَنِكْهُ عَشْراً فيِ سَوَاءِ السَّبّهْ غَمْزَ العِبَادِيّ عفَاصَ الدَّبَّهْ عِيسَى بن زَيْنب لَكَ عِنْدِي فيِ كُلَّ يَوْمٍ جَدِيدِ ... طُرْفَةٌ مَا حَيِيتُ يَا ابْنَ الرَّشِيدِ

كُنْتُ فيِ مَجْلِسٍ أَنِيقٍ وَرَيْحَان وَرَاح ومُسْمِعَاتٍ وَعُودِ إِذْ تَغَنَّى عَمْرو بنُ بَانَةَ إِذْ ذَل ... كَ وَهُو قَابِضٌ بأيْرِ عَقِيدِ يَا عَمُودَ الإسْلاَمِ خَيْرَ عَمُودِ ... وَالَّذِي صِيغَ مِنْ حَياءٍ وَجُودِ آخر قُلْ لاْبنِ أُمّي لاَ تَكَنْ جَازِعاً ... لَنْ يَرْجِعَ البرْذَوْنُ بِاللَّيْتِ طَأْمَنْ مِنْ جَأْشِكَ فِقْدَانُهُ ... وَكُنْتَ فِيهِ عَالِيَ الصَّوْتِ وَكُنْتَ لاَ تَنْزِلُ عَنْ ظَهْرِه ... وَلَوْ مِنْ الحُشَّ إلى البَيْتِ مَا مَاتَ مِنْ سُقْمٍ وَلكِنَّهُ ... مَاتِ مِنَ الشَّوْقِ إلى المَوْتِ لأبي عاصِم الأَسلميّ، محمد بن حمزة يَا لَيْتَ شِعْرِيَ عَنْ بِشْرٍ وَحِرْفَتِه ... والرَّزْقُ بَيْنَ عِبَادِ اللهِ مَقْسُومُ

إِذْ نَالَ مَا نالَ مِنْ رِىّ ومِنْ شِبَعٍ ... مُغيرَةُ بن حَبيبٍ وَهْوَ مَعْكُومُ مَا كَانَ أخَّرَه عَنْهُ وَقَدَّمَهُ ... وَعِنْدَ رَبَّكَ تَأخِيرُ وتَقْدِيمُ وَلَسْتَ دُونَ امْرِئًٍ نُوكاً وَلاَ سَفَهاً ... وَلاَ سُرَاطاً ولَكِنْ أَنْتَ محْرُومُ عمر المعلم، في أبي داود الورّاق زَعَمُوا أَنَّ أبَادَا ... وُدَ لَمَّا أَنْ تَقَرَّا وَتَحَرَّى الخَيْرَ سِرّاً ... وَتَحَرَّ الخَيرَ جَهْرَا وَجَدُوهُ قَائِماً في ... قِبْلَةِ المَسِجِدِ يَخْرَا أَبو دَهْبَل الجُمحِيّ يَا لَيْتَني يَومَ ذَهَبْتُ خَاطبِا ... لَقَّانِيَ اللهُ طَريقاً شَاطِبَا لاَ أمَماً مِنْهَا وَلاَ مُقَارِبَا ... حَتَّى إِذَا مَا سِرْتُ عَشْراً دَائِبَا ضَلَّ بَعِيرِي فَرَجْعْتُ خَائِبَا

أعرابي ألَمْ تَعْلَمَا أَنّىِ طَمُوحٌ عِنَانُهُ ... وَأَنّي لاَ يُعْدِى عَليَّ أَمِيرُ طَمَسْتُ الَّذِي في الصَّكّ مِنّي بحَلفْةٍ ... سَيَغْفِرُهَا الرَّحْمنُ وَهْوَ غَفُورُ آخر أَمَا يَنْفَكُّ يَأْتِيني غَريمٌ ... إِذَا أَمْسَى يُجَرّضُنِي برِيقِي فَمَا نَقْدٌ لِمَنْ يَنْوِي انْتِقَاداً ... لَدَىَّ وَلَيْسَ مِنْ رَهْنٍ وَثِيقِ أَقُولُ لَهُمْ إِذَا اجْتَمَعُوا جَمِيعاً ... عَلَيْكُمْ مَا اسْتَطَفَّ مِنْ الطَّرِيقِ فَقَدْ أعْدَدتُ للغُرَمَاءِ جُمْعاً ... وَعُنْقاً تَرَّ فيِ رَأْسٍ حَلِيقِ وَكَسْراً لِلأُنُوفِ ولَطْمَ سَوْءٍ ... تَرَى في الخَدّ مِنْهُ كَالبَريقِ

وَإِنْ دَلَفُوا دَلَفْتَ لَهُمْ بَحَلْفٍ ... كَعَطَّ البُرْدِ لَيْسَ بذِي فُتُوقِ وَإنَّ دَرَاهِمَ الغُرَمَاءِ عِنْدِي ... مُعَلَّقَةٌ بَنَجْمٍ أَوْ بِنِيقِ أعرابي قَدْ بِتُّ في المَيْدَانِ ذَا تَهْوَاشِ ... وَفى بَرَاغِيثَ أَذَاهَا فَاشِ يُشْئِزْنَ جَنْبَيَّ عَنِ الفِراشِ

باب مذمة النساء

بابُ مَذَمّة النّساء

قال وَصَلْتُكِ لَمَّا كَانَ لي فِيكِ رَغْبَةٌ ... وَأَعْرَضْتُ لَمَّا صِرْتِ نَهْباً مُقَسَّمَا وَلاَ يَلْبَثُ الحَوضُ الجَديِدُ بِنَاؤُهُ ... عَلَى كَثْرَةِ الوُرَّادِ أَنْ يَتَهَدَّمَا آخر لاَ أَشْتَهِي رَنَْ المِيَاهِ الَّذِي ... يُخَاضُ وَتَغْشاهُ المُطَرَّدَةُ الجُرْبُ وَلاَ أَشْتَهِي إلا مَشَارِبَ أُحْرِزَتْ ... عَلَى النَّاس حَتَّى لَيْسَ في مَائِهَا عْتْبُ وقال يزيدُ بن الطَّثْريّة وإنَّي لِلْماءِ الَّذِي شَابَهُ القَذَى ... إِذَا كَثُرَتْ وُرَّادُهُ لَعَيوفُ

وَإِنَّي لأَسْتحْيِ مِنَ الله أَنْ أُرَى ... رَدِيفَ وصَالٍ أَوْ عَلَىَّ رَدِيفُ وَأَنْ أرِدَ المَاَء المُوطَّأ جِيزُهُ ... وَأَتْبَعَ حَبْلاً مِنْكَ وَهْوَ ضَعِيفُ نُصَيْب أرَاكِ طَمُوحَ العَيْنِ مَيَّالَة الهَوَى ... لِهَذَا وَهذَا مِنْكِ وُدٌّ مُلاَطِفُ فإنْ تَحْمِليِ رِدْفِيْنِ لاَأَكُ مِنْهُمَا ... فَخُبِّي بِرِدْفٍ لَسْتُ مِمَّنْ يُرَادِفُ ثمَّ كتاب الوحشيَّات، وهو الحماسة الصُّغْرى وفرغ من تحريرها العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى علي بن أحمد ابن أبي الجيش البوازيجي، في سلخ شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثلاثين وستمائة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم كثيراً. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

§1/1