الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم

أحمد محمود عبد السميع الحفيان

المقدمة

المقدمة بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله المتفرد بالبهاء والجلال سبحانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أثقل بها الميزان، وأحقق الإيمان وأفك الرهان، اللهم لا تحرمنا برها وبركتها .. آمين وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وبعد ... فإنني أحمد الله تعالى الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم وصلى الله وسلم على أشرف مخلوقاته القائل. «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» (¬1) وقد خلق الله الإنسان وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئا، وعلمه ما لم يكن يعلم، قال جل من قائل: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78]. وقال تعالى: الرَّحْمنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (4) [الرحمن: 1 - 4]. وقد أمر الله نبيه أن يستزيد من العلم فقال سبحانه: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه: 114]. وقال النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» (¬2). وقال الشاعر في طلب العلم: اطلب العلم ولا تكسل فما ... أبعد الخير عن أهل الكسل في ازدياد العلم إرغام العدا ... وجمال العلم إصلاح العمل لا تقل قد ذهب أربابه ... كلّ من سار على الدرب وصل ¬

_ (¬1) رواه الطبراني وغيره ورمز السيوطي لصحته. (¬2) الحديث رواه أبو داود والترمذي وأصله في مسلم.

واهجر النّوم وحصّل فمن ... يعرف المطلوب يحقر ما بذل (¬1) فالعلم حياة، والجهل موت: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ [فاطر: 22]. والعلم نور والجهل ظلمات، والعالم بمنزلة البصير والجاهل بمنزلة الأعمى: وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ (20) [فاطر: 19 - 20]. وطلب العلم على قسمين: الأول: فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهو الذي نحصل به على معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة نبيه محمد صلّى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء. والثاني: فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين. وحكم علم التجويد الوجوب الكفائي تعلما وتعليما ومن الواجب على كل من يحفظ أو يقرأ بعضه العمل به، ولا شك أنه من أشرف العلوم، لتعلقه بأشرف كتاب، ومن فضل الله تعالى على أمة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم أن أنزل القرآن بلسان عربي، وفي ذلك تشريف للأمة، قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف: 1]، وقال سبحانه: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: 195]. ولقد اختار الله تعالى أفصح الألسنة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم وشرفه وأكرمه وكرمه بحمل الرسالة الكريمة إلى البشر أجمعين، وأمره بترتيل كتابه فقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]. وإذا تأملت- يرحمك الله- وجدت أن النبي صلّى الله عليه وسلم قد أحب العربية، وكان على رأس من ملكوا البيان والمعاني، فكان بديعا في لغته يكلم كل قبيلة بلسانها، فقال صلّى الله عليه وسلم: «أحب العربية لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي». وقد أختار الله تبارك وتعالى أيضا من عباده من شرفهم بحمل كتابه، وتلاوته على الوجه الذي يرضيه، فهم سلسلة النور في كل عصر ومصر قال تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا [فاطر: 32]. ¬

_ (¬1) انظر بهجة الناظرين (ص 212).

وها هو الحبيب محمد صلّى الله عليه وسلم يحث على تعلم القرآن وتعليمه فقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وفي ذلك الشرف الرفيع لمن أورثهم الله كتابه، ويكفيهم أنهم أضيفوا إلى خالقهم، فأخذوا الشرف، وأطلق عليهم حملة كتابه، فهنيئا لهم بالشفاعة إن عملوا بما عملوا، وهنيئا لهم بمجالسة كتاب الله الذي لا يمل حديثه، وفي ذلك يقول الشاطبي: وإنّ كتاب الله أوثق شافع ... وأغنى غناء واهبا متفضلا وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجمّلا فيا أيها القارئ به متمسكا ... مجلا له في كل حال مبجّلا هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التاج والحلا فما ظنكم بالنجل عند جزاءه ... أولئك أهل الله والصفوة الملا وقد نصح علماء هذا الفن بأن يردد المتلقى ما وعى ليصل إلى الإتقان، كما نصح أهل هذا الفن أن لا يؤخذ هذا الفن من كتاب ولا مصحف بل يشترط فيه التلقي لاتصال سلسلة النور، ولأن هناك كلمات يختلف نطقها عن رسمها وهي في القرآن الكريم. وهذا الكتاب رسالة أضعها بين يد العالم والمتعلم وهو يتكون من ثلاثة أبواب الأول: شرح لمتن تحفة الأطفال. الثاني: شرح لمتن الجزرية، والثالث: (150) سؤالا منها (113) مجاب عنها و (37) غير مجاب عنها، وهي تعتبر تدريبا عمليا لطالب العلم بعد إتقانه لما ورد في الكتاب من أحكام، والأسئلة متنوعة وشاملة، ويبدأ الكتاب بعدة مباحث هامة تتعلق بالقرآن، كما ينتهي بعدة مباحث أخرى لا غنى لطالب العلم عنها. والله أسأل أن ينفع بهذه الرسالة كل طالب للعلم، كما أنني أسأله سبحانه أن يكون هذا العمل متقبل، فإنني أعوذ بالله من علم لا ينفع. وقد جمعته وتعبت عليه، واستخرجته من عدة تصانيف، فإن كان فيه نقص وتقصير فمن نفسي، وإن كان هناك كمال فهو لله وحده، والله هو الولي والمولى والنصير. أحمد محمود عبد السميع الشافعي مصر- بني موسى

بعض المباحث الهادفة

بعض المباحث الهادفة 1 - الفرق بين القارئ والمقرئ وآداب كلا منهما القارئ: هو مبتدئ إن أفرد إلى ثلاث قراءات، ومتوسط إن نقل أربعا أو خمسا، ومتنه إن نقل من القراءات أكثرها وأشهرها، ويجب عليه أن يخالص نيته ثم يجد في قطع ما يقدر عليه من العلائق والعوائق الشاغلة له عن تمام مراده، وليبادر في شبابه وأوقات عمره للتحصيل ولا يغتر بخدع التسويف فإنه آفة الطالب، ولا يستنكف عن أحد وجد عنده فائدة. وليقصد شيخا كملت أهليته وظهرت ديانته جامعا للشروط أو أكثرها. وليطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره. وليكن حريصا على تعاهد محفوظاته ولا يعجب بنفسه ولا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها ويجب عليه أن يحترم شيخه ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على نظرائه، ويلزم معه الوقار والتأدب والتعظيم ويتواضع له وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا. ولا يأخذ بثوبه إذا قام ولا يلح عليه إذا كسل ولا يشبع من طول صحبته وينقاد له ويشاوره في جميع أموره ويقعد بين يديه قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين، ولا يشيرن بيده، ولا يغمزن بعينه ويتحرى رضاه وإن خالف رضا نفسه ولا يدخل عليه بغير استئذان إذا كان في مكان يحتاج إليه. ولا يفشي له سرا ولا يذكر أحدا من أقرانه عنده، ولا يقول له قال فلان خلاف قولك، ويرد غيبته إذا سمعها إن قدر فإن تعذر عليه ردها قام وفارق ذلك المجلس، وإذا قرب من حلقة الشيخ فليسلم على الحاضرين وليخص الشيخ بتحية ويسلم عليه إذا انصرف ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث انتهى به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم أو يعلم من إخوانه إيثار ذلك ولا يقيم أحدا من مجلسه فإن آثره لم يقبل إلا أن يقسم عليه أو يأمر الشيخ بذلك أو يكون في ذلك مصلحة للحاضرين ولا يجلس وسط الحلقة إلا لضرورة ولا بين صاحبين بغير إذنهما. وليتأدب مع رفقته وحاضري مجلس شيخه ولا يرفع صوته

والمقرئ:

رفعا بليغا ولا يكثر الكلام إلا لحاجة ولا يلتفت يمينا ولا شمالا بلا حاجة يتوجه إلى الشيخ ويصغي لكلامه ولا يغتاب عنده أحدا ولا يشاور أحدا في مجلسه. ولا يقرأ عليه في حال شغله وماله وغمه وجوعه وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك مما يشق عليه أو يمنعه من كمال حضور القلب ونشاطه، وليتحمل جفوته وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته واعتقاده كما له، وإذا وجده نائما أو مشتغلا بهم فليصبر إلى استيقاظه أو فراغه أو ينصرف، وإذا جاء إليه فلم يجده انتظره ولا يفوت وظيفته إلا أن يخاف كراهة الشيخ لذلك بأن يعلم من حاله الاقراء في وقت بعينه دون غيره ويجوز له القيام لشيخه وهو يقرأ أو لمن فيه فضيلة من علم أو صلاح أو سن أو حرمة بولاية أو غيرها واستحب ذلك النووي لكن بشرط أن يكون على سبيل الإكرام لا على سبيل الرياء. والمقرئ: هو من علم بالقراءات ورواها مشافهة عمن شوفه بها وشرطه أن يكون مسلما بالغا عاقلا ثقة مأمونا ضابطا متنزها عن أسباب الفسق ومسقطات المروءة ولا يجوز له أن يقرأ إلا بما سمعه ممن توفرت فيه هذه الشروط أو قرأه عليه وهو مصغ له أو سمعه بقراءة غيره عليه ويجب عليه أن يخلص النية لله تعالى، ولا يقصد بذلك غرضا من أغراض الدنيا كمعلوم يأخذه أو ثناء يلحقه من الناس منزلة تحصل له عندهم. وأن لا يطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه سواء كان مالا أو خدمة، وإن قل ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه. واختلف العلماء في أخذ الأجرة على الإقراء فمنعه أبو حنيفة وجماعة وإجازة آخرون، إذا لم يشترط، وأجازه الشافعي ومالك إذا شارطه، واستأجره إجارة صحيحة لكن بشرط أن يكون في بلده غيره. وينبغي له أن يتخلق بالأخلاق الحميدة المرضية من الزهد في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وبأهلها. والسخاء والحلم والصبر، ومكارم الأخلاق وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع. وأن ينزه نفسه من الرياء والحسد والحقد والغيبة واحتقار غيره، وإن كان دونه

ومن العجب وقل من سلم منه، ومن المزاح ودني المكاسب. وأن يصون بصره عن الالتفات إلا لحاجة، ويديه عن العبث بهما إلا لضرورة، وأن يزيل نتن إبطيه وما له رائحة كريهة به ويمس من الطيب ما يقدر عليه. وأن يلازم الوظائف الشرعية من قص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية ونحوها. وأن يكون ساكن الأطراف متدبرا في المعاني القرآنية، فارغ القلب من الأسباب الشاغلة إلا إذا أحتاج إلى إشارة للقارئ فيضرب بيده الأرض ضربا خفيفا أو يشير بيده أو برأسه ليفطن القارئ إلى ما فاته، ويصبر عليه حتى يتذكر وإلا أخبره بما ترك. وأن يحسن هيئته ولتكن ثيابه بيضاء نظيفة، وليحذر من الملابس المنهي عنها ومما لا يليق بأمثاله. وأن يراقب الله في سره وعلانيته ويعول عليه في جميع أموره. وأن لا يقصد التكثر بكثرة المشتغلين عليه. وأن يصلي ركعتين إذا وصل إلى محل جلوسه، ويتأكد له ذلك إن كان مسجدا، ويستحب له أن يوسع مجلسه ليتمكن جلساؤه فيه، ويظهر لهم البشاشة وطلاقة الوجه ويتفقد أحوالهم، ويسأل عمن غاب منهم ويسوي بينهم إلا أن يكون أحدهم مسافرا أو يتفرس فيه النجابة أو نحو ذلك. وليقدم الأول فالأول فإن رضي الأول بتقديم غيره قدّمه ولا بأس بقيامه لمن يستحق الإكرام من الطلبة وغيرهم. وينبغي له أن يرفق بمن يقرأ عليه ويرحب به ويحسن إليه بحسب حاله ويكرمه وينحيه ويرشده إلى مصلحته ويساعده على طلبه بما أمكن ويؤلف قلبه ويتلطف به ويحرضه على التعليم ويذكره فضيلة الاشتغال بقراءة القرآن وسائر العلوم الشرعية ليزداد نشاطه ورغبته. ويزهده في الدنيا ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها ويجريه مجرى ولده في الشفقة عليه والاهتمام بمصالحه والصبر على جفائه وسوء أدبه، ولا يكره قراءته على غيره ممن ينتفع به.

ولا يتعاظم عليه بل يلين ويتواضع معه ويحب له ما يحب لنفسه من الخير ويكره له ما يكره لنفسه من النقص ويؤدبه على التدريج بالآداب الشرعية والشيم المرضية ويعوده الصيانة في جميع أموره ويحرضه على الإخلاص والصدق وحسن النية ومراقبة الله تعالى في جميع حالاته، وأن يحرص على تعليمه مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية غير الضرورية ويحرص على تفهيمه ويعطيه ما يليق به ويأخذه بإعادة محفوظاته ويثني عليه إذا ظهرت نجابته ما لم يخش عليه فتنة بإعجاب أو غيره ويعنفه تعنيفا لطيفا إذا قصر ما لم يخش تنفيره وينبغي أن لا يمتنع من تعليم أحد لكونه فاسد النية وأن يصون العلم فلا يذهب إلى مكان ينسب إلى المتعلم ليتعلم منه فيه، وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه ويجوز له الإقراء في الطريق خلافا لمن عابه، ولا يجوز تأخيره الإجازة بالإقراء في نظير مال ونحوه عمن استحقها إذ الاجازة ليست مما يقابل بالمال. وبعد فهذه جملة من الآداب العظيمة التي لو تحلى بها كل قارئ أو مقرئ لفاز برضى الله تعالى، ولاستطاع أن يحقق مركزا فريدا بين أقرانه، ففي أيامنا هذه يندر من يتحلى ببعض هذه الآداب، وهناك آداب أخرى، انظر كتاب «التبيان في آداب حملة القرآن» لأبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي، ولو أردت- يرحمك الله- النظر فيما قرأت من هذه الآداب فمصدره كتاب «شرح الشاطبية» المسمى بإرشاد المريد لعلي محمد الضباع.

2 - الفرق بين القراءات والروايات والطرق والخلاف الواجب والجائز

2 - الفرق بين القراءات والروايات والطرق والخلاف الواجب والجائز اعلم أن كل خلاف نسب لإمام من الأئمة العشرة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة. وكل ما نسب للراوي عن الإمام فهو رواية .. وكل ما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق .. مثل إثبات البسملة بين السورتين، فهو قراءة ابن كثير، ورواية قالون عن نافع، وطريق الأزرق عن ورش وهكذا .. وهذا هو الخلاف الواجب، فهو عين القراءات والروايات والطرق، بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها عند تلقى القراءة فلو خل بشيء منها عد ذلك نقصا في روايته. وأما الخلاف الجائز: فهو خلاف الأوجه التي على سبيل التخيير كأوجه الوقف على عارض السكون، فالقارئ مخير في الإتيان بأي وجه منها، فلو أتى بوجه واحد منها أجزأه، ولا يعتبر ذلك نقصا في روايته. وهذه الأوجه الاختيارية لا يقال لها قراءات، ولا روايات، ولا طرق، بل يقال لها: أوجه دراية فقط. ومن الملاحظ في هذا المبحث أنه شمل الفرق بين القراءات، والروايات، والطرق، فالقراءة يقال لها: قراءة نافع مثلا أو ابن كثير أو حمزة أو غيرهم، أما الروايات فيقال لها: رواية ورش عن نافع، أو البزي عن ابن كثير، أو رواية خلف أو خلاد عن حمزة، وأما الطرق فهي أقل شهرة من القراءات والروايات. انظر كتاب «الإرشادات الجلية في القراءات السبع من طريق الشاطبية» تأليف محمد محمد محمد سالم محيسن.

3 - مبادئ علم التجويد، ووجوب تجويد القرآن والأدلة عليه

3 - مبادئ علم التجويد، ووجوب تجويد القرآن والأدلة عليه اعلم- يرحمك الله- أن لعلم التجويد مبادئ عامة يبدأ بها، فهي بمثابة المقدمات العامة التي يبتدأ بها هذا الفن وغيره من العلوم، وهي: 1 - تعريفه: هو علم يبحث في الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وحق الحرف هو: مخرجه وصفاته التي لا تفارقه، كالهمس والجهر. ومستحقه هو: الصفات التي يوصف بها الحرف أحيانا، وتفارقه أحيانا، كالتفخيم والترقيق بالنسبة للراء. هذا هو التعريف الاصطلاحي، أما اللغوي: فالتجويد هو التحسين، يقال: جود الشيء أي حسنه. 2 - موضوعه: وأما موضوعه فهو: الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها. 3 - نسبته: وأما نسبته فهو: أحد العلوم الدينية المتعلقة بالقرآن الكريم، بل هو من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وهو القرآن الكريم. 4 - واضعه: وأما واضعه من الناحية العملية فهو النبي صلّى الله عليه وسلم. ومن ناحية القواعد. أي وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وغيره من أئمة القراء واللغة. 5 - فائدته: وأما فائدته فهي: حسن الأداء وجودة القراءة، الموصلان إلى رضى الله تعالى الذي يحقق سعادتي الدنيا والآخرة، وعصمة اللسان من اللحن في القرآن. واللحن هو: الميل عن الصواب، إلى الخطأ، وهو نوعان: (أ) جلي: وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد العربية، كاستبدال حرف بحرف

(ب) خفي:

أو حركة بحركة، وسمي جليا، لاشتراك علماء التجويد وغيرهم من المثقفين في إدراكه، وحكمه: التحريم اتفاقا. (ب) خفي: وهو ما كان بسبب مخالفة قواعد التجويد، كترك الغنة وقصر الممدود، وسمي خفيا لاختصاص علماء التجويد بإدراكه دون غيرهم. وحكمه : التحريم على الراجح، وقيل: الكراهة. 6 - حكم تعليمه والعمل به شرعا: وأما حكم العمل به فهو: الوجوب العيني على كل مكلف يحفظ أو يقرأ القرآن أو بعضه، وإذا فيأثم تاركه لقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]. وقوله صلّى الله عليه وسلم: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم». وأما حكم تعليمه فهو: فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والقراء، ومهما يكن من شيء فإنه يأثم تاركه منهم ويتعرض لعقاب الله، ويرى بعض العلماء ضرورة تطبيق هذا العلم في قراءة الحديث، والحق أن ذلك يستحسن. وجوب تجويد القرآن وترتيله: التجويد واجب على كل من يريد أن يقرأ شيئا من القرآن الكريم، يثاب على فعله، ويأثم على تركه، لأنه هكذا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم مجودا مرتلا، ووصل إلينا كذلك نقلا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى يومنا هذا لأن فهم معاني القرآن وإقامة حدوده والعمل به عبادة، وكذلك تصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة نقلا عن الصحابة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم. الأدلة على وجوب تجويد القرآن الكريم: قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]، أي اقرأ القرآن بتثبت وتمهل ليكون ذلك عونا لك على فهم القرآن وتدبر معانيه. والمراد بالترتيل: تجويد الحروف والكلمات وإتقان النطق بها صحيحة، ومعرفة

1 - أهمية التلقي في تعلم القرآن وأدائه وأحكامه:

2 الوقوف عليها. 1 - روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن بلحون العرب» والحديث قد سبق الإشارة إليه وأما المقصود بالقراءة بلحون العرب، القراءة التي تأتي حسب سجية الإنسان وطبيعته، في غير تصنع، ولا قصد إلى الأنغام المبتدعة والألحان التي تذهب بروعة القرآن وجلاله. 2 - كما أن الأمة الإسلامية قد أجمعت، منذ نزول القرآن حتى وقتنا هذا، على وجوب قراءته قراءة مجودة سليمة، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطائه حقه ومستحقه، وهذا أمر لازم لا بد منه. هذه هي المقدمات العامة لعلم التجويد، وهي مقدمات كما أشرنا- يبتدأ بها أي علم-، وهناك مقدمات خاصة بعلم التجويد- وهي التي يبتدأ بها فيه دون غيره من العلوم، والتي لا بد للقارئ أن يعلمها قبل بدء قراءته- سبع هي: 1 - أهمية التلقي في تعلم القرآن وأدائه وأحكامه: للتلقي في تعلم القرآن وأدائه أهمية كبيرة، فلا يكفي تعلمه من المصاحف دون تلقيه من الحافظين له، وذلك لأن من الكلمات القرآنية ما يختلف نطقه عن رسمه في المصحف نحو: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ، أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ، (بأييكم المفتون) ومنها ما يختلف القراء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظا ورسما تبعا لتفاوتهم في فهم معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافر لهم من حسن الذوق، وحساسية الأذن، ومراعاة ذلك كله عند إلقائها، لدرجة أن بعضهم يخطئ في أدائها بما يكاد يخرجها عن معانيها المراد منها، لتساهله وعدم تحريه النطق السليم بها، والذي لو وفق إليه وعود نفسه لدل على حساسية أذنه، وحسن ذوقه، وفهمه لمعانيها، وذلك نحو: حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ، يَعِظُكُمْ، فَسَقى لَهُما، فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ، وَذَرُوا الْبَيْعَ كما أن أحكام القرآن لا يكفي مجرد العلم بها من الكتب، بل لا بد فيها من السماع والتلقي، والمشافهة والتوقيف اقتداء بالسنة من أنه صلّى الله عليه وسلم تلقى القرآن بأحكامه عن جبريل مشافهة عن الله تعالى، ونقل إلينا عنه كذلك متواترا إلى الآن، وتحقيقا لصحة الإسناد الذي هو ركن من أركان القرآن الثلاثة التي تتلخص في:

2 - مراتب القراءة:

أ- ضرورة موافقته لوجه من وجوه النحو ولو ضعيفا. ب- ضرورة موافقته للرسم العثماني ولو احتمالا. ج- صحة الإسناد، وفي ذلك يقول ابن الجزري: فكلّ ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي وصح اسنادا هو القرآن ... فهذه الثّلاثة الأركان 2 - مراتب القراءة: أما مراتب القراءة فأربع، وهي: أ- التحقيق: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، بقصد التعليم، مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام. ب- الترتيل: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، لا يقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام. ج- التدوير: وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والسرعة مع مراعاة الأحكام. د- الحدر: وهو القراءة بسرعة، مع مراعاة الأحكام. وهي في الفضل والأولوية حسب هذا الترتيب، وأفضلها على العموم مرتبة الترتيل لنزول القرآن بها قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل: 4]. 3 - حكم الاستعاذة وأحوالها وأوجهها: أما حكم الاستعاذة: فالاستحباب على الراجح، وقيل: الوجوب، وأما أحوالها فأربع، حالتان يجهر بها فيهما، وهما: (أ) في مقام التعليم. (ب) في المحافل. وحالتان يسر بها فيهما، وهما: (أ) في الصلاة. (ب) في القراءة على انفراد. وأما أوجهها فأربعة، وهي: أ- قطع الجميع، وهو أفضلها.

ب - قطع الأول ووصل الثاني بالثالث، وهو أفضل من الوجهين الآتيين.

ب- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث، وهو أفضل من الوجهين الآتيين. ج- وصل الأول بالثاني وقطع الثالث، وهو أفضل من الأخير. د- وصل الجميع. 4 - أوجه ما بين السورتين: أما أوجه ما بين السورتين فثلاثة، وهي أوجه الاستعاذة السابقة بالضبط باستثناء وصل الأول بالثاني وقطع الثالث، فإنه لا يجوز بين السورتين، لأنه يوهم أن البسملة ملحقة بآخر السورة مع أنها لأولها. 5 - أوجه ميم آل عمران: والمقصود بميم آل عمران هي ميم (الم) في أول آل عمران، وأما أوجه ميم (الم) آل عمران فثلاثة، وهي: أ- السكون الأصلي، وهو مد الميم ست حركات مع الوقف، عليها. ب- تحريك الميم بالفتح للتخلص من التقاء الساكنين، وهو مد الميم ستا مع وصلها بما بعدها. ج- الاعتداد بالعارض، والعارض هو التحريك في الميم، والتحريك يكون بالفتح، وهو مد الميم حركتين فقط مع وصلها بما بعدها. فإذا روعيت هذه الأوجه مع وصل البقرة بآل عمران كانت تسعة، وهي الثلاثة: الميم على كل من أوجه ما بين السورتين الثلاثة وإن استعدت مبتدئا بآل عمران كانت الأوجه اثنى عشر وجها، وهي ثلاثة: الميم على كل من أوجه الاستعاذة الأربعة. 6 - أوجه ما بين الأنفال وبراءة: أما أوجه ما بين الأنفال وبراءة لا بسملة قبلها فثلاثة، وهي: (أ) القطع: وهو الوقف على عليم، وذلك من قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آخر الأنفال، مع التنفس والابتداء ببراءة. (ب) السكت: وهو الوقف على عليم بلا تنفس والابتداء ببراءة.

(ج) الوصل:

(ج) الوصل: وهو وصل عليم ببراءة. وهذه الأوجه في أفضليتها على هذا الترتيب المذكور. 7 - السكتات الواردة لحفص في القرآن ومقدارها: أما السكتات الواردة في رواية حفص باتفاق فأربع، وهي السكت على: (أ) عوجا س قيما: من أول سورة الكهف. (ب) مرقدنا س هذا: من سورة يس. (ج) من س راق: من سورة القيامة. (د) بل س ران: من سورة المطففين. فهذه الأربع لا يجوز فيها إلا السكت. وأما السكتات المختلف فيها فثنتان. 1 - (عليم، براءة) السابق ذكرها، فإنه يجوز فيها القطع والسكت والوصل على ما تقدم. 2 - (ماليه، هلك) فإنه يجوز فيها الإظهار والسكت أو الادغام، وأما مقدار السكتة فحركتان. انظر في هذا المبحث وهو مبادئ علم التجويد العامة والخاصة، ووجوب تجويد القرآن من الأدلة على ذلك. المراجع الآتية: 1 - «فتح المجيد» شرح كتاب العميد في علم التجويد. 2 - «أحكام التجويد وفضائل القرآن» وهذا الكتاب صدر عن دار جماعة تلاوة القرآن الكريم برئاسة الأستاذ محمد محمود عبد العليم. 3 - «مع القرآن الكريم» للدكتور: شعبان محمد إسماعيل.

4 - حول آيات القرآن الكريم وسورة

4 - حول آيات القرآن الكريم وسوره أولا: آيات القرآن: الآيات: جمع آية، وهي من المشترك اللفظي الذي يطلق في اللغة على عدة معاني منها: المعجزة، والعلامة، والعبرة، والأمر العجيب، والدليل، والجماعة. والآية في الاصطلاح. قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة. وآيات القرآن تختلف طولا وقصرا، وأكثر الآيات الطوال في السور الطوال، وأكثر الآيات القصار في السور القصار، وأطول آية- في القرآن كله- هي آية الدين، وأقصر آية (طه، يس) عند من عدهما، وقد تكون الآية مكونة من كلمة واحدة كقوله تعالى: مُدْهامَّتانِ بالرحمن، وقد تكون من كلمتين كقوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ وقد تكون أكثر من ذلك، وهو غالب آيات القرآن. ولا سبيل إلى معرفة الآيات القرآنية إلا بالنقل عن الصحابة الذين سمعوا القرآن من الرسول صلّى الله عليه وسلم لأنه ليس للقياس والرأي مجال فيها. وأما عدد آيات القرآن فقد قال صاحب التبيان ما نصه: «وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادون على أنه ستة آلاف ومائتان آية وكسر، إلا أن هذا الكسر يختلف باختلاف أعدادهم: ففي عدد المدني الأول سبع عشرة، وبه قال نافع. وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة، وعشر عند أبي جعفر. وفي عدد المكي عشرون. وفي عدد الكوفي ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات. وفي عدد البصري خمس، وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي رواية عنه أربع، وبه قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عند البصريين أنهم قالوا: تسع عشرة، وروي ذلك عن قتادة. وفي عدد الشامي ست وعشرون، وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري».

ثانيا: سور القرآن.

ولمعرفة الآيات وعددها وفواصلها فوائد، منها: معرفة الوقف، وأنه يعين على صحة الصلاة، لأن الإجماع انعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية، وقال جمع من العلماء: تجزئ بآية، وآخرون: بثلاث آيات، وآخرون: لا بد من سبع، ولأن الإعجاز لا يقع بأقل من ثلاث آيات قصار أو آية طويلة تعدل بطولها تلك الثلاث القصار. وقد أجمعت الأمة على أن الآيات في سورها- على ما نراه في المصاحف اليوم- واقع بتوقيف من النبي صلّى الله عليه وسلم عن الله تعالى، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه. بل كان جبريل ينزل بالآيات على الرسول صلّى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها. ثم يقرؤها النبي صلّى الله عليه وسلم على أصحابه، ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية، وموضع الآية من هذه السورة. ثانيا: سور القرآن. السورة في اللغة: المنزلة ومن القرآن معروفة، لأنها منزلة بعد منزلة مقطوعة عن الأخرى، والشرف: ما طال من البناء وحسن، والعلامة: عرق من عروق الحائط. والسورة في الاصطلاح : طائفة مستقلة من القرآن ذات مطلع ومقطع. وقال الجعبري: قرآن يشتمل على آي ذوات فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات. ومعرفة سور القرآن كلها توقيفي كمعرفة آياته، وسور القرآن تختلف طولا وقصرا، فأطول سورة في القرآن هي سورة (البقرة) وعدد آياتها ست وثمانون ومائتان آية، وقيل: خمس ومائتان، وأقصر سورة هي سورة (الكوثر) وعدد آياتها ثلاث آيات قصار. وبين سورة البقرة وسورة الكوثر سور كثيرة تختلف طولا وتوسطا وقصرا، ومرجع ذلك إلى الله تعالى وحده لحكم سامية. وعدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة، أولها سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس. والحكمة من تسوير القرآن الكريم كثيرة منها: 1 - حسن الترتيب والتنويع والتبويب.

فائدة:

2 - تيسير حفظ القرآن على الناس، وتشويقهم إلى مدارسته وفهمه. 3 - أن القارئ إذا أتم سورة من القرآن، ثم أخذ في أخرى كان أنشط له. 4 - أن الحافظ إذا حفظ سورة وحذقها اعتقد أنه أخذ من كتاب الله تعالى طائفة مستقلة بنفسها، فيعظم عنده ما حفظه، ويعظم هو في نفوس الناس. انظر في هذا المبحث بتوسع وإحاطة كتاب «البيان في علوم القرآن» للدكتور: السيد إسماعيل علي. فائدة: هناك بعض الحقائق عن القرآن الكريم هي: 1 - عدد السور- 114 سورة. 2 - عدد الأجزاء- 30 جزءا. 3 - عدد السور المكية- 86 سورة. 4 - عدد السور المدنية- 28 سورة. 5 - عدد الأحزاب- 60 حزبا. 6 - عدد الأرباع- 240 ربعا. 7 - عدد السجدات- 15 سجدة. 8 - عدد السكتات- 4 سكتات. 9 - عدد الكلمات- قيل (77437) وقيل (97439). 10 - عدد الحروف- قيل (323671) وقيل (321180). 11 - بسملات القرآن- 114 بسملة. 12 - نقط القرآن- (150681) نقطة. 13 - عدد لفظ الجلالة- (1360). 14 - الآيات التي ذكر فيها لفظ محمد- 4 آيات وهي:

1 - ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ [الأحزاب: 38]. 2 - وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ [محمد: 2]. 3 - مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح: 29]. 4 - وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران: 144]. 15 - عدد الآيات: - في العدد المدني (6217). - وفي العدد المكي (6220). - وفي العدد الشامي (6226). - وفي العدد البصري (6235). - وفي العدد الكوفي (6236).

الباب الأول شرح متن تحفة الأطفال

الباب الأول شرح متن تحفة الأطفال 1 - مقدمة المتن (1) يقول راجي رحمة الغفور ... دوما سليمان هو الجمزوري (2) الحمد لله مصلّيا على ... محمّد وآله ومن تلا ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) قوله: «يقول»: فعل مضارع من قال القول، و «راجي» اسم فاعل من الرجاء وهو الأمل، ورحمة بالجر بإضافة راجي إليه. والمقصود براجي رحمة الغفور: أي مؤمل إحسان ربه فهو الله كثير المغفرة وهو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب سبحانه، هو يغفر الذنوب ويسترها ويمحوها، ولا يؤاخذ عليها مع التوبة النصوح، فهو الذي يسترها في الدنيا، ولا يؤاخذ عليها- إن شاء- في الآخرة سبحانه. وقوله «دوما»: أي على الدوام أي أن الله هو الغفور على الدوام في الدنيا والآخرة فهو الغفور دائما وأبدا. وقوله: سليمان وهي بدل من راجي أو عطف بيان على راجي. وقوله: سليمان هو الجمزوري: وهو سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشهير بالأفندي، والجمزوري نسبة إلى جمزور، وقيل: هي بلد أبي الناظم، هذا ما ورد في فتح الأقفال وهو كتاب يسمى فتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال تأليف سليمان الجمزوري وهو شرح على متنه فهو الناظم للمتن والشارح له، وقد صححه ووضع حواشيه الشيخ على محمد الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية سابقا، وقد ورد في هذا الكتاب أن الجمزوري شافعي المذهب، وكان صوفيا وقد أخذ القراءات والتجويد، وكان تلميذا للشيخ مجاهد الأحمدي، وقد نفعنا الله تعالى بعلمه، نسأل الله أن يرزقنا بركة الاتباع، ونعوذ بالله من الابتداع فهو شر مستطير.) (2) والحمد هو: الثناء على الله تعالى بما هو أهل له، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة، ومن المعلوم أن الثناء الجميل ثابت لله، وقد حمد الله نفسه، فسبحان من له الحمد والثناء، وقد افتتح الله تعالى سبحانه بالحمد خمس سور في القرآن الكريم وهي: فاتحة الكتاب، وسورة الأنعام، وسورة الكهف، وسورة فاطر، وسورة سبأ. وقد ورد في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم» أي مقطوع البركة، في رواية «فهو أقطع» وفي رواية أخرى

(3) وبعد هذا النظم للمريد ... في النّون والتّنوين والمدود (4) سمّيته بتحفة الأطفال ... عن شيخنا الميهيّ ذي الكمال ـــــــــــــــــــــــــــــ «فهو أبتر»، والحديث أخرجه أبو داود وغيره عن أبي هريرة- رضي الله عنه -، وحسنه ابن الصلاح وغيره. ومصليا: أي طالبا من الله تباركت أسماؤه أن ينزل رحمته المقرونة بالتعظيم على سيدنا محمد - صلّى الله عليه وسلم - فهو المحمود في السماء والأرض أي يحمده أهل السموات وأهل الأرض، وهذا النبي - صلّى الله عليه وسلم - صلّى عليه الله والملائكة فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. ومن المعلوم أن الصلاة من الله تعالى رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن بني آدم تضرع ودعاء. وآله الأولين، وهم الذين آمنوا به - صلّى الله عليه وسلم -. فالصلاة على النبي وآله ومن تبعهما أي اتبع النبي - صلّى الله عليه وسلم - وآله الشامل للصحابة رضي الله عنهم. ومن تلا أي كل من تبع النبي وأصحابه.) (3) أي وبعد ما تقدم من حمد الله سبحانه والثناء عليه بما هو أهل له سبحانه لا يحصي أحد ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه، ثم من الصلاة على النبي الأعظم والصلاة على النبي من الثناء عليه - صلّى الله عليه وسلم -. وقوله: هذا النظم: أي هذا المنظوم جمعه المؤلف - رحمه الله تعالى - للمريد أي لطالب العلم وهو القارئ المبتدئ، وقد سبق أن أشرنا في المقدمات أن هناك فرقا بين القارئ والمقرئ وكلاهما شريكان في الخير. وقوله: في النون والتنوين والمدود، يقصد بذلك أن هذا النظم في أحكام النون والتنوين وما بهما من أحكام شاملة لهما من أحكام النون والتنوين من إظهار حلقي، وإدغام بغنة وغير غنة، وإقلاب، وإخفاء، ثم أحكام المدود، وهي ليست قاصرة على أحكام النون الساكنة والتنوين والمدود فقط بل هي تشمل أيضا أحكام أخرى مثل أحكام الميم الساكنة، ولام التعريف ولام الفعل، وأحكام الميم والنون المشددتين، وفي المثلين والمتقاربين والمتجانسين.) (4) «سميته بتحفة الأطفال»: أي سميت هذا النظم بتحفة الأطفال، والمراد بهم هنا الذين لم يبلغوا درجة الكمال في هذا الفن وإن كانوا بالغين، واتمنى أن

(5) أرجو به أن ينفع الطّلّابا ... والأجر والقبول والثّوابا ـــــــــــــــــــــــــــــ يصل إلى إتقانها الكبير قبل الصغير في هذه الأيام التي نحن فيها وذلك منقول عن شيخنا الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة سيدي وأستاذنا الشيخ نور الدين علي بن عمر بن حمد بن عمر بن ناجي بن قيس المهي - رضي الله عنهم - ونفعنا الله بعلومهم، وذي الكمال، صاحب الكمال والمقصود بالكمال هنا الأخلاق الفاضلة المتعلقة بالخالق والمخلوق، لأن الكمال لا يوصف به إلا الله تعالى، فإن كان للأنبياء أو الصالحين فهو بشرى، داخل في دائرة الأخلاق الفاضلة.) (5) وأرجو: أي آمل وأتمنى أن ينفع الله تعالى بهذا النظم وهو تحفة الأطفال، والطلابا: بضم الطاء جمع طالب، أو جمع طالب بفتح الطاء مبالغة في طالب، والطالب يشمل المبتدئ والمنتهي والمتوسط وهو المريد المتقدم، وفي الحقيقة أن كلا من القارئ والمقرئ والمبتدئ منهما والمنتهي والمتوسط الكل شريك في الخير، والكل طالب للعلم، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد» وقوله: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة». والأجر والقبول والثوابا، أي أرجو به أيضا الأجر وهو مقدار من الجزاء في نظير العمل، وهذا ما أورده الشيخ محمود رفاعة عنبر الطهطاوي في التحفة العنبرية المقررة على طلبة معهد القراءات بمصر، وهذا الكتاب قام بضبطه وتصحيحه محمد عبد الله مندور مستشار علوم القرآن بالأزهر. والقبول: وهو ترتيب الغرض المطلوب الداعي على دعائه كترتيب الثواب على الطاعة والإسعاف بالمطلوب. والثوابا: وهو مقدار من الخير يعلمه الله تعالى يتفضل به على من يشاء من عباده في نظير أعمالهم الحسنة، وهناك فرق بين الأجر والثواب، وقيل: إن الأجر: ما كان في مقابلة العمل، والثواب: ما كان تفضلا وإحسانا من الله تعالى، وقد يستعمل كلا منهما بمعنى الآخر والله أعلى وأعلم، وقد قال الناظم «الثوابا» للإطلاق الذي هو مد الصوت.

2 - أحكام النون الساكنة والتنوين (1)

2 - أحكام النون الساكنة والتنوين (1) (6) للنّون إن تسكن وللتّنوين ... أربع أحكام فخذ تبييني ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) النون الساكنة هي النون الخالية من الحركة (ضمة- كسرة- فتحة)، وهي ثابتة لفظا وخطا ووصلا ووقفا، وتأتي في الاسم والفعل والحرف متوسطة ومتطرفة. والتنوين لغة: التصويت، واصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطا ووقفا، ولا يكون التنوين إلا في الأسماء، لأنه من علامات الاسم، يقول ابن مالك في ألفيته في النحو في علامات الاسم: بالجر والتنوين والندا وأل ... ومسند للاسم تميز حصل وأهم الفروق بين النون الساكنة والتنوين تظهر في الجدول الآتي، [ويظهر في الجدول القادم أن النون الساكنة شبيهة بالتنوين، ولكنها نون ساكنة لا تنوين وإن كانت ثابتة خطا ووقفا كالتنوين، وذلك لعلة اتصالها بالفعل، ولأن التنوين- كما تقدم- من خواص الاسم]: م/ النون الساكنة/ التنوين 1 - هي حرف أصلي (ن) وتثبت لفظا وخطا./ هو زائد عن الأصل، ويثبت لفظا دون الخط. 2 - تثبت وصلا ووقفا./ يثبت في الوصل دون الخط. 3 - تأتي في الأسماء والأفعال والحروف./ لا يكون إلا في الأسماء. 4 - تكون متوسطة ومتطرفة في الكلمة./ لا يكون إلا في الأسماء ولا يأتي إلا في آخر الكلمة.) (6) والمقصود بقوله: للنون إن تسكن وللتنوين: أي للنون حال سكونها وللتنوين ولا يكون إلا ساكنا. وأربع أحكام: أي أحكام أربعة بالنسبة لما يقع بعدهما من الحروف، وخذ تبييني: أي خذ توضيحي للأحكام الأربعة للنون الساكنة والتنوين. ومن الملاحظ أن الحروف الهجائية تصنف إذا أتت بعد النون الساكنة والتنوين)

(7) فالأوّل: الإظهار قبل أحرف ... للحلق ستّ رتّبت فلتعرف (8) همز فهاء ثمّ عين حاء ... مهملتان ثمّ غين خاء ـــــــــــــــــــــــــــــ في أربعة أحكام وهي مرتبة وموضحة في الأبيات القادمة، وهي بالترتيب: الإظهار الحلقي، والإدغام بقسميه، والإقلاب ثم الإخفاء.) (7) فالأول: أي الأول من الأحكام الأربعة للنون الساكنة والتنوين هو الإظهار، وقد قدم الإظهار لأنه الأصل ثم ثنى بالادغام لأنه ضده وضد الشيء أقرب خطورا بالبال عند ذكره، وقد قيل: بالضد تتميز الأشياء، ثم ذكر الإقلاب، لأنه نوع من الإدغام ثم الإخفاء لأنه حالة بين الإظهار والإدغام، وقوله: (للحلق) أي حروف تخرج من الحلق فالحلق محل خروجها وهي ستة أحرف مرتبة في البيت التالي لهذا البيت، وقوله: (فلتعرف): أي فلتعرف الستة بأعدادها وأحكامها أي فليعرفها من أرادها. والإظهار لغة: البيان. واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر، وهناك إظهار حلقي، وإظهار مطلق، وإظهار شفوي، وإظهار لام التعريف أي لام أل، وإظهار لام هل وبل، وإظهار اللام القمرية، وإظهار لام الأمر، وإظهار المتباعدين والمتقاربين والمثلين والمتجانسين. وسبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف الستة، هو التباعد بين النون والتنوين وهذه الحروف في المخرج والصفة. وسمي ذلك الإظهار إظهارا لظهور النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف، وإنما سمي حلقيا لأن الحروف الستة تخرج من الحلق. ومراتبه ثلاث: أعلاها عند الهمز والهاء، وأوسطها عند العين والحاء، وأدناها عند الغين والخاء. ورتبت: أي هي مرتبة في المخرج، أي لكل منها رتبة ومحل تخرج منه، وقد رتبها الناظم حسب ترتيبها في المخرج.) (8) أي أن أحرف الحلق الستة التي تظهر النون الساكنة، أو التنوين عندها، أي عند وجود واحد منها بعدهما، هي: الهمزة والهاء وهما لأقصى الحلق في

(9) والثّاني إدغام بستّة أتت ... في يرملون عندهم قد ثبتت ـــــــــــــــــــــــــــــ المخرج، والعين والحاء وهما المهملتان أي غير المنقوطتين تخرجان من وسط الحلق، والغين والخاء المعجمتان، أي المنقوطتان تخرجان من أدنى الحلق. وقد رمز إليها بعض علماء هذا الفن في أوائل كلمات قوله: «أخي هاك علما حازه غير خاسر» وهي كذلك في أوائل كلمات قوله: «إن غاب عني حبيبي همني خبره». فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين وجب الإظهار وسمي إظهارا حلقيا. وعلى هذا فصور الإظهار الحلقي ثمان عشرة صورة، لأن كل حرف من الحروف الستة إما أن يقع مع النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو يقع بعد التنوين، فلكل حرف ثلاث صور، والثلاث في ستة بثمان عشرة. وفيما يلي امثلتها: الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ مع التنوين الهمزة/ ينأون «ولا ثاني لها في القرآن» / من آمن/ وجنات ألفافا الهاء/ ينهون/ من هاد/ جرف هار العين/ انعمت/ من عمل/ سميع عليم الحاء/ وانحر/ فإن حاجوك/ عليم حليم الغين/ فسينغضون «ولا ثاني لها في القرآن» / من غل/ ورب غفور الخاء/ والمنخنقة «ولا ثاني لها في القرآن» / من خلاق/ عليم خبير) (9) أي الثاني من أحكام النون والتنوين: الإدغام، وهذا الحكم إنما يكون إذا وقع حرف من الأحرف الستة التي ثبتت عند القراء مجموعة في (يرملون) بفتح الياء

(10) لكنّها قسمان قسم يدغما ... فيه بغنّة بينمو علما ـــــــــــــــــــــــــــــ وسكون الراء وضم الميم واللام وسكون الواو وفتح النون، والإدغام لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة. وحروف الإدغام (يرملون) فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة النون الساكنة بشرط أن يكون في كلمتين أو بعد التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين وجب الإدغام إلا النون في يس، ن، مَنْ راقٍ فحكمها الإظهار مراعاة للرواية على خلاف القاعدة. والإدغام يكون ناقصا عند الياء والواو، وكاملا عند بقية حروف (يرملون). وسبب إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف (يرملون) التماثل بالنسبة إلى النون، والتقارب بالنسبة إلى بقية الحروف. وينقسم الإدغام إلى قسمين: إدغام بغنة، وإدغام بغير غنة، بغنة في (ينمو)، وبغير غنة في (اللام، والراء). ومعنى نقص الإدغام عند الياء والواو بقاء أثر النون الساكنة أو التنوين مع إدغامهما في هذين الحرفين، ومعنى كمال الإدغام عند بقية حروف (يرملون) عدم بقاء أثر النون الساكنة والتنوين عند إدغامهما فيها. وهناك أنواع أخرى للإدغام غير الإدغام بغنة وبغير غنة مثل: إدغام المتقاربين الصغير عند البعض، والكبير عند السوسي فقط، وإدغام المتجانسين الصغير، وذلك إذا كانت الحروف المتجانسة هي: (ب - ت - ث - د - ذ) فقط، وإدغام اللام الشمسية.) (10) أي أن هذه الأحرف الستة، وإن كانت كلها للإدغام، لكنها قسمان: قسم يدغم فيه النون الساكنة والتنوين إدغاما بغنة وحروفه (ينمو) فإذا وقع حرف منها بعد النون الساكنة في كلمتين أو بعد التنوين أو في نون شبيهة بالتنوين في وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ فقط وجب الإدغام بغنة، إلا في يس، ن مَنْ راقٍ مراعاة الرواية على خلاف القاعدة.

(11) إلّا إذا كان بكلمة فلا ... تدغم كدنيا ثمّ صنوان تلا ـــــــــــــــــــــــــــــ وللإدغام بغنة صور ثمان، لأن لكل حرف من حروفه صورتين إحداهما مع النون الساكنة في كلمتين والأخرى بعد التنوين، واثنتان في أربعة بثمان، وفيما يلي أمثلتها: الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع التنوين (بعده) الياء/ من يعمل/ قوم يؤمنون النون/ من نعمة/ أمنة نعاسا الميم/ من مال الله/ آيات مبينات الواو/ من وال/ ولي ولا نصير) (11) أي إلا إذا كانت النون، والحرف، في كلمة واحدة، فلا تدغم النون فيه، بل يجب في هذه الحالة الإظهار، ويسمى هذا النوع من الإظهار بالإظهار المطلق، وهو في كلمات معينة وهذه الكلمات هي: (دنيا- بنيان- قنوان- صنوان)، ولهذا النوع من الإظهار حرفان، وهما (الياء - والواو). فإذا وقع أحدهما بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب الإظهار للنون، وسمي مطلقا لعدم تقييده بحلقي أو شفوي، أو قمري، ولهذا النوع صورتان هما: الياء بعد النون الساكنة في كلمة، والواو بعد النون الساكنة في كلمة، وليس للياء مع النون الساكنة في كلمة إلا مثالين في القرآن وهما كما أشرنا (دنيا)، (بنيان)، وليس للواو مع النون الساكنة في كلمة إلا مثالين في القرآن، وهما (قنوان) (صنوان). وسبب ظهور النون الساكنة عند وقوعها قبل الياء والواو في كلمة المحافظة على وضوح المعنى الذي لو أدغمت النون في الياء والواو لصار خفيا، ومثل (قنوان) (عنوان) وقال الشيخ سليمان الجمزوري - رحمه الله - في كتابه المسمى «بفتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال»: يجب الإظهار في هذه الكلمات لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله.

(12) والثّان: إدغام بغير غنّه ... في اللّام والرّاء ثمّ كرّرنّه ـــــــــــــــــــــــــــــ (12) أي: والقسم الثاني من الإدغام هو الذي يدغم فيه بغير غنة، وهو يكون في الحرفين الباقين من أحرف (يرملون) وهما اللام والراء يجمعها قولك (رل)، فإذا وقع أحدهما بعد النون الساكنة في كلمتين أو بعد التنوين وجب إدغامهما فيه بغير غنة عدا النون في (من راق) لما فيها من السكت المانع من الإدغام. أما صور الإدغام بغير غنة وأمثلتها، فمن الواضح أن صور الإدغام بغير غنة أربع، لأن كل حرف من حرفيه يقع مع النون مرة ومع التنوين أخرى، فلكل حرف صورتان والاثنتان في اثنين بأربع كالآتي: الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع التنوين (بعده) اللام/ من لبن/ سائغا للشاربين الراء/ من ربهم/ غفور رحيم ولا يخفى أن الإدغام بغير غنة كله كامل، وأنه لا يكون إلا من كلمتين كالإدغام بغنة. ووجه تسمية الإدغام بقسميه إدغاما، وذلك لإدغام النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة حروف (يرملون) فيها. وقول المصنف: «ثم كررنه» أي حرف الراء إشارة إلى صفة من صفاتها، يقال لهذه الصفة: التكرير، وهو في اصطلاح القراء: ارتقاء طرف اللسان عند النطق بالحرف، وله حرف، وهذا الحرف واحد هو الراء، ولذلك تمتاز الراء عن جميع حروف الهجاء بهذه الصفة. بمعنى أن لها صفة زائدة عن صفات أي حرف منها ولذلك تمت لها سبع صفات، فإن الحروف بعضها له خمس صفات، وبعضها له ست، وبعضها له سبع، فلا ينقص الحرف حينئذ عن خمس صفات ولا يزيد عن سبع، وليس من الحروف ما له سبع إلا الراء، ولذلك ذكر المصنف وقال: «ثم كررنه» أي حرف الراء، أي احكم له بصفة التكرير دون سواه.

(13) والثّالث الإقلاب عند الباء ... ميما بغنّة مع الإخفاء ـــــــــــــــــــــــــــــ ولهذا المبحث- الخاص بالراء - كلام طويل ليس هذا الشرح محل استيفائه «التحفة العنبرية»، وإذا أردت معرفة تفصيل البحث عن الراء انظر كتاب «فتح المجيد شرح كتاب العميد» في علم التجويد.) (13) المقصود بهذا البيت: أي أن الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين (الإقلاب). والإقلاب لغة: التحويل، أي تحويل الشيء عن وجهه بأن يجعل البطن ظهرا والظهر بطنا. واصطلاحا: جعل حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميما. وللإقلاب حرف واحد وهو الباء فإن وقعت بعد النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين أو نون شبيهة بالتنوين في نحو لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ فقط وجب قلبهما ميما وسمي إقلابا. وصور الإقلاب ثلاث فقط، وأمثلتها كما يلي: الباء مع النون الساكنة في كلمة أَنْبِئْهُمْ وفي كلمتين مِنْ بَعْدِ وبعد التنوين زَوْجٍ بَهِيجٍ. وكيفية الإقلاب كما يظهر من تعريفه تتحقق بأمور ثلاثة وهي: (1) قلب النون الساكنة أو التنوين ميما. (2) إخفاء الميم في الباء. (3) الغنة مع ذلك الإخفاء. وسبب الإقلاب سهولة النطق بالنون الساكنة والتنوين بقلبها ميما وإخفائها في الباء فهو أيسر من الإظهار والإدغام. ويسمى إقلابا لما فيه من قلب النون والتنوين ميما، ويسمى إخفاء شفويا لفظا

(14) والرابع الإخفاء عند الفاضل ... من الحروف واجب للفاضل ـــــــــــــــــــــــــــــ لأن النون الساكنة والتنوين بعد قلبهما ميما ووقوع الباء بعدها وإخفائها فيها يكونان شبيهين بالميم الساكنة التي بعدها وهو الإخفاء الشفوي الذي سيأتي الكلام عنه في مكانه إن شاء الله تعالى.) (14) أي والرابع من أحكام النون السكانة والتنوين- وهو آخر حكم يتعلق بهما - هو الإخفاء وهو لغة: الستر. واصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول. والمراد بالحرف الأول هنا النون الساكنة والتنوين، وفي الإخفاء الشفوي الميم الساكنة. فالإخفاء لا يتحقق إلا بأمور ثلاثة كما يظهر من التعريف، وهي: 1، 2 - النطق بالنون أو التنوين في الإخفاء الحقيقي، وبالميم في الإخفاء الشفوي بصفة بين الإظهار والإدغام. 3 - غنة من جنس الحرف الواقع بعده بحيث يلحظ ما بعد الغنة منها نفسها. وسبب الإخفاء الحقيقي هو عدم التقارب بين النون الساكنة والتنوين وبين حروف الإخفاء الحقيقي كلها حتى يدغما، وعدم تباعدهما عنها كلها حتى يظهرا. وسبب الإخفاء الشفوي التجانس بين الميم والباء مما يؤدي إلى سهولة النطق. وسمي الإخفاء إخفاء لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بحرف من حروف الإخفاء، وسمي إخفاء النون الساكنة والتنوين حقيقيا لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره، واتفاق العلماء على تسميته كذلك دون الإخفاء الشفوي، ومن الملاحظ أن كلا من الإظهار الحلقي والإقلاب والإخفاء الحقيقي يتحقق مع النون الساكنة في كلمة وفي كلمتين وبعد التنوين، وأن الإدغام بقسميه لا يتحقق مع النون الساكنة إلا من كلمتين فقط وبعد التنوين. وأن الإظهار المطلق لا يتحقق إلا مع النون الساكنة في كلمة واحدة. وقوله «عند الفاضل» أي الباقي من الحروف الهجائية بعد إخراج أحرف الإظهار الحلقي والإدغام بقسميه بغنة وبدونها والإقلاب «وهو خمسة عشر حرفا» لأن الحروف ثمانية وعشرون حرفا، تقدم منها ستة للإظهار الحلقي، وستة للإدغام

(15) في خمسة من بعد عشر رمزها ... في كلم هذا البيت قد ضمّنتها (16) صف ذا ثناكم جاد شخص قد سما ... دم طيّبا زد في تقى ضع ظالما ـــــــــــــــــــــــــــــ بغنة وبدون غنة، وواحد للإقلاب، ومجموعها ثلاثة عشر حرفا فيبقى خمسة عشر حرفا. وهذا الإخفاء واجب بلا خلاف للفاضل، أي على الشخص الكامل الزائد على غيره بصفة الكمال.) (15) أي أن الباقي من الحروف الهجائية الثمانية والعشرين حرفا، بعد إخراج الأحرف الثلاثة عشر الخاصة بالأحكام الثلاثة الأولى - التي هي الإظهار الحلقي والإدغام بقسميه والإقلاب - منحصر في (خمسة من بعد عشر) أي في خمسة عشر حرفا، (رمزها) أي الإشارة إليها متحققة في كلمات هذا البيت الآتي، وقد (ضمنتها) أي جعلت هذه الكلمات الآتية متضمنة لها - أي لهذه الأحرف الخمسة عشر - بمعنى أن كل كلمة من كلمات البيت الآتي متضمنة لحرف منها، وهو الحرف الأول من كل كلمة من كلمات البيت.) (16) أي أن حروف الإخفاء الحقيقي مرموز لها في أوائل كلمات هذا البيت، فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين سمي إخفاء حقيقيا. وعلى هذا فصور الإخفاء الحقيقي خمس وأربعون لأن لكل حرف من حروفه الخمسة عشر ثلاث صور، والثالث في خمسة عشر بخمس وأربعين. ومن الملاحظ أن للإخفاء الحقيقي مراتب ثلاث: أعلاها عند الطاء والدال والتاء لقربهما جدا من النون والتنوين في المخرج، وأدناها عند القاف والكاف لبعدهما جدا عن النون والتنوين في المخرج، وأوسطها عند الباقي من حروفه لعدم قربها منها جدا كالحروف السابقة، وعلى هذا فحروف الإخفاء الحقيقي هي: (ص - ذ - ث - ك - ج - ش - ق - س - د - ط - ز - ف - ت - ض - ظ) وفيما يلي أمثلتها مرتبة بترتيب البيت السابق:

3 - أحكام الميم والنون المشددتين

3 - أحكام الميم والنون المشددتين (17) وغنّ ميما ثمّ نونا شدّدا ... وسمّ كلا حرف غنّة بدا ـــــــــــــــــــــــــــــ الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ بعد التنوين الصاد/ ينصرون/ من صلصال/ ريحا صرصرا الذال/ ء أنذرتهم/ من ذا الذي/ سراعا ذلك الثاء/ منثورا/ من ثمرة/ تمهيدا ثم يطمع الكاف/ منكم/ من كان/ رزق كريم الجيم/ ننجي/ من جاء/ فصبر جميل الشين/ إنشاء/ من شاء/ علم شيئا القاف/ ينقضون/ من قبل/ ثمنا قليلا السين/ منسأته/ من سوء/ عابدات سائحات الدال/ أندادا/ من دابة/ قنوان دانية الطاء/ ينطقون/ من طيبات/ حلالا طيبا الزاي/ ينزفون/ فإن زللتم/ يومئذ زرقا الفاء/ الأنفال/ وإن فاتكم/ سوء فاسقين التاء/ أنت/ من تاب/ جنات تجري الضاد/ منضود/ من ضل/ مسجدا ضرارا الظاء/ ينظرون/ من ظلم/ قوم ظلموا ومعنى البيت: صف صاحب ثناء بما يستحقه من الصفات المحمودة - كم جاد إنسان وتكرم على غيره - قد سما ذلك الجواد وعلا قدره وارتفع شأنه بجوده وكرمه - دم طيبا: أي كن دائما وأبدا طيبا، أي طيب الأخلاق فاضلها، زد في تقى: أي في تقوى الله تعالى، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وضع ظالما: أي حقّره ولا تعظمه لظلمه وعدم عدله، نعوذ بالله تعالى من شر الظلم والظالمين آمين.) (17) والمقصود بهذا الحكم اظهار غنة الميم والنون المشددتين (وجوبا). والغنة

(18) والميم إن تسكن تجي قبل الهجا ... لا ألف لينة لذي الحجا ـــــــــــــــــــــــــــــ هنا بمقدار حركتين، ويسمى كل منهما حرف غنة مشددا أو حرف أغن. ومعنى الغنة: لغة: الترنم. وقيل: صوت رخيم يخرج من الخيشوم، واصطلاحا: صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم. وللغنة مراتب أهمها ما ذهب إليه العلماء، ومنهم الشاطبي - رحمه الله - إلى أنها ثلاث: أقواها المشدد، ثم المدغم، ثم المخفى، وقول المصنف (بدا) بمعنى ظهر، وهذا تكملة للبيت. فإذا أتت الميم أو النون وعليهما شدة وجب إظهار الغنة فيهما بمقدار حركتين - كما أشرنا - والحركة بمقدار بسط أو قبض الأصبع دون إسراع أو بطء وفيما يلي أمثلة للنون المشددة، والميم المشددة. النون المشددة/ الميم المشددة/ الحكم (إنّ) / (لمّا) / وجوب إظهار الغنة (الجنّة) / (ثمّ) / وجوب إظهار الغنة (والنّاس) / (عمّ) / وجوب إظهار الغنة (لمن النّاصحين) / (أمّا) / وجوب إظهار الغنة والأمثلة في القرآن الكريم على ذلك كثيرة منها قول الله تعالى: 1 - إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 153]. 2 - ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً [المؤمنون: 14]. 3 - قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ [يس: 26]. 4 - عَمَّ يَتَساءَلُونَ [النبأ: 1]. 5 - وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً [النبأ: 11].) (18) تقع الميم الساكنة وهي الميم غير المحركة بفتح أو بضم أو بكسر - في القرآن قبل حروف الهجاء كلها إلا حروف المد الثلاثة (واي)، فلا تقع قبل الواو أو)

4 - أحكام الميم الساكنة

[4 - أحكام الميم الساكنة] (19) أحكامها ثلاثة لمن ضبط ... إخفاء إدغام وإظهار فقط (20) فالأوّل: الإخفاء قبل الباء ... وسمّه الشّفويّ للقرّاء (21) والثّان إدغام بمثلها أتى ... وسمّ إدغاما صغيرا يا فتى (22) والثّالث الإظهار في البقيّة ... من أحرف وسمّها شفويّه ـــــــــــــــــــــــــــــ الألف أو الياء، وذلك خشية التقاء الساكنين وهو ما لا يمكن النطق به لما فيه من ثقل في النطق، لأنه في اللغة العربية إذا التقى الساكنان أحدهما تسهيلا للنطق، وقوله: «لذي الحجا» أي لصاحب العقل يظهر له أنه لا يمكن أن تتحقق ألف لينة بعد ميم ساكنة أصلا ولذلك استثناها المصنف - رحمه الله-.) (19) أي أحكام الميم الساكنة مع ما يليها من حروف الهجاء ثلاثة هي: 1 - الإخفاء الشفوي. 2 - الإدغام للمثلين الصغير. 3 - الإظهار الشفوي.) (20) أي الأول من أحكام الميم الساكنة هو الإخفاء الشفوي، وأما الإخفاء الشفوي فله حرف واحد وهو: الباء، فإذا وقعت بعد الميم الساكنة - ولا يكون ذلك إلا في كلمتين - وجب إخفاء الميم في الباء، وسمي إخفاء شفويا نحو (وهم بالآخرة) وليست له إلا صورة واحدة وسمي إخفاء فلإخفاء الميم عند ملاقاتها بالباء للتجانس بينهما مخرجا وصفة. وأما تسميته شفويا فلأن الباء والميم يخرجان من الشفتين، وهذه التسمية على القول المختار من أهل الأداء.) (21) أي الثاني من أحكام الميم الساكنة: الإدغام. وهذا الإدغام يسمى إدغام مثلين صغير، ومثلها أي إذا وقع بعد الميم الساكنة ميما ثانية متحركة، ففي هذه الحالة يجب إدغام الأولى الساكنة في مثلها الثانية المتحركة فإذا وقعت بعد الميم الساكنة مثلها متحركة ولا يكون ذلك إلا في كلمتين وجب إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة - كما أشرنا - وأما تسميته إدغاما فلإدغام الميم في الميم، وأما تسمية مثلين فلكونه مؤلفا من ميمين أدغمت أولاهما في الثانية، وأما تسميته صغيرا فلأن الأول من الميمين ساكن والثاني متحرك وهذا سبب الإدغام.) (22) أي والثالث من أحكام الميم الساكنة. الإظهار، وهو في بقية الحروف الهجائية بعد إسقاط حرفي الإخفاء والإدغام السابقين من الحروف الثمانية والعشرين

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ التي تقع بعد الميم الساكنة. فإذا وقع حرف منها بعد الميم الساكنة في كلمة أو في كلمتين وجب إظهار الميم وسمي إظهارا شفويا، وقوله: (وسمها) أي الحروف الباقية (شفويه) بسكون الفاء لضرورة النظم كما تقدم عند قوله: (وسمه الشفوي للقراء) وإلا فحقه الفتح هكذا (شفوية)، ومن ظاهر كلام المصنف - رحمه الله - أن الذي يسمى (بالشفوية) إنما هو الحروف الستة والعشرون. ومن الملاحظ هنا أن صوره أربع وأربعون لأن حروفه الستة والعشرين منها ثمانية عشر حرفا تقع بعد الميم الساكنة في كلمة وفي كلمتين فينتج ذلك ستّا وثلاثين صورة، ومنها ثمانية أحرف لا تقع بعد الميم إلا في كلمتين فقط، وهي المرموز إليها في أوائل كلمات أحد علماء هذا الفن: «صل ذا غرام فيك قبل جنونه خصمي ظلوم». فينتج من ذلك ثماني صور، وبذلك يكون مجموع صور الإظهار الشفوي أربعا وأربعين. وفيما يلي أمثلتها مرتبة بترتيب حروف الهجاء: الحرف/ مع الميم الساكنة في كلمة/ مع الميم الساكنة في كلمتين الهمز/ (الظمآن) / (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) التاء/ (أمتا) / (أَمْ تَأْمُرُهُمْ) الثاء/ (أمثالكم) / (مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ) الجيم/-/ (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً) الحاء/ (يمحق) / (أَمْ حَسِبْتَ) الخاء/-/ (أَمْ خُلِقُوا) الدال/ (وأمددناهم) / (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) الذال/-/ (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ) الراء/ (أمرا) / (رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الزاي/ (إلا رمزا) / (أم زاغت)

(23) واحذر لدى واو وفا أن تختفي ... لقربها ولاتّحاد فاعرف ـــــــــــــــــــــــــــــ الحرف/ مع الميم الساكنة في كلمة/ مع الميم الساكنة في كلمتين السين/ (تمسون) / (فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) الشين/ (أمشاج) / (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) الصاد/-/ (وَهُمْ صاغِرُونَ) الضاد/ (وامضوا) / (أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ) الطاء/ (وأمطرنا) / (مَسَّهُمْ طائِفٌ) الظاء/-/ (وَهُمْ ظالِمُونَ) العين/ (أمعاءهم) / (هُمْ عَنِ اللَّغْوِ) الغين/-/ (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) الفاء/-/ (وَهُمْ فَرِحُونَ) القاف/-/ (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) الكاف/ (فيمكث) / (إِلَيْكُمْ كِتاباً) اللام/ (وأملي) / (أم لهم) النون/ (يمنى) / (مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ) الهاء/ (يمهدون) / (بُرْهانَكُمْ هذا) الواو/ (أموات) / (حِسابُهُمْ وَهُمْ) الياء/ (عمى) / (أَمْ يُرِيدُونَ) وسمي الإظهار الشفوي إظهارا: لظهور الميم الساكنة عند ملاقاتها لحروفه الستة والعشرين، وسمي شفويا: لأن الميم الساكنة وهي الحرف المظهر تخرج من الشفتين، وسببه تباعد الميم الساكنة في المخرج والصفة عن أكثر حروفه.) (23) والمقصود ب «واحذر» أي أحذر أيها القارئ إخفاء الميم عند الواو أي عند وقوع الواو بعدها، نحو: (عليهم وهم) لاتحادها، أي الميم مع الواو في المخرج.

5 - حكم لام أل ولام الفعل (1)

5 - حكم لام أل ولام الفعل (1) (24) للام أل حالان قبل الأحرف ... أولاهما: إظهارها فلتعرف ـــــــــــــــــــــــــــــ واحذر أيضا إخفاء الميم عند الفاء، أي عند وقوع الفاء بعدها، نحو: وَهُمْ فِيها لقربها، أي لقرب الميم من الفاء في المخرج، ولاتحادها مع الواو في المخرج. وخلاصة القول: أي كن أيها القارئ على حذر وخوف من إخفاء الميم عند ذكر الواو أو الفاء بعدها لقرب الميم من الفاء مخرجا. (ولاتحادها) أي الميم مع الواو مخرجا. وهذا الحكم الذي هو عدم الإخفاء وإن كان معلوما مما تقدم (لأن الواو والفاء) من جملة الحروف الستة والعشرين التي تظهر عندها الميم الساكنة.) (1) أنواع اللامات الساكنة الواردة في القرآن: إما متحركة، وإما ساكنة، والساكن منها لا يخرج عن خمسة أنواع، وهي: 1 - لام التعريف «لام ال». 2 - لام الفعل. 3 - لام الاسم. 4 - لام الحرف. 5 - لام الأمر.) (24) والكلام هنا على لام التعريف، فقط، فأما لام التعريف «أي لام ال» فهي اللام الساكنة المسبوقة بهمزة وصل مفتوحة وبعدها اسم من الأسماء. وهي زائدة على بنية الكلمة دائما سواء أمكن استقامة الكلمة التي تليها بدونها نحو (الأرض) أم لم يمكن نحو (الذين). وتقع لام التعريف وهي المعروفة في التجويد بلام «ال» قبل حروف الهجاء كلها إلا حروف المد الثلاثة ولام الفعل هي الآتية في أي فعل. وللام التعريف قبل الأحرف حالتان: إحداهما: مظهرة وتسمى قمرية. وسمي إظهار اللام إظهارا، لظهورها مع هذه الحروف الأربعة عشر، وسبب الإظهار، هو التباعد بين اللام وبين أكثر هذه الحروف مخرجا وصفة.

(25) قبل أربع مع عشرة خذ علمه ... من أبغ حجّك وخف عقيمه (26) ثانيهما: إدغامها في أربع ... وعشرة أيضا ورمزها فع ـــــــــــــــــــــــــــــ وتسمى اللام مع هذه الحروف قمرية كما يسمى إظهارها قمريا تشبيها للام بالقمر والحروف التي تليها بالنجوم بجامع ظهور كل مع الآخر وعدم خفائه معه.) (25) أي أن اللام القمرية تختص بأربعة عشر حرفا وهي المجموعة في «ابغ حجك وخف عقيمه» فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد لام التعريف أي لام «ال» وجب إظهارها إظهارا قمريا وسميت لاما قمرية فصورها مع هذه الحروف أربع عشرة صورة بعدد الحروف، لأنها لا تجتمع مع كل منها إلا في كلمتين كما تقدم، فليس لكل حرف إلا صورة واحدة، وفيما يلي أمثلتها مرتبة بترتيب العبارة الجامعة للحروف. الحرف/ مع لام التعريف/ الحرف/ مع لام التعريف الهمز/ (الأنعام) / القاف/ (القوي) الباء/ (البارئ) / الياء/ (الياقوت) الغين/ (الغاشية) / الميم/ (المولى) الحاء/ (الحج) / الهاء/ (الهدي) الجيم/ (الجبار) الكاف/ (الكتاب) الواو/ (الودود) الخاء/ (الخالق) الفاء/ (الفوز) العين/ (العلم)) (26) والمقصود (بثانيهما) أي ثاني الحالين (إدغامها) في أربع وعشرة - أي في واحد من أربعة عشر حرفا أيضا - والكلام هنا عن اللام الشمسية وهي تختص بأربعة عشر حرفا الباقية من حروف الهجاء بعد حروف اللام القمرية.

(27) طب ثمّ صل رحما تفز ضف ذا نعم ... دع سوء ظنّ زر شريفا للكرم ـــــــــــــــــــــــــــــ وسمي إدغام اللام الشمسية إدغاما لإدغامها في هذه الحروف الأربعة عشر. وسبب إدغامها فيها تماثلها مع اللام وقربها من أكثر الحروف الباقية في المخرج والصفة وسميت اللام مع هذه الحروف شمسية كما سمي إدغامها شمسيا تشبيها بالشمس والحروف التي تليها بالنجوم بجامع خفاء كل عند الآخر وعدمه ظهوره معه. وقوله: (ورمزها فع) معناه احفظ رمزها - أي الإشارة إليها في البيت التالي للبيت المذكور.) (27) أي أن اللام تختص بالأربعة عشر حرفا الباقية المذكورة هنا في بدايات كلم البيت المذكور. فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد اللام، أي بعد لام التعريف، أي لام ال، وجب إدغامها فيه إدغاما شمسيا وسميت لاما شمسية، فليس لها مع هذه الحروف إلا أربع عشرة صورة أيضا كاللام القمرية، وفيما يلي أمثلتها مرتبة بترتيب البيت كالآتي: الحرف/ مع لام التعريف/ الحرف/ مع لام التعريف الطاء/ (الطارق) / الظاء/ (الظانين) الثاء/ (الثقلين) / الزاي/ (الزبور) الصاد/ (الصادقون) / الشين/ (الشمس) الراء/ (الرحمن) / اللام/ (الله) التاء/ (التائبون) الضاد/ (الضالين) الذال/ (والذاكرين) النون/ (الناس) الدال/ (الدواب) السين/ (السماء)

فوائد متممة لهذا الباب:

(28) واللّام الأولى سمّها قمريّة ... واللّام الأخرى سمّها شمسيّة (29) وأظهرنّ لام فعل مطلقا ... في نحو قل نعم وقلنا والتقى ـــــــــــــــــــــــــــــ وإذا أردنا معرفة حروف اللام الشمسية نأخذ أول حرف من كلمات البيت السابق أي (الطاء - والثاء - والصاد - والراء - والتاء - والضاد - والذال - والنون - والدال - والسين - والظاء - والزاي - والشين - واللام) كما صنعنا ذلك تماما في حكم الإخفاء عند كلامنا عن حكم النون الساكنة والتنوين في البيت: صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ... دم طيّبا زد في تقى ضع ظالما ) (28) والمقصود باللام الأولى: أي الياء التي يجب فيها الإظهار، وهي اللام القمرية، وهي اللام التي يذكر بعدها حرف من حروف الجملة (ابغ حجك وخف عقيمه) (وسمها قمرية): أي تسمى قمرية أي تشبه لام القمر في الظهور، وقوله (واللام الأخرى): أي اللام التي يجب إدغامها وهي التي يذكر بعدها حرف من أوائل كلمات البيت (طب ثم صل رحما) إلخ، (وسمها شمسية) أي تسمى شمسية تشبيها لها بلام الشمس في النطق، وقيل: إن هذه التسمية للحروف.) (29) أي أن لام الفعل مهما كان نوع هذا الفعل (ماضيا - أم مضارعا - أم فعل أمر) فحكم اللام فيه الإظهار، ومثال الماضي (قلنا)، ومثال المضارع (التقى)، ومثال الأمر (قل)، ومثل المضارع (يلتقى)، (ويلتجئ)، ومن الملاحظ أن لام الفعل تلحق الماضي في آخره أو وسطه، وتأتي في آخر فعل الأمر كالأمثلة الواردة في البيت. ويجب إظهار لام الفعل في كل الحالات إذا لم تقع قبل لام - ولا راء - فإن وقعت قبلهما - أي قبل واحد منهما أدغمت أي وجب إدغامها - وعلى ذلك يقال: إن لام الفعل لها حالات أيضا (كلام أل، إظهار، وإدغام، فيجب الإظهار عند عدم ملاقاة لام أو راء - ويجب الإدغام عند ملاقاة واحد منهما - نحو: قل رب - قل لكم. فوائد متممة لهذا الباب: فائدة (1): من أمثلة اللام الشمسية لفظ الجلالة، ولعل الكثير لا يلحظ فيه لام «ال» بوضوح. وتبيانا لذلك ينبغي أن نعلم أن لفظ الجلالة له تصريفا خاصا يتكون من أربعة أمور، وذلك أن أصله (إله) فدخلت عليه «ال» فصار (الإله)، ثم حذف الهمز الثاني للتخفيف فصار (ال - له) ثم أدغمت اللام في اللام للتماثل فصار

فائدة (2):

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ (الله)، ثم فخمت اللام للتعظيم بعد الفتح والضم دون الكسر لمناسبة للترقيق فصار (الله) سبحانه. فائدة (2): لام الحرف كلام الفعل سواء بسواء. فيجب إظهارها عند عدم ملاقاة لام أو راء. ويجب إدغامها عند ملاقاة واحد منهما نحو (هل لكم) و (بل رفعه). إلا (بل دان) عند حفص فقط فإنه يسكت سكتة لطيفة على لام (بل) وقد أشرنا من قبل إلى السكتات اللطيفة. فائدة (3): في الجدول الآتي يظهر لك من أنواع اللامات أغلبها إن لم يكن كل اللامات، وحكم بعضها، وتعريف البعض الآخر والله أعلم: م/ اللام/ حكمها وتعريف بعضها 1 - / لام ال/ تنقسم إلى: اللام القمرية، وحكمها الإظهار، واللام الشمسية وحكمها الإدغام. 2 - / لام الفعل/ وحكمها الإظهار دائما دون خلاف في جميع أنواع الفعل ما لم قبل لام ولا راء. 3 - / لام الاسم/ وهي اللام الواقعة في كلمة فيها إحدى علامات الاسم، أو تقبل واحدة من العلامات، كالجر أو التنوين أو النداء، أو (ال)، أو الإسناد. وحكم بعضها الإظهار والبعض الآخر فيه الإدغام حسب نوع الكلمة الواردة فيها اللام. 4 - / لام الأمر/ وهي اللام الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة، وبعدها فعل مضارع بشرط أن تكون مسبوقة بالفاء نحو (فلينظر) أو بالواو نحو (وليوفوا) أو بثم نحو (ثم ليقضوا) وحكمها الإظهار. 5 - / لام هل ولام بل/ وحكمها الإظهار، وتسمى لام الحرف، ومن الملاحظ أن حكمها كحكم لام الفعل وهي في نحو قوله تعالى: (بل هم في شك) وقوله تعالى: (هل أدلكم على تجارة).

6 - في المثلين والمتقاربين والمتجانسين (1)

6 - في المثلين والمتقاربين والمتجانسين (1) (30) إن في الصّفات والمخارج اتّفق ... حرفان فالمثلان فيهما أحق ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) الحرفان المتلاقيان لفظا وخطا كاللامين في (هل لكم)، (قل ربي)، (قد تبين)، (من عمل)، أو خطأ فقط كالهائين في (إنه هو) يعتبران مثلين أو متقاربين أو متجانسين أو متباعدين، وقد يكون هذا التلاقي في كلمة نحو (مناسككم)، (يرزقكم)، (وأموال)، (ينأون)، أو في كلمتين كالأمثلة المتقدمة.) (30) والمقصود بهذا البيت تعريف للمثلين، والمثلان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا وصفة. ولا يكون ذلك إلا إذا اتفقا اسما أيضا بأن يكونا لامين أو هاءين، أو نحو هذا، ومجمل القول إن اتفق حرفان في الصفات وفي المخارج كالباءين واللامين والدالين. والذالين. (سميا مثلين) وهذا معنى قوله: فالمثلان فيهما أحق. أي - فالمثلان أحق فيهما - أي بهما - من جهة التسمية. يعني أن هذا اللفظ هو (المثلان) أحق أن يسمى به الحرفان المتفقان مخرجا وينقسم هذا النوع وهو المثلان إلى: مثلين صغير، ومثلين كبير، ومثلين مطلق، وإليك الجدول الآتي فيه هذه الأنواع مرتبة بالأمثلة: النوع/ الشرط والحكم/ الأمثلة المثلان الصغير/ يشترط أن يكون الحرف الأول ساكن والثاني متحرك وحكمه وجوب الإدغام إلا إذا كان الأول حرف مد أو هاء سكت./ (اضرب بعصا) (ربحت تجارتهم) (وقد/ دخلوا) (قل لكم) (وهم من) (يوجّهه) المثلان الكبير/ يشترط أن يكون الحرفان متحركين، وحكمه الإظهار عند جميع القراء عدا السوسي له الإدغام./ (شهر رمضان) (الناس سكارى) (يشفع عنده) (الرحيم مالك) المثلان المطلق/ يشترط أن يكون الحرف الأول متحرك، والثاني ساكن، وحكمه الإظهار بلا خلاف./ (ننسخ) (شققنا) (أحيينا))

(31) وإن يكونا مخرجا تقاربا ... وفي الصّفات اختلفا يلقّبا (32) متقاربين أو يكونا اتّفقا ... في مخرج دون الصّفات حققا (33) بالمتجانسين ثمّ إن سكن ... أوّل كل فالصّغير سمّين (34) أو حرّك الحرفان في كلّ فقل ... كلّ كبير وافهمنه بالمثل ـــــــــــــــــــــــــــــ (31) والمقصود من الاختلاف في الصفة في هذا البيت، أي عدم الاتفاق في كل الصفات بأن يكون الاختلاف في صفة واحدة كاللام والراء أو أكثر كالدال والسين. ويريد في هذا البيت أن يشير إلى الحرفين اللذين تقاربا في المخرج واختلفا في الصفة، أو تقاربا مخرجا واتفقا صفة وهو يريد أن يشير إلى التقارب.) (32) والتقارب - كما أشرنا - أو المتقاربين هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا واختلفا صفة، أو تقاربا مخرجا واتفقا صفة، وعند الكلام على أي نوع نلخص فيه أنواعه من حيث الصغير والكبير والمطلق، وبناء على هذا نجد أن: المتقاربين/ صغير/ كبير/ مطلق الحرف الأول ساكن والثاني متحرك، وحكمه الإدغام عند البعض والإظهار عند آخرين عدا اللام والراء فيجب إدغامها وعدا (بل ران) فيجب فيها الإظهار عند حفص بسبب السكت./ الحرفان متحركان وحكمه: الإظهار عند الجميع عدا السوسي فله الإدغام./ الحرف الأول متحرك والثاني ساكن وحكمه الإظهار عند الجميع./

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ وينبني على هذا أن للمتقاربين أربع صور، وهي: 1 - أن يتقارب الحرفان مخرجا وصفة بحيث يكون مخرج أحدهما قريبا من الآخر جدا، وصفات كل قريبة من الآخر ولا يختلفان إلا في صفة واحدة كالّلام والراء في نحو (قل رب). 2 - أن يتقارب الحرفان مخرجا لا صفة بحيث يكون مخرج كل منهما قريبا من الآخر جدا، أما صفاتهما فتكون مختلفة كثيرا كالدال والسين في نحو (قد سمع). 3 - أن يتقارب الحرفان صفة لا مخرجا بحيث تكون صفات كل منهما قريبة من صفات الآخر ولا يختلفان إلا في صفة واحدة. أما مخرج كل منهما فيكون بعيدا عن الآخر بعض الشيء كالسين والشين في نحو (ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا). 4 - أن يتقارب الحرفان مخرجا ويتفقا صفة كالحاء والهاء في نحو (فسبحه). ثم بعد ذلك أشار المصنف - رحمه الله - في البيت (32) إلى الاتفاق في المخرج والاختلاف في الصفة ويريد أن يتكلم عن المتجانسين الذي ذكر الحديث عنه في البيت ثم اكمله في البيت (33)، والمتجانسان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا واختلفا صفة دون نظر إلى كون الاختلاف في صفة كالثاء والذال في نحو (يلهث ذلك) أو في أكثر من صفة كالدال والتاء في نحو (قد تبين)، والجدول التالي يوضح ما ينقسم إليه التجانس. نوع المتجانسان/ الشرط والحكم/ الأمثلة متجانسان صغير/ الحرف الأول ساكن، والثاني متحرك وحكمه الإظهار إلا في (ب - ت - ث - د - ذ) فيجب فيها الإدغام./ همت طائفة، يلهث ذلك متجانسان كبير/ هو أن يكون الحرفان متحركين وحكمه الإظهار./ الصالحات، طوبى. متجانسان مطلق/ هو أن يكون الحرف الأول متحركا والثاني ساكنا وحكمه الإظهار./ مبعثون.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ فائدة: 1 - يدخل تحت هذا الباب نوع يسمى بالمتباعدين، والمتباعدان هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة، أو تباعدا مخرجا واتفقا صفة. وللمتباعدين ثلاث صور وهي: أ - أن يتباعد الحرفان في المخرج ويختلفا في صفة واحدة كالهمز والدال في نحو (أدنى). ب - أن يتباعد الحرفان في المخرج ويختلفا في أكثر من صفة كالهمز والصاد في نحو (أصدق). ج - أن يتباعد الحرفان في المخرج ويتفقا في الصفة كالهاء والثاء في نحو (يلهث). 2 - وينقسم كل من المثلين والمتقاربين والمتجانسين، والمتباعدين بناء على ما تقدم إلى ثلاثة أقسام، وهي: أ - الصغير: وهو أن يسكن الأول ويتحرك الثاني، ويسمى صغيرا لسهولته وقلة العمل فيه بالنسبة إلى الكبير نظرا لسكون أوله وتحرك ثانيه. ب - الكبير: وهو أن يتحركا معا، ويسمى كبيرا لصعوبته وكثرة العمل فيه بالنسبة إلى الصغير لتحرك كل من حرفيه. ج - المطلق: وهو أن يتحرك الأول ويسكن الثاني عكس الصغير، ويسمى مطلقا لعدم تقييده بصغير ولا بكبير وذلك لأن الحرفين المتجاورين عقلا إما أن يتحركا معا فهو الكبير أو يسكن الأول ويتحرك الثاني فهو الصغير، أو يتحرك الأول ويسكن الثاني فهو المطلق، وفيما يلي أمثلة كل من أقسام المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ النوع/ الصغير/ الكبير/ المطلق المثلان/ (فما ربحت تجارتهم) / (أنت تسمع) / (تترى) المتقاربان/ (قل ربي) / (قال رب) / (لن) المتجانسان/ (اركب معنا) / (يعذب من) / (مبطلون) المتباعدان/ (عليهم غير) / (محبة مني) / (الحمد) وقول المصنف: (وافهمنه بالمثل) أي افهم ذلك كله الذي ذكر بالأمثلة الواضحة التي بين يديك فيما سبق. ***

7 - المدود (1)

7 - المدود (1) أ - أقسام المد (35) والمدّ أصليّ وفرعيّ له ... وسمّ أوّلا طبيعيا وهو (36) ما لا توقّف له على سبب ... ولا بدونه الحروف تجتلب ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا شك أن للمد تعريفا وحروفا وأحكاما. فأما المد: فهو لغة: الزيادة ومنه قوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ أي يزدكم. واصطلاحا: إطالة زمن صوت حرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون، وضده القصر وهو لغة: الحبس ومثله قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ أي محبوسات. واصطلاحا: إطالة زمن صوت حرف المد قدر حركتين فقط عند ملاقاة همز أو سكون. وأما حروف المد فثلاثة وهي: الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، ويجمع حروف المد (واي) أي لفظ (واي) وهي أيضا في لفظ (نوحيها) وأما أحكام المد فهي مفصلة في الأبيات الآتية من البيت (35) إلى البيت (57) وإليك توضيحها بإذن الله تعالى. قوله «فالمد أصلي وفرعي» أي أن المد ينقسم إلى قسمين: الأول: أصلي. والثاني: فرعي له أي متفرع عن الأصل وزائد عليه. (وسم أولا طبيعيا) أي الأول وهو الأصلي يسمى أيضا طبيعي، هذا ما ورد في البيت (35). ثم بدأ بعد ذلك في البيت (36) في بيان تعريف المد الأصلي فقال: (ما لا توقف له على سبب): أي هو الذي لا يتوقف على سبب (وهو الهمز والسكون)، وهو لا تقوم ذات الحروف بدونه وذلك معنى قوله: (ولا بدونه الحروف تجتلب) أي لا تجتلب حروف المد الثلاثة والتي هي (الواو - والألف - والياء) بدونه، وسمي الهمز والسكون سببا (لأن كلا منهما سبب لزيادة المد الفرعي عن مقدار الطبيعي، وينقسم الطبيعي - وهذا تتميما للفائدة ولم يرد في البيت - إلى طبيعي ثنائي، وطبيعي مطلق، أما الثنائي فهو ما كان واقعا في فواتح السور، وأما الطبيعي المطلق: فهو ما

(37) بل أيّ حرف غير همز أو سكون ... جاء بعد مد فالطبيعيّ يكون (38) والآخر الفرعيّ موقوف على ... سبب كهمز أو سكون مسجلا (39) حروفه ثلاثة فعيها ... من لفظ واي وهي في نوحيها (40) والكسر قبل اليا وقبل الواو ضم ... شرط وفتح قبل ألف يلتزم ـــــــــــــــــــــــــــــ عدا الثنائي وقد يكون ثابتا وصلا ووقفا عكس الثنائي الذي يثبت لفظا لا خطا، والمطلق نحو (ولم يولد) و (قالوا وهم)، و (رقيبا).) (37) أي: أيّ حرف من الحروف الهجائية ما عدا (الهمز أو السكون) جاء بعد المد فالطبيعي في هذه الحالة يكون. ويسمى أصليا: لأصالته بالنسبة إلى غيره من المدود نظرا لثبوت مقدار مده وهو حركتان على حالة واحدة دائما. ويسمى طبيعيا أيضا لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره ولا يزيده عليه. ومن الملاحظ هنا في المد الطبيعي أو الأصلي أن كل الحروف تجيء بعده إلا الهمزة والسكون بخلاف الفرعي الذي يأتي الكلام عنه في البيت التالي.) (38) أي: والمد: الآخر الفرعي. وهو موقوف على سبب كهمز أو سكون، ويسمى فرعيا لتفرعه من الأصلي نظرا إلى تفاوت مقادير المد في أنواعه المختلفة بما قد يزيد عن مقدار الأصلي في أكثرها، ونظرا إلى قيام ذات الحروف بدونه وتوقفه على سبب. وأما أسبابه فاثنان، وهما: الهمز والسكون، ويسمى كل منهما سببا لأنه علة لزيادة مقدار المد الفرعي على الطبيعي. وأنواع المد الفرعي خمسة، وهي: المتصل - والمنفصل - والعارض للسكون - والبدل - واللازم، وسيأتي الكلام على كل منها منفردا حسب الأبيات بترتيبها. وهذه الأنواع منها ما سببه الهمز، ومنها ما سببه السكون. وقوله: (مسجلا): أي مطلقا في جميع القرآن - والله أعلم بمراد المصنف - رحمه الله - والله الموفق.) (39) وقوله: (حروفه): أي حروف المد الثلاثة و (فعيها) أي احفظها من لفظ (واي)، وقد تقدم أن أشرنا إليها في تعريف المد وحروفه.) (40) قد أشرنا - منعا للتكرار والحشو - إلى ذلك في تعريف المد وحروفه في بداية هذا الباب، وقوله: (وفتح قبل ألف يلتزم) أي الفتح قبل الألف يلتزم دائما

ب - أحكام المد

(41) واللين منها اليا وواو سكّنا ... إن انفتاح قبل كل أعلنا ب - أحكام المد (42) للمدّ أحكام ثلاثة تدوم ... وهي الوجوب والجواز واللّزوم ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبدا. ولفظ (الياء) في كلامه يقرأ بسكون اللام للضرورة فيهما. وسميت هذه الحروف بحروف المد لامتداد الصوت عند النطق بها.) (41) واللين: أي واللين من الحروف الثلاثة المتقدمة التي هي: (الواو، والألف والياء) اثنان فقط. هما (الياء - والواو) بشرط أن يسكنا وينفتح ما قبلهما نحو (شيء - قوم - بيت - خوف - نوم - يوم) ويقال لهما في هذه الحالة: حرفا لين فقط، والألف لا تكون إلا مدية، والياء والواو إما أن تكون مديتين وهذا إذا سكنتا وكسر ما قبل الياء وضم ما قبل الواو، وإما أن تكون لينتين وهذا إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما، وإما أن تكونا غير مديتين ولا لينتين وهذا إذا تحركتا نحو (أن يأتي) ونحو (ووضع) أما الياء الساكنة المضموم ما قبلها، والواو الساكنة المكسور ما قبلها فلا توجد في القرآن الكريم ولا في اللغة.) (42) أي أن المد له ثلاثة أحكام دائما وهي: الوجوب والجواز، واللزوم، وباعتبار ذلك فإن المد ينقسم إلى ثلاثة أقسام (واجب وجائز ولازم). فأما الوجوب فهو خاص بالمتصل. وأما الجواز فهو خاص بالمنفصل والعارض للسكون والبديل، وأما اللزوم فهو خاص باللازم، وإنما كان المتصل واجب الوجوب مده زيادة عن الطبيعي اتفاقا. وإنما كان المنفصل والعارض للسكون جائزين لجواز مدهما وقصرهما. وإنما كان البدل جائز لجواز مده وقصره عند ورش فقط. وإنما كان اللازم لازما للزوم مده حالة واحدة وهي ست حركات، واللزوم سببه له وصلا ووقفا. ويترتب على ذلك أن للمد مراتب خمس، وهي: اللازم - فالمتصل - فالعارض للسكون - فالمنفصل - فالبدل، ويجمعها على هذا الترتيب قول الشاعر: أقوى المدود لازم فما اتصل ... فعارض فذو انفصال فبدل

(43) فواجب إن جاء همز بعد مد ... في كلمة وذا بمتّصل يعد (44) وجائز مدّ وقصر إن فصل ... كلّ بكلمة وهذا المنفصل ـــــــــــــــــــــــــــــ وإنما كان اللازم أقوى هذه المدود جميعا لأصالة سببه وهو السكون أي ثبوته وصلا ووقفا.) (43) ومعنى البيت إن جاء همز بعد حرف مد فإن المد هنا لهذا الحرف يزيد عن مقدار الطبيعي أي يزيد عن حركتين وهذا الوجوب باتفاق القراء، ويسمى متصل، وسمي متصلا لاتصال المد بسببه (هو والهمز في كلمة واحدة). وحكمه: وجوب مده زيادة على الطبيعي اتفاقا، ومقدار مده أربع أو خمس حركات وصلا ووقفا أو ست إذا تطرق وقفا. ولفظ متصل في البيت يقرأ بسكون اللام للضرورة. تنبيه: القراء وإن كانوا اتفقوا على وجوب مد المتصل زيادة عن مقدار الطبيعي إلا أنهم اختلفوا في مقدار الزيادة كالآتي: 1 - فبعضهم وهو أبو عمرو، وقالون، وابن كثير. قالوا: مقدارها ثلاث حركات أو حركتان ونصف. 2 - وبعضهم وهو ابن عامر، والكسائي. قالا: مقدارها أربع. 3 - وبعضهم وهو عاصم قال: مقدارها خمس حركات. 4 - وبعضهم وهو ورش، وحمزة قالا: مقدارها ست حركات.) (44) أي: المد المراد منه ما يشمل التوسط جائز. وقصر كذلك جائز أيضا إن فصل كل من المد والهمز بكلمة، ومعنى ذلك أن يكون المد، أي حرف المد في كلمة والهمز بعده في كلمة أخرى نحو: (يا أيها)، (إنا أنزلنا)، وهذا المد هو المنفصل وسمي منفصلا لانفصال سببه عنه وهو الهمز وكون كل من الهمز والمد في كلمة، وحكمه: جواز مده أربع أو خمس حركات ويجوز قصره إلى حركتين ولا يجوز قصر المتصل. ولما كان القارئ كثيرا ما يحتاج إلى قصر المنفصل في قراءته لسهولته وتناسبه مع

(45) ومثل ذا إن عرض السّكون ... وقفا كتعلمون نستعين ـــــــــــــــــــــــــــــ مرتبتي الحدر والتدوير خاصة، ان من الضروري معرفة الأحكام التي تجب على القارئ مراعاتها عند قصر المنفصل.) (45) أي: مثل هذا المد المنفصل الذي تقدم ذكره في البيت (43) (فيجوز المد والقصر) إن عرض السكون لأجل الوقف وهذا النوع (كتعلمون - نستعين)، وتعريفه هو: أن يقع السكون العارض بعد حرف المد أو اللين في كلمة فالأول نحو (الرحيم). والثاني نحو: (من خوف). وسمي عارضا للسكون لعروض سكونه في الوقف دون الوصل، وحكمه الجواز لجواز قصره إلى حركتين باستثناء المتصل العارض للسكون الذي لا يجوز قصره إلى هذا المقدار. ويجوز فيه التوسط أي مده أربع حركات مطلقا. ويجوز مده خمس حركات إذا كان متصلا. ويجوز مده ست حركات في كل أقسامه. وينقسم إلى ستة أقسام، وهي: 1 - المد العارض للسكون المطلق نحو (تعلمون). 2 - اللين العارض للسكون نحو (سوف). 3 - المتصل العارض للسكون نحو (جاء). 4 - البدل العارض للسكون نحو (مآب). 5 - المد العارض للسكون وهو هاء تأنيث نحو (الصلاة). 6 - المد العارض للسكون وهو هاء ضمير نحو (عقلوه). والسبب في هذه الأنواع هو الحرف الواقع قبل السكون فإذا وقع قبل السكون العارض حرف لين لا مد، فهو اللين العارض للسكون. وقد يكون السكون العارض نفسه في همز فهو العارض للسكون، أو في هاء تأنيث، أو هاء ضمير، وقد يكون السكون العارض واقعا في غير همز ولا هاء تأنيث، ولا هاء ضمير، بعد حرف مد ليس مسبوقا بهمز فهو المطلق.)

ج - أقسام المد اللازم

(46) أو قدّم الهمز على المدّ وذا ... بدل كآمنوا وإيمانا خذا (47) ولازم إن السّكون أصّلا ... وصلا ووقفا بعد مد طوّلا ج - أقسام المد اللازم (48) أقسام لازم لديهم أربعة ... وتلك كلميّ وحرفيّ معه ـــــــــــــــــــــــــــــ (46) أي: إن تقدم الهمز على المد مع كون هذا الهمز مفتوحا نحو (آمن) أو مكسورا نحو (إيمانا) أو مضموما نحو (أوتوا). وسمي بدلا لأنه مبدل من همز إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين في كلمة أولاهما متحركة والأخرى ساكنة فأبدلت الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى للتخفيف، فإن كانت الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا لمجانستها للفتحة، وإن كانت مكسورة أبدلت الثانية ياءً لمجانستها للكسرة، وإن كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا لمجانستها للضمة، ويجوز فيه القصر والتوسط ومده عند ورش فقط. وقوله (خذا) أي خذ ذلك. والقصر فيه واجب عند جميع القراء عدا ورش فلا يوجبه.) (47) أي: والمد لازم زيادة عن الطبيعي إن كان السكون أصليا، وفي تعريفه شرط وقوع السكون الأصلي بعد حرف المد أو اللين في كلمة أو في حرف ولا يكون بعد لين إلا في (ع) من فاتحة مريم والشورى. وسمي لازما للزوم مده حالة واحدة وهي: قدر ست حركات وللزوم سببه له وصلا ووقفا. وحكمه اللزوم لما تقدم، ومقداره ست حركات دائما إلا في لفظ (ع) بأولي مريم والشورى ففيه المد أي ست حركات، والتوسط أي أربع حركات، ولكن المد أفضل. ولا يجوز فيه القصر بحال من الأحوال، لأنه لازم للزوم مده وهو في نحو: (الصّاخّة. والطّامّة - والضّالّين - وأ تحاجّونّي) وغيره كثير بشرطه.) (48) أي أن المد اللازم لدى القراء، أي عندهم جميعا أربعة: 1 - لازم كلمي: أي منسوب للكلمة التي هي الاسم والفعل خاصة. 2 - ولازم حرفي: أي منسوب للحرف.

(49) كلاهما مخفّف مثقّل ... فهذه أربعة تفصّل (50) فإن بكلمة سكون اجتمع ... مع حرف مدّ فهو كلميّ وقع (51) أو في ثلاثيّ الحروف وجدا ... والمدّ وسطه فحرفيّ بدا ـــــــــــــــــــــــــــــ (49) كلاهما: أي كلا الكلمي والحرفي. أي كل منهما مخفف، ومثقل، واللازم الكلمة لاجتماعه مع سببه فيها ولازم حرفي منسوب للحرف وعلى كل منهما إمّا مخفف أو مثقل وقد شرع المصنف في تفصيل هذه الأنواع.) (50) من الملاحظ أن المد اللازم ينقسم إجمالا إلى قسمين كلمي وحرفي، فالكلمي هو: أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة نحو (الصاخة)، والحرفي هو: أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف نحو (ق والقرآن المجيد) وينقسم تفصيلا إلى خمسة أقسام: كلمي مخفف وكلمي مثقل، وحرفي مخفف وحرفي مثقل وحرفي شبيه بالمثقل، وسيأتي كلها فيما يلي: 1 - الكلمي المخفف: وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة بشرط كونه غير مشدد نحو (ءآلآن) موضعي يونس ولا يوجد غيرهما في القرآن. وسمي كلميا لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة. وسمي مخففا لخفة النطق به نظرا إلى خلو سكونه الأصلي من التشديد الدال على أنه مكون من حرفين في الأصل أدغم أولهما في الآخر. 2 - الكلمي المثقل: وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة بشرط كون السكون ممددا نحو (الطامة)، وسمي كلميا لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة وسمي مثقلا لثقل النطق به نظرا إلى كون سكونه مشددا مما يدل على أنه مكون من حرفين في الأصل أدغم أولهما في الآخر.) (51) أي إن اجتمع السكون المذكور مع حرف المد في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف، والوسط منها حرف مد، فهو لازم حرفي نحو (ص. ق. ن). وينقسم الحرفي إلى حرفي مثقل، وحرفي مخفف كما يتضح ذلك في الأبيات التالية.

(52) كلاهما مثقّل إن أدغما ... مخفّف كل إذا لم يدغما (53) واللّازم الحرفيّ أوّل السّور ... وجوده وفي ثمان انحصر (54) يجمعها حروف كم عسل نقص ... وعين ذو وجهين والطّول أخص ـــــــــــــــــــــــــــــ (52، 53، 54) أي: كلا المدين اللازمين الكلمي، والحرفي، مثقل إن أدغما فيما بعدهما وإن لم يدغم كل منهما فهو مخفف واللازم الحرفي ينقسم إلى قسمين هما: 1 - الحرفي المخفف: وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف تقتضي الأحكام إظهاره بالنسبة إلى ما بعده عند وصله به نحو (ص) و (ن). وسمي حرفيا: لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف لا في كلمة. وسمي مخففا: لخفة النطق به نظرا إلى إظهاره عند وصله بما بعده وخلوه من التشديد والغنة بعد المد الطويل اللذين يقتضيهما الإدغام له فيما بعده لو كان مدغما، واللازم الحرفي بقسميه (المثقل والمخفف) وجوده في أول السور أي: أنه يكون في فواتح السور فقط. ولا يكون في سواها. وهو أي اللازم، انحصر في ثمان حروف يجمعها حروف (كم عسل نقص) أو (نقص عسلكم) وهي (كاف، ميم، عين، سين، لام، نون، قاف، صاد) وهذه الأحرف الثمانية كلها تمد مدا مشبعا قدره ست حركات، من غير خلاف، لأنه لا يجوز قصر اللازم، إلا (عين) من فاتحتي (مريم والشورى) ففيهما وجهان عند جميع القراء من غير خلاف أيضا. والوجهان: هما التوسط والمد. وقدر الأول أربع حركات، وقدر الثاني ست حركات، وهو المعبر عنه في كلام المصنف (بالطول)، وأهل الأداء وهم القراء هو عندهم أعرف فهو عندهم أربع حركات، ولكن الطول أفضل وهو ست حركات. وللمد اللازم الحرفي شروط أربعة وهي: 1 - أن يقع في حرف أحادي خطا، ثلاثي لفظا، فلو كان أحاديا خطا، ثنائيا لفظا، لكان طبيعيا لازما كما تقدم في المد الطبيعي. 2 - أن يكون وسطه حرف مد ولين كاللام والميم في أول البقرة، أو اللين فقط نحو (ع) بمريم والشورى. فإن كان وسطه غير حرف مد ولين كالألف في أول البقرة لم يمد أبدا لا طبيعيا ولا لازما.

(55) وما سوى الحرف الثّلاثي لا ألف ... فمدّه مدّا طبيعيا ألف (56) وذاك أيضا في فواتح السّور ... في لفظ حيّ طهر قد انحصر (57) ويجمع الفواتح الأربع عشر ... صله سحيرا من قطعك ذا اشتهر ـــــــــــــــــــــــــــــ 3 - أن يكون في فواتح السور فلا يكون في وسطها. أما اللازم الكلمي فإنه يقع في فواتح السور نحو (الحاقة) وفي وسطها نحو (دابة). 4 - أن يكون في حروف مخصوصة يجمعها «كم عسل نقص» أو «سنقص علمك». وهذه الحروف الثمانية تقع في القرآن في أربعة وأربعين موضعا، وهي مواضع المد اللازم الحرفي.) (55، 56) أي وغير الحرف المدي الثلاثي من كل حرف هجائه على حرفين نحو: طا. ويا - وحا (فمده مدا طبيعيا ألف) أي ألف لك من غير تكلف، وينطبق ذلك أيضا على ما كان على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مد. وأما (ألف) فهو وإن كان ثلاثيا إلا أنه لا يمد أصلا، لا طبيعيا ولا فرعيا لأن وسطه وهو اللام ليس حرف مد، وقد استثنى المصنف من ذلك الألف فليس فيه مد مطلقا لأن وسطه متحرك، وغير الثلاثي مذكور أيضا في فواتح السور وهو ستة أحرف يجمعها لفظ (حي طاهر)، فالحاء من حم، والياء من يس والطاء من طه والراء من الر، ولا شيء في الألف، لا أصليا ولا فرعيا.) (57) والمقصود بهذا البيت: أي يجمع فواتح السور الأربعة عشر لفظ (صله سحيرا من قطعك). وقوله: (الأربع عشر) بإدغام العين، وقوله: (من قطعك) بإسكان العين للضرورة، وقوله (ذا): أي هذا المثال اشتهر عند القراء. ولفظ (الأربع عشر) في كلام المصنف يقرأ بسكون عين (الأربع) وسكون راء (عشر) وكذلك العين من (قطع) تقرأ بسكونها. والراء من (اشتهر) تقرأ بالسكون للضرورة.

فوائد تتعلق بالمدود:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ فوائد تتعلق بالمدود: 1 - هناك أنواع مشهورة للمدود ورد ذكرها في نظم تحفة الأطفال تتضح في الجدول (الرسم) الآتي: ملاحظات عامة على جدول المد: 1 - ينقسم المد إلى: أصلي، وفرعي، ويسمى الأصلي بالمد الطبيعي، ومقدار مده حركتان وصلا ووقفا، والحركة بمقدار زمن قبض أو بسط الأصبع.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ 2 - ينقسم المد الفرعي بسبب الهمز إلى: متصل، ومنفصل، وبدل، ومقدار المتصل (4، 5، 6) حركات إذا تطرف، ومقدار المنفصل في المد (4، 5) حركات ويجوز فيه القصر (2) ولا يجوز قصر المتصل، ولا يجوز قصر اللازم للزوم مده. 3 - ينقسم المد الفرعي بسبب السكون إلى: مثقل ومخفف كلمي، ومثقل ومخفف حرفي، وفي الجميع (6) حركات. 4 - مقدار مد الصلة الكبرى (4) أو (5) كالمنفصل، ومقدار مد اللين (6، 4، 2) أي فيه الإشباع والتوسط، والقصر، ولكن القصر أولى، ومد الفرق مقداره (6) حركات. 2 - هناك أنواع أخرى للمدود غير التي وردت في الجدول السابق وهي: أ - مد الصلة الكبرى: وهذا النوع من المد يأتي إذا كانت الهاء بين متحركين، وبعدها همز نحو: (لم يره أحده)، (من علمه إلا) ولذلك هو فرع عن المد المنفصل. ب - مد اللين: وهو مد الواو أو الياء الساكنتين المفتوح ما قبلها، حال الوقف، ولذا هو فرع عن العارض للسكون، وسمي مد لين لأننا في النطق به نجد لينا وسهولة، نحو (بيت - خوف). ج - مد الفرق: وهو المد الذي يفرق بين الخبر والاستفهام، ولولاه لتوهم أن الاستفهام خبر، فالهمزة فيه للاستفهام، وقد وقع في القرآن في ستة مواضع (ءآلذكرين حرم) موضعين بالأنعام (قل ءآلله) موضع واحد بيونس، (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) موضع واحد بالنمل، (ءآلآن) بموضعين بيونس. د - مد التعظيم: كقوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وقوله تعالى: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ.

د - الخاتمة

د - الخاتمة (58) وتمّ ذا النّظم بحمد الله ... على تمامه بلا تناهي (59) أبياته ندّ بدا لذي النّهي ... تاريخها بشرى لمن أتقنها أو يتقنها (60) ثمّ الصّلاة والسّلام أبدا ... على ختام الأنبياء أحمدا (61) والآل والصّحب وكلّ تابع ... وكل قارئ وكلّ سامع ـــــــــــــــــــــــــــــ (58، 59) وتم: أي كمل واكتمل هذا النظم مصحوبا بحمد الله تباركت أسماؤه وجل جاهه. وهذا التمام نعمة من نعم الله تعالى، وهذه النعمة يجب أن تقابل بالحمد الكثير والشكر الوفير. والثناء العزير لله الكبير المتعالي سبحانه وتعالى علوا كبيرا. وقوله (بلا تناهي) أي من غير نهاية، بل يكون ذلك الحمد وذلك الشكر. وذلك الثناء مستمرا دائما أبدا إلى ما لا نهاية. وقوله: (أبياته): أي أبيات هذا النظم (واحد وستون بيتا من كامل الرجز من أبحر الشعر (وند بدا) أي نبت طيب الرائحة وقوله: (بدا) أي ظهر وتاريخ هذه الأبيات وعام تأليفها سنة مائة وثمانية.) (60، 61) (ثم الصلاة) المراد من ثم هنا إنما هو الترتيب الذكرى لا التراخي، والصلاة هنا ختام للنظم، وهنا الصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد - صلّى الله عليه وسلم - وهذا ثناء جميل على الرسول بما هو أهل له وهو (أحمد) الّذي بشر به سيدنا عيسى في سورة الصف الآية (6) قال تعالى: وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ [الصف: 6]. والصلاة والسلام على الآل والصحب وكل تابع، وكل قارئ وكل سامع. تم بحمد الله تعالى الباب الأول من الكتاب ويليه الباب الثاني وهو شرح متن الجزرية.

الباب الثاني [شرح متن الجزرية]

الباب الثاني [شرح متن الجزرية] 1 - مقدمة المتن (1) يقول راجي عفو ربّ سامع ... (محمّد بن الجزريّ الشّافعيّ) (2) (الحمد لله) وصلّى الله ... على نبيّه ومصطفاه ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) (يقول راجي عفو رب سامع) بإشباع كسرة العين وذلك للوزن، وفي نسخة بإثبات ياء الإضافة هكذا «سامعي» وذلك لتناسب قوله: «الشافعي» في النطق والوزن، والقائل هو المؤلف - رحمه الله-، وهو يرجو عفو ربه سبحانه، ومن يرغب عن عفو الله تعالى، فالكل يرغب في عفوه سبحانه وتعالى، والله هو السامع والسميع، وقد جاء في بعض الروايات السامع خلقه، وقد يكون السمع بمعنى القبول والإجابة ومنه قول المصلي «سمع الله لمن حمده» أي ممن حمده، وسامعي بياء الإضافة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، والحقيقة أن السميع صفة مبالغة من السمع والإدراك للمسموعات، ومنه قوله تعالى: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ومن الملاحظ هنا رفع محمد على أنه بدل أو عطف بيان للراجي، ويجوز نصبه بتقدير أعني أو يعني وأبعد من جعله فاعلا، وجعل راجي عفو حالا. و (الجزري) نسبة إلى جزيرة ابن عمر ببلاد المشرق، وفي القاموس بلد شمال الموصل تحيط به دجلة مثل الهلال والله أعلم، والمراد بابن عمر الذي نسب إليه هو عبد العزيز بن عمر وهو رجل من أهل برقعيد من عمل الموصل بناها فنسبت إليه، وقد نص على ذلك العلامة أبو الوليد بن الشحنة الحنفي في تاريخه «روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر»، وهو ليس بصحابي كما توهم البعض، و (الشافعي): نسبة إلى الشافعي إمام الأئمة محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطلب بن عبد مناف جد النبي - صلّى الله عليه وسلم - وقيل: نسبة إلى مذهب الإمام وهو أقرب إلى المرام، وقيل: نسبة إلى جده شافع والله أعلم.) (2) (الحمد لله): والمقصود به الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التبجيل من نعمة وغيرها، ومثله المدح لكن بحذف الاختياري والمدح أعم من

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ الحمد، والشطر هنا مكون من جملتين وما بعدهما من الأبيات إلى آخر المتن مقول القول، والجملة الأولى اسمية وهي (الحمد لله) وهي مفيدة للدوام والثبوت والأبدية، والجملة الثانية خبرية وفي المعنى فعلية مفيدة للتجديد في كل حالة، والمعنى كل حمد صدر من حامد فهو ثابت لله تعالى أو مختص به دون من عداه، فإن حمد المصنوع راجع إلى حمد الصانع سواء علم بذلك أو جهل، والحمد هو الذي حمد الله به نفسه، وأظهره على لسان أنبيائه وأصفيائه، وبدأ المصنف - رحمه الله - بالحمد اقتداء بالقرآن المجيد، واقتفاء بحديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - «كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم» أي مقطوع البركة، وفي رواية «فهو أقطع»، وفي أخرى فهو أبتر، والحديث أخرجه أبو داود وغيره عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وحسنه ابن الصلاح وغيره، وورد أيضا عنه مرفوعا: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»، وفي رواية عنه أيضا: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة» ويفهم من مجموع الأحاديث أنه ينبغي أن يقع الابتداء بكل من الثلاثة، وقد أشار الشيخ زكريا (أبي يحيى زكريا الأنصارى) في شرحه إلى أن البسملة في أولها قبل الشروع فيها موجودة بحسب الكتابة، لكنه مخالف لما عليه الأصول مع أنها لا تدخل تحت المقول، والحمد لله أصل في كتاب الله - عز وجل-، فقد بدأ الله سبحانه بالحمد لله في خمس سور هي: (فاتحة الكتاب، والأنعام، والكهف، وفاطر، وسبأ)، (وصلي الله) الصلاة من الله تعالى رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن بني آدم تضرع ودعاء، وكان من الأفضل أن يذكر السلام بعد الصلاة لقول الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. (على نبيه) النبي إما مهموز من النبأ، وقيل: من النبوة بمعنى الرفعة، لأن النبي مرفوع الرتبة على سائر البرية، وهو إنسان أوحي إليه بشرع، وإن لم يؤمر بتبليغه، والرسول إنسان أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، فالنبي أعم منه مطلقا. وأما الفرق بين النبي والرسول أن الرسول مأمور بتبليغ ما أنبئ به، والنبي هو المخبر، ولم يؤمر بالتبليغ، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، وأراد المصنف - رحمه الله - من قوله: (ومصطفاه): رسوله كما يشير إليه قوله تعالى: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ-)

(3) (محمّد) وآله وصحبه ... ومقرئ القرآن مع محبّه ـــــــــــــــــــــــــــــ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ، وهو لا ينافي حديث مسلم «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» وعلة اعتراض الشيخ زكريا - رحمه الله - على المصنف على أنه لم يذكر السلام وذلك لأن إفراد الصلاة عنه مكروه كعكسه لاقترانهما كما قلنا في قوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً والجمع بين الصلاة والسلام هو الأولى والأفضل والأكمل، ولو اقتصر على أحدهما جاز من غير كراهة، فقد أورده جماعة من السلف منهم الإمام مسلم في أول صحيحه.) (3) (محمد): هو اسم من أسماء النبي محمد وهو في القرآن الكريم في أكثر من موضع نحو قوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، ويقال لمن كثرت خصاله الحميدة: محمد، وسماه جده عبد المطلب في سابع ولادته لموت أبيه قبل ولادته، فقيل له: لم سميته محمدا وليس من أسماء آبائك ولا قومك فقال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض، وقد تحقق رجاءه، (وآله): هم مؤمنوا بني هاشم، وبني المطلب على الأصح، (وصحبه): بفتح الصاد يجوز فيها الكسر، وهي اسم جمع لصاحب، والصحب غير الآل، والآل مختص بذوي الشرف، والصحب اسم جمع كركب للراكب وهو اختيار سيبويه، وقيل: جمع صاحب، وهو مختار الأخفش، والصحيح في حد الصحابي أنه من لقي النبي - صلّى الله عليه وسلم - مؤمنا به، ومات على الإيمان من غير ردة، (ومقرئ القرآن) العامل به، وقيل: معلم القرآن، (ومع محبه) أي مقرئ القرآن أو القرآن، وقيل (محبه) أن الضمير فيها راجع إلى القرآن، وهو صادق بعموم أهل الإيمان، وقد ذكر الشيخ زكريا نفس هذه المعاني، والحقيقة أنه أعم من أن يكون قارئا أو غيره لأن المرء مع من أحبه، وقيل: الضمير في محبه راجع إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - وهو في غاية من البعد. فائدة: قد وقع اختلاف بين أكابر الأمة في أن النبوة أفضل أم الرسالة، ولكل وجهه إذ النبوة المجردة من حيث التوجه إلى الله تعالى، وأخذ الفيض منه سبحانه وتعالى أولى من حيث التوجه إلى الخلق وإيصال الفيض إليهم إلا أن الرسول من حيث إنه كامل مكمل أفضل من النبي من حيث إنه كامل مع أن الرسالة لا تنافي

(4) (وبعد) إنّ هذه المقدّمة ... فيما على قارئه أن يعلمه (5) إذ واجب عليهم محتّم ... قبل الشّروع أوّلا أن يعلمو ـــــــــــــــــــــــــــــ الولاية فله المرتبة الجمعية المستفادة من صفة الاصطفائية، فإن الكامل الواصل إلى مرتبة جمع الجمع لا يحجبه الكثرة عن الواحد ولا الواحد عن الكثرة، وأما ما ذهب به بعض الصوفية أن الولاية أفضل من النبوة لم يقل به أحد من أهل العلم، وإذا كانوا يستندون إلى أن ولاية الرسول أفضل من النبوة، وأما قول الحليمي: يحصل الإيمان بقول الكافر: آمنت بمحمد النبي بخلاف محمد الرسول، لأن النبي لا يكون إلا نبيه والرسول قد يكون لغيره فمبني على الاستعمال العرفي، إلا أن لفظ الإيمان يمنع من حمله على المعنى العرفي كما لا يخفى على أهل الإيقان، ومن الملاحظ أن في البيت إيماء إلى قوله عليه السلام: «اغد عالما أو متعلما، أو مستمعا أو محبا، ولا تكن الخامسة فتهلك» رواه البزار والطبراني عن أبي بكر.) (4) (وبعد): أي وبعد ما تقدم من الحمد لله والصلاة، وهذه الكلمة وبعد يؤتى بها دائما للانتقال من غرض أو اسلوب إلى آخر، ويستحب الإتيان بها في الخطب اقتداء بالنبي عليه السلام، (وهذه) إشارة إلى القصيدة التي بين أيدينا وهي أرجوزة جميلة، (ومقدمة) وهي طائفة من العلم كمقدمة الجيش من قدم بمعنى: تقدم بكسر الدال ومنه قول الله تعالى: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أي لا تتقدموا وقيل: في الآية: إن المفعول مقدر أي لا تقدموا أمرا، ويجوز فتح دال مقدمة وهي لغة قليلة كمقدمة الرحل، والمراد بها طائفة من مسائل علم القراءة ينبغي الاهتمام بها والاعتناء بشأنها، وقد أشار المصنف بقوله (فيما على قارئه أن يعلمه) أي بيان ما يجب على كل قارئ من قراء القرآن علمه، وهذه الأرجوزة من بحر الرجز، وأجزاؤه مستفعلن ست مرات هكذا: مستفعلن مستفعلن مستفعلن ... مستفعلن مستفعلن مستفعلن ) (5) أي من الأمور الواجبة والمحتمة على كل قارئ قبل، وربما يراد بكلام الناظم الوجوب الشرعي، أي يأثم من ترك علمه أو العلم به، والمقصود بهذا كله أنه لا بدّ قبل الشروع في تعلم القرآن لتجويده أن يعلم القارئ جيدا مخارج الحروف

(6) مخارج الحروف والصّفات ... ليلفظوا بأفصح اللّغات ـــــــــــــــــــــــــــــ وصفاتها، والوجوب الشرعي هنا ما يثاب على فعله، ويعاقب على تركه، والعرفي ما لا بد منه في فعله، ولا يستحسن تركه، ويجب هنا حمل كلام المصنف على المعنى الاصطلاحي، وهو لا ينافي الوجوب الشرعي، ومن الملاحظ هنا أن جميع ما في هذه المقدمة ليس من هذا القبيل إلا إذا حمل على وجوب الكفاية، فمن اتصف بالفصاحة كالعرب الفصحاء وغيرهم ممن رزقه الله تعالى القراءة بالسليقة دون تعلم الأحكام فلا شك أنه ليس معناه الواجب عند الفقهاء الذي يعاقب على تركه، وأما من لم يتصف بما ذكر فلا بد في حقه من التجويد وعليه يحمل كلام الناظم ويراد به الوجوب الشرعي.) (6) (مخارج الحروف) وهذا الكلام تكملة للكلام السابق، وكأن المصنف يريد أن يقول: من الواجب على كل قارئ قبل الشروع في قراءة وتعلم القرآن أن يعلم أولا مخارج الحروف، وصفاتها، والمخرج: هو موضع خروج الحرف بواسطة صوت وهو هواء يتموج بتصادم جسمين، وإذا اتبع طالب العلم ذلك وأخذ العلم بالأداء عن أفواه وأسماع المشايخ تكون النتيجة أن يلفظ بلغة فصيحة صحيحة، وهنا يكون قادرا على تلقي القرآن، والحروف المقصودة هي الحروف الهجائية، وهي تسعة وعشرون حرفا، و (ليلفظوا) أي لينطقوا بلغة فصيحة مليحة إذا عرف الطالب كيف يخرج الحرف من مخرجه، وما الصفة التي تصاحبه وقت خروجه استطاع أن ينطق بأفصح اللغات. وأفصح اللغات لغة قريش، وهي أفصح من لغات سائر العرب العرباء، وهم قوم النبي - صلّى الله عليه وسلم - لقوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ، ولقوله عليه السلام: «أحب العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة في الجنة عربي» والحديث أخرجه الطبراني والحاكم والضياء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ولا غرابة في ذلك فقد أنزل القرآن بلغة قريش، وقد يتولد الحرف من حرفين، ويتردد بين مخرجين بعضها فصيح وبعضها غير فصيح، والوارد من الثاني في القرآن خمسة: الألف الممالة، والهمزة المسهلة، واللام المفخمة، والصاد كالزاي والنون المخفاة، واللغات جمع لغة، وهي الألفاظ الموضوعة من لغى بالكسر

(7) محرّري التّجويد والمواقف ... وما الّذي رسم في المصاحف (8) من كلّ مقطوع وموصول بها ... وتاء أنثى لم تكن تكتب بها ـــــــــــــــــــــــــــــ يلغي لغيا إذا لهج بالكلام وأصلها لغي أو لغو، والهاء عوض عن المحذوف.) (7) (محرري) أي محققي، وهنا لا بد من إشباع كسرة الفاء حتى تصل إلى حد الياء في كلمة مواقف، وذلك لمناسبة الوزن، وكذلك رسم بتشديد السين المكسورة هكذا رسم، وفي نسخة بالتخفيف هكذا (رسم) أي كتب، والمعنى حال كون علماء المخارج والصفات طالبي تحرير تجويد القرآن وإتقانه، من تحسينه وإمعانه ومريدي معرفة المواقف والمبادي من الكلمات القرآنية، ومعرفة مرسوم المصاحف العثمانية لأنه أحد أركان القرآن وهي ثلاثة: 1 - ضرورة موافقته لوجه من وجوه النحو ولو ضعيفا. 2 - ضرورة موافقته للرسم العثماني ولو احتمالا. 3 - صحة الإسناد، وفي ذلك يقول ابن الجزري: فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي وصحّ إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان والركنان الآخران: التواتر وموافقة العربية، وحذف المبادي من باب الاكتفاء كقوله تعالى: سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ أي والبرد، والمراد بالمواقف المواضع التي يحسن الوقف إليها أو عليها.) (8) (من كل مقطوع) أي كل مقطوع وموصول كتب في المصاحف العثمانية، وما يكتب مقطوعا منه الكلمات لا من الحروف، ومن الملاحظ هنا أن الضمير في «بها» يعود إلى المصاحف، (وتاء أنثى لم تكن تكتب بها) أي بهاء وقصر كما هو قراءة حمزة في الوقف على الهمزة، والمعنى تاء التأنيث لم تكتب بتاء مربوطة بل تكتب بتاء مجرورة، وهناك مواضع تكتب فيها التاء مربوطة غير المواضع التي تكتب فيها مجرورة، سوف يأتي في موضعه إن شاء الله تعالى. فائدة: يلاحظ في البيت - آخر المقدمة - الجناس اللفظي والخطى وهو الجمع بين متشابهين في اللفظ والخط والطباق وهو الجمع بين معنيين متقابلين.

2 - مخارج الحروف

2 - مخارج الحروف (9) مخارج الحروف سبعة عشر ... على الّذي يختاره من اختبر ـــــــــــــــــــــــــــــ (9) (مخارج) جمع مخرج، والمخرج هو محل الخروج، وفي الاصطلاح: محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده صوت النطق بالحرف فيتميز عن غيره، وطريقة معرفة مخرج الحرف: هو النطق به ساكنا أو مشددا بعد همز وصل محرك بأية حركة، ثم يصغى إليه، فحيث ما انقطع صوت النطق بالحرف فهو مخرجه نقول مثلا: (ام، ام) فنعرف أن مخرج الميم من الشفتين، أي أنه حرف شفوى، وهكذا في باقي الحروف الهجائية، أي يمكن بذلك معرفة مخارجها، والحروف هي الحروف الهجائية وعددها تسعة وعشرون حرفا باتفاق البصريين إلا المبرد فإنه جعل الألف والهمزة واحدا محتجا بأن كل حرف يوجد مسماه في أول اسمه والألف أوله همزة، والتحقيق في الفرق بينهما أن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يتصور أن يوجد لها اسم يكون مسماه ساكنا والهمزة إنما تكون متحركة أو مجزومة فكان حقها أن يقال لها: أمزة لكنها أبدل منها هاء، ولذا قيل: دليل تعددهما إبدال أحدهما من الآخر كما حقق في الآل والأهل وأراق وهراق والشيء لا يبدل من نفسه، والحاصل أن الألف على نوعين: لينة وغيرها فهو أعم لغة واعتبارا وإن كان مغاير الهمزة اصطلاحا، وأن مخرج الهمزة محقق ومخرج الألف مقدر. وقد قسم علماء هذا الفن المخارج إلى عامة وخاصة، فالعامة التي تشتمل على مخرج فأكثر، والخاصة المحددة التي لا تشتمل إلا على مخرج واحد، وقسّمت بعد ذلك إلى خمسة رئيسية، تحتوى على سبعة عشر مخرجا، وهي عند جمهور العلماء (الجوف، والحلق، واللسان، والشفتان، والخيشوم)، وقد ذهب بعض أهل العلم - ومنهم الشاطبي - رحمه الله - إلى أنها ستة عشر مخرجا تنحصر في أربعة مخارج عامة هي: (الحلق، وفيه ثلاثة، اللسان وفيه عشرة، الشفتان وفيه مخرجان، الخيشوم وفيه مخرج واحد). ومن الملاحظ أنهم أسقطوا الجوف، أما الفرّاء ومعه بعض أهل فن التجويد واللغة، فقد ذهبوا إلى أن عدد المخارج أربعة عشر مخرجا عاما هي: (الحلق وفيه ثلاثة، واللسان فيه ثمانية، والشفتان وفيه مخرجان، والخيشوم وفيه مخرج واحد. والمقصود ب (الذي يختاره من اختبر) أي هم أهل المعرفة بهذا الفن كالخليل ابن أحمد، وسيبويه، والفراء، وغيرهم.

(10) فألف الجوف وأختاها وهي ... حروف مدّ للهواء تنتهي ـــــــــــــــــــــــــــــ فائدة: هناك فرق بين اسم الحرف ومسماه، فاسم الجيم من جبل مثلا هو جيم، ولكن المسمى جه، لأنه لما سأل الخليل أصحابه كيف تلفظون بالجيم من جعفر فقالوا: جيم، قال: إنما لفظتم بالاسم لا بالمسمى لكن قولوا: جه، وهكذا في باقي الحروف الهجائية.) (10) (فألف الجوف) المقصود به موضع خروج الألف، وهو يخرج من الجوف: وهو الخلاء الداخل في الفم، فلا حيز لها محقق تنتهي إليه، بل تنتهي بانتهاء الهواء، أي هواء الفم، وهو الصوت، وحروف الجوف هي حروف المد الثلاثة: (الألف: ولا تكون إلا ساكنة، ولا يكون قبلها إلا مفتوحا، والواو: الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها) وقد جمعت هذه الحروف في لفظ (واي) وهي في (نوحيها) أيضا، وتسمى الحروف الهوائية، لأنها تنقطع عند انقطاع النفس، (واختاها) وهما - كما أشرنا - الواو والياء الساكنتان المجانس لهما ما قبلهما، بأن انضم ما قبل الواو، وانكسر ما قبل الياء بخلافهما إذا تحركتا أو سكنتا، ولم يجانسهما ما قبلهما فيصير لهما حيز محقق، ومن ثم كان لهما مخرجان، مخرج حال كونهما مديتين، ومخرج حال كونهما متحركتين، والمقصود (بحروف مد) أي الحروف المدية التي لا يتحقق وجودها إلا بمدها قدر ألف، ويسمى المد الأصلي والذاتي والطبيعي، وقد يزاد بسبب من أسباب المد الفرعي، وتسمى هذه الحروف أيضا لينية، وإن كانت اللينية مختصة بكونها ساكنة، ولا تكون حركة ما قبلها من جنسها وقد قدم الناظم - رحمه الله - حروف المد على سائر الحروف لعموم مخرج المدية، وكونها بالنسبة إلى مخارج البقية بمنزلة الكل في جنب الجزء فيستدعى التقديم من هذه الحيثية، وإن كان المناسب تأخيرها عنها باعتبار أن حيزها مقدر، وما حيزه مقدر فهو حقيق بأن يؤخر عما حيزه محقق. ولما كان مادة الصوت الهواء الخارج من داخل الإنسان كان أوله آخر الحلق وآخره أول الشفتين فرتب الناظم - رحمه الله - الحروف باعتبار الصوت وفاقا للجمهور حيث قال: فألف الجوف، ورتب تسمية المخارج باعتبار وضعها الأصلي حيث جعل الأقصى وهو الأبعد مما يلي الصدر، والأدنى وهو الأقرب لمقابله.

(11) ثمّ لأقصى الحلق همز هاء ... ثمّ لوسطه فعين حاء (12) أدناه غين خاؤها والقاف ... أقصى اللّسان فوق ثمّ الكاف ـــــــــــــــــــــــــــــ (11) (ثم لأقصى الحلق): أي بعد ذلك بعد الجوف مما يلي الصدر حرفان وذكر الهمزة والهاء، وهنا نلاحظ أنه يتكلم عن الحلق والحروف التي تخرج منه والتي تسمى بالحروف الحلقية لأنها تخرج من الحلق وهي ستة حروف: همز وهاء، وعين، وحاء، وغين، وخاء، ثم حدد الناظم من أين يخرج مخرج كل منها من الحلق، وهذه دقة في تحديد المخارج فبدأ بأقصى الحلق أي لأبعده من الفم وهو موضع لخروج كلا من الهمز والهاء. (ثم لوسطه) ووسط الشيء محركه ما بين طرفيه كأوسطه وهنا تحديد لمخرج العين والحاء، أي يخرج كل منهما من وسط الحلق بالتحديد، وقد نص أبو الحسن ابن شريح على أن الحاء قبل العين، وهو كلام المهدوي وغيره.) (12) ثم بدأ الناظم - رحمة الله عليه - يكمل باقي الحروف التي تخرج من الحلق بتحديد موضع خروجها من الحلق، فأشار إلى أن أدنى الحلق أي أقرب الحلق إلى الفم وهو أوله من جانب الفم مخرج غين وخائها، وإضافة الخاء إليها لأدنى ملابسة، وهي المشاركة في الحروف الهجائية أو فى صفة الحلقية أو في الاتصاف بالمعجمة، وتقديم الغين على الخاء هو مختار سيبويه أيضا وعليه الشاطبي وتبعه الناظم، ونص مكي على تقديم الخاء على الغين وقال ابن خروف النحوي إن سيبويه لم يقصد ترتيبا فيما هو من مخرج واحد فهذه ثلاثة مخارج لستة أحرف وتسمى - كما أشرنا من قبل - هذه الحروف حلقية، لخروجها من الحلق في الجملة، وهذه الحروف تجمع في أوائل كلمات قوله: «أخي هاك علما حازه غير خاسر» وفي أوائل كلمات قوله: «إن غاب عني حبيبي همني خبره»، وقد أشار إليها مجموعة الجمزوري في قوله: همز فهاء، ثم عين حاء ... مهملتان، ثمّ غين خاء وقوله (أقصى اللسان): أي آخره مما يلي الحلق، والمراد به أيضا أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى، (ثم الكاف) ثم انتقل بعد تحديد مخرج الحروف التي)

(13) أسفل والوسط فجيم الشّين يا ... والضّاد من حافته إذ وليا (14) الأضراس من أيسر أو يمناها ... واللّام أدناها لمنتهاها ـــــــــــــــــــــــــــــ تسمى بالحلقية - إلى تحديد مخرج حرف الكاف فأشار إلى أن مخرجها من أقصى اللسان.) (13) (أسفل): أي وما تحته من الحنك الأعلى، ويسمى الحرفان اللهويين، لأنهما يخرجان من آخر اللسان عند اللهاة، وهي اللحمة المشرفة على الحلق والجمع «لهي» «ولهوات» و «لهيات» وقيل: اللهاة أقصى الفم واللسان، والمقصود هنا تحديد مخرج الحروف الثلاثة: الجيم والشين والياء، وقد قال المهدوي: إن الشين تلي الكاف ثم الجيم والياء تليان الشين كما حكاه عنه الناظم، وتسمى الحروف الثلاث شجرية، لأنها تخرج من شجر اللسان وما يقابله، والشجر مفتح الفم، وقيل مجمع اللحيين، والمراد بالياء غير الياء المدية. (والضاد من حافته إذ وليا) وبدأ الناظم - رحمه الله - بعد تحديد مخرج الحروف الشجرية في تحديد موضع أو مخرج الضاد، وهو أصعب المخارج، والنطق بالضاد كاملا من ميزات العربي، إذ لا توجد الضاد في أية لغة غير العربية، ولذلك تسمى لغة الضاد، وقد تميز النبي - صلّى الله عليه وسلم - بكمال نطقه بها، فقال: «أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش» أي الذين هم أصل العرب، وهم أفصح من نطق بها، وقد خصها الرسول - صلّى الله عليه وسلم - بالذكر لعسرها على غير العرب، وقوله (بيد) بمعنى من أجل، وقيل بمعنى غير، وقد قال الشاعر في مدحه بذلك: ثم صلاة الله ما ترنّم ... حاد بسوق العسّ في أرض الحمى على نبيّنا الحبيب الهادي ... أجلّ كلّ ناطق بالضّاد وقد صرح الحفاظ ومنهم الناظم بأنه موضوع أي حديث «أنا أفصح من نطق بالضاد» والمعنى: تخرج الضاد من طرف اللسان مستطيلة إلى مما يلي الأضراس من الجانب الأيسر، وهو الأيسر والأكثر، ومن الأيمن وهو اليسير، والعسير والمعتبر أو من الجانبين معا وهو من مختصات سيدنا عمر - رضي الله عنه - وكان حق على المصنف أن يقول: من أيسر أو يمنى أو يسراها أو يمناها.) (14) (الاضراس): أصلها الأضراس نقلت حركة الهمزة إلى اللام، وهذا من

(15) والنّون من طرفه تحت اجعلوا ... والرّا يدانيه لظهر ادخلوا ـــــــــــــــــــــــــــــ باب نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله وهو في رواية ورش عن نافع المدني، وقد اكتفى بها عن همزة الوصل أي والضاد تخرج من طرف اللسان - كما قلنا - مستطيلة إلى ما يلي الأضراس من أيسر أي أيسرها وهو أكثر وأيسر أو من يمناها وهو قليل وعسير أو منهما وهو أقل وأعسر، وقيل: كان عمر - رضي الله عنه - يخرجهما منهما. (واللام أدناها لمنتهاها) أي ومخرج اللام أقرب الحافة وأولها إلى نهايتها أو إلى منتهى طرفها، والمقصود هنا مخرج اللام من أول حافة اللسان مع ما يليها من الحنك الأعلى إلى آخرها، قال سيبويه: فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية، واللثة: بضم فتخفيف مثلثة الأسنان، والثنية: مقدم الأسنان، والضاحك: كل سن تبدو من مقدم الأضراس عند الضاحك، والحاصل أن مخرج اللام ما دون أول إحدى حافتي اللسان، وذلك لأن ابتداء مخرج اللام أقرب إلى مقدم الفم من مخرج الضاد وينتهي إلى منتهى طرف اللسان وما يحاذي ذلك من الحنك الأعلى فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية وليس في الحروف أوسع مخرجا منه. فائدة: اعلم أن الأسنان على أربعة أقسام: منها أربعة تسمى: ثنايا، ثنتان من فوق وثنتان من تحت من مقدمها، ثم أربعة مما تليها من كل جانب واحدة تسمى: رباعيات، ثم أربعة كذلك تسمى أنيابا ثم الباقي تسمى: أضراسا، منها أربعة تسمى: ضواحك، ثم تسمى: اثنا عشر طواحن، ثم أربعة نواجذ، ويقال: لها ضرس الحلم وضرس العقل، وقد لا توجد في بعض أفراد الإنسان.) (15) (والنون تخرج من طرفه) بدأ الناظم - يرحمه الله - يحدد من أين مخرج النون فحدد ذلك وقال: «تخرج من طرفه» أي من طرف اللسان، وبالتحديد من طرفه تحت مخرج اللام مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، وقوله: (اجعلوا) أي واجعلوها أيها القراء تحت اللام قليلا، وقيل فوقها قليلا وهو أضيق من مخرج اللام، وقيل النون مبتدأ بتقدير مخرج، (ومن طرفه) خبره، (وتحت) ظرف (اجعلوا) ومفعوله محذوف أي اجعلوا النون تحت اللام. (والرّا يدانيه لظهر أدخلوا) أي أنه من أدنى اللسان من ظهره أدخل من النون

(16) والطّاء والدّال وتامنه ومن ... عليا الثّنايا والصّفير مستكن (17) منه ومن فوق الثّنايا السّفلى ... والظّاء والذّال وثا للعليا ـــــــــــــــــــــــــــــ قليلا ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ومنه تخرج الراء، وتسمى اللام والنون والراء حروفا ذلقية لخروجها من ذلق اللسان أي من طرفه، ولعل الراء أدخل إلى ظهر اللسان قليلا لانحرافه إلى اللام، وقضية هذا تقديم الراء على النون وجرى عليه بعضهم وما ذكره الناظم من تغاير مخارج الثلاثة مذهب سيبويه والحذاق، وذهب يحيى والفراء وقطرب والجرمي إلى أن مخرجها واحد وهو طرف اللسان، وتسمى الثلاثة ذلقية وذولقية لأنها من ذلق اللسان، وهو طرفه، والمراد بالظهر أي ظهر اللسان لا ظهر طرفه، ومجمل القول: أن مخرج هذه الثلاثة من أدنى حافة اللسان ممتدا إلى منتهاها إلا أن اللام تخرج من أدناها، والنون من طرف اللسان والراء يداني مخرج النون داخلا إلى ظهر رأس اللسان فلا يكون حينئذ مقدما على مخرج النون.) (16) الطاء والدال المهملتان ومعهما التاء تسمى الثلاثة: بالحروف النطعية، لأنها من نطع غار الحنك الأعلى وهو سقفه، ويلاحظ تخفيف نون (ومن) مراعاة للوزن، والتحقيق في تسميتها نطعية لمجاورة مخرجها نطع الغار الأعلى وهو سقفه لا لخروجها منه، ثم أخبر أن حروف الصفير وهي الصاد والزاي والسين مستقر خروجها من طرف اللسان، والمعنى أن طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، ومنه تخرج الطاء والدال والتاء.) (17) (منه) أي من طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، أو مع ما بين الثنايا السفلى والعليا، ولا فرق بينهما، لأن ما فوق الثنايا السفلى هو بالضبط ما بين الثنايا السفلى والعليا، وقد جاء في بعض الكتب بيان هذا المخرج بالتعبير الأول كالجزرية، وفي بعضها بالتعبير الثاني كالشاطبية، والعلة في اختلاف التعبيرين ضرورة الشعر التي دعت كلا إلى التعبير بما يتسع نظمه، ومن هذا المخرج تخرج الصاد والزاي والسين، وتسمى: أسلية لخروجها من أسلة اللسان أي مستدقه. ثم وضح الناظم أن من طرف اللسان أيضا مع أطراف الثنايا العليا، تخرج الظاء والذال والثاء، وهي الحروف التي جرت عادة القراء على النصح بإخراج اللسان

(18) من طرفيهما ومن بطن الشّفه ... فألفا مع أطراف سنايا المشرفة ـــــــــــــــــــــــــــــ عند النطق بها، وتسمى لثوية لقرب مخرجها من لثة الأسنان.) (*) ملاحظة: شرح باقي البيت في بداية شرح البيت التالي له وبعد الإشارة إلى مخارج اللسان العشرة. (18) (من طرفيهما) يعني تخرج من طرفي اللسان والثنايا العليا، وهذه الثلاثة اللثوية التي وردت في البيت السابق نسبة إلى اللثة وهي: اللحم النابت حول الأسنان، وبه تم مخارج اللسان وهي عشرة وحروفها ثمانية عشرة حرفا أرتبها لك - أي مخارج اللسان - كالآتي: 1 - أقصى اللسان: من فوق مما يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ومنه تخرج (القاف). 2 - أسفل أقصى اللسان: مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ومنه تخرج (الكاف) وتسميان لهويتين لخروجهما من قرب اللهة، وهي لحمة مشتبكة بآخر اللسان. 3 - وسط اللسان: وما يحاذيه من الحنك الأعلى، ويخرج منه الحروف (الجيم والشين والياء غير المدية) وتسمى هذه الحروف بالحروف الشجرية نسبة إلى شجر اللسان أي وسطه. 4 - من إحدى حافتي اللسان: وما يحاذيها من الأضراس العليا ويخرج منه (الضاد). 5 - ما بين حافتي اللسان معا: بعد مخرج الضاد وما يحاذيهما من اللثة ويخرج منه (اللام) وهو أوسع الحروف مخرجا. 6 - ما بين رأس اللسان: وما يحاذيه من لثة الثنيتين العلييين، ويخرج منه (النون). 7 - ما بين رأس اللسان: مع ظهره مما يلي رأسه وما يحاذيهما من لثة الثنيتين العلييين ويخرج منه (الراء). 8 - ما بين ظهر رأس اللسان: وأصل الثنيتين العلييين، ويخرج منه (الدال)

(19) للشّفتين الواو باء ميم ... وغنّة مخرجها الخيشوم ـــــــــــــــــــــــــــــ والتاء - والطاء) وتسمى (الحروف النطعية). 9 - من رأس اللسان: ومن بين الثنايا السفلى يخرج منه (الصاد والزاي والسين) وتسمى (حروف الصفير). 10 - من بين رأس اللسان وأطراف الثنايا العليا ويخرج منه (الذال - والثاء - والظاء) وتسمى (الحروف اللثوية).) (19) ثم أخذ المصنف في بيان مخارج الشفتين وحروفهما وهو تكملة لما ورد في البيت السابق من قوله (ومن بطن الشفة فالفا) بالقصر للوزن وزيادة الفاء (مع أطراف) بإسكان العين ونقل حركة الهمزة إليها، أي والفاء تخرج من بطن الشفة السلفى مع أطراف (الثنايا المشرفة) أي العليا، وأطلق الشفة ومراده السفلى كما تقدم لعدم تأتي النطق بالفاء من العليا، ومن الواضح أن الفاء في (فالفا) زائدة، والمعنى أن الفاء تخرج من بطن الشقة السفلى كما قلنا، ثم قال الناظم - رحمه الله-: (للشفتين الواو باء ميم) أي مخرج هذه الثلاثة خاص للشفتين حيث تخرج من بين الشفة العليا والسفلى إلا أن الواو بانفتاح والباء والميم بانطباق إلا أن انطباقهما مع الباء أقوى من انطباقهما مع الميم، والمراد بالواو في هذا البيت أي الواو غير المدية، وبالجملة فمخارج الشفتين اثنان وحروفهما أربعة كالآتي: 1 - بطن الشفة السفلى: مع أطراف الثنايا العليا، ومنه تخرج (الفاء). 2 - الشفتان معا: ومنهما تخرج الباء والميم مع انطباق، والواو مع انضمام أو انفتاح. والمراد بالواو التي تخرج من الشفتين الواو المتحركة بفتح نحو (ذروا) أو كسر نحو (وقرا) أو ضم نحو (ولد) والساكنة المفتوح ما قبلها نحو (خوف) أما الواو الساكنة المضموم ما قبلها فهي تخرج من الجوف ومن الشفتين على غيره. وأما الواو الساكنة المكسور ما قبلها فلا توجد في القرآن ولا في اللغة، وتسمى الفاء والياء والميم والواو شفوية لخروج الفاء من بطن الشفة السفلى، وخروج الباقي من الشفتين معا. ثم قال (وغنة مخرجها الخيشوم).

3 - باب الصفات

3 - باب الصفات (20) صفاتها جهر ورخو مستفل ... منفتح مصمتة والضّد قل ـــــــــــــــــــــــــــــ والغنة لغة: الترنم وقيل: صوت رخيم يخرج من الخيشوم. واصطلاحا: صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم والغنة خاصة بالنون والميم المشددتين، ومقدارها حركتان ويسمى حرف الغنة بالحرف الأغن، وللغنة مراتب أهمها ما ذهب إليه علماء هذا الفن، ومنهم الشاطبي - رحمه الله - إلى أنها ثلاثة أقواها المشدد، ثم المدغم، ثم المخفي، والخيشوم أقصى الأنف، وبرهان الغنة في سد الأنف، ولهذا لو أمسكت الأنف لم يكن خروجها، والغنة من الصفات لأنها صوت أغن لا عمل للسان فيه، وهي كما تقدم صفة النون ولو تنوينا والميم المدغمتان والمخفتان وأحرف الغنة على العموم هي: النون والميم المشددتان النون الساكنة والتنوين حال إدغامهما بأحرف (ينمو)، وحال إقلابهما ميما لدى الباء وحال إخفائهما لدى حروف الإخفاء والميم الساكن لدى إدغامها بالميم ولدى إخفائها عند الباء.) (20) الصفات جمع والمفرد صفة، والصفة لغة: ما قامت بالغير، واصطلاحا: الحالة التي تعرض للحرف عند النطق به. وهناك اختلاف في عدد الصفات فهي عند الجمهور ومنهم ابن الجزري إلى أنها ثمان عشرة، وهو ما ذكر في الجزرية هنا وقد انقص بعضهم الصفات إلى خمس عشرة صفة لأنهم عدوا هذه الصفات عدا الإصمات والإذلاق واللين، وزادها بعضهم إلى ما يزيد عن الأربعين، لأنهم أضافوا صفات أخرى إلى تلك الصفات، وهي قسمان: ذاتية وهي الملازمة للحرف لا تفارقه كالجهر والرخو بالنسبة إلى حروف كل منها، وعرضية وهي تلحق الحرف أحيانا، وتفارقه أحيانا. وتنقسم الصفات الذاتية الواردة في الجزرية إلى قسمين: قسم له ضد وهو: الجهر وضده الهمس، والرخو وضده الشدة والتوسط والاستفال وضده الاستعلاء، والانفتاح وضده الإطباق، والإصمات وضده الإذلاق. وقسم لا ضد له وهو: الصفير، والقلقلة، واللين، والانحراف، والتكرير

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ والتفشي، والاستطالة، وسوف نجد في هذه الأبيات أن الناظم - رحمه الله - سوف يبدأ بالكلام عن الصفات التي لها ضد، وهو يذكر جملة من هذه الصفات ثم يذكر ضدها، وإنني سوف أشرحها - بإذن الله - حسب ورودها في الأبيات ثم أجملها لك - يرحمك الله - وألخصها لك في ترتيب جيد بحيث يسهل عليك درسه بطريقة الصفة وضدها. وقد بدأ الناظم بصفة الجهر: وهو لغة الإعلان، واصطلاحا: حبس النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج، وهو ضد الهمس، وحروفه ما سوى حروف الهمس، وحروف الجهر تسعة عشرة، وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الهمس العشرة، وسميت هذه الحروف جهرية للجهر بها وقوتها وانحباس النفس معها عند النطق بها، ومن هنا يظهر الفرق بين الجهر والهمس فهو قائم على جريان النفس في الهمس، وانحباسه في الجهر. ثم بعد ذلك ذكر صفة الرخو: وهي لغة: اللين. واصطلاحا: لين الحرف لضعفه وجريان الصوت عند النطق به لضعف الاعتماد عليه في مخرجه، وحروفه ستة وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الشدة والتوسط، وسميت رخوية لضعفها وجريان الصوت معها حتى لانت عند النطق بها، فالفرق بين هذه الصفات الثلاث وهي الشدة والتوسط والرخو قائم على جريان الصوت وعدمه، فما جرى معه الصوت رخوى، وما انحبس معه الصوت شديد، وما لم يكمل الانحباس والجريان معه متوسط وحروف الهجاء مقسمة بين هذه الصفات الثلاث، فما كان من حروف (أجد قط بكت) سمي شديدا، وما كان من حروف (لن عمر) سمي متوسطا، أو بينيا وما لم يكن من هذه ولا من تلك سمي رخويا. ثم بعد ذلك ذكر (مستفل) أي صفة الاستفال، وهي الصفة الثالثة بترتيب الجزرية، فالاستفال لغة: الانخفاض واصطلاحا: انخفاض اللسان بالحرف وعدم ارتفاعه إلى أعلى الحنك عند النطق به، وحروفه اثنان وعشرون وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد حروفه الاستعلاء، وسميت مستفلة لانخفاض اللسان في الفم وعدم ارتفاعه إلى أعلاه عند النطق بها، فالفرق بين الاستعلاء والاستفال قائم على-

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ ارتفاع اللسان بالحرف عند النطق به أو انخفاضه، فما ارتفع اللسان معه مستعليا، وما انخفض معه مستفل، وتنقسم الحروف الهجائية بين هاتين الصفتين، فما كان من حروف (خص ضغط قظ) السبعة سمي مستعليا، وما لم يكن منها سمي مستفلا. ثم بعد ذلك قال. (منفتح) وهذه إشارة إلى صفة الانفتاح والانفتاح لغة: الافتراق. واصطلاحا: انفتاح اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه خمسة وعشرون وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد أحرف الإطباق، وسميت منفتحة، لانفتاح اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بها. فالفرق بين الإطباق والانفتاح قائم على انطباق اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى وانفتاحه عنه، فما انطبق معه اللسان على الحنك الأعلى مطبق، وما انفتح معه اللسان عن الحنك الأعلى متفتح. وتنقسم الحروف الهجائية بين هاتين الصفتين، فما كان من حروف لإطباق الأربعة سمي مطبقا، وما لم يكن منها سمي منفتحا. وبعد ذلك قال الناظم (مصمتة)، والإصمات لغة: المنع وذلك لامتناع انفرادها أصولا في ذوات الأربع والخمس من الكلمات العربية بل لا بدّ من وجود حرف من حروف الذلاقة معها ولذلك قيل في «عسجد» اسم للذهب: إنه أعجمى، واصطلاحا: ثقل الحرف عند النطق به لخروجه بعيدا عن طرف اللسان والشفتين، ويلاحظ أن هذا التعريف لا ينطبق على الواو التي تخرج من الشفتين، ومع ذلك فإنها توصف بالإصمات إلا أن تحمل هذه الواو على مثيلتها الجوفية، أو يعلل إصماتها بخروجها من الشفتين مع انفتاح أو انضمام دون غيرها من الحروف الشفوية، وفي ذلك بعض الثقل الذي من أجله وصفت بالإصمات، وحروف الإصمات ثلاثة وعشرون وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف الإذلاق، وتسمى مصمتة لثقل النطق بها بسبب خروجها من غير طرف اللسان والشفتين. فالفرق بين الإذلاق والإصمات قائم على خفة نطق الحرف لخروجه من طرف اللسان أو الشفتين، وثقل النطق به لخروجه بعيدا عن ذلك، فما خف نطقه مذلق، وما ثقل مصمت، وتنقسم الحروف الهجائية بين الإذلاق والإصمات أيضا، فما كان من حروف (فرمن)

(21) مهموسها (فحثّه شخص سكت) ... شديدها (لفظ أجد قط بكت) (22) وبين رخو والشّديد (لن عمر) ... وسبع علو (خصّ ضغط قط) حصر ـــــــــــــــــــــــــــــ لب) الستة سمي مذلقا وما لم يكن منها سمي مصمتا. وهذه هي خمس صفات لها ضد. ثم قال الناظم: (والضد قل) أي بعد ذكر هذه الخمس صفات التي لها ضد جملة بدأ في ذكر ضد هذه الصفات، وهي الهمس وهي ضد الجهر، وكذلك الشدة وضدها الرخاوة، والاستعلاء وضدها الاستفال، والانطباق أو الإطباق وضدها أي ضد صفة الإطباق صفة الانفتاح، والانذلاق وهذه الصفة ضدها الإصمات، وهي تسمى الإذلاق أيضا، وقد وضح الناظم - رحمه الله - في الأبيات القادمة هذه الصفات. (21) (مهموسها)، وهذه الصفة ضد الجهر، والهمس لغة: الخفاء، واصطلاحا: خفاء الحرف لضعفه وجريان النفس معه عند النطق به لضعف الاعتماد عليه في مخرجه، وحروفه عشرة مجموعة في قوله: (فحثه شخص سكت)، وسميت هذه الحروف مهموسة لضعفها وجريان النفس معها عند النطق بها لضعف الاعتماد عليها في مخارجها. ثم قال: (شديدها) وهذه الصفة ضد صفة الرخاوة، والشدة لغة: القوة واصطلاحا قوة الحرف لانحباس الصوت من الجريان معه عند النطق به لقلة الاعتماد عليه في مخرجه، وحروفها ثمانية مجموعة في قوله: (أجد قط بكت)، وسميت هذه الحروف شديدة لقوتها وانحباس الصوت من الجريان معها عند النطق بها لقوة الاعتماد عليها في مخارجها. (22) (وبين رخو والشديد) أي ما بين صفتي الرخاوة والشدة صفة تسمى صفة التوسط، ويعني ذلك أن التوسط البينية بين الشدة والرخاوة وتعريفه لغة: الاعتدال. واصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه معه كانحباسه مع حروف الشدة وعدم كمال جريانه معه كجريانه مع حروف الرخو، وحروفه خمسة مجموعة في قوله (لن عمر) وسميت هذه الحروف متوسطة أو بينية

(23) وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة ... و (فرّ من لبّ) الحروف المذلقة ـــــــــــــــــــــــــــــ لتوسط الصوت عند النطق بها وعدم كمال انحباسه كما في حروف الشدة، وعدم كمال جريانه كما في حروف الرخو. ولم يعد أكثر الشارحين للجزرية هذه الصفة من الصفات، وهو ما خالفهم فيه الشيخ محمود علي بسة في كتابه «فتح المجيد - شرح كتاب العميد في علم التجويد» حيث قال: «لأنها صفة ذات تعريف وحروف كغيرها من الصفات». ومن ثم كان عدد الصفات عنده ثمان عشرة لا سبع عشرة كما يرون، (وسبع علو) بضم العين وكسرها أي والمستعلية سبعة أحرف يجمعها لفظ (خص ضغط قظ) والاستعلاء لغة: الارتفاع. واصطلاحا: ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى بالحرف عند النطق به، وتسمى هذه الحروف مستعلية لاستعلاء اللسان وارتفاعه إلى الحنك الأعلى عند النطق بها، وصفة الاستعلاء ضد الاستفال، وقوله (قظ) أمر من قاظ بالمكان إذا قام به في الصيف (والخص) بضم الخاء المعجمة هو البيت من القصب، (والضغط) الضيق والمعنى أقم في وقت حرارة الصيف في خص ذي ضغط أي اقنع من الدنيا بمثل ذلك وما قاربه، واسلك طريق السلف الصالح وما وافقه، فقد جاء عن أبي وائل شقيق ابن سلمة وهو من أكابر التابعين من أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - نحو من ذلك، قال عبد الملك ابن عمير كان لأبي وائل خص من قصب يكون فيه هو ودابته فإذا غزا نقضه وإذا رجع بناه كذا ذكره أبو شامة - رحمه الله-، وقوله (حصر) أي جمعها بعضهم أي حروف الاستعلاء في هذه العبارة (خص ضغط قظ). (23) بفتح الباء من (مطبقة) ويجوز كسرها، ويتزن البيت بتنوين الثاني هكذا (ضاد) والرابع هكذا (ظاء)، والعلة في عدم تركيب هذه الحروف الأربعة المطبقة على قياس سائرها لعدم حصول معنى في تركيبها، لأن كل حروف ركبت لتكون حكما أصبح لها معنى في تركيبها، ولأن هذه الحروف إذا ركبت ثقل على اللسان النطق بها بخلاف غيرها، والحاصل أن حروف الإطباق أربعة: الصاد والضاد والطاء والظاء، وهي من جملة الحروف المستعلية. والإطباق لغة: الإلصاق. واصطلاحا: إلصاق اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه أربعة وهي: الصاد والضاد، والطاء، والظاء، على

(24) صفيرها صاد وزاي سين ... قلقلة (قطب جد) واللّين ـــــــــــــــــــــــــــــ التوالي، وسميت مطبقة، لانطباق اللسان والتصاقه بالحنك الأعلى عند النطق به. والإطباق صفة ضد الانفتاح، ثم قال: (وفر من لب الحروف المذلقة) انتقال إلى صفة الإذلاق، وحروف الإذلاق يجمعها هذا التركيب، واللب العقل بحذف تنوينه ومعنى (فر من لب) أي هرب الجاهل من العاقل. والإذلاق من الذلق، وهو لغة: الطرف، واصطلاحا: خفة الحرف عند النطق به لخروجه من طرف اللسان، أو من إحدى الشفتين، أو منهما معا، وحروفه ستة كما سبق، وتسمى مذلقة، أي متطرفة لخروج بعضها من طرف اللسان، وبعضها من بطن الشفة السفلى، وبعضها من الشفتين معا، والإذلاق صفة ضد الإصمات. (24) وبعد انتهاء الناظم - رحمه الله - من ذكر الصفات التي لها ضد، بدأ بعد ذلك في ذكر الصفات التي لا ضد لها وهي سبع صفات، وقد رتبها الناظم حسب ورودها في الأبيات هكذا: الصفير، والقلقلة، واللين، والانحراف، والتكرير، والتفشي ثم الاستطالة. (وصفيرها) أي الصفير وهو لغة: صوت يشبه صفير الطائر. واصطلاحا: خروج صوت يشبه صوت الطائر مع الحرف عند النطق به، وحروفه ثلاثة وهي: الصاد، والزاي، والسين، وتسمى صفيرية لخروج صوت زائد يشبه صفير الطائر معها عند النطق بها، فالزاي تشبه صوت الأوز، والسين صوت النحل، والصاد تشبه صوت العصفور. وقد قيل: إن حروف الصفير موصوفه بهذه الصفة لأن صوتها عند النطق بها عبارة عن صوت زائد يخرج من بين النفس يصحب هذه الحروف، وهو صوت يصوت للبهائم وقيل: إن السين حرف مهموس من حروف الصفير، ويمتاز عن الصاد بالإطباق، وعن الزاي بالهمس كما في القاموس. وبعد ذكر حروف الصفير بدأ يتكلم عن القلقلة فقال: (قلقلة قطب جد واللين) يقال: القلقلة أو اللقلقة خمسة حروف لها يجمعها (قطب جد) وهي القاف والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم والدال المهملة، والقلقلة لغة: الاضطراب

(25) واو وياء سكّنا وانفتحا ... قبلهما والانحراف صحّحا ـــــــــــــــــــــــــــــ واصطلاحا: اضطراب اللسان عند النطق بالحرف حتى يسمع له نبرة قوية خصوصا إذا كان ساكنا وحروفها خمسة مجموعة في العبارة السابقة، والنبرة القوية التي تسمع حالة اضطراب اللسان في الفم عند النطق بهذه الحروف تحدث عند هذه الحروف فقط دون غيرها من الحروف. وللقلقلة مراتب ثلاث، أقواها الساكن الموقوف عليه، ثم الساكن الموصوف، ثم المحرك، وقد اختلف العلماء في كيفية القلقلة بالنسبة إلى ما سكن من حروفها، فقيل: إن الحرف المقلقل يتحرك بحركة مناسبة للحرف الذي قبله عند قلقلته، فإن كان ما قبله مفتوحا نحو (أقرب) كان الحرف المقلقل قريبا من الفتح، وإن كان ما قبله مضموما نحو (ادع) كانت القلقلة أقرب إلى الضم، وإن كان ما قبله مكسورا نحو (اقرأ) كانت القلقلة أقرب إلى الكسر، أي أن القلقلة تابعة لحركة الحرف الذي قبلها حتى تتناسب الحركات، وقيل: إن الحرف المقلقل يتحرك بحركة مناسبة للحرف الذي بعده عند قلقلته مفتوحا كان أو مكسورا أو مضموما، أي أن القلقلة تابعة لحركة الحرف الذي بعدها حتى تتناسب الحركات. وقيل: إن القلقلة تكون أقرب إلى الفتح دائما دون التفات إلى كون ما قبل الحرف المقلقل أو ما بعده مفتوحا أو مكسورا أو مضموما وهو يكون العمل به أكثر. وقوله: (واللين) أي حروف اللين بلا مد، واللين لغة: السهولة. واصطلاحا: إخراج الحرف من مخرجه في سهولة وعدم كلفة، وحرفاه اثنان وهما: الياء الساكنة المفتوح ما قبلها نحو (عين) والواو الساكنة المفتوح ما قبلها نحو (قوم) ويسميان لينين لسهولة النطق بهما وعدم الكلفة في إخراجهما من مخرجهما. (25) (واو وياء سكنا وانفتحا) هذا إشارة إلى حرفي اللين كما ذكرنا، وقد قيل: إن اللين سمي بذلك لقلة المد فيه بالنسبة إلى حروف المد التي حركة ما قبلها من جنسها، وذلك لأن في حرف المد مدا أصليا، وفي حرف اللين مدا يضبط بالمشافهة كل منهما كما ذكره الجعبري، ولذا أجرى حرفا اللين مجرى حروف المد حتى إذا وقع بعدهما ساكن بوقف أو إدغام جاز المد والتوسط والقصر إلا أن هذا الترتيب أولى في المد وعكسه في اللين وقد رجح قصر ورش في نحو (شيء) و (سوء) على التوسط

(26) في اللّام والرّاء بتكرير جعل ... وللتّفشّي الشّين ضادا استطل ـــــــــــــــــــــــــــــ والتوسط على الطول بهذا المعنى. ثم ذكر الناظم الانحراف وقد ثبت هذا في اللام والراء، والانحراف لغة: الميل واصطلاحا: الميل بالحرف عن مخرجه عند النطق به حتى يصل بمخرج آخر، وله حرفان وهما: اللام والراء - كما ذكر - ويسميان منحرفين لميلهما عن مخرجيهما عند النطق بهما إلى غيرهما من الخارج، وقد قيل في اللام والراء الانحراف، لأن اللام فيه انحراف وميل إلى طرف اللسان، والراء فيه انحراف إلى طرف اللسان وميل قليل إلى جهة اللام ولذلك يجعلها الألثغ لا ما. (26) (بتكرير جعل) يلاحظ أن الضمير في جعل راجع إلى الراء والمعنى أن الراء يوصف بالتكرار أيضا كما وصف بالانحراف، والتكرار اعادة الشيء، وقيل: تعريفه لغويا: الاعادة، واصطلاحا: ارتعاد رأس طرف اللسان بالحرف عند النطق به، وهو ما يؤدي إلى تكريره خصوصا إذا كان ساكنا أو مشددا ولا يكون إلا في الراء فقط، وتسمى مكررة لارتعاد رأس طرف اللسان، أي اهتزازها عند النطق بها، فيؤدي ذلك إلى تكريرها خصوصا إذا سكنت أو شددت، ووصف الراء بالتكرير لا يعني إلا قبولها له نطقا وهو ما يجب تجنبه، فهو عكس صفات الحروف التي تعني العمل بها لا تجنبها، وقد قيل: إنه من الواجب على القارئ أن يخفي تكريره، ومتى أظهر فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين. ثم قال: (وللتفشي الشين ضادا استطل) أي والتفشي ثابت للشين المعجمة، والتفشي لغة: الانتشار، واصطلاحا: انتشار الريح في الفم بالشين عند النطق بها حتى تتصل بمخرج الظاء المعجمة، ولا يكون هذا إلا في الشين فقط، وسميت متفشية لانتشار الريح في الفم عند النطق بها حتى تتصل بمخرج الظاء. ثم قال: (ضادا استطل) أي اجعلها حرفا مستطيلا، والاستطالة لغة: الامتداد، واصطلاحا: امتداد مخرج الضاد عند النطق بها حتى تتصل بمخرج اللام ولا يكون ذلك إلا في الضاد فقط وتسمى مستطيلة: لاستطالة مخرجها وسريان النطق بها فيه كله حتى تتصل بمخرج اللام. والفرق بين المستطيل والممدود أن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ المستطيل جري في مخرجه والممدود في نفسه. والخلاصة أن الصفات تنقسم إلى: متضادة، وغير متضادة، والمتضادة عشر هي: 1 - الهمس: وحروفه (فحثه شخص سكت). 2 - الجهر: وحروفه ما سوى حروف الهمس. 3 - الشدة: وحروفها (أجد قط بكت). 4 - التوسط: وحروفه (لن عمر) والرخاوة بقية الحروف. 5 - الاستعلاء: وحروفه (خص ضغط قظ). 6 - الاستفال: وحروفه ما سوى حروف الاستعلاء. 7 - الإطباق: وحروفه (ص - ض - ط - ظ). 8 - الانفتاح: وحروفه ما سوى حروف الإطباق. 9 - الإذلاق: وحروفه (فر من لب). 10 - الإصمات: وحروفه ما سوى حروف الإذلاق. والصفات غير المتضادة سبع صفات هي: 1 - الصفير: وحروفه (ص - س - ز). 2 - القلقلة: وحروفها (قطب جد). 3 - اللين: وحرفاه الياء والواو والساكنتان المفتوح ما قبلهما. 4 - الانحراف: وحرفاه (ل - ر). 5 - التكرير: وحروفه (الراء) فيجب أن لا يكرر. 6 - التفشي: وحروفه (الشين). 7 - الاستطالة: وحرفها (الضاد). ومجمل القول: إن الصفات للحروف تنقسم إلى قسمين ملخصها وخلاصتها في الجدول الآتي:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ وبين الشدة والرخاوة صفة تسمى «بالتوسط». وبصفة التوسط يتضح أن في الجزرية تتكون صفات الحروف من ثماني عشرة صفة (18). ولم يبق من الصفات بعد ذلك فائدة هادفة كالآتي: فائدة: 1 - اعلم - يرحمك الله - أن الصفات السابقة منها ما هو قوي كالقلقلة والاستعلاء، ومنها ما هو ضعيف كاللين والرخو، وعليه فالحروف الهجائية منها ما هو قوي ومنها ما هو ضعيف كذلك، وتقدر قوة الحرف وضعفه بمقدار ما يتصف به من الصفات القوية أو الضعيفة، ولذلك نرى أن أقوى الحروف الهجائية: الطاء لكون جميع صفاتها قوية، وأضعفها: الهاء لكون جميع صفاتها ضعيفة ولا يخفى عليك تقدير ما عدا هذين الحرفين من الحروف من حيث القوة والضعف. 2 - والطريقة إلى معرفة صفات الحروف هي البحث عنه أولا بين صفتي الهمس والجهر، فإن وجد من حروف الهمس فهو مهموس وإلا فهو جهري ثم يبحث

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ عنه بعد ذلك بين الشدة والتوسط والرخو، فإن وجد من حروف الشدة فهو شديد، وإن وجد من حروف التوسط فهو متوسط وإلا فرخوي، ثم يبحث عنه بعد ذلك بين صفتي الاستعلاء والاستفال، فإن وجد من حروف الاستعلاء فهو مستعل وإلا فهو مستفل، ثم يبحث عنه بعد ذلك بين صفتي الإطباق والانفتاح، ثم بين صفتي الإذلاق والإصمات على هذا النحو تماما. وإلى هنا يكون الحرف قد استكمل خمس صفات حتما وهو القدر الذي لا يقل عنه أي حرف هجائي، ثم يبحث بعد ذلك في الحروف في الصفات التي لا ضد لها واحدة واحدة، فإذا وجد له صفة منها كانت سادسة له بالإضافة إلى الصفات الخمس السابقة، ولا يكون ذلك إلا في الحروف الآتية، وهي: الصاد - الزاي - السين - القاف - الظاء - الباء - الجيم - الذال - الياء الساكنة المفتوح ما قبلها - الواو الساكنة المفتوح ما قبلها - اللام - الشين - الضاد، فهذه الأحرف لكل منها ست صفات، وقد يوجد للحرف صفتان من الصفات التي لا ضد لها فيكون عدد صفاته سبعا: ولا يكون ذلك إلا في الراء. وإذا تأملت ذلك علمت أن الحرف الهجائي لا تزيد صفاته عن سبع، ولا تقل عن خمس، وتوضيحا لذلك إليك هذا الجدول في الصفحة القادمة.

4 - باب التجويد (1))

4 - باب التجويد (1) (27) والأخذ بالتّجويد حتم لازم ... من لم يجوّد القرآن آثم ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) التجويد هو التحسين، وهو علم يبحث في الكلمات القرآنية، من حيث اعطاء الحروف حقها ومستحقها، وقد سبق أن أشرنا أن لعلم التجويد مبادي عامة منها التعريف اللغوي والاصطلاحي فانظر إليه، والتجويد حلية التلاوة وزينة القراءة فمن يقرأ القرآن مجودا مصححا كما أنزل فإن الآذان تتمتع بسماعه، وتتأثر به الجوارح وتخشع لتلاوته القلوب. (27) ولما فرغ الناظم من مخارج الحروف وصفاتها أخذ فيما يترتب عليها فقال: (والأخذ بالتجويد حتم لازم) ومن الملاحظ هنا وجود تأكيد الوجوب، والتجويد قد قيل أيضا فيه: هو تحسين ألفاظه بإخراج الحروف من مخارجها واعطاء حقوقها من صفاتها وما يترتب على مفرداتها ومركباتها فرض لازم وحتم دائم ثم هذا العلم لا خلاف في أنه فرض كفاية والعمل به فرض عين في الجملة على صاحب كل قراءة ورواية، ولو كانت القراءة سنة وأما دقائق التجويد على ما سيأتي بيانه فإنما هو من مستحسناته فالأظهر أن المراد هنا بالحتم أيضا الوجوب الاصطلاحي المشتمل على بعض أفراده من الوجوب الشرعي لا الجمع بين الحقيقة والمجاز أو استعمال المعنيين بالاشتراك كما ذهب إليه الشراح من الشافعية فإن اللحن على نوعين جلي وخفي، فالجلي: خطأ يعرض للفظ ويخل بالمعنى والإعراب كرفع المجرور ونصبه ونحوهما سواء تغير المعنى به أم لا، والخفي: خطأ يخل بالحرف كترك الإخفاء والقلب والإظهار والإدغام والغنة وكترقيق المفخم وعكسه ومد المقصور، وقصر الممدود وأمثال ذلك لا شك أن هذا النوع مما ليس بفرض عين يترتب عليه العقاب الشديد، وإنما فيه خوف العقاب والتهديد، وأما تخصص الوجوب بقراءة القرآن كما ذكره بعض الشراح فليس مما يناسب المرام في هذا المقام. وقوله (من لم يجود القرآن آثم): أي من لم يجود القرآن وفي نسخة من لم يصحح القرآن، وذلك بأن يقرأه قراءة تخل بالمعنى أو بالإعراب كما صرح بذلك الشيخ زكريا، ثم لفظ القرآن منقول في البيت على قراءة ابن كثير كما قال الشاطبي - رحمه الله-: ونقل قرآن والقرآن

(28) لأنّه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا ـــــــــــــــــــــــــــــ دواؤنا، فلا يحمل على ضرورة الوزن هذا ومن موصولة، وإن جعلت شرطيه فحذف الفاء من قبيل «من يعمل الحسنات الله يشكرها». (28) (لأنه به الإله أنزلا) والمقصود بذلك لأن الله تعالى أنزل القرآن الكريم بالتجويد أي نزل مجودا هكذا أخذه الرسول - صلّى الله عليه وسلم - مشافهة من جبريل عليه السلام، وهكذا لأن الله أنزل في القرآن الأمر بالتجويد حيث قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ومن المعلوم أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - كان مجودا كما أنزل لكنه خطاب له، والمراد أمته ونقل عن على كرم الله وجهه أنه قال: الترتيل هو التجويد للحروف ومعرفة الوقوف، لكن فيه أن فيه معرفة الوقوف ليست من الواجبات لقول الناظم: وليس في القرآن من وقف وجب، ومعرفة الوقوف من الأشياء التي لا بد لكل قارئ معرفتها تماما لكن لا يقع في المحظور وهو الوقف على كلمة تخل بالمعنى، وقد ورد عن مجاهد أنه قال: «ترسل فيه ترسلا» أي تمهل في المبني ليتبين لك المعنى كما قال تعالى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ وقال: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، وعن الضحاك أنه قال: «انبذه حرفا حرفا» وعن ابن عباس: بينه تبيينا. وقال بعض العلماء: أي تلبث وتثبت في قراءتك وافصل الحرف من الحرف الذي بعده ولا تستعجل فيتداخل بعض الحروف في بعض، وكذلك ورد في قوله تعالى: وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا أي أنزلناه بالترتيل أي بالتجويد، فإنه أنزل بأفصح اللغات، وأما ما روي عنه - صلّى الله عليه وسلم -: «رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه» فإنه متناول لمن يخل بمبناه أو مبانيه أو معانيه أو بالعمل بما فيه، وفي ذلك لا بدّ من التحرز من اللحن، وهو هنا الخطأ والميل عن الصواب. وقال: (وهكذا منه إلينا وصل) أي وصل القرآن من الإله جل في علاه بواسطة الأمين جبريل مجودا كما قلنا إلى الرسول - صلّى الله عليه وسلم - ببيان متواتر من اللوح المحفوظ، ونقله النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى الصحابة، وتعلم التابعين ثم أتباعهم وهكذا إلى مشايخنا - رحمهم الله - متواتر بوصف الترتيل المشتمل على التجويد والتحسين وتبيين مخارج الحروف وصفاتها وسائر متعلقاتها التي هي معتبرة في لغة العرب الذي نزل القرآن الكريم بلسانهم لقوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ

(29) وهو أيضا حلية التّلاوة ... وزينة الأداء والقراءة ـــــــــــــــــــــــــــــ فينبغي أن يراعي جميع قواعدهم وجوبا فيما يتغير به المبنى، ويفسد المعنى واستحبابا فيما يحسن به اللفظ ويستحسن به النطق حال الأداء وإنما قلنا بالاستحباب في هذا النوع، لأن اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا مهرة القراء من تكرير الراءات وتطنين النونات وتغليظ اللامات في غير محلها وترقيق الراءات في غير موضعها. (29) (وهو) أي التجويد (أيضا حلية التلاوة) أي زينة التلاوة، وهناك فرق بين التلاوة والأداء أن التلاوة قراءة القرآن متتابعة كالدراسة والأوراد والوظيفة، والأداء هو الأخذ عن الشيوخ والقراءة أعم، ذكره ابن المصنف. والأخذ عن الشيوخ على نوعين: الأول: أن يسمع من لسان المشايخ، وهو طريقة المتقدمين، والثاني: أن يقرأ في حضرتهم وهم يسمعونها، وهذا مسلك المتأخرين، وقد اختلف في أيهما أولى والواضح أن الطريقة الثانية بالنسبة إلى أهل زماننا أقرب إلى الحفظ. والتجويد على أربعة مراتب: ترتيل، وتحقيق، وتدوير، وحدر. فأما الترتيل: هو القراءة بتؤدة وطمأنينة، لا يقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام. والتحقيق: هو القراءة بتؤدة وطمأنينة، بقصد التعليم، مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام. والتدوير: هو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والسرعة مع مراعاة الأحكام. والحدر: وهو القراءة بسرعة، مع مراعاة الأحكام. وهي في الفضل والأولوية حسب هذا الترتيب. ولا شك أن أفضلها على العموم مرتبة الترتيل لنزول القرآن بها قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا، والترتيل هو مختار ورش وعاصم وحمزة، والحدر هو الإسراع وهو مختار قالون وابن كثير وأبي عمرو، والتدوير مختار ابن عامر والكسائي.

(30) وهو إعطاء الحروف حقّها ... من صفة لها ومستحقّها (31) وردّ كلّ واحد لأصله ... واللّفظ في نظيره كمثله ـــــــــــــــــــــــــــــ (30) قيل: أن هذا البيت يعتبر تعريفا لعلم التجويد، وما سبق نعت له أي التجويد هو إعطاء الحروف بعد إحسان مخارجها وتمكينها في محايزها حقها من كل صفة من صفاتها المتقدمة وإعطائها مستحقها من تفخيم وترقيق وسائر أوصافها الآتية، والفرق بين حق الحروف ومستحقها أن حق الحرف صفته اللازمة له من همس وجهر وشدة ورخاوة وغير ذلك من الصفات الماضية، ومستحقها ما ينشأ عن هذه الصفات كترقيق المستفل وتفخيم المستعلي ونحو ذلك من ترقيق الراءات وتفخيم بعضها، وكذلك حكم اللامات، ويدخل في الثاني ما ينشأ من اجتماع بعض الحروف إلى بعض مما حكموا عليه بالإظهار والإدغام والإخفاء والقلب والغنة والمد والقصر وأمثال ذلك فالحق صفة اللزوم والمستحق صفة العروض هذا ولا يخفى أن إخراج الحرف من مخرجه أيضا داخل في تعريف التجويد كما صرح به الناظم في كتاب التمهيد فكان ينبغي أن يذكر فيه وقد أشرنا إلى جواب لطيف في ضمن تعريفه وهو أن الحروف لا تتحقق إلا باعتبار إخراجها من حيزها لكن يبقى فيه إشكال من جهة أن بعض الصفات أيضا مميزة لها. (31) والمقصود (برد كل واحد لأصله) أي بيان مخرج كل واحد من الحروف فإن معناه أن التجويد هو رد كل واحد من الحروف لأصله أي صرفه إلى أصل من حيزه ومخرجه لكن يرد عليه أنه كان ينبغي أن يقدم بيان المخارج على الصفة لأن الأول بيان الحقيقة والماهية، والثاني بيان الصفة والكيفية، وغاية ما يتكلف في الجواب عنه أن يقال: الواو لمطلق الجمعية لا لإفادة الترتيب بين المتعاطفة، وقيل: ورد كل واحد من الحروف لأصله أي حيزه من مخرجه. وقوله (واللفظ في نظيره) المراد بالنظير والمثل هنا واحد، وكان الأولى أن يقول واللفظ في شبيهه كمثله والكاف زائد والمعنى أن من التجويد أن يتلفظ في اللفظ الثاني مثل ما يتلفظ بمثله أولا، يعني أنه إذا أراد أن ينطق بالحرف مرققا أو مفخما أو مشددا أو مقصورا أو ممدودا أو مظهرا أو مدغما وأمثال ذلك جاء شبيهه مما يقتضي تلك الصفات السابقة فيتلفظ به بلا تفاوت لتكون القراءة على المناسبة والمساواة ولا يبعد أن يكون النظير

(32) مكمّلا من غير ما تكلّف ... باللّفظ من النّطق بلا تعسّف ـــــــــــــــــــــــــــــ على بابه يراد أن مده بألف الرحمن يكون على مقدار مده بياء الرحيم وأمثال ذلك. وقيل: (واللفظ في نظيره) أي نظير ذلك الحرف (كمثله) أي وأن تلفظ بنظيره بعد لفظك به مثل لفظك به أولا، إن كان الأول مرققا فنظيره كذلك أو مفخما فنظيره كذلك أو غيره فغيره لتكون القراءة على نسبة واحدة. (32) أي حال كون اللافظ مكمل الصفات حقا واستحقاقا وهذا المعنى يأتي مع كسر مكملا، أو بفتح الميم أي حال كون الملفوظ مكمل الأداء مخرجا وصفة من غير تكلف وارتكاب مشقة قراءته بالزيادة على أداء مخرجه والمبالغة في بيان صفته وما زائدة لتأكيد النفي، وقيل: من غير ما تكلف في القراءة. وقوله: (باللطف في النطق بلا تعسف) وفي نسخة (باللفظ) بدلا من باللطف وهو أن يتلفظ في نطقه بالقراءة بلطف أي بلا خروج عن استقامة جادة الأداء، والمعنى أنه ينبغي أن في قراءته في الترتيل عن التمطيط، وفي الحدر عن الإدماج والتخليط، فإن القراءة بمنزلة البياض إن قل صار سمرة وإن كثر صار برصا، وقول الشيخ زكريا في نسخة باللفظ فلا وجه لصحتها، وقد أشرنا أن القرآن يقرأ بالترتيل وبالتحقيق وبالحدر والتخفيف والترتيل أولى لظهور المعنى والتحقيق أفضل لتكثير المبني، وقد ورد أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد» يعني عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - والمراد بالغض الطري فإنه - رضي الله عنه - كان قد أعطى حظا عظيما في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله كما أنزله الله تعالى، وقد أمره - صلّى الله عليه وسلم - أن يسمعه القرآن فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: نعم أحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه سورة النساء إلى أن وصل إلى قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً فقال حسبك الآن وكانت عيناه تذرفان. وفي الحديث الوارد في الصحيحين إيماء إلى بيان الطريقين في أخذ القراء عن الشيوخ، ولما كان عبد الله من أجلاء علماء القراءة من الصحابة خصه النبي - صلّى الله عليه وسلم - بهذه المنقبة. وتجوز القراءة سرا وعلانية وبأيهما اقترن نية صالحة كان أعلى وأولى. وفي الموطأ وسنن النسائي عن حذيفة - رضي الله

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ عنه - عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابين» وفي رواية «أهل العشق والكتابين فإنه سيجيء قوم بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم» والمراد بألحان العرب القراءة بالطبائع والأصوات السليقية وبألحان أهل الفسق: الأنغام المستفادة من القواعد الموسيقية، والأمر محمول على الندب، والنهي محمول على الكراهة، إن حصل له معه المحافظة على صحة ألفاظ الحروف وإلا فمحمول على التحريم، والقوم الذين لا تجاوز حناجرهم قراءتهم الذين لا يتدبرونه ولا يعملون به ومن جملة العمل به الترتيل والتلاوة حق تلاوته، ونقل الزيلعي من الأئمة الحنفية أنه لا يحل التطريب، وهو أن يترنم بالقراءة فيمد في غير محل المد ويزيد في المد ما لم تجزه العربية، وكذلك لا يحل الترقيص، وهو أن يروم السكت على الساكن ثم ينقز مع الحركة في عدو وهرولة، وكذلك لا يحل القراءة بالترعيد وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد أو ألم، وكذلك لا يحل القراءة بالتحزين، وهو أن يترك طباعه وعادته في التلاوة ويأتي بها على وجه آخر كأنه حزين يكاد يبكي من خشوع وخضوع، وإنما نهي عن ذلك لما فيه من الرياء، وكذلك لا يحل القراءة بما أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون في صعيد واحد فيقرءون كلهم بصوت واحد فيقطعون القراءة، ويأتي بعضهم ببعض الكلمة والآخر ببعضها وهو حرام مبتدع، ويحافظون على مراعاة الأصوات خاصة، وسماه بعضهم التحريف، فإن قال قائل منهم قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» فقل له: المراد بالتغني به هو تحسين الصوت وتزيينه على وفق التجويد وتبيينه لقوله - صلّى الله عليه وسلم -: «زينوا القرآن بأصواتكم». وقد بلغنا عن الأستاذ الإمام أبي علي البغدادي المعروف بسبط الخياط صاحب المنهج وغيره في القراءة أنه كان قد أعطى حظا عظيما وأنه أسلم على يده جماعة من اليهود والنصارى من سماع قراءته وحسن صوته، وفي الحديث الشريف عن زيد بن ثابت عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل» أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ويؤيده قوله تعالى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ.

5 - باب الترقيق (*))

(33) وليس بينه وبين تركه ... إلّا رياضة امرئ بفكّه 5 - باب الترقيق (*) (34) ورقّقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف ـــــــــــــــــــــــــــــ (33) والمقصود في هذا البيت هو التجويد، والهدف مداومة تلاوته أي مداومة القراءة والتكرار والسماع من أفواه المشايخ لا بمجرد النقل والسماع وإطلاق الفك وهو اللحى على الفم من باب إطلاق الجزء على الكل، ومجمل القول: يعني ليس بين التجويد وتركه فرق بمعنى فارق إلا مداومة امرئ على التكرار وسماعه من ألفاظ المشايخ الحذاق الأبرار لا مجرد اقتصار على النقل من الكتب المدونة أو اكتفاء بالعقل المختلف الأفكار. (*) الترقيق لغة: التحنيف. واصطلاحا: حالة من الرقة تلحق الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه، ومن الملاحظ أن الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم مفخم دائما، وقسم مرقق دائما، وقسم مفخم في بعض الأحوال مرقق في بعضها الآخر. (34) قوله: (فرققن مستفلا) أي أن الحروف التي ترقق هي حروف الاستفال، وهي ما دون حروف الاستعلاء التي جمعت في: «خص ضغط قظ» وهي حروف التفخيم ولا يجوز تفخيم شيء من الحروف المستفلة إلا اللام من اسم الله الواقعة بعد الفتح أو الضمة. وحكم اللام من لفظ الجلالة أنها إن وقعت بعد فتح نحو (وعد الله) أو ضم نحو (إن عبد الله) فخمت وإن وقعت بعد كسر نحو (بسم الله) رققت. وفي ذلك يقول ابن الجزري: وفخم اللام من اسم الله ... عن فتح أو ضم كعبد الله وقوله: (وحاذرن) أي واحذر البتة تفخيم لفظ الألف أي كن حاذرا من تفخيمها خصوصا الألف من بين الحروف المستفلة. والقاعدة المقررة هي أن الألف لازمة للحرف الذي قبلها فإذا وقعت بعد حرف)

6 - باب استعمال الحروف

6 - باب استعمال الحروف (35) وهمز الحمد أعوذ اهدنا ... الله ثمّ لام لله لنا (36) وليتلطّف وعلى الله ولا الضّ ... كما والميم من مخمصة ومن مرض (37) وباء برق باطل بهم بذي ... فاحرص على الشدّة والجهر الّذي ـــــــــــــــــــــــــــــ مستعلي تبعته في التفخيم، وذلك لأنها لازمة لفتحة الحرف الذي قبلها، وإذا وقعت بعد حرف مستفل تبعته في الترقيق، ومن الملاحظ أنها ترقق بعد المستفل، وتفخم بعد المستعلي أو شبهه والمراد بشبهه الراء لأنها تخرج من طرف اللسان وما يليه من الحنك الأعلى الذي هو محل حروف الاستعلاء. (35) قوله: (وهمزة الحمد) أي حاذرن تفخيم همزة الحمد، وكذلك همزة أعوذ وهمزة اهدنا عند الابتداء بكل منها وذلك لما فيها من كمال الشدة ولمجاورتها العين واللام من الحروف المتوسطة بين الرخاوة والشدة وكون الهاء من الحروف الرخوة واللام في اسم الله من الحروف المفخمة، فالهمزة مرققة وسواء جاورها مفخم أو مرقق أو متوسط فلا يختص ذلك لمجاورة الأحرف المذكورة (ثم) حاذرن تفخيم لام لله وذلك لكسرتها ولام لنا وذلك لمجاورتها النون. (36) أي من باب الترقيق أيضا لامى وليتلطف، وذلك لمجاورة الأولى الياء ولمجاورة الثانية الطاء المستعلية، والمقصود هنا ترقيق اللام الأولى والثانية من لفظ وليتلطف، (وعلى الله): أي ترقق أيضا اللام الأولى من على الله وذلك لمجاورتها اللام المفخمة من اسم الله، وكذلك اللام الأولى من قوله تعالى: (ولا الضالين) وذلك لمجاورتها الضاد المستعلية وهي من حروف التفخيم أي الضاد. وحاذرن أيضا تفخيم الميم الأولى من مخمصة ومن مرض لمجاورة الميمين الأوليين للحرفين المفخمين. (37) أي ورقق باء برق وذلك لمجاورتها الراء المفخمة لا سيما وبعدها قاف مستعلية، ومثلها باء (باطل) لأجل الطاء المستعلية من غير اعتبار، وكذلك باء (بهم) وباء (بذي) لمجاورتهما الرخوة (واحرص) أو فاحرص على الشدة والجهر الذي أي)

7 - باب الراءات (*)

(38) فيها وفي الجيم كحبّ الصبر ... ربوة اجتثّت وحجّ الفجر (39) وبيّنن مقلقلا إن سكنا ... وإن يكن في الوقف كان أبينا (40) وحاء حصحص أحطت الحقّ ... كما وسين مستقيم يسطو يسقو 7 - باب الراءات (*) (41) ورقّق الرّاء إذا ما كسرت ... كذاك بعد الكسر حيث سكنت ـــــــــــــــــــــــــــــ الذي في الباء، ولم يقل اللذين لوزن المبني أو لاتحاد مؤداهما في المعنى وفي الجيم لئلا تشتبه الباء بالفاء والجيم بالشين، (كحب) و (الصبر) و (ربوة) و (اجتثت وحج) و (الفجر) وذلك نحو (يحبونهم كحب الله) و (وتواصوا بالصبر) و (ربوة اجتثت) وقوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ والْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ. (39) والمقصود في هذا البيت هو بيان بعض صفات الباء وغيرها من حروف القلقلة حال سكونها في الوقف، وقد سبق أن أشرنا أن للقلقلة خمسة حروف هي (قطب جد) بشرط سكونها سكون أصلي، ويظهر الحرف المقلقل أكثر عند الوقف، أي كان أكثر بيانا وأظهر عيانا، ويحذر تفخيم حاء (حصحص) لمجاورتها الصاد المستعلية وكذلك حاء (أحطت) و (الحق) لمجاورتهما الطاء والقاف الشديدتين، وكذلك سين (مستقيم) وسين (بسطو) من قوله تعالى: يسطون ويسقون في سورة القصص لمجاورتها التاء والطاء والقاف الشديدات، وكل ذلك راجع إلى إعطاء الحروف حقها ومستحقها. (*) سبق أن أشرنا في باب الأسئلة والأجوبة أن للراء حالات معينة، فتارة تكون مرققة، وتارة يجوز فيها الترقيق والتفخيم، وتارة تكون مفخمة وهكذا. (41) وهنا إشارة إلى ترقيق الراء الذي أصلها التفخيم إذا ما كسرت أي الراء المكسورة نحو (رزقا) سواء كانت في أول الكلمة أو في وسطها نحو (مريئا) أو في آخرها ولا يكون ذلك إلا في حالة الوصل نحو (ليلة القدر).

8 - باب اللامات

(42) إن لم تكن من قبل حرف استعلا ... أو كانت الكسرة ليست أصلا (43) والخلف في فرق لكسر يوجد ... وأخف تكريرا إذا تشدّد 8 - باب اللامات (44) وفخّم اللّام من اسم الله ... عن فتح أو ضمّ كعبد الله (45) وحرف الاستعلاء فخّم واخصصا ... الإطباق أقوى نحو قال والعصا ـــــــــــــــــــــــــــــ أما إذا فتحت أو ضمت أو سكنت ولم يكن قبلها حال سكونها حرف ممال أو ياء ساكنة أو كسرة، وإن وقع بينهما ساكن فتفخم على أصلها. (42) (إن لم تكن) أي إن لم تكن الراء الساكنة الموجودة بعد الكسر، يعني وكانت الكسرة قبلها لازمة نحو: فرعون ومرية فإن وقعت قبل حرف استعلاء والواقع منه بعدها في القرآن ثلاثة أحرف القاف والطاء والصاد نحو فرقة وقرطاس وبالمرصاد أو كانت الكسرة غير لازمة بل عارضة نحو: اركعوا، ثم بين ما وقع فيه خلف بسبب كسر حرف الاستعلاء فقال والخلف ثابت في راء فرق كالطود العظيم فتفخم لحرف الاستعلاء وترقق لكسر يوجد أي في القاف وإنما لم يختلفوا في غيره كفرقة وقرطاس لانتفاء كسر حرف الاستعلاء فيه (واخف تكريرا للراء إذ تشدد) ومن الواجب إخفاء تكرير الراء فمتى أظهر التكرير فقد حصل من الحرف المشدد حروفا ومن المفخم حرفين. (44) أي لام لفظ الجلالة فقط إلا في قاعدة ورش لبعض اللامات المخصوصة كلام الصلاة، (عن فتح أو ضم) أي بعد فتح أو ضم كعبد الله بفتح الدال وضمها نحو: قال الله، وإذ قالوا اللهم وذلك لمناسبة الفتح والضم. التفخيم المناسب للفظ الله، أما إذا وقعت بعد كسرة ولو منفصلة أو عارضة نحو أفي الله شك فترقق، وحرف الاستعلاء فخم واخصصا أي اخصص أنت للإطباق بنقل حركة الهمزة إلى اللام والاكتفاء بها عن همزة الوصل يعني واخصص الحروف المطبقة من بين سائر حروف الاستعلاء بكونها أقوى تفخيما من غير المطبقة نحو القاف من قال، والصاد من العصا، والأول مثال لغير المطبق من حروف

(46) وبيّن الإطباق من أحطت مع ... بسطت والخلف بنخلقكم وقع (47) واحرص على السّكون في جعلنا ... أنعمت والمغضوب مع ضللنا (48) وخلّص انفتاح محذورا ... عسى خوف اشتباهه بمحظور عصى (49) وراع شدّة بكاف وبتا ... كشرككم وتتوفّى في فتنتا (50) وأوّلى مثل وجنس إن سكن ... أدغم كقل ربّ وبل لا وأبن (51) في يوم مع قالوا وهم وقل نعم ... سبّحه لا تزغ قلوب فالتقم ـــــــــــــــــــــــــــــ الاستعلاء والثاني مثال للمطبق منها. (46) يبين المصنف في هذا البيت صفة إطباق الطاء في قوله تعالى: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ، وقوله: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لئلا تشتبه الطاء المطبقة المستعلية الجهرية بالتاء المنفتحة المستفلة، ثم أخبر عن الاختلاف في إبقاء صفة الاستعلاء للقاف في قوله تعالى: ألم نخلقكم من ماء مهين والخلف في ذهابها أو بقائها وبقائها أولى كما قاله الناظم تبعا لأبي عمرو الداني، ثم قال: واحرص على السكون، أي سكون اللام في جعلنا والنون في أنعمت والغين في المغضوب مع لام ضللنا الثانية لتحترز عن تحريكها كما يفعله جهلة القراء فإنه فظيع أي من فظيع اللحن. (48) أي بين وميز صفة الانفتاح عن الإطباق في نحو مَحْذُوراً وفي نحو عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً لئلا يشتبه الذال بالظاء في قوله وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً والسين بالصاد في قوله تعالى: وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى، ولعله الاتحاد في المخرج فلا يتميز كل واحد إلا بتميز الصفة. وقوله (وراع شدة) أي الشدة في الكاف والتاء بأن تمنع الصوت أن يجرى معهما مع إثباتهما في محلها نحو كشرككم مثال للكاف، وتتوفى من قوله تعالى: تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ وفتنتا في قوله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً مثال لتاء، ويقاس على الشدة الجهر والهمس والرخاوة والقلقلة وغيرها، فيراعى في كل حرف صفته التي مر بيانها ثم بين في الأبيات القادمة ما يجب إدغامه وما يمتنع. (50) يبين المصنف - رحمه الله - ما يجب إدغامه وما يمتنع بقوله (وأولى

9 - باب الضاد والظاء

9 - باب الضاد والظاء (52) والضّاد باستطالة ومخرج ... ميّز من الظّاء وكلّها تجي (53) في الظّعن ظلّ الظّهر عظم الحفظ ... أيقظ وانظر عظم ظهر اللّفظ (54) ظاهر لظى شواظ كظم ظلما ... أغلظ ظلام ظفر انتظر ظلما (55) أظفر ظنا كيف جاء وعظ سوى ... عضين ظّل النّحل زخرف سوى ـــــــــــــــــــــــــــــ مثلي وجنس إن سكن) ولو سكونا عارضا أدغم أي أدغم أنت والإدغام لغة: إدخال الشيء في الشيء وقد أشرنا إليه من قبل لغة واصطلاحا: وقد أشرنا أيضا إلى المثلين والمتجانسين في شرح «تحفة الأطفال» وأمثله ذلك نحو: قُلْ رَبِّ وبل لا وقوله: (ابن) أي أظهر المثلين في: يوم مع قالوا وهم ونحوهما مما اجتمع فيه يا آن أو واوان، ولم تدغم الغين في القاف في نحو (لا تزغ قلوب) وذلك لصعوبة ذلك، وقوله: (فلتقم) تظهر اللام لتباعد المخرجين إذ الإدغام يستدعي خلط الحرفين ويصيرهما حرفا واحدا، والحروف من حيث هي قسمان قمرية وشمسية وكل منهما أربعة عشر حرفا، فالقمرية يجمعها (ابغ حجك وخف عقيمه) والشمسية ما دون ذلك. (52) أي ميز الضاد من الظاء بالاستطالة في الضاد، والظاءات التي في القرآن تجئ في سبعة أبواب في الظعن وهي في النحل، وظل، والظهر، وعظم، والحفظ، ثم أيقظ وهي من اليقظة ولم يأت في القرآن منه إلا قوله تعالى في الكهف، وتحسبهم أيقاظا، وانظر عظم من الإنظار وهو التأخير وقع منه في القرآن اثنان وعشرون موضعا أولها قوله تعالى في البقرة وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ، وظهر وقع منه في القرآن أربعة عشر موضعا أولها قوله تعالى في البقرة: كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ، اللفظ ولم يأت منه في القرآن إلا قوله تعالى في سورة (ق) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ. (54) وظاهر ضد الباطن وقع منه في القرآن ستة مواضع، ولظى وقد وقع منه في القرآن موضعان، وشواظ ولم يأت منه في القرآن إلا ما في سورة الرحمن، وكظم وهو ستة مواضع، وظلما وقع منه في القرآن مائتان واثنان وثمانون موضعا، وأغلظ وهو ثلاثة عشر موضعا، وظلام وهو مائة موضع، وظفر ولم يأت منه إلا)

(56) وظلت ظلتم وبروم ظلّوا ... كالحجر ظلّت شعرا تظلّ (57) يظللن محظورا مع المحتظر ... وكنت فظّا وجميع النّظر (58) إلّا بويل هل وأولى ناضره ... والغيظ لا الرّعد وهود قاصره (59) والحظّ لا الحضّ على الطّعام ... وفي ظنين الخلاف سامي ـــــــــــــــــــــــــــــ موضع بالأنعام، وأظفر ولم يأت منه إلا ما في سورة الفتح، (وظنا كيف جا) وهو في القرآن سبعة وستون، وعظ وقع منه في القرآن تسعة مواضع، وسوى عضين في سورة الحجر، وظل وقع منه في القرآن تسعة مواضع، في النحل وزخرف حالة كونهما في السورتين سوى أي مستويين وهما قوله تعالى: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وفي نسخة زخرفا بالنصب على الحكاية. (56) (وظلت) عليه عاكفا وقوله في الواقعة (ظللتم) من قوله: فظللتم تفكهون وقوله: (بروم ظللوا) كما ورد في الحجر، (وظلت) كما ورد في الشعراء وقوله فيها (تظل) من قوله فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ، وقوله في الشورى يظللن من قوله فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ، ومحظورا مع قوله في القمر فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ، (وكنت فظا) لم يأت منه في القرآن إلا قوله في آل عمران وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ وجميع النظر بمعنى الرؤية وقع منه في القرآن ستة وثمانون موضعا أولها قوله تعالى في البقرة وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ. (58) (إلا بويل) أي إلا في ويل للمطففين، وفي هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ نَضْرَةً وَسُرُوراً (وأولى) أي في الأولى من القيامة وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ فإن الثلاثة بالضاد لا بالظاء، والغيظ وقع منه في القرآن أحد عشر موضعا غير الوارد في سورتي الرعد وهود وذلك لكونهما من الغيض بمعنى النقض بالضاد لا بالظاء. (59) والحظ وقع منه في القرآن سبعة مواضع، و (لا الحض على الطعام) أي قوله تعالى في سورة الحاقة والماعون، فإن الثلاثة لكونها من الحض بمعنى الحث بالضاد لا بالظاء (وفي ضنين) من قوله تعالى في التكوير وما هو على الغيب بضنين (الخلاف سامي) أي عال مشهور.

10 - باب التحذيرات

10 - باب التحذيرات (60) وإن تلاقيا البيان لازم ... أنقض ظهرك يعضّ الظّالم (61) واضطرّ مع وعظت مع أفضتم ... وصفّ ها جباههم عليهم 11 - باب الميم والنون المشددتين والميم الساكنة (62) وأظهر الغنّة من نون ومن ... ميم إذا ما شدّدا وأخفين (63) الميم إن تسكن بغنّة لدى ... باء على المختار من أهل الأدا (64) وأظهرنّها عند باقي الأحرف ... واحذر لدى واو وفا أن تختفي ـــــــــــــــــــــــــــــ (60) والمقصود هنا بيان مخرج كلا من الضاد. والظاء وقوله: (البيان) أي بيان كل منهما لا أحدهما من الآخر، لكي لا يختلط أحدهما بالآخر فتبطل به صلاته وذلك نحو قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ، أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وقوله في الفرقان يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ، وكذلك يلزم بيان الضاد من الطاء في قوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ مع بيان الظاء من التاء في قوله تعالى في الشعراء (أَوَعَظْتَ) من قوله تعالى: سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ ومع بيان الضاد من التاء في أفضتم، (وصف) أي خلص (ها جباههم عليهم) ونحوهما نحو: وَإِلهُكُمْ واهدنا لأن الهاء حرف يختفي وينبغي الحرص على بيانه. (62) (وأظهر الغنة): في هذا البيت وضع المؤلف شرطا للميم والنون لكي تصبحا للغنة لا بد أن تكون الميم والنون مشددتين، والغنة لازمة لهما متحركتين أو ساكنتين ظاهرتين أو مدغمتين أو مخفاتين وهي في الساكن أكمل منها في المتحرك وفي المخفي أكمل منها في المظهر وفي المدغم أكمل منها في المخفي ونحو ذلك: (من الجنة والناس)، (وثم) (ومن نذير)، ولما، (وما لهم من الله) (وأخفين) أنت (الميم إن تسكن بغنة لدي) أي عند باء المختار من قول أهل الأداء بالقصر للوقف نحو: (ومن يعتصم بالله فقد هدي) وقيل بإظهارها، وقيل بإدغامها. (64) وقوله: (وأظهرنها عند باقي الأحرف) أي نحو: (أنعمت) و (تمسون)، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ (واحذر) إذا سكنت الميم (لدى) أي عند (واو وفا) نحو (عليهم ولا هم) فيها (أن تختفي) بفتح أن أي اختفائها بإخفائك

12 - باب حكم التنوين والنون الساكنة

12 - باب حكم التنوين والنون الساكنة (65) وحكم تنوين ونون يلفى ... إظهار إدغام وقلب إخفا (66) فعند حرف الحلق أظهر وأدغم ... في اللّام والرّا لا بغنّة لزم (67) وأدغمن بغنّة في يومن ... إلّا بكلمة كدنيا عنونوا (68) والقلب عند البا بغنّة كذا ... الاخفا لدى باقي الحروف أخذا ـــــــــــــــــــــــــــــ لها لاتحادها بالواو مخرجا وقربها من الفاء فيظن أنها تخفى عندهما كما تخفى عند الباء، والتحذير هنا له علة وهو اتحاد كلا من الواو والفاء وقربهما من الباء، وذلك لأن اللسان يسبق بالنطق إلى الإخفاء، والمعنى إنك إذا لم تظهرها عندهما يخشى إخفاؤها في أدنى مراتبها ثم قال بعضهم إن النون أصل في الغنة من الميم لقربه من الخيشوم. (65) (وحكم تنوين ونون) ساكنة (يلفي) أي يوجد عند حروف الهجاء محصورا في أربعة أقسام، وهي: الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء، وهنا يريد أن يتكلم المصنف عن حكم النون الساكنة والتنوين وقد وضحنا الفرق بينهما في شرح تحفة الأطفال. ثم بدأ في بيان الحكم الأول وهو الإظهار الحلقي عند حروف الإظهار الستة فعندها يظهر التنوين، والنون الساكنة وذلك لصعوبة الإدغام، (وادغم) هما بتشديد الدال (في اللام والراء) نحو: (فإن لم)، و (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)، لا بغنة مبالغة في التخفيف لأن في بقائهما ثقل ما وإدغامهما في ذلك بالغنة لازم، وفي نسخة أتم. (67) ثم أخذ في بيان الحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين وهو الإدغام بغنة بعد ما وضع الإدغام بغير غنة في اللام والراء فقال في الإدغام بغنة في كلمة (يومن) وهي الحروف الباقية من (يرملون) بعد حذف اللام والراء، إلا أن يكون الحرفان بكلمة كدنيا وقنوان وصنوان فلا تدعمهما لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله نحو صنوان. ثم بعد ذلك أخذ في توضيح الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين وهو الإقلاب وذلك عند ملاقاة النون الساكنة والتنوين بالباء والإقلاب هنا يكون بغنة

13 - باب المدات

13 - باب المدات (69) والمدّ لازم وواجب أتى ... وجائز وهو وقصر ثبتا (70) فلازم إن جاء بعد حرف مد ... ساكن حالين وبالطّول يمد (71) وواجب إن جاء قبل همزة ... متّصلا إن جمعا بكلمة (72) وجائز إذا أتى منفصلا ... أو عرض السّكون وقفا مسجلا 14 - باب معرفة القوف (73) وبعد تجويدك للحروف ... لا بدّ من معرفة الوقوف ـــــــــــــــــــــــــــــ ثم تكلم عن الإخفاء وقد شرحنا أحكام النون الساكنة والتنوين واضحة في الكلام عن «تحفة الأطفال». (69) ثم أخذ بعد ذلك في بيان أحكام المد فقال: والمد وقد عرفناه في موضعه في «تحفة الأطفال» وقد قسمه هنا إلى واجب وجائز ثم تكلم عن ضد المد وهو القصر ثم أخذ بعد ذلك في الحديث عن أقسام المد فقال: (فلازم إن جاء بعد حرف مد) حرف (ساكن حالين) بالإضافة أي ساكن في حال الوصل والوقف. (وبالطول يمد) بقدر ألفين أي بعد المد الأصلي المقدر بألف، واللازم ينقسم إلى قسمين: لازم كلمي نحو دابة، ولازم حرفي نحو (ق، ص). (71) أي أن المد واجب هنا إذا جمع المد والهمز بكلمة ويسمى متصلا وذلك نحو (جاء - السماء - جيء - السوء)، وسمي متصلا لاتصال الهمزة بكلمة حرف المد، ولا يكون المد المتصل إلا إذا اجتمعت الهمزة مع حرف المد في كلمة ويكون حرف المد قبل الهمزة مع حرف المد في كلمة ويكون حرف المد قبل الهمزة في هذا النوع ثم قال (وجائز) أي المد المنفصل ويأتي هذا النوع إذا أتى حرف المد آخر كلمة والهمز أول كلمة أخرى نحو (يا أيها الناس)، أو عرض السكون عند الوقف والمد المنفصل يجوز فيه القصر أي حركتان والتوسط أي أربع حركات، أما المد المتصل لا يجوز فيه القصر أبدا، والمد العارض للسكون نحو (نستعين) ونحو (الرحيم). (73) ولما فرغ المصنف - رحمه الله - من التجويد وأحكامه اتبع ذلك

فائدة: الوقف والابتداء

(74) والابتداء وهي تقسم إذن ... ثلاثة تام وكاف وحسن (75) وهي لما تمّ فإن لم يوجد ... تعلّق أو كان معنى فابتدئ (76) فالتّام فالكافي ولفظا فامنعن ... إلّا رءوس الآي جوّز فالحسن (77) وغير ما تمّ قبيح وله ... الوقف مضطرّا ويبدا قبله (78) وليس في القرآن من وقف وجب ... ولا حرام غير ما له سبب ـــــــــــــــــــــــــــــ بمتعلقاته من الوقف والابتداء فقال: (وبعد) معرفة تجويدك للحروف لا بد لك أيها القارئ من معرفة الوقوف وقد جمعه باعتبار أنواعه المذكورة بقوله (وهي تقسم إذن) ثلاثة وهي: تام وكاف وحسن، والوقف لغة: الكف، واصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها بسكته طويلة فإن لم يكن بعدها شيء سمي بذلك قطعا. (75) وقوله (وهي) أي الوقوف المذكورة إنما تكون لما تم معناه. فإن لم يوجد) فيما وقف عليه تعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى، أو كان فيه تعلق به معنى لا لفظا، فابتدئ أنت بما بعده في القسمين وقل أما الوقف الأول فهو التام، وسمي تاما لتمام الكلام وانقطاع ما بعده عنه وأما في الثاني فالكافي وسمي به للاكتفاء بالوقف عليه والابتداء بما بعده كالتام وإن كان فيه تعلق بما بعده (لفظا) ومعنى فامنعن الابتداء بما بعده إلا رءوس الآي جوز أي فجوز الابتداء بما بعده لورود السنة بالوقف على (العالمين) والابتداء (بالرحمن الرحيم) والحسن سمي بذلك لحسن الوقف عليه. (77) (وغير ما تم) أي الوقف على غير ما تم به المعنى يسمى بالوقف القبيح كالوقف على المضاف دون المضاف إليه، وعلى الرافع دون المرفوع، وله أي للقارئ الوقف على ذلك، وللقارئ أن يقف مضطرا، لكن يبدأ بما قبله أي يبدأ من الكلمة التي وقف عليها ليصل الكلام بعضه ببعض، وليس في القرآن من وقف وجب لأن الوقف والوصل لا يدلان على معنى حتى يختل بتركهما فإن كان سبب يستدعي تحريمه كأن قصد الوقف على (وما من إله) (وإني كفرت) وهذا من غير ضرورة يحرم. فائدة: الوقف والابتداء من المعروف أن الوقوف شطر علم التجويد والوقف في موضعه يساعد على

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ فهم الآية، أما الوقف في غير موضعه ربما يغير معنى الآية أو يشوه جمال التلاوة. والمعلوم أن الوقف يكون بتسكين الحرف الأخير، لأن العرب لا تقف على متحرك ولا تبدأ بساكن، وقد قسمه العلماء إلى أقسام عديدة أهمها: 1 - الوقف التام: وهو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يكون عند رءوس الآي، وانتهاء القصص مثاله: (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) - (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ومنه أن يكون آخر قصة أو آخر سورة والوقف على ما قبل ياء النداء أو فعل الأمر أو لام القسم أو الشرط - والفصل بين آية رحمة وآية عذاب لوقف على ما قبل النفي أو النهي أو عند انتهاء القول. 2 - الوقف الكافي: وهو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها ولا بما قبلها لفظا بل معنى، وهو كثير في الفواصل وغيرها كالوقف على (لا يُؤْمِنُونَ) من قوله تعالى: أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ويحسن الوقف عليه أيضا والابتداء بما بعده. 3 - الوقف الحسن: هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا ومعنى كالوقف على (بِسْمِ اللَّهِ) وعلى (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، ولكن الابتداء بما بعدها لا يحسن لتعلقه بما قبله لفظا إلا ما كان من ذلك رأس آية، فيجوز الوقف عليه في اختيار أكثر العلماء بدليل حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي - صلّى الله عليه وسلم -: «كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية، يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، ثم يقول: الرحمن الرحيم، ثم يقف ثم يقول: مالك يوم الدين. ثم يقف» رواه أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم. 4 - الوقف القبيح: هو الوقف على ما لا يتم الكلام به ولا ينقطع عما بعده كالوقوف على المبتدإ دون خبره أو على الفعل دون فاعله أو على الناصب دون منصوبه، وأقبح منه الوقف على ما يوهم وصفا لا يليق بذات الله تعالى كأن يقف على (يستحيي) في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا فلا يجوز الوقف إلا لضرورة، ثم يعيد الكلمة التي وقف عليها إذا لم تغير المعنى، وإلا أعاد

15 - باب المقطوع والموصول وحكم التاء

15 - باب المقطوع والموصول وحكم التاء (79) واعرف لمقطوع وموصول وتا ... في مصحف الإمام فيما قد أتى (80) فاقطع بعشر كلمات أن لا ... مع ملجإ ولا إله إلّا (81) وتعبدوا ياسين ثاني هود لا ... يشركن نشرك يدخلن تعلوا على (82) أن لا يقولوا لا أقول إنّ ما ... بالرّعد والمفتوح صل وعن ما ـــــــــــــــــــــــــــــ ما يحسن البدء به. وعلى القارئ كما أحسن الوقف أن يحسن الابتداء، فلا يبتدئ إلا بما يوضح المعنى، فكما أن هناك وقف قبيح كذلك هناك ابتداء قبيح، كأن يقرأ وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ فيبتدئ ب يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ. والخلاصة: أن معرفة الوقوف شطر علم التجويد، ومن أهم أقسامه: التام: وهو الوقوف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى. الكافي: وهو الوقوف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنى لا لفظا. الحسن: وهو الوقوف على ما تم معناه وتعلق بما بعده لفظا ومعنى. القبيح: هو الوقوف على ما لم يتم معناه وتعلق بما بعده لفظا ومعنى. (79) وبعد انتهاء المصنف - رحمه الله - من الوقوف اتبع ذلك بمعرفة المقطوع والموصول نظرا لأهمية ذلك للقارئ ولاحتياجه إلى معرفة المقطوع والموصول قال: (واعرف لمقطوع وموصول) واعرف تاء التأنيث التي تكتب تاء مجرورة لا هاء مربوطة، كما أن ذلك موجود في مصحف الإمام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الذي اتخذه لنفسه، ثم بين المواضع التي يحتاج القارئ في الوقف إلى معرفتها فقال: (فاقطع بعشر كلمات)، أي ترسم كلمة أن الناصبة للاسم أو للفعل بأن ترسمها مقطوعة عن لا النافية في عشر مواضع وهي: (أن لا مع ملجأ) في التوبة (و) أن (لا إله إلا) هو بهود. (81) وأن لا (تعبدوا) الشيطان في يس، وأن لا تعبدوا إلا الله (ثاني هود) بخلاف في الها فإنه موصول وأن (لا يشركن) بالله شيئا في الممتحنة وأَنْ لا تُشْرِكْ وأَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا وأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى، وأَنْ لا يَقُولُوا وأَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ، كلاهما في الأعراف، وما عدا العشرة نحو: أن لا تعبدوا إلا الله إنني لكم واقطع إن ما في قوله تعالى: وإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ.

(83) نهوا اقطعوا من ما بروم النّسا ... خلف المنافقين أم من أسّسا (84) الأنعام والمفتوح يدعون معا ... وخلف الأنفال ونحل وقعا (85) فصّلت النّسا وذبح حيث ما ... وإن لم المفتوح كسر إن ما (86) وكلّ ما سألتموه واختلف ... ردّوا كذا قل بئسما والوصل صف (87) خلفتموني واشتروا في ما اقطعا ... أحي أفضتم اشتهت نبلو معا (88) ثاني فعلن وقعت روم كلا ... تنزيل شعرا وغير ذي صلا ـــــــــــــــــــــــــــــ بالرعد، وما عداه نحو وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بيونس وغافر وإِمَّا تَخافَنَّ بالأنفال وفَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً بمريم موصول (و) أما (المفتوح) الهمزة (صل) ميم أم منها بما الاسمية نحو أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ في الأنعام. (83) (وعن ما نهوا) في الأعراف (اقطعوا) وما عداه نحو عَمَّا يَقُولُونَ وعَمَّا يُشْرِكُونَ وعَمَّ يَتَساءَلُونَ وعَمَّا قَلِيلٍ موصول و (اقطعوا من ما) مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ (بروم) أي بسورة الروم و (النسا) وأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ بالمنافقين، لكن خلف ما في المنافقين ثبت ففي بعض المصاحف مقطوع وفي بعضها موصول، وقوله (والمفتوح يدعون) في الحج ولقمان وخلف (ما) في الأنفال بدرج الهمزة (ونحل) أي وفي الأنفال والنحل من قوله تعالى في الأولى (واعلموا أن ما غنمتم من شيء). (85) وقول المصنف - رحمه الله - (وإن لم المفتوح) همزته حيث وقع نحو ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ، و (كسر إن ما) يعني اقطعوا إن المكسورة من قوله تعالى إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ في (الأنعام). (86) وقوله: (وكل ما سألتموه)، أي اقطعوا لام وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ بإبراهيم (واختلف) في قطع كُلَّما (رُدُّوا) إِلَى الْفِتْنَةِ بالنساء وكُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ بالأعراف و (كلما جاء أمة رسولها كذبوه) بالمؤمنين، وكذا اختلف في قطع بئس من قوله تعالى: قُلْ بِئْسَما (والوصل صف) في بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي بالأعراف وبِئْسَمَا (اشْتَرَوْا) بِهِ أَنْفُسَهُمْ بالبقرة وما عداهما مقطوع وذلك في قوله تعالى (ولبئس ما اشتروا به أنفسهم) بالبقرة وفي قوله لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ، ولَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ ولَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ، ولَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ بالمائدة وقوله (في ما اقطعا) أي واقع في عن ما الموصولة في

(89) فأينما كالنّحل صل ومختلف ... في الظلّة الأحزاب والنّسا وصف (90) وصل فإلّم هود ألّن نجعلا ... تجمع كيلا تحزنوا تأسوا على (91) حجّ عليك حرج وقطعهم ... عن من يشاء من تولّى يوم هم (92) ومال هذا والّذين هؤلا ... تحين في الإمام صل ووهّلا ـــــــــــــــــــــــــــــ قوله تعالى قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً وقوله لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ، وقوله فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ وفي يبلوا في قوله تعالى: (ليبلوكم فيما آتاكم) وقوله: معا أي بالمائدة والأنعام، وقوله (ثاني فعلن) من قوله تعالى فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ، وفي قوله تعالى فِي ما رَزَقْناكُمْ في (روم) أي بالروم وفي قوله فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ بالزمر وإلى ذلك أشار بقوله (كلا تنزيل) وفي قوله (أتتركون فيما هاهنا أمنين) بالشعراء. وهذه الإحدى عشرة متفق على قطعها إلا الأخيرة فمختلف فيها. (89) (فأينما كالنحل صل) أي صل أينما في قوله تعالى: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ في البقرة كالنحل أي كما تصله بها في قوله تعالى: أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ في النحل (ومختلف) أي والاختلاف في (أينما كنتم تعبدون) في الشعراء أو أَيْنَما ثُقِفُوا في الأحزاب، وأَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ في (النساء وصف) أي ذكره أهل الرسم، وصل فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ، وصل (ألن نجعلا) أي أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً بالكهف وأَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ في القيامة، وصل (كيلا) من قوله لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ، ولِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ بالحديد. (91) وفي لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً في (حج) أي في الحج ولِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ بالأحزاب وما عدا ذلك مقطوع، وثبت قطعهم (عن) في قوله تعالى وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ بالنور وعَنْ (مَنْ تَوَلَّى) عَنْ ذِكْرِنا في النجم وما عداهما موصول و (يوم) في قوله يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ بغافر ويَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ بالذاريات، وثبت قطعهم مالِ هذَا الْكِتابِ بالكهف و (فمال الذين كفروا بالمعراج)، و (فمال هؤلاء القوم) بالنساء وما عداهما نحو فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وما لَكَ لا تَأْمَنَّا وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى موصول. وقوله: (تحين في الإمام) صل أي وصل التاء من تحين من قوله تعالى وَلاتَ حِينَ مَناصٍ في ص كما هو في مصحف الإمام (ووهلا) أي غلظ. واختلف القراء في الوقف عليها فالكسائي يقف بالهاء لأصالتها والباقون بالتاء. وقال أبو عبيدة: الوقف عندي على لا والابتداء بتحين لأني نظرتها في مصحف الإمام تحين.

فوائد تتعلق بالمقطوع والموصول:

(93) ووزنوهم وكالوهم صل ... كذا من أل وها ويا لا تفصل ـــــــــــــــــــــــــــــ (93) (ووزنوهم وكالوهم) بالمطففين (صل) أي صلها حكما لأنهم لم يكتبوا بعد الواو ألفا (كذا من أل) ولو معرفة (وها) التنبيه (وياء) النداء، أي كذا لا تفصل ما بعد الثلاثة منها بل صله قراءة ورسما وإن كانت كلمات مستقلة لشدة الامتزاج نحو الكتاب والرجل والمتقين ونحو هأنتم وهؤلاء وهذا ونحو يا أيها ويا آدم فلا تقف على ال وها ويا وتبتدئ بكتاب ورجل ومتقين وأنتم وأولاء ولا وذا وأيها وآدم. فوائد تتعلق بالمقطوع والموصول: المراد بالمقطوع، الكلمة التي تفصل عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية، وقد عنى علماء القراءة بذكر كلمات خاصة في القرآن الكريم وبيان حكمها، من حيث القطع والوصل. وفائدة معرفة ذلك أن الكلمة المقطوعة رسما يجوز الوقف عليها عند الحاجة دون الكلمة الموصولة رسما فلا يجوز الوقف عليها، وإليك بيان ذلك بالتفصيل. 1 - قطع (أن) مفتوحة الهمزة ساكنة النون عن (لا). م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) / الأعراف 2 - / (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) / الأعراف 3 - / (أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ) / براءة 4 - / (وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) / هود 5 - / (أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) / هود 6 - / (أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) / الحج 7 - / (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) / يس 8 - / (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ) / الدخان 9 - / (أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً) / الممتحنة 10 - / (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ) / ن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ 2 - قطع أن مكسورة الهمزة ساكنة النون عن (ما) وعن عن (ما) و (من) عن (ما). م/ الكلمة/ سورتها 1 - (وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) / الرعد 2 - / (فلما عتوا عن ما نهوا عنه) / الأعراف 3 - / (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) / النساء 4 - / (هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) / الروم 3 - قطع (أم) عن (من) (وأن) مفتوحة الهمزة مخففة النون عن (لم) وإن (مكسورة الهمزة مشددة النون عن (ما) و (أن) مفتوحة الهمزة مشددة النون عن (ما). م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) / النساء 2 - / (أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ) / التوبة 3 - / (أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً) / فصلت 4 - / (أَمْ مَنْ خَلَقْنا) / الصافات 5 - / (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى) / الأنعام 6 - / (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) / البلد 7 - / (إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ) / الأنعام 8 - / (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) / الحج 9 - / (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ (4) المواضع التي تقطع فيها: عن، ومن، وحيث، وكل، وبئس، وفي. وأين عن (ما) م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) / الأعراف 2 - / (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) / النساء 3 - / (هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) / الروم 4 - / (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) / البقرة 5 - / (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) / إبراهيم 6 - / (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) / البقرة 7 - / (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) / آل عمران 8 - / (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) / المائدة 9 - / (لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ) / المائدة 10 - / (لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) / المائدة 11 - / (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ) / المائدة 12 - / (أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ) / الشعراء 13 - / (أين ما تكونوا يات بكم الله جميعا) / البقرة 5 - المواضع التي تقطع (كي) عن (لا) و «عن» عن «من». م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ) / الجن 2 - / (أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ) / الأعراف 3 - / (أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) / الرعد

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ م/ الكلمة/ سورتها 4 - / (أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ) / سبأ 5 - / (لكي لا يعلم من بعد علم شيئا) / النحل 6 - / (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ) / الأحزاب 7 - / (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) / الحشر 8 - / (وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ) / النور 9 - / (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا) / النجم 6 - المواضع التي تقطع فيها (يوم) عن (هم) (ومال) عما بعدها، (ولات) عن (حين). م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) / غافر 2 - / (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) / الذاريات 3 - / (فمال هؤلاء القوم) / النساء 4 - / (مالِ هذَا الْكِتابِ) / الكهف 5 - / (مالِ هذَا الرَّسُولِ) / الفرقان 6 - / (فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) / المعارج 7 - / (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) / ص

16 - باب التاءات

16 - باب التاءات (94) ورحمت الزّخرف بالتّا زبره ... الأعراف روم هود كاف البقرة (95) نعمت ها ثلاث نحل إبرهم ... معا أخيرات عقود الثّان هم (96) لقمان ثمّ فاطر كالطور ... عمران لعنت بها والنّور (97) وامرأت يوسف عمران القصص ... تحريم معصيت بقد سمع يخص (98) شجرت الدّخان سنّت فاطر ... كلا والأنفال وحرف غافر (99) قرّت عين جنّت في وقعت ... فطرت بقيّت وابنت وكلّمت ـــــــــــــــــــــــــــــ (94) (ورحمت ربك) في موضعي (الزخرف بالتاء) لا زبره أي كتبه عثمان - رضي الله عنه - وزبر أيضا بالتاء و (رحمت الله) في الأعراف بالنقل والاكتفاء بحركة اللام عن همزة الوصل وفي روم أي في الروم فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ وهود من قوله رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ و (رحمت ربك) في كاف أي في كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ و (رحمت الله) في البقرة من قوله تعالى أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ. (نعمت ها) أي للبقرة من قوله تعالى وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ و (نعمت الله) (ثلاث) أخيرات في نحل في قوله تعالى: وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ واشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ وفي إبراهيم معا أي في موضعين. (96) (لقمان ثم في فاطر كالطور عمران) أي كما في الطور وآل عمران من قوله تعالى: في الأولى أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ وفي الثانية والرابعة نِعْمَتَ اللَّهِ في الثالثة (فما أنت بنعمت ربك) وقوله (لعنت بها) أي بآل عمران والنور من قوله تعالى في الأولى فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ و (امرأت) إذا اضيفت لزوجها وذلك في قوله تعالى امْرَأَتُ الْعَزِيزِ في موضعي (يوسف) وفي قوله امْرَأَتُ (عِمْرانَ) في آل عمران وفي قوله امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ في القصص، وفي قوله امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ وامْرَأَتَ فِرْعَوْنَ في التحريم و (معصيت) من قوله تعالى (معصيت الرسول) في موضعي بقد سمع يخص ذلك. (98) وبالتاء أيضا (شجرت) من قوله تعالى (إن شجرت الزقوم) في الدخان، وسنت من قوله تعالى: سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ ولِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ولِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا في فاطر (كلا) أي في حالة كون كل منها في فاطر، ومن قوله سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ في الأنفال من قوله تعالى سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ من (حرف غافر)

فوائد تتعلق بالتاءات:

(100) أوسط الأعراف وكلّ ما اختلف ... جمعا وفردا فيه بالتّاء عرف ـــــــــــــــــــــــــــــ أي آخرها أي في غافر، وبالتاء (قرت عين لي ولك) في القصص و (جنت) منقوله (وجنات نعيم) في إذا وقعت و (فطرت) و (بقيت) من قوله بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ بهود و (ابنت) من قوله تعالى وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ في التحريم، و (كلمت) من قوله تعالى وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى. (100) أي رسم بها وذلك في قوله تعالى: آياتٌ لِلسَّائِلِينَ بيوسف قرأها ابن كثير بالتوحيد والباقون بالجمع، وفي قوله فيها أيضا وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وأَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ قرأهما نافع بالجمع، والباقون بالتوحيد، وفي قوله تعالى: لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ بالعنكبوت قرأها ابن كثير وشعبة وحمزة والكسائي بالتوحيد والباقون بالجمع، وفي قوله وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ بسبإ قرأها حمزة بالتوحيد والباقون بالجمع، وفي قوله (فهم على بينات منه) بفاطر قرأها نافع وابن عامر وشعبة والكسائي بالجمع والباقون بالتوحيد، وفي قوله (جمالات صفر) بالمرسلات قرأها حفص وحمزة والكسائي بالتوحيد والباقون بالجمع، وفي قوله (وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا) بالأنعام قرأها عاصم وحمزة والكسائي بالتوحيد والباقون بالجمع، وفي قوله (وكذلك حققت كلمات ربك) بأول يونس قرأها نافع وابن عامر بالجمع والباقون بالتوحيد، واختلفت المصاحف في ثاني يونس (إن الذين حقت عليهم كلمات ربك) وفي قوله في الطور (وكذلك حقت كلمات ربك) وفي القياس فيهما التاء قرأهما نافع وابن عامر بالجمع والباقون بالتوحيد. فوائد تتعلق بالتاءات: اعلم أن تاء التأنيث إذا كانت في فعل فإنها ترسم بالتاء المجرورة، أي المفتوحة، ويوقف عليها بالتاء. مثل وَدَّتْ طائِفَةٌ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ وإن كانت في اسم فالأصل فيها أن ترسم بالتاء المربوطة، ويوقف عليها بالهاء، ومن أجل ذلك تسمى هاء التأنيث، نحو: (ربوة)، رسالة، واستثنى من ذلك مواضع رسمت بالتاء المفتوحة ويوقف عليها بالتاء أيضا، وهي ست عشرة كلمة، وهذا تعدادها إجمالا: (رحمت - نعمت - امرأت - لعنت - معصيت - كلمت - بقيت - قرت - فطرت - شجرت - جنت - ابنت - غيابت - بينت - جمالت) وإليك بيان كل بالتفصيل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 - الكلمات التي رسمت فيها كلمة رحمت بالتاء المفتوحة. م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ) / البقرة 2 - / (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) / الأعراف 3 - / (رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ) / هود 4 - / (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ) / مريم 5 - / (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ) / الروم 6 - / (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) / الزخرف 7 - / (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) / الزخرف 2 - الكلمات التي رسم فيها كل من لفظ (نعمت - امرأت - سنت) بالتاء المفتوحة. م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ) / البقرة 2 - / (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً) / آل عمران 3 - / (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ) / المائدة 4 - / (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً) / إبراهيم 5 - / (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها) / إبراهيم 6 - / (وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) / النحل 7 - / (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) / النحل 8 - / (وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ) / النحل 9 - / (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ) / لقمان 10 - / (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) / فاطر 11 - / (فذكر فما أنت بنعمت الله بكاهن ولا مجنون) / الطور

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) / آل عمران 2 - / (امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها) / يوسف 3 - / (قالت امرأت العزيز) / يوسف 4 - / (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) / القصص 5 - / (امْرَأَتَ نُوحٍ) / التحريم 6 - / (امْرَأَتَ لُوطٍ) / التحريم 7 - / (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) / التحريم م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) / الأنفال 2 - / (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) / فاطر 3 - / (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) / فاطر 4 - / (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) / فاطر 5 - / (سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ) / غافر 3 - الكلمات التي رسم فيها كل من لفظ: لعنت، ومعصيت، وكلمت وبقيت، وقرت، وفطرت، وشجرت بالتاء المفتوحة. م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) / آل عمران 2 - / (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ) / النور 3 - / (ومعصيت الرسول وإذا جاءوك) / المجادلة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ م/ الكلمة/ سورتها 4 - / (ومعصيت الرسول وتناجوا) / المجادلة 5 - / (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا) / الأنعام 6 - / (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى) / الأعراف 7 - / (كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا) / يونس 8 - / (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) / يونس 9 - / (وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا) / غافر 10 - / (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ) / هود 11 - / (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) / القصص 12 - / (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) / الروم 13 - / (إن شجرت الزقوم) / الدخان 4 - المواضع التي رسم فيها كل من لفظ: (جنت - ابنت - غيابت - بينت - جمالت) بالتاء المفتوحة. م/ الكلمة/ سورتها 1 - / (فروح وريحان وجنات نعيم) / الواقعة 2 - / (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ) / التحريم 3 - / (غَيابَتِ الْجُبِّ) / يوسف 4 - / (فهم على بينات منه) / فاطر 5 - / (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) / المرسلات

17 - باب همز الوصل

17 - باب همز الوصل (101) وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم ... إن كان ثالث من الفعل يضم (102) واكسره حال الكسر والفتح وفي ... الأسماء غير اللّام كسرها وفي (103) ابن مع ابنة امرئ واثنين ... وامرأة واسم مع اثنتين (104) وحاذر الوقف بكلّ الحركة ... إلّا إذا رمت فبعض حركه (105) إلّا بفتح أو بنصب وأشم ... إشارة بالضّمّ في رفع وضم ـــــــــــــــــــــــــــــ (101) وابدأ وجوبا بهمز الوصل من فعل بضم أي مع ضم الهمزة، وقد أشرنا إلى الفرق بين همزة الوصل والقطع في باب الأسئلة سؤال 73 وإجابته وافية في جدول لأهم الفروق، ومع ضم الهمزة إن كان ثالث من الفعل يضم ضما لازما ولو تقديرا نحو انظر واخرج وادع، (واكسر الهمزة حال الكسر والفتح) لثالث الفعل نحو اضرب وارجع وامش واذهب، وابتدئ بهمزة الوصل فيما ذكر مكسورة ليتوصل بها إلى النطق بالساكن وهي في الأسماء الآتية بدرج الهمزة والاكتفاء بحركة اللام عن همزة الوصل (غير اللام) أي غير لام التعريف (كسرها) أي بكسر الهمزة قبلها، وقد وردت. (103) في الأسماء الآتية (مع ابنه امرئ واثنين وامرأة واسم) أصله سمو وقيل: وسم مع اثنين وبقي من الأسماء المشهورة التي تكسر همزة الوصل فيها قياسا اثنان وست وأصله ستة لجمعه على استاه، وابنم بمعنى ابن وزيدت فيه الميم تأكيدا ومبالغة، (وحاذر) أي احذر الوقف بكل الحركة بل وقف بالإسكان المحض أو مع الإشمام لأن الغرض من الوقف الاستراحة وسلب الحركة أبلغ في تحصيلها (إلا إذا رمت فبعض الحركة) أي إذا رمت والروم هو الإتيان ببعض الحركة يسمعها القريب دون البعيد، وقد وضحنا الفرق بين الإشمام والروم في إجابة السؤال (80) في باب الأسئلة والأجوبة. (105) (إلا بفتح) وهو حركة البناء (أو بنصب) وهو حركة الإعراب (فلا ترم) فيها لخفتها وسرعتها في النطق ولا تكاد تخرج إلا على حالها في الوصل، والروم يشارك الاختلاس في تبعيض الحركة ويخالفه في أن الثابت من الحركة فيه أقل من الذاهب والاختلاس يكون في الحركات كلها كما في أَمَّنْ لا يَهِدِّي وفَنِعِمَّا هِيَ ويَأْمُرُكُمْ عند بعض القراء ولا يختص لا يكون في فتح ولا نصب كما عرف ويكون في الوقف دون الوصل بالوقف والثابت من الحركة فيه أكثر من الذاهب كأن

(106) وقد تقضّي نظمي المقدّمة ... منّى لقارئ القرآن تقدمه (107) أبياتها قاف وزاي في العدد ... من يحسن التّجويد يظفر بالرّشد (108) والحمد لله له ختام ... ثمّ الصّلاة بعد والسّلام (109) على النّبيّ المصطفى وآله ... وصحبه وتابعي منواله ـــــــــــــــــــــــــــــ يأتي بمثليها، فيكون الذاهب أقل (وأشم إشارة بالضم في رفع وضم) خاصة نحو مِنْ قَبْلُ ونَسْتَعِينُ لأنك لو ضممت الشفتين في غيرهما لأوهمت خلافه، وحقيقة الإشمام أن تضم الشفتين بعد الإسكان إشارة إلى الضم وتدع بينهما بعض انفراج ليخرج منه النفس فيراهما المخاطب مضمومتين فيعلم أنك أردت بضمهما الإشارة إلى الحركة فهو شيء يختص بإدراك العين دون الأذن فلا يدركه الأعمى بخلاف الروم واشتقاقه من الشم كأنك أشممت الحرف رائحة الحركة بأن هيأت العضو للنطق بها والغرض منه الفرق بين ما هو متحرك في الوصل فسكن للوقف وبين ما هو ساكن في كل حال. واعلم أن الروم والإشمام لا يدخلان في هاء التأنيث التي لم ترسم تاء تشبيها لها بألف التأنيث أي أما التي ترسم بالتاء فيدخلانها، ولا في ميم الجمع نحو قالَ لَهُمُ النَّاسُ وأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ قطعا لأن الغرض من الروم والإشمام بيان حركة الوصل وحركة الميم فيما ذكر عارضة كحركة وَأَنْذِرِ النَّاسَ ونحو: (لكم) و (إليكم)، ولو على قراءة ابن كثير وفقا للداني والشاطبي وخلافا للمكي لعروض حركتها أيضا لأنها إنما حركت لأجل واو الوصلة بخلاف هذه الكناية فيما يأتي لأنها بخلاف الميم بدليل قراءة الجماعة فعوملت حركة الهاء في الوقف معاملة سائر الحركات وعوملت الميم بالسكون كالمحرك لالتقاء الساكنين وأما هاء الكناية فإن وقع قبلها ضمة أو كسرة أو ياء نحو لا نُخْلِفُهُ وبِمُزَحْزِحِهِ وعَقَلُوهُ ولا يَأْتِيهِ فبعضهم أجاز فيها الروم والإشمام إجراء لها على القاعدة وبعضهم منعها لاستثقال الخروج من ثقيل إلى مثله، فإن انضمت الهاء بعد فتحة أو ألف نحو (له) وناداهُ أو سكون نحو (منه) دخلا فيها بلا خلاف لانتفاء العلة السابقة، وقوله (وقد تقضى) أي انتهى (نظمي) لهذه المقدمة هي مني لقارئ القرآن تقدمة أي تحفة وهدية. أي تم بعد حمد الله والصلاة والسلام على النبي المصطفى المختار سيدنا محمد وآله وصحبه الأطهار ختام لها، كما أن ذلك ابتداء لها. تم بذلك الباب الثاني من الكتاب بفضل الله الواحد الوهاب، ويليه إن شاء الله تعالى الباب الثالث ويحتوي على (150) سؤالا وجوابا.

الباب الثالث تدريبات عامة على علم التجويد

الباب الثالث تدريبات عامة على علم التجويد ملاحظة: هذا الباب يحتوي على (150) سؤلا منها (113) مجاب عنها، و (37) سؤلا بغير إجابة، وهي في جملتها تدريبات شاملة على ما ورد في متني الجزرية وتحفة الأطفال من أحكام، أي ما ورد في الباب الأول والثاني، وهي متنوعة وفي غاية الأهمية لطالب العلم، لأنها تعلمه كيف يستنبط الأحكام، وكيف يجيب بمهارة على كل ما يوجه إليه من أسئلة وذلك بعد إتقانه المتون. والله الموفق. ***

أولا: أسئلة مجاب عنها

أولا: أسئلة مجاب عنها س 1 ما هو موضوع علم التجويد؟ ج: موضوع علم التجويد: الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها. س 2 ما الفرق بين حق الحرف ومستحقه؟ ج: حق الحرف هو مخرجه، وصفاته التي لا تفارقه كالهمس والجهر، أما مستحقه فهو الصفات التي تلتصق به أحيانا، وتفارقه أحيانا أخرى كالتفخيم والترقيق لحرف الراء مثلا. س 3 أي أنواع اللحن محرم؟ وأيها فيه الكراهة؟ ج: النوع المحرم هو اللحن الجلي، لأنه يخل بالمعنى، ولربما أتى بمعنى مضاد، وقيل في اللحن الخفي الكراهة، وقال البعض بل فيه التحريم، لأنه يذهب برونق القراءة كما يجب أن تكون. س 4 أي مراتب القراءة أفضل؟ ج: لا شك أن جميع مراتب القراءة (الترتيل والتحقيق والتدوير والحدر) صحيحة ما دام أنه قد توفر للقارئ شرط مراعاة الأحكام، ولكن مرتبة الترتيل هي أفضل المراتب دون إهمال المراتب الأخرى أو النقص من أهميتها، وذلك لنزول الأمر بها من السماء فقد أمر الله تعالى نبيه محمد - صلّى الله عليه وسلم - فقال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. س 9 اذكر السكتات الواردة لحفص اتفاقا واختلافا؟ ج: السكتات الواردة لحفص اتفاقا أربع هي:

م/ السكت/ الكيفية/ اسم السورة 1 - / عوجا س قيما/ على ألف عوجا/ الكهف 2 - / مرقدنا س هذا/ على ألف مرقدنا/ يس 3، 4 - / من س راق - بل س ران/ على النون واللام/ القيامة - المطففين 5 - / ماليه س هلك/ على هاء (ماليه) / الحاقة وأما السكتات المختلف فيها فهي: 1 - (عليم، براءة)، ويجوز فيها القطع والسكت والوصل. 2 - (ماليه، هلك)، ويجوز فيها الإظهار والسكت والإدغام. س 6 اذكر مقدار السكت؟ ج: مقدار السكت حركتان، والحركة بمقدار قبض أو بسط الأصبع دون بطء، أو سرعة، والسكت دون تنفس. س 7 ما هي فوائد علم التجويد؟ ج: لعلم التجويد فوائد جمة منها: حسن الأداء وجودة القراءة الموصلان إلى رضى الله تعالى لتحصل السعادة في الدارين: الدنيا والآخرة، ومنها البعد عن اللحن، ومنها حفظ القرآن الكريم كما أنزل وهناك فوائد كثيرة لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم. س 12 ما هي فوائد التلقي؟ ج: اعلم - يرحمك الله - أن هذا العلم العظيم لا يؤخذ من كتاب ولا من مصحف دون معلم، ولا بد من التلقي والمشافهة؛ وهو شرط لازم في هذا الفن؛ لأن التلقي يعتبر امتداد لسلسلة النور التي نزل بها الأمين جبريل - عليه السلام - من اللوح المحفوظ، على قلب الحبيب - صلّى الله عليه وسلم - وقد أخذه النبي - صلّى الله عليه وسلم - منه مشافهة، وهكذا منه إلينا

وصل؛ ولأن هناك كلمات في القرآن يختلف رسمها عن نطقها نحو: (كهيعص) و (حم عسق) أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى؛ ولأن المشافهة فيها الاقتداء بسنة النبي - صلّى الله عليه وسلم -، وتحقيقا لصحة الإسناد. س 9 اذكر مواضع سجدات التلاوة في القرآن الكريم؟ ج: م/ السورة/ الآية/ م/ السورة/ الآية 1 - / الأعراف/ 206/ 9 - / النمل/ 20 2 - / الرعد/ 15/ 10 - / السجدة/ 15 3 - / النحل/ 49/ 11 - / ص/ 42 4 - / الإسراء/ 107/ 12 - / فصلت/ 37 5 - / مريم/ 58/ 13 - / النجم/ 62 6 - / الحج/ 18/ 14 - / الانشقاق/ 21 7 - / الحج/ 77/ 15 - / العلق/ 19 8 - / الفرقان/ 10* ملاحظة: قال بعض العلماء أن عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم، واردة في أربعة عشر موضعا، وقال البعض: بل في خمسة عشر موضعا، وعلى المسلم عند وصوله لأية آية فيها أن يسجد ثم يواصل قراءته بعد الجلوس من السجدة، فإن كان في صلاة سجد ثم اعتدل وأكمل القراءة ولو بآية واحدة ثم يركع بعد ذلك. س 10 ما هي أشهر الصيغ للاستعاذة؟، ومتى يسر ويجهر بالاستعاذة؟ ج: أشهر الصيغ للنطق بالاستعاذة هي: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، فإذا أراد الإنسان زيادة تنزيها لله تعالى قال: «أعوذ بالله السميع العليم» أو «أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم» فهذا وارد وليس فيه جهالة. ويسر بالاستعاذة في حالتي الصلاة، وفي القراءة على انفراد، ويجهر بها في حالتي مقام التعليم، وفي المحافل.

وقد ورد ما أخرجه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: «كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا قام من الليل فاستفتح الصلاة فقال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم» ... إلخ. س 11 اذكر أوجه الاستعاذة مع البسملة وأول السور؟ ج: أوجه الاستعاذة مع البسملة وأول السور كالآتي: 1 - وصل الجميع، نحو: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين»، كل ذلك في نفس واحد. 2 - قطع الجميع، نحو: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ثم يقف، ثم يقول: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» ثم يقف، ثم يقول: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ». وعند كل وقفة يتنفس القارئ. 3 - وصل الاستعاذة بالبسملة، نحو: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» ثم يقف، ثم يقول: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ». 4 - وصل البسملة بأول السورة، نحو: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ثم يقف، ثم يقول: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ». س 12 اذكر أوجه البسملة بين السورتين؟ ج: أوجه البسملة بين السورتين كالآتي: 1 - وصل الجميع. 2 - قطع الجميع. 3 - وصل البسملة بأول السورة، وامتنع وصل البسملة بآخر السورة وقطعها عن أول السورة الثانية، لأنه لا يجوز، لكي لا يفهم منه أن البسملة ملحقة بآخر السورة. س 13 ما الدليل على أن البسملة آية من آيات القرآن الكريم؟ ج: البسملة تعتبر آية من آيات الذكر الحكيم فهي آية من سورة الفاتحة، وهي جزء من آية من سورة النمل قال تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ

الرَّحِيمِ [الآية: 30]. وكما أمرنا الله تعالى بأن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، أمرنا كذلك أن نستفتح أي عمل له شأن بالبسملة، لذا فقد وردت في ابتداء كل سورة من سور القرآن، عدا سورة براءة، وذلك لأن البسملة أمان، وسورة براءة نبذ لعهود المعاندين، ولقد أنزلت البسملة للفصل بين السور، فإذا ابتدأت - يرحمك الله - التلاوة فإنك أولا تستعذ بالله ثم تأتي بالبسملة ثم تفتتح السورة. س 14 اذكر أربعة أمثلة للنون والميم المشددتين؟ ج: أمثلة النون والميم المشددتين كالآتي: أمثلة للنون المشددة/ أمثلة للميم المشددة إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ/ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ/ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ عَنِ النَّبَإِ/ عَمَّ يَتَساءَلُونَ وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً/ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ س 15 عرف كلا من النون الساكنة والتنوين؟ ج: النون الساكنة هي: النون الخالية من الحركة (ضمة، كسرة، فتحة) وهي ثابتة لفظا وخطّا ووصلا ووقفا، وتأتي في الاسم والفعل والحرف: متوسطة ومتطرفة. والتنوين لغة: التصويت، واصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطّا ووقفا. وقيل: تظهر نطقا لا كتابة ويستعاض عنها في الكتابة بتكرار رمز الحركة. س 16 بين أهم الفروق بين النون الساكنة والتنوين؟ ج: أهم الفروق بين النون الساكنة والتنوين تظهر كالآتي:

النون الساكنة/ التنوين هي حرف أصلي (ن) وتثبت لفظا وخطّا/ هو زائد عن الأصل، ويثبت لفظا دون الخط. تثبت وصلا ووقفا./ يثبت في الوصل دون الوقف. تأتي في الأسماء والأفعال والحروف./ يأتي في الأسماء فقط. تكون متوسطة ومتطرفة في الكلمة/ لا يأتي إلا في آخر الكلمة. س 17 بين المواضع التي وردت فيها نون التوكيد الخفيفة في القرآن الكريم؟ وهل هي النون الساكنة أو التنوين - علل؟ ج: نون التوكيد الخفيفة لم تأت في القرآن الكريم إلا في موضعين فقط وهما: وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ ولَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ بيوسف والعلق. وهنا من الملاحظ أنّ النون الساكنة شبيهة بالتنوين، ولكنها نون ساكنة لا تنوين، وإن كانت ثابتة خطا ووقفا كالتنوين، وذلك لعلة اتصالها بالفعل، ولأن التنوين من خواص الاسم. يقول ابن مالك: بالجر والتنوين والندا وأل ... ومسند الاسم تمييز حصل س 18 لاجتماع النون الساكنة والتنوين مع حروف الإظهار أمثلة وضحها؟ ج: أمثلة النون الساكنة والتنوين مع حروف الإظهار كالآتي:

الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ مع التنوينء/ ينأون، وهي الوحيدة في القرآن./ من آمن./ وجنات ألفافا هـ/ منهاجا/ من هاجر./ جرف هار ع/ أنعمت/ من عمل/ سميع عليم ح/ ينحتون/ فإن حاجوك/ عليما حكيما غ/ فسينغضون/ من غل/ عزيز غفور خ/ والمنخنقة/ من خير/ عليم خبير ملاحظة: إذا أردنا توضيح الأمثلة الواردة في الجدول السابق نقول: في المثال الأول: إظهار حلقى لوقوع الهمزة بعد النون الساكنة من كلمة (ينأون). وفي المثال الثاني: إظهار حلقي لوقوع الهاء بعد النون الساكنة من كلمتين: (من هاجر). وفي المثال الثالث: إظهار حلقي لوقوع العين بعد التنوين سَمِيعٌ عَلِيمٌ. س 19 عرف الإدغام، وإلى كم قسم يتفرع؟ ج: الإدغام، لغة: إدخال الشيء في الشيء. واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا - في النطق - ويكون الأول من جنس الثاني، ويتفرع الإدغام إلى أنواع كثيرة منها إدغام النون الساكنة والتنوين بغنة وبغير غنة، وإدغام المثلين الصغير فقط، وأما الكبير ففيه الإدغام عند السوسيّ فقط، والمطلق ليس فيه إدغام، وإدغام المتقاربين الصغير عند البعض والكبير عند السوسيّ فقط، وإدغام المتجانسين الصغير وذلك إذا كانت الحروف المتجانسة هي: (ب - ت - ث - د - ذ) فقط، وإدغام اللام الشمسية، وهي اللام التي تأتي بعد حروف هجائية عددها أربعة عشر حرفا، وهي ما دون حروف اللام القمرية من حروف الهجاء، وحروف اللام القمرية جمعت في قولهم (ابغ حجك وخف عقيمه).

س 20 اذكر الأحكام الموجودة في الأمثلة الآتية: (من يقول - من ربهم - من مال - ولكن لا يعلمون - من وال - من نعمة - وبرق يجعلون - ثمرة رزقا - قول معروف - هدى للمتقين - يومئذ ناعمة)؟ ج: الإجابة موضحة في الجدول الآتي: المثال/ نوع الحكم/ السبب من يقول/ إدغام بغنة/ لوقوع الياء بعد النون الساكنة من ربهم/ إدغام بغير بغنة/ لوقوع الراء بعد النون الساكنة من مال/ إدغام بغنة/ لوقوع الميم بعد النون الساكنة ولكن لا يعلمون/ إدغام بغير غنة/ لوقوع اللام بعد النون الساكنة من وال/ إدغام بغنة/ لوقوع الواو بعد النون الساكنة من نعمة/ إدغام بغنة/ لوقوع النون بعد النون الساكنة وبرق يجعلون/ أدغم بغنة/ لوقوع الياء بعد التنوين ثمرة رزقا/ إدغام بغير غنة/ لوقوع الراء بعد التنوين قول معروف/ إدغام بغنة/ لوقوع الميم بعد التنوين هدى للمتقين/ إدغام بغير غنة/ لوقوع اللام بعد التنوين يومئذ ناعمة/ إدغام بغنة/ لوقوع النون بعد التنوين* ملاحظة: في الإدغام لا تجتمع النون الساكنة وحروف الإدغام في كلمة واحدة، وإذا اجتمعت - كما أشرنا - يمتنع الإدغام ويجب الإظهار، وليس في القرآن كله سوى أربع كلمات موضحة وهي: (دنيا - بنيان - قنوان - صنوان). ولكن هناك موضعان مستثنيان كما ورد في: «يس» و «ن والقلم».

س 21 اذكر كيفية الإقلاب؟ وما هي الصور التي يأتي عليها؟ وما السبب؟ ج: تتحقق كيفية الإقلاب كما يبدو من تعريفه بأمور ثلاثة: الأول: قلب النون الساكنة أو التنوين ميما. الثاني: إخفاء الميم في الباء. الثالث: الغنة مع ذلك الإخفاء. وسبب الإقلاب هو سهولة النطق بالنون الساكنة والتنوين، بقلبها ميم، وذلك أيسر من الإظهار، والإدغام بشرط الإخفاء. س 22: مثل لكل من حروف الإخفاء مع النون الساكنة في كلمة وفي كلمتين، ومع التنوين؟. ج: رقم/ الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ مع التنوين 1/ ص/ ينصركم/ ولمن صبر/ عذابا صعدا 2/ ذ/ منذر/ من ذا/ بسلام ذلك 3/ ث/ الأنثى/ من ثمرة/ نطفة ثم 4/ ك/ منكم/ أفمن كان/ كتاب كريم 5/ ج/ فأنجينا/ من جاء/ فصبر جميل 6/ ش/ أنشأناهن/ فمن شهد/ جبارا شقيّا 7/ ق/ ينقلب/ من قبل/ رزقا قالوا 8/ س/ الإنسان/ من سلالة/ قيلا سلاما سلاما 9/ د/ عنده/ ومن دخله/ عملا دون 10/ ط/ انطلقوا/ من طين/ بلدة طيبة 11/ ز/ أنزلني/ فإن زللتم/ نفسا زكية 12/ ف/ أنفقتم/ فإن فاءو/ من شيء فهو 13/ ت/ كنتم/ من تحتها/ جنات تجري 14/ ض/ منضود/ من ضل/ قوما ضالين 15/ ظ/ فانظر/ من ظهير/ ظلا ظليلا

س 23 للميم الساكنة مع ما يقع بعدها من حروف الهجاء أحكام فما هي؟ ج: للميم مع ما يقع بعدها من حروف الهجاء ثلاثة أحكام هي: الأول: الإخفاء بغنة عند الباء، ويسمى إخفاء شفوي، نحو تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ. الثاني: الإدغام مع مثلها، ويسمى إدغام مثلين نحو: لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ. الثالث: الإظهار مع باقي الحروف الهجائية، ويسمى إظهارا شفويا نحو: أَمْ حَسِبْتُمْ غير أنها تكون أشد إظهار عند الواو والفاء؛ لأن هناك تحذير من إخفاء الميم عند الفاء والواو، أي إذا أتى بعدها حرف الواو، أو الفاء؛ لأن حكمها معهما الإظهار، نحو: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ. س 24 اذكر حروف الإظهار الشفوي؟ وما حكم الميم الساكنة إذا وقعت قبل الفاء أو الواو؟ ج: حروف الإظهار الشفوي هل كل الحروف الهجائية، عدا حرف الميم والباء، فهما للإدغام، والإخفاء، ويبقى بعد ذلك ستة وعشرون حرفا، وإذا وقعت الميم الساكنة قبل الفاء أو الواو وجب الإظهار. س 25 اذكر حروف اللام القمرية؟ وما حكم لام التعريف قبلها؟ مع ذكر أمثلة لكل الحروف؟ ج: تختص اللام القمرية كما ورد في الأبيات السابقة بأربعة عشر حرفا مجموعة في «ابغ حجك وخف عقيمه»، وحكمها الإظهار ومعنى الإظهار هنا هو: إظهار اللام في النطق بحيث ينطق بها واضحة دون إخفاء أو إدغام، وسميت اللام «قمرية» تشبيها لها بالقمر والنجوم، ظهور كل مع الآخر والأمثلة موضحة بالترتيب كما في الجدول الآتي:

الحرف/ مع لام التعريف/ الحرف/ مع لام التعريف/ الحرف/ مع لام التعريفء/ الأنهار/ ك/ الكبير/ ق/ القوي ب/ الباسط/ و/ الولي/ ي/ اليهود غ/ الغني/ خ/ الخبير/ م/ المولى ح/ الحليم/ ف/ الفوز/ هـ/ الهادي ج/ الجبار/ ع/ العليم// س 26 اذكر حروف اللام الشمسية؟ وما حكم لام التعريف قبلها؟ مع أمثلة؟ ج: تختص اللام الشمسية بأربعة عشر حرفا الباقية من حروف الهجاء بعد حروف اللام القمرية، وهي المرموز لها في الأبيات المذكورة في تحفة الأطفال، وحكم اللام قبل هذه الحروف هو الإدغام. والأمثلة مرتبة كالآتي: الحرف/ لام التعريف/ الحرف/ لام التعريف/ الحرف/ لام التعريف ط/ الطير/ ض/ الضأن/ ظ/ الظلل ث/ الثقلين/ ذ/ والذاكرين الله/ ز/ الزيتون ص/ الصبور/ ن/ النور/ ش/ الشمس ر/ الرحمن/ د/ الدواب/ ل/ الله ت/ التائبون/ س/ السلام// س 27ماذا يقصد بلام الفعل؟ وما صورها؟ وما حكمها؟ مع الأمثلة؟ ج: لام الفعل هي اللام التي تقع في كلمة فيها إحدى علامات الفعل، وقد تكون في الماضي، أو المضارع، أو في الأمر، وتأتي متوسطة، ومتطرفة، ولها ست صور، وحكم لام الفعل الإظهار دائما والصور الست موضعة في الجدول الأتي:

الفعل/ اللام متوسطة/ اللام متطرفة الماضي/ قلنا - التقى/ وأنزلنا المضارع/ يلتقطه/ ألم أقل الأمر/ وألق ما في يمينك/ وتوكل - قل نعم س 28 عرف لام الحرف؟ واذكر حكمها؟ ج: سبق الإشارة إلى أن لام الحرف هي الواقعة في: (هل - بل)، ولا يوجد في القرآن غيرهما. وحكم لام (بل) حكم لام الفعل تماما، أي وجوب الإظهار نحو بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ بشرط وقوع لام مثلها بعدها مباشرة ففي ذلك إدغام التماثل كما أشرنا إليه في موضعه نحو بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا، وفي الراء بعدها تقارب فتدغم أيضا نحو: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ، ويستثنى من ذلك بَلْ رانَ فهي سكتة لطيفة. أما لام (هل) حكمها الإظهار دائما، ما لم يقع بعدها لام مثلها فتدغم للتماثل نحو هَلْ لَكُمْ. ومن الملاحظ أن وقوع لام (هل) بعد الراء لا يوجد في القرآن الكريم. س 29 من أين مخرج الضاد؟ ج: من حافة اللسان الأيسر، وهو كثير، أو الأيمن وهو قليل، أو منهما معا وهو أقل، وتكون الضاد مستطيلة إلى ما يلي الأضراس، وهو أصعب المخارج، لأنه لا بدّ له من استطالة، ولذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد، وقد أشرنا إليه من قبل منعا للتكرار. س 30 من أين مخرج اللام والنون والراء؟ ج: من أول حافة اللسان مع ما يليه من الحنك الأعلى، لكن المعتمد في اللام

أنّ مخرجها أدنى من الضاد، والنون تحت اللام بقليل، والراء تقارب النون. يقول صاحب المتن - رحمه الله-: الأضراس من أيسر أو يمناها ... واللام أدنا لمنتهاها والنون من طرفه تحت اجعلوا ... والراء يدانيه لظهر ادخلوا س 31 اذكر أقسام الصفات من حيث الذاتية والعرضية؟ ج: الصفات إما ذاتية: أي ملازمة للحرف لا تفارقه أبدا كالتفخيم والرخاوة بالنسبة لحروف كلّ منها، وإما عرضية، وهي الصفات التي تلحق الحرف أحيانا وتفارقه أحيانا، كالتفخيم والترقيق للراء. س 32 إلى كم قسم تتفرع القلقلة؟ ج: تنقسم القلقلة إلى: صغرى، وكبرى. فالصغرى: هي التي تكون في أثناء الكلمة أي حروفها وسط الكلمة نحو: يَجْعَلُونَ، وهي إذا سكنت حروف القلقلة وسط الكلمة نحو (يبدأ - يقتلون). والكبرى: إذا سكنت حروف القلقلة آخر الكلمة نحو: (عذاب - علق - البروج). س 33 عرف اللين؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟ وما حروفه؟ ج: اللين هو عبارة عن جريان النفس، وسمي بذلك لأن هذه الصفة تحدث دون كلفة على اللسان، وله الواو والياء إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما، ووقف على ما بعدهما بالسكون. س 34 عرف الانحراف؟ ولماذا سمي بذلك؟ ج: الانحراف هو: ميل الحرف بعد خروجه إلى طرف اللسان، وسمي بذلك لانحراف (اللام والراء) عن المخرج حتى يصلان إلى مخرج غيرهما. س 35ماذا يقصد بالتكرير؟ وما التحذير في هذه الصفة؟ ج: التكرير: هو ارتعاد اللسان عند النطق بالحرف، والتحذير في هذه الصفة هو وجوب الاحتراز منها لا فعلها، إذ كلما ارتعد اللسان مرة خرج حرف الراء، ولا يجوز إخراج أكثر من راء واحدة. س 36 كيف نحترز من إخراج أكثر من راء، وهو ما يسمى بالتكرير؟ ج: كيفية الاحتراز من ذلك هو إلصاق ظهر اللسان بأعلى الحنك لصقا ممكّنا،

ولفظها مرة واحدة. س 37 ما هو أقوى الحروف الهجائية؟ وما هو أضعفها؟ ولماذا؟ ج: أقوى الحروف الهجائية هو الطاء؛ لأن كل صفاته قوية. وأضعفها هو الهاء؛ لكون جميع صفاته ضعيفه. س 38 عرف كلا من المثلين والمتقاربين؟ ج: المثلان: حرفان اتفقا مخرجا وصفة، كاللامين نحو (هل لكم)، أو الهاءين نحو (إنه هو)، أو (مناسككم - يدرككم). والمتقاربان: حرفان تقاربا مخرجا، واختلفا صفة، أو تقاربا مخرجا واتفقا صفة. س 39 هل هناك درجات للمتقاربين؟ ج: نعم للمتقاربين درجات قسمها علماء التجويد واللغة إلى أربعة هي: 1 - أن يتقارب الحرفان مخرجا وصفة نحو (قل رب). 2 - أن يتقارب الحرفان مخرجا لا صفة نحو (قد سمع). 3 - أن يتقارب الحرفان صفة لا مخرجا نحو (ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا). ومن الملاحظ أن بين السين والشين تقارب، رغم بعد مخرج كلّ منهما عن الآخر بعض الشيء. 4 - أن يتقارب الحرفان مخرجا ويتفقا صفة نحو (فسبحه) في الحاء والهاء. س 40 عرف كلا من المتجانسين والمتباعدين؟ ج: المتجانسان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا، واختلفا صفة، دون النظر إلى الاختلاف في كونه في صفة واحدة، أو أكثر من صفة. والمتباعدان: هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا، واختلفا صفة، أو تباعدا مخرجا واتفقا صفة.

س 41 هل للمتباعدين درجات؟ وضح ذلك؟ ج: نعم للمتباعدين ثلاث صور هي: 1 - أن يتباعد الحرفان مخرجا ويختلفا صفة واحدة، كالهمز والدال في نحو (أدنى). 2 - أن يتباعد الحرفان مخرجا، ويختلفا في أكثر من صفة، كالهمز والصاد في نحو (أصدق). 3 - أن يتباعد الحرفان في المخرج، ويتفقا في الصفة، كالهاء والثاء في نحو (يلهث). س 42 اذكر أقسام كلّ من المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين؟ وما علة تسمية كل باسمه؟ ج: تنقسم الأنواع السابقة إلى: 1 - صغير: وسمي صغيرا لسهولته، وقلة العمل فيه بالنسبة للكبير، ونظرا لسكون أوله وتحرك ثانيه. 2 - كبير: وسمي كبيرا لصعوبته وكثرة العمل فيه بالنسبة للصغير. 3 - مطلق: وسمي مطلقا لعدم تقييده بصغير أو كبير. س 43 اذكر أنواع المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين بأمثلة مختلفة؟ ج: النوع/ الصغير/ الكبير/ المطلق المثلان/ فما ربحت تجارتهم/ أنت تسمع/ تترى المتقاربان/ وقل رب زدني علما/ قال رب/ لن المتجانسان/ اركب معنا/ يعذب من يشاء/ مبطلون المتباعدان/ عليهم غير/ محبة مني/ الحمد

س 44 اذكر حكم الصغير من المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين بالأمثلة على كل حكم؟ ج: أولا: حكم المثلين الصغير: وجوب الإدغام، إلا في (في يوم) فحكمها وجوب الإظهار، وذلك إبقاء على المد الذي لو أدغمت الياء في الياء لزال، وكذلك في هاء (قالوا وهم) وفي (آمنوا وعملوا) وما كان من نفس المشكاة، وكذلك في هاء (ماليه) وحكمها جواز الإظهار والإدغام. ثانيا: حكم المتقاربين الصغير: الإظهار ويستثنى فيها بعض الحالات. ثالثا: حكم المتجانسين الصغير: الإظهار إلا في سبع مسائل متفق على عدم إظهارها وهي: 1 - أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما. 2 - قَدْ تَبَيَّنَ. 3 - وَدَّتْ طائِفَةٌ. 4 - إِذْ ظَلَمُوا. 5 - يَلْهَثْ ذلِكَ. 6 - ارْكَبْ مَعَنا. وهذه المسائل الست واجبة الإدغام. وهناك مسألة واحدة واجبة الإخفاء وهي في لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ لوقوع الباء بعد الميم الساكنة. رابعا: وحكم المتباعدين الصغير هو (الإظهار) إلا في مسألتين متفق على الإخفاء فيها، وهما: النون الساكنة التي بعدها قاف أو كاف. س 45 اذكر نوع المتقاربين في الأمثلة الآتية مع بيان حكمه: (قد سمع - قل رب - بل ران - عدد سنين - العرش سبيلا - عليك - إليك - لديك)؟ ج:

المثال/ نوع التقارب/ حكمه قد سمع/ متقاربان صغير/ الإدغام عند البعض والإظهار عند البعض كحفص قل ربّ/ متقاربان صغير/ الإدغام عند الجميع بل ران/ متقاربان صغير/ الإدغام عند الجميع عدا حفص فله الإظهار. عدد سنين/ متقاربان كبير/ الإظهار عند الجميع عدا السوسي فله الإدغام. العرش سبيلا/ متقاربان كبير/ الإظهار عند الجميع عدا السوسي يوجب الإدغام. عليك/ متقاربان مطلق/ الإظهار عند الجميع. إليك/ متقاربان مطلق/ الإظهار عند الجميع. لديك/ متقاربان مطلق/ الإظهار عند الجميع. س 46 اذكر نوع المثلين في الأمثلة الآتية: (من نبي - هم مبصرون - الكتاب بالحق - ننسخ - ما تقدم من - نحن نحيي - فمن نكث - منهم معرة - أحيينا - لهم ما يشاءون - قل لا تمنوا - شهر رمضان)؟ ج: المثال/ نوع المثلين/ حكمه من نبي/ مثلان صغير/ وجوب الإدغام عند جميع القراء هم مبصرون/ مثلان صغير/ وجوب الإدغام عند جميع القراء الكتاب بالحق/ مثلان كبير/ وجوب الإظهار عند الجميع عدا السوسي له الإدغام. ننسخ/ مثلان مطلق/ وجوب الإظهار عند جميع القراء ما تقدم من/ مثلان كبير/ وجوب الإظهار عند الجميع عدا السوسي له الإدغام

المثال/ نوع المثلين/ حكمه نحن نحيي/ مثلان كبير/ وجوب الإظهار عند الجميع عدا السوسي له الإدغام. فمن نكث/ مثلان صغير/ وجوب الإدغام عند جميع القراء منهم معرة/ مثلان صغير/ وجوب الإدغام عند جميع القراء أحيينا/ مثلان مطلق/ وجوب الإظهار عند جميع القراء لهم ما يشاءون/ مثلان صغير/ وجوب الإدغام عند جميع القراء قل لا تمنوا/ مثلان صغير/ وجوب الإدغام عند جميع القراء شهر رمضان/ مثلان كبير/ وجوب الإظهار عند الجميع عدا السوسي له الإدغام س 47 ما هي الحروف النطعية؟ وما علاقتها بإدغام التجانس؟ ج: الحروف النطعية هي: (ت - د - ط)، ويجب الإدغام بالنسبة للمتجانسين بهذه الأحرف وذلك في أربعة مواضع هي: 1 - إدغام الدال في التاء نحو: (قد تبين - عبّدت). 2 - إدغام التاء في الدال نحو: (أجيبت دعوتكما - أثقلت دعوا). 3 - إدغام التاء في الطاء نحو: (همت طائفة - كفرت طائفة). 4 - إدغام الطاء في التاء نحو: (فرطت - بسطت)، ويسمى هذا الأخير ناقصا لبقاء أثر الطاء في الإدغام. س 48 اذكر أقسام الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق؟ ج: التفخيم يختص بحروف الاستعلاء، والراء في بعض أحواله، ولام لفظ الجلالة، إذا سبقت بضم أو فتح، وما تبقى من الحروف فهي مرققة، ومجمل القول أن هناك ثلاثة أقسام من الحروف: قسم مفخم دائما، وقسم مرقق دائما، وقسم

مفخم في بعض الأحوال ومرقق في بعضها الآخر. س 49 ما هي الحروف التي تفخم دائما؟ والحروف التي ترقق دائما؟ والحروف التي تفخم وترقق؟ ج: الحروف التي تفخم دائما كما أسلفنا بالقول هي حروف الاستعلاء، وهي (خص ضغط قظ)، وأقوى التفخيم يكون في حروف الإطباق وهي (ص - ض - ط - ظ). وحروف ترقق دائما وهي حروف الاستفال، وهي ما دون حروف الاستعلاء. وحروف تفخم وترقق تبعا لما يطرأ عليها وهي (ألف المد - لام لفظ الجلالة - الراء). س 50 للتفخيم مراتب فما هي؟ ج: مراتب التفخيم خمسة هي: الأولى: المفتوح وبعده ألف مدية نحو: (خاشعا - الصابرين). الثانية: المفتوح من غير ألف مدية نحو: (الطير - القمر - صبر)، وهو أخف قليلا. الثالثة: المضموم نحو: (فذوقوا - الطوفان - القمل). الرابعة: الساكن: نحو (يغفر - نطوي - الفقر). الخامسة: المكسور: (وهو أخفها تفخيما) نحو: (صراط - طفلا). س 51 اذكر الأحوال التي تطرأ على الراء تفخيما وترقيقا بإيجاز؟ ومتى يجوز تفخيم وترقيق الراء؟ ج: أولا: الأحوال التي تطرأ على الراء تفخيما هي: 1 - إذا كانت مضمومة نحو: (يبشرهم - رزقنا). 2 - إذا كانت مفتوحة نحو: (وربك - شرابا). 3 - إذا كانت ساكنة وقبلها حرف مضموم نحو: (قرت - بقربان). 4 - إذا كانت ساكنة وقبلها حرف مفتوح نحو: (خردل - قرية).

5 - إذا كانت ساكنة بعد كسر عارض نحو: (ارجعي - أم ارتابوا). 6 - إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء في كلمة واحدة نحو: (لبالمرصاد - قرطاس). 7 - إذا كانت ساكنة وقبلها ساكن، وقبل الساكن مفتوح أو مضموم نحو: (القدر - الأمور) وذلك عند الوقف فقط؛ لأنه حالة التكملة يمتنع اجتماع الساكنين لثقل النطق، ولذلك نجد أنه إذا التقى الساكنان حرك أحدهما لتسهيل النطق. ثانيا: الأحوال التي تطرأ على الراء ترقيقا هي: 1 - إذا كانت مكسورة نحو: (رجال - مريج). 2 - إذا كانت ساكنة وقبلها حرف مكسور، وليس بعدها حرف استعلاء، نحو: (فرعون - واصبر). 3 - إذا كانت ساكنة وقبلها ياء ساكنة نحو (خبير - خير). 4 - إذا كانت ساكنة بعد حرف ساكن، وقبلها مكسور نحو: (حجر - السحر). 5 - إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي، وبعدها حرف استعلاء من كلمة أخرى نحو: (وأنذر قومك). ثالثا: يجوز تفخيم وترقيق الراء في الحالات الآتية: 1 - إذا كانت ساكنة، وقبلها كسر أصلي، وبعدها حرف استعلاء مكسور نحو: (كل فرق). 2 - إذا كانت ساكنة، وقبلها حرف استعلاء ساكن، وقبله حرف مكسور نحو: (مصر - القطر). س 52 اذكر حكم اللام في لفظ الجلالة؟ ج: أحكام اللام في لفظ الجلالة كالآتي: أولا: تفخيم اللام في لفظ الجلالة بعد الفتح أو الضم نحو (تالله - والله - قال الله - عبد الله - ليعبدوا الله). سواء كانت الفتحة أو الضمة متصلة بلفظ الجلالة، أو منفصلة عنها، وفي ذلك يقول صاحب متن الجزرية - رحمه الله-:

وفخم اللام من اسم الله ... عن فتح أو ضم كعبد الله ثانيا: ترقق اللام، إذا كان ما قبلها مكسور، سواء كانت الكسرة متصلة بها، أو منفصلة عنها نحو: (ينجي الله - ويهدي الله - قل الله - أفي الله). كما ترقق بعد التنوين في نحو: (قوما الله). س 53 اذكر حكم الراء في الكلمات الآتية: (ربي الله - الأرض - يرجع - إرصادا - ارجعون)؟ ج: الكلمة/ حكم الراء فيها ربي/ الراء مفخمة لأنها مفتوحة. الأرض/ الراء مفخمة لأنها ساكنة، وما قبلها مفتوح. يرجع/ الراء مفخمة لأنها ساكنة، وما قبلها مضموم. إرصادا/ الراء مفخمة لأنها ساكنة، وما قبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء. ارجعون/ الراء مفخمة لأنها ساكنة، وما قبلها مكسور، وكسرته عارضة. س 54 اذكر حكم الراء في الكلمات الآتية (النذير - رزق - مجريها - الفردوس)؟ ج: الكلمة/ حكم الراء فيها النذير/ الراء مرققة لأنها ساكنة، وقبلها حرف مد ولين وقبله مكسور. رزق/ الراء مرققة لأنها مكسورة. مجريها/ الراء مرققة لأنها ممالة، والإمالة هي نقل الحركة إلى جهة الكسر. الفردوس/ الراء مرققة لأنها ساكنة، وقبلها كسر أصلي، وليس بعدها حرف استعلاء.

س 109 ما المقصود بالحروف النورانية؟ وما عددها؟ وإلى كم قسم تتفرع؟ ج: الحروف النورانية: هي الحروف التي تأتي في أوائل السور، وعدد الحروف النورانية: أربعة عشر حرفا، يجمعها القول: (طرق سمعك النصحية) أو (صح طريقك مع السنة). وهذه الحروف تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: 1 - قسم لا مد فيه وهو (الألف). 2 - قسم مؤلف من حرفين، الثاني منهما الألف، وهذا يمد على حركتين، ويسمى مدّا طبيعيّا حرفيّا. وهي خمسة يجمعها القول: (حي طهر)، وتقرأ هكذا: (حا - يا - طا - ها - را). 3 - قسم مؤلف من ثلاثة أحرف، أوسطها حرف مد، وهذه تمد بمقدار ست حركات بدون زيادة أو نقصان، لأن مدها لازم حرفي، وحروفها ثمانية يجمعها (نقص عسلكم). س 56 اذكر الألفات السبع الآتية في آخر الكلمات التي يجب إثباتها كتابة ووقفا، ويجب حذفها لفظا في الوصل؟ ج: الكلمة/ الحرف/ الموضع/ السورة أنا/ الألف/ (ضمير المتكلم أينما ورد في القرآن الكريم) لكنا/ الألف/ لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي/ الكهف الظنونا/ الألف/ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا/ الأحزاب الرسولا/ الألف/ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا/ الأحزاب السبيلا/ الألف/ فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا/ الأحزاب سلاسلا/ الألف/ إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا/ الإنسان قواريرا/ الألف/ كانَتْ قَوارِيرَا/ الإنسان

إلا أنه يجوز في (سلاسلا) الوقف بالسكون هكذا (سلاسل). ملاحظة: يقصد بالحروف النورانية، الحروف التي تأتي في أوائل السور، وقد تعددت الأقوال في تفسيرها، ومعرفة المقصود منها، وقد تعددت أقوال العلماء فيها، فمن قائل: إنها أسماء للسور، ومن أسماء الله الحسنى، ومن قائل: بإن الله تعالى تحدى الناس في كل زمان ومكان أن يأتوا بآية أو سورة بمثل القرآن رغم أنه مكون من نفس كلماتهم ونفس حروفهم، لكن هيهات هيهات أن يأتوا بمثله، فهو كلام الله المعجز في معناه ومبناه فجل الخالق العظيم وعز وتعالى علوا كبيرا. س 57 ما هو المد؟ وما هو القصر؟ وما حقيقة كل منهما؟ ج: المد لغة: الزيادة ومنه قول الله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ أي يزدكم. واصطلاحا: إطالة زمن صوت حرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون. والقصر: ضد المد فهو لغة: الحبس قال الله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ أي محبوسات مستورات. واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف المد قدر حركتين فقط عند عدم ملاقاة همز أو سكون. س 58 ما هي حروف المد؟ وما هي حروف اللين؟ ج: حروف المد ثلاثة هي: (الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء المكسور ما قبلها، والألف الساكنة المفتوح ما قبلها) وتجمع في لفظ (واي) أو لفظ (نوحيها). أما حروف اللين فهما حرفان فقط: (الياء والواو الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو: (شيء - قوم). س 59 ما أقسام المد؟ وما هو المقصود بالقسم الأصلي؟ وما مقداره؟ ج: أقسام المد: مد أصلي، ومد فرعي: فالمد الأصلي: هو الذي لا تقوم ذات الحروف بدونه، ولا يتوقف على سبب كهمز أو سكون، ومقدار مده حركتان.

س 60لماذا سمي المد الأصلي بهذا الاسم؟ أو بالمد الطبيعي؟ وما أنواعه؟ ج: سمي المد الأصلي بهذا الاسم لأصالته بالنسبة إلى غيره من المدود، ولثبوت مقداره في المد، وهو حركتان، لأن ذات الحروف لا تقوم كما قلنا - بدونه، ولعدم توقفه على سبب من همز أو سكون، وسمي طبيعيّا لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره، ولا يزيده عليه. س 61 ما هو المد الفرعي؟ ولماذا سمي فرعيّا؟ وما أسبابه؟ ج: المد الفرعي: هو ما تقوم ذات الحروف بدونه، ويقع بعد همز أو سكون، وسمي فرعيّا لتفرعه من الأصل، نظرا لتفاوت مقادير المد في أنواعه المختلفة، فقد يزيد عن الأصل في المقدار، وللمد الفرعي سببان هما: الهمز أو السكون. يقول صاحب التحفة: والمد أصلي وفرعي له ... وسم أولا طبيعيّا وهو ما لا توقف له على سبب ... ولا بدونه الحروف تجتلب والآخر الفرعي موقوف على ... سبب كهمز أو سكون مسجلا س 62 للمد أحكام ثلاثة فما هي؟ مع ذكر ما يختص بكل نوع؟ ج: للمد ثلاثة أحكام هي: الوجوب، والجواز، واللزوم. أما الوجوب فيتعلق بالمتصل، وأما الجواز فهو خاص بالمنفصل والعارض للسكون والبدل، واللزوم خاص باللازم. يقول صاحب التحفة: للمد أحكام ثلاثة تدوم ... وهي الوجوب والجواز واللزوم س 63 ما علة كون المد اللازم أقوى المدود؟ ج: المد اللازم أقوى المدود نظرا لأصالة سببه وهو السكون، أي ثبوته وصلا ووقفا، ولاجتماعه معه في كلمة أو حرف، وللزوم مده حالة واحدة وهي ست حركات، ولا يجوز فيه القصر أو التوسط لأنه لازم. س 64 عرف المد العارض للسكون؟ وما حكمه؟ ج: المد العارض للسكون: هو أن يقع السكون العارض بعد حرف المد، أو

اللين في كلمة فالعارض نحو: (الرحيم)، واللين نحو: (من خوف). وسمي عارضا للسكون، لعروض سكونه في الوقف دون الوصل، وحكمه الجواز لجواز قصره حركتين، ولكن المتصل العارض للسكون، لا يجوز قصره إلى حركتين، ويجوز توسطه أربع حركات، ويجوز مده خمس حركات، إذا كان متصلا، ويجوز مده ست حركات عند الوقف. س 65 كم قسما للمد العارض للسكون؟ ج: ينقسم المد العارض للسكون إلى ستة أقسام هي: 1 - المد العارض للسكون نحو: (نستعين) وهذا يسمى: عارضا مطلقا. 2 - اللين العارض للسكون نحو: (خوف). 3 - المتصل العارض للسكون نحو: (السماء). 4 - البدل العارض للسكون نحو: (مآب). 5 - المد العارض للسكون، وهو هاء تأنيث نحو: (الصلاة). 6 - المد العارض للسكون، وهو هاء ضمير نحو: (عقلوه). س 66 عرف المد اللازم؟ وما مقداره؟ وإلى كم قسم ينقسم؟ ج: المد اللازم عبارة عن حرف مد جاء بعده حرف ساكن سكونا أصليّا، ومقداره ست حركات دون زيادة أو نقصان، وينقسم إلى أربعة أقسام هي: 1 - مد لازم مثقل كلمي: وسمي لازما للزوم السكون على الحرف وصلا ووقفا، ومثقلا لوجود التشديد، مما يثقل النطق به، وسمي كلميا لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة. 2 - مد لازم مخفف كلمي: سمي مخففا لأن الحرف الواقع بعد حرف المد ساكن بدون تشديد، أو إدغام، وليس في القرآن الكريم من هذا النوع إلا كلمة وحدة هي (الآن) مكررة مرتين بسورة يونس عليه السلام. 3 - مد لازم مثقل حرفي: سمي حرفيّا، لأنه يكون في الحروف الهجائية

الموجودة في أوائل السور نحو (الم - ألف - لام - ميم). 4 - مد لازم مخفف حرفي: وهو مخفف لأن الحرف الذي يلي حرف المد غير مدغم نحو (ق - ن - ص). يقول صاحب التحفة: أقسام لازم لديهم أربعة ... وتلك كلمي وحرفي معه كلاهما مخفف مثقل ... فهذه أربعة تفصل س 67 ما هو مد الصلة؟ ج: مد الصلة: هو مد الضمير بشرط أن يكون قبلها متحرك، وبعدها متحرك، وهو كالمد الطبيعي، ويسمى صلة صغرى نحو: (إنه هو). وإن أتى بعدها همزة تمد كمد المنفصل، ويسمى صلة كبرى نحو: (مالَهُ أَخْلَدَهُ). فإن كان قبلها ساكن فلا تمد مثل (منه) و (إليه). أو كان بعدها ساكن فلا تمد نحو: (كما علمه الله)، ويستثنى قول الله تعالى: فِيهِ مُهاناً بالمد، ويختص وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ بالقصر. س 68 عرف المد المتصل والمنفصل؟ وما مقدار كلّ منهما؟ ج: المد المتصل: هو أن يجتمع حرف المد وبعده همز في كلمة واحدة نحو: أولئك، ويمد بمقدار حركتين، ويجوز فيه التوسط أي مده (أربع حركات)، ويمد خمس حركات أو ست عند الوقف عليه وجوبا. والمد المنفصل: هو أن يأتي حرف المد في كلمة وبعده الهمز في أول كلمة أخرى نحو (بما أنزل)، ويجوز فيه القصر حركتين، ويمد بمقدار خمس حركات جوازا. س 69 اذكر أمثلة للأنواع الآتية من المد (المتصل - المنفصل - البدل - العارض للسكون - (اللازم المثقل الكلمي والحرفي - اللازم المخفف الكلمي والحرفي؟

ج: نوع المد/ الأمثلة عليه المد المتصل/ جاء - سوء - جىء المد المنفصل/ وفي أنفسكم - إنا أعطيناك الكوثر مد البدل/ إيمانا - أوتوا العارض للسكون/ نستعين - بيت - مفلحون اللازم المثقل الكلمي/ الحاقة - الصاخة - الطامة - الصافات اللازم المخفف الكلمي/ ءالآن اللازم المثقل الحرفي/ الم اللازم المخفف الحرفي/ ن - ق - ص س 70 ما هي الأحرف الآتية في أوائل السور؟ وكيف تمد؟ ج: هذه الأحرف يجمعها قولهم: (صله سحيرا من قطعك)، أو قولهم: (نص حكيم قاطع له سر)، وهذه الفواتح الأربعة عشر، منها ما يمد مدّا لازما (وهي ثمانية أحرف فقط) تجمع في (سنقص علمك) أو (نقص عسلكم) ومنها ما يمد مدّا طبيعيّا وهي (خمسة أحرف أخرى) مذكورة في قولهم (حي طهر). س 131 اذكر الأحكام الموجودة في الكلمات الآتية: (أراد - شاء - يا أيها - الكريم - الحاقة - آمن)؟

ج: الكلمة/ نوع المد/ مقداره/ علته وسببه أراد/ مد طبيعي/ حركتان/ لعدم وجود همز أو سكون بعده شاء/ مد متصل/ 4/ 5/ 6/ لوقوع حرف المد والهمز في نفس الكلمة. يا أيها/ مد منفصل/ 4/ 5/ 2/ حرف المد في كلمة والهمز في أخرى. الكريم/ مد عوض/ 2/ 4/ 6/ السكون عارض بعد حرف المد الحاقة/ مد لازم مثقل كلمي/ 6 لزوما/ لوقوع الشدة بعد حرف المد آمن/ مد بدل/ 2 عند الجميع عدا ورش 4/ 6/ لتقدم الهمز على حرف المد س 72لماذا سميت همزة الوصل بهذا الاسم؟ وكذلك همزة القطع؟ ج: سميت همزة الوصل بهذا الاسم: لأنه يتوصل بها إلى الساكن الواقع في ابتداء الكلام عند النطق به، وذلك لأن الأصل في الوقف دون الروم أن يكون على الساكن، كما أن الأصل في الابتداء يكون بالحركة، وسميت همزة القطع بهذا الاسم: لأنها تقطع بعض الحروف عن بعض عند النطق بها. س 73 اذكر أهم الفروق بين همزة الوصل وهمزة القطع؟ ج:

ج: أهم الفروق بين الهمزتين في الجدول الآتي: همزة الوصل/ همزة القطع 1 - لا تكون إلا في أول الكلمة المبتدأ بها ولا تكون متحركة إلا بفتح أو بكسر أو بضم، ولا تكون في وسط الكلمة ولا في آخرها./ 1 - تأتي في أول الكلمة مفتوحة ومضمومة ومكسورة، وتأتي في وسط الكلمة وفي آخرها. 2 - لا تكون ساكنة لأنه لا يمكن الابتداء بساكن./ 2 - إذا أتت في أول الكلمة لا تكون ساكنة أما إذا أتت في وسط الكلمة فمن الممكن أن تكون ساكنة نحو: (بئر) ويمكن أن تكون ساكنة في آخر الكلمة نحو (إن نشأ). وإليك أمثلة لهمزتي الوصل والقطع في جميع أحوالهما في أول ووسط وآخر الكلمة، وهي في الجدول الآتي: 3 - تقع في الاسم والفعل والحرف في مواضع معينة. فلا تكون إلا في أول الكلمة متحركة بفتح نحو: (الله) أو بضم نحو: (ادع)، أو بكسر نحو: (اقرأ) ولا تكون في وسط ولا آخر الكلمة أبدا./ 3 - تقع في كلّ من الاسم والفعل والحرف مطلقا. تأتي مفتوحة في أول الكلمة نحو: (أعطيناك) أو مضمومة نحو: (أوتوا) أو مكسورة نحو: (إنا)، لا ساكنة. وتأتي في وسط الكلمة مفتوحة: (قرآنا)، أو مضمومة: (الموءودة)، أو مكسورة: (سئلت)، وتأتي ساكنة نحو: (وبئر)، وتأتي في آخر الكلمة مفتوحة نحو: (شاء)، أو مضمومة نحو: (يستهزئ)، أو مكسورة نحو: (قروء)، أو ساكنة نحو: (إن نشأ).

س 74 في أي موضع تكون همزة الوصل؟ ج: تأتي همزة الوصل في الأفعال نحو: ادْعُوا رَبَّكُمْ، وفي الأسماء نحو: بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى، وفي حرف (ال) فقط. س 75 اذكر الأسماء التي وردت فيها همزة الوصل في القرآن الكريم؟ ج: لا تقع همزة الوصل في الأسماء من حيث اللغة إلا في اثنى عشر اسما، منها في القرآن الكريم تسعة، هي: 1 - المصدر من كل فعل ماض خماسي نحو (افتراء). 2 - المصدر من كل فعل ماض سداسي نحو: اسْتِكْباراً. 3 - ابن بالتذكير نحو: إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي. 4 - ابنة بالتأنيث نحو: ابْنَتَ عِمْرانَ. 5 - امرؤ بالتذكير نحو: ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ، إِنِ امْرُؤٌ. 6 - امرأة بالتأنيث نحو: (وإن امرأت). 7 - اثنتان بالتأنيث نحو: فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ. 8 - اثنان بالتذكير نحو: لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ. 9 - اسم نحو: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. س 76 متى يجب حذف همزة الوصل؟ وما علته؟ ج: يجب حذف همزة الوصل إذا وقعت بعد همزة استفهام نحو: قُلْ أَتَّخَذْتُمْ، أَطَّلَعَ الْغَيْبَ وأَسْتَكْبَرْتَ لأن أصلها (أأتخذتم)، (أأطلع)، (أاستكبرت)، وذلك إذا لم تكن بعد الوصل لام تعريف نحو: (آلذكرين - آلآن - آلله)، ولا يوجد في القرآن الكريم إلا هذه الأمثلة السابقة. س 77 كيف يبتدأ بلفظ (الاسم) بالحجرات؟ ومتى تحقق همزة القطع؟ ومتى تسهل؟ ج: يبتدأ بالاسم في (الاسم الفسوق) بالحجرات بالهمزة أو باللام فقط دون

همز، والأولى أن يبتدأ بالهمزة، وأما حكم همزة القطع فتحقيقها دائما حينما وقعت بعد همزة استفهام نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ أو نحو: وَإِذا أَرَدْنا إلا في الهمزة الثانية من لفظءَ أَعْجَمِيٌّ ب (فصلت) فإنها تسهل بين الهمزة والألف وجوبا. س 78 عرف كلا من: (الوقف - الوصل - السكت - القطع)، مع بيان محل كل منها؟ ج: الوقف: لغة: هو الحبس والكف. واصطلاحا: هو قطع الكلمة عما بعدها مقدارا من الزمن مع التنفس واستئناف القراءة، ويكون في آخر السورة، وفي آخر الآية وفي أثنائها، ولا يكون في وسط الكلمة. والوصل: ضد الوقف، وهو: عبارة عن وصل الكلمة بما بعدها دون تنفس. والسكت: لغة: هو المنع. واصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها مقدارا قصيرا من الزمن قدر حركتين دون تنفس، وقد سبق أن أشرنا إلى مواضع السكت اللطيف لحفص. والقطع: لغة: الفصل والإزالة،. اصطلاحا: قطع الكلمة عما بعدها مقدارا طويلا من الزمن مع التنفس دون قصد العودة إلى القراءة في الحال، ولا يكون إلا في أواخر السور أو على رءوس الآي على الأقل. س 79ماذا يقصد بتعانق الوقف؟ وهل يكون الوقف والابتداء بالحركة أم بالسكون؟ ج: المقصود بتعانق الوقف هو: أن يأتي لفظان متواليان إذا وقف على أحدهما لم يجز أن يوقف على الآخر نحو: لا رَيْبَ فِيهِ بالبقرة، فإذا وقفنا على رَيْبَ لا نقف على فِيهِ والعكس، وهكذا في كل وقف متعانق. ولا يكون الابتداء إلا بمتحرك، ولا يكون الوقف في الأصل إلا بالسكون المحض، وقد يكون بالروم أو بالإشمام.

س 80 عرف كلا من: الروم، والإشمام، والإبدال، والحذف؟ ج: الروم: هو الإتيان ببعض الحركة يسمعه القريب دون البعيد، ويأتي في المكسور والمضموم والمجرور والمرفوع. والإشمام: هو ضم الشفتين بعد إسكان الحرف الأخير من الكلمة، ويأتي في المرفوع فقط، وهو يرى ولا يسمع وهو في نحو لا تَأْمَنَّا وهو ضم الشفتين قبيل النطق بالنون كمن يريد النطق بضمة والأصل (لا تأمننا). والإبدال: هو إبدال تنوين المنصوب ألفا نحو: (خبيرا - شاكرا) ما لم يكن هاء تأنيث نحو: (زكاة - نافلة) فلا تبدل. ويوقف عليها بالسكون، ولا يدخلها روم ولا إشمام. والحذف: هو حذف التنوين في المرفوع والمجرور نحو: (غفور - رحيم - من حكيم حميد). س 81 ما أهمية الوقف والابتداء؟ وما فوائدهما؟ ج: الوقف والابتداء من أهم موضوعات التجويد التي يجب على القارئ والمتلقي معرفتها، فقد ورد عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - في كثير من الأحاديث أنه كان يقف على رءوس الآي، وأنه كان يقطع قراءته فيقول البسملة ثم يقف ثم يبدأ في أول السورة ثم يقف، كما تقدم أن شرحنا ذلك في الكتاب، وأنه - صلّى الله عليه وسلم - كان يقرّ أصحابه على مثل ذلك، وقد ورد أن عليّا - كرم الله وجهه - ورضي الله عنه - عند ما سئل عن معنى وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا فقال: «الترتيل: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف». فالوقف بلا شك هو حلية القراءة وزينة القارئ، وبلاغ التالي وفهم المستمع، وفخر العالم. وللوقف والابتداء فوائد عظيمة وكثيرة، فلا غنى للقارئ والسامع عنها، وهي تتخلص في أمرين: أحدهما: إيضاح المعاني القرآنية للمستمع كلما كان القارئ أقدر على تحري ما حسن من الوقف والابتداء في قراءته. والثاني: دلالة وقف القارئ يوضح المعنى المراد، ودلالة وقف القارئ في

تقدير درجات الوقف جودة ورداءة تبعا لتفاوت القراء في فهم القرآن، ومقدار إحاطتهم بعلومه. س 82 ما هي أقسام الوقف؟ ج: أقسام الوقف هي: الأول: قسم يوقف به، وهو عند القراء تسعة أوجه، هي: (الإبدال - النقل - الإدغام - الحذف - الإثبات - الإلحاق - السكون - الروم - الإشمام). الثاني: قسم يوقف عليه وهو ستة أنواع هي: التام والكافي والحسن ووقف التعانق والوقف الممنوع: وهو الوقف الذي يشار إليه في المصاحف بالعلامة (لا)، وكأنه يقول لك: لا تقف هنا. الوقف الحسن: وهو ما يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى نحو: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ (صلى) وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وعلامته (صلى): أي: جواز الوقف ولكن الوصل أولى. س 83 هل للوقف الممنوع أقسام؟ وما هي؟ ج: نعم، ينقسم الوقف الممنوع إلى قسمين هما: الأول: إذا كانت (لا) وهي علامة الوقف الممنوع في وسط الآية عدم الوقف، ويتحتم الوصل تماما للمعنى وعدم ضياعه. الثاني: إذا كانت (لا) على رأس آية يجب الوقف، لأن الوقوف على رأس الآية سنة. س 84 اذكر أمثلة لما يصح الابتداء به والوقف على ما قبله ولما لا يصح؟ ج: يحسن الابتداء بلفظ «إن» بكسر الهمز وتشديد النون ما لم تقع بعد قول أو قسم في آيتها. وما لا يصح الابتداء به والوقف على ما قبله: لفظ «أن» مفتوحة الهمز مع تشديد النون ولكن بالتخفيف، إلا أن تكون (لكنّ) أو (لكن) في بدء آية نحو: لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ونحو: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي. ويجب على القارئ أن يلاحظ المعنى حال الوقف فإذا انقطع النفس اضطراريّا يجب أن يختار وقفا معقولا، ويستحب له الابتداء بالرجوع إلى ما قبل انقطاع النفس

حتى يصل الكلام بعضه ببعض، وحتى لا يوهم خلاف المعنى المراد. س 85ماذا يسن في حق القارئ إذا وصل آخر الضحى بما يليها، أي: بأول سورة الشرح؟ ج: يسن في حقه عند ذلك أن يكبر عند أو عقب ختم كل سورة، ويبتدئ بالتكبير من آخر سورة الضحى، وقد قال البعض: أن التكبير يبدأ من آخر الليل وينتهي بعد قراءة سورة الناس. ثم تقرأ سورة الفاتحة ولا يكبر بعدها، ثم تقرأ خمس آيات من أول سورة البقرة، وسوف يتضح ذلك في باب التكبير وختم القرآن. س 158 اذكر بعض العلامات المشهورة في المصاحف؟ ج: العلامات المشهورة كثيرة، من أهمها الوارد في الجدول الآتي: م/ العلامة/ اسم العلامة/ مثال عليها أو ملاحظة 1 - / ... / تعانق الوقف/ ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ 2 - / صلى/ الوقف الجائز والوصل أولى/ وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا (صلى) قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ 3 - / قلى/ الوقف الجائز والوقف أولى/ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ (قلى) وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 4 - م/ وقف لازم/ إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ 5 - / لا/ وقف ممنوع/ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ 6 - / ج/ جائز مستوى الطرفين/ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ 7 - / ح/ وقف حسن/ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ

م/ العلامة/ اسم العلامة/ مثال عليها أو ملاحظة 8 - / ز/ يجوز الأمران/ مع ترجيح الوصل 9 - / ص/ وقف مرخص/ أي: مرخص للضرورة 10 - / ط/ وقف مطلق/ وافق عليه أكثر العلماء، فهو حسن والابتداء بما بعده أحسن 11 - / ع/ انتهاء العشر/ ذلك في العدد الكوفي 12 - / عب/ انتهاء العشر/ ذلك في العدد البصريّ 13 - / ب/ انتهاء الحزب 14 - / لب/ ليس برأس آية/ علامة أنّ ما تحتها خط ليس برأس آية في العدد البصريّ 15 - / تب/ رأس آية/ ذلك في العدد البصريّ 16 - / ف/ نصف الحزب 17 - / ق/ وقف/ علامة الوقف الذي لم يقل به أكثر العلماء، وهي علامة الوقف الضعيف والوصل أولى. 18 - / س/ سكتة لطيفة 19 - / قف/ وقف مستحب/ لا حرج إن وصل 20 - / ك/ وقف كحكم سابقه/ أي: علامة للوقف الذي يجري على حكم سابقه 21 - / هـ/ انتهاء الخمس/ ذلك في العدد الكوفيّ 22 - / خب/ انتهاء الخمس/ ذلك في العدد البصريّ. هذه أهم العلامات وهناك علامات أخرى تجدها في آخر المصاحف إن شاء الله عز وجل.

س 87 ما هي الكلمات التي لها أكثر من وجه في القراءة عند حفص؟ ج: هناك مواضع لحفص يجوز للقارئ أن يقرأ فيها بوجهين منها: 1 - في سورة الروم ورد لفظ ضَعْفٍ مجرورا في موضعين ومنصوبا في موضع واحد. وذلك في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً. ويجوز لحفص في هذه المواضع الثلاثة وجهان: أحدهما: فتح الضاد، وثانيهما: ضمها. والوجهان مقروء بهما، والفتح مقدم في الأداء. 2 - في سورة النمل ورد لفظ (آتن) وجهان لحفص وقفا. أحدهما: إثبات الياء ساكنة، وثانيهما: حذفها، مع الوقف على النون. أما في حال الوصف فتثبت الياء مفتوحة. 3 - وفي لفظ (سلسلا) في سورة الإنسان، وجهان أيضا وقفا. أحدهما: إثبات الألف الأخيرة، وثانيهما: حذفها، مع الوقف على اللام ساكنة. أما في حال الوصل فتحذف الألف. وهذه الأوجه التي تقدمت لحفص عن عاصم ذكرها الإمام الشاطبي في «الحرز». س 88 ما هي المواضع التي يمكن القراءة فيها بالسين أو الصاد؟ ج: تجوز القراءة بالسين أو الصاد في الكلمات الآتية: يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ بسورة البقرة، وفي زادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً بسورة الأعراف، وفي أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ بسورة الطور، وفي عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ بسورة الغاشية. س 165 اذكر عدد آيات القرآن الكريم؟ وهل هناك آراء اختلفت في عددها؟ وما سر هذا الاختلاف؟ ج: يقول صاحب «البيان» نقلا عن «التبيان» «ومناهل العرفان» ما نصه: «وأما

عدد آي القرآن فقد اتفق العادون على أنه ستة آلاف ومائتان آية وكسر، إلا أن هذا الكسر يختلف باختلاف أعدادهم: ففي عدد المدني الأول سبع عشرة، وبه قال نافع. وفي عدد المدني الأخير: أربع عشرة عند شيبة، وعشر عند أبي جعفر. وفي عدد المكي: عشرون. وفي الكوفي: ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات. وفي عدد البصري: خمس، وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي رواية عنه: أربع، وبه قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عند البصريين أنهم قالوا: تسع عشرة، وروي ذلك عن قتادة. وفي عدد الشامي: ست وعشرون، وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري». وسبب هذا الاختلاف أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - كان يقف على رءوس الآي تعليما لأصحابه أنها رءوس آي حتى إذا علموا ذلك وصل - صلّى الله عليه وسلم - الآية بما بعدها طلبا لتمام المعنى، فيظن بعض الناس أن ما وقف عليه النبي - صلّى الله عليه وسلم - ليس فاصلة، فيصلها بما بعدها معتبرا أن الجميع آية واحدة، والبعض يعتبرها آية مستقلة فلا يصلها بما بعدها، وهذا الخلاف لا محظور فيه، لأنه يؤدي إلى زيادة ولا نقصان في القرآن، وإنما غايته تعيين محل الفصل أو الوصل. س 90 من الذي رتب سور القرآن وآياته؟ ج: أجمعت الأمة على أن ترتيب الآيات في سورها على ما نراه في المصاحف واقع بتوقيف من النبي - صلّى الله عليه وسلم - عن الله - جل وعلا وتباركت أسماؤه-، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، وقد كان جبريل ينزل بالآيات ويرشد النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى موضع كل آية من سورتها، ثم يقرؤها النبي على الصحابة، ويأمرهم بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية، وموضع الآية من هذه السورة. أو المقصود بالأمر من الصحابة هنا هم كتاب الوحي، وقد كانوا يفعلون ما يؤمرون به من قبل النبيّ - صلّى الله عليه وسلم -. أما الإجماع فقد نقله الزركشي في «البرهان»، وقال به القاضي أبو بكر، وقال به أبو جعفر بن الزبير.

س 91 ما معنى التكبير؟ وما دليل مشروعيته؟ ج: روي أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - انقطع عنه الوحي فترة من الزمن، فقال الكافرون: قلى محمدا ربّه أي هجره، فنزلت سورة الضحى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى فقال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: «الله أكبر» وأمر أن يكبر القارئ إذا بلغ سورة الضحى، وأن يكبر كذلك مع ختام كل سورة بعدها، حتى يختم القرآن. وقد روي التكبير عن جميع القراء، وصار العمل به عند أهل الأمصار في سائر الأقطار. س 92 اذكر صيغ التكبير؟ ومتى يبدأ؟ ومتى ينتهي؟ ج: للتكبير أكثر من صيغة كالآتي: الأولى: الله أكبر. الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، وروى بعض أهل العلم أنها: لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. ويكون التكبير دائما قبل أن يقرأ القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم وبداية السورة. ويبدأ التكبير بعد الانتهاء من قراءة سورة الضحى، أو من آخر الليل، وينتهي بعد قراءة سورة الناس. س 93ماذا يفعل القارئ إذا وصل إلى سورة الناس في ترتيله؟ ج: روى بعض السلف الصالح: أنه كان إذا وصل إلى سورة الناس، وهي آخر سورة من القرآن الكريم يقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ خمس آيات من سورة البقرة إلى قول الله - جل وعز-: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وذلك رجاء أن يكون من المفلحين، وليتصل حبل التلاوة ويدوم خيرها. س 94 هل هناك دعاء معيّن إذا ختم القارئ القرآن؟ ج: كان بعض السلف إذا وفّق إلى ختام القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاء بما في القرآن من دعاء، ولجأ إلى الاستغفار والجباء اعترافا منه بالتقصير وخوفا من الله

تعالى، وتلك درجة رفيعة لا يصل إليها إلا من اصطفاهم الله تعالى وقربهم إليه سبحانه. ومن الأدعية المأثور عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - بعد ختام القرآن: «اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك، ناصيتنا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك؛ أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا وقائدنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم، ودارك دار السلام، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين». اللهم اجعله لنا شفاء وهدى وإماما ورحمة، وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا، ولا تجعل لنا ذنبا إلا غفرته، ولا همّا إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا عدوّا إلا كفيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا عاصيا إلا عصمته، ولا فاسدا إلا أصلحته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا عيبا إلا سترته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها في يسر منك وعافية يا أرحم الراحمين، وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم». س 95 اذكر الأدلة على وجوب تجويد القرآن الكريم؟ ج: الأدلة على وجوب تجويد القرآن الكريم كثيرة، منها: 1 - قول الله - تعالى-: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. أي: اقرأ القرآن بتثبت ليكون ذلك عونا لك على فهم القرآن وتدبر معانيه، وقيل: أي لا تعجل بقراءة القرآن، وقال الضحاك: اقرأه حرفا حرفا، وقال مجاهد: «أحب الناس في القراءة إلى الله أعقلهم عنه» (2)، والأدلة على ذلك من القرآن كثيرة. 2 - قول رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم».

والمقصود «بلحون العرب»: أي القراءة التي تأتي حسب سجية الإنسان وطبيعته من غير تصنع، ولا قصد إلى الألحان والأنغام المبتدعة المأخوذة من المقامات الموسيقية وهي التي تذهب برونق القرآن إلى الغناء، والتي تجعل القارئ والسامع بدلا من أن يتفكر في المعاني يذهب فكره إلى التطريب والنغمات الموسيقية بذلك يذهب بعيدا عن المقصود حتى أنك ترى أن القارئ يذكر آيات العذاب والنار والسامع يسر ويطلب الإعادة من القارئ مرات ومرات، نسأل الله ألا يحشرنا في زمرة من أصبح القرآن حجة عليهم، آمين. 3 - إجماع الأمة، منذ نزل القرآن حتى وقتنا هذا، على وجوب قراءته قراءة مجودة سليمة، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه، وهذا أمر لازم لا بدّ منه، فمن خالف ذلك وهو يعلم فهو آثم لا شك، ورحم الله ابن الجزري إذ يقول: والأخذ بالتجويد حتم لازم ... من لم يجود القرآن آثم لأنه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا وهو أيضا حلية التلاوة ... وزينة الأداء والقراءة س 96 ما هي الطريقة الصحيحة في تعلم القرآن؟ وما هي طرق الأخذ عن الشيوخ وعلماء هذا الفن؟ ج: لا شك أن أصح الطرق في تعلم القرآن هي تعلم أحكام التجويد، وهي التي فصّلها أصحاب الفضيلة العلماء، والواجب على المتلقي معرفة هذه القواعد جيدا وإتقانها، وذلك يتطلب تطبيقات عملية لهذه الأحكام، ولا تصح طريقة أخذها من مصحف أو شريط أو كتاب تجويد بمعزل عن شيخ محقق متقن يلقّن المتلقي حكما حكما، وهذا ما أوصى به كل علماء هذا الفن. وطرق الأخذ عن أهل هذا الفن تكون بالجلوس بين يدي متقن - كما قلنا - ثم سماع قراءته ثم القراءة عليه، ليسمع ثم يصحح الأحكام، حتى إذا أتقن المتلقي حكما أجازه المعلم ثم ينتقل إلى حكم آخر، وهكذا حتى يصل به معلمه إلى باقي الأحكام كما أنزلت من السماء. والله أعلم.

س 97 كيف كان النبي - صلّى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن؟ ج: كان النبي - صلّى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن بتحقيق القراءة، وكان يبين الحروف، ويحقق المخارج، وكانت قراءته وكأنه يخرج حرفا حرفا، كما كان - صلّى الله عليه وسلم - يقطع قراءته آية آية، ويمد عند المد ويقصر عند القصر، أي: في موضعه الذي لا يجوز فيه مد. وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه-: كيف كانت قراءة النبي - صلّى الله عليه وسلم -؟ فقال: «كان يمد صوته مدّا، أي يطيل للحروف الصالحة للإطالة، ويستعين بها في التدبر والتفكر لمن يريد أن يتذكر». وقد روي: أن رجلا قرأ أمام عبد الله بن مسعود قول الله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ مرسلة أي بغير مد، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، فقال: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ مع المد، فمدّها. وكان يقرأ - صلّى الله عليه وسلم - قاعدا وقائما ومضطجعا، وراكبا وماشيا، ومتوضئا وغير متوضئ، وكان يسر في القراءة ويجهر بها، وكان يترنم بالقرآن ويتغنى به دون خلل بالمبنى أو المعنى فقد قال - صلّى الله عليه وسلم -: «زينوا القرآن بأصواتكم» وقال: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن». والتغني المطلوب: هو الذي يساعد على فهم المعاني والعظة والاعتبار والخشوع والبكاء أو التباكي. وليس لمجرد التطريب والتسلية فهذا منهي عنه. وقد روى البخاري ومسلم أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال لابن مسعود: «اقرأ عليّ، فقال ابن مسعود: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال - صلّى الله عليه وسلم -: إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأ ابن مسعود من أول النساء حتى أتى إلى قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً فقال - صلّى الله عليه وسلم -: حسبك الآن». والتفت إليه ابن مسعود فإذا عيناه تذرفان». س 98 بيّن حكم الميم الساكنة قبل الفاء والواو؟ ج: إذا وقعت الميم الساكنة قبل الفاء أو الواو وجب إظهارها إظهارا شديدا

خشية أن تختفي الميم في الفاء لقربهما في المخرج، أو خشية اختفاء الميم في الواو لاتحادهما في المخرج، ويسمى هذا النوع من الإظهار: إظهارا شفويّا، وهو أشد أنواع الإظهار، يقول صاحب «تحفة الأطفال»: واحذر لدى واو وفاء أن تختفي ... لقربها والاتحاد فاعرف س 99 بيّن اللامات القمرية والشمسية وأحكامها الواردة في سورة الناس؟ ج: الكلمة/ حكمها الناس/ لام شمسية، وحكمها: الإدغام الوسواس/ لام قمرية، وحكمها: الإظهار الخناس/ لام قمرية، وحكمها: الإظهار الذي/ لام شمسية، لوقوع اللام المدغمة بعدها، وحكمها: الإدغام الجنّة/ لام قمرية، لوقوع الجيم بعدها، وحكمها: الإظهار س 100 ما مخرج الشفتين؟ وما حروفها؟ وبماذا تسمى هذه الحروف؟ ج: للشفتين مخرجان: الأول: بطن الشفة مع طرف الثنايا العليا، وهو مخرج الفاء. الثاني: الشفتان معا، وهو مخرج الباء والميم، وتسمى هذه الحروف مع الياء حروف شجرية. س 101 ما عدد مواد الظاء المتفق عليها والمختلف عليها الواردة في القرآن الكريم؟ وما هي؟ ج: وردت مواد الظاء المتفق عليها في القرآن الكريم في ثلاثين موضعا، وهي مرتبة حسب ترتيب الجزرية نذكر منها أمثلة كالآتي:

م/ المادة/ م/ المادة 1 - / في يوم ظعنكم 2 - / ولا الظل 3 - / من الظهيرة 4 - / وهو العلي العظيم 5 - / وإنا له لحافظون 6 - / وتحسبهم أيقاظا 7 - / إنك من المنظرين 8 - / فكسونا العظام لحما 9 - / إلا ما حملت ظهورها 10 - / يظاهرون من النساء 11 - / ما يلفظ من قول 12 - / ظهر الفساد 13 - / إنها لظى 14 - / شواظ من نار - وهو كظيم 15 - / ولا يظلم ربك أحدا 16 - / غليظ القلب 17 - / أو كظلمات 18 - / كل ذي ظفر 19 - / إنا منتظرون 20 - / لا يصيبهم ظمأ 21 - / من بعد أن أظفركم 22 - / بل ظننتم 23 - / وهو يعظه 24 - / ظل وجهه 25 - / محظورا 26 - / كهشيم المحتظر 27 - / ولو كنت فظّا 28 - / إلى ربها ناظرة 29 - / قل موتوا بغيظكم 30 - / لذو حظ عظيم والمختلف عليها هي مادة واحدة وهي بِضَنِينٍ فقد قرئت بالضاد المستطيلة كما هو الحال في قراءة حفص، وكذلك بالظاء غير المستطيلة وهي بالتكوير وفيها يقول ابن الجزري: [في ظنين الخلاف سامي]

س 102 مثل للإخفاء الحقيقي للنون الساكنة في كلمة، وفي كلمتين وللتنوين؟ ج: كما هو مبين في الجدول الآتي: المثال/ الحكم ينصركم/ إخفاء حقيقيّ لأنه وقع بعد النون الساكنة حرف الصاد وهو من حروف الإخفاء (في نفس الكلمة). من صياصيهم/ إخفاء حقيقيّ، حرف الصاد بعد النون الساكنة. رجال صدقوا/ إخفاء حقيقيّ، لوقوع الصاد بعد التنوين، والصاد من حروف الإخفاء. س 103 اذكر أنواع الإخفاء؟ ج: ينقسم الإخفاء إلى: إخفاء حقيقي: يتعلق بالنون الساكنة والتنوين. إخفاء شفوي: يتعلق بالميم الساكنة. وهناك إخفاء مع الغنة عند الإقلاب، أي: عند إقلاب النون الساكنة أو التنوين ميما إذا جاء بعدهما حرف الباء، فيكون إقلاب بغنة مع الإخفاء، نحو: (أنباء - من بعد - آيات بينات). س 104 ما مرتبة تفخيم الغين والخاء الساكنتين إذا كان قبلهما كسر أو ياء ساكنة؟ ج: إذا كانت الغين ساكنة وقبلها كسر أصلي نحو: تُزِغْ قُلُوبَنا وأَفْرِغْ عَلَيْنا أو كسر عارض نحو: مَنِ اغْتَرَفَ. وكذلك الخاء إذا كانت ساكنة وقبلها كسر أصلي نحو: إِخْواناً أو كسر عارض نحو: وَلكِنِ اخْتَلَفُوا، وكذلك الغين والخاء الساكنتان للوقف بعد ياء ساكنة نحو (زيغ - شيخ). تسمى المرتبة في كل ما سبق ما أمثلة ترقيق نسبي. وهي مرتبة ضعيفة، ولا

يقال: إنهما مرققتان، ويكون الحال هنا في النطق بين التفخيم والترقيق، لأنه من قرأ بالغين والخاء الساكنتين وقبلهما كسر أو ياء ساكنة مفخمتين تفخيما قويّا، تكون قراءة خاطئة لأنه يخرجهما عن مرتبتهما الحقيقيتين، ويستثنى في ذلك إِخْراجُ لأن تفخيمها قوي، لقوله: وخاء إخراج بتفخيم أتت ... من أجل راء بعدها قد فخمت أي: لوقوع الراء المفخمة بعدها ليكون هناك تناسب في التفخيم لتسهيل النطق، وذلك في نحو: وَقالَتِ اخْرُجْ. س 105 مثل للإدغام بغير غنة مع النون الساكنة والتنوين في صوره الأربع؟ ج: صور الإدغام بغير غنة أربع، لأن كل حرف من حرفيه يقع مع النون مرة ومع التنوين أخرى، فلكل حرف صورتان، والاثنان في اثنين بأربع، وفيما يلي الأمثلة: الحرف/ مع النون الساكنة/ مع التنوين اللام/ من لبن/ سائغا للشاربين الراء/ من ربهم/ غفور رحيم س 106 مثل للإخفاء الحقيقي للنون الساكنة في كلمة وفي كلمتين بثلاثة أمثلة مختلفة؟ ج: الكلمة/ حكمها ينصركم/ إخفاء حقيقي لوقوع حرف الصاد بعد النون الساكنة. ينطقون/ إخفاء حقيقي لوقوع الطاء بعد النون الساكنة. منثورا/ إخفاء حقيقي لوقوع الثاء بعد النون الساكنة. من صياصيهم/ إخفاء حقيقي لوقوع الصاد بعد النون الساكنة. من كان/ إخفاء حقيقي لوقوع الكاف بعد النون الساكنة. من جبال/ إخفاء حقيقي لوقوع الجيم بعد النون الساكنة.

س 107 هل هناك مراتب للإخفاء الحقيقي؟ ولماذا سمي بالحقيقي؟ ج: للإخفاء الحقيقي ثلاث مراتب هي: 1 - أعلاها: عند الطاء والدال والتاء، لقربها من النون والتنوين. 2 - وأدناها: عند القاف والكاف، لبعدهما جدّا عن النون والتنوين في المخرج. 3 - وأوسطها: عند الباقي من حروف الإخفاء لعدم قربها. وسمي هذا النوع من الإخفاء بالإخفاء الحقيقي لتحقيق الإخفاء فيه أكثر من غيره، واتفاق العلماء على تسميته كذلك دون الإخفاء الشفوي. س 108 ما نوع الوقف على بِسْمِ اللَّهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ؟ ج: نوع الوقف على بِسْمِ اللَّهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ وقف حسن؛ لأن الكلام تعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، ولكن الابتداء بما بعدها لا يحسن لتعلقه بما قبله لفظا إلا ما كان من ذلك رأس آية، فيجوز الوقف عليه في اختيار أكثر العلماء، بدليل حديث أم سلمة سالف الذكر في أهمية الوقف والابتداء. س 109 اذكر حكم المد في حروف الهجاء الموجودة في أوائل السور مثل: (ق - ن - ص - ع - س - لام وميم الم - لام وراء (الر) - الطاء والهاء في (طه) - الياء في (يس)، الحاء في (حم)؟ ج: الحرف/ النطق/ نوع المد/ الحرف/ النطق/ نوع المد ق/ قاف/ لازم/ لام (الر) / لام/ لازم ن/ نون/ لازم/ راء (الر) / را/ طبيعي ص/ صاد/ لازم/ طاء (طه) / طا/ طبيعي ع/ عين/ لازم/ هاء (طه) / ها/ طبيعي س/ سين/ لازم/ ياء (يس) / يا/ طبيعي لام (الم) / لام/ لازم/ حاء (حم) / حا/ طبيعي ميم (الم) / ميم/ لازم

س 110 ما حكم الوقف والابتداء إذا أوهم أحدهما معنى شنيعا؟ ج: إذا أوهم الوقف معنى شنيعا كالوقف على قوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ أو إذا فهم منه النفي والإيجاب كالوقف على قول الله تعالى: وَما مِنْ دَابَّةٍ، وكذلك الابتداء بما يوهم معنى شنيعا كالابتداء بقوله تعالى: غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ، وحكم كل ذلك التحريم على من تعمده، فإن اعتقده وعمل به كفر نعوذ بالله من الكفر. س 111 ما المقصود بالسور المسبحات وما فضلها؟ ج: المسبحات هي السور التي تبدأ بقول الله تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ أو يُسَبِّحُ لِلَّهِ، وهي سور: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، فقد روي عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول - صلّى الله عليه وسلم -: «فيها آية خير من ألف آية». قال ابن كثير: «الآية المشار إليها: قوله تعالى: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ». س 112 ما المقصود بأن العمل بالقرآن يورث الأمان؟ ج: كان الإمام جعفر الصادق يقول: «عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فإن الله تعالى يعقّبها بقوله: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى: لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فالله سبحانه يعقبها بقوله: فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ. وعجبت لمن يمكر به كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فإن الله يعقبها سبحانه وتعالى بقوله: فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا. وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى: ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فإني سمعت الله تعالى يعقبها بقوله: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً* فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ.

فلو اتبعنا القرآن لأذهب الله عنا الخوف والهم والحزن ولأورثنا سبحانه الأمان، فالنفس البشرية كي تعيش آمنة في الحياة الدنيا يجب أن تتخلص من عدة أشياء، أولها: الخوف، والخوف يكون من شيء معلوم. ثم: الهم والحزن الذي يدخل القلب، وهذا قد يأتي من شيء مجهول غير المعلوم للإنسان. ثم: المكر أن يمكر بالإنسان غيره، فعلاج كل هذا في كتاب الله - عز وجل-، فهنيئا لمن أورثهم الله العمل بكتابه سبحانه. س 113 اذكر القراءات السبع والثلاث المتممة للعشرة، مع الإشارة إلى القراء الذين اشتهروا بها ومشايخهم ورواتهم؟ ج: ليست القراءات السبع هي الأحرف السبعة ولكنها جزء منها، والقراءات العشر هي التي تلقاها الأئمة، والقراء السبعة أصحاب القراءات المعتمدة هم: 1 - قراءة ابن كثير: لأهل مكة، وهي القراءة المعروفة بعبد الله بن كثير الداري، ولد بمكة سنة (45 هـ)، وتوفي بها سنة (120 هـ)، وقد قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي، وقرأ عبد الله بن السائب على أبي بن كعب صاحب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وقرأ أيضا على مجاهد بن جبير تلميذ ابن عباس، وقرأ مجاهد على ابن عباس. وقرأ ابن عباس على أبي وزيد بن ثابت وكليهما عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -. وراوياه (البزي - قنبل). 2 - قراءة بن عامر: وهي لأهل الشام، وهي القراءة المعروفة بعبد الله بن عامر اليحصبي، ولد سنة (12 هـ)، وتوفي بدمشق سنة (118 هـ)، وقد قرأ على (أبيّ) الدرداء. وقرأ أيضا على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان - رضي الله عنه-. وروى قراءته راويان هما: (هشام - وابن ذكوان). 3 - قراءة عاصم: وهي لأهل الكوفة، وهي القراءة المعروفة بعاصم بن أبي النجود، وهو تابعي أدرك الحارث بن حسان، توفي سنة (127 هـ) بالكوفة، وقد قرأ على أبي عبد الرحمن السّلمي، وعلى زرّ بن حبيش. وقرأ أبو عبد الرحمن عثمان على ابن مسعود وأبيّ وزيد، وقرأ زرّ على ابن مسعود، وله راوياه (شعبة - وحفص).

4 - قراءة حمزة: وهي لأهل الكوفة أيضا، وهي القراءة المعروفة بحمزة بن حبيب الزيات، ولد سنة (80 هـ)، وتوفي سنة (156 هـ) بحلوان، وقد قرأ على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحمران بن أعين، والمغيرة بن مقسم، وجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، والأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على: علقمة، والأسود، وعبيد بن نضلة الخزاعي، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وزرّ ابن حبيش. وكل هؤلاء عن ابن مسعود، ولحمزة راويان هما: (خلف - خلاد). 5 - قراءة الكسائي: وهي لأهل الكوفة أيضا، وهي القراءة المعروفة بعلي بن حمزة الكسائي، وهو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المتوفى سنة (189 هـ)، وقد قرأ على: حمزة، وعيسى بن عمرو، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم. وراوياه: (أبو الحارث - والدوري). 6 - قراءة أبي عمرو: وهي لأهل البصرة، وهي القراءة المعروفة بأبي عمرو بن العلاء، واسمه زيان، ولد بمكة سنة (68 هـ)، ونشأ بالكوفة، وتوفي سنة (154 هـ) وقد قرأ على: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيص، وحميد بن قيس الأعرج، وكلهم مكيّ. وقرأ أيضا على: يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وكلهم مدني، وقرأ أيضا على: الحسن ويحيى بن يعمر، وغيرهما من أهل البصرة، وأخذ هؤلاء عن الصحابة - رضوان الله عليهم-. وراوياه: (الدوري - والسوسي). 7 - قراءة نافع: وهي لأهل المدينة، وهي القراءة المعروفة بأبي عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، المتوفى بالمدينة سنة (156 هـ)، وقد قرأ على: يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح. وهؤلاء عن أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عيّاش

ابن أبي ربيعة المخزومي، وهؤلاء عن أبيّ بن كعب. وراوياه: (قالون - وورش). - وهناك قراءات ثلاثة متممة للقراءات العشر، وهي: 8 - قراءة أبي جعفر: وهو: يزيد بن القعقاع القارئ، المتوفى سنة (130 هـ). وراوياه: (ابن وردان - وابن جمّاز). 9 - قراءة يعقوب الحضرمي: وهو: أبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي، صاحب شعبة، المتوفى سنة (205 هـ)، وأكثر البصريين على طريقته في القراءة بعد أبي عمرو بن العلاء. وراوياه: (رويس - وروح). 10 - قراءة خلف: وهو: خلف (أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب) المتوفى سنة (229 هـ). وراوياه: (المروزي - والبغدادي). - وهناك قراءات غير المذكورة عن الأئمة وهي مشهورة ولكن مما لم يشتهر عنهم، فلا يحل أن يقرأ بها، ومعنى ذلك: أن نتعلمها من باب العلم، ولكن لا يصلى بها، ولا تكتب في المصاحف، وهي ما يطلق عليها: بالقراءات الشاذة. رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً [الكهف]. وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه]. تمت بحمد الله تعالى الإجابات على (113) سؤالا، ويليها (37) سؤالا بغير إجابات كتدريب لطالب العلم، وليختبر معلوماته.

ثانيا: أسئلة غير مجاب عنها

ثانيا: أسئلة غير مجاب عنها (¬1) س 1: ما حكم العمل بالتجويد؟ وما حكم تعليمه؟ وما دليل ذلك؟ وهل تطبق قواعد التجويد في قراءة الحديث الشريف؟. س 2: ما أوجه ما بين السورتين؟ وهل يجوز بين السورتين وصل الأول بالثاني وقطع الثالث أو لا؟ علل لما تقول؟. س 3: استخرج كلا من النون الساكنة المتوسطة والنون الساكنة المتطرفة والتنوين من الكلمات الآتية: (ننسخ - من آية - ننسها - بخير منها - شيء قدير - من دون الله من ولي ولا نصير - ود كثير من أهل الكتاب - من بعد إيمانكم - من عند أنفسهم - وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله). س 4: استخرج كلا من النون الساكنة المظهرة والتنوين في الكلمات الآتية، وإذا كان المظهر نونا فبين هل هي متوسطة أو متطرفة: (فإن أحصرتم - مريضا أو به أذى من رأسه - ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة - ولعبد مؤمن خير من مشرك - غفور حليم - فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). س 5: ما حروف الإظهار المطلق؟ وما حكم النون الساكن ما قبلها؟ وما صوره وما أمثلتها الواردة في القرآن؟ وما سببه؟ ولماذا سمي إظهارا مطلقا؟ س 6: ما حروف الإدغام بغير غنة؟ وما حكم النون الساكنة والتنوين قبلها؟ وما صوره وما أمثلتها، وهل هو كامل أم ناقص؟ وما وجه تسمية الإدغام بقسميه إدغاما؟ ¬

_ (¬1) ملاحظة: «هذه الأسئلة عامة على علم التجويد».

س 7: ما كيفية الإقلاب؟ وما سببه؟ ولماذا سمي إقلابا أو إخفاء شفويا، لفظا؟. س 8: ما حروف الإخفاء الحقيقي، وما حكم النون الساكنة والتنوين قبلها؟ وما صور الإخفاء الحقيقي، وما أمثلتها؟ وما مراتبه؟ ولماذا سمي إخفاء حقيقيا؟ س 9: بين مرتبة كل غنة من الغنن الواقعة في الكلمات الآتية: (ويمنيهم - ومن أصدق - من يعمل - ممن أسلم - وأن تقوموا - من بعلها - فلا جناح عليهما). س 10: ما حروف اللام القمرية؟ وما حكم لام التعريف قبلها؟ وما صورها، وما أمثلتها؟ وما وجه تسمية إظهارها إظهارا، وما سببه؟ ولماذا سميت هذه اللام قمرية، وسمي إظهارها قمريا؟ س 11: ما هي القلقلة؟ وما حروفها، ولماذا سميت مقلقلة؟ وما مراتب القلقلة وما كيفيتها؟ وما المراد من قول بعضهم: وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقا ... ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا س 12: ما هو المد الفرعيّ؟ وما وجه تسميته فرعيا؟ وما أسبابه؟ وما وجه تسميتها أسبابا؟ وما أنواعه؟ وما سبب كل منها؟ وما أحكام المد؟ وما يختص بكل منها من أنواعه؟ وما وجه اختصاصه به؟. س 13: بين أقسام المد العارض للسكون، والعارض للسكون الذي لا مد قبله، والأوجه الجائزة فيها في كل من الكلمات الآتية عند الوقف عليها: (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ - وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى - عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ - أَقِمِ الصَّلاةَ - لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ - القيم - كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً - آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ). س 14: عرف كلا من أقسام المد اللازم وبين وجه تسمية كل منها باسمه؟ وشرط المد اللازم الحرفيّ؟ وحروفه؟ ومواضعه في القرآن؟ مع إيضاح كل من المخفف والمثقل والشبيه بالمثقل منها وعدد كل على حدة؟

س 15: بين المراتب الخاصة بكل من الحروف المفخمة في ذاتها واختلاف العلماء في عددها وتحديدها، واذكر رأي الجمهور في تحديدها ووجه هذا التحديد، وبين ما رآه بعض العلماء في تحديد المراتب الخاصة من الحروف المفخمة، ومراتب التفخيم تفصيلا على أساس هذين الرأيين؟ س 16: ما أقسام الراء إجمالا؟ وما أحوال الكل منها بالتفصيل؟ وما الأمور الملحقة بها؟ س 17: ما المراد باستعمال الحروف؟ وما هي الحروف التي يجب مراعاة بعض صفاتها؟ وما الصفات التي تجب مراعاتها في كل منها؟ وما وجه التنبيه على مراعاتها في كل من هذه الحروف؟ س 18: أجب عما يأتي: أ-لماذا كان الفرق بين الوقف التام والكافي غير محدد ولا منضبط كالفرق بينهما وبين الحسن والقبيح؟ ب - ما حكم الوقف والابتداء إذا أوهم أحدهما معنى شنيعا؟ وما هو الوقف الشاذ وما حكمه؟ ج - ما يصح الابتداء به والوقف على ما قبله وما لا يصح؟ مثل لما تقول؟ س 19: ما هي القاعدة المتبعة في الوقف على حروف المد إثباتا وحذفا؟ وما الكلمات المستثناة من هذه القاعدة؟ وهل يوجد فرق بين كون حرف المد من أصل الكلمة أو زائدا عليها؟ مثل لما تقول؟ س 20: ما أحوال إثبات الألف في الوقف دون الوصل؟ ومتى تحذف في الوقف والوصل مع ثبوتها في الرسم؟ وما وجه هذا الحذف؟ ومتى يجوز إثباتها وحذفها وقفا؟ وما وجه كل من الحذف والإثبات؟ س 21: ما أحوال إثبات الياء في الوقف دون الوصل؟ وما أحوال حذفها في الوقف؟ ومتى يجوز إثباتها وحذفها وقفا؟ وما وجه هذا الجواز فيما يجوز فيه؟ س 22: ما حكم أن «بفتح الهمزة وسكون النون» مع لو من حيث القطع

والوصل؟ وما هي الكلمات المقطوعة في بعض مواضعها اتفاقا؟ والموصولة في بعض مواضعها اتفاقا؟ دون خلاف في شيء من مواضعها مع تحديد مواضع أي من القطع أو الوصل في كل منها؟ س 23: ما حكم كل من الكلمات الآتية من حيث القطع والوصل والاختلاف بينهما مع تحديد مواضع أي من القطع أو الوصل، وتحديد مواضع الاختلاف في كل منها: (أن) «بفتح الهمزة وسكون النون» مع (لا) - «من» الجارة مع «ما» الموصولة - «في» مع «ما» الموصولة والاستفهامية - «أين» مع «ما» - (إنّ) «بكسر الهمزة» و (أنّ) بفتحها وبتشديد النون فيهما مع «ما» - «كل» مع «ما» - «بئس» مع «ما»؟ س 24: بين المقطوع والموصول والمختلف فيه بين القطع والوصل في كل من الكلمات الآتية: (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً - قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ - وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ «بيونس» - عما يعمل الظالمون - أن لا إله إلا أنت «بالأنبياء» - أمن يجيب المضطر - إنما أموالكم - من ما رزقناكم «بالمنافقون» - وأن لو استقاموا «بالجن» - يا أيها المدثر). س 25: ما حكم الوقف على هاء التأنيث فيما اتفق على جمعه من الكلمات المختومة بها؟ وما المواضع المختلف في إفرادها وجمعها، والكلمات المنحصرة فيها؟ وما حكم الوقف لحفص على هاء التأنيث في هذا المواضع، وما المضاف منها وغير المضاف؟ وما الذي قرئ لحفص منها بالإفراد؟ وما الذي قرئ بالجمع؟ س 26: بين ما يوقف لحفص عليه بالهاء أو بالتاء من هاءات التأنيث الواردة في الكلمات الآتية: (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ - يرجعون رحمت الله - أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ - حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ - يا أَبَتِ - وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ - هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ - فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى).

س 27: ما هي الأسماء المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما الوارد منها في القرآن، وما لم يرد؟ وما الذي قد يثنى منها في بعض الأحيان؟ وما الذي قد يضاف منها إلى العشرة أحيانا؟ وما حكم البدء بهمزة الوصل في هذه الأسماء؟ س 28: ما هي الأفعال المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما حكم البدء بها في هذه الأفعال؟ وما هي الحروف المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما حكم البدء بها في هذه الحروف؟ س 29: متى يجب حذف همزة الوصل وما علته؟ ومتى يجوز إبدالها وتسهيلها وما علة ذلك؟ ومتى يجب إبدالها دون تسهيلها؟ وكيف يبتدأ بلفظ: (الاسم) بالحجرات؟ ومتى تحقق همزة القطع ومتى تسهل؟. س 30: بين همزة الوصل والقطع وحكم البدء بهمزة الوصل في كل من الكلمات الآتية: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى - ارْجِعْ إِلَيْهِمْ - اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ - أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ - سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)؟ س 31: مثل لهمزة الوصل التي يجب البدء فيها بالفتح، والتي يجب البدء فيها بالكسر، والتي يجب البدء فيها بالضم، ولهمزة الوصل المحذوفة وجوبا، ولهمزة الوصل المبدلة ألفا ولهمزة القطع المسهلة كل بمثال واحد. س 32: اقرأ سورتي القدر والتكاثر وما بينهما من السور، وبين ما فيها جميعا مما يأتي: أ - ما يجوز وما لا يجوز من أوجه ما بين السورتين. ب - ما يجوز وما لا يجوز من أوجه التكبير وصيغه مع قصر المنفصل بين السورتين. ج - أحكام النون الساكنة والتنوين. د - حرف الغنة المشدد المتصل والمنفصل ومرتبة الغنة فيهما وفي غيرهما من مراتب الغنة.

هـ - أحكام الميم الساكنة. وأنواع اللام الساكنة، وحكم كل منها. ز - مخرج وصفات كل من الحرفين المتلاقين إذا كانا مثلين، أو متقاربين، أو متجانسين. س 33: بين ما في سورتي العصر والناس، وما بينهما من السور من حيث الأحكام الآتية: أ - أنواع المدود ومقاديرها وأسباب وأحكام ومراتب المد الفرعيّ منها. ب - الحروف المفخمة ومرتبتها في التفخيم الخاصة والعامة. ج - الحروف التي تفخم أحيانا وترقق أحيانا. د - الراء المرققة اتفاقا، والمفخمة اتفاقا. هـ - الحروف التي يلزم في استعمالها مراعاة بعض الصفات، والصفات التي يلزم مراعاتها بالنسبة إلى كل من هذه الحروف. س 34: اذكر الأحكام الموجودة في الأمثلة الآتية: (ينأون - منهاجا - أنعمت - ينحتون - فسينغضون - والمنخنقة)، (من آمن - من هاجر - ومن عاد - فإن حاجوك - من غل - من خير)، (جَنَّاتٍ أَلْفافاً - جُرُفٍ هارٍ - سَمِيعٌ عَلِيمٌ - عَلِيماً حَكِيماً - عَزِيزٌ غَفُورٌ - يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ). س 35: بين اللامات القمرية والشمسية وأحكامها في هذه الآية: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً؟ س 36: بين الأحكام الموجودة في هذه الآيات: قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً، قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ

يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً. س 37: اذكر الأحكام الموجودة فيما تحته خط من الآيتين الآتيتين: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ، وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ؟ س 38: أذكر أحكام الأمثلة الآتية: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا - إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ - غَيْرَكُمْ ثُمَّ - لَهُمْ جَنَّاتٍ - أَمْ حَسِبْتُمْ - كُنْتُمْ خَيْرَ - هم درجات - رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ - يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ - أَيُّكُمْ زادَتْهُ - فَوْقَكُمْ سَبْعاً - كُنْتُمْ شُهَداءَ - عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ - يصلهم ضلالا - لَكُمْ طالُوتَ - نُدْخِلُهُمْ ظِلًّا - عَلَيْكُمْ عَذابَ - فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ - لَهُمْ فِيها - وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ - يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ - أَحَدُهُمْ لَوْ - إِلَيْكُمْ نُوراً)؟ تمت الأسئلة بتوفيق من الله تعالى ويلي هذا الباب بعض المتون الهادفة

المتون

المتون تمهيد مختصر:- تعتبر المتون في كل فن بمثابة الجامع والمحتوى لهذا العلم أو الفن، سواء أكان هذا المتن في النحو: كألفية بن مالك وغيرها، أو في القراءات كالشاطبية المشهورة ب: «متن الشاطبية»، أو متن الجزرية و «تحفة الأطفال في أحكام التجويد للمبتدئين» وغيرها، وهذه المتون منها ما هو شعر موزون بقافية موحدة، ومنها ما هو نثر جميل يحتاج إلى شرح وإلى من يغوص في أعماقها ليستخرج العلم الغزير، فهي تعتبر اللؤلؤ المنثور، والدرر المكنونة لأهل العلم. وقد سمعنا أنه: «من حفظ المتون فقد وعي العلوم»، أو حاز الفنون. وهذه بعض أقوال مشايخنا من بعض ما سمعوه ونقلوه لنا عن مشايخهم - رحمهم الله تعالى-، وهذه الأقوال صدق، وسوف نقدم بين يديك - بفضل الله تعالى - فيما يلي أربعة متون، يمكن أن تحوذ إعجابكم، وتكون فاتحة خير لنا ولكم على طريق العلم والمعرفة، فيا أيها القارئ كن بها متمسكا، وكن لها متقنا وعاملا تفز بالفلاح والقبول، وهذه المتون هي: متن تحفة الأطفال، ومتن الجزرية، ومتن إغاثة الملهوف في عدد صفات الحروف، ومتن نظم القول المألوف في أوصاف الحروف. وهذه المتون من حفظها وأتمها وأتقنها وفهم ما فيها من أحكام كان واعيا متعمقا في إحضار الدليل على أي حكم لحفص منها، فهي كما قلنا - تعتبر قانون جامع للأحكام. والله أسأل أن يبارك في عملنا هذا، وأن يجعله من باب العلم الذي ينتفع به، ليمتد النفع موصولا بالآخرة، وهذا هو المقصد، إنه رب كريم. قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ (قلى) وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.

أولا: متن تحفة الأطفال

أولا: متن تحفة الأطفال (¬1) المقدمة يقول راجي رحمة الغفور ... دوما سليمان هو الجمزوري الحمد لله مصلّيا على ... محمّد وآله ومن تلا وبعد هذا النظم للمريد ... في النّون والتّنوين والمدود سمّيته بتحفة الأطفال ... عن شيخنا الميهيّ ذي الكمال أرجو به أن ينفع الطّلّابا ... والأجر والقبول والثّوابا أحكام النون الساكنة والتنوين للنّون إن تسكن (¬2) وللتّنوين ... أربع أحكام فخذ تبييني فالأوّل: الإظهار قبل أحرف ... للحلق (¬3) ستّ رتّبت فلتعرف همز فهاء ثمّ عين حاء ... مهملتان (¬4) ثمّ غين خاء والثّاني إدغام بستّة أتت ... في يرملون (¬5) عندهم قد ثبتت لكنّها قسمان قسم يدغما ... فيه بغنّة بينمو علما إلّا إذا كان بكلمة فلا ... تدغم كدنيا ثمّ صنوان تلا والثّان: إدغام بغير غنّه ... في اللّام والرّاء ثمّ كرّرنّه والثّالث الإقلاب عند الباء ... ميما بغنّة مع الإخفاء والرابع الإخفاء عند الفاضل ... من الحروف واجب للفاضل في خمسة من بعد عشر رمزها ... في كلم هذا البيت قد ضمّنتها صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ... دم طيّبا زد في تقى ضع ظالما ¬

_ (¬1) هذا المتن تأليف سليمان الجمزوري - رحمه الله-، وفيه معاني بعض الكلمات، ويليه: متن الجزرية. (¬2) أي: إن تكن ساكنة. (¬3) أي: تخرج من الحلق (الحروف الحلقية). (¬4) أي: غير المنقوطتين. (¬5) أي: يسرعون.

أحكام الميم والنون المشددتين

أحكام الميم والنون المشددتين وغنّ ميما ثمّ نونا شدّدا ... وسمّ كلّا حرف غنّة بدا (¬1) أحكام الميم الساكنة والميم إن تسكن تجي قبل الهجا ... لا ألف لينة لذي الحجا أحكامها ثلاثة لمن ضبط ... إخفاء إدغام وإظهار فقط فالأوّل: الإخفاء عند الباء ... وسمّه الشّفويّ للقرّاء (¬2) والثّان: إدغام بمثلها أتى ... وسمّ إدغاما صغيرا يا فتى والثّالث: الإظهار في البقيّة ... من أحرف وسمّها شفويّه واحذر لدى واو وفا أن تختفي ... لقربها (¬3) ولاتّحاد فاعرف حكم لام ال، ولام الفعل للام أل حالان قبل الأحرف ... أولاهما: إظهارها فلتعرف قبل أربع مع عشرة خذ علمه ... من أبغ حجّك وخف عقيمه ثانيهما: إدغامها في أربع ... وعشرة أيضا ورمزها (¬4) فع طب ثمّ صل رحما تفز ضف ذا نعم ... دع سوء ظنّ زر شريفا للكرم واللّام الأولى سمّها قمريّة ... واللّام الأخرى سمّها شمسيّه وأظهرنّ لام فعل مطلقا (¬5) ... في نحو قل نعم وقلنا والتقى في المثلين والمتقاربين والمتجانسين إن في الصّفات والمخارج اتّفق ... حرفان فالمثلان فيهما أحق وإن يكونا مخرجا تقاربا ... وفي الصّفات اختلفا يلقّبا متقاربين أو يكونا اتّفقا ... في مخرج دون الصّفات حققا (¬6) بالمتجانسين ثمّ إن سكن ... أوّل كل فالصّغير سمّين أو حرّك الحرفان في كلّ فقل ... كلّ كبير وافهمنه بالمثل (¬7) ¬

_ (¬1) ظهر. (¬2) أي: سمي هذا الإخفاء بالإخفاء الشفوي عند القراء. (¬3) أي: لاتحاد الواو والفاء وقربهما من مخرج الميم. (¬4) احفظ رمزها أي: الإشارة إليها. (¬5) أي دائما سواء كان الفعل ماضيا أم مضارعا أم فعل أمر. (¬6) سميا. (¬7) أي: أفهم ذلك كله الذي بالأمثلة الواضحة الوافية.

أقسام المد

أقسام المد والمدّ أصليّ (¬1) وفرعيّ له ... وسمّ أوّلا طبيعيا وهو ما لا توقّف له على سبب ... ولا بدونه الحروف تجتلب (¬2) بل أيّ حرف غير همز أو سكون ... جاء بعد مد فالطبيعيّ يكون والآخر الفرعيّ موقوف على ... سبب كهمز أو سكون مسجلا (¬3) حروفه ثلاثة فعيها (¬4) ... من لفظ واي وهي في نوحيها والكسر قبل اليا وقبل الواو ضم ... شرط وفتح قبل ألف يلتزم واللين منها اليا وواو سكّنا ... إن انفتاح قبل كلّ أعلنا أحكام المد للمدّ أحكام ثلاثة تدوم (¬5) ... وهي الوجوب والجواز واللّزوم فواجب إن جاء همز بعد مد ... في كلمة وذا بمتّصل يعد وجائز مدّ وقصر إن فصل ... كلّ بكلمة وهذا المنفصل ومثل ذا إن عرض السّكون ... وقفا كتعلمون نستعين أو قدّم الهمز على المدّ وذا ... بدل كآمنوا وإيمانا خذا (¬6) ولازم إن السّكون أصّلا ... وصلا ووقفا بعد مد طوّلا أقسام المد أقسام لازم لديهم أربعة ... وتلك كلميّ وحرفيّ معه كلاهما مخفّف مثقّل ... فهذه أربعة تفصّل فإن بكلمة سكون اجتمع ... مع حرف مدّ فهو كلميّ وقع (¬7) أو في ثلاثيّ الحروف وجدا ... والمدّ وسطه فحرفيّ بدا كلاهما مثقّل إن أدغما ... مخفّف كلّ إذا لم يدغما ¬

_ (¬1) أي: المد قسمان: أصلي، وفرعي، والفرعي متفرع عن الأصلي وزائد عنه. (¬2) أي: لا تجتلب حروف المد (الواو - الألف - الياء) إلا به. (¬3) أي: مطلقا في جميع القرآن، والله أعلم بمراد المؤلف. (¬4) أي: فاحفظها. (¬5) أي: للمد ثلاثة أحكام دائما وهي: الوجوب، والجواز، واللزوم. (¬6) خذا: تكملة للبيت والمعنى: خذ ذلك. (¬7) أي: إن اجتمع السكون الأصلي مع حرف المد في كلمة فهو لازم كلمي.

خاتمة التحفة

واللّازم الحرفيّ أوّل السّور ... وجوده وفي ثمان انحصر (¬1) يجمعها حروف كم عسل نقص ... وعين ذو وجهين والطّول أخص وما سوى الحرف الثّلاثّي لا ألف ... فمدّه مدّا طبيعيّا ألف وذاك أيضا في فواتح السّور ... في لفظ حيّ طهر قد انحصر ويجمع الفواتح الأربع عشر ... صله سحيرا من قطعك ذا اشتهر خاتمة التحفة وتمّ ذا النّظم بحمد الله ... على تمامه بلا تناهي أبياته ندّ (¬2) بدا لذي النّهي (¬3) ... تاريخها بشرى لمن أتقنها أو يتقنها ثمّ الصّلاة والسّلام أبدا ... على ختام الأنبياء أحمدا والآل والصّحب وكلّ تابع ... وكل قارئ وكلّ سامع ¬

_ (¬1) أي: انحصر في ثمان حروف يجمعها (كم عسل نقص) أو (نقص عسلكم). (¬2) عدد أبيات التحفة (61) بيت. (¬3) أصحاب العقول، وقيل في آخر البيت: (أتقنها) أو (يتقنها).

ثانيا: متن الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزرى - رحمه الله -

ثانيا: متن الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزرى - رحمه الله- المقدمة يقول راجي (¬1) عفو ربّ سامع ... (محمّد بن الجزريّ الشّافعيّ) (الحمد لله) وصلّى الله ... على نبيّه ومصطفاه (محمّد) وآله (¬2) وصحبه ... ومقرئ القرآن مع محبّه (وبعد) إنّ هذه المقدّمة ... فيما على قارئه أن يعلمه إذ واجب عليهم محتّم ... قبل الشّروع أوّلا أن يعلمو مخارج الحروف والصّفات ... ليلفظوا (¬3) بأفصح اللّغات محرّري (¬4) التّجويد والمواقف ... وما الّذي رسم في المصاحف من كلّ مقطوع وموصول بها ... وتاء أنثى لم تكن تكتب بها باب مخارج الحروف مخارج الحروف سبعة عشر ... على الّذي يختاره من اختبر (¬5) فألف الجوف وأختاها (¬6) وهي ... حروف مدّ للهواء تنتهي ثمّ لأقصى الحلق همز هاء ... ثمّ لوسطه فعين حاء أدناه غين خاؤها والقاف ... أقصى اللّسان فوق ثمّ الكاف أسفل والوسط فجيم الشّين يا ... والضّاد من حافته إذ وليا الأضراس من أيسر أو يمناها (¬7) ... واللّام أدناها لمنتهاها والنّون من طرفه تحت اجعلوا ... والرّا يدانيه لظهر أدخلوا (¬8) والطّاء والدّال وتامنه ومن ... عليا الثّنايا والصّفير مستكن ¬

_ (¬1) مؤمل. (¬2) هم مؤمنو بني هاشم وبني المطلب علي الأصح. (¬3) لينطقوا. (¬4) أي: واجب عليهم أن يعلموا ما ذكر حالة كونهم محققي التجويد. (¬5) أي: أهل المعرفة بالأحكام والمخارج كالخليل بن أحمد. (¬6) هما الواو والياء الساكنتان. (¬7) أي: يخرج الضاد من اليمين والشمال والوسط، وهي أصعب المخارج. (¬8) أي: مخرج الراء متقدم على النون، ومخرج النون أدخل إلى ظهر اللسان قليلا.

باب الصفات

منه ومن فوق الثّنايا السّفلى ... والظّاء والذّال وثا للعليا من طرفيهما ومن بطن الشّفه ... فألفا مع أطراف سنايا المشرفة (¬1) للشّفتين الواو باء ميم ... وغنّة مخرجها الخيشوم باب الصفات صفاتها جهر ورخو مستفل ... منفتح مصمتة والضدّ قل مهموسها (فحثّه شخص سكت) ... شديدها (لفظ أجد قط بكت) وبين رخو والشّديد (لن عمر) ... وسبع (¬2) علو (خصّ ضغط قط) حصر وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة ... و (فرّ من لبّ) الحروف المذلقة صفيرها صاد وزاي سين ... قلقلة (قطب جد) واللّين واو وياء سكّنا وانفتحا ... قبلهما والانحراف صحّحا في اللّام والرّاء بتكرير جعل ... وللتّفشّي الشّين ضادا استطل باب التجويد والأخذ بالتّجويد حتم (¬3) لازم ... من لم يجوّد القرآن آثم لأنّه به (¬4) الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا وهو أيضا حلية (¬5) التّلاوة ... وزينة الأداء والقراءة وهو إعطاء الحروف حقّها ... من صفة لها ومستحقّها وردّ كلّ واحد لأصله ... واللّفظ في نظيره كمثله مكمّلا من غير ما تكلّف ... باللّفظ من النّطق بلا تعسّف وليس بينه وبين تركه ... إلّا رياضة امرئ بفكّه (¬6) باب الترقيق ورقّقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن (¬7) تفخيم لفظ الألف ¬

_ (¬1) العليا. (¬2) المستعلية سبعة أحرف ويقال (وسبع علو) بضم العين وكسرها. (¬3) أي: لازم للقارئ. (¬4) به، أي: بالتجويد أنزله الله. (¬5) أي زينتها. (¬6) أي: بفمه بالتكرار والسماع من أفواه المشايخ لا بمجرد النقل. (¬7) أي: احذر تفخيم لفظ الألف إذا وقعت بعد حرف مستفل.

باب استعمال الحروف

باب استعمال الحروف وهمز (¬1) الحمد أعوذ اهدنا ... الله ثمّ لام لله لنا وليتلطّف وعلى الله ولا الضّ ... كما والميم من (¬2) مخمصة ومن مرض وباء برق باطل بهم بذي ... فاحرص على الشّدّة والجهر الّذي فيها وفي الجيم كحبّ الصّبر ... ربوة اجتثّت وحجّ الفجر وبيّنن مقلقلا إن سكنا ... وإن يكن في الوقف كان أبينا وحاء حصحص (¬3) أحطت الحقّ ... كما وسين مستقيم يسطو يسقو باب الراءات ورقّق الرّاء إذا ما كسرت ... كذاك بعد الكسر حيث سكنت إن لم تكن من قبل حرف استعلا ... أو كانت الكسرة ليست أصلا والخلف في فرق لكسر يوجد ... وأخف تكريرا إذا تشدّد باب اللامات وفخّم (¬4) اللّام من اسم الله ... عن فتح أو ضمّ كعبد الله وحرف الاستعلاء فخم واخصصا ... الإطباق أقوى نحو قال والعصا وبيّن الإطباق من أحطت مع ... بسطت والخلف بنخلقكم وقع واحرص على السّكون في جعلنا ... أنعمت والمغضوب مع ضللنا وخلّص انفتاح محذورا ... عسى خوف اشتباهه بمحظور (¬5) عصى وراع شدّة بكاف وبتا ... كشرككم وتتوفّى في فتنتا وأوّلى مثل وجنس إن سكن ... أدغم (¬6) كقل ربّ وبل لا وأبن في يوم مع قالوا (¬7) وهم وقل نعم ... سبّحه لا تزغ قلوب فالتقم ¬

_ (¬1) أي: حاذرن تفخيم (همز) كل من (الحمد) و (أعود) و (اهدنا). (¬2) أي: حاذرن تفخيم (الميم) الأولى والثانية من (مخمصة). (¬3) قيل: لمجاورتها الصاد المستطيلة. (¬4) أي: فخم اللام من اسم الله وإن زيد عليه ميم (اللهم). (¬5) أي: اشتباه محذورا بمحظور وعسى بعصى. (¬6) أي: أدغم أنت. (¬7) إذا اجتمع ياءان أو واوان وأولهما حرف مد يظهر المثلان.

باب الضاد والظاء

باب الضاد والظاء والضّاد باستطالة ومخرج ... ميّز (¬1) من الظّاء وكلّها تجي (¬2) في الظّعن ظلّ الظّهر عظم الحفظ ... أيقظ وانظر عظم ظهر اللّفظ ظاهر لظى شواظ كظم ظلما ... أغلظ ظلام ظفر انتظر ظلما أظفر ظنا كيف جاء وعظ سوى ... عضين ظلّ النّحل زخرف سوى وظلت ظلتم وبروم ظلّوا ... كالحجر ظلّت شعرا تظلّ يظللن محظورا مع المحتظر ... وكنت فظّا وجميع النّظر إلّا بويل (¬3) هل وأولى ناضره ... والغيظ لا الرّعد وهود قاصره والحظّ لا الحضّ على الطّعام ... وفي ظنين الخلاف (¬4) سامي باب التحذيرات وإن تلاقيا البيان لازم ... أنقض ظهرك يعضّ الظّالم واضطرّ مع وعظت مع أفضتم ... وصفّ ها جباههم عليهم باب الميم والنون المشددتين والميم الساكنة وأظهر الغنّة من نون ومن ... ميم إذا ما شدّدا وأخفين (¬5) الميم إن تسكن بغنّة لدى ... باء على المختار من أهل الأدا وأظهرنّها عند باقي الأحرف ... واحذر لدى واو وفا أن تختفي باب حكم التنوين والنون الساكنة وحكم تنوين ونون يلفى (¬6) ... إظهار إدغام وقلب إخفا فعند حرف الحلق أظهر وأدغم ... في اللّام والرّا لا بغنّة (¬7) لزم وأدغمن بغنّة في يومن ... إلّا بكلمة كدنيا عنونوا والقلب عند البا بغنّة كذا ... الاخفا لدى باقي (¬8) الحروف أخذا ¬

_ (¬1) أي: ميزها بالاستطالة وبالمخرج. (¬2) أي: الظاءات التي في القرآن تجي في سبعة أبواب موضحة. (¬3) أي: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. (¬4) الخلاف سامي: أي عال مشهور. (¬5) أي: أنت. (¬6) أي: يوجد عند حروف الهجاء محصورا في أربعة أقسام. (¬7) مبالغة في التخفيف، إذ في بقائهما ثقل. (¬8) أي الحروف الخمسة عشر.

باب المدات

باب المدات والمدّ لازم وواجب أتى ... وجائز وهو وقصر ثبتا فلازم إن جاء بعد حرف مد ... ساكن حالين وبالطّول يمد وواجب إن جاء قبل همزة ... متّصلا إن جمعا بكلمة وجائز إذا أتى منفصلا ... أو عرض السّكون وقفا مسجلا باب معرفة الوقوف وبعد تجويدك للحروف ... لا بدّ (¬1) من معرفة الوقوف (¬2) والابتداء وهي تقسم إذن ... ثلاثة تام وكاف وحسن وهي لما تمّ فإن لم يوجد ... تعلّق أو كان معنى فابتدئ فالتّام فالكافي ولفظا فامنعن ... إلّا رءوس الآي جوّز فالحسن وغير ما تمّ قبيح وله ... الوقف مضطرّا ويبدا قبله وليس في القرآن من وقف وجب ... ولا حرام غير ما له سبب باب المقطوع والموصول وحكم التاء واعرف لمقطوع وموصول وتا ... في مصحف الإمام (¬3) فيما قد أتى فاقطع (¬4) بعشر كلمات أن لا ... مع ملجإ ولا إله إلّا وتعبدوا ياسين ثاني هود لا ... يشركن نشرك يدخلن تعلوا على أن لا يقولوا لا أقول إنّ ما ... بالرّعد والمفتوح صل وعن ما نهوا اقطعوا من ما بروم النّسا ... خلف المنافقين أم من أسّسا الأنعام والمفتوح يدعون معا ... وخلف الأنفال ونحل وقعا فصّلت النّسا وذبح حيث ما ... وإن لم المفتوح كسر إن ما وكلّ ما سألتموه واختلف ... ردّوا كذا قل بئسما والوصل صف خلفتموني واشتروا في ما اقطعا ... أحي أفضتم اشتهت نبلو معا ثاني فعلن وقعت روم (¬5) كلا ... تنزيل شعرا وغير ذي صلا ¬

_ (¬1) أي: لا بدّ لك من معرفة الوقوف. (¬2) الوقوف جمع وقف جمعه باعتبار أنواعه المذكورة. (¬3) هو: عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه-. (¬4) فاقطع كلمة أن الناصبة للاسم أو للفعل. (¬5) أي: وقعت في سورة الروم.

باب التاءات

فأينما كالنّحل صل ومختلف ... في الظلّة الأحزاب والنّسا وصف وصل فإلّم هود ألّن نجعلا ... تجمع كيلا تحزنوا تأسوا على حجّ عليك حرج وقطعهم ... عن من يشاء من تولّى يوم هم ومال هذا والّذين هؤلا ... تحين في الإمام صل ووهّلا ووزنوهم وكالوهم صل ... كذا من أل وها ويا لا تفصل باب التاءات ورحمت الزّخرف بالتّا زبره (¬1) ... الأعراف روم هود كاف البقرة نعمت ها ثلاث نحل إبرهم ... معا أخيرات عقود (¬2) الثّان هم لقمان ثمّ فاطر كالطور ... عمران لعنت بها والنّور وامرأت يوسف عمران القصص ... تحريم معصيت بقد سمع يخص شجرت الدّخان سنّت (¬3) فاطر ... كلّا والأنفال وحرف غافر قرّت عين جنّت في وقعت ... فطرت بقيّت وابنت وكلّمت أوسط الأعراف وكلّ ما اختلف ... جمعا وفردا فيه بالتّاء عرف باب همز الوصل وابدأ بهمز الوصل من فعل بضم ... إن كان ثالث من الفعل يضم واكسره حال الكسر والفتح وفي ... الأسماء غير اللّام كسرها (¬4) وفي ابن مع ابنة امرئ واثنين ... وامرأة واسم مع اثنتين وحاذر (¬5) الوقف بكلّ الحركة ... إلّا إذا رمت فبعض حركه إلّا بفتح أو بنصب وأشم ... إشارة بالضمّ في رفع وضم وقد تقضّي نظمي المقدّمة ... منّى لقارئ القرآن تقدمه (¬6) أبياتها قاف وزاي في العدد ... من يحسن التّجويد يظفر بالرّشد (والحمد لله) له ختام ... ثمّ الصّلاة بعد والسّلام على النّبيّ المصطفى وآله ... وصحبه وتابعي منواله ¬

_ (¬1) أي: كتبه عثمان - رضي الله عنه-. (¬2) أي: في ثاني العقود الذي فيه (هم). (¬3) بإسكان التاء من قوله تعالى: سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ. (¬4) أي: بكسر الهمز قبلها. (¬5) أي: احذر الوقف بكل الحركة. (¬6) المقدمة هي للقارئ تحفة وهدية مني.

ثالثا: متن إغاثة الملهوف فى عدد صفات الحروف

ثالثا: متن إغاثة الملهوف (¬1) فى عدد صفات الحروف الحمد لله على الدوام ... منزل القرآن بالأحكام ثم الصلاة والسلام دائما ... على نبيّ قد سما ثم نما محمد وصحبه والآل ... ومقرئ القرآن ثم التالي وبعد هذا النّظم في الصّفات ... لكلّ حرف عدّ في الآيات تصريح ما قد قرر ابن الجزري ... في نظمه المقدّمة فاستقري سمّيته إغاثة الملهوف ... في عدد الصّفات للحروف للحرف قل بخمسة أو ستّة ... أو سبعة فعي لهذا واثبت وإن لحرف قلت وسّط عنده ... ما بين رخو والشّديد عدّه أرجو به أن ينفع المحتاجا ... بفهمه يكن له سراجا للهمز جهر شدّة ثمّ استفل ... وافتح وأصمت قل له خمس نقل للباء جهر شدّة مستفله ... كذا افتحن وأذلقن مقلقلة ست له والتّا له خمس نقل ... فاهمس وشدّ افتح له كذا استفل واصمت كذا الثّا اهمس رخاء وافتحا ... واستفل اصمت خمسة قد صحّحا والجيم فاجهر شدّ واستفلّ بها ... كذا افتح اصمت قلقلا ستّ لها ثمّ اهمس الحاء رخّ واستفل كذا ... وافتح وأصمت خمسة قد أخذا والخا اهمس مع رخوة واستعلا ... فتح وإصمات بخمس تجلى ثمّ اجهر الدّال شديدا مستفل ... وافتح وأصمت قلقلا ستّ جعل للذّال جهر ثمّ رخو واستفالة ... فتح وإصمات فخمس يكتفى للرّاء قل سبع فاجهر وسّطن ... كذا استعله ثمّ فافتح أذلقن كذا انحراف ثمّ تكرير جعل ... فذا تمام سبعة لها نقل وخذ صفات الزّاي يا من يعقل ... جهر ورخو ثمّ فتح مسفل ¬

_ (¬1) هذا المتن من تأليف فضيلة الشيخ/ إبراهيم سعد. تلميذ الشيخ حسن الجريسي الكبير - رحمه الله تعالى-.

وأصمتن وتمّ بالصّفير ... ستّ لها أتت بلا نكير واهمس لسين ثمّ رخّ واستفل ... وافتح وأصمت واصفرن ستّ نقل وبعد همس الشّين رخّ واستفل ... وافتح وأصمت والتّفشّي قد جعل فهذه ستّ وقل للصّاد ... همس ورخو أطبقن يا بادي مستعليا زد الصّفير مصمتا ... ست لها فاحفظ لقولي يا فتى للضّاد ستّة بلا شقاق ... جهر ورخو ثمّ بالإطباق مستعليا ومصمتا مستطلا ... فاقبل وقل للطّاء ستّا تجملا جهرا وشدة كذا لاستعلا ... وأطبقن وأصمتن مقلقلا والظّا اجهرن بالرّخو والإطباق ... مستعليا ومصمتا يا راقي بالخمس خذ والعين فافتح واجهرا ... كذا استفله وسّط وأصمت تظفرا فهذه خمس وقل للغين ... خمس أتت أيضا بغير مين فاجهر ورخّ وافتحن مستعليا ... وأصمتن وكن لقولي صاغيا ثمّ اهمس الفاء رخاء مذلقا ... كذا استفلها وافتحن خمسة ثقا للقاف جهر شدة والصمت ... واستعل وافتح قلقلا ذي ستّ واهمس بشدة بكاف وأصمتن ... واستفل افتح خمسة لها اثبتن واحفظ لست قد أتت للّام ... فاجهر ووسّط واستفل يا سامى وافتح وأذلقن بالانحراف ... والميم والنون بلا خلاف فاجهرهما وسطهما أسفلهما ... وافتحهما أذلقن فخمس لهما للهاء صمت ثمّ رخو همس ... واستفل افتحها فتلك خمس للواو ستّة كما للياء ... فاجهر ورخّ واستفل يا رائي كذا افتحن وأصمتن باللين ... واحفظ لنظمي تدع بالفطين أبياته ودّ زكّي فاحسب ... مقال إبراهيم سعد المذنب يغفر له ذنوبه الغفّار ... فإنّه مهيمن ستّار ثمّ الصّلاة والسّلام سرمدا ... على ختام الأنبياء أحمدا والآل والصّحب والأنصار ... وكلّ عالم وكلّ قاري ما هبّت النّسيم في الأسحار ... أو مالت الأغصان بالأشجار

رابعا: متن نظم:"القول المألوف في أوصاف الحروف"

رابعا: متن نظم: «القول المألوف (¬1) في أوصاف الحروف» يقول راجي رحمة القدّوس ... فقيره عليّ البيسوسي الحمد لله الذي قد شرّفا ... أهل الكتاب باتّباع المصطفى صلّى عليه ربّنا ومجّدا ... وإله من للكتاب جوّدا وبعد للحروف أوصاف أتت ... خمسا فما فوق إلى سبع ثبت للهمز جهر واستفال ثبتا ... فتح وشدة وهمس أصمتا للباء فتح شدة تسفّل ... ذلاقة جهر كذا تقلقل للتاء والكاف استفال أهمست ... وشدة فتح كذا وأصمتت للثاء الاستفال مع فتح كذا ... همس ورخو ثمّ إصمات خذا للجيم دال شدة صمت سفل ... قلقلة رخو وجهر قد حصل للحاء صمت رخوة همس أتى ... والانفتاح الاستفال يا فتى للخاء الاستعلا وفتح اعلما ... رخو وصمت ثم همس افهما للذال والزّاي استفال فتحا ... جهر ورخو ثم صمت وضحا للراء ذلق وانحراف كررت ... فتح وجهر واستفال وسّطت للسّين رخو ثمّ صمت سفلت ... همس صفير يا فتى وانفتحت للشّين همس مع تفشّي مستفل ... صمت ورخو ثمّ فتح قد نقل للصّاد الاستعلا وهمس مطبقة ... رخو صفير ثمّ صمت حققه للضّاد إصمات مع استعلا جهر ... إطالة رخو وإطباق شهر للطاء جهر شدة وأصمتت ... قلقلة علو كذا واطبقت للظاء صمت مع إطباق عرف ... علو وجهر ثمّ رخو قد وصف للعين جهر ثمّ وسط سفلا ... فتح ورخو ثمّ صمت نقلا للغين الاستعلا وصمت انفتح ... ورخوة كذاك جهر قد رجح للفاء فتح استفال قد رسم ... رخو وذلق ثم همس قد وسم ¬

_ (¬1) هذا المتن شهير بالبيسوسية نسبه لمؤلفه.

للقاف إصمات وجهر قلقلة ... وشدّة فتح وعلو فاعقله للّام الاستفال مع وسط فتح ... جهر والانحراف والذلق وضح للميم نون رخو فتح جهرا ... ذلق توسط استفال ذكرا تم بحمد الله تباركت أسماءه وكلماته، وبهذا المتن تم أربعة متون هادفة لا غنى لطالب العلم عن حفظها، واستظهارها، ويبقى في هذا المتن بضعة أبيات لا تصل إلى الخمسة للهاء والواو الياء، ولم أجدها في الأصل، والله أعلم. ويلي هذه المتون بعض المباحث الهادفة التي لا غنى لطالب العلم عن معيتها.

بعض المباحث الهادفة

بعض المباحث الهادفة المبحث الأول: من فضائل بعض السور 1 - الفاتحة: عن شعبة قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد المعلى قال لي: «كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلم أجبه فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: «ألم يقل الله اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ؟، ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد» ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته». 2 - البقرة وآل عمران: وعن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة». وعن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم أبا المنذر». وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «بينما جبريل - عليه السلام - قاعد عند النبي - صلّى الله عليه وسلم - سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب السماء فتح اليوم، ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته». ولقد حث النبي - صلّى الله عليه وسلم - على تلاوتهما - أي: البقرة وآل عمران - فقال: «اقرءوا

3 - سورة الكهف:

الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما». كما قال صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تتقدمه سورة البقرة وآل عمران». 3 - سورة الكهف: عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف: عصم الدجال» وفي رواية: «من آخر سورة الكهف» رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: - يعني إذا خرج من بيته-: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت ووقيت وينحى عنه الشيطان». وروى أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى شيئا فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم تضره عين». 4 - سورة الواقعة: روي: «ن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - دخل على ابن مسعود يعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال: أفلا ندعوا لك طبيبا؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أفلا نأمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه، حبسته عني في حياتي وتدفعه لي عند مماتي. قال: يكون لبناتك من بعدك، قال: أفتخشى على بناتي الفاقة من بعدي؟! إني أمرتهن أن يقرءان سورة الواقعة كل ليلة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا». 5 - سورة الملك: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يقرأ ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ». وقال صلى الله عليه وسلم: «هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر» يعني: تبارك.

6 - سورة الإخلاص:

6 - سورة الإخلاص: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن». وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة؟» فشق ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ، ثلث القرآن». وعن أنس - رضي الله عنه - أن رجلا قال: يا رسول الله: «إني أحب هذه السورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قال: إن حبها أدخلك الجنّة». رواه الترمذي وقال: حديث حسن، ورواه البخاري في صحيحه تعليقا. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: «إنها تعدل ثلث القرآن». رواه مسلم. 7 - سورة الفلق والناس: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ ب: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات». وروى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما». وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين حين تمسى، وحين تصبح: ثلاث مرات تكفيك من كل شيء». وروى مسلم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترى آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ».

المبحث الثانى من آداب التلاوة والاستماع

المبحث الثانى من آداب التلاوة والاستماع 1 - مدخل: القرآن عهد الله وكلامه، له شرفه وعظمته وعلو منزلته وقد أمرنا سبحانه بتلاوته، وحثنا على مداومة قراءته، فقال جل شأنه: وأمرت أن أتلو القرآن، ومدح طائفة من عباده فقال عنهم: يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في الحث على الإقبال على تلاوة القرآن الكريم، نقتبس منها ما يأتي: 1 - «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». 2 - يقول الحق سبحانه وتعالى: «من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين». 3 - «فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه». 4 - «البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض». 5 - «نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن». 6 - «أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن». 7 - «كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته، ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه». 8 - «يا أهل القرآن، لا تتواسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون». ولما كان القارئ يناجي ربه حين يتلو القرآن، فقد وجب عليه الالتزام بآداب كثيرة تليق بعبد بين يدي مولاه.

2 - ومن آداب التلاوة:

2 - ومن آداب التلاوة: 1 - الطهارة. قال تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وهي تشمل: طهارة البدن، والثوب، والمكان. وتحرم القراءة على الجنب والحائض. 2 - يستحب أن يستعمل القارئ السواك قبل القراءة، وأن يطيب فاه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نظفوا أفواهكم فإنها مجاري القرآن». وقال صلى الله عليه وسلم: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب». 3 - استقبال القبلة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: «خير المجالس ما استقبل به القبلة». 4 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل البدء في القراءة، لقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ. ويجب على القارئ أن يحافظ على قراءة البسملة عند ابتداء القراءة من أول السورة عدا سورة «براءة» ولا تحتاج القراءة إلى نية، والبسملة سنة في أواسط السور إذا بدأ منها القراءة. 5 - يسن الترتيل في قراءة القرآن، فقد قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا فهو أشد تأثيرا في القلب، وذلك للتدبر والفهم. فينبغي أن يقرأ القارئ بتؤدة مع الترتيل، وأن يستعمل ذهنه وفهمه، وأن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يقرأه، قال تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وقال جل شأنه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ. 6 - كما ينبغي على القارئ إذا مر بآية عذاب أشفق وتعوذ. أو تنزيه نزه وعظم، أو دعاء تضرع، وإذا مر بآية سجدة سجد. أخرج مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح بالبقرة، ثم النساء، فقرأها، ثم آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وبلغ آخرها - أي

أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فانتهى إلى آخرها - أي أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى فليقل: بلى، ومن قرأ وَالْمُرْسَلاتِ فبلغ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ فليقل: آمنا بالله. وإذا قرأ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال: سبحان ربي الأعلى. كما روي أنه صلى الله عليه وسلم أمر إذا قرأنا «الرحمن» فبلغنا قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ وجب أن نقول: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد. وروي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ الآية - فقال: «اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، أشهد أنك فرد أحد صمد، لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق والجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور». 7 - لا بأس بتكرير الآية، وترديدها، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح، وهي آية إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ. 8 - يستحب البكاء عند قراءة القرآن، والتباكي لمن لا يقدر عليه مع الحزن والخشوع، قال تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وقال - صلّى الله عليه وسلم - قام بآية يرددها حتى أصبح، وهي آية إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ. 8 - يستحب البكاء عند قراءة القرآن، والتباكي لمن لا يقدر عليه مع الحزن والخشوع، قال تعالى: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وقال - صلّى الله عليه وسلم -: «إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا» كما روي أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال: «اقرءوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن». وأحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به. 9 - أن يقرأ وهو على يقين بأن الله سبحانه وتعالى يستمع إليه فهو سبحانه يعلم السر وأخفى، ولما كانت قراءة القرآن من العبادة، والنبي - صلّى الله عليه وسلم - يقول: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» ومن هنا فعلى القارئ أن يتمثل أنه يقرأ أمام الله وبين يدي رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وفي مثل هذا الموقف عليه أن يقرأ بلسانه وقلبه وروحه ووجدانه وكافة مشاعره. 10 - يستحب أن يتعلم القارئ إعراب القرآن لغويا، وأن يلتمس غرائبه، وأن يتعرف معاني كلماته.

11 - يستحب أن يقرأ بالتفخيم، فإن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: «نزل القرآن بالتفخيم» وهذا يعني أن يقرأ قراءة الرجال ولا يخضع الصوت به فيكون مثل كلام النساء. 12 - وعلى القارئ أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء، حتى يبرز الكلام باللفظ تماما، فإن له بكل حرف عشر حسنات. 13 - يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، قال - صلّى الله عليه وسلم -: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به». 14 - القراءة في المصحف أفضل من القراءة بدونه، لأن ثلاثة النظر إليهم عبادة: النظر إلى الكعبة، والنظر في المصحف، والنظر إلى وجه الوالدين. 15 - يكره قطع القراءة لمكالمة أحد، لأن كلام الله تعالى لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره. 16 - يفضل أن يخلو القارئ بقراءته، وهذا أدعى للتفكر والتدبر، وحتى لا يقطع عليه أحد بكلام، وذلك إن لم يكن في جلسة تلاوة مع جماعة. 17 - لا تجوز القراءة بغير اللغة العربية. 18 - لا تكره القراءة في أي وقت من ليل أو نهار، وأفضل الأوقات المختارة للقراءة ما كان في الصلاة، ثم في الليل. 19 - يستحب التكبير من سورة الضحى، وحتى آخر القرآن. 20 - يسن الدعاء عقب الختم، لقوله - صلّى الله عليه وسلم -: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة» وقوله - صلّى الله عليه وسلم -: «من قرأ القرآن وحمد الرب وصلّى على نبيه واستغفر ربه، فقد طلب الخير». 21 - إذا انتهى القارئ من قراءته يقول: «صدق الله العظيم» وصدق رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وأنا على ذلك من الشاهدين. 22 - يسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لقوله - صلّى الله عليه وسلم -: «أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل، الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حل ارتحل».

3 - ومن آداب الاستماع:

وروى أنه - صلّى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ حتى وصل إلى آخرها، افتتح من الحمد، ثم قرأ من البقرة إلى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ثم دعا بدعاء الختم. وروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: «خير الأعمال افتتاح القرآن وختمه». 23 - أن يقرأ بصوت متوسط، بين أن يخافت أو يجهر، وأن يقرأ السورة على وجهها أي بأكملها، فقد روي أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مر بأبي بكر وهو يخافت أي يقرأ بصوت خافت لا يسمعه غيره، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة. فقال لأبي بكر: إني مررت بك وأنت تخافت فقال: إني أسمع من أناجي، فقال له - صلّى الله عليه وسلم -: ارفع شيئا. وقال لعمر: مررت بك وأنت تجهر، فقال: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان، أي النعسان: فقال له عليه الصلاة والسلام: اخفض شيئا. وقال لبلال: مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه فقال: أخلط الطيب بالطيب. فقال - صلّى الله عليه وسلم -: اقرأ السورة على وجهها. 24 - وعلى كل مسلم إذا قرأ في المصحف أن لا يتركه منشورا، أي مفتوحا بعد القراءة، وأن لا يضع فوقه أي شيء حتى يكون عاليا محفوظا، وعلى المسلم أن لا يتوسد المصحف، أي لا يجعله تحت وسادته والوسادة هي «المخدة» أو لا يجعل المصحف وسادة له، وكذلك لا يعتمد عليه أي لا يتكئ أو يستند عليه، وأن لا يقرأ في مكان نجس. 3 - ومن آداب الاستماع: الاستماع هو الإصغاء والإنصات، ومن آداب الاستماع إلى القرآن الكريم ما يأتي: 1 - أن يستحضر المستمع قلبه وعقله حين ينصت إلى كلام الخالق عز وعلا، ويتدبر معاني القرآن الكريم، فيلين قلبه، وتخشع جوارحه وتغشاه السكينة وتنزل عليه الرحمة. قال تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.

4 - من آداب الناس كلهم مع القرآن:

2 - وعليه أن يكون على علم بأنه في مقام عبادة بسماع كلام الله وتدبر معانيه، وفي مقام تفهم لأوامره ونواهيه، وهذا يوجب عليه أن لا يتحدث مع أحد، أو يلهو، أو يدخن السجائر، مع العلم بأن الملائكة تنفر من الروائح الكريهة. 3 - والدليل على أن الإنسان قد يتأثر بما يستمع إليه، أن تفيض عيناه بالدمع. 4 - وعليه أن يلتزم الهدوء والصمت والخشوع، وعليه كذلك أن لا يعكر صفو القراءة بعبارات الثناء أو غيرها. 5 - إذا استمع لآية فيها تبشير بالجنة والرضوان دعا الله عز وجل، وإذا استمع لآية فيها إنذار ووعيد وذكر النار، تعوذ بالله عز وجل، وإذا استمع لآية فيها تنزيه الخالق جلت قدرته، نزهه بأجل الصفات. قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». وفي مداومة تلاوة القرآن العظيم والاستماع إليه يتزود العبد بالتقوى. قال تعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ. انظر في هذا المبحث «أحكام التجويد» للأستاذ/ محمد محمود عبد العليم. 4 - من آداب الناس كلهم مع القرآن: ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: «إن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي: الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة، والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، والتصديق بما فيه، الوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله، والاعتناء بمواعظه، والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه والتسليم بمتشابهه، والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، ونشر علومه، والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته. وقد أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الاطلاع وتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به

5 - من علوم القرآن:

أحد وهو عالم بذلك فهو كافر. قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض رحمه الله: اعلم أن من استخف بالقرآن، أو المصحف، أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه، أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر، أو أثبت ما نفاه، أو نفى ما أثبته، وهو عالم بذلك، أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين. وكذلك إذا جحد التوراة والإنجيل، أو كتب الله المنزلة، أو كفر بها، أو سبها، أو استخف بها فهو كافر، قال: وقد أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول الحمد لله رب العالمين، إلى آخر قل أعوذ برب الناس كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد - صلّى الله عليه وسلم - وأن جميع ما فيه حق، وأن ما نقص منه حرفا قاصدا لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا فهو كافر، قال أبو عثمان بن الحذاء: جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر، وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ أحد أئمة المقرئين المتصدرين بها مع ابن مجاهد لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف، وعقدوا عليه للرجوع عنه والتوبة سجلا أشهدوا فيه على نفسه في مجلس الوزير أبي بن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وأفتى محمد بن أبي زيد فيمن قال لصبي: لعن الله معلمك وما علمك، قال: أردت سوء الأدب ولم أرد القرآن، قال: يؤدب القائل، قال: وأما من لعن المصحف فإنه يقتل، هذا آخر كلام القاضي عياض رحمه الله. انظر في هذا المبحث «التبيان في آداب حملة القرآن». لأبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي. 5 - من علوم القرآن: أ - تعريف القرآن وأسماءه وصفاته: تعريف القرآن: هو كلام الله المعجزة، المنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين بواسطة الأمين جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته.

وقد ورت تسميته بالقرآن في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وقوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ. واختلف العلماء في لفظة «قرآن» من جهة الاشتقاق أو عدمه، ومن جهة كونه مصدرا أو وصفا على عدة آراء: 1 - الرأي الأول: أنه مصدر للفعل قرأ بمعنى تلا، فيكون على وزن الرجحان والغفران ... إلخ، ثم نقل من المصدر ليكون اسما دالا على الكلام المنزل على محمد - صلّى الله عليه وسلم - ويدعم هذا الرأي ورود لفظة «قرآن» بمعنى القراءة في ثنايا آيات القرآن منها قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: 17، 18]. ويرجح ارتباطه بالقراءة، والتلاوة يأمر بها الله في كتابه الكريم يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا وقوله تعالى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه: 114] أي لا تعجل بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته وكذلك قوله تعالى: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً [الإسراء: 78]. أي أن قراءة القرآن في هذا الوقت تشهدها الملائكة وتشهد بها لصاحبها عند ربه، ثم هي من استعمالات الشعر العربي كقول الشاعر: ضحوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا 2 - الرأي الثاني: قال به قوم على رأسهم الزجاج النحوي، وهو: إنه وصف على فعلان، من الفعل قرأ بمعنى: جمع، يقال في اللغة: قرأت الماء في الحوض، أي جمعته، ثم سمي به كتاب الله لما جمع من سور وآيات، فيكون قرآن بمعنى مجموع أو مضموم. 3 - الرأي الثالث: قال به قوم منهم الأشعري، هو مشتق من قرأ، وقد ورد هذا الاستعمال في الشعر القديم: تريك إذا دخلت على خلاء ... وقد أمنت عيون الكاشحينا ذراعي حرج أدماء بكر ... وهجان اللّوم لم تقرأ جنينا قرنت الشيء بالشيء، إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، وسمي به القرآن

لقران السور والآيات والحروف فيه، وعلى هذا تكون النون أصلية والهمزة الممدودة زائدة، ولذلك يمكن أن نقول (قرآن) بدون همز، وهو ضعيف، وبناء عليه ذكر الفراء النحوي الكوفي أن اشتقاقه من القرائن، لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا، ويشابه بعضها بعضا، وهي قرائن أي أشياء ونظائر. 4 - الرأي الرابع: ينسب للإمام الشافعي، ويري أنه اسم سمي الله تعالى به كتابه المنزل على محمد - صلّى الله عليه وسلم - كما سمى الكتابين المنزلين على موسى وعيسى: التوراة والإنجيل، ويهمنا من المعنى الاصطلاحي، فالله هو أنزله وهو الذي أطلق عليه هذه التسمية، ويناقش الأصوليون والفقهاء تعريفه الاصطلاحي مناقشة منطقية (كلام الله المنزل على نبيه محمد - صلّى الله عليه وسلم -، المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس). فقولهم المنزل على نبيه: يخرج سائر كلامه المنزل على غير محمد من الأنبياء، وقولهم (المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته) يخرج الأحاديث القدسية، فالأخيرة لم يقع بها التحدي كذلك فإن أرجح الآراء أنها في المعنى من عند الله، أما الألفاظ من كلام النبي - صلّى الله عليه وسلم -، فالرسول راو لكلام الله بلفظ من عنده، ولذا تجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين، وحتى على رأي من يقول بأن لفظها من عند الله، فإنها ليست معجزة ولا متعبدا بتلاوتها، فالقرآن هو الذي تتعين به القراءة في الصلاة يقول تعالى: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ المزمل، فهو النص المتعبد بتلاوته ومما يرويه الترمذي عن ابن مسعود عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - «من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». وقولهم: «المنقول بالتواتر ... إلخ» يخرج جميع ما سوى القرآن المتواتر، من منسوخ التلاوة. والقراءات غير المتواترة سواء نقلت بطريق الشهرة كقراءة ابن مسعود، في قوله تعالى عن كفارة الأيمان: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) بزيادة «متتابعات» أو بطريق الآحاد مثل قراءة (متكئين على رفاف خضر وعبقري حسان) [الرحمن: 76] بالجمع في لفظ «رفرف، وعبقري» فإنها ليست قرآنا ولا تأخذ حكمه. فالأركان الأولى هي المميزة لحد القرآن (الإنزال على محمد - صلّى الله عليه وسلم -، الإعجاز، النقل بالتواتر

والكتابة في المصاحف) وشرط الكتابة يعني أن يطابق المكتوب المنقول بالرواية حفظا خاصة وقد وصف الله قرآنه بهذا الوصف في مثل قوله تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام: 38] وقوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ [البقرة: 2] وقوله جل وعلا: نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ [آل عمران: 203]، أو أن يوافق المحفوظ الرسم المجمع عليه المنقول إلينا جيلا بعد جيل على هيئته التي وضع عليها أول مرة، ثم التعبد بتلاوته، وما جاء بعد هذه الصفات فزيادة في التوضيح والتمييز. ولكتاب الله المنزل على محمد - صلّى الله عليه وسلم - اسم واحد، علم عليه هو القرآن، وما عداه مما ظنه بعض المصنفين أسماء للقرآن لا يخرج عن دائرة الصفات مثل: 1 - الفرقان: قال تعالى عن القرآن: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان: 1] فهذا الوصف ورد لغيره من الكتب السماوية كقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ [الكهف: 49]. كما وصفه بالفرقان يوم بدر قال تعالى: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فالفرقان وصف يعتمد على المعنى للجذر اللغوي (فرق) لا تسمية خاصة بالقرآن ويتصل بهذا أيضا أن يوصف بأنه. 2 - الذكر: لقوله تعالى: ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ [آل عمران: 58]. 3 - الصحف: يقول في كتابه عن القرآن: فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ، فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ [عبس: 12، 13] وقد قال على كتب سماوية سابقة إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى، صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى [الأعلى: 18، 19]. 4 - هدى، وشفاء، ورحمة، وموعظة: بناء على قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ، وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57]. 5 - التنزيل: لقوله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ [الشعراء: 192]. 6 - المثاني: لقوله تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ

ب - أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم:

[الزمر: 23] إلى آخر هذه الصفات التي ظنوها أسماء، ويكفي أن نحيل لاختبارها على كتاب الزركشي (البرهان في علوم القرآن) الجزء الأول (ص 273) لتجد بابا تحت عنوان النوع الخامس عشر: معرفة أسمائه واشتقاقاتها، وقد جمع فيه أكثر من تسعين اسما أو وصفا للقرآن. ب - أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم: ذكر د/ عمر عبد الواحد. في دراساته الإسلامية في هذا المبحث أن البحث في كيفية إنزال القرآن يجر إلى ميتافيزيقيا لا يمكن ضبطها ولا تحقيقها، وقال: ولكننا نشير إلى أن المعنى اللغوي المستمد من الجذر اللغوي «نزل» يفيد الحلول كقوله: نزل فلان بالمدينة أي حل بها، وأنزلته أي أحللته ومنه قول الله تعالى: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً [المؤمنون: 9] أو يفيد تحرك الشيء من أعلى إلى أسفل، والمتعدي منه التحريك من علو إلى أسفل، كما في قوله تعالى: أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً [الرعد: 17]. وهذه الدلالات تقتضي الجسمية والمكانية والانتقالية مما يتنزه عنه القرآن الكريم. ويبقى المجال واسعا لفهمها فهما مجازيا، ربما يتناسب مع علو منزلة القرآن وعظمة محتوياته التي غيرت مجرى حياة الإنسان وأحدثت ربطا بين السماء والأرض، وربما يشير إلى المصدر الأعظم لهذا المحتوى المعجز. وأول ما نقف عنده من قضايا نزول القرآن. 1 - أول ما نزل من القرآن الكريم: يعتمد هذا المبحث على الرواية والنقل، ويفيد في معرفة تاريخ التشريع الإسلامي وكيفية المراعية لطبيعة الإنسان وأحوال البشر في التدرج في الأحكام، وتميز الناسخ من المنسوخ في الآيات، مما يترتب عليه إعمال حكم، وإهمال حكم. وقد حدد القرآن الكريم وقت نزوله في ثلاثة آيات منه: الأولى: تحدده بأنه نزل في شهر رمضان وهي الآية (185) من سورة البقرة، ونزلت في المدينة بعد الهجرة يقول الله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ. الثانية: تحدد هذه الليلة بأنها ليلة القدر، وهي الآية الأولى من سورة القدر

التي أنزلت بمكة قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. الثالثة: وهي لا تفيد شيئا في هذا المبحث هذا سوى وصف ليلة القدر بالبركة إلى جوار الارتفاع وعلو المكانة مما أثبته الله تعالى في الآية السابقة وهي الآية (3) من سورة الدخان ونزلت بمكة ولكن في مرحلة متأخرة عن القدر تقول هذه الآية إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ. وربما يبدو تعارض وهمي بين نزول القرآن في ليلة القدر، وبين نزوله مفرقا على مدار ثلاثة وعشرين عاما، فيقدم العلماء حلا لهذا التعارض الظاهر يتمثل في ثلاثة احتمالات هى: الأول: يعتمد على قول ابن عباس: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى السماء الدنيا. وكان الله ينزله على رسوله - صلّى الله عليه وسلم - بعض في إثر بعض» أي أنه أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر، ثم كان نزوله على محمد - صلّى الله عليه وسلم - منجما على سنوات بعثته. الثاني: أن نزوله إلى السماء الدنيا كان في عدد من ليالي القدر يساوي سنوات بعثته، ينزل الله في كل ليلة منها ما قدر انزاله منجما طوال هذه السنة، وقال بهذا مقاتل ونقله عنه القرطبي في تفسيره، وذكره فخر الدين الرازي في تفسيره. الثالث: هو قول الشعبي أن نزوله ابتدأ في ليلة القدر ثم استمرت آياته وسوره تنزل على النبي - صلّى الله عليه وسلم - طوال مدة بعثته حسب تقدير الله وحكمته. ثم يذكر أن أكثر العلماء يميلون إلى القول الأول، فيقول عن ابن حجر في شرحه على البخاري (هو الصحيح المعتمد). ويقول عنه السيوطي (هو الأصح الأشهر). واستمر نزول القرآن ثلاثا وعشرين عاما، فتر فيها الوحي بعد ذلك نحو ثلاث سنوات، وأول ما نزل على أصح الأقوال وأرجح الآراء، هو قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 1 - 5]. ويدل عليه ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن عائشة أنها قالت:

«أول ما بدئ به رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزح إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ: قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: اقرأ»، ويصحح أيضا الحاكم في مستدركه، والبيهقي في دلائله على اختلاف في اللفظ. والقول الثاني: أن أول ما نزل من القرآن إطلاقا يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ويستدل أصحابه بما رواه الشيخان عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل قبل؟ قال: «يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ» أو «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» فقال: أحدثكم ما حدثنا به رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: «إني جاورت بحراء، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو - يعني: جبريل - فأنزل الله يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ». ولكن هذه الرواية تحتمل أن تكون حديثا عما نزل بعد فترة الوحي، وذلك لرواية أخرى للشيخين عن سلمة عن جابر أيضا عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجثيت حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي، فقلت: زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ فيبين من هذه الرواية أن جابر استند في الحكم بأن أول ما نزل من القرآن سورة المدثر. إلى ما سمعه من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وهو يحدث عن فترة الوحي، وكأنه لم يسمع بما حدث به رسول الله عن الوحي قبل فترته ومن نزول الملك على الرسول في حراء بصدر سورة اقرأ، ولعل السؤال كان أول سورة كاملة أنزلت من القرآن، فظاهر من كلام الرسول - صلّى الله عليه وسلم - أنها ليست أول مرة يأتيه فيها الملك «فإذا الملك الذي جاءني بحراء».

2 - آخر ما نزل من القرآن الكريم:

وهناك قول ثالث: بأن أول سورة نزلت هي الفاتحة، لأن هذا الحديث مرسل سقط من سنده الصحابي فلا يحتج به أمام حديث عائشة السابق. وهناك قول رابع يستند إلى حديث مرسل، تقول بأن أول ما أنزل هو «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» وهي تنزل صدرا لكل سورة. 2 - آخر ما نزل من القرآن الكريم: وأما عن آخر ما نزل من القرآن فقد اختلف أحواله اختلافا كبيرا، وذلك لأنه ليس هناك ما هو مرفوع إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم -، وقد صدرت تلك الآراء بضرب من الاجتهاد وإعمال الرأي فقد قيل: إن آخر ما نزل: أ - آية الربا: لما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا: البقرة (278) ولكن هذا الرأي يتعرض لنقد، فقد أشار النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى الربا في خطبة الوداع أثناء حجه ولا بد أن الرسول - صلّى الله عليه وسلم - لم يدل برأي في الربا إلا على وحي من الله أفاده حكمه. ب - وقيل: هي آية (3) من سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وقد نزلت هذه الآية في يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة على الرسول - صلّى الله عليه وسلم - وهو بعرفة في العام العاشر من الهجرة أثناء حجة الوداع. ج - وهناك آراء قدمت ويمكن حملها على أنها آخر ما نزل في موضوعها مثال ذلك: 1 - سورة المائدة، فهي آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام. 2 - قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى قوله تعالى: رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وحمل هذا على أنها آخر آيتين في سورة التوبة. 3 - قوله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء: 176] وحملت الأخيرة على أنها مقيدة بما يتعلق بالمواريث.

ج - تنجيم القرآن الكريم:

ويبقى أن نشير إلى أنهم يرجحون أن آخر ما نزل هو قوله تعالى: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281]. وهذا القول يسانده تحديد تاريخي وهو أن الرسول - صلّى الله عليه وسلم - توفي بعدها بتسع ليالي. ثم هي تشير إلى الاستعداد ليوم المعاد والرجوع إلى الله وهو عاقبة الأمور. ج - تنجيم القرآن الكريم: لم ينزل القرآن جملة واحدة، وإنما نزل منجما مفرقا على مدار سنوات البعثة النبوية، ولن نحاول مقارنته في هذا بالكتب السماوية الأخرى، كما دأب كثير من الباحثين، فذلك ما لا نعرفه، وليست لدينا الأدلة التاريخية الكافية عن كيفية نزول الكتب السابقة. وكل ما نعرفه أن طريقة نزول القرآن مفرقا على المواطن والمناسبات ومقتضيات التشريع، كانت مثار اعتراض أعداء الإسلام من الكفار والمشركين وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً [الفرقان: 22، 23]. وقد أنزل القرآن منجما في ثلاث وعشرين سنة منها ثلاث عشرة بمكة، على أرجح الآراء، وعشر سنوات بالمدينة، وقد صرحت آيات كثيرة في القرآن بهذه الكيفية، منها قوله تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ ورَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا [الفرقان: 32] ووراء كل ما يأتي به الله حكمة منها ما ندركه بالنص أو بالعقل، ومنها لا ندركه. ولعل أول أسباب هذه الكيفية الخاصة (التنجيم): تثبيت فؤاد النبي - صلّى الله عليه وسلم - الذي صرح به في الآية كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وذلك لأن في تجديد الوحي وتكرار نزوله، يشرح قلب الرسول بتكرار اتصاله بالله ودوام العلاقة به، وبالإضافة إلى أن في هذه الطريقة تيسيرا عليه في حفظه وفهمه، ومعرفة أحكامه، وحكمه كذلك أن تنجيمه معجزة تتجدد، تؤكد كونه رسولا من عند الله، ثم بعد ذلك نزول القرآن يثبت فؤاده عن طريق تقويته أمام أعدائه ويهون عليه ما يلاقيه من شدائد عن طريق ما يطمئنه به من وقوفه إلى جواره، وما يوجهه إليه من إرشاد ونصح، من ذلك قوله تعالى: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [القمر: 45]. وقوله سبحانه: اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا [الطور: 48]، وقوله: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة:

67] وقوله تعالى: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35]. وكقوله في سورة النحل: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ بالإضافة إلى ما تفعله قصص الأنبياء في نفسه من إعطائه المثل في التعزي والتصبر على أذى المعاندين؛ لأن شرف الرسالة يتفق مع صعوبة مسئولياتها من ذلك قوله تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا [الأنعام: 34]، وقوله تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ [هود: 120]. والحكمة الثانية التي تستنتجها تتمثل في التدرج في تربية هذه الأمة الناشئة وتعليمها عن طريق تيسير حفظه، لأنه نزل على أمة لا تعرف القراءة والكتابة وتعتمد على الرواية الشفوية لا على التدوين في تبادل معارفها وعلومها وهم يرون أن الصحابة كانوا لا يتجاوزون الآيات بعد حفظها حتى فهموا معانيها، ويتدبروا ما فيها، يقول تعالى: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا [الإسراء: 106] وبالتالي يسهل على العرب حفظ القرآن، وفهمه كذلك، يمهدهم شيئا فشيئا للتخلي عن عقائدهم وعباداتهم، للاندراج تحت عقيدة الإسلام وعباداته بالإضافة إلى ما في ذلك من تثبيت قلوب المؤمنين بما يقصه القرآن عليهم من وقت لآخر من قصص الأنبياء من جزاء المؤمنين وما أعد الله لهم يقول تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور: 55]. والحكمة الثالثة: تتمثل في التدرج بالتشريع والأحكام وتلبية احتياجات المجتمع الجديد، فكلما جد جديد نزل من القرآن ما يناسبه من ذلك، والإجابة على تساؤلاتهم حول العقيدة والتشريع، كالآيات التي تبدأ بقوله يَسْئَلُونَكَ من ذلك قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء: 85] وقوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ، وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ [البقرة: 220]، وكذلك ما أنزل في سورة النور من توضيح ملابسات حادث الإفك، وتبرئ السيدة عائشة وتكشف المتورطين في هذا

6 - في احترام المصحف وتقديسه:

التجني والافتراء - وهذا التنجيم قد يكون ليبين للمؤمنين خطأهم وتعيدهم إلى الصواب في الفعل والسلوك، كقوله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة: 25 - 27]. وأوضح مثال للتدرج في التشريع تحريم الخمر وهي حبيبة إلى قلوب العرب، وتشكل جزءا من موقفهم الوجودي، ولعلك تذكر قول طرفة: ولولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى ... وجدك لم أخفى متى قام عودي فمنهن سبقي العاذلات بشربه ... كميت متى ما تعل بالماء تزيد ولذلك يصبح تحريمها دفعة واحدة مفاجأة قد تضر بالموقف الإيماني للمتلقين، فكان أول ما نزل فيها: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما [البقرة: 219] ثم كانت الخطوة الثانية فنزل قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ [النساء: 43] ثم كانت الخطوة الأخيرة فحرمت نهائيا حين أنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة: 90 - 91]. والحكمة الرابعة: تأكيد إعجاز القرآن والإشارة إلى أن مصدر القرآن هو الله سبحانه وتعالى فعلى الرغم من طول تأليفه وتعدد موضوعاته، لم يتباين نسجه ولم يختلف سبكه، فهو مشتق مترابط، وفي ذلك دليل على أنه معجز خارق لكلام البشر صادر عن الربوبية التي تنزهت عن كلام البشر باختلافه، وعدم تناسبه انظر في هذا المبحث وهو (من علوم القرآن) محاضرات في الدراسات الإسلامية للدكتور: عمر عبد الواحد. 6 - في احترام المصحف وتقديسه: يقول دكتور سيد إسماعيل في كتابه «البيان في علوم القرآن»: ليس فيما نرى

ونسمع كتاب أحيط بهالة من الإجلال والتقديس، كالقرآن الكريم، حتى لقد وصفه الحق جل شأنه كِتابٍ مَكْنُونٍ وحكم بأنه لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وأقسم على ذلك حيث قال تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ [الواقعة: 75 - 80]. ولذلك كان من إجلال القرآن وتعظيمه عد إباحة كتابته على الجدران سواء كانت جدران مساجد، أم جدران منازل أم غير ذلك. أما جدران المساجد فقد اتفق الأئمة على كراهة كتابة شيء من القرآن عليها. حيث قال المالكية: إن كانت الكتابة في القبلة كرهت، لأنها تشغل المصلي سواء كان المكتوب قرآنا أو غيره، ولا تكره فيما عدا ذلك. وقال الشافعية: يكره كتابة شيء من القرآن على جدران المسجد وسقوفه ويحرم الإسناد لما كتب فيه من القرآن بأن يجعله خلف ظهره. وقال الحنابلة: تكره الكتابة على جدران المساجد وسقوفه وإن كان فعل ذلك من مال الوقف حرم فعله. وقال الحنفية: لا ينبغي الكتابة على جدران المسجد خوفا من أن تسقط وتهاون بوطء الأقدام. فهذه أقوال الأئمة، نجد فيها المالكية يعللون الكراهة بانشغال المصلي، والحنفية يعللونها بالخوف من سقوط المكتوب، ثم الإجماع منهم جميعا بصفة عامة على الكراهة. وأما جدران المنازل وما شابهها، فإن علة الكراهة قائمة بسبب عدم التحرز من تطاير النجاسات أو عبث الصبيان، فقد قال القرطبي: ومن حرمته - أي القرآن - ألا يكتب على حائط كما يفعل بهذه المساجد المحدثة. ثم روي عن محمد بن الزبير قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يحدث قال: مر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بكتاب في أرض. فقال لشاب من هذيل: «ما هذا؟» قال من كتاب الله كتبه يهودي، فقال: «لعن الله من فعل هذا، لا تضعوا كتاب الله إلا موضعه». وقال محمد بن الزبير: رأى عمر بن عبد العزيز ابنا له يكتب القرآن على حائط فضربه.

7 - موقف العلماء من الحروف الهجائية المقطعة التي افتتحت بها السور.

فهذه الرواية الأخيرة تبين لو أن كتابة القرآن على الجدران مباحة لما منع عمر بن عبد العزيز ابنه من الكتابة. ومن تعظيم القرآن الكريم وإجلاله أن لا يصغر (المصحف) كتابة لدرجة عدم إمكان قراءته إلا بمشقة شديدة، ولا يصغر كلاما، بأن يقال: مصيحف. فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى مصحفا صغيرا في يد رجل، فقال: من كتبه؟ قال: أنا، فضربه بالدرة، وقال: أعظموا القرآن. وروى الأعمش عن إبراهيم عن علي رضي الله تعالى عنه قال: لا يصغر المصحف. وقال الزركشي: وتكره كتابته أي القرآن، القطع الصغير. 7 - موقف العلماء من الحروف الهجائية المقطعة التي افتتحت بها السور. وقد اختلف صور هذه الحروف الهجائية في افتتاحيات السور القرآنية، فوردت مفردة مثل: ص، ق، ن، ووردت مركبة من حرفين مثل: طه، ويس، وحم، ووردت مركبة من ثلاثة أحرف مثل، الم، الر، طسم، ووردت مركبة من خمسة حروف مثل: حم عسق، كهيعص. وورودها من علامات القرآن المكي، فقد وردت في تسع وعشرين سورة كلها مكية ما عدا البقرة، وآل عمران، أما الفريق الأول فيرون أنها مما اختص بعلم الله تعالى وحده وهو أعلم بمراده منها، وفي هذا القول يقول عبد الله بن مسعود: إن هذه الحروف علم مستور، وسر محجوب، استأثر الله به. وحقا فهو نص حكيم قاطع له سر، وهي أربعة عشر حرفا جمعت في عبارة «نص حكيم». أما الفريق الثاني: فقد حاول تأويلها وقدم لذلك وجوها: 1 - الأول: أنها تحدي العرب بالقرآن لكونه مؤلفا من جنس هذه الحروف فالقرآن معجزة للعرب بتأليفه على الرغم من أنه من كلامهم ويستدلون بأمرين. أ - أن أكثر السور المفتتحة بهذه الحروف قد ورد ذكر القرآن تأكيدا على أن تلك الحروف هي مادة القرآن ومكنوناته، يقول تعالى في سورة يوسف الر، تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. ب - كونها مكية في الغالب يوجب أن يكون وقع التحدي لأهل مكة أن يأتوا

8 - جانب من إعجاز القرآن:

بمثل هذا القرآن، فعجزوا عنه مع أنه من جنس كلامهم، ومن حروفه. 2 - الرأي الثاني: أنها أسماء للسور وأعلام لها تدل عليها ويستدلون على ذلك بأن أربع سور من القرآن قد سميت بهذه الحروف هي «طه، يس، ص، ق» كما أنه يروى عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه قال: «يس قلب القرآن». 3 - الرأي الثالث: أنها مما أقسم به الله سبحانه لشرفها وفضلها فمنها تتركب كلمات كتابه العزيز. 4 - الرأي الرابع: أنها ليست أدوات تنبيه مثل ألا، وأما، ولكنها أدوات غير مألوفة كي تلفت أنظارهم، ثم تأتي آيات القرآن الكريم بعد تمهيدهم لاستماعها. فمثل هذا المبحث يقع أكثره فيما يخص العقيدة، وفيما يؤثر فيها من فاعلية سائر مكنوناته، فما من شيء فيه ورد عبثا دون فائدة. 8 - جانب من إعجاز القرآن: أولا: من الإعجاز البلاغي: قد تعددت آراء العلماء فيه: أ - أن وجه الإعجاز راجع إلى التأليف الخاص به لا مطلق التأليف، وهو رأي الزملكاني عبد الواحد بن عبد الكريم المتوفى (651 هـ) صاحب كتاب البرهان في إعجاز القرآن. وهو رأي جيد يتنبه لخصوصية تأليفه التي تفارق طرق تأليف كلام العرب. ب - ورأي الباقلاني قريب منه ومؤداه أن القرآن خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب، ومباين لأساليب خطاباتهم ولذلك لا يمكن تعلمه أو الوصول إليه بالتدريب، وامتداد لهذه الفكرة يرفض كفاية أدوات البديع في أداء مثله، ويرفض أن يطلب إعجاز فيما ورد منها في النص القرآني، وواضح أنه متأثر بالجدل النقدي، وبالتيار الفني السائد في عصره وهو تيار البديع، الذي يقيم من البديع بأدواته الفنية عالم القصيدة، فقد لفتت نظره المهارة والصناعة العقلية التي يصاغ بها البديع في رأيه وإمكان التدريب عليها، شأن سائر الصناعات، فرفض أن يدرك مجازا القرآن بما في إمكان البشر ووسعهم، وتبدوا عقيدته ألسنتهم عند ما يناقش

ثانيا: من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم:

المعجز في كتاب الله أهو الكلام القديم الذي هو صفة لله سبحانه وتعالى أم الحروف المنظومة، ويقرر أن الإعجاز بالحروف المنظومة، وأن الله سبحانه (لم يتحداهم إلى أن يأتوا بالكلام القديم الذي لا مثل له). ج - قال فخر الدين الرازي صاحب التفسير الضخم (مفاتيح الغيب): إن وجه الإعجاز الفصاحة وغرابة الأسلوب والسلامة من جميع العيوب وغير ذلك مقترنا بالتحدي، ومع أن رأيه يحشد أشياء كثيرة حشدا، إلا أن بوسعنا أن ندرك تركيزه على فكرة الفصاحة، ونرى أنها وفق التصور البلاغي الدقيق لا تكفي لأنها خاصية للألفاظ عن إمكان عزلها عن المعاني. د - قال السكاكي البلاغي (ت 626 هـ) في «مفتاح العلوم»: اعلم أن شأن الإعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه، ولا طريق إلى تحصيله لغير ذوي الفطر السليمة إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والتمرن فيهما فيبدوا التناقض بين ذاتية إدراك الجمال وبين موضوعية الإدراك بالتعليم، والتدريب. هـ - قال حازم القرطاجني (ت 684 هـ): أن الإعجاز فيه من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة فيه من جميع أنحائها في جميعه استمرارا لا توجد له فترة ولا يقدر عليه أحد من البشر، وكلام العرب، ومن تكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها في العالي منه إلا في الشيء اليسير المعدود ثم تعرض الفترات الإنسانية، فتقطع طيب الكلام ورونقه، وهي نفس فكرة عدم تفاوت نسج القرآن واستمرار كيفه في هذا الكم، وقد قال بها من قبل الباقلاني في إعجاز القرآن. ويري الزركشي أن الرأي قريب مما ذكره ابن الزملكاني وابن عطية. والنظم: وجسده عبد القادر الجرجاني المتوفي (471 هـ) في كتابه «دلائل الإعجاز». ثانيا: من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم: ويتمثل هذا في رأي القائلين به، أن آيات القرآن تتوافق مع معطيات العلم، وكلما تقدم العلم كشف عن توافق بينه وبين آيات القرآن الكريم، ويستشهدون على هذا بما ورد في القرآن الكريم من إشارات علمية، أو بعبارة أصح من نسق إرشادي يتفق مع منجزات العلوم على نحو من الأنحاء من ذلك قولهم بأن الآية الكريمة

وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ [يونس: 61]. تشير إلى حقيقة الذرة، وإلى كونها الجزء الذي لا يقبل التجزئة، وأنها الوحدة الصغرى الأولى كما يشير، وفق زعمهم، إلى قابليتها للانقسام. وفي مثل قوله تعالى: وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ [الحجر: 22] من أنه يشير إلى تدخل الرياح في تلقيح النباتات. وكذلك الآيات فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ، خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ [الطارق: 5 - 7]. ومثل قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ، وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى، ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا [الحج: 5] وكذلك قوله تعالى: فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء: 30] ومثل قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة: 189]. ومهما يكن من احتوائها على شيء يوافق العلم فلا بد من أن نلاحظ الآتي: 1 - إن هذه الآيات قد وردت في سياق الهداية لا في سياق التعليم، وتأمل بداياتها، فلينظر الإنسان - أولم ير الذين كفروا - لأن القرآن ليس كتابا متخصصا في علم من العلوم، فهدفه أكبر من ذلك وأشمل وإخراج الناس من الظلمات إلى النور لا يكون بإرشادهم في الكون بحقائق المعلوم ولا بمخاطبة عقولهم فقط، فمجاله هو النفس الإنسانية والحياة الإنسانية ودوره أن يضع الإنسان في مكانه المناسب من التصور الصحيح للوجود على ضوء ارتباطه بخالقه. 2 - يجب أن نتوقف في فهم هذه الآيات عند سياقها القرآني الذي وردت فيه، بالإضافة إلى دلالتها اللغوية الأولى التي ترتبط بحياة العرب، الذين تنزل فيهم القرآن أولا. 3 - ربط القرآن بالعلم هو ربط حقيقة نهائية مطلقة تهدف إلى بناء الإنسان بناء متناعما مع إيقاع الكون ومع الطبيعة الإنسانية، حتى يتم بينهما تنتج عن المعرفة، أما العلم فحقائق قابلة للتعديل، وفق التجارب المستمرة، أدواتها، ظروفها، قدرات أصحابها، ومن الممكن أن تنهار في عصر مقبل الحقائق العلمية التي يقوم عليها

عصرنا، فماذا نفعل؟ سوى أن نحاول لوي النص القرآني، وأن نلح عليها بالتأويل المستمر للنصوص من أجل أن تفسر على مطابقة حقائق العلم، ونظرياته التي تتغير تغيرا مطردا. ويرجع الشهيد سيد قطب رحمه الله في كتابه القيم «في ظلال القرآن» هذا الصنيع إلى: الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن والقرآن تابع، ومن هنا يحاولون تثبيت القرآن بالعلم، أو الاستدلال له من العلم، على حين أن القرآن كتاب كامل في موضوعه ونهائي في حقائقه، والعلم ما يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس وكل ما يصل إليه عن نهائي ولا مطلق لأنه مقيد بوسط الإنسان وعقله وأدواته، وكلها ليس من طبيعتها أن تعطي حقيقة واحدة نهائية مطلقة، وخلاصة الدافع لهذا القول أن خلطا بين طبيعة القرآن وبين طبيعة العلم ووظيفة كل منهما. ويكفي القرآن أنه احتوى على الأساس الفكري الذي يبنى عليه كل علم، وهو الدعوة إلى التفكير والتأمل والبحث وتحديد الموقع من العالم وإن كان في إطار هدفه الأسمى من هداية الإنسان وتحقيق إنسانيته الحقيقية، يقول تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية: 17 - 20]. ومثل قوله تعالى: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ، ما خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى [الروم: 8]. ومثل قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ [آل عمران: 90، 91]. وقوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد: 3] وقوله تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر: 21]. ويرفع مكانة العلماء كما في قوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ [المجادلة: 11] وقوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر: 91]، ويجعل العلم دعاء المؤمن إلى الله،

ثالثا: من الإعجاز التشريعي:

قال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه: 114]، ويجعل العلم سبيلا إلى تقوى الله وخشيته قال تعالى: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [فاطر: 27، 28]. ثالثا: من الإعجاز التشريعي: من الإعجاز التشريعي للقرآن الكريم في إيجاز نشير إلى: 1 - شموله. 2 - توافقه مع الطبيعة البشرية. 3 - صلاحيته للامتداد ليشمل كل ما سيحدث في الحياة من أمور وأقضية. ثم نشير إلى اتفاق العلماء على اختلاف طوائفهم في أن الإعجاز يشمل كل القرآن، وأن أقل قدر معجز منه هو السورة قصيرة كانت أو طويلة، أو ما كان بقدرها فإذا كانت الآية بقدر حروف سورة وإن كانت كسورة الكوثر فذلك معجز ويستدل على ذلك، بأنه تحداهم تحديا إلى السور كلها ولم يخص، ولم يأتوا بشيء منها، فعلم أن جميع ذلك معجز. انظر مذكرات في الدراسات الإسلامية. د/ عمر عبد الواحد. 9 - في بيان بعض الأمور المحرم فعلها في القراءة وأحوال السلف الصالح عند ختم القرآن. - بعض الأمور المحرم فعلها في القراءة: مما تجب ملاحظته البعد عما ابتدعه القراء في هذه الأيام من أمور محرم فعلها في القراءة كعدم الاعتناء بتجويد الحروف، وعدم التحري في الابتداء والوقوف والتعسف أو الميوعة في أداء الحروف القرآنية، مما يؤدي إلى خروج الحروف من غير مخرجها، وعدم اتصافه بالصفات اللازمة له وانصراف القارئ عن العناية بلفظ القرآن ومعناه حين قراءته أمام الناس إلى العناية بالأنغام والتطريب، بل وينقل بعض أنغام الأغاني الخليعة إلى ما يقرؤه من القرآن ليستجلب رضى المخلوقين عنه دون الخالق، وظهوره في بعض الأحوال في قراءته بمظهر الخاشع الحزين بقصد الرياء أو مدح الناس له، وترقيصه المدود والغنن وتلاعبه فيها مما يؤدي إلى نقصها أو زيادتها

- أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن:

عن القدر المقرر لها في التجويد وادعائه العلم بروايات غير حفص وقراءته بها خطأ دون تلقي ولا توقيف، وتنفسه أثناء القراءة متدرعا بالسكنات الواردة في بعض الروايات، وجمع بعض الروايات للآية الواحدة أو الجزء منها دون تنفس بين الرواية والأخرى، ومن البدع المحرمة في القراءة أيضا قراءة بعض الناس مجتمعين لشيء من القرآن بصوت واحد كما يحدث في المقابر وبعض المساجد لما يؤدي إليه ذلك من بدء أحدهم بجزء من الآية وإكمال الآخر لها الأمر الذي يتنافى مع قدسية القرآن وجلاله. - أحوال السلف الصالح عند ختم القرآن: كان بعض السلف الصالح إذا ختم القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاء بما في القرآن منه ولجأ إلى الاستغفار مع الخجل والحياء اعترافا بالتقصير وخوفا من الله. ومنهم من كان إذا ختم القرآن أردف الختام مباشرة بقراءة فاتحة الكتاب وأول البقرة حتى قوله تعالى وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ رجاء أن يكون مثلهم ومنهم من كان إذا ختم القرآن دعا بما شاء من الأدعية، أو بالدعاء المأثور عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - بعد ختم القرآن، وهو: «اللهم إنا عبيدك، وأبناء عبيدك، وأبناء إمائك، ناصيتنا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وشفاء صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وسائقنا وقائدنا إليك، وإلى جناتك جنات النعيم، ودارك دار السلام، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعله لنا شفاء وهدى، وإماما ورحمة، وارزقنا تلاوته على النحو الذي يرضيك عنا، ولا تجعل لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا عدوا إلا كفيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا عاصيا إلا عصمته، ولا فاسدا إلا أصلحته ولا ميتا إلا رحمته ولا عيبا إلا سترته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها في يسر منك وعافية يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. انظر كتاب «العميد» الخاتمة.

10 - التكبير وفوائد حوله وتعريفات مهمة:

10 - التكبير وفوائد حوله وتعريفات مهمة: أ - التكبير: ففيه عدة مباحث. أولا: في سبب وروده. ذهب جمهور العلماء إلى أن سبب وروده أن الوحي تأخر عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال المشركون - زورا وكذبا-: إن محمدا قد ودعه ربه وقلاه وأبغضه، فنزل تكذيبا لهم قوله تعالى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى إلى آخر السورة فلما فرغ جبريل من قراءة هذه السورة قال النبي - صلّى الله عليه وسلم -: «الله أكبر» شكرا لله تعالى على ما أولاه من نزول الوحي عليه بعد انقطاعه، والرد على إفك الكافرين ومزاعمهم، ثم أمر - صلّى الله عليه وسلم - أن يكبر إذا بلغ والضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى وابتهاجا بالقرآن الكريم. ثانيا: في حكمه. أجمع الذين ذهبوا إلى إثبات التكبير علي أنه ليس من القرآن الكريم، وإنما هو ذكر ندب إليه الشارع عند ختم بعض سور القرآن الكريم كما ندب إلى التعوذ عند البدء بالقراءة، ولذا لم يكتب في مصحف من المصاحف العثمانية. وحكمه: أنه سنة ثابتة مأثورة عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لما سبق في سبب وروده، ولقول البزي قال لي الإمام الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، قال أبو الفتح فارس بن أحمد: إن التكبير سنة مأثورة عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين، وروي عن البزي أنه قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي، فلما بلغت والضحى، قال لي: كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت والضحى قال لي: كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك وأخبره أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أمره بذلك. رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.

ثالثا:

ثالثا: في بيان من ورد عنه التكبير: اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم، ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر. قال صاحب غيث النفع: وصح أيضا عند غيرهم إلا أن اشتهاره عنهم أكثر لمداومتهم على العمل عليه بخلاف غيرهم من أئمة الأمصار، ثم قال: وأجمع أهل الأداء على الأخذ به البزي واختلفوا في الأخذ به لقنبل والوجهان في الشاطبية. وروى التكبير أيضا عن غير البزي، وقنبل من القراء ولكن المأخوذ به من طريق الشاطبية اختصاصه بالبزي وقنبل بخلاف عنه. رابعا: في صيغته: اعلم أنهم اتفقوا على أن لفظ التكبير «الله أكبر» قبل البسملة والجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه للبزي وقنبل من غير زيادة ولا نقصان. وروي بعض العلماء عنهما زيادة التهليل قبل التكبير فتقول: لا إله إلا الله، والله أكبر» وزاد بعضهم لهما التحميد بعد التكبير فنقول: «لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد» إلا أن التهليل قبله والتحميد بعده ولم يثبتا عن البزي وقنبل من طريق الشاطبية بل ثبت عنهما من طرق أخرى، ولكن عمل الشيوخ قديما وحديثا على الأخذ بكل ما صح في التكبير وإن لم يكن من طرق الكتاب المقروء به. وينبغي أن تعلم أن التحميد لقنبل ليس من طريق الشاطبية ولا من طريق النشر أيضا، فالأول الاقتصار له إذا قرئ له بالتكبير على التكبير وحده أو عليه مع التهليل، واعلم أيضا أنه لا تحميد لأحد بين الليل والضحى. خامسا: في موضع ابتدائه وانتهائه: اختلف العلماء في موضع ابتداء التكبير وانتهائه، فذهب فريق إلى أن ابتداءه من أول سورة والضحى وانتهاءه آخر سورة الناس منشأ هذا الخلاف أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - لما قرأ عليه جبريل سورة والضحى كبر عقب فراغ جبريل من قراءة هذه السورة ثم قرأها النبي - صلّى الله عليه وسلم - هو فهل كان تكبيره لقراءته هو أو لختم قراءة جبريل؟ ذهب فريق إلى الأول وهو: أن تكبيره - صلّى الله عليه وسلم - كان لقراءة نفسه وهذا الفريق هو الذي يرى أي ابتداء

التكبير أول سورة الضحى وانتهاءه أول سورة الناس. وذهب الفريق الثاني إلى أن تكبيره - صلّى الله عليه وسلم - كان لختم قراءة جبريل وهذا الفريق هو الذي يرى أن ابتداء التكبير آخر والضحى وانتهاء آخر الناس. هذا ولم يذهب أحد إلى أن ابتداء التكبير من آخر الليل. سادسا: في بيان أوجه يأتي على ما تقدم من كون التكبير لأول السورة أو لآخرها حال وصل السورة بالسورة ثمانية أوجه: يمتنع منها وجه واحد وتجوز السبعة الباقية وهذه الأوجه السبعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: اثنتان منها على تقدير أن يكون التكبير لأول السورة، واثنان على تقدير أن يكون لآخرها، وثلاثة تحتمل التقديرين. فأما الوجهان المبنيان على تقدير أن يكون التكبير لأول السورة فأولهما قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة مع الوقف عليها ثم الابتداء بأول السورة. وثانيهما: قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة مع وصل البسملة بأن السورة التالية، وأما الوجهان المبنيان على تقدير أن يكون لآخر السورة. فأولهما: وصل آخر السورة بالتكبير مع الوقف عليه ثم الإتيان بالبسملة مع الوقف عليها ثم الابتداء بأول السورة. وثانيهما: وصل آخر السورة بالتكبير، مع الوقف عليه ثم الإتيان بالبسملة مع وصلها بأول السورة. وأما الثلاثة المحتملة: فأولها: قطع الجميع أي الوقف على آخر السورة وعلى التكبير وعلى البسملة ثم الإتيان بأول السورة. وثانيها: الوقف على آخر السورة وعلى التكبير ووصل البسملة بأول السورة. وثالثها: وصل الجميع أي وصل آخر السورة بالتكبير مع وصل التكبير بالبسملة، ووصل البسملة بأول السورة. وأما الوجه الثامن الممنوع فهو وصل التكبير بآخر السورة موصلا بالبسملة مع

ب - فوائد حول التكبير:

الوقف عليها، وإنما منع هذا الوجه لأن البسملة ليست لأواخر السور بل لأوائلها فلا يجوز اتصالها بالأواخر وانفصالها عن الأوائل. وهذه الأوجه السبعة جائزة بين كل سورتين من سور الختم وهي: ما بين والضحى وأ لم نشرح وهكذا إلى آخر الفلق وأول الناس. وأما ما بين الليل والضحى فيجوز خمسة أوجه فقط ويمتنع الوجهان اللذان لآخر السورة إذ لا قائل بأن ابتداء التكبير من آخر الليل كما سبق، وأما ما بين الناس والحمد فيجوز خمسة أوجه فقط ويمتنع الوجهان اللذان لأول السورة إذ لا قائل بأن انتهاء التكبير أول الفاتحة. ب - فوائد حول التكبير: الأولى قال ابن الجزري: ليس الاختلاف في أوجه التكبير السبعة اختلاف رواية بحيث يلزم الإتيان بها كلها بين كل سورتين وإن لم يفعل كان إخلالا في الرواية بل هو اختلاف تخيير، نعم الإتيان بوجه مما يختص بكونه لآخر السورة وبوجه مما بكونه لأولها وبوجه من الأوجه الثلاثة المحتملة متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف رواية فلا بد من التلاوة به إذا قصد جمع تلك الطرق. الثانية: إذا جمع بين التهليل والتكبير والتحميد وجب الترتيب بينها فيبدأ بالتهليل ويثني بالتكبير ويثلث بالتحميد فيقول: «لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد»، كما يجب وصل بعضها ببعض وتكون بمثابة جملة واحدة فلا يصح الوقف على التهليل ولا على التكبير، وأيضا يجب تقديم ذلك كله على البسملة وقد ثبت ذلك رواية وصح أداء. واعلم أنه يجوز التهليل مع التكبير من غير تحميد فتقول: «لا إله إلا الله والله أكبر» ولا يجوز التحميد مع التكبير من غير تهليل فلا يقال: «الله أكبر ولله الحمد». الثالثة: إذا وصل التكبير بآخر السورة فإذا كان آخر السورة ساكنا نحو فارغب وجب كسره تخلصا من التقاء الساكنين وكذلك إذا كان منونا يجب كسر تنوينه نحو ترابا، وإن كان متحركا غير منون وجب إبقاؤه على حاله.

ج - تعريفات مهمة:

وإذا كان آخر السورة هاء ضمير موصولة بواو لفظية وجب حذف واو الصلة للساكنين نحو «ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ» ولا يخفي أن همزة لفظ الجلالة همزة وصل تثبت في الابتداء، وتسقط في الدرج كما لا يخفى أن لام لفظ الجلالة ترقق إذا وقعت بعد كسرة وتفخم إذا وقعت بعد ضمة أو فتحة، أما إذا وصل التهليل بآخر السورة فإن آخر السورة يجب إبقاؤه على حاله سواء أكان ساكنا أم متحركا إلا إذا كان منونا فحينئذ يجب إدغام تنوينه في اللام، ويجوز المد للتعظيم في لفظ «لا إله» عند من أخذ به لأصحاب القصر كما مر بل كان بعض المحققين يأخذون به هنا مطلقا ويقولون المراد به هنا الذكر فنأخذ به مبالغة في النفي. الرابعة: إذا قرأت بالتكبير وحده أو مع التهليل أو مع التهليل والتحميد، وأردت قطع القراءة على آخر سورة من سور التكبير فعلى مذهب من جعل التكبير لآخر السورة تأتي بالتكبير موصولا بآخر السورة وتقف عليه وتقطع القراءة وإذا أردت قراءة سورة أخرى من سور الختم أتيت بالبسملة من غير تكبير، وعلى مذهب من جعل التكبير لأول السورة تقف على آخر السورة من غير تكبير فإذا أردت قراءة سورة أخرى من سور الختم أتيت بالتكبير موصولا بالبسملة، والحاصل أن التكبير لا بد منه إلا لآخر السورة وإما لأولها. الخامسة: قال الجعبري: وليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة. السادسة: في حكمه في الصلاة وأما حكمه في الصلاة فقد روي السخاوي عن أبي محمد الحسن بن محمد بن عبد الله القرشي أنه صلّى بالناس التراويح خلف المقام بالمسجد الحرام فلما كانت ليلة الختم كبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن في الصلاة فلما سلم إذا بالإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قد صلّى وراءه قال فلما أبصرني قال لي أحسنت أصبت السنة. ج - تعريفات مهمة: الإظهار لغة: البيان، واصطلاحا: إخراج الحرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر.

الإدغام لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحا: النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا. المد لغة: الزيادة، واصطلاحا له إطلاقان، الأول: إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين أو بحرف من حروف اللين إذا لقيه همز أو سكون والثاني إثبات حرف مد في الكلمة من غير إطالة الصوت به ويقابله القصر. والقصر لغة: الحبس، واصطلاحا له معنيان الأول: عدم إطالة الصوت وإثبات حرف المد واللين أو حرف اللين من غير زيادة عليهما، والثاني حذف حرف المد من الكلمة. التسهيل: مطلق التغيير ويشمل التسهيل بين بين، والحذف والإبدال والنقل، فالتسهيل بين بين هو أن ينطق بالهمزة بينها وبين حرف المد المجانس لحركتها فينطق بالمفتوحة بينهما وبين الألف، وبالمكسورة بينها وبين الباء وبالمضمومة بينها وبين الواو. الفتح: المراد به في باب الفتح الإمالة فتح القارئ فمه بالحرف لا فتح الحرف الذي هو الألف لأنه لا يقبل الحركة. والإمالة لغة: التعويج، واصطلاحا تنقسم إلى قسمين كبرى، وصغرى فالكبرى: هي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مفرط، وهي الإمالة المحضة وتسمى بالإضجاع. والصغرى هي: ما بين الفتح والإمالة الكبرى وتسمى بالتقليل، بين بين أي بين لفظي الفتح والإمالة الكبرى. الترقيقي هو: إنحافك ذات الحرف عند النطق به. والتفخيم هو: تغليظ الحرف وتسميته عند النطق به، ويرادفه التغليظ إلا أن التفخيم غلب استعماله في باب الراءات، والتغليظ غلب استعماله في باب اللامات وضدهما الترقيق. الروم: هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك معظم صوتها فتسمع لها صوتا خفيفا يدركه القريب دون البعيد. الإشمام: هو ضم شفتيك بعيد سكون الحرف بدون صوت فلا يدرك إلا

بالبصر ويكون في الحرف الموقوف عليه ولا يكون إلا في المرفوع أو المضموم، وهنا نوعان آخران من الإشمام وهما: الأول: خلط حرف بحرف كما في لفظ «الصراط» و «صراط» حيث نمزج الصاد بصوت الزاي، والثاني خلط حركة بحركة وهو نوعان: الأول كما في «قيل» وبابه وكيفية ذلك أن ينطق بحركة مركبة من حركتين ضمة فكسرة وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسرة وهو الأكثر. والثاني: ضم الشفتين مصاحبا لإسكان الحرف بدون صوت لذلك الضم وهو في لفظ «تأمنا» بيوسف، وما يجوز فيه الإشمام في باب الإدغام الكبير. الاختلاس: هو إضعاف قليل في الصوت عند النطق بالحركة بحيث يكون الباقي منها أكثر من الذاهب ويعبر عنه بالإخفاء أيضا. بذلك المبحث تمت المباحث الهادفة والكتاب ويلي ذلك الخاتمة. ***

الخاتمة

الخاتمة لا جرم أن القرآن الكريم كتاب يزخر بالمعاني والمعالي فيه خبر السالفين الأولين وهو القول الفصل ليس بالهزل. وهو أشرف ما صرفت إليه الهمم أودع الله تعالى فيه أصول الدين، ومعالم الشريعة، فقد جعله الله تعالى دستورا جامعا ومرجعا شاملا، قال تعالى: وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 89]. وهذا العمل المتواضع على صغر حجمه، لا غنى لكل طالب للعلم، ولكل مستزيد عنه، فيه بذلت جهدا يعلم الله به. والذي أريد أن أصرف إليه العقول هو لا بدّ من تقديس كتاب الله عز وجل، وخدمته آناء الليل وأطراف النهار، كتلاوته، ولأن في ذلك رضى الله عز وجل، ومن يرغب عن رضى الله تعالى؟! ولقد أدرك المسلمون الأوائل عظم شأن كتاب الله عز وجل، فقام علماء الإسلام عبر العصور على خدمته وإحاطته بكل أسباب الرعاية والعناية من جميع الجوانب. وكان من أبرز هذه الجوانب علم القراءات وتجويد القرآن، وتفسيره للناس لعلهم يهتدون ونهتدي بهم، وها هو الحق تباركت أسماؤه وجل شأنه يصف هذا الكتاب بقوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ومن الواجب على كل مسلم دارس أو غيره أن يعظم ما عظم الله، فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى مصحفا صغيرا في يد رجل، فقال: من كتبه؟ فقال الرجل أنا، فضربه بالدرة، وقال: عظموا القرآن. ومما لا شك فيه أن كل إنسان يعترف بأن الصناعة التي هي من عمل البشر، لها هفوات لا عاصم منها مهما ارتفع مستوى الإتقان، ومهما بذل فيها من جهد وعناية وحرص، وهي - كما يعلم الجميع - هفوات لا تخفى على القارئ-.

لذلك أخي القارئ إذا ما وقع في نسختك شيء من هذه الهفوات، فلا تتقاعس في أن تجتهد في تصحيحها وهذا من باب إهداء عيوبنا إلينا يرحمكم الله، ولك الثواب والأجر الجزيل. وإني لأرجو من الله العلي الأعلى أن ينفع بهذه الكلمات جمع كبير من الموحدين السالكين إليه الدرب متبعين غير مبتدعين. «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم». آمين. والحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه وخير خلقه، وعلى أصحابه وآله وتابعيه إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مراجع ومصادر الكتاب

مراجع ومصادر الكتاب 1 - المناح الفكرية شرح المقدمة الجزرية: تأليف ملا على بن سلطان محمد القاري. 2 - متن الجزرية في معرفة تجويد الآيات القرآنية. للشيخ محمد بن الجزري شرح الشيخ زكريا الأنصاري. 3 - فتح الأقفال بشرح متن تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري شرح فضيلة الشيخ على محمد الضباع. 4 - البيان في علوم القرآن تأليف د/ السيد إسماعيل علي 5 - أحكام التجويد وفضائل القرآن. تأليف محمد محمود عبد العليم. 6 - التحفة العنبرية في معرفة الأحكام القرآنية. تأليف محمود رفاعة عنبر الطهطاوي. 7 - شرح متن الجزرية في معرفة تجويد الآيات القرآنية تصحيح محمد الصادق قمحاوي. 8 - فتح المجيد شرح كتاب العميد في علم التجويد تأليف الشيخ محمود على بسة. شرح وتعليق وضبط وتحقيق محمد الصادق قمحاوي. 9 - شرح الشاطبية المسمى بهداية المريد إلى مقصود القصيد تأليف على محمد الضباع. 10 - مرشد المريد إلى علم التجويد محمد سالم محيسن. 11 - دروس في ترتيل القرآن الكريم. فائز عبد القادر دمشق. 12 - فتح المريد في علم التجويد عبد الحميد يوسف منصور. 13 - البرهان في تجويد القرآن محمد الصادق قمحاوي.

14 - محاضرات في الدراسات الإسلامية د/ عمر عبد الواحد. 15 - بهجة الناظرين عبد الله الجار الله ط دار طيبة الرياض. 16 - الإملاء والترقيم في الكتابة العربية عبد العليم إبراهيم. 17 - تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) دار الحديث - القاهرة. 18 - الإرشادات الجلية في القراءات السبع من طريق الشاطبية تأليف محمد محمد محمد سالم محيسن. 19 - مع القرآن الكريم للدكتور شعبان محمد إسماعيل. 20 - المستنبط الجديد في قواعد التجويد (لنا) ط بيروت. 21 - صحيح البخاري ج/ 6 22 - الفقه على المذاهب الأربعة (قسم العبادات). 23 - نحو اللغة العربية (محاضرات) د/ محمد عادل خلف. 24 - الرائد في تجويد القرآن تأليف د/ محمد سالم محيسن.

§1/1