النفحة النسرينية واللمحة المرينية

ابن الأحمر

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. يقول عبيد الله المعتكد عليه أسماعيل ابن الأمير يوسف ابن السلطان القائم بأمر الله محمد ابن الرئيس الأمير أبي سعيد فرج أمير مالقة ابن الأمير اسماعيل ابن الأمير يوسف المدعو بالأحمر ابن الأمير المعتصم بالله محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن محمد بن محمد بن نصير بن علي ابن الأمير يحيى بن سعد ابن الأمير قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي رضي الله عنه: الحمد لله الذي فضل أهل التاريخ بعلمهم أبناء من مضى بالقراءة والعرض ورفع كثيرا منهم ممن أفرضه أحسن الفرض والصلاة على سيدنا ومولانا محمد المخصوص بالشفاعة في يوم النشور والعرض، المبعوث بالسماحة البيضاء بإقامة النفل والفرض والرضا آله وصحبه والصارمين حبال الشرك بالقد والقرض؛ الحاسمين ما تشابك منها بقاطع الفرض. وبعد فإن التاريخ بسماعة النفوس ناشطة إذ عوانس الأنباء السالفة حلتها من الفوائد ماشطة. وإلا فبما عرفت أخبار الأمم الماضية وما يقع في الأيام والأزمان المتقاضية من ملك في أحكامه جار؛ ومن عادل به المظلوم أستجار ومن مسيك مبخل ملوم وسم بأفعال لؤم ومن عالم صالح أظهر خفيات مطالح ومن طرف جليت بطرف؛ وهل أصوله إلا عجيبة وفروعه المتولدة نجيبة!! وظله وراف، إذ عرفت به عوارف وعلم به من واصل نخوة الصائل وأصل الكلام بالغدو والأصائل؛ ومن له بالمفاخر تراسل، وإنتاج في الفضائل وتناسل. وكما كنت مشتماً عرفه وممتطياً طرفه ولم أك فيه المعيدي وكنت ذا يدٍ بايدي؛ ولم أخف في إدراكه مرجع الدرك، وما تفلت لي بتحصيله من الشرك، وظهر فيه أثري وحمدت أثري؛ وطلعت ثنيته وما كسرت بالكذب ثنيته: وتمشيت بالتهائم والأنجاد والأغوار. وتسورت من جميعه على أرفع الأسوار، وآستنارت ذاتي العلمية منه بالأنوار، وفارت بماء التحكيم فيه حصتي؛ وأردت في أنباء إجادته قصتي، ولم أنزل في حفظه عن منصتي وجرى في ميدانه سرية حصتي، ولم أقل في إدراكه آبتلعت غصتي؛ ولحج بيته لبيت وأهللت وبمسرح متنزهه حللت. نظمت فيه هذا الرجز الذي هو مستعذب في المزدوجات ولم تكن بضاعة الأجادة فيه بالمزجاة، جعلت تاريخه في الدولة المرينية حيث أقيم الملك بالآساد العرينية، من كل ملك في البلاد مصاول، وفي منتدى الفخر مطاول ممن كرم في السلاطين النحر وأقيد له من الفخر العاد العسكر البحر وكتابي هذا بالإسم التاريخي سميته، إذا من شوائب الكذب حميته فوسمته بما أرتفع به تسميته النفحة النسرينية واللمحة المرينية ذكرت من فيه من الملوك صفاتهم؛ وبعدد أيامهم إلى حين وفاتهم، متمكناً في ذلك من مفاصل المعرفة الكاملة؛ ومستعملا فيها فوائد التحصيل الشاملة، ومرسلاً منها بالبدائع المتجاملة؛ إذا الباعث على سوق ذكر دولهم للتشريف أجزم وبمنطقة التأكيد والأتيان بذلك للفخر تحزم.

الأبيات

وجئت بها على الأختصار دولةً بعد دولةٍ كما نسق وعلى أن لا أغادر منها ذرية، أقسمت بالليل وما وسق، وزدت في تأكيد القسم بالقمر إذا التسق، وبما تركت إلا كل ملك عن دار الإمارة وجمع ما وطنها تفرد، حق بالنقص من أمراء المدينة البيضاء ثغراً وتحرد، إذ في الأبواب هي غير الحضرة السلطانية تخصص؛ وبمقصان الوحدة في غير الملك تقصص. عارضت به هذا الفن رجز الملزوري ورجز ذي الوزارتين ابن الخطيب السالك بهذه المشاعر، لكنها لم يتعرضا للنظم الذي بصناعة البديع تلزم ولا منهما من إلى الحوض بحره تحزم وأنا الذي خضت في بحره وجعلت في قلائد الإجادة منه في نحره وجئت باللزم العجيب المتولد إبداعه عن النجيب، إذ أنا فارس ميدانه ومن طرحاء أخوانه لكن الزمان على تعبي عول وبالمحن هلهل وتقول، لما إلى بها هرول؛ فأوقع الأفكار؛ ورام الإطالة في جوره أوكاد ولم يحفظ لي المئات الخزرجي، والوقوف إلى صهوة الصاهل الأعوجي، والنفس الكمية والذات العلمية، والملك القائم بالجهاد لتوثير المهاد، ومدحي في أمير المسلمين أبي العباس ليث الكفاح بموقف الناس، وتحصني بمنيع حضرته وآستنارة ليل شدائدي بأنوار ناعم نضرته؛ ولما أضربي الزمن النكد ولم يستعمل الركض أفراسه الركد، وقلبي به هو المذعور سالك من خوف غمة ما مدت منه الحزون والوعور، وأحزانه علي تطول، والكروب تسأم منها النصول والأمس قطع عنه الموصول السلامة منه لا يتأتى عليها ما تهيم به الحصول. الأبيات والأبيات التي قلت في احترامه، التي بلغت قلبي من دمه إلى أقصى مرامه، هذا مطلع زهرها ومشرع زهرها: أمّا الزمان فهل أودى بذي الهمم ... وراع ذَا المَجْدِ مِنْ خلفٍ ومن أَممَ ومن يكن آخذاً الأَمان فَمَا ... يقالُ منه سوى المغرور في الأُمم أَدارَ كؤوسَ الذّل متْرَعةً ... على الذي ينثني فيه لكل كمِ أخنى علىّ بوقع الجور حين غَدَا ... وجدان ما كان في كفّ إلى العَدَمِ تقادتني اللّيَالي وهي مدبرة ... كأَنّني صارمٌ في كفّ منهزمِ لمْ يَرْعَ لي الزَمن ألنكدُ الملوم وما ... أَتاح لي من مهموم بارى النّسَمِ وما تودد لي في الفخر من حكمٍ ... مُحكمات منثور ومنتظمِ وأنني مِنْ ملوكٍ صَحّ محتدهم ... سعد نصير النّبَي الطّاهَر الشّيَمِ ومدحتي لأمير المسلمين أبي العباس ... مَنْ في الوَغَى كالليثِ في الأُمَمِ نَزّهْتُ نفسي أَنْ أبدي الخضوع ... لغيرهِ للذي قد حاز من كرمِ إليك يا أحمدَ الأملاكِ جاءَ فَتَى ... قَدْ صَارَ يجمعِ فخر السيف والقَلَمِ يشكو الزمان الذي جاءت إساءَته ... لذي العلا بآنتياب الحادث العَممِ آباؤة بسواد النقع كم فتكوا ... بَطْشاً وكم شّببوا بالبيض من لَممَ أرماحهم قد غدا يشكوا الطّعَين لها ... شكوى الحريحَ إلى العقبانِ والرّحَمِ سلّ الزّمَانُ عليه سَيْفَ سطوتهِ ... ولم يدع إذْ سَطَا مُرقَى لمستنمِ جُدْ بالمواهب كيما تربح بها ... وما جاء عنّهُ مَنَ الأنكاد والألمِ

وطرزت هذا الكتاب المستبدع بإدراك إحساني الذي فيه السحر الحلال أودع لسان: باسم مولانا السلطان الأسري، المحمود إلى بذله السير والمسرى القائم بسن الوفد وفرضه. المقول في ضيق الأزمة على متسع بذله؛ القائل لمن لم يقصد طلبات رغائبه بتوبيخه وعزله الجائر بما أمسكت به أعلام الأجواد والطود الأشم عن أولي السمع من الأطوار؛ زين الملوك بجماله وفخر السلاطين بأجماله وابن الملوك الأكابر الذين مدحهم من أنفس الذخائر أمير المسلمين المستنصر بالله أبي العباس أحمد ابن مولانا أمير المسلمين المستعين بالله أبي سالم إبراهيم ابن مولانا أمير المسلمين المنصور بالله أبي الحسن علي ابن مولانا أمير المسلمين السعيد بفضل الله أبي سعيد عثمان ابن مولانا أمير المؤمنين القائم بأمر الله أبي يوسف يعقوب ابن الأمير عبد الحق أيد الله سلطانه ومهد أوطانه. وجعلته إليه من أسنى الوسائل وأفضل ما يمدح الطالب السائل ليشفي بعطائه قلبي المخوف من بؤسه ليتهلل لي بنواله وجه الزمان بعد عيوسه، إذ لم يزل أيده الله يقعدني من مجلس إحسانه في أرفع المقاعد، ويدنيني منه دنواً صك مسامع الأقارب والأباعد ولم تزل منسلة على غمائم جوده، متوالية بركات جوده، مقبلاً على بوجه مجده الأصيل الذي كرم منه الأهمال مع التفصيل، فلذلك آمتدت في طلب رفده آمالي، وأكثرت الترداد إليه لما كان من أجل أعمالي ولم يقل في زمام إحسانه بمحو اتياني وإهمالي؛ وإن قال من أمر بالكف عن الترداد للطلبات بكثرة الإستعمال والتعداد، للمراجعة بأوبة الإستعراد. إذا ما جنيت جنى نخلةٍ ... فلا تقربنّها إلى قابلِ قلت لهذا الجاهل النازل من عدم الإدراك بأحط المجاهل، ألم تعلم أيها المتعبب أن الواو لا ترتب، وأن هذا يقال في حق من يقطب في أوجه الوفاء ويستتقل من يكثر الإعادة عليه في طلب الإرفاد، ويا للامة يذكر، وعلى البخل لا يحمد ولا يشكر. وأما مولانا أبو العباس الذي أسرته مطلوقة للبشير ويستخف ثقل النعرار للراغب في إحسانه الطيب النشر ويثني على القائل في مثله إذ تحلا بوسمة وحصل معه في ديوان الجود بصحة رسمه. سألناه الجزيل فما تأبى ... وأعطى فوق منيتنا وزادا مراراً ما أَثيت إليه إلاّ ... ينسّمَ ضاحكاً وثنى الوسادا فعنه نصره الله ينزه ويبعد؛ وبقولك أيها القائل للأرض يخلد ويقعد، فجد لي أيها الملك بمتسع جودك وسلطانك بما يزيل عني ما ألمني من الفقر في أوطانك، واحلل وثاق أشطان عسري بربط الجود المستوثق من أشطانك حتى يذهب إملاقي بين من آوى إلى حضرتك العلية من قطانك، ايريعني الزمان وأنت من حومه الأمان ويحمد الخطب وسهلها الرطب، ويصعب السهل ووردن النهل فلا تتركني هدفا لسهام الزمان بإعراضه، وطهرني من دنس فقره بذلك المطهر من الوصم بتنقية أعراضه، وجد لي بالنوال على عجل لتريح من مرض الأقلال من بات منه على وجل؛ والله يديم أيامك لعز الإسلام وينصر دولتك المرفعة الأعلام. والرجز الذي نظمت في الدولة المرينية حيث مجدت بالآساد العرينية، شرحتها شرحا قبل بإجادته وعول على سمع مجادته وهو: تملكوا بكل أمر مغرب ... بالزاب من قبل دخول المغرب أَولهم في الأَمرِ ما خوخ الهمامْ ... ثم مرين من حمى رعي الذمام وبعده بويع للمخضب ... من كان يبدي الباس عند الغضب وبايعوا حمامة بالباس ... بأَمرهِ صحت بلا إلباس كذا أَبو بكر إلى الأَمر نهد ... وجد محيوا فيه عزماً واجتهدْ ثم أَتى للغرب صقر القوم ... من آشترى الملك بعز السّوم جاء من الشرق إلى الغرب سريع ... بالحزم والعزم وبالسير الذريع وهو أَبو الأَملاك عبد الحق ... ذاك الذي قام بنصر الحقِ بويع بالمغرب في البوادي ... وأَظهر الحرب بكل وادي وجال في المغرب في عيد الهرج ... بدولة التوحيد إِذ راح الفرج رؤياه في النوم علاه آعلت ... وهي على تمليكه قد علت

ونصره هبت به الرياحُ ... وجدلته في الوغى رياحُ وبالبوادي بايعوا أبا سعيد ... من حل بالملك الرشيد لها للسعيد وعلجه لقتله قد آبتدرْ ... فقبح العلج الذي به غدر وبالبوادي بويع الصنو الجسور ... من لم يكن تأميره دار بسورْ وهو قتيل الروم في يوم القتال ... إذ كان في ملك سواه يحتال وبويع الملك أَبو بكر المصيب ... في بأسه بموقف الحرب العصيب أَوّل ملك من مرين بالبلادْ ... آختص منهم وتسامي في الجلاد وأّوّل الأَملاكَ منهم ب البنود ... بويع والملك حواه بالجنودْ ومنْ سما في الأَمر من أخذ الطبول ... وشحن السجن بأصناف العبول وآتخذ البلدة فاساً دارا ... وبأسه بسورها قد دارا وناصبوه أهلها لملكهم ... بالحرب لما أَن سطا يملكهم فعجل السيف إلى ضرب الرقاب ... لما بها آحتل وحط عن نقاب وجدّل الأَعلام من أَهلها ... إذ حازها فسرا وما يليها ومات في فاس حنف أَنفه ... وعمر قام بها بعنقه ومات مخلوعا قتيلا مفردا ... وسيفه يعقوب قبل حرّدا وتمت البيعة للعم الهصور ... واحتل ملكا وسط هائيك العصور أنشا أس البيضة البيضاء ... وقد سما بالخلف الأَرقاء من عزه التثليث قد ذل وهان ... والقتل والنصر به عليه هان وخيله تسابقت يوم الرهان ... وهي التي قد قبضت فيه الرهان معسكر للحرب في الأرض الجهاد ... مَاتَ وَوَطّدَ العُلا فوق مهاد وبايعوا بساحةِ السعادة ... ذاك الذي حوّلهُ سعادة وهو أبو يعقوب مُردي الجّور ... والصارم اللّيثِ البعيد الغور وعندما مُلّكَ في الأعيان ... سار إلى حرب بني زَيّان فَجَدّ في الحرب مع الغارات ... وراعهم في الحربِ بالكرّاتِ ثمَ تِلمسان عليهم قَدْ ترَكَ ... ولم يكن عن حصرهم فيها آعتركْ وعندما مات بختل الصقلبِ ... مِن بعدما أودى زنادِ الغلبِ بويع للخافرِ عامرِ الهمام ... مَنْ في رعيل الخيلِ قد ظلّ أمامْ بأَزغار جّدَل الأعرابا ... أربابٌ على حمل الدّوابا ومات مَسموماً بأمر مَن سَقَاهُ ... بطنجة أزلامَ مرينُ قد أتاهُ وبويع الصّنو سُليمان الكريم ... مَن ليسَ عن عذلِ هذا الملك يديم وماتَ بالسّمِ اغتيالاً بالرباط ... بقصر تازي عَندَ حلّ الإرتباط وبايعوا عُثمانَ ذا السكينة ... مِن رُتبة الملكِ به مكينة ربّ الخميس الوافرِ العرمرمِ ... مِن نار جذواه غَدَتْ في ضَرَمِ أيامه تَهَنّأت مِن أجلهِ ... لولا كروبٌقد أتَتْ مِنْ نجلهِ ذاكَ المكنى بأبي عليّ ... مَنْ فاق مجداً بالعلا العَليّ عليهِ قد قام بدار الأمْرة ... وأججتْ للحرب مِنْهُ الجَمْرَة ثُمَ أتى الّله بحال الصلحِ ... فآحْتلّ ملكاً عند بان الطلح إلى سجلماسه قد كانَ المسير ... عَنْ دار ملْكِ العزّ في الوقت العسير وبويع الملك عليّ الأوحَد ... مَن عَدْلُهُ في مُلْكِهِ لا يجحدُ وكان جَلْداً صابراً على التعب ... وحزْمُهُ من عزمه قِد انشَعبْ

ونفسُه قد وُسِمَتْ بالغيرة ... وكان لا يخشى الطغاةَ غَيْرَهْ صلاحهُ وفضلهُ مذكورُ ... وفِعْلُهُ بين الورى مشكورَ وطمحت همته للشرقِ ... فسارَ يطوي البيدَ مثلَ البرقِ فاحتلّ في تونس مُلكاً واحترام ... بالجدّ للتركِ بمصرَ واعتزمْ وعندما في السّيرِ للشرق اجتهد ... وَجَدّ في السيرِ إليهِ وشَهَدْ خَلّفَ في البيضاءَ منصورَ الجميلْ ... حاقده مُسّكِت تجميلّ جميلْ فقام باللأمرِ وما استبَدّا ... وأمر جدّه عليّ تبدا وفي تلمسان أبو عنان ... قامَ عليهِ مطلق العنان وجاءَ بالعّدةِ والعديد ... من حينهِ للبلدَ الجديدِ فحاصرَ الحافِرَ فيها دَهْرا ... ثم احتوى عليهِ فيها قهرا واستوسوق المُلْك لخَير فارسِ ... لست الوغى بدر المعالي فارسُ رب الجمال البارع الرّواءِ ... من قسَمَ العدل على استّواء مُستوجب المدحة بالأعلامِ ... إذْ كان في العلم مِن الأعلامِ حضرتُه حل بها الأماثلْ ... إذْ فخرها ما إنْ له مماثلْ بها بنو الملك أقاموا في اعتزاز ... وسُلّ سيفُ البذل فيها باهتزاز وَجَمَعَت أهلَ العلومِ بالفنون ... ولم يزل ذاك إلى وقع المثون ولم يكن بعلمه مختالا ... وماتَ في ححضرتهِ مُغتالا ووبُويع النجلُ أبو زيّانِ ... وبُويع السعيد بالعِيَانِ قاما بيومٍ واحدٍ في الحَضرة ... كلاهما مُحمل بالبصرة فتحت البيعة للسُعيدِ ... مِنْ يومِه بالجندِ في المعيدِ وذاكَ من قبل بلوغ الأَحتلامْ ... ودبّر الملكَ الوزير للغلامْ ولمْ يُرد السّعيدِ أجملْ ... وخلفُه بِحُسنهِ مُكَمّلُ عهدي بهِ بمقعدِ الأحكامِ ... يأتي بحكم محكم الأحكامِ وأتقنَ الخطّ وحاز النبلا ... والنحو مِنْهُ ذكرهُ لا يَبْلا وحفظ القرآن عند الحَفَظَة ... والبحرُ بعد الغرق منه لفظه وبويع العمّ بدار العرضِ ... خالط نَفلْ بذلهِ بالغرضِ وهو أبو سالم الملك الجواد ... مَنْ بيّض الإعطاء في طير السّوادْ مجهّز الأملاك عِند النصر ... لملكهم منهم سليلَ نَصْر يُوصفُ في الأملاك بالحياء ... وجودهُ أربى على الأعياءِ غير غروٍ أبانَ عَن إدراكِ ... واصطادَ عِلمَ النجم بالإشراكِ وحاز في التعديلِ بالاسطرلاب ... ما حاز في الفقهِ سليل الجلابْ وكان في مبادئ الحسابِ ... مِن أهلهِ الأعلام بالأنساب وهو الذي أفردهُ الخميسُ ... حتى أبان موتَهُ الخميسُ فرحمةُ الّله عليهِ دائمة ... ما النفسُ في حُزْنٍ عليه هائمة وبويعَ السلطانُ تاشفين ... ذاك الذي بأرضنا دفين وبايعوا مُحَمَداً بالملك ... إذ كان منظوما بهذا السّلك وهو قتيل القومِ عند السّانيةِ ... ذاك الذي رُمي بها علانية وقام بالأمر أخو التشمير ... عبد العزيز مذهب التدمير مجانب الفسقِ مُحِب الطّاعة ... ومذهب الفجورِ باستطاعة

الشرح

مَنْ طُرّزت بذكرها الأوضاع ... وعدلُهَ طابَ بهِ الرّضاع مستعملِ الأفضالِ بالفلاحِ ... ودُرّةِ الأملاك في الصلاحِ وبايعوا الملك أبا العباسِ ... ذا البأسِ والجود بلا إلباسِ وبايعوا قبلَ بلوغ الأحتلامْ ... إلى السّعيد وهو في سنين الغلام أكرم مَنْ جادَ ببذلِ الرفدِ ... من كلّ ملكٍ جائرٍ للوجدِ وأحسن الأملاكِ حسناً وجمالْ ... وأطولَ الأملاكِ فضلاً وكمالْ بالحلمِ في الأملاك قد تحلاّ ... متشحاً بسيفهِ المحلاّ تجمعت فيه ضروب الفضل ... بمائه أسمى حديث الفضل منها جمال الخلقِ والأخلاقِ ... وملبسَ الجودِ بلا إخلاقِ ورقّةٍ برأفةٍ ممكنةْ ... وعطفةٍ أحرفها مسكنهْ وفي الحياء شابَهَ البكر الكعابْ ... كما بسهل البذلِ قد أوديا الصّعاب وهو الذي عن ملكهِ قَدْ خُلْعا ... وباحتمالِ الصّبرِ فيها وَلَعِا فَرُدّ للملك كما قَدْ كانا ... وحاز فيه بالعُلى إمكانا فلاحَ بدرُ الملكِ من بعدِ السرار ... بمربع الأخيار لا ربع الشرار وأوقع الحِامَ على مَنْ قدْ غَدَرْ ... فأكرمَ النّاسَ حليما قد قَدَرْ شنشنة قد عُرِفت مِن أحزم ... على معاليها العلى قد أجزم وقام موسى ابن أمير المؤمنين ... ذاك الذي أبدى إلى المُلْك الحنينْ وبايعوا مِنْ بعد للمنتصرْ ... ثمّ أَتى الواثقْ وهو المنتصرْ وأحمد السلطان لِلمُلكِ رَجَعْ ... وبذله المُمْلق بالغفرِ انتَجَعْ وهو المُعلّى المرتضى مولانا ... ذاك الذي إحسانَه أولاَنَا إنسان بين المُلْكِ بالمجدِ المنشدِ ... مِن مَلكهِ المأمون يزري بالرشيدْ وهو ملك الغرب في ذا العهد ... لا زال في الملك مقيم العهد الشرح قولي: تملكوا بكلّ أمر مغرب. بالزاب من قبل دخول المغرب قلت: هؤلاء الملوك الكرام كانوا يسكنون في أحياءٍ بقبلةِ إفريقية بإزاء جبل إيكجانِ؛ وكانو هناك أمراء على قومهم من زناته وذلك قبل دخولهم المغرب. قولي: أولهم في الملك ماخوخ الهُمَامْ قلت: هو الأمير ماخوخ بن دجريج بن فاتن بن يجفت بن عبد الله ابن ورتيف بن المعز بن ابراهيم بن زحبك بن أوسين بن يصليتن ابن مسري بن زاكيا بن ورسبك بن زانات بن جانا بن يحي بن ضريس ابن سجيك بن مادغيس المدعو بالأبتر بن بر بن قيس بن عيلان ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الزناتي. رأس على زناته بزاب أفريقية. قولي: ثمّ مَرينُ مَن حوى رَعيَ الذّمِام قلت: هو الأمير مرين بن ورتاجن ابن الأمير ماخوخ رأس على زناته بعد جده ماخوخ بزاب أفريقية. قولي: وبعدهُ بويع للمخضب قلت: هو الأمير المخضب؛ وهو الأَعذر بن العافية بن عسكر بن محمد بُن ورزير بن فحوس بن الأَمير مرين العسكري. تأَمر في عهد لمتونةَ على جميع بوادي زناتةَ تأمر في عهد لمتونه على جميع بوادي زناته بالمغرب وبلاد الزاب الاسفل إلى ما يلي تلمسان وضرب الطبول ونشر البنود قولي: وبايعوا حمامة بالباسِ قلت: هو الأمير حمامة بن محمد بن ورزير بن فحوس بن جرماط ابن الأمير مَرين. تأمر على زنانة بعد الأمير المخصب بالزاب. قولي: كذا أبو بكر إلى الأمر فهد. قلت: هو الأمير أَبو بكر ابن الأمير حمامة. تأمر على زنانة بالزاب بعد أبيه حمامة. قولي: وجد محيوا فيه عزماً وآجتهدْ. قلت: هو الأمير أَبو خالد محيوا ابن الأمير أَبي بكر ابن الأَمير حمامة. تأَمّرَ على زنانة بالزاب بعد أَبيه أَبي بكر. قولي: وهو أبو الأملاك عبد الحق. قلت: هو الأمير أبو محمد عبد الحق ابن الأمير أَبي بكر ابن الأمير حمامة. هو القادم على المغرب في الزاب.

وبويع بالمغرب في بواديه في شهر رمضان عام عشرة وستمائة وقتلهُ عربُ رياح بأَزغار بمظاهرة بني عسكر عليه في جمادى الآخرة سنة أَربع عشرة وستمائة. وله ثلاثة وسبعون سنة. مولدهُ: سنة أثنتين وأربعين وخمس مائة وكانت أمارته بالمغرب ثلاثة أَعوامٍ. صفته: أبيض اللون؛ مديد القامة؛ حسن الوجه؛ أشيب. قولي: وبالبوادي بايعوا أبا سعيد. قلت: هو الأمير عبد الحق. يكنى أبا سعيد أمه: النوار بنت نيزالدف البنجاسني. بويع بعد مقتل أبيه عبد الحق بأزغار يوم الأحد الثاني والعشرون بجمادى الأخرى سنة أربع عشرة وستمائة. وقتله علجة بوادي ردات في أول المحرم سنة ثمان وثلاثين وستمائة أغتاله بضربة غدرا بحريته في نحره فمات من حينه؛ وله خمس وأربعون سنة. مولده: في عام سبعة وتسعين وخمس مائة. وكانت إمارته أربعة وعشرين سنة وتسعة أشهر. صفته: أبيض اللون معتدل القامة؛ أعور لذلك سمي بأدرغال. قولي: وبالبوادي بويع الصنو الجسور قلت: هو الأمير محمد بن الأمير عبد الحق يكنى: أبا معرف أمه، أم أخيه عثمان وهي النوار بنت تزاليف البنجاسني. بويع: بوادي ردات بعد مقتل أخيه عثمان في أول المحرم من عام ثمانية وثلاثين وستمائة. وقتله نصراني من جيش الموحدين في المعترك يوم الخميس التاسع من جمادى الآخرى سنة أثنتين وأربعين وستمائة. وله أثنتان وأربعون سنة. تولده عام عشرة وستمائة!! وكانت إمارته ثلاثة أعوام وستة أشهر. صفته: أبيض اللون؛ حسن الوجه معتدل القامة. أعرج ولذلك سمي بأرجولك قولي: وبويع الملك أبو بكر المصيب قلت: هو الأمير أبو بكر ابن الأمير عبد الحق. يكنى أبا يحيى، أمه تاعزنة بنت حفص التنالفتي، بويع بعد مقتل أخيه محمد يوم الخميس التاسع من جمادى الأخرى سنة أثنين وأربعين وستمائة. وتوفي بقصره من قصبة مدينة فاس حتف أنفه يوم الخميس منسلخ جمادى الأخرى سنة ست وخمسين وستمائة؛ وله أثنتان وخمسون سنة. مولده: في عام ثلاثة وستمائة؛ وكانت دولته أربع عشرة سنة وأحد وعشرين يوما. منها من حين ملك مدينة فاس في شهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وستمائة؛ تسعة أعوام. صفته: أبيض اللون مشرب بجمرة. تام الخلق؛ سبط الجسم؛ حسن الوجه؛ مليح العينين أبلج الرأس، مطلق اليدين، أيسر، أعسر يرمي ويطعن في الحرب بحربتين في حالة واحدة. وهو أول ملك من بني مرين ملك البلاد، وضرب الطبول؛ ونشر البنود. قولي: وعمر قام بها بعنفه قلت: هو الأمير عمر ابن الأمير أبي بكر ابن الأمير عبد الحق. يكنى أبا حفص. بويع بفاس بعد أبيه أبي بكر يوم الخميس منسلخ جمادى الأخر سنة ست وخمسين وستمائة. وقام عليه عمه يعقوب بن عبد الحق وخلعه وقتله فكانت دولته بفاس ستة أشهر وكانت دولته بمكناسه سنة صفته: أبيض اللون، حسن الوجه، وكان خليعاً، محبا في الله. قولي: وتمت البيعة للعم الهصور قلت: هو أمير المؤمنين القائم بأمر الله يعقوب ابن الأمير عبد الحق. يكنى أبا يوسف. لقبه: القائم بأمر الله أمه: الحاجة أم اليمن بنت محلى البطوى بويع بتازي في سنة ست وخمسين وستمائة. وتوفي في الجزيرة الخضراء من الأندلس، وهو بعسكره للجهاد عند الزوال يوم الثلاثاء الثاني والعشرين لمحرم سنة خمس وثمانين وستمائة وله خمس وسبعون سنة. مولده: في عام تسعة وستمائة. وكانت دولته تسعاً وعشرين سنة صفته: أبيض اللون؛ قصير القامة، نحيف الجسم؛ واسع المنكبين، جميل الوجه، لا يغير شيبه. بنوه الذكور: أمير المسلمين أبو يعقزب يوسف وأمير المسلمين أبو سعيد عثمان وأبو مالك عبد الواحد وعبد الله المدعو بالعجب لجماله ومحمد المدعو بأجليد وأبو زيان منديل ويعيش، وعمر؛ والعباس؛ وأبو يحيى، وبنته عربية. وزراؤه: يحيى بن حازم العلوي ويحيى بن أبي منديل العسكري وفتح الله بن علي محمد السدراني وعيسى بن ماسي الفودوري وعمر بن السعود بن خرباش الخشمي ومحمد بن عبد الله بن عطو الجاناتي. حاجبه: عتيق مولاه الخصي. كتابه: محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن سعد الكلبي المعروف بالكناني وأخوه لأبيه أبو الطيب سعيد ومحمد بن أحمد بن الربيب الكتامي ومحمد بن عمران العمراني وعبد الله بن أبي مدين بن شعيب بن مخلوف العثماني.

قضاته وكاتبه: محمد العمراني وأحمد المزدغي وأبو أمية الدلائي وسمي بأمير المؤمنين، وبأمير المسلمين؛ وبالأمير. قولي وهو أبو يعقوب مردي الجور قلت: هو أمير المسلمين الناصر لدين الله يوسف أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. يكنى أبا يعقوب، لقبه الناصر لدين الله، أمه أم العز بنت محمد بن حازم العلوي بويع في غرة صفر سنة خمسين وثمانين وستمائة. وقتله مولاه الخصي سعادة وهو محاصر مدينة تلمسان يوم الأربعاء لذي قعدة عام ستة وسبع مائة. وله ست وستون سنة. مولده في عام أثنتين وأربعين وستمائة. وكانت دولته إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر وخمسة عشر يوما. صفته: أبيض اللون، ضخم الجسم، رحب الوجه معتلى الأنف، معتدل القامة، عظيم البطن والخلف، كث اللحية، كثير شعر الحاجبين أولاده: أبو سالم ابراهيم، وأبو عامر عبد الله، وعلي المعروف بأبي رزبحة، وعثمان الدعو بابن قضيب، والزبير، وعبد الحق، ويعقوب. وزراؤه: عمر بن السعود بن خرباش الحشمي، وابراهيم بن عمران الفودوري، وأخوه يخلف بن عمران، ومحمد بن عبد الله بن عطو الجاناتي. حجابه: عبد الله بن أبي مدين، وخليفة بن حيون بن رقاصة اليهودي، وعنبر الخصي، كتابه: عبد الله بن أبي مدين، وعبد الرحمن بن الخزان التسولي، ومحمد بن أبي عبد الرحمن المغيلي ومحمد بن عمران العمراني، قضاته: بفاس القديمة، أبو حامد ابن البقال، ومحمد ابن أبي الصبر الجاناتي، ومحمد ابن راشد العمراني، وأبو غالب ابن أبي عبد الرحمن المغبلي. وبتلمسان الجديدة: علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن المليلي. وبالمدينة البيضاء: عبد الملك ابن الفقيه الصالح شعيب ابن الفقيه المفتي المدرس الصالح ولي الله تعالى أبي محمد عبد الله ابن الفقيه الصالح موسى ابن الفقيه الصالح مالك ابن سيدي الفشتالي رحمهم الله تعالى. قولي: بويع للخافر عامر الهمام قلت: هو أمير المسلمين عامر بن عبد الله ابن أمير المسلمين يوسف ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. كنيته: أبو ثابت أمه: بزوا بنت عثمان ابن محمد ابن الأمير عبد الحق. بويع بعد جده يوسف يوم الخميس الثامن لذي قعدة عام ستة وسبعمائة، ومات بالسم يوم الأحد الثامن لصفر عام ثمانية وسبع مائة وله أربع وعشرون سنة. مولده: في غرة رجب سنة ثلاث وثمانين وستمائة. وكانت دولته سنة واحدة وثلاثة أشهر ويوما واحداً. صفته: أبيض اللون. تعلوه صفرة قوية؛ معتدل القامة، واللحية خفيف العارضين، في رأسه طول. ولا عقب له. وزراؤه: ابراهيم بن عبد الجليل التبجاني، وابراهيم بن عيسى اليرنياني، وعبد الرحمن المدعو برحو بن يعقوب الوطاسي، حجابه: عبد الله الزرهوني، ومولاه فرح الخصي، وعبد الله بن أبي مدين، كاتبه: عبد الله بن أبي مدين، قاضيه: بفاس القديمة، أبو غالب محمد ابن الفقيه القاضي أبي عبد الرحمن محمد ابن الفقيه أبي القاسم عبد الرحمن ابن الفقيه أبي الحسين يحيى المغيلي. قولي: وبويع الصنو سليمان الكريم قلت: هو أمير المسلمين ابن الأمير عبد الله ابن أمير المسلمين يوسف ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. يكنى: أبا الربيع، أمه: مولدة عربية اسمها زبانة بويع بعد أخيه أبي ثابت يوم الأحد الثامن لصفر. ومات بالسم في ليلة الأربعاء الثاني لرجب عام عشرة وسبع مائة وله عشرون سنة. وكانت دولته سنتين وأربعة أشهر وأثنين وعشرين يوماً. لا عقب له. صفته: أدم اللون، شديد الأدمة مائلة إلى السواد معتدل القامة، أعين أدعج، مستديرة الوجه حسنة مليح الفم وزراؤه: عبد الله بن أبي مدين وخليفة بن ابراهيم بن رقاصة اليهودي؛ وهو الذي أغر السلطان أبا الربيع على الحاجب عبد الله بن أبي مدين حتى قتله بالرماح بأزاء قبر الفقيه الأمام الصالح أبي بكر محمد ابن الفقيه الأمام عبد الله ابن العربي المعافري. ومتولي قتله بيده هو القائد غنصالو النصراني، ثم إن اليهودي ألحقه أبو الربيع به قتلا في يومه. كتابه: عبد الله بن أبي مدين. وأخوه الحاج محمد ابن أبي مدين قاضيه: أبو الحسن علي الدعو بالصغير، قولي: وبايعوا عثمان ذا السكينة. قلت: هو أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق.

كنيته: أبو سعيد، لقبه: السعيد بفضل الله. أمه: عربيه اسمها عائشة بنت أبي عطية مهلهل بن يحيى الخلطي بويع بعد أبي الربيع ليلة الأربعاء ثاني رجب عام عشرة وسبعمائة توفي بعلة النقرس ليلة الجمعة الخامس والعشرين لذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وسبع مائة مولده: في ثاني عشر شهر ربيع الأول عام خمسة وسبعين وستمائة وكانت دولته إحدى وعشرين سنة وأربعة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً. صفته: أبيض اللون، رحب الوجه، قصير القامة، بعيد ما بين المنكبين معتدل اللحية؛ أسودها؛ حسن الوجه؛ قوبع الأنف بعينيه حور؛ لطيف الشمائل؛ أنيق المرأى؛ حسن البزة راكنا للهدنة، كريم المثل المضروب في الكرم الفائق. أولاده الذكور: أمير المسلمين أبو الحسن علي، وأمير المسلمين أبو علي عمر، ومنصور، بنته ميمونة، وزراؤه: يوسف بن عيسى الحشي. وعمر بن موسى الفودودي، ومحمد بن أبي بكر بن محلى البطوي ويحيى ابن الأمير طلحة بن محمد بن محلى البطوي، وابراهيم بن عيسى البرنياني وعمر بن محمد بن عبد الله بن عطو الجاناتي، وأحمد بن عبد الله بن عطو الجاتاني، وعيسى بن عبد الرحمن المدعو برحمون الفقولي وعيسى بن أم الأخوة، وسليمان بن بزريجن الورتاجين، كتابه: منديل بن محمد الكلبي المعروف بالكتاني، والحاج محمد بن أبي مدين، وعبد المهيمن بن محمد الحضرمي، وأبو محمد صالح بن حجاج اللخمي، وأحمد بن سعد بن ابراهيم بن جعفر التجيبي المعروف بآبن الفراق، وأبو القاسم بن أبي مدين، وأخوه محمد المدعو بالقصري بن أبي مدين، قضاته: أبو عمران موسى الزرهوني، ومحمد بن علي المليلي الصنهاجي، قولي: لولا كروب قد أتت من نجله. قلت: هو أمير المؤمنين المؤيد بالله عمر ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. كنيته: أبو علي لقبه: المؤيد بالله أمه: أم ولد رومية اسمها جيلة بويع بالمدينة البيضاء دار الأمارة يوم الأحد الحادي والعشرين لجمادى الأولى من سنة أربع عشرة وسبع مائة. وخلع نفسه صلحا لأبيه، وخرج إلى سلجماسة في ذي القعدة من سنة أربع عشرة وسبع مائة. فوصلها في شهر التاريخ. وبويع بها يوم وصوله إليها، ثم خلعه عنها صنوه في اليوم التاسع عشر لمحرم سنة أربع وثلاثين وسبع مائة. وسيق مكبولا إلى فاس فقتل بها بالفصد والخنق في اليوم التاسع عشر لشهر ربيع الأول من عام أربعة وثلاثين وسبع مائة. وله سبع وثلاثون سنة. مولده: في عام ستة وتسعين وستمائة، وكانت دولته الأولى بدار الأمارة، المدينة البيضاء حين قام بها على أبيه ستة أشهر. وكانت دولته الثانية بسجلماسة سنة تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر. وملك مراكش ستة شهر. صفته أبيض اللون، حسن القد لثمام، أدعج، وأعين، مليح الفم والأنف، بعيد ما بين المنكبين، جهوري الصوت، جميل الوجه، بارع الحسن سمعت أبي رحمه الله يقول وقد رآه لم أر أحسن وجهاً ولا أظرف منزعا من السلطان أبي علي. أولاده الذكور: أبو زيان محمد، المؤيد بالله الحاج عبد الحليم، وعبد المؤمن؛ ويحيى؛ والناصر؛ ومنصور، والعقعاق وعلي المدعو بأبي فارس. بناته منهن: عواجة؛ وعائشة كتابه منهم: وزير جدي محمد بن عيسى الحميري. ومحمد السرغيني المنبوذ بابن الآمر وزراؤه وزر له جماعة منهم: محمد بن أبي عرقوب المعروف بأجليد؛ أدركته في الحضرة المرينية وقد أسن والسبب في قيامه على أبيه أن أباه أمير المؤمنين أبا سعيد كان قد ارتحل عن فاس ومعه أبناه أبو الحسن، وأبو علي لتلمسان لقتال ملكها لأبي تاشفين العبد الوادي؛ فلما كان على مرحلة من فاس بموضع يقال له أبو رملال جمع أبو علي بطانته وعبيده وركب فرسه وكر على أبيه السلطان أبي سعيد وضربه بالرمح في فخذه الأيمن؛ فكلمه ورام أن يثنيه ويقضي عليه، فمنعه ابنه الرضي السلطان أبو الحسن وكافح عن أبيه بنفسه، وقاتل دونه حتى استخلصه من لهاة الليث؛ وأدخله مدينة تازي فمنعه أهلها من أبنه أبي علي فلما عاين أبو علي ذلك كر راجعاً إلى فاس. فبويع بالمدينة البيضاء، منها في التاريخ. ثم ارتحل والده عن تازي إلى فاس، وامتنع بها ابنه أبو علي ونشر السلطان أبو سعيد عليها الحرب، وأخذ بمخنقها ونصب عليها المجانيق، وقاتلها ستة أشهر إلى أن دخلها صلحاً؛ وخرج أبو علي منها إلى سجلماسة في التاريخ

قولي: وبويع الملك علي الأوحد قلت: هو أمير المسلمين المنصور بالله علي ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الامير عبد الحق يكنى أبا الحسن. لقبه المنصور بالله، أمه الصالحة الفاضلة العنبر، بويع بعد أبيه أبي سعيد يوم الجمعة الخامس والعشرين لذي قعدة سنة إحدى وثلاثين وسبع مائة. وتوفي رحمه الله ليلة الثلاثاء السابع والعشرين لشهر ربيع الأول سنة اثنين وخمسين وسبع مائة. وله ستون سنة، مولده في صفر سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة. وكانت دولته عشرين سنة وثلاثة أشهر ويومين. صفته: طويل القامة؛ مليح العينين؛ أدعج؛ عظيم الهيكل؛ عبل العضدين معتدل اللحية كثها؛ حسن الوجه؛ على عضده أثر حديدٍ. أولاده الذكور: السلطان أبو عمر تاشفين، والسلطان أبو عنان فارس، والسلطان أبو سالم إبراهيم، السلطان أبو فارس عبد العزيز، وأبو الفضل محمد، وأبو مالك عبد الواحد وأبو عليا الناصر، وأبو عبد الرحمن يعقوب، وأبو عامر عبد عبد الله، ومسعود؛ وداود؛؛ ويوسف؛ وأبوغالب؛ وعبد الحق، وأحمد؛ وأبو زيان محمد؛ ومحمد المستنصر، ومحمد المسعود. بناته: تاحضريت، وأم العز، وتاموا، وتاعزونت، وريمة، ويامنة، والزهراء، وصفية، وزروا. وكان جميع ما ولد بين ذكرٍ وأنثى سقطٍ وغيره ألفاً وثمان مائة وإثنين وستين. أخبرني بذلك حاجبه علال بن محمد بن أمصمود الهسكوري. وزراؤه: عامر بن فتح الله بن عمر بن فتح الله بن عمر السداني، ويحيى ابن الأمير طلحة بن يحيى بن محلى البطوي، وغازي بن يحيى بن إدريس بن عبد الله ابن الكاس المجدولي وعسكر بن تاحضربت، وأبو بكر بن يحيى ابن النوار السلمي، وموسى بن إبراهيم بن عيسى البرنياني، وعبد الله بن إبراهيم القودودي، ومسعود بن عمر بن موسى بن عمران القودودي وحمو العسري بن يحيى الأوربي، كتابه عبد المهيمن بن محمد الحضرمي. وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن أبي مدين وعلي بن علي القبائلي الموحد التبنملي قضائه: محمد بن علي المليلي، وعبد الله بن أحمد ابن الملجوم الأزدي، ومحمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي، قولي خلف في البيضاء منصور الجميل. قلت: هو الأمير منصور ابن الأمير أبي ملك مالك ابن الأمير المسلمين أبي الحسن علي ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. كنيته: أبو علي، أمه: أم ولد رومية اسمها قمر. لما آرتحل جده إلى افريقية تركه عوضا منه بالمدينة البيضاء. فبويع بها في عام سبعة وأربعين وسبع مائة. وتشر البنود، لم يظهر الأستبداد لنفسه بل كان يظهر الطاعة لجده أبي الحسن، وتسمى بالأمير، وكان يكتبه في أوامر. وحصره بالمدينة البيضاء عمه أبو عنان، وكان نزوله عليه بالمدينة البيضاء في جمادى الآخر سنة تسع وأربعين وسبع مائة. وتمادى على حاله في الشدة والتضيق إلى أن دخل البلد عنوة بممالات من أوشاب القبائل من موضع يقال له الملاح صبيحة الثلاثاء الثاني والعشرين لشوال من عام تسعة وأربعين وسبع مائة. ثم أخذ البلد دون قتال عند تاريخه وذلك يوم الأربعاء؛ وقبض على الأمير منصور وسيق إلى عمه أبي عنان فآعتقله ثم قتله خنقا وله ثمان عشرة سنة. وكانت إمارته سنتين. صفته: أبيض اللون ناصعه؛ محمر الوجنتين أعين أدعج، أهدب الأشفار؛ جميل الصورة بارع الحسن، بصرت به مقعد الملك من المدينة البيضاء فرأيت وجها لم أر أحسن منه. ولا عقب له. وزيره: الحسن بن حامد الورتاجني. كاتبه: أبو غالب محمد بن عبد الله بن أبي مدين. قاضيه: محمد بن علي بن عبد الرزاق. قولي: وفي تلمسان أبو عنان. قلت: هو أمير المؤمنين المتوكل على الله فارس بن أمير المسلمين علي بن أمير المسلمين عثمان بن المؤمنين يعقوب بن الأمير عبد الحق. يكنى أبا عنان. لقبه المتوكل على الله. أمه أم ولد رومية اسمها شمس الضحى. بويع بتلمسان حين قام بها على أبيه في يوم الثلاثاء منسلخ شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع مائة. ومات مغتالاً خنقه وزيره الخائن الحسن بن عمر بن يخلف عمران الفودودي يوم السبت الثامن والعشرين لذي حجة مختم عام تسعة وخمسين وسبع مائة. وله ثلاثون سنة. مولده في الثاني عشر لشهر ربيع الأول من عام تسعة وعشرين وسبع مائة. وكانت دولته تسع سنين وتسعة أشهر. صفته

أبيض اللون؛ تعلوه صفرة قوية، طويل القامة؛ يشرف الناس بطوله؛ نحيف البدن؛ عالي الأنف حسنه، أزب أدعج: أهدب الأشفار حسن الوجه جهوري الصوت في كلامه عجلة وتوقف حتى لا تكاد أن تفهم ما يقول عظيم اللحية تملأ صدره وإذا تضربها الرياح تنغرف على نصفين حتى يستبين لحم موضع السبلة، ولم ترعبني في جيشه أعظم لحية منه؛ ولا أملح منه وجهاً. أولاده الذكور: السلطان أبو زيان محمد، والسلطان السعيد أبو يحيى أبو بكر، والسلطان موسى، ومحمد المهدي بالله، ومحمد المعتمد على الله، ومحمد المعتصم بالله، ومحمد المنتصر بالله، ومحمد المكتفي بالله، ومحمد الواثق بالله، ومحمد، ومحمد المدعو بأبي طريق بناته: فاطمة؛ ورقية؛ وست العرب؛ وعائشة؛ وزنوا؛ وسكينة؛ وسمة؛ وأم جعفر؛ وأم هاني؛ وجندورة؛ وأمة العزيز المدعوة بمنديلة. وزراءه: الحسن بن سليمان بن يرزيجن الورتاجني، وفارس بن ميمون بن وذرار الحشمي وعمر المعروف بالشيخ ابن محمد بن أبي بكر بن محلى البطوي، وعبد الله بن علي الياباني. والحسن بن عمر بن يخلف بن عمران الفودودي قاتله، وسليمان بن داود العسكري. حجابه: الفقيه محمد بن محمد بن أبي عمرو التميمي، وعمر بن ميمون بم أمصمود الهسكوري وعمرو بن عبد الله بن علي الياباني، كتابه حاجبه: محمد بن محمد بن أبي عمرو التميمي، وأبو القاسم محمد بن يحيى بن محمد الغساني البرجي وأبو القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي المالقي والحاج ابراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري المعروف بابن الحاج ومحمد بن أبي القاسم بن أبي مدين العثماني. قضاته: بالمدينة البيضاء. محمد بن محمد القرشي المعروف بالمقري، ومحمد بن أحمد بن عبد الملك الفشتالي، وعبد الله بن محمد الأوربي، ثم جلا بالمقري بفاس القديمة قاضياً، ثم صلى بالفسنتالي بعده بها. قولي وبويع النجل أبو زيان قلت: هو أمير المسلمين محمد بن أمير المؤمنين أبي عنان فارس. كنيته: أبو زيان أمه: عربية مولدة اسمها غزالة بويع بالمدينة البيضاء، دار الإمارة، وأبوه مريض بها لا يقدر على القيام من فرشه لشدة مرضه يوم الأربعاء الخامس والعشرين لذي حجة من عام تسعة وخمسين وسبع مائة. وخلع في يوم بيعته وقتل خنقاً؛ وله سبع عشرة سنة. ولم يعقب. وكانت دولته ساعة من النهار. صفته أبيض اللون ناصعه محمر الوجنتين، أعين أدعج، أهدب أهدب الأشفار، مليح الأنف، أشفه شفته السفلى كبيرة أعظم من العليا. وزيره قاتله الحسن بن عمر الفودودي. قولي وبويع السعيد بالعيان قلت: هو أمير المؤمنين السعيد بالله أبو بكر ابن أمير المؤمنين أبي عنان. يكنى أبا يحيى لقبه: السعيد بالله. أمه مولدة بربرية اسمها الياسمين. بويع بالمدينة البيضاء بعد أخيه أبي زيان وأبوه مريض يوم الأربعاء الخامس والعشرين لذي حجة سنة تسع وخمسين وسبع مائة. خلع يوم الثلاثاء الثاني عشر لشعبان سنة ستين وسبع مائة. وقتل غرقاً في البحر وله عشر سنين. صفته أبيض اللون مستدير الوجه، أعين، أدعج، حسن الأنف والفم، ألعس الشفتين، براق الثنايا، أسود الشعر، جميل الوصف، الغاية القصوى في براعته الحسن. بصرت له فرأيت القمر في وجهه استدار. وزراءه خالعه الحسن بن عمر الفودودي ومسعود بن رحو بن علي بن ماسي الفودودي كاتبه أبو القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان النجاري قضاته بالمدينة البيضاء عبد الله بن محمد الأوربي وبفاس القديمة: محمد بن أحمد بن عبد الله القشتالي قولي وبويع العم بدار العرض قلت هو أمر المسلمين المستعين بالله إبراهيم بن أمير المسلمين أبي الحسن علي بن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. يكنى: أبا سالم لقبه: المستعين بالله أمه رومية اسمها قمر بويع بالمدينة البيضاء يوم الجمعة منتصف شعبان من عام ستين وسبعمائة. وخلع ليلاً في ليلة الثلاثاء التاسع عشر لذي قعدة سنة اثنين وستين وسبع مائة، وقتل رحمه الله وبرد ضريحه، ولا غفر لقاتله، يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر التاريخ. وله ثمانية وعشرون سنة. مولده في سنة خمس وثلاثين وسبع مائة.

وكانت دولته سنتين وثلاثة أشهر وأربعة أيام. صفته: معتدل القامة؛ رحب الوجه، واسع الجبين؛ أنجل؛ أدعج؛ حسن الوجه؛ مكمل الحسن بارعه معتدل اللحية. أولاده: مولانا السلطان المستنصر بالله أحمد نصره الله، والسلطان المعتمد على الله أبو الفضل محمد ومحمد؛ ومحمد. وزراؤه: الحسن بن عمر الفودودي، ومحمد بن العباس بن أبي يحيى الياباني، وموسى بن إبراهيم بن عيسى البرنياني، والحسن بن يوسف الورتاجني، وسليمان بن داود العسكري ومسعود بن رحو الفودودي. حاجبه: الفقيه الخطيب محمد بن أحمد بن مرزوق العجيبي كتابه: أبو القاسم عبد الله يوسف بن رضوان، وعلي بن محمد بن السعود الخزاعي. قضاته بالمدينة البيضاء: أبو القاسم البرجي. وبفاس القديمة: محمد الفشتالي. ولما عظم الخطب بقتله رحمه الله، وفقده الملك من كرسيه وانقطع عني ما كنت أعتمد عليه من إحسانه قلت نبكيه: ذهبَ السّلوّ بطارق الأرزاءِ ... إِذْ صار جسم المُلْكِ ذا أجزاءِ وتَمَزَقَت بالدودِ قامتهُ التي ... كانت كمثل الصّعدةِ السّمراءِ وثَوَى بقعرِ الرسِ ملكٌ قَدْ سَمَا ... يعلو محتدهِ على الجوزاءِ تبكي عليه أَعين قَدْ كُحّلَتْ ... بالسّهدِ بعد فراقهِ لِوَفَاءِ ما زالَ فِعْلُ الخيرِ يعملُ دائباً ... مِنهُ ببذلِ مكارِمٍ وحباءٍ من قدم السّعيَ الحميدَ كمثلهِ ... يَحْظَى بغفران بيوم جزاءِ فَسَقَى المهيمنُ بالعماد ضريحَهُ ... وَسَرَت إليهِ رحمةُ السعداءِ لهفي على ذاك الذي آراؤُه ... تزري إِياتُ ذكائِهِ بذُكاءِ شهمٌ إذا ما الحرب شب ضرامها ... يمشي إليها مشيةَ الخيلاءِ والأرض محبوةٌ فتنام فلا ترى ... إلا سناناً مخضّباً بدماءِ والسيف يبدو مِثلَ لمعة بارقٍ ... في جنح ليلٍ أو كجدولِ ماءِ والمقربات مقرياتٌ للذي ... أضحى بعيداً من بني الهيجاءِ مِن أحمرٍ مثل المدام أديمهُ ... أو أشهب كالفضة البيضاءِ أو أدهمٍ ذي غرةٍ فكأنه ... نجمٌ بَدا في سَرجةِ الظلماء أو أصفرٍ كالورسٍ أو من أشقرٍ ... كأنّه ميت بالأحياءِ مَنْ للخلافةِ بعدهُ في مغربٍ ... في حضرةِ الأملاكِ والأمراء أضحت معالِمُها خلاء بلقعاً ... والرّيع منها مُظْلِمُ الأرجاء مولاي إبراهيم إن خلا لكم ... زَهرٌ خلال الروضة الغنّاءِ أنت الذي ما زلتَ تفخر دائباً ... بمكاره أعيت بني الأذواءِ لازلتُ أبكي ما حييتُ فِراقكم ... بمدامع أربتْ على الأنواءِ شرفتني في موطنِ التغريب عن ... وطني بفعل مكارم الكرماءِ وحبيتني مِن بذل جاهكَ ما بهِ ... أعلوا ويسفلُ مِنْ قلاً بجفاءِ فنفُثت من نظمي بحالية الطّلا ... غرّاءُ ذاتُ طلاوةٍ وبهاءِ وهي التي تسمو القريضَ لأنها ... نظمي وإنّي شاعرُ الرؤساءِ تنمي أملاك أندلس التي ... نَصْرُ بن عُربِ العلا العرباءِ سادتْ بسعدٍ جدّها أبي عبا ... دة حامي الرّسول يوم كل وفاءِ وحوت بأحمرها الأمير مفاخرٌ ... أرْدَتْ على التعداد واللمضاء قولي وبويع السلطان تاشفين قلت: هو أمير المسلمين تاشفين ابن أمير المسلمين علي بن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المسلمين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. كنيته أبو عمر أمه عربية مولدة اسمها ميمونة. بويع: ليلاً في ليلة الثلاثاء التاسع لذي القعدة سنة اثنين وستين وسبع مائة. وخلع يوم الإثنين الحادي والعشرين لصفر سنة ثلاث وستين وسبع مائة. وتوفي وله ستون سنة. مولده في سنة سبع عشرة وسبع مائة. وكانت دولته ثلاثة أشهر ويومين. صفته أدم اللون؛ شديد الأدمة؛ طويل القامة؛ عظيم الهيكل؛ بعيد ما بين المنكبين. أعين أدعج؛ حسن الوجه؛ قائم الأنف.

أولاده: محمد وأحمد، وعبد الله، وعبد الواحد، والحسن. وزراؤه: عمر بن عبد الله بن علي الياباني. وفتح الله بن عامر بن فتح الله السدراني. كاتبه: أبو القاسم بن رضوان. قضاته: أبو القاسم البرجي بالمدينة البيضاء. ومحمد الفشتالي بفاس القديمة. قولي وبايعوا محمداً بالملك. قلت هو أمير المؤمنين المتوكل على الله محمد بن الأمير أبي عبد الرحمن يعقوب ابن أمير المسلمين علي ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب بن عبد الحق. يكنى أبا زيان لقبه المتوكل على الله. أمه عربية اسمها فضة، وكانت مولدة. بويع يوم الإثنين الحادي والعشرين لصفر سنة ثلاث وستين وسبع مائة. وقتل غرقاً في السانية يوم الأحد الثاني والعشرين لذي حجة سنة سبع وستين وسبع مائة. وله ثمان وعشرون سنة. مولده في سنة تسعة وثلاثين وسبع مائة. وكانت دولته أربعة أعوام وعشرة أشهر ويوماً واحداً. صفته أدم اللون؛ شديد الأدمة إلى السواد؛ منفرج الأنف أشفه؛ دقيق العينين. أولاده: يعقوب المدعو بأبي ستة، وفارس؛ وعبد الله؛ بناته: أم الفرج وست العرب؛ وحفصة؛ وفاطمة؛ وزراؤه: عمر بن عبد الله بن علي الياباني، ومسعود بن رحو الفودوري كاتبه: أبو القاسم ابن رضوان. قضاته: بالمدينة البيضاء أبو القاسم البرجي، وبفاس القديمة محمد الفشتالي قولي: وقام الأمر أخو التشمير قلت: أمير المسلمين عبد العزيز ابن أمير المسلمين علي ابن أمير المسلمين علي ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المسلمين يعقوب بن عبد الحق. يكنى أبا فارس، أمه مولدة أندلسية هي مريم بنت القائد أبي فنر بن معاود البلوي الأغرناطي؛ كانت أمها مملوكة. بويع يوم الإثنين الحادي والعشرين لصفر من عام ستة وستين وسبع مائة، وتوفي يوم الخميس الثاني والعشرين لشهر ربيع الآخر عام أربعة وسبعين وسبع مائة. وله أربع وعشرون سنةً. مولده في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبع مائة. وكانت دولته. ست وسنين وأربعة أشهر. صفته أدم اللون شديد الأدمة؛ طويل القامة؛ نحيف الجسم؛ قصير الصلب؛ طويل الساقين؛ أعين؛ أدعج؛ أخنس الأنف في وجهه أثر الجدري؛ في كلامه لغن أولاده: السلطان السعيد محمد، محمد؛ وعبد الله وزراؤه: عمر بن عبد الله علي الياباني، عمر بن مسعود بن حمامة التربيعتي وشعيب بن ميمون بن وذرار الخشمي، ويحيى بن ميمون بن محمد بن أمصمود الهسكوري وأبو بكر بن غازي بن الكاس المجدولي، كتابه: أبو القاسم بن رضوان، وأبو القاسم البرجي قضاته: بالمدينة البيضاء أبو القاسم وبفاس القديمة محمد القشتالي قولي إلى السعيد وهو في سن الغلام قلت هو أمير المسلمين السعيد بالله محمد ابن أمير المسلمين عبد العزيز يكنى أبا زيان. لقبه السعيد بالله، أمه مملكه هي عائشة بنت القائد فارح العلج. بويع بعد أبيه عبد العزيز يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر من عام أربعة وسبعين وسبع مائة. ولم يستكمل أربعة أعوام وخلع يوم الأحد الخامس المحرم فاتح عام سنة وسبعين وسبع مائة فكانت دولته سنة وثمانية أشهر وأربعة أيام. مولده في ليلة الحادي عشر لشهر ربيع من عام سبعين وسبع مائة. صفته أدم اللون، شديد الأدمة. وزيره أبو بكر بن غازي بن الكاس كاتبه أبو قاسم بن رضوان قضاته أبو القاسم البرجي بالمدينة البيضاء ومحمد الفشتالي بالمدينة القديمة قولي وبايعوا الملك أبا العباس قلت هو أمير المسلمين المستنصر بالله أحمد ابن أمير المسلمين، أبي سالم ابراهيم ابن أمير المسلمين أبي الحسن علي ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. يكنى أبا العباس لقبه المستنصر بالله أمه سلالة الشرف القحطاني القائم في العرب العاربة بالمتات الطائي بنت أعيان المجاهدين بالأندلس، الحرة الحسبية والدرة الثمينة والسيدة المعظمة زهرة بنت الشول المجاهد المثابر أبي العباس خضر ابن السيد المجاهد المرابط أبي عبد الله محمد القباق.

بويع أيده الله بطنجة في شهر ربيع الآخر من عام خمسة وسبعين وسبع مائة وبويع البيعة العامة في صبيحة يوم الأحد السادس لمحرم فاتح عام ستة وسبعين وسبع مائة. وخلع أدام الله ملكه بالموضع المعروف بالركن الذي هو على نصف يوم من فاس، يوم الأحد الموفي ثلاثين لشهر ربيع الأول عام ستة وثمانين وسبع مائة فكانت دولته الأولى هذه من حين بويع بطنجة عشر سنين وأحد عشر شهرا. ومن حين بويع بالمدينة البيضاء عشر سنين وشهرين. وله دولة ثانية، التي هو في هذا العهد فيها ملك المغرب أبقى الله أيامه نذكره دولا معها. مولده بغرناطة في حسن الساعة الثالثة الزكية في يوم الثلاثاء السادس والعشرين بالعلامات والأعيان عام ستة وخمسين وسبع مائة؛ ووافقه من تأويل العجمي اليوم الثالث لشهر استنبر من سنة ألف وستمائة وسبعة وستين الطالع الكوكب على طول غرناطة وعرضها حسبما ثبت؛ والتاريخ المستوي أبو يحيى ذنو ركه يط مط الدائر مكن الفلك له نزفاً علم ذلك. أولاده أبقاهم الله خير بقاءٍ بدوام الملك مولانا والدهم نصره الله: أبو فارس عبد العزيز وأبو عامر عبد الله والسلطان المنتصر بالله محمد؛ وأبو الغيث؛ وأبو سعيد؛ وأبو عامر عبد الرحمن. وزراؤه محمد بن عثمان بن رحو بن علي بن عبد الله ابن الكاس المحدولي وصالح بن محمد المدعو بحمو الياباني؛ أبو علي اللمثوني الأصل. كتابه أبو القاسم محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله الحسني السبتي وعبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي وأبو القاسم بن رضوان وأبو عبد الله محمد بن الحسن البجاني وأبو يحيى بن محمد بن أبي القاسم بن أبي مدين القائد محمد بن موسى بن محمد الكردي ويحيى بن الحسين بن أبي دلامة قضاؤه أبو القاسم البرجي وإبراهيم بن محمد بن ابراهيم اليزناسني وعبد الله بن محمد الأوربي. ومولانا أبو الباس المؤزر بنصر الله هو الذي طرزت باسمه الكريم هذا الكتاب ورفعته إليه. قولي قام موسى ابن أمير المؤمنين قلت هو أمير المؤمنين المتوكل على الله موسى ابن أمير المؤمنين أبي عنان فارس، يكنى أبا فارس، لقبه المتوكل على الله، أمه مولدة بربرية اسمها تاملالث. بويع بالمدينة البيضاء يوم الخميس الموفي عشرين لشهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وسبع مائة ومات بالسم يوم الجمعة الثالث من شهر رمضان عام ثمانية وثمانين وسبع مائة وله ثمان وعشرون سنة وكانت دولته سنتين وخمسة أشهر وثلاثة عشر يوما. صفته أدم اللون شديد الأدمة إلى السواد؛ قصير القامة، حافظ العينين عظيم اللحية أسودها. أولاده الذكور فارس ومحمد بناته ست العرب، وفاطمة، ورقية، ويامنة، وأمة العزيز. وزيره مسعود بن رحو بن عامر كتابه أبو الفضل محمد بن أبي عمرو التميمي وابنه محمد والقاسم محمد بن سودة بن محمد بن سودة المري الأغرناطي. قولي وبايعوا من بعده للمنتصر قلت هو أمير المسلمين المنتصر بالله محمد ابن أمير المسلمين أبي العباس أحمد ابن أمير المسلمين أبي سالم ابن أمير المسلمين أبن الحسن ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن الأمير عبد الحق. يكنى أبا زيان لقبه المنتصر بالله أمه رقية بنت أمير المؤمنين أبي عنان بويع يوم الجمعة الثالث من شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وسبع مائة وهو ابن خمسة أعوام، وخلع يوم الجمعة الخامس والعشرين لشوال من السنة. فكانت دولته شهر وثلاثة وعشرين يوماً صفته أبيض اللون وزيره مسعود بن رحو بن عامر الفودوري كاتبه أبو يحيى بن محمد أبي القاسم بن أبي مدين قاضيه أبو يحيى الشدد السكاك بالمدينة البيضاء وبالمدينة القديمة محمد المغبلي قولي ثم أتى الواثق وهو المقتصر قلت هو أمير المسلمين الواثق بالله محمد ابن الأمير أبي الفضل ابن أمير المسلمين أبي الحسن ابن أمير المسلمين عثمان أمير المؤمنين يعقوب بن عبد الحق. يكنى أبا زيان لقبه الوائق بالله أمه مولدة اسمها عسيلة بويع بالمدينة البيضاء البيعة الثانية يوم الأحد السابع عشر من شوال سنة ثمان وثمانين وسبع مائة وخلع يوم الخميس الخامس لشهر رمضان من عام تسعة وثمانين وسبع مائة وقتل ذبحا في الشهر المذكور وله ست وثلاثون سنة وكانت دولته سنة

صفته أسود اللون؛ ضخم الجسم؛ عظيم الخلق؛ رحب الوجه؛ بعيد ما بين المنكبين وزراؤه يعيش بن علي بن فارس الياباني؛ ومسعود بن فين رحو بن عامر الفودوري كتابه المنصور أحمد بن محمد بن أبي عمرو التميمي وأبو يحيى بن محمد بن أبي القاسم بن أبي مدين قضاته أبو يحيى السكاك ومحمد المليلي قولي وأحمد السلطان للملك رجع قلت هو مولانا أمير المسلمين أبو العباس أحمد ابن أمير المسلمين أبي سالم بن أمير المسلمين أبي الحسن ابن أمير المسلمين عثمان ابن أمير المؤمنين يعقوب ابن عبد الحق. قد قدمنا كنيته ولقبه ووزراؤه وغير ذلك في دولته الأولى بويع بهذه الدولة الثانية بالمدينة البيضاء يوم السبت السابع لشهر رمضان عام تسعة وثمانون وسبع مائة وهو الآن ملك المغرب أيده الله وأدام أيانه وإليه رفعت هذا الكتاب، وبأسمة طرزته الله يديم ملكه في سمو وصعود بمنة

§1/1