النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

بطال الركبي

مقدمة التحقيق

- أ - [مقدمة التحقيق] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تمهيد: أحمد الله تعالى وأصلى وأسلم على خير خلقه سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد. . . . فإن من أجل العلوم وأشرفها وأعلاها منزلة: علوم القرآن وعلوم الحديث، وما يتصل بهما، وقد نالت هذه العلوم عظيم الاهتمام، من حين نزول الوحى بالقرآن الكريم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإشراق الدنيا بنور القرآن الكريم مصدر التشريع الأول، والحديث الشريف مصدر التشريع الثاني. وقد نمت وترعرعت هذه العلوم فى ظل الرسول الأعظم والمعلم الأكبر محمد - صلى الله عليه وسلم -، والأئمة الأعلام من صحابته، رضوان الله عليهم أجمعين، وتمت نعمة الله على المسلمين بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وكان تمام هذه النعمة فى استواء التشريع، وبيان العقيدة، وإيضاح معالم الدين من شرائع وقوانين كاملة للمعاملة والسلوك فى المجتمع الإسلامي الجديد. وصرف علماء الإسلام عنايتهم إلى دراسة مصادر التشريع، وتفرعت هذه الدراسات وآتت ثمارها، وكان من نتاجها المذاهب الفقهية الأربعة الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، وانكب أصحاب كل مذهب على دراسته وتأصيله وتفريعه، وتوضيحه، يستمدون فى ذلك العون من أنواع العلوم الإسلامية والعربية. وازدهرت الحضارة الإسلامية وانبثق نور الإسلام على ربوع الدنيا، ودخل الناس فى دين الله أفواجا، لا يحجبهم جنس، ولا يمنعهم عنصر، ولا تدفعهم قومية، كل الخلق انضوى تحت لواء شعاره: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. وكان لزاما على علماء الإسلام أن يجنحوا إلى الإطناب فى التوضيح والتفصيل والتدوين وتمخضت جهودهم عن شتى أنواع العلوم، ومنها: غريب القرآن الكريم، وغريب الحديث وغريب الفقه. أما غريب القرآن الكريم، وغريب الحديث فقد حظيا باهتمام كبير، فحسبهما الارتباط الوثيق بأهم مصادر التشريع. وأما غريب الفقه فقد أخذت أطراف العناية تتجه إليه فى أثناء القرن الثاني للهجرة، وبدأت بذور تدوينه فى أثناء القرن الثالث الهجري. فقد صنف ابن قتيبة كتابه غريب الحديث، وضع فى مقدمته شرحًا يسيرًا لبعض المصطلحات الفقهية العامة وهي، وإن كانت قليلة ومختصرة قياسًا إلى حجم كتابه، إلا أنها تعد من البذور الأولى فى تدوين غريب الفقه.

المصنفات في غريب الفقه

- ب - ثم صنف أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الأنباري، كتابه الزاهر في معاني الكلمات التي يستعملها الناس في صلواتهم ودعائهم وتسبيحهم. وجمع في هذا الكتاب جملة وافرة من الألفاظ ذات الطابع الفقهي، غير أنه تناول أقوال العرب وأمثالهم فأكثر منها، فاتسم الكتاب بسمة كتب الأمثال، وغابت في طياته تلك الألفاظ. المصنفات في غريب الفقه: ثم أخذ التدوين في غريب الفقه يتخذ شكلًا آخر يتصف بالاستقلال والتخصص، شأنه شأن غريب القرآن الكريم، وغريب الحديث الشريف، وهو -وإن لم يكن منفصلاً عنهما في باب التشريع- في أمس الحاجة إلى مصنفات خاصة به، يقصدها الباحث والدارس تيسيرًا وتسهيلاً، فضلاً عن أنه يهتم بتفسير مصدر عظيم من مصادر التشريع. ومن ثم اتجه العلماء إلى وقف مصنفاتهم على هذا النوع من الغريب، ومنها: 1 - تفسير غريب الموطأ- لأبى عبد الله أصبغ بن الفرج المصري (توفى سنة 225) في غريب الفقه المالكي. 2 - تفسير غريب الموطأ -لأحمد بن عمران بن سلامة الأخفش- معاصر للأول. في غريب الفقه المالكي. 3 - شرح ألفاظ المختصر- لأبى منصور الأزهري (282 - 370 هـ) في غريب ألفاظ الشافعي. 4 - شرح غريب الموطأ- لابن السيد البطليوسي (توفى 521 هـ) في غريب الفقه المالكي. 5 - طلبة الطلبة- للإمام نجم الدين بن حفص النسفي (توفى 537 هـ). في غريب الفقه الحنفي. 6 - شرح غريب الرسالة- للقاضي أبي بكر بن العربي (توفى 543 هـ) في غريب الفقه الشافعي. 7 - الأسامي والعلا في شرح غريب المهذب للشيرازي للإمام عمر بن محمد المعروف بابن البزري (توفى سنة 560 هـ). 8 - المغرب في ترتيب المعرب- للطرزى الحنفي (توفى سنة 610 هـ) في غريب الفقه الحنفي. 9 - اللفظ المستغرب من شواهد المهذب- لأبي عبد الله بن محمد بن على القلعي (توفى 630 هـ) في غريب الفقه الشافعي. 10 - النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب- لابن بطال الركبي (توفى سنة 633 هـ) في غريب الفقه الشافعي. 11 - المغني في الإنباء عن غريب المهذب والأسماء- لابن بطال الركبي (توفى سنة 633 هـ) في غريب الفقه الشافعي. 12 - تهذيب الأسماء واللغات- للنووي (توفى 676 هـ). في غريب الفقه الشافعي. 13 - التحرير على ألفاظ التنبيه للنووي (توفى 676 هـ). في غريب الفقه الشافعي.

- جـ - 14 - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي الشافعي (توفى سنة 770 هـ تقريبًا) في غريب الفقه الشافعي. 15 - لغات مختصر ابن الحاجب- للإمام عز الدين محمد بن عبد السلام الأموي (توفي سنة 797 هـ) في غريب الفقه المالكي. 16 - غرر المقالة في شرح غريب الرسالة- لأبى عبد الله محمد بن منصور بن حمامة (مجهول) وغريب الفقه الشافعى وقد قمت بتحقيق كتاب اللفظ المستغرب من شواهد المهذب للقلعي، وصنفت دراسة تحليلية لأهم المصنفات في غريب الفقه تناولت فيها أكثر المصنفات المذكورة، ورأيت أن إتمام الفائدة يستوجب العمل الدائب في تحقيق ما يمكن تحقيقه من مصنفات هذا النوع من الغريب، فعقدت العزم على إخراج كتاب النظم المستعذب لابن بطال- بخاصة وأنه أشمل هذه المصنفات للألفاظ الفقهية، وأبسطها شرحًا، فاستعنت بالله تعالى، وبإرشاد أستاذى الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الغفار هلال- في تحقيق هذا الكتاب. والله تعالى أسأل أن يوفقني إلى سواء السبيل وهو حسبي ونعم الوكيل دكتور مصطفى عبد الحفيظ سالم

ابن بطال الركبى

ابن بطال الركبى حياته اسمه ونسبه وقبيلته: هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن بطال الركبى اليمنى، المشهور ببطال الركبى وعلى هذا اتفق كل الذين ترجموا حياته، وفى مقدمتهم: البهاء الجندى (¬1)، وأبو مخرمة (¬2) والخزرجي (¬3)، وغيرهم. وعن شهرته ببطال: ذكر البهاء الجندى (¬4) أنه "ظهر لما منه ما ظهر من الكمال، قال عقلاء زمانه ضد اسمه". ولقب بشمس الدين كما ذكر حاجى خليفة (¬5)، والبغدادى (¬6)، وكحالة (¬7)، حين ترجموا له، صدروا ذلك بقولهم: "شمس الدين أبو عبد الله" أو الشيخ الإمام شمس الدين". والركبى: نسبة إلى قبيلة الركْب من قضاعة في اليمن (¬8)، وهم من ولد أَتْغَمَ بن الأشعر. والأشعر هو: نَبْتُ بن أدد بن زيد بن يشْجُبَ بن عَرِيب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ (¬9). وإلى الأشاعر ينتسب الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، رضي الله عنه. وفي قبيلة الركب يقال المثل المشهور: "أَحبِبْ بِالرَّكْبِ وَبَني مَجِيدْ" (¬10)، وكانت تسكن مواطن متفرقة في اليمن، فمعظمهم كان ينزل في الجبال المطلة على طريق زبيد، وبعضهم في الجبال المطلة على حَيْس، وهو مخلاف بتهامة، بين المعافر وصنعاء غرباً، بينه وبين زبيد نحو يوم (¬11)، قال ياقوت (¬12): وهو للركب من الأشعرين، وفيه يقول المسلم بن نعيم المالكي: أما ديار بنى عوف فمنجدة ... والعز قومى بحيس دارها الشعف من بعد آطام عز كان يسكنها ... منا الملوك وسادات لهم شرف وبعضهم كان ينزل في الدُّمْلُوَة، وهو حصن عظيم، في بلاد الحجرية شرقي الجند (¬13). وفى هذه المنظقة حبل يقال له: حبل الْحَرِيم، وكان ابن بطال الركبى يقطن قرية فيه تعرف بذي يَعْمِد (بفتح الياء المثناة من ¬

_ (¬1) السلوك في طبقات العلماء والملوك للجندي 2/ 427 مخطوط دار الكتب. (¬2) تاريخ ثغر عدن 2/ 200. (¬3) العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولة 1/ 391. (¬4) في السلوك بالرقم السابق. (¬5) كشف الظنون 52، 53، 1913. (¬6) هدية العارفين 2/ 113. (¬7) معجم المؤلفين 9/ 6. (¬8) السلوك 2/ 427، وتاريخ ثغر عدن 2/ 200 والعقود اللؤلؤية 1/ 391 وشمس العلوم 4/ 213 ومنتخبات في أخبار اليمن 42. (¬9) نسب عدنان وقحطان للمبرد ص 18، وجمهرة أنساب العرب 397. (¬10) شمس العلوم 4/ 213، ومنتخبات في أخبار اليمن 42 والأمثال اليمانية 56. (¬11) السلوك 2/ 427، وتاريخ تغر عدن 2/ 200 وصفة جزيرة العرب 103. (¬12) معجم البلدان 3/ 381. (¬13) مراصد الإطلاع 534 والسلوك 2/ 427 وتاريخ ثغر عدن 2/ 200.

نشأته واتجاهه العلمى

تحت، وسكون العين المهملة، وخفض الميم وسكون الدال) كما ضبطها الجندى، وأبو مخرمة (¬14). وقد أجمع المترجمون لابن بطال على أنه من ركب الدملوة، وآنه كان يقطن هذه القرية. نشأته واتجاهه العلمى: بدأت حياة ابن بطال العلمية، من حين أودعه أهله رهينة عند الشيخ الموفق أبي الدر جوهر بن عبد الله المعظمي (¬15)، وكان أستاذًا حبشيًا، من موالى الزريعيين، تقيًا عاقلاً، ذكيًا، عالمًا، عاملاً حافظًا، فقيهًا، مقرئاً. وكان ينسب إلى سيده الداعى المعظم محمد بن سبأ بن أبى السعود الزريعى، الذى جعله نائبًا عنه في حصن الدُّمْلُوَة، ولما توفى وخلفه ابنه المكرم بن محمد، أبقى جوهرًا على نيابته للحصن، فلما دنت وفاة المكرم: جعل جوهرًا وصيًا على أولاده الصغار كلهم، فأكرمهم جوهر، وقام على تربيتهم خير قيام. ولم يذكر المترجون لابن بطال سببًا لإيداع أهله له رهينة عند جوهر المعظمى. غير أن جوهرًا تكفل بتربيته وتهذيبه، وتعليمه، يقول أبو مخرمة: "وببركة جوهر صار الإمام بطال بن أحمد الركبى إمامًا مقصودًا وذلك أن أهله تركوه رهينة عند الطواشى جوهر، فأشفق عليه، فعلمه القرآن، ثم أشغله بطلب العلم، حتى صار إلى ما صار إليه" (¬16). وقال البهاء الجندى في ترجمة جوهر المعظمى: "وكان من آثاره الفقيه بطال" (¬17) وفى ترجمة ابن بطال: "كانت بدايته وسلوكه لطريق العلم بإرشاد الحافظ أبى الدر جوهر المعظمى، إذ كان أهله رهنوه عنده فرباه وهذبه وجعله مع من عنده، ومن يصله من الفقهاء، فتفقه وتعلم العلم" (¬18). أساتذته: يعد أبو الدر جوهر المعظمى من أكبر أساتذته، والموجه الأول له، على ما سبق، وكما نص عليه المترجمون له، وفى مقدمتهم الجندى وأبو مخرمة، وغيرهما. ومن أشهر شيوخه: الإمام إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حَدِيق السَّكْسَكِى (¬19)، وهو ممن أدرك رئاسة العلم في جَبَأ، وأخذ بها عنه جماعة من العلماء، وانتفعوا به، ونهم ابن بطال الركبى، وذكر ذلك كل من الجندى، وأبو مخرمة، وقدماه على سائر شيوخه بعد الشيخ جوهر المعظمى ومن كبار أساتذته: الإمام محمد بن أبي القاسم بن عبد الله المعلم الْجَبَائي. ذكره الجندى (¬20)، وأبو مخرمة (¬21)، وقال الأخير عنه: قرأ على القاضى محمد بن أبى العباسى أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبى سالم القريظى الغريبين للهروى بعدن في جمادى الأولى (سنة 581 هـ) ولا أعرف من ¬

_ (¬14) السلوك 2/ 427، وتاريخ ثغر عدن 1/ 200. (¬15) انظر ترجمته في تاريخ ثغر عدن 2/ 41 - 43 والسلوك 1/ 399 وغاية الأمانى في أخبار القطر اليمانى 1/ 331 وطبقات فقهاء اليمن لابن سمرة الجعدى 226 وانظر الأيوبيون في اليمن 131، 132. (¬16) تاريخ ثغر عدن 2/ 43. (¬17) السلوك 1/ 401. (¬18) السابق 2/ 427. (¬19) ترجمته في طبقات ابن سمرة 231. (¬20) السلوك 1/ 439. (¬21) تاريخ ثغر عدن 1/ 200.

حاله غير ذلك؛ إلا أنه كان موجوداً في سنة (586 هـ) وتوفى لثلاث بقين من شهر ذى الحجة (سنة 609 هـ). وقال الجندي: كان ابن بطال في مبتدأ أمره كثير التردد بين بلده، وعدن، وجبأ فأخذ عن محمد بن أبي القاسم الجبائى شارح المقامات. ومنهم: الإمام أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سالم القريظي (¬22). وهو شيخ عمر بن على بن سمرة الجعدي صاحب الطبقات، قال عنه: لديه معرفة تامة في اللغة والعربية، وفي الحديث حافظ مجود، لبث في مجلس الحكم والقضاء بعدن أربعين سنة، أيام الداعى المعظم محمد بن سبأ توفى سنة 584 هـ ونعته أبو مخرمة بأنه كان فقيها محدثًا لغويًا متفننًا جامعًا لأسباب الفضائل. وذكر الجندى وابن أبي مخرمة (¬23) أن ابن بطال أخذ عنه بعدن في بدء نشأته. ومنهم: الإمام أبو عبد الله محمد بن على بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمنى (¬24). من أهل زبيد، جاور بمكة، صاحب كتاب "الميمون" جمع فيه الأحاديث الواردة في فضائل اليمن وأهله وجمع أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا من أربعين بلدة، وأكثر أسانيد علماء اليمن تنتهى إليه توفى بمكة (سنة 609 هـ) وذكر الجندي أن ابن بطال أخذ عن ابن أبي الصيف، ولزم صحبته، قال: "ورأيت إجازته له وأن تاريخ ذلك سنة إحدى وسمائة" (¬25). وذكر ذلك أيضًا أبو مخرمة (¬26). ومنهم: الإمام رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني (¬27). وهو اللغوى المشهور صاحب العباب، والتكملة والذيل والصلة، ومجمع البحرين، وغيرها، يعدله ثلاثة وعشرون مؤلفا في اللغة، ونحو أربعة عشر في الحديث، ونحو أربعة في الوفيات، وكتابان في الفقه، وسبعة متفرقة. قال عنه الجندى: "كان إمامًا متضلعا لعلوم شتى، منها النحو، والفقه، والحديث، والفقه بمذهب أبي حنيفة غالبا" (¬28). يذكر المؤرخون له أنه قدم اليمن أكثر من مرة، فبعدما حج سنة (605 هـ) اتجه إلى عدن سنة (606 هـ) ثم غادرها، وعاد إليها سنة (610 هـ) وهناك سمع من القاضى إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن سالم القريظى، وأخذ عنه جمع من علماء اليمن، وذاع صيته، والتقى بسليمان بن بطال الركبى، وأقام وفي هذا يقول الجندى (¬29): "قدم اليمن مرارًا، وأقام في عدن، وصحبه ولد الفقيه بطال، سليمان وأقام معه مدة، ثم طلعا إلى بلدهم، فأقام معهم بذى ثور، وأخذ عنه الإمام بطال وغيره" وفي ترجمة بطال (¬30) ذكر أن الصغانى قدم عليه موضعه، فأخذ كل واحد منهما عن صاحبه مالاق له أخذه عنه. وكذلك ذكر ابن أبي مخرمة (¬31) تبعا للجندي. ¬

_ (¬22) ترجمته في تاريخ ثغر عدن 1/ 3 وطبقات ابن سمرة 225. (¬23) السلوك 2/ 429 وتاريخ ثغر عدن 1/ 3. (¬24) ترجمته في السلوك 1/ 181 وطبقات الخواص أهل الصدق والإخلاص 141. (¬25) السلوك 2/ 429. (¬26) تاريخ ثغر عدن. (¬27) ترجمته في معجم الأدباء 3/ 217 والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 63 وبغية الوعاة 1/ 519 وتاريخ ثغر عدن 2/ 53 ودول الإسلام 2/ 156، 157 والجواهر المضية 1/ 201 وشذرات الذهب 5/ 250 والسلوك للجندى 2/ 431. (¬28) السلوك 2/ 231. (¬29) السلوك 2/ 431. (¬30) السابق. (¬31) تاريخ ثغر عدن 2/ 54، 200، 201.

تلامذته

كما ذكر الجندى أن ابن بطال انتسخ كتاب التكملة والذيل والصلة، وانتسخه غيره من فضلاء أهل عدن وغيرهم. وهؤلاء ما تيسر لي الوقوف عليه من شيوخ ابن بطال، وهم أكثر من ذلك بكثير، يدل عليه ما ذكره كل من الجندى وأبو مخرمة (¬32) من أنه ارتحل إلى مكة فلبث بها أربع عشرة سنة، فازداد علما ومعرفة، ولم يكن يترك أحدًا من الواردين، أو المقيمين لديه فضل يتحقق إلا أخذ عنه. تلامذته: أخذ عنه جمع من أعلام اليمن، ويذكر أنه لما عاد من مكة إلى اليمن ابتنى مدرسة في بلده، وقصده الناس من أنحاء اليمن للأخذ عنه، ومنهم: الإمام الحافظ: أبو الخير بن منصور بن أبي الخير الشَّمَّاخِي (¬33). كان إمامًا في الفقه، والنحو، واللغة، والحديث، والتفسير، والفرائض، أخذ العلم في زبيد، ثم سافر إلى مكة، فأخذ عن أصحاب الحافظ السلفي، ويذكر الخزرجي والجندي وأبو مخرمة أنه أخذ عن الإمام بطال بن أحمد الركبي. وقالوا: "لم يكن له في آخر عمره نظير في جودة العلم، وضبط الكتب، وجمعت خزانته مائة أم سوى الختصرات توفى سنة (680 هـ) بعد أن بلغ عمره نحوًا من تسعين سنة". الإمام: أبو الحسن على بن محمد بن عثمان بن أبي الفوارسي القيني (¬34). قال عنه الخزرجي: نسبة إلى قين من عك. تفقه في الجبل على الإمام بطال بن أحمد الركبي توفى سنة (688 هـ). الإمام: أبو الخطاب عمر بن مسعود بن محمد بن سالم بن سالم الحميري الأبْيَنِي، ذكره الخزرجي (¬35)، وقال عنه: كان فقيها صالحاً، متورعًا، متعففًا، ملازمًا للسنة، تفقه بمحمد بن إسماعيل الحضرمى، وعلى بن قاسم الحكمي، وبطال بن أحمد الركبي. كان مدرسًا بذي هريم بالمدرسة النظامية توفى سنة (658 هـ). الإمام عبد الله بن محمد بن قاسم بن محمد بن أحمد بن حسان الخزرجي. قال صاحب العقود: أخذ عن الشيخ بطال ابن أحمد بن على السُّرْدُدِي، ودرس في هريم، في المدرسة التى أنشأها الطواشي نظام الدين مختص. وعنه أخذ الإمام أحمد بن محمد الوزيري [النظم] المستعذب. وهو أحد شيوخ الشيخ أحمد بن على السُّرْدُرِي توفى سنة (655 هـ) (¬36). الإمام محمد بن سالم بن محمد بن سالم بن عبد الله بن خلف العامري. الإمام عبد الله بن سالم بن محمد بن سالم بن عبد الله بن خلف العامري. وهما أخوان، والدهما الشيخ سالم بن محمد، كان من كرام الفقهاء، غلب عليه علم الحديث، تفقه به ولداه محمد، وعبد الله، وقصده جمع كبير من أنحاء اليمن للأخذ عنه، وصحبته، ولما توفى سنة (630 هـ) ارتحل ولداه إلى الإمام بطال، فأخذا عنه. ذكره الجندي (¬37)، وأبو مخرمة (¬38). ¬

_ (¬32) السلوك 2/ 429، وتاريخ ثغر عدن 2/ 200. (¬33) ترجمة في السلوك 1/ 457 وتاريخ ثغر عدن 2/ 71 والعقود اللؤلؤية 1/ 217. (¬34) ترجمته في العقود اللؤلؤية 1/ 253. (¬35) العقود اللؤلؤية 1/ 132. (¬36) العقود اللؤلؤية 1/ 123 وانظر تاريخ ثغر عدن 2/ 244. (¬37) السلوك 2/ 352، وانظر طبقات الفقهاء لابن سمرة الجعدي 201. (¬38) تاريخ ثغر عدن 2/ 86، وانظر طبقات ابن سمرة 201.

أبناء ابن بطال ممن أخذوا عنه

الإمام رضي الدين الصغاني: وقد سبق أنه لقى الإمام ابن بطال، ونزل في بيته، وأخذ كل منهما عن صاحبه. الإمام جمهور بن على بن جمهور، صاحب المذاكرة العربية في النحو، ذكره الجندي، وأبو مخرمة (¬39) وذكر الجندي (¬40) غير هؤلاء، منفردًا، منهم: الإمام عمر بن مفلح بن مهتون. الإمام عبد الله بن على بن أبي عبد الله المرادي. الإمام يحيى بن إبراهيم بن محمد بن موسى الإبى. الإمام محمد بن إبراهيم بن محمد بن موسى الإبى. وذكر من أصحاب الإمام بطال:- الإمام أبو الحسن على بن محمد بن على بن إبراهيم العامري الْوَعِلَاني. قال الجندي (¬41): "تفقه بالإمام بطال وكان كبير القدر شهير الذكر" وكان يروى عنه النظم المستعذب. الإمام: عمر بن محمد ابن الشيخ أحمد بن محمد. قال الجندى (¬42): "كان فقيهًا فاضلاً، تفقه بالوعلاني، وغيره، وربما أدرك الإمام بطالا أيضًا وأخذ عنه، إذ كان جده يصحب الاثنين، أعنى بطالا، والوعلاني، ويقتدى بهما "وكان مع الفقه ذا فراسة وشجاعة". الإمام أحمد بن محمد بن مفضل بن عبد الكريم بن أسعد بن سبأ الداري: جد السابق (¬43). أبناء ابن بطال ممن أخذوا عنه: الإمام أبو الربيع سليمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن بطال الركبى (¬44). ابن المصنف، وصاحب الإمام اللغوى المشهور رضي الدين الصغاني. ذكر الجندي، وأبو مخرمة (¬45) أنه كان دينا، أريبا، عارفاً، غلب عليه علم الحديث، والأدب، وأن غالب أخذه كان عن أبيه، وعن الصغاني. وقد سبق أنه لقى الصغاني في عدن، واصطحبه إلى بلده، وتوطدت عرى الصداقة بين الصغاني وبين أسرة سليمان، وبخاصة والده المصنف، الذي أخذ عنه الصغاني وأخذ هو أيضًا عنه، كما سبق. وأخذ أيضًا أبناء المصنف عن الصغانى. وكان سليمان أجمل شباب أهل عصره، وكان الصغاني معجبًا به، لما قدم إليه من سابق فضل ولما لمسه فيه من نجابة وشهامة. ويروى الجندى وأبو مخرمة أن الصغاني حين عاد إلى اليمن سنة 637 هـ ونزل في مسجد بن البصرى، كتب إلى سليمان "صلنى معجلا، ولا يصحبك غير زاد الطريق، فعندى عشرة أحمال من الوَرَق ¬

_ (¬39) السلوك 2/ 427 وتاريخ ثغر عدن 2/ 200. (¬40) في السلوك 2/ 428. (¬41) السابق 2/ 438. (¬42) نفسه. (¬43) ترجمته في السلوك 2/ 439، 440. (¬44) ترجمة في السلوك 2/ 435 وتاريخ ثغر عدن 2/ 96، 97. (¬45) المرجعان السابقان.

أحفاد ابن بطال ممن رووا عنه

والوَرِق" فلما وقف سليمان على الكتاب: بادر بالسفر إليه. فلما وصل إلى منزل الصغاني في مسجد ابن البصري، تلاحقت الوفود عليهما، رجالًا نهارًا، ونساءً ليلًا، بحجة زيارة الإمام الصغاني، وليس لهم من هدف سوى مشاهدة سليمان، وما حباه الله به من حسن خلقة وجمال طلعة، فلما كثر ذلك، واشتهر الأمر، خشى الوالى من الفتنة، فقرر حبسه؛ ليخفيه عن أنظار الناس. فلما عزم الصغاني على الرحيل، أخرجه الوالى، ورحلا معا. وذكر الجندي، وأبو مخرمة (¬46) أنه توفى بعد والده بقليل. الإمام عمران بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن بطال الركبى. ابن المصنف، أخذ علم النحو والتصريف عن والده، وكان عالمًا فاضلًا، ذكره الجندي (¬47). الإمام إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن بطال الركبى. ابن المصنف، أخذ عن والده، وبرع في معرفة القراءات السبع، قال عنه الجندي: وهو آخر من عرفته من أولاد الشيخ بطال يستحق الذكر (¬48). أحفاد ابن بطال ممن رَوَوْا عنه: محمد بن سليمان بن محمد بن أحمد: ذكره الجندى، وقال: تفقه بعض فقه، ثم درس بمدرسة جده، فوصله بعض دعاة الإسماعيلية، واستدرجه حتى دخل بمذهبه؛ لضعف علمه ودينه، واستمر ذلك وانتشر في ناحية البلد، وفي قومه إلى عصرنا. ومن ذلك الوقت انقطع ذكر الفقه عن ذرية الإمام بطال، ونسبهم الناس إلى السمعلة (¬49). النفيس بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن بطال: ابن ابنة الإمام بطال تجمع معه من طريق الآباء، في محمد بن سليمان، فإن عبد الله بن والد النفيس وأحمد ولد الفقيه أخوان. ذكره الجندى (¬50) وقال عنه: تفقه بجده الإمام بطال، ثم لما توفى جده ارتحل إلى تهامة، وأخذ عن محمد بن إسماعيل الحضرمي، ثم انتقل إلى تعز، في جوار السلطان المظفر. بسبب خلاف نشب بينه وبين عمه، وأولاد شيخه الإمام بطال، فأخذ عنه فقهاء تعز مصنفات جده وشيخه، كالمستعذب وغيره، وكانت وفاته لبضع وسبعين وستمائة، بعد أن تفقه به جماعة. وللإمام بطال أبناء غير هؤلاء الذين أخذوا عنه، ذكر منهم الجندى وغيره:- محمد بن بطال بن أحمد بن سليمان: وكان مولعًا بالرياسة، مهما بالسياسة، متقربًا إلى الرؤساء، ويروى الجندى والخزرجى (¬51): أنه أخذ ولاية المقاليس من الملوك، وأنه أول من فعل ذلك من بني بطال، وأقام مدة، ثم قتله بنو عمه وله إذ ذاك ولد اسمه، محمد، مرهون بالدملوة مع خادم اسمه ياقوت، فأقامه مقام أبيه وساعده، فقوى أمره، واستمر على ¬

_ (¬46) المرجعان السابقان. (¬47) السلوك 2/ 436. (¬48) السابق. (¬49) نفسه. (¬50) 2/ 437. (¬51) السلوك 2/ 436 والقعود اللؤلؤية 1/ 391.

ثناء العلماء عليه

ذلك فترة طويلة، واكتسب أموالًا كثيرة، وصاحب أعيان الدولة، فهرب منه الذين قتلوا أباه. وتوفى سنة (709 هـ). وذكر البهاء الجندي (¬52) أيضًا ولدا له يسمى إسحاق، ولم يذكر هو ولا غيره من المترجمين شيئًا عنه يستحق الذكر. كما ذكر الجندى في ترجمة الإمام عمر بن سالم أنه قدم عليهم الجند، فأخذ الإمام عمر عن الجندي كتاب الأربعين للإمام بطال بروايتها له عن التهامى بن بطال مصنفها (¬53). ومما ذكر نتبين أن الإمام بطال كان ذا أثر كبير في الحياة العلمية في اليمن، فحين تصدى للتدريس قصده العلماء وطلاب العلم من مختلف الأنحاء اليمنية، كما صحبه أئمة أجلاء رووا عنه مصنفاته وأخذوا عنه، وأجازهم في رواية هذه المصنفات، التى اشتهرت وانتشرت على أيديهم في شتى الأقطار، كما كان في ذريته من أبناء وأحفاد من حمل لواء العلم بعده، فأخذ عنهم العلماء مصنفاته، وانتفع به وبذريته خلق كثير. وكان علماء عصره يتباهون برواية مصنفاته، فيقول الجندى (¬54) عن كتابه: الأحاديث الحسان والصحاح الجامعة لما يستحب درسه عند المساء والصباح: "بيني وبينه بروايتها رجلان". ثناء العلماء عليه: سأل عنه البهاء الجندى (¬55)، فأنشدوا فيه:- وَمَا سُمِّيَتْ سَوْدَاءَ وَالعِرْضُ شَائِنٌ ... وَلكِنَّهَا أُمُّ الْمَحَاسِنِ أَجْمَعَا وقال: "أتقن القراءات، والنحو، والفقه، والحديث، واللغة. . قصده طلبة العلم من جميع أنحاء اليمن، وجمعت حلقة تدريسه فوق ستين طالبا، يقوم بالمنقطع منهم .. وكتابه المعروف بالمستعذب يدل على ذلك. وأثنى على عائلته قائلًا: البيت الذى قد ظهر فيه الفضل، وانتفع الناس بتصنيف أهله، وانتشر عنهم الفقه انتشارًا مرضيًا: بنو بطال، أولهم جدهم أبو عبد الله محمد بطال بن أحمد". وقال فيه وفي ذريته بعض علماء عصره (¬56): أما الفقيه محمد الملقب ببطال، ومن اليه، فهم -ولله دره- في جيد المحاسن، ووسط قلادة بعدت عن المشاين، ووجوههم للصباحة، وألسنتهم للفصاحة، وأيديهم للمسامحة، وعقولهم للرجاحة، فهم بدور المحافل إذا جمعت، وشمس الضحى ما ارتفعت. ونعته أبو مخرمة (¬57) قائلاً: أوحد العلماء المشهورين، والفضلاء المذكورين، جمع بين العلم والعبادة والورع والزهادة، فما أحقه بقول القائل:- وَمَا سُمِّيَتْ سَوْدَاءَ وَالْعِرْضُ شَائِنٌ ... وَلَكِنَّهَا أُمُّ الْمَحَاسِنِ أَجمَعَا كان إمامًا فاضلاً متقنًا عارفًا بالقراءات، والتفسير، والأصول، والفقه، والنحو، واللغة، وبه تخرج جماعة من الفقهاء، وأخذ عنهم جماعة من الفضلاء. ¬

_ (¬52) في السلوك بالرقم السابق. (¬53) العقود اللؤلؤية 1/ 391. (¬54) العقود اللؤلؤية 2/ 430. (¬55) السلوك 2/ 427. (¬56) السابق 2/ 438. (¬57) تاريخ ثغر عدن 2/ 200.

زهده وورعه وحبه للعلم

وقال عنه السيوطى (¬58): أتقن النحو، والقراءات، واللغة، والفقه، والحديث باليمن، ثم ارتحل إلى مكة، فازداد بها علما؛ لأنه لم يترك أحدًا ممن لديه فضيلة إلا أخذ عنه .. إلخ. زهده وورعه وحبه للعلم: يذكر المترجمون له أنه كان مع كماله في العلم ذا عبادة وورع، وكان في غالب زمانه يختم القرآن في كل يوم وليلة ختمة، وأنه ابتنى مدرسة ببلده، ووقف عليها أرضه وكتبه، وكان يتكفل بحاجة الفقراء من تلامذته. ويروى الجندى وأبو مخرمة (¬59) أنه كان بعد أن ينتهى من دروس اليوم، يصطحب تلامذته وأولاده إلى صلاة العصر، وبعد أن يفرغ من الصلاة، يذب بهم إلى النزهة، ويعقد بينهم مسابقات في العدو والوثب، والمصارعة، وهو جالس ينظر إليهم، وأولاده من بينهم، حتى إذا تدانت الشمس للمغيب، انصرف إلى الطهارة، واستقبال القبلة، مع الذكر حتى يصلى المغرب، يتبعه أصحابه في ذلك. مصنفاته: أجمع الذين ترجموا لابن بطال على أن له من المصنفات ما يأتى: 1 - كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب وهو كتاب المعنى بالتحقيق، وقد اختلف قليلاً في هذا الإطلاق، فقيل في تسميته: "كتاب المستعذب المتضمن لشرح غريب ألفاظ المهذب" كذا ذكره الجندي (¬60)، وتبعه أبو مخرمة (¬61)، والزركلى (¬62)، وكحالة (¬63). "المستعذب في شرح غريب المهذب. كما ذكره السيوطى (¬64)، وحاجي خليفة (¬65)، والبغدادي (¬66) "المستعذب" كما ذكره الخزرجي (¬67). والثابت أن عنوان الكتاب: "النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب" كما هو موجود على نسخة الجامع الكبير بصنعاء (63 تاريخ كتاب 132) وقد كتبت على الصحيح في حياة المؤلف؛ لأن العنوان عليها مذيل بالعبارة: "تصنيف الشيخ الإمام الأوحد بطال بن أحمد بن سليمان بن بطال الركبى أعلى الله درجته، وجزاه عن المسلمين خيرًا" فهذا الدعاء له بإعلاء درجته، يدل على أنه كان لا يزال موجودًا حين كتابة هذه النسخة. وبهذا يكون عنوانها أقرب إلى الصحة. 2 - "الأربعون حديثًا من الأحاديث الحسان والصحاح، الجامعة لما يستحب درسه عند المساء والصباح". كذا ذكره الجندي (¬68)، وسماه أبو مخرمة (¬69): أربعون حديثًا فيما يقال في الصباح والمساء. وسماه السيوطي (¬70): الأربعين في أذكار المساء والصباح. وكذا ذكره حاجى خليفة (¬71) وسماه البغدادي (¬72) أربعين فيما يقال في المساء والصباح. ولعل ما ذكره الجندى أقرب إلى الصحة؛ لأن الركبي كان يميل إلى السجع حتى في عناوين مصنفاته كما هو ¬

_ (¬58) بغية الوعاة 1/ 42، 43. (¬59) السلوك 2/ 429 وتاريخ ثغر عدن 2/ 200. (¬60) السلوك 2/ 429. (¬61) تاريخ ثغر عدن 2/ 200. (¬62) في الأعلام 6/ 215. (¬63) في معجم المؤلفين 9/ 6. (¬64) في بغية الوعاة 1/ 43. (¬65) في كشف الظنون 1913. (¬66) في هدية العارفين 2/ 113. (¬67) في العقود اللؤلؤية 1/ 123. (¬68) في السلوك 2/ 430. (¬69) في تاريخ ثغر عدن 2/ 200. (¬70) بغية الوعاة 1/ 43. (¬71) في كشف الظنون 53. (¬72) هدية العارفين 2/ 113.

وفاته

واضح في عنوان الكتاب المحقق. 3 - أربعون في لفظ الأربعين: ذكره الجندي، وقال: لم أقف عليها، بل أخبرني عنها الثقة (¬73). وبهذا الإطلاق ذكره أبو مخرمة، والسيوطي، وحاجي خليفة، والبغدادي (¬74). ويروى أن له شعرًا حسنًا، غير أن الذين ترجموا له، لم يذكروا غير أبيات مفردة، تنبىء عن موهبة ورصانة وإحكام، فقد ذكر الجندي (¬75) وأبو مخرمة (¬76) أن له شعرًا حسنًا، وذكرًا منه قوله: كفاك بموت العارفين بها رزء ... لقد قلتها حقًا وما قلتها هزء ألم تر أن الله أهلك منهم ... ثمانين جزء ثم أبقى لنا جزء وقوله: وطفت بها الأحياء طرا فلم أجد ... أديبًا لبيبا يعرف الخير والشرا وفاته: لم يحدد المؤرخون له على وجه الدقة تاريخ وفاة، كما لم يذكروا له على الإطلاق تاريخ مولد. وإنما ذكر الجندي (¬77) أنه توفى بمنزله في قرية ذى يَعْمِد لبضع وثلاثين وستمائة وتابعه على هذا أبو مخرمة (¬78)، والسيوطي (¬79). وأنفرد حاجي خليفة بأنه توفى سنة 630 هـ، وذكر ذلك في أكثر من موضع من كتابه (¬80) وذكر كل من البغدادي (¬81) والزركلي (¬82) وكحالة (¬83) أنه توفى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة للهجرة. وإذا ما عرفنا أن الجندي من أقدم- إن لم يكن أول من ترجم لابن بطال الركبي: كان قوله بالقبول أحرى في إطلاقه لفظ البضع دون تقييد، واتباعه أولى، وبخاصة وقد تابعه أبو مخرمة، والسيوطي. ¬

_ (¬73) السلوك 2/ 430. (¬74) تاريخ ثغر عدن 2/ 200 وبغية الوعاة 1/ 43 وكشف الظنون 52 وهدية العارفين 2/ 113. (¬75) في السلوك 2/ 430. (¬76) في تاريخ ثغر عدن 2/ 201. (¬77) في السلوك بالرقم السابق. (¬78) في تاريخ ثغر عدن 2/ 201. (¬79) في بغية الوعاة 1/ 43. (¬80) في كشف الظنون 52، 53، 1913. (¬81) في هدية العارفين 2/ 113. (¬82) في الأعلام 6/ 215. (¬83) في معجم المؤلفين 619.

منهجه

منهجه صرح ابن بطال الركبي في مقدمة كتاب "النظم المستعذب" بأن من لهم فضيلة السبق في شرح غريب ألفاظ المهذب، اعتمدوا مناهج متفاوتة، في شروحهم، فمنهم من اختصر اختصارًا، فلم يوف الكتاب حقه من البيان، وهو يعنى بهذا ابن البرزي في كتابه: "الأسامى والعلل" وهو رسالة مختصرة في شرح بعض الألفاظ الغريبة والأسماء المبهمة في كتاب المهذب للشيرازي. ومنهم من توسط في شرحه، فتخير بعض الألفاظ، وترك بعضها، فأخل بأكثر المقصود. ولعله يقصد القلعى في كتابه "اللفظ المستغرب في شرح غريب المهذب" فإنه لم يتتبع كل الغريب في كتاب المهذب، وجعل قسما منه للأعلام الواردة في روايات الشيرازي. ومنهم من بسط شرحه، غير أنه لم يعول على شرح الغريب، وإنما تناول الأحكام والفروع وضرب في كل مذهب. فاختط ابن بطال الركبي لنفسه منهجا، يعتمد على استقصاء ألفاظ المهذب، وتناول ما غرب منها بالتحليل اللغوي، مستندا إلى المظان المعتمدة في اللغة، كالمعجمات الكبرى؛ والمصنفات في تفسير غريب القرآن الكريم؛ والحديث الشريف، مراعيا في شرحه "الايجاز والاختصار وحذف التطويل والاكثار". وهو في تتبعه للألفاظ المستغربة في المهذب: يسلك منهجًا واضحًا، يصدر فيه عن قراءة متأنية مثابرة للكتاب على ترتيبه المشهور في مصنفات الفقه الشافعي، والتى تبتدأ في العادة بكتاب الطهارة ثم كتاب الصلاة، فكتاب الحج، وكتاب البيوع .. إلخ. فيتابع الركبي هذه الكتب، بما تضمنته من أبواب، على نفس ترتيبها في كتاب المهذب، يبدأ بألفاظ كتاب الطهارة، ثم يتابع الألفاظ في باب الآنية، وباب السواك، وباب نية الوضوء، وباب صفة الوضوء، وباب المسح على الخفين، وباب الأحداث، وباب الاستطابة، وباب ما يوجب الغسل وباب التيمم، وباب الحيض، وباب إزالة النجاسة، على هذا الترتيب، ثم ينتقل إلى ألفاظ كتاب الصلاة، بما تضمنه من أبواب، وهكذا إلى آخر الكتاب. وبهذا المنهج يندرج في نظام مدرسة الأزهري في شرحه لغريب ألفاظ الشافعي في كتابه "الأم" متتبعا ترتيب كتاب "المختصر" للمزني، وفيه يذكر جملة من كلام الشافعي تشتمل ثناياها على ما يظن فيه غرابة، فيعمد إلى تحليله وتوضيحه بما يزيل عنه غرابته، ويرفع ظواهر إشكاله. وعلى هذا النحو نسج ابن بطال مادة كتابه "النظم المستعذب" حيث تخير في أثناء قراءته مواطن الغريب،

وأراد تنبيه القارى إليها، فدونها كعنوان لشرحه، ثم اتبعها بشرح لغوى دقيق. والألفاظ التى يعرض لشرحها لا تقتصر على الألفاظ الفقهية فحسب، بل تتضمن غريب الشواهد، من القرآن الكريم في الآيات التى يستدل بها على الأحكام، وغريب الشواهد، من الحديث الشريف من النصوص التى يستند إليها في توجيه هذه الأحكام. ومذهبه في عرض الألفاظ الفقهية واحد لا يكاد يختلف، إذ يذكر من قول الشيرازي جملة، يعمد منها إلى لفظ واحد، يأخذ في ذكر مشتقاته، وما يقصد منه في جملته، يبدأ أولا بشرح عنوان الكتاب أو الباب، فيقول مثلا في أول شرحه: من كتاب الطهارة. قوله: "الطهارة: أصلها: النظافة. . . .إلخ (¬1). ومن باب الآنية: قوله: "ومن باب الآنية" الآنية: جمع إناء، على أفعلة، مثل كساء وأكسية. . .إلخ (¬2). وقد يتناول لفظ العنوان من غير تقديم له بلفظ "قوله" مثل: "ومن باب نية الوضوء" النية: هى القصد. . . إلخ (¬3). هذا إذا تضمن عنوان الكتاب، أو الباب، ما يستوجب التوضيح. ثم يعين القول قول الشيرازي في المهذب، فيقول مثلا: قوله (¬4): "إذا كان الماء قلتين فإنه لا يحمل الخبث" ويأخذ في شرح لفظ "القلة" ولفظ "الخبث" (¬5). وقد ينص على اللفظ المقصود مباشرة، نحو قوله (¬6): قوله: "لا يقلد" (¬7)؛ قوله (¬8): "محضة". . . . .إلخ. وفي عرضه للشواهد القرآنية الواردة في المهذب، يثبت موطن الشاهد على النحو الآتى: "قوله" (¬9): وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ أَذًى} الأذى: هو المكروه الذى ليس بشديد (¬10). . .إلخ. ويقول في بعض المواطن: قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} فيه أقوال للمفسرين (¬11). . . إلخ. وهذا الشاهد ورد في المهذب (¬12) حيث قال الشيرازي: وأما طهارة الثوب الذى يصلى فيه، فهى شرط في صحة الصلاة، والدليل عليه: قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}. وقد لا يصدر الآية بلفظ (تعالى) وهذا ما لا يغفر له، لأنه بهذا يشكل على القارىء الذى لا يحفظ القرآن، فضلا عن ترك التأدب بآداب القرآن الكريم. ومن ذلك قوله: قوله: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} أى: فعلة فاحشة. . . . (¬13) إلخ، قوله: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أى: مستقبلها، و {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} أى: نحوه وتلقاءه، قال الشاعر. . . (¬14) إلخ. أما في عرضه لألفاظ الحديث الشريف، فإن سمته الغالبة: اثبات موطن الشاهد من جملة الحديث في إطار "قوله كذا" غير مميز له من كلام الشيرازي أو من كلام غيره، ومن ثم كان لزامًا عليَّ الفصلُ بين مختلف النصوص في حاشية التحقيق. ومثاله قوله: قوله: "فليرتد لبوله" (¬15)؛ قوله: "يضربان الغائط" (¬16)؛ ¬

_ (¬1) ص 9. (¬2) ص 17. (¬3) ص 25. (¬4) في المهذب 1/ 6. (¬5) النظم ص 13. (¬6) في المهذب 1/ 9. (¬7) انظر النظم ص 16. (¬8) في المهذب 1/ 14 وانظر النظم ص 25. (¬9) في المهذب 1/ 38. (¬10) في النظم ص 45. (¬11) انظر ص 66 من النظم المستعذب. (¬12) 1/ 61. (¬13) انظر النظم ص 70. (¬14) انظر ص 74 من النظم. (¬15) النظم ص 36. (¬16) ص 37 من النظم.

مصادر النظم المستعذب

قوله: "ييجع منه الكبد" (¬17) وهذا كثير جدا في الكتاب. وقد يميز الحديث في مواطن قليلة، مثل قوله في الحديث: "العينان وكاء السَّه" (¬18)؛ قوله في الحديث: "بل أنت نسيت" (¬19)؛ قوله - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت أبي بكر في دم الحيض: "حتيه ثم اقرصيه" (¬20)؛ قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه" (¬21). مصادر النظم المستعذب: اعتمد ابن بطال الركبي في إخراج كتابه، على مصادر قيمة، صنفها أئمة ثقات، مشهود لهم بالصدارة والحُجِّية في أبواب اللغة وأنواع الغريب، واستند في كل نوع إلى المظان المعتمدة في بابه منها ومال في كثير من مواطن شرحه إلى إسناد كل قول إلى صاحبه، ومنها: في غريب الفقه: جعل عمدته أقدم المصنفات في هذا النوع من الغريب، وفي مقدمتها: ما جمعه الإمام اللغوى عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213 - 276 هـ) في أول كتابه "غريب الحديث" (¬22) الذي افتتحه، على حد قوله "بتبيين الألفاظ الدائرة بين الناس في الفقه وأبوابه، والفرائض وأحكامها؛ لتعرف من أين أخذت تلك الحروف، فيستدل بأصولها في اللغة على معانيها، كالوضوء، والصلاة، والزكاة، والأذان، والصيام، والعتاق، والطلاق، والظهار، والتدبر، وأشباهها، مما لا يكمل علم المتفقه والمفتى إلا بمعرفة أصوله" (¬23). وجعل عنوان ما ذكره منها: ذكر الألفاظ في الفقه والأحكام واشتقاقها (¬24). وثانيها: كتاب الإمام اللغوى أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنبارى (271 - 328 هـ)، وهو: الزاهر (¬25) في معاني الكلمات التى يستعملها الناس في صلواتهم ودعائهم وتسبيحهم وتقربهم إلى ربهم، وهم غير عالمين بمعنى ما يتكلمون به من ذلك. وفي مقدمته يقول ابن الأنبارى: "وأنا موضح في كتابي هذا، إن شاء الله تعالى، معاني ذلك كله؛ ليكون المصلى إذا نظر فيه عالما بمعني الكلام الذى يتقرب به إلى خالقه، ويكون الداعى فَهِيما بالشيىء يسأله ربه، ويكون المسبح عارفا بما يعظم به سيده. . . ." (¬26). وثالثها: كتاب الإمام اللغوى أبي عبيد القاسم بن سلام (154 - 224 هـ) وهو: غريب الحديث (¬27) وقد تناول فيه جملة وافرة من الألفاظ الفقهية. اعتمد عليها الركبي إلى حد كبير. ورابعها: كتاب اللغوى الكبير أبي منصور الأزهري (282 - 370 هـ) وهو شرح ألفاظ المختصر (¬28) وهو أقدم المصنفات المتخصصة في شرح غريب الفقه، فقد صنفه أبو منصور الأزهري قبل تهذيب اللغة، خاصة في تفسير ألفاظ الإمام الشافعي، فيما اختصره الإمام إسماعيل بن يحيى المزنى من كلام الشافعي، ¬

_ (¬17) السابق. (¬18) السابق ص 34. (¬19) السابق ص 31. (¬20) السابق ص 12. (¬21) السابق ص 64. (¬22) طبع في ثلاثة أجزاء بتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري، في بغداد 1977 م. (¬23) غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 151، 152. (¬24) السابق 1/ 153. (¬25) طبع في جزأين بالعراق بتحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن 1979 م. (¬26) الزاهر 1/ 95. (¬27) طبع بحيدر اباد 1964 في أربعة أجزاء، ويقوم بتحقيقه الآن الدكتور حسين محمد شرف، وقد صدر عن مجمع اللغة العربية القاهري الجزآن الأول والثاني بتحقيق متميز. (¬28) رسالة "دكتوراه" بتحقيق عبد المنعم بشناتى بعنوان "الزاهر" تحت إشراف الدكتور إبراهيم محمد نجا - رحمه الله.

في غريب الحديث الشريف

والمشهور في مصنفات الشافعية بمختصر المزني (¬29). والمصنفات السابقة تعد بحق أهم المصادر في شرح الألفاظ الفقهية، والمنهل العذب لكل وارد وعدة كل من تصدر للتصنيف في غريب الفقه، على شتى المذاهب. وخامسها: كتاب الإمام أبى عبد الله محمد بن على القلعى (توفى 630 هـ) وهو "اللفظ المستغرب من شواهد المهذب" (¬30) ويعد من أهم المصنفات التى شرحت غريب كتاب المهذب، وقد تأثر به الركبي إلى حد كبير، وبخاصة وهو يَمَنِىٌّ مثله، وكانا متعاصرين. وسادسها: كتاب الإمام اللغوي الأديب والفقيه الحنفي أبو الفتح ناصر بن عبد السيد المشهور بالمطرزي (538 - 610 هـ) وهو كتاب "المُغْرِب في المُعَرَّب" (¬31) وضعه المطرزي في شرح ألفاظ الفقه الحنفي، وألفه على نظام المعاجم الحديثة، فاستوعب بطريقته هذه كمًا هائلاً من ألفاظ الفقه. ويعد هذا الكتاب أصلًا للمصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي، وقد نقل عنه الركبي في عدة مواطن. ويضاف إلى ما سبق من مصادر: ما أثبته مسندا من التفسيرات اللغوية التى يذكرها الفقهاء في مصنفاتهم الخاصة بالفقه، كالإمام الشافعي في الأم، وابن الصباغ في البيان، وابن أبى الخير في الشامل، والغزالي في الوسيط. وغيرهم متفرقات في أثناء الكتاب. في غريب الحديث الشريف: اعتمد في هذا النوع أوثق المصادر وأشهرها عند أهل اللغة والغريب والحديث، ومنها: - غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام. - غريب الحديث لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. - غريب الحديث (¬32) لأبي سليمان حَمَد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي (319 - 338 هـ). - معالم السنن: له أيضًا. - إصلاح خطأ المحدثين: له أيضًا. - إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث لابن قتيبة. - الغريبين: غريبى القرآن والحديث لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي (توفى 401 هـ). - الفائق في غريب الحديث: للعلامة جار الله محمود بن عمر الزمخشري (467 - 583 هـ). - شروح صحيح البخاري وصحيح مسلم، وغيرها مما نثر في ثنايا مصنفات غريب الفقه، والمعجمات من شروح لألفاظ الحديث الشريف. في تفسير غريب القرآن الكريم: أكثر الركبي من شواهد القرآن الكريم، وقراءاته، وشرح غريبه، واعتمد في شرحه على المصادر الآتية: ¬

_ (¬29) مطبوع حاشية على كتاب الأم ط 1 الشعب. (¬30) رسالة (ماجستير) بتحقيق ودراسة مصطفى عبد الحفيظ سالم بإشراف الدكتور عبد الغفار هلال. (¬31) طبع بحيدر آباد 1328 هـ ويعاد تحقيقه الآن. (¬32) نشر في السعودية بجامعة أم القرى في ثلاثة مجلدات- طبع دمشق 1982 ميلادية بتحقيق الأستاذ عبد الكريم العزباوي.

في غريب اللغة بعامة

- معانى القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج (230 - 310 هـ). - الغريبين: غريبى القرآن والحديث للهروي، وكان معتمده في أكثر نقوله. - تفسير غريب القرآن: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. - تفسير غريب القرآن لأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني العزيزي (توفى 303 هـ). - تفسير الواحدي على بن أحمد بن محمد النيسابوري (توفى 468 هـ). وفيما عدا ذلك يعمم في نقله، فيقول: قال في التفسير. في غريب اللغة بعامة: تبدت المادة اللغوية في النظم المستعذب صافية نقية، لا تشوبها شائبة، في غالب أحوالها، وذلك؛ لأن ابن بطال صدر في شرحه عن المصنفات اللغوية التى اعتنق مصنفوها مذهب التنقية اللغوية، فلم يثبتوا فيها إلا ما أجمع على صحته أهل اللغة والعربية، ومنها: تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري، وكان هذا المعجم عدته وعتاده، فلا تكاد تخلو مادة لغوية في النظم من نصوص الصحاح، يثبتها كما هي عليه، من غير ما تأليف ولا تحريف، وقد بلغ هذا حدًا كبيرًا جعلني اعتمد الصحاح نسخة ثالثة في التحقيق. وانبرى إلى أصول الصحاح، ومصنفات النقود عليه، وتكملته، ومن ذلك: إصلاح المنطق لابن السكيت (186 - 244 هـ). أدب الكاتب لابن قتيبة. - ديوان الأدب للفارابي (توفي 350 هـ). - التكملة والذيل والصلة للصغاتي الحسن بن محمد بن الحسن (توفى 650 هـ). - العباب له أيضًا. كما نقل أيضًا عن مصادر هذه المصنفات، مثل: - العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (100 - 175 هـ). - جمهرة اللغة لابن دريد (223 - 325 هـ). - تهذيب اللغة- للأزهري. - البارع لأبي على القالى (288 - 356 هـ) والأمالي له أيضًا. - المجمل في اللغة لابن فارس (توفى 395 هـ). وغير هذا من المصنفات اللغوية في أنواع العلوم العربية، كفقه اللغه للثعالبي، وشروح المقامات للمطرزي والشريشي، ورسائل خلق الإنسان، والإبل، والنبات، والفروق اللغوية، والمذكر والمؤنث، ومصنفات النحو التصريف، وغيرها مما تكشف عنه كتاب النظم المستعذب. وبهذا العرض نستطيع التقرير بأن كتاب ابن بطال الركبي يعد بحق من أفضل المصنفات التى اهتمت بشرح غريب الفقه، وأبسطها من حيث الاستطراد في تفسير المادة وتدعيمها بكثرة النقول عن المصنفات المتعتمدة في

مظاهر الشرح في النظم المستعذب

شرح أنواع غريب اللغة، ومن أصحها مادة من قبل اهتمامه بالنقل عن المصادر التى التزمت بما أجمع على صحته علماء اللغة العربية. كما يعد من أشمل المصنفات في جمع المادة الفقهية بعامة، وفي كتاب المهذب بخاصة. مظاهر الشرح في النظم المستعذب تأصيل المعانى: من أبرز سمات شرح الركبي: اهتمابه برد المعانى إلى أصولها، يفعل هذا مبالغة في توضيح المعنى المراد، بمختلف الوسائل اللغوية، ولا تكاد تخلو مادة من المواد التى تناولها من هذه المحاولات الملحة. والوسائل المتنوعة التى نلمسها من اللغويين على تفاوت مذاهبهم في رد معانى المشتقات إلى أصولها تسير حسب اجتهاد وميل كل واحد منهم، وذلك؛ لأن اثبات أصول المعانى لهذه المشتقات لا يخضع إلى قياس محدد، ومن ثم نرى تفاوتًا بين هذه الأصول. وقد ثبت هذا في شرح الركبي على عدة صور، منها: - التنبيه بدء على أصل المعنى، ثم ذكر الاستعمالات التى تؤيد ما يذهب إليه. وذلك نحو قوله: "أصل العَفو: المحو، يقال: عفا الأثرُ، أى: امّحى وذهب وعفا الربع: امحى رسمُه ودرس، فكأنه مُحى عنه الذنبُ، ولم يكتب عليه (¬33). وقوله: "أصل الفحش": القبح، والخروج عن الحق، وذلك قيل للمفرط في الطول: إنه لفاحش الطول، والكلام القبيح غير الحق: كلام فاحش، والمتكلم به: "مُفحش" (¬34) وقوله: "أصل الفجر": الشق، ومنه سمى الفجر، كما سمى فَلَقا وفَرَقا، والعاصى: شاق لعصا الطاعة" (¬35) وقوله: "تحريم المبتوتة" أصله: من بَتَّ الحبلَ: إذا قطعه، كأنه قطع بالطلاق مواصلتها ومعاشرتها (¬36) وقوله: "أصل الفطر: الشق، يقال: فطر ناب البعير: إذا انشق موضعُه للطلوع، ومنه قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (¬37) أى: انشقت، فكأن الصائم يشق صومه بالأكل" (¬38). وهذا فيما كان أصل معناه واضحا، ويكاد يجمع عليه أهل اللغة. ولا شك في أنه يعول على الأصل الذى يتصل بالمعنى المراد، لأن مادة (ع ف و) تحتمل أصول معان كثيرة، فمنها مثلا: العفو: بمعنى الكثرة، ومنه قوله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا} (¬39) ومنه الحديث: "أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أن تُحْفى الشوارب وتُعْفى اللحى" (¬40). قال الكسائى: قوله: "تعفى" توفر وتكثر (¬41)، وقال الخطابي (¬42): غلام عاف أى: وافر اللحم، وأصله: من قولك: عفا الشىءُ: إذا كثر، قال الله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا} أى: كثروا ونموا: وأنشد أبو عبيدة (¬43) شاهدا له قول لبيد: ولكنا نُعِضُّ السيفَ منها ... بأسْوُقٍ عافياتِ اللحمِ كومِ ومن أصول معانيه أيضًا: الطلب، ومنه قول الأعشى (¬44): ¬

_ (¬33) النظم ص 16. (¬34) السابق ص 70. (¬35) نفسه ص 54. (¬36) نفسه ص 126. (¬37) سورة الانفطار آية 1. (¬38) النظم ص 159. (¬39) سورة الأعراف آية 95 وانظر مجاز القرآن 1/ 222. (¬40) غريب الحديث 1/ 148. (¬41) السابق. (¬42) غريب الحديث 2/ 293. (¬43) في مجاز القرآن 1/ 222. (¬44) ديوانه ص 71.

يطوف العُفاة بأبوابِه ... كَطَوْفِ النصارى بِيَيْت الوَثَنْ ومنه الحديث: "من أحيا أرضًا ميتة فهى له، وما أصابت العافية منها، فهو له صدقة" (¬45) وفي هذا يقول الزمخشري: كل طالبٍ رزقًا من طائر أو بهيمة أو إنسان: فهو عاف (¬46). وقبله ذكر ذلك أبو عبيده (¬47) وغيره (¬48). والأصل الذي ذكره الركبي: مجمع عليه من أهل اللغة، كأصل من الأصول المعنوية التى يؤديها يتساهل أحيانا في التعبير، فابن الأثير يقول في العفو: "وأصله: المحو والطمس" (¬49) ثم يعود فيذكره بمعنى الطلب في الحديث المذكور. وينقل الأزهري (¬50) عن ابن الأنباري، أن الأصل في قول الله جل وعز: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} (¬51): محا الله عنك، مأخوذ من قولهم: عفت الرياحُ الآثارَ: إذا درستها ومحتها. بيد أن ابن الأنباري لم ينص بلفظ "الأصل" وعبارته (¬52): معناه: درس الله ذنوبك ومحاها عنك. . . . إلخ. وإن كان ابن الأنباري يكثر من التعبير بالأصل فيقول: أصل كذا، ولكنه يريد المعنى، وقد يذكر أكثر من أصل، وهو يريد المعانى. وبعض اللغويين يدقق ويتحرز في التعبير تحسبا لمثل هذا كالخليل (¬53) والجوهري (¬54) وغيرهما. ولا شك في أن الفئة الأولى تميل إلى المذهب الاشتقاقي في الربط بين تفريعات المادة وأصولها (¬55). - والركبى متابع في أكثر الأمثلة التى يذكرها من هذا القبيل، فإذا تفرد بعضهم بمذهب ذكره مُسنَدًا إليه، وذلك في نحو قوله: "أصل الحفد: العمل والخدمة، ومنه الحفدة، وهم: الخدم" (¬56) وقوله: "في تسجية الميت: قال الزمخشري، قال ابن الأعرابي: أصله: الغيبوبة ومنه قوله تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} (¬57) أى: ذهبنا وغبنا، فكأن الكافر جار عن الطريق الحق، أو غاب عنه الحق فلم يعرفه، ولم يهد له" (¬58). ونلاحظ أنه ذكر حسب تعبيره أصلين في معنى الضلال، وأسند الثاني إلى ابن الأعرابي. وهذا لأن الأصل الأول متفق عليه، قال ابن فارس (¬59): كل جائر عن القصد: ضال، وكذلك ذكر في المظان اللغوية (¬60). وفي المعنى الثاني قال الخطابي (¬61): قال أبو عمر: أصل الضلال: الغيبوبة يقال: ضل الماء في اللبن: إذا غاب، وكذلك: ضل النَّاسِى: إذا غاب عنه حفظه، وهو قوله تعالى: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} (¬62). وفي الحديث: "ذروني في الريح لعلى أضل الله" (¬63) يقال: أضللت الشيىء: إذا غيبته، وأضللت الميت: دفنته. ¬

_ (¬45) غريب الحديث 1/ 148 والفائق 3/ 5. (¬46) الفائق 3/ 5. (¬47) غريب الحديث 1/ 148. (¬48) النهاية 3/ 266. (¬49) السابق. (¬50) تهذيب اللغة 3/ 222. (¬51) سورة التوبة آية 43. (¬52) الزاهر 1/ 535 وشرح القصائد السبع 8، 20، 21، 26، 264، 487، 517. (¬53) انظر العين 1/ 258 - 260. (¬54) انظر الصحاح (عفو). (¬55) النظم ص 87. (¬56) السابق ص 124. (¬57) سورة السجدة آية 10. (¬58) النظم ص 133. (¬59) في المجمل 2/ 560. (¬60) انظر العين 7/ 9 والصحاح (ضلل) واللسان (ضلل 2601). (¬61) في غريب الحديث 1/ 484. (¬62) سورة طه آية: 52. (¬63) الفائق 2/ 69 والنهاية 3/ 98.

رد اللفظ إلى أصول معنوية كثيرة

رد اللفظ إلى أصول معنوية كثيرة: قد يحتمل اللفظ الرد إلى أكثر من أصل معنوي، فلا يتوانى في ذكرها جميعا، يبتغى بذلك الوصول إلى أصح المعانى وأوضحها، ومن ذلك قوله (¬64): "أصل الزكاة في اللغة: النماء والكثرة، زكا المال يزكو: إذا كثر، ودخلته البركة، وزكا الزرع: إذا نما، وسميت الصدقة زكاة لأنها سبب النماء والبركة، وقيل أصلها: الطهارة" من قوله تعالى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً} (¬65) أى: طاهرة. وقوله تعالى: {لِيَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (¬66) أي: طاهرا. وقيل: مأخوذ من تزكى، أى: تقرب، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} (¬67) وقيل: العمل الصالح. وقال تعالى: {خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً} (¬68) أى عملا صالحا. فكأنها تطهر من الذنوب، وتقرب إلى الله تعالى. فقد ذكر هنا: النماء والزيادة. والطهارة. والقربة. والعمل الصالح، ثم جمعها في التطهر والتقرب بالعمل الصالح في توضيح المعنى. ونلاحظ أنه بهذا كان من أكثر اللغويين جمعا لأصول معانيها؛ لأن ابن الأنبارى الذى يهتم بجمع المعانى؛ وتعدادها، لم يذكر في أصول معانيها سوى النماء والزيادة، وفسر زكية في الآية {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} بأنها: زائدة الخير لم تذنب ولم تكن منها خطيئة (¬69)، وكذلك ابن قتيبة اقتصر على معنى النماء والزيادة (¬70). وذكر الخليل الزكاة بمعنى التطهير؛ وبمعنى الصلاح، وقال: تقول: رجل زكى تقى ورجال أزكياء أتقياء (¬71). واقتصر الزمخشري على التطهر (¬72) وممن جمع أكثر معانيها ابن الأثير في النهاية (¬73) حيث قال: "وأصل الزكاة في اللغة: الطهارة، والنماء، والبركة، والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث". وهذا يدل على دأب الركبي في جمع أصول المعانى، كما يفعل أصحاب المعجمات. - وقد يجتهد في إيجاد أصل معنوى غير مشهور يرد إليه معنى اللفظ المستعمل، ومن ذلك قوله: "التقليد أصله: من القلادة التى تكون في العنق؛ كأنه يجعل ذلك الأمر كالقلادة في عنقه يتحمل مأثمه" (¬74) وقوله أصل البد الفراق، مثل قولهم: لابد من كذا، كأنه قال: لا فراق منه (¬75) وقوله ": هَتَكَ حُرْمَتَه، أى: خرقها، وأصل الهتك: خرق الستر عما وراءه"، (¬76) وقوله: "وكفة الصائد: حِبالته، ولعل أصله من الكف، وهو المنع والتوقف" (¬77) وقوله: "الجزية أصلها الفداء" (¬78). وهذا كله محاولة منه لتقريب المعنى. اهتمامه بأصول الاشتقاق المادى: وعنايته بأصول المعانى كان قسيما لاهتمامه بأصول اشتقاقات المادة ذاتها، وقد كان مولعا بهذا مما سوغ لنا القول بأنه كان من كبار الاشتقاقين. ودليل هذا قوله (¬79): "وفي تسمية الصلاة صلاة لأهل الاشتقاق ثلاثة أقوال: قيل لما فيها من الدعاء؛ وقيل: لرفع الصلا في الركوع، وهو مغرز الذنب من الفرس؛ وقيل: لما فيها من الخشوع واللين، يقال: صليت العود بالنار: إذا لينته والمصلى يلين ويخضع"، وقوله (¬80): "أيام التشريق، في اشتقاق تسميتها بذلك أوجه، أحدها: لأنهم يشرقون فيها اللحم، بمعنى أنهم يشمسونه، وقيل: ¬

_ (¬64) تهذيب اللغة. (¬65) في النظم ص 139. (¬66) سورة الكهف آية 74. (¬67) سورة مريم آية 19. (¬68) سورة الأعلى آية 14. (¬69) سورة الكهف آية 18. (¬70) الزاهر 2/ 861، 187. (¬71) غريب الحديث 1/ 184. (¬72) العين 5/ 394. (¬73) الفائق 2/ 119. (¬74) 2/ 307. (¬75) النظم ص 16. (¬76) السابق ص 21. (¬77) نفسه ص 35. (¬78) ص 164. (¬79) النظم ص 51. (¬80) السابق ص 117.

يشققونه ويقددونه، ومنه الشاة الشرقاء، وهى مشقوقة الأذن طولا؛ وقيل: من قولهم في الجاهلية: "أشرق ثبير كيما نغير. وقيل: لأن الضحايا والهدى يذبح فيها عند شروق الشمس، وهو طلوعها". وقوله (¬82): في البيت العتيق: سمى عتيقًا؛ لأنه قديم، وقيل: لأن الله تعالى أعتقه من جبابرة الملوك .. وقال مجاهد: سمى عيتقا؛ لأنه لم يملك قط. وقال ابن السائل: سمى عتيقا؛ لأنه أعتق من الغرق زمان الطوفان". فقد أرجع اشتقاق لفظ الصلاة إلى ثلاثة أصول مرتبة حسب اشتهارها بين اللغويين، والإجماع على الدعاء عند العرب كان يسمى صلاة، وشاهده قول الأعشى (¬83): تَقُولُ بِنْتي وَقَدْ قَرَّبْتُ مُرْتَحِلاً ... يَاربِّ جنِّبْ أبي الأَوْصَابَ وَالْوَجَعَا عَلَيْكِ مِثلُ الذِى صَلَّيْتِ فاغْتَمِضِى ... نَوْمًا فَإنَّ لِجَنْبِ الْمَرْءِ مُضْطَجَعَا وقوله أيضًا: وَقَابَلَهَا الرِّيحُ فِي دَنَّهَا ... وَصَلَّى عَلَى دَنِّهَا وَارْتَسَمْ ذكر هذا الخليل وابن قتيبة وابن الأنباري والأزهري، وابن دريد، والجوهري، والزمخشري، وابن الأثير (¬84)، وغيرهم. - والأصل الثاني: الصلا، وهو: واحد الصلوين، وهما مكتنفا الذنب من الناقة وغيرها (¬85)، وأول موصل الفخذين من الإنسان (¬86) وهما عن يمين العصعص وشماله، وقد ذكر ذلك اللغويون بعد الأول، فقد نقل أبو عبيد (¬87) عن الأصمعي: أن أصل ذلك في الخيل، فالسابق؛ والمصلى: الثانى الذى يتلوه، قال: وإنما قيل له المصلى. لأنه يكون عند صلا الأول. وأكد هذا ابن دريد في قوله: وقال قوم: بل اشتقاق الصلاة: من رفع الصلا في السجود، والمصلى من الخيل: الذى يجىء وجحفلته على صلا السابق، ثم كثر في كلامهم حتى سموا الثانى من كل شىء مصليا. وعلق بأن الأول أعلى (¬88). والأصل الثالث: يدل على شغفه بالاشتقاق؛ لأنه ربط بين اللين والخشوع في الصلاة، بتقويم العود بسبب تليينه بالنار، وقد ذكر اللغويون هذا الاستعمال (¬89)، ففى العين (¬90): وصلى عصاه: إذا أدارها على النار يثقفها، قال: فَلَا تَعْجَلْ بِأَمْرِكَ وَاسْتَدِمْهُ ... فَمَا صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيمِ غير أنهم لم يحاولوا رد اشتقاق الصلاة المعروفة إليه. وإن ألمح الزمخشري إلى هذا في قوله (¬91): وأصل التصلية: من قولهم: صلى عصاه: إذا سخَّنها بالصلاء، وهى النار ليقومها، وأنشد البيت المذكور. وقال: وقيل للرحمة صلاة، وصلى عليه الله: إذا رحمه؛ لأنه برحمته يُقوِّم أمر من يرحمه، ويذهب باعوجاج حاله وَأَوَدِ عمله. ¬

_ (¬82) نفسه ص 67. (¬83) ديوانه ص 155. (¬84) السابق ص 85. (¬85) العين 7/ 154 وغريب الحديث للقتيبي 1/ 167 والزاهر 1/ 138، 139 وجمهرة اللغة 3/ 260 والصحاح (صلو) والفائق 3/ 309 والنهاية 3/ 50، 51 واللسان (صلو 2490). (¬86) خلق الإنسان للأصمعى 201، 211، والثابت 303، 304، وللزجاج 37. (¬87) في غريب الحديث 3/ 458. (¬88) جمهرة اللغة 3/ 65. (¬89) الصحاح (صلو) واللسان (صلو 3492). (¬90) 7/ 155. (¬91) الفائق 2/ 39، 310.

تصريفات الأفعال

ولا ندري كيف لم يعرج الركبي على أصل ذَكَرَه اشتقاقى كبير، كالزجاج، هو أولى بالتقديم من هذا الأخير الذى ذكره، فقد استعرض الزجاج (¬92) الأصول والمعانى السابقة، ثم قال: وأصل هذا كله عندى من اللزوم، يقال: صلى وأصلى واصطلى: إذا لزم، ومن هذا يصلى في النار، أى أنه يلزم. . . وكذلك الصلاة: إنما هى: لزوم ما فرض الله، والصلاة من أعظم الفرض الذى أمر بلزومه. وما ذكره في أيام التشريق تابع فيه الجوهري، وكله ثابت ومقرر عن أئمة اللغة كالأصمعي، وابن السكيت وأبي عبيد، وابن الأنباري، والزمخشري، وابن الأثير، وغيرهم (¬93). وشرح الركبي ملىء بمثل هذه الاشتقاقات، يذكرها متابعة لأئمة اللغة، أو يستخلصها بحاسته اللغوية فيرد البئر إلى بأر بمعنى حفر، والاحتياط والحائط: من حاطه يحوطه، والاحتراز: من الحرز الذى يمنع وصول ما يكره، والمزادة: من الزيادة التى تزاد فيها من جلد ثالث، والمخمصة: من الخموص، وهو ضمور البطن، والجدرى: من جدر بمعنى نتأ وارتفع، ومنه الجدار، والحمام: من الماء الحميم وهو: الحار، والخمار: من التخمير، وهو التغطية، ومنه الخمر؛ لأنها تغطى العقل، والإزاز: من المؤازرة، وهى: المساعدة والمعاونة، والمحراب: من الحرب؛ لأنه يدافع عنه ويحارب دونه، والمعاركة بمعنى القتال: من عَرَكَت الرحى الحب: إذا طحنته، والجنين: من الجنة، وهو: ما استترت به من سلاح، ومن الجن؛ لاستتارهم، والبر قمح: من قامحت الناقة: إذا رفعت رأسها، وأقمح الرجل: إذا شمخ بأنفه، والسكين: من تسكين الذبيحة، والسحور: من السحر، وهو: آخر الليل. وغير ذلك مما يطالعنا به الركبي في شرحه. وكنت أحسبه يبعد في المذهب حين جعل اشتقاق المائدة من ماد (¬94): إذا مال؛ لأن حاملها يميل بها، ومنه قوله تعالى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} (¬95). حتى رأيت أبا عبيدة (¬96) يقول في قوله تعالى: {أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} (¬97). أصلها: أن تكون مفعولة، فجاءت فاعلة، يقولون: تطليقة بائنة، وعيشة راضية، وإنما مِيدَ صاحبها بما عليها من الطعام، فيقال: مادنى يميدنى. ويعقب عليه الزجاج، قائلا (¬98): والأصل عندى في مائدة أنها فاعلة من ماد يميد: إذا تحرك، فكأنها تميد بما عليها. تصريفات الأفعال: بدت ظاهرة تصريفات الأفعال واضحة في شرح ابن بطال الركبي، بعد ظاهرة الاشتقاق المعنوي والمادي إذ اعتمد إلى حد كبير على تحديد أبواب الأفعال، قاصدا تمييز المعانى، مبينا المعنى المقصود من التعبير وقد استعمل مختلف الطرق المشهورة لدى اللغويين بصدد أشكال الأفعال ودلالاتها، فبين لغات الفعل الماضى من حيث اختلاف حركة عينه، وما يترتب عليه، من اختلاف الدلالة أو اتفاقها، نحو: بَثَر، وبَثِرَ وبثر وجهه، وكذا في الأمر، مثل: زُرَّه؛ وزُرُّه؛ وزرِّه. ¬

_ (¬92) في معاني القرآن وإعرابه 1/ 214، 215. (¬93) انظر غريب الحديث 3/ 452، 453 وإصلاح المنطق من 378 والزاهر 1/ 528 والفائق 2/ 332 والصحاح (شرق) والنهاية 2/ 264 واللسان (شرق 2246). (¬94) النظم ص 179. (¬95) سورة النحل آية 15. (¬96) في إنجاز القرآن 1/ 182. (¬97) سورة المائدة آية 112. (¬98) معانى القرآن وإعرابه 2/ 243.

ورتب لغات الأفعال على حسب أفصحيتها، ونبه إلى المهموز منها وغير المهموز، وأشار إلى ما أنكره اللغويون مما تخففه العامة، والتحقيق فيه أفصح، كقولهم: توضيت في توضأت، وذكر في المعتل منه، ما يقال بالواو والياء في مثل: حثا التراب يَحْثُوا ويحثى حثوا وحثيا، فضلا عن رده المعتل إلى أصله واو يا كان أو يائيا. وميز الأفعال بحسب اختلاف صوغها، فبين ما اتفق معناه، واختلف تبعا لهذا، في نحو: فَرَطَ بالتخفيف: إذا تقدم وَفَرَّطَ بالتشديد: إذا قَصَّر، وأفْرَطَ: إذا جاوز الحد. ونحو: نجوت الشجرة وانتجيتها واستنجيتها: إذا قطعتها كما أشار إلى صيغتى فعل وأفعل باتفاق معنى واختلافه،، غير ذلك مما تباين في الص وغ واتفق أو اختلف في الدلالة. وفصل بين المتعدى واللازم، ما يتعدى بنفسه وما يتعدى بغيره، ونبه إلى الأفعال المتعدية اللازمة، في نحو مَقَل، فقر، هدى، ونص على الأفعال التى تتعدى بحروف مختلفة، ويترتب عليها دلالة التضاد كرغب في الشىء: أراده، ورغب عنه: أعرض. كما تناول الأفعال التى تتداخل فتنتج أبوابا متراكبة، كما سيأتى بيانه مفصلا. فمن أبواب الأفعال بحسب كم ورودها في الكتاب: باب فَعَلَ يَفْعُلُ: من الثلاثى الصحيح: بثر وجهه يبثر (66) بطَش يبطُش (134) حجزه يحجزه حجزا، أى: مَنعه وكفه (107) حجل الطائر يحجل حجلانا (227) حرن يحرن حرونا (75) حصره يحصره حصرا: إذا ضيق عليه (44) رتب الشىء يرتب رتوبا، أى: ثبت (89) رشد بالفتح يرشد بالضم رُشْداً (159، 271) رفث ورفث (178) رفضه يرفضه رفضا (135) ركزت الرمح أركزه ركزا (156) سرب الماء يسرب: إذا سال (38) سلف يسلف سلفا، مثل طلب يطلب طلبا، أى: مضى (170) شرقت الأذن أشرقها شرقا من باب قتل (218) عركت الشىء أعركه عركا: إذا دلكته (131) عكف على الشىء يعكف (178) غمره الماء يغمره: إذا علاه (15) فَرَط في الأمر يفرط فرطا، أى: قصر فيه وضيعه (159) فضل يفضل: مثل دخل يدخل (157) قتر على عياله يقتر قترا وقتورا، أى: ضَيَّقَ (270) قدر الله الأمر يقدره قَدْرا وقَدَرًا (178) لمظ يلمظ: إذا تتبع بقية الطعام في فيه (221) مَثَلَ به يَمْثُل مَثْلًا (211): إذا غاص في الماء (14) نبع الماء ينبع (10) نبش ينبش (68) نجس ينجس (10) نخسه بالعود ينخسه (52) ندر الشىء يندر: إذا سقط وشذ (39) نكل عن العدو واليمين ينكل: إذا جبن (252). ومن المضاعف: أَتَهُ يَؤُتُّهُ أتَّا: إذا غلبه بالحجة (112) ثج الماء يثج: إذا سال منه (47) حَفَّت المرأة وجهها من الشعر تحفُّه حفًّا (126) حَلَّ المكان يحلُ بالضم حلا وحلولا ومَحلا (263) خب الفرس يخب بالضم (205) سَحَّ الماء يُسحُّ (121) غل يغل غلولا: إذا خان في المغنم (64). ومن المعتل: حثا التراب يحثو (135) حاطه يحوطه، أى: كلأه ورعاه (269) دام يدوم (121) زكا المال يزكو: إذا كثر (139) طاف حول الشىء يطوف طوفا وطوفانا (203) فاحت ريح المسك تفوح فيما (53) قصا المكان يقصو، أى: بعد (98).

باب فعل يفعل

بَابُ فَعَلَ يَفْعِلُ: من الثلاثى الصحيح: بَطَشَ يَبْطِشُ (134) حجل الطائر يحجل حجلانا: إذا نزا في مشيه (225) حنذت الشاة أحنذها حنذا، أى: شويتها (225) خفرت الرجل أخفره بالكسر خفرا: إذا أجبرته، وكنت له خفيرا تمنعه (182) رفث يرفث (175) رفضه يرفضه رفضا (135) عتم الليل يعتم (53) عضدت الشجر أعضضه بالكسر (200) عكف يعكف (178) غبطته أغبطه غبطا وغبطة (270) غطسه في الماء يغطسه (175) لَثَمَت المرأة تَلْثِمُ لَثْمًا: إذا شدت اللثام (73، لفقت الثوب ألفقه لفقا (46) نبزه ينبزه نبزًا: إذا لقبه فسماه بغير اسمه (196) نبع الماء ينبع (10). من المضاعف: جَدَّ في الأمر يجد جدًا (106) جف الثوب يجف بكسر الجيم (46) حل يحل: إذا قضى فروض الإحرام، فصار حلالا (200) حل الدين يحل بالكسر حلولا (263) دب على الأرض يدب دبيبا: إذا مشى (223) رم العظم يَرِمُّ (39) لججت تلج: لغة (221) ندَّ البعير يندندا وندادًا وندودًا: نفر (232) هر الكلب يهر هريرا (106). ومن المعتل: حثى يحثى، وهو: إرسال الماء وغيره من الكف (42) ضَاعَ يَضِيعُ ضياعًا (111) فاحت ريح المسك تفيح (53). كاده يكيده كيدا (99) مزت الشيء أميزه ميزًا: إذا عزلته وفرزته (264) مَاع الجامد يميع: إذا ذاب وماع الشيء أيضًا: إذا سال على وجه الأرض (12) نما الشىء ينمى: إذا زاد نماء ونموا (264) هوى يهوى هويا، أى: سقط إلى أسفل (274) وقذه يقذه وقذا (229). من المهموز: أبدت البهيمة تأبد، أى: توحشت (232). بَابُ فَعِلَ يَفْعَلُ من الصحيح: حرج صدره يحرج حرجا (65) خرق بالكسر يخرق خرقا (65) رشد بالكسر يرشد بالفتح لغة (195، 271) رمض يومنا بالكسر يرمض رمضا بالتحريك: اشتد حره (82) سفه يسفه سفها وسفاهة (142) شملهم الأمر يشملهم، أى: عمهم (109) ضلع بالكسر يضلع ضلعا (217) لهب بالكسر يلهب لهبا (229) نجس الشىء بالكسر ينجس بالفتح نجسا بالتحريك (9). من المعتل: رقى يرقى (207) وسعه الشىء بالكسر يسعه (75). من المهموز: بئس الرجل يبأس بؤساً: إذا اشتدت حاجته (218) سئمت من الشيء أسأم سآمة أى مللت (91) فجئه الأمر يفجأه (171) وطئت الشيء برجلى وطأ ووطىء الرجل امرأته، يطأ فيهما (197). من المضاعف: لججت تلج لجاجا ولجاجة (221). فَعَلَ يَفْعَلُ: من الصحيح: بخسه حقه يبخسه بخسًا: إذا نقصه (119) فغر فاه يفغره (126) قحط المطر يقحط قحوطا: إذا احتبس (119) نبع الماء ينبع (10) نخسه بالعود ينخسه نخسا (52) نضحت القربة تنضح

فعل وأفعل

بالفتح نضحا، ونضح ينضح (41). من المعتل: ضحا الرجل يضحى (50) رقى يرقى رُقْيةً (207) نال خيرا ينال نيلا (156) ولغ الكلب في. الإناء يلغ ولوغا (16). من المهموز: درأه يدرؤه: إذا دفعه (75) رقأ الدم يرقأ: إذا انقطع (207) قنأ يقنأ قنوء: إذا اشتدت حمرته (47). من المضعف: برَّه يبره برا (203). فَعُلَ يَفْعُل: من الصحيح: بثر وجهه يبثر (66) خبث الشىء يخبث خبثا (36) خلق الثوب يخلق وغيره: إذا صار خَلَقا (32) طَهُرَ يَطهُرُ (9) عَمُق يعمق (33). من المهموز: ردؤ الشيء يردؤ رداءة (153). فَعِلَ يَفْعِلُ: من الصحيح: قَنِط يقنِط (121). من المعتل: وثقت به أثق: إذا ائتمنته (263) وسعه الشيء يسعه سعة (75). فعل وأفعل وقعت صيغتا فعل وأفعل بمعنى، واختلاف معنى، في شرح الركبي كثيرا، وكانتا في غالب ما ذكره على سبيل المتابعة لما ذكره اللغويون الذين نقل عنهم ومن أهمهم الجوهرى في الصحاح، وكان ورود الصيغتين بمعنى أكثر منه باختلاف معنى، ومن ذلك: فعل وأفعل بمعنى: الجائفة: من أجافه وجافه، يقال: أجَفْتُهُ الطعنة وجُفْتُه بها عن الكسائى (173) والجبار: القهار، يقال في فعله: جبره وأجبره (266، 267) جَدَّ في الأمر يجِدُّ جدًّا وأجد في الأمر مثله (106) جهده الصوم بالفتح يَجْهَدُه وأجهده الصوم يجهده (170) حفت المرأة وجهها من الشعر تحفه حفا وأحفت أيضًا (126) يقال للزرع إذا بلغ الحصاد: أحنط وحنط (128) خلف فوه خلوفة وخلوفا، وأخلف إخلافا إذا تغير، قال ابن أحمر: بان الشباب وأخلف العمر. (22) الركس: من ركسه: إذا رده مقلوبا، يقال: أركسه الله وركسه (48) الرفث: الفحش وكلام النساء في الجماع تقول منه: رفث الرجل وأرفث (158) زها البسر يزهو، وأزهى يزهى (248) سجد البعير وأسجد: إذا خفض رأسه ليركب (80) سقيته وأسقيته بمعنى واحد (119) شالت الناقة بذنبها وأشالته: إذا رفعته (186) قحط المطر يقحط قحوطا: إذا احتبس، وأقحط القوم: أصابهم القحط (119) نجز حاجته ينجزها وأنجز الوعد (105) الإنصات: السكوت مع الإسماع، يقال: نهمت وأنصت بمعنى واحد

فعل وأفعل باختلاف معنى

(114) أبو العباس عن ابن الأعرابى: هنأنى وأهنأنى ومرأنى وأمرأنى (120) وجرت الصبى وأوجرته بمعنى (174). فعل وأفعل باختلاف معنى: يقال: خفرت الرجل أخفره بالكسر خفرًا: إذا أجرته، وكنت له خفيرا تمنعه، وأخفرته: إذا نقضت عهده، وغدرت به (182) ويقال سقيته لشفته، وأسقيته لماشيته وأرضه (119) شعر بالشيء: إذا علمه، وأشعر الهدى، أى: جعل له علامة يعرف بها (57) فَرَطَ بالتخفيف: إذا تقدم، وأفرط: إذا جاوز الحد (159) نشطت الحبل: عقدته أنشوطة، وأنشطه: حللته (201). وبمقارنة ما ذكره ابن بطال في هاتين الصيغتين بمعنى وباختلاف معنى، تحقق ما ذهب إليه، فمثلا ما نص عليه في صيغتى خلف وأخلف أكده كثير من اللغويين وفي مقدمتهم الزجاج في فعلت وأفعلت (¬1) والجواليقى (¬2) والفارابي (¬3) والجوهري (¬4) والزمخشري (¬5) وهو الذى تابعه المصنف فنقل عنه نص عبارته. وفي صيغتى سجد وأسجد اختار الركبي كونهما بمعنى، غير أن المشهور أنهما مختلفان في المعنى، فقد وضعهما الزجاج في فعل وأفعل والمعنى مختلف، وقال: سجد الرجل من السجود، وأسجد إسجادا: إذا طأطأ رأسه وانقاد (¬6) وهذا ما ذكره ابن السكيت حيث فرق بينهما، فوضع أسجد بإزاء فتور النظر والتطا من والانحناء، وجعل سجد لوضع الجبهة بالأرض (¬7)، وقرر ذلك السرقسطى في أفعاله (¬8) وابن الأثير في النهاية (¬9) وكل من ذهب إلى اختلافهما في المعنى، ومن ذهب إلى اتفاقهما في المعنى، ينشد على مذهبه قول حميد بن ثور: فضول أزمتها أسجدت ... سجود النصارى لأربابها وليس من العسير لمح الصلة بين الانحناء والتطامن وفتور الطرف، ووضع الجبهة في الأرض عند السجود وما يلزمه من الانحناء، مما يقرب المعنى بينهما، أو يجعله واحدًا. ولهذا قال ابن حمزة الأصبهاني تعليقا على قول ابن السكيت وإنشاده لبيت حميد، وبيت كثير: أغرك منا أن ذُلَّكِ عندنا ... وإسجاد عينيك الصيودين رابح قال (¬10): وهذا أيضًا، يقال على فَعَل وأفْعَلَ بمعنى، ولولا ذلك للزم حميدا أن يقول: إسجاد النصارى ولكنه لما كان يقال: سجد وأسجد بمعنى، قال: سجود النصارى. ولهذا، ولما هو ظاهر من المعنى: اختار الركبي كونهما بمعنى واحد. وقد كان تناوله لهاتين الصيغتين مشاكلا لموقف أصحاب التنقية اللغوية، الذين لا يثبتون في اللغة سوى المجمع على صحته، وفي مقدمتهم الأصمعى الذى كان كثيرا ماينكر صيغة أفعل أو يصفها بالرداءة، وكان الجوهرى ممن يعتنقون هذا المذهب، والتزامه بما أثبته في صحاحه شاهد لهذا، وكان ابن بطال يتابع الجوهرى فيما ذكره في صيغتى فعل وأفعل ومن ثم ¬

_ (¬1) ص 31، 32. (¬2) في ما جاء على فعلت وأفعلت 37. (¬3) في ديوان الأدب 2/ 314. (¬4) في الصحاح (خلف). (¬5) في الفائق 1/ 387. (¬6) فعلت وأفعلت 51. (¬7) إصلاح المنطق 247. (¬8) 3/ 504. (¬9) 2/ 242. (¬10) في التنبيهات 294.

تحقق صحة ما ذهب إليه فيهما. كما تناول كثيرا من الصيغ التى تختلف مبنى وتتفق معنى، ومنها: فَاعَل وفَعَّل: نحو قوله في الأذان: وفيه لغتان: آذن وأذَّن: إذا كان بمعنى الأعلام (55). فَعَّل وتَفَعَّلَ: كقوله في التأويل: أولته تأويلا وتأولته بمعنى (148). فَعَّل وأفْعَلَ: مثل قوله: جوَّزَ له ما صنع وأجاز له (271) وقوله: يقال: أسعر أهل السوق وسعروا: إذا اتفقوا على سعر (255). افْتَعَلَ وَتَفَاعَلَ وافَّاعَل: وهذا في قوله: يقال: صَالح صِلَاحا، وقد اصطلحا، وتصالحا، واصَّالحا (273). فَعِلَ وأفْعَلَ: ومنه: كلئت الأرض وأكلأت، فهى مكلئة، وكلئة (164). فَعَلَ يَفْعَل في معنى افْتَعَلَ يَفْتَعِلُ: وذلك قوله: وقد نجعوا ينجعون في معنى: انتجعوا ينتجعون عن يعقوب (163). أفْعَلَ: اسْتَفْعَلَ وتَفَعَّلَ: في قوله: أنقذه من فلان، واستنقذه منه، وتنقذه: بمعنى، أى: نحاه وخلصه (273). فَعِلَ وَتَفَعَّلَ وافْتَعَلَ: وفي مثله يقول: وقد وَسِخَ الثوب يوسخ، وتوسخ، واتسخ: كله بمعنى (159). فَعَلَ وَافْتَعَلَ واسْتَفْعَلَ: نحو قوله: نجوت الشجرة، وانتجيتها، واستنجيتها: إذا قطعتها (20). فَعَلَ وَأفْعَلَ وافْتَعَلَ: في قوله: شرت العسل، وأشرته، واشترته، فهو مشور ومشتار ومشار (56). أفْعَلَ وَفَعَّلَ واسْتَفْعَلَ: في مثل: أوطنت الأرض، ووطنتها توطينا واستوطنتها، أى: اتخذتها وطنا (67). فَعَل وافْتَعَل وتَفَعَّل: نحو: لثمت المرأة، والتثمت، وتلثمت: إذا شدت اللثام، وهى حسنة اللثمة (73). فَعَلَ وَفَعَّلَ: نحو قوله: قدر الله الأمر يقدره قدرًا وقدر الله الأمر تقديرا (178). فَعَلَ وتَفَعَّل: في قوله: تلمظ يتلمظ، ولمظ يلمظ: إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فيه، أو أخرج لسانه فمسح شفتيه، فجعله في فيه (221). واهتم ابن بطال بذكر لغات الفعل الواحد، ماضيا كان أو مضارعا، يبتغى بذلك توجيه لغة الفقهاء على الوجوه الجائزة في استعمال الفعل، وبخاصة والفقهاء لا يدققون في اختيار الأفصح لغة، وإنما يستخدمون في توجيه الأحكام ما طاع لهم من الأفعال والأسماء على أي وجه صحيح فمن ذلك في الماضى: قوله: طَهَرَ الشيء بالفتح وَطَهُر بالضم طهارة فيها (9) وقوله: وقد بَثَرَ وجهُهُ يَبْثُر ثلاث لغات: بَثِرَ، وبَثرَ، وبَثُر بالفتح

نبذة عن الهمز والتسهيل

والكسر والضم (66) وقوله: سَخَن الماء وسخُن وسخِن (11) وقوله: ورغم أنفه ورغم بالفتح والكسر (95). وقوله: يَنْبَعُ وَيَنْبُعُ وَيَنْبعُ نبع الماء ينبع وينبغ وينبع ثلاث لغات (9). ونلاحظ أنه حريص على جمع لغات الفعل حرصا يكاد يفوق حرص كثير من اللغويين الذين يهتمون بجمع الأفعال خاصة فقد جمع في الفعل "بثر" ثلاث لغات، بينما لم ينص السرقسطي (¬1) في أفعاله على أكثر من لغتين منها، وهما: بَثِرَ، وَبَثَر وعبارته: بَثِرَ الجسد بَثَراً: خرجت فيه أورام صغار، ويقال: بَثَر أيضًا بفتح الثاء وقد ذكر الفارابي (¬2) اللغات الثلاث، وتابعه الجوهري (¬3)، وتابعه الركبي كما ذكرها الفيومي (¬4) والفيروز آبادى (¬5)، وابن منظور (¬6)، وكثير غيرهم من اللغويين، مما يؤكد صحتها. وكان شديد الحرص في التنبيه على لغات الفعل المعتل، واويًا كان أو يائيا، والجمع بينهما إذا ما سُمِعَ فيه اللغتان ونص عليه اللغويون، ومنه قوله: حثا التراب يحثو ويحثى حثوا وحثيا (135) وقوله: قنوت الغنم وغيرها قنوة، وقنيت أيضًا قنية بالكسر، وقنية بالضم: إذا اتخذتها لنفسك لا للتجارة (155) وقولا: نقوت العظم ونقيته: إذا استخرجت نقيه: أى: مخه (217) وقوله: نما الشيء ينمى: إذا زاد نماء ونموا، وربما قالوا: ينمو، بالواو: (264). اهتمامه بالفصل بين المهموز وغير المهموز، وموقفه من الهمز والتسهيل. نبذة عن الهمز والتسهيل: الهمز: هو نبر الحرف، أو الضغط عليه، أو إعطاؤه حقه بن الإشباع حتى يظهر متمكنا في مخرجه، وقد غلبت تسمية الهمز على صورة (أ) الهمزة التى يطلق عليها المحدثون (The glattal stop) أو الوقفة الحنجرية، ويحدث هذا الصوت حين ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما بحيث لا يُسمح للهواء بالمرور، ثم ينفرجان فجأة، فيحدث صوت انفجارى نتيجة لاندفاع الهواء، ويخرج حينئذ صوت الهمزة، وانتاج هذا الصوت يكلف عضلات الحنجرة جهدًا كبيرًا نتيجة للانحباس الشديد، والانفجار التابع له، وكل هذا يتم في فترة وجيزة، فضلاً عن قرب ما بين الحنجرة ومصدر إطلاق الهواء، واندفاعه بشكل مباشر عن طريق القصبة الهوائية المستقيمة، ولهذا يتعين على عضلات الحنجرة أن تتخذ أشكالا متعددة لإحكام غلق فتحة المزمار ثم فتحها بقدر معين وفي فترة يسيرة لكى ينطلق الهواء سريعا حاملا هذا الصوت (¬7). ومن العرب من يستحسن نطق الصوت على هذا النحو من التحقيق، وقد أثر عن القبائل الضاربة في البداوة، كتميم، وقيس، وأسد، وتيم الرباب، وغنى، وعكل، وعقيل (¬8). واللغة المثالية تؤثر هذا النوع من الحقيق وتعتد به، ويدل لذلك التنزيل الكريم، وما حملته آياته من تحقيق الهمز. ¬

_ (¬1) في الأفعال 4/ 89. (¬2) ديوان الأدب 2/ 107، 231، 273. (¬3) الصحاح (بثر). (¬4) المصباح (بثر). (¬5) القاموس (بثر، والدرر المبثثة 77. (¬6) اللسان (بثر 208). (¬7) أنظر علم اللغة للسعران 145 - 147 والأصوات اللغوية د. أنيس 17 وعلم اللغة- الأصوات د. بشر 67 - 69 وأصوات اللغة العربية د. عبد الغفار هلال 181 - 185 والقراءات القرآنية في ضوء علم 22، 23. (¬8) أنظر اللهجات العربية في التراث 229 والقراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث ص 30. وفي اللهجات العربية ص 66، 98، 99، 120 وشرح المفصل 9/ 107.

كما وردت الرويات باستحسان أئمة اللغة لهذه الصفة، فيما أثر عن عيسى بن عمر قوله: ما آخذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب النبر، وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا (¬1). وبلغ ولوع بعضهم إلى حد تحقيق ما أباح القياس تسهيله، فقد روى أبو زيد قول العرب (¬2): غفر الله له خطائته، ومنه قول الشاعر: فإنك لا تدرى متى الموت جائىء ... إليك ولا ما يحدث الله في غد وهمزوا ما ليس بمهموز أصلا، كقولهم: معائش في معايش، ومنائر في مناير، ومصائب في مصاوب والخأتم والعألم، وقرأ ابن كثير: {وَكَشَفَتْ عَنْ سَأقَيْهَا} (¬3) بالهمز وأنشد الفراء: يا دار مى بدكا ديك البرق ... صبرا فقد هيجت شوق المشئق ويقولون: لبأت بالِحج، ورثأت زوجى، وحلأت السويق، واستلأمت الحجر. وقرأ عمرو بن عبيد: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} (¬4) وقرأ أيوب السختيانى: {وَلَا الضَّألِّينَ} بالهمز ومنه: شأبة ودأبة، وابيأض وادهأم (¬5). ويقولون في الوقت (¬6)؛ هذه حبلأ في حبلى، ورأيت رجلأ في "رجلاً". وعلى النقيض من ذلك: نظر قوم منا لعرب إلى الثقل الذى يصَاحبُ إنتاج صوت الهمزة، من حيث كونها أدخل الحروف في الحلق، وفي إخراجها شدة وانفجار ونبر كريه يجرى مجرى التهوع (¬7)، لذلك فروا من التحقيق إلى التسهيل، ومن هؤلاء قوم معتد بلغتهم، كقريش، وأكثر أهل الحجاز، ومنهم هذيل، وأهل المدينة، والأنصار، وغاضرة، وكنانة بن بكر (¬8). وقد روى أبو زيد أن أهل الحجاز، وهذيل وأهل مكة، والمدينة لا ينبرون (¬9)، وروى عن على - رضي الله عنه - أنه قال: "نزل القرآن بلسان قريش وليسوا بأصحاب نبر، ولولا أن جبريل عليه السلام نزل بالهمز على النبى - صلى الله عليه وسلم - ما همزنا" (¬10) وروى في الحديث أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا نبىء الله فقال: "لا تنبر باسمى" أى لا تهمز. وفي رواية: "إنا معشر قريش لا نبر" (¬11). وقد اعتدت اللغة المثالية بهذا التسهيل، وأخذت به كصفة مستحسنة تفرعت عن التحقيق الذى آثرته قبلا، وتنزل ببعض مظاهرها القرآن الكريم، وتصرف العرب في الهمز بقصد التسهيل والتيسر، بطرق مختلفة، منها الحذف، والتسهيل، والإبدال، يقول سيبويه (¬12) اعلم أن الهمز إنما فعل بها هذا من لم يخففها؛ لأنه بَعُدَ مخرجُها، ولأنها نبرة في الصدر تخرج باجتهاد، وهى أبعد الحروف مخرجا، فثقل عليهم ذلك. لأنه كالتهوع. وقال (¬13): اعلم أن الهمزة تكون فيها ثلاثة أشياء: التحقيق والتخفيف والبدل، فالتحقيق قولك: قرأت، ورأس، وسأل، ولؤم، وبئس، وأشباه ذلك، وأما التخفيف فتصير الهمزة فيه بين بين، وتبدل وتحذف. ¬

_ (¬1) انظر اللسان ص 26 ط دار المعارف، وشرح الشافية 3/ 32 والكتاب 3/ 542. (¬2) الخصائص 3/ 143 وسر صناعة الإعراب 1/ 81 وشرح الشافية 3/ 58 وشرح المفصل 9/ 117. (¬3) سورة النمل آية 44. (¬4) سورة الرحمن آية 39 وانظر الخصائص 3/ 148، وسر الصناعة 1/ 83 وشرح الشافية 2/ 249. (¬5) سر الصناعة 1/ 82 والخصائص 3/ 148 وشرح المفصل 10/ 12 وشرح الشافية 2/ 248. (¬6) سر الصناعة1/ 84 والخصائص 3/ 147، 148 وشرح المفصل 10/ 13 وشرح الشافية 2/ 249. (¬7) سر الصناعة 1/ 52، وشرح المفصل 9/ 107 وشرح الشافية 3/ 31 والأصوات اللغوية 91 ودراسات في علم اللغه 109 - 129. والقراءات القرآنية ق ضوء علم اللغة الحديث ص 20. (¬8) الكتاب 3/ 42 وشرح المفصل 9/ 107، وشرح الشافية 3/ 31 - 33 واللهجات. العربية في التراث ص 259، 260. (¬9) اللسان ص 26 ط دار المعارف. (¬10) شرح الشافية 3/ 32. (¬11) الفائق 3/ 401 واللسان (نبر 4323). (¬12) الكتاب 3/ 548. (¬13) السابق 3/ 541.

وقد فصل علماء العربية أنواع التسهيل هذه على النحو الآتى، مختصرا. (1) إذا سكنت الهمزة وأريد تسهيلها، فإن فتح ما قبلها: صارت ألفا، وإن ضم ما قبلها: صارت واوا، وإن كسر ما قبلها: صارت ياء، نحو راس في رأس، وقرات في قرأت، وجُونة في جؤنة، وسُوتُ في سؤت وذيب في ذئب، وجيت في جئت، وقد قعدوا هذا وجعلوه قياسا مطردا في أمثاله (¬1). (2) إذا تحركت الهمزة، فإن سكن ما قبلها صحيحا: ألقيت حركتها على ما قبلها، وحذفت، كمسلة في مسألة، والمرة في المرأة. وإن كان ما قبلها ياء أو واو مد زائدتين: قلبت إليهما، وأدغم أحد الحرفين في الآخر، كخطية في خطيئة، ومقروة في مقروءة، والنبى في النبىء. وتجرى ذلك على ياء التصغير كأفيِّس في أفيئس (¬2). وإذا تحركت، وتحرك ما قبلها،. وأريد تخفيفها، فحكمها أن تجعل بين بين، أى: بين مخرج الهمزة، وبين مخرج الحرف الذى منه حركة الهمزة، وفي هذا إضعاف لنبرة الهمز الثقيل، وبقية منه تدل عليه. فإن كانت مفتوحة، وفتح ما قبلها: جعلت بين الهمزة والألف، كسال في سأل وقرا في قرأ، فإن ضم ما قبلها: فإنها تفسير بين الهمزة والواو، كجون في جؤن. وإن كسر ما قبلها: صارت بين الهمز والياء كبير في بئر. وإن كانت مكسورة وقبلها متحرك، وأريد تخفيفها: جعلت بين بين، سواء كانت الحركة فتحة أو ضمة أو كسرة، مثل: سَيِمَ في سَئِمَ، وسُيِل في سُئِلَ. وإذا كانت مضمومة، وتحرك ما قبلها بالفتح، أو الكسر، أو الضم: تجعل كذلك بين بين، فتقرب من الواو الساكنة كلُوم في لُؤْم، ورُوس في رُوُوس، ويستهزون في يستهزئون (¬3). وهذا مذهب سيبويه. وكأن الأخفش يقلب الهمزة المكسورة، المكسور ما قبلها ياء خالصة. وبعض العرب يبدلون همزة بين بين إلى حروف بين خالصة، سواء كانت الفا، أو ياء، أو واوا، كسال، وروس، ومستهزين، وليس هذا بقياس مطرد عند سيبويه (¬4). عود إلى ظاهرة الهمز والتسهيل في النظم المستعذب. اهتم بن بطال الركبي بالفصل بين المهموز وغير المهموز من الأفعال، فنبه إلى ما يهمز وما لا يهمز وما يجوز فيه الهمز وغيره، وما لا يجوز تسهيله إلا في لغة العامة، ومن ذلك: في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلى أحدكم، فليلبس ثوبيه فإن الله تعالى أحق من يزين له، فمن لم يكن له ثوبان فليتزر إذا صلى ولا يشتمل اشتمال اليهود" (¬5). يقول الركبي: قوله "فليتزر" صوابه: فليأتزر بالهمز ولا يجوز التشديد؛ لأن الهمزة لا تدغم في التاء، وقولهم "اتزر" عامى، والفصحاء على ائتزر، وقد لحنوا من قرأ {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} بالتشديد (72). ¬

_ (¬1) الكتاب 3/ 543، 544. وشرح المفصل 9/ 107، 108: شرح الشافية 3/ 32، 33. (¬2) شرح المفصل 9/ 108، 109 وشرح الشافية 3/ 33، 34. (¬3) الكتاب 3/ 541 - 543 وسر صناعة الإعراب 1/ 53، 34 وشرح المفصل 9/ 11، 112 وشرح الشافية. (¬4) المراجع السابقة. (¬5) الفائق 3/ 261 والنهاية 1/ 44 والمهذب 1/ 65.

وفي قول الشيرازى (*): "ويرقى على الصفا والمروة" يقول ابن بطال: يقال: رقى بكسر القاف، وبالياء في الماضى يرقى بفتحها والألف في المستقبل رَقْيًا ورُقِيًّا: إذا صعد، وارتقى: مثله، ولا يقال: رَقَى بفتح القاف إلا من الرُّقْيَةِ، فإنه يقال رَقَى يَرْقَى رُقْيَةً. ورقأ الدم يرقأ بالهمز: إذا انقطع (207). وفي قول الشيرازى (/): "يوم التروية" يقول: فيه تأويلان، أحدهما: أنه مأخوذ من الروية، وهى: التفكر في الأمر، يقال: رَوَّيْتُ في الأمر: إذا فكرت فيه ونظرت، يهمز ولا يهمز. والثانى: أنه مأخوذ من رَوَّيْتُ أصحابى: إذا أتيتهم بالماء، وأصله من الرِّىَّ الذى هو ضد العطش (207، 208). وفي قول الشيرازى (¬1): "ملك ضعيف لا يحتمل المواساة" هى مفاعلة من الآسى، وهو: الطيب، كأنها في النفع بمنزلة الدواء في النفع مع العلة. وقال الجوهرى: آسيته بمالى، أى: جعلته إسوتى فيه، وواسيته: لغة ضعيفة فيه (139). وفي قول الشيرازى (¬2): "وأومأ في السجود" يقول الركبي (¬3): يقال: أومأ برأسه بالهمز وأشار بيده، وأومأت إليه: أشرت. ولا يقال: أوميت. وومأت إليه ومأ: لغة، قال: فقلت السلام فاتقت من أميرها ... فما كان إلا ومؤها بالحواجب وفي قوله: "الوضوء" يقول الركبي: وتوضأت للصلاة بالماء، بالهمز ولا تقل: توضيت، وبعضهم يقوله (9). وفي قوله (¬4): "فإذا طرأ" يقول: مهموز، أى: حدث، وأصله: الطرىء: ضد العتيق (268). وظاهر أن ابن بطال متابع إلى أصحاب التنقية اللغوية، ولا يميل إلى استعمال ما هو عامى في مذهبهم، فما ذكره في اتزر: ذكره ابن السكيت في إصلاح المنطق (¬5) والزمخشرى في الفائق (¬6) وابن الأثير في النهاية (¬7) وأنكره الخطابى (¬8) في قولهم "اتَّجَرَ" و "اتُّمِنَ" وكذلك أنكره المطرزى في المغرب (¬9). غير أنه أجاز "إيتزر" بالياء، ومن الإزار، وبهذا يصح إدغامها في فاء افتعل، كما لو كانت أصلا، كذا ذكر الفيومى (¬10)، ونص الصغانى (¬11) على أنه يجوز أن تقول: اتزر بالمئزر أيضًا فيمن أدغم الهمزة في التاء، كما يقال: اتَّمَنْتُهُ، والأصل: أئتمنته والجوهري الذى سبق أنه من الذين لا يجيزون غير الصحيح، يقول: أزَّرته تأزيرًا فتأزر، واتَّزر إزرة حسنة (¬12)، فثبت بهذا صحة هذه اللغة، وإن كانت على غير الأفصح. وما ذكره في "أومأ" نبه إليه ابن السكيت (¬13)، ولكن ابن قتيبة وضعه في باب ما يهمز أوسطه من الأفعال ولا يهمز بمعنى واحد، وعبارته: أومأت إلى فلان وأوميت (¬14)، وأنشد الأخفش لذى الرمة: إذا قلَّ مالُ المرءِ قل صديقُهُ ... وَأوْمَتْ إليه بالعيوب الأصَابعُ إنما أراد: أومأت، فاحتاج فخفف تخفيف إبدال، ولم يجعلها بين بين، إذ لو فعل ذلك لانكسر البيت؛ ¬

_ (*) في المهذب 1/ 224. (/) السابق 1/ 225. (¬1) في المهذب 1/ 140. (¬2) السابق 1/ 62. (¬3) في النظم المستعذب 67،68. (¬4) في المهذب 1/ 321. (¬5) ص 373. (¬6) 3/ 261. (¬7) 1/ 44. (¬8) إصلاح خطأ المحدثين ص 14. (¬9) مادة (أزر). (¬10) المصباح (أزر). (¬11) التكملة (أزر). (¬12) الصحاح (أزر). (¬13) في إصلاح المنطق 148. (¬14) أدب الكاتب 476.

لأن المخففة تخفيفا بين بين في حكم المحققة (¬1). وقال المطرزى: العرب تقول: أومى برأسه، أى: قال لا، يعنى بترك الهمز. فثبت صمحه ما منعه الركبي. ونبه إلى أن "طرأ" مهموز، وذلك، لجريان لفظ "الطريان" على ألسنة الفقهاء، وقد ورد كثيرا في الوجيز (¬2) للغزالى، كقوله: "طريان ما يغير مقدار الدية" (¬3) وقد أجازه النسفى في طلبة الطلبة (¬4)، على سبيل تليين الهمزة للتخفيف، ولا وجه لتسهيل الهمزة المفتوحة في مثل الطرآن، وقد خطأ المطرزى هذا التسهيل في قوله: "وأما الطريان فخطأ أصلا" (¬5). ونراه يتابع الجوهرى في إنكار قولهم "توضيت" وهذا على أن اللغة الفصحى: توضأت، وقد تابع الجوهرى (¬6) اللغويين المتشددين في تنقية العربية، كابن السكيت (¬7) وابن قتيبة (¬8)، وقد وضعا هذا القول في جملة كلام العوام ونصوا على أن الأفصح توضأت بالهمز. وفي الكتاب الذى وضعه ابن برى في غلط الضعفاء من الفقهاء (¬9) قولهم: توضيت. وهذا صريح في أن التسهيل خطأ من العوام، غير أن متابعة الهمزة في هذا الموضوع، أى: كونها مفتوحة: ما قبلها مفتوح، فضلا عن تطرفها، ووجود نظائر لها وقع فيها التسهيل، كل هذا يبيح تسهيلها وابن السكيت الذى أنكر مثل هذا التسهيل إباحة في مثل أرجأ، فقال: تقول: هذا رجل مرجىء وهم الرجئة وإن شئت قلت: مرج، وهم المرجية؛ لأنه يقال: أرجأت الأمر وأرجيته: إذا أخرته (¬10). وابن قتيبة يقر أرجيت، حيث وضع تسهيلها مع تحقيقها على قدم المساواة في أداء المعنى، فقال في باب ما يهمز أوسطه من الأفعال (¬11)، ولا يهمز بمعنى واحد: أرجأت الأمر وأرجيته. وذكر فيه: تأممت وتيممت وابن برى يعترف بأنه يجوز أن يقال: استبريت الجارية، على لغة ضعيفة (¬12) ويقر أيضًا. بأنه: ليس أحد يقول بَدِيت بمعنى بدأت إلا الأنصار، والناس كلهم بَدَيْت وبدأت. وعليه قول شاعرهم ابن رواحة: باسم الِإله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا (¬13) والفيومى يجعل التسهيل في مثل هذا قياسا، فيقول: إن تسهيل همزة الطرف في الفعل المزيد، وتسهيل الهمزة الساكنة قياس، فيقال: أرجأت الأمر وأرجيته، وأنسأت وأنسيت، وأخطأت وأخطيت، وتوضأت وتوضيت، وهو كثير فالفقهاء جرى على ألسنتهم التخفيف (¬14). وعن أبي زيد، قال: وقال أبو عمر الهذلي: قد توضيت، فلم يهمز وحولها ياء (¬15). وكل هذا يدل على جواز التسهيل فما منع ابن بطال الفقهاء منه، كما يؤكد ما ذهبنا إليه من أنه كان يتابع المتشددين في تنقية اللغة العربية. ¬

_ (¬1) اللسان (ومأ 4926). (¬2) أنظر الوحيز 1/ 88، 3/ 90. (¬3) 2/ 129. (¬4) ص 65. (¬5) المغرب (طرأ). (¬6) في الصحاح (وضأ). (¬7) في إصلاح المنطق 149. (¬8) في أدب الكاتب 366. (¬9) لوحة 1. (¬10) إصلاح المنطق 146. (¬11) أدب الكاتب 475. (¬12) غلط الضعفاء من الفقهاء لوحة 2. (¬13) اللسان (برى 235). (¬14) المصباح (جزأ). (¬15) اللسان 26 ط دار المعارف.

تركب اللغات

تركب اللغات: وكما اهتم بن بطال بأبواب الأفعال عرض إلى ما تداخلت أبوابه، فنبه إلى ما ورد منها في ألفاظ المهذب، ومنه في حديث ميمونة - رضي الله عنها -: "أجنبت فاغتسلت من جفنة ففضلت فيها فضلة" (¬1) يقول الركبي: فضل الشيء بالكسر يفضل بالفتح، وفضل الشيء بالفتح يفضل بالضم، وفضل بالكسر يفضل بالضم ثلاث لغات، والثالثة: قليلة عزيزة، ولها نظائر من الصحيح والمعتل مع قلتها (43) وانظر 157. وفي دعاء الاستسقاء (¬2): "اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين" يقول: قَنَطَ يَقْنِطُ، وَقَنَطَ يَقْنُطُ قُنُوطاً فهو قانط، وفيه لغة ثالثة: قَنِطَ يَقْنِطُ قَنَطَا. وَقَنِطَ يَقْنِطُ، بالكسر فيهما، عن الأخفش (121). وفي قوله الشيرازي (¬3): لأن الفقراء أهل رشد لا يولى عليهم. يقول الركبي: يقال: رشد بالفتح يرشد بالضم، ورشد بالكسر يرشد بالفتح، لغة فيه (159). الأفعال المتعدية اللازمة: ونبه ابن بطال إلى الأفعال المتعدية اللازمة، ومنه في قوله الشيرازي (¬4): "ويدخل إصبعه في فيه ويسوك أسنانه، ولا يفغر فاه" يقول: فغر فاه يفغره، وفغر فوه، أى: انفتح، وفغر فاه، يتعدى ولا يتعدى (126) وفي قوله الشيرازي (¬5): "فيلحقهم وهن" يقول: قد وهن الإِنسان ووهنه غيره، يتعدى ولا يتعدى (215). وفي الحديث: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه" (¬6) يقول: مقل يمقل: إذا غاص في الماء، وقد مقلته: لازم ومتعد (14، 15). الفروق في استخدام لغات الأفعال: ومما عنى به الركبي: ذكر الفروق المعنوية المترتبة على اختلاف لغات الأفْعَال، ومنه قوله: نفست المرأة: إذا حاضت، بفتح النون، أى: سال دمها، فهى نافس، ونفست -بضم النون، فهى نفساء، على ما لم يسم فاعله: إذا ولدت (13، 47)، وقوله: فرَّطَ بالتشديد: إذا قصر، وفرط بالتخفيف: إذا تقدم وأفرط: إذا جاوز الحد (55، 158) وقوله: قنع بالفتح يقنع بالكسر قنوعا: إذا سأل، ويقال من القناعة: قنع بالكسر يقنع بالفتح (218) رقوله: حللت من الإِحرام (213) وحل الدين يحل بالكسر حلولا، وحل بالمكان يحل بالضم حلا وحلولا ومحلا (263) وقوله: هوى بالكسر يهوى هوى، أى: أحب، وهوى بالفتح يهوى هويا، أى: سقط إلى أسفل (274). وقوله: غبنته في البيع بالفتح، أى: خدعته وقد غبن فهو مغبون؛ وغبن رأيه بالكسر: إذا نقص، فهو غبين، أي: ضعيف الرأى (276) وقوله: وَهَمْتُ في الشيء بالفتح أهِمُ وَهْمًا: إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره؛ ووَهِمْتَ بالكسر في الحساب أوْهَمُ وَهْماً: إذا غلطت فيه وسهوت (59). ¬

_ (¬1) المهذب 1/ 32. (¬2) السابق 1/ 124. (¬3) نفسه 1/ 167. (¬4) نفسه 1/ 233. (¬5) نفسه. (¬6) نفسه.

استخدام تصريفات الأفعال لإيضاح معانى الأسماء

استخدام تصريفات الأفعال لإيضاح معانى الأسماء: ومن ذلك قوله: الإحليل: مجرى البول من الذكر، ويكون أيضًا مخرج اللبن من ضرع الناقة وغيرها، مأخوذ من تحلل: إذا جرى (34) وقوله: السباطة: الكناسة التى تطرح كل يوم بأفنية البيوت فتكثر، من سبط عليه العطاء: إذا تابعه (37) وقوله: الاستنجاء: مأخوذ من نجوت الشجرة وانتجيتها واستنجيتها: إذا قطعتها (40) وقوله: التلفيق: مأخوذ من لَفَقْتُ الثَّوْبَ ألْفِقُهُ لَفْقًا (46). ذكر الفعل ومطاوعه: ومنه قوله: جذمت الحبل فانجذم، أى: قطعته فانقطع (61) وقوله: "جفا السرج عن ظهر الفرس وأجفيته أنا: إذا رفعته عنه وجافاه عنى فتجافى (67) وقوله: ودفعت الرجل فاندفع، مثل درأته فاندرأ (160) وقوله: زرقه بالرمح فانزرق فيه الرمح: إذا نفذ فيه ودخل (173). ذكر أفعال تحمل على لغة العامة: ومنه في الحديث: "حتى لتوشك الظعينة أن تخرج منها بغير جوار حتى تطوف بالكعبة" يقول: توشك بالكسر أى: تسرع، يقال: أوشك فلان يوشك إيشاكا. . . والعامة تقول: يوشَك بفتح الشين، وهى لغة رديئة (183، 184). وقوله: وقولهم "اتَّزَر" عامى، والفصحاء على "ائْتَزَرَ" (72) وقد سبق التعليق عليه. ذكر نوادر الأفعال فيما يقال وما لا يقال: في قول الشيرازي (¬1): كما لو غسل يده ثم كشط جلده. يقول ابن بطال: كشط جلده، أى: نزعه، يقال: كشطت البعير كشطا: نزعت جلده، ولا يقال: سلخت (28، 196). وفي قول الشيرازي (¬2): فإن صلى مقبرة تكرر فيها النبش لم تصح صلاته. يقول: هو إثارة التراب وإخراج الموتى. يستعمل ذلك في إخراج الموتى ولا يستعمل في غيره، ولا يقال: نبشت الماء ولا نبشت البئر، بل يقال: حفرت (68). وقوله: النضخ -بالخاء المعجمة- أكبر من النضح، ولا يقال منه فَعَل ولا يَفْعَلُ، قال أبو زيد: يقال منه: فَعَلَ يَفْعَلُ (41). وفي قول الشيرازي (¬3): ويستحب أن يستلم الحجر. يقول: استلم الحجر: لمسة إما بالقبلة أو باليد، ولا يهمز لأنه مأخوذ من السلام، وهو الحجر، كما يقال: استنوق الجمل. وقيل: إنه مأخوذ من السلام بمعنى التحية (204). وقوله: خلُق -بضم اللام- يقال خلُق الثوب يخلُق، وغيره: إذا صار خلقا، أى: بالياء، بضم اللام، مثل ظرف يظرف، ولا يقال بكسرها (32). ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 17. (¬2) السابق 1/ 63. (¬3) نفسه 1/ 222.

تنبيه الفقهاء إلى أنواع الأخطاء

وقوله: يقال: نما المال ينمى، وينمو: لغة ضعيفة (141) وفي موطن آخر: "وربما قالوا ينمو (264). وقوله: يقال: هنأنى الطعام ومرأنى، فإذا لم يذكر هنأنى، قلت: أمرأنى، ولا يقال: مرينى (120). تنبيه الفقهاء إلى أنواع الأخطاء: والركبي ينبه الفقهاء إلى أخطاء لغوية مختلفة، فإلى ما ذكره في باب الهمز والتسهيل، نراه يهتم بما يقع فيه التصحيف، فيقول في قول الشيرازي: ويجوز الدباغ بكل ما ينشف فضول الجلد، كالشب والقرظ: قال بعضهم: الشب بالباء بنقطة واحدة من تحت، وليس بشىء، وهو الذى يستعمله الأساكفة والصباغون قال الأزهري: السماع فيه بالباء، وقد صحفه بعضهم، فقال: الشث، والشث: شجر مر الطعم، لا أدرى أيدبغ به أم لا. (17، 18). وفي الحديث: أن قدح النبى - صلى الله عليه وسلم - انكسر (مكان الشفة سلسلة من فضة (¬1). يقول الركبي: قوله: "مكان الشفة" ذكر القلعى أنه "مكان الشعب" وهو الشق و "الشفة" خطأ. ولم نسمعه إلا "الشفة" وليس بخطأ، إنما أراد الموضع الذى يضع عليه شفته حين يشرب، وهو حرف الإناء. . . إلخ (20). وفي قول الشيرازي: وإن كان مما يقصد منه الورق كالتوت. . . إلخ (¬2) يقول الركبي: بتاءين معجمتين من فوق، شجر معروف يعلفه دود القز، وله حمل أحمر طيب يؤكل، ولا تقل "التوث" بالثاء المثلثة (248). والذى ذهب إليه الأزهرى أنه الشب بالباء، وليس الشث بالثاء (¬3)، متابعة للإمام الشافعى، حيث قال (¬4) الدباغ: بكل ما دبغت به العرب من قرظ وشب، يعنى بالباء الموحدة. ذكر نقيضه المطرزى: فقال (¬5) قولهم: "يدبغ بالشب" بالباء الموحدة تصحيف؛ لأنه صباغ، والصباغ لا يدبغ به، لكنهم صحفوه من الشَّثَّ بالثاء المثلثة، وهو شجر مثل التفاح الصغار ورقه كورق الخلاف يدبغ به. ويؤكد مذهب المطرزى قول الفارابى (¬6): والشت: ضرب من شجر الجبال يدبغ به. وقال في الشب (¬7): حجارة منها الزاج وأشباهه. وتابعه الجوهرى (¬8) في الشث، فقال: ثبت طيب مر يدبغ به. وقال ابن الأثير (¬9): في الحديث "أليس في الشث والقرظ ما يطهره" يعنى جلد الشاة الميتة: الشث والقرظ: نبتان يدبغ بهما، هكذا يروى هذا الحديث بالثاء المثلثة، وكذا يتداوله الفقهاء في كتبهم وألفاظهم. ومن ثم فإن قول الأزهرى ليس بالقول الفصل، ولذا قال الفيومى (¬10): فحصل من مجموع ذلك أنه يدبغ بكل واحد منهما لثبوت النقل به، والإثبات مقدم على النفى. والذى ذكره الركبي في حديث انكسار القدح، وأنه "مكان الشفة" ورد تخطئة القلعى، فيه نظر، ¬

_ (¬1) ورد في المهذب 1/ 12. (¬2) في المهذب 1/ 279. (¬3) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 16. (¬4) .......... (¬5) في المغرب (شبب). (¬6) ديوان الأدب 3/ 2. (¬7) السابق 3/ 1. (¬8) الصحاح (شثث). (¬9) في النهاية 2/ 444. (¬10) في المصباح (شبب).

ومنها في التصريف

لأن الحديث روى في مشكل الآثار (¬11) "الشعب" وكذا في النهاية (¬12)، وخطأ النووى (¬13) "الشفة" والرواية في بعض نُسخ المهذب "الشعب" كما هو مذكور في النسخة التى بين أيدينا، وعليه فإن في قول الركبي نظر كثير. أما قوله: ولا تقل التوث بالثاء المثلثة، فقد جاء هذا نقلا عن الجوهري جماعة منعوا منه ومنهم ابن السكيت (¬14) وثعلب (¬15). وذكر ابن قتيبة (¬16) قول الأصمعى: الفُرسُ تقول: توث والعرب تفول توت. وذكر أبو حنيفة الدينوري أنه بالثاء، وحكى عن بعض النحويين أنه بالتاء، قال أبو حنيفة: ولم يسمع في الشعر إلا بالثاء، وأنشد لمحبوب النهشلى (¬17): لروضة من رياض الحزن أو طرف ... من القرية حزن غير محروث أحلى وأشهى لعينى إن مررت به ... من كرخ بغداد ذى الرمان والتوث فدل ذلك على أن التوث بالمثلثة لغة، والمنع منها من قبيل التشدد. ومنها في التخفيف والتشديد: في الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج معتمرا، فحالت قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه، وحلق رأسه بالحديبية" يقول: الحديبية: مخففة لا تشدد إلا في لغة رديئة. والجعرانة: مخففة، قال الربيع: سمعت الشافعى يقول: الحديبية: بالتخفيف. وقال ابن عبد الحكم: قال الشافعى: لا تقل: الجِعرّانة ولكن قل الجعرانة بالتخفيف (202) ومنها في التصريف: وفي الحديث: "أتى بفرس معرور" يقول: أى: عرى، ليس عليه سرج، قال أهل اللغة، يقال: فرس عرى، وخيل أعراء، ولا يقال: فرس معرور. وإنما المعرورى: الذى يركب الفرس عريا، يقال: اعرورى الفرس: إذا ركبه عريا. (133). وفي قوله الشيرازي: "الخضروات" يقول: قال مجاهد: أراد التفاح والكمثرى، وما أشبهها، والعرب تقول للبقول: الخضراء. ومنه الحديث: "إياكم وخضراء الدمن، وهو اسم للبقول، وليس بصفة، فلذلك جمع بالألف والتاء، كالمسلمات، ولو كان صفة لجمع جميع الصفات على خضر وصفر (149). لغات الأسماء: عنى ابن بطال بذكر اللغات الممكنة في الأسماء والتى أقرها أئمة اللغة، فنص على ما فيه لغتان، وما يحتمل ثلاث لغات،: ما يقال بأربع لغات، وما يقال خمس لغات إلى ما ذكر اللغويون فيه ست لغات. يهدف من ذلك التوسعة على الفقهاء في مجال التعبير اللغوى، ودفع كثير مما نسب إليهم من أخطاء لغوية صادرة في الغالب عمن يعتنق مذهب التنقية والتشدد اللغوى. ¬

_ (¬11) 2/ 173. (¬12) 2/ 477. (¬13) في المجموع شرح المهذب 1/ 257. (¬14) في إصلاح المنطق 308. (¬15) في الفصيح 318. (¬16) أدب الكاتب 386. (¬17) أنظر التنبيه والإيضاح 1/ 159 واللسان (توت 454).

فمما ذكر فيه لغتين

فمما ذكر فيه لغتين: قوله: جَدَاد وجِدَاد وهو قطع الثمرة وصرامها (152) وقوله: جُدرى، وهو نفط منتفخ يحدث في الجسد يزيده ألما، يقال بضم الجيم وفتحها (44) وقوله: جَص وجص بالفتح والكسر (135، 136) وقوله: جِهَاز السفر يفتح ويكرس (185) وقوله: حَج وحِج، بالفتح والكسر (181) وقوله: حَصاد وحِصاد، بالفتح والكسر، وقد قرىء بهما معا (152) وقوله: والرُّفْعَة: الجماعة ترافقهم في سفرك، والرِّفعة بالكسر: مثله (188). وقوله: القِطْنِيَّة بكسر القاف وإسكان الطاء .. وحكى الهروى فيه لغة ثانية: الْقَطْنية، بفتح القاف وسكون الطاء (152) وقوله: المِرْفق: مفصل ما بين العضد والساعد، يقال فيه: مَرْفِق بفتح الميم وكسر الفاء؛ ومِرْفَق بكسر الميم وفتح الفاء: لغتان جيدتان (28) وقوله: والْمَشَعْرُ الحرام: أحد المشاعر، وكسر الميم فيه لغة (215) وقوله: المكث بالضم: الاسم من المكث، قال الجوهرى، الاسم: المُكث والمِكث: بضم الميم وكسرها (16) وقوله: يَسَار ويسار بالفتح والكسر، والفتح أفضح (102). وقوله: الحرج: الضيق، يقال: مكان حَرَجٌ وحَرِجٌ (211) وقوله عن ابن السكيت: شَعَر رَجَل ورَجلٌ: إذا لم يكن شديد الجعودة (179) وقوله: رُسُغ وَرُسْغٌ مثل عُسُر وعُسْر، بالضم والإسكان، والسين والصاد (76) وقوله: الزئبر: بكسر الزاى والباء، والهمزة: هو ما يعلو الثوب الجديد من الزغب، وما يعلو الخز، قال يعقوب: وقد قيل: زِئْبرُ، بِضم الباء (50) وقوله: شعائر الحج، قال الأصمعى: الواحدة شعيرة، وقال بعضهم: شعارة (215) وقوله: يقال (في الطحلب) طُحْلُبٌ وطُحْلَبٌ، كجندب وجندب (12) وقوله: اللبن: جمع لبنة، مثل كلمة وكلم، ويجوز لَبْنَةٍ وَلِبْن، بالإسكان، مثل لبدة ولبد، قاله ابن السكيت (270) وقوله: المقبرة: فيها لغتان فصيحتان: فتح الباء وضمها، وفتح الميم لا غير، ولا يقال: مقبرة، بكسر الباء (66، 67) وقوله: الْهَدْىُ والهَدِىُّ: ما يهدى إلى الحرم من النعم .. وقرىء {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} بالتخفيف والتشديد، الواحدة: هَدْيَةٌ (215) وقوله: الْوَحَلُ بفتح الحاء وسكونها: لغتان (98) وقوله: يقال: جمل مقصوُّ وَمَقْصِىُّ (210). وكل ما سبق تابع فيه الجوهرى، الفارابى، وابن قتيبة، وابن السكيت، والصحاح، وديوان الأدب، وأدب الكاتب، وإصلاح المنطق. وقد نصت المعجمات على اللغتين فيما ذكر، غير أنه لم يراع الدقة في ترتيب اللغات حسب تقديم الأفصح منها، ثم الذى يليه، بالترتيب الذى دونه المحققون من اللغويين، فعلى سبيل المثال، نراه يقدم في الذكر لغة فتح الميم وكسر الفاء، ويؤخر لغة كسر الميم وفتح الفاء. والعكس هو المختار عند المحققين، فقد اقتصر الأصمعى. ومعه البصريون، ويونس بن حبيب وأبو عبيدة (¬1) على كسر الميم وفتح الفاء في مرفق اليد، وهذا يعنى أولا انكسارهم للغة الثانية. ثم حمل ابن السكيت، وابن قتيته (¬2) اللغة الثانية على لغة العوام. غير أن الفراء صرح بأن أكثر العرب على كسر الميم من الأمر، ومن الإنسان وقال: والعرب أيضًا تفتح الميم من مرفق الإنسان، لغتان (¬3). وذكر ابن دريد أنها لغة الكوفين، وهى قليلة (¬4). ولذا جمع اللغويون بين اللغتين على الترتيب مقدمين لغة كسر الميم وفتح الفاء (¬5). وعلى هذا، فإن الركبي لم يكن يهتم بغير جمع اللغات فقط غير مراع لترتيبها. وعلى ذلك قياس ما ذكر فيه لغتين. ¬

_ (¬1) خلق الإنسان للأصمعى 205 ومجاز القرآن 1/ 395 وجمهرة اللغة 2/ 398 والمخصص 1/ 164. (¬2) إصلاح المنطق 175 وأدب الكاتب 391. (¬3) معانى القرآن 2/ 136. (¬4) جمهرة اللغة 2/ 398. (¬5) أنظر الاقتضاب 2/ 204 وديوان الأدب 1/ 289، 299 والصحاح (رفق) والفرق لابن فارس 61 وشرح كفاية المتحفظ 199 واللسان (رفق 1695) والمصباح (رفق).

ومما ذكر فيه ثلاث لغات

ومما ذكر فيه ثلاث لغات: - قوله: في بغات الطير: هى شرارها، يقال فيه: بِغَاثٌ، وَبُغَاثٌ، وَبَغَاثٌ: ثلاث لغات (270). وقوله: بغداد. فيها ثلاث لغات: بغداد- بداليين مهملتين؛ وبغدان- بدال مهملة ونون؛ وبغداذ بدال وذال (115). وقوله: في قوله تعالى {حِجْرًا مَحْجُورًا (22)} [الفرقان: 22] قرى بالضم والفتح والكسر، والحجر: الحرام، وفيه ثلاث لغات (269) وقوله، في الخفارة: الاسم: الخفرة، بالضم، وكذلك الخُفَارَةُ بالضم، والخفارة بالكسر (182). وقوله: فعلت الشىء على رغم أنفه، أى: ألصقته بالتراب. وفيه ثلاث لغات: رَغْم، ورِغْم، ورُغم (95). وقوله: في الزبيل: هو الزنبيل، معروف، وفيه لغات: زِنْبِيل بالكسر والنون؛ وزِبِّيل، بالتشديد، وكسر الزاى بغير نون؛ وزَبيل، بفتحها والتخفيف (258). وقوله: السقط: الولد يولد قبل تمامه، وفيه ثلاث لغات: سقط بضم السين، وفتحها، وكسرها (131). وقوله: السقيم المريض، والسُّقَام والسُّقْمُ والسَّقَمُ: المرض، وهما لغتان، مثل حزن وحزن (99). وقوله: الشام. .. فيه ثلاث لغات: شآم- بالهمز والفتح والمد؛ وشأم- بالهمز والسكون. وَشَامٌ- بترك الهمز (187). وقوله في قصاص الشعر، فيه ثلاث لغات: قُصَاصٌ، وَقَصَاصٌ؛ وَقِصَاصٌ، والضم أعلى (82). تعليق على بعض ما ذكر: بعد عرض هذه اللغات على مصادر اللغة ظهر أن الركبي متابع في تسجيل هذه اللغات للجوهرى، والفارابى، وابن السكيت، وابن قتيبة؛ وأنه يهتم أولا بجمع اللغات، ولا يعنيه ترتيبها، وأن متابعته لهؤلاء اللغويين وضعه في زمرة أصحاب التنقية اللغوية، ولذا نراه يقتصر على ما أجمع عليه اللغويون من لغات. وثمة اختلاف بين اللغويين، في ترتيب ما يحتمل ثلاث لغات، فعلى سبيل المثال لفظ "السقط" يضعه ابن السكيت فيما ورد على فَعْل وفُعْل وفِعْل، ثم يقول: وهو سُقْط الرمل، وسَقْط، وسِقْط. وكذلك: سِقْط النار والولد. كذا الضبط بالشكل. وقد لاحظت أنه جمع الفتح والضم والكسر في فاء فعل، كعنوان، ثم ذكر ما ورد من أمثلة، تارة على ترتيب شكل العنوان، وتارة على غير ترتيب شكله، كما ذكر في السقط (¬1). ثم نرى ابن قتيبة يخالف هذا، فيقول (¬2): يقولون للولد: سِقْط، رالأجود: سُقط (الأول: بكسر السين، والثانى: بضمها) ثم يجمع اللغتين في موطن آخر (¬3)، فيما جاء بلغتين واستعمل الناس أضعفهما، سُقْط للولد، وسِقْط ثم يجمع ثلاث لغات فيه من غير ترتيب: سِقْط، وسُقْط، وسَقْط (كذا) (¬4) للرمل. ولا أستطيع الجزم بأن الشكل المذكور من تصحيف المحققين؛ لعدم نص ابن السكيت وابن قتيبة ¬

_ (¬1) إصلاح المنطق 84، 85. (¬2) أدب الكاتب 423، 424. (¬3) السابق 531. (¬4) نفسه 570.

ومما ذكر فيه أربع لغات

بالعبارة. والمعروف ابن قتيبة ينقل عن ابن السكيت، فكيف تناقض ترتيب التشكيل؟؟ ولعل التثليث شائع في اللفظ فتسنى بذلك جمعها كما اتفق. ثم إن الفارابى وهو الذى يتبع ابن السكيت، يقول في "فَعْل" بفتح الفاء: وَسَقْطُ الولد، فيه ثلاث لغات سَقط وسُقَط وسِقَط. (بفتح الأول، وضم الثانى، وكسر الثالث) ثم يقول: وكذلك سقط النار وسقط الرمل في اللغات الثلاث (¬5). ثم يقول في "فُعْل" بضم الفاء: والسُّقْطُ: لغة في السَّقْطِ من الرمل (¬6). ثم يقول في "فِعْل" بكسر الفاء: وهو سِقْط الولد، وسِقْط النار، وسِقْط الرمل (¬7). ورأيت ابن سيدة (¬8) يفرق في الترتيب بين سقط الولد وسقط النار، وسقط الرمل، على النحو الاتى: في سقط الولد: هو السِّقْط، والسُّقْط، والسَّقْط في سقط النار: هو سَقْطُ، وسِقْط، وسُقْط في سقط الرمل: هو سِقْط، وسُقْط، وسَقْط ويتابعه ابن منظور (¬9) ثم يقول الفيومي (¬10): وهو المحقق المدقق: سقط الولد من بطن أمه، فهو سِقْط بالكسر والتثليث لغة. وسقط النار، وسقط الرمل: بالوجوه الثلاثة. ونقل ابن السيد (¬11) عن أبي عبيدة التثليث في الثلاثة. وكذا الأزهري (¬12)، والقالى (¬13) عن أبي عبيدة. وعلى هذا الفيروز ابادى (¬14). ومما سبق يتضح أن جمع لغات اللفظ على التثليث: خروج من هذا التضارب الذى نشأ عن عدم النص بالعبارة على أفصح اللغات المسموعة عن العرب. ومن ثم تعارض نص الفيومي الذى صرح فيه بالكسر في سقط الولد، مع نص ابن قتيبة الذى صرح فيه بالضم في سقط الولد أيضًا. والركبي بين هؤلاء متابع للجوهري، نقل نص عبارته، فجمع اللغات التى يعنيه جمعها في المقام الأول، ولم يبال بالترتيب. ومما ذكر فيه أربع لغات: قوله في الأضحية: وفيها أربع لغات: أضحية- بضم الهمزة؛ وإضحية- بكسر الهمزة، والجمع: أضاحى؛ وضحية، على فعيلة، والجمع: ضحايا؛ وأضحاة، والجمع أضحى، كما يقال: أرطاة وأرطى (216). وقوله: التعريج على الشيىء: الإقامة عليه، وكذلك التعرج، تقول: ما لى عليه عَرْجَةٌ، ولا عِرْجة، ولا تعريج ولا تَعَرّج (179). وقوله: في الفخذ أربع لغات: فَخِذٌ؛ وَفِخْذٌ؛ وَفِخِذِ. وَفَخْذٌ (70). ¬

_ (¬5) ديوان الأدب 1/ 116. (¬6) السابق 1/ 155. (¬7) نفسه 1/ 187. (¬8) المحكم 6/ 137. (¬9) في اللسان (سقط 2037). (¬10) في المصباح (سقط). (¬11) المثلثات 2/ 403. (¬12) تهذيب اللغة 1/ 390. (¬13) الأمالى 1/ 66. (¬14) الدرر المبثثة 130 والقاموس (سقط).

ومما ذكر فيه خمس لغات

وقوله: النَّفْرُ- بسكون الفاء؛ ويقال: يوم النَّفَر- بالتحريك؛ ويوم النُّفُور؛ ويوم النَّفِير عن يعقوب (212). وقوله: التَّهْلُكَةُ: مصدر هلك هَلَاكًا وَهُلُوكًا وَمَهْلَكًا وَتَهْلُكَةً (228). ومما ذكر فيه خمس لغات: في الحديب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف سبعا" يقول: سبعا فيه خمس لغات: سَبْعًا- بفتح السين، وإسكان الباء، أى: سبع مرات؛ وسُبُعًا- بضم السين والباء، كما يقال: ثُلُث وَثُلْثٌ، وسُدُسٌ وسُدْسٌ - وَسُبْعًا- بضم السين وإسكان الباء، كما يقال: ثُلْثٌ وسُدْسٌ؛ وسبوع- بفتح السين؛ وأسبوع- بزيادة الألف (204). قوله في العربون: يقال: عُرْبَان؛ وعُرْبون؛ وأُرْبان؛ وأُربون، ويقال: عَرَبون- بفتح العين والراء، قال (يعنى القتيبى): وهو الذى تسميه العامة: الربون (240). تعليق: نلاحظ أن ابن بطال ذكر في "السبع" خمس لغات، ذكر منها: السُّبُع وتخفيفه، مع أن السُّبُع: هو الجزء من السَّبْعَةِ، كما ذكرت المعجمات- والسُّبْعُ تفريعه، وقد ذكر اللغويون فيه لغتين مشهورتين، وهما: الأسْبُوعُ والسُّبُوع، قال الأزهرى: قال الليث (¬1): الأسبوع من الطواف: سَبْعَةُ أطواف. . . ومن العرب من يقول: سُبُوع في الأيام والطواف بلا ألف، مأخوذة من عدد السَّبْع، والكلام الفصيح: الأسْبُوع. وقال ابن سيدة (¬2): والسُّبُوع والأسْبُوع: تمام سبعة أيام، وكذا ذكر الفيومي (¬3) وابن منظور (¬4). وقال ابن الأثير (¬5): في الحديث: "أنه طاف بالبيت أُسْبُوعاً" أى: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سُبُوع بلا ألف: لغة فيه قليلة. وقيل: هو جمع سُبْعٍ أو سَبْع، كبرد وبرود، ودرب ودروب. ثم ذكر الفيروز آبادى (¬6) لغة ثالثة، هى: سَبْعًا، كما وردت رواية الحديث، وأضاف شارح القاموس (¬7): سُبْعًا بضم السين. وهى اللغة المتفرعة عن السُّبُع التى ذكرها ابن بطال. وعلى هذا يكون ترتيب اللغات على النحو الآتى: أسْبُوع؛ وسُبُوع؛ وَسَبْع؛ وَسُبْعٌ: أربع لغات، وانفرد الركبي بلغة، هى: سُبُع، بضم السين والباء. فضلا عن أنه جعل السُبُوع بالفتح، وهى بالضم، فإن صحت لغة، فقد انفرد من بين اللغويين السابقين بلغتين، وأهمل لغة السُّبُوع بالضم، وإلا فقد أخطأ الضبط، وهذا هو الراجح. كما نلاحظ أيضًا أنه اهتم بجمع اللغات، وأهمل ترتيبها، إذ قدم قياسًا من عنده، وأوجد أصلا وهو سُبُع من فرع وهو سُبْع بالضم، وإلا فقد أخطأ الضبط، وهذا هو الراجح. كما نلاحظ أيضًا أنه اهتم بجمع اللغات، وأهمل ترتيبها، إذ قدم قياسًا من عنده، وأوجد أصلا وهو سُبُع من فرع وهو سُبْعٍ، وهذا ما لم نعهده منه إذ دأب على متابعة من يؤثرون التزام الصحيح في اللغة. وخير دليل على هذا إلى ما سبق أنه ذكر في العربون خمس لغات متابعة للقتيبى (¬8)، ¬

_ (¬1) تهذيب اللغة 2/ 115. (¬2) المحكم 1/ 315. (¬3) في المصباح (سبع). (¬4) اللسان (سبع 1924، 1925). (¬5) النهاية 2/ 336. (¬6) القاموس (سبع). (¬7) تاج العروس (سبع). (¬8) أدب الكاتب 408، 574 =

ومما ذكر فيه ست لغات

والجوهري (¬1)، على أن ثمة لغات أخرى فيه، نص عليها اللغويون، فقد ذكر الفيروز آبادى (¬2) ست لغات فيه العُرْبان؛ والعُرْبون، بضمهما، وَالْعَرَبون محركة، وتبدل عينهن همزة، أو تصير: أُرْبان؛ وأَرْبُون وأَرَبُون. وكذلك ذكرها الإمام اللغوي شمس الدين محمد بن إسحاق الأموي، في لغات مختصر ابن الحاجب (¬3). فهذا يدل على أنه وقف عند حد المتابعة. ولم يهتم بتقديم اللغة العالية، وهى "العَرَبُون" بفتح العين، والراء المهملة، وأشار إليها بقوله "ويقال عَرَبُون" وهذا يعنى أنها لغة في غيرها، مع أن الجواليقي (¬4) صرح بأن اللغة العالية العَرَبون، بفتح العين والراء المهملة. وكذلك قدمها الفيومي (¬5) على سائر لغاته ومما ذكر فيه ست لغات قوله: والأرز، فيه ست لغات: أُرُزٌّ: بضم الهمزة وتشديد الزاى؛ وأَرزٌّ: بفتح الهمزة، وتشديد الزاى؛ وأرز: بضم الهمزة والراء والزاى، مخففا؛ وأُرْز: بضم الهمزة وإسكان الراء، ورز: بغير ألف. ورنز بزيادة نون (151). وهذه اللغات تابع فيها الجوهري، وابن السكيت، غير أنه خالفهم في ترتيبها، وهما وغيرهما، يرتبونها على النحو الآتى: ابن السكيت (¬6): أَزُرٌّ- أُرُزُّ- أُرْزٌ، أَرْزُّ مثلُ رُسُل- أُرْزٌ مثل حُجْر- رُزٌّ- رُنْزٌ. ابن قتيبة: (¬7): أَرُزٌّ- أُرُزٌّ- أُرْزٌ،. مثل كُتْب- أُرُزٌ مثل كتب- رُزٌّ- رُنْزٌ. ثعلب (¬8): أُرْزٌ. الجوهري (¬9): أرُزٌّ- أُرُزٌّ تتبع الضمة الضمة- اُرْزٌ - أُرُزٌ، مثل رُسْل ورُسْل- رُزٌ- رُنزٌ، وهى لبعد القيس. الفيومى (¬10): أُرْزٌ وزان قفل- أُرُزٌ قفل- أُرُزٌ تتبع الضمة الضمة- أُرْزٌ -أُرْزٌ أرز مثل عسُر وعسْر- رُزُّ وزان قفل. الفيروز آبادى (¬11): أرُزٌّ، كأشد- أرُزٌ، مثل قفل- أُرُزٌ مثل طنب- رُزُّ- رُنزٌ- آرُزٌ، ككابل أَرُزٌ، كعضد. ونستخلص بعد هذه المقارنة: أن اللغة المقدمة هي "الأرُزُّ" بفتح الهمزة وضم الراء وتشديد الزاى، وهي التى قدمها ابن السكيت، وابن قتيبة، واقتصر عليها ثعلب، وقدمها أيضًا الجوهرى، والفيروز آبادى. ونلاحظ أيضًا إضافة الفيروز آبادى للغتين، لم يحاول الركبي ضمهما لما ذكر من اللغات؛ كما نلاحظ أنه أهمل نسبة لغة "رنز" إلى عبد القيس، على الرغم من متابعته للجوهرى. وكل هذا يدل على أنه كان يجمع اللغات دون مراعاة لترتيبها، حتى في حالة متابعته لغيره، وأنه كان يبالغ في جمعها أحيانا، كما في لغات"سبع" ¬

_ = وغريب الحديث 1/ 197. (¬1) الصحاح (أرب- عرب). (¬2) القاموس (أرب- عرب). (¬3) ورقة 46 مخطوطة دار الكتب رقم 47 لغة. (¬4) المعرب 233. (¬5) المصباح (عرب). (¬6) إصلاح المنطق 132. (¬7) أدب الكاتب 575. (¬8) الفصيح 305. (¬9) الصحاح (أرز). (¬10) المصباح (أرز). (¬11) القاموس (أرز).

المقصود والممدود

ويعتدل أحيانا أخرى، كما هنا. المقصود والممدود: من الظواهر اللغوية التى عنها بها اللغويون قديمًا وحديثا: ظاهرة قصر اللفظ ومده، فقد صنف قدماء اللغويين رسائل خاصة، جمعوا فيها الألفاظ المقصورة، والممدودة في العربية، ومنهم الفراء (توفى سنة 207 هـ) واليزيدي (توفى 202 هـ) والأصمعي (توفى 216 هـ) وأبو عبيد القاسم بن سلام توفى سنة 216 هـ) وابن السكيت (توفى سنة 244 هـ) وأبو حاتم السجستاني (توفى سنة 255 هـ) والمبرد (توفى سنة 285 هـ) والمفضل بن سلمة (توفى سنة 300 هـ) وابن الأنباري القاسم بن محمد (توفى سنة 304) والزجاج (توفى سنة 311 هـ) وابن عرفة نفطويه (توفى سنة 323 هـ) والوشاء (توفى سنة 325 هـ) وابن الأنبارى محمد بن القاسم (توفى سنة 328 هـ) وابن ولاد (توفى سنة 332 هـ) وأبو عمر الزاهد (توفى سنة 345 هـ) وابن درستويه (توفى سنة 347 هـ) والقالى (توفى سنة 356 هـ) وابن التسترى (توفى سنة 360 هـ) وابن القوطية (توفى سنة 367 هـ) وابن خالويه (توفى سنة 370 هـ) وأبو على الفارسى (توفى سنة 377 هـ) وابن جنى (توفى سنة 392 هـ) وابن الأنبارى أبو البركات (توفى سنة 577 هـ) وابن مالك (توفى لسنة 672 هـ) وغيرهم من القدماء والمحدثين (¬1)، مما يدل على عظيم العناية بهذه الظاهرة. والمقصود: كل اسم كانت في آخره ألف في اللفظ زائدة كانت، أو غير زائدة، نحو: ملهى، مرمى، بشرى، تقى، تقوى، معزى. والممدود: كل اسم كانت في آخره همزة بعد ألف زائدة، نحو: قراء، فناء، رداء، علباء (¬2). وقد اهتم ابن بطال بهذه الظاهرة في كتابه، فنبه إلى الألفاظ المقصورة، والألفاظ الممدودة، وما يمد منها ويقصر. فمن المقصود: قوله: الخلى: مقصور: الحشيش (200). قوله: طوى بالفتح: واد بمكة، قال الأصمعى: هو مقصور (202). قوله: كدى: مضموم مقصور (202). قوله: الكوة: هى ثقب البيت، والجمع كواء وكوى أيضًا: مقصور (274). قوله: وهوى النفس: شهوتها: مقصور (200). ومن الممدود: قوله: والبغاء: الزق، بالكسر والمد (240). قوله: الردى: مهموز ممدود (153). قوله: طواء: من طريق الطائف: ممدود (202). قوله: كداء: الأعلى من طريق مكة: مفتوح ممدود (202). ¬

_ (¬1) ينظر مقدمة تحقيق المقصود والممدود لأبي الطيب الوشاء، للدكتور رمضان عبد التواب ص 15 - 23. (¬2) المقصور والممدود لابن ولاد 3، 4.

قوله: المرىء: ممدود مهموز (230). قوله: الهواء: (ما بين السماء) والأرض: ممدود (274). ما يقصر ويمد: قوله: والباقلى: هو الفول، يشدد فيقصر، ويخفف فيمد (151). قوله: الرضا: إذا كان مصدرا: قصر، وإذا كان اسما: مد (182). قوله: الفدية والفدى والفداء: كله بمعنى واحد، والفداء: إذا كسر أوله: يمد ويقصر، فإذا فتح: فهو مقصور (195). قوله: المريطاء: ممدودة عن الأصمعي، ومقصورة عن الأحمر، وتمد وتقصر عن أبي عمرو (62). قوله: الهندب: بكسر الدال: يمد ويقصر (248). قوله: الوحى: السرعة، يمد ويقصر (235). المذكر والمؤنث: حظيت ظاهرة تذكير اللفظ وتأنيثه، فيما لا يحمل علامة من علامات التأنيث المشهورة، بكبير اهتمام اللغويين، فوقفوا مصنفات خاصة بهذه الظاهرة، تحت عنوان "المذكر والمؤنث وظهر التأليف فيها من قديم. ولعلماء اللغة أقوال مشهورة في أهمية معرفة المذكر والمؤنث، ومنها: قوله أبي بكر محمد بن القاسم بن الأنباري (¬1): "اعلم أن من تمام معرفة النحو والإعراب: معرفة المذكر والمؤنث؛ لأن من ذكر مؤنثا أو أنث مذكرا: كان العيب ملازما له، كلزومه من نصب مرفوعا، أو خفض منصوبا". وقول ابن فارس (¬2): "معرفة المذكر والمؤنث، لا غنى بأهل العلم عنه؛ لأن تأنيث المذكر، وتذكير المؤنث: قبيح جدا". وقول ابن التسترى (¬3): "ليس يجرى أمر المذكر والمؤنث على قياس مطرد، ولا لهما باب يحصرها. . . فلهذه العلة قلنا: إنه ليس يجب الاشتغال بطلب علامة تميز المؤنث من المذكر؛ إذْ كانا غير منقاسين، وإنما يعمل فيهما على الرواية، ويرجع فيما يجريان عليه إلى الحكاية". وقول فندريس (¬4): "ليس هناك من غلطة تصدم السامع من فم أحد الأجانب أكثر من الخلط في الجنس فإذا ما تجاوز تكرارها: تعذر فهم الكلام، ومع ذلك فالتمييز بين الأجناس لا يقوم على شيىء من العقل". ولما كان حصر هذا الباب في قياس مطرد ضرب من المحال، نهض قدماء اللغويين بوضع رسائل تضم الألفاظ المذكرة والألفاظ المؤنثة، السماعية، خدمة للعربية، وللباحثين في أسرارها. ومنهم: الفراء، والأصمعي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وابن السكيت، وأبو حاتم السجستانى، والمبرد، والمفضل بن سلمة وابن الأنباري القاسم بن محمد، وأبو موسى الحامض سليمان بن محمد (توفى 305 هـ) والزجاج، وابن شقير (توفى سنة 311 هـ) وابن كيسان (توفى 320 هـ) والوشاء، وابن الأنبارى محمد بن القاسم، وابن درستويه، وابن التسترى (توفى 361 هـ) وابن خالويه، وابن جنى، وابن فارس (توفى 395 هـ) وأبو البركات بن الأنبارى (¬5). ¬

_ (¬1) مقدمة المذكر والمؤنث له- بتحقيق الدكتور عضيمة ص 5. (¬2) في مقدمة كتابه المذكر والمؤنث ص 46 بتحقيق الدكتور رمضان عبد التواب. (¬3) في صدر كتابه المذكر والمؤنث 47، 46. (¬4) اللغة ص 127. (¬5) ينظر مقدمة تحقيق المذكر والمؤنث لابن الأنبارى 8 - 12 ومقدمة تحقيق المذكر والمؤنث لابن التسترى 32 - 36 ومقدمة تحقيق مختصر المذكر والمؤنث للمفصل بن سلمة تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب 23 - 31.

الفروق اللغوية

وقد اهتم ابن بطال الركبي بالتنبيه إلى ما ورد في المهذب من هذه الألفاظ، وكان صدوره عن أئمة اللغة ممن ذكر، ومنها: قوله: قال الفراء: الأضحية تذكر وتؤنث، فمن ذكر: ذهب إلى اليوم (117). قوله: ودرع المرأة: قميصها يذكر، ولا يؤنث (71). قوله: والذهب: مؤنثة: يقال: ذهب حمراء، وروى الفراء تذكيرها. ذكر ذلك الزمخشرى (244). قوله: الزقاق: ماليس بنافذ. وكذلك الدرب، قال الجوهرى: الزقاق: السكة يذكر ويؤنث (273). قوله: الصلح- بضم الصاد: الاسم من المصالحة، يذكر ويؤنث (273). الفروق اللغوية: من الظواهر الواضحة في شرح ابن بطال: إبراز الفروق الدقيقة بين الألفاظ ومعانيها، وقد لاحظت اهتماما كبيرا من الفقهاء بهذه الفروق، ويرجع هذا إلى أن أى اختلاف، مهما كان يسيرا، بين الدال والمدلول يؤدى إلى اختلاف كبير في الأحكام المترتبة عليه. فمن ذلك في استعمال ألفاظ خاصة لمعانى خاصة: الفرق بين الإيماء والإشارة: قوله: أومأ بطرفه، أى: حركة وأشار به، وأصل الإيماء: بالطرف وهو البصر، والإشارة، باليد، وقد يستعمل أحدهما مكان الآخر (104). الفرق بين الحمد والشكر: الحمد: هو الثناء على الرجل بجميل أفعاله، وإن لم يحسن إلى خصوص المثنى، والشكر: ثناء المنعم عليه مكافأة للمحسن على إحسانه إليه، وقد يوضع الحمد مكان الشكر، تقول: حمدته على معروفة، وشكرته أيضًا. وحمدته على شجاعته، ولا تقل: شكرته على شجاعته. وهما متقاربان إلا أن الحمد أعم؛ لأنك تحمد على الصفات ولا تشكر، وفي الحديث: "الحمد رأس الشكر" وذلك يدلك على الفرق بينهما (5، 6). الفرق بين الخضوع والخشوع: قوله: خشع بمعنى خضع وذل، قال الليث: الخشوع: قريب المعنى من الخضوع غير أن الخضوع في البدن، والخشوع في القلب والبصر والصوت (81). الفرق بين السرب والنفق: قوله: السرب: بيت في الأرض، يقال: انسرب الوحشى في سربه وانسرب الثعلب في جحره، والسرب لا منفذ له، فإذا كان له منفذ، فهو نفق (37). الفرق بين الشهيق والزفير: قوله: الشهيق: صوت الزفير، والنحيم من الحلق. وأصله: صوت الحمار، يقال: شهق يشهق شهيقًا، ويقال: الشهيق: رد النفس. والزفير: إخراجه (93). الفرق بين الشوص والموص: قوله: يقال: شصته ومصته، وقال أبو عبيد: شصت الشيىء: نقيته وقال ابن الأعرابى: الشوص والدلك والموص: الغسل (22). الفرق بين الصلع والقرع: الصلع: ذهاب الشعر عن البشرة، والقرع: تقشر البشرة (251). الفرق بين الفأرة والفارة: قوله: فأرة- بالهمز: الدابة المعروفة. وفارة المسك غير مهموزة، وهى: النافجة، قال: "فَارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ".

الفرق بين سقيته وأسقيته

الفرق بين سقيته وأسقيته: قوله: سقيته وأسقيته: بمعنى، وقد جمعها لبيد في قوله: سقى قومى بنى مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال ويقال: سقيته لشفته، وأسقيته لماشيته وأرضه، والاسم: السِّقْى بالكسر (119). الفرق بين الكسوف والخسوف: يقال: كسفت الشمس، وخسف القمر، هذا أجود الكلام، وقد يجعل أحدهما مكان الآخر (118). الفرق بين القىء والقلس: قوله: قال الجوهري: القلس: ما يخرج من الحلق ملء الفم، أو دونه، وليس بقىء وإن عاد، فهو القيىء، وقلست الكأس: فاضت (92). الفرق بين اللمس والمس: قوله: لمس النساء، باللام: لسائر الجلد. ومس الفرج بالكف، بالتشديد، بغير لام: اصطلاح وقع في عبارة الفقهاء، ولا فرق بينهما في اللغة (33). الفرق بين النضح والنضخ: قوله: النضح الرشن والرشح، يقال: نضحت القربة والجابية تنضح بالفتح نضحا: إذا رشحت ماء، والنضخ بالخاء المعجمة: أكبر من النضح (41، 50). الفرق بين الحيض والاستحاضة: قوله: الفرق بين الحيض والاستحاضة: إن الحيض: الذى يأتى لأوقات معتادة. ودم الاستحاضة يسيل من العاذل، وهو عرق فمه الذى يسيل منه في أدنى الرحم دون قعره، ذكر ذلك ابن عباس (45). الفرق بين الصنم والوثن: قوله: الوثن: الصنم، والجمع: أوثان. وقيل: الوثن: ما لم يكن على صورة حيوان، والصنم: ما كان مصوراً (137). الفروق بين المعانى تبعًا لاختلاف حركات الألفاظ: بين الفتح والضم: قوله: الجهد- بفتح الجيم: النصَب؛ والجهد- بالضم: المبالغة والغاية، قال الشعبى: الجَهْدُ: في القيتة، والْجُهْد: في العمل (121). قوله: السَّعوط- بالفتح: الدواء الذى يدخل في الأنف، والسُّعوط- بالضم: هو الفعل، كالوَضوء والوُضوء (26). قوله في الحديث "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول": غلول، يروى بضم الغين، وفتحها، فمن ضم، فهو مصدر غلَّ يَغُلُّ غُلُولًا: إذا خان في المغنم وسرق منه، ثم تصدق به، فإنه لا تقبل صدقته، ومن فتح، فمعناه: من غال، أى: من خائن. وأصله: من غل الجزار الشاة: إذا أساء سلخها، فيبقى على الجلد لحم (64). قوله: المكث بالضم: الاسم من المكث، قال الجوهرى: والاسم: المكث (16). قوله: في الحديث "حتى ذهب هوى من الليل" بفتح الهاء، أى: هزيع منه، وهو طائفة منه وأما الهُوى بالضم، فالسقوط من علو إلى سفل (57).

بين الفتح والضم

قوله: مُرَاحُ الغنم: الموضع الذى تأوى إلية، يقال: أراح الغنم: إذا أواها، والموضع: المُراح- بالضم؛ وراحت بنفسها، والموضع: المراح- بالفتح. فأما إذا أراحها من الإستراحة فالضم لا غير؛ لأنه مصدر أفعل (69). بين الفتح والضم والكسر: قوله: الغسل ينقسم على ثلاثة أقسام: بالضم، والفتح، والكسر، فالغسل- بالضم: هو الاسم، والغُسْلُ- أيضًا: الماء؛ وأما الغَسْلُ- بالفتح: فهو المصدر؛ وأما الغِسْل- بالكسر: فهو ما يغسل به الرأس من السدر والخطمى وغيره (40). بين الفتح والإسكان: قوله: تقف إمامة النساء وسْطَهُن: بالسكون؛ لأنه ظرف، يقال: جلست وسط القوم، بالسكون؛ لأنه ظرف. وجلست وسَط الدار- بالتحريك؛ لأنه اسم. وكل موضع صلح فيه "بين" فهو وسْط- بالتسكين. وإن لم يصلح فيه "بين" فهو وسَط- بالتحريك، وربما سكن، وليس بالوجه (103). بين الفتح والكسر: قوله: الجنازة: واحدة الجنائز، والعامة تقول: الجَنازة بالفتح، والمعنى: الميت على السرير فإذا لم يكن عليه ميت، فهو سرير ونعش. قال الأزهرى: يقال للسرير إذا جعل فيه الميت وسوى للدفن: جِنازة بكسر الجيم، وأما الجَنازة -بفتح الجيم- فالميت نفسه، يقال: ضرب حتى ترك جَنازة (123). بين الفتح والضم: قوله: الخُطبة على المنبر: بالضم؛ وخطبت المرأة خِطبة- بالكسر (110). وقوله: كفة القميص: ما استدار حول الذيل. وكان الأصمعى يقول: كل ما استطال فهو كُفة -بالضم- نحو كُفة الثوب، أى: حاشيته. وكل ما استدار فهو كِفة -بالكسر- نحو كِفة الميزان، وكِفة الصائد، وهى حبالته (108). نوادر لغوية في الفروق: لم يتوان ابن بطال في تسجيل كل ما يرى فيه فائدة لغوية، يطلع عليها القارىء، ويوضح به المعنى المنشور في إطار الاستعمال، فهو يبين كيف أن العربية تحمل اسمًا لكل مسمى في مختلف مراحل تطوره، مع احتفاظها بالاسم والمعنى العام الذى يشملها، فإذا كان المرض اسم عام يجمع أنواع العلل، فهو يعلق على قول الشيرازي (¬1): "من لا يقدر على الحج لزمانة أو كبر وله مال، يدفع إلى من يحج عنه، فيجب عليه فرض الحج. . . والمعضوب أولى أن لا يلزمه". يقول ابن بطال: الزمانة: المرض، والزمن: الذى امتد زمانه في العلة وطالت علته، قال الجوهري: يقال: رجل زمن، أى: مبتلى بين الزمانة. والمعضوب: هو الذى انتهت به العلة، وانقطعت حركته، مشتق من العضْب، وهو: القطع، قال في فقه اللغة: إذا كان الإنسان مبتلى بالزمانة، فهو زمن، فإذا زادت زمانته، فهو ضمن، فإذا أقعدته، فهو متعد، فإذا أقعدته، فهو قعد، فإذا لم يبق به حراك، فهو معضوب (184). ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 198.

الملامح النحوية والصرفية

ويتابع تطور "القراد" من الصغر إلى الكبر، فيَثْبِت الأسماء التى وضعها له العرب، فيقول: الْحَلَمة: هِي القُرَادُ الكبير العظيم، قال الأصمعى: أوله: قَمْقَامَة، إذا كان صغيرا جدا، ثم حَمْنَانَة، ثم قُراد، ثم حَلَمَة، ثم عَلٌّ، وطِلْحٌ (68). ومنها في أسماء التمر، قوله: البُسر: قبل الرطب؛ لأن أوله طَلع، ثم خَلَال، ثم بَلَح، ثم بُسر، ثم رطب (259). وإذا كان اسم الجحور يقع على كل جحر في الأرض، فإن جحر اليربوع لها أسماء مختلفة، يقول: اليربوع: دويبة بخلقة الفأر، أو أكبر، تكثر مفاتح جحره في الأرض، إذا سدوا عليه فتحا: خرج من آخر، ولكل واحد اسم، وهى: النافقاء؛ والقاصعاء؛ والدَّامَّاء. والراهطاء (204). من نوادر الفروق قوله: الخصى: سلوك الخصيين، يقال: خصية للواحدة، وكذلك: الخِصية- بالكسر. والخُصيتان: البيضتان. والخُصيْان: الجلدتان اللتان فيهما البيضتان. وإذا ثنيت، قلت: خصيان، لم تلحقه التاء، وكذلك الألية، إذا ثنيت قلت: أليان، لم تلحقه التاء، وهما نادران (251). الملامح النحوية والصرفية: النحو والتصريف من العلوم التى ألم بها ابن بطال وأتقنها، وقد اتخذ من معارفه في هذا الباب وسيلة أحسن استخدامها في توضيح كثير من الألفاظ والاستعمالات التى تجرى على ألسنة الفقهاء، كما وجه كثيرا من القراءات القرآنية، والأحاديث الشريفة على اختلاف رواياتها، والشواهد الشعرية المشكلة، فمن ذلك: في الآيات القرآنية: في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬1) يقول: الغُلول يروى بضم الغين، وفتحها، فمن ضم: فهو مصدر غَلَّ يَغُلُّ غُلُولاً: إذا خان في المغنم، وسرق منه، ثم تصدق به، فإنه لا تقبل صدقته. ومن فتح، فمعناه: من غال، اى: من خائن، ومنه قوله تعالى: الآية أى: يَخُون. ومن قرأ {يُغَلَّ} أى: يُخَوَّن ويتهم (64). وفي قول الشيرازي (¬2): "يجوز حمل الجنازة بين العمودين" يقول؛ هما العمودان اللذان يكتنفان النعش من جانبيه، والجمع: أعمدة في القليل، ومنى الكثير: وعَمَدٌ، وقرىء بهما في قوله تعالى: {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (132). وفي توجيه لفظ الْخَصُيم يقول: يقال: رجل خصم، ورجلان خصم، ورجال خصم، وامرأة خصم، ونساء خصم، يستوى فيه الواحد والتثنية والجمع، والمذكر والمؤنث؛ لأنه وصف بالمصدر، والمصدر لا يثنى ولا يجمع، فأما قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ} (¬3) فمعناه: فريقان (236). ويحمل قراءة من قرأ قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} (¬4) على اللحن بناء على توجيه: فليتزر بقوله: صوابه فليأتزر -بالهمز- ولا يجوز التشديد؛ لأن الهمزة لا تدغم في التاء. وقولهم: اتزر: عامى، ¬

_ (¬1) سورة آل عمران آية 161. (¬2) في المهذب 1/ 135. (¬3) سورة الحج آية 19. (¬4) سورة البقرة آية 283.

في الأحاديث الشريفة

والفصحاء على ائتزر، وقد لحنوا من قرأ: الآية (72). في الأحاديث الشريفة: قوله في حديث: "الذى يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في جوفه نار جهنم" (¬1): في إعرابه وجهان: "نارُ جهنم" و "نَارَ جَهَنَّم" بالرفع والنصب، فمن رفع: جعل الفعل للنار، أى: تنصب نارُ. ومن جعل الفعل للشارب، أي: يصب الشارب نار جهنم، والنصب أجود، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} (¬2) (119). وفى الحديث: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" يقول: قال الصفار: معنى الخبر: أن ثواب خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، لا أن الأشياء عند الله على خلاف حقائقها عندنا. وقال النحويون: لا يقال فم بالميم، إلا إذا أفرد، فأما إذا أضيف، فإنما يقال: فوك وفوه، ولا يقال: فمك ولا فمه، إلا نادرا في الشعر، كقول الأقيبل: يا ليتها قد خرجت من فمه ... حتى يعود الملك في أُسْطُمِّهِ في تَفْسير ألفاظ الأذان: قولهم: الله أكبر، يقول: قال أهل اللغة: أكبر ها هنا بمعنى كبير، قال الفرزدق: إن الذى سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول أى: عزيزة طويلة، وقال آخر: إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل أى: لمائل، والشواهد لهذا كثير، ومنه قول تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ (27)} (¬3) أى: هين، وفيه خلاف .. وقال أهل النحو: معناه: الله أكبر من كل شيىء، فحذفت من وما اتصل بها، كما تقول: أبوك أفضل، وأخوك أعقل أي: أفضل وأعقل من غيره، قال: إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن ... سراج لنا إلا ووجهك أنور أراد: أنور من غيره، وذلك لأنه خبر مبتدأ، والخبر: ما أفاد السامع، ولا تقع الإفادة إلا بتقدير المحذوف (58، 59) ويستطرد في تفصيل إعراب قولهم. "لا حول ولا قوة إلا بالله" فيذكر خمسة أوجه من الإعراب مشهورة في كتب النحو مستشهدا لكل وجه منها بالشواهد القرآنية والشعرية (63). في معانى الحروف: من بمعنى البدل في قولهم: "لا ينفع ذا الجد منك الجد" يقول: ذكر في الفائق أن قوله "منك" من قولهم: هذا من ذاك، أى: بدل ذاك، ومنه قوله: فليت لنا من ماء زمزم شربة ... مبردة باتت على طهيان ¬

_ (¬1) المهذب 1/ 11 وانظر حاشية التحقيق ص 18. (¬2) سورة النساء آية 10. (¬3) سورة الروم آية 27.

أى: بدل ماء زمزم، ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60)} (¬1) أي: بدلكم والمعنى: أن المحظوظ لا ينفعه حظه بذلك، أى: بدل طاعتك وعبادتك. قال: ويجوز أن تكون من على أصل معناها، أعنى: الابتداء، وتنعلق إما بينفع، وإما بالجد، والمعنى: أن المجدود لا ينفعه منك الجد الذى منحته، وإنما ينفعه أن تمنحه التوفيق واللطف في الطاعة، أو لا ينفع من جده منك جده، وإنما ينفعه التوفيق منك. وقال الجوهري: منك ها هنا، معناه: عندك (86). ويذهب مع الزجاج إلى إنكار كون إلى بمعنى مع في قوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ (6)} (¬2) فيقول: قال الزجاج: إلى في هذا الموضع بمعنى مع غير متجه، إنما تكون تحديدا؛ لأنه لو كان معنى الآية: اغسلوا أيديكم مع المرافق، لم تكن في المرافق فائدة، وكانت اليد كلها يجب أن تغسل من أطراف الأصابع إلى الإبط؛ لأنها كلها يد، ولكنه لما قال {إِلَى الْمَرَافِقِ (6)} أمره بالغسل من حد المرفق إلى أطراف الأصابع، كأنه لما ذكر اليد كلها: أراد أن يحد ما يغسل من غيره، فجعل حد المغسول المرفق، وما زاد غير داخل في حد المرافق، فالمرفق منقطعة عما لا يغسل، داخلة فيما يغسل (27، 28). ويفرق في الجواب بين "أجل" و "نعم" فيذهب إلى أن "أجل" تقع في جواب الخبر محققة له، يقال: قد فعلت كذا؟ فتقول: أجل، ولا تصلح في جواب الاستفهام. وأما "نعم" فمحققة لكل كلام (38). وهذا وإن تابع فيه الجوهري، إلا أن الأخفش ذكر أنها تكون في الخبر والاستفهام، إلا أنها في الخبر أحسن من نعم، ونعم في الاستفهام أحسن منها. فإذا قال: أنت سوف تذهب، قلت: أجل. وكان أحسن من نعم، وإذا قال: أتذهب؟ قلت: نعم، وكان أحسن من "أجل" (¬3) (38). ويفرق ابن بطال بن أل التى للجنس وأل التى للعهد في قولهم في الدعاء "حق ما قال العبد وكلنا لك عبد" بأن الألف واللام في "العبد" لتعريف الجنس، لا لتعريف. العبد، قال: والمراد: العبيد، كقوله سبحانه: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} (¬4) وأراد الناس، بدليل أنه استثنى منه الجمع، فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا (3)} (2). ويوضح نواحى التصريف في بنية الكلمة من إعلال وإبدال وحذف وإدغام وفك، وغيرها، فيفصل كيف أن الدوى في الحديث "بسمع دَوِىُّ صوته" (¬5) أصله: دوييى، على فعيل من دوى يدوى دويا فأدغم؛ لاجتماع المثلين (51) وأن تطوع في الحديث: "إلا أن تطوَّع" أصله تتطوع، فأبدلت التاء الثانية طاء، وأدغمت في الطاء (51) وأن المواقيت: جمع ميقات، وأصله: مِوْقات -بالواو- فقلبت الواو ياء؛ لانكسار ما قبلها، قال: ولهذا ظهرت في الجمع، فقيل: مواقيت، ولم يقل: مياقيت (52). ويبين أن أيامى أصله: أَيَايِمٌ، فلما اجتمع فيه ثقلان، وهما: جمع، وياءان، بينهما ألف التكسير: جعلت لامه عينا، وعينه لاما، فصمار أيامى- بكسر الميم بوزن أفالع، بعدما كان أفاعل كقواض ثم قلبت كسرة الميم فتحة، والياء ألفا لفظًا؛ لانفتاح ما قبلها، فصار أيامى بوزن أفالع. (125) ويذكر أن العيد: من عود المسرة ورجوعها، وأن ياءه منقلبة عن واو، وجمعه أعياد، قال: وإنما جمع بالياء، وأصله الواو؛ للزومها في الواحد، وقيل للفرق ¬

_ (¬1) سورة الزخرف آية 60. (¬2) سورة المائدة آية 16. (¬3) انظر المغنى 1/ 20 والجنى الدانى 360، 361. (¬4) سورة العصر آية: 2. (¬5) المهذب 1/ 50 ومعالم السنن 1/ 120 والنهاية 1/ 229.

ومن الفرار من التضعيف إلى المعتقلات

بينه وبين أعواد الخشب (115) ومثل هذا كثير جدا في الكتاب. ومن الفرار من التضعيف إلى المعتقلات: يذهب إلى أن أصل قولهم "لبيك" من لبب، فاستثقلت ثلاث باءات، فأبدلت الثالثة ياء، كما يقال: تَظنيت في تظننت (77، 189). كما يذهب إلى أن أصل "قيراط": قرَّاط بالتشديد؛ لأن جمعه: قراريط، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء، مثل: دينار، أصله: دِنَّار (132). ويثبت قول من ذهب إلى أن "المصراة" وهى الناقة التى تصر أخلافها، ولا تحلب أياما: من الصَّرِّ قال: كانت المصراة في الأصل: مصررة، فاجتمعت ثلاث راءات فأبدلت أخراهن، كما قالوا في تظننت: تظنيت من الظن، فلما تحركت الياء، وانفتح ما قبلها: قبلهما: قلبت ألفا (250). في التعبير بالواحد عن الجمع: ومنه الوصف بالمصدر، وقد نبه إليه في قولهم: "شاهدا عدل" فبين أن "عدل" لا ثنى ولا يجمع، لأنه وصف بالمصدر، فيقال: هذا شاهد عدل، وشاهدا عدل. ولا يقال: عدلان، ولا عدول (171). وفي الحديث: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته" (¬1) يذهب إلى أنه يقال: رجل خصم، ورجلان خصم، ورجال خصم، وامرأة خصم، يستوى فيه الواحد والتثنية والجمع، والمذكر والمؤنث؛ لأنه وصف بالمصدر، والمصدر لا يثنى ولا يجمع، قال: فأما قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ} (¬2) فمعناه: فريقان (236) وكذلك: وحده: كلمة يوصف بها الواحد والتثنية والجمع؛ لأنه مصدر لا يثنى اكتفاء بتثنية المضمر المضاف إليه، ومعناهـ: اتحاد، اى: انفراد، وانتصابه على الحال، بمعنى: مَوْحد ومفرد. وقيل: على المصدر بمعنى اتحاد وانفراد (207). نوادر مختلفة في النحو والتصريف: ويبدى تلميحات ذكية تنبىء عن حس النحوى المحقق، فيعلق على الحديث "الحج عرفة" بأنه لا يجوز في العربية أن يخبر بالاسم عن المصدر، ويحمل مثل هذا على حذف مضاف، كأنه أراد: الحج الوقوف بعرفة، مثل قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (¬3) قالوا: تقديره: البر بر من آمن بالله (214) ويعلل منع اللغويين للقول "صحراءة" بأنه إدخال تأنيث على تأنيث (67). ويوجه جمع الخضراء على الخضراوات في الحديث: "ليس في الخضراوات صدقة" (¬4) بأن العرب تقول للبقول: الخضراء ومنه الحديث "إياكم وخضراء الدمن" وهو اسم للبقول، وليس بصفة، فلذلك جمع بالألف والتاء،. كالمسلمات، ولو كان صفة لجمع جمع الصفات على خضر وصفر (419). وهذا التخرج ذكره الرضى، وابن سيده، وابن الطيب الناسى، والزبيدي، والفيومي (¬5). بعد أن ¬

_ (¬1) المهذب 1/ 261. (¬2) سورة الحج آية 19. (¬3) سورة البقرة آية 177. (¬4) الفائق 1/ 380 وغريب ابن الجوزى 1/ 284 والنهاية 2/ 41. (¬5) شرح الشافية 2/ 172 والمحكم 5/ 26 وإضاءة الراموس، وتاج العروس، والمصباح (خضر).

الظواهر الفقهية

تعرض هذا الجمع لانتقاد بعض اللغويين. وفي قولهم: "الصلاة خير من النوم" يقول: المخايرة والمفاضلة تكون بين متفاضلين، أو متساويين، لأن لفظة أفعل تستعمل في شيئين يشتركان في الفعل، ويكون لأحدهما على الآخر مزية، فكيف يقال: "الصلاة خير من النوم"؟ ومعلوم أن النوم ليس مساويا للصلاة، ولا مناضلا لها، فيحتمل أن يكون ها هنا محذوف تقديره: اليقظة للصلاة خير من النوم. وقيل: إن النوم فيه الراحة، وهى معنى السبات الذي من الله به على عباده بقوله: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} (¬1) أى: راحة لأبدانكم. فمعنى "الصلاة خير من النوم" أى: الراحة التى تعتاضونها يوم القيامة من شدة وطء قيام الليل ومكابدته خير من راحة النوم الذى هو أخو الموت. وقيل: المعنى: الخير في الصلاة لا في النوم، مثل قوله تعالى {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. ومعلوم أن الهدى مع النبي ومن معه (60، 61). ويقف القاريء على فروق نادرة لا يعرفها إلا الخاصة، وذلك في قول الشيرازي: وتقف إمامة النساء وسطهن (¬2) فينبه إلى أن وسْط بالتسكين، لأنه ظرف، يقال: جلست وسْط القوم بالسكون؛ لأنه ظرف، وجلست وسط الدار بالتحريك، لأنه اسم ويقول: كل موضع صلح فيه "بين" فهو وسط بالتسكين، وإن لم يصلح فيه "بين" فهو وَسَط- بالتحريك، وربما سكن وليس بالوجه (103). هذا إضافة إلى ما بثه في الفروق، وما هو منثور بين دفتى الكتاب من درر يحتاج اليها الفقيه فضلا عن اللغوى معرفتها وتحصيلها لكى تتم به الفائدة. الظواهر الفقهية: الركبي فقيه في المقام الأول، وإن كان لغويا، ونحويا، وأدبيا، وشاعرا. وعلى الرغم من أنه بدا بكتابه النظم المستعذب لغويا محضا، إلا أن سمته الفقهية كانت تغالبه، وتطل برأسها معلنة عن نفسها. وقد تشكل ظهورها بصور متنوعة، ومنها: تقييد الاصطلاح في الشرع: نحو قوله: التيمم في الشرع: هو القصد إلى الصعيد، ثم كثر حتى المسح بالتراب تيمما (43). والحدث في الفقه: ما ينقض الوضوء (9). قال أصحابنا الفقهاء: الأرت: هو الذى يدغم أحد الحرفين في الآخر، فيسقط أحدهما، ووجد في أصل الشيخ أبي إسحاق على ظهر الجزء: الأرت: الذى في لسانه رتج ينعقد به اللسان ثم ينطلق (101). قال أصحابنا الفقهاء: الماء المطلق: هو ما لم يضف إلى ما استخرج منه، والذى خالطه ما يستغنى عنه، ولا استعمل في رفع حدث ولا نجس، والمقيد: هو الذى فيه إحدى هذه الصفات كماء الورد، والماء الذى اعتصر من الشجر، وماء الباقلى. هذا مضاف إلى ما استخرج منه والذى خالطه ما يستغنى عنه، كالطحلب، والزعفران، والملح الجبلى، والماء المستعمل، كأن هذه الصفات قيدته على معناه، فلم تتجاوزها إلى ¬

_ (¬1) سورة النبأ آية 9. (¬2) في المهذب 1/ 100.

ذكر الاصطلاح الشرعي من غير تقييد

غيرها (10). المكلف في الشرع: هو الذى وجدت فيه شرائط التكليف، من البلوغ، والإسلام، وغيرها (170). ذكر الاصطلاح الشرعي من غير تقييد: قوله: البيع: نقل الملك في العين بعقد المعاوضة (235). قوله: التثويب: قول المؤذن: الصلاة خير من النوم (53). وذلك في قوله: التكليف: هو ما يتكلف به الإنسان من فرائض الصلاة والصوم والحج، وغيرها من الفروض (170). قوله: الطهارة المطلقة: هى التى لم يقيدها بشيىء، كالصلاة، ورفع الحدث، ومس المصحف، وغيرها (25). قوله: الفرق بين الحيض والاستحاضة: أن الحيض: الذى يأتى لأوقات معتادة، ودم الاستحاضة يسيل من العاذل، وهو عرق فمه الذى يسيل منه في أدني الرحم دون قعره. ذكر ذلك ابن عباس (45). قوله: الفرق بين الركن والفرض: أن الركن يجب اعتقاده، ولا يتم العمل إلا به، سواء كان فرضا أو نفلا، والفرض: ما يعاقب على تركه (170). قوله: المشروع: لفظ يشتمل على الواجب، والمسنون، فعم بذلك قول من يقول بوجوبهما، وقول من يقول: إنهما سنتان (56). قوله: الفرض: هو الواجب المتطوع بوجوبه، وفرض الله علينا، أى: أوجب، والاسم: الفريضة. قوله: والنفل والنافلة: التطوع من حيث لا يجب (96). قوله: السبحة: هى النافلة، يقال: قضى فلان سبحته، أى: نافلته الراتبة (114). قوله: الاعتكاف: هو حبس النفس في المسجد لله تعالى (178). قوله: النذر: إيجاب عبادة في الذمة بشرط وبغير شرط (221). ربط اللفظ المستعمل في الفقه بأصله اللغوي: وهذا ما انتهجه في الكتاب، وصرف جل عنايته له، وقد استخدم الوسائل اللغوية الممكنة لتحقيق ذلك، ولم أر غيره ممن شرح غريب الفقه توسع بمثل توسعه في شرحه اللغوى، أو استقصى استقصاءه لألفاظ الفقه فقد بَذَّ سابقيه، ومنهم الأزهري في شرحه لألفاظ المختصر، وفاق المطرزي، والنسفي، وغيرهم، ولم يجاره الفيومي في المصباح المنير، فقد توسع في النقل عن أئمة اللغة، في غريب الفقه، والحديث، والتفسير واستطرد، بل ألح في اجتلاب الشواهد المختلفة والمتعددة في تفسير اللفظ الواحد، واستخدم الظواهر اللغوية المختلفة في توضيح

الاستعمال الفقهى، عرض آراء اللغويين بأمانة وتخير منها أقربها إلى المعنى المقصود وأدلى بدلوه بين هؤلاء الأئمة، وساعده ذوقه الأدبي، وحسه الشاعر في عرض ذلك كله بأسلوب شيق متميز. ومن أمثلة ذلك ما ذكره في الربط بين الصلاة بمعناها الشرعي، وأصل معناها اللغوي فيبدأ بذكر الأصل اللغوي المشهور، وهو: الدعاء، ويذكر أيضًا من شعر الأعشى شاهدا له، يذكره دائما أئمة اللغة، وهو: عليك مثل الذى صليت فاغتمضى ... نوما فإن لجنب المرء مضطجعا وهذا الأصل وشاهده، ذكره كل من ابن الأنباري (¬1)، وأبو عبيد (¬2)، والزمخشري (¬3)، وأصحاب المعجمات (¬4)، ومن ثم نجده يقدمه. ثم يذكر آراء الإشتقاقيين جملة، فيقول: "وفي تسمية الصلاة صلاة لأهل الاشتقاق ثلاثة اقوال: قيل لما فيها من الدعاء، وقيل: لرفع الصلاة في الركوع، وهو: مغرز الذنب من الفرس، وقيل: لما فيها من الخشوع، واللين". ويذكر استعمالا للعرب، كدليل لهذا المعنى الأخير، في قلهم: "صليت العود بالنار: إذا لينته" ثم يربط الصلاة بمعناها الإصطلاحي به، قائلا: "والمصلى يلين ويخشع" (51). وفي الأذان: يثبت أن أصل الأذان في اللغة: الإعلام، مستشهدا بقوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (¬5)، وقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ} (¬6) ثم يربط بين الأذان بمعناه الشرعي بالأصل اللغوي، فيقول: "فالمؤذن يعلم الناس بدخول الوقت" ثم يؤكد مذهبه، بنقله عن الزجاج قوله: "واشتقافه من الأذن؛ لأن بها يسمع الأذان، أى: الإعلام" (¬7) ثم يذكر استعمالا عربيا، وهو قولهم: آذنتك بالأمر، أي: أوقعته في أذنك، فسمعته (56) ثم أضاف معلومات لغوية أخرى، فيذكر أن في فعله لغتان: أذَّن، وآذن: بمعنى الإعلام، وعلل اختلاف الصيغتين، بأن أذَّن- بالتشديد: للمبالغة والتكثير، واستشهد بقوله تعالى: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ} (¬8) وقوله تعالى: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} (¬9) ثم قال: "فاستويتا في العلم" (56). يذهب بذلك إلى أن فَعَّل وأفْعَل بمعنى مع زيادته في صيغة فَعَّلَ. وهذا ما ذكره كثير من اللغويين، ومنهم الأزهري (¬10)، والهروي (¬11). وبعضهم عبر بما هو أدل وأدق، فجعل أذَّن المشدد للإعلام بصوت، يقول سيبويه: وآذنت: أعلمت، وأذّنت: النداء والتصويت بإعلان (¬12) وقال ابن الأثير (¬13): يقال: آذن يُؤذن إيذانا، وأذَّن يؤذن تأذينا، والمشدد مخصوص في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة. ¬

_ (¬1) في الزاهر 1/ 139. (¬2) في غريب الحديث 1/ 179. (¬3) في الفائق 2/ 309. (¬4) أنظر تهذيب اللغة 10/ 215 واللسان (صلو 2490). (¬5) سورة الحج آية 27. (¬6) سورة التوبة آية 3. (¬7) معاني القرآن وإعرابه 2/ 474. (¬8) سورة الأعراف آية 44. (¬9) سورة الأنبياء آية 109. (¬10) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 27. (¬11) في الغريبين 1/ 31، 32. (¬12) الكتاب 4/ 62. (¬13) في النهاية 1/ 34.

ولكى يوثق العلاقة بين الصوم في اللغة، وفي الشرع: يذكر استعمالات عربية، وشواهد قرآنية وشعرية، وهي: صام الفرس: إذا قام وأمسك عن الجرى. صام النهار صوما: إذا قام قائم الظهيرة. وقوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (¬1). أى: إمساكا عن الكلام. وقول الأعشى: وفيها إذا ما هجرت عجرفية ... ذمول إذا صام النهار وهجرا ¬

_ (¬1) سورة مريم آية 26.

أثر مذهبه الشافعي في شرحه

وقول امرىء القيس: كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صمم جندل ويقول الراجز: *والبكرات شرهن الصائمة* أى: التى لا تدور. ثم يذكر قول أبي عبيدة: كل ممسك عن طعام، أو كلام، أو سير، فهو صائم. ثم يعقب هذا بأن الصوم في الشرع: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع. (169). ونلاحظ أنه داخل بين بيتين لامرىء القيس، وللأعشى، فبيت امرىء القيس (¬2). فدع ذا وسل الهم عنك بجسرة .... ذمول إذا صام النهار وهجرا وبيت الأعشى (¬3): وفيها إذا ما هجرت عجرفية ... إذا خلت جرباء الظهيرة أصيدا فداخل بين البيتين، والشاهد: في قول امرىء القيس. وهكذا كان يحيط المصطلح الشرعي بسياج لغوي، متنوع، من أجل توضيح الصلة بينهما، وقد سبق ذكر اهتمامه بالأصل المادي والمعنوي في المشتقات، إذ كان يعول دائمًا على أصل استعمال اللفظ. أثر مذهبه الشافعي في شرحه: مال ابن بطال في شرحه إلى ما يوافق تفسيرات الشافعي، ويناقض تفسيرات أبي حنيفة، ودليل ذلك ما يأتي: فسر الشفق بأنه: بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة. ونقل عن الخليل: الشفق: الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة، فإذا ذهب قيل: غاب الشفق. وعن الفراء قوله: سمعت بعض العرب يقول: عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق، وكان أحمر (53). وكان الإمام أبو حنيفة يذهب إلى أن الشفق: البياض. وقال النسفي (¬4)، وهو حنفي المذهب: والشفق-: بقية ضوء الشمس، وهو الحمرة عند أبي يوسف، ومحمد، والبياض عند أبي حنيفة، وهو قول كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وكذا ذكر السرخسي (¬5)، والمطرازي (¬6)، والفيومي (¬7). والركبي فيما مال إليه محق؛ لأن أكثر اللغويين على أن الشفق: الحمرة، فإلى ما ذكره من أقوال، نضيف قول أبي عمرو؛ الشفق: الثوب المصبوغ بالحمرة القليلة، والشفق: الحمرة في السماء، وأشفقنا: دخلنا في الشفق (¬8). ¬

_ (¬2) ديوانه ص 65. (¬3) ديوانه ص 185. (¬4) طلبة الطلبة ص 10. (¬5) في المبسوط 1/ 173. (¬6) في المغرب (شفق). (¬7) في المصباح (شفق). (¬8) اللسان (شفق 2292).

وقول ابن قتيبة: الشفق (¬1): الحمرة التى ترى بعد مغيب الشمس. وهو قول الزجاج (¬2)، وثعلب (¬3)، وكثير من اللغويين (¬4)؛ ذهب إليه قوم من كبار الصحابة، رضوان الله عليهم، ومنهم: عمر، وعلى، وابن عباس، وابن عمر، وعبادة ابن الصامت، وشداد بن أوس كما ذكر النووى (¬5) هذا فضلا عن أن المطرزي ¬

_ (¬1) تفسير غريب القرآن 521. (¬2) شرح ألفاظ المختصر لوحة 21. (¬3) أنظر المصباح (شفق). (¬4) مجالس ثعلب 375. (¬5) شرح ألفاظ المختصر لوحة 21.

الحنفي يقول: الشفق: الحمرة عن جماعة من الصحابة والتابعين، وهو قول أهل اللغة، وبه قال أبو يوسف، ومحمد. وعن أبي هريرة أنه البياض، وبه قال أبو حنيفة، وعن أبي حنيفة قول متأخر أنه الحمرة (¬6). ويشير إلى قول الشيرازي: "والكعبان: هما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم، في منتهى الساق، عن يمين القدم ويسارها" يقول: يشير إلى خلاف أبي حنيفة، فإن الكعب عنده: هو العظم الناتيء في ظهر القدم، وقد أنكره الأصمعي، وأرباب اللغة (29). وهذا صريح في إنكار ما ذهب إليه أبو حنيفة، وهو محقق في هذا أيضًا. لأنه مذهب أئمة اللغة، وقد حدده ثابت بن أبي ثابت (¬7) عن أبي زيد في، قوله: في كل رجل كعبان، وهما: عظما طرف الساق، ملتقى القدمين، وهذا مذهب الخليل (¬8)، والزجاج (¬9) وابن فارس (¬10). وذهب أبو يوسف، ومحمد بن الحسن مذهب صاحبهما أبي حنيفة (¬11)، وذكر الفيومى (¬12) أنه مذهب الشيعة. ورده الأصمعى؛ ذكر الركبي. ¬

_ (¬6) في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 165، 166. (¬7) المغرب (شفق). (¬8) في خلق الإنسان ص 320. (¬9) في العين 1/ 235 وانظر تهذيب اللغة 1/ 324. (¬10) في خلق الإنسان ص 48 ومعاني القرآن 2/ 168. (¬11) في الفرق 61 والمجمل (كعب). (¬12) المصابح (كعب).

الظواهر اللغوية في النظم المستعذب

الظواهر اللغوية في النظم المستعذب: تكشف كتاب النظم عن عدة ظواهر لغوية متنوعة اهتم المصنف بالتنبيه إلى أمثلتها، من أهمها: ظاهرة الإِبدال اللغوي: ويعني بالإِبدال اللغوي.: جعل حرف مكان حرف آخر من الكلمة الواحدة، وفي موضع منها؛ لعلاقة بين الحرفين، مع اتفاق المعنى بين الكلمتين، واتفاق ترتيب الحروف. وهذه الظاهرة عالجها (¬1) اللغويون القدماء، فألف فيه الأصمعي، وابن السكيت الذى نقل معظم كتابه عن الأصمعي، وأفرده أبو الطيب اللغوي بمصنف كبير. وعالجه ابن جنى في باب تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني (¬2). وكذلك ذكر ابن فارس أن "من سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض" (¬3). كما تناول المحدثون هذه الظاهرة بالتحليل، من شتى جوانبها، وأوسعوها بحثا (¬4)، ومن أمثلتها في شرح ابن بطال: بين الهمزة والهاء: أراق وهراق: تبدل الهاء من الهمزة، ويجوز إسكان الهاء وفتحها - قال سيبويه: أبدلوا من الهمزة الهاء، ثم لزمت فصارت كأنها من نفس الكلمة، ثم أدخلت الهمزة بعد الهاء، وتركت الهاء عوضا من حذفهم حركة العين؛ لأن أهرق: أريق" (49 - 195). بين الهمزة والياء: يلملم: يقال فيه: يلملم، وألملمم (187). ¬

_ (¬1) ينظر الإشتقاق- أمين 333 وفقه اللغة- وافى 184، ودراسات في فقه اللغة- صبحى الصالح 210، 211 واللغة العربية خصائصها وسماتها- د/ عبد الغفار هلال 199 - 234 والمزهر 1/ 476. (¬2) الخصائص 2/ 145. (¬3) الصاحبى 333. (¬4) المراجع السباقة في تعليق 1.

بين السين والشين

بين السين والشين: في تشميت العاطس: وكل داع لأخيه فهو مشمت ومسمت. قال ثعلب: الاختيار: السين غير معجمة؛ لأنه مأخوذ من السمت، وهو القصد والمحجة. قال أبو عبيد: الشين معجمة في كلامهم أكثر (93، 94). بين السين والصاد: في السماخ والصماخ من قولهم: ويأخذ لسماخيه ماء جديدا. يقول: يقال بالسين والصاد، وكذا: الصدغ لأن كل كلمة اجتمع فيها السين والخاء، أو الغين، أو القاف، أو الطاء، وتقدمت السين، وكون الحروف بعدها، ولا يبالى أثانية كانت أم ثالثة أم رابعة بعد أن تكون بعدها - هذا قول قطرب، فإنه يجوز إبدال السين صادا، نحو سطا وصطا، والسراط والصراط، وساغ الطعام وصاغ، وسبغ وصبغ والساخة، والصاخة، والسقر والصقر. وهى لغة قوم من بنى تميم، يقال لهم: بلعنبر (29). وقوله: الصقيل: بالسين والصاد (32) وقوله في الرسغ: يقال فيه: رُسُغٌ ورُسْغٌ، بالضم والإسكان والسين والصاد (76). بين الصاد والضاد: في قولهم: المضمضة. يقول: تحريك الماء في الفم، وإدارته فيه، وكذلك المصمصة- بالصاد المهملة، من الموص، وهو: الغسل (26). بين الصاد والزاى: في قولهم: بدره البصاق. يقول: البصاق والبزاق، وبصق وبزق. ولا يقال بسق بالسين إلا في الطول (95). بين القاف والثاء: في الثياب القرقبية: يقول: قال في الفائق: القرقبية، والثرقبية: ثياب مصرية بيض من كتان، وروى بقافين (257). بين اللام والميم: قوله في طريق المأزمين: قال الجوهري: المأزم: المضيق، مثل المأزل، وأنشد الأصمعي: هذا طريق يأزم المآزما ... وعضوات تمشق اللهازما (209) بين اللام والنون: في لابتى المدينة: يقول: قال أبو عبيدة: لوبة ونوبة للحرة، وهى الأرض التى ألبستها حجارة سود ومنه يقال للأسود: لوبي ونوبي، قال بشر: معالية لاهم إلا محجر ... وحرة ليلى السهل منها فلو بها (174) وفي اللينوفر يقول: فيه لغات: لينوفر، ونينوفر- بالنون واللام المفتوحتين، وبفتح النون الأخيرة

بين الميم والنون

وضمها (194). بين الميم والنون: في دهن البان المنشوش، يقول: قال الزمخشري: النس والنش: الدوف، من قولهم: زعفران منشوش (195). وقوله: الحلان: الجدى يؤخذ من بطن بطن أمه، وهو فعال؛ لأنه مبدل من حلام وهما بمعنى، قال الشاعر: كل قتيل في كليب حلام ... حتى ينال القتل آل همام (198) ونلاحظ أنه في كثر ما ذكره متابع لأئمة اللغة، فهو ينقل عن الصحاح دائما في كل ما سبق والجوهري حرص على إثبات ما صح عن الأئمة، كما هو مشهور. ظاهرة التضاد في النظم المستعذب: ومدلولها: أن يصدق اللفظ الواحد على المعنى وضده، وهو قسيم المشترك اللفظى إلا أن العلاقة في التضاد سلبية، فالجون يطلق على الأبيض وعلى الأسود، والجلل يصدق على الأمر العظيم، وعلى الهين (¬1). وهذه المظاهرة ثابتة في اللغة العربية، بإقرار أئمة اللغة، كالأصمعي، وقطرب، وأبي حاتم السجستاني وابن السكيت، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، والتوزي، وابن الأنباري محمد بن القاسم بن بشار، وغيرهم. ووضعوا فيها رسائل خاصة، حصروا فيها ألفاظ الأضداد في العربية وأنكر بعض الأئمة هذه الظاهرة، كابن درستويه، وغيره، فقد ذكر ابن سيده أن أن أحد شيوخ أبي على الفارسي كان ينكر الأضداد التى حكاها أهل اللغة، وأن تكون لفظة واحدة لشيىء وضده. وذكر صاحب الحاصل: أن النقيضين لا يوضع لهما لفظ واحد؛ لأن المشترك يجب فيه إفادة التردد بين معنييه، والترد في النقيضين حاصل بالذات لا من اللفظ. ولذا يقول ابن فارس: وأنكر ناس هذا المذهب، وليس بشيىء، وذلك أن الذين رووا أن العرب تسمى السيف مهندا، والفرس طرفا هم الذين رووا أن العرب تسمى المتضادين باسم واحد (¬2). وللمحدثين في هذه الظاهرة بحوث كثيرة يطول المقام بعرضها، وقد اهتم المستشرقون أيضًا بالأضداد في العربية، ومنهم: رد سلوب الذى كتب بحثا عن الأضداد في العربية (سنته 1873 م) وجيز في بحثه الذى وضعه عن الأضداد في الشعر العربي القديم، ونولدكه الذى تناول الأضداد في اللغات السامية. وفي النظم المستعذب كثير من أمثلة الأضداد، تابع فيها ابن بطال أئمة اللغة، ومنها: قوله: البيع: نقل الملك في العين بعقد المعاوضة. يقال: باع الشيىء: إذا أخرجه من ملكه، وباعه: إذا اشتراه وأدخله في ملكه، وهو من الأضداد. وكذلك: شرى: إذا أخذ، وشرى: إذا باع، قال الله تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (¬3) أى: باعوه، وذلك لأن كل واحد من المتبايعين يأخذ عوضا، ويعطى عوضا، فهو بائع لما أعطى، ومشتر لما أخذ، فصلح الأسمان لهما جميعا (235). وقوله: التهجد: هو قيام الليل، وأصله السهر، يقال: تهجد: إذا سهر، وألقى الهجود، وهو النوم عن نفسه، وهجد أيضًا: نام (90). ¬

_ (¬1) ينظر اللهجات العربية ص 207، 208 ودراسات في فقه اللغة ص 309، 310، وفصول في فقه العربية 293، 294 والأضداد في كلام العرب 1/ 1 والمزهر 1/ 396. (¬2) أنظر المزهر 1/ 396. (¬3) سورة يوسف آية 20.

ومن المشترك اللفظي مما يطلق فيه اللفظ على أكثر من معنى

وفي الحديث (¬1): "فنحر ما غبر" يقول: أى: ما بقى، قال الله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} (¬2) أى: الباقين، وغبر اللبن: بقيته، وغبر المرض: بقاياه، وكذلك غبر الليل. ما مضى أيضًا، وهو من الآضداد (218). وفي قولهم: "شاهد عدْل" يقول: أصله: الاعتدال والاستقامة، ضد الميل والانحراف. وقد يكون العدل: الميل، يقال: عدل عن الطريق وعن الحق: إذا مال، وهو من الأضداد (172، 198). وفي قوله تعالى: {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} (¬3) يقول: وقيل: هو من الأضداد، يقال: قنع: إذا رضى وقنع إذا سأل (219). وفي قول الشيرازي: "لأن عليه في قبوله منه" يقول: أُمِنَّ الرجل: إذا انتقضت منته، كأنه نقض للإحسان وتغيير له، وهو من الأضداد، يقال: مَنَّ عليه من غير مَنٍّ (73). وقوله: الغريم: الذى عليه الدين. وهو الذى له الدين أيضًا. ومن المشترك اللفظي مما يطلق فيه اللفظ على أكثر من معنى: في الحديث: "نفس المؤمن معلقة بدينه" (¬4) يذكر أن النفس ها هنا على أربعة معان، أحدها: بدنه، من قوله تعالى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (¬5) والنفس: الروح الذى إذا فارق البدن لم تكن بعده حياة، وهو الذى أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "كأن روحه يعذب بما عليه من الدين حتى يؤدى عنه" والنفس: الدم في جسد الحيوان. ونفس الشيىء: ذاته، مثل: جاءني زيد نفسه، أي: ذاته (124). وفي قول الشيرازي (¬6): "وإن احتاج إلى النكاح وهو يخاف العنت قدم النكاح" يقول: أراد الزنا وهو قوله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} (¬7) وقد يكون العنت الإِثم، والعنت: الوقوع في أمر شاق، قال الله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} (¬8). ومن الألفاظ المترادفة: قوله في الحيض: يقال: حاضت المرأة وتحيضت، وطمثت، وعركت سواء (45). وقوله: الرَّمَق: آخر النَّفْس وبقيتها، ومثله: الحشاشة، والذَّماء (229). ومن ظاهرة القلب: في قول الشيرازي: فإذا صلى وقف على قزح (¬9): يقول: قزح: غير مصروف، وسمى قزح؛ لارتفاعه، من قزح الشيىء وقحز: إذا ارتفع، عن المبرد (210). ومن ظاهر النحت: ذكر عدة أمثلة من الألفاظ المنحوتة، ومنها: حيهلا: قال: حى كلمة تقال على حدة. وهللا: حثيقا، فجعلا كلمة واحدة. والحيعلة: حكاية قول حى على الصلاة حى على الفلاح. وأنشد: قول الشاعر: ألارب طيف منك بات معا نقى ... إلى أن دعا داعى الفلاح فحيعلا ¬

_ (¬1) المهذب 1/ 1/ 239. (¬2) سورة الأعراف آية 83. (¬3) سورة الحج آية 36. (¬4) المهذب 1/ 127. (¬5) سورة المائدة آية 45. (¬6) في المهذب 1/ 197. (¬7) سورة النساء آية 25. (¬8) سورة التوبة 128. (¬9) في المهذب.

الشواهد في شرح الركبي

وذكر البسملة، والحولقة، والحوقلة: لغة فيها، وذكر أفعالها، وهى: بسمل، وحوقل. وأضاف عن بعض اللغويين: السبحلة، والحمد له. وعن بعض المتأخرين: الطلبقة، والدمعزة، والجعفلة (59، 60). الشواهد في شرح الركبي: من أبرز السمات في شرح ابن بطال: كثرة الشواهد الشعرية، والقرآنية، والحديثية، فقد كان مولعا بإرسال الشواهد، وبخاصة الشعرية منها، لما كان يتمتع به من موهبة شعرية، وذوق أدبي رفيع، كان له أكبر أثر في هذا. فقد بالغ في الحرص على ذكر الشواهد لمعظم المعاني التى يذكرها، وإن كثرت، فهو ينشد ثلاثة شواهد شعرية على معانى الغُسل، والغَسْل، والغسل (40) وكثيرا ما يذكر شاهدين على استعمال واحد، كما ذكر في التيمم بمعنى القصد، إذا أنشد بيت الأعشى: تيممت قيسا ومن دونه ... من الأرض من مهمه ذى شزن (43) وبيت امرىء القيس: تيممت العين التى عند ضارج ... يفىء عليها الظل عرمضها طام وقد يستطرد في ذكر مقطوعات شعرية، والمقام في غنى عنها، نحو ما ذكره في وصف اللينوفر بأربعة أبيات لإِبراهيم بن المهدي، وثلاثة أخرى لغيره (193، 194). وقد يعيد الشاهد مرتين لنفس المعنى، نحو قوله: لا يقال فمك ولا فمه إلا نادرا في الشعر، قال الأقيبل ياليتها قد خرجت من فمه ... . . . . . . . . . وفيه ثلاث لغات: فُمٌ وفَمٌ وفِمٌ. . . وقد تشدد الميم، قال الأقيبل: يا ليتها قد خرجت من فمه ... . . . . . . . . . (23). ولا تكاد تخلو صفحة من صفحات شرحه الكبير، من شاهد شعرى، منها ما هو منسوب وهو الغالب، ومنها غير المنسوب. وقد استعمل الرجز كثيرا أيضًا. غير أنه خلط في بعض المواطن، فداخل بين أبيات مختلفة، وذلك في قول عاصم بن ثابت ما علتى وأنا شيخ نابل فجعل تمام الشطر ... ورب سلاح عند من لا يقاتل وصحته: والقوس فيها وتر عنابل (¬1) وداخل بين بيتين للأعشي وامرىء القيس، فجعلهما بيتا واحدًا، مع أن بيت الأعشى خال من الشاهد (¬2). أما الشواهد القرآنية والحديثية فكثيرة أيضًا في الكتاب إلا أنها لم تبلغ مبلغ الشواهد الشعرية. ¬

_ (¬1) ينظر ص 8. (¬2) ينظر ص 169.

وصف نسخ الكتاب

وصف نسخ الكتاب: أولاً نسخة "خ" وتوحد في صنعاء باليمن، في مكتبة الجامع الكبير. ضمن كتب الوقفي تحت رقم (63 تاريخ- كتاب 132). وقد قات بعثة معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- جامعة الدول العربية بتصويرها ضمن قائمة الكتب المصورة عن الجمهورية العربية اليمنية سنة (1394 هـ-1974 م). وهى مصورة على ميكروفيلم رقم (160) اليمن الشمالية. وهي نسخة خطية نفيسة بقلم نسخى معتاد من خطوط القرن السابع الهجري وتقع في 139 ورقة، وتضم الصفحة ثلاثين سطرًا تقريبا قياس (14.5 × 21 سم) كتب على التورقة الأولى: كتاب النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب تصنيفي الشيخ الإمام الأوحد بطال بن أحمد بن سليمان بن بطال الركبي أعلا الله درجته، وجزاه عن المسلمين خيرا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. ملك العبد الفقير الراجى عفو الملك الكبير أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي الرجاء وكتب على جانبه الورقة: ولد أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي الرجاء في ليلة الأحد قريبا من طلوع الفجر لتسع ليال بقين من شهر جمادي الآخرة سنة اثنتين وسبعين وستمائة، وفقه الله وعلمه العلم الواسع. وكتب عليها أيضًا: ولدت المولودة السعيدة المباركة الرشيدة الموفقة زينب ابنة أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي الرجاء في يوم الثلاثاء وقت طلوع الفجر لأربع ليال بقين من شهر ربيع الأول الذى هو من شهور سنة ثلاث وتسعين وستمائة من الهجرة المباركة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة -وفقها الله توفيق المحسنين- وغفر لها ولوالديها ولجميع المسلمين آمين. وكتب على جانب الورقة الأولى أيضًا: توفيت زينب المذكورة يوم الخميس من شهر رمضان سنة خمس وتسعين وستمائة. كما كتب تاريخ وفاة والدة أحمد بن يحيى هذا (سنة 687 هـ). وتاريخ ميلاد ابنه عمر بن أحمد بن محمد بن يحيى في رجب سنة (695 هـ). ومن هذا نأخذ أن هذه النسخة كتبت في عصر المؤلف. وتتميز هذه النسخة بأنها مقابلة بنسخة أصلية، ومصححة تصحيحا دقيقا. ثانيًا النسخة "ع" وهذه النسخة منشورة حاشية كتاب المهذب لأبي إسحاق الشيرازي -طبع عيسى الحلبى- بعنوان: النظم المستعذب في شرح غريب المهذب للعلامة محمد بن أحمد بن بطال الركبي نفع الله به. وقد كثرت في هذه النسخة الأخطاء، والتصحيفات، والتحريفات. وحاول القائم على التصحيح للطبع تجنب الألفاظ غير الواضحة، فأسقطها، أو أثبت غيرها من عنده، وقد نبهت إلى كل هذا في، حاشية التحقيق.

عملى في التحقيق

وفي داخل هذه النسخة سقط كبير يقابله بياض بذات النسخة بعد قوله: قال ابن عرفة: يقال لكل من كان بارزا في غير ما يظله ويلنه: إنه يضاح (ص 50) إلى قوله: لاستهموا، أى: اقترعوا بالسهام (ص 57) من التحقيق. وقد اعتمدت في تحقيق القسم الأول على هاتين النسختين وجعلت الأولى منهما أصلا ورمزت لها بالرمز "خ" نظرا لكونها في عصر المؤلف، ورمزت للثانية بالرمز "ع". عملى في التحقيق: أولًا: قارنت بين نصوص النسختين مقارنة دقيقة، وأثبت الفروق بينهما في حاشية التحقيق ووضعت سقط النسخة الأولى بين أقواس معقوفة، وأثبت سقط النسخة الثانية في حاشية التحقيق. ثانيًا: قمت بتخريج الآيات القرآنية، والأحاديث، وما ورد من الأبيات الشعرية، والأمثال مثبتا مصادرها واختلاف رواياتها. ثالثًا: أثبت وطن اللفظ المشروح في كتاب المهذب ناقلا النص الذى وردت فيه حتى يستبين المراد من استعمالها. رابعًا: استعنت بالشروح المختلفة لألفاظ الفقهاء وبخاصة ألفاظ المهذب في تحقيق النص على النحو الصحيح الذى أراده المؤلف. خامسًا: عرضت النصوص على مصادر اللغة المختلفة، وعنيت خاصة بالمصادر التى اهتمت بشروح ألفاظ الفقه، كتهذيب اللغة للأزهري، والمصباح المنير للفيومي، والمغرب للمطرزي، وغيرها. سادسًا: شرحت كل ما غمض في النص معتمدا على المظان المتنوعة، وبينت منها ما يوافق شرح المصنف وما يخالفه، وذلك في نطاق ما يتجه لي نظام التحقيق المنشود في نشر التراث العربي. سابعًا: ذكرت في الحواشي ترجمة مختصرة للأعلام التى وردت في النص. ثامنًا: وضعت النقاط، والفواصل، وإشارات الاستفهام والتعجب، والأقواس المتنوعة حيث يجب أن توضع. تاسعًا: أعددت فهارس مفصلة لما ورد في النص من آيات وأحاديث ولغة وأشعار وأمثال وأعلام ومواضع مع تذييل هذا بفهرس عام لهذا القسم. والله الموفق للصواب، وعليه اتكالى، وهو نعم المولى ونعم النصير

كتاب النَّظْمُ المُسْتَعْذَبُ فِي تفْسِير غريبِ ألْفَاظِ المهَذّبِ تصنيف الإمام بطّالِ بْن أحْمد بْن سُليْمان بْن بطّالِ الرَّكْبِيِّ المتوفى سنة 633 هـ القسم الأول دراسة وتحقيق وتعليق دكتور مصطفى عبد الحفيظ سَالِم 1408 هـ - 1988 م

مخطوطات اللوحة الأولى من نسخة مكتبة الجامع الكبير بصنعاء

لوحة 16 من النسخة خ ومقابلها ساقط في ع

لوحة 17 من النسخة خ ومقابلها ساقط في ع

اللوحة الأخيرة من نسخة مكتبة الجامع الكبير بصنعاء

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "الْحَمْدُ للهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، وَصَلَوَاتُه عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ قَالَ الشَّيْخُ الِإمَامُ الْفَقِيهُ الأوحَدُ بَطَالُ بْنُ أَحْمَدَ، قدَّسَ اللهُ رُوحَهُ (¬1): (الْحَمْدُ للهِ وَبِهِ أسْتَعِينُ) (¬2) الْحَمْدُ للهِ على مَا أَلْهَمَ وَعَلَّمَ، وَبَدَأ بهِ مِنَ الْفَضْلِ وَتَمَّمَ، حَمْدًا نَستدِرُّ بِهِ أَخْلافَ (¬3) النَّعَمِ ونَسْتَدرِيءُ بِهِ إتْلاِفَ النِّقَمِ، وَأشْهَدُ أَنُّ لَا إِلَهَ إلَّا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، شَهَادَةَ مَنْ أوجَدَهُ بَعْدَ عَدَمٍ، وَامْتَزَجَ مِنْهُ الإيمَانُ بِلَحْمٍ وَدَمٍ. وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ الْمَبْعُوثُ مِنْ خَيْرِ الأُمَم، إلَى كَافَّةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ صَلَّى الله عَلَيْهْ وَعَلَى آلِهِ، أهْلِ الجُودِ (¬4) وَالْكَرَم، وَسَلَّمَ وشَرَّفَ وَكَرَّمَ. وَبَعْدُ، فَإِنِّي لَمَّا (¬5) رَأيْتُ أَلفَاظًا غَرِيبَة فِي كِتَابِ "المُهَذَبِ" (¬6) يُحْتَاجُ إلَى بَيَانِهَا، وَالتفْتِيش عَلَيْها فِي مَظَانِّهَا، إذْ كَانَ اعْتِمَادُ الْكَافَّةِ (¬7) عَلَى قِرَاءَتِهِ، وَاعْتِدَادُهُمْ بِدِرَاسَتِهِ، وَوَقَفْتُ عَلَى مُخْتَصَرَاتٍ وَضَعَهَا بَعْضُ مَنْ تَقَدَّمَ (¬8). فَرأَيْتُ بَعْضَهُمْ طَوَّلَ، وَعَلَى أَكْثَرِ جُمَلِهَا مَا عَوَّلَ، وَبَعْضَهُمْ تَوَسَّطَ، إِلَّا أَنَّهُ (أخَذَ بَعْضًا، وَتَرَكَ بَعْضًا، وَ) (¬9) أخَلَّ بِأَكْثرِ الْمَقْصُودِ (¬10) وَفَرَّطَ، وَبَعْضُهُمْ قَصَّرَ وَمَا بَصَّرَ. وَلَيْسَ ذَلِكَ طَعْنًا عَليْهِمْ، وَلَا إِنْكَارًا لِلْفَضْلِ المُشَارِ بِهِ إِلَيْهِمْ (¬11)، بَلْ هُمُ السَّادَاتُ الْمُبَرَّزُونَ فِي الْفَهْمِ، وَالْأعْلَامُ الشَّامِخَةُ فِي أَعْلَى ذِرْوَةِ العِلْمِ (¬12). لَكِنْ دَعَت الْحَاجَةُ الَى تَتَبُّعِ هَذِهِ الألفَاظِ مِنْ كُتُبِ اللُّغَةِ (¬13)، وَغَرِيبِ الْحَدِيثِ، وَتَفْسِيرِ الْقرْآنِ، وَنَقْلِهَا إِلَى هَذِ الْكرَاريِسِ، لأسْتَذكِرَ بِهَا (مَا غَابَ) (¬14) وَقْتَ (¬15) التَّدْرِيسِ، وَأجلُوَ بِهَا صَدَا الْخَاطِرِ مِنْ عَوَارِضِ التَّلْبِيسِ، وَ (أرْفَعَ بِهَا غَوَاشِيَ) (9) التَّشْوِيشِ، وَأكْفَأَ بِهَا مُؤْنَةَ (¬16) الطَّلبِ وَالتَّفْتِيشِ، مَعَ تَحَرِّى الإِيجَازِ وَالاخْتِصَارِ، وَحَذْفِ التَّطوِيلِ وَالإكْثَارِ. وَلَيْسَ لِي فِيهِ (¬17) إِلا النَّقْلُ وَالتَّرْتِيبُ، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (¬18). فَأوَّلُ ذَلِكَ (¬19): قَوْلُهُ (¬20): "الْحَمْدُ لله" الدَّاعِى إلَى الابْتِدَاءِ بِذَلِكَ: قَوْلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُل كَلَامٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ (¬21) اللهِ فَهُوَ أجْذَمُ (¬22) وَالْحَمْدُ: هُوَ الثَّنَاءُ عَلَى الرجُلِ بِجَمِيلِ أفْعَالِهِ، وَإِنْ لَمْ يُحْسِنْ إِلَى ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من خ. (¬2) ما بين القوسين من ع. (¬3) ع: إكمال. (¬4) ع: أولى الفضل. (¬5) لما: ليس في خ. (¬6) المهذب في فقه الشافعية لأبي إسحاق الشيرازي. (¬7) ع: اعتمادهم. (¬8) ع: وضعها بعض الفضلاء. . . . إلح. (¬9) ما بين القوسين من ع. (¬10) ع: من المقصود وفرط. (¬11) ع: ولا إنكارا عليهم في المشار به إليهم. (¬12) ع: الإعلام المهتدى بهم في ذروة العلم. (¬13) ع: اللسان. (¬14) ما بين القوسين من ع. (¬15) ع: عند. (¬16) ع: واستكين إليها عند. . . . (¬17) ع: ومالى فيها. (¬18) سورة هود آية 88. (¬19) ع: فأقول. (¬20) أي الشيرازي في أول المهذب: الحمد لله الذي وفقنا لشكره، وهدانا لذكره، وصلواته على محمد خير خلقه. (¬21) ع: باسم. (¬22) سنن ابن ماجه 1/ 610. أبي داود 4/ 261 وصحيح الترمذي 3/ 405 ومسند الإمام أحمد =

خُصُوصِ (¬23) الْمُثْنى (¬24). وَالشُّكْرُ: (ثَنَاءُ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِ مُكَافَأَةً لِلْمُحْسِنِ عَلَى إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ) (¬25). وَقَدْ يُوْضَعُ الْحَمْدُ مَكَانَ الشُّكْرِ تَقُولُ: حَمِدْتُهُ عَلَى "مَعْرُوفِهِ، وَشَكَرْتُهُ أَيْضًا، وَحَمِدْتُهُ عَلَى" (¬26) شَجَاعَتِهِ، وَلَا تَقُلْ (¬27): شَكَرْتُهُ عَلَى شَجَاعَتِهِ (¬28) (وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ إِلَّا أَنَّ الْحَمْدَ أَعَمُّ؛ لأنَّكَ تَحْمَدُ عَلَى الصِّفَاتِ وَلَا تَشْكُرُ) (¬29) (¬30) (وَفِي الْحَدِيثِ: "الْحَمْدُ رَأَسُ الشُّكْرِ" (¬31) وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا (¬32). قَوْلُهُ: "الَّذِي (¬33) وَفَّقَنَا" أَصْلُ (32) التَّوْفِيقِ: مِنَ المُوَافَقَةِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، كَالالْتِحَام. وَوَافَقْتُهُ، أَيْ: صَادَفْتُهُ مُوَافِقًا (¬34). قَوْلُهُ: "وَهَدَانَا" أَيْ (¬35): دَلَّنَا. وَالْهُدَى هَا هُنَا (¬36): الرَّشَادُ والدِّلَالَةُ. يُذَكَّرُ وَيُؤَنثُ (¬37). يُقَالُ: هَدَيتهُ إِلَى الطَّرِيقِ، وإلى الدَّارِ، وَأهْلُ الحِجَازِ يَقُولُونَ: هَدَيتهُ الطَّرِيقَ وَالدَّارَ هِدَايَةً، أَيْ: عَرفْتُهُ. وَالأؤَلُ حَكَاهُ الْأخْفَشُ (¬38). قَوْلُهُ: "لِذِكْرِهِ" أَيْ: تَمْجِيدِهِ، وَتَنْزِيهِهِ، وَالثَّناَءِ عَلَيْهِ. قَوْلُهُ: "وَصَلَوَاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ (¬39) خَيْرِ خَلّقِهِ "أَيْ: رَحْمَتُهُ ومغْفِرَتُهُ. وَالصَّلَاةُ مِنَ الله: هِيَ الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الاسْتِغْفَارُ، وِمَنَ النَّاس: الدُّعَاءُ (¬40). وَهُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَي: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} (*). قَوْلُهُ (¬41): "هَذَا كِتَابٌ" هَذَا: إِشَارَة إلَى مَا يَتَحَققُ وُجُودُهُ، وَإِن لَّمْ يُوجَدُ فِي الْحَالِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ} (¬42) وَ {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} (¬43) وَ {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} (¬44). وَالْيَوْمُ غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي الْحَالِ، أو يَكُونُ الشَّيْخُ بَدَأ بِتَألِيفِ الْكِتَابِ، ثُم أَثْبَتَ الْخُطبةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأشَارَ إلَى مَوْجُودٍ (¬45). قَوْلُهُ: "كِتَابٌ" أصْلُ الْكِتَابِ: مَا كَتَبَ الله فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ، تَقولُ: كَتَبْتُ الكِتَابَ: إِذَا جَمعتَ حَرْفًا إلَى حَرْفٍ، وَكُلُّ مَا جَمَعْتَهُ فَقَدْ كَتَبْتَهُ، وَمِنْ هَذَا سُمَّيَت الْكَتِيبَةُ مِنَ الْعَسْكَرِ، لأَنهَا تَكَتبَّتْ وَاجْتَمَعَتْ. وَسُميَتْ آثارُ الْخَرْزِ وَالْخِيَاطَةِ كُتْبَةً (¬46) لِهَذَا؛ لأنَّهَا تَجْمَعُ بَيْنَ الجِلْدَيْنِ وَالْقِطعَتَيْنِ ¬

_ = 2/ 302، 343 وغريب الخطابي 1/ 311 والنهاية 1/ 252. (¬23) خصوص ليس في خ. (¬24) كذا في الزاهر 2/ 84 والفروق اللغوية 35 والفائق 1/ 314 والنهاية 2/ 493. (¬25) ما بين القوسين من خ وفي ع: والشكر: مجازاة للمحسن على إحسانه. (¬26) ما بين القوسين من خ وفي ع: تقول حمدته على شجاعته يعنى: أثنيت على شجاعته، كما تقول: شكرته على شجاعته. (¬27) ع: كما تقول بدل المثبت. (¬28) قال ابن الأنبارى: العرب تقول: حمدت فلانا على حسن خلقه وشجاعته وعقله ولا يقولون: شكرت فلانا على حسن خلقه وعقله وشجاعته. الزاهر 2/ 85 وقال ابن قتيبة: ولا يوضع الشكر موضع الحمد. أدب الكاتب 32. (¬29) ما بين القوسين من ع. وفي خ: فالحمد عام والشكر خاص وفي الحديث. . . وانظر الزاهر وغريب الخطابي 1/ 346 وتفسير الطبري 1/ 135 - 137. (¬30) ما بين القوسين ليس في ع. (¬31) غريب الخطابي 1/ 346 والفائق 314 والنهاية 1/ 437. (¬32) بينهما: ليس في ع. (¬33) الذى، أصل: ليس في ع. (¬34) عن الصحاح (وفق) وانظر العين 5/ 225، 226 والمحكم 6/ 361 واللسان (وفق 4884). (¬35) أى: ليس في خ. (¬36) ع: هنا. (¬37) بنو أسد يؤنثونه ويقولون: هذه هدى حسنة. المذكر والمؤنث للفراء 87 وللمفضل 56 وابن التسترى 109. (¬38) عن الصحاح (هدى) وقد حكى الأخفش اللغتين في معاني القرآن 1/ 16. وانظر المصباح (هدى). (¬39) محمد: ليس في خ. (¬40) الزاهر 1/ 138. (*) سورة الأحزاب آية 56. (¬41) في المهذب 1/ 3: هذا كتاب مهذب تذكر فيه أصول مذهب الشافعي رحمه الله بأدلتها، وما تفرع على أصوله من المسائل المشكلة بعللها. (¬42) سورة الروم آية 56. (¬43) سورة الصافات آية 21. (¬44) سورة المرسلات آية 35. (¬45) أنظر تفسير الطبري 1/ 225 في تفسير (ذلك الكتاب). (¬46) ع: كتيبة: تحريف. والكتبة: الخرزة التى ضم السير كلا وجهيها.: قال اللحياني: الكُتْبَةُ السير الذى تخرز به المزادة والقربة. المحكم 6/ 483.

مِنَ الثوْبِ. فَكَأنَّ الْكِتَابَ يَجْمَعُ أَبْوَابًا وَفُصُولًا وَمَسَائِلَ. قَوْلُهُ: "مُهَذَّبٌ أى: مُنَقىًّ مِنَ الْخَطَأ. وَالتَّهْذِيبُ كَالتَّنْقِيَةِ. وَرَجُلٌ مُهَذَّبٌ، أىْ: مُطهَّرُ الْأخْلَاقِ نَقِى مِنَ الْعُيُوبِ (¬47). قَالَ النَّابِغَةُ (¬48): وَلَسْتُ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لَا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ؟ مَعْنَاهُ: أيُّ الرِّجَالِ الَّذِي هُوَ طَاهِر نَقِيٌّ لَا عَيْبَ فِيهِ؟ فَإنَّكَ لَا تَجِدُهُ. قَوْلُهُ: "أُصُولَ" (جَمْعُ أصْلٍ) (¬49) مَا (¬50) دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. وَالْفُرُوعُ: مَا تَفَرَّعَ عَنِ الْأصُولِ وَقِيسَ عَلَيْهِ بِالْعِلَلِ. وَقَوْلُهُ: "بِأدِلَّتِهَا" جَمْعُ دَلِيلٍ، وَهُوَ: مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى وُجُوبِهَا (¬51) مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ والِإجْمَاعِ. وَاصلُهُ فِي اللغَةِ (¬52): مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ أثرٍ، أوْ دمٍ، أَوْ رَائِحَةٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَكَذَا الدَّلِيلُ: الدَّالُّ (لِمَا يَدُلّ عَلَى الطرَّيقِ) (¬53) (وَقَدْ دَلَّهُ عَلَى الطرَّيقِ) (¬54) يَدُلَّهُ دِلَالَةً وَدَلَالَةً بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ - والْفَتْحُ أَعْلَى (¬55). قَوْلُهُ": مِنَ الْمَسَائِلِ الْمُشْكِلَةِ (¬56) " هِيَ: الْمُلْتَبِسَةُ، أشْكَلَ الشَّىْءُ، أَي: الْتَبَسَ، والشَّكْلُ- بالْفَتْحِ: الْمِثْلُ. والْجَمْعُ: أَشْكَالٌ وَشُكُولٌ (¬57)، يُقَالُ: هَذَا أشْكَلُ بِكَذَا، أَيْ: أشْبَهُ وَالْمُشْكِلُ: هُوَ الَّذِي يُشْبِهُ هَذَا مِنْ وَجْهٍ وَهَذَا مِنْ وَجْهٍ، فيشْكِلُ أمرُهُ وَيَلْتَبِسُ مَعْنَاهُ. قَوْلُهُ: "بِعلَلِهَا" هُوَ جَمعُ عِلَّةٍ وَهُوَ: أَنْ تَقِيسَ الْمَسْألةَ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا نَصٌّ وَلَا دَلِيل عَلَى مَا فِيهِ دَلِيل بِعِلَّةٍ تُؤَدى إلَى مُشَابَهَتِهِمَا. وَأَصلُهُ فِي اللُّغَةِ: أَنْ يَفْعَلَ الرجُلُ الْفِعْلَ، فيقَالُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ فَيَأُتى بعِلَّةٍ وَعُذْرٍ يُزِيلُ عَنْهُ اللَّوْمَ (¬58). يقَالُ فِيهِ: عِلَّةٌ وَتَعِلَّةٌ (¬59)، وَاشْتِقَاقُهَا مِنَ الْعَلِيلِ، وَهُوَ الْمَرِيضُ. قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬60): وَقَدْ تُوْضَعُ الْعِلَّةُ مَوْضِعَ الْعُذْرِ. قَالَ عَاصِمٌ (¬61): ¬

_ (¬47) الصحاح (هذب). (¬48) ديوانه 74 وانظر فصل المقال 44 ومجمع الأمثال 1/ 36. (¬49) ما بين القوسين من ع وليس في خ. (¬50) ع: مما. (¬51) ع: حكمها. (¬52) ع: والدليل في اللغة. (¬53) ما بين القوسين زيادة من ع. (¬54) ما بين القوسين من خ وبدله في ع: دله. . . (¬55) عن الصحاح (دلل) وقال الفارابى: الدلالة -بالفتح- لغة في الدلالة. ديوان الأدب 3/ 68، وسوى بينهما ابن السكيت. في إصلاح المنطلق 111 وابن قتيبة في أدب الكاتب 550 وقال: والأجود دلالة. بالفتح: 424. (¬56) ع: قوله المشكلة وفي المهذب 1/ 3: وما تفرع على أصوله من المسائل المشكلة بعللها. (¬57) الصحاح (شكل) وأنشد أبو عبيد شاهدا على الجمع (شكول): فلا تطلبالى أيما إن طلبتما ... فإن الأيامى ليس لى بشكول وانظر العين 5/ 295 والزاهر 1/ 564، 2/ 161 والمحكم 6/ 427 واللسان (شكل 2310) (¬58) في العين 1/ 100، والعلة: حدث يشغل صاحبه عن وجهه. قال ابن سيده: لا تعدم خرقاء علة، يقال هذا لكل متعذر وهو يقدر. وقد اعتل الرجل، وهذا علة لهذا أى سبب المحكم 1/ 46 وقال الفارابى: اعتل عليه بعلة. قال الفيومي: اعتل: إذا تمسك بحجة: ذكر معناه الفارابى. ديوان الأدب 3/ 180 والمصباح (عل). (¬59) التعلة والعلالة ما يتعلل به وتعلة الصبى: ما يعلل به ليسكت وفي حديث أبي حثمة يصف التمر: تعلة الصبى وقرى الضيف. انظر المحكم 1/ 45 واللسان (علل 3079) والنهاية 3/ 291 ولم أعثر عليه بالمعنى الذى ذكره المصنف. (¬60) في الغريبين 2/ 323. (¬61) هو عاصم بن ثابت ابن أبي الأقلح حمى الدبر ترجمته في الاستيعاب 779 والإصابة 3/ 569 وأنساب الإشراف =

مَا عِلَّتِى وَأنَا شَيْخٌ (¬62) نابِلْ (¬63) تَمَامُ البَيْتِ. . . . . . . . . . . . . . . . ... وَرُبَّ سِلَاحٍ عِنْدَ مَن لَّا يُقَاتِلْ (¬64) أىْ: مَا عُذْرى فِي تَرْكِ الْجِهَادِ؟. قَوْلُهُ: "أرغَبُ" (¬65) أيْ: أَطْلُبُ طَلَبَ رَغْبَةٍ، تَقُولُ: رَغِبْتُ فِي الشَّىْءِ: إِذ أردْتَهُ رَغْبَةً وَرَغَبًا بِالتَحْرِيكِ، وَرَغِبْتُ عَنِ الشَّىْءِ: إِذَا لَمْ تُرِدْهُ (¬66). قَوْلُهُ: "عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ" (¬67) أَصْلُ التَّوَكُّلِ: إظْهَارُ الْعَجْزِ وَالاعْتِمَادُ عَلَى غَيْركَ، وَالاسْمُ مِنْهُ: التُّكْلَانُ. وَاتَّكَلْتُ عَلَى فُلَانٍ فِي أمْرِى، إِذا (¬68): اعْتَمَدْتُهُ وَأصْلُهُ. أَوْ تَكَلَ، فَقُلِبَتِ الْواوُ يَاءً، لانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا، ثُمَّ أُبْدِلَ مِنْهَا الثَّاءُ، وَادغِمَتْ فِي تَاءِ الافْتِعَالِ (¬69). قَوْلُهُ: "وَهُوَ حَسْبِى" (¬70) أَيْ: كَافِيَّ، يُقَالُ: حَسْبُكَ كَذَا، أَيْ: يَكْفِيكَ، وَأَحْسَبَنى الشَّىْءُ، أَيْ: كَفَانِي. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} أىْ: كَافيًا (¬71). ¬

_ = 1/ 375 وأسد الغابة 3/ 72 وقصته في البخاري 5/ 101. (¬62) في غريب الخطابي 1/ 108 والفائق 3/ 20 والنهاية 3/ 291 جلد. ويروى: طب كما في جمهرة اللغة 3/ 98. (¬63) ما بين القوسين من ع. (¬64) لا يستقيم هذا مع الشطر الأول. وتمام الرجز: والقوس فيها وتر عنابل / تزل عن صفحتها المعابل/ والموت حق والحياة باطل. ذكره الخطابى في غريبه 1/ 108 وابن دريد في الجمهرة 3/ 392 والزمخشرى في الفائق 3/ 20. (¬65) في المهذب 1/ 3. وإلى الله عز وجل أرغب وإياه أسأل أن يوفقنى فيه لمرضاته. . . إلخ. (¬66) الصحاح (رغب). (¬67) {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} المهذب 1/ 3. (¬68) الصحاح (وكل) والنقل عنه. (¬69) السابق والزاهر 1/ 99. (¬70) في المهذب 1/ 3. وهو حسبى ونعم الوكيل. (¬71) سورة النساء آية 6.

من كتاب الطهارة

من كتاب الطهارة (¬1) (¬2) (قَوْلُهُ: "كِتَابُ الطَّهَارَةِ") (¬3) الطَّهَارَةُ: أَصْلُهَا: النَّظَافَةُ وَالنَّزَاهَةُ، يُقَالُ مِنْهُ: طَهَرَ الشَّىْءُ- بِالْفَتْح، وَطَهُرَ بِالضَّم، طَهَارَة فِيهِمَا (¬4). وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (¬5) أيْ: يَتَنَزَهُونَ مِنَ الأدْنَاسِ (¬6)، قَالَ (¬7): ثِيَابُ بَنى عَوْفٍ طَهَارَي نَقِيَّةٌ ... وَأَوجُهُهُمْ بِيضُ الْمَسَافِرِ (¬8) غُرَّانُ قَوْلُهُ: "الوُضُوءُ" (¬9) مُشْتَقٌ مِنَ الْوَضَاءةِ، وَهِيَ: الْحُسْنُ وَالنَّظَافَةُ، يُقَالُ مِنْهُ: وَضُؤَ الرَّجُلُ (¬10)، أيْ: صَارَ وَضيئًا حَسَنًا، وَتَوَضَّأتُ لِلصَّلَاةِ (10) "بِالْمَاءِ بِالهَمْزِ) (¬11) وَلَا تَقُلْ: تَوَضَّيْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ (¬12). وَالْوَضُوءُ بِالْفَتْحِ: الْمَاءُ الَّذِي يُتَوَضَّأُّ بِهِ. وَالْوُضُوءُ- بِالضَّمَّ "الْمَصْدَرُ (¬13)، وَيُقَالُ لِلْمَصْدَرِ أَيضًا: الْوَضُوءُ مِثْلُ الوَلُوعِ وَالْقَبُولِ (¬14). قَالَ الْيَزِيديُّ (¬15): الوُضُوءُ بِالضَّمِّ الْمَصْدَرُ (¬16). وَقَالَ الأزْهَرِيُّ (¬17): الوُضُوءُ بِضَمِّ الْوَاوِ: لَا يُعْرَفُ وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِي بَابِ التَّوَضُّؤِ. هَكَذَا ذَكَرهُ) (¬18). قَوْلُهُ: "يَجُوزُ رَفْعُ الْحَدَثِ" (¬19) أَصْلُ الْحَدَثِ فِي اللُّغَةِ: كَوْنُ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلُ (¬20). تَقُولُ: حَدَثَ الشَّىْءُ. أَيْ: (بَدَأ كَوْنُهُ وَظُهُورُهُ، وَالْحَدَثُ فِي الْفِقةِ) (¬21): مَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ. قَوْلُهُ: "إِزَالَةُ النَّجَسِ" يُقَالُ: نَجِسَ الشَّىْءُ- بِالْكَسْر يَنْجَسُ بِالْفَتْحِ نَجَسًا بِالتَّحْرِيكِ، فَهُوَ نَجِسٌ وَنَجَسٌ (¬22)، قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (¬23) وَأَظُنُّهُ مِثْلَ "مَرِيضٌ دَنَفٌ وَدَنِفٌ" (¬24) وَصْفٌ ¬

_ (¬1) من خ. (¬2) ما بين القوسين من ع. (¬3) في المهذب 1/ 3. (¬4) عن الصحاح (طهر) وطهر بالكر ذكرها ابن سيده في المحكم 4/ 175 وابن السيد في المثلث 2/ 76 والفيروز آبادى في الدرر المبثثة 144. (¬5) سورة الأعراف آية 82. (¬6) معاني القرآن للفراء 1/ 385 ومعاني القرآن للزجاج 2/ 390. (¬7) أمرؤ القيس ديوانه 83. (¬8) ع: المشاهد، وهى رواية الديوان، ومثله في المحكم 4/ 175 وفي العين 4/ 19 "المسافر" ومثله في الصحاح والنقل عنه، والمثبت من خ. (¬9) هذا القول ليس في هذا الموضع من المهذب وانظر 1/ 3. (¬10) ساقط من ع. (¬11) ما بين القوسين من ع. (¬12) اللسان (وضأ 4855) ومعاني الأخفش 308. (¬13) فصيح ثعلب 293 وإصلاح المنطق 332 والزاهر 1/ 134 وغريب الخطابى 3/ 130. (¬14) الزاهر 1/ 134 وإصلاح المنطلق 332 وتهذيب اللغة 12/ 19 والنهاية 5/ 195 والصحاح (وضأ) ومعاني الأخفش 51. (¬15) يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو محمد العدوي المعروف باليزيدي المقرىء النحوي اللغوي صاحب أبي عمرو بن العلاء، وابن جريج. روى عنه القاسم بن سلام. ت 252 هـ ترجمته في أنباه الرواه 4/ 25 - 34 وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 32 - 36 ومعجم الأدباء 20/ 30 - 32. (¬16) ذكره الجوهرى في الصحاح (وضأ). (¬17) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 3، وتهذيب اللغة 12/ 19. (¬18) ما بين القوسين من خ وعبارة ع: الفعل والتوضؤ: اسم للمصدر أيضًا. والوضوء مثل الولوع والقبول، قال الترمذي: والوضوء بالضم هو الفعل. وقال الأزهرى: الوضوء بضم الواو لا يعرف ولا يستعمل في باب الوضوء، وهكذا في غيره إلا بالفتح. (¬19) ع: قوله الحدث. وفي المهذب 1/ 3: يجوز رفع الحدث وإزالة النجاسة بالماء المطلق. (¬20) قبل: ليس في ع. (¬21) ما بين القوسين من ح وفي ع: وجد بعد أن كان معدوما وفي الفقه. (¬22) فهو نجس ونجس ساقط من ع، وهو من خ: الصحاح. (¬23) سورة التوبة آية 28، 36. (¬24) دنف دنفا: إذا لازمه المرض: وأراد أن نجس مثل دنف لا يثنى ولا يجمع ولا يذكر ولا يؤنث، هذا إذا أفردت ولم تتبع برجس. انظر معاني الفراء 1/ 430 واللسان (نجس 1432) =

بِالْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ أَيضًا: نَجَسَ بِالْفَتْحِ يَنْجُسُ بِالضَّمِّ (¬25). وَقَدْ غَايَرَ الشَّيْخُ -رَحِمَهُ اللهُ- بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، بِقَوْلِهِ: "يَجُوزُ رَفْعُ الْحَدَثِ وإزَالَةُ النَّجسِ" فَقَالَ فِي الْحَدَثِ: رَفْعُ؛ لِأنَّهُ حُكْمٌ لَا عَيْنٌ، فَيَرْتَفِعُ ذَلِكَ الْحُكْمُ بِالطَّهَارَةِ. وَالنَّجَاسَةُ: عَيْنٌ، فَعَبَّرَ عَنْهَا بِالإزالَةِ، حَتَّى لَا تُرَى عَيْنُهَا حِينَ يُزِيلُهَا الْمَاءُ. قَوْلُهُ: "بِالْمَاءِ المُطْلَقِ" هُوَ ضِدُّ الْمُقَيَّدِ؛ لِأن الْمُطْلَقَ: هُوَ مَا لَمْ يُقَيَّدْ بِصِفَةٍ تَمْنَعُهُ (¬26) أنْ يَتَعَدَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا. وَاصلُهُ: الْبَعِيرُ يُطْلَقُ مِنَ الْقَيْدِ، وَالْأسِيرُ يُطْلَقُ مِنَ الْحَبْسِ وَالوِثَاقِ (¬27). قَالَ أَصْحَابُنَا (¬28): الْمَاءُ الْمُطْلَقُ: هُوَ مَا لَم يُضَفْ إِلَى مَا استخْرِجَ مِنْهُ، وَلَا خَالَطَهُ مَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ، وَلَا اسْتُعْمِلَ فِي رَفْعِ حَدَثٍ وَلَا نَجَس. وَالْمُقَيَّدُ: هُوَ الَّذي فِيهِ إحْدَى هَذِهِ الصِّفَاتِ كَمَاءِ الْوَرْدِ، وَالْمَاءِ الَّذِي اعْتُصِرَ مِنَ الشَّجَرِ، وَمَاءِ البَاقِلَّى (¬29) هَذَا مُضَافٌ إلَى مَا استخْرِجَ مِنْهُ، والَّذِي خَالَطَهُ مَا يُسْتَغنَى عَنْهُ. كَالطُّحْلُبِ وَالزَّعْفَرَانِ، وَالمِلْحِ الْجَبَلىِّ، وَالْمَاءِ المُسْتَعْمَلِ، فَكَأنَّ هَذِهِ الصَّفَاتِ قَيَّدَتْهُ عَلَى مَعْنَاهُ فَلَمْ تَتَجَاوَزْهَا إلَى غَيْرِهَا. وَالْمُطْلَقُ يُقَالُ فِيهِ: مَاءٌ لَا غَيْرٌ، فيطْلَقُ عَنِ الصفَاتِ وَالِإضَافَاتِ. قَوُلُهُ: "نَبَع مِنَ الأَرْضِ" (¬30) يُقَالُ: نَبَعَ الْمَاءُ يَنْبَعُ ويَنْبُعُ، ويَنْبَعُ أَيْ: خَرَجَ. ثَلاَثُ (¬31) لُغَاتٍ. واليَنْبُوعُ: عَيْنُ الْمَاءِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (¬32). قَوْلُهُ: "الْبَرَدُ " (¬33) قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬34): يُقَالُ: إِنَّمَا سُمِّىَ بَرَدًا، لِأنَّهُ يَبْرُدُ وَجْهَ الأرْضِ، أَي: يَقْشِرُ (¬35). قَوْلُهُ: "مَاءُ الْآبَارِ" (¬36) هُوَ جَمعُ بِئْرٍ، وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ بَأَرَ، أَيْ: حَفَرَ. وَالبُؤْرَةُ: الحُفْرَةُ. والْبَئِيرَةُ: الذَّخِيرَةُ (¬37). وَفِي الْحَدِيثِ: "أَنَّ رَجُلًا آتَاهُ الله مَالًا فَلَمْ يَبْتَئِر خَيْرًا" (¬38) أَيْ: لَمْ يَدَّخِرْ. وَفِيهِ لُغَتَانِ: أَبْآرٌ: بِسُكُونِ الْبَاءِ وَهَمَزَةٍ قَبْلَهَا مَقْصُورةٍ، وَهَمْزَةٍ (بَعْدَ الْبَاء وَأَلفٍ) (¬39) بَعْدَهَا مَمْدُودَةٍ. (وَآبَارٌ: بِأَلِفٍ مَمْدُودةٍ) (39) وَفَتْحِ البَاءِ وَأَلفٍ بَعْدَهَا (¬40) مِثْلُ: رِئْمٍ وَأَرْآمٍ وَأَرَآمٍ، وَيُجْمَعُ فِي الْكَثِيرِ (¬41) بِئَار، عَلَى فِعَاَلٍ (¬42). قَوْلُهُ (¬43) [تعالى]: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} (¬44) وَسُئِلَ (النَّبِيُّ) (¬45) صَلَّى الله عَلَيْهِ ¬

_ = والصحاح والمصباح (نجس) ومعاني الزجاج 2/ 488. (¬25) من قتل كما في المصباح (نجس) وذكره السرقسطي في أفعاله 3/ 225. (¬26) ع: أى: تحريف. (¬27) الصحاح (وثق). (¬28) انظر قليوني وعميرة 1/ 17 - 19. (¬29) الباقلى بالتشديد والقصر، والباقلاء بالتخفيف والمد، والباقلى بالتخفيف والقصر: انظر تهذيب اللغة 9/ 172، والمصباح والقاموص (بقل) وإصلاح المنطق 183. (¬30) في المهذب 1/ 4: في الماء المطلق: هو ما نزل من السماء أو نبع من الأرض. (¬31) ع: بآلات: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. واللغات الثلاث في المضارع والماضى أيضًا، وانظر المحكم 2/ 136 واللسان (نبع 4326) والقاموس (نبع) والدرر المبثثة 125، 227. (¬32) سورة الإسراء آية 90 قال أبو عبيدة: هو يفعول من نبع الماء: أى ظهر وفاض. مجاز القرآن 1/ 390 وانظر معانى الفراء 2/ 131 وتفسير غريب القرآن 261. (¬33) في المهذب 1/ 4: فما نزل من السماء: ماء المطر وذوب الثلج والبرد. (¬34) في الغريبين 1/ 151. (¬35) ع: يستره: تحريف. والمثبت من خ والغريبين. (¬36) في المهذب 1/ 4: وما نبع من الأرض: ماء البحر وماء الأنهار وماء الآبار. (¬37) في الصحاح (بأر): والبئيرة على فعيلة: الذخيرة، وقد بأرت الشيىء وابتأرته: إذا ادخرته. (¬38) صحيح البخارى 8/ 126 وغريب الحديث 1/ 147 والغريبين 1/ 118 والفائق 1/ 70 والنهاية 1/ 89. (¬39) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬40) ع: وفتح الباء وهمزة قبلها ممدودة وألف بعدها. . . . (¬41) ع: وهو قليل والكثير. . . . (¬42) إصلاح المنطق 147 والصحاح (بأر). (¬43) في المهذب 1/ 4: والأصل فيه: قوله عز وجل {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}. وقوله - صلى الله عليه وسلم - في البحر: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ من بئر بضاعة. (¬44) سورة الفرقان آية 48. (¬45) زيادة من ع.

وَسَلَّمَ عَنِ البَحْرِ، فَقَالَ: "هُوَ الطهُورُ مَاؤُهُ الحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬46). الطهُورُ- بِالْفَتْحِ: (¬47) هُوَ اسْم لِمَا يَتَطَهَّرُ بِهِ، كَالسَّحُورِ: اسْمٌ لِمَا يُتَسَحَّرُ بهِ، وَالْفَطُورِ: اسْمٌ (¬48) لِمَا يُفْطَرُ- عَلَيْهِ (مِنَ الْمَأْكُولِ) (45) وَالْوَقُودُ لِمَا يُوقَدُ (¬49). وَالطهُورُ- بِالضَّمِّ: الْمَصْدَرُ بِمَعْنَى التَّطهُّرِ، كَقَوْلِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَقْبَلُ الله صَلَاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ " (¬50) أىْ: بِغَيْرِ تَطهُّرٍ. وَ "الْمَاءُ طَهُورٌ" (¬51) أىْ: مُطَهِّر لِغَيْرِهِ، طَاهِرٌ فِي نَفْسِهِ، بِخِلافِ الْمَاءِ الطَّاهِرِ فَإنَّهُ لَا يَدُل عَلَى أَنَّهُ مُطهِّرٌ لِغَيْرِهِ، بَلْ هُوَ طَاهِر فِي نَفْسِهِ، كَمَاءِ الْوَرْدِ طَاهِرٍ لَيْسَ بِطهُورٍ. وَقَالَ أصْحَابُ أبي حَنِيفَةَ: الْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدٌ، وَهَذَا خَطَأٌ (¬52)؛ لِأنَّ النَّبِيَّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْبَحْرِ، فَقَالَ: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ" أَيْ: الْمُطهِّرُ: فَالسَّائِلُ يُرِيدُ: أيُطهِّرُ الْبَحْرُ؟ وَلَمْ يَسْأَلهُ عَنْ طَهَارَتِهِ فِي نَفْسِهِ. وَقَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحِلُّ مَيْتَتُهُ" يُقَالُ: حَلَّ لَكَ الشَّىْءُ حِلَّا وَحَلَالَا وَهُوَ حِلٌّ (¬53) بِلٌّ، أىْ: طِلْقٌ (¬54). وَالحِلُّ وَالحَلَالُ: وَاحِدٌ. وَالْمَيْتَةُ- بِالْفَتْحِ: مَا لَمْ تَلْحَقْهُ الذَّكَاةُ. وَالمِيتَةُ- بِالْكَسْرِ: الْهَيْئَةُ كَالجِلْسَةِ والرِّكْبَةِ، يُقَالُ: مَاتَ فُلَان مِيتَةً حَسَنَةً. قَوْلُهُ: "تَوَضَّأَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ" يُرْوَى بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا (¬55). وَقِيل: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ كَافِرٍ. وَقِيلَ: اسْمُ امْرَأَةٍ. وَقِيلَ: مَوْضِعٌ فِيهِ نَخْلٌ (¬56). قَوْلُهُ (¬57): "وَقَدْ سَخُّنَتْ مَاءً بِالشَّمْسِ" تَسْخِينُ الْمَاءِ وَإِسْخَانُه بِمَعْنَىً، وَهُوَ إحْمَاؤُهُ. وَسَخَنَ الْمَاءُ وَسَخُنَ وَسَخِنَ (¬58)، والسُّخنُ بالضَّمِّ: الْحَارُّ. قَالَ ابْنُ الْأعْرَابِيِّ: مَاء مُسْخَن وَسَخِينٌ بِمَعْنَىً، كَقَوْلِهِ (¬59): مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا ... إِذَا مَا الْمَأءُ خَالَطهَا سَخِينَا (وَقِيلَ: هُوَ مِنَ السَّخَاءِ) (¬60). قَوْلُهُ لِعَائِشَةَ، رَضيَ الله عَنْهَا: "يَا حُمَيْرَاءُ" (¬61) أَرادَ: يَا بَيْضَاءُ (¬62). قَصَدَ بِهِ: التَّقْرِيبَ إِلَى النّفْس، وَالْمَحَبَّةَ، لَا الْتَحْقِيرَ وَالْتَقْلِيلَ بِالْخَساسَةِ وَالْأرْذَالِ (¬63). وَالْعَرَبُ إذَا أحَبَّتْ شَيْئًا: صَغرَتْهُ، كَقَوْلِهِمْ: يَا بُنَيَّ، وَيَا أُخَيَّ. ¬

_ (¬46) سنن ابن ماجة 1/ 136 والموطأ 43 والنهاية 3/ 147. (¬47) ع: والطهور. (¬48) هو: ليس في ع. (¬49) والوقود لما يوقد: ليس في ع. (¬50) صحيح سلم 1/ 204 والترمذي 8/ 1 وسنن ابن ماجة 1/ 100. (¬51) سنن ابن ماجه 2/ 173 وصحيح الترمذي 1/ 38 ونصب الراية 1/ 94. (¬52) ع: وقد أخطأوا. (¬53) بل: ساقط من ع. (¬54) ع مطلق والمذكور عن خ والصحاح (حلل) وفي تهذيب اللغة 3/ 440 عن ابن عباس (ر) يقول: هى حل وبل يعنى: زمزم، فسئل سفيان: ما حل وبل؟ قال: حل محلل. وروى الأصمعي عن المعتمر بن سليمان أنه قال: البل: المباح بلغة حِمْيرَ. وانظر الغريبين 1/ 208، 209 والمحكم 2/ 369. (¬55) والضم أكثر وأشهر، كما في المصباح والقاموس (بضع). (¬56) معجم البلدان 1/ 442، 443 ومعجم ما استعجم 255 والمغانم المطابة 31، ومراصد الإطلاع 140 والنهاية 1/ 134 ومشارق الأنوار 1/ 171. (¬57) في المهذب 1/ 4: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة (ر) وقد سخنت ماء بالشمس: يا حميراء لا تفعلى هذا، فإنه يورث البرص. (¬58) الكسر لغة بنى عمر. ذكره في محكم عن ابن الأعرابى 5/ 50 وانظر الدرر المبثثة 127. (¬59) عمرو بن كلثوم في مُعَلَّقته بشرح ابن كيسان 44 وشرح القصائد السبع 372 والصحاح (سخن) واللسان (سخن 1965). (¬60) ما بين القوسين ليس في ع. وانظر شرح المعلقة لابن كيسان 44 وشرح القصائد السبع 372. والمعنى: إذا خالطها الماء وشربناه كنا اسخياء. (¬61) المهذب 1/ 4 وقال النووي في المجموع شرح المهذب: متفق على ضعفه. (¬62) العرب تدعو الأبيض أحمر، وسميت عائشة (ر) الحميراء؛ لبياضها. انظر تهذيب اللغة 5/ 55 والمحكم 3/ 249 والمخصص 1/ 109 والملمع 34 والنهاية 1/ 348. (¬63) الأرذال ساقط من ع وهو جمع رذل وهو الردىء من كل شيىء اللسان (رذل 1633).

قَوْلُهُ: "يُورِثُ البَرَصَ" أيْ يكُونُ عَاقِبَتَهُ: الْبَرَصُ، كَمَا يَكُونُ عَاقِبَةَ أمْرِ الإِنْسَانِ: الإِرْثُ. قَوْلُهُ: "وَمَا سِوَى المَاءِ الْمطْلَقِ مِنَ الْمَائِعَاتِ" (¬64) هُوَ جَمْعُ مَائِعَةٍ يُقَالُ: مَاعَ الْجَامِدُ (¬65) يَمِيعُ: إِذَا ذَابَ، وَمَاعَ الشَّىْءُ أيْضًا: إذَا جَرَى عَلَّى وَجْهِ الْأرْض (¬66). قَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأسْمَاءَ بِنْتِ أبِي بَكْر الصِّدِّيقِ (¬67)، رَضيَ الله عَنْهُمَا (¬68)، فِي دَمِ الْحَيْضِ: "حُتيهِ ثُمَّ اقْرُضِيهِ" (¬69). الحَتُّ: إزَالَةُ عَيْنِ (¬70) النَّجَاسَةِ بِالإِصْبَعِ، أوْ والْخَشَبَةِ، أو سِوَى ذَلِكَ؛ وَهُوَ: حَكُّهَا وَقَشْرُهَا (حَتَّى تَزُولَ عَيْنُهَا) (¬71) وَتَحَاتَّ الشَّىءُ (¬72): إذَا تَنَاثَرَ. وَحُتَاتُ كُلَّ شَىْء: مَا تَحَاتَّ مِنْهُ، أيْ: تَنَاثَرَ (كُحُتَاتِ الْوَرَقِ مِنَ الشَّجَرِ) (71) وَالْقَرْصُ: يَكُونُ (فَرْكُ الشَّىْءِ) (¬73) بَيْنَ الإصْبَعَيْنِ. وَقَدْ قَرَصَهُ يَقْرُصُهُ بِالضَّمِّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬74): مَعْنَاهُ: اغْسِلِيهِ بِأَطْرَافِ أصَابِعِكِ. وَيُرْوَى: "قَرْصيه" بِالتَّشْدِيد (¬75) وَقَالَ (¬76) الزمَخْشَرِيُّ (¬77): القَرْصُ: الْقَبْضُ عَلَى الشَّىْءِ بِأطْرَافِ الأصَابِعِ مَعَ نَتْر. . . . . . . وَالدَّمُ وَغَيْرُهُ إِذا قُرِصَ: كَانَ أَذْهَبَ لِلأثَرِ مِنْ أنْ يُغْسَلَ بِالْيَدِ كُلِّهَا. وَقَالَ أبُو عُبَيْدٍ (¬78): أيْ قَطعِيهِ بِهِ. وَهَذَا إنمَا (¬79) يُتَصَوَّرُ فِي الْيَابِس، أعْنى: الْحَتَ وَالْقَرْصَ؛ لِأَّنهُ قَالَ: "ثُم اغْسِلِيهِ بِالْمَاءِ" أرَادَ: بَعْدَ الحَتِّ وَالْقَرْص، وَلَا تَأثِيرَ لِذَلِكَ فِي الرَّطْبِ. قَالَ الْهَرَوِي (¬80): وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخر: "حُتِّيهِ وَلَوْ بِضِلَعٍ" أيْ: حُكِّيهِ وَلَوْ بِعَظْمٍ. قَوْلُهُ: "لَا يُمْكِنُ صَوْنُ الْمَاءِ عَنْهُ" (¬81) أَيْ: حِفْظُهُ وَصِيَانتهُ، وَأصْلُهُ: الْقِيَامُ عَلَى الشَّىءِ، وَمَنْعُهُ مِنَ الأقْذَارِ وَالتَّلَفِ. قَوْلُهُ: "وَالطُّحْلبُ إذا أُخِذَ" (¬82) هُوَ مَا يَعْلُو الْمَاءَ الآجِنَ (¬83) الْمُقِيمَ مِنَ الْخُضْرَةِ يَكُونُ (¬84) فَوْقَهُ كَالْخِرَقِ، وَقَدْ يَكُونُ فِي جَنَبَاتِ الْمَاءِ الجارِى، يُقالُ فِيهِ: طُحْلُبْ وَطُحْلَبٌ، كَجُنْدُبٍ وَجُنْدَبٍ (¬85). قَوْلُهُ: "كَمَاءِ اللَّحْمِ وَمَاءِ البَاقِلاءِ" (¬86) هُوَ المَرَقُ الَّذِى يُسْتَخْرَجُ مِنَ اللَّحْمِ عِنْدَ الطَّبْخِ، مُشْتَقٌ مِنَ المُرُوقِ وَهُوَ الخُرُوجُ، وَمِنْهُ: السَّهْمُ الْمَارِقُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الرَمِيَّةِ وَيَنْفُذُ فِيهَا، والْمَارِقُ: الَّذِي خَرَجَ منَ الدِّينِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمِيَّةِ" (¬87) وَالرَمِيَّةُ: فَعِيلَةٌ مِنَ الرَّمْيَ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، أيْ: مَرْمِيَّةٍ. ¬

_ (¬64) في المهذب 1/ 4: وما سوى الماء المطلق من المائعات كالخل وماء الورد والنبيذ وما اعتصر من الثمر والشجر، لا يجوز رفع الحدث ولا إزالة النجس به. (¬65) ع: الشيىء. وفي المصباح: وسئل ابن عمر عن الفأرة تقع في السمن، فقال: إن كان مائعا فأرقه وإن كان جامدا فألقها وما حولها. أى: إن كان ذائبا، وكل ذائب مائع. (¬66) الصحاح (ميع). (¬67) الصديق: ليس في ع. (¬68) ع: عنها. (¬69) أنظر الحديث في صحيح مسلم 1/ 240 والترمذي 1/ 219 وسنن ابن ماجة 1/ 206 والنسائي 1/ 155. وغريب الحديث 2/ 39 والفائق 3/ 171 والنهاية 4/ 40. (¬70) ع: أى حتى النجاسة. . . (¬71) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬72) ع: الورق والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬73) ما بين القوسين زيادة من ع .. (¬74) في الصحاح (قرص). (¬75) قال الجوهرى: قال أبو عبيد: أي قَطعِيهِ به. وهى رواية أبي عبيد في غريبه 2/ 39 والزمخشري في الفائق 3/ 171. (¬76) خ: قال الأزهري، وضرب عليه وصحع بالزمخشري. وكذا: الزمخشري في ع. (¬77) الفائق 3/ 171. (¬78) في غريب الحديث 2/ 39. (¬79) ع: مما. (¬80) في الغريبين. وانظر تهذيب اللغة 1/ 477. (¬81) في المهذب 1/ 5: فإن كان مما لا يمكن حفظ الماء منه كالطحلب .. جاز الوضوء به؛ لأنه لا يمكن صون الماء عنه. (¬82) السابق وتتمته: إذا أخذ ودق وطرح في الماء .. لم يجز الوضوء به. لأنه زال إطلاق اسم الماء عليه. (¬83) الآجن: المتغير الطعم واللون والرائحة إلا أنه يشرب. وهو آجِنٌ وَأَجِنٌ وَأَجُنٌ". (¬84) ع: فيكون. (¬85) وطحلب كزبرج وطحلب كدرهم. انظر المحكم 4/ 5 واللسان (طحلب 2645 والمصباح (طحلب). (¬86) في المهذب 1/ 5: لم يجز الوضوء به؛ لأنه زال عنه بطلاق اسم الماء عليه بمخالطة ما ليس بمطهر والماء مستغن عنه فلم يجز الوضوء به كماء اللحم وماء الباقلاء. (¬87) الحديث في =

وَالبَاقِلَاءُ يُخَفَّفُ فَيُمْدُّ، وَيُشَدَّدُ فيقْصَرُ (¬88)، وَمَاؤُهُ: مَا يَخْرُجُ مِنهُ عِنْدَ طَبْخِهِ أو عَصْرِهِ. قَوْلُهُ: "يُدْرِكُهَا الطَّرْفُ" (¬89) أرَادَ النَّاظِرَ، أيْ: يُدْرِكُهَا الِإنْسَانُ بِنَظَرِهٍ وَيُبْصِرُهَا بِعَيْنِهِ، وَالطَّرْفُ: الْعَيْنُ، وَلَا يُجْمَعُ؛ لِأنَّهُ فِي الأصْلِ مَصْدَر، وَيَكُونُ وَاحِدًا، وَيَكُونُ جَمَاعَةً، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} (¬90). قَوْلُهُ "نَفْسٌ سَائِلَة" النَّفْسُ هَا هُنَا: الدَّمُ، يُقَالُ: سَالَت نَفْسُهُ، أيْ: دَمُهُ (¬91)، وَيُقَالُ: نَفِسَتِ المْرأةُ: إذَا حَاضَتْ، بِفَتْحِ النُّونِ (¬92)، أيْ: سَالَ دَمُهَا، فَهِيَ نَافِسٌ. وَنُفِسَتْ بِضَم النُّونِ (¬93)، فَهِيَ نُفَسَاءُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: إِذَا وَلَدَتْ. وَسَائِلَةٌ (¬94)، أَيْ: جَارِيَة، مِنْ سَالَ الْمَاءُ: إِذَا جَرَى. وَسُمِّيَتِ الْوِلَادةُ نِفَاسًا، لِأنَّهُ يَصْحَبُهَا خُرُوج النَّفْسِ، وَهُوَ: الدَّمُ. وَالْوَلَدُ: مَنْفُوسٌ (¬95). قَوْلُهُ (¬96): "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ فَإنَّهُ لَا يَحْمِلُ الْخَبَثَ" قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬97): الْقُلَّةُ إِنَاءٌ لِلْعَرَبِ (¬98)، كَالْجَرةِ الْكَبِيرَةِ، وَقَدْ تُجْمَعُ عَلَىْ قُلَلٍ، قَالَ (¬99): وَظَلِلْنَا (¬100) بِنِعْمَةٍ وَاتَّكَأْنَا ... وَشَرِبْنَا الْحَلَالَ مِنْ قُلَلِهِ وَقِلَالُ هَجَرَ شَبِيهَةٌ (¬101) بِالحِبَابِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ (¬102) فِي الحديث: يَعْني هَذِهِ الحِبَابَ العِظَامَ: جَمْعُ حُبٌّ (¬103)، يُقَالُ لواحدَتهَا (¬104) قُلُّةٌ، وَهيَ مَعْرُوفَة بالححَاز، وَالْجَمْعُ: قلَالْ. وَمنْهُ الْحَديث، وَذَكَرَ نَبِقَ الْجَنَّةِ فَقَالَ: مِثْل قِلَالِ هَجَرَ" (¬105) - قَالَ (¬106): وَمُكَدَّمٍ فِي عَانَةٍ قَدْ كَدَّحَتْ ... مَتْنَيْهِ حَمْلُ حَنَايِم وَقِلَالَ (¬107) (وَهَجَرُ: قَرْيَةٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَدِينَةِ (¬108)، تَأَخُذُ الْقُلَّةُ مِنْ قِلَالِهَا مَزَادةً) (¬109) سُميَتْ بهَا؛ لِأنَّها تُقَل، أيْ: تُرفعُ. يُقَالُ: أقَل الشَّىْءَ إِقْلَالًا: إذَا حَمَلَهُ وَرَفَعَهُ. وَقِيلَ (¬110) هِيَ: قَامَةُ الرَّجُلِ، مَأخُوذَة مِنْ قُلَّةِ ¬

_ = صحيح البخارى 9/ 21 وغريب الحديث 1/ 266 والفائق 3/ 355 والنهاية 4/ 320 وغريب ابن الجوزي 2/ 354. (¬88) إصلاح المنطق 183 وتهذب اللغة 9/ 172 والمقصور والممدود لابن ولاد 15 وحكى عن أبي حنيفة التخفيف والقصر المحكم 6/ 267. (¬89) في المهذب 1/ 5: إذا وقعت في الماء نجاسة. . . فإن كانت نجاسة يدركها الطرف من خمر أو بول أو ميتة لها نفس سائلة. . . فإذا تغير فهو نجس. (¬90) سورة إبراهيم آية 43. (¬91) تهذيب اللغة 13/ 11 والمخصص 1/ 21 والفائق 4/ 15 والنهاية 5/ 96. (¬92) ويقال بالضم أيضًا كما روى عن الأصمعي في تهذيب اللغة 13/ 11. (¬93) ويقال بالفتح أيضًا عن الأصمعي في تهذيب اللغة 13/ 11 وذكرها في ديوان الأدب 2/ 237 وخلق الإنسان 8 وأفعال ابن القطاع 3/ 220 وعن ابن الأعرابى في المخصص 1/ 21. (¬94) خ: سائلة. (¬95) منفوس: ساقطة من ع. (¬96) في المهذب 1/ 6: لقوله - صلى الله عليه وسلم -:. . . الحديث. وانظر مسند الشافعي 7 والجامع الصحيح مسند الربيع 1/ 33 وغريب الحديث 2/ 236. (¬97) ع: الهروى: تحريف. (¬98) ع: معروف يجمع على قلل والمثبت من خ والصحاح (قلل). (¬99) جميل بن معمر ديوانه 106. (¬100) ع: فظللنا وكذا رواية الديوان واللسان (قلل 3727) والمثبت من خ والصحاح (قلل). (¬101) ع: تسمى، وخ: مشبهة ومصححة شبيهة. وفي الصحاح: شبيهة. (¬102) في غريب الحديث. (¬103) خ: الحب والمثبت من ع وغريب الحديث من هامش الأصل. انظر 2/ 236. (¬104) ع: لواحدها. (¬105) الفائق 3/ 224 والنهاية 4/ 104 وغريب الحديث لابن الجوزي 2/ 263. (¬106) الأخطل، كما في غريب أبي عبيد 2/ 237 والفائق 3/ 184 واللسان (قلل 3727) وروايتهم: يَمْشَوَنَ حَوْلَ مُكَدَّمٍ قَدْ كَدَّحَتْ ... . . . . . . . . . . ورواية الديوان: يمشون حول مخدم قد سحجت ... متنيه عدل حناتم وسخال (¬107) الشاهد ليس في ع. (¬108) النهاية 4/ 104 والمشترك وضعا والمفترق صقعا 438 ومعجم ما استعجم 1346 والمصباح (هجر). (¬109) ما بين القوسين من ع. (¬110) النهاية 4/ 104.

الرَّأْس (¬111). وَذَكَرَ فِي الشَّامِلِ (¬112)، أنَّ قِلَالَ هَجَرَ تُعْمَلُ بِالْمَدِينَةِ، وَهَجَرُ الَّذِى تُنْسَبُ إلَيْهِ: مَوْضِعْ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ، لَيْسَ بِهَجَرِ البَحْرَيْنِ، وإنَّمَا نُسِبَتْ إِلَى هَجَرَ؛ لِأنَّ ابْتِدَاءَ عَمَلِهَا كَانَ بِهَجَرَ، ثُم عُمِلَتْ بِالمَدِينَةِ. هَكَذَا ذَكَرَهُ. قَوْلُهُ: "لَا يْحْمِلُ الْخَبثَ" أيْ: لَا يَقْبَلُ حُكْمَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} (¬113) أيْ: كُلِّفُوا أحْكَامَهَا، فَلَمْ يَقْبَلُوهَا. وَالْخَبَثُ- هَا هُنَا: النَّجَسُ. وَالْخَبِيثُ فِي اللُّغَةِ: كُلُّ مُسْتَقْذَرٍ، وَمَكْرُوهٍ، مِنْ جسْمٍ أو فِعْلٍ أوْ قَوْلٍ، كَالْغَائِطِ وَالبَوْلِ وَالْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ. وَلِهَذَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "الْكَلْبُ خَبيثٌ خَبِيث ثَمَنُه ". قَوْلُهُ: "رِطْلٌ" (¬114) الرَّطْلُ: نِصْف مَنا (¬115). يُقَالُ بِكَسْرِ الراءِ وَبِفَتْحِهَا (¬116)، وَهُوَ أَيْضًا: عَشْرُ أَواقِيَّ (¬117). قَؤْلُهُ: "احتياطًا" (¬118) يُقَالُ: احْتَاطَ الرجُلُ لِنَفْسِهِ، أَيْ: أخَذَ بِالثِّقَةِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ حَاطَهُ يَحُوطُهُ: إذَا كَلاهُ وَرَعَاهُ. وَاحاطَتْ بِهِ الْخَيْلُ، أَيْ: أَحدَقَتْ بِهِ (¬119). قَوْلُهُ: "لا يُمْكنَ الاحْتِرَازُ مِنْهَا" (¬120) أي: التَّحَفُّظُ، وَأصْلُهُ: مِنَ الحِرْزِ الَّذِي يَمْنَعُ وُصُولَ مَا يُكْرَهُ. قَوْلُهُ: "كَغُبَارِ السِّرْجِين" بِالكَسْرِ، فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ (¬121)، وَيُقَالُ: "سِرْقِين" بالْقَافِ أَيْضًا (¬122). وَهُوَ مَا يُخْرِجُهُ ذَوَاتُ الْحَافِرِ (¬123). قَوْلُهُ: "حُكْمُ سَائِرِ النَّجَاسَاتِ" (¬124) قَالَ فِي الفَائِقِ (¬125) مَا فِي مَعْنَاهُ (¬126): بَاقِي النَّجَاسَاتِ، اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ سَأرَ، إذَا بَقَّى، وَهَذَا مِمَّا تَغْلَطُ فِيهِ الْخَاصَّةُ، فَتَضَعُهُ مَوْضِعَ الْجَمِيعِ (¬127). قَوْلُهُ: "فِي الْحَدِيثِ" (¬128): "إذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إنَاءِ أحَدِكُمْ فَامْقْلُوهُ" (¬129) يَعْني: فَاغمِسُوهُ فِي الطَّعَام أو الشرَّاَب. (وَالْمَقْلُ: الْغَمْسُ) (¬130). (يُقَالُ: مَقَلْتُ الشَّىْءَ: غَمَرتُهُ) (¬131) [وَ] يُقَالُ لِلرجُلَيْنِ إذَا تَغَاطَّا فِي الْمَاءِ: هُمَا يَتَمَاقَلَانِ (¬132) وَيُقَالُ: مَقَلَ يَمْقُل: إذَا غَاص فِى المَاءِ (وَقَدْ مَقَلْتُهُ لَازِمٌ ¬

_ (¬111) ذكره في الفائق 3/ 184. (¬112) ................... (¬113) سورة الجممة آية 5. (¬114) في المهذب 1/ 6 والقلتان: خمسمائة رطل بالبغدادي. (¬115) ع: من وهو كذلك في لغة تميم وهو الذى يكال به السمن وغيره. وقيل: الذى يوزن به. المصباح (منو). (¬116) ع: وفتحها. كذا في إصلاح المنطق 32، 174 وقال الفيومي: كسره أشهر من فتحه. (¬117) ع أوق. وعن ابن الأعرابي: الرطل ثنتا عشرة أوقية بأواقى العرب. وعن الليث: الرطل مقدار من. اللسان (رطل 1665) وكذا المصباح (رطل) وقيده بأواقى بغداد. (¬118) في المهذب 1/ 6: جعل الشافعي الشىء نصفًا احتياطًا. (¬119) عن الصحاح (حوط) وانظر العين 3/ 276 وتهذيب اللغة 5/ 184 والمحكم 3/ 372 والمصباح (حوط). (¬120) في المهذب 1/ 6: فإن كانت النجاسة مما لا يدركها الطرف. . . . . . . . لا حكم لها؛ لأنها لا يمكن الاحتراز منها، كغبار السرجين. (¬121) المعرب 186 وشفاء الغليل 144 والألفاظ الفارسية المعربة 89. (¬122) أيضًا: ليس في خ. (¬123) هذه الفقرة وقعت في ع يعد فارسى معرب. (¬124) في المهذب 1/ 6: ما لا يمكن الاحتراز منه قيل حكمه حكم سائر النجاسات. (¬125) 1/ 41. (¬126) ع: معناه. وقد ذكره الزمخشري في تفسير "نجا مها ثلاث وهلك سائرها". (¬127) وكذا ذكر ابن الأثير في النهاية 2/ 327 والصواب أنه يتحصل بمعنى الجميع وانظر الصحاح (سأر وسير) وتقويم اللسان 142 وتصحيح التصحيف 180 ودرة الغواص 4. (¬128) في المهذب 1/ 6. (¬129) سنن ابن ماجة 2/ 1159 ومسند الإمام أحمد 3/ 24، 67 وغريب الحديث 214/ 2، 215 والفائق 3/ 380 وغريب ابن الجوزى 2/ 368 والنهاية 4/ 237. (¬130) ما بين االقوسين ساقط من ع. (¬131) ما بين القوسين زيادة من ع. (¬132) غريب الحديث 15/ 22 =

وَمُتَعَدٍّ" (130) وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَجَرِ الَّذِي يُقْسَمُ عَلَيْهِ الْمَاءُ فِي السَّفَرِ إذَا قَلَّ: الْمَقْلَةُ (¬133)، (وَقَدْ يُقَالُ لِجَرْعَةِ الْمَاء (¬134) قَالَ الفَرَزْدَقُ: وَلَمَّا تَمَاقَلْنَا الإِدَاوَةَ أَجْهَشَتْ ... إِلَىَّ عُيُونُ الْعَنْبَرِيِّ الْجُرَاضِمِ وَسُمىَ الذُّبَابُ ذُبَابًا، لِأنَّهُ كُلَّمَا ذُبَّ [آبَ، كُلَّمَا ذُبَّ] لِاسْتِقْذَارِهِ: آبَ لِاسْتِكْبَارِهِ. قَوْلُهُ: "تُرَابٌ (¬135) أَوْجَصٌ" (¬136) بِفَتْحِ الجِيمِ وَكَسْرِهَا (¬137): هُوَ حِجَارَةٌ بِيضٌ تُحْرَقُ بِالنَّارِ (¬138)، ويُصَب عَلَيْهَا المَاءُ، فَيَصِيرُ طَحِينًا يُطْلَى بِهِ البِنَاءُ كَالنُّورَةِ، وَهُوَ مُعَربٌ (139). قَوْلُهُ: "حَتى غَمَرَ النَّجَاسَةَ" (¬139) أَيْ: عَلَاهَا، لِكَثرتِهِ. قَالَ الْجوْهَرِيُّ (¬140): الْغَمْرُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، وَقَدْ غَمَرَهُ الْمَاءُ يَغْمُرُهُ: إذَا عَلَاهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ: قَدْ غَمَرَهُ الْقَوْمُ: إذَا عَلَوْهُ شَرَفًا. قَوْلُهُ: "كَالْمَيْتَةِ وَالجِرْيَةِ الْمُتَغَيِّرةِ" (¬141) قَالَ فِي الشَّامِلِ (¬142): الْجِرْيَةُ: هِيَ مَا بَيْنَ حَافَتَي النَّهْرِ عَرْضًا، عَنْ يَمِينِهَا وَشِمَالِهَا. وَالْمَعْنَى: أنَّهَا الْقِطْعَةُ الَّتِى تَجْري مِنَ الْمَاءِ، مَأخُوذَةٌ مِنَ الْجَرىِ (¬143)، فَالْجِرْيَةُ بِالْكسْرِ كَالْكِسْرَةِ مِنَ الْخُبْزِ، وَالْفِلْذَةِ مِنَ اللَّحْمِ، مَأخُوَذَةٌ مِنَ وَالْكَسْرِ وَالْفَلْذِ (¬144). قَوْلُهُ: "وَالرَّاكِدُ" (¬145) هُوَ الدَّائِمُ السَّاكِنُ الَّذِي لَا يَجْرِى، يُقَالُ: رَكَدَ الْمَاءُ رُكُودًا: إذَا دَامَ وَسَكَنَ (¬146). قَوْلُهُ: "زَائلٌ عَنْ سَمْتِ الجَرْىِ" أيْ: عَنْ طَرِيِقهِ، قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: السَّمْتُ يَكُونُ فِي مَعْنَيَيْنِ أحَدُهُمَا: حُسْنُ الْهَيْئَةِ وَالْمَنْظَرِ فِي الدِّينِ، وَلَيْسَ مِنَ الْجَمَالِ، وَلَكِنْ هَيْئَةِ أَهلِ الْخَيْرِ وَمَنْظَرِهِمْ. وَالْوَجْهُ (¬147) الآخَرُ: السَّمْتُ: الطرِيقُ، يُقَالُ: الْزَمْ هَذَا السَّمْتَ (¬148). وَفُلَان حَسَنُ السَّمْتِ (¬149). قَوْلُهُ: "وَالتَّحَرِّى فِيهِ" (¬150) التَحَرِّى: طَلَبُ الأحْرَى مِنَ الْأمْرِ، أيْ: الْأغْلَبِ الَّذِي يَنتَهِي الَيْهِ حَدُّ الطَّلَب، يُقَالُ: تَحَرَّيْتُ فِي الأمْرِ: إذَا جْتَهَدْتَ فِي طَلَبِ مَا يَثْبُتُ عِنْدَكَ حَقِيقَتُهُ (¬151). وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} (¬152) قَالَ الهَرَوِي: أَيْ قَصَدُوا طَرِيقَ الْحَقِّ وَاجْتَهَدُوا فِي طَلَبِهِ (¬153). ¬

_ = والصحاح (مقل). (¬133) غريب الحديث 2/ 216 وتهذيب اللغة 9/ 184 والمحكم 6/ 271، 272. والصحاح (مقل) واللسان (مقل 4245). (¬134) ما بين القوسين: ليس في خ. (¬135) في المهذب 1/ 6. وإن طرح فيه تراب أو جص فزال التغير ففيه قولان. . . . إلخ. (¬136) كذا ذكر ابن السكيت في إصلاح المنطق 32، 174، 224 واقتصر ابن دريد على الفتح جمهرة اللغة 1/ 52 وحمل أبو حاتم الفتح على لغة العامة. وانظر المحكم 7/ 130 والمصباح (جص). (¬137) في خ: هو ما يبنى به: مضروب عليها ومصحح بالمثبت. (¬138) المعرب95 وشفاء العليل 90 والألفاظ الفارسية المعربة 38. (¬139) خ: ماء غمر النجاسة. وفي المهذب 1/ 7: ويطهر بالمكاثرة من غير أن يبلغ قلتين كالأرض النجسة إذا طرح عليها ماء حتى غمر النجاسة. (¬140) في الصحاح (غمر). (¬141) في المهذب 1/ 7: فإن كان الماء جاريًا وفيه نجاسة جارية كالميتة والجرية المتغيرة فالماء الذى قبلها طاهر لأنه لم يصل إلى النجاسة. (¬142) (¬143) في الصحاح (جرى): ما أشد جرية هذا الماء بالكسر. وقال السرقسطي: فإن أدخلت الهاء: كسرت الجيم، وقلت من الجرى: جرى الماء جرية. الأفعال 2/ 277 والمصباح (جرى). (¬144) خ: من الفلذ الكسر. (¬145) في المهذب 1/ 7: وإن كان بعضه جاريًا وبحفه راكدًا. . . والراكد زائل عن سمت الجرى، فوقع في الراكد نجاسة فإن لم يبلغ قلتين فهو نجس. (¬146) غريب الحديث 1/ 224، 225 والفائق 1/ 441 والنهاية 2/ 258 والصحاح والمصباح (راكد) واللسان (ركد1716). (¬147) الوجه ليس في ع. (¬148) غريب الحديث 3/ 384. (¬149) الفائق 2/ 198، 199 والنهاية 2/ 397. (¬150) خ: التحرى في الماء وفي المهذب 1/ 8: باب الشك في نجاسة الماء والتحرى فيه. (¬151) النهاية 1/ 376 والصحاح والمصباح والمغرب (حرى). (¬152) سورة الجن آية 14. (¬153) الغريبين ومجاز القرآن للفراء 2/ 272 ومعاني القرآن 3/ 193 وتفسير غريب القرآن 490.

قَوْلُهُ: "بِطُولِ (¬154) الْمُكْثِ" المُكْثُ بِالضَّمِّ: الاسْمُ مِنَ المَكْثِ. مَصْدَرٌ ذَكَرَهُ فِي دِيوَانِ الأدَبِ (¬155) قَالَ الله تَعَالَى: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} (¬156) وَهُوَ اللُّبْثُ والانْتِظَارُ. وَقَدْ مَكَثَ وَمَكُثَ. وَقَدْ قُرِءَ بِهِمَا (¬157) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ} (¬158) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالاسْمُ: المكْثُ وَالمِكْثُ بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. وَتَمَكَّثَ تَلْبَّثَ (¬159) (¬160). قَوْلُهُ فِي الهِرَّةِ (¬161): "فَعُفِىَ عَنْهَاَ" أصْلَ الْعَفْوِ: الْمَحْوُ، يُقَالُ: عَفَا الأثر، أَي: امَّحَى (وَذَهَبَ. وَعَفَا الرَّبْعُ: امَّحَى) (¬162) رَسْمُهُ وَدَرَسَ (¬163). فَكَاَّنهُ مُحِىَ (¬164) عَنْهُ الذَّنْبُ، وَلَم يُكْتَبْ عَلَيْهِ. قَوْلُهُ: "إِنَّهَا مِنَ الطوَّافِينَ عَلَيْكُمْ أَو الطَّوُّافَاتُ" (¬165) قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ (¬166): الطَّائِفُ: الْخَادِمُ الَّذِي يَخْدُمُكَ بِرِفْقٍ وَعِنَايْة وَجَمْعُهُ: "الطوَّافُّونَ". وَقَوْلُهُ: "أَوِ الطَّوَّافَاتُ" (¬167) شَكَّ فِيهِ الرَّاوِى. وَهُوَ مَأَخُوذٌ مِنَ الطوَافِ حَوْلَ الشَّىْءِ والترَّدُّدِ إلَيْهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ} (¬168). قَوْلُهُ: الْكَلْبُ وَلَغَ" (¬169) يُقَالُ: وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الإنَاءِ يَلَغُ وُلُوغًا (¬170): إذَا شَرِبَ فِيهِ بِأَطْرَافِ لِسَانِهِ (¬171)، وَيُولَغُ: إذَا أَوْلَغَهُ صَاحِبُهُ، وَالإنَاءُ مِيلَغٌ (¬172). قَوْلُهُ: "أمَارَاتُهُ تَتَعَلَّقُ بِالْبَصَرِ" (¬173) أَيْ: عَلَامَاتُهُ (¬174)، وَالأمَارَةُ: الْعَلَامَةُ، وَتَكُونُ الْوَقْتَ (¬175) أَيْضًا. قَوْلُهُ: "لَا يُقَلِّدُ" (¬176) التَّقْلِيدُ: أَصْلُهُ مِنَ الْقِلادةِ الَّتِي تَكُونُ فِي العُنُقِ، كَأنهُ يَجْعَلُ ذَلِكَ الأمْرَ كَالْقِلَادة فِي عُنُقِهِ يَتَحَملُ مَأْثَمَهُ (¬177). ¬

_ (¬154) في المهذب 8/ 1: فإن وجده متغيرا ولم يعلم بأى شيء تغير توضأ به لأنه يجوز أن يكون تغيره بطول المكث. وفي خ لطول. (¬155) 1/ 150 وكذا نص من القطاع في أفعاله 3/ 190 وانظر المحكم 6/ 498 وأفعال السرقسطى 4/ 202 والصحاح والمصباح (مكث). (¬156) سورة الإسراء آية 106. (¬157) معانى القرآن للفراء2/ 89 والسبعة في القراءات 480 وتقريب النشر 154. (¬158) سورة النمل آية 22. (¬159) .................. (¬160) الصحاح (مكث). (¬161) في الهرة: ليس في ع. وفي المهذب 1/ 8: وإن رأى هرة أكلت نجاسة ثم وردت على ماء قليل فشربت منه .. لا ينجس؛ لأنه لا يمكن الاحتراز منها، فعفى عنها، فلهذا قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "إنها من الطوافين عليكم" أو "الطوافات". (¬162) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬163) انظر الزاهر 1/ 535، 536 والعين 2/ 258 وتهذيب اللغة 3/ 222 وغريب الحديث 4/ 389 والمحكم 2/ 268 والصحاح (عفو). (¬164) ع: يمحى. (¬165) الحديث في الموطأ 45 وسنن ابن ماجة 1/ 131 وصحيح الترمذي 1/ 137 وغريب الحديث 1/ 270 والفائق 2/ 369 والنهاية 3/ 142. (¬166) العباب (طوف 400). (¬167) الطوافات ليس في ع. (¬168) سورة النور آية 58 وانظر: معانى الفراء 2/ 260. (¬169) خ ولغ الكلب وفي المهذب 1/ 9: وإن كان معه إناءان فأخبره رجل أن الكلب ولغ في أحدهما قبل قوله. (¬170) من باب نفع ووعد ويولغ مثل وجل يوجل لغة أيضًا ويعدى بالهمزة، فيقال: أولغته: إذا سقتيه. المصباح (ولغ). (¬171) عن الصحاح (ولغ) ومثله في اللسان (ولغ 4917) وفي ع: ولغ الكلب في الماء: أخذه في فيه بطرف لسانه. (¬172) الصحاح (ولغ) وانظر المحكم 6/ 41، 42 وإصلاح المنطق 190 وتهذيب اللغة 8/ 199 وديوان الأدب 3/ 259 وأفعال السرقسطي 4/ 274 وجمهرة اللغة 3/ 151 والقاموس والمصباح (ولغ). (¬173) في المهذب 1/ 10: إذا اشتبه الماء الطاهر بالنجس يجوز التقليد، لأن أماراته تتعلق بالبصر. وفي خ: إمارات. (¬174) خ علامات. (¬175) ع في الوقت: والصواب الوقت والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬176) في المهذب 1/ 9: لا يقلد لأن من جاز له الاجتهاد في شيء لم يقلد فيه غيره. (¬177) ع: يتجمل به: تحريف.

ومن باب الآنية

ومن باب الآنية (¬1) قَوْلُهُ: "وَمِنْ بَابِ الآنِيَةِ" (¬2) الآنِيَةُ: جَمْعُ إنَاءٍ، عَلَى أفْعِلَةٍ، مِثْلُ كِسَاءٍ وأَكْسِيَةٍ، وأَصْلُهُ: أَأْنِيَة، بِهَمْزَتَيْنِ، فَليِّنَتِ (¬3) الثَّانِيَةُ، فَجُعِمِتْ أَلِفًا، وَمُدَّ قَبْلَها مَدَّةٌ. • قَوْلُهُ: "مَاعَدَا الْكَلْبَ وَالْخِنْزِيرَ" (¬4) عَدَاهُ الشَّىْءُ، أيْ: جَاوَزَهُ، وَعَدْوَى (¬5) الْجَرَبِ مَأخُوذ مِنْهُ؛ لِأنَّ الجَرَبَ عِنْدَهُمْ يُعْدى، أيْ: يَصِيرُ عَادِيًا، أيْ: مُتَجَاوِزًا (¬6) مِنَ الأجْرَبِ إلَى الصحِيحِ الَّذِى لَا جَرَبَ بِهِ (¬7). • قَوْلُهُ: "أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهَرَ" (¬8) الإِهَابُ: الجِلْدُ. (سُمِّىَ إِهَابًا) (¬9) مَا لَمْ يُدْبَغْ. وَجَمْعُهُ: أُهُبْ بِضَمِّ الْهَاءِ وَسُكُونِهَا (¬10). وَيُقَالُ فِي وَاحِدَهِ أَيْضًا: أُهيِبٌ، وَيُجْمَعُ عَلَى أهَبٍ- بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ والْهَاءِ، كَأَدِيمٍ وَأَدَمٍ (¬11). قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كِتَابِهِ "الفَائِقِ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ" (¬12): قِيلَ: لأنَّهُ أهْبَةٌ للْحَىَّ وَبِنَاء لِلْحِمَايَةِ [لَهُ] عَلَى جَسَدِهِ، كَمَا قِيلَ لَهُ الْمَسْكُ؛ لإمْسَاكِهِ. • قَوْلُهُ: "كَالْشَّثِّ وَالْقَرَظِ" (¬13) الشَّثُّ: بِالثَّاءِ بِثَلَاثِ نُقَطٍ: شَجَرٌ مَعْرُوف، يَكُونُ فِي الْجِبَالِ مُرُّ الطَّعْمِ (¬14) (قَالَهُ ابْنُ سِيدَه) (¬15). • وَقَالَ القُتَيْبِيُّ (¬16): الشَّثُّ: نَبْتٌ يَنْبُتُ بِتِهَامَةَ مِنْ شَجَرِ الْجِبَالِ، قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا (¬17). كَأْنَّمَا حَثْحَثُوا حُصًّا قَوَادِمُهُ ... أَوَ أُمَّ خِشْفٍ بِذِى شَثٍّ وطُبَّاقِ الطُبَّاقُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ بِالحِجَازِ (¬18). وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الشَّبُّ بالْبَاءِ (¬19) بِنُقْطَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ تَحْتِ. وَلَيْسَ بِشَىْء، وَهُوَ الَّذِى يَسْتَعْمِلُهُ الأسَاكِفَةُ، وَالصَّبَّاغُونَ. قَالَ الأزْهَريُّ (¬20): السَّمَاعُ فِيهِ بِالْبَاءِ، وَقَدْ صَحَّفَهُ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ: "الشَّثُّ" ¬

_ (¬1) العنوان من خ. (¬2) ما بين القوسين من ع. (¬3) ع: قلبت: تحريف. وهى مصححة بالتشكيل في خ. (¬4) في المهذب 1/ 10: كل حيوان نجس بالموت طهر جلده بالدباغ وهو ما عدا الكلب والخنزير، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما إهاب دبغ فقد، طهر". (¬5) ع: وعدو الجرب: تحريف. (¬6) خ: يتجاوز ومصوبة بالمثبت. (¬7) تهذيب اللغة 3/ 114 والمحكم 2/ 228 والصحاح (عدو). (¬8) الحديث في صحيح الترمذي 7/ 232 وسنن ابن ماجة 2/ 1193 ومسند الإمام أحمد 3/ 283 والنهاية 1/ 83. (¬9) ما بين القوسين من خ. (¬10) وآهبة. وانظر المحكم 4/ 261 والقاموس (أهب). (¬11) الصحاح (أهب). (¬12) 1/ 67. (¬13) في المهذب 1/ 10: ويجوز الدباع بكل ما ينشف فضول الجلد، كالشب والقرظ. (¬14) مر الطعم: ليس في ع. (¬15) ما بين القوسين من ع وفي المحكم 7/ 422: شجر طيب الريح مر الطعم. (¬16) ع: الأصمعى. وفي العين 6/ 216: الشث: شجر طيب الريح مر الطعم ينبت في جبال الغور ونجد قاله أبو الدقيش وكذا في الفائق 2/ 222 واللسان (شث 2195). (¬17) الصحاح (شث) والفائق واللسان وسر صناعة الإعراب 1/ 197. (¬18) قال أبو حنيفة: الطباق: شجر محنو القامة ينبت متجاورًا، لا تكاد ترى منه واحدة منفردة وله ورق طوال دقاق خضر يتلزج إذا غمز وله نور أصفر مجتمع. المحكم 6/ 180. (¬19) بالباء: ليس في ع. (¬20) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 16.

وَالشَّثُّ: شَجَر مُرُّ الطَّعْمِ، لَا أدْرِي أيُدْبَغُ بِهِ أمُ لَا. انتهَى كَلَامُهُ. وَامَّا الْقَرَظُ، فَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬21): الْقَرَظُ: وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ، يُقَالُ: أدِيمٌ مَقْرُوظٌ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ: شَجَر بِعَيْنِهِ مَعْرُوفٌ، وَلَيْسَ بِالسَّلَمِ وَلَا وَرِقِهِ (¬22). قَالَ الْحَارِثُ بِنْ حِلِّزَةَ (¬23): حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِينَ بِكَبْشٍ ... قُرَظِيٌّ كَأَنَّهُ عَبْلَاءُ (¬24) قَالُوا: الْكَبْشُ الْقُرَظِيُّ: مَنْسُوبٌ إلَى بِلَادِ الْقَرَظِ (¬25)، (وَسَافَرَ إلَى بِلَادِ الْقَرَظِ) (¬26) وَهِيَ الْيَمَنُ (¬27)، لأنهَا مَنَابِتُ الْقَرَظِ (وَقَالُوا (¬28): ثَوْب مُقَرظ، كَأنَّهُ مِنْ الْقَرَظَ) (26). قَوْلُهُ: "لِلسَّرَفَ وَالْخُيَلَاءِ" (¬29) السَّرَفَ: التَّبْذِيرُ وإِنْفَاقُ الْمَالِ فِي غَيْرِ وَجْهِهِ (¬30)، وَتَرْكُ الْقَصْدِ فِي النَّفَقَةِ وَغَيْرِهَا. وَالْخُيَلَاءُ: الكِبْرُ وَالإعْجَابُ، يُقَالُ مِنْهُ (¬31): أخْتَالَ فَهُوَ فُو خُيَلَاءَ وَهُو خَالٍ (¬32) وَذُو مَخِيلَةٍ أَيْ: ذُ كِبْرٍ (¬33). قَوْلُهُ: "إنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي جَوْفِهِ نَارَ جَهَنَّمَ" (¬34) قَالَ الزَّجَّاجُ: أيْ يُرَدِّدُهُ (¬35) فِي جَوْفِهِ، وَقَالَ الْهَرَوِي (¬36): سَمِعْتُ الْأزْهَرِيَّ يَقُولُ: أرَادَ بِقَوْلِهِ "يُجَرْجِرُ" أيْ يَحْدُرُ وَيُلْقِى فِيِهِ نَارَ جَهَنَّمَ، فَجَعَلَ الشرَّاَبَ (¬37) وَالْجَرْعَ جَرْجَرَة. وَهُوَ: صَوْتُ الْمَاءِ فِي الْجَوْفِ (¬38)، وَقِيلَ: التجَرْجُرُ وَالْجَرْجَرةُ [صَبُّ] (¬39) الْمَاءِ فِي الْحَلْقِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬40): الْجَرْجَرَةُ: صَوْت يُرَدِّدُهُ الْبَعِيرُ فِي حَنْجَرَتِهِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬41): هُوَ مِنْ جَرْجَرَ الْفحْلُ: إذَا رَدَّدَ الصَّوْتَ فِي حَنْجَرَتِهِ. قَالَ الْأغْلَبُ (¬42) الْعِجْلِيُّ (¬43): وَهُوَ إِذَا جَرْجَرَ بَعْدَ الْهَبِّ جَرْجَرَ فِي حَنْجَرَةٍ كَالْحُبِّ وَهَامَةٍ كَالْمِرْجَلِ المُنْكَبِّ (¬44) ¬

_ (¬21) في الصحاح (قرظ). (¬22) ع: بورقه. وفي المحكم 6/ 210 عن الدينوري: القرظ شجر عظام لها سوق غلاظ أمثال شجر الجوز ورقه أصغر من ورق التفاح وله حب يوضع في الموازين وهو ينبت في القيعان. (¬23) شرح القصائد السبع الطوال 494 والصحاح (قرظ). (¬24) يقول: هؤلاء بنو الشقيقة حول قيس بن معد يكرب. قد لبسوا الدروع، كأنه وسطهم هضبة بيضاء. (¬25) من: قال الحارث- إلى القرظ. ليس في ع. (¬26) ما بين القوسين من ع. (¬27) شرح القصائد السبع، والصحاح (قرظ). (¬28) حكى أبو حنيفة الدينوري عن أبي مسحل أديم مقرظ كأنه على أقرظته. المحكم 6/ 210. (¬29) في المهذب 1/ 11: في كراهية أواني الذهب والفضة: والنهي عنه "للسرف والخيلاء والتشبه بالأعاجم. (¬30) في ع: قوله: "للسرف" هو إنفاق المال في غير وجهه. (¬31) في ع: والخيلاء: يقال: اختال. (¬32) ذو خال: ساقط من ع. (¬33) ع: وذو نحيلة وكبر. والمثبت من خ والصحاح (خيل) والنقل عنه. (¬34) في المهذب 1/ 11: يكره كراهية تحريم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الذى يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في جوفه نار جهنم" والحديث في صحيح البخاري 7/ 146 ومسلم 6/ 135 والموطأ 314 وسنن ابن ماجة 2/ 1130 وغريب الحديث 1/ 253 والغريبين 1/ 324. والفائق 1/ 202. (¬35) ع: يردد والمثبت من خ والغريبين. (¬36) في الغريبين 1/ 345. (¬37) في الغريبين: فجعل للشرب. وعبارةالأزهري في تهذيب اللغة 10/ 480 فجعل شرب الماء وجرعه جرجرة، لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب. (¬38) في الغريبين: وهى صوت وقوع الماء في الجوف. (¬39) ع، خ: صوت: تحريف والمثبت من خ بعد التثبت منه. (¬40) في الصحاح (جرر). (¬41) في الفائق 1/ 202. (¬42) الأغلب ليس في ع. (¬43) غريب أبي عبيد 1/ 253 قال ويقال إنه لدكين. وتهذيب اللغة 10/ 480 والمحكم 7/ 176 والصحاح واللسان (جرر 595). (¬44) الشطر الثالث ليس في ع.

وَفِي إعْرَابِهِ وَجْهَان: "نَارُ جَهَنَّمَ" وَ "نَارَ جَهَنَّمَ" (¬45) بِالرفْعِ وَالنَّصب، فَمَنْ رَفَعَ: جَعَلَ الفِعْلَ لِلنَّارِ، أَيْ: تَنْصَبُّ نَارُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِهِ. وَمَنْ نَصَبَ جَعَلَ الْفِعْلَ لِلشَّارِبِ، أيْ: يَصُبُّ الشَّارِبُ نَارَ جَهَنَّمَ، وَالنَّصْبُ أَجْوَدُ (¬46)، قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} (¬47). قَوْلُهُ: "كالطُّنْبُورِ وَالْبَرْبَطِ" (¬48) الطُّنْبُورُ: رَبَابُ الهِنْدِ، مَعْروف عِنْدَ أهْلِ اللَّهْو (¬49). وَالبَرْبَطُ (¬50): قِبلَ: إِنَّهُ عُودُ الغِنَاءِ الضيقُ الطَّرَفِ الأعْلَى عَرِيضُ الْأسْفَلِ كَالْفَخِذِ، قَالَ (¬51): وَبِرَبْطٍ حَسَنِ التَّرْنَامِ نَغْمَتُهُ ... أَحْلَى مِنَ اليُسْرِ وَافَى بَعْدَ إِعْسَارِ (¬52) وَقِيلَ: إنَّ البَربْطَ: أَرْبَعُونَ وَتَرًا لِكُلِّ وَتَرٍ مِنْهُنَّ صَوْتٌ" (¬53). قَوْلُهُ: "البللَّوْرُ وَالفَيْرُوزَجُ" (¬54) هُمَا (¬55) جِنْسَانِ مِنَ الْجَوَاهِرِ مُثْمِنَانِ نِفِيسَانِ (صَافِيا اللَّوْنِ شَفَافَان) (¬56) فَالبِللَّوْرُ: أبيضُ اللَّوْنِ شَفَّافٌ (¬57)، يُقَالُ: بِلْلوْرٌ وَبَللورٌ، بِكَسْرِ الْبَاءِ وَفَتْحِ اللَّام، (وَبِفَتْحِ الْبَاءِ وَضَم اللاَّمِ) (¬58) يَكُوْنُ أَبْيَضٌ (¬59) وَقَدْ يُلَوَنُ (¬60) بِسَائِرِ الألْوَانِ. وَالْفَيْرُوزَجُ: سَمَاوِيُّ اللوْنِ. لَا يَعْرِفُهُمَا إلَّا الْخَوَاصُّ مِنَ النَّاس (¬61)، كَمَا ذَكَرَ (¬62). قَوْلُهُ: "يَوْمُ الْكُلَابِ" (¬63) يَوْمٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيُّةِ، وَقَعَتْ فِيهِ حَرْب (¬64)، وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ (¬65)، وَكانَتْ فِيهِ وَقْعَتَانِ، الْأولَى: يَوْمَ جَدُودٍ (¬66) لِبَنى تَغْلِبَ عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِل. وَالثَّانِيَةُ: لِبَنى تَمِيم وَبَنى سَعْدٍ وَالرِّبَابِ عَلَى قَبَائِلِ مَذْحِجَ (¬67). قَوْلُهُ: "أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ" (¬68) الْوَرِقُ: الفِضْةُ، وَجَمْعُهَا: رِقَاتٌ (¬69) وَرِقُونَ (¬70) يَقُولُونَ: "وِجْدَانُ الرِّقِين يُغَطِّى أَفْنَ الأفِينِ" (¬71) وَالأفِينُ: الْأحْمَقُ. أَيْ: أَنَّ الْغِنَي يُغَطِّى حُمْقَ الْأحْمَقِ وَيَسْتُرُه (¬72)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (¬73) {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ (19)} (¬74). ¬

_ (¬45) جهنم: ليس في ع. (¬46) شرح ألفاظ المختصر لوحة 16 والنهاية 1/ 255. شرح ألفاظ المختصر لوحة 16 والنهاية 1/ 255. (¬47) سورة النساء آية (10). (¬48) في المهذب 1/ 12: ما لا يجوز استعماله لا يجوز اتخاذه كالطنبور والبربط. (¬49) في المعرب 225: روى أبو حاتم عن الأصمعى: الطنبور دخيل وإنما شبه بألية الحمل وهو بالفارسية دنب بره، فقيل: طنبور. وقال أدى شير: ذو عنق طويل وستة أوتار. الألفاظ الفارسية المعربة 36 وشفاء الغليل 175. (¬50) معرب شبه بصدر البط والصدر بالفارسية (بر) فقيل بربط المعرب 71 والعباب (حرف الطاء 19) وانظر النهاية 1/ 112 وشفاء العليل 66 وأدى شير 18. (¬51) أبو الرقعمق الأنطاكى يتيمة الدهر 1/ 358. (¬52) في ع: أحلى من البسر وافى بعد جوع. (¬53) هذه العبارة وقعت في ع في وصف الطنبور والمثبت هو الصواب. وعبارة ع: قيل: إن له أربعين وترا لكل وتر صوت. (¬54) في المهذب 1/ 12: وأما أوانى البللور والفيروزج وما أشههما من الأجناس المثمنة ففيه قولان. . . . . إلخ. (¬55) هما: ليس في ع. (¬56) ما بين القوسين من ع. (¬57) هذه العبارة ليست في ع. (¬58) في ع: ويقال مثل تنور: بدل ما بين القوسين. (¬59) ع: وهو أبيض. (¬60) ع، خ: يكون، ومصحح في حاشية خ بالمثبت. (¬61) ع: وله جملة خواص عند الناس كما ذكروه. تحريف والصواب هو المثبت من خ فقد ذكر الشيرازي أن السرف في اقتناء هذا غير ظاهر، لأنه لا يعرفه إلا الخواص من الناس. المهذب 1/ 12. (¬62) في المهذب 1/ 12. (¬63) في المهذب1/ 12: روى أن عرفجة بن أسعد أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفًا من ورق فأنتن عليه، فأمره النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ أنفًا من ذهب. (¬64) أيام العرب في الجاهلية 46 - 50، 124 - 131. (¬65) المشترك وضعًا والمفترق صقعًا 375 والفائق 3/ 375. (¬66) في اللسان (جدد 564) يوم جدود يقال للكلاب الأول. وانظر معجم ما استعجم 372 ومراصد الإطلاع 318. (¬67) ما ذكر في قوله يوم الكلاب من خ. وفي ع: يومان مشهوران للعرب ومنه حديث عرفجة. . . . قال أبو عبيد: كلاب الأول وكلاب الثانى يومان كانا بين ملوك كندة وبنى تميم قال: والكلاب موضع أو ماء معروف. (¬68) من خ. (¬69) رقات ساقط من ع. (¬70) ع رقين. (¬71) ع: وفي المثل: "إن الرقين تغطى أفن الأفين" والمثل يقال بالوجهين. وانظر مجالس ثعلب 2/ 578 وغريب الخطابي 1/ 320 وجمهرة الأمثال 2/ 339 والمستقصى 2/ 372. (¬72) ع: أى: المال يغطى العيوب. (¬73) ع: قال تعالى. (¬74) سورة الكهف آية 19 وهذه زيادة من ع.

قَوْلُهُ: "فَأَنتنَ عَلَيْهِ" أَيْ: صَارَ جيفَةً. وَالنَّتْنُ بإسْكَانِ التَّاءِ: كَرَاهَةُ الَّرائِحَةِ (¬75). قَالَ فِي الْفَائِقِ (¬76): يَقُولُ أَهْلُ الْخِبْرَةِ: الفِضَّةُ تَصْدَأُ وَتُنْتِنُ وَتَبْلَى فِي الْحَمْأة (¬77)، وَأمَّا الذَّهَبُ فَلَا يُبْلِيهِ الثَّرَى وَلَا يُصْدِئُهُ النَّدَى وَلَا تَنْقُصُهُ الْأرْضُ وَلَا تَأكُلُهُ النَّارُ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (¬78) أنَّهُ كَتَبَ فِي اليَدِ إِذَا قُطِعَتْ إن تُحْسَمَ (¬79) بِالْذَّهَبِ فَإنَّهُ لَا يَقِيحُ. قَوْلُهُ: "قَلِيلًا لِلْحَاجَةِ" (¬80) أَيْ: قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الشَّعْبُ لَا عَدَمَ (¬81) مَا يُضَبَّبُ بِهِ، قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ (¬82). قَوْلُهُ: "مَكَانَ الشَّفَةِ" (¬83) ذَكَرَ الْقَلْعِيُّ (¬84) أنَّهُ "مَكَانَ الشَّعْبِ" وَهُوَ الشَّقُّ. وَ"الشَّفَةُ" خَطَأ (¬85) وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلَّا "الشَّفَة" وَلَيْسَ بِخَطَأٍ، إِنَّمَا أرَادَ الْمَوْضِعَ الَّذِى يَضَعُ عَلَيْهِ شَفَتَهُ (¬86) حِينَ يَشْرَبُ، وَهُوَ حَرْفُ الِإنَاءِ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ الشَّيْخِ (¬87): وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ: يَحْرُمُ فِي مَوْضِعِ الشُّرْبِ؛ لِأنَّهُ يَقَعُ بِهِ الاسْتِعْمَالُ، وَهَذا وَاضِح جَلِيٌّ. وإنَّمَا وَقَعَ الْوَهْمُ فِي الْخَطإِ فِي "الشَّعْبِ" (¬88) حَينَ قَالَ: "انْكَسَرَ (¬89) قَدَحُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ" وَالْكَسْرُ يَقْتَضِى الشَّعْبَ فِي الْمَعْنَى. وَالشَّعْبُ (¬90): الصَّدْعُ وَالْكَسْرُ وَهُوَ الِإصْلَاحُ أَيْضًا، وَهُوَ (¬91) مِنَ الْأضْدَادِ (¬92)، يُقَالُ: شَعَبَهُ: إِذَا جَمَعَهُ وَأَصلَحَهُ (¬93)، وَتَشَعَّبَ (¬94) الْأمْرُ: إذَا تَفَرَّقَ وَتَشَتَّتَ. وَوُجِدَ فِي نُسْخَةٍ (¬95) بَغْدَادِيَّةٍ مَضْبُوطًا "الشَّقَّة" بِالْقَافِ (¬96)، وَلَمْ أَدْرِ مَا صِحْتُهُ (¬97). قَوْلُهُ (¬98): "كَانَ نَعْلُ سَيْفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَةٍ وَقَبِيعَةُ سَيْفِهِ مِنْ فِضَّةٍ" نَعْلُهُ: مَا يُصِيبُ الْأرْضَ منْهُ، وَهِيَ حَدِيدَةٌ تَكُونُ فِي أسْفَلِ الغِمْدِ (¬99). وَالقَبِيعَةُ تَكُون (¬100) فِي أَعْلَى الْسَّيفِ كَالْجَوْزَةِ، تَكونُ مِنْ حَدِيدٍ أو فِضةٍ أوْ ذَهْبٍ، قَالَهُ الليْثُ. وَقَالَ شَمِرٌ (¬101): مَا تَحْتَ الشَّارِبَيْنِ مِمَّا يَكُونُ فَوْقَ الغِمْدِ فَيَجِىءُ مَع قَائِمِ السَّيْفِ (¬102) "وَالشَّارِبَانِ: أَنْفَان طَوِيلَانِ تُعَلقُ فِيهِمَا الْحَمَائِلُ" (¬103) وَالْحَلَقُ: جَمْعُ حَلْقَةٍ، وَهِىَ الَّتِى تَشُدُّ الْحَمَائِلَ (¬104). ¬

_ (¬75) بدل هذا: في ع: واتخاذ الأنف من الفضة، لأنها لا تنتن، ففعل هذا كراهية الرائحة، لكن قال في الفائق. . . إلخ. (¬76) 3/ 275. (¬77) ع: الثرى: والحمأة: الطين الأسود. (¬78) في الفائق: رحمه الله تعالى. (¬79) أى يقطع سيلان الدم من عروقها بذوب الذهب. (¬80) في المهذب 1/ 12: وأما المضبب بالفضة إن كان قليلًا للحاجة لم يكره. (¬81) ع: لعدم. والمراد بالحاجة: إصلاح الإناء أصالة لا عدم غير النقدين مما يضبب به انظر قليوبي وعميرة 1/ 28. (¬82) أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستى الخطابى الشافعى توفى 386 أو 388 ترجمته في بغية الوعاة 1/ 546 وإنباه الرواة 1/ 125 واللباب 1/ 452 ومعجم الأدباء 10/ 268 وطبقات السبكى 3/ 282. (¬83) في المهذب 1/ 12 أن قدح النبى صلَّى الله عَلَيْهِ وسلم انكسر فاتخذه مكان الشفة سلسلة من فضة. (¬84) أبو عبد الله محمد بن على بن أبي على القلعى اليمنى الشافعي توفى سنة 630 هـ وله كتاب اللفظ المستغرب في شرح غريب المهذب، بتحقيقنا. (¬85) عبارة القلعى ص 5: "فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة، الشعب: الصدع والكسر. وفي عامة النسخ "مكان الشفة" وهو خطأ. وكذا خطأه النووى في المجموع شرح المهذب 1/ 257، والحديث في مشكل الآثار 2/ 173: "الشعب" وكذا في النهاية 2/ 477. (¬86) ع: بغية. (¬87) في المهذب 1/ 12. (¬88) ع "الشعفة" تحريف. (¬89) ع: كسر. (¬90) والشعب: ساقط من ع وترتب عليه قوله: الصدع الكسر. وهو تحريف. (¬91) وهو: ساقط من ع. (¬92) العين 1/ 306 وثلاثة كتب في الأضداد 2، 150، 277، 523 وغريب أبي عبيد 4/ 213 وغريب الخطابى 2/ 289. (¬93) ع: يقال: شعبه: إذا جمعه بعد تفرق. (¬94) ع: وشعب الأمر. (¬95) من نسخ المهذب. (¬96) بالقاف ساقطة من ع. (¬97) ع: وهى تفيدك قدر ما صححته. تحريف. (¬98) في المهذب 1/ 12. والحديث في صحيح الترمذي 7/ 185 وغريب الخطابي 1/ 687 والفائق 3/ 153 والنهاية 4/ 7. (¬99) ع: في أسفل جراب السيف. (¬100) ع: ما يكون. (¬101) قاله الليث وقال شمر: ليس في ع. (¬102) العين 1/ 208 وتهذيب اللغة 1/ 283 ومبادىء اللغة 95. (¬103) ما بين القوسين من ع. (¬104) من والحلق إلى الحمائل ساقط من ع.

قَوْلُهُ: "إلَّا إنْ لَمْ تَجِدُوا عَنْهَا بُدَّا" (¬105) أَصْلُ الْبُدِّ: الفِرَاقُ (¬106)، مِثْلُ قَوْلِهِمْ: لَا بَدَّ مِنْ كَذَا، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا فِرَاقَ مِنْهُ (¬107). وَلَمْ أَجدْ مِنْهُ بُدًّا، أَيْ: فِرَاقًا (¬108). قَؤلُهُ (¬109): "مِنْ مَزَادَةِ مُشرِكَةٍ" (وَ "جَرَّةِ نَصْرَانِيَّةٍ") (¬110) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬111): الْمَزَادَةُ: هِيَ الرَّاوِيَةُ وَجَمْعُهَا: مَزَاد. قَالَ أَبُو عُبَيْد: لَا تَكُونُ إلَّا مِنْ جِلْدَيْنِ تُفْأَم بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنَهُمَا لِتَتَّسِعَ، وَكَذَلِكَ السَّطيحَةُ (وَالشَّعِيبُ (¬112). وَمَعْنَى تُفْأمُ أيْ: تُوَسَّعُ، يُقَالُ [أفْأمْتُ] (¬113) الرَّحْلَ وَالْقَتَبَ: إذَا وَسَّعْتَهُ، فَهُوَ مُفْأَمٌ أيْ: زِدْتَ فِيهِ. وَأظُنُّ لَفْظَ الْمَزَادَةِ مُشْتَقٌّ مِنَ الزِّيَادَةِ الَّتى تُزَادُ فِيهَا (*) مِنْ جِلْدٍ ثَالِثٍ) (¬114). وَالْجَرُّ: تَذْكِيرُ (¬115) الْجَرَّةِ، وَهِيَ وِعَاءٌ مِنْ خَرَف لِلْمَاءِ، وَقَدْ تَكُونُ جَمْعَ جَرَّةٍ (¬116)، فيقَالُ: جَرَّةٌ وَجَرٌّ، كَمَا يُقَالُ: تَمْرَةٌ وَتَمْرٌ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: "نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجِرَارِ" (¬117) أَرادَ: مَا يُنْبَذُ فِي الجِرَارِ الضَّارِيَةِ (¬118) وَقِيلَ: الجَرُّ: إن يُسْلَخَ (•) خُف الْبَعِيرِ، فيجْعَلَ وِعَاءً (¬119). قَوْلُهُ: "وإيكَاءُ السِّقَابَةِ" (¬120) يُقَالُ: أَوْكَى السِّقَايَةُ يُوكِيهِ (¬121): إذَا شَدَّهُ بِالْوِكَاءِ، وَهُوَ حَبْلٌ دَقِيقٌ مِنْ أَدَمٍ وَغَيْرِهِ. ¬

_ (¬105) في المهذب 1/ 12 في آنية أهل الكتاب: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأكلوا في آنيتهم إلا إن لم تجدوا عنها بدا فاغسلوها بالماء ثم كلوا فيها". (¬106) ع: الطاقة. وقد روى عن أبي زيد: ما به بدد أى: طاقة البارع 686. (¬107) ع: وما لا بد منه، أى: لا محالة به. قال أبو عمرو: والبد الفراق. (¬108) اللسان (بدد 227) والصحاح (بدد) والبارع 686 - 688 وإصلاح المنطق 389 والغريبين 1/ 142. (¬109) في المهذب 1/ 12: في المشركين: إن كانوا ممن لا يتدينون باستعمال النجاسة صح الوضوء؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ من مزادة مشركة وتوضأ عمر من جرة نصراني. (¬110) كذا في ع وما بين القوسين ليس في خ والصواب نصراني كما في نص المهذب. (¬111) قال الجوهري: ليس في ع والتحريف الصحاح (زيد). (¬112) في غريب أبي عبيد 1/ 244: المزادة هى التى يسميها الناس الراوية، وإنما الراوية: البعير الذى يستقى عليه وهذه المزادة، والسطيحة نحوها تصغر منها، هى من جلدين، والمزادة أكبر منها والشعيب نحو من المزادة. (¬113) خ: فأمت والمثبت من الصحاح (فأم). (*) ابن سيده: سيت بذلك لمكان الزيادة. اللسان (زيد 1897). (¬114) ما بين القوسين ليس في ع وفيها بدل من المثبت: والمزادة - تكون من جلدين ونصف، وثلاثة جلود. والقتب إذا وسعته فهو مفأم وقيل: البعير يحمل الزاد والمزاد أى الطعام والشراب والمزادة بمنزلة راوية لا عزلاء لها. (¬115) ع: جمع الجرة. وهو ما عليه اللغويون غير أن القالى نقل عن أبي زيد: هى الجرة بفتح الجيم والراء، وهو الجر بغير هاء. قال القالى: وفي الحديث "نبيذ الجر" البارع 570 وهذا ما ذكره الفيومي من أن بعضهم يجعل الجر لغة في الجرة. (¬116) هذه العبارة ليست في ع. (¬117) ع: الجر. والمثبت من خ. وهذالحديث يروى "نهى عن نبيذ الجر" وانظر صحيح مسلم 6/ 95 ومسند أحمد 1/ 27 والغرييين 1/ 346 والنهاية 1/ 260. (¬118) هى التى ضربت وعودت بالخمر فإذا وضع فيها العصير صار مسكرا لسرعتها في التخمير. الفائق 2/ 8 - والنهاية 1/ 360. وفي ع: الضارة: تحريف. (•) ع: الجرة مسلخ: تحريف. (¬119) القاموس (جرر). (¬120) خ السقاء. وفي المهذب 1/ 13 روى أبو هريرة قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتغطية الإناء وإيكاء السقاية. صحيح البخارى 7/ 147 ومسلم 6/ 105 وغريب أبي عبيد 1/ 238. (¬121) ع: أو كأ السقاء يوكئه: تحريف.

ومن باب السواك

ومن باب السواك قَوْلُهُ: "لَا تَدْخُلُوا عَلَىَّ قُلْحًا" (¬1) هُوَ جَمْعُ أقْلَحَ، يُقَالُ: رَجُل أقْلَحُ وَقَوْم قُلْحٌ. وَالْقَلَحُ: صْفِرَارُ الْأسْنَانِ وَوَسَخ يَرْكَبُهَا وَيُغَيِّرُهَا مِنْ تَرْكِ السِّوَاكِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬2): قَدْ بَنَى اللُّؤْمُ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُ ... وَفَشَا فِيهِمْ مَعَ اللُّؤْم الْقَلَح قَوْلُهُ: "الأزْمُ" (¬3) فَسَّرهُ الشَّيْخُ بِأَنَّهُ: تَرْكُ الأَكْلِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬4): أَزَمَ عَنِ الشَّيْىءِ: أَمْسَكَ عَنْهُ، وَقَالَ أَبْو زَيْد: الآزِمُ: الَّذِي ضَمَّ شَفَتَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ عُمَرَ - رَضيَ اللهُ عَنْهُ - سَأَلَ الْحَارِثَ بْنَ كَلْدَةَ (¬5): (¬6) مَا الدَّوَاءُ؟ فَقَالَ: الأزْمُ (¬7) يَعْنِى الحِمْيَةَ، وَهُوَ تَرْكُ الأَكْلِ، كَمَا قَالَ الشَّيْخُ. وَمِنْ هَذَا قِيلَ لسَنَةِ الْجَدْبِ وَالْمَجَاعَةِ: أَزمَةٌ (¬8) (وَأَزمَتِ الدَّابَةُ عَلَى اللَّجَامِ: إِذَا أَمْسَكَتْهُ بِأَسْنَانِهَا كَأَنهَا تَعَضُّهُ) (¬9) وَدَبَّةٌ أَزْومٌ: تَعَضُّ لِجَامَهَا بِأسْنَانِهَا (¬10). قَوْلُهُ (¬11): "يَشُوصُ فَاهُ بِالسَّوَاكِ" أَيْ: يَغْسِلُهُ، وَالشَّوْصُ: الْغَسْلُ وَالتَّنْظِيفُ (¬12). وَفِي الْفَائِقِ (¬13): الشَّوْصُ: وَجَعُ الضِّرْسِ. وَشَاصَ فَاهُ بِالسِّوَاكِ: اذَا اسْتَاكَ مِنْ سُفْلٍ إلَى عُلْوٍ (¬14). وَمَعْنَاهُ: يُنَقِّى أسْنَانَهُ وَيَغْسِلُهَا، يُقَالُ: شُصْتُهُ وَمُصْتُهُ (¬15). وَقَالَ أبو عُبَيْدٍ (¬16): شُصْتُ الشَّيْىءَ: نَقَّيْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ الْأعْرَابِيَّ: الشَّوْصُ وَالدَّلْكُ والْمَوْصُ: الْغَسْلُ (¬17). قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ (¬18): "لَخلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" يُقَالُ: خَلَفَ فُوُهُ خُلُوفَةً وَخُلُوفًا (¬19). وَأَخْلَفَ إِخْلَافًا: إذَا تَغَّير. قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ (¬20): ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 13 قال - صلى الله عليه وسلم -: "استاكوا لا تدخلوا على قلحا". (¬2) الأعشى ديوانه 259 وغريب أبي عبيد 2/ 244 وتهذيب اللغة 4/ 51 وأفعال السرقسطي 2/ 120. (¬3) في المهذب 1/ 13: تغير الفم قد يكون من النوم، وقد يكون بالأزم وهو ترك الأكل. (¬4) في الصحاح (أزم). (¬5) طبيب العرب المشهور، وهو ابن عمرو بن علاج الثقفى، من أهل الطائف. توفى نحو 50 هـ ترجمته في طبقات الأطباء 1/ 109 ومعجم الشعراء 172. (¬6) ما: ساقطة من ع. (¬7) الحديث في غريب أبي عبيد 3/ 330 والفائق 1/ 42 والنهاية 1/ 46 وغريب ابن الجوزي 1/ 25. (¬8) شرح ألفاظ المختصر لوحة 5 وتهذيب اللغة 13/ 274 وغريب الحديث 3/ 330 والغريبين 1/ 45. (¬9) ما بين القوسين من ع وشرح ألفاظ المختصر وتهذيب اللغة وفي خ: وأزم الدابة على اللجام كأنه أمسكه بأسنانه. (¬10) المراجع تعليق 8. (¬11) في المهذب 1/ 13: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. والحديث في صحيح البخاري 1/ 70 ومسلم 1/ 220 وسنن ابن ماجة 1/ 105 وغريب أبي عبيد 1/ 260 والفائق 4/ 93 والنهاية 2/ 509. (¬12) والتنظيف: ساقط من ع. (¬13) 2/ 269. (¬14) من سفل إلى علو: ليس في ع ومكانه: فِي فِيهِ: تحريف. (¬15) من الفائق 4/ 93 وانظر حاشية التحقيق. (¬16) غريب الحديث 1/ 260 وعبارته: وكل شىء غسلته فقد شصته تشوصه شوصا. (¬17) تهذيب اللغة 11/ 385. (¬18) في الحديث: ليس في ع وفي المهذب 1/ 13 عن أبي هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لخلوف. . . الحديث وانظر صحيح مسلم 3/ 157 والمسند 1/ 346 وصحيح الترمذي 3/ 294 وسنن ابن ماجة 1/ 525 وغريب أبي عبيد 1/ 327 والفائق 1/ 387 والنهاية 1/ 67. (¬19) خلوفة وخلوفا: ليس في ع. (¬20) النقل عن الفائق 1/ 387 وكذا الرواية في تهذيب اللغة 2/ 382 والمحكم 2/ 108 وعجزه: "وَتَنَكَرَ الإِخْوَان وَالدَّهْرُ" كما في الفائق وفي المحكم: تبَدَّلَ. ورواية الديوان ص 95: بَانَ الشَّبَابُ وَأفْنَى ضِعْفهُ العُمُرُ ... للهِ دَرُّكَ أَيُّ الْعَيْش تَنْتَظِرُ

بَانَ الشَّبابُ وَأخْلَفَ الْعَمْرُ (¬21) ... . . . . . . . . . (أَرادَ بِالْعَمْر: اللَّحْمَ الَّذِى) (¬22) بَيْنَ الأسْنَانِ، قَالَ الْمُبَرِّدُ: حَدَثَتْ لَهُ رَائِحَة بِعْدَمَا عُهِدَتْ مِنْهُ (¬23)، وَلَا يُقَالُ (¬24) خُلُوف لِمَنْ لَمْ يَزَلْ ذَلِكَ مِنْهُ. وَمِنْهُ (¬25): اللَّحْمُ الخَالِفُ، وَهُوَ الَّذِي تَجِدُ مِنْهُ رُوَيْحَةٌ (¬26). وَمِنْهُ حَدِيثُ عَليٌّ، رَضيَ الله عَنْهُ، حِينَ سُئِلَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، فَقَالَ: "وَمَا أَرَبُكَ إِلَى خُلُوفِ فِيهَا" هَذَا كُلهُ مِنَ الْفَائِقِ (وَقَالَ أَبْو عُبَيْدٍ (¬27): الْخُلُوفُ تَغَّيُرُ طَعْمِ الْفَمِ) (¬28). وَقَالَ الصَّفارُ: مَعْنَى الْخَبَرِ: أنَّ ثَوَابَ خُلُوفِ فَمِ الصَّائِمِ اطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لَا أَنَّ الأشْياءَ عِنْدَ اللهِ عَلَى خِلَافِ حَقَائِقِهَا (عِنْدَنَا) (¬29). وَقَالَ النَّحْوِيَّون: لَا يُقَالُ فَمٌ بِالْمِيمِ، إلَّا اذَا أُفْرِدَ، فَأَمَّا إِذَا أُضِيفَ، فَإِنَّمَا يُقَالُ: فُوكَ، وَفُوهُ، وَلَا يُقَالُ: فَمُكَ وَلَا فَمُهُ (¬30) إلَّا نَادِرًا في الشِّعْرِ (¬31)، كَقَوْلِ الْأُقَيْبِلِ (¬32): يَالَيْتْهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ (¬33) ... . . . . . . . . . وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: فُمٌ وَفَمٌ وَفِمٌ: بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا (¬34)، وَبَعْضُهُمْ يُتْبعُ حَرَكَةَ الْفَاءِ حَرَكَةَ المِيمِ، فَيَضُمُّ الْفَاءَ إِذَا انْضَمَّت المِيم، وَيَفتَحُهَا إِذَا انْفَتَحَتْ، وَيَكْسِرُهَا إِذَا انْكَسَرَتْ. وَقَدْ تُشَدَّدُ قَالَ الْأقَيْبِل (35): يَالَيْتَهَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْ فُمِّهِ ... . . . . . . . . . قَوْلُهُ (¬35): "اسْتَاكُوا عَرْضًا وَادَّهِنُوا غِبًّا وَاكْتَحِلُوا وَتْرًا" أرَادَ: عَلَى عَرْض الْأسْنَانِ (¬36)، فَهُوَ أَنْ يَبْتَدِىءَ مِمَّا يَلِى الصُّدْغَ مِنَ الْجَانِبِ الأيْمَنِ حَتَّى يَنْتَهِىَ إلَى الْجَانِبِ الْأيْسَرِ مِمَّا يَلِى الْأذُنَ. وَقِيلَ: عَلَى عَرْضِ الْفَمِ. وَالْغِبُّ: أَنْ يَدَّهِنَ يَوْمًا ثُمَّ يُتْرَكَ حَتَّى يَجِفَّ رَأْسُهُ، ثُم يَدِّهِنَ، لِمَا رُوِىَ أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "نَهَى عَنِ الإِرْفَاهِ (¬37) قَالَ أّبْو عُبَيْدٍ: هُوَ كَثْرَةُ التَّدَهُّن (¬38) وَهُوَ مِثْلُ (¬39) قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ "زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبَّا" (¬40) مَأخُوذٌ مِنْ غِبِّ الإِبِلِ، وَهُوَ أنْ يَسْقِيَهَا يَوْمًا (¬41) وَيَتْرُكَها (¬42) أيَّامًا (¬43). واكْتِحَالُ الوَتْرِ: أَنْ يَكْتَحِلَ فِي (كُلِّ) (¬44) عَيْنٍ ثَلَاثَةَ أطْرَافٍ. ¬

_ (¬21) العمر: ليس في ع. (¬22) بدل ما بين القوسين: في ع: وخلف فوه: إذا حدث تغير. . . (¬23) ع: بعدما عهد له نقاء. (¬24) ع: ولا يقال فيه. (¬25) ع: ومن. (¬26) ع: وهو الذى تغير ريحه. (¬27) غريب الحديث 1/ 327. (¬28) ما بين القوسين في ع. (¬29) عندنا من ع. (¬30) لأنه لا يصلح اسم على حرفين أحدهما حرف لين إلا بالإضافة: لأنها تمنعه من التنوين. المقتضب 3/ 185. (¬31) قال البغدادي في الخزانة 4/ 451: إثبات الميم عند الإضافة فصيح بدليل الحديث: لخلوف فم الصائم. وانظر الكتاب 3/ 264، 3/ 453 والمسائل البغداديات 149، 150 والممتع 391. (¬32) ع: الأقبل: وهو: الأقَيْبِلُ القَيْنيّ كما ذكر في العقد الفريد 4/ 423 وفي اللسان (فم 3471) لمحمد بن ذؤيب العماني الفقيمي. ونسبه البغدادي في الخزانة 2/ 95 للعجاج. ويذكر أن ابن خالويه نسبه إلى جرير. وهو من غير نسبة في إصلاح المنطق 84 والممتع 1/ 391 والخصائص 3/ 211 والمحتسب 1/ 79 وهو شطر من الرجز يليه: "حَتَّى يعْودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّهِ". (¬33) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬34) إصلاح المنطق 84 والصحاح (فم). (¬35) في المهذب 1/ 13: ويستحب أن يستاك عرضا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "استاكوا. . . الحديث. (¬36) ع: اللِّسَانِ. (¬37) غريب الحديث 2/ 107، 108 والفائق 2/ 71 والنهاية 2/ 247 وغريب ابن الجوزى 1/ 408. (¬38) انظر حاشية التحقق في غريب الحديث 2/ 107 وانظر المراجع السابقة. (¬39) ع: من. (¬40) الفائق 3/ 46 والنهاية 3/ 336. (¬41) يوما ساقط من ع. (¬42) ع: ثم يتركها .. (¬43) الإبل للأصمعي 129 وغريب الخطابى 1/ 510 والفائق 3/ 46 والنهاية 3/ 336 وفيه قال ابن الأثير: فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام يقال: غَبَّ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ زَائِرًا بَعْدَ أَيَّامٍ. وقال الحسن: فِي كُل أُسْبُوع. (¬44) كل ساقطة من خ.

• قَوْلُهُ (¬45): "يَجْرَحُ اللِّثةَ" وَهِىَ: اللَّحْمُ الَّذِى تَنْبُتُ فِيهِ الْأَسْنَانُ (¬46)، يُقَالُ بِكَسِرِ (¬47) اللَّام، (وَلَا يُقَالُ بِفَتْحِهَا (¬48). وَقِيلَ: هِىَ اللَّحْمُ السَّائِلُ بَيْنَ الأسْنَانِ) (¬49) وَهِىَ مَخذُوفَةُ اللَّامِ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْمَحْذُوفِ. • قَوْلُهُ: "الْفِطْرَةُ عَشْرٌ" (¬50) هِىَ (¬51): أصْلُ الدِّينِ، وَأَصْلُهُ الابْتِدَاءُ، والمعنى: آدَابُ الدِّينِ عَشْرٌ. • قَوْلُهُ: "يَغْسِلُ الْبَرَاجِمَ" (¬52) (هِيَ جَمْعُ بُرْجُمَةٍ وَ) (¬53) هِيَ: مَفَاصِلُ الْأصَابِع (¬54)، الَّتِى بَيْنَ الأَشَاجِعِ (¬55) وَالرَّوَاجِبِ، وَهِىَ (¬56) رُووسُ السُّلَامَيَاتِ مِنْ ظَهْرِ الْكَفِّ إذَا قَبَضَ الْقابِضُ كَفَّهُ (¬57). وَالَّتى تَلى الأنَامِلَ هِيَ الرَّوَاجِبُ، وَالَّتِى تَلِى الْكَف (¬58) هِيَ الْأشَاجِعُ (¬59) وإِنَّمَا خَصَّهَا وَحَضَّ عَلَى غَسْلِهَا (¬60)؛ لِأنَّ الْوَسَخَ يَلْصَقَ بِغُضُونِهَا، وَتَكَسُّرِهَا وَلَا يَبْلُغُهَا الْمَاءُ الَّا بِمُعَانَاةٍ (¬61). وَمِنَ السُّنَنِ الْعَشْرِ (¬62): "الانْتِضَاحُ بِالْمَاءِ" وَهُوَ أنْ يَأَخُذَ قَليلًا مِنَ الْمَاءِ فَيَنْضَحَ بِهِ مَذَاكِيرَهُ (¬63) بَعْدَ الوُضُوءِ (¬64) لِيَنْفِىَ عَنْهُ (¬65) الوَسْوَاسَ. وَقِيلَ: هُوَ الاسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ. وَسُئِلَ عَطَاء عَنْ نَضْحِ الْوُضِوءِ، فَقَالَ: النَّضْحُ النَّشْرُ وَهُوَ: مَا انْتُضِحَ مِنَ الْمَاءِ عِنْدَ الْوُضُوءِ (¬66). • قَوْلُهُ (¬67): "الاسْتِحْدَادُ": هُوَ حَلْقُ الْعَانَةِ. وَهوَ [اسْتِفْعَالٌ] (¬68) مِنَ الْحَدِيدَةِ الَّتِى يُحْلَقُ بِهَا (¬69) عَلَى طَرِيقِ الْكِنَايَةِ وَالتَّوْرِيَةِ (¬70). • قَوْلُهُ: "اخْتَتَنَ بِالْقَدُوم (¬71) قِيلَ: هُوَ مَقِيلٌ لَهُ، أيْ: مَنْزِلٌ كَانَ يَنْزِلُ بِهِ. وَقِيلَ: اسْمُ قَرْيَةٍ بِالشَّامِ (¬72) وَقِيلَ: هُوَ الْفَأَسُ (¬73). يُرْوَى مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا. وَقِيلَ: الْمُشَدَّدُ: اسْمُ قَرْيَةٍ بِالشَّامِ، وَبِالتَّخْفِيفِ: قَدُومُ النَّجَّارِ (¬74). وَذَكَرَ الْخَطَّابِيُّ (¬75) أنَّهُمَا جَمِيعًا مُخَفَّفَانِ، وَهُوَ الْأصَحُّ (¬76). قَالَ عَلِيُّ (¬77) بْنُ بَطَّالٍ: وَرُبَّمَا اجْتَمَعَ لَهُ الْأمْرَانِ. ¬

_ (¬45) في المهذب 1/ 14 ولا يستحب أن يكتحل بعود يابس يجرح اللثة. (¬46) خلق الإنسان للأصمعى 194 ولثابت 163 والمخصص 1/ 141. (¬47) ع: يقال لثى بكسر اللام: تحريف. (¬48) اقتصر ابن السكيت وابن قتيبة كل الكسر وذكر الأزهري الفتح والتخفيف لغة. وانظر إصلاح المنطق 174 وأدب الكاتب 379 وتهذيب اللغة 6/ 271. (¬49) بدل ما بين القوسين في ع: ولا يقال للحم الذى هو السائل بين الأسنان: تحريف. (¬50) عشر: ليس في ع وفي المهذب 1/ 14: روى عن عمار بن ياسر أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: الفطرة عشرة أشياء. . . . الحديث. (¬51) ع: أى. (¬52) ع: البراجم. وفي المهذب 1/ 14: ويسنحب أن يقلم الأظفار ويغسل البراجم. (¬53) ما بين القوسين من ع. (¬54) مفاصل الأصابع ليس في ع. (¬55) الأشاجع: هى العصبات الناتئات في ظهر الكف، والرواجب: تطلق على بطون السلاميات وظهورها وتطلق أيضًا على ما بين عقد الأصابع من الداخل. (¬56) أى: البراجم. (¬57) ع: وهى التى تعلو من كفه عند قبضها. (¬58) ع: الكواهى: تحريف. (¬59) خلق الإنسان للأصمعي 208 من الكنز، وللزجاج 36 وكناية المتحفظ 10 وشرحه 204، 205، وخلق الانسان لثابت 230 ونظام الغريب في اللغة 43، 44. (¬60) ع: وإنما يسن غسلها. (¬61) ع: ولا يتيقن تنطيفها إلا بتعهدها. (¬62) ع: وكمال عشر. وفي المهذب 1/ 14: الفطرة عشرة: المضمضة والاستنشاق والسواك وقص الشارب وتقليم الأظافر وغسل البراجم ونتف الإبط والانتضاح بالماء والختان والاستحداد. (¬63) ع: كل فرجه. (¬64) بعد الوضوء: ليس في ع. (¬65) ع: دفعا لشر. وفي تهذيب اللغة 4/ 214: الانتضاح: وهو أن يأخذ ماء قليلا فينضح به مذاكيره ومؤتزره بعد فراغه من الوضؤ لينفى بذلك عنه الوسواس. وكذا في النهاية 5/ 69. (¬66) ع: وسئل عطاء عن الانتضاح، فقال: هو أن تنضح من الماء عند الوضوء. والمثبت من خ والفائق 3/ 441 والنهاية 5/ 69. (¬67) قوله: ليس في ع. (¬68) خ: استفعل والمثبت من غريب الحديث 2/ 37. وتهذيب اللغة 3/ 421. (¬69) ع: هو استعمال الحديد والمراد: إزالة العانة. . . . . . . تحريف. (¬70) في الفائق 1/ 246: كأنه استعمل الحديد على طريق الكناية والتورية. وكذا في النهاية 1/ 353 وانظر غريب الحديث 2/ 36، 37 وتهذيب 3/ 421. (¬71) في المهذب 1/ 14: روى أن ابراهيم عليه السلام اختتن بالقدوم. (¬72) المشترك لياقوت 340 ومعجم ما استعجم 1053. (¬73) تهذيب اللغة 9/ 49 والفائق 3/ 165. (¬74) الفائق والنهاية 4/ 27 ومعجم ما استعجم. (¬75) فى إصلاح المُحَدِّثِيْن ص 19. (¬76) في إصلاح المنطق 183: هى القَدُوم ولا تقل: قَدُّوم. (¬77) على: ليس في خ: وفي حاشيتها: على بن بطال مصنف شرح البخارى لا ولد المصنف.

ومن باب نية الوضوء

وَمِنْ بَابِ نِيَّةِ الْوُضُوءِ النِّيَّةُ: هِيَ الْقَصْدُ، يُقَالُ: نَوَاكَ اللهُ بِحِفْظِهِ، أَيْ: قَصَدَكَ (¬1)، وَنَوَيْتُ بَلَدَ كَذَا، أَيْ: عَزَمْتُ بِقَلْبِى قَصْدَهُ، وَيُقَالُ لِلْمَوْضِع الَّذِي يَقْصِدُهُ: "نِيَّةٌ" بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَ "نِيَّةٌ" بِتَخْفِيفِهَا، وَكَذَلِكَ: الطِّيَّةُ وَالطِّيَةُ قَالَهُ ابْنُ الأعْرَابِى (¬2). وَأَصْلُهَا: نَوْيَةٌ، فَلَما اجْتَمَعَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ، وَسَبَقَت الْأُولَى مِنْهُمَا بِالسُّكُونِ، قُلِبَت الْوَاوُ يَاءً، وَأُدْغِمَتْ الْيَاءُ في الْبَاءِ، وَكُسِرَتْ النُّونُ، لِتَصِحَّ الْيَاءُ، (¬3) (أوْ) كُسِرَتْ كَمَا كُسِرَتْ الْجِلْسَةُ والطِّيَّةُ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ بَابِ "فِعْلَةٍ" فَانْقَلَبَتْ الْوَاوُ يَاءً؛ لاِنْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا. قَوْلُهُ: "مَحْضَةٌ (¬4) " الْمَحْضُ: الْخَالِصُ مِنْ كُل شَىْءٍ، يُقَالُ: لَبَنٌ مَحْضٌ: إذَا لَمْ يُخْلَطْ فِيهِ (¬5) مَاءٌ (¬6). قَوْلُهُ (¬7): "عَزُبَتْ نِيَّتُهُ" أيْ: غَابَتْ وَذَهَبَتْ، قَالَ الله تَعَالَى: {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} (¬8) أيْ: لَا يَغِيبُ وَلَا يَذْهَبُ (¬9). وَقِيلَ: بَعُدَتْ (¬10). وَرَجُلٌ عَزَبٌ، أيْ: بَعِيدٌ مِنَ النَّسَاءِ (¬11) وَعَزَبَت الْمَاشِيَةُ (بَعُدَتْ) (¬12) فِي طَلَبِ الْكَلَأِ. قَوْلُهُ: "فَإنْ نَوَى الطَّهَارَةَ الْمُطْلَقَةَ (¬13) " هِيَ الَّتِى لَمْ يُقَيِّدْهَا بِشَيْءٍ كَالصَّلَاةِ، وَرَفْعِ الْحَدَثِ، وَمسِّ الْمُصْحَفِ، وَغَيْرِهَا. ¬

_ (¬1) الأساس والصحاح (نوى) وَأَنْشَدَا: يَا عَمْرُوا أحْسِنْ نَوَاكَ اللهِ بِالرَّشْدِ ... وَاقْرَأ سَلَامًا عَلَى الذَّلْفَاءِ بِالثَّمدِ وهو من إنشاد الفراء على هذا المعنى. انظر اللسان (نوى 4589). (¬2) في اللسان: عن اللحياني وحده، وهو نادر إلا أن يكون على حذف اللام كثبة وظبة. وقال الفيومى: والتخفيف لغة حكاها الأزهري، وكانه حذفت اللام وعوض عنها لهاء على هذه اللغة كما قيل في ثبه وظبه. (¬3) خ: وكسرت. والمثبت من ع. (¬4) في المهذب 1/ 14: أما الطهارة عن الحدث، فهى: الوضوء والغسل والتيمم، فإنه لا يصح شىء منها إلا بالنية .. لأنها عبادة محضة. (¬5) ع: به. (¬6) في الصحاح (محض): المحض: هو اللبن الخالص، وهو الذى لم يخالطه الماء حُلْوًا عن أو حامضًا ولا يسمى اللبن محضا إلا إذا كان كذلك. (¬7) في المهذب 1/ 14: والأفضل أن يكون مستديما للنية فإن نوى عند غسل الوجه ثم عزبت نيته: أجزأه. (¬8) سورة سبأ آية 3. (¬9) مجاز القرآن 2/ 242 وتفسير غريب القرآن 353. (¬10) يعنى: عزبت نيته: بعدت. (¬11) تهذيب اللغة 2/ 147 والمحكم 1/ 331 والصحاح (عزب). (¬12) خ: تعزب والمثبت من ع. (¬13) في المهذب 1/ 15: فَإن نوى الطهارة المطلقة لم يجزه؛ لأن الطهارة قد تكون عن حدث وقد تكون عن نجس فلم تصح بنية مطلقة.

ومن باب صفة الوضوء

وِمِنْ بَابِ صِفَةِ الْوُضُوءِ الْوُضُوءُ (¬1): مَأخُوذٌ مِنَ الْوَضَاءِةِ، وَهِيَ الْحُسْنُ، يُقَالُ: وَجْهٌ وَضِىءٌ، أَيْ: حَسَنٌ (¬2)، فَكَأنَّ مَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ وَبَدَنَهُ فَقَدْ حسَّنهُ. قَوْلُهُ (¬3): "وَالْمَضْمَضَةُ" (¬4) تَحْرِيكُ الْمَاءِ فِي الْفَمِ، وإدَارَتُهُ فِيهِ، وَكَذَلِكَ الْمَصْمَصَةُ- بِالصَادِ الْمُهْمَلَةِ (¬5)، مِنَ الْمَوْص، وَهُوَ: الْغُسْلُ. يُقَالُ: مَاصَ وَمَصْمَصَ (¬6). قَوْلُهُ: "الاسْتِنْشَاقُ" (¬7): اجْتِذَابُ الْمَاءِ بِالنَّفَسِ إِلَى الْأنْفِ. وَالاسْتِنْثَارُ: اسْتخْرَاجُهُ (¬8) يُقَالُ: نَثَرَت الشَّاةُ: إذَا اخرَجَتْ مِا بِأَنْفِهَا مِنْ مُخَاطٍ، مُشْتَقٌّ مِنَ النَّثْرَةِ، وَهِىَ: طَرَفُ الأنْفِ (¬9) (وَقَدْ فَسَّرهُ فِي الْكِتَابِ (¬10) بِغَيْرِ هَذَا). وَهُوَ حَسَن أيضًا. قَوْلُهُ: "ثُم يَمُجُّهُ" (¬11) أيْ: يَرْمِي بِهِ، يُقَالُ: مَجَّ الشَّرَابَ (¬12) مِنْ فِيهِ: إذَا رَمَى بِهِ. قَوْلُهُ: "إلَى خَيَاشِيمِهِ" (الْخَيْشُومُ: أقْصَى الْأنْفِ مِنْ بَاطِنِهِ (¬13)، وَجَمْعُهُ: خَيَاشِيمُ) (¬14). قَوْلُهُ: " (فَيَكُونُ) (¬15) سَعُوطًا" السَّعُوطُ- بِالْفَتْحِ: الدَّوَاءُ الَّذِي يُدْخَلُ فِي الأنْفِ (¬16). وَالسُّعُوطُ- بِالضَّمَّ: هُوَ الْفِعْلُ، كَالْوَضُوءِ وَالوُضُوءِ (¬17). قَوْلُهُ: "حَائِلٌ مُعْتَادٌ" (¬18) الْحَائِلُ: (هُوَ) (¬19) الَّذِى يَحولُ بَيْنَ الشَّيئَيْنِ، اسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ حَالَ يَحُولُ. وَالْمُعْتَادُ: الَّذِي هُوَ مَوْجُودٌ فِي الْعَادةِ، ولَيْسَ بِنَادرٍ. قَوْلُهُ: "يُؤَدَّى إلَى الضَّرَرِ" (¬20) الضَّرَرُ- هَا هُنَا: الْعَمَى، والضَّرِيرُ: الْأعْمَى. ¬

_ (¬1) ع: وهو. (¬2) الزاهر 1/ 132. (¬3) قوله: ليس في ع. (¬4) في المهذب 1/ 15: والمضمضة: أن يجعل الماء في فيه ويديره فيه، ثم يمجه. (¬5) المهملة: ليس في ع. (¬6) كذا ذكر الزمخشرى في الفائق 3/ 369 غير أن أبا عبيد فرق بينهما، فقال: المصمصة: بطرف اللسان وهو دون المضمضة، والمضمضة بالفم كله، وفرق ما بينهما شبيه بفرق ما بين القبصة والقبضة. . . إلخ غريب الحديث 4/ 468 وانظر النهاية 4/ 338. (¬7) ع: والاستنشاق ولم يذكر: قوله. (¬8) ع: إخراجه. (¬9) النثرة: الفرجة بين الشاربين تحت وترة الأنف، من الشفة العليا. خلق الإنسان لثابت 55، 59 والصحاح (نثر). (¬10) قال الشيرازي: الاستنشاق: أن يجعل الماء في أنفه ويمده بنفسه إلى خياشيمه ثم يستنثر. وفي ع: وقد يستعمله بعض الكتاب في غير هذا. (¬11) من تعريفه للمضمضة: أن يجعل الماء في فيه ويديره فيه ثم يمجه. (¬12) ع: مجه من فيه. (¬13) خلق الإِنسان للأصمعى 188 من الكنز اللغوى، ولثابت 147 والصحاح (خشم). (¬14) بدل ما بين القوسين: في ع: أى: يصعد الماء بنفسه إلى خياشيمه. (¬15) خ: يصير وفي المهذب 1/ 15: في الاستنشاق، ولا يستقصى في المبالغة فيكون سعوطا. (¬16) ذكره ابن السكيت وابن قتيبة في فعول بالفتح انظر المنطق 333 وأدب الكاتب 393. (¬17) المصباح (سعط واللسان) (سعط 2016). (¬18) في المهذب 1/ 16 في غسل الوجه مما هو تحت اللحية: لا يجب غسل ما تحته لأنه باطن تحته حائل معتاد، فهو كَدَاخِل الفم. (¬19) من ع. (¬20) في المهذب 1/ 16 في غسل داخل العين: لَا يُغْسَل لِأن غسلها يؤدى إلى الضرر.

"الغُرْفَةُ" (¬21) بِالضَّمِّ: اسْمٌ لِلْمَاءِ الْمَغْرُوفِ الْمَحْمُولِ (¬22) بِالْكَفِّ. وَمِثلُهُ، خَطَوْتُ خَطْوَةً وَاحِدَةً، وَالْخَطوَةُ (¬23) مَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ. وَالْغَرْفَةُ بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ: اسْمٌ لِلْفِعْلِ وَهُوَ أنْ يَغْرِفَ الْمَاءَ بِكَفِّهِ مَجْمُوعَةَ الْأصَابِع مَرَّةً وَاحِدَةً. قَوْلُهُ (¬24): "الذَّقَنُ" (¬25) مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ وَمنْبِتُ اللِّحْيَةِ. قَوْلُهُ: "تَصَلَّعَ الشَّعْرُ" (¬26) أَىْ: لَمْ يَنْبُتْ فَصَارَ أَصْلَعَ. قَوْلُهُ: "مَوْضِعُ التَّحْذِيفِ" (¬27) هُوَ الشَّعَرُ الْكَثِيفُ الَّذِى بَيْنَ ابْتِدَاءِ العِذَارِ (¬28) وَالنَّزعَةِ (¬29)، وَهُوَ الدَّاخِلُ إِلَى الْجَبِينِ مِنْ جَانِبَىِ الْوَجْهِ. وَقَالَ فِي الْوَسِيطِ (¬30): مَوْضِعُ التَّحْذِيِف: هُوَ الْقَدْرُ الًذِى إذَا وُضِعَ طَرَفُ الْخَيْطِ عَلَى رَأْس الأُذُنِ وَالطَّرَفُ الآخَرُ عَلَى زَاوِيَةِ الجَبِينِ: وَقَعَ فِي جَانِبِ الْوَجْهِ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ كَانَتْ كَثِيفَةً" (¬31) يَعْنِى اللِّحْيَةَ. الْكَثُّ (¬32) وَالْكَثِيفُ: هُوَ الثَّخِينُ الْكَثِيرُ، وَقَدْ كَثُفَ الشَّىْءُ كَثَافَةٌ، وَكَثَّ كَثَاثَةً، أَيْ: كَثُرَ وَثَخُنَ. وَلِحْيَةٌ كَثَةٌ وَكَثَّاءُ، وَرَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ بِالْكَسْرِ (¬33)، وَرِجَالٌ كُثٌّ (34) وَجَمْعُ اللَّحْيَةِ لُحىً وَلَحِىً: بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَاللَّحْىُ بِفَتْحِ اللَّامِ: مَنْبِتُ اللِّحْيَةِ بِالْكَسْرِ. قَوْلُهُ (¬34): "اسْتَرْسَلَت اللِّحْيَةُ" (¬35) أيْ: طَالَتْ وَاسْتَرْخَتْ، فَنَزَلَتْ عَنْ حَدِّ الْوَجْهِ (¬36). قَوْلُهُ: "تُخَلَّلُ اللِّحْيَةُ" (¬37) هُوَ أنْ يُفَرَّقُ أَصَابِعَهُ بَيْنَ الشَّعَرِ، مَأخُوذٌ مِنَ الْخَلَلِ، وَهُوَ الْفُرْجَةُ (¬38) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. قَوْلُهُ: "بَشْرَةِ الْوَجْهِ" (¬39) الْبَشْرَةُ وَالْبَشَرُ مُحَرَّكٌ (¬40): ظَاهِرُ جِلْدِ الِإنْسَانِ (¬41). قَوْلُهُ: {إِلَى الْمَرَافِقِ} (¬42) قَالَ الزَّجَّاجُ: "إلَى" فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى "مَعَ" (¬43) غَيْرُ مُتَّجِهٍ، إِنَّمَا تَكُونُ تَحْدِيدًا (¬44)، لِأنَّهُ لَوْ كَانَ مَعْنَى الآيَةِ: اغْسِلُوا أيْديَكُمْ مَعَ الْمَرَافِقِ: لَمْ تَكُنْ فِي الْمَرَافِقِ (42) فَائِدَة، وَكَانَتْ الْيَدُ كُلَّهَا يَجِبُ أنْ تُغْسَلَ (¬45) مِنْ أطْرَافِ الأصَابِع إِلَى الإبْطِ، لِأنَّهَا كُلَّهَا يَدٌ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا ¬

_ (¬21) في المهذب 1/ 16 قال في الأم: يغرف غرفة واحدة فيتمضمض منها ثلاثا ويستنشق منها ثلاثا. (¬22) ع: المحول. وفي الصحاح (غرف): الغرفة: المرة الواحدة والغرفة بالضم اسم للمفعول منه؛ لأنك ما لم تغرفه لا تسميه غرفة. وانظر العين 4/ 406 وإصلاح المنطق 114، 115 وأدب الكاتب 320 وديوان الأدب 1/ 171 والمحكم 5/ 292 والمصباح (غرف). (¬23) ع: والخطوة والخطوة: تحريف. (¬24) قوله: ليس في ع. (¬25) في المهذب 1/ 16 في حد الوجه: والوجه: ما بين منابت شعر الرأس إلى الذقن ومنتهى الحيين طولا ومن الأذن إلى الأذن عرضا. (¬26) في المهذب 1/ 16 في حد الوجه: والاعتبار بالمنابت المعتادة لا بمن تصلع الشر عن ناصيته ولا بمن نزل الشعر إلى جبهته. (¬27) في المهذب 1/ 16: وفي موضع التحذيف وجهان قال أبو العباس: هو من الوجه وقال أبو إسحاق هو من الرأس. وفي خ: وموضع. (¬28) هو الشعر النابت في موضع العذار وهو جانب اللحية فوق الذقن وموضعه يسمى العارض. (¬29) خلق الإنسان للأصمعى 176 ولثابت 76 والفرق لابن فارس 52. (¬30) ...................... (¬31) في المهذب 1/ 16 وإن كانت (اللحية) كثيفة تستر البشرة: وجب إفاضة الماء عليها. (¬32) ع: الكثف: تحريف. (¬33) ع: بالكسر للكاف. (¬34) قوله: ليس في ع. (¬35) خ: واسترسلت وفي المهذب 1/ 16: فإن استرسلت اللحية ونزلت عن حد الوجه ففيها قولان. . . إلخ. (¬36) ع: ونزلت على الوجه: تحريف. (¬37) في المهذب 1/ 16: والمستحب أن يخلل لحيته. (¬38) ع: الفراغ: تحريف. (¬39) في المهذب 1/ 16: في شعر اللحية: أنه شعر ظاهر نابت على بشرة الوجه. (¬40) مثل قصبة وقصب وشجرة وشجر. قال في العين 6/ 259 وهو البشر: إذا جمعته، وإذا عنيت به اللون والرقة. وانظر المصباع (بشر) واللسان (بشر 286). (¬41) ع: الآدمى. (¬42) في المهذب 1/ 16: ثم يغسل يديه وهو فرض، لقوله تعالى: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} سورة المائدة آية 6 وفي خ "المرفقين". (¬43) في معانى القرآن وإعرابه 2/ 167 والرواية عن الزجاج هنا ليست بلفظها. (¬44) ع: وهو غير متجه إنما هو بمعناه؟؟. (¬45) كذا في معانى الزجاج، وخ: وفي ع: لم تكن المرافق من معنى اليد مع أن اليد تشمل هذا العضو من الأصابع في الكتف.

قَالَ: {إِلَى الْمَرَافِقِ} أَمَرَهُ بِالْغُسْلِ مِنْ حَدِّ الْمِرْفَقِ الَى أطْرَافِ الأصَابِع. كأنَّهُ (¬46) لَمَّا ذَكَرَ اليَدَ كُلَّهَا أَرَادَ أنْ يَحُدَّ مَا يُغْسَلُ مِنْ غَيْرِهِ (¬47)، فَجَعَلَ حَدَّ الْمَغْسُولِ: الْمَرَافِقِ، وَمَا زَادَ غَيْرُ دَاخِلٍ فِي حَدَّ الْمَرَافْقِ فَالْمَرَافِقُ مُنْقَطِعَةٌ عَمَّا لَا يُغْسَلُ، دَاخِلَةٌ فِيمَا يُغْسَلُ (¬48). والْمِرْفَقُ: مَفْصِلُ مَا بَيْنَ العَضُدِ وَالسَّاعِدِ (¬49)، يُقَالُ فِيهِ: مَرفِقٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ، وَمِرْفَقٌ بِكَسْرِ المِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ: لُغَتَانِ جِيِّدَتَانِ (¬50) وَهُوَ الْمَكَانُ الَّذِى يَرْتَفِقُ عَلَيْهِ المُتَكِىءُ إِذَا أُلْقَمَ رَاحَتَه رَأَسَهُ وَثَنَى رَاحَتَهُ، اتَّكَأ عَلَيْهِ (¬51). قَوْلُهُ (¬52): "كَشَطَ جِلْدَهُ" أَيْ نَزَعَهُ، يُقَالُ: كَشَطْتُ الْبَعِيرَ كَشْطًا: نَزَعْتُ جِلْدَهُ، وَلَا يُقَالُ: سَلَخْتُ (¬53). قَوْلُهُ: "مُتَجَافِيًا" (¬54) أيْ مُرْتَفِعًا غَيْرَ لَاصِقٍ. قَوْلُهُ: "وَالنَّزَعَتَانِ مِنْهُ لِأنَّهُ فِي سَمْتِ النَّاصِيَةِ" (¬55) النَّزَعَتَان بِالتَّحْرِيكِ: هُمَا جَانِبَا الْجَبْهَةِ (¬56)، وَفِى سَمْتِ النَّاصِيَةِ، أيْ: بِحِذَائِهَا، لِأَنَّ النَّاصِيَةَ: الشَّعَرُ الَّذِى فِي أعْلَى الْجَبْهَةِ. وَالصُّدْغَانِ: هُمَا الشَّعَرُ الَّذِى يَتَجَاوَزُ مَوْضِعَ الأذُنِ، الْمُتَّصِلُ بِشَعَرِ الرَّأْس (¬57) يُقَالُ: صُدْغٌ ودسُدْغٌ بِالسَّينِ وَالصَّادِ وَالتَثْقِيلِ وَالتخْفِيفِ (¬58). وَالعِذَارَانِ: الشَّعَرُ الْخفِيفُ الْمُقَابِلُ لِلأذُنِ. وَالْعَارِضَانِ: الشَّعَرُ الْكَثِيفُ تَحْتَ الْعِذَارَيْنِ أسْفَلَ مِنَ الأذُنِ (¬59) وَقَالَ فِي الْوَسِيطِ (¬60): العِذَارُ: هُوَ مَا بَيْنَ بَيَاض الأُذُنِ وَبَيَاض الْوَجْهِ. قَوْلُهُ: "مُقَدَّمُ رَأسِهِ" (¬61) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬62): مُؤْخِرُ الْعَيْنِ مِثَالُ مُؤْمِنٍ (¬63): الَّذِى يَلِى الصُّدْغَ، وَمُقَدَّمها: الَّذِى يَلِى الأنْفَ؛ وَمُؤَخر الشَّىْءِ- بِالتَّشْدِيدِ: نَقِيضُ (¬64) مُقَدَّمِهِ، يُقَالُ: ضَرَبْتُ مُقَدَّمَ رَأسِهِ وَمُؤَخَّرَةُ. فَفَرَّقَ بَيْنَ الْعَيْن وَالرَّأسِ. ¬

_ (¬46) ع: فكأنه. (¬47) ع: من يده. (¬48) عبارة الزجاج: وقد قال بعض أهل اللغة: معناه: مع المرافق. واليد: المرفق دخل فيها، فلو كان: اغسلو أيديكم مع المرفق لم تكن في المرافق فائدة وكانت اليد كلها يجب أن تغسل، ولكنه لما قيل إلى المرافق اقتطعت في الغسل من حد المرفق. والمرفق في اللغة: ما جاوز الإبرة وهو المكان الذى يرتفق به أى: يُتَّكَأُ عَليه على المرفقة وغيرها فالمرافق حد ما ينتهى إليه في الغسل منها، وليس يحتاج إلى تأويل مع. (¬49) خلق الإنسان للأصمعي 205 وشرح كفاية المتحفظ 199 والفرق لابن فارس 61. (¬50) اقتصر الأصمعى على كسر الميم وفتح الراء. خلق الإنسان 205 وكذا ابن السكيت في إصلاح المنطق 175 وابن قتيبة في أدب الكاتب 391 وقال الفراء: وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان، والعرب أيضًا تفتح الميم من مرفق الإنسان لغتان فيهما معاني القرآن 2/ 136. واختار يونس الكسر في يد الإنسان وحمل ابن دريد الفتح على لغة الكوفين، قال: وهى قليلة. انظر جمهرة اللغة 2/ 398 والاقتضاب 204/ 2 وديوان الأدب 1/ 289، 299 واللسان (رفق 1695) والمصباح (رفق). (¬51) إذا فعل ذلك: كان هو الموضع المتكأ عليه من اليد. (¬52) في المهذب 1/ 17: لو مسح شعر رأسه ثم حلقه لم يلزمه مسح ما ظهر؛ لأن ذلك ليس ببدل عما تحته كما لو غسل يده ثم كشط جلده. (¬53) عن الصحاح (كشط) وبعده: لأن العرب لا تقول في البعير إلا كشطته أو جلدته وانظر العين 5/ 289 والمحكم 6/ 421. (¬54) في المهذب 1/ 17: فإن كان متجافيا عن ذراعه لزمه غسل ما تحته. (¬55) في المهذب 1/ 17: والرأس ما اشتمل عليه منابت الشعر المعتاد، والنزعتان منه لأنه. . . إلخ. (¬56) ع: الوجه. والمثبت من خ والصحاح (نزع) ومبادىء اللغة 118 والفرق لابن فارس 52. (¬57) خلق الإنسان للأصمعى 169 وشرح كفاية المتحفظ 189 ونظام الغريب في اللغة 25 وخلق الإنسان لثابت 76، 79. (¬58) القلب والإبدال 42 وشرح كفاية المتحفظ 189 واللسان (صدغ 2416). (¬59) خلق الإنسان للأصمعى 177 ولثابت 179، 198. (¬60) ..................... (¬61) خ: مقدم الرأس ومؤخره" وفي المهذب 1/ 17: يستقبل الشعر الذى على مقدم رأسه، فيقع المسح على باطن الشعر دون ظاهره ولا يستقبل الشعر من مؤخر رأسه فيقع المسح على ظاهر الشعر. (¬62) في الصحاح (أخر). (¬63) ع: مؤجر: والمثبت من خ والصحاح. (¬64) ع: يقتضى: تحريف.

قَوْلُهُ: "وَيَأخُذُ لِسِمَاخَيْهِ مَاءً جَدِيدًا" (¬65) السِّمَاخُ: مَنْفَذُ الأُذُنِ، وَهُوَ الْخَرْقُ فِيهَا (¬66). وَيُقَالُ هُوَ الأذُنُ نَفْسُهَا، قَالَ الْعَجَّاجُ (¬67). *حَتَّى إِذَا صَرَّ الصِّمَاخَ الأصْمَعَاَ* يُقَالُ بالسِّينِ وَالصَّادِ (¬68)، وَكَذَا: الصُّدْغُ (¬69)؛ لِأنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ اجْتَمَعَ فِيهَا السِّينُ وَالْخَاءُ، أوْ الْغَيْنُ أوِ الْقَافُ، أو الطَّاءُ، وَتَقَدَّمَتِ (¬70) السَّينُ، وَكَوْنُ (¬71) الحُرُوفِ بَعْدَهَا: وَلَا يُبَالَى أَثانِيَةً (71) كَانَتْ أمْ ثَالِثَةً أمْ رَابِعَةً بَعْدَ أنْ تَكُونَ بَعْدَهَا - هَذَا قَوْلُ قُطْرُبٍ (¬72) فَإنَّهُ يَجُوزُ إبْدَالُ السَّينِ صَادًا، نَحْوُ سَطَا، وَصَطَا، وَالسِّرَاط وَالصِّرَاط (¬73)، وَسَاغَ الطعَامُ وَصَاغَ، وَسَبَغ وَصَبَغ، وَالسَّاخَّةُ والصَّاخَّةُ والسَّقْرُ والصُقْرُ، وَهِىَ لُغَةُ قَوْم مِنْ بَنِى تَمِيمٍ، يُقَالُ لهُمْ: بَلْعَنْبَرُ (¬74). قَوْلُهُ: "وَالْكَعْبَانِ هُمَا الْعَظْمَانِ النَّاتِئَانِ (¬75) عِنْدَ مَفْصِلِ السَّاقِ وَالْقَدَمِ فِي مُنْتَهَى السَّاقِ عَنْ يَمِبنِ الْقَدَم وَيَسَارِهَا (¬76). يُشِيرُ إلَى خِلَافِ أبِي حَنِيفَةَ، فَإنَّ الْكَعْبَ عِنْدَهُ: هُوَ الْعَظْمُ النَّاتىءُ فِي ظَهْرِ الْقَدَمِ، وَقَدْ أنْكَرَهُ الأصْمَعيُّ وَأرْبابُ اللُّغَةِ. وَالنَّاتىءُ: الْمُرْتَفِعُ، وَنَتَأَ، أيْ: ارْتَفَعَ وَتَجَافَى فَهُوَ نَاتِىءٌ. قَوْلُهُ (¬77): "غُرًا مُحَجَّلِينَ" الْغُرَّةُ- بِالضَّمِّ: بَيَاضٌ، فِي جَبْهَةِ الْفَرَس فَوْقَ الدَّرْهَمِ (¬78). وَالتَّحْجِيلُ: بَيَاضُ الْقَوَائِمِ فِي الْفَرَس، أَوْ فِي ثَلَاثٍ مِنْهَا، أَوْ فِي رِجْلَيْهِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ بَعْدَ أَنْ يُجَاوِزَ الْأرْسَاغَ وَلَا يُجَاوِزُ الرُّكْبَتَيْنِ والْعُرْقُوبَيْنِ، لأَنَّهَا مَوَاضِعُ الأَحْجَالِ وَهِىَ الْخَلَاخِيلُ وَالْقُيُودُ (¬79). وَذَكَرَ فِي الْفَائِقِ (¬80): أَنَّهُ أرَادَ مُحَجَّلِينَ مِنْ الْحِلْيَةِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ "تَبْلُغُ الحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ" (¬81). قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ (¬82): "فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ" أسَاءَ، أيْ: فَعَلَ الْقَبِيحَ السَّىَّءَ، وَهُوَ ضِدُّ ¬

_ (¬65) في المهذب 1/ 18: ويأخذ لسماخيه ماء جَدِيدًا غير الماء الذى مسح به ظاهر الأذن وباطنه. و "ماء جديدا" ليس في ع. (¬66) خلق الإنسان للأصمعى 170 ولثابت 91 وللزجاج 16 والمحكم 5/ 45. (¬67) كذا في الصحاح (صمخ) واللسان (صمخ 2495) وليس في ديوان العجاج وهو في ديوان رؤية (مجموع إشعار العرب 91): بَسْلٌ إِذَا صَر الصِّمَاخُ الأصْمَعَا ... وَمَعْمَعت في وَعْكةٍ ومَعْمَعَا. (¬68) كذا في العين 4/ 192، 206 ونسب الصاد إلى تميم وانظر المحكم 5/ 45 وأفعال السرقسطى 3/ 539. (¬69) ع: الصبغ: تحريف. (¬70) ع: وجاءت. (¬71) ع: ولا تبال ثانية: تحريف. (¬72) عن الصحاح وقد حاول تغيير نص الصحاح وهو: قال قطرب محمد بن المستنير: إن قوما من بنى تميم يقال لهم بلعنبر يقلبون السين صادا عند أربعة أحرف عند الطاء والقاف والغين والخاء إذا كن بعد السين، ولا تبالى أثانية أم ثالثة أم رابعة بعد أن تكون بَعْدَهَا. (¬73) في ع بدل السراط والصراط: الصبغ والسبغ. (¬74) ع: قوله "قوم من تميم" يقال لهم بلعنبر: تحريف لأنه حسبه قولا في المهذب. (¬75) ع: يلتقيان: تحريف. (¬76) ع: قوله: "والكعبان" وفي المهذب 1/ 18: والكعبان: هما العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم. والزيادة المثبتة في ع وخ ولعل ذلك في نسخة أخرى من نسخ المهذب. وهذا التفسير مذهب كثيرين من أهل اللغة وانظر العين 1/ 235 وتهذيب اللغة 1/ 324 وخلق الإنسان لثابت 320 وللزجاج 48 ومعاني القرآن له 2/ 168 والمحكم 1/ 170 والفرق لابن فارس 61 والمجمل له (كعب). وذهب بعضهم إلى أنه المفصل بين الساق والقدم وهو مذهب المفضل بن سلمة وابن الأعرابى كما في تهذيب اللغة والمحكم. وذهب بعضهم إلى أنه العظم الناشز فوق القدم وقد انكره الأصمعى، وهو مذهب الشيعة كما ذكر الفيومى في المصباح (كتب). (¬77) في المهذب 1/ 18: والمستحب أن يغسل فوق المرفقين وفوق الكعبين لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تأتى أمتى يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع أن يطل غرته فليفعل" وانظر الحديث في صحيح مسلم 1/ 216 والترمذي 3/ 86 وابن ماجة 1/ 104 والنسائي 1/ 95. (¬78) نظام الغريب 155 وشرح كفاية المتحفظ 297 ومبادىء اللغة 127. (¬79) عن الصحاح بنصه (حجل) وانظر العين 3/ 79 وتهذيب اللغة 3/ 55 وغريب الخطابى 1/ 393 وشرح الكفاية 298 ومبادىء اللغة 130 وفقه الثعالبى 79 ونظام الغريب 156 واللسان (حجل 788). (¬80) 1/ 310. (¬81) الحديث في الفائق، والنهاية 1/ 435 وغريب ابن الجوزى 1/ 240 براوية "إن الحلية تبلغ إلى مواضع الوضوء". (¬82) في الحديث ليس في ع. وفي المهذب 1/ 18: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثًا ثلاثًا. ثم قال: "هذا الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم" والحديث في سنن ابن ماجه 1/ 146 وسنن النسائي =

أَحسَنَ (¬83). وَالظُّلْمُ: وَضْعُ الشَّىْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَلَهُمَا تَأوِيلَانِ، قِيل: أَسْاءَ بِالنُّقْصَانِ، وَظَلَمَ بِالزِّيَادَةِ. وَقِيلَ: أَسْاءَ بِالزَّيَادَةِ وَظَلَمَ بِالنُّقْصَانِ. وَهُوَ الَّذِى ذَكَرَهُ الْقَلْعِيُّ (¬84) رَحِمَهُ الله، وَاحتَج بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)} [البقرة: 57] (¬85) أيْ: يَنْقُصُونَهَا، وَالظُّلْمُ: انْتِقَاصُ حَقِّ الْغَيْرِ. قَوْلُهُ: "وَقَطعُ النَّظِيرِ عَنِ النَّظِيرِ" (¬86) النَّظِيرُ: الْمِثْلُ وَالشِّبْهُ (¬87). وَأرَادَ بِهِ (¬88): قَطعَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ عَنْ نَظِيِرِهِ، وَهُوَ غَسْلُ الرجْلَيْنِ، وَأَدخَلَ بَيْنَهُمَا مَسْحَ الرَّأسِ. قَوْلُهُ: "أَفْعَالٍ مُتَغَايِرَةٍ" أرَادَ (¬89) أَنَّ الثَّاني غَير الأوَّلِ، لِأَنَّهَا (¬90) غَسْلٌ وَمَسْحٌ، وَهُوَ مُتَفَاعِلٌ مِنْ لَفْظِ غَيْرِ". قَوْلُهُ (¬91): "كُتِبَ فِي رَقٍّ ثُمَّ طُبعَ بِطَابَعٍ" الرَّقُّ بِفَتْحِ الرَّاءِ: جِلْدٌ أبْيضُ يُكْتَبُ فِيهِ، وَهُوَ جِلْدٌ رَقِيقٌ، اسْمٌ يُوَافِقُ مَعْنَاهُ. وَالطَّابَعُ- بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا (¬92): الْخَاتِمُ، يُقَالُ: طَبَعْتُ عَلَى الْكِتَابِ، أيْ: خَتَمْتُ. وَأرَادَ: خَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتِمٍ، فَلَمْ يُغَيَّرُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَوْلُهُ (¬93): "مِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ" قَالَ الْجَوْهِرِيُّ (¬94): مِلْحَفَةٌ وَرْسِيْةٌ: صُبِغَتْ بِالْوَرْسِ، وَزْنُهَا: فَعِيلَةٌ (¬95) بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، مِثْلُ: مَصْبُوغَةٍ. وَأَمَّا وَرْسِيَّةٌ مَنْسُوبَةً، فَقِيَاْسٌ لَا سَمَاعٌ، والله أَعلَمُ (¬96). قوْلُهُ: "عَلَى عُكْنِهِ" جَمْعُ عَكْنَةَ، وَهِىَ الطَّيُّ الَّذِى يَكُونُ فِي الْبَطْنِ مِنْ السِّمَنِ (¬97)، وَاللهُ أَعْلَم. ¬

_ = 1/ 88 ونصب الراية 11/ 27 والمجموع 1/ 438. (¬83) ع: الحسن. (¬84) في اللفظ المستغرب ص 9 بتحقيقنا. وقال ابن الأثير: أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بأدب الشرع وظلم نفسه بما نقصها من الثواب بترداد المرات في الوضوء. النهاية 3/ 161 وقال إمام الحرمين: أساء ترك الأوْلَى وتعدى حد السنة. ذكره في المجموع 1/ 438. (¬85) سورة البقرة آية 57. (¬86) في المهذب 1/ 19: فأدخل المسح يين الغسلين، وقطع النظير عن النظير فدل على أنه قصد إيجاب الترتيب ولأنها عبادة تشتمل على أفعال متغايرة. (¬87) ع: والشبيه. (¬88) ع: أنه. (¬89) ع: وأراد. (¬90) ع: لأنهما. (¬91) في المهذب 1/ 19 روى أبو سعيد الخدرى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من توضأ وقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة". (¬92) ع: ككسرها. وقد اقتصر الخَلِيل والأزهرى على الفتح، وذكر ابن سيده الكسر عن اللحيانى ووضعها الفارابى في فاعل بالفتح والكسر وتبعه من بعده وانظر العين 2/ 23 وتهذيب اللغة 2/ 176 والمحكم 1/ 349 وديوان الأدب 1/ 344، 355 والصحاح والمصباح (طبع) واللسان (طبع 2935). (¬93) في المهذب 1/ 19: روى قيس بن سعد: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعْنَا له غسلا ثم أتيناه بملحفة ورسية فالتحف بها فَكَأنى أنظر إلى أثر الورْس على عُكَنِه. (¬94) في الصحاح (ورس). (¬95) ع: مفعلة. عنى الملحفة والمقصود الورسية، وعلى هذا ينبغى أن تكون ملحفة وريسة. (¬96) والله أعلم: ليس في ع. (¬97) كذا في العين 1/ 230 وتهذيب اللغة 1/ 317 والمحكم 1/ 166 والمصباح (عكن).

باب المسح على الخفين

بَابُ الْمَسْح عَلَى الْخُفَّيْنِ (¬1) قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: "بَلْ أنْت نَسِيتَ" (¬2) فِيهِ تَأَوِيلَاتٌ ثَلَاثَةٌ، قِيلَ: نَسِيتَ بِأَنَّ الْوَحْيَ يَطْرُقُنِي فيحدِثُ أَمرًا غَيْرَ الأوَّلِ (¬3) وَقِيلَ: بَلْ نَسِيتَ، أَيْ: قَدْ فَعَلْتُ هَذَا وَلَكِنَّكَ نَسِيتَ. وَقِيلَ: بَلْ رَدَّ عَلَيْهِ كَلَامَهُ تَأَدِيبًا (¬4)؛ لأَنَّهُ أَحَقُّ بِالنِّسْيَانِ وَأَوْلَى بِهِ. قَوْلُهُ: "إِذَا كُنَّا مُسَافِرِينَ" أَو "سَفْرًا" (¬5) مُسَافِرِينَ: جَمْعُ مُسَافِرٍ. وَسَفْرًا: جَمْعُ سَافِرٍ، يُقَالُ: سَافِرٌ، وَجَمْعُهُ: سَفْرٌ، مِثْلُ تَاجِرٍ وَجَمْعُهُ (¬6) تَجْرٌ (¬7). شَكَّ فِيهِ الرَّاوِي، وَيُرْوَى "سَفْرَي" بِوَزْنِ فَعْلَي مُؤَنَّثٌ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قَوْلُهُ: " (¬8) أَبَيُّ بْنُ عِمَارَةَ" بِكَسْر الْعَيْن، وَلَا يُقَالُ بِضَمِّهَا. وَغَيْرُهُ بِضَمَّ الْعَيْن، إلَّا عمَارَةَ بْنَ رُوَيْبِةَ (¬9) أيْضًا فَإِنَّهُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ عَلَى اخْتِلافٍ فِيهِ. قَوْلُهُ: "وَمَا بَدَا لَكَ" (¬10) أَيْ: وَمَا أَرَدْتَ، وَأَصْلُ بَدَا بِغَيْرِ هَمْزٍ: ظَهَرَ. أَيْ: مَا ظَهَرَ لَكَ مِنْ إِرَادَةٍ. قَوْلُهُ: "الحَضَرِ" (¬11) مُشْتَقٌّ مِنَ الْحُضُورِ ضِدَّ الْغَيْبَةِ. قَوْلُهُ (¬12): "وَالرُّخْصَةُ" (¬13) مُشْتَقَّةٌ مِنْ رُخْصِ الأسْعَارِ، وَهِيَ: السُّهُولَةُ (¬14) ضِدُّ الْمَشَقَّةِ. قَوْلُهُ: "مِنَ الْجُلُودِ أَو اللُّبُودِ" (¬15) جَمْعُ لِبْدٍ، وَهُوَ: صُوفٌ يُنْدَفُ، ثُمَّ يُبَلُّ وَيُوطَأُ بِالرِّجْلِ حَتَّى يَتَلَبَّدَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَيَشْتَدّ. ¬

_ (¬1) ع: ومن باب المسح على الخفَّين. (¬2) في المهذب 1/ 20: روى المغيرة بن شعبة أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفَّين. فقلت: يا رسول الله: نسيت؟ فقال: بل أنت نسيت، بهذا أمَرَنى ربي. (¬3) ع: نسيت بمعنى تركت أى تركت أمرا غير الأوْلَى. (¬4) ع: وقيل: أنّه نسب النِّسيان إليه تأديبًا. (¬5) في المهذب 1/ 20: روى صفوان بن عسال المرادى قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا كنا مسافرين أو سفرًا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام إِلَّا من جنابة. (¬6) ع: جمعه. (¬7) النهاية 2/ 371 والمصباح (سفر) والفائق 2/ 185. (¬8) ع: وأبي بن عمارة ولم يذكر قوله. وفي المهذب 1/ 20: في المسح على الخفَّين: وهل هو مؤقت أم لا فيه قولان قال في القديم: غير مؤقت لما روى أبي بن عمارة قال: قلت يا رسول الله، أمسح على الخفّ؟ قال: نعم، قلت: يوما؟ قال: ويومين. قلت: وثلاثة قال: نعم وما شئت وهو صحابى جليل ترجمته في الاستيعاب 1/ 70 وأسد الغابة 1/ 60 والإصابة 1/ 185 وتهذيب التهذيب 1/ 187 وجمهرة الأنساب 252. (¬9) ع: ابن رومة: تحريف، وفي خ رؤبة، ومصوبة بالمثبت وهو عمارة بن رويبة الثقفي من بنى جشم بن ثقيف صحابي جليل ترجمته في الاستيعاب 1142 والإصابة 43/ 581. (¬10) في المهذب 1/ 20: روى: وما بدا لك بدل وما شئت في الحديث أنظر تعليق 6. (¬11) في المهذب 1/ 20: فإن لبس خفا في الحضر وأحدث ومسح ثمّ سافر: أتم مسح مقيم. (¬12) قوله: ليس تحريف. (¬13) في المهذب 1/ 21: في سفر المعصية: لا يستفاد به رخصة. (¬14) ع: عند: تحريف. (¬15) في المهذب 1/ 21: ويجوز المسح على كلّ خف صحيح يمكن متابعة المشي عليه سواء كان من الجلود أو اللبود أو الخرق أو غيرها.

قَوْلُهُ: "وَإِنْ لَبِسَ خُفًّا لَهُ شَرَجٌ" (¬16) أَيْ: عُرًى كَالْأزْرَارِ يُشَدُّ بِهَا وَيُدَاخَلُ (¬17). يُقَالُ: شَرَجْتُ الْعَيْبَةَ (¬18): إِذَا دَاخَلْتَ بَيْنَ عُرَاهَا. قَوْلُهُ (12): "الْجُرْمُوقُ" (¬19) فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ (¬20)؛ لِأَنَّ الْجِيْمَ وَالْقَافَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ (¬21) مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ (¬22). قَوْلُهُ (¬23): "وَالْجَوْرَبُ" (¬24) أَيْضًا مُعَرَّبٌ (¬25)، وَهُوَ أَكْبَرُ مِن الْخُفِّ يَبْلُغُ إِلَى السَّاقِ، يُقْصَدُ (¬26) بِهِ السَّتْرُ مِنَ الْبَرْدِ، يُعْمَلُ مِنْ قُطْن أوْ صُوفٍ بِالإِبَرِ، أوْ يُخَاطُ مِنَ الْخِرَقِ. وَمَعْنَى (¬27) "مُنَعَّلٍ" أَيْ: يُجْعَلُ فِي أسْفَلِهِ قِطْعَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَلَا يُقْصَدُ الْمَشْيُ عَلَيْهِ. وَالْخُفُّ يُقْصَدُ الْمَشْيُ عَلَيْهِ. قَوْلُهُ: "لَا يَشِفُّ" هُوَ أَنْ يُنْظَرَ مِنْ ظَاهِرِهِ لَوْنُ الْبَشَرَةِ سَوَادًا أوْ بَيَاضًا (¬28). وَالْبَشَرَةُ: ظَاهِرُ جِلْدِ الإِنْسَانِ وَجَمْعُهَا: بَشَرٌ. قَوْلُهُ: "غَزْوَةُ تَبُوكَ" (¬29) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأى قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِهِ يَبُوكُونَ حِسْىَ (¬30) تَبُوكَ، أَيْ: يُدْخِلُونَ فِيهَا الْقَدَحَ وَيُحَرِّكُونَهُ، لِيَخْرُجَ الْمَاءُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "مَا زِلْتُمْ تَبُوكُونَهَا بَوْكًا" فَسُمِّيَتْ (تِلْكَ) (¬31) الْغَزْوةُ غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَهِيَ تَفْعُلُ مِنَ الْبَوْكِ. قَوْلُهُ: "وَبِهِ قِوَامُ الخُفِّ" (¬32) بِكَسْرِ الْقَافِ، أَيْ: صَلَاحُهُ. يُقَالُ: هُوَ قِوَامُ الْأَمْرِ (¬33)، أَيْ: نِظَامُهُ وَعِمَادُهُ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ قِوَامُ أَهلِ بَيْتِهِ (¬32) وَهُوَ الَّذِي يُقِيمُ شَأَنَهُمْ (¬33). قَوْلُهُ: "بَلِيَ وَخَلُقَ" بِضَمِّ اللَّام، يُقَالُ: خَلُقَ الثَّوْبُ يَخْلُقُ، وَغَيْرُهُ (¬34): إذَا صَارَ خَلَقًا، أَيْ: بَالِيًا (¬35) -بِضَمِّ اللَّام (¬36)، مثْلُ (¬37): ظَرُفَ يَظْرُفُ، وَلَا يُقَالُ بِكَسْرِهَا. وَالصَّقِيلُ: بِالسِّينِ وَالصَّادِ. قَوْلُهُ: "فِي أثْنَاءِ الْمُدَّةِ" (¬38) أثْنَاءُ الشَّيْىءِ: أَعْطَافُهُ (¬39) هَذَا (هُوَ) (¬40) الْأصْلُ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأوَّلِ، ¬

_ (¬16) في المهذب 1/ 21: وإن لبس خفا له شرح في موضع القدم فإن كان مشدودا بحيث لا يظهر شىء من الرجل واللفافة إذا مشى فيه: جاز المسح عليه. (¬17) ع: وتتداخل. (¬18) العيبة: وعاء من أدم يكن فيها المتاع. يقال: شرجها شرجا، وأشرجها وشرجها. المحكم 7/ 174 وأفعال السرقسطي 2/ 346 واللسان (شرج 22226). (¬19) في المهذب 1/ 21: وفي الجرموقين وهو الخفّ الذى يلبس فوق الخفّ وهما صحيحان قولان. . . إلخ. (¬20) معرب سرموزه بمعنى: فرو خف أدى شير 4، وشفاء الغليل 93. (¬21) واحدة: ساقطة من ع. (¬22) إِلَّا بحاجز بيهما نحو جلوبق: اسم، وأجوق غليظ العنق، والجوق: الجماعة من النَّاس، وجلتفقة: مسنية، وحبنشتة: نعت مكروه، وجعفليق: مسترخية، والقنجل: العبد. وانَّظر المعرب 94 وحاشية ابن برى على المعرب 60، 61 وجمهرة اللغة 2/ 110. (¬23) قوله: ليس في ع. (¬24) في المهذب 1/ 21: إنَّ لبس جوربا جاز المسح عليه بشرطين أحدهما: أن يكون صفيقا لا يشف، والثاني: أن يكون مُنَعَّلا. (¬25) المعرب 101 وشفاء الغليل 92 وأدَّى شير 48. (¬26) ع: ويقصد. (¬27) في خ: قوله: وليس لها موضع هنا. (¬28) ع: سوداء أو بيضاء. وفي خ سودًا أو بيضا والصواب مثبت فوقها. (¬29) في المهذب 1/ 22: روى المغيرة بن شعبة قال: وَضَّأتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك فمسح على الخفّ وأسفله. (¬30) ع: عين والمثبت من خ والصحاح (بوك) والنقل عنه، وكذا في الغريبين 1/ 221 والفائق 1/ 132 والنهاية 1/ 162 وَالْحِسْى: العين ومنه الحديث: إنَّ بعض المنافقين باك عينا كان النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وضع فيها سهما وانظر المراجع السابقة. (¬31) خ: بذلك: تحريف والمثبت من ع والصحاح. (¬32) في المهذب 1/ 22: في المسح على عقب الخفّ: لا يمسح؛ لأنّه صقيل وبه توام الخفّ، فإذا تكرر المسح عليه بلى وخلق. (¬33) يقال: هذا الشيىء: قوام الأمر. (¬32) في الصحاح: فلان قوام أهل بيته وقيام أهل بيته. (¬33) ع: وهو الذى عليه عماد أمرهم. والمثبت من خ والصحاح. (¬34) وغيره ليس في ع. (¬35) ع: قديما. (¬36) بضم اللام: ليس في ع. (¬37) ع: وبابه ظرف. (¬38) في المهذب 1/ 22: وإن مسح على الجرمرق فوق الخفّ وقلنا يجوز المسح عليه ثم نزع الجرمرق في أثناء المدة. ففيه ثلاث طرق. . . إلخ وفي ع: "قوله: أثناء". (¬39) ع: يقال: ثنى الشيىء: جمع أعطافه وفي الصحاح: والثنى: واحد أثناء الشيء، أى: تضاعيفه. (¬40) هو: ساقط من خ.

وَالْآخِرِ أَثْنَاء، وَهُوَ جَمْعُ ثِنْى. قَوْلُهُ: "القَفَافَةِ" (¬41) مَا يُلَفُّ عَلَى الرِّجْلِ (¬42) فَتُغَطَّى بِهِ، وَجَمْعُهَا: لَفَائِفُ، مَأَخُوذٌ مِنَ اللَّفِّ وَهُوَ: ضَمُّ الأطْرَافِ وَجَمْعُهَا. * * * ¬

_ (¬41) في المهذب 1/ 22: والجرموق فوق الخفّ كالخف فوق اللفافة. وفي ع: واللفافة: ما يلفف. (¬42) ع: الشيىء. والمثبت من خ والصحاح (لفف).

ومن باب الأحداث

وَمِنْ بَابِ الأحْدَاثِ (¬1) قَوْلُهُ (¬2): "الْخَارِجُ مِنَ السَّبِيلَيْنِ" (¬3) أَىْ: الطَّرِيقَيْنِ. وَالسَّبِيلُ: الطَّرِيقُ، لأنَّهُمَا طَرِيقَا الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ. قَوْلُهُ: "لَمْسُ النِّسَاءِ" بِاللَّام: لِسَائِرِ الْجِلْدِ. وَمسُّ الْفَرْجِ: بِالْكَفِّ، بِالتَّشْدِيدِ بِغَيْرِ لَامٍ: اصْطِلَاحٌ وَقَعَ فِي عِبَارَةِ الْفُقَهَاءِ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا فِي اللُّغَةِ (¬4)، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ فِي الْبَيَانِ وَالشَّامِلِ (¬5)، وَأَنشَدَ (¬6): لَمَسْتُ بِكَفِّى كَفَّهُ طَلَبَ الْغِنَى ... وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِى فَلَا أنَا مِنْهُ مَا أفَادَ ذَوُو الْعِنَى ... أَفَدْتُ وَأَعْدَانِى فَبَدَّدْتُ (¬7) مَا عِنْدِى قَوْلُهُ: "الْغَائِطُ" (¬8) أَصْلُهُ: الْمَوْضِعُ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأرْض، وَكَانُوا يَأَتُونَهُ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، فَكَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتَّى سَمَّوْا الْخَارِجَ مِنَ الإنْسَانِ غَائِطًا (¬9) وَكَذَلِكَ الْخَلَاءُ أَصْلُهُ: الْمَكَانُ الْخَالِى، فَسُمِّيَ بِهِ الْخَارِجُ وَمِثْلُهُ: الْبَرَازُ، وَهُوَ: الْمَكَانُ الْبَعِيدُ يَقْصِدُ قَاضِي الْحَاجَةِ، فِي أشْبَاهٍ لِهَذَا كَثِيرةٍ، كَالْحُشِّ، أَصْلُهُ: النَّخْلُ الْمجْتَمِعُ (¬10). وَالْكَنِيفُ: أَصْلُهُ: الْحَظِيرَةُ الَّتِي تُعْمَلُ لِلإِبِلِ، فَتُكِنُّها مِنَ الْبَرْدِ (¬11). وَالْعَذِرَةُ (¬12) فِنَاءُ الدَّارِ، وَكَانُوا يُلْقُونها هُنَالِكَ، فَسَمَّوْهَا بِهَا. قَوْلُهُ (¬13): "وَالنَّجْوُ" مِنَ النَّجْوَةِ وَهُوَ الْمَكانُ الْمُرْتَفِعُ، كَانُواَ يَسْتَتِرُونَ بِهِ (¬14). قَوْلُهُ: "المَعِدَةُ" (¬15) هِيَ (¬16) مِنَ الإنْسَانِ بِمَنْزِلَةِ الْكَرِدشِ مِنَ الْمُجْتَرِّ، يُقَالُ (¬17): مَعِدَةٌ وَمِعْدَةٌ عَنِ ¬

_ (¬1) أَىْ: الأحداث التى تنقض الوضوء. (¬2) قوله: ليس في ع. (¬3) في المهذب 1/ 22: والأحداث التى تنقض الوضوء خمسة: الخارج من السبيلين؛ والنوم؛ والغلبة على العقل بغير النوم؛ ولمس النِّساء؛ ومس الفرج. (¬4) لم يفرق بينهما اللغوين، كما ذكر غير أن الراغب في مفرداته 709 ذكر أن المس كاللمس، لكن اللمس قد يقال لطلب الشيىء وإن لم يوجد والمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس. ولذا قال الفيومي: وإذا كان اللمس هو المس فكيف يفرق الفقهاء بينهما في لمس الخنثى؟؟ وفي (مسس) يقول: مسسته: أفضيت إليه بيدى من غير حائل هكذا قيدوه، ومن ثم يمكن التفريق بينهما بأن اللمس عام والمس خاص؛ لأنّه يستلزم المباشرة والإدراك. (¬5) .................. (¬6) لبشار بن برد، ديوانه 4/ 44. وذكر الزبير بن بكار أنّها لابن الخياط يمدح المهدى الأغاني 3/ 150 ط دار الكتب. (¬7) يروى: فأفنيت، فأتلفت، فبذرت. (¬8) من قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} والغائط: ليس في ع. (¬9) الصحاح (غوط) ومجاز القرآن 1/ 128 وتفسير الطبري 8/ 366 وتفسير غريب القرآن 127 والزاهر 1/ 136. (¬10) كتاب النخلة 140 من مجلة المورد وشرح كفاية المتحفظ 515 ومبادىء اللغة 33. (¬11) إصلاح المنطق 17، 65، 426، وتهذيب اللغة 10/ 336 ومبادىء اللغة 33. (¬12) الصحاح والمصباح (غدر) ومبادىء اللغة 33. (¬13) قوله: ليس في ع. (¬14) تهذب اللغة 11/ 201 والزاهر 1/ 136 ومنه قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} معناه: فَالْيَوْم نُلْقِيكَ عَلى نَجْوَةٍ مِنَ الأرْضِ. (¬15) في المهذب 1/ 22: فإذا انسد المخرج المعتاد وانفتح دون المعدة فخرج انتقض الوضوء بالخارج. (¬16) هى ليس في خ. (¬17) يقال: ليس في ع.

ابْنِ السِّكِّيتِ (¬18). قَوْلُهُ (¬19): "فَإنْ أَدْخَلَ فِي إِحْلِيِلِهِ مِسْبَارًا" الإحْلِيل: مَجْرَى الْبَوْلِ مِنَ الذَّكَرِ (¬20)، وَيَكُونُ أيْضًا: مَخْرَجَ اللَّبَنِ (¬21) مِنْ ضِرْعِ النَّاقَةِ وَغَيْرِهَا، مَأَخُوذٌ مِنْ تَحَلَّلَ: إِذَا جَرَى. وَالْمِسْبَارُ: مَا يُسْبَرُ بِهِ الْجُرْحُ، أَيْ: يُنْظَرُ غَوْرُهُ مِنْ مِيلٍ، أوْ حَدِيدَةٍ، أَوْ فَتِيلَةٍ، أَوْ عُودٍ أمْلَسَ. وَالسِّبارُ مِثْلهُ، يُقَالُ: سَبَرْتُ الْجُرحَ أَسْبِرُهُ (¬22). قَوْلُهُ: "أوْ زَرَقَ" أَيْ: رَمَى، مِنْ زَرَقَ بِالمِزْرَاقِ: إِذَا رَمَى بهِ، وَهُوَ الرُّمْحُ الْقَصِيرُ (¬23) (وَيُقَال) (¬24) زَرَقَت النَّاقَةُ الرَّحْلَ، أَىْ: أَخَّرَتْهُ إلَى وَرَائِهَا (¬25). قوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ "الْعَيْنَانِ وِكَاءُ السَّهِ" (¬26) هِيَ: حَلْقَةُ الدُّبُرِ (¬27)، سَقَطَتْ مِنْهَا (¬28) عَيْنُ الْفِعْلِ؛ لِأنَّ أَصْلَهَا: سَتَةٌ (¬29) وَقِيلَ: "وِكَاءُ السَّبِت" (¬30) (بِإسْقَاطِ اللَّام) (¬31) وَهِيَ: الإسْتُ، وَقَدْ يُرَادُ بِهَا الْعَجُزُ (¬32) وَفِى الْحَدِيثِ: رَأيْتُ اسْتًا تَنْبُو" وَمَعْنَى الوِكَاءِ: الشَّدُّ وَالرَّبْطُ، مِنْ وِكَاءِ السِّقَاءِ (¬33)، كَأَنَّ الْعَيْنَ فِي حَالِ الْيَقْظَةِ تَحْفَظُ الدُّبُرَ وَتَمْنَعُ خُرُوجَ الْخَارِجِ مِنْهُ، كَمَا يَحْفَظُ الوِكَاءُ الْمَاءَ فِي السِّقَاءِ وَيَمْنَعُ خُرُوجَهُ. قَالَ الشاعِرُ: ادْعُ فُعَيْلًا بِاسْمِهَا (¬34) لَا تَنْسَهْ ... إنَّ فُعَيْلًا هِىَ صِئْبَانُ السَّهْ وقال آخر (¬35): شَأتْكَ قُعَيْنٌ غَثُّهَا وَسَمِينُهَا ... وَأنْتَ السنَّةُ السَّفْلَى إِذَا دُعِيَتْ نَصْرُ قَوْلُهُ: "بَاهَى اللهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ" (¬36) أَيْ: فَاخَرَ، وَالْمُبَاهَاةُ: وَالْمُفَاخَرَةُ، وَتَبَاهَوْا: تَفَاخَرُوا. قَوْلُهُ: "أخْمَصَ قَدَمِهِ" (¬37) الْأخْمَصُ: مَا دَخَلَ مِنْ بَاطِنِ الْقَدَم فَلَمْ يُصِب الْأرْضَ فِي الْوَطْءِ (¬38). وَأصْلُ الْخَمَصِ: الضُّمُور، يُقَالُ: رَجُلٌ أَخمَصُ، أيْ: ضَامِرُ الْبَطْنِ، وَقِيلَ لِلْمَجَاعَةِ مَخْمَصَةٌ؛ لِضُمُورِ الْبَطنِ فِيهَا (¬39)، قَالَ الله تَعَالَى: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ} (¬40). ¬

_ (¬18) عن الصحاح (معد) وانظر إصلاح المنطق 168 والفرق لابن فارس 60 وفقه الثعالبي 77. (¬19) في المهذب 1/ 23. (¬20) الأوفق أن يعبر عن الإحليل بمخرج، لأنّه الثقب الذى يخرج منه الماء واللبن وانظر خلق الإنسان للأصمعي 88 ولثابت 85 وللزجاح 43 والفرق لابن فارس 59، وتهذيب اللغة 3/ 42. (¬21) ع: ويكون مستعملا في مجرى اللبن. (¬22) في المهذب 1/ 23: وإن أدخل في إحليله مسبارا وأخرجه أوزرق فيه شيئًا وخرج منه: انتقض وضوؤه. (¬23) القصير: ليس في ع. (¬24) ساقط من ع. (¬25) الصحاح (زرق). (¬26) المهذب 1/ 22 ومسند الإمام أحمد 1/ 392، 411 وسنن ابن ماجة 1/ 161 وغريب أبي عبيد 3/ 81 والفائق 4/ 77 والنهاية 2/ 429. (¬27) ع: والسه: الدبر. (¬28) ع: منه. (¬29) الصحاح (ستة) قال الجوهري: على فعل بالتحريك يدل على ذلك أن جمعه أستاه مثل جمل وأجمال وانظر غريب الحديث 3/ 81 والفائق 4/ 77 والنهاية 2/ 449. (¬30) ع: السه: تحريف. والمثبت من خ والصحاح والنهاية. (¬31) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬32) في الصحاح: الإست: العجز. وقد يراد به حلقة الدبر. وانظر خلق الإنسان لثابت 308 والفرق له 33 وخلق الإنسان للزجاج 45 والمخصص 1/ 46 وتهذيب اللغة 5/ 350 والمحكم 4/ 153 واللسان (سته 1937). (¬33) ع: ومعنى كون العين وكاء السه أن. (¬34) ع: ادع احيحا باسمه. . . إن احيحا. والمثبت رواية خ وأبى عبيد في غريبة 3/ 82 وثابت في خلق الانسان والفرق والأزهرى في التهذيب. رواية اللسان مثل ع ورواية المحكم "إنَّ عُبَيْدًا هو. . ." وهو من غير نسبة في المراجع السابقة. (¬35) هو أوس بن حجر. ديوانه 38 وخلق الإنسان الثابت 309 والفرق له 33 واللسان (سته). (¬36) في التهذيب 1/ 23 قال - صلى الله عليه وسلم -: إذا نام العبد في سجوده باهي الله. به ملائكته، يقول عبدى روحه عندى وجسمه ساجد بين يدى. (¬37) في المهذب 1/ 23 من قول عائشة (ر) فقمت أطلبه فوقعت يدى على أخمص قدمه. (¬38) خلق الانسان للأصمعي 227 ولثابت 323 وللزجاج 48 والمخصص 1/ 57 وتهذيب اللغة 7/ 156. (¬39) الصحاح والمجمل "خمص". (¬40) سورة المائدة آية 3.

قَوْلُهُ (¬41): "وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَمَسُّونَ فروجَهُمْ ثُمَّ يُصَلَّونَ وَلَا يَتَوَضَّأونَ" وَيْلٌ: كَلِمَة تُقَالُ عِنْدَ الْهَلَكَةِ. وَقِيلَ: الْوَيلُ: الْحُزْنُ. وَقِيلَ: وَادٍ فِي جَهَنَّمَ (¬42). قَوْلُهُ: "هَتَكَ حُرْمَتَهُ" (¬43) أَيْ: خَرَقَهَا (¬44)، وَكَذَا قَوْلُهُ: "هُوَ فِي الْهَتْكِ أبْلَغُ" (¬45) وَأصْلُ الْهَتْك خَرْقُ السِّتْرِ عَمَّا وَرَاءَهُ. وَقَدْ هَتَكَهُ (¬46) فَانْهَتَكَ. وَجَعَلَ هَاهُنَا هَتْكَ حَرْمَةِ الْمُصْحَفِ بِمَنْزِلَةِ خَرْقِ السِّتْرِ. قَوْلُهُ: "لَحْمَ الجَزُورِ" (¬47) الْجَزُورُ مِنَ الإِبِلِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالأنْثَى (¬48)، يَسْتَحِقُّ الاسْمَ قَبْلَ الْجَزْرِ، وَيَسْتَصْحِبُهُ إلَى وَقْتِهِ، وَهُوَ الَّذِى أرَادَ فِي الْحَدِيثِ (¬49)، لَا مَا سِوَاهُ مِنْ سَائِرِ الأنْعَام. وَهُوَ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ فِي قَوْلِ بَعْض الْعُلَمَاءِ (¬50). قَوْلُهُ: "الْمُصْحَفُ" (¬51) هُوَ "مُفْعَلٌ" مِنْ قَوْلِهِمْ: أصْحَفَ الْمُصْحَفَ: إِذَا جَمَعَ أوْرَاقَهُ، وَيَجُوزُ كَسْرُ الْمِيمِ، عَن الْجَوْهَرِيِّ (¬52). قَوْلُهُ: وَحَاجَتَهُمْ إِلَى ذَلِكَ مَاسَّةٌ (¬53) مُهِمَّةٌ يُقَالُ: حَاجَةٌ مَاسَّةٌ أَيْ: مُهِمَّة، وَقَدْ مَسَّتْ إلَيْهِ الْحَاجَةُ. هَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي الصَّحَاحِ (¬54). * * * ¬

_ (¬41) في المهذب 1/ 24 روت عائشة (ر) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:. . . الحديث. (¬42) الزاهر 1/ 235: معانى القرآن للفراء 3/ 245 والفائق 4/ 85، 86 والنهاية 5/ 236. (¬43) خ: هتك حرمه وفي المهذب 1/ 24 في مس ذكر غيره: فَلَأَن يُنْتَقَضَ بِمَسِّ ذلك من غيره وقد هتك حرمته أَوْلَى. (¬44) ع: فرقها: تحريف. (¬45) في المهذب 1/ 24: في مس المصحف: فَلَأَن يَحْرُمَ حَمْلُهُ وهو في الهتك أبلغ: أولى. (¬46) ع: وقد هتك والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬47) في المهذب 1/ 24: حكى ابن القاص: أن أكل لحم الجزور ينقض الوضوء، وليس بمشهور. (¬48) واللفظ مؤنث انظر المفضل 60 وأبا حاتم 28 وابن الأنباري 1/ 588 وابن فارس 58 وابن الأنباري أبا البركات 72 والصحاح والمصباح (جزر). (¬49) في حديث البراء بن عازب: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوضوء من لحوم الابل؟ فقال: توضؤوا منها. وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم فقال لا تتوضأوا منها" معالم السنن 66 وتحفة الأحوذي 1/ 262. (¬50) كالإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن يحيى، وأبو بكر بن المنذر، والبيهقي وأصحاب الحديث. (¬51) في المهذب 1/ 25: إذا أحدث. . . يحرم عليه مس المصحف، لقوله تعالى {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}. (¬52) في الصحاح (صحف) عن الفراء، وانظر إصلاح المنطق 120 وتهذيب اللغة 4/ 254. (¬53) في المهذب 1/ 25 في حمل الأطفال للألواح: "يجوز لأن طهارتهم لا تنحفظ وحاجتهم إلى ذلك ماسة. (¬54) مادة (مسس).

ومن باب الاستطابة

وَمِنْ بَابِ الاسْتِطَابَةِ قَالَ الْهَرَوِي (¬1): سُمِّيَتْ اسْتِطَابَةً مِنَ الطِّيِبِ، تَقُولُ (¬2): فُلَان يُطّيُّبُ جَسَدَهُ مِمَّاْ عَلَيْهِ مِنَ الْخَبَثِ، أَيْ: يُطَهِّرُهُ، يُقَالُ (¬3) اسْتَطَابَ (¬4) الرَّجُلُ وَأطَابَ نَفْسَهُ، أَيْ: أزَالَ عَنْهَا الأذَى، وَطَهَّرَ الْبَدَنَ. مِنْهَا، قَالَ الْأعْشَى (¬5): ¬

_ (¬1) في الغريبين 2/ 229. (¬2) ع: يقال. (¬3) ساقط من ع. (¬4) ع: وطاب: تحريف. (¬5) الأعشى ليس في ع وهو في ديوانه 315 وروايتها "على ينخوب"، وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 8 وتهذيب اللغة 14/ 40 يهجو رجلا شَبَّهَهُ بالرخم الذى يرفرف في =

يَا رَخَمًا (قَاظَ) (¬6) عَلَى مَطْلُوبْ ... يُعْجِلُ كَفَّ الْخَارِئِ الْمُطِيبْ وَالْمُطيبُ: هُوَ الَّذِى يُنَقِّى مَوْضِعَ الاسْتِنْجَاءِ (¬7) مِنْ أَثَرِ الْغَائِطِ وَيُنَظِّفُهُ. وَقَدْ ذَكرْنَا أَنَّ "الْخَلَاءَ" أَصلُهُ: الْمَوْضِعُ (¬8) الْخَالِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَسُمِّىَ بِهِ الْخَارِجُ مِنَ الإِنْسَانِ. قَوْلُهُ (¬9): "الْخُبُثِ والْخَبَائِثِ" يُرْوَى بِضَمِّ الْبَاءِ وَإِسْكَانِهَا. قَالَ أَبو بَكْرِ بْنِ الأنْبَارِي (¬10): الْخُبْثُ: الْكُفْرُ، وَالْخَبَائثِ: الشَّيَاطِينُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمَ: الْخُبُثُ بِضَمِّ الْبَاءِ: جَمْعُ الْخَبِيثِ وَهُوَ الذَّكَرُ مِنَ الشَّيَاطِينَ وَالْخَبَائِثُ: جَمْعُ خَبِيثَة، وَهِيَ الأنثَى مِنَ الشَيَاطِينِ (¬11) وَفِي الْحَدِيثِ "أعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ" (¬12) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬13): الْخَبِيثُ: ذُو الْخُبْثِ فِي نَفْسِهِ، وَالْمُخْبِثُ: الَّذِى أعْوَانُهُ خُبَثَاءُ، كَمَا يُقَالُ: قَوِىٌّ مُقْوٍ، فَالْقَوِيُّ فِي نَفْسِهِ وَالْمُقْوِيُّ: أنْ تَكُونَ (دَابَّتُهُ) (¬14) قَويًّة. قَالَ أبُو بَكْر (¬15): يُقَالُ: رَجُلٌ مُخبِثٌ: إِذَا كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخُبْثَ. وَأجَازَ بَعْضُهُمْ أن يُقَالَ: رَجُل مُخْبِثٌ لِلَّذِي (¬16) يَنْسُبُ النَّاسَ إلَى الْخُبْثِ. قَالَ الْخَطَابِىُّ (¬17): الْخُبُثُ: مَضْمُومَةُ الْبَاءِ: جَمْعُ خَبِيثٍ، وَأمَّا الْخَبَائِثُ فَإنَّهُ جَمْعُ خَبِيثَةٍ. وَأمَّا الخُبْثُ سَاكِنَةُ الْبَاءِ فهُوَ (¬18) مَصْدَرُ خَبُثَ الشَّىْءُ يَخْبُثُ خُبْثًا، وَقَد يُجْعَلُ اسمًا قَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: الْخُبْثُ: الْمَكْرُوهُ، فَإنْ كَانَ مِنَ الْكَلَامِ، فَهُوَ الشَّتْمُ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمِلَلِ، فَهُوَ الْكُفْرُ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الطَّعَام، فَهُوَ الْحَرَامُ. قَوْلُهُ: "غُفْرَانَكَ" (¬19) هُوَ مَصْدَرٌ كَالشُّكْرَانِ والْكُفْرَانِ (¬20). وَأصْلُ الْغَفْرِ: السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ المِغْفَرُ، لِتَغْطِيَتِهِ الرَّأسَ وَالْمَغْفِرَةُ: سَتْرُ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ وَتَغْطِيَتُهُمْ. وَالْغَفُورُ: السَّاتِرُ. وَمَعْنَى طَلَبِ الْغُفْرَانِ هَا هُنَا، لأنَّهُ تَرَكَ ذِكْرَ اللهِ عَامِدًا، وَفِيمَا سِوَاهُ يَتركُهُ نَاسِيًا (¬21)، وَانْتِصَابُهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أيْ: أطْلُبُ غُفْرَانَكَ (¬22). قَوْلُهُ: "وَعَافَاني" لِأنَّ احْتِبَاسَ الْأذَى فِي الْجَوْفِ عِلَّةٌ مُتْلِفَةٌ، فَيَحْمَدُ (¬23) اللهَ تَعَالَى عَلَى الْعَافِيَةِ مِنْهَا. قَوْلُهُ: "فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ" (¬24) أَيْ: يَطْلُبُ. والرَّائِدُ: الطَّالِبُ، أَيْ: يَطْلُبُ مَوْضِعًا مُتَسَفِّلًا (¬25) ¬

_ = السَّماء ينتظر قيام المتغوط ليأكل غوطه. وَقَاظَا أَيْ قَامَ عَلَى الْقَيْظِ وَهُوَ حَمْرَاءُ الصَّيْفِ. ومطلوب موضع. (¬6) في ح: قَاض. (¬7) ع: والمستنجى يطيب موضع الاستنجاء: تحريف. (¬8) ع: اسم للموضع. (¬9) في المهذب 1/ 25: ويستحب أن يقول: اللَّهُمَّ إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث، لما روى أنس (ر) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء قال ذلك. (¬10) في الزاهر 2/ 147. (¬11) تهذيب اللغة 7/ 337 واللسان (خبث 1088). (¬12) صحيح مسلم 1/ 283 والترمذي 1/ 19 وسنن ابن ماجة 1/ 108 والنسائي 1/ 20 وغريب أبي عبيد 2/ 192 والفائق 1/ 348 والنهاية 2/ 6. (¬13) في غريب الحديث 2/ 192. (¬14) خ: ذاته. والمثبت من ع وغريب الحديث. (¬15) في الزاهر 2/ 147. (¬16) ع: الذى: تحريف. (¬17) في إصلاح خطأ المحدثين ومعالم السنن 1/ 10،11. (¬18) ع: فَإنه. (¬19) في المهذب 1/ 26: كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا خرج (من الخلاء) "غفرانك الحمد لله الذى أذهب عنى الأذى وعافانى" وانظر تحفة الأحوذي 1/ 49 ومعالم السنن 1/ 22 والنهاية 3/ 273. (¬20) الكتاب 1/ 324. (¬21) ع: ساهيا. (¬22) الفاخر 134 والزاهر 1/ 109 وغريب الخطابى 2/ 159. (¬23) ع: فحمد. (¬24) في المهذب 1/ 26: روى أبو موسى الأشعرى (ر) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله" وانظر الحديث في معالم السنن 1/ 10 وغريب الحديث 2/ 193 والفائق 1/ 438 والنهاية 2/ 279. (¬25) ع: لَيِّنًا. وفي غريب الحديث: مكانا لينا منحدرًا ليْسَ بصلب فينتضح عليه أو مرتفعا فيرجع إليه. وكذا في الفائق والنهاية.

رِخْوًا، لِئَلاَّ يُرَدَّ عَلَيْهِ الْبَوْلُ، فَيَتَرَشَّش، وَقَدْ رَادَ وَارْتَادَ (¬26) وَاسْتَرَادَ: إِذَا طَلَبَ وَاخْتَارَ. قَوْلُهُ: "أتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ" (¬27) السُّبَاطَةُ: الْكُنَاسَةُ الَّتِى تُطْرَحُ (¬28) كُلَّ يَوْمٍ، بِأفْنِيَةِ الْبُيُوتِ، فَتَكْثُرُ (¬29)، مِنْ سَبِطَ عَلَيْهِ الْعَطَاءَ: إِذَا تَابَعَهُ (¬30). قَوْلُهُ: "لِعِلَّةٍ بِمأ بِضَيْهِ" هِيَ مُنْعَطَفُ الرِّجْلَيْنِ، وَالْمَأَبِضُ: (¬31) مَا تَحْتَ الرُّكْبَةِ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ (¬32). قَوْلُهُ: " وَيُكْرَهُ أن يَبُولَ فِي ثَقْبٍ أوْ سَرَبٍ" (¬33) الثَّقْبُ: وَاحِدُ الثُّقُوبِ (¬34) الْمُنْفَتِحَةِ فِي الأرْض (¬35). وَالسَّرَبُ: بَيْتٌ فِي الأرْضِ. يُقَالُ: انْسَرَبَ الْوَحْشِيُّ (¬36) فِي سَرَبِهِ وَانْسَرَبَ الثَّعْلَبُ فِي جُحْرِهِ (¬37). وَالسَّرَبُ (¬38) لَا مَنْفَذَ لَهُ، فَإِذَا كَانَ لَهُ مَنْفَذٌ، فَهُوَ نَفَقٌ. مِنْ فِقْهِ اللُّغَةِ. قَوْلُهُ: "اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ" (¬39) سُمِّيَتْ مَلَاعِنَ لِأنَّ مَنْ رَآهَا قَالَ: لَعَنَ الله مَنْ فَعَلَ هَذَا. وَالْبَرَازُ: أَصلُهُ: الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ، فَسُمِّيَ بِهِ الْخَارِجُ مِنَ الإنْسَانِ. قَوْلُهُ (¬40): "قَارِعَةِ الطَّريقِ" سُمِّيَتْ قَارِعَةً؛ لِأنّهَا تَقْرَعُ، أَيْ: تُصِيبُهَا الأرْجُلُ وَالْحَوَافِرُ وَالأظْلَافُ وَالأخفَافُ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، كَ {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (¬41) بِمَعْنَى مَرْضِيَّةٍ. قَوْلُهُ (¬42): "يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ" مَعْنَاهُ: يَسِيرَانِ (¬43) مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ} (¬44) أَيْ: يُسَافِرُونَ وَيَمْشُونَ. قَوْلُهُ: "يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ" قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬45): الْمَقْتٌ: أَشَدُّ الْبُغْض. يُقَالُ: مَقَتَهُ فَهُوَ مَقِيتٌ وَمَمْقُوتٌ (¬46). قَوْلُهُ: "الْبَاسُورُ" (¬47) وَاحِدُ الْبَوَاسِيرِ، وَهِيَ: عِلَّةٌ تَأَخُذُ فِي (الْمَقْعَدَةِ) (¬48) وَفِي دَاخِلِ الأنْفِ وَهُوَ (¬49) بَثْرٌ يَدْمَي عِنْدَ الْغَائِطِ. قَوْلُهُ. تِيجَعُ مِنْهُ الْكَبِدُ "يُقَالُ: وَجِعَ يِيْجَعُ (¬50) بِكَسْرِ الْجِيمِ فِي الْمَاضِى وَفَتْحِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ، ¬

_ (¬26) ع: وأراد: تحريف. (¬27) في المهذب 1/ 26: في كراهية التبول قائما إِلا لعذر روى أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أتى سباطة قم فبال عليها قائمًا لعلّه بمأبضيه "والحديث في صحيح البخاري 1/ 66 والترمذي 1/ 3 وسنن النسائي 1/ 19 ومعالم سنن 1/ 20 والفائق 2/ 147 والنهاية 2/ 335. (¬28) ع: تخرج. (¬29) ع: إذا كثرت. (¬30) ذكره الزمخشري في الفائق. (¬31) ع: باطن. (¬32) من الإنسان والحيوان. خلق الإنسان للأصمعي 205، 226 ولثابت 317 وللزجاج 35، 47، ونظام الغريب في اللغة 52 وشرح كفاية المتحفظ 52 ومبادئ اللغة 121 والمخصص 121. (¬33) المهذب 1/ 26. (¬34) مثل فلس وفلوس والضم لغة. (¬35) ع: وهو المستطيل في الأرض. (¬36) ع: الوحش والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬37) ع: وكره والمثبت من خ والصحاح. (¬38) ع: الذى لا منفذ له. (¬39) في المهذب 1/ 26: في كراهية التبول في الطريق: روى معاذ (ر) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتقوا الملاعن الثّلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل، والحديث في معالم السنن 1/ 2 وسنن ابن ماجة 1/ 19 وغريب الخطابي 1/ 108 والفائق 3/ 318. (¬40) ع: وقارعة الطريق. (¬41) سورة الحاقة آية 21. (¬42) في المهذب 1/ 26: في كراهية التكلم على الغائط: روى أبو سعيد الخُدْري (ر) أنَّ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان فإن الله تبارك وتعالى يمقت على ذلك. والحديث في معالم السنن 1/ 17 وسنن ابن ماجة 1/ 123 والنهاية 1/ 395. (¬43) هذا التفسير غير دقيق لأنّ المقصود: يتحدثان في حالة التغوط، قال ابن الأثير: أي يقضيان الحاجة وهما يتحدثان النهاية 1/ 395. (¬44) سورة المزمل آية 20. (¬45) في الغريبين 3/ 248. (¬46) الصحاح (مقت). (¬47) في: المهذب 1/ 27: في حديث لقمان: طول القعود على الحاجة تيجع منه الكبد ويأخذ منه الباسور فاقعد هوينا واخرج. (¬48) خ: المعدة والمثبت من ع والصحاح (بسر) والنقل عنه وعبارته: علة تحدث في المقعدة، وفي داخل الأنف أيضًا. (¬49) ع: وهي. (¬50) ع: يجمع.

قال (¬51): قَعِيدَك ألَّا تُسْمِعِينِى مَلَامَةً ... وَلَا تَنْكَئِى قَرْحَ الْفُؤَادِ فيَيْجَعَا قَوْلُهُ: "فَاقْعُدْ هُوَينًا" تَصْغِيرُ هَوْنٍ، وَهُوَ السَّيْرُ الْخَفِيفُ، قَالَ الله تَعَالَى: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} (¬52) أيْ خَفِيفًا سَهْلًا. قَوْلُهُ: "ثُمَّ يَنتُرُهُ" (¬53) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬54): النَّتْرُ: جَذْبٌ فِي جَفْوَةٍ، وَفِى الْحَدِيثِ: "فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثَلَاثَ نَتَرَاتٍ (¬55) يَعْنى: بَعْدَ البَوْلِ. قَوْلُهُ (¬56): "لَا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأ فِيهِ (¬57):. يَعنى (¬58) (فِي) مَوْضِعِ غَائِطِهِ، وَحَيْثُ يَغْتَسِلُ لِأنّهُ يَتَرَشَشُ، عَلَيْهِ مَأخُوذٌ مِنَ الْحَمَّامِ، وَأصْلُهُ: الْحَمِيمُ، وَهُوَ الْمَاءُ الْحَار (¬59). قَوْلُهُ: "عَامَّة الوَسْوَاس مِنْهُ" الْوَسْوَاس: حَدِيثُ النَّفْسِ (¬60) وَفِى مَعْنَاهُ تَأوِيلَانِ، قِيلَ: لِأنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَى الْمُتَوَضِّىءِ أَنَّهُ تَرَشَّشَ (¬61) عَلَيْهِ، فَلَا يَزَالُ مَعَهُ الْوَسْوَاسِ مِنْ ذلِكَ. وَقِيلَ: إنَّهُ بِنَفْسِهِ يُثْبِتُ الْوَسْوَاسِ فِي الْقَلْبِ. وَحُكِىَ أنَّ جَمَاعَةً مِنَ الشُّعَرَاءِ لَا يَسْتَنْجُونَ يَطْلُبُونَ أَن يَنْشَأ فِي صُدُورِهِمْ الْوَسْوَاس (¬62) وَقَوْلُ الشِّعْر فَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ كَلَامٍ هَذَا مَنْشَأُهُ. قَوْلُهُ: "حَتَّى الْخِرَاءَةِ" (¬63) مَكْسُورَةُ الْخَاءِ مَمْدُودَةٌ، وَهِىَ: آدَابُ التَّخَلِّى وَالْقُعُودِ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ. قَوْلُهُ: "أجَلْ" تَقَع فِي جَوَابِ الْخَبَرِ مُحَقِّقَة لَهُ (¬64)، يُقالُ: قَدْ فَعَلْتَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: أجَلْ. وَلَا تَصْلُحُ فِي جَوَابِ الاسْتِفْهَام. وَأَمَّا نَعَمْ، فَمُحَقِّقَةٌ لِكُلِّ كَلَامٍ (¬65). قَوْلُهُ: "الصَفْحَتَيْن (¬66) وَالْمَسْرَبَة" الصَّفْحَتَان: جَانِبَا الْمَجْرَى: وَالْمَسْرَبَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ (لَا غَيْرُ) (¬67) هِىَ مَسِيلُ الْمَاءِ (¬68)، يُقَالُ (¬69): سَرَبَ الْمَاءُ يَسْرُبُ: إِذَا سَالَ، كَأَنَّهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِمَا يَسِيلُ مِنْهَا مِنَ الْغَائِطِ. وَأمَّا المَسْرُبَةُ (¬70) بِالضمِّ، فَهُوَ الشَّعَرُ الْمُسْتَدِقُ عَلَى الصَّدْرِ (¬71). قَوْلُهُ: "غَمَزَ عَقِبَهُ عَلَيْهِ" (¬72) أَيْ: شَدَّهُ وَأَمْسَكَ (¬73) الحَجَرَ بهِ لِئَلَّا يَتحَرَّكَ. يُقَالُ: غَمَزَهُ: إذَا ¬

_ (¬51) متمم بن نويرة كما في الصحاح (وجع) واللسان (وجع 4772) وهى لغة بنى أسد كما ذكر الجوهرى. (¬52) سورة الفرقان آية 63. (¬53) في المهذب 1/ 27: ثمّ يمسك ذكره من مجامع العروق ثم ينتره. (¬54) في الصحاح (نتر). (¬55) الفائق 3/ 406 والنهاية 5/ 12 والمذكور عن الصحاح. (¬56) المهذب 1/ 27 روى عبد الله بن مغفل (ر) أن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يبولن أحدكم في مستحمة ثمّ يتوضأ، فإن عامة الوسواس منه،" وانظر معالم السنن 1/ 22 والنهاية 1/ 445. (¬57) ثم يتوضأ فيه ليس في ع. (¬58) في ليس في خ. (¬59) قال الجوهري: والحميم الماء الحار وقد استحممت إذا اغتسلت به هذا هو الأصل ثم صار كل اغتسال استحاما بأى ماء كان. (¬60) في الصحاح: الوسوسة: حديث النفس يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا بكسر الواو والوسواس بالفتح الإسم مثل الزلزِّال والزَّلزال. (¬61) ع: يترشش. (¬62) ع: في قول الشعر. (¬63) في المهذب 1/ 27: روى أن رجلا قال لسلمان (ر): علمكم نبيكم كلّ شيء حتّى الخراءة، فقال: أجل. وانظر تحفة الأحوذى 1/ 79 ومعالم السنن 1/ 11 والنهاية 2/ 17. (¬64) ع: فيحققه. (¬65) ع: للمستفهم عنه. وانظر الجنى الدانى 360 والصحاح (أجل). (¬66) في المهذب 1/ 27 في الاستنجاء بالحجارة: ويأخذ الحجر الثالث فيمره على الصفحتين والمسربة. وفي خ الصفحتان. (¬67) من ع. (¬68) ع: مجرى الغائط. (¬69) يقال: ليس في ع. (¬70) المسربة ليس في ع. (¬71) أنظر خلق الإنسان للأصمعي 218 ولثابت 253 وللزجاج 41، والفائق 2/ 305 والنهاية 2/ 357 وتاج العروس والصحاح والمصباح (سرب). (¬72) خ: عقبية. وفي المهذب 1/ 28: فإن كان الحجر صغيرا غمز عقبه عليه أو أمسكه بين ابهامى رجليه ومسح ذكره عليه بيساره. (¬73) ع: يقال غمز إذا أمسك: تحريف.

لَمَسَهُ بِقُوَّةٍ وَشِدَّةٍ (¬74). قَوْلُهُ: "بِنَجَاسَةٍ نَادِرَةٍ" (¬75) يُقَالُ: نَدَرَ الشَّيىْءُ يَنْدُرُ نَدْرًا: إِذَا سَقَطَ وَشَذَّ (¬76) وَلَمْ يَأّتِ إِلّا قَلِيلًا. قَوْلُهُ: الحُمَمَةُ الْفَحْمَةُ (¬77) وَهِىَ مَا يَبْقَى مِنَ الْعُودِ أَسْوَدَ (¬78) مِنَ احْتِرَاقِ النَّارِ لَا قُوْةَ فِيهِ وَلَا صَلَابَةَ، قَالَ طَرَفَهُ (¬79): أشَجَاكَ الرَّبْعُ أمْ قِدَمُهُ ... أَمْ رَمَادٌ دَارِسٌ حُمَمُهُ قَوْلُهُ فِي الْعَظْمِ (¬80): "هُوَ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ" الزَّادُ: طَعَامُ الْمُسَافِرِ فِي سَفَرِهِ. وَأرَادَ هَا هُنَا: أنَّهُ طَعَامُهُمْ؛ لِأنَّهُمْ سَأَلُوا النَّبِىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ الْجنِّ - الزَّادَ. وَهُمْ مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ، فَأعْطَاهُهْا الْعَظْمُ، فهُمْ (¬81) يَشُمُّونَهُ وَلا يَأَكُلُونَهُ، وَفِي حَدِيثٍ عَنْ أَبَي هُرَيْرةَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثةِ؟ قَالَ: "أَتَانِى وَفْدُ جِنِّ نَصِيبَيْنِ فَسَأَلُونِى الزَّادَ، فَدَعَوْتُ الله لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِرَوْثَةٍ وَلَا بِعَظْمٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهِ طَعَامًا" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ (¬82). قَوْلُهُ: "كَالرِّمَّةِ" (¬83) هِيَ الْعَظْمُ الْبَالِى، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (¬84) وَجَمْع الرِّمَّةِ رِمَمٌ وَرِمَامٌ تَقُولُ مِنْهُ: رَمَّ الْعَظْمُ يَرِمُّ -بِالْكَسْرِ- رِمَّةً، أيْ: بَلِىَ (¬85). وَقِيلَ: رِمَّةٌ: كَمْعُ رِمَمٍ، كَجَلِيلٍ وَجِلَّةٍ (¬86) سُمِّيَتْ رِمَّةً وَرَمِيمًا؛ لِأنَّهَا تَبْلَى إِذَا قَدُمَتْ. وَقِيلَ: لأنَّ الإِبِلَ تَرُمُهَا، أيْ: تَأَكُلُهَا. قَوْلُهُ: "لِلُزُوجَتِهِ" (¬87) يُقَالُ: لَزِجَ الشَّىْءُ: إِذَا تَمَطَّطَ وَتَمدَّدَ، وَهُوَ شَىْءٌ لَزِجٌ، وَلَزِجَ بِهِ، أَيْ: غَرِىَ (¬88) بِهِ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬89). قَوْلُهُ: "لَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ" (¬90) أَيْ: حِفْظُهُ. وَالضَّبْطُ: جَوْدَةُ التَّحَفُّظِ بِالشَّىْءِ. قَوْلُهُ (¬91): "وَالْحَشَفَةُ": رَأَسُ الذَّكَرِ وَمَا فَوْقَ الْخِتَانِ. قَوْلُهُ: لِتَعَذُّرِ الضَّبْطِ، (¬92) أَيْ: لِتَعَسُّرِهِ. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬93). أصْلُ (¬94) الاسْتِنجَاءِ: مِن النَّجوَةِ، وَهُوَ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرضِ، وَكَانُوا (¬95) يَسْتَتِرُونَ ¬

_ (¬74) المحكم 5/ 267. اللسان (غمز 3296) والمصباح (غمز). (¬75) في المهذب 1/ 28: فإن استنجى بالروث لزمه بعد ذلك الاستنجاء بالماء، لأنّ الموضع قد صار نجسا بنجاسة نادرة وفي خ نجاسة. (¬76) عن الصحاح (ندر). (¬77) ع: والحممة: الفحمة وفي المهذب 1/ 28: ومالا يزيل العين لا يجوز الاستنجاء كالزجاج والحممة. (¬78) ع: إذا اسود. (¬79) ديوانه 68 وغريب الحديث 1/ 194 وتهذيب اللغة 4/ 18 واللسان (حم 1010). (¬80) في المهذب 1/ 28: نهى عن الإستنجاء بالعظم وقال. . . . . الحديث وانظر معالم السنن 1/ 26 وتحفة الأحوذى 1/ 90 - 92. (¬81) فهم: ليس في ع. (¬82) 1/ 50 طهارة. (¬83) في المهذب 1/ 28 وإن استنجى بجلد مدبوغ لا يجوز لأنّه كالرمة. (¬84) سورة يس آية 78 وانظر تفسير غريب القرآن 368 وتحفة الأريب 138. (¬85) عن الصحاح (رسم). (¬86) كذا في الفائق 2/ 84. (¬87) في المهذب 1/ 28: وان استنجى بجلد حيوان مأكول اللحم مذكى غير مدبوغ: لا يجوز لأنّه لا يقلع النجو للزوجته. (¬88) ع: علق والمثبت من خ والصحاح. (¬89) في الصحاح (لزج). (¬90) في المهذب 1/ 28 "ما يزيد عن المعتاد لا يمكن ضبطه". (¬91) قوله: ليس في ع. (¬92) في المهذب 1/ 28 في الاستبراء من البول: يجوز فيه الحجر ما لم يجاوز موضع الحشفة لتعذر الضبط. (¬93) في غريب الحديث: 1/ 159، 160. (¬94) ع: وأصل. (¬95) ع: كانوا.

بِهَا عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ، ثُمَّ قَالُوا: اسْتَنْجَى: إِذَا مَسَحَ مَوْضِعَ النَّجْوِ بِالْحَجَرِ، أوْ غَسَلَهُ بِالْمَاءِ، وَقَالَ فِي الشَّامِلِ (¬96): الاسْتِنْجَاءُ: مَأخُوذٌ مِنْ نَجَوْتُ الشَّجَرَةَ (¬97) وَانتجَيْتُهَا وَاسْتَنْجَيْتُهَا: إِذَا (¬98) قَطَعْتَهَا، كَأنَّهُ يَقْطَعُ الْأذَى عَنْ نَفْسِهِ بِالْمَاءِ أوْ بِالْحِجَارَةِ، هَذَا قَوْلُ شَمِر (¬99). قَوْلُهُ: "الْمَذْىُ وَالْوَدْى" (¬100) قَدْ ذُكِرَ (¬101) فِي أصْلِ الْكِتَابِ (¬102). ... ¬

_ (¬96) ................. (¬97) ع: الشجر. (¬98) ع: أى. (¬99) شرح ألفاظ المختصر لوحة 7، وتهذيب اللغة 11/ 199 واللسان (نجا 4360). (¬100) في المهذب 1/ 29: وإن كان الخارج نادرا كالدم والمذى والودى أو دودا أو حصاة قيل: لا يجزى فيه إِلا الماء لأنه نادر فهو كسائر النجاسات. (¬101) ع: هو كما ذكر في. . . . . (¬102) في المهذب 1/ 30: ولا يجب الغسل من المذى، وهو: الماء الذى يخرج بأدنى شهوة. ولا من الودى: وهو ما يقطر منه عند البول.

ومن باب ما يوجب الغسل

وَمِنْ بَابِ مَا يُوْجِبُ الْغسْلَ الْغُسْلُ يَنْقِسِمُ ثَلَاثَةَ أقْسَامٍ (¬1): بِالضَّمِّ، وَالْفَتْحِ، وَالْكَسْرِ. فَالْغُسْلُ بِالضَّمِّ: هُوَ الاسْمُ يُقَالُ: غُسْل، بِسُكُونِ السِّينِ، وَيُقَالُ: غُسُلٌ، بِضَمِّهَا (¬2)، قَالَ الْكُمَيْتُ (¬3). تَحْتَ الألَاءَةِ فِي نَوْعَيْنِ مِنْ غُسُلٍ ... بَاتَا عَلَيْهِ بِتَسْحَالٍ وَتَقْطَارِ يَصِفُ ثَوْرَ (¬4) وَحْشٍ يَسِيلُ عَلَيْهِ مَا عَلَى الشَّجَرَةِ (¬5) مِنَ الْمَاءِ، وَمَرَّةً مِنَ الْمَطرَ (¬6). وَالْغُسْل بِالضَمِّ أيْضًا (¬7): الْمَاءُ: وَمِنْهُ حَدِيثُ مَيْمُونَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: "أدنَيْتُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَمَ (¬8) غُسْلًا وَأمَّا الْغَسْلُ، بِالْفَتْحِ: فَهُوَ الْمَصْدَرُ. يُقالُ: غَسَلْتُ الشَّىْءَ غَسْلًا، وَكَذَلِكَ هُوَ (¬9) فِي مِثْلِ: غَسل الثَّوْبِ وَغَسْلِ الْبَدَنِ، وَغَسْلِ الرَّأَسِ. وَمَا شَاكَلَهُ جَمِيعُهَا مَصَادِرُ، كَالأكْلِ وَالأكْلِ، وَالطَّعْمِ وَالطُّعْمِ، وَالْخَبْزِ وَالْخُبْزِ، قَالَتْ عَبْقَرَة الْحَدِيسِيَّةُ (¬10): فَلَا تَغْسِلُنَّ الدَّهْر مِنْهَا رُؤْوسَكُمْ ... إِذَا غَسَلَ الْأوْسَاخ ذُو بِالْغُسْلِ وَأمَّا الغِسْلُ -بِالْكَسْرِ، فَهُوَ: مَا يُغْسَلُ بِهِ الرَّأَسُ مِنَ السِّدْرِ وَالْخِطْمِيِّ وَغَيْرِهِ، وَأنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ (¬11): فَيَالَيْلَ إِنَّ الغِسْلَ مَا دُمْتِ أَيِّمًا ... عَلَيَّ حَرَامٌ لَا يَمَسُّنِىَ الغِسْلُ (¬12) قَالَ الأخْفَشُ: وَمِنْهُ الغِسْلِين وَهُوَ: مَا انْغَسَلَ مِنْ لُحُوم أهْلِ النَّارِ وَدِمَائِهِمْ، وَزِيدَ فِيهِ الْيَاءُ وَالنُّونُ، كَمَا ¬

_ (¬1) ع: الغسل على ثلاثة أقسام. (¬2) ع: وبالفتح المصدر يقال: غسل الشيىء غسلا وغسلا بضمهما. (¬3) ديوانه 1/ 222 والصحاح (غسل) واللسان (غسل 3256). (¬4) كذا في ع، خ وفي الصحاح: حمار وحش والنقل عنه. (¬5) خ: الشجر والمثبت من ع والصحاح. (¬6) كذا عن الصحاح. ومن المطر: ليس في ع. (¬7) ع: ومن معانى الغسل بالضم أيضا .. (¬8) النهاية 3/ 367 وانظر تهذيب اللغة 8/ 35 وإطلاح المنطق 33 والمغرب والمصباح (غسل). (¬9) ع: بالفتح كهو في مثل:. . . (¬10) .......................... (¬11) عن الصحاح (غسل) وفي اللسان (غسل 3257) لعبد الرحمن بن دارة. (¬12) أى: لا أجامع غيرها فأحتاج إلى الغسل طمعا في =

زيدَ في (¬13) عِفِرِّين (¬14) (عِفِرِّين: مَأسَدَةٌ. وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: بَلَدٌ. وَقِيلَ لِكُلِّ ضَابطٍ قَوىٍّ: لَيْثُ عِفِرِّين (¬15)) (¬16). قَوْلُهُ: "إِيلَاجُ الْحَشَفَةِ فِي الْفَرْجِ" (¬17) أيْ: ادْخَالُهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} (¬18) وَالْحَشَفَةُ: مَا فَوْقَ الخِتَانِ مِنَ الذَّكَرِ. قَوْلُهُ: "خُرْوجُ الْمَنِىِّ" المَنِىُّ: مُشَدَّدٌ لَا غَيْرُ (¬19)، وَسُمِّىَ مَنِيًّا؛ لأنَّهُ يمْنَى، أَيْ: يُرَاق. وَمِنْهُ (¬20) سُمِّيَتْ الْبَلَدُ: مِنىً (¬21) لِمَا يُرَاقُ فِيهَا مِنَ الدِّمَاءِ. يُقَالُ: مَنَى الرَّجُل وَأمْنَى: إِذَا خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "الْمَذْىُ" (¬22) هُوَ مَاءٌ رَقِيقٌ يَخْرُجُ بِعَقِبِ نَظْرَةٍ (¬23) أَو شَهْوَةٍ (¬24)، يُشَدَّدُ وَيُخَففُ. وَالتَّخْفِيفُ فِيهِ أكْثَرُ (¬25). يُقَالُ: مَذَى وَأمْذَىَ (¬26): اذَا سَالَ مِنْهُ ذلِكَ. وَالْوَدى- بِالدَّالِ سَاكِنَةً مُهْمَلةً: يَخْرُجُ عَلَى أثَرِ الْبَوْلِ، لَا لِشَهْوَةٍ (¬27) وَهُوَ مُخَفَّفٌ، يُقَالُ: وَدَى الرَّجُلُ (¬28). قَوْلُهُ: "وَإِذَا نَضَحْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ" (¬29) النَّضْحُ: الرَّشُّ وَالرَّشْحُ، يُقَالُ: نَضَحَت القِرْبَةُ وَالْجَابِيَةُ (¬30) تَنْضَحُ بِالْفَتْحِ نَضْحًا: إِذَا رَشَحَتْ (مَاءً) وَالنَّضْخُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ: أكْبَرُ مِنَ النَّضْحِ، وَلَا يُقَالُ مِنْهُ فَعَلَ وَلَا يَفْعَلُ، قَالَ أبُو زَيدٍ: يُقَالُ مِنْهُ فَعَلَ يَفْعَلُ (¬31). قَوْلُهُ: "الْجَنَابَةُ" (¬32) أصْلُهَا: الْبُعْدُ مِنَ الجُنُبِ، وَهُوَ: الْبَعِيدُ. وَسُمِّىَ الْجُنُبُ جُنُبًا؛ لِتَبَاعُدِهِ عَنِ الْمَسْجِدِ (¬33) قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ عَبدَهَ (¬34): فَلَا تَحْرِمَنِّى نَائِلًا عَنْ جَنَابَةٍ ... فَإِنِّي امْرُوٌ وَسْطَ الْقِبَابِ غَرِيبُ أَيْ: عَنْ بُعْدٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} (¬35) أيْ (عَنْ) (¬36) بُعْدٍ، وَكَذَا: {[وَ] ¬

_ = تزوجها الصحاح (غسل). (¬13) عن الصحاح وانظر معانى الفراء 3/ 183 وتفسير غريب القرآن 484 والعمدة في غريب القرآن 313. (¬14) ع: عبقرين: تحريف. (¬15) العين 2/ 123 وتهذيب اللغة 2/ 352 والزاهر 1/ 310 والمحكم 2/ 84 واللسان (عفر 3011) والصحاح (عفر). (¬16) ما بين القوسين ليس في ع. (¬17) في المهذب 1/ 29: والذى يوجب الغسل: إيلاج الحشفة في الفرج وخروج المنى والحيض والنفاس. (¬18) سورة الحج آية 61. (¬19) ورد مخففا في الشعر ومنه: وَشَمَّهَا وَاعْتَنَقَا سَاعَةً ... حَتَّى إِذَا حَانَ نُزُولُ المَنْى ومنه أيضًا: أتَحْلِفُ لَا تَذُوقُ لَنَا طَعَامًا ... وتَشربُ مَنى عَبْدِ بَنِى سِوَاجِ وانظر التنبيهات 244 وتهذيب اللغة 14/ 231 واللسان (منى 4283). (¬20) ع: وبه. (¬21) مراصد الإطلاع 3/ 1312 فعلت أفعلت للزجاج 88 والصحاح (منى) وجمهرة اللغة 3/ 180 والتكملة 6/ 517. (¬22) في المهذب 1/ 30: ولا يجب الغسل من المذى. (¬23) ع: عقب نظر. (¬24) أو شهوة: ليس في ع. (¬25) المصباح والصحاح (مذى) واللسان (مذى 4165). (¬26) فعلت أفعلت للزجاج 88 وتهذيب اللغة 15/ 29 والصحاح المصابح (مذى). (¬27) ع: لا بشهوة. (¬28) في الصحاح (ودى): تقول منه ودى بغير ألف. وقال اليزيدى: ولا تقل أودى. ونقل ابن القطاع في أفعاله 3/ 33 عن المبرد (أودى) أيضًا وكذا السرقسطي في أفعاله 4/ 250 ونقله الأزهري عن الفراء في تهذيب اللغة 14/ 231. (¬29) في المهذب 1/ 30: من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعلى (ر): "إذا رأيت الماء فاغسل ذكرك وتوضأ وضؤك للصلاة فإذا نضحت الماء فاغتسل". (¬30) مصححة في خ بالجيم. وفي الصحاح: الخابية وكذا في اللسان. والجابية بالجيم: الحوض الذى يجبى فيه الماء للإِبل. (¬31) مختصر عن الصحاح (نضح.) والمعنى أنه لا يتصرف فيه بفعل ولا باسم فاعل: ذكِره أبو عبيد عن الأصمعي. إِلَّا أن أبا زيد حكى فيه نَضَخَ يَنْضَحُ وأيده أبو الهيثم. وانظر تهذيب اللغة 4/ 211 والمحكم 5/ 27 واللسان (نضج 4450) والمصباح (نضج). (¬32) في المهذب 1/ 31: إذا أراد الرَّجل أن يغتسل من الجنابة فإنّه يسمى الله -عز وجل-. (¬33) تهذيب اللغة 11/ 118 والنهاية 1/ 302. (¬34) عن الصحاح (جنب) وديوانه 132 من مجموعة خمسة دواوين. والعين 6/ 151 وتهذيب اللغة 11/ 118 والمفضليات 390 ومجاز القرآن 1/ 126. (¬35) سورة القصص آية 11 وانظر مجاز القرآن 1/ 126 وتفسر غريب القرآن 329. (¬36) عن: ليس في خ.

الْجَارِ الْجُنُبِ} (¬37) هَذَا هُوَ الأصْلُ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتَّى قِيلَ لِكُلِّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ غُسْلٌ مِنْ جِمَاعٍ: جُنُبٌ. يُقَال: رَجُل جُنُبٌ، وَامْرَاة جُنُبٌ، وَرِجَال جُنُبٌ، يَسْتَوِى فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، وَالْمُؤَنَّثُ وَرُبَّمَا قَالُوا (¬38) فِي جَمْعِهِ: أجْنَابٌ وَجُنُبُون، يُقَالُ (¬39) فِي فِعْلِهِ: أجْنَبَ الرَّجُلُ وجَنُبَ (أيْضًا) (¬40) بِالضَّمِّ (¬41) وَيَكُونُ أيْضًا (بِمَعْنَى) (¬42) الاعْتِزَال. يُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ جَنْبَةً، أيْ: نَاحِيَةً وَاعْتَزَلَ النَّاسَ (¬43). قَوْلُهُ: (ثلَاثَ حَثَيَاتٍ) (¬44) يُقَالُ مِنْهُ: حَثَّى يَحْثُو، وَحَثَى يَحْثِى (¬45)، وَهُوَ إرْسَالُ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْكفِّ. قَوْلُهُ: "أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِى" (¬46) وَ (كَانَ) (¬47) لهَا ضَفَائِرُ، جَمْعُ ضَفِيرَةٍ قَال الأزْهَرِىُّ (¬48): أخِذَت (¬49) الضَّفِيرَةُ مِنَ الضَّفْرِ، يَعْني عَمَلَهَا، وَهُوَ نَسْجُ قُوَى الشَّعَرِ، وَإدْخَالُ بَعْضِهِ فِي بعْضٍ، فَإذَا لُوِيَتْ: فَهِيَ عِقَاصٌ وَاحِدَتُهَا: عَقِيصَةٌ. قَوْلُهُ (¬50): "خُذِى فِرْصَةٌ مِنْ مِسْكٍ" أَيْ: قِطْعَة، مَأْخُوذٌ مِنْ فَرَصْتُ الشَّىْءَ: إذَا قَطَعْتَهُ بِالْمِفْرَاص، وَهُوَ الَّذِى يُقْطعُ بِهِ الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ (¬51) يُتْبَعُ بِهَا أثَرُ الدَّم، مِن الْفَرْجِ؛ لِيُزِيلَ بِهِ عُفُونَتَهُ وَنَتْنَهُ وَيُطَيِّبُ مَوْضِعَهُ. وَالَّذِى يُرْوَىْ في الْحَدِيثِ: "فِرْصَة مُمَسَّكَةً" (¬52) أيْ: قِطْعَة منْ صُوفٍ أوْ قُطْنٍ طُيِّبتْ بِالمِسْكِ، وَهُوَ أقْرَبُ إلَى الْمَعْنَى؛ لِأنَّ اسْتِعْمَالَ المِسْكِ فِي الْفَرْج خَالِصًا: مِنَ السَّرفِ وَالتَّبْذِيرِ الْمَنْهىِّ عَنْهُ، لِمَا فِيهِ مِنْ إضَاعَةِ الْمَالِ. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (¬53): "مِنْ مَسْكٍ" بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَهُوَ الْجِلْدُ، وَاحْتَجَّ بِأنَّهُمْ كَانُوا لَا يَتَوَسَّعُونَ فِي الْمَعَاش فَضْلًا عَنْ أَنْ يَمْتَهنُوا المِسْكَ. وَذَكَرَ فِي الْفَائِقِ (¬54): خِرْقَةً مُمَسَّكَةً" أَيْ بَالِيَةً، وَهِىَ الَّتِى طَالَ إمْسَاكُهَا حَتَّى بَلِيَتْ؛ لِأن الخَلَقَ أَصْلَحُ فِي الاسْتِعْمَال لِلفَرْجِ. قَوْلُهُ "تَوَضا بِمَا لَا يَبُلُّ الثَّرى" (¬55) الثَّرى: التُرَابُ النَّدِىُّ (¬56)، وَأرادَ هَا هُنَا التُّرابَ نَفْسُهُ اتِّسَاعًا. قَؤلُهُ: "وَيَخْرَقُ بِالْكَثِيرِ فَلَا يَكْفِى" (¬57) الْخُرْقُ: ضِدُّ الرِّفْقِ، وَمَعْنَاهُ هَا هُنَا: أنْ يُسْرِفَ بِالْمَاءِ وَيُبَدِّدَهُ وَلَا يَرْفُقُ وَ (لَا) (¬58) يَقْتَصدُ. وَالرِّفْق: أَنْ يَأخُذَ الْمَاءَ قَلِيلًا قَلِيلًا عَلَى تُؤَدَةٍ مِنْ غَيْرِ عَبَثٍ، وَلَا تَبْذيرٍ. وَالْخَرْقُ: مَصْدَرُ الْأخْرَقِ، وَهُوَ ضِدُّ الرَّفِيقِ، وَقَدْ خَرِقَ بِالْكَسْرِ يَخْرَقُ خَرَقًا، وَالاسْمُ: الْخُرقُ (¬59). ¬

_ (¬37) سورة النِّساء آية 36. (¬38) ع: ويقال. (¬39) ع: ويقال. (¬40) أيضًا ساقط من خ والمثبت من ع والصحاح (جنب والنقل عنه). (¬41) السابق وغريب الخطابي 3/ 69 والمحكم 7/ 323 والفائق 1/ 238. (¬42) بمعنى ليس في خ. (¬43) اللسان (جنب 692). (¬44) في المهذب 1/ 31: في صفة الغسل: ثمّ يحثى على رأسه ثلاث حثيات. (¬45) الصحاح (حثو) والعين 3/ 285 وتهذيب اللغة 5/ 209 والمحكم 3/ 384 واللسان (حثا 776) وأفعال السرقسطى 1/ 421 وجمهرة اللغة 3/ 217. (¬46) في المهذب 1/ 31: من حديث أم سلمة (ر): "إنى امرأة أشد ضفر رأس أفَأنْقُضه لغسل الجنابة؟ " (¬47) كان: ليس في خ. (¬48) في تهذيب اللغة 12/ 11. (¬49) ع: أخذ. (¬50) في المهذب 1/ 31: إنَّ امرأة جات إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - تسأله عن الغسل من الحيض، فقال: خذى فرصة من مسك فتطهرى بها" الحديث في صحيح مسلم 1/ 260 وسنن النسائي 1/ 136 ومعالم السنن 1/ 97 وغريب الحديث 1/ 61 والفائق 1/ 262 والنهاية 3/ 431. (¬51) الصحاح (فرص) والعين 7/ 112 واللسان (فرص 3386) والمراجع السابقة. (¬52) كذا في رواية أبي عبيد، والزمخشري، والخطابي، وابن الأثير غير أنّه ذكر أن الحديث روى "فرصة" وعن ابن قتيبة "قرضه". (¬53) غريب الحديث. (¬54) 1/ 262. (¬55) في المهذب 1/ 31: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ بما لا يبل الثرى ولم أعثر على هذا الحديث. وقال النووي: لا أعلم له أصلا. المجموع شرح المهذب 1/ 190. (¬56) كذا ذكر الهروى في الغريبين 1/ 279 والقاضى عياض في مشارق الأنوار 1/ 129 والإسكافى في مبادئ اللغة 29 وابن دريد في الجمهرة 3/ 218. (¬57) في المهذب 1/ 31: قال الشافعي رحمه الله: وقد يرفق بالقليل فيكفى ويحرق بالكثير فلا يكفى. (¬58) لا: ليس في خ. (¬59) عن الصحاح (خرق) وانظر =

قَوْلُهُ: "فَفَضَلَتْ فِيهَا فَضْلَةٌ" (¬60) (أَيْ: بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ. الْفَضْلُ: هُوَ الزَّائِدُ) (¬61) وَالْفَضْلَةُ: الزِّيَادَة وَمَعْنَاهُ: مَا زَادَ عَلَى حَاجَتِهَا. يُقَالُ مِنْهُ: فَضِلَ الشَّىْءُ بِالْكَسْرِ يَفْضَلُ بِالْفَتْحِ (¬62)، وَفَضَلَ الشَّىْءُ (¬63) بِالْفَتْحِ يَفْضُلُ بِالضَّمِّ (¬64)، وَفَضِلَ بِالْكَسْرِ يَفْضُلُ بِالضَّمِّ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَالثَّالِثَةُ قَلِيلَةٌ (¬65) (عَزِيزَةٌ، وَلَهَا نَظَائِرُ مِنَ الصَّحِيحِ وَالْمُعْتَلِّ مَعَ قِلَّتِهَا) (¬66). * * * ¬

_ = اللسان (خرق 1143) والمصباح (خرق). (¬60) في المهذب 1/ 32 عن ميمونة (ر) اجنبت فاغتسلت من جفنة ففضلت فيها فضلة فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يغتسل منه، فقلت: إِنِّى قد اغتسلت منه، فقال: الماء ليس عليه جنابة وَأغتَسَلَ منه. (¬61) بدل ما بين القوسين في ع: أى أبْقَاة فيما يبقيه. والفضل: المصدر. (¬62) مثل حذر يحذر كما في الصحاح. (¬63) الشي: ساقط من ع. (¬64) مثل دخل يدخل في الصحاح. (¬65) ع: قليلة جدا وهى الصحيح مع قلتها: تحريف. وفي الصحاح: وهو شاذ لا نظير له قال سيبوية: هذا عند أصحابنا إنما يجىء على لغتين. وانظر الخصائص 1/ 374 - 385 والمصباح والقاموس (فضل). (¬66) ما بين القوسين ساقط من ع.

ومن باب التيمم

وَمِنْ (¬1) بَابِ التَّيَمُّمِ (أصْلُ التَّيَمُّمِ فِي اللُّغَةِ: الْقَصْدُ) (6) يُقَالُ: يَمَّمْتُ فُلَانًا وَتَيَمَّمْتُهُ: إذَا قَصَدْتَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ} (¬2) أَيْ لَا تَقْصِدُوا (وَقَالَ الْأعْشَى (¬3): تَيَمَّمْتُ قَيْسًا وَكَمْ دُونَهُ ... مِنَ الأرْض مِنْ مَهْمَهٍ ذِى شَزَنِ وَقَالَ امْرُؤْ الْقَيْس (¬4): تَيَّمَمْتُ الْعَيْنَ الَّتِى عِنْدَ ضَارِجٍ ... يَفِى عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُهَا طَامٍ (¬5) وَكَذَلِكَ التَّيَمُّمُ فِي الشَّرْعِ: هُوَ الْقَصْدُ إلَى الصَّعِيدِ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّىَ الْمَسْحُ بِالتُّرَاب تَيَمُّمًا. وَأمَّا الصَّعِيدُ، فَقَدْ قَالَ (بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ) (¬6) إِنَّهُ يَقَعُ عَلَى التُّرابِ، وَعَلَى وَجْهِ الأرْض، ¬

_ (¬1) من ع. (¬2) سورة البقرة آية 267 وانظر مجاز القرآن 1/ 82 وتفسر غريب القرآن 98 والزاهر 1/ 134. (¬3) ديوانه 69. (¬4) ما بين القوسين من ع. (¬5) ملحق ديوانه 476 واللسان (عرمض 4915). (¬6) ما بين القوسين ليس في ع.

وَعَلَى الطَّرَيقِ (¬1). وَقَالَ فِي الأمّ (¬2): لَا يَقَعُ الصَّعِيدُ إِلَّا عَلَى تُرَابٍ ذِى غُبَارٍ. وَقَالَ الْمُفَسِّرونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {صَعِيدًا زَلَقًا} (¬3) تُرَابَأ أمْلَسَ (¬4). وَقَوْلُهُ: {صَعِيدًا جُرُزًا} (¬5) تُرَابًا لَا نَبْتَ فِيهِ (¬6) وَقِيلَ: سُميَ وَجْهُ الأرْض صعِيدًا؛ لِأنَّهُ صَعَدَ عَلَى الْأرْضِ. وَأمَّا الطَّيِّبُ، فَأَرادَ بِهِ: الطَّاهِرَ. فَوْلُهُ: "فَتَمَعَّكَتْ فِي (¬7) التُّرَابِ" (¬8) أيْ: تَمَرَّغَتْ، يُقَالُ: تَمَعَّكَت الدَّابَّةُ، أيْ: تَمَرَّغَتْ. وَمَعَّكتُهَا أَنَا (بِهِ) (¬9) تَمْعِيكًا. قَوْلُهُ: "فَإذَا بَلَغَ الْكوعَ" (¬10) الْكُوعُ وَالْكَاعُ (¬11): طَرَفُ الزَّنْدِ الذِى يَلى الإبْهَام. وَالَّذِى يَلى ¬

_ (¬1) معانى الزجاج 2/ 58 ومعانى الفراء 1/ 270 وتهذيب اللغة 2/ 7. (¬2) 1/ 43 كتاب الشعب. (¬3) سورة الكهف آية 40. (¬4) مجاز القران 1/ 403 ومعانى الفراء 2/ 145 وتفسر غرب القرآن 267 والعمدة في غريب القرآن 190. (¬5) سورة الكهف آية 8. (¬6) مجاز القرآن 1/ 393 ومعانى الفراء 2/ 134 وتفسير غريب القرآن 263. (¬7) خ: بالتراب. (¬8) في المهذب 1/ 42: روى عن عمار بن ياسر رضى الله عنه، قال: اجنبت فتمعكت في التراب. (¬9) به: زيادة من ع وليس في خ ولا في الصحاح والنقل عنه. (¬10) في المهذب 1/ 33 في كيفية التيمم. (¬11) العين 2/ 181 وتهذيب اللغة 3/ 41 والمحكم 2/ 200 واللسان (كوع 3956).

الخِنْصَرَ: هُوَ الْكُرسُوعُ (¬12). قَوْلُهُ: "صَمَدَ لِلرِّيحِ" (¬13) مَعْنَاهُ: قَصَدَ. يُقَالُ: صَمَدَ صَمْدَهُ، أيْ: قَصَدَ قَصْدَهُ. قَوْلُهُ: "وَالطَّعَامُ لِلْمَجَاعَةِ" (¬14) هِىَ مَفْعَلَةٌ مِنَ الجُوع، قُلِبَتْ وَاوُهَا أَلِفًا، وَأَصْلُهَا مَجْوَعَةٌ. قَوْلُهُ: "صَلَّى عَلَى حَسَبِ حَالِهِ" (¬15) مُحَرَّكٌ، أَيْ: عَلَى قَدْرِ حَالِهِ. يُقَالُ: افْعَلْ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ، أَيْ: عَلَى قَدْرِهِ بِفَتْحِ السِّينِ (¬16). قَوْلُهُ: "جُدَرِىٌّ"، (¬17) مَعْرُوف، وَهُوَ نَفْطٌ مُنتفِخٌ يَحْدُثُ فِي الْجَسَدِ يَزيدُهُ أَلَمَا، يُقَالُ بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا (¬18) وَاشْتِقَاقُهُ: مِنْ جَدَرَ: إذَا نتَأ وَارْتَفعَ، وَمِنْهُ الجِدَارُ. قَوْلُهُ (¬19): "الْحَضَرُ ضِدُّ الْبَدْوِ، وَهُوَ ضِدُّ السَّفَرِ أَيْضًا (¬20). وَالْحَاضِرُ: الْحَيُّ النُّزُولُ عَلَى الْمَاءِ. وَأصْلُهُ: مِنَ الْحُضُورِ الَّذِى هُوَ ضِدُّ الْغَيِّبَةِ (¬21). قَوْلُهُ: "غَزَاةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ" (¬22) قَالَ الْبُخارِيُّ (¬23) هِىَ غَزْوة لَخم وَجُذَام، قَالَهُ اسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي خَالِدٍ. وَقَالَ ابْنُ اسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ أن عُرْوَةَ: هِيَ (¬24) بِلادُ بَلىٍّ، وَعُذرَةَ وَبَنى الْقَيِّن (¬25). قَالَ الْبَيهَقِيُّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ: وَهُوَ مَاءٌ بِأرْضِ جُذَامَ يُقَالُ لَهُ: السَّلَاسِلُ، وَبِذَلِكَ سُميَتْ تِلْكَ الْغَزَاةُ "ذَاتُ السَّلَاسِلِ". قَوْلُهُ: "شَينًا فَاحِشًا" الشِّيْنُ (¬26): ضِدُّ الزَّيْن، وَالشِّيْنُ أيْضًا: الْغَيْبُ. وَالْفَاحِشُ: الْقَبِيحُ، وَكُلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ حَدَّهُ فَهُوَ فَاحِشٌ (¬27). قَوْلُهُ: "لِأنَّهَا غَيْرُ مَحْصُورَةٍ" (¬28) يُقالُ: حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْرًا: إذَا ضَيَّقَ عَلَيْهِ (¬29). وَالْمَعْنَى: أنَّهَا غَيْرُ مَعْدُودَةٍ عَدَدًا لا يُزادُ فِيهِ، وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ، فيضَيِّقُ عَلَى فَاعِلِهَا فِعْلُهَا، وَالله أعْلَم (¬30). قَوْلُهُ: "عُذْرٌ نَادِرٌ" (¬31) أَيْ:- قَلِيلٌ شَاذٌ، وَمِنْهُ النَّوَادِرُ (¬32) وَهِيَ الشَّاذْةُ الْقَلِيلَةُ الْخَارِجَةُ عَن الْعَادَةِ ¬

_ (¬12) خلق الإنسان للأصمعي 206 ولثابت 221 وللزجاج 35 والفرق لابن فارس 60 ونظام الغريب في اللغة 41 وشرح كناية المتحفظ 201. (¬13) في المهذب 1/ 34: فَإذَا صمد للريح فسفت عليه التراب لم يجز. (¬14) خ: الطعام للمجاعة. وفي المهذب 1/ 34 في التيمم: يلزمه شراء الماء كما يلزمه شراء الرقبة في الكفلة والطعام في المجاعة. (¬15) في المهذب 1/ 35 وإن لم يجد ماء صلى على حسب حاله. (¬16) الصحاح (حسب) والعين 3/ 149 وإصلاح المنطق 322 وتهذيب اللغة 4/ 330 والمحكم 3/ 150. (¬17) من قول ابن عباس رضي الله عنهما: إذا كانت بالرجل جراحة في سبيل الله أو قروح أو جدري فإنّه يتيمم بالصعيد. المهذب 1/ 35. (¬18) إصلاح المنطق 131 والعين 6/ 74 والمحكم 7/ 217 والصحاح والمصباح (جدر) واللسان (جدر 565) وديوان الأدب 1/ 243، 258. (¬19) ع: والحضر. (¬20) في تهذيب اللغة 4/ 300: والحاضر ضد المسافر. وفي المحكم 3/ 85: الحضور نقيض المغيب والمعنى واحد. وانظر الصحاح (حضر) واللسان (حضر 907). (¬21) الصحاح (حضر) والمحكم 3/ 85. (¬22) في المهذب 1/ 35: روى عن عمرو بن العاص أنه قال: احتلمت في ليلة باردة في غزاة ذات السلاسل فأشفقت أن اغتسلت أن أهلك فتيممت وصلّيت بأصحابى صلاة الصبح. . . إلخ. (¬23) في صحيحه 5/ 209. (¬24) ع: وهى والمثبت في خ وصحيح البخاري. (¬25) ع: وعذرة بنى القين تحريف. (¬26) في المهذب 1/ 35: وإن خاف من استعمال الماء شيئا فاحشا في جسمه فهو كما لو خاف الزيادة في المرض. (¬27) الصحاح (فحش) وتهذب اللغة 4/ 188 وانظر العين 3/ 96 والمحكم 3/ 80 والمصباح (فحش). (¬28) في المهذب 1/ 36: ويجوز أن يُصلِّى بتيمم واحد ما شاء من النوافل؛ لأنّها غير محصورة. (¬29) الصحاح (حصر) بعده: وأحاط به. (¬30) والله أعلم: ليس في ع. (¬31) في المهذب 1/ 36: ومن صلى بغير طهارة لعدم الماء والتراب لزمه الإعادة؛ لإنه عذر نادر. (¬32) الصحاح =

وَالْقِيَاس. قَوْلُهُ: "الاسْتِيعَابُ" (¬33) هُوَ الاسْتِكْمَال وَالاسْتِقْصَاءُ عَلَى الشَّىْءِ، يُقَالُ: أوْعَبَهُ قَطْعًا: استقْصَى عَلَيْهِ (33)، فَهُوَ مُوْعَبٌ (¬34)، وَالسِّينُ زَائِدَة فِي الاسْتِفْعَالِ (¬35)، (وَالله أعْلَمُ) (¬36). * * * ¬

_ = (ندر). (¬33) خ: استيعاب العضو. وفي المهذب 1/ 37: يلزمه مسح الجميع؛ لأنه مسح أجيز للضرورة فوجب فيه الاستيعاب. (¬34) ع: وهو من عب: تحريف. وانظر إصلاح المنطق 304 وغريب أبي عبيد 3/ 204 وتهذيب اللغة 3/ 241. (¬35) ع: للاستفعال. (¬36) ما بين القوسين زيادة من ع.

ومن باب الحيض

وَمِنْ بَابِ الْحَيْضِ قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬1): الحَيْضُ: اجْتِمَاعُ الدَّمِ، وَالْمَحِيضُ: الْمَكَانُ الْذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّيَ الْحَوْضُ؛ لِاجْتِمَاع الْمَاءِ فِيهِ (¬2) قَالَ فِي الشَّامِلِ (¬3): ذَهبَ الشَّافِعِيُّ إلَى أنَّهُ الْحَيْضُ (¬4). يُقَالُ: حَاضَت الْمَرأةُ (¬5) حَيْضًا وَمَحِيضًا، كَمَا يُقَالُ: سَارَ سَيْرًا ومَسِيرًا. وَيُقَالُ: بلْ هُوَ الْوَقْتُ وَالزَّمَانُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ} (¬6) أَيْ: لَا تَقْرَبُوهُنَّ فِي زَمَانِ الْحَيْض (¬7) وَالْمَكَانُ الْفَرْجُ، أَيْ: لَا تَقْرَبُوهُنَّ فِي الْفَرَجِ زَمَان حَيْضِهِنَّ، يُقالُ: حَاضَتِ الْمَراةُ وَتَحَيَّضَتْ وَطَمَثَتْ وَعَرَكَتْ سَوَاءٌ (¬8). وَقِيلَ: سُمِّيَ حَيْضًا مِنْ قَوْلِهِمْ: حَاضَ السَّيْلُ: إذَا فَاضَ (¬9). وَأَنْشَدَ الْمُبَرِّدُ لِعُمَارَةَ بْنِ عَقِيلٍ (¬10): أجَالَتْ حَصَاهُنَّ الذَّوَارِى وَحَيَّضَتْ ... عَلَيْهِنَّ حَيْضَاتُ السِّيولِ الطَّوَاحِمِ (¬11) قَوْلُهُ (¬12): وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ هُوَ أَذًى} (¬13) الأذَى: هُوَ (¬14) الْمَكْرُوهُ الَّذِي لَيْسَ بِشَدِدٍ. قَالَ الله تَعَالَى: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} (¬15) وَالْمَعْنَى: أنَّهُ أَذًى يُعْتَزَلُ مِنْهُ، وَلَا يَتَعَدَّى مَوْضِعَهُ إلَى غَيْرِهِ. قَوْلُهُ (¬16): "إِذَا أَقْبَلَتِ الْحِيضَةُ" بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَهِيَ اسْم لِلْحَالِ الدّائِمَةِ (¬17)، كَالْجِلْسَةِ وَالرَّكْبَةِ. وَأمَّا الْحَيِّضَةُ بِالْفَتْحِ، فَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةِ (¬18). وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيْض وَالاسْتِحَاضَةِ: أَنَّ الْحَيْضَ: الَّذِى يَأتي لأوْقَاتِ مُعْتَادَةٍ. وَدَمُ الاسْتِحَاضَةِ يَسُيلُ مِنَ الْعَاذِلِ، وَهُوَ عِرْقٌ فَمُهُ الَّذِى يَسِيلُ مِنْهُ فِي أدْنَى الرَّحِمِ دُونَ قَعْرهِ، ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ (¬19). ¬

_ (¬1) في الغريبين 1/ 272. (¬2) وانظر تهذيب اللغة 5/ 159 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 18. (¬3) ....................... (¬4) ع: إلى أن المحيض: الحيض. (¬5) المرأة: ساقط من ع. (¬6) سورة البقرة آية 222 ولا تقربهنَّ: ليس في ع. (¬7) ع: حيضهن،، انظر معانى الزجاج 1/ 289 والعين 3/ 277 وتهذيب اللغة 5/ 159 والمحكم 3/ 320 والكتاب 4/ 88. (¬8) الغريبين 1/ 272. (¬9) عبارة الأزهري: وأصله: من قولك: حاض السيل وفاض: إذا سال. شرح ألفاظ المختصر لوحة 18. (¬10) قال الأزهرى: أخبرنى المنذرى عن المبرد أنّه أنشده لعمارة بن عقيل. . . شرح ألفاظ المختصر لوحة 18 وتهذيب اللغة 5/ 159. (¬11) الذوارى: الرياح التى تذرو التراب والطواحم: جمع طاحم: السيول العالية. وحيضت: سيلت وحيضات: السيول: ما سال منها. (¬12) قوله: ليس في ع. (¬13) سورة البقرة آية 222. (¬14) هو ليس في ع. (¬15) سورة آل عمران آية 111. وانظر معانى الزجاج 1/ 290 وتفسير غريب القرآن 108. (¬16) في المهذب 1/ 38: ويحرم عليها الصلاة؛ ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أقبلت الحيضة فدعى الصّلاة" والحديث في صحيح الترمذي 1/ 391 وسنن النسائي 1/ 117، 186 ومعالم السنن 1/ 87. (¬17) ع: الدائم. (¬18) كذا في غريب الخطابي 3/ 220 وتهذب اللغة 5/ 195 والنهاية 1/ 468، 469 والصحاح، والمصباح والمغرب (حيض) واللسان (حيض 1071). (¬19) ما سبق في الفرق عن الأزهري في شرح ألفاظ المختصر لوحة 18.

قَوْلُهُ: "فَأمَّا العُبُورُ" (¬20) الْعُبُورُ: الْمُرُورُ، يُقَالُ: هُوَ عَابِرُ سَبِيلٍ، أَيْ: مَارُّ الطَّرِيقِ (¬21). وَعَبَرَ عُبُورًا: مَر مُرُورًا. قَوْلُهُ: "تَحَيِّضِي فِي عِلْمِ اللهِ (¬22)، أَيْ: الْتَزِمِي حُكْمَ الْحَيْض فِي عَادَتِكِ وَاجْتِهَادِكِ، فَحَيِّضي (¬23) نَفْسَكِ بِغَلَبَةِ ظَنِّكِ في عِلْم اللهِ، أيْ: فِيمَا عَلَّمْكِ الله. وَمَعْنَاهُ: مِمَّا (¬24) تَخفَظِين مِن عَادَتِكِ (¬25) وَفِي عِلْمِ اللهِ الْذِى يَعْلَمُ مِنْ عَادَتِك، إنْ كَانَتْ سِتَا فَتَحَيِّضي سِتًا، وَإنْ كَانَتْ سَبْعًا فَتَحَيِّضي سَبْعًا (¬26). وَاللَّفْظُ ظَاهِرُهُ يَقْتَضِى الشَّكَّ وَالتَّخْيِيرَ (¬27). قَالَ فِي الْبَيَانِ (¬28): يَحْتَمِلُ تَأويلَين، أحَدُهُمَا: أنَّهُ خَيَّرهَا فِي ذَلِكَ وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْن الصَّبَّاغٍ؛ لِأنَّ السِّتَّ عَادَةٌ غَالِبَة فِي النِّسَاءِ. وَالسَّبْعُ عَادَةٌ غَالِبَةٌ فِيهِن أيْضًا (¬29) وَالثَّانِي: أنَّهُ شَكَ في الْعَادَةِ الغَالِبَةِ، فرَدَّها إلَى اجْتِهَاها في ذَلِكَ، وَهُوَ اختِيَارُ الطَّبرِىِّ. قَوْلُهُ: "يُلْفَقُ" (¬30) التَّلْفِيقُ: مَأخُوذٌ مِنْ لَفَقْتُ الثَّوْبَ أَلفِقُهُ لَفْقًا، وَهُوَ: أن تَضُمَّ شُقَّةً إلَى شُقَّةٍ (¬31) أخْرَى فَتَخِيطَهُمَا (¬32). قَوْلُهُ: "إنْ رَأتْ (¬33) الصُّفْرَةَ أوِ الكُدْرَةَ" الْكُدْرَةُ: لَوْنُ لَيْسَ بصَافٍ، بَلْ يَضْرِبُ إلَى السَّوَادِ، وَلَيْسَ بِالأسْوَدِ الْحَالِكِ (¬34). قَوْلُهُ: "دَمُ الجِبِلَّةِ" (¬35) بِالْكَسْرِ (¬36): هِيَ الْخِلْقَةُ، مِنْ جَبَلَهُ اللهُ، أيْ: خَلَقَهُ. قَوْلُهُ: "أغْلَبُ لِذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ" (¬37) أيْ: لِذِى عَقْل، وَاللُّبُّ: الْعَقلُ. قَوْلُهُ: "مُمَيِّزة" (¬38) المُمَيِّزةُ: هِيَ الَّتى تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَيْض وَالاسْتِحَاضَةِ. مِنْ مَيَّزتُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ: إذَا فَرَّقْتَ بينَهُمَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬39) يُقَالُ: مِزتُ (¬40) الشَّىْءَ أمِيزُهُ: إذَا عَزَلْتَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (¬41). قَوْلُهُ: "الْمُحْتَدِمُ الْقَانِىءُ" (¬42) الْمُحْتَدِمُ: الْمُحْمَرُّ، وَاحْتِدَامُ الدَّم: شِدَّةُ حُمْرَتِهِ (¬43). وَيُقَالُ: ¬

_ (¬20) في المهذب 1/ 38 في عبور الحائض المسجد: فَأما العبور فيه فإنها إن استوثقت من نفسها بالشد والتلجم: جاز، لأنه حدث يمنع اللبث في المسجد فلا يمنع العبور كالجنابة. (¬21) عن الصحاح (عبر) ومثله في اللسان (عبر 2782) وفي العين 2/ 129: عابر سبيل: مار طريق. (¬22) في المهذب 1/ 39: في الحيض: وغالبه: ست أو سبع لقوله - صلى الله عليه وسلم - لحمنة بنت جحش "تحيض في علم الله ستة أيّام أو سبعة أيّام". والحديث في معالم السنن 1/ 88 وصحيح الترمذي 1/ 396، 397 والنهاية 1/ 469. (¬23) ع: فتحيض: قال ابن الأثير: أى: عدى نفسك حائضا. النهاية 1/ 469. (¬24) ع: فيما. (¬25) ع: أو. (¬26) معالم السنن 1/ 88، 89 وتحفة الأحوذي 1/ 397. (¬27) ع: واللفظ يحتمل ظاهره الشك والتخيير. (¬28) .............................. (¬29) أيضًا: ليس في ع. (¬30) في المهذب 1/ 39: يلفق الدم إلى الدم والطهر إلى الطهر، فتكون أيام النقاء طهرًا وأيام الدِّم حيضًا. (¬31) شقة: ساقط من ع. (¬32) فتخيطها: تحريف والمثبت من خ والصحاح (لفق) والنقل عنه. (¬33) خ: ان رأت يومًا. وفي المهذب 1/ 39: إِن رأت الصفرة والكدرة في غير وقت العادة لم يكن حيضًا. (¬34) في المحكم 6/ 464: والكدرة من الألوان: مانحا نحو السواد والغبرة. وانظر العين 5/ 325، وتهذيب اللغة 10/ 107. (¬35) في المهذب 1/ 39: في الصفرة والكدرة: وجوده في أيام الحيض أمارة لأنّ الظاهر من حالهما الصِّحَّة والسلامة وإن ذلك دم الجبلة. (¬36) بكسرتين وتثقيل اللام، كما في المصباح (جبل). (¬37) هذا القول ليس موجودا في نسخة المهذب المطبوعة. (¬38) في المهذب 1/ 40: فإن كانت مُبْتَدَأةً مُمَيَّزة. . . فإن حيضها أيام السواد. (¬39) في الصحاح (ميز). (¬40) ع ميزت: تحريف. (¬41) سورة يس آية 59 قال ابن قتيبة: أي انقطعوا عن المؤمنين، وتميزوا منهم، يقال: مزت الشيىء: إذا عزلته عنه. تفسير غريب القرآن 367. (¬42) في المهذب 1/ 40: في صفة دم الحيض: وهو المحتدم القانئ الذى يضرب إلى السواد. (¬43) الصحاح (حدم) والمحكم 3/ 198 والمصباح (حدم).

هُوَ (¬44) حَرَارَتُهُ، مِن احْتَدَمَتِ النَّارُ: إذَا الْتَهَبَتْ (¬44). وَقَالَ فِي الْوَسِيطِ (¬45): الْمُحْتَدِمُ: اللَّذَّاعُ لِلْبَشرَةِ لِحِدَّتِهِ (¬46)، وَلَهُ (¬47) الرَّائِحَةُ الْكَرِيهَةُ، ومَعْنَى اللَّذَّاعُ: الْمُحْرِقُ. وَلَذَعَتْهُ (¬48) النَّارُ، أَيْ (¬49): أحْرَقَتْهُ وَالْقَانِئُ: الشَّدِيدُ (¬50) الْحُمْرَةِ. يُقَالُ: قَنَأَ يَقْنَأَ قنوءً: إفَا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ، قَالَ (¬51): . . . . . . . . . ... قَنَأَت أنَامِلُهُ مِنَ الْفِرْصَادِ قَوْلُهُ: "دَمُ النِّفَاس" (¬52) لمس وَالنُّفَسَاءُ (¬53). وَالنِّفَاسُ (¬54): أصْلُهُ مِنَ النَّفْس وَهُوَ الدَّمُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ: "لَا نَفْسَ لَهَا سَائِلَةٌ" يُقَالُ: نَفِسَتِ الْمَرْأَةُ بِفَتْحِ النُّونِ: إذَا حَاضَتْ (¬55)، وَنُفِسَتْ بِضَمِّ النُّونِ: إذَا وَلَدَت (¬56) قَوْلُهُ: "ذَاتُ الْجُفُوفِ (¬57) " بضَمِّ الْجِيمِ: هُوَ مِنْ جَفَّ الثَّوْبُ يَجِفُّ بِكسْرِ الجِيمِ (¬58) جَفَافًا وَجُفُوفًا. وَفَتْحُ الجِيمِ (¬59) لُغَةٌ فِيهِ حَكَاهَا أبو زَيِد (¬60) وَأرَادَ أنَّ رَحِمَهَا لَفسَ فِيهِ دَمٌ وَلَا طَلْقٌ (¬61). قَوْلُهُ: "أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ" (¬62) أَيْ: أَصِفُ. وَالنَّعْتُ: الْوَصْفُ. وَالْكُرْسُفُ: الْقُطنُ. قَوْلُهُ: "تَلَجَّمِي" أَيْ: اتَّخِذِى لِجَامًا، وَهُوَ شَبِيهٌ بِالإسْتِثْفَارِ، مِنْ ثَفرٍ الدَّابَّةِ. واللِّجَامُ: فَارِسِىٌ مُعَرَّبٌ (¬63). وَصِفَتُهُ: أن تَأخُذَ فُطْنَةً أوْ خِرْقَةً وَتَشُدَّ فَرْجَهَا، وَتَأخُذَ خِرْقَةً مَشْقُوقَةَ الطَّرَفَيْن، فتَدْخِلَهَا بَيْنَ فَخِذَيْهَا، وَتَشُدَّهَا عَلَى تِلْكَ الْقُطْنَةِ، وَتُخْرِجَ أَحدَ طَرَفَيْهَا إِلَى بَطنِهَا، وَالآخَرَ (¬64) الَى صُلْبِهَا، ثُمَّ تَشُدّ أَحَدَ الطرَفَيْن (¬65) إلَى خَاصِرَتِهَا الْيُمْنَى، وَأَحَدَ الطَّرَفَيْنِ الْمَشْقُوقَيْن بِالآخَرِ إلَى خَاصِرَتِهَا الْيُسْرَى. هَكَذَا ذُكِرَ. وَفى الْحَدِيثِ: "إنَّمَا أثُجُّ ثَجًّا" (¬66) "يُقَالُ: ثَجَّ الْمَاءُ يَثُجُّ: إذَا سَالَ مِنْهُ (¬67)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَاءً ثَجَّاجًا} (¬68) أَىْ: سَائِلًا. قَوْلُهُ: "فَلَمْ تَصِحَ بِالتَّبَيُّنِ" (¬69) أرَادَ: بَيَانَ الشَّىْءِ وَظُهُورهُ وَثُبُوتَهُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "التَّبَيُّنِ (¬70) مِنَ ¬

_ (¬44) هو: ليس في ع. (¬44) العين 3/ 187، 188 وتهذيب اللغة 4/ 433 والمحكم 3/ 198 والمصباح (حدم) واللسان (حدم 807) (¬45) ....................... (¬46) ع: المُنْتِن. (¬47) ع: ذو. (¬48) ع: لذعته. (¬49) ع: إذا. (¬50) ع: شديد. (¬51) الأسود بن يعفر كما في الصحاح (قنأ) وجمهرة اللغة 3/ 287 واللسان (فرصد 3386)، وصدره - يَسْعَى بِهَا ذو تُوَمَتَيْن مُشَمِّرٌ ... . . . . . . . . . . . (¬52) في المهذب 1/ 45: دم النفاس يحرِّم ما يحرِّمُهُ الحيض. (¬53) زيادة من خ. (¬54) زيادة في ع. (¬55) اللغة المقدِّمة في الحيض: نفست بفتح النون وكسر الفاء، وحكى فيها الضم لغة قليلة. انظر أفعال السرقسطي 3/ 164 وأفعال ابن القطاع 3/ 220 والمصباح. نفس. (¬56) اللغة المقدِّمة في الولادة نفست بضم النون وَكَسْرِ الفَاءِ، ويجوز في لغة معتمدة نفست بفتح النون وكسر الفاء. انظر غريب الخطابى 2/ 576 وخلق الإِنسان لثابت 8 والفائق 4/ 12 وديوان الأدب 2/ 237 وتهذيب اللغة 13/ 11 وأفعال ابن القطاع 3/ 220. (¬57) روى أن امرأة ولدت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم تر نفاسا، فسميت ذات الجفوف. المهذب 1/ 45. (¬58) خ: بالكسر. (¬59) في المضارع. (¬60) ع: في الأنوار: تحريف. وهذه اللغة حكاها ابن السكيت عن أبي زيد في إصلاح المنطق 207 وذكرها الفارابى في ديوان الأدب 3/ 147 والجوهري في الصحاح (جفف) وقال الفيومي: بالفتح لغة بنى أسد. المصباح (جفف). (¬61) ع: ومعنى جاف: ليس فيه دم ولا طلق. (¬62) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لحمنة بنت جحش (ر): "أنعت لك الكرسف فقالت: إنه أكثر من ذلك فقال: تلجمي" المهذب 1/ 46. وانظر غريب أبي عبيد 1/ 278، 279 والفائق 3/ 254 والنهاية 4/ 163 وسنن ابن ماجة 1/ 205. (¬63) المعرب 300 وجمهرة اللغة 2/ 111 وشفاء الغليل 232، وأدى شير 141. (¬64) خ: والأخرى خطأ. (¬65) خ: هنا: بالأخرى تحريف. (¬66) في المستحاضة أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال لها: احتشمى كرسفا، قالت: إنه أكثر من ذلك أنى أثجه ثجا" غريب أبي عبيد 1/ 278 والنهاية 1/ 207. (¬67) منه: ساقط من خ. (¬68) سورة النبأ آية 14 وانظر المعنى في معانى الفراء 3/ 227 وتفسير غريب القرآن 508. (¬69) في المهذب 1/ 46: "إن عاد الدِّم قبل الفراغ من الصّلاة فهى باطلة؛ لأنها استفتحت الصّلاة وهى ممنوعة فلم تصح بالتبين. (¬70) ع: التأنى تحريف.

اللهِ وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ" (¬71) أَيْ التَّثبُّتُ (مِنَ اللهِ) (¬72). قَوْلُهُ: "سَلِسُ الْبَوْلِ" (¬73) يُقَالُ: فُلانٌ سَلِسُ الْبَوْل: إِذَا كَانَ لَا يَسْتَمْسِكُهُ وَيَكْثُرُ بَوْلُهُ بِلَا حُرْقَةٍ وَأصْلُ السَّلَسِ: السُّهُولَةُ، يُقَالُ: شَىْءٌ سَلِسٌ. أَيْ: سَهْل، وَرَجُلٌ سَلِسٌ، أَيْ: لَيِّنٌ مُنْقَادٌ (¬74). (قَوْلُهُ) (72): "البَّاصُور" قَدْ ذُكِرَ (¬75). * * * ¬

_ (¬71) غريب أبي عبيد 2/ 32 والغريبين 1/ 235 والنهاية 1/ 175. (¬72) ما بين القوسين ليس في ع. والمعنى ذكره الكسائى وابن الأنبارى، وقرأ ابن مسعود "فتثبتوا" بدل "فتبينوا" انظر المراجع في تعليق 71 (¬73) سلس البول والمذى حكمهما حكم المستحاضة. المهذب 1/ 46. (¬74) اللسان (سلس 2063) والمصباح (سلس). (¬75) ص 34.

ومن باب إزالة النجاسة

وَمِنْ بَابِ إِزَالَةِ النَّجَاسَةِ (¬1) قَوْلُهُ: "إنّهَا رِكْسٌ" (¬2) الرِّكْسُ (¬3) بِالْكَسْرِ: النَّجَسُ، فِعْل بِمَعْنَى مَفْعُول (¬4)، وَأصْلُهُ: مِنْ رَكَسَهَ إِذَا رَدَّهُ مَقْلُوبًا (¬5)، يُقَالُ: أرْكَسَهُ اللهُ وَرَكَسَهُ (¬6): إمَّا رَدَّهُ {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ} (¬7) أَيْ: رَدَّهُمْ إلَى كُفْرِهِمْ (¬8). فَكَأن الرَّوَثَ وَمَا شَاكَلَهُ (¬9) قَدْ رُكِسَ، أَيْ: رُدَّ مِنَ الجَوْفِ وَرَجَعَ مُنقَلِبًا عَما كَانَ عَلَيْهِ، وَلِهَذَا فَسَرهُ الشَّيْخُ، رَحِمَهُ الله (تَعَالَى) (¬10) بِالرَّجِيعِ (¬11) يَعْنى أنَّهُ رَجَعَ مِنَ الْجَوْفِ. وَرَجِيعٌ بِمَعْنَى رَاجِعٍ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ (¬12)؛ لِأنَّهُ رَجَعَ، أَيْ: رُدَّ مِنْ حَالَةٍ إلَى حَالَةٍ (¬13) أُخرَى. وَرَجَّعَتِ الدَّابَّةُ: إذَا رَاثَتْ. وَالرَّجِيعُ: (لِمَا تَرُدُّهُ مِنْ جِرَّتِهَا) (¬14). قَالَ الْأعْشَى (¬15): وَفَلَاةٍ كَأنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ ... لَيْسَ إلَّا الرَّجِيعُ فِيهَا عِلَاقُ أَيْ (¬16): لَا تَجِدُ الإبِلُ فِيهَا عَلَفًا إلَّا مَا تُرَدِّدُهُ مِنْ جِرَّتِهَا، وَكُلُّ شَىْءٍ مَرْدُودٌ: رَجِيعٌ. قَوْلُهُ (¬17): "أحَالَتْهُ الطَّبِيعَةُ" وَطَعَامٌ حَائلٌ: مُتَغَيِّرٌ، وَحَالَ الْخَمْرُ: إذَا اسْتَحَالَ خَلَّا (¬18) أَيْ: انْقَلَبَ عَنْ حَالَتِهِ الَّتِى كَانَ عَلَيْهَا إلَى حَالَةٍ أُخْرَى (¬19) وَمِثْلُهُ: حَالَ لَوْنُهُ: إذَا تَغَيَّرَ، (وَصَارَ بِغَيْرِ مَا يُعْهَدُ) (¬20) وَحَالَ الشَّىْءُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ آخَرَ، أيْ: تَحَوَّلَ، وَكَذَلِكَ كُل مُتَحَوِّلٍ عَنْ حَالِهِ (¬21). ¬

_ (¬1) خ: النجاسات، وفي المهذب وع: النجاسة. (¬2) روى ابن مسعود (ر) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بحجرين وروثة، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: "إنها ركس" المهذب 1/ 46 والحدث في صحيح البخارى 1/ 51 وصحيح الترمذى 1/ 34 وسنن النسائى 1/ 39 وغريب أبي عبد 1/ 274 والفائق 2/ 80 والنهاية 2/ 259. (¬3) ع: الرجس: سهو. (¬4) كذا في الفائق 2/ 80. (¬5) اللسان (ركس 1718). (¬6) الأوْفَقُ ركس وأركس كما في المظان اللغوية. (¬7) سورة النساء آية 88. (¬8) كذا ذكر الفراء وقال: وركسهم: قراءة ابن مسعود. معانى القرآن 1/ 281 وانظر مجاز القرآن 1/ 137 وغريب أبي عبيد 1/ 275. (¬9) خ: الروثة وما شكلها. (¬10) ليس في خ. (¬11) في المهذب 1/ 46. (¬12) خ، ع: فاعل، ومصحح في حاشية خ: مفعول، وهو في الفائق 2/ 42 فعيل بمعنى مفعول وكذا في اللسان (رجع 1512) ويجوز أن يكون بمعنى فاعل على ما ذكر؛ لكونه رجع هو إلى حالة أخرى، وفي المصباح: رجيع فعيل بمعنى فاعل. (¬13) حالة ساقطة من ع. (¬14) خ: بدل ما بين القوسين: الجرة. (¬15) ديوانه 32 والعين 1/ 255 واللسان (رجع 1592). (¬16) خ: أراد. (¬17) في المهذب 1/ 47: ولأنّه خارج من الدبر أحالته الطبيعة فكان نجسًا كالغائط. (¬18) خ: وطعام حائل: استحال، والخمر إذا استحالت خلا: كله بمعنى تحول. (¬19) خ: حال. (¬20) في خ بدل ما بين القوسين: وحال عن العهد. (¬21) انظر العين 3/ 297، 298 وتهذيب اللغة 5/ 240 - 248 والمحكم 4/ 4 - 10 واللسان (حول =

قَوْلُهُ: "تَحَلَّلَ بِعِلَّةٍ" (¬22) أَيْ: نَزَلَ وَذَابَ كَمَا يَتَحَلَّلُ الشَّحْمُ وَالشَّمْعُ. وَ"تَحُت المَنِىَّ" (¬23) ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "دَم غَيرُ مَسْفُوحٍ" (¬24) أَيْ: جَارٍ (¬25)، وَسُمِّىَ الزِّنَا سِفَاحًا؛ لإبَاحَةِ (¬26) الزَّانِييْن مَا أُمِرَا بِتَحْصِينِهِ وَمَنْعِهِ وَتَصْيِيرِهِمَا لَهُ كَالْمَاءِ الْمَسْفُوحِ الْمَصْبُوبِ. وَمَنْ. قَالَ: لِسَفْحِ الزَّانِيَيْن نُطْفَتهِمَا، فَقَدْ أَبْطَلَ، لِأنَّ الْمُتَنَاكِحَيْنِ يَسْفَحَانِهِمَا (¬27) كَمَا يَسْفَحُهُمَا الزَّانِيَانِ (¬28). قَوْلُهُ (¬29): {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} (¬30) الْمَيْسِرُ: القِمَارُ (¬31) وَالأنْصَابُ: جَمْعُ نَصْبٍ (¬32)، وَهُوَ مَا نُصِبَ فَعُبِدَ مِن دُونِ اللهِ (¬33)، وَكَذَا (¬34) النُّصْبُ بِالضَّمِّ، وَقَدْ يُحَرَّكُ، قَالَ (الْأعْشَى) (¬35): وَذَا النُّصُبَ الْمَنْصُوبَ لَا تَنْسُكَنَّهُ ... لِعَاقِبَةٍ وَاللهَ رَبَّكَ فَاعْبُدَا (¬36) وَالأزْلَامُ: وَاحِدُهَا: زُلَمٌ مِثْلُ عُمَر (¬37)، وَهِىَ السِّهَامُ الَّتِى كَانَ أهْلُ الْجَاهِلَيَّةِ يَستقْسِمُونَ بِهَا. قَوْلُهُ (¬38): "رِجْسٌ" أَيْ: نَجِسٌ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ نَجَاسَةٍ خَلَفَتْهَا" (¬39) أَيْ: جَاءَتْ بَعْدَهَا. يُقَالُ: خَلَفَهُ: إذَا جَاءَ مِنْ بَعْدِهِ وَمِنْهُ سُمِّىَ الْخَلِيَفَةُ. وَخَلَفَ عَلَى الْمَرأَةِ: إِذَا تَزَوَّجَهَا بَعْدَ أوَّلٍ (¬40). قَوْلُهُ: "أهْرِقْهَا" (¬41) يُقَالُ: "هَرَاقَ الْمَاءَ يُهَرِيقُهُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، أَيْ صَبَّهُ. وَأَصلُهُ أَراقَ يُرِيقُ إرَاقَةً. قَالُوا ذَلِكَ اسْتِثْقَالًا لِلْهَمْزَةِ (¬42). وَفِيهِ لُغَة أخْرَى: أهْرَقَ الْمَاءَ يُهْرِيقُهُ عَلَى أفْعَلَ يُفْعِلُ. قَالَ سيبويه: (ابْدَلُوا مِنَ الْهَمْزَةِ الْهَاءَ (¬43) ثُمَّ لَزِمَتْ فَصَارَتْ كأنَّهَا مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، ثُمَّ أُدْخِلَت الهَمْزَةُ بَعْدَ الْهَاءِ، وَتُرِكَتْ الْهَاءُ عِوَضًا مِنْ حَذْفِهِم [حَرَكَةَ] (¬44) الْعَيْن؛ لِأنَّ أَصْلَ أهْرَقَ: أرْيَقَ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: أهْرَاقَ يُهْرِيقُ إهْرَاقًا فَهُوَ مُهْرِيقٌ، وَالشَّىْءُ مُهْرَاقٌ، وَمُهَرَاقٌ بِالتَّحْرِيِكِ، وَهَذَا شَاذٌّ (¬45). ¬

_ = 1054 - 1061). (¬22) في ماء القروح: أنّه طاهر كالعرق وقيل نجس؛ لأنّه تحلل بعلة فهو كالقيح. المهذب 1/ 47. (¬23) روى عن عائشة أنها كانت تحت المنى من ثوب رسول الله. المهذب 1/ 47. (¬24) في العلقة: قال أبو بكر الصيرفى. هى طاهرة؛ لأنّها دم غير مسفوح فهو كالكبد والطحال. المهذب 1/ 47. (¬25) أبو عبيدة: المسفوح: المهراق المصبوب ومنه قولهم: سفع دمعى أى سال. مجاز القرآن 1/ 207 وانظر تفسير غريب القرآن 162 والعمدة في غريب القرآن 131. (¬26) خ: لإباحته: تحريف. (¬27) ع: يسفحانها. (¬28) أنظر معانى الزجاج 2/ 37 وتهذيب اللغة 4/ 326 واللسان (سفح 2023). (¬29) في المهذب 1/ 47: وأما الخمر فهو نجس لقوله عز وجل {إِنَّمَا الْخَمْرُ. . .} الآية. (¬30) سورة المائدة آية 90. (¬31) الفراء: القمار كله. معانى القرآن 1/ 319 وتفسير غريب القرآن 145. (¬32) وقيل: هو جمع واحده نصاب. المصباح (نصب). (¬33) كتاب الأصنام 33 وانظر معانى الفراء 1/ 319 وتفسر غريب القرآن 146. (¬34) خ: وكذلك. (¬35) ساقط من خ. (¬36) الديوان 17 والرواية: وَلَا تَعْبُدِ الشَّيطَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا. والمثبتَ تبعا للصحاح واللسان (نصب). (¬37) زلم وزلم كعمر وقلم، بالضم والفتح كما في المصباح والصحاح واللسان (زلم) وتفسير غريب القرآن 141. (¬38) خ: وقوله. (¬39) في تحول الخمر إلى خل: تطهر، وقد زال فسادها من غير نجاسة خلفتها. المهذب 1/ 48. (¬40) ع: الأول. (¬41) خ: فأهرقها. وفي المهذب 1/ 48: روى أن أن طلحة سأل رسول - صلى الله عليه وسلم - عن أيتام ورثوا خمرا فقال: أهرقها. قال: أفلا أخللها قال لا. (¬42) لأن الأصل في يريق يؤريق، فقبوا الهمزة هاء تخفيفا ولذلك حركت الهاء. تهذب اللغة 5/ 396 واللسان (هرق 4654) والصحاح والمصباح (هرق). (¬43) ع، خ: أبدلوا الهمزة من الهاء. والمثبت من الكتاب 4/ 238 واللسان. (¬44) تكملة من اللسان. (¬45) ذكره في اللسان عن ابن برى.

قَوْلُهُ: "يَجْزِى فِي بَوْلِ الْغُلَام (¬46) النَّضْحُ" وَهُوَ (¬47) الرَّشُّ، وَبِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ: أكْثَرُ مِنْهُ (¬48) وَقالَ (¬49) الْخَطَّابِىُّ (¬50): النضْحُ: إمْرَارُ الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَرْسٍ (¬51) وَلَا دَلْكٍ، وَمِنْهُ الْبَعِيرُ النَّاضِحُ. قَوْلُهُ: "أمرَ فِي بَوْلِ الأعرَابِىِّ (¬52) بِذَنُوبٍ" الذَّنُوبُ: الدَّلْوُ الْمَلأى مَاءً، وَلَا يُقَالُ لَهَا ذَنُوبٌ وَهِىَ فَارِغَةٌ (¬53) وَجَمْعُهَا (¬54) أَذْنِيَةٌ ذَنَائِبُ (¬55). قَوْلُهُ: "يَغْمُرُ" الْبَوْلَ (¬56) أَيْ: يُغَطِّيهِ وَيَعْلُوهُ وَيَزِيدُ عَلَيْهِ. وَقدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "فِي مَوْضِعٍ ضَاحٍ" (¬57) أَيْ بِارِزٍ لِلشَّمْسِ، (لَا يَسْتُرُهُ عَنْهَا شَىْءٌ) (¬58) [يُقَالُ ضَحَا الرَّجُلُ يَضْحَى] (¬59) قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} (¬60) أَيْ: لَا تَبْرُزُ لِلشَّمْسِ فَتُؤْذِيكَ. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ (¬61): يُقَالُ لِكُلِّ مَنْ كَانَ بَارِزًا فِي غَيْرِ مَا يُظِلُّهُ وَيُكِنُّهُ: إنَّهُ لَضَاحٍ (¬62). قَوْلُهُ: "الْمَرزُبَان" (¬63) بِضَمِّ الزَّاىِ: وَاحِدُ الْمَرَازِبَةِ مِنَ الْفُرْس، وَهُمُ الرُّؤسَاءُ، وَالْعُظَمَاءُ وَالْعُلَمَاءُ (¬64). قَوْلُهُ: "كالْزِّئْبِرِ فِي الثَّوْبِ" (¬65) بِكَسْرِ الزَّاىِ وَالْبَاءِ، وَالْهَمْزَةِ: هُوَ مَا يَعْلُو الثَّوْبَ الْجَدِيدَ مِنَ الزَّغَبِ، وَمَا يَعْلُوا الْخَزَّ. يُقَالُ: زَابَرَ الثَّوْبُ، فَهُوَ مُزَأْبِرٌ، وَمُزَأْبِرٌ، إِذَا خَرَجَ زِئْبِرُهُ (¬66) قَالَ يَعْقُوبُ (¬67): وَقَدْ قِيلَ: زِئبرُهُ، بضَمِّ الْبَاءِ. ¬

_ (¬46) خ: الصُّبي وفي المهذب 1/ 49: ويجزى في بول الغلام الذى لم يطعم الطعام النضح. (¬47) خ: هو. (¬48) منه: ساقط من ع. (¬49) ع: قال. (¬50) في معالم السنن 1/ 115. (¬51) ع: مراس. والمثبت في خ، ومعالم السنن. (¬52) خ: الصبى ومصححة في الحاشية بالرجل. وفي المهذب 1/ 49: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر في بول الأعرابى بذنوب من ماء. (¬53) أبو بكر بن الأنبارى: قال الفراء: الذنوب الدلو العظيمة. ويقال: الذنوب الدلو إذا كان فيها ماء المذكر والمؤنث 1/ 451 وكذا ذكر أبو البركات في البلغة 81 ونص عليه ثعلب في المجالس 1/ 97 وابن السكيت في إصلاح المنطق 334. (¬54) ع: جمعه. (¬55) في اللسان (ذنب 1521) كقلوص وقلائص. (¬56) في المهذب 1/ 49: وإنما أمر بالذنوب؛ لأنّ ذلك يغمر البول ويستهلك فيه. (¬57) المهذب 1/ 49: إذا أصاب الأرض نجاسة ذائبة في موضع ضَاحٍ مذهب أثرها تطهر. (¬58) ساقط من ع. (¬59) ساقط من خ. (¬60) سورة طه آية 119. (¬61) اللسان (ضحو 2561). (¬62) ع: ضاح والمثبت من خ، والتهذيب واللسان. (¬63) أبو الحسن بن المرزبان: مذكور في المهذب 1/ 50. (¬64) المعرب 317 وشفاء الغليل 240 وأدى شير 145. (¬65) في المهذب 1/ 50: اللبن المطبوخ المخلوط بالسرجين كالزئبر في الثوب فيحترق بالنار .. وإذا غسل طهر. (¬66) الفصيح 293 وأدب الكاتب 391، 392 وإصلاح المنطق 147 واللسان (زأبر 1799). (¬67) في إصلاح المنطق 147.

ومن كتاب الصلاة

وِمِنْ كِتَابِ الصَّلَاةِ أصْلُ الصَّلَاةِ: الدُّعَاءُ، قَالَ الأعْشَى (¬1): تَقُولُ بِنْتِى وَقَدْ قَرَّبْتُ مُرْتَحِلًا ... يَا رَبِّ جَنِّبْ أَبِي الأوْصَابَا وَالْوَجَعَا عَلَيْكِ مِثْلُ الَّذِى صَلَّيْتِ فَاغْتَمِضى ... نَوْمًا فَإنَّ لِجَنبِ الْمَرْء مُضطَجَعًا وَفي تَسْمِيَةِ الصَّلَاةِ صَلَاة لِأهْلِ الاشْتقَاقِ ثَلَاثَةُ أَقْوَال. قِيلَ: لِمَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاءِ (¬2). وَقِيلَ: لِرَفْعِ الصَّلَا فِي الرُّكُوعِ، وَهُوَ مَغرِزُ الذَّنَب مِنَ الْفَرَس (¬3)، وَقِيلَ: لِمَا فِيهَا مِنَ الْخُشُوعِ وَاللّينِ، يِقَالُ: صَلَيْتُ الْعُودَ بِالنَّارِ: إِذَا لَيَّنْتَهُ. وَالْمُصَلِّى يَلِين وَيَخْشَعُ. قَوْلُهُ: "ثَائِرُ الرَّأسِ" (¬4) أيْ: شَعِثُ الرَّأس، قَدْ تَفَرَّقَ وَانتشَرَ مِنْ تَرْكِ الامْتِشَاطِ وَالادِّهانِ. وَيُقَالُ: أثَارَ التُّرابَ إِذَا بَحَثَهُ بِقَوائِمِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَثَارُوا الْأَرْضَ} (¬5) أَيْ: حَرَثُوهَا (¬6) وَقَوْلُهُ: {لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ} (¬7) وَمِنْهُ سُمِّىَ الثَّوْرُ (¬8). قَوْلُهُ: "يُسْمَعُ دَوِىُّ صَوْتِهِ" الدَّوِىُّ بِفَتحِ الدَّالِ: الصَّوْتُ الْذِى لَا يُفْهَمُ، كَدَوِىِّ النَّحْلِ وَدَوِىِّ الْمَطر وَالرَّعْدِ وَالرِّيحِ. وَقَدْ فَسَّرَهُ (¬9) بِقَوْلِهِ: "لَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ" أيْ: لَا يُفْهَمُ، وَأصْلُهُ: فَعِيلٌ مِنْ دَوَى يَدْوِى دَوْيًا بِالْفَتْحِ، مِثْلُ الشَّهِيقِ وَالنَّهِيقِ وَالزَّفِيرِ، وَسَائِر الأصْوَاتِ الْمَفْتُوحِ أوَّلِهَا. وَأصْلُهُ "دَوِيىْ" فَأدْعِمَ لِاجْتِمَاعِ المِثْلَيْنِ. وَذَكَرَ ابْنُ بَاشَاذَ (¬10): أنَّهُ مَضْمُومٌ لِأنَّهُ مَصْدَرٌ مِثْلُ الوُلُوجِ وَالشُّذُوذِ وَالْعُكُوفِ. وَ "يَفْقَهُ" يُرْوَى بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِهَا. وَمَعْنَى إِلَّا أنْ تَطوَّعَ أيْ: تَفْعْلَ ذَلِكَ بِطوَاعِيَتَكَ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ، ولَا تَكْلِيفٍ، وَأصْلُهُ: تَتَطَوَّع. فَأبْدِلَتْ التَّاءُ (¬11) الثَّانِيَةُ طَاءً وَأُدْغِمَتْ فِي الطَّاءِ (¬12). قَوْلُهُ: "تَنْفِيرًا عَنِ الإسْلَام" (¬13) يُقَالُ: نَفَرَ عَنِ الشَّىْءِ: إذَا هَرَبَ مِنْهُ مَخَافَةً قَوْلُهُ: "سُقُوطُ الصَّلَاةِ عَنِ الْحَائِض غزِيمَةٌ" (¬14) أَيْ: شَرِيعَةٌ مَقْطُوعٌ بهَا. يُقَالُ: عَزَمْتُ عَلَى الشَّىْءِ عَزْمًا: إذَا أرَدْتَ فِعْلَهُ، وَقَطَعْتَ عَلَيْهِ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (¬15) أيْ: صَرِيمَةَ أمْرٍ (¬16). ¬

_ (¬1) ديوانه 13 والزاهر 1/ 138، 139 وغريب أبي عبيد 1/ 179. (¬2) الزاهر 1/ 138 والعين 7/ 154 وتهذيب اللغة 10/ 215 وغريب أبي عبيد 1/ 178 والفائق 2/ 309 والنهاية 3/ 50. (¬3) تهذيب اللغة 10/ 215 واللسان (صلو 2490). (¬4) في المهذب 1/ 50: روى طلحة بن عبيد الله (ر) قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -رجل من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوى صوته. . . إلخ الحديث انظر المهذب 1/ 50 ومعالم السنن 1/ 120 والنهاية 1/ 229. (¬5) سورة الروم آية 9. (¬6) معانى القرآن للفراء 2/ 322 ومعانى القرآن 2/ 119 وتفسير غريب القرآن 340. (¬7) سورة البقرة آية 71. وانظر تفسير غريب القرآن 54. (¬8) قال ابن قتيبة: ويقال للبقرة: المثيرة. (¬9) في الحديث: "يسمع دوى صوته ولا يفقه ما يقول". (¬10) طاهر بن أحمد بن باشاذ المصرى. ترجمته في معجم الأدباء 17/ 5 وإنباه الرواة 2/ 95 - 97. (¬11) التاء ساقطة من خ. (¬12) كذا في اللسان (طوع 2722) ومعانى الفراء 1/ 447 والنهاية 3/ 142. (¬13) فى المهذب 1/ 50: الكافر إذا أسلم لا يخاطب بقضاء الصّلاة؛ لأنّ في إيجاب ذلك عليه تنفيرا عن الإسلام فعفى عنه. (¬14) المهذب 1/ 51. (¬15) سورة طه آية 115. (¬16) قال الفراء: صريمة ولا حزما فيما فعل معانى القرآن =

قَوْلُهُ: "إحْدَى دَعَائِمِ الإسْلَامِ" (¬17) هِىَ جَمْعُ دِعَامَةٍ، وَهِىَ عَمُودُ الْبَيْتِ مِنَ الشَّعَرِ الَّذِى يُنْصبُ فِي وَسَطِهِ حَتَّى يَرْتفِعَ وَيَستقِيمَ (¬18) هَذَا أصْلُهُ. قَوْلُهُ: "يُنْخَسُ بِالسَّيْفِ" أيْ: يُلْكَزُ وَيُنْخَزُ (¬19) يُقَال: نَخَسَهُ بِالْعُودِ يَنْخُسُهُ وَيَنْخسُهُ (¬20) نَخْسًا وَمِنْهُ سُمِّىَ النَّخَّاسُ (¬21). قَوْلُهُ: "وَالْخبَرُ مُتَأوَّلٌ" (¬22) أيْ: يُرجَعُ فِيهِ إلَى تَأْوِيلٍ، وَهُوَ النَّظَرُ فِيمَا يَؤولُ إلَيْهِ مَعْنَاهُ (¬23)، مُشْتَقَّ مِنْ آل: إِذَا رَجَعَ. * * * ¬

_ = 2/ 193 وقال القتيبى: رأيا معزوما عليه. تفسير غريب القرآن 283 والصريمة والعزيمة واحد، عن أى الهيثم. ويقال: فلان ماضى الصريمة والعزيمة. انظر اللسان (صرم 2438) و (عزم 2932). (¬17) أى الصّلاة. انظر المهذب 1/ 51. (¬18) العين 2/ 60 وتهذيب اللغة 2/ 257، 258 والمحكم 2/ 29 واللسان (دعم 1384). (¬19) خ يلحز: تحريف. (¬20) وينخسها بالكسر مثلثة الخاء، كما في المحكم 5/ 51 واللسان (نخس 4376). (¬21) وهو دلال الدواب. انظر العين 4/ 200 والمحكم 5/ 51 واللسان لمصباح (نخس). (¬22) في المهذب 1/ 51: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر" والمذهب الأول والخبر متأول. (¬23) معناه: ليس في ع.

ومن باب مواقيت الصلاة

وَمِنْ بَابِ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ الْمَوَاقِيتُ: جَمْعُ مِيقَاتٍ، وَأصْلُهُ: مِوْقَاتٌ، بِالْوَاوِ، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ [يَاءً] (¬1) لانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا وَلِهَذَا ظَهَرَتْ فِي الْجَمْعِ، فَقِيلَ: مَوَاقِيتٌ، وَلَمْ يُقَلْ: مَيَاقِيتٌ. قَولُهُ: "الظِّلُّ الَّذِى (¬2) يَكُونُ لِلشَّخْصِ" (¬3) الشَّخْصُ: سَوَادُ الإنْسَانِ وَغَيْرِهِ، تَرَاهُ مِنْ بَعِيدٍ (¬4) يُقَالُ: ثَلَاثَةُ أشْخُصٍ، وَالْكَثِيرُ: شُخُوصٌ، وَأَشْخَاصٌ (¬5)، وَشَخُصَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ فَهُوَ شَخِيصٌ، أَيْ: جَسِيمٌ (¬6). قَوْلُهُ: "الْفَىْءُ مِثْلُ الشِّرَاكِ" (¬7) الظِّلُّ يَكُونُ أَوَّلَ النَّهَارِ، الَّذِى تَنْسَخُهُ الشَّمْسُ، أَيْ تُزِيلُهُ وَلَا يُقَالُ لَهُ فَىْءٌ، وَالْفَىْءُ يَكُونُ فِي آخِرِ النَّهَارِ الَّذِى يَنْسَخُ الشمْسُ وَلَا يُقَالُ لَهُ ظِلٌّ (¬8). قَالَ حَمِيدٌ: فَلَا الظِّلِّ مِنْ شَمْس الضُّحَى تَسْتَطِعُهُ ... وَلَا الْفَىْءَ مِنْ بَرْدِ الْعَشِىِّ تَذُوقُ (¬9) ¬

_ (¬1) تكملة من اللسان. (¬2) الذى ليس في ع. (¬3) في المهذب 1/ 51: أول وقت الظهر إذا زالت الشمس وآخره إذا صار ظل كلّ شيىء مثله غير الظل الذى يكون للشخص عند الزوال. (¬4) كذا في العين 4/ 165 واللسان (شخص 2211). (¬5) وَشِخاصٌ، كما في المحكم 5/ 12 واللسان. (¬6) اللسان (شخص 2212). (¬7) روى ابن عبّاس (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمَّنِى جبريل عند باب البيت مرتين، فصلى بي الظهر في المرة الأولى حين زالت الشمس والفىء مثل الشراك. ." المهذب 1/ 51. (¬8) ابن السكيت: الظل: ما نسخته الشمس، والفىء: ما نسخ الشمس، وأبو زيد: إنما الفىء ما كان شمسا فنسخها الظل. وحكى أبو عبيدة عن رؤبة قال: كلّ ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فىء وظل. وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل. انظر إصلاح المنطق 320 ونوادر أبي زيد 221 وغريب الخطابى 1/ 184 والمأثور عن أبي العميثل 58 ومجاز القرآن 2/ 76 وجمهرة اللغة 3/ 266 والنهاية 3/ 482 واللسان (فيأ 3495). (¬9) ديوان حميد بن ثور ص 40 والرواية فيه: فَلَا الظِلَّ مِنْهَا بالضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ ... وَلَا الفىءَ مِنْهَا بِالعَشِىِّ تَذُوقُ =

وَهُوَ الَّذِى أَرَادَ الشَّيخُ. وَمَعْنَى زَالَتِ الشَّمْسُ: أَى انْحَطَّتْ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ، وَمَالَتْ إلَى المَغرِبِ وَالْفَىْءُ يَكُونُ فِي زَمَانٍ دُوْن زَمَانٍ، وَبِلَادٍ دُوْن بِلَادٍ. وَأصْلُ الْفَىءِ: الرُّجُوعُ، يُقالُ: فَاءَ إِذَا رَجَعَ وَسُمِّىَ الظِّلُّ فَيْئًا؛ لِأنَّهُ مِنْ جَانِبٍ إلَى جَانِبٍ. وَالْفَىْءُ: الْغَنِيمَةُ أيْضًا، كِلَاهُمَا سَوَاءٌ. بِالْهَمْزِ (¬10). قَؤلُهُ: "الْعَتَمَةُ" (¬11) قَالَ الْخلِيلُ (¬12): الْعَتَمَةُ: الثُّلُثُ الأوَّلُ مِنَ اللَّيْلِ بَعْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ. وَقَدْ عَتَمَ اللَّيْلِ يَعْتِمُ، وَعَتَمُهُ: ظَلَامُهُ. وَالْعَتَمَةُ أيْضًا: بَقِيَّةُ اللَّبَنِ تُفِيقُ بِهِ النَّعَمُ تِلْكَ السَّاعَةِ (¬13)، يُقَالُ: حَلَبْنَا عَتَمَةً. وَالْعَتُومُ: النَّاقَةُ الَّتِى لَا تَدِرُّ إِلَّا عَتَمَة، يُقَالُ جَاءَنَا ضَيْفٌ عَاتِمٌ (¬14). وَقِرَئ عَاتِمٌ، أيْ: بَطِىءٌ، وَقَدْ عَتَّمَ قِرَاهُ: أَيْ أَبْطَأ (¬15). وَأصْلُهُ: ذَلِكَ الْوَقْتُ. وَأمَّا الشَّفقُ: فَهُوَ بَقِيَّةُ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَحُمْرَتُهَا فِي أوَّل اللَّيْلِ إلى قَرِيبٍ مِنَ الْعَتَمَةِ. وَقَالَ الخَلِيلُ (¬16): الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى وَقْتِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، فَإِذَا ذَهْبَ قِيلَ: غَابَ الشَّفَقُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ (¬17): سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: عَلَيْهِ ثَوْبٌ [مَصْبُوغٌ] (¬18) كَأنَّهُ الشَّفَقُ، وَكَانَ أحْمَرَ (¬19). وَالعِشَاءَانِ: الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ، وَلِذَلِكَ قَالُوا: عِشَاءُ الآخِرةِ. قَوْلُهُ (¬20): "شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" مَأخُوذٌ مِنْ فَاحَ الطِّيبُ: إِذَا تَضَوَّعَ، يُقَالُ: فَاحَتْ رِيحُ الْمِسكِ تَفِيحُ وَتَفُوحُ فَيْحًا وَفَوَحَانًا: إِذَا ظَهَرَتْ. وقالَ اللَّيْثُ (¬21): الْفَيْحُ: سُطُوعَ الْحَرِّ. يُقَالُ: فَاحَتِ الْقِدْرُ تَفِيحُ: إِذَا غَلَت. وَفَاحَتْ الشَّجَّةُ: إذَا نَفَخَتْ بِالدَّمِ (¬22). قَوْلُهُ: "خُضَّتْ بِالتَثْوِيبِ" (¬23) التَّثْوِيبُ: قَوْلُ الْمُؤَذنِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِّنَ النَّوْمِ، (¬24). وَمَعْنَى التَّثْوِيبِ: الرجُوعُ؛ لِأنَّهُ رَجَعَ إلَى ذِكْر الصَّلَاةُ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْهُ في قَوْلِهِ: حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ. (¬25) "ويُقَالُ": ثَابَ إلَى الْمَكَانِ: إذَا رَجَعَ. وَفِى الْمَثَلِ: "ثَابَ الفَهْمُ بَعْدَ مَا نَفَذَ السَّهْمُ" (¬26) قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} (¬27) أَيْ: يَرْجِعُونَ إلَيْهِ بِحَجِّهِمْ وَعُمْرَتِهِمْ. وَأنْشَدَ الشَّافِعِىُّ (¬28): مَثَابًا لِأفْنَاءِ الْقَبَائِلِ بَعْدَمَا ... تَخُبُّ إلَيْهِ الْيَعْمَلَاتُ الذَّوَابِلُ ¬

_ = ورواية الخطابى وابن السكيت كما هنا وبدل (شمس) برد. وكذا في الصحاح واللسان (فيأ). (¬10) مجاز القرآن 1/ 73، 2/ 72، 219 والمراجع السابقة. (¬11) في المهذب 1/ 52: ويكره أن يسمى العشاء: العتمة. (¬12) في العين 2/ 82. (¬13) والعرب يقولون: استعتموا نعمكم حتّى تفيق ثمّ احتلبوها. تهذيب اللغة 2/ 288 والمحكم 2/ 45 والصحاح واللسان (عتم). (¬14) في المحكم 2/ 45: أى مقيم. (¬15) السابق واللسان (عتم 2803). (¬16) العين 5/ 45 وذكره الفيومى في المصباح (شفق) وابن منظور عن التهذيب في اللسان (شفق 2292). (¬17) في معان القرآن 3/ 251. (¬18) تكملة من معانى القرآن. (¬19) نصّ الفراء: الشفق: الحمرة. وكان بعض الفقهاء يقول: الشفق: البياض؛ لأن الحمرة تذهب إذا أظلمت. وإنما الشفق البياض الذى إذا ذهب صلّيت العشاء الآخرة. والله أعلم بصواب ذلك وسمعت. . . إلخ. وعن الزجاج: الشفق: النهار، وبه فسر قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} وعن أبي هريرة أنه البياض، وبه قال أبو حنيفة لكنه رجع عنه. وهو الحمرة التى ترى بعد مغيب الشمس عند ابن قتيبة. تفسير غريب القرآن 521 أنظر المحكم 6/ 107 والمصباح والمغرب (ضفق) وقيل: هو من الأضداد يقع على الحمرة وبه أخذ الشافعى وعلى البياض وبه أخذ أبو حنيفة أنظر اللسان (شفق 2292). (¬20) - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم، المهذب 1/ 53 والحديث في البخارى مواقيت 1/ 142 ومسند أحمد 2/ 229 وغريب الخطابى 3/ 258، والنهاية 3/ 484. (¬21) تهذيب اللغة 5/ 262 والعين 3/ 307. (¬22) تهذيب اللغة عن الأصمعي وأبى زيد 5/ 262، والمحكم 3/ 346 واللسان (فيح 3497). (¬23) في المهذب 1/ 53 الصُّبح يدخل وقتها والناس في أطيب نوم. . . ولهذا خصت بالتثويب. (¬24) الزاهر 1/ 143. (¬25) خ: الذى. (¬26) لم أعثر بعد على هذا المثل. (¬27) سورة البقرة آية 125. (¬28) ذكره الأزهرى في شرح ألفاظ المختصر لوحة 24 وتهذب اللغة 15/ 151 وفيه: =

قَوْلُهُ: "ثَمَّ طَرَأ الْعُذْرُ" (¬29) بِالْهَمْزِ، أَيْ: حَدَثَ. قَوْلُهُ (¬30): {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (¬31) قَالَ أهلُ التَّفْسِيرِ كُلُّهُم: هِىَ صَلَاةُ الْفَجْرِ تَشْهَدُهَا مَلَائِكَةُ اللَّيلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ، أَيْ: تَحْضُرُهَا (¬32). قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬33): سُمِّيَتِ الصَّلَاةُ قُرْآنًا؛ لِمَا يُقْرَأْ فِيهَا مِنَ الْقُرْآنِ. وَأَصْلُ الْفَجْر: الانْشِقَاقُ وَمَعْنَاهُ: انْشِقَاقُ الظُّلْمَةِ عَنِ الضِّيَاءِ، قَالَ الله تَعَالَى: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} (¬34) أَيْ: انْشَقَّتْ وَهُمَا فَجْرَانِ: مُسْتَطِيلٌ ومُسْتَطِيرٌ (¬35). فَالْمُسْتَطِيلُ الْمُسْتَدِقُّ صَاعِدًا فِي الْجَوِّ شِبْهُ ذَنَبِ السِّرْحَانِ، وَهُوَ الذِّئْبُ. وَإنَّمَا شُبِّهَ بِهِ؛ لِكَوْنِهِ مُسْتَدِقًّا صَاعِدًا مِنْ غَيْرِ اعْتِرَاض، وَهُوَ الْكَاذِبُ، وَالْمُسْتَطِيرُ: الْمُنْتَشِرُ في الأفُقِ عَرْضًا، وَكُل مُنْتَشِرٍ مُسْتَطِيرٌ (¬36). قَالَ حَسَّانُ (¬37): وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِى لُؤىٍّ ... حَرِيقٌ بِالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ لُؤَىُّ: مَهْمَوزٌ: تَصْغِيرُ الَّلأى (¬38) وَهُوَ الثَّوْرُ الْوَحْشِىُّ (¬39). وَالبُوَيْرَةِ بِغَيْرِ هَمْزٍ: مَوْضِعٌ (¬40)، وَلَيْسَ بِتَصْغِيرِ بِئْرٍ. وَهُوَ الْفَجْرُ الصَّادِقُ؛ لِأنَّهُ صَدَقَ عَنِ الصُّبْحِ. قَؤلُهُ: "وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ" مُسَمَّاة بِاسْمِ أوْقَاتِهَا، فَأَمَّا الصُّبحُ، فَسُمِّىَ صُبْحًا؛ لِأنَّهُ يَجْمَعُ بَيَاضًا وَحُمْرَةً، يُقَالُ لِلرَّجُلِ الَّذِى عَلَتْهُ حُمْرَةٌ: أصْبَحُ (¬41). ذَكَرَهُ فِي الشَّامِلِ (¬42). وَأمَّا الظُّهْرُ: فَهُوَ الْوَقْتُ بَيْنَ الزَّوَالِ (¬43) وَالإبْرَادِ، مَأخُوذٌ مِنَ الظُّهُورِ، وَهُوَ الإرْتِفَاعُ، وَسُمِّىَ الظَّهِيَرَةَ أيْضًا (¬44)، قَالَ الله تَعَالَى: {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} (¬45) وَالْعَصْرُ: سُمِّيَتْ عَصْرًا بِاسْمِ ذَلِكَ الْوَقْتِ (¬46)، وَالْعَصرُ: مِنَ الإبْرَادِ إلَى تَطْفِيلِ الشَّمْسِ، قَالَ الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: ¬

_ = قال الفراء: أنشد الشافعى بيت أبي طالب. وكذا في اللسان (ثوب- ذبل) ولم أجده في الديوان. (¬29) في المهذب 1/ 54: إذا أدرك جزء من أول الوقت ثمّ طرأ العذر. . . فإن لم يدرك ما يتسع لفرض الوقت: سقط الوجوب. (¬30) في المهذب 1/ 53: ويكره أن تسمى صلاة الغداة لأنّ الله تعالى سماها بالفجر فقال تعالى: {الآية}. (¬31) سورة الإسراء آية 78. (¬32) انظر الكشاف 2/ 195 وتفسير أبي السعود 3/ 228 ومجاز القرآن 1/ 388 ومعانى القرآن 2/ 129. (¬33) في الغريبين 2/ 115. (¬34) سورة البقرة آية 60. (¬35) تهذيب اللغة 7/ 503 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 22. (¬36) المحكم 7/ 275 واللسان (فجر 3351) و (طير 2737) والنهاية 3/ 151 وفي الحديث: "الفجر فجران فالذى كأنّه ذنب السرحان لا يحرم شيئا وأمّا المستطير الذى يأخذ الأفق فإنّه يحل الصَّلاة ويحرم الصوم، وانظر تفسير الطبرى 3/ 515، 516. (¬37) ديوانه 1/ 210. (¬38) اللأى: بوزن اللَّعَا. اللسان (لأى 3978). (¬39) قال ابن دريد في الاشتقاق 24: واشتقاق لؤى من أشياء: إمّا تصغير لواء الجيش، وهو ممدود، وتصغير لوى الرمل وهو مقصور، أو تصغير لأى تقدير لعا وهو الثور الوحشى وهو مقصور مهموز. (¬40) المشترك وضعا والمفترق صقعا 72 ومراصد الاطلاع 1/ 232. (¬41) في العين 3/ 126: الصبح: شدة حمرة في الشعر وهو أصبح. نقله في التهذيب 4/ 267 وقال: أبو عبيد عن الأصمعى: الأصبح قريب من الأصهب. وقال شمر: الاْصبح: الذى يكون في سواد شعره حمرة، ومنه صبح النهار مشتق من الأصبح. قال الأزهرى: ولون الصبح الصادق يضرب الى الحمرة قليلا. وقيل: الصبحة: لون قريب من الشهبة، والأصبح من الشعر: الذى يخلطه بياض بحمرة، ذكره ابن سيده في المحكم 3/ 122 وهو مناسب لقول الليث: الصبيح الوضىء الوجه. تهذيب اللغة 4/ 268. وقولهم: الصُّبح: بريق الحديد وغيره. المحكم 3/ 122 واللسان (صبح 2390). (¬42) ..................... (¬43) في العين 4/ 37: والظهر: ساعة الزوال ومنه يقال: صلاة الظهر. وكذا في المحكم 4/ 207 واللسان (ظهر 2769). (¬44) قال ابن سيده: وقيل الظهر مشتق منها. (¬45) سورة النور آية 58. (¬46) العصران: الغداة والعشى. والعصر العشى إلى إحمرار الشمس وصلاة العصر مضافة إلى ذلك الوقت العين 1/ 343 والمحكم 1/ 265.

آنَسَتْ نَبأَةً وَأَفْزَعَهَا الْقَـ ... نَّاصُ عَصْرًا وَقَدْ دَنَا الإمْسَاءُ (¬47) وَالْعَصْرَانِ: الْغَدَاةُ وَالْعَشِىُّ. وَقِيل. اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ (¬48). ذَكَرَهُ فِي الشَّامِلِ (¬49). وَحُكِىَ عَنْ أَبِى قِلَابَةَ (¬50): إنَّمَا سُمِّىَ الْعَصرُ؛ لأنَّهَا تُعْصَرُ (¬51)، وَالإعْتَامُ: التَّأخِيرُ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَأمَّا الْمَغْرِبُ فَلَا يَحْتَاجُ إلَى تَفْسيِرٍ (¬52). قَوْلُهُ: "القُنُوتُ فِي الصُّبحِ" (¬53) هُوْ الدُّعَاءُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "قَنَتَ عَلَيْهِمْ شَهْرًا، أَيْ: دَعَا وَيَكُوُن القُنُوتُ أيْضًا: الطَّاعَةُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (¬54) أيْ: مُطعِينَ. وَقَوْلُهُ: {كَانَ أُمَّةً قَانِتًا} (¬55) أَيْ: مُطِيعًا. قَالَ ابْنُ الأنْبَارِىِّ (¬56): القُنُوتُ يَنْقَسِمُ عَلَى أرْبَعَةِ أقْسَامٍ: الصَّلَاةُ، وَطُولُ الْقِيَام، وَإقَامَة الطَّاعَةِ، وَالسُّكُوت. وَمِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بْن أرْقَمَ: "كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى نَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} فَأمْسَكْنَا (¬57). وَأمَّا طُولُ الْقِيَامِ، فَمَا رُوِىَ أَنَّ النَّبِىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أفْضَلِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ" أَيْ: الْقِيَامِ (¬58). قَوْلُهُ (¬59): "لَيْسَ التَّفْرِيطُ فِي النَّوْمِ" التَّفْرِطُ: هُوَ التَّضْيِيعُ وَالتَّقْصِيرُ، قَالَ ابْنُ عَرَفَة (¬60): هُوَ تَرْكُ الشَّىْءِ حَتَّى يَمْضىَ وَقْتُ إمِكَانِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إلَى وقْتٍ يَمْتَنِعُ فِيهِ، يُقَالُ: "فَرَّطَ" بِالتَّشْدِيِد: إذَا قَصَّرَ (¬61)، وَ"فَرَطَ" بالتَّخْفِيفِ: إذَا تَقَدَّمَ (¬62): وَ"أفْرَطَ": إذَا جَاوَزَ الْحَدِّ (¬63). ¬

_ (¬47) شرح القصائد السبع الطوال 442 قال ابن الأنباري. وعصرا معناه عشيًا، وإنَّما سميت الصّلاة عصرا؛ لأنّها في آخر النهار. (¬48) العين والمحكم وتهذيب اللغة 2/ 13، 14 واللسان (عصر 2968) والمصباح (عصر). (¬49) ................................... (¬50) عبد الله بن زيد بن عمرو محدث ثقة توفى سنة 104 هـ ترجمته في أسد الغابة 6/ 385 وطبقات ابن سعد 7/ 183 وتهذيب التهذيب 5/ 224. (¬51) في تهذيب اللغة 2/ 14: والعصر الحبس وسميت عصرا؛ لأنّها تعصر أى: تحبس عن الأولى. وفي اللسان: الصلاة الوسطى: صلاة العصر وذلك لأنّها بين صلاتى النهار وصلاة الليل والعصر الحبس وسميت عصرا لأنّها تعصر أى تحبس عن الأولى. (¬52) في العين 1/ 14 والعشاء: أول ظلام الليل. قال ابن سيده: وقيل: هو من صلاة المغرب الى العتمة المحكم 2/ 206، وفى تهذيب اللغة 3/ 59: وصلاة العشاء: هى التى بعد صلاة المغرب ووقتها: حين يغيب الشفق. وعن النضر: العشاء حين يصلي الناس لعتمة. (¬53) في المهذب 1/ 35: ولا قنوت إلا في الصبح. (¬54) سورة البقرة آية: 238. (¬55) سورة النحل آية: 120. (¬56) في الزاهر 1/ 163. (¬57) السابق وغريب أبى عبيد 3/ 134 وغريب الخطابى 1/ 691 واللسان (قنت 3747). (¬58) صحيح مسلم 2/ 175 وغريب الحديث 3/ 133 والزاهر 1/ 164. (¬59) في المهذب 1/ 53: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس التفرط في النوم إنما التفريط في اليقظة، أن يؤخر الصّلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى" والحديث في تحفة الأحوذى 1/ 527. (¬60) إبراهيم بن محمّد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة - نفطويه النحوى اللغوى توفى منة 323 هـ. ترجمته في معجم الأدباء 1/ 256 وإنباة الرواة 1/ 178. (¬61) كذا في المصباح (فرط) واللسان (فرط 3392) والنهاية 3/ 435 ومجاز القرآن 1/ 190، 191. (¬62) ذكره ابن السكيت في إصلاح المنطق 67، 68، وغريب أبي عبيد 1/ 44، 45 ومنه حديث "أنا فرطكم على الحوض" والفائق 3/ 97 والنهاية 3/ 434 واللسان (فرط 3389). (¬63) المصباح (فرط) واللسان (فرط 3391) والنهاية 3/ 434.

ومن باب الأذان

ومِنْ بَابِ الأذَانِ أَصْلُ الأذَانِ في اللُّغَةِ: الإِعْلَامُ (¬1)، قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (¬2). وَقَوْلُهُ: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ} (¬3) أَيْ: إعْلَامٌ. فَالْمُؤَذنُ يُعْلِمُ النَّاسَ بِدُخُول الْوَقْتِ. وَاشْتِقَاقُهُ: مِنَ الأذَانِ، لِأنَّ بِهَا يُسْمَعُ الأذَانُ، أَىْ: الإِعْلَامُ. هَكَذَا ذَكَرَهُ الزَّجَّاجُ (¬4) وَآذَنْتُكَ بِالْأمْرِ، أَيْ: أوْقَعْتُهُ في أُذُنِكَ فَسَمِعْتَه. وَفِيه لُغَتَانِ: آذَنَ، وَأَذَّنَ: إذَا كَانَ بِمَعْنَى الإِعْلَامُ، وَإنَّمَا شُدِّد مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرًا، قَالَ الله تَعَالَى: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ} (¬5) أيْ: أعْلَمَ. وَقَالَ: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} (¬6) أعْلَمْتُكُمْ فَاسْتَوَيَتَا في الْعِلْم (¬7). قَوْلُهُ: "مَشْرُوعَانِ لِلصَّلَوَاتِ الْخمْسِ" (¬8) الْمَشْرُوعُ: لَفْظٌ يَشْتَمِلُ عَلَى الْوَاجِبِ وَالْمَسْنُونِ فَعَمَّ بِذَلِكَ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ بِوُجُوبِهِمَا، وَقَؤلَ مَنْ يَقُولُ: إنَّهُمَا سُنَّتَانِ. قَوْلُهُ: "اسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ" (¬9) أَيْ: اسْتَخْرَجَ رَأيَهُمْ، مِنْ شُرْتُ الْعَسَلَ: إذَا استخْرَجْتَهُ مِن بَيْتِ النَّحْلِ. يُقالُ: شُرْتُ العَسَلَ، وَأشَرْتُهُ، وَاشْتَرْتُهُ (¬10)، فَهُوَ مَشُورٌ (¬11)، وَمُشْتَارٌ وَمُشَارٌ. قَالَ (¬12): . . . . . . . . . . ... وَحَدِيثٍ مِثْلِ مَاذِىٍّ مُشَارِ وَقَالَ العُزَيْزِىُّ (¬13): مَأخُوذٌ مِنْ شُرْتُ الدَّابَّةَ وَشَوَّرْتُهَا (¬14): إذَا اسْتَخْرَجْتَ جَرْيَهَا، وَعَلِمْتَ خَبَرَهَا. قَوْلُهُ: "النَّاقُوسُ" هُوَ آلةٌ مِنْ نُحَاسٍ أوْ خَشَبٍ، قَالَ (¬15): صَوْتُ النَّوَاقِيسِ بِالأسْجَارِ بَلِ الدْ ... يُوكِ الَّتِى هَيَّجْنَ تَشْوِيقى ¬

_ (¬1) الزاهر 1/ 122 ومجاز القرآن 1/ 252، 2/ 43 والغريبين 1/ 31، 32 وتهذيب اللغة 15/ 18. (¬2) سورة الحج آية: 27. (¬3) سورة التوبة آية: 3. (¬4) في المعانى 2/ 474. (¬5) سورة الأعراف آية: 44. (¬6) سورة الأنبياء آية: 109. (¬7) كذا في الغريبين 1/ 31،32 وشرح ألفاظ المختصر ل 23 وخص بعضهم أذن: في الأذان بالتصويت والإعلان، قال سيبويه: وأذنت أعملت، النداء والتصويت كإعلان الكتاب 4/ 62. وقال ابن الأثير: يقال: آذن يؤذن إيذانًا، وأذن يؤذن تأذينا، والمشدد مخصوص في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة. النهاية 1/ 34. (¬8) في المهذب 1/ 54: الأذان والإقامة مشروعان. . . . إلخ. (¬9) في المهذب 1/ 54: روى أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - استشار المسلمين فيما يجمعهم على الصلاة. فقالوا: البوق فكرهه من أجل اليهود ثمّ ذكر الناقوس فكرهه من أجل النصارى. . . إلخ. (¬10) كذا في العين 6/ 280 وغريب أبي عبيد 3/ 322 وفعلت وأفعلت للزجاج 54 والمخصص 14/ 241 وتهذيب اللغة 11/ 404. (¬11) انشدوا على "شور": كَأْن جَنِبًا مِنَ الزَّنْجَبِيـ ... ــل بَاتَ بِفيْهَا وَأرْيَا مَشُورَا وهو للأعشى (¬12) عدى بن زيد. ديوانه 95 والمراجع السابقة. وصدره: "فِي سَمَاعٍ يَأذَنُ الْشَّيْخُ لَهُ". (¬13) في تفسير غريب القرآن: 32. (¬14) خ: جريه وخبره. والمثبت من تفسير الغريب للعزيزى. وفي نوادر أبي زيد 541، 542 شورتها تشويرا وشرتها أشورها شورا. وأضاف ثعلب في مجالسه 228: وأشرتها وهى قليلة. وانظر العين 6/ 281 وتهذيب اللغة 11/ 406 وغريب الخطابى 1/ 435 واللسان (شور 2357) والمصباح (شور). (¬15) لم أعثر له على قائل.

تَضْرِبُهَا النَّصَارَى عِنْدَ صَلَاتِهِمْ، يُقَالُ: نَقَسَ: إِذَا ضَرَبَ بِالنَّاقُوسِ (¬16). قَوْلُهُ (¬17): "الأئِمَّةُ ضُمَنَاءُ وَالأمَنَاءُ أحْسَنُ حَالًا مِنَ الضُّمَنَاءِ" (¬18) مَعْنَاهُ: أنَّهُ يُحْمَلُ عَلَيْهِمْ كُلُّ سَهْوٍ في الصَّلَاةِ، وَلَيْسَ مِنْ ضَمَانِ الْغَرَامَةِ. وَقِيلَ: إنَّهُ يَسْقُطُ عَنْهُمْ فَرْضُ الْكفَايَةِ فِى صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ، وَأمَنَاءُ: عَلَى دُخُولِ الْمَوَاقِيتِ، وَمُرَاعَاتِهَا، فَلَا يُفَرَّطُ فيؤَخرُ الْأذَانَ عَنْ وَقْتِهِ، وَلَا يُعَجِّلُ فيؤَذِّنُ قَبْلَ دُخُول الْوَقْتِ فَلَا يُجْزِئهُمْ. قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬19): يُرِيدُ: أنَّهُ يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْم صَلَاتَهُمْ. وَمَعْنَى الضَّمَانَةِ: الْحِفْظُ وَالرِّعَايَةُ) (¬20). قَولُهُ: "لَاسْتهَمُوا" (¬21) أيْ: اقْتَرَعُوا بِالسِّهَام؛ لِأنَّ الْقُرْعَةَ تَكُونُ بِسِهَامِ النَّبْلِ عِنْدَ الْعَرَبِ. قَوْلُهُ: "صُقْعٌ" (¬22) الصُّقْعُ: النَّاحِيَةُ: قَوْلُهُ: "مِنَ شِعَارِ الإسْلَامِ" بِالْكَسْرِ، أَيْ: عَلَامَتِهِ، يُقَالُ: شَعَرَ بِالشَّىْءِ: إذَا عَلِمَهُ (¬23). وَأَشْعَرَ الْهَدْىَ، أيْ (¬24): جَعَلَ لَهُ عَلَامَةً يُعْرَفُ بِهَا (¬25). قَوْلُهُ: "حَتَّى ذَهَبَ هَوِىُّ مِنَ اللَّيْلِ" (¬26) بِفَتْحِ الْهَاءِ. أَيْ: هَزِيعٌ مِنْهُ، وَهُوَ: طَائِفَةٌ مِنْهُ (¬27). وَأمَّا "الْهُوِىُّ" بالضَّمٌ فَالسُقُوطُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ (¬28). قَوْلُهُ: "الله أكْبَرُ" قَالَ أهْلُ اللُّغةِ: أكْبر، هَا هُنَا: بِمَعْنَى كَبِير، قَالَ الْفَرَزْدَقُ (¬29): إنَّ الَّذِى سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأطْوَلُ أيْ: عَزِيزَةٌ طَوِيلَةٌ (¬30). وَقَالَ آخَرُ (¬31): إنِّى لَأمْنَحُكِ الصُّدُودَ وَإنَّنى ... قَسَمًا إلَيْكَ مَعَ الصُّدُودِ لَأميَلُ أَيْ: لَمَائِلُ. وَالشَّوَاهِدُ لِهَذَا كَثِيرَةٌ (¬32). وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} (¬33) أَيْ: هَيِّنٌ (¬34) وَفِيهِ خِلَافٌ (¬35). ¬

_ (¬16) العين 5/ 80 وأفعال السرقسطى 3/ 198 والمحكم 6/ 146، والمصباح (نقس). (¬17) في المهذب 1/ 54: الأذان أفضل من الأمامة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء" والأمناء أحسن حالا من الضمناء. (¬18) خ: والأمين أحسن حالا من الضمين. والمثبت من المهذب. والحديث في غريب الخطابى 1/ 636 ومسند أحمد 2/ 232 وتحفة الأحوذى 1/ 614 والنهاية 3/ 102. (¬19) في الغريبين 2/ 20. (¬20) إلى هنا ساقط من ع. (¬21) في المهذب 1/ 55: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يعلم الناس ما في النداء أو الصف الأوّل ثمّ لم يجدوا إِلَّا أن يستهموا عليه لاستهموا". (¬22) في المهذب 1/ 55: في الأذان والإقامة: هما فرض من فروض الكفاية، فإن اتفق أهل بلد أو أهل صقع على تركهما قوتلوا عليه؛ لأنّه من شعار الإسلام فلا يجوز تعطله. (¬23) ع: أشعر الشيىء إذا أعلمه. (¬24) أى: ليس في ع. (¬25) كذا في العين 1/ 288، 289 وغريب أبي عبيد 2/ 64، 65 وتهذيب اللغة 1/ 416 - 423 والمحكم 1/ 222 - 226 والنهاية 2/ 497. (¬26) في المهذب 1/ 55: يقيم للصلاة الفائتة ولا يؤذن، لما روى أبو سعيد الخدرى: "حبسنا يوم الخندق حتى ذهب هوى من اللّيل حتّى كفينا .. إلخ الحديث. (¬27) كذا ذكر الزمخشرى في الفائق 4/ 119. (¬28) المحكم 4/ 327 وكتاب تهذيب اللغة 6/ 488 والفائق 4/ 117 والمصباح (هوى). قال الخطابى: قد يكون ذلك في الهبوط والصعود بدليل قوله: "وَالدَّلْوُ فِي اصْعَادِهَا عَجْلَى الْهُوِى ... وَالعَيشُ تَهْوى هُويًا. غريب الحديث 1/ 417، 218 وأنظر تهذيب اللغة 6/ 488 والمحكم 4/ 327 وكتاب الجيم 3/ 324. (¬29) ديوانه 2/ 155. (¬30) الزاهر 1/ 122، 123. (¬31) الأحوص الأنصارى - ديوانه 177 وروايته: أصبحت أمنحك. والمثبت هنا من الزاهر 1/ 122 ومجاز أبي عبيد 1/ 121 وثمار القلوب 316. (¬32) خ: في شواهد له كثيرة. (¬33) سورة الروم آية 27. (¬34) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/ 121 وابن الأنبارى في الزاهر 1/ 122 وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 341 وانظر تفسير القرطبى 14/ 22 والمبرد في الكامل 2/ 307 - 309. (¬35) قال الفراء في المعانى 2/ 324 (وهو أهون عليه) أى على المخلوق؛ لأنّه يقال له يوم القيامة (كن فيكون) =

وَقَالَ أَهْلُ النَّحْوِ (¬36): مَعْنَاهُ: الله. أكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَىءٍ، فَحُذِفَتْ مِنْ وَمَا اتَّصَلَ بِهَا كَمَا تَقُولُ: أبُوكَ أفْضَلُ، وَأخُوكَ أعْقَلُ، أيْ: أفْضَلُ، وَأَعْقَلُ. مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ (¬37): إِذَا مَا سُتُورُ البَيْتِ أُرْخِينَ لَم يَكُنْ ... سِرَاجٌ لَنَا إِلَّا وَوَجْهُكَ أنْوَرُ أرَادَ: أنورُ مِنْ مِنْ غِيْره غَيْرهِ، وَذَلِكَ لِأنَّهُ خَبَرُ مُبتدَإٍ (¬38)، وَالْخَبَرُ: ومَا أفَادَ السَّامِعَ، وَلَا تَقَعُ الإفَادَةُ إلَّا بتقْدِيرِ المَحْذُوفِ. وَالأذان: مَوْقُوفٌ سَاكِنٌ.، قال الْمُبَّردُ (¬39): فإذا وَصَلتَ قُلْتَ: اللهُ أكْبَرَ اللهُ أكْبَرَ. بِفتْحِ الرَّاءِ الأولَي، فَتَحَوَّل فَتْحَةَ الْهَمْزَةِ (¬40) مِنْ اسْمِ اللهِ إلَى الرَّاءِ وَتُحَرَّكهَا بِحَرَكَتِهَا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (¬41) بِفَتْحِ الْمِيمِ لّمَّا وُصِلَ وَكَانَ "أَلَم" سَاكِنًا. قَوْلُهُ: "أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِله إِلَّا اللهُ"، قَالَ ابنْ الْانْبَارىِّ (¬42): مَعْنَاهُ: أَعْلَمُ أَن (¬43) لَّا إله إِلَّا الله وَأبَيَّنُ أَنَّ أَنَّ لَا إِله إِلَّا اللهُ" وَلِهَذَا سُميَت الْشَّهَادَةُ بَيِّنَةً. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (¬44): {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} (¬45) مَعْنَاهُ: بَيَّنَ اللهُ ذلِكَ وَأَعْلمَ أَنَّه لَا إِله إِلَّا هُوَ. وَشَهِدَ الشَّاهِدُ بِالحَقٌ عِنْدَ الحَاكِم، مَعْنَاهُ: بَيَّنَ لِلْحَاكِمِ وَأَعْلمَهُ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْخبَرِ. قَوْلُهُ: "أشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ" قَالَ أَبُو بَكْر (¬46): مَعْنَاهُ أيْضًا: أُبَيِّنُ وَأَعْلَمُ. قَوْلُهُ (¬47): "مُحَمَّدًا" اسْمٌ عَرَبِىٌّ تَسْتَعْمِلُهُ الْعَرَبُ فِي الْمُسْتَغرِقِ لِجَمِيع الْمَحَامِدِ؛ لِأنَّ الْحَمْدَ لَا يّسْتَوجِبُهُ إِلَّا الْكَامِل. وَالتَّحْمِيدُ (قَوْلُكَ) (¬48) الحَمْدُ، وَلَا يسْتَحِقُّهُ إِلَّا الْمُستَوْلِى عَلَى الأمْرِ: الْكَمَال. وَالُمُحَمَّدُ: الَّذِى يُحْمَدُ كَثِيرًا، وَينسَبُ إلَى الْحَمْدَ (¬49). قَال زُهَيْرٌ (¬50): . . . . . . . . . . ... ثِمَالْ الْيَتَامَى فِي السِّنِينَ مُحَمَّدُ فَأَكْرَمَ اللهُ نّبِيَّهُ [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] (¬51) بِاسْمٍ مُشْتَقٌ مِنْ اسْمِهِ تَعَالَى. وّفِى ذَلِكَ يَقُولُ حَسَّانُ (¬52): وَشَقَّ لَهُ مِنْ اسْمِهِ كَىْ يُجِلَّهُ ... فّذُو العَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ قَوْلُهُ: "رَسُولُ اللهُ" الرَّسُولُ مَعْنَاهُ فِي اللُّغةِ: الَّذِى يُتَابعُ الأخبَارَ مِنَ الَّذِى بَعَثَهُ، أَخْذًا مِنْ قَوْلهِمْ: ¬

_ = وأول خلقه نطفة ثم من علقة ثم من مضغة. ونقله ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 341 وانظر في الرد عليه مجاز القرآن وتفسير القرطبى. (¬36) علق ابن الأنبارى بأن المقصود: الكسائي والفراء وهشام. الزاهر 1/ 123 وانظر خزانة الأدب 8/ 242 - 247 والكامل 2/ 307 - 309. (¬37) ورد من غير نسبة في معانى الفراء 2/ 83 والزاهر لابن الأنبارى 1/ 124 وشرح القصائد السبع الطوال 467 وخزانة الأدب 8/ 244 والأزهية في علم الحروف 239. (¬38) ع: خبر مسند. (¬39) المبرد: ليس في ع. (¬40) خ: الألف. والمثبت من ع وكلا الإطلاقين صحيح غير أنّه قرئ "ألله" بهمزة القطع، كما سيأتى. (¬41) سورة آل عمران آية 1، 2 قال الفراء: قرأت القراء (ال م الله) في آل عمران، ففتحوا الميم؛ لأن الميم كانت مجزومة لنية الوقف عليها. . فتركت العرب همزة الألف من (ألله) فصارت فتحتها في الميم لسكونها. وقد قرأها الرؤاسي (ألَم ألله) بقطع. . وبلغنى عن عاصم أنّه قرأ بقطع الألف. معاني القرآن 1/ 9 وانظر مجاز القرآن 1/ 28 وتأويل مشكل القرآن 230 - 239 ومعاني القرآن للزجاج 1/ 21 - 30، 373، والكشف 1/ 64 والزاهر 1/ 126. (¬42) في الزاهر 1/ 125. (¬43) خ: أنه. والمثبت من ع واللسان (شهد) وفي الزاهر: أنه. (¬44) خ: تعالى. (¬45) سورة آل عمران آية 18. (¬46) الزاهر 1/ 127. (¬47) من ع. (¬48) خ: قول. (¬49) انظر العين 3/ 188 والزاهر 2/ 84، 129، 130، والاشتقاق 8 وتهذيب اللغة 4/ 435، 536 والمحكم 198، 199. (¬50) ديوانه بشرح ثعلب 233 وصدره: أليس بفياض يداه غمامة ... . . . . . . . . . . . . . (¬51) زيادة من حاشية خ. (¬52) ديوانه 1/ 306 والخزانة 1/ 223.

جَاتَ الإبِلُ رَسَلًا، أَيْ: مُتَتَابِعَةً، قَالَ الأَعْشَى (¬53): يَسْقِى رِيَاضًا لَهَا (¬54) قَدْ أصْبَحَتْ غَرَضًا (¬55) ... زَوْرًا (¬56) تَجَانَفَ عَنْهَا الْقَوُدُ وَالرَّسَلُ وَالْقَوْدُ: الْخَيْلُ. والرَّسَلُ: الإبِل الْمُتَتَابِعَة (¬57). قَوْلُهُ: "حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَىَّ: كَلِمَةٌ مَعْنَاهَا: هَلُمَّ، أَيْ: تَعَالَوْا إلَيْهَا، وَأَقْبِلُوا عَلَيْهَا (¬58). وَعَلَى، هَا هُنَا: بِمَعْنَى إلَى، أَيْ: هَلُمَّ إلَى الصَّلَاةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: "إذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَىَّ هَلًا بِعُمَرَ" (¬59) رَضِىَ الله عَنْهُ (¬60). وَحَىَّ: كَلِمَةٌ عَلَى حِدَةٍ، وَمَعْنَاهَاْ: هَلُمَّ، وَهَلًا: حَثِيثًا (¬61)، فَجُعِلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَمَعْنَاهُ: إذَا ذُكِرُوا: فَهَاتِ وَعَجِّلْ بِعُمَرَ. وَذَكَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬62) فِيهَا لُغاتٍ: حَيَّهَلَ بِفَتْحِ اللَّامِ، وَحَيَّهَلَا، بِألِفٍ مَزيدَةٍ، قَالَ (¬63). بِحَيَّهَلَا يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ ... أمَامَ الْمَطَايَا سَيْرُهَا الْمُتَقَاذِفُ وَحَيَّهَلًا بِالتَنْوينِ لِلتَّنْكِيرِ، وَحَيَهَلَا بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ (¬64)، وَحَيَّهْلَ بِالتَّشْدِيدِ وَإسْكَانِ الْهَاءِ، وَعُلِّلَ بِاسْتِثْقَال تَوَالِى الْحَرَكَاتِ، وَاسْتَدْرِكَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: الصَّوَابُ: حَيَهْلَ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْهَاءِ، وَأنَّ هَذَا التَّعْلِيلَ إنَّمَا يَصِحُّ فِيهِ لَا فِي الْمُشَدَّدِ، وَتَلْحَقُهُ (¬65) كَافُ الْخِطَاب، فَيُقَالُ: حَيَّهَلَكَ الثَّرِيدُ. وَسَمِعَ أَبُو مَهْدِيَّةَ الأعْرَابِىُّ رَجُلًا يَقْولُ لِصَاحِبهِ "زُود"، فَسَأَلَ عَنْهُ فَتُرْجِمَ بِـ"عَجِّلْ" (66) فَقَالَ (¬66): أفَلَا [يَقُولُ] (¬67) حَيَّهَلَكَ (¬68) وَيُقَالُ: "فَحَىَّ بُعُمَرَ". قَوْلُهُ: "الحَيْعَلة" (¬69) حِكَايَةُ قَوْلِهِ: حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَىَّ عَلَى الْفَلَاحِ (¬70)، قَالَ الشَّاعِرُ (¬71): ألَّا رُبَّ طَيفٍ مِنْكِ (¬72) بَاتَ مُعَانِقِى ... إلَى أن دَعَا دَاعِى (¬73) الفلَاحِ فَحَيْعَلَا وَنَظِيُرُهَا فِي الْكَلَامِ الْبَسْمَلَةُ وَالْحَوْلَقَةُ، وَيُقَالُ: الْحَوْلَقَةُ: إذَا قَالَ: بِسْمِ اللهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ وَكَذَلِكَ (¬74) بَسْمَلَ، وَحَوْقَلَ (¬75): إذَا قَالَ ذَلِكَ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬76): لَقَدْ بَسْمَلَت لَيْلَى غَدَاةَ لَقِيتُها ... فَيَاحَبَّذَا (¬77) ذَاك الْحَبيبُ (¬78) الْمُبَسْمِلُ ¬

_ (¬53) ديوانه 109 وروايته: يَسْقِى دِيَارا لَهَا قَدْ أّصْبَحَتْ عُزُبًا ... . . . . . . . . . . . . (¬54) خ: ديارًا لنا. كما في الزاهر 1/ 127. (¬55) خ عزبا كا في الديوان. (¬56) خ: مما تجانف. والزاهر: زوراء أجنف. (¬57) الزاهر 1/ 127 واللسان (رسل 1643). (¬58) الزاهر 1/ 130. (¬59) في الزاهر: وفي حديث ابن مسعود. وانظر الحديث في الفائق 1/ 342، والنهاية 1/ 472 وغريب ابن الجوزى 1/ 258. (¬60) رضى الله عنه ليس في خ. (¬61) في تهذيب اللغة 5/ 282: حى: حث ودعاء، وحى هلا: أعجل. وقال الخطابى: حى هلا: كلمة حث واستعجال غريب الحديث 1/ 438 وكذا في النهاية 1/ 472 واللسان (حى 1082). (¬62) الفائق 1/ 342. (¬63) النابغة الجعدى ملحق ديوانه 247 وفى اللسان (حيى) لمزاحم. وفي (قذف) للنابغة الجعدى وفي التهذيب من غير نسبة، وفي الكتاب 3/ 300 للنابغة الجعدى، وكذلك في الخزانة 8/ 269 وقال ابن المستوفى: إنَّه لمزاحم العقيلى. (¬64) ع: اللام والمثبت من خ والفائق. (¬65) خ: ويلحق والمثبت من ع والفائق. (¬66) ساقط من خ. (¬67) تكملة من التهذيب واللسان والفائق. (¬68) المعرب 9، 176 وتهذيب اللغة 5/ 283 واللسان (حيى 1082). (¬69) في المهذب 1/ 56: فإن كان في أذان الصبح زاد فيه التثويب، وهو أن يقول بعد الحيعلة: الصلاة خير من النوم مرتين. (¬70) الزاهر 1/ 104 والعين 1/ 68 وتهذيب اللغة 1/ 55 والفاخر 33 إصلاح المنطق 303 والمقاييس 1/ 328. (¬71) منك ساقط من خ. ومن غير نسبة في الحين والزاهر والصحاح (عنق). (¬72) ع: الصباح والمثبت من خ والحين وفي الزاهر: الصلاة. (¬73) رواية العين: بات منك. داعى الفلاح. (¬74) ع: وكذا. (¬75) خ: وحولق. (¬76) عمر بن أبي ربيعة ديوانه 177. (¬77) خ: ألا. (¬78): الحديث: تحريف.

وَزَادَ بَعْضُهُمْ: السَّبْحَلَةَ، وَالْحَمْدَلَةَ: حِكَايَةُ قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لله (¬79). وَزَادَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ الطَّلْبَقَةَ، وَالدَّمْعَزَةَ: حِكَايَةُ قَوْل الْقَائِل: أطَالَ الله بَقَاءَكَ، وَأدَامَ عِزَّكَ (¬80). وَزَادَ بَعْضُهُمُ الْجَعْفَلَةَ: حِكَايَةُ قَوْل الْقَائِلِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ (¬81). قَوْلُهُ: "الْفَلَاحُ" الْبَقَاءُ، أَيْ: هَلُمُّوا إلَى العَمَلِ الَّذِى يُوجِبُ الْبَقَاءَ، أَيْ: الْخُلُودَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬82) أَيْ: الْبَاقُونَ. قَالَ (¬83): لِكُلِّ ضِيِقٍ مِنَ الْأمورِ سَعَة ... وَالْمُسْىُ وَالصُّبْحُ لَا فَلَاحَ مَعَهْ وَقَالَ الآخَر (¬84): لَوْ كَانَ (¬85) حَىٌّ مُدْرِكَ الْفَلَاحِ ... أدْرَكَهُ مُلَاعِبُ الرِّمَاحِ التَّثْوِيبُ: الرُّجُوعُ إلَى الشَّىءِ بَعْدَ الْخُرُوج مِنْهُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ثَابَ فُلَانٌ إلَى كَذَا أَيْ (¬86) رَجَعَ إلَيْهِ، وَثوَّبَ الدَّاعِى: إِذَا كَرَّرَ ذَلِكَ (¬87)، وَيُقَالُ: ثَابَ عَقْلُهُ إلَيْهِ، وَأَنْشَدُوا فِي ذَلِكَ (¬88): وَكُلُّ حَىٍّ وَإنْ طَالَت سَلَامَتُهُ ... يَوْمًا لَهُ مِنْ دَوَاعِى الْمَوْتِ تَثْوِيبُ لِأنَّهُ (¬89) عَادَ إلَى ذِكْرِ الصَّلَاةِ بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْهْ، وقَدْ ذَكُروا أنَّ (¬90) أَصْلَهُ: أن مَنْ دَعَا لَوَّحَ بِثَوْبِهِ. فَقَالُوا (¬91): ثَوْبَ، فَكَثُرَ حَتَّى سُمَّىَ الدَّعَاءُ تَثْوِيبًا (¬92)، قَالَ (¬93): . . . . . . . . . . . . . ... إِذَا الْدَّاعِى الْمُثَوِّبُ قَالَ يَالَا قَوْلُهُ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِّنَ النَّوْمِ" يُقَالُ: الْمُخايَرَةُ وَالْمُفَاضَلَةُ تَكُونُ بَيْنَ مُتَفَاضِلَيْن أوْ مُتَسَاوِيَيْنِ؛ لِأنَّ لَفْظَةَ "أفْعَلَ" تُستعْمَلُ فِي شَيْئَيْنِ يَشْتَرِكَانِ فِي الْفِعْلِ، وَيَكُونُ لِأحَدِهِمَا عَلَى الآخَر مَزِيَّةٌ، فَكَيْفَ يُقَالُ "الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِّنَ النَّوْمِ؟ وَمَعْلُوْمٌ أَنَّ النَّوْمَ لَيْسَ مُسَاوِيًا للصَّلَاةِ، وَلَا مُفَاضِلًا لَهَا، فَيَحَتَمِلُ أن يَكُونَ هَا هُنَا مَحْذُوف تَقْدِيرُهُ: الْيَقَظَةُ لِلصَّلَاةِ خَيرٌ مِّنَ النَّوْمِ. وَقِيلَ: إِنَّ النَّوْمَ فِيهِ الرَّاحَةُ، وَهِيَ مَعْنَى السُّبَاتِ الَّذِى مَنَّ الله بِهِ عَلَى عِبَادِهِ بِقَوْلِهِ: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} (¬94): أَيْ: رَاحَةً لِأبْدَانِكُمُ (¬95). فَمَعْنَى "الصَّلاة خَيرٌ مِّنَ النَّوْمِ" أَيْ: الرَّاحَةُ الَّتى تَعْتَاضُونَهَا يَوْمَ ¬

_ (¬79) تهذيب اللغة 3/ 373. (¬80) المزهر 1/ 483. (¬81) تهذيب اللغة 3/ 373 والمزهر 1/ 484 ذكرها الأزهرى الجعفلة وفي المزهر: الجعفلة، قال: وقولهم الجعفلة باللام خطأ. عن ابن دحية في التنوير. وهى مصححة في حاشية خ جعلفة. (¬82) ع: فأولئك تحريف. والآية 5 من سورة البقرة. وانظر مجاز القرآن 1/ 29، 30 ومعانى القرآن للزجاج 1/ 39 وتفسير الطبرى 1/ 250. (¬83) الأضبط بن قريع، كما في الزاهر 1/ 131 واللسان (مسى 4206). (¬84) خ: آخر: وهو لبيد ديوانه 333 والزاهر 1/ 134 وثمار القلوب 102. (¬85) ع أن. (¬86) ع: إذا. (¬87) الزاهر 1/ 143 وغريب الخطابى 1/ 715، 716 والفائق 1/ 180، 181 والغرببين 1/ 305، 306. (¬88) جنوب الهذلية ديوان الهذليين 3/ 120 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 24. (¬89) خ: ولأنّه عاد، وع: دعا. (¬90) ساقطة من خ. (¬91) خ: فيقال. (¬92) الغربيين 1/ 305 والفائق 1/ 180، 181. (¬93) زهير بن مسعود الضبى كما في نوادر أبي زيد 185 وشواهد المغنى 595 والخزانة 2/ 6 ونسبه في الزاهر 1/ 236 إلى الفرزدق ومثله في اللسان (عتق). وليس لى ديوانه. وصدره: فخير نحن عند الناس منكم ... . . . . . . . . . . . . . (¬94) سورة النبأ آية 9. (¬95) تفسير غريب القرآن 508 ومجاز القرآن 2/ 282 وتحفة الأريب 155.

الْقِيَامَةِ مِنْ شِدَّةِ وَطْءِ قِيَامِ اللَّيْل وَمُكَابَدَتِهِ خَيْرٌ مَّنْ رَاحَةِ النَّوْمِ، الَّذِى هُوَ أخُو الْمَوْتِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: الْخيْرُ فِي الصَّلَاةِ لَا في النَّوْمِ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (¬96) وَمَعْلُوْمٌ أنَّ الْهُدَى مَعَ النَّبِىِّ وَمَنْ مَعَهُ. قَوْلِهِ (¬97): "أُمِرَ بِلَالٌ أن يَشْفَعَ الأذَانَ وَيُوْتِرَ الإقَامَةَ، الشَّفْعُ: الزَّوْج، وَالْوَتْرُ: الْفَرْدُ (¬98) يُقَالُ (¬99): الْوَتْرُ كُل عَدَدٍ فَرْدٍ (99) لَا يَنقَسِمُ جُبُورًا، كَالْوَاحِدِ، وَالْثَّلاثَةِ، وَالْخَمْسَةِ. وَالزَّوْجُ: كُلُّ عَدَدٍ يَنْقَسِمُ جُبُورًا مُتَسَاوِيَيْنِ، كَالاثْنَيْنِ وَالأرْبَعَةِ (¬100)، وَالْعَشْرَةِ وَالْمِائَةِ وَشِبْههَا. يُقَالُ: شَفَعْتُ الشَّىءَ: إِذَا ضْمَمْتَ إلَيْهِ مِثْلَهُ (¬101)، وَأوْتَرتُهُ: إِذَا أفْرَدْتُهُ، وَصَلَاةُ الوِتْرِ: وَاحِدَةٌ فَرْدَةٌ. قَوْلُهُ (¬102): "حَقٌّ وَسُنَّةٌ، أَيْ: وَاجِبٌ، يُقَالُ: حَقَّ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ: إِذَا وَجَبَ (¬103)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬104): {اسْتَحَقَّا إِثْمًا} (¬105): أَيْ: اسْتوْجَبَاهُ. وَقَوْلُهُ: {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} (¬106): أَيْ: وَجَبَ. وَمَعْنَاهُ: الثُّبْوتُ وَالتَّأكِيدُ، كَقَوْلِهِ عَلَيهِ السَّلَامُ: "غُسْلُ الْجُمْعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ" (¬107) أَيْ: ثَابِتٌ مُتَأَكِّدٌ كَتَأكُّدِ (¬108) السُّنَنِ، وَلَمْ يُرِدْ وُجُوبَ الْفَرْضِ. قَوْلُهُ: "جِذْمِ حَائِطٍ" (¬109) الْجِذْمُ بِالْكَسْرِ: أَصْلُ الشَّىءِ، وَالْقِطْعةُ مِنْهُ، مَأْخُوذٌ (¬110) مِنْ الْجَذْمِ، وَهُوَ: الْقَطعُ، يُقَالُ: جَذَمْتُ الْحَبْلَ فَانْجَذَمَ، أَيْ قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ (¬111). قَالَ الأعْشَى (¬112): . . . . . . . . . . . . ... أمِ الحَبْلُ وَاهٍ بِهَا (¬113) مُنْجَذِمْ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَقْطُوعِ الْكَفِّ: أجْذَمُ (¬114). قَوْلُهُ (¬115): "الأَبْطَحُ": مَوْضِعٌ كَثِيرُ البِطَاحِ، وَهِىَ (¬116) دِقَاقُ الْحَصَى، وَهُوَ (¬117) هَا هُنَا: عَلَمٌ لِمَكَانٍ بِعَيْنِهِ (¬118). ¬

_ (¬96) سورة سبأ آية 24. (¬97) في المهذب 1/ 57: روى أنس - رضي الله عنه - قال: أمر بحل أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة والحديث في تحفة الأحوذي على صحيح الترمذي 1/ 576 ومعالم السنن 1/ 154. (¬98) غريب أبي عبيد 2/ 92. (¬99) ساقط من ع. (¬100) والأربعة: ساقط من ع. (¬101) العين 1/ 303 وتهذيب اللغة 1/ 436 والمحكم 2/ 232 والصحاح والمصباح (شفع) واللسان (شفع 2289). (¬102) في المهذب 1/ 57: روى وائل بن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حق وسنة أن لا يؤذن لكم أحد إِلَّا وهو طاهر"، أنظر تحفة الأحوذي 1/ 600. (¬103) كذا في غريب الخطابى 2/ 302 والنهاية 1/ 413 والمصباح (حقق). (¬104) ساقط من ع. (¬105) سورة المائدة آية 107. (¬106) سورة الإسراء آية 16. (¬107) صحيح البخارى 2/ 3 وصحيح مسلم 3/ 3 وتحفة الأحوذي 1/ 620. (¬108) ع: كتأكيد. (¬109) في المهذب 1/ 57 في الأذان: والمستحب أن يكون على موضع عال؛ لأن الذى رآه عبد الله ابن زيد كان على جذم حائط. (¬110) خ: مأخوذة. (¬111) غريب الخطابى 2/ 371، وغريب أبي عبيد 3/ 48، 245 والنهاية 1/ 251، 252. (¬112) ديوانه 85 وأنشده الخطابى في غرييه، وصدره: أتهْجُرُ غَانِيَة أَمْ تُلِمْ ... . . . . . . . . . . . . . . (¬113) بها ساقط من ع والمثبت من خ والديوان وغريب الخطابى. (¬114) أنظر غريب الخطابى 1/ 309 - 313 والغريبين 1/ 335 - 337 والنهاية 1/ 251 - 252 وتهذيب اللغة 11/ 16. (¬115) ع: الأبطح وفي المهذب 1/ 57: روى أبو جحيفة رأيت بلالا خرج إلى الأبطح فأذن. . . إلخ. (¬116) خ: وهو. (¬117) خ: هو. (¬118) الأبطح يضاف إلى مكّة وإلى منى؛ لأنّ مسافته منهما واحدة وهو المحصب وهو خيف بني كنانة. مراصد الاطلاع 1/ 17 وانظر المشترك وضعا والمفترق: صبقعا 59.

قَوْلُهُ: "فِي قبةِ حَمْرَاءَ" (¬119) الْقُبَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبِنَاءِ مُدَوَّرٌ. وَحَمْرَاءُ: مِنْ أدَمٍ أحْمَرَ. قَوْلُهُ: "يَتَرسَّلُ" (¬120) التَّرَسُّلُ وَالتَرْتِيلُ: وَاحِدٌ، وَهُوَ: تَرْكُ الْعَجَلَةِ (¬121)، يُقَالُ: تَرَسَّلَ فِي كَلَامِهِ وَمَشْيِهِ: إِذَا لَمْ يَجْفِلْ (¬122)، وَحَقِيقَةُ التَّرَسُّلِ: تَطَلُّبُ الهِينَةِ وَالسُّكُونِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَى رِسْلِك (¬123). قَوْلُهُ: "وَيُدْرِجُ الإقَامَةَ" أَيْ: يُخَفِّفُهَا وَيُسْرِعُ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: لَيْسَ بِعُشِّكِ فَادْرُجى (¬124) يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْمُطْمَئِنِّ فِي غيْرِ وَقْتِهِ (¬125)، فيؤْمَرُ بِالجِدِّ وَالتَّخْفِيفِ (¬126). وَأَصْلُ الادْرَاجِ: الطَّرُّ، يُقَالُ: أدْرَجْتُ الْكِتَابَ وَالثَّوْبَ وَدَرَجْتُهُمَا إدْرَاجًا وَدَرْجًا (¬127) إِذَا طَوَيْتَهُمَا (¬128). قَوْلُهُ: "فَاحْذِمْ" (¬129) الحَذمُ: نَحْوَ الْحَذرِ، وَهُوَ السُّرْعَةُ وَقَطعُ التَّطْوِيِلِ، وَأَصْلُهُ: الإسْرَاعُ فِي الْمَشْىِ، يُقَالُ: مَرَّ يَحْذِمُ، وَيُقَالُ لِلْأرْنب: حُذَمَةً (¬130) لُزَمَةً تَسْبِقُ الْجَمْعَ بالأكَمَةِ. قَوْلُهُ: " (¬131) يُغْفَرُ لِلْمُؤَمِنِ مَدَى صَوْتِهِ" الْمَدَى: الْغَايَةُ لِكُلِّ شَىْءٍ، وَمَعْنَاهُ: يَستكْمِلُ مَغْفِرَةَ اللهِ إِذَا اسْتَوْفَى وُسْعَهُ في رَفْع صَوْتِهِ فَيَبْلُغٍ الْغَايَةَ مِنَ الْمَغفِرَةِ. وَيُقَالُ: إنَّهُ تَمْثِيلٌ، أَيْ: لَوْ كانَتْ لَهُ ذُنُوبٌ تَمْلأُ مَا بَيْنَهُ وَبَينَ مَبْلَغ صَوْتِهِ مِنَ المَسَافَةِ غفرَهَا الله لَهُ. قَالَ الشَّيِخُ أبو إسْحَاقَ فِي التَّبْصِرَةِ (¬132): تَأوِيلُهُ: أَنَّهُ يُوْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِجِلَّاتٍ مِمَّا يُكْتَبُ عَلَيْهِ، كُلُّ سِجِلٌّ مَدُّ الْبَصَرِ، فَيَغْفَرُ لَهُ مِنْهَا مَدَى صَوْتِهِ "وَاللهُ أَعْلَمُ" (¬133). قَوْلُهُ (¬134): "أَمَا خَشِيتَ أن تَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤكَ" الْمُريطَاءُ: مَا بينَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ (¬135). وَقِيلَ: هِىَ جِلْدَةً (¬136) رَقِيقَةً فِي الْجَوْفِ (¬137). وَهِىَ فِي الأصْلِ مُصَغَّرَةُ مَرْطَاءَ (¬138)، وَهِىَ الْمَلْسَاءُ، مِنْ قَوْلِهِمْ لِلَّذِى لَا شَعَرَ عَلَيْهِ: أمْرَطُ قَالَ الأصْمَعِىُّ: هِىَ مَمْدُودَةٌ، وَقَالَ الأحْمَرُ: هِىَ مَقْصُورَةٌ، وَقَالَ أبُو عَمْرٍو: تُمَدُّ وتُقْصَرُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: المَحْفُوظُ: قَوْلُ الأصْمَعِىِّ. وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهَا إِلَّا مُصَغَّرةً كَالثُّريَّا، وَالقُصَيْرَى مِنَ الْأضْلَاع وَالْحُميَّا (¬139) فِي أشْبَاهٍ لِهَذَا "كَثِيرَةٍ" (¬140). ¬

_ (¬119) روى أبو جحيفة: رأيت بلالًا واصبعاه في صماخى أذنيه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبة حمراء. المهذب 1/ 58. (¬120) في المهذب 1/ 58: والمستحب أن يترسل في الأذان ويدرج الإقامة. (¬121) روى عن مجاهد (ر) أنه قال: الترتيل: الترسل وكلاهما: التمكين والتحقيق والتمهل في النطق. وانظر تهذيب اللغة 12/ 394، 14/ 268، والنهاية 2/ 223. (¬122) يسرع ويعجل وفي خ يعجل. (¬123) الفائق 2/ 56. (¬124) فصل المقال 403: ليس هذا بعشك فادرجى، والفائق 4/ 130 ليس أوان عشك، وانظر النهاية 2/ 111 واللسان (درج 1352). (¬125) ع: موضحه، والمثبت من خ والنهاية واللسان. (¬126) في النهاية واللسان: والحركة، وفي فصل المقال: والخفوف. (¬127) خ: ودروجا: تحريف. (¬128) اللسان والمصابح (درج). (¬129) في المهذب 1/ 58 عن عمر (ر) قال: "إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحذم" والحديث في غريب أبي عبيد 3/ 245 والفائق 2/ 56 والنهاية 1/ 357. (¬130) النص عن الفائق وفيه: حذمة حُذمة والمثبت هنا مثله في تهذيب اللغة 4/ 475 واللسان (حذم 813). (¬131) في المهذب 1/ 58 قال - صلى الله عليه وسلم - "يغفر للمؤذن مدى صوته ويشهد له كلّ رطب ويابس". (¬132) .......................... (¬133) ما بين القوسين من ع. (¬134) في المهذب 1/ 58: روى أن عمر (ر) سمع أبا محذورة وقد رفع صوته فقال له: "أمّا خشيت أن تنشق مريطاؤك؟! " والحديث في غريب أبي عبيد 3/ 298 والفائق 3/ 359 وغريب ابن الجوزى 2/ 353 والنهاية 4/ 320. (¬135) غريب أبي عبيد، والنهاية. (¬136) خ: جليدة وفي الفائق: جلدة ومثله في اللسان (مرط). (¬137) الفائق 3/ 359. (¬138) مرطاء: ساقط من ع والمثبت من خ والفائق والنهاية واللسان. (¬139) عن غريب أبي عبيد 3/ 268 والنص مضطرب في ع والمثبت من خ تبعا لأبي عبيد. وانظر تهذيب اللغة 13/ 345 واللسان (مرط 4183). (¬140) خ: كثير.

قَوْلُهُ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ" (¬141) الْحَوْلُ وَالحِيلَةُ: الْقُوْةُ وَالْحَرَكَةُ، يُقَالُ: حَالَ الشَّخصُ: إِذَا تَحَركَ، وَاسْتَحِلَّ الشَّخْصَ أَيْ: انْظُرْهُ هَلْ يَتَحَرَّكُ (¬142)؟ فكَأَنَّ الْقَائِلَ يّقُولُ: لَا حَرَكَةَ لِى وَلَا اسْتِطَاعَةَ وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى (¬143) وَفِيهَا خَمْسَةُ أَوْجُهٍ مِنَ الإعرابِ: أحَدُهَا: الرَّفْعُ وَالتَّنْوِينُ فِيهِمَا جَمِيعًا. لَا حَوْلٌ وَلَا قُوَّةٌ (¬144) قَالَ الشَّاعِرُ (¬145): وَمَا صَرَمْتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَةً ... لَا نْاقَة لِىَ فِي هَذَا وَلَا جَمَلٌ الثَّانى: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ، بِالنَّصْبِ مِنْ غَيْرِ تَنَوِين فِيهمَا جَمِيعًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ} (¬146). الثّالث: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةً، بِنَصْبِ الأوَّل غَيرِ مُنَوْنٍ، وَنَصْبِ الثَّانِى بِتَنْوِينٍ (¬147)، كَمَا قَالَ (¬148): فَلَا أبَ وَابْنًا مِثْلُ مَرْوانَ وَابْنِهِ (¬149) ... . . . . . . . . . . . الرّابع: لَا حَولٌ وَلَا قُوَّةٌ: بِنَصْبِ الأوَّل بغيْرِ تنْوِينٍ، وَرَفْع الثَّانِى مَعَ التَّنْوِينِ (¬150)، كَمَا قالَ (¬151): . . . . . . . . . . . ... لَا أُمَّ لِى إنْ كَانَ ذَاكَ وَلَا أُبُ (¬152) أرَادَ: وَلَا أَبٌ: فَحَذَفَ التَّنْوِينَ لِلْقَافِيَةَ. الْخَامِسُ (¬153): لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللهِ (¬154): بِرَفْعِ الأوَّلِ مُنَوَّنًا، وَنَصْبِ الثَّانِى غَيْرِ مُنَوَّنٍ، وَأَنْشَدُوا لِأميَّةَ بْنَ أبِى الصَّلْتِ (¬155): فَلا (¬156) لَغْوٌ وَلَا تَأْثِيمَ فِيهَا ... وَمَا فَاهُوا بِهِ أبَدًا (¬157) مُقِيمُ ¬

_ (¬141) في المهذب 1/ 58: والمستحب لمن سمع المؤذن أن قول مثلما يقول إِلا في الحيعلة، فإنه يقول: لا حول ولا قوة إِلا بالله. (¬142) أخذه من الحديث "نستحيل الجهام" أى: ننظر إليه هل يتحرك أم لا. وانظر الفائق 2/ 277 والنهاية 1/ 463. (¬143) كذا في النهاية 1/ 462 وانظر الزاهر 1/ 100 - 107 وتهذيب اللغة 5/ 244 واللسان (حول 1057). (¬144) قال ابن الأنبارى: ترفع الحول بلا وتجعل القوة نسقا على الحول. الزاهر 1/ 105 وانظر الكتاب 2/ 295 وأصول ابن السراج 1/ 395. (¬145) الراعى النميرى كما في الكتاب 2/ 295 ومجالس ثعلب 1/ 28 والمفصل 2/ 11، 113. (¬146) سورة البقرة آية 197 قال ابن الأنبارى: تنصب الحول بلا على التبرئة وتجعل القوة نسقا على الحول الزاهر 1/ 104 وانظر معانى الفراء 1/ 120. (¬147) على أنه عطف الابن بالنصب على لفظ اسم لا المبنى انظر الكتاب 2/ 285 ومعانى الفراء 1/ 120 والزاهر 1/ 107. (¬148) قال في الخزانة 4/ 69 هذا البيت من أبيات سيبويه الخمسين التى لا يعرف لها قائل وقال ابن هشام في شواهده أنّه لرجل من عبد مناة بن كنانة. ونسب في شرح شواهد الكشاف 4/ 398 للفرزدق وليس في ديوانه. (¬149) عجزه:. . . . . . . . . . . ... إِذَا هُوَ بِالْمَجْدِ ارْتَدَى وَتَأزَّرَا (¬150) زعم الخليل أن هذا يجرى على الموضع لا على الحرف الذى عمل في الاسم. الكتاب 2/ 292 وقال الفراء: وليس من قراءة القراء ولكنه يأتى في الأشعار معانى القرآن 1/ 121 وانظر الزاهر 1/ 106. (¬151) في الكتاب: لرجل من مذحج، وأيده القالى في فصل المقال 419 وقال أبو عبيدة في العققة والبررة: لهنى بن أحمر الكنانى، وتبعه الأمدى في المؤتلف والمختلف 45. فأنكر أبو الندى ذلك وقال: إنها لعمرو بن الغوث بن طيىء وأيده الغند جانى في فرحة الأديب ردا على زعم السيرافى أنها للزرافة الباهلى 54 - 56 وذكر ياقوت أنّها لعمرو بن الغوث أيضًا معجم البلدان 1/ 98. ونسبة البغدادي في الخزانة 2/ 38، 40 لضمرة بن ضمرة. ونسب أيضًا للفرعل الطائى في الحماسة البصرية 1/ 13 وعامر بن جوين أو منقذ بن مرّة في حماسة البحترى 87 وحرى بن ضمرة في ذيل السمط 41. (¬152) صدره: هَذَا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بِعَينهِ ... . . . . . . . . . . . (¬153) ع: الخامسة: سهو. (¬154) ليس في خ. (¬155) ديوانه 68، 69 والزاهر 1/ 106 ومعانى الفراء 1/ 121 والخزانة 4/ 494 والعينى 2/ 336. (¬156) ع: ولا: تحريف. (¬157) خ لهم: ويروى كذبك. في الديوان ص 68.

قَوْلُهُ: "الصَّلَاةُ الْقَائِمَةُ، وَقَدْ قامَت الصَّلَاةُ (¬158) مَعْنَاهُ: الدَّائِمَةُ؛ وقَدْ دَامَتْ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ أَيْ: أدِيمُوهَا لِأوْقَاتِهَا، قَالَ (¬159): أقَامَتْ غَزَالَةُ سُوقَ الْجِلَادِ ... لِأهْلِ الْعِرَاقَيْنِ حَوْلًا قَمِيطًا الدَّعْوَةُ التَّامَّةُ: الَّتى ذُكِرَ فِيهَا اللهُ وَرَسُولُهُ جَمِيعًا. قَوْلُهُ: "آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ (161) " هُوَ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ. وَالْجَمْعُ: الوُسُلُ (¬160)، وَالْوَسَائِلُ، يُقَالُ: "وَسَلَ فلَانٌ إلَى رَبَّهِ وَسِيلَةً (¬161): إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِعَمَلٍ، وَمَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} (¬162) أَيْ: الْقُرْبَةَ (¬163) هوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ: هُوَ الشَّفَاعَةُ بِإِجْمَاع الْمُفَسِّرِين (¬164)؛ لِأنَّهُ يَحُمَدُهُ عَلَيْهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُون. قَوْلُهُ: "لَمْ يُرْزَقُ الْمُؤَذِّنُ" (¬165) أَيْ: (لَمْ (¬166) يُجْعَلْ لَهُ رِزْق رَاتِبٌ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬167): . . . . . . . . . . . . ... (¬168) دَرَّتْ بِأرْزَاقِ الْعُفَاةِ مَغَالِقُ. وَهِىَ أَرْزَاقُ الْجُنْدِ، وَمَا يُكْتَبُ لَهُمْ (¬169) في دِيوَانِ السُّلْطانِ (¬170). * * * ¬

_ (¬158) في المهذب 1/ 59: في الدعاء عند الأذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته. (¬159) أيمن بن خريم، كما في اللسان (غزل 2253، قمط 3739) ويروى: عاما قميطا، وسوق الضراب والقميط: الكامل وانظر غريب الخطابى 3/ 202. (¬160) نقله عن اللسان (وسل 4837) عن الصحاح (وسل) والذى في الصحاح: والجمع: الوسيل والجوهرى ينقل عن الفارابى وفي ديوان الأدب 3/ 237: والوسيل: جمع وسيلة. والتحريف في اللسان، ونقله المصنف تبعا له. وقال الفيومى: والوسيل: قيل جمع وسيلة وقيل: لغة فيها. (¬161) ساقط من خ. (¬162) سورة المائدة آية 35. (¬163) مجاز القرآن 1/ 164 وتفسير غريب القرآن 143. (¬164) انظر الكشاف 1/ 195، 196. (¬165) خ: المؤذنين: تحريف، وفي المهذب 1/ 59: وإذا وجد من يتطوع بالأذان لم يرزق المؤذن من بيت المال. (¬166) لم: ليس في خ. (¬167) لم أهتد لهذا البيت ولا لقائله. (¬168) ع: كرت. (¬169) ع: له. (¬170) ع: السلطنة.

ومن باب طهارة البدن

وَمِنْ بَابِ طَهَارَةِ البَدَنِ قَوْلُهُ (¬1): "لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغيْرِ طُهُورٍ وَلَا صَدَقَةٍ مِنْ غُلُولٍ" طُهُور: بالضَّمِّ، وَأَمَّا "غُلُول" فَيُرْوَى بِضَمِّ الْغَيْنِ؛ وَفَتْحِهَا، فَمَنْ ضَمَّ، فَهُوَ مصْدَرُ غَلَّ يَغُلٌّ غُلُولًا: إِذَا خَانَ في الْمَغْنَمِ (¬2)، وَسَرَقَ مِنْهُ ثُمَّ تّصَدَّقَ بِهِ (¬3)، فَإْنَّهُ لَا تُقْبَل صَدَقَتُهُ. وَمَنْ. فَتَحَ، فَمَعْنَاه: مِنْ غَالٍّ، أَيْ: مِنْ (¬4) خَائنٍ. وَأصْلُهُ: مِنْ غَلَّ الْجَزَّارُ الشَّاةَ: إِذَا أَسَاءَ (¬5) سَلْخَهَا، فَيَبْقَى عَلَى الْجِلْدِ لَحْمٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬6) أَيْ: يَخُونَ. وَمَنْ قَرَأ {يُغلُّ} أَيْ: يَخُوَّنُ وَيُتَّهَمُ. قَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّم: "تَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْر مِنهُ" (¬7) تَنَزَّهُوا، أَيْ: تَبَاعَدُوا ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 59: الطهارة عن الحدث شرط في صحة الصلاة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -. . الحديث وانظر صحيح مسلم 1/ 204 والترمذي 1/ 8 وابن ماجة 1/ 100. (¬2) كذا في إصلاح المنطق 265، 266 وغريب أبي عبيد 1/ 200 والزاهر 1/ 469 وانظر مجاز القرآن 1/ 107 ومعانى الفراء 1/ 246. (¬3) به: ساقط من ع. (¬4) من: ليس في ع. (¬5) ع: ساء: تحريف. (¬6) سورة آل عمران آية 161. (¬7) المهذب 1/ 60.

مِنْهُ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَتَنَزَّهُ عَن الأقْذَارِ، وَيُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَنْهَا، أَيْ: يُبَاعِدُ نَفْسَهُ عَنْهَا (¬8). وَالنَّزَاهَةُ الْبُعْدُ مِنَ (¬9) السُّوءِ (¬10). وَنُزْهُ الْفَلَاةِ: مَا تَبَاعَدَ مِنْهَا مِنَ الْمِيَاهِ وَالْأرْيَافِ. قَالَ الْهُذَلِىٌّ (¬11): أَقَبَّ رَبَاعٍ (¬12) بِنُزْهِ الْفَلَاةِ ... لَا يَرِدُ الْمَاءَ إِلَّا انْتِيَابًا (¬13) وَإِنَّ فُلَانًا لَنَزِيهٌ كَرِيمٌ: إِذَا كَانَ بَعِيدًا عَنِ اللُّؤْمِ، وَهَذَا مَكَانٌ نَزِيهٌ، أَى خَلَاءٌ بَعيدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ فِيهِ أحَدٌ (¬14). وَقَوْلُهُ "عَامَّةُ عَذَابِ الْقَبْرِ" أَيْ: جَمِيعُهُ، يُقَالُ: عَمَّ الشَّيْىءُ يَعُمُّ عُمُومًا: إِذَا شَمِلَ الْجَمَاعَةَ وَيُقَالُ (¬15): عَمَّهُمْ بِالْعَطِيَّةِ. قَوْلُهُ: "فَعُفِىَ عَنْهُ (16) - لِأنَّهُ يَشُقُّ الْاحْتِرَازُ مِنْهُ" (¬16) مَعْنَى "يُعْفَى عَنْهَا" (¬17) أَيْ: يُمْحَى ذَنْبُهَا وَيُتركُ الْمُطَالَبَةُ بِعُهْدَتِهَا وَحِسَابِهَا. يُقَالُ: عَفَوْتُ عَن فُلَانٍ: إِذَا تَرَكْتَ مُطَالَبَتَهُ بِمَا عَلَيهِ مِنَ الْحَقِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ سُبْحَانْهُ: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} (¬18) أَيْ: الْتَّارِكِينَ مَظَالِمَهُمْ عِنْدَهُمْ، لَا يُطَالِبُونَهُمْ بِهَا. وَأصْلُهُ: مِنْ عَفَتِ الرِّيحُ الأثَرَ: إِذَا مَحَتْهُ. قَالَ زهَيرٌ" (¬19): . . . . . . . . . . . ... عَفَتْهَا الرِّيحُ بَعْدَكَ وَالسَّمَاءُ وَالاحْتِرَازُ: هُوَ التَّوَقِّى لِلشَّيْىءِ وَتَجَنبهُ: افْتِعَال مِنَ الحِرْزِ، كَأنَّ الْمُتَوَفِّى مِنَ النَّجَاسَةِ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فِي حِزْني مِنْهَا. قَوْلُهُ (¬20): "مِنْ حَرَجٍ" أَيْ (¬21): مِنْ ضِيقٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ضَيِّقًا حَرَجًا} (¬22) يُقَالُ: مَكَان حَرَجٌ وَحَرِجٌ (¬23)، أَيْ: ضَيِّقٌ. كَثِيرُ الشَّجَرِ، لَا تَصِلُ إِلَيْهِ الرَّاعِيَةُ (¬24)، وَقدْ قُرِىَ بِهِمَا (¬25) (وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ وَالْوَحِدِ وَالْوَحَدِ وَالْفَرَدِ وَالْفَرِدِ، والْدَّنَفِ وَالدَّنِفِ، فِي مَعْنَى وَاحِدِ (¬26)) (¬27) وَقَدْ حَرِجَ صَدْرُهُ يَخرَجُ حَرَجًا. وَالْحَرَجُ أيْضًا: الإِثمُ (¬28). قَوْلُهُ: "الْقَدْرُ الَّذِى يَتَعَافَاهُ النَّاسُ" (¬29) أَيْ: يَعُدُّونَهُ عَفْوًا، وَقَدْ عُفِىَ لَهُمْ عَنْهُ، وَلَمْ يُكَلَّفُوا ¬

_ (¬8) يباعدها. (¬9) خ: عن. (¬10) أبو عبيد: أراد بالنزاهة البعد من ذلك، ثمّ كثر استعمال النزاهة في كلامهم حتى جعلوها في البساتين والخضر، ومعناه راجع إلى ذلك الأصل. غرب الحدث 3/ 81، 400 وانظر الزاهر 1/ 326 والفائق 3/ 76 والنهاية 5/ 43. وإصلاح المنطق 287 وأدب الكاتب 38، 39 والمحكم 4/ 169. (¬11) أسامة بن حبيب الهذلى كما في المحكم 4/ 169 واللسان (نزه 4401). (¬12) خ: طريد والبيت في إصلاح المنطق 287. (¬13) في إصلاح المنطق والمحكم واللسان (ائتيابا) قال ابن سيده ويروى "انتيابا" وذكره في اللسان. (¬14) إصلاح المنطق 287. (¬15) خ: يقال. (¬16) خ عنها، ومنها في المهذب 1/ 60: دم القمل والبراغيث وما أشبهما يعفى عن قليله لأنه يشق الاحتياز منه. (¬17) من قوله في المهذب: نجاسة لا يشق الاحتراز منها فلم يعف عنها. (¬18) سورة آل عمران آية 134. (¬19) ديوانه 56 وصدره: فَذُو هَاشٍ فَمِيثُ عُرَبِتْنَاتٍ ... . . . . . . . . . . . (¬20) في المهذب 1/ 60: قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [سورة الحج: 78]. (¬21) ليس في خ. (¬22) سورة الأنعام آية 125. (¬23) ابن السكيت: حَرج وَحَرِجَ، وبكل قرأت القراء إصلاح المنطق 100 ومعانى القرآن للفراء 1/ 353 ومعانى القرآن للزجاج 2/ 318، 319. (¬24) معانى القرآن للفراء 1/ 353 وللزجاج 2/ 319 والكشف 1/ 450،451 وتهذيب اللغة 4/ 137. (¬25) السابق، ومعانى الفراء 1/ 352 والكشف 1/ 450 والسبعة لابن مجاهد 268 وتقريب النشر 112. (¬26) الفراء في معانى القرآن 1/ 354 ونقله في تهذيب اللغة 4/ 137 واللسان (حرج). (¬27) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬28) العين 3/ 76 والمحكم 3/ 50. (¬29) المهذب 1/ 60 في =

غَسْلَهُ؛ لِعَجْزِهِمْ عَنْ تَوَقِّ يهِ وَالتحَفظِ عَنْهُ، وَأصْلُ الْعَفْوِ: الصَّفْحُ وَالْمَحْوُ. وَقَوْلُهُ (¬30): "لَا يَخْلُو مِنْ بَثْرَةٍ وَحِكةٍ" أَىْ: نَفِطَةٍ بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ (¬31). وَالْبُثُورُ: خُرَّاجٌ (¬32) صِغَارٌ وَالْوَاحِدَةُ: بَثْرَةٌ، وَقَدْ بَثَرَ جِلْدُهُ: تَنَفَّطَ. وَقَدْ بَثَرَ وَجْهُهُ يَبْثُرُ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بَثَرَ؛ وَبَثِرَ (¬33) وَبَثُر بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ (¬34). قَوْلُه: "وَالْتَحَمَ" (¬35) أَىْ: التَصَقَ، لاحْمَتُ الشِّيْىءَ بِالشَّيْىءِ: إِذا ألْصَقْتَهُ بِهِ، وَحَبْلٌ مُلَاحَمٌ (¬36): مَشْدُودُ الْفَتْلِ وَالْمُلْحَمُ (¬37): الْمُلْصَقُ بِالْقَوْمِ، قَالَهُ (¬38) الأصْمَعِىُّ (¬39). قَوْلُهُ: "فِى مَعْدَنِهَا" (¬40) أَيْ: مَكَانِهَا الَّذِى لَا تَزَالُ مُقِيمَةً فِيِهِ. يُقَالُ: عَدَنَت الإِبِلُ مَكَانَ كَذَا، لَزِمَتْهُ وَمِنْهُ {جَنَّاتِ عَدْنٍ} (¬40) أئ: جَنَّاتِ إِقَامَةٍ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (¬41) فِيه أقْوَالٌ لِلْمُفَسِّرِين: قَال ابْنُ سِيرين: اغْسِلْهَا بِالْمَاءِ (¬42) وَقَالَ الْفَرَّاءُ (¬43): أصْلِحْ عَمَلَكَ. وَقِيلَ: طَهِّرْ قَلْبَكَ (¬44)، فَكَنِّى بِالثِّيَابِ عَنْهُ. قَالَ عَنْتَرَةُ (¬45): فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الطَّوِيلِ ثِيَابَهُ (¬46) ... . . . . . . . . . . . أَىْ: قَلْبَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: لَا تَكُنْ غَادِرًا؛ لِأنَّ الْغَادِرَ دَنِسُ الثِّيَابِ. وَقِيلَ: قَصِّرْ ثِيَابَكَ (¬47). قَوْلُهُ: "فِيهَا حُشٌّ" (¬48) أرَادَ: الْكَنِيفَ، وَأصْلُهُ: النَّخْلُ الْمُجْتَمِعُ. وَقَدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "سَبْعَةُ (¬49) مَوَاطِنَ لَا تَجُوزُ فِيهَا الصَّلَاةُ: الْمَجْزَرَةُ؛ وَالْمَزْبَلَةُ؛ وَالْمَقْبَرَةُ؛ وَمَعَاطِنُ (¬50) الإبِلِ؛ (¬51) وَالْحَمَّامُ؛ وَقَارِعَةُ الطَّرِيقِ؛ وَفَوْقَ بَيْتِ اللهِ الْعَتِيقِ". فَأَمَّا "الْمَجْزَرَةُ" بِفَتْحِ المِيمِ فَمَعْرُوفَة، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى تُنْحَرُ فِيهِ الإْبِلُ وَتُذْبَحُ الشَّاءُ وَالْبَقَرُ. وَالْمَزْبَلَةُ مَوْضِعُ الزِّبْلِ، وَهُوَ الْعَذِرَةُ: بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْبَاءِ: اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ (¬52) وقَدْ تُضَمُّ الْبَاءُ أيْضًا كَالْمَفْخَرَةِ (¬53) وَالْمَزْرَعَةِ وَالْمَصْنَعَةِ بِفَتْحِ عَيْنِهَا وَتُضَمُّ وَالْفَتْحُ أفْصَحُ (¬54) وَالْمَقْبَرَةُ: فِيهَا لُغَتَان فَصِيحَتَانِ: فَتْحُ الْبَاءِ وَضَمُّهَا، ¬

_ = دم غير البراغيث والقمل: يعفى عن قليله وهو القدر الذى يتعافاه النَّاس فى الغالب لأنّ الإنسان لا يخلو من بثرة وحكمة. (¬30) ع: قوله. (¬31) نفطه وزان كلمة واحدة النفط كالكلم وهو الجدرى. (¬32) خراج كغراب واحدته خراجة. (¬33) الدرر المبثثة 77 والقاموس والمصباح (بكر). (¬34) خ: الضم والفتح والكسر. وليس بدقيق فى ترتيب اللغات. (¬35) ع: التحم وفى المهذب 1/ 60: وإن فتح موضعا من بدنه والتحم وجب فتحه وإخراجه كالعظم. (¬36) تهذيب اللغة 5/ 105 والمحكم 3/ 282 واللسان (لحم 4012). (¬37) ع: الملتحم: تحريف. (¬38) خ: عن الأصمعى. (¬39) تهذيب اللغة 5/ 105. (¬40) لأن النجاسة حصلت فى معدنها. المهذب 1/ 61. (¬40) سورة التوبة 72. وانظر مجاز القرآن 1/ 263، 264. (¬41) سورة المدثر آية 4. (¬42) تفسير القرطبى 19/ 62. (¬43) فى معانى القرآن 3/ 200. (¬44) تفسير القرطبى 19/ 62 والمحكم 4/ 176 واللسان (طهر 2713). (¬45) ليس فى خ. (¬46) ديوانه 102 والرواية: فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم. (¬47) معانى الفراء 3/ 200 وتفسر غريب القرآن 495 والطبرى 29/ 91 والمحكم واللسان. (¬48) هذا القول ليس فى هذا الموضع من المهذب. (¬49) خ: قوله فى السبعة ذكره المجزرة. . . . وفى المهذب 61/ 1، 62 روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: سبعة مواطن لا تجوز فيها الصلاة. . . . وانظر الحديث فى صحيح الترمذى 2/ 144 وسنن ابن ماجه 1/ 253. (¬50) خ: وأعطان الإبل. (¬51) خ هنا: ومراح الغنم. (¬52) كذا فى المصباح وتهذيب الأسماء واللغات (زبل). (¬53) ع: كالمعجزة تحريف. (¬54) إصلاح المنطق 119 وأدب الكاتب 558، 559.

وَفَتْحُ الْمِيمِ لَا غَيْرُ (¬55) وَلَا يُقَالُ مَقْبِرَةٌ بِكَسْرِ البْاءِ. قَوْلُهُ: "سَبْعَةُ مَوَاطِنَ" جَمْعُ مَوْطِنٍ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى يُسْكَنُ (¬56) فِيهِ، وَكَذَا الْوَطَنُ. يُقَالُ: أوْطَنتُ الْأرْضَ وَوَطَّنْتُهَا تَوْطِينًا (¬57) وَاسْتَوَطَنْتُهَا، أَيْ: اتَّخَذْتُهَا وَطَنًا، وَكَذَلِكَ الإتِّطَانُ افْتِعَالٌ مِنْهُ (¬58). قَوْلُهُ: "فَوْقَ بَيْتِ اللهِ العَتِيقِ": يَعْنى سَطحَ الْكَعْبَةِ، وَسُمِّىَ عَتِيقًا؛ لِأنَّهُ قَدِيمٌ. وَالْعَتِيقُ مِنْ كُلِّ شَيْىء: الْقَدِيمُ؛ لِأنَّهُ خُلِقَ قَبْلَ خَلْقِ الأرْض فِي بَعْض الأقْوَالِ (¬59)، ثُمَّ أَنْزِلَ إِلَى الْأرْض. وَقِيلَ: لِأنَّ اللهَ تعَالَى أَعْتَقَهُ مِنْ جَبَابِرَةِ الْمُلُوكِ، فَلَمْ يُسَلِّطْهُمْ عَلَى هَدْمِهِ (¬60). وَقَدْ رَامَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ فَأهْلَكَهُ (¬61) اللهُ كَأبْرَهَةَ صَاحِبِ الْفِيلِ وَأصْحَابِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ الله فِي كِتَابِهِ (¬62) وَرَوَى عَبْدُ اللهُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِىِّ صَلى الله عَلَيْهِ وَسَلمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّمَا سَمَّى اللهُ عَزَ وَجَلَّ الْبَيْتَ العَتِيقَ؛ لِأنَّ الله تَعَالَى أَعْتَقَهُ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَلَمْ يَظْهَر عَلَيْهِ جَبَّارٌ قَطّ". وَقَال مُجَاهِدٌ: سُمِّىَ عَتِيقًا؛ لِأنَّهُ لَمْ يُمْلَكْ قَط. وَقَالَ ابْنُ السَّائِبِ: سُمِّىَ عَتِيقًا؛ لِأنَّهُ أُعْتِقَ مِنَ الْغَرَقِ زَمَانَ الطَّوَفَان (¬63). وَأَمَّا الْحَمَّامُ فَإِنَّهُ سُمِّىَ بِذَلِكَ؛ اشْتِقَاقًا مِنَ الْمَاءِ الْحَمِيمِ، وَهُوَ: الْحَارُّ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: {فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ} (¬64) أَيْ: الْحَارِّ. قَوْلُهُ: "كَالصَّحَرَاءِ" (¬65) هِىَ الْبَرِّيَّةُ، يُقَالُ: صَحْرَاءُ وَاسِعَةٌ، وَلَا تَقُلْ (¬66): صَحْرَاءَةٌ، فَتُدْخِلُ تَأنِيثًا عَلَى تَأنِيثٍ، وَالْجَمْعُ: الصَّحَارَى وَالصَّحْرَاوَات (¬67). قَوْلُهُ: "تَجَافَى عَنِ النَّجَاسَةِ" (¬68) أى: ارْتَفَعَ عَنْهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعَالَى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (¬69) أَيْ: تَرتَفِعُ (¬70). وَجَفَا السَّرْجُ عَنْ ظَهْرِ الْفَرَس، وَأجْفَيْتُه أنَا: إِذَا رَفعْتُهُ عَنْهُ، وَجَافَاهُ عَنِّى فَتَجَافَى (¬71). قَوْلُهُ: "وَأَوْمَأ" (¬72) (يُقَالُ: أوْمَأ) (¬73) برَأسِهِ بِالْهَمْزِ، وَأشَارَ بِيَدِهِ، وَأوْمَأتُ إِلَيْهِ: أشَرْتُ. وَلَا ¬

_ (¬55) السابقان وتهذيب اللغة 9/ 238. (¬56) ع: سكن. (¬57) توطينا: ساقط من ع. (¬58) اللسان (وطن 4868). (¬59) في تهذيب اللغة 1/ 209 قال الحسن: هو البيت القديم ودليله قول الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: 96] وكذا في العين 1/ 166 والمحكم 1/ 101 وتفسير الطبرى 17/ 110 واللسان (عتق 2799). (¬60) تهذيب اللغة 1/ 209 والمحكم 1/ 101 وتفسير الطبرى 17/ 110 واللسان (عتق 2799). وتفسير غريب القرآن 292. (¬61) ع: وأهلكه. (¬62) في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)}. (¬63) تهذيب اللغة 1/ 209 والاشتقاق 49، 50 وتفسير الطبرى 17/ 110 وتفسر غريب القرآن 292 والمحكم 1/ 101 واللسان (عتق 2799). (¬64) سورة الواقعة آية 54. وفي خ: قال سبحانه: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ حَمْيمٍ} والآية في سورة إبراهيم {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} آية 16. (¬65) في المهذب 1/ 62: وإن كانت النجاسة في بيت وخفى عليه موضعها، قال بعض أصحابنا: يصلى فيه كالصحراء: وليس بشئ. (¬66) خ: يقال. (¬67) بكسر الراء مثقل الياء: لأنك تدخل ألف الجمع بين الحاء والراء، وتكسر كما تكسر ما بعد ألف الجمع نحو مساجد ودراهم فتنقلب الألف الأولى التى بعد الراء ياء للكسرة التى قبلها وتنقلب ألف التأنيث ياء أيضًا للكسرة قبلها فيجتمع ياءان فتدغم إحداهما في الأخرى. ويجوز التخفيف مع كسر الراء وفتحها. ولا يقال صحراء بهاء بعد همزة؛ لأنّه لا جمع على الأسم علامتا تأنيث. المصباح والصحاح (صحر) واللسان (صحر 2403) وانظر العين 3/ 114 والمحكم 3/ 105. (¬68) في المهذب 1/ 62: وإن حبس في حبس ولم يقدر أن يتجنب النجاسة في قعوده وسجوده تجافى عن النّجاسة وتجنبها. . . إلخ. (¬69) سورة السجدة آية 16. (¬70) مجاز القرآن 2/ 132 وتفسر غريب القرآن 346 ومعانى القرآن 2/ 331. (¬71) في اللسان (جفو 646: وجافاه عنه فتجافي وانظر العين 6/ 189، 190 والمحكم 7/ 388. (¬72) في المهذب 1/ 62: وأومأ في السجود إلى الحدّ الذى لو زاد عليه لاقى النجاسة. (¬73) ما بين القوسين ساقط من خ.

يُقَالُ: أوْمَيْتُ (¬74)، وَوَمَأْت إِلَيْهِ [وَمْأٌ] (¬75) لُغَة (¬76)، قَالَ (¬77): . . . . . . . . . . . ... فَمَا كَانَ إِلَّا وَمْؤُهَا بِالْحَوَاجِبِ قَوْلُهُ: "فَأرَةٌ" (¬78) بِالْهَمْزِ: الدَّابَّة الْمَعْرُوفَة. وَفَارَةُ الْمِسْكِ: غَيْرُ مَهْمُوزَةٍ (¬79) وَهِىَ النَّافِجَةُ. قال (¬80): "فَارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ". (قَوْلُهُ) (¬81): "دَمَ حَلَمَةٍ" (¬82) بِفَتْح اللَّامِ: هِىَ الْقُرَادُ الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ (¬83)، قَالَ الأصْمَعِىُّ (¬84): أَوَّلُهُ: قَمْقَامَةٌ إِذَا كَانَ صَغِيرًا جِدًّا، ثُم حَمْنَانَةٌ، ثُم قُرَادٌ، ثُم حَلَمَة، ثُم عَلٌّ (¬85) وَطِلْحٌ (¬86). قَوْلُهُ: "تَكَرَّرَ فِيهَا النَّبْشُ" (¬87): هُوَ إِثَارَةُ (¬88) التُّرابِ وَإِخْرَاجُ الْمَوْتَى. يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِي إِخْرَاجِ الْمَوْتَى (¬89). وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِهِ. وَلَا يُقَالُ (¬90): نَبَشْتُ الْمَاءَ وَلَا نَبَشْتُ الْبِئْرَ، بَلْ يُقَالُ: حَفَرْتُ وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ. يُقَالُ: نَبَشَ يَنْبُشُ بِالضَّمِّ، وَلَا يُقَالُ بِالْكَسْرِ (¬91). قَوْلُهُ: "قَد اخْتَلَطَ بِالْأرْض (¬92) صَدِيدُ الْمَؤْتَى" قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬93): الْعَرَبُ تُسَمِّى الدَّمَ وَالْقَيحَ: صَدِيدًا، وَمِنْهُ قَوْلُ أبِى بَكر الْصِّدِّيق، (رَضيَ الله عَنهُ) (¬94): "ادْفِنُونِى فِي ثَوْبِيَّ هَذَيْنِ فَإنَّهُمَا لِلْمُهْلِ وَالصَّدِيد" (¬95). وَأمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} (¬96) فَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَا (¬97) يَسِيلُ مِنْ أجْسَامِ أهْلِ النَّارِ مِنَ الدَّمِ، وَالقَيْحِ (¬98). وَقِيلَ: بَل الْحَمِيم أُغْلِىَ حَتَّى خَثُرَ (¬99). قَوْلُهُ (¬100): "لِأنَّهُ مَأوَى الشَّيَاطِين لِمَا يُكْشَفُ فِيهِ مِنَ الْعَوْرَاتِ" الْمَأوَى: مَوْضِعُ الْأوِىِّ وَالْمَبيتِ بِالَّليْلِ، وَذَلِكَ أنَّ الشَّيَاطِينَ إنَّمَا تَكْثُرُ وَتَأوِى فِي الْمَوَاضِع الْخَبِيثَةِ، كَبُيُوتِ الْخَمْرِ وَالْكُنُفِ وَحَيْثُ لَا يُذْكَرُ اللهُ وَلا يُعْبَدُ. وَمَأوِى الإْبِلِ: بِكَسْرِ الْوَاوِ، فِي مَأوِى الإْبِلِ خَاصَّةً وَهُوَ شَاذٌ (¬101). ¬

_ (¬74) إصلاح المنطق 148وقال ابن قتيبة: وقد روى أيضًا: أومأت إلى فلان وأوميت. أدب الكاتب 476. (¬75) ع: إماء، وخ: وأما تحريف والمثبت من أفعال السرقسطى 4/ 225 والصحاح والمصباح (وما) واللسان (وما 4926). (¬76) فعلت وأفعلت للزجاج 94، 95 وديوان الآب 4/ 214 وأفعال السرقسطى 4/ 225 وأدب الكاتب 433. (¬77) في اللسان: أنشد القنافى: فَقُلْتُ السَّلَام فَاتَّقَتْ مِنْ أمِيرِهَا ... . . . . . . . . . . . وانظر التاج (ومأ) والتنبيه والإيضاح 1/ 34. (¬78) في المهذب 1/ 62: لو توضأ من بئر وصلى ثمّ وجد في البئر فأرة. . . . . (¬79) عن الصحاح (فأر) غير أن الفارابى أوردها مهموزة وغير مهموزة في النوعين. ديوان الأدب 4/ 144، 148 وأيده في اللسان (فأر 3334) والمصباح (فأر). (¬80) منظور بن مرثد الأسدى كما في خزانة الأدب 7/ 472 واللسان (زكك 1848) وقبله *كَأنَّ بَيْنَ فَكَّهَا وَالْفَكِّ*. (¬81) قوله: ليس في خ. (¬82) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلع نعليه في الصلاة وخلع الناس نعالهم، فقال: مالكم خلعتم نعالكم، فقالوا: رأيناك خلعت نَعْلَيْكَ فخلعنا نِعَالنا، فقال: أتانى جبريل (ع) فأخبرنى أن فيهما قذرا وقال: دم حلمة. المهذب 1/ 62. (¬83) في العين 3/ 247: والحلمة والجميع الحلم: ما عظم من القراد، وكذا في تهذب اللغة 5/ 107 وانظر المحكم 3/ 276. (¬84) ذكره أبو عبيد في غريبه 3/ 220 ونصه: يقال للقراد أصغر ما يكون قمقامة فإذا كبرت فهى حمنانة، فإذا عظمت فهى حلمة وجمع هذا كله: قمقام وحمنان وحلم. واللسان (حلم 980) وانظر الفائق 3/ 183. (¬85) العين 1/ 100 وتهذيب اللغة 1/ 107 والمحكم 1/ 45 واللسان (علل 3080). (¬86) العين 3/ 169 تهذب اللغة 4/ 385 والمحكم 3/ 177. (¬87) في المهذب 1/ 63: فإن صلى في مقبرة تكرر فيها النبش لم تصح صلاته؛ لأنه قد اختلط بالأرض صديد الموتى. (¬88) خ أثار. (¬89) خ: الميِّت. (¬90) خ: لا يقال. (¬91) أنظر العين 6/ 269 وتهذيب اللغة 11/ 380 ونوادر أبي زيد 156 وديوان الأدب 2/ 116 وأفعال السرقسطى 3/ 201 والصحاح والمصباح (نبش) واللسان (نبش 4324). (¬92) قد اختلط بالأرض زيادة من خ. (¬93) في الغربيين 2/ 141. (¬94) ما بين القوسين: ليس في خ. (¬95) النهاية 3/ 15. (¬96) سورة إبراهيم آية 16. (¬97) ع: فسر أنه ماء: تحريف. (¬98) تفسير الطبرى 13/ 130 والقرطبى 9/ 351 ومجاز القرآن 1/ 338 وتفسر غريب القرآن 231 والعمدة 169. (¬99) كذا في العين 7/ 80 والمراجع السابقة. (¬100) في المهذب 1/ 63 في النهى عن الصلاة في الحمام. (¬101) ابن السكيت: وليس =

قَوْلُهُ: "مُرَاحِ الغَنَم (¬102) الْمَوضِعُ الَّذِى تَأوِى إِلْيْهِ، يُقَالُ: أَرَاحَ الْغنَمَ: إذَا أوَاهَا. وَالْمَوْضِعُ: المُراحُ بِالضَّمِّ. وَرَاحَتْ بِنَفْسِهَا. وَالْمَوْضِعُ: المَرَاحُ بِالْفَتْحِ. فَأمَّا إذَا أرادَ: أَرَاحَهَا مِنَ الْاسْتِرَاحَةِ، فَالضَّمُّ لِا غَيْر؛ لِأنَّهُ مَصْدَرُ أفْعَلَ. قَوْلُهُ: "لَا تُصَلُّوا فِي أعْطَانِ الإِبِلِ" (¬103) هِىَ مَبَاركُهَا حَوْلَ الْمَاءِ، وَاحِدُهَا: عَطَن. تُبْرَكُ فِيهِ؛ لِتُعَادَ إِلَى شُرْبِ الْعَلَلِ مَرَّةٌ أُخْرَى (¬104)، وقالَ (¬105) لَبِيد (¬106). عَافَتَا الْمَاءَ فَلَمْ نُعْطِنْهُمَا (¬107) ... إنَّمَا يُعْطِنُ مَنْ يَرْجُو الْعَلَلَ قَوْلُهُ: "خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ" قَالَ الْخَطّابِىُّ (¬108): شَبَّهَهَا بِالشَّيَاطِينِ لِمَا فِيهَا مِنَ النَّفَارِ وَالشُّرُودِ، فَإنَّهَا رُبَّمَا أَفْسَدَتْ عَلَى الْمُصَلِّى صَلَاتْهُ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّى كُل مَارِدٍ شَيْطَانًا. وَجَاءْ فِي الْحَدِيثِ "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُصَلُّوا فِي أغطَانِ الإبِلِ فَإنَّهَا جِنٌّ مِنْ جِنٍّ خُلِقَتْ" (¬109) قَالَ: فِي الْفَائِقِ (¬110) قَالَ الْجَاحِظُ (¬111): زَعَمَ بَعْض النَّاس. أنَّ الإبِلَ فِيهَا عِرْقٌ مِنْ سِفَادِ الجِنِّ، وَغَلِطُوا، قَالَ: وَالْمُرَادُ، وَاللهُ أَعْلَمُ: إنَّهَا لَكثِيرَة آفَاتُهَا. إِذَا أقْبَلَتْ أنْ [يَعْتَقِبَ] (¬112) إِقَبَالَهَا الإدْبَارُ، وَإِذَا أدْبَرَتْ: أَنْ يَكُونَ إدْبَارُهَا ذَهَابًا وَفَنَاءً مُسْتَأصَلًا، وَلَا يَأَتِى نَفْعُهَا بِالرُّكُوبِ وَالْحَلْبِ (¬113) إِلَّا مِنْ جَانِبهَا الأيْسَرَ الَّذِى (¬114) تَتَشَاءَمُ بهِ الْعَرَبُ فَهِىَ إذَنْ لِلْفتْنَةِ مَظِنَّة، وَلِلشّيَاطِيْنِ فِيهَا مَجَالٌ مُتَّسِعٌ مِنْ شُكْر النِّعْمَةِ وَكُفرِهَا (¬115). اخْتُصِرَ مِنْ كَلَامٍ طَوِيلٍ. قَالَ (¬116) فِي الشَّامِلِ (¬117): "وَقَدْ قِيلَ: إنَّ عَطَنَهَا مَأوَى الجنِّ وَالشّيَاطِيْنِ؛ لِظَاهِر الْخبَرِ، فَنُهِىَ عَن الصَّلَاةِ فِي ذَلِكَ، كَمَا نُهِى عَن الصَّلَاةِ فِي الْحَمْام، قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِى فِي ذَلِكِ (¬118) مَعْنًى آخَرَ (¬119)، وَهُوَ أنَّ مَعَاطِنَ الإبِلِ وَسِخَةٌ كَثِيرَةُ الْتُّرابِ، تَمْنَعُ منْ تَمَام الْسُّجُوْدِ. وَمُرَاحُ الْغَنَم: نَظِيفٌ. قَالَ: فِي الأمِّ (¬120): وَالْمُرَاحُ: مَا طَابَتْ تُرْبَتُهُ [وَأسْتُعْمِلَت] (¬121) أرْضُهُ واسْتدْبَرَ الشِّمَالُ مَوْضِعَهُ (¬122). قَوْلُهُ: "قَارِعَةُ الطَّرِيقِ" قَدْ (¬123) ذَكَرَهُ. في الاسْتِطَابَةِ (¬124). ¬

_ = في ذوات الأربعة مفعل بكسر العين إِلَّا حرفان مأقى العين؛ وَمَأوِى الإبل. قال الفراء: سمعتها بالكسر. إصلاح المنطق 222، 121، وأدب الكاتب 594، 554. (¬102) في المهذب 1/ 63: وتكره الصلاة في أعطان الإبل ولا تكره في مراح الغنم. (¬103) في المهذب 1/ 63: وروى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين، والحديث في صحيح الترمذى 2/ 256 في تحفة الأحوذى، ومعالم السنن 1/ 148 والفائق 3/ 31 والنهاية 3/ 258. (¬104) غريب الخطابى 1/ 412؛ 2/ 285، والعين 2/ 14 وتهذيب اللغة 2/ 175 والمحكم 1/ 343 والفائق 3/ 31 والنهاية 3/ 258. (¬105) خ: قال. (¬106) ديوانه 185 والمراجع السابقة. (¬107) خ: تكره الشرب فلا تعطنها: تحريف. (¬108) معالم السنن 2/ 149 وغريب الحديث له 2/ 286. (¬109) ع: خلقت من الجن، والمثبت من خ والأم 1/ 80 وفي تحفة الأحوذى 2/ 328: حديث ابن مغفل عند أحمد بإسناد صحيح. . . . . . . فإنها خلقت من الجن ألا ترون عيونها وهيأتها إذا نفرت. (¬110) 3/ 31. (¬111) ع: الحافظ: تحريف، والمثبت من خ والفائق. (¬112) ع: يتعقب وخ: يعقب والمثبت من الفائق. (¬113) يعنى منفعة الركوب والحلب. (¬114) الذى ساقط ش خ. (¬115) في الفائق: حيث تسببت أولا إلى إغراء المالكين على إخلالهم بشكر النعمة العظيمة فيها، فلما زواها عنهم لكفرانهم. . . إلخ. (¬116) خ: وقال. (¬117) ....................... (¬118) ذلك ساقط من خ. (¬119) الأم 1/ 80. (¬120) السابق. (¬121) ع، خ: واستعلت والمثبت من الأم. (¬122) في الأم: واستذرى من مهب الشمال موضعه. (¬123) ع: وقد. (¬124) ص 36.

ومن باب ستر العورة

وَمِنْ بَابِ سَتْر الْعَوْرَةِ الْعَوْرَةُ: كُلُّ مَا يُستحْيَا مِنْ كَشْفِهِ، وَهِىَ أّيْضًا: سَوْأَةُ الإنْسَانِ (¬1)، وَالْجَمْعُ: عَوْرَاتٌ بِالتَّسْكِينِ، وَإِنَّمَا يُحَرِّكُ الْثَّانِى مِنْ "فَعْلَةَ" فِي جَمع (¬2) الأسْمَاءِ، إِذَا لَمْ يَكُن يَاءً أوْ وَاوًا وَقَرَأ (¬3) بَعْضُهُمْ: {عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} (¬4) بِالتَّحْريك (¬5). قَوْلُهُ (¬6): {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} (¬7) أَيْ: فَعْلَةً فَاحِشَةً، يَعْنِى قَبِيحَةً خَارِجَةً عَمَّا أَذِنَ الله بهِ (¬8). وَأصْلُ الفُحْش: الْقُبْحُ (¬9) والْخُرُوجُ عَنِ الْحَق وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلمُفْرِطِ في الطُّولِ: إِنَّهُ لَفَاحِشُ الطُّولِ. وَالْكَلَامُ الْقَبِيحِ، غَيْرُ الْحَق: كَلَامٌ فَاحِشٌ. وَالْمُتَكَلِّمُ بِهِ: مُفْحِشٌ (¬9). قَوْلُهُ: "لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ" (¬10) أى: لَا تُظْهِرهَا وتَكْشِفْهَا. وَالْبَارِزُ: الظَّاهِرُ الْمَكشُوفُ وَيُقَالُ (¬11): بَرَزَ بُرُوزًا: إِذَا ظَهَرَ وَبَدَا. وَفِي الْفَخِذِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ (¬12): فَخِذٌ؛ وَفِخْذٌ؛ وَفِخِذ؛ وَفَخْذٌ. قَوْلُهُ (¬13) "لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ حَائِض إِلَّا بِخِمَارٍ" لَمْ يُرِدْ: بَالِغًا قَدْ حَاضَتْ، وَلَكِنَّهُ أرَادَ جِنْسَ النِّسَاءِ، وَلِهذَا لَا تَصِحُّ صَلَاةُ مَنْ لَمْ تَبْلُغ حَتى تَسْتَتِرَ. قَوْلُهُ: "الْمَرأةُ فِي الْحَرَامِ"، (¬14) أَيْ: الْمُحْرِمَةُ، يُقَالُ: أحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ لِأنّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا كَانَ حَلَالًا مِنْ قَبْلُ كَالصَّيدِ وَالنِّسَاءِ. قَوْلُهُ (¬15): "الْقُفَّازَيْنِ وَالنِّقَابِ" الْقُفَّازُ بِالضَّمِّ: شَىْء يُعْمَلُ لِلْيَدَينِ يُحْشَي بِقُطْنٍ وَيَكُونُ لَهُ أزْرَازٌ تُزَزُّ (¬16) عَلَى السَّاعِدَيْنِ مِنَ البَردِ تَلْبَسُهُ الْمَرأةُ في يَدَيهَا، وَهُمَا قُفَّازَان. وَيُقَالُ: تَقَفَّزَت الْمَرأةُ بِالْحِنَّاءِ (¬17) وَالأقفزُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِى بَيَاضُ تَحْجِيلِهِ: فِي يَدَيْهِ (¬18). ¬

_ (¬1) العين 2/ 237 وتهذيب اللغة 3/ 173 والمحكم 2/ 248 والصحاح والمصباح (عور) واللسان (عور 3167). (¬2) ع: جميع: تحريف. (¬3) ع: قال: تحريف. (¬4) سورة النور آية:31. (¬5) الصحاح (عور) واللسان. (¬6) ستر العورة عن العيون واجب لقوله تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} المهذب 1/ 64. (¬7) سورة الأعراف آية 28. (¬8) قال ابن عباس: كانوا يطوفون بالبيت عراة. فهى فاحشة المهذب 1/ 64 وانظر معانى الزجاج 2/ 364 وتفسير الطبرى 3/ 303. (¬9) خ: القبيح. (¬9) العين 3/ 96، 97 وتهذيب اللغة 4/ 188، 189 والمحكم 3/ 80 والصحاح والمصباح (فحش) واللسان (فحش 3356). (¬10) في المهذب 1/ 64 عن على (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حى ولا ميت". (¬11) خ: يقال. (¬12) في العين: 4/ 245: الفخذ ويخفف: فخذ في لغة سفلى مضر، وكسرت الفاء على أعقاب كسرة الخاء، حيث أسكنت، ومن فتحها مع سكون الخاء تركها على ما كانت وانظر أدب الكاتب 537 والاقتضاب 2/ 319، 320 وإصلاح المنطق 169 واللسان (فخذ 3360). (¬13) في المهذب 1/ 64: روت عائشة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقبل. . . الحديث". (¬14) في المهذب 1/ 64 لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى المرأة في الحرام عن لبس القفازين والنقاب. (¬15) غ: والقفازين. (¬16) خ: تزرر والمثبت من ع، وغريب أبي عبيد 4/ 64 والفائق 3/ 218 وانظر الآية 4/ 90. (¬17) الفائق 3/ 318. (¬18) اللسان (قفز 3701).

إِلَى مِرْفَقَيهِ (¬19) دُونَ الرِّجْلَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْمُقَفَّزُ، كَأنَّهُ أُلْبِسَ الْقُفَّازَيْنِ (¬20). وَالْنِّقَابُ: الَّذِى تُغَطِّى بِهِ الْمَرْأةُ الْوَجْهَ: مَعْرُوفٌ. وَإِنَّهَا لَحَسَنَةُ النِّقْبَةِ، بِالْكَسْرِ (¬21). وَدِرْعُ الْمَرأةِ: قَمِيصُهَا يُذَكَّرُ وَلَا يُؤَنَّثُ (¬22). قَوْلُهُ: "مَوَاضِعُ (¬23) الْتَّقْلِيب" هِىَ الَّتِى تُقَلَّبُ، وَيُنْظَرُ (¬24) بَاطِنُهَا وَظَاهِرُهَا عِنْدَ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، يُقَالُ: قَلّبْتُهُ بِيَدِى تَقْلِيبًا، وَتَقَلَّبَ الشَّيْىءُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، كَالْحَيَّةِ (¬25) تّتَقَلَّبُ عَلَى الرَّمْضَاءَ، كُلُّهُ بالتَّشْدِيِد (¬26). قَوْلُهُ: "صَفِيقًا لَا يَصِفُ لَونَ الْبَشَرَةِ" (¬27) الصَّفِيقُ: الثَّخِينُ. وَقَدْ ذكِرَا. قَوْلُة: "الْخِمَارُ" مُشْتَقٌّ مِنَ التَّخْمِيرِ، وَهُوَ التَّغْطَةُ. وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْخَمْرُ؛ لِأنَّهَا تُغَطِّى الْعَقلَ. وَالْخَمَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا وَارَاكَ مِنْ شَجَرٍ (¬28). قَوْلُهُ: "مِلْحَفَة" (¬29) هِىَ وَاحِدَةُ الْمَلَاحِفِ. يُقَالُ: الْتَحَفْتُ بالثَّوْبِ: تَغَطَّيْتُ بِهِ، وَاللِّحَافُ: اسْمُ مَا يُلْتَحَفُ بِهِ، وَكُل شَيْىءٍ تَغَطَّيْتَ بِهِ فَقَد الْتَحَفْتَ بِهِ (¬30). قَوْلُهُ: "تُكَثِّفُ جِلْبَابَهَا" أيْ: تُغَلَّظُهُ وَتُثَخِّنُهُ حَتى لَا يَصِفُهَا. وَقِيلَ: تكُتِّفُ جِلْبَابَهَا، أَيْ: تَعْقِدُهُ، وَقِيلَ: تَكْفِتُ، أيْ: تَجَمَعُ، مَأخُوذٌ مِنَ الْكِفَاتِ، وَهُوَ: الْجَمْعُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} (¬31). وَالْجِلْبَابُ: الْمِلْحَفَةُ الَّتِى يُتَغَطَّى بِهَا فَوْقَ الثِّيابِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬32): الْجِلْبَابُ.: الْخِمَارُ وَالإِزَارُ وقالَ الْخَلِيلُ (¬33): الْجلْبَابُ أوْسَعُ مِنَ الْخِمَارِ وَألْطَفُ مِنَ الإزَارِ. قال الشاعر (¬34): . . . . . . . . . . . ... مَشْىَ الْعَذَارَى عَلَيْهِنَّ الْجَلَابِيبُ قال الْهَرَوِىُّ (¬35): سُمِّىَ الإزَارُ إِزَارًا؛ لِحِفْظِهِ صَاحِبِهِ، وَصِيَانَتِهِ جَسَدِهُ، أُخِذَ مِنْ آزَرْتهُ: إِذَا عَاوَنْتُهُ. ¬

_ (¬19) ع: مرفقه. (¬20) في المحكم 6/ 159: وفرس مقفز: استدار تحجيله في قوائمه. (¬21) المحكم 6/ 278 واللسان (نقب 4514). (¬22) المذكر والمؤنث للفراء 93 ومختصر المذكر والمؤنث للمفضل 58 والمذكر والمؤنث لابن التسترى 75 ولابن فارس 51 والبلغة 81. (¬23) ع: فينظر. (¬24) ع: موضع وفي المهذب 1/ 64: وأمّا الأمة ففيها وجهان، أحدهما: أن جميع بدنها عورة إِلا مواضع التقليب وهى الرأس والذراع. (¬25) ع: الحبة: تحريف. (¬26) المحكم 6/ 258، 259 واللسان (قلب 3713) والصحاح والمصباح (قلب). (¬27) في المهذب 1/ 64: ويجب ستر العورة بما لا يصف البشرة من ثوب صفيق أو جلد أو ورق. (¬28) غريب الخطابى 1/ 414، 2/ 313 والعين 4/ 263 والمحكم 5/ 115. (¬29) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال: تصلى في الدرع والخمار والملحفة. (¬30) العين 3/ 232 وتهذيب اللغة 5/ 70 والمحكم 2/ 263 والصحاح والمصباح (لحف). (¬31) سورة المرسلات آية 25 قال أبو عبيدة: أى: واعية، يقال: هذا النحى كفت وهذا كفيت مجاز القرآن 2/ 281 وقال الفراء: تكفتهم أحياء على ظهرها في بيوتهم ومنازلهم، وتكفتهم أمواتا في بطنها أى: تحفظهم وتحرزهم. معانى القرآن 3/ 224 وانظر تفسير غريب القرآن 506. (¬32) أنظر تهذيب اللغة 11/ 93 والغربيين 1/ 376، 377 واللسان (جلب 649). (¬33) العين 6/ 132، عبارته: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء، تغطى به المرأة رأسها وصدرها وانظر: الفائق 1/ 229 والنهاية 1/ 283. (¬34) جنوب أخت عمر ذى الكلب ترثيه كما في اللسان (جلب 649) وصدره: تَمْشِى النُّسُورُ إلَيهِ وَهِىَ لَاهِيَةٌ ... . . . . . . . . . . . (¬35) لم أجد هذا النص في الغريبين وفي 1/ 42: يقال: آزرته: عاونته.

قَوْلُهُ: "فَلْيَتَّزِرْ" (¬36) صَوَابُهُ: فَلْيَأتَزِرْ (¬37)، بِالْهَمزِ (¬38)، وَلَا يَجُوزُ التَّشْدِيدُ، لِأنَّ الْهَمْزَةَ لَا تُدْغَمُ فِي التَّاءِ (¬39). وَقَوْلُهُمُ "اتَّزرَ" عَامِّىٌ، وَالْفُصَحَاءُ عَلَى ائتَزَرَ. وَقَدْ لَحَّنُوا مَنْ قَرَأ {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ (¬40) أَمَانَتَهُ} بِالتَّشْدِيِد. قَوْلُهُ (*): "اشْتِمَالُ الْبَهُودِ" (¬41): هُوَ الإِسْدَالُ الَّذِى ذَكَرَهُ بَعْدُ. "وَزَرَّهُ" أَيْ: عَقَدَ أَزرَارَهُ (¬42) وَأدْخَلَهَا فِي عُرْوَتِهِ. وَيُقَالُ في الْأمْرِ مِنْهُ: زُرَّهُ؛ (وَرُرُّهُ؛ وَرُرِّهِ) (¬43). وَقِصَارَةُ (¬44) الثَّوبِ: دَقُّهُ، وَقَصَرْتُ الثَّوْبَ أقْصُرُهُ: دَقَقْتُهُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْقصَّارُ (¬45). قَوْلُهُ: "اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ" مُفَسرٌّ فِي الْكِتَاب (¬46). وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ: هُوَ أن يَتَجَلَّلَ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ، وَلَا يَرْفَعُ مِنْهُ جَانِبًا، يَكُونُ فِيهِ فُرْجَةٌ فيَخْرِجُ (¬47) مِنْهَا يَدَهُ. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬48): وَإِنَّمَا قِيْلَ لهًا صَمَّاءُ؛ لِأنَّهُ إِذَا اشتمَلَ سَدَّ عَلَى يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ الْمَنَافِذَ كُلَّهَا، كَالصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ الَّتِى لَيْسَ فِيهَا (¬49) خَرْقٌ وَلَا صَدعٌ (¬50) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬51): أَمَّا تَفْسِيرُ الْفُقَهاَءِ (فَهُوَ) (¬52) أنْ يَشْتَمِلَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيرُهُ ثُمَّ يَرْفعَهُ مِنْ أحَدِ جَانِبَيْهِ، فَيَقَعَ عَلَى أحَدِ مَنْكِبَيْهِ (¬53) قُلْتُ: مَنْ فَسَّرَهُ (¬54) هَذَا التفْسِيرَ: ذَهَبَ إِلَى كَرَاهِيَةِ الْكَشْفِ وَاِبْدَاءِ (¬55) الْعَوْرَةِ، وَمَنْ فَسَّرَهُ بِتَفْسِيرِ أهْلِ اللُّغةِ: كَرِهَ أنْ يَتَزَمَّلَ بِهِ شَامِلًا جَسَدَهُ مَخافَةَ أن يَذفَعَ مِنْهَا إِلَى حَالَةٍ سَادَّةٍ لِمُتَنَفَّسِهِ فَيَهْلِكَ. احْتَبَى الرَّجُلُ (¬56): إِذَا جَمَعَ ظَهْرَهُ وَسَاقَيْهِ بِثَوْبِهِ (¬57)، وَقَدْ يَحْتَبِى (¬58) بِيَدَيْه، يُقَالُ مِنْهُ: حِبْوَةٌ (¬59) وَحُبْوَةٌ، بِكَسْرِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا (¬60)، وَجَمْعُهَا: حِبىً، بِكَسْرِ الأَوَّلِ عَنْ يَعْقُوبَ (¬61). قَوْلُهُ: "يَسْدُلُ فِي الصَّلَاةِ" (¬62) وَهُوَ أنْ يُسْبِلَ ثَوْبَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَضُمَّ جَوَانِبَهُ (¬63)، وَمِنْهُ حَدِيثُ ¬

_ (¬36) في المهذب 1/ 65: عن ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلّى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله تعالى أحق من يزين له فمن لم يكن له ثوبان فليتزر إذا صلى ولا يشتمل اشتمال اليهود". (¬37) ع: فليتأنزر: تحريف. (¬38) إصلاح المنطق 373 والفائق 3/ 261 والنهاية 1/ 44 وإصلاح خطأ المحدثين 14. (¬39) المراجع السابقة، وقال في اللسان (أزر 71) ويجوز أن تقول اتزر بالمئزر أيضا فيمن يدغم الهمزة في التاء، كما تقول أتمنته والأصل ائتمنته. وكذا في المصباح (أزر). (¬40) ع "أؤتمن" والمثبت من خ وبين في حاشيتها والآية 283 من سورة البقرة. (*) ليس في ع. (¬41) تعليق 3. (¬42) ع: زره. (¬43) ع: وزرره. والمثبت من خ واللسان، والتنبيه والإيضاح 2/ 128 قال ابن برى: وهذا عند البصريين غلط. وإنما يجوز إذا كان بغير الهاء نحو قولهم زر وزر وزر. (¬44) قصارة الثّوب بالكسر: صناعته. المصباح (قصر). (¬45) العين 5/ 59 والمحكم 6/ 123 واللسان (قصر 3649). (¬46) في المهذب 1/ 65: ويكره اشتمال الصماء: وهو أن يلتحف بثوب ثم يخرج يديه من قبل صدره. (¬47) خ: يخرج. (¬48) غريب الحديث. (¬49) ع: لها. (¬50) ع: صمع: تحريف. (¬51) غريب الحديث 2/ 118. (¬52) خ: هو. (¬53) عبارة أبي عبيد: فيضعه على منكبيه فيبدو منه فرجة. وكذا نقله في اللسان (صمم 2502). (¬54) ع: فسر. (¬55) خ: وإبدائه. (¬56) في المهذب 1/ 65: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اشتمال الصماء وأن يحتبى الرجل في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيىء. (¬57) ع: بثوب. (¬58) ع: تحبى: تحريف، والمثبت من خ والمصباح (حبو). (¬59) ع: حبوت: تحريف. (¬60) إصلاح المنطق 116 وأدب الكتب 540 واللسان (حبو 765). (¬61) وحبى: بضمها أيضا عن يعقوب في الإِصلاح. (¬62) في المهذب: ويكره أن يسدل في الصلاة وفي غيرها، وهو أن يلقى طرفى الرداء من الجانبين. (¬63) كذا في غريب أبي عبيد 3/ 482. والفائق 2/ 168 وفي النهاية 2/ 355: هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله فنهوا عنه، وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب. وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلها على كتفيه. وانظر تهذيب اللغة 12/ 361.

عَائِشَةَ، رَضىَ الله عَنهَا "أنَّهَا أسْدَلَتْ قِنَاعَهَا" (¬64) أَيْ: أسْبَلَتْهُ، وَهِىَ مُحْرِمَةٌ. قَوْلُهُ: "مِنْ فُهُورِهِمْ" (¬65) جَمْعُ فُهْرٍ، وَهُوَ بَيْتُ مَدْرَاسِهِمْ: كَلِمَةٌ نَبَطِيَّةُ عُرِّبَتْ (¬66)، وَالْمَدْرَاسُ (¬67) مَوْضِعُ دَرْس الْكُتُبِ. قَوْلُهُ: "لَيْسَ مِنَ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ" (¬68) (ذَكَرَ الْخَطَّابِىُّ فِي مَعَالِمِ السُّنن (¬69)، فِي مَعْنَاهُ: أيْ: لَيْسَ بِنَاجٍ مِنْ عَذَابِ اللهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ) (¬70) وَلَعَلَّهُ يُرِيدُ بِالْحِلِّ وَالْحَرَامِ: الْمُبَاحَ وَالْمَحْذُورَ مِنَ الثِّيابِ. اللِّثَامُ (¬71): مَا كَانَ عَلَى الْفَمِ مِنَ النِّقَابِ. وَاللِّفَامُ: مَا كَانَ عَلَى الأْرْنَبَةِ (¬72). يُقَالُ: لَثَمَت الْمَرْأةُ تَلْثِمُ لَثْمًا، وَالْتَثَمَتْ وَتَلثَّمَتْ: إِذَا شَدَّت اللِّثَامَ، وَهِىَ حَسَنَةُ اللَّثْمَةِ. وَذَكَرَ الْخَطَّابِىُّ أنَّهُ مِنْ زِىِّ الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ ذو الرُّمَّةِ (¬73): تَمَامُ الْحَجِّ أن تَقِفَ الْمَطَايَا ... عَلَى خَرْقَاءَ وَاضِعَةَ اللِّثَامِ (قَوْلُهُ) (¬74): "يَتَلَوَّثُ بِهِ الْبَدَنُ" أَيْ: يَتَلَطَّخُ، يُقَالُ: لَوَّثَ ثِيَابَهُ بِالطِّيِنِ، أَيْ: لَطَّخَهَا. وَلَوَّثَ الْمَاءَ: كَدَّرَهُ (¬75). "غُضُّوا الأبْصَارَ": أغْمِضُوهَا. وَانْغِضَاضُ الطَّرْفِ: انْغِمَاضُهُ (¬76). وَقَدْ يَكُونُ غَضُّ الطَّرْفِ: احْتِمَالُ الْمَكْرُوهِ وَالْأذَى. "قَوْلُهُ: لِأنَّ عَلَيْهِ فِي قَبُولِهِ مِنَّةٌ" (¬77) الْمِنَّةُ وَالمَنُّ: ذِكْرُ الإحْسَانِ وَإعَادَتُهُ عَلَى الْمُحْسَنِ إِلَيْهِ مِثْلُ أنْ تَقُولَ: أعْطَيْتُكَ وَأحْسَنْتُ إِلَيْكَ، مَأخوذٌ مِنْ مَنَنِ الْوَتَرِ وَهُوَ قُوَاهُ، وَيُقَالُ: أُمِنَّ الرَّجُلُ: إِذَا انْتُقِضَتْ مُنَّتُهُ، كَأَنَّهُ نَقْضٌ لِلإِحْسَانِ وَتَغْيِيرٌ لَهُ، وَهُوَ مِنَ الْأضْدَادِ، يُقَالُ: مَنَّ عَلَيْهِ مِن غَيْرِ مَنٍّ (¬78)) (¬79). ¬

_ (¬64) النهاية 2/ 355 وتحفة الأحوذى 2/ 380. (¬65) في المهذب 1/ 65، 66: روى عن على بن أبي طالب كرم الله وجهه أنّه رأى قومًا سدلوا في الصّلاة، فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فهورهم. والحديث في غريب أبي عبيد 3/ 481، 482 وتحفة الأحوذى 2/ 381 والفائق 2/ 168 والنهاية 2/ 355. (¬66) قال أبو عبيد: وهى كلمة نبطية وعبرانية أصلها "بهر" فعربت بالفاء فقيل: فهو غريب الحديث 3/ 482 والفائق 2/ 168 والمصباح (فهر) والنهاية 3/ 482. (¬67) خ: المدرس. (¬68) في المهذب 1/ 66 عن ابن مسعود (ر) أنّه رأى أعرابيًا عليه شملة قد ذيلها وهو يصلى، قال: إنَّ الذى يجر ثوبه من الخيلاء في الصّلاة، ليس من الله في حل ولا حرام. (¬69) لم أجده للخطابى. وقال القلعى في اللفظ المستغرب 28: ليس من دين الله في شيىء وحققه النووى في تهذيب الأسماء واللغات (حلل). (¬70) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬71) في المهذب 1/ 66: ويكره أن يصلّى الرجل وهو ملثم. (¬72) عن الفراء في الإبدال 127 والقلب والإبدال 36 وعن أبي زيد: تميم تقول تلثمت على الفهم وغيرهم يقول: تَلَفَّمْتُ: أنظر اللسان والمصباح (لثم). (¬73) ديوانه 1/ 373. (¬74) قوله ليس في خ. وفي المهذب 1/ 66: في ستر العورة بالطين. قال أبو إسحاق: لا يلزمه لأنه يتلوث به البدن. (¬75) اللسان (لوث 4094) والمصباح "لوث". (¬76) خ: إغماضه. (¬77) في المهذب 1/ 67: وإن وهبه سترا لم يلزمه قبوله؛ لأنّ عليه في قبوله منة وفي احتمال المنة مشقة. (¬78) الزاهر 2/ 355، 356 واللسان (منن 4277) والمصباح (منن). (¬79) ما بين القوسين ساقط من خ.

ومن باب استقبال القبلة

وَمِنْ بَاب اسْتِقْبَال الْقِبْلَةِ الْقِبْلَةُ: مَأخُوذَةٌ مِنْ قَابَل الشَّيْىءُ الشَّيْىءَ: إِذَا حَاذَاهُ. وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ: إِذَا حَاذَاهُ بِوَجْهِهِ. وَأصْلُهُ: مِنَ القُبُل: نَقِيضُ الدُّبُرِ. قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬1): سُمِّيَت الْقِبْلَةُ قِبْلَة؛ لِأنَّ الْمُصَلِّىَ يُقَابِلُهَا وَتُقَابِلُهُ (¬2). قَوْلُهُ تَعَالَى (¬3): {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ (الْحَرَامِ)} (¬4) أيْ: (اسْتَقْبِلْهُ) (¬5) وَاجْعَلْهُ مِمَّا يَلِيكَ. وَقِيلَ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ} أيْ: أَقْبِلْ وجْهَكَ. وَوَجِّة وَجْهَكَ (¬6) وَكَذَلِكَ (¬7) قَوْلُهُ: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} (¬8) أَيْ: مُسْتَقْبِلُهَا (¬9). وَ {شَطْرَ الْمَسْجِدِ} أَيْ: نَحْوَهُ وَتِلْقَاءَهُ. قَالَ الشَّاعِرُ (¬10): ألَا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرًا رَسُولًا (¬11) ... وَمَا تُغْنِى الرِّسَالَةُ شَطرَ عَمْرِو أَيْ: نَحْوَهُ. وَقَالَ أَيْضًا (¬12): أقِيمِى أُمَّ زِنْبِاعٍ أَقِيمِى ... صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بَنى تَمِيمِ وَنُصِبَ "شَطْرَ" عَلَى الظَّرْفِ (¬13) والمعنى إِلى شَطْر المَسْجِدِ الحَرَامِ. قَوْلُهُ: بِحَضْرِةِ الْبَيْتِ (¬14) أيْ: بِقُرْبهِ، مِنَ الْحُضُورِ: ضِدُّ الْغَيْبَةِ. قَوْلُهُ: "فَإنَّ أَخْبَرَهُ مَنْ يُقْبَلُ خَبَرُهُ عَنْ عِلْمٍ" (¬15) هُوَ أن يَرَى الْكَعْبَةَ مِنْ سَطْحٍ أوْ رَأَسِ جَبَلٍ فَيُخْبِرَهُ. قَوْلُهُ: "مَحَارِيبُ الْمُسْلِمِين" (¬16) أصْلُ الْمحْرَابِ: الْمَكَانُ الرَّفِيعُ، وَالْمَجْلِسُ الشَّرِيفُ؛ لِأنَّهُ يُدَافَعُ عَنْهُ، وَيُحَارَبُ دُونَهُ. وَقِيلَ: مِحْرَابُ الأسَدِ لِمَأوَاهُ. وَيُسَمَّى الْقَصْرُ وَالْغُزفَةُ مِحْرَابًا، قَالَ (¬17): رَبَّةُ مِحْرَابٍ إِذَا جِئْتَهَا ... لَمْ ألْقْهَا أَوْ أرْتَقِى سُلَّمَا ¬

_ (¬1) في الغريبين 3/ 64. (¬2) أنظر العين 5/ 166 - 168 والمحكم 6/ 261 - 266 واللسان (قبل 3516) والمصباح (قبل). (¬3) ع: -عز وجل-. (¬4) سورة البقرة الآيات 144، 149، 150. و {الْحَرَامِ} ليس في خ. (¬5) خ: استقبل. (¬6) معانى القرآن 1/ 84، 85 ومجاز القرآن 1/ 60 ومعانى الزجاج 1/ 204 وتفسير غريب القرآن 65. (¬7) ع: وكذا. (¬8) سورة البقرة 148. (¬9) المراجع تعليق (6). (¬10) لم أهتد اليه. (¬11) رسولا ساقط من ع. (¬12) أبو زنباع الجذامى كما في اللسان (شطر 2263) وروايته: "أقُول لِأمِّ زِنْبَاع أَقِيمِى". (¬13) معانى الزجاج 1/ 204 ومعانى الفراء 1/ 84. (¬14) في المهذب 1/ 67: فإن كان بحضرة البيت لزمه التوجه إلى عينه. (¬15) في ع: "فإن أخبره رجل من يقبل خبر رجل عن علم" وفي خ: فإن أخبره رجل عن علم". والمثبت نصّ المهذب 1/ 67 في جاهل مكان البيت. (¬16) في المهذب 1/ 67: فإن رأى محاريب المسلمين في موضع صلى إليها. (¬17) وضاح اليمن كما ذكر أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 144 وابن دريد في جمهرة اللغة 1/ 219 ومثله في اللسان (حرب 817).

فَمِحْرَابُ الْمَسْجِدِ: أشْرَفُ مَوْضِع فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ الْأنْبَارِىِّ (¬18) عَنْ أحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ: سُمِّىَ مِحْرَابًا؛ لِانْفِرَادِ الإِمَامِ، فِيهِ، وَبُعْدِهِ عَنِ الْقَومِ،. وَمِنْهُ يُقَال: هُوَ حَرْبٌ لِفُلَانٍ إِذَا كَانَ بَيْنَهُمَا تَبَاعُدٌ وَبُغْضٌ (¬19). وَيَحْتَمِلُ أن يَكونَ مِحْرَابًا؛ لِأنَّ الإمَامَ إِذَا قَامَ [فِيهِ] (¬20) لَمْ يَأَمنْ أنْ يَلْحَنَ أوْ يُخْطِىِّ، فَهُوَ خَائِفٌ. فَكَأنَّهُ مَأوَى الْأسَدِ (¬21). قَوْلُهُ: "لِعَدَمِ الْبَصِيرَةِ" (¬22) هِىَ الاسْتِبْصَارُ بِالشَّيْيِّ وَتَأمُّلُهُ بِالْعَقْلِ. وَالْبَصِيرَةُ أيْضًا: الحُجَّةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (¬23) أيْ: هُوَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِهِ (¬24). قَوْلُهُ: "وَلَا يَسَعُ بَصِيرًا أنْ يُقَلِّدَ" (¬25) مَعْنَاهُ: لَا يُوَسَّعُ عَلَيْهِ فِي الشَّرْعِ. بَلْ هُوَ فِي ضِيقٍ وَحَرَجٍ عَنِ الْجَوَازِ (¬26). يُقَالُ: وَسِعَهُ الشَّيْيِّ، بِالْكَسْرِ، يَسَعُهُ وَيَسِعُهُ (27) (سَعَةً) (¬27). وَيُقَالُ: لَا يَسَعُنى شَيْىْءٌ وَيَضِيقُ عَنْكَ، أَيْ: وَأنْ يَضِيقَ عَنْكَ. بَلْ: مَتَى وَسِعَنى شَىْءٌ وَسِعَكَ (¬28)، وَأصْلُهُ: يَوْسِعُ، وَإِنَّمَا سَقَطَت الْوَاوُ؛ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ الْيَاءِ وَالْكَسْرَةِ فِي الأصْلِ. قَوْلُهُ: "وَالْتِحَامُ الْقتَالِ" (¬29) هُوَ تَقَارُبُ الْمُتَقَاتِلِينَ وَتَلاصُقُهُمْ (¬30)، مِنَ ألْحَمْتُ الشَّيْيِّ إِذَا ألْصَقْتَهُ: الْمَلْحَمَةُ: الْوَقْعَةُ الْعَظِيمَةُ في الْحَرْبِ. قَوْلُهُ: "وَالدَّابَّةُ حَرُونٌ" (¬31) الْحَرُونُ: الَّذِى لَا يَنْقَادُ. وَإِذَا اشْتَدَّ الْجَرْىُ وَقَفَ. وَقَدْ حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُونًا، وَحَرُنَ (¬32)، بِالضَّمِّ. وَالاسْمُ: الحُرَانُ (¬33). قَوْلُهُ: "فَرَكَزَ عَنَزَةً" (¬34) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬35): الْعَنَزَةُ: مِثلُ نِصْفِ الرُّمْحِ أَوْ أكْبَرُ شَيْئًا وَفِيهَا (¬36) سِنَانٌ مِثْلُ سِنَانِ الرَّمْحِ. قَوْلُهُ: "وَادْرَءُوا مَا اسْتَطعْتُمْ" (¬37) الدَّرْءُ: الدَّفْعُ. يُقَال: دَرَأهُ يَدْرَؤُهُ: إذَا دَفَعَهُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ} (¬38) أَيْ: تَدَافَعْتُمْ (¬39). قَالَ (¬40): تَقُولُ وَقَدْ دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِى ... أهَذَا دِيِنُهُ أبَدًا وَدِينِى ¬

_ (¬18) الزاهر 1/ 541. (¬19) خ: وبغضا: خطأ. (¬20) زيادة من اللسان. (¬21) في اللسان: فهو خائف مكانا كأنه مأوى الأسد، والمحراب مأوى الأسد. وانظر العين 3/ 214 وتهذيب اللغة 5/ 23 والمحكم 3/ 235 وجمهرة اللغة 1/ 219. (¬22) في المهذب 1/ 68: لا فرق بين أن لا يعرف لعدم البصر، وبين أن لا يعرف لعدم البصرة. (¬23) تعالى: ساقطة من ع. (¬24) سورة القيامة آية 14 قال الفراء: على الإنسان من نفسه رقباء يشهدون عليه بعمله: اليدان والرجلان والعينان والذكر. معانى القرآن 3/ 211 وانظر تفسير غريب القرآن 500. (¬25) في المهذب 1/ 68: ولا يسع بصيرا أن يقلد غيره؛ لأنّه يمكنه الاجتهاد. (¬26) في العين 2/ 202 أى: لست منه في سعة. (¬27) ويسعه: ليس في ع. وما بين القوسين من ع. وفي المحكم 2/ 220 وَسِعَهُ يَسَعُه وَيَسِعُه سَعَةً وهى قليلة يعنى فَعَل يفعِل. وكذا في اللسان (وسع 4835) وفي المصباح: قيل: الأصل في المضارع الكسر ولهذا حذفت الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، ثم فتحت بعد الحذف المكان حزف الحلق. وانظر شرح الشافية 1/ 120. (¬28) اللسان (وسع 4835). (¬29) في المهذب 1/ 69 فأما في شدة الخوف وإلتحام، القتال فيجوز أن يترك القبلة إذا اضطر لتركها. (¬30) ع: والتصاقهم. (¬31) في المهذب 1/ 69: فإن كان في قطار أو منفردا والدابة حرون يصعب عليه إدارتها صلى حيث توجه. (¬32) ع: الحرن: تحريف والمثبت من خ والمحكم 3/ 227 واللسان (حرن 851). (¬33) في المحكم واللسان: حرَنت الدابة تحرُن حِرانا وحُرانا وحرُنت. وانظر المصباح (حرن) وتهذيب اللغة 5/ 8، 9. (¬34) في المهذب 1/ 69: عن أبي صحيفة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في حلة حمراء فركز عنزة فجعل يصلى إليها بالبطحاء يمر النَّاس من ورائها والكلب والحمار والمرأة. (¬35) في كتاب السلاح 21 وعبارته: قدر نصف الرمح أو أكبر شيئا وفيها زج كزج الرمح. وانظر تهذيب اللغة 2/ 138. (¬36) ع: وفيه. (¬37) ع: فادرءوا. وفي المهذب 1/ 169: قوله - صلى الله عليه وسلم - "لا يقطع صلاة المرء شيىء وادرءوا ما استطعتم". (¬38) سورة البقرة آية 72. (¬39) ع: فادافعتم. وفي معانى الزجاج 1/ 126: تدافعتم. وانظر مجاز القرآن 1/ 45 وتفسير غريب القرآن 54، 55. (¬40) المثقب العبدى كما في اللسان (درأ 1349) والمفضليات 140 ط الرحمانية وروايته "تقول إذا".

ومن باب صفة الصلاة

وَمِنْ بَابِ صِفَةِ الصَّلاةِ (قُوْلُهُ) (¬1): "قَدْ قَامَتْ" (¬2) مَعْنَاهُ: دَامَتْ. وَقَدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ" (¬3) أَيْ: أوَّلُهَا الَّذِى تُفْتَتَحُ بِهِ، أَي: تُبْدَأ: يُقَالُ: اسْتَفْتَحْتُ الشَّيْيَّ وَافْتَتَحْتُه: إِذَا ابتدَأْتَهُ. قُوْلُهُ: "كَبَّر بِلِسَانِهِ" (¬4) أيْ: بِلُغَتِهِ. يُقَالُ: لِكُلِّ قَومٍ لِسَانٌ، لُغَةٌ. وَيُقَالُ: لِسْنٌ (¬5) -بِكَسْرِ الَّلام- أيْ: لُغَةٌ. وَلَمَ يُرِد اللِّسَانَ الَّذِى هُوَ جَارِحَة. الْكَلَام. قَوْلُهُ: "وإنْ كَانَ بِلِسَانِهِ خَبْلٌ" (¬6) بِالتَّسْكِين: هُوَ الْفَسَادُ (¬7)، وَبِالتَّحْرِيكِ: الجِنُّ. يُقَالُ: بِهِ خَبَلٌ، أَيْ: شَيْىْءٌ مِنْ أَهْلِ الأرْض (¬8). وَقَدْ خَبَلَهُ: إِذَا أفْسَدَ عَقْلَهُ أوْ عُضوَهُ. قُوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: "كَانَ يَنْشُرُ أصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ نَشْرًا" (¬9) يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: التَّفْرِيقَ. يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ نَشْرًا، أيْ: مُتَفَرِّقِينَ (¬10). وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مِنَ النَّشْرِ الَّذِى هُوَ ضِدُّ الطَّىِّ، أيْ: نَشَرَ أصَابِعَهَ بَعْدَ أن كَانَتْ مَقْبُوضَةً، مِثْلُ: نَشَرْتُ الثَّوْبَ نَشْرًا (¬11). الرُّسْغُ (¬12) مِنَ الإِنْسَانِ: مَا بَيْنَ (¬13) ظَهْرِ الكَفِّ وَبَيْنَ مَفْصِلِ السَّاعِدِ. وَمِنَ الدَّوَابٌ: الْمَوْضِعُ الْمُسْتَدِقُّ الَّذِى بَيْنَ الْحَافِرِ وَمَفْصِلِ الْوَظِيفِ مِنَ الْيَدِ وَالرَّجْلِ (¬14). يُقَالُ فِيهِ (¬15): رُسُغٌ وَرُسْغٌ مِثْلُ عُسُرٍ وَعُسْرٍ بِالضَّمِّ وَالإِسْكَانِ وَالسِّينِ وَالصَّادِ (¬16). قَوْلُهُ: "دُعَاءُ الاسْتِفْتَاحِ" (¬17) أيْ: الابْتِدَاء. ¬

_ (¬1) قوله: ليس في خ. (¬2) في المهذب 1/ 70: فلما قال: قد قامت الصّلاة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامها الله وأدامها. (¬3) قال - صلى الله عليه وسلم -: "مفتاح الصّلاة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم". (¬4) في المهذب 1/ 70: فإن لم يحسن بالعربية وضاق الوقت أن يتعلم كبر بلسانه؛ لأنه عجز عن اللفظ فأتى بمعناه وفي ع: وكبر. (¬5) حكى أبو عمرو: لكل قوم لسن: أى: لغة يتكلمون بها. اللسان (ل س ن 4030). (¬6) في المهذب 1/ 70: وإن كان بلسانه خبل أو خرس حركة بما يقدر عليه، وفي خ: في لسانه. (¬7) في العين 4/ 272: الخبل فساد في القوالم حتى لا يدرى كيف يمشى فهو متخبل نجل. وفي المحكم 5/ 128 فساد الأعضاء. (¬8) في إصلاح المنطق 52: والخبل: الجن، يقال به خبل أى: شيىء من أهل الأرض. وانظر اللسان (خبل 1096). (¬9) خ: "نشرا في الصلاة" وروى أبو هريرة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا. تحفة الأحوذى 2/ 42، 43. (¬10) اللسان (نشر 4424). (¬11) العين 6/ 251، 252 واللسان والصحاح (نشر). (¬12) في المهذب 1/ 71: ويستحب إذا فرغ من التكبير أن يضع اليمني على اليسرى فيضع اليمني على بعض الكف وبعض الرسخ. (¬13) ما: ساقطة من خ. (¬14) الكنز اللغوى 43، 206، 207، 226، وخلق الإنسان لثابت 224، 229 وخلق الإنسان للزجاج 48 والفرق لابن فارس 61 وشرح كفاية المتحفظ 201. (¬15) فيه: ليس في ع. (¬16) القلب والإِبدال لابن السكيت 43 والعين 4/ 372 والمحكم 5/ 251 وشرح كفاية المتحفظ 201. (¬17) خ: في دعاء وفي المهذب 1/ 71: ثم يقرأ دعاء الاستفتاح.

{فَطَرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (¬18) ابْتَدَأ خَلْقَهُمَا. فَطَرَ (¬19) الشَّيْىءَ: ابْتَدَأهُ واخْتَرَعَهُ وَهُوَ الْخَلْقُ أيْضًا. وَقَدْ فَطَرَهُ يَفْطُرُه -بِالضَّمِّ- أَيْ: خَلَقَهُ. وَالفِطرةُ بِالْكَسْرِ: الخِلْقَةُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاس: كُنْتُ لَا أدَرِى مَا {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (¬20) حَتى أَتَانِى أَعْرَابِيَّانِ يَختَصِمَانِ فِي بِئْرٍ، فَقَالَ أحَدُهُمَا: أَنَا فَطرتُهَا، أَيْ: ابتدَأتُهَا (¬21). {حَنِيفًا} أَيْ: مُسْتَقِيمًا ثَابِتًا (¬22). {نُسُكِي} عِبَادَتِى، وَمَا أتَقَرَّبُ بهِ (¬23). {رَبِّ الْعَالَمِينَ} مَالِكِهِمْ. يُقَالُ: رَبُّ الدَّارِ وَرَبُّ الْعَبْدِ، أَيْ: مَالِكُهُ (¬24). وَ {الْعَالَمِينَ} الجِنِّ وَالإِنْس، وَاحِدُهُم: عَالَمٌ (¬25). {أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} أَيْ: الْمُنْقَادِينَ لِأمْرِ اللهِ (¬26)، الْخَاضِعِينَ لِطَاعَتِهِ. "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيِكَ" أصْلُهُ: مِنْ ألَبِّ بِالْمَكَانِ: إذَا أقَامَ بِهِ، وَمَعْنَاهُ: الإِجَابَةُ، وَثنَّى عَلَى مَعْنَى: إِجَابَةً بَعْدَ إِجَابَةٍ، وَإسْعَادًا بَعْدَ إِسْعَادٍ. وَقِيلَ: أَصْلُهُ: لَبَّبَ، فَاسْتُثْقِلَتْ ثَلَاثُ بَاءَاتٍ، فَأبْدِلَتِ الثَّالِثَةُ يَاءً، كَمَا يُقَالُ: تَظَّنَّيْتُ فِي تَظَنَّنْتُ (¬27). وَسَنَذْكُرُهُ فِي الْحَجِّ بِأكْثَرَ مِنْ هَذَا إنْ شَاءَ اللهُ. قَوْلُهُ: "وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ" أَيْ: لَيْسَ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بهِ إِلَيْكَ، وَإِنَّمَا يُتَقَربُ إِلَيْكَ بِالْخَيْرِ. وَقِيلَ: لَا يُضَافُ إِلَيْكَ، وَإِنْ كُنْتَ خَلَقْتَهُ؛ لِأنَّهُ لَا يُضَافُ إِلَيْكَ إِلَّا الْحَسَنُ. كَمَا يُقَالُ: يَا خَالِقَ النُّورِ وَالسَّمَاوَاتِ، وَلَا يُقَالُ: يَا خَالِقَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِير، وَإِنْ كَانَ خَالِقَهَا (¬28). قَوْلُهُ: "وَأَتُوبُ إِليْكَ" أيْ: أرْجَعُ إِلَى طَاعَتِكَ. وَالتَّائِبُ: الرَّاجِعُ إِلَى طَاعَةِ رَبَهِ بَعْدَ مَعْصِيَتِهِ وَخَطِيئَتِهِ (¬29). قَوْلُهُ: "أَعُوذُ بِاللهِ" مَعْنَاهُ: أَلْجَأ. وَعُذْتُ بِهِ، أيْ: لَجَأتُ إلَيْهِ (¬30). وَفى اشْتِقَاقِ (الشَّيْطَانِ) وَجْهَان: قِيلَ: إِنَّهُ مُشْتَقُّ مِنْ "شَاطَ" أَيْ: هَلَكَ وَاحْتَرَقَ، فَنُونُهُ زَاِئِدَةٌ (¬31). قال (¬32): . . . . . . . . . . . ... وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أرْمَاحِنَا الْبَطَلُ ¬

_ (¬18) سورة الأنعام آية 79. (¬19) ع: ففطر. (¬20) أول سورة فاطر. (¬21) الإتقان في علوم القران 2/ 4 وانظر مجاز القرآن 1/ 187 ومعانى الزجاج 2/ 255 وتفسير غريب القرآن 151. (¬22) أصل الحنف: الميل وقيل لإبراهيم - عليه السلام - الحنيف لأنّه عدل عن دين النصارى. ولما عدل العرب عن عبادة الأصنام الى الإسلام سموا: حنفاء وأصبحت الحنفية تعنى الاستقامة على دين الإسلام. انظر مجاز القرن 1/ 58 ومعانى الزجاج 1/ 194 وتفسير غريب القرآن 64 والبحر المحيط 1/ 406 وتفسير الطبرى 3/ 104 - 108 وتهذيب اللغة 5/ 110 وجمهرة اللغة 2/ 178. (¬23) مجاز القرآن 1/ 209 وتفسير الطبرى 3/ 79 وتفسير غريب القرآن 164 وتهذيب اللغة 10/ 73 والنهاية 5/ 48. (¬24) كلمة رب إذا أضيفت الى ما بعدها تكون بمعنى المالك لما تضاف إليه عاقلا أو غير عاقل نحو رب المال ورب الدين فإذا قرنت بأل اختصت بالله تعالى. وقد تكون أل عوضا عن الإِضافة مثل "هو الرب والشهيد عليكم" أى السيد انظر تفسير غريب القرآن 9 والزاهر 1/ 575 - 577 وتهذيب اللغة 15/ 177 والمصباح (ربب). (¬25) مجاز القرآن 1/ 22 وتفسير غريب القرآن 38 ومعانى الزجاج 1/ 8 وتفسر الطبرى 1/ 143 - 146. (¬26) ع: لأمره. (¬27) الفاخر: والزاهر 1/ 169 - 202 وتهذيب الألفاظ 447. (¬28) النهاية 2/ 458 واللسان (شرر 2231). (¬29) تفسر الطبرى 1/ 547، 548 ومجاز القرآن 1/ 39 واللسان (ثوب 454). (¬30) تفسير الطبرى 1/ 111 والعين 2/ 229 وتهذيب اللغة 3/ 147 والمحكم 2/ 241. (¬31) ذكره ابن الأنبارى في الزاهر 1/ 150 وشرح السبع الطوال 196 وانظر تفسير الطبرى 1/ 111 والمصباح (شطن وشيط). (¬32) الأعش. ديوانه 113 وصدره: قَدْ نَخْضَبُ الْعَيْرَ مِنْ مَكْنُونِ فَائِلِهِ ... . . . . . . . . . . . ذكره في الزاهر 1/ 150 =

وَقِيلَ: مِنْ شَطَنَ " أيْ: بَعُدَ، فَتَكُونُ نُونُهُ أَصْليَّةً (¬33)، قال (¬34): نَأتْ بِسُعَادَ عَنْكَ نوَى شَطُون ... . . . . . . . . . . . وَمَعْنَاهُ: المُبْعَدُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، الْمُحْتَرِق بِغَضَبِ اللهِ. وَالرَّجِيمُ: أيْ: الْمَرْجُومُ، وَهُوَ الْمَلْعُونُ الْمَطرُودُ. وَقِيلَ: الْمَرْجُومُ بِالْكَواكِبِ، مِنْ قَوْلِهِ [تعالى]: {رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} (¬35). قَوْلُهُ: "إلَّا بِأْمِّ الكِتَابِ" (¬36) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنّهَا أوَّلُهُ وَأصْلُهُ (¬37)، وَمَكَّةُ: أُمُّ الْقُرَى؛ لِأنَّهَا أَوَّلُهَا. وَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ: أوَّلُهُ أيضًا مِنَ الافْتِتَاحِ، وَهُوَ: الابْتِدَاء (¬38). قَوْلُهُ: "مَالى أُنَازَعُ الْقُرآنَ" (¬39) أَيْ: أُجَاذَبُ، وَأصْلُهُ (¬40): مِنْ نَزْعَ الدَّلْوِ؛ لِأنَّ النَّازِعَيْنِ يَتَجَاذَبَانِهِ؛ أَوْ مِنْ نَزْعِ بَعْض الشَّيْىء، وَمِنْهُ: تَنَازُعُ الْكَأس (¬41)، قَالَ الأعْشَى (¬42): نَازَعْتُهُمْ قُضُبَ الرَّيْحَانِ مُتَّكِئًا ... وَقَهْوَةٌ مُزَّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ قَوْلُهُ: "فَأمِّنُوا" (¬43) أَيْ: قُولُوا: آمِين (¬44) مَعْنَاهُ (¬45): اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ. يُمَدُّ وَيُقْصَرُ. قَالَ الشَّاعِرُ (¬46): . . . . . . . . . . . ... وَيَرْحَمُ اللهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا وَقَالَ فِي الْقَصْرِ: تَبَاعَدَ عَنِّى فُطْحُلٌ وَابْنُ أُمِّهِ ... أمِينَ فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدًا (¬47) وَقِيلَ: إِنَّهُ اسْمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى (¬48). قَوْلُهُ: "حَتَّى إِنَّ لِلْمَسْجدِ لَلَجَّةٌ" (¬49) اللَّجَّةُ: هِىَ أصْوَاتُ النَّاس وَضَجَّتُهُمْ، قَالَ (¬50): ¬

_ = (شيط 2375). (¬33) ذكره ابن الأنبارى في الزاهر 1/ 150 وشرح السبع الطوال 196 وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 23، 24 والأزهرى في تهذيب اللغة 11/ 69 والراغب في المفردات 59 والطبرى في تفسيره 1/ 112 والخطابى في غريبة 1/ 529. (¬34) نابغة بنى ذبيان ديوانه 51 وذكره الطبرى في تفسيره 1/ 112 وعجزه: . . . . . . . . . . . ... فَبَانَتْ وَالْفُؤَادُ بهَا رَهِين. (¬35) سورة الملك آية 5 وانظر تفسير الطبرى 1/ 112 ومجاز القرآن 1/ 348 والزاهر 1/ 151 وتهذيب اللغة 1/ 69. (¬36) في المهذب 1/ 72: من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تفعلوا إِلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها". (¬37) وأصله: زيادة من خ. وفي الغريبين 1/ 85 أم الكتاب: أصل الكتاب. وانظر تهذيب اللغة 15/ 632. (¬38) تفسير الطبرى 1/ 107 - 110 وتهذيب اللغة 15/ 632 واللسان (أمم 137). (¬39) في المهذب 1/ 72 من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "هل قرأ معى أحد منكم، فقال رجل: نعم يا رسول الله قال: إنى أقول مالى أنا أنازع القرآن فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والحديث في الفائق 3/ 420 والنهاية 5/ 41. (¬40) ع: أصله. (¬41) من قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} [الطور: 23] وانظر مجاز القرآن 2/ 232 وتفسير غريب القرآن 425. (¬42) ديوانه 109. (¬43) خ: "قوله آمين". (¬44) ............................... (¬45) خ: معناها. (¬46) من غير نسبة في إصلاح المنطق 179 وفصيح ثعلب 316 ومعانى الزجاج 17 ونسبة في اللسان إلى عمر بن أبي ربيعة وليس في ديوانه، ونسبه الهروى في التلويح 86 إلى قيس العمرى والبيت في ديوانه 283. وصدره: يا رب لا تسلبنى حبها أبدا ... . . . . . . . . . . . (¬47) كذا رواية ابن السكيت. غير معزوة. وابن الأنبارى في الزاهر 1/ 161 وابن قتيبة في تفسيره 13 والزجاج في المعانى 1/ 17 وهو لجبير بن الأضبط في التلويح للهروى 86. (¬48) ثعلب في مجالسة 1/ 126 وانظر تفسير غريب القرآن 12، 13 والغريبين 1/ 92، 93 والمراجع السابقة. (¬49) في المهذب 1/ 73: روى عطاء أن ابن الزبير كان يؤمن ويؤمنون وراءه حتّى أن للمسجد للجة. (¬50) أبو النجم العجلى ديوانه 199. وهو من شواهد الكتاب =

*فِي لَجَّةٍ أمْسِكْ فُلَانًا عَن فُلِ* قَوْلُهُ: "اللَّفْظُ وَالنَّظْمُ" (¬51) هُوَ الإتِّسَاقُ وَالْمُوَالَاةُ. وَأصْلُهُ: مِنْ نَظْمِ الْعِقْدِ مِنَ اللُّؤلؤِ وَغَيرِهِ، وَهُوَ جَمْعُهُ واتِّسَاقُهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَالانْتِظَامُ الاتِّسَاقُ (¬52). قَوْلُهُ: "المُفَصَّلِ" (¬53) هُوَ مِنْ سُورَةِ الْقِتَال إِلَى آخِرِ الْقُرآنِ، سُمِّىَ مُفَصَّلًا؛ لِكَثْرَةِ الْفَصْلِ بَيْنَ السُّورَتين بـ"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وَأَصْلُ الفَصْلِ: الْقَطْعُ، كَأنَّهُ يَقْطَعُ بَيْنَ السُّورَتَيْن بِالْبَسْمَلَةِ (¬54) وقالَ الْهَرَوِىُّ (¬55): سُمِّىَ مُفَصَّلًا؛ لِقِصَرِ أعْدَادِ سُوَرِهِ مِنَ الآىِ. أ. هـ. سُمِّيَت (¬56) الآيَةُ، لِأنَّهَا تَجْمَعُ الْكَلِمَ وَالْحُرُوفَ. وَالآيَةُ: الْجَمَاعَةُ، يُقَالُ: خَرَجَ القَومُ بِآيَتِهِمِ، أَيْ: جَمَاعَتِهِمْ (¬57). وَالآيَةُ أيْضًا: الْعَلَامَةُ؛ لِأنَّهَا عَلَامَة لانقِطاع كَلَامٍ مِنْ كَلَام، قَالَهُ ابْنُ الأنْبارِىِّ. وَأصْلُهَا: أيَّةٌ بِالتَّشْدِّيِدِ فَاسْتَثْقَلُوا التَّشْدِّيِدَ فَقَلَبوا الْيَاءَ الأوْلَى ألِفًا لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا وَوَزنُهَا أصْلًا: فَعَلَةٌ. (¬58) وقالَ الكِسَائِىُّ: هِىَ (¬59) في الأصْلِ "آيِيَةٌ" مِثْلُ فَاطِمَةٍ، فَحُذِفَت إِحْدَى اليَاءَيْنِ (¬60) أ. هـ. مِنْ تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِىِّ (رَحِمَهُ الله) (¬61) وَالسُّورَةُ: مُشْتَقَةٌ مِنَ السُّورِ الَّذِى يُحِيطُ بِالْبَلَدِ، لِأنَّهَا تُحِيطُ بِآيَاتٍ مِنَ الْقُرآنِ (¬62). وَقِيلَ: مِنَ السُّؤْرِ، وَهُوَ الْبَقِيَّةُ (¬63)، وَقِيلَ: مِنَ الشَّرَفِ وَالْفَخْرِ، قَالَ النَّابِغَةُ (¬64): ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَه أعْطَاكَ سُورَةً ... تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ يُريدُ: شَرَفًا وَمَنْزِلَةً. وقالَ الْجَوْهَرِى (¬65): السُّورةُ: كُلُّ مَنْزِلَةٍ مِنَ الْبِنَاءِ، وَمِنْهُ: سُوَرُ الْقُرآن؛ لِأنَّهَا مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ مَقْطُوعَةٌ عَن الأخْرَى، وَالْجَمْعُ: سُوَرٌ، بِفَتْحِ الْوَاوِ، وقالَ الشَّاعِرُ (¬66): . . . . . . . . . . . ... سُودُ (¬67) المَحَاجِرِ لَا يَقْرَأَنَ بِالسُّوَرِ وَيَجُوزُ أن تُجْمَعَ عَلَى سُورَاتٍ (¬68). قَوْلُهُ: "حَزَرْنا قِيامَ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (¬69) أَيْ: قَدَّرْنَا، وَالْحَزْرُ: التَّقْدِيرُ وَمِنْهُ: الْحَزرُ فِي الْخَرْضِ (¬70). ¬

_ = 2/ 248 وأمسك فلانًا عن فل: أى خذ هذا بدم هذا وأسر هذا بهذا. (¬51) في المهذب 1/ 73: فإن قرأ القرآن بالفارسية لم يجزه؛ لأن القصد من القرآن اللفظ النظم وذلك لا يوجد في غيره. (¬52) النهاية 5/ 79 واللسان (نظم 4469). (¬53) خ: من المفصل. وفي المهذب 1/ 73: والمستحب أن يقرأ في الصبح بطوال المفصل. (¬54) تفسير الطبرى 1/ 104 وتفسير غريب القرآن 36 والإتقان 1/ 220 - 222 واللفظ المستغرب 32. (¬55) في الغريبين 2/ 429. (¬56) ع: وسميت. (¬57) في كتاب الجيم 1/ 57 خرجوا بآيتهم: إذا خرجوا بأهلهم وأمتعهم. ونقل القتيبى وابن الأنبارى هذا النص "أى بجماعتهم" تفسير غريب القرآن 34، والزاهر 1/ 172، 173. (¬58) الكتاب 4/ 398. (¬59) ساقطة من خ. (¬60) انظر شرح الشافية 2/ 51 والكتاب 4/ 398 ومقدمتان في علوم القرآن 283 وحاشية الزاهر 1/ 173. (¬61) من ع. (¬62) انظر اللسان (سور 2147) وقد رد أبو الهيثم هذا، قال: لو كانت من سور البناء لقال {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ}: ولم يقل: {بِعَشْرِ سُوَرٍ} فسور البناء يختلف عن سورة القرآن. وانظر مجاز القرآن 1/ 3، 4 والزاهر 1/ 170، 171 وتفسير غريب القرآن 34. وتفسير الطبرى 1/ 104. (¬63) تفسير غريب القرآن 34 وتفسير الطبرى 1/ 105 والزاهر 1/ 171، 172 ومقدمتان في علوم القرآن 282. (¬64) ديوانه 73. (¬65) الصحاح (صور). (¬66) الراعى النميرى ديوانه 101 وصدره: هُنَّ الْحَرَائِر لَا رَبَّاتُ أحْمِرَةٍ وهى في شعر القتال الكلابى أيضًا. ديوانه 53 وانظر خزانة الأدب 9/ 107، 111 ومجالس ثعلب 1/ 301. (¬67) ع: حور. (¬68) الصحاح واللسان (سور). (¬69) في المهذب 1/ 74: روى أبو سعيد الخدرى (ر) قال: حزرنا. . . . فحزرنا قيامه في الركعتين الأولين من الظهر بقدر ثلاثين آية. . إلخ الحديث. (¬70) الصحاح واللسان والمصباح (حزر).

قَوْلُهُ: "الْخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ" (¬71) السَّلَفُ: هُمُ الْقَرْنُ الْمَاضِى. وَالْخَلَفُ: مَنْ يَأَتِى بَعْدَهُمْ، يُقَالُ: خَلَفٌ، وَخَلْفٌ (فَالْخَلَفُ -بِفَتْحِ اللَّامِ: الْخَلَفُ الصَّالِحُ، وَبَإسْكَانِ اللَّام: الْخَلْفُ السَّيِّىُّ) (¬72) قَالَ الله تَعَالَى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} (¬73). قَوْلُهُ: "مَأمُورٌ بِالإِنْصَاتِ" (¬74) الإنْصَاتُ (¬75): هُوَ (¬76) السُّكُوتُ وَالاسْتِمَاعُ لِلْحَدِيثِ. يُقَالُ: أنْصِتُوهُ وَأنصِتُوا لَهُ (¬77). قَوْلُهُ: "فَارْمُوهُ بِالْبَعَرِ" (¬78) أَيْ: لَا تَعْبَأوا بِصَلَاتِهِ وَاحْقِرُوهُ، كَمَا يُحْقَرُ مَنْ يُرْمَى بِالْبَعَرِ لِقَذَارَتِهِ. قَوْلُهُ: "ثُم يَركَعُ" (¬79) أَصْلُ الرُّكُوعِ: الانْحِنَاءُ، يُقَالُ: رَكَعَ الشَّيْخُ: إِذَا انْحَنَى مِنَ الْكِبَرِ. قَالَ لَبِيد (¬80): . . . . . . . . . . . ... أدِبُّ كأَنِّى كُلَّمَا قُمْتُ رَاكِعٌ وَالسُّجُودُ: الانْحِنَاءُ أَيْضًا، وَالتَّطَامُنُ، يُقَالُ: سَجَدَ الْبَعِيرُ، وَأسْجَدَ: إِذَا خَفَضَ رَأسَهُ لِيُرْكَبَ؛ وَسَجَدَتِ النَّخْلَةُ: إِذَا مَالَتْ (¬81)، قَالَ (¬82): فَكِلْتَاهُمَا (¬83) خَرَّتْ وَأسْجَدَ رَأسُهَا ... كَمَا سَجَدَتْ (¬84) نَصْرَانَّةٌ لَمْ تَحَنَّفِ وَاطْمَأنَّ (¬85): إِذَا سَكَنَ وَتَمَكَّنَ وَلَمْ يَعْجَلْ. وَالطُّمَأنِينَةُ أيْضًا: السُّكُونُ، وَهُوَ مُطْمَئِنُّ إِلَى كَذَا، وَتَصْغِيرُ مُطْمَئِن: طُمَيْئِنٌ (¬86) بِحَذْفِ الْمِيمِ، وَإِحْدَى النُّونَيْنِ مِنْ آخِرِهِ (¬87). وَتَصْغِيرُ طُمَأنِينَةٍ: طُمَيْئِنَةٌ، بِحَذْفِ إِحْدَى النُّونَيْن (¬88)؛ لِأنَّهَا زَائِدَة (¬89) وَطَمْأنَ ظَهْرَهُ، وَطَأمَنَ عَلَى الْقَلْبِ (¬90). قَوْلُهُ: "وَلَا يُطَبِّقُ" (¬91) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬92): التَّطْبِيقُ في الصَّلَاةِ: جَعْلُ الْيَدَيْنِ [بَيْنَ] (¬93) الْفَخِذَيْنِ في الرُّكوعِ، يُقَالُ: طَبِقَتْ يَدُهُ بِالْكَسْرِ طَبَقًا: إِذَا كَانَتْ لَا تَنْبَسِطُ (¬94)، وَيَدُهُ طَبِقَةٌ. ¬

_ (¬71) في المهذب 1/ 74: ويستحب للإمام أن يجهر بالقراءة؛ في الصبح والأوليين من المغرب والأوليين من العشاء. والدّليل عليه: نقل الخلف عن السلف. (¬72) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬73) سورة الأعراف آية 169 وسورة مريم آية 59. والأولى {وَرِثُوا الْكِتَابَ} والثّانية {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ}. وقد أخذ بعض اللغويين بهذا الفرق كابن السكيت في إصلاح المنطق 12، 13، 66 وابن قتيبة في أدب الكاتب 315 وفي تفسير غريب القرآن 74 وبعضهم سوى بينهما، قال أبو عبيدة في مجاز القران 1/ 232 وهما في المعنى واحد كَأثَرَ وَإِثْر. وقال الفراء في المعانى 1/ 399: وأنت خلف سؤ -بفتح اللام- سمعته من العرب. وانظر الزاهر 1/ 618 ومعانى الزجاج 1/ 428 ومتخير الألفاظ 2 وتهذيب اللغة 7/ 393. (¬74) ويستحب للمأموم أن يسر؛ لأنّه إذا جهر نازع الإمام في القراءة ولأنّه مأمور بالإنصات إلى الإمام. المهذب 1/ 74. (¬75) ليس في ع. (¬76) ليس في خ. (¬77) المصباح "نصت". (¬78) في المهذب 1/ 74: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم من يجهر بالقراءة في صلاة النهار فارموه بالبعر". (¬79) المهذب 1/ 74. (¬80) ديوانه 171، وانظر تهذيب اللغة 1/ 311 والمحكم 1/ 164 والعين 1/ 227 والزاهر 1/ 140. (¬81) وسجد الرجل يسجد: إذا وضع جبهته بالأرض. إصلاح المنطق 247 وجمهرة اللغة 2/ 66 وتهذيب اللغة 10/ 570. (¬82) أبو الأخزر الحمانى كما في الكتاب 3/ 411 والإنصاف 2/ 236. (¬83) خ: وكلتاهما. كما في الزاهر. (¬84) ع: أسجدت تحريف. (¬85) في التهذيب 1/ 75: ويجب أن يطمئن في الركوع. (¬86) خ مطيئين تحريف. والمثبت من ع واللسان عن التهذيب (طمن 2707). (¬87) اللسان. (¬88) في اللسان: من آخره لأنها زائدة. (¬89) ع: الزائدة. (¬90) الكتاب 4/ 381 والخصائص 2/ 75 والمنصف 3/ 104. (¬91) في المهذب 1/ 75 ولا يطبق؛ لما روى عن مُصْعَب بن سعد (ر) قال: صلّيت إلى جنب سعد بن مالك فجعلت يدى بين ركبتى وبين فخذى وطبقتهما فضرب بيدى وقال اضرب بكفيك على ركبتيك. (¬92) الصحاح (طبق). (¬93) خ، ع: تحت والمثبت من الصحاح وديوان الأدب 2/ 369 واللسان (طبق) وانظر تعليق 91. (¬94) ع: لا تبسط. تحريف.

قَوْلُهُ: "وَلَمْ يُصَوِّبْ رَأسَهُ وَلَمْ يُقْنِعْهُ" (¬95) أَقْنَعَ (¬96) رَأْسَهُ: إِذَا نَصَبَهُ، قَالَ الله تَعَالَى: {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي (رُءُوسِهِمْ)} (¬97) وَصَوبَهُ: إِذَا خَفَضَهُ. وَأرَادَ: بَلْ يَتْرُكُهُ مُعْتَدِلًا. قَوْلُهُ: "وَلَكَ خَشَعْتُ" (¬98) خَشَعَ بِمَغنَى خَضَعَ وَذَلَّ، قَالَ اللَّيْثُ (¬99): الْخُشُوعُ: قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنَ الْخُضُوعِ، غَيْرَ أن الْخُضُوعَ فِي الْبَدَنِ، وَالْخُشُوعَ فِي الْقَلْبِ وَالْبَصَرِ وَالصَّوْتِ. "ذَا الْجَدِّ" (¬100) يُذْكَرُ مَعَ الْقُنُوتِ. قَوْلُهُ: "عَظْمِى وَمُخِّى" الْمُخ: الَّذِى فِي الْعَظْمِ (¬101)، وَرُبَّمَا سَمَّوْا الدِّمَاغَ مُخًّا، قَالَ (¬102): . . . . . . . . . . . . ... وَلَا نَنْتَقِى (¬103) الْمُخَّ الَّذِى فِي الْجَمَاجِمِ قَوْلُهُ: "سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ" أيْ: قَبِلَ مِنْهُ وَأجَابَهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ مَسْمُوعُ الْقَوْلِ، أيْ: مَقْبُولٌ مُجَابٌ، قَالَ (¬104): دَعَوْتُ الله حَتَّى خِفْتُ ألَّا ... يَكُونَ الله (¬105) يَسْمَعُ مَا أَقُولُ أيْ: لَا يُجِيبُ (¬106). قَوْلُهُ: "أهْلَ الثَّناءِ" (¬107) مُنَادَى، أَىْ: يَامُسْتَحِقَّهُ، يُقَالُ: هُوَ أهْلٌ لِذَلِكَ، أيْ: مُسْتَحِقُّ لَهُ. وَالثَّناءُ: هُوَ الذِّكْرُ الْجَمِيلُ بِمَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ مِنَ الْخَيْرِ، كَأَنَّهُ ذَكَرَهُ ثَانِيًا بَعْدَ فِعْلِهِ لَهُ. وَالْمَجْدُ: هُوَ الشَّرَفُ وَالرِّفْعَةُ، قَالَه ابْنُ السِّكِّيتِ (¬108). وَالْمَجْدُ: الْكَرَمُ، وَالْمَجِيدُ: الْكَرِيمُ، وَقَدْ مَجُدَ الرَّجُلُ- بِالضَّمِّ فَهُوَ مَجِيدٌ وَمَاجِدٌ (¬109). قَوْلُهُ: "حَقٌّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ" الْألِفُ وَاللَّامُ فِي الْعَبْدِ لِتَعْرِيف الْجِنْس لَا لِتَعْرِيف الْعَهْدِ، وَالْمُرَادُ: الْعَبِيدُ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (¬110) وَأَرادَ النَّاسَ بِدَلِيلِ أنَّهُ اسْتَثْنَى مِنْهُ الْجَمْعَ (¬111)، فَقَالَ: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (110). ¬

_ (¬95) خ: ولا يصوب رأسه ولا يقنعه، والمثبت من ع كلا التعبيرين في المهذب 1/ 75 في وصف صلاة النبى - صلى الله عليه وسلم - "فركع فاعتدل ولم يصوب رأسه ولم يقنعه" وقال الشيرازي قبله: والمستحب أن لا يصوب رأسه ولا يقنعه. (¬96) خ: قنع: تحريف. (¬97) سورة إبراهيم آية 43. ورؤوسهم: ليس في خ. . ومهطعين مسرعين ناظرين بخضوع ومقنعى رؤوسهم رافعين رؤوسهم مقبلين بأبصارهم على ما بين أيديهم. انظر مجاز القرآن 1/ 343 وتفسير غريب القرآن 233. (¬98) في المهذب 1/ 75: في الركوع والأفضل أن يضيف: اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعى وبصرى وعظمى ومخى وعصبى. (¬99) في العين 1/ 129: والخشوع قريب المعنى من الخضوع إلا أن الخضوع في البدن وهو الاستخذاء والخشوع في الصوت والبصر. وكذا في التهذيب عن الليث 1/ 152 واللسان (خشع 1165). (¬100) من قوله "ولا ينفع ذا الجد منك الجد". (¬101) ع: ولربما. (¬102) النجاشى من بنى الحارث بن كعب كما في خلق الإنسان لثابت 47، 48 وصدره: وَلَا يَسْرِقُ الْكَلْبُ السَّرُوق يعَالَنَا ... . . . . . . . . . . . . . والبيت منسوب أيضا في الخزانة 9/ 491 للنجاشى. وغير منسوب في المحكم 4/ 384 واللسان (مخخ 4151). (¬103) ....................... (¬104) شمير بن الحارث كما في نوادر أبي زيد 381 والخزانة 5/ 179، 180. (¬105) لفظ الجلالة ليس في ع. (¬106) انظر الزاهر 1/ 154. (¬107) في المهذب 1/ 75: فَإذا اسْتَوَى قَائِمًا (من الركوع) استحب أن يقول: ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيىء بعد. أهل الثناء والمجد، حق ما قال العبد، وكلنا لك عبد. . . إلخ. (¬108) إصلاح المنطق 321، 322. (¬109) في المحكم 7/ 247: مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْدًا. فَهُو مَاجدٌ وَمَجُدَ مَجَادةً فَهُوَ مَجِيدٌ. وكذا في اللسان (مجد 4138) وانظر أفعال ابن القطاع 3/ 166 وأفعال السرقسطى 4/ 142. (¬110) سورة العصر آية 2، 3. (¬111) قال أبو عبيدة: مجاز "إن =

قَوْلُهُ: "تَنْقُرُ نَقْرًا" (¬112) مَأخُوذٌ مِنْ نَقْرِ الطَّائِرِ (¬113)، (¬114) الحَبَّةَ. قَوْلُهُ: "حَرَّ الرَّمْضَاءِ" (¬115) هِىَ شِدَّةُ حَرِّ الْأرْضِ مِنْ وَقْعِ الشَّمْسِ عَلَى الرَّمْلِ وَغَيْرِهِ. وَقَدْ رَمِضَ يَوْمُنَا -بِالْكَسْرِ- يَرْمَضُ رَمَضًا - بِالتَّحْرِيكِ (¬116): اشْتدَّ حَرُّهُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "صَلَاةُ الْأوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ مِنَ الضُّحَى" (¬117) يُرِيدُ: أنَّ صَلَاةَ الضُّحَى حِينَ يَجِدُ الْفَصِيلُ حَرَّ الشَّمْس مِنَ الرَّمْضَاءِ. قَوْلُهُ: "فَلَمْ يُشْكِنَا" قَالَ الزَّمَخْشَرَىُّ (¬118): يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مِنَ الاشْكَاءِ، وَهُوَ إِزَالَة الشَّكَايَةِ فيحْمَلُ عَلَى (¬119) أَنَّهُمْ أرَادوا أن يُرَخَّصَ لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ فِي الرِّحَالِ، فَلَمْ يُجِبْهُمْ إِلَى ذَلِكَ. وَالَّذِى أرَادَ الشَّيْخُ أنَّهُ لَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي رَفْعِ اكُفِّهِمْ عَنِ الْأرْضِ (¬120). قَالَ ابْنُ الصَّبَاغِ: أرَادَ: لمْ يَقْبَلْ شِكَايَتَنَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬121): وَيَحْتَمِلُ أن يَكُونَ من الإِشْكَاءِ، الَّذِى هُوَ الْحَمْلُ عَلَى الشِّكَايَةِ، فَيُحْمَلُ (¬122) عَلَى أنَّهُمْ طَلَبُوا الإبردَ بِهَا فَأجَابَهُمْ فَلَمْ يَتْرُكْهُمْ ذَوِى شِكَايّةٍ (¬123). قَوْلُهُ: "سَجَدَ عَلَى قُصَاصِ الشَّعَرِ" (¬124) قَالَ الْأصْمَعِىُّ (¬125): هُوَ حَيْثُ تَنْتَهِى نَبْتَتُهُ (¬126) مِنْ مُقَدَّمِهِ وَمُؤَخَّرِهِ (¬127) وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: قُصَاصٌ؛ وَقَصَاصٌ؛ وَقِصَاصٌ، وَالضَّمُّ أَعْلَى (¬128). قَوْلُهُ: "جَخَّ" وَيُرْوَى "جَخَّى" (¬129) قَالَ أبُو الْعَبَّاس (¬130): جَخَّى أَيْ: فَتَحَ عَضدَيْهِ بِالسُّجُودِ قَالَ: وَكَذلِكَ "جَخَّ". وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ "جَخَّى" فِي صَلَاتِهِ: إِذَا رَفَعَ بَطْنَهُ وَتَخوَّى وَقَالَ (¬131) في الفَائِقِ (¬132) أى: تَقَوَّسَ ظَهْرُهُ متَجافيًا عَن الأرْض مِنْ قَوْلِهِمْ جَخَّى (¬133) الشَّبْخُ: إِذَا انْحَنَى مِنَ الْكِبَرِ، قَالَ: لَا خَيْرَ فِي الشَّيْخِ إِذَا مَا جَخَّى ... وَسَالَ غَرْبُ (¬134) عَيْنِهِ وَلَخَّا (¬135) قَالَ: وَرُوِىَ "جَخَّ" أَيْ: فَتَحَ عَضُدَيْهِ. وَرُوِىَ "كَانَ إِذَا صَلَّى جَخَّ" وَفُسِّر بِالتَّحَوُّلِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ. وَفَسَّرَ الشَّيْخُ "الْجَخَّ" بِالْخَاوِى (¬136)، وَهُوَ: الْخَالِى؛ لِأنَّهُ إِذَا فَتَحَ عَضُدَيْهِ، وَجَافَى بَطْنَهُ عَنْ فَخِذَيْهِ ¬

_ = الإنسان" في موضع "إن الأناسى؛ لأنه يستثنى الجميع من الواحد مجاز القرآن 2/ 310. (¬112) ع: لقطها. والمثبت من خ واللسان (نقر 4518). (¬113) (¬114) خ: كأنه. (¬115) في المهذب 1/ 76: روى خباب بن الأرت (ر) قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا. وانظر الفائق 2/ 86 والنهاية 2/ 497. (¬116) غريب الخطابى 1/ 454 والمصباح (رمض) واللسان (رمض 1729). (¬117) صحيح مسلم - مسافرين 3/ 171 وغريب أبي عبيد 3/ 203، 4/ 494 والفائق 2/ 87 والنهاية 1/ 79، 2/ 264. (¬118) في الفائق 2/ 86. (¬119) ع فيحتمل: تحريف. والمثبت من خ والفائق. (¬120) المهذب 1/ 76. (¬121) الفائق 2/ 86. (¬122) خ: فيحتمل: تحريف. (¬123) في الفائق: ولم يتركهم دون شكاية. (¬124) في المهذب 1/ 76: روى جابر (ر) قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد بأعلى جبهته على قصاص الشعر. (¬125) في خلق الإنسان 169. (¬126) ع: نبته. (¬127) عبارة الأصمعى: وقصاص الشعر: منتهاه حين ينقطع من الرأس فيفضى إلى ما لا شعر فيه من الجلد من مقدم الرأس ومؤخره. ومثل المثبت في اللسان (قصص 3650) وانظر خلق الإنسان لثابت 54 وللزجاج 9 والعين 5/ 10 والمحكم 6/ 65. (¬128) المثلث لابن السيد 2/ 349 والدرر المبثثة 169 والمحكم 5/ 65. (¬129) في المهذب 1/ 76 روى البراء بن عازب (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد جخ وروى "جخى" والجخ: الخاوى. وانظر الفائق 1/ 191 والغريبين 1/ 322 والنهاية 1/ 242. (¬130) تهذيب اللغة. (¬131) ع: قال. (¬132) 1/ 191. (¬133) ع: جخ. (¬134) خ: *وَاطْلَحَّ مَاءُ عَيْنِهِ وَلَخَّا* وليس هذا الشطر في الفائق. (¬135) روى بعض هذه الأبيات ثعلب في مجالسه 2/ 383 والزجاج أماليه 121 والبغدادي في الخزانة 6/ 427، 428 من غير نسبه مع اختلاف الروايات. (¬136) في المهذب 1/ 76.

بَقِىَ مَا بَيْنَ ذَلِكَ خَاوِيًا، أَيْ: خَالِيًا. يُقَالُ: خَوَى (¬137) جَوْفُهُ مِنَ الطَّعَام: إِذَا خَلَا عَنْهُ. وَعَنْ (¬138) عَلِىِّ كَرَّمَ الله وَجْهَهُ (¬139): "إِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ فَلْيُخَوِّ" (¬140) قَالَ الزَّمَخْشَرِىُ: التَّخْوِيَةُ: أنْ يُجَافِىَ عَضُدَيْهِ (¬141) حَتَّى يُخَوِّى مَا بَيْنَ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "يَفْتَحُ أصَابعَهُ" (¬142) بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. قَالَ يَحْيَىَ بْنُ سَعِيدٍ (¬143) (هُوَ) (¬144) أَنْ يَصْنَعَ (¬145) هَكَذَا، وَنَصَبَ أَصَابِعَهُ، وَغَمَزَ (¬146) مَوْضعَ الْمَفَاصِلِ مِنْهَا إِلَى بَاطِنِ الرَّاحَةِ. وَقَالَ الأصمَعِىُّ: أصْلُ الْفَتْخِ (¬147) اللِّينُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُقَابِ فَتْخَاءُ؛ لِأنهَا إِذَا انْحَطَّتْ كَسَرَتْ [جَنَاحَيْهَا] (¬148). وَقالَ أبُو الْعَبَّاسِ: فَتَخَ أصَابِعَهُ: إِذَا ثَنَاهَا. وَقِيلَ: لَيَّنَ وَرَفَعَ. وَالْمُرَادُ هَا هُنَا: الرَّفْعُ (¬149)، يُقَالُ (¬150): نَاقَةٌ فَتْخَاءُ الْأخْلَافِ، أَيْ: مُرْتَفِعَتُهَا (¬151). قَوْلُهُ: "سُبُّوحٌ قُدُّوس" (¬152). هُمَا مِنْ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى (¬153). وَمَعْنَى "سُبُّوحٌ": الْمُنَزَّهُ عَنْ كُل سُوءٍ. وَمَعْنَى "قُدُّوسٌ": الْمُطَهَّرُ (¬154) مِنْ كُلِّ نَجَسٍ (¬155)، وَقَدْ يُفْتَحَانِ وَيُضَمَّان (¬156)، قَالَ أهْلُ اللُّغَةِ: لَمْ يَجِىءْ اسْمٌ عَلَى فُعُّولٍ بِالضَّمِّ (¬157) إِلَّا سُبُّوحٌ وَقُدُّوْسٌ (¬158). قَوْلُهُ: "رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ" يُرْوَى "رَبَّ" بِالنَّصْبِ عَلَى النِّدَاءِ. وَ"رَبُّ" بِالرَّفْعِ عَلَى خَبَرِ الابْتِدَاءِ. وَالرُّوحُ: مَلَكٌ عَظِيْمٌ الْخَلْقِ، قَالَ الله تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} (¬159). قَوْلُهُ: "فَقَمَنٌ" (¬160) أن يُسْتَجَابَ لَكُمْ "أَيْ: حَقِيقٌ وَجَدِيرٌ، يُقَالُ: هُوَ قَمَنٌ أن يَفْعَلَ (ذَاكَ (¬161) وَقَمِنٌ، وَقَمِيْنٌ، فَمَنْ قَالَ بِالْفَتْحِ: أرَادَ الْمَصْدَرَ، وَلَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يَجْمَعْ، وَمَنْ قَالَ "قَمِنٌ" بِالْكَسْرِ ثَنَّى وَجَمَعَ) (¬162). ¬

_ (¬137) خ: خلا. (¬138) ع: عن. (¬139) ع: رضى الله عنه. (¬140) غريب أبي عبيد 4/ 238 والفائق 1/ 402. (¬141) عن جنبيه كما في الفائق. وقال أبو عبيد في غريبه: وكالحديث المرفوع: كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه. (¬142) أصابعه: ليس في ع. وفي المهذب 1/ 76 أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفتح أصابع رجليه والتفتيخ: تعويج الأصابع. (¬143) يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموى محدث كوفى توفى ببغداد سنة 194 هـ ترجمته في المعارف 514. (¬144) من ع. (¬145) ع: يضع. والمثبت من خ وغريب أبي عبيد 1/ 303 ونقل المصنف عنه. (¬146) ع: ضم والمثبت من خ وغريب أبي عبيد. (¬147) خ: التفتيخ. والمثبت من ع وغريب أبي عبيد. (¬148) ع، خ: جناحها. وفي غريب الحديث: جناحيها، وكذا كلام الأصمعى في خلق الإنسان 226 وثابت 231 والزمخشرى في الفائق 3/ 86. (¬149) قال أبو عبيد: وفي هذا لحديث من الفقه: أنه كان ينصب قدميه في السجود نصبًا ولولا نصبه إياهم لم يكن هناك فتخ، فكانت الأصابع منحنية. فهذا الذى يراد من الحديث. وهو مثل حديثه الآخر أنه أمر بوضع الكفين ونصب القدمين في الصلاة. غريب الحديث 1/ 304، 305 وانظر الفائق 3/ 86 والنهاية 3/ 408 واللسان (فتح 3340). (¬150) يقال: ساقطة من خ. (¬151) اللسان (فتخ). (¬152) في المهذب 1/ 77: فإن قال في سجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح فهو حسن. (¬153) كذا ذكر ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 8 والأزهرى في تهذيب اللغة 4/ 340 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 28 والمحكم 3/ 154. (¬154) خ: الطهر. (¬155) تهذيب اللغة 4/ 340 والمحكم 3/ 154 والنهاية 2/ 331 واللسان (سبح وقدس). (¬156) ابن السكيت: يقال سَبُّوح قَدُّوس وَسُبُّوح قُدُّوس. وقال: كل ما كان على فعول مشدد العين مفتوح الأول إلا ثلاثة أحرف جاءت نوادر مضمومة الأول، وهى: سبوح، وقدوس وذروح وقال بعضهم سبوح وقدوس ففتح أولهما. إصلاح المنطق 132، 218 وانظر أدب الكاتب 589، 590 والكتاب 1/ 327، المحكم 3/ 154 وديواد الأدب 1/ 332. (¬157) خ: بالفتح: خطأ. (¬158) انظر تعليق 8. (¬159) سورة النبأ آية 38. (¬160) خ: قمن. وفي المهذب 1/ 77 من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأمّا السجود فأكثروا فيه من الدُّعاء فقمن أن يستجاب لكم" وانظر صحيح مسلم 1/ 348 وغريب أبي عبيد 2/ 197 والفائق 3/ 225 والنهاية 4/ 111. (¬161) بدل ما بين القوسين في ع: ويقال: هو قمن بالكسر. (¬162) كذا في =

قَوْلُهُ: "وَيُكْرَهُ الإِقْعَاءُ" (¬163) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬164): هُوَ أنْ يُلْصِقَ الرَّجُلُ ألْيَتَيْهِ (¬165) بِالْأرْض وَيَنْصِبَ سَاقَيْهِ وَيَضَعَ يَدَيْهِ فِي الْأرْض، كَمَا يُقْعِى الْكَلْبُ. قَالَ: وَتَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ: أنْ يَضَعَ ألْيَتَيْهِ عَلَى عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ. وَالْقَوْلُ: هُوَ الْأوَّلُ. وَرُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ أَكَلَ مُقْعِيًا" (¬166) قال ابْنُ شُمَيْلٍ (¬167): الإقْعَاءُ: أنْ يَجْلِسَ [الرَّجُلُ] (¬168) عَلَى وَرِكَيْهِ (¬169)، وَهُوَ الاحْتِفَازُ وَالاسْتِيفَازُ. قَوْلُهُ: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ" قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنِ الْأنبارِىِّ (¬170): فِيهِ ثَلَاثَةُ أوْجُه: أحَدُهَا: السَّلَامُ. يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: حَيَّاكَ الله، أىَّ: سَلَامُ اللهِ عَلَيْكَ. الثانِى: الْمُلكُ لِلهِ. وَالتَّحِيُّةُ: الْمُلْكُ. يُقَالُ: حَيَّاكَ الله، أيْ: مَلَّكَكَ الله، قَالَ الشَّاعِرُ (¬171): وَلَكُلُّ (¬172) مَا نَالَ الْفَتَى ... قَد نِلْتُهُ إِلَّا التَّحِيَّةُ الثَّالِثُّ: الْبَقَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى. يُقَالُ: حَيَّاكَ اللهُ، أيْ: أبْقَاكَ الله. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى "حَيَّاكَ اللهُ" أَيْ: أحْيَاكَ الله. قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬173): التَّحِيَّةُ: تَفْعِلَةٌ مِنَ الْحَيَاةِ بِمَعْنَى الإحْيَاءِ وَالتَّبْقِيَةِ. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬174) التَّحِيَّاتُ لِلهِ" عَلَى الْجَمْعِ؛ لِأنَّه كَانَ فِي الْأرْض مُلُوكٌ يُحَيُّوْنَ بِتَحِيَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ (¬175)، فيَقَالُ لِبَعْضِهِمْ: أبَيْتَ اللَّعْنَ. وَلِبَعْضِهِمْ: اسْلَمْ وَانْعَمْ. وَلِبَعْضِهِمْ: عِشْ ألْفَ سَنَةٍ. فَقِيلَ لَنَا: قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، أَيْ: الألفَاظُ الَّتِى تَدُلُّ عَلَى الْمُلْكِ (¬176)، وَيُكَنَّى بِهَا عَنِ الْمُلْكِ: هِىَ لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ (¬177). وَمَعْنَى "الْمُبَارَكَاتُ": الدَّائِمَاتُ، مِنْ دامَ أوْ كَثُرَ مِنَ الْبَرَكَةِ فِي الطَّعَامِ، وَغَيْرِهِ. وَمَعْنَى "الصَّلَوَاتُ" (¬178) الرَّحْمَةُ (¬179). وَقِيلَ: الصَّلَوَاتُ الْخَمسُ. وَمَعْنَى "الطَّيْبَاتُ": الْأعْمَالُ الصَّالِحَةُ. وَقِيلَ: الثَّنَاءُ عَلَى اللهِ تَعَالَى. وَقِيلَ: الْكَلِمَاتُ الدَّالَّةُ عَلَى الْخَيْرِ (¬180)، كَشَفَاهُ اللهُ، وَرَعَاهُ، وَأعَزَّهُ، وَأَكْرَمَهُ وَمَا أشْبَهَ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "حَمِيدٌ مَجِيدٌ" حَمِيدٌ (¬181): فَعِيلٌ (¬182) مِنَ الْحَمْدِ (بِمَعْنَى) (¬183) مَحْمُودٍ. وَمَجِيدٌ: كَرِيمٌ، وَالْمَجْدُ: الْكَرَمُ. وَقِيلَ: الشَّرفُ وَالرِّفْعَةُ. ¬

_ = إصلاح المنطق 100، 164 وغريب أبي عبيد 2/ 197 والنهاية 4/ 111 وتهذيب اللغة 9/ 203 وجمهرة اللغة 3/ 165. (¬163) في المهذب 1/ 77: ويكره الإقعاء في الجلوس. (¬164) غريب الحديث 1/ 210. (¬165) ع: ألييه: والمثبت من خ وغريب أبي عبيد. (¬166) ما سبق كلام أبي عبيد في غريبة 2/ 108، 109، 1/ 210 وانظر تهذيب اللغة 3/ 31 والنهاية 4/ 89 والفائق 3/ 212. (¬167) في تهذيب اللغة 3/ 32. (¬168) تكملة من التهذيب واللسان. (¬169) خ: وركه: تحريف. (¬170) في الزاهر 1/ 154 وفي نقله عنه تصرف كبير حيث خلطه بأقوال غيره من اللغويين. (¬171) زهير بن جناب الكلبى كما في غريب أبي عبيد 1/ 112. والزاهر 1/ 155 وتهذيب اللغة 5/ 290 والمحكم 3/ 304 واللسان (حيى 1078). (¬172) ع: من كل، خ: من لكل مكتوب فوقها: ولكل. والمثبت على هذا. والمراجع السابقة في تعليق 2. (¬173) الفائق 1/ 339. (¬174) غريب الحديث. (¬175) ع مختلفات. والمثبت من خ وتهذيب اللغة واللسان تعليق 171. (¬176) ع: ذلك والمثبت من خ وتهذيب اللغة واللسان تعليق 171. (¬177) انظر الفاخر 2 والعين 3/ 318 وغريب الحديث 1/ 111، 112 والزاهر 1/ 154، 155 وتهذيب اللغة 5/ 289 - 291 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 30 وشرح القصائد السبع الطوال 298، واللسان (حيى 1078). (¬178) قال القلعى: الصلوات: جمع صلاة وقيل ها هنا: بمعنى الدعاء، وقيل: بمعنى الرحمة. اللفظ المستغرب 39 وقال ابن الأنبارى: الصلاة معناها الرحمة. الزاهر 1/ 155 وقال الأزهرى: الصلوات: العبادات كلها لله شرح المختصر لوحة 30 وجمع المعانى كلها في التهذيب. (¬179) كان ينبغى أن يقول: الرحمات لئلا يفسر الجمع بالمفرد. (¬180) انظر الزاهر 1/ 155 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 30. (¬181) حميد ليس في ع. (¬182) خ فعل: تحريف. (¬183) خ: المعنى.

قَالَ (¬184) الْعُزَيْزِيُّ (¬185): مَجيدٌ شَرِيفٌ رَفِيعٌ، تَزِيدُ رِفْعَتُهُ عَلَى كُلِّ رِفْعَةٍ، وَشَرَفُهُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، مِنْ قَوْلِكَ: أمْجِد الدَّابَّةَ عَلَفًا، أَيْ: أَكْثِرْ وَزِدْ. قَوْلُهُ: "الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ" (¬186) بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ لَا يُبْصِرُ بِهَا، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ (¬187) وَالدَّجَّالُ: الْكَذَّابُ. وَقِيل: الطَّوَّافُ فِي الْأرْض. وَقِيلَ: الْمُمَوِّهُ: الْمُلَبَّسُ (¬188). وَالْبَعِيرُ الْمُدَجَّلُ: الْمَطْلِىُّ بِالْقَطِرَانِ، قَالَ (¬189): (كَالْأجْرَبِ الْمُدَجَّلِ) (¬190) وَالْمُمَوَّةُ وَالْمَطْلِىُّ: وَاحِدٌ (¬192). قَوْلُهُ: "مُتَوَرِّكًا" هو: أن يَضَعَ وَركَهُ عَلَى الْأرْض، وَالْوَركَانِ فَوْقَ الْفَخِذَيْن كَالْكَتِفَيْنِ فَوْقَ العَضُدَيْنِ. قَوْلُهُ: "صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَىَ آلِهِ" (¬194) اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ فَقِيلَ: هُمْ بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُوا الْمُطلِبِ؛ لِأَنَّهُمْ أهْلُهُ. وَآلُ: مُبْدَلٌ عَنْ أهْلٍ. وَقِيلَ: آلُهُ: مَنْ كَانَ عَلَى دِينِهِ، كَقَوْلِهِ: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (¬195) أَيْ: مَنْ كَانَ عَلَى دِينِهِ. قَوْلُهُ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ (¬196): "السَّلَامُ عَلَيْكُم" هُوَ اسْمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى. وَالْمَعْنَى: اللهُ عَلَيْكُمْ، أَيْ (¬197) عَلَى حِفْظِكُمْ. وَقِيلَ: السَّلَامُ جَمْعُ سَلَامَةٍ، ومَعْنَاهُ: السَّلَامَةُ عَلَيْكُمْ (¬198). وَقِيلَ (¬199): إِنَّ السَّلَامَةَ وَالسَّلَامَ: وَاحِدٌ مَصْدَرَانِ يُقَالُ: سَلِمَ يَسْلَمُ سَلَامَةً وَسَلَامًا، مِثْلُ: رَضَعَ رَضَاعَةً وَرضَاعًا (¬200). وَقِيلَ: هُوَ مِنَ (الْمُسَالَمَةِ) (¬201) أيْ: نَحْنُ سِلْمٌ لَكُمْ أَيْ: صُلْحٌ لَكُمْ. وَقِيلَ: هُنَاكَ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ، أَيْ: رَحْمَةُ السَّلَامِ، عَلَيْكُمْ، فَأقَامَ الْمُضَاف إِلَيْهِ مَقَامَ الْمُضَافِ، مِثْل {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬202) أَيْ: أهْلَ الْقَريَةِ (¬203). قَوْلُهُ: "في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ" (¬204) أَيْ: آخِرِهَا. وَدُبُرِ كُلِّ شَىْءٍ: آخِرُهُ، مِثْلُ دُبُرِ الدَّابَّةِ مُشْتَقٌ مِنْ أدْبَرَ: إِذَا وَلَّى (¬205) وَتَأخَّرَ. قَوْلُهُ (¬206): "وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ": الْجَدُّ. الْحَظُّ وَالإْقْبَالُ في الدُّنْيِا. وَالْجَدُّ (¬207) أيْضًا: الْغِنَى. وَفِى الْحَدِيثِ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَإِذَا (¬208) عَامَّةُ (¬209) مَنْ يَدْخُلُهَا الْفُقَرَاءُ، وَإِذَا ¬

_ (¬184) خ: وقال. (¬185) في تفسير غريب القرآن 73. (¬186) في المهذب 1/ 79: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع من عذاب النار وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال. . . إلخ الحديث. (¬187) في العين 3/ 156: وممسوح العين ومسيح: إذا لم يبق على أحد شقى وجهه عين ولا حاجب إِلا استوى، والمسيح الدجال على هذه الضفة. وانظر تهذيب اللغة 4/ 347 - 349. (¬188) في تهذيب اللغة: سمى دجالا لتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل، يقال: دجل: إذا موه ولبس. (¬189) أبو النجم العجلى ديوانه 176، وأفعال السرقسطى 3/ 319 والطرائف الأدبية 58 وفي العين بدون نسبه. (¬190) البيت في الديوان والمراجع تعليق 189: والنغض مثل الأجراب المدجل. (¬191) المحكم 4/ 322 واللسان (موه 4303). (¬192) في المهذب 1/ 179 فإن كانت الصلاة ركعة أو ركعتن جلس في آخرها متوركا. (¬193) الأصمعى في خلق الإنسان 224 وثابت 300 والزجاج 44 وابن سيده في المخصص 2/ 41. (¬194) في المهذب 1/ 79 ويصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله. (¬195) سورة غافر آية 46. (¬196) في آخر الصلاة: ليس في ع. (¬197) على: ساقطة من ع والمثبت من خ والزاهر 1/ 158 والنقل عنه. (¬198) الزاهر 1/ 158. (¬199) أن: ليس في ع. (¬200) تفسير غريب القرآن 7. (¬201) خ: المسئلة. (¬202) سورة يوسف آية 82. (¬203) انظر اللسان (سلم 2078) والزاهر 1/ 158 - 160. (وتفسير غريب القرآن 7، 8 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 30. (¬204) في المهذب 1/ 80: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهذا في دبر كل صلاة. (¬205) ع: تولى. (¬206) في المهذب 1/ 80 من قوله النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللَّهُمَّ لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. والحديث في غريب أبي عبيد 1/ 256 والغريبين 1/ 326 والفائق 1/ 192 والنهاية 1/ 244 وصحيح الترمذى 2/ 92 وسنن النسائى 3/ 71 وابن ماجة 1/ 284. (¬207) الجد: ساقط من ع. (¬208) كذا في ع، خ "وَإِذَا" ومثله في الغريبين، النهاية. وفي غريب أبي عبيد والفائق: فإذا. (¬209) ع: أكثر والمثبت =

أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُون" (¬210) يُقَالُ: رَجُلْ مَجْدُودٌ، أَيْ: مَحْظُوظٌ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: لَا يَنْفَعُ ذَا الْحَظِّ مِنْكَ حَظَّهُ، أوْ (¬211): لَا يَنْفَعُ ذَا الْغِنَى مِنْكَ غِنَاهُ (¬212). وَذَكَرَ فِي الْفَائِقِ (¬213) أنَّ قَوْلَهُ "مِنْكَ" مِنْ قَوْلِهِمْ: "هَذا مِنْ ذَاك" أَيْ: بَدَل ذَاكَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ (¬214): فَلَيْتَ (¬215) لَنَا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ شَرْبَةً ... مُبَرَّدَةً بَاتَتْ عَلَى طَهَيَانِ أَيْ بَدَلَ (¬216) مَاءِ زَمْزَمَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬217): {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} (¬218) أَيْ: بَدَلَكُم. وَالْمَعْنَى: أنَّ الْمَحْظُوظَ لَا يَنْفَعُهُ حَظُّهُ بَدَلَكَ (¬219). أَيْ: بَدَلَ طَاعَتِكَ وَعِبَادَتِكَ، قَالَ: وَيَجُوزُ أن تَكُونَ "مِنْ" عَلَى أصْلِ مَعْنَاهَا؛ أعْنى: الابْتِدَاءَ، وَتَتَعَلَّقُ إِمَّا بِيَنْفَع [وَإِمَّا] (¬220) بِالْجَدِّ، وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْمَجْدُودَ لَا يَنْفَعُهُ مِنْكَ الْجَدُّ الَّذِى مَنَحْتَهُ، وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ أن تَمْنَحَهُ التَّوْفِيقَ (¬221) وَاللُّطْفَ في الْطَاعَةِ، أوْ لَا يَنْفَعُ مَنْ جَدُّهُ مِنْكَ جَدُّهُ، وإنَّمَا يَنْفَعُهُ الْتَوْفِيقُ مِنْكَ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬223): مِنْكَ هَا هُنَا، مَعْنَاهُ: عِنْدَكَ. * * * تَفْسِيرُ الْقُنُوتِ قَدْ ذَكَرْنَا (¬224) تَفْسِيرَ لَفْظِ الْقُنُوتِ فِي نَفْسِهِ، وَأَنَّهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أقْسَامٍ، وَبَقِىَ سَائِرُ ألْفَاظِهِ مِنْ حِينِ الرَّفْع (¬225). قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ" (¬226) أَيْ: دُلَّنِى عَلَى الْخَيْرِ وَالْحَقِّ. وَالْهِدَايَةُ: الدَّلَالَةُ، يُقَالُ: هَدَيْتُهُ الطَّرِيقَ وَإِلَى الطَّرِيقِ. قَوْلُهُ: "وَعَافِنِى فِيمَنْ عَافَيْتَ" (¬227) يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ، أحَدُهُمَا: الْعَافِيةُ مِنَ الْبَلَايَا الَّتِى هِىَ الْعِلَلُ وَالْأمْرَاضُ وَالْعَاهَاتُ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الرَّحْمَةِ. وَمِنْهُ (¬228) فِي حَدِيثِ أَهْلِ الْقُبُورِ "أسْألُ اللهَ لَكُمُ الْعَافِيَةَ" أى: الرَّحْمَةَ (¬229). قَوْلُهُ: "وَتَوَلَّنِى فِيمَنْ تَوَلِّيْتَ" (¬230) أَيْ: اجْعَلْنى (¬231) مِمَّنْ يُوَالِيكَ، وَيَكُونُ لَكَ وَلِيًّا وَالْوَلِىُّ: ¬

_ = من خ والمراجع السابقة. (¬210) غريب أبي عبيد 1/ 258 والغريبين 1/ 623 والفائق 1/ 192، 193 والنهاية 1/ 244 والزاهر 1/ 111، 112. (¬211) ع: و. (¬212) المراجع السابقة في تعليق 210. (¬213) 1/ 192. (¬214) يعلى الأحول الأزدى، شاعر أموى، وكان لصا فاتكا. ذكر البغدادي ترجمته في الخزانة 5/ 277 ونسب في اللسان (طهى) إلى الأحول الكندى، وقال الشيبانى: ويقال لعمرو ابن أبي عمارة الأزدى. ويقال: لجواس بن حيان. انظر خزانة الأدب 5/ 278. (¬215) خ: فياليت والفائق والخزانة واللسان وع. فليت. (¬216) خ: بدل من: تحريف. والمثبت من ع والفائق. (¬217) ع: عز وجل. والمثبت من خ والفائق. (¬218) سورة الزخرف آية 60. (¬219) ع والفائق: "بذلك" تحريف. (¬220) ع، خ: أو والمثبت من الفائق. (¬221) ع: ما تمنحه من التوفيق. والمثبت من خ والفائق. (¬222) ع ينفعه والمثبت من خ والفائق. (¬223) في الصحاح (جدد). (¬224) خ: ذكر. (¬225) أى بعد الرفع من الركوع. (¬226) خ: اهدنا فيمن هديت أى دلنا. والمثبت من ع والمهذب 1/ 81. (¬227) خ: وعافنا، وفي المهذب 1/ 81 وعافنى فيمن عافيت. وكذا في ع. (¬228) في: ليس في ع. (¬229) أنظر العين 2/ 258 والزاهر 1/ 535 والفائق 3/ 8 والنهاية 3/ 265 وتهذب اللغة 3/ 222 - 230 والمعجم 2/ 267. (¬230) خ: وتولنا. والمثبت من ع كما في المهذب 1/ 81. (¬231) خ: اجعلنا.

ضِدُّ الْعَدُوِّ، وَأصْلُهُ: الْمُتَابَعَةُ وَالْمُصَاحَبَةُ (¬232). قَولُهُ (¬233): "إِنَّكَ تَقْضى وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ" أَيْ: تَحْكُمُ فِي خَلْقِكَ وَلَا يَحْكُمُ أحَدٌ عَلَيْكَ. وَالْقَضَاءُ: الْحُكْمُ. قَوْلُهُ: "تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ" قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ (¬234): هُوَ تَفَاعَلْتَ مِنَ الْبَرَكَةِ، وَهِىَ: الْكَثْرَةُ وَالإتِّسَاعُ. يُقَالُ: بُورِكَ الشَّيْىْءُ وَبُورِكَ فِيهِ. وَقِيلَ: مَعنى (تَبَارَكَ) أَيْ تَعَالَى وَتَعَظَّمَ (¬235). قَوْلُهُ (¬236): "نَخْلَعُ وَنَتْرُكُ (¬237) مَنْ يَفْجُرُكَ" أَيْ: نَتْرُكُ مَوَالَاتِهِ وَصَدَاقَتِهِ، مِنْ خَلَعَ الرَّجُلُ الْقَمِيصَ: إِذَا تَرَكَ لُبْسَهُ. وَيَفْجُرُكَ، أَيْ: يَعْصِيكَ وَيُخَالِفُكَ. وَأصْلُ الْفَجْرِ: الشَّقُّ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْفَجْرُ (¬238) كَمَا سُمِّىَ فَلَقًا (¬239)، وَفَرَقًا. وَالْعَاصى: شَاقٌ لِعَصَا الطَّاعَةِ. قَوْلُهُ "نَسْعَى وَنَحْفِدِ" السَّعْىُ: سُرْعَةُ الْمَشْىِ. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: الْحَفَدَانُ: السُّرْعَةُ (¬240) وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬241): أصْلُ (¬242) الْحَفْدِ: الْعَمَلُ وَالْخِدْمَةُ، وَمِنْهُ: الْحَفَدَةُ، وَهُمُ: الْخَدَمُ. وَقِيلَ: (أوْلَادُ) (¬243) الْأوْلَادِ. وَيُقَالُ: حَفَدَ الْبَعِيرُ: إِذَا أَدْرَكَ الْمَشْىَ فِي قَرْمَطةٍ (¬244). قَوْلُهُ: "عَذَابَكَ الْجِدَّ" (¬245) هُوَ الْحَقُّ ضِدُّ الْهَزْلِ (¬246) أَيْ: الْمُؤْلِمُ الَّذِى لَيْسَ فِيهِ تَخْفِيفُ. باِلْكُفَّارِ مُلْحِقٌ: أَيْ لَاحِقٌ لَهُمْ. يُرْوَى بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا. وَالْمَعْنَى (¬247): يَلْحَقُهُمْ وَيَتْبَعُهُمْ حَيْثُ كَانُوا (¬248). وَلَا يُقالُ لَحِقَهُ إِلَّا إِذَا تَبِعَهُ بَعْدَمَا مَضَى، أَوْ مَا كَانَ فِي مَعْنَاهُ. قَوْلُهُ: "وَأَلَّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ" اجْعَلْهُمْ مُؤْتَلِفِينَ غَيْرَ مُخْتَلِفِينَ، مُتَحَابِّينَ غَيْرَ مُتَبَاغِضِين، وَأصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، لَا تَجْعَلْ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً وَلَا فَسَادًا وَلَا فُرْقَةً وَلَا خَلَلًا يُوقِعُ بَيْنَهُمْ عَدَاوَةً. وَأصْلُ الْبَيْنِ: الافْتِرَاقُ وَالتَّبَاعُدُ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَالْأَجْسَامِ (¬249). قَوْلُهُ: "وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِم الْإِيمَانَ وَالْحِكْمَةَ" (¬250) الإِيمَانُ: التَّصْدِيقُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالشرَّائِعِ ¬

_ (¬232) اللسان (ولى 4923) والمنجد 334. (¬233) قوله ليس في خ. (¬234) حكاية عن الزجاج في تهذيب اللغة 10/ 230 والغريبين 1/ 159. (¬235) السابقة. وقال في المحكم 7/ 22: تبارك الله: تقدس وتنزه وتعالى وتعظم، لا تكون هذه الصفة لغيره. وانظر اللسان (برك 266). (¬236) بين هذا القول والذى قبله قول مقدم من كلام بعد الدعاء في المهذب أقحم بين القولين، ونبه إليه كاتب النسخة خ فآثرت تأخيره إلى موطنه ص 88. (¬237) نترك: سقاطة من خ. وفي المهذب 1/ 81: ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد. (¬238) تهذيب اللغة واللسان (فجر 3352). (¬239) (يقال: هو أبين من فلق الصبح. فالفلق: الفجر وفي القرآن {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} والفلق والفرق: واحد. انظر المحكم 6/ 235، 257 والدرة الفاخرة 85. (¬240) تفسير الطبرى 14/ 143 والقرطبي 10/ 143 وانظر معانى القرآن للفراء 2/ 110 والزاهر 1/ 165 واللسان (حفد 923) وتهذيب اللغة 4/ 426 - 428 والمحكم 3/ 195. (¬241) غريب الحديث 3/ 374. (¬242) أصل: ليس في ع. (¬243) ولاد: ساقط من خ. وهو فى العين 3/ 185 وتهذيب اللغة 4/ 427 واللسان (حفد 923). (¬244) الإبل للأصمعى 123، 147 والقرمطة في المشى: مقاربة الخطو وتداني المشى وهى من آثار الكبر. (¬245) في الدعاء: "ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق" المهذب 1/ 81. والجد بكسر الجيم. (¬246) في الزاهر 1/ 166: الجد بكسر الجيم: الحق الذى ليس بهزل. (¬247) ع: المعنى. (¬248) قال أبو عبيد: "ملحق" بالكسر - فهكذا يروى الحديث، فهو جائز في الكلام أن يقول: ملحق يريد لاحق لأنهما لغتان، يقال: لحقت القوم وألحقتهم بمعنى، فكأنه أراد بقوله "ملحق" لاحق. قاله الكسائى وغيره غريب الحديث 3/ 375 وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 83 والزاهر 1/ 166 وتهذيب اللغة 4/ 58 والنهاية 4/ 238. (¬249) البين: الفراق والبين الوصل. وقرىء {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} قال أبو عبيدة: أي وصلكم مرفوع لأن الفعل عمل فيه. مجاز القرآن. وقال الفراء: قرأ حمزة ومجاهد {بَيْنُكُمْ} يريد: وصلكم. معانى القرآن 1/ 345 وثلاثة كتب في الأضداد 204، 205. (¬250) في الدعاء من المهذب 1/ 81.

وَالْأحْكَام. وَالْحِكْمَةُ: قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ (¬251): كُلُّ كَلِمَةٍ وَعَظَتْكَ (¬252)، أوْ زَجَرَتْكَ، أوْدَعَتْكَ إِلَى مَكْرُمَةٍ، أوْ نَهَتْكَ عَنْ قَبِيحٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (¬253) {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} (¬254) قال: الْفِقْهَ وَالْعَقْلَ (¬255) وَقَوْلُهُ تَعَالَى (¬256): {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} (¬257) قِيلَ: الْمَعْرِفَةَ بِالْقُرْآنِ (¬258). قَوْلُهُ: "وَأوْزِعْهُمْ" (¬259) أيْ: ألْهِمْهُمْ. وَأوْزِعْنِى (¬260): ألْهِمْنى. قَوْلُهُ: "يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِى عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ" هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬261) {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ (أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)} (¬262) وَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي أصْلَابِ آبَائِهِمْ. قَالَ الله تَعَالَى (¬263) {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (¬264) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}. (¬265) "وَإِنْ نَزَلَ بِالْمُسْلِمِينَ نَازِلَةٌ" (¬266) أَيْ: بَلِيَّةٌ، كَالْخَوْفِ وَالْقَحْطِ وَالْغَلَاءِ أوْ نَحْوِ (¬267) ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "التَّوَرُّكُ وَمُتَوَرِّكًا" (¬268) هُوَ أن يَقْعُدَ عَلَى وَرِكِهِ (¬269). وَهُوَ ظَاهِرُ الْفَخِذِ وَأعْلَاهُ. وَالْفَخِذُ (¬270) كَالْكَتِفِ. وَالافْتِرَاشُ: أن يَفْتَرِشَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، أَيْ: يَجْعَلَهَا فِرَاشًا لَهُ (¬271). "مَأبِضُ" (¬272): بَاطِنُ الرُّكْبَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬273). قَوْلُهُ: "وَالإْشَارَةُ (¬274) بِالْمُسَبَّحَةِ" (¬275) سُمِّيَتْ مُسَبِّحَةً؛ لِأنَّهَا (¬276) يُشَارُ بِهَا عِنْدَ التَّسْبِيحِ (¬277) وَالتَّوْحِيدِ وَتُسَمَّى: السَّبَّابَةَ وَالْمُشِيرَةَ أيْضًا (270)؛ لِأنَّهَا (276) يُشَارُ بِهَا عِنْدَ السِّبابِ. وَيُشِيرُ بِهَا عَرْضًا وَذُكِرَ أنَّ مَعْنَاهُ: أنَّ كُلَّ إِلهٍ سِوَاهُ فَهُوَ (270) مَمْحُوٌّ. وَأمَّا الْوُسْطَى، فَاسْمٌ يُوَافِقُ مَعْنَاهُ. وَأمَّا الخِنْصَرُ، فَذَكَرَ فِي الْفَائِقِ (¬278) أنَّهَا سُمِّيتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهَا أُخِذَتْ مِنَ الاخْتِصَارِ، لصغرها، ونُونُها زَائِدةٌ. والبِنْصَرُ مُشْتَقَّةٌ مِنَ البُصْرِ وهو الْغِلَظُ لأنَّهَا أَغْلَظُ مِنَ الخِنْصَرِ. وَفى الْحَدِيثِ: "بُصْرُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ كَذَا" (¬279) يُرِيدُ: غِلَظَهَا. وَأمَّا الإْبْهَامُ، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهُ اسْتَبْهَمَ (¬280) اشْتِقَاقُهَا. كَذَا ذَكَرَ (¬281) الصَّغَانِى (¬282). ¬

_ (¬251) في جمهرة اللغة 2/ 186. (¬252) خ، ع: وزجرتك ودعتك ونهتك والمثبت من الجمهرة. (¬253) خ: "قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا. . .} وهم من الناسخ؛ حسبه قولا منفردا. (¬254) سورة لقمان آية 12. (¬255) تفسير الطبرى 3/ 87 عن ابن مالك، وابن زيد. وانظر تفسير القرطبى 20/ 184. (¬256) تعالى: ليس في ع. (¬257) سورة البقرة آية 269. (¬258) تفسير الطبرى 3/ 87، 88. (¬259) في الدعاء: وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذى عاهدتهم عليه .. إلخ. (¬260) ع: أوزعنى. (¬261) سورة يس آية 60. (¬262) ما بين القوسين ليس في خ. وقد اكتفى فيها بصدر الآية. (¬263) سورة الأعراف آية 172. (¬264) خ: ذرياتهم، وهي قراءة نافع وأبو عمرو وابن عامر. السبعة لابن مجاهد 297. (¬265) هذا القول أقحم في شرح قوله "تباركت وتعاليت في الصفحة السابقة، وهنا موضعه في المهذب 1/ 82: فإن نزلت بالمسلمين نازلة قنتوا في جميع الفرائض. (¬266) خ: ونحوه. (¬267) متوركا ليس في ع. وفي المهذب 1/ 82: والفرض مما ذكرناه أربعة عشر منها: التورك في آخر الصلاة: الافتراش في سائر الجلسات. (¬268) الورك: ما فوق الفخذ والمقصود به ها هنا: أن يلزق وركبه (أى: ما فوق الفخذ) بالأرض ويعتمد عليهما بعد أن ينحى رجليه، في التشهد الأخير. وانظر غريب أبي عبيد 2/ 110، 4/ 423 والعين 5/ 403 والمحكم 7/ 104 والمجمل 4/ 923 والفائق 4/ 55 والنهاية 5/ 176 والصحاح والمصباح (ورك) واللسان (ورك 4818). (¬269) ليس في خ. (¬270) وهذا غير الافتراش المنهى عنه وهو في الحديث "نهى عن افتراش السبع في الصلاة" أن يبسط ذراعيه ويلصقهما بالأرض كما يفعل السبع. أنظر غريب أبي عبيد 2/ 110 والنهاية 3/ 430 والعين 6/ 255 واللسان (فرش). (¬271) لم يردّ في هذا الموضع من نسخة المهذب ذكر. ولعلّه في نسخة أخرى. (¬272) ص 40. (¬273) خ: يشير وفي المهذب 1/ 82: من الفروض الأربعة عشر: والإشارة بالمسبحة. (¬274) وهى الأصبع التى تلى الإبهام. (¬275) ع: لأنه. (¬276) النهاية 2/ 332 واللسان (سبح 1916). (¬277) 1/ 374. (¬278) في الفائق 1/ 114: في حديث ابن مسعود: "بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام" وبصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام" وانظر النهاية 1/ 132. (¬279) ع: انبهم. (¬280) ع: ذكره. (¬281) في العباب. (¬282)

ومن باب صلاة التطوع

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ التَّطوُّعُ (¬1): فِعْلُ الطَّاعَةِ مِنْ غَيْرِ وُجُوبٍ (¬2). وَالتَّطَّوُّعُ بِالشَّيَىءِ: التبَّرُّعُ، وَمِنْهُ: الْمُطَّوَّعَةُ الَّذِينَ يَتَطوَّعُونَ بِالجِهَادِ (¬3). قَوْلُهُ: "السُّنَنُ الرَّاتِبَةُ" (¬4) أَيْ: الثَّابِتَةُ الدَّائِمَةُ، يُقَالُ: رَتَبَ الشَّيَىءُ يَرْتُبُ رُتُوبًا (¬5) أَيْ: ثَبَتَ، وَأمْرٌ رَاتِبٌ، أَيْ: دَارٌّ ثَابِتٌ (¬6). قَوْلُهُ: "الشَّفْعُ وَالْوَترُ" (¬7) قَدْ ذُكِرَا. وقالَ فِي التَّفْسِيرِ (8) الْوَتْرُ: اللهُ وَحْدَهُ. وَالشَّفْعُ: جَمِيعُ الْخَلْقِ، خُلِقُوا أزْوَاجًا (¬8). وَسُمِّيتْ صَلَاةُ الْوَتْرِ؛ لِأنَّ آخِرَهَا رَكْعَةٌ فَرْدَةٌ، لَا تُشْفَعُ بِغَيْرِهَا. وَأَصْلُ الوَتْرِ: كُلُّ عَدَدٍ لَا يَنْقَسِمُ حُبُورًا، كَالْوَاحِدِ وَالثَّلَاثَةِ وَالْخَمْسَةِ. وَالزَّوْجُ: كُلُّ عَدَدٍ يَنْقَسِمُ جُبُورًا لِمُتَسَاوِيَيْنِ، كَالاثْنَيْنِ وَالْعَشَرَةِ وَالْمَائَةِ، وَشِبْهِهَا. قَوْلُهُ (¬9): "اللَّهُمَّ قَاتِلْ الْكَفَرَةَ" مَعْنَاهُ: الْعَنْهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} (¬10) أَيْ: لَعَنَهُمْ (¬11). قَوْلُهُ (¬12): "إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا" أَيْ: طَلَبًا لِمَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى وَثَوَابِهِ (¬13). يُقَالُ: فُلَانُ يَحْتَسِبُ الْأخْبَارَ أَيْ: يَطْلُبُهَا وَيَتَوَقَّعُهَا. قَوْلُهُ: "التَّرَاوِيحُ" (¬14) مَأخُوذٌ مِنَ الْمُرَاوَحَةِ، وَهِىَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الرَّاحَةِ. يُقَالُ: رَاوَحَ الْفَرَسُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ: إِذَا رَفَعَ إِحْدَيْهِمَا وَتَرَكَ الْأخْرَى يَسْتَرِيحُ بِذَلِكَ، مِنْ طُولِ الْقِيَامِ. وَكَذَلِكَ يُقَالُ: رَاوَحَ الظَّلِيمُ (¬15) بَيْنَ يَدَيْهِ (¬16) وَرِجْلَيْهِ، قَالَ (¬17): ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 82 وتطوعها أفضل التطوع. (¬2) تهذيب اللغة 3/ 104. (¬3) السابق. (¬4) ما لا تسن له الجماعة ضربان: فمنها السنن الراتبة مع الفرائض. (¬5) من باب قعد - المصباح. (¬6) ع: وله راتب: أي دائم ثابت. والمثبت من خ واللسان (رتب 1574) والنقل عنه. (¬7) في المهذب 1/ 83: وروى ابن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفصل بين الشفع والوتر. (¬8) انظر: تفسير الطبرى 30/ 108 والبحر المحيط 8/ 468 ومجلز القرآن 2/ 297 ومعانى القرآن للفراء 3/ 259، 260 والقرطبى 20/ 39 وتفسيره 526. (¬9) في المهذب 1/ 83 عن عمر (ر) أنه قال: السنة إذا انتصف الشهر من رمضان أن تلعن الكفرة في الوتر. بعدما يقول: سمع الله لمن حمده ثم يقول: اللهم قاتل الكفرة. (¬10) سورة التوبة آية: 30. (¬11) قال الفراء: قتل: أى لعن وكذلك {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ}، و {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} ذكر أنهن اللعن معاني القرآن 3/ 202. وكذا في تفسير غريب القرآن 496، 514 والعمدة 336 وانظر تفسير القرطبى 19/ 217. وقال أبو عبيدة: قاتلهم الله: قتلهم وقلما يوجد فاعل إِلا أن يكون العمل من اثنين، وقد جاء هذا ونظيره: عافاك الله والمعنى: أعفاك الله وهو من الله وحده مجاز القرآن 1/ 256. (¬12) في المهذب 1/ 84: روى أبو هريرة (ر) قال: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه. (¬13) النهاية 1/ 382. (¬14) في المهذب 1/ 84: روى عن عمر (ر) أنه جمع الناس على أبي بن كعب (ر) فصلى بهم التراويح. (¬15) ذكر النعام كما في حاشية خ. (¬16) يديه: ليس في ع. (¬17) لم أعثر على قائله.

تَرَاوَحْ مِنْ صَلَاةِ (الْمَلِيكِ) (¬18) ... فَطوْرًا سُجُودًا وَطَوْرًا جُؤَارَا وَأصْلُ ذَلِكَ: أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ بِمَكَّةَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَسْتَرِيحُونَ وَيَطوفُونَ بِالْبَيْتِ (أُسْبُوعًا) (¬19) فَيُسَمُّونَهَا تَرْوِيحَةً. ثُمَّ يُصَلُّونَ أرْبَعًا، وَيَطوفُونَ أيْضًا كَذَلِكَ، فَيَكُونُ تَرْوِيحَةً. وَالتَّراوِيحُ: جَمْعُ تَرْوِيحَةٍ، فَسُمِّيَت صَلَاةُ التَّراوِيحِ لِذَلِكَ (¬20). قَوْلُهُ (¬21): "عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أحَدِكُمْ صَدَقَةٌ" السُّلَامَى (¬22) وَاحِدَةُ السُّلَامَيَاتِ، وَهِىَ عِظَامُ الْأصَابِعِ (¬23) وَقَالَ أبو عُبَيْدٍ (¬24): السُّلَامَى فِي الْأصْلِ: عَظْمٌ يَكُونُ فِي فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، وَيُقَالُ: إِنَّ آخِرَ مَا يَبْقَى فِيهِ الْمُخُّ مِنَ الْبَعِيرِ إِذا عَجِفَ (¬25): فِي السُّلَامَى وَالْعَيْنِ. قَالَ الرَّاجِزُ (¬26): لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أنْقَيْن ... مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلَامَى أوْ عَيْن قَوْلُهُ: "التَّهَجُّدُ" (¬27) هُوَ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَأصْلُهُ: السَّهَرُ، يُقَالُ: تَهَجَّدَ إِذَا سَهِرَ، وَألْقَى الْهُجُودَ -وَهُوَ: النَّوْمُ- عَنْ نَفْسِهِ. وَهَجَدَ أيْضًا: نَامَ (¬28). قَوْلُهُ: "مَثْنَى مَثْنَى" (¬29) أَيْ: (اثْنَيْنِ) (¬30) اثْنَيْنِ (¬31)، وَهُوَ مَعْدُولٌ عَنْ "ثَانٍ" (¬32) وَمِثْلُهُ: ثُنَاء (¬33). قَوْلُهُ: "تَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ" أصْلُهَا: تَحْيِيَةٌ: تَفْعِلَةٌ، فَأُدْغِمَت (¬34)، وَمَعْنَاهَا: السَّلَامُ كَأنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي أوَّلِ الدُّخُولِ إِلَى الْمَسْجِدِ بِمَنْزِلَةِ السَّلَامِ، كَمَا يُسَلِّمُ الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ أوَّلَ مَا يَلْقَاهُ. ¬

_ (¬18) خ: الملِيكة. (¬19) خ: سبوعا. (¬20) العين 3/ 293 وتهذيب اللغة 5/ 217 والنهاية 2/ 274 والمحكم 3/ 392 واللسان (روح 1768). (¬21) في المهذب 1/ 84: روى أبو ذر (ر) أن النبي (ص) قال: "على كل سلامى من أحدكم صدقة" والحديث في سنن ابن ماجة 1/ 430 وغريب أبي عبيد 3/ 10، 11 والفائق 2/ 191 والنهاية 2/ 396 ومعالم السنن 1/ 278. (¬22) السلامى: ليس في ع. (¬23) الأصمعى: هى العظام التى بين كل مفصلين من مفاصل الأصابع والواحدة سلامى خلق الإنسان 208 وثابت 229 والزجاج 36 ونقل الزمخشرى عن ابن الأنبارى: السلامى: كل عظم مجوف، مما صغر من العظام. الفائق 2/ 191. والمقصود بها في الحديث: كل عظم صغر أو كبر. معالم السنن 1/ 278 وانظر غريب الحديث 2/ 11 وتهذيب اللغة 12/ 450 والنهاية 2/ 396. (¬24) غريب الحديث 3/ 10، 11. (¬25) في: ساقطة من ع. (¬26) أبو ميمون النضر بن سلمة العجلى كما في الكنز اللغوى 208 وجمهرة اللغة 3/ 50 واللسان (سلم 2083). (¬27) في المهذب 1/ 84: أفضل الصلوات التى يتطوع بها الإنسان في الليل والنهار: التهجد. (¬28) ثلاثة كتب في الأضداد 40، 123، 124، 194، 247 وانظر إصلاح المنطق 247 والعين 3/ 285 وتهذيب اللغة 6/ 36. (¬29) في المهذب 1/ 85: والسنة أن يسلم من كلّ ركعتين، لما روى ابن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الليل مثنى مثني". (¬30) من ع. (¬31) ينبغى أن يكون اثنتين اثنين على التأنيث، قال أبو عبيد في تفسر (مثنى) أى ثنتين. مجاز القرآن 1/ 114 وفي تهذيب اللغة اثنتين اثنتين. غير أن الزجاج في المعانى 2/ 5 قال: اثنين اثنين وثلاثا ثلاثا، ولعله تصحيف في النص لأنه ذكر ثلاثا. (¬32) كذا، والذى يذكره النحويون واللغويون أنه معدول عن اثنين اثنين. انظر مجاز القرآن، ومعانى الزجاج تعليق 27 ومعانى الفراء 1/ 254، 255 وتهذيب اللغة 15/ 141 واللسان (ثنى 513 وثلث 499) والنهاية 1/ 225 والغريبين 1/ 303. (¬33) في تهذيب اللغة 15/ 141: ثناء وثلاث مصروفان عن ثلاثة ثلاثة واثنين اثنين. وانظر الغريبين 1/ 303. (¬34) المحكم 1/ 304 واللسان (حيى 9078، 9079).

ومن باب سجود التلاوة

وَمِنْ بَابِ سُجُودِ التِّلَاوَةِ التِّلَاوةُ (¬1): الْقِرَاعَةُ. سُمِّيَتْ تِلَاوَةً، لِأنَّهَا يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَالتَّالِى: التَّابعُ: وَتَلَوْتُهُ: تَبِعْتُهُ. قَوْلُهُ (¬2): {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (¬3) هُوَ جَمْعُ أُصُلٍ، مِثْلُ: عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ. وَأُصُلٌ: جَمْعُ أَصِيلٍ (¬4) وَهُوَ مَا بَعْدَ (صَلَاةِ) (¬5) الْعَصْرِ اِلَى غُرُوبِ الشَّمْس. {(¬6) وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} قَالَ الْوَاحِدِىُّ (¬7): يَزِيدُهُمُ الْقُرْآنُ تَوَاضُعًا. {وَزَادَهُمْ نُفُورًا} أَيْ: ذعْرًا وَهَربًا. قَوْلُهُ تَعَالَى (¬8): {وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} أَيْ: لَا يَمَلُّونَ (¬9). وَالسَّآمَةُ: الْمَلَالُ. يُقَالُ: سَئِمْتُ مِنَ الشَّيْىءِ أسْأمُ سَآمَةً. أَيْ: مَلِلْتُ. قَوْلُهُ (¬10): {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} مَعْنَاهُ: اقْتَرِبْ إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ. وَدَلِيلُهُ: قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (¬11) أقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ تَعَالَى (¬12) إِذَا كَانَ سَاجِدًا" (¬13). قَوْلُهُ تَعَالَى: {(¬14) وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} خَرَّا: سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ (¬15) "وَأنَابَ" أَيْ: أقْبَلَ إِلَى اللهِ وَتَابَ وَرَجَعَ عَنْ مُنْكَرِهِ (¬16). قَوْلُهُ (¬17) "تَشزَّنَّا لِلسُّجُودِ" قَالَ شَمِرٌ (¬18): مَعْنَاهُ: تَحَرَّفُوا، يُقَالُ: تَشَزَّنَ الرَّجُلُ لِلرَّمْى إِذَا تَحَرَّفَ وَاعْتَرَضَ. وَرَمَاهُ عَنْ شُزُنٍ (¬19)، أَيْ: تَحَرَّفَ لَهُ. وَتَشَزَّنَ لِلرَّمْىِ: إِذَا اسْتَعَدَ لَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ، رضِىَ الله عَنْهُ حِينَ حَضَرَ مَجْلِسَ الْمُذَاكَرَةِ (¬20)، فَقَالَ: "حَتَّى أَتَشَزَّنَ" أَيْ: حَتَّى أَسْتَعِدَّ لِلْحِجَاجِ مَأخُوذٌ مِنْ عُرْض الشَّيْىءِ وَجَانِبِهِ (¬21)، وَهُوَ: شُزُنُهُ، كَأنَّ الْمُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطُّمَأنِينَةَ فِي [جُلُوسِهِ] (¬22) وَيَقْعُدُ ¬

_ (¬1) سجود التلاوة مشروع للقارئ والمستمع. المهذب 1/ 85. (¬2) في مواضع السجدات من القرآن الكريم: وسجدة في الرعد عند قوله تعالى {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}. (¬3) سورة الرعد آية 15. (¬4) مجاز القرآن 1/ 328 ومعانى الزجاج 2/ 440 وانظر شرح القصائد السبع ص 382، 383. (¬5) ليس في خ. (¬6) في المهذب 1/ 85: وفي بنى إسرائيل عند قوله تعالى: {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} آية 109. (¬7) في المهذب 1/ 85: وسجدة في الفرقان عند قوله تعالى: {وَزَاهمْ نُفُورًا} آية 60. (¬8) سورة السجدة آية 38. (¬9) في المهذب 1/ 85: وسجدة في حم السجدة عند قوله تعالى: {وَهُمْ لَا يَسْأمُون} آية 38. (¬10) البحر المحيط 7/ 499 وتفسير العزيزى 138. (¬11) في المهذب 1/ 85: والثالثة في آخر "اقرأ": {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} آية 9. (¬12) تعالى: ليس في ع. (¬13) في المهذب 1/ 85: وأما سجدة (ص) فهي عند قوله عز وجل: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} آية 24. (¬14) خ: فخر ركعا: تحريف ولم تذكر: وأناب. (¬15) خَرَّ لِوَجْهِهِ يَخِرُّ خَرًّا وَخُرورًا وقع وفي التنزيل {وَيَخِروْنَ لِلأذْقَانِ يَبْكُون} المحكم 4/ 368 وتحفة الأريب 112. (¬16) مجاز القرآن 1/ 330. (¬17) في المهذب 1/ 85: روى أبو سعيد الخدرى (ر) قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقرأ (ص) فلما مر بالسجود تشزنا للسجود. (¬18) تهذيب اللغة 11/ 303. (¬19) ع: تشزن. والمثبت من خ وتهذيب اللغة 11/ 303 واللسان (شزن 2256). (¬20) الفائق 2/ 241، 242 والنهاية 2/ 471 واللسان (شزن). (¬21) تهذيب اللغة والفائق والنهاية تعليق 20 واللسان (شزن). (¬22) خ، ع: حديثه والمثبت من الغريبين 2/ 97.

مُسْتَوْفِزًا: ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ (¬23). قَوْلُهُ: "وَاجْعَلْهَا لِى عِنْدَكَ ذُخْرًا" (¬24) الذُّخْرُ: هُوَ (¬25) مَا يَتْرُكهُ الإنْسَانُ عُدَّةً لِحَاجَتِهِ وَفَقْرِهِ. قَوْلُهُ: "وَضَعْ عَنِّى بِهَا وِزْرًا" الْوِزْرُ: الثقَلُ الْثُّقَلُ لِلظَّهْرِ، وَالْجَمْعُ: أوْزَارٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ} (¬26) أَيْ: ثِقَلَ ذُنُوبِهِمْ (¬27). وَقَدْ وَزَرَ: إِذَا حَمَلَ، فَهو وَازِرٌ (¬28). وَوَضَعَهَا: حَطَّهَا. قَوْلُهُ: "وَهَلْ (¬29) يَفْتَقِرُ إِلَى السَّلَامِ؟ " أَيْ: يَحْتَاجُ (¬30) إِلَيْهِ، مَأخُوذٌ مِنَ الْفَقْرِ، وَهُوَ الْحَاجَةُ إِلَى الْمَالِ. يُقَالُ: افْتَقَرْتُ إِلَى كَذَا، أَيْ: احْتَجْتُ إِلَيْهِ. قَوْلُهُ: "أو انْدَفَعَتْ عَنْهُ نِقْمَةٌ" (¬31) يُقَالُ: انتَقَمَ اللهُ مِنْ فُلَانٍ: إِذَا عَاقَبَهُ. والاسْمُ مِنْهُ: النَّقِمْةُ بِكَسْرِ القَافِ. وَالْجَمْعُ: نَقِمَاتٌ وَنَقِمٌ، مِثْلُ كَلِمَةٍ وَكَلِمَاتٍ وَكَلِمٍ. وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ الْقَافَ، وَنَقَلْتَ حَرَكَتَهَا إِلَى النُّونِ، فَقُلْتَ: نِقْمَة، وَالجَمْعُ: نِقَم، مِثْلُ: نِعْمَةٍ وَنِعَمٍ (¬32). الشَّكْرُ: قَدْ ذُكِرَ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَمْدِ وَالشُّكْرِ (¬33). * * * ¬

_ (¬23) المرجع السابق. (¬24) في المهذب 1/ 86: من الدعاء في سجدة التلاوة: اللهم اكتب لى عندك بها أجرا، واجعلها لى عندك ذخرا وضع عنى بها وزرا. (¬25) هو: ليس في ع. (¬26) سورة الأنعام آية 31. (¬27) أبو عبيد: آثامهم والوِزر والوَزَر: واحد يبسط الرجل ثوبه فيجعل فيه المتاع، فيقال له أحمل وزرك وَوَزَرَكَ وَوِزْرَتَكَ. مجاز القرآن 1/ 190 ومعانى الزجاج 2/ 265 وتفسير غريب القرآن 152. (¬28) ومنه قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. (¬29) خ: ولم. وفي المهذب 1/ 86: وهل يفتقر الى السلام؟ يعنى في سجده التلاوة. (¬30) خ: يحتج على الجزم. (¬31) في المهذب 1/ 86: ويستحب لمن تجددت عنده نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله عز وجل. (¬32) المحكم 6/ 280، 281 واللسان (نقم 4531) والمصباح (نقم). (¬33) ص 2.

ومن باب ما يفسد الصلاة

وَمِنْ بَابِ مَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ قَوْلُهُ (¬1): "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ أوْ قَلَسَ" قَالَ الجَوْهَرِىُّ (¬2): الْقَلَسُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الْحَلْقِ مِلْءَ الْفَمِ (¬3) أوْ دُونَهُ وَلَيْسَ بِقَىْءٍ، وَإِنْ عَادَ فَهُوَ الْقَىُّ، وَقَلَسَتِ الْكَأسُ: فَاضَتْ. قَالَ أَبُو الْجَرَّاحِ (¬4) فِي الْكِسَائِىِّ: أبَا حَسَن مَازُرْتُكُمْ مُنْذُ سَنْبَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَالزُّجَاجَةُ تَقْلِسُ (وَالسَّنْبَةُ: الْبُرْهَةُ) (¬5). قَوْلُهُ: "قَهْقَهَ أوْ شَهَقَ" (¬6) الْقَهْقَهَةً فِي الضَّحِكِ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ أن يَقُولَ: قَهْ قَهْ، يُقَالُ (¬7) قَهَّ وَقَهْقَهَ بِمَعْنىً. ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 87: روت عائشة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا قاء أحدكم في صلاته أو قلس فلينصرف وليتوضأ وليبن على ما مضى ما لم يتكلم". (¬2) الصحاح (قلس). (¬3) ع: مثل البلغم تحريف. (¬4) جرو بن قطن العقيلى: أحد الذين شهدوا مع الكسائى على سيبويه، وكان من الحكام اللغويين في المجالس. الفهرست 67. (¬5) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬6) في المهذب 1/ 87: وإن تكلم في صلاته أو قهقه أو شهق بالبكاء وهو ذاكر للصلاة عالم بالتحريم بطلت صلاته. (¬7) حكاية ضرب من الضحك، ثم يضاعف بتصريف =

وَالشَّهِيقُ: صَوْتُ الزَّفِيرِ وَالنَّحِيم (¬8) مِنَ الْحَلْقِ، وَأصْلُهُ: صَوْتُ الحِمَارِ (¬9). يُقَالُ: شَهَقَ يَشْهَقُ شهيقا (¬10) وَيُقَالُ: الشَّهِيقُ (¬11): رَدُّ النَّفَس. وَالزَّفِيرُ: إِخْرَاجُهُ (¬12). سُمِّىَ "ذَا اليَدَيْنِ" (¬13) لِأنَّهُ كَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ. قَوْلُهُ (¬14): "فَحَدَقَنِى الْقَوْمُ بِأبْصَارِهِمْ" التَّحْدِيقُ: شِدَّةُ النَّظَرِ، مَأخُوذٌ مِنْ حَدَقَةِ الْعَيْنِ وَهُوَ سَوَادُهَا (¬15). قَوْلُهُ: "وَاثُكْلَ أُمَّاهُ" الثُّكْلُ: فُقْدَانُ الْأمِ وَلَدَهَا. وَكَذَلِكَ الثَّكَلُ - بِالتَّحْرِيكِ (¬16). وَامْرَأةٌ ثَاكِلٌ. وَثَكَلَتْهُ أُمُّهُ، أَيْ: فَقَدَتْهُ بَعْدَ وُجُودِهِ (¬17). قَوْلُهُ: "وَلَا كَهَرَنِى" قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬18): الْكَهْرُ: الانْتِهَارُ، وَفِى قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَكْهَرْ} (¬19). قَوْلُهُ: "فَإنْ رَأى ضَرِيرًا" (¬20) الضَّرِيرُ: هُوَ الْأعْمَى، مَعْرُوفٌ، فَعِيلٌ مِنَ الضُّرِّ. قَوْلُهُ: "وَلْتُصَفِّق النِّسَاءُ" (¬21) التَّصْفِيقُ: الضَّرْبُ الَّذِى يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، وَكَذَلِكَ التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ: التَّصْوِيتُ. وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ: أن يَضْرِبَ ظَهْرَ كَفِّهِ الْيُسْرَى بِرَاحَتِهِ اليُمْنَى. وَقِيلَ: يَضْرِبُ ظَهْرَ (¬22) كَفِّهِ اليُسْرَى بِإصْبَعَيْنِ مِنْ يَدِهِ الْيُمْنَى. قَوْلُهُ: " (وَإِنْ) شَمَّتَ عَاطِسًا" (¬23) تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ: هُوَ الدُّعَاءُ لَهُ (¬24)، كَقَوْلِهِ: يَرْحَمُكَ الله. وَكُلُّ دَاعٍ لِأخِيهِ فَهُوَ مُشَمِّتٌ وَمُسَمِّتٌ. قَالَ فِي الْفَائِقِ (¬25): اشْتِقَاقُهُ مِنَ الشَّوَامِتِ، وَهِىَ الْقَوَائِمُ يُقَالُ: لَا تَرَكَ الله لَكَ شَامِتَةً، أَيْ: قَائِمَةً لِأنَّ (¬26) مَعْنَاهُ التَّبْرِيكُ، وَهُوَ: الدُّعَاءُ بِالثَّباتِ، وَهُوَ الاسْتِقَامَةُ. وَهُوَ بِالسِّينِ مِنَ السَّمْتِ. وَهُوَ: الْحُسْنُ فِي الْهَيْئَةِ وَالشَّارَة. وقالَ فِي الصَّحَاحِ (¬27): قَالَ ثَعْلَبُ: الاخْتِيَارُ: السِّينُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ؛ لأنَّهُ مَأخُوذٌ مِنَ السَّمْتِ، وَهُوَ: الْقَصْدُ وَالْمَحَجَّةُ. ¬

_ = الحكاية. العين 3/ 341 وتهذيب اللغة 5/ 339، 340. (¬8) ع: النخير. والمثبت من خ والنحيم وإنما يكون من الحلق. والنخير من الأنف. (¬9) الفراء: الزفير: أول نهيق الحمار وشبهه، والشهيق من آخره. معانى القرآن 2/ 28 وانظر عناية القاضى 5/ 137، 6/ 276 والبحر المحيط 5/ 262 والمفردات للراغب 312. (¬10) من أبواب نفع وضرب ومنع. (¬11) رد: ساقطة من خ. (¬12) المراجع السابقة والعين 3/ 61 والمحكم 4/ 84 والصحاح (شهق وزفر) واللسان (زفر 1841 وشهق 2353). (¬13) في المهذب 1/ 87: روى أبو هريرة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت. . . إلخ وهو رجل من بنى سليم واسمه الخرباق، ويقال: عمرو. وقيل كان يعمل بيديه جميعا فسمى ذا اليدين ترجمته في الاستيعاب 475 وطبقات ابن سعد 3/ 167 والإصابة 2/ 271، 420 وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 185. (¬14) في المهذب 1/ 87: روى عن معاوية بن الحكم (ر) قال: بينا أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله فحدقنى القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أماه ما لكم تنظرون إلى فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعانى بأبى وأمى هو ما رأيت معلما أحسن تعليما منه. والله ما ضربنى - صلى الله عليه وسلم - ولا كهرنى. . . إلخ الحديث. (¬15) خلق الإنسان للأصمعى 180 ولثابت 106 وللزجاج 18 والعين 3/ 41 وتهذيب اللغة 4/ 33 والمحكم 2/ 396 والنهاية 1/ 354. (¬16) الثكل: وزان قفل وبفتح الثاء والكاف كما في المصباح (ثكل). (¬17) تهذيب اللغة 10/ 180 وجمهرة اللغة 2/ 49 والصحاح (ثكل) واللسان (ثكل 495). (¬18) غريب الحديث 1/ 114، 115. (¬19) سورة الضحى آية 9. قال الفراء: وهى في مصحف عبد الله -يعنى ابن مسعود- {فَلَا تَكْهَرْ} وسمعتها من أعرابى من بنى أسدّ قرأها على. معانى القرآن 3/ 274 وانظر البحر المحيط 8/ 486. (¬20) في المهذب 1/ 87: فإن رأى المصلى ضريرًا يقع في بئر فأنذره. . . إلخ. (¬21) في المهذب 1/ 88 عن سهل بن سعد الساعدى (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نابكم شىء في الصلاة فليسبح الرجال ولتصفق النساء". (¬22) ساقط من خ. (¬23) خ: فإن والمثبت من ع والمهذب 1/ 88. (¬24) له: ليس في ع. (¬25) الفائق 2/ 261. (¬26) ع: كأن والمثبت من خ والفائق. (¬27) مادة (سمت).

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬28): الشِّينُ مُعْجَمَة: فِي كَلَامِهِمْ أَكْثَرُ. وَفِى شِعْرِ النَّابِغَةِ (¬29): . . . . . . . . . . . . ... طَوْعَ الشَّوَامِتِ مِنْ خَوْفٍ وَمِنْ صَرَدِ قَوْلُهُ: "خَمِيصَةٌ ذَاتُ أعْلَامٍ" (¬30) الْخَمِيصَةُ: كِسَاءٌ أسْوَدُ لَهُ عَلَمَانِ: فَإنْ لَمْ يَكُنْ مُعْلَمًا، فَلَيْسَ بِخَمِيصَةٍ (¬31). قَالَ الْأعْشَى (¬32): إذَا جُردَتْ يَوْمًا حَسِبْتَ خَمِيصَةً (¬33) ... عَلَيْهَا وَجِرْيَالَ النَّضِير الدُّلَامِصَا الْجِرْيَالُ: صِبْغٌ أَحْمَرُ. وَالنَّضِيرُ: الذَّهَبُ. وَالدُّلَامِصُ: الْبَرَّاقُ. سُمِّيَتْ (¬34) بِذَلِكَ، لِلِينِهَا وَرِقَتِهَا وَصِغَرِ حَجْمِهَا إِذَا طُوِيَتْ. وَقَالَ ابْنُ فَارِس: هِىَ الْكِسَاءُ الْأسْوَدُ. قَالَ: وَيَجُوزُ أن تُسَمَّى خَمِيصَةً؛ لِأنَّ الإنْسَانَ يَشتمِلُ بِهَا، فَتَكُونُ عِنْدَ أخْمَصِهِ، يُرِيدُ بِهِ وَسَطَهُ. ذَكَرَهُ الْمُطرزِىُّ (¬35). قَوْلُهُ: "وَأَتُونِى بِأنبجَانِيَّتِهِ" (¬36) هُوَ كِسَاءٌ ثَخِينٌ" كَالِّلبْدِ (¬37) سَمِعْنَاهُ مُضَافًا إِلَى هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَهِىَ عَائِدَةٌ إِلَى أبِى الْجَهْمِ (¬38). وَذَكَرَ الْقَلْعِىُّ (¬39): أنَّهُ بِالتَّاءِ الْمُنْقَلِبَةِ، أرَادَ بِهِ وَاحِدَةَ الأنْبَجَانِيَّاتِ، وَالصَّوَابُ: مَنْبِجِىّ، مَنْسُوبٌ إِلَى مَنْبِج، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ (¬40)، لَكِنَّهُ يُفْتَحُ فِي النَّسَبِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬41): النِّسْبَةُ إِلَيْهِ: مَنْبَجَانِىُّ أخْرَجُوة مُخْرَجَ مَخْبَرَانِىِّ، وَمَنْظَرَانِىِّ، وعجين [أنْبَجَانٌ] (¬42) أَيْ: مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ. وَلَمْ يَأتِ عَلَى هَذَا (الْبِنَاءِ) إِلَّا يَوْمٌ (أرْوَنَانٌ) وَعِجينٌ (انْبَجَانٌ). قَالَ (¬45): وَسَمَاعِى بِالْجِيمِ. وَفِى بَعْض الْكُتُبِ بِالْخَاءِ (¬46). قَوْلُهُ: "نَهِى أنْ يُصَلِّىَ الرجُلُ مُخْتَصِرًا" (¬47) فِيهِ ثَلَاثَةُ تَأوِيلَاتٍ. أحَدُهَا: مَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ، وَهُوَ أن يَتْرُكَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ (¬48) الثَّانِى: (أن يَكُونَ مُتَوكِّئًا) (¬49) عَلَى مِخْصَرَةٍ، وَهِىَ: الْعَصَا. الثَّالِثُ أَنْ يَخْتَصِرَ وَيَقْرَأ آيَةً أوْ آيَتَيْنِ مِنَ السُّوَرَةِ، وَلَا يَقْرَؤُهَا بِكَمَالِهَا (¬50). وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الْيَهُودِ (¬51) وَقَدْ (¬52) رُوِىَ فِي بَعْضِ الْأخْبَارِ: أنَّ إِبْلِيسَ أُهْبِطَ إِلَى (¬53) الْأرْض كَذَلِكَ، وَهُوَ شَكْلٌ مِنْ أشْكَالِ أَهْلِ ¬

_ (¬28) في غريب الحديث: وعبارته: والشين أعلى في كلامهم وأكثر. (¬29) ديوانه 18 وصدره: فارْتَاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ فَبَاتَ لَهُ ... . . . . . . . . . . . . (¬30) في المهذب 1/ 89: عن عائشة (ر) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلى وعليه خميصة ذات أعلام، فلما فرغ، قال: ألهتنى أعلام هذه، اذهبوا إلى أبي جهم وأتونى بأنبجانيته، وانظر الحديث في صحيح مسلم 1/ 391 وسنن ابن ماجة 2/ 1167. (¬31) الصحاح "خمص" ووصف أعرابي الخميصة، فقال: الملاءة اللينة الرقيقة الواسعة التى تتسع منشورة، وتتسع مطوية تكفى من القر، وتجمل الملبس، ليست بقردة ولا ثخينة ولا عظيمة الكور. الفائق 2/ 167 وانظر غريب الحديث 1/ 226، 227 ومبادئ اللغه 45 وكفاية المتحفظ 574. (¬32) ديوانه 199 وروايته: "وجريا لا يضىء" قال الأصمعى: شبه شعرها بالخميصة. والخميصة سوداء. الصحاح (خمص). (¬33) ع: خمصة: تحريف. (¬34) ع: وسميت. (¬35) في المغرب (خمص). (¬36) خ: بأنبجانيه. (¬37) قال ابن الأثير: هى كساء يتخذ من الصوف وله خمل ولا علم له وهو من أدون الثِّياب الغليظة النهاية 1/ 73. (¬38) أبي ساقطة من خ: وأبو الجهم: عامر بن حذيفة بن غانم صحابى قرشى ترجمته في طبقات ابن سعد 5/ 451 ونسب قريش 369 والإصابة 1/ 578. (¬39) في اللفظ المستغرب 182. (¬40) بلد قديم كبير واسع بينه وبين حلب عشرة فراسخ وهى بلد البحترى وأبى فراس. مراصد الاطلاع 1316 والمعرب 325 وجمهرة اللغة 1/ 215. (¬41) ع: الهروى: والنص بعده من الصحاح. (¬42) ع، خ: انبجانى والمثبت من الصحاح واللسان نبج. (¬43) البناء ساقط من ع. (¬44) ع، خ أرونانى والمثبت من الصحاح واللسان (نبج). (¬45) الجوهرى: وعبارته: وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء معجمة، وسماعى بالجيم عن أبي سعيد وأبي الغوث. (¬46) ورد في غريب الخطابى 3/ 164: خبزة أنبخانية، وعجين أنبخان وثريد أنبخان .. (¬47) في المهذب 1/ 89: ويكره أن يصلى ويده على خاصرته لما روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصلى الرجل مختصرًا. وانظر الحديث في صحيح مسلم 3/ 74 مساجد. ومسند أحمد 2/ 232 ومعالم السنن 1/ 233 وتحفة الأحوذى 387. (¬48) تعليق 47. (¬49) خ بدل ما بين القوسين: متوركا. تحريف. (¬50) الفائق 1/ 374، 375 وغريب الخطابي 1/ 277 والنهاية 1/ 36، 37. (¬51) معالم السنن 1/ 233 وغريب الحديث للخطابى 1/ 277 والفائق. (¬52) قد: ليست في ع. (¬53) ع: هبط وفي معالم السنن =

الْمُصِيبَةِ. قَوْلُهُ: "وَيُكْرَهُ التَّثَاؤُبُ" (¬54) بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ. يُقَالُ: تَثَاءَبَ، وَلَا يُقَالُ: تَثَاوَبَ (¬55). قَوْلُهُ: "فحَتَّهُ بِعُرْجُونٍ (¬56) " حَتَّةُ أَيْ: قَشَرَةُ (¬57). وَعُرْجُونُ فُعْلُون مِن الانْعِرَاجِ، وَهوَ: الانْحِنَاءُ وَالْمَيْلُ (¬58). قَوْلُهُ: "فَإنْ أصَابَتْهُ بَادِرَةٌ، وَبَدَرَهُ الْبُصَاقُ" يُقَالُ: بَدَرَهُ الْبُصَاقُ يَبْدُرُهُ أَيْ: سَبَقَ (¬59) وَبَدَرَ الْقَوْمَ إِذَا كَانَ أوَّلَهُمْ. وَيُقَالُ: البُصَاقُ وَالْبُزَاقُ وَبَصَقَ وَبَزَقَ. وَلَا يُقَالُ بَسَقَ بِالسِّينِ إِلَّا فِي الطُّولِ (¬60). * * * ¬

_ = 1/ 223: أهبط إلى الأرض كذلك وهو شكل من أشكال أهل المصائب يضعهن أيديهم على الخواصر إذ قاموا في المآتم. (¬54) في الصلاة: المهذب 1/ 89. (¬55) المصباح (ثوب). (¬56) في المهذب 1/ 89: روى أبو سعيد الخدرى (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مسجدا يوما فرأى في قبلة المسجد تخامة فحتها يعرجون معه. . . إلخ الحديث. (¬57) ع: فحته يعرجون حتى قشره. تحريف. (¬58) في العين 2/ 320: العرجون أصل العذق وهو أصغر عريض يشبه الهلال به إذا انمحق قال تعالي: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)} [يس: 39]. وانظر تهذيب اللغة 3/ 320 ومجاز القرآن 2/ 161 ومعانى الفراء 2/ 378 وقال ابن جنى في قول رؤية: "في خدر مياس الدمى معرجن" قوله "المعرجن" يشهد بكون النون من عرجون أصلا وإن كان من معنى الانعراج ألا تراهم فسروا قول الله تعالى {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}. فقالوا: هى الكباسة إذا قدمت فانحنت، فقد كان على هذا القياس يجب أن يكون نون (عرجون) زائدة كزيادتها في زيتون غير أن بيت رؤية منع هذا وأعلمنا أنه أصل رباعى قريب من لفظ الثلاثى الخصائص 1/ 361 والمحكم 2/ 305. (¬59) في المهذب 1/ 89 فإن بدره البصاق وبعده: فإن بدره بصق في جيبه، عبارة ع: قوله: فإن أصابته بادرة، يقال: بدره البصاق يبدره أى سبق. وعبارة خ: "قوله: فإن أصابته بادرة وبدره البصاق" يقال: بدر أى سبق. (¬60) إصلاح المنطق 184 وأدب الكاتب 387.

ومن باب سجود السهو

وَمِنْ بَابِ سُجُودِ السَّهْوِ الْسَّهْوُ: هُوَ الْغَفْلَةُ، وَقَدْ سَهَا عَنِ الشَّيْىءِ فَهُوَ سَاةٍ وَسَهْوَانٌ (¬1). قَوْلُهُ: "وَالسَّجْدَتَان تُرْغِمَانِ أَنْفَ الشَّيِّطان" (¬2) الرَّغَامُ بِالْفَتْحِ: التُّرَابُ. وَمَعْنَى "أرْغَمَ اللهُ أَنْفَهُ" أَيْ: أَلْصَقَهُ بِالتُّرابِ. وَ"فَعَلْتُ الشَّيْىءَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ" أَيْ: ألْصَقْتُهُ بِالتُّرابِ (¬3). وفِيةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: رَغْم، وَرِغْم، وَرُغْم (¬4) وَرَغَمَ أَنْفُهُ ورَغِمَ (3) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬5). وَفِى الحدِيثِ: "وَإنْ رغِمَ أَنْفُ أبِى ذَرٍّ" (¬6). وَقَوْلُهُ تَعْالَى: {مُرَاغَمًا كَثِيرًا} (¬7) وَهُوَ: الْمَذْهَبُ (وَالْمضْطَربُ) (¬8) فِي الْأرْضِ. ¬

_ (¬1) المحكم 4/ 293 وفي المثل: إن الموصين بنو سهوان. وانظر ديوان الأدب 4/ 66 والصحاح (سهو) وجمهرة الأمثال 1/ 48. (¬2) يعنى سجدتى السهو. المهذب 1/ 89. (¬3) العين 4/ 417 والفاخر 7 والزاهر 1/ 330 والبارع 324، 325 والمحكم 5/ 308 والصحاح (رغم). (¬4) إصلاح المنطق 85 وأدب الكاتب 570 والبارع 324 والمحكم 5/ 308 والمثلث لابن السيد 2/ 29 والدرر المبتثة 118. (¬5) البارع 324 والمصباح (رغم) وانظر المراجع السابقة. (¬6) صحيح مسلم كتاب الإيمان 1/ 66، والنهاية 2/ 239. (¬7) سورة النساء آية: 100. (¬8) ع، خ: والمضرب. ونقله عن الصحاح وفيه: المضطرب وكذلك ذكر الفراء أنه: المذهب والمضطرب وكذلك ذكره الزجاج وأنشد: إلَى بَلَدٍ غَيْرِ دَانِى الْمَحَلِّ ... بَعِيدِ الْمُرَاغَمِ وَالْمُضْطَرَبْ وكذا في اللسان. وانظر معانى الفراء 1/ 284 ومعانى الزجاج 2/ 104 والصحاح واللسان (رغم). ولعله المهرب وحرفت الى المضرب. وفي اللسان: وقيل المهرب في الأرض.

قَوْلُهُ: "تَلَبَّسَ بِغَيْرِهَا" (¬9) أَيْ: دَخَلَ فِي غَيْرِهَا، وَأصْلُهُ: مِنْ لِبَاس الثَّوْبِ (¬10). قَوْلُهُ: "أَبُو عَبْدِ اللهِ الْخَتَنُ" (¬11) كُلُّ (مَنْ كَانَ) (¬12) مِنْ أهْلِ الْمَرْأةِ مِنَ الْأبِ وَالْأخِ، فَهُمُ الْأخْتَانُ. هَكَذَا عِنْدَ الْعَرَبِ (¬13) وَأمَّا الْعَامَّةُ، فَعِنْدَهُمُ (¬14): خَتَنُ الرَّجُلِ: زَوْجُ ابْنَتِهِ (¬15)، وَسُمِّىَ أبُوَ عَبْدِ اللهِ الْخَتَنَ (¬16)؛ لأنَّهُ خَتَنَ الْفَقِيهَ الإسْمَاعِيلِىَّ، وَهُوَ: أبُو بَكْرٍ أحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بنِ إسْمَاعِيلَ (¬17). قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ (¬18): سُمِّيَت الْمُصَاهَرَةُ مُخَاتَنَةً، لِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ. وَقِيِلَ (¬19): الأخْتَانُ مِنْ قِبَلِ الرَّجُلِ. . وَأمَّا مِنْ قِبَلِ الْمَرْاة، فَيُقَالُ: الْأحْمَاءُ. يُقَالُ: حَمْؤُهَا (¬20)، وَلَا يُقَالُ: خَتَنُهَا. قَوْلُهُ: "الْفَرْضُ وَالنَّفْلُ" (¬21) الْفَرضُ: هُوَ الْوَاجِبُ الْمَقْطُوعُ بِوُجُوبِهِ، وَفَرَضَ اللهُ عَلَيْنَا، أَيْ: أَوْجَبَ. وَالاسْمُ: الْفَرِيضَةُ، وَأَصْلُهُ: الْحَزُّ وَالْقَطْعُ. يُقَالُ: فَرَضْتُ الزَّنْدَ وَالْمِسْوَاكَ: إِذَا حَزَزْتَّهْ وَقَطَعْتَهُ (¬22) وَأَمَّا النَّفْلُ وَالنَّافِلَةُ: فَهُوَ (¬23) التَّطَوُّعُ مِنَ حَيْثُ لَا يَجِبُ، وَمِنْة نَافِلَةُ الْعَطِيَّةِ وَالْغَنِيمَةِ، يُقَالُ: نَفَلَهُ: إذَا أعْطَاهُ مِنْ غيْرِ وُجُوبٍ (¬24). قَوْلُهُ: "فِي الْجُبْرَانِ" (¬25) هُوَ مِنْ جَبَرَ الْكَسْرَ: إذَا أَصْلَحَهُ وَأتَمَّهُ (¬26) بَعْدَ تَغَيُّرِهِ وَفَسَادِهِ، فَكَأنَّ السُّجُودَ يَجْبُرُ مَا نَقَصَ مِنَ الصَّلَاةِ، وَيَرُدُها إِلَى التَّمَامِ، وَالصَّلَاحِ بَعْدَ التَّغَيُّرِ وَالنُّقْصَانِ. * * * ¬

_ (¬9) في المهذب 1/ 90: وإن نسى سنة نظرت فإن ذكر ذلك وقد تلبس بغيرها. . . إلخ. (¬10) في اللسان: وَتَلَبْسَ بالأمر وبالثوب، ولابست الأمر: خالطته. (¬11) في المهذب 1/ 91: وإن سجد للسهو ثم سها فيه. . قال أبو عبد الله الختن: لا يعيد. (¬12) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬13) الصحاح "ختن" وفيه: كلّ من كان من قبل المرأة. . . وعن الأصمعى: الأختان من قبل المرأة. غريب الخطابى 2/ 72 والفائق 1/ 354 وكذا في إصلاح المنطق 340 وأدب الكاتب 203 ومجالس ثعلب 1/ 172. (¬14) خ: وأما عند العامة فعندهم. وفي الصحاح: وأما عند العامة فختن. والمثبت من ع. (¬15) كذا في الصحاح والمصباح (ختن). وفي العين 4/ 238: والختن: زوج فتاة القوم، وهو الرجل المتزوج في القوم. وفي المحكم 5/ 93: وختن الرجل المتزوج بابنته أو بأخته. وفي الحديث: "على ختن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أى: زوج ابنته. النهاية 2/ 10. (¬16) محمد بن الحسن بن إبراهيم الفارسي أحد أئمة المذهب الشافعي. ترجمته في تهذيب الأسماء واللغات 2/ 255. (¬17) المرجع السابق. (¬18) تهذيب اللغة والفائق 1/ 354 واللسان (ختن 1103). (¬19) وقيل ساقط من خ. (¬20) العين 3/ 311، 312 وتهذيب اللغة 5/ 272 والصحاح (حمى) واللسان (حمو 1013). (¬21) في المهذب 1/ 92 والنفل والفرض في سجود السهو واحد. (¬22) الصحاح واللسان (فرض). (¬23) ع: فهى. (¬24) الصحاح والمصباح (نفل) واللسان (نفل 2409). (¬25) خ: في السهو والجبران وفي المهذب 1/ 92: يسجد للسهو في النفل لأن النفل كالفرض في النقصان فكان كالفرض في الجبران. (¬26) خ: ولمه.

ومن باب الساعات المنهى عن الصلاة فيها

وَمِنْ بَابِ السَّاعَاتِ الْمَنْهِىِّ (¬1) عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا قَوْلُهُ (¬2): "أعْجَبُهُمْ إِلَىَّ عُمَرُ رَضىَ الله عَنْهُ" أَيْ: أعْدَلُهُمْ وَأرْضَاهُمْ عِنْدِى، يُقَالُ أعْجَبَنى الشَّيْىءُ: إِذَا رُمْتُهُ (¬3) وَاسْتَحْسَنْتُهُ. ¬

_ (¬1) خ التى نهى. وفي المهذب 1/ 92: التى نهى الله. (¬2) في المهذب 1/ 92: روى ابن عباس (ر) قال: حدثنى أناس أعجبهم إلي عمر (ر). . إلخ الحديث. (¬3) خ: أرضيته.

قَوْلُهُ: "بَازِغَةً" (¬4) يُقَالُ: بزغْت الشَّمْسُ بُزُوغًا، أَيْ: طَلَعَتْ أوَّلَ مَا تَبْدُو (¬5). قَوْلُهُ: "قَائِمُ الظَّهِيَرةِ" هُوَ انْتِصَافُ النَّهَارِ وَوَقْتُ اسْتِوَاءِ الشَّمْسِ. وَاسْتِواؤُهَا: قِيامُهَا؛ لأنَّهَا قَبْلَ ذَلِكَ مَائِلَةٌ غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ. وَالظَّهِيرَةُ: مُشْتَقَّةٌ مِنَ الظُّهُورِ، وَهُوَ ضِدُّ الاخْتِفَاءِ وَالاسْتِتَارِ. قَوْلُهُ: "تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ" أَيْ: تَمِيلُ. وَكَذَلِكَ: ضَافَتْ وَتَضَيَّفَتْ، مِنْ أضَفْتُ الشَّيْىْءَ إِلَى الشَّيْىءِ. أَيْ: أمَلْتَهُ. وَيُقَالُ: ضَافَ السَّهْمُ عَن الْهَدَفِ: إِذَا مَالَ، وَضِفْتُ فُلَانًا: إِذَا مِلْتَ إِلَيْهِ وَنَزَلْتَ بِهِ (¬6). قَوْلُهُ (¬7): "لَا تَيَحَرَّى أحَدُكُمْ بِصَلَاتِهِ" أَيْ: لَا يَتَعَمَّدْ (¬8) وَيَجْتَهِدْ. وَالتَّحَرِّى: الاجْتِهَادُ وَالْمُبَالَغَةُ فِيْهِ. * * * ¬

_ (¬4) في المهذب 1/ 92: روى عقبة بن عامر قال: ثلاث ساعات كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى أن نصلى فيها أو أن نقبر موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة وحين تضيف الشمس للغروب وانظر الحديث في صحيح الترمذى 4/ 247 وغريب أبي عبيد 1/ 17 والفائق 2/ 351 والنهاية 3/ 108. (¬5) الزجاج: ابتدأت في الطلوع. معانى القرآن 2/ 295 والمحكم 5/ 267 وفي العين 4/ 385: بدا طلوعها. (¬6) الفائق 1/ 351 وغريب أبي عبيد 1/ 18 وتهذيب اللغة 12/ 73 والنهاية 3/ 108 وجمهرة اللغة 3/ 98 وديوان الأدب 3/ 458. (¬7) في المهذب 1/ 93: فإن دخل المسجد في هذه الأوقات ليصلى التحية. . لا يصلى لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يتحرى أحدكم بصلاته طلوع الشمس وغروبها". (¬8) ع: يتعمل وفي مجاز القرآن 2/ 272 (تحروا) تَوَخَّوْا وعمدوا. وفي النهاية 2/ 376: تعمدوا وانظر معانى الفراء 3/ 191 وتفسير غريب القرآن 490 والصحاح والمصباح (حرى).

ومن باب صلاة الجماعة

وَمِنْ بَاب صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ قَوْلُهُ: "فِي قَرْيَةٍ أوْ بَدْوٍ" (¬1) سُمِّيَتْ (¬2) قَرْيَةً؛ لاجْتِمَاعِ النَّاسِ فِيهَا، مِنْ قَرَيْتُ الْمَاءَ فِي الْحَوْض: إِذَا جَمَعْتَهُ. وَجَمْعُهَا "قُرًى" عَلَى غَيْر قِيَاس؛ لِأنَّ مَا كَانَ عَلَى "فَعْلَةٍ" بفَتْحِ الْفَاءِ (¬3) فَجَمْعُهُ مَمْدُودٌ مِثْلُ: رَكْوَةٍ، وَرِكَاءٍ، وَظَبْيَةٍ وَظِبَاءٍ. وَيُقَالُ: قِرْيَةٌ بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ (¬4)، وَلَعَلَّهَا جُمِعَتْ عَلَى ذَلِكَ مِثْلُ لِحْيَةٍ وَلُحَى (¬5). وَالْبَدْوُ: الْبَادِيَةُ. وَالنَّسَبُ إِلَيْهِ: بَدَوِىٌ. وَالْبَدَاوَةُ: الإقَامَةُ فِي الْبَاديَةِ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ (¬6)، وَهُوَ ضِدُّ الحَضَارَةِ. وَفِى الْحَدِيثِ: "مَنْ بَدَا فَقَدْ جَفَا" (¬7) أَيْ: مَنْ نَزَلَ الْبَادِيَةَ: صَارَ فِيهِ جَفَاءُ الْأعْرَابِ (¬8). قَوْلُهُ: "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ" أَيْ: غَلَبَ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِم (¬9)، جَاءَ بِالْوَاوِ عَلَى أَصْلِهِ، كَمَا جَاءَ اسْتَرْوَحَ وَاسْتَصْوَبَ (¬10). ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 93: روى أبو الدرداء (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام فيهم الصلاة إِلا قد استحوذ عليهم الشيطان، عليك بالجماعة فإنما يأخذ الذئب القاصية من الغنم. (¬2) خ: وسميت. (¬3) من المعتل كما في الصحاح والمصباح (قرى). (¬4) كذا في العين 5/ 203 والصحاح (قرى) واللسان (قرى 3617). (¬5) المراجع السابقة. (¬6) غريب الخطابى 1/ 344 عن الأصمعى وأبى زيد. (¬7) مسند أحمد 2/ 371؛ 4/ 297 والفائق 1/ 87 والنهاية 1/ 108 والغريبين 1/ 146. (¬8) المراجع السابقة. (¬9) كذا في مجاز القرآن 1/ 141، 2/ 255 ومعانى الفراء 3/ 142 وتفسير الطبرى 9/ 325 وتفسير ابن قتيبة 136. (¬10) قال الزجاج في معانيه 2/ 133: قال النحويون: استحوذ خرج على أصله، فمن قال حاذ يحوذ لم يقل إلا استحاذ يستحيذ. ومن قال أحوذ فهو كما قال بعضهم: أجودت وأطيبت بمعنى أجدت وأطيبت.

قَوْلُهُ: "الْقَاصِيَةُ مِنَ الْغَنَمِ" هِىَ الْبَعِيدَةُ، يُقَالُ: قَصَا الْمَكَانُ يَقْصُو قُصُوًّا، أَيْ (¬11): بَعُدَ، فَهُوَ قَصِىٌّ وَقَاصٍ، وَأرْضٌ قَاصِيَةٌ، وَقَصِيَّةٌ، وَقَصَوْتُ عَنِ الْقَوْم: تَبَاعَدْتُ (¬12). وَمَعْنَاهُ: أنَّ مَنْ تَرَكَ الجَمَاعَةَ: دَخَلَ عَلَيْه الْفَسَادُ في دِيِنِهِ، كَمَا أنَّ الشَّاةَ مِنَ الغَنَمِ إِذَا تَبَاعَدَتْ عَنْهَا: اسْتَمْكَنَ مِنْها الذِّئْبُ. قَوْلُهُ: "أَزْكَى مِنْ صَلَاِتهِ وَحْدَهُ" (¬13) أيْ: أَكْثَرُ وَأَوفَرُ، مِنْ زَكَا الْمَالُ: إِذَا نَمَا وَكَثُرَ، وَمِنْهُ سُمِّيَت الزَّكَاةُ؛ لأنَّهَا سَبَبُ النَّمَاءِ (¬14). قَوْلُهُ: "تَخْتَلُّ" (¬15) مَعْنَاهُ: تَفْسُدُ وَتَبْطُلُ. وَأصْلُهُ مِنَ الْخَلَّةِ، وَهِىَ: الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ لَيْسَ فِيهَا شَيْىءٌ، فَشَبَّهَ اخْتِلَالَ الْجَمَاعَةِ وَبُطلَانَهَا بِهَا. قَوْلُهُ (¬16): "إِلَّا عَجُوزًا فِي مَنْقَلَيْهَا" الْمَنْقَلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ (¬17): الْخُفُّ، ذَكَرَهُ عَلَى عَادَةِ الْعَجَائِزِ فِي لُبْسِ الْمَنَاقِلِ وَهِىَ الخِفَافُ. قَالَ أبُو عُبَيْدٍ (¬18): لَوْلَا أَنَّ الرِّوايَةَ قَد اتَّفَقَتْ فِي الْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ (¬19) مَا كَانَ وَجْهُ الْكَلَامِ عِنْدِى إِلَّا كَسْرُهَا. قَوْلُهُ: "الْوَحلُ" بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِهَا: لُغَتَان (¬20). قَوْلُهُ: "صَلَّوا فِي رِحَالِكُمْ" (¬21) أرَادَ بِهَا الْبُيُوتَ. يُقَالُ لِبَيْتِ الإِنْسَانِ، وَمَسْكَنِهِ، وَمَنْزِلِهِ: رَحْلُهُ، وَالْجَمْعُ: رِحَالٌ. وَإنَّهُ لَخَصِيبُ الرَّحْلِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "إذَا ابْلَّت النِّعَالُ فَالصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ": أى فِي الدُّورِ وَالْمَسَاكِن. وَسُمِّيَتْ (¬23) بِذَلِكَ؛ لأنَّ الرِّحَالَ تُلْقَى بِهَا. وَهُنَاكَ حَذْفَ مُضَافٍ، كَأنَّهُ أرَادَ: فِي مَوَاضِعِ (¬24) رِحَالِكُم، وَحَيْثُ تُلْقُونَهَا وَتَحُطُّونَهَا. قَوْلُهُ (¬25): "وَنَفْسُهُ تَتُوقُ إِلَيْهِ" يُقَالُ: تَاقَتْ نَفْسِى إِلَى الشَّيْىءِ تَوْقًا وَتَوَقَانًا، أَيْ: اشْتَاقَتْ يُقَالُ: "الْمَرْءُ تَوَّاقٌ إِلَى مَا لَمْ يَنَلْ" (¬26). قَوْلُهُ: "الْأخْبَثَيْن" وَلَمْ يَقُلْ "خَبِيثيْن" لِأنَّ أفْعَلَ لِلْمُبَالَغَةِ وَالزِّيَادَةِ فِي الْفِعْلِ (¬27) عَلَى غَيْرِهِ؛ لِأنَّهُمَا أَخْبَثُ النَّجَاسَاتِ وَأَدْنَى الْمُسْتَقْذَرَاتِ. ¬

_ (¬11) خ: إذا. (¬12) الصحاح "قصو". (¬13) في المهذب 1/ 93: روى أبي بن كعب (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى. (¬14) الزاهر 2/ 186، 187 وغريب ابن قتيبة 2/ 36 وتفسيره 31، 32 ومجاز القرآن 1/ 397، 410. (¬15) خ: تختل بقطعها وفي المهذب 1/ 93: فإن كان في جواره مسجد تختل فيه الجماعة، ففعلها في مسجد الجور أفضل. (¬16) في المهذب 1/ 93: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "نهى النساء عن الخروج إِلا عجوزًا في منقلبها". (¬17) بوزن جعفر. والقياس منقل بالكسر لأنّه آلة. المصباح (نقل). (¬18) في غريب الحديث 4/ 70 وتناقله عنه الرواة. (¬19) بعده: جميعا على فتح الميم ما. . . كما في غريب الحديث. وإنما نقله عن الصحاح هنا. وانظر الفائق 1/ 119 والنهاية 4/ 365 واللسان (نقل 4530). (¬20) في الصحاح: والوحل بالتسكين لغة رديئة. وفرق ابن قتيبة بين الاسم والمصدر فجعل الفتح للمصدر والإسكان للاسم، وقرر الفيومى أنهما لغتان. أدب الكاتب 384 والمصباح (وحل) واقتصر في العين 3/ 301 وتهذيب اللغة 5/ 250 والمحكم 4/ 10 على الفتح. (¬21) في المهذب 1/ 94: وتسقط الجماعة بالعذر وهو أشياء المطر والوحل والريح الشديدة في الليلة المظلمة لما روى ابن عمر (ر) كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفره وكانت ليلة مظلمة أو مطيرة نادى مناديه أن صلوا في رحالكم. (¬22) الفائق 4/ 3 والنهاية 5/ 82 والنعال ها هنا جمع نعل وهو ما غلظ من الأرض في صلابة. (¬23) خ: سميت. (¬24) ع: موضع. (¬25) خ: نفسه. وفي المهذب 1/ 94: ومنها [الأعذار] أن يحضر الصام ونفسه تتوق إليه أو يدافع الأخبثين. (¬26) الصحاح (توق) واللسان (توق 456) وديوان الأدب 3/ 357. (¬27) خ: الفضل.

قَوْلُهُ: "اشْتَدَّ إِلِى الصَّلَاةِ" (¬28) أيْ: أَسْرَعَ وَجَرَى، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الشِّدَّةِ. قَوْلُهُ: "بَادِوُوا حَدَّ الصَّلَاةِ" أيْ أَوَّلَهَا، وَحَدُّ الشَّيْىءِ: مُبْتَدَأُهُ وَمُنْتَهَاهُ. وَأَصْلُ الْحَدِّ: الْمَنْعُ مِنَ الْخُرُوجِ وَالْوُلُوجِ. قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ: "إِذَا أُقِيمَت (¬29) الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأنْتُمْ (¬30) تَسْعَوْنَ" أيْ تَعْدُون. قَوْلُهُ: "وَعَلَيْكُمُ السَّكِيَنةُ" هِىَ: فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ الَّذِى هُوَ ضِدُّ الْحَرَكَةِ، وَمَعْنَاهُ: الْقَصْدُ فِي الْمَشْىِ (¬31)، وترْكُ الإِسْرَاعِ. قَوْلُهُ: "فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ" (¬32) أيْ: الْمَفْرُوضَةَ. وَالْكِتَابُ: الْفَرْضُ وَالْحُكْمُ وَالْقَدَرُ (¬33). قَوْلُهُ: "قَصَدَ الكِيَادَ وَاْلإفْسَادَ" (¬34) الْكِيَادُ: فِعَالٌ مِنَ الْكَيْدِ وَهُوَ الْمَكْرُ. يُقَالُ: كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْدًا وَمَكِيدَةً، وَكَذَلِكَ الْمُكَايَدَةُ. وَكُلُّ شَيْىءٍ تُعَالِجُهُ، فَأنْتَ تَكِيدُهُ. ذَكَرَهُ فِي الصَّحَاحِ (¬35). قَوْلُهُ: "يَحْتَسِبُ اللهُ لَهُ. . إلخ" (¬36) أَيْ: يَعْتَدُّ اللهُ لَهُ فِي حِسَابِ (¬37) عَمَلِهِ. قَوْلُهُ: "اعْتَدِلُوا فِي صُفُوفِكُمْ وَتَرَصُّوا" (¬38) الاعْتِدَالُ: الاسْتِقَامَةُ وترْكُ الْمَيْلِ. "وترَاصُّوا" (¬39) أيْ: تَلَاصَقُوا. مِنْ رَصَصْتُ البِنَاءَ: إِذَا ألْصَقْتَ حَجَرًا إِلَى حَجَرٍ، وَلَبِنَةً إِلَى لَبِنَةٍ، قَالَ الله تَعَالَى: {كَأنَهُمْ بُنْيَانٌ مرْصُوصٌ} (¬40). قَوْلُهُ: "فَإنَّ فِيهِمُ السَّقِيَم" (¬41) أَيْ: الْمَرِيضَ، وَالسَّقَامُ وَالسُّقْمُ وَالسَّقَمُ: الْمَرَضُ. وَهُمَا لُغَتَانِ مِثْلُ: حُزْنٍ وَحَزَنٍ (¬42). قَوْلُهُ: "يُؤثِروُنَ التَّطْوِيلَ" (¬43) أَىْ: يَخْتَارُونَ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَسْتَأثِرُ عَلَى أصْحَابِهِ، أَيْ: يَخْتَارُ أفعَالًا وَأخْلَاقًا حَسَنَةً (¬44). ¬

_ (¬28) في المهذب 1/ 94: روى أن عبد الله بن مسعود اشتد إلى الصّلاة وقال: بادروا حد الصلاة يعنى التكبيرة الأولى. (¬29) خ: أتيتم 1/ 94: روى أبو هرورة (ر) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إذا أقيمت الصّلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ولكن أتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا، والحديث في صحيح البخارى 2/ 9 كتاب الجمعة وصحيح مسلم مساجد 2/ 100 ومسند أحمد 2/ 237 ومعالم السنن 1/ 162. (¬30) ليس في خ. ولى في بعض روايات الحديث. (¬31) خ الشيىء: وانظر النهاية 2/ 385 وغريب ابن الجوزى 1/ 481. (¬32) في المهذب 1/ 94، 95: كان حضر وقد أقيمت الصّلاة لم يشتغتل عنها بنافلة لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أقيمت الصّلاة فلا صحة إِلَّا المكتوبة. (¬33) الصحاح (كتب) وأنشد للجعدى: يَا ابْنَةَ عَمِّى كِتَابُ اللهِ أخْرَجَنى ... عَنْكُمْ وَهَل أمْنَعَنَّ الله مَا فَعَلَا (¬34) في المهذب 1/ 95: وإن حضر وقد فرغ الإمام من الصّلاة فإن كان للمسجد إمام راتب كره أن يستأنف فيه جماعة لأنه ربما اعتقد أنّه قصد الكياد والافساد. (¬35) مادة (كيد). (¬36) في المهذب 1/ 95: إذا صلّى وأعاد مع الجماعة: يحتسب الله له بأيتهما شاء. وفي خ: "يحتسب الله له وغير محتسب للإمام". (¬37) ع: حسنات. (¬38) في المهذب 1/ 95: روى أنس (ر) قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا فإنى أراكم من وراء ظهرى". والحديث في صحيح مسلم 1/ 323 وسنن أبي داود / 154. (¬39) خ: تراصوا. (¬40) سورة الصف آية 4. (¬41) في المهذب 1/ 95: روى أبو هرورة (ر) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إذا صلّى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير، وانظر صحيح مسلم 2/ 43. (¬42) إصلاح المنطق 86 والعين 5/ 87 وأدب الكاتب 530 والمحكم 6/ 154، الصحاح (سقم) وفي المصباح سَقِمِ سَقَمًا من باب تعب وسَقُم سُقْمًا من باب قرب والسِّقام بالفتح: اسم منه. (¬43) في المهذب 1/ 96 فإن صلى بقوم يعلم أنّهم يؤثرون التطويل لم يكره. (¬44) الصحاح (أثر) واللسان (أثر 26) وانظر تهذيب اللغة 15/ 122 والغريبين 1/ 15.

قَوْلُهُ: "رَجُلٌ أَسِيفٌ" (¬45) أيْ: حَزِينٌ. وَاْلأسَفُ: الْحُزْنُ عَلَى مَا فَاتَ. وَاْلأسِيفُ وَاْلأسُوفُ: السَّرِيعُ الْحُزْنِ الرَّقِيقُ الْقَلْبِ (¬46). وَأَرادَتْ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - رَقيِقُ الْقَلْبِ سَرِيعُ الْحُزْنِ السَّرِيعُ يَبْكِى حُزْنًا حِينَ لَا يَرَاكَ فِي مَقَامِكَ فَيُفُسِدُ صَلَاتَهُ وَتَفْسُدُ عَلَى النَّاسِ صَلَاتُهُمْ (¬47). قَوْلُهُ: "صُوَيْحِبَاتُ يُوسُفَ" (¬48) هُوَ تَصْغِيرُ صَاحِبَةٍ. وَيُرْوَى فِي غَيْرِ هَذَا "صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ" فَيَكُونُ (جَمْعُ) (¬49) صَوَاحِبَ" جَمْعَ الْجَمْعِ (¬50). وَأَرادَ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّكُنَّ مَعَاشِرَ (¬51) النِّسَاءِ (تُظْهِرْنَ خِلَافَ مَا تُبْطِنَّ، كَمَا جرَى لِيُوسُفَ، فَكَانَ مِنْ أمْرِهِ مَعَ زَلِيخَا مَا كَانَ) (¬52). قَوْلُهُ: "فَيُشَوِّقُ" (¬53) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬54): "التَّشْوِيشُ: التَّخْلِيطُ. وَقَدْ تَشَوَّشَ عَلَيْهِ (¬55) اْلأمْرُ أَيْ: اخْتَلَطَ. * * * ¬

_ (¬45) في حدث عائشة (ر) أنّها قالت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وَمَتَى يقم مقامك يبك. . إلخ الحديث. المهذب 1/ 96 وانظر الحديث في سنن ابن ماجة 1/ 142، 390 وغريب أبي عبيد 1/ 160 الفائق 1/ 44. (¬46) القلب: ليس في خ. (¬47) انطر غريب أبي عبيد 1/ 160 وتهذيب اللغة 13/ 97 والغريبين 1/ 48 والفائق 1/ 44 والمأثور عن أبي العميئل 81. (¬48) في المهذب 1/ 96 من حديث عائشة (ر) تعليق 44، قالت له - صلى الله عليه وسلم - مر عليًا فليصل بالناس، فقال - صلى الله عليه وسلم - إنكن لأنتن؛ صويحبات يوسف. (¬49) جمع ساقط من خ. (¬50) أراد: أن جمع التكسير صواحب جمع جمع تأنيث. وفي المصباح: وربما أنث الجمع فقيل: صواحبات وحكى الفارسى عن أبي الحسن: هى صواحبات ووسف، جمعوا صواحب جمع السلامة، كقوله: *فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَئِدَاتِهَا* المحكم 3/ 120. (¬51) ع: معشر. (¬52) ما بين القوسين من ع وبدله في خ: تعرضتن ليوسف فكان من أمره ما كان. (¬53) في المهذب 1/ 97: فإن استخلف من لم يكن معه في الصلاة، فإن كان في الركعة الثانية أو الرابعة لم يجز؛ لأنه لا يوافق ترتيب الأوّل فيشوش. (¬54) في الصحاح (شيش). (¬55) عليه ساقطة من ع والمثبت من خ والصحاح وديوان الأدب 3/ 454.

ومن باب صفة الأئمة

وَمِنْ بَابِ صِفَةِ اْلأئِمَّةِ كُلُّ مَنْ يُقْتَدى بِهِ وَيُتَّبَعُ فِي خَيْرٍ أوْ شَرٍّ: فَهُوَ إمَامٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} (¬1) وَقَالَ تَعَالَى (¬2): {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} (¬3). قَوْلُهُ: "الْغِيَارُ" (¬4) هُوَ مَا يَكُونُ عَلَى أهْلِ الذِّمَّةِ مِنَ الْعَلَامَاتِ فِي مَلَابِسِهِمْ؛ لِيَتَمَيَّزُوا بِهَا عَنِ الْمُسْلِمِينَ إِذَا اخْتَلَطُوا بِهِم، وَهُوَ مِنَ التَّغْيِيرِ (¬5). أو مِنْ لَفْظِ "غَيْر" أيْ: يَكُونُ غَيْرَ لِبَاسِ الْمُسْلِمِ. قَوْلُهُ: "خَلْفَ الْفَاسِق" (¬6) يُقَالُ: فَسَقَ الرَّجُلُ يَفْسُقُ أيضًا -عَن الْأخْفَشُ- فَسْقًا وَفُسُوقًا، أَيْ: فَجَرَ (¬7). وَقَّوْلُهُ تَعَالَى (¬8): {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (¬9) أيْ: خَرَجَ (¬10). وَمِنْهُ فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ: إِذَا خَرَجَتْ عَنْ قِشْرِهَا. قَالَ ابْنُ اْلأَعْرَابِى: لَمْ يُسْمَعْ قَطُّ فِي كَلَامِ الْجَاهِليَّةِ وَلَا فِي شِعْرِهِمْ "فَاسِقٌ" قَالَ: وَهَذَا عَجَبٌ وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِىٌّ (¬11). ¬

_ (¬1) سورة السجدة آية 24. (¬2) تعالى: ليس في ع. (¬3) سورة القصص آية 41. (¬4) في المهذب 1/ 97: لو صلى وراء كافر متظاهر بكفره لزمته الإعادة؛ لأنّه مفرط في صلاته خلفه؛ لأنّ على كفره إمارة من الغبار. (¬5) ع: التغيير. (¬6) في المهذب 1/ 97: وتجوز الصّلاة خلف الفاسق؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - "صلوا خلف من قال لا إله إِلَّا الله وعلى من قال: لا إله إلَّا الله. (¬7) الصحاح (فسق) وأفعال ابن القطاع 471 والسرقسطى 4/ 43، والمحكم 6/ 148 والمصباح (فسق) (¬8) تعالى: ساقطه من ع. (¬9) سورة الكهف آية 50. (¬10) معانى القرآن 2/ 147 وتفسر غريب القرآن 268 وتفسير الطبرى 15/ 170. (¬11) عن الصحاح (فسق) وذكره الفيومى في =

قَوْلُهُ: "خَلْفَ الأُمِّيِّ" (¬12) هُوَ الَّذِى لَا يُحْسِنُ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ (¬13). وَأصْلُ الُأمِّىِّ: الَّذِى لَا يَكْتبُ وَإِنْ كَانَ يَحْفَظُ الْفَاتِحَةَ. وَهُوَ الَّذِى ذَكَرَهُ فِي الْقَضَاءِ (¬14)، فَإنَّهُ (¬15) لَا يَجُوزُ أنْ يَكُونَ قَاضِيًا فِي أحَدِ الْوَجْهَيْنِ، وَهُوَ الَّذِى لَا يُحْسِنُ الْخَطَّ، وَإنْ كَانَ عَالِمًا بِمَا سِوَاهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} (¬16) فِيهِ وَجْهَانِ: أحَدُهُمَا: اَّنهُ نُسِبَ إِلَى أُمَّةِ الْعَرَبِ حِينَ كَانُوا لَا يُحْسِنُونَ الْخَطَّ، وَيَخُطُّ غَيرهُمْ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ثُمَّ بَقِىَ الاسْمُ، وَإِن اسْتَفَادُوهُ بَعْدُ (¬17). وَالثَّانى: أَنَّهُ نُسِبَ إِلَى الأُمِّ، أَيْ: هُوَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَمْ يَتَعَلَّم الْخَطَّ، وَذَلِكَ مُعْجِزَةٌ لَهُ. وَقِيلَ: نُسِبَ إِلَى أُمِّ الْقُرَى، وَهِىَ مَكَّةُ. وَقِيلَ: نُسِبَ إِلَى أُمَّتِهِ. وَأصْلُهُ "أُمَّتِىِّ" فَسَقَطَت التَّاءُ فِي النَّسَبِ. قَوْلُهُ: "الأرَتُّ وَالأَلْثَغُ" قَالَ الْجَوْهَرىُّ (¬18): الرُّتَّةُ: الْعُجْمَةُ فِي الْكَلَام وَالْحُكْلَةُ فِيهِ، رَجُلٌ أرَتُّ بَيِّنُ الرَّتَتِ، وَفِى لِسَانِهِ رُتَّةٌ. وَارتَّهُ اللهُ (¬19)، وَمِنْهُ: خَبَّابُ بْنُ اْلأرَتِّ، رَضيَ الله عَنْهُ (¬20). وَقَالَ أصْحَابُنَا الْفُقَهَاءُ: الأرَتُّ: هُوَ الَّذِى يُدْغِمُ أحدَ الْحَرْفَيْنِ فِي الآخَرِ فيسْقِطُ أحَدَهُمَا. وَوُجِدَ فِي أصْلِ الشَّيْخِ أبِي إسْحَاقَ عَلَى ظَهْرِ الْجُزْءِ: اْلأرَتُّ: الَّذِى فِي لِسَانِهِ رَتَجٌ يَنْعَقِدُ بِهِ اللِّسَانُ ثُمَّ يَنْطَلِقُ (¬21) وَالرُّتَّةُ فِي فِقْهِ اللُّغَةِ (¬22): حُبْسَةٌ فِي اللِّسَانِ وَعَجَلَةٌ فِي الْكَلَام. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اْلأرَتُّ: الًذِى يَقْلِبُ اللَّامَ يَاءً. ذَكَرَهُ الْمَحَامِلِىُّ. وَأمَّا اْلألْثَغ: فَهُوَ الَّذِى يَقْلِبُ (¬23) الرَّاءَ غَيْنًا أو لَامًا، وَالسِّينَ ثَاءً (¬24)، يُقَالُ: لَثِغِ بِالْكَسْرِ يَلْثَغُ لَثَغًا فَهُوَ ألثَغُ، وَامْرَاةٌ لَثْغَاءُ (¬25) وَهُوَ الَّذِى يَقُولُ فِي عَبَّاس: غَبَّاثُ. وَفِى اْلكَاس وَالطَّاس: اْلكَأْثُ وَالطَّاثُ (¬26). قَوْلُهُ: "أعْبَاءُ الأمَّةِ" (¬27) أثْقَالُهَا، جَمْعُ عِبْءٍ، وَهُوَ: الثِّقَلُ. قَوْلُهُ: "التَّمَتَامُ وَاْلفَأفَاءُ" (¬28) التَّمَتَامُ: هُوَ الَّذِى يَتَعَثر فِي التَّاءِ. وَاْلفَأْفاءُ: هُوَ الَّذِى يَتَعَثر فِي اْلفَاء وَيُقَالُ فِي كَلَامِهِ تَمْتَمَةٌ، وَهِىَ: تَرَدُّدٌ فِي التَّاءِ، فَيَقُولُ فِي {نَسْتَعِين}: نَسْتَتَعِين. وَيَقُولُ الْفَأْفَاءُ: ففلله الْحَمْدُ. قَوْلُهُ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أقْرَؤْهُمْ أفْقَهُهُمْ" (¬30) قَالَ فِي الْفَائِقِ (¬31): "حَقِيقَةُ الْفِقْهِ: الشَّقُّ وَالْفَتْحُ. وَاْلفَقِيهُ (¬32) هُوَ الْعَالِمُ الَّذِى يَشُقُ الأَحْكَامُ، وَيُفَتِّشُ (¬33) عَنْ حَقَائِقِهَا، وَيَفْتَحُ مَا اسْتَغْلَقَ مِنْهَا وَكَذَلِكَ (¬34): ¬

_ = المصباح (فسق) وانظز الزاهر 1/ 217 وغريب الحديث للقتبى 1/ 93 وتفسير الغريب له 29. (¬12) في المهذب 1/ 98: وفي صلاة القارئ خلف الأمى وهو الذى لا يحسن الفاتحة أو خلف الأرت والألثغ قولان. (¬13) قال القلعى في اللّفظ المستغرب 48: وهو اصطلاح بين الفقهاء وحقيقة الأمى هو الذى لا يكتب وإن كان يحفظ الفاتحة وغيرها وهو المراد في كتاب الأقضية. (¬14) من المهذب 2/ 289، 290. (¬15) خ: إنه. (¬16) سورة الأعراف آية 157، 158. (¬17) معانى الزجاج 1/ 132 والغريبين 1/ 90 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 35 واللسان (أمم 138) ومجاز القرآن 1/ 90. (¬18) في الصحاح (رتت). (¬19) ومنه أرته الله فرت. (¬20) صحابي فاضل من المهاجرين الأولين شهد المشاهد كلها مع توفى 37 هـ ترجمته في الاستيعاب 438 وطبقات ابن سعد 3/ 116 والإصابة 2/ 258. (¬21) في المصباح عن المبرد: هى كالريح تمنع الكلام فإذا جاء شيىء منه اتصل، قال: وهى غريزة تكثر في الأشراف. (¬22) للثعالبى 108 وانظر خلق الانسان لثابت 182 وتهذب اللغة 14/ 250. (¬23) خ: يصير. (¬24) خلق الإنسان لثابت 182وفقه الثعالبى 108. (¬25) من باب تعب كما في المصباح (لثخ). (¬26) انظر المحكم 5/ 87، واللسان (لثخ 3995). (¬27) في المهذب 1/ 98 كالإمام الأعظم إذا عجز عن تحمل أعباء الأُمَّة. (¬28) المخصص 1/ 181 وفقه الثعالبى 108 واللسان (فأف 3335) والبيان والتبيين 1/ 47. (¬29) في المهذب 1/ 98 وكره أن يصلّى خلف التمتام والفأفاء لما يزيدان في الحروف، خ: ويقول في الفأفاء. (¬30) خ: يؤم القوم أفقههم. في المهذب 1/ 98: والسنة أن يؤم القوم أقرؤهم وأفقههم. (¬31) 3/ 134. (¬32) ع: والقصد: تحريف. والمثبت من خ والفائق. (¬33) خ: ويقيس على عينه، والمثبت من ع والفائق. (¬34) خ: وكذا.

الْفَقْحُ وَالْفَقْءُ. وَكَذِلَكَ (¬35) فَقَحَ الجِرْوُ (عَيْنَهُ) (¬36): إِذَا فَتَحَهَا". وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "فَقَّحْنَا وَصَأْصَأْتُم" (¬37). قَوْلُهُ: "يَجْلِسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ" (¬38) وَهِىَ: تَفْعِلَةٌ مِنَ اْلإِكْرَامِ: مِثْلُ التَّصْفِيَةِ وَالتَّغْطِيَةِ، وَفَسَّرُوهُ بِالْمُضَرَّيَةِ وَالوِسَادَةِ (¬39) وَمَا يُجْلَسُ عَلَيْهِ يُخَصُّ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ. وَقِيلَ: هَىِ الْمَائِدَةُ (¬40)، وَقِيلَ: هِىَ الْمَرْتَبَةُ وَالْفِرَاشُ. * * * ¬

_ (¬35) وكذلك: ليس في ع. (¬36) انظر الفائق 1/ 134، عبارة الفائق: وما وقعت من العربية فاؤه فاء وعينه قافا: دال على هذا المعنى نحو قولهم: تفقأ شحما، وفقح الجرو. وفقر للغسيل، وفقصت البيضة عن الفرخ وتفقعت الأرض عن الطرثوث. (¬37) الفائق 2/ 276، وغريب أبي عبيد 4/ 486 وغريب ابن الجوزى 1/ 575 قال أبو عبيد: في حديث عبيد الله بن جحش حين تنصر بالحبشة، فلقيه بعض الصحابة فكلمه في ذلك فقال:. . . . . . الحديث. قال: قال أبو عمرو وأبو زيد والفراء: فقح الجرو إذا فتح عينيه. وقال غيرهم: صأصأتم، الجرو: صأصأ الجرو: إذا لم يفتح عينه في أوان فتحه فأراد: إني أبصرت دينى ولم تبصروا دينكم. (¬38) خ: لا يقعد على تكرمته إلَّا بإنه. وفي المهذب: 1/ 99: روى أبو مسعود البدرى (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤم الرَّجل في أهله ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته إلَّا بإذنه". (¬39) المصباح وتهذيب النورى (ضرب). (¬40) نقله النووى عن القاضي أبي الطيب في تهذيب الأسماء واللغات (ضرب).

ومن باب موقف الإمام والمأموم

وَمِنْ بَابِ مَوْقِفِ الإِمَامِ وَالْمَأمُومِ قَولُهُ: "عَنْ يَسَارِهِ" (¬1) يُقَالُ: يَسَارٌ، وَيِسَارٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أفْصَحُ (¬2). قَولُهُ: "أُولُو الْأحْلَامِ وَالنُّهَى" (¬3). فِي الْأحْلَامِ وَجْهَان: أحَدُهُمَا: جَمْعُ حِلْمٍ عَلَى التَّقْلِيلِ، وجَازَ جَمْعُهُ، وَإِنْ كَانَ مَصْدَرًا؛ لِاخْتِلَافِهِ (¬4). وَالثَّانِى: جَمْعُ. حُلُمٍ، بِضَمِّ الْحَاءِ: مِنْ بَلَغَ الصَّبِىُّ الْحُلُمَ. أَيْ: لِيَلِيْنىِ مِنْكُم الْبَالِغُون. وَالنُّهَى: جَمْعُ نُهْيَةٍ، وَهِىَ (¬5): الْعَقْلُ؛ لِأنَّهُ يَنْهَى عِن الْقَبِيحِ. أَيْ: لِيَلِيَنِى أُولُو الْعْقُولِ الْكَامِلَةِ؛ لِيُشَاهِدُوا الأفْعَالَ فَيَعُوهَا (¬6)، وَيَسْمَعُوا اْلأَقْوَالَ فَيَحْفَظُوهَا. قَوْلُهُ: "دُكَّانٍ" (¬7) هُوَ الْبِنَاءُ الْمُرْتفِعُ قَلِيلًا، وَلَيْسَ مِنْ دُكَّانِ السُّوقِ، وَهُوَ الَّذِى يُقْعَدُ عَلَيْهِ (¬8). قَوْلُهُ: "جَذَبْتَنِى" (¬9) يُقَالُ: جَذَبَهُ: إِذَا جَرَّهُ إِلَيْهِ، وَأزالَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ إِلَى غَيْرِهِ. قَوْلُهُ: "يَرْجِعُ الْقَهْقْرَى" (¬10) هُوَ الْمَشْىُ إِلَى خَلْفٍ، يُقَالُ مِنْهُ: قَهْقَرَ يُقَهْقِرُ (¬11). ¬

_ (¬1) خ: يسار الإمام وفي المهذب 1/ 99: في حديث ابن عباس "فقمت عن يساره". (¬2) ابن السكيت: هى اليمين واليسار ولا تقل اليسار. إصلاح المنطق 163 وقال الفارابى: وهى أردؤهما. ديوان الأدب 3/ 243 والصحاح والمصباح (يسر). (¬3) في المهذب 1/ 99 فان حضر رجال وصبيان تقدّم الرجال لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلينى منكم أولو الأحلام والنُّهى ثمّ الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وانظر الحديث في صحيح مسلم 1/ 323 والترمذى 2/ 26 وسنن النسائي 2/ 87. (¬4) المحكم 3/ 276 واللسان (حلم 980). (¬5) ع: وهو. (¬6) ع: فينقلوها. (¬7) خ الدكان وفي المهذب 1/ 99: روى أن حذيفة (ر): صل على دكان والناس أسفل منه: فجذبه سَلْمَانُ (ر) حتّى أنزله. (¬8) المحكم 6/ 471 والصحاح والمصباح (دكن) واللسان (دكن 1406). (¬9) خ: جذبنى. وفي المهذب 1/ 100: من قول حذيفة (ر): قد ذكرت حين جذبتنى. (¬10) في المهذب 1/ 100 من حديث سهل الساعدى، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والناس وراء، فجعل يصلّى عليه ويركع ثم يرجع القهقرى ويسجد على الأرض، ثم يرفع فيرقى عليه. (¬11) المحكم 4/ 332 واللسان (قهقر) والصحاح (قهر).

قَوْلُهُ: تَقِفُ إمَامَةُ النِّسَاءِ وَسْطَهُنَّ" (¬12) بِالسُّكُونِ؛ لأنَّهُ ظَرْفٌ، يُقَالُ: جَلَسْتُ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالسُّكُونِ (لأنَّهُ ظَرْفٌ) (¬13) وَجَلَسْتُ وَسَطَ الدَّارِ. بِالتَّحْرِيكِ؛ لأنَّهُ اسْمٌ. وَكُلُّ مَوْضِع صَلُحَ فِيهِ "بَيْنَ" فَهُوَ وَسْطٌ بِالتَّسْكِينِ. وَإِنْ لَمْ يَصْلُحُ فِيهِ "بَيْنَ" فَهُوَ وَسَطٌ - بِالتَّحْرِيكِ، وَرُبَّمَا سُكِّنَ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ (¬14). قَوْلُهُ: "زَادَكَ الله حِرْصًا" (¬15) الْحِرْصُ (¬16): هُوَ طَلَبُ الشَّيْىءِ بِشِدَّةٍ وَإِشْرَافِ نَفْسٍ (¬17). قَوْلُهُ: "يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ اْلأوَّلِ" (¬18) الصَّلَاةُ مِنَ اللهِ: الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الاسْتِغْفَارُ وَأرَادَ: عَلَى أَصْحَابِ الصَّف اْلأوَّلِ، مِثْلُ: {وَاسْألِ الْقَرْيَةَ} (¬19). قَوْلُهُ: "فُرْجَةٌ" (¬20) بِضَم الْفَاءِ، كَالْخَلَلِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَمَا أَشْبَهَهُ، يُقَالُ: بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، أيْ: انْفِرَاجٌ. قَوْلُهُ: "الاسْتِطْرَاقُ" (¬21) هُوَ الاسْتِفْعَالُ مِنَ الطَّرِيقِ، أيْ: يَمْنَعُهُ مِنْ أَن يَتَّخِذَهُ طَرِيقًا إِلَى مَوْضِعِ الإِمَامِ. وإنَّمَا سُمِّىَ اْلإِمَامُ إمَامًا؛ لِأنَّه يُؤْتَمُّ بِهِ، أيْ: يُقْتَدَى بِأفْعَالِهِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} (¬22) أيْ: يَأتَمُّونَ بِكَ وَيَتْبَعُونَكَ. * * * ¬

_ (¬12) في المهذب 1/ 100 والسُّنَّة أن تقف أمامة. . . . . . إلخ. (¬13) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬14) انظر تهذيب اللغة 13/ 26 وديوان الأدب 3/ 215 والصحاح (وسط) واللسان (وسط 4831) والنهاية 5/ 183. (¬15) في المهذب 1/ 100: أحرم أبو بكر (ر) خلف الصف وركع ثم مشى الى الصف، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - زادك الله حرصًا. (¬16) هو: ليس في خ. (¬17) في المحكم 3/ 104: الحرص: شدة الإرادة والشره الى المطلوب وانظر الصحاح واللسان (حرص). (¬18) في المهذب 1/ 100 روى البراء بن عازب عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأوّل". (¬19) سورة يوسف آية: 82. (¬20) ع: وفرجة. (¬21) في المهذب 1/ 100: إن كان بين الإمام والمأموم حائل يمنع الاستطراق والمشاهدة لم يصح صلاته. (¬22) سورة البقرة آية: 124.

ومن باب صلاة المريض

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْمَرِيضِ قَولُهُ: "يَقْعُدُ (¬1) مُتَرَبِّعًا" هُوَ أَنْ يَجْلِسَ قَابِضًا سَاقَيْهِ، مُخَالِفًا بَيْنَ قَدَمَيْهِ، جَاعِلًا سَاقَيْهِ إِحْدَاهُمَا (¬2) فَوْقَ اْلأُخْرَى، وَتَكُونُ الْقَدَمُ الْيُمْنَى فِي مَأبِضِ فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَالْقَدَمُ الْيُسْرَى فِي مَأبِضِ فَخِذِهِ الْيُمْنَى. قَوْلُهُ: "عَلَى مِخَدَّةٍ" (¬3) بِكَسْرِ الْمِيمِ: مَأخُوذٌ مِنَ الْخَدِّ؛ لأنَّ النَّائِمَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَيْهَا. قَوْلُهُ: "تقَوَّسَ" (¬4) تَفَعَّلَ، مَأخُوذٌ مِنَ الْقَوْسِ، أيْ: انْحَنَى فَصَارَ مِثْلَ الْقَوْسِ. قَوْلُهُ: "الْأطِبَّاءَ عَلَى الْبُرُدِ" (¬5) جَمْعُ بَرِيِدِ، وَأرَادَ هَا هُنَا: الرَّوَاحِلَ مِنَ الإِبِلِ (¬6). وَأصْلُهُ: الْقِطْعَةُ ¬

_ (¬1) خ: ويقعد وفي المهذب 1/ 101: وكيف يقعد؟ فيه قولان أحدهما يقعد متربعًا؛ لأنّه بدل عن القيام. (¬2) ع: أحدهما خطأ. (¬3) في المهذب 1/ 101: فإن سجد على مخدة أجزأه. (¬4) وإن تقوس ظهره حتى صار كأنّه راكع: رفع رأسه في موضع القيام. المهذب 1/ 101. (¬5) روى أن ابن عبّاس (ر) لما وقع في عينيه الماء حمل إليه عبد الملك الأطباء على البرد. المهذب 1/ 101. (¬6) في الصحاح =

مِنَ الْأرْض. وَسَيَأتى ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَوْلُهُ: "أَوْمَأَ بِطَرْفِهِ" (¬7) أيْ: حَرَّكَهُ (¬8) وَأشَارَ بِهِ. وَأصْلُ الإِيمَاءِ: بِالطَّرْفِ، وَهُوَ الْبَصَرُ؛ والإشَارَةُ بِالْيَدِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أحَدُهُمَا مَكَانَ الآخَرِ (¬9). * * * ¬

_ = (برد) والبريد: المرتب، يقال؛ حمل فلان على البريد، قال امرؤ القيس: عَلَى كُلِّ مَقصُوصِ الذُّنَابِى مُعَاودٌ ... بَرِيِد السُّرَى بِاللَّيْلِ مِنْ خَيْلِ بَرْبَرَا (¬7) في المهذب 1/ 101: فإن لم يستطع صلى مستلقيا وأومأ بطرفه. (¬8) حركة و: ساقط من ع. (¬9) ع: وقد تستعمل إحداهما مكان الأخرى.

ومن باب صلاة المسافر

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ قَوْلُهُ (¬1): {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} يُقَالُ: ضَرَبَ فِي الْأرْضِ: إِذَا سَارَ فِيهَا مُسَافِرًا، فَهُوَ ضَارِبٌ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (¬3). قَوْلُهُ: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} اْلجُنَاحُ: اْلإِثْمُ، مِنْ جَنَحَ، أَيْ: مَالَ: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} (¬4) أيْ: مَالُوا (¬5). قَوْلُهُ: "صَدَقَةٌ تَصَدَقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ" (¬6) الصَّدَقَةُ: مَأخُوذَةٌ مِنَ الصِّدْقِ؛ لِأنَّ الْمُتَصَدِّقَ يُصَدِّقُ بِثَوَابِ اللهِ وَمُجَازَاتِهِ عَلَيْهَا وَالْخُلْفِ مِنْهَا. قَوْلُهُ: "أرْبَعَةُ بُرُدٍ" (¬7) وَهُوَ (¬8) أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ. وَاْلفَرْسَخُ: ثَلَاثةُ أمْيَالٍ. وَالْمِيلُ عِنْدَ الْعَرَبِ، مَا اتَّسَعَ مِنَ اْلأرْض حَتَّى لَا يَلْحَقَ بَصَرُ الرَّجُلِ أَقْصَاهُ (¬9). وَنُصِبَت (¬10) الْأعْلَامُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى مِقْدَارِ مَدِّ الْبَصَرِ. قَوْلُهُ: "بِالْهَاشِمِىِّ" (¬11) أَيْ: بِالْمِيلِ الَّذِى مَيَّلَتْهُ بَنُو هَاشِمٍ وَقَدَّرَتْهُ وَعَلَّمَتْ عَلَيْهِ (¬12) وَاْلفَرْسَخُ: كُلُّ شَىْءٍ دَائِمٌ كَثِيرٌ (¬13) لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ، فَهُوَ فَرْسَخٌ، يُقَالُ: انْتَظَرْتُكَ فَرْسَخًا مِنَ النَّهَارِ، أَيْ: طَوِيلًا. وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِى: سُمِّىَ الْفَرْسَخُ فرْسَخًا؛ لِأنَّ صَاحِبَهُ إِذَا مَشَى فِيهِ اسْتَرَاحَ وَسَكَنَ. وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ الْكِلَابِىُّ: إِذَا احْتَبَسَ الْمَطرَ: اشْتَدَّ الْبَرْدُ، فَإذَا مُطِرَ النَّاسُ كَانَ لِلْبَرْدِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرْسَخٌ، أَيْ: سُكُون (¬14) ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 101 يجوز القصر في السفر؛ لقوله -عز وجل- {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101]. (¬2) ع، خ: إذا: خطأ. (¬3) سورة المزمل آية: 20. (¬4) سورة الأنفال آية: 61. (¬5) مجاز القرآن 1/ 123، 250 وتفسير غريب القرآن 180 والعمدة في غريب القرآن. والقرطبى 7/ 39. (¬6) في المهذب 1/ 101: إن خفتم وقد أمن البأس، فقال عمر (ر) قال - صلى الله عليه وسلم -: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". (¬7) في المهذب 1/ 102: ولا يجوز إلا في مسيرة يومين وهو أربعة برد كل بريد أربعة فراسخ فذلك ستة عشر فرسخًا. (¬8) خ: هو. (¬9) ابن السكت: والميل من الأرض منتهى مد البصر. إصلاح المنطلق 30 وانظر المصباح (ميل). (¬10) خ: وبنيت. (¬11) هذا القول غير موجود في هذا الباب. (¬12) خ: واعلم عليه. (¬13) كثيرًا: خطأ. وانظر تهذيب اللغة 7/ 303 واللسان (فرسخ 3381) والنهاية 3/ 429. (¬14) تهذيب اللغة 7/ 303 واللسان (فرسخ 3381) والفائق 3/ 112 والنهاية 3/ 429 وكتاب الجيم 3/ 27.

وَالْمِيلُ: ثَلَاثَةُ آلافِ خُطوَةٍ كُلُّ خُطوَةٍ (¬15) ذِرَاعَانِ بِالْهَاشِمِىِّ، أوْ أَربَعَةُ أقْدَامٍ، وَالذِّرَاعُ قَدَمَانِ، وَهُوَ أرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ إصْبَعًا، وَاْلإِصْبَعُ: ثَلَاثُ شَعِيَراتٍ (¬16) مَضْمُومٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بِاْلعَرْضِ (¬17)، وَقَالَ فِي الْفَائِقِ (¬18): "الْبَرِيدُ فِي الَأصْلِ: الْبَغْلُ، وَهِىَ كَلِمةٌ فَارِسِيَّةٌ أَصْلُهَا (¬19): بَرَيْدَ دُمْ" (¬20) أيْ: مَحْذُوفُ الذَّنَب؛ لأنَّ بِغَالَ الْبَرِيِد كَانَتْ مَحْذوفَةَ الأذْنَابِ، فَعُرِّبَتِ الْكَلِمَةُ وَخُفِّفَتْ، ثُمَّ سُمِّىَ الرَّسُولُ الَّذِى يَرْكَبُهُ: بَرِيدًا، وَالْمَسَافَةُ الَّتِى (¬21) بَيْنَ السِّكَتَيْنَ: بَرِيدًا. وَالسِّكَّةُ: اْلمَوْضِعُ الَّذِى يَسْكُنُهُ الْفُيُوجُ الْمُرَتبون مِنْ رِبَاطٍ أَوْ قُمةٍ (¬22) (أَوْ بَيتٍ) (¬23) وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَبُعْدُ مَا بَيْنَ المسِّكَتَيْنِ: فَرْسَخَانِ، فَكَانَ يُرَتَّبُ فِي كُلِّ سِكَّةٍ بِغَالٌ". قَوْلُهُ: "جُدَّةَ وَعُسْفَانَ (¬24) " سُمِّيَتْ جُدَّةَ؛ لِأَنَّهَا بِسَاحِلِ الْبَحْرِ، وَالْجُدَّةُ: شَاطِىءُ النَّهْرِ (¬25). قَوْلُهُ: "خِيَامًا مُجْتَمِعَةً (¬26) " هُوَ جَمْعُ خَيْمَةٍ، وَهِىَ مَعْرُوفَةٌ، وَأَصْلُهَا مِنْ خَيَّمَ يُخَيَّمُ: إِذَا أَقامَ بِالْمَكَانِ، قَالَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ. قالَ زُهَيْر (¬27):- . . . . . . . . . . . . . . ... وَضَعْنَ عِصىَّ (¬28) الْحَاضِرِ الْمُتَخَيِّمِ قَوْلُهُ: "أَجْلَى عُمَرُ الْيَهُودَ" (¬29) أيْ: طَرَدَهُمْ، وَسَيَّرَهُمْ، يُقَالُ: جَلا عَنْ وَطَنِهِ وَأَجْلَى بِمعنىً (¬30). وَأَصْلهُ: مِنَ التَّجَلِّى، وَهُوَ الظُّهُورُ. قَوْلُهُ: "إِذَا تَنَجَّزَتْ" (¬31) أَيْ (¬32) تَقَضَّتْ، يُقَالُ: نَجَزَ حَاجَتَهُ -بِالْفَتْحِ- يَنْجُزُهَا -بِالضَّمِّ- نَجْزًا -: قَضَاهَا. وَأَنْجَزَ الْوَعْدَ. وَ"أنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَدَ" (¬33). قَوْلُهُ: "فَوِزَانُهُ" (¬34) أَيْ: مُحَاذِيهِ وَمُسَاوِيهِ، يُقَالُ: هَذَا يُوَازِنُ هَذَا: إِذَا كَانَ عَلَى زِنَتِهِ أَوْ كَانَ مُحَاذِيهِ (¬35). قَوْلُهُ: "أفْضَى إِلَى إسْقَاطِ الْقَرْضِ" (¬36) أَيْ: أدَّى (¬37) إِلَى لُزُوم ذَلِكَ فَأسْقَطَهُ (¬38)، يُقَالُ: أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى الْأرْضِ: إِذَا مَسَّهَا بِبَاطِنِ رَاحَتِهِ فِي سُجُودِهِ، قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬39). قَوْلُهُ: "كَيْفِيَّةِ الْأَداءِ" (¬40) كَلِمَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى "كَيْفَ" (وَهِىَ لِلاسْتِفْهَام) (¬41) عَنِ الْأَحْوَالِ. ¬

_ (¬15) في اللفظ المستغرب 51: الميل أربعة آلاف خطوة أو ستة آلاف ذراع أو اثنا عشر ألف قدم. وهذا في تقدير الفقهاء، كما ذكر النووى. وهو عند قدماء أهل الهيئة: ثلاثة آلاف ذراع، وعند المحدثين أربعة آلاف. (¬16) تابع القلعى على كون الإصبع: ثلاث شعيرات. وقد خطأه النووى، وقال الصواب: ست شعيرات وكذا ذكر الفيومى انظر تهذيب الأسماء واللغات، والمصباح (ميل). (¬17) 1/ 92. (¬18) أصلها: ساقط من ع. (¬19) كذا في شفاء العلّيل 67 عن الفائق. (¬20) التى ساقطة من خ. (¬21) خ: والفيوج: الرسل، الواحد فيج. (¬22) تكملة من الفائق. (¬23) ع: فرسخين: خطأ. (¬24) في المهذب 1/ 102 سأل عطاء بن عباس: أأقصر إلى عرفات؟ ففال: لا. فقال: إلى منى؟ فقال: لا لكن إلى جدة وعسفان والطائف. (¬25) العين 6/ 9 واللسان (جدد 561) والاشتقاق502 ومراصد الإطلاع 318. (¬26) في المهذب 1/ 102: فإن كان من أهل الخيام فإن كانت خيامًا مجتمعة لم يقصر. (¬27) ديوانه 13 وصدره: فَلَمَّا وَرَدْنَ اَلْمَاءَ زُرْقًا جِمَامُهُ ... . . . . . . . . . . . . (¬28) ع: عَصَا. والمثبت من خ والديوان. (¬29) في المهذب 1/ 103: أجلى عمر (ر) اليهود من الحجاز ثم أذن لم قدم مهم تاجرًا أن يقيم ثلاثًا. (¬30) فعلت وأفعلت للزجاج 16. (¬31) في خ: إذا تنجزت حاجت. وفي المهذب 1/ 103: وأمّا إذا أقام في بلد على حاجة إذا تنجزت رحل ولم ينو مدة ففيه قولان. (¬32) أي: ليس في ع. (¬33) فصل المقال 85، 86. (¬34) خ: فوزانه من مسألتنا. وفي المهذب 1/ 104: فوزانه من الصوم أن يتركه من غير عذر. (¬35) الصحاح (وزن). (¬36) خ: يفضى وفي المهذب 1/ 104: فلو أثر ما طرأ منه بعد القدرة على الأداء: أفضى إلى إسقاط الفرض بمد الوجوب والقدرة عليه. وفيه أيضًا: فلا يفضى الى إسقاط الفرض. (¬37) خ: يؤدى. (¬38) خ: فيسقطه. (¬39) خ: الهروى. والصواب الجرهرى. والنص في الصحاح (فضو). (¬40) في المهذب 1/ 104 والمسافر يفعل الأداء وكيفية الأداء تعتبر بحال الأداء. (¬41) خ: وهو الاستفهام.

قَوْلُهُ: "مسافةً" (¬42) مَأَخُوذَةٌ مِنَ السَّوْفِ وَهُوَ الشَّمُّ. وَكَانَ الدَّلِيلُ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ، يَأَخُذُ التُّرَابَ فَيَشُمُّهُ (¬43). قَوْلُهُ: "جَدَّ بِهِ السَّيْرُ" (¬44) لَعَلَّهُ مَأَخُوذٌ مِنَ الْجَدِّ ضِدُّ الْهَزْلِ. يُقَالُ: جَدَّ فِي الْأَمْرِ يَجِدُّ (¬45) جَدًّا وَأَجدَّ فِي الأَمْرِ مِثْلُهُ (¬46) وَإِنَّهُ لَجَادٌ مُجِدٌ (¬47)، وَمَعْنَاهُ: اجْتَهَدَ فِي السَّيْرِ وَحَثَّ. قَوْلُهُ: "أُرَى ذَلِكَ" (¬48). بِضَمِّ الْأَلِفِ (¬49) أَيْ: أَظُنُّ وَأَحْسِبُ فِيمَا يَتَرَاءَى ذَلِكَ. فَإذا فَتَحْتَ اْلألِفَ (¬50) فَهُوَ مِنَ الرَّاىِ الَّذِى هُوَ اْلقِيَاسُ وَالنَّظَرُ (¬51). * * * ¬

_ (¬42) هذا القول غير موجود في نصّ المهذب. (¬43) ثمّ كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد مسافة. الصحاح والمصباح (سوف) واللسان (سوف 2152). (¬44) في المهذب 1/ 104: روى ابن عمر (ر) قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء. (¬45) من بابي ضرب وقتل كما في المصباح (جدد). (¬46) فعلت وأفعلت للزجاج 16 والصحاح (جدد). (¬47) عن الأصمعى في الصحاح (جدد). (¬48) في المهذب 1/ 105: ويجوز الجمع بين الصلاتين في المطر .. قال مالك -رحمه الله-: أرى ذلك في وقت المطر. (¬49) كذا في خ ومصححه في الحاشية بالهمزة. (¬50) قال الفيومى: والذى أراه بالبناء للمفعول بمعنى الذى أظن وبالبناء للفاعل بمعنى الذى أذهب إليه. المصباح (روى) وانظر اللسان (رأى 1545). (¬51) .......................

ومن باب صلاة الخوف

وَمِنْ بِابِ صَلَاةِ الخَوُف الْقِتَالُ الْمَحْظُورُ (¬1): هُوَ اْلمَمْنُوعُ، كَقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ؛ وَأهْلِ الذِّمَّةِ؛ وَاْلمُعَاهَدِين. الْبَغْىُ (¬2): يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ. قَوْلُهُ: "يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ" (¬3) قِيلَ: إِنَّهُ مَوْضِعٌ فِي أرْضِهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، كَأنَّهُ ثَوْبٌ مُرَقعٌ. وَقِيلَ: إنَّ الصَّحَابَةَ، رَضيَ اللهُ عَنْهُمْ اشْتَكُوا فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ، فَنَقِبَتْ أَقْدَامُهُمْ مِنَ الْحَفَاءِ (¬4) وَشِدَّتِهِ حَتَّى شَدُّوا عَلَى أَقْدَامِهِم الْخِرَقَ، وَهِىَ: الرِّقَاعُ؛ لِعَدَم النِّعَالِ. ذَكَرَهُ الْبُخَارِىُّ (¬5)، وَمُسْلِمٌ (¬6) مُسْنَدًا إِلَى أبِى مُوسَى الْأشْعَرِىِّ، رَضيَ الله عَنْهُ. وَقِيلَ: إنَّهَا أرْضٌ خَشِنَةٌ، مَشَى فِيهَا ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ فَنَقِبَتْ أَقْدَامُهُمْ، وَذَهَبَتْ أظَافِيرُهُمْ، فَكَانُو! يُرَقِّعُونَ أظَافِيرَهُمْ بِالْخِرَقِ (¬7). قَوْلُهُ: "لَيْلَةَ الْهَرِيرِ" (¬8) هِىَ لَيْلَة كَانَتْ فِي أَيَّام صِفِّينَ (¬9)، اتَّصَلَ قِتَالُهُمْ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَقَدْ ذَكَرَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاص (¬10) فِي كَلَامٍ لَهُ، فَقَالَ: حَتَّى لَا يُسْمَعُ مِنَ الأَبْطَالِ إِلَّا الْهَرِيرُ. قَالَ (¬11): ¬

_ (¬1) جاء في المهذب 1/ 105: وأما في القتال المحظور، كقتال أهل العدل وقتال أصحاب الأموال لأخذ أموالهم فلا يجوز فيه صلاة الخوف. (¬2) في المهذب 1/ 105: يجوز في كلّ قتال مباح كقتال أهل البغى. . . إلخ. (¬3) روى صالح بن خوات عمن صلّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرّقاع صلاة الخوف. . . إلخ المهذب 1/ 105. (¬4) ع: أو: تحريف. (¬5) في صحيحه 5/ 145 عن أبي موسى (ر) قال: خرجنا مع النبى - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه فنقبت أقدامنا ونقبت قدماى وسقطت أظفارى، وكنا نلف على أرجلنا الخِرَقَ فسمِّيت غزوة ذات الرّقاع لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا. (¬6) في صحيحه 5/ 200. (¬7) انظر سيرة ابن هشام 2/ 204 وحاشية تحقيقه ومراصد الاطلاع 624، 625. (¬8) في المهذب 1/ 106: الأفضل أن يصلّى بالأولى ركعة وبالثانية ركعتين لما روى أن عليًا (ر) صلّى ليلة الهرير هكذا. (¬9) موضع بقرب الرقة على شاطىء الفرات من غريبها كانت الوقعة بين على (ر) ومعاوية. مراصد الاطلاع 846. (¬10) ع: عمر بن الفارض: تحريف. وانظر تاريخ الطبرى 5/ 42 - 48. (¬11) ع: قيل ولم أعثر على قائله.

وَكَانَ تَكَلُّمُ الْأبْطَالِ رَمْزًا ... وَغَمْغَمَةً بِهَا مِثْلُ الْهَرِيرِ وَأَصلُهُ: الصَّوْتُ الْمَكْرُوهُ. يُقَالُ: كَثُرَ فِيهَا الْقَتْلَى، كُلَّمَا قُتِلَ قَتِيل كَبَّرَ عَلِىٌّ، فَبَلَغَ تَكْبِيرَاتُهُ سَبْعَمِائَةٍ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي الشِّدَّةِ (¬12). وَيُقَالُ: هَرَّ الْكَلْبُ يَهِرُّ هَرِيرًا، وَهُوَ صَوْتُهُ دُونَ نُبَاحِهِ مِنْ قِلَّةِ صَبْرِهِ عَلَى الْبَرْدِ (¬13). قَالَ اْلأعْشَى (¬14): وَتَسْخُنُ (¬15) لَيْلَةَ لَا يَسْتَطِيعُ ... نُبَاحًا بِهَا اْلكَلْبُ إِلا هَرِيرًا وَهَرَّ فُلَانٌ الْكَأْسَ وَالْحَرْبَ: إِذَا كَرِهَهَا (¬16) هَرِيرًا. قَالَ عَنْتَرَةُ (¬17): . . . . . . . . . . . . ... [نُزَايِلُهُمْ] (¬18) حَتَّى يَهِرُّوا (¬19) الْعَوَالِيَا قَوْلُهُ (¬20): {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (¬21) جَمْعُ رَاجِل، مِثْلُ صَاحِب وَصِحَابٍ (¬22). قَوْلُهُ: "رَأوْا سَوَادًا" (¬23) السَّوَادُ: الشَّخْصُ، وَجَمْعُهُ: أَسْوِدَةٌ (¬24). وَسَوَادُ اْلعَسْكَرِ: مَا فِيهِ مِنَ الآلةِ وَغَيْرِهَا (¬25). قَوْلُهُ: "عَلَى قَصدِهِ" أَيْ: عَلَى [طَرِيقتِهِ] (¬26) الَّتىِ يَقْصِدُهَا وَيَأْتِيهَا. يُقَالُ: قَصَدَ الشَّيْىءَ: إِذَا أَتَاهُ وَقَصَدَ إِلَيْهِ (¬27). قَوْلُهُ: "بَيْنَهُمْ حَاجِزٌ" (¬28) الْحَاجِزُ: مَا يَكُونُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وَسُمَىَ الْحِجَازُ، لِأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ نَجْدٍ وَالْغَوْرِ (¬29). وَهُوَ مَأخُوذٌ مِنْ حَجَزَهُ يَحْجُزُهُ حَجْزًا، أَيْ: مَنَعَهُ وَكَفَّهُ، كَأَنَّهُ يَمْنَعُ مِنْ وُصُولِ أَحَدِ اْلجَانِبَيْنِ إِلَى اْلآخَرِ. الْخَنْدَقُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ: حَفِيِرٌ فِي اْلأرْضِ يُدَارُ عَلَى الْبَلَدِ يَمْنَعُ مِنَ الْعَدُوِّ. ¬

_ (¬12) لعله يريد قولهم: "شر أهر ذا ناب". (¬13) الصحاح (هرر). (¬14) ديوانه 145. (¬15) تسخن: ساقطة من ع والمثبت من خ والصحاح. (¬16) ع: ذكرها: تحريف. (¬17) ديوانه 158 وصدره: حَلَفْنَا لَهْم وَالخَيْلُ نَرْدِى بِنَا مَعًا ... . . . . . . . . . . . . (¬18) ع، خ: ونترككم تحريف. رواية اللسان "نزايلكم" والديوان "نزايلهم". (¬19) ع: نهر. (¬20) في المهذب 1/ 107: وإن اشتد الخوف صلوا رجالا أو ركبانا لقوله -عز وجل- {فَإِنْ خِفتُمْ فَرِجَالًا أوْ رُكْبَانًا}. (¬21) سورة البقرة آية 239. (¬22) معانى الزجاج 1/ 316 وتفسير غريب القرآن 92 وتفسير الطبرى 5/ 244 - 247. (¬23) خ: وإِن رأوا سرادا. وفي المهذب 1/ 107: إذا رأوا سوادًا فظنوه عدوا صَلُّوا صلاة شدة الخوف. (¬24) كلّ شخص من إنسان وغيره يسمى سوادًا وجمعة أسودة مثل جناح وأجنحة ومتاع وأمتعة انظر غريب أبي عبيد 4/ 134 والصحاح والمصباح (سود). (¬25) اللسان (سود 2142). (¬26) ع، خ: طريقه: تحريف. (¬27) الصحاح والمصباح (قصد). (¬28) خ: بينهما. وفي المهذب 1/ 107 ثم بَانَ أنّه كان بينهم جبز من خندق أو ماء. . . إلخ. (¬29) الصحاح (حجز) والعين 3/ 70 وتهذيب اللغة 4/ 122 والمحكم 3/ 42 وانظر أسماء وجبال تهامة وسكانها 2/ 224 من نوادر المخطوطات.

ومن باب ما يكره لبسه

وَمِنْ بَابِ مَا يُكْرَهُ لُبْسُهُ الدِّيبَاجُ: جِنْسٌ مِنْ ثِيَابِ الْحَرِيرِ غَلِيظٌ صَفِيقٌ (¬1). وَاْلإِبْرِيسَمُ: الْحَرِيرُ أيْضًا (¬2). وَفيهِ لُغَاتٌ: أفْصَحُهَا: بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالراءِ (¬3). وَالْخَزُّ: لُحْمَتُهُ: صُوف، وَسَدَاهُ: إبْرِيسَمُ. لَحْمَتُهُ: بِفَتْحِ الْلَّامِ، (وَبِضَمِّهَا، أيضًا [عَنِ] (¬4) الْجَوْهَرِىِّ) (¬5) بَاطِنُهُ، وَهُوَ نَقِيضُ السَّدَى، وَهُوَ الظَّاهِرُ (¬6). قَوْلُهُ: "الْمُصْمَتُ مِنَ الْحَرِيرِ (¬7) " هُوَ الْخَالِصُ الَّذِى لَا يُخَالِطُهُ قُطْنٌ وَلَا كَتَّان وَلَا سِوَاهُ. وَالْمُصْمَتُ مِنَ الْخَيْلِ: الْبَهِيمُ (أَىُّ لَوْنٍ كَانَ) (¬8) لَا (يُخَالِطُ) (¬9) لَوْنَهُ لَوْنٌ آخَرُ (¬10). قَوْلُهُ: "الْجُبَّةُ الْمَكْفُوفَةُ" (¬11) الْجُبَّةُ مَعْرُوفَةٌ، وَهِىَ: ثَوْبَانِ يُخَاطَانِ، وَيُحْشَى بَيْنَهُمَا قُطْنٌ، تُتَّخَذُ لِلْبَرْدِ. وَكُفَّةُ الْقَمِيص: مَا اسْتَدَارَ حَوْلَ الذَّيْلِ. وَكَانَ الأصْمَعِىُّ يَقُول: كُلُّ مَا اسْتَطَالَ: فهُوَ كُفَّةٌ، بِالضَّمِّ، نَحْوُ: كُفَّةِ الثَّوْبِ، أَيْ: حَاشِيَتَهِ. وَكُلُّ مَا اسْتَدَارَ فَهُوَ: كِفَّةٌ بِالْكَسْرِ، نَحْوُ كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَكِفَّةِ الصَّائِدِ وَهِىَ حِبَالَتُهُ (¬12). وَلَعَل أَصْلُهُ مِنَ الْكَف، وَهُوَ: الْمَنْعُ وَالتَّوَقُّفُ. قَوْلُهُ: "الْمُجَيِّبُ: بالدِّيَباجِ (¬13) " الجَيْبُ: هُوَ الْفَتْحُ الَّذِى يُدْخَلُ فِيهِ الرَّأسُ، مَأخُوذٌ مِنْ جَابَ يَجُوبُ: إِذَا قَطَعَ (¬14) مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (¬15) أَيْ (¬16): قَطَعُوا (¬17). قَوْلُهُ: "مَكْوُفَةُ الْفَرْجَيْنِ" (¬18) هُمَا الْمَوْضِعَانِ الْمَشْقُوقَانِ مِنْ قُدَّامِ، الْقَمِيصِ وَخَلْفِهِ، يَفْعَل ذَلِكَ قَوْمٌ لِأجْلِ الرُّكُوبِ. قَوْلُهُ: "صَدِىَء وَتَغَيَّرَ" أَيْ: اتَّخَذَهُ، واقْتَنَى فُلَانٌ الْمَالَ، أَيْ: اتَّخَذَهُ لِنَفْسِهِ لَا لِلتِّجَارَةِ (¬26). ¬

_ (¬1) وهو فارس معرب أصله: ديوباف أى نساجة الجن أنظر المعرب 140 وشفاء الغليل 119. (¬2) وهو أيضًا أعجمى معرب وأصله ابريشم انظر المعرب 27 وشفاء الغليل 35 وادى شير 6. (¬3) وهى التى قدمها ابن السكيت: قال في لغة كسر الهمزة والراء والسين: ليس في الكلا إفعليل بكسر اللام، بل بالفتح مثل إِهْلِيلَج وإِطْرِيفَل، وذكر الفيومى أبْرَيْسَم بفتح الثلاثة، وإبْرَيْسَم المصباح (برسم) وانظر أدب الكاتب 389 وزاد في القاموس ضم السين. (¬4) ع: من تحريف. (¬5) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬6) اللسان (سدى 1978). (¬7) في المهذب 1/ 108 روى ابن عبّاس (ر) قال: إنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الثوب المصمت من الحرير. (¬8) ساقط من ع والمثبت من خ والصحاح (صمت). (¬9) خ: يخلط والمثبت من ع والصحاح. (¬10) في ع: البهيم أى الذى لا يخالط لونه لون آخر. (¬11) في المهذب 1/ 108: وإن كان في الثوب قليل من الحرير كالجبة المكفوفة بالحرير والمجيب بالديباج. . . إلخ. (¬12) عن اصحاح (كفف). (¬13) من قوله في المهذب 1/ 108: كالجبة المكفوفة بالحرير، والمجيب بالديباج وما أشبهها. (¬14) المصباح: جوب. (¬15) سورة الفجر آية 9. (¬16) أي: ليس في خ. (¬17) خ: قطعوه. وانظر مجاز القرآن 2/ 297 ومعانى الفراء 3/ 261 وتفسير غريب القرآن 526. (¬18) في المهذب 1/ 108: روى أنه كان للنبى - صلى الله عليه وسلم - جبة مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج. والحديث في سنن ابن ماجة 2/ 1188. (¬19) ع: للركوب. (¬20) في المهذب 1/ 108: وإن كان في الثوب ذهب قد صدىء وتغير بحيث لا يبين لم يحرم لبسه. (¬21) اللسان (صدأ 2408) والمصباح (صدأ). (¬22) وإن كان له درع منسوج بالذهب وفاجأته الحرب ولم يكن له غيره جاز لأنه موضح ضرورة. (¬23) روى أن عرفجة بن أسعد أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من فضة، فأنتن عليه، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذ أنفًا من ذهب المهذب 1/ 108. (¬24) ع: والخف والساق: تحريف. (¬25) ع: "اقتنى كلبًا" والمثبت من خ والمهذب 1/ 109 وفيه: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من اقتنى كلبًا إلا كلب صيد أو ماشية: نقص من أجره كلّ يوم قيراطان". (¬26) إصلاح المنطق 140 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 64. وتهذيب اللغة 9/ 313 والنهاية 4/ 117 والفائق 3/ 229.

ومن باب صلاة الجمعة

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْجُمْعَةِ قَوْلُهُ (¬1): "فَلَا جَمَعَ اللهُ لَهُ شَمْلَهُ" الشَّمْلُ: الْجَمْع، يُقَالُ: أَمْرٌ شَامِلٌ، أَيْ: جَامِعٌ، وَشَمِلَهُمُ اْلأمْرُ يَشْمَلُهُمْ، أَيْ: عَمَّهُمْ (¬2) وَشَمَلَهُمْ، بِالْفَتْحِ يَشْمُلُهُمْ لُغَةٌ (¬3). وَجَمَعَ اللهُ شَمْلَهُمْ، أَيْ: مَا تَشَتَّتَ مِنْ أمْرِهِمْ. وَفَرَّقَ اللهُ شَمْلَهُمْ، أَيْ: مَا اجْتَمَعَ (¬4). قَوْلُهُ: "وَاْلأصْوَاتُ هَادِئَةٌ (¬5) " بِالْهَمْزِ، أَيْ: سَاكِنَةٌ. يُقَالُ: هَدَأ هَدْءً وَهُدُوءً: سَكَنَ، وَأهْدَأهُ: سَكَّنَهُ (¬6). قَوْلُهُ: "اسْتُصْرِخَ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ" (¬7). قَال الْهَرَوِىُّ (¬8): اسْتِصْرَاخُ الْحَىِّ عَلَى الْمَيِّتِ: أَنْ يُسْتَغَاثَ بِهِ لِلْقِيَامِ بِأمرِ الْمَيِّتِ فيعِينُ (أَهْلَهُ) (¬9) عَلَى ذَلِكَ (¬10). قَوْلُهُ: "أهْلُ السَّوَادِ" (¬11) هُمْ: أهْلُ الْقُرَى وَاْلمَزَارِعِ حَوْلَ الْمَدِينَةِ الْكَبِيرَةِ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬12): وَسَوَادُ الْبَصْرَةِ وَالْكُوَفِةِ: قُرَاهُمَا. قَوْلُهُ: "أَهلُ الْعَالِيَةِ" (¬13) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬14): الْعَالِيَةُ: مَا فَوْقَ نَجْدٍ إِلَى أَرضِ تِهَامَةَ، وَإِلَى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ، وَهِىَ: الْحِجَازُ وَمَا وَالَاهَا، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: عالِىُّ. وَيُقَالُ أيْضًا: عَلَوِىٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَوْلُهُ: "حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ" (¬15) أَيْ: كَلَّفَهَا، في السَّيْر، أَيْ: جَهَدَهَا فِيهِ (¬16). قَوْلُه: التَّسبُّبُ (¬17) أَيْ: التَّوَصُّلُ، وهُوَ تَفَعُّلٌ مِنَ السَّبَبَ، حَمَلَ عَلَى نَفُسِهِ الْحَبْلُ الَّذِى يُتَوَصَّلُ بِهِ (¬18). قَوْلُهُ: "انْفَضُّوا" (¬19) أَيْ: تَفَرَّقُوا، يُقَالُ، فَضَضْتُ الْقَوْمَ فَانْفَضُّوا، أَيْ: فَرَّقْتُهُمْ فَتَفَرَّقُوا، وكُلُّ ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 109: قال - صلى الله عليه وسلم -: "اعلموا أن الله تعالى فرض عليكم الجمعة فمن تركها في حياتى أو بعد موتى، وله إمام عادل أو جائر استخفافا أو جحودا، فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره". (¬2) من باب تعب كما في المصباح، وانظر الصحاح (شمل). (¬3) من باب قعد قال الجوهرى: ولم يعرفها الأصمعى. (¬4) الصحاح والمصباح (شمل) واللسان (شمل 2332). (¬5) في المهذب 1/ 109: والاعتبار في سَمَاعِ النداء أن يقف المؤذن في طرف البلد والأصوات هادئة والربح سَاكِنَةٌ. (¬6) سكنه: ساقط من ع والمثبت من خ والصحاح (هدأ). (¬7) في المهذب 1/ 109: ولا تجب الجمعة على من له قريب أو صهر أو ذو ودّ يخاف موته لما روى أنه استصرخ على سعيد بن زيد وابن عمر يسعى إلى الجمعة فترك الجمعة ومضى إليه وسعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل من المهاجرين الأولين أسلم قبل عمر (ر) ومن المبشرين بالجنة. ترجمته في المعارف 245، 246. (¬8) في الغريبين 2/ 145. (¬9) من ع. (¬10) اللسان (صرخ 2426) والنهاية 3/ 21. (¬11) في المهذب 1/ 109: وإن اتفق يوم عيد ويوم جمعة وحضر أهل السواد فصلوا العيد جاز أن ينصرفوا ويتركوا الجمعة. (¬12) في الصحاح (سود). (¬13) في المهذب 1/ 109: روُى أن عثمان (ر) قال في خطبته: أيها الناس قد اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن أراد من أهل العالية أن يصلى معنا الجمعة فليصل ومن أراد أن ينصرف فلينصرف. (¬14) في الصحاح (علا). (¬15) في المهذب 1/ 109: ومن لا جمعة عليه مُخَيَّرٌ بين الظهر والجمعة، فإن صلى الجمعة أجزأه عن الظهر فإذا حمل على نفسه وفعل أجزأه. (¬16) الصحاح (حمل). (¬17) في المهذب 1/ 110 وجوب التسبب كوجوب الفعل فإذا لم يجز السفر بعد وجوب الفعل لم يجز بعد وجوب التسبب. (¬18) الصحاح (سبب) وقال في المصباح: والسبب: الحبل وهو ما يتوسل به إلى الاستعلاء ثم استعير لكل شيىء يتوصل به إلى أمر من الأمور. وانظر اللسان (سبب 1910). (¬19) في المهذب 1/ 110. فإن أحرم بالعدد ثم انفضوا عه ففيه ثلاثة أقوال. . . إلخ.

شَيْىءٍ تَفَرَّقَ فَهَوَ فَضَضٌ (¬20). قَالَ الْأزْهَرِىُّ (¬21): وَأصْلُهُ مِنْ فَضَضْتُ الشَّيْىءَ: إِذَا دَقَقْتَهُ وَكَسَرْتَهُ [وَالْفَضِيضُ] (¬22) الْمَاءُ السَّائِلُ. قَوْلُهُ: "وُحْدَانًا" جَمْعُ وَاحِدٍ، مِثْلُ رَاعٍ وَرُعْيَانِ، وَنَاعٍ وَنُعْيَانٍ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ وَحِيدٍ، مِثْلَ جَرِيبٍ وَجُرْبَانٍ، وَيُقَالُ: رَجُلٌ وَحَدٌ وَوَحِدٌ وَوَحِيدٌ (¬24). قَوْلُهُ: "الْخُطبْةُ" (¬26) مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْخِطَابِ، وَهُوَ الْكَلَامُ إِلَى الْحَاضِرِ، يُقَالُ: خَاطَبْتُهُ بِالْكَلَامِ مُخَاطَبَةً وَخِطَابًا، وَالْخُطبَةُ عَلَى المِنْبَرِ بِالضَّمِّ. وَخَطَبْتُ (¬27) الْمَرْاة خِطْبَةً بِالْكَسْرِ. وَخَطُبَ الرجُلُ بِالضَّمِّ (¬28) خَطَابَةً بِالْفَتْحِ: صَارَ خَطيبًا. قَوْلُهُ: "كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ" (¬29) هُوَ الَّذِى يَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْجَيْشِ، فينْذِرُ النَّاسَ؛ لِئَلَّا [يُوقِعُوا] (¬30) بِهِمْ، وَأَصْلُهُ: الإبْلَاغُ وَاْلإِعْلَامُ بِالشَّيْىءِ يُحْذَرُ مِنْهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا فِي التَّخْوِيفِ لَا غَيْرُ (¬31). قَوْلُهُ: "كَهَاتَيْن" أَرَادَ إِصْبَعَيْهِ (¬32)، يُرِيدُ تَلَاصُقَهُمَا، وَاقْتِرَابُ [احْدَيْهِمَا] (¬33) مِنَ الأُخْرَى. قِيلَ: فَرَّقَ لِلتَفَاوُتِ بَيْنَهُمَا (¬34) فِي الطُّولِ، فَإِنَّهُ شَيْىءٌ يَسيرٌ قَلِيلٌ. قَوْلُهُ: "وَخَيْرُ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (¬35) أَيْ: طَرِيقَتُهُ وَسِيرَتُهُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬36): يُقَالُ (¬37): هَدَى هَدْىَ فُلَانٍ، أَيْ: سَارَ سِيرَتَهُ، وَفِى الْحَدِيِثِ: "وَاهْدُوا (¬38) هَدْىَ عَمَّارٍ". وَيُرْوَى: "الْهُدَى" بِضَمِّ الْهَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ، وَهُوَ ضِدُّ الضَّلَالِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ هَدَاهُ الطَّرَيقَ إِذَا دَلَّهُ عَلَيْهِ (¬39). قَوْلُهُ (¬40): "شَرُّ الأُمْورِ مُحْدَثَاتُهَا" أَيْ: مُخْتَرَعَاتُهَا، وَمَا يُحْدِثُهُ الإِنْسَانُ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُ؛ لِأنَّ الدِّينَ يُؤْخَذُ بِاتِّبَاعِ الأثَرِ وَالاقْتِدَاءِ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ. قَوْلُهُ (¬41): "بِدْعَةٌ" الْبِدْعَةُ: الْحَدَثُ فِي الدِّينِ بَعْدَ الإِكْمَالِ، وَبَدَّعَهُ: نَسَبَهُ إِلَى الْبدْعَةِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬42): {مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} (¬43). ¬

_ (¬20) ع: منفض والمثبت من خ والصحاح (فضض) والنقل عنه. وانظر مجاز القرآن 2/ 58 ومعانى الفراء 3/ 157 وتفسير غريب القرآن 466. (¬21) تهذيب اللغة 11/ 473. (¬22) ع، خ، والفضض. والمثبت من الصحاح واللسان (فضض 3427). (¬23) في المهذب 1/ -110 قال الشافعى -رحمه الله- في إمام أحرم بالجمعة ثم أحدث إنهم يتمون صلاتهم وحدانا ركعتين. (¬24) ع: وحد ووحيد وواحد. وفي خ: وحد ووحد ووحد. والمثبت من الصحاح واللسان (وحد) وفي المحكم 3/ 377: ورجل أحَدٌ وَوَحَدٌ وَوَحِدٌ وَوَحْدٌ وَوَحِيدٌ وَمُتَوَحِّدٌ ونقله في اللسان (وحد 4780). (¬25) قوله: ليس في خ. (¬26) في المهذب 1/ 111: إذا لم تجز الصّلاة قبل الوقت لم تجز الخطبة. (¬27) ع: وخطب، والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬28) ع: هنا: وخطب زيادة مخلة والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬29) في المهذب 1/ 111: روى جابر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم الجمعة. فحمد الله وأثنى عليه. ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش ثم يقول بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه الوسطى والتى تلى الابهام ثمْ يقول: إن أفضل الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم -. (¬30) ع: لئلا يقعوا، خ: لا يقعوا. والمثبت لاستقامة النص. (¬31) النهاية 5/ 38 واللسان (نذر 4391) والصحاح (نذر). (¬32) ع: بإصبعيه. (¬33) ع، خ: إحداهما: خطأ. (¬34) ح: قرب التفاوت: تحريف. (¬35) خ: إن خير الهدى. (¬36) في الصحاح (هدى). (¬37) يقال: ساقط من ع. (¬38) ع: فاهتدوا وخ: فاهدوا، والمثبت من الصحاح والنهاية 5/ 253. (¬39) النهاية 5/ 253. (¬40) - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة. المهذب 1/ 112. (¬41) في خطبته - صلى الله عليه وسلم -: وكل بدعة ضلالة. المهذب 1/ 112. (¬42) تعالى ليس في ع. (¬43) سورة الأحقاف آية 9.

قَوْلُهُ: "مَنْ تَرَكَ دَيْنًا أوْ ضَيَاعًا فإلِىَّ" (¬44) قَالَ النَّضْرُ (¬45): الضَّيَاعُ: الْعِيالُ. وَقَالَ الْقُتَيْبِىُّ: هُوَ (¬46) مَصْدَرُ ضَاعَ يَضِيغُ ضَيَاعًا، أرادَ: مَنْ تَرَك عِيَالًا صِغَارًا أطْفَالًا، جَاءَ بِالْمَصْدَرِ نَائِبًا عَن الاسْمِ، كَمَا يَقُولُ: مَنْ مَاتَ وَتَرَكَ فَقْرًا، أَيْ: فُقَرَاءَ، فَإذَا كَسَرْتَ الضَّادَ، فَهُوَ جَمْعُ ضَائِعٍ، مِثْلُ جَائِع وَجِيَاعٍ (¬47). سمِّىَ (¬48) المنْبَرُ مِنْبَرًا؛ لعُلُوِّه وَاْرتِفَاعِهِ. وَالنَّبْرُ: الرَّفْعُ، وَمنْهُ سُمِّىَ الْهَمْزُ نبْرًا. وَنَبَرتُ (¬49) الْحَرْفَ هَمَزْتُهُ. قَوْلُهُ: "الْمُسْتَرَاحُ" (¬50) هِىَ الدَّرَجَةُ الَّتِى يَقْعُدُ عَلَيْهَا الْخَطِيبُ لِيَسْتَرِيحَ. وَهُوَ مُسْتَفْعَلٌ مِنَ الرَّاحَةِ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ يَسْتَرِيحُ مِنْ تَعَبِ صُعُودِهِ عَلَى المِنْبَرِ، وَيَرْجِعُ إِلَيْهِ نَفَسُهُ. وَأَصْمْلُهُ: مُسْتَرْوَحٌ، فَنُقِلَتْ فَتْحَةُ الْوَاوِ إِلَى الرَّاءِ قَبْلَهَا، ثُمَّ قُلِبَت الْوَاوُ أَلِفًا. قَوْلُه: "مِنْ غَيْرِ تَغَنِّ وَلَا تَمْطِيطٍ" (¬51) التَّغَنِّى: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ تَحْسِينُ الصَّوْتِ بِمَا يُطْرِبُ، وَالتَّمْطِيطُ: التَّمْدِيدُ، يُقَالُ: مَطَّهُ يَمُطُّهُ: إِذَا مَدَّهُ وَتَمَطَّطَ، أَيْ: تَمَدَّدَ (¬52). قَوْلُهُ: "تَنَفَّسْتُ" (¬53) أَيْ: تَمَهَّلْتُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬54): يُقَالُ: فِي هَذَا الْأمْرِ نُفْسَة، أَيْ: مُهْلَة، وَأنْتَ فِي نَفَسٍ مِنْ أمْرِكَ، أَيْ: فِي سَعَةٍ (¬55). قَوْلُهُ: "مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ" قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أيْ مَخْلَقَةٌ (¬56)، وَكُلُّ شَيْىءٍ دَلَّكَ عَلَى شَيْىء فَهُوَ مَئِنَّةٌ لَهُ، وَأَنْشَدَ (¬57): وَمَنْزِلٍ مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بِهِ ... مَئِنَّةٌ مِنْ مَرَاصِيدِ الْمَنِيَّاتِ وَيُقَالُ: هَذَا الْمَسْجِدُ مَئِنَّةٌ لِلْفُقَهَاءِ، وَأَنْتَ مَئِنَّتُنَا وَعُمْدَتُنَا. وَحَقِيقَتُهُ: أَنَّهَا "مَفْعِلَةٌ" مِنْ مَعْنَى "إنَّ" التَّأْكِيدِيَّةِ، غَيْرُ مُشْتَقَّةٍ مِنْ لَفْظِهَا؛ لأنَّ الْحُرُوفَ لَا يُشْتَقُّ مِنْهَا، وَإنَّمَا ضُمِّنَتْ حُرُوفَ تَرْكِيبِهَا ذَكَرَهُ فِي اْلفَائِقِ (¬58). وَكَذَا قَوْلُ الْجَوْهَرِىِّ (¬59) هِىَ "مَفْعِلَةٌ" مِنْ إِنَّ الْمَكْسُورَةِ اْلمُشَدَّدَةِ، كَمَا تَقُولُ: مَعْسَاةٌ مِنْ كَذَا وَمَظِنَّة، وَهُوَ مِبْىٌّ مِنْ عَسَى وَظَنَّ (¬60). وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬61): يَعْنِى: أَنَّ هَذَا مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى فِقْهِ الرَّجُلِ. قَالَ أَبُو مَنْصُور (¬62): جَعَلَ أَبُو ¬

_ (¬44) من خطبته - صلى الله عليه وسلم - وانظر صحيح مسلم 2/ 592 والترمذى 8/ 239 وسنن ابن ماجة 2/ 807. (¬45) تهذيب اللغة 3/ 72. (¬46) ع: هذا. (¬47) كذا في النهاية 3/ 108 واللسان (ضيع 2625). (¬48) من قوله في المهذب 1/ 112: في الخطبة: وسننها أن تكون على منبر. (¬49) ع: ونبرة الحرف همزته. والمثبت من خ والصحاح. (¬50) في المهذب 1/ 112: ويجلس على الدرجة التى تلى المستراح. (¬51) في المهذب 1/ 112: قال الشافعى رحمه الله: ويكون كلامه مترسلا مبينا من غير تغن ولا تمطيط؛ لأنَّ ذلك أحسن وأبلغ. (¬52) الصحاح و (مطط). (¬53) في المهذب 1/ 112: روى أن عثمان (ر) خطب وأوجز فقيل له: لو كنت تنفست، فقالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: قصر خطبة الرجل: مئنة من فقهة. (¬54) الصحاح (نفس). (¬55) الصحاح (وسع). (¬56) ع: أنه لخليق. والمثبت من خ والفائق 1/ 63 والنقل عنه. (¬57) من غير نسبة في الفائق واللسان (أنن 155) ورواية اللسان (المئنات). (¬58) 1/ 63. (¬59) في الصحاح (مأن). (¬60) ذكر الجوهرى هذا على أن الميم زائدة، وسيأتى له أن الميم أصلّية. (¬61) في غريب الحديث 4/ 61 وعبارته: قال أبو زيد: قوله "مئنة" كقولك: مخلقة لذلك ومجدرة لذلك ومحراة، ونحو ذلك. قال الأصمعى: قد سألنى شعبة عن هذا، فقلت: "مئنة" هى علامة لذاك خليق لذاك. قال أبو عبيد: يعنى أن هذا مما يعرف به فقه الرَّجل ويستدل به عليه، وكذلك كلّ شيىء دلك على شىء فهو مئنة له. (¬62) الأزهرى في تهذيب اللغة 15/ 102.

عُبَيْدٍ: الْمِيمُ فِيهِ أصْلِيَّةٌ (¬63)، وَهِىَ مِيمُ "مَفْعِلَة" فَإِنَّ كَانَ كَذَلِكَ، فَلَيْسَ هُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ (¬64). وَقَالَ الْأصْمَعِىُّ: أَيْ عَلَامَةٌ لِذَلِكَ، وَخَلِيقٌ لِذَلِكَ (¬65). وَكَانَ أبُو زَيْدٍ يَقُولُ: "مَئِتَّةٌ" بِالتَّاءِ، وَهِىَ "مَفْعِلَة" مِنْ أّنَّهُ يَؤُتُّهُ أَتًّا: إِذَا غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ (¬66). قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: وَحَقُّهُ عِنْدِى: أَنْ يَكُونَ "مَئِينَةً" مِثَالَ (¬67) فَعِيلَةٍ (¬68)؛ لأنَّ الْمِيمَ أَصْلِيَّةْ. فِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ: "وَمن اسْتَغْنَى اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ" (¬69) مَعْنَاهُ: طَرَحُهُ وَرَمَى بِهِ، كَمَا أنَّ مَنْ اسْتَغْنَى عَن الشَّيْىءِ لَمْ يلْتَفِتْ إِلَيْهِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْمُجَازَاةُ، مِنْ قَوْلِهِ [تَعَالَى] (¬70): {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (¬71). قَوْلُهُ (¬72): {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} (¬73) قَالَ فِي التَّفْسِيرِ: قَدْ خَسِرَ مَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ، وَنَسَبَ إِلَيْهِ الْبَاطِلَ. * * * ¬

_ (¬63) هذا النقد متجه إلى أبي عبيد حيث استشهد ببيت المرار الفقعسى: فَتَهَامَسُوا شَيْئًا فَقَالْوا عَرَّسُوا ... مِنْ غَيْرِ تَمْئِنَةٍ لِغَيْرِ مُعَرَّسِ فقال الأزهرى: احتجاجه بالبيت غلط؛ لأنّ الميم في التمئنة أصلّية. والذى رواه في تفسير الحرف صحيح. (¬64) أنظر تهذيب اللغة 15/ 102 والغريبين 1/ 102 واللسان (أنن 155 ومأن 4123) والنهاية 4/ 290. (¬65) أنظر تعليق 7 من هذه الصفحة. (¬66) الصحاح (مأن). (¬67) ع: على مثل. (¬68) عبارته: أن يقال "مئينة" مثال معينة على فعيلة. وفي ع: مئنة مثل فعلة: تحريف والمثبت من خ والصحاح. (¬69) نص الحديث: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فالجمعة حق عليه إِلا عبد أو صبى أو مريض، فمن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غنى حميد" غريب الخطابي 1/ 301 والفائق 3/ 78 والنهاية 3/ 391 وغريب ابن الجوزى 2/ 165. (¬70) ساقط من ع وخ. (¬71) سورة التوبة آية 67. وانظر المراجع السابقة في تعليق 14. (¬72) في المهذب 1/ 113 عن عمر (ر) وصلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى. (¬73) سورة طه آية 61.

ومن باب هيئة الجمعة والتكبير

وَمِنْ بَابِ هَيْئَةِ الْجُمُعَةِ وَالتَّكْبِيرِ قَوْلُهُ (¬1): "غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ" قَالَ أَصْحَابُنَا: هُوَ وُجُوبُ اسْتِحْبَاب، لَا وُجُوبُ إِلْزَامٍ. قَالَ صَاحِبُ الشَّامِلِ (¬2): الْخَبَرُ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ مَعْنَى "وَاجبٌ" رَاتِبٌ، وَالرَّاتِبُ: هُوَ الدَّائِمُ (¬3). قَوْلُهُ (¬4): "فَبِهَا وَنِعْمَتْ" أَيْ: فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ. وَنِعْمَت الْخَلَّةُ وَالْخَصْلَةُ هِىَ، فَحَذَفَ (¬5) قَالَ (¬6) فِي الْفَائِقِ (¬7): الْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمَر، أَيْ فَبِهَذِهِ الْخَصْلَةِ (¬8) أوْ الْفَعْلَةِ. يَعْنى: بِالْوُضُوء (¬9) يُنَالُ الْفَضْلُ. وَقَالَ فِي الشَّامِلِ (¬10): "فَبِها" يَعْنى: بِالْفَرِيضَةِ أَخَذَ، وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬11): سَمِعْتُ الْفَقِيهَ أَبَا حَامِدٍ الشَّارَكِىَّ (¬12) ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 113: فإن اغتسل قبل طلوع الفجر لم يجزه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "غسل يوم الجمعة واجب على كلّ محتلم". (¬2) (¬3) قال ابن الأثير: قال الخطابى: معناه: وجوب الاختيار والاستحباب دون وجوب الفرض واللزوم، وإنما شبهه بالواجب تأكيدًا، كما يقول الرجل لصاحبه: حقك على واجب. وكان الحسن يراه لازما، وحكى ذلك عن مالك. يقال: وجب الشيء يجب وجوبا: إذا ثبت ولزم. والواجب والفرض عند الشافعى سواء، وهو كل ما يعاقب على تركه، وفرق بينهما أبو حنيفة، فالفرض عنده آكد من الواجب النهاية 5/ 152 وانظر معالم السنن 1/ 243 والأم 1/ 135. (¬4) من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة: "من توضأ فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل" المهذب 1/ 113 والموطأ 47 وصحيح الترمذى 2/ 282 وسنن ابن ماجة 1/ 347 والنسائى 3/ 94. (¬5) الغريبين 1/ 240 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 18. (¬6) ع: وقال. (¬7) 4/ 3. (¬8) ع: والفعلة والمثبت من خ والفائق. (¬9) ع، خ: الوضوء. والمثبت من الفائق. (¬10) ........................... (¬11) في الغريبين 1/ 240. (¬12) بفتح الراء نسبة إلى شارك بليدة من =

يَقُولُ: أرَادَ: فَبِالرُّخْصَةِ أَخَذَ، وَذَلِكَ أنَّ السُّنَّةَ: اْلغُسْلُ فِي يَوْم الْجُمُعَةِ، فَأَضْمَرَ (¬13). قَالَ أبُوَ عَلىّ اْلقَالِىُّ (¬14): وَلَا يَجُوزُ "وَنِعْمَهْ" بِالْهَاءِ؛ لِأنَّ مَجْرَى التَّاءِ فِيهَا مَجْرَى التَّاءِ فِي قَامَتْ وَقَعَدَتْ (¬15). قَوْلُهُ: "وَاسْتَنَّ" (¬16) أَيْ: اسْتَاكَ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِنَ السُّنَّةِ، أَو افْتَعَلَ مِنَ السِّنِّ، أَيْ: نَظَّفَ سِنَّهُ وَنَقَّاهَا بِالسِّوَاكِ (¬17). قَوْلُهُ: "يَعْتَمُّ وَيَرْتَدِى بِبُرْدٍ" (¬18) الْبُرْدً عِنْدَ الْعَرَبِ: مَا كَانَ مِنَ الثِّيَابِ فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، وَسِوَى ذَلِكَ مِنْ (¬19) كُلِّ الْأَلْوَانِ، يُؤْتَى بِهَا مِنَ الْيَمَنِ (¬20). قَوْلُهُ (¬21): "مَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأُوَلى" (¬22) وَحَقِيقَةُ الرَّوَاحَ: بَعْدَ الزَّوَالِ، وَالْغُدُوِّ: قَبْلَهُ. وَأَرَادَ (¬23) بِالرَّوَاحِ هُنَا: الْمُضىَّ إِلَى الْجَامِعِ. وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أَحَدُهُمَا فِي مَوْضِعِ الآخَرِ مَجَازًا. مِنَ الشَّامِلِ (¬24). وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬25): أَرَادَ: خَفَّ إِلَيْهَا وَأَسْرَعَ، وَلَمْ يُرِدْ آخِرَ النَّهَارِ. وَيُقَالُ: تَرَوَّحَ الْقَوْمُ وَرَاحُوا: إِذَا ذَهَبُوا أَىَّ وَقْتٍ شَاءُوا (¬26). قَوْلُهُ: "فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً" أَيْ: تَصَدَّقَ، وَالْقُرْبَانُ: الصَّدَقَةُ. وَكَذَلِكَ الْقرْبَة (¬27)، وَهُوَ الْعَمَلُ الَّذِى يُتَقَرَّبُ (¬28) (بِهِ) (¬29) إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَإِلَى الْجَنَّةِ (¬30). وَالْبَدَنَةُ: النَّاقَةُ الْفَتِيَّةُ السَّمِينَةُ، وَجَمْعُهَا: بُدْنٌ (¬31)، يُقَالُ: بَدَنَ الرَّجُلُ إِذَا سَمِنَ (¬32). وَالسَّاعَةُ الأُولَى (¬33) وَالثَّانِيَةُ لَيْسَ مِن اعْتِبَارِ سَاعَاتِ الْيَوْمِ، بَلْ مَنْ تَقَدَّمَ عَلَى صَاحِبِهِ صَاحِبِهِ حَازَ الْفَضْلَ بِذَلِكَ (¬34)، ذَكَرَهُ الطُّوَيْرِىُّ. قَوْلُهُ: "وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ" (¬35) قَدْ ذُكِرَتْ فِيَما تَقَدَّمَ. وَالْوَقَارُ: هُوَ الحِلْمُ وَالرَّزَانَةُ، وَقَدَّ وَقَرَ الرَّجُلُ يَقِرُ وَقَارًا وَقِرَةً فَهُوَ وَقُورٌ، قَالَ الرَّاجِزُ (¬36). بِكُلِّ أَخْلَاقِ الرِّجَالِ قَدْ مَهَرْ ... ثَبْتٍ إِذَا مَا صِيحَ بِالْقَوْمِ وَقَرْ وَالتَّوْقِيرُ: التَّعْظِيمُ وَالتَّرْزِينُ. قَوْلُهُ (¬37): "غَسلَ وَاغْتَسَلَ" يُرْوَى مُخَفَّفًا وَمُشَدَّدًا، فَمَنْ خَفَّفَ قِيلَ: أَرَادَ: غَسَلَ رَأْسَهُ وَاغْتَسَلَ ¬

_ = نواحى بلخ. وانظر اللباب لابن الأثير 2/ 4، ومعجم البلدان 3/ 232. (¬13) سئل عنه الأصمعى فقال: أظنه يريد: فبالسُّنَّة أخذ، وأضمر ذلك إن شاء الله. الفائق 4/ 3. (¬14) في الأمالى 2/ 320. (¬15) وكذا ذكره ابن الأنبارى في الزاهر 2/ 318. (¬16) في المهذب 1/ 113: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أغتسل يوم الجمعة واستن ومس من طيب إن كان عنده ولبس أحسن ثيابه. . . إلخ. (¬17) في النهاية 2/ 411: الاستنان: استعمال السواك وهو افتعال من الأسنان أى: يمره عليها. (¬18) في المهذب 1/ 113: والأفضل (للإمام) أن يعتم ويرتدى ببرد؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك. (¬19) ع: وسواء في ذلك. . . إلخ. (¬20) شرح كفاية المتحفظ 566 والنهاية 1/ 166 واللسان (برد 250). (¬21) قوله: ليس في ع. (¬22) من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجناية ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة. . . إلخ الحديث. المهذب 1/ 114. (¬23) ع: أراد. (¬24) ............................... (¬25) في الغريبين 1/ 424. (¬26) تهذيب اللغة 5/ 221، 222. (¬27) ع: وكذا الفدية. تحريف. (¬28) خ: يقرب. (¬29) به: ساقط من خ. (¬30) تفسير غريب القرآن 142 ومعانى الزجاج 1/ 181. (¬31) في الصحاح: والبدنة: ناقة أو بقرة تنحر بمكة، سميت بذلك؛ لأنهم كانوا يسمنونها والجمع: بدن بالضم مثل ثَمَرَة وثُمُر. وفي المصباح: وبدن أيضا بضمتين وإسكان الدال تخفيف، وكأن البدن جمع بدين تقديرًا مثل نذير ونذر. (¬32) الجوهرى: تقول منه: بدن الرجل بالفتح يبدن بدنا: إذا ضخم. وكذلك بدن بالضم يبدن بدانة فهو بادن. الصحاح (بدن). (¬33) خ: الأولة: تحريف. (¬34) ع: كذلك. (¬35) في المهذب 1/ 114: ويستحب أن يمشى إليها وعليه السكينة. (¬36) العجاج ديوانه 33 وروايته (بكل أخلاق الشجاع قد مهر) ورواية الصحاح كما في النص ونقل عنه. (¬37) في المهذب 1/ 114 عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة أجر عمل سنة صيامها وقيامها" والحديث في صحيع الترمذى 2/ 281 وسنن ابن ماجة 1/ 346 والنسائى 3/ 95.

فِي سَائِرِ بَدَنِهِ، وَخَصَّ الرَّأَسَ بِذَلِكَ؛ لِمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنَ الشَّعُورِ وَمُعَانَاتِهِمْ لَهَا. وَمَنْ شَدَّدَ قِيلَ: الْمَعْنَى: جَامَع وَأَوجَبَ الْغُسْلَ عَلَى غَيْرِهِ وَاغْتَسَلَ هُوَ (¬38). قَالَ فِي الْفَائِقِ (¬39): يُقَالُ: غَسَّلَ الْمَرْأة وَغَسَلَهَا: إِذَا جَامَعَهَا، وَمِنْهُ: فَحْلٌ غُسَلَةٌ (¬40) أَيْ: جَامَعَ مَخَافَةَ أَنْ يَرَى فِي طَرِيقِهِ مَا يُحَرِّكُ مِنْهُ (¬41)، وَغَسَلَ بالتَّشْدِيدِ (¬42) بِالتَّثْلِيْثِ. وَقِيلَ اغْتَسَلَ بَعْدَ الْجِمَاعِ غُسْلَ الْجُمُعَةِ. وَقِيلَ: غَسَّلَ (¬43): أيْ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَأكْمَلَهُ، ثُمَّ اغْتَسَلَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلصَّلَاةِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى وَاحِدٌ، وَغَايرَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ، كَمَا قَالَ: "بَكَّرَ وَابْتَكَر وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ" (¬44). وَيُرْوَى (¬45) "عَسَّلَ" مُشَدَّدًا بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، أَيْ: ذَاقَ الْعُسَيْلَةَ، وَهِى: الجِمَاعُ (¬46). قَوْلُهُ: "بَكَّرَ وَابْتَكَرَ" جَاءَ فِي أَوَّلِ الْيَوْم، مِنْ قَوْلِهِمْ: بُكْرَةٌ وَغُدْوَةٌ. يُقَالُ: بَكَّرَ تَبْكِيرَ الْغُرَابِ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَيْقِظُ أَوَّلَ النَّهَارِ "وَابتكَرَ" قِيلَ مَعْنَاهُ: أَخَذَ أَوَّلَ الثَّوَابِ، وَسَبَقَ إِلَيْهِ، مَأَخُوذٌ مِنْ بَاكُورَةِ الْفَاكِهَةِ وَهِىَ أَوَّلُ مَا يَنْبُعُ مِنْهَا، يُقَالُ: ابْتَكَرَ إِذَا جَنَى الْبَاكُورَةَ (¬47). وَيُقَالُ: بَل الْمَعْنَى وَاحِدٌ فِي اْلإبْكَارِ إِلَى الْجُمُعَةِ، جَاءَ بِلَفْظَيْنِ مُتَغَايِرَيْنِ، وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ (¬48). قَالَ اْلأزهَرِىُّ (¬49): بَكَرَ يُشَدَّدُ وَيُخَفَّفُ، فَمَنْ خَفَّفَ فَمَعْنَاهُ: خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بَاكِرًا، وَمَنْ شَدَّدَ: فَمَعْنَاهُ: أَسْرَعَ إِلِى الصَّلَاةِ وَبَادَرَ إِلَيْهَا. وَقَالَ فِي الشَّامِلِ (¬50) فِي ابتكَرَ تَأْوِيلَان: أَحَدُهُمَا: حَضَرَ أَوَّلَ الْخُطْبَةِ، مُشْتَقٌ مِنْ بَاكُورَةِ الثَّمَرَةِ، يُرَادُ أَوَّلُهَا. وَالثَّانِى: أَنَّهُ ابْتَكَرَ الْعِبَادَةَ مَعَ بُكُورِهِ فِيهِ. قَوْلُهُ: "لَا يُشَبِّكْ أَصَابِعَهُ" (¬51) أَيْ: يُدْخِلْ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ؛ لأنَّهُ يَلْهُو بِذَلِكَ، وَيَشْتَغِلُ عَنْ ذِكْرِ اللهِ. قَوْلُهُ: "السُّبْحَةُ" (¬52) هِىَ النَّافِلَةُ، يُقَالُ: قَضَى فُلَانٌ سُبْحَتَهُ، أَيْ: نَافِلَتَهُ الرَّاتِبَةَ (¬53). قَوْلُهُ: "أنْصَتَ" (¬54) الإِنْصَاتُ: السُّكُوتُ مَعَ الاسْتِمَاعِ، يُقَالُ: نَصَتَ وَأَنْصَتَ بِمَعْنَى وَاحِدٍ (¬55). قَوْلُهُ (¬56): "لَمْ تَشْهَدْ مَعَنَا الْجُمُعَةَ" أَيْ: لَمْ تَحْضُرْ. وَالشُّهُودُ: الْحُضُورُ، يُقَالُ: شَهِدَهُ ¬

_ (¬38) غريب الخطابى 1/ 330 والنهاية 3/ 367. (¬39) 3/ 66. (¬40) ع: ومنه غسل: تحريف والمثبت من خ والفائق. (¬41) ع: أو والمثبت من ح والفائق. (¬42) في الفائق: بالغ في غسل الأعضاء على الإسباغ والتثليث. (¬43) خ: اغتسل. (¬44) قال الخطابى: وقال الأثرم: هما لفظان بمعنى واحد كررا للتأكيد ألَّا تراه يقول في هذا الحديث "ومشى ولم يركب" وفي خبر آخر: "واسمع وأنصت" وهذا كله واحد. غريب الحديث 1/ 330 وانظر النهاية 3/ 367 وتهذيب اللغة 8/ 35. (¬45) ع: وروى. (¬46) قال القلعى في اللفظ المستغرب 56: ورواه بعض الفقهاء: بالعين المهملة وأراد به الجماع شبه لذته بلذة العسل وليس بمشهور. (¬47) الغريبين 1/ 201 وغريب الخطابى 1/ 330 والفائق 3/ 67. (¬48) ع - في، قال ابن الأنبارى: والذى نذهب إليه في تكرير هاتين اللفظتين: أن المراد منه المبالغة والزيادة في التوكيد؛ لأنّ العرب إذا بالغت اشتقت من اللفظة الأولى لفظة على غير بنائها، ثم أتبعوها إعرابها، فيقولون: جاد مجد، وليل لائل وفي الغريبين 1/ 201 ويؤيد صحة هذا المذهب أن بكر وبكر وابتكر وأبكر بمعنى واحد وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 8 وشرح القصائد السبع 250 والنهاية 1/ 148 وتهذيب اللغة 10/ 226. (¬49) في تهذيب اللغة 10/ 226. (¬50) ......................... (¬51) في المهذب 1/ 114: ولا يشبك بين أصابعه. (¬52) في المهذب 1/ 115: روى عن ثعلبة بن أبي مالك قال: قعود الإمام يقطع السبحة وكلامه يقطع الكلام. (¬53) الصحاح (سبح). (¬54) في المهذب 1/ 115: وإذا بدأ بالخطبة أنصت. (¬55) في المصباح (نصت). (¬56) في المهذب 1/ 115: دخل ابن مسعود (ر) والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فجلس إلى أبي، فسأله عن شيىء فلم يرد عليه، فسكت حتى صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما منعك أن ترد على فقال: إنك لم تشهد معنا الجمعة قال: ولم قال: لأنك تكلمت والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب. . . إلخ.

شُهُودًا، أَيْ: حَضَرَهُ فَهُوَ شَاهِدٌ. وَقَوْمٌ شُهُودٌ، أَيْ: حُضُورٌ (¬57). وَشَهِدَ الجِنَازَةَ: حَضَرَ دَفْنَهَا. جَعَلَ تَبْطِيلَ الْجُمُعَةِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ (¬58) لَمْ يَحْضُرْهَا. قَوْلُهُ: "مُلَفَّقَةٌ" (¬59) مَأْخُوذٌ مِنَ لَفَقْتُ إِحْدَى الشُّقَّتَيْنِ بِاْلأُخْرَى: إِذَا جَمَعْتَ بَيْنَهُمَا بِالْخِيَاطَةِ (¬60). قَوْلُهُ: "افْتِيَاتًا عَلَيْهِ" (¬61) الافْتِيَاتُ: افْتِعَالٌ مِنَ الْفَوْتِ، وَهُوَ السَّبْقُ إِلِى الشَّيْىءِ دُونَ ائْتِمَارِ مَنْ يُؤْتَمَرُ (¬62)، يُقَالُ: افْتَاتَ عَلَيْهِ بِأَمْرِ كَذَا، فَاتَهُ بِهِ (¬63). "بَغْدَادَ" (¬64) فِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: بَغْدَادُ- بِدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ؛ وَبغْدَانُ- بِدَالٍ مُهْمَلَةٍ (¬65) وَنُونٍ، وَبَغْدَاذُ بِدَالٍ وَذَالٍ (¬66). (وَزَادَ اْلقَالِىُّ (¬67) لُغَة رَابِعَةً: مَغْدَانَ- بِدَالٍ وَنُونٍ) (¬68) فَالَ اْلأَصْمَعِىُّ: "بَغْ" اسْمُ صَنَمٍ، وَ "دَاذْ" عَطِيِّةٌ بالْفَارِسِيَّةِ، أَيْ: عَطِيِّةٌ الصَّنَمِ، فَلِذَلِكَ نَاقَضُوهَا، فَقَالُوا: مَدِينَةُ السَّلَام؛ لأنَّ السَّلَامَ: اسْمُ اللهِ (¬69). وَقِيلَ: "اْلبَاغْ" اْلبُسْتَانُ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَ "دَاذْ" اسْم رَجُلٍ بِالْعَجَمِيَّةِ، سُمِّىَ بِهِ الْبَلَدُ. قَالَ (¬70): فَقَيِّمُ الْبَاغِ يُهْدِى لِمَالِكِهِ ... بِرَسْمِ خِدْمَتِهِ مِنْ بَاغِهِ التُّحَفَا * * * ¬

_ (¬57) عن الصحاح (شهد). (¬58) ع: ما لم. (¬59) في المهذب 1/ 116 الجمعة صلاة كاملة فلا تدرك إِلا بركعة كاملة وهذه ركعة ملفقة. (¬60) الصحاح والمصباح (لفق) والمحكم 6/ 257. (¬61) في المهذب 1/ 117 والسنة أن لا تقام الجمعة بغير إذن السلطان، فإن فيه افتياتا عليه. (¬62) ع: من يؤمر تحريف. (¬63) عبارة المصباح: افتات فلان افتياتا: إذا سبق بفعل شيىء واستبد برأيه ولم يؤامر فيه من هو أحق منه بالأمر فيه. وفلان لا يفتات عليه، أى: لا يفعل شيىء دون أمره. (¬64) في المهذب 1/ 117: في إقامة الجمعة في أكثر من موضع في البلد الواحد: قال: "واختلف أصحابنا في بغداد". (¬65) مهملة: ليست في خ. (¬66) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬67) في الأمالى 2/ 266. (¬68) فيها لغات تربو على السبع ذكرها صاحب لغات مختصر ابن الحاحب ورقة 13 وياقوت في معجم البلدان وقال ابن الأنبارى بغداذ أشذ اللغات وأقلها، وينفر البصريون منها لأنه ليس في كلامهم ذال بعد دال وانظر الزاهر 2/ 398 - 400، وجمهرة اللغة 3/ 304 والتنبيهات 184 والمعرب 73 ودرة الغواص 45 والصحاح (بغدذ) واللسان (بغدد وبغدذ 319). (¬69) الزاهر 1/ 391 والمعرب 74 ومعجم البلدان. (¬70) على بن محمّد البستى ذكره الثعالبى في فقه اللغة 13، 14.

ومن باب صلاة العيدين

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ العِيدَيْنِ الْعِيدُ أصْلُهُ: ومنْ عَوْدِ الْمَسَرَّةِ وَرُجُوعِهَا، وَيَاؤْهُ مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، وَجَمْعُهُ: أعْيَادٌ، وَإِنَّمَا جُمِعَ بِالْيَاءِ وَأصْلُهُ الْوَاوُ، لِلُزُومِهَا فِي الْوَاحِدِ (¬1). وَقِيلَ: لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أعْوادِ الْخَشَبِ (¬2). "شِعَارٌ" (¬3) أَيْ (¬4) عَلَامَةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ. قَولهُ: "تَهَاوُنًا بالشَّرْعِ" (¬5) أَيْ: اسْتِخْفَافًا وَاسْتِحْقَارًا (¬6)، يُقَالُ: اسْتَهَانَ بِهِ وَتَهَاوَنَ بِهِ، أَيْ: اسْتَحْقَرَهُ وَأهَانَهُ: اسْتَخَفَّ (¬7) بِهِ. وَالاسْمُ: الْهَوَانُ (¬8). ¬

_ (¬1) ع: للواحد والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬2) الصحاح والمصباح (عود). (¬3) صلاة العيد ين من شعائر الإسلام. المهذب 1/ 118. (¬4) أى: ليس في ع. (¬5) خ: تهاون، وفي المهذب 1/ 118: لأن في تركها تهاونًا بالشرع يعنى صلاة العيدين. (¬6) خ: استخفاف واستحقار. (¬7) ع: واستخف تحريف. والمثبت من خ والصحاح (هون) والنقل عنه. (¬8) والنهاية كما في الصحاح.

قَوْلُهُ: "حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ" (¬9) أَيْ: قَدْرَ رُمْحٍ (¬10)، فِي رَأْىِ الْعَيْن. وَأصْلُهُ "قِوْدَ" وَهُوَ مُشْتَقٌ مِنَ الْقَوَدِ (¬11)؛ لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْمُمَاثَلَةِ وَالْمُقَايَسَةِ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُمْ: قِيسَ رُمْحٍ، وَانْتِصَابُهُ (¬12) عَلَى أنَّهُ صِفَةُ مَصْدَرٍ مَحْذَوْفٍ تَقْدِيرُهُ: ارْتَفَعَتْ ارْتِفَاعًا. ذَكَرَهُ فِي الْفَائِقِ (¬13). قَوْلُهُ: "بِضَعَفَةِ النَّاسِ" (¬14) هُوَ جَمعُ ضَعِيفٍ، مِثْلُ: كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ، جَاءَ نَادِرًا، وَقِيَاسُهُ: ضُعَفَاءُ (¬15)، يُقَالُ: قَوْمٌ ضِعَافٌ وَضُعَفَاءُ وَضَعَفَةٌ. قَوْلُهُ: (نَسِيكَتِهِ) (¬16) أَيْ: ذَبِيحَتِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {أوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (¬17) وَهُوَ جَمْعُ نَسِيكَةٍ، يُقَالُ: نَسَكَ للهِ يَنْسُكُ. وَاْلمَنْسِكُ وَالْمَنسَكُ (¬18): الْمَوْضِعُ الَّذِى تُذْبَحُ فِيهِ النَّسَائِكُ. قَوْلُهُ: "بُرْدٌ حِبَرَة" (¬19) الْحِبَرَةُ مِنَ الْبُرْودِ: مَا كَان مَوْشِيًّا (¬20) مُخَططًا، مِنْ حَبَّرْتُ الشَّيْىءَ، أَيْ: (¬21) حَسَّنْتُهُ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ (¬22) قَالَ: (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ نَبِىَّ اللهِ يَسْمَعُ قِرَاءَتِى لَحَبَّرْتُهَا) يُرِيدُ: تَحْسِينَ الصَّوْتِ وَتَحْزِيْنَهُ (¬23). قَوْلُهُ: (ذَوَاتُ الْهَيْئَاتِ) (¬24) هُوَ مِنْ تَهَيَّأ: إذَا أَخَذَ فِي أَمْرٍ. وَمَعْنَاهُ: ذَوَاتُ (¬25) التَّحَسُّنِ وَالتَّعَطُّرِ وَالِّلبَاسِ. قَوْلُهُ: (الْعَوَاتِقِ وَذَوَاتِ الْخُدُودِ) هِىَ جَمْعُ عَاتِقٍ، أَيْ: شَابَّةٍ أَوَّلَ مَا أَدْرَكَتْ فَخُذِّرَتْ فِي بَيْتِ أهْلِهَيه فَلَمْ تَبِنْ إِلَى زَوْجٍ. قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬26) قَالَ أَبُو نَصرٍ أحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ (¬27): وَلَمْ تَبِنْ إِلَى زَوْجٍ: مِنَ الْبَيْنُونَةِ (¬28) وَمَعْنَى خُدِّرَتْ، أَيْ: حُجِبَتْ (¬29) مِنَ الْعُيُونِ فِي الْخِدْرِ، وَهُوَ السَّتْرُ، وَجَمْعُهُ: خُدُورٌ. قَوْلُهُ: (الشُّهْرَةُ مِنَ الثِّيَابِ) (¬30) أَصْلُهُ: وُضُوحُ الْأمْرِ، يُقَالُ مِنْهُ (¬31) شَهَرْتُ الْأمْرَ أشْهَرُهُ شَهْرًا وَشُهْرَةً فَاشْتَهَرَ (¬32)، وَأَرادَ هَا هُنَا: أَنْ يَلْبَسَ مَا يُشْهَرُ بِهِ، وَيُعْرَفُ مِنْ بَيْنِ النَّاس، مِنْ لِبَاسٍ جَيِّدٍ أَوْ رَدِىءٍ حَتَّى يُشَارَ إِلَيْهِ، فيقَالُ: هُوَ ذَاكَ. ¬

_ (¬9) خ: إذا طلعت الشس قيد رمح وفي المهذب 1/ 118: والأفضل أن يؤخرها حتى ترتفع الشمس قيد رمح. (¬10) أى قدر رمح: ساقط من ع. (¬11) وهو القصاص كما في الفائق 1/ 68 والنقل عنه. (¬12) ع: ونصبه. والمثبت من خ والفائق. (¬13) 1/ 68. وانظر تهذيب اللغة 9/ 247 وجمهرة اللغة 2/ 296 وديوان الأدب 3/ 324، 333، 334 والمنقوص والممدود 36 والنهاية 4/ 131. (¬14) في المهذب 1/ 118: روى أن عليا (ر) استخلف أبا مسعود (ر) ليصلي بضعفة الناس في المسجد. (¬15) قال الفيومى: ولوحظ في ضعف معنى فاعل فجمع على ضعاف وضعفة مثل كافر وكفرة. المصباح (ضعف) وانظر المحكم 1/ 255 والصحاح (ضعف). (¬16) خ: من نسيكته: في المهذب 1/ 119: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ويوم النحر لا يأكل حتى يرجع فيأكل من لحم نسيكته. (¬17) سورة البقرة آية 196 وانظر مجاز القرآن 1/ 70 ومعانى الزجاج 1/ 189. (¬18) والمنسك: ساقط من ع. والمثبت من خ والصحاح (نسك). (¬19) خ: عليه برد حبرة. وفي المهذب 1/ 119 روى ابن عباس (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس في العيدين برد حبرة. والحبرة وزان عنبة كما في الصحاح والمصباح (حبر) والنهاية 1/ 328 ويجوز برد حبرة على الوصف، وبرد حبرة على الإضافة. (¬20) ع: موشى. والمثبت من خ: النهاية. (¬21) غرب الحديث للخطابى 2/ 432. (¬22) قال الخطابى: في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع صوت الأشعرى وهو يقرأ، فقال: لقد أوتى هذا من مزامير آل داود. قال بريدة: فحدثته بذلك، فقال: لو علمت أن نبى الله - صلى الله عليه وسلم - استمع لقراءتى لحبرتها. غريب الحديث 1/ 318. (¬23) السابق 1/ 319. (¬24) في المهذب 1/ 119: ويستحب أن يحضر النساء غير ذوات الهيئات؛ لما روت أم عطية، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج العواتق وذوات الخدور والحيض في العيد. . . إلخ. (¬25) ع: فات. (¬26) في الصحاح (عتق). (¬27) صاحب الأصمعى وروايته ت 231 هـ ترجمته في إنباه الرواة 1/ 36 والمزهر 2/ 408. (¬28) ذكره فى الصحاح (عتق). (¬29) ع: تحجبت. (¬30) في المهذب 1/ 119 وإذا أردن الحضور تنظفن بالماء ولا يتطيبن ولا يلبسن الشهرة من الثياب. (¬31) ع: منها. (¬32) الصحاح (شهر).

قَوْلُهُ (¬33): (وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ. أَيْ: غَيْرَ عَطِرَاتٍ (¬34)) أَيْ: لِيَتْرُكْنَ الطِّيبَ، فَيَكُنَّ بِمَنْزِلَةِ التَّفِلَاتِ، وَهُنَّ الْمُنْتِنَاتُ، وَالتَّفَلُ: أَلَّا يَتَطَيَّب (¬35) فَيَوجَدَ مِنْهُ (¬36) رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ، مِنْ تَفَلَ الشَّيْىءَ مِنْ فِيهِ: إِذَا رَمَى بِهِ مُتَكَرِّهًا لَهُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬37): . . . . . . . . . . . . ... مَتَى يَحْسُ مِنْهُ ذَائِقُ (¬38) الْقَوْم يَتْفُلِ يُقَالُ: امْرَأةٌ تَفِلَةٌ وَمْتِفَالٌ (¬39). وَفِى حَدِيثِ عَلىٍّ - رَضىَ الله عَنْهُ - (¬40): "قُمْ مِنَ الشَّمْسِ فَإنَّهَا تَتْفُلُ الرِّيحَ" (¬41). قَوْلُهُ: (الصَّلَاةَ جَامِعَةً) (¬42) نَصبَ الصَّلَاةَ بِإِضْمَارِ فِعْل، أَيْ: احْضُرُوا الصَّلَاةَ. وَجَامِعَةً: نُصبَ عَلَى الْحَالِ. قَوْلُهُ: (التَّكْبِيرُ الْمُطْلَقُ وَالْمُقَيِّدُ) (¬43): مَا كَانَ خَلْفَ الصَّلَوَاتِ؛ لأَنَّهُ قُيِّدَ بِهَا، لَا يَكُونُ إِلّا خَلْفَهَا وَالْمُطْلَقُ: مَا سِوَاهُ. (الْكَافَّةُ) (¬44): الْجَمِيعُ مِنَ النَّاس، يُقَالُ: لَقِيْتُهُم كَافَّةً: أَيْ جَمِيعَهُم (¬45). قَوْلُهُ: (أَيَّامِ التَّشْرِيقِ) (¬46) فِي اشْتِقَاقِ تَسْمَيِتِهَا بِذَلَكِ أَوْجُهُ، أَحَدُهَا: لِأنَّهُمْ يُشَرِّقُونَ فِيهَا الَّلحْمَ بِمَعْنَى (أنَّهُمْ) (¬47) يُشَمِّسُونَهُ، وقيل: يُشَقِّقُونَهُ وَيُقَدِّدُونَهُ، وَمِنْهُ الشَّاةُ الشُّرْقَاءُ، وَهِىَ: مَشْقُوتَةُ الأُذُنِ طُولًا (¬48) وَقِيلَ: مِنْ قَوْلِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: (أشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ) (¬49)؛ وَقِيلَ: لأنَّ الضَّحَايَا وَالْهَدْىَ يُذْبَحُ فِيهَا عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ، وَهُوَ طُلُوعُهَا (¬50). ¬

_ (¬33) في المهذب 1/ 119 لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات" أى: غير عطرات. (¬34) خ: متعطرات. (¬35) ع: والتفلات لا تطيب والمثبت من خ والفائق 1/ 151 والنقل عنه. (¬36) ع: منهن. (¬37) ديوانه 515 وصدره: وَمِنْ جَوْفِ مَاءٍ عَرْمَضُ الْحَوْل فَوْقَهُ ... . . . . . . . . . . . . . . . . (¬38) ع: ذوائق: تحريف. (¬39) غريب أبي عبيد 1/ 265. (¬40) خ: كرم الله وجهه. (¬41) النهاية 1/ 191 وغريب ابن الجوزى 1/ 109. والرواية "عن الشمس". (¬42) في المهذب 1/ 120: والسنة أن ينادى لها: الصّلاة جامعة. (¬43) في المهذب 1/ 121: ويسن التكبير المطلق في عيد الفطر وهل يسن التكبير المقيد في أدبار الصلوات؟ فيه وجهان. . . إلخ. (¬44) لم ترد هذه اللفظة في هذا الموضع من المهذب. (¬45) قال الفراء: كافة بالهاء والتوحيد في كل جهة؛ لأنّها وإن كانت على لفظ فاعلة فإنها في مذهب مصدر، ثم الخاصة والعاقبة والعافية. ولذلك لم تدخل فيها العرب الألف واللام؛ لأنها آخر الكلام مع معنى المصدر، وهو مذهب قولك: قامُوا معا وقاموا جميعا. ألَّا ترى أن الألف واللام قد رفضت في قولك: قاموا معا وقاموا جميعا؟ معانى القرآن 1/ 436 والمصباح (كفف). (¬46) في المهذب 1/ 121: كان - صلى الله عليه وسلم - يكبر في دبر كل صلاة بعد صلاة الصبح يوم عرفة إِلَّا بعد صلاة العصر من آخر أيّام التشريق. (¬47) أنهم: ساقط من خ. (¬48) غريب أبي عبيد 2/ 453 وإصلاح المنطق 378 - والفائق 2/ 232 والصحاح (شرق) والنهاية 2/ 464. (¬49) إصلاح المنطق 378 والصحاح (شرق) والنهاية 2/ 264. (¬50) المراجع السابقة في تعليق 48، 49.

ومن باب صلاة الكسوف

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ قَوْلُهُ (¬1): (لَا يُكْسَفَانِ لِمَؤتِ أَحَدٍ) قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ (¬2): كَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ. هَذَا أَجْوَدُ الْكَلَامِ (¬3) وَقَدْ يَجْعَلُ أحَدُهُمَا مَكَانَ الآخَرِ (¬4). وَهُوَ ذَهَابُ ضَوْئِهِمَا وَمَا كَانَ (¬5) يَعْلْوهُمَا مِنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ (¬6). قَالَ شَمِرٌ: الْكُسُوفُ فِي الْوَجْهِ: الصُّفْرَةُ وَالتَّغَيُّرُ. وَرَجُل كَاسِفٌ مَهْمُومٌ: قَدْ تَغَيَّر لَوْنُهُ (¬7). قَوْلُهُ: (آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ) الآيَةُ: الْعَلَامَةُ الدَّالَّةُ عَلَى عَظَمَةِ اللهِ وَمُلْكِهِ، تَكُونُ مَوْعِظَةً وَتَخْوِيفًا وَتَكُونُ (عَلَامَةً) (¬8) وَدَلَالَةً. وَسُمِّيَتِ الآيَةُ مِنَ الْقُرْآنِ، (لأنَّهَا) (¬9) عَلَامَةٌ لِانْقِطَاعَ كَلَامٍ مِنْ كَلَامٍ، قَالَهُ ابْنُ الأنبارِىِّ (¬10). قَوْلُهُ: (حَتَّى تَجَلَّتْ) (¬11) أيْ: انْكَشَفَ (عَنْهَا مَا لَحِقَهَا) (¬12) مِنَ الظُّلْمَةِ. يُقَالُ: جَلَّى (¬13) الشَّيْىءَ: أَيْ (¬14) كَشَفَهُ، وَانْجَلَى عَنْهُ الْهَمُّ، أيْ: انْكَشَفَ (¬15). قَوْلُهُ (¬16): (لِأنَّ سُلْطَانَهُ بَاقٍ) أيْ: قُوَّتُهُ، وَأَصْلُ السُّلْطَانِ: الْحُجَّةُ والْبْرهَانُ وَكُلُّ مَا كَانَ بِحُجَّةٍ فَهُوَ قَوِىٌّ وَمِنْهُ سُمِّىَ الوَالِى (¬17) السُّلْطَانَ؛ لِقُوَّتِهِ وظُهُورِ حُجَّتِهِ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ السَّلِيطِ؛ لإنَارَتِهِ وَظُهُورِهِ واَلاسْتِضَاءَةِ بِهِ (¬18). قَوْلُهُ (¬19): (كَالَّزَلَازِلَ) (¬20) جَمْعُ زَلْزَلَةٍ، وَهِىَ: الْحَرَكَةُ الشَّدِيدَةُ، وَمِنْهُ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} (¬21) وَالزَّلَازِل: الشَّدَائِدُ (¬22). ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 222: صَلَاة الكسوف سنة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله -عز وجل-، فإذا رأيتموهما فقوموا وصلوا. (¬2) يقال: ليس في ع. (¬3) الصحاح (خسف) وتهذيب اللغة 10/ 75 والنهاية 4/ 74 والعباب (خسف). (¬4) تهذيب اللغة 10/ 75 والنهاية 2/ 31 وفرق أبو حاتم بينهما فقال: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف وإذا ذهب كلها فهو الخسوف. العباب والمصباح (خسف). (¬5) كان: ليس في خ. (¬6) خ: أو الحمرة. (¬7) تهذيب اللغة 10/ 75. (¬8) خ: علما. (¬9) خ: لأنه. (¬10) في الزاهر 1/ 172 وانظر مجاز القرآن 1/ 5. (¬11) خ: تجلى وفي المهذب 1/ 122: فإن لم يصل حتى تجلت لم يصل. (¬12) خ: عنه مالحقه. (¬13) ع: جلا والمثبت من خ والصحاح. (¬14) ع: إذا. (¬15) الصحاح (جلو). (¬16) في المهذب 1/ 123: وإن غاب القمر وهو كاسف فإن كان قبل طلوع الفجر صلّى؛ لأن سلطانه باق. (¬17) الوالى: ليس في ع. (¬18) اللسان (سلط 2065) والصحاح والمصباح (سلط). (¬19) في المهذب 1/ 123: ولا تُسَنُّ صلاة الجماعة لآية غير الكسوف كالزلازل وغيرها. (¬20) خ: الزلازل. (¬21) سورة الزلزلة آية 1. (¬22) تفسير غريب القرآن 348 ومعانى القرآن 2/ 336.

ومن باب صلاة الاستسقاء

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ الاسْتِسْقَاءُ (¬1): طَلَبُ السُّقْيَا (¬2)، وَهُوَ: اسْتِفْعَالٌ مِنْ سَقَى (¬3)، يُقَالُ: سَقَيْتُهُ وَاسْقَيْتهُ بِمَعْنىً (¬4)، وَقَدْ جَمَعَهَا لَبِيدٌ فِي قَوْلِهِ (¬5): سَقَى قَوْمِى بَنِى مَجْدٍ وَأَسْقَى ... نُمَيْرًا وَالْقَبَائِلَ مِنْ هِلَالِ وَيُقَالُ: سَقَيْتُهُ لِشَفَتِهِ؛ وَأسْقَيْتُهُ لِمَاشِيَتِهِ وَأرضِهِ، وَالاسْمُ: السِّقْىُ بِالْكَسْرِ (¬6). قَوْلُهُ (¬7): (قُحُوطُ الْمَطَرِ) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬8)، قَحَطَ الْمَطَرُ يَقْحَطُ قُحُوطًا: إِذَا احْتُبِسَ، وَأقْحَطَ الْقَوْمُ: إِذَا أَصَابَهُمُ الْقَحْطُ، وَقُحِطُوا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَالْقَحْطُ: الْجَدْبُ وَالْغَلَاءُ. قَوْلُهُ (¬9): (إِذَا بُخِسَ الْمِكْيَالُ) أَيْ: نُقِصَ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ بَخْسٍ} (¬10) أَيْ: نَاقِصٍ (¬11)، وَقَدْ بَخَسَهُ حَقَّهُ يَبْخَسُهُ بَخْسًا: إِذَا نَقَصَهُ. قَوْلُهُ (¬12): {يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (¬13) قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَيْ (¬14): أَبْعَدَهُمُ اللهُ مِنْ رَحْمَتِهِ. وَالَّلعْنُ: الطردُ وَاْلإِبْعَادُ (¬15) وَكَانَت الْعَرَبُ إِذَا تَمَرَّد الرَّجُلُ: أَبْعَدُوهُ مِنْهُمْا، وَطَرَدُوهُ؛ لِئَلَّا تَلْحَقُهُمْ جَرَائِرُهُ (¬16)، وَالَّلاعِنُونَ: هُمْ دَوَابُّ الْأرْضِ تَلْعَنْهُمْ كَمَا (¬17) ذُكِرَ في الْكِتَابِ (¬18). قَوْلُهُ (¬19): (تَوَسَّلْنَا إِلَيْك بِنَبِيِّنَا) (¬20) أَيْ: تَقَرَّبْنَا وَتَشَفَّعْنَا. وَالْوَسِيلَةُ: الْقُرْبَةُ، فُسِّرَ فِيمَا تَقَدَّمَ (¬21). قَوْلُهُ: فِي الْحَدِيثِ (¬22): (وَعِبَادُ اللهِ رُكَّعٌ) وَرُوِىَ: (شُيُوخٌ) أَيْ: مُنْحَنُون (¬23). وَالرُّكُوعُ: ¬

_ (¬1) ع: هى طلب السقيا. (¬2) خ: الاستسقاء: طلب السقى. (¬3) في النهاية 2/ 381 وهو استعمال من طلب السقيا. (¬4) الكتاب 4/ 59 والخصائص 1/ 370: فعلت: أفعلت للزجاج 50 والمحكم 6/ 301. (¬5) في ديوانه 111: الخصائص: وفعلت وأفعلت، والصحاح (سقى). (¬6) عن الصحاح (سقى). (¬7) في المهذب 1/ 123: روت عائشة (ر) قالت: شكا الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى. (¬8) في الصحاح (قحط). وانظر تهذيب اللغة 4/ 29 والفائق 3/ 164 والنهاية 4/ 17. (¬9) في المذهب 1/ 123: المظالم والمعاصى تمنع القطر، والدليل عليه ما روى أبو وائل عن عبد الله أنه قال: إذا بخس المكيال القطر. (¬10) سورة يوسف آية 20. (¬11) أبو عبيدة: أى: باعوه. بخس: أى نقصان ناقص منقوص، يقال: بخسنى حقى، أى: نقصنى وهو: مَصْدَر بَخَسْت، فوصفوا به وقد تفعل العرب ذلك. مجاز القرآن 1/ 304 وانظر معانى القرآن للفراء 2/ 40 وتفسير غريب القرآن 214 والغريبين 1/ 135، 136 وإصلاح المنطق 184، وتهذيب اللغة 7/ 190. (¬12) في المهذب 1/ 123:: قال مجاهد في قوله -عز وجل- {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} قال: دواب الأرض- تلعنهم. (¬13) سورة البقرة آية 159. (¬14) أى: ليست في ع. (¬15) تفسير الطبرى 3/ 253، 254 ومعانى الفراء 1/ 95، 96،: تفسير غريب القرآن 67 ومعانى الزجاج 1/ 218، 219. (¬16) ع: جرائمه. (¬17) كما: ليس في خ. (¬18) يعنى في المهذب انظر تعليق 12. (¬19) من دعاء الاستقساء: اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا إلك بنبينا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا .. المهذب 1/ 123. (¬20) ح: بنبيك - صلى الله عليه وسلم -. والمثبت من ع والمهذب. (¬21) ص 64. (¬22) ويستسقى بالشيوخ والصبيان لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا صبيان رضع وبهائم رتع وعباد الله ركع لصب عليهم العذاب صبا. المهذب 1/ 124. (¬23) خ: أى منحنيين: خطأ.

الانْحِنَاءُ فِي الظَّهْرِ مِنَ الْكِبَرِ. قَوْلُهُ: (مُتَبَذِّلًا) (¬24) عَلَيْهِ ثِيَابُ الْبِذْلَةِ، وَهِىَ: مَا يُمْتَهَنُ مِنَ الثَيَابِ وَيُسْتَعْمَلُ. وَابْتِذَالُ الثَّوْبِ: امْتِهَانُهُ، وَالتَبّذَلُ: تَرْكُ التَّصَاوُنِ (¬25). قَوْلُهُ: (غَيْثًا مُغِيثًا) الْغَيْث: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ المَطَرْ (مُغِيثًا) أَيْ: نَاصِرًا، يُقَالُ: أغَاثَهُ يُغِيثُهُ: إِذَا نَصَرَهُ عَلَى عَدُوِّهِ، وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ (¬27). قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} (¬28)، فَكَأنَّ الْغَيْثَ: الْمُغِيثُ (¬29)؛ لِأنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ الْجَدْبِ وَيُخلِصُ مِنَ الْقَحْطِ. قَوْلُهُ: (هَنِيئًا) هُوَ الطَّيِّبُ الَّذِى لَا تَنْغِيصَ فِيهِ. (مَرِيئًا): الَّذِى تَصْلُحُ عَلَيْهِ الْأجْسَامُ، وَلَا وَبَاءَ فِيهِ مُسَمِّنًا لِلْمَالِ. قَالَ الْأزْهَرِىُّ (29): الْهَنِىءُ وَالْمَرِىءُ: النَّاجِعُ لِلْمَالِ حَتَّى يَسْمُنَ عَلَيْهِ. وَمَرؤ الْمَاءُ: إِذَا كَانَ نَمِيرًا، يُقَالُ: هَنَأنِى الطَّعَامُ وَمَرَأَنِى، فَإذَا لَمْ يُذْكَرْ هَنَأنِى: قُلْتَ: أمْرَأنِى -بِالْهَمْزِ- أَى: انْهَضَمَ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاس عَن ابْنِ الاعْرَابِىِّ: يُقَالُ: هَنَأنِى وَأَهَنَأنِى، وَمَرَأَنِى وَأمْرَأَنِى (¬30). وَلَا يُقَالُ: مَرَيَنِى (¬31). وَقَالَ فِي التَّفْسِيرِ {هَنِيئًا} (¬32) لَا إِثْمَ فِيهِ، وَ {مَرِيئًا} لَا دَاءَ فِيهِ. قَوْلُهُ: (مَرِيعًا) أَيْ: خَصِيبًا، وَالْمَرِيعُ: الْخَصِيبُ. وَقَدْ أمْرَعَ الْوَادِى فَهُوَ مُمْرِعٌ (¬33). وَوُصِفَ بِهِ الْمَطَرُ (¬34)؛ لِأَنَّهُ مِنْهُ يَكُونُ؛ وَالشَّىْءُ يُوصَفُ بِفِعْلِهِ. أَيْ: (مُمْرِعٌ) وَسُمِّىَ (¬35) الْمَطَرُ: الْحَيَا، لإحْيَائِهِ الْأَرْضَ. وَرُوِىَ (مُرْبِعًا) (¬36) بِالْبَاءِ، مِنْ أَربَعَ بِالْمَكَانِ: إِذَا أَقَامَ فِيهِ، وَلَمْ يَحْتَجْ إِلَى نُجْعَةٍ، وَمِنْهُ (ارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ) (¬37) أَيْ: اثْبُتْ وَارْفُقْ. وَيُرْوَى (مُرْتِعًا) (¬38) بِالتَّاءِ، مِنْ (رَتَعَتِ الْمَاشِيَةُ: إِذَا رَعَتْ مَا شَاءَتْ) (¬39) وَمِنْهُ (¬40) قَوْلُهُ تَعَالَى: {نَرْتَعْ وَنَلْعَبْ} (¬41). قَوْلُهُ (¬42): (غَدَقًا) الْغَدَقُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ، يُقَالُ بِفَتْحِ الدَّالِ: نَعْتٌ بِالْمَصْدَرِ، فَلا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. وَقَالَ (¬43) ابْنُ الْأعْرَابِىِّ: الْمَطَرُ الغَدَقُ: الْكِبَارُ الْقَطَرُ، وَالْمُغْدِقُ: مِثْلُهُ (¬44). قَوْلُهُ: (مُجَلِّلًا) قَالَ الْجَوهَرىُّ (¬45): الْمُجَلِّلُ: السَّحَابُ الَّذِى يُجَلِّلُ الْأَرْضَ بالْمَطَر، أَيْ: يَعُمُّ جَمِيعَ الأرْض، وَلَعَلَّهُ مِنْ تَجْلِيلِ الْفَرَسِ، وَهُوَ: إلبَاسُهُ الْجُلّ (¬46). أوْ (¬47) يُجَلّلُ الأرْضَ، أيْ يُغَطِّيهَا بِمَائِهِ أوْ بِنَبَاتِهِ (¬48). ¬

_ (¬24) في المهذب 1/ 124 ويخرج متواضعًا تبذلا. (¬25) عن الصحاح "بذل" والمقصود: ترك الزينة والظهور بهيئة حسنة. أنظر النهاية 3/ 85 والمصباح (بذل). (¬26) في دعاء الاستسقاء "اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا غدقا مجللا طبقا سحا عاما دائما. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. . . إلخ انظر المهذب 1/ 124. (¬27) من الغوث واوى العين، والغيث يائى. وانظر الصحاح والمصباح (غيث، غوث) والفائق 3/ 161 والنهاية 3/ 392، 400 وغريب الخطابى 1/ 439. (¬28) سورة القصص آية 15. (¬29) ع: مغيث. (¬30) في شرح ألفاظ المختصر 48 وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 87 ومعانى القرآن له 2/ 9 واللسان (هنأ 4707)، (مرأ 4166) وإصلاح المنطق 149، 319. (¬31) ولا يقال مرينى: ليس في ع. (¬32) من قوله تعالى {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} النساء آية 4. (¬33) الصحاح (مرع). (¬34) فقيل: غيث مريع وَمِمْراع ومُمْرِع وانظر الصحاح (مرع) واللسان (مرع 4184) وتهذيب اللغة 2/ 394. (¬35) ع: ويسمى. (¬36) الفائق 1/ 341 والنهاية 2/ 193 ومنال الطالب 109. (¬37) المحكم 2/ 102 والصحاح (ربع). (¬38) الرواية في الفائق: مَرِيعًا مُرْتِعًا مُربِعًا، وَكذا في منال الطالب 103. (¬39) ع: أرتعته الماشية: إذا أرتعت ماله ساق تحريف. (¬40) ومنه: ساقط من خ. (¬41) سورة يوسف آية 12. على قراءة من قرأ بالنون: انظر الكشف 2/ 6، 7. (¬42) قوله: ليس في ع. (¬43) خ: قال. (¬44) غريب الخطابى 1/ 441 والمحكم 5/ 229 والفائق 1/ 341 والآية 3/ 345 ومنال الطالب 108 والصحاح والمصباح "غدق". (¬45) الصحاح (جلل). (¬46) عبارة الجوهرى: أى يعم. وتجليل الفرس: الباسه الحل. (¬47) أو مصححة في حاشيته خ بأى: خطأ. (¬48) الفائق 1/ 342.

قَوْلُهُ: (طَبَقًا) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬49): طَبَّقَ الْغَيْمُ تَطْبِيقًا: إِذَا أَصْابَ مَطرهُ جَمِيعَ الْأَرْضِ، وَيُقَالُ: سَحَابَةٌ مُطْبِقَةٌ. وَقَالَ (¬50) الْهَرَوِىُّ (¬51): (طَبَقًا) أَيْ: مَالِئًا لِلْأَرْضِ، يُقَالُ: هَذَا مَطَرٌ طَبَقُ الأرْضِ (¬52): إِذَا طَبَّقَهَا، أَيْ: مَلَأهَا، وَالْغَيْثُ الطَّبَقُ (¬53): هُوَ الْعَامُّ الْوَاسِعُ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْس (¬54): دِيمَةٌ هَطْلَاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقُ الأرْضِ تَحَرِّى (¬55) وَتَدُرُّ قَوْلُهُ: (سَحًّا) أَيْ: صَبًّا. يُقَالُ: سَحَّت السَّمَاءُ تَسُحُّ: إِذَا صَبَّت. قَالَ الْأزْهَرِىُّ (¬56) السَّحُّ الْكَثِيرُ الْمَطَرِ الشَّدِيدُ الْوَاقْعِ (¬57) عَلَى الْأرْض. يُقَالُ: سَحَّ الْمَاءُ يَسُحُّ: إِذَا سَالَ مِنْ فَوْق. وَسَاحَ يَسِيحُ: إِذَا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ (¬58). قَوْلُهُ: (دَائِمًا) مِنْ دَامَ يَدومُ: إِذَا بَقِىَ وَلَمْ يَمْضِ، يُقَالُ: دَامَ الشَّىْءُ يَدومُ وَيَدَامُ دَوْمًا وَدَوَامًا وَدَيْمُومَةً (¬59). قَوْلُهُ: (الْقَانِطِين) أَيْ: الْيَائِسِين. وَالْقُنُوطُ: الْيَأْسُ. وَقَدْ قَنَطَ يَقْنِطُ، وَقَنَطَ يَقْنُطُ قُنُوطًا، فَهُوَ قَانِطٌ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثةٌ: قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطًا. وَقَنِطَ يَقْنِطُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا عَنِ الأخْفَشِ (¬60). قَوْلُهُ: (الَّلاوَاءُ) (¬61) هِىَ الشِّدَّةُ وَالْجُهَدُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ (¬62) مَنْ صَبَرَ عَلَى لَأوَاءِ (الْمَدِيَنةِ) (¬63) أَيْ: ضِيقِ عَيْشِهَا وَشِدَّتِهِ. وَكَذَا (الضَّنْكُ) هُوَ أَيْضًا: الضِّيقُ وَالشَّدَّةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَعِيشَةً ضَنْكًا} (¬64). قَوْلُهُ: (الْجَهْدُ) بِفَتْح الْجِيمِ: النَّصَبُ (¬65). وَالْجهْدُ بِالضَّمِّ: الْمُبَالَغَةُ وَالْغَايَةُ. قالَ الشَّعْبِىُّ: الْجَهْدُ فِي الْقِيتَةِ (¬66)، وَالْجُهْدُ فِي الْعَمَل (¬67) يُقَالُ: جُهِدَ فَهُوَ مَجْهُودٌ، أَيْ: هُزِلَ. قَوْلُهُ: (مَدْرَارًا) (¬68) أَيْ: كَثِيرَةَ (¬69) المَطَرِ، يُقَالُ: مَطَرٌ مِدْرَارٌ: إِذَا كَانَ كَثِيرَ الدَّرِّ (¬70) مِفْعَالٌ مِنْ دَرَّ يَدُرُّ. قَوْلُهُ: (وَإِنْ كَانَ مُدَوَّرًا) (¬71) الْمُدَوَّرُ: هُوَ السَّاجُ، وَهُوَ: الطَّيْلَسَانُ الْمُقَوَّرُ (¬72) يُنْسَجُ كَذَلِكَ وَجَمْعُهُ: سِيجَان. ¬

_ = والنهاية 1/ 289: ومنال الطالب 110 ومتخير الألفاظ 308 وشرح ألفاظ المختصر لوجه 47. (¬49) الصحاح (طبق). (¬50) ع: قال. (¬51) في الغريبين 2/ 207. (¬52) ع - للأرض تجريف. (¬53) ع: المطبق: تحريف. (¬54) ديوانه 144. (¬55) ع: للأرض تجرى تحريف. (¬56) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 46. (¬57) ع: الواقع: تحريف. (¬58) تهذيب اللغة 3/ 411 عن الأصمعى. (¬59) الصحاح: المصباح (دوم). (¬60) عن الصحاح "قنط" وانظر المصباح "قنط" واللسان (قنط 9/ 262) وقال الجوهرى وأما قَنَطَ يَقَنَطُ بالفتح فيهما، وقَنَطَ يَقَنَطُ بالكسر فيهما فَإنما هو على الجمع بين اللغتين قال الأخفش. (¬61) في المهذب 1/ 124 في الدُّعاء: "اللهم إن بالعباد: البلاد من اللأواء، والضنك والجهد مالا تشكو إِلا اليك: اللهم أنبت لنا الزرع وأدرَّ لنا الضرع واسقنا من بركات السماء: وأنبت لنا بركات الأرض: اللهم ارفع عنا الجهد: الجوع والعرى واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك. . . إلخ. (¬62) الآخر ليس في غ. (¬63) في صحيح مسلم 4/ 119 الحجِّ: من صبر على لَأوَائِهَا وشدتها كنت له شفيعا يوم القيامة "وانظر مسند أحمد 1/ 181 والنهاية 4/ 221. (¬64) سورة طه آية 124 وانظر مجاز القرآن 2/ 32 ومعانى الفراء 2/ 194 وتفسير غريب القرآن 283. (¬65) خ: التعب. (¬66) غ: الفيئة: تحريف، والمثبت من خ والغريبين 1/ 426 والنقل عنه. (¬67) قال الفراء: والجُهد لغة أهل الحجاز ولغة غيرهم: الجهد والجوع معانى القرآن 1/ 447 وقال أبو عبيدة: مضموم ومفتوح: سواء، ويقال: جَهْدُ المُقِل وَجُهْدُةُ. مجاز القران 1/ 264: وكذا الزجات في المعانى 2/ 512. (¬68) في المهذب 1/ 125: في الدُّعاء: اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا. (¬69) ع: كثير. (¬70) خ: كثيرا دارا. (¬71) في المهذب 1/ 125 فإن كان الرداء مدورا اقتصر على التحويل. (¬72) ع: نسج والمثبت من خ والنهاية 2/ 432 واللسان (سوج 2140) وانظر الفائق 2/ 210 ومبادىء اللغة للاسكافى 44.

وَالْخَمِيصَةُ: ذُكِرَتْ (¬73). قَوْلُهُ (¬74): (بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ) هِىَ نُجُومُ الأنْوَاءِ الَّتِى تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهَا تُمْطَرُ بِهَا، وَاحِدُهَا: مِجْدَحٌ (¬75) وَقِيلَ (¬76): هُوَ نَجْمٌ مِنَ النَّجُوم كَانَتْ العَرَبُ (¬77) تَزْعُمُ أَنَّهَا تُمْطَرُ بِهِ، شِبْهُ الْأثَافِىِّ، شُبِّهَ بِالْمِجْدَحِ: وهُوَ الْعُودُ الَّذِى له ثَلَاثَةُ أَعْيَارٍ يُجْدَحُ بِهِ الدَّوَاءُ أَيْ: يُخْلَط. وَالْعَيْرُ: هُوَ العَمُودُ النَّاتِىءُ كَعَيْرِ السَّهْمِ الَذِى في وَسَطِهِ (¬78) والْمَعْرُوفُ عِنْدَنَا: أَنَّ الْمِجْدَح: عُودٌ لَهُ ثَلَاثُ شُعَبٍ، وَالْمُشَبَّهُ بِالْأَثَافِىِّ هُوَ: الْبُطَيْنُ. وَرُوِىَ عَن ابْنِ عُيَيْنَةَ: الْمِجْدَحُ: هُوَ الدَّبَرَانِ. (الْخِصْبُ) (¬79) بِكَسْرِ الْخَاءِ: نَقِيضُ الْجَدْبِ بِفَتْحِ الْجِيمِ. قَوْلُهُ: (فَحَسَرَ) (¬80) أَيْ: كَشَفَ عَنْهُ (¬81) الثِّيَابَ وَأَزَالَهَا. وَقِيلَ: وَقَفَ حَتَّى يُصيِبَهُ الْمَطَرُ، مِنْ حَسَرت الدَّابَّةُ إِذَا وَقَفَتْ مِنَ الإِعْيَاءِ. ذَكَرَهُ الطُّوَيْرِىُّ. قَوْلُهُ: (الرَّعْدَ) (¬82) هُوَ (¬83) مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بالسَّحَابِ، وَالَّذِى يُسْمَعُ صَوْتُهُ بِالتَّسْبِيِح، وَلَيْسَ الرَّعْدُ الصَّوْتَ نَفْسَهُ، قَالَهُ أَهْلُ التَّفْسِيرِ (¬84). قَوْلُهُ: (فَعُوفِينَا (¬85) مِنْ ذَلِكَ: أَيْ: أَعْطَانَا الله الْعَافِيَةَ، فَسَلِمْنَا. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬86): الْعَافِيَةُ: هِىَ دِفَاعُ اللهِ عَنِ الْعَبْدِ وَعَافَاهُ اللهُ وَأَعفَاهُ بِمَعْنى. ¬

_ (¬73) في المهذب 1/ 125: روى عبد الله بن زيد (ر) أن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - استسقى وعليه خميصة له سوداء. (¬74) في المهذب 1/ 125 قيل لعمر (ر) يا أمير المؤمنين: لو استقيت، فقال: "لقد طلبت بمحاديح السَّماء التى يستنزل بها القطر. (¬75) في الفائق 1/ 195: وهو ثلاثة كواكب كأنّها أثفية، فَشبَه بالمجدح وهى خشبة لها ثلاثة أعيار (أركان) يجدح بها الدواء أى: يضرب. (¬76) غريب أبي عبيد 259 والغريبين 1/ 325 والفائق. (¬77) العرب ليس في ع. (¬78) مبادىء اللغة 94 وشرح كفاية المتحفظ 317 وإصلاح المنطق 28 وتهذب اللغة 3/ 167 والمحكم 2/ 168. (¬79) نجم من نجوم السماء من منازل القمر بين الشرطين والثريا جاء مصغرا عن العرب وهو ثلاثة كواكب صغار مستوية التثليث كأنها أثافى. اللسان (بطن 306). (¬80) ويستحب لأهل الخصب أن يدعو لأهل الجدب. (¬81) في المهذب 1/ 125: ويستحب أن يتمطر لأول مطر لما روى أنس (ر) قال: أصابنا مطر ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحسر حتى إصابه المطر. . . إلخ. (¬82) ع: عن. (¬83) في المهذب 1/ 125: روى ابن عباس (ر) قال: كنا مع عمر (ر) في سفر فأصابنا رعد وبرق وبرد. فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثلاثًا عوفى من ذلك الرعد فعوفينا. (¬84) هو: ليس في خ. (¬85) قال أبو عبيدة: إما أن يكون اسم ملك قد وكل بالرعد، وإما أن يكون صوت سحاب واحتجوا بآخر الكلام {وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفتِهِ} ألا ترى أن العرب تقول: "جَوْنٌ هَزِيمٌ رَعْدُهُ أجَشُّ" ولا يكون هكذا إِلا الصوت. مجاز القرآن 2/ 325. (¬86) خ: عوفينا. (¬87) الصحاح (عفو) وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 67.

ومن كتاب الجنائز

وَمِنْ كِتَابِ الْجَنَائِزِ قَالَ الجَوْهَرِى (¬1): الْجَنَازَةُ: وَاحِدَةُ الْجَنَائِزِ، وَالْعَامَّةُ تَقُوُل: الْجَنَازَةُ بِالْفَتْحِ، وَالْمَعْنِى (¬2): الْمَيِّتُ عَلَى السَّرِيرِ، فَإذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مَيِّتٌ فَهُوَ سَريرٌ وَنَعْشٌ. قَالَ الأزْهَرِىُّ (¬3): يُقَالً لِلسَّرِيرِ إِذَا جُعِلَ فِيهِ الْمَيِّتُ، وَسُوِّىَ لِلدَّفْنِ: جِنَازَةٌ بِكَسْرِ الْجِيمِ. وَأَمَّا الْجَنَازَةُ بِفَتْحِ الْجِيمِ، فَالْمَيَّتُ نَفْسُهُ. يُقَالُ: ضُرِبَ حَتَّى تُرِك جَنَازَةً. قَوْلُهُ (¬4): (اسْتَحْيَوْا مِنَ اللهِ) يُقَالُ: اسْتَحَيْتُ بِيَاء وَاحِدَةٍ، وَاسْتَحْيَيْتُ بِيَاءَيْنِ، وَاسْتَحَى وَاسْتَحْيَا وَأصْلُ اسْتَحَيْتُ (بِيَاء وَاحِدَةٍ) (¬5): اسْتَحْيَيْتُ، فَأَعَلُّوا الْيَاءَ، وَأَلْقَوْا حَرَكَتَهَا عَلَى الْحَاء قَبْلَهَا اسْتِثْقَالًا لَمَّا دَخَلتْ عَلَيْهَا (¬6) الزَّوَائِدُ. وَقَالَ سِيَبَويْه (¬7): حُذِفَتْ لإلْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ، لِأَنَّ الْيَاءَ الأولَى تُقْلَبُ أَلِفًا؛ لِتَحَرُّكِهَا، فَعُلَوا ذَلِكَ حَيْثُ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: اسْتَحَى بِيَاءٍ وَاحِدَةٍ: لُغَةُ بَنِى تَمِيمٍ، وَبِيَاءَيْنِ لُغَةُ أهْلِ الْحِجَازِ، وَهُوَ الْأصْلُ (¬8). قَوْلُهُ: (فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى) الْفَرْقُ بَيْنَ (وَعَى) وَ (حَوَى) أنَّ وَعَى مُشْتَقٌ مِنَ الْوَعْىِ (¬9) أَيْ: حَفِظَهُ. يُقَالُ: وَعَيْتُ الْحَدِيثَ أَعِيهِ: إِذَا حَفِظْتَهُ (¬10) وَمَعْنَى (حَوَى) جَمَعَ وَأَحَاطَ. يُقَالُ: حَوَاهُ يَحْوِيهِ حَيًّا: جَمَعَهُ (¬11) وَأَحَاطَ بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ. وَتَحَوَّى: اجْتَمَعَ وَاسْتَدَارَ، مِثْل تَحَوى الْحَيَّةِ (¬12)، وَالْمُرَادُ: مَا وَعَى الرَّأْسُ مِنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالِّلسَانِ، وَسَائِرِ الْحَوَاسِّ. وَمَا حَوَى البَطْنُ مِنَ الْقَلْبِ وَالْفَرْجِ، وَمَدْخَلِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَمُسْتَقَرهِ وَأَنْ يَكُونَ مِنْ حِلِّ. وَمَا وَعَى الْقَلْبُ مِنْ مَعْرِفَةِ اللهِ (تَعَالَى) وَالْعِلْمِ بِحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ (¬13). (الْمَوْتَ وَالْبِلَى) بِكَسْرِ الْبَاءِ: هُوَ ذهَابُ الجِسْمِ وَتَلَاشِيهِ وَكَوْنِهِ تُرَابًا. قَوْلُهُ: (الإِقْلَاعُ مِنَ الْمَعَاصى) (¬14) مِنْ قَلْعِ الشَّجَرَةِ وَهُوَ إِزَالَتُهَا وَاسْتِئْصَالُهَا (¬15)، وَمَعْنَاهُ: أَلَّا ¬

_ (¬1) الصحاح (جنز). (¬2): المعنى: ساقط من ع. وعبارة الجوهرى: والمعنى للميت على السرير. (¬3) شرح ألفاظ المختصر لوحة 47.وتهذيب اللغة 1/ 326 وانظر الغريبين 1/ 410 وإصلاح المنطق173 وديوان الأدب 1/ 385، 471. (¬4) فى المهذب 1/ 126: المستحب لكل أحد أن يكثر ذكر الموت، لما روى ابن مسعود (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء" قالوا: إنا نستحى يا نبى الله والحمد لله. قال: "ليس كذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس ما حوى وليحفظ البطن وما وعى وليذكر الموت والبلى. . . الحديث. (¬5) ما بين القوسين زيادة في ع. (¬6) خ: عليهما تحريف والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه. (¬7) ذكره الجوهرى في الصحاح وهو في الكتاب 4/ 399 وانظر المسائل البغدادية ص 227 - 230. (¬8) ذكره الجوهرى وهو فى معانى القرآن للأخفش 1/ 52. (¬9) خ: الوعاء. (¬10) الصحاح (حفظ). (¬11) الصحاح (حوى). (¬12) في الصحاح: وتحوى: تجمع واستدار، يقال: تحوت الحية. (¬13) غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 116، 117: الغريبين 1/ 421، 422 والفائق 1/ 242، 243. والنهاية 5/ 207، 208. (¬14) فى المهذب 1/ 126: وينبغى ان يستعد للموت بالخروج من الظالم، والإقلاع من المعاصى، والإقبال على الطاعات. (¬15) خ: من قلع الشجر وهو إزاله واستئصاله.

يَقْرَبَهَا وَيَزُولُ عَنْهَا، وَالإِقْلَاعُ عَنِ الْأمْرِ: الْكَفُّ عَنْهُ، يُقَالُ: أقْلَعَ فُلَانٌ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ (¬16). قَوْلُهُ (¬17): (حَتَّى بَلَّ الثَّرَى) أصْلُ الثَّرَى: التُّرابُ النَّدِىُّ (¬18)، وَأرْضٌ نَدِيَةٌ (¬19): ذَاتُ نَدَّىً (وَثَرىً) (¬20) ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتَّى قِيلَ: الثَّرَى في النَّدِىِّ وَالْيَابِسِ. قَوْلُهُ: (عِيَادَةُ الْمَرِيضِ) (¬21) مُشْتَقَّةٌ (¬22) مِنْ عَادَلَهُ بَعْدَ مَا كَانَ أعْرَضَ عَنْهُ، كَأَنَّهُ اعرَضَ عَنْهُ يَوْمَ كَانَ صَحِيحًا وَعَادَ إِلَيهِ يَوْمَ كَانَ مَرِيْضًا. قَوْلُهُ: (مَنْزُولًا به) (¬23) أَيْ: نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَأَعْوَانُهُ. وَمَعْنَاهُ: مَعْنَى قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْبَابِ (¬24): (وَقَدْ نَزَلَ بِد وَأنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ). قَوْلُهُ: (يُلَقِّنُهُ قَوْلَ: لَا إِلَهَ إلَّا الله) التَّلْقِينُ كَالتَّفْهِيمِ. وَغُلَامٌ لَقِنٌ: سَرِيعُ الْفَهْمِ. وَلَقِنْتُ الْكَلَامَ بِالْكَسْرِ: فَهِمْتُهُ وَتَلَقَّنْتُهُ: أَخَذْتُهُ لَقَانِيَةً، وَالاسْمُ: الَّلقَانَةُ (¬25). قَوْلُهُ: (الْهَوَامُّ) (¬26) صِغَارُ دَوَابِّ الْأرْضِ (¬27). قَوْلُهُ: (سُجِّىَ بِثَوْبٍ) (¬28) أَيْ: غُطِّىَ، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬29): سَجَّيْتُ الْمَيِّتَ تَسْجِيَةً: إِذَا مَدَدْتَ عَلَيهِ ثَوْبًا. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬30): هُوَ مِنَ اللَّيْلِ السَّاجِى؛ لِأنَّهُ يُغَطِّى بإِظْلَامِهِ. (وَالْحَبِرَةُ): ثَوْبٌ فِيهِ خُطُوطٌ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬31). قَوْلُهُ (¬32): (نَّفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَة بِدَيْنِهِ) النَّفْسُ هَا هُنَا عَلَى (33) أَرْبَعَةِ مَعَانٍ (¬33)، أَحَدُهُمَا: بَدَنُهُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (¬34) وَالنَّفْسُ (¬35): الرُّوحُ الَّذِى (¬36) إِذَا فَارَقَ الْبَدَنَ لَمْ تَكُنْ بَعْدَهُ (¬37) حَيَاةٌ، وَهُوَ الَّذِى (¬38) أَرادَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَوْلِهِ (¬39): "كَأَنَّ رُوحَهُ يُعَذَّبُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ حَتَّى يُؤَدَّى عَنْهُ". وَالنَّفْسُ: الدَّمُ فِي جَسَدِ الْحَيَوَانِ. وَنَفْسُ الشَّىْءِ: ذَاتُهُ، مِثْلُ: جَاءَنِى زَيْدٌ نَفْسُهُ، أَيْ: ذَاتُهُ (¬40). قَوْلُهُ: (يُبَادَرُ (¬41) إِلَى تَجْهِيزِهِ) هُوَ: غَسْلُهُ وَتَكْفِينُهُ وَدَفْنُهُ، مِنْ جَهَّزْتُ الْعَرُوسَ: إِذَا أَخَذْتَ فِيمَا ¬

_ (¬16) الصحاح (قلع). (¬17) في المهذب 1/ 126: روى البراء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر جماعة يحفرون قبرا فبكى حتّى بل الثرى بدموعه وقال إخوانى لمثل هذا فَأْعِدُّوا. (¬18) كذا في مبادىء اللغة 29 وجمهرة اللغة 3/ 218 وشرح السبع الطوال 562 وأمالى القالى 1/ 126 وقال الهروى: هو التراب الندى الذى تحت التراب الظاهر. الغريبين 1/ 279 وقال الزمخشرى البرى: التراب الذى على وجه الأرض والثرى: الندى تحت البرى. الفائق 1/ 103. (¬19) خ: ثرية. وفي الصحاح: فرض نَدِيَة عَلَى فَعِلَةٍ بِكسر العين، ولا تقل نَدِيَّةٌ وذكره ابن السكيت في إصلاح المنطق 181. (¬20) في المهذب 1/ 126: ويستحب عيادة المريض. (¬21) خ: مشتق. (¬22) في المهذب 1/ 126: وإن رآه منزولا به فالمستحب أن يلقنه قول لا إله إِلَّا الله. (¬23) من ع. (¬24) في المهذب 1/ 133 في الدعاء للميت. (¬25) عن الصحاح (لقن). (¬26) في المهذب 1/ 127: وربما دخل إلى فيه شيىء من الهوام. (¬27) قال الجوهرى: ولا يقع هذا الأسم إِلا على الخوف من الأحناش (الصحاح - هم) وفي العين 3/ 357: الهوام: ما كان من خشاش الأرض نحو العقارب وشبهها، الواحدة: هامة؛ لأنّها تهم أى تدب. وقد تطلق على ما لا يقتل من الحشرات. أنظر المصباح (همم). (¬28) في المهذب 1/ 127: ويسجى بثوب؛ لما روت عائشة (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجى بثوب حبره. (¬29) الصحاح (سجا). (¬30) في الفائق 2/ 156. (¬31) ص 116. (¬32) في المهذب 1/ 127: روى أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى". (¬33) على، ومعان: ليس في خ. (¬34) سورة المائدة آية 45. (¬35) النفس: ساقطة من ع. (¬36) الذى: ساقطة من ع. (¬37) ع: بعدها. (¬38) ع: وهى التى. (¬39) المهذب 1/ 127. (¬40) الصحاح (نفس). (¬41) خ: بَادَر وفي المهذب 1/ 127: ويبادر إلى تجهيزه؛ لما روى على (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث لا تؤخروهن الصّلاة والجنازة والأيم إذا وجدت كفؤا".

تَحْتَاجُهُ لِعُرْسِهَا. وَجَهَّزْتُ الْمُسَافِرَ: إِذَا هَيَّاتَ أهْبَةَ سَفَرِهِ مِنَ الزَّادِ وَالسِّقَاءِ وَالْحَمُولَةِ. يُقَالُ فِيهِ: جَهَازٌ وَجِهَازٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬42). وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "أنَّهُ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ" (¬43) أَيْ: أَنْفَقَ فِيمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ وَالْخَيْلِ وَالأزْوَادِ. قَوْلُهُ: (الأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفْؤًا) الْأيِّمُ: الْمَرْأَةُ الَّتِى لَا زَوْجَ لَهَا، وَكَذَا الرَّجُلُ (¬44)، وَالْجَمعُ: أَيَامَى مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَأَصْلُهُ أَيَايِمٌ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ ثِقَلَانِ، وَهُمَا: جَمْعٌ؛ وَيَاءَانِ بَيْنَهُمَا أَلِفُ التَّكْسِيرِ (¬45) جُعِلَتْ لَامُهُ عَيْنًا وَعَيْنُهُ لَامًا، فَصَارَ أَيَامِى بِكَسْرِ الْمِيمِ، بِوزْنِ أفَالِع، بَعْدَ مَا كَانَ أفَاعِل، كَقَوَاضٍ (¬46)، ثُمَّ قُلِبَتْ كَسْرَةُ الْمِيمِ فَتْحَةً وَالْيَاءُ ألِفًا لَفْظًا؛ لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، فَصَارَ أيَامَى بَوزْنِ أفَالِع، تَقُولُ (¬47): رَجُلٌ أيِّمٌ سَوَاءٌ كَانَ تَزَوَّجَ مِنْ قَبْلُ أَوْ لَمْ يَتَزَوَّجْ. وَامْرَأَةٌ أيِّمٌ أيْضًا بِكْرًا كَانَتْ (أَوْ) (¬48) ثَيِّبًا. وَقَدْ آمَت الْمَرْأةُ مِنْ زَوْجِهَا تَئِيمُ أيْمَةً وَأَيْمًا وَأُيُومًا. وَفِى الْحَدِيثِ: "أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الأيْمَةِ" (¬49) وَتَأَيَّمَتِ الْمَرْأةُ، وَتَأَيَّمَ الرَّجُلُ زَمَانًا: إِذَا مَكَثَ لَا يَتَزَوَجُ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ: كُلُّ امْرِىءٍ سَتَئِيم مِنْـ ... ـهُ الْعِرْسُ أَوْ مِنْهَا يَئِيمُ (¬50) وَ (الْكُفْؤُ): المِثْلُ، وَمِنْهُ: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (¬51) بِضَمِّ الْفَاءِ وَإِسْكَانِهِ (¬52). قَوْلُهُ: (فَجْأَةً) (¬53) أَيْ: بَغْتَةً مِنْ غَيْرِ مَرَضِ وَلَا سَبَبٍ. يُقَالُ: فَجِئَهُ الأمْرُ يَفْجَأُهُ، وَكَذَلِكَ فَجَأَةُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فُجَاءَةً، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ (¬54). ¬

_ (¬42) كذا في أدب الكاتب 544 والصحاح (جهز) وقال ابن السكيت في إصلاح المنطق 104 هو جهاز العروس. وقال بعضهم: هو جهاز العروس والكلام الفتح. وفي العين 3/ 385: وسمعت أهل البصرة يخطئون من يقول الجهاز بالكسر وذكره في التهذيب 6/ 35 وانظر اللسان (جهز 712). (¬43) النهاية 3/ 235 وهو جيش غزوة تبوك، سمى بها؛ لأنه ندب الناس إلى الغزو في شدة القيظ وكان وقت إيناع الثمرة وطيب الظلال فعسر ذلك عليهم وشق. والعسر: ضد اليسر، وهو الضيق والشدة والصعوبة. (¬44) ع: الزوج. (¬45) ع: اجتمع فيه ألفان وياءان فيهما ألف تكسير. (¬46) ع: كقاص: تحريف. (¬47) خ: فقلبت؛ لأن الواحد رجل أيم. وليس لهذا معنى. (¬48) ع، خ: أم والمثبت من الصحاح واللسان (أيم) والنقل عن الصحاح. (¬49) الغريبين 1/ 115 والفائق 3/ 42 والنهاية 2/ 86 وغريب ابن الجوزى 1/ 49. (¬50) ما سبق عن الصحاح "أيم" وانظر اللسان (أيم 191). (¬51) سورة الإخلاص آية 4. (¬52) مجاز القرآن 2/ 316 ومعانى الفراء 3/ 299 وانظر تفسير غريب القرآن 542 والسبعة في القراءات 701، 702 وفى ع: وإسكانها. (¬53) في المهذب 1/ 127: فإن مات فجأة ترك حتى يتيقن موته. (¬54) عن الصحاح (فجأ) وفي المصباح: فَجِئَةُ الْأمْرُ من باب تعب ونفع أيضا والاسم الفُجَاءَة بالضم والمد وعبارة ع: فجئة الأمر يفجؤه وكذلك فجاءة بالكسر والفتح وفجاءة بالضم والمد: تحريف.

ومن باب غسل الميت

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تمهيد. . ومنهج وَمِنْ بَابِ غُسْلِ الْمَيِّتِ قَوْلُهُ: (تَحْرِيمَ الْمَبْتُوتَةِ) (¬1) أصْلُهُ: مِنْ بَتَّ الْحَبْلَ: إِذَا قَطَعَهُ، كَأنَّهُ قَطَعَ بِالطَّلَاقِ مُوَاصَلَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا. قَوْلُهُ: (لَا يَفْغَرْ فَاهُ) (¬2) أَيْ: يَفْتَحْهُ، يُقَالُ: فَغَرَ فَاهُ (¬3) يَفْغَرُهُ، وَفَغَرَفُوه، أَيْ: انْفَتَحَ. وَفَغَرَفَاهُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (¬4). قَوْلُهُ: (يُسْتَنْقَعَ) (¬5) أيْ: يُبْتَلَّ بِالْمَاءِ فَيَسْتَرْخِىَ فَيَفْسُدَ جَسَدُهُ، يُقَالُ: أَنْقَعْتُ الدَّوَاءَ وَغَيْرَهُ فِي الْمَاءِ فَهُوَ مُنْقَعٌ (¬6): إِذَا بَلَلْتَهُ فِيهِ لِيَذُوبَ وَيَسْتَرْخِىَ. قَوْلُهُ: (مُتَلَبَّدَةً) (¬7) أَيْ: لَصِقَ شَعَرُهَا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَلَزِجَ. وَتَسْرِيحُهَا: تَفْرِيْقُها، وَنَشْرُهَا بِالمُشْطِ، مِنْ تَسْرِيحِ الْمَاشِيَةِ، وَهُوَ (نَشْرُهَا و) (¬8) تَفْرِيْقُهَا فِي الْمَرْعَى بَعْدَ تَلَاصُقِهَا فِي الْمَأْوى وَانْضِمَامِ، بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ. قَوْلُهُ: (يُحَرِّفُهُ) (¬9) أَيْ: يَضَعُهُ عَلَى حَرْفِهِ وَهُوَ جَنْبُهُ، وَحَرْفُ كُلِّ شَىْءٍ: جَانِبُهُ. قَوْلُهُ: (الْمَاءُ الْقَرَاحُ) (¬10) هُوَ الَّذى لَا يُخَالِطهُ شَىْءٌ (¬11). قَوْلُهُ: (تَعَذَّرَ غُسْلُهُ) (¬12) أَيْ: تَعَسَّرَ لَعُذْرٍ. قَوْلُهُ: (حَفَّ شَارِبِهِ) (¬13) أَيْ (¬14): أَخذِ شَعَرِهِ، يُقَالُ: حَفَّت الْمَرْأةُ وَجْهَهَا مِنَ الشَّعَرِ تَحُفُّهُ حَفًّا وَحِفَافًا وَأَحَفَّتْ (¬15) أَيضًا. وَقَوْلُهُ: (إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ جُمَّةٌ) (¬16) الْجُمَّةُ بِالضَّمِّ: مُجْتَمَعُ شَعَرِ الرَّأَسِ، وَهِىَ أَكْثَرُ (¬17) مِنَ ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 127: وإن طلق زوجته طلقة رجعية ثم مات أحدهما قبل الرجعة لم يكن للآخر غسله؛ لأنّها محرمة عليه تحريم المبتوتة. (¬2) في المهذب 1/ 128: ويدخل إصببعه في فيه ويسوك بها أسنانه ولا يفغر فاه. (¬3) فاه: ساقطة من خ. (¬4) عن الصحاح (فغر). (¬5) في المهذب 1/ 128: ويكون كالمنحدر قليلا حتى لا يجتمع الماء تحته فيستنقع فيه ويفسد بدنه. (¬6) الصحاح (نقع). (¬7) في المهذب 1/ 128: فإن انت اللحية متلبدة سرحها حتى يصل الماء إلى الجميع ويكون بمشط منفرج الأسنان ويمشطه برفق. (¬8) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬9) في المهذب 1/ 128: ثم يحرفه على جنبه الأيسر فيغسل جنب ظهره. (¬10) في المهذب 1/ 128: ثم يغسل بالماء القراح. (¬11) من كافور أو حنوط أو غير ذلك انظر المصباح (قرح). (¬12) في المهذب 1/ 129: وإن تعذر غسله لعدم الماء أو غيره يمم. (¬13) في المهذب 1/ 129 وفي تقليم أظفاره وحف شاربه وحلق عانته قولان. . . إلخ. (¬14) في: ليس في خ. (¬15) كذا في ع، خ وفي الصحاح (حفف) واحتفت أيضا والنقل عنه وفي المحكم 3/ 377، والمرأة تحتف: تأمر من يحفه نتفا وفي اللسان (حفف 931) واحتفت المرأة وأحفت وهى تحتف. (¬16) إن كانت له جمة وفي المهذب 1/ 129. قال أبو اسحاق: إن لم يكن له جمة حلق رأسه؛ لأنه تنظيف فهو كتقليم الأظفار. (¬17) خ: أكبر والمثبت من ع والصحاح (جمم) والنقل عنه.

الْوَفْرَةِ (¬18). وَلَعَلَّهُ مُشْتَقٌ مِنْ جَمَّ الْمَاءُ: إِذَا كَثُرَ. قَوْلُهُ: (ضَفَرْنَا نَاصِيَتَهَا) (¬19) أَيْ: لَوَيناهُ، وَالنَّاصِيَةُ: شَعَرُ مُقَدَّم الرَّأسِ. وَقَدْ ذُكِرَا (¬20). قَوْلُهُ: (وَقَرَنَّاهَا ثَلَاثَةَ (¬21) قُرُون) الْقَرْنُ: الْخُصْلَةُ مِنَ الشَّعَرِ، وَالضَّفِيرَةُ، أَيْ: جَعَلْنَاهَا ثَلَاثَ ضَفَائِرَ (¬22)، وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِى سُفيَانَ (¬23) فِي الرُّوم: (ذَاتَ الْقُرُون) (¬24) قَالَ الأصْمَعِىُّ: أَرَادَ قُرُونَ شُعُورِهمْ (¬25) وَيُقَالُ: لِلرَّجُلِ قَرْنَانِ، أَيْ: ضَفِيرَتَان، قَالَ الأَسَدِىُّ (¬26): كَذَبَتُمْ وَبَيْتِ الله لَا تَنْكِحُونَهَا ... بَنى شَابَ قَرْنَاهَا تُصَرُّ وَتُخلَبُ أرَادَ: يَا بَنى الَّتى شَابَ قَرْنَاهَا، فَأضْمَرَ (¬27). * * * ¬

_ (¬18) الوفر الشعر إلى الآذنين سمى بذلك لأنه وفر على الأذن أى: تم عليها واجتمع. (¬19) في المهذب 1/ 129: روت أم عطية في وصف غسل بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ضفرنا ناصيها وقرناها ثلاث (كذا) قرون ثم ألقيناها خلفها. (¬20) ص 28. (¬21) ع: ثلاث كما في المهذب. والمثبت من خ. (¬22) الصحاح (قرن) والنهاية 14/ 51. (¬23) ع: أبي كبير: سهو: والمثبت من خ، والصحاح والنقل عنه، والنهاية 4/ 51 والفائق 3/ 174. (¬24) من قوله للعباس (ر) لما روى طاعة المسلمين للرسول - صلى الله عليه وسلم -: ما رأيت كاليوم قط طاعة قوم ولا فارس الأركام ولا الروم ذات القرون. (¬25) عن الصحاح (قرن). (¬26) من شواهد سيبويه في الكتاب 2/ 85 وخزانة الأدب 2/ 97 والصحاح واللسان (قرن). (¬27) في الصحاح واللسان: فأضمرة.

ومن باب الكفن

وَمِنْ بَابِ الْكَفَنِ قَوْلُهُ: "يُكَفَّنُ مِنَ التَّركَةِ" (¬1) هُوَ تراثُهُ الَّذِى تَرَكَهُ بَعْدَهُ. قَوْلُهُ: "إِزَارٍ وَلِفَافَتَيْنِ" (¬2) الإزَارُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ: مَا يَأَتَزِرُ بِهِ الرَّجُلُ حَتَّى يُوَارِى عَوْرَتَهُ. وَاللِّفَافَةُ مَا يُلَفُّ عَلَى الْجَسَدِ، أَيْ: يغَطِّيهِ وَيَعُمُّهُ، والْجَمْعُ: لَفَائِفُ (¬3). وَقَوْلُهُ (¬4): ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ بِيضٍ (¬5) سَحُولِيَّةٍ" فِيهِ رِوَايَتَانِ: فَتْحُ السِّينِ، وَضَمُّهَا. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬6): سُحُولٌ: جَمْعُ سَحْلٍ، وَهُوَ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، وَيُجْمَعُ عَلَى سُحُلٍ (¬7) أَيْضًا. وَقَالَ غَيرهُ: "سَحُولِيَّة" بِفَتْحِ السِّينِ. قَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ (¬8): بِيضٍ نَقِيَّةٍ، مِنَ الْقُطْنِ خَاصَّةً. وَالسَّحْلُ: الثَّوْبُ الأبْيَضُ النَّقِىُّ مِنَ الْقُطْنِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬9): رُوِىَ "فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ" وَرُوِى "حَضُورِيَّيْنِ" وَسَحُولٌ وَحَضُورٌ: قرْيَتَانِ مِنْ قُرَى (¬10) الْيَمَنِ قَالَ طَرَفَةُ (¬11): ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 129: فإن قال بعض الورثة أنا أكفنه من مالى وقال بعضهم بل يكفن من التركة: كفن من التركة. (¬2) والمستحب أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب إزار ولفافتين المهذب 1/ 130. (¬3) الصحاح والمصباح (لفف). (¬4) في المهذب 1/ 140: روت عائشة (ر) قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة. وانظر الحديث في سنن النسائى 4/ 35 وفي صحيح الترمذى 4/ 217 وسنن ابن ماجة 1/ 472 "يمانية". (¬5) بيض: ليس في خ. (¬6) في غريب الحديث. (¬7) خ: ويجمع سُحُلا أيضًا. (¬8) ع: ابن الأنبارى وقد ذكر قريبا من ذلك في شرح القصائد السبع الطوال 185 والمثبت من خ وهو في تهذيب اللغة 4/ 306 عن ثعلب عن ابن الأعرابى: المسحل: الثوب النقى من القطن وعن أبي عبيد عن أبي عمرو: السحل: ثوب أبيض من قطن. (¬9) في الفائق 2/ 159. (¬10) قرى: ساقطة من ع. (¬11) ديوانه 76.

وَبِالْسَفْحِ (¬12) آيَاتٌ كَأَنَّ رُسُومَهَا ... يَمَانٍ وَشَتْهُ رَيْدَةٌ وَسَحُولُ كَذَا قَالَ. وَالصَّحِيحُ: أَنَّهُمَا نَاحِيَتَانِ بِالْيَمَنِ. قَالَ: وَقِيلَ: "السَّحُولِيَّةُ" الْمَقْصُورَةُ، فَكَأَنَّهَا نُسِيَتْ إِلَى السَّحُولِ وَهُوَ: الْقَصَّارُ؛ لِأنَّهُ يَسْحَلُهَا، أيْ: يَقْصُرُهَا (¬13)، فَيَنْفِى عَنْهَا الْأوْسَاخَ. وَمَنْ قَالَ: "سُحُولِيَّة" بِالضَّمِّ: نَسَبَهُ إِلَى الْجَمْعِ، كَمَا يُقَالُ: رَجُلٌ سُحُولِىٌّ: إِذَا كَانَ يَبِيعُ السُّحُولَ أوْ يَلْبَسُهَا (¬14) كَثِيرًا (¬15). قَوْلُهُ (¬16): "لَا تُغالُوا في الْكَفَن" أيْ: لَا يُزَادُ عَلَى خَمْسَةِ أثوَاب. ذَكَرَهُ ابْنُ الصَّبَّاغِ. قَوْلُهُ: "يُسْلَبُ سَلْبًا سَرِيعًا" أَيْ: يُنْزَعُ عَنْهُ، فَيُبْدَل مِنْهَا، إمَّا (¬17) خَيْرًا مِنْهَا إنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الْخَيْرِ، وَأمَّا شَرًّا مِنْهَا، إِنْ كَانَ مِنْ أَهلِ الشَّرِّ، وَإِنَّمَا (¬18) يَتَمَزَّقُ مِنَ الْمُهْلِ وَالصَّدِيدِ. قَوْلُهُ: "إِذَا جَمَّرْتُمْ الْمَيِّتَ" (¬19) هُوَ مِنَ الْمِجْمَرِ الَّذِى تَكُونُ فِيهِ النَّارُ، وَلَعَلَّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْجَمْرِ (¬20). قَوْلُهُ: "الحَنُوطُ" (¬21) قَالَ أَهلُ اللُّغَةِ: هُوَ مَا يُطيَّبُ بِهِ الْمَيِّتُ خَاصَّةً (¬22). قَالَ الْأزْهَرِىُّ (¬23): يُقَالُ لِلزَّرْعِ (¬24) إِذَا بَلَغَ الْحَصَادَ: أَحْنَطَ وَحَنَطَ، وَكَذَلِكَ الرِّمْثُ وَالْغَضَى: إِذَا ابْيَضَّا (¬25) بَعْدَ شِدَّةِ الْحُمْرَةِ فَهُوَ حَانِطٌ، وَأَنْشَدَ (¬26): تَبَدَّلْنَ بَعْدَ الرَّقْص فِي حَانِطِ الْغَضَى ... أَبانَا وَغُلَّانًا بِهِ يَنْبُتُ السِّدْرُ وَيَكُونُ مِنْ كَافُورٍ أَوْ ذَرِيرَةٍ، وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِ الْمَيِّتِ. قَوْلُهُ: "التُّبَّانُ" (¬27) سَرَاوِيلٌ قَصِيرٌ يَبْلُغُ الْفَخِذَيْن (¬28). وَقَالَ فِي الْبَيَانِ (¬29): هُوَ السَّراوِيلُ بِلَا تِكَّةٍ وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬30): التُّبَّانُ بالضَّمِّ وَالتَّشْدِيِد: سَرَاوِيل صَغِيرَةٌ (¬31) مِقْدَارُ شِبْرٍ يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ الْمُغَلَّظَةَ فَقَطْ، يَكُونُ لِلْمَلَّاحِين. ¬

_ (¬12) خ: وبالصفح: تحريف. (¬13) يغسلها. في الفائق. (¬14) ع: يليها: تحريف. (¬15) أنظر الفائق وغريب الخطابى 1/ 158، 159 والنهاية 2/ 247 وتهذيب اللغة 4/ 305، 306 وشرح ألفاظ المختصر لوحه 47 والصحاح والمصباح (سحل) وغريب ابن الجوزى 1/ 466 والمحكم 3/ 138 واللسان (سحل 1957). (¬16) في المهذب 1/ 130: ويكره المغالاة في الكفن لما روى على كرم الله وجهه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعًا". (¬17) إما: ساقط من ع. (¬18) ع: أوانها. (¬19) في المهذب 1/ 130: والمستحب أن يبخر الكفن ثلاثًا لما روى جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا جمرتم الميِّت فجمروه ثلاثًا". (¬20) ع: الجمرة وفي النهاية 1/ 293: إذا بخرتموه بالطيب. يقال: ثَوْبٌ مُجْمَرٌ وَمُجَمْرٌ وَأجْمَرْتُ الثَّوْبَ وَجَمَرْتَهُ: إذا بحزته بالطيب. (¬21) في المهذب 1/ 130 في الكفن.: وكلما فرش ثوبا نثر فيه الحنوط والكافور. (¬22) في المصباح: الحنوط والحناط مثل رسول وكتاب: طيب يخلط للميت خاصة، وكل ما يطيب به الميت من مسك وذريرة وصندل وعنبر وكفور وغير ذلك مما يذر عليه تطيبًا له وتجفيفا لرطوبته فهو حنوط. وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 48 وتهذيب اللغة 4/ 390. (¬23) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 48. (¬24) كذا في المرجع السابق وفي التهذيب 4/ 390 يقال للبقل أن يحصد: حانط، وقد حنط الزرع وأحنط وأحنط وأجز وأشوى: إذا بلغ أن يحصد. (¬25) ع: أبيض، والمثبت من خ وشرح ألفاظ المختصر لوحة 48. (¬26) من غير نسبة في شرح المختصر والتهذيب واللسان، قال الأزهرى: تبدلن يعنى الإبل كانت في بلد مكلىء ترقص فيه من النشاط فوقعت إلى بلد كرهته. (¬27) في المهذب 1/ 130: ويؤخذ قطن منزوع الحب فيجعل فيه الحنوط والكافور ويجعل بين أليتيه ويشد عليه كما يشد التبان. (¬28) في مبادىء اللغة 43: والتبان: سراويل إلى نصف الفخذ يلبسها الفرسان والمصارعون. (¬29) ..................................... (¬30) الصحاح (تبن). (¬31) ع. صغيرة. والمثبت من خ والصحاح.

قَوْلُهُ: "صَنِفَةُ الثَّوْبِ وَالإِزَارِ" (¬32) بِكَسْرِ النُّونِ: طَرَفُهُ (وَهُوَ) (¬33) جَانِبُهُ الَّذِى لَا هُدْبَ لَهُ (¬34) وَيُقَالُ: هِىَ حَاشِيَةُ الثَّوْبِ، أيْ جَانِبٍ كَانَ. قَالَهُ الْجَوْهِرِىُّ (¬35). السَّاجُ: الطَّيْلَسَانُ الْأخْضَرُ (¬36)، وَالْجَمْعُ: سِيجَان. وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬37): هُوَ الطَّيْلَسَانُ الْمُقَوَّرُ يُنْسَجُ كَذَلِك. قَوْلُهُ: "فَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا نَمِرَةٌ" (¬38) هِىَ (¬39) شَمْلَةٌ يَلَّبَسُهَا الإِماءُ، فِيهَا تَخْطِطٌ، أَخِذَتْ مِنْ لَوْنِ النَّمِرِ لِمَا فِيهَا (¬40) مِنَ السَّوَادِ وَالْبَيَاض. وَقَالَ فِي الشَّامِلِ (¬41): هِىَ الحِبَرَةُ. قَوْلُهُ: وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإذْخِرِ "قَالَ الْجَوْهَريُّ (¬42): الإذْخِرُ: نَبْتٌ، الْوَاحِدَةُ: إذْخِرَةٌ، يُقَالُ إِنَّهُ السَّخْبَرُ بِالْيَمَنِ، طَيِّبُ الرِّيحِ. قَوْلُهُ (¬43): "دِرْعًا وَخِمَارًا وَثَوْبَيْن مُلَاءً" الدَّرْعُ وَالْخِمَارُ: قَدْ ذُكِرَا فِي الصَّلَاةِ (¬44). وَقَوْلُهُ "مُلَاءً": جَمْعُ مُلَاءَةٍ. قَالَ أرْبَابُ اللُّغَةِ: كُلُّ ثَوْبٍ لَمْ يَكُنْ لِفْقَينِ، فَهُوَ مُلَاءٌ (¬45). * * * ¬

_ (¬32) في المهذب 1/ 131: قال الشافعى رحمه الله: وتثنى صنفة الثوب التى تلى الميت، فيبدأ بالأيسر على الأيمن. (¬33) خ: وهى. (¬34) مبادى اللغة 24. (¬35) في الصحاح (صنف). (¬36) ع: في الاستسقاء:، وقد ذكر أن الساج: الطيلسان. (¬37) في شرح ألفاظ المختر لوحة 44. (¬38) في مقتل مصعب ابن عمير: ولم يكن له إِلا نمرة. المهذب 1/ 131. (¬39) ع: وهى. (¬40) ع: فيه والمثبت من خ والفائق 4/ 27، النقل عنه. (¬41) ..................................... (¬42) في الصحاح (ذخر). (¬43) في المهذب 1/ 131: في كفن المرأة: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ناول أم عطية في كفن ابنته أم كلثوم إزارا ودرعا وخمارا وثوبين ملاء. (¬44) ص 71. (¬45) شرح كفاية المتحفظ 571، والصحاح والمصباح (ملأ) ونظام الغريب في اللغة 113 والنهاية 4/ 352، اللسان (ملأ 4253).

ومن باب الصلاة على الميت

وَمِنْ بَابِ الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ قَوْلُهُ (¬1): إلَّا وَجَبَتْ" مَعْنَاهُ: إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ، أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، أوْ (¬2) الرَّحْمَةُ. قَوْلُهُ (¬3): "فَوْجًا فَوْجًا" أَيْ: جَمَاعَة جَمَاعَةً. وَالْفَوْجُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى (¬4): {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} وَقَوْلُهُ [تَعَالَى]: {فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذبُ بِآيَاتِنَا} (¬5) قَالَ فِي الْفَائِقِ (¬6): حَزَرُوهُمْ ثَلَاثِينَ أَلْفًا (¬7). قَوْلُهُ: "أَخافُ أنْ يَكُونَ نَعْيًا " مِنْ (¬9) نَعْىِ الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ الْأصْمَعِىُّ: كَانَتْ الْعَرَبُ: إِذَا قُتِلَ مِنْهُمْ شَرِيفٌ، أَوْ مَاتَ: بَعَثُوا رَاكِبًا إلَى الْقَبَائِلِ يَنْعَاهُ إلَيْهِمْ، فَيَقُولُ: نَعَاءِ فُلَانًا. وَيَقولُ: يَانَعَاءِ الْعَرَبَ، فَنَهَى ¬

_ (¬1) في المهذب 1/ 132 روى مالك بن هبيرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يموت فيصلى عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إِلَّا وجبت". (¬2) خ: والرحمة. (¬3) في المهذب 1/ 132: وتجوز فرادى، لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - مات فصلى الناس عليه فوجا فوجا. (¬4) سورة النصر آية 2. وانظر مجاز القرآن 2/ 96، 315. (¬5) سورة النمل آية 83. (¬6) ............................. (¬7) ع: حزب، وهم ثلاثون ألفا: تحريف. (¬8) في المهذب 1/ 132: ويكره نعى الميت للناس والنداء عليه للصلاة لما روى حذيفة أنه قال: إذا مت فلا تؤذنوا بي أحدًا، فإنى أخاف أن يكون نعيًا". (¬9) من: ليس في خ.

النَّبِىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ. وَالنَّعْىُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ وَالتَّخْفِيفِ: هُوَ الْمَصْدَرُ، وَبِكَسْرِهَا وَالتَّشْدِيدِ: الرَّجُلُ الْمَيِّتُ. قَالَهُ الْهَرَوِىُّ (¬10). وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬11): يُقَالُ: نَعَاهُ نَعْيًا وَنُعْيَانًا، وَهُوَ: خَبَرُ الْمَوْتِ، وَكَذَلِكَ النَّعِىُّ عَلَى فَعِيلٍ، يُقَالُ: جَاءَ نَعِىُّ فُلَانٍ. وَالنُّعِىُّ أَيْضًا: النَّاعِى، وَهُوَ الَّذِى يَأَتِى بِخَبَرِ الْمَوْتِ. وَقَالَ (¬13) الأصْمَعِىُّ: نَعَاءِ فُلَانًا، أَيْ: انْعَهُ وَأظْهِرْ خَبَرَ وَفَاتِهِ، وَهِىَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ، مِثْلُ: دَرَاكِ، وَتَرَاكِ، بِمَعْنَى: أدْرِكْ وَاترُكْ (¬14). قَوْلُهُ: "فَرُجِّحَ بِهَا" (¬15) التَّرْجِيحُ: هُوَ مِنْ رَجَحَ الْمِيزَانُ: إِذَا ثَقُلَ وَرَزُنَ (¬15)، وَفُلَانٌ أَرْجَحُ مِنْ فُلَانٍ، أَيْ: أرْزنُ مِنْهُ. وَرَجَحَ فِي (¬16) المِيزَانِ: إِذَا مَالَ مِنْ ثِقَلِهِ وَرَزَانَتِهِ. قَوْلُهُ (¬17): "مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْحَذْفِ (¬18) وَالاخْتِصَارِ" وَهُوَ التَقْلِيلُ وَالإِيِجَازُ، يُقَالُ: اخْتَصَرَ الطَّرَيقَ: إِذَا سَلَكَ أَقْرَبَهُ. وَاخْتِصَارُ الْكَلَام: إِيجَازُهُ (¬19). "فَلَا يَجُوزُ الإخْلَالُ بِالْمَقْصُودِ" (¬20) (الإِخْلَالُ: الإِفْسَادُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬21): أَخَلَّ الرَّجُلُ بِمَرْكِزِهِ: إِذَا تَرَكَهُ وَأَفْسَدَهُ، وَحَكَى أَبُو عُبَيْدٍ: أَخَلَّت النَّخْلَةُ: إِذَا أسَاءَت الْحَمْلَ، فَفَسَدَتْ" (¬22). قَوْلُهُ (¬23): "خَرَجَ مِنْ رُوحِ الدُّنْيَا" الرُّوحُ وَالرَّاحَةُ: مِنَ الاسْتِرَاحَةِ الَّتِى هِىَ ضِدُّ التَّعَبِ وَالضِّيقِ. قَوْلُهُ (¬24): "رَاغِبِينَ إِلَيْكَ" أَيْ: طَالِبِينَ. وَالرَّغِيبَةُ مِنَ الْعَطَاءِ: الْكَثِيرُ، وَالْجَمْعُ: الرَّغَائِبُ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬25): . . . . . . . . . . . . ... وَإِلَى الَّذِى يُعْطِى الرَّغَائِبَ فَارْغبِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى (¬26): {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (¬27). قَوْلُهُ: "فَتَجَاوَزَ عَنْهُ" (¬28) يُقَالُ: تَجَاوَزَ الله عَنْهُ، أَيْ: عَفَا. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنِّى وَتَجَوَّزْ عَنِّى: بِمَعْنَى (¬29)، وَلَعَلَّهُ مِنَ الْجَائِزَةِ، وَهِىَ: الْعَطِيَّةُ، أوْ مِنْ جَاوَزْتُ الْمَكَانَ: إِذَا تَعَدَّيتهُ وَتَرَكْتَهُ، كَأنَّهُ تَرَكَ عُقُوبَتَهُ. قَوْلُهُ: "نَسَقًا" (¬30) أَيْ: مُتَتَابِعًا مُتَوَالِيًا. وَالنَّسَقُ: مَا جَاءَ مِنَ الْكَلَام عَلَى نِظَامٍ وَاحِدٍ. وَنَسَقْتُ الْكَلَامَ: اذَا عَطَفْتَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْض (¬31). ¬

_ (¬10) في الغريبين 3/ 256 وانظر إصلاح المنطق 179 وغريب أبي عبيد 4/ 170 وغريب الخطابى 3/ 233 وما بنته العرب على فعال 7 والفائق 4/ 4، 5 والصحاح (نعى) والنهاية 5/ 85، 86 وغريب ابن الجوزى 2/ 421 والعين 2/ 256 وتهذيب اللغة 3/ 218، 219. (¬11) في الصحاح (نعى). (¬12) ونُعْيَانًا بالضم. (¬13) خ: وقول: والمثبت من ع والصحاح. (¬14) في الصحاح دراك ونزال. وفي غريب أبي عبيد: دراك وقطام وتراك. (¬15) في المهذب 1/ 132: في الصلاة على الميت: إذا اجتمع أخ من أب وأم وأخ من أب فالأخ من أب والأم أولى؛ لأن الأم وإن لم يكن لها مدخل في التقديم إلا أن لها مدخلا في الصلاة على الميت فرجح بها قولا واحدا. (¬15) وَرَزُن ليس في خ. (¬16) في: ليس في ع. (¬17) في المهذب 1/ 133: في الصلاة على الميت: لا يقرأ فيها بسورة بعد الفاتحة؛ لأنّها مبنية على الحذف والاختصار. (¬18) الحذف: ليس في خ. (¬19) الصحاح (خصر). (¬20) ع: ولا يجوز: وفي المهذب 1/ 133: لأنّ القصد من هذه الصّلاة الدعاء للميت فلا يجوز الإخلال بالمقصود. (¬21) الصحاح (خلل) وعبارته: وأخل الرجل بمركزه: أى تركه". وقال قبله: "وأخلت النخلة: إذا أساءت الحمل حكاه أبو عبيد. وفي اللسان (خلل 1251) والخلل: الفساد والوهن في الشيىء. (¬22) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬23) في المهذب 1/ 133 من الدعاء للميت: اللهم هذا عبدك وابن عبديك خرج من روح الدنيا وسعتها ومحبوبة وأحباؤه فيها. . إلخ. (¬24) في الدعاء: "وقد جئناك راغبين إليك شفعا له. (¬25) النمر بن تولب كما في اللسان (رغب 1679) وصدره: ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى ... . . . . . . . . . . . . . . (¬26) تعالى: ليس في ع. (¬27) سورة الانشراح آية 8. (¬28) في المهذب 1/ 133: في الدعاء: اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه. . . . . . إلخ. (¬29) الصحاح: (جوز). (¬30) في المهذب 1/ 134: فإذا سلم الإمام أتى بما بقى من التكبيرات نسقا من غير دعاء. (¬31) عن =

قَوْلُهُ: "النَّجَاشىُّ" (¬32) هُوَ السُّلْطَانُ بِلِسَانِ الْحَبَشةِ، وَاسْمُهُ: أَصْحَمَةُ بْنُ أَبْحَرَ، وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطيَّة (¬33)، (وَتُشَدَّدُ يَاؤُهُ وَتُخَفَّفُ، وَالتَّخْفِيفُ أَعْلَى وَأَفْصَحُ (¬34). قَوْلُهُ: "اسْتَهَلَّ السِّقْطُ" (¬35) أَىْ: صَاحَ. وَأَصْلُهُ: مِنْ رُؤيَةِ الْهِلَالِ، وَسَيَأتِى ذِكْرُهُ (¬36)، وَالسِّقْطُ: الْوَلَدُ يُوْلَدُ قَبْلَ تَمَامِهِ. وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: سُقْطٌ بِضَمِّ السِّينِ، وَفَتْحِهَا، وَكَسْرِهَا (¬37). وَاشْتِقَاقُهُ: مِنَ السُّقُوطِ إِلَى الْأَرْضِ. وَسُمِّىَ (¬38) الشَّهِيدُ: لِأَنَّهُ شُهِدَ (¬39) لَهُ بِالْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ. وَقِيلَ: لِأَنَّهُ شَاهَدَ الْجِنَانَ وَالْحُورَ الْعِينَ وَأَبْصَرَهَا. قَوْلُهُ (¬40): "الْهَيْعَةَ" قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬41): الْهَائِعَةُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ. وَالْهَيْعَةُ: كُلُّ مَا افزَعَكَ مِنْ صَوْتٍ أوْ فَاحِشَةٍ تُشَاعُ. قَالَ قَعْنَبٌ (¬42): إِنْ يَسْمَعُوا (¬43) هَيْعَةً طَارُوا بِهَا فَرَحًا ... مِنِّى وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا قَوْلُهُ: "أهلِ الْبَغْىِ (¬44) " الْبَغْىُ: التَّعَدِّى، وَبَغَى الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ: اسْتَطَالَ عَلَيْهِ، وَكُلُّ مُجَاوَزَةٍ وإِفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِى هُوَ حَدُّ الشَّىْءِ، فَهُوَ بَغْىٌ (¬45). قَوْلُهُ: "مَعْرَكَةِ الْكُفَّارِ" (¬46) الْمَعْرَكَةُ وَالْمُعْتَرَكُ. مَوْضِعُ الْحَرْبِ وَالْقِتَالِ، وَكَذَلِكَ الْمَعْرَكُ وَالْمَعْرُكَةُ أيْضًا (بِضَمِّ الرَّاءِ) (¬47) وَاعْتَرَكُوا، أىْ: ازْدَحَمُوا فِى الْمُعْتَرَكِ. وَأَصْلُهُ: مِنْ عَرَكْتُ الشَّيْىَ أعْرُكُهُ عَرْكًا: إِذَا دَلَكْتَهُ وَيُقَالُ: عَرَكَت الْقَوْمَ الْحَرْبُ عَرْكًا، وَالْمُعَارَكَةُ: الْقِتَالِ (¬48). وَهُوَ مُشْتَق مِنْ عَرَكَت الرَّحَى الْحَبَّ: إِذَا طَحَنَتْهُ، أَرَادُوا أَنَّهُ يَطْحَنُ مَنْ فِيهِ كَمَا تَطْحَنُ الرَّحَى الْحَبَّ. قَالَ عَنْتَرَةُ (¬49): . . . . . . . . . . . . . ... دَارَتْ عَلَى الْقَوْمِ رَحىً طَحُونٌ وَقَدْ بَيَّنَهُ زُهَيْرٌ بِقَوْلِهِ (¬50): فَتَعْرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَا ... . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = الصحاح (نسق). (¬32) فى المهذب 1/ 134: وتجوز الصّلاة على الميِّت الغائب، لما روى أبو هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نعى النجاشي لأصحابه، وهو بالمدينة فصلّى عليه وصلوا خلفه. (¬33) الإصابة 1/ 205، 206. (¬34) ما بين القوسين ساقط من خ. وانظر المصباح والمغرب (نجش) والإصابة 1/ 205، 206. (¬35) فى المهذب 1/ 134: إذا استهل السقط أو تحرك ثمّ مات غسل وصلّى عليه. (¬36) ص 185. (¬37) ع: السقط. (¬38) قد. ابن قتيبة الضم: وتلاه بالكسر. أدب الكاتب 423، 531، 570. وانظر العين 5/ 71 وإصلاح المنطق 85. والمثلث لابن السيد 2/ 403. والدرر المبثثة 130، والصحاح والمصباح (سقط). (¬39) ع: ويسمى، يشهد. وفى المهذب 1/ 134: فى السقط إن لم يشهل: لا يغسل كالشهيد. (¬40) فى المهذب 1/ 135: فى شأن حنظلة بن الراهب: أنه جامع فسمع الهيعة فخرج إلى القتال. وفى خ: هيعة. (¬41) فى المصباح "هيع". (¬42) ع: معتب تحريف. والمثبت من خ واللسان (هيع 4737) وَهُوَ قَعْنَبُ بْن أُمِّ صَاحِبِ. (¬43) ع: سمعوا: تحريف. (¬44) فى المهذب 1/ 135: ومن قتل من أهل البغى فى قتال أهل العدل غسل وصلّى عليه. (¬45) عن الصحاح "بغى". (¬46) ومن قتل من أهل العدل فى حرب أهل البغى: قيل لا يغسل ولا يصلّى عليه؛ لأنه أشبه المقتول فى معركة الكفار. (¬47) ما بين القوسين من ع. (¬48) عن الصحاح (عرك) وعبارته: عركت القوم فى الحرب عركا والعاركة: القتال. (¬49) ديوانه من زيادات البطليوسى ص 164 وروايته "رحى المنون" وصدره: فَيَشْتَفِى مِمَّا بِهِ الْحَزِينُ ... . . . . . . . . . . . . . (¬50) ديوانه 19 وعجزه: . . . . . . . . . . . . . ... وَتَلْقَحْ كِشَافًا ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِم

ومن باب حمل الجنازة والدفن

وَمِنْ بَابِ حَمْلِ الْجَنَازَةِ وَالدَّفْنِ قَوْلُهُ: "بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ" (¬51) هُمَا الْعَمُودَانِ (¬52) اللَّذَانِ يَكْتَنِفَانِ النَّعْشَ مِنْ جَانِبَيْهِ، وَالْجَمْعُ: أعْمِدَة فِى الْقَلِيلِ، وَفى الْكَثِيرِ: عُمُدٌ وَعَمَدٌ، وَقُرِىءَ بِهِمَا فِى قَوْلِهِ تَعَالَى (¬53): {فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (¬54). قَوْلُهُ: "كَاهِلِهِ" الْكَاهِلُ: أَعْلَى الظَّهْرِ، وَالْعَاتِقُ: مَا بَيْنَ الْمَنْكِبِ وَالْعُنُقِ. قَوْلُهُ: "بِيَاسِرَةِ الْمُقَدِّمَةِ" (¬55): هِىَ فَاعِلَةٌ مِنَ الْيَسَارِ. وَالْيَامِنَةُ: هِىَ (¬56) فَاعِلَةٌ مِنَ الْيَمِينِ. قَوْلُهُ: "الْخَبَبُ" (¬57) هُوَ الإسْرَاعُ وَالْعَدْوُ الشَّدِيدُ، يُقَالُ: خَبَّ الْفَرَسُ: إِذَا أحْضَرَ وَعَدَا. قَوْلُهُ (¬58): " فَبُعْدًا لِأصْحَابِ النَّارِ" الْبُعْدُ: الْهَلَاكُ، وَمِنْهُ (¬59) قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} (¬60) وَيَحْتَمِلُ أن يَكُونَ مِنَ الْبُعْدِ الَّذِى هُوَ (¬61) ضِدُّ الْقُرْبِ؛ لِبُعْدِهِمْ عَنْهُ، وَتَرْكِهِمْ لَهُ. قَوْلُهُ (¬62): "إِجَابَةِ الدَّاعِى" قِيلَ: الْمُؤَذن. وَقِيلَ: الَّذِى يَدْعُو إِلَى الطَّعَام، مِنَ الدَّعْوَةِ، وَهِىَ: الْوَلِيمَةُ، بِالْفَتْحِ، وَالدَّاعِى (أَيْضًا) (¬63): الْمُسْتَغِيثُ. والدَّاعِى: الْمُؤَذِّنُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ (¬64): "الْخِلَافَةُ فِى قُرَيْشٍ، وَالْحُكْمُ فِى الأَنْصَارِ وَالدَّعْوَةُ فِى الْحَبَشَةِ" أرَادَ: الأَذَانَ. قَوْلُهُ: "لَهُ قِيرَاطٌ" (¬65) تَفْسِيرُهُ فِىٍ الْحَدِيثِ: أَنَّهُ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ. وَأَمَّا الْقِيراطُ الْمَعْرُوفِ: فَهُوَ نِصْفُ دَانِقٍ، وَأَصْلُهُ: قِرَّاطٌ بِالتَّشْدِيدِ؛ لأَنَّ جَمْعَهُ: قَرَارِيطُ، فَأُبْدِلَ مِنْ أَحَدِ حَرْفَىْ تَضْعِيفِهِ يَاءً، مِثْلُ دِينَارٍ، أَصْلُهُ دِنَّارٌ (¬66). ¬

_ (¬51) فى المهذب 1/ 135: يجوز حمل الجنازة بين العمودين، وهو أن يجعل الحامل رأسه بين عمودى مقدمة النعش ويجعلها على كاهله. (¬52) ع: العمودان. (¬53) ع: -عز وجل-. (¬54) سورة الهمزة آية 9، وانظر مجاز القرآن 2/ 311 ومعانى الفراء 3/ 290، 291 قال الفراء: وَالْعُمُد والعَمَد: جمعان للعمود مثل الأديم والأُدُم والإِهاب والاُهُب والأهَب. . . وانظر معانى الأخفش 2/ 510 والمبسوط فى القراءات العشر 478. (¬55) المقدمة: ليس فى ع، وفى المهذب 1/ 135: ويجوز الحمل من الجوانب الأربعة فيبدأ بياسرة المقدمة فيضع العمود على عاتقه الأيمن ثمّ يأخذ يامنة المقدمة فيضع العمود على عاتقه الأيسر. (¬56) هى: ليس فى ع. (¬57) فى المهذب 1/ 135 فى الإسراع بالجنازة: ولا يبلغ به الخبب. (¬58) فى المهذب 1/ 135 فى حديث ابن مسعود (ر) سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السير بالجنازة فقال: "دون الخبب، فإن يكن خيرا يعجل إليه، وإن يكن شرًا فبعدا لأصحاب النار". (¬59) ومنه ساقط من خ. (¬60) سورة هود آية 95، وانظر مجاز القرآن 1/ 298 وإعراب القرآن 2/ 18، 24 والغريبين 1/ 185 وتفسير غريب القرآن 209 وتهذيب اللغة 2/ 244. (¬61) هو ليس فى خ. (¬62) فى المهذب 1/ 136: روى البراء بن عازب. قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتباع الجنازة، وعيادة؛ المريض وتشميت العاطس، وإجابة الداعى ونصر المظلوم. (¬63) من ع. (¬64) غريب الخطابى 1/ 401، والفائق 1/ 427 والنهاية 2/ 122. قال الخطابى: الدعوة: الأذان وجعله فى الحبشة تفضيلا لبلال مؤذنه، وجعل الحكم فى الأنصار؛ لأن أكثر فقهاء الصحابة منهم معاذ؛ وأبى بن كعب؛ وزيد بن ثابت، وغيرهم. (¬65) ع: قوله "قيراط" وفى المهذب 1/ 136: روى أبو هريرة (ر) أن النبى قال: "من تبع جازة فصلّى عليها فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطَان" والقيراط أعظم من أحد. (¬66) عن الصحاح (قرط).

قَوْلُهُ: "أُتِىَ بِفَرَسٍ مُعْرَوْرٍ (¬67) " أَىْ: عُرْىٍ، لَيْسَ عَلَيْهْ سَرْجٌ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: يُقَالُ: فَرَسٌ عُرْىٌ، وَخَيْل أَعرَاءٌ (¬68). وَلَا يُقَالُ: فَرَسٌ مُعْرَوْرٍ. وَإِنَّمَا الْمُعْرَوْرِى (¬69): الَّذِى يَرْكَبُ الْفَرَسَ عَرْيًا. يُقَالِ: اعْرَوْرَى الْفَرَسَ: إِذَا رَكِبَهُ عُرْيًا. قَوْلُهُ: "إِنَّ عَمَّكَ الضَّالَّ" (¬70) أَصْلُ الضَّلَالِ: الْجَوْرُ عَنِ الطَّرَيقِ: وَقَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: أَصْلُهُ الْغَيْبُوبَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَضِلُّ رَبِّى} (¬71) أَىْ: لَا يَغِيبُ عَنْهُ شَىْءٌ. وَقَالَ تَعَالَى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} (¬72) أَىْ: ذَهبْنَا وَغِبْنَا. فَكَاْنَّ الْكَافِرَ جَارَ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ، أوْ غَابَ عَنْهُ الْحَقُّ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَيْهِ (¬73). * قَوْلُهُ: "فَوَارِهِ" أَىْ: غَطِّهِ وَاسْتُرْهُ، الْمُوَارَاةُ: السَّتْرُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي} (¬74). قَوْلُهُ: "بِنَارٍ وَلَا نَائِحَةٍ" (¬75) أَرَادَ بِالنَّارِ: مَا يَفْعَلُهُ الْعَامَّةُ مِنَ اتِّباعِ الْجَنَازَةِ بِالْبَخُورِ. وَالنَّائِحَةُ: الْبَاكِيَةُ. وَأَصْلُ التَّنَاوُحِ: التَّقَابُلُ، يُقَالُ: تَنَاوَحَ الْجَبَلَانِ: إِذَا تَقَابَلَا، وَكَانَ النِّسَاءُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ، يُقَابِلُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا، فَيَبْكِينَ وَيَنْدُبْنَ الْمَيِّتَ، فَهُو: النَّوْحُ (¬76). قَوْلُهُ: "الْبَقِيعُ" (¬77) اسْمٌ عَلَمٍ لِمَقْبَرَةِ الْمَدِينَةِ، وَفِى غَيْرِهَا: مَوْضِعٌ فِيهِ أَرُومُ الشَّجَرِ مِنْ ضُرُوبٍ شَتَّى، وَمِنْهُ سُمِّىَ بَقِيعُ الْغَرْقَدِ الْمَذْكُور (¬78). قَوْلُهُ (¬79): "مِنى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ" هُوَ (¬80) مِنْ أَنَاخَ الْبَعِيرَ: إِذَا أَبْرَكَهُ وَاسْتَنَاخَ الْبَعِيرُ بِنَفْسِهِ: بَرَكَ، وَأَرَادَ أَنَّهَا (¬81) مَنْزِلُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا وَحَازَهَا. قَوْلُهُ: "اللَّحْدُ" (¬82) هُوَ الشَّقُّ فِى نَاحِيةِ الْقَبْرِ، وَأَصْلُهُ: الْمَيْلُ وَالْعُدُولُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْكَافِرِ: مُلْحِدٌ؛ لأنَّهُ مَالَ عَنِ الْحَقِّ وَعَدَلَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيْهِ بِإلْحَادٍ (¬83) بِضُلْمٍ} وَقَالَ الشَّاعِرُ (¬84): ثَوَى فِى مُلْحَدٍ لَا بُدَّ مِنْهُ ... كَفَى بِالْمَوْتِ نَأَيًا وَاغْتِرَابًا قَوْلُهُ (¬85): "يُعَمَّقُ الْقَبْرُ قَدْرَ قَامَةٍ وَبَسْطَةٍ" أَىْ: يُجْعَلُ عَمِيقًا، لَهُ غَوْرٌ فِى الْأرْضِ. وَأَصْلُ العُمْقِ: قَعْرُ الْبِئْرِ. وَتَعْمِيقُ الْبِئْرِ وَاِعْمَاقُهَا: جَعْلُهَا عَمِيقَةً. وَقَدْ عَمُقَ الرَّكِىُّ عَمَاقَةً. وَيُقَالُ: عُمْقٌ (¬86) بِالضَّمِّ ¬

_ (¬67) فى المهذب 1/ 136: روى جابر بن حمرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى على جنازة، فلما انصرف أتى بفرس معرور فركبه ومثله فى النهاية 1/ 225 وفى سنن النسائى 4/ 86 معرورى وفى صحيح الترمذى 7/ 183 "فتلقاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على فرس لأبى طلحة عرى". (¬68) ع: عرى: غريف. والمثبت من خ والعين 2/ 233 وتهذيب اللغة 3/ 158 والمحكم 2/ 167، والصحاح (عرى). (¬69) يقال: اعْرَوْرَيْتُ الفرسَ فأنا مَعْرَوْرٍ وهو مُعْرَوْرىً. وانظر الأساس (عرى) والصحاح والمغرب والمصباح (عرى) والنهاية 3/ 225. (¬70) فى المهذب 1/ 136: ولا يكره للمسلم اتباع جنازة أقاربه من الكفار؛ لما روي على (ر) قال: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن عمك الضال قد مات. فقال: اذهب فواره. (¬71) سوره طه آية: 52. (¬72) سورة السجدة آية: 10. (¬73) وقال أبو عبيدة: مجازه: همدنا فلم يهجد لنا لحم لا عظم. مجاز القرآن 2/ 131 وانظر الصحاح ضلل. (¬74) سورة المائدة آية: 31. (¬75) فى المهذب 1/ 136 ولا تتبع الجنازة بنار لا نائجة. (¬76) عن الصحاح (نوح) وعبارته: ومنه سميت النوائح. والنوح المصدر والاسم: النياحة. (¬77) فى المهذب 1/ 136: والدفن فى المقبرة أفضل؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يدفن الموتى بالبقيع. (¬78) معجم ما استعجم 1/ 265 والعين 1/ 209 وتهذيب اللغة 1/ 284 والمغانم المطابة 61 والصحاح (بقع). (¬79) فى المهذب 1/ 136: وإن تشاح اثنان فى مقبرة مسبلة قدم السابق منهما؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - منى مناخ من سبق. (¬80) ع: فهو. (¬81) ع: بها. (¬82) فى المهذب 1/ 136: أيهما كان أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه إلى اللحد. (¬83) سورة الحج آية 25 قال أبو عبيد: مجازه: ومن يرد فيه الحادًا والباء من حروف الزوائد وهو الزيغ والجور والعدل عن الحق. مجاز القرآن 2/ 48 وانظر معانى الفراء 2/ 222، 223 وتفسير غريب القرآن 291 وتهذيب اللغة 4/ 422. (¬84) بشر بن أبى خازم كما فى نهاية الأدب 3/ 61 والتمثيل والمحاضرة 50. (¬85) فى المهذب 1/ 137: ويستحب أن يعمق. . . . . . . . . إلخ. (¬86) ع: أعمق تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.

وَعَمْقٌ (¬87). وَمَعْنَى "بَسْطةٍ" أَن يَقْومَ فِى الْقَبْرِ الرَّجُلُ، وَيَبْسُطَ يَدَهُ الَى أَعلَاهُ، أَىْ: يَمُدَّهَا. وَالْبَسْطُ: ضِدُّ الْقَبْضِ، وَمِنْهُ: (¬88) {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (¬89) وَقَالَ فِى الشَّامِلِ (¬90): الْبَسْطَةُ: الْبَاعُ، وَهِىَ: الْقَامَةُ، وَقَدْرُ (¬91) ذَلِكَ: أَربَعُ أَذْرُع وَنِصْفٌ، وَذَلِكَ قَامَة وَبَسْطَةٌ. قَوْلُهُ: "يحْتَاجُ الَى بَطْشٍ وَقُوَّةٍ" (¬92) أَصْلُ الْبَطْشِ: الأخْذُ بِشِدَّةٍ وَعُنْفٍ، وَأرَادَ - هَا هُنَا: الْجَلَدَ وَالْقُوَّةَ. يُقَالُ: بَطَشَ يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ (¬93). قَوْلُهُ: رِجل الْقَبْرِ" (¬94) حَيْثُ يَكُونُ رِجْلُ الْمَيِّتِ كَرِجل السَّرَاوِيِل، حَيْت تَكُونُ الرِّجْلُ. قَوْلُة: "ثُمَّ يُسَلُّ فِيهِ (¬95) سَلًّا" أَرَادَ: يُدْخَلُ إِدْخَالًا رَفِيقًا سَهْلًا، بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا شِدَّةِ جَذْبٍ. وَمِثْلُ ذَلِكَ: سَلَّ الشَّعَرَة مِنَ الْعَجِينِ: إِذَا أَخْرَجَهَا مِنْهُ بِرِفْقٍ، لِئَلَّا تَنْقَطِعَ. قَوْلُهُ (¬96): "وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬97) الْمِلَّةُ: الدِّينُ وَالشَّرِيعَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِلةَ أبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} (¬98) أَىْ: دِينَهُ وَشَرِيعَتَهُ. قَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: الْمِلَّةُ: مُعْظَمُ الدِّينِ. وَالشَّرِيعَةُ: الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ. قَالَ أبُو الْعَبَّاسِ: مُعْظَمُ الدِّينِ: جُمْلَةُ مَا جَاءَ بِهِ الرسُولُ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَوْلُهُ: "فِى تَابُوتٍ" (¬99) هُوَ الصُّنْدُوقُ يُعْمَلُ مِنَ الْخَشَب، وَيُدْخَلُ فِيهِ الْمَيِّتُ. وَفِي قِرَاءَةِ أُبَي ابْن كَعْبٍ ({التَابُوهُ}) (¬100) بِالْهَاءِ، وَهِىَ لُغَةُ الأنْصَارِ، وَالتَّاءُ: لُغَةُ قُرَيْشٍ (¬101). قَالَ الجَوْهَرِىُّ (¬102): أَصْلُ (تَابُوت) تَابُوَةٍ، مِثْلُ تَرْقُوَةٍ، فَلَمَّا سَكَنَتْ الْوَاوُ انْقَلَبَتْ هَاءُ التَّأَنِيثِ تَاءً. قَوْلُهُ: "وَيُنْصَبُ اللَّبِنُ نَصْبًا" (¬103) أَىْ: لَا يَكُونُ مَائِلًا فَيَسْقُطُ فِى اللَّحْدِ مَعَ الْمَيِّتِ. "قَوْلُهُ" (¬104) "أَهيلُوا عَلَىَّ التُرَابَ" قَالَ الْجَوْهِرِىُّ (¬105): كُلُّ شَىْء أَرْسَلْتُهُ إرْسَالًا مِنْ رَمْلٍ، أَوْ تُرَابٍ أَوْ طَعَامٍ، (¬106) وَنَحْوِهِ قُلْتَ: هِلْتُهُ أَهِيلُهُ هَيْلًا، فَانْهَالَ، أَىْ: جَرَى وَانْصَبَّ. وَأهَلْتُ الدَّقِيقَ لُغَةٌ فِى هِلْتُ، فَهُوَ مُهَالٌ وَمَهِيلٌ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَثِيبًا مَهِيلًا} (¬107) أَىْ: مَصْبُوبًا سَائِلًا (¬108). قَوْلُهُ: "شَفِيرِ الْقَبْرِ" (¬109) هُوَ: حَرْفُهُ وَجَانِبُهُ (¬110) الْمُشْرِفُ عَلَى الْحَفِيرِ، وَحَرْفُ كُلِّ شَىْءٍ: ¬

_ (¬87) الصحاح (عمق). (¬88) بل: ساقطة من ع. (¬89) سورة المائدة آية 64. وانظر معانى الزجاج 2/ 208، 209 ومعانى الفراء 1/ 315 ومعانى الأخفش 1/ 261. (¬90) .................................. (¬91) خ: قدر. (¬92) فى المهذب 1/ 137: والأولى أن يتولى الدفن الرجال؛ لأنه يحتاج إلى بطش وقوة. (¬93) الأوفق بالكسر والضم، وما ذكره عن الصحاح وفيه تقديم الكسر شكلا وقال الفيومى: من باب ضرب وبها قرأ السبعة وفى لغة من باب قل وقرأ بها الحسن البصرى وأبو جعفر المدنى. وانظر معانى الأخفش 309 ومجاز القرآن 2/ 100 والكسر مقدم. (¬94) فى المهذب 1/ 137: والمستحب أن يضع رأس الميت عند رجل القبر ثم يسل فيه سلا. (¬95) فيه: ليس فى خ. (¬96) فى المهذب 1/ 137: ويستحب أن يقول عند إدخاله القبر: بسم الله وعلى ملة رسول الله. (¬97) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬98) سورة الحج آية 78. (¬99) فى المهذب 1/ 137: ويكره أن يجعل تحته مضربة أو مخدة أو فى تابوت. (¬100) من قوله تعالى: {أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} البقرة: 248 وقوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ} [طه: 39]. (¬101) عن الصحاح (توب). (¬102) السابق. (¬103) فى المهذب 1/ 137: وينصب اللبن على اللحد نصبا. (¬104) قوله: ليس فى خ وفى المهذب 1/ 137 روى عن سعد بن أبى وقاص: قال: اصنعوا بى كما صنعتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انصبوا على اللبن وأهيلوا على التراب. (¬105) الصحاح (هيل). (¬106) خ: أو والمثبت من ع والصحاح. (¬107) {وَكَانَتِ الْجبَال كَثِيبًا مَهِيلًا} سورة المزمل آية 14. (¬108) تفسير غريب القرآن 494 ومعانى القرآن 3/ 198 وتفسير غريب القرآن للعزيزى 166. (¬109) فى المهذب 1/ 137: ويستحب لمن على شفير القبر أن يحثو فى القبر ثلاث حثيات من التراب. (¬110) خ: والمشرف.

شُفْرُهُ وَشَفِيرُهُ، كَالْوَادىِ وَنَحْوِهِ. وَأَشْفَارُ الْعَيْنِ: حُرُوفُ الاجْفَانِ. وَشُفْرُ الرَّحِمِ وَشَافِرُهَا: حُرُوفُهَا (¬111). قَوْلُهُ: "ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ" يُقَالُ: حَثَى التُّرابَ يَحْثُو (¬112)، وَيَحْثِى حَثْوًا وَحَثْيًا: إِذَا رَمَى بِهِ. وَمِنْهُ: "احْثُوا فِى وُجُوهِ (¬113) الْمَدَّاحِينَ التُّرابَ". قَوْلُهُ: "وَاسْأَلُوا (¬114) اللهَ لَهُ التَّثْبِيتَ" أَىْ: الأمْنَ مِنَ الْفَزَعِ، وَالثُّبُوتَ عِنْدَ مَسْأَلَةٍ الْمَلَكَيْنِ. يُقَالُ: ثَبَتَ فِى الْقِتَالِ: إِذَا لَمْ يَفْزَعْ، وَلَمْ يَفِر. وَرَجُل ثَبْتٌ (إِذَا كَانَ) (¬115) لَا يَزِلُّ لِسَانُهُ. وَثَبْتٌ، أَىْ: ثَابِتُ الْعَقْلِ (¬116). قَالَ (¬117): . . . . . . . . . . . . . ... ثَبْتٌ إذَا مَا صِيحَ بِالْقَوْم وَقَرْ قَوْلُهُ: "يُشْخَصُ الْقَبْرُ" (¬118) أَىْ: يُرْفَعُ مِنَ الأرْضِ؛ لِيُعْرَفَ، فَلَا يَنْبُشُهُ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْبُرَ غَيْرَهُ. قوْلُهُ (¬119): "لَا مُشْرفَةٌ (¬120) وَلَا لَاطَئَةٌ" الْمُشْرِفُ: الْعَالِى، مِنَ الشَّرَفِ، وَهُوَ الْعُلُوُّ. وَجَبَلٌ مُشْرِفٌ، أَىْ: عَالٍ (¬121) واللَّاطِىءُ: اللَّاصِق بِالأرْض الْمُنْخَفِضُ. قَالَ الأحْمَرُ (¬122): لَطَأَ بِالأرْضِ لَطْأً، وَلَطِىءَ أَيْضًا [لُطُوءً] (¬123) وَأَرادَ بِهَا: بَيْنَ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "وَيُسَطَّحُ الْقَبْرُ" (¬124) التَّسْطِيحُ: الْبَسْطُ. وَسَطَحَ الأرْضَ، أَىْ: بَسَطهَا (¬125)، وَتَسْطِيحُ الْقَبْرِ: أن يُجْعَلَ مُنْبَسِطًا مُتَسَاوِىَ الأجْزَاءِ، لَا ارْتِفَاعَ فِيهِ وَلَا انْخِفَاضَ، كَسَطْحِ الْبَيْتِ. وَ"التَسْنِيمُ" (¬126) أَنْ يُجْعَلَ أَعْلَاهُ مُرْتَفِعًا، وَيُجْعَلَ جَانِبَاهُ مَمْسُوحَيْنِ مُسْنَدَيْنِ، مَأْخُوذٌ مِنْ سَنَامِ الْبَعِيرِ. قوْلُهُ: "مِنْ شِعَارِ الرافِضَةِ، بِكَسْرِ الشِّينِ، أَىْ: عَلَامَةِ قبورِهِمْ. وَأَرادَ: مُخَالَفَتَهُمْ. وَسُمُّوا رَافِضَةً؛ لِأَنَّهُمْ رَفَضُوا زَيْدَ بْنَ عَلِىٍّ (رَحِمَهُ اللهُ) (¬127) وَلَمْ يَرْتَضُوا مَذْهَبَهُ (¬128). والرَّفْضُ: التَّرْكُ. رَفَضَهُ يَرْفُضُهُ وَيَرْفِضُهُ رَفْضَا وَرَفَضًا، وَالشَّىْءُ رَفِيضٌ وَمَرْفُوضٌ (¬129). قَوْلُهُ (¬130): "يُجَصَّصُ الْقَبْرُ أَوْ يُعْقَدُ عَلَيْهِ" (¬131) تَجْصِيصُهُ: عَمَلُهُ بِالْجَصِّ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ، ¬

_ (¬111) عن الصحاح (شفر). (¬112) خ: يحثوه. والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه. (¬113) ع: وجه والمثبت من خ والنهاية 1/ 339. (¬114) خ: سلو وفى المهذب 1/ 138 روى عثمان (ر) قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت يقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل. (¬115) ما بين القوسين من خ. (¬116) فى الصحاح: ثابت القلب وأنشد عليه الشاهد الآتى للمصنف. (¬117) العجاج ديوانه 34 وقبله: فِى الْغَمَرَاتِ بَعْدَ مَنْ فَرَّ وَفَرْ ... . . . . . . . . . . . . . (¬118) فى المهذب 1/ 138: وشخص القبر من الأرض قدر شبر. (¬119) فى المهذب 1/ 138: روى القاسم بن محمّد قال: دخلت على عائشة (ر) فقلت: اكشفى لى عن قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، فكشفت لى عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة. (¬120) خ: غير. (¬121) الصحاح (شرف). (¬122) خلف الأحمر بن حيان بن محرز أحد رواة الغريب واللغة والشعر والنقد ترجمته فى إنباه الرواة 1/ 348 ومعجم الأدباء 11/ 66 والمزهر 2/ 403. (¬123) ع: لطاء وخ: لطأ: تحريف والمثبت من الصحاح. . . وفى إصلاح المنطق 212: الأحمر: يقال: لطأت بالأرض ولطئت. وانظر أفعال ابن القطاع 3/ 147 وأفعال السرقسطى 2/ 470 والصحاح (لطأ). (¬124) فى المهذب 1/ 138: ويسطح القبر ويوضع عليه الحصى. (¬125) فى الصحاح: سطح الله الأرض سطحا: بسطها. (¬126) فى المهذب 1/ 138: قال أبو على الطبرى: الأولى فى زماننا أن يسنم لأن التسطيح من شعار الرافضة. (¬127) من ع. (¬128) فى الصحاح: الرافضة: فرقة من الشيعة، قال الأصمعى: سموا بذلك، لتركهم زيد بن على. (¬129) عن الصحاح "رفض". (¬130) فى المهذب 1/ 138: روى جابر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يبنى عليه أو يعقد وأن يكتب عليه. (¬131) عليه: ليس فى ع.

يُقَالُ: جَصَّ وَجِصَّ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬132) وَ "يُعْقَدَ عَلَيْهِ" أَىْ: يُبْنَى عَلَيْهِ عِقْدٌ، كَمَا يُفْعَلُ فِى أَبْوَابِ بَعْضِ الْمَسَاجِدِ وَبَيْنَ الأَسَاطِينِ وَالْقِبَابِ وَمِحْرَابِ الْقُبَّةِ. قَوْلُهُ: "جَنِينٌ" (¬133) الْجَنِينُ: الْوَلَدُ مَا دَامَ فِى الْبَطْنِ، وَالْجَمْعُ: الأجِنَّةُ (¬134)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} (¬135) وَسُمِّىَ بِذَلِكَ؛ لِاجْتِنَابِهِ وَاسْتِتَارِهِ (فِى بَطْنِ أُمِّهِ) (¬136) مَأَخُوذٌ مِنَ الْجُنَّةِ، وَهُوَ. ما اسْتَتَرْتَ بِلِا مِنْ سِلَاحٍ. وَالْجُنَّةُ: السُّتْرَةُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْجِنُّ، لِاسْتِتَارِهِمْ. وَالْمِجَنُّ التُّرْسُ، وَالْجَمْعُ: الْمَجَانُّ بِالْفَتْحِ (¬137) لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْمُحَارِبَ. * * * ¬

_ (¬132) ذكره ابن السكيت وقدم الكسر على أنه الأفصح إصلاح المنطق 32، 174 وتهذيب اللغة 10/ 448 وانظر المعرب 95 وأدى شير 38 وديوان الأدب 3/ 7 والمزهر 1/ 270، 271. (¬133) فى المهذب 1/ 138: وإن ماتت امرأة وفى جوفها جنين حى شق جوفها؛ لأنه استبقاء حى باتلاف جزء من الميت. (¬134) الصحاح (جنن). (¬135) سورة النجم آية 32. (¬136) ما بين القوسين من ع. (¬137) عن الصحاح (جنن).

ومن باب التعزية والبكاء على الميت

وَمِنْ بَابِ التَّعْزِيَةِ وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ أَصلُ الْعَزَاءِ: هُوَ الصَبْرُ، يُقَالُ: عَزَّيْتُهُ فَتَعَزَّى تَعْزِيَةً (¬1)، وَمَعْنَاهُ: التَّسْلِيَةُ لِصَاحِبِ (¬2) الْمَيِّتِ، وَنَدْبُهُ اِلَى الصَّبْرِ وَوَعْظُهُ بِمَا يُزِيلُ عَنْهُ الْحُزْنَ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "مَنْ لَمْ يَتَعَزَّ بِعَزَاءِ اللهِ فَلَيْسَ مِنَّا (¬3) قِيلَ: مَعْنَاهُ: التأَسِّي وَالتَّصَبْر عِنْدَ الْمُصيِبَةِ، فَإِذَا (¬4) أَصَابَتِ الْمُسْلِمَ مُصِيبَةٌ، قَالَ: {إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (¬5) كَمَا أَمرهُ الله (¬6). وَمَعْنَى "بعَزَاءِ اللهِ" أَىْ: بِتَعْزِيَةِ اللهِ إِيَّاهُ، وَكَذَا قَوْلُهُ: (عَلَيْهِ السَّلَامُ) (¬7): "مَنْ عَزَّى مُصَابًا" (¬8) أَىْ: صَبَّرَهُ وَسَلَّاهُ، وَدَعَا لَهُ. قَوْلُهُ (¬9): "خَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ" قَدْ ذَكَرْنَا (¬10) أَنَّ الخَلَفَ: مَا جَاءَ بَعْدُ،: هُوَ خَلَفُ سَوْءٍ مِنْ أَبِيهِ، وَخَلَفُ صِدْقٍ مِنْ أَبيهِ - بِالتَّحْرِيكِ: إِذَا قَامَ مَقَامَهُ. قَوْلُهُ (9): "وَدَرْكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ" أَىْ: عِوَضًا. وَأَصْلُ الدَّرْكِ: اللُّحُوقُ، يُقَالُ: أَدْرَكَهُ، أَىْ: لَحِقَهُ، كَأَنَّهُ (¬11) لَحِقَ الْفَائِتَ وَمِنْهُ الدَّرْكُ (¬12) فِى الْبَيْعِ، وَهِىَ التَّبِعَةُ: يُقَالُ: مَا لَحِقَكَ مِنْ دَرَكٍ فَعَلَىَّ خَلَاصُهُ (¬13). قَوْلُهُ: "أعْظَمَ اللهُ أَجْرَكَ" (¬14) أَىْ: جَعَلَهُ اللهُ عَظِيمًا (¬15). ¬

_ (¬1) نوادر أبى زيد 530 وتهذيب اللغة 3/ 97 والمحكم 2/ 161 والمصباح (عزا) واللسان (عزا 2934). (¬2) خ: للميت. (¬3) غريب أبى عبيد 1/ 303 والفائق 2/ 425 وغريب ابن الجوزى 2/ 94 والنهاية 3/ 233. (¬4) خ: وإذا. (¬5) سورة البقرة آية 156. (¬6) وقيل: أى: لم يدع بدعوى الإسلام، فيقول: يالله، أو: يَالِلْمُسلمين، وانظر المراجع السابقة فى تعليق 3. (¬7) ما بين القوسين: ليس فى ع. (¬8) تتمته: فله مثل أجره. المهذب 1/ 138. (¬9) فى المهذب 1/ 139: من تعزية الخضر - عليه السلام -: "إن فى الله سبحانه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت". (¬10) ع: ذكر. (¬11) ع: أى مكان كأنه. (¬12) يسكن ويحرك كما فى الصحاح (درك). (¬13) عن الصحاح (درك). (¬14) فى المهذب 1/ 139: ويستحب أن يدعو له وللميت، فيقول: أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك. (¬15) ع: جعله عظيما.

قَوْلُهُ: "أَخْلَفَ اللهُ عَلَيْكَ وَلَا نَقَصَ عَدَدَكَ" (¬16) أَىْ: جَعَلَ الله لَكَ خَلَفًا يَجِىءُ بَعْدَكَ يَكُونُ عِوَضًا لَكَ مِمَّنْ مَاتَ، وَلَا نَقَصَ عَدَدَكَ؛ لِتَكْثُرَ الْجِزْيَةُ، وَلَا تَنْقُصُ (¬17) بِمَن مَاتَ. وَقَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬18): يُقَالُ: أَخْلَفَ اللهُ عَلَيْكَ، لِمَنْ ذَهَبَ لَهُ مَال أوْ وَلَدٌ، بِمَا يُسْتَعَاضُ مِنْهُ، وَخَلَفَ اللهُ عَلَيْكَ: لِمَنْ هَلَكَ لَهُ وَالِدٌ أوْ عَمٌّ. أَىْ: كَانَ اللهُ خَلِيفَةً عَلَيْكَ مِنَ الْمَفْقُودِ (¬19). قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ نَدْبٍ وَلا نِيَاحَةٍ" (¬20) قَدْ ذَكَرْنَا النِّيَاحَةَ (¬21)، وَأَمَّا النَّدْبُ، فَهُوَ: الْبُكَاءُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَتَعْدَادُ مَحَاسِنِهِ يُقَالُ: نَدَبَهُ ندْبًا، وَالاسْمُ: النُّدْبَةُ، بِالضَّمِّ. وَأَصْلُ النَّدْبِ: أَثَرُ الْجُرْحِ (¬22) شَبَّهَ مَا كَانَ (¬23) يَجِدُهُ مِنَ الْوَجْدِ وَالْحُزْنِ بِأَلمِ الْجُرْحِ وَوَجَعِهِ. قَوْلُهُ (¬24): "لَا نُغْنى عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا" أَىْ: مَا تَنْفَعُكَ، يُقَالُ: مَا يُغْنىِ عَنْكَ هَذَا، أَىْ: مَا يُجْزِئُكَ وَلَا يَنْفَعُكَ، قَالَ الله تَعَالَى: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} (¬25) أَىْ: مَا نَفعَ وَمَا أَجْزَأَ (¬26) عَنْهُ. قَوْلُهُ (¬27): "وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ" هُوَ: النَّعْىُ وَالنَّدْبُ الَّذِى كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ، مِنْ مَدْحِ الْمَيِّتِ وَذِكْرِ أَفْعَالِهِ وَسَخَائِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. قَوْلُهُ (¬28): "وَإِنَّا إِنْ شَاء اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ" قِيلَ مَعْنَاهُ: إِذْ شَاءَ الله. وَقِيلَ: مَعْنَى الاسْتِثْنَاءِ يَرْجِعُ إلَى قَوْلِهِ: "عَنْ قَرِيبٍ" فَإِنَّهَ لا يُعْلَمُ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "بِقِيعِ الْغَرْقَدِ" قَدْ ذَكَرْنَا الْبَقِيعَ (¬29)، وَأَنَّهُ مَقْبَرَةُ الْمَدِينَةِ، وَخُصَّتْ بِالْغَرقَدِ (¬30)، لِكَثْرَةِ نَبَاتِهِ فِيهَا. قَالَ الزمَخْشَرِىُّ (¬31): الْغَرقَدُ: مِنَ العِضَاهِ (¬32)، وَقِيلَ: هِىَ كِبَارُ الْعَوْسَجِ. قَوْلُهُ: "حَتَّى تَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ" (¬33) مَعْنَاهُ: حَتَّى تَصِلَ. وَخَلَصَ إلَيْهِ الشَّىْءُ: وَصَلَ (¬34). قَوْلُهُ: "يَدُوسُهُ" (¬35) دَاسَهُ: وَطِئَهُ (¬36) بِرِجْلِهِ يَدُوسُهُ دَوْسًا، وَمِنْهُ: دَوْسُ الطَّعَامِ (¬37). قَوْلُهُ: (¬38) "لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِى وَثَنًا" الْوَثَنُ: الصَّنَمُ، وَالْجَمْعُ: وُثْنٌ وَأَوْثَانٌ (¬39). وَقِيلَ: الْوَثَنُ: مَا لَمْ يَكُنْ عَلَى صُورَةِ حَيَوَانٍ، وَالصَّنَمُ: مَا كَانَ مُصَوَّرًا (¬40). ¬

_ (¬16) فى المهذب 1/ 139: وإن عزى كافرا بكافر، قال: أخلف الله عليه ولا نقص عددك. (¬17) ع: ممّن مات. (¬18) فى غريب الحديث. (¬19) كذا فى إصلاح المنطق 255 والنهاية 2/ 66 وجمهرة اللغة 3/ 437 وأفعال السرقسطى 1/ 445، 446 وتهذيب اللغة 7/ 296. (¬20) فى المهذب 1/ 139: ويجوز البكاء على الميت من غير ندب ولا نياحة. (¬21) ص 133. (¬22) فى الصحاح: والندب: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد. (¬23) كان: ليس فى خ. (¬24) فى المهذب 1/ 139: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: يا إبراهيم إنا لا نغنى عنك من الله شيئًا ثم ذرفت عيناه. (¬25) سورة المسد آية 2. (¬26) ع: أجزى. والمثبت من خ والصحاح (جزى). (¬27) روى ابن مسعود (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية" وانظر الحديث فى صحيح البخارى 2/ 103 والمهذب 1/ 138. (¬28) فى المهذب 1/ 139: روت عائشة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن إلى الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. وانظر الحديث فى صحيح مسلم 3/ 63، 64. (¬29) ص 133. (¬30) ع: وخص. (¬31) فى الفائق 3/ 60. (¬32) ع: هى من العضاه. والمثبت من خ والفائق. (¬33) خ "إلى جسده" وفى المهذب 1/ 139: روى أبو هريرة (ر) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحترق ثيابه حتى تخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر. (¬34) عن الصحاح (خلص). (¬35) فى المهذب 1/ 139: ولا يدوسه (يعنى القبر) من غير حاجة؛ لأن الدوس كالجلوس. (¬36) ع: وطأه: خطأ. (¬37) فى المصباح: داس الرجل الحنطة يدوسها دوسا ودياسا مثل الدارس ومنهم من ينكر كون الدياس من كلام العرب، ومنهم من يقول: هو مجاز وكأنه مأخوذ من داس الأرض دوسا: إذا شدد وطأه عليها بقدمه. (¬38) فى المهذب 1/ 139: ويكره أن يبنى على القبر مسجدًا؛ لما روى أبو مرثد الغنوى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصلّى إليه وقال لا تتخذوا قبرى وثنًا. (¬39) مثل أسدّ وأسد وآساد كما فى الصحاح (وثن). (¬40) النهاية 5/ 151 والمصباح (صنم، وثن) وكتاب الأصنام 33.

كتاب الزكاة

كِتَابُ الزَّكَاةِ أَصْل الزَّكَاةِ فِى اللُّغَةِ: النَّمَاءُ وَالْكَثْرَةُ، زَكَا الْمَالُ يَزْكُو: إِذَا كَثُرَ، وَدَخَلَتْهُ الْبَرَكَةُ، وَزَكَا الزَّرْعُ إِذَا نَمَا (¬1). وَسُمِّيَت الصَّدَقَةُ زَكَاةً؛ (لِأنَّهَا (¬2) سَبَبُ النَّمَاءِ وَالْبَرَكَةِ. وَقِيلَ: أَصْلُهَا: الطَّهَارَةُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى (¬3): {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} (¬4) أَىْ: طَاهِرَةً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} (¬5) أَىْ: طَاهِرًا. وَقِيلَ: مَأخُوذٌ مِنْ تَزَكَّى، أَىْ: تَقَربَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى (¬6): {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} (¬7) وَقَوْلُهُ [تَعَالَى]: {يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} (¬8). وَقِيلَ: الْعَمَلُ الصَّالِحُ. وَقَالَ [تَعَالَى]: {خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً} (¬9) أَىْ: عَمَلًا صَالِحًا (¬10)، فَكَأَنَّهَا تُطَهِّرُ مِنَ الذُنُوبِ، وَتُقَرِّبُ إِلَى اللهِ تَعَالَى. وَجَاءَ فِى الْقُرْآنِ: بِمَعْنَى الإِسْلَامِ {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّايَزَّكَى} (¬11) وَجَاءَ بِمَعْنَى الْحَلَالِ (¬12) {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} (¬13) وَجَاءَ بِمَعْنَى الشَّفْعِ، لِأنَّ الزَّكَا (¬14): الزَّوْجُ، وَالْخَسَا: الْفَرْدُ. قَوْلُهُ: "مِلْكٌ ضَعِيفٌ لَا يَحْتَمِلُ الْمُوَاسَاةُ" (¬15) هِىَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْآسِىَّ، وَهُوَ: الطَّبِيبُ (¬16)، كَأَنَّهَا فِى النَّفْعِ بِمَنْزِلَةِ الدَّوَاءِ، فى النَّفْعِ مِنَ الْعِلَّةِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬17): آسَيْتُهُ بِمَالِى، أَىْ: جَعَلْتُهُ إِسْوَتِى فِيهِ وَوَاسَيْتُهُ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِيهِ. قَوْلُهُ: "نَاقِصْ بِالرِّقِّ" (¬18) الرِّقِّ بِالْكَسْرِ مِنَ الْمِلْكِ، وَهُوَ الْعُبُودِيَّةُ (¬19). ¬

_ (¬1) الزاهر 2/ 186 - 188 وغريب الحديث لابن قتيبة 1/ 184 والعين 5/ 394 وتهذيب اللغة 10/ 319 والمحكم 7/ 94 والفائق 2/ 119 والنهاية 2/ 307 والصحاح، والمصباح، والمغرب (زكو). (¬2) خ: لأنه: تحريف. (¬3) سورة الكهف: آية 74. (¬4) فى قراءة. أبى جعفر ونافع وابن كثير وأبى عمرو ويعقوب وأبى الرحمن السلمى. معاني القرآن للفراء 2/ 155 والْمَبْسوط فى القراءات العشر 280. (¬5) سورة مريم آية 19 فى قراءة عبد الله وأبى عمرو ونافع ويعقوب عن قالون. معانى القرآن 2/ 163 والمبسوط 288. (¬6) تعالى: ليس فى خ. (¬7) سورة الأعلى آية 14. (¬8) سورة الليل آية 18. (¬9) {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} سورة الكهف آية 81. (¬10) معانى الفراء 2/ 157. (¬11) سورة عبس آية 3 وانظر معانى الفراء 3/ 235. (¬12) السابق 2/ 137. (¬13) الكهف آية 19 وقال أبو عبيدة فى مجاز القرآن 1/ 397: أكثر. وقال ابن قتيبة فى تفسير غريب القرآن 265: يجوز أن يكون أكثر ويجوز أن يكون أجود ويجوز أن يكون أرخص. وقال مكى فى العمدة 187: أكثر وأحله. (¬14) ع: الزكاة: تحريف. وفى العين 4/ 298: يقال فى لعب الجوز: خسا أم زكا، فخسا: فرد، وزكا: زوج قال رؤبة: *لم يدر مالزاكى من المخاسى. وانظر تهذيب اللغة 7/ 484 والمحكم 5/ 151 وديوان الأدب 4/ 20، 22 والصحاح (زكا) واللسان (خسا 1159). (¬15) فى المهذب 140/ 1: لا زكاة على الكاتب والعبد لأنه لا يملك وقيل يملك إِلا أنه ملك ضعيف لا يحتمل المواساة. (¬16) ع: الطب والمثبت من خ والصحاح (أسو). (¬17) السابق. (¬18) فيمن نصفه حر ونصفه عبد وجهان: أحدهما: أنه لا تجب عليه الزكاة لا لأنه ناقص بالرق فهو كالعبد القن. . . إلخ. المهذب 1/ 140. (¬19) عن الصحاح (رقق).

قَوْلُهُ: "كَالْعَبْدِ الْقِنِّ" فَالَ الْجَوْهَرِىٌّ (¬20): الْعَبْدُ القِنُّ: إِذَا مُلِكَ هُوَ وَأَبُوهُ، يَسْتَوِى فِيهِ الاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَقِيلَ: هُوَ الْخَالِصُ الْعُبُودِيَّةِ. قَوْلُهُ: "ابتغُوا فِى أمْوَالِ الْيَتَامَى" (¬21) أىْ: اطْلُبُوا فِيهَا الرِّبْحَ بِالتَّصْرفِ فِيهَا بِالتِّجَارَةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَآخَرُونَ (¬22) يَضْرِبُونَ فِى الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ} (¬23) أَىْ: يَتَّجِرُونَ، وَأَصْلُهُ: الطَّلَبُ، يُقَالُ: بَغَى ضَالَّتَهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ طَلِبَةٍ: بُغَاءٌ بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، وَبُغَايَةٌ أَيْضًا. وَالْبُغْيَةُ - بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: الْحَاجَةُ. وَالْبِغَاءُ بِالْكَسْرِ: الزِّنَا. وَمِنْهُ: {[وَ] (¬24) لَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} (¬25). قَوْلُهُ (¬26): "الزَّكَاةُ مَعْلُومٌ مِنْ دِينِ اللهِ عَزَّ (¬26) وَجَلَّ ضَرُورَةٌ" قَالَ أَهْلُ الأُصُولِ: الْعِلْمُ الضَّرورِىُّ كُلُّ عِلْمٍ لَزِمَ الْمَخْلُوقَ عَلَى وَجْهٍ لا يُمْكِنُهُ دَفْعُهُ عَنْ نَفْسِهِ بشَكٍّ وَلَا شُبْهَةٍ، وَذَلِكَ كَالْعِلْمِ الْحَاصِلِ عَنِ الْحَوَاسِّ الْخَمْسِ الَّتِى هِىَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَالشَّمُّ وَالذَّوْقُ وَالْلَّمْسُ. قَوْلُهُ (¬27): "فَأَنا آخُذُهَا (¬28) وَشِطْرُ مَالِهِ" أىْ: نِصْفُ مَالِهِ. قَالَ ذَلِكَ حِينَ كَانَتْ الْعُقُوبَاتُ فِى الأَمْوَالِ فِى بَدْءِ الإِسْلَامِ، ثُمَّ نُسِخَ (¬29). وَرُوِىَ فِى الْفَائِقِ (¬30): وَشُطْرَ مَالُهُ" بِضَمِّ الشِّينِ وَكَسْرِ الطَّاءِ عَلى مَا لَم يُسَمَّ فَاعِلُهُ. قَالَ: وَالْمَعْنَى: أَنَّ مَالَهُ يُنَصَّفُ، وَيَتَخَير الْمُصَدِّقُ مِنْ خَيْرِ النِّصْفَيْنِ. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ (¬31): قَالَ الْحَرْبِىُّ: غَلِطَ بَهْزٌ فِى الرِّوَايَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ "شُطِرَ مَالُهُ" يَعْنى: أَنْ (¬32) يُجْعَلَ مَالُهُ شِطريْنِ فَيَتَخَيَّرُ الْمُصَدِّقُ (¬33)، وَيَأَخُذُ الصَّدَقَةَ مِنْ خَيْرِ النِّصْفَيْنِ عُقُوبَةً لِمَنْعِهِ، وَأَمَّا مَالَا (¬34) يَلْزَمُهُ فَلَا. قَوْلُهُ: "عَزْمَةٌ" بِالرَّفْعِ: خَبَرُ مُبْتَدَإٍ، أَىْ: ذَلِكَ عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنا. يُقَالُ: عَزَمَ عَلَى الأَمرِ: إِذَا قَطَعَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَتَرَدَّدَ فِيهِ، يُقَالُ: عَزَمْتُ عَلَى كَذَا عَزْمًا وَعُزْمًا (¬35) - بالضَمِّ وَعَزِييةً وَعَزِيمًا: إِذَا أرَدْتَ فِعْلَهُ وَقَطَعْتَ عَلَيْهِ. قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (¬36) أَىْ: صَرِيمَةَ أَمْرٍ (¬37). قَالَ فِى الْمُجْمَلِ (¬38): الْعَزْمُ وَالْعَزِيمَةُ: عَقْدُ الْقَلْبِ عَلَى الشَّىْءِ [تُرِيدُ] (¬39) أَنْ تَفْعَلَهُ. وَعَنِ الْغُورِيِّ (¬40): الإِرَادَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ لِتَوْطِينِ النَّفْسِ عَلَى الْفِعْلِ، وَمِنْهُ: اعْتَزَمَ الْفَرَسُ فِى عِنَانِهِ: إِذَا مَرَّ حَالًا فَحَالًا يَنْثَنى. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: أَىْ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللهِ [أَىْ] (¬41) وَاجِب مِمَّا أوْجَبَ اللهُ تَعَالَى (¬42). قَوْلُهُ: "وَالْخبَرُ مَنْسُوخٌ" (¬43) النَّسْخُ: هُوَ الإِزَالَةُ، نَسَخَت الشَّمْسُ الظِّلَّ، وَانتسَخَتْهُ: أَزَالَتْهُ، وَنَسْخُ الآيَةِ بِالآيَةِ، إِزَالَةُ حُكْمِهَا بِمِثْلِ حُكْمِ الَّذِى كَانَ ثَابِتًا لِحُكْمِ غَيْرِهِ (¬44)، فَالثَّانِيَةُ: نَاسِخَةٌ، وَالأولَى: ¬

_ (¬20) فى الصحاح (قنن). (¬21) فى المهذب 1/ 140. روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "ابتغوا فى أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة". (¬22) وآخرون: ليس فى ع. (¬23) سورة المزمل آية 20. (¬24) ع، خ: {لَا تُكْرِهُوا}. (¬25) سورة النور آية 33. وانظر معانى القرآن للفراء 2/ 251 ومجاز القرآن 2/ 66 وتفسير غريب القرآن 304. (¬26) فى المهذب 1/ 141: وجوب الزكاة: معلوم من دين الله -عز وجل- ضرور فمن جحد وجوبها فقد كذب الله تعالى وكذب رسوله. (¬26) خ: تعالى. (¬27) فى المهذب 1/ 141: روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ومن منعها فأنا آخذها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا ليس لآل محمّد فيها شيىء. (¬28) وفى خ: فَإنَّا آخِذُوهَا. (¬29) قال الشيرازى: وحديث بهز بن حكيم منسوخ فإن ذلك كان حين كانت العقوبات فى المال، ثم نسخت المهذب 1/ 141. (¬30) 2/ 244، 245. (¬31) فى الغريبين 2/ 98. (¬32) ع: أنه. (¬33) المصدق: بفتح الصاد والدال بعدها مكسورة مشددة: الذى يأخذ صدقات النعم. (¬34) ع: مال: تحريف. (¬35) ع: عزمانا: تحريف. (¬36) سورة طه آية 115. (¬37) ما سبق عن الصحاح (عزم) وانطر مما فى الفراء 2/ 193 وتفسير غريب القرآن 283. (¬38) 3/ 666. (¬39) زيادة من المجمل لاستقامة النص. (¬40) ع: الهروى: تحريف. (¬41) زيادة من التهذيب 2/ 154 وفى ع: وواجب بدلا من: أى واجب. (¬42) السابق. (¬43) أنظر تعليق 29. (¬44) خ: إزالة حكمها مثل حكم الذى كان نائبا بحكم غيره تحريف: انظر الصحاح (نسخ) والمفردات للراغب 511.

قَوْلُهُ: "فَإِن امْتَنَعَ بِمَنَعَةٍ" (¬45) بِالتَّحْرِيكِ: جَمْعُ مَانِع، مِثْلُ: كَافِرٍ وكَفَرَةٍ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فِى عِزٍّ وَمَنَعَةٍ. بِالتَّحْرِيكِ وَقَدْ يُسَكَّنُ عَن ابْنِ السِّكيتِ. وَقَدْ مَنُعَ -بِالضَّمِّ- مَنَاعَة (¬46). * * * ¬

_ (¬45) فى المهذب 1/ 141: وإن امتع بمنعة: قاتله الإمام؛ لأن أبا بكر الصديق (ر) قاتل مانعى الزكاة. (¬46) عن الصحاح (منع) وإصلاح المنطق 173.

ومن باب صدقة المواشى

وَمِنْ (¬1) بَابِ صَدَقَةِ الْمَوَاشِى السَّوْمُ: هُوَ إِرْسَالُ الْمَاشِيَةِ فِى الْأرْضِ تَرْعَى فِيهَا، يُقَالُ: سَامَت الْمَاشِيَةُ وَأَسَامَهَا مَالِكُهَا. قَالَا اللهُ تَعَالَى: {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} (¬2) وَسَامَتْ تَسُومُ سَوْمًا: إِذَا رَعَتْ فَهِىَ سَائِمَةٌ. وَجَمْعُ السَّائِمَةِ وَالسَّائِمِ: سَوَائِمُ (¬3). قَوْلُهُ: "يُطْلُبُ نَمَاؤُهَا" (¬4) أَىْ: زِيَادَتُهَا. وَقَدْ ذُكِرَ (¬5). وَأَصْلُ النَّمَاءِ: الزِّيَادَةُ. يُقَالُ: نَمَا الْمَالُ يَنْمِى، وَيَنْمُو: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ (¬6). قَالَ الشَّاعِرُ (¬7): يَا حُبَّ لَيْلَى لَا تَغَيَّرْ وَازْدَدِ ... وَانْمِ كَمَا يَنْمِى الْخِضَابُ فِى الْيَدِ قَوْلُهُ: "كَالْعَقَارِ وَالأثَاثِ" (¬8) قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (¬9) وَالْقُتَيْبِىُّ (¬10): يُقَالُ: مَالَهُ مَالٌ وَلَا عَقَارٌ - بالْفَتْحِ وَلَا يُقَالُ بِالْكَسْرِ. وَالْعَقَارُ: هُوَ الْأرْض وَالدُّورُ. وَالأثَاثُ: هُوَ مَا فِى الْبَيْتِ مِنَ الأَوَانِى وَالثِّيَابِ وَغَيْرِهَا. وَاحِدُهَا: أَثَاثَةٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الاُثَاثُ: الْمَالُ أَجْمَعُ (¬11). قَوْلُهُ: "الْحَيْلُولَةُ" (¬12) الْحَائِلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. حَالَ الشَّىْءُ بَيْنِى وَبَيْنَكَ، أَىْ: حَجَزَ. قَوْلُهُ: "بِيَدِ مُلْتَقِطٍ" هُوَ الَّذِى يَأْخُذُ اللُّقَطَةَ، وَهُوَ الْمَالُ الَّذِى يَنْسَاهُ صَاحِبُهُ، أَوْ يَضِلُّ عَلَيْهِ (¬13) وَيَأْتِى ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى (¬14). قَوْلُهُ: "دَيْن يَسْتَغْرِقُهُ" (¬15) أىْ: يَسْتَوْعِبُهُ وَيُحِيطُ بِجَمِيعِهِ. وَالاسْتِغْرَاقُ: الاسْتِيعَابُ. ¬

_ (¬1) ومن: ليس فى ع. (¬2) سورة النمل آية 10 وقال أبو عبيدة: أسَمْت إِبِلِى وَسَامَتْ هِىَ: أى رَعَيْتُهَا. وانظر معانى الفراء 2/ 98 وتفسير غريب القرآن 242 والصحاح (سوم). (¬3) عن الصحاح (سوم). (¬4) فى المهذب 1/ 141: الإبل والبقر والغنم يكثر منافعها ويطلب نماؤها بالدر والنسل فاحتملت المواساة بالزكاة. (¬5) ص 139. (¬6) فى الصحاح (نما): نَمَا المال وغيره يَنْمُو نَمَاء، وربما قالوا: يَنْمُو نُمُوًا، وأنماه الله. قال الكسائي ولم أسمعه بالواو إِلَّا من أخوين من بنى سُلَيْم. وحكى أبو عبيدة: نَمَا يَنْمُو وَيَنْمِى. وانظر إصلاح المنطق 138، 139. (¬7) من غير نسبة فى فصيح ثعلب 260 وتصحيح الفصيح 1/ 116 وما تلحن فيه العامة للكسائى 139وأفعال السرقسطى 3/ 173 واللسان (نما 4552). (¬8) فى المهذب 1/ 141: ولا تجب فيما سوى ذلك من المواشى كالخيل والبغال والحمير. . لأن هذا يقتنى للزينة والاستعمال لا للماء فلا يحتمل الزَّكاة كالعقار والأثاث. (¬9) فى إصلاح المنطق 161، 383: ماله دار ولاعَقَار، ولا تقل عِقار. (¬10) فى أدب الكتاب 61. (¬11) عن الصحاح (أثث). (¬12) فى المهذب 1/ 142: وَإِن أُسِرَ رب المال وحيل بينه وبين المال، قيل: هو كالمغصوب لأن الحيلولة موجودة بينه وبين المال. (¬13) فى المصباح: ضل الرجل الطريق وضل عنه يضل من باب ضرب: إذَا غَاب عنه فلم يهتد إليه ومنه قيل للحيوان الضائع: ضالة. ويقال لغير الحيوان: ضائع ولقطه. (¬14) تعالى: ليس فى خ. (¬15) فى المهذب 1/ 142: وإن كان له ماشيه أو غيرها من أموال الزكاة وعليه دين يستغرقه أو =

قَوْلُهُ: "وَإِنْ حَجَرَ عَلَيْهِ فِى الْمَالِ" (¬16) أَصْلُ الْحَجْرِ: الْمَنْعُ، وَاهمَحْجُورُ: الْمَمْنُوعُ، قَال اللهُ تَعَالَى: {حِجْرًا مَحْجُورًا} (¬17). وَالسَّفِيهُ (¬18): الْمُبَذِّرُ. يُقَالُ: سَفُهُ يَسْفَهُ سَفَهًا وَسَفَاهَةً (¬19). وَأَصْلُهُ: الْخِفَّةُ وَالْحَرَكَةُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬20): مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعَالِيهَا مَرُّ الرِّيَاحِ النَّوَاسِمِ (¬21) قَوْلُهُ: "نِصَابٌ مِنَ السَّائِمَةِ" (¬22) سُمىَ نِصَابًا؛ لِأنَّهُ أَصْل فِى الزَّكَاةِ. وَالنِّصَابُ وَالْمَنْصِبُ: الْأَصْلُ (¬23) وَقَالَ الْخَلِيلُ (¬24): النِّصَابُ: أَصْلُ الشَّىْء وَمَرْجِعُهُ. قَوْلُهُ: "رَتَعَتِ الْمَاشِيَةُ" (¬25) (يُقَالُ: رَتَعَت الْمَاشِيَةُ) تَرْتَعُ رُتُوعًا: إِذَا أكَلَتْ مَا شَاءَتْ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {نَرْتَعْ وَنَلْعَبْ} (¬27) وَمَعْنَاهُ: نَلْهُو وَنَفْعَلُ مَا نَشَاءُ. قَوْلُهُ: "نُتِجَتْ وَاحِدَةٌ" يُقَالُ: نُتِجَتْ (¬28) الْمَاشِيَةُ عَلَى مَا لَم يُسَمِّ فَاعِلُهُ. وَلَا يُقالُ: نَتَجَتْ بِالْفَتْحِ. وَالْمُسْتَقْبَلُ تُنْتِجُ نَتَاجًا وَأَنْتَجَهَا أَهْلُهَا نَتْجًا (¬28). قَوْلُهُ: "حَتَى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ" (¬29) سُمِّىَ حَوْلًا؛ لِأَنَّ الشَّخْصَ يَحُولُ فِيهِ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ. قَوْلُهُ: "ضُمَّتْ إِلَى الأُمَّهَاتِ (¬30) وَأَصْلٌ أُمٍّ: أُمَّهَةٌ. قَالَ قُصَىُّ (¬31): . . . . . . . . . . . ... أُمَّهَتِى خِنْدِفٌ وَإِلْيَاسُ أَبِى وَالصَّوَابُ عِنْدَ أَكْثَرَ أَهْلِ اللّغَةِ: أَنْ يُقَالَ فِى الآدَمِيِّينَ: أُمَّهَاتٌ، وَفِى الْبَهَائِمِ: أُمَّاتٌ. قَالَ الرَّاعِى (¬32). كَانَتْ نَجَائِبَ مُنْذِرٍ وَمُحَرِّقٍ ... أُمَّاتُهُنَّ وَطُرْقُهُنَّ فَحِيلَا هَذَا هُوَ الأَفْصَحُ عِنْدَهُمْ. وَقَدْ يَجِىءُ أَحَدُهُمْ مَكَانَ الآخَرِ، قَالَ الشَّاعِرُ: ¬

_ = ينقصُ المال عن النصاب قيل: لا تجب الزكاة فيه. (¬16) فى المهذب 1/ 142: وإن حجر عليه فى المال ففيه ثلاث طرق أحدها إن كان المال ماشية وجبت فيه الزَّكاة؛ لأنه قد حصل له النماء. (¬17) {وَيَقولُوُنَ حِجْرًا مَحْجُوْرًا} الفرقان: 22. وانظر مجاز القرآن 2/ 73 ومعانى الفراء 2/ 260 وتفسير غريب القرآن. (¬18) فى المهذب 1/ 142 والثانى: أنه تجب فيه الزكاة قولًا واحدًا لأن الحجر لا يمنع وجوب الزكاة كالحجر على السفيه والمجنون. (¬19) فى المصباح: سفه سفها من باب تعب، وسفه بالضم سفاهة. (¬20) ديوانه 2/ 754 والمحكم 1/ 159 والصحاح (سفه) واللسان (سفه 2034). (¬21) خ: الرواسم. (¬22) خ: نصاب من المال. وفى المهذب 1/ 142: وإن كان عنده نصاب من السائمة فغصبه غاصب وعلفه ففيه طريقان. . . إلخ. (¬23) الصحاح (نصب). (¬24) العين 7/ 137 وعبارته: ونصاب كل شيىء: أصله ومرجعه الذى يرجع إليه. (¬25) فى المهذب 1/ 143: لو رتعت الماضية لنفسه لم تجب فيها زكاة. (¬26) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬27) سورة يوسف آية 12 على قراءة من قرأ (نرتع ونلعب) بالنون. أنظر الكشف 2/ 5 - 7. (¬28) فى المهذب 1/ 143 وأن نتجت واحدة ثم هلكت واحدة لم ينقطع الحول. (¬28) الصحاح (نتج) وانظر تهذيب اللغة 11/ 6. وإصلاح المنطق 255 وشرح السبع الطوال 268، 269 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 57. (¬29) خ: ولا تجب حتى يحول عليه الحول. وفى المهذب 1/ 143: ولا تجب الزكاة فيه حتى يحول عليه الحول. (¬30) خ: ولا تضم إلى الأمهات وفى المهذب 1/ 142: إذا كان عنده نصاب من الماضية فتوالدت فى أثناء الحول حتى بلغ النصاب الثانى ضمت إلى الأمهات فى الحول. (¬31) كذا فى الصحاح (أمه) واللسان (أمه 45) والبيت فى أنساب الأشراف 48: أنَا الَّذِى أعَانَ فِعْلِى حَسَبِى ... وَخِنْدِفُ أُمِّى وَإلْيَاسُ أَبِى (¬32) ديوانه 48 وجمهرة أشعار العرب 173 وديوان الأدب 1/ 420 والمخصص 17/ 84 وجمهرة اللغة 2/ 176.

تُرَجِّعُ فِيهَا أُمَّهَاتُ الْجَوَازِلِ وَقَدْ يَتَدَاخَلَانِ، قَالَ: إِذَا الأُمَّهَاتُ قَبَحْنَ الْوُجُوهَ ... فَرَجْتَ الظَّلَامَ بِأُمَّاتَكَا قَوْلُهُ: "السَّخْلَةُ" (¬33) وَلَدُ الشَّاةِ أَوَّلَ مَا تُنْتَجُ، تُسَمَّى سَخْلَةً، وَذَلِكَ سَاعَةَ تَضَعُهُ، ذَكَرًا كَانَ أَوْ أَنْثَى، وَجَمْعُهُ سَخْلٌ (¬34)، وَلِهَذَا قَالَ: "يَرُوحُ بِهَا الرَّاعِى عَلَى [يَدَيْهِ] (¬35) وَالْبَهْمَةُ (¬36): اسْمٌ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ، وَهِىَ، أَولَادُ الضَّأَنِ، وَالْجَمْعُ: بَهْمٌ. وَالسِّخَالُ: أَوْلَادُ الْمِعْزى، فَإِذَا [اجْتَمَعَت (¬37) البِهَامُ] (¬38) وَالسِّخَالُ، قُلْتَ لَهَا جَمِيعًا: بِهَامٌ وَبَهْمٌ. ذَكَرَهُ فِى الصَّحَاحِ (¬39). مُرْتَهَنَةٌ، والْمُضَارَبُ (¬40): يَأَتِى فِى مَوْضِعِهِ إنْ شَاءَ اللهُ (¬41). * * * ¬

_ (¬33) خ: سخلة. وفى المهذب 1/ 144: من قول عمر (ر): اعتد عليهم بالسخلة التي يروح بها الراعى على يديه. (¬34) العين 4/ 197 وإصلاح المنطق 320 والمحكم 5/ 48 والصحاح (سخل). (¬35) ع، خ: بده والمثبت من المهذب 1/ 144. (¬36) خ: البهيعة: تحريف. (¬37) ع: جمعت والمثبت من خ والصحاح، والنقل عنه، ومثله فى المصباح (بهم) وإصلاح المنطق 320. (¬38) ع، خ: البهائم: تحريف والمثبت من الصحاح. (¬39) مادة (بهم). (¬40) من قوله فى المهذب 1/ 144: تجب الزكاة فى الذمة والعين مرتهنة بها - وبعده: كحق المضارب والشريك. (¬41) ...................................

باب صدقة الإبل

بَابُ صَدَقَةِ الإِبِلِ قَوْلُهُ (¬1): "بِنْتُ مَخَاض" سُميَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ أُمَّهَا قَدْ آنَ لَهَا أَنْ تَكُونَ قَدْ حَمَلَتْ بِوَلَدٍ ثَانٍ (¬2). وَالْماخِضُ وَالْمَخَاضُ: الْحَامِلُ. وَسُمِّيَتْ مَاخِضًا مِنَ الْمَخْضِ، وَهُوَ الْحَرَكَة، وَمِنْهُ: مَخْضٌ اللَّبَنِ لإِخْرَاجِ الزُّبْدِ، وَهُوَ تَحْرِيكُهُ (¬3) وَسُمِّيَتْ "بِنْتُ اللَّبُونِ" (¬4) لِأَنَّ أُمَّهَا لَبُونٌ، [وَ] قَدْ نُتِجَتْ غَيْرَهَا، وَصَارَتْ ذَاتَ لَبَنٍ فَهِىَ لَبُونٌ (¬5). وَسُمِّيَتْ الْحِقَّةُ (¬6) حِقَّةً، وَالذَّكَرُ حِقُّا، لِاسْتِحْقَاقِهِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَيُرْكَبَ (¬7). وَطَرُوقَةَ الْفَحْلِ (¬8)؛ لِأَنَّ الْفَحْلَ يَطْرُقُهَا حِينَئِذٍ. وَأَصْلُ الطَّرْقِ: أَنْ يَأَتِى الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا (¬9). قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَالْجُذُوعَةُ: وَقْتٌ مِنَ الزَّمَنِ لَيْسَ بِسِنٍّ (¬10)، وَهُوَ: إِذَا اسْتَكْمَلَ أَربَعَ سِنِينَ، وَدَخَلَ ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 125: وفى خمس وعشرين: بنت مخاض. (¬2) الإبل للأصمعى 142 والعين 4/ 180 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 52 وتهذيب اللغة 7/ 122، ومبادى اللغة 143 وغريب أبى عبيد 3/ 70، 71، ومنال الطالب 614 والنهاية 4/ 306. والصحاح والمصباح (مخض). (¬3) العين 4/ 180 والصحاح (مخض). (¬4) فى المهذب 1/ 145: وفى ست وثلاثين: بنت لبون. (¬5) غريب أبى عبيد 3/ 71 وإبل الأصمعى 142 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 53 والنهاية 4/ 228 - والصحاح (لبن). (¬6) فى المهذب 1/ 145: وفى ست وأربعين: حقة. (¬7) غريب أبى عبيد 3/ 71 وقال ابن قتيبة فى النعم والبهائم 24 وقيل تسمى بذلك من حين يفصل أخوها عن الرضاع وتستحق أمها الحمل مرة أخرى، وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 54 وإبل الأصمعى 142. (¬8) نقل الشيبانى عن الأوابى: إذا كانت الإبل حقاقا فهى طروقة الفحل. كتاب الجيم 1/ 160، وشرح ألفاظ المختصر لوحة 54. (¬9) لعله أخَذَه من قوله فى الصحاح: ورجل طُرَقَهَ، مثال هُمَزَة: إذا كان يسرى حتّى يطرق أهله ليلًا. (¬10) فى تهذيب اللغة 1/ 352: عن ابن الأعرابى: الإجذاع =

فِى الْخَامِسَةِ (¬11) وَقَالَ فِى الْبَيَانِ (¬12): سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تُجْذِعُ سِنَّهَا. وَقَالَ فِى الشَّامِلِ (¬13): إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهَا تُجْذِعُ: إِذَا سَقَطَتْ سِنُّهَا، أَىْ: بِذَلِكَ (¬14) وَالثَّنِىُّ: الَّذِى أَلْقَى ثَنِيَّتهُ (¬15) وَالرَّبَاعُ: الَّذِى أَلْقَى رَبَاعِيَتَهُ (¬16). وَيُسَمَّى التَّبِيعُ تَبِيعًا (¬17)، فِى زَكَاةِ الْبَقَرِ؛ لِأَنَّهُ لَا يزالُ يَتْبَعُ أُمَّهُ. وَقِيلَ: لِأنَّ قَرْنَيْهِ تَبِعَا أُذُنَيْهِ (¬18) لِتَسَاوِيهِمَا وَسُمِّىَ الْفَصِيلُ فَصِيلًا (¬19)؛ لِأَنَّهُ يُفْصَلُ عَنْ أُمِّهِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كَمَا يُقَالُ: خَضِيبٌ بِمَعْنَى مَخْضُوبٍ. قَوْلُهُ: " (¬20) فَلَا يُعْطَهُ" أَىْ: لَا يُعْطَى الزَّائِدَ. وَقِيلَ: لَا يُعْطَى الْوَاجِبَ؛ لِتَعَدِّيهِ. وَفِيهِ (¬21) رِوَايَتَانِ: كَسْرُ الطَّاءِ وَفَتْحُهَا، عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ (¬22). قَوْلُهُ: "الْأوْقَاصُ الَّتِى بَيْنَ النُّصُبِ" (¬23) الْوَاحِدُ: وَقْصٌ - بِسُكُونِ الْقَافِ (¬24)، وَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُهَا، وَاحتَجَّ بِأَنَّ جَمْعَهُ (¬25) أَوقَاصٌ، فَإِذَا كَانَ جَمْعُهُ عَلَى أَفَعَالٍ، كَانَ وَاحِدُهُ: فَعَلٌ، مثْلُ جَمَلِ وَأَجْمَالٍ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو (¬26): الْوَقَصُ: مَا وَجَبَتْ فِيهِ الْغَنَمُ مِنْ فَرائِضِ الصَّدَقَةِ فِي الإبِلِ، مَا بَيْنِ الخَمْسِ إلَى الْعِشْرِينِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ مَا (¬27) بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ، وَهُوَ: مَا زَادَ عَلَى الْخَمْسِ إِلَى التِّسْعِ، وَجَمْعُهُ: أَوقَاصٌ. وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْوَقْصِ، وَهُوَ الْكَسْرُ، كَأَنَّهُ كُسِرَ فَلَمْ يَبْلُغْ النِّصَابَ. قَوْلُهُ: "بِالْقِسْطِ" (¬28) أَىْ: مَا يَخُصُّهُ (¬29)، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةُ (¬30): الْقِسْط: الْمِيزَانُ (¬31)؛ لِأنَّ الْمِيزَانَ يَقَعُ بِهِ الْعَدْلُ فِى الْقِسْمَةِ (¬32). قَوْلُهُ: "الْمُصَدِّقُ" (¬33) بِتَخفِيِفِ الصَّادِ: هُوَ الَّذِى يَجْبِى الصَّدَقةَ، وَبِتَشْدِيد الصَّادِ: هُوَ الْمُتصَدَقْ، وَهُوَ الَّذِى يُعْطِى الصَّدَقَةَ، فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِى الصَّادِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ} (¬34) أَصْلَهُ: فَأتَصَدَّقَ. قَوْلُهُ: "وَالْجُبْران" (¬35) هُوَ: الإِتْمَامُ وَالإكْمَالُ، مِنْ جَبَرَ الْكَسِيرَ: إِذَا رَدَّهُ، كَأَنَّهُ كَانَ نَاقِصًا فَكَمَّلَهُ (¬36). ¬

_ = وقت وليس بسن، ومثله فى المحكم 1/ 185 والمصباح (جذع). (¬11) الإبل للأصمعى 142 وغريب أبى عبيد 3/ 72 وتهذيب اللغة 1/ 351. (¬12) .......................... (¬13) ........................... (¬14) ع: أى بذلك: تحريف. (¬15) إبل الأصمعى 142 وغريب أبى عبيد 3/ 72. (¬16) السابقان. (¬17) ولد البقر الذكر فى أول سنة. أنظر العين 2/ 78 وتهذيب اللغة 2/ 283 والمحكم 2/ 42 ومنال الطالب 63 والنهاية 1/ 179 والصحاح والمصباح (تبع). (¬18) ع: أذنه. (¬19) الصحاح والمصباح (فصل) ومنال الطالب 62. (¬20) خ: ولا، وفى المهذب 1/ 145: من أبى بكر (بى): فمن سالها على وجهها فليعطها ومن سأل فرقه فلا يعطه". (¬21) ع: وفيها. (¬22) بكسر الطاء، أى: لا يعطى المتصدق، وبفتح الطاء، أى: لا يعطى المصدق، وهو الذى يحيى الصدقة. (¬23) فى المهذب 1/ 145: وفى الأوقاص التى بين النصب قولان. . . إلخ. (¬24) صوابه بالتحريك، فقد وضعه الفارابى فى فعل ديوان الأدب 3/ 215 وكذا فى المحكم 6/ 322 والصحاح (وقص) وفى المصباح: الوَقَصُ بفتحتين وقد تسكن القاف وفى النهاية 5/ 214 بالتحريك وفى غريب أبى عبيد 4/ 142 جمع الوقص أوقاص وكذلك الشنق جمعه اشناق. (¬25) ع: جمعها. (¬26) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث 4/ 141. (¬27) ع: ماكان بين الفريضتين والمثبت من خ وغريب الحديث. (¬28) فى المهذب 1/ 146، وإن كانت الإبل مراضا ففى شاتها وجهان. . . قال أبو على بن خيران: تجب عليه شاة بالقسط فتقوم الإبل الصحاح والشدة؛ التى تجب فيها ثم تقوم الإبل المراض فيجب فيها شاة بالقسط. (¬29) القسط: الحصة والنصيب، ذكره فى الصحاح (قسط) والنهاية 4/ 60. (¬30) (¬31) وذكر ابن قتيبة فى تفسير غريب القرآن أن القسط الْعَدْل فى 101، 143 وغيرهما. وكذا ذكر أبو عبيدة فى مجاز القرآن 1/ 156، 167، 274. (¬32) خ: لأن القسط: الميزان وبالميزان يقع العدل بالقسمة. وفى الخطابى 1/ 684، وسمى الميزان قسطا؛ لأن القسط: العدل وبالميزان يقع العدل فى القسمة، فلذلك على الميزان قسطا. (¬33) فى المهذب 1/ 146: وإن وجب عليه بنت مخاض أو بنت لبون أو حقه وليس عنده إِلا ما هو أعلى منه بسنة أخذ منه ودفع إليه المصدق شاتين أو عشرين درهما. (¬34) سورة المنافقين آية 10. (¬35) فى المهذب 1/ 147: وإن طلب الجبران فالمنصوص: إن يدفع إليه. (¬36) فى المصباح (جبر) =

(قَوْلُهُ: (¬37) "التَّبِيعُ" الَّذِى يَتْبَعُ أُمَّهُ) (¬38). (قَولُهُ: "مُسِنَّة" (¬39) [وَالمِسِنَّةُ] هِىَ الَّتِى أَلْقَتْ أَسْنَانَهَا، ثَنِيَّتهَا وَرَبَاعِيَّتَهَا، وَدَخَلَتْ فِى الْخَامِسَةِ (¬40) وَهُوَ (¬41) أَقْصَى أَسْنَانِ (¬42) الْبَقَرِ. * * * ¬

_ = وجبرت نصاب الزكاة بكذا: عادلته به واسم ذلك الشيىء الجبران. (¬37) فى المهذب 1/ 148: وأول نصاب البقر: ثلاثون وفرضه: تبيع. (¬38) ما بين القوسين: ساقط من خ. (¬39) ما بين القوسين ليس فى ع وبدله: والمسنة:. . . وفى المهذب 1/ 148: وفى أربعين: مسنة. (¬40) قال الأزهرى: والمسنة: التى قد صارت: ثنية، وتجذع البقرة فى السنة الثانية وتثنى فى السنة الثالثة وثنى والأنثى ثنية. وهى التى تؤخذ فى أربعين من البقر. شرح ألفاظ المختصر لوحة 54. وقال فى تهذيب اللغة: وليس معنى أسنانها: كبرها كالرجل ولكن معناه طلوع ثنيتها. وانظر النهاية 2/ 412 واللسان (سنن 2122). (¬41) ع: وسن. (¬42) ع: من.

باب صدقة الغنم

بَابُ صَدَقَةِ الْغنَمِ وَالثَّنِىُّ (¬1) مِنَ الْمَعْزِ: هُوَ الَّذِى ألْقَى ثَنِيَتَهُ، وَهُوَ الَّذِى لَهُ سَنَة وَدَخَلَ فِى الثَّانِيَةِ. وَقِيل: الَّذِى لَهُ سَنَتَانِ وَدَخَلَ فِى الثَّالِثَةِ (¬2). "هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَيْب" (¬3) الْهَرِمَةُ: المُسِنَّةُ الْكَبِيرَةُ. وَرُوِىَ: "وَلَا ذَاتِ عَوَارٍ" (¬4) وَالْعَوَارُ: الْعَيْبُ. يُقَالُ: سَلْعَةٌ ذَاتُ عَوَارٍ - بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَقَدْ تُضَمُّ عَنْ أَبِى زَيْدٍ (¬5). قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيْثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (¬6) أَىْ: لَا تَقْصِدُوهُ، وَتَيَمَّمْنَا الْخَبِيثَ (¬7): قَصَدْنَا. أَىْ: لَا تَقْصِدُوا الرَّدَىءَ مِنَ الْمَالِ، فَتَصَدَّقُوا بِهِ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "إِنَّ الله طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طيبًا" (¬8). قَوْلُهُ: "كَالثَّنَايَا وَالْبُزْلِ" (¬9) الْبُزْلُ: جَمْعُ بَازِلٍ، وَهُوَ الَّذِى طَلَعَ نَابُهُ، وَيَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ فِى التَّاسِعَةِ مِنَ السِّنِينَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ (¬10) وَالْفَصِيلُ: الَّذِى فُصِلَ عَنْ أُمِّهِ لِئَلَا يَرْضَعَهَا. قَوْلُهُ: وَفِى حَدِيثِ أَبِى بَكْرٍ، رَضِىَ اللهُ عَنْهُ: "لَوْ مَنَعُونِى عَنَاقًا" (¬11) الْعَنَاقُ، الأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ، وَهِىَ الَّتِى رَعَت وَقَوِيَتْ، وَهِىَ فَوْقَ الْجَفْرَةِ، وَهِىَ الَّتِى لَهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، وَدُونَ الْعَنْزِ وَهِىَ الَّتِي تَمَّ لَهَا حَوْلٌ؛ لِأَنَّ وَلَدَ الشَّاةِ يُسَمَّى أَوَّلَ مَا يُوْلَدُ: سَخْلَةً، فَإِذَا تَرْعَرَعْتْ: سُمِّيَتْ بَهْمَةً، فَإذَا صَارَ لَهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وفُصِلَتْ عَنْ أُمِّهَا، وَكَانَتْ مِنَ الْمَعْزِ: سُمِّيَتْ جَفْرَةً، وَالذَّكَرُ: جَفْرٌ، فَإِذَا رَعَىَ وَسَمِنَ: سُمِّىَ ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 148: والشاة الواجبة فى الغنم: الجذعة من الضأن والثني من العز. (¬2) فى الصحاح (ثنى) والثنى: الذى يلقى ثنته ويكون ذلك فى الظلف والحافر فى السنة الثالثة وفى الخف فى السنة السّادسة. وكذا فى المصباح (ثنى) وشرح ألفاظ المختصر لوحة 55. (¬3) فى المهذب 1/ 148: إذا كانت الماشية صحا حالم يؤخذ فى فرضها مريضة لقوله عليه السلام: "لا يؤخذ فى الزكاة هرمة ولا ذات عوار" وروى "ولا ذات عيب". (¬4) النهاية 3/ 318. (¬5) الصحاح (عور). (¬6) سورة البقرة آية 267. (¬7) الخبيث: ليس فى ع. (¬8) ع: الطيب. (¬9) فى المهذب 1/ 148: وإن كانت الماشية كبار الأسنان كالثنايا والبزل فى الإبل لم يؤخذ غير الفرض. (¬10) غريب أبى عبيد 3/ 74 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 52، 53 والصحاح والمصباح (بزل). (¬11) فى المهذب 1/ 148، 149 إن كانت الماشية صغارا نظر فإن كانت من الغنم أخذ منها صغيرة؛ لقول أبى بكر الصديق (ر) لو منعونى عناقا مما أعطوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم عليه.

[عَرِيضًا] (¬12) وَعَتُودًا وَجَدْيًا إِذَا كَانَ ذَكَرًا، أَوْ عَنَاقًا (¬13): إِذَا كَانَ أُنْثَى. ذَكَرَهُ فِى الْبَيَانِ (¬14) فَإذَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْل، فَالذَّكَرُ: تَيْسٌ وَالأُنْثَى عَنْزٌ. وَفِى رِوَايَةٍ: "لَوْ مَنَعُونِى عِقَالًا" (¬15) وَلَهُ [ثَلَاثَةُ] (¬16) تَأَوِيلَاتٍ. قَالَ الْكِسَائِىُّ: الْعِقَالُ: صَدَقَةُ عَامٍ، يُقَالُ: أَخَذَ عِقَالَ هَذَا الْعَامِ، أَىْ: صَدَقَتَهُ (¬17)، قَالَ الشَّاعِرُ: عَمْرو بْنُ الْعَدَّاءِ الْكَلْبِىّ (¬18): سَعَىَ عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَىَ عَمْرٌ عِقَالَيْنِ هُوَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَ، اسْتَعْمَلَهُ عَمُّهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى صَدَقَةِ كَلْبٍ (¬19). وَالْغَدَّاءُ: بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ (¬20) وَقِيلَ: هُوَ الْحَبْلُ الَّذِى يُعْقَلُ بِهِ الْبَعِيرُ، وَهَذَا حُجَّةُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ يُؤْخَذُ عِقَالُ الْفَرِيضَةِ مَعَهَا. وَعَنْ (¬21) مُحَمَّدٍ بنِ مَسْلَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ (¬22) عَلَى الصَّدَقَةِ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأمُرُ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ بِفَرِيضَتَيْنِ أَنْ يَأَتِيَا بِعِقَالِهِمَا، وَقِرَانِهِمَا (¬23) وَكَانَ عُمَرُ رَضِىَ الله عَنْهُ يَأَخُذُ مَعَ كُلِّ فَرِيضَةٍ عِقَالًا وَرِوَاءً، فَإِذَا جَاءَ الْمَدِيَةَ بَاعَهَا، ثُمَّ تَصدَّقَ بِتِلْكَ الْعُقُلِ وَالأَروِيَةِ. وَقِيلَ: إِنَّمَا أَرَادَ الشَّىْءَ التَّافِهَ الْحَقِيرَ، فَضَرَبَ الْعِقَالَ مَثَلًا لَهُ (¬25). قَوْلُهُ: "أَجْحَفْنَا بِرَبِّ الْمَالِ" (¬26) أَىْ: أخَذْنَا فَوْقَ الْقَدْرِ الْوَاجِبِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يُجْحِفُ بِمَالِهِ: إِذَا كَانَ يُنْفِقُهُ بِالسَّرَفِ وَالتَّبْذِيرِ (¬27) وَأَصْلُهُ: الذَّهَابُ (¬28)، يُقَالُ: أَجْحَفَ بِهِ: إِذَا ذَهَبَ [بِهِ] وَسَيْلٌ جُحَافٌ بِالضَّمِّ: إِذَا جَرَفَ كُلَّ شَىْءٍ وَذَهَبَ بِهِ، وَالْجُحافُ - أيْضًا: الْمَوْتُ (¬29). قَوْلُهُ (¬30): "كَالْجَوَامِيِسِ وَالْبَقَرِ (¬31) وَالْبَخَاتِىِّ وَالعِرَابِ" الْجَوَامِيسُ: نَوْعٌ مِنَ الْبَقَرِ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ. يَعِيشُ فِى الْمَاءِ (¬32). وَالبَخَاتِىُّ مِنَ الإِبِلِ: مَعْرُوفٌ أَيْضًا، وَهُوَ مُعَرَّبٌ (¬33)، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَرَبِىٌّ (¬34). الْوَاحِدُ: بُخْتىٌّ ¬

_ (¬12) ع، خ: عروضًا: سهو المثبت من مبادئ اللغة 144 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 55 وتهذيب اللغة 1/ 465 وفقه اللغة 96 واللسان (عرض 2890) ونظام الغريب 211. (¬13) ع: وعناقا. (¬14) (¬15) فى سنن النسائى 5/ 115 عناقا أو عقالا": فى صحيح الترمذى 10/ 69، 70 "عقالا". وفى غريب أبى عبيد 3/ 209 "عقالا" قال ويروى "عناقا". (¬16) ع، خ: ثلاث: خطأ. (¬17) غريب أبى عبيد 3/ 210 والفائق 3/ 15 والنهاية 3/ 280، 281. (¬18) المراجع السابقة، ومجالس ثعلب 142 وأفعال السرقسطى 1/ 222، 223 والمقاييس (عقل) وجمهرة اللغة 3/ 129 وغريب الخطابى 2/ 47. (¬19) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث 3/ 211 والزمخشرى فى الفائق 3/ 14. (¬20) يعنى عمرو بن العداء الكلبى. (¬21) قال أبو عبيد: ذكر الواقدى أن محمّد بن مسلمة كان يعمل على الصَّدقة. . . إلخ المذكور فى النص. (¬22) ع: يعمل كما فى غريب الحديث 3/ 210 والفائق وشكلت فى حاشية خ "بشكل واضح (تَ عَ مَّ لَ) وفى الصحاح: وَتَعَمَّلَ فلان لِكذا والتَّعْمِيِلُ: تولية العمل. (¬23) ع: بعقالها وقرانها. والمثبت من خ والفائق 3/ 14، وفى غريب أبى عبيد، والنهاية 3/ 280 - بعقالهما وقرانيهما. والأصح هو المثبت، لما ذكر الخطابى عن ابن عائشة: العقال: الحبل وذلك أن الصدقة كانت إذا هبط بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقل بكل عقال بعيران. قال الخطابى: واسم الحبل الذى يقرن به البعيران: القرن. غريب الحديث 2/ 48. (¬24) ع: وروية: تحريف. والمثبت من خ والفائق والنقل عنه، وغريب الحديث لأبى عبيد. (¬25) عن الفائق 3/ 14 وهو فى غريب أبى عبيد 3/ 210. وانظر غريب الخطابى 2/ 46 - 48 والنهاية 3/ 280 وتهذيب اللغة 1/ 239 وقد عقب أبو عبيد بقوله: والشواهد على القول الأول أكثر وهو أشبه عندى بالمعنى. (¬26) فى المهذب 1/ 149: وإن كانت الماشية صغارًا. . لو أوجبنا فيها كبيرة أجحفنا برب المال. (¬27) خ: والبذر. (¬28) الذهاب: ساقطة من ع. (¬29) عن الصحاح (جحف). (¬30) فى المهذب 1/ 149 وإن كانت الماشية أنواعًا، كالضأن والمعز والجواميس والبقر والبخاتى والعراب ففيه قولان. . إلخ. (¬31) والبقر: ليس فى خ. (¬32) واحدها: جاموس وهو معرب "كاو" بقرة "ميش" مختلط أو مختلطة. وانظر المعرب 104 وشفاء الغليل 93 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 56، والصحاح (جمس). (¬33) فى العين 4/ 241: البخت والبختى: أعجميان دخيلان: الإبل الخرسانية تنتج من إبل عربية، وفالج. وكذا فى تهذيب اللغة 7/ 312 والمحكم 5/ 96 والفوالج فحول سندية ترسل فى العراب فتنتج البخت شرح ألفاظ المختصر لوحة 57. (¬34) عن الصحاح (بخت) وكذا فى المصباح (بخت).

وَالأُنْثَى: بُخْتِيَّةٌ، وَجَمْعُهُ: بَخَاتِىٌّ (غَيْرُ مَصْرُوفٍ) (¬35). وَأَمَّا الْعِرَابُ مِنَ الإِبِلِ، فَإِنَّ الْجَوْهَرِىَّ (¬36) قَالَ: هِىَ خِلَافُ (¬37) الْبَخَاتِىِّ، كَالْعِرَابِ مِنْ الْخَيْلِ خِلَافِ الْبَرَاذِينِ. وَقَالَ فى الشَّامِلِ (¬38): الْعِرَابُ: جُرْدٌ مُلْسٌ حِسَانُ الألْوَانِ كَرِيمَةٌ. قَوْلُهُ: "لَا يُؤْخَذُ الرُّبَّى وَلَا الْمَاخِضُ (¬39) " الرُّبَّى: عَلَى وَزْنِ (¬40) فُعْلَى: هِىَ الْشَّاةُ الَّتِى وَضَعَتْ حَدِيثًا، وَجَمْعُهَا: رُبَابٌ بِالضَّمِّ، وَالْمَصْدَرُ: رِبَابٌ، بِالْكَسْرِ وَهُوَ (¬41): قُرْبُ الْعَهْدِ بِالْوِلَادَةِ. تَقُولُ (¬42): شَاةٌ رُبَّى بَيِّنَةُ الرِّبَابِ، وَأَعْنُزٌ رُبَابٌ -بِالضَمِّ- قَالَ الْأَمَوِىُّ: هِىَ رُبَّى مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ شَهْرَيْنِ (¬43) وَقَالَ أَبُو زَيْد: الرُّبَّى مِنَ الْمَعْزِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مِنَ الْمَعْزِ وَالضَّأْنِ جَمِيعًا، وَرُبَّمَا جَاءَ فى الإِبِلِ أَيْضًا (¬44). قَالَ فِى الْوَسِيطِ (¬45): هِىَ الَّتِى تُرَبِّى وَلَدَهَا. وَالْمَاخِضُ: الْحَامِلُ وَالْمَخَاضُ: الْحَوَامِلُ مِنَ النُّوقِ. وَالْمَخَاضُ أَيْضًا: وَجَعُ الْوِلَادَةِ (¬46). قَالَ اللهُ [تَعَالَى]: {فَأَجَاءَهَا (¬47) الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} (¬48) وَأَصْلُهُ: تَحَرُّكُ الْوَلَدِ فِى الْبَطْنِ. يُقَالُ: امْتَخَضَ الْوَلَدُ: إذَا تَحَرّكَ فِى بَطنِ أُمِّهِ، وَتَمَخَّضَ اللَّبَنُ وَامْتَخَضَ: إِذَا تَحَرَّكَ فِى الْمِمْخَضَةِ (¬49). ذَكَرَ الشَّيْخُ "حَزَرَات الْمَال": أَنَّهَا الَّتِى تَحْزُرُهَا الْعَيْنُ لِحُسْنِهَا (¬50). وَذَكَرَ فِى الشَّامِلِ (¬51) قَالَ أَبُو عُبَيْد (¬52) هُوَ الْمَالُ الَّذِى يَحْزُرُهُ الإنْسَان فِى نَفسِهِ، وَيَقصِدُهُ بِقَلْبِهِ، قَالَ الشَاعِرُ (¬53): الْحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ الْقَلْبِ ... الْلَّبُنُ الْغِزَارُ دُونَ اللُّجْبِ اللُّجْبُ: جَمْعُ لُجْبَةٍ، وَهِىَ الَّتِى لَا لَبَنَ فِيهَا. وَقَالَ الآخَرُ (¬54): [إِنَّ السَّرَاةَ رُوقَةُ الرِّجَالِ] ... وَحَزْرَةُ الْقَلْبِ خِيَارُ الْمَالِ وَرُوِىَ (¬55): "حَرَزَاتٍ" (¬56) بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ، مِمَّا يُحْرِزُهُ الإِنْسَانُ، وَيَحْفَظُهُ لِجَوْدَتِهِ. قَوْلُهُ: "وَلَا الْأكُوكةُ" (¬57) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬58): هِىَ الشَّاةُ الَّتِى تُعْزَلُ لِلأكْلِ (¬59)، بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ: لِغَلَبَةِ الاسْمِ عَلَيْهِ مِثْلُ الرَّكُوبَةِ، لِمَا يُرْكَب. ¬

_ (¬35) ع: وهو معروف: تحريف. والمثبت س خ والصحاح والنقل عنه. (¬36) في الصحاح (عرب). (¬37) خ: بخلاف والمثبت من ع والصحاح. (¬38) وكذا ذكر الأزهرى فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 57. (¬39) فى المهذب 1/ 150: ولا يؤخذ فى الفرائض الربي وهى التى ولدت ومعها ولدها ولا الماخص وهى الحامل. (¬40) وزن: ليس فى ع. (¬41) خ: وهى. (¬42) خ: يقال. والمثبت من ع والصحاح. (¬43) ع: الربي ما بينها وبين ولادتها شهران. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه، وانظر غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 90. (¬44) عن الصحاح (ربب). (¬45) (¬46) عن الصحاح (مخض) وانظر إبل الأصمعى 76، 142 وشرح ألفاظ المختصر - لوحة 53 والنهاية 4/ 306 وتهذيب اللغة 7/ 122 ومبادئ اللغة 143. (¬47) ع: فجاءها: خطأ. (¬48) آية 23 من سورة مريم وانظر معانى الفراء 2/ 164. (¬49) عن الصحاح (مخض). (¬50) قال أبو إسحاق فى المهذب 1/ 150: ولا يؤخذ فى الفرائض حزرات المال وهى خيارها التى تحزرها العين لحمنها. (¬51) ..................................... (¬52) عبارة أبى عبيد فى غريب الحديث: الخزرة: خيار المال قال الشاعر: "الحزرات حزرات النفس" فيقول: لا تأخذ خيار أموالهم. ولعله يقصد الهروى. (¬53) الراجز: مجهول قال الأزهرى: وأنشد شمر: الحزرات. . إلخ تهذيب اللغة 4/ 358. (¬54) ذكره فى الصحاح بدون نسبة، وكذا فالأساس (حزر). (¬55) ع: ويروى. (¬56) النهاية 1/ 367: قال ابن الأثير: هكذا يروى بتقديم الراء على الزاى وهو جمع حرزة بسكون الراء. . والرواية المشهورة بتقديم الزاى على الراء. وانظر النهاية 1/ 377. (¬57) فى المهذب 1/ 150: ولا تؤخذ الأكولة وهى السمينة التى أعدت للأكل. (¬58) فى الصحاح (أكل). (¬59) خ: فعولة بمعنى مفعولة وعبارة الجوهرى: وأما الأكيلة فهى المأكولة، يقال: هي أكيلة السبع وإنما دخلته الهاء، وإن كان بمعنى مفعولة لغلبة الاسم عليه.

قَوْلُهُ: "كَرَأئِمُ أَمْوَالِهِمْ" (¬60) هِىَ أَحْسَنُهَا وَأَنْجَبُهَا وَأَغْزَرُهَا أَلْبَانًا. قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬61): الْكَرِيمُ: الْمَحْمُودُ، يُقَالُ: نَخْلَةٌ كَرِيمَةٌ: إِذَا طَابَ حَمْلُهَا، وَشَاةٌ كَرِيمَةٌ: أَىْ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ. قَوْلُهُ: "وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ" (¬62) أَىْ: بِنَمَاءِ الْمَال وَكَثْرَتِهِ وَدَوَامِهِ. * * * ¬

_ (¬60) فى المهذب 1/ 150: روى ابن عبّاس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذًا إلى اليمن فقال له: "إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم". (¬61) فى الغريبين 3/ 150. (¬62) من حديث النبى - صلى الله عليه وسلم -: "فإن تطوعت بخير آجرك الله فيه وقبلناه منك. فقال: فها هى ذى فخذها فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبضها ودعا له بالبركة. . .

من باب زكاة الخلطة

مِنْ بَابِ زَكَاةِ الْخُلْطَةِ " حَتَّى يَشْتَرِكَا فِى المُرَاحِ وَالْمَسْرَحِ وَالْمَحْلَبِ" (¬1) الْمُرَاحُ: بِضَمِّ الْمِيمِ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تَأْوِى إِلَيْهِ (¬2)، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ (¬3) إِلَّا بَعْدَ الزَّوَالِ، يُقالُ: أَرَاحَ إِبلَهُ: إِذَا رَدَّها إِلَى الْمُرَاحِ، وَكَذَلِكَ التَّرْوِيحُ. وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرَ أَرَاحَهُ (¬4) يُرِيحُهُ، مِنَ الرَّاحَةِ الَّتِى هِىَ ضِدُّ التَّعَبِ. وَالْمَسْرَحُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تَسْرَحُ فِيهِ لِلرَّعْىِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (¬5) يُقَالُ: سَرَحْتُ الْمَاشِيَةَ، بِالتَّخْفِيفِ - هَذِهِ وَحْدَهَا بِلَا هَمْزَةٍ - سَرْحًا (¬6). وَسَرَحَتْ هِىَ بِنَفْسِهَا سَرُوحًا. قَوْلُهُ: "وَيُشْتَرَطُ حَلَبُ لَبَنِهَا" بِالْتَّحْرِيكِ وَلَا يُسَكَّنُ" [وَالْمِحْلَبُ وَالْحِلَابُ: هُوَ الإِنَاءُ الَّذِى يُحْلَبُ فِيهِ] (¬7). قَوْلُهُ: "يَرْتَفِقُ" (¬8) أَىْ: يَنْتَفِعْ، وَالارْتِفَاقُ: الانْتِفَاعُ، وَارْتَفَقْتُ بِهِ: انْتَفَعْتُ بِهِ. قَوْلُهُ: "بِغَيْرِ تَأَوِيلٍ" (¬9) التَّأَويلُ: تَفْسِيرُ مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ الشَّىْءُ، مِنْ آل: إِذَا رَجَعَ. وَقَدْ أَوَّلْتُهُ تَأْوِيلًا وَتَأَوَّلْتُهُ بِمَعْنَى (¬10). وَمَعْنَى الْكَلَام: أَنَّهُ أَخَذَهَا بِغَيْرِ حُجَّةٍ وَدَلِيل يَؤُولُ إِلَيْهِ وَيَرْجِعُ. ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 151: تجب الزكاة فى الخلطة بشروط منها: أن لا يتميز مال أحد الشريكين عن الآخر فى المراح والمسرح والمحلب. (¬2) الإبل والغنم بالليل. (¬3) ع: ذاك والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬4) ع: راحة: تحريف. (¬5) سورة النحل آية 6. (¬6) خ: همز وفى الصحاح: هذه وحدها بلا ألف. ويعبر هنا بالهمزة عن الألف. وهو من الأفعال المتعدية اللازمة والمعنى أنها تتعدى بغير ألف وانظر تهذيب اللغة 4/ 297 والمصباح (سرح) واللسان (سرح 1984). (¬7) ما بين المعقوفين ساقط من خ. وفى المهذب 1/ 151: لا يجوز شرط حلب إحداهما فوق الآخر؛ لأن لبن إحداهما قد يكون أكثر من لبن الآخر. (¬8) فى المهذب 1/ 152: لأن المالك فى المحرم لم يرتفق بالخلطة فلا يرتفق المالك فى صفر. (¬9) فى المهذب 1/ 153: وإن أخذ المصدق أكثر من الفرض بغير تأويل لم يرجع بالزيادة؛ لأنه ظلمه، فلا يرجع به على غير الظالم. (¬10) عن الصحاح (أول) وفيه: وَتَأْوَّلْتُهُ تَأْولاً.

ومن باب زكاة الثمار

وَمِنْ بَابِ زَكَاةِ الثِّمَارِ قَوْلُهُ: "تُخْرصُ كَمَا يُخْرَصُ النَّخْلُ" (¬1) الْخُرْصُ: حَزْرُ مَا عَلَى النَّخْلِ مِنَ الرُّطَبِ تَمْرًا (¬2)، وَالْخِرْصُ بالْكَسْر: الاسْمُ مِنْهُ، يُقَالُ: كَمْ خِرْصُ أَرْضِكَ (¬3)؟ وَأَخَذْتُ الْعَرِيَّةَ بخِرْصِهَا مِنَ التَّمْرِ (¬4). وَالخَرَّاص: الْكَذَّابُ. قَالَ اللهُ تَعَالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} (¬5) أَىْ: قَاتَلهُمُ اللهُ. قَوْلُهُ: "الْمُدَّخَرَةُ الْمُقْتَاتَةُ" (¬6) "الْمُدَّخَرُ: هُوَ الَّذِى يُرْفَعُ وَيُعَدُّ لِلنَّفَقَةِ. يُقَالُ: ذَخَرْتُ الشَّىْءَ أَدْخُرُهُ، وَكَذَلِكَ: ادَّخَرْتُهُ وَهُوَ افْتَعَلْتُ (¬7)، وَأَصْلُهُ: اذْتَخَرْتُهُ اذْتِخَارًا، فَأُبُدِلَتِ الذَّالُ دَالًا وَالتَّاءُ دَالًا أيْضًا، وَأُدْغِمَتِ الأُولَى فِى الثَّانِيَةِ فتَصَيِّرُ دَالًا مُشَدَّدَةً. وَالْمُقْتَاتَةُ: هِىَ الَّتِى تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ قُوتًا تُغَذَّى بِهِ الْأجْسَامُ عَلَى الدَّوَام. بِخِلَافِ مَا يَكُونُ قِوَامًا لِلأَجسَام لَا عَلَى الدَّوَام. قَوْلُهُ: "الْخَضْرَاوَاتِ" (¬9) هِىَ: الْبُقُولُ وَالْفَوَاكِهُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "لَيْسَ فِى الْخَضْرَوَاتِ صَدَقَة" (¬10) قَالَ مُجَاهِدٌ (¬11): أرَادَ التُّفَّاحَ وَالْكُمثْرَى. وَمَا أَشْبَهَهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْبُقُولِ: الْخَضْرَاءُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ" (¬12) وَهُوَ اسْمٌ لِلْبُقُولِ، وَلَيْسَ بِصِفَةٍ، فَلِذَلِكَ جُمِعَ بِالْألِفِ وَالتَّاءِ كَالْمُسْلِمَاتِ، وَلَوْ كَانَ صِفَةً لَجُمِعَ جَمْعَ الصِّفَاتِ عَلَى خُضْرٍ وَصُفرٍ (¬13). قَوْلُهُ: "خَمْسَةُ أَوْسُقٍ" (¬14) هُوَ جَمْعُ وَسْقٍ، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬15): الْوَسْقُ بِالْفَتْح: سِتُونَ صَاعًا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْوَسْقُ هُوَ حِمْلُ الْبَعِيرِ (¬16) وَوَسَقَتْ النَّاقَةُ وَغَيْرُهَا تَسِقُ، أَىْ: حَمَلَتْ، وَأَغْلَقَتْ رَحِمَهَا عَلَى الْمَاءِ. تَفْسِيرُ الْبَيْتِ الَّذِى أنْشَدَهُ (¬17)، وَهُوَ: ¬

_ (¬1) خ: من. (¬2) فى المهذب 1/ 153: وتجب الزكاة فى ثمرة النخل والكرم لقوله - صلى الله عليه وسلم - فى الكرم إنها تخرص كما يخرص النخل، وفى خ: يخرص الكرم كما يخرص النخل. (¬3) عن الصحاح (خرص) وقال ابن الأثير: إذا حزر ما عليها من الرطب تمرا، ومن العنب زبيبا، فهو من الخرص: الظن؛ لأن الحزر إنما هو تقدير بظن. النهاية 2/ 22. (¬4) كذا فى الصحاح (خرص) والنهاية واللسان (خرص 1133). (¬5) هى النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا، والإعراء أن يجعل له ثمرة عامها. أنظر غريب أبى عبيد 1/ 231 والفائق 1/ 299 والنهاية 3/ 224. (¬6) سورة الذاريات آية 10. (¬7) فى المهذب 1/ 153: لأن ثمرة النخل والكرم تعظم منفعتهما؛ لأنهما من الأقوات والأموال المدخرة المقتاتة. (¬8) عن الصحاح (زخر). (¬9) فى المهذب 1/ 154، واختلف قوله فى القرطم وهو حب العصفر. . . لا تجب فيه الزكاة لأنه ليس بقوت فاشبه الخضروات. وفى خ: كالخضراوات. (¬10) الفائق 1/ 380 وغريب ابن الجوزى 1/ 284 والنهاية 2/ 41. (¬11) فى الفائق: مجاهد رحمه الله، والنهاية: فى حديث مجاهد. (¬12) الفائق 1/ 377 وغريب ابن الجوزى 1/ 284 والنهاية 2/ 42. (¬13) كذا فى النهاية 2/ 41 وانظر الفائق. (¬14) فى المهذب 1/ 154: ولا تجب الزكاة فى ثمر النخل والكرم إِلا أن يكون نصابا، ونصابه: خمسة أوسق. (¬15) فى الصحاح (وسق). (¬16) كذا عن الجوهرى وبعده: والوقر حمل البغل أو الحمار. وفى العين 5/ 191 (وسق) الوسق: حمل يعنى ستين صاعا وفى (وقر) ما ذكره الجوهرى. (¬17) فى المهذب 1/ 154: والدليل على أن الوسق حمل البغل: قول النابغة. . . . . . . . . . . . .

أَيْنَ الشِّظَاظَانِ وَأيْنَ الْمِرْبَعَهْ ... وَأيْنَ وَسْقُ النَّاقَةِ الْمَطَبَّعَهْ (¬18) الشِّظَاظُ: الْعُودُ الَّذِى يُدْخَلُ فِى عُرْوَةِ الْجُوَالِق، يُقَالُ: شَظَظْتُ الْجُوَالِقِ، أَىْ: شَدَدْتُ عَلَيْهِ شِظَاظَهُ وَأَشْظَظْتُهُ: جَعَلْتُ لَهُ شِظَاظًا. وَالْمِرْبَعَةُ: عُصَيَّةٌ يَأْخُذُ الرَّجُلَانِ بِطَرَفَيْهَا، لِيَحْمِلَا الْحِمْلَ وَيَضَعَاهُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ، تَقُولُ مِنْهُ: رَبَعْتُ الحِمْلَ: إِذَا أَدْخَلْتَهَا تَحْتَهُ، وَأَخَذْتَ أَنْتَ بِطَرَفِهَا، وَصَاحِبُكَ بِطَرَفِهَا الآخَرُ، ثُمَّ [رَفَعْتُمَاهُ (¬19)] عَلَى الْبَعِيرِ. وَالْوَسْقُ: الحِمْلُ كَمَا ذَكَرْنَا (¬20). وَالمُطَبَّعَةُ: الْمُذَلَّلَةُ، فِى قَوْلِ بَعْضِهِمْ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬21): يُقَالُ: نَاقَةٌ مُطَبَّعَةٌ، أَىْ: مُثْقَلَة بِالْحِمْلِ. قَوْلُهُ: "كَالنَّوَاضِحِ وَالدَّوَالِيبِ" (¬22) النَّاضِحُ: الْبَعِيرُ الَّذِى [يُسْتَقَى] (¬23) عَلَيْهِ، وَالأنْثَى: نَاضِحَةٌ وَسَانِيَةٌ، وَالنَّضَّاحُ: الَّذِى يَنْضَحُ عَلَى الْبَعِيرِ، أَىْ: يَسُوقُ السَّانِيَةَ، يَسْقِى (¬24) نَخْلًا. وَهَذِهِ نَخْلٌ تُنْضَحُ، أَىْ: تُسْقَى. وَالدَّوَالِيبُ: جَمْعُ دُولَابٍ- بِفَتْحِ الدَّالِ (¬25): وَهُوَ (¬26) الآلةُ الَّتِى [يُسْتَقَى] (¬27) بِهَا، وَهُوَ فَارِسىُّ مُعَرَّبٌ. قَوْلُهُ: "بَعْلًا" وَرُوِىَ (¬28): "عَثَرِيًّا" (¬29) الْبَعْلُ: النَّخْلُ الَّذِى يَشْرَبُ بِعُرُوقِهِ، فَيَسْتَغْنِى عَنِ السَّقْىِ، يَقَالُ: قَد اسْتَبْعَلَ النَّخْلُ (29)، وَذَلِكَ يَكُونُ فِى أَمَاكِنَ قَرِيبَةِ الْمَاءِ (¬30)، فَيُسْقَى أَوَّلَ مَا يُغْرَسُ، فَإِذَا كَبُرَ وَبَلَغَتْ عُرُوقُهُ الْمَاءَ: اسْتَغْنَى عَنِ السَّقْى مِنْ مَاءِ المَطَرِ وَسِوَاهُ (¬31). وَالْعَثَرِىُّ -بالتَّحْرِيكِ- هُوَ: الْعِذْىُ وَهُوَ: الَّذِى لَا يَسْقِيهِ إِلَّا الْمَطَرُ (¬32). وَسُمىَ عَثَرِيًّا؛ لِأنَّهُ يُسْقَى بِعَاثُورٍ مِنْ خَشَبٍ أوْ حِجَارَةٍ كالرَّدْمِ؛ لِيَمِيلَ (¬33) الْمَاءُ عَنْ سَنَنِهِ الَى (¬34) الْمَوْضِعِ الَّذِى يُسْقَى. قَالَ فِى الشَّامِلِ (¬35): الْعَثَرِيُّ: هِىَ الأشْجَارُ الَّتِى تَشْرَبُ مِن مُجْتَمَع مِنَ الْمَطرَ فِى حُفرٍ، وَإِنَّمَا سُمىَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّه الْمَاشىَ يَتَعَثَّرُ بِهِ. وَقَالَ الَأزْهَرِىُّ (¬36): وَهُوَ أَتِىٌّ يُسَوَّى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ؛ يَجْرِى فِيهِ الْمَاءِ إِلَى الزَّرْعِ مِنْ مَسَايِلِ السَّيْلِ (¬37). سُمِّىَ (¬38)، عَاثُورًا لِأَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا مَرَّ عَلَيْه لَيْلًا عَثَرَ بِهِ وَسَقَطَ. قَوْلُهُ: "بِالسَّيْحِ" (¬39) هُوَ الْمَاءُ الْجَارِى، يُقَالُ: سَاحَ الْمَاءُ يَسِيحُ: إِذَا جَرَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ (¬40). ¬

_ (¬18) كذا رواية السرقسطى فى أفعاله 2/ 323 وفى التهذيب 3/ 369 والمحكم 7/ 421 وجمهرة اللغة 1/ 265 والصحاح شظظ (شظ 2266) الجلنفعة. وكذا ذكر الشطر الأول فى العين 6/ 215 والفرق لابن السيد 198. وفى كتاب الجيم 2/ 29 وأمالى القالى 1/ 145 وكلها من غير نسبة. (¬19) ع: رفعته خ: رفعتها والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬20) ع: ذكرناه. (¬21) فى الصحاح (طبع). (¬22) خ: يسقى بالنواضح والدواليب. وفى المهذب 1/ 154: ونصف العشر فيما سقى بمؤنة ثقيلة كالنواضح والدواليب. (¬23) خ، خ: يسقى والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬24) ع: ليسقى. وفى الصحاح. ويسقى والمثبت من خ. (¬25) فى المصباح: بفتح الدال وضمها والفتح أفصح ولهذا اقتصر عليه جماعة. وقال أدى شير: مركب من دولا بمعنى: الإناء ومن آب أى: الماء. الألفاظ الفارسية المعربة 65. (¬26) ع: وهى. (¬27) ع، خ: يسقى. (¬28) خ: أو. وفى المهذب 1/ 154 روى ابن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرض فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلا. وروى "عثريًا" العشر. (¬29) عن الصحاح (بعل) ونقل أبو عبيد عن الأصمعى: البعل: ما شرب بعروقه من الأرض من غير سقى سماء ولا غيرها. غريب الحديث 1/ 67 وفسره الشافعى بأنه: ما رسخ عروقه فى الماء فاستغنى عن أن يسقى. تهذيب اللغة 2/ 414. (¬30) ع: من الماء. (¬31) المراجع السابقة والغريبين 1/ 188 والفائق 1/ 119 والنهاية 1/ 141. (¬32) فى الصحاح (عثر): والعثرى بالتحريك: هو الزرع الذى لا يسقيه إِلا ماء المطر. وكذا فى غريب أبى عبيد 1/ 69 والفائق 2/ 394 والنهاية 3/ 132. (¬33) ع: فيميل. (¬34) ع: إِلا: تحريف. (¬35) ................................. (¬36) فى تهذيب اللغة 1/ 324. (¬37) ع: النيل: تحريف. (¬38) ع: يسمى. (¬39) فى المهذب 1/ 155: إن كان يسقى نصفه بالناضح ونصفه بالسيح ففيه ثلاثة أرباع العشر. (¬40) غريب الحديث

قَوْلُهُ: "عُزِّرَ وَغُرِّمَ" (¬41) التَعْزِيرُ هَا هُنَا: الإِهَانَةُ وَالتَّأَدِيبُ. وَغُرِّمَ (أَىْ) (¬42): كُلِّفَ أَنْ يَغْرَمَ الْمَالَ (¬43). قَوْلُهُ: "كَالْهِلْيَاثِ وَالسُّكَّرِ" (¬44) بِكَسْرِ الْهَاءِ، وَبِالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا وَالثَّاءِ بِثَلَاثٍ: جِنْسٌ مِنَ الرَّطَبِ والسُّكَّرِ: بِضَمِّ السِّينِ وَتَشْدِيِد الْكَافِ: نَوْعَانِ مِنَ التَّمْرِ مَعْرُوفَانِ بِعُمَانَ مَشْهُورَان. وَذَكَرَ فِى الشَّامِلِ أّنَّهُ جِنْسٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ كَثِيرُ الْمَاءِ. قَوْلُهُ: "الْجَاوَرْسُ" (¬45) لَيْسَ بِالدُّخْنِ (¬46)، بَلْ هُوَ نَوْعٌ مِنْه، غَلِيظُ الْقِشْرِ، بِمَنْزِلَةِ العَلَسِ (¬47) مِنَ الْحِنْطَةِ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الْقَلْعِىُّ (¬48) (رَحِمَهُ الله) (¬49). وَالْحِمِّصُ: بِكَسْرِ الْحَاءِ وَتَشْدِيد الْمِيمِ: حَبٌّ مَعْرُوفٌ أَصْفَرُ اللَّوْنِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الاخْتِيَارُ بِفَتْحِ الْمِيمِ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: هُوَ الحِمِّصُ بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَلَمْ يَأَتِ عَلَيْهِ مِنَ الأسْمَاءِ إِلَّا حِلِّزٌ (¬50)، وَهُوَ الْقَصِيرُ، وَجِلِّقٌ: مَوْضِعٌ (¬51) بِالشَّامِ (¬52). وَاللُّوبْيَاء (¬53): هُوَ الَّذِى يُسَمَّى بِالْيَمَنِ (¬54): الدُّجُر (¬55): وَالْعَدَسُ: الْبُلْسُنُ، بِضَمِّ الْبَاءِ وَالسِّينِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬56) هُوَ: حَبٌّ كَالْعَدَسِ وَلَيْسَ بِهِ. وَالْمَاشُ: حَبٌّ أَيْضًا، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬57): هُوَ مُعَرَّبٌ أَوْ مُوَلَّدٌ (¬58) وَهُوَ الَّذِى يُسَمَّى بِتِهَامَةَ: الأَقْطَنُ (¬59)، وَقِيلَ الْعِتْرُ (¬60) وَالْقِرْطُمُ: بِكَسْرِ الْقَافِ وَالطَّاءِ، وَبِضَمِّهَا (¬61) أَيْضًا: هُوَ حَبُّ العُصْفُرِ (¬62)، وَهُوَ (¬63) فِى اللُّغَةِ: الإِحْرِيضُ، يُشَبَّهُ بِهِ الثَّغْرُ (¬64). وَالهُرْطُمَانُ (¬65): يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْكَشْدُ (¬66) بِالْيَمَنِ. وَالأرُزُّ: فِيهِ سِتُّ لُغَاتٍ: أُرُزٌّ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيِد الزَّاىِ؛ وَأَرُزٌّ: بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الزَّاىِ؛ وَأُرُزٌ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ، وَالزَّاىِ، مُخَفَّفًا؛ وَأُرْزٌ: بِضَمَّ الْهَمْزَةِ وَاِسْكَانِ الرَّاءِ؛ وَرُزٌّ: بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَرُنزٌ: بِزِيَادَةِ نُونٍ (¬67) وَالْبَاقِلَّى: هُوَ الْفُولُ، يُشَدَّدُ فَيُقْصَرُ، وَيُخَفَّفُ فَيُمَدُّ (¬68). وَالسُّلْتُ: قَدْ فُسِّرَ فِى ¬

_ = 1/ 69، 70 وتهذيب اللغة 5/ 173 والصحاح (سيح). (¬41) فى المهذب 1/ 155: فإن أكل شيئًا من الثمار أو استهلكه وهو عالم عزر وغرم. (¬42) من ع. (¬43) ع: البدل. (¬44) فى المهذب 1/ 156: وإن كان رطبا لا يجىء منه التمر كالهليات والسكر. . . إلخ. (¬45) فى المهذب 1/ 156: وتجب الزكاة فى كل ما تخرجه الأرض مما يقتات ويدخر وينبته الآدميون كالحنطة، والشعير والدخن والذرة والجاورس والأرز. (¬46) فى المصباح: وَالجَرَرْسُ: بفتح الواو: حب يشبه الذرة، وهو أصغر منها وقيل: نوع من الدخن. (¬47) العلس: ضرب من الحنطة تكون حبتان فى قشر واحد، وهو طعام أهل صنعاء. والصحاح (علس). وكذا في شرح ألفاظ المختصر لوحة 60. (¬48) لم أجده للقلعى فى اللفظ المستغرب. (¬49) ما بين القوسين زيادة من ع. (¬50) ع: خلد: تحريف. (¬51) موضع: ساقط من ع. (¬52) عن الصحاح (حمص) وفى تهذيب اللغة 4/ 269 أهل البصرة اختاروا حِمِّصَا وأهل الكوفة اختاروا حِمَّصا وكذا فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 60. (¬53) فى المهذب 1/ 156: وتجب الزكاة فى القطنية وهى العدس، والحمص، والماش واللوبياء والباقلاء والهرطمان. (¬54) ع: فى اليمن. (¬55) مثلثة الدال وقد تضم الجيم مع ضمة الدال: القاموس (دجر) والنهاية 2/ 102 وتهذيب اللغة 10/ 637 وهو معرب "دجِر" الفارسية. (¬56) فى الصحاح (بلسن). (¬57) فى الصحاح (ميش). (¬58) هو حب كالعدس إِلا أنه أشد استدارة منه وهو فارسى تعريبه "مج" المعرب 317 والألفاظ الفارسية المعربة 143. قال القلعى: ويسمى بالأشحار: المج وبتهامة القطن. وانظر المراجع السابقة واللسان (قطن 3684). (¬59) قال القلعى: ويسمى بالأشحار: المج وبتهامة القطن. وانظر المراجع السابقة واللسان (قطن 3684). (¬60) ع: العِثْرَة: وهى العِتْر والعِتْرَة: بقلة ومنبتها نجد وتهامة. المحكم 2/ 34. (¬61) ع: وبضمها. (¬62) الصحاح (قرطم). (¬63) ع: وهى. (¬64) فى تهذيب اللغة 4/ 206: ثعلب عن ابن الأعرابى: الإحريض: العصفر. وثوب مُحَرَّضٌ: مصبوغ بالعصفر. (¬65) بضم الهاء والطاء وهو الجُلَّبَان وسمى أيضًا: الخلر وهو حب متوسط بين الشعير والحنطة. وقيل: الجلبان معرب هرطمان بالفارصية الألفاظ الفارسية المعربة 157، وتهذيب اللغة 11/ 93 والقاموس (هرطم). (¬66) فى القاموس: الكَشْد: حب يؤكل. (¬67) كذا عن الصحاح (أرز) وذكر اللغويون فيه أيضًا: آرز ككابل وأرُز كعضد وانظر إصلاح المنطق 132 والمعرب 34 وديوان الأدب 3/ 19، 48، المصباح والقاموس (أرز). (¬68) الصحاح (بقل) وانظر تهذيب اللغة 9/ 172 وإصلاح المنطق 183 القاموس والمصباح (بقل).

الْكِتَابِ (¬69)، وَقَالَ فِى الصَّحَاحِ (¬70): السَّلْتُ بِالضَّمِّ: ضَرْبٌ (¬71) مِنَ الشَّعِيرِ، لَيْسَ لَهُ قِشْرَةٌ، كَأَنَّهُ الْحِنْطَةُ. يُسَمَّى بِالْيَمَنِ: الْحَبِيبُ. قَوْلُهُ: "الْقِطْنِيَّةُ: بِكَسْرِ الْقَافِ وَإِسْكَانِ الطَّاءِ: وَاحِدَةُ الْقَطَانِىِّ، كَالْعَدَسِ وَنَحْوِهِ (¬72). وَحَكَى الْهَرَوِىُّ (¬73) فِيهِ لُغَةً ثَانِيَةً: الْقِطْنِيَّةُ: بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ الطَاءِ، وَقَالَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِقُطُونِهَا فِى الْبَيْتِ. يُقَالُ: قَطنَ فِى الْمَكَانِ قُطُونًا: إِذَا أقَامَ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سُمِّيَتْ قُطنِيَّةً وَقَطنِيَّة؛ لِأنَّهَا تُزْرَعُ مَعَ خِلَفِ الصَّيْفِ كَمَا يُزْرَعُ الْقُطنُ (¬74). قَوْلُهُ: "الْحَصَادُ" (¬75) هُوَ قَطْعُ الزَّرْعِ وَصِرَامُهُ (¬76)، يُقَالُ فِيهِ: حَصَادٌ وَحِصَادٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَقَدْ قُرِئ بِهِمَا مَعًا (¬77) وَمِثْلُهُ: جَدَادٌ وَجِدَادٌ، وَهُوَ قَطْعُ الثَّمَرَةِ وَصِرَامُهَا (¬78). قَوْلُهُ: "أَنْ تَكُونَ زِرَاعَتُهَا (¬79) فِى فَصْلٍ" فُصُولُ السَنّةَ أَرْبَعَة: شِتَاءٌ، وَرَبِيعٌ، وَصَيْفٌ، وَخَرِيفٌ وَهِىَ (¬80) الَّتِى يَقَعُ بِهَا الاعْتِبَارُ. وَلِكُلِّ فَصْلٍ ثَلَاثَةُ بُرُوجٍ، وَسَبْعُ مَنَازِلَ. الادِّخَارُ (¬81): أَصْلُهُ: الاذْتِخَارُ، وَهُوَ الافْتِعَالُ مِنْ ذَخَرْتُ الشَّىْءَ، أَىْ: (¬82) رَفَعْتُهُ وَحَفِظْتُهُ وَقَدْ ذُكِرَ (¬83). قَوْلُهُ: "فَإِنْ (¬84) كَانَ عَلَى الأَرْضِ خَرَاجٌ" قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬85): سَمِعْتُ الْأزْهَرِيَّ يَقُولُ: الْخَرَاجُ يَقَعُ عَلَى الضَّرِيبَةِ، وَيَقَعُ عَلَى مَالِ الْفَىءِ، وَيَقَعُ عَلَى الْجِزْيَةِ، وَيَقَعُ عَلَى الْغَلَّةِ. وَالَّذِى أَرَادَ هَا هُنَا: أَنْ يَكُون مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ الَّتِى ضُرِبَ عَلْيْهَا الْخَراجُ زَمَانَ (¬86) عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ (¬87). وَيَأَتِى ذِكْرُهَا هُنَالِكَ إِنْ شَاءَ اللهُ [تَعَالَى]. قَوْلُهُ: "كَأُجْرَةِ الْمَتْجَرِ" (¬88) هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى يُتَّجَرُ فِيهِ، كَالدُّكَّانِ وَنَحْوِهِ. ¬

_ (¬69) فى المهذب 1/ 157: حب يشبه الحنطة فى الملامسة ويشبه الشعير فى طوله وبرودته. (¬70) مادة (سلت). (¬71) خ: "هو ضرب" والمثبت من ع والصحاح. (¬72) الصحاح (قطن) وضم القاف لغة. وكسرها مع تخفيف الياء لغة أيضًا، وانظر اللسان (قطن 3683) ومقاييس اللغة، والمصباح والقاموس (قطن) والنهاية 4/ 85. (¬73) فى الغريبين 3/ 111. (¬74) عن أبى معاذ القطانى: الخِلَفُ وَخُضَرُ الصيف. اللسان. (¬75) فى المهذب 1/ 157: الاعتبار بوقت الحصاد. (¬76) صرامة ليس فى ع. (¬77) الكشف 1/ 456 والمبسوط 204. (¬78) تهذيب اللغة 4/ 227 وإصلاح المنطق 104 وغريب الحديث 3/ 7. (¬79) كذا (زراعتها) فى خ وع وفى المهذب 1/ 157: كلّ زرعين زرعا فى فصل واحد: ضم بعضه إلى بعض. . . . يعتبر أن تكون زراعتهما فى فصل. (¬80) خ: هى. (¬81) فى المهذب 1/ 157: ولا يجب العشر قبل أن ينعقد الحب فإذا أنعقد الحب وجب لأنه بعد الانعقاد صار قرتا يصلح للادخار. (¬82) ع: إذا. (¬83) ص 12، 129. (¬84) ع: وإن. وفى المهذب 1/ 157: فإن كان على أرض خراج وجب الخراج فى وقته. (¬85) فى الغريبين 1/ 287. (¬86) ع: زمن. (¬87) أمر عمر رضى الله عنه بمساحة السواد ودفعها الى الفلاحين الذين كانوا فيه على غلة يؤدونها كلّ سنة. اللسان (خرج 1126). (¬88) فى المهذب 1/ 157: الخراج يجب للأرض والعشر يجب للزرع فلا يمنع أحدهما الآخر كأجرة المتجر وزكاة التجارة.

ومن باب زكاة الذهب والفضة

وَمِنْ (¬1) بَابِ زَكَاةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ سُمِّىَ (الذَّهُبُ) (¬2) ذَهَبًا؛ لِأَنَّهُ يَذْهَبُ وَلَا يَبْقَى، وَسُمِّيَتْ الْفِضَّةُ فِضَّةً؛ لِأنَّهَا (¬3) تَنْفَضُّ وَتَتَفَرَّقُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ (¬4) يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (¬5) الْكَنْزُ: الْمَالُ الْمَدْفُونُ، وَقَدْ كَنَزْتُهُ أَكْنِزُهُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "كُلُّ مَالٍ لَا تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزُ" (¬6). قَوْلُهُ: {وَلَا يُنْفِقُونَهَا} وَلَمْ يَقُلْ: وَلَا يُنْفِقُونَهُمَا (¬7): ذَهَبَ إِلَى مَعْنَى الأمْوَالَ؛ لِأنَّ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ يَدُلُّ عَلَيْهَا (¬8). قّوْلُهُ [تَعَالَى] {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} أَىْ: الَّذِى يَقُومُ مُقَامَ البِشَارَةِ: عَذَابٌ ألِيمٌ؛ لأَنَّ الْبِشَارَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَمَا يُسْتَرُ (¬9) بِهِ. الأُوقِيَّةُ (¬10): بِضَّمِّ الْهَمْزَةِ وِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَجَمْعُهَا: أَواقِىُّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَهِىَ أَربَعُونَ دِرْهَمًا لَا تُنَوَّنُ وَلَا تُخْفضُ، وَهِىَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، وَحُكِىَ فِيهِ (¬11) التَّخْفِيفُ، قَالَ (¬12) الزَّمَخْشَرِىُّ (¬13) هِىَ اُفْعُولَةٌ مِنْ وَقَيْتُ -قُلِبَت الْوَاوُ يَاءً لِسَبْقِهَا سَاكِنَةً، ثُمَّ ادغِمَتِ الْيَاءُ- (وَكُسِرَت الْقَافُ؛ لِتَصِحَّ الْيَاءُ) (¬14) - لِأَنَّ الْمَالَ مَخْزُونٌ مَصُونٌ، أَوْ لِأَنَّهُ يَقِى الْبَأَسَ وَالضُّرَّ. قَوْلُهُ: "فِى الرِّقَةُ رُبْعُ الْعُشْرِ (¬15) بِالتَخْفِيفِ: الفِضَّةُ، وَجَمْعُهَا [رِقُون] (¬16) يُقَالُ: "وُجْدَانُ الرِّقِين يُغَطِّى أَفْنَ الأفيِنِ" وَالْهَاءُ فِى الرِّقَةِ: عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ السَّاقِطَةِ مِنْ أَوَّلِهِ (¬17). قَوْلُهُ: "وَفِى الرَّدِىءِ" (¬18) الرَّدِىءُ: مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ، وَهُوَ فَعِيلٌ مِنْ (رَدُؤَ الشَّىْءُ يَرْدُؤُ رَدَاءَةً، فَهُوَ رَدِىءٌ أَىْ: فَاسِدٌ) (¬19). ¬

_ (¬1) ومن ليس فى ع. (¬2) الذهب: ساقط من خ. (¬3) ع: لأنه: تحريف. (¬4) خ: إن الذين: تحريف. (¬5) سررة التوبة آية 34. (¬6) سنن أبى داود 1/ 358 والنهاية 4/ 203. وانظر الصحاح (كنز) ومقاييس اللغة والمصباح (كنز) وغريب الحديث 1/ 284. (¬7) ع: لم يقل ينفقونهما. (¬8) معانى القرآن للفراء 1/ 434 ومعانى القرآن للزجاج 2/ 492. قال الفراء: إن شئت وجهت الذهب والفضة إلى الكنوز، وإن شئت بذكر أحدهما (أى: ولا ينفقون الفضة. وحذف الذهب). (¬9) يُفْتَعَلُ من السرور. وفى ع: مَا يُسَّرُ. (¬10) فى المهذب 1/ 158: روى بن عمر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا بلغ مال أحدكم خمس أواق مائتى درهم ففيه خمسة دراهم". (¬11) ع: فيها. وانظر الصحاح (وقى) وشرح ألفاظ المختصر لوحة 62 ويقال فيها: الوُقِيَّةُ بالضم والوَقِيَّة بالفتح فى لغة العامة. المصباح (وقى). (¬12) ع: وقال. (¬13) فى الفائق 4/ 74. (¬14) ما بين القوسين: زيادة من ع وما بين الحاصرتين: ليس فى الفائق. (¬15) فى المهذب 1/ 158: قوله - صلى الله عليه وسلم - فى كتاب الصدقات: "فى الرقة ربع العشر". (¬16) خ، ع: رقين خطأ. وفى الصحاح: ويجمع رقين مثل إرة وارين، ومنه قولهم: إن الرقين تغطى أفن الأفين، وتقول فى الرفع: هذه الرقون. (¬17) عن الصحاح (ورق). (¬18) ع: فى الردىء، وفى المهذب 1/ 158 فى الزكاة: ويجب فى الجيد الحيد وفى الردىء الردىء. (¬19) الصحاح (ردأ) وما بين القوسين ساقط من ع وبدله: من الرداءة.

(قَوْلُهُ: "يَسْتَظْهِرُ" (¬20) أَصْلُ) (19) الاسْتِظْهَارُ (¬21): الاسْتِيثَاقُ مِنَ الأَمْرِ. يُقَالُ: اتَّخَذَ فُلَانٌ بِعَيرَيْنِ ظَهِيرَيْنِ (¬22) فِى سَفَرِهِ: إِذَا كَانَ يَحْمِلُ عَلَى أَبَاعِرَ لَهُ، وَسَاقَ مَعَهُ بَعِيرَيْنِ قَوِيِّيَنِ فَارِغَيْنِ وَثِيقَةً (¬23)؛ لِئَلَّا يُبْدَعَ (¬24) بِبَعِيرٍ مِنْ حَمُولَتِهِ فَلَا يَجِدُ لِحِمْلِهِ حَمُولَةً، فَوَضَعَ الاسْتِظْهَارَ مَوْضِعَ الْوَثِيقَةِ. قَوْلُهُ: "لَوْ كَانَ حَلَفَ لَكَانَ بَارًّا" (¬25) أَىْ غَيْرَ حَانِثٍ يُقَالُ بَرِّ فِى يَمِينِه، بِفَتْحِ الْبَاءِ، فَهُوَ بَارٌّ، وَكَذَلِكَ فِى البِرِّ: ضِدُّ العُقُوقِ (¬26). قَوْلُهُ: "الْنَّاضّ" (¬27) أَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ: النَّاضَّ وَالنَّضُّ. قَالَ أبُو [عُبَيْدٍ] (¬28) إِنَّمَا يُسَمُّونَهَا نَاضًّا: اذَا تَحَوَّلَ عَينًا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَتَاعًا؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ: مَا نَضَّ بِيَدِى مِنْهُ شَىْءٌ، وَخُذْ مَا نَصَّ لَكَ مِنْ دَيْنٍ، أَىْ: تَيَسَّرَ (¬29). وَهُوَ يَسْتَنِضُّ (¬30) حَقَّهُ مِنْ فُلَانٍ، أَىْ: يَسْتَنْجِزُهُ، وَيَأَخُذُ مِنْهُ الشَّىْءَ بَعْدَ الشَّىءِ. مَأخُوذٌ مِنْ نُضَاضَةِ الْمَاءِ وَ (هِىَ) (¬31): بَقِيَّتُهُ، وَكَذَلِكَ النَّضِيضَةُ، وَجَمْعُهَا: نَضَائِضُ. ذَكَرَهُ الأزْهَرِىُّ (¬32). قَوْلُهُ (¬33): "فِى الْحَدِيثِ" مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ (¬34) " بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالسِّينِ، تَثْنِيَةُ مَسَكَةٍ، وَهُوَ (¬35) السِّوَارُ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ فِضَّةٍ أَوْ مِنْ (¬36) ذَهَبَ أَوْ ذَبْلٍ أَوْ عَاجٍ، قَالَ جَرِير (¬37). تَرَى العَبْسَ الْحَوْلِىَّ جَوْنًا بِكُوعِهَا ... لَهَا مَسَكًا مِنْ غَيْرِ عَاجٍ وَلَا ذَبْلِ قَوْلُهُ: "الْمِنْطَقَةُ" (¬38) مَعْرُوفَةٌ، يَشُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَسَطَهُ. وَفِى الْمَثَلِ: "مَنْ يَطُلْ هَنُ أَبِيهِ يَنَتَطِقُ بِهِ" (¬39) أَىْ: مَنْ كَثُرَ بَنُو أَبيهِ يَتَقَوَّى بِهِمْ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ النِّطَاقِ لِلْمَرْأَة، الَّذِى (¬40) تَشُدُّ بهِ وَسَطَهَا أَيْضًا، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ أَسْمَاءُ: ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬41): هُوَ أَنْ تَشُدَّ وَسَطهَا، ثُمَّ تُرْسِلَ الأَعْلَى عَلَى الأسْفَلِ إِلَى الرُّكْبَةِ وَالأسْفَلُ يَنْجَرُّ عَلَى الأرْضِ، فَلَيْسَ لَهَا حُجْرَةٌ (¬42)، وَلَا نَيْفَقٌ (¬43) وَلَا سَاقَانِ، وَالْجَمْعُ: نُطقٌ. قَوْلُهُ: "مُعَدٌّ لِلإِجَارَةِ" (¬44) أَىْ: مُرْصَدٌ لَهَا، يُقَالُ: أعَدَّ لِهَذَا الْأمْرِ عُدَّتَهُ" أَىْ: أَخَذَ أُهْبَتَهُ. ¬

_ (¬20) فى المهذب 1/ 158: وإن شاء أخرج واستظهر ليسقط الفرض بيقين. (¬21) ع: والاستظهار. (¬22) ع: ظهيرتين. (¬23): وثيقة: ساقط من ع. (¬24) يبدع من أبدعت الراحلة: إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظلع. غريب الحديث 1/ 9 وتهذيب اللغة 2/ 242: الفائق 1/ 84 والصحاح (بدع). (¬25) ع: قوله كان بارا. وفى المهذب 1/ 158: إن له دين مؤجل. . فإذا قبضه استقبل به الحول؛ لأنه لا يستحقه، ولو حلف أنه لا يستحقه كان بارًا. (¬26) تقول: بَرِرْت والدى بالكسر أَبَرُّهُ بِرًا فأنا بَرٌّ به وبارٌّ الصحاح (برر). (¬27) هذا القول ليس موجود بها فى المهذب فى هذا الموضع. (¬28) ع، خ: أبو عبيدة. والمثبت من الصحاح (نضف) والنقل عنه. ومثله فى المصباح. (¬29) ع: يسر والمثبت من خ والصحاح. (¬30) ع: فى حقه والمثبت من خ والصحاح. (¬31) خ: وهو والمثبت من ع وشرح ألفاظ المختصر لوحة 63 والنقل عنه. (¬32) المرجع السابق. (¬33) قوله: ليس فى ع. (¬34) فى المهذب 1/ 159: فى الحلى: تجب فيه الزكاة لما روى أن امرأة من اليمن جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معها ابنتها فى يدها مسكتان غليظتان من الذهب، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتعطين زكاة هذا. . . إلخ الحديث. (¬35) ع: وهى. (¬36) من: ليس فى ع. (¬37) ديوانه 556 وانظر الصحاح (مسك). (¬38) فى المهذب 1/ 159: وفيها لطخ به اللجام وجهان، قال أبو الطيب بن سلمة: هو مباح كالذى حلى به المنطقة والسيف. (¬39) مجمع الأمثال 3/ 311 والصحاح (نَطق). (¬40) ع: التى. (¬41) فى الصحاح (نطق). (¬42) حجزة الإزار: مجمع شده ومعقده. (¬43) ع: ينفق: تحريف ونيفق السراويل: الموضع المتسع منها. (¬44) وإن كان للمرأة حلى معد للإجارة، ففيه طريقان. . . . إلخ.

من باب زكاة التجارة

مِنْ بَابِ زَكَاةِ التِّجَارَةِ قَوْلُهُ: "فِى عُرُوضِ التِّجَارَةِ، وَإنْ اشْتَرَاهُ بِعَرُضٍ" (¬1) الْعَرْضُ: الْمَتَاعُ، وَكُلُّ شَىْءٍ هُوَ عَرْضٌ، بسُكُونِ الرَّاءِ، إِلَّا الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ، فَإِنَّهَا (¬2) عَيْنٌ، تَقُولُ: اشْتَرَيْتُ الْمَتَاعَ بِعَرْض، أَىْ: بِمَتَاعٍ مِثْلِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬3): الْعُرُوضُ: الأمْتِعَة الَّتِى لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ، (¬4) وَلَا يَكُونُ حَيَوَانًا وَلَا عَقَارًا (¬5). وَهُوَ سَاكِنُ الرَّاءِ. وَعَرَضُ الدُّنْيَا - مُحَرَّكٌ: هُوَ حُطَامُهَا، وَمَا يُصِيبُ الإِنْسَانَ مِنْهَا، يُقَالُ: إِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ (¬6)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَأَخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى} (¬7). قَوْلُهُ: "لِلْقِنْيَةِ" (¬8) أَىْ: لِلْمِلْكِ لَا لِلتِّجَارَةِ، يُقَالُ: قَنَوْتُ الْغَنَمَ وَغَيْرَهَا قِنْوَةً (¬9)، وَقَنَيْتُ - أَيْضًا - قِنْتَةً بِالْكَسْرِ وَقُنْيَةٌ بِالضَّمِّ: إِذَا اتَّخَذْتَهَا لِنَفْسِكَ لَا لِلتِّجَارَةِ. (وَأَصْلُهُ: مِنْ قَنَيْتُ الشَّىْءَ [أَقْنَاهُ] (¬10) إِذَا لَزِمْتَهُ وَحَفِظْتَهُ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَغْنَى وَأَقْنَى} (¬11) أَىْ: أَعْطَىَ قِنْيَةً يَبْقَى أَصْلُهَا، وَتَزْكُو كَالإِبِلِ لِلنَّتَاجِ، وَالْغَنَمِ، فينْتَفَعُ بِقِنْيَتِهَا. قَالَهُ الأزْهَرِىُّ (¬12)) (¬13). قَوْلُهُ: "فِى أَثْنَاءِ الْحَوْلِ" (¬14) هُوَ جَمْعُ ثِنْي، وَاحِدِ أثْنَاءِ الشَّىْءِ، أَىْ: تَضَاعِيفِهِ، تَقُولُ: أَنْفَذْتُ كَذَا [فِى] (¬15) ثِنْىِ كِتَابِى، أَىْ: (¬16) فِى طَيِّهِ. قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: وَالثِّنْىُ مِنَ الْوَاىِ: مُنْعَطَفُهُ (¬17). قَوْلُهُ: "حِينَ (¬18) يَنِضُّ" أَىْ: يَصِيرُ وَرِقًا وَعَيْنًا. قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬19): النَّاضُّ: الدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ الَّتِى تَرْتَفِعُ مِنْ أَثْمَانِ (¬20) الْمَالِ إِذَا تَحَوَّلَتْ عَيْنًا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ مَتَاعًا. قَوْلُهُ (¬21): "كَحَقِّ الْمُضَارِبِ" (هُوَ) (¬22) مَأَخُوذٌ مِنْ ضَرَبَ فِى الْأَرْضِ: إِذَا سَارَ فِى طَلَبِ (¬23) الرِّزْقِ. ¬

_ (¬1) خ: قوله: عروض التجارة. والمثبت من ع وفى المهذب 1/ 159 تجب الزكاة فى عروض التجارة. (¬2) فى الصحاح: فإنهما، والنقل عنه. (¬3) ع: وقال: والمثبت من خ والصحاح. (¬4) ولا: ساقطة من ع. (¬5) ما سبق عن الصحاح (عرض) وانظر تهذيب اللغة 1/ 455 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 63 وديوان الأدب 1/ 115. (¬6) الصحاح (عرض) وتهذيب اللغة 1/ 455. (¬7) سورة الأعراف آية 169. وانظر مجاز القرآن 1/ 232. (¬8) فى المهذب 1/ 159: إذا كان عنده متاع للتجارة ثم نوى القنية صار للقنية. (¬9) وقنوة بضم القاف كما فى الصحاح والنقل عنه. (¬10) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 64: وأصله: من قنيت الشىء أقناه: إذا لزمته وحفظته، ويقال: قنوته أقنوه بهذا المعنى. (¬11) سورة النجم آية 48. (¬12) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 64. (¬13) ما بين القوسين من ع. وانظر تهذيب اللغة 9/ 313 وإصلاح المنطق 140 والنهاية 4/ 117 والفائق 3/ 229. (¬14) فى المهذب 1/ 160: إذا باع عرضا للتجارة فى أثناء الحول بعرض للتجارة لم ينقطع الحول. (¬15) فى ساقظة من خ، ع والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬16) ع: قال أى. (¬17) الصحاح (ثنى). (¬18) خ: حتى ينض. وفى المهذب 1/ 160: يستأنف للزيادة وفى حولها وجهان أحدهما: من حين ينض. . . . إلخ. (¬19) فى الغريبين 3/ 249. (¬20) خ: الأثمان. (¬21) قوله: ليس فى ع. (¬22) هو: من ع. (¬23) ع: لطلب.

باب زكاة المعدن والركاز

بَابُ زَكَاةِ الْمَعْدِنِ وَالرِّكَازِ الْمَعْدِنُ: مَوْضِعُ الإِقَامَةِ وَاللُّزُومِ، يُقَالُ: عَدَنَ بِالْمَكَانِ: إِذَا لَزِمَهُ فَلَمْ يَبْرَحْ، وَمِنْهُ: {جَناتِ عَدْنٍ} (¬1) أَىْ: جَنَّاتِ إِقَامَةٍ (¬2). وَسُمِّىَ الْمَعْدِنُ- بِكَسْرِ الدَّالِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يُقِيمُونَ فِيهِ الصَّيْفَ وَالشِّتَاءَ، قَالَ الْأَعْشَى (¬3): وَأعْدِنُ بِالرِّيِف حَتَّى يُقَالَ ... ألا طَالَ بِالرِّيِف مَا قَدْ عَدَنْ هَذَا كَلَامُ الْجَوْهَرِىِّ (¬4). وَغَيْرُهُ يَقُولُ: لإِقَامَةِ الْمَالِ الْمُسْتَخْرَجِ مِنْهُ (¬5). وَالرِّكَازُ: دَفِينُ الْجَاهِلِيَّةِ (¬6)، كَأَنَّهُ رُكِزَ فِى الأرْضِ رَكْزًا، تَقُولُ: أرْكَزَ الرَّجُلُ: اذَا وَجَدَهُ، هَذَا كَلَامُ الْجَوْهَرِىِّ (¬7). وَمَعْنَى رُكِزَ (¬8)، أَىْ: غُرِزَ، يُقَالُ: رَكَزْتُ الرُّمْحَ أرْكُزُهُ رَكْزًا: إِذَا غَرَزْتَهُ فِى الأَرْضِ (¬9). قَوْلُهُ: "فِى مَوَاتٍ" (¬10) هِىَ الأرْضُ الَّتِى لَا مَالِكَ لَهَا، وَيَأَتِى ذِكْرُهَا. قَوْلُهُ: "الْمَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةَ" (¬11) بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ (¬12): نُسِبَتْ إِلَى نَاحِيَةٍ؛ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ (مَسِيرَةُ) (¬13) خَمْسَةِ أَيَّامٍ (¬14). وَذَكَرَ فِى الْمَصَابِيحِ (¬15) أَنَّهَا مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرُعِ (¬16). قَوْلُهُ: "انْقَطَعَ النَّبْلُ" (¬17) هُوَ مَا يَنَالُهُ مِنْهُ، أَىْ: يَأْخُذُهُ، يُقَالُ: نَالَ خَيْرًا يَنَالُ نَيْلًا، وَأَنَالُهُ غَيْرَهُ، وَالأَمْرُ مِنْهُ: نَلْ بِفَتْحِ النُّونِ، وَإِذَا أَخْبَرْتَ عَنْ نَفْسِكَ: كَسَرْتَ (¬18). قَوْلُهُ: "بَعْدَ التَّمْيِيزِ" (¬19) أَىْ: (بَعْدَ) (¬20) التَنْقِيَةِ مِنَ التُّرَابِ وَالْحِجَارَةِ، وَمَا يُخَالِطُهُ مِنْ أَصْلِ الْمَعْدِنِ، مِنْ مِزْتُ الشَّىْءَ مِنَ الشَّىْءِ: إذَاْ عزَلْتَهُ مِنْهُ عَلَى حِدَةٍ. قَوْلُهُ: "لِحَرْبِىٍّ أوْ مُعَاهَدٍ" (¬21) الْحَرْبِىُّ: الَّذِى يُحَارِبُ الْمُسْلِمِينَ وَيُقَاتِلُهُمْ. وَالْمُعَاهَدُ: الَّذِى بَيْنَهُ ¬

_ (¬1) سورة التوبة آية: 73. (¬2) مجاز القرآن 1/ 263، 264 وانظر تهذيب اللغة 2/ 218، 219 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 65 والمصباح (عدن) والمحكم 2/ 14. (¬3) ديوانه 67 وروايته: وَأشْرَبُ بِالرِّيِف حَتَّى يُقَا ... لَ قَدْ طَالَ بِالرِّيِف مَا قَدْ دَجَنْ (¬4) ماعدا الشاهد الذى ذكره للأعشى، فليس فى الصحاح. (¬5) المراجع السابقة فى تعليق 8. (¬6) فى الصحاح: دفين أهل الجاهلية. (¬7) فى الصحاح (ركز). (¬8) ع: أركز: تحريف. (¬9) الصحاح (ركز) وشرح ألفاظ المختصر لوحة 64 والمصباح (ركز). (¬10) فى المهذب 1/ 162: ولا تجب (زكاة الركاز) إِلا فيما وجده فى موات أو مملوك لا يعرف مالكه. (¬11) فى المهذب 162/ 1: النبى - صلى الله عليه وسلم - أقطع بلال بن الحارث المزنى المعادن القبلية وأخذ منه الزكاة. (¬12) والياء: ساقط من ع. (¬13) من ع. (¬14) النهاية 4/ 10 ومعجم ما استعجم 1047. (¬15) ....................... (¬16) الْفُرُغُ: بضم الفاء والعين: موضع على الطريق بين مكة والمدينة. وانظر معجم ما استعجم 1020، 1051. (¬17) ع: قوله ينقطع النيل. والمثبت من خ والقولان فى المهذب 1/ 162. (¬18) عن الصحاح (نيل). (¬19) فى المهذب 1/ 162: ويجب إخراج الحق بعد التمييز كما قلنا فى العشر أنه يجب بعد التصفية والتجفيف. (¬20) بعد من ع. (¬21) فى المهذب 1/ 162: فأمّا إذا وجده فى أرض يعرف مالكها، فإن كان ذلك لحربى فهو غنيمة وإن كان لمسلم أو لمعاهد فهو لمالك =

وَبَيْنَ الإِمَامِ، عَهْدٌ وَهُدْنَةٌ. قَوْلُهُ: كَالدَّرَاهِمِ الْأَحَدِيَّةِ" (¬22) هِىَ الَّتِى كُتِبَ عَلَيْهَا {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} وَأَحَدٌ بِمَعْنَى وَاحِدٍ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعَدَدِ. وَأَصْلُ أحَدٍ: وَحَدٌ (¬23). * * * ¬

_ = الأرض. (¬22) فى المهذب 1/ 163: وإن كان من ضرب الإسلام كالدراهم الأحدية وما عليها اسم المسلمين فهو لقطة. (¬23) فى الصحاح (أحد): أحد بمعنى الواحد، وهو أول العدد تقول: أحد واثنان. . وأما قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الله أحَدٌ} فهو بدل من الله؛ لأن النكرة قد تبدل من المعرفة كما يقال {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ}.

من باب صدقة الفطر

مِنْ بَابِ صَدَقَةِ الْفِطْرِ أَصْلُ الْفَطْرِ: يُقَالُ: فَطَرَ نَابُ الْبَعِيرِ: إِذَا انْشَق مَوْضِعُهُ لِلْطُّلُوعِ (¬1)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (¬2) أَىْ: انْشَقَّتْ (¬3). فَكَانَ الصَّائِمَ يَشُقُّ صَوْمَهُ بِالأَكْلِ. قَوْلُهُ: "صَاعًا مِنْ قَمْحِ" هُوَ البُرُّ، قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬4): سُمِّىَ قَمْحًا؛ لِأَنَّهُ أَرْفَعُ الْحُبُوبِ، مِنْ قَامَحَتِ النَّاقَةُ: إِذَا رَفَعَتْ رَأَسَهَا، وَأَقمَحَ الرَّجُلُ إِقْمَاحًا: إِذَا شَمَخَ بِأَنْفِهِ. قَوْلُهُ: "وَلَا تَجِبُ إِلَّا عَلَى مَنْ فَضَلَ عَنْ قُوتِهِ" (¬5) أَىْ: زَادَ، وَالْفَضْلُ: خِلَافُ النَّقْصِ، يُقَالُ فِيهِ: فَضَلَ يَفْضُلُ، مِثْلُ: دَخَلَ يَدْخُلُ، وَفِيهِ لُغَةْ أُخْرَى: فَضِلَ يَفْضَلُ، مِثْلُ حَذِرَ يَحْذَرُ، حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيت (¬6) وَفِيِهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَة مِنْهُمَا: فَضِلَ -بِالْكَسْرِ- يَفْضُلُ بِالْضَمِّ، وَهُوَ شَاذٌّ لَا نَظِيرَ لَهُ (¬7). قَوْلُهُ: "سَفَلُوا - وَعَلَوْا" (¬8) بِفَتْحِ الْفَاءِ، يُقَالُ: سَفَلَ يَسْفُلُ؛ مِثْلُ دَخَلَ يَدْخُلُ: إِذَا كَانَ أَسْفَلَ النَّسَبِ (¬9). وَسَفُلَ بِالضَّمِّ: صَارَ مِنَ السَّفِلَةِ، وَهُمْ خِسَاسُ النَّاس (¬10). قَوْلُهُ: "فَإِنْ نَشَزَتِ الزَّوْجَةُ" (¬11) أَىْ: اسْتَعْصَتْ عَلَى زَوْجِهَا وَأَبْغَضَتْهُ، وَأَصْلُ (النَّشْزِ) (¬12): الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. قَوْلُهُ: "بِمَنْ تَعُولُ" (¬13) أَىْ: بِمَنْ تَمُون، يُقَالُ: عَالَ العِيَالَ: اذَا مَانَهُم (¬14). وَفُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ¬

_ (¬1) الفائق 3/ 128 والصحاح (فطر). (¬2) سورة الإنفطار آية 1. (¬3) معانى القرآن للفراء 3/ 243 وتفسير غريب القرآن 519. (¬4) فى الفائق 3/ 225. (¬5) فى المهذب 1/ 163: ولا تجب (زكاة الفطر) إِلا على من فضل عن قوته وقوت من تلزمه نفقته وقت الوجوب ما يؤدى فى الفطرة. (¬6) ع: وحكى ابن السكيت فيه لغة ثالثة. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه وفى إصلاح المنطق 212: فَضَلَ الشَّيْىءُ يَفْضُلُ وَفَضِلَ يَفْضَل وَقالَ أبو عبيدة فَضِلَ منه شِىءٌ قَلِيلٌ فَإِذا قَالُوا يَفْضُلُ ضَموا الضاد فأعادوها إلى الأصل. . ومن العرب من يقول: فَضِلِ يَفْضَلُ مثل حذر يحذر. (¬7) عن الصحاح (فضل). (¬8) ع: قوله: سفلوا. وفى المهذب 1/ 163: تجب على الأب والأم وعلى أبيهما وأمهما وإن عَلَوْا فطرة ولدهما وولد ولدهما وإن سفلوا. . . إلخ. (¬9) المصباح والصحاح (سفل) واللسان (سفل 2030). (¬10) المراجع السابقة. (¬11) خ: وإن نشرت المرأة. وفى المهذب 1/ 164: فإن نشزت الزوجة لم يلزمه فطرتها. (¬12) خ: النشوز والمثبت من ع والصحاح (نشز) والنقل عنه، وفيه: النشز والنشز: المكان المرتفع. (¬13) فى المهذب 1/ 16: قال - صلى الله عليه وسلم -: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". (¬14) شرح ألفاظ المختصر لوحة 65 وتهذيب اللغة 3/ 196 والنهاية 3/ 321 والصحاح والمصباح (عول).

{ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُواْ} (¬15) أَىْ: أَلَّا (¬16) تَمُونُوا جَمَاعَةَ نِسَاءٍ (¬17)، وَقِيلَ: لَا تَجُورُوا (¬18). قَوْلُهُ: "مَنْ يَمُونُهُ" (¬19) يُقَالُ: مَانَهُ يَمُونُهُ مَوْنًا": إِذَا احْتَمَلَ مُؤْنَتَهُ (¬20) وَقَامَ بِكِفَايَتِهِ، فَهُوَ رَجُلٌ مَمُونٌ، عَن ابْنِ السِّكِّتِ (¬21). قَوْلُهُ: "التَّبْوِئَةُ التَّامَّةُ" (¬22) أَىْ: لُزُومُ طَاعَتِهِ لَيْلًا وَنَهَارًا، يُقَالُ: بَوَّأَتُ الرَّجُلَ مَنْزِلًا: إِذَا أَلْزَمْتَهُ إِيَّاهُ وَأسْكَنْتَهُ فِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} (¬23) أَىْ: أنْزَلْنَاهُمْ مَنْزِلًا صَالِحًا. قَوْلُهُ: "طُهْرَةٌ لِلصَّائِمِ مِنَ الرَّفَثِ وَاللَّغْوِ، وَطُعْمَةٌ لِلْمَسَاكِينِ" (¬24) الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، وَالرَّفَثُ أيْضًا: الْفُحْشُ (¬25)، وَكَلَامُ النِّسَاءِ فِى الْجِمَاعِ، تَقُولُ (مِنْهُ) (¬26): رَفَثَ الرَّجُلُ وَأرْفَثَ (¬27). وَاللَّغْوُ: الْبَاطِلُ، يُقَالُ: لَغا يَلْغُو: إِذَا قَالَ بَاطِلًا، وَكَذَلِكَ لَغْوُ الْيَمِينِ (¬28). قَوْلُهُ: "طُعْمَةٌ لِلْمَسَاكِينِ" الطُّعْمَةُ: الْمَأْكَلَةُ، يُقَالُ: جَعَلْتُ هَذِهِ الضَّيْعَةَ طُعْمَةً لِفُلَانٍ. وَالطُّعْمَةُ أَيْضًا: وَجْهُ الْمَكْسَبِ، يُقَالُ: فُلَانٌ عَفِيفُ الطُّعْمَةِ، وَخَبِيثُ الطُّعْمَةِ، أَىْ رَدِىءُ الْمَكْسَبِ (¬29). قَوْلُهُ: "صَاعًا مِنْ أقْطٍ" (¬30) الْأَقِطُ - بِفَتْحِ الألِف وَكَسْرِ الْقَافِ: طَعَامٌ مِنْ أَطْعِمَةِ الْعَرَبِ، وَهُوَ: أَنْ يُغْلَى اللَّبَنُ الْحَامِضُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْعَقِدَ، وَيُجْعَلَ قِطَعًا صِغَارًا، وَيُجَفَّفَ فِى الشَّمْسِ. وَرُبَّمَا سُكِّنَ فِى الشِّعْرِ، وَتُنْقَلُ حَرَكَةُ الْقَافِ إلَى مَا قَبْلَهَا، قَالَ الشَاعِرُ (¬32): رُوَيْدَكَ حَتَّى يَنْبُتَ الْبَقْلُ وَالْغَضَى ... وَيَكْثُرَ أَقْطٌ عِنْدَهُمْ وَحَلِيبُ قَوْلُهُ (¬33) [تَعَالَى] {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (¬34) قَالَ السُّدِّىُّ: يَعْنى الْجَنَّةَ. وَالْبِرُّ: اسْمٌ جَامِعٌ لِلْخَيْرِ كُلِّهِ (¬35). قَوْلُهُ: "فَانْ أُخْرَجِ الْمَصْلَ" (¬36) الْمَصْلُ: مَعْرُوفٌ (¬37)، وَمَصَلَ الْأقْطَ: عَمِلَّهُ، وَهُوَ أَنْ تَجْعَلَهُ فِى وِعَاءِ خُوصٍ [أوْ] (¬38) غيْرِهِ، حَتَّى يَقْطرُ مَاؤُهُ، وَالَّذِى يَسِيلُ مِنْهُ: الْمُصَالَةُ وَالْمَصْلُ،. وَأَصْلُهُ: مِنْ مَصَلَ: ¬

_ (¬15) سورة النساء آية 3. (¬16) ع: لا: تحريف. (¬17) ع: النساء. وهو ما يفهم من قول الشافعى: ألَّا تكثر عيالكم. قال الزمخشرى: وجهه أن يجعل من قولك عال الرجل عياله يعولهم كقولهم مانهم يمونهم: إذا أنفق عليهم؛ لأن من كثر عياله لزمه أن يعولهم. الكشاف 1/ 347 وانظر تهذيب اللغة 3/ 194. (¬18) معانى الفراء 1/ 255 ومعانى الزجاج 2/ 7 وغريب الحديث 4/ 96 والكشاف 1/ 347. (¬19) فى المهذب 1/ 164: فإن كان من يمونه مسلما وهو كافر فعلى الوجهين وفى خ بمن يمونه. (¬20) كذا فى ع، خ وفى الصحاح: "مؤونته" ويجوز مؤنة لغة. كما فى المصباح. (¬21) الصحاح (مون) وإصحاح المنطق 319. (¬22) فى المهذب 1/ 164 تجب صدقة الفطر على مولى الأمة؛ لأن المولى لا تجب عليه التبوئة التامة. (¬23) سورة يونس آية 93. (¬24) فى المهذب 1/ 165: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من الرفث واللغو وطعمة للمساكين". (¬25) من القول كما فى الصحاح والنقل عنه. (¬26) منه: ساقطة من خ والمثبت من ع والصحاح. (¬27) وأرفث: ساقط من ع. (¬28) من خ والصحاح والنقل عنه وفعلت وأفعل للزجاج 41، والصحاح والمصباح (لغو). (¬29) فى الصحاح: ردىء الكسب. (¬30) فى المهذب 1/ 165: روى بو سعيد الخدرى (ر) قال: كنا نخرج صاعا من طعام أو صاعا من أقط أو صاعا من شعيرًا أو صاعًا من تمر أو صاعًا من زبيب. (¬31) رويت فيه لغات: تثليث الهمزة، وكإبل، وكتف ورجل. أنظر التكملة للصغانى 4/ 105 والقاموس والمصباح (أقط). (¬32) من غير نسبة فى الصحاح والباب واللسان (أقط 99). (¬33) فى المهذب 1/ 165: الأفضل أن يخرج من أفضلها لقوله عز وجل {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِما تُحِبَّونَ}. (¬34) سورة آل عمران آية 93. (¬35) عن الهروى فى الغريبين 1/ 153 وانظر الكشاف 1/ 314. (¬36) فى المهذب 1/ 165 وإن أخرج الجبن جاز وإن أخرج المصل لم يجزه لأنه أنقص من الأقط. (¬37) هو ماء الأقط حين يطبخ ثم يعصر، فعصارة الأقط: المصل. إصلاح المنطق 279 والمصباح (أقط). (¬38) خ وع: =

إذَا سَالَ مِنْهُ شَىْءٌ يَسِيرٌ (¬39). قَوْلُهُ: "حَبٌّ مُسَوِّسٌ" (¬40) أَىْ: وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ، وَهُوَ دُودٌ يَقَعُ فِى الصُّوفِ وَالطَّعَامِ، يُقَالُ: سَاسَ الطَّعَامُ يَسَاسُ وَسَوَّسَ (¬41) أيْضًا، وَأَسَاسَ. (¬42)، قَالَ الرَّاجِزُ (¬43). قَدْ أَطْعَمَتْنِى دَقَلًا حَوْلِيًّا ... مُسَوِّسًا مُدَوِّدًا حَجَرِيًّا وَالدَّقَلُ: نَوْعٌ مِنَ التَّمْرِ رَدِيءٌ (¬44). قَوْلُهُ: "وَهِمَ فِيهِ" (¬45) يُقالُ: وَهَمْتُ فِى الشَّىْءِ (¬46) بِالْفَتْحِ أَهِمُ وَهْمًا: إِذَا ذَهَبَ وَهْمُكَ إِلَيْهِ وَأَنْتَ تُريدُ غَيْرَهُ، وَوَهِمْتُ بِالْكَسْرِ فِى الْحِسَابِ أَوْهَمُ (¬47) وَهْمًا: إِذَا غَلِطْتَ فِيهِ وَسَهَوْتَ (¬48). * * * ¬

_ = وغيره. والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬39) الصحاح (مسل) وإصلاح المنطق 279 والمصباح (مصل). (¬40) فى المهذب 1/ 166: ولا يجوز إخراج حب مسوس؛ لأن السوس أكل جوفه فيكون الصاع منه أقل من صاع. (¬41) ع: ويسوس: تحريف. (¬42) عن الصحاح (سوس) وكذا فى مبادئ اللغة 155 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 66 وتهذيب اللغة 13/ 134 واللسان (سوس 2149). (¬43) زرارة بن صعب بن دهر كما فى اللسان. (¬44) والحجرى: المنسوب إلى حجر اليمامة وهو قصبتها. (¬45) فى المهذب 1/ 166: ولا يجوز إخراج الدقيق؛ لأنه ناقص المنفعة عن الحب فلم يجز كالخبز وأما حديث أبى سعيد فقد قال أبو داود: روى سفيان "الدقيق" ووهم فيه ثم رجع عنه. (¬46) ع: بالشيء. والمثبت من خ والصحاح. (¬47) ع: أهم: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬48) الصحاح والمصباح (وهم) وأفعال السرقسطى 4/ 239 والمحكم 4/ 321.

باب تعجيل الصدقة

بَابُ تَعْجِيلِ الصَّدَقَةِ قَوْلُهُ: "سِلْعَةً" (¬1) السِّلْعَةُ- بِالْكَسْرِ: الْمَتَاعُ الَّذِى يُشْتَرَى أَوْ يُبَاعُ لِلتِّجَارَةِ وَغَيْرِهَا (¬2)، يُقَالُ: كَسَدَتْ سِلْعَتِى وَنَفَثَتْ سِلْعَتِى. قَوْلُهُ: "لِأَنَّهُ مُفَرِّطٌ" (¬3) أَىْ: مُقَصِّر، يُقَالُ: فَرَطَ فى الأَمْرِ يَفْرُطُ فَرْطًا، أَىْ: قَصَّرَ فِيهِ وَضَيَّعَهُ وَكَذَلِكَ: التَّفْرِيطُ، وَأَفرَطَ فِى الأَمْرِ: إِذَا جَاوَزَ فِيهِ الْحَدَّ، وَالاسْمُ مِنْهُ: الْفَرْطُ، بِالتَّسْكِينِ (¬4). قَوْلُهُ: "لِأَنَّ الْفُقَرَاءَ أَهْلُ رَشَدٍ لَا يُوَلَّى عَلَيْهِمْ" (¬5) الرُّشْدُ وَالرَّشَادُ: خِلَافُ الْغَىِّ، يُقَالُ: رَشَدَ بِالْفَتْحِ يَرْشُدُ، وَرَشِدَ بِالْكَسْرِ يَرْشَدُ (بِالْفَتْحِ (¬6) لُغَةٌ فِيهِ، وَأَرْشَدَهُ (¬7) الله. قَوْلُهُ: "لِأَنَّ جَنبَتَهُ أَقْوَى" (¬8) الْجَنَبَةُ: النَّاحِيَةُ، وَكَذَلِكَ (¬9) الْجَانِبُ. وَالْمَعْنَى: أَنَّ نَاحِيَتَهُ وَجَانِبَهُ أَقْوَى مِنْ جِانِبِ الْفَقِيرِ. ¬

_ (¬1) خ: فإن اشترى سلعة. وفى المهذب 1/ 166: لو ملك سلعة تساوى مائة فحال الحول وهى تساوى مائتين: وجبت فيه الزكاة. (¬2) وغيرها: ليس فى ع. (¬3) فى المهذب 1/ 167: وإن عجل الزكاة عن نصاب ثم ذبح شاة أو أتلفها. . قيل: لا يرجع؛ لأنه مفرط وربما أتلف ليسترجع ما دفع. (¬4) عن الصحاح (فرط) وانظر اللسان (فرط 3391) والمصباح (فرط). (¬5) فى المهذب 1/ 167: وإن تسلف الوالى الزكاة وهلكت فى يده نظرت فإن تسلف بغير مسألة ضمنها لأن الفقراء أهل رشد لا يولى عليهم. (¬6) خ: بالضم: تحريف. والمثبت من ع والصحاح. (¬7) ع: ورشدة: تحريف. والمثبت من خ والصحاح. (¬8) فى المهذب 1/ 167: وإن تسلف بمسألة الفقراء ورب المال، ففيه وجهان، أحدهما: أنه يتلف من ضمان رب المال؛ لأن جنبته أقوى؛ لأنه يملك المنح والدفع. (¬9) ع: وكذا.

قَوْلُهُ: "لِأَنَّهُ يَمْلِكُ الْمَنْعَ وَالدَّفْعَ" الدَّفْعُ هَا هُنَا: الإعْطَاءُ، يُقَالُ: دَفَعْتُ إِلَيْهِ شَيْئًا: إِذَا أعْطتَهُ إِيَّاهُ، وَدَفَعْتُ الرَّجُلَ فَانْدَفَعَ، مِثْلُ دَرَأْتَهُ فَانْدَرَأَ، وَالْمُدَفَّعُ بِالتَّشْدِيِدِ: الْفَقِيرُ وَالذَّلِيلُ؛ لِأَنَّ كُلًّا يَدْفَعُهُ عَن نَفسِهِ (¬10). * * * ¬

_ (¬10) الصحاح (دفع).

من باب قسم الصدقات

مِنْ بَابِ قَسْم الصَّدَقاتِ الْقَسْمُ - بِفَتْحِ الْقَافِ: مَصْدَرُ قَسَمَ يَقْسِمُ قَسْمًا، أَىْ: فَرَّقَ وَأَعْطَى كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ، وَأَمَّا الْقِسْمُ بِكَسْرِ الْقَافِ، فَهُوَ اسْم لِلشَّىْءِ الْمَقْسُوم، وَالنَّصِّيبُ، يُقَالُ مِنْهُ (¬1): هَذَا قِسْمِى، أىْ: نَصِيبِى، وَيُجْمَعُ عَلَى أَقْسَامٍ. قَوْلُهُ: الأمْوَالُ الْبَاطِنَةُ" (¬2) هِىَ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَمَا يُسْتَرُ فِى الأَحْرَازِ عَن الْعُيُونِ مِنَ الْجَوَاهِرَ وَسِوَاهَا، وَالأمْوَالُ الظَّاهِرَةُ: هِىَ الأنْعَامُ وَسَائِرُ الْمَوَاشى، وَالْحُبُوبُ وَالأمْتِعَةُ؛ لِأَنَّهَا لَا تُسْتَرُ فِى الْعَادَةِ بَلْ تَكُونُ ظَاهِرَةً. قَوْلُهُ: "الإِمَامُ أَنْ يَبْعَثَ السُّعَاةَ" (¬3) وَاحِدُهُمْ: سَاعٍ، وَكُلُّ مَنْ وَلِىَ عَلَى قَوْمٍ، فَهُوَ سَاعٍ عَلَيْهِمْ وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ ذَلِكَ فِى وِلَايَةَ الصَّدَقَةِ، يُقَالُ: سَعَى عَلَيْهَا، أَىْ: عَمِلَ عَلَيْهَا، وَهُمُ السُّعَاةُ، قَالَ (¬5): سَعَىَ عِقَالًا فَلْمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... . . . . . . . . . . . . . . قَوْلُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ (وَسَلَّمَ) (¬6) فِى الصَّدَقَةِ: "مَا يُغْنِيكمْ عَنْ أَوْسَاخِ النَّاسِ" (¬7) أَصْلُ الْوَسَخِ: الدَّرَنُ، وَقَدْ وَسِخَ الثَّوْبُ يَوْسَخُ وَتَوَسَّخَ وَاتَّسَخَ، كُلُّهُ بِمَعْنَى (¬8). شَبَّهَ الذُّنُوبَ بِالْوَسَخِ وَالدَّرَنِ الَّذِى يَعْلَقُ بِالْجِسْمِ. وَالصَّدَقَةُ تَذْهَبُ بِالذُّنُوبِ وَتُزِيلُهَا، فَسَمَّاهَا بِالْوَسَخِ الَّذِى تُزِيلُهُ، كَالْمَاءِ الَّذِى يُغْسَلُ بِهِ الْوَسَخُ، فَإِنَّهُ يَصِيرُ بِنَفْسِهِ وَسَخًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَة تُطَهرُهُمْ} (¬9) أَىْ: تَغْسِلُهُمْ مِنْ الذُّنُوبِ (¬10). قَوْلُهُ: "فِى شَهْرِ الْمُحَرَّمِ" (¬11) سُمِّىَ مُحَرَّمًا؛ لِأَنّهُمْ كَانُوا يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْحَرْبَ (¬12) وَقِيلَ: لِأَنَّ اللهَ ¬

_ (¬1) منه: ليس فى ع. (¬2) فى المهذب 1/ 168: يجوز لرب المال أن يفرق زكاة الأموال الباطنة بنفسه. (¬3) خ: قوله: ويبعث الإمام السعاة. وفى المهذب 1/ 168: يجب على الإمام أن يبعث السعادة لأخذ الصدقة. (¬4) عن الصحاح (سعى). (¬5) عمرو بن العداء الكلبى كما فى غريب الحديث 3/ 211 وتهذيب اللغة 1/ 239: الفائق 3/ 14: النهاية 3/ 280 وخزانة الأدب 7/ 581 وعجزه: . . . . . . . . . . . . . . . ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ (¬6) من ع. (¬7) خ: إنما هى أوساخ الناس وفى المهذب 1/ 168: روى أن الفضل بن العباس (ر) سأل رسول - صلى الله عليه وسلم - أن يوليه العمالة على الصدقة، فلم يوله، وقال: أليس فى خمس الخمس ما يغنيكم عن أوساخ الناس. (¬8) عن الصحاح (وسخ). (¬9) سورة التوبة آية 103. (¬10) معانى الزجاج 2/ 518 ومعانى الفراء 1/ 451. (¬11) فى المهذب 1/ 169: ويبعث لقبض ما سوى زكاة الزرع والثمار فى المحرم، لما روى عن عثمان (ر) أنه قال فى شهر المحرم: هذا شهر زكاتكم. (¬12) الأيام والليالى للفراء 9 والأزمنة والأمكنة 1/ 276.

تَعَالَى حَرَّمَ فِيهِ الْجَنَّةَ عَلَى إبْلِيسَ حِينَ لَعَنَهُ، وَأهْبَطَهُ إلَى الأرْض. قَوْلُهُ: "عِنْدَ أَفْنِيَتِهِمْ" (¬13) الْفَنَاءُ: قُدَّامُ الدَّارِ، وَمَا امْتَدَّ مِنْ جَوَانِبِهَا، وَالْجَمْعُ: أَفْنِيَة (¬14) وَأَرَادَ أَنَّهُمْ لَا تُسَاقُ مَوَاشِيِهِمْ إلَى الْمُصَدِّقِ، فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِهِمْ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لهُمْ} (¬15) (الصَّلَاةَ هَا هُنَا: الدُّعَاءُ. أمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَدْعُوَ لَهُمْ. وَمَعْنَى {سَكَنٌ لَهُمْ} (¬16) أَىْ: يَسْكُنُونَ بِدُعَائِكَ سُكُونَ الرَّاحَةِ وَطِيبِ النَّفْسِ (¬17). قَولُهُ: "اللَّهُمَّ (¬18) صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ" (¬19) الْمَذْهَبُ أَنَّ قَوْلَ الرَّجُل لِصَاحِبِهِ: صَلَّى الله عَلَيْكَ، يُكْرَهُ؛ لِأنَّ الصَّلَاةَ خَاصَّة لِلنَبِىَّ (¬20) صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ صل على آلِ أَبِي أوْفَى" فَإِنَّ الصَّلَاةُ لَمَّا كَانَتْ خَاصَّةً (20) لِلنَّبِىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ لَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَيْثُ شَاءَ (¬21). وَأَرَادَ بِآلِ أَبِى أَوْفَى: نَفْسَ أَبِى أَوْفَى هَا هُنَا (¬22). قَوْلُهُ: "وَإِنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ أوْ غَلَّ" (¬23) يَعْنى: أَخْفَى وَخَانَ، يُقَالُ: غَلَّ الْجَزَّارُ الشَّاةَ: إِذَا أَسَاءَ سَلْخَهَا، فَأَخَذَ مَعَ (¬24) الْجِلْدِ شَيْئًا مِنَ اللَّحْمِ (¬25)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ} (¬26) أَىْ: يَخُونَ. قَوْلُهُ: "خَلَّفَهُ احْتِيَاطًا" (¬27) أَىْ: أَخْذًا بِالْحَزْم وَالثِّقَةِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: احْتَاطَ الرَّجُلُ لِنَفسِهِ: إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، وَأَصْلُ الإِحَاطَةِ بِالشَّىْءِ: الْأَخْذُ مِنْ جَوَانِبِهِ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْحَائِطُ، وَهُوَ الْجِدَارُ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ نَكَلَ عَنِ الْيَمِينِ" (¬28) يُقَالُ: نَكَلَ عَنِ الْعَدُوِّ وَالْيَمِينِ يَنْكُلُ بِالضَّمِّ، أَىْ: جَبُنَ وَحَادَ. وَقَالَ أبُو عُبَيْدَةَ (¬29): نَكِلَ بِالْكَسْرِ: لُغةٌ فِيهِ، وَأَنْكَرَهُ الْأصْمَعِىُّ (¬30). قَوْلُهُ: "يُصَادِفُ فِيهِ الإِدَراكَ" (¬31): يُقَالُ: أَدْرَكَت الثَّمَرَةُ: إِذَا بَلَغَتْ حَدَّ نُضْجِهَا، وَصَلُحَتْ لِلأكْلِ. وَأَصْلُ الإِدَراكَ: اللُّحُوقُ. يُقَالُ: مَشَيْتُ حَتَى أَدَرَكْتُهُ (¬32). قَوْلُهُ: "جِزْيَةً أَوْ صَغَارًا" (¬33) الْجِزْيَةُ أَصْلُهَا: الْفِدَاءُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِى ¬

_ (¬13) فى المهذب 1/ 169 روى عبد الله ابن عمرو بن العاص أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "تؤخذ صدقات المسلمين عند مياههم وعند أفنيتهم". (¬14) الصحاح (فنى) والمصباح (فنى). (¬15) سورة التوبة آية 103. (¬16) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬17) معانى الفراء 1/ 451، ومعانى الزجاج 2/ 518. (¬18) اللهم: ليس فى ع. (¬19) فى المهذب 1/ 169: والمستحب أن يقول: اللهم صل على آل فلان، لما روى عبد الله بن أبى أوفى قال: جاء أبى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقة ماله، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم صل على آل أبى أوفى. (¬20) ع: بالنبى. (¬21) النهاية 3/ 50. (¬22) قال ابن الأنبارى فى حديث أبى أوفى: معناه: ترجم عليه. الزاهر 1/ 138 وانظر النهاية. (¬23) فى المهذب 1/ 169: وإن منع الزكاة أو غل أخذ منه الفرض وعزره على المنع والغلول. (¬24) ع: فى. (¬25) الصحاح (علل). (¬26) سورة آل عمران آية 161: وقرىء {يَغُل} بفتح الياء وضم الغين، وهى قراءة ابن عباس وأبى عبد الله السلمى وابن كثير وأبى عمرو وعاصم وقرىء: يُغَلُّ بضم الياء وفتح الغين وهى قراءة أبى جعفر ونافع وابن عامر وحمزة والكسائى وخلف ويعقوب قال الفراء: وذلك جائز فيكون مثل قوله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} و {يُكَذِّبُونَكَ} أنظر معانى الفراء 1/ 246 والكشف 1/ 363 والمبسوط 171 وتفسير القرطبى 1496، 1497. (¬27) خ: يحلف احتياطًا وفى المهذب 1/ 169: وإن قال رب المال: لم يحل الحول على المال فالقول قوله فإن رأى أن يحلفه حلفه احتياطًا. (¬28) فى المهذب 1/ 169: فإن نكل عن اليمين أخذت منها الزكاة. (¬29) ع: أبو عبيد: تحريف والمثبت من خ والصحاح؛ النقل عنه. (¬30) الصحاح (نكل): فى العين 5/ 371: ونَكِلَ يَنْكَلُ تَمِيمِية وَنَكل حجازية. وانظر المصباح (نكل). (¬31) فى المهذب 1/ 169: ويبعث السعى لزكاة الثمار والزروع فى الوقت الذى يصادف فيه الإدراك. (¬32) الصحاح (درك). (¬33) فى المهذب 1/ 169: ويستحب أن يكتب فى ماشية الزكاة: الله، أو زكاة وفى ماشية الجزية: جزية أو صغار.

نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (¬34) وَالصَّغارُ: الذُّلُّ وَالضَّيْمُ، وَكَذَاِكَ الصُّغْرُ بِالضَّمِّ وَالْمَصْدَرُ: الصَّغَرُ بِالتَّحْرِيكِ، وَقَدْ صَغِرَ (الرَّجُلُ) (¬35) يَصْغَرُ صَغَرًا. يُقَالُ: قُمْ عَلَى صَغَرِكَ وَصُغْرِكَ، وَالصَّاغِرُ: الرَّاضى بِالضَّيْم (¬36). قَوْلُهُ: "أَصْنَافٍ" (¬37) هِىَ الْأنْوَاعُ، وَاحِدُهَا صِنْفٌ، بِكَسْرِ الصَّادِ. وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ فَتْحَهَا (¬38). قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} الآيَةُ (¬39).الْفَقِيرُ: الَّذِى لَا شَىْءَ لَهُ، وَأَصْلُهُ الَّذِى يَشْتَكِى فَقَارَهُ، وَهِىَ عِظَامُ الظَّهْرِ، كَأَنهُ لِسُوءِ حَالِهِ مُنْقَطِعُ (الظَّهْرِ) (¬40). وَالْمِسْكِينُ: مَأْخُوذٌ مِنَ السُّكُونِ، وَهُوَ ضِدُّ الْحَرَكَةِ، كَأَنهُ لَا يَقْدِرُ (عَلَى) (¬41) أَنْ يَتَحَركَ؛ لِمَا بِهِ مِنَ الضُّر، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ السِّكِّينُ؛ لِأَنَّهَا تُسَكِّنُ الذَّبِيحَةَ، فَلَا تَتَحَرَّكْ (¬42). وحُجَّةُ أَبِى إِسْحَاقَ فِى المِسْكِينِ، أَنَّهُ أَسْوَأ حَالًا مِنَ الْفَقِيرِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتربَةٍ} (¬43) فَوَصْفُ الْمِسْكِينِ: أَنَّه أُلْصِقَ بَطْنَهُ بِالأَرْضِ مِنَ الشِّدَّةِ. وَغَيْرَهُ يَحْمِلُهُ عَلَى الْفَقِيرِ (¬44). وَالْعَامِلُونَ عَلَيْهَا: هُمُ الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ أَمْرَهَا، وَأَصْلُ الْعَامِلِ: الَّذِى يَتَوَلَّى الأعْمَالَ، يُقَالُ: عَمَّلْتُ (¬45) فُلَانًا عَلَى الْبَصْرَةِ، وَالْعُمَالَةُ - بِالضَّمِّ: رِزْقُ الْعَامِلِ. وَالْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ: هُمْ مِنْ أَلَّفَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ تَأَلِيفًا، أَىْ: اتَّفَقَا وَاجْتَمَعَا بعَمَلِهِ، وتَأَلفْتُهُ عَلَى الإِسْلَام وَألَّفْتُ الْبنَاءَ: جَمَعْتُ بَيْنَ أَجْزَائِهِ حَجَرًا إِلَى حَجَرٍ وَلَبِنَة إِلَى لَبِنَةٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى {لِإيِلَافِ قُرَيْش إِيلَافِهِمْ} (¬46) يَقُولُ (الله) (¬47) تَعَالَى: أَهْلَكْتُ أَصْحَابَ الْفِيلِ؛ لأُولِفَ قُرَيْشًا مَكَّةَ، وَلِتُؤَلِّفَ قرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَىْ: تَجْمَعُ بَيْنَهُمَا إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أخَذُوا فِى ذِه (¬48). وَفِى الرِّقَابِ: هُمُ الْمُكَاتَبُونَ، سُمُّوا بِذَلِكَ؛ لِأنهُمْ جَعَلُوا فِى رِقَابِهِمْ مالًا لَمْ يَكُنْ يَلْزَمُهُمْ، أَوْ لِأَنَّهُمْ يُعْطوْنَ مِنَ الصَّدَقَةِ مَا يَفُكُّونَ بِهِ رِقَابَهُمْ (¬49). وَالْغَارِمُونَ (¬50): جَمْعُ غَارِمٍ، وَهُوَ مَنْ غَرِمَ مَالًا فِى دَيْنٍ أَوْ دِيَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬51): هُوَ الَّذِى (عَلَيْهِ) (¬52) الَّدَّيْنُ وَلَا يَجِدُ قَضَاءً؛ لِأَنَّ الْغُرْمَ هُوَ الْخُسْرَانُ (¬53)، فَكَأَنَّ الْغَارِمَ خَسِرَ مَالَهُ (¬54). ¬

_ (¬34) سورة البقرة آية 48 وتجزى بمعنى: تقضى وتغنى، يقال جزى عنى فلان بغير همز أى: ناب عنى. وانظر تفسير غريب القرآن 48 والكشاف 1/ 213 ومعانى الزجاج 1/ 98. (¬35) من ع. (¬36) عن الصحاح (صغر). (¬37) خ: الأصناف. وفى المهذب 1/ 170: ويجب صرف جميع الصدقات إلى ثمانية أصناف وهم الفقراء والمساكين، والعاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفى الرقاب، والغارمون وفى سبيل الله، وابن السبيل. (¬38) كذا عن الجوهرى فى الصحاح (صنف) وفى إصلاح المنطق 32: يقال: صِنْفٌ وَصَنْفٌ من المتاع. وكذا فى أدب الكاتب 528. (¬39) سورة التوبة آية 60. (¬40) الظهر: ساقط من خ. (¬41) على: ليس فى خ. (¬42) وهذا مذهب أبي اسحاق الزجاج فى اشتقاق المسكين من السكون. قال: المسكين: الذى أسكنه الفقر أى: قلل حركته. وهذا بعيد لأن مسكينا فى معنى فاعل وقول الزجاج يخرجه إلى معنى مفعول وهو مفعيل من السكون. أنظر اللسان (سكن 3054). (¬43) سورة البلد آية 16. (¬44) انظر الفرق بين المسكين والفقير فى الزاهر 1/ 225، 226 واللسان (فقر 3444). (¬45) ع: عمل. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬46) سورة قريش آية 1، 2. (¬47) من ع وفى الصحاح: يقول تعالى. والنقل عنه. (¬48) بعده فى الصحاح: وهذا كما تقول: ضربته لكذا لكذا فحذف الى الواو. وقال الفراء: إنه تبارك وتعالى عجب نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: اعجب يا محمد لنعم الله تبارك وتعالى على قريش فى إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. معانى القرآن 3/ 293. وجعل أبو عبيدة لإيلاف قريش مسببا عما فعل الله بأصحاب الفيل. مجاز القرآن 2/ 313 وكذا الأخفش فى معانى القرآن 545 وانظر تفسر غريب القرآن 539. والغريبين 1/ 67 - 69. (¬49) معانى القرآن للفراء 1/ 443 وللزجاج 2/ 505 وتفسير غريب القرآن 189. (¬50) ع، خ والغارمين، وصوب فى حاشية خ بالمثبت وكتب فوقها: معا. يعنى بصحة الغارمين على قصد لفظه فى الآية. (¬51) فى تفسير غريب القرآن 189. (¬52) خ: غله والمثبت من ع وتفسير القتيبى. (¬53) عبارة القتيبى: وأصل الغرم: الخسران. (¬54) القتيبى: هو الذى خسر ماله.

وَلَا يُقَالُ لِمَنْ وَجَدَ الْقَضَاءَ: غَارِمٌ، وَإِنْ كَانَ مُثْقَلًا بِالدَّيْنِ. وَهَذَا لَا يَصِحُّ؛ لِقَوْلِهِ صَلُّى الله عَلَيْهِ وَسَلُّمَ: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إِلَّا لِثَلَاثَة (¬55) " فَذَكَرَ - الْغَارِمَ. فِى سَبِيلِ اللهِ: هُمُ الْمُجَاهِدُون (¬56). وَسُمِّىَ الْجِهَادُ: فِى سَبِيلِ اللهِ؛ لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ تَتَعَلَّقُ بِقطْعِ الطَّرِيقِ وَالْمَسِيرِ إِلَى مَوْضِعِ الْجِهَادِ. وَأُضِيفَ إِلَى اللهِ، لِمَا فِيهِ مِنَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ. وَابْنُ السَّبِيلِ: هُوَ الْمُسَافِرُ (¬57). وَالسَّبِيلُ: هَوَ الطَّرِيقُ، وَأُضِيفَ إِلَيْهِ بِالْبُنُوَّةِ، لِمُلَازَمَتِهِ. لَهُ (¬58) وَاشْتِغَالِهِ بِهِ، كَمَا يُقَالُ لِلْعَالِمِ بِالأُمُورِ: ابْنُ بَجْدَتِهَا، وَأَبْنَاءُ الدُّنْيَا: لِلْمُتْرَفِينَ وَالْمَشْغُولِينَ بِهَا. وَفُلَانٌ ابْنُ الْجُودِ وَابْنُ الْكَرَمِ: إِذَا كَانَ جَوَادًا كَرِيمًا، كَمَا يُقَالُ: هُوَ أَخُو الْجُودِ وَرَضِيعُهُ، كُلُّ ذَلِكَ لِمُوَاظَبَتِهِ عَلَى فِعْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ فِيهِ. وَالْمُوَاسَاةُ (¬59): أَنْ تَجْعَلَهُ إِسْوَتَهُ فِى مَالِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬60). قَوْلُهُ: "وَيُعْطى الْحَاشِرُ" (¬61) هُوَ الَّذِى يَجْمَعُ الْمَوَاشى إلَى الْمُصَدِّقِ عِنْدَ الْمَاءِ، أَوْ إِلَى (مَوْضِعِهِ) (¬62) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَابْعَثْ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} (¬63) أَىْ: يَجْمَعُونَ النَّاسَ، وَيَوْمُ الْحَشْرِ: يَوْمُ الْجَمْعِ. وَالْعَرِيفُ: فَعِيلٌ مِنَ الْمَعْرِفَةِ، وَهُوَ الَّذِى يَعْرِفُ أَرْبَابَ الْمَوَاشِى، وَحَيْثُ يَنَتَجِعُونَ مِنَ الْبِلَادِ، وَكَمْ عَدَدُ مَوَاشِيهِمْ، وَيُحِيطُ بِهِمْ خِبْرَةً. قَوْلُهُ: "أوْ بِضَاعَةٍ يَتَّجِرُ فِيهَا" (¬64) قَالَ الْجَوهَرِىُّ: الْبِضَاعَةُ: طَائِفَةٌ مِنْ مَالِكَ تَبْعَثُهَا لِلتِّجَارَةِ، يُقَالُ: أَبْضَعْتُ الشَّيْىَء وَاسْتَبْضَعْتُهُ: أَىْ: جَعَلْتَهُ بِضَاعَةً، وَفِى الْمَثلِ: "كَمُسْتَبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هَجَرَ" (¬65)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} (¬66) مِنْ هَذَا، وَ {مُزْجَاةٍ} قَلِيلَةٍ (¬67). قَوْلُهُ (¬68): "صَعَّدَ بَصَرَهُ (¬69) (¬70) فِيهِمَا وَصَوَّبَ" أَىْ: رَفَعَهُ وَخَفَضَهُ يَتَأَمَّلُ قُوَّتَهُمَا أَوْ ضَعْفَهُمَا، هَلْ يَقْدِرَانِ عَلَى الْكَسْبِ، أَوْ الْهَيْئَةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْغِنَى. قَوْلُهُ: "لإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ" (¬71) أَصْلُ الْبَيْنِ: الْبُعْدُ وَالْفِرَاقُ، يُقَالُ: بَان الرَّجُلُ عَنْ صَاحِبِهِ وَعَنْ ¬

_ (¬55) فى معالم السنن 2/ 63: عن عطاء بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تحل الصدقة لغنى إِلا لخمسة: لغاز فى سبيل الله أو لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل كان له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغنى وانظر غريب الخطابى 1/ 143. (¬56) معانى الفراء 1/ 444 ومعانى الزجاج 2/ 505. (¬57) الفراء: هو المنقطع به والضيف. الزجاج: وتأويله: هو الذى قطع عليه الطريق. (¬58) له: ساقطة من ع. (¬59) فى المهذب 1/ 171: سهم للعامل وهو أول ما يبدأ به لأنه يأخذه على وجه العوض وغيره يأخذه على وجه المواساة. (¬60) ص 139. (¬61) فى المهذب 1/ 171: ويعطى الحاشر والعريف من سهم العامل؛ لأنهم من جملة العمال. (¬62) ح: موضع. (¬63) سورة الشعراء آية 36. (¬64) فى المهذب 1/ 171: يدفع إليه (الفقير) ما تزول به حاجته من أداة يعمل بها إن كان فيه قوة أو بضاعة يتجر فيها. (¬65) فصل المقال 413، 414 وذلك أن هجر معدن التمر، ويقال: كمستبضع التمر إلى خيبر. مجمع الأمثال 3/ 39. (¬66) سورة يوسف آية 88. (¬67) مجاز القرآن 1/ 317 ومعانى القرآن 2/ 55 وتفسير غريب القرآن 222 وتفسير الطبرى 13/ 13. (¬68) قوله: ليس فى ع، فى المهذب 1/ 171: روى أن رجلين سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصدقة فصعد ببصره إليهما وصوب، وقال: أعطيكما بعد أن أعلمكما أنه لاحظ فيها لغنى ولا قوى مكتسب. (¬69) خ: نظره. (¬70) كذا فى ع وخ وفى المهذب إليهما. (¬71) فى المهذب 1/ 172: وسهم للغارمين وهم ضربان ضرب غرم لإصلاح ذات البين وضرب غرم لمصلحة نفسه.

وَطَنِهِ: إِذَا فَارَقَهُ. وَبَيْنَهُمَا بَيْنٌ بَعِيدٌ وَبَوْنٌ بَعِيدٌ، وَالْوَاوُ أَفْصَحُ (¬72)، فَكَأَنَّ الْمُصْلِح يَجْمَعُ بَيْنَ الْمُتَبَاعِدَيْنِ وَيُؤَلِّفُ بَيْنَ الْمُتَفَرِّقَيْنِ (¬73)، وَأَتَى بِلَفْظِةِ "ذَاتِ" كَأَنَّهُ أَقَامَهَا مَقَامَ صِفَةِ الْحَالِ أَوْ الْخَصْلَةِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ إِصْلَاحِ الْحَالِ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَأَقَامَ الصِّفَةَ مَقَامَ الْمَوْصُوفِ (¬74) قِيَاسًا مِنِّى (¬75). قَوْلُهُ: "وَحَمُولَة تَحْمِلُهُ" (¬76) الْحَمُولَة - بِفَتْحِ الْحَاءِ: هِىَ الإِبِلُ الَّتِىِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} (¬77) فَأَمَّا الحُمُولَةُ - بِضَمِّ الْحَاءِ: فهُوَ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا مِنَ الأَمْتِعَةِ (¬78). قَوْلُهُ: "يُنْشِىءُ السَّفَرَ" (¬79) أَىْ: يَبْتَدِئُهُ مِنْ فَورِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} (¬80) أَىْ: يَبْتَدِئُهَا وَيُحْدِثُهَا، وَلَمْ تَكُنْ قَبْلُ مَوْجُودَةً. قَوْلُهُ: "إِذَا نُقِلَ إِلَى مَسَافَةٍ" (¬81) الْمَسَافَةُ: الْبُعْدُ، وَأَصْلُهَا مِنَ الشَّمِّ، يُقَالُ: سَافَهُ وَاسْتَافَهُ: إِذَا شَمَّهُ (¬82) وَكَانَ الدَّلِيلُ إِذَا وَقَعَ (¬83) فِى فَلَاةٍ أَخَذَ التُرَابَ فَشَمَّهُ، لِيَعْلَمَ أَعَلَى قَصْدٍ هُوَ أَمْ عَلَى جَوْرٍ، قَالَ رُؤْبَةُ (¬84): *إِذَا الدَّلِيلُ اسْتَافَ أَخْلَاقَ الطُّرُقْ* وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، حَتَّى سَمَّوْا الْبُعْدَ مَسَافَةً (¬85) وَكَانَ حَقُّهُ أَنْ يُذْكَرَ فِى بَابِ صَلَاةِ الْمُسَافِرِ. قَوْلُهُ: "الْخِيَمِ الَّذِينَ يَنْتَجِعُونَ لِطَلَبِ الْمَاءِ وَالْكَلَاءِ" (¬86) الْخِيَمُ: وَهِىَ: بَيْتٌ تَبْنِيهِ الْعَرَبُ مِنْ عِيدَانِ الشَّجَرِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ خَيَّمَ بِالْمَكَانِ: إِذَا أَقَامَ، وَضُرِبَتْ (¬87) خَيْمَتُهُ لِلإِقَامَةِ (¬88)، قالَ زُهِيرٌ (¬89): . . . . . . . . . . . . ... وَضَعْنَ عِصِىَّ الْحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ وَيَنْتَجِعُونَ (¬90)، أَىْ: يَرْتَحِلُونَ (¬91) فِى الْكَلَأ وَالْمَرْعَى. وَهِىَ: النُّجْعَةُ بَالضَّمِّ، تَقولُ: انْتَجَعْتُ فُلَانًا إِذَا أَتَيْتَهُ تَطْلُبُ (¬92) مَعْرُوفَهُ، وَالْمُنْتَجَعُ: بِفَتْحِ الْجِيمِ: الْمَنْزِلُ فِى طَلَبِ الْكَلَأِ، وَهَؤُلاءِ قَوْمٌ نَاجِعَةٌ وَمُنْتَجِعُونَ (¬93) وَقَدْ نَجَعُوا (يَنْجَعُونَ) (¬94) فِى مَعْنَى انتجَعُوا [يَنْتَجِعُونَ] (¬95) عَنْ يَعْقُوبَ (¬96). ¬

_ (¬72) عن الصحاح وقال الجوهرى: فأما فى البعد، فيقال: إن بينهما لبينا لا غير. والبين الوصل أيضا وقرىء: {لَقَدَ تَقَطعَ بَيِنَكُمْ} بالرفع والنصب وانظر ثلاثة كتب فى الأضداد 52، 204، 225. (¬73) ع: المفترقين. (¬74) انظر معانى الأخفش 2/ 371 ومعانى الزجاج 2/ 442 والكشاف 2/ 3 والغريبين 1/ 234 والبيان 1/ 383. (¬75) قياسا منى: ليس فى ع. (¬76) فى المهذب 1/ 173: فى سبيل الله: يعطى ما يستعين به على الغزو من نفقة الطريق وما يشترى به السلاح والفرس إن كان فارسا وما يعطى السائس وحمولة تحمله. وفى خ أو حمولة. (¬77) سورة الأنفال آية 142. (¬78) معانى الفراء 1/ 359. (¬79) فى المهذب 1/ 173: وسهم لابن السبيل وهو المسافر أو من ينشىء السفر وهو محتاج فى سفره. (¬80) سورة الرعد آية 12. (¬81) فى المهذب 1/ 173: وفى الموضع الذى تنقل إليه طريقان: من أصحابنا من قال: القولان فيه إذا نقل إلى مسافة تقصر فيها الصلاة وفى خ: فإن نقلها. (¬82) ع: ساف واستاف: إذا شم. (¬83) كذا فى خ وع وفى الصحاح: كان والنقل عنه. (¬84) مجموع أشعار العرب 104 وأنظر الصحاح (سوف). (¬85) الصحاح (سوف). (¬86) فى المهذب 1/ 174: وَإن وجبت الزكاة وهو من أهل الْخِيَمِ الذين ينتجعون لطلب الماء والكلأ فإنّه ينظر فيه. . . . إلخ. (¬87) ع: ضرب. (¬88) عن الصحاح (خيم). (¬89) ديوانه 13 وصدره: فَلَمَّا وَرَدْنَ الْمَاءَ رُزْقًا جِمَامُهُ ... . . . . . . . . . . . . . . (¬90) ع: وقوله ينتجعون. (¬91) ع: يرحلون. (¬92) ع: لطلب. (¬93) ع: وناجعون. (¬94) خ ينتجعون والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه. (¬95) من الصحاح (نجع). (¬96) عبارة ابن السكيت فى إصلاح المنطق 383: هؤلاء قوم ناجعة ومنتجعون، وقد نجعوا فى معنى انتجعوا.

وَالْكَلَأ: مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: هُوَ الْعُشْبُ: وَقَدْ كَلِئَتْ الأَرْضُ وَأكْلَأَتْ، فَهِىَ مُكْلِئَةٌ وَكَلِئَةٌ: أَىْ: ذَاتُ كَلإٍ، وَسَوَاءٌ (¬97) يَابِسَةٌ وَرَطْبَةٌ. قَوْلُهُ: "فِى حِلَلٍ مُجْتَمِعَةٍ" (¬98) بِكَسْرِ الْحَاءِ، هِىَ (¬99): جَمْعُ حِلَّةٍ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ يَنْزِلُهُ الْقَوْمُ فَيَحُلُّونَ بِهِ، أَىْ: يُقِيمُونَ، يُقَالُ: حَلَّ بِالْمَكَانِ حَلًّا وَحُلُولًا، وَالْمَحَلُّ أَيْضًا: الْمَوْضِعُ الَّذِى يَحُلُّهُ، هَذَا مِنْ حَلَّ يَحُلُّ بِالضَّمِّ (¬100). وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ} (¬101) فَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى يُنْحَرُ فِيهِ، مِنْ حَلَّ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ (¬102) وَمَحِلُّ الدَّيْنِ أَيْضًا: أَجَلُهُ. قَوْلُهُ: "إِنَّ بَنِى هَاشِمٍ وَبَنى الْمُطَّلِبِ شَيْىءٌ وَاحِدٌ" (¬103) وَرُوِىَ "سِىٌّ" بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ (18) وَالسِّىُّ: الْمِثْلُ. وَمِنْهُ قَوْلُ امْرىِ الْقَيْسِ (¬104): . . . . . . . . . . . . . ... وَلَا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةَ جُلْجُلِ أَىْ: وَلَا مِثْلَ يَوْمِ. وَالسِّيَّانِ: الْمِثْلَانِ، الْوَاحِدُ: سِىٌّ. قَالَ الْحُطَيْئَةَ (¬105): فَإِيَّاكُمْ وَحَيَّةَ بَطْنِ وَادٍ ... هُمُوزَ النَّابِ لَيْسَ لَكُمْ بِسِىِّ (¬106) قَوْلُهُ: "ابْدَأْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِمَنْ تَعُولُ" قَدْ ذُكِرَ (¬107). ¬

_ (¬97) وسواء: ساقطة من ع والمثبت من خ والصحاح. (¬98) فى المهذب 1/ 174: وإن كان فى حلل مجتمعة ففيه وجهان. . . . إلخ. (¬99) ع: وهو. (¬100) الصحاح والمصباح (حلل) وانظر تهذيب اللغة 3/ 435. (¬101) سورة البقرة آية 196. (¬102) تفسير غريب القرآن 78 ومعانى الزجاج 1/ 257 وتهذيب اللغة 3/ 436 والمحكم 2/ 368. (¬103) فى المهذب 1/ 174: ولا يجوز دفع الزكاة إلى مطلبى لقوله - صلى الله عليه وسلم - "إن بنى هاشم وبنى المطلب شيىء واحد وشبك بين أصابعه" وانظر سنن ابن ماجة 2/ 961 والنهاية 2/ 435. (¬104) النهاية بالرقم السابق، ديوانه 10 وشرح القصائد السبع 32. والصحاح (سيا) وصدره: ألَا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ ... . . . . . . . . . . . . . . . (¬105) ديونه 69 والخصائص 3/ 220 والمنصف 2/ 3 والخزانة 5/ 86، 96 والصحاح (سيا). (¬106) يعنى بالحية: نفسه، والمهموز من الهمز وهو الغمز والضغط وقوله: بسى: يعنى لا تستوون معه فإنه أشرف منكم. (¬107) ص 156.

من باب صدقة التطوع

مِنْ بَابِ صَدَقَةِ التَّطَوُّع * قَوْلُهُ (¬1): "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أن يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ" يُقَالُ: قَاتَ أَهْلَهُ يَقُوتُهُمْ قَوْتًا وَقِيَاتَةً، وَالاسْمُ: الْقُوتُ بِالضَّمِّ، وَهُوَ: مَا يَقُومُ بِهِ بَدَنُ الإِنْسَانِ مِنَ الطعَام، يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ قُوتُ لَيْلَةٍ وَقِيتُ لَيْلَةٍ، وَقِيتَةُ لَيْلَةٍ، لَمَّا كُسِرَت الْقَافُ: صَارَت الْوَاوُ يَاءً (¬2). * قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ]: "مَنْ سَقَى مُؤْمِنًا مَاءً (¬3) عَلَى ظَمَأْ سَقَاهُ الله (تَعَالَى) (¬4) مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُوم" قَالَ فِى التَفْسِيرِ (¬5): الرَّحِيقُ: شَرَابٌ أَبْيَضُ بِهِ شَرَابُهُمْ. وَقِيلَ: خُتِمَ بِهِ (¬6) فِى الإِنَاءِ أَنْ يَمَسَّها مَاسٌّ. وَقَالَ الْوَاحِدِىُّ (¬7): هُوَ الشَّرابُ الَّذِى لَا غِشَّ فِيهِ، وَلَا شَىْءَ يُفْسِدُهُ. وَمَخْتُومٌ، أَىْ: عَاقِبَتُهُ حَسَنَةٌ، وَخَاتِمَةُ كُلِّ شَىْءٍ: عَاقِبَتُهُ (¬8). وَقِيلَ: هُوَ كَالْمَخْتُوم بِالطِّينِ، أَىْ: مَمْنُوعٌ مِنْ كُلِّ يَدٍ. * قَوْلُهُ: "يَصْبِرُ عَلَى الإِضَاقَةِ" (¬9) هِىَ الْفَقْرُ، يُقَالُ: أَضَاقَ الرَّجُلُ: إِذَا افْتَقَرَ (¬10)، فَهُوَ مُضَيَّقٌ عَلَيْهِ. * قَوْلُهُ: "فَأْتَاهُ مِنْ رُكْنِهِ" (¬11) أَىْ (مِنْ) (¬12) جَانِبِهِ. وَرُكْنُ الشَّىْءِ: جَانِبُهُ الأَقوَى. * قَوْلُهُ: "فَحَذَفَهُ بِهَا حَذْفَةً" أَىْ: رَمَاهُ بِهَا (¬13). وَأَصْلُ الْحَذْفِ: الرَّمْىُ بِالْعَصَا. (وَ) (¬14) الْحَذْفُ: الرَّمْىُ بِالْحَصَى (¬15). قَوْلُهُ: يَتَكَفَّفُ النَّاسَ" (¬16) لَهُ تَأْوِيلَاتٌ، أَحَدُهَا: أَنْ يَمُدَّ كَفَّهُ يَسْأْلُ النَّاسَ؛ وَالثَّانِيَةُ: أَنْ يَأْتِيَهُمْ مِنَ ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 175 لا يجوز أن يتصدق بصدقة تطوع وهو محتاج إلى ما يتصدق به لقوله - صلى الله عليه وسلم. . . . الحديث. (¬2) عن الصحاح (قوت) وانظر النهاية 4/ 119 والفائق 3/ 236. (¬3) زيادة فى خ وفى المهذب 1/ 175: قال - صلى الله عليه وسلم -: من أطعم مؤمنا جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنًا على ظمأ سقاه الله تعالى من الرحيق المختوم يوم القيامة. (¬4) من ع والمهذب وانظر النهاية 2/ 208. (¬5) أنظر تفسير غريب القرآن للسجستانى 175 ولابن قتيبة 519 ومعانى القرآن للفراء 3/ 248 ومجاز القرآن 2/ 290 والعمدة 340 وتهذيب اللغة 4/ 37 واللسان (رحق 1608) والنهاية 2/ 208. (¬6) من ع. (¬7) .......................... (¬8) المراجع السابقة فى تعليق 5. (¬9) فى المهذب 1/ 176: فإن كان مما يصبر على الإضافة استحب له التصديق بجميع ماله. (¬10) فعلت وأفعلت للزجاج 60 والصحاح (ضيق). (¬11) فى المهذب 1/ 176: روى جابر قال: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل بمثل البيضة من الذهب أصابها من بعض المغازى فأتاه من ركنه الأيسر فقال يا رسول الله خذها صدقة فوالله ما أصبحت أملك مالا غيرها فأعرض عنه ثم جاءه من ركنه الأيمن فقال له مثل ذلك فأعرض عنه ثم جاء من بين يديه، فقال له مثل ذلك فقال له - صلى الله عليه وسلم - هاتها مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لأوجعه أو عقره. (¬12) من ع. (¬13) بها ليس فى ع. (¬14) من ع. (¬15) القذف بالحجارة، والحذف بالعصا والخذف بالحصاة تجعل بين السبابتين ويرمى بها. انظر تهذيب اللغة 6/ 74، 7/ 327 وجمهرة اللغة 2/ 128، 204 ومبادىء اللغة 108، 109 ومجمع الأمثال 2/ 113 والنهاية 2/ 16. (¬16) من الحديث السابق فى تعليق 10: "يأتى أحدكم بماله كله =

كَفَفِهِمْ (¬17) أَىْ: مِنْ جَوَانِبِهِمْ وَنَوَاحِيهِمْ؛ وَالثَّالِثَةُ: أَنْ يَسْأْلهُمْ كَفًّا كَفًّا مِنَ الطَّعَام؛ وَالرَّابِعَةُ: يَطْلُبُ مَا يَكُفُّ بِهِ الْجَوْعَةَ (¬18) قَوْلُهُ: فِى الْحَدِيثِ: "صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِى الْعُمْرِ" (¬19) الرَّحِمُ: الْقَرَابَةُ، بِبهَسْرِ الْحَاء، وَفَتْحِ الرَّاءِ وَيجوزُ كَسْرُ الرَّاءِ وَسُكُونُ الْحَاءِ، وأَصْلُهُ: رَحِمُ الأُنْثَى الَّتِى هِىَ سَبَبُ الْقَرَابَةِ. وَسُمِّيَتِ الْقَرَابًة رَحِمًا بِاسْمِ سَبَبِهَا (¬20). ¬

_ = فيتصدق به ثم يجلس بعد ذلك يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى. (¬17) ع: كتفهم: تحريف. (¬18) الفائق 2/ 244 والنهاية 4/ 190، 191. (¬19) فى المهذب 1/ 176 روى ابن مسعود (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال:. . . . . . . . . الحديث. (¬20) الصحاح (رحم) والنهاية 2/ 210.

ومن كتاب الصيام

وَمِنْ (¬1) كِتَابِ الصِّيَام أَصْلُ الصَّوْمِ فِى اللُّغَةِ: الإِمْسَاكُ، يُقَالُ صَامَ الْفَرَسُ: إِذَا قَامَ وَأَمْسَكَ عَنِ الْجَرْىِ (¬2). وَقَالَ الله تَعَالَى فِى قِصَّةِ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ: {إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْمًا} (¬3) أَىْ: إِمْسَاكًا عَنْ الْكَلَامِ (¬4). وَصَامَ النَّهَارُ صَوْمًا: إِذَا قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، قَالَ الْأَعْشَى (¬5): وَفِيهَا إِذَا مَا هَجَّرَتْ عَجْرَفِيَّةٌ ... ذَمُول إِذَا صَامَ النَّهَارُ وَهَجَّرَا وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْسِ (¬6): كَأَنَّ الثُّرَيًّا عُلِّقَتْ فِى مَصَامِهَا ... . . . . . . . . . . . . . . وَقَالَ الرَّاجِزُ (¬7): * وَالْبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمَهْ" أَىْ: الَّتِى لَا تَدُورُ. وَالصَّوْمُ فِى الشَّرْعِ: الإِمْسَاكُ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِمَاعِ. وَقَالَ ابُو عُبَيْدٍ: كُلُّ مُمْسِكٍ عَنْ طَعَامٍ، أوْ كَلَامٍ أوْ سَيْرٍ: فَهُوَ صَائِمٌ (¬8). قَوْلُهُ: "شَهْرِ رَمَضَانَ" (¬9) الشَّهْرُ: الْهِلَالُ، (سُمِّىَ بِذَإِكَ) (¬10) لِشُهْرَتِهِ وَظُهُورهِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬11): فَأَصْبَحَ أَجْلَى الطَّرْفِ لَا يَسْتَزِيدُهُ ... يَرَى الشَّهْرَ قَبْلَ النَّاسِ وَهُوَ نَحِيلُ وَقَالَ آخَرُ (¬12): ¬

_ (¬1) ومن: ليس فى خ. (¬2) الصحاح (صوم) وانظر الزاهر 1/ 139، 140 وتهذيب اللغة 12/ 209 وجمهرة اللغة 3/ 89. (¬3) سورة مريم آية 26. (¬4) مجاز القرآن 2/ 6 ومعانى الفراء 2/ 166 وتفسير غريب القرآن 274 والعمدة 195. (¬5) ع: امرؤ القيس. والشطر الأول فى ديوان الأعشى 185 والشطر الثانى: . . . . . . . . . . . . . . ... إِذَا خِلْتَ حِرْبَاءَ الظَّهِيرَةِ أَصْيَدَا والشطر الثانى فى ديوان امرىء القيس 63 وصدره: فَدَعْ ذَا وَسَلِّ الْهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرَةٍ ... . . . . . . . . . . . . . . وقد ذكر مكان شطر الأعشى فى ع والعجرفية: السريعة فى غير مبالاة والذمول: ذات السير السريع وصام النهار: قام واعتدل وهجر. (¬6) فى ع: وقال أيضا. وهو فى ديوانه 19 وعجزه: بِأَمرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمَّ جَنْدَلِ. ومصامها: مكانها الذى لا تبرح منه كمصام الفرس. (¬7) من غير نسبة فى العين 7/ 172 والصحاح (صوم) واللسان (صوم 2530) وقبله: * شَرُّ الدُّلَاءِ الْوَلْغَةُ المُلَازِمَهْ *. (¬8) عن الصحاح. وهو فى مجاز القرآن 2/ 6 وعبارته: يقال لكل ممسك عن شىء من طعام أو شراب أو كلام، أو عن أعراض الناس وعيبهم: صائم. (¬9) فى المهذب 1/ 176 صوم شهر رمضان: ركن من أركن الإِسلام وفرض من فروضه. (¬10) ما بين القوسين من ع. (¬11) والفائق 2/ 270: يصف رجلا بحدة الطرف. وانظر ديوانه 671 والأساس (شهر) والشطر الثانى فى اللسان (شهر 2351) (¬12) فى غريب الخطابى 1/ 130: قال الشاعر، أنشده الفقعسى.

ابْدَأَنْ مِنْ نَجْدٍ عَلَى ثِقَةٍ ... وَالشَّهْرُ مِثّلُ قُلَامَةِ الظُّفْرِ وَرَمَضَانُ: مَأْخُوذٌ مِنْ رَمِضَ الصَّائِمُ: إِذَا حَرَّ جَوْفُهُ مِنَ الْعَطَشِ. وَالرَّمْضَاءُ: الْحَرُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَمَضَانُ اسْمٌ مِنْ أسْمَاءِ الله [تَعَالَى]. وَفِيهِ أَقْوَالٌ كَثِيرَةٌ، هَذَا أَجْوَدُهَا (¬13). قَوْلُهُ: "رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإسْلَامِ" أَرْكَانُ كُلِّ شَىْءٍ: نَوَاحِيهِ وَأَركَانُ الْجَبَلِ: جَوَانِبُهُ، وَمِنْهُ: أَرْكَانُ الْبَيْتِ، فَأْرَادَ أَنْ الصَّوْمَ أَحَدُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، أَىْ: جَوَانِبُهُ الّتِى بُنِىَ عَلَيْهَا، كَمَا أَنَّهُ مَتَى اخْتَلَّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ: فَسَدَ وَاخْتَلَّ بِنَاوهُ، وَكَذَلِكَ أَرْكَانُ الإِسْلَامِ، مَتَى فُقِدَ مِنْهَا رُكْنٌ لَمْ يَتِم الإسْلَام. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْفَرْضِ: أَنْ الرُّكْنَ يَجِبُ اعْتِقَادُهُ وَلَا يَتِمُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِهِ، سَوَاءٌ كَانَ فَرْضًا أَوْ نَفْلًا، وَالْفَرْضُ مَا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ. قَوْلُهُ: "يَتَحَتَمُ وُجُوبُ ذَلِكَ" (¬14) الْحَتْمُ: إِحْكَامُ الأَمْرِ، وَالْحَتْمُ أيْضًا: الْقَضَاءُ، وَحَتَمْتُ عَلَيْهِ الشَّىْءَ: أَوْجَبْتُ (¬15) فَمَعْناهُ: يَجِبُ وُجُوبًا مُحْكَمًا (¬16) مَقْضِيًّا بِهِ، لَا نَقْضَ فِيهِ وَلَا رَدَّ. قَوْلُهُ: "يَسْقُطُ فِيهِ التَّكْلِيفُ" (¬17): هُوَ مَا تُكُلَّفَ بِهِ (¬18) الإِنْسَانً مِنْ فَرَائِضِ الصَّلَاةِ وَاِلصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَغَيْرِهَا مِنَ الْفُرُوضِ؛ لِأَنَّ النَّفْسَ تَمِيلُ إِلَى الرَّاحَةِ وَتَرْكِ الْعَمَلِ، فَفَرْضُهَا عَلَيْهِ تَكْلِيفُ مَشَقَّةٍ لَا تَشْتَهِيهَا نَفْسُهُ، يُقَالُ: كَلَّفْتُهُ تَكْلِيفًا، أَىْ: أمَرْتُهُ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ، فَهُوَ مُكَلَّف (¬19). وَالْمُكَلَّفُ فِى الشَّرْعِ: هُوَ الَّذِى وُجِدَتْ فِيهِ شَرَائِطُ التَّكْلِيفِ، مِنَ الْبُلُوغِ وَالإِسْلَام، وَغَيْرِهَا. قَوْلُهُ (¬20) {يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (¬21) مَا قَدْ مَضَى، يُقَالُ: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفًا، مِثْلُ (¬22) طَلَبَ يَطْلُبُ طَلَبًا، أَىْ: مَضَى، وَالسَّلَفُ الْمُتَقَدِّمُون (¬23). قَوْلُهُ: "الَّذِى يَجْهَدُهُ الصَّوْمُ" (¬24) يَجُوزُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْهَاءِ، وَيَجُوزُ يَجْهِدُهُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْر الْهَاءِ يُقَالُ: جَهَدَهُ (الصَّوْمُ) (¬25) بِالْفَتْج يَجْهَدُهُ، مَفْتُوحٌ أيْضًا: إِذَا شَقَّ عَلَيْهِ، فُتحَ لِأجْلِ حَرْفِ الْحَلْقِ، وَأَجْهَدَهُ الصَّوْمُ بِالْهَمْزِ يُجْهَدُهُ أيْضًا (¬26)، وَالأوَّلُ أَفْصَحُ (¬27). قَوْلُهُ (¬28): {مِنْ حَرَجٍ} مِنْ (¬29) ضِيق، وَقَدْ ذُكِرَ (¬30). ¬

_ (¬13) انظر مشارق الأنوار 1/ 291 وغريب الخطابى 1/ 454 والنهاية 2/ 264 واللسان (رمض 1730) والصحاح (رمض). (¬14) فى المهذب 1/ 177: ويتحتم وجوب ذلك على كل مسلم بالغ عاقل طاهر قادر مقيم. (¬15) الصحاح (حتم). (¬16) ع: محتما. (¬17) خ: سقط عنه التكليف. وفى المهذب 1/ 177: فى المجنون. فإن أفاق لم يجب عليه قضاء ما فاته فى حال الجنون لأنه صوم فات فى حال يسقط فيه التكليف لنقص فلم يجب قضاؤه. (¬18) به: من ع. (¬19) الصحاح والمصباح (كلف) واللسان (كلف 3916). (¬20) فى المهذب 1/ 177: فى حال الكافر: لا يؤاخذ بقضاء ما تركه ولا بضمان ما أتلفه ولهذا قال الله عز وجل: {قُلْ لِلذِينَ كَفَرُوا إِنَ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}. (¬21) سورة الأنفال آية 38. (¬22) ع: من. وفى الصحاح: مثال والنقل عنه. (¬23) فى الصحاح: والسُّلَّافُ: المتقدمون. وفى المصباح: الجمع سَلَفٌ مثل خدم وخدام. (¬24) فى المهذب 1/ 178: ومن لا يقدر على الصوم بحال وهو الشيخ الكبير الذى يجهده الصوم والمريض الذى لا يرجى برؤه فإنّه لا يجب عليه الصوم. (¬25) من ع. (¬26) الصحاح والمصباح (جهد) وفعلت وأفعلت للزجاج 18. (¬27) وضعه ثعلب فى الفصيح فى باب فعلت بغير ألف 269 ولم يذكر ابن السكيت أجهد فى جهد. إصلاح المنطق 188 غير أن ابن قتيبة ذكرها فى أدب الكاتب 435. (¬28) فى المهذب 1/ 178: لقوله عز وجل: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} سورة الحج آية 78. (¬29) ع: أى. (¬30) وقد ذكر ليس فى ع.

أرْبَعَةِ بُرُدٍ (¬31) قَدْ ذُكِرَ (¬32). وَالْبِرُّ: ذُكِرَ (¬33). قَوْلُهُ: "لِخَوْفِ التُّهْمَةِ وَالْعُقُوبَةِ" (¬34) يُقَالُ: اتَّهَمْتُ فُلَانًا بِكَذَا، وَالاسْمُ مِنْهُ التُّهَمَةُ (¬35) - بِالتَّحْرِيكِ، (عَلَى مِثَالِ هُمَزَةٍ) (¬36) وَأَصْلُ التَّاءِ فِيهِ وَاوٌ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬37). قَوْلُهُ: "بَرِىءَ الْمَرِيضُ" (¬38) يُقَالُ: بَرِىَ الْمَرِيضُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا، وَبَرِىءَ مِنَ الدَّيْنِ بِكَسْرِهَا لَا غَيْرُ (¬39). قَوْلُهُ: "الرُّخْصَةُ" (¬40) الرُّخْصَةُ وَالتَّرْخِيصُ فِى الْأمْرِ: ضِدُّ التّشْدِيدِ فِيهِ، وَقَدْ رُخِّصَ لَهُ (فِى كَذَا) (¬41) تَرْخِيصًا فَتَرَخَّصَ فِيهِ، أَىْ: لَمْ يَسْتَقْصِ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ غُمَّ عَلَيْهِمْ" (¬42) أَىْ: غَطَّاهُ غَيْمٌ أوْ هَبْوَةٌ (¬43)، يُقَالُ: (غَمَمْتُهُ إِذَا غَطَّيْتُهُ) (¬44) فَانْغَمَّ وَمِنْهُ الْغِمَامَةُ الَّتِى تُجْعَلُ عَلَى فِى الْحِمَارِ وَمِنْخَرَيْهِ، الْجَمْعُ غَمَائِمُ. وَالضَّمِيرُ فِى "غُمَّ" لِلْهِلَالِ (¬45)، وَيَقُومُ "عَلَيْكُمْ" (¬46) مَقَامَ مَا لَمْ يُسَمّ (¬47) فَاعِلُهُ (¬48). وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ (¬49): "فَإنْ أُغْمِىَ عَلَيْكُمْ" (¬50)، "وَ" إِنْ كَانَ مُغْمَىً عَلَيْهِ أَىْ: غُشِىَ عَلَيْهِ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْغَمَى وَهُوَ الغِطَاءُ، مِثْلُهُ فِى الْمَعْنَى لَا فِى اللَّفْظِ، لِأَنَّ لَامَ "غُمَّ" مِيمٌ، وَلَامَ "أُغْمِىَ عَلَيْهِ" يَاءٌ (¬51)، وَاللهُ أَعْلَمُ. وَسُمِّىَ الْغَمَامُ غَمَامًا؛ لِأَنَّهُ يَغُمُّ السَّمَاءَ، أَىْ: يَسْتُرُهَا، وَقِيلَ: لِأَنَّهُ يَغُم الْمَاءَ فِى جَوْفِهِ. وَقَالَ شَمِرٌ: سُمِّىَ مِنْ قِبَلِ غَمْغَمَتِهِ وَصَوْتِهِ، وَكَذَا (¬52) الغَمُّ ضِدُّ الْفَرَحَ كَأَنَّهُ يُغَطِّى الْفَرَحَ وَيَذْهَبُ بِهِ. قَوْلُهُ: "إِنَّ الأَهلَّةَ بَعْضُهَا أَكبَرُ مِنْ بَعْضٍ" (¬53) أَرَادَ ارْتِفَاعَ الْمَنَازِلِ لَا عِظَمَ الدَّارَةِ (¬54). قَوْلُهُ: "جَدِيلَةُ قَيْسٍ" (¬55) فِى الْعَرَبِ قَبَائِلُ، كُلُّ وَاحِدَةٍ تُسَمَّى جَدِيلَةَ، مِنْهَا هَذِهِ، وَجَدِيلَةُ طَىِّءٍ (¬56) وَجَدِيلَةُ حَنِيفَةَ (¬57) وَيُنْسَبُ إِلَى الْجَمِيعِ: جَدَلِىُّ مِثْلُ حَنَفِىٍّ. وَأَرَادَ بِالإِضَافَةِ: الْفَرْقَ. قَوْلُهُ: "شَاهِدَا عَدْلٍ" (¬58) لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ لِأَنَّهُ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ، يُقَالُ: هَذَا شَاهِدُ عَدْلٍ، ¬

_ (¬31) فى المهذب 1/ 178: فأما المسافر فإنّه إن كان سفره دون أربعة برد لم يجز له أن يفطر. (¬32) ص 10، 103، 104، 113. (¬33) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام فى السفر" المهذب 1/ 178. والبر ذكر: ساقط من ع. (¬34) فى المهذب 1/ 178: ولا يأكلان عند من لا يعرف عذرهما لخوف التهمة والعقوبة. (¬35) منه ساقطة من ع. (¬36) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬37) فى الصحاح (تهم) وقال الفيومى: وأصلها الواو؛ لأنها من الوهم. (¬38) فى المهذب 1/ 178: وإن قدم المسافر وهو مفطر أو برىء المريض وهو مفطر: استحب لهما امساك بقية النهار. (¬39) الصحاح والمصباح (برأ). (¬40) فى المهذب 1/ 178: لأنه زال سبب الرخصة قبل الترخص فلم يجز الترخص. (¬41) خ: بكذا والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه. (¬42) فى المهذب 1/ 179: ولا يجب صوم رمضان إِلا برؤية الهلال، فإن غم عليهم وجب استكمال شعبان ثلاثين يوما. (¬43) الهبوة: الغبرة. (¬44) خ: غَمَّته إذا غطته، والمثبت من ع والصحاح (غم). (¬45) خ: الهلال: تحريف. (¬46) فى الحديث "فإن غم عليكم فأكملوا العدة". (¬47) ما لم يسم: ساقط من ع. (¬48) الفائق 3/ 76 والنهاية 3/ 388. (¬49) فى الحديث السابق تعليق 46. (¬50) يروى: "أغمى عليكم" انظر النهاية 3/ 389. (¬51) ع: واو: تحريف. . وروى هذا الحديث "غم عليكم" و"أغمى عليكم" و "غمى عليكم". والأول من غم والثانى والثالث من (غمى) فلفظ المادة مختلف والمعنى واحد. وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 66 والنهاية 3/ 389 واللسان (غمى 3305) والصحاح (غم وغمى). (¬52) بدل كذا فى ع: وهذا أكثروَ: تحريف. (¬53) فى كتاب عمر (ر): "إن الأهلة بعضها أكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال نهارًا فلا تفطروا حتى يشهد رجلان مسلمان أنهما رأياه بالأمس. (¬54) ع: الدائر تحريف. (¬55) فى المهذب 1/ 179 روى الحسين بن حريث الجدلي جديلة قيس قال خطبنا أمير مكة الحرث بن حاطب. . . إلخ. (¬56) ع: بلى: تحريف والمثبت من خ والمحكم 7/ 230. (¬57) انظر جمهرة الأنساب 206، 243، 293، 295، 399، 476، 480 والمحكم واللسان (جدل 571). (¬58) فى تكملة حديث الحرث الجدلى تعليق 55:. . . . فقال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننسك =

وَشَاهِدَا عَدْلٍ، وَشُهُودُ عَدْلٍ. وَلَا يُقَالُ: عَدْلَانِ وَلَا عُدُولٌ (¬59). وَأْصْلُهُ (¬60): الاعْتِدَالُ وَالاسْتِقَامَةُ (¬61) ضِدُّ الْمَيْلِ وَالانْحِرَافِ، وَقَدْ يَكُونُ الْعَدْلُ: الْمَيْلُ، يُقَالُ: عَدَلَ عَنِ الطَّرَيقِ وَعَنِ الْحَقِّ: إِذَا مَالَ وَهُوَ مِنَ الأضْدَادِ. قَوْلُهُ: "نَنْسُكْ - وَنَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا" النُّسُكُ - هَا هُنَا: الْعِبَادَةُ: يُقَالُ: نَسَكَ وَتَنَسَّكَ (¬62) أَىْ: تَعَبَّدَ. وَنَسُكَ بِالضَّمِّ نَسَاكَةً، أَىْ: صَارَ نَاسِكًا (¬63). قَوْلُهُ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ" (¬64) هُوَ تَفَاعَلَ مِنَ الرُّؤْيَةِ (¬65)، وَالْمُفَاعَلَةُ تَكُونُ مِن اثْنَيْنِ، أَىْ: جَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَرَاهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَا أَرَاهُ، وَشِبْهُ ذَلِكَ، وَمِنْهُ: {تَرَاءَى الْجَمْعَانَ} (¬66). قَوْلُهُ: "وَعَرَفَ رَجُلٌ الْحِسَابَ وَمَنَازِلَ الْقَمْرِ" (¬67) هُوَ حِسَابٌ يَعْمَلُهُ أَهْلُ النُّجُومِ بِضَرْبٍ يَضْرِبُونَهُ، يَعْرِفُونَ بِهِ دُخُولَ الشَّهْرِ وَخُرُوجَهُ، وَدُخُولَ السَّنَةِ، فَمَنْ أَحْكَمَ ذَلِكَ وَعَرَفَهُ مَعْرِفةً صَحِيحَةً مُتَحَقِّقَةً: لَزِمَهُ الصَّوْمُ فِى أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ، كَمَا ذَكَرَهُ (¬68) الشَّيْخُ، وَمَنَازِلُ الْقَمَرِ: لَمْ يُرِدْ الثَّمَانِيَةَ وَالْعِشْرِينَ مَنْزِلًا الْمَعْرُوفَةَ، بَلْ هُوَ حِسَابٌ لَهُمْ أَيْضًا، يَقُولُونَ: إِذَا نَزَلَ الْقَمَرُ أَوْ الشَّمْسُ (¬69) الْبُرْجَ الْفُلَانِىَّ: دَخَلَ شَهْرُ كَذَا وَسَنَة كَذَا وَيَدَّعِى الْمُنَجِّمُونَ وُقُوع خَيْرٍ وَشَرٍّ عِنْدَ ذَلِكَ بِحِسَابِهِمْ (¬70) وَلَيْسَ بِصَحِيحِ، وَقَدْ نَهَى النَّبِىُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "مَنْ صَدَّقَ مُنَجِّمًا فَقَدْ كَفَرَ". قَوْلُهُ: "وَإِنْ اشْتَبَهَت الشُّهُورُ عَلَى أَسِير تَحَرَّى" (¬71) أَىْ: اجْتَهَدَ فِى طَلَبِ الشَّهْرِ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الاسْتِدْلَالَ. قَوْلُهُ (¬72) فِى الْحَدِيثِ: "مَنْ لَمْ يُبَيِّت الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" يَعْنِى: يَنْوِيهِ بِاللَّيْلِ، يُقَالُ: بَيَّتَ رَأَيَهُ: إِذَا فَكَّرَ فِيهِ لَيْلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} (¬73) وَقَالَ الزَّجَّاجُ (¬74) كُلُّ مَا فُكَّرَ فِيهِ أَوْ خِيضَ فِيهِ بِلَيْلٍ، أَىْ: دُبِّرَ بِلَيْلٍ. وَسُمِّىَ الْبَيْتُ بَيْتًا؛ لِأَنَّهُ يُبَاتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ. وَيُقَالُ: بَيَّتّهَمُ الْعَدُو: إِذَا جَاءَهُمْ (¬75) لَيْلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِنُبَيِّتَنَّهُ وَأْهْلَهُ} (¬76) {وَاللهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} (¬77). قَوْلُهُ: "صَوْمُ التَّطَوُّعِ" (¬78) هُوَ أَنْ يَفْعَلَ الشَّىْءَ بِطَوَاعِيَتِهِ مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهٍ وَلَا جَبْرٍ، وَالتَّطوُّعُ كَالتَّبَرُّعِ {فَطَوَّعَتْ (¬79) لَهُ نَفْسُهُ} (¬80) أَىْ: رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ (¬81). وَالطَّوْعُ (¬82): الانْقِيَادُ مِنْ غَيْرِ امْتِنَاع، يُقَالُ: ¬

_ = لرؤيته فإن لم نره فهذا شاهدًا عدل نسكنا بشهادتهما. (¬59) المحكم 2/ 9، 10 وتهذيب اللغة 2/ 212 ونقل عن يونس: جائز أن يقال هما عدلان، وهم عدول وامرأة عدل. وانظر اللسان (عدل 2838). (¬60) ع: الأصل. (¬61) ع: عن: تحريف. (¬62) ع: ينسك. (¬63) عن الصحاح (نسك) وانظر المصباح (نسك). (¬64) فى المهذب 1/ 179: روى ابن عمر (ر) قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت النبى - صلى الله عليه وسلم - أنى رأيته فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس بالصيام. (¬65) النهاية 2/ 177. (¬66) سورة الشعراء آية 61. (¬67) خ: إذا عرف. وفى المهذب 1/ 180: وإن غم عليهم الهلال وعرف رجل الحساب ومنازل القمر وعرف بالحساب أنه من شهر رمضان ففيه وجهان: يلزمه الصوم لأنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة: والثانى لا يلزمه لأنا ما نتعبد إِلا بالرؤية. (¬68) ع: ذكر. (¬69) ع: نزلت الشمس والقمر. (¬70) ع: لحسابهم. (¬71) المهذب 1/ 180. (¬72) فى المهذب 1/ 180: روت حفصة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال:. . . . الحديث. (¬73) سورة النساء آية 108. (¬74) فى معانى القرآن وإعرابه 2/ 110. (¬75) ع: أتاهم. (¬76) سورة النمل آية 49. (¬77) سورة النساء آية 81. (¬78) فى المهذب 1/ 181: وأما صوم التطوع فإنه يجوز بنية قبل الزوال. (¬79) خ: وطوعت: تحريف. (¬80) سورة المائدة آية 30. (¬81) عن الصحاح (طوع) وانظر مجاز القرآن 1/ 162 ومعانى الفراء 1/ 305 ومعانى الزجاج 2/ 183 ومعانى الأخفش 257 وتفسير غريب القرآن 142 والبحر المحيط 3/ 464. (¬82) ع: التطوع والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.

فُلَانٌ طَوْعُ يَدَيْكَ، أَىْ: مُنْقَاد لَكَ، وَفَرَسٌ طَوْعُ العِنَانِ، أَىْ: سَلِسٌ مُنْقَادٌ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (¬83) الْخَيْطُ الأَبْيَضُ: هُوَ بَيَاضُ النَّهَارِ، وَالْخَيْطُ الأسْوَدً: هُوَ (¬84) سَوَادُ اللَّيْلِ (¬85). وَالْخَيْطُ هَا هُنَا: اسْتِعَارَةٌ لِدِقَّتِهِ وَخَفَائِهِ، قَالَ (¬86): فَلَمَّا أَضَاءَتْ لَنَا سُدْفَةٌ ... وَلَاحَ مِنَ الصُّبْحِ خَيْطٌ أَنَارَا قَوْلهُ: "فَإِنْ اسْتَعْط - وَإِنْ (¬87) احْتَقَنَ (¬88) السَّعُوطُ: الدَّوَاءُ يُصَبُّ (¬89) فِى الأَنْفِ، وَقَدْ أَسْعَطْت الرَّجُلَ، وَاسْتَعَطَ (¬90) هُوَ بِنَفْسِهِ. وَالاحْتِقَانُ (وَ) الْحُقْنَةُ (¬91): مَا يُحْقَنُ بِهِ الْمَرِيضُ مِنَ الأَدْوِيَةِ أَىْ: يُصَبُّ فِى دُبُرِهِ، يُقَالُ: قَدْ احْتَقَنَ الرَّجُلُ، وَأْصْلُهُ: الْحَبْسُ، وَمِنْهُ حَقْنُ الدِّمَاءِ (¬92). قَوْلُهُ: "وَإِنْ (¬93) كَانَتْ بِهِ جَائِفَةٌ أَوْ آمَةٌ" الْجَائِفَةُ: الْجِرَاحَةُ الَّتِى تَصِلُ إلَى الْجَوْفِ، وَهِىَ فَاعِلَةٌ مِنْ أَجَافَهُ وَجَافَهُ، يُقَالُ: أْجَفْتُهُ (¬94) الطَّعْنَةَ وَجُفْتُهُ بِهَا عَن الْكِسَائِىُّ (¬95) وَالآمَّةً: الْجِرَاحَةُ الَّتِى تَبْلغُ أُمَّ الدِّمَاغِ، وَهِىَ: الْجِلْدَةُ التِّى (تُحِيطُ بِالدِّمَاغِ) (¬96)، وَالْمَأْمُومَةُ مِثْلُهَا (¬97)، وَإِنَّمَا قِيلَ للشَّجَّةِ آمَّةٌ وَمَأْمُومَةٌ بِمَعْنَى: ذَاتِ أُمٍّ، كَعِيشَةٍ - رَاضِيَةٍ (¬98). قَوْلهُ: "وَإنْ (¬99) زَرَقَ فِى إِحْلِييهِ" أَىْ: رَمَى، يُقَالُ: زَرَقَ بِالْمِزْرَاقِ، أَىْ: رَمَى بِهِ، وَزَرَقَ الطَّائِرُ: إِذَا رَمَى بِذَرْقِهِ (¬100) وَزَرَقَهُ بِالرُّمْحِ فَانزرَقَ فِيهِ الرُّمْحُ: اذَا نَفَذَ فِيهِ وَدَخَلَ. الْمَثَانَةُ: الْجِلْدَةُ (الَّتِى) (¬101) يَجْتَمِعُ فِيهَا الْبَوْلُ (¬102) وَالإِحْلِيلُ: مَخْرَجُ الْبَوْلِ. مِنْ انْحَلَّ إِذَا ذَابَ وَانْمَاعَ. قَوْلُهُ: "فَإِنَّ (¬103) اسْتَفَّ تُرَابًا" يُقَالُ: سَفِفْتُ الدَّوَاءَ، بِالْكَسْرِ: اذَا أْخَذْتَهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ، وَكَذَلِكَ (¬104) السَّوِيقُ، وَكُلُّ دَوَاءٍ يُؤْخَذُ غَيْرَ مَعْجُونٍ، فَهُوَ سَفُوفٌ بِفَتْحِ السِّين (¬105). ¬

_ (¬83) فى المهذب 1/ 181: ويجوز أن يأكل ويشرب ويباشر إلى طلوع الفجر لقوله تعالى. . . الآية 187 من سورة البقرة. (¬84) هو: ليس فى ع. (¬85) معانى القرآن للفراء 1/ 115 ومعانى الزجاج 1/ 244 وتفسير غريب القرآن 75 وتفسير الطبرى 3/ 509 - 514. (¬86) أبو داود الإيادى كما فى الصحاح (خيط) واللسان (1302). وفى حاشية خ ذكر لأمية بن أبى الصلت: الْخَيطُ الَأبْيَضُ لَوْنُ الصُّبْحِ مُنْفَتِقٌ ... والْخَيْطُ الأسْوَدُ لَوْنُ اللَّيْلِ مَرْكُومُ (¬87) فى المهذب 1/ 182: فإن استعط أو صب الماء فى أذنه فوصل إلى دماغه بطل صومه - وإن احتقن بطل صومه. (¬88) خ: أو. (¬89) ع: ينصب والمثبت من خ والصحاح. (¬90) فى الصحاح واللسان: وقد اسعطت الرجل فاستعط هو بنفسه. وانظر تهذيب اللغة 2/ 67 والمحكم 1/ 288 والمصباح (سعط). (¬91) خ: الحفنة. (¬92) الصحاح (حقن) وانظر العين 3/ 50 وتهذيب اللغة 4/ 64 والمحكم 3/ 10. (¬93) خ: فإن كان. وفى المهذب 1/ 182: وإن كانت به جائفة أو آمة فداواها فوصل الدواء إلى الجوف أو الدماغ. . . بطل صومه. (¬94) ع: أجافته: تحريف. (¬95) الصحاح (جوف) وانظر المحكم 7/ 389 والنهاية 1/ 317. (¬96) ما بين القوسين من ع وفى خ: التى تبلغ الدماغ. وعبارة الصحاح: وأمه أيضًا أى شجه آمة بالمد، وهى التى تبلغ أم الدماغ حين يبقى ليها وبين الدماغ جلد رقيق. (¬97) فى الحديث: "فى الآمة ثلث الدية" يروى " "فى المأمومة ثلث الدية" انظر الغريبين 1/ 89 والنهاية 1/ 68 واللسان (أمم 138) قال على بن حمزة: وهذا غلط إنّما الآمَّةُ: الشجَّةُ والمأمومَةُ: أم الدماغ المشجوجة وأنشد: * يَدَعْنَ أُمَّ رَأسه مَأمُومهْ * وَأَذْنَهُ مَجْدُوعَةً مَصْلُومَهْ* وإنما توهم أن قول الشاعر: "يحج مأمومةً شجةٌ" وإنما أراد: مشجوجةَ آمّةٍ هذه صنفتها، فجعل المفعولة فاعلة. التنبيهات 138. (¬98) عن الفائق 1/ 57: وعبارته: فالآم الضارب والمأمومة أم الرأس. وإنما قيل للشجة آمة ومأمومة بمعنى ذات أم كقولهم راضية وسيل مفعم وانظر تعليق 97. (¬99) خ: فإن وفى المهذب 1/ 182: وإن زرق فى إحليله شيئا أو أدخل فيه ميلا ففيه وجهان. . . إلخ. (¬100) ع بزرقة. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه وَذُرْق الطائِر: خرؤه. (¬101) من ع. (¬102) الصحاح (حلل) والنهاية 4/ 267. (¬103): خ: وإن وفى المهذب 1/ 182: فإن استف ترابا أو ابتلع حصاة أو درهما أو دينارا بطل صومه. (¬104) ع: وكذا. (¬105) عن الصحاح (سفف).

قَوْلُهُ: "فَإِنْ (¬106) أْخْرَجَ الْبَلْغَمَ" هُوَ النُّخَامَةُ، وَنَحْوُهُ مِنَ الْبُصَاقِ الثَّخِينِ الْمُنْعَقِدِ. وَالْبَلْغَمُ أَيْضًا أَحَدُ الطَّبَائِع الأرْبَعِ، وَذلِكَ بَكُونُ مِنْ عِلَّتِهِ، فَسُمِّىَ بِهِ. قَوْلُهُ: "وَمَن ذَرَعَهُ الْقَىْءُ" (¬107) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬108): ذَرَعَهُ الْقَىْءُ، أَىْ: سَبَقَهُ وَغَلَبَهُ. قَوْلُهُ: "بِأَنْ أَوْجَرَ الطَّعَامَ فِى حَلْقِهِ" (¬109) أَصْلُ الوُجُورِ: الدَّوَاءُ يُوْجَرُ، أَىْ: يُصَبُّ، فِى وَسَطِ الْفَمِ، تَقُولُ مِنْهُ (¬110) وَجَرْتُ الصَّبِىَّ وَأَوْجَرْتُهُ بِمَعْنَىً (¬111)، وَاتَّجَرَ [أَىْ: تَدَاوَى بِالْوَجُورِ] (¬112) وَأَصْلُهُ اوْتَجَرَ. قَوْلُهُ: "كَغُبَارِ الطَّرِيقِ وَغَرْبَلَةِ الدَّقِيقِ" (¬113) غَرْبَلَ الدَّقِيقَ: إِذَا نَخَلَهُ بِالْغِرْبَالِ، وَهُوَ الْمُنْخُلُ، غَرْبَلَةً (¬114). وَأَرَادَ: مَا يَطِيرُ الَى الْحَلْقِ مِنْ ذَلِكَ وَيَغْلِبُهُ. قَوْلُهُ فى بَعْض النُّسَخِ (¬115) فِى حَدِيثِ الْمُجَامِع (¬116) فِى رَمَضَانَ: "فَأتَى بِعَرَقٍ مِن تَمْرٍ" قَالَ الأَصْمَعِىُّ: هُوَ السَّفِيفَةُ (¬117) الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوص (قَبْلَ أَنْ) (¬118) يُجْعَلَ مِنْهُ [الزَّبِيلُ] (¬119) فَسُمِّىَ الزَّبِيلُ - عَرَقًا لِذَلِكَ (¬120). فِى الْحَدِيثِ: "مَا بَيْنَ لَابَتَىِ الْمَدِينَةِ" قَالَ أهْلُ اللغَةِ: هُمَا حَرَّتَانِ تَكْتَنِفَانِهَا، الْوَاحِدَةُ: لَابَةٌ، بِغَيْرِ هَمْزٍ (¬122)، وَالْجَمْع: اللُّوبُ (¬123) وَاللَّابُ، وَهِىَ الْحِرَارُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لُوبَةٌ وَنُوبَةٌ لِلْحَرَّةِ، وَهِىَ الأَرْضُ الَّتِى أَلبَسَتْهَا حِجَارَة سُودٌ، وَمِنْهُ لِلأَسْودِ: لُوبِىٌّ وَنُوبِىٌّ، قَالَ بِشْرٌ (¬124): . . . . . . . . . . . . . ... وَحَرَّةُ ولَيْلَى السَّهْلُ مِنْهَا (فَلُوبُهَا) (¬125) قَوْلُهُ: "وَتَجِبُ بِهِ الْكَفَّارَةُ" (¬126) هِىَ التَّغْطِيَةُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَكَفَّرَ بِالسِّلَاحِ: إِذَا تَغَطَّى وَاسْتَتَرَ كَأْنَّهَا تُغَطِّى الذَّنْبَ وَتَسْتُرُهُ. وَسُمِّىَ (¬127) الْكَافِرُ كَافِرًا؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّى الإِسْلَامَ وَالدِّينَ وَيَسْتُرُهُ، وَالْكَافِرُ: الزَّرَّاعُ (¬128)؛ لِأَنَّهُ يُغَطِّى الْبَذْرَ وَيَسْتُرُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} (¬129). ¬

_ (¬106) خ: وإن. وفى المهذب 1/ 182: فإن أخرج البلغم من صدره أم ابتلعه بطل صومه. (¬107) فى المهذب 1/ 182: روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: من استقاء فعليه القضاء ومن ذرعه القىء فلا قضاء عليه. (¬108) الصحاح (ذوع). (¬109) خ: فإن أوجر فى حلقة. وفى المهذب 1/ 183: وإن فعل ذلك بغير اختياره بأن أَوْجَرَ الطعام فى حلقه مُكْرَهًا لم يبطل صومه. (¬110) منه: ليس فى ع. (¬111) عن الصحاح (وجر) وكذا فى فعلت وأفعلت للزجاج 93. (¬112) تكملة من الصحاح. وعبارة خ: "بالوجور واتجر وأصله أوتجر. وعبارة ع: وتوجر الدواء: بلعه. (¬113) ما وصل إلى جوفه بغار اختياره لا يبطل صومه، كغبار الطريق وغربلة الدقيق. المهذب 1/ 183. (¬114) أنظر الصحاح "غربل" واللسان (غربل 3231) والفائق 3/ 65، 66 والنهاية 3/ 352. (¬115) وفى هذه النسخة أيضًا من المهذب 1/ 184. (¬116) أنه صلى الله عليه وسلم أمر الذى وقع على أمرأته فى يوم من شهر رمضان أن يعتق رقبة، قال: لا أجد، قال: صم شهرين متتابعين، قال: لا أستطع، قال أطعم ستين مسكينا، قال: لا أجد فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بعرق من تمر فيه خمسة عشر صاعًا قال: خذه وتصدق به. . . . الحديث. المهذب 1/ 184 وانظر الحديث فى صحيح مسلم 3/ 139 صيام. (¬117) ع: القفة. والمثبت من خ وغريب الحديث 1/ 105 والصحاح (عرق) والسفيفة النسيجة من الخوص كالقفة. (¬118) ما بين القوسين: ساقط من ع. (¬119) خ، ع: زبيل والمثبت من الصحاح وفى غريب الحديث: قبل أن تجعل منها زبيلا. (¬120) المراجع السابقة، والفائق 2/ 409 قال: والمراد: بزبيل من عرق. (¬121) فى حديث المجامع فى نهار رمضان: والله ما بين لابتى المدينة أحوج من أهلى. (¬122) بغير همز: ليس فى ع. (¬123) ع: اللبوب: تحريف. (¬124) ما سبق عن الصحاح وبشر هو ابن أبى خازم ذكره فى غريب الحديث 1/ 314 واللسان (لوب 4092). وصدره: مُعَالِيَةٌ لا هَمَّ إِلَّا مُحَجَّرٌ ... . . . . . . . . . . . . . . (¬125) خ: ولو بها والمثبت من الصحاح وغريب الحديث واللسان وع وفى الصحاح (فحرة). (¬126) ع: قوله الكفارة وهى. وفى المهذب 18411: وجبت عليه الكفارة. (¬127) ع: ويسمى. (¬128) ع: الزارع، والمثبت من خ والزاهر 1/ 216 وانظر اللسان (زرع 1826) وتهذيب اللغة 2/ 132. (¬129) سورة الحديد آية 20.

قَوْلُهُ: "يَغْطِسُ فِيهِ" (¬130) أَىْ: يَدْخُلُ فِيهِ وَيَنْغَمِسُ فِيهِ حَتَّى يَتَوَارَى، وَقَدْ غَطَسَهُ فِى الْمَاءِ يَغْطِسُهُ (¬131). قَوْلُهُ: "فِى يَوْمٍ صَائِفٍ" (¬132) أَىْ: حَارٌّ؛ لِأَنَّ أَيَّامَ الصَّيْفِ شَدِيدَةُ الْحَرِّ. وَرُبَّمَا قَالُوا: يَوْمٌ صَافٌ بِمَعْنَى صَائِفٍ (¬133). قَوْلُهُ: "نَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِى الصَّوْمٍ" (¬134) هُوَ أَنْ يَصُومَ نَهَارَهُ وَلَا يُفْطِرُ بِاللَّيْلِ، ثُمَّ يَصُومُ بِالنَّهَارِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْوَصْلِ، وَهُوَ اتَّصَالُ الصَّوْمِ بِالصَّوْمِ مِنْ غَيْرِ فِطْرٍ بَيْنَهُمَا. قَوْلُهُ: "ابْقَاءً عَلَى أَصحَابِهِ" أَىْ: رَحْمَة، يُقَالُ: أَبقَيْتُ عَلَى فُلَانٍ، أَىْ: رَعَيْتُ لَهُ (¬135) وَرَحِمْتُهُ يُقَالُ: لَا أَبْقَى اللهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ عَلَىَّ، وَالاسْمُ مِنْهُ: الْبُقْيَا، قَالَ الشَّاعِرُ (¬136): فَمَا بُقْيَا عَلَىَّ تَرَكْتُمَانِى ... وَلَكِنْ خِفْتُمَا صَرَدَ السِّهَامِ قَوْلُهُ: "وَأَكْرَهُ لَهُ العِلْكَ" (¬139) هُوَ الَّذِى يُمْضَغُ مَعْرُوف، وَقَدْ عَلَكَهُ، أَىْ: لَاكَهُ، وَعَلَكَ الْفَرَسُ اللِّجَامَ. أَىْ: لَاكَهُ فِى فِيهِ، وَشَىْءٌ عَلِكٌ، أَىْ: لَزِجٌ. (وَتَفَرَّكَ) (¬140) وَتَفَتَّتَ: وَاحِدٌ. قَوْلُهُ: "كَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ" (¬141) بِكَسْرِ الأَلِفِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الإِرْبِ: الْعُضْوُ (¬142). تَعْنِى أَنَّهُ كَانَ غَالِبًا لِهَوَاهُ (¬143)، وَرُوِىَ "لأرَبِهِ" بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ، وَالأَربُ: الْحَاجَةُ (¬144)، وَكَذَا الإِرْبَةُ (¬145) قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} (¬146). قَوْلُهُ: "فَلَا يَرْفُث" (¬147) قَدْ ذَكَرْنَا (¬148) الرَّفَثَ (¬149)، وَأَنَّهُ الْجِمَاعُ، وَالرفَثُ أَيْضًا: الْفُحْشُ مِنَ الْقَوْلِ وَكَلَامُ النِّسَاءِ. وَتَقُولُ مِنْهُ: رَفَثَ الرَّجُلُ وَأرْفَثَ، وَفِى مُسْتَقْبَلِهِ لُغَتَانِ، (الضَّمُّ وَالْكَسْرُ) (¬150). قَالَ الْعَجَّاجُ (¬151). وَرُبَّ أَسْرَابٍ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ التَكَلُّمِ وَقِيلَ لابْنِ عَبَّاس حِينَ أَنْشَدَ: ¬

_ (¬130) خ: ينغطس فى الماء. وفى المهذب 1/ 186: ويجوز للصائم أن ينزل إلى الماء ويغطس فيه. (¬131) خ: ويغطسه والمثبت من ع والصحاح (غطس) وانظر المصباح (غطس) وأفعال السرقسطى 2/ 30. (¬132) فى المهذب 1/ 186: روى أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: حدثنى من رأى النبى - صلى الله عليه وسلم - فى يوم صائف يصب الماء على رأسه من شدة الحر والعطش وهو صائم. (¬133) الصحاح (صيف). (¬134) ع: قوله الوصال فى الصوم "وفى المهذب 1/ 186: روى عبد الرّحمن بن أبى ليلى عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحجامة والوصال فى الصوم إبقاء على أصحابه. (¬135) فى الصحاح: إذا أرعَيْتَ عليه ورَحِمتَه. وقال فى (رعى): تقول: أرعيت عليه: إذا أبقيت عليه وترَحَّمْته وفى ع: راعيت له. (¬136) اللعين المنقرى. كما فى الخزانة 3/ 208 والشعر والشعراء 499 واللسان (بقى 330). (¬137) ع: مر السهام. (¬138) الرواية: النبال، كما فى الصحاح واللسان والخزانة. (¬139) فى المهذب 1/ 186: وأكره له العلك لأنه يجفف الفم ويعطش ولا يفطر لأنه يدور فى الفم ولا ينزل إلى الجوف منه شيىء. وإن تفرك وتفتت. (¬140) خ: وتعرك: تحريف. (¬141) فى المهذب 1/ 186: روت عائشة (ع) قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لإِربه" وانظر صحيح الترمذى 3/ 160 وسنن ابن ماجة 1/ 538 والغريبين 1/ 34. والنهاية 1/ 36. (¬142) النهاية 1/ 36. (¬143) كذا فى الغريبين 1/ 34. (¬144) تهذيب اللغة 15/ 257 وكتاب الجيم 2/ 36 ونوادر أبى مسحل 1/ 160 وجمهرة اللغة 3/ 203. (¬145) ع: وكذا مأربة. والإربة والمأربة والمأربة: وانظر المراجع السابقة. (¬146) سورة طه آية 18. (¬147) فى المهذب 1/ 186: روى أبو هريرة (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث لا يجهل". (¬148) ع: ذكر. (¬149) ص 158. (¬150) ما بين القوسين ساقط من خ. (¬151) ديوانه 296.

وَهُنَّ يَمْشِينَ (بِنَا) (¬152) هَمِيسًا ... إنَ تَصْدُق الطّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا أَتَرْفُثُ وَأَنْتَ مُحْرِمٌ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا الرَّفَثُ: مَا وُوجِهَ بِهِ النِّسَاءُ (¬153). قَوْلُهُ: "يُطْعِمُنِى رَبِّى وَيَسْقِينى" (¬154) قِيلَ: يُطْعِمُهُ حَقِيقَةً، وَقِيلَ مَعْنَاهُ: يَعْصِمُهُ وَيُعِينُهُ. قَوْلُهُ: "يَتَسَحَّرُ وَالسَّحُورُ" (¬155) هُوَ (¬156) مُشْتَقٌ مِنَ السَّحَرِ، وَهُوَ: آخِرُ اللَّيْلِ، وَالسَّحُورُ بِالْفَتْحِ اسْمُ الطَّعَام الَّذِى يُتَسَحَّرُ بهِ، وَالسُّحُورُ- بِالضَّمِّ: هُوَ الْفِعْلُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "كَانَ يُحِبُّ تَأْخِيرَ السُّحُورِ" (¬157) بِالضَّمِّ؛ لِأَنَّ مَعْنَاهُ: التَّسَحُّرُ. قَوْلُهُ: "فَإِنَّ فِى السَّحُورِ (¬158) بَرَكَةً" الْبَرَكَةً: النَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ، وَالتَّبْرِيكُ: الدُّعَاءُ بِالْبَرَكَةِ (¬159). قَوْلُهُ: "لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ ظَاهِرًا" (¬160) أَىْ: قَوِيًّا، قَالَ الأصْمَعِىُّ: يُقَالُ: بَعِيرٌ ظَهِيرٌ بَيِّنُ الظَّهَارَةِ: إِذَا كَانَ قَوِيًّا، وَنَاقَةٌ ظَهِيرَةُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ "ظَاهِرًا" أَىْ: غَالِبًا، أَوْ عَالِيًا، مِنْ ظَهَرْتُ عَلَى الرَّجُلِ، أَىْ (¬161) غَلَبتُهُ، وَظَهَرْتُ عَلَى الْبَيْتِ (¬162)، أَىْ: عَلَوْتُهُ، وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَى عَدُوِّهِ (¬163). قَوْلُهُ: " (¬164) مَنْ كَانَ عَلَيْهِ صَوْمٌ (مِنْ رَمَضَانَ) (¬165) فَلْيَسْرُدْهُ، أَىْ: يُتَابِعْهُ وَيُوَالِى أَيَّامَهُ وَلَا يُفَرِّقْهَا. سَرَدْتُ الصَّوْمَ: تَابَعْتُهُ، وَمِنْهُ "أَشْهُرُ (¬166) الْحُرُم: ثَلَاثَةٌ سَرْدٌ وَوَاحِدٌ فَرْدٌ" (¬167) أَىْ: مُتَتَابِعَةٌ (¬168). ¬

_ (¬152) خ: بها والرواية فى الصحاح واللسان "بنا". (¬153) ما سبق عن الصحاح (رفث). (¬154) ح: يطعمنى ويسقينى وفى المهذب 1/ 186: روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والوصال إياكم والوصال، قالوا: إنك تواصل يا رسول الله قال: إنى لست كهيئتكم إنى أبيت يطمعنى ربى ويسقينى". (¬155) ع "قوله يتسحر" وفى المهذب 1/ 186: والمستحب أن يتسحر للصوم لما روى أنس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: تسحروا فإن فى السحور بركة". (¬156) هر: ليس فى ع. (¬157) صحيح مسلم بشرح النووى 3/ 150. (¬158) خ: فإن فيه. (¬159) الصحاح (برك) والنهاية 2/ 347. (¬160) فى المهذب 1/ 187: روى أبو هريرة (ر) قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال هذا الدين ظاهر ما عجل الناس الفطر. (¬161) ع: إذا. (¬162) فى الصحاح: ظهرت البيت: علوته. (¬163) ما سبق عن الصحاح (ظهر). (¬164) فى المهذب 1/ 187: والمستحب أن يقضى ما عليه متتابعا لما روى أبو هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "من كان عليه صوم من رمضان فليسرده ولا يقطعه". (¬165) ما بين القوسين ليس فى خ. (¬166) ع: الأشهر الحرم. (¬167) فى الصحاح (سرد) قيل لأعرابى: أتعرف الأشهر الحرم؟ فقال: نعم ثلاثة سرد. . . . إلخ. (¬168) انظر النهاية 2/ 358 والصحاح (سرد).

من باب صوم التطوع

مِنْ بَابِ صَوْم التَّطَوُّع قَوْلُهُ: "يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَعَشُوَراء" (¬1) مَمْدُودَانِ، وَهُوَ أفْصَحُ مِنَ الْقَصْرِ (¬2)، مَأخُوذٌ مِنْ لَفْظِ الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ. قَوْلُهُ: "أَيَّامَ الْبِيض" (¬3) سُمِّيَتْ بَيضًا؛ لأَنَّهَا تَبْيَضَّ لَيَالِيَهَا بِطُلُوعِ الْقَمَرِ فِى جَمِيعِهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا (¬4) وَقِيلَ: إِنَّ (¬5) آدَمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ اسْوَدَّ جَسَدُهُ، فَاُمِرَ بِصِيَامِهَا فَابْيَضَّ جَسَدُهُ، كُلَّمَا صَامَ يَوْمًا: ابْيَضَّ ثُلُثُ جَسَدِهِ. وَأصْلُهُ: بُيضَ بِضَمِّ الْبَاءِ، (وَإِنَّمَا) (¬6) قَلَبُوا الضَّمَّةَ كَسْرَةً لِتَصِحَّ الْيَاءُ (¬7). قَوْلُهُ: "أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ (¬8) " يُقَالُ: عَرَضْتُ لَهُ الشَّىْءَ: أَىْ: أظْهَرْتُهُ لَهُ وَأَبْرزْتُهُ (لَهُ (¬9)) وَمِنْهُ: عَرَضْتُ الْجَارِيَةَ عَلَى الْبَيْعِ وَعَرَضْتُ الْكِتَابَ، وَعَرَضْتُ الْجُنْدَ وَاعْتَرَضُوا هُمْ (¬10). قَوْلُهُ: "أُوْلَئِكَ فِينَا مِنَ السَّابِقِين" (¬11) أَىْ: سَبَقُوا إِلَى عمَلِ الْخَيْرِ، فَسَبَقُوا (¬12) إلَى الْجَنَّةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} (¬13) قِيلَ: إِلَى الإِيمَانِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٌ، وَقِيلَ: مُصَلُّوا (¬14) الْقِبْلَتَيْنِ (¬15) وَالثَّانِى [خَبَرٌ] (¬16) أَىْ: هُمُ السَّابِقُونَ الَى الْجَنَّةِ. قَوْلُهُ: "رَأى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً" (¬17) التَّبَذُّلُ: تَرْكُ التَّصَاوُنِ، أَىْ: تَارِكَةً لِلزِّينَةِ وَالتَّعَطُّرِ الَّذِى يَدْعُو الزَّوْجَ إِلَى الْمُبَاشَرَةِ. وَالْبِذْلَةُ وَالْمِبْذَلَةُ (¬18) - بِالْكَسْرِ: مَا يُمْتَهَنُ مِنَ الثِّيَابِ، وَابْتِذَالُ الثَّوْبِ: امْتِهَانُهُ. كَأَنَّهَا لَابِسَة ثِيَابَ الْبِذْلَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِى الاسْتِسْقَاءِ (¬19). قَوْلُهُ: "لَحْمِ نُسُكِكُمْ" (¬20) أَىْ: ذَبَائِحِكُمْ. النَّسِيكَةُ: الذَّبِيحَةُ تُذْبَحُ لِلْقُرْبَةِ، وَالْجَمْعُ: نَسَائِكُ تَقُولُ مِنْهُ، نَسَكَ دَمَهُ يَنْسُكُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬21). وَالْمَنْسِك وَالمَنْسَكُ: الْمَوْضِعُ الَّذِى تُذْبَحُ فِيهِ النُّسُكُ أَيَّامَ ¬

_ (¬1) ع: عاشوراء وعاشوراء وتاسوعاء: ممدودان وفى المهذب 1/ 188: روى أبو قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوم يوم عاشوراء كفارة سنة وصوم يوم عرفة كفارة سنتين". (¬2) الصحاح (عشر) وتهذيب اللغة 1/ 409 والنهاية 3/ 340 والمصباح (عشر) ولغات مختصر ابن الحاجب ورقة 46. (¬3) فى المهذب 1/ 188: ويستحب صيام أيام البيض. (¬4) النهاية 1/ 173 واللسان (بيض 397). (¬5) ع: لأن. (¬6) وإنما: ليس فى خ. (¬7) الصحاح (بيض). (¬8) فى المهذب 1/ 188: ويستحب صوم يوم الاثنين ويوم الخميس لما روى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصومهما ويقول: إن أعمال. . . . الحديث. (¬9) له: ليس فى خ. (¬10) فى الصحاح: وقد عرض العارض الجند واعترضهم. وفى اللسان، عن الصحاح: واعترضوا هم. وفى المحكم 1/ 243: واعترض الجند على قائدهم. برفع الجند. وفى ع: واعترضوهم. (¬11) فى المهذب 1/ 188: سئل ابن عمر (ر) عن صيام الدهر فقال: أولئك فينا من السابقين. يعنى من صام الدهر. (¬12) ع: فيسبقون. (¬13) سورة الواقعة آية 10. (¬14) ع: صلو إلى القبلتين. (¬15) وقال الفراء: وكل من سبق إلى نبى من الأنبياء فهو منهم. معانى القرآن 3/ 122. (¬16) ساقط من خ. (¬17) فى المهذب 1/ 188: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وبين أبى الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة. . . إلخ الخبر. (¬18) المبذلة: ساقط من ع. (¬19) ص 124. (¬20) فى المهذب 1/ 189: روى عمر (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام هذين اليومين (الفطر والأضحى) أما يوم الأضحى فتأكلون فيه من لحم نسككم وأمّا يوم الفطر ففطركم من صيامكم. (¬21) ص 77، 116، 172.

التَّشْرِيقِ (¬22) قَدْ ذُكِرَتْ (¬23). قَوْلُهُ: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬24) قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬25): لَيْلَةُ الْقَدْرِ: هِىَ اللَّيْلَةُ الَّتى يُقْدِّرُ اللهُ فِيهَا الْأَشْيَاءَ وَيُفَرِّقُ كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (¬26) أَىْ: مُحْكَمٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (¬27) يُقَالُ: قَدَرَ اللهُ الأمْرَ (يَقْدُرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا، وَقَدَّرَ اللهُ الأمْرَ تَقْدِورًا) (¬28) وَأنْشَدَ الأخْفَشُ (¬29). أَلَا يَا (لَقَوْمِى (¬30)) لِلنَّوَائِبِ وَالْقَدْرِ ... وَلِلأَمْرِ يَأَتِى الْمَرَءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِى قَوْلُهُ: "إيِمَانًا" أَىْ: تَصْدِيقًا بِفَضْلِهَا، "وَاحْتِسَابًا" طَلَبًا لِثَوَابِهَا، يُقَالُ: فُلَانٌ يَحْتَسِبُ الْأخْبَارَ، أَىْ: يَطْلُبُهَا (¬31). قَالَ الْخَطَّابِىُّ فِى تَفسِيرِ الْحَدِيثِ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا" أَىُّ: نِيَّةً وَعَزِيمَةً يَصُومُهُ تَصْدِيقًا بِوُجُوبِهِ (¬32) وَرَغْبَةً فِى ثَوَابِهِ، طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، لَا مُسْتَثْقِلَةً لَهُ، وَلَا مُسْتَطَيلَةً لِأَيَّامِهِ. وَاللهُ أَعْلَمُ. قَوْلُهُ (¬33): "الْتَمِسُوهَا" أَىْ: اطْلُبُوهَا، وَالالْتِمَاسُ: الطَّلَبُ، وَالتَّلَمُّسُ: التَّطَلُّبُ مَرةً بَعْدَ أُخْرَى (¬34). قَوْلُهُ (¬35): "أَسْجُدُ فِى صَبِيحَتِهَا" (¬36) بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِ الْبَاءِ (وَالصَّبِيحَةُ) (¬37) مِثْلُ الصَّبَاحِ، وهُوَ نَقِيضُ الْمَسَاءِ. * * * ¬

_ (¬22) ..................... (¬23) ع: وقد ذكر وانظر ص 117. (¬24) فى المهذب 1/ 188: ويستحب طلب ليلة القدر لما روى أبو هريرة (ر). . . الحديث. وانظر صحيح مسلم 1/ 524 وسنن النسائى 8/ 118. (¬25) 3/ 83 مخطوط. (¬26) وانظر تفسير غريب القرآن 534. (¬27) لم أجده لابن السكيت. (¬28) ما بين القوسين من خ وفى ع تقديرا وقدره قدرا، وفى المحكم 6/ 184: وَقَدَرَ الله بذلك يقدُرُهُ ويقْدِرُهُ قَدْرًا وَقَدَرًا وقدَّره عليه وله، وكذا فى الصحاح والمصباح (قدر) واللسان (قدر 3546). (¬29) ذكر الأخفش فى معانيه 372 أعطنى قَدْرَ شبر وَقَدَرَ شبر وتقول: قَدَرْتُ وأنا أقْدُرُ فأَمَّا المثل ففيه القَدْر والقَدَر. والبيت لهدبة بن خشرم كما فى اللسان. (¬30) خ: لقوم. والمثبت من ع والصحاح واللسان. (¬31) فى غريب الخطابى 1/ 84: خرج القوم يتحسبون الأخبار، أى: يطلبونها. (¬32) ع: لوجوبه. (¬33) فى المهذب 1/ 189: روى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: التمسوها فى العشر الأواخر من شهر رمضان. (¬34) الصحاح (لمس). (¬35) قوله: ليس فى ع. وفى المهذب 1/ 189: روى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت هذه الليلة ثم أنسيها ورأيتنى أسجد فى ماء وطين". (¬36) خ: صبحتها. (¬37) خ: الصبحة، وفى الصحاح: والصباح: نقيض المساء، وكذلك الصبيحة.

باب الاعتكاف

بَابُ الاعْتكَافِ الاعْتِكَافُ: هُوَ حَبْسُ النَّفْس فى الْمَسْجِدِ للهِ تَعَالَى. وَعَكَفَ عَلَى الشَّىْءِ يَعْكُفُ وَيَعْكِفُ عُكُوفًا (¬1): إِذَا وَاظَبَ عَلَيْهِ وَلَازَمَهُ، يُقَالُ: فُلَانٌ عَاكِفٌ عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ (¬2)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ} (¬3). "وَالْمَسْجِدُ الأقْصَى" (¬4) مَعْنَاهُ: الْأَبْعَدُ، وَالْقَصَا: الْبُعْدُ، يُقَالُ: حَلَّ فُلَانٌ الْقَصَا، أَىْ: الْبُعْدَ. ¬

_ (¬1) من باب قعد وضرب كما فى المصباح، وانظر الصحاح (عكف). (¬2) الصحاح (عكف). (¬3) سورة الأعراف آية 138. وانظر مجاز القرآن 1/ 227 وتفسير غريب القرآن 172. (¬4) فى المهذب 1/ 190: وإن نذر أن يعتكف فى مسجد غير المساجد الثلاثة بعينه =

قَوْلُهُ (¬5): {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ} (¬6) أَىْ: لَا تُجَامِعُوهُنَّ (¬7)، وَسُمِّىَ مُبَاشَرةً، لِمَسِّ الْبَشَرَةِ الْبَشَرَةَ: "وَالمُهَايَأةُ" (¬8) أمْرٌ يَتَهَايَأْ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، أَىْ: يَتَرَاضَوْنَ عَلَيْهِ (¬9)، ذَكَرَهُ الصَّغَانِى فِى التَّكْمَلَةِ (¬10). قَوْلُهُ: "لِأنَّ الاعْتِكَافَ فِى شَهْرٍ مَاضٍ مُحَالٌ" (¬11) الْمُحَالُ: الْبَاطِلُ وَمَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَلَا ثُبُوتَ. وَالْمَحْلُ: الْكَيْدُ، وَالْمُمَاحَلَةُ: الْمُمَاكَرَةُ وَالْمُكَايَدَةُ (¬12). قَوْلُهُ: "لَيْلٌ يَتَخَلَّلُ (نَهَارَى (¬13) الاعْتِكَافِ" الْخَلَلُ: الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَمَعْنَى يَتَخَلَّلُ: أَىْ: يَدْخُلُ فِى خَلَلِهِ، أَىْ: فِى (¬14) فُرَجِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (¬15) وَهِىَ: فُرَجُ السَّحَابِ، يَخْرُجُ مِنْهَا (¬16)، وَهُوَ يَتَفَعَّلُ مِنَ الْخَلَلِ. وَفِى الْحَدِيثِ (¬17): "كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُدْنِى إِلَىَّ رَأْسَهُ لِأَرَجلَهُ" أى: امَشِّطَهُ، يُقَالُ: رَجَّلَ شَعْرَهُ تَرْجِيلًا: إِذَا مَشَّطَهُ، وَالْمِرْجَلُ: الْمُشْط (¬18)، قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (¬19): يُقَالُ مِنْهُ: شَعَرٌ رَجَلٌ وَرَجُلٌ: إِذَا لَمْ يَكُنْ شَدِيدَ الْجُعُودَةِ (¬20). "اللُّبْثُ فِى الْمَسْجِدِ" (¬21) هُوَ: الْمُكْثُ وَالإِقَامَةُ، يُقَالُ: لَبِثَ فِى الْمَكَانِ (¬22) لَبَثًا وَلَبْثًا (¬23). قَوْلُهُ: "نُقْصَانُ مُروءَةٍ" (¬24) الْمُرُوءَةُ: الإنْسَانِيَّةُ، وَلَكَ أن تُشَدِّدَهُ، [فَتَقُولُ: مُرُوَّةٌ] (¬25) قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَرُؤَ الرَّجُلُ: صَارَ ذَا مُرُوءَةٍ، فَهُوَ مَرِىءٌ عَلَى فَعِيلٍ، وَتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ الْمُرُوءَةَ (¬26). وَهِىَ مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْمَرْءِ، وَهُوَ الإِنْسَانُ. "رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ" (¬27) بِالتَّحْرِيكِ (¬28): سَاحَتُهُ قُدَّامَ الْبَابِ، وَالْجَمْعُ: رَحَبٌ وَرِحَابٌ وَرَحَبَاتٌ (¬29). قَوْلُهُ: "وَلَمْ يُعَرِّجْ" (¬30) أَىْ: لَم يُقِمْ (¬31)، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬32): التَّعَرُّجِ عَلَى الشَّىء: الإِقَامَةُ عَلَيْهِ يُقَالُ: عَرَّجَ فُلَانٌ عَلَى الْمَنْزِلِ: إِذَا حَبَسَ مَطِيتَّهَ عَلَيْهِ وَأقَامَ، وَكَذَلِكَ التَّعَرُّجُ، تَقُولُ (¬33): مَا لِى عَلَيْهِ عَرجَةٌ وَلَا عِرْجَةٌ وَلَا تَعْرِيجٌ وَلَا تَعَرُّجٌ، وَانْعَرَجَ الشَّىْءُ: انْعَطَفَ، وَمُنْعَرَجُ الْوَادِىِ: مُنْعَطَفُهُ. ¬

_ = وهى: المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى جاز أن يعتكف فى غيره. (¬5) فى المهذب 1/ 190: ولا يصح الاعتكاف من الرجل إِلا فى المسجد لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}. (¬6) سورة البقرة آية 187. (¬7) معانى الزجاج 1/ 244 وتفسير الطبرى 3/ 539 وتفسير غريب القرآن 75. (¬8) فى المهذب 1/ 190: ومن نصفه حر ونصفه عبد ينظر فيه فإن لم يكن بينه وبين المولى مهايأة فهو كالعبد. . . إلخ. (¬9) ع: به. (¬10) 1/ 60. (¬11) فى المهذب 1/ 191: إذا نذر اعتكاف شهر وكان قد مضى الشهر لم يلزمه؛ لأن الاعتكاف فى شهر ماض محال. (¬12) الصحاح (محل). (¬13) خ: نهار وفى المهذب 1/ 191: وإن نذر اعتكاف يومين لزمه اعتكافهما وفى الليلة التى بيهما ثلاثة أوجه، أحدها: أنه يلزمه اعتكافها؛ لأنه ليل يتخلل نهارى الاعتكاف. (¬14) فى: ليس في ع. (¬15) سورة النور آية 43 وسورة الروم آية 48. (¬16) الودق: المطر وانظر مجاز القرآن 2/ 68 ومعانى الفراء2/ 256 وتفسير غريب القرآن 306. (¬17) فى المهذب 1/ 192: ولا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد لغير عذر لما روت عائشة (ر). . . الحديث. (¬18) انظر الفائق 2/ 43: والنهاية 2/ 203 والصحاح والمصباح (رجل - مشط). (¬19) فى إصلاح المنطق 52. (¬20) أنظر الصحاح (رجل). (¬21) فى المهذب 1/ 192: فإن خرج من غير عذر بطل اعتكافه لأن الاعتكاف هو اللبث فى المسجد. (¬22) ع: بالمكان. (¬23) الصحاح والمصباح (لبث). (¬24) فى المهذب 1/ 192: وإن كان للمسجد سقاية لم يلزمه قضاء الحاجة فيها؛ لأن ذلك نقصان مروءة. (¬25) من ع. وليس فى الصحاح ولا فى خ. (¬26) الصحاح (مرأ). (¬27) فى المهذب 1/ 192: وفى الخروج الى المنارة الخارجة عن رحبة المسجد ليؤذن ثلاثة أوجه. . . إلخ. (¬28) ورحبة بإسكان الحاء كما فى المصباح (رحب). (¬29) الصحاح (رحب). (¬30) خ: ولا يعرج وفى المهذب 1/ 192: وإن خرج لما يجوز الخروج له من حاجة الإنسان والأكل فسأل عن المريض فى الطريق ولم يعرج عليه جاز ولم يبطل اعتكافه. (¬31) خ: لا يقيم. (¬32) فى الصحاح (عرج). (¬33) ع: يقال.

قَوْلُهُ: "فَإِنْ تَعَيَّنَ عَلَيْهِ أَدَاءُ شَهَادَةٍ" (¬34) يُقَالُ: تَعَيَّنَ عَلَيْهِ الشَّىْءُ: إِذَا لَزِمَهُ لِعَيْنِهِ دُونَ سِوَاهُ، وَتَعْيِينُ الشَّىْءِ: تَخْصِيصُهُ مِنَ الْجُمْلَةِ (¬35). قَوْلُهُ: "تَلْوِيثُ الْمَسْجِدِ" (¬36) أَىْ: تَلْطِيخُهُ، يُقَالُ: لَوَّثَ ثِيَابَهُ بِالطِّينِ، أَىْ: لَطَّخَهَا، وَلَوَّثَ الْمَاءَ: كَدَّرَهُ وَقَدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "الْمَائِدَة" (¬37) اشْتِقَاقُهَا مِنْ مَادَ إِذَا مَالَ؛ لِأَنَّ حَامِلَهَا يَمِيلُ بِهَا (¬38) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} (¬39). ¬

_ (¬34) فى المهذب 1/ 193 فإن تعين عليه آداء شهادة لزمه الخروج. (¬35) الصحاح (عين). (¬36) فى المهذب 1/ 193: ومن مرض مرضا لا يؤمن معه تلويث المسجد كإطلاق الجوف وسلس البول خرج. (¬37) ويجوز أن يأكل فى المسجد؛ لأنه عمل قليل لابد منه، ويجوز أن يضع فيه المائدة لأن ذلك أنظف للمسجد. (¬38) فى الصحاح: ومنه المائدة: هى خوان عليه طعام فإذا لم يكن عليه طعام فليس بمائدة. (¬39) من قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} سورة النحل: آية 15.

ومن كتاب الحج

وَمِنْ كِتَابِ الحَجِّ أَصْلُ الْحَجِّ فِى اللُّغَةِ: الْقَصْدُ، يُقَالُ: حَجٌّ وَحِجٌّ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْحِجَّةُ بِالْكَسْرِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ (¬1)، جَاءَ نَادِرًا (¬2)، قَالَ (¬3) الكِسَائِىُّ: لَا يُقَالُ غَيْرَ ذَلِكَ (¬4). وَرَجُلٌ مَحْجُوجٌ: أىْ: مَقْصُودٌ قَالَ الْمُخَبَّلُ (¬5): وَأشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ (¬6) الزِّبْرِقَانِ الْمُزَعْفَرَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيت (¬7): أَىْ: يُكْثِرونَ الاخْتِلَافَ إِلَيْهِ. هَذَا الأصْلُ. ثُمَّ تُعُورِفَ اسْتِعْمَالُهُ فِى الْقَصْدِ إلَى مَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ. وَالْعُمْرَةُ: أصْلُهَا: الْقَصْدُ أيْضًا (¬8)، قَالَ الْعَجَّاجُ (¬9): لَقَدْ سَمَا (¬10) ابْنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعْتَمَرْ ... مَغْزىً بَعِيدًا مِنْ بَعِيدٍ وَضَبَرْ أَىْ: قَصَدَ مَغْزَىً بَعِيدًا. وَسُمِّيَتْ عُمْرَةً؛ لِأنَّهَا تُفْعَلُ فِى الْعُمْرِ كُلِّهِ (¬11). وَقِيلَ: لِأنَّهَا تُفْعَلُ فِى مَوْضِعٍ عَامِرٍ (¬12)، وَتَكُونُ الزيَارَةُ أيْضًا، قَالَ الْأعْشَى: (¬13). وَجَاشَت النَّفْسُ لَمَّا جَاءَ فَلُّهُمْ ... وَرَاكِبٌ جَاءَ مِنْ تَثْلِيثَ مُعْتَمِرٌ أَىْ: زَائِرٌ. قَوْلُهُ: "لِعَامِنَا أَمْ لِلأبَدِ" (¬14) الأبَدُ: الدَّهْرُ، يُقَالُ: لَا أفعَلُهُ أبَدَ الآبِدِينَ، كَمَا يُقَالُ: دَهْرَ الدَّاهِرِينَ. وَأبَدَ بِالْمَكَانِ أُبُودًا: إِذَا أقَامَ فِيهِ (¬15). قَوْلُهُ: " (¬16) وَلَا يَتَنَاهَى" هُوَ يَتَفَاعَلُ (¬17) مِنَ الانْتِهَاءِ، أى: يَصِيرُ لَا انْتِهَاءَ لَهُ. ¬

_ (¬1) الواحدة: ساقطة من ع. (¬2) لأن القياس بالفتح، وانظر الزاهر 2/ 368 وتهذيب اللغة 1/ 388 والصحاح (حجج) واللسان (حجج 778). (¬3) ع. وقال. (¬4) أى بغير الكسر. وذكر أبو عبيد عن الكسائى: كلام العرب كله على فعَلْتُ فَعْلَةٌ إلا قولهم: حَجَجْتُ حِجَّة بالكسر. المراجع السابقة. (¬5) السعدى وانظر إصلاح المنطق 372 وتهذيب اللغة 3/ 388 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 70 والمحكم 2/ 337 والصحاح واللسان (حجج). (¬6) ع: بيت: تحريف. (¬7) فى إصلاح المنطق 372. (¬8) وقيل الزيارة، قال ابن الأنبارى: والاعتمار معناه فى كلامهم الزيارة، هذا قول جماعة من أهل اللغة، وقال الآخرون: معنى الاعتمار والعمرة فى كلامهم: القصد. الزاهر 1/ 195، 196. (¬9) ديوانه 50 والزاهر. (¬10) ع: غزا تحريف. (¬11) ع: مرة. (¬12) ع: في أرض عامرة. وقال الزجاج: لأنه قصد لعمل فى موضع عامر. معاني القرآن 1/ 256 ونقله الأزهرى فى تهذيب اللغة 2/ 384 وشرح المختصر لوحة 66. (¬13) أعشى باهلة ديوانه والصبح المنير 266 ورغبة الآمل 1/ 191 والصحاح (عمر) واللسان (عمر 3102). (¬14) فى المهذب 1/ 195: روى سراقة بن مالك قال: قلت يا رسول الله عمرتنا هذه لعامنا أم للأبد قال: بل للأبد. (¬15) الصحاح (أبد). (¬16) خ فلا يتناهى. وفى المهذب 1/ 195: لأنا لو ألزمناه القضاء لزمه لدخوله للقضاء قضاء ولا يتناهى. (¬17) ع: تفاعل.

قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ (¬18): "الإسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ" الْجَبُّ: الْقَطْعُ، وَمِنْهُ الْمَجْبُوبُ: الْمَقْطوعُ (¬19) الْمَذَاكِيرِ، وَبَعِيرٌ أجَبُّ (¬20) بَيِّنٌ الْجَبَبِ. أَىْ: مَقْطوعُ السَّنَامِ (¬21). قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ: "فَرَفَعَتْ صَبِيًّا (لَهَا (¬22)) مِنْ مِحَفَّتِهَا" الْمِحَفَّةُ - بِالْكَسْرِ: مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ كَالْهَوْدَجِ إلَّا أَنَّهَا لَا تُقَبَّبُ كَمَا يُقَبَّبُ الْهَوْدَجُ (¬23). قَوْلُهُ: "التَّمَتُّعُ أوْ الْقِرَانُ فِى الْحَجِّ" (¬24) أصْلُ التَمَتُّعِ: الْمَنْفَعَةُ، يُقَالُ: لَئِنِ اشْتَرَيْتَ هَذَا الْغُلَامَ لَتَمْتَعَنَّ مِنْهُ بِغُلَامٍ صَالِحٍ، أى: لَتَنْتَفِعَنَّ بهِ (¬25)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ} (¬26) وَتَمَتَّعْتُ بِكَذَا وَاسْتَمْتَعْتُ بِهِ بِمَعْنَىً. وَقَوْلُهُ تَعَالَى. {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} (¬27) أىْ: انتفَعْتُمْ بِهِ مِنْ وَطْئِهِنَّ (¬28). وَالْمُتْعَةُ (¬29): مَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنَ الزَّادِ، فَكَأنَّ الْمُتَمَتِّعُ يَنْتَفِعُ بِالْعُمْرَةِ إِلَى أنْ يَأتِى الْحَجُّ، أو يَتَبلَّغُ بِهَا إلَى الْحَجِّ. وَالْمَتَاعُ أَيْضًا: الْبَلَاغُ مِنَ الْعَيْش الْقَلِيلِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: (¬30) {كُلُوا (¬31) وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا}، {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ} (¬32) فَكَأَنَّهُ يَتَبَلغُ بِهَا إِلَى الْحَج. وَقِيلَ: لِأنَّهُ يَتَحَلَّلُ مِنَ الْعُمْرَةِ ثُمَّ يَتَمَتَّعُ بِاللِّبَاسِ وَالطِّيبِ وَمُبَاشَرِةِ النِّسَاءِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَحْظُورَاتِ إِلَى الْحَجِّ، أَى يَنْتَفِعُ بِفِعْلِهَا إِلَى أَنْ يَحُجَّ (¬33). وَالْقِرَانُ: هُوَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، كَمَا يُقْرَنُ بَيْنَ الْبَعِيرَيْنِ فِى حَبْلِ وَاحِدٍ، أىْ: يَجْمَعُهُمَا، وَقَرَنْتُ الشىْءَ بِالْشَىْءِ: وَصَلْتُهُ، وَقَرَنْتُ الأسَارَى فِى الْحِبَالِ: أىْ: جَمَعْتُهُمْ (¬34). قَوْلُهُ: "إِذْنَهُ رِضًا بِوُجُوبِهِ عَلَى عَبْدِهِ" (¬35) (¬36) الرِّضَا: إِذَا كَانَ مَصْدَرًا: قُصِرَ، وإذَا كَانَ اسْمًا: مُدَّ، وَهَذَا مِمَا يَغْلَطُ فِيهِ الْخَوَاصُّ، هَكَذَا ذَكَرَهُ فى الصِّحَاحِ (¬37) عَن الأخْفَشِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا أنَّ النُّسُكَ الْعِبَادَةُ، يُضَمُّ وَيُسَكَّنُ. وَقِيلَ النُّسُكُ- بِالضَّمِّ: الذَّبِيحَةُ، وَبِالسُّكُونِ: الْعِبَادَةُ (¬38). قَوْلُهُ: "وَأنْ يَكُونَ الطَّرِيقُ أَمْنًا مِنْ غَيْرِ خُفَارَةٍ" (¬39) الْخَفِيرُ: الْمُجِيرُ، يُقَالُ: خَفَرْتُ (الرَّجُلَ) (¬40) أخْفِرُهُ بِالْكَسْرِ خَفْرًا: إذَا أجَرْتَهُ وَكُنْتَ لَهُ خَفِيرًا تَمْنَعُهُ، قَالَ الأصْمَعِىُّ: وَكَذَلِكَ: خَفَّرْتُهُ تَخْفِيرًا، وَتَخَفَّرْتُ بِفُلَانٍ: إذَا اسْتَجَرْتَ بِهِ وَسَألتَهُ أنْ يَكُونَ لَكَ خَفِيرًا، وَأخْفَرْتُهُ، إذَا نَقَضْتَ عَهْدَهُ وَغَدَرْتَ بِهِ. وَالاسْمُ: الْخُفْرَةُ بِالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ الْخُفَارَةُ بِالضَّمِّ، وَالْخِفَارَةُ بِالْكَسْرِ، قَالَ (¬41): ¬

_ (¬18) في المهذب 1/ 195: وإن أسلم لم يخاطب بما فاته فى حال الكفر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الإسلام يجب ما قبله". (¬19) ع: لمقطوع. (¬20) ع: وبعير جب: تحريف. (¬21) الصحاح (جيب). (¬22) لها: ليس فى خ وفى المهذب 1/ 195: روى ابن عباس (ر) أن امرأة رفعت صبيا لها من محفتها فقالت يا رسول الله ألهذا حج، قال: نعم ولك أجر. (¬23) ......................... (¬24) فى المهذب 1/ 196: ويجوز للسيد أن يمنعه من الصوم؛ لأنه لم يأذن فى سببه وإن أذن له فى التمتع أو القران. . . إلخ. (¬25) الصحاح (متع). (¬26) سورة الرعد آية 17 وانظر مجاز القران 1/ 328 ومعانى الفراء 2/ 62. (¬27) سورة النساء آية 23. (¬28) انظر معاني القرآن للزجاج 2/ 38. (¬29) ع: والمنفعة، وانظر تهذيب اللغة 2/ 291 - 294 فى تفسير الآية. (¬30) تعالى: ليس فى ع. (¬31) خ: {قُلْ تَمَتَّعُوا قَلِيلًا} تحريف وانظر الآية 46 من سورة المرسلات. (¬32) سورة آل عمران آية 185. (¬33) تهذيب اللغة 2/ 291 - 294 واللسان (متع 4127). (¬34) الصحاح (قرن). (¬35) فى المهذب 1/ 196: الهدي يجب فى مال السيد؛ لأنه أذن فى سببه. وقيل: لا يجب لأن إذنه رضا بوجوبه على عبده لا فى ماله. وفى خ: إذنه رضا بوجوب الحج. (¬36) ع: الوجوب الرضا: تحريف. (¬37) عبارة الجوهري فى الصحاح: ورضيت عنه رضا مقصور، وهو مصدر محض، والاسم الرضاء ممدود عن الأخفش. وانظر اللسان (رضى 1664) والمصباح (رضى). (¬38) العين 5/ 314 والمحكم 6/ 451 واللسان (نسك 4412). (¬39) فى المهذب 1/ 196 فى شروط المستطيع بنفسه: أن يكون الطريق. . . (¬40) خ: بالرجل والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه. (¬41) أبو جندب الهذلى. ديوان الهذليين 3/ 94 =

. ... (يُخَفِّرُنِى) (¬42) ثَوْبِى إذَا لَم أُخَفَّرِ قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ: "مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ الحَجِّ حَاجَةٌ" (¬43) الْحَاجَةُ: الْفَقْرُ وَعَدَمُ الاسْتِطَاعَةِ، وَيَحْتَمِلُ أنْ تَكُونَ الْحَاجَةَ الْمَعْرُوفَةَ، أىْ: مَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِعْلُهُ مِنَ الْحَاجَاتِ الَّتى لَا بُدَّ لَهُ (¬44) مِنْهَا، كَالْكَسْبِ عَلَى الْعِيَالِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "الزَّامِلَةِ" (¬45) أَصْلُ الزَّامِلَةِ: بَعِيرٌ يَسْتَظْهِرُ بِهِ الرَّجُلُ يَحْمِلُ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ وَطَعَامَهُ. وَرُكُوبُ الزَّامِلَةِ: بِغَيْرِ مَحْمَلٍ وَلَا رَحْلٍ. وَالزَّمْلُ: الْحَمْلُ بِالْفَتْحِ، وَالزِّمْلُ بِالْكَسْرِ: حِمْلُ الْبَعِيرِ، وَقَدْ ازْدَمَلَ (¬46) الْحِمْلَ: إِذَا حَمَلَهُ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِى الدَّرْدَاءِ "لَئِنْ فَقَدْتُمُوني لَتَفْقِدُنَّ مِنِّي زِمْلًا عَظيمًا" يَعْنى: حِمْلًا مِنَ الْعِلْمِ عَظيمًا (¬47). وَالْهَوْدَجُ: مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ عَلَيْهِ قُبَّةٌ. وَكَذَلِكَ (¬48) الْعَمَّارِيَّةُ: مِحْمَلٌ كَبِيرٌ مُظَلَّلٌ يُجْعَلُ عَلَى الْبَعِيرِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ كِلَيْهِمَا. قَوْلُهُ: "فَإنْ كَانَ لَهُ أهْلٌ" (¬49) الْأهْلُ: ذَوُو الْمَحَارِمِ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ. وَأَهْلُ الدَّارِ: سُكَّانُهَا، وَالأهْلُ أيْضًا: الزَّوْجَةُ (¬50)، وَفِى الْحَدِيثِ: "إِذَا أتَى أحَدُكُمْ أَهْلَهُ". قَوْلُهُ: "وَهُوَ يَخَافُ الْعَنَتَ" (¬51) أرَادَ الزِّنَا، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} (¬52) وَقَدْ يَكُونُ الْعَنَتُ: الِإثْمَ (¬53). وَالْعَنَتُ: الْوُقُوعُ فِى أمْرٍ شَاقٍّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} (¬54). قَوْلُهُ: "تَغْرِيرًا بِالنَّفْسِ" (¬55) التَّغْرِيرُ (¬56): الخَطَرُ، يُقَالُ: غَرَّرَ بِنَفْسِهِ: إذَا دَخَلَ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ فِى أمْرٍ يَخَافُ مِنْهُ. قَوْلُهُ: أوْ مَحْرَمٍ (¬57) هُوَ مِنْ قَرَابَةِ الْمَرْأَةِ: مَنْ لَا يَحِلُّ لَهُ نِكَاحُهَا (¬58) بَلْ يَكُونُ مُحَرَّمًا عَلَيْهَا وَهِىَ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِ (¬59) وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْحَرَامِ، ضِدِّ الْحَلَالِ. قَوْلُهُ (¬60): "حَتَّى لَتُوْشِكُ الظّعِينَةُ أنْ تَخْرُجَ مِنْهَا بِغَيْرِ جِوَارٍ" تُوْشِكُ بِالْكَسْرِ (¬61)، أىْ: تُسْرِعُ ¬

_ = والمحكم 5/ 106 والصحاح (حفر). وصدره: وَلَكِنِّنِى جَمْرُ الغَضَا مِنْ وَرَائِهِ ... . . . . . . . . . . . . . وانظر العين 4/ 254 وفعلت وأفعلت للزجاج 33 وأفعال السرقسطى 1/ 452. (¬42) خ: ويخفرني فى سيفى: تحريف. (¬43) كذا فى خ وع: والذى فى المهذب 1/ 196: روى أبو أمامة (ر) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يمنعه من الحج مرض حابس أو سلطان جائر فمات فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا". (¬44) له: ليس فى ع. (¬45) فى المهذب 1/ 197: وإن وجد راحلة لا تصلح لمثله بأن يكون ممن لا يمكنه الثبوت على القتب والزاملة لم يلزمه حتى يجد عمارية أو هودجا. (¬46) ع: أزمل تحريف. (¬47) غريب الحديث للخطابي 2/ 340 والفائق 2/ 23 والنهاية 2/ 313. (¬48) ع: وكذا. (¬49) فى المهذب 1/ 197: وإن وجد الزاد والراحلة لذهابه ولم يجد لرجوعه نظرت فإن كان له أهل فى بلده لم يلزمه. (¬50) المحكم 4/ 255 والنهاية 1/ 83، 84 والصحاح والمصباح (أهل) واللسان (أهل 163). (¬51) فى المهذب 1/ 197: وإن احتاج إلى النكاح وهو يخاف العنت قدم النكاح. (¬52) سورة النساء آية 25 وانظر معاني الفراء 1/ 261 وتفسير الطبرى 8/ 206 ومعاني الزجاج 2/ 42 وتفسير غريب القرآن 124 ومجاز القرآن 1/ 123. (¬53) المراجع السابقة. (¬54) سورة التوبة 128 وانظر معاني الزجاج 2/ 530 والطبرى 11/ 56 وتفسير غريب القرآن 193. (¬55) فى المهذب 1/ 197: لأن فى إيجاب الحج مع الخوف تغريرًا بالنفس والمال. (¬56) ع: الغرر وفى الصحاح: الغرر: الخطر فى تفسير بيع الغرر ولكنه فسر التغرير فَقَال: التغرير: حمل النفس على الغرر، وقد غرر بنفسه تغريرًا وتَغِرَّة. (¬57) فى المهذب 1/ 197: وإن كانت امرأة لم يلزمها إلا أن تأمن على نفسها بزوج أو محرم أو نساء ثقات. (¬58) الصحاح (حرم) ونقله في المصباح (حرم). (¬59) تهذيب اللغة 5/ 44، 45 والمصباح (حرم). (¬60) فى المهذب 1/ 197: إذا كان الطريق أمنا جاز من غير نساء وهو الصحيع لما روى عدى بن حاتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حتى لتوشك الظعينة أن تخرج منها بغير جوار حتى تطوف بالكعبة". (¬61) ع: بكسر الشين.

يُقَالُ: أوْشَكَ فُلَانٌ يُوْشِكُ إيشَاكًا، أىْ: أسْرَعَ السَّيْرَ، وَالْوَشِيكُ: هُوَ السَّرِيعُ إلَى الشَّيْءِ، قَالَ جَرِيرٌ (¬62): إذَا جَهِلَ اللَّئِيمُ وَلَمْ يُقْدِّرْ ... لِبَعْضِ الأمْرِ أوْشَكَ أنْ يُعَابَا وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: يُوشَكُ، بِفَتْحِ الشِّينِ، وَهِىَ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ (¬63). وَالظَّعِينَةُ: هِىَ الْمَرْأةُ مَا دَامَتْ فِى الْهَوْدَجِ، وَإذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِ، فَلَيْسَتْ بِظَعِينَةٍ، وَأصْلُهُ مِنَ الظَّعْنِ وَالظَّعُونِ وَهُوَ الارْتِحَالُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} (¬64) وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم (¬65): قِفِى قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا ... نُخَبِّرْكِ الْيَقِينَ وَتُخْبِرِينَا * قَوْلُهُ: "بِغَيْرِ جوَارٍ" أيْ: بِغَيْرِ خَفِيرٍ وَلَا جَارٍ، وَهُوَ الَّذِى يُجِيرُ، أى (¬66): يَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ، يُقَالُ: اسْتَجَارَهُ (¬67) مِنْ فُلَانٍ فَأجارَهُ، وَأجَارَهُ اللهُ مِنَ الْعَذَابِ، وَفِى الْقُرْآنِ: {يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ} (¬68) أَيْ: يَمْنَعُ وَلَا يُمْنَعُ مِنْهُ. قَوْلُهُ: "وَيَقْدِرُ عَلَى الْحَبْوِ" (¬69) الْحَبْوُ هُوَ: الْمَشْىُ عَلَى الْألْيَتَيْنِ أوْ الرَّاحِتَيْنِ (وَ) (¬70) الرُّكْبَتَيْنِ يُقَالُ: حَبَا الصَّبِىُّ عَلَى اسْتِهِ حَبْوًا، إذَا زَحَفَ. قَالَ الشَاعِرُ (¬71): لَوْلَا السِفَارُ وَبُعْدُ خَرْقِ مَهْمَهٍ (¬72) ... لَتَرَكْتُهَا تَحْبُو عَلَى الْعُرْقُوبِ قَوْلُهُ: "لِزَمَانَةٍ أَوْ كِبَرٍ" (¬73) الزَّمَانَةُ: الْمَرَضُ، وَالزِّمِنُ: الَّذِى امْتَدَّ زَمَانُهُ (¬74) فِى الْعِلَّةِ، وَطَالَت عِلَّتُهَ (¬75)، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬76) يُقَالُ: رَجُلٌ زَمِنٌ، أيْ: مُبْتَلى بَيِّنُ الزَّمَانَةِ. قَوْلُهُ: "فَالْمَغْضُوبُ أَولَى" (¬77) الْمَعْضُوبُ: هُوَ الَّذِي انتهَتْ بِهِ الْعِلَّةُ، وَانْقَطَعَتْ حَرَكَتُهُ، مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَضْبِ، وَهُوَ: الْقَطْعُ. قَالَ فِى فِقْهِ اللُّغَةِ (¬78) إِذَا كَانَ الِإنْسَانُ مُبْتَلَىً بالزَّمَانَةِ فَهُوَ: زَمِنٌ، فَإِذَا زَادَتْ زَمَانَتُهُ، فَهُوَ: ضَمِنٌ: فَإِذَا أقْعَدَتْهُ، فَهُوَ مُقْعَدٌ، فَإِذَا (¬79) لَمْ يَبْقَ بِهِ (¬80) حِرَاكٌ فَهُوَ مَعْضُوبٌ. وَقَالَ الأزهَرِىُّ (¬81): الْمَعْضُوبُ: الَّذِي خُبِلَ (¬82) أطرَافُهُ بِزَمَانَةٍ حَتَّى مَنَعَتْهُ مِنَ الْحَرَكَةِ. وَأَصْلُهُ مِنْ عَضَبْتُهُ إِذَا قَطَعْتَهُ (¬83)، وَالْعَضبُ شَبِيهٌ بِالْخَبْلِ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلشَّلَلِ يُصِيبُ الِإنْسَانَ فِى يَدِهِ وَرِجْلِهِ: عَضْبٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: عَضَبْتُ يَدَهُ بِالسَّيْفِ: إِذَا قَطَعْتَهَا، وَيُقَالُ: لَا يَعْضِبُكَ اللهُ وَلَا يَخْبِلُكَ، وإنَّهُ لَمَعْضُوبُ اللِّسَانِ إِذَا كَانَ [عَيِيًّا] (¬84) فَدْمًا (¬85). ¬

_ (¬62) يهجو العباس بن يزيد الكندى ديوانه 87. (¬63) الصحاح (وشك). (¬64) سورة النحل آية 80 وانظر تفسير غريب القرآن 247 ومجاز القرآن 1/ 365. (¬65) شرح معلقته لابن كيسان 47 وشرح القصائد السبع الطوال 375. (¬66) يجير أي: ساقط من ع. (¬67) ع: استجار. (¬68) سورة المؤمنون آية 88. (¬69) فى المهذب 1/ 198: وإن كان زمنا لا يقدر على المشي ويقدر على الحبو لم يلزمه. (¬70) خ: أو تحريف وانظر النهاية 1/ 336 واللسان (حبو 766) والمحكم 4/ 19. الصحاح (حبو) واللسان. (¬71) عمرو بن شقيق كما فى اللسان. (¬72) فى ع: وبعده من مهمه. كما فى اللسان والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬73) والمستطيع بغيره اثنان أحدهما من لا يقدر على الحج بنفسه لزمانه أو كبر وله مال يدفع إلى من يحج عنه فيجب عليه فرض الحج. (¬74) ع: زمنه. (¬75) ع: عليه. (¬76) فى الصحاح (زمن). (¬77) وإن لم يكن للولد مال ففيه وجهان. . . الثاني: لا يلزمه فرض الحج من غير زاد ولا راحلة فالمعضوب أولى أن لا يلزمه. (¬78) ص 131. (¬79) ع: وإذا. (¬80) ع: فيه. (¬81) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 69، 70. (¬82) ع: خبلت. (¬83) غضبته أعضبه من باب ضرب. (¬84) خ وع: عيا والمثبت من شرح الأزهرى وتهذيب اللغة 1/ 484. (¬85) ع: قدما: تحريف. والفدم الثقيل الفهم العييى. وانظر فيما سبق تهذيب اللغة 1/ 484 واللسان (عضب 2982).

وَالزَّمَانَةُ: كُلُّ دَاءٍ مُلَازِمٍ يُزْمِنُ الِإنْسَانَ فَيَمْنَعُهُ عَنِ الْكَسْبِ، كَالْعَمَى، وَالِإقْعَادِ، وَشَلَلِ الْيَدَيْنِ. قَوْلُهُ: "فِى تَجْهِيزِ مَنْ يَحُجُّ عَنْهُ" (¬86) جِهَازُ السَّفَرِ: يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ. تَجَهَّزْتُ لِلسَّفَرِ: تَهَيَّأتُ لَهُ وَقَدْ ذُكِرَ (¬87). قَوْلُهُ: "مِنْ تَرِكَتِهِ" (¬88) التَّرِكَةُ: هُوَ مَا يَتْرُكُهُ الْمَيِّتُ بَعْدَهُ مِنَ الْمِيَرَاثِ، فَعِلَةٌ مِنَ التَّرْكِ. قَوْلُهُ: "لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ" (¬89) اسْمُ رَجُلٍ سُمِّىَ بِشَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ، لَهَا حَمْلٌ يُشَبَّهُ بِالْحِمِّصِ (¬90). وَلَبَّيْكَ: مَعْنَاهُ الِإجَابَةُ، وَيَأتي ذِكْرُهُ. قَوْلُهُ: "صَرُورَةٌ" (¬91) وَهُوَ (¬92) الَّذِى لَمْ يَحُجّ، وَكَذلِكَ رَجُلٌ صارُورَةٌ، وَصَرُورِيٌّ (¬93). وإنَّمَا كَرِهَهُ؛ لِأنَّهُ مِنْ كَلَامِ أهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَيَحْتَمِل أنْ يُرِيدَ بِذَلِكَ: لَا يَتْرُكْ أحَدٌ الْحَجَّ فَيَكُونُ صَرُورَةً. وَأمَّا الْحَدِيثُ: "لَا صَرُورَةَ فِى الِإسْلَامِ" (¬94) فَهُوَ تَرْكُ النِّكَاحِ؛ لِأنَّهُ لَيْسَ مِنْ أخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ دِينُ الرُّهْبَانِ، قَالَ النَّابِغَةُ: لَوْ أنَّهَا عَرَضَتْ لِأشْمَطَ رَاهِبٍ ... يَخْشَى الِإلَهَ صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ (¬96) لَرَنَا لِبَهْجَتِهَا وَحُسْنِ حَدِثِهَا ... وَلَخَالَهُ رَشَدًا وإنْ لَمْ يَرْشُدِ قَالَ الْأزْرُقِيُّ: كَانَ مِنْ سُنَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ أَنَّ الرجُلَ يُحْدِثُ الْحَدَثَ، يَقْتُلُ الرَّجُلَ وَيَلْطُمُهُ، فَيَرْبِطُ لِحَاءً مِنْ لِحَاءِ الْحَرَمِ قِلَادَةً فِى رَقَبَتِهِ، وَيَقُولُ: أَنَا صَرُورَةٌ، فيقَالُ لَهُ: دَعُوا (¬98) صَرُورَةً أَتَى بِجَهْلِهِ ... وَإِنْ رَمَى فِى حُفْرَةٍ بِرِجْلِهِ فَلَا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَقَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا صَرُورَةَ فِى الإسْلَام، وَإنَّ مَنْ أحدَثَ حَدَثًا أُخِذَ بِحَدَثِهِ (¬99) قَالَ الأزْهَرِيُّ (¬100) سُمِّىَ مَنْ لَمْ (¬101) يَحُجّ صَرُورَةً، لِصرِّهِ عَلَى نَفَقَتِهِ الَّتِى يَتَبَلَّغُ بِهَا إلَى الْحَجِّ، وَسُمِّىَ مَنْ لَمْ يَنْكِحْ صَرُورَةً، لِصَرِّهِ عَلَى مَاءِ ظَهْرِهِ، وإبْقَائِهِ إياهُ. قَوْلُهُ: [تَعَالَى]: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ} (¬103) ذُكِرَ فِى الصَّوْم (¬104). ¬

_ (¬86) فى المهذب 1/ 198: لا ينوب عنه الحام فى تجهيز من يحج عنه. (¬87) ص 28. (¬88) ويجب قضاؤه من تركته. (¬89) ع: قوله عن شبرمة. وفى المهذب 1/ 199: روى ابن عباس (ر) قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لبيك عن شبرمة، فقال: أحججت عن نفسك؟ قال: لا. قال: فحج عن نفسك ثم حج عن شبرمة. (¬90) الصحاح (شبرم) واللسان (شبرم 2186) والعين 5/ 303 والنهاية 2/ 440 وفى ع: شبه الحمص. (¬91) فى المهذب 1/ 199: قال الشافعى رحمه الله: وأكره أن يسمى من لم يحج صرورة لما روى ابن عباس (ر) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صرورة فى الإسلام". (¬92) ع: هو. (¬93) الصحاح (صرر). (¬94) غريب الحديث 3/ 97 والفائق 2/ 293 والنهاية 3/ 22. (¬95) ديوانه 95، 96 وغريب أبى عبيد 3/ 97 واللسان (صرر 2431). (¬96) ما بين المعقوفين من ع وفيها: لدنا والمثبت من الديوان وفيه: لرؤيتها. (¬97) ع: الأزهرى: تحريف. والأزرقى، وهو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق مؤرخ يمانى الأصل من أهل مكة، وله أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار توفي نحو 250 هـ. انظر الأعلام 7/ 93. (¬98) ع: دعوى: تحريف. وقد ذكرت البيت على أنه نثر. (¬99) غريب الحديث 3/ 97 والفائق 2/ 293 والنهاية 3/ 22. (¬100) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 78 وانظر تهذيب اللغة 12/ 109. (¬101) ع: ما لم: خطأ. (¬102) فى المهذب 1/ 200: ولا يجوز الإحرام بالحج إلا فى أشهر الحج والدليل عليه قوله عز وجل {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}. (¬103) الآية 197 من سورة البقرة. (¬104) ص: 160، 175.

قَوْلُهُ (¬105): "أشْهُرُ الْحَجِّ شَؤالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ" سُمِّىَ (شَوَّالًا) (¬106) لأنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَضْرِبُ فِيهِ الإبِلَ فَتَشُولُ، أىْ: تَرْفَعُ أذْنَابَهَا. وَالنَّاقَةُ إِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا شَالَتْ بِذَنَبِهَا، أىْ: رَفَعْتُهُ، يُقَالُ: شَالَت النَّاقَةُ بِذَنَبِهَا وَأشَالَتْهُ: إذَا رَفَعَتْهُ (¬107)، قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ فَرَسًا (¬108). جَمُومُ الشَّدِّ شَائِلَةُ الذَّنَابِىَ ... تَخَالُ بَيَاضَ غُرَّتِهَا سِرَاجَا وَسُمِّىَ ذَا الْقَعْدَةِ؛ لِأنَ النَّاسَ يَقْعُدُونَ فِيهِ لانْتِظَارِ الْحَجِّ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَقِيلَ: لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَن الْحَرْبِ (¬109)، وَسُمِّىَ ذَا الحِجَّةِ؛ لأنهُمْ يَحُجُّونَ فِيهِ (¬110)، وَالْكَسْرُ فِيهِ أفصَحُ مِنَ الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ فِى الْحَجِّ أَفْصَحُ مِنَ الْكَسْرِ (¬111). قَوْلُهُ (¬112): "عُمْرَةٌ فى رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" أىْ: تُمَاثِلُهَا، وَالْعَدِيلُ: هُوَ الَّذِى يُعَادِلُكَ فِى الْوَزْنِ وَالْقَدْر، أىْ: يُسَاويكَ وَيُمَاثِلُكَ. قَوْلُهُ (¬113): "أهِلِّى بِالْحَجِّ" أَىْ: أَحْرِمِى بِهِ، وَأَصْلُ الإهْلَالِ: رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ رُؤية الهلَالِ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتى قِيلَ لِكُل رَافِعٍ صَوْتَهُ: مُهِلٌّ وَمُسْتهِلٌّ (¬114)، وَالْحَاجُّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ. وَأَمَّا الْمَرْاةُ، فَلَا يُستحَبُّ لَهَا رَفْعُ الصَّوْتِ، وَإنَّمَا أرَادَ: أَحْرمِى. ¬

_ (¬105) فى المهذب 1/ 200: وأشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة. (¬106) خ: شوال: خطأ. (¬107) الأيام والليالى والشهور للفراء 14 والمخصص 9/ 43 وصبح الأعشى 2/ 368 والزاهر 2/ 368 والصحاح (شول) ويوم دليلة فى اللغة والغريب لأبي عمر الزاهد ص 250 من مجلة معهد المخطوطات العربية ج 24/ 2/ 1978 م. (¬108) ديوانه. (¬109) المراجع السابقة فى تعليق 107. (¬110) المراجع السابقة. (¬111) كذا فى الزاهر 2/ 368. (¬112) فى المهذب 1/ 200: روى ابن عباس (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عمرة فى رمضان تعدل حجة". (¬113) فى المهذب 1/ 201: روى أن عائشة (ر) أحرمت بالعمرة، فحاضت، فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى تبكى، فقال: "أهلى بالحج واصنعى ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي البيت ولا تصلي". (¬114) كذا ذكره الأصمعي وانظر الكنز اللغوى 159 وتهذيب اللغة 5/ 367 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 69 والصحاح والمصباح (هلل) وديوانه الأدب 3/ 164 وأفعال السرقسطى 1/ 131.

من باب المواقيت

مِنْ بَابِ الْمَوَاقِيتِ قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬1): الْمِيقَاتُ: الْوَقْتُ الْمَضْرُوبُ لِلْفِعْلِ، وَالْمَوْضِعِ. يُقَالُ: هَذَا مِيقَاتُ أهْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ، وَهُوَ: الْمَوْضِعُ الَّذِى يُحْرِمُونَ مِنْهُ. يُقَالُ: وَقَتَهُ -بِالتَّخْفِيفِ- فَهُوَ مَوْقُوتٌ: إِذَا بَيَّنَ لِلْفِعْلِ وَقْتًا يُفْعَلُ فِيهِ، أو مَوْضِعًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (¬2). قَوْلُهُ: "وَقَتَ لِأهْلِ نَجْدٍ" (¬3) أَيْ: بَيَّنَ لَهُمْ مَوْضِعًا لِوَقْتِ إِحْرَامِهِمْ. وَقَالَ فِى الْفَائِقِ (¬4): وَقَتَ الشَّيء، وَوَقَّتَهُ: إِذَا بَيَّنَ حَدَّهُ، ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كِتَابًا مَوْقُوتًا}. وَفِى الْحَدِيثِ: "لَمْ يَقِتْ فِى الْخَمْر حَدًّ" (¬5) أىْ: لَمْ يَحُدّ، وَالْمِيقَاتُ: يَكُونُ لِلزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، فَمِيقَاتُ الصَّلَاةِ: يُرَادُ بِهِ الَزّمَانَ، وَفِى الْحَج: يُرَادُ بِهِ الْمَكَانَ. وَأصْلُهُ: مِوْقَاتٌ -بِالْوَاوِ- فَانْقَلَبَتْ يَاءً، لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا. وَذَكَرَ الْبُخَارِىُّ: إنَّمَا سُمىَ الْيَمَنْ (يَمَنًا) (¬6) لِأنَّهُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ، وَسُمِّىَ الشَّامُ شَامًا؛ لِأنَّهُ عَنْ يَسَارِ الْكَعْبَةِ (¬7). وَالْيُسْرَى: هِىَ الشُّؤْمَى، ضِدُّ الْيُمْنَى (¬8). وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: شَآمٌ -بِالْهَمْزِ وَالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، وَشَأْمٌ -بِالْهَمْزِ وَالسُّكُونِ، وَشَامٌ- بِتَرْكِ الْهَمْزِ (¬9). قَوْلُهُ: "قَرَن" بالْفَتْحِ: مِيقَاتُ أهلِ نَجْدٍ، وَمِنْهُ سُمِّىَ "أوَيْسٌ الْقَرَني" هَكَذَا ذَكَرَهُ (¬10) فِى الصَّحَاحِ (¬11). وَقَالَ الصَّغَانيُّ (¬12): الصَّوَابُ فِى الْمِيقَاتِ "قَرْن" بِسُكُونِ الراء (¬13)، فَأمَّا "أُوَيْسٌ" فَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى قَرَنِ بْنِ رَدْمَانَ بْنِ نَاجِيَةِ بْنِ مُرَادَ (¬14). أخْبَرَني مَنْ شَاهَدَ مَسْجِدَ أُوَيْسٍ فِى رَدْمَانَ، وَذَكَرَ أَنَّ آثارَهُ مَشْهُورَةٌ هُنَالِكَ (¬15)، مَعَ حَدِيثٍ يَطولُ، يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ الضَّغَانِىُّ. وَذَكَرَ ابْنُ الْحَائِكِ أَنَّهُ مِنْ حِمْيَرَ، وَدَخَلَ فِى بَنى نَاجِيَةَ مِنْ (¬16) مُرَاد. قَوْلُهُ: "يَلَمْلَمُ" يُقَالُ فِيهِ: يَلَمْلَمُ وَأَلمْلَمُ (¬17). قَوْلُهُ: "لَمَّا فُتِحَ الْمِصْرَانِ" (¬18) هُمَا: الْبَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ. وَالْمِصْرُ: الْبَلَدُ الْعَظيمُ، سُمىَ مِصْرًا؛ لِأنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ إلَيْهِ، أي: يَجْتَمِعُونَ، كَمَا سُمِّىَ الْمِعَى الْمَصِيرُ؛ لِأنَّهُ يَصِيرُ إِلَيْهِ الطعَامُ وَالشَّرابُ (¬19) وَمَعْنَى "فُتِحَ المِصْرَانِ" أىْ: (بُنىَ الْمِصْرَانِ) (¬20): لأنَّ الْمُسْلِمِينَ بَنَوْهُمَا، وَلَم يَفْتَحُوهُمَا. ¬

_ (¬1) فى الصحاح (وقت). (¬2) سورة النساء 103 وانظر مجاز القرآن 1/ 139 ومعاني الزجاج 2/ 108 وتفسير غريب القرآن 135 والعمدة 115. (¬3) فى المهذب 1/ 203: روت عائشة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل نجد قرنا. . . إلخ. (¬4) 4/ 75. (¬5) غريب الخطابى 1/ 621 والنهاية 5/ 212. (¬6) من ع. (¬7) انظر معجم ما استعجم 1401. (¬8) ع: اليمين. (¬9) الصحاح (شأم) وانظر الكتاب 3/ 231 وإصلاح المنطق 180. (¬10) ع: ذكر. (¬11) فى الصحاح (قرن). (¬12) فى التكملة. (¬13) فى معجم ما استحجم 1068 بفتح القاف والراء، وصححه القزاز بإسكان القاف. (¬14) جمهرة الأنساب 407. (¬15) ع: هناك. (¬16) ع: ابن. (¬17) معجم ما استعجم 187، 1398. (¬18) فى المهذب 1/ 203: روى عن ابن عمر (ر) قال: لما فتح المصران أتَوْا عمر (ر) فقالوا إن رسل الله - صلى الله عليه وسلم - حد لأهل نجد قرنا وإنا إذا أردنا أن نأتي قرنا شق علينا. . . إلخ. (¬19) انظر الصحاح (مصر) واللسان (مصر 4215). (¬20) خ: بلد المصرين: تحريف.

قَوْلُهُ: "فَانْظُرُوا حَذْوَهَا" (¬21) أىْ: مَا يُحَاذِيهَا وَيُقَابِلُهَا، وَحِذَاءُ الشَّيْءِ: إزَاؤُهُ، يُقَالُ: جَلَس بِحِذَائِهِ، وَحَاذَاهُ، أيْ: صَارَ بِحِذَائِهِ (¬22). قَوْلُهُ: "قِبَلَ مَكَّةَ" (¬23) أىْ: نَحْوَهَا وَجِهَتَهَا. قَوْلُهُ: "جَاوَزَهُ" (¬24) أيْ: تَعَدَّاهُ إلَى غَيْرِهِ وَمَضَى عَنْهُ، يُقَالُ: جَاوَزْتُهُ وَأَجزْتُهُ: إذَا خَلَّفْتَهُ (¬25) وَقَطَعْتَهُ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْس (¬26): فَلَمَّا أَجَزْنَا سَاحَةَ الْحَىِّ وَانْتَحَى ... بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفَافٍ عَقْنْقَلِ قَوْلُهُ: "قَبْلَ أنْ يَتَلَبَّسَ بنُسُكٍ" (¬27) أىْ: يَدْخُلَ فِيهِ، مَأْخُوذٌ مِنَ اللِّبَاسِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬28): تَلبَّسَ بِالأمْرِ وَبِالثَّوْبِ، وَلَابَسْتُ الَأمْرَ: خَالَطْتُهُ. قَوْلُهُ: "مِنْ جَوْفِ مَكَّةَ" (¬29) أَىْ: دَاخِلِهَا وَبَاطِنِهَا، وَأَصْلُهُ: جَوْفُ الإنْسَانِ، وَهُوَ ضِدُّ الْخَارِجِ. * * * ¬

_ (¬21) فى حديث ابن عمر السابق: قال فانظروا حذوها من طريقكم. المهذب 1/ 203. (¬22) الصحاح (حذو). (¬23) فى المهذب 1/ 203: ومن جاوز الميقات قاصدا إلى موضع قبل مكة ثم أراد النسك أحرم من موضعه. (¬24) فى المهذب 1/ 203: ومن بلغ الميقات مريدا للنسك لم يجز أن يجاوز حتى يحرم فإن جاوزه وأحرم دونه نظر. . . إلخ. (¬25) ع: خلعته والمثبت من خ والصحاح. (¬26) ديوانه 15 وروايته: "بطن حقف ذى ركام" ورواية ع: بطن خبت ذى حقاف. والمثبت رواية ابن الأنباري فى السبع الطوال 54 ورواية الصحاح (جوز) ورواية اللسان مثل رواية ع. (¬27) فى المهذب 1/ 203: فإن كان قبل أن يتلبس بنك سيقط عنه الدم. يشير إلى المجاوز فى تعليق 24. (¬28) فى الصحاح (لبس). (¬29) فى المهذب 1/ 204: وإن أراد العمرة وأحرم من جوف مكة نظرت. . . . إلخ.

باب الإحرام وما يحرم فيه

بَابُ الِإحْرَامِ وَمَا يَحْرُمُ فِيهِ اشْتِقَاقُ الإحْرَامِ: مِنَ الْحَرَامِ ضِدُّ الْحَلَالِ، وَذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ تَحْرِيمِ الْمَحْظُورَاتِ عَلَى الْحَاجِّ (الَّتِى) (¬1) تَحِلُّ (¬2) لِغَيْرهِ. قَوْلُهُ: "وَلَدَتْ بِالْبَيْدَاءِ" (¬3) هِىَ: (¬4) بَرِّيَّةٌ (قَرِيبَةٌ) (¬5) مِنَ الْمَدِينَةِ: اسْمٌ لَهَا عَلَمٌ (¬6) وَالْبَيْدَاءُ: هِىَ الْمَغَارَةُ الَّتي تُبيدُ سَالِكَهَا، أىْ: تُهْلِكُهُ (¬7). "دُبُرِ الصَّلَاةِ" (¬8): ذُكِرَ، وَهُوَ مُشْتَقٌ مِنْ أدْبَرَ: إِذَا وَلَّى. قَوْلُهُ: "فِى دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ" (¬9) أَىْ آخَرِهَا، وَدُبُرِ كُلِّ شَىْءٍ: آخِرَهُ، يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُصَلِّى الصَّلَاةَ إِلا دَبَرِيًّا (¬10) - بِالْفَتْحِ، أىْ: (¬11) فِى آخِرِ وَقْتِها. قَوْلُهُ: "انْبَعَثَتْ بهِ رَاحِلِتُهُ" (¬12) أَىْ: سَارَتْ، وَانْبَعَثَ فِى السَّيْرِ، أىْ: أسْرَعَ. قَالَ ¬

_ (¬1) خ: الذى. (¬2) ع: تجعل. (¬3) فى المهذب 1/ 204 وإن كانت امرأة حائضًا أو نفساء اغتسلت للإحرام لما روى القاسم بن محمد أن أسماء بنت عميس ولدت محمد بن أبى بكر (ر) بالبيداء. . . . . إلخ. (¬4) ع: قرية. (¬5) خ: قريب. (¬6) فى معجم ما استعجم 291: هو الشرف الذى قدام ذي الحليفة فى طريق مكة قال: وهى أدنى إلى مكة من ذى الحليفة وفى مراصد الاطلاع: 239 وهى إلى مكة أقرب. (¬7) أنظر الصحاح (بيد). (¬8) فى المهذب 1/ 204: روى عن ابن عباس (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل فى دبر الصلاة. (¬9) هذا القول غير موجود فى المهذب فى باب الإحرام. (¬10) ع: دبارا: المثبت من خ والصحاح (دبر). (¬11) أي: ليس فى ع. (¬12) فى المهذب 1/ 240: قال فى الأم: الأفضل أن يحرم إذا انبعثت به راحلته به كان راكبا.

الْجَوْهَرِىُّ (¬13) بَعَثْتُ النَّاقَةَ: أثَرْتُهَا. أبْهَمَ الِإحْرَامَ: قَدْ ذُكِرَ (¬14). قَوْلُهُ: "عِبَادَةً مَحْضَةً" (¬15) أىْ: خَالِصَةً، وَكُلُّ شَىْءٍ أخْلَصْتَهُ فَقَدْ مَحَضْتَهُ (¬16). وَقَدْ ذُكِرَ (¬17). "الْخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ" (¬18): ذُكِرَ أيضًا (¬19). قَوْلُهُ (¬20): "إحْرَامًا مُبْهَمًا - أبْهَمَ الإِحْرَامَ" (¬21) هُوَ الَّذِى اسْتَبْهَمَ وَلَمْ يُعْرَفْ، مِنْ أبهَمْتُ الْبَابَ: أغْلَقْتُهُ، وَاسْتَبْهَمَ الْكَلَامُ: اسْتَغْلَقَ. وَتَبَهَّمَ أيْضًا عَن أَبِى زَيْدٍ (¬22). (وَمِنْهُ) (¬23) الْفَرَسُ الْبَهِيمُ، وَهُوَ الَّذِى لَا يُخَالِطُ (¬24) لَوْنَهُ لَوْنٌ آخَرُ. قَوْلُهُ: "تَعَارَضَ التَّعْيِينَانِ" (¬25) يُقَالُ: عَارَضَهُ، أَىْ: جَانَبَهُ وَعَدَلَ عَنْهُ، قَالَ (¬26): وَقَدْ عَارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ كَأنَّهُ ... قَرِيعُ هِجَانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ وَلَعَلَّ مَعْنَاهُ (¬27): "تَعَارَضَا" أىْ تَجَانَبَا وَتَبَاعَدَا (¬28) وَيَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: كُلَّمَا أرَدْنَا أن نُوْجِبَ حُكْمَ أَحَدِهِمَا اعْتَرَضَ الآخَرُ لِمَنْعِهِ. وَأَصْلُهُ: الْمُقَابَلَةُ وَالاعْتِرَاضُ، يُقَالُ: عَرَضَ لِي دُونَ حَاجَتى عَارِضٌ يَمْنَعُنى. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬29) عَارَضْتُهُ فِى الْمَسِيرِ، أَىْ: سِرْتُ حِيَالَهُ، وَعَارَضْتُهُ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ، أَىْ: أَتَيْتُ إلَيْهِ مَا أتَى. قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ "التَحَرِّىَ" (¬30): بَذْلُ الْمَجْهُودِ (¬31). قَوْلُهُ: " (عِنْدَ) (¬32) اجْتِمَاعِ الرِّفَاقِ (¬33) " هُوَ جَمْعُ رُفْقَة، وَالرُّفْقَةُ: الْجَمَاعَةُ تُرَافِقُهُمْ فِى سَفَرِكَ والرِّفْقَةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ (¬34). وَالْجَمْعُ: رِفَاقٌ، تَقُولُ مِنْهُ (¬35): رَافَقْتُهُ، وَتَرَافَقْنَا فى السَّفَرِ. وَالرَّفِيقُ: الْمُرَافِقُ، وَالْجَمْعُ: الرُّفَقَاءُ، فَإِذَا تَفَرقْتُمْ: ذَهَبَ اسْمُ الرُّفْقَةِ، وَلَا يَذْهَبُ اسْمُ الرَّفِيقِ. وَهُوَ أيْضًا وَاحِدٌ وَجَمْعٌ، مِثْلُ الصَّدِيقِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (¬36). وَسُمِّي رَفِيقًا؛ لِأنَهُ يَرْفُقُ بِصَاحِبِهِ وَيُصْلِحُ أمرَهُ، مِنَ الرفْقِ ضِدُّ الْخَرْقِ وَالْعُفِ، وَقَدْ رَفَقَ بِهِ يَرْفُقُ. وَيُقَالُ أيضًا: أرفَقْتُهُ، أىْ: نَفَعْتُهُ (¬37). ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ. ¬

_ (¬13) في الصحاح (بعث). (¬14) سيأتي. (¬15) فى المهذب 1/ 205: ولا يصح الإحرام إلا بالنية. . ولأنه عبادة محضة فلم تصح من غير نية. (¬16) فى الصحاح: فقد أمحضته. ويقال محضت وأمحضت بمعنى عن أبي زيد وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 88. (¬17) ص 143، 147. (¬18) فى المهذب 1/ 205: ويلبى لنقل الخلف عن السلف. (¬19) ص 80. (¬20) فى المهذب 1/ 205: وله أن يحرم إحراما مبهما. (¬21) فى ع: الإحرام المبهم: الذى. . . (¬22) وتبهم: إذا أرتج عليه عن أبى زيد كما فى الصحاح (بهم). (¬23) خ أو من: تحريف. (¬24) لا: ساقطة من ع. (¬25) في المهذب 1/ 205: ولو استأجره رجل ليحج عنه فأحرم عنه وعن نفسه انعقد الإحرام عن نفسه لأنه تعارض التعيينان. (¬26) ذو الرمة، كما فى الصحاح والنقل عنه، وانظر اللسان (عرض 2896) وديوانه 1678). (¬27) ع: معنى. (¬28) ع: أو. (¬29) فى الصحاح (عرض). (¬30) فى المهذب 1/ 205: وإن أحرم بنسك معين ثم نسيه قبل أن يأتي بنسك. . قال في القديم: يتحرى لأنه يمكنه أن يدرك بالتحرى، فيتحرى فيه كالقبلة. (¬31) ص 15، 97، 172. (¬32) عند: من ع. (¬33) فى المهذب 1/ 206: ويستحب أن يكثر من التلبية ويلبى عند اجتماع الرفاق وفي كل صعود وهبوط. (¬34) أنظر إصلاح المنطق 115 وأدب الكاتب 423، 540. (¬35) ع: منذ: تحريف. (¬36) سورة النساء آية 69 وما سبق عن الصحاح بِنَصِّهِ (رفق) قال أبو عيدة: أَي رفقاء والعرب تلفظ بلفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع. مجاز القرآن 1/ 131. (¬37) ع: رفعته تحريف.

قَوْلُهُ: "وَفِى كُلِّ صَعُودٍ وَهَبُوطٍ" بِفَتْحِ الصَّادِ وَالْهَاءِ وَهُمَا ضِدَّانِ: اسمٌ لِلْمَكَانِ الَّذِى يُصْعَدُ فِيهِ وَيُهْبَطُ مِنْهُ وَهُوَ الْعَقَبَةُ (¬38)، وَبِالضم: الْمَصْدَرُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} (¬39) أىْ: مَشَقَّة مِنَ الْعَذَابِ. وَيُقَال: هُوَ جَبَلٌ فِى النَّارِ. قَوْلُهُ: "إذَا رَأى رَكْبًا" (¬40) هُمُ الْقَوْمُ الَّذِينَ رَكِبُوا عَلَى الِإبِلِ خَاصَّةً فِى السَّفَرِ (¬41)، وَهُمُ الْعَشَرَةُ فَمَا فَوْقَهَا، وَالرَّكَبَةُ بِالتَّحْرِيكِ: أقَل مِنَ الرَّكْبِ (¬42). قَوْلُهُ: "الْعَجُّ وَالثَّجُّ" (¬43) الْعَجُّ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ (¬44)، وَقَدْ عَجَّ يَعِجُّ عَجِيجًا وَعَجْعَجَ أَىْ: صَوَّتَ، وَمُضَاعَفَتُهُ دَلِيلٌ عَلَى التَّكْرِيرِ (¬45). وَالثَّجُّ: سَيَلَانُ دِمَاءِ الْهُدَى، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَاءً ثَجَّاجًا} (¬46) أىْ: سَائِلًا (¬47)، وَمَطرٌ ثَجَّاج: إِذَا انْصَبَّ جِدًّا (¬48). وَأتَانَا الْوَادي بِثَجِيجِهِ أىْ: بِسَيْلِهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الْمُسْتَحَاضَةِ "إِنَّمَا أثُجُّ ثَجًّا" (¬49). قَوْلُهُمْ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ" (¬50) قَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَى لَبَّيْكَ: أنَا مُقِيمٌ عَلَى طَاعَتِكَ، وَنُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ، مِنْ لَّبَّ بِالْمَكَانِ: إذَا أَقَامَ بِهِ وَلَزِمَهُ. وَيُقَالُ: كَانَ حَقُّهُ أنْ يُقَالَ: لَبَّالَكَ: فَثَنَّى عَلَى التَّأكِيدِ أىْ: إلْبَابًا لَكَ بَعْدَ إلْبَابٍ، وَإِقَامَةً بَعْدَ إِقَامَةٍ (¬51). وَقَالَ الْخَلِيلُ: هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: دَارُ فُلَانٍ تُلِبُّ دَارِى، أىْ: تُحَاذِيهَا (¬52) أَىْ: أنَا مُوَاجِهُكَ بِمَا تُحِبُّ (¬53) إِجَابَةً لَكَ. وَالْيَاءُ لِلتَّثْنِيَةِ (¬54) وَقِيلَ: أَصْلُهُ لَبَّبَ (فَاسْثقَلُوا) (¬55) الْجَمْعُ بَيْنَ ثَلَاثِ يَاءاتٍ، فَأبْدَلُوا مِنَ الأخِيرَةِ يَاءً، كَمَا قَالُوا: تَظَنَّيْتُ، وَأَصْلُهُ: تَظَنَّنْتُ (¬56). وَفِيهِ أرْبَعَةُ مَعَانٍ: أَحَدُهَا (¬57): الِإقَامةُ وَاللُّزومُ، كَمَا قَالَ الْفَرَّاءُ (¬58)، وَالثَّاني: الْمُوَاجَهَةُ، أَىْ: اتِّجَاهِى (¬59) وَقَصْدِى إِلَيْكَ، كَمَا قَالَ الْخَلِيلُ، وَالثَّالِثُ: إخْلَاصِى لَكَ يَارَبُّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: حَسَبٌ لُبَابٌ، أَىْ: خَالِصٌ. وَالرَّابعُ: مَحَبَّتِى لَكَ مِن قَوْلِهِمْ: امْرَأةٌ لَبَّةٌ: إِذَا كَانَتْ مُحِبَّةً لِوَلَدِهَا عَاطِفَةً عَلَيْهِ (¬60). وَمَعْنَى "سَعْدَيْكَ" إسْعَادًا بَعْدَ إِسْعَادٍ، مِنَ الْمُسَاعَدَةِ وَالْمُوَافَقَةِ (¬61) عَلَى الشَّيْءِ. ¬

_ (¬38) فى إصلاح المنطق 334: وهى العقبة الشاقة المصعد. (¬39) سورة المدثر آية 17 قال ابن قتيبة: أي: عقبة شاقة ونرى أصل هذا كله من الصعود؛ لأنه شاق فكنى به عن المشقات تفسير غريب القرآن 491، 496. (¬40) فى المهذب 1/ 206: روى جابر (ر) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبى إذا رأى ركبا أو صعد أكمة أو هبط واديا وفى أدبار المكتوبة وآخر الليل. (¬41) ابن السكيت: تقول: مر بنا راكب: إذا كان على بعير. والركب: أصحاب الإبل وهو العشرة فما فوقها والأركوب أكثر من الركب والركبة: أقل من الركب والركاب: الإبل. إصلاح المنطق 338 وانظر الصحاح عنه (ركب). (¬42) انظر التعليق السابق. (¬43) فى المهذب 1/ 206: قال - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الحج العج والثج". (¬44) الصحاح (عجج) والغريبين 1/ 275 والنهاية 1/ 208 والعين 1/ 77 والمخصص 1/ 133 والمحكم 1/ 24 وأفعال السرقسطى 1/ 207. (¬45) الصحاح (عجج). (¬46) سورة النبأ آية 14. (¬47) تفسير غريب القرآن 508 والغريبين 1/ 274، ومعانى الفراء 3/ 227. (¬48) عن الصحاح "ثجج". (¬49) الغريبين 1/ 275 والنهاية 1/ 207. (¬50) فى المهذب 1/ 206: والتلبية أن يقول: لبيك اللهم لبيك. (¬51) الفاخر 4 - 6 والزاهر 1/ 197 وغريب الحديث 3/ 15 والفائق 2/ 179 والصحاح (لبب- لبى) واللسان (لبب 3979). (¬52) غريب الحديث 3/ 15. والفاخر 4 والصحاح (لبب) واللسان (لبب 3980) والمصباح (لبب). (¬53) ع: يجب: تحريف. (¬54) عن الصحاح (لبب). (¬55) خ: واستثقلوا. (¬56) هذا ما نقله أبو عبيد مما يحكى عن الخليل. غريب الحديث. ونقله فى الصحاح، واللسان ونقله المفضل عن الأحمر فى الفاخر وتبعه ابن الأنبارى فى الزاهر. وقول المصنف: وقيل يوم أنه مذهب آخر. (¬57) أحدها: ساقط من ع. (¬58) تابع فى ذلك الجوهرى فى الصحاح (لبب) وهذا مشهور عن الخليل كما حكى عنه أبو عبيد وغيره وانظر المراجع السابقة. (¬59) ع: التجاني: تحريف والمثبت من خ والفاخر ص 5 والزاهر 1/ 197. فى حكاية قول آخر كما ذكر فى الفاخر. (¬60) المراجع السابقة. (¬61) ع: المرافقة.

قَوْلُهُ: "إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ" (¬62) يُرْوَى بِكَسْرِ إِنَّ وَفَتْحِهَا، قَالَ ثَعْلَبٌ: الاخْتِيارُ: كَسْرُ إِنَّ وَهُوَ أجْوَدُ مِن مَعْنَى الْفَتْحِ؛ لأنَّ الَّذِى يَكْسِرُ، إِنَّ يَذهَبُ إِلَى أنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ عَلى كُلِّ حَالٍ، وَالَّذِى يَفْتَحُهَا، يَذْهَبُ إِلَى أنَّ الْمَعْنَى: لَبَّيْكَ لأنَّ الْحَمْدَ لَكَ، أيْ: لَبَّيْكَ لِهَذَا السَّبَبِ (¬63). قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْعَرَبِيَّةِ: لأنَّهُ إذَا قَالَ: لَبَّيْكَ، فَقَدْ تَم كَلَامُ الْمُلبِّى عَلَى قَوْلِهِ: لَبَّيْكَ، وَمَعْنَاهُ: إنِّى لَبَّيْتُكَ لَا لِعِلَّةٍ وَلَا لِفِعْلٍ فَعَلْتُهُ مِنَ الْجَمِيلِ، بَلْ (لِحُبِّ) (¬64) الِإقَامَةِ عَلَى طَاعَتِكَ، لَا لِسَبَبٍ وَلَا لِطَلَبِ مُجَازَاةٍ، (بَلْ) (¬65) ابْتِدَاءً إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ. وإِذَا فَتَحَ صَارَتْ "أنَّ" الَّتِى لِلْعِلَّةِ (¬66)، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: لَبَّيْكَ لأجلِ عَطيَّةٍ أو دَفْعِ بَلِيَّةٍ، فَصَارَتْ التَّلْبِيَةُ فِى مُقَابَلَةِ شَىْءٍ، لَا مُجَردَةَ. وَمَعْنَى الْكَسْرِ مُجَرَّدٌ؛ لِأنَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمَحْمُودُ عَلَى كُل حَالٍ، يَسْتَحِقُّ الْحَمْدَ لِنَفْسِهِ وَذَاتِهِ. وَقَوْلُ (¬67) مُحَمَّدٍ بنِ الْحَسَنِ (¬68): الْكَسْرُ ثَنَاءٌ: وَالْفَتْحُ صِفَةٌ، يَعُودُ إِلَى هَذَا. وَيَجُوزُ رَفْعُ "النِّعْمَةِ" عَلَى الابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ، وَخَبَرُ إنَّ مَحْذُوفٌ، أيْ، إِنَّ (¬69) الْحَمْدَ لَكَ (¬70)، وَالنعْمَةُ لَكَ (¬71). قَالَ ابْنُ الأنبارِىِّ: وإنْ شِئْتَ جَعَلْتَ خَبَرَ إنَّ مَحْذُوفًا، قَالَ (¬72): وَعَلَى هَذَا، فَمَوْضِعُ "أنَّ" الْخَفْضُ عِنْدَ الْكِسَائيِّ بِإِضْمَارِ الْخَافِضِ، وَالنصْبُ عِنْدَ الْفَرَّاءِ بِحَذْفِ الْخَافِضِ. فِى تَلْبِيَةِ ابْنِ عُمَرَ (¬73): "وَالرُّغْبَى (¬74) إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ" قَالَ ابْنُ السِّكِّيت: الرُّغْبَى وَالرَّغْبَاءُ، كَالنُّعْمَى وَالنَّعْمَاءِ (¬75). وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ: رَغِبَ رَغْبَةً وَرَغْبَى، كَمَا يُقَالُ: شَكْوَى (¬76). قَوْلُهُ: "وَالنَّاسُ يُصْرَفُونَ عَنْهُ" (¬77) فِيهِ رِوَايَتَانِ: فَتْحُ الْيَاءِ وَكَسْرُ الرَّاءِ، وَضَمُّ الْيَاءِ وَفَتْحُ الرَّاءِ، فَمَنْ قَالَ "يَصْرِفُونَ" بِفَتْحِ الْيَاءِ، فَمَعْنَاهُ: يُنَحُّونَهُمْ عَنْهُ، وَأسْقَطَ الْمَفْعُولَ، أو يَنْقلِبُونَ وَيَنْصَرِفُونَ بأنْفُسِهِمْ، وَذَلِكَ لِكَثْرَتِهِمْ وَتَرَاكُمِهِمْ عَلَيْهِ. وَمَنْ قَالَ بِالضَّمِّ، فَهُوَ لِمَا لَمْ يُسَمِّ فَاعِلُهُ، أيْ: يُقْلَبُونَ (¬78) فَيَمْضُونَ لِشَأنِهِمْ. قَوْلُهُ: "يَتَرَفَّهُ" (¬79) أىْ: يَتَنعَّمُ، وَالرَّفَاهِيَةُ: النِّعْمَةُ، بِالْفَتْحِ، يُقالُ: هُوَ فِى رَفَاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ، أَيْ: سَعَةٍ، وَفِى الْحَدِيثِ: "أنَّهُ نَهَى عَن الِإرْفَاهِ" (¬80) وَهُوَ التَّدَهُّنُ وَالتَّرْجِيلُ كُلَّ يَوْمٍ، يُقَالُ: رَفَاهَةٌ وَرَفَاهِيَةٌ ¬

_ (¬62) فى المهذب 1/ 206 فى التلبية: لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. (¬63) من الزاهر 1/ 198. (¬64) خ: تحب. (¬65) خ: ثم. (¬66) ع: إني ألبى للعلة. (¬67) ع: وقال. (¬68) محمد بن الحسن الشيباني نسبة إلى شيبان وكان مولى لهم ولد بواسط ونشأ بالكوفة، وطلب الحديث وجالس أبا حنيفة وسمع منه، ونظر فى الرأي فغلب عليه وعرف به. وقدم بغداد فنزلها وسمع منه الحديث والرأي وولى قضاء الرقة ومات بالرى سنة 189 هـ أنظر ترجمته فى المعارف 500. (¬69) ع: إنه. (¬70) لك: ساقط من ع. (¬71) عبارة ابن الأنبارى فى الزاهر: 1/ 199: يجوز: لبيك إن الحمد والنعمة لك برفع النعمة باللام، على أن تضمر لا ما تكون خبرا وترفع النعمة باللام الظاهرة، ويجوز أن تجعل اللام الظاهرة خبر إن وترفع النعمة باللام المضمرة، والتقدير: لبيك إن الحمد والنعمة لك. (¬72) فى فتح إن وكسرها من القول إن الحمد والنعمة لك. (¬73) فى المهذب 1/ 207 قال الشافعي رحمه الله: فإن زاد على هذا فلا بأس لما روى أن ابن عمر (ر) كان يزيد فيها لبيك وسعديك والخير كله بيديك والرغبة إليك والعمل. (¬74) ع: الرغباء: وهى رواية للحديث كما فى النهاية 2/ 237 والأم 2/ 132 والترمذى 4/ 41 وابن ماجة 2/ 974 والنسائى 5/ 159. (¬75) لم أجد هذا القول لابن السكيت وفى المنقوص والممدود للفراء 26 مما يفتح فيمد ويضم فيقصر: الرغبى والرغباء والنعمى والنعماء، ومثله فى ابن ولاد 46. (¬76) العين 4/ 413 وفى المحكم 5/ 304 الرَّغْبُ وَالرُّغْب والرَّغَبُ والرَّغْبَةُ وَالرَّغبوت والرُّغْبَى والرَّغْبَاء والرَّغْبى: الضراعة والمسألة. وانظر اللسان (رغب 1678) وانظر المصباح والقاموس (رغب). (¬77) فى المهذب 1/ 207: وإذا رأى شيئا يعجبه قال: لبيك إن العيش عيش الآخرة لما روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ذات يوم والناس يصرفون عنه كأنه أعجبه ما هم فيه فقال: لبيك إن العيش عيش الآخرة. (¬78) ع: يغلبون. (¬79) فى المهذب 1/ 207: وإذا أحرم الرجل حرم عليه حلق الرأس ويحرم عليه حلق شعر سائر البدن؛ لأنه حلق يتنظف به ويترفه به. (¬80) غريب الحديث 2/ 107 والفائق 2/ 71 والنهاية 2/ 247.

عَلَى فَعَالِيَةٍ وَرُفَهْنِيةٍ، وَقَدْ رَفَهَتْ الِإبِلُ تَرْفَهُ -بِالْفَتْحِ- رَفْهًا وَرُفُوهَا: إِذَا وَرَدَتْ الْمَاءَ كُلَّ يَوْمٍ (¬81). قَوْلُهُ: "أوِ انْسُكْ شَاةً" (¬82) أىْ: اذْبَحْ. وَالنَّسِيكَةُ: الذَّبِيحَةُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬83). قَوْلُهُ: "تَقْلِيمُ الأظْفَارِ" (¬84) هُوَ قَطْعُهَا، وَالْقُلَامَةُ، مَا يَسْقُطُ (¬85) مِنْهَا. وَمِنْهُ سُمِّىَ الْقَلْمُ؛ لِأنَّهُ يُقْلَمُ، أىْ: يُقْطَعُ. قَوْلُهُ: "لَا تُخَمِّرُوا رَأسَهُ" (¬86) أىْ: لَا تَغَطُّوهُ، وَالتَّخْمِيرُ: التَّغْطِيَةُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "أَلَا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ" (¬87) وَسُمِّيَت الْخَمْرُ، لِتَغْطِيَتِهَا الْعَقْلَ، وَقَدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "حَمَلَ عَلَى رَأْسِهِ مِكْتَلًا" (¬88) هُوَ شِبْهُ الزَّنْبِيلِ، يَسَعُ خَمْسَةَ عَشْرَ صَاعًا، قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ (¬89). قَوْلُهُ: "وَلَا الْبُرْنُسُ" (¬90) قَالَ فِى الصّحَاحِ: الْبُرْنُسُ: قَلَنْسُوَةٌ طَوِيلَةٌ، وَكَانَ النُّسَّاكُ يَلْبَسُونَهَا فِى صَدْرِ الِإسْلَام، وَقَدْ (¬91) تَبَرْنَسَ الرَّجُلُ: إذَا لَبِسَهُ، كَذَا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ. وَقاَلَ الْقَلْعِىُّ (¬92): هُوَ مِثْلُ الْقَبَاءِ إِلَّا أنَّ فِيهِ شَيْئًا يَكُونُ عَلَى الرَّأس. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬93): كُلُّ ثَوْبٍ رَأسُهُ مِنْهُ مُلْتَزِقٌ (¬94) دُرَّاعةً كَانَ أوْ جُبَّةً أوْ [مِمْطَرًا] (¬95) فَهُوَ بُرْنُس. قَوْلُهُ: "الْقَبَاءُ" مَمْدُودٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ قَمِيصٌ مُقَدَّمُهُ مُفَرَّجٌ يُشَدُّ بِأَزْرَارٍ (¬96)، أوَّلُ (¬97) مَنْ لَبِسَهُ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَالدُّرَّاعَةُ: مِثْلُ الْقَمِيصِ، إِلَّا أنَّهَا ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ (¬98). وَالتُّبَّانُ (¬99): سَرَاوِيلٌ قَصِيرٌ يَبْلُغُ الْفَخِذَيْنِ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬100) وَالرَّانُ: مِثْلُ الخُفِّ، يُلْبَسُ فى الْقَدَمَيْنِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَخِدَيْنِ (¬101). "الْبَابكِين (¬102) ": هُمَا سَاقَا (¬103) السَّرَاوِيلِ. التِّكَّةُ - بالتَشْدِيدِ، لَا تُخَفِّفُ بدَلِيلِ جَمْعِهَا عَلَى تِكَكٍ (¬104). ¬

_ (¬81) ما سبق عن الصحاح (رفه). (¬82) فى المهذب 1/ 207: روى كعب بن عجرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لعلك أذاك هوام رأسك، فقلت نعم يا رسول الله، فقال احلق رأسك أو صم ثلاثة أيام أو اطعم ستة مساكين أو انسك شاة. (¬83) ص 77، 116، 172، 177، 182. (¬84) ويحرم عليه أن يقلم أظفاره لأنه جزء ينمى وفى قطعه ترفيه وتنظيف المهذب 1/ 207. (¬85) ع: سقط منها، وفى الصحاح: ما سقط منه والمثبت من خ. (¬86) فى المهذب 1/ 207: ويحرم عليه أن يستر رأسه لما روى ابن عباس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى المحرم الذى خر من بعيره: "لا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا". (¬87) أتى - صلى الله عليه وسلم - بإناء من لبن، فقال. . . . . يعرضه عليه. غريب الحديث 1/ 239 والفائق 1/ 395 والنهاية 2/ 77. (¬88) فى المهذب 1/ 207: ويجوز أن يحمل على رأسه مكتلا لأنه لا يقصد به الستر. (¬89) فى الصحاح (كتل). (¬90) في المهذب 1/ 207: قال - صلى الله عليه وسلم - فى المحرم: "لا يلبس القميص ولا السراويل ولا البرنس ولا العمامة ولا الخف. وفى خ: لا يلبس البرنس. (¬91) ع: وقال: تحريف. (¬92) فى اللفظ المستغرب 79. (¬93) فى الفائق 1/ 101. (¬94) ملتزق ساقط من ع. (¬95) خ وع: قمطرا: تحريف والمثبت من الفائق وتهذيب اللغة 13/ 155 والصحاح (مطر). (¬96) مبادئ اللغة 42، وتهذيب اللغة 13/ 155 والصحاح والمصباح (قبو). (¬97) ع: وأول. (¬98) تهذيب اللغة 2/ 201. (¬99) فى المهذب 1/ 208 والتبان والران كالسراويل فيما ذكرناه. (¬100) ص 128. (¬101) فى القاموس أنه لا قدم له وهو أطول من الخف. (¬102) ع: وقد كر البابكين. خ: البابكتان. وفى المهذب 1/ 208: وإن شق الإزار وجعل له ذيلين وشدهما على ساقيه لم يجز؛ لإنهما كالسراويل وما على الساقين كالبابكين. (¬103) ع: ساق. (¬104) مثل سدرة وسدر قال ابن الأنباري وأحسبها معربة. المصباح (تكك).

قَوْلُهُ: "وإنْ زَرَّهُ" (¬105) أىْ: جَعَلَ لَهُ أزْرَارًا. "أوْ شَوَّكَهُ" (¬106) أىْ (¬107): خَلَّهُ بِالشَّوْكِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا أنَّهُ لَا يَجُوزُ أنْ يُقَالَ: يَتَّزِرُ وَلَا اتَّزَرَ بِالتَّشْدِيدِ؛ لِأنَّ الْهَمْزَةَ لَا تُدْغَمُ فِى التَّاءِ، وَلَكِنْ يُقَالُ: يَأْتَزِرُ وَأْتَزَرَ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِنَ الِإزَارِ. قَوْلُهُ: "وَلَا يَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ" (¬108) الْقُفَّازُ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: شَيءٌ يُلْبَسُ فِى الْيَدَيْنِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى سَتْرِ الْعَوْرَةِ (¬109). قَوْلُهُ: "سَدَلَتْ عَلَى وَجْهِهَا" (¬110) أَىْ: أَسْبَلَتْ. يُقَالُ: سَدَلَ ثَوْبَهُ يَسْدُلُهُ بِالضَّمِّ، أَىْ: أَرْخَاهُ، وَشَعَرٌ مُسْدَلٌ. قَوْلُهُ: "جِلْبَابَهَا" (¬111) هُوَ (¬112) الْمِلْحَفَةُ الَّتِى تَتَغَطَّى بِهَا (¬113)، قَالَ (¬114): . . . . . . . . . . . . ... مَشْىَ الْعَذَارَى عَلَيْهِنَّ الْجَلَابِيبُ قَوْلُهُ: "وَلَا يَسْتِعِطْ بِالطِّيبِ وَلَا يَحْتَقِنْ" الاسْتِعَاطُ: إدْخَالُ الدَّوَاءِ فِى الأنْفِ (وَالاحْتِقَانُ: إِدْخَالُهُ فِى الدُّبُرِ. قَوْلُهُ: "اليَاسَمِينُ وَالْمَرْزَنْجُوشُ) (¬115) واللَّيْنُوفُرَ وَالنَّرْجِسُ" هَذِهِ أشْجَارٌ طيِّبَةُ الرِّيحِ، فَأمَّا الْيَاسَمِينُ: فَهُوَ دَقِيقُ الأغصَانِ، تَضْرِبُ خُضْرَتُهُ إِلَى السَّوَادِ، دَقِيقُ الْوَرَقِ، لَهُ زَهْرٌ أبيَضُ مُسْتَدِقٌّ. وَأمَّا الْمَرْزَنْجُوشُ (بفتح الرَّاءِ وَالزَّاىِ) (¬116) وَيُقَالُ (لَهُ) (116) [الْمَرْدَقُوشُ] (¬117) فَهُوَ: الأزَابُ، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: اسْمُ الْفَأْرِ؛ لِأنَّ أُذُنَيهِ تُشْبِهُ وَرَقَهُ (¬118). وَأمَّا اللِّينُّوْفَرُ (¬119): فَشَجَرٌ يَنْبُتُ فِى الْمَاءِ الرَّاكِدِ، لَهُ وَرَقٌ عِرَاضٌ كِبَارٌ يَعْلُو فَوْقَ الْمَاءِ فيغَطِّيهِ، وَهُوَ شَجَرٌ يُشَمُّ زَهْرُهُ، وَيُتَخَذُ مِنْهُ الدُّهْنُ، وَمِنْ يَابِسِهِ الطِّيبُ، كَالوْرْدِ الَّذِى مِنْهُ الثَّمَرَةُ الَّتى يُتَطَيَّبُ بِهَا، وَلَوْنُهُ أصفَرُ، يَتَفَتَّحُ زَهْرُهُ إِذَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ، وإذَا غَرَبَتْ انْضَمَّ. وَقَدْ وَصَفَهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ فَأجادَ بِقَوْلِهِ: رَأيْتُ فِى الْبِرْكَةِ لِينُوفَرًا ... فَقُلْتُ لِمْ غُيِّبَتْ (¬121) وَسْطَ الْبِرَكْ فَقَالَ لِىَ غُيِّبْتُ فِى أَدْمُغِى ... وَصَادَنِى دُعْجُ الظِّبَا بِالشَّرَكْ ¬

_ (¬105) فى المهذب 1/ 208: وإن جعل لإزاره حجزة وأدخل فيها التكة واتزر به جاز، وإن اتزر وشد فوقه تكه جاز وإن زره أو خاطه أو شوكه لم يجز. (¬106) ع: وشوكه. (¬107) أى ليس فى ع. (¬108) فى المهذب 1/ 208 ويحرم عليه لبس القفازين وتجب به الفدية؛ لأنه ملبوس على قدر العضو فأشبه الخف. (¬109) ص 70، 71. (¬110) ع: قوله سدلت. والمهذب 1/ 208: فإن أرادت ستر وجهها عن الناس سدلت على وجهها شيئًا لا يباشر الوجه. (¬111) فى المهذب 1/ 208: روت عائشة (ر) قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفنا. (¬112) ع: هى. (¬113) فى الصحاح: الجلباب: الملحفة. وفى العين 6/ 132 الجلباب: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطى به المرأة رأسها وصدرها. وذكر أبو عبيد أن الجلباب الملاءة التى يشتمل بها وانظر تهذيب اللغة 11/ 93 والغريبين 1/ 377 والنهاية 1/ 283. (¬114) جنوب أخت عمر ذي الكلب ترثيه، وصدره: تَمْشى النُّسُورُ إليه وَهْىَ لَاهِيَةٌ ... . . . . . . . . . . . . وانظر اللسان (جلبب). (¬115) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬116) ما بين القوسين ليس فى خ. وهو مضبوط بالشكل فى الصحاح والمعرب بإسكان الراء. (¬117) خ وع: البردقوش. (¬118) المعرب 309 وحاشية تحقيقه والألفاظ الفارسية المعربة 145 وشفاء الغليل 240. (¬119) فى المصباح: النيلوفر: بكسر النون وضم اللام: نبات معروف، كلمة عجمية، قيل: مركبة من "نيل" الذى يصبغ به، و"فر": اسم الجناح، فكأنه قيل: مجنح نبيل؛ لأن الورقة كأنها مصبوغة الجناحين. ومنهم من يفتح النون مع ضم اللام. وكذا فى الألفاظ الفارسية المعربة 155 وانظر شفاء الغليل 258. (¬120) ع: فإذا. (¬121) ع: غبت: تحريف.

فَقُلْتُ مَا بَالُ اصْفِرَارٍ بَدَا ... عَلَيْكَ حَتَّى خِلْتُهُ غَيَّرَكَ فَقَالَ لِى أَلْوَانُ أَهْلِ الْهَوَىَ ... صُفْرٌ وَلَوْ ذُقْتَ الْهَوَى غَيَّرَكْ وَقَالَ آخَرُ (¬122): وَبِرْكَةٍ تَزْهُو بِلَيْنُوْفَرٍ ... وَنَشْرُهُ يُشْبِهُ نَشْرَ الْحَبِيبْ نَهَارُهُ يَضْحَكُ عَنْ مُقْلَةٍ ... حَتَّى إِذَا الشَّمْسُ دَنَتْ لِلْمَغِيبْ أطبَقَ جَفْنَيْهِ عَلَى عَيْنِهِ ... وَغَاصَ فِى الْبِرْكَةِ خَوْفَ الرَّقِيبْ وَفِيهِ لُغَاتٌ (يُقَالُ) (¬123): لَيْنُوفَرُ، وَنَيْنُوْفَر بِالنُّونِ وَاللَّامِ الْمَفْتُوحَتَيْنِ (¬124)، وَبِفَتْحِ النُّونِ الاخيرَةِ وَضَمِّهَا. وَالنَّرْجِسُ: لَهُ زَهْرٌ أَصْفَرُ، وَظَاهِرُهُ أبيضُ، فِى وَسَطِهِ سَوَادٌ تُشَبَّهُ بِهِ الْعُيُونُ، وَهُوَ شَجَرٌ لَيْسَ بِالْكَبِيرِ، وَرَقُهُ كَوَرَقِ الْبَصَلِ، وَلَهُ (¬125) عَمُودٌ فِى وَسَطِهِ أجوَفُ مِثْلُ سَاقِ الْبَصَلِ الَّذِى يَطْلُعُ فِى رَأسِهَا (¬126). وَالرَّيْحَانُ الْفَارِسىُّ: هُوَ الَّذِى يُسَمِّيهِ بَعْضُ الْعَامَّةِ بِالْيَمَنِ (¬127): الشَّقِرَ (¬128)، وَيُسَمَّى بِتِهَامَةَ: الْحِبَاقَ. وَأمَّا الْبَنَفْسَجُ: فَهُوَ نَبَاتٌ كَالْحَشِيشِ، طيِّبُ الرِّيحِ، لَهُ زَهْرٌ أحْمَرُ، يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ، وَهُوَ تَعْرِيبُ "بَنَفْشَةَ" (¬129) وَدُهْنُهُ يُرَطِّبُ الدِّمَاغ وَيُزِيلُ النُّشُوفَةَ. قَوْلُهُ: "المُرَتَّبُ بِالسُّكَّرِ" (¬130) هُوَ أَن يُؤْخَذَ زَهْرُهُ، وَيُتْرَكَ (مَعَهُ السُّكَّرُ الأبْيَضُ، وَيُدَقَّانِ مَعًا، وَيُتْرَكَ فِى وِعَاءٍ، فَيَكُونُ دَوَاءً نَافِعًا. وَعَمَلُ دُهْنِ الْبَنَفْسِجِ: هُوَ أن يُؤْخَذَ زَهْرُهُ وَيُتْرَكَ) (¬131) مَعَ اللَّوْزِ أربَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يُزَالُ عَنْهُ بَعْدَمَا يَيْبَس، وَقَدْ صَارَتْ رَائِحَتُهُ مَعَ اللَّوْزِ، ثُمَّ يُدَقُّ اللَّوْزُ وَيُعْصَرُ (¬132)، فَذَلِكَ دُهْنُ الْبَنَفْسِجِ. وَالْوَرْدُ الْمُرَبَّبُ بِالسُّكَّرِ يُعْمَلُ هَكَذَا سَوَاء، نَافِعٌ لِوَجَعِ الْقَلْبِ. قَالَ الأزهَرِىُّ (¬133): الرُّبُّ: هُوَ الدِّبْسُ الْمَطبوخُ بِالنَّارِ، وَالْمُرَبَّبُ (هُوَ) الَّذِى يُصَبُّ عَلَيْهِ الرُّبُّ؛ لِتَشْتَدَّ حَلَاوَتُهُ، وَيُرَبَّى (¬134) فِى الْقَوَارِيرِ. قَوْلُهُ: "الزَّنْبَقُ وَدُهنُ الْبَانِ الْمَنْشُوشِ" (¬135) فَأمَّا الزَّنْبَقُ فَهُوَ: دُهْنُ الْيَاسَمِين، ذَكَرَهُ فِى الصَّحَاحِ (¬136). وَأمَّا دُهْنُ الْبَانِ، فَالْبَانُ: هُوَ شَجَرُ الْخِلَافِ (¬137)، وَأصْلُ دُهْنِهِ مِنَ السِّمْسِمِ؛ لِأنَّ الْبَانَ وَالْوَرْدَ وَالْبَنَفْسَجَ تُفْرَشُ تَحْتَ السِّمْسِمِ لِتُكْسِبَهُ رَائِحَةً (¬138)، فَإِذَا جَفَّ ذَلِكَ فُرِشَ تَحْتَهُ شَىْءٌ آخَرُ إِلَى أَنْ تَعْبَقَ بِهِ الرائِحَةُ، ثُمَّ يُعْصَرُ السِّمْسِمُ، فَهُوَ مِنَ (¬139) السِّمْسِمِ، إِلَّا أنَّ رَائِحَتَهُ رَائِحَةُ هَذِهِ الأشْجَارِ. ذَكَرَهُ فِى ¬

_ (¬122) لم أهتد إليه. (¬123) من ع. (¬124) ع: لينوفر بالنون، وبينوفر واللام المفتوحتين: تحريف. (¬125) ع: وله. (¬126) انظر المعرب 331 والألفاظ الفارسية المعربة 151 وشفاء الغليل 261. (¬127) ع: فى اليمن. (¬128) الشقر: ككتف: شقائق النعمان. الصحاح والقاموس (شقر). (¬129) ع: وهو نافع بنفسه: تحريف. وانظر المعرب 79 وشفاء الغليل 67 والألفاظ الفارسية المعربة 28. (¬130) فى المهذب 1/ 209: وأما البنفسج فمن أصحابنا من قال: هو طيب قولا واحدا؛ لأنه يشم رائحته، ويتخذ منه الدهن فهو كالورد وتأول قول الشافعى على المربب بالسكر. (¬131) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬132) ع: فيعصر. (¬133) تهذيب اللغة. (¬134) ع: يربى. (¬135) فى المهذب 1/ 209: ولا يجوز أن يستعمل الأدهان المطيبة كدهن الورد والزنبق ودهن البان المنشوش وتجب به الفدية. (¬136) مادة (زبق). (¬137) فى تذكرة الأنطاكى 1/ 62: شجر مشهور كثير الوجود يقارب الأثل وورقه يقارب الصفصاف شديد الخضرة. (¬138) ع: رائحته. (¬139) ع: دهن: تحريف.

الْبَيَانِ (¬140) (فِى بَابِ الزَّمَانَةِ) (¬141) وَأمَّا الْمَنْشُوشُ، فَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ سَلِيطُ السِّمْسِمِ، فَيُحْمَى فِى النَّارِ، ثُمَّ يُطرحَ فِيهِ زَهْرُ الخِلَافِ، وَهُوَ الْبَانُ الْمَذْكُورُ، وَيُتْرَك حَتَّى يَنْضَج ثُمَّ يُعْصَرُ، فَهَذَا هُوَ الْمَنْشُوشُ. وَقَالَ فِى تَاجِ (¬142) الْمَصَادِرِ: الْمَنْشُوشُ: هُوَ الْمَخْلُوطُ. وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬143): وَفِى كَلَام الشَّافِعِى فِى صِفَةِ الادِّهَان: البَانُ الْمَنْشُوشُ بِالطِّيبِ: أَىْ (¬144) الْمَخْلُوطُ، نَشْنَشْتُهُ (¬145): إِذَا خَلَطهُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (¬146): النَّشُّ وَالْمَشُّ: الدَّوْفُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: زَعْفَرَانٌ مَنْشُوشٌ. وَقَالَ فِى النَّبيذِ (¬147): "إِذَا نَشَّ فَلَا تَشْرَبْهُ" يُقَالُ: الْخَمْرُ تَنِشُّ: إِذَا أَخَذَتْ فِى الْغَلَيَانِ. وَالدَّوْفُ: أن يُبَلَّ فِى الْمَاءِ، دُفْتُ الدَّوَاءَ: بَلَلْتُهُ بِالْمَاءِ وَبِغَيْرِهِ فَهُوَ مَدُوفٌ (¬148). نَافِجَةُ الْمِسْكِ (¬149): الْجِلْدَةُ الَّتِى يُخْلَقُ فِيهَا، وَهِىَ سُرَّةُ الْغَزَالِ (¬150). قَوْلُهُ (¬151): "فَلْيُهْرِقْ دَمًا" (¬152) يُقَالُ (¬153): أَرَاقَ وَهَرَاقَ، تُبْدَلُ الْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَيَجُوزُ إِسْكَانُ الْهَاءِ وَفَتْحُهَا، وَقَدْ مَضَى مُسْتَقْصَىً (¬154). قوْلُهُ: "الْجَزَاءُ" (¬155) الْجَزَاءُ: قضَاءُ الْحَقِّ، قالَ اللهُ تَعَالَى: {يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (¬156) أَىْ: لَا تَقْضِى (¬157) (وَالْمُتَجَازِى) (¬158): الْمُتَقَاضِى. كَأنَّهُ يَقضى مَا وَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ إِعْلَافِ الصَّيْدِ. قَوْلُهُ: "دَارَ النَّدْوَةِ" (¬159) سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهم كَانُوا يَنْدُونَ بِهَا (¬160)، أَىْ: يَجْتَمِعُونَ لِلْمُشَاوَرَةِ، وَهِىَ كَالنَّدِيَّ: مَجلِسُ القومِ وَمُتَحَدَّثُهُمْ. قَوْلُهُ: "نَهسَتهُ حَيَّةٌ" يُقَالُ: نَهَسَ اللَّحْمَ- بِالسين الْمُهْمَلَةِ: إذَا أخَذَهُ بِمُقَدَّمِ الأسْنَانِ، يُقَالُ: نَهَسْتُ اللَّحْمَ، وَانْتَهَسْتُهُ. ونَهْسُ (¬161) الحَيَّةِ أَيْضًا نَهْشُهُ (¬162)، قَالَ الرَّاجِزُ (¬163): وَذَاتِ قَرْنَيْنِ طَحُونِ الضِّرْسِ تَنْهسُ لَوْ تَمَكَّنَتْ مِنْ نَهْسِ وَنَهَشَتْهُ الحَيَّةُ -بالسِّين المُعْجَمَةِ- أَيْضًا: لَسَعَتْهُ. ¬

_ (¬140) ................................ (¬141) ما بين القوسين من ع. (¬142) ع: باب: تحريف. (¬143) ع: الحوهرى: تحريف. (¬144) ع: هو. (¬145) ع: نششته. (¬146) فى الفائق 3/ 432. (¬147) فى حديث النبيذ: إذا نش فلا تشرب: النهاية 5/ 56. (¬148) ع: مدفوف تحريف، وفى الصحاح: فهو مدوف ومدووف، وكذلك مسك مدوف، أى: مبلول. (¬149) فى المهذب 1/ 210: وله أن يحمل الطيب فى خرقة أو قارورة والمسك فى نافجة ولا فدية عليه لأن دونه حائلا. (¬150) ونافجة المسك: أعجمية معربة انظر المعرب 341 والألفاظ الفارسية المعربة 154 وشفاء الغليل 262. (¬151) قوله: ليس ف ع. (¬152) فى المهذب 1/ 210: روى عن على كرم الله وجهه أنه قال: من قبل امرأة وهو محرم فليهرق دما. (¬153) يقال: ليس ف ع. (¬154) ص 49. (¬155) خ: جزاء الصيد وفى المهذب 1/ 211: ويحرم عليه الصيد المأكول من الوحش والطير ولا يجوز له أخذه فإذا أخذه وهلك عنده وجب عليه الجزاء. (¬156) سورة البقرة آية 48. (¬157) تفسير الطبرى 2/ 27 - 31 وتفسير غريب القرآن 48. (¬158) خ: المجازى والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه (جزى). (¬159) فى المهذب 1/ 211: روى أن عمر (ر) دخل دار الندوة فعلق رداءه فوقع عليه طير فخاف أن ينجسه فطيره فنهسته حية. . . فحكموا عليه بشاة. (¬160) بها: ساقط من ع وفى الصحاح: فيها والمثبت من خ. (¬161) ع: ونهست الحية: تحريف والمثبت من خ والصحاح. (¬162) الصحاح (نهس- نهش) وانظر العين 3/ 402 والمحكم 4/ 135، 157 واللسان (نهس- نهش 4559). (¬163) من غير نسبة فى الصحاح واللسان.

قَوْلُهُ: "فَاخْتَلَسَ مِنْ بَعْضِهِمْ سَوْطًا" (¬164) يُقَالُ: خَلَسْتُ الشيء وَاخْتَلَسْتُهُ وَتَخَلَّسْتُهُ: إِذَا اسْتَلَبْتَهُ (¬165) وَالتَّخَالُسُ: التَّسَالُبُ، وَالاسْمُ: الْخُلْسَةُ (¬166). قَوْلُهُ: "الْحِدَأةُ" (¬167) بِكَسْرِ الْحَاءِ مَقْصورَةٌ مَهْمُوزَةٌ (¬168). وَالْبَقُّ: جَمْعُ بَقّةٍ، وَهِىَ الْبَعُوضَةُ. الجِرْجِسُ: لُغَةٌ فِى الْقِرْقِسِ (وَهُوَ) (¬169) البَعُوضُ الصِّغَارُ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬170): لَبِيضٌ (¬171) بِنَجْدٍ لَمْ يَبِتْنَ نَوَاطِرًا (¬172) ... لِزَرْعٍ وَلَمْ يَدْرُجْ عَلَيْهِنَّ قِرْقِسُ (¬173) قَوْلُهُ: "وإنْ كَسَرَ بَيْضًا مَذِرًا" (¬174) هُوَ الْفَاسِدُ، مَذِرَت الْبَيْضَةُ: فَسَدَتْ، وَأَمْذَرَتْهَا الدَّجَاجَةُ، وَمَذِرَت مَعِدَتُهُ، أَىْ: فَسَدَتْ (¬175). قَوْلُهُ: "إنْ احْتَاجَ إِلَى ذَبْحِ الصَّيدِ لِلْمَجَاعَةِ" (¬176) الْمَجَاعَةُ: الْجُوعُ ضِدُّ الشَّبَعِ، يُقَالُ: جَاعَ يَجُوعُ جَوْعًا وَمَجَاعَةً، وَعَامُ مَجَاعَةٍ وَمَجْوَعَةٍ، بِسُكُوِنِ الْجِيمِ (¬177). قَوْلُهُ (¬178): {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (¬179) الْفِدْيَةُ وَالْفِدَى (¬180) وَالْفِدَاءُ: كُلُّهُ بِمَعْنَىً وَاحِدٍ. يُقَالُ: فَدَاهُ وَفَادَاهُ: إذَا أعطَى فِدَاءُ، فَأنْقَذَهُ وَفَدَاهُ بنَفْسِهِ. وَالْفِدَاءُ: إذَا كُسِرَ أوَّلُهُ: يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، فَإذا فُتِحَ: فَهُوَ مَقْصُورٌ (¬181). وَالنُّسُكُ: لَا يُحْمَلُ هَا هُنَا إلَّا عَلَى الذَّبِيحَةِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬182). قَوْلُهُ: "فَإنْ صَالَ عَلَيْهِ صَيْدٌ" (¬183) أَىْ: وَثَبَ. وَالْفَحْلَانِ (¬184) يَتَصَاوَلَانِ، أَيْ: يَتَوَاثَبَانِ، وَصَالَ الْعِيرُ: إذَا حَمَلَ عَلَى الْعَانَةِ (¬185)، وَسَيُذْكَرُ في مَوْضِعِهِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى (¬186). قوْلهُ: "أَلْجَأهُ إِلَى إتْلافِهِ" (¬187) أىْ: اضْطرَّهُ (¬188)، وَلمْ يَجِدْ مَانِعًا يَمْنَعه عَنْهُ، وَألجَأتُهُ إلى الشَّيءِ: اضْطَرَرْتُهُ إلَيْهِ (¬189) وَالتَّلْجِئَةُ: الإكْرَاهُ، وَالتَّلْجِئَةُ فِى الْبَيْعِ: إزَالَةُ الْمِلْكِ، لِخَوْفِ الضَّرَرِ. قَوْلُهُ: "فَلَمْ يَحْضُنْهُ" (¬190) يُقَالُ: حَضَنَ الطَّائِرُ بَيْضَهُ يَحْضُنُهُ [بِضَمِّ الضَّادِ] (¬191) إذَا ضَمَّهُ إلَى ¬

_ (¬164) خ: واختلس وفى المهذب 1/ 211 كان أبو قتادة فى قوم محرمين وهو حلال فأبصر حمار وَحْشِ فاختلس من بعضهم سوطا فضربه حتى صرعه، ثم ذبحه وأكل هو وأصحابه .. فلم ير بأكله بأسًا. (¬165) ع: سلبته: تحريف والمثبت من خ والصحاح (خلس). (¬166) بالضم، كما فى الصحاح وقال: يقال: والفُرصَةُ: خُلْسَةٌ. (¬167) فى المهذب 1/ 212: فإن كان مما يضر لا ينفع كالذئب والأسد والحية والعقرب والفأرة والحدأة والغراب والكلب العقور والبق والبرغوث والقمل والجرجس والزنبور فالمستحب أن يقتله. (¬168) إصلاح المنطق 147، 317. (¬169) خ: وهى. (¬170) شريح بن حراش الكلبى كما فى الصحاح، وابن جواس كما فى اللسان (جرجس 586). (¬171) ع: بيض والمثبت من خ والصحاح واللسان. (¬172) ع: نواظرا وفى خ: معا أى بالمعجمة والمهملة. (¬173) ع، والصحاح، واللسان (جرجس) والمثبت من خ. (¬174) فى المهذب 1/ 112 وإن كسر بيضا مذرا لم يضمنه من غير النعامة؛ لأنه لا قيمة له ويضمنه من النعامة لأن لقشر بيض النعامة قيمة. (¬175) الصحاح والمصباح (مذر). (¬176) ع: "إلى ذبح الصيد" وفى المهذب 1/ 212 وإن احتاج المحرم إلى اللبس لحر شديد أو برد شديد. . . أو إلى ذبح الصيد للمجاعة لم تحرم عليه وتجب عليه الكفارة. (¬177) في الصحاح (جوع). (¬178) فى المهذب 1/ 212: وتجب عليه الكفارة لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}. (¬179) سورة البقرة آية 196. (¬180) الفدى: ساقط من ع. (¬181) الصحاح (فدى) والمنقوص والممدود للفراء 23، 24 وابن ولاد 74. (¬182) ص 77، 116، 172، 177، 182، 191. (¬183) فى المهذب 1/ 212: أوصال عليه صيد فقتله دفعا عن نفسه: جاز ولا كفارة عليه. (¬184) ع: والعجلان: تحريف. (¬185) الصحاح (صول). (¬186) تعالى ساقط من ع. (¬187) ع: قوله: إلى إِتْلَافِهِ. وفى المهذب 1/ 212: بعدما فى تعليق 183 لأن الذى تعلق به المنع الجأه إلى إِتلافه. (¬188) ع: اضطر. (¬189) إليه: ليس فى ع. (¬190) فى المهذب 1/ 212: وإن باضَ صيد على فراشه، فنقله فلم يحضنه الصيد. . . لا يلزمه ضمانه لأنه مضطر وفى خ: بكسر. (¬191) ما بين القوسين ليس فى ع، وفى خ: بكسر الضاد. ولعله سهو، والصواب بضم الضاد، كما فى إصلاح المنطق 57 وتهذيب اللغة 4/ 211 والمحكم 3/ 91 والصحاح والمصباح (حضن) واللسان (حضن 911).

نَفْسِهِ تَحْتَ (جَنَاحَيْهِ) (¬192)، وَكَذَلِكَ الْمَرأةُ. وَهُوَ مَشْتَقٌّ مِنَ الحِضْنِ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الكَشْحِ إلى الإبْطِ (¬193). قَوْلُهُ: "وَإنْ (¬194) كَشَطَ مِنْ بَدَنِهِ جِلْدًا" أَيْ: نَزَعَهُ، يُقَالُ: كَشَطْتُ جِلْدَ البَعِيرِ، وَلَا يُقَالُ: سَلَخْتُهُ (¬195)، وَقَدْ ذُكِرَ (¬196). قَوْلُهُ: "وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ" (¬197) الْجُبَّةُ الَّتِى تُلْبَسُ فِى الْعُرْفِ: أَنْ تُظَاهِرَ بَيْنَ ثَوْبَيْنِ، وَيُجْعَلُ بَيْنَهُمَا حَشوٌ مِنْ قُطْنٍ أو غَيْرِهِ (¬198). قَوْلُهُ: لَزِمَتْهُ الْفِدْيَةُ" (¬199) الْفِدْيَةُ (¬200) هَا هُنَا: الْبَدَلُ، وَفِى غَيْرِ هَذَا: الاسْتِنْقَاذُ، وَقَدْ ذُكِرَ. "فَلَى رَأسَهُ" (¬201) إذَا (¬202) أخْرَجَ مِنْهُ الْقَمْلَ. قَوْلُهُ: "الْمُنَابَزَةُ بِالألْقَابِ" (¬203) يُقَالُ: نَبَزَهُ يَنْبِزُهُ نَبْزًا: إذَا لَقَّبَهُ، فَسَمَّاهُ بِغَيْرِ اسْمِهِ الْمَعْرُوفِ. قَوْلُهُ: "مَنْ حَجَّ (للهِ عَزَّ وَجَلَّ) (¬204) فَلَمْ يَرْفُثُ وَلَمْ يَفْسُقْ" (¬205) الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، يُقَالُ: رَفَثَ يَرْفُثُ وَيَرْفِثُ. ذَكَرَهُ الْهَرَوِىُّ (¬206) وَرَأيتهُ بِخَطِّ ابْنِ أَبِى الصَّيْفِ: يَرْفُثُ وَيَرْفِثُ: بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. قَوْلُهُ: " (كَهَيْئَتِهِ) (¬207) يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" الْهَيْئَةُ: الشَّارَةُ، يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ (¬208)، وَأرَادَ هَا هُنَا: الْحَالَةَ أَى: عَلَى الْحَالَةِ الَّتِى وَلَدَتْهُ أُمَّهُ عَلَيْهَا، لَاذَنْبَ عَلَيْهِ. * * * ¬

_ (¬192) خ: جناحه والمثبت من ع والصحاح واللسان. (¬193) فى المعجمات: ما دون الإبط إلى الكشح. وانظر العين 3/ 105 والمراجع تعليق 188. (¬194) خ: فإن، وفى المهذب 1/ 213: وإن كشط من بدنه جلدا وعليه شعر أو قطع كفه وفيه أظفار لم تلزمه فدية. (¬195) فى الصحاح: لأن العرب لا تقول فى البعير إلا كشطته أو جلدته. (¬196) ص 28. (¬197) فى المهذب 1/ 213: روى أبو يعلى قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل بالجعرانة وعليه جبة وهو مصفر لحيته ورأسه. فقال له - صلى الله عليه وسلم -: "اغسل عنك الصفرة وانزع عنك الجبة". (¬198) مبادئ اللغة 41. (¬199) فى المهذب 1/ 213: وإن قدر على إزالته (الطيب) واستدام: لزمته الفدية. (¬200) ع: هى بدل من لفظ الفدية. (¬201) فى المهذب 1/ 213 ويكره أن يفلى رأسه ولحيته فإن فلى وقتل قمله استحب له أن يفديها. (¬202) ع: أي. (¬203) فى المهذب 1/ 214: قال ابن عباس: الفسوق المنابزة بالألقاب. (¬204) ما بين القوسين من ع. (¬205) فى المهذب 1/ 214: قال - صلى الله عليه وسلم -: "من حج لله عز وجل فلم يرفث ولم يفسق رجع كهيئه يوم ولدته أمه". (¬206) فى الغريبين 1/ 425. (¬207) خ: كهيئة والمثبت من ع والمهذب. (¬208) الصحاح (هيأ).

باب ما يجب بمحظورات الإحرام

بَابُ مَا يَجِبُ بِمَحْظُورَاتِ الإحْرَام (¬1) قَوْلُهُ: "ثَلَاثَةُ آصُعٍ" (¬2) هُوَ جَمْعُ صَاعٍ. وَأَصْلُهُ: أَصْوُعٍ، مِثْلُ: فَلْسٍ وَأفلُسٍ، فَهَمَزُوا الْوَاوَ كَمَا هَمَزُوهَا فِى أثوَابٍ، ثُمَّ نَقَلُوهَا إِلَى أَوَّلِ الْكَلِمَةِ، كَمَا نَقَلُوهَا فِى أَيْنُقٍ، فَاجْتَمَعَ هَمْزَتَانِ، فَجُعِلَتْ الثَّانِيَةُ ألِفًا وَمُدَّتْ. وَإنَّمَا هَمَزُوا الْوَاوَ؛ لِأنَّ الْهَمْزَةَ حَرْفٌ جَلْدٌ يَقْبَلُ الْحَرَكَةَ، وَالْوَاوُ لَا تَقْبَلُهَا (¬3). ¬

_ (¬1) من الكفارة وغيرها: كما فى المهذب 1/ 214. (¬2) فى المهذب 1/ 214: إذا حلق المحرم رأسه فكفارته أن يذبح شاة أو يطعم ستة مساكين ثلاثة آصع لكل مسكين نصف صاع. (¬3) أهل الحجاز يجمعون الصاع على آصع وأصوع، وبنو أسد وأهل نجد يجمعونه على =

قَوْلُهُ: "فَعَدَلَ إلَى قِيمَتِهِ" (¬4) يُقَالُ: عَدَلَ إلَى كَذَا، أىْ: مَالَ إلَيْهِ، وَعَدَلَ: إذَا اسْتَقَامَ، وَهُوَ مِنَ الأضْدَادِ. قَوْلُهُ: "وَإنْ وَطِئَ فِى الْحَجِّ" (¬5) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬6): وَطِئْتُ الشَّيءَ بِرِجْلِى وَطْأً (¬7)، وَوَطِىءَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ يَطَأ فِيهِمَا، سَقَطَت الْوَاوُ مِنْ يَطَأُ، كَمَا سَقَطَتْ مِنْ يَسَعُ (¬8). الْيَرْبُوعُ (¬9) بِخِلْقَةِ الْفَأرِ أوْ أَكْبَرُ، مَفَاتِحُ (¬10) جُحُورِهِ كَثِيرَةٌ (¬11). قَوْلُهُ: "عَنزٌ وَعَنَاقٌ وَجَفْرَةٌ" (¬12) وَلَدُ الشَّاةِ إذَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَجَمَعَ بَيْنَ الْمَاءِ وَالشَّجَرِ، فَهُوَ جَفْرٌ وجَفْرَةٌ، وَمَعْنَاهُ: اتَّسَعَ جَوْفُهُ (¬13). يُقَالُ (¬14): فَرَسٌ مُجْفِرٌ، أَىْ: وَاسِعُ الْجَنْبَيْنِ. وَالْعَنَاقُ: مَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَالعَنْزُ فَوْقَ الْعَنَاقِ فِى السِّنِّ غَيرُ مَحْصُورٍ بِزَمَانٍ (17). قَوْلُهُ: "حَكَمَ فِى أُمِّ حُبَيْنٍ بِحُلَّان" (¬16) أمُّ حُبَيْنٍ: دُويّبةٌ عَلَى خِلْقَةِ الْحِرْبَاءِ، عَرِيضَةُ الْبَطْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُ رَسُولِ الله صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ (¬17) رَأى بِلَالًا قَدْ خَرَجَ بَطنهُ (¬18): "أُمُّ حُبَيْن" (¬19) وَهَذَا مِنْ مَزْحِهِ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أرَادَ: ضِخَمَ بَطنِهِ، وَالْحَبَنُ: عِظَمُ الْبَطْنِ، ذَكَرَ الْهَرَوِىُّ جَمِيعَ ذَلِكَ (¬20). وَقَالَ فِى الْبَسِيطِ (¬21): هُوَ مِنْ صِغَارِ الضَّبِّ. وَقَالَ فِى دِيوَانِ الْأدَبِ (¬22): هِىَ الْحِرْبَاءُ. وَقَالَ الأزْهَرِيُّ (¬23): هِيَ مِنْ حَشَرَاتِ الأَرْضِ تُشْبِهُ (¬24) الضَّبِّ، وَهِىَ الأُنْثَى مِنَ الْحَرَابِىِّ، وَالْعَرَبُ تَعَافُ أكْلَهَا. وَالْحُلَّانُ: الْجَدْىُ يُؤْخَذُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، (وَهُوَ فُعَّالٌ؛ لإنَّهُ مُبْدَلٌ مِنْ حُلَّامٍ، وَهُمَا بِمَعْنَىً) (¬25) قَالَ الشَّاعِرُ (¬26): كُلُّ قَتِيلٍ فِى كُلَيْبٍ حُلَّامْ ... حَتَّى يَنَالَ الْقَتْلُ آل هَمَّامْ قَوْلُهُ: وَتَغْمَضُ الْفُتْيَا" (¬27) أىْ: تَحْتَقِرُهَا وَتَطْعَنُ فِيهَا. وَفِيهَا (¬28) لُغَتَانِ: فَتْحُ الْمِيمِ وَكَسْرُهَا مِنَ الْمَاضِى وَالْمُسْتَقْبَل (¬29). غَمَصْتُ الرَّجُلَ وَغَمِصْتُهُ، أيْ: احْتَقَرْتُهُ. قَوْلُهُ: "الدُّبْسِىِّ قُمْرِىِّ وَالْفَاخِتَةِ" (¬30) الدُّبْسىُّ: طَائِرٌ مَنْسُوبٌ إلَى طَيْرٍ دُبْسٍ، وَالْأدبَسُ مِنَ الطَّيرِ: ¬

_ = أصواع، ونقل المطرزى عن الفارسى (آصع) على القلب، وحملة أبو حاتم على خطأ العوام، وخرجه ابن الأنبارى على القياس فى آبار وأبآر. انظر المصباح (صوع) والمذكر والمؤنث للفراء 96 ومعاني القرآن 2/ 51 والمذكر المؤنث لابن الأنبارى 1/ 480. (¬4) يجب لكل شعرة درهم؛ لأن إخراج ثلث الدم يشق فَعَدَلَ إلى قيمته. (¬5) فى ع: وإن وطىء فى العمرة الصحاح (وطأ). (¬6) (¬7) ع أطأ: تحريف. (¬8) ع: من يعى والمثبت من خ والصحاح وبعده: لتعديمها لأن فَعِلَ يَفْعَلُ مما اعتل فاؤه لا يكون إلا لازما؛ فلما جاءا من بين أخواتهما متعديين خولف بهما نظائرهما. (¬9) فى المهذب 1/ 216: وإن قتل صيدا نظرت فإن كان له مثل من النعم وجب عليه مثله من النعم فيجب فى النعامة بدنه، وفى حمار الوحش: بقرة، وفى الضبع كبش وفى الغزال عنز وفى الأرنب عناق وفى اليربوع: جفرة. (¬10) ع: معاوج. (¬11) انظر المصباح (ربع). (¬12) ع: "عنز- عناق- جفرة". (¬13) مبادئ اللغة 144 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 79 - والمصباح جفر. (¬14) ع: ويقال. (¬15) فى المصباح (عنز) العنز: الأنثى من المعز إذا أتى عليها حول. (¬16) فى المهذب 1/ 216: عن عثمان (ر) أنه حكم فى أم حيين بحلان. (¬17) ع ورأى بلالا. (¬18) هنا فى خ: فقال. (¬19) الفائق 1/ 56، 309 والنهاية 1/ 335، 434، 435. (¬20) فى الغريبين 1/ 198. (¬21) (¬22) فى ديوان الأدب 2/ 12: الحرباء: ذكر أم حبين. (¬23) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 78. (¬24) ع: شبه والمثبت من خ وشرح المختصر لوحة 78. (¬25) ما بين القوسين من ع. وفى تهذيب اللغة 5/ 109 هو فعلان من التحليل، فقلبت النون ميما. وقال الجوهرى: هو فعال. كما هو مثبت الصحاح (حلن). (¬26) مهلهل كما فى غريب الحديث 3/ 292 واللسان (حلم حلن 981) ويروى حلان، وآل شيبان. (¬27) فى المهذب 1/ 216: روى قبيصة بن جابر الأسد أن عمر (ر) قال له: أتقتل صيدا وأنت محرم وتغمص الفتيا- أي تحتقرها وتطعن فيها؟ (¬28) ع: وفيه. (¬29) من بابي سمع وضرب كما فى القاموس والتاج (غمص) وانظر أفعال ابن القطاع 2/ 423 وأفعال السرقسطى 2/ 3. (¬30) فى المهذب 1/ 217 فإن كان حماما وهو الذى يعب ويهدر كالذى يقتنيه الناس فى البيوت كالدبسي والقمري والفاختة فإنه يجب فيه شاة.

الَّذِى لَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ، وَيُقَال: مَنْسُوبٌ إلَى دِبسِ الرُّطَبِ؛ لِأنَّهُمْ يُغَيِّرونَ فِى النَّسَبِ كَالدُّهْرِىِّ وَالسُّهْلِىِّ (¬31). وَالْقُمْرِىُّ: مَنْسُوبٌ إلَى طَيْرٍ قُمْرٍ، إمَّا أن يَكُونَ جَمْعَ أقمَرَ، مِثْلَ أَحْمَرَ وَحُمْرٍ، وإمَّا أن يَكُونَ جَمعَ قُمْرِيٌّ مِثْلَ رُومِىٍّ وَرُومٍ، وَزَنْجِىٍّ وَزَنْجٍ (¬32). وَالْأُنْثَى: قُمْرِيَّةٌ: وَالذَّكَرُ: سَاقُ حُرٍّ. وَالجَمْعُ: فَمَارِىُّ، غيرُ مَصْرُوفٍ، وَالأَقْمَرُ: الْأبْيَضُ يُقَالُ: سَحَابٌ أقمَرُ، وَلَيْلَةٌ قَمْرَاءُ (¬33). وَالْفَاخِتَةُ: وَاحِدَةُ الْفَوَاخِتِ مِنْ فَوَاتِ الأطْوَاقِ، وَكُلُّ هَذَا مَذْكُورٌ فِى الصِّحَاحِ (¬34). قَالَ: "وَالْبُلْبُلُ طَائِرٌ (¬35) يُرِيدُ أَنَّهُ مَعْرُوفٌ. وَحَقِيقَتُهُ: أَنَّهُ طَائِرٌ صَغِيرٌ، لَهُ صَوْتٌ يُطْرِبُ، بِقَدْرِ الْعُصْفُورِ، لَوْنُهُ أَغْبَرُ يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ أسْوَدُ، يُؤَلَّفُ، يُؤَلِّفُ فِى الْبُيُوتِ، وَيُشْتَرَى لِحُسْنِ صَوْتِهِ، قَالَ أبُو نُوَاس فِى الأصْمَعِىِّ: "بُلْبُلٌ يُطْرِبُهُمْ بِنَغَمَاتِهِ" (¬36). قَوْلُهُ: "يَعُبُّ وَيَهْدُرُ" (¬37) الْعَبُّ: شُرْبُ الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ. وَقِيلَ: هُوَ شُرْبُه بِنَفَسٍ وَاحِدٍ. وَفِى الْحَدِيثِ: "مُصُّوا الْمَاءَ مَصًّا وَلَا تَعُبُّوهُ عَبًّا" (¬38) وَفِى الْحَدِيثِ أيضًا: "الْكُبَادُ مِنَ الْعَبِّ" (¬39) وَالْحَمَامُ يَشْرَبُ الْمَاءَ عَبًّا، كَمَا تَعُبُّ الدَّوَابُّ، أَىْ: تَجْرَعُهُ جَرْعًا، وَسَائِرُ الطُّيُورِ تَنْقُرُهُ نَقْرًا، وَتَشْرَبُ قَطْرَةً قَطْرَةً (¬40). قَوْلُهُ: "وَيَهْدُرُ" يُقَالُ: هَدَرَ الْحَمَامُ يَهْدُرُ هَدِيرًا، أَيْ: صَوَّتَ، وَهَدِيرُهُ: تَغْرِيدُهُ وَتَرْجِيعُهُ صَوْتَهُ كَأنَّهُ يَسْجَعُ، يُقَالُ: سَجَعْت الْحَمَامَةُ، وَهَدَرَ الْبَعِيرُ (¬41) هَدِيرًا، أَىْ: رَدَّدَ صَوْتَهُ فِى حَنْجَرَتِهِ. قَوْلُهُ: "كَالْقَطَا وَالْيَعْقُوبِ وَالإوَزِّ" (¬42) الْقَطَا: طَائِرٌ مَعْروفٌ، سُمِّىَ بِصَوْتِهِ (¬43)؛ لِأنَّهُ لَا يَزَالُ يَقُولُ: قَطَاْ قَطَاْ. يَمْشِى بِاللَّيْلِ فَلَا يُخْطِىءُ الطرَّيقَ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬44): تَمِيمٌ بِطُرْقِ اللُّؤْمِ أَهْدَى مِنَ الْقَطَا ... وَلَوْ سَلَكَتْ سُبْلَ الْمَكَارِم ضَلَّتِ وَ (قِيلَ) (¬45) فِى الْمَثلِ: "أصْدَقُ مِنَ القَطَا" (¬46) وإنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ؛ لِأنَّ لَهَا صَوْتًا وَاحِدًا لَا تُغَيِّرُهُ (¬47)، تَقُولُ: قَطَاْ قَطَاْ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهَا: الصَّدُوقُ، قَالَ النَّابِغَةُ (¬48): تَدْعُو الْقَطَا وَبِهِ تُدْعَى إِذَا نُسِبَتْ ... يَا صِدْقَهَا حِينَ نَلْقَاهَا فَتَنْتَسِبُ وَلِغَيْرِهِ (¬49): ¬

_ (¬31) عن الصحاح (دبس). (¬32) ع: وريحى وريح والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه وكذا فى اللسان (قمر 3737). (¬33) الصحاح (قمر). (¬34) مادة (فخت). (¬35) فى المهذب 1/ 217: وإن كان أصغر من الحمام كالعصفور والبلبل والجاد ضمنه بالقيمة. (¬36) كان أبو نواس يميل إلى أبي عبيدة، فقيل له: قد أشخص أبو عبيدة والأصمعى إلى الرشيد، فقال: أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه من سفره قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين، وأما الأصمعى فبلبل يطربهم بنغماته. انظر أنباه الرواة 2/ 201 ووفيات الأعيان 2/ 244 والأصمعى اللغوى 48. (¬37) في المهذب 1/ 217 الحمام يشبه الغنم لأنه يعب ويهدر ليس فى ع. (¬38) النهاية 3/ 168. (¬39) الفائق 3/ 243 والنهاية 3/ 168. (¬40) شرح ألفاظ المختصر لوحة 78. (¬41) ع: الفحل وكذا فى خ إلا أنت مُصوَّبٌ فوقه بالمثبت. وهو ما فى الصحاح والمصباح (هدر). (¬42) فى المهذب 1/ 217: وإن كان كبر من الحمام كالقطا واليعقوب والبط والإوز ففيه قولان. . . . إلخ. (¬43) ع: لصوته. (¬44) الطرماح ديوانه 133 والتمثيل والمحاضرة 67. (¬45) من ع. (¬46) كتاب أفعل للقالى 75 والدرة الفاخرة 1/ 265 ومجمع الأمثال 2/ 247. (¬47) ع: لا يغير. (¬48) ديوانه 177، وروايته: انتسبت. (¬49) الكميت ديوانه 2/ 15 والحيوان 5/ 379 وحياة الحيوان 2/ 235 ورواية الديوان (منتحل).

لا تكْذِبُ القَوْلَ إنْ قَالَتْ قَطَا صَدَقتْ ... إذْ كُلُّ ذِي نِسْبَةٍ لَا بُدَّ يَنتحِلُ وَاليَعقُوبُ: ذَكَرُ الحَجَلِ، وَالحَجَلُ: جَمْعُ حَجَلَةٍ، وَهِىَ القَبْجَةُ، يُقَالُ حَجَلٌ وَحِجْلَانٌ. وَالْقَبْجُ: فَارِسيٌّ مُعَرَّبٌ؛ لِأنَّ القَافَ وَالْجِيمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِى كَلِمَةٍ مِنْ كَلَامِ العَرَبِ (¬50). وَالإوَزُّ- بِكَسْرِ الهَمزَةِ وَفَتْحِ الوَاوِ: البَطُّ، وَقَدْ جَمَعُوهُ بِالوَاوِ وَالنُّونِ، فَقَالُوا: إوَزُّون (¬51) (وَاحِدَهُ إوَزَّةٌ) (¬52) وَهُوَ مِنْ طَيْرِ المَاءِ، يَعِيشُ فِيهِ وَيَدْخُلُ فِيهِ، وَهُوَ أبيضُ كَبِيرٌ، لَهُ مَخَالِبُ مِثْلُ مَخَالِبِ طَيرِ المَاءِ، وَيُستأنَسُ فى البُيُوتِ كَالدَّجَاجِ. قَوْلُهُ (¬53): "لَا يُخْتَلَى خِلَالَهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا" الْخَلَى مَقصُورٌ (¬54): الْحَشِيشُ، وَيُخْتَلَى يُفْتَعَلُ: (أىْ) (¬55) يُحْتَشُّ (¬56). وَالعَضْدُ: القَطْعُ، يَقُالُ: عَضَدْتُ الشَّجَرَ أعْضِدُهُ بِالْكَسْرِ، أىْ: قَطَعْتُهُ بالمِعْضَدِ (¬57). قَوْلُهُ: "وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا" يُقَالُ: نَفَرَتْ الدَّابَّةُ وَالصَّيْدُ نُفُورًا وَنِفَارًا: إذَا هَرَبَ ذُعْرًا مِنْ مَخَافَةِ شيءٍ. قَوْلُهُ: "إلَّا الإذْخِرِ": نَبْتٌ لَهُ رَائِحَةٌ طيِّبةٌ، الْوَاحِدَةُ إذْخِرَةٌ (¬58)، وَأظُنُّهُ السَّخْبَرَ (¬59) "لِصَاغَتِنَا": جَمْعُ صَائِغٍ، مِثْلُ قَائفٍ وَقَافَةٍ. قَوْلُهُ: "فِى هَوَاءِ الحِلِّ" (¬60) مُمْدُودٌ (¬61)، وَالهَوَاءُ: مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ: وَهَوَى النَّفْسِ: شَهوَتُهَا (¬62): مَقصُورٌ (¬63). "فإنْ عَدَلَ السَّهمُ" (¬64) أَيْ: مَالَ عَنِ الْقَصْدِ. قَوْلُهُ (¬65): "فى الدُّوحَةِ بِقَرَةٌ" الدَّوْحَةُ: الشَّجَرَةُ الْعَظيمَةُ مِنْ أَيِّ الشَجَرِ كَانَ، وَالْجَمْعُ: دَوْحٌ (¬66)، (قَالَ امْرُؤ القَيس (¬67): . . . . . . . . . . . . ... يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الْكَنَهْبُلِ) (¬68). ¬

_ (¬50) عن الصحاح (حجل- قبج) وانظر المعرب 261 وشفاء الغليل 210. (¬51) عن الصحاح (أوز) وانظر المصباح (أوز). (¬52) من ع. (¬53) فى المهذب 1/ 218: ويحرم صيد الحرم على الحلال والمحرم لما روى ابن عباس (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى حرم مكة لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها، فقال العباس إلا الإذخر لصاغاتنا، فقال: "إلا الإذخر" وانظر الحديث فى سنن ابن ماجة 2/ 1038 والنسائي 5/ 203، 211. (¬54) المنقوص والممدود للفراء 18 والممدود والمقصور للوشاء 43 والمقصود والممدود 33. (¬55) أى من ع. (¬56) غريب الحديث 4/ 124 والفائق 1/ 390 والنهاية 2/ 75. (¬57) عن الصحاح (عضد) والمعضد: سيف يمتهن فى قطع الشجر وهو المعضاد أيضا. ويسمى الدملج. (¬58) للصحاح والمصباح (ذخر). (¬59) السخير: ضرب من الشجر يشبه الثمام وعيدانه كالكراث فى الكثرة، كأن ثمرة مكاسح القصب أو أدق منه، وإذا طالت تدلت رؤوسه وانحنت. المحكم 5/ 202. (¬60) فى المهذب 1/ 218: وإن كان فى الحرم شجرة وأغصانها فى الحل فوقعت حمامة على غصن فى الحل فرماه من الحل فأصابه لم يضمنه لأن الحمام غير تابع للشجر فهو كطير فى هراء الحل. (¬61) ممدود: ليس في ع. (¬62) ع: وهو فى النفس: شواتها: تحريف. (¬63) المنقوص. والممدود 16 والممدود والمقصور للوشاء 30، 33 والمقصود والممدود لنفطويه 33، 39 وابن ولاد 116، 117. (¬64) فى المهذب 1/ 118 وإن رمى صيدا فى الحل فعَدَلَ السهم فأصاب صيدا فى الحرم فقتله: لزمه الجزاء. (¬65) فى المهذب 1/ 219: روى ابن عباس (ر) أنه قال: فى الدوحة بقرة الشجرة الجزلة شاة. وبقرة ليس فى ع. (¬66) الصحاح (دوح). (¬67) ديوانه 24 والكنهبل: ما عظم من شجر العضاه. وصدره: وَأضْحَى يَسُحُّ المَاءَ عَنْ كُلِّ فِيقَةٍ ... . . . . . . . . . . . . (¬68) ما بين القوسين ساقط من ع.

قَال فى الْبَيَانِ (¬69): قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ: هِىَ الشَّجَرَةُ الْكَبِيرَةُ التِى لَهَا أَغْصَانٌ، وَالْجَزْلَةُ: الشَّابَّةُ التي لَا أغْصَانَ لَهَا. قَوْلُهُ: وَفِى الشَّجَرَةِ الْجَزْلَةِ شَاةٌ" هُوَ (¬70) مَا عَظُمَ مِنَ الشَّجَرِ، دونَ الدَّوْحَةِ، وَكَذَلِكَ (¬71) الْجَزْلُ: مَا عَظم مِنَ الحطَبِ. قَوْلُهُ: "يَسْتَخْلِفُ" (¬72) أَيْ: يَخْلُفُهُ شَىْءٌ مُسْتَجِدٌّ بَعْدَ ذَهَابِ الأَوَّلِ، وَكُلُّ مَا جَاءَ بَعْدَ شَىْءٍ فَقَدْ خَلَفَهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْخِلَافَةُ. قَولُهُ: "الْعَوْسَجُ" (¬73) شَجَرٌ مَعْرُوفٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ مُؤْذٍ. وَقَالَ أبُو خَاتِمٍ: الْعَوْسَجُ مِنَ الْعَصَاهِ، الْوَاحِدَةُ عَوْسَجَةٌ نَجْدِيَّةٌ (¬74) شَاكَّةٌ، لَهَا جَنَاةٌ (¬75) حَمْرَاءُ، يُقَالُ لَهَا: الْمُصَعَةُ (¬76) تُؤْكَلُ، وَالْجَمْعُ: مُصَعٌ (¬77). قَوْلُهُ: "حَجَرًا مِنْ جَنَابَةٍ" (¬78) الْجَنَابُ- بِالْفَتْحِ: الْغِنَاءُ، وَمَا قَرُبَ من مَحَلَّةِ الْقَوْم (¬79). وَأرادَ هَا هُنَا: مِنْ (¬80) نَاحِيَتهِ، يُقَالُ: مَرُّوا يَسيرُونَ بِجَنَابَيْهِ، أَيْ: نَاحِيَتَيْهِ (¬81). (وَ"مَنْزِلٍ") (¬82) حَيْثُ يَنْزِلُ الْمُسَافِرُونَ لِلاسْتِرَاحَةِ. "فَذَكَرَ مِنْ عِلَّتِهِمْ" أيْ: مَرَضِهِمْ "مَا أرَانَا" أَىْ: مَا أَظُنُّنَا "أُتِينَا" أيْ: مَا سَبَبُ عِلَّتِنَا وَمَرَضِنَا إلا ذَلِكَ. "نُحِّينَا" (¬83) أُزِلْنَا "كَأنَّمَا أُنْشِطْنَا مِنْ عِقَالٍ" يُقَالُ: نَشَطْتُ الْحَبْلَ وَأَنْشَطْتُهُ نَشْطًا: عَقَدْتُهُ أُنْشُوطَةً، وَأَنْشَطتُهُ: حَلَلْتُهُ، وَيُقَالُ: "كَأنمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ" أَىْ: حُلَّ وَخُلِّىَ (¬84). قَوْلُهُ: "اسْتَهْدَى رَاوِيَةً" (¬85) أَىْ: طَلَبَ أَنْ تُهْدَى لَهُ، وَكَذَلِكَ. بَابُ اسْتَفْعَلَ يُسْتَعْمَلُ فِى الطَّلَبِ وَالاسْتِدْعَاءِ بِالْشَىْءِ. قَوْلُهُ: "مِنْ مَاءِ (¬86) زَمْزَمَ" قَالَ ابْنُ الأنبارِيِّ: النَاسُ مُخْتَلِفُونَ فِى تَسْمِيَيِهَا بِذَلِكَ، فيقَالُ: لِأنَّ هَاجَرَ زَمَّتْ الْمَاءَ بالتَّحْجير (¬87) عَلَيْهِ، وَأصْلُهَا: زَمَّمُ، مِن زَمَّمْتُ، فَاسْتَثْقَلُوا الْجَمْعَ بَيْنَ ثَلَاثِ مِيمَاتٍ، وَأَبْدَلُوا (¬88) مِنَ (الثَّانِيَةِ) (¬89) زَايا. وَيُقَالُ: بَلْ لِصَوْتٍ كَانَ مِنْ جِبْرِيلَ عِنْدَهَا يُشْبِهُ الزَّمْزَمَةَ، يُقَالُ: زَمْزَمُ يزمزم إِذَا صَوَّتَ فَسُمِّيَتْ بِصَوْتِ (¬90) جِبْرِيل. قَوْلُهُ: "يَتَضَلَّعُ مِنْهُ" (¬91) أَىْ: يُكْثِرُ وَيَمْتَلِىءُ، يُقَالُ (¬92): تَضَلَّعَ الرَّجُلُ: إِذَا امْتَلأَ شِبَعًا وَرِيًّا (¬93). قَوْلُهُ (¬94): "وَلَا تَحِلُّ لُقْطتُهَا إلَّا لِمُنْشِدٍ" اللُّقَطَةُ: الشَّيءُ الْمُلْتَقَطُ وَالْمَنْشِدُ: الْمُعَرِّفُ، أىْ: ¬

_ (¬69) ......................... (¬70) ع: وهى. (¬71) ع: وكذا. (¬72) فى المهذب 1/ 219: وإن قطع الحشيش، فنبت مكانه لم يلزمه الضمان قولا واحدا لأن ذلك يستخلف فى العادة. (¬73) فى المهذب 1/ 219: ويجوز قطع العوسج والشوك؛ لأنه مؤذ فلم يمنع من إتلافه. (¬74) ع: لحدية تحريف. والمثبت من خ والمحكم 1/ 177. (¬75) ع: جنبات: تحريف. (¬76) ع: المصغة: تحريف وفى اللسان كذلك: المقنع. وفى الصحاح (مصع) والموصعة (مثال همزة): ثمرة العوسج، والجمع: مصع. وانظر تهذيب اللغة 1/ 338. (¬77) ع: مصغ: تحريف. (¬78) فى المهذب 1/ 219: ولا يجوز إخراج تراب الحرم وأحجاره. لما روى عبد الأعلى بن عبد الله: "فأرسلت إلى الصفا فقطعت حجرا من جنابة فخرجنا به". (¬79) الصحاح (جنب). (¬80) من: ساقط من ع. (¬81) ع: بجنابه أى ناحيته والمثبت من خ والصحاح. (¬82) خ: ومنزلا. وهو فى قول عبد الأعلى السابق فى تعليق 78: فنزلنا أول منزل فذكر من علتهم جميعا، فقالت أمى أوجدتي: ما أرانا أتينا إلا أنا أخرجنا هذه القطعة من الحرم. (¬83) فى قول عبد الأعلى: فما هو إلا أن نحينا ذلك فكأنما أنشطنا من عقال. (¬84) الصحاح (نشط). (¬85) فى المهذب 1/ 219: ويجوز إخراج ماء زمزم لما روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استهدى راوية من ماء زمزم فبعث إليه براوية من ماء. (¬86) خ: بئر. (¬87) ع: لتحجر. (¬88) ع: فأبدلوا. (¬89) خ: الثالثة. (¬90) ع: بقول. وانظر معجم ما استعجم700، 701 واللسان (زمم 1867). (¬91) هذا القول ليس فى المهذب فى هذا الموضع. (¬92) ع: ويقال. (¬93) الصحاح (طلع). (¬94) فى المهذب 1/ 219: روى أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: حرم إبراهيم مكة وإني حرمت المدينة مثلما حرم إبراهيم مكة "لا ينفر =

لَا تَحِلُّ لِمَنْ يُرِيدُ تَمَلُّكَهَا، وَيَحِلُّ الْتِقَاطُهَا؛ لِيُعَرِّفَهَا وَيَطْلُبَ صَاحِبَهَا الَّذِى ضَاعَتْ مِنْهُ، وَهُوَ ضِدُّ النَّاشِدِ، وَهُوَ: طَالِبُ الضَّالَّةِ (¬95). قَوْلُهُ: "أَخَذَ سَلَبَ الْقَاتِلِ (¬96) " بِفَتْحِ اللَّام: سَلَبَهُ: إذَا جَرَّدَهُ مِنْ ثِيَابِهِ، وَأَصْلُهُ: التَّعْرِيَةُ: وَمِنْهُ: تَسَلَّبت الْمَرْأةُ: إذَا أَحَدَّتْ (¬97)، وَشَجَرٌ سُلُبٌ: لَا وَرَقَ عَلَيْهَا، وَالسَّلَبُ: الشَّيءُ الْمَسْلُوبُ، كَالْخَبَطِ لِلْوَرَقِ الْمَخْبُوطِ، وَالنَّقْص للْمَنْقُوض. قَوْلُهُ: "طُعْمَةٌ أَطْعَمَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬98) " الطُّعْمَةُ: الْمَأْكَلَةُ، يُقَالُ: جَعَلْتُ هَذِهِ الضَّيعَةَ طُعْمَة لِفُلَانٍ، وَالطُّعمَةُ أيْضًا: وَجُهُ الْمَكْسَبِ، يُقَالُ: فُلَانٌ عَفِيفُ الطُّعْمَةِ، وَخَبِيثُ الطُّعْمَةِ: إذَا كَانَ رَدِيءَ المَكْسَبِ (¬99). (قَوْلُهُ (¬100): الْحُدَيْبِيَةُ" (¬101) مُخَفَّفَةٌ، لَا تُشَدَّدُ إِلَّا فِى لُغَةٍ رَدِيئَةٍ (¬102). وَالْجِعْرَانَةُ: مُخَفَّفَةٌ، قَالَ الرَّبِيعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِىَّ يَقُولُ: الْحُدَيْبِيَةُ: بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: قَالَ الشَّافِعِىُّ: لَا تَقُلْ: الْجِعِرَّانَةَ، وَلَكِنْ قُلْ: الجِعْرَانَةَ بِالتَخْفِيفِ (¬103). * * * ¬

_ = صيدها ولا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد". (¬95) غريب الحديث 2/ 133، 134 والفائق 1/ 391 والنهاية 5/ 53. (¬96) فى المهذب 1/ 219 يؤخذ سلب قاتل الصيد فى الحرم؛ لأن سعد بن أبى وقاص أخذ سلب القاتل وقال: طمعة أطعمنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬97) الصحاح (سلب). (¬98) - صلى الله عليه وسلم -: ليس فى ع. (¬99) الصحاح (طعم) واللسان (طعم 2675). (¬100) من ع. (¬101) فى المهذب 1/ 220: روى ابن عمر (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج معتمرا فحالت كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية. (¬102) معجم البلدان 1/ 142 وإصلاح خطأ المحدثين للخطابى 18 والمصباح (حدب) ومعجم ما استعجم 384. (¬103) إصلاح خطأ المحدثين 18 ومعجم ما استعجم 384 ومعجم البلدان 1/ 142 وتهذيب النووى 1/ 58 والمصباح (جعر).

باب صفة الحج والعمرة

بَابُ صِفَةِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ قَوْلُهُ: "اغْتَسَلَ بِذِى طَوَى" (¬1) طَوَىَ- بِالْفَتْحِ (¬2) وَادٍ بِمَكَّةَ، قَالَ الأصْمَعِىُّ: وَهُوَ مَقْصُورٌ، وَالَّذِى مِنْ طَريقِ الطَّائِفِ مَمْدُودٌ، وَلَا خِلَافَ فِى فَتْحِ الطَاءِ (¬3). قَالَ الْعَاصِمِىُّ (¬4) فِى مَنَاقِبِ الشَّافِعِىِّ، رَحِمَهُ الله: وَمَنْشَأُهُ بِمَكَّةَ بِذِى طَوَىَ بِالْفَتْحِ (¬5). قَوْلُهُ: "وَيَدْخُلُ فِى ثَنْيِهِ كَدَاءَ" (¬6) قَالَ الْخَلِيلُ (¬7): كَدَاءُ وَكُدىً: الْأعْلَى مِنْهُمَا: مَفْتُوحٌ مَمْدُودٌ، وَالْأسْفَلُ: مَضْمُومٌ مَقْصُورٌ (¬8). قَالَ حَسَّانُ (¬9): ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 220: إذا أراد دخول مكة وهو محرم بالحج اغتسل بذى طوى. (¬2) كذا فى معجم ما استعجم 896 وقيده الجوهرى بالضم- الصحاح (طو ى) وفى مراصد الاطلاع 894: بالضم وقيل هو بالفتح وقيل بالكسر والفتح أشهر. (¬3) معجم ما استعجم 897 ومراصد الإطلاع 894. (¬4) ع: الأصمعى: تحريف. (¬5) .................... (¬6) فى المهذب 1/ 220: ويدخل من ثنية كداء من أعلى مكة. (¬7) فى العين 5/ 396 وعبارته: وَكُدَيٌّ وَكَدَاءٌ: جبلان وهما ثنيتان يهبط منهما إلى مكة. (¬8) انظر معجم ما استعجم 1118 والمشترك وضعا والمفترق صقعا 91 ومراصد الإطلاع 1151 والمصباح (كدى). (¬9) ديوانه 1/ 17 ومعجم ما استعجم وروايته "موعدها كداء".

عَدِمْنَا خَيْلَنَا إِنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْرِدُها كَدَاءُ قَوْلُهُ (¬10): "اللَّهُمَّ" (¬11) زدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظيمًا وَمَهَابَةً" مَعْنَاهُ: اجْعَلْ الْخَلْقَ يُشَرِّفُونَهُ، أَىْ: يَرَوْنَهُ شَرِيفًا فِى أَعْيُنِهِمْ. وَالشَّرَفُ: الْعُلُوُّ، وَشَرَفُ كُلِّ شَىْءٍ: أعْلَاهُ، وَشَرِيفُ الْقَوْمِ أرْفَعُهُمْ وَأعْلَاهُمْ مَنزِلَةً (¬12). وَالتَّكْرِيمُ: التَّفْضِيلُ {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (¬13) أي: فَضلْنَاهُمْ، وَالْكَرَمُ أَصْلُهُ: ضِدُّ اللُّؤْمِ،. وَمَهَابَةً، أَىْ: يَهَابُونَ أَنْ يَتركُوا حُرْمَتَهُ، يَحْتَقِرُونَهُ (¬14). وَالْهَيْبَةُ: الإجْلَالُ وَالْمَخَافَةُ، وَقَدْ هَابَهُ يَهَابُهُ (¬15). وَالْبِرُّ: أَعْمَالُ الْخَيْرِ كُلُّهَا، وَهُوَ ضِدُّ الْعُقُوقِ، وَيُقَالُ (¬16): بَرَّهُ يَبَرُّهُ بَرًّا (¬17) وَالْمَبَرَّةُ: مِثْلُهُ، وَفُلَانٌ يَبَرُّ خَالِقَهُ وَيَتَبَرَّرُهُ، أَىْ: يُطِيعُهُ (¬18)، وَبَرَّ فِى يَمِينِهِ أَيْ: صَدَقَ وَقِيلَ الْبِرُّ: هُوَ الاتِّسَاعُ فِى الإحْسَانِ وَالزيَادَةُ مِنْهُ، يُقَالُ: أَبَرَّ فُلَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ أَيْ زَادَ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْبَرِّيَّةُ؛ لِاتّسَاعِهَا (¬19). قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ (فَحَيِّنَا) (¬20) رَبَّنا بِالسَّلَامِ" قَالَ الأزْهَرِيُّ (¬21): السَّلَامُ الأوَّلُ: هُوَ اللهُ [تَعَالَى] (¬22)؛ لأنَّ الْخَلْقَ أجْمَعِينَ سَلِمُوا مِنْ ظُلْمِهِ. وَقَوْلُهُ: "وَمِنْكَ السَّلَامُ" أي: مَنْ أكرَمْتَهُ بِالسَّلَامِ، فَقَدْ سَلِمَ "فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ"، أيْ: سَلِّمْنَا بِتَحِيتِكَ إيَّانَا مِنَ الآفَاتِ وَ (الْمُهْلِكَاتِ) (¬23). وَقَالَ غَيْرُ الأزْهَرِىِّ: السَّلَامُ الأوَّلُ: هُوَ اللهُ تَعَالَى، كَمَا قَالَ: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} (¬24) قَالَ الْبَارُودىُّ (¬25) فِى تَفْسِيرِهِ: أرادَ السَّالِمَ مِنَ الْمَعَايِبِ، وَالسَّلَامُ الثَّاني: قَالَ الْبَاوَرْدِيُّ: أَيْ الْمُسَلِّمُ لِلْخَلْقِ. وَقَالَ الْقُشَيْرِىُّ (¬26): السَّلَامُ بِمَعْنَى السَّلَامَةِ، كَاللَّذَاذِ وَالرَّضَاعِ بِمَعْنَى اللَّذَاذَةِ وَالرَّضَاعَةِ. وَالثَّالِثُ بِمَعْنَى التَّحِيَّةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} (¬27) وَمَعْنَاهُ: الرحْمَةُ وَالسَّلَامَةُ مِنَ الآفَاتِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِى الصَّلَاةِ (¬28). قَوْلُهُ: "فَافْتَقَرَتْ إلَى النِّيَّةِ" (¬29) أيْ: احْتَاجَتْ (¬30) إلَيْهَا (¬31)، مُشْتَقٌّ مِنَ الْفَقِيرِ الَّذِى يَحْتَاجُ إلَى الْمَالِ، وَأصْلُهُ: مَكْسُورُ الْفَقَارِ، وَهِىَ: عُقَدٌ فِى الظَّهْرِ. قَوْلُهُ: "نِيَّةُ الْحَجِّ تَأتي عَلَيْهِ" (¬32) أَىْ: تأخُذُ جَمِيعَهُ، وَيَدْخُلُ فِى حُكْمِهَا. قَوْلُهُ: "وَقَذَفُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمْ" (¬33) أَيْ: رَمَوْا بِهَا، وَالْقَذْفُ: الرَّمْىُ. وَالْعَوَاتِقُ: جَمْعُ عَاتِقٍ، وَهُوَ: مَا بَيْنَ الْمَنْكِبِ وَالْعُنُقِ (¬34). قَوْلُهُ: "وَيَطُوفُ سَبْعًا" يُقَالُ: طَافَ حَوْلَ الشَّيء (يَطُوفُ) (¬35) طَوْفًا وَطَوَفَانًا، وَتَطَوَّفَ ¬

_ (¬10) اللهم: ليس فى ع. (¬11) وفى المهذب 1/ 220: ويستحب أن يقول: اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتعظيما وبرًا. (¬12) الصحاح (شرف). (¬13) سورة الإسراء آية 70. (¬14) ع ويحتقروه. (¬15) الصحاح (هيب). (¬16) ع: يقال. (¬17) وزان علم يعلم علما كما فى المصباح (برر) وانظر الصحاح (برر). (¬18) عن الصحاح ومنه قوله: *يَبّرُّكَ النَّاسُ وَيَفجُرُونَكَا*. (¬19) أنظر اللسان (برر 254). (¬20) خ: حينا. وفى المهذب 1/ 221 ويضيف (بعد الدعاء تعليق 11) إليه: اللهم. . . الخ. (¬21) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 71. (¬22) تكملة من شرح الأزهرى. (¬23) خ: والهلكات. والذى فى شرح الأزهرى: من جميع الآفات. (¬24) سورة الحشر آية 23. (¬25) ................. (¬26) فى شرح أسماء الله الحسنى 135. (¬27) .................... (¬28) ص 77، 85، 90. (¬29) خ: فافتقر إلى النية وفى المهذب 1/ 221 الطواف يفتقر إلى النية؛ لأنها عبادة تفتقر إلى الستر فافتقرت إلى النية. (¬30) خ: احتاج. (¬31) إليها ليس فى ع. (¬32) فى المهذب 1/ 221 وقيل لا يفتقر؛ لأن نية الحج تأتي عليه كما تأتى على الوقوف. (¬33) روى ابن عباس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمرهم فاضطبعوا، فجعلوا أرديهم تحت آباطهم، وقذفوها على عواتقهم. (¬34) خلق الإنسان للأصمعى 203 ولثابت 211. (¬35) خ: وتطوف والمثبت من ع والصحاح (طوف).

وَاسْتَطَافَ: كُلُّهُ بِمَعْنَى. وَرَجُلٌ طَافٌ، أَىْ: كَثِيرُ الطَّوَافِ (¬36). وَأَصْلُ الطَّوَافِ، وَابْتِدَاءُ فِعْلِهِ: أَنَّ إِبْراهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، كَانَا كُلَّمَا بَنَيَا شَيْئًا مِنَ البَيْتِ: طَافَا حَوْلَهُ وَقَالَا: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (¬37) فَبَقى ذَلِكَ إلَى الآنَ. وَرَأيتُ فِى التَّفْسِيرِ أَنَّهُ سُئِلَ عَلِىٌّ بنُ الْحُسَيْنِ عَنْ بَدْءِ الطَّوَافِ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى وَضَعَ تَحْتَ الْعَرْشِ بَيْتًا، وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ الَّذِى ذكَرَهُ الله تَعَالَى وَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: طُوفُوا بِهِ وَدَعُوا الْعَرْشَ، فَطَافَت الْمَلَائِكَةُ (بِهِ) (¬38) فَكَانَ أهْوَنَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أمَرَ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ فِى الأرْضِ أنْ يَبْنُوا فِى الأرْض بَيْتًا عَلَ مِثَالِهِ وَقَدْرِهِ، فَبَنَوْا، (وَسَمَّوُهُ) (¬39) الصُّرَاحَ (¬40)، وَأَمَرَ مَنْ فِى الأرْضِ مِنْ خَلْقِهِ أنْ يَطوفُوا بِهِ كَمَا يَطوفُ أهْلُ السَّمَاءِ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ. قَوْلُهُ: "سَبْعًا" فِيهِ خَمْسُ لُغَاتٍ: (سَبْعًا) (¬41) بفَتْحِ السِّينِ وإسْكَانِ الْبَاءِ، أَىْ: سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَسُبُعًا: بِضَمِّ السِّينِ وَالْبَاءِ، كَمَا يُقَالُ: ثُلُثٌ وَثُلْثٌ، وَسُدُسٌ وَسُدْسٌ، وَسُبْعًا: بِضَمِّ السِّينِ وَإِسْكَانِ الْبَاءِ، كَمَا يُقَالُ: ثُلْثٌ وَسُدْسٌ، وَسَبُوعٌ: بِفَتْحِ السِّينِ، وَأُسْبُوعٌ: بِزِيَادَةِ الألِفِ (¬42). قَوْلُهُ: (¬43) "خُذُوا عَنِّى مَنَاسِكَكُمْ" أَيْ: افْعَلُوا مِثْلَمَا أَفْعَلُ، وَقُولُوا كَمَا أقُولُ. وَأَصْلُ الأخْذِ: التَّنَاوُلُ، يُقَالُ: أخَذَ الشيء: إذَا تَنَاوَلَهُ، وَأَصْلُهُ: أأخَذُ فَاسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَتَيْنِ فَحَذَفُوهُمَا (¬44). قَوْلُهُ: "وإنْ طَافَ عَلَى شَاذَرْوَانِ الْكَعْبَةِ لَمْ يَجْزِهِ" (¬45) وَهُوَ الْبِنَاءُ اللَّاصِقُ بِأساسِهَا الَّذي فِيهِ حَلَقُ السِّتْرِ؛ لإنَّه مِنْ دِكَّةِ الْبِنَاءِ الأَسْفَلِ (¬46). قَوْلُهُ: "وَيُحَاذِيهِ" (¬47) أَيْ: يُوَازِيهِ. وَالْمُحَازَاةُ: الْمُوَازَاةُ، وَحِذَاءُ الشَّىْءِ: إِزَاؤُهُ (¬48). قَوْلُهُ: "وَيُستحَبُّ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ" (¬49) قَالَ فِى الْفَائِقِ (¬50): اسْتَلَمَ: افْتَعَلَ مِنَ السَّلِمَةِ، وَهِىَ: الْحَجَرُ، وَهُوَ (أَنْ تَتَنَاوَلَهُ) (¬51) وَتَعْتَمِدَهُ بِلَمْسٍ أَوْ تَقْبِيلٍ أَوْ إِدرَاكٍ بِعَصًا، وَنَظِيرُهُ: اسْتَهَمَ (¬52) الْقَوْمُ إِذَا أَجَالُوا (¬53) السِّهَامَ، وَاهْتَجَمَ الْحَالِبُ: إذَا حَلَبَ فِى الْهَجْمِ، وَهُوَ الْقَدَحُ الضَّخْمُ. وَوَافَقَهُ (¬54) الْجَوْهَرِىُّ، فَقَالَ (¬55): استَلَمَ الْحَجَرَ: لَمَسَهُ، إمَّا بِالْقُبْلَةِ، أوْ بِالْيَدِ (¬56)، وَلَا يُهْمَزُ؛ لِأنَّهُ مَأخُوذٌ مِنَ (السَّلامِ) (¬57) وَهُوَ الْحَجَرُ، كَمَا يُقَالُ: اسْتَنْوَقَ (¬58) الْجَمَلُ (¬59). وَقِيلَ: إِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ السَّلَامِ بِمَعْنَى (¬60) التَّحِيَّة، أَيْ (¬61): يُحَيِّي نَفْسَهُ عَنْ (¬62) الْحَجَرِ، إِذْ لَيْسَ الْحَجَرُ مِمَّنْ يُجِيبُهُ (¬63)، يُقَالُ: اخْتَدَمَ: إذَا لَمْ يَكُمْ لَهُ خَادِمٌ، وإنَّمَا خَدَمَ نفْسَهُ. ¬

_ (¬36) عن الصحاح (طوف). (¬37) سورة البقرة آية 128 وانظر تفسير الطبرى 3/ 64 - 73. (¬38) به: ساقط من خ. (¬39) خ: واسمه. (¬40) ع: السراح: تحريف. (¬41) زيادة من ع. (¬42) انظر القاموس والمصباح (سبع). (¬43) فى المهذب 1/ 221: وإن ترك بعض السبعة لم يجزه؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - طاف سبعا، وقال: خذوا عنى مناسككم. (¬44) تخفيفًا، كما فى الصحاح (أخذ). (¬45) المهذب 1/ 221. (¬46) قال الفيومى: وهو الذى ترك من عرض الأساس خارجا، ويسمى تأزيرا لأنه كالإزار للبيت. المصباح (شذر) ونقله أدى شير 99 وذكر أن أصله شاد روان بالفارسية: ستر عظيم يسدل على سرادق السلاطين والوزراء، وعلى الشرفة من القمر والدار. (¬47) فى المهذب 1/ 222: والمستحب أن يستقبل الحجر الأسود. . . ويحاذيه ببدنه لا يجزئه غيره. (¬48) الصحاح (حذا). (¬49) لما روى ابن عمر (ر) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم مكة يستلم الركن الأسود أول ما يطوف. المهذب 1/ 222. (¬50) 2/ 192. (¬51) خ: بناؤه: تحريف والمثبت من ع والفائق. (¬52) ع: اسهم: تحريف. (¬53) ع: أى: جالوا: تحريف. (¬54) ع: وأوقفه: تحريف. (¬55) فى الصحاح (سلم). (¬56) ع: بالبيد: تحريف. (¬57) خ: السلم والمثبت من ع والصحاح. (¬58) ع: استبرق: تحريف. (¬59) الجمل: ساقط من ع. (¬60) ع: يعنى. (¬61) ع: إذا. (¬62) ع: عند. (¬63) ع: من تحيته.

وَعَنِ ابْنِ الأعرَابِى: أَنَّهُ مَهْمُوزٌ تُرِكَ هَمْزُهُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْمَلَاءَمَةِ وَالْمُوَافَقَةِ، كَمَا يُقَال: اسْتَلأمَ (كَذَا (¬64)) اسْتِلْئَامًا: إذَا (¬65) رَآهُ مُوَافِقًا وَمُلَائِمًا (¬66). قَوْلُهُ: "بِمِحْجَنٍ فِي يَدِهِ" (¬67) وَهُوَ عَصًا فِى رَأْسِهَا عُقَّافَةٌ. وَأَصْلُ الْحَجَنِ- بِالتَّحْرِيكِ: الاعْوِجَاجُ-، وَصَقْرٌ أَحْجَنُ الْمَخَالِبِ، أَىْ: مُعْوَجُّهَا. وَالْمِحْجَنُ كَالصَّوْلَجَانِ، وَتَحَجَّنْتُ الشَّيْءَ وَاحْتجَنتُهُ (¬68) إذَا جَذَبْتَهُ بِالمِحجَنِ إلَى نَفسِكَ. وَمَعْنَى "تَقْبِيل يَدِهِ بَعْدَ الاسْتِلَامِ" (¬69): كَأَنَّهُ يَنْقُلُ بَرَكَتَهُ إِلَى نَفْسِهِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: يَنْقُلُ الْقُبْلَةَ مِنْ فِيهِ إِلَى الْحَجَرِ. قَوْلُهُ: "بُنِىَ الِإسْلَامُ عَلَى قَوَاعِدِ إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ" (¬70) الْقَوَاعِدُ: أَسَاسُ الْبُنْيَانِ، وَاحِدُهَا: قَاعِدَةٌ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} (¬71). قَوْلُهُ: "يَقُولُ: آمِينْ آمِينْ" (¬72) مَعْنَاهُ: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ، وَقَدْ ذُكِرَتْ (¬73) فِى الصَّلَاةِ (¬74). قَوْلُهُ: "وَالسُّنَّةُ أَنْ يَرْمُلَ (¬75) الرَّمَلُ- بِالتَّحْرِيكِ: الْهَرْوَلَةُ، يُقَالُ: رَمَلَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَمَلًا وَرَمَلَانًا، وَمِنْهُ قِيلَ لِخَفِيفِ الشِّعْرِ: رَمَلٌ (¬76) وَقَالَ الشَّافِعِىُّ: هُوَ سُرْعَةُ (¬77) الْمَشْىِ مَع تَقَارُبِ الْخُطى (¬78). قَوْلُهُ: "خَبَّ ثَلَاثًا" (¬79) الْخَبَب: ضَرْبٌ مِنَ الْعَدْوِ، يُقَالُ (¬80): خَبَّ الْفَرَسُ يَخُبُّ بِالضَّمِّ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْجَنَائِزِ (¬81). قَوْلُهُ: "حَرَّكَ دَابَّتَهُ" (¬82) أَيْ: حَثَّهَا وَاسْتَخْرَجَ جَرْيَهَا. قَوْلُهُ: " (¬83) اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا وَسَعْيًا مَشْكُورًا" مَبْرُورًا (84): مِنَ الْبِرِّ ضِدِّ الْعُقُوقِ، يُقَالُ: بَرَّ حَجُّهُ وَبُرَّ حَجُّهُ (¬84)، وَبَرَّ اللهُ حَجَّهُ بِرًّا بِالْكَسْرِ (¬85). قَالَ شَمِرٌ (¬86): هُوَ الَّذِى لَا يُخَالِطُهُ شَىْءٌ مِنَ الْمَآثِمِ، وَالْبَيْعُ الْمَبْرُورُ: هُوَ الَّذِى لَا شُبْهَةَ فِيهِ وَلَا خِيَانَةَ. وَفِى الْحَدِيثِ: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةِ" (¬87). قَولُهُ: "مَغْفُورًا" (أَصْلُ) (¬88) الْغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، كَأنَّهُ يُغَطِّى الذَّنْبَ وَيَسْتُرُهُ (¬89) وَ"السَّعْيُ" ¬

_ (¬64) من ع. (¬65) ع: كما: تحريف. (¬66) قال ابن السكيت: قالوا: استلأمت الحجر، وإنما هو من السلام، وهي الحجارة وكان الأصل: استلمت. إصلاح المنطق 157 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 72 وتهذيب اللغة 12/ 450. (¬67) في المهذب 1/ 222: روى أبو مالك سعد بن طارق عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف حول البيت فإذا ازدحم الناس على الطواف استلمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمحجن بيده. (¬68) فى الصحاح: وَحَجَنْتُ الشَّيْيءَ واحْتَجَنْتُهُ: إذا جذبته بالمحجن إلى نفسك. (¬69) فى المهذب 1/ 222: ويستحب إذا استلم أن يقبل يده. وفى ع: معنى يقبل يده. (¬70) فى المهذب 1/ 222: فإذا بلغ الركن اليماني فالمستحب أن يستلمه. . ولأنه ركن بنى. . . إلخ. (¬71) سورة البقرة آية 127. (¬72) خ: فقولوا آمين وفى المهذب 1/ 222 روى عن ابن عباس (ر) أنه قال عند الركن اليماني ملك قائم يقول آمين آمين، فإذا مررتم به فقولوا ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخر حسنة وقنا عذاب النار. (¬73) ع: ذكر. (¬74) ص 78، 87، 178. (¬75) فى المهذب 1/ 223 والسنة أن يرمل فى الثلاثة الأولى ويمشي فى الأربعة. وفى خ: ويستحب أن يرمل. (¬76) ع: قال. (¬77) ع: وهو. (¬78) ع: قال. (¬79) ع: وهو. (¬80) تهذيب الأسماء واللغات (رمل) والصحاح والمصباح والمغرب (رمل). (¬81) فى حديث ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طاف الطواف الأول خب ثلاثا ومشى أربعا المهذب 1/ 223. (¬82) ع: ويقال. وفى الصحاح: تقول: خب الفرس يخُب بالضم خَبًّا وَخَبِيبًا وَخَبَيًا: إذا راوح بين يديه ورجليه. (¬83) ص 135. (¬84) فى المهذب 1/ 223 فإن كان راكبا حرك دابته في موضع الرمل. (¬85) فى المهذب 1/ 223: ويستحب أن يقول فى رمله: اللهم اجعله. . . . إلخ. (¬86) ع: مبرور. (¬87) ويرحجه: ساقط من ع والمثبت من خ نقلا عن الصحاح. (¬88) هذا كله كما فى الصحاح (برر) وانظر غريب الحديث 4/ 469 والنهاية 1/ 117. (¬89) نقله الأزهرى فى شرح ألفاظ المختصر 73.

هَا هُنَا: الْعَمَلُ، يُقَالُ: سَعَىَ يَسْعَى: إذَا عَمِلَ وَكَسَبَ، وَسَعَىَ: إذَا عَدَا، وَمِنْهُ السَّعْىُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (¬90) وَمَعْنَى "مَشْكُورًا" أَىْ: يُثْنَى عَلَى (¬91) عَامِلِهِ وَيُشْكَرُ. وَ"الشُّكْرُ": هُوَ الثَّنَاَءُ عَلَى الْمُحْسِنِ بِإِحْسَانِهِ مِمَّنْ أحْسَنَ الَيْهِ. قَوْلُهُ (¬92): "وَاضْطَبَعَ" (¬93) الاضْطِبَاعُ: افْتِعَالٌ مِنَ الضَّبْعِ وَهُوَ: الْعَضُدُ (¬94)؛ لأنَّه يَجْعَلُ رِدَاءَهُ تَحْتَ ضَبْعِهِ؛ أو لإنَّه يَكْشِفُ ضَبْعَهُ (¬95). أُبْدِلَتْ التَّاءُ طَاءً مَعَ الضَّادِ، كَالْاضْطِمَام (¬96) (وَالاضْطِلَاعِ) (¬97) بِالأمرِ، وَهوَ التَّوَشُّحُ وَالتَّأبُّطُ أيْضًا (¬98). قَوْلُهُ: "فِى الأشْوَاطِ الأرْبَعَةِ" (¬99) وَاحِدُهَا: شَوْطٌ، يُقَالُ: عَدَا شَوْطًا، أَىْ: طَلَقًا، وَهُوَ - هَا هُنَا: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ بَيْنَ الْحَجَرَيْن (¬100). قَوْلُهُ: "خَلْفَ الْمَقَام" (¬101) الْمَقَامُ- هَا هُنَا، بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ الْقِيَام، مَعْنَاهُ: حَيْثُ قَامَ إِبراهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬102) وَقَدْ قُرِئَ بِالضَّمِّ (¬103): أرَادَ مَوْضِعَ إقَامَتِهِ؛ لأنَّك إذَا جَعَلْتَهُ مِنْ قَامَ يَقُومُ: فَهُوَ مَفْتُوحٌ، وَإذَا جَعَلْتَهُ مِنْ أقَامَ يُقِيمُ: فَهُوَ مَضْمُومٌ؛ لِأنَّ الْفِعْلَ إذَا جَاوَزَ، الثَّلاثةَ فَالْمَوْضِعُ مِنْهُ مَضْمُومٌ. قَوْلُهُ: "ثُمَّ يَسْعَى" (¬104) يُقَالُ: سَعَىَ الرَّجُلُ سَعْيًا: إذَا عَدَا (¬106) وَسَعَىَ أيْضًا: إذَا عَمِلَ وَاكْتَسَبَ وَالسَّببَ فِى ابْتِدَائِهِ: أنَّ هَاجَرَ أُمَّ إسْمَاعِيلَ، لَمَّا عَطِشَ ابنُهَا، وَهِىَ مُقِيمَةٌ بِهِ (¬107) عِنْدَ مَوْضِعِ الْبَيْتِ، وَخَافَتْ أنْ يَمُوتَ مِنَ الْعَطَش: ذَهَبَتْ تَستغِيثُ، فَصَعَدَتْ أقرَبَ جَبَلٍ إلَيْهَا، وَهُوَ: الصَّفَا، تَسْتَغِيثُ وَتَنْظُرُ هَلْ تَرَى أحَدًا، فَلَا تَنْظُرُ، فَتَنْزِلُ مِنْهُ. وَتَسْعَىَ إِلَى الْمَرْوَةِ فَتَستغِيثُ (فَتَنْظُرُ) (¬108) فَلَا تَرَى أَحدًا، فَتَرْجِعُ وَتَسْعَى حَتى تَأْتِيَ الصَّفَا، حَتَّى فَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَسَمِعَتْ صَوْتَ الْمَلَكِ قَدْ ضَرَبَ بِجَنَاحَيْهِ جَنْبَ (¬109) إِسْمَاعِيلَ، فَأتتْ هُنَالِكَ (¬110)، فَوَجَدَت الْمَاءَ مَوْضِعَ زَمْزَمَ (¬111) وَسَبَتُ الْهَرْوَلَةِ: أَنَّهَا إِذَا صَارَتْ فِى بَطْنِ الْوَاىِ الْمُنْخَفِضِ، لَا تَرَى وَلَدَهَا، فتُهَرْوِلُ وَتُسْرِعُ تَخْرُجَ مِنْهُ إلَى الرَّبْوَةِ الْمُرْتَفِعَةِ عَنْ مَسِيلِ (¬112) الْمَاءِ، فَتَرَى وَلَدَهَا، فَتُهَوِّنُ فِى السَّيرِ. وَالأصْلُ فِى سُنَّةِ الرَّمَلِ: أنَّ النَّبِىَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا صَالَحَ قُرَيْشًا عَلَى أن يَدْخُلَ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا (¬113)، قَالَ الْمُشرِكُونَ: انْظُرُوا إلَيْهِمْ (¬114) -تَعْنى أَصْحَابَهُ- قَدْ نَهَكَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَقَامُوا مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ (¬115) يَنْظُرُونَ إلَيْهِمْ وَهُمْ يَطوفُون بِالْبَيْتِ، فَأوحَى اللهُ إلَى النَّبِيِّ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، ¬

_ (¬90) النهاية 1/ 117 وغريب ابن الجوزى 1/ 65 وصحيح مسلم 2/ 983. (¬91) من ع. (¬92) الفاخر 134 والزاهر 1/ 109 - 111 والصحاح (غفر). (¬93) شرح ألفاظ المختصر لوحة 74 والصحاح (سعى). (¬94) على: ساقط من ع. (¬95) قوله: ليس فى ع. (¬96) فى المهذب 1/ 223: وإذا اضطبع ورمل فى طواف القدوم نظرت فإن سعى بعده لم يعد الرمل والاضطباع. (¬97) خلق الإنسان لثابت 250 ومبادئ اللغة 46. (¬98) شرح ألفاظ المختصر لوحة 72 وتهذيب اللغة 1/ 485 والصحاح والمصباح (ضبع). (¬99) افتعال من الضم. (¬100) خ: والاططباع: سهو. (¬101) غريب الحديث 4/ 192 وشرح ألفاظ المختصر 72 والنهاية 3/ 73. (¬102) فى قوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. سورة البقرة 125. وانظر الكشف 2/ 195. (¬103) فى المهذب 1/ 223: لو جاز أن يقضى الرمل لقضاه فى الأشواط الأربعة. (¬104) المصباح والصحاح (شوط). (¬105) فى المهذب 1/ 223: روى جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين. (¬106) فى المهذب 1/ 224: ثم يسعى وهو ركن من أركان الحج. (¬107) ع: فى. (¬108) خ: وينظر. (¬109) ع: حيث. (¬110) ع: هناك. (¬111) أنظر تاريخ الطبرى 1/ 251 - 259. (¬112) ع: سبيل. (¬113) فى عمرة القضاء فى ذي القعدة سنة سبع. (¬114) ع: يعنى الصحابة. (¬115) على لفظ تصغير قعقعان: جبل بمكة. معجم ما استعجم 1086 وانظر أسماء جبال تهامة وسكانها نوادر المخطوطات 2/ 419.

فَأمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَرْمُلُوا؛ لِيُرُوهُمْ الْقُوَّةَ وَالْجَلَدَ. فَقَالُوا حِينَ رَأَوهُمْ يَرْمُلُونَ: وَاللهِ مَا بِهِمْ مِنْ بَأسٍ، وإنْ هُمْ إِلا كَالْغِزْلَانِ (¬116). قَوْلُهُ (¬117): {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬118) أىْ: قُدْوَةٌ. تُضَمُّ وَتُكْسَرُ (¬119). قَوْلُهُ (¬120): "نَبْدَأُ بِالَّذِى (¬121) بَدَأ اللهُ بِهِ" أيْ: بَدَأ بِذِكْرِهِ فِى الْقُرْآنِ، حَيْثُ قَالَ جَلَّ وَعَلَا: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (¬122). قَوْلُهُ: "وَيَرْقَى عَلَى الصَّفَا" يُقَالُ: رَقِىَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِالْيَاءِ فِى الْمَاضِى يَرْقَى بِفَتْحِهَا وَالألِف فِى الْمُسْتَقْبَلِ، رَقْيًا وَرُقِيًا: إِذَا صَعِدَ، وَارْتَقَى مِثْلُهُ (¬123). وَلَا يُقَالُ: رَقَى- بِفَتْحِ الْقَافِ إلَّا مِنَ الرُّقْيَةِ، فَإنَهُ يُقَالُ: رَقَى يَرْقَى رُقْيَةً، وَرَقَأ الدَّمُ يَرْقَأُ- بِالْهَمْزِ: إذَا انْقَطَعَ (¬124)، يُقَالُ فِى الإبِلِ (¬125): "إنَّ فِيهَا رَقُوءَ (¬126) الدَّم" لأنَّهَا تُؤْخَذُ فِى الدِّيَةِ، فَيَنْقَطِعُ الْقِتَالُ. قَوْلُهُ (¬127): "صَدَقَ وَعْدَهُ وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ" صَدَقَ: أنْجَزَ وَلَمْ يَكْذِبْ فِيمَا وَعَدَ، بِقَوْلِهِ [تَعَالَى]: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (¬128) وَالصَّدِيقُ: الَّذِى (¬129) يَصْدُقُ فِى الْمَوَدَّةِ، وَالصِّدِيقُ: الدَّائِمُ التَّصْدِيقِ. "وَهَزَمَ" الْهَزِيمَةُ: الْفِرَارُ وَالْهَرَبُ عَنِ (¬130) القِتَالِ. وَالأحْزَابُ: جَمْعُ حِزْبٍ، وَهُمْ: الطَّائِفَةُ. وَتَحَزَّبُوا وَتَجَمعُوا: وَاحِدٌ. وَالأحزَابُ الطوَائِفُ الَّتِى تَجْتَمِعُ عَلَى مُحَارَبَةِ الأنبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ (¬131) وَالْأحْزَابُ: الَّذِينَ تَحَزَّبُوا وَتَجَمَّعُوا عَلَى النَّبِىِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬132) يَوْمَ الْخَنْدَقِ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى، فَهَزَمَهُمُ اللهُ تَعَالَى، فَقَالَ: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} (¬133). قَوْلُهُ: "وَحْدَهُ" كَلِمَةٌ يُوْصَفُ بِهَا الْوَاحِدُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ؛ لأنَّهُ مَصْدَرٌ لَا يُثَنَّى، اكْتِفَاءُ بِتَثْنِيَةِ الْمُضْمَرِ الْمُضَافِ إليْهِ، وَمَعْنَاهُ: اتِّحَادٌ، أيْ: انْفِرَادٌ. وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ، بمَعْنَى مَوْحَدٍ وَمَفْرَدٍ. وَقِيلَ: عَلَى الْمَصْدَرِ بِمَعْنَى اتِّحَادٍ وَانْفِرَادٍ (¬134). قَوْلُهُ: "بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ" (¬135) فِنَاءُ الدَّارِ: مَا امْتَدَّ مِنْ جَوَانِبِهَا، وَالْجَمعُ: أَفْنِيَةٌ (¬136). قَوْلُهُ: "يَوْمَ التَّرْوِيَةِ" (¬137) فِيهِ تَأْوِيلَانِ، أَحَدُهُمَا: (أَنَّهُ) (¬138) مَأْخُوذٌ مِنَ الرَّوِيَّةِ، وَهِىَ التَّفَكُّرُ فِى ¬

_ (¬116) انظر سيرة ابن هشام 2/ 371 وتاريخ الطبرى 3/ 23 - 26. (¬117) فى المهذب 1/ 224: قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. (¬118) سورة الأحزاب آية 21. (¬119) إصلاح المنطق 115 وأدب الكاتب 540 والصحاح والمصباح (أسو). (¬120) فى المهذت 1/ 224 روى جابر (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نبدأ بالذى بدأ الله به: وبدأ بالصفا حتى فرغ من آخر سعيه على المروة. (¬121) خ: بما. (¬122) سورة البقرة آية 158. (¬123) الصحاح والمصباح (رقى) والمحكم 6/ 309. (¬124) إصلاح المنطق 152، 334 وأدب الكاتب 475 والعين 5/ 211. (¬125) فى الحديث: "لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم" النهاية 2/ 248 وإصلاح المنطق 152، 334 والصحاح "رقأ". (¬126) ع: رقية: تحريف. (¬127) فى المهذب 1/ 224 ويرقى على الصفا حتى يرى البيت فيستقبله ويقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. . . . لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده. (¬128) سورة الفتح آية 27. (¬129) الذى: ساقط من ع. (¬130) ع: عند. (¬131) الصحاح (حزب). (¬132) ع: صلى الله عليه وسلم. (¬133) سورة الأحزاب آية 9. (¬134) انظر الكتاب 1/ 377، 378 والعين 3/ 281 والمحكم 3/ 377. (¬135) فى المهذب 1/ 225: فإذا فرغ من الدعاء نزل من الصفا وتمشى حتى يكون بينه وبين الميل الأخضر المعلق بفناء المسجد نحو من ستة أذرع. (¬136) الصحاح (فنى). (¬137) فى المهذب 1/ 225: روى ابن عباس (ر) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم التروية بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء. (¬138) من ع.

الأَمْرِ (¬139). يُقَالُ: رَوَّيْتُ فِى الأمْرِ: إذَا فَكَّرْتَ فِيهِ وَنَظَرْتَ، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ (¬140)، فَكَأَنَّ الْحَاجَّ يَنْظُرُونَ فِى أَمْرِ الْحَجِّ وَيَأْخُذُونَ الأُهْبَةَ فِى (¬141) ذَلِكَ (الْيَوْمِ) (¬142) وَيَسْتَعِدُّونَ لَهُ. وَالثَّاني: أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ رَوَّيْتُ أَصْحَابِى: إذَا أَتَيْتَهُمْ بِالْمَاءِ، وَالْحَاجُّ يَرْتَوُونَ مِنَ الْمَاءِ (¬143) وَيَأْخُذُونَهِ فِى الرَّوَايَا (¬144) وَالأسْقِيَةِ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَأَصْلُهُ: مِنَ (¬145) الرِّىِّ الَّذِى هُوَ (¬146) ضِدُّ الْعَطَشِ (¬147). وَذَكَرَ فِى الْبَيَانِ (¬148) قَالَ الضَّيْمَرِىُّ: سُمِّىَ يَوْمُ التَرْوِيَةِ؛ لِأنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (¬149) أَرَى إبراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَنَاسِكَهُ فِى هَذَا الْيَوْم. وَقِيلَ: إنَّ آدَمَ أُرِىَ حَوَّاءَ حَيثُمَا هَبَطَ إلَى الأرْضِ، وَهَذَا لَا يَقْبَلُهُ التَّصْرِيفُ وَحُكْمُ الْعَرَبِيَّةِ. (الدِّيلِيُّ (¬150): بِكَسْرِ الدَّالِ، غَيرُ مَهْمُوزٍ) (¬151). قَوْلُهُ: "عَرَفَةَ وَعَرَفَات" قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬152): هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ، غَيْرُ مُنَوَّنٍ، لَا تَدْخُلُهُ الأَلِفُ وَاللَّامُ وَعَرَفَاتُ: اسْمٌ لمَوْضِعٍ [بِمِنىً، وَهُوَ اسْمٌ فِى لَفْظِ الْجَمْعِ فَلَا يُجْمَعُ] (¬153) قَالَ الْفَرَّاءُ: وَلَا (¬154) وَاحِدَ لَهُ بِصِحَّةٍ. وَهِىَ مَعْرِفَةٌ (¬155) وَإن كَانَ جَمْعًا؛ لِأن الأمَاكِنَ لَا تَزُولُ (¬155). وَسُمِّيَتْ عَرَفَةُ؛ لأنَّهُ تَعَارَفَ بِهَا (¬156) آدَمُ وَحَوَّاءُ حِينَ أُخْرِجَا مِنَ الْجَنَّةِ. وَقِيلَ: لِعُلُوِّ مَكَانِهَا، مِنَ الأَعْرَافِ، وَهِىَ: الْجِبَالُ. وَقِيلَ: لِتَعْرِيفِ جِبْرِيلَ إبرَاهِيمَ المَنَاسِكَ بِهَا، فَقَالَ لَهُ: (¬157) عَرَفْتُ عَرَفْتُ (¬158) (¬159). قَوْلُهُ: "طَلْحَةُ بْنُ عَبدِ اللهِ" (155): ابْنُ كَرِيز- بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِ الرَّاءِ: هُوَ مِنَ التَّابِعِينَ مِنْ خُزَاعَةَ (¬156): قَوْلُهُ: "قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا أَو مُجْتَازًا" (¬157) أَيْ: سَالِكًا فى الطَّرِيقِ، وَالاجْتِيَازُ: السُّلُوكُ. قَوْلُهُ (¬158): "وَقَضَى تَفَثَهُ" قَالَ فِى التَّفْسِيرِ (¬159): هُوَ الأَخْذُ مِنَ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الإبِطِ، وَتَقْلِيمُ الأظَافِرِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ إزَالَةُ قَشَفِ (¬160) الإحْرَامِ، وَأصْلُهُ: الْوَسَخُ، يُقَالُ: مَا أتْفَثَكَ (¬161) قَالَ (¬162): حَفُّوا شَوَارِبَهُمْ لَمْ يَحْلِقُوا تَفَثًا (¬163) ... وَيَنْزِعُوا عَنْهُمُ قَمْلًا وَصِئْبَانًا ¬

_ (¬139) ع: في أمر الله تعالى. (¬140) الصحاح: روى. (¬141) فى: ليس فى ع. (¬142) اليوم: ليس فى خ. (¬143) ع: يأخذونه. (¬144) ع: الراويات: تحريف. (¬145) من ساقط من ع. (¬146) ع: وهو بدل: الذى هو. (¬147) الصحاح والمصباح (روى). (¬148) (¬149) عليه السلام: ليس فى ع. (¬150) فى المهذب 1/ 225: والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج لما روى عبد الرحمن الديلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الحج عرفات فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج". (¬151) ما بين القوسين ساقط من خ. والديلي: ذكر النووى فى تهذيبه القسم الأول 1/ 306 أنه عبد الرحمن بن يَعْمَر الدؤلى بالهمز. وفى الاستيعاب 856 الديلى. بكسر الدال من غير همز وكذا فى الإصابة 4/ 368. (¬152) الصحاح (عرف). (¬153) فى خ وع: بمعنى لفظ الجمع ولا يجمع. والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬154) ع: لا. (¬155) ع: معروفة: تحريف. (¬155) الصحاح (عرف). (¬156) ع: فيها. (¬157) له: ساقط من ع. (¬158) انظر تفسير الطبرى 4/ 170 - 174 واللسان (عرف 2901). (¬159) فى المهذب 1/ 226: روى طلحة بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وكذا هو فى ع، خ والمهذب: ابن عبد الله. وفى تهذيب النووى 1/ 253 ابن عبيد الله بن كريز بن جابر بن ربيعة بن هلال وكذا فى طبقات ابن سعد 7/ 166. (¬156) انظر تهذيب النووى وطبقات ابن سعد 7/ 166. (¬157) فى المهذب 1/ 226 فى الوقوف بعرفة: فإن حصل بعرفة فى وقت الوقوف قائمًا أو قاعدًا أو مجتاز فقد أدرك الحج. (¬158) قال - صلى الله عليه وسلم - من صلى هذه الصلاة معنا وقد قام قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه "المهذب" 1/ 226. (¬159) انظر تفسير الطبرى 17/ 109 ومجاز القرآن 2/ 50 ومعاني القرآن 2/ 224 وتفسير غريب القرآن 292 والعمدة 212. (¬160) ع: ضيق: تحريف. (¬161) فى الغريبين 1/ 257: وقال أعرابي لآخر: ما أتفثك وأدرنك. وانظر تهذيب اللغة 14/ 266. (¬162) أمية بن أبي الصلت كما فى القرطبى 12/ 49 والفائق 3/ 28 بروايات مختلفة. (¬163) انظر المراجع السابقة والنهاية 1/ 191 والصحاح (تفث). واللسان (تفث 435).

وَقِيلَ: حَاجَاتُ الْمَنَاسِكِ: قَوْلُهُ: "دَفَعَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ" (¬164) أىْ: أسْرَعَ فِى سَيْرِهِ، يُقَالُ: انْدَفَعَ الْفَرَسُ، أَىْ: أَسْرَعَ وَانْدَفَعُوا [فِى الْحَدِيثِ] (¬165). قَوْلُهُ: غَدَاةَ جَمْعٍ" (¬166) سُمِّيَتْ جَمْعًا؛ لِأنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ اجْتَمَعَا فِيهَا، كَمَا سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةً؛ لازْدِلَافِهِ إِلَيْهَا، أَىْ: اقْتِرَابِهِ، يُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عَبَّاس. وَقِيلَ: لاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ} (¬167) أَىْ: جَمَعْنَاهُمْ. وَأَصْلُهَا: مُزْتَلِفَة- بِالتَّاءِ، أَىْ: مُقْتَرِبَة، فَأُبْدِلَت التَّاءُ دَالًا مَعَ الزَّاىِ، كَمَا قُلِبَتْ فِى مَزْدَجَرٍ وَمُزْدَرَعٍ. قَولُهُ: "فِى التَّنْبِيهِ عَلَى طَرِيقِ المَأْزِمَيْنِ" (¬168) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬169): الْمَأْزِمُ: الْمَضِيقُ، مِثْلُ الْمَأْزِلِ، وَأَنْشَدَ الأصْمَعِىُّ (¬170). هَذَا طَرِيقٌ يَأْزِمُ الْمَآزِمَا ... وَعِضَوَاتٌ تَمْشُقُ اللَّهَازِمَا قَالَ: وَيُرْوَى: "عَصَوَاتٌ" جَمْعُ عَصًا، وَتَمْشُقُ: تَضرِبُ. وَالمَأْزِمُ: كُلُّ طَرِيقٍ ضَيِّقٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، وَمَوْضِعُ الْحَرْبِ أَيْضًا: مَأْزِمٌ. قَالَ الأصْمَعِىُّ: الْمَأْزِمُ: فِى سَنَدٍ: مَضِيقٌ بَيْنَ جَمْعٍ وَعَرَفَةَ، وَأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بْنِ جُؤَبَّةَ الْهُذَلِىِّ: وَمُقَامِهِنَّ إِذَا حُبِسْنَ بِمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ أَلَفَّ وَصَدَّهُنَّ الْأخْشَبُ قَوْلُهُ: "عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ" إِغْرَاءٌ بِمَعْنَى الأمْرِ، تَقُولُ: عَلَيْكَ زَيْدًا، أَىْ: الْزَمْ زَيْدًا، كَأَنَّهُ أَرَادَ: الْزَمُوا السَّكِينَةَ، وَخُذُوا بِهَا، مُشْتَقَّةٌ مِنَ السُّكُونِ ضِدِّ الْحَرَكَةِ، أَىْ: كُونُوا خَاشِعِينَ مُتَوَاضِعِينَ مُتَوَافِرِينَ، غَيْرَ طَائِشِينَ وَلَا فَرِحِينَ، يُقَالُ: رَبُلٌ سَاكِنٌ، أَىْ: وَقُورٌ هَادئٌ. قَوْلُهُ: "إذَا وَجَدَ فُرْجَةً أسْرَعَ" (¬171) الْفُرْجَةُ بِالضَّمِّ (الْمُتَّسَعُ) (¬172) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. قَوْلُهُ: "كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ" (¬173) الْعَنَقُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ (¬174)، قَالَ الْجَوْهَرِئُ: هُوَ سَيرٌ مُسْبَطِرٌّ (¬175)، قَالَ الرَّاجِزُ (¬176): يَانَاقُ سِيرِى عَنَقًا فَسِيحًا ... إِلَى سُلَيْمَانَ فَنَسْتَرِيحَا وَالْمُسْبَطِرُّ: الْمُمْتَدُّ، وَاسْبَطَرَّ الأسَدُ: إِذَا اضْطَجَعَ وَامْتَدَّ (¬177). وَالنَّصُّ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ الرَّفِيعُ حَتَّى يَستخْرِجَ أقصَى مَا عِنْدَهُ (¬178)، وَلِهَذَا يُقَالُ: نَصَصْتُ الشَّىْءَ: إِذَا رَفَعْتَهُ، وَمِنْهُ: مَنَصَّةُ الْعَرُوسِ، لِظُهُورِهَا ¬

_ (¬164) فى المهذب 1/ 226: وإذا غربت الشمس دفع إلى المزدلفة. (¬165) تكملة من الصحاح. (¬166) روى الفضل بن العباس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال للناس عشية عرفة وغداة جمع حين دفعوا عليكم بالسكينة. (¬167) سورة الشعراء آية 64 وانظر تفسير الطبرى 19/ 52 ومجاز القرآن 2/ 87 وتفسير غريب القرآن 317 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 77 ومعجم ما استعجم 392، 393 ومراصد الاطلاع 1265. (¬168) هذا القول ليس فى هذا الموضع من المهذب. (¬169) فى الصحاح (أزم). (¬170) عن أبي مهدية كما فى الصحاح. (¬171) ع: قوله: "فرجة أسرع" وفى المهذب 1/ 226: فى حديث الفضل السابق: فإذا وجد فرجة أسرع. (¬172) ساقط من خ. (¬173) فى المهذب 1/ 226: روى أسامة بن زيد (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص. (¬174) غريب الخطابي 1/ 137 وهو السير الفسيح كما فى الفائق 1/ 429. (¬175) ع: هو مسيطر: تحريف. (¬176) أبو النجم العجلى ديوانه 82. (¬177) فى الصحاح (سبطر): وأسد سبطر، مثال هزبر، أى: يمتد عند الوثبة واسبطر: اضطجع وامتد. وانظر فى العنق مبادئ اللغة 140 وجمهرة اللغة 3/ 132 وتهذيب اللغة 1/ 254 المغرب (عنق). (¬178) ع: ما عندها. وفى =

وَارْتِفَاعِهَا، وَنَصَصْتُ الْحَدِيثَ إِلَى فُلَانٍ، أَيْ: رَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. وَالْفَجْوَةُ، وَالْفُرْجَةُ: الْمُتَّسَعُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ (تَقُولُ) (¬179) مِنْهُ: تَفَاجَى الشَّىْءُ: صَارَ لَهُ فَجْوَةٌ، وَمِنْهُ الْفَجَا، وَهُوَ الْفَجَجُ، وَرَجُلٌ أَفْجَى وَامْرَاةٌ فَجْوَاءُ وَقَوْسٌ فَجْوَاءُ أَيْ: بَايَنَ (¬180) وَتَرُهَا عَنْ كَبِدِهَا. قَوْلُهُ: مِثْلُ حَصَى الْخَذْفِ" (¬181) الْخَذْفُ: الرَّمْىُ بِالْحَصَى بِالأصَابعِ، قَالَ (¬182): كَأنَّ الْحَصَى مِنْ خَلْفِهَا وَأمامِهَا ... إِذَا نَجَلَتْهُ رِجْلُهَا خَذْفُ أعْسَرَا وَالْمِخْذَفَةُ: الْمِقْلَاعُ (¬183): قَوْلُهُ: "وَقَفَ عَلَى قُزَحَ" (¬184) غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَسُمِّىَ "قُزَحَ" لِارْتِفَاعِهِ، مِنْ قَزَحَ الشَّىْءُ وَقَحَزَ (¬185) إِذَا ارْتَفَعَ عَنِ الْمُبَرِّدِ (¬186) وَمِنْهُ: قَزَحَ الْكَلْبُ بِبَوْلِهِ: إِذَا رَفَعَهُ (¬187)؛ لِأنَّهُ قَرْنٌ مُرْتَفِعٌ عَالٍ (¬188). قَوْلُهُ: "رَكِبَ الْقَصْوَاءَ" (¬189) هِىَ الَّتِى قُطِعَ مِنْ أُذُنِهَا شَيءٌ قَدْرُ الرُّبْعِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬190): (الْقَصْوُ) (¬191) قَطْعُ طَرَفِ الْأُذنِ مِنَ الْبَعِيرِ، الرُّبْعِ أوْ أقَلَّ. وَنَاقَةٌ عَضْبَاءُ: مَشْقُوقَةُ الأُذُنِ، ويُقَالُ: الْقَصْوُ: قَطْعُ النِّصْفِ (¬192). وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬193): قَصَوْتُ الْبَعِيرَ فَهُوَ مَقْصُوُّ: إذَا قَطَعْتَ مِنْ طَرَفِ أُذُنِهِ، وَكَذَلِكَ الشاةُ، عَنْ أَبِى زَيدٍ، يُقَال: شَاةٌ قَصْوَاءُ، وَنَاقَةٌ قَصْوَاءُ، وَلَا يُقَالُ جَمَلٌ أَقصى، وإِنَّما يُقَالُ: مَقْصُوٌّ، وَمَقْصِىِّ، تَرَكُوا فِيهَا (¬194) الْقِيَاسَ (¬195). قَوْلُهُ: "يُخَالِفُ (¬196) هَدْيُنَا هَدْىَ أهْلِ الأوْثَانِ وَالشِّرْكِ" أَىْ: سِيرَتُنَا وَسُنَّتُنَا، يُقَالُ: هَدَى هَدْىَ فُلَانٍ، أَىْ: سَارَ سِيرَتَهُ (¬197)، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْجُمُعَةِ. قَوْلُهُ: "كَانَتْ امْرَأةً ثَبِطَةً" (¬198) قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬199): أَىْ: بَطِيئَةَ الْحَرَكَهِ (¬200)، يُقَالُ: ثَبَّطَهُ عِنِ الأمْرِ تَثْبِيطًا: إِذَا شَغَلَهُ عَنْهُ. قَوْلُهُ: "الإفَاضَةِ" (¬201) قَالَ فِى الْفَائِقِ (¬202): الِإفَاضَةُ فِى الأصْلِ: الصَّبُّ، وَاسْتُعِيرَتْ (¬203) لِلدَّفعِ كَمَا قَالُوا: صَبًّ فِى الْوَادِى. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِى السَّعْىِ: "فَلَمَّا انْصبَّتْ قَدَمَاهُ فِى الْوَادِى" (¬204). ¬

_ = الصحاح: نصصت ناقة، قال الأصمعى: النص: السير الشديد حتى يستخرج أقصى ما عندها ولهذا. . . إلخ وانظر الفائق 1/ 429 وغريب الحديث 3/ 178. (¬179) خ: يقال: والمثبث من ع والصحاح. (¬180) ع: بان. وكذا فى الصحاح وفى الفائق 3/ 90 باين ومثله فى خ وهو المثبت وفى المحكم 7/ 161 بان وكذا فى اللسان (فجو 3354). (¬181) فى المهذب 1/ 227: روى الفضل ابن العباس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال غداة يوم النحر: القط لى حصى فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف. (¬182) امرؤ القيس. ديوانه 64. (¬183) الصحاح (خذف). (¬184) فى المهذب 1/ 227: فإذا صلى وقف على قزح وهو المشعر الحرام. (¬185) ع: قزحا: تحريف والمثبت من خ والفائق 3/ 190 والنقل عنه. (¬186) عن المبرد: ليس فى ع والمثبت من خ والفائق. (¬187) ع: رفع. وفى الفائق: إذا طمح به ورفعه. (¬188) يعنى قزح. وهو القرن الذى يقف عليه الإمام بمزدلفة. وانظر معجم ما استعجم 393 ومراصد الإطلاع 1089. (¬189) فى المهذب 1/ 227: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ركب القصواء حتى رقى على المشعر الحرام واستقبل القبلة فدعا الله عز وجل. . . إلخ الحديث. (¬190) فى غريب الحديث 2/ 208. (¬191) خ: القصواء. (¬192) انظر المغيث لوحة 476. (¬193) فى الصحاح (قصو). (¬194) ع: فيهما وفى الصحاح: فيه. (¬195) إصلاح المنطق 241 وأدب الكاتب 622. (¬196) ع: ليخلف وفى المهذب 1/ 227: وإنا ندفع قبل أن تطلع الشس ليخالف هدينا هدى أهل الأوثان والشرك. (¬197) ع: إذا سار بسيرته. والمثبت من خ والصحاح (هدى). (¬198) فى المهدب 1/ 227: فإن قدم الدفع بعد نصف الليل وقبل طلوع الفجر جاز لما روت عائشة (ر) أن سودة (ر) كانت امرأة ثبطة فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى تعجيل الإفاضة ليلا. (¬199) فى الغريبين 1/ 273. (¬200) عبارة الهروى: أرادت بطيئة، من قولك: ثبطته عن الأمر. والمثبت عن الصحاح: (ثبط). (¬201) فى خ: قوله: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} والذى فى المهذب: ما ذكر فى حديث سودة تعليق 198. (¬202) 3/ 151. (¬203) ع: واستعير وفى الفائق: فاستعيرت. (¬204) النهاية 3/ 3.

قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬205): {أَفَضْتُمْ} (¬206) أَىْ: دَفَعتُمْ فِى السَّيْرِ، قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: يُقَالُ أَفَاضَ مِنَ الْمَكَانِ: إذَا أَسْرَعَ مِنْهُ إلَى الْمَكَانِ الآخَرِ. وَاِلإفَاضَةُ: سُرْعَةُ الرَّكْضِ. وَسُمِّىَ طَوَافُ الإفَاضَةِ، لِأنَّهُ يَفِيضُ مِنْ مِنىً إلَى مَكَّةَ، وَطَوَافُ الزِّيَارَةِ؛ لِأنَّهُ يَزُورُ الْبَيْتَ بَعْدَ أنْ فارَقَهُ. قَوْلُهُ: "شَرَعَ فِى (¬207) التَّحَلُّلِ" شَرَعْتُ فِى الأمْرِ شُرُوعًا، أَىْ: خُضْتُ، وَشَرَعَت الدَّوَابُّ فِى الْمَاءِ تَشرَعُ شَرْعًا (¬208) وَشُرُوعًا (إِذَا) (¬209): دَخَلَتْ. قَوْلُهُ: "فَازْدَلَفَتْ وَوَقَعَتْ (¬210) عَلَى الْمَرْمَى" قَدْ ذَكَرْنَا أنَّ الازْدِلَافَ: الاقْتِرَابُ، وَأزلَفَهُ، أيْ: قَرَّبَهُ (¬211). وَالزَّلْفُ: التَّقَدُّمُ عَنْ أبِى عُبَيْدٍ (¬212). وَالْمَعْنَى: أنَّهَا قَرُبَتْ وَتَقَدَّمَتْ فَوَقَعَتْ فِى الْمَرمَى. قَوْلُهُ (¬213): "الحَلْقُ فِى النِّسَاءِ مُثْلَةٌ" قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬214): مَثَلَ بِهِ يَمْثُلُ مَثْلًا، أَىْ: نَكَّلَ بِهِ، وَالاسْمُ الْمُثْلَةُ بِالضَّمِّ، وَمَثَلَ بِالْقَتِيلِ: جَدَعَهُ، وَالْمَثُلَةُ -بِفَتْحِ الْمِيمِ- وَضَمِّ الثَّاءِ: الْعُقُوبَةُ، وَالْجَمْعُ (¬215): الْمَثُلَاتُ. وَمَعْنَاهُ. الْحَلْقُ فِى النِّسَاءِ: عُقُوبَةٌ وَتَشْوِيهٌ، كَجَدْعِ أنْفِ الْقَتِيلِ. قَوْلُهُ (¬216): "لَمْ أشْعُرْ" بِضَمِّ الْعَيْنِ، أيْ: لَمْ أَعْلَمْ وَجَهِلْتُ (¬217) التَّقْدِيمَ وَالتَّأْخِيرَ. قوْلُهُ (¬218): "لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ" الْحَرَجُ: الضِّيقُ، أَيْ: لَا ضِيقَ. يُقَالُ: مَكَان حَرَجٌ وَحَرِجٌ، أَىْ: ضَيِّقٌ كَثِيرُ الشَّجَرِ لَا تَصِلُ إلَيْهِ الراعِيَةُ (¬219). وَمِنْهُ: الْحَرَجَةُ وَهِىَ: الْغَيْضَةُ (¬220). وَالْحَرَجُ أَيْضًا: الإثْمُ (¬221) وَمَعْنَاهُ: لَا ضِيقَ عَلَيْكُمْ وَلَا إثْمَ فِيمَا قَدَّمْتُمْ، أوْ أخَّرْتُمْ مِنَ النُّسُكِ. وَسُمِّيَتْ "مِنىً" لِأنَّ الأقْدَارَ وَقَعَتْ عَلَى الضَّحَايَا بِهَا، فَذُبِحَتْ، وَمِنْهُ أُخِذَتْ الْمَنِيَّةُ، يُقَالُ: مَنَى اللهُ عَلَيْكَ (¬222) خَيْرًا، أيْ: قَدَّرَ اللهُ لَكَ (¬223)، قَالَ الشَّاعِرُ (¬224): لَا تَأْمَنَنَّ وَإنْ أَمْسَيْتَ فِى حَرَمِ ... حَتَّى تُلَاقِىَ مَا يَمْنِى لَكَ الْمَاني أىْ: يُقَدِّرُ لَكَ الْمُقَدِّرُ. وَسُمِّىَ يَوْمُ النَّحْرِ، لِنَحْرِ الْهَدْىِ فِيهِ، وَمَعْنَى النَّحْرِ: إِصَابَةُ النحْرِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ بِالآلةِ الَّتِي يُنْحَرُ بِهَا. ¬

_ (¬205) فى الغريبين 2/ 454. (¬206) من قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} سورة البقرة آية 198. (¬207) ع: على التحلل. وفى المهذب 1/ 228: التلبية للإحرام فإذا رمى فقد شرع فى التحلل. (¬208) شرعا و: ساقط من ع والمثبت من خ والصحاح (شرع). (¬209) خ: أى والمثبت من ع والصحاح. (¬210) ع: فى وفى المهذب 1/ 228: وإن رمى حصاة فوقعت على محمل أو أرض فازدلفت ووقعت على المرمى: أجزأه. (¬211) ص 209. (¬212) فى غريب الحديث 2/ 53 ونقله الجوهرى فى الصحاح (زلف). (¬213) فى المهذب 1/ 228: روى ابن عباس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس على النساء حلق إنما على النساء تقصير" قال الشيرازى: ولأن الحلق فى النساء مثله. (¬214) فى الصحاح (مثل). (¬215) ع: الجمع. (¬216) جاء رجل الى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ارم ولا حرج". والمهذب 1/ 228. (¬217) ع: جهة: تحريف. (¬218) فى المهذب 1/ 228: روى ابن عباس (ر) قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل حلق قبل أن يذبح أو قبل أن يرمى فكان يقول: "لا حرج لا حرج". (¬219) الصحاح (حرج). (¬220) ع: العطية: تحريف. والمثبت من خ والفائق 1/ 273 والمحكم 3/ 51. (¬221) المحكم 3/ 50 والصحاح (حرج). (¬222) ع: عليكم. (¬223) ع: أى: قدر لكم. (¬224) سويد بن عامر المصطلقى كما ذكر ابن برى، ونقله فى اللسان (منى 4282). ونسب الشطر الثانى لأبى قلابة الهذلى. والبيت فى الفائق 3/ 390 وفيه ما يؤكد أنه لسويد فقد ذكر عن مسلم الخزاعى قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنشد ينشده. . . . البيت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: لو أدرك هذا الإسلام، فبكى أبى، فقلت: أتبكى لمشرك مات فى الجاهلية؟ قال أبى والله ما رأيت مشركة تلقفت من مشرك خيرا من سويد بن عامر. والبيت من غير نسبة فى معجم ما استعجم 1262 والنهاية 4/ 368 وانظر الزاهر 2/ 159 وديوان الهذليين 3/ 39.

وَسُمىَ يَوْمُ الْقَرِّ؛ لأنَّ الْحَاجَّ (¬225) يَقِرُّونَ فِيهِ بِمِنىً وَلَا يَنْفِرُونَ. وَيَوْمُ (¬226) النَّفْرِ، بِسُكُونِ الْفَاءِ. وَيُقَالُ: يَوْمُ النَّفَرِ بِالتَحْرِيكِ، وَيَوْمُ النُّفُورُ، وَيَوْمُ النَّفِيرِ، عَنْ يَعْقُوبَ (¬227) وَأصْلُهُ: مِنْ نَفَرَت الدَّاَّبةُ نُفُورًا وَنِفَارًا: إذا عَدَتْ مَخَافَةً، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَأَنَّهُمْ (¬228) حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} (¬229). وَسُمِّيَتْ الْجِمَارُ؛ لِأن آدَمَ عَلَيْهِ السَلَامُ رَمَى إبلِيسَ فَأَجْمَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ (¬230)، فَسُميَّتْ الْجمَارُ بهِ، أيْ: أسْرَعَ، قَالَ لَبِيد (¬231): وَإذَا حَرَّكْتُ غَرْزِى أجمَرَتْ ... أَوْ قَرَا بِى عَدْوُ جَوْنٍ قَدْ أبَلْ قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬232). وَقَالَ الأزْهَرِىُّ (¬233): أَجْمَرَ إجْمَارًا: إذَا عَدَا عَدْوًا شَدِيدًا، وَجَمَّرَ الْقَائِدُ الْجَيْشَ: إذَا جَمَعَهُمْ فِى ثَغْرٍ، فَأطالَ حَبْسَهُمْ، وَعَدَّ فُلَانٌ إبِلَهُ جِمَارًا: إذَا عَدَّهَا مُجتَمِعَةً، وَعَدَّهَا نَظَائِرَ: إذَا عَدَّهَا مَثْنَى مَثْنَى. وَقَالَ الأصْمَعِىُّ: جَمَّرَ بَنُو فُلَانٍ: إِذَا اجْتَمَعُوا فَصَاروا أَلْبًا عَلَى غَيْرِهِمْ، وَجَمَرَاتُ الْعَرَبِ سِمِّيَتْ جَمَرَات؛ لاجْتِمَاعِ كُلِّ قَبِيلَةٍ عَلَى حِدَةٍ، لَا تُحَالِفُ وَلَا تُجَاوِرُ قَبِيلَةً أُخْرَى (¬234). فَحَصَلَ مِنْ مَجْمُوعِ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّهُ الاجْتِمَاعُ لِلرَّمْىِ. وَأَمَّا الأصْلُ فِى رَمْىِ الْجِمَارِ، فَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ (¬235): لَمَّا فَرَغَ إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ، أَتاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأراهُ الطوَافَ، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، وَأَعْطَى إبراهِيمَ سَبْعًا، وَقَالَ: ارْم وَكَبِّرْ، فَرَمَى (236) وَكَبَّرَا مَعَ كُلِّ رَمْيَةٍ، حَتَّى غَابَ الشَّيْطَانُ، ثمَّ أَتَى بِهِ الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى، فَعَرَضَ لَهُمَا الشيْطَانُ، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، وَأَعْطَى إبراهِيمَ سَبْعًا وَقَالَ له: ارْمِ وَكَبِّر، فَرَمَى (¬236) وَكَبرَّا مَعَ كُلِّ رَمْيَةٍ حَتَّى غَابَ الشيْطَانُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ (¬237) الْجَمْرَةَ الْقُصْوَى، فَفَعَلَ كذلك. هَذَا الأصْلُ فِى شُرُوعِ الرمْىِ، كَمَا أَنَّ الأصْلَ فِى شُرُوعِ السَّعْىِ: سَعْىُ هَاجَرَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى مَا ذَكَرْتُهُ. وَكَذَلِكَ أَصْلُ الرمْلِ: أنَّ النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ هُوَ وَأصحَابُهُ مَكَةَ فِى عُمْرَةِ الْقَضَاءِ، بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ تَقَدُّمُ (¬238) قَومٍ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى (¬239) يَثْرِبَ، فَأمرَهُمْ النَّبِىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يَرْمُلُوا وَقَدْ ذُكِرَ (¬240) وَهَذَا مَذْكُورٌ فِى الصَّحِيحَيْنِ (¬241). ئُمَّ زَالَتْ هَذِهِ الأشْيَاءُ وَبَقِيَتْ آثَارُهَا وَأَحْكَامُهَا، وَرُبَّمَا أشْكَلَتْ هَذِهِ الأمُورُ عَلَى مَنْ يَرَى صُوَرَهَا وَلَا يَعْرِفُ أسبَابَهَا، فَيَقولُ: هَذَا لَا مَعْنَى لَهُ، فَمَنْ عَرَفَ الأسْبَابَ لَم يَسْتَنْكِرْ ذَلِكَ. وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ سَبَبَ رَمْى الْجِمَارِ: أَنَّ إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السلَامُ نَفَرَ عَلَيْهِ هَدْيٌ، وَكَان يَتْبَعُهُ بالْجمَارِ، وَهِىَ الْحَصَىَ؛ لِيَرُدَّهُ إلَيْهِ. ¬

_ (¬225) ع: الناس. وفى الصحاح: يوم القر اليوم الذى بعد يوم النحر؛ لأن الناس يقرون فى منازلهم وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 76. (¬226) ع: يوم. (¬227) عن الصحاح (نفر) وانظر إصلاح المنطق 377. (¬228) كأنهم ليس فى ع. (¬229) سورة المدثر الآيتان 50، 51. وانظر مجاز القرآن 2/ 276 ومعاني الفراء 3/ 206 وتفسير غريب القرآن 498 والعمدة 323. (¬230) فى الحديث: "إن آدم عليه السلام رمى إبليس بمنى فأجمر بن يديه" الفائق 1/ 236 والنهاية 1/ 236 والنهاية 1/ 292 واللسان (جمر 676). (¬231) ديوانه 176. (¬232) فى الفائق 1/ 236. (¬233) فى شرح ألفاظ المختصر 76 وتهذيب اللغة 11/ 74. (¬234) كله عن الأزهرى وانظر غريب الخطابى 2/ 313 واللسان (جمر 676). (¬235) أبو مجلز: لاحق بن حُمَيد بن سدوس بن شيبان الفقيه الراوى توفى فى خلافة عمر بن عبد العزيز المعارف 466. (¬236) ع: فرميا. (¬237) به: ساقط من ع. (¬238) ع: هذا قدم قوم. (¬239) فى صحيح البخارى 5/ 81: إنه يَقْدَم عليكم وَقْدٌ وهنهم حمى يثرب. كذا وفى الحاشية: فى نسخة، وهنتهم، ويروى أوهنتهم. (¬240) ص 205، 206، 207. (¬241) صحيح البخارى 5/ 181: وصحيح مسلم 64/ 4. وانظر تاريخ الطبرى 3/ 23 - 26.

وَسُمِّىَ مَسْجِدُ الْخَيْفِ (¬242): قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬243): الْخَيْفُ: مَا انْحَدَرَ مِنْ غِلَظِ الْجَبَلِ، وَارْتَفَعَ عَنْ مَسِيلِ الْمَاءِ، وَمِنْهُ سُمِّىَ مَسْجِدُ الْخَيْفِ بِمِنىً، وَقَدْ أخَافَ الْقَوْمُ: إذَا أتَوْا خَيْفَ مِنىً فَنَزَلُوهُ. وَقَدْ ذَكَرْتُ سَبَبَ تَسْمِيَةِ "أيَّامِ التَشْرِيقِ" (¬244) فِى الصَّوْمِ (¬245)، وَنُعِيدُهُ مُخْتَصَرًا. قِيلَ: مِنْ تَشْرِيقِ اللَّحْمِ، وَهُوَ: تَقْدِيدُهُ، وَالْقَدُّ: الشَّقُّ طُولًا (¬246) وَقِيلَ: مِنْ تَشْرِيقِهِ بِالشَّمْسِ وَتَجْفِيفِهِ. وَقِيلَ: لِقَوْلِهِمْ "أَشْرِقْ ثَبِيرْ" (¬247). حَكَاهُ يَعْقُوبُ (¬248). وَقِيْلَ: لِأنَّ الْهَدْىَ لَا يُنْحَرُ حَتى تُشْرِقَ الشمسُ، قَالَه ابْنُ الأعْرَابِىِّ (¬249). وَحَلَلْتُ أَنَا مِنَ الإِحْرَامِ أُحِلُّ، وَحَلَّ غَيْرِى يَحِلُّ: إذَا قَضَى فُرُوضَ الْحَجِّ فَصَارَ حَلَالًا، أَىْ: حَلَّ لَهُ كُلُّ شَىْءٍ مُنِعَ مِنْهُ فِى الإحْرَامِ. وَسُمِّيَتْ مَكَّةُ: لِأنَّهَا تَمُكُّ الأجْسَامَ وَالذُّنُوبَ، أىْ: تَفنِيهَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: امْتَكَّ الْفَصِيلُ مَا فِى ضِرْعَ أمِّهِ، أَيْ: أَفْنَاهُ، وَقِيلَ: لأنَّهَا تَمُكُّ الظَّالِمَ الَّذِى يَظْلِمُ فِيهَا، أَيْ: تُهْلِكُهُ (¬250)، وَأنْشَدُوا (¬251): يَا مَكَةُ الْفَاجِرَ مُكِّى مَكَّا ... وَلَا تَمُكِّى مَذْجِحًا وَعَكَّا وَقِيلَ: لِأنَّهَا تُجْهِدُ أَهلَهَا. وَقِيلَ: لِقِلَّةِ الْمَاءِ بِهَا (¬252) وَيُقَالُ أَيْضًا: بَكَّةُ، وَهُوَ الَّذِى نَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ (¬253) مَأخُوذٌ مِنْ تَبَاكِّ الناسِ فِيهَا، أَيْ: تَضَايُقِهِمْ وَتَضَاغُطِهِمْ (¬254). الأيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ" (¬255): هِىَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ (¬256)، وَ"الأيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ" (¬257) هِىَ الْعَشرُ، وَآخِرُهَا: يَوْمُ النَّحْرِ. قَالَهُ أَكْثَرُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ (¬258). قَوْلُهُ: "يَنْزِلُ بِالْمُحَصَّبِ" (¬259) سُمِّىَ الْمُحَصَّبُ؛ لِاجْتِمَاعِ الْحَصَى فِيهِ؛ لِأنَّه مَوْضِعٌ مُنهَبِطٌ. وَالسَّيْلُ يَحْمِلُ (إلَيْهِ) (¬260) الْحَصْبَاءَ (¬261) مِنَ الجِمَارِ. قَوْلُهُ: "يَقِفَ فِى الْمُلْتَزَمِ" (¬262) هُوَ (¬263) مُفْتَعَلٌ مِنَ اللُّزُومِ للشَّىْءِ وَتَرْكِ مُفَارَقَتِهِ، يُقَالُ: أَلْزَمْتُهُ الشَّىْءَ فَالْتَزَمَهُ، وَالالْتِزَامُ الاعْتِنَاقُ (¬264). قَوْلُهُ (¬265): "وَإلَّا فَمِنَ الآنَ" فِيهِ رِوَايَتَانِ: كَسْرُ الْمِيمِ وَفَتْحُ النُّونِ وَالتَّخْفِيفُ، عَلَى أَنَّهَا حَرْفُ ¬

_ (¬242) مسجد الحيف بمنى، وهر خيف بنى كنانة، وقد ورد فى الحديث عن أسامة بن زيد قال: قلت يا رسول الله أين تنزل غدا فى حجتك؟ قال: هل ترك لنا عقيل منزلا؟ نحن نازلون بخيف بنى كنانة حيث تقاسمت قريش على الكفر. انظر معجم ما استعجم 526 والمشترك وضعا والمفترق صقعا 165 ومراصد الإطلاع 495. (¬243) فى الصحاح (خيف). (¬244) ص 117. (¬245) فى الصوم ليس فى ع. (¬246) الصحاح (قدد). (¬247) أشرق ثبير كيما نغير. كما فى إصلاح المنطق 378 والصحاح (شرق) والنهاية 2/ 464 وغريب ابن الجوزى 1/ 533 والفائق 2/ 235. (¬248) ابن السكيت فى إصلاح المنطق 378. (¬249) عن الصحاح (شرق) وانظر غريب الحديث 3/ 452، 453 والفائق 2/ 232 والنهاية 464. (¬250) ع: تهلك. (¬251) من غير نسبة هى الزاهر 2/ 112 واللسان (مكك 4248). (¬252) انظر الزاهر 2/ 112 ومجاز القرآن 1/ 97 ومعاني الفراء 1/ 227 ومعاني الزجاج 1/ 154 وتفسير غريب القرآن 107 ومعجم ما استعجم 269، 270 وتهذيب اللغة 9/ 464 والغريبين 1/ 202 وغريب الخطابى 2/ 428، 3/ 71 واللسان (مكك 4249). (¬253) فى قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} آل عمران 96. (¬254) انظر المراجع السابقة فى تعليق (252). (¬255) فى قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} البقرة 203. (¬256) تفسير الطبرى 4/ 208 - 215 ومجاز القرآن 1/ 7 ومعانى القرآن للفراء 1/ 122 وتفسير غريب القرآن 80. (¬257) فى قوله تعالى {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} الحج 28. (¬258) تفسير الطبرى 4/ 211 - 215 وتفسير غريب القرآن 292. (¬259) فى المهذب 1/ 231: ويستحب إذا خرج من منى أن ينزل بالمحصب. (¬260) من ع. (¬261) فى ع: الحصى. (¬262) فى المهذب 1/ 232 فالمستحب أن يقف فى الملتزم وهو ما بين الركن والباب فيدعر. . . إلخ. (¬263) ع: وهو. (¬264) الصحاح (لزم) والملتزم: ما بين الحجر الأسود والباب من الكعبة المعظمة. مراصد الإطلاع 1305. (¬265) فى الدعاء عند الملتزم: فازدد عنى رضى وإلا فمن الآن قبل أن تنأى عن بيتك دارى هذا أوان انصرافي إن أذنت لى. . . إلخ.

جَرٍّ. وَالرِّوَايَةُ الأُخْرَى "فَمُنَّ الآنَ" بِضَمِّ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، مِنَ الْمَنِّ وَالإِحْسَانِ، فِعْلُ (طَلَبٍ) (¬266) بِلَفْظِ الأمْرِ. وَالآنَ: هُوَ الزَّمَانُ الْحَاضِرُ، أَىْ: هَذِهِ السَّاعَةُ. وَقِيلَ: الآنَ (حَدُّمَا) (¬267) بَيْنَ الزَّمَانَيْن، الْمَاضِى وَالْمُسْتَقْبَلِ (¬268). قَوْلُهُ: "قَبْلَ أَنَّ تَنْأى (عَنْ بَيْتِكَ دَارِى) تَنْأَى" (¬269) تَبْعُدُ، وَالنَّأْىُ: الْبُعْدُ، يُقَالُ: نَأْى يَنْأَى: إذَا بَعُدَ. قَوْلُهُ: "وَلَا رَاغِبٍ عَنْكَ" (¬270) أَىْ: كَارِهٍ، يُقَالُ: رَغِبَ عَن الشَّىْءِ: إِذَا كَرِهَهُ، وَرَغِبَ فِيهِ: إذَا طَلَبَهُ وَأَرَادَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ} (¬271) أَىْ: كَرِهَهَا (¬272)، وَقَدْ ذُكِرَ (¬273). أَصْلُ الْوَدَاعِ وَالتَّوْدِيعِ: تَرْكُ الشَّىْءِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (¬274) أَىْ: (مَا) (¬275) تَرَكَكَ وَلَا أبْغَضَكَ. وَالْحَاجُّ (¬276) يُوَدِّعُ الْبَيْتَ، أَىْ: يَتْرُكُهُ بَعْدَ فَرَاغِ مَنَاسِكِهِ، وَيَنْصَرِفُ إلَى أَهْلِهِ. وَحَجَّةُ الْوَدَاعِ سُميَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّ النَّبِىَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَغُدْ بَعْدَهَا إِلَى مَكَةَ. قَوْلُهُ: "يَلِيقُ بِالْحَالِ" (¬277) أَىْ: يُوَافِقُ وَيَحْسُنُ فِيهِ. * * * ¬

_ (¬266) ما بين القوسين: ساقط من ع. (¬267) انظر كشاف اصطلاحات الفنون 1/ 140 وتهذيب اللغة 15/ 546 والمصباح (أوان). (¬268) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬269) فى الدعاء: غير مستبدل بك لا ببيتك ولا راغب عنك لا عن بيتك وفى خ: غير راغب. (¬270) سورة البقرة آية 130. (¬271) تفسير الطبري 3/ 89. (¬272) ص: 8، 130، 190. (¬273) سورة الضحى آية 3. (¬274) ما: ليس فى خ. (¬275) ع: فالحاج. (¬276) فى الدعاء: أنه قد روى عن السلف؛ ولأنه دعاء يليق بالحال. المهذب 1/ 232. (¬277) ......................

باب الفوات والإحصار

بَابُ الْفَوَاتِ وَالِإحْصَارِ الْحَصْرُ: الْمَنْعُ وَالتَّضْيِيقُ، حَصَرَهُ يَحْصُرُهُ حَصْرًا: ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَأَحَاطَ بِهِ، وَالْحَصْرُ: الضِّيقُ وَالْحَبْسُ (¬1) وَالْحَصِيرُ: الْمَحْبِسُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} (¬2) أَىْ: مَحْبِسًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (¬3) أَىْ: ضَاقَتْ. قَوْلُهُ (¬4): "الْحَجُّ عَرَفَةُ" لَا يَجُوزُ فِى الْعَرَبِيَّةِ أَنْ يُخْبَرَ بِالاسْمِ عَن الْمَصْدَرِ، فيُحْمَلُ هَذَا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، كَأنَّهُ أرَادَ: الْحَجُّ الْوُقُوفُ بِعَرَفَةَ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (¬5) قَالُوا: تَقْدِيرُهُ: الْبِرُّ: بِرُّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ (¬6). وَاللهُ أَعْلَمُ. ¬

_ (¬1) عن الصحاح (حصر) وفى المصباح: حصره العدو حصرا من باب قتل: أحاطوا به ومنعوه من المضى لأمره، وحصر الصدر حصرا من باب تعب: ضاق. (¬2) سورة الإسراء آية 8 وانظر العمدة 180 والعين 3/ 114 وتهذيب اللغة 4/ 234 والمحكم 3/ 103 وأفعال السرقسطى 1/ 357. (¬3) سورة النساء آية 90 وانظر مجاز القرآن 1/ 136 ومعاني القرآن للفراء 1/ 282 وتفسير غريب القرآن 134. (¬4) فى المهذب 1/ 233 الوقوف معظم الحج والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الحج عرفة". (¬5) سورة البقرة آية 177. (¬6) كذا فى معاني الفراء 1/ 104 ومعاني الزجاج 1/ 232 وتفسير الطبرى 3/ 339 ومجاز القرآن 1/ 65.

قَوْلُهُ: "فَيَلْحَقُهُمْ وَهْنٌ" (¬7) الْوَهنُ: الضَّعْفُ، وَقَدْ وَهَنَ الِإنْسَانُ وَوَهَنَهُ غَيْرُهُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (¬8)، قَالَ طَرَفَهُ (¬9): . . . . . . . . . . . . ... (¬10) إِنَّنِى لَسْتُ بِمَوْهُونٍ فَقِرْ وَوَهِنَ -أيضًا- بِالْكَسْرِ وَهْنًا، أَيْ: ضَعُفَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} (¬11). قَوْلُهُ: "صَغَارًا عَلَى الِإسْلَام" (¬12) أَىْ: (ذُلًّا وَنَقْصًا) (¬13). وَقَدْ ذُكِرَ (¬14). قَوْلُهُ: "صَوْمُ التَّعْدِيل (¬15) أَىْ التَّسْوِيَةِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ عَدِيلُ فُلَانٌ، أَىْ: مُسَاوٍ لَهُ وَالْعِدْلُ: أَحَدُ الْحِمْلَيْنِ؛ لِأنَّهُ مُسَاوٍ لَهُ (¬16). * * * ¬

_ (¬7) فى المهذب 1/ 233: إن كان بالمسلمين ضعف وفى العدو قوة فالأولى ألا يقاتلهم لأنه ربما انهزم المسلمون فيلحقهم وهن. (¬8) عن الصحاح (وهن) وحكى أبو زيد وَهِنَ بالكسر. كما فى المصباح. وفى المصدر الاسكان والفتح لغة وانظر المحكم 4/ 310 والعين 4/ 92 وأفعال السرقسطى 4/ 229. (¬9) ديوانه 53 والصحاح (وهن) واللسان (وهن 4935) ومعجم الأفعال المتعدية اللازمة مجلة المورد م 12 ع 1/ 1403 ص 134 وصدره: وَإِذَا تَلْسُنُنِى أَلْسُنُهَا ... . . . . . . . . . . . . (¬10) ع: أنى. (¬11) سورة لقمان آية 14 قال أبو عبيدة: أى ضعفا على ضعف. مجاز القرآن 2/ 126 وانظر تفسير غريب القرآن 344 والعمدة 240. (¬12) خ: صغار. وفى المهذب 1/ 233: فإن طلبوا مالا، فإن كانوا مشركين كره أن يدفع إليهم؛ لأن فى ذلك صغارا. . . إلخ. (¬13) خ: ذل ونقص. (¬14) ص 163. (¬15) فى المهذب 1/ 234: فى صومه ثلاثة أوجه منها: صوم التعديل لأن ذلك أقرب إلى الهدى. (¬16) تهذيب اللغة 2/ 209 والصحاح والمصباح (عدل).

باب الهدى

بَابُ الْهَدْىِ الْهَدْىُ وَالْهَدِىُّ: مَا يُهْدَى إِلَى الْحَرَم مِنَ النَّعَمِ، يُقَالُ: مَالِى هَدْىُ إنْ كَانَ (¬1) كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ (¬2) يَمِينٌ، وَقُرِيءَ {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (¬3) بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيدِ، الْوَاحِدَةُ: هَدْيَةٌ وَهَدِيَّةٌ. قَوْلُهُ (¬4): {شَعَائِرَ اللَّهِ} الشَّعَائِرُ: أعْمَالُ الْحَجِّ، وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمًا لِطَاعَةِ اللهِ (¬5). قَالَ الأصْمَعِىُّ: الْوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ (¬6). وَقَالَ بَعْضُهُمْا: شِعَارَةٌ. وَالْمَشَاعِرُ: مَوَاضِعُ النُّسُكِ، وَالمَشْعَرُ الْحَرَامُ: أَحَدُ الْمَشَاعِرِ، وَكَسْرُ الْمِيمِ فِيِهِ لُغَةٌ. وَالشِّعَارُ بِالْكَسْرِ: الْعَلَامَةُ، وَهُوَ أَيْضًا: الثَّوْبُ الَّذِى يَلى الْجَسَدَ، وَأَمَّا الشَّعَارُ بِالفَتْحِ، فَالأرضُ كَثِيرَةُ الشَّجَرِ (¬7). قَوْلُهُ (¬8): "ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا" أَىْ: نَحَّاهُ عَنْهَا وَازالَهُ، وَسَلَتَت الْمَرْأةُ خِضَابَهَا، أَيْ: أَلْقَتْهُ عَنْها ¬

_ (¬1) إن كان: ساقط من ع، والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬2) وهو يمين: ساقط من ع. (¬3) سورة البقرة آية 196 وانظر تفسير الطبرى 4/ 35 ومجاز القرآن 1/ 69. (¬4) فى المهذب 1/ 235: والمستحب أن يكون ما يهديه سمينا حسنا لقوله عز وجل {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} سورة الحج آية 32. (¬5) معانى الزجاج 1/ 216 ومجاز القرآن 1/ 62 وتفسير الطبرى 3/ 226 - 244. (¬6) المراجع السابقة والصحاح (شعر) وتهذيب اللغة 1/ 416 - 419. (¬7) عن الصحاح (شعر) وانظر العين 1/ 288، 289 وتهذيب اللغة 1/ 416 - 419 والمحكم 1/ 225. (¬8) فى المهذب 1/ 236: روى ابن عباس (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر فى ذي الحليفة، ثم أتى ببدنة فأشعرها فى صفحة سنامها الأيمن ثم سلت الدم عنها ثم قلدها نعلين.

قَالَ الأَصْمَعِىُّ: سَلَتَ رَأْسَهُ، أَىْ: حَلَقَهُ، وَرَأْسٌ مَسْلُوتٌ: مَحْلُوقٌ (¬9). قَوْلُهُ: "خُرَبُ الْقِرَبِ" (¬10) جَمْعُ خُرْبَةٍ، وَهِىَ: عُرْوَةُ الْمَزَادَةِ، سُمِّيَتْ خُرْبَة؛ لاسْتَدَارَتَهَا، وَكُلُّ ثُقْبٍ مُسْتَدِيرٍ، فَهُوَ خُرْبَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: خُرْبَةُ الْمَزَادَةِ: أُذُنُهَا (¬11). النَّجيبَةُ مِنَ الإبِلِ (¬12): المُختَارَةُ، وَانتجَبَهُ،، أَىْ: اخْتَارَهُ، وَالْجَمْعُ: النَّجُبُ وَالنَّجَائِبُ (¬13) "انْحَرْهَا إيَّاهَا" (أَبْدَلَ) (¬14) الْمُضْمَرَ مِنَ الْمُضْمَرِ (¬15). وَقَدْ ذَكَرنَا "الْبَدَنَةَ" (¬16) وَأَنَّهَا النَّاقَةُ الْفَتِيَّةُ السَّمِينَةُ (¬17). قَوْلُهُ: "فَأَمْضُوهَا" (¬18) يُقَالُ: أَمْضَيْتُ الأمْرَ أنْفَذْتُهُ، وَإذا قَضَى اللهُ شَيْئًا: أمْضَاهُ، أيْ: أنفَذَهُ. قَوْلُهُ: "وإنْ عَطِبَ" (¬19) أَىْ: هَلَكَ، وَالْعَطَبُ: الْهَلَاكُ، وَالْمَعَاطِبُ: الْمَهَالِكُ، يُقَالُ: عَطِبَ مَالُهُ وَأَعْطَبَتْهُ النَّوَائِبُ وَهُوَ الْمُعْطَبُ، وَكَأنَّهُ مِنَ الْعُطْبَةِ، وَهِىَ الْقُطنَةُ الْمُحْتَرِقَةُ (¬20). قَوْلُهُ: "ثُمَّ اضْرِبْ صَفْحَتَهَا" (¬21) أَىْ: جَانِبَ عُنُقِهَا، وَصَفْحَةُ كُلِّ شَىْءٍ: جَانِبُهُ. * * * ¬

_ (¬9) عن الصحاح (سلت) وانظر المصباح (سلت) والفائق 3/ 370 والنهاية 2/ 387، 388 واللسان (سلت 2059) وغريب الخطابي 2/ 115. (¬10) فى المهذب 1/ 236: وتقلد الغنم خرب القرب؛ لأن الغنم يثقل عليها حمل النعال. (¬11) تهذيب اللغة 7/ 360. (¬12) فى المهذب 1/ 236 روى أن عمر (ر) قال يا رسول الله أهديت نجيبة وأعطيت بها ثلاثمائة دينار أفأبيعها وأبتاع بثمنها بدنا وأنحرها، قالا "لا ولكن انحرها إياها". (¬13) الصحاح (نجب) وفى حاشية خ: النجيب: دقيق اليدين قليل اللحم. (¬14) خ: بدل. (¬15) ع: أبدل الضمير من الضمير. (¬16) وردت فى المهذب 1/ 236: فيما روى أن ابن عمر (ر) كان يحمل ولد البدنة إلى أن يضحى عليها. (¬17) ص 113. (¬18) روى أن ابن الزبير (ر) أتى فى هداياه بناقة عوراء، فقال: إن كان أصابها بعد ما اشتريتموها فأمضوها وإن كان أصابها قبل أن تشتروها، فأبدلوها. (¬19) فى المهذب 1/ 236 وإن عطب وخاف أن يهلك نحره. (¬20) عن الصحاح (عطب) وانظر تهذيب اللغة 2/ 184 والمصباح (عطب) واللسان (عطب 2993). (¬21) خ: يضرب صفحتها وفى المهذب 1/ 236: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث بالهدى ثم يقول: إن عَطِبَ منها شيء فخشيت عليه موتا فانحرها ثم اغمس نعلها فى دمها ثم صفحها ولا تطعمها أنت ولا أحد من رفقتك.

باب الأضحية

بَابُ الأُضْحِيَّةِ اشْتُقَّ اسْمُهَا مِنَ الضُّحَى، وَهُوَ ارْتِفَاعُ الشَمْسِ؛ لِأنَّهَا تُذْبَحُ ذَلِكَ الْوَقْت. وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ: أُضْحِيَّةٌ: بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وإِضْحِيَّةٌ: بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَالْجَمْعُ: أَضَاحِىّ، وَضَحِيَّةٌ عَلَى فَعِيلَةٍ، وَالْجَمْعُ: ضَحَايَا، وَأَضْحَاةٌ، وَالْجَمْعُ أَضْحَىً (¬1)، كَمَا يُقَالُ: أَرْطَاةٌ وَأَرْطَى (¬2)، وَبِهَا سُمِّىَ يَوْمُ الأضْحَى، قَالَ أبُو الْغُولِ (¬3): (رَأيتُكُمُ بَنِى الْخَذْوَاءِ لَمَّا) (¬4) ... دَنَا الأضْحَى وَصَلَّلَتِ اللِّحَامُ ¬

_ (¬1) ع: أضحاء: تحريف. (¬2) ع: أرطاء: تحريف. وانظر الصحاح (ضحا) وإصلاح المنطق 171. (¬3) النهشلى كما فى التكملة 6/ 457 وفى اللسان: الطهوى وليس كذلك، كما في تهذيب الصحاح 3/ 1012. (¬4) من ع والصحاح ونوادر أبي زيد 433 والتكملة، وإصلاح المنطق 171 والمذكر والمؤنث للفراء 82 والصحاح واللسان (ضحا 2560) وفى خ: وَمَا كُنْتُمْ بَنِى الخذْوَا إذَا مَا.

قَالَ الْفَرَّاءُ: الْأضْحِيَةُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنثُ، فَمنْ ذَكَّرَ: ذَهبَ إِلَى الْيَوْمِ (¬5). قَوْلُهُ (¬6): "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ ذِبْحٌ" الذِّبْحُ بِكَسْرِ الذَّالِ: اسْمٌ لِلشَّىْءِ الْمَذْبُوحِ، مِثْلُ: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} (¬7) وَالذَّبْحُ بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ. وَأَصْلُهُ: الشَّقُّ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬8): كأَنَّ بَيْنَ فَكِّهَا وَالْفَكِّ ... فَارَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِى سُكِّ أَيْ: فُتِقَتْ بِهَا، وَرُبّمَا قَالُوا: ذَبَحْتُ الدَّنَّ: إِذَا بَزَلْتَهُ (¬9). قَوْلُهُ (¬10): {مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} سُمِّيَتْ بَهِيمَةً؛ لأنَّهَا اسْتَبْهَمَتْ عَنِ الْكَلَام. قَوْلُهُ: "أَفْضَلُ مِنَ الْغَبْرَاءِ" (¬11) وَفِى بَعْضِ النُّسَخِ "الْعَفْرَاء" وَالْعَفْرَاءُ: هِىَ الْبَيْضَاءُ الَّتِى يَعْلُو بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ، وَهِىَ مِنَ الظِّباءِ كَذَلِكَ، وَتَكُونُ مَع ذَلِكَ قِصَارَ الْأعْنَاقِ، وَهِىَ أضعَفُ الظِّباءِ عَدْوًا تَسْكُنُ الْقِفَافَ (¬12) وَصَلَابَةَ (¬13) الأرْضِ. "بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ" المُلْحَةُ مِن الألْوَانِ: بَيَاضٌ يُخَالِطُهُ سَوَادٌ، يُقَالُ: كَبْشٌ أملَحُ، وَتَيْسٌ أَمْلَحُ، وَالزُّرْقَةُ إِذَا اشْتَدَّتْ حَتَى تَضْرِبَ إِلَى البَيَاضِ، قِيْلَ: هُوَ أَمْلَحُ الْعَيْنِ (¬14) وَقَالَ (¬15) ابْنُ الأعرَابِي: الأَمْلَحُ: الأبْيَضُ النَّقِىُّ البَيَاض (¬16). قَوْلُهُ: "الْبَيِّنُ ضَلَعُهَا" (¬17) الضَّلَعُ بِالتَّحْرِيكِ: الاعْوِجَاجُ خِلْقَةً (¬18) تَقُولُ مِنْهُ: ضَلِعَ بِالْكَسْرِ يَضْلَعُ ضَلَعًا (¬19)، وَهُوَ الْمَيْلُ أَيْضًا (¬20) كَأَنَّهَا تَمِيلُ (¬21) فِى مَشْيِهَا وتَعْوَجُّ. قَوْلُهُ: " (الْكَسِيرَةُ الَّتِى) (¬22) لَا تُنْقِى "النِّقْىُ: الْمُخُّ فِى الْعَظْمِ، وَنَقَوْتُ الْعَظْمَ ونَقَيْتُهُ: إذَا اسْتَخْرَجْتَ نِقْيَهُ، أَىْ: مُخَّهُ (¬23). . وَمَعْنَاهُ: الَّتِى لَا يَطْلُعُ فِيهَا مُخٌّ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬24): لَا يَشْتَكِينَ عَمَلًا مَا أَنْقَيْنَ ... مَا دَامَ مُخٌّ فِى سُلَامَى أو عَيْن يُقَالُ: هَذِهِ نَاقَةٌ مُنْقِيَةٌ، وَهَذِهِ لَا تُنْقِى (¬25). ¬

_ (¬5) الصحاح (ضحا) وإصلاح المنطق 171 والمذكر والمؤنث للفراء82 وانظر المذكر والمؤنث لابن التسترى 55، 58 والمذكر والمؤنث لابن فارس 56 والبلغة لأبى البركات بن الأنباري 73. (¬6) فى المهذب 1/ 238: روت أم سلمة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فرأى هلال ذى الحجة فلا يمس من شعره ولا من أظفاره شيئا". (¬7) سورة الصافات آية 107. (¬8) الراجز منظور بن مرثد الأسدى، كما فى التنبيه والإيضاح 1/ 234 وخزانة الأدب 7/ 472 واللسان (ذبح 1486) وقال ابن دريد: وقيل لأبي نخيلة. جمهرة اللغة 1/ 95. (¬9) الصحاح (ذبح) وانظر تهذيب اللغة 4/ 470 والمحكم 3/ 218. (¬10) فى المهذب 1/ 238: ولا يجزئ فى الأضحية إلا الأنعام وهى الإبل والبقر والغنم لقوله عز وجل {لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} سورة الحج آية 34. (¬11) فى المهذب 1/ 238: فى الأضحية: البيضاء أفضل من الغبراء والسواد؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين أملحين. والأملح: الأبيض. (¬12) ع: العقاف تحريف. (¬13) ع: وصلاب والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه ومثله فى تهذيب اللغة 2/ 351 وانظر العين 2/ 123 والمحكم 2/ 82، 83 ونظام الغريب فى اللغة 198 وشرح الكفاية 350. (¬14) عن الصحاح (ملح) وانظر غريب الحديث 2/ 206 والفائق 3/ 383 والنهاية 4/ 354 وغريب ابن الجوزى 2/ 371 واللسان (ملح 4256). (¬15) ع: قال. (¬16) تهذيب اللغة 5/ 102. (¬17) فى المهذب 1/ 238 روى البراء بن عازب أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجزئ فى الأضاحى العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ضلعها والكسيرة التى لا تنقى". (¬18) ع: بخلقه والمثبت من خ والصحاح (ضلع). (¬19) عن الصحاح (ضلع) وانظر تهذيب اللغة 1/ 477، 478. (¬20) يقال فيه ضَلَعَ يَضْلَعُ ضَلْعًا بالتسكين: أى مال وانظر الصحاح والنهاية 3/ 96 وتهذيب اللغة. (¬21) ع: تمييل: تحريف. (¬22) خ: الكسير الذى. (¬23) الصحاح والمصباح (نقى). (¬24) الراجز أبو ميمون النضر بن سلمة العجلى كما فى خلق الإنسان للأصمعى 208 واللسان (نقى 4533) وهو من غير نسبة فى الصحاح (نقى) وانظر تهذيب اللغة 9/ 318 وخلق الإنسان للأصمعى 215 وثابت 216 والمخصص 1/ 164 وغريب الحديث 2/ 209 وإصلاح المنطق 140 والفائق 4/ 16 والنهاية 5/ 111. (¬25) الصحاح (نقى).

قَوْلُهُ: "الْقَصْمَاءُ. وَالْعَضْبَاءُ" (¬26) قَالَ ابْنُ دُرَيد (¬27): الْقَصْمَاءُ مِنَ الْمَعْزِ: الْمَكْسُورَةُ الْقَرْنِ الْخَارِجِ. وَالْعَضْبَاءُ: الْمَكْسُورَةُ الْقَرْنِ الدَّاخِلِ، وَهُوَ الْمُشَاشُ (¬28)، وَالشَّرْقَاءُ: الَّتِى تُشَقُّ أُذُنُهَا طُولًا (¬29). وَالْخَرْقَاءُ: الَّتِى تَتَثَقَبُ (¬30) أُذُنُهَا مِنَ الْكَىِّ (¬31) بِخِلَافِ مَا فَسَّرَهَ (¬32) الشَّيخُ رَحِمَهُ اللهُ (¬33). وَشَرَقْتُ الأذُنَ (مِنْ بَابِ قَتَلَ) (¬34) أَشْرُقُها شَرْقًا. قَوْلُهُ: "فَنَحَرَ مَا غَبَرَ" (¬35) أَىْ: مَا بَقِىَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} (¬36) أَيْ: الْبَاقِينَ. وَغُبْرُ اللَّبَنِ: بَقِيَّتُهُ، وَغُبَّرُ الْمَرَضِ: بَقَايَاهُ، وَكَذَلِكَ غُبَّرُ اللَّيْلِ. وَغَبَرَ (¬37): مَا مَضَى -أيضًا- وَهُوَ مِنَ الأضْدَادِ. قَوْلُهُ: "بِبَضْعَةٍ" (¬38) بِفَتْحِ الْبَاءِ، وَهِىَ: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، هَذِهِ وَحْدَهَا بِالْفَتْحِ، وَأخَوَاتُهَا بِالْكَسْرِ، كَالْفِلْذَةِ وَالْكِسْرَةِ وَالْقِطْعَةِ وَنَحْوِهَا (¬39). قَوْلُهُ: "الْبُدْنَ" (¬40) جَمْعُ بَدَنَةٍ، وَهِىَ: نَاقَةٌ، أو بَقَرَةٌ، تُنْحَرُ بِمَكَّةَ، سُميَتْ بذَلِكَ؛ لِأنَّهُمْ كَانُوا يُسَمِّنُونَهَا. وَالْبُدْنُ -أيْضًا: السِّمَنُ وَالاكْتِنَازُ، يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ، مِثْلُ (عُسُرٍ وَعُسْرٍ) (¬41)، قَالَ (¬42): كَأَنَّهَا مِنْ بُدْنٍ وإيفَارْ ... دَبَّتْ عَلَيْهَا عَارِمَاتُ (¬43) الأنْبَارْ قَوْلُهُ (¬44): {الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} يُقَالُ: بَئِسَ الرَّجُلُ يَبْأسُ بُؤْسًا: إِذَا اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُ، فَهُوَ بَائِسٌ (¬45). قَوْلُهُ (¬46): {الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} الْقَانِعُ: الَّذِى يَسْأَلُ، وَالْمُعْتَرُّ الَّذِى يَتَعَرَّضُ وَلَا يَسْأل، يُقَالُ: قَنَعَ -بِالْفَتْحِ- يَقْنِعُ -بِالْكَسْرِ - قُنُوعًا: إِذَا سَأَلَ، وَيُقَالُ مِنَ الْقَنَاعَةِ: قَنِعَ بِالْكَسْرِ يَقْنَعُ بِالْفَتْحِ. قَالَ الشَّمَّاخ (¬47): لَمَالُ الْمَرْءُ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِى ... مَفَاقِرَهُ أَعَفُّ مِنَ الْقُنُوعِ ¬

_ (¬26) فى المهذب 1/ 239: ويكره أن يضحى بالجلحاء وهي التى لم يخلق لها قرن وبالقصماء وهى التى انكسر غلاف قرنها وبالعضاء وهى التى انكسر قرنها وَبِالشَّرْقَاءِ وهى التى انتقبت من الكى أذنها وبالخرقاء وهي التى تشق أذنها بالطول؛ لأن ذلك يشينها. (¬27) لم أجده في الجمهرة بهذا النص، وإنما ذكره عنه الجوهرى فى الصحاح (قصم) وعنه نقل المصنف. وانظر المحكم 6/ 135 واللسان (قسم 3656). (¬28) فى جمهرة اللغة 1/ 303 وظبى أعطب: إذا انكسر أحد قرنيه. وكذا فى الصحاح (غضب) بعد ذكر المثبت من النص عن أبى زيد. (¬29) جمهرة اللغة 2/ 347 وتهذيب اللغة 8/ 318 وديوان الأدب 2/ 10 وعليه المحدثون وانظر صحيح الترمذى 6/ 296 ومسند أحمد 2/ 155 وغريب الحديث 1/ 101 والنهاية 2/ 466. (¬30) ع: تثقب. (¬31) عن الأصمعى: التى يكون فى أذنها ثقب مستدير. غريب الحديث 1/ 101. وقيل: هى التى يشق فى وسط أذنها شق واحد إلى طرف أذنها ولا تبان. وانظر اللسان (خرق 1142) والفائق 2/ 231 والنهاية 2/ 26. (¬32) ع: فسر. (¬33) رحمه الله: ليس فى ع. (¬34) ما بين القوسين من ع. (¬35) فى المهذب 1/ 239: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نحر ثلاثا وستين بدنة ثم أعطى عليا (ر) فنحر ما غبر منها. (¬36) سورة الأعراف آية 83. (¬37) عن الصحاح (غبر) وانظر إصلاح المنطق 253 والنهاية 3/ 337 ومقاييس اللغة (غبر) وفى رجز العجاج: لَهُ الإلهُ مَا مَضَى وَمَا غَبَرَ. ديوانه 60 وانظر ثلاثة كتب فى الأضداد 58، 153. (¬38) فى المهذب 1/ 239: وأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - من كل بدنة ببضعة فجعلها فى قدر فطبخت فأكل من لحمها وشرب من مرقها. (¬39) عن الصحاح (بضع). (¬40) فى المهذب 1/ 239: من قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الحج: 36. (¬41) خ عشر وعشر: مشكلة والمثبت من ع والصحاح واللسان عنه. (¬42) شبيب بن البرصاء كما فى اللسان (بدن 233) وما ذكره عن الصحاح. (¬43) ع: ذربات ومثله فى الصحاح. (¬44) فى المهذب 1/ 239: فى القديم: يأكل النصف ويتصدق بالنصف لقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} الحج: 28. (¬45) عن الصحاح (بأس). (¬46) فى المهذب: وفى الجديد: يأكل الثلث ويهدى الثلث ويتصدق بالثلث لقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} الحج: 36. (¬47) ديوانه 221 وأنشده المفسرون وانظر مجاز القرآن 2/ 51 وتفسير الطبرى 17/ 110 وغريب الحديث 2/ 156 وتهذيب اللغة 1/ 259 والمحكم 1/ 132 وجمهرة اللغة 3/ 132. وانظر معاني الفراء 2/ 226 وتفسير غريب القرآن 293.

أَىْ: مِنَ السُّؤَالِ. وَقَالَ آخَرُ (¬48): . . . . . . . . . . . . ... وَلَا أَحْرِمُ الْمُضْطرَّ إِنْ جَاءَ قَانِعَا وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْأضْدَادِ (¬49)، يُقَالُ: قَنِعَ: إِذَا رَضِىَ، وَقَنَعَ، إِذَا سَألَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: السَّائِلُ الَّذِى يقْنَعُ بِالْقَلِيلِ (¬50). وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْقَانِعِ لأهْلِ الْبَيْتِ (¬51) " هُوَ لَهُمْ كَالتَّابعِ وَالْخَادِمِ، وَأصْلُهُ: السَّائِلُ. قَوْلُهُ: "جِلَالَهَا" (¬52) جَمْعُ جُلّ، وَجَمْعُ الْجِلَالِ: أَجِلَّةٌ، وَهُوَ مَا تُجَلَّلُ بِهِ الدَّابَّةُ، أَيْ: تُغَطِّى. قَوْلُهُ: "يَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ" (¬53) هُوَ: اسْتِخْرَاجُ الْجَمِيلِ، وَهُوَ الْوَدَكُ (¬54)، وَمِنْهُ سُمِّىَ الرَّجُلُ جَمِيلًا (¬55). قَوْلُهُ: "مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ (¬56) - وَدَفَّ أُنَاسٌ "قَالَ أبُو عَمْرٍو: (¬57) هُمُ الْقَوْمُ يَسِيرُونَ جَمَاعَةً سَيْرًا "لَيْسَ بِالشَّدِيد". يُقَالُ هُمُ يَدِفُّونَ دَفِيفًا. وَفِى الْحَدِيثِ: "إِنَّ فِى الْجَنَّةِ لَنَجَائِبَ تَدِفُّ بِرُكْبَانِهَا" (¬59) وَقَالَ غَيْرُهُ (يُقَالُ) (¬60) جَاءت دَافَّةٌ مِنَ الأعرَابِ، وَهُوَ مَنْ يَرِدُ مِنْهُمُ (¬61) الْمِصْرَ. * * * ¬

_ (¬48) عدى بن زيد، شعراء النصرانية 4/ 472 وغريب الحديث 2/ 156 وثلاثة كتب فى الأضداد 49، 117 واللسان (قنع) والرواية: إذ جاء قانعا ورواية الصحاح كما هنا. وصدره: وَمَا خُنْتُ ذَا عَهْدٍ وَأُبْتُ بِعَهْدِهِ ... . . . . . . . . . . . . (¬49) ذكره فى الصحاح (قنع) وانظر ثلاثة كتب فى الأضداد 49، 116، 117، 202، 203. (¬50) الفراء فى معاني القرآن 2/ 277 وانظر تفسير الطبرى 17/ 121. (¬51) غريب الحديث 2/ 153 والنهاية 4/ 114. (¬52) خ: الجلال. وفى المهذب 1/ 240: روى عن على (ر) قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقوم على بدنه فأقسم جلالها وجلودها وأمرني أن لا أعطى الجازر منها شيئا. (¬53) فى المهذب 1/ 240: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم ويجملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية. . . إلخ. (¬54) الودك: الشحم المذاب. (¬55) غريب الحديث 3/ 407 والفائق 1/ 232 والنهاية 1/ 298. (¬56) فى المهذب 1/ 240: روت عائثة (ر) قالت: دفت دافة من أهل البادية حضرة الأضحى زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . إلخ وفيه: "إنما نهيتكم من أجل الدافة". (¬57) ع: وهم. (¬58) ع: لينا بالتشديد: تحريف طريف والمثبت من خ وغريب أبى عبيد 3/ 390 وانظر الفائق 1/ 429 والنهاية 2/ 124. (¬59) المراجع السابقة. (¬60) من ع. (¬61) ع: عليهم.

من باب العقيقة

مِنْ بَابِ الْعَقِيقَةِ أَصْلُ الْعَقِيقَةِ: صُوفُ الْجَزَعِ، وَشَعَرُ كُل مَوْلُودٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، الَّذِى يُولَدُ عَلَيْهِ (¬1)، يُقَالُ: عَقِيقَةٌ وَعَقِيقٌ، وَعِقَّةٌ أيضًا بِالْكَسْرِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ الشَّاةُ الَّتِى تُذْبَحُ عَنِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ أسْبُوعِهِ عَقِيقَةً؛ لأنَّهُ يُزَالُ عَنْهُ الشَّعَرُ يَوْمَئِذٍ، فَسُمِّيَتْ بِاسْمِ سَبَبِهَا (¬2)، وَقَالَ زُهَيرٌ يَذْكُرُ حِمَارًا وَحْشِيًا (¬3): أَذَلِكَ أمْ أقبُّ الْبَطنِ جَأْبٌ (¬4) ... عَلَيْهِ مِنْ عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ (¬5): ¬

_ (¬1) الصحاح (عقق). (¬2) تهذيب اللغة 1/ 56 وجمهرة اللغة 1/ 112 ومبادي اللغة 72 وفقه اللغة 98 وديوان الأدب 3/ 82. (¬3) ديوانه 65 وغريب الحديث 285. (¬4) ع: جأر: تحريف. الأقب: الضامر وجأب: غليظ وعقيقته: وبره وعفاء: صغار الوبر. (¬5) ديوانه 128 وروايته يا هند ومثله فى اللسان وفي غريب الحديث 4/ 281 أيا هند. والبوهة: البومة والأحسب من الحسبة وهى صهبة =

فَيَاهِنْدُ لَا تَنْكِحِى بُوهَة ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أحْسَبَا هُوَ الَّذِى فِى رَأْسِهِ شُقْرَةٌ. وَقِيلَ: إِنَّهُ مَأخُوذٌ مِنَ الْعَقِّ، وَهُوَ الشَّقُّ وَالْقَطْعُ، فَسُمِّيَتْ الذَّبِيحَةُ عَقِيقَةً، لِأنَّهُ يُشَقُّ حُلْقُومُهَا (¬6). قَوْلُهُ: "عَقَّ عَن الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ" أَىْ: ذَبَحَ عَنْهُمَا الْعَقِيقَةَ. قَوْلُهُ (¬7): "شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ" أَىْ (¬8): مُتَسَاوِيَتَانِ، أَىْ: كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مُسَاوِيَةٌ لِصَاحِبَتِهَا فِى السِّنِّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ كُفْءُ فُلَانٍ، أَىْ: مُسَاوٍ لَهُ، وَالزَّوْجُ كُفْءُ الْمَرأةِ، أَىْ: مِثْلٌ لَهَا (¬9). وَقَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬10): أَيْ مُعَادِلَتَانِ، لِمَا يَجِبُ فى الزَّكَاةِ والأضْحِيَةُ مِنَ الأسْنَانِ، ولا فَرْقَ بَيْنَ "الْمُكَافَئَتَيْنِ (¬11) " وَ "الْمَكَافَأتيْنِ" لأنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ إِذَا كَافَأَت أُخْتَهَا فَقَدْ كُوفِئَتْ، فهِىَ (مُكَافِئَةٌ) (¬12) وَمُكَافَأةٌ. قَوْلُهُ: "تُطبَخُ جُدُولًا" (¬13) بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ: جَمْعُ جَدْلٍ، وَهُوَ الْعُضْوُ، قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ (¬14). وَقَالَ الْمُبَرِّدُ (¬15): الْجَدْلُ: الْعَظْمُ يُفْصَلُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ. قَوْلُهُ: "يُمَاطُ عَنْ رُؤُسِهِمَا (¬16) الْأذَى" أَىْ: يُزَالُ، يُقَالُ (¬17): مَاطَ، أَىْ: بَعُدَ. وَأرَادَ بِالأذَى: مَا يُؤْذِيهِ مِنَ الشَّعَرِ، وَحَكَى أَبُو (عُبَيْدٍ) (¬18): مِطْتُ وَأَمَطْتُ عَنْهُ: إِذَا نَحَّيْتَ عَنْهُ، قَالَ الأصْمَعِىُّ: مِطْتُ أَنَا وَأَمَطْتُ غَيْرِى، وَمِنْهُ إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ (¬19). قَوْلُهُ: "نَهَى عَنِ الْقَزَعَ" (¬20) هُوَ أَنْ يُحْلَقَ بَعْضُ الرأسِ وَيُتْرَكُ بَعْضُهُ بِشَعْرِهِ مُتَفَرِّقًا، وَقَدْ قَزَّعَ رَأسَهُ تَقْزِيعًا: إِذَا حَلَقَ [شَعَرَهُ] (¬21) وَبَقِيَتْ مِنْهُ بَقَايَا فِى نَوَاحِى رَأْسِهِ. وَأَصلُهُ: السَّحَابُ الْمُتَفَرِّقُ فِى السَّمَاءِ، يُقَالُ: "مَا فِى السَّمَاءِ قَزَعَةٌ مِنْ سَحَابٍ" (¬22). قَوْلُهُ (23): "خَلُوقًا" (¬23) بِفَتْحِ الْخَاءِ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ، وَأَصْلُ الْخَلْقِ: التَّمْلِيسُ، وَمِنْهُ الصَّخْرَةُ الْخَلْقَاءُ، وَهِىَ: الْمَلْسَاءُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ خَلْقُ الإنْسَانِ. قَوْلُهُ: أَنْ يُحَنَّكَ الْمَوْلُودُ" (¬24) يُقَالُ: حَنَكْتُ الصَّبِىَّ وَحَنَّكْتُهُ: إِذَا مَضَغْتُ تَمْرًا، أو غَيْرَةَ، ثُمَّ ¬

_ = تضرب إلى الحمرة وهى مذمومة عند العرب. (¬6) النهاية 3/ 76، 277 والمأثور عن أبى العميثل 25. (¬7) فى المهذب 1/ 241: روت أم كرز قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العقيقة، فقال: "للغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة". (¬8) أى: ليس فى ع. (¬9) كذا ذكر أبو عبيد فى غريب الحديث 1/ 103 وابن الأثير فى النهاية 4/ 181 وانظر تهذيب اللغة 10/ 386. (¬10) فى الفائق 3/ 267. (¬11) يعنى أن الحديث يروى "مكافأتان" وذكر أبر عبيد أن هذه رواية المحدثين، ورد عليه الخطابى فى غريبة 1/ 605 بقوله: وهذا لا يقنع فى معنى الخبر وفى بيان حكمه وإن أقنع فى لفظه وإنما أراد بالتكافؤ التساوى فى السن يقول: لا يُعَقُّ إلا بمسنة، كما لا يجوز فى الضحايا إلا مسنة. . . ولا فرق بين المكافئتين والمكافأتين؛ لأن كل واحدة منهما إذا كافأت صاحبتها فقد كوفئت من جهتها فهى مكافئة ومكافأة وانظر النهاية 4/ 181 والصحاح (كفأ). (¬12) خ: كافئة: تحريف. والمثبت من ع والمراجع السابقة. (¬13) فى المهذب 1/ 241 روى عن عائشة (ر) أنها قالت: السنة شاتان مكافئتان تطبخ جدولا ولا يكسر عظم. . . . إلخ. (¬14) فى الصحاح (جدل). (¬15) ذكره الزمخشرى فى الفائق 1/ 197 وانظر الغريبين 1/ 331 وتهذيب اللغة 10/ 649 وخلق الإنسان لثابت 15، 122. (¬16) خ: رأسها، ومصححة فوقها بـ"رأسه" وفى المهذب 1/ 241: فى الحديث: "عق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحسن والحسين عليهما السلام يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما الأذى. (¬17) ع: قال. (¬18) ح: أبر عبيدة والمثبت من ع والصحاح (ميط). (¬19) عن الصحاح (ميط) وانظر النهاية 4/ 380، 381 وديوان الأدب 3/ 407 واللسان (ميط 4308). (¬20) فى المهذب 1/ 241: روى ابن عمر (ر) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القزع فى الرأس. (¬21) خ وع: رأسه والمثبت من الصحاح (قزع) والنقل عنه. (¬22) ع: السحاب. وانظر غريب الحديث 1/ 185، 3/ 440 والفائق 3/ 189 والنهاية 4/ 59. (¬23) فى المهذب 1/ 241 روت عائشة (ر) قالت: كانوا فى الجاهلية يجعلون قطنة فى دم العقيقة ويجعلونها على رأس المولود فأمرهم النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلوا مكان الدم خلوقًا. (¬24) فى المهذب 1/ 242: ويستحب أن يحنك المولود بالتمر.

دَلَكْتَهُ بِحَنَكِهِ، وَالصَّبِىُّ مَحْنُوكٌ (¬25). قَوْلُه: "فَغَرَفَاهُ" فَتَحَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (فِى الْجَنَائِزِ) (¬26). قَوْلُهُ: "فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ" يُقَالُ: تَلَمَّظَ يَتَلَمَّظُ، وَلَمَظَ يَلْمُظُ: إِذَا تَتَبَّعَ بِلِسَانِهِ بَقِيَّةَ الطَّعَامِ فِى فِيهِ، أو أَخْرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَ شَفَتَيْهِ فَجَعَلَهُ فِى فِيهِ (¬28). وَمَجَّهُ وَرَمَى بِهِ: يُقَالُ: مَجَّ الرَّجُلُ الشَّرَابَ مِنْ فِيهِ: إِذَا رَمَى بِهِ، وَانْمَجَّتْ (¬29) نُطْفَةٌ مِنَ الْقَلَمِ: إِذَا تَرَشَّشَتْ. * * * ¬

_ (¬25) عن الصحاح (حنك). (¬26) ما بين القوسين من ع، وانظر ص 126. (¬27) فى المهذب 1/ 242: روى أنس (ر) قال: ذهبت بعبد الله بن أبى طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولد، فقال: هل معك تمر قلت نعم فناولته تمرات فلاكهن ثم فغر فاه ثم مجه فيه فجعل يتلمظ. . . . إلخ الحديث. (¬28) الصحاح (لمظ) وانظر النهاية 4/ 271. (¬29) ع: والمجة: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.

ومن باب النذر

وَمِنْ بَابِ النَّذْرِ النَّذْرُ مُشْتَقٌّ مِنْ الِإنْذَارِ، وَهُوَ الِإبْلَاغُ وَالإعْلَامُ بِالأمْرِ الْمَحْوفِ، كَأنَّ النَّاذِرَ (¬1) يُعْلِمُ نَفْسَهُ، وَيُوْجِبُ عَلَيْهَا قُرْبَةً يَتَخَوَّفُ الِإثْمَ مِنْ تَرْكِهَا. وَالنَّذْرُ: إِيجَابُ عِبَادَةٍ فِى الذِّمَّةِ بِشَرْطٍ وَبِغَيْرِ شَرْطٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} (¬2) أَىْ: أَوْجَبْتُ. قَوْلُهُ (¬3): "فَإِنْ أَشْعَرَ بَدَنَةً" قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الِإشْعَارَ هُوَ الْعَلَامَةُ، وَأَنَّ الْبَدَنَةَ: هِىَ النَّاقَةُ السَّمِينَةُ (¬4). قَوْلُهُ: "أَوْ دَفْعَ سُوءٍ" (¬5) سَاءَهُ يَسُوءُهُ: نَقِيضُ سَرَّهُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ: فَتْحُ السِّينِ وَالْقَصْرُ، وَضَمُّهَا وَالْمَدُّ. وَالْمَفْتُوحُ يُوْصَفُ بِهِ، يُقَالُ: رَجُلُ سَوْءٍ، وَلَا يُقَالُ بِالضَّمِّ (¬6). وَالسُّوءُ أيْضًا: الْمُنْكَرُ وَالْفُجُورُ، وَأَسَاءَ إِلَيْهِ ضِدُّ أحْسَنَ إِلَيْهِ، وَالسَّوءَى: نَقِيضُ الحُسْنَى (¬7). قَوْلُهُ: "فِى لَجَاجٍ وَغَضَبٍ" (¬8) اللَّجَاجُ وَالْمُلَاجَّةُ (¬9): التَّمَادِي فِى الْخُصُومَةِ، يُقَالُ: لَجِجْتَ تَلَجُّ لَجَاجًا وَلَجَاجَةً، وَلَجَجْتَ بِالْفَتْحِ تَلِجُّ: لُغَةٌ (¬10). قَوْلُهُ: "قُربَانًا" (¬11) الْقُرْبَانُ: مَا يُتَقَربُ بِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، مِنَ الْقُرْبِ ضِدُّ الْبُعْدِ، زِيدَت الْألِفُ وَالنّونُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ (¬12). ¬

_ (¬1) ع: فالناذِرُ. (¬2) سورة مريم آية 26. (¬3) فى المهذب 1/ 242: قال فى القديم: إذا أشعر بدنة أو قلدها ونوى أنها هدى أو أضحية: صارت هديا أو أضحية. (¬4) ص 113. (¬5) فى المهذب 1/ 242: فإن نذر طاعة نظرت فإن علق ذلك على إصابة خير أو دفع سوء فأصاب الخير أو دفع السوء عنه لزمه الوفاء بالنذر. (¬6) عن الصحاح (سوأ). (¬7) ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} الروم: 10. وانظر معاني القرآن للفراء 2/ 322 وتفسير غريب القرآن 340. (¬8) خ أو غضب. وفى المهذب 1/ 243: وإن نذر طاعة فى لجاج وغضب بأن قال: إن كلمت فلانا فعلى كذا فكلمه فهو بالخيار. (¬9) ع: التماحك و: تحريف. (¬10) الصحاح والمصباح (لجح) والعين 6/ 19 والمحكم 7/ 151. (¬11) خ: قربان وفى المهذب 1/ 243 يقال: أهديت له دارا وأهديت له ثوبا، وأن الجميع يسمى قربانا. (¬12) الصحاح والمصباح (قرب).

قَوْلُهُ: "لِصَنَمٍ" (¬13) وَاحِدِ الأصْنَام. قِيلَ: (إنَّهُ مُعَرَّبُ شَمَنْ، وَ) (¬14) هُوَ مَا كَانَ صُورَةَ حَيَوَانٍ مِنْ ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ أو حَجَرٍ أو نُحَاسٍ وَغَيْرِهَا. وَالْوَثَنُ: مَا كَانَ غَيْرَ صُورَةٍ، وَقِيلَ: إِنَّهُمَا سَوَاءٌ (¬15). قَوْلُهُ: "لِرِتَاجِ (¬16) الْكَعْبَةِ" الرِّتَاجُ: الْبَابُ الْعَظِيمُ، وَكَذَلِكَ (¬17): الرَّتَجُ بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬18): إِذَا أَحْلَفْونِى فِى عُلَيَّةَ أَجْنَحَتْ ... يَمِينِى إِلَى شَطْرِ الرِّتَاجِ الْمُضَبَّبِ وَيُقَالُ الرِّتَاجُ: الْبَابُ الْمُغْلَقُ (¬19)، قَالَ الْهَرَوِيُّ (¬20): أَرَادَ جَعَلَ مَالَهُ لَهَا. قَوْلُهُ "الْمَسْجِدُ الأقْصَى" (¬21) قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ الأبْعَدُ (¬22)، وَالْقَصَا: الْبُعْدُ (¬23). وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ- يُخَفَّفُ وَيُشَدَدُ، فَإِذَا شُدِّدَ: كَانَ صِفَةً، وإِذَا خُفِّفَ: أُضِيفَ بَيْتٌ إِلَيْهِ، وَمَعْنَاهُ: الْمُطَهَّرُ - إِذَا شُدِّدَ وَالتَّقْدِيسُ: التَّطهِيرُ، وإذَا خُفِّفَ فَمَعْنَاهُ: مَوْضِعُ الطَّهَارَةِ؛ لِأنَّ الْمَفْعَلَ بِفَتحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ: هُوَ الْمَوْضِعُ، وَالنَّسَبُ (¬24) إِلَيْهِ: مَقْدِسِىٌّ، مِثْلُ مَجْلِسِىٍّ، وَمُقَدَّسِىٌّ مِثْلُ مُحَمَّدِىٍّ (¬25). وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ (¬26): أَىْ الْقَدِيمُ، وَقِيلَ: سُمِّىَ عَتِيقًا؛ لأنَّ اللهَ (تَعَالَى) (¬27) أعتَقَهُ مِنَ الْجَبَابِرَةِ (¬28). وَقِيلَ: لأنَّ مَنْ دَخَلَهُ أَعتَقَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ. عَتِيقٌ بِمَعْنَى مُعْتَقٍ، أَوْ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، كَشَهِيدٍ بِمَعْنَى شَاهِدٍ. وَسُمِّىَ (¬29) الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ؛ لِتَحْرِيمِ مَا حَوْلَهُ فَلَا (¬30) يُصْطَادُ صَيْدُهُ، وَلَا يُقْطَعُ شَجَرُهُ. هَكَذَا (¬31) ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِىِّ (¬32). قَولُهُ: "وإن تَحَرَّى الْيَوْمَ" (¬33) أَيْ: اجْتَهَدَ وَطَلَبَ بِأقصْى اجْتِهَادِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬34). قَوْلُهُ: "أثنَاءِ النَّهَارِ" تَضَاعِيفِ سَاعَاتِهِ وَأَوْقَاتِهِ، جَمْعِ ثِنْى، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الصَّلَاةِ (¬35). قَوْلُهُ: "مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِهِ" (¬36) هُوَ (¬37) تَصْغِيرُ دَارٍ، وإنَّمَا اسْتُعْمِلَ مُصَغَّرُهَا دونَ مُكَبِّرِهَا مُوافَقَةً لِحَدِيثِ عُمَرَ وَعَلِىٍّ، رَضِىَ اللهُ عَنْهُمَا إِذْ قَالَا حِينَ سُئِلَا عَنْ قَوْلِهِ (تَعَالَى) (¬38): {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (¬39) ¬

_ (¬13) فى المهذب 1/ 243 أن امرأة أتت النبى - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني نذرت أن أذبح بمكان كذا، وكذا لمكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية. قال: لصنم، قالت: لا. قال: لوثن، قالت: لا. قال: أوفى بنذرك. (¬14) ما بين القوسين ساقط من ع. وقد ذكر الجوهرى فى الصحاح (صنم) وأدى شير 109 والخفاجى فى شفاء الغليل 170. (¬15) كتاب الأصنام 33، 53، وجمهرة اللغة 2/ 52 وتهذيب اللغة 15/ 144 والنهاية 2/ 197. (¬16) خ: رتاج. وفى المهذب 1/ 244: فإن كان قد نذر الهدى لرتاج الكعبة أو عمارة مسجد لزمه صرفه فيما نذر. (¬17) ع: وكذا. (¬18) من غير نسبة فى الصحاح (رتج) واللسان (رتج 1575) والأساس (رتج) والمجمل (رتج 1/ 418). (¬19) كذا فى الصحاح، وغريب الحديث 4/ 325 وانظر النهاية 2/ 193 والمجمل واللسان. بالرقم السابق. (¬20) فى الغريبين 1/ 296. (¬21) فى المهذب 1/ 244: وإن نذر الصلاة فى مسجد غير المساجد الثلاثة، وهى المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى جاز له أن يصلى فى غيره. (¬22) ص 178، 208، 209. (¬23) ع: والأقصى: البعيد. (¬24) خ: النسب من غير عطف. (¬25) عن الصحاح (قدس) وانظر مراصد الإطلاع 1296. (¬26) فى المهذب 1/ 244: من قوله تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} سورة الحج آية 33. (¬27) من ع. (¬28) قال الفراء: حدثنى حبان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال: العتيق: أعتق من الجبابرة. ويقال من الغرق زمن نوح معانى القرآن 2/ 225 وانظر تهذيب النووى (عتق) واللسان (عتق 2799). (¬29) ع: ويسمى. (¬30) ع: ولا. (¬31) هكذا: ليس فى ع. (¬32) شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن على ابن الجوزى المحدث الحافظ المفسر الفقيه ولد ببغداد سنة 510 هـ وتوفي بها سنة 597 هـ ترجمته فى شذرات الذهب 4/ 329 وطبقات القراء 1/ 375 وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 270 ووفيات الأعيان 2/ 321. (¬33) فى المهذب 1/ 245: وإن تحرى اليوم الذى يقدم فيه فنوى من الليل فقدم فى أثناء النهار كان ما قبل القدوم تطوعًا. (¬34) ص 15، 97. (¬35) ص 32، 81، 90. (¬36) فى المهذب 1/ 245: وإن نذر المشي إلى بيت الله الحرام. . . يلزمه أن يحرم ويمشى من دويرة أهله. (¬37) هو: ليس فى ع. (¬38) من ع. (¬39) سورة البقرة آية 196.

"إِتْمَامُهُمَا: أَنْ تُحْرِمَ بِهِمَا مِنْ دُوَيْرَةِ اهْلِكَ" (¬40). قَوْلُهُ: "تَرَفَّهَ بتَرْكِ مُؤْنَةِ الرُّكُوبِ" (¬41) مِنَ الرَّفَاهِيَةِ، وَهِىَ: الرَّاحَةُ مِنَ الْمُؤْنَةِ. * * * ¬

_ (¬40) تفسير الطبرى 4/ 8، 9 والبحر المحيط 2/ 72. (¬41) خ: المركوب. وفى المهذب 1/ 246: وإن نذر أن يركب إلى بيت الله الحرام فمشى لزمه دم؛ لأنه ترفه بترك مؤنة الركوب.

من باب الأطعمة

مِنْ بَابِ الْأطْعِمَةِ الْحَيَوَانُ (¬1): مَأْخُوذٌ مِنَ الْحَيَاةِ، وَهُوَ: مَا فِيهِ رُوحٌ، وَضِدُّهُ: الْمَوَتَانُ، كَأَنَّ الألِفَ وَالنُّونَ زِيدَا لِلْمُبَالَغَةِ، كَهُمَا فِى النَّزَوَانِ وَالْغَلَيَانِ (¬2). قَوْلُهُ (¬3): {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} قَدْ (¬4) ذَكَرْنَا أنَّ الْخَبِيثَ: هُوَ الْمُسْتَقْذَرُ نَجِسًا كَانَ أو غَيْرَ نَجِسٍ، وَالطَيِّبَاتُ ضِدُّهَا (¬5). قَوْلُهُ: (الدَّوَابُّ) (¬6) هُوَ مَا يَدِبُّ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ، قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} (¬7)، {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} (¬8) يُقَالُ: دَبَّ عَلَى الأَرْضِ يَدِبُّ دَبيبًا: إِذَا مَشَى (¬9). قَوْلُهُ (¬10): {بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} الأَنْعَامُ كُلُّهَا بَهَائِمُ (¬11)؛ لِأَنَّهَا اسْتَبْهَمَتْ عَن الْكَلَامِ، يُقَالُ: اسْتَبْهَمَ الشَّىْءُ: اسْتَغْلَقَ (¬12). وَقَالَ (¬13) الأَزْهَرِىُّ (¬14): الْبَهِيمَةُ فِى اللغَةِ، مَعْنَاهَا: الْمُبْهَمَةُ عَنِ النُّطقِ. قَوْلُهُ: (وَلَا يَحِلُّ السِّنَّوْرُ) (¬15) بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِ النُّونِ، وَهُوَ الْهِرُّ وَسُمِّيَت الْهِرَّةُ؛ لِصَوْتِهَا عِنْدَمَا تَكْرَهُ الشَّىْءَ، يُقَالُ: هَرَّ الْكَلْبُ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ فُسِّرَ فِى لَيْلَةِ الْهَرِيرِ (¬16)، وَحَقِيقَتُهُ: الصَّوْتُ الْمَكْرُوهُ (¬17). فِعْلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ (¬18). قَوْلُهُ: (فَسَنَح لَهُمْ حُمُرُ وَحْشٍ) (¬19) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ السَّانِحِ، وَهُوَ الَّذِى يُولِيكَ مَيَامِنَهُ، ضِدُّ الْبَارِحِ (¬20). وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ سَنَحَ، أَيْ: عَوَضَ، يُقَالُ: سَنَحَ لى رَأىٌ فِي كَذَا، أَىْ: عَرَضَ. ¬

_ (¬1) ذكر فى المهذب 1/ 246: أن ما يؤكل شيئان: حيوان وغير حيوان. . . إلخ. (¬2) انظر الصحاح (حيو) واللسان (حيو 1077). (¬3) فى المهذب 1/ 246: فأما النجس فلا يحل أكله وهو الكلب والخنزير لقوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} سورة الأعراف آية 157. (¬4) ع: ذكر. (¬5) ص 10، 32، 103. (¬6) فى المهذب 1/ 246: فأما الدواب فضربان: دواب الإنس ودواب الوحش. (¬7) سورة النور آية 45. (¬8) سورة هود آية 6. (¬9) الصحاح (دبب). (¬10) فى المهذب 1/ 246: فأما دواب الإنس فإنه يحل منها الأنعام وهى الإبل والبقر والغنم لقوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} سورة المائدة آية 1. (¬11) ع: يقال لها بهائم. . . إلخ. (¬12) معاني الزجاج 2/ 153 والكشاف 1/ 591 وابن كثير 2/ 3، 4 والغريبين 1/ 277 والفائق 1/ 9. (¬13) ع: قال. (¬14) تهذيب اللغة 6/ 377. (¬15) فى المهذب 1/ 247: ولا يحل السنور، لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الهرة سبع، ولأنه يصطاد بالناب ويأكل الجيف فهو كالأسد". (¬16) ص 198. (¬17) انظر الصحاح (هرر). (¬18) يعنى الهرة على فعلة. (¬19) فى المهذب 1/ 247: روى أن أبا قتادة كان مع قوم محرمين وهو حلال فسنح لهم حمر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر مها أتانا فأكلوا منها. . . إلخ. (¬20) أهل نجد يتيامنون بالسانح ويتشاءمون بالبارح وعلى عكسهم أهل الحجاز. والبارح الذى يجتاز بك فيوليك مياسرة. وانظر التنبيهات 124 - 127 والعين 3/ 145 وتهذيب اللغة 4/ 321 والمحكم 3/ 146 والصحاح (سنح- برح).

وَ (حُمُرُ): يُخَفَّفُ وَيُثَقَّلُ (¬21). وَسُمِّىَ (¬22) الْوَحْشُ؛ لِأنَّهُ يَسْتَوْحِشُ مِنَ النَّاسِ، وَيَنْفُرُ عَنْهُمْ؛ أَوْ لِأنَّهُ يَسْكُنُ الْأمَاكِنَ الْوَحْشِيَّةَ الَّتِى لَا أنيسَ بِهَا، وَضِدُّهُ: الْأنِيسُ. قَوْلُهُ: (وَيَحِلُّ أَكْلُ الضَّبعِ) (¬23) الضَّبعُ: اسْمٌ يَقَعُ عَلى الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ (¬24)، وَإِذَا أفرَدْتَ الْمُذَكَّرَ قُلْتَ: ضِبْعَان- بِكَسْرِ الضَّادِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَبِالنُّونِ، فَإذا ثَنَّوْهُ ثَنَّوْا الْمُؤَنَّثَ، وَإِن عُنُوا الْمُذَكَّرَ. وَلَمْ يُثَنُّوا الْمُذَكَّرَ اسْتِغْنَاءً، وَكَرَاهَةً لاجْتِمَاعِ الزَّوَائِدِ، قَالَ الْجَوْهَرىُّ (¬25): وَلَا تَقُلْ: ضَبُعَةٌ (¬26)؛ لأنَّ الْمُذَكَّرَ ضِبْعَانٌ، وَالْجَمْعَ: ضَبَاعِينٌ، مِثْلُ سِرْحَانٍ وَسَرَاحِينَ، وَالأنثَى ضِبْعَانَةٌ (¬27) وَالْجَمْعُ ضِبْعَانَاتٌ (¬28) وَضِبَاعٌ. وَهَذَا الْجَمْعُ لِلذَّكَرِ وَالأنْثَى مِثْلُ: سَبُعٍ وَسِبَاعٍ (¬29). قَوْلُهُ: (فَذَبَحَهَا (¬30) بِمَرْوَةٍ) هُوَ (¬31) الْحَجَرُ الْمُحَدَّدُ، وَجَمْعُهَا: مَرْوٌ، وَهِىَ حِجَارَةٌ بِيضٌ بَرَّاقَةٌ (يُقْدَحُ مِنْهَا النَّارُ، وَبِهَا سُمِّيَت الْمَرْوَةُ بِمَكَّةَ) (¬32). قَوْلُهُ (¬33): (الْبَرْبُوعُ) (¬34) دُوَيبةٌ بِخِلْقَةِ الْفَأْرِ أوْ أَكْبَرُ، تَكْثُرُ مَفَاتِحُ جِحَرِهِ (¬35) فِى الأرْضِ، إِذَا سَدَّوا عَلَيْهِ فَتْحًا: خَرَجَ مِنْ آخَرَ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ اسْمٌ، وَهِىَ: النَّافِقَاءُ؛ وَالْقَاصِعَاءُ؛ وَالدَّامَّاءُ؛ وَالرَّاهِطَاءُ (¬36). وَالْجَفْرَةْ (¬37) مِنَ الْمَعْزِ: مَا لَهَا أربَعَةُ أَشْهُرٍ (¬38)، وَهُوَ الَّذِى قَوِىَ عَلَى الأَكْلِ وَاتَّسَعَ جَوْفُهُ (¬39). وَالْجَفِيرُ: الْوَاسِعَةُ مِنَ الْكَنَائِنِ، وَمِنْهُ الْفَرَسُ الْمُجْفِرُ (¬40). قَوْلُهُ: (وَيَحِلُّ أَكْلُ بْنِ عِرْسٍ وَالْوَبْرِ) (¬41) فَابْنُ عِرْسٍ عَلَى خِلْقَةِ الْهِرِّ، مُولَعٌ بِأَخْذِ الذَّهَبِ مِنْ مَعْدِنِهِ، وَيُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ: رَاسُو (¬42) وَالْوَبْرُ: دُوَيِّبَّةٌ عَلَى قَدْرِ السِّنَّوْرِ، مِثْلُ الْجُرَذِ إِلَّا أَنَّهُ أَنْبَلُ وَأَكْبَرُ طَحْلَاءُ الَّلوْنِ، وَهِىَ كَحْلَاءُ نَجْلَاءُ، مِنْ جِنْسِ بَنَاتِ عِرْسٍ، لَيْسَ لَهَا ذَنَبٌ (¬43). قَوْلُهُ: (ضَبًّا مَحْنُوذًا) (¬44) الضبَّ: دُوَيبةٌ، وَالْجَمْعُ: ضِبَابٌ وَأضُبٌّ، مِثْلُ كَفٍّ وَأَكُفٍّ، وَفِى الْمَثَلِ (¬45): (أَعَقُّ مِنْ ضبٍّ) لأنَّهُ رُبَّمَا أكلَ حُسُولَهُ، والأْنْثَى ضَبَّةٌ. وَقَوْلُهُمْ: (لَا أَفْعَلُهُ حَتَّى يَرِدَ الضَّبُّ) (¬46) وَمِنْ كَلَامِهِم الَّذِى يَضَعُونَهُ عَلَى ألسِنَةِ الْبَهَائِمِ قَالَت السَّمَكَةُ: وِرْدًا يَا ضبُّ، فَقَالَ: ¬

_ (¬21) أى: فى الجمع يقال: حمْر وحمُر وانظر الصحاح (حمر) والمحكم 3/ 250 واللسان (حمر 992). (¬22) ع: ويسمى. (¬23) فى المهذب 1/ 247: ويحل أكل الضبع لقوله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} قال الشافعى: ما زال الناس يأكلون الضبع ويبيعونه بين الصفا والمروة. (¬24) ع: فإذا. (¬25) فى الصحاح (ضبع). (¬26) قال الفيومى: وربما ميل ضبعة كما قيل: سبع وسبعة. المصباح (ضبع). (¬27) ذكر فى اللسان (ضبع 2550) إنكار ابن برى لضبعانة. (¬28) ع: ضبعات: تحريف. (¬29) المذكر والمؤنث للفراء 88 ولابن التسترى 54، 72، 91. (¬30) خ: فذبحتها. وفى المهذب 1/ 247: روى جابر أن غلامًا من قومه أصاب أرنبًا فذبحها بمروة فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكلها فأمره أن يأكلها. (¬31) ع: وهو. (¬32) ما بين القوسين: ساقط من غ. (¬33) قوله: ليس فى ع. (¬34) فى المهذب 1/ 247: ويحل اليربوع، لقوله عز وجل {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}. (¬35) ع: له مفاتح فى جحره بدل "تكثر مفات حجره". (¬36) انظر الصحاح (نفق- قصع- دم- رهط). (¬37) فى المهذب 1/ 247: أوجب عمر (ر) على المحرم إذا أصاب اليربوع حفرة، فدل على أنه صيد. (¬38) مبادئ اللغة 145 والصحاح (جفر). (¬39) فسر الجفر بعد الجفرة سهو. (¬40) الصحاح (جفر) وانظر العين 6/ 110 والمحكم 7/ 273 والمصباح (جفر). (¬41) فى المهذب 1/ 247 ويحل أكل ابن عرس والوبر لما ذكرناه فى الثعلب (فى أنه يشبه الأرنب ولا يقتات بنابه). (¬42) ذكره الجوهرى فى الصحاح (عرس) وانظر المرصع 249 والمحكم 1/ 298. (¬43) الصحاح والمصباح (وبر). (¬44) فى المهذب 1/ 247: روى خالد بن الوليد مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة (ر) فوجد عندها ضبا محنوذا. . إلخ. (¬45) الدرة الفاخرة 1/ 306 ومجمع الأمثال 2/ 396 وكتاب أفعل للقالى 90 وثمار القلوب 416، 417 والمستقصى 1/ 250: والحيوان 1/ 196 والصحاح (صبب). (¬46) الصحاح، وانظر نص المقال 133 ومجمع الأمثال 3/ 175 واللسان (ضبب 2543).

أصْبَحَ قَلْبِى صَرِدًا * لَا يَشْتَهِى أنْ يَرِدَا * إلَّا عَرَادًا عَرِدَا * وَصِلِّيَانًا بَرِدَا (¬47) * وَعَنْكَثًا (¬48) مُلْتَبِدَا لِأنَّ الضبَّ لَا يَشْرَبُ مَاءً (¬49). و (مَحْنُوذًا) أَىْ: مَشْوِيًّا، قَالَ الله تَعَالَى: {أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (¬50) وَذَكَرَ فِى الصَّحَاحِ: حَنَذْتُ الشَّاةَ أحْنِذُهَا حَنْذًا، أَىْ: شَوَيْتُهَا، وَجَعَلْتُ فَوْقَهَا حِجَارَةً مُحْمَاةً، لِتُنْضِجَهَا فَهِىَ (¬51) حَنِيذٌ. قَوْلُهُ (¬52): (فَأَجِدُني أعَافُهُ) أَىْ: أَكرَهُهُ، يُقَالُ: عَافَ الرَّجُلُ الطَّعَامَ وَالْمَاءَ يَعَافُهُ، أَيْ: كَرِهَهُ، فَلَمْ يَشْرَبْهُ، فَهُوَ عَائِفٌ، قَالَ (¬53): إِنِّى وَقَتْلِى كُلَيْبًا ثُمَّ أَعْقِلَهُ ... كَالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عَافَت الْبَقَرُ وَأمَّا "الدُّبُّ" (¬54) فَسَبُعٌ ذُو شَعَرٍ أَسْوَدُ طَوِيلٌ، يَكَادُ يَصِلُ الْأَرْضَ، أَكْبَرُ مِنَ الْكَلْبِ. وَأَمَّا ابْنُ آوَى: فَهُوَ الَّذِى يُسَمَّى باليمن (¬55) (الشَّفْتُ) وَقَوْمٌ يُسَمُّونَهُ. الْعَكْشَ، كَرِيهُ الرَّائِحَةِ، يَظْهَرُ بِالَّليْلِ. قَوْلُهُ: "حَشَرَاتِ الأَرْضِ" (¬56) هِىَ صِغَار دَوَابِّ الْأَرْضِ، الْوَاحِدَةُ: حَشَرَةٌ بِالتَّحْرِيكِ. وَأمَّا الصَّراصِرُ (¬57)، فَهُوَ الَّذِى يَصِيحُ بِالَّليْلِ، سُمِّىَ بِصَوْتِهِ. الْوَاحِدَةُ: صَرَّارَةٌ (¬58) وَقَالَ (¬59) الْجَوْهَرِىُّ (¬60): صَرَّارُ الْليْلِ: الْجُدْجُدُ وَهُوَ (¬61) أكْبَرُ مِنَ الْجُنْدَبِ، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يُسَمِّيهِ الصَّدَى. وَ (الْعَظَاءُ) مَمْدُودٌ، جَمْعُ عَظَاءَةٍ، وَهِىَ: دُوَيبةٌ أَكْبَرُ مِنَ الْوَزَغَةِ، يُقَالُ لِلْوَاحِدَةِ: عَظَاءَةٌ وَعَظَايَةٌ (¬62) وَتُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ بِالْيَمَنِ: السُّحَلَ وَالْبُرَمَ أَيْضًا. وَقَالَ الأزْهَرِىُّ (¬63): هِىَ هُنَيَّةٌ مَلْسَاءُ، تَعْدُو وَتَتَرَدَّدُ كَثِيرًا، تُشْبِهُ سَامَّ أبْرَصَ، لَا تُؤْذي، وَهِىَ أحسَنُ مِنْهُ. وَ (الْعَنَاكِبُ) جَمْعُ عَنْكَبُوتٍ، وَهِىَ الَّتِى تنسج الخيط (¬64). وَأمَّا (سَامُّ أَبْرَصَ) مُشَدَّدُ الْمِيمِ فَمَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ: سَوَامُّ أَبْرَصَ (¬65)، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ (¬66)، وَهُوَ مِنْ كبارِ الْوَزَغِ، وَهُوَ اسْمَانِ جُعِلَا (¬67) اسْمًا وَاحِدًا، يجوزُ بِنَاؤهُ عَلَى الْفَتْحِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ، وَيَجُوزُ إِعْرَابُ الأوَّلَ، وَإِضَافَتُهُ إِلَى الثَّاني، وَإِنْ شِئْتَ (¬68) بَنَيْتَ الْأوَّلَ عَلَى الْفَتْحِ وَأعْرَبْت الثَّانىَ بِإعْرَابِ الْأوَّلِ، وَلَا يُصْرَفُ (¬69). ¬

_ (¬47) بردًا: كذا فى الصحاح واللسان، قال الصغاني: تصحيف زردا وهو السريع الأزدراد التكملة. (¬48) ع: عثكبا: تحريف. (¬49) ما سبق برمته عن الصحاح. (¬50) سورة هود آية 69 وانظر مجاز القرآن 2/ 292 ومعانى الفراء 2/ 21 وتفسير غريب القرآن 205. (¬51) ع: وهى. (¬52) من قوله - صلى الله عليه وسلم - فى الضب: "لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه المهذب" 1/ 247. (¬53) أنس بن مدرك الخثعمى كما فى فصل المقال 387 ومجمع الأمثال 3/ 23 والعباب 462 حرف الراء وفى اللسان أن بن مدرك الخثعمى والرواية (سليكا) فى فصل المقال، ومجمع الأمثال والصحاح والباب وفى اللسان (كليبا). وأنس بن مدرك الخثعمى هو قاتل سليك بن السلكة كما ذكر القالى فى فصل المقال. (¬54) فى المهذب 1/ 248: ولا يحل ما يتقوى بنابه ويعدو على الناس وعلى البهائم كالأسد والذئب والنمر والدب. . وفى ابن آوى وجهان. . . . إلخ. (¬55) ع: فى اليمن. (¬56) فى المهذب 1/ 248: ولا يحل أكل حشرات الأرض، كالحيات والعقارب والفأر والخنافس والعظاء والصراصر والعناكب الوزغ وسام أبرص والجعلان والديدان وبنات وردان وحمار قبان لقوله عز وجل: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}. (¬57) ع: الصرائر: تحريف. (¬58) واحد الصَّرَاصِرِ: صَرْصَر كَفَدْفَد وفَدَافِد، أما صَرارة فواحدة الصَّرار. (¬59) ع: قال. (¬60) فى الصحاح (صرر). (¬61) وهو: ساقط من ع. (¬62) الصحاح (سحل) والعين 2/ 228 وتهذيب اللغة 3/ 146 والمحكم 2/ 163، 164 والمصباح (عظى). (¬63) ع: الجوهرى خطأ وهو للأزهرى فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 183. (¬64) الصحاح (عكب) وانظر العين 2/ 309 وتهذيب اللغة 3/ 309 والمحكم 2/ 299. (¬65) ع: لا. (¬66) يقصد (أبرص) لأنه مضاف إلى اسم معروف، قال ابن السكيت: هذا سام أبرص وهذان ساما أبرص وهلالاء سوام أبرص. وإن شئت: هؤلاء السوام، وإن شئت قلت: هؤلاء البرصة. إصلاح المنطق 176 وانظر الصحاح (برص) والعين 7/ 119 والفصيح 304. (¬67) ع: جعل. وفى الصحاح والمصباح واللسان (برص 258): وهما اسمان جعلا اسما واحدا. (¬68) ع: جعل. ثنيت: تحريف. (¬69) الصحاح (برص) واللسان (برص 258).

وَ (الْوَزَغُ) جَمْعُ وَزَغَةٍ: دُوَيبَةٌ مُسْتَقْذَرَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَتُجْمَعُ أيضًا عَلَى وُزْغَانٍ (¬70) وَأوزَاغِ، وَإِنَّمَا سمِّيَ "سَامَ" لِأنَّ رِيقَةُ سُمٌّ. وَقِيِلَ (أبرَصُ) لأنَّ لَوْنَهُ كَلَوْنِ (¬71) الْبَرَصِ، وَقِيلَ: لأنَّهُ يَكُونُ مِنْهُ الْبَرَصُ، نَقَلْتُهُ مِنْ بَعْضِ كُتُبِ النَّحْوِ. وَ (الجِعْلَانُ) جَمْعُ جُعَلٍ: طَائِرٌ صَغِيرٌ (مَعْرُوفٌ) (¬72) مُولَعٌ بِالْعَذِرَةِ وَالسِّرْجِينِ، يَجْعَلُهُ يَنَادِقَ وَيَدْحُوهَا عَلَى وَجْهِ الْأرْضِ، يُقَالُ: إِنَّهُ إِذَا شَمَّ الْمِسْكَ أو الْوَرْدَ: غُشِىَ عَلَيْهِ، وَإِذَا شَمَّ العَذِرَةَ: أَفَاقَ. قَالَ الْمُتَنَبِّى (¬73): بِذِى الْغَبَاوَةِ مِنْ إِنْشَادِهَا ضَرَرٌ ... كَمَا يُضَرُّ شَمِيمُ الْمِسْكِ بِالْجُعَلِ وَحَدَّثَنى بَعْضُ مَشَايِخِى، أَنَّ رَجُلًا وَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ بَعْضِ الْكَتَبَةِ وَفُضَلَاءِ النَّاسِ، وَمَعَهُ مِسْكٌ يَبِيعُهُ، فَتَنَاوَلَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ وَشَمَّهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَاتَ مَاتَ. فَقَامَ الشَّامُّ إِلَى الْقَائِلِ لَهُ ذَلِكَ، فَشَمَّهُ وَقَالَ (¬74): حَيِيتُ حَيِيتُ، جَعَلَهُ الأوَّلُ جُعَلًا يَمُوتُ مِنْ شَمِّ الْمِسْكِ، فَجَعَلَهُ الآخَرُ عَذِرَةً يَعِيشُ الْجُعَلُ بشَمِّهَا، فَعَجِبَ الْحَاضِرُونَ لِظَرَافَتِهِمَا. وَأمَّا (بَنَاتُ وَرْدَانَ) فَدُوَيِّبَاتٌ حُمْرٌ، (أُضِيفَت إِلَى) (¬75) الْوَرْدِ الْأَحْمَرِ، وَالْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ (¬76). وَأَمَّا (حِمَارُ قَبَّانَ) فَطَائِرٌ أَخْضَرُ (¬77) بِخَلْقِ الْجَرَادِ يُعْرَفَ عِنْدَ الْعَامَّةِ بِفَرَسِ الْجِنِّ، وَهُوَ (فَعْلَانُ) مِنْ قَبَّ، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ لَا يَصْرِفُهُ، قَالَ الرَّاجِزُ (¬78): يَا عَجَبًا وَقَدْ (¬79) رَأيْتُ عَجَبَا (¬80) ... حِمَارَ قَبَّانَ يَسُوقُ أَرْنَبَا (خَاطِمَهَا زَأمَّهَا أَنْ تَذْهَباَ ... فَقُلْتُ أَرْدِفْنِى فَقَالَ مَرْحَبَا) (¬81) وَأمَّا (الدُّرَّاجُ) فَطَائِرٌ أدكَنُ الَّلوْنِ. وَالقَبْجُ، وَالْقَطَا، وَالِإوَزُّ، قَدْ ذُكِرَتْ (¬82). وَ (الْكَرَاكِيُّ) وَاحِدُهَا: كُرْكِىٌّ، طَائِرٌ كَبِيرٌ أبيضُ يُشْبِهُ طَيْرَ الْمَاءِ. يَنْتَجِعُونَ (¬83) الْبِلَادَ قِطَعًا قِطَعًا، وَإِذَا بَاتُوا (¬84) فِى مَكَانٍ: قِيلَ: إِنَّهُمْ يَحْرُسُهُمْ (¬85) أحَدُهُمْ، فَإذا أحسَّ شَيْئًا صَاحَ بِهِمْ (¬86). وَ (الْقَنَابِرُ) عَصَافِيرُ صِغَارٌ، لَوْنُهَا كَلَوْنِ الْفَوَاخِتِ؛ الْوَاحِدَةُ: قُنْبُرَاءُ (¬87). وَالْجَمْعُ: الْقَنَابِرُ، مِثْلُ الْعُنْصُلَاءِ (¬88) وَالْعَنَاصِلِ (¬89). وَالْعَامَّةُ تَقْولُ: الْقُنْبُرَةُ (¬90)، وَقَدْ جَاءَ فِى الرَّجَزِ، أنشَدَهُ أبو عُبَيْدَةَ (¬91): ¬

_ (¬70) ع: وزغات: تحريف والمثبت من خ والصحاح والمصباح (وزغ). (¬71) ع: لون. (¬72) من ع. (¬73) ديوانه. (¬74) ع: فقال. (¬75) ما بين القوسين: ساقط من خ. (¬76) فى المصباح: دويبة نحو الخنفساء حمراء اللون وأكثر ما تكون فى الحمامات والكنف. وكذا فى ثمار القلوب 277 وانظر الصحاح (ورد). (¬77) المشهور أنه: دويبة كذا ذكر فى الصحاح، وفى المحكم 3/ 252: دويبة لازقة بالأرض ذات قوائم كثيرة، وكذا قال الفيومى: دويبة تشبه الخنفساء إذا لمسها أحد اجتمعت كالشيء المطوى المصباح (حمر) وكذا فى اللسان (قبب 3508) قال: وقيل هو دويبة. وقال الأزهرى: دابة صغيرة لازقة بالأرض ذات قوائم كثيرة تهذيب اللغة 5/ 55 وانظر المحكم (قبب 9016). (¬78) من غير نسبة فى المراجع السابقة. (¬79) المحكم واللسان والصحاح والتهذيب (لقد). (¬80) المحكم واللسان (حمر) العجبا. والتهذيب والصحاح (لقد- عجبا) وفى مجمع الأمثال 2/ 17 (وقد رأيت) ومن غير نسبة أيضا فى الدرة الفاخرة 1/ 205 وزهر الاكم 3/ 15 والمستقصى 1/ 133 وثمار القلوب 369 وجمهرة الأمثال 1/ 470 وكلهم أجمع على أنه ضرب من الخنافس أو دويبة تشبهه الخنفساء. (¬81) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬82) ص 198. (¬83) ع: يسحن. (¬84) ع: بتن. (¬85) ع: إنهن يحرسهن أحدهم فى النوم. (¬86) ع: لهم فقمن. (¬87) ع: قنبرة. (¬88) ع: العنصلة. (¬89) اختار المصنف اللغة الثانية فى القبرة، فقد نصت المعجمات على أن القنبراء لغة فى القبرة والمذكور فى النص عن الجوهرى (قبر) والعنصل: البصل البرى ومثله العنصلاء. (¬90) ع: المنيرة: تحريف. (¬91) ع: أنشد أبو عبيد: تحريف والمثبت من خ والصحاح، واللسان (قبر 3510).

جَاءَ الشِّتَاءُ وَاجْثَأَلَّ الْقُنْبُرُ * وَجَعَلَتْ عَيْنُ الْحَرُورِ تَسْكُرُ * وَطَلَعَتْ شَمسٌ عَلَيْهَا مِغْفَرُ وَالْقُبَّرَةُ: وَاحِدَةُ الْقُبَّرِ: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الطّيْرِ (¬92)، قَالَ طَرَفَةُ (¬93): يَالَكِ مِنْ قُبَّرَةٍ بِمَعْمَرِ * خَلَالَكِ الْجَوُّ فَبِيضِى وَاصْفِرِى * وَنَقِّرِى مَا شِئْتِ أنْ تُنَقِّرِى قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: وَالْقُنْبُرَةُ: لُغَةٌ فِيهَا (¬94). (قَوْلُهُ) (¬95): (وَرَوَى سَفِينَةُ) (¬96) هُوَ مَوْلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، سُمِّىَ بِذَلِكَ؛ لأنَ الصَّحَابَةَ، رَضىَ اللهُ عَنْهُمْ حَمَلُوا عَلَيْهِ أزوَادَهُمْ وَمَاءَهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّهُ (¬97) سَفِينَةٌ، وَاسْمُهُ: مَهْرَانُ. وَقِيلَ: مَاهَانُ (¬98)، قَالَ: وَخَلَفُ الْقَائِلِ (¬99). * مَا هَانَ فِى حَمْلِ زَادِ الصَّحْبِ مَا هَانُ * وَ (الْحَجَلُ) الْقَبَحُ، وَلَعَلَّهُ سُمِّىَ بِمِشْيَتِهِ، يُقَالُ: حَجَلَ الطَّائِرُ يَحْجُلُ وَيَحْجِلُ حَجَلَانًا: إِذَا نَزَا فِى مَشْيِهِ كَمَا يَحْجِلُ الْبَعِيرُ الْمَعْقُولُ (¬100) عَلَى ثَلَاثٍ، وَالْغُلَامُ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ. وَفِى الحَدِيثِ: أَنَّهُ قَالَ لِزَيْدٍ (¬101): "أنْتَ مَوْلَانَا، فَحَجَلَ" (¬102) قَالَ أبو عُبَيْدٍ (¬103): الْحَجْلُ: أَنْ يَرْفَعَ رِجْلًا، وَيَقْفِزَ عَلَى الأُخْرَى مِنَ الْفَرَحِ (¬104) وَ"الْحُبَارَى": مَقْصُورٌ، طَائِرٌ، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالأنْثَى، وَاحِدُهَا وَجَمْعُهَا: سَوَاءٌ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ فِى الْجَمْعِ: حُبَارَيَاتٌ. وَفِى الْمَثَلِ: "كُلُ شَىِءٍ يُحِبُّ وَلَدْهُ حَتَّى الْحُبَارَى (¬106) ". وَإِنَّمَا خَصُّوا الْحُبَارَىِ؛ لِأنَّهُ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِى الْمُوقِ، أَىْ: الْمَحَبَّةِ (¬107) وَيُقَالُ: سِلَاحُهُ: سُلَاحُهُ؛ لِأنَّهُ إِذَا أرَادَ الصَّقْرُ أن يَصْطَادَهُ: سَلَحَ عَلَيْهِ فَيَعْتَلُّ الصَّقْرُ حَتَى يَنْتَتِفَ (¬108) رِيشُهُ، فَلَا يَزَالُ يُخَاتِلُهُ حَتَّى يَنْفَدَ سَلْحُهُ، فَيَأمَنَ مِنْهُ وَيَصِيدَهُ (¬109). وَيُقَالُ: إِنَّهُ الَّذِى تُسَميهِ (الْعَامَّةُ) (¬110) الُّوَّامَ. وَلَا أحُقُّهُ. "الْخُطَّافُ": الْخُفَّاشُ، وَهُوَ الَّذِى يَطِيرُ بِالَّليلِ (¬111)، (وَجَمْعُهُ) (¬112) خَطَاطِيفُ وَخَفَافِيشُ. "الْكَلْبُ الْعَقُورُ" فَعُولٌ مِنَ الْعَقْرِ، أَيْ: كَثُرَ مِنْهُ عَقْرُ النَّاسِ أَوْ (¬113) الْبَهَائِمِ (¬114). ¬

_ (¬92) جعله نوعًا آخر مع أن الكلام فى الصحاح واللسان وغيرهما على أنهما نوع واحد. (¬93) هذا الرجز ينسب إلى طرفه بن العبد وينسب إلى كليب بن ربيعة التغلبى. وانظر فصل المقال 364، 365 وزهر الأكم 2/ 199، 200 والتنبيه والإيضاح 2/ 184 واللسان (قبر 3510) وانظر خزانة الأدب 2/ 424 ومجمع الأمثال 1/ 423 وشعراء النصرانية 298. (¬94) الذى فى الصحاح (القنبراء) وهى اللغة الثانية التى اختارها وهذا خطأ منه فى النقل عن الصحاح بدليل ما ذكره من أن العامة تقول القنبرة. (¬95) من ع. (¬96) فى المهذب 1/ 249: وروى سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال: أكلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحم حبارى. (¬97) ع: أنت. (¬98) ترجمته فى أنساب الأشراف 480 - والاستيعاب 684 والإصابة 3/ 132 وتهذيب النووى 1/ 225 والكاشف 1/ 379 والمعارف 146، 147. (¬99) وخلف القائل: ليس فى ع. (¬100) فى الصحاح: العقير وكذا فى المحكم 3/ 55 واللسان (حجل 788). (¬101) زيد بن حارثة رضى الله عنه. (¬102) غريب الحديث 3/ 182 والفائق 1/ 261 والنهاية 1/ 346. (¬103) ع: أبو عبيدة: تحريف. (¬104) قال: وقد يكون بالرجلين معا إلا أنه قفز وليس بمشى. غريب الحديث 3/ 183 وانظر المراجع السابقة وتهذيب اللغة 4/ 144 والصحاح (حجل). (¬105) عن الصحاح (حبر) وانظر القاموس والمصباح (حبر) وتهذيب اللغة 5/ 35، 36 والمحكم 3/ 283 واللسان (حبر 750، 751). (¬106) عن الصحاح وانظر مجمع الأمثال 3/ 29 وتهذيب اللغة 5/ 36 واللسان (حبر 751). (¬107) ع: عدم المحبة. والموق: الحمق وهى على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران قبل نبات جناحه ولذا يقال: أموق من الحبارى. انظر الصحاح وتهذيب اللغة ومجمع الأمثال. (¬108) ع: ينتف. (¬109) انظر الحيوان 2/ 306 وجمهرة الأمثال 1/ 534 والمستقصى 1/ 170 والدرة الفاخرة 1/ 333، ومجمع الأمثال 2/ 143. (¬110) خ: العام. (¬111) المصباح (خشف) وديوان الأدب 1/ 335. (¬112) خ: وجمعها. (¬113) ع: والبهائم. (¬114) تهذيب اللغة 1/ 218 والنهاية 3/ 275.

(الْغُدَافُ) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: هُوَ غُرَابُ الْقَيْظِ، وَالْجَمْعُ: غِدْفَانٌ، قَالَ: وَرُبَّما سَمَّوْا النِّسْرَ الْكَثِيرَ الرِّيش غُدَافًا، وَكَذَلِكَ الشَّعَرَ الطَوِيلَ الأسْوَدَ، وَالْجَنَاحَ الأسْوَدَ. قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ (¬115): غُرَابُ الْقَيْظِ يَكُونُ ضَخْمًا أسْوَدَ وَافِرَ الْجَنَاحَيْنِ. وَغُرَابُ الزَّرْعِ هُوَ (¬116) صَغِيرٌ فِى جَنَاحِهِ لُمْعَةٌ حَمْرَاءُ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ. ذُكِرَ فِى الشَّامِلِ (¬117) أنَّ الْغُدَافَ صَغِيرُ الْجِسْمِ (¬118)، لَوْنُهُ لَوْنُ الرَّمَادِ، وَغُرَابُ الزَّرْعِ صَغِيرٌ أسْوَدُ مُطوَّقٌ بِحُمْرَةٍ فِى عُنُقِهِ يَسِيرَةٍ (¬119). قَوْلُهُ: "مِنْ أهْلِ الرِّيفِ" (¬120) الرِّيفُ: أَرْضٌ فِيهَا زَرْعٌ وَخِصبٌ، وَأرَافَتِ الْأَرْضُ، أَىْ: أَخْصَبَتْ، وَهِىَ أَرْضٌ رَيِّفَةٌ بِالتَّشْدِيدِ (¬121). قَوْلُهُ: "الْأَجْلَافُ" جَمْعُ جِلْفٍ، يَقُولُونَ: أَعْرَابِىٌّ جِلْفٌ، أَيْ: جَافٍ، وَأَصْلُهُ: مِنْ أَجْلَافِ الشَّاةِ، وَهِىَ: الْمَسْلُوخَةُ بِلا رَأس وَلَا قَوَائِمَ وَلَا بَطنٍ (¬122). قَوْلُهُ (¬123): {دَمًا مَسْفُوحًا} أَيْ: مَصبُوبًا (¬124)، سَفَحْتُ الدَّمَ، أَىْ: هَرَقْتُهُ (¬125). {رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا} (¬126): قَالَ الأزْهَرِىُّ (¬127): الرِّجْسُ: اسْمٌ لِكُلِّ مَا اسْتُقْذِرَ مِنْ عَمَلٍ، وَيُقَالُ: الرِّجْسُ الْمَأثَمُ. {أَوْ فِسْقًا} خُرُوجًا عَن الْحَقِّ، يُقَالُ: فَسَقَت الرُّطَبَةُ: إِذَا خَرَجَتْ مِنَ النَّوَاةِ (¬128). قَوْلُهُ: "وَيُكْرَهُ أَكْلُ الْجَلَّالَةِ" (¬129) وَهِىَ (¬130) الَّتِى تَأْكُلُ (الْجِلَّةَ) (¬131) وَهِىَ فَعّالَةٌ مِنْهُ، وَالْجِلَّةُ: الْبَعَرُ، يُقَالُ: إِنَّ بَنى فُلَانٍ وَقُودُهُمُ الْجِلَّةُ، وَهُمْ يَجْتَلُّونَ الْجِلَّةَ، أَىْ: يَلْقُطُونَ الْبَعَرَ (¬132). قَوْلُهُ (¬133): {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬134) التَهْلُكَةُ: مَصْدَرُ هَلَكَ هَلَاكًا وَهُلُوكًا وَمَهْلَكًا وَتَهْلُكَةً (¬135)، وَالاسْمُ الْهُلْكُ بالضَّمِّ. قَالَ الْيَزِيدىُّ: التَهْلُكَةُ مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِر، لَيْسَ مِمَّا يَجْرِى عَلَى الْقِيَاس (¬136). ¬

_ (¬115) فى المغرب (غدف). (¬116) ع: وهو. (¬117) (¬118) ع: اللون: تحريف. (¬119) ع: يسيرة فى عنقه. (¬120) فى المهذب 1/ 249: وما سوى ذلك من الدواب والطير ينظر فيه فإن كان مما يستطيبه العرب حل أكله وإن كان مما لا يستطيبه العرب لم يحل أكله. . . ويرجع فى ذلك إلى العرب من أهل الريف واقرى وذوى اليسار والغنى دون الأجلاف من أهل البادية والفقر. (¬121) ............................ (¬122) برمته عن الصحاح (جلف). (¬123) فى المهذب 1/ 249: وإن لم يكن له شبيه فيما يحل ولا فيما يحرم، ففيه وجهان. . . يحل لقوله تعالى {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} سورة الأنعام آية 145. (¬124) مجاز القرآن 1/ 207، 208 معاني القرآن للزجاج 2/ 330: قال: فكأنه إذا ذبحوا أكلوا الدم كما يأكلون اللحم. وتفسير غريب القرآن 162 والعمدة 131 وتحفة الأريب 156 وتفسير السجستاني 53. (¬125) الصحاح (سفح). (¬126) سورة الأنعام آية 145. (¬127) فى تهذيب اللغة 10/ 580 وقال الزجاج: {فِسْقًا} عطف على {لَحْمَ خِنْزِيرٍ} والمعنى: إلا أن يكون المأكول ميتة أو دما مسفوحًا أو لحم خنزير أو فسقا. فسمى ما ذكر عليه اسم الله فسقا أى: خروجا من الدين معاني القرآن 2/ 330. (¬128) المشهور: إذا خرجت عن قشرها، وانظر المحكم 6/ 149 والصحاح (فسق) واللسان (فسق 3414). (¬129) فى المهذب 1/ 250: ويكره أكل الجلالة، وهى التي أكثر أكلها العذرة. (¬130) ع: هى. (¬131) خ: الجل. (¬132) عن الصحاح (جلل) وانظر المحكم 7/ 150 والمصباح (جلل) وفى الدرر المبثثة 91: الجلة مثلثة. والمختار فى المعجمات الفتع وانظر المثلثات لابن السيد 1/ 410. (¬133) ع (التهلكة) فقط. وفى المهذب 1/ 250: فما يضر لا يحل أكله كالسم والزجاج والتراب والحجر. والدليل عليه قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. (¬134) سورة البقرة آية 195. (¬135) ع: ومهلكة والمثبت من ح والصحاح (هلك). (¬136) عن الصحاح (هلك) وانظر العين 3/ 377، والمحكم 4/ 101 وتفسير الطبرى 3/ 583 - 594 ومجاز القرآن 1/ 68.

قَوْلُهُ (¬137): {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} (¬138) بَاغٍ: يَأْكُلُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ) (وَعَادٍ) (¬139) مُتَجَاوِزٍ حَدَّ سَدِّ الرَّمَقِ وَالرَّمَقُ: آخِرُ النَّفْسِ وَبَقِيَّتُهَا، وَمِثْلُهُ (¬140): الْحُشَاشَةُ وَالذَّمَاءُ (¬141). وسَدُّ الرَّمَقِ. اخْتَلَفَ السَّمَاعُ فِيهِ بِالسِّينِ وَالشِّينِ، فَمَنْ قَالَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، فَهُوَ مِنْ سَدِّ الثُّلْمَةِ، وَسَدِّ الثَّقبِ، أي: خَتْمُهُ، كَأْنَّهُ سَدَّ مَخْرَجَ الرُّوحِ بِالأَكْلِ. وَمَنْ قَالَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ، فَهُوَ مِن شَدَّهُ بِالْحَبْلِ: إِذَا رَبَطَهُ وَمَنَعَهُ، كَأنَّهُ شَدَّ الرُّوحَ وَرَبَطَهُ وَمَنَعَهُ عَن الْخُرُوجِ (¬142). قَوْلُهُ: "الأَكِلَةُ" (¬143) عِلَّةٌ يَحْدُثُ مِنْهَا جُرْحٌ يَتَأَكَّلُ (¬144) مِنْهُ الْبَدَنُ. قَوْلُهُ: "تَزِيدُ فِى الِإلهَابِ" (¬145) قَالَ فِى الصَّحَاحِ: اللُّهْبَةُ بِالتَّسْكِينِ: الْعَطشُ، وَقَدْ لَهِبَ بِالكَسْرِ يَلْهَبُ لَهَبًا، وَأَصْلُهُ مِنْ لَهَبِ النَّارِ وَتَلَهُّبِهَا، وَهُوَ: إِيقَادُها وَحَرُّهَا، شَبَّهَ شِدَّةَ الْعَطَشِ بِهِ. * * * ¬

_ (¬137) فى المهذب 1/ 250: ومن اضطر إلى أكل الميتة أو لحم الخنزير فله أن يأكل منه ما يسد به الرمق لقوله تعالى {فَمَنِ اضْطُرَّ. . .} الآية. (¬138) سورة البقوة آية 173 وسورة الأنعام آية 145 وسورة النحل آية 115. (¬139) خ: عاد. (¬140) انظر معاني الزجاج 1/ 228، 229 وتفسير الطبرى 3/ 321 - 326 ع: ومثلها. (¬141) الرمق والحشاشة وَالذَّمَاءُ: بقية الروح فى الجسد. (¬142) جعل الروح مذكرا والصحيح أنها مؤنث إذا كانت بمعنى النفس قال ابن الأنبارى: الروح والنفس واحد غير أن العرب تذكر الروح وتؤنث النفس. وانظر المصباح والصحاح (روح) والمذكر والمؤنث لابن فارس 54 ولابن التسترى 79. (¬143) فى المهذب 1/ 251: يجوز أن يقطع عضوا إذا وقعت فيه الأكلة. (¬144) المحكم 7/ 67 واللسان (أكل 102) يتأكل: أى يأكل بعضه بعضا. (¬145) فى المهذب 1/ 251: فى المضطر يشرب الخمر: وإن اضطر إلى شربها للعطش لم يجز لأنها تزيد فى الإلهاب والعطش.

من باب الصيد والذبائح

مِنْ بَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِح الصَّيْدُ: هُوَ (¬1) اسْمٌ لِلْمَصِيدِ. وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِىٍّ الأصْبَهَانيُّ (¬2): الصَّيْدُ: مَا كَانَ مُمْتَنِعًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالِكٌ: وَكَانَ حَلَالًا أكْلُهُ، فَإذَا اجْتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِلَالُ: فهُوَ صَيْدٌ. قَوْلُهُ (¬3): {الْمُنْخَنِقَةُ} الَّتِى تَخْتَنِقُ (¬4) فَتَمُوتُ (¬5). {وَالْمَوْقُوذَةُ} الَّتِى تُضْرَبُ حَتَّى تَمُوتَ (¬6)، يُقَالُ: وَقَذَهُ يَقِذُهُ وَقْذًا: ضَرَبَهُ حَتَّى اسْتَرْخَى وَأشرَفَ عَلَى الْمَوْتِ (¬7) {وَالْمُتَرَدِّيَةُ} الَّتِى تَتَرَدَّى مِنَ الْجَبَلِ فَتَسْقُطُ (¬8) {وَالنَّطِيحَةُ} الَّتِى تَنْطَحُهَا صَاحِبَتُهَا فَتَمُوتُ (¬9). وَالذَّكَاةُ: الذَّبْحُ، وَكَذَلِكَ التَّذْكِيَةُ، وَالذَّكَاءُ فِى اللغَةِ: تَمَامُ الشَّىْءِ وَكَمَالُهُ، وَمِنْهُ الذَّكَاءُ فِى السِّنِّ وَالْفَهْمِ: (تَمَامُهُمَا) (¬10) وَفَرَسٌ مُذَكٍّ: اسْتَتَمَّ قُرُوحَهُ، فَذَلِكَ تَمَامُ قُوَّتِهِ (¬11). وَرَجُلٌ ذَكِىٌّ: تَامُّ الْفَهْمِ، ¬

_ (¬1) هو: ليس فى ع. (¬2) صاحب المذهب الظاهرى توفى سنة 270 هـ انظر ترجمته فى وفيات الأعيان 1/ 175 وشذرات الذهب 2/ 158 والنجوم الزاهرة 3/ 47 وميزان الاعتدال 2/ 14. (¬3) فى المهذب 1/ 251: لا يحل شيء من الحيوان المأكول سوى السمك والجراد إلا بذكاة لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ...} الآية 3 من سورة المائدة. (¬4) ع: تخنق. (¬5) مجاز القرآن 1/ 151 ومعانى الفراء 1/ 301 ومعانى الزجاج 2/ 158 وتفسير غريب القرآن 140 وتفسير الطبرى 9/ 489. (¬6) المراجع السابقة وتهذيب اللغة 9/ 262 والنهاية 5/ 212. (¬7) الصحاح والمصباح (وقذ) ومجاز القرآن 1/ 151 ومعانى الزجاج 2/ 158. (¬8) مجاز القرآن 1/ 151 ومعانى الفراء 1/ 301 وتفسير غريب القرآن 140. (¬9) مجاز القرآن 1/ 151 ومعاني الفراء 1/ 301 ومعانى الزجاج 2/ 158 قال: وهى التى تَنْطِحُ أو تُنْطَحُ فتموت، وتفسير غريب اللغة القرآن 140 وتفسير الطبرى 9/ 449. (¬10) خ: تمامها. (¬11) العين 5/ 399 وتهذيب اللغة =

وَذَكَّيْتُ النَّارَ: أَتْمَمْتُ وَقُودَهَا، وَكَذَلِكَ {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} (¬12) أَىْ: ذَبَحْتُمُوهُ عَلَى التَّمَام (¬13). قَوْلُهُ (¬14): (فأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ) بِالْكَسْرِ: وَهِىَ هَيْئَةُ الْقَتْلِ، كَالْجِلْسَةِ وَالْمِشْيَةِ، وَكَذَلِكَ الذبْحَةُ. "اللِّيطَةُ" (¬15) هِىَ قِشْرَةُ الْقَصَبَةِ، وَالْجَمْعُ: لِيطٌ، (قَالَ (¬16): فَمَلَّكَ بِاللِّيطِ الَّذِى تَحْتَ قِشْرِهَا ... . . . . . . . . . . . .) (¬17) قَوْلُهُ: "وَالْمُدَى" جَمْعُ مُدْيَةٍ، وَهِىَ السِّكِّينُ، وَقَدْ تُكْسَرُ. قَوْلُهُ: "مَا أَنْهَرَ الدَّمَ" أىْ: أسَالَهُ، وَأَنْهَرْتُ الطَّعْنَةَ: وَسَّعْتُهَا، قَالَ قَيْسُ (¬18) بْنُ الْخَطِيمِ (¬19): مَلَكْتُ بِهَا كَفِّى (¬20) (فَأنْهَرْتُ) (¬21) فَتْقَهَا ... يَرَى قَائِمٌ مِنْ دُونِهَا مَا وَرَاءَها وَمَعَنْاهُ: أَجْرَيْتُ دَمَهَا يَجْرِى الْمَاءُ مِنَ النَّهْرِ، شَبَّهَ خُرُوجَ الدَّم مِنْ مَوْضِعِ الذَّبْحِ يِجَرْىِ الْمَاءِ. قَوْلُهُ: "عَلَى صِفَاحِهِمَا" (¬22) جَمْعُ صَفْحَةٍ، وَهِىَ جَانِبُ الْعُنُقِ. قَوْلُهُ: "الْحُلْقُومَ" (¬23) هُوَ مَجْرَى النَّفَس، يُشْبِهُ الْقَصَبَةَ. وَالْمَرِيء: مَمْدُودٌ مَهْمُوزٌ: مَجْرَى الطَّعَام وَالشَّرَابِ إِلَى الْجَوْفِ، مُتَّصِلٌ بِالْحُلْقُوم، وَالْجَمْعُ: مُرُؤٌ (¬24) مَقْصُورٌ لَا يُمَدُّ، مِثْلُ سَرِيرٍ وَسُرُرٍ. وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْكُوفِيِّينَ يَهْمِزُون الْمَرِيء، وَغَيْرهُمْ لَا يَهْمِزه (¬25). وَالَّذِى ذُكِرَ (¬26) فِى الصَّحَاحِ: أَنَّهُ مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ (¬27). قَوْلُهُ: "الْوَدَجَيْنِ" (¬28) بِفَتْحِ الدَّالِ: هُمَا عِرْقَانِ فِى جَانِبَىِ الْعُنُقِ (¬29)، يُقَالُ: دِجْ دَابَّتَكَ أَيْ: اقْطَعْ وَدَجَهَا، وَهُوَ لَهَا كَالْفَصْدِ لِلِإنْسَانِ (¬30). قَوْلُهُ: "لِأنَّهُ أوحَى" (¬31) أَىْ: أَسْرَعُ. وَالْوَحَى: السُّرعَةُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، يُقَالُ: الْوَحَى الْوَحَى، أَيْ: الْبِدَارَ الْبِدَارَ (¬32). النَّخْعُ (¬33): الْمُبَالَغَةُ فِى الذَّبْحِ حَتَّى يَبْلُغَ النُّخَاعَ، وَهُوَ الْخَيْطُ الأبيَضُ الَّذِى فِى جَوْفِ الْفَقارِ إِلَى الرَّأْسِ ¬

_ = 10/ 338. وانظر الصحاح (ذكا) واللسان (ذكا 1510). (¬12) سورة المائدة آية 3. (¬13) معاني الزجاج 2/ 159، 160 وانظر مجاز القرآن 1/ 151 وتفسير غريب القرآن 140. (¬14) فى المهذب 1/ 252: والمستحب أن يذبح بسكين حاد لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته". (¬15) ع: والليطة. وفى المهذب 1/ 252: فإن ذبح بحجر محدد أو ليطة حل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن والظفر". (¬16) أوس بن حجر ديوانه 97 والخصائص 3/ 172 والعباب 188حرف الطاء. واللسان (ليط 4114) وتمامه: كَفِرْقِىءِ بَيْضٍ كَنَّهُ الْقَيْضُ مِنْ عَلُ ... . . . . . . . . . . . . (¬17) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬18) ديوانه 8 والصحاح (نهر) والمحكم 4/ 216. (¬19) ع: الحكيم: تحريف. (¬20) ع: كفا. (¬21) (خ) وأنهرت. والرواية فى المظان (فأنهرت) (¬22) فى المهذب 1/ 252: أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده ووضع رجليه على صفاحهما وسمى وكبر. (¬23) فى المهذب 1/ 252: والمستحب أن يقطع الحلقوم والمريء والودجين. (¬24) ع: مرى: تحريف والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬25) فى تهذيب اللغة 15/ 284 أقرأني أبو بكر الإيادى: المريء لأبي عبيد فهمزه بلا تشديد وأقرأني المنذرى: المَرِىُّ لأبي الهيثم. وانظر اللسان (مرء 4166) وقال الفيومى: ومريء الجزور يهمز ولا يهمز قال الفارابي وقال ثعلب وغير الفراء: لا يهمز، ومعناه: يبقى بياء مشددة. المصباح (مرأ). (¬26) ع: ذكره (¬27) مادة (مرأ). (¬28) المهذب 1/ 252. (¬29) خلق الإنسان للأصمعى 199 ولثابت 204. (¬30) الصحاح (ودج). (¬31) فى المهذب 1/ 252 قطع الحلقوم والمريء والودجين أوْحى وأروح للذبيحة. (¬32) عن الصحاح (وحى) وانظر المنقوص والممدود للفراء 33، 34 وابن ولاد 114 والوشاء 42 ونفطوية 33. (¬33) ع: والنخع وفى المهذب 1/ 252: فى حديث عمر (ر) "أنه نهى عن النخع" لأن فيه زيادة تعذيب.

وَالْمَنْخَعُ: مَفصِلُ الْفَهْقَةِ بَيْنَ الْعُنُقِ وَالرَّأْسِ مِنْ بَاطِنٍ (¬34)، يُقَالُ: ذَبَحَهُ فَنَخَعَهُ نَخْعًا، أَىْ: جَاوَزَ مُنْتَهَى الذبْحِ إِلَى النُّخَاعِ، يُقَالُ: دَابَّةٌ مَنْخُوعَةٌ (¬35). وَالْعَجْبُ (¬36): الْعَظْمُ الَّذِى يَنْبُتُ عَلَيْهِ الذَّنَبُ (¬37). وَالَّلبَّةُ: جَانِبْ الْعُنُقِ (¬38). قَوْلُهُ: "فَإِنْ رَدَّ عَلَيْكَ كَلْبُكَ" (¬39) أَرَادَ: إِذَا اسْتَنْقَذَهَا مِنَ السَّبُعِ وَرَدَّهَا. الْفُرَافِصَةُ (¬40): هُوَ صِهْرُ عُثْمَانَ، رَضىَ الله عَنَّهُ، أَبُو امْرَأَتِهِ نَائِلَةَ بِنْتِ الْفُرَافِصَةِ بِضَمِّ الْفَاءِ، مِنْ أَسْمَاءِ الْأَسَدِ، سُمِّىَ بِهِ لِشِدَّتِهِ، هَكَذَا السَّمَاعُ (¬41). وَذَكَرَ ابْنُ مَاكُولَا (¬42) أَنَّهُ بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَذَكَرَ أنَّ أَسْمَاءَ الْعَرَبِ مَا عَدَاهُ بِضَمِّ الْفَاءِ قَالَ أَبو عَلِىِّ الْقَالِيُّ (¬43): أَخبَرنَىِ أَبُو بَكْرِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ عَنْ أَبيهِ عَنْ أَشْيَاخِهِ (أَنَّهُمْ) (¬44) قَالُوا: كُلُّ اسْمٍ فِى الْعَرَبِ (فَهُوَ الْفُرَافِصَةُ بِضَمِّ الْفَاءِ، إِلَّا الْفَرَافِصَةَ أَبَا نَائِلَةَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ، رَضىَ الله عَنْهُ) (¬45) فَإِنَّهُ (¬46) بِفَتْحِ الْفَاءِ (¬47). قَوْلُهُ: "تُعْجِلُونَ الأَنْفُسَ قَبْلَ أَنْ تَزْهَقَ" (¬48) الأنْفُسُ هَا هُنَا: الأرْوَاحُ الَّتِى تَكُونُ حَرَكَةُ الأَبْدَانِ بِهَا، وَاحِدُهَا نَفْسٌ، وَزُهُوقُهَا: خُرُوجُهَا مِنْ الأَبْدَانِ وَذَهَابُهَا، يُقَالُ: زَهَقَتْ نَفْسُهُ تَزْهَقُ (¬49)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (¬50). قَوْلُهُ: "الْجَوَارِحُ" (¬51) هِىَ (¬52) جَمْعُ جَارِحَةٍ، وَمَعْنَاهُ: الْكَوَاسِبُ. اجْتَرَحْتُ: اكْتَسَبْتُ، وَبِهِ سُمِّيَتْ جَارِحَةُ الِإنْسَانِ؛ لأنَّهُ بِهَا يَكْتَسِبُ وَيَتَصَرَّفُ. قَوْلُهُ: {مُكَلِّبِينَ} (¬53) أَصْحَابَ كِلَابٍ (¬54)، كَمَا يُقَالُ: مُؤَبِّليِن وَمُغَنِّمِين، أَىْ: أَصْحَابَ إِبِلٍ وَغَنَمٍ (¬55). قَوْلُهُ: "الْكَلْبُ الْمُعَلَّمُ" (¬56) لَا إِشْكَالَ فِيهِ، وَهُوَ الَّذِى يُعَلِّمُهُ الصَّائِدُ كَيْفَ يَصْطَادُ. قَوْلُهُ: " (فَإذَا) (¬57) أَشْلَاهُ اسْتَشْلَى" أَىْ: دَعَاهُ لِيَرْجِعَ (مِنْهَا) (¬58) إِلَيْهِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬59): * أَشْلَيْتُ عَنْزِى وَمَسَحْتُ قَعْبِى * ¬

_ (¬34) عن الصحاح (نخع) وكذا فى خلق الإنسان للأصمعى 211 ولثابت 237. (¬35) غريب الحديث 2/ 18 والفائق 1/ 83 وتهذيب اللغة 1/ 167 والمحكم 1/ 77. (¬36) فى المهذب 1/ 252: النخاع: عرق يمتد من الدماغ ويستبطن الفقار إلى عجب الذنب. (¬37) خلق الانسان لثابت 306 وللأصمعى 223 والصحاح (عجب). (¬38) تفسيره غير دقيق فإن اللبة: وسط القلادة من النحر كما ذكر الأصمعى 214 وثابت 244 والزجاج 40 والجوهرى (لبب). (¬39) فى المهذب 1/ 252: فإن جرح السبع شاة فذبحها صاحبها وفيها حياة مستقرة حل. إن لا فلا لقوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ثعلبة الخشنى: "فإن رد عليك كلبك غنمك وذكرت اسم الله عليه وأدركت ذكاته فذكه وإن لم تدرك فلا تأكله". (¬40) روى فى المهذب 1/ 253 أن الفرافصة قال لعمر (ر) إنكم تأكلون طعاما لا نأكله .. إلخ. (¬41) قال النووى فى تهذيبه 2/ 49/ 1: هو بضم الفاء بلا خلاف. (¬42) فى الإكمال. (¬43) فى الأمالى 2/ 212. (¬44) من ع. (¬45) ما بين القوسين ساقط من ع وبدلا منه: الفرافصة. (¬46) ع: فهر. (¬47) انظر الإصابة 5/ 362 والمشتبه 501 وجمهرة الأنساب 456. (¬48) فى حديث الفرافصة قال له عمر (ر): وما ذاك يا أبا حسَّان؟ فقال: تعجلون الأنفس قبل أن تزهق. . . إلخ. (¬49) الصحاح (زهق). (¬50) سورة الإسراء آية 81. (¬51) فى المهذب 1/ 253 ويجوز الصيد بالجوارح المعلمة كالكلب والفهد والبازي والصقر. (¬52) هى: ليس فى ع. (¬53) من قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} سورة المائدة آية 4. (¬54) مجاز القرآن 1/ 154 ومعانى الفراء 1/ 302 ومعانى الزجاج 2/ 163 وتفسير غريب القرآن 141. (¬55) ع: مؤبلين: أصحاب إبل ومغنمين أصحاب غنم. (¬56) ع: والمعلم. وفى المهذب 1/ 253: والمعلم: هو الذى إذا أرسله على الصيد طلبه فإذا أشلاه استشلى فإذا أخذ الصيد أمسكه وخلى بينه وبينه. (¬57) خ: إذا. (¬58) من ع. (¬59) من غير نسبة فى إصلاح المنطق 283 وأفعال السرقسطى 2/ 402 والصحاح والأساس واللسان (شلو) وذكر فى (قأب 3506) أنه لأبي نخيلة الراجز. وبعده: ثُمَّ تَهَيَّأتُ لِشُرْبِ قَأْبِ.

أَيْ: دَعَوْتُهَا لِلْحَلَبِ. قَوْلُهُ: (الْمِعْرَاضِ) (¬60) قَالَ الْهَرَوِى (¬61): هُوَ سَهْمٌ بِغَيْرِ رِيشٍ وَلَا نَصْلٍ يُصِيبُ بِعَرْضِهِ. قَوْلُهُ: "فَإِنَّهُ وَقِيذٌ" أَىْ: مَضْرُوبٌ حَتَّى مَاتَ. قَوْلُهُ: "ثُمَّ ازْدَلَفَ" (¬62) أَىْ: اقْتَرَبَ، وَالزُّلْفَى: الْقُرْبَى. قَوْلُهُ: "خَرَجَت الحِشْوَةُ" (¬63) هِىَ الْكَرِشُ؛ لأنَّهُ يَحْشُو فِيهَا الْمَأْكُولَ وَالْمَشْرُوبَ. قَوْلُهُ: "مَقْتَلًا" أَىْ: مَوْضِعَ الْقَتْلِ الَّذِى لَا يَكَادُ يَعِيشُ مَعَهُ. قَوْلُهُ: "هَوَامُّ الْأَرْضِ كَثِيَرةٌ" (¬64) (هُوَ) (¬65) جَمْعُ هَامَةٍ، وَهُوَ هَا هُنَا: مَا يُؤْذِي بلَسْعِهِ أوْ يَقْتُلُ سُمُّهُ كَالْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ، وَمَا شَاكَلَهُمَا. وَفى غَيْرِ هَذَا: هِىَ صِغَارُ الْحَشَرَاتِ آذَتْ أَوْ لَمْ تُؤْذِ (¬66)، وَقَالَ فى الصَّحَاحِ: لَا يَقَعُ هَذَا الاسْمُ إِلَّا عَلَى الْمَخُوفِ مِنَ الْأَحْنَاشِ. قَوْلُهُ: (وَإِنْ نَصَبَ أُحْبُولَةً) (¬67) أُفْعُولَةً: آلةً مِنَ الْحِبَالِ يُصَادُ بِهَا، يُقَالُ (لَهَا) أَيْضًا (¬68): حِبَالَةٌ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ وَجَمْعُهَا: حَبَائِلُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ" أَيْ: مَصَايِدُهُ (¬69). وَالَّلبَّةُ وَالْمَنْحَرُ. وَالْجَمْعُ: لَبَّابٌ، وَكَذَلِكَ (¬70) الَّلبَبُ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ الصَّدْرِ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ، وَالْجَمْعً: اْلأَلْبَابُ، قَالُ ذُو الرُّمَّةِ (¬71): بَرَّاقَةُ الْجِيدِ وَالَّلبَّاتُ وَاضِحَةٌ ... . . . . . . . . . . . . قَوْلُهُ: "كَمَا لَوْ قَطَعَ شَيْئًا وَهُوَ يَظُنُ أَنَّهُ خَشَبَةً" (¬72) السَّمَاعُ فِيهَا: بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ بِوَاحِدَةٍ مِنْ تَحْت، وَرَأَيْتُ فِى نُسَخِ أَهْل تِهَامَةَ (حَشِيَّةً) (¬73) بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالْيَاءِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا، مُشَدَّدَة، مِنَ الشَّىْءِ الْمَحْشُوِّ، وَالْحَشِيَّةُ: الْمِخَدَّةُ، بِمَعْنَى مَحْشُوَّةٍ، وَلَا أدرِى مَا صِحَّتُهُ. قَوْلُهُ: "فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ" (¬74) أَىْ: نَفَرَ، يُقَالُ: نَدَّ الْبَعِيرُ يَنِدُّ نَدًا وَنِدَادًا وَنُدُودًا: نَفَرَ، وَذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ شَارِدًا (¬75). وَ "الْأَوَابِدُ" (¬76) الْوَحْشُ، وَالْمُتَأَبِّدُ: الْمُتَوَحِّشُ، يُقَالُ: أَبدَتِ الْبَهِيمَةُ تَأْبُدُ وَتَأْبِدُ، أَىْ: ¬

_ (¬60) فى المهذب 1/ 254: روى عدى بن حاتم قال: سألت الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيد المعراض، قال: "إذا أصبت بحده فكل وإذا أصبت بعرضه فلا تأكل فإنه وقيذ". (¬61) فى الغريبين 2/ 274 وهو فى تهذيب اللغة 1/ 466. (¬62) فى المهذب 1/ 254: وإن رمى بسهم فأصاب الأرض ثم ازدلف فأصاب الصيد فقتله ففيه وجهان. . (¬63) فى الصيد المعقور الذى خرجت حشوته أو شق جوفه أو أصاب العقر مقتلا فالمستحب أن يمر السكين على الحلق ليريحه. المهذب 1/ 254. (¬64) ع: كثير وفى المهذب 1/ 254: جاء رجل إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال إنى رميت صيدا ثم تغيب فوجدته ميتا فقال - صلى الله عليه وسلم -: هوام الأرض كثرة ولم يأمره بأكله. (¬65) من ع. (¬66) انظر اللسان (همم 4704) والعين 3/ 357 والمحكم 4/ 81. (¬67) وإن نصب أحبولة وفيها حديدة فوقع فيها صيد فقتلته الحديدة لم يحل. (¬68) لها: من ع وأيضا: من خ. وانظر القاموس والمصباح (حبل). (¬69) النهاية 1/ 333. (¬70) ع: وكذا. (¬71) ديوانه 1/ 26 والصحاح (لبب). وعجزه:- . . . . . . . . . . . . ... كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ أَفْضَى بِهَا لَبَبُ (¬72) خ: كما لو ذبح شاة وهو يظن أنه يقطع خشبة. وفى المهذب 1/ 255: كما لو قطع شيئا وهو يظن أنه خشبة فكان حلق شاة. . (¬73) خ: خشيا. (¬74) خ: فند بعير منها. وفى المهذب 1/ 255 فى قول رافع بن خديج: وقد أصاب القوم غما وإبلا فند منها بعير فرمى بسهم فحبسه الله به. (¬75) عن الصحاح (ندد) وانظر تهذيب اللغة 14/ 71 والنهاية 5/ 35. (¬76) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذه البهائم =

تَوَحَّشَتْ (¬77)، مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْأَبَدِ، وَهُوَ الدَّهْرُ؛ لِأنَّهَا مُعَمِّرَةٌ، لَا تَكَادُ تَمُوتُ إِلَّا بِعَاهَةٍ، كَمَا سُمِّيَت الْحَيَّةُ حَيَّةً؛ لِطُولِ حَيَاتِهَا. قَالَت الْعَرَبُ: مَا وَجَدْنَا حَيَّةً مَيْتَةً، إِلَّا مَقْتُولَةً. قَوْلُهُ: "فَإنَّ لَمْ يُوحِهِ" (¬78) أَىْ: لَمْ يُسْرِعْ قَتْلَةُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْوَحَى السُّرْعَةَ (¬79). ¬

_ = أؤابد كأوابد الوحق فما غَلَبَكُمْ منه فاصنعوا به هكذا. (¬77) الصحاح (أبد) ومثله فى كتاب الجيم 1/ 63 وجمهرة اللغة 3/ 201 وتهذيب اللغة 14/ 207 والغريبين 1/ 8 والنهاية 1/ 102. (¬78) خ: ولم يوحه. وفى المهذب 2/ 256: وإن أصاب غير الحلق واللبة، فإن لم يوحه وبقى مجروحا ثم مات نظرت. . . إلخ. (¬79) ص 230.

ومن كتاب البيوع

وَمِنْ كِتَابِ الْبُيُوعِ الْبَيْعُ: نَقْلُ الْمِلْكِ فِى الْعَيْنِ بِعَقْدِ الْمُعَاوُضَةِ. يُقَالُ: بَاعَ الشَّىْءَ: إِذَا أخْرَجَهُ مِنْ مِلْكِهِ وَبَاعَهُ: إِذَا اشْتَرَاهُ وَأَدْخَلَهُ فِى مِلْكِهِ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ (¬1)، وَكَذَلِكَ (¬2) شَرَى: إِذَا أَخَذَ: وَشَرَى: إِذَا بَاعَ (¬3)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (¬4) أَىْ: بَاعُوهُ، وَذَلِكَ؛ لِأنَّ كُلَّ وَاحدٍ مِنَ الْمُتَبَابِعَيْنِ يَأْخُذُ عِوَضًا، وَيُعْطِى عِوَضًا، فَهُوَ بَائِعٌ لِمَا أَعْطى، وَمُشْتَرٍ لِمَا أَخَذَ، فَصَلُحَ الاسْمَانِ لَهُمَا جَمِيعًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا" (¬5) وَأَنْشَدَ أبُو عُبَيْدٍ (¬6): وَبَاعَ بَنِيهِ بَعْضُهُمْ بِخُشَارَةٍ ... وَبِعْتَ لِذُ بْيَانَ الْعَلَاءَ بِمَالِكِ (أىْ): شَرَيْتَ) (¬7). قَوْلُهُ (¬8): {إِلَّا أنْ تَكُونَ تِجَارَةً} (¬8) لَيْسَ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ، إِنَّمَا (¬9) الْمَعْنِىُّ {لَا تَأْكلُوا أمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} أَى: الْعُقُودِ الْفَاسِدَةِ الَّتِى لَا تَجُوزُ فِى الشَّرْعِ، كَالرِّبَا وَالْقِمَارِ، وَالنَّجْشِ، وَالظُّلْمِ، وَلَكِنْ كُلُوا باِلتِّجَارَةِ. وَإِلَّا هَا هُنَا بِمَعْنَى لَكِنْ. وَقِيلَ: هِىَ (¬10) لِلاِسْتِثْنَاءِ؛ وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ الأَوَّلِ؛ لأنَّ التِّجَارَةَ لَيْسَتْ مِنْ جِنْسِ الْبَاطِلِ (¬11). "الْمُعَاطَاةُ" (¬12) الْمُنَاوَلَةُ مِنْ عَطَا يَعْطو: إِذَا تَنَاوَلَ، مُفَاعَلَة مِنَ الْعَطَاءِ، وَهُوَ أَنْ يَتَقَابَضَا مِنْ غَيْرِ عَقْدٍ. قَوْلُهُ (¬13): (لَا خِلَابَةَ) أَىْ: لَا خَدِيعَةَ (¬14)، يُقَالُ: الْخِلَابَةُ، أَنْ تَخْلُبَ الْمَرْأةُ قَلْبَ الرَّجُلِ بِأَلْطَفِ الْقَوْلِ وَأَحْلَبهِ، يُقَالُ: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بِالضَّمِّ، وَفِى الْمَثَلِ: "إِذَا لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ" (¬15) أَىْ: فَاخْدَعْ، وَمِنْهُ السَّحَابُ الْخُلَّبُ: الَّذِى لَا مَطَرَ فِيهِ. وَالْخِدَاعُ: هُوَ إِظْهَارُ غَيْرِ مَا فِى النَّفْسِ، وَإِخْفَاءُ الْغِشِّ، مِنْ خَدَعَتْ عَيْنُ الشَّمْسِ: إِذَا غَابَتْ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: الْفَسَادُ، كَمَا قَالَ: ¬

_ (¬1) ثلاثة كتب فى الأضداد 36، 148، 308. (¬2) ع: كذا. (¬3) ثلاثة كتب فى الأضداد 102، 148، 309. (¬4) سورة يوسف آية 20 وانظر مجاز القرآن 1/ 304 وتفسير غريب القرآن 214. (¬5) صحيح البخارى 3/ 76 ومسند أحمد 2/ 73 وسنن أبى داود 3/ 372 وفى خ: يفترقا. (¬6) ع: أبو عبيدة: تحريف وهو فى غريب الحديث 2/ 5 والبيت للحطيئة ديوانه 133 وثلاثة كتب فى الأضداد 29، 148 والصحاح (خشر) وشرح ألفاظ المختصر لوحة 80 والعلاء الشرف، ومالك بن عيينه بن حصن يقول: رضوا بالديات فكان عارًا وخسارًا عليهم وأبيت أنت إلا أن أدركت بثأرك. (¬7) ما بين القوسين من ع. (¬8) فى المهذب 1/ 257: البيع جائز والأصل فيه قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}. (¬8) سورة النساء آية 29. (¬9) ع: وإنما. (¬10) هى: ليس فى ع. (¬11) الكشاف 1/ 361 وتفسير الطبرى 8/ 229 وتفسر غريب القرآن 125. (¬12) ع: والمعاطاة. وفى المهذب 1/ 257: ولا ينعقد البيع إلا بالإيجاب والقبول فأما المعاطاة فلا ينعقد بها البيع. (¬13) فى المهذب 1/ 258: قال - صلى الله عليه وسلم -: "من بايعته فقل: لا خلابة وأنت بالخيار ثلاثا". (¬14) غريب الحديث 2/ 243 والنهاية 2/ 58. (¬15) فصل المقال 113 وزهر الأكم 1/ 76. والصحاح (خاب).

طَيّبُ الرِّيقِ إِذَا الرِّيقُ خَدعْ (¬16) أَيْ: فَسَدَ: كَأَنَّهُ يُفْسِدُ مَا يُظْهِرُهُ مِنَ النَّصِيحَةِ بِمَا يُخْفِيهِ مِنَ الْغِشِّ. قَوْلُهُ: "مَوْقُوفٌ مُرَاعَى" (¬17) مَعْنَى "مَوْقُوف"، لَا يَنْفُذُ فِيهِ حُكْمُ تَمَلُّكِ (¬18) أَحَدِهِمَا. وَمَعْنَى "مُرَاعَى" أَيْ: مُتَنَظَّرٌ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَقُولُوا رَاعِنَا} (¬19) أَىْ: (انْظُرْنَا) (¬20). قَوْلُهُ (¬21): "وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ" يُقَالُ: رَجُلٌ خَصْمٌ، وَرَجُلَانِ خَصْمٌ، وَرِجَالٌ خَصْمٌ (¬22)، وَامْرَأَةٌ خَصْمٌ، وَنِسَاءٌ خَصْمٌ، يَستْوِى فِيهِ الْوَاحِدُ وَالتَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ؛ لِأنَّهُ وَصْفٌ بالْمَصْدَرِ؛ وَالْمَصْدَرُ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ. فَأَمَّا قَوْلُهُ [تَعَالَى] {هَذَانِ خَصْمَانِ} (¬23) فَمَعْنَاهُ: فَرِيقَانِ (¬24). وَمَعْنَى "خَصَمْتُهُ" أَىْ: فَلَجْتُهُ وَغَلَبْتُهُ. قَوْلُهُ: "أَعْطَى بِىِ ثُمَّ غَدَرَ" أَىْ: أَعْطىَ عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ عَلَى مُتَابَعَةِ إِمَامِهِ، وَالطَّاعَةِ لَهُ. وَالْغَدْرُ: تَرْكُ الْوَفَاءِ، وَقَدْ غَدَرَ بِهِ فهُوَ غَادِرٌ وَغُدَرٌ أَيضًا، وَأَصْلُهُ: مِنْ أَغدَرَت الَّليْلَةُ: إِذَا أَظْلَمَتْ (¬25). قَوْلُهُ: "وَمَا يَقْتَنِيهِ النَّاسُ (¬26) يُقَالُ: اقْتَنَيْتُ الْمَالِ وَغَيْرَهُ: اتَّخَذْتُهُ لِغَيْرِ تِجَارَةٍ، قَالَ الله تَعَالَى: {أَغْنَى وَأَقْنَى} (¬27). قَالَ فِى التَّفْسِيرِ: أعْطاهُ قِنْيَةً مِنَ الْمَالِ: جَعَلَهَا لَهُ أَصْلًا ثَابِتًا يَقْنَاهُ، أَىْ: يَلْزَمُهُ (¬28). قَوْلُهُ: "الْغَرَرُ" (¬29) الْغُرُورُ: مَكَاسِرُ الْجِلْدِ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ (¬30): حَتَّى إِذَا مَا طَارَ مِنْ خَبِيرِهَا ... عَنْ جُدَدٍ صُفْرٍ وَعَنْ غُرُورِهَا الْوَاحِدُ (¬31): غَرٌّ بِالْفَتْحِ، قَالَ الرَّاجِزُ (¬32): كَأَنَّ (غَرَّمَتْنِهِ) (¬33) إِذْ نَجْنُبُهْ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: طَوَيْتُ الثَّوْبَ عَلَى غَرِّهِ، أَىْ: عَلَى كَسْرِهِ (¬34). ¬

_ (¬16) قاله سويد بن أبى كاهل: يصف ثغر امرأة، وصدره: أَبيضُ الَّلوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُهُ ... . . . . . . . . . . . . وانظر المفضليات 191 والمحكم 1/ 72 والصحاح خدع. (¬17) فى المهذب 1/ 259: انقضاء الخيار لا يوجب الملك فثبت أنه موقوف مراعى. (¬18) ع: ملك. (¬19) سورة النساء آية 104 {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} وفى ع: قولوا: تحريف شنيع. (¬20) خ: انتظرنا: تحريف وانظر مجاز القرآن 1/ 49 ومعاني الفراء 1/ 69 وتفسير غريب القرآن 60 وتفسير الطبرى 2/ 459 - 469 ومعاني الزجاج 1/ 165. (¬21) فى المهذب 1/ 261: قال - صلى الله عليه وسلم -: قال ربكم: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بى ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يوفه أجره. (¬22) ورجال خصم: ساقط من ع. (¬23) سورة الحج آية 19. (¬24) معانى الفراء 2/ 219: وانظر فيما سبق الصحاح والمصباح والقاموس (خصم) وإصلاح المنطق 163. (¬25) عن الصحاح (غدر). (¬26) فى خ: قوله: من اقتنى كلبا اقتناء الكلب اتخاذه للقنية. وفى المهذب 1/ 262: ويجوز بيع ما يقتنيه الناس من العبيد والجوارى والأراضى والعقار. (¬27) سورة النجم آية 48. (¬28) مجاز القرآن 2/ 238 ومعانى الفراء 3/ 102 وتفسير غريب القرآن 430 وغريب السجستانى 149. (¬29) باب ما نهى عنه من بيع الغرر وغيره المهذب 1/ 262. (¬30) ديوانه 113 والصحاح (غرر). (¬31) ع: الواحدة: تحريف. (¬32) دكين بن رجاء الفقيمى كما فى اللسان (غرر 3237) وبعده: سَيْرُ صَنَاعٍ فِى خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ (¬33) خ: متن غره والمثبت من ع والصحاح واللسان والمحكم 5/ 219. (¬34) عن الصحاح (غرر) قال: قال الأصمعى: وحدثنى رجل عن رؤية أنه عرض عليه ثوب فنظر إليه وقلّبه ثم قال: اطوه على غَرِّهِ.

قَوْلُهُ (¬35): "فَرَدَّ نَشَرَ الِإسْلَام عَلَى غَرِّهِ" قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬36): النَّشَرُ- بِالتَّحْرِيكِ: الْمُنْتَشِرُ، يُقَالُ: جَاءَ الْقَومُ نَشَرًا، أَىْ: مُنْتَشِرِينَ، وَاكْتَسَى الْبَازِىُّ رِيشًا نَشَرًا، أَىْ (¬37): طَوِيلًا. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ الِإسْلَامَ كَانَ فِى زَمَنِ النَّبِىِّ كَالثَّوْبِ الْمَطْوِىِّ الْمَصُونِ مِنَ الْأَدْنَاسِ وَالأَقْذَارِ فَلَمَّا مَاتَ، وَارْتَدَّت الْأَعْرَابُ، صَارَ كَالثَّوْبِ إِذَا انْتَشَرَ وَتَدَنَّسَ، فَرَدَّ مَا انْتَشَرَ مِنَ الإِسْلَام إِلَى (حَالَتِهِ) (¬38) الَّتِى كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، تَعْنِى أَمْرَ الرِّدَّةِ وَكِفَايَةَ أَبيهَا إِيَّاهُ. قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: بَيْعُ الْغَرَرِ: مَا كَانَ لَهُ ظَاهِرُ بَيْع (¬39) يَغُرُّ، وَبَاطِنُهُ مَجْهُولٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَتَاعُ الْغُرُورِ} (¬40) أَىْ: يَغُرُّ ظَاهِرُهَا، وَفِى بَاطِنِهَا سُوءُ الْعَاقِبَةِ. وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬41): بَيْعُ الْغَرَرِ: مَا كَانَ عَلَى غَيْرِ عُهْدَةٍ وَلَا ثِقَةٍ، وَتَدْخُلُ فِيهِ الْبُيُوعُ الَّتِى لَا يُحِيطُ بِكُنْهِهَا الْمُتَبَايِعَانِ، وَمِنْهُ التَّغْرِيرُ بِالنَّفْسِ فِى الْقِتَالِ، إِنَّمَا هُوَ حَمْلُهَا عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ. قَوْلُهُ: "عَنِ الْمُعَاوَمَةِ. وَفِى بَعْضِهَا: عَنْ بَيْعِ السِّنِين" (¬42) هُوَ أَنْ تَبِيعَهُ ثَمَرَةَ عَامٍ أَوْ عَامَيْنِ أَوْ سَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، قَالَ الْقُتَيْبِىُّ (¬43): يُقَالُ لِلنَّخْلَةِ إِذَا حَمَلَتْ سَنَةً وَلَمْ تَحْمِلْ سَنَةً: قَدْ عَاوَمَتْ وَسَانَهَتْ، وَيُقَالُ: عَامَلْتُ فُلَانًا مُعَاوَمَةً، وَمَسَانَهَةً، وَمُسَانَاةً، وَمُيَاوَمَةً، وَمَلايَلَةً، وَمَحَايَنَةً، وَمُشَاتَاةً، وَمُصَايَفَةً، وَمُدَاهَرَةً، وَمُزَامَنَةً. حَكَى ذَلِكَ كُلَّهُ أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْكِسَائِىِّ. قَوْلُهُ (¬44): "وَالْفَرَسُ (¬45) الْعَائِرُ" عَارَ يَعِيرُ: إِذَا ذَهَبَ عَلَى وَجُهِهِ، وَفِى الْحَدِيثِ: "أَصَابَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ" (¬46) أَىْ: لَا يُدْرَى مَنْ رَمَاهُ، وَفِى حَدِيثٍ آخَرَ: "مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ غَنَمَيْنِ، تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً لَا تَدْرِى أَيَّهَا تَتْبَعُ" (¬47). قَوْلُهُ: " الْعَبْدَ الزَّنِجْىَّ" (¬48) بِفَتْحِ الزَّاىِ، يُقَالُ: زَنْجِىٌّ وَزَنْجٌ، وَيَجُوزُ الْكَسْرُ (¬49)، وَالْفَتْحُ أَفصَحُ. قَوْلُهُ: "الْجَرَّةِ (¬50) مِنَ الدِّبْسُ" الدِّبْسُ: مَا يَذُوبُ مِنَ الرُّطَبِ وَالزَّبِيبِ فَيَنْعَقِدُ (¬51). ¬

_ (¬35) فى المهذب 1/ 262: والغرر ما انطوى عنه أمره وخفى عليه عاقبته ولهذا قالت عائشة (ر) فى وصف أبى بكر (ر): فرد نشر الإسلام على غره أى: على طيه. (¬36) فى الصحاح (نشر). (¬37) أى: ليس فى ع. (¬38) خ: حاله. (¬39) بيع: ليس فى ع. (¬40) سورة آل عمران آية 185 وسورة الحديد آية 20. (¬41) فى تهذيب اللغة. (¬42) فى المهذب 1/ 262: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المعاومة وفى بعضهما عن بيع السنين. وفى خ: قوله "بيع المعاومة. . .". (¬43) فى غريب الحديث 1/ 195. (¬44) فى المهذب 1/ 263: ولا يجوز بيع ما لا يقدر على تسليمه كالطير فى الهواء أو السمك فى الماء والجمل الشارد والفرس العائر والعبد الآبق والمال المغصوب فى يد الغاصب. (¬45) ع: كالفرس. (¬46) فى النهاية 3/ 328 "أن رجلا أصابه سهم عائر فقتله". (¬47) مسند أحمد 2/ 32 والنهاية 3/ 328 وغريب ابن الجوزى 2/ 138 وقال الخطابى فى غريبة 1/ 481: عن يعفر بن زوذى: سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل المنافق مثل الشاة الرابضة بين الغنمين فقال ابن عمر: ويلكم، لا تكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المنافق كمثل الشاة الياعرة بين الغنمين" والياعرة من اليعار وهو صوتها. (¬48) فى المهذب 1/ 263: فإن علم الجنس والنوع بأن قال: بعتك الثوب المروى الذى فى كمى أو العبد الزنجي الذى فى دارى. . . فيه قولان. (¬49) فى الصحاح: الزنج: جيل من السودان وهم الزنوج. أبو عمرو: زَنج وزِنج وزَنجى وزِنجى وقال الفيومى: هو بكسر الزاى والفتح لغة. ورواية الصحاح عن ابن السكيت عن أبى عمر فى إصلاح المنطق 31 والعين 6/ 71 على الفتح والكسر. (¬50) خ: كالجرة. وفى المهذب 1/ 264: إذا رأى بعض المبيع دون بعض نظرت فإن كان مما لا يختلف أجزاؤه كالصيرة من الطعام والجرة من الدبس جاز بيعه. (¬51) جمع التمر والزبيب وفى المعجمات: عسل التمر وعصارته أو ما يسيل منه من غير طبخ. وانظر الصحاح والمصباح (دبى) واللسان (دبس 1323).

قَوْلُهُ: "نَافِجَةِ الْمِسْكِ" (¬52) هِىَ جِلْدَةٌ يَكُونُ فِيهَا الْمِسْكُ، وَأَصْلُهُ: دَمٌ يَجْتْمِعُ فِى بُجْرَةٍ، أَىْ: كِيسٍ فِى سُرَّةِ الظَّبْيَةِ، ثُمَّ يَتَقَوَّرُ وَيَسْقُطُ، وَقَدْ يَبِسَ الدَّمُ فَصَارَ كَالْفُتَاتِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ فِى طَهَارَتِهِ، وَأَلحَقَهُ بالَّلبَنِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ، وَلِأنَّهُ دَمٌ غَيْرُ مَسْفُوحٍ، فَهُوَ كَالْكَبدِ وَالطِّحَالِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ الْمُتَنَبِّى، فَقَالَ (¬53): فَإنْ تَفُقِ الأَنَامَ وَأَنْتَ مِنْهُمْ ... فَإنَّ الْمِسْكَ بَعْضُ دَمِ الْغَزَالِ وَلَا فَرْقَ بَيْنَ غِزْلَانِنَا هَذِهِ، وَبَيْنَ (¬54) غِزْلَانِ الْمِسْكِ فِى الصُّورَةِ وَالشَّكْلِ وَالَّلوْنِ وَالْقُرُونِ، وَإِنَّمَا تُفَارِقُهَا بِأَنْيَابٍ لَهَا كَأَنْيَابِ الْفِيَلَةِ، لِكُلِّ ظَبْى نَابَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْفَكَّيْنِ، قَائِمَانِ أَبْيَضَانِ، نَحْوَ الشِّبْرِ أو أَقَّلَّ أو أَكْثَرَ. ذَكَرَهُ فِى كِتَاب مُرُوجِ الذّهَبِ (¬55)، وَذكِرَ فِى بَعْضِ تَصَانِيفِ الزَمَخْشَرِىِّ (¬56) -رَحَمَهُ الله- أَنَّ فَارَةَ الْمِسْكِ: دُوَيبَّةٌ شَبِيهَةٌ بِالْخِشْفِ تَكُونُ بِنَاحِيَةِ تُبِّتَ (¬57)، تُصَادُ لِسُرَّتِهَا، فَإذَا صَادَهَا الصَّائِدُ: عَصَبَ سُرَّتَهَا بِعِصَابٍ شَدِيدٍ، وَهِىَ مُدَلَّاةٌ، فَيَجْتَمِعُ فِيهَا دَمُهَا فَيَذْبَحُهَا. وَمَا أَكْثَرُ مَنْ يَأْكُلُهَا، ثُمَّ يَأْخُذُ السُّرَّةَ فَيَدْفِنُهَا فِى الشَّعِيرِ حَتَى يَسْتَحِيلَ الدَّمُ فِيهَا مِسْكًا ذَكِيًّا بَعْدَ أَنْ كَانَ لَا يُرامُ نَتِنًا. (قَوْلُهُ: "الثُّنْيَا" (¬58) وَ) الثُّنْيَا فِى الْبَيْعِ: أَنْ يَسْتَثْنىَ مَنْفَعَةَ الْمَبِيعِ أَوْ شَيْئًا مِنْهُ، وَأَصْلُهُ: مِنْ ثَنَاهُ عَنْ حَاجَتِهِ: إِذَا رَدَّهُ عَنْهَا، كَأَنَّهُ رَدَّ بَعْضَ الْمَبِيعِ إِلَيْهِ (¬59). وكَذَلِكَ قوْلُهُ (¬60): "لَا يَقْرَبُهَا وَفِيهَا مَثْنَويَّةٌ" قَالَ الْهَرَوىُّ (¬61): يُقَالُ: حَلَفَ يَمِينًا لَيْسَ فِيهَا ثُنْيَا وَلَا مَثْنَوِيَّةٌ، وَلَا ثَنِيَّةٌ، وَلَا اسْتِثْنَاءٌ، كُلُّهُ وَاحِدٌ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الثَّنْي وَهُوَ: الرَّدُّ وَالْكَفُّ. قَوْلُهُ: "يُشَاهِدُ السَّمْتَ" (¬62) أَىِ الْجِهَةَ، وَأَصْلُهُ: الطَّرِيقُ وَالْهَيْئَةُ. قَوْلُهُ: "نَهَى عَن الْمَجْرِ" (¬63) هُوَ (¬64) اشْتِرَاءُ مَا فِى الأَرْحَامِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬65): الْمَجْرُ: أَنْ يُبَاعَ الْبَعِيرُ أَوْ غَيْرُهُ بِمَا فِى بَطْنِ النَّاقَةِ. يُقَالُ مِنْهُ: أَمْجَرَ (¬66) فِى الْبَيْعِ (إِمْجَارًا، كُلُّهُ) (¬67) بِإسْكَانِ الْجيمِ وَأَمَّا الْمَجَرُ- بِالتَّحْرِيكِ: فَهُوَ عِظَمُ الْبَطْنِ مِنَ الْحَمَلِ. وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِى كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بإصْلَاحِ الْغَلَطِ (¬68): رَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالُّلغَةِ يَجْعَلُونَ الْمَجْرَ فِى الْغَنَمِ دُونَ الِإبِلِ، وَحُدِّثْتُ عَنِ الْأَصْمَعِىِّ، أَنَّهُ قَالَ: هُوَ أنْ يَشْتَدَّ هُزَالُ الشَّاةِ وَيَصْغُرَ جِسْمُهَا، وَيَثْقُلُ وَلَدُهَا فِى بَطْنِهَا وَتَرْبِضُ فَلَا تَقُومُ، يُقَالُ: شَاةٌ مُمْجِرٌ. . . وَأنْشدَ لِابْنِ لَجَأ فِى وَصْفِ رَاعِيَةٍ: * وَتَحْمِل الْمُمْجِرَ فِى كِسَائِهَا (¬69) * ¬

_ (¬52) فى المهذب 1/ 264: واختلفوا أيضا فى نافجة المسك. (¬53) ديوانه 3/ 151 بشرح البرقوقى. (¬54) بين: ليس فِى ع. (¬55) ..................................... (¬56) الجبال والمياه والأمكنة. (¬57) مملكة متاخمة لمملكة الصين ومن جهة الشرق للهند ومن جهة الغرب لبلاد الترك وبها ظباء المسك، ومسكها أفضل من مسك الصين لخاصية مراعيها. مراصد الاطلاع 251. (¬58) من ع. وفى المهذب 1/ 265: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الثنيا. (¬59) انظر الغريبين 1/ 300 والنهاية 1/ 224. (¬60) لم أجده فى المهذب فِى هذا الموضع. (¬61) ع: الجوهرى: تحريف وهو فى الغريبين 1/ 301. (¬62) فى المهذب 1/ 265: وإن قال بعتك عشرة أذرع ابتداؤها من هذا المكان ولم يبين المنتهى .. قيل يصح؛ لأنه يشاهد السمت. (¬63) ولا يجوز بيع الحمل فى البطن لما روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - "نهى عن المجر" والمجر: اشتراء ما فى الأرحام. (¬64) ع: والمجر مكان هو. (¬65) فى غريب الحديث 1/ 206. (¬66) ع: المجر تحريف. (¬67) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬68) ص 19. (¬69) قبله: * تَعْوِى كِلَابُ الْحَىِّ مِنْ عُوَائِهَا*

وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬70): ذَهَبَ ابْنُ قْتَيْبَةَ فِيهِ إِلَى (¬71) الْمَجَرِ, بِفَتْحِ الْجِيمِ، فَلَمْ يُصِبْ. وَالْمَجَرُ: أَنْ تَعْظُمَ بَطْنُ الشَّاةِ الْحَامِلِ وَتَهْزُلَ، يُقَالُ: شَاةٌ مُمْجِرٌ، وَغَنَمٌ مَمَاجِيرُ، وَهَذَا بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَذَلِكَ (¬72) بِإسْكَانِهَا، كَذَا قَالَ الْهَرَوىُّ (¬73). قَوْلُهُ: "كَبَيْعِ السِّلْعَةِ بِرَقْمِهَا" (¬74) الرَّقْمُ: الْكَتَابُ (¬75)، وَرَقْمُ الثَّوْبِ: كِتَابُهُ (¬76). وَمَعْنَاهُ: أَنَّ يَبِيعَهَا بِمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا مِنَ الثَّمَنِ , وَلَا يَعْلَمُ بهِ الْمُشْتَرِى حَتَّى يَنْظُرَهُ بَعْدَ الْعَقْدِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ} (¬77). قَوْلُهُ: "بَيْعُ الْمُنَابَذَةِ" (¬78) لَهَا تَأْوِيلَانِ، أَحَدُهُمَا: أنْ يَقُولَ: أىَّ شَىْءٍ نَبَذْتَ إِلَىَّ فَقَد اشْتَرَيْتُهُ؛ أَوْ: أَىَّ ثَوْبٍ نَبَذْتُ إِلَيْكَ فَقَدْ بِعْتَكَهُ. وَالثَّانِى: أَنْ يَقُولَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْبَ عَلَى أَنِّى مَتَى نَبَذْتُهُ إِلَيْكَ فَقَدْ وَجَبَ الْعَقْدُ وَلَا خِيَارَ لَكَ (¬79). وَأَمَّا (بَيْعُ الْمُلَاَمَسَةِ) (¬80) فَفِيهِ (ثَلَاثَةُ) (¬81) تَأْوِيلَاتٍ، إِحَدْاهُنَّ: أَنْ يَبِيعَهُ شَيْئًا فى الظُّلْمَةِ لَا يُشَاهِدُهُ وَإِنَّمَا يَلْمَسُهُ بِيَدِهِ؛ (وَالثَّانِي) (¬82) أَنْ يَبِيعَهُ ثَوْبًا عَلَى أَنَّهُ إِذَا لَمَسَهُ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ؛ (وَالثَّالِثُ) (¬83): أَنْ يَطْرَحَ الثَّوْبَ عَلَى الْمَتَاعِ (¬84)، فَيَلْمَسُهُ فَإذَا لَمَسَهُ، فَهُوَ عَقْدُ الشِّرَاءِ (¬85). وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬86) تَأْوِيلًا رَابِعًا وَهُوَ: أَنْ يَلْمَسَ الْمَتَاعَ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِ، ثُمَّ يُوقِع الْبَيْعَ عَلَيْهِ، فَيَبْطُل الْبَيْعُ؛ لِعَدَمِ الرؤْيَةِ الْمُعْتَبَرَةِ فى الْبَيْعِ. وَ (بَيْعُ الْحَصَاةِ) (¬87) لَهُ (ثَلَاثَةُ) (¬88) تَأْوِيلَاتٍ، أَحَدُهَا: أَنْ يَقُولَ: أَىَّ ثَوْبٍ رَمَيْتُ عَلَيْهِ حَصَاة, فَقَدْ بِعْتَكَهُ بِمِائَةٍ؛ وَالثَّانِى: أَنْ يَقُولَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَوْبَ بِمِائَةٍ، عَلَى أنِّى مَتَى رَمَيْتُ عَلَيْكَ حَصَاةً، فَقَدْ انْقَطَعَ خِيَارُ الْمَجْلِسِ. وَالثَّالِثُ: أَنْ يَقُولَ: بِعْتُكَ هَذِهِ الْاْرْضَ، مِنْ هَا هُنَا إِلَى حَيْثُ تَنْتَهِى إِلَيْهِ حَصَاةٌ تَرْمِيهَا أَوْ أَرْمِيهَا (¬89). وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَجْعَلَ وُقُوعَ الْحَصَاةِ مِنْ يَدِهِ مُلْزِمًا لِلْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ عَقْدٍ. وَأَىُّ ذَلِكَ (كُلُّهُ) (¬90) كَانَ فَلَا (¬91) يَصِحُّ الْبَيْعُ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنَ الْجَهَالَةِ فِيهِ بِعَيْنِ الْمَبِيعِ أو بِقَدْرِهِ أَوْ (¬92) بِخُلُوِّ الْعَقْدِ عَن الِإيجَابِ وَالْقَبُولَ. ¬

_ (¬70) فى الغريبين 3/ 162 وانظر غريب الحديث 1/ 206، 207 والفائق 3/ 345، 346 والنهاية 298، 299 وإصلاح المنطق 40 وديوان الأدب 1/ 111، 213 والصحاح والمصباح (مجر) واللسان (مجر 4139) والمغرب (مجر). (¬71) ع: إلى أن: تحريف. (¬72) ع: وذاك. (¬73) فى الغريبين 3/ 162. (¬74) خ: بيع السلعة. وفى المهذب 1/ 266: ولا يجوز إلا بثمن معلوم القدر فإن باع بثمن مجهول كبيع السلعة برقمها. . . إلخ. (¬75) كذا ذكر ابن قتيبة فى تفسير غريب القرآن 519. وفى العين 5/ 159 الرقم: تعجيم الكتاب، وكتاب مرقوم: بينت حروفه بالتنقيط، والتاجر يرقم ثوبه بسمته. وانظر المحكم 6/ 249 والصحاح والمصباح (رقم) واللسان (رقم 1709). (¬76) عن الصحاح وقال: وهو فى الأصل مصدر يقال: رقمت الثوب ورقمته ترقيما مثله. (¬77) سورة المطففين الآيتان 9، 20 وانظر مجاز القرآن 2/ 289 وتفسير غريب القرآن 519. (¬78) فى المهذب 1/ 266: ولا يجوز ببع المنابذة وهو أن يقول: إذا نبذت هذا الثوب فقد وجب البيع. (¬79) غريب الحديث 1/ 234 والفائق 3/ 399، 400 والنهاية 5/ 6. (¬80) ع: وأما الملامسة. وفى المهذب 1/ 266: ولا بيع الملامسة وهو أن يمس الثوب بيده ولا ينشره وإذا مسه فقد وجب البيع. (¬81) خ وع: ثلاث خطأ. (¬82) خ: والثانية: خطأ. (¬83) خ: والثالثة: خطأ. (¬84) ع: المبتاع. (¬85) الفائق 3/ 400 والنهاية 4/ 269، 270. (¬86) فى غريب الحديث 1/ 234. (¬87) فى المهذب 1/ 267: ولا يجوز بيع الحصى وهو أن يقول: بعتك ما وقع عليه الحصى من ثوب أو أرض. (¬88) خ: ثلاث. (¬89) غريب الحديث 1/ 234 والنهاية 1/ 398. (¬90) كله: من ع. (¬91) ع: لا. (¬92) ع: لخلو.

قَوْلُهُ: "نَهَى (¬93) عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ" فُسِّرَ فى الْكِتَابِ، وَهُوَ: نِتَاجُ النِّتَاجِ، فَالْحَبَلُ الأَوَّلُ يُرَادُ بِهِ: مَا فى بُطونِ النُّوقِ، وَالْحَبَلُ الآخَرُ: حَبَلُ الَّذِى فِى بُطونِ النُّوقِ، أُدْخِلَتْ فِيهِ الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَمَا يُقَالُ: سُخَرَةٌ وَنُكَحَةٌ، قَالَهُ ابْنُ الأنْبَارِىِّ. قَوْلُهُ فِى التَّنْبِيهِ (¬94): "نَهَى عَنْ (بَيْعِ) (¬95) الْعُرْبَانِ" قَالَ مَالِكٌ - رَحِمَهُ الله (¬96): هُوَ فِيمَا نُرَى وَاللهُ أَعلَمُ: أَنْ يَشْتَرِىَ الرَّجُلُ الْعَبْدَ أو يَكْتَرِىَ الدَّابَّةَ، ثُمَّ يَقُول: أَعْطَيْتُكَ دَينَارًا عَلَى أَنِّى إِنْ تَرَكْتُ السِّلْعَةَ، فَمَا أَعْطَيْتُكَ لَكَ، وَإِلَى هَذَا الْمَعْنَى أَيْضًا ذَهَبَ الْقُتَيْبِىُّ (¬97)، فَقَالَ: هُوَ أَنْ يَشْتَرِىَ الرَّجُلُ سِلْعَةً فَيَدْفَعَ دِرْهَمًا أَوْ دِينَارًا عَلَى أَنَّهُ إِنْ أَخَذَ السِّلْعَةَ بِالْبَيْعِ: كَانَ الْمَدْفُوعُ مِنَ الثَّمَنِ، وَإِنْ لَمْ يَتِم الْبَيْعُ وَرَدَّ السِّلْعَةَ: كَانَ الْمَدْفُوعُ هِبَةً لِلْبَائِعِ (¬98). يُقَالُ: عُرْبَان، وَعُرْبُون، وَأَرْبَان، وَأَرْبُون، وَيُقَالُ: عَرَبُون، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِى تُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ: الرَّبُون. يُقَالُ: عَرْبَنْتُهُ: إِذَا أعْطَيْتَهُ (¬99). قَوْلُهُ (¬100): "حُلْوَانِ الْكَاهِنِ وَمَهْرِ الْبَغِىِّ" حُلْوَانُ الْكَاهِنِ: هِىَ أُجْرَتُهُ عَلَى كِهَانَتِهِ، يُقَالُ: حَلَوْتُهُ فَأَنَا أَحلُوهُ، أَصْلُهُ: مِنَ الْحَلَاوَةِ، يُشَبِّهُهُ (¬101) باِلشَّىْءِ الْحُلْوِ، وَيُقَالُ: حَلَوْتُ فُلَانًا: إِذَا أَطعَمْتَهُ الْحُلْوَ، كَمَا يُقَالُ: عَسَلْتُهُ وَتَمَرْتُهُ (¬102). وَالْبَغِىُّ: هِىَ الزَّانِيَةُ، وَالْبِغَاءُ: الزِّنَى، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} (¬103)، {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} (¬104) أَىْ: زَانِيَةً. "الصَّغَارُ" (¬105) الذُّلُّ وَالْهَوَانُ. وَالابْتِذَالُ: الاسْتِعْمَالُ وَتَرْكُ الصِّيَانَةِ، وَالِإهَانَةُ (¬106). قَوْلُهُ: "لَا تُوَلَّهُ وَالِدَةٌ بوَلَدِهَا" (¬107) أَىْ: لَا تُجْعَلُ وَالِهًا، وَالْوَلَهُ: ذَهَابُ الْعَقْلِ وَالتَّحَيُّرُ مِنْ شِدَّةِ الْوَجْدِ، يُقَالُ: رَجُلٌ وَالِهٌ وَامْرَأَةٌ وَالِهٌ وَوَالِهَةٌ، وَقَدْ وَلِهِ وَلَهًا وَوَلَهَانًا (¬108). قَوْلُهُ: "فِلْعَةً بِشَرْطِ أَنْ يَحْذُوَهَا" (¬109) هِىَ قِطْعَةٌ مِنَ الْجِلْدِ. وَالْفَلْعُ: الشَّقُّ، فَلَعْتُ الشَّىء فَلْعًا (¬110): شَقَقْتُهُ، وَمَعْنَى يَحْذُوهَا: يَجْعَلُهَا حِذَاءً. ¬

_ (¬93) نهى عن: ليس فى ع. وفى المهذب 1/ 267: روى ابن عمر (ر) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيع حبل الحبلة. واختلف فى تأويله فقال الشافعى رحمه الله: هو بيع السلعة بثمن إلى أن تلد الناقة ويلد حملها. وقال أبو عبيد: هو بيع ما يلد حمل الناقة، فإن كان على ما قال الشافعى: فهو بيع بثمن إلى أجل مجهول ولا يجوز وإن كان على ما قال أبو عبيد فهو بيع معدوم ومجهول وذلك لا يجوز. وانظر مختصر المزنى 2/ 204 وشرح ألفاظ المختصر لوحه 89 وغريب الحديث 1/ 208 والنهاية 1/ 334. (¬94) التنبيه: كتاب فى الفقه الشافعى لأبى إسحاق الشيرازى مؤلف المهذب، ولم يرد هذا القول فى هذا الموضع من المهذب. (¬95) بيع من ع. (¬96) فى الموطأ 2/ 118. (¬97) فى غريب الحديث 1/ 197. (¬98) السابق وانظر غريب الخطابى 2/ 77 والفائق 2/ 410 والنهاية 3/ 202. (¬99) المراجع السابقة والمعرب 232 والمصباح (عرب) والقاموس (عرب). (¬100) فى المهذب 1/ 267: ولا يجوز مبايعة من يعلم أن جميع ماله حرام لما روى أبو مسعود البدرى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن حلوان الكاهن ومهر البغى. (¬101) ع: شبه. (¬102) غريب الحديث 1/ 52، 53 والفائق 1/ 304. وكتاب الجيم 1/ 168، 175 وإصلاح المنطق 431 وجمهرة اللغة 3/ 416 وتهديب اللغة 6/ 114 والأمالى للقالى 2/ 306. (¬103) سورة النور آية 33. (¬104) سورة مريم آية 28 وانظر الغريبين 1/ 191 ونوادر أبى زيد 145 ومعانى الفراء 2/ 251 ومجاز القرآن 2/ 66 وتفسير غريب القرآن 304. (¬105) ع: والصغار. وفى المهذب 1/ 267: ولا يجوز بيع المصحف ولا العبد المسلم من الكافر؛ لأنه يعرض العبد للصغار والمصحف للابتذال. (¬106) خ كتب المصحح (مع). (¬107) فى المهذب 1/ 268: ولا يجوز أن يفرق بين الجارية وولدها لما روى أبو سعيد الخدرى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا توله والدة بولدها". (¬108) عن الصحاح (وله) وانظر غريب الحديث 3/ 65 والنهاية 5/ 227 وتهذيب اللغة 6/ 420. (¬109) خ: فلعة ليحذوها. وفى المهذب 1/ 268: فإن شرط ما سوى ذلك من الشروط التى تنافى مقتضى البيع بأن. . . أو فلعة بشرط أن يحذوها له بطل البيع. (¬110) الصحاح (فلع) وللسان (فلع 3462).

قَوْلُهُ: "وَفِيهَا (¬111) مَثْنَوِيَّةٌ" هِىَ الاسْتِثْنَاءُ، كَأَنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَفْعَلَةِ مِنَ الاسْتِثْنَاءِ وَالرُّجُوعِ (¬112). قَوْلُهُ: "تَفْرِيقِ الصَّفْقَةِ" (¬113) سُمِّيَت الصَّفْقَةُ صَفْقَةً؛ لِأَنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَضْرِبُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَدَهُ بِيَدِ (¬114) صَاحِبِهِ، يُقَالُ: صَفَقْتُ لَهُ الْبَيْعَ وَالْبَيْعَةَ صَفْقًا، أَىْ: ضَرَبْتُ يَدِى عَلَى يَدِهِ (¬115)، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ بُيُوعِ الْجَاهِلِيَّةِ يَجْعَلُونَهُ عَقْدًا. وَالشَّرْطُ فِىِ الْبَيْعِ: هُوَ الْعَلَامَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} (¬116) أَىْ: عَلَامَاتُهَا، كَأنَّهُ جَعَلَ ذلِكَ عَلَامَةً تُعْرَفُ بِهَا. قَوْلُهُ: (أو كُرَّيْنِ" (¬117) الْكُرُّ: (هُوَ) (¬118) سِتُّونَ قَفِيزًا، وَالْقَفِيزُ: اثْنَا عَشَرَ صَاعًا (¬119). (قَوْلُهُ) (¬120) "فَإِنْ جَمَعَ (¬121) بَيْنَ بَيْع وَصَرْفٍ" سُمِّىَ الصَّرْفُ صَرْفًا؛ لِصَرْفِهِ عَنْ حُكْم أَكْثَرِ أَحْكَامِ الْبَيْعِ، وَقِيلَ: الصَّرْفُ: الْمُسَامَحَةُ عَنْهُ فِى الزِّيَادَةِ فى الْجِنْسِ وَالتَّأْخِيرِ. وَقِيلَ: لأنَّ الشَّرْعَ أَوْجَبَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُصَارَفَةَ صَاحِبِهِ، وَلَا يَزِيدُ فى الْجِنْسِ الْوَاحِدِ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُهُ. * * * ¬

_ (¬111) خ: فيها. . وفِى المهذب 1/ 268: روى أن عبد الله اشترى جارية واشترط خدمتها فقال له عمر (ر): لا تقربها وفيها مثنوية. (¬112) انظر ص 238. (¬113) باب تفريق الصفقة فى المهذب 1/ 269. (¬114) ع: فى يد. (¬115) الصحاح (شرط). (¬116) سورة محمد آية 18 وانظر مجاز القرآن 2/ 215 وتفسير غريب القرآن 410 والعمدة 274. (¬117) فى المهذب 1/ 269: أو كرين أحدهما له والآخر لغيره. (¬118) هو من ع. (¬119) فى المصباح: وهو ستون قفيزا والقفيز ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف. قال الأزهرى: فالكر على هذا الحساب: اثنا عشر وسقا. (¬120) قوله: ليس فى خ. (¬121) فإن جمع: ليس فى ع.

من باب الربا

مِنْ بَابِ الرِّبَا أَصْلُ الرِّبَا: الزِّيَادَةُ، رَبَا الشَّىْءُ يَرْبُو: إِذَا زَادَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} (¬1) أَىْ: لَا يَزِيدُ. (وَقَوْلُهُ) (¬2) تَعَالَى: {يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (¬3) أَىْ: يَقُومُ كَمَا يَقُومُ الْمَجْنُونُ إِذَا صُرِعَ فَيَسْقُطُ، وَالْخُبَاطْ (¬4) بِالضَّمِّ كَالْجُنُونِ، وَلَيْسَ بِهِ (¬5)، وَالْمَسُّ: الْجُنُونُ، يُقَالُ: بِهِ مَسٌّ وَقَدْ مُسَّ فَهُوَ مَمْسُوسٌ. قَوْلُهُ: (الْأَسْوَدَانِ: الْمَاءِ وَالتَّمْرُ" (¬6) وَالأَسْوَدُ: التَّمرُ دُونَ الْمَاءِ، فَنُعِتَا بِنَعْتٍ وَاحِدٍ، يُفْعَلُ ذَلِكَ فِى الشَّيْئَيْنِ يَصْطَحِبَانِ، فَيُسَمَّيَانِ مَعًا بِاسْمِ الْأَشْهَرِ مِنْهُمَا (¬7). تَفْسِيرُ الْبَيْتِ (¬8): ¬

_ (¬1) سورة الروم آية 39. وانظر مجاز القرآن 2/ 123 وتفسير الطبرى 21/ 30 - 31 وتفسير غريب القرآن 342. (¬2) خ: قوله. (¬3) سورة البقرة آية 275 وفى المهذب 1/ 270 والربا محرم والأصل فيه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} روى فى التفسير: حين يقوم من قبره. وانظر مجاز القرآن 1/ 83 ومعانى الزجاج 1/ 357، 358 وتفسير غريب القرآن 98 ومعانى الفراء 1/ 182. (¬4) ع: والخبط،.والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬5) فى الصحاح: تقول منه: تخبطه الشيطان، أى: أفسده. (¬6) فى المهذب 1/ 270: قالت عائشة (ر): مكثنا مع نبينا - صلى الله عليه وسلم - سنة ما لنا طعام إلا الأسودان الماء والتمر. (¬7) ذكره أبو عبيد مفصلا فى غريب الحديث 4/ 318 - 321 وانظر الفائق 2/ 210 وإصلاح المنطق 395 والصحاح (سود). (¬8) فى المهذب 1/ 270: والطعام: اسم لما يتطعم والدليل عليه ..... وقال لبيد:. . . . . . . . . . . . . . . البيت. وقائله لبيد بن ربيعة ديوانه 308 وشرح القصائد السبع 556 والزاهر.

لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْسٌ كَوَاسِبُ مَا يُمَنُّ طَعَامُهَا الْمُعَفَّرُ: مَأْخُوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: لَقِيتُ فُلَانًا عَنْ عُفْرٍ- بِالضَّمِّ، أَىْ: بَعْدَ شَهْرٍ وَنَحْوِ؛ [لِأنَّ الْوَحْشِيَّةَ إِذَا أرَادَتْ فِطَامَ وَلَدِهَا تَمْنَعُهُ، ثُمَّ] (¬9) تُرْضِعُهُ بَيْنَ الْبَوْمِ وَالْبوْمَيْنِ، تَبْلُو بِذَلِكَ صَبْرَهُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: وَهَذَا الْمَعْنَى أَرَادَ لَبِيدٌ. وَقِيلَ: أَرَادَ الْعَفَرَ، وَهُوَ التُّرَاَبُ، وَعَفَّرَهُ تَعْفِيرًا، أَىْ: مَرَّغَهُ، بِالتَّشْدِيدِ، وَعَفَرَهُ يَعْفِرُهُ عَفْرًا بِالتَّخْفِيفِ (¬10). وَالْقَهْدُ: مِثْلُ الْقَهْب، وَهُوَ: الأَبْيَضُ الْأَكْدَرُ (¬11)، تَنَازَعَ: تَجَاذَبَ، وَأَصْلُهُ مِنْ مُجَاذَبَةِ النَّازِعَيْنِ، الدَّلْوَ، فَاسْتُعْمِلَ فى كُلِّ شَىْءٍ يُتَجَاذَبُ. شِلْوُهُ: الشِّلْوُ: الْعُضْوُ، مِنْ أعْضَاءِ الَّلحْمِ، وَأشْلَاءُ الِإنْسَانِ: أَعْضَاؤُهُ. "غُبْسٌ" ذِنَابٌ أَلْوَانُهَا غُبْسٌ، أَقامَ الصِّفَةَ مَقَامَ الْمَوْصُوفِ وَالْغَبَسُ بِالتَحْرِيكِ: لَوْنٌ كَلَوْنِ الرَّمَادِ، وَهُوَ بَيَاضٌ فِيهِ كُدْرَةٌ، يُقَالُ: ذِئْبٌ أَغْبَسُ، وَالْجَمْعُ: غْبْسٌ (¬12). "كَوَاسِبُ" جَمْعُ كَاسِبٍ، وَالْكَسْبُ: طَلَبُ الرِّزْقِ، وَأَصْلُهُ: الْجَمْعُ، يُقَالُ: كَسَبْتُ وَاكْتَسَبْتُ، وَالْكَوَاسِبُ أَيْضًا: الْجَوَارِحُ "مَا يُمَنُّ طَعَامُهَا" أَىْ: لَا يُقْطعُ، مِن قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (¬13) أَىْ: غَيْرُ مَقْطُوع (¬14). وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنَّهُ إِذَا أخَذَ حَاجَتَهُ مِنْ فَرِيسَتِهِ: طَرَحَ بَاقِيَهَا إِلَى سِوَاهُ مِنَ السِّبَاعِ، وَلَمْ يَمُن عَلَيْهَا، وَلَمْ يَدَّخِرْهُ وَلَمْ يَمْنَعْهُ. وَقِيلَ: "مَا يُمَنُّ طَعَامُهَا" أَىْ: لَيْسَ لِأحَدٍ عَلَيْهَا مِنَّةٌ، بَلْ تَكْسِبُ (¬15) طَعَامَهَا بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَلَا نُطْعَمُ كَمَا يُطْعَمُ الْكَلْبُ واَلسِّنَّوْرُ. قَوْلُهُ: "غَيْرُ مُتَمَوَّلٍ" (¬16) يُقَالُ: تَمَوَّلَ الرَّجُلُ، وَمَالَ يَمُولُ وَيَمَالُ (¬17) مَوْلًا؛ إِذَا صَارَ ذَا مَالٍ. وَمَوَّلَهُ غَيْرُهُ وَمَعَنَاهُ: لَا يُتَّخَذُ مَالًا وَ (لَا) (¬18) يُعَدُّ مَالًا، وَسُمِّىَ (¬19) الْمَالُ مَالًا: لِأنَّهُ يَمِيلُ مِنْ هَذَا إِلَى ذَاكَ وَمِنْ ذَاكَ إِلَى هَذَا. قَوْلُهُ: "الْبَزْرِ وَدُهْنِ السَّمَكِ" (¬20) هُوَ بَزْرُ الكَتَّانِ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ حَبُّهُ. يُقَالُ: دُهْنُ البِزْرِ وَالْبَزْرِ (¬21) وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ (¬22). وَ "الشَّيْرَجُ" دُهْنُ السِّمْسِمِ، أَىْ: الْجُلْجُلَانُ (¬23)، وَهُوَ: السَّلِيطُ، وَلَا يُسَمَّى غَيْرُهُ سَلِيطًا (¬24) وَزَيْتُ الْفُجْلِ (¬25): هُوَ الَّذِى يُطْلَقُ عَلَيْهِ فى الْيَمَنِ اسْمُ الْبَقْلِ. قَوْلُهُ (¬26): "قِلَاصِ الصَّدَقَةِ" هُوَ (¬27) جَمْعُ قَلُوصٍ، وَهِىَ مِنَ الِإبِلِ: الْفَتِيَّةُ الشَّابَّةُ، بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ ¬

_ (¬9) ما بين المعقوفين: ساقط من خ. (¬10) الصحاح (عفر) وانظر تهذيب اللغة 2/ 350 والزاهر 2/ 152 وجمهرة اللغة 2/ 380. (¬11) الصحاح (قهد) وانظر تهذيب اللغة 5/ 393 وكتاب الجيم 3/ 116 وجمهرة اللغة 2/ 295 وقال ابن الأنبارى فى شرح القصائد السبع 556: القهد: ضرب من الضأن تصفر آذانهن تعلوهن حمرة. وكذا فى الزاهر 2/ 152. (¬12) الصحاح (غبس) وانظر شرح القصائد السبِع 556 والزاهر 2/ 152 وشرح التبريزى للقصائد العشر 275. (¬13) سورة فصلت آية 6، وسورة الإنشقاق آية 25 وسورة التين آية 6. (¬14) مجاز القرآن 2/ 292 وتفسير غريب القرآن 521. وقيل منقوص. وانظر الصحاح (منن) وشرح التبريزى. (¬15) ع: تكتسب. (¬16) فى المهذب 1/ 271: فى الماء وجهان أحدهما: لا يحرم فيه الربا؛ لأنه مباح فى الأصل غير متمول فى العادة. (¬17) ويمال: ساقط من ع. (¬18) لا: من ع. (¬19) ع: ويسمى. (¬20) فى المهذب 1/ 271: وفى البذر ودهن السمك وجهان أحدهما: لا ربا فيه؛ لأنه يعد للاستصباح، والثانى أنه يحرم للربا فيه؛ لأنه مأكول فأشبه الشيرج. (¬21) ع: بالضم والكر أفصح: تحريف. (¬22) كذا فى إصلاح المنطق 31 والصحاح والمصباح (بزر). (¬23) فى الصحاح: قال أبو الغوث: الجلجلان: هو السمسم فى قشره قبل أن يحصد. (¬24) السليط: الزيت عند عامة العرب وعند أهل اليمن: دهن السمسم. (¬25) بوزن قفل كما فى المصباح (فجل). (¬26) فى المهذب 1/ 171: وما سوى الذهب والفضة والمأكول والمشروب لا يحرم فيها الربا؛ لما روى عبد الله بن عمرو بن العاص: أمرنى - صلى الله عليه وسلم - أن آخذ على قلاص الصدقة فكنت أخذ البعير بالبعيرين. . . . إلخ. (¬27) ع: وهو.

مِن النِّسَاءِ، وَتُجْمَعُ عَلَى قُلُصٍ وَقَلَائِصَ. وَقِلَاصٌ: جَمْعُ الْجَمْعِ (¬28). الرَّبَذَةُ (¬29) - بِالتَّحْرِيكِ: مَسْكَنُ أَبِى ذرٍّ، رَضىَ اللهُ عَنْهُ، عَلَى أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ (¬30). وَالْبَعِيرُ مِنَ الِإبِلِ بِمَنْزِلَةِ الِإنْسَانِ، يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالأنْثَى .. قَوْلُهُ (¬31): "الْكَالىءِ بِالْكَالىءِ" هُوَ النَّسِيئَةُ بِالنَّسِيئَةِ (¬32)، وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِىَ الرَّجُلُ شَيْئًا بِثَمَنٍ مُؤَجَّلٍ، فَإِذَا حَلَّ الأجَلُ لَمْ يَجِدْ مَا يَقْضى (بِهِ) (¬33) فَيَقُولُ: بِعْهُ مِنِّى إِلَى أَجَلٍ بِزِيَادَةِ شَىْءٍ، فيَبِيعُهُ مِنْهُ غيْرَ مَقْبُوضٍ. . . هَكَذَا (¬34) ذَكَرَهُ الْهَرَوِىُّ (¬35)، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَشْتَرِىَ مِنْهُ شَيْئًا مَوْصُوفًا فى الدِّمَّةِ، يُسْلِمُهُ إِلَى أَجَلِ بثَمَنِ مُؤَجَّلٍ، يُقَالُ: كَلَأَ الدَّيْنُ كُلُوءً (¬36) فَهُوَ كَالِىءٌ: إِذَا تَأَخَّرَ، وَمِنْهُ: بَلَغَ اللهُ بِكَ أَكْلَأَ الْعُمُرِ (¬37)، أَىْ: أَطْوَلَهُ، وَأَنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ (¬38): تَعَفَّفْتُ عَنْهَا فِى السِّنِينِ الَّتِى خَلَتْ ... فَكَيَفَ التَّسَاقِى بَعْدَ مَا كَلَأَ الْعُمْرُ وَالنَّسَاءُ وَالنَّسِيئَةُ بِالْمَدِّ: هُوَ التَّأَخِيرُ، وَمِثْلُهُ النُّسْأَةُ (¬39) بِالضَّمِّ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ (¬40): "أَنْسَأَ اللهُ فِى أَجَلِهِ. أَىْ: أَخَّرَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (¬41). قَوْلُهُ: "يَدًا بِيَدٍ" (¬42) لَهُ تَأْوِيلَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يُعْطِيَهُ الْبَائِعُ الْمَبِيعَ بِيَدٍ، وَيَتَنَاوَلَ الثَّمَنَ بِالْيَدِ الْأَخْرَى؛ وَالثَّانِى: أَنْ يَقْبِضَهُ فِى الْمَجْلِسِ قَبْلَ التَّفَرُّقِ. قَوْلُهُ: "كَالتَّمْرِ الْبَرْى: التَّمْرِ الْمَعْقِلِىِّ " (¬43) الْبَرْنِىِّ: مَنْسُوبٌ إِلَى مَوْضِع بِالْبَحْرَيْنِ، يُسَمَّى بَرْن (¬44). وَقِيلَ: إِنَّهُ فَارِسىٌّ مُعَرَّبٌ (¬45)، وَالْمَعْقِلِىُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارَ مِنَ الصَّحَابَةِ، رَضىَ اللهُ عَنْهُ (¬46). وَنَهْرُ مَعْمِل بِالْبَصْرَةِ مَعْرُوفٌ (¬47). وَالتَّمْرُ الْهنْدِىُّ: مَعْرُوفٌ تُسَمِّيهِ عَامَّةُ الْيَمَنِ: جُمَرَ (¬48). قَوْلُهُ (¬49): "تِبْرُهُ وَعَيْنُهُ" قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬50): يُقَالُ لِلْقِطْعَةِ مِنْهَا: تِبْرَةٌ مَا لَمْ يُطْبَعْ، فَإِذَا طُبعَ: سُمِّىَ عَيْنًا، مِنْ عَيْنِ الشَّىْءِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬51): التِّبْرُ: مَا كَانَ مِنَ الذَّهَبِ غَيْرَ مَضْرُوبٍ، فَإِذَا ضُرِبَ فَهُوَ عَيْنٌ، وَلَا يُقَالُ تِبْرٌ إِلَّا لِلذَّهَبِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ لِلْفِضَّةِ أَيْضًا. قَالَ الأزْهَرِىُّ (¬52): التِّبْرُ: كُسَارَةُ الذَّهَب وَالْفِضَّةِ مِمَّا ¬

_ (¬28) الصحاح (قلص) وانظر المصباح (قلص). (¬29) فى المهذب 1/ 271: اشترى ابن عمر (ر) راحلة بأربع رواحل ورواحله بالربذة. (¬30) وهى التى جعلها عمر (ر) حمى لإبل الصدقة. انظر معجم ما استعجم 633 - 637. (¬31) فى المهذب 1/ 271: روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الكالىء بالكالىء. قال أبو عبيدة هو النسيئة بالنسيئة. (¬32) غريب الحديث 1/ 20، 21. (¬33) به من ع. (¬34) ع: كذا. (¬35) فى الغريبين 3/ 110 وانظر تهذيب اللغة 10/ 360 والنهاية 1/ 194، 5/ 454 والفائق 3/ 273 وإصلاح المنطق 155. (¬36) أفعال السرقسطى 2/ 159 والمصباح (كلأ). (¬37) العين 5/ 408 وغريب الحديث 1/ 20 والفائق 3/ 273 والصحاح (كلأ). (¬38) ذكره فى الفائق 3/ 273 من غير نسبة برواية التَّسَاقِى. وكذا فى الأساس (كلأ) برواية (النصالى) و (العصور) فيهما. وكذا فى المحكم 7/ 69 واللسان (كلأ 3910) ونسبه القالى فى الأمالى 1/ 107 لأيمن بن خريم واعترضه البكرى فى التنبيه 41 أنه للأقيشر وأن المقطوعة فى ديوانه والمقطوعة فى الخمر سقط منها البيت فى الشعر والشعراء 562. (¬39) عن الصحاح (نسأ). (¬40) سهو فليس بحديث. وقال الخطابى فى غريبه 1/ 409 يقال فى الدعاء: أنسأ الله فى أجله. وكذا ذكر أبو عبيد 1/ 20. (¬41) سورة التوبة آية 37. (¬42) فى المهذب 1/ 272: قال - صلى الله عليه وسلم - "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والبر بالبر والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد". (¬43) خ: كالبرنى والمعقلى وفى المهذب 1/ 272: وكل شيئين اتفقا فى الاسم الخاص من أصل الخلقة كالتمر البرنى والتمر المعقلى فهما جنس واحد. (¬44) معجم ما استعجم 246. (¬45) معرب: ليس فى ع وقال أبو حنيفة: أصله فارسى إنما هو بارنى فالبار الحمل وفى تعظيم ومبالغة. اللسان (برن 270). (¬46) ع: عنهم. ومعقل هو الذى حفر نهر معقل بأمر عمر فنسب إليه ترجمته فى الإصابة 6/ 184 وأسد الغابة 5/ 232 وطبقات ابن سعد 7/ 14. (¬47) معجم ما استعجم 1244. (¬48) ع: الجمر. (¬49) فى المهذب 1/ 273: روى عبادة بن الصامت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الذهب بالذهب تبره وعينه وزنا بوزن". (¬50) فى الغريبين 1/ 244. (¬51) فى الصحاح (تبر). (¬52) في شرح ألفاظ المختصر لوحة 84.

يُخْرَجُ مِنْ الْمَعَادِنِ كُلِّهَا، مَأْخُوذٌ مِنْ تَبَرْتُ الشَّىْءَ: إِذَا كَسَرْتَهُ؛ أوْ مِنَ التَّبَارِ، وَهُوَ؛ الْهَلَاكُ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأوَّلِ. وَالذَّهَبُ مُؤَنَّثَةٌ، يُقَالُ: ذَهَب حَمْرَاءُ، وَرَوَى الْفَرَّاءُ تَذْكيرَهَا (¬53). ذَكَرَ ذَلِكَ الزَّمَخْشَرِىُّ. قَوْلُهُ: "مُدِّ عَجْوَةٍ" (¬54) الْعَجْوَةُ: ضَرْبٌ مِنْ أَجوَدِ التَّمْرِ بِالْمَدِينَةِ، وَنَخْلَتُهَا تُسَمَّى لِينَةً (¬55). قَوْلُهُ (¬56): "خَرَزٌ مُغَلَّفَةٌ" يُرْوَى بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالْقَافِ؛ وَبِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، فَالأَوَّلُ (¬57) مَعْنَاهُ: لَهَا عُرىً مِنْ ذَهَبٍ تُعَلَّقُ بِهَا. وَالثَّانِى مَعْنَاهُ: مُغْشَّاةٌ، أَىْ: مُغَطَّاةٌ. وَالْغِلَافُ: الْغِطَاءُ. وَ "الْقُرَاضَةُ" (¬58) فُعَالَةٌ مِنَ الْقَرْضِ، وَهُوَ: الْقَطع؛ لِأنَّهَا تُقْرَضُ، أَىْ: تُقْطَعُ، كَالنُّخَالَةِ وَالْبُرَايَةِ. قَوْلُهُ: "فِيهَا خَالِصُهُ بِمَشُوبِهِ" (¬59) الْمَشُوبُ: الْمَخْلُوطُ، وَالشَّوْبُ: الْخَلْطُ، شَابَ الَّلبَنَ بِالْمَاءِ: إِذَا خَلَطَهُ (¬60). قَوْلُهُ: "فِيهَا شَعِيرٌ أوْ زُؤَانٌ" بِضَمِّ الزَّاىِ، وَالْهَمْزِ (¬61): نَبَاتٌ يُخَالِطُ الْبُرَّ فى نَبَاتِهِ، لَهُ حَبٌّ دِقَاقٌ فِيهَا طُولٌ، وَلَعَلَّهُ الَّذِى يُسَمَّى بالْيَمَنِ الْخَنْذَرَةَ وَالذَّرِبَ. وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ (¬62): هُوَ حَبٌ أَصْفَرُ حَادُّ الطَّرَفَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ الصَّبَّاغِ (¬63): هُوَ حَبٌّ دَقِيقُ الطَّرَفَيْنِ غَلِيظُ الْوَسَطِ أَسْوَدُ. وَيُقَالُ زُوَان وَزِوَان، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ. قَوْلُهُ: "فِيهِ شَمَعٌ" (¬64) قَالَ الْفَرَّاءُ: الشَّمَعُ: بِالتَّحْرِيكِ، هَذَا كَلَامُ الْعَرَب، وَالْمُوَلَّدُونَ يَقُولُونَ: شَمْعٌ بِالتَّسْكِينِ (¬65). قَوْلُهُ: "الْعَرَايَا" هِىَ (¬66) جَمْعُ عَرِيَّةٍ، وَهِىَ النَّخْلَةُ يُعْرِيهَا (¬67) صَاحِبُهَا رَجُلًا مُحْتَاجًا، فَيَجْعَلُ لَهُ ثَمَّرَتَهَا عَامَهَا فَيَعْرُوهَا، أَىْ: يَأْتِيهَا، وَهِىَ فَهِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ، يُقَالُ: عَرَاهُ يَعْرُوهُ: إِذَا أَتَاهُ (¬68) وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬69): سُمِّيَتْ عَرَايا؛ لِأَنَّهَا عَرِيَتْ مِنْ جُمْلَةِ الْحَائِطِ، وَصَدَقَتُهَا، وَمَا يُخْرَصُ: عَلَى صَاحِبِهَا مِنْ عُشْرِهَا، فَعَرِيَتْ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ، أَىْ: أُخْرِجَتْ، فَهِىَ عَرِيَّةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى [فَاعِلَةٍ] (¬70). وَإِنَّمَا دَخَلَتْ فِيهَا الْهَاءُ؛ لِأنَّهَا أُفْرِدَتْ فَصَارَتْ فى [عِدَادِ] (¬71) الْأَسْمَاءِ، مِثْلَ النَّطِيحَةِ وَالْأَكيلَةِ، وَلَوْ جِئْتَ بِهَا مَعَ النَّخْلَةِ قُلْتَ: نَخْلَةٌ عَرِىٌّ، قَالَ (¬72): ¬

_ (¬53) المذكر والمؤنث للفراء 83 ولابن الأنبارى أبى بكر 455 ولابن التسترى 76. (¬54) فى المهذب 1/ 273: ما حرم فيه الربا لا يجوز بيع بعضه ببعض ومع أحد العوضين جنس آخر يخالفه فى القيمة كبيع ثوب ودرهم بدرهمين ومد عجوة. (¬55) الصحاح (عجو) وشرح ألفاظ المختصر لوحة 84. (¬56) فى المهذب 1/ 273: أتى رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقلادة فيها خرز مغلفة بذهب. (¬57) ع: والأول. (¬58) فى المهذب 1/ 273: لا يجوز بيع دينار صحيح ودينار قراضة بدينارين صحيحين. (¬59) فى المهذب 1/ 274: ولا يباع خالصه بمشوبه، كحنطة خالصة بحنطة فيها شعير أو زؤان. (¬60) ع: خلط. (¬61) فيه لغات: ضم الزاى مع الهمز وتركه فيكون وزان غراب وكسر الزاى مع الواو الواحدة زُوانة وزِوانة وأهل الشام يسمونه الشيلم. المصباح (زون) واللسان (زأن 1801 وزون 1893) والصحاح (زون). (¬62) فى الوسيط. (¬63) فى البيان. (¬64) فى المهذب 1/ 274: ولا يباع مشوبه بمشوبه كعسل فيه شمع بعسل فيه شمع. (¬65) ذكر ذلك ابن السكت فى إصلاح المنطق 97 وتبعه الفارابى فى ديوان الأدب 1/ 117 ثم الجوهرى فى الصحاح، وعنه المصنف هنا. وقد عاد ابن السكيت فذكر الشمْع والشمَع بالتحريك، قال: كالنهر. إصلاح المنطق 172 وقال ابن سيده: هما لغتان فصيحتان وقد غلط. المحكم 1/ 239 ولم يعلق الأزهرى على قول ابن السكيت. وذكر ثعلب أنه كالشعر والنهر. الفصيح 291 وقدم ابن فارس الإسكان قال: وربما تفتح الميم. المجمل 2/ 512 وهذا يؤكد صحته بالإسكان. (¬66) هى: ليس فى ع. (¬67) ع: يعيرها تحريف. (¬68) عن الصحاح (عرى). (¬69) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 86 (¬70) خ وع: مفعولة والمثبت من شرح المختصر والتهذيب 3/ 156. (¬71) ع، خ: إعداد والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬72) شاعر الأنصار سويد بن الصامت كما فى اللسان (عرا 2921).

لَيْسَتْ بِسَنْهَاءَ وَلَا رُجَّبِيَّةٍ ... وَلَكِنْ عَرَايَا فِى السِّنِينِ الْجَوَائِحِ قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬73): وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ مِنْ عَرِىَ يَعْرَى، كَأنَّهَا عَرِيَتْ مِنْ جُمْلَةِ التَّحْرِيمِ فَعَرْيَتْ، أَىْ: خَلَتْ وَخَرَجَتْ مِنْهُ (¬74). قَوْلُهُ: "وَعِنْدَهُم فُضُولٌ" (¬75) جَمْعُ فَضْلٍ، وَهُوَ الزَّائِدُ، يُقَالُ: فَضَلَ لى شَىْءٌ عَنْ حَاجَتِى، أَىْ: زَادَ. قَوْلُهُ: "بِخِرْصِهَا" بِكَسْرِ الْخَاءِ: هُوَ الشَّىْءُ الْمَخْرُوصُ الْمُقَدَّرُ، وَأَمَّا الْخَرْصُ بِالْفَتْحِ، فَالْمَصْدَرُ. قَوْلُهُ: "نَهَى عَنِ الْمُخَابَرَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ" (¬76) فالْمُخَابَرَةُ: كِرَاءُ الأَرْضِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبعِ وَنَحْوِهِ، مُشْتَقٌ مِنَ الْخَبَارِ، وَهِىَ الأَرْضُ الرِّخْوَةُ ذَاتُ الْحِجَرَةِ (¬77)، وَيُقَالُ: أَرْضٌ خَبِرَةٌ وَخَبْرَاءُ، وَخَبِرَ الْمَوْضِعُ (¬78)، قَالَ: أَخَافُ إِذَا وَرَدْنَ (¬79) بِنَا خَبَارَى ... وَحَثَّ الرَّكْبُ أَنْ لا تَحْمِلِينِى كَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِىِّ يَقُولُ: أَصْلُ الْمُخَابَرَةِ مِنْ خَيْبَرَ؛ لأنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - عَامَلَهُم- حِينَ غَلَبَ عَلَيْهَا (¬80) عَلَى النِّصْفِ، فَقِيلَ: خَابَرَهُمْ (¬81). وَالْمُحَاقَلَةُ: فِيهَا أَقْوَالٌ: أَحَدُهَا: (اكْتِرَاءُ) (¬82) الْأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ، هَكَذَا جَاءَ مُفَسَّرًا فى الْحَدِيثِ. وَقَالَ قَوْمٌ: هِىَ (¬83) الْمُزَارَعَةُ بِالثُّلُثِ وَالرُّبْعِ (¬84). وَقَالَ أبُو عُبَيْدٍ (¬85): هُوَ بَيْعُ الطَّعَام (¬86) وَهُوَ فى سُنْبُلِهِ بِالْبُرِّ، مأْخُوذٌ مِنَ الْحَقلِ، وَهُوَ الَّذِى يُسَمَّى الْقَرَاحُ بِالْعِرَاقِ (¬87). قَالَ فِى الْبَيَانِ (¬88): الْقَرَاح:، مِثْلِ الْحَقْلِ (¬89). وَقَالَ الْجَوْهَرىُّ (¬90): الْقَرَاحُ: الْمَزْرَعَةُ الَّتِى لَيْسَ عَلَيْهَا بنَاءٌ، وَلَا فِيهَا شَجَرٌ، وَالْمَحَاقل: الْمَزَارِعُ، وَيُقَالُ: احْقِلْ أَىْ: ازْرَعْ، وَيُقَالُ: "لَا يُنْبِتُ الْبَقْلَةَ (¬91) إِلاَّ الْحَقْلَةُ" (¬92). وَالْمُزَابَنَةُ: شِرَاءُ الثَّمَر (¬93) عَلَى رُؤُسِ النَّخْلِ بِالتَّمْرِ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ. قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬94): وَأَصْلُهُ مِنْ الزَّبْنِ، وَهُوَ: الدَّفْعُ، كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَزْبِنُ صَاحِبَهُ عَنْ حَقِّهِ بِمَا يَزْدَادُ (¬95) مِنْهُ، يُقَالُ: نَاقَةٌ زَبُونٌ: إِذَا كَانَتْ تَدْفعُ حَالِبَهَا بِرِجْلِهَا، وَحَرْبٌ زَبُونٌ: يُدْفَعُ مِنْهَا إِلَى الْمَوْتِ (¬96). ¬

_ (¬73) فى الغريبين 2/ 281. (¬74) وكذا فى التهذيب 3/ 156 وانظر غريب الحديث 1/ 230، 231. (¬75) فى المهذب 1/ 275: شكا ناس من الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الرطب يأتى ولا نقد بأيديهم يبتاعون به رطبا يأكلونه مع الناس وعندهم فضول من قوتهم من التمر فرخص لهم أن يبتاعوا العرايا بخرصها من التمر. (¬76) فى المهذب 1/ 275: روى جابر (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن المخابرة والمحاقلة والمزابنة. (¬77) ع: الحجارة والمثبت من خ والصحاح. (¬78) ع: وخبر وعرة الموضع. وفى الصحاح: يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر فهو خَبِرٌ وأرض خبرة وخبراء. (¬79) ع: نزلن. (¬80) ع: عليهم. (¬81) النهاية 2/ 7. (¬82) خ: إكراء. والمثبت من ع والنهاية 1/ 416 والفائق 1/ 298. (¬83) ع: هو فى. (¬84) الفائق والنهاية فى تعليق 81. (¬85) فى غريب الحديث 1/ 229، 230. (¬86) فى غريب الحديث: الزرع. (¬87) فى غريب الحديث: والحقل هر الذى يسميه أهل العراق القَرَاح. (¬88). ........................... (¬89) ع: الحول: تحريف. (¬90) فى الصحاح: قرح. (¬91) البقلة: ساقط من ع. (¬92) غريب الحديث 1/ 230 ومجمع الأمثال 3/ 182 وتهذيب اللغة 4/ 48 والصحاح (حقل) واللسان (حقل 945) يضرب مثلا للكلمة الخسيسة تخرج من الرجل الخسيس. (¬93) ع: التمر والمثبت من خ وشرح ألفاظ المختصر لوحة 85 وغريب ابن الجوزى 1/ 430، والمصباح (زين). (¬94) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 86. (¬95) ع: يراد. تحريف. (¬96) انظر النهاية 294 واللسان (زين 1808، 1809) وغريب الحديث 1/ 230 والفائق 1/ 298 وغريب ابن الجوزى 1/ 431.

وَإِنَّمَا حُرَّمَت الْمُحَاقَلَةُ وَالْمُزَابَنَةُ؛ لأنَّهُمَا مِنَ الْكَيْلِ (¬97) وَالْوَزْنِ، وَلَيْسَ يَجُوزُ إذَا كَانَا مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ (¬98) إِلاَّ مِثْلًا بِمِثْل يَدًا بِيَدٍ، وَهَذَا (¬99) مَجْهُولٌ، لَا يُدْرَى أَيُّهُمَا أَكثَرُ. الْفَرَقُ (¬100): سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا (¬101). قَوْلُهُ: "سَوَاءً بِسَوَاءٍ" (¬102) أَىْ: لَا يَجُوزُ إِلا مُسْتَوٍ بِمُسْتَوٍ، لَا فَضْلَ فى أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ (¬103). قَوْلُهُ: "الصُّبْرَةِ جُزَافًا" (¬104) فَالصُّبْرَةُ (¬105): هِىَ الْكُوَمِةُ الْمَجْمُوعَةُ مِنَ الطَّعَامِ، سُمِّيَتْ صُبْرَةً؛ لِإفْرَاغِ بَعْضِهَا عَلَى (¬106) بَعْضٍ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّحَابِ تَرَاهُ فَوْقَ السَّحَابِ: صَبِيرٌ (¬107) قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ (¬108). قَوْلُهُ: "جُزَافًا" أَىْ: جُمَلَةً بِغَيْرِ كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ وَلَا عَدَدٍ، فَارِسىٌّ مُعَرَّبٌ (¬109). (قَوْلُهُ (¬110): "الْكَسْبُ"). (¬111) الْكَسْبُ (بِضَمِّ الْكَافِ) (¬112): عُصَارَةُ الدُّهْنِ (¬113). قَوْلُهُ: "فَيُنْتَثَلُ مَا فِيهَا" (¬114) أَىْ: يُسْتَخْرَجُ، قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬115): (أَصْلُ) (¬116) النَّثْلِ: نَثْرُكَ الشَّىْءَ (¬117) مَرَّةً وَاحِدَةً، يُقَالُ: نَثَلْثُ كِنَانَتِى: إِذَا اسْتَخْرَجْتُ مَا فِيهَا مِنَ النَّبْلِ. قَوْلُهُ: "بَيْعُ الْحَلِيبِ بِالرَّائِبِ" (¬118) رَابَ الَّلبَنُ يَرُوبُ رَوْبًا: إِذَا خَثُرَ وَأدْرَكَ (¬119)، فَهُوَ رَائِبٌ، وَالرَّائِبُ يَكُونُ لِمَا مُخِضَ وَلِمَا لَمْ يُمْخَضْ، وَمَعْنَى مُخِصَ (¬120): حُرِّكَ حَتَّى خَرَجَ (¬121) زُبْدُهُ، وَالْمَخِيضُ: فَعِيلٌ مِنْهُ وَالْمِرْوَبُ: الِإنَاءُ الَّذِى يُرَوَّبُ فِيهِ الَّلبَنُ، قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: إِذَا خَثُرَ الَّلبَنُ، فَهُوَ الرَّائِبُ، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ اسْمهُ حَتَّى يُنْزَعَ زُبْدُهُ، وَاسْمُهُ عَلَى حَالِهِ، بِمَنْزِلَةِ الْعُشَرَاءِ مِنَ الِإبِلِ، ثُّمَ (¬122) تَضَعُ، فَهُوَ اسْمُهَا. قَوْلُهُ: "الْجُبْنَ أو الْأَقْطَ أَو الْمَصْلَ أَوْ الَّلبَأَ" (¬123) تُذْكَرُ فى كِتَابِ الْأَيْمَانِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى (¬124) الْجَزُورُ (¬125): ذُكِرَ فِى الْوُضُوءِ، وَكَذَلِكَ (¬126) الْعَنَاقُ: ذُكِرَتْ فِى الزَّكاةِ (¬127). ¬

_ (¬97) ع: أو: تحريف. وانظر غريب الحديث 1/ 230 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 85. (¬98) فى غريب الحديث 1/ 230 وليس يجوز شىء من الكيل والوزن: إذا كانا من جنس واحد إلا مثلا بمثل ويدا بيد وهذا مجهول لا يعلم أيهما أكثر. (¬99) ع: وهو. (¬100) فى المهذب 1/ 275: والمزابنة: أن يبيع التمر على رؤوس النخل بمائة فرق. (¬101) المصباح (فرق) واللسان (فرق 3401). (¬102) فى المهذب 1/ 276: قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبيعوا التمر بالتمر إلا سواء بسواء". (¬103) كذا فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 82 وانظر النهاية 2/ 427 والفائق 2/ 230. (¬104) فى المهذب 1/ 276: ولا يجوز بيع الحب بدقيقه متماثلا ولا يجوز بيعه دقيقه بدقيقه فأشبه بيع الصبرة بالصبرة جزافا وفى ع: الصبرة. فقط. (¬105): الصبرة. (¬106): عن والمثبت من خ وشرح ألفاظ المختصر لوحة 88. (¬107) ع: صبيرة: تحريف. (¬108) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 88. (¬109) ذ كر فى الصحاح والمصباح وشفاء الغليل 93. (¬110) فى المهذب 1/ 276: وأما الماء والملح فإنه يحصل فى الكُسب ولا ينعصر. (¬111) ما بين القوسين ليس فى خ. (¬112) ما بين القوسين من ع. (¬113) عن الصحاح (كسب) وفى المصباح: (الكسب ثفل الدهن وهو معرب وأصله الشين): كذا فى المعرب 285: الألفاظ الفارسية 135 قال: معرب كسبه. (¬114) فى المهذب 1/ 277: قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحلبن أحدكم شاة غيره بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى خزانته. فينتثمل ما فيها؟ ". (¬115) فى الغريبين 3/ 216. (¬116) من ع. (¬117) ع: للشىء. (¬118) فى المهذب 1/ 277: ويجور بيع اللبن الحليب بالرائب وهو الذى فيه حموضة. (¬119) وأدرك: ليس فى ع. والمثبت من خ والصحاح. (¬120) ع: أى: حرك. (¬121) ع: يخرج. (¬122) ع: ما لم والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. وفيه: هى الحامل، ثم تضع فهى اسمها. (¬123) خ: الشيراز واللبأ والجبن والأقط والمصل والأنفحة. وفى المهذب 1/ 277: وإن باع الجبن أو الأقط أو المصل أو اللبأ بعضه ببعض لم يجز. (¬124) تعالى: ليس فى ع. (¬125) من قول ابن عباس (ر) أن جزورا نحرت فى عهد أبى بكر (ر) فجاء رجل بعناق، فقال: اعطونى بها لحم، فقال أبو بكر (ر): لا يصلح هذا. (¬126) ع: وكذا. (¬127) 148، 196.

باب بيع الأصول والثمار

بَابُ بَيْعِ الْأُصُولِ وَالثِّمَارِ قَوْلُهُ: "وَالْجَوَابِى (¬1) وَالْأجَاجِين": الْجَوَابِى جَمْعُ جَابِيَةٍ، وَهِىَ كَالْحَوْضِ، قَالَ الْأعْشَى (¬2): *كَجَابِيَةِ الشَّيْخِ الْعِرَاقِىِّ تَفْهَقُ* يُقَالُ: جَبَيْتُ الْمَاءَ فى الْحَوْضِ: إِذَا جَمَعْتَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} (¬3) وَالْأجَاجِينُ: جَمْعُ إِجَّانَةٍ، وَهِىَ الَّتِى يُغْسَلُ فِيهَا الثِّيَابُ، مِثْلُ الْمِرْكَنِ (¬4). قَوْلُهُ: "السُّفْلَانِيُّ، وَالْفَوْقَانِيِّ" (¬5) نِسْبَةٌ إِلَى (سُفْلٍ) (¬6) وفَوْقَ. زِيدَتْ فِيهِ الْألِفُ وَالنُّونُ، كَمَا زَادُوهُمَا (¬7) فَي أحْمَرَانِي وَأشْقَرَانِي وَرَقَبَانِي (¬8). قَوْلُهُ: "النِّفْطِ وَالْقَارِ" (¬9) النِّفْطُ: دُهْن كَرِيهُ الرَّائِحَةِ، بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِهَا، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ وَالْقَارُ: دُهْنٌ (¬10) أَسُوَدُ لَزِجٌ يُتَّخَذُ لِلسُّفُنِ. يُقَالُ: قَارٌ وَقِيرٌ. قَوْلُهُ (¬11): "بَعْدَ أَنْ تُؤَبَّرَ" تَأْبِيرُ النَّخْلِ: تَلْقِيحُهُ، يُقَالُ: نَخْلَةٌ مُؤَبَّرَةٌ وَمَأْبُورَةٌ، وَالاسْمُ مِنْهُ: الِإبَارُ، عَلَى وَزْنِ الإِزَارِ، يُقَالُ: تَأَبَّرَ الْفَسِيلُ: إذَا قَبِلَ الإبَارَ، قَالَ الرَّاجِزُ (¬12): تَأبَّرِى يَاخَيْرَةَ الفَسِيلِ * تَأَبَّرِى مِنْ حَنَذٍ فَشُولِى* (إذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بِالْفُحُولِ) (¬13). يَقُولُ: تَلَقَّحِى مِنْ غَيْرِ تَأْبِيرٍ (¬14) وَالْفُحَّالُ: ذَكَرُ النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ: فَحَاحِيلُ، وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ ذُكُورِهِ فَحْلًا لِإنَاثِهِ، وَقَدْ يُقَالُ: فَحْلٌ وَفُحُولٌ (¬15). قَوْلُهُ: "الْكُشُّ الَّذِى تُلْقَحُ بِهِ الِإنَاثُ" (¬16) هُوَ مَا يُنْتَفَضُ مِنْهُ مِثْلُ الذَّرِيرَةِ (¬17) وَأَصْلُ الْكَشِيشِ: صَوْتُ الْحَيَّةِ مِنْ جِلْدِهَا، لَا مِنْ فِيهَا. وَكَشَّ الْفَحْلُ: إِذَا بَدَأَ فى الْهَدِيرِ (¬18). قَوْلُهُ: "الْكُرْسُفِ" (¬19) هُوَ الْقُطْنُ، قَدْ ذُكِرَ (¬20). ¬

_ (¬1) خ: كالجوابى وفى المهذب 1/ 278: وإن قال بعتك هذه الدار دخل فيها ما اتصل بها من الرفوف المسمرة والجوابى والأجاجين المدفونة فيها للانتفاع بها. (¬2) ديوانه 275: وصدره: نَفَى الذَّمَّ عَنْ آلِ الْمُحَلَّقِ جَفْنَةٌ. (¬3) سورة سبأ آية 13. وفى ع: كالجواب وكذا فى المصحف. وإثبات الياء فى الوقوف قراءة ابن كثير وأبو عمرو وورش ونافع ويعقوب. وانظر السبعة فى القراعات 527 والمبسوط 365. (¬4) فى الصحاح (ركن): والمِركن بكسر الميم: الِإجَّانَة التى تغسل فيها الثياب، عن الأصمعى. (¬5) فى المهذب 1/ 278: وإن كان فيها رحا مبنية دخل الحجر السفلانى فى بيعها؛ لأنه متصل بها وفى الفوقافى وجهان. . . إلخ. (¬6) خ: أسفل. (¬7) خ: زادوها. (¬8) ع: أشعرانى وانظر الكتاب 3/ 380. (¬9) فى المهذب 1/ 278: وإن كان فى الأرض معدن ظاهر كالنفط والقار فهو كالماء. (¬10) دهن: ساقط من ع. (¬11) فى المهذب 1/ 278: روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: من باع نخلا بعد أن تؤبر فثمرتها للبائع إلا أن يشترطها المبتاع. (¬12) أحيحة بن الجلاح ديوانه 81 وذكر فى الصحاح واللسان الشطرين الأول والثالث وذكرت خ الشطرين الأول والثانى، وع الأول والثالث متابعة للصحاح. والأشطر الثلاثة ذكرها ابن السكيت فى إصلاح المنطق 81 والأزهرى فى تهديب اللغة 4/ 467. (¬13) ما بين القوسين من ع بدل الشطر الثانى. (¬14) المراجع السابقة. (¬15) كتاب النخلة 135 من مجلة المورد م 14 ع 3 والصحاح (فحل). (¬16) فى المهذب 1/ 279: وإن باع فحالا وعليه طلع لم يتشقق ... فإن المقصرد ما فيه وهو الكش الذى تلقح له الإناث وَهُوَ غير ظاهر فيدخل فى بيع الأصل كطلع الإناث. (¬17) فى التهذيب 9/ 425 عن ابن الأعرابى: الكش: الحرق الذى يلقح به النخل. وانظر شرح ألفاظ المختصر لوحة 84. (¬18) الصحاح (كشش). (¬19) فى المهذب 1/ 279: قال الشافعى رحمه الله: والكرسف إذا بيع أصله كالنخل. (¬20) ص 47.

"كَالتُّوتِ" (¬21): بِتَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ مِنْ فَوْقُ: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ يُعْلَفُهُ دُودُ الْقَزِّ، وَلَهُ حَمْلٌ أحْمَرُ طَيِّبٌ يُؤْكَلُ. قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬22): وَلَا تَقُلْ "التُّوث" بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ. قَوْلُهُ: "فِى كِمَامٍ" (¬23) جَمْعُ كِمَّةٍ، وَالْكِمَّةُ: وِعَاءُ الطَّلْعِ وَالنَّوْرِ (¬24)، وَالْجَمْعُ: كِمَّامٌ وَأَكِمَّةٌ وَأَكْمَامُ، وَيَكُونُ جَمْعَ كِمٍّ، بِكَسْرِ الْكَافِ (¬25) وَالرَّانِجُ (¬26): الْجَوْزُ الْهِنْدِىُّ وَهُوَ النَّأْرَجِيلُ، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: وَمَا أَظُنُّهُ عَرَبِيًّا (¬27) "الْبَذْرُ" (¬28) سُمِّىَ بَذْرًا، لِتَفْرِيقهِ فى الأرْضِ، يُقَالُ: ذَهَبَتْ إِبِلُهُ شِذَرَ بَذَرَ، وَمِنْهُ: التَّبْذِيرُ، وَهُوَ: تَفْرِيقُ الْمَالِ (¬29). قَوْلُهُ: "فى نَوْرٍ يَتَنَاثَرُ عَنْهُ النَّوْرُ" (¬30) النَّوْرُ (¬31) وَالنُّوَّارُ: هُوَ الزَّهْرُ مِنْ جَمِيعِ الأَشْجَارِ، يُقَالُ: نَوَّرَتْ الشَّجَرَةُ وَأَنَارَتْ، أَىْ: أَخْرَجَتْ نَوْرَهَا، يُقَالُ نَوْرٌ، بِفَتْحِ النُّونِ، وَنُوَّارٌ (¬32). "النَّعْنَعُ" (¬33): بَقْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ، وَكَذَلِكَ النَّعْنَاعُ بِالألِفِ. وَالرَّطْبَةُ: الْقَضْبُ (¬34). وَالْهِنْدِبَا: بَقْلٌ أَيْضًا، يُقَال: هِنْدِبَا وَهِنْدِبَاةٌ، وَقَالَ أبو زَيْدٍ: الْهِنْدِبَا، بِكَسْرِ الدَّالِ: يُمَدُّ وَيُقْصَرُ (¬35)، (لَهُ) (¬36) وَرَقٌ عَرْضُهُ دُونَ الِإصْبَعَيْنِ، وَطُولُهُ: قَدْرُ فِتْرٍ يَكُونُ فى الْبِرِّ وَالْبَسَاتِينِ، فَالْبَرِّىُّ: لَهُ خُضْرَةٌ شَدِيدَةٌ يَانِعَةٌ (¬37) مَلْسَاءُ، يُسَمِّيهِ الْأطِبَّاءُ: الطَّرَخْشُوقَ، وَالْعَامَّةُ: الْمُرَارَ. وَالْبُسْتَانِىُّ مِنْهُ: تَعْلُو وَرَقَهُ غُبْرَةٌ مُزْغِبَةٌ (¬38)، عُصَارَتُهَا نَافِعَةٌ، طَبْعُهَا بَارِدٌ يَابِسٌ. وَالْكُمَّثْرَى (¬39): هُوَ (¬40) الْعَنْبَرُودُ بِالْيَمَنِ. قَوْلُهُ: "كَالْبُسْرِ الْحَيْسُوَانِىِّ وَالْقُرَشِىِّ (¬41) هُمَا نَوْعَانِ (مِنَ التَّمْرِ) (¬42) مَعْرُوفَانِ بِالْعِرَاقِ. قَوْلُهُ: "حَتَّى تُزْهَى" (¬43) أَىْ: يَحْمَرَّ وَيَصْفَرَّ، يُقَالُ: زَهَا يَزْهُو، وَأَزْهَى يُزْهَى (¬44). ¬

_ (¬21) خ: التوت. وفى المهذب 1/ 279: وإن كان مما يقصد منه الورق كالتوت. . . إلخ. (¬22) فى الصحاح (توت) وكذا ذكر ابن السكيت فى إصلاح المنطق 308. (¬23) فى المهذب 1/ 280: ما يخرج فى كمام لا يزال عنه إلا عند الأكل كالرمان والموز فهو للبائع. (¬24) فى الصحاح: وعاء الطلع وغطاء النور. (¬25) الْكِمَّ والكِمَّةُ وَالكِمَامَةُ مفردات جمعها: كمام وأكمة وأكمام وأكاميم. أنظر الصحاح والمصباح (كمم). (¬26) فى المهذب 1/ 280: ما يخرج وعليه قشرتان كالجوز واللوز والرانج فالمنصوص أنه كالرمان. (¬27) الصحاح (رنج). قال الجواليقى فى المعرب 162 كأنه أعجمى أما أدى شير فذكر أنه فارسى محض 73. (¬28) فى المهذب 1/ 280: وإن باع أرضا فيها بذر لم يدخل البذر فى البيع. وفى ع: والبذر. (¬29) الصحاح (بذر). (¬30) فى المهذب 1/ 280: ما يكون فى نور يتناثر عنه النور كالتفاح والكمثرى. . . إن تناثر عنه النور فهو للبائع. (¬31) النور: ليس فى ع. (¬32) كتفاح كما فى المصباح: وانظر الصحاح (نور). (¬33) فى المهذب 1/ 280: وإن باع أرضا وفيها نبات غير الشجر فإن كان مما له أصل يحمل مرة بعد أخرى كالرطبة والبنفسج والنرجس والنعنع والهندبا والبطيخ والقثاء ودخل الأصل فى البيع. (¬34) ع: القضيب. وقد فصل بهذه اللفظة بين تفسير الهندبا، فقدمتها؛ ليستقيم النص. (¬35) الصحاح (هدب). (¬36) له: ساقط من خ. (¬37) ع: بالغة: تحريف. (¬38) مزغبة: ساقط من ع. (¬39) خ: الكمثرى. (¬40) ع: وهو. (¬41) فى المهذب 1/ 280: إذا باع أصلا وعليه ثمرة للبائع لم يكلف قطع الثمرة إلى أوان الجداد فإن كان مما يقطع بسرا كالبسر الحيوانى والقرشى لم يكلف قطعة إلى أن يصير بسرا. وفى خ: كالحَيوان والقرشى. (¬42) مابين القوسين: ساقط من خ. (¬43) فى المهذب 1/ 281: روى ابن عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع ثمرة النخل حتى تزهى والسنبل والزرع حتى يبيض وبأمن العاهة. (¬44) بعض اللغويين يفرق بين زها وأزهى فى المعنى، فيرون أن زها بمعنى نبتت ثمرته، وأزهى بمعنى أحمر أو أصفر، وبعضهم على أن المعنى واحد فمن فرق بينهما قال لا يصح إلا تزهى من أزهى وقد فسره النبى - صلى الله عليه وسلم - بأن يحمر. أنظر سنن النسائى 7/ 264 وإليه ذهب أبو عبيد والأصمعى والأخفش وابن الأعرابى والخليل. ومن رأى أنهما بمعنى صحح الروايتين "تزهو" و "تزهى" ومنهم أبو زيد والزجاج وابن الأعرابى فى رواية ثعلب. وانظر العين 4/ 74 وغريب الحديث 3/ 283، 284، 1/ 233، 234: وتهذيب اللغة 371/ 6 - 373 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 85 وفعلت وأفعلت للزجاج 45 والفائق 2/ 137 والنهاية 2/ 323 وجمهرة اللغة 3/ 22 والصحاح والمصباح (زها).

(وَ) (¬45) يُسَمَّى الْحَائِطُ الَّذِى هُوَ الْبُسْتَانُ؛ لِأنَّهُ يُحَوَّطُ عَلَيْهِ بِالْحِيطَانِ، وَهِىَ الْجُدُرُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّتْ الْحِيَاطَةُ الَّتِى هِىَ الْحِفْظُ، وَقَدْ حَوَّطَ كَرْمَهُ تَحْوِيطًا، أَىْ: بَنَى (حَوْلَهُ) (¬46). قَوْلُهُ: "الْعَاهَةَ" يَعْنِى: الْآفَةَ الَّتِى رُبمَا تُصِيبُ الزرْعَ رَتُفْسِدُهُ، يُقَالُ: أَعَاهُ الْقَوْمُ، وَأَعْوَهُوا: إِذَا أَصَابَ ثِمَارَهُمْ أوْ مَاشِيَتَهُمْ الْعَاهَةُ (¬47). قَوْلُهُ: "بِأَنْ يَتَمَوَّهَ" (¬48) لَهُ تَأْوِيلَانِ، أَحَدُهُمَا: (حَتَّى) (¬49) تَدُورَ فِيهِ الْحَلَاوَةُ، مَأْخُوذٌ. مِنَ الْمَاءِ (¬50)؛ لِأنَّ أَصْلَهُ مَاهَ. وَالثَّانِى: مَعْنَاهُ: تَبْدُو فِيهِ الصُّفرَةُ، مِنْ مَوَّهْتُ الْفِضَّةَ: إذَا صَفَّرْتَهَا بِالذَّهَبِ. قَوْلُهُ: "الْجَدَادِ وَالْحَصَادِ" (¬51) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْحَاءِ وَكَسْرِهِمَا (¬52)، فَالْجِدَادُ (¬53): قَطْعُ الثَّمَرِ (¬54) وَالْحَصَادُ: فى الزَّرْعِ، يُقَالُ: قَدْ أجَدَّ النَّخْلُ، أَىْ: حَانَ (لَهُ) (¬55) أَنْ يُجَدَّ، وَهَذَا زَمَانُ الجِدَادِ (¬56) وَجَدَّ الشَّيْءَ: إِذَا قَطَعَهُ، وَكَذَلِكَ (¬57) الْجِزَازُ (¬58) فى الرُّطَبَةِ: هُوَ قَطْعُهَا (أَيْضًا) (¬59). قَوْلُهُ: "انْثَالَتْ" (¬60) أَىْ: انْصَبَّتْ، وَانْثَالَ التُّرَابُ (إِذَا) (¬61) انْصَبَّ، وَانْثَالَ عَلَيْهِ النَّاسُ: انْصَبُّوا. قَوْلُهُ: "تَحْمِلُ حَمْلَيْنِ" (¬62) الْحَمْلُ- بِفَتْحِ الْحَاءِ: مَا كَانَ عَلَى الشَّجَرِ أَو فى الْبَطْنِ، وَالحِمْلُ- بِالْكَسْرِ: مَا كَانَ عَلَى الظَّهْرِ، مِثْلُ حِمْلِ الْبَعِيرِ. * * * ¬

_ (¬45) خ: يسمى. (¬46) خ: عليه والمثبت من ع والصحاح. (¬47) الصحاح (عوه). (¬48) خ: حتى يتموه. وفى المهذب 1/ 281: وبدو الصلاح فى الثمار أن يطيب أكلها فإن كان رطبا بأن يحمر أو يصفر، وإن كان عنبا أسود بأن يتموه. (¬49) حتى: ليس فى خ. (¬50) ع: من الماء اللين؟. (¬51) فى المهذب 1/ 281: فإن احتاجت الثمرة أو الزرع إلى السقى لزم البائع ذلك؛ لأنه يجب عليه تسليمها فى حال الجداد والحصاد وذلك لا يحصل إلا بالسقى فلزمه. (¬52) ع: بضم الجيم وكسرها: تحريف؛ لأنه عنى الجذاذ بالمعجمة. (¬53) ع: والجذاذ. (¬54) ع: الثمرة. (¬55) له ساقط من خ والمثبت من ع والصحاح (جدد). (¬56) عن الصحاح (جدد). (¬57) ع: وكذا. (¬58) ع: الجذاذ والمقصود الحزاز بالزاى كما فى خ وفى الصحاح (جزز): هذا زمن الجزاز والجزاز أى: زمن الحصاد وصرام النخل. (¬59) من ع. (¬60) فى المهذب 1/ 281: إذا اشترى حنطة فلم يقبض حتى انثالت عليها حنطة أخرى ففيه قولان. . . إلخ. (¬61) من ع. (¬62) فى المهذب 1/ 281: وإن كان له شجرة تحمل حملين فباع أحد الحملين بعد بدو الصلاح. . . فالبيع باطل.

من باب بيع المصراة والرد بالعيب

مِنْ بَابِ بَيْع الْمُصَرَّاةِ وَالرَّدِّ بِالْعَيْبِ الْمُصَرَّاةُ: هِىَ الَّتِى لَا تُحْلَبُ أَيَّامًا، حَتَّى يَجْتَمِعَ اللَّبَنُ فى ضَرْعِهَا، وَأَصْلُ التَّصْرِيَةِ: الْحَبْسُ وَالْجَمْعُ يُقَالُ: صَرَى (¬1) الْمَاءَ فى ظَهْرِهِ زَمَانًا: إِذَا حَبَسَهُ، وَصَرَى الرَّجُلُ الْمَاءَ فى صُلْبِهِ: إذَا امْتَنَعَ مِنَ الْجِمَاعِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬2): رَأَتْ غُلَامًا قَدْ صَرَى فى فِقْرَتِهِ ... مَاءَ الشَّبَابِ عُنْفُوَانَ شِرَّتِهِ (¬3) ¬

_ (¬1) ع: صر: تحريف. (¬2) الأغلب العجلى ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث 2/ 241، والرواية هنا عنه وفى اللسان (صرى 2441) "رب غلام"- "عنفوان سنبته"، مثل ما فى الصحاح. (¬3) رواية ع: "رب غلام"- منبته. ومنبته تحريف سنبته، وهى رواية الصحاح.

وَيُقَالُ: مَاءٌ صِرَىً (¬4): إذَا اجْتمَعَ فى مَحْبِسٍ فَتَغَيَّر لِطُولِ الْمُكْثِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬5): صِرَىً آجِنٌ يَزْوِى لَهُ الْمَرْءُ وَجْهَهُ ... إِذَا ذَاقَهُ الظَّمْآنُ (¬6) فى شَهْرِ نَاجِرِ وَالآجِنُ: الْمُتَغَيِّرُ. وَنَاجِرُ: شَهْرُ الْحَرِّ. وَفَسَّرَهَا الشَّافِعِىُّ أَنَّهَا (التِّى) (¬7) تُصَرُّ أَخْلَافُهَا، وَلَا تُحْلَبُ أَيَّامًا (¬8). فَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ الصَّرِّ، قَالَ: كَانَتْ الْمُصَرَّاةُ فى الأصْلِ: مُصَرَّرَةً، فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثُ رَاءَاتٍ فَأُبْدِلَتْ أُخْرَاهُنَّ (¬9)، كَمَا قَالُوا فى تَظَنَّنْتُ، تَظَنَّيْتُ، مِنَ الظَّنِّ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتْ الْيَاءُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا قُلِبَتْ أَلِفًا (¬10). وَالْمُحَفَّلَةُ: مِثْلُ الْمُصَرَّاةِ مِنْ حَفَلَ الْقَوْمُ وَاحْتَفَلُوا: إذَا اجْتَمَعُوا (¬11). قَوْلُهُ: "سَبِطَةَ الشَّعَرِ" (¬12) أَىْ: مُسْتَرْسِلٌ غَيْرُ جَعْدٍ، يُقالُ: شَعَرٌ سَبِطٌ -بِالْكَسْرِ- وَسَبْطٌ بِالسُّكُونِ (¬13). التَّدْلِيسُ (¬14) فِى الْبَيْعِ: هُوَ كِتْمَانُ عَيْبِ السِّلْعَةِ عَنِ الْمُشْتَرِى. وَالْمُدَالَسَةُ: كَالْمُخَادَعَةِ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُدَالِسُكَ، أَىْ: لَا يُخَادِعُكَ، مَأْخُوذٌ مِنَ الدُّلْسَةِ، وَهِىَ: الظُّلْمَةُ (¬15). قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬16): هُوَ إخْفَاءُ الْعَيْبِ. قَوْلُهُ: "إِنَّ بِخُفِّهَا نَقَبًا" (¬17) بِالتَّحْرِيكِ. نَقِبَ الْبَعِيرُ: إذَا رَقَّتْ أَخْفَافُهُ، وَأَنْقَبَ الرَّجُلُ: إِذَا نَقِبَ بَعِيرُهُ، وَنَقِبَ الْخُفُّ الْمَلْبُوسُ، أَىْ (¬18): تَخَرَّقَ. قَوْلُهُ: "بَاقِيًا عَلَى جِهَتِهِ" (¬19) أَىْ: عَلَى (¬20) حَالَتِهِ، وَلَيْسَ مِنَ الْجِهَةِ الَّتِى هِىَ الْمَكَانُ. قَوُلُهْ: "الأَرْشُ" (¬21) الأَرْشُ: الْبَدَلُ، وَأصْلُهُ: دِيَةُ الْجِرَاحَةِ، وَمَا يجِبُ فِيهَا، قَالَ الْقُتَيْبِىُّ, وَابْنُ الأَنبارِىِّ (¬22): سُمِّىَ أَرْشًا؛ لِأنَّ الْمُبْتَاعَ إِذَا وَقَفَ عَلَى الْعَيْبِ: وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَائِعِ أَرْشٌ، أَىْ: خُصُومَةٌ، يُقَالُ: أَرَّشْتُ بَيْنَ الْقَوْم: إِذَا أَلْقَيْتَ بَينهُمْ الشَّرَّ، وَأغْرَيْتَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ. قَوْلُهُ: "قَدِ اسْتَغَلَّ غُلَامِىَ" (¬23) أَىْ (¬24): أَخَذَ كَسْبَهُ، بِمَنْزِلَةِ غَلَّةِ الأرْضِ، وَهُوَ الْخَرَاجُ أَيْضًا. وَمَعْنَى "الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ" أَىْ: أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْكَسْبَ بِمَا الْتَزَمَهُ مِنْ ضَمَانِ الْعَيْنِ (لَوْ) (¬25) هلكت. ¬

_ (¬4) المنقوص والممدود للفراء ص 39، وإصلاح المنطق 103، 122 وانظر الصحاح (صرى). (¬5) ذو الرمة كما فى ديوانه 3/ 1678 واللسان (صرى 2441) والأساس (صرى). (¬6) ع، واللسان، والأساس: ظمآن. (¬7) من ع. (¬8) ذكر فى اللسان (صرى 2441) أن ابن برى قال: ذكر الشافعى (ر) المصراة وفسرها أنها التى تصر أخلافها ولا تحلب أياما حتى يجتمع اللبن فى ضرعها، فإذا حلبها المشترى استغزرها. وكذا ذكر المزنى فى المختصر أنظر الأم 2/ 184 وشرح ألفاظ المختصر لوحة 87. (¬9) ع: إحداهن ياء. (¬10) غريب الحديث 2/ 241، 242 والفائق 2/ 293 والنهاية 3/ 127 وتهذيب اللغة 2/ 224 والصحاح (صرى) واللسان (صرى 2441). (¬11) غريب الحديث 2/ 242 وتهذيب اللغة 5/ 76 والفائق 1/ 296 والنهاية 1/ 408، 409 وشرح ألفاظ المختصر 87 وأفعال السرقسطى 1/ 383 والصحاح (حفل). (¬12) فى المهذب 1/ 283: إذا ابتاع جارية قد جعد شعرها ثم بأن أنها سبطة الشعر. . ثبت له الرد. (¬13) تهذيب اللغة 12/ 243 والمخصص 1/ 66 وديوان الأدب 1/ 217، 2/ 239 والصحاح والمصباح (سبط). (¬14) ع: والتدليس. وفى المهذب 1/ 284: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - صحح البيع فى المصراة مع التدليس بالتصرية. (¬15) غريب الحديث للخطابى 3/ 43 والصحح والمصباح (دلس) وتهذيب اللغة 12/ 362 وجمهرة اللغة 2/ 264 والمخصص 1/ 76 والفائق 1/ 437 والنهاية 2/ 130. (¬16) فى الغريبين. (¬17) فى المهذب 1/ 284 من رواية أبى سباع: اشتريت ناقة فلما خرجت بها أدركنا عقبة بن عامر، فقال هل بين لك ما فيها؟ إن بخفها نقبا. (¬18) ع: إذا، والمثبت عن خ والصحاح (نقب) والنقل عنه. (¬19) فى المهذب 1/ 284: إذا وجد المشترى بالبيع عيبا لا يخلو إما أن يكون المبيع باقيا على جهته أو زاد أو نقص. . إلخ. (¬20) على: ليس فى ع. (¬21) خ: رجع بالأرش: وفى المهذب 1/ 284: وإن قال المشترى أعطنى الأرش لأمسك المبيع لم يجبر البائع. (¬22) الزاهر 2/ 319، 320 وانظر الغريبين 1/ 38، 39 والنهاية 1/ 39. (¬23) فى المهذب 1/ 385: روت عائشة (ر) أن رجلا ابتاع غلاما فأقام عنده ما شاء الله يقيم به ثم وجد به عيبا فخاصمه إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال الرجل: قد استغل غلامى فقال - صلى الله عليه وسلم -: الخراج بالضمان. (¬24) ع: إذا. (¬25) خ: أو: تحريف.

قَوْلُهُ: "كَالْبَيْضِ الْمَذِرِ وَالرُّمَّانِ الْعَفِنِ" (¬26) مَذِرَت الْبَيْضَةُ: فَسَدَتْ، وَكَذَا عَفِنَ إِذَا فَسَدَ وَأنْتَنَ وَعَفِنَ الْخَشَبُ: بَلِىَ مِنَ الْمَاءِ. قَولهُ: "كَالْمَقْبُوض بِالسَّوْمِ" (¬27) هُوَ: الْمُبَايَعَةُ، يُقَالُ: سَاوَمْتُهُ سُوَامًا فَاسْتَامَ عَلَىَّ، وَتَسَاوَمْنَا، وَسُمْتُكَ بَعِيرًا سِيمَةً (28) حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لَغَالِى السِّيمَةِ (¬28). قَوْلُهُ: "فَوَجَدَهُ أَقْرَعَ" (¬29) الأَقْرَعُ: الَّذِى ذَهَبَ شَعَرُ رَأْسِهِ مِنْ آفَةِ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬30). وَقَالَ فى فِقْهِ اللُّغَةِ (¬31): الصَّلَعُ (¬32): ذَهَابُ الشَّعَرِ عَنِ الْبَشْرَةِ، وَالْقَرَعُ: تَقَشُّرُ الْبَشْرَةِ. قَولهُ: "وَإنْ وَجَدَهُ خَصِيًّا" (¬33) الْخَصِىُّ: مَسْلُولُ الْخُصْيَيْنِ (¬34)، يُقَالُ: خُصْيَةٌ لِلْوَاحِدَةِ, وَكَذَلِكَ الْخِصْيَةُ بِالْكَسْرِ، وَالْخُصْيَتَانِ: الْبَيْضَتَانِ، وَالْخُصْيَانِ: الْجِلْدَتَانِ اللَّتَانِ فِيهِمَا الْبَيْضَتَانِ، وَإِذَا ثَنِّيْتَ قفتَ: خُصْيَانِ لَمْ تُلْحِقْهُ التَّاءَ، وَكَذَلِكَ الألْيَةُ، إِذَا ثَنَّيْتَ قُلْتَ: أَلْيَانِ لَمْ تُلْحِقْهُ التَّاءَ، وَهُمَا نَادِرَانِ. وَخَصَيْتُ الْفَحْلَ خِصَاءً مَمْدُودٌ (¬36): إِذَا سَلَلْتَ خُصْيَيْهِ، يُقَالُ: بَرِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ الْخِصَاءِ. وَالْوَاحِدُ (¬37) خَصِىٌّ، وَالْجَمْعُ: خِصْيَانٌ وَخِصْيةٌ، وَمَوْضِعُ الْقَطْعِ: مَخْصىً (¬38). قَولهُ: "وَإِنْ وَجَدَهَا ثَيِّبًا" (¬39) يُقَالُ: امْرَأَةٌ ثَيِّبٌ، وَرَجُلٌ ثَيِّبٌ. الذَّكَرُ وَالاُنْثَى فِيهِ سَوَاءٌ، قالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (¬40): وَذَلِكَ إِذَا كَانَت الْمَرْأَة قَدْ دَخَلَ بِهَا الزَّوْجُ (¬41)، وَالرجُلُ قَدْ دَخَلَ بِامْرَأَةٍ (¬42) وَمِنْهُ تَقُولُ: قَدْ تَثَيَّبَتِ (¬43) الْمَرأَةُ: وَسُمِّيَت الثَّيِّبُ ثَيِّبًا، لِأَنَّهَا تُوَطَأُ وَطْءً بَعْدَ وَطْءٍ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلُهُ تَعَالَى (¬44): {مَثَابَةً لِلنَّاسِ} (¬45) أَىْ: يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى (وَثَانِيَةً بَعْدَ أُولَى) (¬46). قَوْلُهُ: "فى الْخِلْقَةِ وَالْبَطْشِ" (¬47) الْبَطْشُ: الْأَخذُ بِالْقُوَّةِ وَالْعُنْفِ. ¬

_ (¬26) فإن كان مما لا يوقف على عيبه إلا بكسره فينظر فيه فإن كسره فوحده لا قيمة للباقى كالبيض المذر والرمان العفن فالبيع باطل. المهذب 1/ 286. (¬27) خ: والمقبوض وفى المهذب 1/ 286: لما رد انفسح العقد فيه فصار كالمقبوض بالسوم والمقبوض بالسوم مضمون بالقيمة. (¬28) ع: السمة: تحريف. وانظر الصحاح (سوم) واللسان (سوم 2157). (¬29) ع: "أقرع" وفى المهذب 1/ 286: فإن اشترى عبدا فوحده أعمى أو أعرج أو أصم أو أقرع ثبت له الرد. (¬30) فى الصحاح (قرع) وكذا فى العين 1/ 177 وتهذيب اللغة 1/ 230 والمحكم 1/ 114. (¬31) ص 72. (¬32) ع: القلع تحريف. (¬33) فى المهذب 1/ 286: وإن وجده خصيا: ثبت له الرد؛ لأن العقد يقتضى سلامة الأعضاء. وفى خ: فإن وجده. . (¬34) ع: الخصى. (¬35) ع: الأليان والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬36) ع: ممدودا والمثبت من خ والصحاح. (¬37) فى الصحاح: والرجل خصى. (¬38) ما سبق عن الصحاح (خصى) وانظر اصلاح المنطق 116، 167، 168 واللسان (خصى 1178). (¬39) فى المهذب 1/ 287: وإن اشترى جارية فوجدها ثيبا أو مسنة لم يثبت له الرد؛ لأن الثيوبة والكبر ليس بنقص. (¬40) إصلاح المنطق 340، 341 ونقله الجوهرى فى الصحاح (ثوب). (¬41) فى الإصلاح والصحاح: قد دخل بها. (¬42) ع: بامرأته ومثله فى الصحاح والمثبت من خ والإصلاح. (¬43) كذا فى خ وع وفى الصحاح واللسان: ثيبت المرأة. وقد: ليس فى ع. (¬44) تعالى: ليس فى ع. (¬45) سرة البقرة آية 125. (¬46) ما بين القوسين ليس فى ع. وانظر مجاز القرآن 1/ 54 ومعان الفراء 1/ 76 وتفسير غريب القرآن 63. (¬47) فى المهذب 1/ 287: لأن الحصى أنقص من الفحل فى الخلقة والبطش والقوة.

من باب بيع المرابحة

مِنْ (¬1) بَابِ بَيْعِ الْمُرَابَحَةِ قَوْلُهُ: "لَا يَرَى بَأْسًا بِدَهْ يَازْدهْ وَدَهْ دَاوَزْدَهْ" (¬2) عَشْرَةٌ بِالْفَارِسِيَّةِ، وَيَازْدَه: أَحَدَ عَشَرَ، وَدَوَازْدَهْ: اثْنَا عَشَرَ، أَىْ: لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَبِيعَ مَا اشترَاهُ بِعَشْرَةٍ بِأَحَدَ عَشَرَ (¬3) وَاثْنَىْ عَشَرَ. قَوْلُهُ: "وَوَضْعِ دِرْهَمٍ" (¬4) أَىْ: حَطّ دِرْهَمٍ، يُقَالُ: وَضَعَ لَهُ فى الْبَيْعِ مِنَ الثَّمَنِ، أَىْ: حَطَّ عَنْهُ. قَوْلُهُ: "وَشِقْصًا" (¬5) الشِّقْصُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الأَرْضِ، وَالطَّائِفَةُ مِنَ الشَّىْءِ، وَأَصْلُهُ: الْجُزْءُ وَالنَّصِيبُ وَالسَّهْمُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْمِشْقَصِ، وَهُوَ: مِنَ النِّصَالِ. ما طَالَ وَعَرضَ (¬6)، وَفِى الْحَدِيثِ: "مَن بَاعَ الْخَمْرَ فَلْيُشَقِّص الْخَنَازِيرَ" أَىْ: فَلْيُعَضِّهَا (¬7) أَعْضَاءً، كَمَا تُعَضَّى الشَّاةُ إذَا بِيعَتْ (¬8). وَالْمَعْنَى: مَنِ اسْتَحَلَّ بَيْعَ الْخَمْرِ فَلْيَسْتَحِلَّ بَيْعَ الخِنْزِيرِ فَإنَّهُمَا (¬9) فى التَحْرِيمِ سَوَاءٌ. قَوْلُهُ: "وَاطَأَ غُلَامَهُ" (¬10) أَىْ: وَافَقَهُ، يُقَالُ: وَاطَأْتُهُ عَلَى الأمرِ مُوَاطَأةً: إذا وَافَقْتَهُ، مِنَ الْوِفَاقِ. قَوْلُهُ: "كاَلشُّفعَةِ وَالتوْلِيَةِ" (¬11) التَّوْلِيَةُ: بَيْعٌ بِرَأْسِ الْمَالِ، وَهِىَ (¬12) مِنَ الْمُوَالَاةِ وَالْمُتَابَعَةِ، كَأنَّهُ يَبِيعُ الْمُشْتَرِى الأوَّلَ, وَيُوَالِيهِ فى الْبَيْعِ بِمِثْلِ الثَّمَنِ. قَوْلُهُ: "نَكَلَ عَنِ الْيَمِينِ" (¬13) أَىْ: جَبُنَ وَامْتَنَعَ، مَأْخُوذٌ مِنَ النِّكْلِ، وَهُوَ الْقَيْدُ؛ لِأنَّهُ يَمْنَعُ الْمَحْبُوسَ مِنَ التَّصَرُّفِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا} (¬14) يُقَال: نَكَلَ عَنِ الْعَدُوِّ وَالْيَمِينِ يَنْكُلُ- بِالضَّمِّ: إذَا جَبُنَ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (¬15): نَكِلَ بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ فِيهِ. ¬

_ (¬1) ع: ومن. (¬2) فى المهذب 1/ 288: روى عن ابن مسعود (ر) أنه كان لا يرى بأسًا بده يازده وده دوازده. (¬3): ع: أو ب. وفى عيون الأخبار 6/ 311 قال الربيع بن بزة: رأيت رجلا بالأهواز قيل له: قل لا إله إلا الله، فقال: ده يازده وده دوازده. (¬4) فى المهذب 1/ 288: ويجوز أن يبيعها مواضعة بأن يقول: قد بعتك برأس مالها ووضع درهم من كل عشرة؛ لأنه ثمن معلوم فجاز البيع به. (¬5):خ: شقصا. وفى المهذب 1/ 289: لو اشترى سيفا وشقصا بألف قسم الثمن عليهما على قدر قيمتهما. (¬6) كذا فى الفائق 1/ 235: ولكنه استدرك فنقل قول الأصمعى أنه الطويل غير العريض، وكذا ذكر أبو عبيد فى غريب الحديث 2/ 257 وابن الأثير فى النهاية 2/ 490 وكلهم أجمع على أن النصل العريض يسمى معبلة. (¬7): فليعضيها: خطأ. (¬8) فى النهاية: أى فليقطعها قطعا ويفصلها أعضاء كما تفصل الشاه إذا بيع لحمها. وانظر الفائق 2/ 258. (¬9) ع: لأنهما. (¬10) ع: وطأ: خريف. وفى المهذب 1/ 289: وإن اشترى بعشرة ثم واطأ غلامه فباع منه ثم اشتراه منه بعشرين ليخبر بما اشتراه من الغلام كره ما فعله. (¬11) فى المهذب 1/ 290: إذا أخبر بزيادة وجب حط الزيادة كالشفعة والتولية. (¬12) ع: وهو. (¬13) ع: نكل. وفى المهذب 1/ 290: إذا نكل حصلنا على بينة والبينة لا تسمع. (¬14) سورة المزمل آية 12. (¬15) ع: أبو عبيد والمثبت من خ والصحاح (نكل): انظر إصلاح المنطق 188.

من باب النجش

مِنْ بَابِ النَّجْشِ النَّجْشُ: كَشْفُ الشَّىْءِ، وَإثَارَتُهُ، يُقَالُ: نَجَشْتُ الشَّىْءَ أَنْجُشُهُ نَجْشًا، أىْ: [اسْتَثَرْتُهُ] (¬1)، وَالنَّاجِشُ: الَّذِى يَحُوشُ الصَّيْدَ، وَالنَّجْشُ: أَنْ تَزِيدَ (¬2) فى الْبَيْعِ؛ لِيَقَعَ غَيْرُكَ، وَلَيْسَ مِنْ حَاجَتِكَ، وَفِى الْحَدِيثِ: "لَا تَنَاجَشُوا" (¬3) وَقَالَ الشَّاعِرُ (¬4): وَأَجْرَدَ سَاطٍ كَشَاةِ الْأرَانِ ... رِيعَ فَعَىَّ عَلَى النَّاجِشِ قَوْلُهُ: "كَالْبَيْعِ فى حَالِ النِّدَاءِ" (¬5) يَعْنى به هَا هُنَا: الأذَانَ وَالنِّدَاءَ عَلَى السِّلْعَةِ فى الْبَيْعِ أَيْضًا، وَهُوَ قَوْلُهُ: "إذَا عُرِضَتْ السِّلْعَةُ فِى النِّدَاءِ" (¬6). قَوْلُهُ (¬7): "عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ" يُقَالُ: خَطَبَ الْمَرأَةَ خِطْبَةً بِالْكَسْرِ: إِذَا طَلَبَ نِكَاحَهَا، وَالْخِطْبُ: الرَّجُلُ الَّذِى يَخْطُبُ الْمَرْأَة، وَيُقَالُ أَيْضًا: هِىَ خِطْبُهُ وَخِطْبَتُهُ (¬8) بِالْكَسْرِ. قَوْلُهُ (¬9): "أَصَابَهُ جَهْدٌ" وَهِىَ: حَاجَةٌ وَفَقْرٌ وَشِدَّةٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فى الْاسْتَسْقَاءِ (¬10). قَوْلُهُ: "حِلْسٍ وَقَدَحٍ" الْحِلْسُ لِلْبَعِيرِ: كِسَاءٌ رَقِيقٌ يَكُونُ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ، وَأحْلَاسُ الْبُيُوتِ: مَا يُبْسَطُ تَحْتَ حُرِّ (¬11) الثِّيَابِ. وَفِى الْحَدِيثِ: "كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ" (¬12) وَقَوْلُهُمْ: "نَحْنُ أحْلَاسُ الْخَيْلِ" (¬13) أَىْ: نَقْتَنِيهَا، وَنَلْزَمُ ظُهُورَهَا. قوْلُهُ: "أَوْ (¬14) فَقْرٍ مُدْقِعٍ" أَىْ: شَدِيدٍ يُفْضِى بِصَاحِبِهِ إلَى الدَّقْعَاءِ، وَهِىَ التُّرَابُ (¬15). وَقَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: الدَّقَعُ: سُوءُ احْتِمَالِ الْفَقْرِ، يُقَالُ: دَقِعَ الرَّجُلُ- بِالْكَسْرِ: أَىْ لَصِقَ بِالْتُرَابِ ذُلًّا (¬16). ¬

_ (¬1) خ: اشتريته وع: سترته: تحريف والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬2) كذا فى خ وع وفى الصحاح: تزايد فى البيع. (¬3) غريب الحديث 2/ 10، 3/ 36 والزاهر 1/ 506 والفائق 3/ 407 والنهاية 5/ 21. (¬4) (¬5) خ: البيع فى حال النداء وفى المهذب 1/ 291: فإن اغتر الرجل بمن ينجش فابتاع فالبيع صحيح؛ لأن النهى لا يعود إلى البيع فلم يمنع صحته كالبيع فى حال النداء. (¬6) فى المهذب 1/ 291: وأما إذا عرضت السلعة فى النداء: جاز لمن شاء أن يطلبها ويزيد فى ثمنها. وإذا: ليس فى ع. (¬7) فى المهذب 1/ 291: روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يخطب الرجل على خطبة أخيه". (¬8) وخطبته: ساقط من ع. والمثبت من خ والصحاح (خطب). (¬9) فى المهذب 1/ 291: روى أنس (ر) عن رجل من الأنصار أنه أصابه جهد شديد هو وأهل بيته، فأتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما عندى شىء أذهب فأتنى بما كان عندك فذهب فجاء بحلس وقدح فعرضهما للبيع ثم قال: "إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة، لذى دم موجع أو فقر مدقع أو غرم مفظع. (¬10) ................................... (¬11) حر: ساقط من ع. (¬12) من حديث أبى بكر رضى الله عنه: كن حلس بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. الفائق 1/ 305 والنهاية 1/ 423 وانظر غريب الخطابى 1/ 286، 2/ 352. (¬13) غريب الخطابى 2/ 427. (¬14) خ لذى وانظر تعليق 9. (¬15) غريب الخطابى 1/ 143 وغريب الحديث 1/ 119 والفائق 1/ 431 والنهاية 2/ 127. (¬16) انظر إصلاح المنطق 318 وجمهرة اللغة 2/ 778 ومتخير الألفاظ 111، 112 وديوان الأدب 2/ 240، 390 والصحاح (دقع).

قَوْلُهُ: "غُرْمٍ مُفْظِعٍ" الْمُفْظِعُ وَالْفَظِيعُ: الْعَظِيمُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ، يُقَالُ: فَظُعَ الأمْرُ -بِالضَّمِّ- فَظَاعَةً فَهُوَ فَظِيْعُ، أَىْ: شَدِيدٌ شَنِيعٌ: جَاوَزَ الْمِقْدَارَ. وَأَفْظَعَ الأمْرُ فَهُوَ مُفْظِعٌ (¬17). قَوْلُهُ: "حَاضِرٌ لِبَادٍ" (¬18) الْحَاضِرُ: الَّذِى يَسْكُنُ (الْحَضَرَ وَهِىَ) (¬19) الْمُدُنُ وَالْقُرَى، وَالْبَادِى - بِغَيْرِ هَمْزٍ: الَّذِى يَسْكُنُ الْبَادِيَةَ. قَوْلُهُ: "وَمَعَهُ مَتَاعٌ" كُلُّ مَا يُتَّجَرُ فِيهِ: يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْمَتَاعِ، وَأصْلُهُ: مَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَيُتَبَلَّغُ. قَوْلُهُ: "لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا" (¬20) السَّمْسَرَةُ: الْبَيْعُ وَالشراءُ، قَالَ: (¬21) قَدْ وَكَّلَتْنِى طَلَّتِى بِالسَّمْسَرَهْ ... وَأَيْقَظَتْنَى لِطُلُوعِ الزُّهَرَهْ (¬22) وَيُقَالُ لِلْمُتَوَسِّطِ بَيْنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِى: سِمْسَارٌ، قَالَ الْأعْشَى (¬23): فَعِشْنَا زَمَانًا وَمَا بَيْنَنَا ... رَسُولٌ يُحَدِّثُ أخْبَارَهَا فَأَصْبَحْتُ لَا أَسْتَطِيعُ الْجَوَا ... بَ سُوَى أَنْ أُرَاجِعَ سِمْسَارَهَا يُرِيدُ السَّفِيرَ بَيْنَهُمَا، وَهُوَ الَّذِى قَصَدَهُ فى الْكِتَابِ. قَوْلُهُ: "بِكَسَادٍ" (¬24) كَسَدَ الشَّىْءُ كَسَادًا فَهُوَ كَاسِدٌ: إِذَا لَمْ يُبْتَعْ (¬25)، وَلَمْ يَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدٌ (¬26) وَكَذَلِكَ: سُوقٌ كَاسِدَةٌ (¬27). وَالسِّلْعَةُ (¬28): (الشَّىْءُ) الَّذِى يُتَّجَرُ فِيهِ مِنْ أَىْ شَىْءٍ كَانَ. قَوْلُهُ (¬30): "لَا تَلَقَّوْا الْجَلَبَ" يَعْنِى: أَنْ يَسْتَقْبِلَهُمْ؛ لِيَبْتَاعَ (¬31) مِنْهُم، قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا الأسْعَارَ (¬32). وَالْجَلَبُ- بِالتَّحْرِيكِ، وَالأَجْلَابُ: الَّذِين يَجْلِبُونَ (¬33) الِإبِلَ وَالْغَنَمَ وَالْعَبِيدَ لِلْبَيْعِ، وَقَدْ (¬34) يُقَالُ لِمَنْ أَتَى بِشَىْءٍ سِوَاهُ: جَالِبٌ، وَ "الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ" (¬35) مِنْ هَذَا. قَوْلُهُ (¬36): "وَالْمُحْتَكِرُ" حَكَرَ (¬37) الطَّعَامَ: جَمَعَهُ وَحَبَسَهُ يَتَرَبِّصُ بِهِ الْغَلَاءَ، وَهِىَ: الْحُكْرَةُ بِالضَّمِّ. ¬

_ (¬17) الفائق 1/ 431 والصحاح (فظع). (¬18) فى المهذب 1/ 291: ويحرم أن يبيع حاضر لباد وهو أن يقدم رجل ومعه متاع يريد بيعه، فيجىء إليه سمسار فيقول: لا تبع حتى أبيع لك قليلا قليلا وأزيد فى ثمنها. (¬19) ما بين القرسين ساقط من ع. (¬20) فى المهذب 1/ 291: عن ابن عباس (ر) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يبع حاضر لباد قلت: مالا يبع حاضر لباد؟ قال: لا يكون له سمسارا. (¬21) رواه أبو زيد لبعض الأعراب، وانظر النوادر 407 ونوادر أبى مسحل 2/ 486 وغريب الخطابى 2/ 281 والرواية مختلفة والمثبت رواية الصحاح (زهر) والفائق 2/ 197. (¬22) ما بين القوسين: ساقط من ع. (¬23) ديوانه 368، 369 وروايته: وأصبحت والرواية هنا كما فى الفائق 2/ 197 وفى غريب الخطابى 2/ 281 مثل ما فى الديوان. (¬24) خ: كساد. وفى المهذب 1/ 292: ويحرم تلقى الركبان وهو أن يتلقى القافلة ويخبرهم بكساد ما معهم من المتاع ليغبنهم. (¬25) ع: يبع. (¬26) أحد: ليس فى ع. (¬27) فى الصحاح: بدون هاء. وذكر فى اللسان (كسد 3872) كأسد وكأسدة. وفي العين 5/ 304 سوق كاسدة. (¬28) خ: السلعة وفى المهذب 1/ 293: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يأتى الرجل السلعة عند غلائها. (¬29) الشيىء: ساقط من خ. (¬30) فى المهذب 1/ 292: روى أبو هريرة (ر) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تلقوا الجلب". (¬31) ع: فيبتاع. (¬32) غريب الحديث 3/ 180 والفائق 3/ 325 والنهاية 4/ 266. (¬33) ع: يجتلبون. (¬34) قد: ليس فى ع. (¬35) روى عمر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون" المهذب 1/ 292. (¬36) قوله: ليس فى ع. (¬37) المعروف احتكر كذا فى المعجمات ومظان اللغة أما حكر فبمعنى أضربه وانظر العين 3/ 62 وتهذيب اللغة 4/ 96 والمحكم 3/ 27 والصحاح والمصباح (حكر) واللسان (حكر 949) وفى العين: وَالْحَكْرُ: ما احتكرت من طعام ونحوه مما يؤكل، ومعناه الجمع والفعل: احتكر وصاحبه محتكر ينتظر باحتباسه الغلاء. وانظر أفعال السرقسطى 1/ 388.

قَوْلُهُ: "الْقَافِلَةَ" (¬38) هُمُ الْمُسَافِرُونَ الَّذِينَ قَفَلُوا، أَىْ: رَجَعُوا (مِنَ السَّفَرِ) (¬39) ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى سُمِّىَ الذَّاهِبُ أَيْضًا قَافِلًا. قَوْلُهُ: "التَّسْعِيرُ" (¬40) يُقَالُ: أَسْعَرَ أَهْلُ السُّوقِ وَسَعَّرُوا: إِذَا اتَّفَقُوا عَلَى سِعْرٍ، وَهُوَ مِنْ سَعَّرَ النَّارَ: إِذَا رَفَعَهَا؛ لِأنَّ السِّعْرَ يُوَصَفُ بِالارْتِفَاعِ. ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬41). قَوْلُهُ: "مِنْ ضَيْعَتِهِ" (¬42) الضيْعَةُ: الْعَقَارُ، وَالْجَمْعُ: ضِيَاعٌ، وَهِىَ الْمَزَارِعُ وَالأرَضُونَ، وَتَصْغِيرُهُ: ضُيَيْعَةٌ، وَلَا يُقَالُ: ضُوَيْعَةٌ (¬43). قَوْلُهُ: "اتَّضَعَ" (¬44) أَىْ: كَسَدَ، قَالَ الْيَزِيدىُّ: يُقَالُ: وُضِعَ الرَّجُلُ فى تِجَارَتِهِ وَأُوْضِعَ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ (¬45)، يُقَالُ (¬46): وُضِعْتَ فى تِجَارَتِكَ، وَأَنْتَ مَوْضُوعٌ فِيهَا. قَوْلُهُ: "الأقْوَاتُ" (¬47) جَمْعُ قُوتٍ، وَهُوَ مَا يَقُومُ بِهِ بَدَنُ الِإنْسَانِ مِنَ الطَّعَامِ، يُقَالُ: مَا عِنْدَهُ قُوتُ لَيْلَةٍ (وَقِيتُ لَيْلَةٍ) (¬48) وَقِيَتَةُ لَيْلَةٍ (¬49) (وَقِيتُ أصْلُهُ: قِوْتٌ) (¬50) لَمَّا كُسِرَتْ الْقَافُ: صَارَتْ الْوَاوُ يَاءً. * * * ¬

_ (¬38) خ: يتلقى القافلة. وفى المهذب 1/ 292: وإن خرج إلى خارج البلد لحاجة غير التلقى فلقى القافلة. . . إلخ. (¬39) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬40) فى المهذب 1/ 292: ولا يحل للسلطان التسعير. (¬41) فى الفائق 2/ 179. (¬42) فى المهذب 1/ 292: إذا جاءه من ضيعته طعام فأمسكه ليبيعه إذا غلا فلا يحرم ذلك. (¬43) الصحاح (ضيع). (¬44) فى المهذب 1/ 292: فأما أن يأتى الشىء وقد اتضع فيشتريه ثم يضعه فإن احتاج إليه الناس أخرجه فذلك خير. (¬45) عن الصحاح وبعده: وضعا فيهما، أى: خسر. (¬46) ع: ويقال. (¬47) فى المهذب 1/ 292: وأما غير الأقوات فيجوز احتكاره. (¬48) من ع والصحاح (قوت). (¬49) وقيتة ليلة من خ والصحاح، وليس فى ع. (¬50) من ع: زيادة ليست فى الصحاح.

من باب اختلاف المتبايعين

مِنْ (¬1) بَابِ اختِلَافِ الْمُتَبَايِعَيْنِ قَوْلُهُ: "لأن جَنَبَتَهُ أَقْوَى" (¬2) الْجَنَبَةُ: الْجَانِبُ، يُقَالَ: فُلَانٌ لَا يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا، أَىْ: لَا يَأْتِينَا (¬3). قَوْلُهُ: "نَكَلَ" (¬4) يُقَالُ: نَكَلَ عَنِ الشَّىْءِ: إِذَا تَأَخَّرَ عَنْهُ، وَامْتَنَعَ مِنْهُ هَيْبَةً لَهُ (¬5) وَجُبْنًا. قَوْلُهُ: "عَشْرَةَ أَقْفِزَةٍ" (¬6) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬7): الْقَفِيزُ: ثَمَانِيَةُ مَكَاكِيك، وَالْمَكُّوكُ (مِكْيَالٌ وَهُوَ) (¬8) ثَلَاثُ كَيْلَجَاتٍ، وَالْكَيْلَجَةُ: مَنًا وَسَبْعَةُ أثْمَانِ مَنًا، وَالْمَنَا: رِطْلَان (¬9)، وَالرِّطْلُ: اثْنَتَا (¬10) عَشْرَةَ أُوقِيَّةً (¬11) وَالْأُوقِيَّةُ: إِسْتَارٌ وَثُلُثَا إِسْتَارٍ، وَالِإسْتَارُ: أَربَعَةُ مَثَاقِيلَ وَنِصْفٌ، وَالْمِثْقَالُ: دِرْهَمٌ وَثَلَاثَةُ أَسْبَاعِ دِرْهَمٍ، وَالدِّرْهَمُ: سِتَّةُ دَوَانِيقَ (¬12) وَالدَّاْنِقُ: قِيَرَاطَان، وَالْقِيرَاطُ: طَسُّوجَان، وَالطَّسُّوجُ: حَبَّتَان، وَالْحَبةُ: سُدْسُ ¬

_ (¬1) من ليس فى ع. (¬2) فى المهذب 1/ 292: فى اليمين يبدأ بالمشترى لأن جنبته أقوى. (¬3) الصحاح (جنب) والتنبيه والإيضاح 1/ 52 واللسان (جنب 693) وانظر غريب الحديث 3/ 353 والغريبين 1/ 404، 405. (¬4) خ: نكل عن اليمين وفى المهذب 1/ 293 فإن نكل المشترى قضى للبائع. (¬5) له: ليس فى ع. (¬6) فى المهذب 1/ 295: فإن باعه عشرة أقفزة من صبره وسلمها بالكيل قيل: القول للمشترى وقيل القول للبائع. (¬7) فى الصحاح (قفز). (¬8) ما بين القوسين من ع. (¬9) المصباح (كلج). (¬10) ع: اثنا عشر: خطأ. (¬11) المصباح (رطل). (¬12) فى المصباح: دوانق، وقال فى (دنق) الدانق: تفتح النون وتكسر وبعضهم يقول: الكسر أفصح وجمع المكسور دوانق وجمع المفتوح دوانيق بزيادة ياء وقيل كل جمع على فواعل ومفاعل يجوز أن يمد بالياء، =

ثُمُنِ دِرْهَمٍ، وَهُوَ جُزْءٌ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وَأرْبَعِينَ جُزْءً مِنْ دِرْهَمٍ. قَولُهُ: "بِآفَةٍ سَمَاوِيَّةٍ" (¬13) الْآفَةُ: الْعَاهَةُ، وَقَدْ إيفَ الزَّرْعُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمِّ فَاعِلُهُ، أَىْ: أَصَابَتْهُ آفَةٌ، فَهُوَ مَئُوفٌ مِثْلُ مَعُوفٍ (¬14). قَوْلُهُ: "أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ" (¬15) الْجَوْحُ (¬16): الاسْتِئْصَالُ، وَمِنْهُ الْجَائِحَةُ، وَهِىَ: الشِّدَّةُ الَّتِى تَجْتَاحُ الْمَالَ مِنْ سَنَةٍ، أَوْ آفَةٍ، أَوْ فِتْنَةٍ، يُقَالُ: جَاحَتَهُمُ الْجَائِحَةُ، وَاجْتَاحَ اللهُ مَا لَهُ، أىْ: أَهْلَكَهُ (¬17). * * * ¬

_ = فيقال فواعيل ومفاعيل. (¬13) خ: فإن تلف بآفة سماوية وفى المهذب 1/ 296: إذا تلف المبيع فى يد البائع ... فإن كان تلفه بآفة سماوية انفسخ البيع. (¬14) الصحاح (أوف). (¬15) فى المهذب 1/ 296: روى جابر (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: إن بعت من أخيك تمرا فأصابته جائحة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا ثم تأخذ مال أخيك بغير حق. (¬16) ع: الجائحة: تحريف والمثبت من خ والصحاح (جوح). (¬17) فى الصحاح. (جوح): وجاح الله ماله، وأجاحه: بمعنى أى: أهلكه.

من باب السلم

مِنْ بَابِ السَّلَمِ السَّلَمُ: الاسْمُ مِنْ أَسْلَمْتُ، وَهُوَ تَسْلِيمُ رَأْسِ الْمَالِ، وَالسَّلفُ: كُل مَا قَدَّمَهُ الإنْسَانُ قَبْلَهُ، وَمِنْهُ السَّلَفُ: الَّذِينَ تَقَدَّمُوا مِنَ الْأبَاءِ وَغَيْرِهِمْ. قَوْلُهُ: "الْأكْمَهُ" (¬1) الَّذِى يُولَدُ أَعْمَى، وَقَدْ كَمِهَ -بِالْكَسْرِ- كَمَهًا، قَالَ رُؤْبَةُ (¬2): *هَرَّجْتُ فَارْتَدَّ ارْتِدَادَ الْأكْمَهِ* قَوْلُهُ: "الْفَخَّارِ" (¬3) مُشَدَّدٌ: الْخَزَفُ الَّذِى تُعْمَلُ مِنْهُ الآنِيَةُ. وَالأصْوَافِ وَالأشْعَارِ: الصُّوفُ مِنَ الضَّأْنِ، وَالشَّعَرُ مِنْ الْمَعْزِ. قَوْلُهُ: "البِلَّوْرُ" وَالْبَلُّورُ (¬4): لُغَتَانِ: أَبْيَضُ شَفَّافٌ مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ وَقَدْ يُلَوَّنُ. قَوْلُهُ (¬5): "فَنَقِدَت الإبِلُ" نَفِدَ الشَّىْءُ: ذَهَبَ، وَلَمْ يبقَ مِنْهُ شَىْءٌ، وَأنْفَذْتُهُ أَنَا إنْفَاذًا (¬6). قَوْلُهُ: "السَّلَمِ فِى السَّرَقِ" (¬7) هِىَ (¬8) شُقَقُ الْحَرِيرِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬9): إلَّا أَنَّهَا (الْبِيضُ) (¬10) مِنْهَا، وَأنْشَدَ (¬11): [وَنَسَجَتْ لَوَامِعُ الْحَرُورِ] ... سَبَائِبًا كَسَرَقِ الْحَرِيرِ الْوَاحِدَةُ: سَرَقَةٌ (¬12)، قَالَ: وَأَصْلُهَا بِالْفَارِسِيَّةِ: سَرَهْ (أَىْ: جَيِّدٌ) (¬13) فَعُرِّبَ، فَجُعِلَتْ هَاؤُهُ ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 297 فأما الأكمه الذى لا يعرف الصفات، فلا يصلح سلمه. (¬2) مجموع أشعار العرب 166 وبعده: * فِى غَائِلَاتِ الْخائِب الْمُتَهْتِهِ* وأنشده أبو عبيدة فى مجاز القرآن 1/ 93 والزجاج فى معانى القرآن 1/ 418 وانظر تفسير غريب القرآن 105 والعمدة فى غريب القرآن 99. والصحاح (كمه). (¬3) فى المهذب 1/ 297: ويجوز السلم فى كل ما يجوز بيعه وتضبط صفاته كالأصواف والأشعار والفخار والبللور والزجاج. . . إلخ. (¬4) مثل سنور وتنور كما فى المصباح (بلر). (¬5) فى المهذب 1/ 297: روى عبد الله بن عمرو بن العاص (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يجهز جيشا فنفدت الإبل فأمره أن ياخذ على قلاص الصدقة. (¬6) الصحاح والمصباح (نفد). (¬7) فى المهذب 1/ 297: سئل بن عمر (ر) عن السلم فى السرق فى السرق قال: لا بأس والسرق: الحرير. (¬8) ع: وهى. (¬9) غريب الحديث 4/ 241. (¬10) خ: أبيض "تحريف والمثبت من ع وغريب الحديث. (¬11) للعجاج. فى ديوانه 225، 226. (¬12) غريب الحديث والفائق 2/ 174 والنهاية 2/ 63 وغريب ابن الجوزى 1/ 476 والصحاح (سرق) والمعرب 182. (¬13) ما بين القوسين: =

قَافًا (¬14). قَوْلُهُ: "يُضْبَطُ بِالصِّفَاتِ" (¬15) ضَبْطُ الشَّىْءِ: حِفْظُهُ بِالْحَزْمِ، وَالرَّجُلُ ضَابِطٌ، أَىْ: حَازِمٌ، قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬16): الضَّبْطُ: لُزُومُ الشَّىْءِ بِقُوَّةٍ، وَرَجُلٌ ضَابِطٌ: قَوِىُّ شَدِيدُ الْبَطْشِ (¬17). الْيَاقُوتُ (¬18): مَعْرُوفٌ. وَالْفَيْروزَجُ: جِنْسٌ مُثَمَّنٌ مِنَ الْجَوَاهِرِ سَمَاوِىُّ اللَّوْنِ. وَالْمَرْجَانُ: بِفَتْحِ المِيمِ: صِغَارُ الُّلؤْلُؤِ. وَالرَّقُّ (¬19): بِفَتْحِ الرَّاءِ: جِلْدٌ رَقِيقٌ يُكْتَبُ عَلَيْهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} (¬20). اللِّبَأُ (¬21) عَلَى فِعَلٍ: مَقْصُورٌ (مَهْمُوزٌ) (¬22) أَوَّلُ اللَّبَن فى النِّتَاجِ، يُجْمَدُ بِنَارٍ لَيِّنَةٍ. قَوْلُهُ: "كَالْغَالِيَةِ" (¬23) هِىَ طِيبٌ مَجْمُوعٌ مِنَ المِسْكِ وَالْكَافُورِ وَالْعَنْبَرِ، يُخْلَطُ بِمَاءِ الْوَرْدِ، ثُمَّ يُسَكُّ عَلَى حَجَرٍ، فَيُطَيَّبُ (¬24) بِهِ، قَالَ الشَّاعِرُ: وَكَأَنَّمَا النَّمَشُ الَّذِى فى خَدِّهَا ... تَرْشِيشُ غَالِيَةٍ عَلَى تُفَّاحِ وَيُقَالُ: إنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَاهُ (¬25) بِذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، يُقَالُ مِنْهُ: تَغَلَّيْتُ بِالْغَالِيَةِ. وَيُقَالُ: إنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَهْدَى لِمُعَاوِيَةَ قَارُورَةً مِنَ الْغَالِيَةِ، فَسَأَلَهُ: كَمْ أنْفَقَ عَلَيْهَا، فَذَكَرَ مَالًا، فَقَالَ: هَذِهِ غَالِيَةٌ، (فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ) (¬26). وَالْمَعْجُونُ: شِبْهُ الْغَالِيَةِ، وَهُوَ أنْوَاعٌ مِنَ الطِّيبِ تُعْجَنُ (بِمَاءِ الْوَرْدِ) (¬27). قَوْلُهُ: "الإنْفَحَةُ" (¬28) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْفَاءِ مُخَفَّفَةً (¬29)، وَالتَّشْدِيدُ أيْضًا لُغَةٌ جَيِّدَةٌ، وَهِىَ كَرِشُ الحَمْلِ أَو الْجَدْىِ مَا لَمْ يَأْكُلْ، فَإذَا أَكَلَ فَهُوَ كَرِشٌ، عَنْ أَبِى زَيْدٍ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬31): كَمْ [قَدْ] أَكَلْتْ كِبْدًا وَإنْفَحَهْ ... ثُمَّ ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحَةْ قَوْلُهُ: "كَالْقَرْقُوبِىِّ" (¬32) هُوَ الْمُطَرَّزُ؛ لِأنَّ الطِّرَازَ يُعْمَلُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ النَّسْجِ، وَقَالَ فى الْفَائِقِ (¬33): الْقُرْقُبِيَّةُ (¬34) وَالثُّرقُبِيَّةُ: ثِيَابٌ مِصْرِيَّةٌ بِيضٌ مِنْ كَتَّانٍ، وَرُوِىَ بِقَافَيْن (¬35). قَوْلُهُ (¬36): "كَالإبْرِيقِ وَالْمَنَارَةِ وَالْكُرَازِ" (¬37) أوَانٍ مَعْرُوفَةٌ. الْعَقَارُ (¬38) بِالْفَتْحِ: الأرْضُ وَالضِّيَاعُ ¬

_ = ساقط من ع. (¬14) كما قلبوها فى برق للحروف وأصلها بره والاستبرق وأصله استبره. ذكره أبو عبيد. (¬15) فى المهذب 1/ 297: ويضبط بالصفات بالقياس على ما ثبت بالأخبار؛ لأنه فى معناه. (¬16) فى الغريبين 2/ 178. (¬17) الصحاح (ضبط). (¬18) فى المهذب 1/ 297: ولا يجوز السلم فى الجواهر كاللؤلؤ والعقيق والياقوت والفيروزج والمرجان؛ لأن صفاءها مقصود وعلى قدر صفائها يكون ثمنها وذلك لا يضبط بالوصف. (¬19) فى المهذب 1/ 297: ولا يجوز السلم فى الرق لأنه لا يضبط رقته وغلظه. (¬20) سورة الطور آية 3. وانظر مجاز القرآن 2/ 230 وتفسير غريب القرآن 424. (¬21) فى المهذب 1/ 297 واختلف أصحابنا فى اللبأ المطبوخ فقيل يجوز فيه السلم وقيل: لا يجوز. (¬22) وزان عنب كما فى المصباح (لبأ). (¬23) فى المهذب 1/ 298: ولا يجوز فيما يجمع أجناسا مقصودة لا تتميز كالغالية والمعجون. (¬24) ع: فيطيب. (¬25) فى الصحاح واللسان (غلا 3292): سماها. وانظر النهاية 3/ 383. (¬26) ما بين القوسين: ليس فى ع. (¬27) خ: كالورد: تحريف. (¬28) فى المهذب 1/ 298: ويجوز فيما خالطه غيره للحاجة كخل التمر وفيه الماء والجبن وفيه الإنفحة. (¬29) عن الصحاح (نفح). (¬30) قال ابن السكيت: هى إنْفَحَّة الجدى وَإنْفَحَّة. إصلاح المنطق 175 وقال الفيومى: تثقيل الحاء أكثر من تخفيفها. المصباح (نفح) وانظر التنبيهات 181 وتهذيب اللغة 5/ 112، 113 وكتاب الجيم 3/ 28 ومبادىء اللغة 76. (¬31) الراجز، كما فى الصحاح واللسان من غير نسبة. (¬32) فى المهذب 1/ 298: ولا يجوز فى ثوب عمل فيه من غير غزله كالقرقوبى. (¬33) 3/ 108. (¬34) ع: القريبة. (¬35) كذا فى النهاية 3/ 440، 4/ 48. (¬36) فى المهذب 1/ 298: وفى السلم فى الأوانى المختلفة الأعلى والأسفل كالإبريق والمنارة والكراز وجهان. . . إلخ. (¬37) خ: قوله: المنارة والإبريق والكراز، والكراز كغراب ورمان قيل هو القارورة، قال ابن دريد: تكلموا به ولا أدرى أعربى أم عجمى جمهرة اللغة 2/ 325 والمصباح (كرز). (¬38) ع: والعقار. وفى المهذب 1/ 298: ولا يجوز السلم فى العقار؛ لأن المكان فيه مقصود.

وَالنَّخْلُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَالَهُ دَارٌ وَلَا عَقَارٌ (¬39). زَيْدَ بْنَ سَعْنَةَ (¬40): بِسِينٍ (¬41) مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ وَإِسْكَانِ الْعَيْنِ (¬42)، ذَكَرَهُ ابْنُ مَاكُولَا (¬43). قَوْلُهُ: "كَمَلْءِ زَبِيلٍ" (¬44) هُوَ الزَّنْبِيلُ (¬45) مَعْرُوفٌ، وَفِيهِ لُغَاتٌ: زِنْبِيلٌ بِالْكَسْرِ وَالنُّونِ، وَزِبِّيلٌ: بِالتَّشْدِيدِ وَكَسْرِ الزَّاىِ بِغَيْرِ نُونٍ، وَزَبِيلٌ: بِفَتْحِهَا وَالتَّخْفِيفِ (¬46). قَوْلُهُ: "السُّمْرَةُ" (¬47) (هِىَ) (¬48) أَدْنَى سَوَادٍ. السُّمْكُ (¬49): طُولُ الْمُدَوَّرِ. وَالطُّولُ: ضِدُّ الْعَرْضِ. وَالرَّدَاءَةُ: بِالْهَمْزِ. وَالْنَّيْرُوزُ وَالْمَهْرَجَانُ (¬50): النَّيْرُوزُ: أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الصَّيْفِ، وَهُوَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّمْسِ فى بُرْجِ الْحَمَلِ (¬51) وَقِيلَ: يَوْمُ تِسْعٍ مِنْ ذِى الْمَبْكَرِ. وَقِيلَ: أَوَّلُ (¬52) سَبَاطَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. وَالْمَهْرَجَانُ: أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الشِّتَاءِ، وَقِيلَ: يَوْمُ عِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ، وَذَلِكَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّمْس فى بُرْجِ (¬53) الْمِيزَانِ، وَفِى (تَسْمِيَتِهِمَا بِذَلِكَ) (¬54) قِصَّةٌ اخْتَصَرْتُهَا: أَمَّا النَّيْرُوزُ، فَإنَّ دِجْلَةَ انْبثَقَتْ فى زَمَانِ بَنى إِسْرَائِيلَ أَوْ الْفُرْس، وَأَهلَكَتْ الْبُلْدَانَ وَالْقُرَى، وَظَهَرَ فِيهَا الْوَبَاءُ، وَمَاتَ النَّاسُ، فَهَرَبُوا (¬55) مِنْهَا إِلَى بِلَادٍ أُخْرَى فَمَاتُوا بِهَا أَيْضًا، وَأَرَاهُمُ اللهُ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُعْجِزِينَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَأَحْيَاهُمْ بِهِ، فَسُمِّىَ ذَلِكَ الْمَطَرُ: النَّيْرُوز، وَجَعَلُوهُ عِيدًا يَصُبُّ بَعْضُهُمْ الْمَاءَ فِيهِ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاس: وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فى كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} (¬56). وَأَمَّا الْمَهْرَجَانُ: فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَلِكٌ بِنَوَاحِى أَذْرِبِيجَانَ، وَكَانَ جَبَّارًا ظَلُومًا، وَكَانَ اسْمُهُ مَهْرُوذَ، فَأَهْلَكَهُ اللهُ فى (¬57) مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَفَرِحُوا بِهَلَاكِهِ، وَجَعَلُوهُ عِيدًا، وَسَمَّوْهُ الْمَهْرَجَانَ، فَمَهْرُ: اسْمْ الْمَلِكِ، وِجَان: هُوَ الرُّوحُ بِلِسِانِهِمْ، أَىْ: هَلَكَ روحُ الْمَلِكِ؛ لِأنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ الْمُضَافَ عَلَى الْمُضَافِ إِلَيْهِ فى لَغَتِهِمْ، فيَقُولُونَ فِى "غُلَامِ زَيْدٍ": زَيْدٍ غُلَامُ. قَوْلُهُ: "كَالصَّحْرَاءِ (¬58) هِىَ الْبَريَّةُ، يُقَالُ: صَحْرَاءُ وَسِعَةٌ. وَلَا يُقَالُ: صَحْرَاءَةٌ، وَالْجَمْعُ: الصَّحَارِى- بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَالصَّحَارَى بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَالصَّحْرَاوَاتُ (¬59). ¬

_ (¬39) مجمع الأمثال 3/ 281 وإصلاح المنطق 161 والصحاح (عقر). (¬40) ع: وزيد بن سعنة وفى المهذب 1/ 298 روى عبد الله بن سلام (ر) أن زيد بن سعنة قال للنبى - صلى الله عليه وسلم - يا محمد هل لك أن تبيعنى تمرا معلوما إلى أجل معلوم فقال: لا يا يهودى. . . إلخ. (¬41) ع: بالسين. وهو أحد أحبار اليهود وكان أكثرهم مالا أسلم وحسن إسلامه وشهد مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - مشاهد كثيرة واستشهد فى غزوة تبوك ترجمته فى أسد الغابة 2/ 288 والاستيعاب 553 والإصابة 2/ 606 والإكمال 5/ 65. (¬42) ذكر فى أسد الغابة أنه يقال: "سعية" بالياء والنون أيضا، وكذا فى الاستيعاب وتبعهم النووى فى تهذيب الأسماء واللغات 1/ 204 /1. (¬43) فى الإكمال 5/ 65. (¬44) ع: زبيل وفى المهذب 1/ 299: فإن علق العقد على كيل غير معروف كملء زبيل. (¬45) مثل قنديل وهو مكتل. المصباح (زبل). (¬46) الصحاح (زبل). (¬47) من ع. (¬48) فى المهذب 1/ 299: ولا يجوز حتى يصف المسلم فيه بالصفات التى تختلف بها الأثمان كالصغر والكبر. . . والسمك والطول والعرض. . . والسواد والسمرة والجودة والرداءة. . . إلخ. (¬49) ع: والسمك. (¬50) فى المهذب 1/ 299: والأجل المعلوم: ما يعرفه الناس كشهور العرب وشهور الفرس وشهور الروم وأعياد المسلمين والنيروز والمهرجان. (¬51) شفاء الغليل 259 والأزمنة والأمكنة 2/ 288. (¬52) أول: ساقط من ع. (¬53) خ: برجى. (¬54) خ: تسميها، وبذلك: ليس فى خ. (¬55) ع: وهربوا. (¬56) سورة البقرة آية 243. (¬57) ع: بمثل. (¬58) خ: فإن كان فى الصحراء. وفى المهذب 2/ 300: إن كان العقد فى موضع لا يصلح للتسليم كالصحراء وجب بيانه. (¬59) عن الصحاح (صحر).

وَ "الْمُؤْنَةُ" (¬60): تُهْمَزُ وَلَا تُهْمَزُ (¬61)، وَهِىَ (¬62): فَعُولَةٌ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَفْعَلَةٌ، مِنَ الأيْنِ وَهُوَ: التَّعَبُّ الشَّدِيدُ. وَيُقَالُ: (هِىَ) (¬63) مَفْعَلَةٌ مِنَ الأوْنِ (وَهُوَ: الْخُرْجُ وَالْعِدْلُ؛ لِأنَّهُ ثِقَلٌ عَلَى الِإنْسَانِ) (¬64). قَوْلُهُ: "الْحَشَفُ" (¬65) هُوَ رَدِىءُ التَّمْرِ (¬66)، وَفِى الْمَثَلِ (¬67): "أَحَشَفًا (¬68) وَسُوءَ كِيلَةٍ". قَوْلُهُ: "بُسْرٌ وَلَا مُنَصَّفٌ وَلَا مُذَنَّبٌ" (¬69) الْبُسْرُ: قَبْلَ الرُّطَبِ؛ لِأنَّ أوَّلَهُ طَلْعٌ، ثُمَّ خَلَالٌ، ثُمَّ بَلَحٌ، ثُم بُسْرٌ، ثُمّ رُطَبٌ، الْوَاحِدَةُ بُسْرَةٌ (¬70). وَالْمُنَصَّفُ: الَّذِى أَخَذَ الِإرْطَابُ فِيهِ إلَى النِّصْفِ (¬71). وَالْمُذْنَّبُ: الَّذِى بَدَأَ الإرْطَابُ فِى أَذْنَابِهِ (¬72). وَالْمُشَدَّخُ: الْبُسْرُ يُغَمُّ حَتَّى يَتَشَدَّخَ، أَىْ: يُغَطَّى بِشَىْءٍ، أو يُدْفَنَ حَتَّى يَنْضَجَ وَيَتَغَيَّرَ. وَقاَلَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ: هُوَ الَّذِى ضُرِبَ بِالْخُشُبِ حَتَّى صَارَ رَطْبًا. وَقِيلَ: إِنَّهُمْ يُشَمِّسُونَ الْبُسْرَ، ثُمَّ يَدْلُكُونَهُ بِكِسَاءٍ صُوفٍ غَلِيظٍ وَمَا أَشْبَهَهُ، فَيَصِيرُ طَعْمُهُ طَعْمَ الرُّطَبِ، يَفْعَلُونَ ذلِكَ اسْتِعْجَالًا لِأكْلِ الرُّطَبِ مِنَ الْبُسْرِ قَبْلَ الِإرْطَابِ. ذَكَرَهُ فى الْبَيَانِ. الْبَرْنِىُّ (¬73) وَالْمَعْقِلِىُّ. ذُكِرَا (¬74). الْهَرَوِىُّ (¬75) وَالْمَرْوِىُّ: مَنْسُوبٌ إِلَى هَرَاةَ وَمَرْوَ وَهُمَا بَلَدَانِ بِخُرَاسَانَ (¬76). وَالنَّسَبُ إِلَ مَرْوَ: مَرْوَزِىٌّ سَمَاعًا لَا قِيَاسًا. قَوْلُهُ: "يُبْخَسُ بِهِ" (¬77) الْبَخْسُ: النُّقْصَانُ، بَخَسَهُ فى الْبَيْعِ: إِذَا نَقَصَهُ {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ (¬78)} (¬79). ¬

_ (¬60) فى المهذب 1/ 300: إن كان لحمله مؤنة وجب بيانه؛ لأنه يختلف الثمن باختلافها. (¬61) فيها لغات: المئونة على فعولة بفتح الفاء وبهمزة مضمومة؛ ومؤنة بهمزة ساكنة، قال الشاعر: أَمِيرُنَا مُؤْنَتُهُ خَفِيفَةٌ* والجمع مؤن: مثل غرفة وغرف؛ ومونة بالواو والجمع: مون مثل سورة وسور. المصباح (مون). (¬62) فسر المؤونة؛ لأن الجوهرى قال: المؤونة: تهمز ولا تهمز. . . إلخ فتابعه. (¬63) من ع والصحاح، فى خ هو. (¬64) ما بين القوسين ساقط من ع والمثبت من خ والصحاح. (¬65) فى المهذب 1/ 300: إن كان المسلم فيه تمرا لزمه ما يقع عليه اسم التمر على الإطلاق فإن أحضر حشفا أو رطبا لم يقبل منه. (¬66) كتاب النخلة 141 من مجلة المورد م 14 ع 3. (¬67) فصل المقال 374 ومجمع الأمثال 1/ 367 والصحاح (حشف). (¬68) خ: حشفا. (¬69) فى المهذب 1/ 300: فإن كان رطبا لزمه ما يقع عليه اسم الرطب على الإطلاق ولا يقبل منه بسر. . . إلخ. (¬70) عن الصحاح (بسر) وانظر كتاب النخلة 136 - 141. (¬71) كتاب النخلة 138. (¬72) السابق. (¬73) ع: والبرنى. (¬74) خ: ذكر. وفى المهذب 1/ 301 فإن أسلم فى نوع من جنس فجاءه بنوع آخر من ذلك الجنس كالمعقلى عن البرنى والهروى عن المروى ففيه وجهان. (¬75) ع: والهروى. (¬76) معجم ما استعجم 1216 ومراصد الإطلاع 1262، 1455. (¬77) فى المهذب 1/ 301: فإن دفع إليه بالكيل ثم ادعى أنه دون حقه فإن كان ما يدعيه قليلا قبل منه؛ لأن القليل يبخس به. (¬78) ع: إذا بخس: تحريف. (¬79) سورة يوسف آية 20.

من باب القرض

مِنْ بَابِ الْقَرْضِ الْقَرْضُ فى اللُّغَةِ: الْقَطْعُ، كَأَنَّهُ يَقْطَع لَهُ قِطْعَةً مِنْ مَالِهِ. وَقِيلَ: هُوَ (الْمُجَازَاةُ) (¬1)؛ لِأَنَّهُ يَرُدُّ مِثْلَمَا أَخَذَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: "الدُّنْيَا قُرُوضٌ وَمُكَافَأَةً (¬2) وَهُمَا يَتَقَارَضَانِ الثَّنَاءَ: إِذَا أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ، وَأَثْنَى الآخَرُ عَلَيْهِ. قَوْلُهُ: "قُرْبَةٌ" (¬3) هُوَ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ الَى اللهِ تَعَالَى مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ. وَمَنْدُوبٌ إلَيْهِ: أَىْ مَأْمُورٌ بِهِ مِنْ غَيْرِ إيجَابٍ، يُقَالُ: نَدَبَهُ لِلْأَمْرِ (¬4) فَانْتَدَبَ، أَىْ: دَعَاهُ فَأَجابَ (¬5). قَوْلُهُ (¬6): "مَنْ كَشَفَ عَنْ مُسْلِمٍ كَرْبَةً" مَعْنَى كَشَفَ: أَزَالَ {فَكَشَفْنَا (¬7) مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ} (¬8) أَزَلْنَاهُ (¬9) وَالْكُرْبَةُ بِالضَّمِّ: الْغَمُّ الَّذِى يَأْخُذُ بِالنَّفْسِ، وَكَذَلِكَ الْكَرْبُ، عَلَى وَزْنِ الضَّرْبِ (¬10)، وَالْجَمْعُ: الْكُرَبُ. قَوْلُهُ: "الْجَوَاهِرُ" (¬11) (هُوَ) (¬12) جَمْعُ جَوْهَرٍ، وَهُوَ: مَا لَهُ صَفَاءٌ ولَوْنٌ شَفَّافٌ، كَالْيَاقُوتِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْفِيرُوزَجِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: عَقْدُ إِرْفَاقٍ (¬13) أَىْ يَدْخُلُ بِهِ الرِّفْقُ عَلَى الْمُسْتَقْرِضِ, وَهُوَ النَّفْعُ، يُقَالُ: أرْفَقْتُهُ أَىْ: نَفَعْتُهُ. قَوْلُهُ: "جَائِزٌ مِنَ الطَّرَفَيْنِ" أَىْ: غَيْرُ لَازِمٍ، مِنَ الْجَوَازِ وَالاجْتِيَازِ الَّذِى هُوَ الْمُضِىُّ وَالذَّهَابُ، وَكَذَا قَوْلُهُ فى جَمِيعُ الْكِتَابِ "يَجُوزُ، وَلَا يَجُوزُ" هَذَا أَصْلُهُ. قَوْلُهُ: "الْجَارِيَةُ" (¬16) أَصْلُهَا: الْفَتِيَّةُ مِنَ النِّسَاءِ، يُقَالُ: جَارِيَةٌ بَيِّنَةُ الْجَرَايَةِ- بِالْفَتْحِ، وَالْجَرَاءِ وَالْجِرَاءِ (¬17)، قَالَ الْأعْشَى (¬18): وَالْبِيضُ قَدْ عَنَسَتْ وَطَالَ جِرَاؤُهَا ... وَنَشَأْنَ فى فَنَنِ (¬19) وَفِى أَزْوَادِ ¬

_ (¬1) خ: المجزأة. (¬2) ذكره فى المهذب 1/ 304 وجمهرة اللغة 2/ 365 وانظر تهذيب اللغة 8/ 340 والعين 5/ 49. (¬3) فى المهذب 1/ 302: القرض قربة مندوب إليه. (¬4) ع: الأمر. (¬5) ع: فأجابه وفى الصحاح: وندبه لأمر فانتدب له أى دعاه له فأجاب. (¬6) فى المهذب 1/ 302: روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة". (¬7) خ: وكشفنا: تحريف. (¬8) سورة الأنبياء آية 84. (¬9) معانى القرآن 2/ 209. (¬10) الصحاح (كرب). (¬11) فى المهذب 1/ 303: ويجوز قرض كل مال يملك بالبيع ويضبط بالوصف. . فأما مالا كالجواهر وغيرها ففيه وجهان. (¬12) من ع. (¬13) فى قرض الجارية لمن لا يحل له وطؤها: يجوز لأنه عقد إرفاق جائز من الطرفين. المهذب 1/ 303. (¬14) ع: فيه. (¬15) ع: رفقته والمثبت من خ والصحاح (رفق). (¬16) خ: لا يجوز قرض الجارية. وفى المهذب 1/ 303: ويجوز استقراض الجارية لمن لا يحل له وطؤها ولا يجوز لمن يملك وطأها. (¬17) والجراء الثانية: ساقط من ع. والمثبت من خ والصحاح. (¬18) ديوانه 181 والصحاح (جرى). (¬19) ويروى (فنن) ويروى فن وانظر اللسان (جرى 611).

يُرْوَى بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا. وَقَوْلُهُمْ: كَانَ ذَلِكَ فِى أيَّامِ جِرَائِهَا، أَىْ: صِبَاهَا (¬20). وَالْأمَةُ: خِلَافُ الْحُرَّةِ، وَالْجَمْعُ: إمَاءٌ وَآمٌ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬21): مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أهْلَهَا ... فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا غَيْرُ آمٍ خَوَالِفِ وَتُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى إمْوَانِ (¬22) (وَأَصْلُ) (¬23) أَمَةٍ: أَمَوَةٌ- بِالتَّحْرِيكِ (وَمَا كُنْتِ أَمَةٌ وَلَقَدْ أمَوْتِ أَمُوَّةً) (¬24) وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: أَمَوِىٌّ بِالْفَتْحِ، وَتَصْغِيرُهَا: أَمَيَّة (¬25). قَوْلُهُ: "سُفْتَجَةً" (¬26) كَلِمَةٌ فَارسِيَّةٌ، وَهِىَ: رُقْعَة يَكْتُبُهَا الْمُقْرَضُ إلَى مَنْ يَقْبِضُ عَنْهُ عِوَضَ الْقَرْضِ فى الْمَكَانِ الَّذِى اشْتَرَطَهُ، وَسَمَاعُ أَهْلِ تِهَامَةَ: سُفْتَجَة- بِالضَّمِّ. وَذَكَرَ الْمُطَرِّزِىُّ فِى شَرْحِ مَقَامَاتِ الْحَرِيرِىِّ: السُّفْتَجَةُ- بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ التَّاءِ: كَلِمَةٌ مُعَرَّبَةٌ، وَأَصْلُهَا بِالْفَارِسِيَّةِ "سُفْتَهْ" (¬27) وَمِثَالُهَا: أنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مَالٌ مَثَلًا، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يذْهَبَ بِهِ إلَى بَلَدٍ، وَهُوَ يَخَافُ عَلَيْهِ قّطَّاعَ الطرَّيقِ، فَيَدْفَعُهُ إِلَى بَيَّاعٍ مَثَلًا، أوْ رَجُلٍ لَهُ بِذَلِكَ الْبَلَدِ دَيْنٌ عَلَى آخَرَ، وَيَقُولُ لَهُ (¬28): اكْتُبْ لى خَطًّا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ بِمَا لَكَ عَلَيْهِ، لِآخُذَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إذَا وَصَفُوا رَجُلًا بِأَنْ (¬29) كَتَبَ رِسَالَةً يَنْتَفِعُ بِهَا، قَالُوا: كُتُبُهُ سَفَاتِجُ، أَىْ: رَائِجَةٌ رَوَاجَ السُّفْتَجَةِ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ لِلْوَجْهِ الطَّرِىِّ: سُفْتَجَةٌ (¬30). قَوْلُهُ (¬31): "بَكْرًا" (¬32) الْبَكْرُ: الثَّنِىُّ مِنَ الإبِلِ (¬33)، وَالْاُنثى: بَكْرَةٌ، وَالْجَمْعُ: بِكَارٌ، مِثْلُ فَرْخٍ وَفِرَاخٍ، وَبِكَارَةٌ أَيْضًا، مِثْلُ: فَحْلٍ وَفِحَالَةٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (¬34): الْبَكْرُ مِنَ الإبِلِ: بِمَنْزِلَةِ الْفَتِىِّ مِنَ النَّاسِ، وَالْبَكْرَةُ: بِمَنْزِلَةِ الْفَتَاةِ، وَالْقَلُوصُ: بِمَنْزِلَةِ الْجَارِيَةِ، وَالْبَعِيرُ: بِمَنْزِلَةِ الِإنْسَانِ، وَالجَمَلُ، بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ، وَالنَّاقَةُ: بِمَنْزِلَةِ الْمَرْأَةِ (¬35). (قَوْلُهُ:) (¬36) الْخِيَارُ: الاسْمُ مِنَ الإخْتِيَارِ، وَمَعْنَاهُ: مُخْتَارًا. رَبَاعِيًا: مُخَفَّفٌ وَلَا يُشَدَّدُ، فَإِذَا رَفَعْتَ، قُلْتَ: رَبَاعٍ مِثْلُ ثَمَانٍ (¬37) وَهُوَ الَّذِى أَلْقَى رَبَاعِيَتَهُ، وَهِىَ: السِّنُّ الَّتِى بَيْنَ الثَّنِيَّةِ وَالنَّابِ (¬38). ¬

_ (¬20) بالفتح كما فى الصحاح (جرى). (¬21) من غير نسبة فى الصحاح. (¬22) مثل إخوان كما فى الصحاح (أمو) وفى ع: إمون: تحريف. (¬23) خ: أصل. والمثبت من ع والصحاح. (¬24) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬25) عن الصحاح (أمو). (¬26) فى المهذب 1/ 304: ولا يجوز قرض جر منفعة مثل أن يقرضه ألفا على أن يكتب له بها سفتجة بربح بها خطر الطريق. (¬27) الألفاظ الفارسية 91 وشفاء الغليل 156. (¬28) له: ليس فى ع. (¬29) ع: بأنه. (¬30) فى القاموس: السفتجة كقرطقة: أن يعطى مالا لآخر وللآخر مال فى بلد المعطى، فيوفيه إياه ثم فيستفيد أمن الطريق وفعله السفتجة بالفتح. وانظر المصباح (سفتج). (¬31) فى المهذب 1/ 304: روى أبو رافع (ر) قال: استسلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رجل بكرا فجاءته إبل الصدقة فأمرنى أن أقضى الرجل بكرًا فقلت: لم أجد فى الإبل إلا جملًا خيارًا رباعيًا فقال - صلى الله عليه وسلم - أعطه فإن خياركم أحسنكم قضاء. (¬32) خ: بكرًا أو جملًا خيارا. (¬33) فى الصحاح: الفتى من الإبل وكذا فى مبادىء اللغة 144 والمحكم 7/ 19 قال ابن سيده: وقيل: هو الثنى منها إلى أن يجذع. ولعل الثنى تحريف الفتى؛ لأن المصنف نقل نص الجوهرى هنا. (¬34) ع: أبو عبيد، والمثبت من خ والصحاح. (¬35) عن الصحاح (بكر). (¬36) من ع. (¬37) فى الصحاح: ويقال للذى يلقى رباعيته رباع مثال ثمان فإذا نصبت أتممت فقلت: ركبت برذونا رباعيا. (¬38) الصحاح (ربع).

ومن كتاب الرهن

وَمِنْ كِتَابِ الرَّهْنِ أَصْلُ الرَّهْنِ فِى اللُّغَةِ: الثُّبُوتُ وَالدَّوَامُ، يُقَالُ: شَىْءٌ رَاهِنٌ، أَىْ: دَائِمٌ، وَكَأَنَّ الرَّهْنَ يُقِيمُ عِنْدَ الْمُرْتَهِنِ حَتَّى يَسْتَوْفِىَ حَقَّهُ. وَجَمْعُهُ: رُهُنٌ وَ [رِهَانٌ] (¬39). قَوْلُهُ: "يَؤُولُ إِلَى اللُّزُومِ" (¬40) أَىْ: يَرْجِعُ، يُقَالُ: آل إِذَا رَجَعَ. (عَقْدُ إِرْفَاقٍ (¬41): أَىْ: نَفْعٍ) (¬42). قَوْلُهُ: "ثِقَةٌ" (¬43) أَىْ: أَمِينٌ، يُقَالُ: وَثِقْتُ بِهِ أَثِقُ: إِذَا ائْتَمَنْتَهُ، وَكَذَا الْوَثِيقَةُ: فَعِيلَةٌ مِنْ هَذَا؛ لِأنَّهُ يَأْمَنُ بِهَا عَلَى اسْتِيفَاءِ دَيْنِهِ. قَوْلُهُ: "يَحِلُّ الدَّيْنُ" (¬44) بِالْكَسْرِ، يُقَالُ حَلَّ الدَّيْنُ يَحِلُّ بِالْكَسْرِ حُلُولًا، وَالْمَوْضِعُ: الْمَحِلُّ، وَمَحِلُّ الدَّيْنِ أَيْضًا: أَجَلُهُ، وَمِنْهُ: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (¬45) أَىْ: مَوْضِعَ نَحْرِهِ. وَحَلَّ بِالْمَكَانِ يَحُلُّ بِالضَّمِّ حَلًّا وَحُلُولًا وَمَحَلًّا، وَالْمَحَلُّ أَيْضًا: الْمَكَانُ الَّذِى تَحُلُهُ- بِالْفَتْحِ. قَوْلُهُ: "نَصَّ عَلَيْهِ" (¬46) وَالْمَنْصُوصُ: فِى جَمِيعِ الْكِتَابِ كُلِّهِ بِمَعْنَى الْمَرْفُوعِ، يُقَالُ: نَصَّ الْحَدِيثَ، أَىْ: رَفَعَهُ وَأَسْنَدَهُ، وَمِنْهُ: مِنَصَّةُ الْعَرُوسِ؛ لِارْتِفَاعِهَا، فَكَأَنَّهُ رَفَعَهُ حَتَّى بَانَ وَظَهَرَ (¬47)، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ (¬48): وَجِيدٍ كَجِيدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِشٍ ... إِذَا هِىَ نَصَّتْهُ وَلَا بِمُعَطَّلِ قَوْلُهُ (¬49): "ولَا يَنْفَكُّ مِنَ الرَّهْنِ" (¬50) أَىْ: لَا يَتَخَلَّصُ، فَكَكْتُ الشَّىْءَ: خَلَّصْتُهُ، وَكُلُّ شَيْئَيْنِ خَلَّصْتَهُمَا، فَقَدْ فَكَكْتَهُمَا (¬51). قَوْلُهُ: "فِى أَحَدِ شَطْرَيْهَا" (¬52) الشَّطْرُ: النِّصْفُ هَا هُنَا. ¬

_ (¬39) ع، خ: أرهان وصوابه: رهان كما فى الصحاح والمصباح والقاموس (رهن) والعين 4/ 44 والمحكم 4/ 214 واللسان (رهن 1757) وقدم رهن وقد اعترض عليها الأخفش ووصفها بالقبح؛ لأنه لا يجمع فَعْل على فُعُل إلا قليلا شاذا وخرجه على أنه جمع رهان. أنظر الصحاح واللسان. (¬40) فى المهذب 1/ 305: فأما مال الجعالة قبل العمل فيجوز أخذ الرهن به؛ لأنه دين يؤول إلى اللزوم. (¬41) لا يلزم الرهن من جهة الراهن إلا بقبض؛ لأنه عقد إرفاق يفتقر إلى القبول والقبض المهذب 1/ 305. (¬42) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬43) فى المهذب 1/ 306: إن أخبره ثقة أنه باق على صفته ومضى زمان يتأتى فيه القبض صار مقبوضا. وفى خ: غير ثقة، أى غير أمين. (¬44) إن كان المرهون دارا فأجرها فإن كانت الإجارة إلى مدة يحل الدين قبل انقضائها لم يكن رجوعا. . . إلخ. (¬45) سورة البقرة آية 196. (¬46) لا يبطل العقد بموت المرتهن على ما نص عليه والعقد غير لازم فى حقه فلا يبطل بموت الراهن. المهذب 1/ 307. (¬47) الصحاح (نصص). (¬48) ديوانه 16. (¬49) فى المهذب 1/ 307: ولا ينفك من الرهن شَىْءٌ حتى يبرأ الراهن من جميع الدين. (¬50) خ: لا ينفك الرهن. (¬51) فى الصحاح: وكل مشتبكين فصلتهما فقد فككتهما. (¬52) فى المهذب 1/ 307: الصفقة إذا حصل فى أحد شطريها عاقدان فهما عقدان.

قَوْلُهُ: "قَدْ يَمُوتُ الْمَوْلَى فَجْأَةً" (¬53) أَىْ: بَغْتَةً، وَقَدْ ذُكِرَ (¬54). يُقَالُ: فَجئَهُ الْأمْرُ (¬55): إِذَا بَغَتَهُ، وَفَجَأَهُ أَيْضًا، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬56) الْعَقَارُ (¬57) وَأَنَّهُ (¬58) الأَرْضُ وَالنَّخْلُ (¬59). قَوْلُهُ (¬60): "لَيْسَتْ لَهُ بِمَحْرَمٍ (¬61) أَىْ: لَيْسَتْ مُحَرَّمَةً عَلَيْهِ. قَوْلُهُ (¬62): "عَلَى يَدِ عَدْلٍ" (¬63) أَىْ: رِضًا وَمَقْنَعٍ، وَأصْلُ الْعَدْلِ: ضِدُّ الْجَوْرِ، يُقَالُ: عَدَلَ فِى الْقَضِيَّةِ، فَهُوَ عَادِلٌ. قَوْلُهُ: "النَّمَاءِ الْمُتَمَيِّزِ" (¬64) النَّمَاءُ: الزِّيَادَةُ، نَمَا الشَّىْءُ يَنْمِى: إذَا زَادَ نَمَاءً وَنُمُوًّا، وَرُبِّمَا قَالُوا: يَنْمُو بِالْوَاوِ (¬65). وَالْمُتَمَيِّزُ: الَّذِى لَا يَخْتَلِطُ بِغَيْرِهِ، مِزْتُ الشَّىْءَ أَمِيزُهُ مَيْزًا: إِذَا عَزَلْتَهُ وَفَرَزْتَهُ (¬66). قَوْلُهُ (¬67): "لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ" فِيهِ [ثَلَاثَةُ] (¬68) تَأْوِيلَاتٍ (أحَدُهَا) (¬69): لَا يَأْخُذُهُ الْمُرْتَهِنُ بِدَيْنهِ، بَلْ (¬70) إِذَا قَضَاهُ مِنْ غَيْرِهِ انْفَكَّ، (وَالثَّانِى) (¬71): أَىْ (¬72) لَا يَسْقُطُ الْحَقُّ بِتَلَفِهِ، (الثَّالِثُ) (¬73): أَىْ لَا يَنْغَلِقُ حَتَى لَا يَكُونَ لِلرَّاهِنِ فَكُّهُ عَنِ الرَّهْنِ، بَلْ لَهُ فَكُّهُ بِأَنْ يَقْضِىَ الْحَقَّ، قَالَ زُهِيرٌ (¬74): وَفَارَقَتْكَ بِرَهْنٍ لَا وَفَاءَ (¬75) لَهُ ... يَوْمَ الْوَدَاعِ فَأَمْسَى الرَّهْنُ قَدْ غَلِقَا وَمَعْنَى "لَا يَغْلَقُ" أَىْ: لَا يَسْتَغْلِقُ، فَلَا يُفَكُّ، أَىْ: لَا يُطْلَقُ مِنَ الرَّهْنِ بَعْدَ ذَلِكَ، مِنْ غَلَقَ الْبَابُ وَانْغَلَقَ وَاسْتَغْلَقَ: إذَا عَسُرَ فَتْحُهُ، وَالْغَلْقُ ضِدُّ الْفَكِّ، ذَكَرَهُ الْأزْهَرِىُّ (¬76). قَوْلُهُ: "الرَّهْنُ مِنْ رَاهِنِهِ" أَىْ عَلَيْهِ ضَمَانُهُ، قَالَ الشَّافِعِىُّ، رَحِمَهُ اللهُ: هَذِهِ (¬77) أبْلَغُ كَلِمَةٍ لِلْعَرَبِ، يَقُولُونَ: هَذَا الشَّىْءُ مِنْ فُلَانٍ، يُرِيدُونَ: مِنْ ضَمَانِهِ. وَقِيلَ "مِنْ" هَا هُنَا بمَعْنَى لَام الْمِلْكِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ (¬78): أَمِنْ آلِ لَيْلَى عَرَفْتَ الدِّيَارَا ... بِجَنْبِ الْعَقِيقِ خَلَاءً قِفَارَا قَوْلُهُ: "لَهُ غُنْمُهُ وَعَلَيْهِ غُرْمُهُ "غُنْمُهُ"، أَىْ: مَنَافِعُهُ، جَعَلَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْغَنِيمَةِ، يُقَالُ: غَنِمَ الْقَوْمُ غُنْمًا بِالضَّمِّ، وَغُرْمُهُ: ضَمَانُ مَا يَتْلَفُ مِنْهُ, وَالْغُرْمُ: مَا لَزِمَ أدَاؤُهُ مِنْ الدَّيْنِ وَغَيْرِهِ (¬79). وَالْغَرِيمُ: الَّذِى عَلَيْهِ الدَّيْنُ، وَهُوَ الَّذِى لَهُ الدَّيْنُ أيْضًا (¬80). ¬

_ (¬53) فى المهذب 1/ 308: المدبر لا يجوز رَهْنُه لأنه قد يموت المولى فجأة. (¬54) 113. (¬55) ع: فجأه لأمر. (¬56) ع: وقد ذكر. (¬57) ع: والعقار. (¬58) وأنه: ليس فى ع. وقد ظن أن الكلام على القول قبله. (¬59) 141، 227، 257. (¬60) فى المهذب 1/ 310، إذا كان المرهون أمة لم توضع إلا عند امرأة أو عند محرم لها أو عند من له زوجة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: لا يخلون أحدكم بامرأة ليست له بمحرم فإن ثالثهما الشيطان. (¬61) له: ليس فى ع. (¬62) قوله: ليس فى ع. (¬63) فى المهذب 1/ 310 فإن جعل الرهن على يد عدل ثم أراد أحدهما أن ينقله إلى غيره لم يكن له ذلك. (¬64) ما يحدث من عين الرهن من النماء المتميز كالشجر والثمر واللبن والولد والصوف والشعر لا يدخل فى الرهن المهذب 1/ 310. (¬65) أنظر ص 142، 144. (¬66) عن الصحاح (ميز). (¬67) روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يغلق الرهن الرهن من راهنه الذى رهنه له غنمه وعليه غرمه. المهذب 1/ 310. (¬68) خ وع: ثلاث: خطأ. (¬69) خ: إحداها: خطأ. (¬70) بل: ليس فى ع. (¬71) خ: والثانية: خطأ. (¬72) ع: أنه. (¬73) خ: الثالثة: خطأ. (¬74) ديوانه 33. (¬75) كذا فى خ، ع والرواية "فكاكه" فى الديوان وغريب الحديث 2/ 115 والفائق 3/ 72 والصحاح (غلق) واللسان (غلق 3284) وديوان الأدب 2/ 246. (¬76) فى شرح ألفاظ المختصر لوحة 95. (¬77) ع: هذا. (¬78) ................................. (¬79) غريب الحديث 2/ 115، 116 والفائق 3/ 72 والمغرب (غلق). (¬80) ثلاثة كتب فى الأضداد 24، 102، 179.

قَوْلُهُ: "الآس وَأَغْصَانِ الْخِلَافِ". الآسُ: الْهَدَسُ، وَالْخِلَافُ: شَجَرٌ طيبٌ يُستخْرَجُ مِنْهُ مَاءٌ طيِّبٌ، مِثْلُ مَاءِ الْوَرْدِ، وَتُؤْخَذُ أَغْصَانُهُ فَتُجْعَلُ طِيبًا كَالْهَدَس. قَوْلُهُ: " (¬83) وَأَرَادَ أَنْ يُنْزِيَهُ" النَّزْوُ: الْوَثْبُ؛ لِأنَّ الْفَحْلَ يَثِبُ عَلَى ظَهْرِ الْبَهِيمَةِ لِلضِّرَابِ. قَوْلُهُ: "كَوَدْجِ الدَّابَّةِ وَتَبْزِيغِهَا" (¬84) الْوَدْجُ لِلدَّابَّةِ بِمَنْزِلَةِ الْفَصْدِ لِلإنْسَانِ (¬85). وَالْوَدَجُ: عِرْقٌ فى الْعُنُقِ، وَهُمَا وَدَجَانِ، بِفَتْحِ الدَّالِ: عِرْقَانِ غَلِيظَانِ فى جَانِبَىِ الْعُنُقِ، وَيُقَالُ لَهُمَا أيْضًا: الْوَرِيدَانِ (¬86) وَقَدْ وَدَجَ دَابَّتَهُ بَدِجُهَا وَدْجًا (¬87): إذَا شَقَّ وَدَجْيَها، وَأَخْرَجَ دَمَهُمَا. وَالتَّبْزِيغُ: يُقَالُ: بَزَغَ الْبَيْطَارُ الدَّابَّةَ، أَىْ (¬88): شَرَطَ، وَالْمِبْزَغُ: الْمِشْرَطُ، قَالَ الأعْشَى (¬89): . . . . . . . . . . . . ... كَبَزْغِ الْبَيْطرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الْكَوَادِنِ (¬90) وَالْبَزْغُ: الشَّقُّ، وَمِنْهُ: بَزَغَت الشَّمْسُ، وَهُوَ يَشُقُّ الرَّهْصَةَ، وَالرَّهْصَةُ: أَنْ يَدْوَى (¬91) بَاطِنُ حَافِرِ الدَّابَّةِ مِنْ حِجَارَةٍ تَطَؤُهَا، مِثْلُ الْوَقْرَةِ (¬92)، يُقَالُ: رَهِصَت الدَّابَّةُ -بِالْكَسْرِ- رَهَصًا، فَهِىَ مَرْهُوصَةٌ وَرَهِيصٌ (¬93). قَوْلُهُ: ("يَنْدَمِلُ الْجُرْحُ") (¬94) انْدَمَلَ الْجُرْحُ، أَىْ (¬95): بَرِىءَ، وَعَلَتْ عَلَيْهِ جُلْبَةٌ (¬96) لِلْبُرْءِ. وَالأَكْلَةُ (¬97): عِلَّةٌ يَحْدُثُ مِنْهَا جُرْحٌ يَتَأَكَّلُ مِنْهُ اللَّحْمُ (¬98) وَيَتَزَايَدُ فى الصَّحِيحِ، نَسْأَلُ الله تَعَالَى الْعَافِيَةَ. قَوْلُهُ: "الْكَلأ" (¬99) مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ، هُوَ: الْمَرْعَى وَالْعُشْبُ، وَقَدْ أَكْلأَتِ الأرْضُ فَهِىَ مُكْلِئَةٌ. وَالنُّجْعَةُ (¬100): بِالضَّمِّ: طَلَبُ الْكَلَأ فِى مَوْضِعِهِ، يُقَالُ: انْتَجَعْتُ مَكَانَ (¬101) كَذَا، وَانْتَجَعْتُ فُلَانًا: مِثْلُهُ (¬102). قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: "لَا ضَرَرَ وَلَا إِضْرَارَ" (¬103) قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬104): لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ اللَّفْظَتَيْنِ (¬105) مَعْنَىً غَيْرُ الأخْرَى، فَمَعْنَى قَوْلِهِ (¬106): "لَا ضَرَرَ" أَىْ: لَا يَضُرُّ الرجُلُ أَخَاهُ، فَيُنْقِصُ شَيْئًا مِنْ حَقِّهِ، ¬

_ (¬81) فى المهذب 1/ 311: واختلف أصحابنا فى ورق التوت والآس وأغصان الخلاف فمنهم من قال يدخل فى الرهن. . إلخ. (¬82) فى لغة أهل اليمن، والآس: ضرب من الرياحين قال أبو حنيفة: بأرض العرب كثير ينبت فى السهل والجبل وخضرته دائمة أبدا. اللسان (أوس 171 هدس 4633). (¬83) خ: فأراد وفى المهذب 1/ 312: وإن كان فحلا وأراد أن ينزيه على الإناث جاز. (¬84) فى المهذب 1/ 312: ويملك الراهن التصرف فى عين الرهن بما لا ضرر فيه على المرتهن كودج الدابة وتبزيغها. (¬85) تهذيب اللغة 11/ 161 وجمهرة اللغة 2/ 70. (¬86) الإبل للأصمعى 199 وخلق الإنسان لثابت 204 ونظام الغريب 48 وديوان الأدب 3/ 214 والنهاية 5/ 165. (¬87) من باب وعد كما فى المصباح (ودج)، ع: دمها. (¬88) أى: ليس فى ع. (¬89) هو للطرماح كما ذكر ابن برى، وليس فى ديوان الأعشى، وصدره: يُسَاقِطُهَا تَتْرَى بِكُلِّ خَمِيلَةٍ ... . . . . . . . . . . . . (¬90) الكوادن: البراذين. (¬91) ع: يداوى. (¬92) الوقرة: إن يصيب الحافر حَجَرٌ أو غيره. (¬93) أنظر الصحاح (رهص). (¬94) ما بين القوسين: ليس فى خ وفى المهذب 1/ 312: فإن كان فى وقت يندمل الجرح فيه قبل حلول الدين جاز. (¬95) أى: ليس فى ع. (¬96) الجلبة: القشرة التى تعلو الجرح عند البرء. اللسان (جلب 648). (¬97) فى المهذب 1/ 312: وإن كانت به أكلة يخاف من تركها ولا يخاف من قطعها جاز وفى خ: أكلة. (¬98) الصحاح (أكل) واللسان (أكل 103). (¬99) فى المهذب 1/ 312: وإن كانت ماشية فأراد أن يخرج بها فى طلب الكلأ فإن كان الموضع مخصبا لم يجز له ذلك. (¬100) فى المهذب 1/ 312: وإن اختلفا فى موضع النجعة قدم اختيار الراهن. (¬101) ع: موضع. (¬102) إذا أتيته تطلب معروفه كما فى الصحاح (نجع). (¬103) ورد فى المهذب 1/ 312: ولا يمك التصرف فى العين بما فيه ضرر على المرتهن لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ضرر ولا إضرار". (¬104) فى الغريبين 2/ 183، 184. (¬105) ع: اللفظين: خطأ. (¬106) قوله: ليس فى ع.

أَوْ مِلْكِهِ، وَهُوَ ضِدُّ النَّفْعِ. وَقَوْلُهُ: "وَلَا إِضْرَارَ" أَىْ: لَا يُضَارُّ الرَّجُلُ أخَاهُ مُجَازَاةً، وَيُنْقِصُهُ بِإِدْخَالِ الضَّرَرِ عَلَيْهِ، فَالإضْرَارُ (¬107) مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَالضَّرَرُ فِعْلُ وَاحِدٍ. وَالْمَعْنَى: وَلَكِنْ يَعْفُو عَنْهُ (¬108). قَوْلُهُ: (في الْعِتْقِ أَنَّهُ) (¬109) "مَوْقُوفٌ" أَىْ: مَحْبُوسٌ عَنِ التَّصَرُّفِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ (¬110) حَالُهُ؛ لِأنَّ الْوَاقِفَ: هُوَ الَّذِى لَا يَمْضى وَلَا يَأْتِى. قَوْلُهُ: "يَسْرِى الْعِتْقُ" (¬111) هُوَ مِنَ السُّرَى، سَيْرِ اللَّيْلِ، كَأنَّ الْعِتْقَ يَسِيرُ إِلَى بَاقِيهِ فَيُعْتَقُ، وَكَذَلِكَ سِرَايَةُ الْجُرْحِ (¬112) تَسِيرُ إِلَى الصَّحِيحِ، فَتَعُمُّ الْبَدَنَ فَيَعْتَلُّ (¬113). قَوْلُهُ (¬114): "وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ" الشَّطْرُ: النِّصْفُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: "أُقْ" (¬115). قَوْلُهُ: "الصَّبِىِّ" (¬116) أَىْ: الْمُمَيِّزِ (وَهُوَ) (¬117) الَّذِى يُفَرِّقُ بَيْنَ الْقَبِيحِ وَالْحَسَنِ وَالنَّفْعِ وَالضَّرِّ. قَوْلُهُ: "اسْتَغْرَقَ الْأَرشُ قِيمَتَهُ" (¬118) الاسْتِغْرَاقُ: الاسْتيعَابُ، أَىْ: أَخذَ جَمِيعَهُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْغَرَقِ فِى الْمَاءِ. نَكَلَ عَنِ الْيَمِينِ وَالْعَدُوِّ: إذَا جَبُنَ. * * * ¬

_ (¬107) ع: والإضرار. (¬108) قال ابن الأثير: الضرار: فعال من الضر: أى لا يجازيه على إضراره بإدخال الضرر عليه والضرر ابتداء الفعل، والضرار: الجزاء عليه. وقيل: الضرر: ما تضر به صاحبك وتنتفع به أنت والضرار: أن تضره من غير أن تنتفع به. وقيل هما بمعنى وتكرارهما للتأكيد النهاية 3/ 82. (¬109) ما بين القوسين: ليس فى ع. وفى المهذب 1/ 313: فى وقت العتق ثلاثة أقوال أحدها بنفس اللفظ والثافى بدفع القيمة والثالث موقوف. . . إلخ. (¬110) ع: يبين. (¬111) خ: سراية العتق، وفى المهذب 1/ 313: لا يسرى العتق باعتاق المعسر فى العبد المشترك. (¬112) ع: الجراح. (¬113) ع: فيقتل والمثبت من خ وقد كتب المصحح تحتها ع أى أنه بالعين. (¬114) في المهذب 1/ 315: روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله". (¬115) من: اقتل، كا جاء في الحديث: "كفى بالسيف شا" يريد: شاهدا. وانظر الفائق 2/ 244 والنهاية 2/ 473. (¬116) خ: الصبى المميز وفى المهذب 1/ 315: فإن الفائق 2/ 244: والنهاية 2/ 473. (¬117) خ: وهو. (¬118) فى المهذب 1/ 318: إن رهن عبد وأقبضه ثم أقر أنه جنى قبل الرهن فإن قلنا أنه باطل وجب بيعه فى أرش الجناية فإن استغرق الأرش قيمته بيع الجمع.

باب التفليس

بَابُ التَّفْلِيسِ قَالَ فِى الشَّامِلِ وَالْبَيَانِ (¬1): الْفَلْسُ: مَأْخُوذٌ مِنَ الْفُلُوس، وَهِىَ أَخَسُّ الْمَالِ الَّذِى يُتَتَايَعُ بِهِ، كَأنَّهُ مُنِعَ مِنَ (¬2) التَّصَرُّفِ إِلَّا في الشَّىْءِ التَّافِهِ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬3): يُقَالُ: أَفلَسَ الرَّجُلُ: صَارَ مُفْلِسًا، كَأَنَّمَا (¬4) صَارَتْ دَرَاهِمُهُ فُلُوسًا، كَمَا يُقَالُ: أخْبَثَ الرَّجُلُ: إِذَا صَارَ أصْحَابُهُ خُبَثَاءَ، وَأَقطَفَ: إِذَا صَارَتْ دَابَّتُهُ قَطُوفًا (¬5)، وَيَجُوزُ أَنَّ يُرَادَ بِهِ: أَنَّهُ صَارَ إِلَى حَالٍ يُقَالُ (¬6): لَيْسَ مَعَهُ فَلْسٌ. الْكَفِيلُ (¬7) وَالضَّمِينُ: سَوَاءٌ. قَوْلُهُ: " (لَمْ يُجْبَرْ") (¬8) أجْبَرَهُ عَلَى الشَّىْءِ، أَىْ: قَهَرَهُ وَهُوَ لَا يُرِيدُ وَالْجَبَّارُ: الْقَهَّارُ، يُقَالُ فِى ¬

_ (¬1) ............................. (¬2) من ليس فى ع. (¬3) فى الصحاح (فلس). (¬4) ع: كأنها: تحريف. (¬5) القطوف من الدواب: البطىء. (¬6) في الصحاح: يقال فيها. (¬7) ع: والكفيل وفى المهذب 1/ 320: وإن قال أقم لى كفيلا بالمال: لم يلزمه. (¬8) في المهذب =

فِعْلِهِ: جَبَرَهُ وَأَجْبَرَهُ (¬9). قَوْلُهُ (¬10): "أَلَا إِنَّ الأَسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ رَضِىَ مِنْ دِينِهِ أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الْحَاجَّ، فَادَّانَ مُعْرِضًا فَأَصْبَحَ وَقَدْ رِينَ بِهِ" (10) أُسَيْفِعُ: تَصْغِيرُ أَسْفَعَ مِنَ السُّفْعَةِ، وَهِىَ: سَوَادٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ (¬11) يَكُونُ صِفَةً وَعَلَمًا. جُهَيْنَةُ (¬12): مِنْ بُطُونِ قُضَاعَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ (¬13). وَعَنْ قُطْرُبٍ أنَّهَا مَنْقُولَةٌ مِنْ مُصَغَّرِ جُهَانَةَ عَلَى التَّرْخِيمِ، يُقَالُ: جَارِيَةٌ جُهَانَةٌ، أَىْ: شَابَّةٌ (¬14). ادَّانَ: افْتَعَلَ مِنَ الدَّيْنِ كَاقْتَرَضَ (¬15) مِنَ الْقَرْضِ. مُعْرِضًا: مِنْ قَوْلِهِمْ: طَأْ مُعْرِضًا، أَىْ: ضَعْ رِجْلَكَ حَيْثُ وَقَعَتْ وَلَا تَتَّقِ شَيْئًا، وَأنْشَدَ يَعْقُوبُ لِلْبَعِيثِ: فَطَأْ مُعْرِضًا إِنَّ الْحُتُوفَ كَثِيرَةٌ ... وَإِنَّكَ لَا تُبْقِى مِنَ الْمَالِ بَاقِيَا أَرَادَ: فَاسْتَدَانَ مَا وَجَدَ مِمَّنْ وَجَدَ، وَالْحَقِيقَةُ: مِنْ أَىْ وَجْهٍ أَمْكَنَهُ، وَمِنْ أَىْ عَرَضٍ تَأَتَّى لَهُ غَيْرَ مُمَيّزٍ وَلَا مُبَالٍ بِالتَّبِعَةِ. وَرِينَ: أَىْ: غُلِبَ [وَفُعِلَ] (¬16) بِشَأْنِهِ، نَقَلْتُ هَذَا مِنَ الْفَائِقِ (¬17). وَقَالَ فى غَيْرِهِ "فَادَّانَ مُعْرِضًا" أَىْ: مِنْ كُل مَنْ عَرَضَ لَهُ (¬18). وَقِيلَ: مُعْرِضًا عَنِ الْقَضَاءِ (¬19)، وَقِيلَ: اعْتَرَضَ لِكُلِّ مَنْ يُقْرِضُهُ (¬20): وَقِيلَ: أعْرَضَ عَنْ كُلِّ مَنْ قَالَ لَهُ (¬21): لَا تَسْتَدِنْ. وَكَانَ يَأْخُذُ الدَّيْنَ فَيَشْتَرِى بِهِ (¬22) النَّجَائِبَ السَّوَابِقَ بِالأثْمَانِ الْغَالِيَةِ. وَيُقَالُ: رَانَ- عَلَى قَلْبِهِ ذَنْبُهُ (¬23) يَرِينُ رُيُونًا (¬24)، أَىْ: غَلَبَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} (¬25) قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَى يَسْوَدَّ الْقَلْبُ (¬26). وَأَصْلُهُ الطَّبَعُ وَالدَّنَسُ (¬27). قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رِينَ بِالرَّجُلِ: إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ (¬28). وَمَعْنَى "رَضىَ مِنْ دِيِنهِ" أَىْ (¬29): أَنَّهُ لَمْ يَقْصِد الْحَجَّ، وَإِنَّمَا قَصَدَ الْمُفَاخَرَةَ وَأَنْ يَسْبِق (¬30) الْحَاجَّ فَيَقْفُلُ (¬31) قَبْلَهُمْ، لَا لِلدِّينِ. قَولهُ: "بَيْنَ غُرَمَائِهِ" (¬32) الْغَرِيمُ: مِنَ الأضْدَادِ، يُقَالُ لِمَنْ عَلَيْهِ الدَّيْنُ، وَلِمَنْ لَهُ الدَّيْنُ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الْغُرْم، وَهُوَ: أَدَاءُ مَا يُطَالَبُ بهِ وَاجبًا كَانَ أوْ غَيْرَ وَاجِبٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ (¬33): سُمِّىَ غَرِيمًا؛ لِإدَامَتِهِ التَّقَاضى وَإِلْحَاحِهِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (¬34) يَعْنِى مُلِحًّا دَائِمًا، وَفُلَانٌ مُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ، أَىْ (¬35): مُدَاوِمٌ لَهُنُّ. ¬

_ = 1/ 320: فإن كان يحسن صنعة فطلب الغريم أن يؤجر نفسه ليكسب ما يعطيه لم يجبر. (¬9) فعلت وأفعلت للزجاج 17. (¬10) لم يجبر: ساقط من خ وفى المهذب 1/ 320: روى عن عمر أنه قال: ألا إن الأسيفع. . . إلخ. (¬11) كذا فى المحكم 1/ 311 وقال الأزهرى: لا تكون السفعة إلا سوادا مشربا وُرْقَةً تهذيب اللغة 2/ 109. (¬12) ع: وجهينة. (¬13) جمهرة الأنساب 440، 444 والفائق 2/ 185. (¬14) ذكره الزمخشرى فى الفائق، وقال ابن دريد: من الجَهْنِ، وَالجَهْنُ: الزَّجْرُ وَغِلِظُ الْكَلَامِ. الاشتقاق 251 وعن ثعلب أنها مصغر جُهْنَةَ. أنظر اللسان (جهن 715). (¬15) ع: فافترض: تحريف. (¬16) خ وع: وتعب والمثبت من الفائق والنقل عنه. (¬17) 2/ 185. (¬18) غريب الحديث 3/ 269 وتهذيب اللغة 1/ 360. (¬19) النهاية 3/ 215. (¬20) السابق. (¬21) له: ساقط من ع. (¬22) ع: ويشترى. (¬23) ع: دينه. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬24) فى الصحاح: رَيْنًا وَرُيُونًا. (¬25) سورة المطففين آية 14 وانظر مجاز القرآن 2/ 288 ومعانى الفراء 3/ 246، 247 وتفسير غريب القرآن 519 وغريب الحديث 3/ 270. (¬26) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث، والجوهرى فى الصحاح (رين). (¬27) الصحاح (رين) والنهاية 2/ 291. (¬28) غريب الحديث 3/ 270 والصحاح (رين). (¬29) أى: ليس فى ع. وبدلا منها. . . إلخ. (¬30) ع: وأنه سبق. (¬31) ع: فيقبل. (¬32) من حديث عمر (ر) فى الأسيفع: فمن له دين فليحضر فإنا بائعوا ماله وقاسموه بين غرمائه. المهذب 1/ 320. (¬33) فى معانى القرآن 2/ 272. (¬34) سورة الفرقان آية 65 وانظر مجاز القرآن 2/ 326. (¬35) أى: ليس فى ع.

قوْلُهُ: "رَكِبَتْهُ الدُّيُونُ" (¬36) أَىْ: أَثْقَلَتْ ظهْرَهُ وَأتْعَبَتْهُ، كَمَا تَتْعَبُ الدَّابَّةُ الْمَرْكُوبَةُ. قَوْلُهُ: "حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ" (¬37) أَىْ: أَهْلَكَهُ كَمَا يَهْلَكُ الْغَرِيقُ فى الْمَاءِ. قَوْلُهُ: "مَلِىءٌ" (¬38) هُوَ الْمُوَسَّعُ عَلَيْهِ، يُقَالُ: أَمْلَيْتُ (الْبَعِيرَ) (¬39): إذَا وَسَّعْتَ لَهُ فى قَيْدِهِ. وُقِفَ تَصَرُّفُهُ (¬40)، أَىْ: حُبِسَ. قَوْلُهُ: "فَإِذَا طَرَأَ" (¬41) مَهْمُوزٌ، أَىْ: حَدَثَ، وَأصْلُهُ: الطَّرِىءُ: ضِدُّ الْعَتِيقِ (¬42). قَوْلُهُ: "إجْحَافٍ" (¬43) يُقَالُ: أَجْحَفَ بِهِ إِذَا ذَهَبَ، وَقَدْ ذُكِرَ، يُقَالُ: سَيْلٌ جُحَافٌ: إِذَا أخَذَ كُلَّ شَىْءٍ وَذَهَبَ بِهِ (¬44). قَوْلُهُ: "أَسْوَةُ الْغُرَمَاءِ" (¬45) الأُسْوَةُ: الْقُدْوَةُ، أَىْ: يَقْتَدِى بِهِمْ، فَيَكُونُ مِثلَهُمْ. قَوْلُهُ: "الْوَدِىِّ" (¬46) الْوَدِىِّ مِنَ النَّخْلِ: الصِّغَارُ، الْوَاحِدَةُ: وَدِيَّةٌ (¬47). قَوْلُهُ (¬48): "لَيْسَ لِعِرْقِ ظَالِمٍ حَقٌّ" قَالَ مَالِكٌ: هُوَ كُلُّ مَا أُخِذَ وَاحْتُفِرَ وَغُرِسَ بِغَيْرِ حَقٍّ (¬49). قَوْلُهُ: "الْقَصِيلُ" (¬50) هُوَ فَعِيلٌ مِنَ الْقَصْلِ، وَهُوَ الْقَطعُ، يُقَالُ: سَيْفٌ قَاصِلٌ (¬51) وَمِقْصَلٌ، أَىْ: قَطَّاعٌ، وَهُوَ فى الزَّرْعِ: أَنْ يَطْلُعَ لَهُ قَصَب، فيقْطَعَ وَيُعَلَفَ الْبَهَائِمَ (¬52). قَوْلُهُ: "التَّرِكَةِ" (¬53) مَا يَتْرُكُهُ الْمَيِّتُ لِلْوَارِثِ، وَالتَّرِكَةُ أيْضًا: الْوَلَدُ، وَأَصْلُهُ: بَيْضُ النَّعَامِ، يُقَالُ لَهُ: تَرْكٌ، وَتَرِيكٌ (¬54). قَوْلُهُ: "لَا يَسْتَنِدُ ثُبُوتُهُ" (¬55) أَىْ: يَعْتَمِدُ، مِنْ أَسْنَدْتُ ظَهْرِى إِلَى الْجِدَارِ: إذَا اعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ. ¬

_ (¬36) فى المهذب 1/ 320: وإن ركبته الديون ورفعه الغرماء إلى الحاكم. (¬37) فى المهذب 1/ 320: روى عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل من أفضل شباب قومه ولم يكن يمسك شيئا فلم يزل يدان خى أغرق ماله فى الدين، خ: حتى أغرق جميع ماله. (¬38) خ: الملىء. وفى المهذب 1/ 321: وإن كان ماله يفى بالديون أنه ظهرت عليه أمارة التفليس. . لا يحجز عليه؛ لأنه ملىء بالدين. (¬39) خ: للبعير. والمثبت من ع والصحاح والنقل عنه. (¬40) فى المهذب 1/ 321: فإن قلنا يصح تصرفه وقف فإن وفى ماله بالدين نفذ تصرفه. (¬41) فى المهذب 1/ 321: فإذا طرأ فى بيع الخيار أوجب طلب الحظ. (¬42) المصباح (طرأ) واللسان (طرأ 2649). (¬43) فى المهذب 1/ 322: ويترك له ما يحتاج إليه من الكسوة من غير إسراف ولا إجحاف. (¬44) الصحاح (جحف). (¬45) خ: يكون أسوة الغرماء وانظر المهذب 1/ 322. (¬46) خ: فإن كان وديا وفى المهذب 1/ 324 فهو كالودى إذا صار نخلا. (¬47) كتاب النخلة 127. (¬48) قال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس لعرق ظالم حق" المهذب 1/ 325. (¬49) انظر الفائق 2/ 410 والنهاية 3/ 219. (¬50) فى المهذب 1/ 327: وإن كان له قيمة كالقصيل الذى يقطع ففيه وجهان. . . إلخ. (¬51) فى الصحاح: سيف مِقْصَلٌ وَقَصَّالٌ أى: قطاع. (¬52) ع: للبهائم. (¬53) فى المهذب 1/ 327: فإن تصرف الوارث فى التركة قبل مضى الدين ففيه وجهان. . . إلخ. (¬54) الصحاح (ترك). (¬55) فى مال الذى اكترى دارا ودفع الأجرة ثم انهدمت قبل انقضاء المدة وقد أفلس صاحبها، فهذا يشارك الغرماء ويخالف القرض لأن دينه لا يستند ثبوته إلى ما قبل الحجر. المهذب 1/ 328.

ومن باب الحجر

وَمِنْ (¬1) بَابِ الْحَجْرِ أَصْلُ الْحَجْرِ: الْمَنْعُ وَالْحَصْرُ (¬2)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجْرًا مَحْجُورًا} (¬3) أَىْ: حَرَامًا مُحَرَّمًا مَمْنُوعًا (¬4). وَ {حِجْرًا مَحْجُورًا} قُرِىءَ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (¬5). وَالْحِجْرُ: الْحَرَامُ، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قَسَمٌ لِذِي حِجْر} (¬6) أَىْ: لِذِى عَقْلٍ (¬7). وَإِنَّمَا سُمِّىَ الْعَقْلُ حِجْرًا؛ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنْ ارْتِكَابِ مَا لَا يَجُوزُ، وَلِهَذَا سُمِّىَ حِجْرُ الْبَيْتِ حِجْرًا؛ لِأَنَّهُ يُمْنَعُ مِنَ الطَّوَافِ فِيِهِ. وَالْمَحْجُورُ عَلَيْهِ مَمْنُوعٌ مِنَ التَّصَرُّفِ فى مَالِهِ، وَحَجَرَ عَلَيْهِ الْحَاكِمُ، أَىْ: مَنَعَهُ التَّصَرُّفَ. وَقِيلَ لِلْحَرَام (حِجْرٌ) (¬8)؛ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنْهُ (¬9)، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَحْجُورِ، كَمَا يُقَالُ طِحْنٌ لِلْمَطْحُونِ، وَقِطْفٌ لِلْمَقْطُوفِ. قَوْلُهُ (¬10): "وَلَا يَتَصَرَّفُ النَّاظِرُ فى مَالِهِ إِلا عَلَى النَّظَرِ وَالاحْتَيَاطِ" (¬11) النَّاظِرُ، وَالنَّظَرُ: الْحِفْظُ, وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ النَّظَرِ الَّذِى هُوَ التَّأَمُّلُ وَالتَّفَكُّرُ فى أَمْرِ التَّدْبِيرِ، أَوْ مِنْ التَّحَنُّنِ وَالشَّفَقَةِ، أَحَدِ أَقْسَامِ النَّظَرِ فى عِلْمِ الْأصُولِ. قَوْلُهُ: "وَالاحْتِيَاطِ": افْتِعَالٌ مِنَ حَاطَهُ يَحُوطُهُ، أَىْ: كَلأَهُ وَرَعَاهُ، وَاحْتَاطَ الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، أَىْ: أخَذَ بِالثِّقَةِ وَالاسْتِظْهَارِ. قَوْلُهُ: {الْيَتِيمِ} (¬12) الْيُتْمُ فِى بَنِى آدَمَ: فَقْدُ الْأبِ: وَفِى الْبَهَائِمِ: فَقْدُ الأمِّ (¬13). وَقَدْ يَتِمَ الصَّبِىُّ بِالْكَسْرِ يَيْتَمُ يُتْمًا وَيَتْمًا (¬14) وَالْيَتِيمُ الْمُنْفَرِدُ أيْضًا، وَمِنْهُ: الدُّرَّةُ الْيَتِيمَةُ. كَأَنَّهُ أُفْرِدَ عَنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَأَصْلُهُ: الضَّعْفُ، قَالَ (¬15): وَإِلَّا فَسِيرِى مِثْلَمَا سَارَ رَاكِبٌ ... تَيَمَّمَ خِمْسًا لَيْسَ فِى سَيْرِهِ يَتَمُ وَالأيِّمُ يَتِيمَةٌ؛ لِانْفِرَادِهَا عَنِ الزَّوْجَ، قَالَ (¬16): إنَّ الْقُبُورَ تَنْكِحُ الْأياَمَى ... النِّسْوَةَ (¬17) الْأرَامِلَ الْيَتَامَى قَوْلُهُ: "وَلَا يَبْنِيهِ بِاللَّبِنِ" (¬18) جَمْعُ لَبِنَةٍ مِثْلُ كَلِمَةٍ وَكَلِمٍ، وَيَجُوزُ لَبْنَةٍ وَلِبْنٍ (¬19) بِالإسْكَانِ، مِثْلُ لِبْدَةٍ ¬

_ (¬1) ومن: ليس فى ع. (¬2) ع: الخطر. (¬3) سورة الفرقان آية 22. (¬4) مجاز القرآن 2/ 73 ومعانى الفراء 2/ 266 وتفسير غريب القرآن 312 وتهذيب اللغة 4/ 132، 133. (¬5) تهذيب اللغة 4/ 132، 133 والصحاح (حجر). (¬6) سورة الفجر آية 5. (¬7) معانى الفراء 3/ 260 والعمدة 346 وتفسير غريب القرآن 526. (¬8) خ: حجرا: خطأ. (¬9) منه: ليس فى ع. (¬10) فى المهذب 1/ 328. (¬11) والاحتياط: ليس فى ع. (¬12) من قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} سورة الأنعام آية 153. (¬13) إصلاح المنطق 373 والزاهر 1/ 227 والصحاح (يتم) واللسان (يتم 4948). (¬14) المراجع السابقة. (¬15) عمرو بن شأس كما فى الصحاح يتم واللسان (يتم 4949). واستشهد الجوهرى به على البطء. (¬16) لم أعثر على قائله بعد. (¬17) ع: والنسوة. (¬18) أى -ويتما- ولبن: ساقط من ع. (¬19) خ: ويبنيه. وفى المهذب 1/ 328: ويبنى له العقار بالآجر والطين ولا يبنيه باللبن والجص.

وَلِبْدٍ، قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ (¬20). قَوْلُهُ: "يُسَجِّلُ" (¬21) [سَجَّلَ] (¬22) لَهُ، مَعْنَاهُ: كَتَبَ لَهُ الْحَاكِمُ، وَالسِّجِلُّ: الْكِتَابُ فى قَوْلِ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ (¬23). وَأمَّا فِى اللُّغَةِ، فَإنَّهُ يُقَالُ: أَسْجَلَ الْكَلَامَ: إذَا أرْسَلَهُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (¬24): هِىَ مُسْجَلَةٌ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، أَىْ: مُرْسَلَةٌ، لَمْ يُشْتَرَطْ فِيهَا بَرٌّ دُونَ (¬25) فَاجِرٍ. قَوْلُهُ (¬26): "عَلَى قَلَتٍ" فُسِّرَ بالْهَلَاكِ (¬27). وَالْبُغَاثُ مِنَ الطَّيْرِ: مَا لَا يَصِيدُ، وَلَا (يُصَادُ) (¬28) وَهِىَ شِرَارُهَا، يُقَالُ فِيهِ: بِغَاثٌ، وَبُغَاثٌ، وَبَغَاثٌ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ (¬29). وَالأبْغَثُ: قَرِيبٌ مِنَ الْأَغْبَرِ. "مِقْلَاةٌ نَزُورٌ" الْمِقْلَاتُ: (الَّتِى) (¬30) لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ. وَالنَّزُورُ: قَلِيلَةُ الأوْلَادِ، مِنَ النَّزْرِ، وَهُوَ: الْيَسِيرُ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ إسْرَافٍ وَلَا إِقْتَارٍ" (¬31) الإسْرَافُ: التَّبْذِيرُ وَمُجَاوَزَةُ الْقَصْدِ. وَقِيلَ: هُوَ مَا لَا يَكُونُ فِيهِ (¬32) مَأْجُورًا وَلَا مَشْكُورًا. وَالإقْتَارُ: التَّضْيِيقُ فى النَّفَقَةِ، يُقَالُ: قَتَرَ عَلَى عِيَالِهِ- مُخَفَّفًا (¬33) يَقْتُرُ قَتْرًا وَقُتُورًا، أَىْ: ضَيَّقَ. {وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا} (¬34). قَوْلُهُ: " (¬35) وَالْغِبْطَةِ فى بَيْعِ الْعَقَارِ" وَالْغِبْطَةُ (¬36): هِىَ حسْنُ الْحَالِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: "اللَّهُمَّ غَبْطًا لَا هَبْطًا" (¬37) أَىْ: نَسْأَلُكَ الْغِبْطَةَ وَنَعُوذُ بِكَ أنْ نَهْبِطَ عَنْ حَالِنَا. وَالْغِبْطَةُ: أنْ يَتَمَنَّى مِثْلَ [حَالِ] (¬37) الْمَغْبُوطِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرِيدَ زَوَالَهُ عَنْهُ، وَلَيْسَ بِحَسَدٍ، تَقُولُ مِنْهُ: غَبَطْتُهُ أَغْبِطُهُ غَبْطًا وَغِبْطَةً، وَهُوَ مُغْتَبِطٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ، أَىْ: مَغْبُوطٌ. وَالْمَعْنَى: يَبِيعُهُ لَهُ بِمَا يُغْبَطُ عَلَيْهِ، وَيَتَمَنَّى غَيْرُهُ أنَّهُ لَهُ. قَوْلُهُ (¬38): {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} (¬39) يُقَالُ: عَفَّ عَن الْمَسْأَلَةِ وَاسْتَعَفَّ، أَىْ: كَفَّ، فَهُوَ عَفٌّ وَعَفِيفٌ، وَمِنْهُ: الْعَفَافُ. قَوْلُهُ (¬40): {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} أَىْ: عَلِمْتُمْ، وَأصْلُهُ: الْعِلْمُ بِالْخِبْرَةِ (¬41). وَقِيلَ: أَبْصَرْتُمْ (¬42)، وَمِنْهُ إنْسَانُ الْعَيْنِ، وَهِىَ: الْحَدَقَةُ الَّتِى يُبْصَرُ بِهَا، يُقَالُ: آنَسْتُ مِنْهُ رُشْدًا، أَىْ: عَلِمْتُهُ، ¬

_ (¬20) عن الصحاح (لبن) وانظر إصلاح المنطق 169. (¬21) خ: أسجل له. وفى المهذب 1/ 329: وإن باع العقار وسأل الحاكم أن يسجل له. . . إلخ. (¬22) خ، ع: أسجل: تحريف. (¬23) معانى الفراء 2/ 213 وتفسير غريب القرآن 288. (¬24) سورة الرحمن آية 60. (¬25) ع. ولا والمثبت من خ والصحاح (سجل) والنقل عنه. وانظر اللسان (سجل 1946). (¬26) فى المهذب 1/ 329: يروى: "إن المسافر وماله على قلت" أى: على هلاك، وفيه قول الشاعر: بغاث الطير أكثرها فراخًا ... وأم الباز مقلاة نزور (¬27) فسره الشيخ فى المهذب. وكذا فى إصلاح المنطق 76 عن الأصمعى، ونقله فى الصحاح (قلت). (¬28) خ: يصطاد والمثبت من خ وشرح ألفاظ المختصر لوحة وتهذيب اللغة. واللسان (بغث 318). (¬29) الصحاح (بغث) والمثلث لابن السيد 1/ 351 وانظر النعم والبهائم لابن قتيبة 30 وإصلاح المنطق 76. (¬30) خ: الذى. (¬31) فى المهذب 1/ 330: وينفق عليه بالمعروف من غير اسراف ولا اقتار. (¬32) فيه: ليس فى ع. (¬33) ع: مخفف فى الصحاح: وَقَتَر يَقْترُ وَيَقْتِر قَتْرًا وكذلك التقتير والاقتار ثلاث لغات وفى المصباح من بابى ضرب وقعد قال: وَقَتَّر تَقْتِيرًا: مثله. أى بالتضعيف. (¬34) سورة الإسراء آية 100. (¬35) خ: الغبطة. وفى المهذب 1/ 330: وإن كان الولى غير الأب والجد لا يقبل قوله كما لا يقبل فى دعوى الضرر والغبطة فى بيع العقار. (¬36) ع: الغبطة. (¬37) فى الحديث كما ذكره أبو عبيد فى غريبة 4/ 498 والزمخشرى فى الفائق 3/ 46 وابن الأثير فى النهاية 3/ 340 وانظر العين 4/ 388 والمحكم 5/ 269 والمصنف تابع الصحاح (غبط). (¬37) خ وع: مال: تحريف والمثبت من الصحاح. (¬38) فى المهذب 1/ 330: وإن أراد أن يأكل من ماله نظرت فإن كان غنيا لم يجز لقوله تعالى:. . . الآية. (¬39) سورة النساء آية 6. (¬40) فى المهذب 1/ 330: ولا يفك الحجر عن الصبى حتى يبلغ ويؤنس منه الرشد لقوله تعالى:. . . الآية. سورة النساء آية 6. (¬41) ع بالخبر. والمثبت هو المناسب للابتلاء. (¬42) تفسير غريب القرآن 120 ومعانى الزجاج =

وَآنَسْتُ (¬43) الصَّوْتَ، أَىْ: سَمِعْتُهُ. وَالرُّشْدُ: خِلَافُ الْغَىِّ، يُقَالُ: رَشَدَ -بِالْفَتْحِ- يَرْشُدُ رُشْدًا (¬44) بِالضَّمِّ، وَرَشِدَ -بِالْكَسْرِ- يَرْشَدُ [بِالْفَتْحِ] (¬45) رَشَدًا وَرُشْدًا وَرَشَادًا (لُغَاتٌ فِيهِ) (¬46). قَوْلُهُ: "الْمَنِىِّ" (¬47) مُشَدَّدٌ، مَعْرُوفٌ، وَأَصلُهُ: مِنْ مَنَى (¬48) إِذَا سَالَ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ مِنىً؛ لِمَا يَسِيلُ فِيهَا مِنْ دِمَاءِ الْهَدْىِ. قَوْلُهُ: "فَلَمْ يُجْزِنِى" (¬49) أَىْ: لَمْ يَأْذَنْ لِى فِى الْجِهَادِ، مِنَ الْعَبْدِ (الْمُجَازِ) (¬50)، وَهُوَ: الْمَأْذُونُ لَهُ. وَيُقَالُ أَيْضًا: جَوَّزَ لَهُ مَا صَنَعَ وَأَجَازَ لَهُ، أَىْ: سَوَّغَ لَهُ ذَلِكَ (¬51). وَمَعْنَاهُ: لَمْ يَعُدُّهُ فى الْمُقاتِلَةِ، فَيَأْخُذُ سَهْمًا مِنَ الْغَنِيمَةِ. قَوْلُهُ: "شَبَّبَ بِامْرَأَةٍ فِى شِعْرِهِ" (¬52) التَّشْبِيبُ: النَّسِيبُ (ضَرْبٌ مِنَ الشِّعْرِ) (¬53) يُقَالُ: هُوَ يُشَبِّبُ بِهَا، أَىْ: يَذْكُرُهَا فِى شِعْرِهِ. وَاشْتِقَاقُ التَّشْبِيبِ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: مِنَ الشَّبِيبَةِ، وَأَصْلُهَا: الارْتِفَاعُ عَنْ حَالِ الطُّفُولِيَّةِ. وَالآخَرُ: أَنْ يَكُونَ مِنْ الْجِلَاءِ، يُقَالُ: شَبَّ وَجْهَ الْجَارِيَةِ: إِذَا جَلَاهُ وَأَبْدَى مَا يَخْفَى مِنْ مَحَاسِنِهِ (¬54). قَوْلُهُ (¬55): "الْمَرْأَةُ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ" هُوَ هَا هُنَا: الْوَقْتُ وَالزَّمَانُ الَّذِى تَحِيضُ فِيهِ. التَّكْلِيفُ (¬56): إِيجَابُ الْفَرَائِضِ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬57). قَوْلُهُ: "أوْ تَنَّاءً إِنْ كَانَ تَانِئًا" (¬58) التَّنَاءَةُ: الزِّرَاعَةُ، وَالتَّانِىءُ: الزَّارِعُ. وَأَصْلُهَا: الإقَامَةُ يُقَالُ: تَنَأَ بِالْمَكَانِ (يَتْنَأُ) (¬59) تُنُوءً- بِالْهَمْزِ: إِذَا أَقَامَ بِهِ وَقَطَنَهُ، وَالتَّانِىءُ مِنْ ذَلِكَ (¬60)، وَهُمْ تُنَّاءُ الْبَلَدِ، وَالاسْمُ: التَّنَاءَةُ. مِنَ الصَّحَاحِ (¬61). قَوْلُهُ (¬62): {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى} (¬63) اخْتَبِرُوهُمْ" وَالابْتِلَاءُ: الاخْتِبَارُ، قَالَ الله (تَعَالَى (¬64)): {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ} (¬65). وَالْمُبَذِّرُ (¬66): الَّذِى يُخْرِجُ الْمَالَ فى غَيْرِ وَجْهِهِ، وَأَصْلُهُ: التَّفرِيقُ، وَمِنْهُ: الْبَذْرُ الَّذِى فِى الزِّرَاعَةِ؛ لِأنَّهُ يُفَرِّقُ. ¬

_ = 2/ 11 وانظر معانى الفراء 1/ 257. (¬43) ع: وآنست منه والمثبت من خ والصحاح. (¬44) رشدا: ليس فى ع. (¬45) خ: ع: بالضم سهو: والفعل من بابى فرح ونصر. وانظر إصلاح المنطق 213 والعين 6/ 242 وتهذيب اللغة 11/ 321 والصحاح والمصباح والقاموس (رشد). (¬46) ما بين القوسين: ليس فى ع. (¬47) البلوغ يحصل بخمسة أشياء منها الانزال وهو انزال المنى فمتى أنزل الصبى صار بالغا. المهذب 1/ 330. (¬48) منى وأمنى بمعنى. (¬49) من قول ابن عمر (ر) عرضت على النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزنى. المهذب 1/ 330 وفى خ: لم يجزنى. (¬50) خ: المجيز. (¬51) ع: ذاك. (¬52) فى المهذب 1/ 331: روى محمد بن يحيى بن حبان أن غلاما من الأنصار شبب بامرأة فى شعره فرفع إلى عمر (ر) فلم يجده أنبت، فقال: لو أنبت الشعر لحددتك. (¬53) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬54) انظر اللسان (شبب 2182). (¬55) روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء (ر): "إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى الوجه والكف. (¬56) ع: والتكليف وفى المهذب 1/ 231: فعلق وجوب الستر بالمحيض وذلك تكليف. (¬57) ص 170. (¬58) فى المهذب 1/ 331: ويختبره المولى اختبار مثله من تجارة إن كان تاجرا أو تناء إن كان تانئا. (¬59) ع: ذاك. (¬60) من ع. (¬61) مادة (تنأ). (¬62) فى اختبار اليتامى: منهم من قال: يختبر قبل البلوغ لقوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ}. (¬63) سورة النساء آية 6. (¬64) من ع. (¬65) سورة محمد آية 31. (¬66) فى المهذب 1/ 331: وإن بلغ مبذرا استديم الحجر عليه. وفى ع: المبذر.

قَوْلُهُ: "السَّفِيهُ" (¬67) السَّفَهُ: التَّبْذِيرُ، وَأَصْلُهُ: الْخِفَةُ وَالطَّيْشُ وَالْحَرَكَةُ، قَالَ (¬68): وَأبيضَ مَوْشِىٍّ الْقَمِيصِ نَصَبْتُهُ ... عَلَى ظَهْرِ مِقْلَاتٍ سَفِيهٍ جَدِيلُهَا يَعْنِى: خَفِيفٍ زِمَامُهَا. وَقَدْ ذُكِرَ (¬69). قَوْلُهُ: "أَرْضًا سَبِخَةً" (¬70) هِىَ: رَدِيئَةُ التُّرْبَةِ، فِيهَا مُلُوحَةٌ، لَا تَكَادُ (¬71) تُنْبِتُ. وَالسِّبَاخُ: مِنَ الأرْضِ الَّتِى لَا تُنْبِتُ، وَفِى الْمَثَلِ: "كَالزَّارِعِ فِى السِّبَاخِ" الْوَاحِدَةُ: سَبَخَةٌ (¬72). قَوْلُهُ: "عَلَى بَصِيرَةٍ" (¬73) الْبَصِيرَةُ هَا هُنَا: الاسْتِبْصَارُ، أَىْ: عَلَى عِلْمٍ وَأَمْرٍ يُبْصِرُهُ. وَالْبَصِيرَةُ فِى غَيْرِ هَذَا: الْحُجَّةُ {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (¬74) أَىْ: هُوَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِهِ. ¬

_ (¬67) فى المهذب 1/ 331: وإن بلغ مبذرا استديم الحجر عليه. وفى ع: المبذر. (¬68) ذو الرمة يصف سيفا. ديوانه 2/ 922 واللسان (سفه 2034) يريد أن جديلها يضطرب لاضطراب رأسها. (¬69) ص 142. (¬70) روى أن عبد الله بن جعفر (ر) ابتاع أرضا سبخة بستين ألفا. (¬71) خ: ولا. (¬72) انظر الصحاح والمصباح (سبخ) واللسان (سبخ 1918). (¬73) فى المهذب 1/ 332: فإن كانت العين تالفة لم يجب ضمانها؛ لأن المالك إن علم بحاله فقد دخل على بصيرة. (¬74) سورة القيامة آية 14 وانظر معانى الفراء 3/ 211 وتفسير غريب القرآن 500.

(كتاب) الصلح

(كِتَابُ) (¬1) الصُّلْحِ الصُّلْحُ بِضَمِّ الصَّادِ: الاسْمُ مِنَ الْمُصَالَحَةِ، يُذْكَّرُ وَيُؤَنَّثُ (¬2) وَالصّلَاحُ- بِكَسْرِ الصَّادِ: مَصْدَرُ الْمُصَالَحَةِ (¬3) يُقَالُ: صَالَحَ صِلَاحًا، مِثْلُ قَاتَلَ قِتَالًا، وَقَدْ اصْطَلَحَا وَتَصَالَحَا (¬4) وَاصَّالَحَا أَيْضًا, مُشَدَّدَةُ الصَّادِ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الْبَبَيْعِ لِقَطْعِ الْخُصُومَةِ. وَلِهَذَا قَالَ فِى الْوَسِيطِ (¬5) إِنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ قَالَ: إِنَّ الصُّلْحَ لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ خُصُومَةٍ. قَوْلُهُ: "فَاسْتَنْقَذَهُ الْجِيرَانُ" (¬6) أَىْ: خَلَّصُوهُ، يُقَالُ: أَنْقَذَهُ مِنْ فُلَانٍ، وَاسْتَنْقَذَهُ مِنْهُ، وَتَنَقَّذَهُ: بِمَعْنَىً، أَىْ: نَجَّاهُ وَخَلَّصَهُ (¬7) وَالنَّقَذُ- بِالتَحْرِيكِ: مَا أَنْقَذْتَهُ، وَهُوَ فَعَل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِثْلُ نَفَضٍ وَقَبَضٍ (¬8). قَوْلُهُ: "وَإِنْ أَخْرَجَ جَنَاحًا" (¬9) الْجَنَاحُ: بِنَاءٌ مُعَلَّقٌ (¬10) بِخُشُبٍ، خَارِجٌ عَنِ الدَّارِ، مُشَبَّهٌ بِجَنَاحِ الطَّائِرِ. (قَوْلُهُ: "الارْتِفَاقُ") (¬11) الارْتِفَاقُ: الانْتِفَاعُ، ارْتَفَقَ بِالشَّيْءِ: انتفَعَ بِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬12). قَوْلُهُ: "الاجْتِيَازِ" (¬13) هُوَ السُّلُوكُ، جَازَ يَجُوزُ وَاجْتَازَ: إِذَا مَشَى وَسَلَكَ فِى الطَّرِيقِ، قَالَ الرَّاجِزُ (¬14). خَلُّو الطَّرِيقَ عَنْ أَبِى سَيَّارَه ... حَتَّى يُجِيزَ سالِمًا حِمَارَه قَوْلُهُ: "إِلَى شَارِعٍ" (¬15) الشَّارِعُ: الطرَّيقُ الأعْظَمُ، وَأصْلُهُ: مِنْ مَشْرَعَةِ الْمَاءِ، وَهِىَ: طَرِيقُ الْوَارِدَةِ (¬16)، وَالشَّارِعُ أيْضًا: مَا كَانَ نَافِذَ الطَّرَفَيْنِ (¬17): وَالزُّقَاقُ: مَا لَيْسَ بِنَافِذٍ وَكَذَلِكَ الدَّرْبُ- قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: الزُّقَاقُ: السِّكَّةُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ: الزُّقَاقُ وَالأزِقَّةُ، مِثْلُ حُوَارٍ وَحُوَرَانٍ (¬19). ¬

_ (¬1) خ: باب. وع والمهذب: كتاب. (¬2) عن الصحاح (صلح). (¬3) أى: عمل المصالحة. (¬4) وتصالحا: ليس فى ع. والمثبت من خ والصحاح (صلح). (¬5) ................................ (¬6) فى المهذب 1/ 333: قال الشافعى رحمه الله رجل فى يده دار فجعلها مسجدا ثم ادعاها رجل فأنكر فاستنقذه الجيران من المدعى بغير إذن المدعى عليه أنه يجوز ذلك. (¬7) الصحاح (نقذ). (¬8) الصحاح (نقذ). (¬9) فى المهذب 1/ 334: وإن أخرج جناحا إلى طريق فإن كان الطريق نافذا والجناح لا يضر: جاز؛ لأنه ارتفاق بما لم يتعين عليه ملك أحد من غير إضرار. (¬10) ع: متعلق. (¬11) ما بين القوسين من ع وبدله فى خ: والارتفاق. (¬12) ص 27، 28، 42. (¬13) فى المهذب 1/ 334: فإن صالحه الإمام عن الجناح على شىء لم يصح الصلح؛ لأن ذلك حق له كالاجتياز فى الطريق. (¬14) من غير نسبة فى الصحاح واللسان (جوز 724). (¬15) فى المهذب 1/ 334: فإن قلنا: يجوز إخراج الجناح لم يجز الصلح لما ذكرناه فى الصلح على الجناح الخارج إلى الشارع. (¬16) فى الصحاح: وهو مورد الشاربة، وفى المحكم 1/ 227: الموضع الذى ينحدر إلى الماء منها. (¬17) ع: الطريقين: تحريف. (¬18) ع: نافذا. (¬19) وأحورة كما فى الصحاح (زقق) وانظر المصباح (زقق) واللسان (زقق 1845).

قَوْلُهُ: "سَابَاطًا" (¬20) مُفَسَّرٌ، وَهُوَ: بِنَاءٌ بَيْنَ الدَّارَيْنِ الْمُتَحَاذِيَتَيْنِ بِأَخْشَابٍ تُوْضَعُ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الدَّارَيْنِ. وَقَالَ فِى فِقْهِ اللُّغَةِ (¬21): إِذَا كَانَتْ سَقِيفَةً بَيْنَ حَائِطَيْنِ تَحْتَهَا طَرِيقٌ، (فَهُوَ) (¬22) السَّابَاطُ. وَالْجُذُوعُ: الْأخْشَابُ، وَاحِدُهَا: جِذْعٌ تَكُونُ مِنَ النَّخْلِ وَغَيْرِهَا. قَوْلُهُ: "بِفَتْحِ كَوَّةٍ" (¬23) الْكَوَّةُ: (هِىَ) (¬24) ثَقْبُ الْبَيْتِ، وَالْجَمْعُ: كِوَاءٌ، وَكِوَىً أيْضًا، مَقْصُورٌ، مِثْلُ: بَدْرَةٍ وَبِدَرٍ. وَالْكُوَّةُ بِالضَّمِّ: لُغَةٌ، وَالْجَمْعُ عَلَى كُوىً (¬25). قَوْلُهُ: "لَا تَنْقَطِعُ مَادَّتُهُ" (¬26) الْمَادَّةُ: الزِّيَادَةُ الْمُتَّصِلَةُ (¬27). قَوْلُهُ: "عَلَى الْهَوَاءِ وَالْهَوَاءُ لَا يُفْرَدُ بِالْعَقْدِ" (¬28) الْهَوَاءُ هَا هُنَا: مَمْدُودٌ، وَهُوَ: مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، وَالْجَمْعُ: الْأهْوِيَةُ، وَكُلُّ خَالٍ: هَوَاء، وَقَوْلُهُ عَزَ وَجَلَّ: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} (¬29) أَىْ: لَا عُقولَ لَهُمْ (¬30) وَالْهَوَى، مَقْصُورٌ: هَوَى النَّفْسِ، وَالْجَمْعُ: الأهْوَاءُ، وَإِذَا أضَفْتَهُ إِلَى نَفْسِكَ، قُلْتَ: هَوَاىَ، وَهَذَا الشَّىْءُ أَهْوَى إِلَىَّ مِنْ كَذَا، أَىْ: أَحَبُّ، وَهَوِىَ بِالْكَسْرِ يَهْوَى هَوىً (أَىْ أَحَبَّ، وَهَوَى بِالْفَتْحِ يَهْوِى هُوِيًّا وَهَوِيًّا) (¬31) أَىْ: سَقَطَ إِلَى أسْفَلَ (¬32). قَوْلُهُ: "لِيَسْتَطْرِقَ الزُّقَاقَ" (¬33) أَىْ: يَجْعَلَهُ لَهُ طَرِيقًا، وَكَذَا الاسْتِطْرَاقُ، وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الطَّرِيقِ، كَالاسْتِحْدَادِ مِنَ الْحَدِيد، وَالاسْتِجمَارِ مِنَ الْجِمَارِ، وَهِىَ: الْحِجَارَةُ. وَالدَّرْبُ: مَعْرُوفٌ، وَأَصْلُهُ: الْمَضِيقُ فِى الْجِبَالِ، وَمِنْهُ أَدْرَبَ الْقَوْمُ: إِذَا دَخَلُوا أَرْضَ الْعَدُوِّ مِنْ بلَادِ الرُّومِ. ذَكَرَهُ فى الصَّحَاح (¬34). قَوْلُهُ: "رَسْمُ خَشَبٍ" (¬35) الرَّسْمُ: الْأثَرُ، وَرَسْمُ الدَّارِ: أَثَرُهَا اللَّاصِقُ بِالأرْضِ. وَالْحَائِطُ: الْجِدَارُ، مَأْخُوذٌ مِن حَاطَ يَحُوطُ: إِذَا طَافَ بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ بَنَاهُ بَآلتِهِ وَنُقُضِهِ" (¬36) بِالضَّمِّ: هُوَ (¬37) جَمْعُ نُقْضٍ، وَهُوَ: مَا يُنْتَقَضُ مِنَ الْبِنَاءِ، وَمِثْلُهُ: النُّقَاضَةُ، وَيَجُوزُ إِسْكَانُهُ لِلتَّخْفِيفِ، مِثْلُ رُسُلٍ وَرُسْلٍ (¬38) السُّفْلُ (¬39) وَالْعُلْوُ: يُضَمَّانِ وَيُكْسَرَانِ، وَالضَّمُّ أعْلَى (¬40). ¬

_ (¬20) خ: الساباط وفى المهذب 1/ 335: وإن أراد أن يعمل ساباطا: ويضع أطراف أجذاعه على حائط الجار لم يجز ذلك من غير إذنه. (¬21) ص 275. (¬22) خ: فهى والمثبت من ع وفقه اللغة. (¬23) فى المهذب 1/ 335: ولا يجوز أن يفتح كوة ولا يسمر مسارا فى حائط جاره إلا بإذنه. (¬24) خ: هو. (¬25) قال اللحيانى: من قال كَوة ففتح فجمعه كِواء ممدود، ومن قال كُوة فضم، فجمعه: كِوَىً مكسور مقصور، ولا أدرى كيف هذا؟. المحكم 7/ 59 وانظر المصباح (كوى) والمثبت عن الصحاح (كوى). (¬26) فى المهذب 1/ 335: الماء لا تنقطع مادته. (¬27) الصحاح (مدد). (¬28) فى المهذب 1/ 335: وإن كان فى ملكه شجرة فاستعلت وانتشرت أغصانها وحصلت فى دار جاره فإن صالحه منه على مال فإن كان يابسا لم يجز؛ لأنه عقد على الهواء والهواء لا يفرد بالعقد. (¬29) سورة إبراهيم آية 43. (¬30) مجاز القرآن 1/ 345: وتفسير غريب القرآن 233 وتفسير الطبرى 13/ 159 والعمدة 170. (¬31) ما بين القوسين ساقط من ح. والمثبت من ع والصحاح. (¬32) عن الأصمعى فى الصحاح، وانظر فعلت وأفعلت للزجاج 98، 99 وجمهرة اللغة 3/ 184 وكتاب الجيم 3/ 324 وتهذيب اللغة 1/ 488 وأفعال السرقسطى 1/ 131 والتنبيهات 83 والنهاية 4/ 83. (¬33) فى المهذب 1/ 336: وإن كان باب الدار إلى الشارع وظهرها إلى الزقاق ففتح بابًا من الدار إلى الزقاق فإن فتحه ليستطرق الزقاق لم يجز؛ لأنه يجعل لنفسه حق الاستطراق فى درب مملوك لأهله لا حق له فى طريقه. (¬34) مادة (درب). (¬35) فى المهذب 1/ 336: ومن له رسم خشب أو غيره أعاده كما كان. (¬36) فى المهذب 1/ 336: فإن بنى الحائط من غير إذن الحاكم نظرت فإن بناه بآلته ونقضه معا عاد الحائط بينهما كما كان برسومه وحقوقه. (¬37) ع: فهو. (¬38) انظر الصحاح والمصباح والقاموس (نقض) والعين 5/ 50، 51 والمحكم 6/ 111 ومثلث ابن السيد 2/ 201، واللسان (نقض 4524). (¬39) ع: والسفل وفى المهذب 1/ 337: وإن كان لأحدهما علو وللآخر سفل والسقف بينهما فانهدم حيطان السفل لم يكن لصاحب السفل أن يجبر صاحب العلو على البناء. (¬40) قدم ابن =

قَوْلُهُ: "الْغُرْفَةُ" (¬41) هِىَ الْعُليَّةُ، وَجَمْعُهَا: غُرَفٌ، وَفِى الْقُرْآنِ {لَهُمْ غُرَفٌ (¬42) مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ (¬43)} قَوْلُه: "يَتِدُ فِيهَا وَتَدًا" (¬44) مِثْلُ يَعِدُ وَيَزِنُ، وَأَصْلُهُ: يَوْتِدُ كَيَوْعِدُ وَيَوْزِنُ، فَأُعِلَّ بِحَذْفِ الْوَاوِ. قَوْلُهُ: "عَرْصَةٌ" (¬45): بِإِسْكَانِ الرَّاءِ: كُلُّ بُقْعَةٍ بَيْنَ الدُّورِ وَاسِعَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَىْءٌ مِنْ بِنَاءٍ، وَالْجَمْعُ: الْعِرَاصُ، وَالْعَرَصَاتُ، هَذَا أَصْلُهُ (¬46). ¬

_ = السكيت وثعلب الكسر وكذا ابن قتيبة، وجعل الضم من لغة العامة فى موضع وجعله لغة فى موضع آخر، وهذا يدل على علو لغة الكسر وانظر إصلاح المنطق 36 والفصيح 293 وأدب الكاتب 397، 531 وانظر الصحاح (سفل). (¬41) فى المهذب 1/ 337: وتكون النفقة وحيطانها من ملك صاحب العلو دون صاحب السفل. (¬42) لهم: ليس فى ع. (¬43) سورة الزمر آية 20. (¬44) خ: يتد وتدًا وفى المهذب 1/ 337: وليس لصاحب السفل أن ينفقع بها (الحيطان) ولا أن يتد فيها وتدا ولا يفتح فيها كوة إلا بإذن صاحب العلو. (¬45) خ: العرصة وفى المهذب 1/ 336: إذا أراد الشريك أن يبنيه لم يمنع لأنه يعيد رسما فى ملك مشترك وهو عرصة الحائط فلم يمنع منه. (¬46) تهذيب اللغة 2/ 20 والصحاح والمصباح (عرص).

من كتاب الحوالة

مِنْ كِتَابِ الْحَوَالَةِ (¬1) الْحَوَالَةُ: تَحْوِيلُ الْحَقِّ مِنْ ذِمَّةٍ إِلَى ذِمَّةٍ، وَهِىَ: الاسْمُ مِنْ أحَالَ عَلَيْهِ بِدَيْنِهِ. قَوْلُهُ (¬2): "مَطْلُ الْغَنِىِّ ظُلْمٌ" اشْتِقَاقُ (¬3) الْمَطْلِ بِالدَّيْنِ: مِنْ مَطَلْتُ الْحَدِيدَةَ أَمْطُلُهَا: إذَا ضَرَبْتَهَا وَمَدَدْتَهَا لِتَطُولَ، وَكُل مَمْدُودٍ مَمْطُولٌ (¬4)، يُقَالُ: مَطَلَهُ وَمَاطَلَهُ بِحَقِّهِ. ذَكَرَهُ فى الصَّحَاحِ (¬5). قَوْلُهُ: "فَإذَا (أُتْبعَ أَحَدُكُمْ) (¬6) عَلَىِ مَلِىءٍ فَلْيَتْبَعْ" الْمَلِىءُ: الْغَنِىُّ، وَأَصْلُهُ: الْوَاسِعُ الطَّوِيلُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬7). وَالْمَعْنَى: إِذَا أُحِيلَ أَحَدُكُمْ عَلَى غنِىٍّ بِمَالِهِ (فَلْيَحْتَلْ) (¬8) عَلَيْهِ، وَلْيُطَالِبْهُ بِحَقِّهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} (¬9) (أَىْ: مُطَالَبَتُهُ بالْمَعْرُوفِ) (¬10) {وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} وَالتَّبِيعُ: الَّذِى يَتْبَعُكَ بِحَق وَيُطَالِبُكَ بِهِ (¬11)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} (¬12) أَىْ: تَابِعًا وَمُطَالِبًا يُطَالِبُنَا بِأَنْ نَصْرِفَهُ عَنْكُمْ (¬13). قَوْلُهُ: "لَمْ يُبْنَ عَلَى الْمُغَابَنَةِ" (¬14) هِىَ: مُفَاعَلَةُ مِنَ الْغَبْنِ، وَالْغَبْنُ بِالتَّسْكِينِ: فِى الْبَيْعِ، وَالْغَبَنُ بِالتَّحْرِيكِ: فِى الرَّأْىِ. يُقَالُ: غَبَنْتُة فِى الْبَيْعِ بِالْفَتْحِ، أَىْ: خَدَعْتُهُ، وَقَدْ غُبِنَ فَهُوَ مَغْبُونٌ. وَغَبِنَ رَأيُهُ - بِالْكَسْرِ: إِذَا نُقِصَ فَهُوَ غَبِينٌ، أَىْ: ضَعِيفُ الرَّأْىِ، وَفِيهِ غَبَانَةٌ (¬15). ¬

_ (¬1) خ: من باب الضمان والحوالة. (¬2) فى المهذب 1/ 337: روى أبو هريرة (ر) أن النبى - صلى الله عليه وسلم - مطل الغنى ظلم، فإذا أتبع أحدكم على ملىء فليتبع". (¬3) اشتقاق: ليس فى ع. (¬4) الصحاح والمصباح (مطل). (¬5) مادة (مطل). (¬6) خ: بدل ما بين القوسين: فإذا أجيل. ورواية المهذب كالمثبت من ع. ورواية ابن عمر (ر): وإذا أحلت على ملىء فاتبعه. وانظر الغريبين 1/ 40 والنهاية 1/ 40 والنهاية 1/ 179 والفائق 1/ 147 وتهذيب اللغة 2/ 282، 5/ 246 وصحيح الترمذى 6/ 44. (¬7) 129، 268. (¬8) خ: فيحتل: تحريف. (¬9) سور البقرة آية 178 وانظر تفسير الطبري 3/ 66 ذ-372 وتفسير غريب القرآن 71. (¬10) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬11) به: ليس فى ع. (¬12) سورة الإسراء آية 69. (¬13) معانى القران للفراء 2/ 127 ومجاز القرآن 1/ 385 وتفسير غريب القرآن 259. (¬14) فى المهذب 1/ 338: ولا يجوز شرطا الخيار فيه؛ لأنه لم يبين على المغابنة. (¬15) عن الصحاح (غبن) وانظر المصباح (غبن).

(من كتاب الضمان)

(مِنْ كِتَابِ الضَّمَانِ) (¬1) قَالَ فِى الشَّامِلِ وَالْبَيَانِ (¬2): الضَّمَانُ مُشْتَّقٌّ مِنْ ضَمِّ ذِمَّةٍ إِلَى ذِمَّةٍ وَقَالَ فِى الْبَسِيطِ (¬3): هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ التَّضْمِينِ، وَمَعْنَاهُ: تَضْمِينُ الدَّيْنِ فِى ذِمَّةِ مَنْ لَا دَيْنَ لَهُ (¬4) عَلَيْهِ. وَقَدْ غَلِطَ مَنْ قَالَ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الضَّمِّ، فَإِنَّ النُّونَ أَصْلِيَّةٌ فِيهِ، وَهَذَا (كَمَا ذَكَرَ، فَإِنَّ الضَّمَّ) (¬5) لَامُ فَعَلَ مِنْهُ مِيمٌ، وَأَصْلُهُ: "ضَمَمَ" وَالضَّمَانُ: لَامُ فَعَلَ مِنْهُ نُونٌ. قَوْلُهُ: يُسْدَى إِلَيْهِ الْجَمِيلُ" (¬6) أَىْ: يُصَابُ بِفِعْلِهِ الْجَمِيلُ، يُقَالُ: طَلَبْتُ أمْرًا فَاسْدَيْتُهُ أَىْ: أَصَبْتُهُ، وَإِنْ لَمْ تُصِبْهُ قُلْتَ: أغْمَسْتُهُ (¬7). قَوْلُهُ: "يَضْمَنَهُ ثِقَةٌ" (¬8) قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الثِّقَةَ: هُوَ الْأمِينُ، يُقَالُ: وَثِقَ بِهِ: ائْتَمَنَهُ، وَهُوَ مَحْذُوفُ الْفَاءِ، مِثْلُ شِيَةٍ وَعِدَةٍ. قَوْلُهُ: "لِدَفْعِ الْغَبْنِ" (¬9) قَدْ ذُكِرَ آنِفًا. قَوْلُهُ: " (وَ) يَصِحُّ (¬10) ضَمَانُ الدَّرْكِ" الدَّرْكُ: التَّبِعَةُ، يُسَكَّنُ وَيُحَرَّكُ، يُقَالُ: مَا لَحِقَكَ مِنْ دَرْكٍ فَعَلَىَّ خَلَاصُهُ (¬11)، وَأَصْلُهُ مِنَ اللُّحُوقِ، يُقَالُ: أَدْرَكَهُ: إذَا لَحِقَهُ بَعْدَ مَا مَضَى؛ لِأنَّهُ يَكُونُ بَعْدَ مُضِىِّ الْبَيْعِ. قَوْلُهُ (¬12): "بِتُّ الْبَارِحَةَ وَمَا فِى نَفْسِى (¬13) عَلَى أَحَدٍ إحْنَةٌ" الْبَارِحَةُ: اللَّيْلَةُ الْمَاضِيَةُ، وَهِىَ أقْرَبُ لَيْلَةٍ مَضَتْ، تَقُولُ: لَقِيتُهُ الْبَارِحَةَ، وَلَقِيتُهُ الْبَارِحَةَ الْأولَى، وَهِىَ مِنْ بَرِحَ: إِذَا زَالَ (¬14). وَفِى الْمَثَلِ: "مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ" (¬15). وَالِإحْنَةُ: الْعَدَاوَةُ وَالْحِقْدُ، يُقَالُ: فِى صَدْرِهِ عَلَىَّ إحْنَةٌ، أَىْ: حِقْدٌ، وَلَا يُقَالُ: حِنَةٌ (¬16)، ¬

_ (¬1) من ع. (¬2) ............................. (¬3) ...................................... (¬4) له: ساقط من ع. (¬5) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬6) فى المهذب 1/ 340: يفتقر إلى معرفة المضمون عنه ليعلم أنه هل هو ممن يسدى إليه الجميل. (¬7) عن الصحاح (سدى). (¬8) فى المهذب 1/ 340: وإن شرط أن يضمنه ثقة لم يجز حتى يعين. (¬9) فى المهذب 1/ 341: ولا يثبت فى الضمان خيار لأن الخيار لدفع الغبن. (¬10) خ: يصح وفى المهذب 1/ 342: ويصح ضمان الدرك على المنصوص. (¬11) الصحاح (درك). (¬12) فى المهذب 1/ 342: روى أبو اسحاق السبيعى عن حارثة بن مضرب قال: صليت مع عبد الله بن مسعود الغداة فلما سلم قام رجل فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد فوالله لقد بت البارحة وما فى نفسى على أحد إحنة، وإنى كنت استطرقت رجلا من بنى حنيفة وكان أمرنى أن آتيه بغلس. . . إلخ. (¬13) خ: بنفسى. (¬14) عن الصحاح (برح). (¬15) الفاخر 316 وفصل المقال 227 ومجمع الأمثال 3/ 263 وتمثال الأمثال 550. (¬16) كذا فى إصلاح المنطق 282، وأدب الكاتب 370 وغريب الخطابى عن الأصمعى 2/ 529 والفائق 1/ 27 وفى العين 3/ 305: وربما قالوا: حنة. وعقب عليه الأزهرى بأنه ليس من كلام العرب قال: وأنكر الأصمعى والفراء حنة. تهذيب اللغة 5/ 257.

وَالْجَمْعُ: إِحَنٌ، وَقَدْ أَحِنْتُ عَلَيْهِ بِالْكَسْرِ (¬17). قَالَ الشَّاعِرُ (¬18): إِذَا كَانَ فِى صَدْرِ ابْنِ عَمِّكَ إِحْنَةٌ ... فَلَا تَسْتَثِرْهَا سَوْفَ يَبْدُو دَفِينُهَا قَوْلُهُ: اسْتَطْرَقْتُ" طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُنْزِىَ فَرَسَهُ الذَّكَرَ عَلَى فَرَسِى الْأنْثَى، وَأَصْلُ الطَّرِيقِ بِفَتْحِ الطَّاءِ: مَاءُ الْفَحْلِ، يُقَالُ: طَرَقَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ طُرُوقًا، أَىْ: قَعَا عَلَيْهَا. وَطَرُوقَةُ الْفَحْلِ: أُنْثَاهُ (¬19)، وَقَدْ ذُكِرَ فى الزَّكَاةِ (¬20). قَوْلُهُ: "بِغَلَسٍ" الْغَلَسُ: ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ الْأخْطَلُ (¬21): كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأَيْتَ بِوَاسِطٍ ... غَلَسَ الظَّلَامِ مِنَ الرَّبَابِ خَيَالَا قَوْلُهُ: "تَوَاطَأُوا عَلَى ذَلِكَ" (¬22) أَىْ: تَوَافَقوا، وَالْمُوَاطَأَةُ: الْمُوَافَقَةُ، وَقَدْ ذُكِرَ أيْضًا (¬23). قَوْلُهُ: "ثُؤْلُولُ كُفْرٍ قَدْ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَاحْسِمْهُ" (¬24) الثُّؤْلُولُ: وَاحِدُ الثَّآلِيلِ، وَهِىَ: بُثُورٌ تَخْرُجُ فِى بَدَنِ الإنْسَانِ، يَابِسَةٌ صُلْبَةٌ، كَأَنَّهَا رُؤُوسٌ الْمَسَامِيرِ. فَاحْسِمْهُ: اقْطَعْهُ، وَالْحَسْمُ: الْقَطْعُ بِاسْتِئْصَالٍ وَالْحُسَامُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ، وَفِى الْحَدِيثِ: أَنَّهُ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالصَّوْم فَإِنَّهُ تَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ (¬25) وَمَذْهَبَةٌ لِلأشَرِ" (¬26). قَوْلُهُ: "عَشَائِرَهُمْ" (¬27) الْعَشِيرَةُ: الْقَبِيلَةُ، وَالْجَمْع: الْعَشَائِرُ، وَالْعَشِيرُ أَيْضًا: الصَّاحِبُ الْمُعَاشِرُ الْمُخَالِطُ. ¬

_ (¬17) بالكسر: ليس فى ع. (¬18) الأقيبل القينى كما فى اللسان (أحن 35). (¬19) عن الصحاح (طرق). (¬20) 103، 143، 274. (¬21) ديوانه 385 والصحاح (غلس). (¬22) من حديث حارثة بن مضرب وفيه: فسمعت مؤذنهم يشهد أن لا إله إلا الله وأن مسيلمة رسول الله فكذبت سمعى وكففت فرسى حتى سمعت أهل المسجد قد تواطاوا على ذلك. (¬23) .................................... (¬24) من قول عدى بن حاتم فى الحديث السابق فى بنى حنيفة. (¬25) ع: للعروق: تحريف. (¬26) غريب الحديث 2/ 258 والفائق 1/ 283 والنهاية 1/ 386: الصحاح (حسم). (¬27) من قول جرير بن عبد الله والأشعث بن قيس: استفتيهم فإن تابوا كفلهم غشائرهم. المهذب 1/ 343.

18 - الأصنام -لابن السائب الكلبى- تحقيق د / أحمد زكى- مطبوعات الكتب المصرية 1443 هـ 1924 م. 19 - أصوات اللغة العربية -دكتور عبد الغفار هلال- الطبعة الثانية- مطبعة الجبلاوى 1408 هـ 1988 م. 20 - الأصول فى النحو -لابن السراج- تحقيق دكتور عبد الحسين الفتلى- ط أولى 1405 هـ-1985 م بيروت. 21 - إضاءة الراموس وإفاضة الناموس على إضاءة القاموس -لابن الطيب الفاسى- الجزء الرابع- رسالة دكتوراه -تحقيق مصطفى عبد الحفيظ سالم 1404 هـ-1984 م. 22 - الأغانى لأبى الفرج الأصفهانى -تحقيق على محمد البجاوى- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1389 هـ. 23 - الأعلام -للزركلى- الطبعة الثانية 1954، 1959 م القاهرة. 24 - الأفعال -لابن القطاع- دائرة المعارف العثمانية-1360 هـ الطبعة الأولى. 25 - الأفعال -للسرقسطى- تحقيق د / حسين محمد شرف- المطابع الأميرية -مطبوعات المجمع اللغوى. 26 - الاقتضاب فى شرح أدب الكتاب -للبطليوسى- تحقيق مصطفى السقا، وحامد عبد الحميد الهيئة المصرية العامة للكتاب. 27 - الإكمال -لابن ماكولا- تحقيق عبد الرحمن العلمى حيدر آباد الهند- نسخة مصورة سنة 1962 م. 28 - الألفاظ الفارسية المعربة -لأدى شير طبع بيروت 1908 م. 29 - الأم -للشافعى- وعليه مختصر المزنى- طبع الشعب. 30 - أمالى الزجاجى -للزجاجى- تحقيق عبد السلام هارون القاهرة 1382 هـ. 31 - الأمالى -للقالى- طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975 م. 32 - الأمثال اليمانية -جمع وشرح إسماعيل الأكوع -بيروت 1405 هـ-1984 م. 33 - إنباه الرواة على أنباه النحاة -للقفطى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبع دار الكتب المصرية 1399 هـ. 1950 م. 34 - أنساب الأشراف -للبلاذرى- تحقيق 4/ محمد حميد الله- دار المعارف- معهد المخطوطات 1959 م. 35 - أيام العرب فى الجاهلية -محمد أحمد جاد المولى وآخرين- طبع عيسى الحلبى بمصر. 36 - الأيام والليالى والشهور -للفراء- تحقيق إبراهيم الإبيارى- الأميرية القاهرة 1956 م. 37 - إيضاح المكنون فى الذيل على كشف الظنون- لإسماعيل البغدادى- بغداد 1952 م.

38 - الأيوبيون فى اليمن 4 / محمد عبد العال أحمد -الهيئة المصرية العامة للكتاب 1980 م. 39 - البارع فى اللغة للقالى-تحقيق هاشم الطعان- بيروت. 40 - البحر المحيط -لأبى حيان الأندلسى- ط السعادة 1328 هـ. 41 - بغية الوعاة فى طبقات اللغويين والنحاة -للسيوطى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبع الحلبى 1384 هـ 1964 م. 42 - البلغة فى تاريخ أئمة اللغة -للفيروزآبادى- تحقيق محمد المصرى طبع دمشق 1392 هـ- 1972 م. 43 - البلغة فى الفرق بين المذكر والمؤنث -لابن الأنبارى- تحقيق د/ رمضان عبد التواب- طبع دار الكتب المصرية سنة 1970 م. 44 - البيان والتبين للجاحظ -تحقيق عبد السلام هارون- لجنة التأليف والترجمة والنشر ط أولى سنة 1367 هـ- 1948 م، طبع دار الكتب 1970 م. 45 - تأويل مشكل القرآن -لابن قتيبة- طبع عيسى الحلبى 1373 هـ. 46 - تاج العروس من جواهر القاموس -للزبيدى- الطبعة الأولى بالقاهرة 1302 هـ. 47 - تاريخ ثغر عدن -لأبى مخرمة- مطبعة برايل- ليدن 1926 م. 48 - تاريخ الطبري للطبرى. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعارف. 49 - تحفة الأحوذى بشرح جامع الترمذى -للريكفورى تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ط المدنى. 50 - تحفة الأريب -لأبى حيان الأندلسى- تحقيق سمير المجذوب- المكتب الإسلامى- بيروت 1403 هـ. 51 - تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب -للشيخ داود الأنطاكى- طبع صبيح. 52 - تصحيح التصحيف وتحريف التحريف للصفدى -تحقيق السيد الشرقاوى- الخانجي 1407 هـ 1987 م. 53 - تصحيح الفصيح -لابن دستوريه -تحقيق عبد الله الجبورى- بغداد 1395 هـ 1975 م. 54 - تفسير أبى السعود "إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم" -لأبى السعود العمادى- المطبعة المصرية 1347 هـ-1928 م. 55 - تفسير الطبرى "جامع البيان عن تأويل القرآن" للطبرى تحقيق محمود محمد شاكر- دار المعارف- الطبعة الثانية. 56 - تفسير العزيزى "تفسير غريب القرآن" للعزيزى -دار التراث العربى القاهرة. 57 - تفسير غريب القرآن لابن قتيبة -تحقيق السيد أحمد صقر- بيروت 1398 هـ- 1978 م. 58 - تفسير القرطبى "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبى- طبع الشعب.

59 - تقريب النشر فى القراءات العشر -لابن الجزرى- تحقيق إبراهيم عطوة- طبع الحلبى 1381 هـ- 1961 م. 60 - تقويم اللسان لابن الجوزى -تحقيق د / عبد العزيز مطر- طبع دار المعارف- الطبعة الثانية. 61 - التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية- للصغانى. الأميرية- مطبوعات المجمع اللغوى. 62 - تمثال الأمثال -للعبدرى- تحقيق أسعد ذبيان- دار المسيرة 1402 هـ- 1982 م. 63 - التمثيل والمحاضرة للثعالبى -تحقيق عبد الفتاح الحلو- ط عيسى الحلبى 1381 هـ- 1961 م. 64 - التنبيهات على أغاليط الرواة -لعلى بن حمزة الأصفهانى- تحقيق عبد العزيز الميمنى- دار المعارف بمصر 1967 م. 65 - التنبيه على أوهام أبى على القالى -للبكرى- ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975 م. 66 - التنبيه والإيضاح عما وقع فى الصحاح -لابن برى- تحقيق عبد العليم الطحاوى- مطبوعات مجمع اللغة العربية ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1981 م. 67 - تهذيب الأسماء واللغات للنووى- طبع المنيرية. 68 - تهذيب اللغة -للأزهرى- تحقيق نخبة من كبار المحققين- الدار القومية للطباعة والنشر. 69 - ثلاثة كتب فى الأضداد -للأصمعى، والسجستانى، وابن السكيت- أوغست هفنز. بيروت 1912 م. 70 - ثمار القلوب فى المضاف والمنسوب -للثعالبى تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- مطبعة المدنى 1384 هـ - 1965 م. 71 - الجبال والمياه والأمكنة -للزمخشرى- تحقيق د / إبراهيم السامرائى- طبع بغداد. 72 - جمهرة أشعار العرب- لأبى زيد القرشى طبع بولاق 1308 هـ الطبعة الأولى. 73 - جهرة الأمثال -لأبى هلال العسكرى- تحقيق أبو الفضل إبراهيم- وقطامش- مصر 1964 م. 74 - جمهرة أنساب العرب -لابن حزم- تحقيق عبد السلام هارون طبع دار المعارف بمصر. 75 - جمهرة اللغة -لابن دريد بيروت نسخة مصورة أوفست. 76 - الجنى الدانى فى حروف المعانى -للمرادى- تحقيق فخرا لدين قباوة، ومحمد نديم فاضل- بيروت 1393 هـ. 77 - الجواهر المضية فى طبقات الحنفية- للقرشى تحقيق د / عبد الفتاح الحلو- طبع عيسى الحلبى 1398 هـ. 78 - الجيم -لأبى عمر الشيبانى -تحقيق إبراهيم الإبيارى وآخرين- القاهرة- طبع الأميرية

1394 هـ - 1974 م. 79 - حاشية ابن برى على المعرب "فى التعريب والمعرب" لابن الجواليقى تحقيق إبراهيم السامرائى- بيروت. 80 - حماسة البحترى -تحقيق لويس شيخو- بيروت 1910 م. 81 - الحماسة البصرية -للبصرى تحقيق عادل جمال سليمان- طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 82 - حياة الحيوام للدميرى -المطبعة الأميرية 1274 هـ، وطبع صبيح، وطبع دار التحرير 1965م. الحيوان للجاحظ -تحقيق عبد السلام هارون- الطبعة الثانية- مطبعة الحلبى 1387 هـ- 1968 م. 84 - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب -للبغدادى تحقيق عبد السلام هارون الطبعة الثانية 1979 الهيئة المصرية العامة للكتاب. 85 - الخصائص -لابن جنى تحقيق الأستاذ محمد عليا لنجار -الطبعة الثانية- بيروت. خلق الانسان للأصمعى = الكنز اللغوى. 87 - خلق الإنسان لثابت -تحقيق عبد الستار فراج طبع الكويت 1406 هـ- 1985 م. 88 - خلق الإنسان للزجاج -تحقيق د/ إبراهيم السامرائى- طبع المجمع العلمى العراقى 1387 هـ -1963 م. 89 - الدرر المبثثة فى الغرر المثلثة -للفيروزابادى- تحقيق د/ على حسين البواب- طبع السعودية 1401 هـ. 90 - درة الغواص فى أوهام الخواص -للحريرى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم -طبع نهضة مصر. 91 - الدرة الفاخرة فى الأمثال السائرة لحمزة بن حسن الأصبهانى -تحقيق عبد المجيد قطامش- طبع دار المعارف 1971 م. 92 - دول الإسلام -للذهبى- تحقيق فهيم محمد شلتوت، محمد مصطفى إبراهيم -طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1974 م. 93 - ديوان الأدب -للفارابى- تحقيق د/ أحمد مختار عمر -مطبوعات مجمع اللغة- العربية. 94 - ديوان الأعشى الكبير -ميمون بن قيس- شرح وتعليق محمد محمد حسين -طبع بيروت- طبعة سابعة 1403 هـ-1983 م. 95 - ديوان امرىء القيس -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- طبع دار المعارف بمصر الطبعة الثالثة 1969 م. 96 - ديوان أمية بن أبى الصلت -نشر بشير يموت- بيروت 1934 م.

97 - ديوان أوس بن حجر- بيروت 1399 هـ- 1979 م. 98 - ديوان بشار بن برد -لجنة التأليف والترجمة والنشر- الطبعة الثانية 1387 هـ- 1967 م. 99 - ديوان جميل بثينة -بيروت 1966 م. 100 - ديوان حسان بن ثابت -تحقيق د / وليد عرفات طبع بيروت 1974 م. 101 - ديوان الحطيئة -رواية ابن حبيب عن ابن الأعرابى وأبى عمرو الشيبانى- بيروت. 102 - ديوان حميد بن ثور الهلالى -تحقيق الميمنى- الدار القومية للطباعة والنشر 1384 هـ - 1965 - نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب 1371 هـ- 1951 م. 103 - ديوان ذى الرمة بشرح أبى نصر الباهلى رواية ثعلب تحقيق د / عبد القدوس أبو صالح- بروت 1371 هـ- 1982 م. 104 - ديوان الراعى النميرى تحقيق د / نورى حمودى القيسى وهلال ناجى- طبع المجمع العلمى العراقى 1400 هـ-1980 م. 105 - ديوان الشماخ بن ضرار -مطبعة السعادة- القاهرة. 106 - ديوان طرفة بن العبد- بيروت 1399 هـ-1979 م. 107 - ديوان الطرماح تحقيق د / عزة حسن- طبع دمشق 1966 م. 108 - ديوان العجاج رواية عبد الملك بن قريب الأصمعى وشرحه -تحقيق د / عزة حسن- بيروت. 109 - ديون عدى بن زيد = شعراء النصرانية. 110 - ديوان علقمة بن عبدة -المطبعة الوهبية- القاهرة. 111 - ديوان عمر بن أبى ربيعة -الهيئة المصرية العامة للكتاب 1978 م. 112 - ديوان الفرزدق- بيروت 1386 هـ-1966 م. 113 - ديوان قيس بن الخطيم -مطبعة دار العروبة- القاهرة 1962 م. 114 - ديوان لبير بن ربيعة طبع بيروت. 115 - ديوان النابغة الذبيانى -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعارف بمصر. 116 - ديوان أبى النجم العجلى-جمعه وشرحه علاء الدين أغا- الرياض 1401 هـ-1981 م. 117 - ديوان الهذليين -طبع دار الكتب- نسخة مصورة عنها 1385 هـ- 1965 م. 118 - الزاهر لابن الأنبارى -تحقيق د / حاتم صالح الضامن 1399 - 1979 طبع بغداد. 119 - زهر الأكم فى الأمثال والحكم -لليوسى- تحقيق محمد حجى- محمد الأخضر بيروت 1401 هـ- 1981 م.

120 - السبعة فى القراءات -لابن مجاهد- تحقيق د / شوقى ضيف- الطبعة الثانية- دار المعارف. 121 - سر صناعة الإعراب -لابن جنى- تحقيق مصطفى السقا وآخرين- الجزء الأول طبع مصطفى الحلبى سنة 1374 هـ. 122 - السلاح -لأبى عبيد القاسم بن سلام -تحقيق د / حاتم صالح الضامن- بيروت 1405 هـ- 1985 م. 123 - السلوك فى طبقات العلماء والملوك للبهاء الجندى -مخطوط دار الكتب 10949. 124 - سمط اللآلى "شرح أمالى القالى" للبكرى -تحقيق الميمنى- طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة 1936 م. 125 - سنن أبى داود -تعليق أحمد سعد على- الطبعة الأولى 1371 هـ-1952 م طبع الحلبى. 126 - سنن ابن ماجة -تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى- طبعا لحلى 1372 هـ - 1952 م. 127 - سنن النسائى -بشرح السيوطى وحاشية السندى- المطبعة المصرية. 128 - سيرة ابن هشام -تحقيق السقا والإبيارى -وشلبى- الطبعة الثانية 1375 هـ- 1955 م طبع الحلبى. 129 - شذرات الذهب فى أخبار من ذهب -لابن العماد الحنبلى- مطبعة المقدسى 1351 هـ. 130 - شرح أسماء الله الحسنى للقشيرى -تحقيق عبد المنعم الحلوانى مطبعة الأزهر 1390 هـ - 1976 م. 131 - شرح ألفاظ المختصر -للأزهرى- رسالة دكتوراة- تحقيق عبد المنعم بشناتى- إشراف الدكتور إبراهيم نجا -بعنوان "الزاهر". 132 - شرح الشافية -لابن الحاجب مع شرح شواهد الشافية للبغدادى- تحقيق محمد محيى الدين وآخرين-مطبعة حجازى سنة 1356 هـ. 133 - شرح ديوان جرير تحقيق إيليا الحاوى- بيروت. 134 - شرح ديوان زهير بن أبى سلمى صنعة أبى العباس ثعلب- الدار القومية للطباعة والنشر سنة 1973 م. 135 - شرح ديوان عنترة -بيروت- الطبعة الأولى 1405 هـ- 1985 م. 136 - شرح ديوان المتنبى-للبرقوقى- بيروت 1400 هـ- 1980 م. 137 - شرح شواهد العينى -على حاشية الصبان على الأشمونى طبع عيسى الحلبى. 138 - شرح شمواهد المغنى -للسيوطى- تصحيح وتعليق الشنقيطى- بيروت. 139 - شرح القصائد السبع الطوال -لابن الأنبارى- تحقيق عبد السلام هارون- طبعة ثانية- دار المعارف بمصر 1969 م.

140 - شرح القصائد العشر للتبريزى -طبع السعادة- الطبعة الثانية-1384 هـ- 1964 م. 141 - شعراء النصرانية فى الجاهلية -تحقيق لويس شيخو- طبع مكتبة الآداب. 142 - شعر الأحوص الأنصارى -تحقيق عادل سليمان جمال- الهيئة المصرية العامة للتأليف والترجمة والنشر- القاهرة 1390 هـ- 1970 م. 143 - شعر الأخطل التغلبى -صنعة السكرى- تحقيق د / فخر الدين قباوه بروت 1399 هـ- 1979 م طبعة أولى. 144 - الشعر والشعراء لابن قتيبة تحقيق أحمد محمد شاكر طبع دار المعارف بمصر 1966 م. 145 - شعر الكميت بن زيد الأسدى -جمع وتقديم د / داوود سلوم- بغداد 1969 م. 146 - شفاء الغليل فيما فى كلام العرب من الدخيل-للشهاب الخفاجى- تحقيق د / خفاجى طبع مكتبة الحرم الحسينى- الطبعة الأولى 1371 هـ- 1952 م. 147 - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميرى- طبع الحلبى 1403 هـ - 1983 م. 148 - الصاحبى -لابن فارس- تحقيق سيد صقر- طبع الحلبى. 149 - صبح الأعشى -للقلقشندى- طبع الأميرية 1934 م القاهرة. 150 - الصبح المنير فى شعر أبى ميمون قيس بن جندل، والأعشين الآخرين -تحقيق أودلف جابر- لندن- مطبعة آدلف هلز هوش- 1927 م. 151 - الصحاح "تاج اللغة وصحاح العربية-للجوهرى- تحقيق أحمد عبد الغفور عطار- الطبعة الثانية 1399 هـ-1979 م- بيروت. 152 - صحيح البخارى -طبع الشعب 1379 هـ. 153 - صحيح الترمذى بشرح ابن عربى -المطبعة المصرية- الطبعة الأولى 1350 هـ. 154 - صحيح مسلم -تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى -طبع عيسى الحلبى- الطبعة الأولى 1374 هـ. 155 - طبقات الخواص أهل الصدق والإخلاص للشرجى الزبيدى -طبع مصر- حجر 1321 هـ. 156 - طبقات الشافعية الكبرى للسبكى -تحقيق د / محمود الطناحى، د / عبد الفتاح الحلو- طبع الحلبى الطبعة الأولى1383 هـ- 1964 م 157 - طبقات فقهاء اليمن -لابن سمرة الجعدى- تحقيق فؤاد سيد- طبع بيروت. 158 - طبقات القراء "غاية النهاية" للجزرى -تحقيق برجستراسر- القاهرة 1352 مطبعة السعادة 1923 م. 159 - الطبقات الكبرى -لابن سعد- بيروت 1376 هـ- 1957 م. 160 - طبقات المفسرين للدارودى -تحقيق على محمد عمر- الطبعة الأولى

1392 هـ-1972 م. مطبعة الاستقلال الكبرى. 161 - الطرائف الأدبية -تحقيق عبد العزيز الميمنى- طبع بيروت. 162 - العباب الزاخر واللباب الفاخر للصنعانى تحقيق الشيخ محمد آل ياسين- بغداد. العقد الفريد لابن عبد ربه -تحقيق أحمد زين، والإبيارى- مكتبة النهضة المصرية 1962 م. الطبعة الثانية. 164 - العقود اللؤلؤية فى تاريخ الدولة الرسولية -للخزرجى- تصحيح الشيخ محمد بسيونى عسل- طبع الهلال- 1329 هـ- 1911 م. 165 - العمدة فى غريب القرآن -لمكى بن أبى طالب القيسى- تحقيق يوسف المرعشلى- بيروت- الطعبة الثانية 1404 هـ- 1984 بيروت. 166 - عناية القاضى وكفاية الراضى على تفسير البيضاوى- بيروت. 167 - العين للخليل بن أحمد الفراهيدى جـ 1 تحقيق د / عبد الله درويش طبع المجمع العلمى- بغداد ومن جـ 2 - 8 تحقيق د / مهدى المخزومى، د / إبراهيم السامرائى -طبع الرشيد- بغداد. 168 - عيون الأخبار -لابن قتيبة- الهيئة المصرية العامة للكتاب- مصورة عن طبعة دار الكتب. 169 - عيون الأنباء فى طبقات الأطباء -لابن أبى أصيبعة -طبع مصر 1299 - 1300 هـ. 170 - غريب الحديث -للخطابى- تحقيق عبد الكريم العزباوى طبع دار الفكر- دمشق. 171 - غريب الحديث -لأبى عبيد القاسم بن سلام -طبع حيدر آباد- الهند 1384 هـ- 1964 م. 172 - غريب الحديث -لأبى الفرج الجوزى -تحقيق د / عبد المعطى أمين قلعجى- بيروت الطبعة الأولى 1405 هـ- 1985 م. 173 - غريب الحديث -لابن قتيبة- تحقيق عبد الله الجبورى- مطبعة العانى- بغداد 1977 م. 174 - الغريبين -غريبى القرآن والحديث- لأبى عبيد أحمد بن محمد الهروى- تحقيق د / محمود الطناحى -الجزء الأول- المجلس الأعلى للشئون الاسلامية 1390 هـ-1970 م. - الغريبين- غريبى القرآن والحديث مخطوط دار الكتب المصرية برقم: 175 - غلط الضعفاء من الفقهاء -لابن برى -مخطوط- ميكروفيلم بمعهد المخطوطات رقم 216 - لغة- فى ذيل لحن العوام للزبيدى. 176 - الفائق فى غريب الحديث -للزمخشرى- تحقيق على محمد البجاوى، ومحمد أبو الفضل إبراهيم الطبعة الثانية- عيسى الحلبى. 177 - الفاخر للمفضل بن سلمة -تحقيق عبد العليم الطحاوى- طبع الحلبى 1960 م. 178 - الفرق لابن فارس اللغوى -تحقيق د / رمضان عبد التواب- طبع الخانجى- القاهرة. 179 - الفروق اللغوية -لأبى هلال العسكرى- تحقيق حسام الدين القدسى بيروت

1401 هـ- 1981 م. 180 - فصل المقال فى شرح كتاب الأمثال-للبكرى- تحقيق د / إحسان عباس، د / عبد المجيد عابدين- الطبعة الثالثة 1403 هـ-1983 م بيروت. 181 - الفصيح -لثعلب- تحقيق د / عاطف مدكور- دار المعارف بمصر. 182 - فعلت وأفعلت -للزجاج- تحقيق ماجد حسين الذهبى- بيروت 1404 هـ- 1984 م. 183 - فقه اللغة وسر العربية -للثعالبى -تحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الإبيارى، وشلبى- طبع الحلبى 1392 هـ-1972 م. 184 - فقه اللغة- د/ على عبد الواحد وافى- طبعة سابعة- دار النهضة المصرية. 185 - القاموس المحيط -للمجد الفيروز آبادى- بيروت عن الطبعة المصرية. 186 - القلب والإبدال= الكنز اللغوى. 187 - قليوبى وعميرة -حاشيتان- إحداهما لشهاب الدين القليوبى- وثانيتهما للشيخ عمارة- على شرح جلال الدين المحلى على منهاج الطالبين لفقه المذهب الشافعى- طبع الحلبى. 188 - الكاشف فى معرفة من له رواية فى الكتب الستة للذهبى- تحقيق عزت عيد، وموسى محمد- الطبعة الأولى 1392 هـ- 1972 م. 189 - الكامل للمبرد -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، والسيد شحاتة- طبع نهضة مصر. 190 - كتاب أفعل للقالى -تحقيق محمد الفاضل بن عشور- طبع تونس. 191 - اللكتاب -لسيبويه- تحقيق عبد السلام هارون- طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1397 هـ- 1977 م. 192 - كشاف اصطلاحات الفنون -للتهانوى- تحقيق لطفى عبد البديع النهضة المصرية 1382 هـ-1963 م. 193 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل فى وجوه التأويل -للزمخشرى- ومعه حاشية السيد الشريف الجرجانى، وكتاب الإنصاف فيما تضمنتها لكشاف من الاعتزال لابن المنير- تحقيق محمد الصادق قمحاوى طبع الحلبى 1392 هـ- 1972 م. 194 - كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون -لحاجى خليفة طبع أوفست- بغداد 1952 م. 195 - الكشف عن وجوه القراءت السبع وعللها وحججها -لمكى القيسى- تحقيق د / محى الدين رمضان -طبع المجمع العلمى- دمشق 1394 هـ- 1974 م. 196 - كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ فى اللغة العربية- لابن الأحدابى- المطبعة الرحمانية. 197 - الكنز اللغوى فى اللسن العربى د / أوغست هفنر- طبع الكاثوليكية- بيروت 1903 م. 198 - اللباب فى تهذيب الأنساب لابن الأثير الجزرى- بغداد. 199 - لسان العرب لابن منظور طبع دار المعارف- بتحقيق عبد الله الكبير وآخرين.

200 - لغات مختصر ابن الحاجب للأموى مخطوطة دار الكتب 47 لغة. 201 - اللغة العربية خصائصها وسماتها د / عبد الغفار هلال- الطبعة الثالثة 1406 هـ-1986 م. 202 - اللفظ المستغرب فى شرح غريب المهذب للقلعى: رسالة ماجستير تحقيق مصطفى عبد الحفيظ سالم- إشراف د / عبد الغفار هلال 19800. 203 - المأثور عن أبى العميثل الأعرابى "ما اتفق لفظه واختلف معناه" طبع أوروبا. 204 - ما بنته العرب على فعال -للصنعانى- تحقيق د/ عزة حسن دمشق 1383 هـ-1964 م. 205 - ما تلحق فيه العامة للكسائى -تحقيق د / رمضان عبد التواب- مطبعة المدنى. 206 - مبادىء اللغة للإسكافى- تصحيح النعسانى طبع الخانجي 1325 هـ. 207 - المبسوط فى القراءات العشر -للأصبهانى- تحقيق سبيع حمزة- دمشق 1407 هـ-1986 م. 208 - المبسوط للسرخسى -مطبعة السعادة- القاهرة- الطبعة الأولى 1324 هـ. 209 - متخير الألفاظ لابن فارس -تحقيق هلال ناجى- بغداد طبعة أولى 1390 هـ-1970 م. 210 - المثلث لابن السيد البطليوسى-تحقيق صلاح مهدى على الفرطوسى- طبع العراق بغداد 1981م. 211 - مجاز القرآن لأبى عبيدة معمر بن المثنى التميمى -تحقيق سزكين- طبع الخانجي. 212 - مجالس ثعلب -تحقيق عبد السلام هارون- دار المعارف طبعة ثالثة. 213 - مجلة معهد المخطوطات العربية جـ 24/ 2/ 1978 م. 214 - مجمع الأمثال للميدانى -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبع عيسى الحلبى. 215 - مجمل اللغة لابن فارس تحقيق زهير عبد المحسن سلطان- بيروت الطبعة الأولى 1404 هـ-1984 م. 216 - مجموع أشعار العرب -ديوان رؤبة بن العجاج -تحقيق وترتيب وليم بن الورد البروسِّى طبع ليبزج 1903 م برلين. 217 - المجموع شرح المهذب للنووى -الطباعة المنيرية- القاهرة. 218 - المحتسب فى تبيين وجوه شواذ القراءات، والاحتجاج عنها لابن جنى -تحقيق على النجدى ناصف، د / عبد الفتاح شلبى -القاهرة- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1389 هـ-1969 م. 219 - المحكم والمحيط الأعظم فى اللغة -لابن سيده ط تحقيق مصطفى السقا، وحسين نصار جـ 2، جـ 4 تحقيق عبد الستار أحمد فراج جـ 3 تحقيق عائشة عبد الرحمن جـ 5 تحقيق إبراهيم الإبيارى جـ 6 تحقيق مراد كامل جـ 7 تحقيق محمد عليا لنجار- طبع دار المعارفو معهد المخطوطات العربية.

220 - مختصر المذكر والمؤنث للمفضل بن سلمة- تحقيق د /رمضان عبد التواب- طبع الشركة المصرية للطباعة والنشر 1972 م. 221 - مختصر المزنى -حاشية على كتاب الأم للشافعى طبع الشعب. 222 - المخصص لابن سيده -بيروت عن الطبعة الأولى- بولاق 1319 هـ. 223 - المذكر والمؤنث- لابن الأنبارى جـ 1 تحقيق د / عضيمة- طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- القاهرة 1981 م. 224 - المذكر والمؤنث لابن التسترى -تحقيق أحمد عبد المجيد هريدى نشر الخانجى بالقاهرة والرفاعى بالرياض طبعة أولى 1403 هـ-1983 م. 225 - المذكر والمؤنث لابن فارس- تحقيق د / رمضان عبد التواب -طبع الخانجى- طبعة أولى 1969 م. 226 - المذكر والمؤنث للفراء -تحقيق د / رمضان عبد التواب- دار التراث بالقاهرة 1975 م. 227 - مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع -للبغدادى -تحقيق على محمد البجاوى- طبع عيسى الحلبى- طبعة أولى 1373 هـ-1954 م. 228 - المرصع فى الآباء والأمهات والبنين والبنات والأولاد والذوات لابن الأثير. تحقيق: إبراهيم السامرائي- بغداد 1971 م. 229 - الزهر فى علوم اللغة وأنواعها -للسيوطى- تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين. طبع الحلبى. 230 - المسائل المشكلة "البغداديات" لأبى على الفارسى -تحقيق صلاح الدين عبد السنكاوى- طبع بغداد. 231 - المستقصى فى أمثال العرب للزمخشرى -بيروت- طبعة ثانية 1397 هـ-1977 م. 232 - المسند لابن حنبل -تحقيق أحمد شاكر -دار المعارف 1365 هـ-1946 م. 233 - مشارق الأنوار على صحاح الآثار -للقاضى عياض- طبع تونس ودار التراث بالقاهرة رقم 13. 234 - المشتبه فى الرجال أسمائهم وأنسابهم للذهبى -تحقيق محمد على البجاوى- طبع الحلبى طبعة أولى 1962 م. 235 - المشترك وضعًا والمفترق صقعًا لياتوت الحموى- تحقيق فردينان ديستفلند طبع بغداد. 236 - مشكل الآثار -للطحاوى- الهند طبعة أولى 1333 هـ. 237 - المصباح المنير -فى غريب الشرح الكبير للرافعى -للفيومى- تحقيق د / عبد العظيم الشناوى طبع دار المعارف 1977 م. 238 - المعارف لابن قتيبة -تحقيق د / ثروت عكاشة- دار المعارف- الطبعة الثانية.

239 - معالم السنن للخطابى -شرح سنن أبى داود- تصحيح محمد راغب الطباخ -حلب- الطبعة الأولى 1351 هـ- 1932 م. 240 - معانى القرآن للأخفش الأوسط -تحقيق د / فايز فارس- الكويت طبعة ثانية 1401 هـ-1981 م. 241 - معانى القرآن وإعرابه -للزجاج- تحقيق د / عبد الجليل شلبى- بيروت. 242 - معانى القرآن للفراء -تحقيق أحمد يوسف نجاتى -ومحمد على النجار- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1980 م. 243 - معجم الأدباء -لياقوت الحموى- طبع دار المأمون- الطبعة الأخيرة. 244 - معجم الأفعال اللازمة المتعدية -مجلة المورد م 12 ع 1 لسنة 1403 هـ. 245 - معجم البلدان -لياقوت الحموى- بيروت 1397 هـ-1977 م. 246 - معجم الشعراء للمرزبانى -القدسى 1354 هـ. 247 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع للبكرى -تحقيق مصطفى السقا- بيروت. 248 - معجم المؤلفين -عمر رضا كحالة- دمشق 1376 هـ-1957 م. 249 - المعرب من الكلام الأعجمى على حروف المعجم للجواليقى -تحقيق أحمد محمد شاكر- دار الكتب المصرية الطبعة الأولى 1361 هـ 1942 م. 250 - معلقة عمرو بن كلثوم بشرح ابن كيسان -تحقيق د / محمد إبراهيم البنا دار الاعتصام طبعة أولى 1400 هـ-1980 م. 251 - المغانم المطابة فى معالم طابة -للفيروز آبادى- تحقيق أحمد الجاسر- الرياض 1389 هـ-1969 م. 252 - المغرب فى ترتيب المعرب -للمطرزى طبع الهند 1328 هـ. 253 - المغنى "مغنى اللبيب من كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصارى- تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد- مطبعة المدنى. 254 - المغيث فى غريب القرآن والحديث لأبى موسى المدينى -مخطوط- ميكروفيلم معهد المخطوطات العربية "501 حديث". 255 - المفردات فى غريب القرآن للاغب الأصبهانى -إعداد محمد أحمد خلف الله- مكتبة الأنجلو. 256 - المفضليات "ديوان العرب- مجموعات من عيون الشعر" تحقيق أحمد محمد شاكر -عبد السلام هارون- دار المعارف- طبعة سادسة. 257 - مقاييس اللغة -لابن فارس تحقيق عبد السلام هارون -طبع الحلبى- الطبعة الأولى. 258 - المقتضب للمبرد -تحقيق د / عبد الخالق عضيمة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1392 هـ-1972 م.

259 - مقدمتان فى علوم القرآن -تحقيق آرثر جفرى- طبع الخانجي 1392 هـ-1972 م. 260 - المقصور والممدود -لنفطويه- تحقيق حسين الشاذلى فرهود- المطبعة العربية الحديثة بالقارة 1400 هـ -1980 م. 261 - المقصور والممدود للوشاء -تحقيق د / رمضان عبد التواب- طبع الخانجي 1979 م. 262 - المقصور والممدود لابن ولاد تصحيح السيد محمد النعسانى مطبعة السعادة طبعة أولى 1326 هـ-1908 م. 263 - الملمع -للنميرى- تحقيق وجيهة السطل- دمشق 1396 هـ. 264 - الممتع فى التصريف -لابن عصفور- تحقيق فخر الدين قباوة- بيروت طبعة رابعة 1399 هـ -1979 م. 265 - منال الطالب فى شرح طوال الغرائب -لابن الأثير تحقيق محمود الطناحى- مطبعة المدنى. 266 - منتخبات فى أخبار اليمن -طبع ليدن 1916 م. 267 - المنجد فى اللغة لكراع -تحقيق د / أحمد مختار عمر- د / ضاحى عبد الباقى- مطبعة الأمانة بالقاهرة. 268 - المنصف -لابن جنى- تحقيق إبراهيم مصطفى، وعبد الله أمين -طبع الحلبى- الطبعة الأولى 1370 هـ- 1960 م. 269 - المنقوص والممدود للفراء -تحقيق الميمنى- دار المعارف بمصر. 270 - المنقوص والممدود لنفطويه. 271 - المهذب -للشيرازى- طبع عيسى الحلبى. 272 - المؤتلف والمختلف للآمدى -تحقيق عبد الستار فراج- طبع الحلبى 1381 هـ- 1961 م. 273 - الموطأ -للإمام مالك- رواية الامام محمد بن الحسن الشيبانى- تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف -المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- الطبعة الثانية 1387 هـ-1967 م. 274 - ميزان الاعتدال فى نقد الرجال -للذهبى- تحقيق على محمد البجاوى طبع الحللأ سنة 1382 هـ-1963 م. 275 - النجوم الزاهرة فى سلوك مصر والقاهرة -لابن تغرى بردى طبع دار الكتب المصرية 1353 هـ - 1935 م. 276 - النخلة -لأبى حاتم- من مجلة المورد "م 14 ع 3". 277 - نسب عدنان وقحطان -للمبرد- تحقيق عبد العزيز الميمنى- طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر 1354 هـ-1936 م. 278 - نسب قريش -لمصعب الزبيرى تحقيق ليفى بروفنسال -دار المعارف- الطبعة الثانية. 279 - نصب الراية فى أحاديث الهداية للزيلعى -طبع الهند 1357 هـ-1938 م.

280 - نظام الغريب فى اللغة -للربعى- تحقيق محمد بن عليا لأكوع -دمشق 1400 هـ -1980 م. 281 - النعم والبهائم -لابن قتيبة- طبع أوروبا. 282 - نهاية الأرب- للنويرى دار الكتب المصرية 1935 م. 283 - النهاية فى غريب الحديث والأثر لابن الأثير -تحقيق طاهر الزواوى، ومحمود الطناحى- طبعة أولى 1383 هـ-1963 م. 284 - نوادر أبى مسحل الأعرابى- تحقيق د / عزة حسن- دمشق 1380 هـ- 1961 م. 285 - النوادر فى اللغة لأبى زيد الأنصارى -تحقيق محمد عبد القادر أحمد- بيروت 1401 هـ-1981 م. 286 - نوادر المخطوطات -تحقيق عبد السلام هارون طبع الحلبى- طبعة ثانية 1392 هـ-1972 م. 287 - هدية العارفين لأسماء المؤلفين وآثار المصنفين -للبغدادى- طبع بغداد 1952 م- الوجيز للرافعى. 288 - الوجيز للرافعى. 289 - وفيات الأعيان وإنباء أبناء الزمان لابن خلكان -تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد- مطبعة السعادة- طبعة أولى 1367 هـ- 1948 م. 290 - يتيمة الدهر فى محاسن أهل العصر -للثعالبى- تحقيق مفيد محمد- بيروت 1403 هـ-1983 م.

كتاب النَّظْمُ المُسْتَعْذَبُ فِي تفْسِير غريبِ ألْفَاظِ المهَذّبِ تصنيف الإمام بطّالِ بْن أحْمد بْن سُليْمان بْن بطّالِ الرَّكْبِيِّ المتوفى سنة 633 هـ القسم الثاني دراسة وتحقيق وتعليق دكتور مصطفى عبد الحفيظ سَالِم 1411 هـ - 1991 م

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المكتبة التجارية - مكة المكرمة الشامية أمام فندق الصفا تليفون المركز الرئيسي: 5749022 تليفون فرع النزهة: 5459850 تليفون فرع الجامعة: 5581584

من باب الشركة

مِنْ بابِ الشَّرِكَةِ يُقالُ: شَرِكَهُ فِى الْبَيْعِ (¬1) يَشْرَكُهُ شِرْكَةً، وَالاسْمُ: الشِّرْكُ، ويقال: شِرْكَةٌ- بِكَسْرِ الشّينِ وَإسْكانِ الرّاءِ، وَشَرِكَةٌ- بِفَتْحِ الشِّينِ وَكَسْرِ الرّاءِ. قَوْلُهُ: "أَنا ثالِثُ الشَّريكَيْنِ" (¬2) مَعْناهُ: أنا مَعَهُما بِالْحِفْظِ وَالرِّعايَةِ، فَأمُدُّهُما بِالْمَعونَةِ فِى أمْوالِهِمَا وَإنْزالِ (¬3) الْبَرَكَةِ فِى تِجارَتِهِما فَإذا وَقَعَتْ بَيْنَهُما (¬4) الْخِيانَةُ: رَفَعْتُ عَنْهُمَا الْبَرَكَةَ وَالِإعانَةَ، وَهُوَ مَعْنَى "خَرَجُتْ مِنْ بَيْنِهِما". "أبو جَمْرَةَ" (¬5) بِالْجيمِ وَالرّاءِ: نَصْرُ بْنُ عِمْرانَ الضُّبَعَىُّ (¬6)، صاحِبُ ابْنِ عَبّاسٍ. قَوْلُهُ: شَرِكَةُ الْعِنانِ" (¬7) مَشْهورَةٌ عِنْدَ الْعَرَبِ، قالَ [الْجَعْدِىُّ] (¬8): وَشارَكْنا قُرَيْشًا فِى تُقاها ... وَفِى أَحْسابِها شِرْكَ الْعِنانِ وَفيها أقْوالٌ كثيرَةٌ. ¬

_ (¬1) ع: بالبيع. (¬2) روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله تعالى: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإذا خانا خرجت من بينهما" المهذب 1/ 345 وسنن أبى داود 3/ 256. (¬3) ع: وأنزل. (¬4) ع: بينهم. (¬5) ورد فى المهذب 1/ 345 يروى عن ابن عباس - رضي الله عنه - حديث النبى - صلى الله عليه وسلم -: "لا تشاركنَّ يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا؛ لأنهم يربون والربا لا يحل". (¬6) ترجمته فى الاستيعاب 1902 والإصابة 4/ 706، 707 وتهذيب التهذيب 10/ 385، وطبقات ابن سعد 7/ 235. (¬7) لا يصح من الشرك إلا شركة العنان، المهذب 1/ 345. (¬8) ع، خ: الجعفرى: تحريف. وهو فى شعره 164، والصحاح (عنن).

فَقيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِظُهورِها، يُقالُ: عَنَّ الشَّيْىءُ: إِذا ظَهَرَ. وَقيلَ: لِاشْتِراكِهِما فيما يَعِنُّ مِنَ الرِّبْحِ، يُقالُ: عَنَّ الشَّيْىءُ: إِذا عَرَضَ. وَقيلَ: مِنَ الْمُعانَنَةِ، وَهِىَ: الْمُعارَضَةُ؛ لِأنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الشَّريكَيْنِ عارَضَ شَريكَهُ بِمِثْلِ مالِهِ. وَقيلَ: مأْخوذٌ (9) مِنْ عِنَانِ دَابَتّىَ الرِّهانِ؛ لِأنَّ الْفارسَيْنِ إِذا تَسابَقا: تَساوى عِنانَا فَرَسَيْهِما، كَذَلِكَ الشَّرِكَةُ يَتَساوى فيها الشَّريكانِ. وَقيلَ: مأْخوذٌ (¬9) مِنْ عِنانِ فَرَسَىِ الرِّهانِ، بِمَعْنًى آخَرَ؛ لأنَّ الشَّريكَ يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَنِ التَّصَرُّفِ بِالْمالِ فى سائِرِ الْجِهاتِ إلَّا فِى الجهَةِ الَّتى يُريدُها، وَقيلَ: لأنَّهُ يُمْسِكُ الْعِنانَ بِإِحْدى يَدَيْهِ، وَيَحْبِسُها عَلَيْهِ، وَالأخْرى مُرْسَلَةٌ يَتَصَرَّف بِها كَيْفَ شاءَ، كَذَلِكَ هَذِهِ الشَّرِكَة، بَعْضُ مالِهِ مَقصورٌ عَنِ التَّصَرُّفِ فيهِ؛ لِأجْلِ الشَّرِكَةِ، وَبَعْضُ مالِهِ يَتَصَرَّفُ فيهِ كَيْف شاءَ (¬10). وَ (¬11) "شَرِكَةُ الْمفاوَضَةِ" (¬12) مَأْخوذ (¬13) مِنْ قَوْلِهِمْ: قَوْمٌ فَوْضَى، أَىْ: مُتساوونَ لا رَئيسَ لَهُمْ، وَنَعامٌ (¬14) فَوْضَى، أىْ: مُخْتَلِطٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَكَذَلِكَ: جاءَ الْقوْمُ فَوْضى، ¬

_ (¬9) ع: مأخوذة. (¬10) انظر فيما سبق غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 200 وإصلاح المنطق 316، وزاهر الأزهرى 234، والصحاح، والمصباح (عنن) واللسان (عنن 13/ 292، 293) وتهذيب الأسماء واللغات 3/ 47، والتحرير على التنبيه 205. (¬11) ع: قوله: "شركة المفاوضة". (¬12) فى المهذب 1/ 346: وأما شركة المفاوضة، وهو: أن يعقدا الشركة على أن يشتركا فيما يكتسبان بالمال والبدن، وأن يضمن كل واحد منهما ما يجب على الآخر بغصب أو بيع أو ضمان، فهى شركة باطلة. (¬13) ع: مأخوذة. (¬14) فى حاشية خ: نعم والمثبت من ع وخ والصحاح (فوض).

وَيُقالُ: أَمْوَالُهُمْ فَوْضَى بَيْنَهُمْ، أَىْ: هُمْ شُرَكاءُ فيها، وَفَيْضوضَى: مِثْلُهُ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ (¬15). وَتَفاوَضَ الشَّريكانِ فِى المْالِ: إِذا اشْتَرَكا فيهِ أَجمَعَ، وَهِىَ شَرِكَةُ الْمُفاوَضَةِ. ذَكَرَ هَذا كُلَّهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬16) وَ"شَرِكَةُ الْوُجوهِ" (¬17) تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ، أَحَدُهُما: أَن يَشْتَرِىَ شَيْئًا بِوَجْهِهِ، أَىْ: بِنَفْسِهِ، وَلا يَنْوِى صَاحِبَهُ، وَلَا يَذْكُرُهُ فِى الْبَيْعِ، ثُم يُشارِكُهُ الْآخَرُ فيهِ، وَالْآَخَرُ: أَنْ يَكونَ بِمَعْنَى الْجاهِ وَالْحَظِّ، يُقالُ: وَجُهَ الرَّجُلُ: إذا صارَ وَجيهًا [أَىْ] ذا جاهٍ وَقَدْرٍ، فَكأنَّهُ يَشْتَرى (¬18)؛ لِيُرْخَصَ لَهُ فِى الْبَيْعِ؛ لِقَدْرِ حَظِّهِ وجاهِهِ، ثُمَّ يُشارِكُهُ الْآخَرُ. قَوْلُهُ: "أَنْ يَعْزِلَ نَفْسَهُ" (¬19) أَىْ: يُنَحِّىَ نَفْسَهُ عَنِ التَّصَرُّفِ، مِنْ قَوْلِهمْ: عَزَلَهُ عَنِ الْعَمَلِ: إِذا نَحّاهُ، وَعَزَلَ عَنْ أمَتِهِ: إذا نَحِّى ماءَهُ عَنْها، وَاعْتَزَلَ وَتَعَزَّلَ بِمَعْنًى، قالَ الْأَحْوَصُ (¬20): يا دَيْرَ عاتِكًة الَّذى أَتعَزَّلُ ... . . . . . . . . . . . . . أَىْ: أَتجَنَّبُهُ وَأَتَنَحَّى عَنْهُ. ¬

_ (¬15) المقصور والممدود للفراء 43، وحروف الممدود والمقصود لابن السكيت 101. (¬16) الصحاح (فوض) وانظر غريب ابن قتيبة 1/ 200، وغريب الخطابى 2/ 531، وزاهر الأزهرى 234، وتهذيب النووى 3/ 75، 76، والتحرير 205، والمصباح (فوض). (¬17) ع: قوله: "شركة الوجوه". وفى المهذب 1/ 346: وأما شركة الوجوه، وهو: أن يعقد الشركة على أن يشارك كل واحد منهما صاحبه فى ربح ما يشتريه بوجهه، فهى شركة باطلة. . . إلخ. وعلق الفيومى قائلا: شركة الوجوه، أصلها: شركة بالوجوه، فحذفت الباء ثم أضيفت، مثل شركة الأبدان، أى: بالأبدان؛ لأنهم بذلوا وجوههم وجاههم فى البيع والشراء. المصباح (وجه). (¬18) ع: اشترى. (¬19) ولكل واحد من الشريكين أن يعزل نفسه عن التصرف إذا شاء. (¬20) ديوانه 117، وعجزه: . . . . . . . . . . . . . ... حذر العدا وبه الفؤاد موكل وروايته: يا بيت عاتكة.

كتاب الوكالة

كِتابُ الْوَكالَةِ الْوَكالَةُ: مُشْتَقَّة مِنْ وَكَلَ الْأمْرَ الَيْهِ: إذا اعْتَمَدَ عَلَيْهِ، وَأَظْهَرَ الْعَجْزَ عَنْهُ؛ لِضَعْفٍ او لِرَاحَةٍ، وَمِنْهُ الْحَديثُ "اللَّهُمَّ لا تَكِلْنا إلى أَنفُسِنا" وَقَدْ تَقَدَّمَ (¬2)، وَفِى حَديثٍ آخَرَ: "وَإنْ أَعْطيتَها عَنْ مَسْألةٍ وُكِلْتَ إلَيْها" (¬3). قَوْلُهُ: "إنَّ لِلْخُصوماتِ قُحَمًا" (¬4) وَفَسرهُ الشَّيْخُ بِالْمَهالِكِ (¬5)، قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬6): قَحَمَ فى الْأَّمْرِ قُحومًا: (¬7) رَمَى بِنَفْسِهِ فِيهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، وَالْقُحْمَةُ -بِالضَّمِّ: الْمَهْلَكَةُ، وَقُحَمُ الطَّريقِ: مَصاعِبُهُ، وَلِلْخُصومَةِ قُحَمٌ: أَىْ أَنَّها تَقْحَمُ بِصاحِبِها عَلى ما لا يُريدُهُ. قَوْلُهُ: "وَأَخْذُ الجِزَى" (¬8) بِكَسْرِ الْجيمِ: هُوَ جَمْعُ جِزْية، وَهُوَ: ما يُؤْخَذُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، وَأَصْلُهُ: الْفِداءُ. قالَ اللهُ تَعالَى: {يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (¬9). ¬

_ (¬1) ع: إذا ظهر: تحريف. (¬2) القسم الأول 1/ 8، وانظر المغيث 3/ 447 والنهاية 5/ 221. (¬3) صحيح مسلم 5/ 6 (إمارة) وسنن أبى داود 3/ 130. (¬4) فى المهذب 1/ 348: ويجوز التوكيل فى إثبات الأموال والخصومة فيها لما روى أن عليا رضى الله عنه وكل عبد الله بن جعفر عند عثمان رضى الله عنه، وقال على: "إن للخصومات قحما" قال أبو زياد الكلابى: القحم: المهلك. (¬5) نقله عن أبى عبيد فى غريب الحديث 3/ 451 وقد عقب أبو عبيد على قول أبى زياد قائلا: لا أرى أصل هذا إلا من التقحم؛ لأنه يتقحم المهالك. وانظر الفائق 3/ 164، وابن الجوزى 2/ 121، والنهاية 4/ 18، 19. (¬6) الصحاح (قحم). (¬7) ع: إذا رمى، والمثبت من خ والصحاح. (¬8) إن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث العمال لقبض الصدقات وأخذ الجزى. المهذب 1/ 349. (¬9) سورة البقرة آية 48.

"وَاغْدُ يا أَنَيْس" (¬10) أمْضِ بِالْغداةِ. قَوْلُهُ: "فَتَنَحَّى بِهِ" (¬11) أَىْ: مَضى بِهِ إِلى ناحِيَةٍ أُخْرى غَيْرِ ناحِيَةِ الْمُوَكّلِ. قَوْلُهُ: "عَلَى الْفَوْرِ وَعَلَى التَّراخِى" (¬12)، "فَوْرِهِ يُبادِرُ" أَىْ: مِنْ ساعَتِهِ (¬13) وَحِينهِ، وَهُوَ مأْخوذٌ مِنْ فارَتِ الْقِدْرُ تَفورُ فَوْرًا وَفَوَرانًا: إِذا جاشَتْ وَغَلَتْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ذَهَبْتُ فى حاجَةٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ فُلانًا عَلى فَوْرى، أَىْ: قَبْلَ أَنْ أسْكُنَ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬14). وَالتَّراخِى: الإِبْطاءُ وَالتَّأْخيرُ وَتَرْكُ الْعَجَلةِ، يُقالُ: تَراخَى السَّماءُ [أَىْ] (¬15) أَبْطَأَ الْمَطرُ. وَمَعْناهُ: التَّساهُلُ وَتَرْكُ الاسْتِعْجالِ وَالْمُبادَرَةِ. قَوْلُهُ: "رَأْسُ الدِّينِ النَّصيحَةُ" (¬16) مَعْناهُ: أَصْلُهُ الَّذى يَقُومُ بِهِ، مُسْتعارٌ مِنْ رَأْسِ الِإنْسَانِ الَّذى لَا يَبْقى الإنْسَانُ مَعَ ذَهابِهِ. وَالنَّصيحَةُ: فَعيلَةٌ مِنَ النُّصْحِ، وَهْوَ: الصِّدْقُ بِالْخَبَرِ، يُقالُ: نَصَحتُهُ نُصْحًا وَنَصاحَةً، قالَ اللهُ تَعالَى {وَأَنْصَحَ لَكُمْ} (¬17) وَالنَّصيحُ (¬18): ¬

_ (¬10) فى جواز التوكيل فى استيفاء الحدود: أن النبى - صلى الله عليه وسلم - بعث أنيسا لإقامة الحد، وقال يا أنيس أغد على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها. المهذب 1/ 439. (¬11) لو وكل فتنحى به، فعفا الموكل، فقتله الوكيل بعد العفو وقبل العلم بالعفو ففى الضمان قولان. . . إلخ، المهذب 1/ 439. (¬12) ويجوز القبول على الفور وعلى التراخى. المهذب 1/ 350. (¬13) ع: فوره مبادر من ساعته وحينه. (¬14) الصحاح (فور). (¬15) من ع. (¬16) روى ثوبون مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأس الدين النصيحة" قلنا: يا رسول الله لمن؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة. المهذب 1/ 350، وفتح البارى 1/ 138، وسنن النسائى 7/ 156، وسنن أبى داود 4/ 286، ومعالم السنن 4/ 125، 126، وأعلام الحديث 187 - 193. (¬17) سورة الأعراف آية 62. (¬18) ع: والنصح: تحريف.

النَّاصِحُ، وَاشْتِقاقُهُ مِنَ النَّصْحِ، وَهُوَ: الْخِياطَةُ، نَصَحَ ثَوْبَهُ: إِذا خاطَهُ، وَالنِّصاحُ: الْخَيْطُ، وَيُقالُ لِلْمِخْيَطِ: نِصاحٌ ومِنْصَحٌ. قالَهُ الزَّجّاجُ (¬19). وَمَعْنَى "لِلَّهِ" أَىْ: بِاعْتِقادِ وَحْدانِيَّيهِ، وَأَداءِ فَرائِضِهِ وَحُقوقِهِ. "وَلِرَسولِهِ" الِإيمانُ بِنُبُوَّتِهِ، وَتَصْديقُ ما جاءَ بِهِ. "وَلِكِتابِهِ" الِإيمانُ بِهِ، وَالْعَمَلُ بِما فيهِ. "وَلِأئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ" بِالطَّاعَةِ وَالصَّدْقِ وَتَرْكِ الْمُخالَفَةِ. "وَلِلْمُسْلِمينَ" فِى الْمُعامَلاتِ، بِتَرْكِ الْغِشِّ وَالْخِداعِ، وأَنْ يُحِبَّ لأخِيهِ الْمُسْلِمِ ما يُحِبُ لِنَفْسِهِ (¬20). قَوْلُهُ: "يَتَرفَّعُ عَنْهُ" (¬21) أَىْ: يَتَنَزَّهُ وَيَتَشَرَّفُ، يُقالُ: رَجُلٌ رَفِيعٌ، أَىْ (¬22): شَريفُ الْقَدْرِ. وَيَجوزُ أَنْ يَكونَ مِنَ الارْتِفاعِ الَّذى هُوَ ضِدُّ الانْخِفاضِ. قَوْلُهُ: "فِى تَثْبيتِ حَقٍّ" (¬23) هُوَ: إِقْرارُهُ وَلُزومُهُ لُزومًا لا يُفارِقُهُ، وَمِنْهُ يُقالُ: اثْبَتَهُ السُّقْمُ (¬24): إذا لَمْ يُفارِقْهُ، وَالثَّبَتُ: الْحُجَّةُ اللَّازِمَةُ، وَفُلان ثَبَتٌ (¬25) فِى الْخُصومَةِ، أَىْ: لَا يَزِلُّ لِسانُهُ عِنْدَ الْخُصومَةِ، وَقَوْلُهُ تَعالَى: {لِيُثْبِتُوكَ} (¬26) ¬

_ (¬19) عن الغريبين 3/ 245 خ. (¬20) انظر شرح الخطابى لهذا الحديث فى أعلام الحديث 187 - 193 ومعالم السنن 4/ 125، 126. (¬21) فى المهذب 1/ 351: وإن كان ما وكله فيه مما لا يتولاه بنفسه كعمل لا يحسنه أو عمل يترفع عنه: جاز أن يوكل فيه غيره. (¬22) أى: ليس فى ع. (¬23) فى: ليس فى ع، وفى المهذب 1/ 351: وإن وكله فى تثبيت حق فثبته: لم يملك قبضه. (¬24) السقم: ساقط من ع. (¬25) بفتح الباء فى هذه والسابقة، وانظر الصحاح والمصباح (ثبت). (¬26) سورة الأنفال آية 30.

أَىْ: يَجْرَحوكَ جِراحَةً لَا تَقومُ مَعَها، مِنْ أَثْبَتَ الرَّمِيَّةَ: إِذا أَصابَها فَلَزِمَتْ مَكانَها وَلَمْ تَقُمْ. قَوْلُهُ: ["يُتَّهَمُ" أَىْ] (¬27): تَلْحَقُهُ التُّهَمَةُ، أَصْلُها: مِنْ تَوَهَّمْتُ، أَىْ: ظَنَنْتُ، وَأَوهَمْتُ غَيْرى إِيهامًا، وَاتَّهمْتُ فُلانًا بِكَذا، وَالاسْمُ: التُّهَمَةُ- بِالتَّحْريكِ. وأَصْلُ التّاءِ فيهِ واوٌ عَلى ما ذَكَرْناهُ فى وَكَلَ وَاتَّكَلَ (¬28). قَوْلُهُ: "الاسْتِقْصاءُ لِلْمُوَكِّلِ" (¬29) طَلَبُ الْأقْصى، وَهُوَ: الْبَعيدُ، أَىْ: يَجْتَهِدُ أَقصَى الْجُهْدِ، أَىْ: أَبْعَدَهُ قَوْلُهُ: "بِغَيْرِ نَقدِ الْبَلَدِ" (¬30) نَقَدْتُ الدَّراهِمَ وَانْتَقَدْتُها: إِذا أَخْرَجْتَ مِنْها الزَّيْفَ، وَالدِّرْهَمُ نَقْدٌ، أَىْ: وازِنٌ جَيِّدٌ، وَالنّاقِدُ وَالنَّقّادُ: الَّذى يَعْرفُ الْجَيِّدَ وَالرَّدىءَ مِنْها. وَنَقَدْتُ لَهُ الدَّراهِمَ فَانْتَقَدَهَا، أَىْ: قَبَضَها أَيضًا، وَالنَّقْدُ ضِدُّ الْفَقْدِ، أَىْ: يَدًا بِيَدٍ. قَوْلُهُ: "مِمّا يَتَغابَنُ النّاسُ بِمِثْلِهِ" (¬31) قَدْ ذُكِرَ الْغَبْنُ وَالْغَبَنُ (¬32). قَوْلُهُ: "فَدَعا لَهُ بالْبَرَكَةِ" (¬33) أَىْ: بِالنَّماءِ وَالزِّيادَةِ، مِثْلِ بَرَكَةِ الْمالِ وَالطَّعامِ. وَالْبَرَكَةُ أَيْضًا: الِإقامَةُ وَالدَّوَامُ، وَمِنْهُ {تَبَارَكَ اللَّهُ} (¬34) أَىْ: دامَ. وَدَوامُ النِّعْمَةِ أيضًا: الِإقامَةُ (¬35)، وَمِنْهُ سُمِّيَت الْبِرْكَةُ؛ لإقامَةِ الْماءِ فيها. ¬

_ (¬27) من ع، وفى المهذب 1/ 352: لأنه متهم فى الميل إليهما كما يتهم فى الميل إلى نفسه. (¬28) القسم الأول 1/ 8. (¬29) إذا أذن له فى البيع من نفسه. . . لا يجوز؛ لأنه يجتمع فى عقده غرضان متضادان: الاستقصاء للموكل والاسترخاص لنفسه. المهذب 1/ 352. (¬30) فى المهذب 1/ 353: لا يجوز للوكيل فى البيع أن يبيع بغير نقد البلد من غير إذن. (¬31) فى المهذب 1/ 354: وإن باع بنقصان يتغابن الناس بمثله بأن باع ما يساوى عشرة بتسعة: صح البيع. (¬32) القسم الأول 1/ 276. (¬33) فى حديث عروة البارقى أنه أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - بشاة ودينار فدعا له بالبركة" المهذب 1/ 355. (¬34) سورة الأعراف 54. (¬35) الإقامة: ساقطة من ع.

قَوْلُهُ: "الْحَديثُ يُتَأوَّلُ" (¬36) أَىْ: يُنْظَرُ ما يَؤُولُ إلَيْهِ أَمْرُهُ فِى تَفْسيرِهِ، وَهُوَ: تَأْوِيلُهُ، مَأْخوذٌ مِنَ الْأوْلِ (¬37)، وَهُوَ: الرُّجوعُ، يُقالُ: آل المُلْكُ إلى فُلانٍ، أىْ: رَجَعَ. قَوْلُهُ: "إذا (¬38) بَطَلَتْ وِكَالَةُ الْأصْلِ بَطَلَتْ وَكالَةُ الْفَرْعِ" أَصْلُهُ: مِنْ أَصْلِ الشَّجَرَةِ الْمُتَّصِلِ بِالْأَرْضِ، وَالْفَرْعِ مِنْ فُروعِها، وَهِىَ: أَغْصانُها الْمُرْتَّفِعَةُ، يُقالُ: فَرَعَ الْأَكَمَةَ، أىْ: عَلاهَا (¬39) قَوْلُه: "مِنْ غَيْرِ تَفْريطٍ" (¬40) هُوَ: مِنْ فَرَط، أَىْ: تَقَدَّمَ، وَالْفَرَطُ: أوَّلُ الْوَارِدَةِ (¬41)، كَأَنَّهُ تَقَدَّمَ فِى الْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا اسْتِظْهارٍ. وَقالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬42): فَرَطَ فِى الْأمْرِ يَفْرُطُ، أىْ: فَصَّرَ فيهِ وَضَيَّعَهُ حَتَّى فاتَ، وَكَذَلِكَ التَّفْريطُ. قوْلُهُ: "فِى كَيْفِيَّتِه" (¬43) مَنْسوبٌ إلى "كَيْفَ" وَهِىَ كَلِمَةُ اسْتِفْهامٍ، أَىْ: كَيْفَ وَقَعَ (كَما قالوا فى الْكِميَّةِ) (¬44) فِى النَّسبِ إلَى "كَمْ" الاسْتِفْهامِيَّةِ، بِتَشْدِيدِ المْيمِ وَتَخْفيفِهَا (¬45). ¬

_ (¬36) خ: متأول والمثبت من ع والمهذب 1/ 355. (¬37) ع: آل. (¬38) ع والمهذب 1/ 357: فإذا والمثبت من خ، وهى الأصل. (¬39) ع: أعلاها. تحريف. يقال فرعت الجبل: صعدته، وفرغتُ قومى: علوتهم بالشرف أو بالجمال. الصحاح (فرع). (¬40) الوكيل أمين فيما فى يده من مال الموكل، فإن تلف فى يده من غير تفريط: لم يضمن. . . إلخ المهذب 1/ 357. (¬41) الذى يتقدم الواردة فيهيىء لهم الأرسان والدلاء ويمدر الحياض ويستقى لهم. الصحاح (فرط). (¬42) ........................ (¬43) فى المهذب 1/ 357 من جعل القول قوله فى أصل التصرف كان القول قوله فى كيفيته، كالزوج فى الطلاق (¬44) ع: كما وقع الكمية: تحريف. (¬45) من كم.

قَوله: "يَرْفُقَ الْحاكِمُ بِالْمُوكِّلِ" (¬46) الرِّفْقُ: ضِدُّ الْعُنْفِ، أَىْ: يَلْطُفَ بِهِ وَيُلينَ لَهُ الْقَوْلَ حَتَّى يَسْكُنَ إِليْهِ "تَعَذُّرُ الثَّمَنِ مِنْ جِهَتِهِ" (¬47) أَىْ: تَعَسُّرُ، يُقالُ: تَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْأمْرُ، أَىْ: تَعَسَّرَ، قالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬48). ¬

_ (¬46) ويستحب الشافعى رحمه الله فى مثل هذا أن يرفق الحاكم بالموكل. المهذب 1/ 357. (¬47) فى المهذب 1/ 358: البائع يملك الدار؛ لأن المشترى صار كالمفلس بالثمن لتعذر الثمن من جهته فيكون البائع أحق بعين ماله. (¬48) الصحاح (عذر).

ومن باب الوديعة

وَمِنْ بابِ الْوَديعَةِ الْوَديعَةُ: مُشْتَقَّةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: الشَّيْىءُ وادِعٌ، أَىْ ساكِنٌ، فَكَأَنَّها ساكِنَةٌ عِنْدَ الْمودَعِ، لا تُحَرَّكُ. وَقيلَ: إنَّها مُشْتَقَّةٌ مِنَ الدَّعَةِ، وَهِىَ: الأَمانُ، أَىْ: هِىَ فِى أَمانٍ مِنَ التَّلَفِ عِنْدَ الْمُوْدَعَ. قُلْتُ: وَهَذا الاشْتِقاقُ واحِدٌ؛ لأَن الْوَديعَةَ فاؤُهَا وَاوٌ، وَالدَّعَةُ فاؤها وَاوٌ. قَوْلُهُ تَعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (¬1) الْبِرُّ: اسْمٌ جامِعٌ لِلْخَيْرِ كُلِّهِ. وَالتَّقْوَى: فَعْلَى مِن اتَّقَيْتُ، وَالتّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْواوِ، وَأَصْلُها: وَقْوَى، اتَّقى يَتَّقى، أصله: اوْتَقَى عَلَى افْتَعَلَ، فأُبْدِلَتِ الْواوُ تاءً وَهُوَ مِنَ الْوِقايَةِ. أَىْ: ما يَقى الِإنْسانَ مِنَ الْأذَى فِى الدُّنْيا وَفِى (¬2) الْآخِرَةِ مِنَ الْعَذابِ. "كَشَفَ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا" (¬3) مَضى تَفْسيرُهُ فِى الْقَرْضِ (¬4). قَوْلُهُ: "وَاللهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ" الْعَوْنُ: الظَّهيرُ عَلَى الأَمْرِ، وَالْجَمْعُ أَعوَانٌ. وَقَوْلُهُ تَعالَى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (1) أَىْ: تَظاهَرُوا (¬5) وَتَساعَدوا وَلَا يَنْفَرِد بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ. ¬

_ (¬1) سورة المائدة آية 2. (¬2) فى ساقطة من ع. (¬3) فى المهذب 1/ 358: يستحب لمن قدر على حفظ الوديعة وأداء الأمانة فيها أن يقبلها؛ لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} ولما روى أبو هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله تعالى فى عون العبد مادام العبد فى عون أخيه". (¬4) القسم الأول 1/ 260. (¬5) ع: تعاهدوا.

قَوْلُهُ: "تَعَيَّنَ عَليْهِ [قَبولُهَا] (¬6) " أَىْ: لَزِمَهُ بِنَفْسِهِ (¬7) (وَعَيْنُ الشَّيْىءِ نَفسُهُ، يُقالُ: هُوَ هُوَ بِعَيْنِهِ، وَلا آخُذُ إِلَّا دِرْهمى بِعَيْنِهِ) (¬8) إِذا لَمْ يُرِدِ التَّوْكيدَ، فَإِنْ أَرادَ التَّوْكيدَ حَذَفَ الْباءَ. قَوْلُهُ: "حُرْمَة مالِ [الْمُؤُمِنِ] (¬9) كَحُرْكَةِ دَمِهِ" الْحُرْمَةُ: هُوَ ما يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ انْتِهاكُهُ، كَما يَحْرُمُ قَتْلُهُ وَإِراقَةُ دَمِهِ. قَوْلُهُ: " [وَيُعَرِّضُها] لِلْهَلاكِ" (¬10) أَىْ [يَنْصِبُها لَهُ وَيُظهِرُهَا لِمَنْ يَأْخُذُها] (¬11)، وَقَوْلُة تَعالَى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} (¬12) أَىْ: أَبْرَزْناها وَجَعَلْنَاهَا بِمَكانٍ يَرَوْنَها. قَوْلُهُ: "مَكَّنَهُ" (¬13) [مَكَّنَهُ] (¬14) مِنَ الشَّيْىءِ وَأَمكَنَهُ، أَىْ: سَلَّطَهُ عَلَيْهِ، فَهُوَ قادِرٌ عَلَيْهِ لا يَمْنَعُهُ مِنْهُ مانِعٌ. قَوْلُهُ: ["الِإغْماءُ" (¬15)] أُغْمِىَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُغْمّى عَلَيْهِ، أَىْ: غُشِىَ (¬16) عَلَيْهِ، وَهُوَ مَغْشِىّ عَلَيْهِ (¬17). ¬

_ (¬6) خ: حفظها. وفى المهذب 1/ 359 فإن لم يكن من يصلح لذلك غيره وخاف إن لم يقبل أن تهلك تعين عليه قبولها. (¬7) ع: بعينه وفى خ: بعينه مضروب عليها ومصوبة فى الحاشية بنفسه. (¬8) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬9) خ: المسلم وفى المهذب 1/ 359: حرمة المال كحرمة النفس، والدليل عليه: ما روى ابن مسعود أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "حرمة مال المؤمن كحرمة دمه" وفى ع: المؤمن. (¬10) خ: فيعرضها، وفى المهذب 1/ 359: لأنه يغرر بها ويعرضها للهلاك، وفى ع: يعرضها. (¬11) خ: نصبها له وأظهرها لمن يأخذها. (¬12) سورة الكهف آية 100. (¬13) فى المهذب 1/ 359: وإن أودعه. . . لا يضمن لأنه مكنه من إتلافه فلم يضمنه. (¬14) ساقطة من خ. (¬15) الإغماء: ساقط من خ. وفى المهذب 1/ 359: وتنفسخ الوديعة بما تنفسخ به الوكالة من العزل والجنون والإغماء. (¬16) ع: يغشى. (¬17) عبارة الصحاح: وقد أغمى عليه فهو مُغمًى عليه، وغُمِىَ عليه فهو مَغمِى عليه على مفعول.

قَوْلُهُ: ["أَمانَةٌ"] (¬18)، الْأمينُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْأمانِ، وَهُوَ ضِدُّ الْخَوْفِ؛ لأنَّهُ يأْمَنُ عَلَيْها فِى يَدهِ، وَلَا يَخافُ تَلَفَها. قَوْلُهُ: "الْحِرْزَ" (¬19) هُوَ مِنْ أَحْرَزَ الشَّيْىءَ: إِذَا احْتاطَ فِى حِفْظِهِ، وَهُوَ: الْمَوْضِعُ الْحَصينُ. يُقالُ: هَذا حِرْزٌ حَريزٌ. وَيُسَمَّى التَّعْويذُ حِرْزًا؛ لِأنَّهُ يُحْرِزُ صاحِبَهُ، أَىْ: يَحْفَظُهُ وَيُحَصِّنُهُ مِمَّا يَحْذَرُ. قَوْلُهُ: ["الْجَيْبُ" (¬20)] جَيْبُ الْقَمِيصِ (¬21) مُشْتَقٌ مِنْ جابَ: إذا قَطَعَ، يُقالُ: جُبْتُ الْقَميصَ أجُوبُهُ: إِذا قَوَّرْتَ جَيْبَهُ. وَالْمِجْوَبُ: حَديدَةٌ يُجابُ بهِا، أَىْ: يُقْطعُ، وَقَوْلُهُ تَعالى: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} (¬22) أَىْ: قَطَعوهُ. قَوْلُهُ: "الْكُمّ" لِلْقَميصِ (¬23)، أَصْلُهُ: الْغِطاءُ، وَالْجَمْعُ: أَكْمامٌ وَكِمَمَةٌ (¬24)، وَالْكُمَّةُ: الْقَلَنْسُوَةُ الْمُدَوَّرَةُ؛ لِأنَّها تُغَطِّى الرّأسَ. قَوْلُهُ: "الْخاتَمَ" (¬25) فيهِ لُغاتٌ: خاتَمٌ بِفَتْحِ التَّاءِ؛ وَخاتِمٌ بِكَسْرِها؛ وَخاتامٌ؛ وَخَيْتامٌ (¬26). وَاشْتِقاقُها: مِنَ الْخَتْمِ عَلى الشَّيْىءِ كَىْ لا يُفْتَح، مِنْ خَتْمِ الدَّنِّ وَغَيْرِهِ. ¬

_ (¬18) خ: قوله: "الأمانة والأمين" وفى المهذب 1/ 359: الوديعة أمانة فى يد المودع فإن تلفت من غير تفريط لم تضمن. (¬19) فى المهذب 1/ 359: إن لم يعين المودع الحرز لزمه حفظها فى حرز مثلها. (¬20) ساقط من خ. (¬21) جيب القميص: ليس فى ع. (¬22) سورة الفجر آية 9 وانظر تفسير غريب القرآن 526 وغريب القرآن وتفسيره لليزيدى 89. (¬23) للقميص: ليس فى ع. وفى المهذب 1/ 360 لأن الجيب أحرز من الكم؛ لأن الكم قد يرسله فيقع منه. (¬24) مثل حُبٍّ وَحِبَبَةٍ كما فى الصحاح والمصباح (كمم). (¬25) فى المهذب 1/ 360: وإن أودعه خاتما، وقال: احفظه فى البنصر فجعله فى الخنصر ضمن؛ لأن الخاتم فى الخنصر أوسع فهى إلى الوقوع أسرع. (¬26) المنتخب لكراع 539 والصحاح والمصباح (ختم).

"الخنْصَرُ" هِىَ الصُّغْرى مِنَ الْأصابعِ، وَقَدْ ذَكَرْناها، وَقَدْ ذَكَرْنا أسْماءَ سائِر اْلأَصابعِ فِى كِتابِ الصَّلاةِ (¬27) وَفِى الِإصْبع أرْبَعُ لُغاتٍ (¬28): إصْبَعٌ مِثْلُ دِرْهَمٍ؛ وإصْبعٍ بِكَسْرَتَيْنِ مِثْلُ إِثْمِدٍ؛ وَأُصْبُعٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْل أبْلُمٍ؛ وأُصْبَعٌ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ الْباءِ، مِثالُ (¬29) أُكْرَمُ؛ وَفيه لُغَةٌ خامسَةٌ: أَصبْعٌ بَفتْحِ الْهَمْزَةِ. وَكسْرِ الباءِ، مِثالُ أَضْرِبُ، وَذَكَرَ ابْنُ بَابْشَاذَ "اصْبُع" مِثْلَ امْشُوا، قالَ: وَهِىَ قَليلٌ. قَوْلُهُ: "يَضْرِبُ مَعَ الْغُرمِاءِ" (¬30) مَأْخوذٌ مِنَ الضّارِبِ الَّذى يَضْرِبُ بِالْقِداحِ، وَهُوَ: المْوَكَّلُ بِها، وَمِثْلُهُ: الضَّريبُ وَالْجَمْعُ: الضُّرَباءُ؛ لِأنَّهُ يَضْرِبُ مَعَ الْغُرَماءِ بسَهْمٍ. قَوْلُهُ: ["كإخْراجِ] (¬31) الثِّيابِ لِلتَّشْريرِ" شَرَّ الثَّوْبَ وَشَرَّرَهُ [وَنَشَرَهُ] (¬32) إِذا بَسَطَهُ فى الشَّمْسِ لِيَجفَّ. ذَكَرَهُ فى دِيوانِ الْأدَبِ (¬33). وَكَذَلِكَ: شَرَرْتُ الْأَقِطَ أشُرُّهُ شَرًّا: إِذا بَسَطْتَهُ عَلى خَصَفَةٍ (¬34) لِيَجفَّ. ¬

_ (¬27) 1/ 88. (¬28) ذكر كراع فيه ثمانى لغات المنتخب 537 وكذا الفيومى فى المصباح (صبح) وكلاما نص على أصبوع كعصفور. (¬29) ع: مثل. (¬30) فى المهذب 1/ 361: إن قال فى مرضه: عندى وديعة ووصفها، ولم يوجد ذلك فى تركته. . . يضرب المقر له بقيمها مع الغرماء. (¬31) خ: إخراج، وفى المهذب 1/ 361: إذا أخرج الوديعة من الحرز لمصلحة لها، كإخراج الثياب للتشرير: لم يضمن. (¬32) من ع، ليس فى ديوان الأدب الآتى. (¬33) 3/ 122، 169. (¬34) الخصفة شىء ينسج من الخوص تعمل منها جلال التمر، والحصير، وتُلْبَس بيوت الأعراب. اللسان (خصف).

باب العارية

بابُ الْعارِيَّةِ (*) قال الجَوْهَرِىُّ (¬1): الْعارِيَّةُ- بِالتَّشْديدِ: كَأَنَّها مَنْسوبَةٌ إِلَى الْعارِ؛ لأنَّ طَلَبَها عارٌ وَعَيْبٌ. وَيُنْشَدُ (¬2): إِنَّما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والْعَوَارِىُّ [قُصارى] (¬3) أَن تُرَدّْ وَالْعارَةُ: مِثْلُ الْعارِيَّةِ، قالَ ابْنُ مُقْبِلٍ (¬4): فَأَخلِفْ وَأَتلِفْ إِنَّما الْمالُ عارَةٌ ... وَكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذى هُوَ آكِلُهْ وَقَدْ قيلَ: مُسْتَعارٌ بِمَعْنَى مُتَعاوَرٌ، أَىْ: مُتَداوَلٌ. وَقالَ غَيْرُهُ: لِأنَّها تُتَناوَلُ بِالْيَدِ، وَفِى الْحَديثِ: "فَتَعَاوَرُوهُ بِأَيْديهِمْ" أَىْ: تَناوَلوهُ وَتَداوَلوهُ. وَقيلَ: اشْتقاقُها: مِنْ عارَ إِذا ذَهَبَ وَجاءَ، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِذَهابِهِا إِلَى يَدِ الْمُسْتَعيرِ، ثُمَّ عَوْدِها إِلى يَدِ الْمُعيرِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْعِيرُ، لِذَهابِها وَعَوْدَتِها، وَمِنْهُ قيلَ لِلرَّجُلِ الْبَطَّالِ: عَيَّارٌ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ رَجُلٌ عَيَّارٌ: إِذا كانَ كَثيرَ التَّطْوَافِ (¬5) وَالْحَرَكَةِ ذَكِيًا (¬6). ¬

_ (*) ع: من كتاب العارية. (¬1) الصحاح (عور). (¬2) من غير نسبة فى الصحاح، واللسان (عور- قصر). (¬3) خ: قَصَارٌ. وكذا فى نسخة مخطوطة من الصحاح، والمثبت من المطبوع، واللسان، وع. (¬4) ديوانه 243 ونسبه المبرد فى الكامل 363 إلى عبد الله بن همام السلولى والأكثر يذكره لابن مقبل. وانظر الصحاح واللسان (عور) وغريب الخطابى 2/ 469، وجمهرة اللغة 3/ 427، وتهذيب إصلاح المنطق 432. (¬5) ع: الطواف. (¬6) ذكيا: ساقط من ع.

قَوْلُهُ فِى -الْحَديثِ: "بِقاعِ قَرْقَرٍ تَشْتَدُّ عَلَيْهِ" (¬7) الْقاعُ: الْمُسْتَوى مِنَ الأرْضِ، وَالْجَمْعُ: أَقْوُعٌ وَأَقْوَاعٌ وَقيعانٌ، صارَتِ الْوَاوُ ياءً؛ لِكَسْرِ ما قَبْلَها. وَالْقيعَةُ: مِثْلُ الْقاعِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعالَى: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} (¬8) وَالْقَرْقَرُ: الْأمْلَسُ، قالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬9). وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬10): الْقَرْقَرُ: الْمَكانُ الْمُسْتَوِى، وَقَدْ رُوِىَ "بِقاعٍ قَرِقٍ" (¬11) وَهُوُ مِثْلُهُ. وَتَشْتَدُّ، أَىْ: تَعْدو، وَقَدْ شَدَّ، أَىْ: عَدَا. قَوْلُهُ: "حَلَبُهَا عَلَى الْماءِ" (¬12) بِفَتْحِ اللَّام، يُقالُ: حَلَبَ حَلَبًا بِالتَّحْريكِ، وَكَذَلِكَ الْحَلَبُ: الَّلبَنُ الْمَحْلوبُ. قَوْلُهُ: "إباحَةٌ [لِلتَّصَرُّفِ] (¬13) " الْمُباحُ خِلافُ الْمَحْظورِ، وَأَبَحْتُكَ الشَّيْىءَ: أحْلَلْتُهُ لَكَ بِغَيْرِ عِوَضٍ. قَولُهُ: "أَدْرُعًا وَسِلاحًا" السِّلاحُ: اسْم لِكُلِّ ما يُقاتَلُ بِهِ مِنَ الْحديدِ وَغَيْرِهِ، وَجَمْعُهُ: أَسْلِحَةٌ، قالَ الطِّرِمَّاحُ (¬14) وَذَكَرَ ثَوْرًا يَهُزُّ قَرْنَهُ عَلى الْكِلابِ لِيَطْعَنَها (¬15) بِهِ: يَهُزُّ سِلاحًا لَمْ يَرِثْها كَلالَةً ... يَشُكُّ بِها مِنْها أُصولَ الْمغابِنِ ¬

_ (¬7) روى جابر - رضي الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت بقاع قرقر تشتد غليه بقوائما وأخفافها. . . الخ الحديث المهذب 1/ 363 وغريب الحديث 2/ 238 والفائق 3/ 172، والنهاية 4/ 48. (¬8) سورة النور آية 39. (¬9) الصحاح (قوع، قرقر). (¬10) فى الغربيين 3/ 13، 32 خ، وانظر تهذيب اللغة 3/ 33. (¬11) ع: قرقر: تحريف، والمثبت من خ والغريبين وغريب الحديث 2/ 60. (¬12) فى الحديث السابق تعليق 7 "قال رجل: يا رسول الله ما حق الإبل؟ قال: "حلبها على الماء، وإعارة دلوها وإعارة فحلها". المهذب 1/ 363. (¬13) من ع وفى خ: التصرف. ونص المهذب 1/ 363: إن قال المعير: أعرتك فقبضها المستعير انعقد؛ لأنه إباحة للتصرف فى ماله. (¬14) ديوانه 171. (¬15) ع: يطعنها.

[قَوْلُهُ] (¬16): "عارِيَّةٌ مُؤَدّاةٌ" بالْهَمْزِ، أَىْ: مَرْدودَةٌ. وَأَدّى (¬17) دَيْنَهُ: إِذا قَضاهُ، وَالاسْمُ: الْأَداءُ، وَهُوَ آدَى لِلْأَمانَةِ (¬18) مِنْكَ بِمَدِّ الْألِفِ (¬19). قَوْلُهُ: " [فِى الْبَقاءِ] (¬20) وَالتَّأْبيدِ" [التَّأْبيدُ] (16) هُوَ الثُّبوتُ وَالإقامَةُ عَلَى الْأبَدِ، وَالْأَبَدُ: الدَّهْرُ، يُقالُ: لَا أفْعَلُهُ، أبَدَ الْآبِدينَ، أَىْ: دَهْرَ الدّاهِرينَ، وَقَوْلُ اللهِ تَعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} (¬21) مِنْهُ يُقالُ: أَبَدَ بِالْمكانِ يَأْبِدُ أُبُودًا: إِذا أَقامَ بِهِ. قَوْلُهُ: "رَدُّ الْعارِيَّةِ فارِغَةً" (¬22) الْفارِغُ: الْخالِى {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} (¬23) أَىْ: خالِيًا مِنَ الصَّبْرِ (¬24). وَقيلَ: خالِيًا مِنْ كُلِّ شَيْىءٍ إلّا مِنْ ذِكْرِ موسَى (¬25). وَتفْريغُ الظُّروفِ: إخْلاوُها (¬26)، وَأَفْرَغْتُ الِإناءَ: صبَبَتُ ما فيهِ، فَهُوَ فارِغٌ، أَىْ: خالٍ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ بَذَلَ" (¬27) أَىْ: أَعْطاه (¬28) تَطَوُّعًا وَتَبَرُّعًا مِنْ غَيْرِ إكْراهٍ وَلا مُطالَبَةٍ، يُقالُ: بَذَلْتُ الشَّىْءَ أَبْذُلُهُ بَذْلًا، أَىْ: أَعْطَيْتَهُ وَجُدْتَ بِهِ. ¬

_ (¬16) من ع وفى المهذب 1/ 363 روى ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - استعار من صفوان بن أمية أدرعا وسلاحا، فقال: أعارية مؤداة؟ قال: عارية مؤداة. (¬17) ع: مِنْ أَدَّى. (¬18) ع: أداء الأمانة: تحريف. (¬19) فى ع: "عند طلبها منك" بدل "بمد الألف". (¬20) خ: للبقاء، وفى المهذب 1/ 364: الغراس والبناء يتقاربان فى البقاء والتأبيد. (¬21) سورة النساء الآيات 57، 122، 69 وسورة المائدة 119، والتوبة 22، 100، والأحزاب 65، والتغابن 9، والطلاق 11، والجن 23، والبينة 8. (¬22) فى المهذب 1/ 364: إن لم تنقص قيمة الغراس والبناء بالقلع: قلع؛ لأنه يمكن رد العارية فارغة من غير إضرار. (¬23) سورة القصص آية 10. (¬24) ع: الصغير، تحريف. (¬25) معانى القرآن وإعرابه 4/ 134، وانظر معانى الفراء 2/ 303، ومجاز القرآن 2/ 98، وغريب اليزيدى 289. (¬26) ع: إفراغها. (¬27) خ: وإن بذل له. وفى المهذب 1/ 364، وإن بذل المعير القيمة ليأخذه مع الأرض وبذل المستعير قيمة الأرض ليأخذها مع الغراس: قدم المعير. (¬28) ع: أعطى.

قَوْلُهُ فِى الْحَديثِ (¬29): "لَيْسَ لِعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌ" (¬30) يُرْوَى "لِعِرْقٍ" بِالتَّنْوينِ، وَ "ظالمٍ" نَعْتُهُ، وَيُرْوَى "لِعِرْقِ" بِغيْرِ تَنْوينٍ، مُضافًا إلى "ظالمٍ" فَمَن نَوَّنَ: جَعَلَهُ ظالمًا بِنَفسِهِ تَشْبيهًا وَمَجازًا، وَ "ظالمٍ" نَعْتُ سَبَب. وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ فَهُوَ عَلى حَذْفِ مُضافٍ، أَىْ: لِذى عِرْقِ ظالم، فَالظَّالمُ: هُوَ الْغارِسُ. قالَ هِشامُ ابْنُ عُرْوَةَ: هُوَ أنْ يَجيىءَ الرّجُلُ إِلى أَرْضٍ فَيَغرِسَ فيها غَرْسًا؛ لِيَسْتَوجِبَ بِهِ الْأَرْضَ (¬31). قَوْلُهُ: ["لِلتَّفَرُّجِ والاسْتِراحَةِ" (¬32)] أَصْلُ الْفَرَجِ: اْلخُروجُ مِنَ الضّيقِ وَالشِّدّةِ إلى السمعَةِ. وَالاسْتِراحَةُ: إدْخالُ الرَّوْحِ عَلى النَّفْسِ، وَهُوَ: السُّرورُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (¬33). قَوْلُهُ: "قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ الزرْعُ" مَعْناهُ: قَبْلَ أَنْ يَسْتَحْصِدَ وُيُمْكِنَ أَخْذُه، يُقالُ: أَدْرَكَتِ الثَّمَرَةُ، وَالزَّرْعُ: إِذا بَلَغ، وَأَصْلُ الإِدرْاكِ اللُّحوقُ بِالشَّيىْءِ، وَقَوْلُهُ تَعالى: {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا} (¬34) أَىْ: لَحِقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. قَوْلُهُ: "الْأَجْذاعُ" (¬35) هِىَ الْخُشْبُ الْعِظامُ الَّتى للْبِناءِ. ¬

_ (¬29) فى الحديث: ليس فى ع. (¬30) فى المهذب 1/ 365: وإن امتنع المعير من بذل القيمة وأرش النقص وبذل المستعير أجرة الأرض: لم يجبر على القلع، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس. . ." وانظر غريب الحديث 1/ 295 وسنن أبى داود 3/ 178 ومعالم السنن 3/ 46. (¬31) نص أبى عبيد: قال الجمحى: قال هشام: العرق الظالم: أن يجيىء بالرجل الى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس. فيها غرسًا أو يحدث فيها حدثا ليستوجب به الأرض. غريب الحديث 1/ 295، وكتاب الأموال 297، 298. (¬32) من ع، وفى خ ليتفرج أو يستريح وعبارة والمهذب 1/ 365: وإن أراد المستعير دخول الأرض، فإن كان للتفرج والاستراحة لم يجز. (¬33) سورة الواقعة آية 89. (¬34) ع، خ: فاداركوا: خطأ. والآية 38 من سورة الأعراف. (¬35) فى المهذب 1/ 365: وإن ضمن المعير قيمة الأجذاع ليأخذها: لم يجبر المستعير على قبولها.

ومن باب الغصب

وَمِن بابِ الْغَصْبِ (¬1) الْغَصْبُ: أَخْذُ الشَّيْىءِ ظُلْمًا، يُقالُ: غَصَبَهُ مِنْهُ، وَغَصَبَهُ عَلَيْهِ: بِمَعْنًى (¬2). قَوْلُهُ: "إنَّ دِماءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرامٌ" (¬3) أَرادَ: إِنَّ أَمْوَالَ بَعْضِكُمْ حَرامٌ عَلَى بَعْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى ظاهِرِهِ. وَقَوْلُهُ: "كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذا" قَدْ ذَكَرْنا أَنَّ الْحُرْمَةَ ما لا يَحِلُّ انْتِهاكُهُ (¬4). "فِى شَهْرِكُمْ هَذا" يَعْنى: شَهْرَ ذِى الْحِجَّةِ. "فِى يَوْمِكُمْ هَذا" يَعْنى: يَوْمَ عَرَفَةَ؛ لِأنَّهُ قالَ ذَلِكَ فِى حَجَّةِ الْوَداعِ. "فِى بَلَدِكُمْ هَذَا" يَعْنى: مَكةَ وَالْحَرَمَ. قَوْلُهُ: "لَاعِبًا [أوْ] (¬5) جادًا" أَىْ: لاعِبًا فِى مَذْهَب السَّرِقَةِ، جادُّا فِى إِدْخالِ الْأَذى عَلى أخيهِ. قالَ أَبو عُبَيْدٍ (¬6): يَعْنى: أَنْ يَأْخُذَ مَتاعَهُ، لا يُريدُ سَرِقَتَهُ إِنَّما يُريدُ إِدْخالَ الْغَيْظِ عَلَيْهِ، والرَّوْعَ لَهُ، وَهَذا مثْلُ حَديِثهِ: "لَا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا". وَالْجِدُّ: ضِدُّ الهَزْلِ، يُقالُ: جَدَّ فِى الأَّمْرِ يَجِدُّ جِدًّا بِالْكَسْرِ. وَالْجِدُّ: الاجْتِهادُ فِى الْأمورِ، وَيُقالُ: أَجَدَّ أيْضًا. ¬

_ (¬1) ع: ومن كتاب الغصب. (¬2) الصحاح (غصب). (¬3) فى المهذب 1/ 367 روى أبو بكرة قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا. وانظر حديث حجة الوداع فى سيرة ابن هشام 2/ 603 - 605، وتاريخ اليعقوبى 2/ 109 - 112. (¬4) 2/ 13. (¬5) من ع وفى المهذب 1/ 367: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبا أو جادا، فإذا أخذ أحدكم عصا أخيه فليردها". (¬6) فى غريب الحديث 3/ 67.

وَذَكَرَ الْعَصَا؛ لِأنَّها شَيْىءٌ تافِةٌ، أَرادَ: فَلْيَرُدها "وَلا يَسْتَحِلُّ أَخْذَها" (¬7) مَعَ احْتِقارِها. قَوْلُهُ: "أُعْطِىَ شُرَكاوهُ حِصَصَهُمْ" (¬8) هُوَ جَمْعُ حِصَّةٍ، وَهُوَ النَّصيبُ، يُقالُ: [أَحْصَصْتُ] (¬9) الرَّجُلَ: أَعْطَيْتُهُ نَصيبَهُ، وَتَحَاصَّ الْقَوْمُ يَتَحاصُّونَ: إِذا اقْتَسَموا حِصَصًا، وَكَذَلِكَ (¬10) الْمُحاصَّةُ. قَوْلُهُ: "السَّبيكَةُ وَالنُّقْرَةُ" (¬11) يَقالُ: سَبَكْتُ الْفِضَّةَ أسْبِكُها -بِالْكَسْرِ (¬12) - سَبْكًا: أَذَبتُها. وَالسَّبيكَةُ: الْفِضَّةُ (¬13)، فَعيلَةٌ مِنَ السَّبْكِ، وَالْجَمْعُ: سَبائِكُ. وَالنُّقْرَةُ -أيْضًا: هِىَ السَّبيكَةُ-، كَذا قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬14): وَقيلَ: هِىَ الْفِضَّةُ الْخالِصَةُ، تُخْرَجُ مِنَ الْمَعْدِنِ فَتُخْلَصُ. قَوْلُهُ: "قَطَعَ أُنْثيَيْهِ" (¬15) أَىْ: خُصْيَيْهِ (¬16)، لا تُسْتَعْمَلُ مُفْرَدَةً-، وَخُصَّتا بِالتَّسْمِيَةِ بِذَلِكَ؛ لمُضادَّتِهِما الذَّكَرَ حينَ سُمِّىَ بِذَلِكَ. ¬

_ (¬7) وضع المصحح علامة فوق هذه العبارة، وكتب فى الحاشية بدلها: "ولا سبيل إلى أخذها" غير أنه لا يستقيم به الكلام. (¬8) ع: شركاءه. وفى المهذب 1/ 368: روى ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعتق شركا له فى عبد فإن كان معه ما يبلغ ثمن العبد قوم عليه وأعطى شركاؤه حصصهم وعتق عليه العبد". (¬9) خ وع: حصصت والمثبت من الصحاح والمصباح. (¬10) ع: وكذا. (¬11) فى المهذب 1/ 368: فإن كانت صنعة محرمة ضمن كما تضمن السبيكة والنقرة؛ لأن الصنعة لا قيمة لها، فكان وجودها كعدمها. (¬12) كذا فى الصحاح (سبك) وفى اللسان والمصباح والقاموس: بالضم والكسر. (¬13) عبارة الصحاح: والفضة: سبيكة والجمع السبائك. (¬14) الصحاح (نقر). (¬15) في المهذب 1/ 369: إن غصب عبدا فقطع أنثييه ولم تنقص قيمته. . . إلخ. (¬16) ع: خصيتيه. وهى لغة جائزة.

قَوْلُهُ: "سَمِنَتْ ثُمَّ هُزِلَتْ" (¬17) [هُزِلَتْ] (¬18) بِضَمِّ الْهاءِ وَكَسْرِ الزّاىِ، عَلى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ تُهْزَلُ، وَلا يُقالُ بِالْفَتْحِ. قَوْلُهُ: "حالَ الْحَيْلولَةِ" (¬19) هِىَ فَيْعولَةٌ، مَصْدَرٌ مِنْ حالَ يَحولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الشَّيىْءِ، مِثْلُ الْقَيْلولَةِ، مِنْ قالَ يَقيلُ، وَالْبَيْتوتَةُ مِنْ باتَ يَبيتُ، مَصْدَرٌ جاءَ عَلى غَيْرِ الْقِياسِ (¬20). قَوْلُهُ: ["فَاسْتَحالَتْ"] (¬21) أَىِ: انْقَلَبَتْ عَنْ حالِها الَّتى كانَتْ عَلَيْها، وَكَذلِكَ حالَتْ (¬22). قَوْلُهُ: "النُّعومَةِ" (¬23) هِى ضِدُّ الْخُشونَةِ، وَهِىَ: اللّينُ وَالْمُبالَغَةُ فِى الطَّحْنِ وَالدَّقِّ حَتَّى يَصيرَ ناعِمًا، أَىْ: ليَّنًا عِنْدَ لَمْسِهِ. يُقالُ: نَعُمَ الشَّيىْءُ -بِالضَّمِّ - نُعومَةً، وَنَعِمَ -بِالكَسْرِ- يَنْعَمُ أيْضًا (¬24). وَالْخشِنُ: ضِدُّ الَّليِّنِ، يُقالُ: دَقيقٌ خَشِنٌ: إِذا لَمْ يَكُنْ ناعمًا، وَلَمْ يُبالَغ فِى طَحْنِهِ، وَثَوْبٌ خَشِنٌ: إذا كانَ غَزْلُهُ غَليظًا. ¬

_ (¬17) فى المهذب 1/ 370: وإن سمنت الجارية ثم هزلت ثم سمنت ثم هزلت: ضمن أكثر الثمنين قيمة. (¬18) من ع. (¬19) فى المهذب 1/ 370: وإن ألقت الجارية الولد ميتا. . . لا يضمنه. . . لأنه إنما يُقَوَّم حال الحيلولة بينه وبين المالك وهو حال الوضع ولا قيمة له فى تلك الحال. (¬20) فى حاشية خ: قال البصريون: وزنه فيعولة، وقال الكوفيون وسواهم: وزنه فعلولة، وفيه كلام. وأدرجت هذه الفقرة فى نص ع وفيه: "بلام فيه" بدل "وفيه كلام" تحريف. (¬21) من ع وعبارة خ: استحالت خلا. وفى المهذب 1/ 370: وإن غصب عينا فاستحالت عنده. . . إلخ. (¬22) حالت القوس واستحالت: بمعنى، أى: انقلبت عن حالها التى غمزت عليها وحصل فى قابها أعوجاج. الصحاح (حول). (¬23) فى المهذب 1/ 371: لأن تفاوت الدقيق فى النعومة والخشونة ليس بأكثر من تفاوت الحنطة فى صغر الحب وكبره. (¬24) عن الصحاح وبعده: مثل حذِر يحذر، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما: نَعِم يَنْعُم مثل فَضِل يَفْضُل، ولغة رابعة نعم ينعم بالكسر فيهما وهو شاذ.

قَوْلُهُ-: "أُخِذَ بَقَلْعِهِ" (¬25) أَىْ: أُجْبِرَ بَقَلْعِهِ، وَمِنْهُ: أَخَذَ الحْاكمُ عَلَى يَدِهِ، أَىْ: مَنَعَهُ وأَجبَرهُ. قَوْلُهُ: "سَفَهٌ وَعَبَثٌ" السَّفَهُ: التَّبْذيرُ، وُقَدْ ذُكِرَ (¬26)، وَالْعَبَثُ: اللَّعِبُ، وَقَدْ عَبِثَ -بِالْكَسْرِ- يَعْبَثُ عَبَثًا. قَوْلُهُ: "وَطالَبَةُ بِطَمِّها" (¬27) أَىْ: دَفْنِها، يُقالُ: جاءَ السَّيْلُ فَطَمَّ الرَّكِيَّةَ، أَىْ: دَفَنَها وَسَوّاهَا. [قَوْلُه: "ساجًا"] (¬28) السّاجُ: جِنْسٌ مِنَ الشَّجَرِ لَهُ خَشَبٌ حَسَنٌ. وَ "عَفِنَ" أَىْ: بَلِىَ وَنَخِرَ. قَوْلُهُ: "الْكَلْبُ الْعَقورُ" هُوَ فَعولٌ مِنَ الْعَقْرِ، وَهُوَ: الْجَرْحُ، فَعولٌ بِمَعْنَى فاعِلِ لِلتَّكْثيرِ. قولُهُ: "الْمِحْبَرَةُ" (¬29) بِالْكَسْرِ: وِعاءُ الْحِبْرِ الَّذى يُكْتَبُ بِهِ، وَفَتْحُ الْميمِ وَضَمُّ الْباءِ لغَةٌ أَيْضًا، ذَكَرَهُ فِى ديوانِ الأدَبِ (¬30). قالَ الْهَرَوِىُّ (¬31): قالَ بَعْضُهُمْ: سُمِّىَ الْحِبْرُ حِبْرًا؛ لِتَحْسينِهِ الْخَطَّ وَتَزْيينِهِ إِياهُ، وَقيل: لِتَأْثيرِهِ [فِى] الْمكانِ يَكونُ فيهِ، مِنَ الْحبَارِ، وَهُوَ: الْأثَرُ. ¬

_ (¬25) فى المهذب 1/ 372: وإن كان الغراس لصاحب الأرض، فطالبه بالقلع، فإن كان له غرض فى قلعه أخذ بالقلع. وإن لم يكن له غرض لا يؤخذ بقلعه؛ لأن قلعه من غير غرض سفه وعبث. . . إلخ. (¬26) 1/ 142. (¬27) ع: طمها. وفى المهذب 1/ 372: وإن غصب أرضا وحفر فيها بئرا فطالبه صاحب الأرض بطمها: لزمه طمها. (¬28) من ع. وفى المهذب 1/ 372: فإن غصب ساجا فأدخله فى البناء أو خيطا فخاط به شيئا نظرت فإن عفن الساج وبلى الخيط: لم يؤخذ برده. (¬29) فى المهذب 2/ 372: وإن غصب دينارا ووضعه فى محبرة كسرت المحبرة ورد الدينار. (¬30) صحف هنا؛ لأن الذى فى ديوان الأدب 1/ 289: مخبرة بالمعجمة. غير أن الفيومى ذكر هذه اللغة فى المصباح (حبر)، وكذا هى فى اللسان (حبر). (¬31) فى الغريبين 1/ 194 خ.

قَوْلُهُ: "لَمْ تَعْدُ يَدَهُ وَسُلْطانَهُ" (*) السُّلْطانُ هَا هُنَا: الْمِلْكُ وَالتَّصَرُّفُ، وَفِى غَيْرِ هَذا: الْحُجَّةُ وَالْوالِى. قَوْلُهُ: ["يَجوزُ اقْتِناؤُهُ"] (¬32) اقْتِناءُ الْمالِ وَغَيْرِهِ: اتِّخاذُهُ، وَفِى الْمَثَلِ: "لَا تَقْتَنِ مِنْ كَلْبِ سَوْءٍ جَرْوًا" (¬33) وَالْمُقْتَنِى: الَّذى يَلْزَمُهُ وَلا يُريدُ بَيْعَهُ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬34). [قَوْلُهُ: "ذِمِّىٌّ"] (¬35) وقَدْ ذُكِرَ الذِّمِّىُّ (¬36)، مَنْسوبٌ إِلى الذِّمَّةِ، وَهِىَ: إِعْطاءُ الْأَمانِ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ [فصَّلَ] (¬37) صَليبًا" هُوَ فَعيلٌ مِنَ الصَّلْبِ، وَهُوَ الَّذى يَتَّخِذُهُ النَّصارَى عَلى مِثالِ الإنْسانِ، وَمِثالِ الْخَشَبِ الَّذى يَزْعُمونَ أنَّ عيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ صُلِبَ عَلَيْهِ، يَتَبَرَّكونَ بهِ، وَقَدْ كَذَّبَهُمُ الله تعالى بِقَوْلِهِ: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} (¬38). وَالتَّفْصيلُ: أَخْذُهُ مِنْ مَوْضِعِ الْمَفْصِل مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ. قَوْلُهُ: "غَيْرُ مُلْجىءٍ" (¬39) التَّلْجِئَةُ: الِإكَراهُ، وَأَلْجَأْتُهُ إِلَى الشَّيْىءِ: اضْطرَرْتَة إِلَيْهِ، وَالجَأْتُ أَمْرى إِلى اللهِ: أَسْنَدْتُ. ¬

_ (*) انظر المهذب 1/ 374. (¬32) من ع وفى خ: لا يجوز اقتناء الكلب. والذى فى المهذب 1/ 374: وإن غصب كلبا فيه منفعة لزمه رده على صاحبه لأنه يجوز اقتناؤه للانتفاع به. (¬33) أمثال أبى عبيد 127، ومجمع الأمثال 2/ 226، والمستقصى 2/ 258، وجمهرة الأمثال 2/ 141. وفى ع: شيئا ولو جروا: تحريف. (¬34) 1/ 236. (¬35) من ع. وفى المهذب 1/ 374: وإن غصب خمرا نظرت فإن غصبها من ذِمِّىِّ لزمه ردها عليه. (¬36) ......................... (¬37) من ع، وفى خ: غصب، وعبارة المهذب 1/ 374: وإن فصل صليبا أو مزمارا: لم يلزمه شيئ. (¬38) سورة النساء آية 157. (¬39) فى المهذب 1/ 374: وإن فتح قفصا عن طائر. . . نظرت، فإن وقف ثم طار لم يضمنه؛ لأنه وجد منه سبب غير ملجىء، ووجد من الطائر مباشرة.

قَوْلُهُ: "مِنْ طَبْعِ الطّائِرِ النُّفورُ" الطَبْعُ: السَّجيَّةُ الّتى خُلِقَ عَلَيْهَا الِإنْسانُ مِنْ أَصْلِهِ. وَالنُّفورُ: الذَّهابُ بِسُرْعَةٍ مِنَ الْفَزَعِ وَالخَوْفِ. قَوْلُهُ: "فِى هَواءِ دارِهِ" (¬40) الْهَواءُ -بِالمَدِّ: ما بَيْنَ السَّماءِ وَالْأرْضِ، وَالْهَوَى -بِالْقَصْرِ: شَهْوَةُ النَّفْسِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬41). "الزِّقُّ" (¬42) وِعاءٌ مِنْ أَدَمٍ، وَ "الْمائِعُ" الذّائِب، وَ"الْوِكاءُ" الْخَيْطُ أَوِ السَّيْرُ الَّذى يُشَدُّ بِهِ، وَقَدْ أَوْكَيْتُهُ وَأَوكَيْتُ عَلَيْهِ، أَىْ: شَدَدْتُه. قَوْلُهُ: "باشَرَ الِإتْلافَ" (¬43) الْمُباشَرَةُ: أَنْ تَلِىَ الْأَمْرَ بِنَفْسِكَ، لا بِسَبَب، وَلا بِوَكِيلٍ، وَلَا خادِمٍ، وَأَصْلُهُ: جِلْدُ الِإنْسانِ. قَوْلُهُ: "بِهَتْكِ الْحِرْزِ" (¬44) الْهَتْكُ: أَصْلُهُ الْخَرْقُ، يُقالُ: هَتَكَ السِّتْرَ عَمّا وَراءَهُ، وَالاسْمُ: الْهُتْكَةُ (¬45). قَوْلُهُ: [فَنَكَّسَهُ"] (¬46) يُقالُ: نَكَسْتُ الشَّيْىءَ [أَنْكُسُهُ] (¬47) نَكْسًا: إِذا قَلَبْتَهُ عَلَى رَأسِهِ فَانْتَكَسَ، وَنَكَّسَهُ بالتَّشْديِد تَنْكيسًا، وَالنّاكِسُ: الْمُطَأْطِىءُ رَأْسَهُ. ¬

_ (¬40) فإن طار فى هواء داره فرماه فأتلفه: ضمنه. المهذب 1/ 375. (¬41) 1/ 200. (¬42) فى المهذب 1/ 375: وإن فتح زقا فيه مائع فخرج ما فيه. . . فإن خرج فى الحل: ضمنه. (¬43) فى المهذب 1/ 375: إذا قرب نارًا من جامد فذاب وخرج: وجب ضمانه على صاحب النار؛ لأنه باشر الإتلاف بإدناء النار. (¬44) لا يجب القطع إلا بهتك الحرز. المهذب 1/ 375. (¬45) عن الصحاح (هتك). (¬46) خ: نكسه، وفى المهذب 1/ 375: إن فتح زقا مستعلى الرأس فاندفع ما فيه فخرج، فجاء آخر فنكسه حتى تعجل خروج ما فيه. . . يشتركان فى ضمان ما خرج بعد التنكيس. (¬47) ع، خ: وأنكسته: تحريف، والمثبت من الصحاح (نكس) والنقل هنا عنه.

قَوْلُهُ: [أَجَّجَ عَلى سَطْحِهِ نارًا"] (¬48) أَىْ: أَوْقَدَها حَتَّى وطَلَعَ لَهَبُها، وَالْأَجيجُ: تَلَهُّبُ النّارِ، وَقَدْ أجَّتْ تّؤُجُّ أَجيحيًا. وَالسَّطحُ: مَعْروفٌ، وَهُوَ: ظاهِرُ السَّففِ، وَسَطْحُ كُلِّ شَيْىءٍ: أَعْلاهُ. قَوْلُهُ: ["بُرْجِهِ"] (¬49) الْبُرجُ: هُوَ مَسْكَنُ الْحَمامِ، الذى يُفَرِّخُ فيهِ. وَالطّعامُ الحَديثُ (¬50): ضِدُّ العَتيقِ، وَهُوَ مِنْ سَنَتِهِ، وَالْعَتيقُ: مِنْ عامٍ قبْلَهُ أوْ عاميْن. ¬

_ (¬48) خ: أجج نارا على سطحه، وعبارة المهذب 1/ 375: إذا أجج على سطحه نارا فطارت شرارة إلى دار الجار فأحرقتها. . . فإن كان الذى فعله ما جرت به العادة لم يضمن. (¬49) من ع وفى المهذب 1/ 375، 376: فإن دخل إلى برج فى داره طائر فأغلق عليه الباب نظرت فإن نوى إمساكه على نفسه ضمن، وإن لم ينو لم يضمنه؛ لأنه يملك التصرف فى برجه فلا يضمن ما فيه. (¬50) فى قول الشيخ: إن قال: غصبتنى طعاما حديثا، فقال له: بل طعاما عتيقا، فالقول قول الناصب.

ومن باب الشفعة

وَمِنْ بابِ (¬1) الشُّفْعَةِ الشُّفْعَةُ: مَأْخوذَةٌ مِنَ الشَّفْعِ، وَهُوَ: الزَّوْجُ ضِدُّ، كَأنَّهُ إِذا شَفَعَ يَجْعَلُ الْفَرْدَ زَوْجًا، وَمَعْناهُ: الاشْتِراكُ فِى الْمِلْكِ (¬2). وَقالَ فِى الْغريَبْينِ (¬3): قالَ أَحمَدُ بْنُ يَحْيىَ: اشْتِقاقُها مِنَ الزِّيادَةِ، وَهُوَ: أَنْ تُشَفَّعَ فيما تَطْلُبُهُ فَتَضُمَّهُ إلى ما عِنْدَكَ، فَتَشْفَعَهُ، أَىْ: تَزيدَهُ. قَوْلُه: "قَضَى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (¬4) أَىْ: حَكَمَ وَأوْجَبَ. قَوْلُهُ: "فِى كُلِّ شِرْكٍ" هُوَ الاسْمُ مِنَ الاشْتِراك فِى الْمِلْكِ. قَوْلُة: "رَبْعَةٍ" الرَّبْعُ: هُوَ الدّارُ نَفْسُها حَيْثُ كانَتْ، وَجَمْعُها: رِباعٌ وَرُبوعٌ [وَأَرْبُعٌ وَأَرْباعٌ.] (¬5) سُمِّىَ بِذَلِكَ؛ لِأنَّ الِإنسانَ يَرْبَعُ فيهِ، أَىْ: يَسْكُنُهُ، وَيُقيمُ فيهِ، وَلَعَلَّ الرَّبْعَةَ تأْنيثُهُ. وَالْحائِطُ: النَّخْلُ يُحَوَّطُ عَلَيْهِ بِجِدارٍ أَو غَيْرِهِ. قَوْلُهُ: "حَتَّى يُؤْذِنَ شَريكَهُ" أَىْ: يُعْلِمَهُ {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ} (¬6) أَىْ: إعْلامٌ، وَمِنْهُ الأذانُ فِى الصَّلاةِ، وَهُوَ: الِإعْلامُ بِها. ¬

_ (¬1) ع: كتاب. (¬2) قال الفيومى: هى اسم للملك المشفوع مثل اللقمة للشيئ الملقوم، وتستعمل بمعنى التملك لذلك الملك، ومنه قولهم: من ثبت له شفعة فأخر الطلب بغير عذر بطلت شفعته، ففى هذا المثال جمع بين المعنيين، فإن الأولى للمال، والثانية للتملك، ولا يعرف لها فعل. المصباح (شفع) وانظر غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 202، وزاهر الأزهرى 104، 132، والمجموع المغيث 2/ 209. (¬3) فى الغريبين 2/ 108 خ. (¬4) روى جابر - رضي الله عنه - قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة فى كل شرك لم يقسم ربعة أو حائط لا يحل له أن يبيعه حتى يؤذن شريكه. المهذب 1/ 376، وصحيح مسلم 5/ 75، وسنن البيهقى 6/ 103، وسنن أبى داود 3/ 285. (¬5) خ: مَرْبع ومرابع، والمثبت من ع، والصحاح والمصباح والقاموس (ربع). (¬6) سورة التوبة آية 3.

قَوْلُهُ: "يَتَخلَّلُها" (¬7) أَىْ: يَكونُ فِى خِلالِها مِنَ الْبَياض. وَالخلَلُ: الْفُرجَةُ بَيْنَ الشَّيئَيْنِ، وَالجَمْعُ: الْخِلالُ، قالَ اللهُ تَعالَى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (¬8) وَهُوَ: الْفُرجُ بَيْنَ السَّحابِ. قَوْلُهُ: "اْلقَرارَ" (¬9) المْسُتَقِرُّ مِنَ الأرْضِ، وَهُوَ الَّذِى يَقِرُّ فيهِ، أَىْ: يَثْبُتُ [فيهِ] (¬10) وَيُقيمُ. قَوْلُهُ: "مِلْكٍ مُشاعٍ" (¬11) أَىْ: مُشْتَرَكٍ غَيْرِ مَقْسومٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ: أَشاعَ الخْبَرَ: إِذا أَذاعَهُ. وَلَمْ يَخْتَصّ بِهِ واحِدٍ دونَ واحِدٍ. قالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬12): إنَّما قيلَ لَهُ: مُشاعٌ؛ لِأنَّ سَهْمَ كُلِّ واحِدٍ مِنَ الشَّريكَيْنِ أَشيعَ، أَىْ: أُذيعَ وَفُرِّقَ فِى أَجْزاءِ سَهْمِ الآخَرِ حَتَّى لَا يَتَمَيَّزَ مِنْهُ، يُقالُ: شاعَ اللَّبَنُ فِى اْلماءِ: إِذا تَفَرَّقَتْ أَجْزاؤُهُ فِى أَجْزائِهِ حَتَّى لَا يَتَمَيَّز. قَوْلُهُ: "الْمرافِقُ" (¬13) هُوَ: ما يُرْتَفَقُ (*) بهِ، أَىْ: يُنْتَفَعُ، وَالرِّفْقُ: النَّفْعُ. قَوْلُهُ فِى الحديثِ: "وَاْلأُرَفُ تَقْطَعُ كُلَّ شُفْعَةٍ" (¬14) هِىَ: الْحُدودُ بَيْنَ الْأَرَضين، الْوَاحِدَةُ أُرْفَةٌ، مِثْل غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. وَقالَ عُثْمانُ - رضي الله عنه -: "أىُّ مالٍ أُرِّفَ عَلَيْهِ وَقُسِّمَ فَلا شُفعَةَ فيهِ" (¬15). ¬

_ (¬7) فى النخل إذا بيعت مع قرارها مفردة عما يتخللها من بياض الأرض. . . إلخ، المهذب 1/ 376. (¬8) سورة النور آية 43. (¬9) فى المهذب 1/ 376: منهم من قال: لا شفعة فيها؛ لأن القرار تابع لها. (¬10) من ع. (¬11) لا تثبت الشفعة إلا للشريك فى ملك مشاع، فأما الجار والقاسم فلا شفعة لهما. المهذب 1/ 377. (¬12) فى الزاهر 244، 245. (¬13) فى المهذب 1/ 377: يدخل عليه الضرر بنقصان قيمة الملك وما يحتاج إلى إحداثه من المرافق. (*) ع: يرفق. (¬14) روى عن عثمان - رضي الله عنه - أنه قال: لا شفعة فى بئر والأرف تقطع كل شفعة. المهذب 1/ 377، والسنن الكبرى 6/ 105، وغريب الحديث 3/ 417، والغريبين 1/ 40، والنهاية 1/ 39. (¬15) المراجع السابقة.

قَوْلُهُ:-["دَرْبٍ"] (¬16) هِىَ: بُيُوت مُجْتَمعَةٌ يَجْمَعُها طَرِيقٌ واحِدٌ، وَهِىَ كَبُيُوتِ أَهْلِ صَنْعاءَ. وَقَدْ ذَكَرنا الشِّقْصَ (¬17)، وَأَنَّهُ النَّصيبُ وَالطّائِفَةُ مِنَ الشَّيْىءِ. قَوْلُهُ: "فَأَشْبَهَ مالِكَ الطِّلْقِ" (¬18) بِكَسْرِ الطّاءِ، وَهُوَ ضِدُّ الْوَقْفِ؛ لِأنَّ الْمَوْقوفَ (¬19): الْمَحْبوسُ، وَالْمُطْلَق (¬20) ضِدُّه. قَوْلُهُ: ["المُحاباةُ"] (¬21) الْمحاباةُ فِى الْبيْعِ: هُوَ تَرْكُ شَيىْءٍ مِنَ الثَّمَنِ، مَأْخوذٌ مِنَ الْحِباءِ، وَهُوَ: الْعَطِيَّةُ، يُقالُ: حَباهُ يَحْبوهُ، كَأنَّهُ أعْطاهُ ذَلِكَ، مُفاعَلَةٌ مِنَ الْحِباءِ. قَوْلُهُ فِى الْحديثِ: "الشُّفْعَةُ كَنَشْطَةِ الْعِقالِ" (¬22) قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬23): تَقولُ: نَشَطْتُ الْحَبْلَ: عَقَدْتُ لَهُ أُنْشُوطَةً (¬24)، [وَأَنْشَطْتُهُ] (¬25) حَلَلْتُهُ، يُقالُ: "كَأنَّما [أُنْشِطَ] (¬26) مِنْ عِقالِ". وَهُوَ مَثَلٌ لِلإِسْراعِ وَالْمُبادَرَةِ، كَما يُبادِرُ الْبَعيرُ إلَى الْقِيَامِ عِنْدَ حَلَّ عِقالِهِ. وَقَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "لِمَنْ وَاثَبَهَا * (¬27) أَىْ: بادَرَها، كَما يُبادِرُ الشَّيىءَ مَنْ يَثِبُ عَلَيْهِ، أَىْ، يَقْفِزُ وَيَطْفِرُ. ¬

_ (¬16) خ: الدرب، وعبارة المهذب 1/ 377 الطريق المشترك فى درب مملوك ينظر فيه. (¬17) 1/ 252. (¬18) إن بيع شقص فى شركة الوقف. . . يأخذ بالشفغة؛ لأنه يلحقه الضرر فى ماله من جهة الشريك، فأشبه مالك الطلق. (¬19) ع: الوقف تحريف. (¬20) من ع: والطلق: تحريف. (¬21) من ع. (¬22) روى أنس - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفعة كنشطة العقال إن قيدت ثبتت وإن تركت فاللوم على من تركها" المهذب 1/ 380، وانظر السنن الكبرى 6/ 108. (¬23) الصحاح (نشط). (¬24) فى الصحاح: عقدته أنشوطة. (¬25) خ وع: ونشطته تحريف والمثبت من الصحاح. (¬26) خ: نشط. والمثبت من ع والصحاح. (¬27) فى حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشفعة لمن واثبها" المهذب 1/ 380.

قَوْلُهُ: "بِثَمَنٍ مُسْتَحَقٍّ" (¬28) أَىْ: أَخَذَة مَنْ يَدَّعيهِ بِحَقّ من بَيَّنةٍ أَوْ إِقْرارٍ (¬29). قَوْلُهُ: "الْتِزَامِ مِنَّةٍ" (¬30) أَىْ: صَنيعَةٍ يَتَحَمَّلُها لَهُ فَيَمُنُّ بِها عَلَيْهِ، وَالْمَنُّ: تَعْدادُ المُعْطِى عَلَى الْمُعْطَى عَطاءَهُ. قَوْلُهُ: "لِلزُّهْدِ" (¬31) الزُّهْدُ: خِلافُ الرَّغبَةِ، يُقالُ: زَهِدَ فِيهِ -بالْكَسْرِ- يَزْهَدُ زَهَدًا وَزَهادَةً: إِذا لَمْ يَرْغَبْ فيهِ (¬32)، وَمِنْهُ سُمِّىَ الزّاهِدُ؛ لِأنَّهُ لَمْ يَرْغَبْ إلَى الدُّنْيا. قَؤلُهُ: "بِخَبِر الْواحِدِ" (¬33) هُوَ الَّذى يَرْويهِ واحِدٌ (¬34) لا يُتابَعُ عَلَيْهِ، وَعِنْدَ أَهْلِ الْأُصولِ: هُوَ مَا لَمْ يَقَعِ الْعِلْمُ بِهِ، وَإنْ رَواهُ الْعَدَدُ الْكَثيرُ، وَهُوَ ضِدُّ التَّوَاتُرِ (*). قَوْلُهُ: "كَالْفَسيلِ إِذَا طالَ وَامْتَلَأ" (¬35) الْفَسيلُ: صِغارُ النَّخْلِ. وَ "امْتَلَأ" مَعْناهُ: غَلُظَ وَجَلَّ. وَ "الثَّمَرَةُ الظّاهِرَةُ" (¬36) كَالطَّلْعِ المُؤبَّرِ، وَما شاكَلَهُ. قَوْلُهُ: "نَكَلَ عَنِ اليَمينِ" جَبُنَ وَخافَ. ¬

_ (¬28) فى المهذب 1/ 380، فإن أخذه بثمن مستحق ففيه وجهان. (¬29) ع: وإقرار تحريف. (¬30) فى المهذب 1/ 380: إن كان بغير عوض احتاج إلى التزام منة. (¬31) إن عجز عن التوكيل وقدر على الإشهاد فلم يشهد: تسقط شفعته؛ لأن الترك قد يكون للزهد وقد يكون للعجز. المهذب 1/ 380. (¬32) عن الصحاح (زهد) وزهَد يَزْهَدُ بفتحتين لغة. المصباح (زهد). (¬33) حق الشفيع ثبت بخير الواحد المهذب 1/ 382. (¬34) ع: أحد. (*) ع: المتواتر. (¬35) إن اشترى شقصا وحدث فيه زيادة، فإن كانت زيادته لا تتميز كالفسيل. . . فإن الشفيع يأخذه مع زيادته. المهذب 1/ 382. (¬36) فى قوله: فإن كانت ثمرة ظاهرة لم يكن للشفيع فيها حق المهذب 1/ 382.

وَ"ثَمنٍ جُزافِ" (¬37) غَيْرِ مَعْدود وَلا مَوْزونٍ. قَوْلُهُ: "العَرْضُ" (¬38) بِتَسْكينِ الرّاءِ: هُوَ ضِدُّ النَّقْدِ، وَهُوَ: ما عَدا الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ المسْكوكَةَ. قَوْلُهُ: "وَعُهْدتُهُ عَلَيْهِ" (¬39) أَىْ: تَبِعتُهُ، وَما يَلْحَقُ المْشُتْرَى مِنِ استِحْقاقِ العَيْنِ وَالشُّفْعَةِ، وإصْلاحُهُ وَتَصحيحُهُ عَلَيْهِ. قالَ الأَزْهَرِىُّ (¬40): العُهْدَةُ: ضَمانُ عَيْبٍ كانَ مَعْهودًا عِنْدَ الْبائِع. ¬

_ (¬37) فى قوله: "يجوز أن يكون قد اشترى بثمن جزاف" المهذب 1/ 383. (¬38) إن اشترى الشقص بعرض وتلف العرض واختلفا فى قيمته، فالقول قول المشترى. المهذب 1/ 383. (¬39) هل يجوز للبائع أن يخاصم المشترى؟ فيه وجهان، فإن قلنا: لا يخاصم المشترى: أخذ الشقص من البائع وعهدته عليه. المهذب 1/ 384. (¬40) فى الزاهر 209.

ومن باب القراض والمساقاة والمأذون

وَمِنْ بابِ (¬1) القِراضِ وَالمُساقاةِ وَالمَأذونِ الْقِراضُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَرْضِ، وَهُوَ: الْقَطْع، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ مالِهِ، أوْ قِطْعَةً مِنُ الرِّبْحِ. وَقيلَ: اشْتِقاقُهُ مِنَ المْسُاواةِ، يُقالُ: تَقارَضَ الشّاعِرانِ: إِذا ساوَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما صاحِبَهُ فِى المَدْحِ (¬2). قَوْلُهُ: "فَرَحَّبَ بِهِما وَسَهَّلَ" (¬3) قالَ لَهُما: مَرْحَبًا وَسَهْلًا، وَالرُّحْبُ: السَّعَةُ، وَالسَّهْلُ: ضِدُّ الوَعْرِ، أَىْ: أَتَيْتُما رُحْبًا وَسَهْلًا، أَوْ (¬4) صادَفْتُما سَعَةً وَسُهولَةً مِنْ أَمْرِكُما، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: "أَهْلًا وَسَهْلًا" أَىْ: أَتَيْتَ أَهْلًا فَاسْتأْنِسْ وَلَا تستوْحِشْ، وَقَدْ رَحَّبَ بِهِ تَرْحيبًا: إِذا قالَ لَهُ: مَرْحَبًا. قَوْلُهُ: [وَتُوَفِّرانِ] (¬5) رَأْسَ المْالِ" الْوَفْرُ: المْالُ الْكَثيرُ، وَالمَوْفورُ: التَّامُّ (¬6)، وَالتَّوْفيرُ: التّكْثيرُ. وَالمَعْنَى: تَرُدّانِ رَأْسَ الْمال تامًّا لا ينقُصُ مِنْهُ شَيْىءٌ، وَمِنْهُ: وَفَرَ عِرْضُهُ: إِذا لَمْ ينقُصْ مِنْهُ شَيىءٌ. و"النَّماءُ" (¬7) الزِّيادَةُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬8). ¬

_ (¬1) ع: كتاب. (¬2) غريب الحديث لأبى عبيد 4/ 149، ولابن قتيبة 3/ 70، وزاهر الأزهرى 247، 248، والصحاح والمصباح (قرض). (¬3) روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عبد الله وعبيد الله ابنى عمر بن الخطاب رضى الله عنهم خرجا فى جيش إلى العراق فلما قفلا مرا على عامل لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فرحب بهما وسهل. . . إلخ الحديث. المهذب 1/ 384. (¬4) ع: أى وصادفتما. (¬5) من ع، وفى خ: فتوفران. وفى حديث زيد بن أسلم السابق تعليق 3: "فأسلفكما فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ثم تبيعانه فى المدينة وتوفران رأس المال". (¬6) ع: النامى تحريف والمثبت من خ والصحاح (وفر). (¬7) فى قول الشيخ: الأثمان لا يتوصل إلى نمائها المقصود إلا بالعمل فجاز المعاملة عليها ببعض النماء الخارج منها المهذب 1/ 384. (¬8) 1/ 141.

قَوْلُهُ: "وَبِلَفْظِ الْمُضارَبَةِ" (¬9) هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: ضَرَبَ فِى الْأرْضِ: إِذا سارَ فِيهَا يَبْتَغى الرِّزْقَ، قالَ الله تَعالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (¬10) وَقالَ: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} (¬11) فَكَأن الْعامِلَ يَسيرُ وَيَبْطِشُ فى طَلَبِ الرّبْحِ. وَقالَ ابْنُ الصَّبّاغِ: اشْتِقاقُها مِنَ الضَّرْبِ بِالْمالِ وَالتَّقْليبِ. قالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ مِنْ ضَرْبِ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُما بِالرِّبْحِ بِسَهْمٍ، وَالْمُضارِبُ -بِكَسْرِ الرّاءِ- هُوَ الْعامِلُ؛ لأنَّهُ هُوَ الَّذى يَتَصَرَّفُ بِالْمالِ وَيُقَلِّبهُ. وَالنِّقارُ، والسَّبائِكُ، وَجُزافٌ (¬12): قَذ ذُكِرَ (¬13). قَوْلُهُ: "بِضاعَةٌ" (¬14) هِىَ قِطْعَةٌ مِنْ مالِكَ تَبْعَثُ بِها لِلتِّجارَةِ، يُقالُ: أَبْضَعْتُ الشَّيْىءَ وَاسْتَبْضَعْتُهُ (¬15). قَوْلُهُ: "وَالخيْلِ الْبُلْقِ" (¬16) الْأَبْلَقُ مِنَ الْخَيْلِ: هُوَ الَّذى فِيهِ بَياضٌ وَسَوادٌ. قالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬17). وَقالَ غَيْرُهُ: هُوَ الَّذى يَبْلُغُ الْبَياضُ مَغابنَهُ وَحَقْوَبْهِ وَمَوْضِعَ مَرْفِقَيْهِ مِنْ تَحْجيل بَياضِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. ذَكَرَهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ (¬18). ¬

_ (¬9) ينعقد بلفظ القراض؛ لأنه لفظ موضوع له فى لغة أهل الحجاز وبلفظ المضاربة؛ لأنه موضوع له فى لغة هل العراق. المهذب 1/ 385. (¬10) سورة المزمل آية 20. (¬11) سورة النساء آية 101. (¬12) فى قول الشيخ: ولا يصح إلا على الأثمان وهى: الدراهم والدنانير، فأما ما سواهما من العروض والنقار والسبائك والفلوس فلا يصح القراض عليهما. المهذب 1/ 385. (¬13) 1/ 246. (¬14) إن قال: تصرف فيه والربح كله لى فهو بضاعة؛ لأن اللفظ مشترك بين القراض والبضاعة. المهذب 1/ 385. (¬15) ع: أبضعة الشيىء وأستبضعه. والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه. (¬16) فى قول الشيخ: فإن عقده على ما لا يعم كالياقوت الأحمر والخيل البلق. . . لم يصح. المهذب 1/ 386. (¬17) الصحاح (بلق). (¬18) أدب الكاتب 111 وانظر كتاب الخيل للأصمعى 214 من مجلة المورد.

قَوْلُهُ: "الإِبْريسَمُ" (¬19) هُوَ الْحَريُر -بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرّاءِ مَفْتوح السِّينِ- مُعَرَّبٌ (¬20)، وَفيهِ لُغاتٌ هَذِهِ أَفْصَحُها. قَوْلُهُ: "الأَكْسِيَهِ الْبَرَّكانِيَّة" قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬21): البَرْنَكانُ (¬22): عَلى وَزْنِ الزَّعْفَرَانِ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكْسِيَةِ. قَوْلُهُ: "وَتَسْقُطُ نفَقَتُها وَاسْتِمْتاعُها" (¬23) هُوَ هَا هُنا: اسْتِمْتاعُها بِالنِّكاحِ. قَوْلُهُ: "رَبّ الْمالِ" رَبُّ كُل شَىْءٍ: ما لِكُهُ، مَأْخوذٌ مِنْ رَبَّ الضَّيْعَهَ: إِذا أَصْلَحَها وَأَتَمَّها، وَرَبَّ وَلَدَهُ: بِمَعْنى رَبّاهُ. [قَوْلُهُ: "بِنَسيئَةٍ"] (¬24) النَّسيىءُ وَالنَّسيئَةُ: التَّأخيرُ، وَقَدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "الْكَرْم" (¬25) هُوَ الْعِنَبُ، وَقَدْ نَهَى - صلى الله عليه وسلم - عَنْ تَسْميتِهِ بِهِ، فَقالَ: "لَا تَقولوا الْكَرْمَ فإن الْكَرْمَ هُوَ الْمُؤْمِنُ" (¬26). وَ "الْوَدِىُّ وَالْفَسيلُ" هُوَ: النَّخْلُ الصِّغارُ. قَوْلُهُ: "الْمَباطِخِ وَالْمقاثِىءِ" (¬27) هِىَ مَواضِعُ الْبِطِّيخِ وَالْقِثّاءِ، وَالْمَبْطَخَةُ- بِالْفَتْحِ: مَوْضِعُ الْبِطّيخِ، وَضَمُّ الطّاءِ فِيهِ لُغَةٌ. وَالْمَقْثَأةُ وَالْمَقْثُؤَةُ: مَوْضِعُ الْقِثّاءِ. وَالْقِثّاءُ (¬28) وَالْقُثّاءُ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ: الْخِيارُ، وَأَقْثَأ الْقَوْمُ: كَثُرَ عِنْدَهُم الْقِثّاءُ. ¬

_ (¬19) إن قال له: أتجر فى البز: جاز أن يتجر فى أصناف البز من من المنسوج من القطن والإبريسم. . . إلخ. المهذب 1/ 386. (¬20) الصحاح والمصباح والقاموس (برسم) ورسالتان فى المعرب 111. (¬21) الصحاح (برك). (¬22) ع: البركان: تحريف. (¬23) فى المهذب 1/ 387: شراء الزوج تستضر به لأن النكاح ينفسخ وتسقط. . . إلخ. (¬24) من ع. وفى المهذب 1/ 390: ولا يبيع بنسيئة ولا بدون ثمن المثل. (¬25) ويجوز المساقاة على الكرم لأنه شجر تجب الزكاة فى ثمرته. المهذب 1/ 390. (¬26) صحيح البخارى 8/ 52، والمسند 2/ 239، 259، 272، والمجموع المغيث 3/ 35، وغريب الحديث للخطابى 1/ 663. (¬27) ولا تجوز المساقاة على المباطخ والمقاثى. المهذب 1/ 390. (¬28) القِثاء: ساقط من ع.

قَوْلُهُ: "كَاْلغرَبِ وَالْخِلافِ" (¬29) الْغَرَبُ: ضَرْبُ مِنَ الشَّجَرِ يُسَمَّى بِالْفارِسِيَّةِ "إِسْبِنْذَ دَارْ" (¬30). وَالْخِلافُ: شَجَرٌ يُسْتَخْرَجُ مِنْهُ ماءٌ طيبٌ كماءِ الْوَرْدِ، سَمِعْنَاهُ بِالتَّخْفيفِ، وَرُوِىَ بِالتَّشْديد (¬31). وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِى عُيُونِ الأَخْبارِ (¬32) أَنَّ الْخِلافَ شَجَرٌ يَسْقُطُ ثَمَرُهُ قَبْلَ تَمامِهِ، وَهُوَ: الصَّفُصافُ. قالَ الشّاعِرُ (¬33): تَوَقَّ خِلافًا إِنْ سَمَحْتَ بِمَوْعِدٍ ... لِتَسْلَمَ مِنْ لَوْم الْوَرَى وَتُعافَى فَلَوْ صَدَقَ الصَّفْصافُ مِنْ بَعْدِ نَوْرِهِ ... أَبْوَ آفَةٍ ما لَقَّبوهُ خِلَافَا (¬34) قَوْلُهُ: "اسْتَبَدَّ الْعامِلُ بِالأَصْلِ" (¬35) أَىْ: انفَرَدَ بِهِ، وَاخْتَصَّ دْونَ رَبِّ الْمالِ. الْقِسْطُ (¬36): الْحِصَّةُ وَالنَّصيبُ. وَقَدْ ذَكَرْنا السَّيْحَ (¬37)، وَأَنَّهُ الْماءُ الْجارى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ، وَذَكَرْنا النَّضْحَ فِى الزّكاةِ (¬38). ¬

_ (¬29) مما لا تجوز المساقاة عليه الغرب والخلاف. انظر المهذب 1/ 391. (¬30) فى الصحاح: إسفيدار وفى اللسان: إسيبد دار. (¬31) قال الفيومى: نصوا على تخفيف اللام، وزاد الصغانى: وتشديدها من لحن العوام. المصباح (خلف). (¬32) لم نجده فى عيون الأخبار. (¬33) لم أوفق إليه. (¬34) ع: إيواء ضافة لقبوه خلافا: تحريف. (¬35) فى المهذب 1/ 391: ولا تجوز إلا على مدة معلومة؛ لأنه عقد لازم، فلو جوزناه مطلقا: استبد العامل بالأصل فصار كالمالك. (¬36) فى قول الشيخ: فإن ساقاه إلى سنة: لم يجب ذكر قسط كل شهر. (¬37) عبارة ع: قوله: "بالسيح" ذكرنا أنه الماء. (¬38) 1/ 150.

قَوْلُهُ: "التَّلقْيحِ وَصَرْفِ الْجَريد وَإِصْلاحِ الْأَجاجينِ" (¬39) التَّلْقيحُ: هُوَ تَأْثيُر النَّخْلِ. وَالِّلقاحُ: ما تُلْقَحُ بِهِ النَّخلَةُ، وَهُوَ طَرْحُ شَيْىءٍ مِنْ حَمْلِ الذَّكَرِ فِى طَلْعِ النَّخْلَةِ لِتَزْكَوَ وَتَثْبُتَ. وَصَرْفُ الْجَريد: هُوَ تَنْحِيَتُهُ، وَإِزالَةُ ما يَضُرُّ بِالنَّخْلِ مِنْهُ، قالَ الْأزْهَرِىُّ (¬40): هُوَ أَنْ يُشَذِّبَهُ مِنْ سُلَّائِهِ، وَيُذَلِّلَ الْعُذوقَ فِيمَا (¬41) بَيْنَ الجريد لِقاطِفِهِ، وَالتَّشْذيبُ: هُوَ تَنْحِيَةُ شَوْكِهِ وَتَنْقيحُهُ (¬42) مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ شَكيرِهِ الْمُضِرِّ بِهِ إِنْ تُرِكَ عَلَيْهِ. وَالْجَريدُ: الَّذى يُجْرَدُ عَنْهُ الْخوصُ، وَلا يُسَمَّى جَريدًا ما دامَ عَلَيْهِ الْخوصُ، وَإنَّما يُسَمَّى سَعَفًا. وَالْأَجاجينُ: جَمْعُ إِجّانَةٍ، وَهِىَ الَّتى يُغْسَلُ فيها الثِّيابُ، مِثْلُ الْمِركَنِ الْكَبيرِ (¬43). وَالدَّوْلابُ -بِفَتْحِ الدّالِ، ذَكَرَهُ فِى ديوانِ الْأدَبِ (¬44)، وَغَيْرِهِ. ¬

_ (¬39) فى المهذب 1/ 392: وعلى العامل أن يعمل ما فيه مستزاد فى الثمرة من التلقيح وصرف الجريد وإصلاح الأجاجين وتنقية السواقى وقلع الحشيش المضر بالنخل. (¬40) فى الزاهر 250. (¬41) ع: فيها: تحريف. (¬42) ع: وتنقيته. (¬43) قال الفيومى: ثم استعير ذلك وأطلق على ما حول الغراس. . . والمراد: ما يحوط على الأشجار شبه الأحواض. المصباح (أجن). (¬44) 2/ 59 وهو شكل الناعورة التى تديرها الدابة.

قَوْلُهُ: "الْجِدَادِ وَاللَّقاطِ" (¬45) قَدْ ذَكَرْنا الْجِدادَ، وَأَنَّهُ: قَطْعُ الثَّمَرِ (¬46) عِنْدَ انْتِهائِهِ، وَاللَّقاطُ: لَقْطُهُ مِنَ الأَرضِ وَجَمْعُ ما تَناثَرَ مِنْهُ. وَقيلَ: الجِدادُ: فِى النَّخلِ، وَالْحَصَادُ: فِى الزَّرْعِ، وَالْقِطافُ (¬47): فِى الْكَرْمِ. قَوْلُهُ: "وَتَزْكو الثَّمَرَةُ" (¬48)، أَىْ: تَزيدُ وَتَنْمِى. قَوْلُهُ: "مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهِ" (¬49) أَىْ: يَطَّلِعُ عَلَيْهِ، يُقالُ: أَشْرَفَ عَلَى الشَّيْىءِ: إِذا اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ عُلُوِّ، مِنَ الشَّرَفِ، وَهُوَ: المكانُ الْعالِى. قَوْلُهُ: ["نُخابِرُ"] (¬50) الْمُخابَرَةُ: كِراءُ الْأَرْضِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬51). ¬

_ (¬45) فى المهذب 1/ 392: واختلف أصحابنا فى الجذاذ واللقاط. . . . منهم من قال: تلزمه؛ لأنه لا تستغنى عنه الثمرة. (¬46) ع: الثمرة. (¬47) فوق القطاف فى خ: اللقاط وفى ع اللقاط. وانظر فقه الثعالبى 230، 231. (¬48) فى المهذب 1/ 393: لأن بعمل الغلمان ينحفظ الأصل وتزكو الثمرة. (¬49) فى المهذب 1/ 393: فإن ثبتت خيانة العامل: ضم إليه من يشرف عليه. (¬50) من ع، وفى المهذب 1/ 393: روى أن رافع بن خديج قال: كنا نخابر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (¬51) 1/ 245.

ومن كتاب الإجارة

وَمِنْ كِتابِ الِإجارَةِ الِإجارَةُ: هِىَ الأَجْرُ وَبَدَلُ الْعَمَلِ، قالَ الله تَعَالَى: {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (¬1). وَفيها لُغَتان: الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ (¬2). قَوْلُهُ: "الْمنافِعِ الْمُباحَةِ" (¬3) الْمُباحُ: ضِدُ الْمَحْظُورِ، احْتَرَزَ مِنَ الغناء (¬4) وَحَمْل الْخَمْرِ. قَوْلُهُ تَعالى: {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} (¬5) أَىْ: أَعْطوهُنَّ (يُقالَ: آتَى يُؤْتِى: إِذا أَعْطى) (¬6). قَوْلُهُ: "فِى هَذا الْوَجْهِ" (¬7) أَىْ: الْجِهَةِ، يَعْنى: الْحَجَّ. وَالْوَجْهُ وَالْجِهَةُ: بِمَعْنىً، وَالْهاءُ: عِوَضٌ مِنَ الْواوِ، يُقالُ: هَذا وَجْهُ الرَّأْىِ، أَى: هُوَ الّرَّأْىُ بِعينِهِ (¬8). ¬

_ (¬1) سورة النساء آية 74، 114 وفى خ: سوف يؤتيهم أجرا عظيما: خطأ. (¬2) حكى ثعلب فيها الفتح، وفيها الضم أيضا، فعلى ذلك فالهمزة بالتثليث. وانظر المحكم 7/ 338 والمثلث ذو المعنى الواحد للبعلى 127. (¬3) يجوز عقد الإجارة على المنافع المباحة. المهذب 1/ 394. (¬4) ع: أو حمل. (¬5) سورة النساء آية 24. (¬6) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬7) فى المهذب 1/ 394: روى أبو أمامة التيمى قال: سألت ابن عمر فقلت: إنا قوم نكرى فى هذا الوجه، وإن قوما يزعمون أن لا حج لنا. . . الخ. (¬8) ع: بنفسه.

قَوْلُهُ: "يَزْعُمونَ" (¬9) أَىْ: يَقولونَ، يُقالُ: زَعَمَ زَعْمًا وَزُعْمًا وَزِعْمًا، أَىْ: قالَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (¬10) الابْتِغاءُ: طَلَبُ الرِّزْقِ وَغَيْرِهِ، يُقالُ: بَغاهُ يَبْغيهِ (¬11): إِذا طَلَبَهُ. "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا" (¬12) ذُكِرَ (¬13). قَوْلُهُ: "عَسْبِ الْفَحْلِ" (¬14). قالَ الْجَوْهَرِىُّ: الْعَسْبُ: اْلكِراءُ الَّذى يُؤْخَدُ عَلَى ضِرابِ (¬15) الْفَحْلِ، وَقيلَ: هُوَ ضِرابُهُ، وَقيلَ: ماؤُهْ، قالَ زُهَيْرٌ: فَلَولا عَسْبُهُ لَرَدَدْتُموهُ ... وَشَرُّ مَنيَحةٍ فَحْلٌ مُعارُ (¬16) قَوْلُهُ: "وَ (¬17) الْمَدِّ بِالْبَصْرَةِ" (17) الْمَدُّ: أَحَدُ عَجائِبِ الْبَصْرَةِ وَخَصائِصِها، وَذَلِكَ أَنَّ الْماءَ فِى أَنْهارِها يَجْرى مِنَ الصُّبْحِ إِلى الظُّهْرِ مُتصاعِدًا، فَإِذا كانَ نِصْفُ النَّهارِ رَجَعَ إلى الْبَحْرِ مُنْحَدِرًا. ذَكَرَهُ الْمُطَرِّزِىُّ (¬18). ¬

_ (¬9) عن الصحاح (زعم) وذكره البعلى فى الثلث 135 وقال الفيومى: فتح الزاى للحجاز، وضمها لأسد، وكسرها لبعض قيس. المصباح (زعم). (¬10) سورة البقرة آية 198 وفى خ: تبتغون. وفوقها: ابتغوا: تحريف. (¬11) ع: سعة بدل يبغيه تحريف. (¬12) فى الحديث: "من اقتنى كلبا إلا كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيراطان" المهذب 1/ 394. (¬13) 1/ 236. (¬14) فى الحديث: "نهى عن عسب الفحل" المهذب 1/ 394. (¬15) ع: ضرب. (¬16) رواية الديوان "ولولا" وكذا أكثر الروايات و "أَيْر" بدل "فحل". وانظر الديوان 220 ق 25 عَ قباوة. (¬17) خ: كالمد وفى المهذب 1/ 395: فإن استأجر أرضا للزراعة لم تصح حتى يكون لها ماء يؤمن انقطاعه، كماء العين والمد بالبصرة. (¬18) فى شرح المقامات لوحة 130.

وَأمَّا الَّذى يُزْرَعُ عَلَيْهِ فَإِنَّه يَفيضُ عَلى الْأرْضِ عِندَ الْحاجَةِ إِلى زِراعَتِهَا (¬19)، ثُمَّ يَجْزِرُ عَنْها مُدَّةَ يَرْتَفِعُ الزَّرْعُ، ثُمَّ يَفيضُ عِنْدَ الْحاجَةِ إِلَيْهِ لِلسَّقْىِ. قَوْلُهُ: "لِلْماءِ مَغيضٌ" (¬20) أَىْ: مَوْضِعٌ يَنْصَبُّ (¬21) فيهِ الْماءُ، مَفْعِلٌ مِنْ غاضَ الْماءُ يَغيضُ: إِذا نَزَفَ. قَوْلُهُ: "انْحسَرَ الْماءُ عَنْها" أَىْ: نَزَفَ وَغاضَ. قَوْلهُ: "أَخَلَّ بِشَرْطِ الْعَمَلِ" (¬22) (أَىْ: أَفسَدَ، و) (¬23) الْخَلَلُ: الْفَسادُ) (*) فِى الأمْرِ. قَوْلُه: "سَنَةً شَمْسِيَّةً" (¬24) وَهِىَ: ثَلاثُمِائَةٍ وَأَربَعَة وَسِتّونَ يَوْمًا عَلى حِسابِ مَسِير الشَّمْسِ فِى الثَّمانِى وَالْعِشْرينَ مَنْزِلَةً، فَإِنَّها تُقيمُ فِى كُلِّ مَنْزِلَةٍ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا بِلَيْاليهَا، تَجِذُ ذَلِكَ فى الضَّرْبِ ثَلاثَمِائَةٍ وَأَربَعَةً وَسِتِّينَ. قَوْلُهُ: "الْمُهَلْمِجِ وَالْقَطوفِ" (¬25) الْهَمْلَجَةُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ، فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ (¬26). وَالْهِمْلاجُ: واحِدُ الْهَمالِيجِ مِنَ الْبَراذِينِ، وَمِشْيَتُها: الْهَمْلَجَةُ. وَالْقَطوفُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْبَطيىءُ السَّيْرِ، قالَ زُهَيْرٌ (¬27): بِآرِزَةِ الْفَقارَةِ لَمْ يَخْنُها ... قِطافٌ فِى الرِّكابِ وَلَا خِلاءُ ¬

_ (¬19) ع: الزراعة. (¬20) فى المهذب 1/ 395: إن كان للماء مغيض إذا فتح انحسر الماء عن الأرض وقدر على الزراعة: صح العقد. (¬21) فى حاشية خ: ينصب بالمهملة، وينضب بالمعجمة: معا. والمقصود هنا ما ذكره المصنف. (¬22) فى المهذب 1/ 395: فإن طولب فى بقية اليوم بالعمل أخل بشرط العمل. (¬23) ما بين القوسين ساقط من ع. (*) ع: الإفساد. (¬24) إن أجرة سنة شمسية ففيه وجهان. . . الخ والمهذب 1/ 396. (¬25) إن كان فى الجنس نوعان مختلفان فى السير كالمهملج والقطوف من الخيل ففيه وجهان. المهذب 1/ 397. (¬26) المعرب تح ف / عبد الرحيم 638 ومعجم الألفاظ والتراكيب المولدة 512. (¬27) شرح شعر زهر 57 تح قباوة.

قَوْلُهُ: "الْمعاليقُ كَالْقِدْرِ وَالسَّطيحَةِ" (¬28) واحِدُها: مِعْلاقٌ، وَهُوَ: مَا يُعَلَّقُ بِعُرْوَةٍ أَوْ غَيْرِها مِنْ غَيْرِ رَبْطٍ وَلا شَدّ. وَالسَّطيحَةُ: سِقاءٌ مَعْروف مُسَطَّحُ الصَّنْعَةِ، وَهُوَ اسْمٌ يُوافِقُ مَعْناهُ، وَهِىَ مِنْ جِلْدَيْنِ، وَقالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬29): السَّطيحَةُ وَالسَّطيحُ: الْمَزادةُ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِى الْآنِيَةِ (¬30) قَوْلُهُ: "عَلى جِرْبانٍ" (¬31) هُوَ جَمْع جَريب، وَهْوَ: قِطْعَة مِنَ الْأَرْضِ مَعْلومَةُ الذَّرْعِ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: هِىَ ساحَةٌ مُرَبَّعَةٌ، كُلُّ جانِبٍ مِنْها سِتُّونَ ذِراعًا، فَتَكونُ مساحَتُها ثَلاثَةَ آلافٍ وَسِتَّمائِةِ لَبنَةٍ (¬32). قَوْلُهُ: "الدِّياسُ لِلزَّرْعِ" (¬33) هُوَ اسْتِخْراجُ الْحَبِّ مِنَ السُّنْبُلِ مَعْروفٌ، وَأَصْلُهُ: مِنْ داسَ السَّيْىءَ بِرِجْلِهِ يَدوسُهُ دَوْسًا: إِذا وَطِئَهُ. [قَوْلُهُ: "جارِحَةً"] (¬34) جارِحَةُ الصَّيْدِ: قَدْ (¬35) ذُكِرَتْ. وَ "الْعُمْقُ" (¬36) هُوَ الْغَوْرُ فِى أسْفَل الْأَرْضِ. قَوْلُهُ: "تَعْيينُ الْحَرْفِ" (¬37) هُوَ الْوَجْهُ مِنْ وُجوهِ الْقِراءَةِ، كَقِراءَةِ أَبى عَمْرٍو، وَنافِع، وَمِنْهُ ¬

_ (¬28) فى المهذب 1/ 397: واختلف أصحابنا فى المعاليق كالقدر والسطحية، فمنهم من قال: يجوز، ومنهم من قال: لا يجوز. (¬29) فى الصحاح (سطح). (¬30) 1/ 21. (¬31) فى المهذب 1/ 397: وإن استأجر ظهرا للحرث لم يصح حتى يعرف الأرض؛ لأنه يختلف ذلك بصلابة الأرض ورخاوتها فإن كان على جريان لم يفتقر إلى العلم بالظهر؛ لأنه لا يختلف. (¬32) المصباح (جرب). (¬33) كذا فى خ وع وفى المهذب 1/ 397: وإن استأجر ظهرا للدياس لم يصح حتى يعرف الجنس الذى يداس. (¬34) من ع وفى المهذب 1/ 398: وإن استأجر جارحة للصيد لم يصح حتى يعرف جنس الجارحة. (¬35) قد: ليس فى ع. وانظر القسم الأول 231. (¬36) فى قوله: إن استأجر رجلا ليحفر له بئرا أو نهرا لم يصح العقد حتى يعرف الأرض. . . ويذكر الطول والعرض والعمق. المهذب 1/ 398. (¬37) وإن استأجر رجلا ليلقنه سورة من القرآن لم يصح حتى يعرف السورة. . . وهل يفتقر إلى تعيين الحرف؟ فيه وجهان. المهذب 1/ 398.

قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "أُنْزِلَ الْقُرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ" (¬38) قالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬39): الأَحْرُفُ: الْوُجوهُ وَالأَنْحاءُ الَّتى يَنْحوهَا [الْقُرّاءُ] (¬40)، يُقالُ: فِى حَرْفِ ابْنِ مَسْعودٍ كَذا، أَىْ: فِى وَجْهِهِ الَّذى يَنْحَرِفُ إِلَيْهِ مِنْ وُجوهِ الْقِراءةِ. قَوْلُهُ: "قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ رَشْحُهُ" (¬41) أَىْ: عَرَقُهُ، يُقالُ: رَشَحَ يَرْشَحُ -بِالْفَتْحِ- رَشْحًا. قَوْلُهُ: "يُمْكِنُ الشُّروعُ فيهِ" (¬42) أَىْ: الدُّخولُ فيهِ، وَابْتِداءُ الْعَمَل. وَأَصْلُهُ: الطَّريقُ إِلى الْماءِ. قَوْلُهُ: "يَتَعاقَبانِ عَلَيْهِ أَو اكْتَرى عَقَبَةً" أَىْ: نَوْبَةً، وَيَتَعاقَبانِ: يَتَناوَبانِ، فَيَرْكَبُ هَذا نَوْبَةً وَهَذا نَوْبَةً، وَاللَّيْلُ وَالنَّهارُ يَتَعاقَبانِ، أَىْ: يَجيىءُ أَحَدُهُما بِعَقِبِ الْآخَرِ. ¬

_ (¬38) انظر كتاب الأحرف السبعة للقرآن لأبى عمرو الدانى تح عبد المهيمن طحان. (¬39) فى الفائق 1/ 46. (¬40) خ: القراءة، والمثبت من ع والفائق. (¬41) فى المهذب 1/ 399: روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف رشحه" وانظر سنن البيهقى 6/ 121. (¬42) فى المهذب 1/ 499: وما عقد. . إن كان على عمل معين لم يجز إلا فى الوقت الذى يمكن الشروع فى العمل. (¬43) فى المهذب 1/ 400: فإن أكرى ظهرا من رجلين يتعاقبان عليه أو اكترى من رجل عقبة ليركب فى بعض الطريق دون بعض جاز.

ومن باب ما يلزم المتكاريين

وَمِنْ بابِ ما يَلْزَمُ الْمُتَكارِيَيْنِ قَوْلُهُ: "زِمامِ الْجَمَلِ وَالْبُرَةِ الَّتى فِى أَنفِهِ" (¬1) الزِّمامُ: الْخَيْطُ الَّذى يُشَدُّ فِى الْبُرَةِ، ثُمَّ يُشَدُّ فِى طَرَفِهِ الْمِقْوَدُ، وَقَدْ يُسَمَّى الْمِقْوَدُ زِمامًا (¬2). وَالْبُرَةُ: حَلْقَةٌ مِنْ نُحاسٍ أَو غَيْرِهِ، تُجْعَلُ فِى لَحْمِ أنْفِ الْبَعيرِ. وَقيلَ: إِنْ كانَتْ مِنْ صُفْرٍ، فَهِىَ بُرَةٌ وَإِنْ كانَتْ مِنْ شَعْرٍ، فَهِى خِزامَةٌ، وَإِنْ كانَتْ مِنْ خَشَب، فَهىَ خِشاشٌ (¬3). قَوْلُهُ: "إِشالَةُ [الْمَحْمِلِ] (¬4) وَحَطُّهُ" أَىْ: رَفْعُهُ عَلى ظَهْرِ الْجَمَلِ (¬5) وَحَطُّهُ: وَضْعُهُ عَلَى وَجْهِ (¬6) الْأَرْضِ، يُقالُ: أشَلْتُ الْجَرَّةَ فَانْشالَتْ (¬7) هِىَ، وَشُلْتُ بِالْجَرَّةِ أَشولُ بِها شَوْلًا: رَفَعْتُها (وَلا تَقُلْ: شِلْتُ) (¬8). قَوْلُهُ: "فارِغَةَ الْحُشِّ" (¬9) هُوَ: الْكَنيفُ، وَأَصْلُهُ: النَّخْلُ الْمُجْتَمِعُ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬10). ¬

_ (¬1) يجب على المكرى ما يحتاج إليه المكترى للتمكين من الانتفاع، كمفتاح الدار وزمام الجمل والبرة التى فى أنفه. . . المهذب 1/ 400. (¬2) الصحاح والمصباح (زمم). (¬3) فقه اللغة للثعالبى 258 والصحاح والمصباح (برو). (¬4) خ: الحمل، وفى المهذب 1/ 400: على المكرى إشالة المحمل وحطه، وسوق الظهر وقوده. (¬5) ع: على الظهر. (¬6) وجه: ليس فى ع. (¬7) ع: فشالت: تحريف. (¬8) ما بين القوسين ساقط من ع والمثبت من ح والصحاح (شول). (¬9) على المكرى تسليم الدار فارغة الْحُشَّ؛ لأنه مقتضى التمكين، فإنه امتلأ يد المتكرى ففى كسحه وجهان. . . إلخ المهذب 1/ 401. (¬10) 1/ 33.

قَوْلُهُ: "كَسْحِهِ" أَىْ: كَنْسِهِ، كَسَحْتُ الْبَيْتَ: كَنَسْتُهُ (¬11)، وَالْمِكْسَحَةُ: الْمِكْنَسَةُ. (قَوْلُهُ: "الْقُماشُ" (¬12)) هُوَ: ما يَجْتَمِعُ فِى الْبَيْتِ فَيُكْنَسُ (¬13)، وَأَصْلُ الْقَمْشِ: الْجَمْعُ مِنْ هُنا وَهَهُنَا، وَالْقُماشُ: مَتاعُ الْبَيْتِ أيْضًا. قَوْلُهُ: "عَلْفُ الظَّهْرِ" (¬14) بِإِسْكانِ اللّام: هُوَ الْمَصْدَرُ مِنْ عَلَفَ (¬15)، وَالْعَلَفُ بِالْفَتْحِ: هُوَ الاسْمُ لِما تُعْلَفُهُ الدّابَّةُ مِنَ الْحَشيشِ وَالشَّعيرِ وَغَيْرِهِ، كَالْقَبْضِ وَالْقَبَضِ، وَالسَّبْقِ وَالسَّبَقِ. وَالْمَحْمِلُ (¬16): وَاحِدُ مَحامِلِ الْحاجِّ- بِفَتْحِ الْميمِ الْأولَى وَكَسْرِ الثّانِيَةِ، كَالْمَوْضِعِ؛ لِأنَّهُ مَوْضِعُ الرُّكوبِ. وَالْمِحْمَلُ مِثالُ الْمِرْجَلِ: عِلاقَةُ السَّيْفِ، وَهُوَ: السَّيْرُ الَّذى يُقَلَّدُهُ (*) الْمُتَقَلِّدُ، قالَ امْرُؤ الْقَيْسِ (¬17): . . . . . . . . . . . . . ... حَتَّى بَلَّ دَمْعِى مِحْمَلى ذَكَرَهُ فِى الصَّحاحَ، وَفِى ديوانِ الْأدَبِ (¬18). وَالْمَحْمَلُ بِفَتْحِ الْميمَيْنِ: هُوَ الْمَصْدَرُ، مِثْلُ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: "لَا تَرُدُّوا الطِّيبَ فَإنَّهُ خَفيفُ الْمَحْمَلِ" (¬19). ¬

_ (¬11) ع: كسحت البئر: كنستها، والمثبت من خ والصحاح (كسح). (¬12) ع: والقماش. . . . وفى المهذب 1/ 401: لأنه حصل بِفعله فكان تنقيته عليه كتنظيف الدار من القماش. (¬13) ع: فيكنسه. (¬14) على المكرى علف الظهر وسقيه؛ لأن ذلك من مقتضى التمكين. المهذب 1/ 401. (¬15) مِنْ عَلَفَ: ساقط من ع. (¬16) كذا ذكره هنا فى خ وع وكان مقتضاه بعد ذكر الإشالة انظر تعليق 4. (*) ع: يتقلده والمثبت من خ والصحاح حمل. (¬17) ديوانه 9 وأشعار الشعراء الستة الجاهليين 30 وصدره: فَفَاضتْ دُموعُ الْعَيْنِ مِنَّى صَبابَةً ... عَلى النَّحْرِ. . . . . . . . . . (¬18) 1/ 299. (¬19) مسند الإمام أحمد 2/ 118، 123، 226، 250.

قَوْلُهُ: "لَا مُسْتَلْقِيًا وَلَا مُنْكَبًّا" (¬20) يُقالُ فِى اللُّغَةِ: اسْتَلْقَى عَلى قَفاهُ، وَانْكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ: نَقيضُهُ (¬21). وَفِى الْفِقْهِ، مَعْناهُ وَصُورَتُهُ -فِى قَوْلِ أَبِى إِسْحاقَ- الْمَكْبوبُ: أَنْ يُضَيَّقَ قَيْدُ الْمَحْمِلِ مِنْ مُؤَخَّرِ الْبَعيرِ، وَيُوَسَّعُ قَيْدُ الْمَحْمِلِ مِنْ مُقَدَّمِ الْبَعيرِ. وَالْمُسْتَلْقِى: أَنْ يُوَسَّعُ مُؤَخَّرُهُ وَيُضَيَّقَ مُقَدَّمُهُ. وَالْمَكْبوبُ: أَسْهَلُ عَلَى الْجَمَلِ، وَالْمُسْتَلْقِى: أَسْهَلُ عَلَى الرّاكِبِ. وَمِنْهُمْ مَنْ قالَ: الْمَكْبوبُ: أَنْ يُضَيَّقَ قَيْدُ الْمَحْمِلِ مِنْ مُقَدَّمِ الْمَحْمِلِ وَمِنَ الْمُؤَخَّرِ. وَالْمُسْتَلْقَى: أَنْ يُوَسِّعَهُما. قَوْلُهُ: "النُّزولُ لِلرَّوَاحِ" (¬22) يَعْنى: راحَةَ الدَّابَّةِ، وَقيلَ: السَّيْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ. قَوْلُهُ: "يَكْبَحُهُ بِالِّلجامِ" (¬23) كَبَحْتُ الدّابَّةَ: إِذا [جَذَبْتَها] (¬24) إِلَيْكَ بِاللِّجامِ لِتَقِفَ. قَوْلُهُ: "الْخُشونَةِ" (¬25) [الْخُشونَةُ] (¬26) فِى الطرَّيقِ: أَنْ يَكونَ فيها حِجارَةٌ أَوْ حَصًى، وَشِبْهُ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "عَلى طاقٍ (واحِدٍ، وَعَلى طاقَيْنِ") (¬27) الطّاقُ: الْعِطْفُ مِنْ أَعْطافِ الثَّوْبِ. وَالطّاقانِ: عِطْفان. وَالطَّاقُ أَيْضًا: ما عُطِفَ مِنَ الْأَبْنِيَةِ (¬28)، وَالْجَمْعُ: الطّاقاتُ وَالطِّيقانُ. وَيُقالُ: طاقُ نَعْلٍ [وَطاقَةُ] (¬29) رَيْحانٍ. ¬

_ (¬20) فى المهذب 1/ 402: وإن استأجر ظهرا للركوب ركب عليه لا مستلقيا ولا منكبا؛ لأن ذلك هو المتعارف. (¬21) انظر فقه اللغة للثعالبى 209. (¬22) إن اكترى ظهرا فى طريق العادةُ فيه النزول للرواح، ففيه وجهان. . . إلخ المهذب 1/ 402. (¬23) وإن اكترى ظهرا فله أن يضربه ويكبحه باللجام ويركضه بالرجل للاستصلاح المهذب 1/ 402. (¬24) خ: جريتها: تحريف، والمثبت من ع والصحاح (كبح). (¬25) إن اكترى ظهرا ليركبه فى طريق فله أن يركبه فى مثله وما دونه فى الخشونة. المهذب 1/ 402. (¬26) من ع. (¬27) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬28) ع: الآنية: تحريف. (¬29) خ: وطاق والمثبت من ع والصحاح (طوق) والنقل عنه.

قَوْلُهُ: " فَجاوَزَهُ" (¬30) أَىْ: (خَلَّفَهُ وَ) (¬31) تَعَدّاهُ إِلى غَيْرِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالى: {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا} (¬32) أَىْ: خَلَّفا. قَوْلُهُ: "عَلى حَسَبِ الْعادَةِ" (¬33) بِفَتْحِ السِّينِ، أَىْ: عَلى قَدْرِ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬34). ¬

_ (¬30) إن اكترى ظهرا ليركبه إلى مكان فجاوزه. . . لزمه المسمى وأجرة المثل المهذب 1/ 403. (¬31) ساقط من ع. (¬32) سورة الكهف آية 62. (¬33) فى المهذب 1/ 404: لو اكترى دارا وترك فيها متاعا وانقضت المدة لم يلزمه تفريغها إلا على حسب العادة فى نقل مثله. (¬34) 1/ 44.

ومن باب ما يوجب فسخ الإجارة إلى آخره

وَمِنْ بابِ ما يُوجِبُ فَسْخَ الإِجارَةِ إِلى آخِرِهِ قَوْلُهُ: "كَتَعَثُّرِ الظَّهْرِ" (¬1) أَىْ: سُقوطِهِ وَقْتَ الْمَشْىِ، وَأَنَّ ذَلِكَ عادَةً مِنْهُ، فيعَدُّ عَيْبًا. قَوْلُهُ: "فَوَجَدَهُ خَشينَ الْمَشْىِ" (¬2) أَىْ: يَمْشى بِعُنْفٍ وَشِدَّةٍ لَيْسَ بِالَّليِّنِ الْوَطِيىءِ. قَوْلُهُ: "وَإِنِ اكْتَرى دارًا فَتَشَعَّثَتْ" أَىْ: بَدَأَ بِها الْخَرابُ، مَأْخوذٌ مِنْ شَعَثِ الرَّأْسِ، وَهُوَ: اغْبِرارُه، وَانْتِشارُ شَعَرِهِ وَتَفَرُّقُهُ؛ لأنَّ أَجْزاءَها تَنْتَشِرُ وَتَتَفَرَّقُ عَنْ (¬3) تَأْليفِها، وَيَتَغَيَّرُ جَصُّها وَ "الْهَلاكُ الطَّارِىءُ" (¬4) هُوَ: الْحادِثُ. قَوْلُهُ: " [صَبِيًّا] فِى حجْرِهِ" (¬5) يُقالُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ: الْحُجورُ، وَهُوَ ما بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ (¬6). قَوْلُهُ. "فَإِذا عَدَلَ إِلى الضَّرْبِ" (¬7) أَىْ: مالَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬8). ¬

_ (¬1) العيب الذى يرد به ما تنقص به المنفعة: كتعثر الظهر فى المشى والعرج. . . إلخ. المهذب 1/ 405. (¬2) إذا اكترى ظهرا فوجده خشين المشى: لم يرد المهذب 1/ 405. (¬3) ع: مفرقة على. (¬4) فى المبيع أو فى بعضه. انظر المهذب 1/ 504. (¬5) خ: قوله: "نشأ فى حجره" والمثبت من ع وعبارة المهذب 1/ 407 وإن أجر صبيا فى حجره أو أجر ماله ثم بلغ فنيه وجهان. . . إلخ. (¬6) قال الفيومى: حجر الإنسان بالفتح، وقد يكسر: حضنه وهو ما دون إبطه إلى الكشح، وهو فى حجره، أى: فى كنفه وحمايته. المصباح (حجر). (¬7) إن استؤجر على تأديب غلام فضربه فمات: ضمنه؛ لأنه يمكن تأديبه بغير الضرب، فإذا عدل إلى الضرب كان ذلك تفريطا منه فلزمه ضمانه. (¬8) 1/ 99، 172.

[قَوْلُهُ] (¬9): "الْمَلَّاحُ" (¬10) الَّذى يَعْمَلُ فِى الْبَحْرِ. [قَوْلُهُ] (9): "يُهْرِقُ دَمًا" (¬11) أَىْ: يُريقُهُ، يُقالُ: هَراقَ وَأَراقَ، وَيُهَريقُ وَيُهْريقُ، بِالتَّحْريكِ وَالإِسْكانِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬12). قَوْلُهُ: "فَقَطَعَهُ قَباءً" (¬13) الْقَباءُ: ثَوْبٌ مَعْروف، وَهُوَ مُفَرَّجُ الْمُقَدَّمِ إِلى الْحَلْقِ (¬14)، لا يَحْتاجُ لابِسُهُ إِلى إدْخالِ رَأَسِهِ فيهِ، وَأَوَّلُ مَنْ لَبِسَهُ سُليمانُ [بْنُ دَاودَ] (9) عَلَيْهِ السَّلامُ، كانَ إِذا أَدْخَلَ رَأَسَهُ فِى الثِّيابِ كَنَّصَتِ الشَّياطينُ، أَىْ: حَرَّكَتْ أُنوفَها اسْتِهْزاءً بِهِ، يُقالُ: كَنَّصَ فُلانٌ فِى وَجْهِ صاحِبِهِ. ذَكَرَهُ فِى الْفائِقِ (¬15). قَوْلُهُ: "وَكَلامُها مَدْخولٌ" (¬16) أَىْ: يُمْكِنُ الدُّخولُ إلى نَقْضِهِ وَإِفْسادِهِ، يُقالُ: نَخْلُة مَدْخولَة، أَىْ: عَفِنَةُ الْجَوْفِ، وَدُخِلَ فِى جَوْفِهِ، فَهُوَ مَدْخولٌ. ¬

_ (¬9) من ع. (¬10) إن كان الأجير مشتركا، وهو الذى يعمل له ولغيره كالقصار الذى يقصر لكل أحد، والملاح الذى يحمل لكل أحد. . . إلخ. المهذب 1/ 408. (¬11) فى المهذب 1/ 409: إن استأجر رجلا ليحرم من دويرة أهله فأحرم دونه. . . قال فى القديم: يهرق دما وحجة تام. (¬12) 1/ 49. (¬13) إن دفع ثوبا إلى خياط فقطعه قباء. . . فالقول قول الخياط. (¬14) ع: من القدم الى الحلق: تحريف. (¬15) 3/ 283 وذكره الخطابى فى غريب الحديث 3/ 8. (¬16) فى قول أبى حنيفة: إن القول قول رب الثوب، وقول ابن أبى ليلى: إن القول قول الخياط، قال: وكلاهما مدخول. المهذب 1/ 410.

ومن باب الجعالة والسبق والرمى

وَمِنْ بابِ الجُعالَةِ وَالسَّبْقِ وَالرَّمْىِ (¬1) قَوْلُهُ تَعالَى: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} (¬2) أَىْ كَفيلٌ وَضَمينٌ (¬3)، وَالزَّعامَةُ: الْكَفالَةُ. قَوْلُهُ: "أَتَوْا حَيًّا مِنْ أَحْياءِ الْعَرَبِ فَلَمْ يُقْروهُمْ" (¬4) الْحَىُّ: الْقَبيلَةُ، وَاشْتِقاقُهُ مِنْ الْحَيَاةِ الَّتى هِىَ ضِدُّ الْمَوْتِ. وَقَوْلُهُ: "لَمْ يَقْروهُمْ" لَمْ يُضَيِّفوهُمْ، وَالْقِرى: إطْعامُ الضَّيْفِ النّازِلِ بِالإِنْسانِ، وَأَوَّلُ مَنْ سَنَّهُ إِبْراهيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوْلُهُ: "قَطيعَ شاءٍ" (¬5) أَىْ: قِطْعَةً وَطائِفَةً مِنَ الْغَنَمِ. قَوْلُهُ: "شَرَعَ فِى الْعَمَلِ" (¬6) يُقالُ: شَرَعْتُ فِى (¬7) الْأَمْرِ، أَىْ: خُضْتُ فيهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬8). ¬

_ (¬1) ع: ومن باب الجعالة. ثم ذكر باقى العنوان قبل "قوله: المناضلة" من كتاب السبق والرمى. (¬2) سورة يوسف آية 72. (¬3) غريب القرآن وتفسيره لليزيدى 186 وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة 220. (¬4) روى أبو سعيد الخدرى أن ناسا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتوا حيا. . . فبينما هم كذلك إذ لُدِغ سيد أولئك. . . إلخ الحديث. المهذب 1/ 411. (¬5) فى الحديث السابق: فقال القوم: هل فيكم من راق؟ فقالوا: لم تقرونا، فلا نفعل أو تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيع شاء. (¬6) يجوز لكل واحد مهما فسخ العقد، وإن فسخ رب المال. . . إن كان بعد ما شرع فى العمل: لزمه أجرة المثل لما عمل. المهذب 1/ 412. (¬7) ع: فى هذا الأمر. (¬8) 1/ 211.

قَوْلُهُ: "الْمُناضَلَةُ" (¬9) هِىَ الْمُراماةُ، وَناضَلْتُهُ، أَىْ: رامَيْتُهُ لِآخُذَ نَضْلَهُ، وَقالَ الْأزْهَرِىُّ (¬10): النِّضالُ: فِى الرَّمْىِ، وَالرِّهانُ: فِى الْخَيْلِ، وَهُوَ الَّذى يُوضَعُ فِى النِّضالِ، فَمَنْ سَبَقَ أَخذَهُ وَحَكى ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الْأَعرَابِىِّ قالَ: السَّبَقَ، وَالْخَطرُ، وَالنَّدَبُ، وَالْقَرَعُ، وَالْوَجَبُ، كُلَّهُ الذَّى يُوضَعُ فيهِ. قَوْلُهُ: "الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ" تَضْميرُ الْخَيْلِ: أَنْ [تُسْقَى الَّلبَنَ و] (¬11) تُعْلَفَ الْيابِسَ مِنَ الْعَلَفِ، وَتُجْرَى [فِى] (11) طَرَفَىِ النَّهارِ، تُتْرَكُ عَلى ذَلِكَ أَيّامًا، ثُمَّ يُسابَقُ بَيْنَها. وَقالَ الْهَرَوِىُّ (¬12): تَضْميرُها: أَنْ تُشَدَّ عَلَيْها سُروجُهَا (¬13)، وَتُجَلَّلَ بِالْأَجِلَّةِ حَتّى تَعْرَقَ تَحْتَها، فَيَذْهَبَ رَهَلُها، وَيَشْتَدَّ لَحْمُها (¬14). قَوْلُهُ: "ثَنِيَّةِ الْوَداعِ" الثَّنِيَّةُ: الْعَقَبَةُ، وَجَمْعُها: ثَنايَا، وَمِنْهُ: فُلانٌ طَلَّاعُ الثَّنايا، أَىْ [سَامٍ] (¬15) لِلْأمورِ. قَوْلُهُ: "مِنْ هَذِهِ الْقُدْرَةِ" (¬16) بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ [يَعْنِى: الْمَقْدورَ عَلَيْهِ، كَالدُّنْيا وَما فِيها مِمَّا خَلَقَ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعالى وَعَظَمَتِهِ، وَيُرْوَى: "الْقَذِرَةِ" بِفَتْحِ الْقافِ وَكَسْرِ الذالِ الْمُعْجَمَةِ، يَعْنِى بِهِ الدَّنِيىءَ، وَهُوَ الْأَشْهَرُ؛ لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَدْ سَمّاها فِى غَيْرِ هَذا الْمَوْضِعِ "أُمَّ دَفْرٍ" لِاسْتِقْذارِهِ إِيَّاهَا وَنَتْنِهَا] (¬17). ¬

_ (¬9) فى المهذب 1/ 412 تجوز المسابقة والمناضلة؛ لما روى ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل المضمرة منها، من الحفيا إلى ثنية الوداع. (¬10) فى الزاهر 409. (¬11) من ع. (¬12) فى الغريبين 2/ 198 خ. (¬13) ع: سُرُجُها. (¬14) وانظر النهاية 3/ 99. (¬15) خ: ساميا. والمثبت من ع وعبارة صحاح: إذ كان ساميا لمعالى الأمور. (¬16) فى المهذب 1/ 412: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنه حق عل الله أن لا يرتفع من هذه القدرة شيئ إلا وضعه" وانظر السنن الكبرى 10/ 17. (¬17) ما بين المعقوفين من ع وليس فى وليس فى خ.

وَكَذا (¬18) "ابْنُ الْأَدْرَعَ" (¬19): دالُهُ مُهْمَلَة، نَصَّ الْقَلْعِىُّ عَلَيْهِ (¬20)، وَهُوَ اسْمُ عَلَمٍ (¬21)، وَالْأَدْرَعُ فِى غَيْرِهِ: الَّذى يُخالِطُهُ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. قَوْلُهُ تَعالَى: {رِبَاطِ الْخَيْلِ} (¬22) هُوَ: مُرابَطَتُها وَمُلازَمَتُها ثَغْرَ الْعَدُوِّ. قَوْلُهُ: "لَيْسَ مِنَ الَّلهْوِ إِلَّا ثَلاثَةٌ" (¬23) أَىْ: لَيْسَ يَحِلَّ مِنَ اللَّهْوِ أَلَّا ذَلِكَ. وَ "أَهْلَهُ" أَرادَ: زَوْجَتَةُ. (قَوْلُهُ: "فَنِغمَةٌ كَفَرَها" أَىْ: جَحَدَها وَغَطَّى سَبيلَها، وَالتَّكْفيرُ: التَّغْطِيَةُ) (¬24). قَوْلُهُ: "صانِعَهُ الْمُحْتَسِبَ فيهِ الْخَيْرَ" هُوَ: الطّالِبُ، يُقالُ: فُلَانٌ يَحْتَسِبُ الْأَخْبارَ، أَىْ: يَطْلُبُها. قَوْلُهُ: "مُنَبِّلُهُ" أَىْ: مُعْطيهِ، يُقالُ: نَبَّلَةُ: إِذا أَعْطاهُ النَّبْلَ، وَفِى الْحَديثِ: "أَنَّهُ كانَ يُنَبِّلُ سَعْدًا إِذا رَمَى كُلَّمَا نَفِدَتْ نَبْلُة نَبَّلَهُ" (¬25) أَىْ: أَعْطاهُ أُخْرى. وَقالَ الطُّوَيْرِىُّ: قِيلَ: هُوَ الْمُلْتَقِطُ، وَقيلَ: الَّذى جَعَلَ الْحديدَةَ فِى رَأْسِهِ. ¬

_ (¬18) وكذا ليس فى ع. (¬19) ورد فى حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "ارمو وأنا مع ابن الأدرع * المهذب 1/ 412، والسنن الكبرى 10/ 17. (¬20) فى اللفظ المستغرب 204. (¬21) هو: محجن بن الأدرع الأسلمى صحابى جليل. مات فى خلافة معاوية. ترجمته فى طبقات ابن سعد 7/ 12، وتهذيب التهذيب 10/ 54، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 295. (¬22) سورة الأنفال آية 60. (¬23) فى المهذب 1/ 413: روى عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس من اللهو إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه بقوسه، ومن علمه الله الرمى فتركه رغبة عنه فنعمة كفرها، وإن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه المحتسب فيه الخير، والرامى، ومنبله" وانظر السنن الكبرى 10/ 13، 14. (¬24) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬25) انظر الفائق 2/ 404، والنهاية 5/ 10، وغريب الحديث 1/ 79، وإصلاح الغلط 65 - 67.

قَوْلُهُ: "فَهَشَّ لِذَلِكَ" (¬26) الْهَشاشَةُ: الإِرْتِياحُ وَالْخِفَّةُ لِلْمَعْروفِ، وَمَعْناهُ فَرِحَ وَاشْتَدَّ (¬27)، وَقَدْ هَشِشْتُ لِفُلانٍ، بِالْكَسْرِ، وَرَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ. قَوْلُهُ: "وَهُما مُتَكافِئانِ" (¬28) أَىْ: مُتَساوِيانِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬29) قَوْلُهُ: "لَا سَبَقَ إِلَّا فِى نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حافِرٍ" (¬30) السَّبْقُ -بِسُكونِ الْباءِ: مَصْدَرُ سَبَقَ يَسْبِقُ سَبْقًا وَالسَّبَقُ- بِتَحْريكِ الْباءِ: الْمالُ الَّذى يُسابَقُ عَلَيْهِ (¬31) وَالنَّصْلُ: لِلسَّهْمِ، وَالْخُفُّ: لِلإِبِلِ، وَالْحافِرُ: لِلْفَرَسِ وَالْبَغْلِ وَالْحِمارِ، وَالظِّلْفُ: لِسائِرِ الْبَهائِمِ، وَالْمِخْلَبُ: لِلطَّيْرِ، وَالظُّفْرُ: لِلإِنْسانِ (¬32). قَوْلُهُ: "كَالزَّبازِبِ وَالشَّذَواتِ" (¬33) الْواحِدُ: زَبْزَبٌ، ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ، وَهُما نَوْعانِ مِنَ السُّفُنِ صِغارٌ سَريعَةُ الْجَرْىِ خِفافٌ (¬34)، وَهُوَ مِنْ أَلْفاظِ الْعَجَمِ. ¬

_ (¬26) فى حديث عثمان - رضي الله عنه -: "راهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس له، فجاءت سابقة فهش لذلك وأعجبه" المهذب 1/ 413 وانظر السنن الكبرى 10/ 21. (¬27) ع: وَسُرٌ. (¬28) فى المهذب 1/ 413: فأما الفسخ والزيادة والنقصان، فإن كان قبل الشروع فيه أو بعد الشروع فيه وهما متكافئان: فلكل واحد منهما أن يفسخ. (¬29) 1/ 220. (¬30) فى المهذب 1/ 413: وتجوز المسابقة على الخيل والإبل بعوض، لما روى أبو هريرة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا سبق إلا فى. . ." وانظر السنن الكبرى 10/ 16، وسنن أبى داود 3/ 29، وسنن النسائى 6/ 226، وصحيح الترمذى 4/ 205. (¬31) انظر معالم السنن 2/ 255، وغريب الحديث للخطابى 1/ 521. (¬32) الفرق لقطرب 49 وللأصمعى 7، ولأبى حاتم 29، ولثابت 22، 23، وفقه الثعالبى 131. (¬33) فى المهذب 1/ 414 فى المسابقة على سفن الحرب: واختلفوا فى سفن الحرب كالزبازب والشذوات، فمنهم من قال يجوز. . . إلخ. (¬34) ع: خفاف وكبار. وذكر الخفاجى فى شفاء الغليل قول الشاعر: زبازب تحكى إذا سيرت ... عقارب تجرى على زيبق

وَالرّاناتُ (¬35): الْمَزَاريقِ (¬36). وَالصَّوْلَجانُ (¬37): مَعْروفٌ، يُضْرَبُ بِهِ الْكُرَةُ، عُودٌ أَعْوَجُ مُعَقَّفٌ. وَأَصْلُ الْكُرَةِ: كُرَوٌ، وَالْهاءُ عِوَضُ الْواوِ، وَتُجْمَعُ عَلى كُرينَ وَكِرينَ أَيْضًا بِالْكَسْرِ، وَكُراتٍ. قَوْلُهُ: "مُداحاةُ الأَحْجارِ" قالَ فِى الْفائِقِ (¬38): هِىَ أَحجارٌ أَمْثالُ الْقِرَصَةِ، يَحْفِرونَ حُفَيْرَةً، فَيَدْحونَ بِها إِلَيْها، فَمَنْ وَقَع حَجرُهُ فيها فَقَدْ قَمَرَ، وَالْحُفَيْرَةُ: هِىَ الأُدْحِيَّةُ، وَفِى حَديثِ أَبى رافِعٍ: "كُنْتُ أُلاعِبُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ بِالْمَداحِىِّ" (¬39) وَتُسَمَّى الْمَسَادِى، وَيَدْحُونَ، أَىْ: يُجْرونَها (¬40) عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. قَوْلُهُ: "الْمُذَرّعَ" (¬41) هُوَ الَّذى أَمُّهُ أَشْرَفُ مِنْ أَبيهِ، قالَ الْفَرَزْدَقُ (¬42): إِذا باهِلِىٌّ عِنْدَهُ حَنْظَلِيَّةٌ ... لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذَاكَ الْمُذَرَّعُ قالَ فِى الصَّحاحِ (¬43): يُقالُ: إِنَّما سُمِّىَ مُذَرَّعًا بِالرَّقْمَتَيْنِ فِى ذِراعِ الْبَغْلِ؛ لِأنَّهُما أَتَيَاهُ مِنْ ناحِيَةِ الْحِمارِ. وَ "الْمَحاضيرِ" جَمْعُ مِحْضارٍ، وَهُوَ: السَّريعُ فِى الْعَدْوٍ، وَالْحُضْرُ وَالإحْضارُ (¬44): الْعَدْوُ. ¬

_ (¬35) فى المهذب 1/ 414: وتجوز المسابقة على كل ماله نصل يرمى به كالحراب والرانات. (¬36) جع مزراق، وهو: الرمح القصير. (¬37) فى قوله: وأما كرة الصولجان ومداحاة الأحجار. . . فلا تجوز المسابقة عليه. المهذب 1/ 414. (¬38) 1/ 418. (¬39) الفائق 1/ 418، والنهاية 2/ 106. (¬40) ع: يحفرونها. (¬41) فى قول الشاعر: إن المذرع لا تغنى خؤوولته ... كالبغل يعجز عن شوط المحاضير (¬42) ديوانه 1/ 416 بيروت. (¬43) مادة (ذرع). (¬44) ع: الاحتضار تحريف.

وَالْعَتيقُ (¬45): الَّذى أَبَوَاهُ عَرَبِيّانِ. وَالْهَجينُ: الَّذى أَبوهُ عَرَبِىٌّ، وَأُمُّهُ أَعْجَمِيَّةٌ. قَوْلُهُ: "وَالْبُخْتِىُّ وَالنَّجيبُ" (¬46) الْبُخْتُ: جِنْسٌ مِنَ الِإبِلِ مَعْروفٌ بَطِيىءُ الْجَرْىِ، قيلَ: لا شِقْشِقَةَ لَهُ إِذا هَدَرَ. وَالنَّجيبُ: الْحَسَنُ الْخَلْقِ، السَّريعُ فِى الْمَشْىِ، وَمَعْناهُ: الْمُخْتارُ، انْتَجَبْتُ (¬47) الشَّيْىءَ: اخْتَرْتُه. وَالْبِرْذَوْنُ (¬48): فَرَسٌ عَجَمِىٌ مَعْروفٌ، وَهُوَ: الْقَصيرُ الْعُنُقِ، الثَّقيلُ فِى جِسْمِهِ، الْبَطيىءُ فِى جَرْيِهِ (¬49). قَوْلُهُ: "مَعْرِفَة جَوْهَرِهِما" (¬50) أَىْ: نَفاسَتِهِما وَجَوْدَةِ جَرْيِهِما. قَوْلُهُ: "الْمُجَلِّى" (¬51) وَهُوَ: الأوَّلُ، قالَ الْمُطَرِّزِىُّ (¬52): يَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ مِنْ جَلَّى (¬53) الْهُمومَ: إِذا فَرَّجَها وَكشَفَها. ¬

_ (¬45) يجوز أن يسابق بين العتيق والهجين لأن العتيق فى أول شوطه أحد وفى آخره ألين، والهجين فى أول شوطه ألين وفى آخره أحد. المهذب 1/ 414. (¬46) إن تباعد نوعان من جنس كالهجين والعتيق والبختى: لم تجز المسابقة عليهما. المهذب 1/ 414. (¬47) ع: انتخبت، وهو هو فى المعنى. (¬48) من البيت الذى أنشده الشيخ فى المهذب 1/ 415: إن البراذين إذا أجريتها ... مع العتاق ساعة أعييتها (¬49) تهذيب اللغة 15/ 55 واللسان (برذن 16/ 195) والمصباح (برذن) والألفاظ الفارسية المعربة 19. (¬50) ولا تجوز المسابقة إلا على مركوبين معينين؛ لأن القصد معرفة جوهرهما، ولا يعرف ذلك إلا بالتعيين. المهذب 1/ 415. (¬51) وإن جعل السَّبَق لبعضهم بأن جعله للمجلى والمصلى ولم يجعل للباقى جاز؛ لأن كل واحد منهم يجتهد أن يكون هو المجلى أو المصلى ليأخذ السبق. المهذب 1/ 415. (¬52) فى شرح المقامات. (¬53) ع: جلا.

وَالْمُصَلِّى: هُوَ الثّانِى؛ لِأنَّ جَحْفَلَتَهُ عَلى صَلى السّابِقِ، وَهِى: مَنْخِرُهُ. وَالصَّلوانِ: عَظْمانِ عَنْ يَمينِ الذَّنَبِ وَشِمالِهِ، قالَ (¬54): . . . . . . . . . . . . . ... تَلْقَ السَّوابِقَ [مِنّا] وَالْمُصَلِّينَا قَوْلُهُ: "تَعَلُّمِ الْفُروسِيَّةِ" يُقالُ: فارِسٌ عَلى الْخَيْلِ بَيِّنُ الْفُروسِيَّةِ، وَفارِسٌ بِالْعَيْنِ بَيِّنُ الْفِراسَةِ، أَىْ: جَيِّد التَّفَرُّسِ بَصيرٌ بِالْأَشْيَاءِ. وَالتّالى (¬56): التّابِعُ، تَلاهُ: إِذا تَبِعَهُ. وَالْبارِعُ: الْفائِقُ، يُقالُ: بَرَعَ الرَّجُلُ وَبَرُعَ أَيْضًا -بِالضَّمِّ- بَرَاعَةً، أَىْ: فاقَ أَصْحابَهُ بِالْعِلْمِ (¬57) وَغَيْرِهِ، فَهَوَ بارِعٌ. وَالْمُرْتاحُ: هُوَ مُفْتَعَلٌ مِنْ رَاحَ الْفَرَسُ يَرَاحُ راحَةً: إِذا تَحَصَّنَ، أَىْ: صارَ فَحْلًا، وَارْتاحَ أَيْضًا: إِذا نَشِطَ وَخَفَّ. وَالْحَظِىُّ: الَّذى لَهُ قَدْرٌ وَمَنْزِلَةٌ عِنْدَ صاحِبِهِ، يُقالُ: قَدْ حَظِىَ عِنْدَ الْأَميرِ وَاحْتَظَى بِهِ، وَأَحْظَيْتُهُ (¬58)، أَىْ: فَضَّلْتُهُ عَلَى غَيْرِهِ. ¬

_ (¬54) نهشل بن حرى النهشلى، كما فى الشعر والشعراء 424 وسمط اللآلى 235 غير أن ابن قتيبة نسبة لبشامة بن حزن الهشلى فى عيون الأخبار 1/ 190، وكذا نسبة الآمدى فى المؤتلف والمختلف، وكذا ذكره ابن السيد، وصححه السكرى بأنه بشامة بن حرىى. وذكر المبرد فى الكامل 145 أنه لأبى مخزوم من بنى نهشل بن دارم. وعن ابن الأعرابى أنه لحجى بن خالد بن محمود القيسى. وانظر خزانة الأدب 3/ 514 وحاشية تحقيق سمط اللآلى 235 وحاشية تحقيق الكامل 145 وصدره: إِنْ تُبْتَدَرْ غَايَةٌ يَوْمًا لمكْرُمَةٍ ... . . . . . . . . . . . . . (¬55) خ: فينا. (¬56) من قوله فى المهذب 1/ 415: وإن شرط للجميع وفاضل بينهم بأن قال: للمجلى وهو الأول مائة، وللمصلى وهو الثانى خمسون، وللتالى وهو الثالث أربعون، وللبارع وهو الرابع ثلاثون، وللمرتاح وهو الخامس عشرون، وللحظى وهو السادس خمسة عشر، وللعاطف وهو السابع عشرة، وللمؤمل وهو الثامن ثمانية، وللطيم وهو التاسع خمسة، وللسكيت وهو العاشر درهم، وللفسكل وهو الذى يجيىء بعد الكل نصف درهم، ففيه وجهان. (¬57) ع: فى العلم. (¬58) ع: واحتظيته، والمثبت من خ والصحاح (حظى) والنقل عنه.

وَالْعاطِفُ: أُخِذَ إِمّا مِنْ عَطفَ: إِذا كَرَّ، وَإِمّا مِنْ عَطَفَ: إِذا أَشْفَقَ، كَأَنَّ صاحِبَهُ يُشْفِق عَلَيْهِ. وَالْمُرْمِلُ: هُوَ الَّذى يَرْمُلُ وَيَعْدو، وَالرَّمَلُ: الْعَدْوُ وَالِإسْراعُ، وَفِى أكْثَرِ النُّسَخِ: "الْمُؤَمَّلُ" وَلا يُوصَفُ بِهِ الْفَرَسُ فِى اللُّغَةِ (¬59)، وَلَعَلَّهُ أُمِّلَ لِأَنْ يَسْبِقَ. وَاللَّطيمُ: الَّذى تَلْطِمُهُ النِّساءُ، لِتَأخُّرِهِ وَإِعْيائِهِ. وَالسُّكَيْتُ: مِثالُ الْكُمَيْتِ، وَهُوَ: آخِرُها، قال الْجَوْهَرِىُّ (¬60): وَقَدْ يُشَدَّدُ، فيقالُ: السُّكَّيْتُ، وَهُوَ: الْقاشورُ (¬61). وَاشْتِقاقُهُ مِنْ قُشِرَ، أَىْ: شُئِمَ (¬62)، لِمَجيئِهِ آخِرًا، وَالْقاشورُ: الشُّؤْمُ، وَالْقاشورُ: السَّنَةُ الْمُجْدِبَةُ، لِقِلَّةِ حَظِّهِ مِنَ السَّبَقِ. وَالسُّكَيْتُ: مُشْتَقٌّ مِنْ سَكَتَ، أَىْ: سَكَنَ، أَوْ مِنْ أَسْكَتَ، أَىِ: انْقَطَعَ، لِتَخْلُّفِهِ وَانْقِطاعِهِ , قالَ الشَّاعِرُ (¬63): قَدْ رابَنِى أَنَّ الْكَرِىَّ أَسْكَتَا أَىِ: انْقَطَعَ. وَقيلَ: إِنَّ هَذهِ أَسْماءُ خَيْلٍ كانَتْ فِى الْجاهِلِيَّةِ سُوبِقَ بَيْنَها، فَبَقِيَتْ عَلى أَسْمائِها. ¬

_ (¬59) أثبت كراع فى أسماء خيل الحلبة: المؤمل وأنشد لبعضهم: وَتَرى الْمُؤَمَّلَ وَهْوَ ثامِنُها لَهُ ... نَهْتٌ وَيَتْبَعُهُ أَغَرُّ مُلَطُّمُ المنتخب 764 وقال الفيومى عن نسخة من التهذيب أنه روى عن ابن الأنبارى هذه الحروف وصححها. . . ومنها المؤمل. المصباح 708 وأيضا ذكره الإسكافى فى مبادئ اللغة 129. (¬60) الصحاح (سكت). (¬61) قال بعده: والفسكل. وفى المخصص 6/ 178: أبو عبيد: القاشور: الذى يجيىء فى الحلبة آخر الخيل، وهو الفسكل. وذكره فى الصحاح (قشر) وقال: وهو الفسكل والسكيت أيضا. (¬62) ع، خ شتم: تصحيف. (¬63) فى الصحاح قال الراجز، من غير نسبة، وكذا لم ينسبه فى اللسات (سكت - هيت) وبعده: لَوْ كانَ مَعْنِيًّا بِنَا لَهَيَّتا

وَالْفِسْكِلُ، وَيُقالُ لَهُ: فسْكولٌ بِالضَّمِّ وسِينٍ مُهْمَلَةٍ، وَفِسْكَوْلٌ بِكَسْرِ الْفاءِ وَفَتْحِ الْكافِ. وَسُمِّىَ الْمُحَلِّلُ مُحَلِّلًا؛ لِأَنَّ بِدُخولِهِ يَحِلُّ السَّبَقُ، وَلا يَكونُ قِمارًا. وَالسَّبَقُ- بِفَتْحِ الْباءِ: هُوَ الْمالُ، وَبِإِسْكانِها: الْمَصْدَرُ. وَ "الْقِمارُ" (¬64) مُعْروفٌ، يُقالُ: قَمَرْتُهُ أَقْمِرُهُ -بِالْكَسْرِ- قَمْرًا: لاعَبْتَهُ فيهِ فَغَلَبْتَهُ. قَوْلُهُ: "فَإِذا أَتَيْتَ الْميطَانَ" (¬65) هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذى يُوَطَّنُ فيهِ؛ لِتُرْسَلَ مِنْهُ الْخَيْلُ فِى السِّباقِ، وَهُوَ أَوَّلُ الْغايَةِ. وَالْمِيدَاءُ وَالْمِيتَاءُ: آخِرُ الْغايَةِ، وَالْغايَةُ: هِىَ الَّتى يَنْتَهِى إِلَيْها جَرْيُهما. قَوْلُهُ: "وَلَا يُجْلَبُ وَراءَهُ" (66) وَ "مَنْ أجْلَبَ عَلى الْخَيْلِ" (¬66) أَىْ: يُصَوَّتُ، وَالْجَلَبَةُ: كَثْرَةُ الْأَصْوَاتِ. "الشَّنَّ" (¬67) قِرْبَةٌ بالِيَةٌ. قَوْلُهُ: "الْكَتَدِ" (¬68) يُقالُ بِفَتْحِ التّاءِ وَكَسْرِها، وَهُوَ الْكاهِلُ: ما بَيْنَ أَصْلِ الْعُنُقِ وَالظَّهْرِ، وَهُوَ: مُجْتَمَعُ الْكَتِفَيْنِ وَ [هُوَ] (¬69) مِنَ الْخَيْلِ: مَكانَ السَّنامِ مِنَ الْبَقَرِ. ذَكَرَهُ فِى الشّامِلِ. ¬

_ (¬64) فى قوله: القصد من دخول المحلل: الخروج من القمار. المهذب 1/ 416. (¬65) فى قول على - رضي الله عنه - لسراقة بن مالك: فإذا أتيت الميطان فصف الخيل ثم ناد ثلاثا هل مصلح للجام. . إلخ المهذب 1/ 416. (¬66) هما قولان فى المهذب، وعبارته: ولا يجلب وراءه؛ لما روى ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أجلب على الخيل يوم الرهان فليس منا" وفى ع: ولا يجلب وراءه من أجلب على الخيل، أى: صوت. خلط بين القولين. (¬67) فى قوله: أو يحرك وراءه الشن ليستحث به السبق. المهذب 1/ 416. (¬68) فى المهذب 1/ 417: فإن تساوى المركوبان فى طول العنق اعتبر السبق بالعنق أو بالكتد. (¬69) من ع.

قَوْلُهُ: "ساخَتْ قَوَائِمُهُ فِى الْأرْضِ" أَىْ: نَزَلَتْ فيها مِنْ رَخاوَتِها. قَوْلُهُ: "وَلا يَجوزُ إلّا عَلى رِشْقٍ" (¬70) الرِّشْقُ -بِكَسْرِ الرّاءِ: هُوَ عَدَدُ الرَّمْىِ. وَيُقالُ: الْوَجْهُ [مِنَ الرَّمْىِ] (¬71) "وَأَمَّا الرَّشْقُ -بِفَتْحِ الرّاءِ- فَهُوَ: الرَّمْىُ نَفْسُهُ، تَقولُ: رَشَقْتُ رَشْقًا، أَىْ رَمَيْتُ رَمْيًا. قَوْلُهُ: "مَدَى الْغَرَضِ" (¬72) الْمَدَى: الْغايَةُ. يُقالُ: قِطْعَةٌ (¬73) مِنَ الْأرْضِ [قَدْرُ] (¬74) مَدَى الْبَصَرِ، وَقَدْرُ [مَلأ] (¬75) الْبَصَرِ أَيْضًا عَنْ يَعْقوبَ (¬76). وَالْغَرَضُ: هُوَ الَّذى يُنْصَبُ لِيُرْمَى. قالَ فِى الْبَيانِ: الْجَرِبْدُ: هُوَ الطَّوْقُ الَّذى يَكونُ حَوْلَ الْجِلْدِ، وَالْهَدَفُ: كُلُّ شَيْىْءٍ مُرْتَفِع مِنْ بِناءٍ أَوْ كَثيبِ رَمْل، أَوْ جَبَلٍ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْغَرَضُ. وَقيلَ: الْغَرَضُ: ما نُصِبَ فِى الْهَواءِ. وَالْخزْقُ- بِالزّاىِ: مِثْلُ الْخَسْقِ (¬77)، وَالْخاسِقُ: هُوَ الْمُقَرْطِسُ، وَالْقِرْطاسُ: مَا يُنْصَبُ فى الْهَدَفِ لِلرَّمْىِ. ذَكَرَهُ فِى دِيوانِ الْأَدِبِ (¬78). [قوله: "الحوابى" (¬79)] الْحَوابِى (¬80): جَمْعُ حَابٍ، وَالْحابِى مِنَ السِّهامِ، الَّذى يَقَعُ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَزْحَفُ إِلى الْهَدَفِ. ¬

_ (¬70) فى المهذب 1/ 417: ولا يجوز إلا على رشق معلوم، وهو: العدد الذى يرمى به. (¬71) خ وع: الوجه واليد: تحريف وانظر غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 19، وللخطابى 1/ 616، والمغيث 1/ 763، والصحاح والمصباح (رشق). (¬72) فى المهذب 1/ 418: ولا يجوز إلا أن يكون مدى الغرض معلوما. (¬73) ع: قطعت: تحريف. (¬74) ساقط من خ وع والمثبت من الصحاح والنقل عنه. (¬75) خ: مدى والمثبت من ع والصحاح. (¬76) انظر تهذيب إصلاح المنطق 30. (¬77) فى المهذب 1/ 418: ويجب أن تكون صفة الرمى معلومة من القرع، وهو: أصابة الغرض، أو الخزق، وهو: أن يثقب الشق أو الخسق، وهو الذى يثقبه ويثبت فيه. . . إلخ (¬78) انظر 2/ 481، والعين 5/ 250، 4/ 148، والمحكم 4/ 385 والصحاح والمصباح (خسق- خزق). (¬79) من ع (¬80) الحوابى: ليس فى ع، وفى المهذب 1/ 418: اختلف أصحابنا فى بيان حكم الإصابة أنه مبادرة أو محاطة أو حوابى.

يُقالُ: حَبَا الصَّبِىُّ يَحْبو: إِذا زَحَفَ أَوَّلَ ما يَمْشِى عَلَى اسْتِهِ وَبَطْنِهِ، وَهَذا مَأَخوذٌ مِنْهُ. قَوْلُهُ: "فَقَدْ فَلَجَ" (¬81) أَىْ: غَلَبَ، يُقالُ: فَلَجَ خَصْمَهُ , أَىْ: غَلَبَةُ. قَوْلُهُ: "فَقَدْ نَضَلَ" (¬82) أَىْ: غَلَبَ بِالْمُناضَلَةِ، وَهِىَ: الْمُرامَاةُ. [قَوْلُهُ: "الْحِزْبَيْنِ"] (79) الْحِزْبُ: الْجَماعَةُ، وَتَحَزَّبوا، أَىْ: تَجَمَّعوا، وَقَدْ ذُكِرَ. ¬

_ (¬81) فى المهذب 1/ 419: فإن رمى سهما وأصاب فقد فلح. (¬82) فى المهذب 1/ 419: إن أصاب الأول تسعة من تسعة عشر وأصاب الآخر ثمانية من تسعة عشر، فرمى البادئ سهما فأصاب فقد نضل.

[ومن باب بيان الإصابة والخطإ فى الرمى]

[وَمِنْ بابِ بَيانِ الْإصابَةِ وَالْخَطَإِ فِى الرَّمْىِ] [قَوْلُهُ: "إلَى فُوقِهِ" (79)] الْفوقُ: مَوْضِعُ الْوَتَرِ مِنَ السَّهْمِ، وَهُوَ: الْفَرْضُ الْمَحْزوزُ (¬83). قَوْلُهُ: "تَرَكَ الرَّمْىَ لِلدَّعَةِ" (¬84) هِىَ: السُّكونُ وَالرّاحَةُ. قَوْلُهُ: "فَعارَضَهُ عارِضٌ" (¬85) أَىْ: مَنَعَهُ. وَالْمُعارَضَةُ: أنْ يَعْتَرِضَ لَهُ شَيْىءٌ دونَ ما يُريدُ، فَيَمْنَعُهُ. قَوْلُهُ: "يَتَقايَسا" (¬86) يُقالُ: قِسْتُ الشَّيْىءَ بِالشَّيْىءِ، أَىْ: قَدَّرْتَهُ عَلى مِثالِهِ، وَيُقالُ: بَيْنَهُما قِيسُ رُمُح، بِالْكَسْرِ. [قَوْلُهُ (¬87): "الْمُزْدَلِفُ"] (79) ازْدَلَفَ السَّهْمُ، أَىْ: اقْتَرَبَ، وَأَصْلُهُ: التّاءُ، فَأُبْدِلَتْ دَالًا. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ ارْتَفَعَ عَنِ الْأَرْضِ بِشِدَّةِ (¬88) وَقْعِهِ عَلَيْها، فَأصابَ الْغَرضَ. قالَ فِى الشّامِلِ: الْمُزْدَلِفُ أَنْ يَقَعَ دونَ الْغَرَضِ عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَثِبُ إِلَى الْغَرَضِ. ¬

_ (¬83) فى العين 5/ 225: الفوقُ: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوتر. (¬84) ع: قوله "للدعة". وفى المهذب 1/ 423: وإن أراد أحدهما أن يؤخر الرمى للدعة. . . إلخ. (¬85) فإنى رمى فعارضه عارض فعثر به السهم وجاوز الغرض ولم يصب، ففيه وجهان. . إلخ المهذب 1/ 422. (¬86) حكى عن بعض الرماة أنهما إذا أصابا أعلى الغرض لم يتقايسا، قال: والقياس: أن يتقايسا؛ لأن أحدها إقرب إلى الغرض من الآخر، فأسقط الأقرب الأبعد. . . إلخ المهذب 1/ 420. (¬87) المزدلف إنما أصاب الغرض بحدة رمية. المهذب 1/ 421. (¬88) ع: لشدة.

قَوْلُهُ: "الْكُسَعِىُّ" (¬89) هُوَ مُحارِبُ بْنُ قَيْسٍ، مِنْ بَنِى كُسَيْعَةَ (¬90)، قالَهُ حَمْزَةُ (¬91). وَقالَ غَيْرُهُ: هُوَ مِنْ بَنِى كُسَع، ثُمَّ مِنْ بَنى مُحارِبٍ، بَطْنٍ مِنْ حِمْيَرَ، وَاسْمُهُ غامِدُ (¬92) بْنُ الْحارِثِ، وَمِنْ قَوْلِهِ: نَدِمْتُ نَدَامَةً لَوْ أَنَّ نَفْسِى ... تُطاوِعُنِى إِذَنْ لَقَطَعْتُ خَمْسِى تَبَيَّنَ لِى سَفاهُ الرَّأْىِ مِنِّى ... لَعَمْرُ أَبيكَ حينَ كَسَرْتُ قَوْسِى قَوْلُهُ: "قَدْ يُشَوِّشُ الرَّمْىَ" (¬93) التَّشْويشُ. التَّخْليطُ وَالتَّغْييرُ. ¬

_ (¬89) فى المهذب 1/ 421: حكى أن الكسعى كان راميا. . إلخ. (¬90) كذا فى ع وخ، وغريب الخطابى 2/ 216، واللسان (كسع) وفى الدرة الفاخرة 2/ 407: كسعة، ولعله تحريف. (¬91) فى الدرة الفاخرة 2/ 407. (¬92) ع: عامر، وانظر رغبة الآمل 2/ 407، والفاخر 90، وجمهرة الأمثال 2/ 324، ومجمع الأمثال 2/ 348، والمستقصى 1/ 386. (¬93) ع: قوله: "تشوش" وخ: قوله: فيشوش الرمى، وهو قريب من عبارة المهذب، وهى: لأن العارض قد يشوش الرمى، فيقصر عن الغرض.

ومن [كتاب] إحياء الموات

وَمِنْ [كِتابِ] (¬1) إحْياءِ الْمَوَاتِ الْمَوَاتُ: الأَرْضُ الَّتى لَا مالِكَ لَها مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَلَا يَنْتَفِعُ بِهَا أَحَدٌ. قَوْلُهُ: "وَما [أَكَلَهُ] (¬2) العَوَافِى هُوَ (¬3): جَمْعُ عافِيَةٍ، وَهِىَ: الْوَحْشُ وَالسِّباعُ وَالطَّيْرُ (¬4)، مَأْخْوذ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَفَوْتُ فُلانًا أَعْفوهُ: إِذا أَتَيْتَهُ تَطْلُبُ مَعْروفَهُ. يُقالُ: فُلانٌ كَثيُر الْعافِيَةِ وَالْغاشِيَةِ، أَىْ: يَغْشاهُ السُّؤَّالُ وَالطّالِبونَ. (قَوْلُهُ: بادَ أَهْلُهُ" (¬5) " أَىْ: هَلَكوا، بادَ الشَّيْىْءُ يَبيدُ بَيْدًا وَبُيُودًا: هَلَكَ، وَأَبادَهُمُ اللهُ، أَىْ: أَهْلَكَهُمُ) (¬6). قَوْلُهُ: "عادِىُّ الْأَرْضِ" (¬7) مَنْسوبٌ إلى عادٍ، الْأُمَّةِ الْمَعْروفَةِ، وَيُسْتَعْمَلُ فِى الشَّيْىءِ الْقَديمِ. قَوْلُهُ: ["كَالْمُتحَجِّرينَ" (¬8)] الْمُتَحَجِّرُ: هُوَ الَّذى يَشْرَعُ فِى الإحْياءِ وَيَبْتَدِىءُ (¬9)، مَأَخوذٌ مِنَ الْحَجْرِ، وَهُوَ: الْمَنْعُ. ¬

_ (¬1) خ: باب. (¬2) خ: أكلته، وفى المهذب 1/ 423: روى جابر أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر وما أكله العوافى فهو له صدقة". (¬3) هو: ليس فى ع. (¬4) قال أبو عبيد: وبيان ذلك فى حديث آخر: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان أو دابة أو طائر أو سبع إلا كانت له صدقة. غريب الحديث 1/ 298. (¬5) فى المهذب 1/ 423 وأما الموات الذى جرى عليه الملك وباد أهله ولم يعرف مالكه، ففيه ثلاثة أوجه. . . إلخ. (¬6) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬7) فى المهذب 1/ 423: روى طاوس أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "عادى الأرض لله ولرسوله ثم هى لكم بعد". (¬8) خ: كالمتحجر والمثبت من ع، وعبارة المهذب 1/ 423: وإن قاتل الكفار عن أرض، ولم يحيوها، ثم ظهر المسلمون عليها. . . لا يجوز أن تملك بالإحياء، بل هى غنيمة بين الغانمين؛ لأنهم لما منعوا عنها صاروا فيها كالمتحجرين فلم تملك بالإحياء. (¬9) يبتدى: ساقط من ع.

قَوْلُهُ: " [كَحَريمِ] (¬10) الْبِئرِ" هُوَ ما يَحْرُمُ الانْتِفاعُ بِهِ حَوْلَها، وَهُوَ فَعيلٌ مِنَ الْحَرامِ. قَوْلُهُ: "وَفِناءِ الدّارِ" هُوَ ما امَّتَدَّ مِنْ جَوَانِبِها، وَالْجَمْعُ أَفْنِيَةٌ. وَسورُ الدارِ وَالْمَدينَةِ: ما يُحيطُ بهِا. قَوْلُهُ: "الرِّحابُ وَالشَّوارِعُ" (¬11) الرِّحابُ: جَمْعُ رَحْبَةٍ، وَهِىَ: السّاحَةُ الْواسِعَةُ، وَالرَّحْبُ: الْواسِعُ مِنْ كُلِّ شَيْىءٍ، وَالشَّوارِعُ: جَمْعُ شارِعٍ، وَهُوَ: الطرَّيقُ الْأَعظَمُ فِى الْبَلَدِ. قَوْلُهُ: "مَوَتان الْأَرْضِ للهِ" (¬12) الْمَوَتانُ (¬13) -بِالتَّحْرِيكِ- خِلافُ الْحَيَوَانِ، يُقالُ: اشْتَرِ الْمَوَتانَ وَلا تَشْتَرِ الْحَيَوَانَ، أَىْ: اشْتَرِ الْأَرْضَ وَالدّورَ، وَلَا تَشْتَرِ الدَّوَابَّ وَالرَّقيقَ. وَقالَ الْفَرّاءُ: الْمَوَتانُ مِنَ الْأرْضِ: الَّذى لَمْ يُحْىَ بَعْدُ، وَأَمّا الْمُوتانُ- بِضَمِّ الْميمِ وَسُكونِ الْوَاوِ، فَالْمَوْتُ الذَّرِيعُ (¬14). وَالْمَوْتانُ- بِفَتْح الْميمِ وَسُكونِ الْوَاوِ: عَمَى الْقَلْبِ: يُقالُ: رَجُلٌ مَوْتَانُ الْقَلْبِ: إِذا كانَ لَا يَفهَمُ. قَوْلُهُ: "مُرَاحًا وَحَظيرَةً" (¬15) الْمَرَاحُ -بِالْفَتْحِ- هُوَ: مَوْضِعُ الرَّوَاحِ (¬16). وَالْمُرَاحُ- بالضَّمِّ: مَوْضِعُ الاسْتِراحَةِ. وَقَدْ يَكونُ الْمَضْمومُ أَيْضًا مَوْضِعَ (¬17) ¬

_ (¬10) خ: حريم والمثبت من ع وعبارة المهذب: وما يحتاج إليه لمصلحة العامر من المرافق كحريم البئر وفناء الدار. . . لا يجوز إحياؤه. (¬11) ما بين العامر من الرحاب والشوارع ومقاعد الأسواق لا يجوز تملكه بالإحياء. المهذب 1/ 423. (¬12) فى المهذب 1/ 424: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "موتان الأرض لله ولرسوله ثم هى لكم منى". (¬13) الموتان: ساقط من ع. (¬14) عن الصحاح (موت) وانظر غريب الحديث 3/ 262 , والمغيث 3/ 238، والفائق 3/ 392، والنهاية 4/ 371. (¬15) فى المهذب 1/ 424: فإن أراد مراحا للغنم أو حظيرة للشوك والحطب بنى الحائط ونصب عليه الباب. (¬16) الرواح: ساقط من ع. (¬17) ع: موضعا بدل موضع الرواح.

الرَّوَاحِ، إِذا أَخَذْتَهُ مِنْ أَراحَ المْاشِيَةَ: إِذا آوَاهَا، فَإنَّ الْمَوْضِعَ مِنْ أَفْعَلَ مَضْمومُ الْميمِ. وَالْحَظيرَةُ: ما يُحيطُ بِالشَّيىْءِ، وَأَصْلُهُ: الْحَظْرُ، وَهُوَ: الْمنْعُ؛ لِأَنَّها تَمْنَعُ مِنَ الدُّخولِ وَالْخُروجِ. قَوْلُهُ: "كَمَرَافِقِ الْمَمْلوكِ" هُوَ: ما يُرْتَفَقُ (¬18) بِهِ، أَىْ: يُنْتَفَعُ بِهِ مِمّا حَوْلَهُ (¬19) وَجَوانِبَهُ، وَاحِدُها مَرْفِقٌ، بِفَتْحِ الْميمِ وَكَسْرِ الْفاءِ، وَأَمّا الْمَرْفَقُ - بِالْفَتْحِ فيهِما: فَالمَصْدَرُ مِنْ ذَلِكَ (¬20). قَوْلُهُ: "يَعْمَلَ لَها مُسَنَّاةً" (¬21) قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬22): الْمُسَنّاةُ: الْعَرِمُ، وَفَسَّرَ الْعَرِمَ أَنَّهُ السِّكْرُ الَّذِى يَجْتَمِعُ فيهِ الْماءُ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكونَ هُنَا: الْكُومَ (¬23)؛ إذْ قالَ فِى الْوَسِيطِ: وَيَجْمَعُ حَوَالَيْهَا (¬24) التُّرابَ. قَوْلُهُ: "مِنَ الْبَطائِحِ" (¬25) بَطائِحُ النَّبَطِ: بَيْنَ الْعِراقَيْنِ، وَهِىَ: أَرْضٌ نَزَّةٌ، لَا يَزالُ فِيها الْماء، وَيُزْرَعُ فِيها الْأَرُزُّ. قالَ الْمُطرِّزِىُّ (*): هِىَ بَيْنَ وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ: ماءٌ مُسْتَنْقَعٌ لَا يُرى طَرَفاهُ مِنْ سَعَتِهِ، وَهُوَ مَغيضُ دِجْلَةَ وَالْفُراتِ، سُمِّىَ الْمَوْضِعُ بِها؛ لِانْبِطاحِ الْماءِ عَلَيْهِ. ¬

_ (¬18) ع: يرفق. (¬19) ع: حواليه. (¬20) انظر العين 5/ 149، ومعانى القرآن للفراء 1/ 136، ومعانى القرآن للأخفش 2/ 394، ومجاز القرآن 1/ 395 وإصلاح المنطق 121، والصحاح (رفق) وتهذيب اللغة 9/ 212. (¬21) فى المهذب 1/ 424: وإن أراد للزراعة فأن يعمل لها مسناة ويسوق الماء إليها من نهر أو بئر. (¬22) الصحاح (سنو). (¬23) خ: السوم ولا معنى لها هنا، والمثبت من ع. (¬24) ع: حولها. (¬25) فى المهذب 1/ 424: فإن كانت الأرض من البطائح فأن يحبس عنها الماء. (*) فى شرح المقامات لوحة 84

[قَوْلُهُ: "الْقارِ"] (¬26) قَدْ ذَكَرْنا ألْقارَ (¬27)، وَأَنَّهُ أَسْوَدُ لَزِجٌ تُعْمَلُ بِهِ السُّفُنُ (¬28). قَوْلُهُ: "مُلْقَى الطِّينِ" (¬29) حَيْثُ يُلْقَى. وَما يَخْرُجُ مِنْهُ مِنَ التِّقْنِ" بِالتّاءِ باثْنَتَيْنِ مِن فَوْقِها، وَبِالْقافِ وَالنّونِ، وَهُوَ: ما يَجْتَمِعُ مِنَ الْحَمْأَةِ وَغَيْرِها، لُغَةٌ بَغدادِيَّةٌ. ذَكَرَهُ فِى الْمُجْمَلِ (¬30). قَوْلُهُ: "عَطَنٌ لماشِيَتِهِ" (¬31) الْعَطنُ: حَيْثُ تُبْرَكُ الِإبِلُ بَعْدَ الشُّرْبِ الأَوَّلِ، وَهُوَ: النَّهَلُ، لِتُعادَ إلى الشُّرْبِ الثّانِى، وَهُوَ: الْعَلَلُ. قَوْلُهُ: "الْقَليبِ الْعادِيَّةِ" (¬32) الْقَليبُ: الْبِئْرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَقالَ [أَبُو عُبَيْدٍ] (¬33): هِىَ الْبِئْرُ الْعادِيَّةُ الْقَديمَةُ، وَ"الْبَديءُ" هِىَ الَّتى ابْتُدِىءَ حَفْرُها (¬34). وَقالَ الْجَوْهَرِىُّ: الْبَدْءُ وَالْبَدىءُ: الْبِئْرُ الَّتى حُفِرَتْ فِى الِإسْلام، وَلَيْسَتْ بِعادِيَّةٍ. "فَإِنْ حَفَرَ حُشًّا" (¬35) ذُكِرَ (¬36). ¬

_ (¬26) من ع: وفى المهذب 1/ 424: ويملك ما يتبع فيها من الماء والقار وغير ذلك. (¬27) ع: قد ذكر القار. (¬28) 1/ 247. (¬29) فى المهذب 1/ 424: ويملك بالإحياء ما يحتاج إليه من المرافق كفناء الدار. . . وحريم النهر وهو ملقى الطين وما يخرج منه من التقن. . . إلخ. (¬30) الذى فى المجمل 149: التَّقْنُ: الطين والحمأة. هـ. (¬31) فى المهذب 1/ 424: روى عبد الله بن المغَفّل أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من احتفر بئرًا فله أربعون ذراعا حولها عطن لماشيته". (¬32) عن سعيد بن المسيب قال: من السنة أن حريم القليب العادية خمسون ذراعا. المهذب 1/ 425. (¬33) ع وخ: أبو عبيدة، والمثبت من الصحاح (قلب) والنقل عنه، وهو كذلك فى غريب الحديث 4/ 398، 399. (¬34) غريب الحديث 4/ 398، 399. (¬35) فى المهذب 1/ 425 فإن حفر حشا فى أصل حائطه لم يمنع منه؛ لأنه تصرف فى ملكه. (¬36) 1/ 66.

قَوْلُهُ: "مَشْرَعَةِ ماءٍ" (¬37) هِىَ الطَّريقُ إلى الْمَاءِ، وَكَذا الشَّريعَةُ، وَهِىَ (¬38) مَوْرِدُ الشّارِبَةِ. وَالشَّريعَةُ: ما شَرَعَ اللهُ تعالى لِعِبادِهِ مِنَ الدِّينِ: مَأَخوذٌ مِنْ هَذَا. قَوْلُهُ: "النِّفْطُ وَالْمومِياءُ" (¬39) قَدْ ذُكِرَ النِّفْطُ، وَأَنَّهُ دُهْنٌ كَريهٌ (¬40) شَديدُ الْحَرَارَةِ، تُسْتَخْرَجُ مِنْهُ النّارُ، كَريهُ الرّائِحَةِ. وَالْمومِيَاءُ: دَواءٌ لِلْجِراحاتِ وَتَجْبيرِ الْمَفاصِلِ، يُخرَجُ مِنَ الْحِجارَةِ (¬41). قَوْلُهُ: "هَايَأَ الإِمامُ بَيْنَهُما" (¬42) جَعَلَ لِهذا نَوْبَةً وَلِهذَا نَوْبَةً، مَأَخوذٌ مِنْ هَيَّأتُ: إِذا أَصْلَحْتَ. قَوْلُهُ: "لَا مَزِيَّةَ لِأَحَدِهِمَا عَلى الْآخَرِ" قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬43): الْمَزِيَّةُ: الْفَضيلَةُ، يُقالُ: لَهُ عَلَيْهِ مَزِيَّةٌ، وَلَا يُبْنَى مِنْهُ فِعْلٌ. قَوْلُهُ: "يَأْخُذَانِ لِلْحاجَةِ" (¬44) الْحاجَةُ هَا هُنا: الْفَقْرُ. قَوْلُهُ: "إِلى نَيْلِهِ" (¬45) هُوَ: مَا يُتَناوَلُ مِنْهُ بِالْيَدِ، وَيُقالُ: نَالَ يَنالُ نَيْلًا: إِذا أَصابَ خَيْرًا. ¬

_ (¬37) فى المهذب 1/ 425:كما لو وقف فى طريق ضيق أو مشرعة ماء. . . إلخ. (¬38) ع: وهو. (¬39) من سبق فى الموات إلى معدن ظاهر وهو الذى يوصل إلى ما فيه من غير مؤنة كالماء والنفط والمومياء والبرام والملح والكحل: كل أحق به. المهذب 1/ 425. (¬40) كريه: ليس فى ع. (¬41) قال الفيومى: المومياء: لفظة يونانية وهو دواء يستعمل شربا ومروخا وضمادا، المصباح (موم). (¬42) فى المهذب 1/ 425: فإن سبق اثنان وضاق المكان وتشاحا، فإن كان يأخذان للتجارة: هايأ الإمام بينهما، فإن تشاحا فى السبق أقرع بينهما؛ لأنه لا مزية لأحدهما على الآخر. (¬43) الصحاح (مزى). (¬44) إن كانا يأخذان للحاجة. . . يقرع بينهما. المهذب 1/ 425. (¬45) إن سبق الى معدن باطن وهو الذى لا يوصل اليه الا بالعمل والمؤنة كمعدن الذهب والفضة والحديد والرصاص والياقوت والفيروز ج فوصل الى نيله: ملك ما أخذه. المهذب 1/ 425.

قَوْلُهُ: "فَوَصَلَ إِلى الْعِرْقِ" (¬46) أَىْ: إِلى أَصْلِهِ وَمَوْضِعِ ابْتِدائِهِ، مَأْخوذٌ مِنْ عِرْقِ الشَّجَرَةِ فِى الْأرْضِ. قَوْلُهُ: "مِنْ بارِيَّةٍ وَثَوْبٍ" (¬47) الْبارِيَّةُ: شَيْىْءٌ يُتَظَلَّلُ بِهِ: سَقيفٌ (¬48) مِنْ حُوصٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَيُقالُ: بارِيَّةٌ، وَبورِىٌّ -بِالتَّشْديد- وَبارِياءُ. ثَلَاثُ لُغاتٍ. خُصَّ الْأَعْمَى بِاسْمِ الضَّريرِ، وَإِنْ كانَتِ الْعاهاتُ وَالْعِلَلُ كُلُّها مَضَارٌّ؛ لِأنَّ الْعَمَى أَعْظَمُ الْمَضَارِّ وَأَتْعَبُها. ¬

_ (¬46) إن تباعد إنسان عن حريمه وحفر معدنا فوصل الى العرق: لم يمنع من أخذ ما فيه. . . إلخ المهذب 1/ 426. (¬47) وله أن يظلل بما لا ضرر به على المارة من بارية وثوب. . . وإن أراد أن يبنى دكة: منع؛ لأنه يضيق الطريق ويعثر به الضرير وبالليل البصير. (¬48) ع: صفيق: حريف.

من باب الإقطاع والحمى

مِنْ بابِ الإِقْطاع وَالْحِمَى الِإقْطاعُ: مَأْخوذٌ مِنَ الْقَطْعِ، كَأَنَّهُ يَقْطَعُ لَهُ قِطْعَة مِنَ الْأَرْضِ. وَالْحِمَى: الْمَكانُ الْمَحْمِىُّ الْمَمْنوعُ (¬1)، حَماهُ يَحْميهِ: إِذا مَنَعَهُ، يُقالُ: حَمَى الْمكانَ حِمًى بِالْقَصْرِ، وَحامَى (¬2) مُحاماةً وَحِماءً بِالْمَدِّ، فَيجُوزُ قَصْرُ الْحِمى وَمَدُّهُ، وَالْأَشْهَرُ الْقَصْرُ فيهِ. قَوْلُهُ: "أَقطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ" (¬3) الْحُضْرُ وَالْعَدْوُ (¬4) وَالْجَرْىُ: بِمَعْنًى، أَقامَ الْمَصْدَرَ مُقامَ الاسْمِ، وَمَعْنَاهُ: مَوْضِعُ حُضْرِ فَرَسِهِ (¬5). قَوْلُهُ: "مِلْحَ الْمَأْرِبِ" (¬6) بِالْهَمْزِ. وَ"الْماءُ الْعِدُّ" هُوَ الَّذِى لا تَنْقَطِعُ مادَّتُهُ، كَماءِ الْبِئْرِ وَالْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ: الْأَعْدادُ. وَأَرادَ أَنَّهُ أَقطَعَهُ مَا يَسْتَضِرُّ النّاسُ بِمَنْعِهِ، كَما يَسْتَضِرُّونَ بِمَنْعِ الْماءِ. ("الْكَلأُ" مَقْصورٌ مَهْموزٌ: الْمَرْعى، وَقَدْ ذَكِرَ (¬7)). ¬

_ (¬1) ع: والممنوع. (¬2) ع: وحاماه، وفى الصحاح (حمى): وحاميت عنه محاماة وحماء. (¬3) روى ابن عمر أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أقطع الزبير حضر فرسه، فأجرى فرسه حتى قام، ورمى بسوطه، فقال: "أعطوه من حيث وقع السوط". (¬4) ع: الحضر: العدو. . . إلخ تحريف. (¬5) تهذيب اللغة 4/ 200، والنهاية 1/ 398. (¬6) روى ثابت بن سعيد عن أبيه عن جده أبيض بن حمال أنه استقطع النبى - صلى الله عليه وسلم - ملح المأرب، فأقطعه إياه، ثم إن الأقرع بن حابس قال: يا رسول الله إنى قد وردت الملح فى الجاهلية، وهو بأرض ليس بها ملح، ومن ورده أخذه وهو مثل الماء العد بأرض. . . إلخ. المهذب 1/ 426. والمأرب: مدينة باليمن من بلاد الأزد فى آخر جبال حضر موت. وانظر معجم البلدان 5/ 34 - 38. (¬7) ما بين القوسين ساقط من ع. وفى المهذب 1/ 427: ولا يجوز لأحد أن يحمى مواتا؛ ليمنع الإحياء وروعى ما فيه من الكلأ.

قَوْلُهُ: "حَمَى النَّقيعَ" (¬8) باِلنّونِ: هُوَ مَوْضِعٌ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلى أَمْيالٍ (¬9)، يَسْتَنْقِعُ فيهِ الْماءُ، وَأَمَّا الْبَقيعُ بِالْباءِ، فَمَقْبَرَةُ الْمدينَةِ عَلى بابِ الْبْلَدِ (¬10). النُّجْعَةُ- بِضَمِّ النّونِ: طَلَبُ الْمَرْعَى. قَوْلُهُ: "فَأطْرَقَ عُمَرُ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ (¬11) ". قالَ يَعْقوبُ (¬12): أَطْرَقَ الرَّجُلُ (¬13): إِذا سَكَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ. وَأَطْرَقَ، أَىْ: أَرْخَى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ إِلى الْأَرْضِ. قَوْلُهُ. "اضْمُمْ جَناحَكَ" (¬14) الْجَناحُ: عِبارَةٌ عَنِ الْيَدِ، أَىْ: أَمسِكْ يَدَكَ وَلَا تَمْتَدّ (¬15) إِلى ضَرَرِ مُسْلِمٍ؛ لِأَنَّ الْجَناحَ هُوَ يَدْ الطّائِرِ. وَقالَ الشَّيخُ أَبو حامِدٍ: أَىْ: تَوَاضَعْ لَهُمْ. وَقيلَ: مَعْناهُ: اتَّقِ الله؛ لِأَنَّ ضَمَّ الْجَناحِ: هُوَ تَقْوَى اللهِ، فَكَأَنَّهُ قالَ: اتَّق الله فِى الْمُسْلِمينَ. قَوْلُهُ: "رَبَّ الصُّرَيْمَةِ" (¬16) هِىَ: تَصْغيرُ صِرْمَةٍ، وَهِىَ: الْقِطْعَةُ مِنَ الِإبِلِ نَحْوُ الثَّلاثين (¬17). ¬

_ (¬8) روى ابن عمر أن النبى - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع لخيل المسلمين. المهذب 1/ 427. (¬9) يقال على عشرين فرسخا، ويقال خمسين، وانظر المغانم المطابة 415، ومعجم البلدان 1/ 305، 302، والنهاية 3/ 362. (¬10) المغانم المطابة 61، 62، ومعجم البلدان 1/ 473. (¬11) أتى أعرابى من أهل نجد عمر، فقال: يا أمير المؤمنين بلادنا قاتلنا عليها فى الجاهلية وأسلمنا عليها فى الإسلام، فعلام تحميها؟ فأطرق. . . المهذب 1/ 473. (¬12) المشوف المعلم 484، والنقل عن الصحاح (طرق). (¬13) الرجل: ساقط من ع. (¬14) فى وصية عمر - رضي الله عنه - لمولاه هنى حين استعمله على الحمى: "أضم جناحك عن الناس، واتق دعوة المظلوم". (¬15) ع: ولا تمددها. (¬16) فى وصية عمر - رضي الله عنه - لهنى: "وإن رب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلك ما شيتها فيأتيانى فيقولا: يا أمير المؤمنين، أفتاركهم أنا لا أبالك" المهذب 1/ 427. (¬17) عن الصحاح (صرم) وقال الخطابى: قال أبو زيد: الذود من الإبل: من بين الثلاثة إلى العشرة، والصرمة: ما بين العشرة إلى الأربعين، فإذا بلغت ستين فهى الصدعة، والهجمة: أولها أربعون إلى ما زادت، وهنيدة: المائة فقط. غريب الحديث 1/ 88.

"وَالْغُنَيْمَةُ" ما بَيْنَ [الْأَرْبَعينَ] (¬18) وَالْمِائَةِ مِنَ الشَّاءِ. وَالْغَنَمُ: ما تَفَرَّدَ بِها راعٍ عَلى حِدَةٍ (¬19)، وَهِىَ: ما بَيْنَ الْمِائَتَيْنِ إِلى أربَعِمِائَةٍ. ذَكَرَهْ الأَزْهَرِىُ (¬20). قَوْلُهُ: "وَإِيَّاكَ وَنَعَمَ بْنِ عَفّانَ وَنَعَمَ بْنِ عَوْفٍ" لا تُدْخِلْها (¬21) الْحِمَى، فَإِنَّهُما غَنِيّانِ، لَا يَضُرُّهُما هَلاكُ نَعَمِهِما. قَوْلُهُ: لَا أَبا لَكَ" ظاهِرُهُ الذَّمُّ، وَالْقَصْدُ بِهِ (¬22): التَّحْريضُ عَلى الشَّيْىءِ، كَأنَّهُ قالَ: لَا أبا لَكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ، وَلَا يَجوزُ تَنْوينُهُ؛ لِأنَّهُ مُضَافٌ، وَاللَّامُ مُقْحَمَةٌ، تَقْديرُهُ: لَا أَباكَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ النَّحْوِيُّونَ (¬23). ¬

_ (¬18) خ: أربعين. (¬19) ع: راعٍ واحد. (¬20) فى الزاهر 257. (¬21) ع: أى: لا تدخلها. (¬22) به: ساقط من ع. (¬23) انظر شرح المفصل 2/ 104 - 106.

ومن باب حكم المياه

وَمِنْ بابِ حُكْمِ الْمِياهِ أَصْلُ الْماءِ: مَاهٌ -بِالْهاءِ، بِالْهاءِ , فَأُبْدِلَتْ هَمْزَةً؛ لِأَنَّها أَقْوَى عَلى الْحَرَكَةِ (¬1)، يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ: ظُهورُها فِى الْجَمْعِ فِى مِياهٍ وَأمْوَاهٍ، وَفِى التَّصْغيرِ: مُوَيْهٌ. قَوْلُهُ: "يَلْزَمُهُ بَذْلُهُ" (¬2) هُوَ إِعْطاوهُ لِغَيْرِهِ مَجّانًا بِغَيْرِ عِوَض. قَوْلُهُ: "فَضْلَ الْماءِ" (¬3) الْفَضْلُ: الزَّائِدُ الَّذى يَفْضُلُ عَنْهُ، وَيَزيدُ عَنْ حاجَتِهِ. قَوْلُهُ: "يَسْتَخْلِفُ، وَلا يَسْتَخْلِفُ" (¬4) أَىْ: يَأْتى بِشَيْىءٍ آخَرَ عَقيبَ ذَهَابِهِ، مِنَ الْخَلْفِ، وَهُوَ نَقيضُ الْقُدام، وَقَدْ ذُكِرَ (¬5). قَوْلُهُ: "يَنْبُعُ" (¬6) فيها ثَلاثُ لُغاتٍ: يَنْبُعُ، وَيَنْبَعُ، وَيَنْبعُ (¬7). ¬

_ (¬1) ع: حركة. (¬2) ع: قوله: "بذله" وعبارة المهذب 1/ 438: فى الفاضل عن الحاجة، قال أبو عبيد بن حرب لا يلزمه بذلة كما لا يلزمه بذل الكلأ للماشية. (¬3) خ: قوله: "لا تمنعوا فضل الماء" وعبارة المهذب 1/ 428: روى إياس بن عمرو أن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "فهى عن بيع فضل الماء". والمثبت من ع. (¬4) ولا يستخلف: ليس فى ع وفى المهذب 1/ 428: الكلأ لا يستخلف عقيب أخذه والماء يستخلف عقيب أخذه. (¬5) 1/ 201. (¬6) فى المهذب 1/ 428: وأما المباح فهو الذى ينبع فى الموات فهو مشترك بين الناس. (¬7) المثلث ذو المعنى الواحد للبعلى 158. والقاموس (نبع).

قَوْلُهُ: "فِى شِرْب" (¬8) الشِّرْبُ (¬9) -بِالْكَسْرِ: النَّصيبُ، وَبالضَّمِّ: الْمَصْدَرُ، قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} (¬10) وَقالَ فِى الْمَصْدَرِ: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} (¬11). قَوْلُهُ: "الْأَرَضونَ" بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَلا يَجوزُ إِسْكانُها، وَلا يَجوزُ أَنْ تُجْمَعَ عَلَى الْأَراضِى؛ لِأَنَّ أَفْعَلٍ جَمْعُ أَفعَلٍ، كَأَحْمَدَ وَأَحامِدَ، وَلَكِنْ تُجْمَعُ عَلَى أَرَضينَ أَوْ آراضٍ أَوْ آرُضٍ، نَصَّ عَلَيْهِ ابْنُ بَابْشاذَ. وَقالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬12): أَراضِى جَمْعُ آرُضٍ جَمْعُ الْجَمْعِ. قَوْلُهُ: "تَنازَعا فِى شِراجِ الْحَرَّةِ" (¬13) الشِّرَاجٌ: جَمْعُ شَرْجٍ، وَهِى: الْأَماكِنُ الَّتى يَسيلُ إِلَيْها الْماءُ مِنَ الْحَرَّةِ إلى السَّهْلِ. وَالحَرَّةُ: حِجارَةٌ سودٌ، الواحِدُ: شَرْجٌ بِالإِسْكانِ. قَوْلُهُ: "أَنْ كانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ " بِالْفَتْحِ، أَىْ: لِكَوْنِهِ ابْنَ عَمَّتِكَ حَكَمْتَ لَهُ؟ قَوْلُهُ: "حَتَّى يَبْلُغ إِلَى الْجَدْرِ" قالَ فِى الْفائِقِ (¬14): الْجَدْرُ: ما رُفِعَ مِنْ أَعْضادِ الْمَزْرَعَةِ لِيُمْسِكَ الْماءَ كَالْجِدارِ. قالَ: (وَالشِّراجُ: جَمْعُ شَرْجَةٍ أَوْ شَرْج، وَهُوَ: الْمَسيلُ) (¬15) وَالرِّوايَةُ: بِالدّالِ الْمُهْمَلَةِ. ¬

_ (¬8) روى عبادة بن الصامت أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قضى فى شرب نهر من سيل أن للأعلى أن يشرب قبل الأسفل ويجعل الماء فيه إلى الكعب ثم يرسله إلى الأسفل الذى يليه كذلك حتى تنتهى الأرضون. المهذب 1/ 428. (¬9) الشرب: ليس فى ع. (¬10) سورة الشعراء آية 155. (¬11) سورة الواقعة آية 55. (¬12) الصحاح (أرض) وعبارته زعم أبو الخطاب أنهم يقولون: أرض وآراض مثل أهل وآهال: والأراضى أيضا على غير قياس، كأنهم جمعوا آرُضا. وعلق عليه ابن برى بأن صوابه أن يقول: جمعوا أرضى مثل أرطى، وأما آرض فقياس جمعه: أوارض. (¬13) روى أن الزبير ورجلا من الأنصار. . . . التى يسقى بها النخل، فاختصما إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال للزبير: "اسق أرضك ثم أرسل الماء إلى أرض جارك" فقال الأنصارى: أن كان ابن عمتك يا رسول الله؟ فتلون وجه النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا زبير اسق أرضك واحبس الماء إلى أن يبلغ الجذر". (¬14) 2/ 237. (¬15) ما بين القوسين ساقط.

وَقالَ الْخَطّابِىُّ (¬16): بِالذّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ: أَصْلُ الْجِدارِ. قَوْلُهُ: "فِى اسْتِنْباطِ عَيْن" (¬17) الاسْتِنْباطُ: الاسْتِخْراجُ، يُقالُ: أَنْبَطَ الْحافِرُ: إِذا أخْرَجَ الْماءَ قالَ اللهُ تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (¬18) أَىْ: يَسْتَخرِجونَهُ. قَوْلُهُ: "الْمُهَايَأَةِ" (¬19) هَيَّأْتُ الْأَمْرَ: أَصْلَحْتَهُ، وَلَعَلَّهُ أُخِذَ مِنْ هَذا، كَأَنَّهُما اصْطَلَحا عَلى ذَلِكَ وَقَدْ ذُكِرَ (¬20). قَوْلُهُ: "رَسْمٌ بِشْربٍ" (¬21) اْلرَّسْمُ: الْأَثَرُ، يُقالُ: رَسْمُ الدّارِ، وَرَسْمُ الْبِناءِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬22)، وَذُكِرَ الشِّربُ آنِفًا. ¬

_ (¬16) فى أعلام الحديث 1169 وعبارته: الْجَدْر: الجدار، يريد: جِذْم الجدار الذى هو الحائل بين جدر المشارات، وقد رواه بعضهم "حتى يبلغ الْجَذْرَ" بالذال معجمة، يريد: مبلغ تمام الشرب، من جذر الحساب، هكذا رواه الليث بن المظفر، والأصح هو الأول. وانظر غريب الحديث لأبى عبيد 2/ 4، والنهاية 1/ 246. (¬17) إن اشترك جماعة فى استنباط عين اشتركوا فى مائها. المهذب 1/ 428. (¬18) سورة النساء آية 83 وانظر معانى القرآن 1/ 279، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة 132، وغريب القرآن لليزيدى 122. (¬19) فى المهذب 1/ 428: فإن أرادوا سقى أراضيهم بالمهايأة يوما يوما جاز. (¬20) 1/ 116. (¬21) فإن أراد أن يأخذ الماء ويسقى به أرضا أخرى ليس لها رسم بشرب من هذا النهر منع منه المهذب 1/ 429. (¬22) 1/ 274.

ومن [كتاب] اللقطة

وَمِنْ [كِتابِ] (¬1) اللُّقَطَةِ اللُّقْطَةُ -بِالإسْكانِ: الْمالُ الْمَلْقوطُ , وَبِفَتْحِها: اسْمُ الرَّجُلِ الْمُلْتَقِطِ، عِنْدَ الْخليلِ (¬2)، كَقَوْلِهِمْ: هُمَزَةٌ وَضُحَكَةٌ. وَقالَ الْأَصْمَعِىُّ، وَالْفَرّاءُ، وَابْنُ الْأَعْرابِىِّ: هُوَ اسْمُ الْمالِ الْمَلْقوطِ (¬3). وَقالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬4): اللُّقَطَةُ: بِفَتْحِ الْقافِ، وَالْعامَّةُ تُسْكِنُها. وَأَصْلُها (¬5): مِنْ لَقَطَ الشَّيْىءَ وَالْتَقَطَهُ: إِذا أَخَذَهُ مِنَ الْأَرْضِ، وَأَصْلُ فُعَلَةٍ فِى الْكَلامِ اسْمٌ لِلْفاعِلِ (¬6)، وفَعْلَةٍ: اسْمٌ [لِلْمَفْعولِ] (¬7) غَيْرَ أَنّ كَلامَ الْعَرَبِ جاءَ فِى [اللُّقَطَةِ] (¬8) عَلى غَيْرِ قِياس (¬9) وَأَجْمَعَ أَهْلُ اللُّغَةِ، وَرُوَاةِ الْأَخْبارِ عَلى أَنَّ اللُّقَطَةَ: الشَّيْىءُ الْمُلْتَقَطُ. ذَكَرَهُ الْأزْهَرِىُّ (¬10). قالَ ابنُ عَرَفَةَ: الالْتِقاطُ: وُجودُ الشَّيْىْءِ مِنْ غَيْر طَلَبٍ. قَوْلُهُ: "الْحُرُّ الرَّشيدُ" (¬11) هُوَ الَّذى يَفْعَلُ الرَّشادَ، وَهُوَ: ضِدُّ الْغَىِّ وَالْفَسادِ، وَيَتَحَرَّى الصَّوابَ وَيَتَجَنَّبُ الْخَطَأَ. ¬

_ (¬1) خ: باب. (¬2) فى العين 5/ 100 وذكره أبو موسى المدينى فى المغيث 3/ 140. (¬3) المجموع المغيث 3/ 140، والنهاية 4/ 264. (¬4) فى الفائق 1/ 391. (¬5) ع: وأصله. (¬6) ع: اسم الفاعل. (¬7) خ: المفعول. (¬8) خ: اللقط: تحريف. (¬9) ذكره الأزهرى فى الزاهر 264. (¬10) السابق. وانظر إصلاح المنطق 429، وجمهرة اللغة 3/ 113، ونوادر أبى زيد 229، واللسان (لقط 9/ 268. (¬11) إِذا وجد الحر الرشيد لقطة يمكن حفظها وتعريفها، كالذهب والفضة والجواهر والثياب، فإن كان ذلك فى غير الحرم: جاز التقاطه للتملك. المهذب 1/ 429.

قَوْلُهُ: "فِى طَريقٍ مِئْتاءٍ" (¬12) أَىْ: مَسْلوكٍ، مِفْعالٌ (*) مِنَ الإِتْيانِ، قالَ شِمْرٌ: مِئْتاءُ (¬13) الطرَّيقِ، وَميداءُهُ: مَحَجَّتُهُ، وَمِنْهُ الْحَديثُ: "لَوْلا أَنَّهُ طَريقٌ مِئْتاءٌ لَحَزِنَّا عَلَيْكَ يا إِبْراهيمُ" (¬14). "وَلا يُعْضَدُ شَجَرُها" (¬15) لا يُقْطَعُ، قَدْ ذُكِرَ (¬16). قَوْلُهُ: "اعْرِفْ عِفاصَها وَوِكاءَها" (¬17) الْعِفاصُ: جِلْدٌ يُلْبَسُهُ رَأَسُ الْقارورَةِ، وَأَمَّا الَّذى يُدْخَلُ فِى فِيها فَهُوَ الصِّمامُ. قالَ أَبو عُبَيْدٍ (¬18): هُوَ الْوِعاءُ الَّذى تَكونُ فيهِ النَّفَقَةُ، إِنْ كانَ جِلْدًا أَوْ خِرْقَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، وَأَصْلُهُ: الْأوَّلُ (¬19). الْوِكاءُ: مُفَسَّرٌ فِى الْكِتابِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ أَوْكَيْتُ: إذا شَدَدْتُ، وَفِى الْحديثِ: "لا تُوكِى فَيُوكِى الله عَلَيْكِ" (¬20). ¬

_ (¬12) سئل - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة، فقال: "ما كان منها فى طريق مئتاء فعرفها حولا" المهذب 1/ 429، وغريب الحديث 2/ 204، والفائق 1/ 21، والنهاية 1/ 22، والرواية من غير همز. قال ابن سيده: إلا أن المراد الهمز، ورواه أبو عبيد فى المصنف بغير همز "فيعالا" لأن فيعالا من أبنية المصادر وميتاء ليس مصدرا، إنما هو صفة فالصحيح فيه إذن: ما روه ثعلب وفسره. وقد همزه ثعلب وفسره بأنه الطريق العامر. انظر اللسان (أتى 14/ 14). (*) ع: مفعول: تحريف. (¬13) كذا هو فى خ: مهموز. وهو بغير همز فى التهذيب 14/ 353، والغريبين 1/ 13، والصحاح (أتى) وغيرها. (¬14) غريب الحديث 2/ 204، والفائق 1/ 21، وابن الجوزى 1/ 9، والنهاية 1/ 22. (¬15) فى حديث مكة: "لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرف" المهذب 1/ 429. (¬16) 1/ 200. (¬17) سئل - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة، فقال: "أعرف عفاصها ووكاءها وعرفها سنة" المهذب وسنن أبى داود 2/ 135. (¬18) فى غريب الحديث 2/ 201. (¬19) وأصله الأول: ساقط من ع. (¬20) المجموع المغيث 3/ 448، والنهاية 5/ 223.

"مالًا لَهُ قَدْرٌ" (¬21) أَىْ: عظيمٌ كَثيرٌ، يُقالُ: فُلانٌ لَهُ قدْرٌ عِنْدَ النّاسِ، أَىْ: مَنْزِلَةٌ وَدَرَجَةٌ، قالَ اللهُ تَعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (¬22) أَىْ: مَا عَظَّموهُ حَقَّ عَظَمَتِهِ. قَوْلُهُ: "يَنْشُدُ ضالَّةً" (¬23) أَىْ يَطْلُبُها، نَشَدْتُ الضّالَّةَ: طَلَبْتُها، وَأَنْشَدْتُها (¬24): دَلَلْتُ عَلَيْها. وَأَصْلُ النَّشيدِ: رَفْعُ الصَّوْتِ، وَمِنْهُ: نَشيدُ الشِّعْرِ (¬25)، وَهُوَ: رَفْعُ الصَّوْتِ بِهِ، وَأَمّا نَشَدْتُكَ بِاللهِ (¬26)، فَمَعْناهُ: سَأَلْتُكَ بِاللهِ. قَوْلُهُ: "الشَّيْىءِ التّافِهِ" (¬27) هُوَ: الْحَقيرُ الْيَسيُر، وَفِى الْحَديثِ فِى (¬28) الْقُرْآنِ: "لا يَتْفَه وَلا يَتَشانُّ" (¬29). قَوْلُهُ: "وَإِلّا فَشَأْنَكَ بِها" (¬30) الشَّأْنُ: الْأمْرُ وَالْحالُ، وَمَعْناهُ: أَمْرُها إِلى اخْتِيارِكَ وَمُرادِكِ، قالَ الله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (¬31). ¬

_ (¬21) فى قوله: فإن كان ما لا له قدر يرجع من ضاع منه فى طلبه: لزمه أن يعرفه سنة. المهذب 1/ 430. (¬22) سورة الأنعام آية 91. (¬23) فى المهذب 1/ 430: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا ينشد ضالة فى المسجد فقال له: "لا وجدت". (¬24) ع: وأنشدته: دللته. عليها. وفى الفرق بين فعل وأفعل من نشد ذكر فى العين 6/ 243، وغريب الحديث لأبى عبيد 2/ 133، وللخطابى 1/ 405، 2/ 89، وتصحيح الفصيح 1/ 186. (¬25) ع: السفر. (¬26) ع: نشدتك الله. (¬27) فى حديث عائشة - رضي الله عنها -: "ما كانت اليد تقطع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الشيئ التافه" المهذب 1/ 430. (¬28) ع: وفى الحديث يصف القرآن. (¬29) غريب الحديث 3/ 153، 4/ 55، والفائق 1/ 152، والنهاية 1/ 192. (¬30) فى حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "فإن جاء صاحبها وإلا فشأنك بها" المهذب 1/ 430. (¬31) سورة الرحمن آية 29.

قَوْلُهُ: "وَإِنْ وَجَدَ ضالَّةً" ضَلَّ الشَّيْىءُ، أَىْ: ضاعَ وَهَلَكَ، والضّالَّةُ: الْبَهيمَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّها تَهْلِكُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} (¬32) أَىْ. هَلَكْنا وَذَهَبْنا، وَلا تَقَعُ الضَّالَّةُ إلّا عَلى الْحَيَوَانِ (¬33). قَوْلُهُ: "هِىَ لَكَ أَوْ لِأخيكَ أوْ لِلذِّئْبِ" (¬34) مَعْناهُ: هِىَ لَكَ إِنْ أَخَذْتَها، أَوْ لِأخيكَ إِذا تَرَكْتَها وَأَخَذَها أَخوكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ إِذا تَرَكْتُماها، فَيَأْخُذُها الذِّئْبُ. قوله: "وَيَسِمُها بِسِمَةِ الضّوالِّ" (¬35) السِّمَةُ: الْعَلامَةُ، وَأَصْلُها: الْوَسْمُ بِالنّارِ، أَوْ أَرادَ سِمَةً مَصْدَرَ وَسَمَ بِالنّارِ سِمَةً، وَهُوَ أَوْلَى. قَوْلُهُ: "عَلى سُنَّةِ الالْتِقاطِ" (¬36) السُّنَّةُ: الطَّريقُ، وَكَذَلِكَ السَّنَنُ، أَىْ: عَلى طَريقِ الالْتِقاطِ وَالْعادَةِ الْمَسْلوكَةِ فيهِ. قَوْلُهُ: "فِى بَرِّيَّةٍ" (¬37) , الْبَرِّيَّةُ: الصَّحْراءُ، وَالْجَمْعُ: الْبَرارِىُّ. وَالْبَرّيتُ: بِوَزْنِ فَعْليتٍ: الْبَرِّيَّةُ، لَمَّا سَكَنَتِ الْياءُ: صارَتِ [الْهاءُ (¬38) تَاءً] مِثْلُ عِفريتٍ وَعِفْرِيَةٍ، وَالْجَمْعُ: الْبَراريتُ (¬39). ¬

_ (¬32) سورة السجدة آية 10. (¬33) غريب الحديث 2/ 202. (¬34) فى حديث زيد بن خالد الجهنى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى ضالة الغنم خذها هى. . . المهذب 1/ 431. (¬35) فى المهذب 1/ 431: فإن كان له حمى تركها فى الحمى وأشهد عليها ويسمها بسمة الضوال لتتميز عن غيرها. (¬36) والإمساك أولى من البيع والأكل؛ لأنه يحفظ العين على صاحبها ويجرى فيها على سنة الالتقاط. المهذب 1/ 432. (¬37) فى صغيرة ضالة الغنم إن كانت فى برية أو بلد. انظر المهذب 1/ 432. (¬38) خ وع: التاء هاء والمثبت من الصحاح والنقل هنا عنه. (¬39) ع: البرارى والمثبت من خ والصحاح (برر).

قَوْلُةُ: "الْعَبْد الْقِنِّ" (¬40) خالِصِ الْعُبودِيَّةِ، اختَرَزَ بِهِ مِنَ الْمُكاتَبِ وَأُمِّ الْوَلَدِ. [قَوْلُهُ:] "الْكَسْبُ النّادِرُ" (¬41) هُوَ الشّاذُّ الَّذى لا يَكادُ يَحْصُلُ فِى الْعادَةِ، يُقالُ: نَدَرَ الشَّيْىءُ: إِذا سَقَطَ وَشَذَّ، وَمِنْهُ النَّوادِرُ. قَوْلُهُ: "مَنْ يُشْرِفُ عَلَيْهِ" (¬42) أَىْ: يَطَّلِعُ عَلَيْهِ، مَأْخوذٌ مِنَ الشَّرَفِ، وَهُوَ: الْمكانُ الْعالى، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ مِنْ فَوْقِهِ. وَالله أَعْلَمُ. ¬

_ (¬40) فى المهذب 1/ 433 وإن وجد اللقطة من نصفه حر ونصفه عبد، فالمنصوص أنه كالحر. . . وقيل: هو كالعبد القن. (¬41) فى المهذب 1/ 433: الكسب النادر لا يدخل فى المهايأة. (¬42) إِن وجد الفاسق لقطة. . . فإن التقطها. . . تقر فى يده ويضم اليه من يشرف عليه. المهذب 1/ 434.

ومن [كتاب] اللقيط

وَمِن [كِتابِ (¬1)] اللَّقيطِ الْمَنْبوذُ (¬2): الطِّفْلُ الْمَطرْوحُ الْمَرْمِىُّ بِهِ، نَبَذْتُ الشَّيْىءَ: رَمَيْتَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالَى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} (¬3) وَمِنْهُ سُمِّىَ النَّبيذُ؛ لِأَنَّهُ يُطرحُ فيهِ الْماءُ. وَاللّقيطُ: فَعيلٌ بِمَعْنى مَفْعولٍ. قَوْلُهُ: "لِمَا رَوَى سُنَيْنٌ أَبو جَميلَةَ" (¬4) بنونَيْنِ، وَمَنْ قالَ: سُنَىٌّ فَقَدْ أَخْطَأَ. قالَ الْأَميرُ ابُنُ مَاكُولَا فِى كِتابِ الإِكْمالِ (¬5): سُنَيْنٌ: بِنونَيْنِ بَيْنَهُما ياءٌ -حَجَّ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةَ الْوَداعِ، وَرَوَى عَنْ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُما، وَرَوَى عَنْهُ الزُّهْرِىُّ، قالَ أبو موسَى: هُوَ سُنَيْنُ بُنُ فَرْقَدٍ (¬6) قَوْلُهُ: [فَذَكَرَهُ عَرِيِفى"] (¬7) الْعَريفُ: رَجُل يَكونُ رَئِيسًا عَلَى نَفَرٍ يَعْرِفُ أُمورَهُمْ، وَيَجْمَعُهُمْ عِنْدَ الْغَزْوِ، وَهُوَ فَعيلٌ مِنَ الْمَعْرِفَةِ. ¬

_ (¬1) خ: باب. (¬2) فى قوله: التقاط المنبوذ فرض على الكفاية. المهذب 1/ 434. (¬3) سورة آل عمران آية 3. (¬4) فى المهذب 1/ 434: روى سنين أبو جميلة، قال: أخذت منبوذا على عهد عمر - رضي الله عنه -، فذكره عريفى لعمر، فأرسل إلى فلما رآنى قال: عسى الغوير أبؤسا، فقال عريفى: إنه لا يتهم. (¬5) 4/ 377. (¬6) ترجمته فى الاستيعاب 689، وطبقات ابن سعد 5/ 63، وأسد الغابة 2/ 465، والإصابة 3/ 193، 7/ 68. (¬7) خ: فذكرته لعريفى والمثبت من ع والمهذب.

قَوْلُهُ: "عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤسًا" الْغُوَيْرُ: ماءٌ لِكَلْبٍ. وَهَذا مَثَلٌ (¬8)، أَوَّلُ مَنْ تَكَلّمَ بِهِ الزَّباءُ الْمَلِكَةُ حينَ رَأَتِ الإبِلَ عَلَيْها الصَّناديقُ، فَاسْتَنْكَرَتْ شَأْنَ قَصيرٍ (¬9)، إِذْ أَخَذَ عَلى غَيْر الطَّريقِ، أَرادَتْ: عَسَى أَنْ يَأْتِىَ هَذَا الطريقُ بِشَرٍّ. وَمُرادُ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: اتِّهامُ الرَّجُلِ أَنْ يَكونَ أَبا لِلْمَنبوذِ (¬10)، حَتَّى أَثْنَى عَريفُهُ خَيْرًا. وَالْأَبْؤُسُ: جَمْعُ بَأْسٍ، وَانْتِصابُهُ بِعَسَى عَلى أَنَّه خَبَرُهُ، عَلى ما عَلَيْهِ أَصْلُ الْقِياسِ. وَقالَ الْأَصْمَعِىُّ: أَصْلُهُ: أَنَّهُ كانَ غَارٌ فيهِ ناسٌ، فَانْهارَ عَلَيْهِمْ، أَوْ أَتاهُمْ فيهِ عَدُوٌّ فَقَتَلَهُمْ، فَصارَ مَثَلًا لِكُلِّ شَىْءٍ يُخافُ أَنْ يَأْتِىَ مِنْهُ شَرُّ. قَوْلُهُ: "وَجَدْتُ نَفْسًا بِمَضِيعَةٍ" (¬11) عَلَى وَزْنِ مَعِيشَةٍ، أَىْ: مَهْلَكَةٍ، مِنْ ضاعَ الشَّيْىءُ، أَىْ: هَلَكَ. وَقَدْ أَتَى عَلَى هَذَا الْوَزْنِ فِى قَوْلِ قَيْسِ بْنِ ذَريحٍ (¬12): بِدارِ مَضيعَةٍ تَرَكَتْكَ لُبْنَى ... كَذاكَ الْحَيْنُ يُهْدَى لِلْمُضاعِ ¬

_ (¬8) كتاب الأمثال 300 وفصل المقال 424، والمستقصى 2/ 161، ومجمع الأمثال 2/ 17، وغريب الحديث 3/ 320، وانظر قصة المثل مفصلة فى نشوة الطرب 1/ 59 - 66، وتاريخ الطبرى 1/ 619. (¬9) قصير بن سعد اللخمى من رجال جذيمة الأبرش. (¬10) ع: المنبوذ. (¬11) فى حديث سنين: فقال عمر: ما حملك على ما صنعت؟ قلت: وجدت نفسا بمضيعة، فأحببت أن يأجرنى الله تعالى فيه، فقال: هو حر وولاؤه لك، وعلينا رضاعه. المهذب 2/ 434. (¬12) ليس فى ديوانه.

قَوْلُهُ: "وَوَلاؤُهُ لَكَ" جَعَلَهُ مَوْلاهُ؛ لأنَّهُ (¬13) كأَنَّه أَعْتَقَهُ إذِ (¬14) الْتَقَطَهُ، فَأَنْقَذَه مِنَ الْمَوْتِ، أَوْ أَنْ يَلْتَقِطَهُ (¬15) غَيْرُهُ فَيَدَّعىَ رَقَبَتَهُ. وَقيلَ: أَمْرُ تَرْبِيَتِهِ، وَلَيْسَ مِنْ (¬16) وَلاءِ الْعِتْقِ. قَوْلُهُ: "يَكْفُلُهُ" (¬17) أَىْ: يَعولُهُ وَيُرَبّيهِ، وَمِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (¬18) و [قَوْلُهُ] (¬19): {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ} (¬20). قَوْلُهُ: "مَنْ لَهُ مُكْنَةٌ" (¬21) أَىْ: غِنًى وَمالٌ. قَوْلُهُ: "لا يَقْدِرُ عَلى حَضانَتِهِ" (¬22) أَىْ: حَمْلِهِ وَوَضْعِهِ وَغَسْلِ خِرَقِهِ وَالْقِيامِ بِأَمْرِهِ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الْحِضْنِ، وَهُوَ: ما دونَ الِإبْطِ إِلَى الْكَشْحِ؛ لِأَن الْحاضِنَةَ تَجعَلُ الطِّفْلَ هُنالِكَ. قوْلُهُ: "إنَّ الْتَقَطَهُ ظاعِنٌ" أَىْ: مُسافِرٌ [وَالظَّعْنُ] (¬23): السَّفَرُ، قالَ اللهُ سُبْحانَهُ: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} (¬24) يُقْرَأُ بِإِسْكانِ الْعَيْنِ وَفَتْحِها (¬25). ¬

_ (¬13) لأنه: ليس فى ع. (¬14) ع: إذا: خطأ. (¬15) ع: يلتقط. (¬16) من: ساقط من ع. (¬17) خ: قوله: "يكفله وأمر كفالته" وعبارة المهذب 1/ 435: لابد من أن يكون فى يد من يكفله. ولم يرد فى هذا الموطن "أمر كفالته". (¬18) سورة آل عمران آية 37 على قراءة التخفيف وهى لابن كثير وأبى عمرو وابن عامر. انظر زاد المسير 1/ 378، ومعافى الفراء 1/ 208. (¬19) ما بين المعقوفين ساقط من خ. (¬20) سورة القصص آية 12. (¬21) فى المهذب 1/ 435: فإن لم يكن فى بيت المال، ولم يجد من يقرضه جمع الإمام من له مكنة وعد نفسه فيهم وقسط عليهم نفقته. (¬22) إذا التقطه عبد بغير إذن سيده لم يقر فى يده؛ لأنه لا يقدر على حضانته مع خدمة السيد. المهذب 1/ 435. (¬23) خ: والظعون. (¬24) سورة النحل آية 80. (¬25) قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح العين، وقرأ أبن عامر وعاصم وحمزة والكسائى وخلف بإسكان العين المبسوط فى القراءات العشر 265.

[قَوْلُهُ: "مِن] (¬26) طِيبِ الْمَنْشَأ إِلى مَوْضِع الْجَفاءِ" الْمَنْشَأُ -بِالْهَمْزِ مَقْصورٌ، وَهُوَ: مَوْضِعُ النُّشوءِ، وَزَمانُ الْحَداثَةِ وَالصِّغَرِ، يُقالُ: نَشَأْتُ فِى بَنى فُلانٍ. نَشْأَ وَنُشوءًا: إِذا شَبَبْتَ فيهِمْ، مَأخوذٌ مِنْ أَنشَأَهُ اللهُ، أَىْ: ابْتَدَأَ خَلْقَهُ، قالَ اللهُ تَعالَى: {أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} (¬27) قُرِىءَ بِفَتْحِ الْياءِ وَضَمِّها (¬28). قَوْلُهُ: "مَنْ بَدا [فَقَدْ] (¬29) جَفا" أَىْ: مَنْ نَزَلَ الْبادِيَةَ: صارَ فيهِ جَفاءُ الْأَعْرابِ. وَالْجَفاءُ -مَمْدودٌ ضِدُّ الْبِرِّ، يُقالُ: جَفَوْتُ الرَّجُلَ أَجْفوهُ فَهُوَ مَجفُوٌّ، وَلَا يُقالُ: جَفَيْتُ. وَالْحِلَّةُ وَالْمَحَلَّةُ (¬30): مَنْزِلُ الْقَوْمِ وَحَيْثُ يَحُلونَ. قَوْلُهُ تَعالى: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ} (¬31) الْقَلَمُ - هَا هُنا: الْقِدْحُ الَّذى تُضْرَبُ بِهِ (¬32) السِّهامُ لِلْقُرْعَةِ، وَكانَتِ الْعَرَبُ تَقْتَرِعُ بِها. قَوْلُهُ: "أَقْدَمُ تَأَريخًا" (¬33) يُقالُ فيهِ: تَأْريخٌ، وَتَوْريخٌ، كَما يُقالُ فِى فِعْلِهِ: أَرَّخْتُ، وَوَرَّخْتُ، بِالْهَمْزِ وَتَرْكِهِ. ¬

_ (¬26) قوله: ومن: ليس فى خ. وعبارة المهذب: فإن كان اللقيط فى الحضر والملتقط من أهل البدو منع منه؛ لأنه ينقله من طيب المنشأ إلى موضع الجفاء، وفى الخبر: "من بدا فقد جفا". (¬27) سورة الزخرف آية 18. (¬28) قال الفراء: قرأ يحيى بن وثاب، وأصحاب عبد الله، والحسن البصرى بضم الياء وقرأ عاصم وأهل الحجاز بفتحها. معافى القرآن 3/ 21، وانظر المبسوط فى القراءات العشر 397. (¬29) خ: من بدا جفا، والمثبت من ع، وانظر الفائق 1/ 87، والنهاية 1/ 108. (¬30) فى قوله: فإن كانت حلته فى مكان لا ينتقل عنه أقر فى يده؛ لأن الحلة كالقرية. المهذب 1/ 436. (¬31) سورة آل عمران آية 44 وقد وردت فى المهذب 1/ 436 قال: إن التقطاه وتشاحا أقرع بينهما فمن خرجت عليه القرعة أُقر فى يده. . . لقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}. (¬32) ع: يضرب فيه. وانظر تفسير الطبرى 3/ 267، ومعانى القرآن وإعرابه 1/ 410، 411، وتفسير غريب القرآن لابن قتببة 105، ولليزيدى 105. (¬33) فى المهذب 1/ 436: إن لكل واحد منهما بينه، فإن كانت بينه أحدهما أقدم تأريخا قضى له.

قَوْلُهُ: "الْوَقْفُ (فِى اسْتِعْمالِ الْبَيِّنَتَيْن") (¬33) مَعْناهُ: التَّوَقُّفُ وَالانْتِظارُ إِلى أَنْ يَصْطَلِحا عَلَيْهِ، أَوْ يَقومَ لِلْحاكمِ دَليلٌ. قَوْلُهُ: ["دَعْواهُ"]، (¬34) الدِّعْوَةُ -بِالْكَسْرِ: إدِّعاءُ النَّسَبِ. قَوْلُهُ: "فَإنْ كانَتْ فِراشًا لِرَجُلٍ" إنَّما سُمِّيَتِ الْمَرْأةُ فِراشًا؛ لِأَنَّ الرَّجُلَ يَفْتَرِشْها، يُقالُ: فُلانٌ كَريمُ الْمفارِشِ: إذا كانَ يَتَزَوَّجُ كَرائِمَ النِّساءِ. قَوْلُهُ. "عُرِضَ الْوَلُدُ عَلَى الْقافَةِ" (¬35) أَىْ: أُظْهِرَ حَتّى يَرَوْهُ، قالَ الله تَعَالَى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} (¬36) أَىْ: أبْرَزْناها وَأظْهَرْناها، لِيُشاهِدوها. وَالْقافَةُ: جَمْعُ قائِفٍ، وَهُوَ الَّذى يَعْرِفُ الْآثارَ، يُقالُ: قُفْتُ (¬37) أَثَرَهُ: إِذا اتَّبَعْتَهُ مِثْلُ قَفَوْتُ، أَىْ: اتَّبَعْتُ، أَصْلُهُ: مِنَ الْقَفا، تَقُولُ (¬38): قَفَوْتُهُ، أَىْ: سِرْتُ أَثَرَهُ ذَكَرَهُ الْعُزَيْزِىُّ (¬39). قَوْلُهُ: "عِلْمٌ يُتَعاطَى" (¬40) أَىْ: يُتَناوَلُ، وَالْمُعاطاةُ: الْمُناوَلَةُ (¬41)، وَأَرادَ أَنَّهُ يُتَعَلَّمُ. ¬

_ (¬33) ما بين القوسين ليس فى ع، وعبارة المهذب 1/ 436: الوقف فى استعمال البيتين أحد الآراء إن لم يثبت قدم إحداهما. (¬34) خ: لم تقبل دعوته. وعبارة المهذب 1/ 437: لا يمكن للأب إقامة البينة على ولادته من طريق المشاهدة، فقبلت فيه دعواه. والتفسير هنا للدعوة فى عبارة خ. (¬35) فى المهذب 1/ 437: فإن لم يكن لواحد منهما بينة عرض الولد على القافة، وهم قوم من بنى مدلج. (¬36) سورة الكهف آية 100 وفى ع: على الكافرين خطأ. (¬37) ع: قفيت تحريف. (¬38) ع: يقال. (¬39) فى تفسير غريب القرآن 155. (¬40) ع: قوله: "ويتعاطى" وعبارة المهذب 1/ 437: إن القيافة علم يتعلم ويتعاطى. (¬41) ع: التناول. والمثبت من خ والصحاح (عطو) والنقل عنه.

قَوْلُهُ: "إِلى مَنْ يَميلُ طَبْعُهُ إِلَيْهِ" (¬42) الطَّبْعُ: ما جُبِلَ الإنْسانُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ خِلْقَتِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬43). قَوْلُهُ: "وَالِ أَيَّهُما شِئْتَ" (¬44) أَىْ: تاجْ، وَالْمُوَلاةُ: الْمُتَابَعَةُ، وَالْمُوَالَاةُ: ضِدُّ (¬45) الْمُعاداةِ. قَوْلُهُ: "رِقَّ اللَّقيطِ" (¬46) أَىْ: عُبودِيَّتَهُ. قَوْلُهُ: "أَوْ بِالسّابِى" (¬47) هُوَ الَّذى يَسْبيهِ، أَىْ: يَأَسِرُهُ، وَالسِّباءُ أَصْلُهُ: الْأَسْرُ، يُقالُ: سَبَيْتُ الْعَدُوَّ سَبْيًا وَسِباءً (¬48): إِذا أَسَرْتَهُ، وَاسْتَبَيْتُهُ: مِثْلُهُ. قَوْلُهُ: "يُمْضَى ما يُمْضِى مِن تَصَرُّفِهِ" (¬49) أَىْ: يُنَفَّذُ وَيُحْكَمُ بِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْهَدْىِ (¬50). قَوْلُهُ: " [وَهِىَ] (¬51) قُرْآنِ" يُذْكَرُ (¬52) فِى الْعِدَدِ. ¬

_ (¬42) قبله: فإذا بلغ الصبى أمرناه أن ينتسب إلى من يميل. . . إلخ المهذب 1/ 437. (¬43) 1/ 30 , 150 , 2/ 25. (¬44) قاله عمر - رضي الله عنه - للغلام الذى ألحقته القافة بهما. انظر المهذب 1/ 437. (¬45) ضد: ساقط من ع. (¬46) إن ادعى رجل رق اللقيط: لم يقبل إلا ببينة. المهذب 1/ 438. (¬47) من حكم بإسلامه أو بأحد أبويه أو بالسابى، فحكمه قبل البلوغ حكم سائر المسلمين. المهذب 1/ 438. (¬48) وسباء: ساقط من ع. (¬49) فى المهذب 1/ 439: إذا بلغ اللقيط. . . ثم قامت البينة على رقه: كان حكمه فى التصرفات كلها حكم العبد القن يمضى ما يمضى من تصرفه. (¬50) 1/ 216. (¬51) خ: وهو. وعبارة المهذب: ويجب عليها عدة أمة وهى قرآن. (¬52) ع: ذكر: تحريف.

ومن كتاب الوقف

وَمِنْ كِتابِ الْوَقْفِ يُقالُ: وَقَفُتُ الدّارَ لِلْمساكِينِ أَقِفُها -بِالتَّخْفيفِ، وَأَوْقَفْتُ: لُغةٌ رَديئَةٌ (¬1). ومَعْناهُ: مَنَعْتُ أَنْ تُباعَ أَوْ توهَبَ أَوْ تورَثَ. وَوَقَفَ الرَّجُلُ: إذا قامَ وَمَنَعَ نَفْسَهُ مِنَ الْمُضِىِّ وَالذَّهابِ، وَوَقَفْتُ أَنا، أَىْ (¬2): ثَبَتُّ مَكانِى قائِمًا وَامْتَنَعْتُ عَنِ (¬3) الْمَشْىِ، كُلُّهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ، قالَ بِشْرٌ (¬4): وَنَحْنُ عَلَى جَوَانِبِها وُقُوفٌ ... نَغُضُّ الطَّرْفَ كَالإِبِلِ الْقِماحِ قَوْلُهُ: "قُرْبَةٌ مَنْدوبٌ [إِلَيْها] (¬5) " وَقَدْ ذَكَرْنا (¬6) أَنَّ الْقُرْبَةَ: ما يُتَقَربُ بِهِ إِلى اللهِ تَعالَى، مِنَ الْقُرْبِ ضِدِّ الْبُعْدِ. وَ "مَنْدوبٌ" يُقالُ: نَدَبَهُ لِشَيْىءٍ (¬7) فَانتدَبَ , أَىْ: دَعاهُ إِلى فِعْلِهِ فَفَعَلَ، وَهُوَ: ما يُدْعَى إِلَيْهِ مِنْ فِعْلِ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِ وُجوبٍ. قَوْلُهُ: "حَبِّس الْأَصْلَ وَسَبِّل الثَّمَرَة" الْحَبْسُ: ضِدُّ الِإطْلاقِ وَالتَّخْلِيَةِ، أَى: اجْعَلْهُ مَحْبوسًا، لَا يُباعُ وَلا يوهَبُ. ¬

_ (¬1) عن الصحاح. وذكره الأصمعى. انظر فعلت وأفعلت لأبى حاتم 158، وقيل: إنها لغة تميم. انظر تهذيب اللغة 9/ 333، والمصباح (وقف). (¬2) أى: ليس فى ع. (¬3) ع: من بدل عن. (¬4) ديوانه 48 وروايته: قعود بدل وقوف، وكذا رواية أَبى عبيد فى غريب الحديث 2/ 304، وكذا رواية الصحاح (قمح) واللسان (قمح) ومن ثم فلا شاهد للمصنف. (¬5) خ: إليه والمثبت: من ع، وعبارة المهذب 1/ 440، الوقف: قربة مندوب إليها؛ لما روى عبد الله بن عمر أن عمر - رضي الله عنه - أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - وكان قد ملك مائة سهم من خيبر، فقال: قد أصبت مالًا لم أصب مثله، وقد أردت أن أتقرب به إلى الله تعالى فقال: "حبس الأصل وسيل الثمرة". (¬6) 1/ 221. (¬7) ع: للشيئ.

وَ"سَبِّل الثَّمَرَةَ" اجْعَلْ لَها سَبيلًا، أَىْ: طَريقًا لمَصْرِفِها، وَالسَّبيلُ: الطَّريقُ (¬8). وَ "الْأثاثُ" (¬9) مَتاعُ الْبَيْتِ، قال اللهُ تَعالى: {أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} (¬10). قَوْلُهُ: "ما نَقَمَ ابْنُ جَميلٍ" (¬11) نَقَمَ: بِمَعْنَى عَتَبَ (¬12). يُقالُ: ما نَقَمْتُ مِنْهُ إلّا الإحْسانَ، وَنَقَمَ: كَرِهَ وَنَقَمْتُ الأَمْرَ: إِذا كَرِهْتَهُ - بِالْفَتْحِ- أَنْقِمُ -بالكسر- فَأنا ناقِمٌ. وَقالَ الْكِسائِىُّ: نَقِمْتُ بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ (¬13). وَقيلَ: أَنْكَرَ بِأَنَّهُ لَمْ يَحُلْ عَلَيْهِ الْحَوْلُ، وَقيلَ: مَعْناهُ: لَا عُذْرَ لَهُ فِى ذَلِكَ. قالَ الأزْهَرِىُّ (¬14): يُقالُ: نَقَمْتُ مِنْهُ كَذا وَكَذا، أَىْ: بَلَغ (¬15) منَّى الْكَراهَةُ لِفِعْلِهِ مُنْتَهاهُ (¬16). ¬

_ (¬8) المجموع المغيث 1/ 390: الفائق 1/ 254، والنهاية 1/ 329، 2/ 339. (¬9) فى قوله: يجوز وقف كل عين ينتفع بها على الدوام كالعقار والحيوان والأثاث، والسلاح. المهذب 1/ 440. (¬10) سورة النحل آية 80. (¬11) فى قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبى هريرة: "ما نقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله. . ." المهذب 1/ 440. (¬12) ع: عيب تصحيف. (¬13) عن الصحاح (نقم). (¬14) فى الزاهر 304. (¬15) الزاهر وع بلغت. (¬16) ع: منتهاها، والمثبت من خ والزاهر.

قَوْلُهُ: "قَدْ حَبَسَ أَدْرُعَهُ وَأَعْتُدَهُ" (¬17) أَدْرُعَهُ (¬18): جَمْعُ دِرْع: فِى الْقِلَّةِ، وَالْكَثْرَةِ (¬19): دُروعٌ. وَالْأَعتُدُ: جَمْعُ عَتادٍ، وَهُوَ: أُهْبَةُ الْحَرْبِ مِنَ السِّلاحِ وَغَيْرهِ، وَجَمْعُهُ: أَعْتِدَهُ أَيْضًا (¬20)، يُقالُ: يُقالُ أَخَذَ لِلِأَمْرِ عُدَّتَهُ وَعَتادَهُ، أَىْ: أُهْبَتَهُ وَآلتَهُ. قَوْلُهُ: "تَحَطَّمَ وَتَكَسَّرَ مِنَ الْحَيَوانِ" (¬21) يُريدُ: تَكَسَّرَ بِتَرَدٍّ أَوْ غَيْرِهِ، فَأَمّا مِنَ الْكِبَرِ، فَيُقالُ: حَطِمَ يَحْطَمُ فَهُوَ حَطِمٌ قَوْلُهُ: ["مُشاع"] (¬22) أَىْ: مُشْتَرَكٍ غَيْرِ مَقسومٍ. وَيُقالُ: سَهْمٌ شائِعٌ، وَشاعٌ أَيْضًا، كَما يُقالُ: سَائِرُ الشَّيْىءِ وَسارُهُ. وَ"الْبِيَعُ" (¬23) مَساجِدُ النَّصارى، الْواحِدَةُ: بِيعَةٌ. وَ"الْكَنائِسُ" مَساجِدُ الْيَهودِ، الْواحِدَةُ: كَنيسَةٌ (¬24). الإِنْجيلُ: كِتابُ عيسَى [عَلَيْهِ السَّلامُ] (¬25) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، عَلى مَعْنَى الْكِتابِ، وَالصَّحيفَةِ، وَاشْتِقاقُهُ: مِنْ نَجَلَ: إِذا اسْتَخْرَجَ (¬26). ¬

_ (¬17) فى الحديث: "فأما خالد فإنكم تظلمون إن خالدا قد حبس وأعتده معا فى سبيل الله, المهذب 1/ 440. (¬18) أدرعه: ساقط من ع. (¬19) ع: والكثير. (¬20) مثل زمان وأزمُن وأزمِنَة. (¬21) فى المهذب 1/ 440: وأما ما لا ينتفع به على الدوام كالطعام وَما يشم من الريحان وما تحطم وتكسر من الحيوان فلا يجوز وقفه. (¬22) خ، ع: مشاعا وعبارة المهذب 1/ 441: وما جاز وقفه جاز وقف جزء منه مشاع. (¬23) فى قوله: ولا يصح الوقف إلا على بر ومعروف. . . فإن وقف على ما لا قربة فيه كالبيع. والكنائس وكتب التوراة والإنجيل. . . لم يصح. المهذب 1/ 441. (¬24) وتطلق أيضا على متعبد النصارى. المصباح (كنس). (¬25) خ: - صلى الله عليه وسلم -. والمثبت من ع والصحاح. والنقل عنه. (¬26) انظر المعرب 123 تح ف / عبد الرحيم ومعجم الألفاظ فى شفاء الغليل 126، وجمهرة اللغة 2/ 112، 3/ 377، وتهذيب اللغة 11/ 80.

وَ "بئْرُ رومه" (¬27) بغَيْر هَمْزٍ (¬28)، مُضافَةٌ إِلى امْرأَة مِنَ الْيَهودِ، باعَتْها إِلى عُثْمانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ. قَوْلُهُ: "يَنْقَرِضُ" (¬29) انْقَرَضوا، أَى: انْقَطَعوا، مِنَ الْقَرْضِ، وَهُوَ: الْقَطْعُ. وَالْمِقْراضُ: الْجَلَمُ؛ لِأَنَّهُ يُقْطَعُ بِهِ. قَوْلُهُ: "مِلْكٌ مُنَجَّز" (¬30) أَىْ: مُعَجَّلٌ، مِنْ أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَجَّزَ حاجَتَهُ: إِذا قَضاها وَعَجَّلَها، وَلَمْ يَتَأَنَّ بِها قُّوْلُهُ: "إِلَّا عَلى بِرٍّ وَمَعْروفٍ" هُما: فِعْلُ الْخَيْرِ وَالِإحْسانِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ (¬31) بَرَّ والِدَهُ: إِذا رَفَقَ بِهِ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ. وَالْعُرْفُ وَالْمَعْروفُ: ضِدُّ الْنَّكْرِ وَالْمُنْكَرِ، يُقالُ: أَوْلاهُ عُرْفًا وَمَعْروفًا، وَقالَ ابْنُ عَرَفَه: الْمَعْروفُ: ما عُرِفَ مِنْ طاعَةِ اللهِ، وَالْمُنْكَرُ: ما خَرَجَ مِنْها، وَهُوَ: ما يوجِبُهُ الدِّينُ وَالْمِلَّةُ. قَوْلُهُ: "الْقَناطِرِ" (¬32) جَمْعُ قَنْطرًةٍ [وَهِىَ] (¬33) الطَّريقُ فَوْقَ الْماءِ [وَهِىَ] الجِسْرُ أَيْضًا. قَوْلُهُ: "وَقَفْتُ، وَحَبَّسْتُ، وَتَصَدَّقْتُ، وَسَبَّلْتُ، وَأَبَّدْتُ، وَحَرَّمْتُ" (¬34). مَعْنَى "وَقَفْتُ" مَنَعْتُ بَيْعَهُ وَهَبَتَهُ، مِنَ الرَّجُلِ الْواقِفِ الَّذى امْتَنَعَ مِنَ الذَّهابِ وَالْمَجيىءِ، وَبَقىَ مُتَحَيِّرًا (¬35) قائِمًا. "وَحَبَّسْت" مَأْخوذٌ مِنَ الْحَبْسِ: ضِدِّ الإِطْلاقِ. ¬

_ (¬27) وقف عثمان - رضي الله عنه - بئر رومة، وقال: دلوى فيها كدلاء المسلمين. المهذب 1/ 441. (¬28) ذكر الفيروزآبادى فيها الهمز. المغانم المطابة 40، وانظر معجم البلدان 1/ 229، 300. (¬29) فى المهذب 1/ 441: ولا يجوز إلا على سبيل لا ينقطع، وذلك من وجهين أحدهما: أن يقف على من لا يتقرض كالفقراء والمجاهدين وطلبة العلم. . . إلخ. (¬30) عبارة المهذب 1/ 441: ولا يجوز الوقف على من لا يملك كالعبد والحمل؛ لأنه تمليك منجز. (¬31) من: ساقط من ع. (¬32) فى المهذب 1/ 441: ولا يصح الوقف إِلى على بر ومعروف كالقناطر والمساجد والفقراء والأقارب. (¬33) خ: وهو. (¬34) ألفاظ الوقف ستة: وقفت، وحبست. . . . المهذب 1/ 442. (¬35) متحيرا: ساقط من ع.

"وَتَصَدَّقْتُ" أَصْلُهُ: مِنَ الصِّدْقِ الَّذى هُوَ ضِدُّ الْكَذِبِ، كَأنَّهُ يُخرِجُها مُصَدِّقًا بِما وُعِدَ مِنَ الثَّوابِ. "وَسَبْلْتُ" مَحْناهُ: جَعَلْتُ لَهُ سَبيلًا، أَىْ: طَريقًا إلَى مَنْ يَمْلِكُ مَنْفَعَتَهُ. "وَأَبَّدْت" جَعَلْتُها مُؤَبَّدَة، مِنَ الْأَبَدِ، وَهُوَ: الدَّهْرُ "وَحَرَّمْتُ" أَىْ: حَرَّمْتُ بَيْعَها وَهِبَتَها وَإِرْثَها. قَوْلُهُ: "مِنَ الأَثَرَةِ وَالتَّقْديمِ وَالتَّأْخيرِ، وَالتَّسْوِيَةِ بَيْنَ أَهْلِ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَإِخْراجِ مَنْ شاءَ مِنْها بِصِفَةٍ، وَرَدِّهِ إِلَيْها بِصِفَةٍ" (¬36). فَالْأثَرَةُ (¬37): أَنْ يَخُصَّ قَوْمًا دونَ قَوْمٍ، مِثْلُ أَنْ يقفَ عَلى أَوْلادِهِ، فَيَخُصَّ الذُّكورَ دونَ الِإناثِ، أَوْ الِإناثَ دونَ الذُّكورِ. وَأَمّا التَّقْديمُ: فَأَنْ يُقَدِّمَ قَوْمًا دونَ قَوْمٍ، وَذَلِكَ يَحْصُلُ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُما: أَنْ يُفاضِلَ بَيْنَهُمْ، مِثْلُ أَنْ يَقولَ: وَقَفْتُ عَلى أَوْلادِى لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثيَيْنِ، أَوْ: عَلَى أَنَّ لِلْأُنْثَى الثُّلُثَيْنِ وَلِلذكَرِ الثُّلُثُ. وَالثّانِى: أَنْ يَقولَ: عَلَى أَنَّ الْبَطنَ الأعْلَى يُقَدَّمُ عَلَى الْبَطن الثّانِى. وَأَمّا التَّسْوِيَةُ: فَأَنْ يُسَوِّىَ بَيْنَ الْغَنِىِّ وَالْفَقيرِ، أَوْ بَيْنَ الذُّكورِ وَالإِناثِ، وَالإِطْلاقُ يَقْتَضِى ذَلِكَ. ¬

_ (¬36) عبارة المهذب 1/ 443: وتصرف الغلة على شرط الواقف من الأثرة والتسوية، والتفضيل، والتقديم، والتأخير، والجمع، والترتيب، وإدخال من شاء بصفة وإخراجه بصفته. وعبارة ع: قوله: من الأثرة، والتسوية، والتفضيل، والتقديم، والتأخير، وإخراج من شاء بصفة، ورده إليه بصفة. (¬37) ع: الأثرة.

وَأَمّا إِخْراجُ مَنْ أَخرَجَ (¬38) بِصِفَةٍ: فَمِثْلُ أَنْ يَقولَ: وَقَفْتُ عَلى أَوْلادِى، عَلى أَنَّ مَنْ تَزَوَّجَ (¬39) مِنْ بَناتِى فَلا حَقَّ لَها فِيهِ (¬40)، أَوْ [عَلى] (¬41) أَنَّ مَنِ اسْتَغْنَى مِنْ أَوْلادِى فَلا حَقَّ لَهُ فِيهِ. وَأَمّا رَدُّهُ إِلَيْها بِصِفَةٍ: فَمِثْلُ أَن يَقولَ: عَلَى أَنَّ مَنْ تَزَوَّجَ (9) مِنْ بَناتِى فَلا حَقَّ لَها فيهِ (40)، فَإِن طُلِّقَتْ أَوْ ماتَ عَنْها زَوْجُها (¬42): عادَتْ إِلى الْوَقْفِ، فَكُلُّ ذَلِكَ جائِزٌ. وَأَمّا الْجَمعُ: فَالْعَطْفُ بِالْواوِ، وَالتَّرْتيبُ: الْعَطْفُ بِثُمَّ (¬43). وَالتَّأْخيرُ وَالتَّقْديمُ، أَيضًا: مِثْلُ أَنْ يَقولَ: عَلى أَوْلادِى، وَأَوْلادٍ أَولادِى، عَلَى أَنْ يُعْطى أَوْلادى مِنُهُ كَذا، فَما بَقِىَ مِنهُ (¬44) فَلِأَوْلاد أَوْلادى، أَوْ يقفُ (¬45) عَلَى الْمَسْجِدِ وَالْفُقَراءِ، عَلى أَنْ يُبْدَأَ بِالْمَسْجِدِ، وَما فَضَلَ عَلى الْفُقَراءِ. قَوْلُهُ: "لِلسّائِل وَالْمَحْرومِ" (¬46) أَىِ: الْمَمْنوعِ الرِّزْقِ، وَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ (¬47): هُوَ الْمُحارَفُ الذَّى انْحَرَفَ عَنْهُ رِزْقُهُ. قَوْلُهُ: "لِيُولِجَنِى" أَىْ: يُدْخِلَنِى. فِى سَبيلِ اللهِ: الْجِهادِ. ¬

_ (¬38) ع: شاء. (¬39) ع: تزوجت. (¬40) فيه: ساقط من ع. (¬41) من ع. (¬42) زوجها: ليس فى ع. (¬43) ع: بثم أو إِلى. (¬44) منه: ساقط من ع. (¬45) ع: يقفه. (¬46) فى المهذب 1/ 443: وقف الصحابة رضي الله عنهم، وكتبوا شروطهم، فكتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صدقه للسائل والمحروم، والضيف، ولذى القربى، وابن السبيل، وفى سبيل الله، وكتب على - رضي الله عنه -: وجهه بصدقته ابتغاء مرضاة الله، ليولجنى الجنة، ويصرف النار عن وجهى. (¬47) تفسير الطبرى 26/ 201، وتفسير القرطبى 7/ 381، وزاد المسير 8/ 32.

وَابْنُ السَّبيلِ: الْمُسافِرُ , وَأَصْلُهُ كُلُّهُ: الطَّريقُ. وَقَدْ ذُكِرَا فِى الزَّكاةِ (¬48). وَ"التَّعْصيبُ" وَ"الْعَصَبَةُ" (¬49): مُشْتَقٌّ مِنَ الْعِصابَةِ الَّتى تُحيطُ باِلرَّأْسِ. وَسُمُّوا عَصَبَةً؛ لِأَنَّهُمْ تَعَصَّبوا، أَىْ: أَحاطوا بِهِ، فَاْلأَبُ طَرَفٌ، وَالابْنُ طَرفٌ، وَالْأَخُ جانِبٌ، وَالْعَمُ جانِبٌ. قَوْلُهُ: "فَإنْ وَقَفَ عَلَى ثَغْرٍ" (¬50) هو الموضع الذى يظهر منه العدو ويأتى منه. قَوْلُهُ: " [فَاخْتَلَّ] " (¬51) الْخَلَلُ وَالاخْتِلالُ: الْفَسادُ فِى الْأَمْرِ. قَوْلُهُ: "حُفِظَ الارْتِفاع" هُوَ: غَلَّةُ الْوَقْفِ. قَوْلُهُ: "فَإلى ذَوِى الرَّأْىِ مِنْ أَهْلِها" (¬52) أَرادَ: مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ. ¬

_ (¬48) 1/ 163. (¬49) فى قوله: الابن أقوى تعصيبا من الأب. المهذب 1/ 444. (¬50) ع: قوله: ثغر وعبارة المهذب 1/ 445: وإن وقف شيئا على ثغر، فبطل الثغر كطرسوس، أو على مسجد، فاختل المكان: حفظ الارتفاع، ولا يصرف إلى غيره؛ لجواز أن يرجع كما كان. (¬51) ساقط من خ. (¬52) قبله فى المهذب 1/ 445: النظر فى الوقف إلى من شرطه الواقف؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم وقفوا وشرطوا من ينظر، فجعل عمر - رضي الله عنه - إلى حفصة رضي الله عنها، وإذا توفيت فإنه إلى ذوى الرأى من أهلها.

ومن كتاب الهبات

وَمِن كِتابِ الْهِباتِ قَوْلُهُ (¬1): "الرَّحِمُ شِجْنَةٌ" (¬2) الرَّحِمُ أَصْلُهُ: رَحِمُ الْأُنثى، ثُمَّ نُقِلَ إِلى الْقَرابَةِ؛ لِأَنَّهُمْ سَبَبُها، يُقالُ فيهِ (¬3): رَحِمَ وَرِحْمٌ، مِثْلُ كَبِدٍ وَكِبْدٍ (¬4). وَ "شُجْنَةٌ" قالَ أَبو عُبَيْدٍ (¬5): يَعْنِى (¬6): مُشْتَبِكَةً كاشْتِباكِ الْعُروقِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: "الْحَديثُ ذو شُجونٍ" (¬7) إِنَّما هُوَ تَمَسُّكُ بَعْضِهِ بِبَعْضٍ [وَفيهِ] (¬8) لُغَتانِ: شِجْنَةٌ وَشُجْنَهٌ. قَوْلُهُ: "اعْدِلوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ" (¬9) أَىْ: سَوُّوا بَيْنَهُمْ، وَهُوَ -هَا هُنَا- بِمَعْنَى الاسْقِامَةِ. ¬

_ (¬1) قوله: ليس فى ع. (¬2) روى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الراحمون يرحمهم الله ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء الرحم شجنة من الرحمن" المهذب 1/ 446. (¬3) فيه: ليس فى ع. (¬4) قال الفيومى: الرحم: موضع تكوين الولد، ويخفف بسكون الحاء مع فتح الراء ومع كسرها أيضا فى لغة بنى كلب، وفى لغة لهم تكسر الحاء إتباعا لكسرة الراء، ثم سميت القرابة والوصلة من جهة الولاء رحما. المصباح (رحم). (¬5) فى غريب الحديث 1/ 209. (¬6) ع: بمعنى. وعبارة أَبِى عبيد: يعنى قرابة مشتبكة. . .. (¬7) كتاب الأمثال 61، وفصل المقال 67، وجهرة الأمثال 1/ 155، ومجمع الأمثال 1/ 329، والمستقصى 1/ 168. (¬8) خ: وفا. والمثبت من ع وغريب الحديث. (¬9) فى حديث النعمان بن بشير، قال: أعطانى أبى عطية، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: فهل أعطيت كل ولدك مثل ذلك؟ قال: لا، قال: "اتقوا الله وأعدلوا بين أولادكم" المهذب 1/ 446.

قَوْلَهُ: "يَنْفَسُ بَعْضُهُمْ بَعضًا مَا لَا يَنْفَسُ الْعِدا" (¬10) يَنْفَسُ: يَحْسُدُ، يُقالُ: نَفِسْتَ عَلَىَّ بِخَيْرٍ [قَلِيلٍ] (¬11) أَىْ: حَسَدْتَ. وَالْعِدا -بِالْكَسْرِ: الْأَجانِبُ، وَبِالضَّمِّ: الْأَعْداءُ، وَتُكْسَرُ أَيْضًا (¬12)، قالَ الشّاعِرُ (¬13): إذَا كُنْتَ فِى قَوْمٍ عِدًى لَسْتَ مِنْهُمُ ... فَكُلْ ما عُلِفْتَ مِنْ خَبيثٍ وَطَيِّبِ قَوْلُهُ: "لَوْ دُعيتُ إِلَى كُراعٍ لَأَجَبْتُ" (¬14) الْكُراعُ فِى الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ بمَنْزِلَةِ الْوَظيفِ فِى الْفَرَسِ وَالْبَعير، وَهُوَ: مُسْتَدَقُّ السّاقِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ: أَكْرُعٌ. وَفِى الْمَثَلِ: "اُّعْطِىَ الْعَبْدُ كُراعًا طلَبَ ذِراعًا" (¬15). وَالذِّراعُ: ذِارعُ الْيَدِ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْكُراعِ، وَكانَ - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ أَكْلَهُ، وَلِهذَا سُمَّ فِيهِ. قَوْلُهُ: "فَإِذا حِمارٌ عَقيرٌ" (¬16) أَىْ: مَعْقورٌ، فَعيلٌ بِمَعْنِى مَفْعولٍ. "فَشَأْنُكُمْ بِهِ" أَىْ: اعْمَلوا فيهِ بِرَأْيِكُمْ وَأَمْرِكُمْ، وَالشَّأْنُ: الأَمْرُ. وَ"الرِّفاقُ" جَمْعُ رُفْقَةٍ، وَهُمُ الْجَماعَاتُ يَصْطَحِبونَ فِى السَّفَرِ. ¬

_ (¬10) من قول الشافعى - رضي الله عنه -، وقبله ولأنه يقع فى نفس المفضرل ما يمنعه من بره، ولأن الأقارب ينفس. . . إلخ. المهذب 1/ 446. (¬11) بخير: ليس فى ع وقيليل: من الصحاح، والنقل عنه. (¬12) أيضا: ليس فى ع والفرق فى الصحاح والمشوف المعلم 1/ 527. (¬13) سعد بن عبد الرحمن بن حسان، فى الصحاح، وقال ابن برى: ينشد لزرارة بن سبيع الأسدى، وقيل: لنضلة بن خالد الأسدى. وقال ابن السيرافى: هو لدودان بن سعد الأسدى. المشوف المعلم 1/ 528، وحاشية تحقيقه، وحاشية غريب الخطابى 2/ 95، والصحاح (عدو). (¬14) روى أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو دعيت إِلى كراع لأجبت ولو أهدى إِلى كراع أو ذراع لأجبت" المهذب 1/ 446. (¬15) كتاب الأمثال 281، وفصل المقال 397، وجمهرة الأمثال 1/ 107. (¬16) روى عمر بن سلمة الضمرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من المدينة حتى أتى الروحاء فإذا حمار عقير، فقالوا: يا رسول الله! هذا حمار عقير، فقال: "دعوه فإنه سيطلبه صاحبه" فجاء رجل من فهر، فقال: يا رسول الله إنى أصبت هذا، فشأنكم به، فأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بقسم لحمه بين الرفاق.

قَوْلُهُ: "نَحَلَها جُدَادَ عِشْرينَ وَسْقًا" (¬17) [مَعْنَى] (¬18) نَحَلَهَا: أَعْطاها (والنُّحْلُ وَالنِّحْلَةُ وَالعَطِيَّةُ: وَاحِدٌ) (¬19). وَ [جُدادَ] (18) عِشْرينَ وَسْقًا" مَعْناهُ: ما يَأْتى حينَ يُجَدُّ عِشْرينَ وَسْقًا. وَالْوَسْقُ: سِتّونَ صاعًا. وَقَدْ ذُكِرَ (¬20). قَوْلُهُ: "حُزْتِهِ" (¬21) قَبَضْتِهِ. وَلَوْ قالَ: "حُزْتِيهِ" لَكانَ جائِزًا، وَالْأَوَّلُ: أَفْصَحُ. ذَكَرَهُ الأزْهَرِىُّ (¬22). قَوْلُهُ: "ذُو بَطْنِ بِنْتِ خارِجَةَ" (¬23) ذُو هَا هُنا بِمَعْنَى الَّذى فِى لُغةِ طَيِّىءٍ، يَقولونَ: أَنا ذُو فَعَلْتُ، أَى: الَّذى فَعَلْتُ، قالَ شاعِرهُمْ (¬24): فَإِنَّ الْماءَ ماءُ أَبِى وَجَدِّى ... وَبِئْرى ذُو حَفَرْتُ وَذو طَوَيْتُ وَهِىَ: بِنْتُ خارِجَةَ بْنِ أَبِى زُهَيْرٍ (¬25)، تَزَوَّجَهَا بِالسُّنْحِ فِى بَنِى الْحارِثِ ابْنِ الْخزْرَجِ. وَالسُّنْحُ (¬26): مَوْضِعٌ قَريبٌ مِنَ الْمَدينَةِ. وَاسْمُهَا: حَبيبَةُ، وَبِنْتُها: أمُّ كُلثومٍ، بِنْتُ أَبِى بَكْرٍ - رضي اللهُ عَنْهُ -. ¬

_ (¬17) فى المهذب 1/ 447: ولا يملك الموهوب منه الهبة من غير قبض، لما روت عائشة رضي الله عنها أن أباها نحلها جداد عشرين وسقا من ماله. . . إلخ الحديث. (¬18) من ع. (¬19) بدل ما بين القوسين فى ع = والنحلة: العطية. (¬20) 1/ 149. (¬21) فى قول أبى بكر لعائشة - رضي الله عنها -: وددت أنك جددته وحزته، وإنما هو اليوم مال الوارث. (¬22) فى الزاهر 263. (¬23) فى حديث عائشة لأبى بكر رضي الله عنهما: هذان أخواى، فمن أختاى؟ قال: ذو بطن بنت خارجة فإنى أظنها جارية. المهذب 1/ 447. (¬24) سنان بن الفحل الطائى. انظر خزانة الأدب 6/ 34 وشرح الحماسة للتبريزى 2/ 152. (¬25) خارجة بن زيد بن أبى زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. وانظر جمهرة الأنساب 364، وأنساب الأشراف 421، ونسب قريش 278، والاستيعاب 417، 1807، وتهذيب النووى 2/ 295. (¬26) معجم البلدان 3/ 265، والمغانم المطابة 187.

[ومن العمرى والرقبى]

الثَّوابُ (¬27) فِى الْهِبَةِ وَغَيْرِها، أَصْلُهُ: الرُّجوعُ، يُقالُ: ثابَ يَثوبُ ثَوْبًا وَثَوَبانًا (¬28): إِذا رَجَعَ بَعْدَ ذَهابِهِ كأَنَّ الثَّوَابَ يَرْجِعُ إلَيْهِ بَعْدَ ذَهابِ الْمَوْهوبِ مِن يَدهِ، وَبَعْدَ عَمَلِهِ لِلْخَيْرِ. [وَمِنَ العُمْرى وَالرُّقْبَى] (28) (قَوْلُهُ: "الْعُمْرى وَالرُّقْبى") (¬29) الْعُمْرَى: مَأْخوذَةٌ مِنَ الْعُمُرِ؛ لِأَنَّهُ يَهَبُهَا لَهُ مُدَّةَ عُمُرِهِ، وَالرُّقْبَى: لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما يَرْقُبُ صاحِبَهُ، فَأَيُّهُما ماتَ كانَتْ لِلْحَىِّ. وَالرُّقوبُ: الانْتِظارُ، قالَ اللهُ تَعالى: {فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ} (¬30) أَى: انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرونَ. وَ "التَّبَرُّعُ" (¬31) التَّطَوُّعُ، وتَبَرَّعَ، أَىْ: تَطَوَّعَ. ¬

_ (¬27) فى قوله: فإن وهب شيئا لمن هو دونه لم يلزمه أن يثيبه بعوض. . . إلخ المهذب 1/ 447. (¬28) ع: وثوابا بدل وثوبان: تحريف، والمثبت من خ والصحاح. (¬29) ما بين القوسين: ليس فى ع، اكتفاء بالعنوان وفى المهذب 1/ 448: العمرى: هو أن يقول: أعمرتك هذه الدار حياتك أو جعلتها لك عمرك، وأما الرقبى فهو أن يقول: أرقبتك هذه الدار. أو دارى لك رقبى، ومعناه: وهبت لك، وكل واحد منا يرقب صاحبه، فإن مِتَّ قبلى عادت إلى وإن مِتُّ قبلك فهى لك. (¬30) سورة الدخان آية 59. (¬31) فى قوله: ومن وجب له على رجل دين جاز له أن يبرئه من غير رضاه، ومن أصحابنا من قال: لا يجوز إلا بقبول من عليه الدين؛ لأنه تبرع يفتقر الى تعيين المتبرع عليه. . . إلخ المهذب 1/ 448.

ومن كتاب الوصايا

وَمِنْ كِتابِ الْوَصايَا الْوَصِيَّةُ: مَأْخوذَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: وَصَيْتُ الرَّجُلَ أَصيهِ (¬1): إذا وَصَلْتَهُ؛ لِأَنَّ الْموصِىَ يَصِلُ ما كانَ مِنْهُ فى حَياتِهِ بِما بَعْدَهُ مِنْ مَماتِهِ، قالَ ذو الرُّمَّةِ (¬2): نَصِى اللَّيْلَ بِالْأَيَّامِ حَتَّى صَلاتُنا ... مُقاسَمَةٌ يِشْتَقُّ أَنْصافَها السَّفْرُ قَوْلُهُ: "أَهْلِ الشّورَى" (¬3) هِىَ فُعْلَى مِنَ الْمَشورَةِ، يُقالُ: شاوَرْتُهُ فِى الأَمْرِ وَاسْتَشَرْتُهُ: إِذا اسْتَعَنْتَ بِهِ فِى التَّدْبيرِ، وَاشْتِقاقُهُ: مِنْ شُرْتُ الْعَسَلَ: إِذا اسْتَخرَجْتَهُ مِنْ بَيْتِ النَّحْلِ. قَوْلُهُ: "إنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ [أَغْنِياءَ] (¬4). ." بِفَتْحِ أَنْ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ، خَيْرٌ، أَىْ: تَرْكُكَ وَرَثَتَكَ أَغْنِياءَ خَيْرٌ. وَمَنْ رَوَى بِكَسْر إِنْ فَهُوَ شَرْطٌ، وَجَوابُهُ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: فَهُوَ خَيْرٌ. قَوْلُهُ: "عَالَةً" جَمْع عائِل، وَهُوَ: الْفَقيرُ، وَالْعَيْلَةُ وَالْعالَةُ: الْفاقَةُ وَالْفَقْرُ، قالَ اللهُ تَعالَى {وَإِنْ (¬5) خِفْتُمْ عَيْلَةً} أَىْ: فَقْرًا. قَوْلُهُ: "يَتَكَفَّفونَ النّاسَ" فيهِ تَأْوِيلاتٌ، ¬

_ (¬1) ع: آصيه تحريف. (¬2) ديوانه 590 وبشتق فى معنى يشُق، أى: يصلى نصف صلاة الحاضر. (¬3) فى المهذب 1/ 449: من ثبتت له الخلافة على الأمة جاز له أن يوصى بها إلى من يصلح لها؛ لأن أبا بكر - رضي الله عنه - وصى الى عمر، ووصى عمر - رضي الله عنه - إلى أهل الشورى. (¬4) من ع، وعبارة المهذب 1/ 449: وإن كان ورثته فقراء فالمستحب أن لا يستوفى الثلث؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الثلث كثير إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس" الحديث فى المسند 3/ 46، وصحيح الترمذى 8/ 268، وسنن ابن ماجة 2/ 904. (¬5) ع: فإن: تحريف. والآية رقم 28 من سورة التوبة.

أَحَدُها: يَأْتونَهُمْ مِنْ كَفَفِهِمْ (¬6)، أَىْ: جَوَانِبِهِمْ (¬7) وَأَطْرافِهِمْ، مَأْخوذٌ مِنْ كُفَّةِ الْقَميصِ، وَهُوَ: طَرَفُهُ وَحاشِيَتُهُ. ثَانيها: أَىْ: يَسْأَلونَهُمْ (¬8) فَيَمُدّونَ إلَيْهِمْ، أَكُفَّهُمْ. ثالِثُها: أَىْ: يَسْألونَ (¬9) النَّاسَ ما فِى أَكُفِّهِمْ، فَهَذانِ مأْخوذانِ مِنَ الْكَفِّ بِاخْتِلافِ الْمَعْنَى. رَابِعُها: أَىْ: يَسْأَلونَهُمْ (8) كَفًّا كَفًّا مِنْ طَعامٍ. خامِسُها: أَىْ: يَسْأَلونَهُمْ (8) ما يَكُفّونَ بِهِ الْجوعَ (¬10)، يُقالُ: تَكَفَّفَ السَّائِلُ وَاسْتَكَفَّ: إِذا بَسَطَ كَفَّهُ لِلسُّؤَالِ أَوْ طَلَبِ مَا يَكُفُّ بِهِ الْجَوْعَةَ (¬11). قَوْلُهُ: "يَجْنَفُ فِى الْوَصِيَّةِ" (¬12) الْجَنَفُ: الْمَيْلُ، وَقَدْ جَنِفَ -بِالْكَسْرِ- يَجْنَفُ جَنْفًا، قَالَ اللهُ تعالَى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا} (¬13) وَقالَ الشَّاعِرُ (¬14): هُمُ الْمَوْلَى وَإِنْ جَنَفُوا عَلَيْنا ... وَإِنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ قَوْلُهُ: {قَوْلًا سَدِيدًا} السَّدادُ: ضِدُّ الْفَسادِ، أَىْ: قَوْلًا قَصْدًا مُسْتَقيمًا، لَا مَيْلَ فِيهِ. ¬

_ (¬6) ع: كنفهم: تحريف. (¬7) ع: من جوانبهم. (¬8) ع: أن يسألوهم. (¬9) ع: أن يسألوا. (¬10) ع: الْجَوْعَةَ. (¬11) غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 344 والمجموع المغيث 3/ 63 - 65، والفائق 2/ 244، والنهاية 4/ 190، والصحاح والمصباح (كفف). (¬12) فى المهذب 1/ 450: وينبغى لمن رأى المريض يجفف فى الوصية أن ينهاة، لقوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)} [النساء: 9]. (¬13) سورة البقرة آية 182، وانظر معانى الفراء 1/ 111، والغربيين 1/ 410، ومعافى الزجاج 1/ 237 , وتفسير ابن قتيبة 73، وتفسير الطبرى 2/ 123 - 128. (¬14) عامر الخصفى كما فى مجاز أبى عبيدة 1/ 66، والعباب ف 71 واللسان (ولى).

قوْلُهُ: "وَلَا تُمْهِلْ" (¬15) أَىْ: لا تُؤَخِّرْ، {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (¬16) وَأَمْهَلَهُ: أَنْظَرَهُ، وَالاسْمُ: المُهْلَةُ، وَتَمَهَّلَ فِى أَمْرِهِ، أَى (¬17): اتَّأَدَ. قَوْلُهُ: "الْمَعْتوهِ" (¬18) النَّاقِصُ الْعَقْلِ، وَالتَّعَتُّهُ: التَّجَنُّنُ وَالرُّعُونَةُ، وَقَدْ عُتِهَ، وَرَجُلٌ مَعْتُوهٌ بَيِّنُ الْعَتَهِ، قالَ رُؤْبَةُ (¬19): بَعْدَ لَجاجٍ لا يَكادُ يَنْتَهِى (¬20) عَنِ التَّصابِى وَعَنِ التَّعَتُّهِ وَ "الْمُبَرْسَمُ" الَّذى بِهِ الْبِرْسامُ، وَهِىَ: عِلَّةٌ مَعْروفَةٌ، تُزيلُ الْعَقْلَ، وَهِىَ، وَرْمَةٌ (¬21) تُصيبُ الدمِّاغَ نَفْسَهُ، وَتَتَقَدَّمُها حُمَّى مُطبِقَةٌ دائِمَةٌ، مَعَ ثِقَلِ الرَّأْسِ، وَحُمْرَةٌ شَديدَةٌ، وَصُداعٌ، وَكَراهِيَةُ الضَّوْءِ، فَيَزولُ الْعَقْلُ، كَذَا ذُكِرَ فِى كُتُبِ الطِّبِّ (¬22)، وَفِقْهِ اللُّغَةِ (¬23). ¬

_ (¬15) الأفضل أن يقدم ما يوصى به من الْبِرِّ فى حياته؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا" المهذب 1/ 450. (¬16) سورة الطارق آية 17. (¬17) أى: ساقطة من ع. (¬18) ع: كالمعتوه. وفى المهذب 1/ 450: وأما من لا يجوز تصرفه فى المال، فإن كان ممن لا يميز كالمعتوه والمبرسم. . . لم تصح وصيته. (¬19) مجموع أشعار العرب 165. (¬20) ع: ينثنى. (¬21) ع: ورم. (¬22) ع: ذكره فى كتاب الطب. (¬23) للثعالبى ص 149، وانظر المصباح (برسم).

وَقيلَ: إنَّهُ (¬24) ابْنُ الْمَوْتِ؛ لِأَنَّ "بِرْ" بِالسُّرْيَانِيَّةِ: الابْنُ، وَ "السَّامُ" الْمَوْتُ (¬25)، وَمِنْهُ الْحَديثُ فى الْحَبَّةِ السَّوْداءِ: "إنَّها شِفاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ إلَّا السَّامُ، قيلَ: وَما السَّامُ؟ قال: الْمَوتُ" (¬26). وَيُقالُ: بُرْسِمَ الرَّجُل فَهُوَ مُبَرْسَمٌ. [قَوْلُهُ: "الكَنيسة"] (¬27) قَدْ ذَكَرْنا أَنَّ الْكَنيسَةَ مَسْجِدُ الْيَهودِ. [قَوْلُهُ: "الْمُحاباة"] (¬28) وَقَدْ ذَكَرْنا أَنَّ الْمُحابَاةَ: أَنْ يَضَعَ لَهُ شَيْئًا مِنْ ثَمَنِ الْمَبيعِ، مَأُخوذٌ مِنَ الْحِباءِ، وَهُوَ: الْعَطِيَّةُ. قَوْلُهُ: ["كَالسِّمادِ"] (¬29) هُوَ سِرْجينٌ وَرَمادٌ. وَتَسْميدُ الْأَرْضِ: أَنْ يُجْعَلَ فِيها السِّمادُ. قَوْلُهُ: ["القولَنْجُ"] (¬30) هُوَ: احْتِباسُ الْغائِطِ؛ لِانْسِدادِ الْمِعَى الْمُسَمَّى قُولون بِالرّومِيَّةِ، مِنْ فِقهِ اللُّغَةِ (¬31) وَهُوَ فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ؛ لِأَنَّ الْقافَ وَالْجيمَ لا تَجْتَمِعانِ فِى كَلِمَةٍ واحِدَةٍ عَرَبِيَّةٍ (¬32). وَ "ذاتُ الْجَنْبِ" داءٌ يَقَعُ فى الْجَنْبِ فَيَرِمُ وَيَنْتَفِخُ، وَيَكونُ بِقُرْب الْقَلْبِ يُؤْلمُ أَلَمًا شَديدًا. ذَكَرَهُ فِى الْبَيانِ. وَقالَ فِى فِقْهِ اللُّغةِ (¬33): وَجَعٌ تَحْتَ ¬

_ (¬24) ع: أَثر الموت. (¬25) انظر المعرب 156، وجمهرة اللغة 3/ 386، وتهذيب اللغة 13/ 157، وشفاء الغليل 150. (¬26) الفائق 3/ 330، والنهاية 2/ 419. (¬27) من ع، وفى المهذب 1/ 451: وأما الوصية بما لا قربة فيه كالوصية للكنيسة. . . فهى باطلة. (¬28) فى المهذب 1/ 451: إن وصى ببيع ماله من رجل من غير محاباة ففيه وجهان. (¬29) خ: قوله: السماد، وعبارة المهذب: وتجوز الوصية بما يجوز الانتفاع به من النجاسات كالسماد. . . إلخ. (¬30) خ: كالقولنج، وعبارة المهذب: المرض المخوف كالطاعون، والقولنج , وذات الجنب، والرعاف الدائم، والإسهال المتواتر، وقيام الدم، والسل فى انتهائه، والفالج الحادث فى ابتدائه، والحمى المطبقة. (¬31) ص 146. (¬32) انظر معجم الألفاظ المولدة فى شفاء الغليل 420. (¬33) ص 146.

الْأَضْلاع ناخِسٌ مَعَ سُعالٍ وَحْمَّى. وَقالَ فِى الشَّامِلِ: هُوَ: قَرْحٌ يَخرُجُ بِباطِنِ الْجَنْبِ. وَ "قِيَامُ الدَّمِ" خُروجُ الدَّم مِنَ الطَّبيعَةِ، وَقالَ فِى الشّامِلِ: قِيامُ الدَّم مِنَ الْحرَارَةِ [الْمُفْرِطَةِ] (¬34). (قَؤلُهُ: "الْمُفْرِطَةُ") (¬35) هُوَ أَنْ يَجْتَمِعَ فِى عُضْو. قالَ: وَالطَّاعونُ: هَيَجانُ الدَّم (مِنْ شِدَّةِ الْحرارَةِ أَيْضًا، إلَّا أَنَّهُ فى جَميعِ الْبَدَنِ، مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَهَيَجانِ) (¬36) الدَّم فِى بَعْضِهِ. وَقيلَ: إنَّ قِيَامَ الدَّم: أَنْ يَنْصَبَّ إِلى شَيْىْءٍ مِنْ بَدَنِهِ مِنْ يَدٍ أَوْ رِجْلٍ فَيَرِمَ وَيَحْمَرَّ. وَ "السُّلُّ" عِلَّةٌ يُهْزَلُ مِنْها الْجِسْمُ، يَأْخُذُ مِنْها سُعَالٌ. وَ "الفالِجُ" عِلَّهٌ تَأْخُذُ مِنَ الْبَرْدِ، يُرْعَدُ بِها (¬37) الْجَسَدْ. وَقالَ فِى فِقْهِ اللُّغةِ (¬38): هُوَ ذَهابُ الْحِسِّ وَالْحَرَكَةِ عَنْ بَعْضِ أَعْضائِهِ. وَ"الْحُمَّى الْمُطبِقَةُ" الَّتى تَدومُ لَيْلًا وَنهارًا، وَلَا تَرْتَفِعُ، مَأْخوذَةٌ مِنْ تَطابُقِ الشَّيْىءِ عَلَى الشَّيْىءِ. وَ "الطَّلْقُ" (¬39) وَجَعُ الْوِلادَةِ. قَوْلُهُ: "طُرُقُ الْحَديثِ" (¬40) هِىَ: اخْتِلافُ أَسانيدِهِ، وَكَثْرةُ رُوَاتِهِ وَقِلَّتُهُمْ [وَمَعْرِفَةُ] (¬41) الْعَدْلِ وَالْمَجْروحِ مِنْهُمْ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. ¬

_ (¬34) من ع. (¬35) ما بين القوسين ليس فى ع، والضمير فى قوله يعنى به صاحب الشامل. (¬36) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬37) ع: لها. (¬38) ص 145. (¬39) فى قوله: وإن ضرب الحامل الطلق فهو مخوف؛ لأنه يخاف منه الموت. المهذب 1/ 453. (¬40) ع: قوله "طرقه" وفى المهذب 1/ 455: إن وصّى للعلماء صرف إلى علماء الشرع. . . ولا يدخل فيه من يسمع الحديث ولا يعرف طرقه؛ لأن سماع الحديث من غير علم بطرقه ليس بعلم. (¬41) من ع.

قَوْلُهُ: "أُعيلَتِ الْفَرِيضَةُ" (¬42) قالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬43): أَظُنُّهُ [مَأْخوذًا] (¬44) مِنَ الْمَيْلِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْفَريضَةَ إِذا عالَتْ فَهِىَ تَميلُ عَلَى أَهْلِ الْفَريضَةِ جَميعًا فَتَنْتَقِصُهُمْ. قَوْلُهُ: "أَعْطُوهُ داَبَّةً" (¬45) أَصْلُ الدّابَّةِ: مَا يَدبُّ عَلَى الْأَرْضِ، قالَ اللهُ تَعالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} (¬46) وَأَمّا الدَّاَّبةُ الَّتى تُرْكَبُ، فَإِنَّ هَذَا الاسْمَ وَقَعَ اصْطِلاحًا وَعادَةً لا حَقيقَةً (¬47). قَوْلُهُ: "وَعودُ الْبناءِ" (¬48) هِىَ: الْأَخْشابُ الَّتِى يُسْقَفُ بِها، وَيُبْنَى عَلَيْها فَوْقَ الْأَبْوَابِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. قوْلُهُ: "الْمِضْرابُ" (¬49) هُوَ الْآلةُ الَّتى يُحَرَّكُ بِها الْوَتَرُ، وَقَدْ يَكونُ مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَخَشَبٍ، وَسُوَى ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "قَوْسُ الْجُلاهِقِ" (¬50) فارِسِيَّةٌ، وَهِىَ (¬51): قَوْسُ الْبُنْدُقِ كَما ذَكَرَ، يُرمَى عَنْها الطَّيْرُ بِالطِّينِ الْمُدَوَّرِ، وَأَصْلُهُ بِالْفارِسِيَّةِ: جُلْهَ، وَهِىَ: كُبَّةُ غَزْلٍ، وَالْكَثيرُ: جُلْهازْ، وَبِها سُمِّىَ الْحائِكُ (¬52). ¬

_ (¬42) السهام فى المواريث إذا زادت على قدر المال أعيلت الفريضة بالسهم الزائد، المهذب 1/ 457. (¬43) فى غريب الحديث 4/ 384. (¬44) خ: مأخوذ: سهو. (¬45) المهذب 1/ 458: فإذا قال: أعطوه دابة فالمنصوص أن يعطى فرسًا أو بغلا أو حمارًا. المهذب 1/ 458. (¬46) سورة النور آية 45. (¬47) قال الفيومى: أما تحصيص الفرس والبغل بالدابة عند الإطلاق فعرف طارى. المصباح (دبب). (¬48) فإن وصى بعود من عيدانه، وعنده عود اللهو، وعود القوس، وعود البناء: كانت الوصية بعود اللهو والمهذب 1/ 458. (¬49) ولا يدفع مع العود الوتر والمضراب؛ لأن اسم العود يقع من غيرهما. المهذب 1/ 458. (¬50) ع: قوله: "الجلاهق" وعبارة المهذب 1/ 459: فإن وصى له بقوس كانت الوصية بالقوس الذى يرمى عنه النبل والنشاب دون قوس الندف والجلاهق، وهو: قوس البندق. (¬51) ع: وهو. والمثبت من خ والصحاح (جلهق) وانظر المعرب 235 تح ف / عبد الرحيم ومعجم الألفاظ المولدة 201. (¬52) ع: الحائط: تحريف.

قَوْلُهُ: "ضَعوا عَنْهُ" (¬53) أَىْ: حُطُّوا عَنْهُ؛ لِأَنَّ الْحَطَّ وَالْوَضْعَ مَعْناهُما وَاحِدٌ. قَوْلُهُ: "اعْتُدَّ بِهِ" افْتُعِلَ مِنَ الْعَدَدِ، أَىْ: جَعَلَهُ فِى عَدَدِ حِسابِهِ. وَقَوْلُهُ: "إِذا زاحَمَهُمْ" (¬54) أَىْ: ضايَقَهُمْ، وَالْمُزاحَمَةُ، الْمُضايَقَةُ. قَوْلُهُ تَعالَى: {بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} (¬55) الْبِطانَةُ: الْخاصُّ مِنَ الأصْحابِ [أَبْطَنْتُ] (¬56) الرَّجُلَ: إذا جَعَلْتَهُ مِنْ خَوَاصِّكَ. كَأَنَّهُ يُعْلِمُهُ بِباطِنِ أُمورِهِ (¬57). {لَا يَأْلُونَكُمْ} لَا يُقَصِّرونَ [فِى] (¬58) الإفْسادِ بَيْنَكُم، وَلَا يُبَقُّونَ غايَةً فِى إلْقائِكُمْ فِى الْخَبالِ، وَالْخَبالُ: الْفَسادُ (¬59). {وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ} الْعَنَتُ هَا هُنا: الْمَشَقَّةُ. {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} (¬60) لا يُراعونَ وَلا يَنْتَظرونَ. وَالِإلُّ: الْعَهْدُ، وَقيلَ: الْقَرابَةُ (¬61). قَوْلُهُ: "عَلى حَسَبِ الِإذْنِ" (¬62) مُحَرَّكٌ، أَىْ: عَلى (¬63) قَدْرِ الإذْنِ. ¬

_ (¬53) فإن قال: ضعوا عنه ما شاء من كتابته، فشاء الجميع. . . يوضع عنه الجميع إلا شيئا. المهذب 1/ 459. (¬54) فى المهذب 1/ 460: يأخذ من نصف الثلث ما كان يأخذ من جميعه كأصحاب المواريث إذا زاحمهم من له فرض أو وصية. المهذب 1/ 460. (¬55) سورة آل عمران آية 118 وأضاف فى ع {لَا يَأْلُونَكُمْ}. (¬56) خ: ابتطت والمثبت من ع والصحاح (بطن). (¬57) الكشاف 1/ 458 وتفسير ابن كثير 1/ 398، والقرطبى 4/ 178، وتفسير ابن قتيبة 109. (¬58) فى ساقط من ع. (¬59) تفسير الطبرى 4/ 60 - 63، وابن كثير 1/ 398، والقرطبى 4/ 178، ومعانى الزجاج 1/ 461، 462، والكشاف 1/ 458، والغريبين 1/ 77. (¬60) سورة التوبة آية 10 وقد وردت شاهدا فى المهذب 1/ 463 على عدم جواز الوصية للكافر، لكونه غير مأمون على المسلم. (¬61) تفسير الطبرى 8/ 79، وابن كثير 2/ 338، وتفسير ابن قتيبة 183. (¬62) فى المهذب 1/ 463: ويجوز أن يوصى الى نفسين. . . ويجوز أن يجعل إلى كل واحد منهما؛ لأنه تصرف مستفاد بالإذن فكان على حسب الإذن. (¬63) على: ليس فى ع.

قَوْلُهُ: "يُفَوِّضُ إلى وَاحِدٍ؟ " (¬64) يُقالُ: فَوَّضَ إلَيْهِ الأَمْرَ، أَىْ (¬65): رَدَّهُ إلَيْهِ (65)، وَجَعَلَهُ عَلَى نَظَرِهِ وَتَصَرُّفِهِ. قَوْلُهُ: "فَإنَّ لِى مَخرَفًا" (¬66) بِفَتْحِ الْميمِ، وَهُوَ: الْبُسْتانُ، وَالْمَخْرَفُ: النَّخْلَةُ نَفْسُها أَيْضًا. ¬

_ (¬64) قبله: فإن ماتا أو فسقا، فهل للحاكم أن يفوض إلى واحد؟. . . إلخ المهذب 1/ 463. (¬65) أي، وإليه: ليس فى ع. (¬66) روى ابن عباس - رضي الله عنه - أن رجلا قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أمه توفيت أفينفعها أن أتصدق عنها، فقال: نعم، قال: فإن لى مخرفا فأشهدك أنى تصدقت به عنها. المهذب 1/ 464.

ومن كتاب العتق والقرعة

وَمِنْ كِتابِ الْعِتْقِ وَالْقُرْعَةِ (¬1) العِتْقُ: مَأخوذٌ مِنَ السَّبْقِ، يُقالُ: عَتَقَتْ مِنِّى يَمينٌ، أَىْ: سَبَقتْ، وَعَتَقَتِ ألْفَرَسُ: إِذا سَبَقَتْ (¬2)، وَعَتَقَ فَرْحُ الطّائِرِ: إِذا طارَ وَاسْتَقَلَّ. فَكَأَنَّ المُعْتَقَ خُلِّيَ [فَذَهَبَ] (¬3) حَيْثُ شاءَ. ذَكَرَهُ القُتَيْبِىُّ (¬4). يُقالُ: عَتَقَ الْعَبْدُ يَعْتِقُ عَتاقًا وَعَتاقَةً، فَهُوَ مُعْتَقٌ وَعَتيقٌ، وَلا يُقالُ: مَعْتوقٌ (¬5). وَخُصَّتِ (¬6) الرَّقَبَةُ بِالعِتْقِ وَالْمِلْكِ دونَ سائِرِ الْأَعْضاءِ؛ لِأَنَّ مِلْكَ السَّيِّدِ لِعَبْدِهِ (¬7) كَالحَبْلِ فى الرَّقَبَةِ، وَكَالغُلِّ يُحْبَسُ بِهِ، تُحْبَسُ الدّابَّةُ بِالحَبْلِ فِى عُنُقِهَا، وَلِهَذا كَنَوْا بِالحَبْلِ فِى العِتْقِ، فَقالوا: حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ، جَعَلَهُ بِمَنْزِلَةِ الْبَعيرِ يُطرَحُ حَبْلُهُ عَلَى غارِبِهِ فَيَذْهَبُ حَيْث يَشاءُ، وَلَا يُوثَقُ. وَالْغارِبُ: مَا بَيْنَ السَّنامِ، وَالعُنُقِ، قالَ الشاعِرُ (¬8): فَلَمّا عَصَيْتُ الْعاذِلِينَ فَلَم أُطِعْ ... مَقالَتَهُمْ أَلْقَوْا عَلى غارِبِى حَبْلِى ¬

_ (¬1) والقرعة: ليس فى ع. (¬2) روى عن أعرابى قال: "هذا أوانُ عتقت الشقراء" أى: سَبَقَتْ. انظر غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 225، وغريب الحديث للخطابى 1/ 706، والصحاح (عتق). (¬3) خ: يذهب. والمثبت من ع وغريب الحديث لابن قتيبة. (¬4) فى غريب الحديث 1/ 225. (¬5) لأن مجيئ مفعول من أفعلت شاذ، مسموع لا يقاس عليه. (¬6) ع: وخص. (¬7) ع: ملك العبد. (¬8) لم أعثر على قائلة.

قَوْلُهُ: "بِالصَّريحِ" (¬9) هُوَ: الْخالِصُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ، وَصَريحُ العِتْقِ: ضِدُّ الْكِنايَةِ الَّتِى لَيْسَتْ بِلَفْظٍ خالِصٍ. قَوْلُهُ: "وَصَريحُهُ (¬10) الْحُرِّيَّةُ" هِىَ أَيْضًا بِمَعْنَى الخالِصِ مِنْ كْلِّ شَيْىءٍ، يُقالُ: طينٌ حُرٌّ، أَىْ: خالِصٌ لَا حَجَرَ فِيهِ، وَحُرُّ الرَّمْلِ: الَّذى لا تُرابَ فيهِ، يُقالُ: حَرَّ يَحَرُّ بِفَتْحِ الْحاءِ فِى المُسْتَقْبَلِ، وَمَصْدَرُهُ الْحَرارُ، وَالْحَرورِيَّةُ، أَيْضًا، بِالْفَتْحِ. قالَ (¬11): فَما رُدَّ تَزْويجٌ عَلَيْهِ شَهادَةٌ ... وَلا رُدَّ مِنْ بَعْدِ الْحَرَارِ عَتيقُ فَكأَنَّهُ خالِصٌ مِنْ رِقِّ العُبودِيَّةِ. قَؤلُهُ: "أَعْطىَ شُرَكاءَهُ (¬12) حِصَصَهُمْ" الْحِصَّة: النَّصيبُ، وَجَمْعُها: حِصَصٌ، وَتَحاصن الْقَوْمُ يَتَحَاصُّونَ: إِذا اقْتَسَموا حِصَصًا، وَكَذا الْمُحَاصَّةُ (¬13). قَوْلُهُ: "صَغَارٌ عَلَى الإسْلامِ" (¬14) أَىْ: ذُلٌّ وَقَهْرٌ. قَوْلُهُ: "لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ" (¬15) الْوَكْسُ: النُّقْصانُ وَالبَخْسُ، وَقَدْ وَكَسَ الشَّيْىءُ يَكِسُ، وَقَدْ وَكَسْتُ فُلانًا: نَقَصْتُهُ، وَقَدْ وُكِسَ فُلانٌ فِى تِجارَتِهِ، ¬

_ (¬9) فى المهذب 2/ 2: ويصح بالصريح والكناية وصريحه العتق والحرية؛ لأنه ثبت لهما عرف الشرع وعرف اللغة. (¬10) وصريح: ليس فى ع. (¬11) من غير نسبة فى الصحاح واللسان (حرر). (¬12) ع: الشركاء. وفى المهذب 2/ 3: روى ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أعتق شركا له فى عبد فإن كان معه ما يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة عدل شركاء حصصهم وإلا فقد عتق منه ما عتق ورق منه ما رق". (¬13) عن الصحاح (حصص). (¬14) فى تقويم العبد الذى يشترك فى ملكه كافر، إن كان العبد مسلما قيل يقوم وقيل لا يقوم. . . وذلك صغار على الإسلام. المهذب 2/ 3. (¬15) روى سالم عن أبيه يبلغ به النبى - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان العبد بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه، فإن كان موسرا يقوم عليه ولا وكس ولا شطط" المهذب 2/ 3.

وَأَوكِسَ أَيْضًا عَلَى ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ فيهِمَا، أَىْ: خَسِرَ (¬16) وَالشُّطَطُ: الجَوْرُ وَالزِّيادَةُ , أَىْ: لا نُقْصان وَلا زِيَادَةَ، قالَ الله تَعَالَى: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا} (¬17) أَىْ: جَوْرًا. وَمَعْناهُ: لا يَزيدُ فِى قِيَمتِهِ فَيَكونُ جَوْرًا، وَأَصْلُهُ: الْبُعْدُ، يُقالُ: شَطَّتِ الدَّارُ، أَىْ: بَعُدَتْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالى (: {وَلَا تُشْطِطْ} (¬18) أَىْ.: لَا تَبَاعَدْ عَنِ الْحَقِّ، وَقَوْلُهُ تَعالَى) (¬19): {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} (¬20) أَىْ: قَوْلًا بَعيدًا عَنِ الْحَقِّ. قَوْلُهُ: "مُرَاعًى" (¬21) مِنْ راعَيْتُ الْأَمْرَ، أَىْ: نَظَرْت إِلَى (¬22) مَا يَصيرُ إِلَيْهِ. قَوْلُهُ: "وَالْبَيِّنَةُ مُتَعَذِّرَةٌ" (¬23) أَىْ: مُتَعَسِّرَةٌ، تَعَذَّرَ الْأَمْرُ، أَىْ: تَعَسَّرَ. قَوْلُهُ تَعالَى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} (¬24) خَزَّ: سَقَطَ مِنْ أَعْلَى إلى أسْفَلَ، وَالْهَدُّ: هَدْمُ (¬25) الْبِناءِ وَإِزالُتُهُ، هَدَّ الْبِنَاءَ يَهُدُّهُ هَدًّا: هَدَمَهُ وَضَعْضَعَهُ. ¬

_ (¬16) عن الصحاح (وكس) وفى المغيث 3/ 446: وقد أَوْكَسَ وَأُوكِسَ وَوُكِسَ: خَسِرَ، وَأَوْكَسَ مالُهُ: ذهب. (¬17) سورة الجن آية 4. (¬18) سورة ص آية 22. (¬19) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬20) سورة الكهف آية 14 وانظر معانى الفراء 2/ 403، وغريب الحديث لأبى عبيد 4/ 308، وللخطابى 1/ 271، 272 , وتفسير ابن قتيبة 378، وتفسير اليزيدى 322 (¬21) فإذا قلنا إنه مراعى لم يكن على كل واحد منهما ضرر المهذب 2/ 3. (¬22) إلى: ساقط من ع. (¬23) قبله: وإن اختلف المعتق والشريك فى قيمة العبد والبينة متعذرة. . . إلخ. المهذب 2/ 3. (¬24) سورة مريم آية 90. (¬25) ع: هَدُّ.

من باب القرعة

مِنْ بَابِ الْقُرَعةِ القُرْعَةُ: مَأْخُوذَةً مِنْ قَرَعْتُهُ: إذَا كَفَفْتَهُ، كَأَنَّهُ كَفَّ الْخُصُومَ بِذَلِكَ، وَمِنْهُ. سُمِّيَتِ الْمِقْرَعَةُ؛ لِأَنَّهُ يُكَفُّ بِهَا الدَّابَّةُ. قَوْلُهُ (¬1): "البَنْدَقَةَ" هِىَ: عَمَلُ الْبَنَادِقِ، وَهِىَ: كُبَبٌ صِغارٌ مِنْ طِينٍ أَوْ شَمْعٍ. قَوْلُهُ: "أَقْرَبُ إِلَى فَصْلِ الْحُكْمِ" (¬2) أَىْ: إلى قَطْعِهِ، مِنْ فَصَلَ الْعُضْوَ: إِذَا قَطَعَةُ مِن المَفصِل. وَالفَيْصَلُ: الحَاكِمُ، وَفَصَلْتُ الشَّيْىءَ فَانْفَصَلَ، أَىْ: قَطَعْتُهُ فانْقَطَعَ (¬3). قَوْلُهُ (¬4): "التَّعْدِيلُ" هُوَ: التَّسْوِيَةُ، مِن قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ عِدْلُ فُلَانٍ، أَىْ: مُسَاوٍ لَهُ (¬5)، وَالْعِدْلُ: أَحَدُ الحِمْلَيْنِ؛ لِأَنَّهُ مُسَاوٍ للآخَرِ. قَوْلُهُ (¬6): "يَسْتَغْرِقُ التَّرِكَةَ" يَذْهَبُ بِهَا، وَأَصْلُه: مِنَ الْغَرَقِ فِى الْمَاءِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬7). ¬

_ (¬1) فى المهذب 2/ 5:. . . وتجفف وتغطى بشئ، ثم يقال لرجل لم يحضر الكتابة والبندقة أخرج بندقة، ويعمل بما فيها. (¬2) قبله: والإخراج على الحرية أقرب. . . إلخ المهذب 2/ 5. (¬3) عن الصحاح (فصل). (¬4) فى المهذب 2/ 5: فإن اختلف العدد والقيم ولم يمكن التعديل بالعدد ولا بالقيمة. . . إلخ. (¬5) ع: مساوية. (¬6) فى المهذب 2/ 6: وإن أعتق فى مرضه أعبدا له، ومات، وعله دين يستغرق التركة: لم ينفذ العتق. (¬7) القسم الأول 141.

وَالتَّرِكَةُ: مَا يَتْرُكُهُ الْمَيِّتُ بَعْدَهُ تُرَاثًا (¬8)، وَقَدْ ذُكِرَ (¬9). قَوْلُهُ (¬10): "فَيُقَدَّرُ (¬11) بِقَدْرِهِ" الْقَدْرُ هَا هُنَا: الْمَبْلَع، أَىْ: يُعْتَقُ مِنْهُ مَبْلَغُ الْحِصَّةِ. ¬

_ (¬8) تراثا: ليس فى ع. (¬9) القسم الأول 127، 185. (¬10) وإن كان الدين يستغرق نصف التركة. . . يبطل بقدر الدين؛ لأن بطلانه بسببه فيقدر بقدره. المهذب 2/ 6. (¬11) فيقدر: ساقطة من ع.

[من باب المدبر]

[مِنْ بَابِ الْمُدَبَّرِ] (¬1) قَالَ الْقُتَيْبِىُّ: التُّدْبيرُ: مَأْخُوذٌ مِنَ الدُّبُرِ؛ لِأَنَّهُ عِتْقٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ: دُبُرُ الْحَيَاةِ، قَيلَ (¬2): مُدَبَّرٌ، وَلِهَذَا قَالُوا: أَعْتَقَ (¬3) عَبْدَهُ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ، أَىْ: بَعْدَ الْمَوْتِ (¬4). قَوْلُهُ (¬5): "يُتَنَجَّزُ بِالمَوْتِ" أَىْ: يُتَعَجَّلُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬6). قَوْلُهُ: "يُفْضِى إِلَى الْعِتْقِ لَا مَحَالَةَ" (¬7) يُفْضِى: يَؤُولُ وَيَصِيرُ. وَلَا مَحَالَةَ، أَىْ: لَابُدَّ، يُقَالُ: الْمَوْتُ آتٍ لَا مَحَالَةَ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬8). [وَمِيمُها] (¬9) زائدة، وَأَلِفُهَا مُنْقَلِبَةُ عِن وَاوٍ، مِنْ بَابِ (حول). قَوْلُهُ: "أَنْتَ حَبِيسٌ عَلَى آخِرِنَا مَوْتًا" أَىْ: عِتْقُكَ مَحْبُوسٌ حَتَّى يَمُوتَ آخِرُنَا. ¬

_ (¬1) خ: المدبر. (¬2) ع: وقيل. (¬3) ع: عتق. (¬4) عبارة القتيبى فى غريب الحديث 1/ 224، 225: والمدبر من العبيد والاماء: مأخوذ من الدُّبرُ؛ لأن السيد أعتقه بعد مماته، والممات دُبُرُ الحياة، فقيل: مُدَبَّرٌ. والفقهاء المتقدمون يقولون: المعتق من دبر، أى: بعد الموت. (¬5) فى المهذب 2/ 6: التدبير: قربة؛ لأنه يقصد به العتق، ويعتبر من الثلث. . . لأنه تبرع يتنجز بالموت، فاعتبر من الثلث. (¬6) القسم الأول 105. (¬7) فإن كان بين رجلين عبد فدبر أحدهما نصيبه وهو موسر، فهل يقوم عليه نصيب شريكه ليصير الجميع مدبرًا؟ فيه قولان، أحدهما: يقوم عليه؛ لأنه أثبت له شيئا يفضى إلى العتق المهذب 2/ 7. (¬8) الصحاح (حول). (¬9) خ: ميمهما: تحريف.

قَوْلُهُ (¬10): "عَنْ دُبُرِ مِنْهُ" أَىْ: بَعْدَ مَوْتِهِ وَإِدْبَارِ حَيَاتِهِ، أَوْ فِيَ الدُّبُرِ، وَهُوَ: نَقِيضُ الْقُبُلِ، أَىْ: فِى إدْبَارِ الْحَيَاةِ لَا فِى إِقْبَالِهَا، كُلُّهُ مَأخُوذٌ مِنْ أدْبَرَ: إِذَا وَلَّى وَذَهَبَ. قَوْلُهُ: "لِأَنَّهُ عَدَلَ عَن [العِتقِ] (¬11) أَىْ: مَالَ، يُقَالُ: عَدَلَ: إذَا مَالَ، وَعَدَلَ: إذَا اسْتَقَامَ، مِنَ الْأَضْدَادِ. قَوْلُهُ: ["كَالْعَبْدِ] (¬12) الْقِنِّ" الْخَالِصِ الْعُبُودِيَّةِ , لَيْسَ بمُكَاتَبٍ وَلَا مُدَبَّرٍ، وَلَا عُلِّقَ عِتْقُهُ عَلَى شَرْطٍ، وَقِيلَ: الْقِنُّ: أَنْ يُمْلَكَ هُوَ وَأَبُوهُ. قَوْلُهُ (¬13): "وَبَيْنَ أَنْ يُخَارِجَهُ عَلَى شَيْىءٍ" أَىْ: يَجْعَلَ عَلَيْهِ خَرَاجًا يُؤَدِّيِه. وَالْخَرْجُ وَالْخرَاجُ: الإتَاوَةُ وَقَدْ ذُكِرَ (¬14). ¬

_ (¬10) فى المهذب 2/ 8: ويملك المولى بيع المدبر لما روى جابر أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر منه، ولم يكن له مال غيره، فأمر به النبى - صلى الله عليه وسلم - فبيع بسبعمائة أو بتسعمائة. (¬11) خ وع: الحق. وفى المهذب 2/ 8: كان ذلك رجوعا فى التدبير؛ لأنه عدل عن العتق بالموت إلى العتق بأداء المال. (¬12) خ: العبد القن. وفى المهذب 2/ 9: وإن دبر الكافر عبدا كافرًا ثم أسلم العبد ولم يرجع السيد فى التدبر. . . يباع عليه، كالعبد القن. . . إلخ. (¬13) فى تدبير الكافر عبدا أسلم، يقول الشيخ: هو بالخيار بين أن يسلمه الى مسلم وينفق عليه إلى أن رجع فى التدبير فيباع عليه، أو يموت فيعتق عليه، وبين أن يخارجه على شيئ. . إلخ. (¬14) القسم الأول 152.

باب الكتابة

بَابُ الْكِتَابَةِ (¬1) أَصْلُ الْكِتَابَةِ: الضَّمُّ وَالْجَمْعُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْكِتَابَةُ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ جَمْعِ النُّجُومِ وَضَمِّ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ، وَالْمُكَاتَبُ يَجْمَعُ الْمَالَ وَيَضُمُّهُ، وَمِنْهُ كَتَبَ الْمَزَادَةَ: إِذَا ضَمَّ بَيْنَ جَانِبَيْهَا بالْخَرْزِ. وَالْكُتْبَةُ: مَوْضِعُ الْخَرْزِ، وَجَمْعُهَا (¬2): كُتَبٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬3): . . . . . . . . . . . . . ... مُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْهُ بَيْنَها الْكُتَبُ وَمِنهُ: كَتَبَ الْكِتَابَ: إِذا جَمَعَ الْحُرُوفَ، وَضَمَّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، (وَسُمِّيَتِ الْكَتِيبَةُ؛ لِاجْتِمَاعِ الْعَسْكَرِ وَانْضِمَامِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ) (¬4) وَكُلُّ شَيْىءٍ ضَمَمْتَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ فَقَدْ كَتَبَتَهُ، وَسُمِّيَتِ النُّجُومُ فِى الْكِتَابَةِ وَغَيْرِهَا؛ لِأَنَّهَا مَأخُوذَةٌ مِنْ تَأْجِيلِ الدَّيْنِ إِلَى طُلُوعِ نَجْمٍ مَعْلُومٍ عِنْدَهُمَا، وَوَقْتٍ مَعْرُوفٍ بَيْنَهُمَا لِلأدَاءِ، كطُلُوعِ الثُّرَيَّا وَالسِّمَاكِ وَشِبْهِهِمَا، يُقالُ: نَجَّمْت عَلَيْهِ الْمَالَ: إِذَا أَدَّيْتَهُ نُجُومًا، أَىْ: جَعَلْتَ لِأَدَائِهِ أَوْقَاتًا مِنَ الزَّمَانِ يُعْلَمُ كُلُّ وَقْتٍ مِنْهَا بِطُلُوعِ نَجْمٍ. ¬

_ (¬1) ع: ومن كتاب المكاتب. قال الفيومى: قول الفقهاء: باب الكتابة: فيه تسامح؛ لأن الكتابة اسم المكتوب، وقيل للمكاتبة كتابة تسمية باسم المكتوب مجازا واتساعا؛ لأنه يُكتب فى الغالب للعبد على مولاه كتاب بالعتق عند أداء النجوم ثم كثر الاستعمال حتى تال الفقهاء للمكاتبة: كتابة، وإن لم يكتب شىء. قال الأزهرى: وسميت المكاتبة كتابة فى الإسلام. وفيه دليل على أن هذا الإطلاق ليس عربيا. وشذ الزمخشرى فجعل المكاتبة والكتابة بمعنى واحد ولا يكاد يوجد لغيره ذلك، ويجوز أنه أراد الكتاب فطغا القلم بزيادة الهاء. (¬2) ع: حمعها. (¬3) ديوانه 1/ 11 وصدر البيت: وَفْرَاءَ غَرْفِيُّةٍ أَثْأَى خَوَارِزَهَا .... . . . . . . . . . . . . . (¬4) ما بين القوسين ساقط من ع.

قَوْلُهُ: "مُرْصِدٌ لِمِلْكِهِ" (¬5) أَىْ: مُتَرَقِّبٌ، يُقَالُ: رَصَدْتُ فُلَانًا أَرْصُدُهُ، أَىْ: تَرَقَّبْتَهُ وَانتظَرتَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (¬6): {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} (¬7) أَىْ: مُعَدَّةً لَهُمْ، يُرْتَقَبُ بِهِمْ (¬8). قَوْلُهُ: "فَهُوَ عَاهِرٌ" (¬9) الْعَاهِرُ: الزَّانِى، يُقَالُ: عَهِرَ يعهُّرُ عُهُورًا وَعَهَارَةً (¬10): إِذَا زَنَى وَفَجَرَ. قَوْلُهُ: "ثُمَّ أَفْلَتَ مِنْ أَيْدِيهِمْ" (¬11) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ، يُقَالُ: أَفْلَتَ وَتَفَلَّتَ وَانْفَلَتَ: بِمَعْنىً، وَأَفْلَتَهُ غَيْرُهُ (¬12). قَوْلُهُ: "وَلَا يَتَسَرَّى [بِجَارِيَة] (¬13) " ذَكَرَ فِى الْمُهَذَّبِ [فِى] (¬14) اشْتِقَاقِ التَّسَرِّى ثَلَاَثةَ أَوْجُهٍ: مِنَ السَّرَى، وَهُوَ: الْجَوْدَةُ؛ أَوْ مِنَ السِّرِّ، وَهُو: الجِمَاعُ؛ أَوْ مِنْ سَرَاةِ الْأَدِيمِ، وَهُوَ، وَسَطُ الظَّهْرِ. وَذَكَرَ الْجَوْهَرِىُّ (¬15) وَجْهًا آخَرَ: أَنَّهُ مُشْتَقٌ مِنَ السُّرُورِ، وَهُوَ: الْفَرَحُ، وَأَصْلُهُ: تَسَرَّرْتُ، فَأُبْدِلَت الرَّاءُ الْأُخْرَى يَاءً. كَمَا قَالُوا: تَظَنَّيْتُ فِى تَظَنَّنْتُ. ¬

_ (¬5) فى نفقة ولد أم الولد وجهان: أحدهما أنها على المولى لأن مُرْصِدٌ لِمْلِكِهِ. المهذب 2/ 12. (¬6) ع ومنه قوله تعالى عوض المذكور. (¬7) النبأ 21. (¬8) ع: ترتقبهم. (¬9) من الحديث: "أيما عبد تزوج بغير أذن مولاه فهو عاهر" المهذب 2/ 13. (¬10) فى المصباح: من باب تعب وقعد وفى القاموس: كمنع عَهْرًا ويكسر ويحرك وعَهَارة بالفتح وعهورًا وعهورة بضمهما. (¬11) فى المهذب 2/ 12: وإن قهر أهل الحرب المكاتب على نفسه مدة ثم أفلت من أيديهم ففيه قولان. . . إلخ. (¬12) عن الصحاح (فلت). (¬13) خ: الجارية. ونص المهذب 2/ 13: ولا يتسرى بجارية من غير إذن المولى. (¬14) من ع. (¬15) الصحاح (سرو).

قَوْلُهُ: "وَيَجِبُ عَلَى الْمَوْلَى الْإِيتَاءُ" (¬16) أَى: الإِعْطَاءُ، يُقَالُ: آتَيْتُ فُلَانًا مَالًا، أَىْ: أَعْطَيْتُهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} (¬17) أَىْ: أَعْطُوهُمْ مِنْ مَالَ اللهِ الَّذِى أَعْطَاكُمْ. قَوْلُهُ: "حَاصَّ الْمُكَاتَبُ أَصْحَابَ الدُّيُونِ" (¬18) أَىْ: أَخَذَ الحِصَّةَ، وَهِىَ: النَّصِيبُ، وَأَصْلُهُ. حَاصَصَ، فَأُدْغِمَ. قَوْلُهُ: ["مَسَافَةٍ"] (¬19) هِىَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْأَرْضِ يُسَافَرُ فِيهَا، وَقَدْ ذُكِرَتْ (¬20). ¬

_ (¬16) بعده فى المهذب 2/ 14: وهو أن يضع عنه جزءا من المال أو يدفع اليه جزءا من المال، لقوله عز وجل: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}. (¬17) النور 33. (¬18) وإن مات المولى وعليه دين حاص المكاتب أصحاب الديون. المهذب 2/ 14. (¬19) خ: المسافة وفى المهذب 2/ 15: وإن طلب الإنظار لما غائب فإن كان على مسافة لا تقصر فيها الصلاة وجب انظاره. . . إلخ. (¬20) القسم الأول ص 106.

[ومن باب الكتابة الفاسدة]

[وَمِنْ بَابِ الكِتَابَةِ الْفَاسِدَةِ] (¬1) قَوْلُهُ: "تَقَاصَّا" (¬2) أَصْلُ الْمُقاصَّةِ: الْمُمَاثَلَةُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَصَّ الْخبَرَ: إِذَا حَكَاهُ، فَأَدَّاهُ عَلَى مِثْلِ مَا سَمِعَ. وَالْقِصَاصُ فِى الْجِرَاحِ: أَنْ يَسْتَوْفِىَ مِثْلَ جُرْحِهِ. وَكَذَلِكَ سُمِّيَت المُقَاصَّةُ فِى الدَّيْنِ؛ لِأنَّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ مِثْلَ مَا لِلآخَرِ (¬3). [ومن كتاب عتق أمهات الأولاد] (1) قَولهُ: "مارِيَةُ الْقِبْطِيَّة" (¬4) بِغيْرِ تَشْدِيدٍ، وَالمَرْوُ: ضَرْبٌ مِنَ الرَّيَاحِينِ، لَعَلَّهَا سُمِّيَت بِهِ، قَالَ الْأَعْشَى (¬5): وَآسٌ وَخِيرِىُّ وَمَرْوٌ (¬6) وسِمْسِقٌ ... . . . . . . . . . . . . . ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفين من ع. (¬2) فى المهذب 2/ 16: إن رضى أحدهما تقاصا، وإن لم يرض واحد منهما لم يتقاصا. (¬3) قال الفيومى: قاصصته مُقَاصة وقصاصا: إذا كان لك عليه دين مثلُ ماله عليك فجعلت الدين فى مقابلة الدين مأخوذ من اقتصاص الأثر، ثم غلب استعمال القصاص فى قتل القاتل وجرح الجارح وقطع القاطع. المصباح (قصص). (¬4) حرمة الاستيلاء إنما تثبت للأم بحرية الولد والدليل عليه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرت له مارية القبطية فقال أعتقها ولدها. المهذب 2/ 19. (¬5) ديوانه 93 وعجزه: . . . . . . . . . . . . . ... إِذَا كَانَ هِنْزَمْنٌ وَرُحْتُ مُخشَّمَا (¬6) ع ومروى: تحريف.

السِّمْسَقُ (¬7): الْمَرْزَ نَجُوشُ. وَرُوِىَ "وَسَوْسَنٌ" أَوْ (¬8) لَعَلَّهَا مَنْقُولَةٌ مِنْ "مَارِيَّة" الطَّائِرِ (¬9) الْمَعْرُوفِ (¬10). قَوْلُهُ: "تَخَطَّطَ وَتَصَوَّرَ" (¬11) أَىْ: ظَهَرَ فِيهِ خَلْقُ الْآدَمِىِّ وَتَبَيَّنَ كَمَا يَتَبَيَّنُ الْخَطُّ فِى الشَّيْىءِ الَّذِى يُخطُّ بِقَلَمٍ، أَؤ حَدِيدَةٍ، وَسِوَى ذَلِكَ. وَ "تصَوَّرَ" ظَهَرَتْ (¬12) فيِهِ صُورَةُ ااْلآدَمِىِّ. قَوْلُهُ: " [وَإِنْ] (¬13) أَلْقَتْ مُضْغَةً" الْمُضْغَةُ: الْقِطْعَةُ، وَجَمْعُهَا: مُضَغٌ، وَالْمُضْغَةُ: الْوَاحِدَةُ مِنَ اللَّحْمِ، وَقَلْبُ الإنْسَانِ مُضْغَةٌ مِنْ جَسَدِهِ، وَفِى الْحَدِيثِ: "إِنَّ فى ابْنِ آدَمَ مُضْغةً إِذَا صَلْحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ" (¬14). قَوْلُهُ: "بَاشَرَ عِتْقَهُ" (¬15) أَىْ: تَوَلَّاهُ بِنَفْسِهِ، وَلَمْ يُعَلِّقْهُ عَلَى عِتْقِ صَاحِبِهِ. قَوْلُهُ: "الْوَلَاءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ" اللُّحْمَةُ بِالضَّمِّ: الْقَرَابَة، وَلَحْمَةُ (¬16) الثَّوْبِ الْبَازِى: يضم ويفتح. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: لَحْمَةُ الْقَرَابَةِ، وَلَحْمَةُ الثَّوْبِ: مَفْتُوحَان، والَلُّحْمَةُ: [مَا يُصَادُ بِهِ] (¬17) الصَّيْدُ. وَعَامَّةُ النَّاسِ يَقُولُونَ "لُحْمَة" فِى الثَّلَاَثةِ. ¬

_ (¬7) كجعفر وزبرج وفتفذ وجتدب. (¬8) ع ولعلها. (¬9) ع: للطائر. (¬10) المارَّية بتشديد الياء: القطاة الملساء. الصحاح (مرو). (¬11) فى المهذب 2/ 19: وإن وطىء أمته فاسقطت جزءا من الآدامى فشهد أربع نسوة من أهل المعرفة والعدالة أنه تخطط وتصور ثبت له حكم الولد. (¬12) ع: ظهر. (¬13) خ فإن. والمثبت من ع كما فى المهذب 2/ 19. (¬14) فى الغريبين، والنهاية 4/ 339. (¬15) فى المهذب 2/ 20 لو أعتق عنه غيره ثبت له عليه الولاء؛ لأنه عتق عليه فثبت له الولاء كما لو باشر عتقه. (¬16) ع: لحم: تحريف. (¬17) خ ما يصادفه: تحريف.

قَوْلُهُ: "وَإِنْ أَعْتَقَ عَبْدًا سَائِبَةً عَلَى أَنْ لَا وَلَاءَ عَلَيْهِ (لِأحَدٍ: لَمْ يَجُزْ) (¬18) لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} (¬19) فَالْبَحِيرَةُ: النَّاقَةُ إِذَا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ، تَوَالَى نَتَاجُهُنَّ، وَكَانَ الْخَامِسُ ذَكَرًا: نَحَرُوهُ، فَأَكَلَهُ (¬20) الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ. وَإِنْ (¬21) كَانَ الْخَامِسُ أُنْثَى: بَحَرُوا (¬22) أُذُنَهَا، أَىْ: شَقُّوهَا، وَكَانَ حَرَامًا عَلَى النِّسَاءِ لحْمُهَا وَلَبَنُهَا، فَإِذَا مَاتَتْ: حَلَّتْ لِلنِّسَاءِ (¬23)، وَالْبَحْرُ: الشَّقُّ. وَسُمِّىَ الْبَحْرُ بَحْرًا؛ لِأَنَّ الله تَعَالَى جَعَلَهُ مَشْقُوقًا فِى الْأَرْضِ شَقًّا. وَالسَّائِبَةُ: الْبَعِيرُ يُسَيَّبُ؛ لِنَذْرِ يَكُونُ عَلَى الرَّجُلِ، أَىْ: يُسَيَّبُ، فَلَا يُمْنَعُ عَنْ مَرْعًى، وَلَا مَاءٍ، وَأَصْلُهُ: مِنْ تَسْيِيبِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ: إِرْسَالُهَا كَيْفَ شَاءَتْ (¬24). وَكَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ (¬25) سَائِبَةً. وَالْوَصِيلَةُ: فِى الْغَنَمِ، قَالَ الْعُزَيْزِيُّ (¬26): كَانَتِ الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ، فإِنْ كَانَ السَّابعُ ذَكَرًا: ذُبِحَ فَأَكَلَ مِنْهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وَإِنْ كَانَتْ أُنْثَى: تُرِكَتْ فِى الْغَنَمِ، وَإِنْ كَانَ (¬27) ذكرا وأنثى قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا، فَلَمْ ¬

_ (¬18) ما بين القوسين من خ، وليس فى ع ولا فى المهذب 2/ 21. (¬19) سورة المائدة آية 103. (¬20) ع: واكله. (¬21) ع. فإن. (¬22) ع: نحروا. (¬23) الغريبين 1/ 133، وغريب اليزيدى 132، وتفسير ابن قتيبة 147، ومجاز أبى عبيدة 1/ 177، وانظر القرطبى 2333، وابن كثير 2/ 107، ومعانى الفراء 1/ 322، وتهذيب اللغة 5/ 37، 12/ 234. (¬24) معانى الفراء 1/ 322، ومجاز أبى عبيدة 1/ 179، وغريب اليزيدى 132، وتفسير ابن قتيبة 147 , وتهذيب اللغة 13/ 99. (¬25) رفيع بن مهران الرياحى مولاهم البصرى كان مولى لبنى رياح أعتقته امرأة منهم توفى (90 هـ) ترجمته فى المعارف 454 وتهذيب التهذيب 3/ 246، 247، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 251. (¬26) تفسير غريب القرآن 46. (¬27) ع: كانت.

تُذْبَحْ، لِمكانِهَا عِنْدَهُمْ، وَكَانَ لَحْمُهَا حَرَامًا عَلَى النِّسِاءِ، وَلَبَنُ الْأُّمِّ حَرَامًا عَلَى النِّسَاءِ، إِلَّا أَنْ يَمُوتَ شَيْىءٌ، فَيَأْكُلَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ (¬28). وَأَمَّا الْحَامِى: فَهُوَ الْفَحْلُ إِذَا رُكِبَ وَلَدُ وَلَدِهِ، وَيُقَالُ: إِذَا نُتِجَ مِنْ صُلْبِهِ عَشْرَةُ أَبْطن، تَالُوا: حَمىَ ظَهْرَهَ، فَلَا (¬29) يُرْكَبُ، وَلَا يُمْنَعُ مِنْ مَرْعىً، وَلَا يُحْلأُ عَنْ مَاءٍ (¬30). قَوْلُهُ: "الْكُبْرُ" (¬31) بِضَمِّ الْكَافِ، يَعْنِى: الْكَبِيرَ الْأَدْنَى تَعْصِيبًا. ¬

_ (¬28) مجاز أبى عبيدة 1/ 78، وغريب اليزيدى 132، 133، وتفسير ابن قتيبة 147. (¬29) ع: فلم. (¬30) ع: ولا يخلى من ماء: تحريف فى "يخلى". وانظر تفسير العزيزى 46 ومجاز القرآن 1/ 179، وغريب اليزيدى 133، وتفسير ابن قتيبة 148. (¬31) فى المهذب 2/ 22: فإن أعتق عبدًا، ثم مات وخلف اثنين ثم مات أحدهما، وترك ابنا، ثم مات العبد، وله مال: ورثه الكبر من عصبة المولى، وهو الابن دون ابن الابن.

ومن كتاب الفرائض

وَمِنْ كِتَابِ الْفَرَائِضِ سُمِّيَتْ فَرَائِضَ، لِكَثْرَةِ ذِكْرِهِ الْفَرَائِضَ (¬1) فِيهَا. قَوْلُهُ: "وَمُؤْنَةِ تَجْهِيزِهِ" (¬2) أَىْ: هَيْئَتِهِ (¬3) وجِهَازِهِ، مِنَ الكَفَنِ وَالْحَنُوطِ والغُسْلِ، يُقَالُ: جُهِّزَتِ الْعَرُوسُ إِلى زَوْجِهَا: إِذَا هُيِّئَتْ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْجَنَائِزِ (¬4). قَوْلُهُ: "وَلَيْسَ لَهُ إلَّا نَمِرَةً" (¬5) النَّمِرَةُ: بُرْدَةٌ مُخطَّطَةٌ مِنْ صُوفٍ، يَلْبَسُهَا الْأَعْرَابُ، وَقَدْ ذُكِرَتْ أَيْضًا وَذُكِرَ الإِذخِرُ (¬6). قَوْلُهُ: ["حَتَّى لَا يُجْعَلَ ذَرِيعَة"] (¬7) الذَّرِيعَةُ: الْوَسِيلَةُ، أَىْ: يُتَوَصَّلَ بِهَا إِلَى الْمِيرَاثِ. قَوْلُهُ: "لِحَسْمِ الْبَابِ" الحَسْمُ: الْقَطْعُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلسَّيْفِ: حُسَامٌ، أَىْ: قَاطِعٌ. قَوْلُهُ: "بَتَّ طَلَاقَ امْرَأَتِهِ" (¬8) الْبَتُّ: الْقَطْعُ، بَتَّهَ يَبُتُّه: إِذَا قَطَعَهُ. ¬

_ (¬1) ع: ذكر الفرض فيها. (¬2) خ: مؤنة وفى المهذب 2/ 23: وإذا مات الميت بدئ من ماله بكفنه ومؤنة تجهيزه. (¬3) ع: تهيئته. (¬4) القسم الأول 124، 125، 185. (¬5) "قتل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يوم أحد وليس له إلا نمرة" المهذب 2/ 32. (¬6) القسم الأول 129. (¬7) خ: جعل القتل ذريعة. وفى المهذب 2/ 25: ولأن القاتل حرم الإرث حتى لا يجعل ذريعة إلى استعجال الميراث، فوجب أن يحرم بكل حال لحسم الباب. (¬8) في المهذب 2/ 25: واختلف قول الشافعى رحمه الله فيمن بت طلاق امرأته فى المرض المخوف واتصل به الموت. . . إلخ.

قَوْلُهُ: "لِدَرْءِ الحَدِّ" (¬9) الدَّرْءُ: الدَّفْعُ، دَرَأَهُ دَرْءًا، أَىْ: دفَعَهُ (¬10) [دَفْعًا] (¬11). قَوْلُهُ: ["كَالجَنِينِ"] (¬12) مُشْتَقٌّ مِنَ الْجُنَّةِ، وَهِى السُّتْرَةُ، يُقَالُ: جَنَّ وَاسْتَجَنَّ: إذَا اسْتَتَرَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬13). قَوْلُهُ: "وَأَيُّكُمَا خَلَت بِهِ" (¬14) أَىْ: انفَرَدَتْ (¬15)، مَأُخُوذٌ مِنْ الْمَوْضِعِ الْخَالِى الَّذِى لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ. قَوْلُهُ: "جَدَّتَانِ مُتَحَاذِيتَانِ" (¬16) أَىْ: مُتَسَاوِيَتَانِ. وَحِذاءُ الشَّيْىءِ: إِزَاؤُهُ، يُقَالُ: قَعَدَ بِحِذَائِهِ، وَحَاذَاهُ، أَىْ: صَارَ بِحِذَائِهِ. قَوْلُهُ: "تُدْلِى بِقَرَابَةٍ، وَتُدْلِى بِالْأَبِ" (¬17) أَىْ تَتَوَصَّلُ وَتَمُتُّ (¬18)، وَهُوَ مِنْ إدْلَاءِ الدَّلْوِ إلَى الْمَاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِىَ اللهُ عَنْهُ حِينَ اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ، ¬

_ (¬9) فى المهذب 2/ 25: وإن قذفها فى الصحة ثم لاعنها فى المرض: لم ترث؛ لأنه مضطر إلى اللعان لدرء الحد. (¬10) ساقط من ع. (¬11) من ع. (¬12) خ: الجنين فى البطن وفى المهذب 2/ 25، وإن مات متوارثان بالفرق أو الهدم. . . لم يورث أحدهما من الآخر؛ لأنه لا تعلم حياته عند موت صاحبه، فلم يرثه، كالجنين إذا خرج ميتا. (¬13) القسم الأول 136. (¬14) فى ميراث الجدتين: السدس، قال لهما أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: هو ذلك السدس، فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما فأيكما خلت به فهو لها. المهذب 2/ 26. (¬15) ع: انفردت به. (¬16) فإن اجتمعت جدتان متحاذيتان كأم الأم وأم الأب فالسدس بينهما. (¬17) ع: تدلى بالقربى ويدلى الأب. (¬18) ع: أى: يتوصل ويمت.

رَضِىَ اللهُ عَنْهُ: "دَلَوْنَا بِهِ إلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينَ" (¬19) وَأَدْلَى [بِحُحَّتِه] (¬20) أَىْ: احْتَجَّ بِهَا، وَهُوَ يُدْلِى بِرَحِمِهِ أَىْ: يَمُتُّ بِهَا. قَوْلُهُ: "الْأُمُّ تَحْجُبُ الْجَدَّةَ" وَ"الحَجْبُ" وَ "هُمْ يَحْجُبُونَ" (¬21) كُلُّه بِمَعْنَى يَمْنَعُونَ، وَحَجَبَهُ، أَىْ: مَنَعَهُ عَنِ (¬22) الدُّخُول. وَأَصْلُ الْحِجَابِ: السِّتْرُ الَّذِى يَمْنَعُ عَنِ النَّظَرِ. قَوْلُهُ: "فَصَاعِدًا" (¬23) هُوَ مِنَ الصُّعُودِ وَالارْتِقَاءِ (¬24) إِلَى فَوْقَ، [أَىْ: فَمَا فَوْقَ] (¬25) ذَلِكَ [مُنِحَهُ] (¬26). قَوْلُهُ [تَعَالَى]: {فَإِنْ (¬27) كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} الْمُرَادُ بِهِ: الاثْنَتَيْنِ فَصَاعِدًا، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ} (¬28) وَالْمُرَادُ: اضْرِبُوا الْأَعْنَاقَ (¬29). قَوْلُهُ (¬30): ". . . {قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا} (¬31). ." ضَلَّ الرَّجُلُ عَنِ الطَّرِيقِ: إِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ، وَلَمْ يَهْتَدِ، لَهُ فَهُوَ ضَالٌّ. ¬

_ (¬19) صحيح البخارى 2/ 34، وغريب ابن قتيبة 2/ 182، وغريب الخطابى 2/ 243، ومنال الطالب 436، قال الخطابى تعقيبا على قول ابن قتيبة، وهو المذكور فى النص: إنه محرف عن وجهه وموضوع فى غير موضعه، إنما يقال: أدليت بالألف بمعنى متت وتوسلت. . . ومعنى دلونا فى قول عمر: أقبلنا به وسرنا، قال الفراء: الدلو: السير الرويد. (¬20) خ بحجة. والمثبت من ع والصحاح (دلو). (¬21) المهذب 2/ 26. (¬22) ع: من والمثبت من خ والصحاح. (¬23) وأما البنت فلها النصف إذا انفردت، لقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} (النساء:11) وللاثنتين فصاعدًا الثلثان. (¬24) ع: والارنعاع. (¬25) من ع. (¬26) ليس فى خ وفى ع: منعه ولا معنى له ولعل الصواب ما أثبته. (¬27) ع: وإن: تحريف. سورة النساء آية 11. (¬28) سورة الأنفال آية 32. (¬29) تفسير غريب القرآن 177، ومعاني الفراء 1/ 405، وانظر مجاز القرآن 1/ 242. (¬30) فى المهذب 2/ 27: قال عبد الله ابن مسعود: إنى قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين. (¬31) سورة الأنعام آية 56.

قَولهُ: "تَكْمِلَةُ الثُّلُثَيْنِ" (¬32) هُوَ (¬33) تَفْعِلَة مِنَ الْكَمَالِ، مِثْلُ تَكْرِمَةٍ، مِنَ الإكْرَامِ، وَمِنْهُ: "وَلَا يُقْعَدُ (¬34) عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ". قَوْلُهُ: "قَنَاةَ الْمُلْكِ" (¬35) الْقَنَاةُ: الرُّمْحُ، وَجَمْعُهَا: قَنَوَاتٌ، وَقُنِىٌّ، عَلَى فُعُولٍ، وَقِنَاءٌ، مِثْلُ جَبَلٍ وَجِبَالٍ وَقَوْلُهُ: ". . . . . . . . . . . . . ... عَنِ ابْنَىْ مَنافٍ عَبْدِ شَمْس وَهَاشِمِ" لِأنَّ بَنِى أُمَيَّةَ وَرِثُوا الْخِلَافَةَ عَنْ عُثْمَانَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ، وَأَبُوهُ مِنْ بَنِى عَبْدِ شَمْسٍ، وَأُمُّ أُمِّهِ مِنْ بَنِى هَاشِمٍ، وَهِى: الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِب بْنِ هَاشِمٍ، فَجَدَّتُهُ لِأَمِّهِ عَمَّةُ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَوْلُهُ: "الْكَلَالَةُ" مُفَسَّرَةٌ فِى الْكِتَابِ (¬36)، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: هِىَ مَصْدَرَ كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ كَلالَةً. قالَ: وَيُقالُ: هوَ (¬37) مَصْدَرٌ مِنْ تَكَلَّلَّهُ النَّسَبُ، أَىْ: تَطَرَّفَهُ، كَأَنَّهُ أَخَذَ طَرَفَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ، وَلَيْس لَهُ (¬38) مِنْهُمَا. أَحَدٌ فَسُمِّىَ (¬39) بِالْمَصْدَرِ. ¬

_ (¬32) "الثلثين" ليس فى ع. (¬33) ع: هى. (¬34) ع: تقعد، وفى حديث النبى - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فى أهْلِه ولا يُجْلَسُ على تكرمته إلا بإذنه" صحيح مسلم 1/ 465، والترمذى 2/ 34، والمجموع المعيث 3/ 35، والنهاية 4/ 168. (¬35) فى المهذب 2/ 28، قال الشاعر [وهو الفرزدق] يمدح بنى أمية: وَرِثْتُمْ قَنَاةَ الْمُلْكِ لَا عَنْ كَلَالَةٍ ... عَنِ ابْنَىْ مَنَافٍ عَبْدِ شَمْسٍ وَهَاشِمِ (¬36) يعنى المهذب 2/ 27 قال الشيرازى: هو من ليس له ولد ولا والد وله أخوة، ولأن الكلالة مشتق من الإكليل وهو الذى يحتاط بالرأس من الجوانب والذى يحيطون بالميت من الجوانب: الأخوة، فأما الوالد والولد فليسا من الجوانب، بل أحدهما من أعلاه والآخر من أسفله. (¬37) ع: هى. (¬38) له: ساقط من ع. (¬39) ع: فيسمى والمثبت عبارة للصحاح (كلل).

قَوْلُهُ: "يُعَصِّبُهُنَّ" وَ "الْعَصَبَة" وَ "التَّعْصِيبُ" (¬40): كُلُّهُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعِصَابَهِ؛ لِأَنَّهَا تُحِيطُ بِجَمِيعِ الْمِيرَاثِ كَما تُحِيطُ الْعِصَابَةُ بِجَمِيعِ الرَّأسِ. وَالْعَصْبُ: هُوَ اللَّىُّ الشَّدِيدُ. قَوْلُهُ: "أَعْيَلَتِ الْفَرِيضَةُ" وَ "عَالَت" (¬41) أَى: ارْتَفَعَتْ، فَزَادَتْ سَهْمًا (¬42)، فَيَدْخُلُ النَّقْصُ عَلَى أَهْلِ الْفَرَائِضِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬43): أَظُنُّهُ (¬44) مِنَ الْمَيْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬45). قَالَ أَبُو طَالِب (¬46): بِمِيزَانِ صِدْقٍ لَا يَغُلُّ (¬47) شَعِيرَةً ... لَهُ شَاهِدٌ مِنْ نَفْسِهِ (*) غَيْرُ عَائِلِ وَأَكْثَرُ مَا تَعُولُ إِلَيْهِ؛ أَىْ (¬48) تَرْتَفِعُ وَتَزِيدُ مِنَ السِّتَّةِ إِلَى الْعَشَرَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "أُمَّ الْفُرُوخ" (¬49) شُبِّهَتْ بِالطَّائِرِ الَّذِى لَهُ فُرُوخٌ كَثِيرَةٌ، كَالدَّجَاجِ، وَالْقَبْجِ، وَنَحْوِهِ. ¬

_ (¬40) المهذب 2/ 28. (¬41) القريضة: ساقط من ع وفى المهذب 2/ 28: فإن زادت سهامهم على سهام المال أعيلت بالسهم الزائد ودخل النقص عل كل واحد منهم بقدر فرضه. (¬42) ع: سهامها. (¬43) فى غريب الحديث 4/ 384. (¬44) ع: أصله. والمثبت من خ وغريب أبى عبيد. (¬45) القسم الأول 157. (¬46) ديوانه ص 123. (¬47) ع: يفل. ورواية الديوان: بميزان قسط لا يغيضُ شعيرةً ... له شاهدٌ من نفسه حَقُّ عادل (*) ع: أهله. (¬48) ع: أن. (¬49) ماتت امرأة وخلفت زوجا وأما واختين من الأم وأختين من الأب والأم، فللزوج النصف وللأم السدس: للأختين من الأم الثلث وللأختين من الأب والأم: الثلثان. وأصل الفريضة من ستة وتعول إلى عشرة، وهو أكثر ما تعول إليه الفرائض لأنها عالت بثلثيهما، وتسمى ثم الفروخ؛ لكثرة السهام العائلة. المهذب 2/ 28.

[ومن باب ميراث العصبة]

وَ "أم الْأَرَامِلِ" (¬50) لِأَنَّ أَهْلَ الْفَرَائِضِ (¬51) فِيهَا كُلَّهُمْ نِسَاء. قَوْلُهُ: "الْمُبَاهَلَة" (¬52) هِى: الْمُلَاعَنَةُ , يُقَالُ: عَلَيْهِ بَهْلَةُ اللهِ، وَبُهْلَةُ اللهِ أَىْ: لَعْنَةُ اللهِ. [وَمِنْ بَابِ مِيرَاثِ العَصَبَةِ] قَوْلُهُ: "فَلِأولَى عَصَبَةٍ ذَكَرٍ" (¬53) قَالَ الْهَرَوِىُّ: يَعْنِى: أَدْنَى وَأَقْرَبَ فِى النَّسَبِ (¬54). مَأُخُوذٌ مِنَ الْوَلْىِ وَهُوَ الْقُرْبُ، وَلَيْسَ بِمَعْنَى أَحَقّ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلَانٌ أَولَى بِكَذَا، أَىْ: أَحَقُّ بِهِ. قوله تعالى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (¬55) الْحَظُّ هَا هُنَا: السَّهْمُ وَالنَّصِيبُ، أَىْ: مِثْلُ نَصِيبِ الْأُنْثَيَيْنِ، وَفِى غَيْرِه: الْجَدُّ وَالْبَخْتُ. والْحَظُّ أَيْضًا: الشَّرَفُ. قَوْلُهُ: "وَإنْ وَلَدَتْ تَوْءَمَيْنِ" (¬56) التَّوْءَمُ: وَزْنُهُ: فَوْعَلٌ، وَالْأُنْثَى: تَوْءَمَةٌ، وَالْجَمْعُ: تَوَائِمُ، مِثْلُ قَشْعَمٍ وَقَشَاعِم، وَتُؤَام، قَالَ الشَّاعِرُ (¬57): قَالَت لَنَا وَدَمْعُهَا تُؤَامُ ... عَلَى الَّذِينَ ارْتَحَلُوا السَّلامُ ¬

_ (¬50) مات رجل وخلف ثلاث زوجات وجدتين وأربع أخوات من الأم وثمانى أخوات من الأب والأم للزوجات الربع وللجدتين السدس وللأخوات من الأم الثلث وللأخوات من الأب والأم الثلثان وأصلها من اثنى عشر وتعول إلى سبعة عشر، وهو أكثر ما يعول إليه هذا الأصل وتسمى أم الأرامل. المهذب 2/ 28. (¬51) ع: الفرض. (¬52) ماتت امرأة وخلفت زوجا وأما وأختا من أب وأم، فللزوج النصف وللأخت النصف وللأم الثلث وأصلها من ستة وتعول إلى ثمانية، وهى أول مسألة أعيلت فى خلافة عمر - رضي الله عنه -، وتعرف بالمباهلة. المهذب 2/ 28. (¬53) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقى فهو لأولى عصبة ذكر" المهذب 2/ 29، والبخارى 8/ 188، ومسلم 3/ 1233، وغريب الخطابى 1/ 724، والنهاية 229. (¬54) الغريبين 3/ 340 خ. (¬55) سورة النساء آية 11. (¬56) ع: توءمين محض المذكور من خ. وفى المهذب 2/ 30: وإن أتت بولدين توءمين. . . إلخ. (¬57) من غير نسبة فى الصحاح واللسان (تأم).

قَوْلُهُ: "مِنْ مَبَالِ الذَّكَرِ، وَمَبَالِ الْأُنْثَى" (¬58) بِالْبَاءِ بِوَاحِدَةٍ مِنْ تَحْت، وَهُوَ: مَوْضِعُ الْبَوْلَ. قَوْلُهُ: "خَمْسَةُ كَهُولٍ" (¬59) الْكَهْلُ مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِى جَاوَزَ الثَّلَاثِينَ، وَوَخَطَهُ الشَّيْبُ. "وَخَمْسَةُ فِتْيَانٍ" لَا فَرْقَ فِى اللُّغَةِ بَيْنَ الشَّابِّ والْفَتَى، وَهُوَ الْبَالِغُ الْحَدِيثُ السِّنِّ. وَهَذَا الشَّيْخُ: هُوَ مِنْ بَادِيَةِ صَنْعَاءَ، مِنْ قَرْيَةٍ تُسَمَّى "خِيَرَةَ". قَوْلُهُ: "أَسْقَطَتِ امْرأَةٌ [بِالْأَنْبَارِ] (¬60) كِيسًا" هُوَ وِعَاءُ الْوَلَدِ، مَأْخُوذٌ مِنْ كِيسِ الدَّرَاهِمِ. قَوْلُهُ: "لَا يَرِثُ الْمَنْفُوسُ" (¬61) هُوَ الْمَوْلُودُ، وَالنِّفَاسُ: الْوِلَادَةُ، وأَصْلُهُ: النَّفْسُ، وَهُوَ: الدَّمُ. قَوْلُهُ: "حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا" أَىْ [يَرْتَفِعَ] (¬62) صَوْتُهُ بالْبُكَاءِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ رُؤْيَةِ الْهِلَالَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬63). قَوْلُهُ: "لِأَنَّهُمْ يَعْقِلُونَهُ" (¬64) أَىْ: يُؤَدُّونَ عَنْهُ الْعَقْلَ، وَهُوَ: الدِّيَةُ. ¬

_ (¬58) ومبال الأنثى ليس فى ع وفى المهذب 2/ 30، فى ميراث الخنثى، روى عن على - رضي الله عنه - قوله: إن خرج بوله من مبال الذكر فهو ذكر وإن خرج من مبال الأنثى فهو أنثى. (¬59) من قول الشافعى: دخلت إلى شيخ باليمن لأسمع منه الحديث فجاءه خمسة كهول فسلموا عليه وقبلوا رأسه، ثم جاءه خمسة شباب فسلموا عليه وقبلوا رأسه، ثم جاءه خمسة فتيان فسلموا عليه وقبلوا رأسه ثم جاءه خمسة صبيان فسلموا عليه وقبلوا رأسه، فقلت: من هؤلاء، فقال: أولادى كل خمسة منهم فى بطن، وفى المهد خمسة أطفال. المهذب 2/ 31. (¬60) من ع. وفى المهذب 2/ 31: قال ابن المرزبان: أسقطت امرأة بالأنبار كيسا فيه اثنا عشر ولدًا أكل اثنين متقابلان. (¬61) روى عن أبى هريرة أنه قال: إنه من السنة أن لا يرث المنفوس، ولا يرث حتى يسهل صارخا. (¬62) من ع، وخ: يرفع. (¬63) القسم الأول 131. (¬64) من مات وليس له وارث إن كان مسلما: صار ماله ميراثا للمسلمين لأنهم يعقلونه إذا قتل. المهذب 2/ 31.

قَوْلُهُ: "أَهْلُ التَّنْزِيلِ" (¬65) سُمُّوا بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُمْ يُنْزِلُونَ مَنْ لَا يَرِثُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَرِثُ، مِمَّنْ يُدْلِى بِهِ. وَأَهْلُ الرَّدِّ: الَّذِينَ يَرُدُّونَ مَا فَضَلَ مِنَ الْفَرِيضَةِ عَلَى أَهْلِ الْفَرْضِ إِذَا لَمْ تَكُنْ عَصَبَةٌ. قَوْلُهُ: "عَادَّ بِوَلَدِ الْأَبِ" (¬66) مَأُخُوذٌ مِنَ الْعِدَّةِ (¬67)، وَأَصْلُهُ: عَادَدَ، فَأُسْكِنَ الدَّالُ الْأَوَّلُ، ثُمَّ أُدْغِمَ وَمُدَّ. قَوْلُهُ: "وَتُسَمَّى الْخَرْقَاءَ" (¬68) لَعَلَّهَا مَأْخُوذَةٌ مِنَ الخَرْقِ، وَهِى: الْأَرْضُ الْوَاسِعَة تَتَخَرَّقُ فِيهَا الرِّيَاحُ، لاتِّسَاعِ الْقَوْلِ فِيهَا، أَوْ مِنَ الْمَرْأةِ الْخَرْقَاءِ، وَهِى الَّتِى لَا تُحْسِنُ صَنْعَةً. قَوْلُهُ: "كَدَّرَتْ عَلَى زَيْدٍ" (¬69) أَصْلُهُ (¬70): الْكَدَرُ ضِدُّ الصَّفْوِ، يُقَالُ: كَدُرَ الْمَاءُ يكْدُرُ -بِالضَّمِ- كُدُورَةً، وَكَذَلِكَ تَكَدَّرَ، وَكَدَّرَه غَيْرُه. وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَ الْمَرْأَةِ فِى الْمَسْأَلَةِ: أَكْدَرِيَّةُ (¬71)، فَنُسِبَتْ إِلَيْهَا. ¬

_ (¬65) إن لم يكن أهل الفرض قسم على ذوى الأرحام على مذهب أهل التنزيل فيقام كل واحد منهم مقام من يدلى به. المهذب 2/ 31. (¬66) بولد الأب: ليس فى ع. وفى المهذب 2/ 32: وإن اجتمع مع ولد الجد ولد الأب والأم وولد الأب عادّ ولد الأب والأم الجد بولد الأب. (¬67) فى حاشية ص: لعله من العدد. وفى الصحاح: وعَدَّه فاعتد، أى: صار معدودًا، واعتد به، وقول لبيد: تَطِرُ عَدَائِدُ الْأَشْرَاكٍ شَفْعًا ... وَوِتْرًا وَالزَّعَامَةُ لِلْغلَامِ يعنى: من يُعَادُّه فى الميراث، ويقال: هو من عدة المال. (¬68) مات وترك أما وأختا وجدا، فللأم الثلث والباقى بين الجد والأخت للذكر مثل حظ الأنثيين، وتسمى الخرقاء لكثرة اختلاف الصحابة فيها. المهذب 32. (¬69) فى المسألة الأكدرية، وهى: ماتت وخلفت زوجا وأما وأختا وجدا، فللزوج النصف وللأم الثلث وللأخت النصف وللجد السدس. انظر المهذب 2/ 33. (¬70) ع: أصل. (¬71) غير سديد لأن اللفظ منسوب.

ومن كتاب النكاح

وَمِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ. " [مَنِ] (*) اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ (فَإنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ (¬1) [وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ] (¬2) فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ") (*). الْبَاءُ والبَاءَةُ: شَهْوَةُ النِّكَاحِ، سُمِّىَ بَاءَةً (¬3)؛ لِأَنَّ الرَّجُلَ يَتَبَوَّأُ مِنْ زَوْجَتِهِ، أَىْ: يَسْكُنُ إِلَيْهَا (¬4)، وَأَرَادَ هَا هُنَا: الْمَالَ، سَمَّاهَا بِاسْمِ سَبَبِهَا، قَالَ الْمَعَرِّىُّ (¬5) فَأَحْسَن: وَالْبَاءُ مِثْلُ الْبَاءِ يَخْفِضُ لِلدَّنَاءَةِ أَوْ يَجُرّ وَقَوْلُهُ: "أَغَضُّ لِلْبَصَرِ" أَىْ: يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْظُر إِلَى امْرَأَةِ غَيْرِهِ، وَ "أَحْصَنُ لِلْفَرْجِ" مَأْخُوذٌ مِنَ الْحِصْنِ الَّذِى يُمْتَنَعُ بِهِ مِنَ الْعَدُوِّ. ¬

_ (*) خ: فمن. (¬1) المهذب 2/ 33، وسنن النسائى 6/ 57، وابن ماجة 1/ 592، وصحيح الترمذى 4/ 300، وغريب أبى عبيد 2/ 73، 74، والمغيث 3/ 383. (¬2) ما بين المعقوفين عوض عبارة فى خ وهى: ومن لا يستطيع أن يتزوج، وليست فى ع. والمثبت نص عبارة الحديث. (*) ما بين القوسين: ليس فى ع. (¬3) ع باء. وفيها لغات باءة، وباء, وباه انظر تهذيب اللغة 15/ 596، واللسان (بوه 17/ 372) والمقصور والممدود لابن ولاد ص 17، والمصباح (بوأ) والغريبين 1/ 216، والمقصور والممدود للفراء 94. (¬4) كذا فى خ وع والصواب: يستمكن منها كما فى الصحاح (بوأ) والنقل عنه، وعبارته بعد المذكور: كما يتبوأ من داره. (¬5) فى اللزوميات 1/ 475 وهو: أحمد بن عبد الله بن سليمان أبو العلاء ولد 363 فى معرة النعمان وتوفى 449 هـ انظر ترجمته فى إنباه الرواة 81 - 118، ووفيات الأعيان 1/ 33 - 35، ومعجم الأدباء 3/ 107 - 218.

قَوْلُهُ: "وَجَاءٌ" الْوِجَاءُ -بِالْكَسْرِ: رَضُّ عُرُوقِ الخُصْيَيْن (¬6)، حَتَّى تَنْفَضِخَ فَيَكُونُ شَبِيهًا بِالْخِصَاءِ (¬7)، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ" (¬8). قَوْلُهُ (¬9): "تَاقَتْ نَفْسُهُ" اشْتَاقَتْ واشْتَهَت. قَوْلُهُ: "لِدِيِنهَا وَحَسَبِهَا" (¬10) الْحَسَبُ، مَا يَعُدُّهُ الرَّجُلُ مِنْ مَفَاخِرِ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ، وَالرَّجُلُ حَسِيبٌ، وَقَدْ حَسُبَ حَسَابَةً، مَأْخُوذٌ مِنَ الْحِسَابِ؛ لِأنَّهُمْ إِذَا تَفَاخَرُوا: عَدُّوا مَنَاقِبَهُمْ وَمَآثِرَهُمْ وَحَسَبُوهَا، وَالْحَسْبُ: الْعَدُّ، وَالْحَسَبُ: الْمَعْدُودُ، كَالْقَبْضِ وَالْقَبَضِ. قَوْلُهُ: "تَرِبَتْ يَدَاكَ" كَأَنَّهُ دُعَاءٌ عَلَيْهِ بالْفَقْرِ إنْ لَمْ يَفْعَل ذَلِكَ (¬11)، يُقَالُ: تَرِبَ إِذَا افْتَقَرَ، وَأَتْرَبَ (*) إِذَا اسْتَغْنَى (¬12). قَوْلُهُ (¬13): "مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِى فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِى" فِطْرَتِى هَا هُنَا: دِينِى، وَأَصْلُ الْفَطْرِ (¬14): الابْتِدَاءُ بالْعَمَلِ. وَمِنْهُ {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (¬15) أَىْ: اتَّبَعَ دِينَ اللهِ. وَالسُّنَّةُ: أَصْلُهَا: الطَّرِيقَةُ، أَىْ: فَلْيَأْخُذْ بِطَرِيقَتِى وَعَمَلِى. ¬

_ (¬6) ع: الخصيتين:. (¬7) ع: الخصى. (¬8) المجموع المغيث 3/ 383، والنهاية 5/ 125. (¬9) فى المهذب 2/ 34، ومن جاز له النكاح وتاقت نفسه إليه وقدر على المهر والنفقة فالمستحب له أن يتزوج. (¬10) قال صلى - صلى الله عليه وسلم -: "تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبا وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" المهذب 2/ 34. (¬11) غريب أبى عبيد 2/ 93 - 94، والغريبين 1/ 249. (¬12) الصحاح (ترب). (*) ع: وتراءب: تحريف. (¬13) فى المهذب 2/ 34 أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحب فطرتى فليستن بسنتى ومن سنتى النكاح". (¬14) ع: الفطرة. (¬15) سورة الروم آية 30.

قَوْلُهُ: "إنَّمَا النِّسَاءُ لُعَبٌ" (¬1) جَمْعُ لُعْبَةٍ، وَكُلُّ مَلْعُوبٍ بِهِ فَهُوَ لُعْبَةٌ؛ لِأَنَّهُ اسْمٌ، وَهُوَ الشَّيْىءُ الَّذِى يُلْعَبُ بِهِ (¬2). أَرَادَ أَنَّ زَوْجَهَا [تَزَوَّجَهَا؛ لِـ]ــيَلْعَبَ بِهَا وَيَسْتَرِيحَ. قَوْلُهُ: "فَإِنَّ فِى أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا" (¬4) وَرُوِىَ: "شَيْنًا" (¬5) قِيلَ: زُرْقَةٌ، وَقِيلَ: عَمَشٌ. قَوْلُهُ: "الَرَّجُلِ الدَّمِيمِ" (¬6) بِدَالٍ مُهْمَلَةٍ: هُوَ الرَّجُلُ (¬7) الْقَصِيرُ مَعَ قُبْحِ مَنْظَرٍ. وَأَمَّا الذَّمِيمُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، فَهُوَ سَيِّىءُ (¬8). الْخُلُقِ (¬9). وقد دِمِمْتَ يَا فُلَانُ تَدِمُّ وَتَدُمُّ دَمَامَةَ، أَىْ: صِرْتَ قَبِيحًا دَمِيمًا، يُقَالُ: مَا وَرَاءَ الْخلْقِ الدَّمِيمِ إلَّا الخُلُقُ الذَّمِيمُ. قَوْلُهُ: "فَلَوَى عُنُقَ الفَضْلِ" (¬10) أَىْ: أَمَاَلهُ إِلَى الْجِهَةِ التى لَا يُبْصِرُهَا مِنْهَا. قَوْلُهُ: "الْأمْرَدِ" (¬11) يُقَالُ: غُلَامٌ أَمْرَدُ بَيِّنُ الْمَرَدِ - بِالتَّحْرِيكِ: لَا شَعَرَ عَلَى ¬

_ (¬1) روى أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما النساء لعب فإذا اتخذ أحدكم لعبة فليستحسنها" المهذب 2/ 34. (¬2) قال الخطابى: إذا كان كثير التَّلَعُّب والتمرس بالناس فهو لُعَبَة بفتح العين، فإذا كان يتلعب به الناس ويولعون بمداعبته فهو لُعْبة ساكنة العين. غريب الحديث 2/ 162، وقال الحربى: يقال: امرأة الرجل وعرسه. . وجارته، ولعبته. .. غريب الحديث 1/ 104. (¬3) من ع. (¬4) فى المهذب 2/ 34 روى أبو هريرة أن رجلا أراد أن يتزوج امرأة من نساء الأنصار، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: "انظر إليها فإن فى أعين الأنصار، شيئا". (¬5) ضبطه النووى بهمزة بعد الياء. تهذيب الأسماء واللغات 1/ 170. (¬6) من قول عمر - رضي الله عنه -: "لا تزوجوا بناتكم من الرجل الدميم" المهذب 2/ 34 وانظر النهاية 134. (¬7) الرجل: ليس فى ع. (¬8) ع: السيىء. (¬9) ابن الأعرابى: الدميم فى قده، والذميم فى أخلاقه. اللسان 15/ 98، وتهذيب الأسماء واللغات (دمم). (¬10) فى المهذب 2/ 34: روى على - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - أردف الفضل فاستقبلته جارية من خثعم فلو عنق الفضل. . . إلخ. (¬11) ولا يجوز النظر الى الأمرد من غير حاجة. المهذب 2/ 34.

عَارِضَيْهِ، وَغُصْنٌ أَمْرَدُ: لَا وَرَقَ عَلَيْهِ , ؤَأرْضٌ مَرْدَاءُ: لَا نَبَاتَ [فيها] (¬12). قَوْلُهُ تَعَالَى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ} (¬13) الِإرْبَةُ بِالْكَسْرِ: الْحَاجَةُ، وَأَرَادَ: الْحَاجَةَ إِلَى النِّكَاحِ. وَفِيهِ لُغَاتٌ: إرْبٌ، وَإِرْبَةٌ، وَمَأْرُبَةٌ، وَمَأْرَبَةٌ. قَالَ الْمُطَرِّزِىُّ (*): (أَصْلُهَا مِنَ) (¬14) الأُرْبَةِ، وَهِىَ الْعُقْدَةُ، فَكَأَنَّ (¬15) قَلْبَ صَاحِبهَا مَعْقُودٌ بِهِا، كَمَا أَنَّ الْغَرَضَ: مِنَ الْغُرْضَةِ (¬16) (وَهِىَ: حِزَامُ الرَّحْلِ) (14) أَلَا تَرَى (*) انَّهُمْ سَمَّوْهَا حَاجَةً، وَهِىَ السَّوْكَةُ فِى الْأَصْلِ، كَمَا أَنَّهَا تَتَشَبَّثُ بِالْفِكْرِ (¬17)، وَتَنْشَبُ (*) فِيهِ نُشُوبَ الشَّوْكَةِ فِيمَا تَتَعَلَّقُ بِهِ. قَوْلُهُ: "قَنعَتْ رَأْسَهَا" (¬18) أَىْ: غَطَّتْهُ، وَمِنْهُ (¬19) القِنَاعُ وَالْمِقْنَعَةُ. قَوْلُهُ (¬20): "فِى الْمُرَاهِقِ" هُوَ الَّذِى قَارَبَ الاحْتِلَامَ، يُقَالُ: رَاهَقَ الْغُلَامُ فَهُوَ مُرَاهِقٌ. قَوْلُهُ: {لَمْ يَظْهَرُوا} (¬21) أَىْ: لَمْ يَقْوَوْا، مِنْ ظَهَرْتُ عَلَى الرَّجُلِ، أَىْ: غَلَبْتُهُ وَأَرَادَ بالْعَوْرَةِ هَا هُنَا: الْجِمَاعَ، سَمَّاهُ بِاسْمِ سَبَبِهِ. ¬

_ (¬12) خ: بها والمثبت من ع والصحاح (مرد). (¬13) سورة النور آية 31. (*) فى شرح المقامات لوحة 73. (¬14) ساقط من ع. (¬15) ع: كأن. (¬16) ع: الفرض من الفرضة: تحريف. (*) ع: تراهم. (¬17) ع: كأنها تنشب بالفكر: تحريف. (*) تنشب: ساقطة من ع. (¬18) روى أنس قال: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة غلاما، فأقبل ومعه الغلام، فتقنعت بثوب إذا قنعت رأسها لم يبلغ رجليها. (¬19) ع: ومنه سمى. . الحديث. المهذب 2/ 35. (¬20) وأختلفوا فى المراهق مع الأجنبى. المهذب 2/ 35. (¬21) سورة النور آية 31.

قَوْلُهُ: "يُورِثُ الطَّمْسَ" (20) الطَّمْسُ: الْعَمَى، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} (21) وَأَصْلُهُ: اسْتِئْصَالُ أَثَرِ الشَّيْىءِ، وَمِنْهُ {فَإِذَا (¬22) النُّجُومُ طُمِسَتْ}. وَأَرَادَ أَنَّ الْوَلَدَ يَخْرُجُ أَعْمَى. وَقِيلَ: النَّاظِرُ إلَيْهِ. قَوْلُهُ: "الْبُضْع" (¬23) هُوَ الْفَرْجُ، وَالْمُبَاضَعَةُ: الْمُجَامَعَةُ: مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ. قَوْلُهُ: "فَإِن اشْتَجَرُوا" (¬24) أَى: اخْتَلَفُوا، يُقَالُ: اشْتَجَرَ الْقَوْمُ: إِذَا اخْتَلَفُوا وَتَنَازَعُوا، قاَلَ الله تَعَالَى: {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (¬25). قَوْلُهُ: "فَعَضَلَهَا الْوَلِىُّ" (¬26) أَىْ: مَنَعَهَا مِنَ النَّكَاحِ، وَمِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} (¬27). يقال: عَضَلَ يَعْضُلُ عَضْلًا، وَعَضَّلْتُ عَلَيْهِ تَعْضِيلًا: إِذا ضَيَّقْتَ عَلَيْهِ فِى أَمْرِهِ، وَحُلْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُرِيدُ. وَأَصْلُهُ: مِنْ عَضَّلَتِ الْمَرْأَةُ: إِذَا نَشِبَ وَلَدُهَا فِى بَطْنِهَا وَعَسُرَ خُرُوجُهُ، قَالَهُ الْعُزَيْرِىُّ (¬28). قَوْلُهُ: "يَسْتَأْمِرُهَا أَبُوهَا" (¬29) أَىْ: يُنْكِحُهَا بِأمْرِهَا. قَوْلُهُ: "الْأَيِّمُ" هِىَ الَّتِى لَا زَوْجَ لَهَا، وَكَذَلِكَ الَّرجُلُ، تَزَوَّجَا قَبْلَ ذَلِكَ أَوْ لَمْ يَتَزَوَّجَا. وَقَدْ آمَتِ الْمرْأَة تَئِيمُ أَيْمَةً وَأَيْمًا وَأُيُومًا. ¬

_ (*) قال - صلى الله عليه وسلم -: "النظر إلى الفرج يورث الطمس". المهذب 2/ 35. (*) سورة القمر آية 37. (¬22) ع: إذا وخ وإذا والآية 8 فى سورة المرسلات. (¬23) لأن المرأة غير مأمونة على البضع. المهذب 2/ 35. (¬24) فى الحديث: "فإن اشتجروا فالسلطان ولى من لا ولى له" المهذب 2/ 35. (¬25) سورة النساء آية 65. (¬26) وإن دعت المنكوحة إلى كفء فعضلها الولى زوجها السلطان المهذب 2/ 3. (¬27) سورة البقرة آية 232. (¬28) فى تفسير غريب القرآن 23. (¬29) فى الحديث: "البكر يستأمرها أبوها فى نفسها" المهذب 2/ 37.

قَوْلُهُ: "أَحْرَى أَنْ يُؤدَمَ بَيْنَكُمَا" (¬30) أَىْ: يُؤَلَّفَ. وَالْأُدْمَةُ: الْأُلْفَةُ، أَدَمَ، أَىْ: أَلَّفَ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ (¬31) كَانَ الْوَلِىُّ ضَعِيفًا" لَهُ تَأْوِيلَانِ، قِيلَ: الْمَخْنُونُ، وَقِيلَ: الشَّيْخُ الْكَبِيرُ؛ لِضَعْفِ نَظَرِهِمَا فِى طَلَبِ الْحَظِّ لَهَا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِذَّذِى (¬32) لَا نَظَر لَهُ: ضَعِيفٌ، وَالَّذِى لَا نُطْقَ لَهُ: ضَعِيفٌ، والَّذِى لَا عَقْلَ لَهُ: ضَعِيفٌ. [قَوْلُهُ:] (¬33). "خَنْسَاءُ بِنْت خِذَامٍ" (¬34) بِخَاءٍ وَذَالٍ مُعْجَمَتَيْن. قَوْلُهُ: "الافْتِيَاتُ عَلَيْهَا" (¬35) افْتَاتَ عَلَيْهِ: إِذَا فَوَّتَ عَلَيْهِ مَا يُرِيدُ، وَافْتَاتَ افْتَعَلَ مِنَ الْفَوْتِ، وَهُوَ: السَّبْقُ. مَعْنَاهُ: أنَّهُ يَسْتَبِدُّ فِى الرَّأْىِ بِتَزْوِيجِهَا دُونَهُ، فَيَسْبِقُ إِلَى تَزْوِيجِهَا. ¬

_ (¬30) فى الحديث: "لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" غريب أبى عبيد 1/ 142، وغريب الحربى 3/ 1143، والفائق 1/ 29، والنهاية 1/ 32. (¬31) ع: وإن. (¬32) ع: فى الذى. (¬33) من ع. (¬34) فى المهذب 2/ 37: روت خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهى ثيب فكرهت ذلك فذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد نكاحها. وانظر ترجمتها فى تهذيب التهذيب 12/ 442، وتهذيب النووى 2/ 342. (¬35) إذنها معتبر فى حال الكبر فلا يجوز الافتيات عليها فى حال الكبر. المهذب 2/ 73، وفى خ: فى الافتيات عليها.

قَوْلُهُ: "فَهُوَ سِفَاح" (¬1) السِّفَاحُ: الزِّنا، يُقَالُ: [سَافَحَها] (¬2) مسَافَحَةً وَسِفَاحًا. قَوْلُهُ: "وَأَنْ يُزَوِّجَها مِنْ غَيْرِ كُفْءٍ" (¬3) الْكُفْءُ: الْمُسَاوِى لَهَا وَالْمُمَاثِلُ. (وَالْمُتَحَاذِيَيْنِ: الْمُتَوَازِيَيْنِ فِى الإِدْلَاءِ وَالْقُرْبِ) (*). قَوْلُهُ: فَأَخَافُ عَلَيْكِ عَصَاهُ" (¬4) قِيلَ: هُوَ (¬5) الضَّرْبُ بِالْعَصَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬6) فِى قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ وَلَا تَرفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ": لَمْ يُرِدِ الْعَصَا الَّتِى يُضْرَبُ بِهَا، وَلَا أَمرَ أَحَدًا بذَلِكَ، وَإِنَّما ارَادَ: يَمْنُعُهَا مِنَ الْفَسَادِ، يُقَالُ لِلرَّجُلِ، إذَا كَانَ رَفِيقًا حَسَنَ السيَّاَسَةِ: لَيِّنُ الْعَصَا. وَقِيلَ: السَّفَرَ، كَنَّى بِالْعَصَا عَنْهُ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬7): فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاستَقَرَّتْ (¬8) بِهَا النَّوَى ... . . . . . . . . . . . . . وَقِيلَ: كَنَّى بِهِ عَنْ كَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَلَيْسَ بِشَيْىءٍ. وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬9): مَعْنَاهُ أَنَّهُ شَدِيدٌ عَلَى أهْلِهِ خَشِنُ الْجَانِبِ فِى مُعَاشَرَتِهِنَّ، مُسْتَقْصٍ عَلَيْهِنَّ فِى بَابِ الْغَيْرَةِ. ¬

_ (¬1) فى الحديث: "كل نكاح لم يحضره أربعة فهو سفاح" المهذب 2/ 38. (¬2) ع، خ: سافحة والمثبت عن الصحاح والنقل عنه. (¬3) وأن يزوجها: ليس فى ع وفى المهذب 2/ 38: ولا يجوز للولى أن يزوج المنكوحة من غير كفء. (*) ما بين القوسين ورد فى خ وليس فى ع. (¬4) خ: أخاف. وفى المهذب 2/ 38، "فأما أبو الجهم فأخاف عليك عصاه". (¬5) ع: أى بدل قيل هو. (¬6) غريب الحديث 1/ 344. (¬7) قال ابن بَرِّى: هو عبد ربه السلمى، ويقال: ثمامة الحنفى، وذكر الآمدى أن البيت لمعقر بن حمار البارقى. (¬8) ع: واستقر، وهى وراية اللسان. والمثبت من خ وغريب أبى عبيد، وغريب الخطابى 1/ 97، والصحاح (عصو) وعجزه: كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَابِ الْمُسَافِرُ (¬9) فى الزاهر 313، وتهذيب اللغة 3/ 77.

قَوْلُهُ: "فَسَادٌ عَرِيضٌ" (¬10) أَىْ: عَامٌّ فَاشِ، كَنَّى عَنْهُ بِالْعَرِيض، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} (¬11). قَوْلُهُ: "اصْطَفَى كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قرَيْش" (¬12) الطَّاءُ فِيهِ بَدَلٌ منَ التَّاءِ وَالصَّفَاءُ: ضِدُّ الْكَدَرِ مَمْدُودٌ وَصَفْوَة الشَّيْىءِ: خَالِصُهُ، وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفْوَةُ اللهِ وَمُصْطَفَاهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ: صَفْوَةُ مَالِى، وَصُفْوَةُ مَالِى (وَصِفْوَةُ مَالِى) (*) فَإِذَا نَزَعُوا الْهَاءَ، قَالُوا: صَفْوُ مَالِى، بِالْفَتْحِ لَا غَيْر (¬13). قَوْلُهُ: "يُسْتَرْذَلُ أَصْحَابُهَا" (¬14) الرَّذْلُ: الدُّونُ الْخَسِيسُ، وَقَدْ رَذُلَ فُلَانٌ بِالضَّمِّ يَرْذُلُ رَذَالَةً وَرُذُولَةً، فَهُوَ رَذْلٌ وَرُذَال -بِالضَّمِّ- مِنْ قَوْمٍ رُذُولٍ وَأَرْذَالٍ وَرُذَلَاءَ، عَنْ يَعْقُوبَ (¬15). قَوْلُهُ: "غَنِينَا زَمَانًا" (¬16) أَىْ: عِشْنَا (¬17) وَاكْتَفَيْنَا، يُقَالُ: غَنِىَ بِالْمَكَانِ: أَقَامَ بِهِ، وَغَنِىَ أَىْ: عَاشَ بِالتَّصَعْلُكِ، أَىْ (*): بِالْفَقْرِ، وَالصُّعْلُوكُ: الْفَقِيرُ. ¬

_ (¬10) من الحديث: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض" المهذب 2/ 39. (¬11) سورة فصلت آية 51. (¬12) واصطفى فى قريش: ليس فى ع وهو من الحديث: "إن الله اصطفى كنانة من بنى إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفانى من بنى هاشم. المهذب 2/ 39. (*) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬13) إصلاح المنطق 117، والصحاح (صفو). (¬14) الحياكة والحجامة يسترذل أصحابها. المهذب 2/ 39. (¬15) إصلاح المنطق ص 110 والنقل عن الصحاح (رذل). (¬16) من قول حاتم الطائى: غَنِينَا زَمَانًا بِالتَّصَعْلُكِ وَالْغِنَى ... وَكُلَّا سَقَانَاهُ بِكَأْسَيْهمَا الدَّهْرُ فَمَا زَادَنَا بَغيًا عَلَى ذِى قَرَابَةٍ ... غِنَانَا وَلَا أَزْرَى بِأَحْسَابِنَا الْفَقْرُ (¬17) ع: أو. (*) أى: ساقط من ع.

وَعُرْوَةُ الصَّعَالِيكِ (¬18): رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، كَانَ يَجْمَعُ الْفُقَرَاءَ فِى حَظِيرَةٍ، وَيَرْزُقهُمْ مِمَّا يَغنَمْ. قَوْلُهُ: "فَمَا زَادَنَا بَغْيًا" الْبَغىُ: التَّعَدِّى، وَيُرْوَى "بَأُوًا" (¬19) أَىْ: كِبْرًا، وَالْبَأْوُ: الْكِبْرُ وَالْفَخْرُ، يُقَالُ: بَأَوْتُ عَلَى الْقَوْمِ أَبْأَى (¬20) بَأْوًا. قَوْلُهُ: "خْطْبَةَ الْحَاجَةِ" (¬21) الْحَاجَةُ هَا هُنَا: النِّكَاحُ. قَوْلُهُ: "كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإِنْسَانَ" (¬22) أَىْ: دَعَا لَهُ، وَالرِّفَاءُ -بِالْمَدِّ- هُوَ: الدُّعَاءُ بِالاتِّفَاقِ وَحُسْنِ الاجْتِمَاعِ، يُقَالُ لِلْمُتَزَوجِ: بِالرَّفَاءِ وَالْبَنِينَ، وَأَصْلُهُ: مِنْ رَفْءِ الثَّوْبِ، وَهُوَ: إِصْلَاحُهُ (¬23). قَوْلُهُ: "اسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ" (¬24) هِىَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} (¬25). وَقِيلَ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (¬26) ذَكَرَهُ الزَّمَخْشَرِىُّ. ¬

_ (¬18) عروة بن الورد العبسى. ترجمته فى الأغانى 3/ 73، وسمط اللآلى 823. (¬19) كذا رويت فى الصحاح (بأو) واللسان (بأو 18/ 68) وانظر ديوانه 19. (¬20) ع: بأى تحريف. (¬21) روى عن عبد الله قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة. المهذب 2/ 41. (¬22) روى أبو هرورة - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفأ الانسان إذا تزوج قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما فى خير. المهذب 2/ 41. (¬23) إصلاح المنطق 153 والصحاح (رفأ). (¬24) وإن عقد بالعجمية ففيه ثلاثة أوجه: أحدها لا يصح؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "استحللتم فروجهن بكلمة الله" وكلمة الله بالعربية فلا تقوم العجمية مقامها كالقرآن. المهذب 2/ 41. (¬25) سورة النساء آية 3. (¬26) سورة البقرة 229.

قَوْلُهُ: "بِلَفْظٍ مُعْجِزٍ" (¬27) يَعْنِى الْقُرْآنَ (يُعْجِزُ عَنْ أَنْ يَأَتِىَ أَحَدٌ بِمِثْلِهِ) (¬28). قَوْلُهُ تَعالَى: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ} (¬29) جَمْعُ حَلِيلَةٍ، فَعِيلَةٌ مِنَ الْحَلَالِ الَّذِى هُوَ ضِدُّ الْحَرَامِ. قَوْلُهُ [: "فَتَفْتِنَهُ"] (¬30) الْفِتْنَةُ: هِىَ الإِضْلَالُ عَنْ الْحَقِّ إلَى الْبَاطِلِ. وَالْفَاتِنُ: الْمُضِلُّ عَنِ الْحَقِّ، وَفَتَنَتْهُ الْمَرْأَةُ: إِذَا دَلَّهَتْهُ (¬31). وَالْفِتْنَةُ أَيْضًا: الأبتِلَاءُ وَالاخْتبَارُ. قَوْلُهُ: "يُؤْمِنُ بِزَبُورِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ" (¬32) أَصْلُ الزَّبُورِ: الْكِتَابُ، زَبَرَ، أَىْ: كَتَبَ. قَوْلُهُ: "بَعْدَ التَّبْدِيلِ" (¬33) مَعْنَاهُ: أَنَّهُمْ جَعَلُوا بَدَلَ الْحَرَام حَلَالًا، وَبَدَلَ الْحَلَالِ حَرَامًا، وَبَدَّلُوا صِفَةَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى غَيْرِ مَا نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ اللهِ. قَوْلُهُ: "يَعْتَقِدْونَ أَنَّ الْكَوَاكِبَ السَّبْعَةَ مُدَبِّرَةَ" هِىَ: الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، وَالْمُشْتَرىَ، وَزُحَلُ، وَالْمَرِّيخُ، وَالزُّهَرَةُ، وَعُطَارِدُ (¬34)، وَمُدَبِّرة، أَىْ: تُدَبِّرُ الخَلْقَ فِى مَعَاشِهِمْ وَفَقْرِهمْ وَغِنَاهُمْ، يُقَالُ: الْوَزِيرُ يُدَبِّرُ الْمُلْكَ، أَىْ: يَنْظُرُ فِى ¬

_ (¬27) ع: النظم المعجز وكلاهما فى المهذب 2/ 41. (¬28) ع: يعنى معجز أن يأتى أحد بمثله. (¬29) سورة النساء آية 23. (¬30) من ع وفى المهذب 2/ 44، ويحرم على المسلم أن يتزوج ممن لا كتاب له من الكفار. . . لأنا لا نأمن أن يميل إليها فتفتنه عن الدين. (¬31) ع: ألهته: تحريف. (¬32) وأما غير اليهود والنصارى من أهل الكتاب كمن يؤمن. . . صحف شيث فلا يحل للمسلم أن ينكح حرائِرهم ولا أن يطأ إماءهم بملك اليمين. المهذب 2/ 44. (¬33) يعنى الصابئين. (¬34) فى حاشية خ، ترتيب الكواكب السبعة عند المنجمين، أولها فى السماء السابعة: زحل، والمشترى، والمريخ، والشمس، وعطارد، والزهرة، والقمر، كذا يزعمون.

أَمْرِ مَصْلَحَتِهِ. وَالتَّدَبُّرُ: هُوَ التَّفَكّرُ فِى عَوَاقِب الْأُمُورِ، وَذَلِكَ رَأْىُ الْمُنَجِّمِين، وَكَذَبوا، إِنَّما ذَلِكَ إِلَى اللهِ تَعَالَى. قَوْلُهُ: "حَقْنُ الدَّمِ" (¬34) حَقَنْتُ دَمَهُ: مَنَعْتُ أَنْ يُسْفَكَ، وَأَصلُهُ: مِنْ حَقَنْتُ الَّلبَنَ أَحقُنُهُ -بِالضَّمّ: إِذَا جَمَعْتَهُ فِى السِّقَاءِ، وَصبَبْتَ حَلِيبَهُ عَلَى رَائِبِهِ، وَاسْمُ هَذَا اللَّبَنِ: الْحَقِينُ. قَوْلُهُ تعالى (¬35): {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا} (¬36) الطَّوْلُ: الْفَضْلُ وَالْبَسْطَةُ وَالْمَقْدِرَةُ عَلَى الْمَالِ (¬37)؛ وَالطَّوْلُ أَيْضًا: الْمَنُّ، تَطَوَّلَ عَلَىَّ، أَىْ: مَنَّ (¬38). قَوْلُهُ: {وَالْمُحْصَنَاتُ} هُنَّ هَا هُنَا: الحَرَائِرُ؛ وَالْمُحْصَنَاتُ أَيْضًا: الْمُزَوَّجاتُ، وَالْمُحْصَنَاتُ: الْعَفَائِفُ، أَحْصَنَتِ الْمَرْأةُ: عَفَّتْ عَنِ الزَّنَا، وَكُلُّ امْرأَةٍ عَفِيفَةٍ: فَهِىَ مُحْصِنَةٌ، وَمُحْصَنَةٌ , وَكُلُّ امْرَأَةٍ مُزَوَّجَةٍ: مُحْصَنَةٌ، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرٌ (¬39). وَلَعَلَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْحِصْنِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى (¬40) يُمْتَنَعُ فِيهِ [من] (¬41) الْعَدُوِّ، كَأَنَّهَا مَنَعَتْ نَفْسَهَا مِنَ الْبغَاءِ، وَهُوَ: الزِّنَا الَّذِى تُقْدِمُ عَلَيْهِ الْأَمَة الْفَاجِرَةُ، يُقَال: مَدِينَةٌ حَصِينَةٌ، أَىْ: مَمْنُوعَة، وَدِرْعٌ حَصيِنَةٌ: لَا يَعْمَلُ فِيهَا السِّلَاحُ. ¬

_ (¬34) فى "حقن دمائهم" وفى المهذب 2/ 44: وأما حقن الدم فلأن لهم شبهة كتاب والشبهة. (¬35) تعالى: ليس فى ع. (¬36) سورة النساء آية 25. (¬37) مجاز القرآن 1/ 123، 165، 2/ 194، وغريب اليزيدى 116، وتفسير ابن قتيبة 124. (¬38) امتن، يقال منه: طال عليه، وتطول عليه إذا أمتن، أى: أفضل. إصلاح المنطق 123، والصحاح (طول). (¬39) إصلاح المنطق 374، والصحاح (حصن). (¬40) الذى: ساقط من ع. (¬41) من ع.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ} أَىْ: يَخَافُ الزِّنَا، وَالْعَنَتُ أيْضًا: الْمَشَقَّةُ قَالَ تَعَالَى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} (¬42) {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} (¬43) كَأنَّهُ تَلْحَقُهُ الْمَشَقَّةُ بِتَرْكِ النِّكَاحِ. وَالْعَنَتُ فِى اللَّغَةِ: الْمَشَقَّةُ الشَّدِيدَةُ، يُقَالُ: أَكَمَةٌ عَنَوتٌ: إِذَا كَانَتْ شَاقَّةً، قَالَهُ الْأَزْهَرِىُّ (¬44)، وَقَالَ الْمُبَرِّدُ (¬45): الْعَنْتُ هَا هُنَا: الْهَلَاكُ؛ لِأَنَّ الشَّهْوَةَ تَحْمِلُهُ عَلَى الزِّنَا، فَيْهْلِكُ بِالْحَدِّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ (¬46): هُوَ الْفُجُورُ هَا هُنَا. (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ} (¬47) لَا تَقْطَعُوا، وَتَصْرِمُوا فِعْلَهُ (¬48)، يُقَالُ: عَزَمْتُ عَلَى كَذَا عَزْمًا، وَعُزْمًا وَعَزِيمَةً وَعَزِيمًا: إِذَا أَرَدْتَ فِعْلَهُ وَقَطَعْتَ عَلَيْهِ) (¬49). قَوْلُهُ: {عُقْدَةَ النِّكَاحِ} وَعَقْدُه: هُوَ إِحْكَامُهُ وَإثْبَاتُهُ، مَأْخُوذٌ مِنْ عَقْدِ الْحَبْلِ، وَهُوَ: رَبْطُهُ {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} الْأَجَلُ: مُدَّةُ الشَّيْىءِ الَّتِى يَنْتَهِى إِلَيْهَا،: كَأَجَلِ الدَّيْنِ، وَأجَلِ الْمَوْتِ. قَوْلُهُ: "الْمُرْتَابَةِ بِالْحَمْلِ" (¬50) هِىَ الشَّاكَّةُ، وَالرَّيْبُ وَالرَّيبَةُ: هِىَ الشَّكُ {لَا رَيْبَ فِيهِ} (¬51) لَا شَكَّ ¬

_ (¬42) سورة التوبة آية 128. (¬43) سورة آل عمران آية 118. (¬44) تهذيب اللغة 2/ 273 عن معاني الزجاج 1/ 261. (¬45) نقله الأزهرى فى تهذيب اللغة 2/ 273. (¬46) ع: الجوهرى وعبارته: يعنى الفجور والزنا. وعبارة الفراء فى المعاني 1/ 261: إنما يرخص لكم فى تزويج الإماء إذا خاف أحدكم أن يفجر. وانظر تهذيب اللغة، والكشاف 1/ 521، وتفسير ابن كثير 1/ 478، ومعانى القرآن وإعرابه للزجاج 1/ 261، ومجاز القرآن 1/ 123، وغريب اليزيدى 117. (¬47) سورة البقرة آية 235. (¬48) تفسير غريب القرآن 90، وانظر تفسير الطبرى 5/ 115، والبحر المحيط 2/ 229. (¬49) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬50) ويكره نكاح المرتابة بالحمل بعد انقضاء العدة. المهذب 2/ 45. (¬51) سورة البقرة آية 2.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬52) كُلُّ هَذَا لَفْظ مَعْدُول عَن اثْنَتَيْنِ، وَثَلَاثٍ، وَأَرْبَعِ، مِنْهُمْ مَنْ يَقِيسُ عَليْهِ إِلَى الْعَشَرَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْنَعُ ذَلِكَ، يُقَالُ: ثُنَاءُ وَثُلَاثُ وَرُبَاعُ، وَمَثْنَى، وَمَثْلَتُ، وَمَرْبَعُ (¬53)، وَقَدْ يُغَايَرُ بَيْنَ أَلْفَاظِهَا، كَمَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ. قَوْلُهُ: "وَلَا [يَجُوزُ] (¬54) نِكَاحُ الشِّغَارِ" أَصْلُهُ: مِنْ شَغَرَ الْكَلْبُ: إِذَا رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عِنْدَ الْبَوْلِ؛ لِأنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا -يَشْغَرُ إِذَا نَكَحَ، وَمَعْنَاهُ: لَا تَرْفَعْ رِجْلَ ابنتِى حَتَّى (¬55) أَرْفَعَ رِجْلَ ابنتِكَ. وَقَالَ فِى الْفَائِقِ (¬56): هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: شَغَرْتُ بَنِى فُلَانٍ مِنَ الْبَلَدِ (¬57): إِذَا أَخْرَجْتَهُمْ، قَالَ (¬58): وَنَحْنُ شَغَرْنَا ابْنَىْ نِزَارٍ كِلَيْهِمَا ... وَكَلْبًا بِطَعْنٍ مُرْهِقٍ (¬59) مُتَقَارِبِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: تَفَرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ؛ لِأَنَّهُمَا إذَا تَبَادَلَا (¬60) بِأُخْتَيْهِمَا فَقَدْ أَخْرَجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أُخْتَهُ إِلَى صَاحِبِه، وَفَارَقَ بِهَا إِلَيْهِ. ¬

_ (¬52) سورة النساء آية 3. (¬53) معانى الفراء 1/ 254، 255، ومجاز القرآن 1/ 114 - 116 ومعانى الأخفش 1/ 225، والكتاب 3/ 225، وتفسير الطبرى 7/ 543. (¬54) خ ولا يحل. وفى المهذب 2/ 46: ولا يجوز نكاح الشغار، وهو: أن يزوج الرجل ابنته أو أخته من رجل على أن يزوجه ذلك ابنته أو أخته ويكون بضع كل واحدة منهما صداقا للأخرى. (¬55) ع: ما لم. (¬56) 1/ 17. (¬57) ع: الباب: تحريف. (¬58) أنشده الشيبانى، كما فى الصحاح. (¬59) ع: مرهب وهى إحدى الروايات وفى الفائق والصحاح واللسان (بوقع بدل: بطعن وفى حاشية خ بوقع. (¬60) ع: تبدلا.

وَقِيلَ: سُمِّىَ [شِغَارًا] (¬61) لِخُلُوِّهِ عِنِ الْمَهْرِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: شَغَرَ الْبَلَدُ: إِذَا خَلَا عَنْ أَهْلِهِ (¬62). وَقَالَ فِى الشَّامِلِ (¬63): وَقِيلَ: سُمِّىَ شِغَارًا لقبحه، تَشبِيهًا بِرَفْعِ الْكَلْبِ رِجْلَهُ لِيَبُولَ. قَوْلُهُ: "نِكَاحُ الْمُتْعَةِ" (¬64) أَصْلُهُ: مِنَ الْمَتَاعِ، وَهُوَ: ما يُتَبَلَّغُ بِهِ إِلَى حِينٍ، وَالتَّمَتُّعُ أَيْضًا: الانْتِفَاعُ بِالشَّيْىءِ، كَأَنَّهُ يَنْتَفِعُ صَاحِبُهُ وَيَتَبَلَّغُ بِنِكَاحِهَما إِلَى الْوَقْتِ الَّذِى وَقَّتَهُ. قَوْلُهُ: "إِنَّكَ امْرُؤٌ تَائِةٌ" (¬65) أَىْ: مُتَحَيِّرٌ "عَنْ الْحَقِّ، يُقَالُ: تَاهَتِ السَّفِينَةُ عَنْ بَلَدِ كَذَا، أَىْ: تَحَيَّرَتْ عَنِ الْمَقْصِدِ فَلْم تَهْتَدِ لَهُ. وَيُقَالُ: تَاهَ فِى الأَرْضِ. إِذَا ذَهَبَ مُتَحَيِّرًا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} (¬66) وَيُقَالُ أَيْضًا: تَاهَ يَتِيهُ: إِذَا تَكَبَّرَ. قَوْلُهُ: "الْحُمرِ الْأَنَسِيَّةِ" (¬67) بِفَتْحِ النُّونِ: ضِدُّ الْوَحْشِيَّةِ، مَنْسُوبَةٌ إِلَى الْأَنَسِ -بِالتَّحْرِيكِ، وَهُمُ: الْحَىُّ الْمُقِيمُونَ، وَالْأَنَسُ أَيْضًا: لُغَةٌ فِى الإِنْسِ. قَوْلُهُ: "الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ" (¬68) هِىَ الْمَرْأَة (*) الَّتِى تَصِلُ شَعَرَهَا بِشَعَرٍ آخَرَ قَوْلُهُ: "وَالْوَاشِمَةَ وَالْمَوْشُومَةَ" الْوَشْمُ (*): أَنْ تَغْرِزَ إِبْرَةً فِى شَيْىءٍ مِنَ الْبَدَنِ فِى ¬

_ (¬61) من ع. (¬62) العين 4/ 358، وجمهرة اللغة 2/ 344، والصحاح (شغر)، والنهاية 2/ 482. (¬63) ........................ (¬64) فى المهذب 2/ 64: ولا يجوز نكاح المتعة، وهو: أن يقول: زوجتك ابنتى يوما أو شهرا. (¬65) من قول على ابن أبى طالب لابن عباس، وقد بلغه أنه يرخص فى متعة النساء. المهذب 2/ 46. (¬66) سورة المائدة آية 26. (¬67) من قول على - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأنسية" المهذب 2/ 46. (¬68) روى هزيل عن عبد الله قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الواصلة والموصولة والواشمة والموشومة والمحلل والمحلل له وآكل الربا ومطعمه. المهذب 2/ 46، ومسند أحمد 4/ 68، وصحيح الترمذى 5/ 43، وابن ماجة 1/ 606، والنسائى 6/ 149. (*) المرأة: ساقط من ع. (*) الوشم ساقط من ع.

الْيَدِ أَوْ فِى الْوَجْهِ (¬69)، ثُمَّ تَذُرَّ عَلَيْهِ النَّؤُورَ، فَيَنْدَمِلَ، وَقَدَ صَارَ مَوْسُومًا (¬70) أَسْوَدَ. قَوْلْهُ: "فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْتَسِبَ نَفْسِى وَمَالِى" (¬71) أَىْ: أَطْلُبَ بِهِ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ، وَالاسْمُ: الحِسْبَةُ بِالْكَسْرِ، وَهِىَ: الْأَجْرُ، وَالْجَمْعُ: الحِسَبُ. قَوْلُهُ: "ثُمَّ أَبْنِى بِهَا" أَىْ: أَطَؤُهَا، وَأَصْلُهُ: أَنْ مَنْ تَزَوَّجَ بَنَى بَيْتًا فِى الْعَادَةِ، فَكُنِّىَ عَنِ الْوَطْءِ بِالْبِنَاءِ، وَيُقَالُ: بَنَى الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ: إِذَا وَطِئَهَا (¬72). قَوْلُهُ: "التَّعْرِيضُ بِخِطبَةِ الْمُعْتَدَّةِ" (¬73) هُوَ ضِدُّ التَّصْرِيحِ، وَهُوَ: التَّوْرِيَةُ بِالشَّيْىءِ، يُقَالُ: عَرَّضْتُ لِفُلَانٍ وَبِفُلَانٍ: إِذَا قُلْتُ قَوْلًا وَأَنْتَ تَعْنِيهِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ عُرْضِ الشَّيْىءِ، وَهُوَ جَانِبُهُ، يُقَالُ: اضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ كَأَنَّهُ يَحُومُ حَوْلَهُ وَلَا يُظْهِرُهُ. قَوْلُهُ: "دَنَاءَةٌ وَسُخْفٌ" (¬74) الدَّنَاءَةُ: فِعْلُ الشَّيْىءِ الدَّنِيىءِ، وَهُوَ: الْخَسِيسُ الَّذِى يُلَامُ عَلَى فِعْلِهِ، يُقَالُ: دَنَأَ الرَّجُلُ يَدْنَأَ [دَنَاءَةً] (¬75) أَىْ: سَفُلَ (¬76) فِى فِعْلِهِ، وَالسُّخْفُ بِالضَّمِّ: رِقَّةُ الْعَقْلِ، وَقَدْ سَخُفَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ سَخَافَةً، فَهُوَ سَخِيفٌ. ¬

_ (¬69) ع: فى اليد أو الرجل أو الوجه. (¬70) ع: موشوما: تحريف. (¬71) روى التجيبى أن رجلا أتى عثمان - رضي الله عنه -، فقال: إن جارى طلق امرأته فى غضبه ولقى شدة فأردت أن أحتسب نفسى ومالى فأتزوجها ثم أبنى بها ثم أطلقها فترجع إلى زوجها الأول فقال له عثمان رضى الله عنه: لا تنكحها إلا بنكاح رغبة. المهذب 2/ 47. (**) ع: وهو. (¬72) انظر إصلاح المنطق 306، وجمهرة اللغة 2/ 432، وتهذيب اللغة 15/ 493. (¬73) ويجوز التعريض بخطبة المعتدة عن الوفاة. المهذب 2/ 47. (¬74) ويكره التعريض بالجماع. . . لأن ذكر الجماع دناءة وسخف المهذب 2/ 47. (¬75) خ دنوءا: تحريف. (¬76) ع: تسفل.

قَوْلُهُ: "لَا يَضَعُ الْعَصا عَنْ عاتِقِهِ" (¬77) الْعَاتِقُ: مَوْضِعُ الرِّدَاءِ مِنَ الْمَنْكِبِ، يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ , وَمَعْنَاهُ: أَنَّ غَالِبَ أحْوَالِهِ حَمْلُ الْعَصَا، فَإِنَّهُ قَدْ يَنَامُ فَيَضَعَهَا , وَيُصَلِّى فَيَضَعَهَا (¬78). قوْلُهُ: "فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ" قَدْ ذُكِرَ الصُّعْلُوكُ، وَأَنَّهُ الْفَقِير (¬79). قَوْلُهُ: "قَرْنَاءَ أَوْ رَتْقَاءَ" (¬80) مُفَسَّرٌ فِى الْكِتَابِ، وَأَصْلُ الرَّتْقِ: ضِدُّ (*) الْفَتْقِ، وَارْتَتَقَ، أَىِ: الْتَأَمَ، وَمنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى: {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} (¬81) والرَّتَقُ بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ: امْرَأَةٌ [رَتْقَاءُ] (¬82) بَيِّنَةُ الرَّتَقِ: لَا يُسْتَطَاعُ جِمَاعُهَا؛ لِارْيتاق ذَلِكَ الْمَوْضِعِ (¬83) مِنْهَا. وَالْقَرْنُ -بِسُكُونِ الرَّاءِ: الْعَفَلَةُ الصَّغِيرَةُ فِى الْفَرْجِ، وَفِى الْحَدِيثِ: "اخْتُصِمَ إلى (¬84) شُرَيْحِ فى جَارِيَةٍ [بها] (¬85) قَرْنٌ , فَقَالَ: أَقْعِدُوهَا، فَإِنْ أَصَابَ الأَرْضَ فَهْوَ عَيْبٌ وَإِنْ لَمْ يُصِبِ الْأَرْضَ فَلَيْسَ بِعَيْبٍ" (90). وَالْعَفَلُ وَالْعَفَلَةُ- بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا: شَيْىءٌ يَخْرُجُ مِنْ قُبُلِ النِّسَاءِ، وَحَيَاءِ النَّاقَةِ شبِيهٌ بِالْأُدْرَةِ الَّتِى لِلرِّجَالِ، وَالْمَرْأةُ عَفْلَاءُ. ¬

_ (¬77) روى أن فاطمة بنت قيس قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن معاوية، وأبا الجهم خطابى، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له فانكحى أسامة" المهذب 2/ 47، 48. ومسلم 2/ 1114، وأبى داود 2/ 285، والترمذى 3/ 432. (¬78) انظر فى توجيه المعنى. غريب الخطابى 1/ 94 , 95. (¬79) 2/ 133. (¬80) ع: قوله تِقاء. وفى المهذب 2/ 48: إذا وجد الرجل امرأته مجنونة أو مجذومة أو برصاء أو رتقاء وهى التى انسد فرجها أو قرناء وهى التى فى فرجها لحم يمنع الجماع: ثبت له الخيار. (*) ضد ساقط من ع. (¬81) سورة الأنبياء آية 30. (¬82) رتقاء ساقط من ح. (¬83) الموضع: ساقط من ع. (¬84) إلى: ساقطة من ع. (¬85) خ: لها، والمثبت من ع. (86)، (87)، (88)، (89) ....................... ز (90) المجموع المغيث 2/ 696، وغريب ابن قتيبة 2/ 115، والفائق 3/ 180، والنهاية 4/ 54.

قَوْلُهُ: "فَرَأَى بِكَشْحِهَا بَيَاضًا" (¬91) الْكَشْحُ: الْجَنْبُ، وَهُوَ: مَا بَيْنَ الْخَاصِرَةِ إلَى الضِّلَعِ الْخَلْفِ (¬92). قَوْلُهُ: "لِأَنَّ النَّفْسَ تَعَافُ" (¬93) أَىْ: تَكْرَهُ، عَافَ الطَّعَامَ أَو (¬94) الشَّرَابَ يَعَافُهُ: إِذَا كَرِهَهُ فَلَمْ نَشْرَبْهُ. قَوْلُهُ: " [عِنِّينٌ" (¬95)] الْعِنّينُ [هُوَ] (¬96) الَّذِى لَا يَشْتَهِى النِّسَاءَ، يُقَالُ: رَجُلٌ عِنِّينٌ بَيِّنُ الْعِنِّينَةِ (¬97)، وَامْرَأَةٌ عِنِّينَةٌ: لَا تَشْتَهِى الرِّجَالَ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، مِثْلُ: خِرِّيجٍ، وَالاسْمُ مِنْهُ: الْعُنَّةُ، وَعُنِّنَ (¬98) الرَّجُلُ مِن امْرَأَتهِ: إِذَا حَكَمَ عَلَيْهِ الْقَاضِى بِذَلِكَ، أَوْ مُنِعَ عَنْهَا بِالسِّحْرِ، مُشْتَقٌّ مِنْ عَنَّ الشَّيْىءُ: إِذَا اعْتَرَضَ، كَأَنَّهُ يَعْتَرِضُ عَنْ يَمِينِ الْفَرْجِ وَيَسَارِهِ وَلَا يُصِيبُهُ. وَقِيلَ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْعِنَانِ، شُبِّهَ بِهِ فِى لِيِنِه وَرَخَاوَتِهِ. وَالْمَجْبُوبُ: هُوَ الْمَقْطُوعُ الذَّكَرِ وَالأُنْثَيَيْنِ، وَالْجَبُّ: الْقَطْعُ، وَمِنْهُ: "الإسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ" (¬99). وَالْخَصِىُّ: مَقْطُوعُ الْبَيْضتَيْنِ مَعَ بَقَاءِ الذَّكَرِ. وَالْمَسْلُول: مُنْزَوعُ الْبَيْضتَيْنِ، مِنْ سَلَّ الشَّيْىَء: إِذَا اسْتَخْرَجَهُ بِرِفْق. ¬

_ (¬91) تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من بنى غفار فرأى بكشحها بياضًا، فقال لها النبى - صلى الله عليه وسلم - ألبس ثيابك والحقى بأهلك" المهذب 2/ 48. (¬92) الصحاح (كشح) وخلق الإنسان للأصمعى 212، 213، ولثابت 257، 258. (¬93) وإن وجد أحدهما الآخر وله فرج الرجال وفرج النساء ففيه قولان أحدهما: يثبت له الخيار؛ لأن النفس تعاف عن مباشرته. المهذب 2/ 48. (¬94) ع: والشراب. (¬95) إذا ادعت المرأة على الزوج أنه عنين وأنكر الزوج فالقول قوله مع يمينه. المهذب 2/ 49، وفى ح: قوله العنين سقط منها (عنين). (¬96) من ع. (¬97) ع: العنة والمثبت من خ وفى الصحاح: العِنِّيِنِيَّة (كذا). وعن ثعلب: رجل عنين بَيِّنُ التعنين والعنينة. المصباح (عنن). (¬98) ع: وعن. (¬99) المجموع المغيث 1/ 291، والنهاية 1/ 234.

قَوْلُهُ: "الْفُصُولُ الْأَربَعَةُ" (¬100) هِىَ الشِّتَاءُ، وَالرَّبِيعُ، وَالصَّيْفُ، وَالْخَرِيفُ. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِانْفِصَالِ كُلِّ وَاحِدٍ [مِنْهَا] (¬101) عَنْ صَاحِبِهِ، وَالْفَصْلُ: الْقَطعُ مِنَ الْمَفْصِلِ، فَصَلْت الشَّيْىءَ [فَانْفَصَلَ] (¬102) أَىْ: قَطَعْتُهُ فَانْقَطَعَ. قَوْلُهُ: "الْأَهْوَيةُ" (*) جَمْعُ هَوَاءٍ، وَهُوَ: الْحَرُّ، وَالْبَرْدُ، وَالاعْتِدَالُ. وَالْحَشَفَةُ (¬103): ما فوق الختان. قَوْلُهُ: "فَخَرَجَ عَجَمِيًّا" (¬104) الْفَرْقُ بَيْنَ العجَمِىِّ وَالْأَعْجَمِىِّ، وَالْعَرَبِىِّ وَالْأَعْرَابِى: أَنَّ الْعَجَمِىَّ: هُوَ الَّذِى أَبْوة وأمُّهُ عجَمِيَّان، وَالْأَعْجَمِىُّ: الَّذِى وُلِدَ بِبِلَادِ الْعَجَمِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنهُمْ. وَالْعَرَبِىُّ: الَّذِى يُنْسَبُ إِلَى الْعَرَبِ، والْأَعْرابِىُّ: الَّذِى يَسْكُنُ الْبَادِيَةَ مِنَ الْعَرَبِ (¬105). قَوْلُهُ: "اعْتَدَّتْ بِأَقْصَى الْأَجَلَيْنِ" (¬106) أَىْ: أَبْعَدِهِمَا، وَالْقَصَا: الْبُعْدُ. قَوْلُهُ (¬107): "حَرُمَتْ عَلَى التَّأْبِيدِ" قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْأَبَدَ: الدَّهْرُ، وَهُوَ تَفْعِيلٌ مِنْهُ، تَأَبَّدَ الشَّيْىءُ: إِذَا بَقِىَ عَلَى مَرِّ الْأَبَدِ، أَىِ الدَّهْرِ. ¬

_ (¬100) فى المهذب 2/ 49: فإذا مضت عليه الفصول الأربعة واختلفت عليه الأهوية ولم يزل دل على خلقه. (¬101) من ع. (¬102) ع: إذا. (*) من قوله السابق "واختلف عليه الأهوية". (¬103) من قوله: "وأدنى النكاح: أن يغيب الحشفة فى الفرج؛ لأن أحكام الوطء تتعلق به. المهذب 2/ 49. (¬104) إذا تزوجت امرأة رجلا على صفهْ أو نسب فخرج بخلافهما، بأن شرطت أنه عربى فخرج عجميا. . . إلخ المهذب. (¬105) الصحاح (عرب- عجم). (¬106) من كانت من ذوات الأقراء اعتدت بالأقصى من الأجلين، من ثلاثة أقراء، أو أربعة أشهر وعشر. المهذب 2/ 53. (¬107) ع: وقوله. وفى المهذب 2/ 53: إذا اختار البنت حرمت الأم على التأبيد.

قَوْلُهُ: "سَدُّ ثُلْمَةٍ" (¬108) الثُّلْمَةُ: الْخَلَلُ فِى الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ ثَلَمْتُهُ أَثلِمُهُ - بِالْكَسْرِ. يُقَالُ: فِى السَّيْفِ ثَلْمٌ، وَفِى الِإنَاءِ: ثَلْمٌ: إِذَا انْكَسَرَ مِنْ شَفَتِهِ شَيْىءٌ، وَمِثْلُهُ حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ: "أَنَّهُ كَانَ" (¬110) يَكْرَهُ الشُّرْبَ مِنْ ثُلْمَةِ الإِنَاءِ وَمِنْ عُرْوَتِهِ" (¬111) يُقَالُ: إِنَّهَا كِفْلُ الشَّيْطَانِ، أَىْ: مَرْكَبُهُ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ أَسْلَمَ وَتَخَلَّفَتِ الْحُرَّةُ" (¬112) تَخَلَّفَ ضِدُّ تَقَدَّمَ، وَهُوَ مِنَ الْخَلْفِ نَقِيض الْقُدَّامِ. (قَوْلُهُ: "بَانَتْ" (¬113) افْتَرَقَتْ، وَأَصْلُهُ الْبُعْدُ، وَاْلبَيْنُونَةُ: الْبُعْدُ، مَصْدَرٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاس) (¬114). ¬

_ (¬108) الرجعة: سد ثلمة فى النكاح، والاختيار: إثبات النكاح فى المرأة. المهذب 2/ 53. (¬109) إصلاح المنطق 62، والصحاح (ثلم). (¬110) كان ساقط من ع. (¬111) ع: عروتها. والحديث فى المجموع المغيث 1/ 271، والنهاية 1/ 220، 221: "نهى عن الشرب من ثلمة القدح"، وبنص المؤلف فى الصحاح "كفل" وعبارته: والكفل: ما اكتفل به الراكب، وهو أن يدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب، ومنه حديث إبراهيم، قال: "يُكرَهُ الشربُ من ثلمة الإِناء رعروته" قال: يقال: إنها كِفْلُ الشيطان لعنه الله. (¬112) ع: "قوله: وتخلفف الحرة" وفى المهذب 2/ 54: فإن أسلم وأسلمت الأمة معه وتخلفت الحرة. . . إلخ. (¬113) وإن انقضت العدة ولم تسلم بانت باختلاف الدين. المهذب 2/ 54. (¬114) ما بين القوسين من ع.

ومن كتاب الصداق

وَمِنْ كِتَابِ الصَّدَاقِ يُقَالُ: الصَّدَاقُ وَالصِّدَاقُ، بِالفَتحِ وَالْكَسْرِ، وَيُقَالُ أَيْضًا: الصَّدُقَةُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ} (¬1) وَالصُّدْقَةُ مِثْلُهُ- بِالضَّمِّ وَتَسْكِينَ الدَّالِ (¬2). قَوْلُهُ: "مِلُءُ مَسْكِ ثَوْرٍ ذَهَبًا" (¬3) الْمَسْكُ- بِفَتْحِ الْمِيمِ: الجِلْدُ، وَجَمْعُهُ: مُسُوكٌ. قَوْلُهُ: " [وَدَعَا] (¬4) إلَى الْمَقْتِ" وَالْمَقتُ: أَشَدُّ الْبُغْضِ،. مَقَتَهُ مَقتًا: إذَا أَبْغَضَهُ. النَّشُّ: عِشْرُونَ دِرْهَمًا، نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، كَمَا ذَكَرَ (¬5)، وَهُوَ عَرَبِىٌّ؛ لِأنَّهُمْ يُسَمُّونَ الأرْبَعِينَ دِرْهَمًا: أُوقِيَّةً، وَيُسَمُّونَ الْعِشْرِينَ: نَشًّا، وَيُسَمُّونَ الْخَمْسَةَ: نَوَاةً. قَوْلُهُ [تَعَالَى]: {عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} (¬6) كَانَ الصَّدَاقُ فِى شَرْعِ مَنْ قَبْلَنَا لِلْأَوْلِياَءِ. ¬

_ (¬1) سورة النساء آية 4. (¬2) إصلاح المنطق 104، 287، 188، والصحاح (صدق). (¬3) فى تعريف القنطار قال فى المهذب 2/ 55: قال أبو سعيد الخدرى - رضي الله عنه -: "ملء مسك ثور ذهبا" وانظر معانى الفراء 1/ 195، ومجاز القرآن 1/ 89. (¬4) خ: يؤدى إلى المقت. وفى المهذب 2/ 55 فى الْمَهْرِ: إذا كبر أجحف ودعا إلى المقت. (¬5) فى المهذب 2/ 55، من قول عائشة - رضي الله عنها -: أتدرون ما النش؟ نصف أوقية. (¬6) سورة القصص آية 27، واستشهد بها فى المهذب 2/ 56 على جواز كون الصداق مباحة.

قَوْلُهُ: "لَا يُؤْمَنُ الافْتِتَانُ بِهَا" (¬7) يُقَالُ: فَتَنَتْهُ الْمَرأَةُ: إِذَا دَلَّهَتْهُ، وَأَفتَنَتْه أَيْضًا، وَأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ (¬8) لِأَعْشَى هَمْدَانَ (¬9): لَئِنْ فَتَنَتْنِى لَهِىَ بِالْأمْسِ أَفْتَنَتْ ... سَعِيدًا فَأمْسَى قَدْ قَلَا كُلَّ مُسْلِمِ وَأنْكَرَ الْأصْمَعِىُّ [أفْتَنَتْهُ] (¬10). (قَوْلُهُ: "إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ" (¬11) هِىَ: الْمَرأةُ الْحَسْنَاءُ فِى مَنْبِتِ السَّوْءِ، شُبِّهَتْ بِالْبَقْلَةِ تَنْبُتُ حَسَنَةً فِى الدِّمَنِ، وَهُوَ: الْبَعَرُ، وَالدِّمَنُ: جَمْعُ دِمْنَةٍ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِى يَكْثُرُ فِيهِ الدِّمَنُ) (¬12). قَوْلُهُ: "الْمُفَوِّضَةُ" (¬13) هِىَ الْمَرأةُ تُنْكَحُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فَوَّضْتُ الْأمْرَ إِلى فُلَانٍ، أَىْ: رَدَدْتُهُ. كَأَنَّهَا رَدَّتِ الأَمْرَ إِلَى الزَّوْجِ، وَفَوَّضَتْهُ إليْهِ. وَالتَّفْوِيضُ: أَنْ تُفَوِّضَ الْمَرأةُ أَمْرَهَا إِلَى الزَّوْجِ، فَلَا تُقَدِّرُ مَعَهُ مَهْرًا. وَقِيلَ: [وَمَعْنى] (14) التَّفْوِيضِ: [الإِهْمَالُ] (¬14) كَأنَّهَا أَهْمَلَتْ أَمْرَ الْمَهْرِ، فَلَمْ تُسَمِّهْ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ (¬15): لَا يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لَا سَرَاةَ لَهُمْ ... وَلَا سَرَاةَ إِذَا جُهَّالُهُمْ سَادُوا ¬

_ (¬7) فى المهذب 2/ 58: فإن أصدقها سورة من القرآن وطلقها بعد الدخول وقبل أن يعلمها: ففيه وجهان، ثانيهما: لا يجوز أن يعلمها؛ لأنه لا يؤمن الافتتان بها. (¬8) فى مجاز القرآن 1/ 168. (¬9) أنكره الأصمعى لأعشى همدان، وقال: هذا سمعنا من مخنث، وليس بثبت. قال وقد أنشد زمن سعيد ابن جبير، ولكن اللحن سبق قبل ذلك الزمان. والبيت معزو فى مجاز القرآن والصحاح واللسان لأعشى همدان، لكن قال ابن برى: قال ابن جنى: ويقال: هذا البيت لابن قيس. (¬10) خ: افتتنته: تحريف. وقد قال الأصمعى: ولا يقال: أَفتَنْتُهُ ولا هو مُفْنِنً وقال أبو زيد: أفْتَنتُهُ: لغة تميم وهى فى شعر رؤبة، واعترضه الأصمعى بأن أبا الأخطل الساجَّ كان يضع على رؤبة الرجل انظر فعل وأفعل للأصمعى 474، من مجلة البحث العلمى والتراث الإسلامى. (¬11) غريب أبى عبيد 3/ 99، والفائق 1/ 377، والنهاية 2/ 134. (¬12) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬13) الموت معنى يستقر به المسمى فاستقر به المفوضة كالوطء. المهذب 1/ 60. (¬14) ساقط من خ. (¬15) الأفوه الأودى كما فى الصحاح (فوض).

ومن باب المتعة والوليمة

وَيُقَالُ لِلْمَرأَةِ (¬16): مُفَوِّضَةٌ، بِالْكَسْرِ، لِتَفْوِيضِهَا؛ لأنَّهَا أَذنَتْ فِيهِ (¬17)، وَبِالْفَتْحِ؛ لِأنَّ وَلَيَّهَا فَوَّضَهَا بِعَقْدِه. قَوْلُهُ: "مَهْرِ الْبَغِىِّ وَحلْوَانِ الْكَاهِنِ" (¬18) الْبَغِىُّ: الزَّانِيَةُ، وَالْبِغَاءُ: الزِّنَى. وَحُلوَانُ الْكَاهِنِ: أَجْرَتُهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬19). وَالْكَاهِنُ: الْعَالِمُ بِالعِبْرَانِيَّةِ. وَمِن بَابِ الْمُتْعَةِ وَالْوَلِيمَةِ الْمُتْعَةُ: هِىَ الشَّيْىءُ الَّذِى يُتَبَلَّغُ بِهِ، وَيُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى تَرائِحِ الْحَالِ فِى الدُّنْيَا. ذَكَرَ فِى الصَّحاحِ "بِرَوْعَ بِنْتَ وَاشِقٍ" (*) أَهْلُ الْحَدِيِثِ يَرْوُونَهُ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَالصَّوَابُ، الْفَتْحُ؛ لِأنَّهُ لَيْسَ فِى كَلَامِ الْعَرَبِ فِعْوَلٌ إلا خِروَعٌ وَعِتْوَدٌ (¬20). قَوْلُهُ: "وَإِنْ فَرَضَ لَهَا [اْلمَهْرَ"]، (¬21) أَىْ: أَوْجَبَهُ، وَالْفَرْضُ: الْوَاجِبُ، وَأَصْلُهُ: الْحَزُّ: وَالْقَطْعُ. قَوْلُهُ: "الابْتِذَالِ" (¬22) الابْتِذَالُ: هُوَ الامْتِهَانُ وَالانْتِفَاعُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْبِذْلَةِ وَالمِبْذَلَةِ، وَهُوَ، مَا يُبْتَذَلُ وَيُمْتَهَنُ مِنَ الثِّيَاب، يُقَالُ: جَاءَنا فُلَانٌ فِى مَبَاذِلِهِ، أَىْ: ثِيَابِ بِذْلَتِهِ (¬23). ¬

_ (¬16) ع: المرأة. (¬17) فيه: ساقط من ع. (¬18) روى أبو مسعود البدرى - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب ومهر البغى وحلوان الكاهن. المهذب 2/ 62. وانظر غريب الحديث 1/ 52، 53، والفائق 1/ 304. (¬19) القسم الأول 240. (*) وردت فى المهذب 2/ 60 وفى قول معقل بن سنان الأشجعى: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى تزويج بنت واشق بمثل ما قضيت (يعنى صداق نساتها وعليها العدة ولها الميراث). (¬20) كذا ذكر النووى فى تهذيبه 2/ 332. (¬21) خ: مهرا والمثبت من ع والمهذب 2/ 63. (¬22) خ: حق الابتذال، وفى المهذب 2/ 63: ولأنه حصل لها فى مقابلة الابتذال نصف المسمى. (¬23) ع: بذله: تحرِيفِ.

قَوْلُهُ: "خَادِمًا أَوْ مِقْنَعَةً" (¬24) الْخَادِمُ:- وَاحِدُ الْخَدَمِ (¬25) غُلَامًا كَانَ أَوْ جَارِيَةً، وَهُوَ فَاعِلٌ مِنَ الخِدمَةِ. وَالمِقنَعَةُ: مَا يُغطَّى بِهِ الرَّأْسُ. والْفَارِسُ الْمُقَنَّعُ: الَّذِى غَطَّى رَأْسَهُ بِالحَدِيدِ. قَوْلُهُ تعالى: {وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} (¬26) الْمُقْتِرُ: الْفَقِيرُ، وَأَصْلُهُ: التَّضْيِيقُ فِى النَّفَقَةِ (¬27). قَوْلُهُ: "الْوَلِيمَة" (¬28) مُشْتَقَّةٌ مِنْ وَلْمِ الزَّوْجَيْنِ، وَهُوَ اجْتَماعُهُمَا، وَالْوَلْمُ: الجَمْعُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْقَيْدُ (¬29) الْوَلْمُ؛ لِأَنَّه يَجْمَعُ الرِّجْلَيْنِ. ذَكَرَهُ فِى الْبَيَانِ. وَقَالَ الزَّمَخشَرِىُّ (¬30): الْوَلِيمَةُ مِنَ الْوَلِمْ، وَهُوَ خَيْطٌ يُرْبَطُ [بِهِ] (¬31)؛ لِأنَّهَا تعقد (¬32) [عِنْدَ] (31) المُوَاصَلَةِ. وَالْوَلِيمَةُ: تَقَعُ عَلَى كُل طَعَامٍ يُتَّخذُ عِنْدَ حَادِثِ سُرُورٍ، إلَّا أنَّ اسْتِعْمَالَهَا فِى الْعُرْسِ أشْهَرُ. وَأَمَّا الْخُرْسُ، فيقَالُ بِالسِّينِ وَالصَّادَ، وَهُوَ: طَعَامُ الْوِلَادَةِ. وَالخُرْسَةُ: مَا تُطْعَمُهُ النُّفَسَاءُ، قَالَ فِى الْفَائِقِ (¬33): وَكَأئهُ سُمِّىَ خُرْسًا؛ لِأنَّهَا تُصْنَعُ عِنْدَ وَضْعِ وَانْقِطَاعِ صَرْخَتِهَا (¬34)، وَفِى أَمْثَالِهِمْ: تخَرسِى لَا مُخرِّسَةَ لَكِ (¬35). ¬

_ (¬24) ويستحب أن تكون المتعة خادمًا أو متنعة أو ثلاثين درهما. المهذب 2/ 63. (¬25) ع: الخدام. (¬26) سورة البقرة آية 236. (¬27) مجاز القرآن 1/ 76، وغريب اليزيدى 94. (¬28) الطعام الذى يدعى إليه الناس ستة: الوليمة للعرس، والخرس للولادة، والإعذار للختان، والوعرة للبناء، والنقيعة لقدوم المسامر، والمأدبة لغير سبب. المهذب 2/ 64. (¬29) ع: العقد: تحريف. (¬30) فى الفائق: 4/ 66. (¬31) من الفائق. (¬32) ع: العقد المواصلة وخ: تعقد المواصلة. (¬33) 1/ 366. (¬34) ع: صرة حملها. (¬35) ع: تخرسى يا نفس لا مخرسة لك.

أَىِ: اصْنَعِى ذَلِكَ (¬36) فَإنَّهُ لَا صَانِعَ لَكِ. وَيُقَالُ: التَّمرُ: خُرْسَةُ "مَرْيَمَ" عَلَيْهَا السَّلَامُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} (¬37). والِإعذار: مِنْ عَذَرَ (¬38) الْغُلَامَ: إِذَا خَتَنَهُ، قَالَ أبُو عُبَيْدٍ: عَذَرَ الْجَارِيَةَ وَالْغُلامَ يَعْذِرُهُمَا عَذْرًا: إِذَا خَتَنَهُمَا. وَالنَّقِيعَةُ: مَأْخُوذَةٌ مِنَ النَّقْعِ، وَهُوَ النَّحْرُ، يُقَالُ: نَقَعَ الْجَزُورَ: إِذَا نَحَرَهَا، وَنَقَعَ جَيْبَهَ: شَقَّهُ قَالَ الْمَرَّارُ (¬39): نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عَلَىَّ حَيًّا ... وَأَعْدَدْنَ الْمَرَاثِىَ وَالْعَوِيلَا وَقَالَ أَبُو زَيدٍ: الَّنِقيعَةُ: طَعَامُ الإِمْلَاكِ، وَالإمْلَاكُ: التِّزْوِيجُ. وَفِى حَدِيثِ تَزْوِيح (*) خَدِيَجةَ بِالنَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو خَدِيجَةَ، وَقَدْ ذَبَحُوا بَقَرَةً عِنْدَ ذَلِكَ: مَا هَذِهِ النَّقِيعَةُ؟ وَقَدْ جَمَعَ الشَّاعِرُ هَذِهِ الأَطْعِمَةَ الْمَذْكُورَةَ فِى الْكِتَابِ (¬40)، حَيْثُ قَالَ (¬41): كُلَّ الطِّعَام تَشْتَهِى رَبيعَهْ ... الْخُرْسَ والإعذار وَالنَّقِيعَهْ وَ "النَّثْرُ" (¬42) مَا يُنْثَرُ عَلَى رَأسِ الْعَروسِ، مِنْ دَرَاهِمَ أَوْ غَيْرِهَا. ¬

_ (¬36) ع: لك بدل ذلك. (¬37) سورة مريم آية 25. (¬38) ع: أعذر وفى غريب أبى عبيد 4/ 491: والإعذار: الختان، وفيه لغتان، يقال: عذبت الغلام وأعذرته، قال الشاعر: * تلوية الخاتن فعل المعذور* (¬39) الفائق 4/ 20، وقال بعده: ومنه النقيعة، وقد نقعوها: إذا نحروها. (¬40) يعنى المهذب 2/ 63. (¬41) من غير نسبة فى غريب أبى عبيد 4/ 492، وغريب الحربى 270، 324، وتهذيب اللغة 1/ 312، والمجموع المغيث 2/ 416. (*) ع: وفى الحديث فى تزويج. (¬42) فى المهذب 2/ 64: ويكره النثر؛ لأن التقاطه دناءة وسخف.

"دَنَاءَةٌ وَسُخْفٌ" قَدْ ذُكِرَا (¬43). قَوْلُهُ: "فَحَصَبَ الرَّسُولَ" (¬44) أَىْ (رَمَاهُ بِالْحَصْبَاءِ، وَهِىَ: صِغارُ الْحِجَارَةِ وَالْحَصَى) (¬45) حَصَبْتُهُ أَحْصِبُهُ بالْكسْرِ. قَوْلُهُ: "مَوْضِع فِيهِ دُفٌّ" (¬46) الدُّفُ: الذَّىِ يُضْرَبُ، يُفْتَحُ وَيُضَمُّ، وَأَمَّا الدَّفُّ: اَلْجَنْبُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. قَوْلُهُ: "فَسَمِعَ زَمَّارَةَ رَاعٍ" (¬47) الزَّمْرُ: مَعْرُوف، يُقَالُ: زَمَرَ يَزْمُرُ وَيَزْمِرُ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الزِّمَارِ (¬48)، بْاِلكَسْرِ، وَهُوَ: صَوْتُ النَّعَام، وَقَدْ زَمَرَ النَّعَامُ يَزْمِرُ بِاْلكَسْرِ. قَوْلُهُ: ["ثُمَّ (¬49) عَدَلَ] عَنِ الطرَّيقِ" (¬50) أَىْ: مَالَ عَنْهَا، وَلَعَلَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ، لِئَلَّا يَسْتَضِرَّ الْمَارَّةُ بِوُقُوفِهِ، وَإنَّمَا وَقَفَ؛ لِأَّنهُ يَعْسُرُ عَلَيْهِ الْمَشْىُ وَالاجْتِيَازُ مَعَ قَبْضِ يَدَيْهِ، وَالرَّاكِبُ أَشَدُّ ضَرَرًا. قَوْلُهُ: "قِرَامُ سِتْرٍ" هُوَ سِتْرٌ فِيهِ رَقْمٌ، قَالَ لَبِيدٌ: مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظُّل عِصِيَّهُ ... زَوْجٌ عَلَيْهِ كِلَّةٌ وَقِرَامُهَا (¬51) ¬

_ (¬43) 1/ 246، 2/ 140. (¬44) فى المهذب 2/ 64، وتكره الإجابة فى اليوم الثالث لما روى أن سعيد بن المسيب دعى مرتين فأجاب ثم دعى الثالثة فحصب الرسول. (¬45) ع: أى رماه بالحصى وهو صغار الحجارة. (¬46) وإن دعى الى موضع فيه دف أجاب. المهذب 2/ 64. (¬47) روى نافع قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فسمع زمارة راع فوضع إصبعيه فى أذنيه ثم عدل عن الطريق. المهذب 2/ 64. (¬48) ع: الزمارة: تحريف. (¬49) خ: فعدل. (¬50) روى أبو هريرة رضي الله عنه: أتاني جبريل فقال: أتيتك البارحة فلم يمنعنى أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب قرام ستر، وكان فى البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان فى البيت كلب فمرُه برأس التماثيل التى كانت فى باب البيت يقطع فتصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فليقطع منه وسادتان منه وسادتان منبوذان توطآن ومُرْ بالكلب فليخرج ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك. المهذب 2/ 64، 65. (¬51) غريب الحديث لأبى عبيد 1/ 218، وتهذيب اللغة 1/ 149، واللسان 15/ 374.

قَوْلُهُ: "تَمَاثِيِلُ" جَمْعُ تِمْثَالٍ، وَهُوَ تِفْعَالٌ مِنَ الْمُمَاثَلَةِ، وَهِىَ: الْمُشابَهَةُ، كَالصُّور الْمُشَبَّهَةِ بِالْحَيوانِ وَغَيْرِهَا. قَوْلُهُ: "مَنْبُوذَتَانِ" أَىْ: مَرْمِيتَّاَنِ، وَالنَّبْذُ: الرَّمْىُ، أَىْ: غَيْرُ مُعَظَّمَتَيْنِ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ" (¬52) أَىْ: فَلْيَدْعُ وَالصَّلَاةُ هَا هُنَا: الدُّعَاءُ لِأرْبَابِ الطَّعَام بِالْمَغفِرَةِ وَالْبَرَكَةِ. قَوْلُهُ: "وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَة" (¬53) أَىْ: اسْتَغفَرَتْ لَكُمْ. وَالصَّلَاةُ مِنَ اللهِ: الرَّحْمَةُ، وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ: الاسْتِغْفَارُ، وَمِنَ النَّاسِ: الدُّعَاءُ. ¬

_ (¬52) فى حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فيأكل وإن كان صائما فليصل". المهذب 2/ 65. (¬53) روى عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - قال: أفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند سعد بن معاذ - رضي الله عنه -، فقال: أفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة وأكل طعامكم الأبرار. المهذب 2/ 65.

ومن باب عشرة النساء والقسم

وَمِنْ بَابِ عِشْرَةِ النِّسَاءِ وَالقَسْمِ الْقَسْمُ هَا هُنَا: بِفَتْحِ الْقَافِ؛ لِأَّنَّهُ (¬1) أرَادَ الْمَصْدَرَ، وَلَمْ يُرِدِ الاسْمَ الَّذِى هُوَ بِاْلكَسْرِ. قَوْلُهُ: "نِضْوَةَ (¬2) الْخَلْقِ" النِّضْوُ: الْمَهْزُولُ مِنَ الإِبِلِ، وَنَاقَةٌ نِضْوَةٌ، أَىْ: مَهْزَولَةٌ. "لِأنَّ النَّفْسَ تَعَافُ مِنْ وَطْءِ الْجُنُبِ" قد ذكر (¬3). قَوْلُهُ: "الاسْتِحدْادِ" (¬4) هُوَ حَلْقُ الْعَانَةِ، اسْتِفْعَالٌ مِنَ الحَدِيد. قَؤلُهُ: "وَيُغرِيهَا بِالْعُقُوقِ" (¬5) أَغْرَاهُ بِالشَّىْءِ: إِذَا أَلزَمَهُ إيَّاهُ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الإِلْصَاقِ بِالْغِرَاءِ. وَ "الْمُعَاشَرَةُ" هِىَ الْمُخَالَطَةُ وَالْمُصَاحَبَةُ، وَالْعَشِيرُ: الْمُخالِطُ. قَوْلُهُ [تَعَالَى]: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (¬6) هُوَ: مَا يُوجِبُهُ الشَّرْع، وَيَقْتَضنِيهُ الدِّينُ، وَيَتَعَارَفُهُ الناسُ. ¬

_ (¬1) لأنه: ساقط من ع. (¬2) ع نضو. (¬3) القسم الأول 225. (¬4) فى إجبار الزوجة على الاستحداد. المهذب 2/ 65. (¬5) يكره منعها من عيادة أبيها إذا أثقل وحضور مواراته إذا مات لأن منعها من ذلك يؤدى الى النفور ويغريها بالعقوق المهذب 2/ 66. (¬6) سورة النساء آية 19.

قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ مَطْلٍ" هُوَ: تَأْخِيرُ الْحَقِّ، وَالْمُغَالَطَة [بِهِ] (¬7) وَأَصْلُهُ: الْمَدُّ، مِنْ مَطَلَ الْجَدِيدةَ: إِذَا مَدَّهَا. قَوْلُهُ: "فَلَيْسَ مِنِّى" (¬8) أَىْ: لَيْسَ مِمَّنْ يَتَخَلَّقُ بِخُلُقِى وَيَعْمَلُ بِعَمَلِى. قَوْلُهُ: "الْوأْدُ الخَفِىُّ" (¬9) هُوَ: الْقَتْلُ، وَالْمَوْءُودَةُ: الْمَدْفُونَةُ حَيَّةً، وَكَانَ ذَلِكَ فِعْلَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالَّذِى يَعْزِلُ يَكْرَهُ الْوَلَدَ، فَشُبِّهَ بِهِ. قَوْلُهُ [تَعَالَى]: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} (¬10) أَيْ: يُغَطِّى وَيَسترُ، كَمَا يُغَطِّى اللِّبَاسُ وَيَسْتُرُ. قَوْلُهُ: "بَيْنَ سَحْرِى وَنَحْرِى" (¬11) السَّحْرُ: الرِّئَةُ، وَأَرَادَتْ أَنَّهُ مَاتَ وَهُوَ مُتَكِىءٌ عَلَيْهَا، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَوْلُهُ: "زُفَّتَا إِلَيْهِ" (¬12) الزِّفَافُ: سَيْرُ الْعَرُوسِ إِلَى زَوْجِهَا، زَفَفْتُ الْعَرُوسَ أَزُفُّ -بِالضَّمِّ- زَفًّا وَزِفَافًا، وَأَزْفَفْتُهَا، وَازْدَفَفْتُهَا. قَوْلُهُ: "لِبَعْضِ ضَرَائِرِهَا" (¬13) جَمْعُ ضَرَّةٍ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِمُخَالَفَتِهَا صاحِبَتَها، وَالْمُضَارَّةُ: الْمُخَالَفَةُ (*)، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "لَا تَضَارُّونَ فِى رُؤيَتهِ" (¬14) أَى: لا تَخَالَفُونَ. وَقِيلَ: لِأنَّ صَاحِبَتَهَا تَسْتَضِرُّ بِهَا وَتُؤْذِيهَا. ¬

_ (¬7) من ع. (¬8) فى الحديث: "فمن رغب عن سنتى فليس منى" المهذب 2/ 66. (¬9) فى الحديث: سئل عن العزل فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ذلك الوأد الخفى وإذا الموءودة سئلت" المهذب 2/ 66. (¬10) سورة النبأ آية 10. (¬11) من قول عائشة رضي الله عنها: "توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيتى وفى يومى وبين سحرى ونحرى وجمع الله بين ريقى وريقه" المهذب 2/ 67. (¬12) وإن تزوج رجل امرأتين وزفتا إليه فى وقت واحد أقرع بينهما. المهذب 2/ 68. (¬13) ويجوز للمرأة أن تهب ليلتها لبعض ضرائرها. المهذب 2/ 69. (*) ع: الاختلاف. (¬14) فى الحديث: سئل - صلى الله عليه وسلم - أنرى ربنا؟ فقال: أتُضارُّون فى رؤية الشمس في غير السحاب؟ قالوا: لا، قال: ما لكم لا تضارون فى رؤيته. غريب القتيبى 1/ 284، وغريب الخطابى 3/ 258، والفائق 2/ 335، والنهية 3/ 82.

(قَوْلُهُ: "فَإنَّهُنَّ عَوَانٍ" (¬15) أَىْ: أُسَرَاءُ، وَالْعَانِى: الْأَسِيرُ، وَأَصْلُهُ. الْخُضُوعُ وَالذُّلَّ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} (¬16) أَىْ: خَضَعَتْ وَذَلَّتْ) (¬17). ¬

_ (¬15) هذا القول ليس فى المهذب المطبوع، وهو فى حدث النبى - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا الله فى النساء فإنهن عوان عندكم" غريب أبى عبيد 2/ 186. (¬16) سورة طه آية 111. (¬17) ما بين القوسين ليس فى ع.

ومن باب النشوز

وَمِنْ بَابِ النُّشُوزِ أَصْلُ النُّشُوز: الارْتِفَاعُ، وَالنَّشْزُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَقوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} (¬1) أَىْ: عِصْيَانَهُنَّ، وَتَعَالِيَهُنَّ عَمَّا أَوْجَبَ اللهُ (¬2). فَكَأَنَّهَا تَرْتَفِعُ عَنْ طَاعَةِ الزَّوْجِ، وَلَا تَتَوَاضَعُ لَهُ. قَوْلُهُ: "تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْجَرائِر وَالأَجْرام" (¬3) الْجُرْمُ: الذَّنْبُ، وَجَمْعُهُ: أَجْرَامٌ، وَالْجَرِيمَةُ: مِثْلُهُ، يُقَالُ: جَرَمَ وَأَجْرَمَ وَاجْتَرَمَ: بِمَعْنًى. وَالْجَرَائِرُ: الْجِنَايَاتَ، وَاجْدتُها: جَرِيرَةٌ، يُقَالُ: جَرَّ عَلَيْهِمْ (¬4) جَرِيرَةً، أَىْ: جِنَايَةً. قَوْلُهُ: "ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّح" (¬5) أَىْ: غَيْرَ شَاقٍّ، وَلَا مُؤْذٍ، يُقَالُ: بَرَّحَ بِهِ الشَّوْقُ، أَىْ: شَدَّ (¬6) عَلَيْهِ وَجَهَدَهُ. وَالْبُرَحَاءُ: شِدَّةُ الشَّوْقِ (¬7). قَالَ أَصْحَابُنَا الْفُقَهَاءُ: هُوَ ضَرْبٌ غَيْرُ مُدْمِن وَلَا مُدْمٍ، والْمُدْمِنُ: الدَّائِمُ، وَالْمُدْمِى: الَّذِى يَخْرُج مِنْهُ الدَّمُ. ¬

_ (¬1) سورة النساء آية 34. (¬2) فسر أصحاب الغريب النشوز هنا بالبغض. وانظر مجاز القرآن 1/ 125، وغريب اليزيدى 118، وتفسير غريب القرآن 126، وتحفة الأريب 297، وانظر القرطبى 5/ 171. (¬3) ع: تختلف باختلاف الجرائم. وفى المهذب 2/ 69: العقوبات تختلف باختلاف الجرائم. والتفسير هنا للفظين. (¬4) ع: عليه. (¬5) فى الحديث: "فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح" قال الشيخ أبى إسحاق: ولأن القصد التأديب دون الإتلاف والتشويه. المهذب 2/ 70. (¬6) ع: اشتد به. (¬7) فى الصحاح: وبُرَحَاءُ الحمى وغيرها: شدة الأذى، وقال الخطابى: البُرحاء: شدة الشوق. غريب الحديث 2/ 582.

قَوْلُهُ: "دُونَ الِإتْلَافِ وَالتَّشْوِيهِ" هُوَ الْقُبْحُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ (¬8): "شَاهَتِ الْوُجُوهُ" [أَىْ:] (¬9) قَبُحَتْ، يُقَالُ: شَاهَتْ تَشُوهُ شَوْهًا، وَشَوَّهَهُ اللهُ، فَهُوَ مُشَوَّهٌ. وَفَرَسٌ شَوْهَاءُ: صِفَةٌ مَحْمُودَةٌ فِيهَا، وَيُقَالُ: يُرَادُ: سَعَةَ أَشْدَاقِهَا. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} (¬10) أَرَادَ بالشِّقَاق: الْعَدَاوَةَ وَالْخِلَافَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} (¬11) أَىْ: عَدَاوَةٍ وَخِلَافٍ (¬12). والشِّقَاقُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ: مُخَالَفَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الشِّقِّ، وَهُوَ: النَّاحِيةُ، فَكَأنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَدْ صَارَ فِى نَاحِيَةٍ وَشِقٍّ غَيْرِ شِقِّ صَاحِبِهِ. وَ "الْحَكَمُ" هَا هُنَا (¬13): هُوَ الْقَيِّمُ بمَا يُسْنَدُ إلَيْهِ، عَنِ الْهَرَوِىِّ (¬14). ¬

_ (¬8) غريب أبى عبيد 1/ 112، والفائق 2/ 266، والنهاية 2/ 115. (¬9) من ع. (¬10) سورة النساء آية 35. (¬11) سورة ص آية 2. (¬12) القرطبى 2/ 143، والطبرى 8/ 316، وقيل: التباعد. مجاز القرآن 1/ 126، وتفسير ابن قتيبة 126. (¬13) فى قوله تعالى: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا}. (¬14) فى الغريبين 1/ 248 خ، وفى ع: القائم ولا معنى فيه.

ومن كتاب الخلع

وَمِنْ كِتَابِ الْخُلْعِ أَصْلُ الْخُلْعِ: مِنْ خَلْعِ الْقَمِيصِ عَنِ الْبَدَنِ، وَهُوَ: نَزْعُهُ عَنْهُ وإزَالَتُهُ؛ لأنَّهُ يُزِيلُ النِّكَاحَ بَعْدَ لُزُومِهِ. وَكَذا الْمَرأَةُ لِباس لِلرَّجُلِ، وَهُوَ لِبَاسٌ لَهَا، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (¬1) فَإذَا تَخَالَعَا: فَقَدْ نَزَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنهُمَا لِبَاسَهُ (¬2). قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} (¬3) أَىْ: أَكْلًا هَنِيئًا بِطِيبِ الْأَنْفُسِ وَنَشَاطِ الْقَلْبِ، يُقَالُ: هَنَأَنِي الطَّعَامُ وَمَرأَنِي (¬4)، فَإِذَا لَمْ تَذْكُرْ هَنَأنِى قُلْتَ: أَمْرأَنِي -بِالْهَمْزِ (¬5) - أَىِ: انْهَضَمَ. وَقَدْ هَنِئْتُ (¬6) الطَّعَامَ أَهْنَؤُه هَنْأَ. وَقِيلَ: {هَنِيئًا} لَا إثْمَ فِيهِ، وَ {مَرِيئًا} (¬7) لَا دَاءَ فِيهِ. وَقِيلَ: الْمَرِىءُ: الَّذِى تَصْلُحُ عَلَيْهِ الأَجْسَامُ وَتَنْمِى. ¬

_ (¬1) سورة البقرة آية 187. (¬2) تهذيب اللغة 1/ 164، وتهذيب النووى (خلع). (¬3) سورة النساء آية 4، وردت فى المهذب 2/ 71، فى قوله: وإن لم تكره منه شيئا، وتراضيا على الخلع من غير سبب جاز لقوله عز وجل: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا}. (¬4) ع: هنأنى الطعام ويهنئونى. (¬5) إصلاح المنطق 319، والصحاح (مرأ). (¬6) ع: هنأت: تحريف. (¬7) سورة النساء آية 19. قال المهذب 2/ 71: وإن ضربها أو منعها حقها طمعا فى أن تخالعه على شيىء من مالها لم يجز لقوله عز وجل: {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مبَيِّنَةٍ}.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} (7) [أى] (¬8): تُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ، يُقَالُ: عَضَلَهُ: إِذَا ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَعَضَلَ الْمَرْأة: إذَا مَنَعَهَا مِنَ (¬9) التَّزْوِيح (¬10). قَوْلُهُ: "وَعَلَى التَّرَاخِى" (¬11) أَىْ: التَّوَسُّعِ مِنْ غَيْرِ تضْييقٍ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فُلانٌ رَخِىُّ الْبَالَ، أَىْ: وَاسِعُ الْحَالَ. [قْوْلُهُ:] "الرَّجْعَةَ" (¬12) مَأْخُوذٌ مِنَ الرجُوعِ إِلَى الشَّيْىءِ بَعْدِ تَرْكِهِ، مُسْتَعْمَل مَعْرُوفٌ. (قَدْ ذَكَرْنَا "الْمُحَابَاةَ" وَالْبُضْعَ") (¬13). قَوْلُهُ: "عَلَى أَنْ تكْفُلَ وَلَدَهُ" (¬14) أَىْ: تُرِّبيهِ وَتَحْضُنُهُ، وَقَذْ ذُكِرَ أيْضًا. قَوْلُهُ: "خُلْعًا مُنَجَّزًا" (¬15) أَىْ: مُعَجَّلًا غَيْرَ مُؤَجَّلٍ. قَوْلُهُ: "الطَّلَاقُ [بَائِنًا] (¬16) " مَأْخُوذٌ مِنَ الْبَيْنِ، وَهُوَ، الْفُرْقَةُ وَالْبُعْدُ، يُقَالُ: بَانَ يَبِينُ: إِذَا فَارَقَ مَوْضِعَهُ وَزَايَلَه. ¬

_ (¬8) من ع. (¬9) من: ليس فى ع. (¬10) معاني القرآن للفراء 1/ 148 وتهذيب اللغة 1/ 474، والصحاح (عضل). (¬11) فى المهذب 2/ 72: وإن كان بحرف متى وأى وقت بأن يقول: متى ضمنت لى أو أى وقت ضمنت لى ألفا فأنت طالق جاز أو يوجد الضمان على الفور وعلى التراخى. (¬12) فى المهذب 2/ 74: الرجعة من مقتضى الطلاق. (¬13) ما بين القوسين ليس فى ع وانظر 2/ 29، 2/ 130. (¬14) فى المهذب 2/ 73: فإن خالعها على أن تكفل ولده عشر سنين. . . إلخ وانظر 2/ 81. (¬15) ع: "قوله منجزًا" وفى المهذب 2/ 73: وإن خالعها خلعا منجزًا على عوض: ملك العوض. (¬16) خ: الطلاق البائن. وفى المهذب 2/ 74: يقع الطلاق بائنا ويجب مهر المثل.

[باب جامع فى الخلع]

[بَاب جَامِعٌ فِى الْخلْعِ] قَوْلُهُ: "وَإِذَا فَقَأَ عَيْنَ الْأَعْوَرِ" (¬1) يُقَالُ: فَقَّاتُ عَيْنَهُ فَقْأَ، وَفَقَّأتُهَا تفْقِئَةً: إِذَا بَخَقْتَهَا وَشَقَقْتَهَا. قَوْلُهُ: "فَإنْ نَوَيَا صِنفًا مِنَ الدَّرَاهِمِ" (¬2) أَىْ: نَوْعًا، يُقَالُ: صَنْفٌ وَصِنْفٌ، بِالْفَتْحِ وَاْلكَسْرِ. قوْلهُ: "أَلْفَ دِرْهَمٍ نُقرَةً" (¬3) أَرَادَ هَا هُنَا: غَيْرَ مَسْكُوكَةِ. قَوْلُهُ: "بَيْنَهُمَا أَمَارَاتٌ" (¬4) أَىْ: عَلَامَاتٌ وَوَقْتٌ (¬5)، وَاحِدَتُهَا: أَمَارَةٌ، وَيُقَالُ أَيْضًا: أَمَارَةٌ وأَمَارٌ، وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِىُّ لِلْعَجَّاجِ (¬6): إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِهَا فَارْتَدَّتِ إِلَى أَمَارِ وَأَمَارٌ مُدَّتِى ¬

_ (¬1) فى المهذب 1/ 75: إذا شرب ثلاثة أقداح فسكر كان السكر بالثلاث، وإذا فقأ عين الأعور كان العمى بفقء الباقية. (¬2) إذا قال: إِن دفعت إلى ألف درهم فأنت طالق، فإن نويا صنفا من الدراهم: صح الخلع. المهذب 2/ 76. (¬3) وإن دفعت إليه ألف درهم نقرة: لم تطلق؛ لأنه لا يطلق اسم الدارهم على النقر. (¬4) فى المهذب 2/ 76: قد يكون بينهما أمارات يعرف بها ما فى القلوب. (¬5) عن الأصمعى: الأمار والأَمارة: الوقت والعلامة الصحاح (أمر). (¬6) ديوانه 273 وروايته: إذْ رَدَّها بِكَيْدهِ فارتدت

من كتاب الطلاق إلى الرجعة

مِنْ كتابِ الطَّلاقِ إِلَى الرَّجْعَةِ (¬1) الطَّلاقُ: الإِطْلاقُ (¬2)، ضِدُّ الْحَبْسِ، وَهُو: التَّخْلِيَةُ بَعْدَ الُّلزُومِ، وَالإِمْسَاكِ. يُقَالُ: طَلَقَتِ الْمَرأَةُ وَطَلُقَتْ، بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ. وَقَالَ الأَخْفَشُ: لَا يُقَالُ طَلُقَتْ بِالضَّمِّ (¬3). وَيُقَالُ فِى وَجَعِ الْوِلادَةِ طُلِقَتْ طَلْقًا فَهِىَ طَالِقٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، أَىْ: ذَاتُ [طَلْقٍ] (¬4) كَمَا يُقَالُ: حَائِضٌ، أَىْ: ذَاتُ حَيْض، وَقِيلَ: لأنَّهَا صِفَةٌ تخْتَص بِالمؤَنَّثِ، لَا يُشَارِكُهَا فِيهِ الْمُذَكَّرُ، فَحُذِفَتْ مِنْهُ الْعَلامَةُ، وَرُبَّمَا قَالُوا: طَالِقَةٌ، بِالهَاءِ، قَالَ الأَعْشَى (¬5): أَجَارَتَنَا بِينِى فَإنَّكِ طَالِقَهْ ... كَذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ غَادٍ وَطَارِقَهْ (¬6) قَوْلُه: "انْهَمَكُوا فِى الْخَمْرِ" (¬7) يُقَالُ: انْهَمَكَ فُلَانٌ فِى الْأَمْرِ، أَىْ: جَدَّ وَلَجَّ، وَكَذلِكَ تَهَمَّكَ فِى الْأَمْرِ. ¬

_ (¬1) ع: ومن كتاب الطلاق. (¬2) ع: الطلاق والإطلاق: ضد الحبس. (¬3) كذا ذكر الجوهرى. وقال الأخفش فى معانى القرآن 1/ 173: وقالوا: طَلَقَتْ تطْلُق، وَطَلُقَتْ تَطْلُق. (¬4) خ: طلاق تحريف، والمثبت من ع والصحاح (طلق). (¬5) ديوانه 263. (¬6) قال الفيومى: أجيب عنه بجوابين أحدهما: أراد طالقة غدا فحمل النعت علي الفعل، والثانى: أن الهاء لضرورة التصريع على أنه معارض بما ذكره الأصمعى أن أعرابيا أنشده من غير تصريع فتسقط الحجة. والمصباح (طلق) وانظر اللسان 12/ 95. (¬7) من قول خالد بن الوليد لعمر رضي الله عنهما: إن الناس قد انهمكوا فى الخمر وتحاقروا العقوبة. المهذب 2/ 77.

"وَتَحَاقَرُوا الْعُقُوبَةَ" اسْتَصْغَرُوهَا. وَالْحَقِيرُ: الصَّغِيرُ، ومُحَقَّرَاتُ الذُّنُوبِ: صِغَارُهَا. قَوْلُهُ: "إِذَا سَكِرَ هَذَى" (¬8) يُقَالُ: هَذَى فِى مَنْطِقِهِ يَهْذِى وَيَهْذُو هَذْوًا (¬9) وَهَذَيَانًا: إِذَا كَثُرَ كَلَامُهُ، وَقَلَّتْ فَائِدَتُهُ. "وَإِذَا هَذَى: افْتَرَىَ" أَىْ: كَذَبَ، والافْتِرَاءُ وَالْفِرْيَةُ: الْكَذِبُ، وَأَصْلُهُ: الْخَلْقُ، مِنْ فَرَيْتُ، الْمَزَادَةَ: إِذَا خَلَقْتَهَا وَصَنَعْتَهَا، كَأنَّهُ اخْتَلَقَ الْكَذِبَ، أَىْ: صَنَعَهُ وَأبْتدَأهُ. قَوْلُهُ: "حُمِلَ عَلَيْهِ" (¬10) أَىْ: كُلِّفَ وَجُبِرَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ. "الضَّرْبِ الْمُبَرِّحِ" الشَّاقّ الْمُؤْذِى، وَقَدْ ذُكِرَ (¬11). قَوْلُهُ: "وَالاسْتِخْفَافِ بِمَنْ يَغُضُّ مِنْهُ مِنْ ذَوِى الْأَقْدَارِ" يُقَالُ: غَضَّ مِنْهُ يَغُضُّ بِالضَّم، أَىْ: وَضَعَ وَنَقَصَ مِنْ قَدْرِهِ، يُقَالُ: لَيْسَ عَلَيْكَ فِى هَذَا الأمْرِ غَضَاضَةٌ، أَىْ: ذِلَّة وَمَنْقَصَةٌ. قَوْلُهُ: "ذَوِى الأَقْدَارِ" (¬12) الْقَدْرُ: الْمَنْزِلَةُ الرَّفِيعَةُ وَالشَّرَفُ. قَوْلُهُ: "بَيْنَهُ بَيْنَ الأَهْل" الأَهْلُ هَا هُنَا: الْقَرَابَةُ وَالإِخْوَانُ الَّذِينَ يسْكُنُ إِلَيْهمُ، والْأَهْلُ أَيْضًا: الزَّوَجةُ. ¬

_ (¬8) من قول على - رضي الله عنه -: "تراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى، وعلى المفترى ثمانون جلدة" المهذب 2/ 77. (¬9) ع: وهذا وعوض هذوا. (¬10) وأما المكره، فإنه ينظر فإن كان إكراهه بحق كالمولى إذا أكرهه الحاكم على الطلاق: وقع طلاقة؛ لأنه قول حمل عليه بحق. المهذب 2/ 78. (¬11) 2/ 155. (¬12) فى المهذب 2/ 78: وأما النفى فإن كان فيه تفريق بينه وبين الأهل فهو إكراه.

يُقَالُ: أَهَلَ يَأْهُلُ وَيَأْهِلُ أُهُولًا، أَىْ: تَزَوَّجَ. وَقَوْلُهُمْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، أَىْ: أَتَيْتَ سَعَةً، وَأتَيْتَ أَهْلًا فَاسْتَأْنِسْ وَلَا تَسْتَوْحِشْ. قَوْلُهُ تَعَالى: {أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (*) تَسْرِيحُ الْمَرْأَةِ: طَلَاقُهَا، وَهُوَ مَأَخُوذٌ مِنْ تَسْرِيحِ الْمَاشِيَةِ: إِذَا تَرَكْتَهَا تَرْعَى، وَأَرْسَلْتَهَا وَلَمْ تَحْبِسْهَا وَتُمْسِكْهَا، وَالاسْمُ: السَّرَاحُ، مِثْلُ التَّبْلِيغِ وَالْبَلَاغِ. وَفِى المَثَلِ: "السَّرَاحُ مِنَ النَّجَاحِ" (**) أَىْ: إِذَا لَمْ تَقْدِرْ عَلَى قَضَاءِ حَاجَةِ الرجُلِ: فَآيَسْتَهُ (•)، فَإنَّ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الإسْعَافِ. قَوْلُهُ (¬13): "فَابْتَدَرَاهُ" (¬14) أَىْ: اسْتَبَقَا إِلَى الْجَوَابِ، يُقَالُ: بَدَرَهُ، أَىْ: سَبَقَهُ. قَوْلُهُ: "إِذَا وَقَعَ الشِّقَاقُ" (¬15) قَدْ ذُكِرَ أَنَّهُ الْعَدَاوَةُ وَالاخْتِلَافُ. قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ (¬16): "لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ" (¬17) أَىْ: لَا تَمْنَعُ مَنْ يَطْلُبُهَا لِلْجِمَاعِ، وَلِهَذَا كَنَى عَنْهُ بِاللَّمْسِ، وَالْمَسِّ وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُ: "طَلِّقْهَا". وَالالْتِمَاسُ: الطَّلَبُ، وَالتَّلَمُّس: التَّطَلُّبُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَلَمْ يُرِدْ لَمْسَ الْيَدِ (¬18). ¬

_ (*) سورة البقرة آية 229. (**) كتاب الأمثال 240، وجمهرة الأمثال 1/ 547، ومجمع الأمثال 1/ 329، والمستقصى 1/ 325. (•) ع: فآيسه: تحريف. (¬13) قوله: ليس فى ع. (¬14) فى المكاتب الذى طلق زوجته طلقتين وهى حرة فسأل عثمان بن عفان وزيد ابن ثابت عن ذلك فابتدراه وقالا: حرمت عليك حرمت عليك. المهذب 2/ 78. (¬15) فى الطلاق الواجب: إذا وقع الشقاق ورأى الحكمان الطلاق. المهذب 2/ 68، وانظر 2/ 156. (¬16) فى الحديث: ليس فى ع. (¬17) روى أن رجلا أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن امرأتى لا ترد يد لامس فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: طلقها. المهذب 2/ 78، والمغيث 3/ 149، والنهاية 4/ 270. (¬18) ينظر النهاية وله رأى آخر.

قَوْلُهُ: "طَلَاقُ الْبِدْعَةِ" الْبِدْعَةُ: الْحَدَثُ فِى الدِّينِ (¬19) بَعْدَ الإِكْمَالِ، وابْتَدَعَ الشَّيىءَ: أَحْدَثَهُ وَابتدَأَهُ، فَهُو مُبْتَدَعٌ. قَوْلُهُ: "لِلرِّيَبةِ بِمَا تَعْتَدُّ بِهِ" (¬20) الرِّيبَةُ وَالرَّيْبُ: الشَّكُّ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَكَذَا الارْتِيَابُ. قَوْلُهُ: "وَبِهَا عَوَجٌ" (¬21) بِفَتْحِ الْعَيْنِ، الْعَوَجُ فِى الْخَلْقِ، وَ [بِالْكَسْرِ] (¬22) الْعِوَجُ فِى الرَّأْىِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {قُرْآنًا [عَرَبِيًّا] (¬23) غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (¬24) أَىْ غَيْرَ ذِى مَيْلٍ وَلَا انْكِسَارٍ. وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ: يُقالُ: عَوِجَ الشَّىْءُ بِالْكَسْرِ، فَهُوَ أَعْوَجُ، وَالاسْمُ: الْعِوَجُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ (¬25): فَكُلُّ مَا يَنْتَصِبُ كَاْلحَائِطِ وَالْعُودِ قِيلَ فِيهِ: عَوَجُ، بِالْفَتْحِ، وَالْعِوَجُ بِالْكَسْرِ: مَا كَانَ فِى أَرْضٍ أَوْ دِينٍ أَوْ مَعَاشٍ، يُقَالُ: فِى دِينِهِ عِوَجٌ. وَقَالَ الْعُزَيْزىُّ (¬26): عِوَجٌ - بِالْكَسْرِ فِى الدِّينِ، وَعَوَجٌ: فِى الْحَائِطِ: مَيْلٌ، وَفِى الْقَنَاةِ، وَنَحْوِهِ. وَقَالَ فِى عَيْنِ الْمَعَانِى (¬27): الْعَوَجُ بِالْفَتْحِ: فِيمَا لَهُ شَخْصٌ، وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالحَوَلِ فِى مَعْنَى الصِّفَةِ، وَبِالْكَسر: فِيمَا لَا شَخصَ لَهُ. ¬

_ (¬19) ع: في الشيىء. (¬20) فى المهذب 2/ 79: لأن تحريم الطلاق للندم على الولد أو للريبة بما تعتد به من الحمل. وانظر 2/ 137. (¬21) فى الحديث: "فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج" المهذب 2/ 79. (¬22) من ع. (¬23) عربيا: ساقط من خ. (¬24) سورة الزمر آية 28. (¬25) الصحاح (عوج) وإصلاح المنطق 164. (¬26) تفسير غريب القرآن 30. (¬27) ........................

قَوْلُهُ: "كَذَبْتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا" (¬28) مَعْنَاهُ: إنْ أَمْسَكْتُهَا فَأَنَا كَاذِبٌ فِيمَاْ قَذَفْتُهَا بِهِ، هَكَذَا فَسَّرهُ أهْلُ الْفِقْهِ، وَأَمَّا أَهْلُ اللُّغةِ، فَقَالُوا: يُقَالُ: كَذَبَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ، أَىْ: (وَجَبَ، إِغْرَاءٌ بِهِ) (¬29). الْمَعْنَى: أنَّ الإِنْسَانَ إِذَا كَذَبَ عَلَيْهِ غَيْرُهْ: صَارَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ، فَوَجَبَ أَنْ يُجَازِيَهُ بِفِعْلِهِ، فَقَالَ لَهُ الْقَائِلُ: كَذَبَ عَلَيْكَ فُلَانٌ، يُرِيدُهُ (¬30) أَنْ يُجَازيَهُ وَيُثيبَهُ، ثُم عَتُقَت (¬31) هذِهِ الْكَلِمَةُ حَتَّى صَارَتْ كَالإِغْرَاء، فَيَكُونُ مَعْنَاهُ عَلَى هَذَا: وَجَبَ عَلَىَّ طَلَاقُهَا، وَأَنْ لَا أُمْسِكَهَا، كَأنَّهُ (¬32) أَغْرَى نَفْسَهُ بِذَلِكِ. وَجَاءَ (عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه) (¬33) "كَذَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ" (¬34) أَىْ: وجب. قَوْلُهُ: "لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا" (¬35) أَىْ: لَا طَرِيقَ لَكَ إِلَى طَلَاقِهَا، قَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ بِاللِّعَانِ. قَوْلُهُ: "الْبَتَّةَ" (¬36) قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْبَتَّ: الْقَطْعَ، بَتَّهُ يَبُتُّهُ: قَطَعَهُ. ¬

_ (¬28) روى أن عويمرا العجلانى قال عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين لاعن امرأته: كذبت عليها إن أمسكتها فهى طالق ثلاثا. (¬29) ع: أى: أوجب إغراءه به. والمثبت من خ والصحاح. (¬30) ع: يريد. (¬31) ع: فعتقت. (¬32) ع: كأنه رضى الله عنه. (¬33) ساقط من ع. (¬34) غريب أبى عبيد 3/ 247، والفائق 3/ 250، وانظر إصلاح المنطق 292، 293، والصحاح (كذب). (¬35) من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعويمر العجلانى. المهذب 2/ 79. (¬36) روى الشافعى أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة البتة. . إلخ المهذب 2/ 80.

قَوْلُهُ: "وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ عُدْوَانٌ" (¬37) أَىْ: ظُلْمٌ وَتَجَاوُز لِلْحَدُ، يُقَالُ: عَدَا عَلَيْهِ عَدْوًا وُعُدُوًّا وَعَدَاءً (¬38) -، وَعُدْوَانًا. قوله: " [فَعَلَيْهِ] (*) وِزْرُهُ" (¬39) أَىْ: إثْمُهُ، وَالْوِزْرُ: الإثْمُ، وَأَصْلُهُ: الحِمْلُ الثَّقِيلُ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} (¬40). قَوْلُهُ: "يُفَوِّضُ الطَّلَاقَ إِلَى امْرَأَتِهِ" (¬41) أَىْ: [يَرُدُّهُ] (¬42) إلَيْهَا، فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى فُلَانٍ: رَدَّهُ إلَيْهِ (¬43)، وَمِنْهُ: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} (¬44). قَوْلُهُ: "حتى (¬45) تَسْتَأْمِرِى أَبَوَيْكِ" (¬46) أَىْ: تُشَاوِرِيهِمَا- فَتَنْظُرِى مَاذَا يَأْمُرَانِكِ. وَالاسْتِئْمَارُ: الْمُشَاوَرَةُ، وَكَذَا الائْتِمَارُ، وَكَذَلِكَ التَّآمُرُ عَلَى التَّفَاعُلِ، وَيُقَالُ: ائْتَمَرُوا بِهِ: إِذَا هَمُّوا بِهِ، وَتَشَاوَرُوا فِيهِ، قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} (¬47). ¬

_ (¬37) روى أن رجلا قال لعثمان - رضي الله عنه -: إنى طلقت امرأتى مائة، فقال: ثلاث يحرمنها وسبع وتسعون عدوان. المهذب 2/ 80. (¬38) وعداء: ساقط من ع خ: فعليك. (¬39) من قول ابن عباس رضي الله عنهما: ثلاث مهن يحرمن وما بقى فعليه وزره. (¬40) سورة الشرح الآيتان 2، 3. (¬41) فى المهذب 2/ 80: ويجوز أن يفوض الطلاق إلى امرأته. (¬42) خ: يرد. (¬43) إليه ساقط من ع. (¬44) سورة غافر آية 44. (¬45) حتى: ليس فى ع. (¬46) من قوله لعائشة رضي الله عنها: "وما أحب أن تصنعى شيئا حتى تستأمرى أبويك" المهذب 2/ 80. (¬47) سورة القصص آية 20.

قَوْلُهُ: "بِالصَّرِيحِ وَالْكِنَايَةِ" (¬48) الصَّرِيحُ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْىءٍ، وَمِنْهُ اللَّبَنُ الصَّرِيحُ، وَالصَّرِيحُ: الرَّجُلُ الْخالِصُ النَّسَبِ. وَالْكِنَايَةُ: أَنْ تَتَكَلَّمَ بِشَىْءٍ وَأَنْتَ تُرِيدُ غيْرَهُ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬49): وَإِنِّى لَأَكنُو عَنْ قَذورٍ بِغيْرِهَا ... وَأُعْرِبُ أَحْيَانًا بِهَا وَأُصَارِحُ وَفيهِ [لُغتان] (¬50) كَنَى يَكْنُو وَيَكْنِى. قَوْلُهُ: "طَلَاقًا (¬51) مِنْ وَثَاقٍ" أَوْثَقَهُ بِالْوَثَاقِ: إِذَا شَدَّهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} (¬52) وَالْوِثَاقُ- بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ فِيهِ. قَوْلُهُ: "قُلْتُهُ هَازِلًا" (¬53) أَىْ: مَازِحًا غَيْرَ مُجِدٍّ، وَالْهَزْلُ: ضِدُّ [الجِدِّ] (¬54)، هَزَلَ يَهْزِلُ، قَالَ الْكُمَيْتُ (¬55): أُرَانَا عَلَى حُبِّ الْحَيَاةِ وَطُولِهَا ... يُجَدُّ بِنَا فِى كُلِّ يَوْمٍ وَنَهْزِلُ قَوْلُهُ (¬56): "أَنْتِ بَائِنٌ، وَخَلِيَّةٌ، وَبَرِيَّةٌ، وَبَتَّةٌ، وَبَتْلَةٌ (وَحُرَّةٌ، وَوَاحِدَةٌ) (¬57) " بَائِنٌ: مُفَارِقَةٌ، مِنَ الْبَيْنِ، وَهُوَ: الْفِرَاقُ. ¬

_ (¬48) لأنه إزالة ملك يجوز بالصريح والكناية. المهذب 2/ 80. (¬49) أنشده الطوسى. فى إصلاح المنطق 140، والصحاح (كنى). (¬50) خ: لغات. (¬51) خ: طلاق. وفى المهذب 2/ 81: وإن قال: أنت طالق، وقال: أردت طلاقا من وثاق. . . لم يقبل فى الحكم. (¬52) سورة محمد آية 4. (¬53) وإن قال: أنت طالق، ثم قال: قلته هازلا: وقع الطلاق. المهذب 2/ 81. (¬54) خ الجزل. والمثبت من ع والصحاح. (¬55) الهاشميات 148. (¬56) فى المهذب 2/ 81: وأما الكناية فهى كثيرة، وهى الألفاظ التى تشبه الطلاق وتدل على الفراق وذلك مثل قوله. . .. (¬57) ما بين القوسين: ليس فى ع.

وَخَلِيَّةٌ: "أَىْ: خَالِيَةٌ عَنِ الزَّوْجِ، فَارِغَةٌ مِنْهُ [وَبَرِيَّةٌ أَىْ] (¬58) بَرِيَّةٌ عَمَّا يَجِبُ مِنْ حَقِّ الزَّوْجِ وَطَاعَتِهِ. وَبَتَّةٌ وَبَتْلَةٌ: مَعْنَاهُمَا كِلَاهُمَا: الْقَطْعُ، وَفِى الْحَدِيثِ: "نَهَى عَنْ التَّبَتُّلِ" (¬59) أَىِ: الانْقِطاعِ عَنِ النِّكَاحِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْبَتُولُ، وَهِىَ الْمُنْقَطِعَة عَنِ الْأزْوَاجِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (¬60) انْقَطِعْ إِلَيْهِ (*) انْقِطَاعًا (¬61). قَالَ ثَعْلَبٌ: سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ الْبَتُولَ، لِانْقطَاعِهَا عَنْ نِسَاءِ زَمَانِهَا دِينًا وَفَضْلًا وحَسَبًا (¬62). قَوْلة: "حُرَّةٌ" أَىْ: لَا مِلْكَ لِلزَّوْجِ فِى بُضْعِكِ، كَمَا لَا مِلْكَ عَلَى (¬63) رَقَبَةِ الْحُرِّ. وَ "أَنْتِ (¬64) وَاحِدَةٌ" أَىْ: أَنْتِ فَرْدَةٌ عَنِ الزَّوْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: أَنْتِ ذَاتُ طَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ. قَوْلُهُ: "بِينى وَاغْرُبِى" (¬65) مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ: الْبُعْدُ وَالبَيْنُ وَالفِرَاقُ، اغْرُبِى: ابْعُدِى، يُقَالُ: نَوىً غَرْبَةٌ، أَىْ: بَعِيدَةٌ. قَوْلُهُ: "اسْتَفْلِحِى" الْفَلَاحُ: الْفَوْزُ وَالنَّجَاة، أَىْ: فُوزِى بِأَمْرِكِ، وَقَدْ نَجَوْتِ مِنِّى، فَاسْتَبِدِّى بِرَأْيِكِ. ¬

_ (¬58) من ع. (¬59) فى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا زمام ولا خزام ولا تبتل ولا سياحة فى الإسلام" المسند 1/ 176، 183، وفتح البارى 9/ 117، وغريب ابن قتيبة 1/ 444، والفائق 2/ 122. (¬60) سورة المزمل آية 8. (*) ليس فى ع. (¬61) معانى الفراء 3/ 198، وغريب أبى عبيد 4/ 19، 20. (¬62) ذكره ابن الجوزى فى غريبة 1/ 54. (¬63) ع: فى بدل على. (¬64) أنت: ليس فى ع. (¬65) من ألفاظ الكناية: بينى وأبعدى واغربى واذهبى واستفلحى والحقى بأهلك وحبلك على غاربك واستترى وتقنعى واعتدى وتزوجى وزوقى وتجرعى. المهذب 2/ 81، 82.

وَقِيلَ: مَأْخُوذٌ مِنَ الْفَلْحِ، وَهُوَ: الْقَطْعُ، أَى: اسْتَبدِّى بِهِ، وَاقتَطِعِيهِ إلَيْكِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنَازَعِيهِ. قَوْلهُ: "حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ" مَعْنَاهُ: امْضِى حَيْثُ شِئْتِ، يُعَبَّرُ بِهِ عَمَّا لَا قَائِدَ لَهَا، فَإنَّهَا تَذْهَبُ، إذْ لَا مُمْسِكَ لَهَا، وَأَصْلُهُ: أَنَّ الْبَعِيرَ إِذَا أُطْلِقَ نَزَلَ حَبْلُهُ عَلَى غَارِبِهِ، وَالْغَارِبُ: مَا بَيْنَ السَّنَامِ وَالْعُنُقِ. قَوْلُهُ: "وَتَقَنَّعِى" أَىْ: غَطىِّ رَأْسَكِ، أَظُنُّ مَعْنَاهُ: اسْتَتِرِى مِنِّى فَلَا يَحِلُّ لِى نَظَرُكِ. "وَتَجَرَّعىِ" يُقَالُ: [جَرَّعَهُ] (¬66). غُصَصَ الْغَيْظِ: إِذَا أَذَاقَهُ الشِّدَّةَ مِمَّا يَكرَهُ. قَوْلُهُ: "إذا قَارَنَتِ النِّيَّةُ [بَعْضَ] (¬67) اللَّفْظِ" يُقَالُ: قَرَنْتُ الشَّيْىءَ بِالشَّيْىءِ: إِذَا وَصَلْتَهُ بِهِ، وَأَصْلُهُ: مِنْ قَرَنَ الْبَعِيرَيْنِ، إِذَا جَمَعَ بَيْنَهُمَا فى حَبْلٍ وَاحِدٍ، وَالْمُطَلِّقُ يَجْمَعُ بَيْنَ النِّيَّةِ وَاللَّفْظِ. قَوْلُهُ: "أَنَوَّهْتِ بِاسْمِىَ" (¬69) يقال: نَوَّهْتُ بِاسْمِهِ: إِذَا رَفَعْتَ ذِكْرَهُ. وَنَوَّهْتَهُ تَنْوِيهًا: إِذَا رَفَعْتَهُ. قَوْلُهُ: "فَإنْ تَرْفُقِى، وَإنْ تَخْرَقِى (¬70) هُمَا ضِدَّانِ (¬71)، فَالرِّفْقُ: أَنْ تَأْخُذَ الشَّيْىءَ بِلُطْفٍ وَأَنَاةٍ وَلِينِ جَانِبٍ. ¬

_ (¬66) خ: جرعته. (¬67) ليس فى خ. وفى المهذب 2/ 82: إذا قارنت النية بعض اللفظ من أوله أو من آخره: وقع الطلاق. (¬68) خ: يتجمع: تحريف. (¬69) فى المهذب 2/ 82: لفظ الطلاق يستعمل فى معنى طالق، والدليل عليه قول الشاعر: أنوهت باسمى فى العالمين ... وأفنيت عمرى عامًا فعامًا فأنت الطلاق وأنت الطلاق ... وأنت الطلاق ثلاثا تماما (¬70) من قول الآخر: فإن ترفقى يا هند فالرفق أيمن ... وإن تخرقى يا هند فالخرق آلم (¬71) ع: قول: تخرقى هو وترفقى: ضدان.

قَوْلُهُ: "أَيْمَنٌ" هُوَ أَفْعَلُ مِنَ الْيُمْنِ ضِدِّ الشُّؤْمِ. وَالْخُرْقُ: أَنْ تَأْخُذَهَ بِعُنفٍ وَشِدَّةٍ، يُقَالُ: رَجُلٌ أَخْرَقُ، وَامْرَأَةٌ خَرْقَاءُ. قَوْلُهُ [تَعَالَى]: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬72) هِىَ تَفْعِلَةٌ تَحْلِلَةٌ مِنَ الْحَلَالِ، فَأْذغِمَتْ، أَىْ: يَحِلُّ بِهَا مَا كَانَ حُرِّمَ. [قَوْلُهُ:] (*) "امْتِحَانَ الْخَطِّ" (¬73) اخْتِيَارُهُ، يُقَال: مَحَنْتُهُ وَامْتَحَنْتُهُ، وَالاسْمُ: المِحْنَةُ. قَوْلُهُ: "غَايَرَ بَيْنَ الْأَلفَاظِ" (¬74) أَىْ: خَالَفَ بَيْنَهَا، فَجَعَلَ الثَّانِىَ غَيْرَ الْأوَّلِ، تَغَايَرَتِ الْأَشْيَاء: اخْتَلَفَتْ. قَوْلُهُ: "الاسْتِثْنَاءُ" (¬75) وَالْمَثْنَوِيَّةُ وَالثنيَة" كُلُّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الثَّنْىِ، وَهُوَ: الرَّدُّ وَالْكَفٌّ، كَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِىُّ (¬76). وَقِيلَ: أَصْلُهُ: مِنْ قَوْلِكَ: ثَنَيْتُ وَجْهَ فُلَانٍ: إِذَا عَطَفْتَهُ وَصَرَفْتَهُ، وَثَنَى فُلَانٌ وُجُوهَ الْخَيْلِ: إِذَا كَفَّهَا وَرَدَّهَا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} (¬77) مَعْنَاهُ: يُسِرُّونَ عَدَاوَةَ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَرُدُونَهَا بمَا أَظْهَرُوا مِنَ الإِسْلَامِ (¬78). ¬

_ (¬72) سورة التحريم آية 2. (¬73) الكتابة تحتمل إيقاع الطلاق وتحتمل امتحان الخط فلم يقع الطلاق بمجردها. المهذب 2/ 83. (*) من ع. (¬74) وإن غاير بين الألفاظ ولم يغاير بالحروف بأن قال: أنت طالق، أنت مسرحة، أنت مفارقة ففيه وجهان. . . الخ المهذب 2/ 85. (¬75) من قوله: باب عدد الطلاق والاستثناء فيه. (¬76) فى الغريبين 1/ 137 خ. (¬77) سورة هود آية 5. (¬78) معانى الفراء 2/ 3.

قَوْلُهُ: "صَادَفَ الزَّوْجِيَّةَ" (¬79) أَىْ: وَجَدَهَا، يُقَالُ: صَادَفَتُ فُلَانًا، أَىْ: وَجَدْتُهُ، وَصَدَفَ عَنِّى (¬80): أَعْرَضَ. قَوْلُهُ: "إِلَّا مُمَلَّكًا" (¬81) المُمَلَّكُ: المَلِكُ، يُقَالُ: مَلَّكَهُ الْمَاَل وَالْمُلْكَ، فَهُوَ مُمَلَّكٌ. ¬

_ (¬79) إن قال لغير المدخول بها أنت طالق ثلاثا: وقع الثلاث؛ لأن الجميع صادف الزوجية، فوقع الجميع. المهذب 2/ 84. (¬80) ع: عنه. (¬81) من قول الفرزدق يمدح هشام بن إبراهيم بن المغيرة: وما مثله فى الناس إلا مملكا ... أبو أُمِّهِ حى أبوه يقاربه قال أبو إسحاق: تقديره: وما مثله فى الناس حى يقاربه إلا مملكا أبو أمه أبو الممدوح. المهذب 2/ 86.

[ومن باب الشرط فى الطلاق]

[وَمِنْ بَابِ الشَّرْطِ فِى الطَّلَاقِ] (¬1) قَوْلُهُ: "لَا يَسْتَحِيلُ" (¬2) أَىْ: لَا يَنقَلِبُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬3). قَوْلُهُ: "أَقْبَحَ الطَّلَاقِ وَأَسْمَجَهُ" (¬4) مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ، يُقَالُ: سَمُجَ الشَّيْىءُ بِالضَّمِّ- سَمَاجَةً: قَبُحَ، فَهُو سَمِجٌ (¬5). قَوْلُهُ: "فِى كُلِّ قُرْءٍ طَلْقَةٌ" (¬6) الْقَرْءُ: الْحَيْضُ، وَالْقَرْءُ أَيْضًا: الطُّهْرُ، وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ (¬7). وَفِيهِ لُغتَانِ: قَرْءٌ- بالْفَتحِ، وَقُرْءٌ- بِالضَّمِّ، وَجَمْعُهُ: قُرُوءٌ، وَأَقْرَاءٌ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬8): مُوَرِّثَةٍ مَالا وَفِى الْحَىِّ رِفْعَةً ... لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا وَهُوَ: الْوَقْتُ: فَقِيلَ لِلْحَيْضِ وَالطُّهْرِ: قُرْءٌ؛ لِأَنَّهُمَا يَرْجِعَانِ لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ، وَأَصْلُهُ: الْجَمْعُ، وَكُلَّ شَىْءٍ قَرَأْتَهُ، فَقَدْ جَمَعْتَهُ (¬9). ¬

_ (¬1) من ع. (¬2) إذا علق الطلاق بشرط لا يستحيل كدخول الدار ومجيئ الشهر: تعلق به. المهذب 2/ 88. (¬3) القسم الأول 48. (¬4) إن قال لها: أنت طالق أقبح الطلاق واسمجه وما أشبههما من صفات الذم: طلقت فى حال البدعة. المهذب 2/ 89. (¬5) مثل ضَخُم فهو ضَخْمٌ، وخَشُن فهو خَشِنٌ، وسميج كقبيح. الصحاح (سمج). (¬6) إن قال: أنت طالق ثلاثا فى كل قرء طلقة. . . فإن كانت طاهرا طلقت طلقة المهذب 2/ 89. (¬7) ثلاثة كتب فى الأضداد 5، 6، 163 - 165. (¬8) الأعشى: ديوانه 91. (¬9) ينظر تهذيب اللغة 9/ 272 وغريب الخطابى 1/ 349، 697، والكشاف 1/ 335، 336.

قَوْلُهُ [: "الاسْتِبرَاءِ"] (¬10) هُوَ: خُلُوُّهَا (¬11) مِنَ الْوَلَدِ، وَمِنْهُ: فُلَانٌ بَرِئٌ مِنَ الدَّيْنِ، أَىْ: خَلِىٌّ؛ لِأَنَّهُ مَعْرِفَةُ بَرَاءَةٍ الرَّحِمِ (¬12). قَوْلُهُ: "وَالْوَرَعُ أَنْ يُلْتَزَمَ الثَّلَاثُ" الْوَرَعُ: الْكَفُّ عَمَّا لَا يَحِلُّ أَخْذُهُ، وَالْوَرِعُ: الرَّجُلُ التَّقِىُّ (*) يُقَالُ: وَرِعَ يَرِعُ -بِالْكَسْرِ فِيهِمَا- وَرَعًا وَرِعَةً. قَوْلُهُ: "دُيِّنَ وَيُدَيَّنُ" (¬13) فِى مَوَاضِعَ (¬14)، أَىْ: يُوْكَلَ إِلَى دِينِهِ، يُقَالُ: دَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا: إِذَا وَكَلْتَهُ إلَى دِينِهِ. وَقَالَ شِمْرٌ: دَيِّنُوهُ، أَىْ. مَلِّكُوهُ أَمْرَهُ، مِنْ قَوْلِكَ: دِنْتُهُ: أَىْ: مَلَكْتُ أَمْرَهُ، قاَلَ الْحُطَيْئَةُ يَهْجُو أُمَّهُ: لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنِيكِ حَتَّى ... تَرَكْتِهِمُ أَدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ (¬15) وَقِيلَ: يُقَلَّدُ أَمْرَهُ، وَالْأَوُّلُ: أَصَحُّ. وَقَالَ الْهَرَوِىُّ: أَىْ: يُجْعَلُ ذَلِكَ إِلَيْهِ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، أَىْ: يُلْزَمُ (¬16) مِنْ ذَلِكَ مَا يُلْزِمُهُ نَفْسَهُ فِى دِينِهِ مِنْ الاسْتِحْلَالِ والتَّوَرُّعِ (¬17). قَوْلُهٌ: ["يُبَاشِرُ] (¬18) إيقَاعَهُ" أَىْ: [يَتَوَلَّاهُ] (¬19) بِنَفْسِهِ، بِصَرِيحِ نُطْقِهِ، بِغَيْرِ سَبَبٍ وَلَا عَقْدِ صِفَةٍ. ¬

_ (¬10) خ: استبراء الجارية. وفى المهذب 2/ 91: لأن القصد من هذا الاستبراء معرفة براءة الرحم. (¬11) ع: الخلو. (¬12) ع: يعرف به براءة الرحم. (*) ع: وورع الرجل: تقى. (¬13) ع قوله: يدين وفى المهذب 2/ 91: ويدين فيما بينه وبين الله عز وجل. (¬14) من المهذب. وليس فى ع. (¬15) ديوانه 125 وروايته: سُوِّسْتِ. (¬16) ع يلزمه. (¬17) فى الغرييين 1/ 169 خ. (¬18) خ: باشر وفى المهذب 2/ 92: ولا تطلق بقوله: إذا أوقعت عليك؛ لأن ذلك يقتضى طلاقا يباشر إيقاعه. (¬19) خ: تولاه.

قَوْلُهُ: "نَجَّزَ وَاحِدَةً" (¬20) أَىْ: عَجَّلَهَا، مِنْ أَنْجزَ الْوَعْدَ. قَوْلُهُ: "لِيَسْتَوْعِبَ الصِّفَةَ" (¬21) الاسْتِيَعَابُ: الاسْتِئْصَالُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "فِى الأَنْفِ إِذَا اسْتُوعِبَ جَدْعًا الدِّيَةُ" (¬22). قَوْلُهُ: "الثَّلَاثَ [مِنْ أَوَّلِ] (¬23) الشَّهْرِ تُسَمى غُرَرًا" جَمْعُ غُرَّةٍ، وَغُرَّةُ كُلِّ شَىْءٍ: أَوَّلُهُ وَأَكْرَمُهُ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّى كُلَّ ثَلَاثٍ مِنَ الشَّهْرِ بِاسْمٍ، فَتَقُولُ لِلثَّلَاثِ الأُوْلِ: غُرَرٌ، ثُمَّ نُفَلٌ، ثُمَّ تُسَعٌ، ثُمَّ عُشَرٌ، وَثَلَاثٌ بِيضٌ، وَثَلَاثٌ دُرَعٌ، ثُم ظُلَمٌ، ثُمَّ حَنادِسُ، ثُم دَآدِىءُ، ثُمَّ مُحَاقٌ (¬24). قَوْلُهُ: "بَهَرَ ضَوْءُهُ" (¬25) يُقَالُ: بَهَرَ الْقَمَرُ: إِذَا أَضَاءَ حَتَّى غَلَبَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الْكَوَاكِبِ، يُقَالُ: قَمَرٌ بَاهِرٌ. قَوْلُه: "التَّارِيِخُ" (¬26) هُوَ: تَعْرِيفُ الْوَقْتِ، وَالتَّوْرِيخُ (¬27): مِثْلُهُ، وَأَرَّخْتُ الْكِتَابَ بِيَوْمِ كَذَا وَوَرَّخْتُهُ: بِمَعْنًى. وَانْسِلَاخُ (¬28) الشَّهْرِ: مُضِيُّهُ وَزَوَالُهُ، انْسَلَخَ الشَّهْرُ مِنْ سَنَتِهِ، وَالرَّجُلُ مِنْ ثِيَابِهِ، وَالْحَيَّةُ مِنْ جِلْدِهَا. ¬

_ (¬20) فى المهذب 2/ 93: إن قال للمدخول بها: أنت طالق واحدة لا بل ثلاثا إن دخلت الدار. . . يقع بدخول الدار تمام الثلاث لأنه نجز واحدة فوقعت وعلق ثلاثا على الشرط فوقع ما بقى منها. (¬21) إن قال أنت طالق فى شهر رمضان. . . لا تطلق إلا فى آخر الشهر ليستوعب التى علق الطلاق عليها. المهذب 2/ 94. (¬22) غريب أبى عبيد 3/ 203، 204، والفائق 4/ 71، والنهاية 5/ 205. (¬23) خ: الأول من الشهر. والمثبت من ع والمهذب 2/ 94. (¬24) المنتخب لكراغ 2/ 768، والمخصص 9/ 30، 31. (¬25) يصير القمر قمرًا: إذا استدار، وقال بعضهم: إذا بهر ضوءه. المهذب 2/ 95. (¬26) إن قال: إذا مضت السنة فأنت طالق: طلقت إذا مضت بقية سنة التأريخ. المهذب 2/ 95. (¬27) ع: والتواريخ: تحريف. (¬28) ع: وانسلخ: تحريف.

قَوْلُة: ["فَأَلْغِيَتِ] (¬29) الصِّفَةُ" أَىْ [أُبْطِلَتْ] يُقَالُ: لَغَا يَلْغُو لَغْوًا: إِذَا قَالَ قَوْلًا لَا حَقِيقَةَ لَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (¬30) وَلَغِىَ يَلْغَى: مِثْلُهُ، وَلَغَا يَلْغَى: لُغَةٌ ثَالِثَةٌ. (قَوْلُة: "وَإنْ تَطَلَّسَ" (¬31) أَىْ: امَّحَى، يُقَالُ: طَلَسْتُ الْكِتَابَ طَلْسًا فتَطَلَّسَ، أَى: امَّحَى، وَأَصْلُ امَّحَى: انْمَحَى، فَأبْدِلَ النُّونُ مِيمًا، ثُمَّ أُدْغِمَ، وَامْتَحَى لُغَةٌ ضَعِيفَةُ. قَوْلُهُ: "زُحَاجٍ شَفَّافٍ" (¬32) يُقَال: شَفَّ ثَوْبُهُ يَشِفُّ شُفُوفًا، أَىْ: رَقَّ حَتَّى يُرَى مَا خَلْفَهُ). ¬

_ (¬29) خ: فلغت وع: فألغت والذى فى المهذب 2/ 95: علق الطلاق على صفة مستحيلة فألغيت الصفة. . . إلخ. (¬30) سورة البقرة آية 225 وسورة المائدة آية 89 قال الفراء: هو مما جرى فى الكلام من قولهم: لا والله، وبلى والله، وهذا القول -وكان قول عائشة: إن اللغو ما يجرى فى الكلام على غير عقد- أشبه بكلام العرب. معانى القرآن 1/ 144. (¬31) هذا القول وما بعده ساقط من ع. والذى فى المهذب المطبوع 2/ 96: وإن انطمس حتى لا يفهم منه شيئ: لم تطلق. ولعله تحريف: تطمس. (¬32) إن قال: إن رأيت فلانا فأنت طالق. . . فرآه من وراء زجاج شفاف: طلقت. المهذب 2/ 97.

[ومن باب الشك فى الطلاق واختلاف الزوجين]

[وَمِنْ بابِ الشَّكِّ فِى الطَّلاقِ وَاختِلافِ الزَّوْجَيْنِ] (¬1) (فِى الْحَديثِ: "سُئِلَ عَنِ الشَّيْىءِ يُخيَّلُ إلَيْهِ" (¬2) هُوَ مِنَ الشَّكِّ وَالظَّنِّ، يُقَالُ: خَالَهُ يَخالُهُ، وَخِلْتُهُ أَخالُهُ بِمَعْنَى ظَنَنْتُهُ) (¬3). قَوْلُهُ: "دَعْ ما يُرِيبُكَ إِلى ما لا يُريبُكَ" (¬4) الرَّيْبُ: الشَّكُّ، {لَا رَيْبَ فِيهِ} (¬5) لَا شَكَّ فيهِ قالَ الشَّاعِرُ (¬6): * كَأَنَّما أَرَبْتُهُ بِرَيْبِ * يُقَالُ: رابَنى فُلانٌ: إِذا رَأَيْتَ مِنْهُ ما يُريبُكَ (¬7)، أَىْ: تَكْرَهُهُ. قَوْلُهُ: "إِذَا شَكَّ [أَحَدُكُمْ" أَىْ: سَها، وَالسَّهْوُ، (¬8): الْغَفْلَةُ، يُقالُ: سَها عَنِ الشَّيْىءِ فَهُوَ ساهٍ. ¬

_ (¬1) من ع. (¬2) فى المهذب 2/ 100 روى عبد الله بن زيد أن النبى - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيئ فى الصلاة، فقال: "لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا". (¬3) ما بين القوسين: ساقط من ع. (¬4) ع: قول: "دع ما يريبك" وفى المهذب 2/ 100: الورع أن يلتزم الطلاق لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (¬5) سورة البقرة آية 2. (¬6) خالد بن زهير الهذلى وقبله: يا وَيْلَ مالى وَأبا ذُؤَيْبٍ * كُنْتُ إِذَا أَتَوْتُهُ مِنْ غَيْبٍ * كَأَنِّى أَتَوْتُهُ بِرَيْبٍ ورواية الأصمعى: .. قوم ما بال .... * يمس رأسى ويشم ثوبى*. . . . . . شرح ديوان الهذليين 1/ 207 ق 27. (¬7) ع ما لا يريبك: سهو. (¬8) خ: قوله: "إذا شك أحدكم" السهو: الغفلة، والمثبت من ع، وعبارة المهذب 1/ 100: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شك أحدكم فى صلاته فلم يدر أواحدة صلى أو اثنتين فليبن على واحدة".

[ومن باب الرجعة]

[وَمِنْ بابِ الرَّجْعَةِ] قَوْلُهُ: "الرَّجْعَةُ" قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬1): الرِّجْعَةُ بَعْدَ الطَّلَاقِ أَكْثرُ مَا يُقَالُ بِالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ جَائِزٌ "رَجْعَةٌ" وَيُقَالُ: جَاءَنِى رَجْعَةُ الْكِتَابِ، أَىْ: جَوَابُه (¬2). قَوْلُهُ: "وَطِىءَ فِى نِكَاحٍ قَدْ تَشَعَّثَ" (¬3) أَىْ: تَغَيَّرَ، مَأْخُوذٌ مِنْ شَعَثِ الرَّأْسِ، وَهوَ: اغْبِرَارُهُ وَتَفرُّقُهُ، مِنْ تَرْكِ الامتِشَاطِ. "أمْرُ الرِّجْعَةِ غَيْرُ مُرَاعىً" (¬4) أَىْ: غَيْرُ مُنْتَظَرٍ. قَوْلُهُ: الرِّجْعِيَّةِ (¬5) بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَكَانَ الْقِيَاسُ فَتْحَهَا: مَنْسُوبٌ إِلَى الرَّجْعَةِ، وَلَكِنَّ النَّسَبَ مَوْضِعُ شُذُوذٍ. وَيُقَالُ: رِجْعَةٌ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فَنُسِبَتْ إِلَيْها (¬6). ¬

_ (¬1) فى الزاهر 330. (¬2) عبارة الزاهر: ويقال: جاءتنى رُجْعَةُ الكتاب ورُجعانه، أى: جوابه. وقال الجوهرى: الفتح أفصح الصحاح (رجع). (¬3) فى المهذب 2/ 102 فى المرتد: إذا وطىء امرأته فى العدة ثم أسلم يجب المهر؛ لأنه وطء فى نكاح قد تشعث. (¬4) أمر الرجعة: ليس فى ع. وفى المهذب 2/ 103: أمر الرجعة غير مراعى ولهذا لو طلق لم يقف طلاقه على الرجعة. (¬5) فى المهذب 2/ 104: إذا تزوجت الرجعية فى عدتها وحبلت من الزوج ووضعت وشرعت فى إتمام العدة من الأول وراجعها: صحت الرجعية. (¬6) ع: إليهما.

قَوْلُهُ: "مِثْلُ [هَذِهِ] (¬7) الْهُدْبَةِ" الْهُدْبَةُ: الخَمْلَةُ (¬8) -بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ- وَضَمُّ الدَّالِ لُغَةٌ، وَهُوَ: مَا يُتْرَكُ فِى طَرَفِ الثَّوبِ غَيْرَ مَنْسُوجٍ. شَبَّهَتْ مَا مَعَهُ بِالْهُدْبَةِ فِى اسْتِرْخَائِهِ (¬9) وَضَعْفِهِ. قَوْلُهُ: "تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ" كَنَى بِهِ عَنِ الْجِمَاعِ، شَبَّهَ حَلَاوَتَهُ بِحَلَاوَةِ الْعَسَلِ. وَإِنَّمَا أَنَّثَ لأَّنَّهُ أَرَادَ قِطْعَةً مِنَ الْعَسَلِ، كَمَا قَالُوا: ذُوَ الثُّدَيَّهِ، أَرَادُوا: قِطْعَةً مِنَ الثَّدْىِ. وَقِيلَ: تَصْغِيُر عَسَلَةٍ، مِنْ قَوْلِهمْ: كُنَّا فِى لَحْمَةٍ وَنَبِيذَةٍ وَعَسَلَةٍ (¬10)، وَإِنَّمَا صُغِّرَ إِشَارَةً إِلَى الْقَدْرِ الَّذِى يُحِلُّ. ¬

_ (¬7) فى هذا وعبارة المهذب 2/ 104: فى قول امرأة رفاعة القرظى فى عبد الرحمن بن الزَّبير: والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا والله حتى تذوقى عسيلته ويذوق عسيلتك". (¬8) ع: الخلبة: تحريف. (¬9) ع: لاسترخائه. (¬10) ع: لحيمة ونبيذة وعسيلة: تحريف. وانظر الزاهر للأزهرى 330، وغريب الحديث لابن قتيبة 1/ 207، 208، وغريب الحديث للخطابى 2/ 546، 547، والفائق 2/ 429، 430.

[ومن كتاب الإيلاء]

[وَمِنْ كِتَابِ الِإيلَاءِ] (¬1) الإِيَلاءُ: هُوَ الْيَمِينُ، يُقَالُ: آلى يُؤْلِى إيلَاءً وَأَلِيَّةً: إِذا حَلَفَ، فَهُوَ مُؤْلٍ، وَجَمْعُهُ: أَلَايَا، قَالَ طرَفَةُ (¬2): فَاَلَيْتُ لَا يَنْفَكُّ كَشْحِى بِطَانَةً ... لِعَضْبٍ رَقِيقٍ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ وَقَالَ فِى الْجَمْعِ (¬3): قَلِيلُ الْأَلايَا حَافِظٌ لِيَمِينهِ ... وَإِنْ سَبَقَتْ مِنْهُ الأَلِيَّةُ بَرَّتِ وَيُقال: تَأَّلَّى يَتَألَّى، وَكذلِكَ إِئْتَلَى يَأْتَلِى، قالَ اللهُ تَعَالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} (¬4) وَتَأَلَّى يَتَأَلَّى، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "مَنْ يَتَأَلَّ عَلَى اللهِ يُكَذِّبْهُ" (¬5). قَوْلُهُ: "لَا أَقْتَضُّكِ" (¬6) الاقْتِضَاضُ- بِالْقَافِ: جِمَاعُ الْبِكْرِ، وَالْقِضَّةُ- بِالْكَسْرِ: بَكَارَةُ الْجَارِيَةِ. قَوْلُهُ: "لَا بَاضَعْتُكِ" (¬7) قَالَ فِى الشَّامِلِ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ مُشْتَّقٌ مِنَ الْبُضْعِ، وَهُوَ الفَرْجُ، فَيَكُونُ صَرِيحَا. وَدَلِيلُنَا: أَنَّهُ يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مِنَ الْتِقَاءِ ¬

_ (¬1) من ع وفى خ: باب الإيلاء. (¬2) ديوانه 25. (¬3) من غير نسبة فى الصحاح واللسان. (¬4) سورة النور آية 22 وانظر معانى الفراء 2/ 248، وابن النحاس 4/ 512، والطبرى 18/ 102. (¬5) الفائق 1/ 52، وغريب ابن الجرزى 1/ 37، والنهاية 1/ 62. (¬6) لو قال لها: والله لا أقتضك بذكرى وهى بكر فهو مول. المهذب 2/ 106. (¬7) لو قال لزوجته: لا باضعتك، فإن نوى به الوطء فى الفرج فهو مولٍ. المهذب 2/ 106.

الْبَضْعَةِ مِنَ الْبَدَنِ بالْبَضْعَةِ مِنْهُ، وَالْبَضْعَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنىِّ" (¬8). وَقِيلَ: الْبُضْعُ هُوَ الاسْمُ مِنْ بَاضَعَ: إِذَا جَامَعَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} (¬9) التَّرَبُّصُ: التَّلَبُّثُ وَالْمُكْثُ وَالانْتِظَارُ. قَوْلُهُ: "وَازوَرَّ جَانِبُهُ" (¬10) أَىْ: بَعُدَ صَبَاحُهُ، يُقَالُ: بِئْرٌ زَوْرٌ (¬11)، أَىْ: بَعِيدَة الْغَوْرِ. وَالزَّوْرَةُ: الْبُعْدُ وَهُوَ مِنَ الازْوِرَارِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬12): وَمَاءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ ... كَمَشْى السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا قَوْلُهُ: "حَلِيلٌ أُلاعِبُهْ" اشْتِقَاقُ الْحَلِيلِ إمَّا مِنَ الْحِلِّ ضِدِّ الْحَرَامِ، وَإمَا مِن حُلْولِهِمَا عَلَى الْفِرَاش. قَوْلُهُ: "لَزُعْزِعَ" الزَّعْزَعَةُ: تَحْرِيكُ الشَّيْىءِ (¬13). وَزَعْزَعْتُهُ فَتَزَعْزَعَ، أَىْ: حَرَّكْتُهُ فَتَحَرَّكَ. قَوْلُهُ: " [وَيُوقِفُ لَهُمَا"] (+) مِنْ وَقَفْتُ الدَّابَّةَ أَقِفُهَا: إِذَا مَنَعْتَهَا مِنَ الْمَشْىِ. قَوْلُهُ: "حَتَّى تُصَافِحِى الثُّرَيَّا" (¬14) الْمُصَافَحَةُ: الْأَخْذُ بِالْيَدِ، وَالتَّصَافُحُ: مِثْلُهُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا". ¬

_ (¬8) البخارى 5/ 62، ومسند أحمد 4/ 5، وابن ماجة 2/ 643، والنهاية 1/ 133. (¬9) سورة البقرة آية 226. (¬10) روى أن عمر - رضي الله عنه - كان يطوف ليلة فى المدينة فسمع امرأة تقول: ألا طال هذا الليل وأزور جانبه ... وليس إلى جنبى حليل ألاعبه فوالله لولا الله لا شيء وغيره ... لزعزع من هذا السرير جوانبه (¬11) كذا فى خ وع. وفى المعجمات: زوراء. (¬12) صخر الغى. شوخ أشعار الهذليين 1/ 300. (¬13) الشيئ: ساقط من ع. (+) خ وقف لها وفى المهذب 2/ 107: لو قال لزوجته: والله لاوطئتك خمسة أشهر ثم قال: والله لا وطئتك سنة. . . فيكون إيلاء واحدًا إلى سنة بيمين فيضرب لهما مدة واحدة ويوقف لهما وقفا واحدًا. (¬14) حتى: ليس فى ع. وفى المهذب 2/ 107، لو قال لها: والله لا وطئتك حتى تصعدى الى السماء أو تصافحى الثريا فهو مولٍ.

قَوْلُهُ: "لِأنَّ لَهَا [شَرَائِطَ] (¬15) تَتَقَدَّمُهَا" أَىْ: عَلَامَاتٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} (¬16). قَوْلُهُ: "حَتَّى يَذْبُلَ هَذَا الْبَقْلُ" (¬17) يُقَالُ (¬18): ذَبَلَ الْبَقْلُ (¬19) يَذْبُلُ ذُبولًا: إِذَا جَفَّ وَيَبِسَ. وَالْبَقْلُ: مَعْروفٌ. وَقِيلَ (¬20): كُلُّ نَبْتِ اخْضَرَّتْ لَهُ الْأَرْضُ، فَهُوَ بَقْلٌ (¬21). ["قَوْلهُ: "بِالْفَيْئَةِ (¬22) "، الْفَيْئَةُ (¬23): الرُّجُوعُ، فَاءَ يَفِيىءُ: إِذَا رَجَعَ، قَالَ اللهُ تَعَاَلى: {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬24) أَىْ: فَإنْ رَجَعُوا، وَمِنْهُ الْفَيىءُ الَّذِى هُوَ الظِّل، وَالْفَيْىءُ: الْغنِيمَةُ، أَصْلُهُ كُلُّهُ: الرُّجُوعُ، وَكُلُّهُ مَهْمُوزٌ. قَوْلُهُ: "عَلَى وَجْهِ اللَّجَاجِ وَالْغضَبِ" (¬25) واللَّجَاجُ وَالْمُلَاجَّةُ: التَّمَادِى فِى الْخُصُومَةِ وَتْطوِيلُهَا (¬26). قَوْلُهُ: "مِن الْعُيُوبِ الَّتِى لَا يقف عَلَيْهَا غَيْرُهُ" (¬27) أَىْ: لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهَا، يُقَالُ: وَقَفْتُ عَلَى العَيْبِ، وَأَوْقَفْتُ غَيْرِى عَلَيْهِ، أَىْ: أَطْلَعْتُهُ. ¬

_ (¬15) خ: أشراطا، والمثبت من ع وهو موافق لقول الشيخ فى المهذب 2/ 107: لو قال: والله لا وطئتك إلى يوم القيامة. . . فهو مولٍ. . لأن لها شرائط تتقدمها. (¬16) سورة محمد آية 13. (¬17) لو قال لها: والله لا وطئتك حتى يذبل هذا البقل أو يجف هذا الثوب فليس بمول. (¬18) يقال: ساقط من ع. (¬19) البقل: ساقط من ع. (¬20) قيل: ساقط من ع. (¬21) أنشد عليه فى الصحاح قول دَوْس الإِيادى: قوم إذا نبت الربيع لهم ... نبتت عداوتهم مع البقل (¬22) من ع. (¬23) ع: هى بدل الفيئة. (¬24) سورة البقرة آية 226. (¬25) فى المهذب 2/ 109، 110: وإن كان الإيلاء على نذر فهو بالخيار بين أَنَّ يفى أو يكفر بكفارة يمين؛ لأنه نذر نذرًا على وجه اللجاج والغضب فيخير فيه. (¬26) ع: التى تؤدى إلى الخصومة: تحريف. (¬27) لو أدعى أنه عنين "يقبل قوله؛ لأن التعنين من العيوب. . . إلخ المهذب 2/ 111.

ومن كتاب الظهار

وَمِنْ كِتَابِ الظِّهَارِ الظِّهَارُ: مُشْتَقٌ مِنَ الظَّهْرِ، وَكُلُّ مَرْكُوبٍ يُقَالُ لَهُ ظَهْرٌ، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (¬1): وَإِنَّمَا خَصُّوا الظَّهْرَ بِالتَّحْرِيمِ دونَ سَائِرِ الأَعْضَاء؛ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ الرُّكُوبِ، وَالْمَرْأَةُ مَرْكُوبَة إِذَا غُشِيَتْ، فَكَأنَّهُ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: أَنْتِ عَلَىَّ كَظَهْرِ أُمِّى: رُكُوبُكِ لِلنِّكَاحِ عَلَىَّ حَرَامٌ كَرُكُوبِ أُمِّى لِلنِّكَاحِ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ وَكِنَايَةٌ عَنِ الْجِمَاعَ (¬2). قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} (¬3) هُوَ جَمْعُ الَّتِى، يُقَالُ: اللَّائِىِ وَالَّلاِتِى. قَوْلُهُ: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} (¬4) أَىْ: إِلَى مَا قَالُوا، الَّلامُ (¬5) بِمَعْنَى إِلَى (¬6). قَوْلُهُ: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} أَىْ: عِتْقُهَا، وَأَصْلُ الْحر: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْىءٍ، فَكَأَنَّهُ خَلَصَ مِنَ رِقِّ الْعُبُودِيَّةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} (¬7) أَىْ: مُخْلَصًا لِعِباَدَةِ اللهِ تَعَالَى عَنْ أَعْمَالِ الدُّنْيَا (¬8)، يُقَالُ: طِينٌ حُرٌّ، أَىْ: خَالِصٌ. ¬

_ (¬1) غريب الحديث 1/ 209. (¬2) عبارة ابن قتيبة: فأقام الظهر مقام الركوب؛ لأنه مركوب، وأقام الركوب مقام النكاح؛ لأن الناكح راكب وهذا من لطيف الاستعارة للكناية. (¬3) سورة المجادلة آية 2. (¬4) سورة المجادلة آية 3. (¬5) ع: فاللام. (¬6) قال الفراء: يصلح فيها فى العربية: ثم يعودون إلى ما قالوا: وفيما قالوا: يريد: عما قالوا. معانى القرآن 3/ 139. (¬7) سورة آل عمران آية 35. (¬8) معانى الفراء 1/ 207، ومجاز القرآن 1/ 90، وغريب اليزيدى 104، وتفسير ابن قتيبة 103.

قَوْلُهُ: "زَوْجٌ مُكَلَّفُ" (¬9) قَدْ ذُكِرَ التَّكْلِيفُ، وَأَنَّهُ إِيجَابُ الْمَفْروضَاتِ (¬10). قَوْلُهُ: "شَيْئًا يتَتَايَعُ" (¬11) التَّتَايُعُ: التَّهَافُتُ فِى الشَّرِّ وَاللَّجَاجِ، وَلَا يَكُونُ التَّتَايُعُ إلَّا فِى الشَّرِّ، وَالسَّكْرَانُ يَتَتَايَعُ، أَىْ: يَرْمِى بِنَفْسِهِ. وَتتَايَعَ الْبَعِيرُ فِى مَشْيِهِ: إِذا حَرّكَ الوَاحَهُ. قَوْلُهُ: "فَلَم أَلبَثْ أَنْ نَزَوْتُ عَلَيْهَا" أَىْ: قَفَزْتُ وَطَفَرْتُ. قَوْلُهُ تَعَالَى {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} (¬12) الْمُمَاسَّةُ هَا هُنَا: الْجمَاعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} (¬13) سُمِّىَ بِذَلِكَ، لِمَسِّ الْبَشَرَةِ الْبَشَرَةَ، وَكَذَلِكَ سُمِّيَتِ المُبَاشَرَةُ، لِمَسِّ الْبَشَرَةِ الْبَشَرَةَ، وَهِىَ: ظَاهِرُ الْجِلْدِ. ¬

_ (¬9) فى المهذب 2/ 112، ويصح الظهار من كل زوج مكلف. (¬10) القسم الأول 170. (¬11) فى حديث سلمة بن صخر: "فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتى شيئا يتتابع بى حتى أصبح فظاهرت منها حتى ينسلخ رمضان، فبينما هى تحدثنى ذات ليلة وتكشف لى منها شيئ فلم ألبث أن نزوت عليها. المهذب 2/ 113، وانظر الغريبين 1/ 268. (¬12) سورة المجادلة آية 3. (¬13) سورة البقرة آية 237.

[من باب كفارة الظهار]

[مِنْ بَابِ كَفَّارَةِ الظِّهَارِ] [قَوْلُهُ: "الْكَفارَة"] مَأُخُوذَةٌ مِنْ كَفَرْتُ الشَّيىْءَ: إِذَا غَطَّيْتَهُ وَسَتَرْتهُ، كَأَنَّهَا تُغَطِّى الذُّنُوبَ وَتسْتُرُهَا، قَالَ لَبِيدٌ (¬1): . . . . . . . . . . . . . ... فِى ليْلَهٍ (¬2) كَفَرَ النُّجُومَ ظَلَامُهَا قَوْلُهُ: "أَتَى بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ" (¬3) الْعَرَقُ- بِفَتحِ الرَّاءِ: السَّفِيفَةُ (¬4) مِنَ الْخُوصِ وَغَيْرِهِ قَبْل أَنَّ يُجْعَلَ مِنْهُ الزَّنْبِيلُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلزَّنْبِيِل: عَرَقٌ. [قولْه: "أنملتان"] (¬5) الْأَنَامِلُ: رُؤُوسُ الأَصَابعِ، وَاحِدُتُها: أَنْمَلَةٌ بِالفَتْحِ، ذَكَرَهُ فِى الصَّحَاحِ (¬6). قَوْلُه: "جُنُونًا مُطْبِقًا" (¬7) الْمُطْبِقُ: الذَّىِ لَا يفيقُ مِنْهُ، مِنَ الْمُطَابَقَةِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَهِىَ: الْمُوَلَاةُ؛ لأَنَّهُ يَتَوَالَى جُنُونُه. ¬

_ (¬1) الديوان 316 والمشوف المعلم 679، والصحاح: حَتَّى إذا أَلْقَتْ يَدًا فِى كافِرٍ ... وَأَجَنَّ عَوراتِ الثُّغورِ ظَلامُها (¬2) فى ليلة: ليس فى ع. (¬3) فى حديث أوس بن الصامت وقد ظاهر من زوجته خولة: "فآتى بعرق من تمر. . إلخ" الحديث. المهذب 2/ 114. (¬4) ع: القفة: تحريف. والمثبت من خ والصحاح (عرق). (¬5) من ع. وفى المهذب 2/ 115 فى الرقبة المعتقة: وإن قطع منه أنملتان، فإن كانتا من الخنصر أو البنصر: أجزأه. (¬6) مادة (نمل). (¬7) فى المهذب 2/ 115، وإن كان مجنونا جنونا مطبقا يمنع: لم يجزه.

قَوْلُهُ: "نِضْوُ الْخَلْقِ" (¬8) أَصْلُهُ: الْمَهْزَولُ، ثُمَّ قِيلَ لِضَعِيفِ الخَلْقِ، نِضْوٌ. الزَّمِنُ: الَّذِى طَالَ زَمَانُهُ فِى الْعِلَّةِ. قَوْلُهُ: "مُهَيَّأٌ لِلاقْتِيَاتِ" (¬9) أَىْ: مُصْلَحٌ، هَيَّأْتُ الشَّيْىءَ: أَصْلَحْتُهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} (¬10). ¬

_ (¬8) ويجزىء نضو الخلق إذا لم يعجز عن العمل. المهذب 2/ 116. (¬9) فى الإطعام: لا يجوز الدقيق والسويق والخبز، وقيل: يجزى؛ لأنه مهيأ للأقتيات. المهذب 2/ 117. (¬10) سورة الكهف آية 10.

ومن كتاب اللعان

وَمِنْ كِتَابِ اللِّعَانِ اللِّعَانُ: مَصْدَرُ لَاعَنَ يُلَاعِنُ لِعَانًا وَمُلَاعَنَةً، مِثْلُ قَاتَلَ يُقَاتِلُ قِتَالًا وَمُقَاتَلَةً. وَأَصْلُ اللَّعْنِ: الطَّرْدُ وَالإِبْعَادُ، قاَلَ اللهُ تَعَالَى: {أُولَئِكَ (¬1) يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (¬2) قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرُ أَىْ: يَطرُدُهُمْ وَيُبْعِدُهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ (¬3). وَقَالَ فِى إِبْلِيسَ: {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ} (¬4) أَىِ: الطَّرْدَ وَالإِبْعَادَ مِنَ الرَّحْمَةِ. وَالكَاذِبُ مِنْ أَحَدِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ يَسْتَحِقُ بِالإِثْمِ والكَذِبِ الطرْدَ مِنْ رَحْمَةِ اللهُ تَعَالَى، وَالإِبْعَادَ عَنْهَا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ إِذَا فَعَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَاحِشَةً وَمُنْكَرًا طَرَدُوهُ وَأَبْعَدُوهُ، فيقالُ: لَعِينُ آلِ فُلَانٍ، أَىْ: طَرِيدُهُمْ (¬5) وَفِى كَلِمَةِ الشَّمَّاخِ (¬6): . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . كَالرَّجُلِ اللَّعِيِنِ قَولُهُ: "سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ" (¬7) الْغَيْظُ: غَضَبٌ كَامِنٌ لِلْعَاجِزِ، يُقَالُ: غَاظَهُ فَهُوَ مَغِيظٌ. ¬

_ (¬1)) {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} ليس فى ع. (¬2) سورة البقرة آية 159. (¬3) تفسير الطبرى 3/ 372، والقرطبى 2/ 187، وانظر معانى الفراء 1/ 95، 96، وتفسير ابن قتيبة 67. (¬4) سورة الحجر آية 35. (¬5) ع: طريده. (¬6) ديوانه 321، وتتمته: ذَعَرْتُ بِهِ الْقَطَا وَنَفَيْتُ عَنْهُ ... مَقَامَ الذِّئْب. . . . . . . . . . (¬7) فى المهذب 2/ 118، روى علقمة عن عبد الله أن رجلا أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إن رجل وجد مع امرأته رجلا إن تكلم جلدتموه، أو قتل قتلتموه، أو سكت سكت على غيظ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: اللهم افتح وجعل يدعو فنزلت آية اللعان.

قَوْلُهُ: "اللَّهُمَّ افْتَحْ" أَىِ: احْكُمْ، وَالفَتَّاحُ وَالْفَاتِحُ: الْحَاكِمُ، قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (¬8) أَىِ: الْحَاكِمِينَ. وَسُمِّىَ الْحَاكِمُ فَاتِحًا؛ لِأَنَّهُ يَفْتَحُ مَا اسْتَغلَقَ مِنْ أَمْرِ الْخصْمَينِ، كَمَا أَنَّ الْحُكْمَ مَأْخُوذٌ مِنْ حَكَمَةِ الدَّابَّةِ الْمَانِعَةِ لَهَا عِنِ الْجِمَاحِ إِلَى غَيْرِ الْقَصْدِ؛ لأَنَّهُ يَمْنَعُ الْخَصْمَيْنِ مِنَ التَّعَدِّى وَمُجَاوَزَةِ الْحَقِّ. قَوْلُهُ: "أَوِ اسْتَفَاضَ فِى النَّاسِ" (¬9) يُقَالُ: فَاضَ الْخبَرُ يَفِيضُ، وَاسْتَفَاضَ، أَىْ: شَاعَ. قَوْلُهُ: "فِى أَوْقَاتِ الرِّيَبِ" جَمْعُ رِيبَةٍ، وَهِىَ: الشَّكُّ (¬10)؛ لِأَنَّهُ يُتَشَكَّكُ فِى سَبَبِ دُخُولِهِ، لِأَىِّ أَمْرٍ دَخَلَ إِلَيْهَا. قَوْلُهُ: "يَقْذِفَهَا" أَىْ: يَتَكَلَّمُ بزِنَاهَا. وَأَصْلُ الْقَذْفِ: الرَّمْىُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "لَيْسَ فِى هَذِهِ الأُمَّةِ قَذْفٌ وَلَا مَسْخٌ" (¬11) أَرَادَ: لَا يُرْمَوْنَ بِالْحِجَارَةِ كَمَا رُمِىَ (¬12) قَوْمُ لُوطٍ. قَوْلُهُ: "دَرْءُ الْعُقُوبَةِ" (¬13) هُوَ: دَفْعُهَا وَإِزَالَتُهَا، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "ادْرَأُوا الْحُدُودَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (¬14) قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} (¬15) أَىْ: يَدْفَعُونَهَا. ¬

_ (¬8) سورة الأعراف آية 89. قال الفراء: وأهل عمان يسمون القاضى الفاتح والفتاح. معانى القرآن 1/ 385، وانظر تفسير الطبرى 9/ 3. (¬9) ع: قوله: واستفاض. وفى المهذب 2/ 118: وإن أقرت عنده بالزنا. . . أو استفاض أَنَّ رجلا يزنى بها، ثم رأى الرجل يخرج من عندها فى أوقات الريب فله أن يقذفها وله أن يسكت. (¬10) ع: الريبة هى الشك: عوض المذكور. (¬11) ....................... (¬12) ع: كرمى. (¬13) لأن المقصود باللعان درء العقوبة الواجبة بالقذف المهذب 2/ 119. (¬14) الترمذى - كتاب الحدود: ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم" وفى النهاية 2/ 109 "ادرأوا الحدود بالشبهات" والمنقول عن الصحاح (درأ) وكذا فى ابن الجوزى 1/ 330. (¬15) سورة الرعد آية 22، وسورة القصص آية 44.

[ومن باب ما يلحق من النسب وما لا يلحق وما يجوز نفيه باللعان وما لا يجوز]

وقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} (¬16) أَىْ: تَدَافَعْتُمْ وَتَمارَيتُمْ، وَالْمُدَارَأَةُ بِالْهَمْزِ: الْمُدَافَعَةُ، قَالَ (¬17): تَقُولُ وَقَدْ (¬18) دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِى ... أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِيِنى وَالْمُدَارَاةُ- بِغَيْرِ هَمْزٍ: الْمُلَايَنَةُ، وَالْأَخْذُ بِالرِّفْقِ، وَهِىَ أَيْضًا: الْمُخَاتَلَةُ، يُقَالُ: دَارَيْتُهُ: إِذَا لَايَنْتَهُ، ودَرَينُهُ: إِذَا خَتَلْتَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ (¬19): [فَإِنْ] (¬20) كُنْتُ لَا أَرْىِ الظِّبَاءَ فَإِننى ... أَدُسُّ لَهَا تَحْتَ تَحْتَ التُرَابِ الدَّوَاهِيا [وَمِنْ بَابِ مَا يَلْحَقُ مِنَ النَّسَبِ وَمَا لَا يَلْحَقُ وَمَا يَجُوزُ نَفْيُهُ بِاللِّعَانِ وَمَا لا يَجُوزُ] (¬21) قَوْلُهُ: "يَسْتَحِيلُ أَنْ يُنْزِلَ" (¬22) هُوَ هَا هُنَا بِمَعْنَى الْمُحَالِ الَّذِى لَا يُتَصَوَّرُ، وَلَا تَثْبُتُ لَهُ حَقِيقَةٌ. قَوْلُه (¬23): "جَحَدَ (¬24) وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إلَيْهِ" أَىْ: يَتَحَقَّقُ وَيَتَيَقَّنُ أَنَّهُ وَلَدُهُ، كَأَّنهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ بِعَيْنِهِ. ¬

_ (¬16) سورة البقرة آية 72. (¬17) المثقب العبدى كما فى المفضليات 140، وروايته "تقول إذا". (¬18) ع: إذا بدل: وقد. (¬19) من غير نسبة فى إصلاح المنطق 154، 250، والمشوف 1/ 268، والصحاح واللسان (درى). (¬20) خ: وإن والرواية فى المصادر السابقة: وإن. (¬21) من ع. (¬22) إن كان مقطوع الذكر والأنثيين انتفى من غير لعان لأنه يستحيل أن ينزل. المهذب 2/ 120. (¬23) فى الحديث: "أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله عنه وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين" المهذب 2/ 121. (¬24) خ: من جحد.

قَوْلُهُ (¬25): "إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَالِيًّا" الْوُرْقَةُ: السُّمْرَةُ، وَالْأَوْرَقُ الأَسْمَرُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّمَادِ: أَوْرَقُ، وَلِلْحَمَامَةِ: وَرْقَاءُ. "جَعْدًا" أَىْ: جَعْدَ الشَّعَرِ، وَهُوَ ضِدُّ السَّبِطِ، وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬26): يَكُونُ مَدْحًا وَذَمًّا، فَالْمَدْحُ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا: أَنَّ يَكُونَ مَعْصُوبَ الْخَلْقِ، شَدِيدَ الْأَسْرِ. وَالثَّانِى: أَنْ يَكُونَ شَعَرُهُ (¬27) جَعْدًا. وَالذَّمُّ بِمَعْنَيَيْنِ، أَحَدَهُمَا: أَنْ يَكُونَ قَصِيرًا مُتَرَدِّدًا، وَالثَّانِى: أَنْ يَكُونَ بَخِيلًا (¬28). وَيُقَالُ: رَجُلٌ جَعْدُ الْيَدَيْنِ وَجَعْدُ الْأَصَابعِ، أَىْ: مُنْقَبِضُهَا. وَ"الْجُمَالِىُّ" بِضَمِّ الْجِيمِ: الضَّخمُ الْأَعْضَاءِ: التَّامُّ الأَوْصَالِ، قَالُوا: نَاقَةٌ جُمَالِيَّةٌ، شُبِّهَتْ باِلْجَمَلِ عِظَمًا وَشِدَّةً وَبُدْنَةً (¬29)، قَالَ (*): جُمَالِيَّةٌ لَمْ يُبْقِ سَيْرِى وَرِحْلَتِى ... عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ نَيِّهَا غَيْرَ مَحْفِدِى ("خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ" مُمْتَلِئَهُمَا (¬30)، قَالَ (¬31): *خَدَلَّجِ السّاقَيْنِ خَفَّاقِ الْقَدَمْ*) (¬32) ¬

_ (¬25) فى حديث هلال بن أمية أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن جات به أورق جعدًا جماليا خدلج الساقين سابغ الأليتين فهو للذى رميت به. . ." الحديث. المهذب 2/ 122. ومسند الإمام أحمد 4/ 9، وابن ماجة 1/ 668، والترمذى 12/ 46. (¬26) فى الغريبين 1/ 399، وانظر تهذيب اللغة 1/ 349، واللسان (جعد 4/ 94). (¬27) ع: شعرًا. (¬28) ع: نحيلا: تحريف. (¬29) ع: وبدانة. (*) زهير بن أبى سلمى. شرح شعره تح قباوة. والْمَحْفِدُ: أصل السنام وبقيته، والنَّىّ: الشحم. (¬30) غريب أبى عبيد 2/ 98، والحربى 370، 574، والفائق 2/ 322، وتهذيب اللغة 11/ 109، وخلق الإنسان لثابت 321. (¬31) أبو زغبة الخزرجى. وقيل: الحطم القيسى، وقبله: * قَد لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ * (¬32) عوض ما بين القوسين فى ع: وخدلج الساقين خفاق القدم. فيه سقط واضح، ترتب عليه اضطراب فى التركيب.

خَفَّاق- بِالْقَافِ، وَهُوَ: الَّذِى صَدْرُ قَدَمِهِ عَرِيضٌ. وَ "سَابغَ الْأَليَتَيْنِ" يُقَالُ: شَيْىءٌ سَابغٌ، أَىْ: كَامِلٌ وَافٍ، وَمِنْهُ: الدِّرْعُ السَّابِغَةُ. قَوْلُهُ: "إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا" (¬33) جَمْع وَرْقَاءَ، وَهِىَ: النَّاقَةُ يَضْرِبُ بَيَاضُهَا إِلَى السَّوَادِ، كَلَوْنِ الرَّمَادِ، وَالْأَوْرَقُ: أَطْيَبُ الإِبِلِ عِنْدَهُمْ لَحْمًا، وَلَيْسَ بِمَحْمُودٍ عِنْدَهُمْ فِى عَمَلِهِ وَسَيْرِهِ (¬34). قَوْلُهُ: "خَلَفًا [مباَرَكًا"] (¬35) الْخَلَفُ: مَا جَاءَ بَعْدُ، يُقَالُ: هُوَ خَلْفُ سَوْءٍ مِنْ أَبِيهِ- بِالإِسْكَانِ، وَخَلَفُ صِدْقٍ - بِالتَّحْرِيكِ: إِذَا قَامَ مَقَامهُ، وَقَالَ الْأَخْفَشُ: هُمَا سَوَاءٌ، مِنْهُمْ مَنْ يُحَرِّكُ "خَلَفَ صِدْقٍ" وَيُسَكِّنُ الْآخَرَ، يُرِيدُ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا (¬36). قَوْلُة: "لِيُقَابِلَ التَّحِيَّةَ بِالتَّحِيَّةِ" هِىَ هَا هُنَا: الدُّعَاءُ، أَىْ: يُقَابِلُ الدُّعَاءَ بِالدُّعَاءِ، وَهِىَ تَفْعِلَةٌ مِنَ الْحَيَاةِ. قَوْلُهُ: "ابن وَليدةْ زمعة" (¬37) الْوَلِيدَةُ: الْجَارِيَةُ، وَجَمْعُهَا: وَلَائِدُ، وَالْوَلِيدُ: الْعَبْدُ. قَوْلُة: "وَلِلْعَاهِرِ الحَجَرُ" (¬38) الْعَاهِرُ: الزَّانِى، وَمَعْنَاهُ: لَا شَيْىءَ لَهُ، كَمَا يُقَالُ: لَهُ الْحَجَرُ، إِذَا قَصَدَ تَكْذِيبَهُ. ¬

_ (¬33) من قوله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من بنى فزارة: "هل من إبل؟ قال: نعم، قال: ما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق، قال. . ." المهذب 2/ 122. (¬34) الإبل للأصمعى 127، 150، والصحاح (ورق) والمنتخب 350. (¬35) خ: صالح. وفى المهذب 2/ 123: بارك الله لك فى مولودك وجعله الله لك خلفا مباركا. (¬36) الصحاح (خلف). (¬37) فى المهذب 2/ 124: فإن أتت بولد لمدة الحمل من يوم الوطء لحقه؛ لأن سعدًا نازع عبد بن زمعة فى ابن وليدة زمعة، فقال عبد: هو أخى وابن وليدة أبى ولد فلى فراشه. . . إلخ. (¬38) من حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" المهذب 2/ 124، والحديث فى مسند الإمام أحمد 1/ 228، 2/ 140، والترمذى 5/ 120، 8/ 278، وابن ماجة 1/ 646، 2/ 905.

قَوْلُهُ: "اعْتُقِلَ لِسَانُهُ" (¬39) أَىْ: لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ، مُشْتَقٌ مِنْ عِقَالِ الْبَعِيرِ. قَوْلُهُ: "أُصْمِتَتْ" يُقَالُ: أُصْمِتَ الْعَلِيلُ، فَهُوَ مُصْمَتٌ: إِذَا اعْتُقِلَ لِسَانُهُ فَلَمْ يَنْطِقْ. قَوْلُهُ: "يُتَرْجِمُ عَنْهُ" أَىْ: يُعَبِّرُ عَنْهُ، وَهُوَ التُّرجُمَانُ، كَأَنَّهُ فَارِسِىٌّ عُرِّبَ. {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} وَ "الْمَعَرَّة" ذُكِرَا (¬40). قَوْلُهُ: "لِأَنَّ الْمَعَرَّةَ بِزِنَاهَا أَعْظَمُ" (*) الْمَعَرَّةُ- هَا هُنَا: الْعَارُ وَالعَيْبُ، وَتَكُونُ الإِثْمَ أَيْضًا، قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬41): الْمَعَرَّةُ: الْأَمْرُ الْقَبِيحُ الْمكْرُوهُ. وَقَالَ العُزَيْزِىُّ (¬42): {مَعَرَّةٌ} (¬43): جِنَايةٌ كَجِنَايَةِ الْعُرِّ، وَهُوَ: الْجَرَبُ. قَوْلُهُ: "حَلَفَ [يَمِينًا] (¬44) عَلَى مَالِ مُسْلِمٍ فَاقْتَطَعَهُ" أَىْ: غَصَبَهُ وَمَلَكَهُ، وَمِنْهُ: إِقْطَاعُ السُّلطَانِ، وَفِى الْحَدِيثِ: "أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ" (¬45) أَىْ: مَلَّكَهُ. قَوْلُهُ: " [مَنَعَ] (¬46) فَضْلَ الْمَاءِ" الْفَضْلُ: الزِّيَادَةُ، وَمَعْنَاهُ: مَا زَادَ عَلَى حَاجَتِهِ، يُقَالُ: فَضَلَ يَفْضُلُ، وَفَضِلَ يَفْضَلُ، وَفَضِلَ بِالكَسْرِ- يَفْضُلُ بِالضَّمِّ، ثَلَاثُ لُغاتٍ، وَقَدْ مَضَتْ (¬47). ¬

_ (¬39) فى المهذب 2/ 124: وأما من اعتقل لسانه فإنه إن كان مأيوسًا منه: صح لعانه بالإشارة كالأخرس. (¬40) الآية 8 من سورة النور، وانظر 2/ 16، 186. (*) ع: أقبح. (¬41) فى الغريبين 2/ 226 خ. (¬42) تفسير غريب القرآن 114. (¬43) سورة الفتح آية 25 وفى ع: المعرة. (¬44) من ع، وفى المهذب 2/ 125: من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلالة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: رجل حلف يمينا. . . إلخ. (¬45) المهذب 1/ 426، والنهاية 1/ 398. (¬46) من ع. وفى المهذب 2/ 125: "ورجل منع فضل الماء" من الحديث السابق فى تعليق 44. (¬47) 1/ 43، 157.

قَوْلُهُ: "لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَبْهَأ النَّاسُ" (¬48) أَى: يَأْنَسوا بِهِ حَتى تَقِلَّ هَيْبَتُهُ فِى صُدُورِهِمْ، فَيَسْتَخِفُّوا بِهِ وَيَحْتَقِرُوهُ، وَيُقَالُ: بَهَأْتُ بِهِ أَبْهَا بُهُوءًا: إِذَا أَنِسْتَ بِهِ. قَوْلُهُ: "سِوَاكٍ مِنْ رُطْبٍ" (¬49) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬50): الرُّطْبُ- بالضَّمِّ، سَاكِنَةُ الطَّاءِ: الْكَلَأُ، قَال ذُو الرُّمَّةِ (*): حَتَّى إِذَا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ ... بِأْجَّةٍ نَشَّ عَنْهَا الْمَاءُ وَالرُّطُبُ وَهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ. وَ "يَمِينٍ آثِمَةٍ" يَعْنِى: مُؤثِمَةً، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفْعِلَةٍ. قَوْلُهُ: "تَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (¬51) أَىْ لَزِمَهُ وَتَمَكَّنَ مِنْهُ، وَالْمَبَاءَةُ: الْمَنْزِلُ الْمَلْزُومُ، يُقَالُ بَوَّأْتُ فْلَانًا مَنْزِلًا، أَىْ: أَنْزَلْتَهُ. قَوْلُهُ: "حُرُوفَ الصِّفَاتِ" (¬52) هِىَ حُرُوفُ الْجَرِّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا تُوصَفُ بِهَا النَّكِرَاتُ. قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ "الكَنِيسَةَ" مَسْجدُ الْيَهُودِ، وَ "الْبيعَةَ" مَسْجدُ النَّصَارَى (¬53). ¬

_ (¬48) فى المهذب 2/ 125: روى أن عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - رأى قومًا يحلفون بين الركن والمقام، فقال: أَعَلَى دم؟ قالوا: لا، قال: أفعلى عظيم من المال؟ فقالوا: لا، فقال: لقد خشيت أن يبهأ الناس بهذا المقام. وانظر النهاية 1/ 164، وغريب أبى عبيد 4/ 473. (¬49) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حلف عند منبرى على يمين آثمة ولو على سواك من رطب وجبت له النار" المهذب 2/ 126. (¬50) فى الصحاح (رطب). (*) ديوانه 1/ 53. (¬51) روى جابر - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف على منبرى هذا بيمين آثمة تبوأ مقعده من النار" المهذب 2/ 126، ومسلم 1/ 10، ومسند الإمام أحمد 1/ 65، وانظر النهاية 1/ 195. (¬52) فى المهذب 2/ 126: وحمل قوله: "على منبرى" أى: عند منبرى؛ لأن حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض. (¬53) 2/ 87.

قَوْلُهُ: "ذَكَّرَهُمَا" (¬54) أَىْ: وَعَظَهُمَا، قاَلَ اللهُ تَعَالَي: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (¬55) وَسُمِّىَ الْوَاعِظُ الْمُذَكِّرَ، وَكَذَا الْمُؤَذِّنُ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الذِّكْرِ ضِدِّ النِّسْيَانِ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ بَرْزَةٍ" (¬56) الْبَرْزَةُ: الَّتِى لَا تَحْتَجبُ، وَتَبْرُزُ، أَىْ: تَظْهَرُ، وَالْبُرُوزُ: الظُّهُورُ، وَمِنْهُ {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} (¬57). قَوْلُهُ: "فَتَلَكَّأَتْ" (¬58) أَىْ: تَوَقَّفَتْ، يُقَالُ: تَلَكَّأَ عَنِ الْأَمْرِ: تَلَكُّؤًا: تَبَاطَأَ عَنْهُ وَتَوَقَّفَ. قَوْلُهُ: "وَيَرْفَعُ فِى نَسَبِهَا حَتَّى تَتَمَيَّزَ" (¬59) يُرِيدُ: يَذْكُرُ أَجْدَادَهَا الَّذِينَ تُنْسَبُ إِلَيْهِمْ، مِنْ رَفَعْتُ الْحَدِيت: إِذَا أَسْنَدْتَهُ. قَوْلُهُ: "فَسُرِّىَ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" (¬60) أَىْ: كُشِفَ، وَانْسَرَى الْهَمُّ عَنْهُ: مِثْلُهُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: "فَإِذَا مَطَرَتْ -يَعْنِى السَّحَابَةَ- سُرِّىَ عَنْهُ" أَىْ: كُشِفَ عَنْهُ الْخَوْفُ (¬61). ¬

_ (¬54) روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى - صلى الله عليه وسلم - ذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا. يعنى المتلاعنين. المهذب 2/ 126. (¬55) سورة الذاريات آية 55. (¬56) ع: قوله غير برزة. وفى المهذب 2/ 126: وإن كانت المرأة غير برزة بعث إليها الحاكم من يستوفى عليا اللعان. (¬57) سورة الكهف آية 47. (¬58) يعنى امرأة هلال عند الخامسة تلكأت ساعة ثم قالت والله لا أفضح قومى، فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين. المهذب 2/ 126. (¬59) إن لاعن وهى غائبة لحيض، أو موت قال: أشهد بالله إنى لمن الصادقين فيما رميت به زوجتى فلانة، ويرفع. . . المهذب 2/ 126. (¬60) من حديث هلال بن أمية، وقذف امرأته، فقل النبى - صلى الله عليه وسلم -: "البينة أوحد فى ظهرك" فقال هلال: والذى بعثك بالحق إنى لصادق، ولينزلن الله فى أمرى ما يبرى ظهرى من الحد فنزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} فسرى. . . المهذب 2/ 127. (¬61) غريب ابن الجوزى 1/ 477، والنهاية 2/ 364.

قَوْلُهُ: [فَقَدْ] (*) جَعَلَ اللهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا" (¬62) الْفَرَجُ- بِالتَّحْرِيكِ: زَوَالُ الْغَمِّ، يُقَالُ: فَرَّجَ اللهُ غَمَّهُ تَفْرِيجًا، وَكَذَلِكَ: فَرَجَ اللهُ عَنْكَ غَمَّكَ يَفرِجُ، بِالكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ. وَمَخْرجًا مِمَّا دَخَلَ عَلَيْكَ [مِنْ شِدَّةٍ وَبَلَاءٍ] (¬63). ¬

_ (*) خ: قد. (¬62) من قوله - صلى الله عليه وسلم - فى الحديث السابق: "أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا". (¬63) من ع.

ومن كتاب الأيمان

وَمِنْ كِتَابِ الْأيمَانِ الْيَمِينِ (¬1): مَأْخُوذَةٌ مِنْ يَمِينِ الإِنْسَانِ، وَهِىَ: ضِدُّ يَسَارِهِ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذاَ تَحَالَفُوا أَوْ تَوَاثَقُوا (¬2): ضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ بِيَمِينِ صَاحِبِهِ؛ وَلِأَنَّ الْحَالِفَ يُشِيرُ بِيَمِينهِ إِلَى الشَّيْىءِ الْمَحْلُوفِ عَلَيْهِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا الْمُكَلَّفَ وَالتَّكْلِيفَ (¬3). قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} (¬4) يُقَالُ: لَغَا يَلْغُو وَيَلْغَى، وَلَغِىَ يَلْغَى: إِذَا تَكَلَّمَ بِمَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَلَا قَصْدَ لَهُ فِيهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬5). وَفِى التَّفْسِيرِ: هو مَا يَسْبِقُ إلَيْهِ اللُسَانُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، كَقَوْلِهِمْ: لَا وَاللهِ، وَبَلَى وَاللهِ. قَالَ الأزْهَرِىُّ (¬6): اللَّغْوُ فِى كَلَام الْعَرَبِ عَلَى وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: فُضُولُ الْكَلَام وبَاطِلُهُ الَّذِى يَجْرِى عَلَى غَيْرِ عَقْدِ، وَالآخَرُ (¬7): مَا كَانَ فِيهِ رَفَثٌ وَفُحْشٌ وَمَأْثَمٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} (¬8) أَىْ: لَا تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلًا وَلَا مَأْثمًا (¬9). ¬

_ (¬1) ع: أصل اليمين. (¬2) أو تواثقوا: ساقط من ع. (¬3) 1/ 170. (¬4) سورة البقرة آية 225، وسورة المائدة آية 89. وقد وردتا فى المهذب 2/ 128، مستشهدا على قوله: تصح اليمين من كل مكلف مختار قاصد الى اليمين، لقوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ. . .} الآية. (¬5) 2/ 174. (¬6) فى الزاهر 67. (¬7) ع: والثانى. (¬8) سورة الغاشية آية 11. (¬9) ع: ما يؤثمها.

{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ} (*) شُدِّدَ (¬10) لِلتكْثِيرِ. قَوْلُهُ: "الْيَمِينُ الْغمُوسُ" (¬11) مفسرة (¬12)، وَقَالَ الجَوْهَرِىُّ (¬13): هِىَ الَّتِى تَغمِسُ صَاحِبَهَا فِى الِإثْمِ، ثُمَّ فِى النَّارِ (¬14). وَ "يَقْتَطِعُ بِهَا" يَمْلِكْ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬15). قَوْلُهُ: "ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا" (¬16) ذَاكِرًا: ضِدُّ نَاسِيًا، أَيْ: مَا حَلَفْتُ بِهَا وَأَنَا ذَاكِرٌ إِلَيْهَا لَسْتُ بِنَاسٍ، وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬17): لَيْسَ هُوَ مِنَ الذِّكْرِ بَعْدَ النِّسْيَانِ، إنَّمَا يَعْنِى: مُتَكَلِّمًا بِهِ، كَقَوْلِكَ: ذَكَرْتُ لِفُلَانٍ حَدِيثَ كَذَا وَكَذا. "وَلَا آثِرًا" أَىْ حَاكِيًا عَنْ غَيْرِى، يُقَالُ: أَثَرْتُ الْحَديِثَ آثرُهُ أَثْرًا: إِذَا ذَكَرْتَهُ عَنْ غَيْرِكَ، وَمِنْهُ قِيلَ: حَدِيث مَأْثُورٌ، أَىْ يَذْكُرُهُ خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} (¬18) أَىْ: يَأْخُذُهُ وَاحِدٌ عَنْ وَاحِدٍ قَالَ الْأَعْشَى (¬19): إنَّ الَّذِى فِيهِ تَمَارَيتُمَا ... بُيِّنَ للِسَّامِعِ وَالْآثِرِ ¬

_ (*) سورة المائدة آية 89. (¬10) ع: يشدد. (¬11) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: جاء رجل الى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: عقوق الوالدين، قال: ثم ماذا؟ قال: اليمين الغموس. المهذب 2/ 128، والفائق 2/ 236، والنهاية 3/ 386. (¬12) يعنى فى المهذب 2/ 128، وفيه: قيل للشعبى: ما اليمين الغموس، قال: الذى يقتطع بها مال امرى مسلم وهو فيها كاذب. (¬13) الصحاح (غمس). (¬14) ثم فى النار: ليست فى الصحاح. (¬15) 2/ 68 (¬16) روى عن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلف بأبى، فقال: إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فقال عمر - رضي الله عنه -: "والله ما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا" المهذب 2/ 129، والترمذى 7/ 16، وابن ماجة 1/ 677. (¬17) الصحاح (أثر). (¬18) سورة المدثر آية 24. (¬19) ديوانه 141 وروايته: للسامع والناظر. والرواية هنا متابعة لرواية الصحاح (أثر).

وَ [مِثْلُهُ] (*) قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} (¬20). قَوْلُهُ: "أَو بِبَارِىء النَّسَمَةِ" (¬21) أَىْ: خَالِقِ الِإنْسَانِ، بَرَأَ الله الْخَلْقَ بَرْءًا، وَهُوَ الْبَارِىءُ، أَىِ: الْخَالِقُ (¬22)، وَالْبَرِيَّةُ: الْخَلْقُ، وَالنَّسَمَةُ: الِإنْسَانُ، وَجَمْعُهَا: نَسَمٌ، وَالنَّسَمَةُ أَيْضًا: النَّفَسُ- بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَهُوَ: الرَّبْوُ. قَوْلُهُ: "وَخَالِقُ الْكَذِبِ" يُقَالُ: خَلَقَ الإِفْكَ وَاخْتَلَقَهُ وَتَخَلَّقَهُ، أَىِ: افْتَرَاهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} (¬23) وَ {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} (¬24). قَوْلُهُ: "وَجَبَّارٌ مُتَكَبِّرٌ" الْجَبَّارُ: الَّذِى يَقْتُلُ عَلَى الْغَضَبِ، والمُتَكَبِّرُ: الْمُتَعَظِّمُ (¬25)، وَالْكِبْرُ: الْعَظَمَةُ، وَكَذَلِكَ الْكِبْرِيَاءُ. قَوْلُهُ: "وَالْمُؤْمِنُ" سُمِّىَ اللهُ مُؤْمِنًا، لِأنَّهُ آمَنَ عِبَادَهُ مِنْ أَنْ يَظْلِمَهُمْ، ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬26). قَوْلُهُ: "بِعَظَمَةِ اللهِ، أَوْ بعِزَّتِهِ، أَوْ بكِبْرِيَائِهِ، أَوْ بِجَلَالِهِ" (¬27) الْعِزَّةُ: الْقُوَّةُ وَالْغلَبَةُ، مِنْ عَزَّ: إِذَا غَلَبَ، أَوْ مِنَ الْعِزِّ ضِدِّ الذُّلِّ. وَالْكِبْرِيَاءُ: الْعَظَمَةُ، وَجَلَالُهُ أَيْضًا: عَظَمَتُهُ. قَوْلُهُ: "مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ" ذَاتُ الشَّىْءِ حَقِيقَتُهُ، وَذَاتُ اللهِ تَعَالَى: حَقِيقَتُهُ، وَثُبُوتُ وَحْدَانِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ فِى النَّفْس اعْتِقَادًا، بِغَيْرِ جِسْمٍ وَلَا صُورَةٍ. ¬

_ (*) ساقط من خ. (¬20) سورة الأحقاف آية 4. (¬21) إن حلف بالرحمن، أو بالإله، أو بخالق الخلق، أو ببارى النسمة. . . اتعقدت يمينه. المهذب 2/ 129. (¬22) المقصد الأسنى 75، إن حلف بالخالق ونوى به غير الله: لم ينعقد؛ لأنه قد يستعمل فى غيره مع التقييد كخالق الكذب. المهذب 2/ 129. (¬23) سورة العنكبوت آية 17. (¬24) سورة ص آية 7. (¬25) المقصد الأسنى 74، 75. (¬26) الصحاخ (أمن) وانظر المقصد الأسنى 70. (¬27) لو حلف بذلك انعقدت يمينه؛ لأن هذه الصفات للذات لم يزل موصوفا بها ولا يجوز وصفه بضدها. المهذب 2/ 129.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} (¬28) الْكَيْدُ: الْمَكْرُ، كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْدً وَمَكِيدَةً. وَالْمَكْرُ: هُوَ الاحْتِيَالُ وَالْخَدِيعَةُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} (¬29) أَىْ: أَعْطَاكَ وَفَضَّلَكَ، مِنْ آثَرْتُ فُلَانًا عَلَى نَفْسِى إِيثَارًا، أَىْ: جَعَلْتُهُ أَحَقَّ بِهِ مِنِّى، قَالَ الله تَعَالَى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (¬30). قَوْلُهُ: "الله إِنَّكَ قَتَلْتَهُ" (¬31) مَمْدُودٌ، عَلَى لَفْظِ الاسْتِفْهَامِ، وَالْخَفْضِ لَا غَيْرُ؛ لأَنَّ هَمْزَةَ الاسْتِفْهَام بَدَلٌ مِنْ حَرْفِ الْقَسَمِ الْخَافِضِ لِاسْمِ اللهِ تَعَالَى (¬32). وَفِى الثَّانِى يَجُوزُ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ، وَالْخَفْضُ وَالنَّصْبُ وَالرَّفْعُ، وَلَا يَكُونُ الْخَفْضُ إِلَّا مَعَ الْمَدِّ. وَمَعْنَى الرَّفْع: اللهُ قَسَمِى، أَو اللهُ الَّذِى أُقْسِمُ بِهِ. وَالنَّصْبُ لِفُقْدَانِ الْخَافِضِ، كَمَا قَالُوا: يَمِينَ اللهِ. وَالرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ (¬33): الْمَدُّ فى الْأوَّلِ؛ لأنَّهُ اسْتَفْهَامُ صَرِيحٌ، وَالْقَصْرُ فِى الثَّانِى، وَمَنْ جَوَّزَ الْمدَّ فِى الثَّانِى، فَإِنَّهُ قَصَدَ الْعِوَضَ لَا الاسْتِفْهامَ (¬34). [قَوْلُهُ] (¬35) "لَا هَا اللهِ" (¬36) هِىَ "هَا الَّتِى لِلتَّنْبِيهِ، جُعِلَتْ عِوَضًا مِنْ حَرْفِ الْقَسَمِ، وَقَدْ رُوِىَ فِيهَا الْمَدُّ، وَلَا أَعلَمُ لَهَا وَجْهًا، وَكَذاَ رُوِىَ فِى حَدِيثِ الَرِّبَا "الْبُرُّ بِالْبُرِّ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ. . . إِلَى أَنْ قَالَ: هَاءَ وَهَاءَ" (¬37) يُرِيدُ: يَدًا بِيَدٍ، ¬

_ (¬28) سورة الأنبياء آية 57. (¬29) سورة يوسف آية 91. (¬30) سورة الحشر آية 9. (¬31) فى حديث عبد الله بن مسعود أنه أخبر النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قتل أبا جهل فقال: آلله إنك قتلته؟ قال آلله إنى قتلته المهذب 2/ 130. (¬32) من: ع. (¬33) ع: فى الصحيح. (¬34) انظر سيرة ابن هشام 3/ 277، والكتاب 2/ 161. (¬35) من ع. (¬36) لو قال لا هاالله، ونوى به اليمين: فهو يمين. (¬37) البخارى 3/ 97، ومسلم 3/ 1210، وأبو داوود 3/ 248، وابن ماجة 2/ 739، ومسند الشافعى 2/ 156، وغريب الخطابى 3/ 241، والفائق 4/ 87، وابن الجوزى 2/ 487، والنهاية 5/ 237.

وَمعْنَاهَا فِى الرِّبا: خُذْ، يُقَالُ: هَاكَ الدِّرْهَمَ، أَىْ: خُذْ. وَفِى كِتَابِ اللهِ تَعَالَى: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} (¬38) فَمَدَّهَا لِأَجْلِ الهَمْزَةِ الَّتِى بَعْدَهَا، وَقِيلَ: هِىَ مَمْدُودَةٌ فِى نَفْسِهَا، وَكَذَلِكَ: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} (¬39) وَأنْشَدُوا لِعَلِىِّ - رضي الله عنه - (¬40): أَفَاطِمَ هَائِى السَّيْفَ غَيْرَ ذَميمْ ... فَلَسْتُ بِرِعْدِيدٍ وَلَا بِلَئِيمْ قَوْلُهُ: "وَأَيمْ اللهِ إِنَّهُ لَخَلِيقٌ بِالِإمَارَةِ" (¬41) أَيْمُ أَصْلُهُ: أَيْمُنُ، فَحُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ، لِكَثْرَةِ الاسْتِعْمَالِ، كَمَا حَذَفْوهَا فِى يَكُنْ، فَقَالُوا: لَمْ يَكُ. وَاخْتَلَفُوا فِى أَلِفهَا، فَسِيَبَوَيْهِ يَقُولُ: إِنَّهَا ألِفُ وَصْلٍ، وَالْفَرَّاءُ يَقُولُ: إِنَّهَا أَلِفُ قَطْعٍ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ ذِكْرِهِ (¬42). وَأمَّا مِيمُ "أَيْمُ" فَالْقِيَاسُ ضَمُّهَا، كَمَا كَانَتْ مَضْمُومَةً قَبْلَ الْحَذْفِ، وَذَكَرَ الْقَلْعِىُّ (¬43) أَنَّهَا تُخْفَضُ بِالْقَسَمٍ، وَالْوَاوُ وَاوُ قَسَمٍ عِندَهُ. وَذَاكَرْتُ بِهَا (¬44) جَمَاعَةً مِنْ أَئِمَّةِ النَّحْوِ وَالْمَعْرِفةِ فَمَنَعُوا مِنَ الْخَفْضِ، وَقَالُوا: أَيْمُنٌ بِنَفْسِهَا آلة لِلْقَسَمِ، فَلَا تَدْخُلُ عَلَى الآلةِ آلة، هَكَذَا ذَكَرَ لِى مَنْ يَسمَعُ التَّاجِ النَّحْوِىَّ رَئِيسَ أَهْلِ الْعَرَبيَّةِ بِدِمَشْقَ. ¬

_ = وقال الخطابى: هاء وهاء: ممدودان، والعامة ترويهما ها وها مقصورين، ومعنى هاء: خذ، يقال للرجل: هاء، وللمرأة: هائى وهذا يستعمل فى النهى، فإذا قلت: هاك قصرت، وإذا حذفت الكاف: مددت، فكانت المدة بدلا من كاف المخاطبة، غريب الحديث 3/ 241. (¬38) سورة الحاقة آية 19. (¬39) سورة آل عمران آية 66. (¬40) ذكره فى الفائق 4/ 87. (¬41) ع: قوله: وأيم الله. وفى المهذب 2/ 130: وإن قال: وأيم الله ونوى اليمين فهو يمين؛ لأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى أسامة بن زيد: "وأيم الله إنه لخليق بالإمارة". (¬42) انظر الكتاب 3/ 324، 325، 4/ 481، 149، وسر صناعة الإعراب 1/ 132، وشرح الكافية للرضى 2/ 334، 335، والمغنى بحاشية الأمير 1/ 95. (¬43) اللفظ المستغرب بتحقيقنا 133. (¬44) بها: ساقط من ع.

قَوْلُهُ: "إِنَّهُ لَخَلِيقٌ بِالِإمَارَةِ" أَىْ [: حَقِيقٌ] (¬45) وَجَدِيرٌ، وَقَدْ خُلِقَ لِذَلِكَ، كَأَنَّه مِمَّنْ يقَدَّر لِذَلِكَ، وَتُرَى فِيهِ مَخَايِلُهُ، وَهَذَا مَخْلَقَةٌ لِذَلِكَ (¬46)، أَىْ: مَجْدَرَةٌ. قَوْلُة: "لَعَمْرُ اللهِ" كَأَنَّهُ حَلِفٌ بِبَقَاءِ اللهِ (¬47)، وَأَصْلُة: العُمْرُ بِضَمِّ الْعَيْنِ، فَاسْتُعْمِلَ فِى الْقَسَمِ بِالْفَتْحِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَعْمَهُونَ} (¬48) لَا يَهْتَدُونَ، وَالْعَمَهُ: التَّحَيُّرُ وَالتَّرَدُّدُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} (¬49) أَىْ: بَالَغُوا فِى الْيَمِينِ وَاجْتَهَدُوا فِيهَا. قَوْلُهُ: "أَعْزِمُ بِاللهِ" عَزَمَ عَلَى الْأَمْرِ: إِذَا قَطَعَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَرُدُّهُ عَنْهُ شَيْئٌ. قَوْلُهُ: "حَنِثَ، وَلَمْ يَحْنَثْ" (¬50) فِى مَوَاضِعَ، أَصْلُ الحِنْثِ: الْإِثْمُ وَالذَّنْبُ، وَبَلَغَ الْغُلَامُ الْحِنْثَ، أَىْ: الْمَعْصِيَةَ وَالطَّاعَةَ. وَالْحِنْثُ: الْخُلْفُ فِى اليَمينِ، يُقَالُ: حَنَثَ فِى يَمينِهِ، أَىْ: لَمْ يَبَرَّ، فَيَأْثَمُ وَيُذْنِبُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِىِّ: الحِنْثُ: الرُّجُوعُ فِى الْيَمِينِ، أَنْ (¬51) يَفْعَلَ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَفْعَلَ. ¬

_ (¬45) خ: خليق. (¬46) ع: لذاك. (¬47) ع: ببقائه. (¬48) سورة الحجر آية 72. (¬49) سورة الأنعام آية 109، والنحل 38، والنور 53، وفاطر 42. (¬50) ع: والحنث. (¬51) ....................

ومن باب جامع الإيمان

وَمِنْ بَابِ جَامِعِ الِإيمَانِ قَوْلُهُ: "وَتَرَكَ رَحْلَهُ فِيهَا" (¬1) هُوَ مَا يَسْتَصْحِبُهُ مِنَ الْأَثَاثِ. وَالرَّحْلُ: مَسْكَنُ الرَّجُلِ أَيْضًا، وَمِنْهُ (¬2) الْحَدِيثُ: "صَلُّوا فِى الرِّحَالِ" (¬3). وَكَذَا قَوْلُهُ: "لِنَقْلِ الرَّحْلِ" هُوَ الْأَثَاثُ، كَالْجَفْنَةِ (¬4)، وَالْقِدْرِ، وَالسِّرَاجِ. وَالرَّحْلُ فِى غَيْرِ هَذَا: عُدَّةُ الْبَعِيرِ. قَوْلُهُ: " [فِى بَيْتٍ] (¬5) مِنْ خَانٍ" الخَانُ: مَوْضِعٌ يَسْكُنُهُ الْمُسَافِرُونَ. قَوْلُهُ: "عَلَى سَطْحِهَا وَهُوَ غَيْرُ مُحَجَّرٍ" (¬6) الْمُحَجَّرُ: الَّذِى عَلَيْهِ بِنَاءٌ يُحِيطُ بِهِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْحُجْرَةُ. وَ "سُورُ الدَّارِ" (¬7) مَا يُحِيطُ بِهِ. قَوْلُهُ: "سَاحَةً أَوْ [جُعِلَتْ] حَانُوتًا" السَّاحَةُ: الْعَرْصَةُ الَّتِى لَا بِنَاءَ فِيهَا. وَالْحَانُوتُ: الدُّكَّانُ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ (*) وَالْحَانُوتُ أَيْضًا: بَيْتُ الْخَمْرِ (¬9). وَقَالَ ¬

_ (¬1) إذا حلف لا يسكن دارًا وهو فيها فخرج فى الحال بنية التحويل وترك رحله فيها: لم يحنث. المهذب 2/ 32. (¬2) ع: ومنه فى الحديث. (¬3) غريب ابن الجوزى 1/ 386، والنهاية 2/ 209. (¬4) ع: كالحقة: تحريف. (¬5) من ع وفى خ: أو بيت، وفى المهذب 2/ 132: وإن سكن كل واحد منهما فى بيت من خان. . . إلخ. (¬6) وإن حلف لا يدخل دارًا فحصل فى سطحها وهو غير محجر: لم يحنث. المهذب 2/ 132. (¬7) من قوله فى المهذب: وإن كان محجرا. . . يحنث؛ لأنه يحيط به سُورُ الدار. (¬8) من ع وفى المهذب 2/ 132: وإن حلف لا يدخل هذه الدار فانهدمت وصارت ساحة أو جعلت حانوتا أو بستانا فدخلها: لم يحنَث. (*) معرب: ساقط من ع. (¬9) الصحاح والمصباح (حوت).

فِى فِقْهِ اللُّغَةِ (¬10): الْحَانُوتُ: مَكَانُ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ. قَوْلُهُ: "دُونَ الْمِصْرَاعِ" (¬11) هُوَ اللَّوْحُ الَّذِى يُنْصَبُ، وَهُمَا مِصْرَاعَانِ. قَوْلُهُ: "الْقَرَوِى" (¬12) مَنْسُوب إِلَى الْقَرْيَةِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأنَّهَا تَجْمَعُ النَّاسَ، مِنْ قَرَىَ: إذَا جَمَعَ، وَيُقَالُ: قِرْيَةٌ: لُغَةٌ يَمَانِيةٌ، [وَ] (¬13) لَعَلَّهَا جُمِعَتْ عَلَى ذَلِكَ، مِثْلُ: لِحْيَةٍ وَلُحىً (¬14). قَولُهُ: "بُيُوتَ الْمَدَرِ" أَصْلُ الْمَدَرِ، قِطعُ الطِّينِ الْيَابِسِ. وَالتُّرَابُ وَالطِّينُ: واحِدٌ، وَالتُرَابُ: أَعَمُ. وَتُسَمَّى الْبَلْدَةُ: مَدَرَةً. "الْحَمَلُ" (¬15) وَلَدُ النَّعْجَةِ الصَّغِيرُ، فَإذَا كَبِرَ فَهُوَ كَبْشٌ. قَوْلُهُ: "لَا [يَشْرَبُ] (¬16) السَّوِيقَ فَاسْتَفَّهُ" يُقَالُ: سَفَّ الدَّوَاءَ وَاسْتَفَّهُ، وسَفِفْتُ أَنَا- بِالْكَسْرِ، وَاسْتَفَفْتُهُ (¬17): بِمَعْنًى، أَىْ: أَخَذْتَهُ غَيْرَ مَلْتُوتٍ. وَكَذَا السَّوِيقُ، وَكُلُّ دَوَاءٍ غَيْرُ مَعْجُونٍ، فَهُوَ سَفُوفٌ. "الازْدِرادُ" الْبَلْعُ مِنْ غَيْرِ مَضْغٍ وَلَا لَوْكٍ. ¬

_ (¬10) للثعالبى 292. (¬11) الباب هو الممر الذى يدخل ويخرج منه دون المصراع المنصوب. المهذب 2/ 133. (¬12) بيت الأدم والشعر غير متعارف للقروى. المهذب 2/ 123. (¬13) خ أو لعلها. (¬14) قياس جمع قرية: قراء مثل ظبية وظباء. وجعها على قُرى مخالف للقياس. انظر الصحاح (قرا). (¬15) لو حلف لا يأكل هذا الحمل فأكله وهو كبش. . . لا يحنث، وقيل: يحنث، المهذب 2/ 133. (¬16) ليس فى ع وفى خ عوضها: يأكل، والذى فى المهذب 2/ 134: وإن حلف لا يشرب هذا السويق فاستفه أو لا يأكل هذا الخبز فدقه وشربه أو ابتلعه من غير مضغ: لم يحنث. (¬17) ع: وأسففته.

قَوْلُهُ: [[فَأُوجِرَ"] (¬18) الْوَجُورُ: الدَّوَاءُ الَّذِى يُصَبُّ فِى وَسَطِ الْفَمِ، تَقُولُ مِنْهُ: وَجَرْتُ الصَّبِى وَأَوْجَرْتُهُ: بِمَعْنًى. وَأَوْجَرْتُهُ الرُّمْحَ لَا غَيْرُ: إِذا طَعَنْتَهُ بِهِ. قَوْلُهُ: "يَتَخَلَّلُهُ مِنَ [الْبَيَاضِ] (¬19) " أَىْ: يَدْخُلُ فِى خَلَلِهِ، وَالْخلَلُ: الفُرَجُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ أوِ الْأشْيَاءِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬20) قَوْلُهُ: "بِالْحَلِيبِ وَالَّرائِبِ (وَالْجُبْنِ، وَاللُّورِ، وَالِّبَأِ، وَالْمَصْلِ، وَالْأقْطِ، وَالشِّيرَازِ") (¬21). أَمَّا الْحَلِيبُ: فَمَعْرُوفٌ، عِنْدَمَا (¬22) يُخْرَجُ عِنْدَ الْحَلْبِ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، أَىْ: مَحْلوبٌ. وَأَمَّا الرَّائِبُ: فَيُسَمَّى اللَّبَنُ بذَلِكَ إِذَا حَمَضَ خَثُرَ، أَىْ: ثَخَنَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬23). وَأَمَّا الْجُبْنُ (¬24): فَمَعْرُوف أَيْضًا، وَهُوَ [لَبَنٌ] (¬25) يُعْقَدُ بِالِإنْفَحَةِ، يُقَالُ: جُبْنٌ بِإِسْكَانِ الْبَاءِ، وَضّم الجِيمِ [وَالْبَاءِ] لُغَةٌ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جُبُنٌّ وَجُبُنَّةٌ بِالضَّم وَالتَّشْدِيد. ¬

_ (¬18) خ: فإن أوجر، وفى المهذب: وإن حَلَفَ لا يأكل ولا يشرب ولا يذوق فأوجر فى حلقه حتى وصل إلى جوفه: لم يحنث. (¬19) خ من بياض. وفى المهذب: وإن حلف على اللحم والشحم فأكل سمين الظهر والجنب وما يعلو اللحم ويتخلله من البياض: حنث. (¬20) 1/ 179. (¬21) فى المهذب 2/ 135: ويحنث بالحليب والرائب، وما جمد منه؛ لأن الجميع لبن، ولا يحنث بأكل الجبن واللور واللبأ والزبد والسمن والمصل والأقط. وما بين القوسين ليس فى ع. (¬22) ع: أول. (¬23) ........................ (¬24) هنا فى ع: وقوله: "لا يحنث بأكل الجبن". .. (¬25) خ: أن والمثبت من ع.

وَأَمَّا اللُّورُ- بِضَمِّ اللَّامِ، فَهُوَ: أَنْ يُجْعَلَ فِى الْحَلِيبِ الإِنْفَحَةُ، فَيَنْعَقِدُ، فَيُؤْكَلُ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ، يُؤْتَدَمُ [بِهِ،] (¬26) وَيُؤْكَلُ بِالتَّمْرِ، وَيُعْتَمَدُ مِنْهُ (¬27) الْحَلِيبُ الَّذِى يِكُونُ بَعْدَ اللِّبأَ. وَأَمَّا اللّبَأُ- مَقْصُور مَهْمُوزٌ: فَهُوَ لَبَنُ الْبَهِيمَةِ عِنْدَ أَوَّلِ مَا تُنْتَجُ، يُتْرَكُ عَلَى النَّارِ فَيَنْعَقِدُ. وَأَمَّا الْمَصْلُ: فَيُؤْخَذُ مَاءُ الْجُبْنِ وَالأَقِطِ فَيُغْلَى، غَلْيًا شَدِيدًا حَتَّى يَتَقَطَّعَ وَيَطْلُعَ الثَّخِين نَاحِيَةً، فَيُتْرَكُ فِى خَرِيطَةٍ (¬28) لِيَنزِلَ (¬29) مِنْهُ الْمَاءُ الرَّقِيقُ، ثمَّ يُعْصَرُ وَيُوضَعُ فَوْقَ الْخَرِيطَةِ شَيْىءٌ ثَقِيل لِيُسْتَنْزَلَ مَا فِيهِ، ثُمَّ يُتْرَكُ فِيهِ قَليِلٌ مِنَ الْمِلْحِ، وَيُجْعَلُ أَقْراصَا [أَوْ حِلَقًا] (¬30) وَالْمَصْلُ وَالْمُصَالَةُ، أَصْلُهُ: مِنْ مَصَلَ: إِذَا سَالَ مِنْهُ شَىْءُ يَسِيرٌ، يُقَالُ: مَصَلَ يَمْصُلُ مَصْلًا (¬31). طَعْمُهُ مُمْتَزِجُ، لَيْسَ بِالْحَامِضِ وَلَا الْحُلْوِ. وَالشِّيَرازُ: هُوَ أَنْ يُؤْخَذَ اللَّبَنُ الْخَاثِرُ، وَهُوَ الرَّائِبُ، فيُجْعَلَ فِى كِيسٍ حَتَّى يَنْزِلَ مَاءُهُ وَيَصْرِبَ (¬32). هَذَا الَّذِى قَصَدَهُ صَاحِبُ الْكِتَابِ. وَقَدْ يُعْمَلُ الشِّيرَازُ أَيْضًا بِأَنْ يُتْرَكَ الرَّائِبُ فِى وِعَاء، وَيُوضَعَ فَوْقَهُ الأبَازِيرُ، وَشَيْىءٌ مِنَ الْمُحْرِفَاتِ (¬33)، ثُمَّ يُؤْكَلُ، وَيُتْرَكُ فَوْقَهُ كُلَّ يَوْمٍ لَبَنٌ حَلِيبٌ. ¬

_ (¬26) من ع. (¬27) ع: ويعمل من الحليب. . . . (¬28) ع: خرقة. (¬29) ع: حتى ينزل. (¬30) من ع. (¬31) مصلا: ساقط من ع. (¬32) ع: ويضرب: تصحيف. والمعنى: يصير حامضا جدا، يقال: جاءنا بصَرْبة تزوى الوجه. الصحاح (صرب). (¬33) ع: المحرمات ترحيف.

وَأَمَّا الْأقْطُ، فَقَدْ ذُكِرَ (¬34)، وَهُوَ أَنْ يُغلَى اللَّبَن الْحَامِضُ الْمَنْزُوعُ الزُّبْدِ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْعَقِدَ وَيُجْعَلَ قِطَعًا صِغَارًا، وَيُجَفَّفَ فِى الشَّمْسِ. وَذَكَرَ فِى التَّنْبِيهِ "الدُّوغَ" بِضَمِّ الداّلِ، وَهُوَ: الْمَخِيضُ بِعَيْنِهِ، فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌّ (¬35). وَذَكَرَ فيهِ أَيْضًا "الْكَشْكَ" وَهُوَ: أَنْ يُهْرَسَ الْبُرُّ [أَو] (¬36) الشَّعيرُ حَتَّى يُنْقَى مِنَ الْقِشْرِ، ثُمَّ يُجَشُّ وَيُغْلَى فِى الْمَخيضِ إِلَى أَنْ يَخْثُرَ، فَيُشَرَّرَ، أَىْ: يُجَفَّفَ. ذَكَرَهُ فِى مُجْمَلِ اللُّغةِ (¬37). وَأَمَّا "الْمُرِّىُّ" فَإنَّمَا هُوَ بِتَشْديد الرّاءِ وَالْيَاءِ، وَكَأَّنَّهُ مَنْسوبٌ إِلى الْمَرَارَةِ، وَالْعَامَّةُ تُخَفِّفُهُ. وَصِفَتُهُ: أَنْ يُؤْخَذَ الشَّعيرُ فيقْلى، ثُمَّ يُطْحَنُ وَيُعْجَنُ وَيُخمَّرُ، ثُمَّ يُخلَطُ بِالِماءِ، فيسْتَخْرَجُ مِنْهُ خَلٌّ يَضْرِبُ لَوْنُهُ إِلَى الْحُمْرَةِ، يُؤْتّدَمُ بِهِ، وَيُطْبَخُ بِهِ. "وَالتُّوتُ" شَجَرٌ مَعْروفٌ، يُعْلَفُ (¬38) دودَ الْقَزِّ لَهُ [ثَمَرٌ] (¬39) أَحْمَرُ. وَ "النَّبقُ" ثِمارُ السِّدْرِ، وَفِى الْحَديثِ فِى سِدْرَةِ الْمُنْتَهى: "نَبِقُها مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ" (¬40). وَ "الْبَنَفْسَجُ" شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ، طَبْعُهُ الرُّطوبَةُ، زَهْرُهُ أَحْمَرُ أَدْهَمُ، وَهُوَ مُعَرَّبُ "بَنْفَشَهْ" (¬41). ¬

_ (¬34) 1/ 158، 241. (¬35) القاموس (دوغ) وقال الفيومى: هو لبن ينزع زبده، المصباح (دوغ) وزاد النووى فى التحرير على التنبيه 279: وذهبت مائيته وسخن. (¬36) خ: والشعير. (¬37) ص 768. (¬38) ع: يعلف به. (¬39) خ: ثمار. (¬40) فتح الباري 6/ 303، ومسلم 1/ 146، ومسند أحمد 3/ 149، 164، والفائق 3/ 24، وابن الجوزى 2/ 263، والنهاية 4/ 104. (¬41) معجم الألفاظ الفارسية فى شفاء الغليل 166، والمعرب 204، 205، تح ف / عبد الرحيم.

وَ "الرَّيْحانُ الْفارِسِىُّ" هُوَ الشَّقِرُ (¬42) فِى لُغَةِ بَعْضِ الْعَوَامِّ بِالْيَمَنِ (¬43). وَ "الْياسَمينُ" شَجَرٌ طَيِّبُ الرّائِحَةِ، يُشَمُّ زَهْرُهُ، لَهُ أَغْصانٌ دِقاقٌ، زَهْرُهُ أَبْيَضُ. قَوْلُهُ: "جَوْشَنًا" (¬44) هُوَ دِرْعٌ قَصيرَةٌ عَلى قَدْرِ الصَّدْرِ. قَوْلُهُ: "وَإنْ لَبِس مِخنَقَةً" (¬45) هِىَ الْقِلادَةُ، مَأْخوذٌ مِنَ الْمُخَنَّقِ، وَهُوَ: مَوْضِعُ الْخَنِقِ مِنَ الْعُنُقِ. وَ "السَّبَجُ" (¬46) خَرَزٌ أَسْوَدُ مَعْروفٌ. وَ "السَّوادُ" قُرَى الْعِراقِ وَمَزارِعُها. وَ "الْقَلَنْسُوَةُ" (¬47) مَلْبوسٌ عَلى قَدْرِ الرَّأْسِ مَعْروفٌ عِنْدَهُمْ (¬48). قَوْلُهُ: "وَإِنْ لَكَمَها أَوْ لَطَمَها أَوْ رَفَسَها" (¬49) لَكَمَهُ يَلْكُمُهُ: إِذا ضَرَبَهُ بِجُمْعِ كَفِّهِ. وَاللَّطْمُ: الضَّرْبُ عَلى الْوَجْهِ بِباطِنِ الرّاحَةِ. وَالرَّفْسُ: الضَّرْبُ بِالرِّجْلِ، رَفَسَهُ يَرْفِسُهُ. ¬

_ (¬42) الصحاح والقاموس (شقر). (¬43) ع: بعض عوام اليمن. (¬44) خ: فلبس جوشنا وفى المهذب 2/ 136: وإن حلف ألا يلبس شيئا فلبس درعا أو جوشنا. . . ففيه وجهان. . الخ. (¬45) إن حلف لا يلبس حليا فلبس خاتما من ذهب أو فضة أو مخنقة من لؤلؤ أو غيره من الجواهر حنث. المهذب 2/ 136. (¬46) وإن لبس شيئا من الخرز أو السبج فإن كان ممن عادته التحلى به كأهل السواد: حنث. المهذب 2/ 136. (¬47) فى قوله: إن حلف أن لا يلبس قلنسوة فلبسها فى رحله لم يحنث. المهذب 2/ 136. (¬48) المعرب 231، ورسالتان فى المعرب 162. (¬49) فى المهذب 2/ 137: وإن حلف لا يضرب امرأته. . . فإن لكمها أو لطمها أو رفسها. . الخ.

(قَوْلُهُ: "حَتَّى ضَنِىَ" الضَنَّىَ: هُوَ الْمَرَضُ الْمُدْنِفُ الَّذى يُلْزِمُ صاحِبَهُ الْفِراشَ، وَيُضْنِيهِ حَتَّى يُشْرِفَ عَلى الْمَوتِ. ذَكَرَهُ الْأزْهَرِىُّ (¬50)) (¬51). قَوْلُهُ: "بَرَّ فِى يَمِينهِ" (¬52) الْبِرُّ: ضِدُّ الْحِنْثِ، يُقَالُ: بَرَّ يَبَرُّ، وَبَرِرْتُ أَبَرُّ - بكَسْرِ عَيْنِ الْفِعْلِ فِى الْمَاضِى وَفَتْحِهَا فِى الْمُسْتَقْبَلِ. وَكَذَلِكَ بَرِرْتُ وَالِدِى أَبَرُّ، ضِدُّ الْعُقُوقِ. قَوْلُهُ تَعَالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ [وَلَا تَحْنَثْ] (¬53)} الضِّغثُ: الْحُزْمَةُ مِنَ الشَّيىْءِ، قَالَ الْيَزِيدىُّ (¬54) الضِّغثُ: مِلْءُ الْيَدِ مِنَ الْحَشِيشِ. وَفِى التَّفْسِيرِ: خُذْ قَبْضَةً مِنْ أَسَلٍ (¬55) فِيهَا مِائَةُ قَضِيبٍ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا وَحْيًا} (¬56) فَسَّرَهَ (¬57) فِى الْكِتَابِ بِالرِّسَالَةِ (¬58)، وَذَكَرَ فِى الصَّحَاحِ (¬59) أَنَّه الْكِتَابَةُ، وَالِإشَارَةُ، وَالرِّسَالَةُ، وَالِإلْهَامُ، وَالْكَلَامُ الْخَفِىُّ، وَكُلُّ مَا أَلقَيْتَهُ إِلَى غَيْرِكَ، يُقَالُ: وَحَيْتُ إِلَيْهِ الْكَلَامَ، وَأَوْحَيْتُ، وَهُوَ أَنْ تكَلِّمَهُ بِكَلَامٍ تُخْفِيهِ، قَالَ (¬60): * وَحَى لَها الْقَرارَ فَاسْتَقَرَّتِ (*) * وَيُرْوَى: "أَوْحَى لَهَا". ¬

_ (¬50) فى الزاهر 57. (¬51) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬52) وإن حلف ليضرب عبده مائة سوط فشد مائة سوط فضربه بها ضربة واحدة، فإن تيقن أنه أصاب المائة: بر فى يمينه. المهذب 1/ 137. (¬53) من ع. سورة ص آية 44. (¬54) فى غريب القرآن وتفسيره 183، 184، وانظر مجاز القرآن 2/ 185. (¬55) ع: أبشل: تحريف، وانظر تفسير الطبرى 23/ 108. (¬56) سورة الشورى آية 51. (¬57) ع: فسر. (¬58) المهذب 2/ 137. (¬59) مادة (وحى). (¬60) العجاج. ديوانه 266. (*) ع: واستقرت.

قَوْلُهُ. تَعَالى: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} (¬61) الِإنْسُ: الْبَشَرُ، الْوَاحِدُ: إِنْسِىٌّ (¬62) وَأَنسِىٌّ أَيْضًا- بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ: أَنَا سِىُّ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} (¬63) الْبَغِىُّ: الزَّانِيَةُ، وَالْبِغَاء: الزِّنَا، وقد ذكر (¬64). قَوْلُهُ: "وَاللهِ لَا تَسَرَّيْتُ" ذُكِرَ فِى اشْتِقَاقِهِ فِى الْكِتَابِ ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ (¬65)، وَذَكَرَ فِى الصَّحَاحِ وَجْهًا رَابعًا: أَنْ أَصْلَهُ: تَسَرَّرْتُ مِنَ السُّرُورِ، وَهُوَ: الْفَرَحُ، فَأُبْدِلَ مِنَ الرَّاءِ الأُخْرَى يَاءٌ، كَمَا قَالُوا فِى تَظَنَّنْتُ: تَظَنَّيْتُ (¬66). وَالسُّرِّيَّةُ: فُعْلِيَّةٌ مِنَ السِّرِّ، وَهُوَ: الْجِمَاعُ، وَضُمَّتِ السِّينُ؛ لِأَنَّ النَّسَبَ مَوْضِعُ تَغْيِير. قَوْلُهُ: "مُسَلَّطًا عَلَى بَيْعِهِ" (¬67) التَّسْلِيطُ: الْقَهْرُ، وَالأَخْذُ بِالْغَلَبَةِ، وَكَذَا السَّلَاطَةُ (¬68)، وَقَدْ سَلَّطَهُ اللهُ فَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ. قَوْلُهُ: [لَا يَرْفَعُ] مُنْكَرا" (¬69) هُوَ: مَا خَالَفَ الشَّرْعَ وَالدِّينَ، وَأَنْكَرَهُ النَّاسُ. ¬

_ (¬61) سورة مريم آية 26. (¬62) ع: إنس: تحريف. (¬63) سورة مريم آية 28. (¬64) 1/ 240. (¬65) يعنى المهذب 2/ 138، وهى: مشتق من السراة وهو الظهر، أو من السِّرِّ وهو: الوطء، أو من السر وهو: الإخفاء. (¬66) ع: كما قالوا: تظنيت فى تظننت. (¬67) فى المهذب 2/ 138: لو كان عبدا له لكان مسلطا على بيعه وأخذ كسبه. (¬68) ع: السلاط: تحريف. (¬69) خ: لأرفع، وفى المهذب 2/ 138: وإن حلف لا يرفع منكرًا إلى فلان القاصى أو إلى هذا القاضى. . . إلخ.

قَوْلُهُ: "حِينًا أَوْ حُقْبًا" (¬70) الْحُقْبُ [بِالضَّمِّ] (¬71): ثَمَانُونَ سَنَةً، وَيُقَالُ: أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَيقالُ: هُوَ وَقْتٌ مِنَ الزَّمَاِنِ لَا حَدَّ لَهُ، وَهُوَ الَّذِى يَقْتَضِيهِ الشَّرْعُ، وَيُفْتِى (¬72) بِهِ أَهْلُ الْفِقْهِ. وَالْحِينُ أَيْضًا: الْوَقْتُ. قوله: "مَاءَ حُبٍّ" (¬73) الْحُبُّ: الْخابِيَةُ، فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ (¬74) وَهُوَ: السِّرْدَابُ. قَوْلُهُ: "بِأَمْرِهِ مَجَازًا" الْمَجَازُ: ضِدُّ الْحَقِيقَةِ، مِثْلُ: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬76) وَ {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} (¬77) فَالْقَرْيَةُ لَا تُسْأَلُ فِى الْحَقِيقَةِ، وَالصَّلَوَاتُ لَا تُهَدَّمُ، وإِنَّمَا هُوَ مَجَازٌ، أَرَادَ: أَهْلَ الْقَرْيَةِ، وَمَوَاضِعَ الصَّلَوَاتِ. وَ "الْكَفَّارَةُ" أَصْلُهَا: التَّغطِيَةُ، كَأنَّهَا تُغَطى الذَّنْبَ وَتَسْتُرُهُ، وَقَدْ ذُكرت (¬78). وَالْكَفْرُ- بالْفَتْحِ: التَّغطِيَةُ، وَقَدْ كَفَرْتُ الشَّيْىءَ أكْفِرُهُ بِالكَسْرِ- كَفْرًا، أَىْ: سَتَرْتُهُ. وَرَمَادٌ مَكْفُورٌ: إِذَا سَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيحُ التُّرَابَ حَتَّى غَطَّتْهُ، وَأَنْشَدَ الْأصْمَعِىُّ (¬79): هَلْ تَعْرِفُ الدَّارَ بِأَعْلَى [ذِى] (¬80) الْقُور قَدْ دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكفُور ¬

_ (¬70) فى المهذب 2/ 139: وإن حلف لا يكلم فلانا حينا أو دهرا أو حقبا أو زمانا: بر بأدنى زمان؛ لأنه اسم للوقت يقع على القليل والكثير. (¬71) من ع. (¬72) ع: يعنى: تحريف. (¬73) وإن حلف لا يشرب ماء حب فشربه إلا جرعة: لم يحنث. (¬74) الصحاح (حبب) والمعرب 267. (¬75) الفعل إنما ينسب إليه إما بفعله حقيقة أو بفعل غيره بأمره مجازا. المهذب 2/ 139. (¬76) سورة يوسف آية 82. (¬77) سورة الحج آية 40. (¬78) 1/ 174. (¬79) لمنظور بن مرثد الأسدى، فى اللسان (قور 5/ 121، 122). (¬80) ساقط من خ.

قَوْلُهُ: "وُكِلْتَ إِلَيْهَا" (¬81) يُقَالُ: وَكَلَ إِلَيْهِ الْأَمْرَ: إِذَا جَعَلَهُ بِيَدِهِ وَعَجَزَ عَنْهُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنَا إِلَى أنْفُسِنَا فَنَعْجِز". قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} (¬82) الْأوْسَطُ هَا هُنَا: بَيْنَ الْأَعْلَى وَالْأَدْنَى، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ فِى تَفْسِيرِهَا: الْخُبْزُ وَالسَّمْنُ، وَالْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، وَالْخُبْرُ وَالتَّمْرُ، وَمِنْ أَفضَلِ مَا تُطْعِمُونَهُمْ، الخبْزُ وَاللَّحْمُ. قَوْلُهُ: "الْمِنْطَقَةُ وَالتِّكَّةُ" (¬83) الْمِنْطَقَةُ: (مَعْروفَةٌ، اسْمٌ لَهَا خَاصَّةً) (¬84) وَالْمِنْطَقُ: كُلُّ مَا شَدَدْتَ بِهِ وَسَطَكَ، وَفِى الْمَثَلِ: "مَنْ يَطُلْ هن أبيه يَنْتَطِقْ بِهِ" (¬85) أَىْ: مَنْ يَكْثُرُ (¬86) بَنُو أَبِيهِ يَتَقَوَّى بِهِمْ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ "ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ". والتِّكَّةُ: بِالتَّشْدِيد، بِدَلِيلِ أَنَّ جَمْعَهَا تِكَكٌ، وَتَخْفِيفُهَا خَطَأٌ. "الطَّيْلَسَانُ" (¬87) بِفَتْحِ اللَّام: وَاحِدُ الطَّيَالِسَةِ، وَهُوَ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ (¬88)، ثَوْبٌ يُغَطِّى بهِ الرَّأْسُ وَالْبَدَنُ، يُلْبَسُ فَوْقَ الثِّياَب وَقَدْ تُكْسرُ اللَّامُ مِنهُ (¬89). ¬

_ (¬81) فى المهذب 2/ 140: إذا حلف بالله تعالى وحنث وجبت عليه الكفارة، لما روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت اليها. .". (¬82) سورة المائدة آية 89. (¬83) ولا يجزى فى الكفارة الخف والنعل والمنطقة والتكة؛ لأنه لا يقع عليه اسم الكسوة. المهذب 2/ 141. (¬84) عوض ما بين القوسين فى ع: معرفة اسم. (¬85) مجمع الأمثال 2/ 300، وجمهرة الأمثال 2/ 254. (¬86) ع: كثر. وهو موافق لما فى الصحاح والنقل عنه. (¬87) فى المهذب 2/ 141: ويجزى الكساء والطيلسان. (¬88) رسالتان فى المعرب 178، والصحاح والقاموس (طلس). (¬89) يقال فيه بالتثليث. مشارق الأنوار 1/ 324.

ومن كتاب العدد

وَمِنْ كِتَاب الْعِددِ الْعِدَذ: جَمْعُ عِدَّةٍ، وَالْعِدَّةُ: فِعْلَةٌ، مَأْخْوذَةٌ (¬1) مِنَ الْعَدِّ وَالِإحْصَاءِ، أَىْ: مَا تحْصِيهِ وَتُعِدُّهُ مِنَ الْأيَّامِ وَالْأَقْرَاءِ. قَوْلُة: " [وَإِنْ وَضَعَتْ] (¬2) مُضْغَةً" الْمُضْغَةُ: قِطْعَةُ لَحْمٍ. وَقَلْبُ الإِنْسَانِ: مُضْغُةٌ مِنْ جَسَدِهِ، مِنْ مَضَغَ الطَّعَامَ يَمْضَغَهُ وَيَمْضغُهُ: إِذا لَاكَة. وَالْمَضَاغُ بِالْفَتْحِ: مَا يُمْضَغُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} (¬3) الْفِصَالُ: الْفِطَامُ، وَقَطْعُ الرِّضَاعِ. فَصَلْتُهُ: إِذَا فَطَمْتَهُ، وَفَصَلْتُ الرضِيعَ عَنْ أُمِّهِ فِصَالًا، وَكَذَلِكَ [افْتَصَلْتُهُ] (¬4). قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (¬5) يَتَرَبَّصْنَ: يَنْتَظِرْنَ، وَالتربُّصُ: الانْتِظَارُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ} (¬6). ¬

_ (¬1) مأخوذة: ساقطة من ع. (¬2) خ: فإن ألقت، والمثبت من ع والمهذب 2/ 142. (¬3) سورة الأحقاف آية 15. (¬4) خ: افتصله. والمثبت من ع والصحاح، والنقل عنه. (¬5) سورة البقرة آية 228. (¬6) سورة طه آية 135.

وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الأَقْرَاء، فَذَهَبَ قَوْم إِلَى أنَّهَا [الْأطْهَارٌ] (¬7) وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِىِّ (¬8) [رَحِمَهُ اللهُ] (¬9). وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهَا الْحَيْضُ (¬10)، وَأَهْلُ اللُّغَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ الْقُرْءَ يَقَعُ عَلَى الْحَيْضِ وَعَلَى الطُّهْرِ جَمِيعًا، وَهُوَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْأَضْدَادِ (¬11). وَأَصْلُ الْقَرْءِ: الْجَمْعُ، يُقَالُ: قَرَيْتُ الْمَاءَ فِى الْحَوْضِ، أَىْ: جَمَعْتَهُ، فَكَأَنَّ الدَّمَ يَجْتَمِعُ فِى الرَّحِمِ ثُمَّ يَخْرُجُ. وَقَالَ بَعْضُهُمَ: الْقَرْءُ (¬12) الْوَقْتُ، قَالَ (¬13): . . . . . . . . . . . . . ... إذا هَبَّتْ لِقَارِئِهَا الرَّيَاحُ أَىْ: لِوَقْتِهَا، فَلَمَّا كَانَ الْحَيْض يَجِيىءُ لِوَقْتِ، وَالطُّهْرُ لِوَقْتِ: سُمِّىَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَرْءًا. قَوْلُهُ: "فَإذَا طَعَنَتْ فِى [الْحَيْضَةِ"] (¬14) أَىْ: دَخَلَتْ، يُقَالُ: طَعَنَ فِى السِّنِّ يَطْعُنُ: إِذَا كَبِرَ، وَطَعَنَ فِى الْمَفَازَةِ: إِذَا سَارَ (¬15). ¬

_ (¬7) خ: أطهار. (¬8) انظر الرسالة 562 - 586، وأحكام القرآن 1/ 242 - 247، والأم 5/ 195، وتفسير القرطبى 921، وتهذيب اللغة 9/ 272. (¬9) من ع. (¬10) انظر مجاز القرآن 1/ 74، وتفسير الطبرى 4/ 521، والكشاف 1/ 335، 336، وتفسير ابن قتيبة 86، 87. (¬11) ثلاثة كتب فى الأضداد 5، 99، 163، والأضداد لابن الأنبارى 24. (¬12) ع: القارى. قال ابن قتيبة: رجع فلان لقرئه، ورجع لقارئه أيضا، أى: لوقته. تفسير غريب القرآن 87. (¬13) مالك بن الحارث الهذلى ديوان الهذليين 3/ 83 وصدره: كَرِهْتُ الْعَقرَ عَقْرَ بَنِى شُلِيلٍ ... . . . . . . . . . . . . . (¬14) خ: الحيض، والمثبت من ع، وعبارة المهذب 2/ 143: فإذا طعنت فى الحيضة الثالثة: انقضت عدتها. (¬15) ع: وطعن فى الليل: إذا سار فيه كله.

قَوْلُهُ: "إِذَا شَرَعَتِ الصَّغِيرَةُ فِى الْعِدَّةِ" (¬16) يُقَالُ: شَرَعْتُ فِى الْأَمْرِ شُرُوعًا، أَىْ: خُضْتُ: وَشَرَعَتِ الدَّوَابُّ فِى الْمَاءِ، أَىْ: دَخَلَتْ فِيهِ، وَأَصْلُهُ: الطرَّيقُ إِلَى الْمَاءِ، وَهِىَ الْمَشْرَعَةُ، وَبِهِ سُمِّىَ الشَّرْعُ، وَالشَّارِعُ، أَىِ: الزُّقَاقُ. قَوْلُهُ: "وَإنْ [وُطِئَتِ امْرَأةٌ بِشُبْهَةٍ" (¬17)] فِى مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ. الشُّبْهَةُ: الْالْتِبَاسُ، وَالْمُشْتَبِهَاتُ مِنَ الأُمُورِ الْمُشْكِلَاتُ، وَالْمُتَشَابِهَاتُ: الْمُتَماثِلَاتُ، وَالتَّشْبِيهُ: التَّمْثِيلُ، فَيَحْتَمِلُ حِينَئِذٍ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ (¬18)، فَيَظُنُّهَا زَوْجَتَهُ أَوْ أَمَتَهُ فَيَطَؤُهَا. وَالثَّانِى: أَنْ تَكُونَ مِثْلَ زَوْجَتِهِ فِى الْخِلْقَةِ وَالصُّورَةِ وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِى الْمَعْنَى. قَوْله (¬19): "فَإنْ كَانَتْ حَائِلًا" الْحَائِلُ (¬20): ضِدُّ الْحَامِلِ، مُشْتَقُّ مِنَ الْحَوْلِ الَّذِى هُوَ السَّنَةُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬21): الْحَائِلُ: الَّتِى وُطِئَتْ فَلَمْ تَحْمِلْ، يُقَالُ: حَالَتِ النَّاقَةُ حِيَالًا: إِذَا لَمْ تَحْمِلْ. قَوْلُهُ: "بِأقْصَى الْأَجَلَيْنِ" (¬22) بَأَبْعَدِهِمَا، وَالْقَصَا: الْبُعْدُ. ¬

_ (¬16) بعده: بالشهور ثم حاضت: لزمها الانتقال إلى الأقراء، المهذب 2/ 144. (¬17) خ: وإن وطئها بشبهة. والمثبت من ع، والمهذب 2/ 145، وبعده: وجبت عليها العدة. (¬18) ع: تلتبس امرأة: تحريف. (¬19) فى المهذب 2/ 145، وبعده: وهى جرة: اعتدت بأربعة أشهر وعشر. (¬20) الحائل: ساقطة من ع. (¬21) فى غريب الحديث 3/ 65، 66. (¬22) إن كانتا من ذوات الأقراء: اعتدتا بأقصى الأجلين. المهذب 2/ 145.

قَوْلُهُ: "اسْتَهْوَتْهُ الْجِنُّ" (¬23) قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: أَرَادَ: ذَهَبَتْ بِهِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أسْتَمَالَتْهُ، أَىْ: أَضَلَّتْهُ الشَّيَاطِينُ، فَهَوِىَ، أَىْ: أَسْرَعَ إِلَى مَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ (¬24). وَقَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬25): اسْتَهْوَاهُ الشَّيْطَانُ، أَىْ: اسْتَهَامَهُ (¬26). قَوْلُهُ: "يَسُوغُ فِيهِ الاجْتِهَادُ" (¬27) فِى مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ، أَىْ: يَحْسُنُ جَوَازُهُ، وَيَلِيقُ الْحُكْمُ بِهِ، مِنْ سَاغَ الشَّرَابُ يَسُوغُ: إذَا سَهُلَ مَدْخَلُهُ فِى الْحَلْقِ، قَالَ اللهُ تَعالَى: {وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} (¬28) وَأَسَاغَ غُصَّتَهُ بِالْمَاءِ: إِذَا سَهَّلَهَا. قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْ وُجْدِكُمْ} (¬29) أَىْ: مِنْ غِثَاكُمْ، الْوُجْدُ وَالْجِدَةُ فِى الْمَالِ: الْغِنَى، وَالسَّعَةُ، وَالْقُدْرَةُ عَلَيْهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَىُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ" (¬30). قَوْلُهُ: ["فِى دَارِ] (¬31) وَحْشَةٍ" بِإِسْكَانِ الْحَاءِ، وَإِضَافَةِ الدَّارِ إِلَيْهَا، وَأَصْلُهُ: الْمَكَانُ الْقَفْرُ الْخَالِى (¬32) مِنَ الْأنِيسِ، يُقَالُ: بَلَدٌ وَحْشٌ - بِالتَّسْكِينِ، أَىْ: قَفْرٌ، وَأَوْحَشَ الْمَنْزِلُ: صَارَ كَذَلِكَ. ¬

_ (¬23) إذا فقدت المرأة زوجها وانقطع عنها خبره. . قيل: لها أن تفسخ النكاح ثم تتزوج، لما روى عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن رجلا استهوته الجن فغاب عن امرأته فأتت عمر بن الخطاب فأمرها أن تمكث أربع سنين ثم أمرها أن تعتد ثم تتزوج. المهذب 2/ 146. (¬24) اللسان 20/ 250. (¬25) الصحاح (هوى). (¬26) ع: استهامته. (¬27) إن تزوجت بعد مدة التربص وانقضاء العدة. . . فإن قضى لها حاكم بالفرقة، قيل: لا يجوز نقضه؛ لأنه حكم فيما يسوغ فيه الاجتهاد. المهذب 2/ 146. (¬28) سورة إبراهيم آية 17. (¬29) سورة الطلاق آية 6. (¬30) غريب أبى عبيد 2/ 173، 174 والفائق 3/ 332، والنهاية 4/ 280. (¬31) خ: بدار والمثبت من ع والمهذب 2/ 148، وعبارته: عن فريعة بنت مالك قالت: قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنى فى دار وحشة أفأنتقل إلى دار أهلى فأعتد عندهم، فقال: اعتدى فى البيت الذى أتاك فيه وفاة زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله أربعة أشهر وعشرا. (¬32) الخالى: ساقط من ع.

قَوْلُهُ: "وَإِنْ بذَتْ عَلَى أهْلِ زَوْجِهَا" الْبَذَاءُ- بِالْمَدِّ: الْفُحْشُ، وَفُلَانٌ بذِىُّ اللِّسَانِ، وَالْمَرْأَةُ بَذِيَةٌ، تَقُولُ مِنْهُ: بَذِيتُ (¬33) وَبَذَوْتُ، وَبَذُوَ الرَّجُلُ يَبْذُو. قَوْلُهُ: "فَإنْ كَانَتْ ذَاتَ خِدْرِ" (¬34) الخِدْرُ: السِّتْرُ، وَجَارِيَةٌ مُخدِّرَةٌ: إِذَا لَزِمَتِ الخِدْرَ، وَأَسَدٌ خَادِرٌ. وَخِدْرُهُ: الْأَجَمَةُ، وَهِىَ: الْغَيْضَةُ. وَضِدُّهَا: الْبَرْزَةُ، وَهِى: غَيْرُ الْمُسْتَتَرِة، بَلْ ظَاهِرَةٌ. وَقَدْ ذُكِرَ (¬35). قَوْلُه: "فَتَأَيَّمَ نِسَاؤُهُمْ" (¬36) أَىْ: صِرْنَ أَيَامَى، جَمْعُ أَيِّمٍ، وَهِى الَّتِى لَا زَوْجَ لَهَا، وَالرَّجُلُ أَيْضًا أَيِّمٌ، أَىْ: لَا زَوْجَةَ لَهُ. قَوْلُهُ: "فَتَحَدَّثْنَ (¬37) مَا بَدَا لَكُنَّ" أَىْ: مَا شِئْتُنَّ (¬38) وَظَهَرَ لَكُنَّ مِنْ شَهْوَةِ الحَدِيثِ. قَوْلُهُ: "فَلْتَؤُبْ" أَىْ: فَلْتَرْجِعْ، يُقَالُ: آبَ إِلَى وَطَنِهِ، أَىْ: رَجَعَ (¬39)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ [لَحُسْنَ مَآبٍ]} (¬40) أَىْ: [مَرْجِعٍ] (¬41)، وَفِى بَعْض النُّسَخِ "فَلْتَأْتِ" مِنَ الإِتْيَانِ. قَوْلُهُ: "مَظِنَّةٌ لِلْفَسَادِ" مَظِنَّةٌ الشَّيْءِ مَوْضِعُهُ وَمَأْلَفُهُ الَّذِى يُظَنُّ كَوْنُهُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ: الْمَظَانُّ. ¬

_ (¬33) فى الصحاح: بذوت وأبذيت. وقال الفيومى: وبذِى وبذُو من بابى قرب وتعب: لغات فيه. (¬34) ووجب عليها حق لا يمكن الاستيفاء الا بها كاليمين فى دَعوى، أوحَدٍّ: بعث السلطان من يستوفى الحق منها. المهذب 2/ 148. (¬35) 1/ 70. (¬36) روى مجاهد قال: استشهد رجال يوم أحد فتأيم نساؤهم. . . فقال - صلى الله عليه وسلم -: "تحدثن عند إحداكن ما بدا لكن حتى إذا أردتن النوم فلتؤب كل امرأة الى بيتها. المهذب 2/ 148. (¬37) فتحدثن: ليس فى ع. (¬38) ع: ما تبين. (¬39) ع: رجع إليه. (¬40) خ وع: إن للمتقين مآبا، والمثبت من سورة ص آية 49. (¬41) خ وع: مرجعا على تفسير مآبا.

وَرُوِىَ (¬42): "مَطِيَّةٌ" بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَالْيَاءِ، أَىْ: مَرْكَبٌ لِلْفَسَادِ (¬43) لِخفَاءِ مَا يُعْمَلُ فِيهِ، وَسُمِّيَتْ مَطِيَّةً؛ لِأَنَّهُ (¬44) يُرْكَبُ مَطَاهَا، أَىْ: ظَهْرُهَا. قَوْلُهُ: "تَجُدُّ نَخْلًا لَهَا" (¬45) أَىْ: تَقْطَعُهُ، وَالْجَدَادُ فى النخلِ كَالْحِصَادِ فِى الزَّرْعَ. ¬

_ (¬42) القول قول أبى إسحاق وهو: ولأن الليل مظنة للفساد. ولعله يقصد الى أنه فى نسخة من نسخ المهذب: مطية. (¬43) ع: الفساد. (¬44) ع: لأنها. (¬45) روى جابر - رضي الله عنه - قال: طلقت خالتى ثلاثا فخرجت تجد نخلا لها فلقيها رجل فنهاها فأتت النبى - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال لها أخرجى فجدى نخلك لعلك أن تصدقى منه أو تفعلى خيرا. المهذب 2/ 149.

ومن باب الإحداد وما بعده

وَمِنْ بَابِ الإِحْدادِ وَمَا بَعْدهُ (¬1) أَصْلُ الْحَدِّ: الْمَنْعُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَوَّابِ حَدَّادٌ. وَأَحَدَّتِ الْمَرأةُ (¬2)، وَحَدَّتْ: إِذَا امْتَنَعَتْ مِنَ الزِّينَةِ وَالْخِضَابِ، يُقَالُ: حَدَّتْ تَحِدُّ وَتَحُدُّ حِدَادًا، فَهِىَ حَادٌّ. قَوْلُهُ: "وَلَا المُمَشَّقَ" (¬3) هُوَ: الْمَصْبُوغُ بِالْمِشْقِ، وَهُوَ: الْمَغَرةُ، وَهُوَ (¬4): الطِّينُ الأَحمَرُ. "التُّوتِيَاءُ" دَوَاءٌ مَعْرُوفٌ [يُجْعَلُ (¬5) فِى] الْعَيْنِ. قَوْلُهُ: "يَزِيدُ الْعَيْنَ مَرَهًا" (¬6) يُقَالُ: مَرِهَتِ الْعَيْنُ مَرَهًا: إِذَا فَسَدَتْ، لِتَرْكِ الْكُحْلِ، وَهِىَ عَيْنٌ مَرْهَاءُ، وَامْرَأَةٌ مَرْهَاءُ، وَالرجُلُ أَمْرَهُ، قَالَ رُؤْبَةُ (¬7): للهِ دَرُّ الْغانِيَاتِ الْمُرَّهِ سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِى قَوْلُهُ: "يَشُبُّ الْوَجْهَ" (¬8) أَىْ: يُحَسِّنُهُ وَيُظْهِرُ لَوْنَهُ، مِنْ شَبَّ النَّارَ، إِذَا أَلهَبَهَا وَأَوْقَدَهَا. ¬

_ (¬1) وما بعده: ليس فى ع. (¬2) المرأة: ليس فى ع. (¬3) روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشق ولا الحلى ولا تختضب ولا تكتحل". المهذب 2/ 149. (¬4) وهو: ساقط من ع. (¬5) من ع وفى خ: يأكل العين: تحريف. (¬6) ويجوز أن تكتحل بالأبيض كالتوتيا؛ لأنه لا يحسن بل يزيد العين مرها. المهذب 1/ 149. (¬7) مجموع أشعار العرب 165 وروايته الْمُدَّهِ. (¬8) روت أم سلمة قالت: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفى أبو سلمة وقد جعلت على عينى صيرا فقال: ما هذا يا أم سلمة؟ قلت: إنما هو صبر ليس فيه طيب، فقال: إنه يشب الوجه، لا تجعليه إلا

وَتَقُولُ (¬9): شَعَرُهَا يَشُبُّ لَوْنَهَا، أَىْ: يُظْهِرُهُ وَيُحَسِّنُهُ. وَيُقَالُ لِلْجَمِيلِ: إِنَّهُ لَمَشْبُوبٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬10): إِذَا الْأَرْوَعُ الْمَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّهُ ... عَلَى الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّهُ (*) السَّيْرُ أَحْمَقُ قَوْلُهُ: "بِالدِّمَامِ وَهُوَ الكَلَّكُون" (¬11) وَرُوِىَ بِضَمِّ الْكَاف، وَسُكُونِ اللَّامِ (¬12)، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬13): الدِّمَّامُ- بِالكَسْرِ: دَوَاءٌ تُطْلَى بِهِ جَبْهَةُ الصَّبِىِّ وَظَاهِرُ عَيْنَيْهِ، وَكُلُّ شَيْىءٍ طُلِىَ بِهِ فَهُوَ دِمَامٌ، وَقَدْ دَمَمْتُ الشَّيىْءَ أَدُّمُّهُ بِالضَّمِّ، أَىْ: طَلَيْتُهُ بِأَىْ صِبْغٍ كَانَ، وَالْمَدْمُومُ: الْأَحْمَرُ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬14): تَجْلُو بِقَادِمَتَىْ حَمَامَةِ أَيْكَةٍ ... بَرَدًا تُعَلُّ لِثَاتُهِ بِدِمَامِ وَالْكَلَّكونُ: فَارِسِىُّ. وَالإِسْفِيذَاجُ: صِبْغٌ أَبْيَضُ. قَوْلُهُ: "إلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ" (¬15) الْعَصْبُ: ضَرْبٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ. وَأَصْلُ الْعَصْب: الشَّدُّ وَاللَّىُّ، وَهَذِهِ الْبُرُودُ يُعْصَبُ بَعْضُهَا وَيُشَدُّ لِئَلَّا يَنَالُهُ الصِّبْغُ، ثُمَّ يُصْبَغُ سَائِرُهَا، فَإِذَا انْصَبَغ (¬16) حَلُّوا الْعَصْبَ عَنْهَا، فَيَبْقى مَوْضِعُهُ أَبْيَضَ، وَسَائِرُ الثوب مَصْبُوغًا. يُصْنَعُ ذَلِكَ بِالْغَزْلِ الَّذِى يُسْدَى بِهِ، دُونَ اللُّحْمَةِ. ¬

_ = بالليل وتنزعيه بالنهار. المهذب 2/ 149، وانظر الحديث فى أبى داوود 2/ 292، وسنن البيهقى 7/ 440، وغريب الخطابى 1/ 281، وابن الجوزى 1/ 515. (¬9) ع: ويقال. (¬10) ديوانه 484. (*) ع: مَسَّهُ. (¬11) فى المهذب 2/ 149: ويحرم عليها أن تحمر وجهها بالدمام وهو الكلكون وأن تبيضه باسفيذاج العرائس. (¬12) فى المصباح: وزان عُصْفُور: طلاء تحمر به المرأة وجهها، وهو معرب، ويقال: أصله بفتح الأول واللام أيضا وهى مشددة. (¬13) الصحاح (دمم). (¬14) فى اللسان بدون نسبة. (¬15) لا تكتحل ولا تلبس ثوبا مصبوغًا إلا ثوب عصب المهذب 1/ 149. (¬16) ع: صُبغَ.

وَقَالَ فِى الشَّامِلِ: الْعَصْبُ: هو الغزل، وَالْعَصَّابُ، هُوَ الْغَزَّالُ الَّذِى يَبِيعُ الْغَزْل. قَوْلُهُ: "نُبْذَةٌ مِنْ قُسْطٍ أَوْ أَظْفَارٍ" (¬17) النُّبْذَةُ: فُعْلَةٌ مِنْ نَبَذَ، أَىْ: طَرَحَ وَرَمَى، وَكُلُّ شَيْىءٍ رَمَيْتَ بِهِ وَطَرَحْتَهُ: فَقَدْ (¬18) نَبَذْتَهُ (¬19). وَالْقُسْطُ: طِيبٌ مَعْرُوفٌ يُؤْتَى بِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَيُقَالُ: كُسْطٌ- بِالْكَافِ أَيْضًا، مِثْلُ قَوْلِكَ (¬20): كَشَطْتُ وَقَشَطْتُ، وَيُقَالُ: كُسْتٌ بِالتَّاءِ أَيْضًا (¬21). وَالْأَظْفَارُ: يُؤْخَذُ مِنَ الْبَحْرِ، يُشَبَّهُ بِظُفُرِ الِإنْسَانِ. قَوْلُهُ: "تُغَلِّفِينَ بِهِ رَأْسَكِ" (¬22) أَىْ: تَطْلِينَ وَتَمْشُطِينَ، يُقَالُ: تَغَلَّفَ بِالْغَالِيَةِ، وَغلَفَ بِهَا لِحْيَتَهُ غَلْفًا. قَوْلُهُ: "وَيَحْرُمُ عَلَيْهَا لُبْسُ الْحَلْىِ" الْحَلْىُ- بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَإِسْكَانِ اللَّامِ: اسْمٌ لِكُلِّ مَا يُتَزَيَّنُ بِهِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْجَوَاهِرِ، وَجَمْعُهُ: حُلِىٌّ بِضَمِّ الْحَاءِ وَكَسْرِهَا. قَوْلُهُ: "لِنَقِيصَةٍ" (¬23) فَعِيلَةٌ مِنَ النَّقْصِ، وَهُوَ ضِدُّ التَّمَامِ، وَالنَّقِيصَةُ أَيْضًا: الْعَيْبُ. ¬

_ (¬17) فى المهذب 2/ 149: "ولا تمس طيبا إلا عند طهرها من محيضها، نبذة من قسط أو أظفار" لأن الطيب يحرك الشهوة. (¬18) نقد: ساقط من ع. (¬19) المراد فى الحديث: قطعة منه. (¬20) ع: مثل قوله. (¬21) اللسان (قسط 7/ 379) وفى غريب ابن الجوزى 2/ 243، يقال فيه: قُسْط، وكسط، وكشط. (¬22) فى المهذب 2/ 150: روت أم سلمة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "امتشطى، فقلت بأى شيئ أمتشط يا رسول الله؟ قال: بالسدر تغلفين به رأسك". (¬23) فى بيتين أنشدهما الشيرازى فى المهذب 2/ 150 وهما: وما الحلى إلا زينة لنقيصة ... يتمم من حسن إذا الحسن قصرا فأما إذا كان الجمال موفرا ... كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا

وَ "قَصَّرَ" أَىْ: لَمْ يَتِمّ، يُقَالُ: قَصَّرَ فِى الْأمْرِ: إِذَا تَوَانَى، وَالتَّقْصِيرُ: التَّوَانِى وَتَرْكُ الْمُبَالَغَةِ. قَوْلُهُ: "مُوَفَّرًا" أَىْ: كَامِلًا تَامًّا غَيْرَ نَاقِصٍ، مِنَ الْوَفْرِ، وَهُوَ: الْمَالُ الْكَثِيرُ. قَوْلُهُ: "لَمْ يَحْتَجْ إِلَى أَن يُزَوَّرَا" زَوَّرْتُ الشَّيْىءَ، أَىْ: حَسَّنْتُهُ وَقَوَّمْتُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ: "امْرُؤٌ زَوَّرَ نَفْسَهُ" أَىْ: قَوَّمَهَا، وَقَوْلُ عُمَرَ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ السَّقِيفَةِ: "وَكُنْتُ زَوَّرْتُ فِى نَفْسِى كَلَامًا" أَىْ: حَسَّنْتُهُ وَقَوَّمْتُهُ (¬24). قَوْلُهُ: "الْوَشْىُ وَالدِّيبَاجُ" (¬25) (الشِّيَةُ وَالْوَشْىُ: كُلُّ لَوْنٍ يُخَالِفُ مُعْظَمَ لَوْنِ الْفَرِسِ، يُقّالُ: وَشَيْتُ الثَّوْبَ أَشِيهِ وَشْيًا، وَشِيَةً، وَوَشَّيْتُهُ تَوْشِيَةً، شدد لِلْكَثْرَةِ، فَهُوَ مَوْشِىٌّ وَمُوَشًّى، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ: وَشَوِىٌّ. وَالدِّيبَاجُ) (¬26): نَوْعٌ مِنْ ثِيَابِ الْحَرِيرِ غَلِيظٌ مَعْرُوفٌ. قَوْله: "مِن (¬27) الِإبريسم وَالصُّوفِ وَالْوَبَرِ" الِإبريسم: الْحَرِيرُ، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتِ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُو: الِإبْرِيسَمُ- بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ، وَفَتْحِ السِّينِ، وَاللُّغَةُ الثَّانِيَةُ: بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَفَتْحِ الرَّاءِ وَالسِّينِ جَمِيعًا، وَالثَّالِثَةُ: بِكَسْرِ الْجَمِيع. وَكَذَا الْإهْلِيلَجُ مِثْلُهُ. وَالصُّوفُ: شَعَرُ الضَّأْنِ. وَالْوَبَرُ: شَعَرُ الِإبِلِ. قَوْلُهُ: "فَضَرَبَهَا بِمِخْفَقَةٍ" (¬28) هِىَ الدِّرَّةُ الَّتِى يُضْرَبُ بِهَا، وَكُلُّ ضَرْبٍ بِشَيْىءٍ عَرِيضٍ: خَفْقٌ. ¬

_ (¬24) غريب أبى عبيد 3/ 142، 243، وابن الجوزى 1/ 446، والنهاية 2/ 318. (¬25) فى المهذب 2/ 150: لأن الشافعى رحمه الله نص على تحريم الوشى والديباج. (¬26) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬27) من: ليس فى ع. وفى المهذب 2/ 150: ولا يحرم ما عمل من غزله من غير صبغ كالمعمول من القطن والكتان والإبريسم والصوف. (¬28) فى حديث عمر - رضي الله عنه -: "أن طليحة كانت تحت رشيد الثقفى فطلقها فنكحت فى عدتها فضربها وضرب زوجها بمخفقة ضربات. المهذب 2/ 150.

[ومن باب استبراء الأمة وأم الولد]

قَدْ ذَكَرْنَا الْقَافَةَ، وَأَصْلُهَا: قَوَفَةٌ جَمْعُ قَائِفٍ، مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ، فَلَمَّا تَحَرَّكَتِ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا قُلِبَتْ. أَلِفًا، وَمِثْلُهُ الصَّاغَةُ وَالْحاكَةُ. قَوْلُه: "فِى نِكَاحٍ قَدْ تَشَعَّثَ" (¬29) قَدْ ذُكرَ. وَالشَّعَثُ (¬30): انتِشَارُ الْأَمْرِ، يُقَالُ: لَمَّ الله شَعَثَكَ، أَىْ: جَمَعَ أَمْرَكَ الْمُنْتَشِرَ. قَوْلُهُ: "فَحَرَّجَ النِّسَاءَ كَمَا حَرَّجَ الشُّهُودَ" (¬31) أَىْ: تَوَاعَدَهُنَّ بالْحَرَجِ، وَهُوَ: الإِثْمُ، يُقَالُ: حَرَّجَهُ وَأَحْرَجَهُ، أَىْ: آثمَهُ، وَتَحَرَّجَ، أَىْ: تَأَثَّمَ (¬32). وَالْحَرَجُ وَالتَّحْرِيجُ: التَّضْيِيقُ أَيْضًا. [وَمِنْ بَابِ اسْتِبْراءِ الْأَمَةِ وَأُمِّ الْوَلَدِ] (¬33) (قَوْلُهُ: "اسْتِبْراءُ الْأَمَةِ") (¬34) هُوَ طَلَبُ بَرَاءَةِ الرَّحِمِ مِنَ الْوَلَدِ، أَىْ: خُلُوُّهُ عَنْهُ وَعَدَمُهُ، يُقَالُ: فُلَانٌ بَرِىءٌ مِنَ الدَّيْنِ: إِذَا خَلَا عَنْهُ. وَقَالَ فِى الْفَائِقِ (¬35): ¬

_ (¬29) فى المهذب 2/ 151: إذا طلق زوجته طلاقا رجعيا ثم وطئها فى العدة: وجبت عليه عدة بالوطء؛ لأنه فى وطء فى نكاح قد تشعث. (¬30) ............................ (¬31) يعنى على كتمان ما فى الأرحام، والشهادة فى قوله تعالى: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ}، {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ} المهذب 2/ 152. و (كما حرج الشهود) ليس فى ع. (¬32) كذا ذكر فى الصحاح غير حَرَّج وانظر اللسان (حرج 1/ 233) وتأثم: ألقى الإثم على نفسه، وهذا مما خالف لفظه معناه. (¬33) من ع. (¬34) ما بين القوسين ليس فى ع. (¬35) 1/ 100.

بَرِىءَ مِنَ الْمَرَضِ: وَبَرَأَ، فَهُوَ بَارِىءٌ، وَمَعْنَاهُ: مُزَايَلَةُ الْمَرَضِ، وَالتَّبَاعُدُ عَنْهُ (¬36)، قَالَ: وَمِنْهُ: بَرِىءَ مِنْ كَذَا بَرَاءَةً. قَوْلُهُ: "يَوْمَ جَلولاءَ" (¬37) بِفَتْحِ الْجيمِ، وَضَمِّ اللَّامِ وَالْمَدِّ: قَرْيَةٌ مِنْ قُرى فَارِسَ (¬38). ¬

_ (¬36) ع: المزايلة والتباعد عنه. (¬37) روى عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: خرجت فى سهمى يوم جلولاء جارية كأن عنقها إبريق فضة: فما ملكت نفسى أن قمت إلا فقبلتها والناس ينظرون. المهذب 2/ 154. (¬38) ع: يوم حلولاء: بفتح الحاء وفتح اللام والمد، وأما جلولاء بالجيم وضم اللام: ففيه رواية وأنها قرية من قرى فارس. كذا، ولم أعثر على أحد قال بذلك. وانظر البداية والنهاية 7/ 70 - 72، والفتوح 1/ 209 - 215 ومعجم البلدان 2/ 156، وتاريخ اليعقوبى 2/ 151، 152.

ومن كتاب الرضاع

وَمِنْ كِتَابِ الرَّضَاعِ يُقَالُ: الرَّضَاعُ وَالرِّضَاعُ (¬1)، بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا، وَالرَّضَاعَةُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ، وَحَكَى الْهَرَوِىُّ (¬2) الْكَسْرَ فِيهَا أَيْضًا. يُقَالُ: رَضِعَ الصَّبِىُّ أَمَّهُ رَضَاعًا، مِثْلُ: سَمِعَ سَمَاعًا، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ: رَضَعَ رَضْعًا، مِثْلُ ضَرَبَ ضَرْبًا (¬3). قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ (¬4): أُرِيدَ عَلَى [ابنةِ] (¬5) حَمْزَةَ" أَىْ: طُلِبَ، وَأَصْلُهُ، مِنْ رَادَ يَرْودُ: إِذَا طَلَبَ الْمَرْعَى، وَفِى الْمَثَلِ: "الرَّائِدُ لَا يَكْذِبُ أَهْلَهُ" (¬6) وَفِى الْحَدِيثِ: "فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ" (¬7) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ} (¬8). قَوْلُهُ: "إِنِّى مَصِصْتُ" (¬9) بِالْكَسْرِ، مَصِصْتُ الشَّيْىءَ أَمَصُّهُ مَصًّا، وَكَذَلِكَ امْتَصَصْتُهُ. وَالْمُصَاصَةُ: الْخُلَاصَةُ مِنَ الشَّيْىءِ، وَالْمَاصُّ يَسْتَخْرِجُ خُلَاصَةَ اللَّبَنِ. ¬

_ (¬1) والرضاع: ساقط من ع. (¬2) الغريبين 1/ 419 خ ونقلها ابن السكيت عن الكسائى اصلاح المنطق 111، وابن قتيبة فى أدب الكاتب 550. (¬3) إصلاح المنطق 213 والصحاح، والمصباح (رضع). (¬4) فى الحديث: ليس فى ع. (¬5) خ: بنت، وفى المهذب 2/ 155: روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله أريد على ابنة حمزة بن عبد المطلب فقال: إنها ابنة أخى من الرضاعة". (¬6) أمثال أبى عبيدة 49، وجمهرة الأمثال 1/ 474، ومجمع الأمثال 2/ 233. (¬7) معالم السنن 1/ 10، وغريب أبى عبيد 2/ 193، والفائق 1/ 438، والنهاية 2/ 279. (¬8) سورة يوسف آية 51. (¬9) من قول رجل لأبى موسى الأشعرى: "إنى مَصِصْتُ من ثدى امرأتى لبنا فذهب فى بطنى" المهذب 2/ 156.

قَوْلُهُ: "مِا دَامَ هَذَا الحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ" (¬10) الْحَبْرُ: الْعَالِمُ، وَفِيهِ لُغتَانِ: فَتْحُ الْحَاء، وَكَسِرْهَا، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ، هَكَذا ذَكَرَهُ فِى دِيوَانِ الْأدَبِ (¬11)، وَالصَّحَاحِ (¬12)، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: الْعَالِمُ بِتَحْبِيرِ الْكَلَام وَالْعِلْمِ، وَتَحْسِينِهِ. قَوْلُهُ: "بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ" يُقَالُ: أَقَامَ فُلَانٌ بَيْنَ أَظْهُرِ قَوْمِهِ وَظَهْرَانَيْهِم، أَىْ: أَقَامَ بَيْنَهُمْ. وَإِقْحَامُ الْأَظْهُرِ، وَهُوَ جَمْعُ ظَهْرٍ عَلَى مَعْنَى أَنَّ إقَامَتَهُ فِيهِمْ عَلَى سَبِيلِ الاسْتِظْهَارِ بِهِمْ، وَالاسْتِنَادِ إِلَيْهِمْ. وَأَمَّا "ظَهْرَانَيْهِم" فَقَدْ زِيدَتْ فيهِ الْأَلِفُ وَالنُّونُ عَلَى "ظَهْرٍ" عِنْدَ التَّثْنِيَةِ لِلتَّأكيدِ، كَقَوْلِهِمْ فِى الرَّجُلِ الْعَيُونِ: نَفْسَانِىٌّ، وَهُوَ نِسْبةٌ إِلَى النَّفْسِ بِمَعْنَى الْعَينِ، وَالصَّيْدَلَانِيُّ، وَالصَّيْدَنَانِىُّ: مَنْسُوبَانِ إِلَى الصَّيْدَلِ، وَالصَّيْدَنِ، وَهُما: أُصُولُ الْأَشْيَاء وَجَوَاهِرُهَا. وَأَلْحَقُوا الْأَلِفَ وَالنُّونَ عِنْدَ النِّسْبَةِ لِلْمُبَالَغَةِ (وَكَأَنَّ مَعْنَى التَّثْنِيَةِ أَنَّ ظَهْرًا مِنْهُ قُدَّامَهُ وَآخَرَ وَرَاءَهُ، فَهُوَ) (¬13) مَكْنُوفٌ مِنْ جَابَنيْهِ، هَذَا أَصْلُهُ، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِى الِإقَامَةِ بَيْنَ الْقَوْم مُطْقًا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَكْنُوفًا. قَوْلُهُ: "الإِمْلَاجَةُ، وَالِإملاجتان" (¬14) الإِمْلَاجُ: الِإرْضَاعُ، يُقَالُ: مَلَجَ الصَّبِىُّ أُمَّهُ: إِذَا رَضِعَهَا، وَامْتَلَجَ الْفَصِيلُ مَا فِى الضَّرْعِ: امْتَصَّهُ، وَالمَلَجُ: الْمَصُّ، يُقَالُ: مَلَجَ يَمْلُجُ (¬15)، وَرَجُلٌ مَلْجانُ، وَمَصّانُ، وَمكَّانُ (¬16) كُلُّ هَذا مِنَ الْمَصِّ، يَعْنُونَ أَنَّهُ يَرْضَعُ الْغَنَمَ لِلُؤْمِهِ. ¬

_ (¬10) من قول أبى موسى فى ابن عباس رضي الله عنهما: "لا تسألونى عن شيئ ما. ." المهذب 2/ 156، و"بين أظهركم"، ليس فى ع. (¬11) 1/ 106. (¬12) (حبر). (¬13) عوض ما بين القوسين فى ع: فكان بمعنى التثنية أى ظهر منه قدامه وآخر وراءه مكنوف. . والمثبت من خ والفائق 1/ 41. (¬14) ع: ولا الإملاجتان وفى المهذب 2/ 156: روت أم الفضل رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تحرم الإملاجة ولا الاملاجتان". (¬15) ومَلِجَ يَمْلَج كعلم يعلم وانظر غريب أبى عبيد 3/ 60. (¬16) ع: ومصان: تحريف، وهو من أمْتَكَّ.

قَوْلُهُ: "بِالْوُجُورِ" (¬17) الْوُجُورُ -بالضَّمِّ:- إدْخَالُ الدَّوَاءِ فِى وَسَطِ الْفَمِ، يُقَالُ: وَجَرْتُ الصَّبِىَّ وَأَوْجَرْتُهُ بِمَعْنًىَ (¬18). وَالْوَجُورُ- بِالْفَتْحِ: الدَّوَاءُ نَفْسُهُ، وَاللَّدُودُ: إِدْخَالُ الدَّوَاءِ فِى شِقِّ الْفَمِ وَجَانِبَيْهِ، والسُّعُوطُ: إدْخَالُهُ فِى الْأَنْفِ، وَالْحُقْنَةُ: فِى الدُّبُرِ. قَوْلُهُ فِى الحديث (¬19): "بَيْدَ أَنِّى مِنْ قُرَيْشٍ" بَيْدَ تَكُونُ بمَعْنَى غَيْرِ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَكَثيرُ الْمَالِ بَيْدَ أَنَّهُ بَخِيلٌ. وَمَعْنَاهَا هَا هُنَا: لأَجْلِ أَنِّى مِنْ قُرَيْشٍ. وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬20) مَعْنَاهُ: غَيْرَ أَنِّى مِنْ قُرَيْشٍ، وَقِيلَ: عَلَى أَنِّى مِنْ قُرَيْشٍ، وَنَشأْتُ فِى بَنِى سَعْدٍ (¬21). قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: يُقَالُ: نَشَأَتُ فِى بَنِى فُلَانٍ نَشْأَةً (¬22) وَنُشُوءًا: إِذَا شَبَبْتَ فِيهِمْ. قَوْلُهُ: "قَدْرَ دَانِقٍ" (¬23) الدَّانِقُ: قِيرَاطَانِ، يُقَالُ بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِهَا. ¬

_ (¬17) فى المهذب 2/ 156: ويثبت التحريم بالوجور؛ لأنه يصل اللبن الى حيث يصل بالارتضاع. . . الخ. (¬18) فعل وأفعل لأبى حاتم 147، وللزجاج 93، وللجواليقى 73. (¬19) فى الحديث: ليس فى ع، وفى المهذب 2/ 158: روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: أنا أفصح العرب ولا فخر بيد أنى من قريش ونشأت فى بنى سعد وارتضعت فى بنى زهرة. وانظر غريب أبى عبيد 1/ 139، والغريبين 1/ 231، والفائق 1/ 123، والنهاية 1/ 103. (¬20) فى الغريبين 1/ 231. (¬21) قال أبو عبيد القاسم: قال الأموى: بيد معناها على، وأنشدنا لرجل يخاطب امرأة: عَمْدًا فَعَلْتُ ذَاكَ بَيْدَ أَنِّى ... أَخَافُ إِنْ هَلَكتُ لَن تُرِنِّى غريب الحديث 1/ 139، والمراجع السابقة وتهذيب اللغة 14/ 206، وجمهرة اللغة 2/ 303، 3/ 202. (¬22) كذا فى خ، وع، وفى الصحاح نشأ. (¬23) فى المهذب 2/ 159: كما لو طرح رجل فى خل قدر دانق من نجاسة".

ومن كتاب النفقات

وَمِنْ كِتَابِ النَّفَقَاتِ الرَّتْقَاءُ: الَّتِى انْسَدَّ فَرْجُهَا، يُقَالُ: امْرَأَةٌ رَتْقَاءُ بَيِّنَةُ الرَّتَقِ: لَا يُسْتَطَاعُ جِمَاعُهَا، لِارْتِتَاقِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مِنْهَا، وَضِدُّهُ الْفَتْقُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} (¬1) وَقَدْ ذُكِرَ (¬2). قَوْلُهُ: "أَوْ نَحِيفَةً" (¬3) النَّحَافَةُ: الْهُزالُ، وَقَدْ نَحُفَ، وَأَنْحَفَهُ غَيْرُهُ. قَوْلُهُ: "أَوْ مَجْبُوبٌ أَوْ حَسِيمٌ" أَوْ حَسِيمٌ بَالْحَاءِ، أَىْ: مَحْسُومُ الذَّكَرِ، أَىْ: لَمْ يُخْلَقْ لَهُ ذَكَرٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَقْطُوعُهُ [وَقُرِىءَ بِالْجِيمِ، وَفُسِّرَ بِكِبَرِ الْبَطْنِ، وَقِيلَ: عَظِيمُ الذِّكَرِ جِدًّا] (¬4). قَؤلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} (¬5) أَىْ: قُتِرَ، يُقَالُ: قَدَرَ، وَقَتَرَ: بِمَعْنى. وَقَيِلَ: مَعْنَاهُ: ضُيِّقَ عَلَيْهِ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ. قَوْلُهُ: "لِقَطْعِ السُّهُوكَةِ" (¬6) هِىَ الرَّائِحَةُ الْكَرِيهَةُ، وَأَصْلُهُ: رِيحُ السَّمَكِ، وَصَدَأِ الْحَدِيد، تَقُولُ: يَدى (*) سَهِكَةٌ مِنْ ذَلِكَ (¬7). ¬

_ (¬1) الأنبياء 30. (¬2) ع: ذكرا. وانظر: 2/ 141. (¬3) فى المهذب 2/ 159: وإسلمت وهى مريضة أو رتقاء أو نحيفة لا يمكن وطؤها أو الرجل مجبوب أو حسيم لا يقدر على الوطء: وجبت النفقة. (¬4) ما بين المعقوفين من ع. (¬5) الطلاق 7. (¬6) فى الطيب: فإنه إن كان يراد لقطع السهوكة: لزمه؛ لأنه يراد للتنظيف. المهذب 2/ 162. (*) ع: يقال يدى. (¬7) كما يقال: من اللحم: وَغِرَةٌ، ومن اللبن والزبد: وَضِرَةٌ. الصحاح (سهك).

[ومن باب نفقة المعتدة]

قَوْلُهُ: "الْخَزُّ" (¬8) جِنْسُ الثِّيَابِ لحْمَتُهُ صُوفٌ، وَسَدَاهُ إِبْرَيْسَمٌ. قَوْلُهُ: "وَزِلِّيَّةٌ" (¬9) الزِّلِّيَّةُ- بِكَسْرِ الزَّاىِ، وَتَشْدِيد اللَّامِ: بِسَاطٌ عِرَاقِىُّ نَحْوٌ الطِّنْفِسَةِ. "الدِّثَارُ" الثوْبُ [الَّذِى] يُتَدَفَّأُ بِهِ. قَوْلُهُ: "ثُمَّ عَنَّ لَهَا أَنْ تَفْسَخَ" (¬10) أَىْ: ظَهَرَ لَهَا رَأْىٌ وَاعْتَرَضَ. [وَمِنْ بابِ نَفَقَةِ الْمُعْتَدَّةِ] (10) قَوْلُهُ: "رِيحًا [فَانْفَشَّ] (¬11) " يقال: انْفَشَّتِ الرِّيحُ: خَرَجَتْ مِنَ الزِّقِّ وَنَحْوِهِ. [وَمِنْ بَابِ نَفَقَةِ الْأَقَارِبِ وَالرَّقِيقِ وَالْبَهَائِمِ] (¬12) قَوْلُهُ تَعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (¬13) قَضَى، أَىْ: أَمَرَ وَحَكَمَ. وَالِإحْسَانُ: هُوَ ضِدُّ الإسَاءَةِ، وَالْقَبِيحِ. ¬

_ (¬8) يجب لامرأة الموسر من مرتفع ما يلبس فى البند من القطن والكتان والخز والإبريسم. المهذب 2/ 162. (¬9) ويجب لها ملحفة أو كساء ووسادة ومضربة محشوة للنوم وزلية أو لبد أو حصير للنهار. المهذب 2/ 162. (¬10) وإن اختارت المقام معه على الإعسار ثم عن لها أن تفسخ فلها أن تفسخ. المهذب 2/ 163. (¬11) خ: ريحا فتنفس. وفى المهذب 2/ 164: لا يجب الدفع حتى تضع الحمل لجواز أن يكون ريحا فانْفَشَّ فلا يجب الدفع مع الشك. (¬12) من ع. (¬13) الإسراء 23.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} (¬14) يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: لَا تُضَارَرْ عَلَى تُفَاعَلْ، وَهُوَ: أَنْ يُنْزَعَ وَلَدُهَا مِنْهَا، وَيُدْفَعَ إلَى مُرْضِعَةٍ أُخْرَى (¬15). وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: لَا تُضَارَّ الْأُمُّ الْأَبَ فَلَا تُرْضِعُهُ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ كَانَ فَضْلٌ فَعَلَى عِيَالِهِ" (¬16) الْفَضْلُ: الزِّيَادَةُ. وَالْعِيَالُ هَا هُنَا: الزَّوْجَةُ. قَوْلُهُ: "لِذى مِرَّةٍ قَوىٍّ" (¬17) الْمِرَّةُ: الْقُوَّةُ، وَالْعَقْلُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} (¬18) يَعْنِى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَرَجُلٌ مَرِيرٌ: قَوِىٌّ شَدِيدٌ. قَوْلُهُ: "لِتَزْجِيَةِ الْوَقْتِ" (¬19) زَجَّيْتُ الشَّيىءَ تَزْجِيَةً: إِذَا دَفَعْتَهُ بِرِفْقٍ، وَتَزَجَّيْتُ بِكَذَا: اكْتَفَيْتَ بِهِ وَ {بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} (¬20) قَلِيلَةٍ. قَوْلُهُ: "وَجَبَ عَلَى الْوَلَدِ إِعْفَافُهُ" (¬21) يُقَالُ: عَفَّ عَنِ الْحَرَامِ يَعِفٌّ عَفًّا وَعِفَّةً (¬22) وَعَفَافًا وَعَفَافَةً، أَىْ: كَفَّ، فَهُوَ عَفٌّ وَعَفِيفٌ. قَوْلُهُ: "أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ" (¬23) الأُكْلَةُ- بِالضَّمِّ: اللُّقْمَةُ، وَالْأَكْلَةُ - بِالْفَتْحِ فِى غَيْرِ هَذَا: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. ¬

_ (¬14) البقرة 233. (¬15) تفسير ابن قتيبة 89، والبحر المحيط 2/ 214، والكشاف 1/ 370، والدر المصون 2/ 467، 468. (¬16) روى جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه فإن كان فضل فعلى قرابته" المهذب 2/ 166. (¬17) من الحديث: "لا تحل الصدقة لغنى ولا لذى مرة قوى" المهذب 2/ 166. (¬18) النجم 16. (¬19) فى المهذب 2/ 167: وإن مضت مدة ولم ينفق على من تلزمه نفقته من الأقارب لم يصر دينا عليه؛ لأنها وجبت عليه لتزجية الوقت ودفع الحاجة وقد زالت الحاجة لما مضى فسقطت. (¬20) يوسف 88. (¬21) وإن كان له أب فقيرا مجنونا أو فقيرا زمنا واحتاج إلى الإعفاف: وجب على الولد إعفافه. (¬22) وعفة: ساقط من ع. (¬23) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء أحدكم خادمه بطعام فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه فليناوله معه أكلة أو أكلتين فإنه تولى علاجة وحره" المهذب 2/ 168.

قوله: " [تَوَلَّى] (¬24) عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ" عَالَجْتُ الشَّيْىءَ مُعَالَجَةً وَعِلاجًا: إِذَا زَاوَلْتَهُ وَعَانَيْتَهُ. وَحَرُّهُ: تَعَبُهُ وَمَشَقَّتُهُ. قَوْلُهُ: "مِنْ خَرَاجِهِ" (¬25) الْخَرْجُ، وَالْخَرَاجُ: الإِتَاوَةُ، وَهُوَ: أَنْ يَجْعَلَ عَلَيْهِ سَيِّدُهُ شَيْئًا مَعْلُومًا (*) فِى كُلِّ يَوْمٍ، أَوْ فِى كُلِّ شَهْرٍ. قَوْلُهُ: "مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ" (¬26) هِىَ الْحَشَرَاتُ، تُفْتَحُ وَتُكْسَرُ، وَهِىَ: صِغَارُ الْهَوَامّ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأَنَّهَا تَخُشُّ فِى الْأَرْضِ، أَىْ: تَدْخُلُ فِيهَا (¬27). ¬

_ (¬24) خ: وَلِىَ والمثبت من ع والمهذب. (¬25) روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طيبة فأعطاه أجره وسأل مواليه أن يخففوا من خراجه. المهذب 2/ 168. (*) ع: أن يجعل عليه سيده له شيئا. ومعلوما: ساقط منها. (¬26) روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "عذبت امرأة فى هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار فقيل لها والله أعلم: لا أنت أطعمتها وسقيتها حين حبستها ولا أنت أرسلتها حتى تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا" المهذب 2/ 168. (¬27) فيها: ساقط من ع.

[ومن باب الحضانة]

[وَمِنْ بَابِ الْحَضَانَةِ] الْحَضَانَةُ (¬1): مُشْتَقَّةٌ مِنَ الْحِضْنِ، وَهُوَ: مَا دُونَ الِإبْطِ إِلى الْكَشْحِ، وَحِضْنَا الشَّيْىءِ: جَانِبَاهُ، وَحَضَنَ الطَّائِرٌ بَيْضَهُ: إِذَا ضَمَّهُ إِلَى نَفسِهِ تَحْتَ جَنَاحِهِ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ إِذَا حَضَنَتْ وَلَدَهَا. وَ"الْمَعْتُوهُ" النَّاقِصُ الْعَقْلِ. قَوْلُهْ: "وَكَانَ حَجْرِى لَهُ حِوَاءً" (¬3) الْحِجْرُ: بِمَعْنَى الحِضْنِ، وَ "حِوَاءً" أَىْ: يَحْوِيهِ، وَيُحِيطُ بِهِ. وَالْحِوَاءُ: بُيُوتٌ مُجْتَمِعَةٌ مِنَ النَّاسِ، وَالْجَمْعُ: الْأَحْوِيَةُ. [قَوْلُهُ]: "رَاكَضْنَ الْوَلَدَ" (¬4) الركض: تَحْرِيكُ (¬5) الرِّجْلِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} (¬6) وَأَرَادَ أَنَّهُمْ رَكَضُوا بِأَرْجُلِهِمْ فِى رَحِمٍ وَاحِدَةٍ، أَىْ: حَرَّكُوهَا جَمِيعًا. وقَوْلُهُ: "لَا مَزِيَّةَ [لِإحْدَاهُمَا"] (¬7) أَىْ [لَا] (¬8) فَضِيلَةَ. ¬

_ (¬1) الحضانة: ساقط من ع. (¬2) من قوله: ولا تثبت الحضانة لمعتوه؛ لأنه لا يكمل للحضانة. المهذب 2/ 169. (¬3) فى حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص أن امرأة قالت يا رسول الله كان بطنى له وعاء، وثديى له سقاء وحجرى له حواء. . إلخ الحديث المهذب 2/ 169. (¬4) فى المهذب 2/ 170: فإذا عدم أمهات الأبوين انتقلت الحضانة إلى الأخوات ويقدمن على الخالات والعمات؛ لأنهن راكضن الولد فى الرحم وشاركنه فى النسب. (¬5) ع: تحرك. (¬6) سورة ص آية 42. (¬7) خ: لأحدهما. والمثبت من ع والمهذب 2/ 171. (¬8) من ع.

وَالْكَفَالَةُ بالْوَلَدِ: أَنْ يَعُولَهُ، وَيَقُومَ بأَمْرِةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (¬9). قَوْلُهُ: "بِئْرِ أَبِى عِنَبَةَ" (¬10) بِالنُّونِ وَالْبَاءِ: عَلَى مِيْلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ (¬11). قَالَ ابْنُ الْجَوْزِىِّ: أَبُو عِنَبَةَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عِنَبَةَ، مِنَ الصَّحَابَةِ، لَيْسَ فِيهِم ابْنُ عِنَبَةَ غَيْرُهُ. قَالَ فِى الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ: ابْنُ عِنَبَةَ الْخَوْلَانِىُّ (¬12) لَهُ صُحْبَةٌ. قَوْلُهُ: "وَيُسَلِّمُهُ [فِى] (¬13) مَكْتَبٍ" قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬14): الْكُتَّابُ وَالْمَكْتَبُ وَاحِدٌ، وَالْجَمْعُ: الْكَتَاتِيبُ، وَالْمَكَاتِبُ. وَأَرادَ: مَوْضِعَ تَعْلِيمِ الْكِتَابَةِ. قَوْلُهُ: "إغْرَاءٌ بِالْعُقُوقِ" (¬15) الإِغْرَاءُ: الإِلْصَاقُ بِالْغِرَاءِ الْمَعْرُوفِ، كَأَنَّهُ جَعَلَهُ سَبَبًا لِوُقُوعِ الْعُقوقِ وَلُصُوقًا بِهِ. قَوْلُهُ: "وتَبَسُّطٍ" (¬16) التَّبَسُّطُ وَالانْبِسَاطُ: تَرْكُ الاحْتِشَام، وَتَبَسَّطَ فِى الْبلَادِ: سَارَ (¬17) فِيهَا طُولًا وَعَرْضًا، وَأَصْلُهُ: السَّعَةُ، وَذَلِكَ مُحَرَّمٌ عَلَى مَنْ طَلَّقَ. قَوْلُهُ: "تَغرِيرًا بِالْوَلَدِ" (¬18) أَىْ: خَطرًا، مِنْ غَيْرِ تَيَقُّنٍ بِالسَّلَامَةِ. ¬

_ (¬9) آل عمران 37. (¬10) فى حديث أبى هريرة: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله إن زوجى يريد أن يذهب بابنى وقد سقانى من بئر أبى عنبة وقد نفعنى. . الخ الحديث. المهذب 2/ 171. (¬11) المغانم المطابة 45. (¬12) ترجمته فى الاستيعاب 1722، والثقات 3/ 453. (¬13) خ إلى. والمثبت من ع والمهذب 2/ 171. (¬14) فى الصحاح (كتب). (¬15) ولا يمنعه من زيارة أمه؛ لأن المنع من ذلك إغراء بالعقوق. المهذب 2/ 171. (¬16) وإن كانت جارية فاختارت أحدهما كانت عنده بالليل والنهار ولا يمنع الآخر من زيارتها من غير إطالة وتبسط؛ لأن الفرقة بين الزوجين تمنع من تبسط أحدهما فى دار الآخر المهذب 2/ 171. (¬17) ع: سافر. (¬18) المقيم أحق بالولد إن كان الآخر مسافِرًا؛ لأن فى السفر تغريرا بالولد. المهذب 2/ 172.

ومن كتاب الجنايات

وَمِنْ كِتَابِ الْجِنَايَاتِ قَوْلُهُ: "لَعَذَّبَهُم اللهُ إِلَّا أَلَّا يَشاءَ ذَلِكَ" مَعْناه: إِلَّا أَلَّا يَشاءَ وَلِىُّ الْمَقْتولَ. قَوْلُهُ تَعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} (¬1) أَىْ: فُرِضَ وَأُوجِبَ، وَمِثْلُهُ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (¬2) وَقَوْلُهُ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (¬3) وَ {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} (¬4). الْقِصَاصُ، وَالْقَصَصُ: اتبّاَعُ الْأَثَرِ، يُقَالُ: قَصَّ أَثَرَهُ يَقُصُّهُ: إِذَا تَبِعَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} (¬5) أَىْ: اتَّبِعِيهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} (¬6) فَكَأَنَّ الْمُقْتَصَّ يَتْبَعُ أَثَرَ جِنَايَةِ الْجَانِى فَيَجْرَحُهُ مِثْلَهَا. وَالقِصَاصُ أَيْضًا: الْمُمَاثَلَةُ، وَمِنْهُ أُخِذَ الْقِصَاصُ؛ لِأَنَّهُ يَجْرَحُهُ مِثْلَ جَرْحِهِ، أَوْ يَقتُلُهُ بِهِ. وَقِيلَ: أَصْلُهُ مِنَ الْقَصِّ، وَهُوَ: الْقَطْعُ؛ لِأَنَّ الْمُقْتَصَّ يَقْطَعُ مِنْ بَدَنِهِ مِثْلَ مَا قَطعَ الْجَانِى، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْجَلَمُ مِقَصًّا. وَسُمِّىَ الْقَوَدُ قَوَدًا؛ لِأَنَّ الْجَانِىَ يُقَادُ إِلَى أَوْلِياَءِ الْمَقْتُولِ، فَيَقْتُلُونَهُ بِه إِنْ شَاءُوا. وَقِيلَ: هُوَ الْمُمَاثَلَة. ¬

_ (¬1) البقرة آية 178. (¬2) المائدة 45. (¬3) البقرة 183. (¬4) البقرة 216. (¬5) القصص 11. (¬6) الكهف 64.

قَوْله: " [التكافؤ] " (¬7) الْكُفْءُ: هُوَ النَّظِيرُ، وَالْكَفَاءَةُ: بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ، يُقَالُ: فُلَانٌ لَيْسَ لَهُ كُفْءٌ، أَىْ: نَظِير وَمُمَاثِلٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى النكَاحِ (¬8). قَوْلُهُ: "عِنَادًا" (¬9) عَانَدَةُ مُعَانَدَةً وَعِنَادًا، أَىْ: عَارَضَهُ، وَعَنَدَ يَعْنِدُ -بِالْكَسْرِ-[عُنُودًا] (¬10)، أَىْ: خَالَفَ، وَرَدَّ الْحَقَّ وَهُوَ يَعْرِفُهُ، فُهُوَ عَنِيدٌ وَعَانِدٌ. قَوْلُهُ: "لَوْ تَمَالَأَ أَهْلُ صَنْعَاءَ عَلَى قَتْلِهِ" (¬11) يُقَالُ. تَمَالأُوا عَلَى الْأمْرِ: اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ، وَمَالأْتُ فُلَانًا عَلَى الْأَمْرِ مُمَالَأةً: سَاعَدْتُهُ عَلَيْهِ، وَشَايَعْتُهُ، قَالَ عَلَىٌّ كرمَ اللهُ وَجْهَهُ: "وَاللهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَا لَأتُ عَلَى قَتْلِهِ" (¬12). قَوْلُهُ: "لَمْ يَتَمَحَّضْ" (¬13) أَىْ: لَمْ يَخْلُصْ، وَالْمَحْضُ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْىءٍ. قَوْله: فَأَخْرَجَ حُشْوَتَهُ" (*) الْحُشْوَةُ: هِىَ الأَمْعَاءُ، يُقَالُ: حُشْوَةٌ وَحِشْوَةٌ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. ¬

_ (¬7) من ع وفى المهذب 2/ 173: بإن قطع حريد عبد ثم أعتق ثم مات لم يجب القصاص؛ لأن التكافؤ معدوم. (¬8) 2/ 132. (¬9) فى المهذب 3/ 173 الذمى لا يقتل المرتد تدينا وإنما يقتله عنادا فاشبه إذا قتل مسلما. (¬10) من ع، والصحاح (عند). (¬11) ع: لو تمالأ فيه أهل صنعاء. وكذا فى المهذب 2/ 174: أن عمر - رضي الله عنه - قتل سبعة أنفس من أهل صنعاء قتلوا رجلا، وقال: لو تمالأ فيه أهل صنعاء لقتلتهم. ورواية الشافعى فى المسند 2/ 101، والبيهقى فى السنن 418، والخطابى فى غريبه 3/ 229: "لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به" ورواية ابن الجوزى 2/ 370، والنهاية 4/ 353: "لأقدتهم به". (¬12) ابن الجوزى 2/ 370، والنهاية 4/ 353. (¬13) لو اشترك جماعة فى القتل وجناية بعضهم عمدًا وجناية بعضهم خطأ لم يجب القصاص على واحد منهم لأنه لم يتمحض قتل العمد. المهذب 2/ 174. (*) وإن قطع أحدهما يده وحز الآخر رقبته أو قطع حلقومه ومريثه أو شق بطنه فأخرخ حشوته فالأول قاطع يجب عليه ما يجب على القاطع، والثانى قاتل. . . إلخ المهذب 2/ 175.

"حُلْقُومَهُ] " (¬14) هُوَ مَجْرَى النَّفَسِ، وَهُوَ الْقَصَبَةُ. وَالْمَرِىءُ: مَدْخَلُ الطعامِ وَالشَّرَابِ. قوْلُهُ: "غَيْرِ مُوحٍ" (¬15) أَىْ: غَيْرِ مُسْرِعٍ، وَالْوَحَى: السُّرْعَةُ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ قَطَعَ مِنْ رَأْسِ مُولى عَلَيْهِ سِلْعَةً" (¬16) السِّلْعَةُ - بالكسر: زِيَادَةٌ فِى الْبَدَنِ، كَالْجَوْزَةِ تَكُونُ مِنْ مِقْدَارِ حِمِّصَةٍ إِلَى بِطِّيخَةٍ. وَالسَّلْعَةُ- بالفتح: هِىَ الجِرَاحَةُ. قَوْلُهُ: "بِمَا لَهُ مُوْرٌ [وَبُعْدُ] (¬18) غَوْرٍ" يُقَالُ: مَارَ السِّنَانُ فِى الْمَطْعُونِ: إِذَا قَطَعَهُ وَدَخَلَ فِيهِ، قَالَ الشَّاعِر (¬19): وَأَنْتُمْ أُنَاسٌ تَقْمِصُونَ (¬20) مِنَ الْقَنَا ... إِذَا مَارَ فِى أَكْتَافِكُمْ وَتَأَطَّرَا وَيَقُولُونَ: "فُلَانٌ لَا يَدْرِى مَا سَائِرٌ مِنْ مَائِر" فَالْمَائِرُ: السَّيْفُ الْقَاطِعُ الَّذِى يَمُورُ فِى الضَّرِيِبَةِ مَوْرًا، وَالسَّائِرُ: بَيْتُ الشِّعْرِ الْمَرْوِىُّ الْمَشْهُورُ (¬21). وَيُقَالُ أَيْضًا: مَارَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ الْأرْضِ، وَأَمَارَهُ غَيْرُهُ، قَالَ (¬22): . . . . . . . . . . . . . ... وَمَارَ دَمٌ مِنْ جَارِ بَيْبَةَ نَاقِعُ ¬

_ (¬14) خ: الحلقوم، والمثبت من ع والمهذب 2/ 175. (¬15) وإن جرحه رجلٌ فداوى جرحه بسم غير موحٍ إلا أنه يقتل فى الغالب. . إلخ المهذب 2/ 175. (¬16) فى ع والمهذب 2/ 175. وإن كان على رأس مولى عليه سلعة فقطعها وَلِيُّهُ. . . الخ. (¬17) ع: فى. (¬18) من ع والمهذب 2/ 175، من قوله: إذا جرحه بما له مور وبعد غور كالمسلة والنشاب وما حدد من الخشب والقصب. . الخ. (¬19) المغيرة بن حبناء. اللسان (أطر). (¬20) ع: تعمضون: تحريف. (¬21) عن الزمخشرى فى الفائق 3/ 394. (¬22) جرير. ديوانه 293، والصحاح واللسان (مور) وصدره: نَدَسْنَا أَبَا مَنْدُوسَةَ القَيْنَ بِالْقَنَا ... . . . . . . . . . . . . .

وَمَارَ أَيْضًا: إِذَا تَحَرَّكَ، وَجَاءَ وَذَهَبَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} (¬23) وَغَوْرُ كُلِّ شَىْءٍ: قَعْرُهُ، قَالَ الْحَرْبِىُّ: غَوْرُ كُلِّ شَيْىءٍ: بُعْدُهُ، كَالْمَاءِ الْغَائِرِ الَّذِى لَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، يُقَالُ: هُوَ بَعِيدُ الْغَوْرِ. قَوْلُهُ: "وَإنْ بَقِىَ ضَمِنًا" هُوَ الَّذِى بِهِ الزَّمَانَةُ فِى جَسَدِهِ مِنْ بَلَاءٍ أَوْ كَسْرٍ أَوْ غَيْرِهِ، يُقَالُ: ضَمِنَ ضَمَنًا بِالتَّحْرِيكِ. قَوْلُهُ: "عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا" (¬24) الْأَوْضَاحُ: الْحُلِىُّ مِنَ الدَّرَاهِمِ الصِّحَاحِ، قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬25)، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬26) يَعْنِى حُلِىَّ فِضَّةٍ. مَأْخُوذُ مِنَ الْوَضحَ، وَهُوَ: الْبَيَاضُ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ غَمَّهُ بِمِخَدَّةٍ" غَمَمْتُهُ: غَطَّيتهُ فَانْغمَّ. قَوْله (¬27): "وَإنْ أَلْقَاهُ فِى لجَّةٍ" لُجَّةُ المَاءِ: مُعْظمُهُ، وَكذلِكَ اللُّجُّ، وَمِنه {بَحْرٍ لُجِّيٍّ} (¬28). قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ (¬29): "إِنَّ مِنْ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ تَعَالَى" (¬30) يُقَالُ: عَتَا يَعْتُو عُتُوَّا وَعُتِيًّا، أَىْ: تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ، فَهُوَ عَاتٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} (¬31) قَالَ فِى التَّفْسِيرِ: تَجَبَّروا وَعَصَوْا (¬32). ¬

_ (¬23) سورة الطور آية 9. (¬24) روى أنس - رضي الله عنه - أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لها بحجر فقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين حجرين. والمهذب 2/ 176، وغريب أبى عبيد 3/ 188، والفائق 4/ 66. (¬25) الصحاح (وضح). (¬26) غريب الحديث 3/ 188. (¬27) قوله: ليس فى ع. (¬28) النور 40. (¬29) فى الحديث: ليس فى ع. (¬30) روى شريح الخزاعى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: إن من أعتى الناس على الله عز وجل من قتل غير قاتله أو طلب بدم الجاهلية فى الإسلام أو بصر عينيه فى النوم ما لم تبصره. المهذب 2/ 176، والنهاية 3/ 181. (¬31) الفرقان 21. (¬32) الطبرى 19/ 2، ومعانى النحاس 5/ 17، والبحر المحيط 6/ 491.

قَوْلُهُ: "وَيُصْبَرُ الصَّابِرُ" (¬33): مَعْنَاهُ: يُحْبَسُ الْحَابِسُ،، وَالصَّبْرُ: الحَبْسُ، وَالصَّبْرُ: حَبْسُ النفْسِ عِنْدَ الْجَزَعِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} (¬34) وَمَعْنَاهُ: يُحْبَسُ الَّذِى حَبَسَهُ لِلْمَوْتِ حَتى يَمُوتَ كَمَا مَاتَ. قَوْلُهُ: "فِى أَرْضٍ مَسْبَعَةٍ" (¬35) بِالْفَتْحِ، أَىْ: ذَاتِ سِبَاعٍ. قَوْلُهُ: "فِى زُبْيَةٍ" هِىَ حُفْرَةٍ تُحْفَرُ لِيَنْشِبَ فِيهَا السَّبُعُ، وَجَمْعُهَا: زُبى، وَفِيهَا لُغتَانِ، الضَّمُّ وَالكَسْرُ. قوله: ["حَيّاتٌ] (¬36) فَنَهسَتْهُ" بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ، يُقَالُ: نَهَسَ اللَّحْمَ: أَخَدَ بِمُقَدَّمِ الْأَسْنَانِ، وَنَهْسُ الْحَيَّةِ: عَضُّهَا، قَالَ الرّاجِزُ (¬37): وَذَاتِ قَرْنَيْنِ طَحُونِ الضِّرْسِ تَنْهَسُ لَوْ تَمَكَّنَتْ مِنْ نَهْسِ وَقد ذكر (¬38). وَيُقَالُ أَيْضًا: نَهَشَتْهُ الحَيَّةُ -بِالشِّينِ- وَنَهَشَ اللَّحْمَ أَيْضًا، قَالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬39): الْفَرْقُ أنَّ النَّهْسَ بِأَطْرَافِ الْأَسْنَانِ، وَالنَّهْشَ بِالْأَضْرَاسِ. ¬

_ (¬33) روى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليقتل القاتل ويصبر الصابر" المهذب 2/ 176، والنهاية 3/ 7. (¬34) الكهف 28. (¬35) وإن كنف رجلا وطرحه فى أرض مَسْبَعَة أو بين يدى سبع فقتله: لم يجب القود؛ لأنه سبب غير ملجىء. . . وإن جمع بينه وبين السبع فى زبية أو بيت صغير ضيق فقتله: وجب عليه القود. (¬36) خ: حية، والمثبت من ع والمهذب، وعبارته: وإن تركه فى موضع فيه حيات. . . لم يجب القود. وإن أنهشه سَبْعا أو حية يقتل مثلها غالبا فمات منه: وجب القود. المهذب 2/ 176. (¬37) من غير نسبة فى الصحاح واللسان. (¬38) 1/ 195. (¬39) الفائق 4/ 33، 34.

قَوْلُهُ: "شَاةً مَصْلِيَّةً" (¬40) أَىْ: مَشْوِيَّةً، وَالصَّلَىِ، وَالصِّلَاءُ: النَّارُ، يُفْتَحُ فَيُقْصَرُ، وَيُكْسَرُ فَيمَدُّ (¬41)، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} (¬42). قَؤلُهُ: "مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأُكْلَةِ" أَىْ: أَشْتَكِى، وَالْأُكْلَةُ- بِالضَّمِّ: هِىَ اللُّقْمَةُ. قَوْلُهُ: "فَهَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِى" الْأَبْهَرُ: عِرْقٌ إِذَا انْقَطَعَ مَاتَ صَاحِبُهُ، وَهُمَا أَبْهَرَانِ يَخرُجَانِ مِنَ الْقَلْبِ، ثُمَّ يَتَشَعَّبُ مِنْهُمَا سَائِرُ الشَّرَايِينِ (¬43). قَوْلُه: "الْمُوضِحَةُ" (¬44) هِىَ الَّتِى تُظْهِرُ وَضَحَ الْعَظْمِ، أَىْ: بَيَاضَهُ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ حَيْفٍ" (¬45) أَىْ: مِن غَيْرِ جَوْرٍ، وَالْحَيْفُ: الْجَوْرُ وَالظُّلْمُ، وَقَدْ حَافَ عَلَيْهِ يَحِيفُ: إِذا جَارَ. قَوْلُهُ: "مِنْ مُؤَخَّرِ الرَّأْسِ أَوْ قَزَعَتِهِ" (¬46) لَعَلَّهُ مَوْضِعُ الْقَزَعَةِ، حَيْت يُحْلَقُ مِنْهُ بَعْضُهُ وَيُتْرَكُ بَعْضُهُ، وَهُوَ: أَعْلَاهُ (¬47). ¬

_ (¬40) روى أبو هريرة - رضي الله عنه -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة فأهدت إليه يهودية بخيبر شاة مصلية فأكل منها - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثم قال: ارفعوا أيديكم فإنها قد أخبرتنى أنها مسمومة. . . الخ الحديث. المهذب 2/ 177. (¬41) المقصور والممدود للفراء 36، وحروف المقصور والممدود 107. (¬42) سورة المسد آية 3. (¬43) غريب أبى عبيد 1/ 74، والغريبين 1/ 61، وخلق الإنسان للأصمعى 211، ولثابت 238، والمخصص 1/ 17. (¬44) الجروح ينظر فيها، فإن كانت لا تنتهى إلى عظم كالجائفة وما دون الموضحة من الشجاج، أو كانت الجناية على عظم ككسر الساعد والعضد والهاشمة والمنقلة: لم يجب فيها القصاص. المهذب 2/ 178. (¬45) فإن كانت موضحة فى الوجه أو الرأس: وجب فيها القصاص لأنه يمكن استيفاؤه فيها من غير حيف. السابق. (¬46) ع: قوله قزعته. والذى فى المهذب: فإن كانت الموضحة فى مقدم الرأس ص أو فى مؤخرة أو فى قزعته. . . إلخ. (¬47) الْقَزَعَة: موضع الشعر المتقزع (المحلوق أو الساقط) من الرأس انظر خلق الإنسان للأصمعى 173، والصحاح واللسان (قزع 8/ 272).

قَوْلُهُ: "مُنَقِّلَةً" (¬48) الْمُنَقِّلَةُ: هِىَ الَّتِى تُنَقَّلُ مِنْهَا الْعِظَامُ [وَقِيلَ: تُنَقِّلُ الْعَظْمَ، أَىْ: تَكْسِرُهُ حَتّى يَخْرُجَ مِنْهَا فَرَاش (¬49) العِظَامِ] (¬50). وَ "الْمَأْمُومَةُ" هِىَ الَّتِى بَلَغتْ أُمَّ الدِّمَاغِ، وَهِىَ الْجِلْدَةُ الَّتِى تَجْمَعُ لدِّمَاغَ. وَيُقَالُ أَيْضًا: أُمُّ الرَّأْسِ. قَوْلُهُ: "الْقَائِمَةَ" (¬51) [هِىَ] (¬52) الَّتِى بَيَاضُهَا وَسَوَادُهَا صَحِيحَانِ غَيْرَ أَنَّ صَاحِبَهَا لَا يُبْصِرُ بِهَا، وَلَعَلَّهَا الْوَاقِفَةُ؛ لِأَنَّهَا لَا تَطْرِفُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: قَامَتِ الدَّابَّةُ: إِذَا وَقَفَتْ. [قَوْلُهُ: "الْمَارِنُ"] (¬53) الْمَارِنُ: مَالَانَ مِنَ الْأَنْفِ، وَفَضَلَ عَنِ الْقَصَبَةِ (¬54). قَوْلُهُ: [بِالْأَخْشَمِ"] (¬55) الْخَشَمُ: دَاءٌ يَعْتَرِى الْأَنْفَ، فَيَمْنَعُ الشَّمَّ، يُقَالُ: رَجُلٌ أَخْشَمُ بَيِّنُ الْخَشَمِ، وَيُقَالُ: رَجُل أَخرَمُ بَيَّنُ الْخَرَم، وَهُوَ الَّذِى قُطِعَتْ وَتَرَةُ أَنْفِهِ، أَوْ طَرَفُ أنفِهِ، لَا يَبْلُغُ الْجَدْعَ. وَالْوَتَرَةُ: الْحَاجِزُ بَيْنَ الْمَنْخِرَيْنِ. وَالأَخْرَمُ أَيْضًا: الْمَثْقُوبُ الأُذُنِ، وَقَدِ انْخَرَمَ ثَقْبُهُ، أَىِ: انْشَقَّ. وَ "الْمُسْتَحَشِفُ" (¬56) الْمُنْقَبِضُ الْيَابِسُ، مَأْخُوذٌ مِنْ حَشَفِ التَّمْرِ. ¬

_ (¬48) وإن كانت الجناية هاشمة أو منقلة أو مأمومة فله أن يقتص فى الموضحة. المهذب 2/ 178. (¬49) الفَرَاش: عظام رقاق تلى القِحْفَ، والفراشة كل عظم رقيق. (¬50) من ع. (¬51) خ: قوله العين القائمة. وفى المهذب 2/ 178: ويجوز أن يأخذ القائمة بالصحيحة؛ لأنه يأخذ دون حقه. (¬52) من ع. وفى المهذب 2/ 179: ويؤخذ الأنف بالأنف، ولا يجب القصاص فيه إلا فى المارن؛ لأنه ينتهى بمفصل. (¬53) من ع. (¬54) ع: وموصل إلى القضيب: تحريف. وانظر خلق الإنسان للأصمعى 188. (¬55) خ: اخشم: وفى المهذب 2/ 179: ويؤخذ الشامُّ بالأخْشَمِ والأخشَمُ بالشامِّ؛ لأنهما متساويان فى السلامة من النقص. (¬56) من قول الشيخ وهل يؤخذ غير المستحشف بالمستحشف؟ المهذب 179.

أَوَّلُ الشِّجَاجِ (¬57): الْحَارِصَةُ، سُمِّيت حَارِصَةً؛ لِأَنَّهَا تَشُقُّ الْجِلْدَ، يُقَالُ: حَرَصَ الْقَصَّارُ الثَوْبَ: إِذَا شَفَّهُ، وَحَرَصَ الْمَطَرُ الْأَرضَ: إِذَا قَشَرَهَا. وَالبَاضِعَةُ: الَّتِى تَقْطَعُ الْجِلْدَ وَئشُقُّ اللَّحْمَ وَتَدْمَى (¬58)، مِنْ بَضَعْتُ اللَّحْمَ: إِذَا قَطَّعْتَهُ قِطَعًا صِغَارًا، وَالْبَضْعَةُ: الْقِطْعَةُ. وَالْمُتَلَاحِمَةُ: الشَّجَّةُ الَّتِى أَخَذَتْ فِى اللَّحْمِ وَلَمْ تَبْلُغِ السِّمْحاقَ [وَلَا فِعْلَ لَهَا] (¬59). (أَصْلُ [الْمِلْطَاةِ] (¬60) مِنَ الْأَرْض: أَخْفَضُ مِنَ الْغائِطِ، وَلَعَلهَا مِنَ الشِّجَاجِ أَخْفَضُ مِما قَبْلَهَا) (¬61). السِّمْحَاقُ: الَّتِى بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعَظْمِ [قِشْرَةٌ] (¬62) رَقِيقَةٌ، وَقَدْ فُسِّرَ فِى الْكِتَابِ. وَالْهَاشِمَةُ: الَّتِى تَهْشِمُ العَظْمَ، أَىْ: تَكْسِرُهُ وَتَرُضُّهُ وَلا تُبِينُهُ، وَالهَشْمُ: الْكَسْرُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ هَشِيمُ الشَّجَرِ، لِمَا تَحَطَّمَ مِنْهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} (¬63). ¬

_ (¬57) ينظر فى الشجاج غريب الحديث لأبى عبيد 3/ 75، 76، والمنتخب لكراع 483، 484، وفقه الثعالبى 242. (¬58) إلا أنه لا يسيل الدم، فإن سال فهى الدامية، الصحاح والمصباح (بضع). (¬59) من ع. (¬60) خ الملطاط: تحريف. (¬61) ما بين القوسين ليس فى ع. وقد نقل أبو عبيد عن الواقدى قوله: هى عندنا الْمِلْطى غير ممدود، قال: وقال غيره: هى الملطاة غريب الحديث 3/ 75، 76 وقال كراح فى المنتخب 483: ويقال للسمحاق: الملطاءُ ممدود، ويقال المِلْطَاةُ بالهاء. (¬62) خ، ع: بشرة: تحريف. (¬63) القمر 31.

وَ"الانْدِمَالُ": هُوَ بُرْءُ الجُرْحِ، يُقَالُ: انْدَمَلَ الْجُرْحُ: إِذَا تَمَاثَلَ وَعَلَيْهِ جُلْبَةٌ (¬64) لِلْبُرْءِ، وَأَصْلُهُ: الإِصْلَاحُ، دَمَلْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ: أصْلَحْتُ، وَدَمَلْتُ الأَرْضَ بِالسِّرْجِينِ: أَصْلَحْتُهَا. قَوْلُهُ: "الأَنَامِلُ" (¬65) هِى رُؤُوسُ الْأَصَابعِ، وَاحِدَتُهَا أَنْمَلَةٌ- بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَقدْ ذُكِرَ (¬66). قَوْلُهُ: "مِنَ الْكُوِع" (¬67) الْكُوعُ: طَرَفُ الزِّنْدِ الَّذِى يَلِى الإِبْهَامَ، وَالكُرْسُوعُ: الَّذِى يَلِى الْخِنْصِرَ. قَوْلُهُ: "وَيُؤْخَذُ الْأَغْلَفُ بِالْمَختُونِ" هُوَ الَّذِى لَمْ يُختَنْ، يُقَالُ: أَغْلَفُ وَأَقْلَفُ، مَأَخُوذٌ مِنَ الْغِلَافِ، وَهُو: الْغِشَاءُ وَالْغِطَاءُ؛ لأَنَّهُ يُغطِّى الْحَشَفَةَ وَيَسْتُرُهَا. قَوْلُهُ: ["الشُّفْرَيْنِ"] (¬68) شُفْرُ الرَّحِمِ (¬69)، وَشَافِرُهَا (¬70): حُروفُها. قَوْلُهُ: "أَشْيَمَ الضِّبَابِىِّ" (¬71) بِكَسْرِ الضَّادِ، وَهُمْ بَطنٌ مِنْ بَنِى كِلَابٍ مِنْهُمْ شِمْرُ بْنُ ذِى الْجَوْشَنِ، قَاتِلُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، سُمُّوا ضِبَابًا بِجَمْعِ ضَبٍّ؛ لِأن أَسْمَاءَهُم ضَبٌّ، وَضُبَيْبٌ، وَمُضِبُّ، وَحَسِيلٌ، وَحُسَيْلٌ، بَنُو مُعَاوِيَةَ بِنِ كِلَابٍ. ¬

_ (¬64) ع: آلة بدل جُلْبة: تحريف. (¬65) فى المذهب 2/ 180: وتؤخذ اليد باليد والرجل بالرجل والأصابع بالأصابع والأنامل بالأنامل. (¬66) 2/ 183. (¬67) وإن قطع يده من الكوع اقتص منه. المهذب 2/ 180. (¬68) من ع، وفى المهذب 2/ 182: يعطى دية عن الشفرين. (¬69) شفر الرحم: ساقط من ع. (¬70) ع: ومشافرها: تحريف. (¬71) قال الضحاك بن سفيان: وكتب لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ورث امرأة أشيم الضبابى من دية زوجها. المهذب 2/ 183.

قَوْلُه: "وَأَهْلُهُ بَيْنَ خيرتين" (¬72) الخِيرَةُ- مِثْلُ الْعِنَبَةِ: الاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: اخْتَارَهُ اللهُ تَعَالى، يُقال مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - خِيَرَة اللهِ مِنْ خَلقِهِ، وَخِيرة اللهِ أَيْضًا بِالتَّسْكِينِ، وَأمَّا الْخِيرةُ، فَهُوَ: الاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: خَارَ اللهُ تَعَالَى لَكَ (¬73) فِى هَذَا الْأَمْرِ. قَوْلُهُ: "لِأَنَّ الْقَصْدَ [مِنَ الْقِصَاص] (¬74) التَّشَفِّى" هُوَ التَّفَعُّلُ (¬75) مِنْ شِفَاءِ المَرِيضِ، وَهُوَ: بُرؤُهُ مِنَ العِلَّةِ، وَزَوَالُهَا كَأَنَّهُ يَبْرَأ بِهِ مِنَ الْغيْظِ، وَيُزِيلُهُ عَنْهُ، يُقَالُ: تَشَفَّيْتُ (¬76) مِنْ غَيظِى، وَاستَشْفَيتُ بِكَذَا. قَوْلُهُ: "وَلَا يُؤمَنُ فِيهِ الحَيْفُ" (¬77) وَهُوَ: الظُّلْمُ وَالْجَوْرُ، حَافَ عَلَيْهِ: جَارَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} (¬78). قَوْلُهُ: "فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُواْ القِتْلَةَ" (¬79) بِكَسْرِ الْقَافِ، وَهِىَ: الْحَالَةُ وَالْهَيْئَةُ، كَالْجِلْسَةِ وَالرِّكْبَةِ، يُقَالُ: قَتَلَهُ قِتْلَةَ سَوْءٍ - بِالْكَسْرِ، وَكَذَا الذِّبْحَةُ- بِالكَسْرِ أَيْضًا، فَأَمَّا بِالْفَتْحِ فَهِىَ الْفَعْلَةُ لِلْمَرَّةِ مِنَ الْمَصْدَرِ. قَوْلُهُ: "وَلَا يَسْتَوْفِى بِآلةٍ كَاَّلةٍ" (¬80) أَىْ: لَا حَدَّ لَهَا مَاضٍ، يُقَالُ (كَلَّ السَّيْف يَكِلُّ: إِذَا سَاءَ ضَرْبُهُ وَأَصْلُ الْكَلَالِ: التَّعَبُ وَالإِعْيَاءُ، يُقَال) (¬81): ¬

_ (¬72) وأهله: ليس فى ع. وهو من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فمن قتل بعده قتيلا فأهله بين خيرتين إن أحبوا قتلوا وإن أحبوا أخذوا الدية" المهذب 2/ 183. (¬73) لك: ساقط من ع. (¬74) خ: منه بدل المذكور وفى المهذب 2/ 184: لأن القصد من القصاص التشفى ودرك الغيظ. (¬75) ع: الفعل: تحريف. (¬76) ع: شفيت: تحريف. (¬77) فى المهذب 2/ 184: ولا يجوز استيفاء القصاص إلا فى حضرة السلطان؛ لأنه يفتقر إلى الاجتهاد، ولا يؤمن فيه الحيف مع قصد التشفى. (¬78) النور 50. (¬79) روى شداد بن أوس - رضي الله عنه - أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" المهذب 2/ 185، وصحيح الترمذى 6/ 139، وسنن ابن ماجة 2/ 358، والنسائي 7/ 227. (¬80) ع: قوله: بآلة كالة وفى المهذب 2/ 185: فإن عجل واستوفى بآلة كالة أو بآلة مسمومة: عُذِّرَ. (¬81) ما بين القوسين ساقط من ع.

كَلَلْتُ عَنِ الْشَيْىء أَكِلُّ كَلَالًا وَكَلَالَةً، أَىْ: أَعْيَيْتُ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذَا أَعْيَا. وَكَلَّ السَّيْفُ، وَالرُّمْحُ، وَالطَّرْفُ وَاللِّسَانُ يَكِلُّ كَلَّا [وَكِلَّةً] (¬82) وكَلَالَةً وَكُلُولًا وَسَيْفُ كَلِيلُ الْحَدِّ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} (¬83) السُّلْطَان هَا هُنَا: الْقَهرُ وَالْغلَبَةُ، وَفِى غَيْرِهِ الْحُجَّةُ وَالْبُرْهَانُ. قَوْلُهُ: "بَرِىءَ صَاحِبِى وَعَرِجَتْ رِجْلِى" (¬84) يُقَالُ عَرِجَ الرَّجُلُ -بِكَسْرِ الرَّاءِ- يَعْرَجُ بِفَتْحِهَا: إِذَا صَارَ أَعْرَجَ، أَىْ: ظَلَعَ فِى مَشْيِهِ، ولَزمه الظَّلَعُ فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتى صَارَ كَأَنَّهُ خِلْقَةً فِيهِ. وَعَرَجَ -بِفَتْحِ الراءِ- يَعْرُجُ- بِضَمِّهَا: إِذَا غَمَزَ مِنْ شَىْءٍ أَصَابَهُ، وَزَالَ ذَلِكَ عَنْهُ، وَلَمْ يَلْزَمْهُ. قوْلُه: "لَمْ يَثَّغِرْ، وَقَدْ ثُغِرَ" (¬85) يُقَالُ: ثُغِرَ الصَّبِىُّ: إِذَا سَقَطَتْ رَوَاضِعُهُ، فَهُوَ مَثْغورٌ، فَإِذَا نَبَتَتْ قِيلَ: اثَّغَرَ، وَأَصْلُهُ: اثْتَغَر، فَأُبْدِلَتِ التَّاءُ ثَاءً وَأُدْغِمَتْ. وَيُقَالُ: اتَّغَرَ بالتَّاءِ أَيْضًا بِاثنَتَينِ مِنْ فَوْقُ. وَقِيلَ لِلْمَوضِعِ الْمَخُوفِ مِنَ الْعَدُوِّ: ثَغرٌ؛ لِأَنَّهُ كَالَثُّلْمَةِ يُهْجَمُ مِنْهُ. وَثَغرُ (¬86) النَّحْر: ثُغرَتُهُ وَوَقْبَتُهُ (¬87) فِى وَسَطِهِ. [وَلِلإِنْسَانِ] (¬88) اثنتانِ وَثَلَاثُونَ سِنًّا: أَرْبَعُ ثَنَايَا، وَأَرْبَعُ رُبَاعِيَاتٍ، وَأَرْبَعَةُ أَنيَابٍ وأَرْبَعَةُ (¬89) ضَوَاحِك. ¬

_ (¬82) من حاشية خ والصحاح والنقل عنه. (¬83) الإسراء 33. (¬84) روى عن محمد بن طلحة قال: طعن رجل رجلا بقرن فى رجله فجاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقدنى، فقال: دعه حتى يبرأ فأبى فأقاده منه ثم عرج المستقيد فجاء النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: برىء صاحبى وعرجت رجلى" المهذب 2/ 185. (¬85) وقد ثغر: ليس فى ع. وفى المهذب 2/ 186: وإن سن صغير لم يثغر أو سن كبير قد أثغر. . . الخ. (¬86) ع: وثغرة. (¬87) ع: ونقرته. وهما واحد. (¬88) خ قوله: "اثنان وثلاثون سنا" وليس فى هذا فى المهذب، والمثبت من ع. (¬89) خ، ع: أربعة فقه اللغة 127: أربع.

واثْنَتَا عَشْرَةَ رَحًى، فِى كُلِّ شِقٍّ سِتٌ، وَأَرْبَعَةُ (¬90) نَوَاجِذَ، وَهِىَ أَقْصَاهَا. مِنْ فِقْهِ اللغةِ (¬91). قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (¬92) أَىْ: أَخَذَ غَيْرَ مَا يَجِبُ لَهُ، يُقَالُ: عَدَا وَاعْتَدَى: إِذَا جَاوَزَ الحَدَّ. قَوْلُهُ: "وَإنْ (¬93) رَمَاهُ مِنْ شَاهِق" الشَّاهِقُ: الجَبَلُ المُرتَفِعُ، وَقَدْ شَهِقَ يَشْهَقُ: إِذَا ارْتَفَعَ. قَوْلُهُ: "وَبَقِىَ إِزْهَاقُ الرُّوحِ" (¬94) هُوَ مَوْتُهَا وَذَهَابهَا، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (¬95) زَهَقَتْ نَفْسُهُ تَزْهَقُ زُهُوقًا، أَىْ: خَرَجَتْ. قَوْلُهُ: "بِحَدِيدَةٍ مَاضِيَةٍ" (¬96) أَىْ: قَاطِعَةٍ، يُقَال: سَيْفٌ مَاضٍ، أَىْ: قَاطِعٌ. قوْلُهُ: "قَدِمَ بِجَلُوبَةٍ" (¬97) الْجَلُوبَةُ: مَا يُجْلَبُ لِلْبَيْعِ، أَىْ يُؤْتَى بِهِ مِنْ بُعْدٍ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ" (¬98). "فَفَقأَ عَيْنَهُ" بَخقَهَا وَقَلَعَهَا، وَقَدْ ذُكِرَ (¬99). ¬

_ (¬90) ع: أربع. (¬91) 127. (¬92) البقرة 194. (¬93) وإن: ليس فى ع. (¬94) فى المهذب 2/ 186: وإن قتله بمثقل أو رماه من شاهق. . ففعل به مثل ما فعل ولم يمت: يقتل بالسيف؛ لأنه فعل به مثل ما فعل وبقى إزهاق الروح فوجب بالسيف. (¬95) الإسراء 81. (¬96) وإن أوضح رأسه بالسيف اقتص منه بحديدة ماضية. المهذب 2/ 186. (¬97) روى أن أعرابيا قدم بجلوبة له إلى المدينة فساومه فيها مولى لعثمان - رضي الله عنه - فنازعه فلطمه ففقأ عينه. . . فدعا على بمرآة فأحماها ثم وضع القطن على عينه الأخرى ثم أخذ المرآة بكلبتين فأدناها من عينه حتى سال إنسان عينه. المهذب 2/ 187. (¬98) التاريخ لابن معين 1/ 268. (¬99) من وجب عليه قتل بكفر أو ردة أو زنا أو قصاص فالتجأ إلى الحرم: قتل، ولم يمنع الحرم من قتله المهذب 2/ 188 وانظر 2/ 159.

"بِمِرْآةٍ" بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَإسْكَانِ الرَّاءِ، مِفْعَلَةٌ: آلةُ الرُّؤْيَةِ عَلَى مِثَالِ مِرعِاةٍ، وَهِىَ: أَدَاةُ مَعْروفَة مِنْ حَدِيدٍ يَتَرَاءَى فِيهِا الإِنْسَانُ وَجْهَهُ، وَجَمْعُهَا: مَرَاءٍ عَلَى وَزْنِ مَرَاعٍ، وَمَرَايَا عَلَى مِثَالَ خَطَايَا. قَوْلُهُ: "سَالَ إِنْسَانُ عَيْنِهِ" إِنْسَانُ الْعَيْنِ: الْمِثَالُ، الذِى يُرَى فِى السَّوَادِ، وَيُجْمُعُ عَلَى أَنَاسِىَّ قَوْلُهُ: "فَالْتَجَأَ إِلَى الحَرَم" (¬100) اسْتَنَدَ إِلَيْهِ، يقَالُ: لَجَأْتُ إِلَيْهِ لَجَأَ بِالتَّحْرِيكِ، وَالْمَوْضِعُ: الْمَلْجَأُ. قَوْلُهُ: "كُنَيْف مُلِىءَ عِلْمًا" (¬101) تَصْغيرُ كِنْفٍ، وَالْكِنْفُ: وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ تَكُونُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِى، وَقَالُوا: وَتَصْغِيرُهُ لِلتَّعْظِيمِ، كَمَا قَالُوا: وُدَيْهِيَّةٌ وَالأَحْسَنُ فِى هَذَا أَنَّهُ يَعْنِى الصِّغرَ وَالْحَقَارَةَ؛ لِأَن ابْنَ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - كَانَ دَمِيمَ الْخَلْقِ قَصِيرًا، قِيلَ إِنَّهُ يَكَادُ الْجُلُوسُ يُوَارُونَهُ مِنْ قِصَرِهِ. قَوْلُهُ: "فَاسْتَعْدَى [إِخْوَتُهَا] (¬102) عُمَرَ - رضي الله عنه -" (¬103) أَىِ: اسْتَعَانُوا بِهِ (¬104)، وَطَلَبُوا مِنْهُ الإِنْصَافَ. قَوْلُهُ: "أُرُوشُ الْجِنَايَاتِ" (¬105) قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ أَصْلَ الْأَرْشِ: الإِفْسَادُ وَالْخُصُومَةُ، يُقَالُ: أَرَّشْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ: إذَا أَفْسَدْتَ بَيْنَهُمْ. ¬

_ (¬100) من قول عمر - رضي الله عنه - لابن مسعود - رضي الله عنه - لما أفتى بأن القاتل يحرز من القتل إذا عفى أحد الورثة. المهذب 2/ 189. (¬101) غريب الحديث 1/ 169، وابن الجوزى 2/ 302، والنهاية 4/ 205. (¬102) من ع والمهذب 2/ 189: فى رواية زيد بن وهب قال: دخل رجل على امرأته فوجد عندها رجلا فقتلهما، فاستعدى أخوتها عمر فقال بعض أخوتها: قد تصدقت بحقى، فقضى لسائرهم بالدية. (¬103) رضي الله عنه: ليس فى ع. (¬104) به: ساقط من ع. (¬105) ع: قوله "أرش" وهو الذى فى المهذب 2/ 189، قال: لو جُنى على طرف عبده ثم باعه ثم اندمل كان أرش الطرف له دون المشترى.

ومن كتاب الديات

وَمِنْ كِتَابِ الدِّيَاتِ قَوْلُهُ: "لَاْ يُمْكِنُ تَلَافِى فِعْلِهِ" (¬1) أَىْ: تَدَارُكُهُ وَلْحُوقُهُ، تَلَافَيْتُهُ مِنْ كَذَا: إِذَا نَجَّيْتَهُ مِنْ أَمْرٍ كَانَ قَدْ أَشْفَى عَلَيْهِ. قَوْلُهُ: "عَيَّنهُ بِالرَّمْىِ" أَىْ: قَصَدَهُ بِعَيْنِهِ (¬2). قَوْلُهُ: "أَرْبَعُونَ خَلِفَةً" (¬3) الْخَلِفَةُ: الْحَامِلُ، وَجَمْعُهَا: خَلِفَاتٌ، وخَلِف بِكَسْرِ اللّامِ، وَهِىَ [الْمَخَاضُ] (¬4) الْحَوَاِمِلُ مِنَ النُّوقِ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْخِلْف بالْكَسْرِ، وَهِىَ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النَّاقَةِ، الْقَادِمَانِ وَالْآخِرَانِ؛ لِأَنَّهَا صَارَتْ ذَاتَ أَخْلَافٍ، أَىْ: ضُرُوعٍ. قَوْلُهُ: "كَالْمَدِّ بالْبَصْرَةِ" (¬5) هِىَ: زِيَادَةُ مَاءِ نَهْرِهَا حَتَّى يَفِيضَ عَلَى أرْضٍ تَلِيهِ. وَأَصْلُ الْمَدِّ: السَّيْلُ. ¬

_ (¬1) خ: ما فعله وفى المهذب 2/ 191: إن أرسل سهما على حربى فأصابه وهو مسلم ومات، قيل: لا يلزمه شيئ؛ لأنه وُجد السبب من جهته فى حال هو مأمور بقتله ولا يمكنه تلافى فعله. (¬2) فى ع والمهذب: عنيهُ، والتفسير هنا على عيَّنَه وعبارة المهذب 2/ 191: وإن قتل مسلما تترس به الكفار. . . قال أبو إسحاق: إن عَنِيَه بالرمى: ضمته وإلم يَعْنه وهى لغة جائزة يقال: عَينيتُ بأمرك، وعُنِيت عن ابن الأعرابى، وعلى هذا يكون تفسير الركبى مجانب للصواب. انظر اللسان (عنا 15/ 105). (¬3) فى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن فى دية الخطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون خلفة فى بطونها أولادها" المهذب 2/ 191. (¬4) خ: الماخض، والمثبت من ع والصحاح. (¬5) إن شد يديه ورجليه وطرحه فى ساحل، فإن كانت زيادة الماء معلومة الوجود كالمد بالبصرة فهو عمد محض. المهذب 2/ 192.

يُقَالُ: مَدَّ النَّهْرُ، وَمَدَّهُ نَهْر آخَرُ، قَالَ. الْعَجَّاجُ (¬6): *سَيْلٌ أَتِىٌّ مَدَّةُ أَتِىُّ* قَوْلُهُ: "فِي أَرْضِ مَغيبةٍ" كثيَرةِ السبّاَعِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬7). قَوْلُهُ: "إِلَى امْرأَةٍ مُغيبَةٍ" (¬8) أَيْ: غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، بِالْهَاءِ، وَامْرأَةٌ مُشْهِدٌ، بِغيرِ هَاءِ، أَيْ: زَوْجُهَا شَاهِدٌ حَاضِرٌ، وَفِي الْحَدِيثِ "حَتَّى تمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ" (¬9). وَ "الطلْقُ" وَجَعُ الْوِلَادَةِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬10). قَوْلُهُ: "فَمَنِ افْتَاتَ عَلَيْهِ" الافْتِيَاتُ: هُوَ الافْتِعَالُ مِنْ فَاتَ يَفُوتُ، أَيْ: سَبَقَ وَلَمْ يُدْرَك (¬11). قَوْلُهُ: "وَإِنْ نَصَبَ مِئْزَابًا" (¬12) بِالْهَمْزِ، وَرُبَّمَا لَمْ يُهْمَزْ، وَالْجَمْعُ: الْمَآزِيبُ، وَيُقَالُ: الْمِرْزَابُ. قَوْلُهُ: "اصْطَدَمَ" الصَّدْمُ: ضَرْبُ الشَّيْىءِ الصُّلْبِ بِمْثِلِهِ، قَالَهُ الْهَرَوِىُّ (¬13). قَوْلُهُ: "الْمُكِبُّ" هُوَ: الْوَاقِعُ عَلَى وَجْهِهِ، وَالْمُسْتَلْقِى: الْوَاقِعُ عَلَى قَفَاهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ} (¬14). ¬

_ (¬6) ديوانهُ 318، وبعده *غِبَّ سَمَاءٍ فهُوَ رَقْرَاقِىُّ* (¬7) 2/ 235. (¬8) في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أرسل إلى امرأة مغيبة كان يُدْخَل عليها، ففزعت فألقت ولدا فصاح الصحتين ثم مات، فقضى على - رضي الله عنه - بأن ديته عليه" المهذب 2/ 192. (¬9) مسند أحمد 3/ 289، وابن الجوزى 2/ 168، والنهاية 3/ 399. (¬10) 2/ 100. (¬11) سبق و: ساقط من ع وفي الصحاح: هو السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر. (¬12) بعده: فوقع على إنسان فمات ففيه قولان المهذب 2/ 193. (¬13) الغريبين 2/ 144 خ. (¬14) الملك 22.

قَوْلُهُ: "هَدَرَ دَمُهُ" (¬15) [هَدرَ دَمُهُ] يَهْدِرُ بِالكَسْرِ - "هَدرًا، أَىْ: بَطَلَ، وَأَهدَرَهُ السُّلْطَانُ، أَيْ: أَبْطَلَهُ. "الْهَدَفُ" الَّذِى يُنصَبُ لِلرَّمْىِ، وَقَدْ ذُكِرَ (*) قَوْلُهُ: "عَلَى ضَبْطِهِمَا" (¬16) ضَبْطُ الشَّيْءِ: حِفْظُهُ بِالْحَزْمِ، وَالرَّجُلُ ضَابِطٌ، أَيْ: حَازِمٌ، ضَبَطَ يَضْبِطُ بِالْكَسرِ (¬17). قوله: "وَإنْ رَمَى بِالْمَنْجَنِيق" (¬18) هُوَ آلةٌ يُرْمَى عَنْهَا بِالْحِجَارَةِ مَعْرُوفَة، يُقَالُ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَجَاءَ كَسْرُهَا عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ (¬19)، وَجَمْعُهُ: مَجَانِقُ، وَهِيَ مُعَرَّبَةٌ، وَأَصْلُهَا بِالْفَارِسِيةِ "مَنْ جَى نِيْك" أَيْ: مَا أَجْوَدَني" (¬20). "عُلَىُّ بْنُ رَباحٍ" (¬21) بِضَمِّ العَيْنِ، وَفَتْحِ اللَّامِ مُصُغرًا، وَكَانَ يَقُولُ: لَا أُحِلُّ مَنْ صَغرَ اسْمِى. قوْلُهُ: "خَرًّا" أَيْ: سَقَطَا عَلَى وُجوهِهِمَا. ¬

_ (¬15) إن اصطدم فارسان أو راجلان وماتا، قال المزني: إن استلقى أحدهما فانكب الآخر على وجهه وجب على المكب دية المستلقى وهدر دمه. المهذب 2/ 194. (*) 2/ 58. (¬16) في المهذب 2/ 194: فإن اصطدمت سفينتان وهلكتا وما فيهما، فإن كان بتفريط من القيمين بأن قصر في آلتهما أو قدرا على ضبطهما فلم يضبطا. . الخ. (¬17) في المصباح: من باب ضرب حفظهُ حفظا بليغا ومنه يقال: ضبت البلاد وغيرها: إذا قمت بأمرها قياما ليس فيه نقص. (¬18) وإن رمى: ليس في ع. وفي المهذب 2/ 195: فإن رمى عشرة أنفس حجرا بالمنجنيق وقتل أحدهم: سقط من ديته العشر. (¬19) في أدب الكاتب 564. (¬20) كذا ذكر في الصحاح (جنق) قال ابن كمال: معرب مَنْجَك نِيك ومَنْجَكْ في لغة الفرس: ما يفعل بالحيل. رسالتان في المعرب 104. وقيل إن أصله يوناني: منكنيكون انظر المعرب: بتحقيق ف. عبد الرحيم ص 572. (¬21) هو عُلى بن ربَاح بن قصير اللخمى، تابعي ثقة توفي (114 هـ) ترجمته في الكاشف 2/ 274، ومعرفة الثقات 2/ 153 روى حديث وقوع الأعمى على البصير في بئر، وقد قتل الأعمى البصير، فقضى عمر بعقل البصير على الأعمى، فكان هذا ينشد في الأسواق: يا أيها الناس لقيت منكرا *هل يعقل الأعمى الصحيح المبصرا* خرا معا كلاهما تكسرا المهذب 2/ 195

قَوْلُهُ: "فَإن أَعْوَزَتِ الإِبِلُ" (¬22) أَعوَزَهُ (*) الشَّيْيءُ: إِذَا احْتَاجَ إِليهِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، وعَوِزَ الشَّيْيءُ عَوَزًا: إِذَا لَمْ يُوجَدْ، وَرَجل مُعْوِز: لَا شَيءَ عِنْدَهُ، وَالْعَوَزُ: الْقِلَّةُ. قَوْلُهُ: "أَصْحَابِ الْحُلَلِ" (¬23) الْحُلَلُ هَا هُنَا: الثِّيَابُ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬24): الحُلَلُ: بُرُودُ الْيَمَنِ، وَالْحُلةُ: إِزَارٌ، وَرِدَاء، لَا تُسَمَّى حُلَّةً حَتى تَكُونَ ثَوْبَيْنِ. قَوْلُهُ: "مَوْلُودٌ (**) عَلَى الْفِطرةِ، وَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ عِنَادُ" (¬25) الْفِطرةُ: أَصْلُ الدِّينِ، وَقَدْ ذكِرَ فِي السوَاكِ (¬26). وَالْعِنَادُ: هُوَ الْخِلَافُ فِي الْحَقِّ وَهُوَ يَعْرِفُهُ. قَوْلُهُ: "وَدِيَةُ الْجَنِينِ [الْحُرِّ] (¬27) غُرَّةُ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ" يُرْوَى مَخْفُوضًا عَلَى الإِضَافة، وَيُرْوَى: "غُرَّةٌ عبدٌ أَوْ أَمَةٌ" مَرْفُوعًا عَلَى أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِلْغُرَّةِ. وَغُرَّةُ الْمَالِ: أَكْرَمُهُ، وَفُلَان غُرَّةُ قَوْمِهِ، أَيْ: سَيِّدُهُمْ. وَالْغُرَّةُ عِنْدَ الْعَرَبِ: أَنْفَسُ شَيْيءٍ يُمْلَكُ. وَقَالَ القُتَيْبِىُّ (¬28): سُمِّىَ غُرَّةً؛ لِأنَّهُ أَفْضَلُ الْمَالِ وَأَشْهَرُهُ. وَسُمِّىَ الْجَنِينُ جَنِينًّا؛ لِأنَّهُ اسْتَجَنَّ فِي الْبَطنِ، أَي: اسْتَتَرَ وَاخْتَفَى، وَقَدْ ذُكِرَ (¬29). ¬

_ (¬22) في المهذب 2/ 196. وإن أَعْوَزَت الإبل، أو وجدت بأكثر من ثمن المثل: يجب ألف دينار أو اثنا عشر ألف درهم. (*) ع: أعوز. (¬23) أصحاب: ليس في ع، وفي المهذب 2/ 197، في حديث عمر - رضي الله عنه -: وعلى أهل الحلل مائتي حلة. (¬24) غريب الحديث 1/ 228. (**) مولود: ليس في ع. (¬25) انظر المهذب 2/ 197. (¬26) 1/ 24. (¬27) من ع والمهذب. (¬28) غريب الحديث 1/ 222، وانظر غريب أبي عبيد 1/ 44، وغريب الخطابي 1/ 235، 236. (¬29) 1/ 136.

وَقَوْلُهُ: "وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ" (¬30) أَيْ: يُبْطلُ وَيُذْهَبُ، يُقالُ: طُلَّ دَمُهُ، أَيْ: ذَهَبَ هَدَرًا، قَالَ الشَّنْفَرَى (¬31): إِنَّ بِالشعبِ الَّذِي دُون سَلْعٍ ... لَقَتِيلًا دَمُهُ لَا يُطَلُّ وَالْكِسَائِىُّ يُجِيزُ: طَلَّ دَمُهُ - بفَتْحِ الطَّاءِ، أيْ: بَطَلَ. وَقَدْ رُوِىَ: "بَطَلَ" (¬32) بِالْبَاءِ بِوَاحِدَةٍ مِنْ تَحْتِ (¬33). قَوْلُهُ: "مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ": جَمْعُ كَاهِن، مَعْرُوفٌ، الَّذِي يَدعِى عِلْمَ الْغَيْبِ، وَالْكَاهِنُ: الْعَالِمُ، بِالْعِبْرَانِيَّةِ. وَإِنَّمَا جَعَلَهُ مِنْ إِخْوَانِ الكُهَّانِ، لِأجْلِ سَجْعِهِ؛ لِأنَّهُمْ كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامٍ مَسْجُوعٍ، وَالسَّجْعُ: الْكَلَامُ الْمُقَفَّى. قَوْلُهُ: "فَأَلقَتْ جَنِينًا فَاخْتَلَجَ" (¬34) أَىْ: تحرك وَتضَرَّبَ (¬35). قَوْلُهُ: "طَعَنَ فِي السِّنِّ" أَيْ: دَخَلَ فِيهِ، يَطْعُنُ بِالضَّمِّ. قَوْلُهُ: "وَإنْ جَنَى عَلَى عَيْنٍ فَشَخصَتْ" يُقَالُ: شَخصَ بَصَرُهُ: إِذَا فَتَحَ عَيْنَهُ وَجَعَلَ لَا يَطْرِفُ. ¬

_ (¬30) روى أبو هريرة قال: أقتتلت امرأتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن دية جنينها غرة عبد أو أمة، فقال حمل بن النابعة الهذلي كيف أغرم من لا أكل ولا شرب ولا نطق ولا استهل ومثل ذلك يطل. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنما هو من إخوان الكهان. المهذب 2/ 197. (¬31) الطرائف الأدبية 39، وغريب الخطابي 3/ 252. (¬32) كذا رواية البخاري 7/ 175، والترمذي 4/ 24، والرواية الأولى في مسلم 3/ 1310، وأبي داوود 4/ 129، والنسائى 7/ 48، وانظر غريب أبي عبيد 2/ 167، وابن قتيبة 1/ 583، والفائق 2/ 366. (¬33) قال الخطابي: عامة المحدثين يقولون: بَطَلَ من البطلان، ورواه بعضهم يُطَلَّ، أي: يهدر وهو جيد في هذا الموضع. (¬34) إذا ضربها فألقت جنينا فاختلج ثم سكن: وجبت فيه الغرة. المهذب 2/ 198. (¬35) ع: واضطرب. ويقال: تضرب الشييء واضطرب: تحرك وماج، والاضطراب: تضرب الولد في البطن. اللسان (ضرب 1/ 544).

قَوْلُهُ: "الْأَهْدَابُ" جَمْع هُدْبٍ، وَهُوَ: شَعَرُ جَفْنِ الْعَيْنِ، يُقَالُ: هُدْبٌ وَهُدُبٌ. قَوْلُهُ: "فَاسْتَحْشَفَتْ" (¬36) أَيْ: يَبِسَتْ وَتقَبَّضَتْ (¬37)، كَهَيْئَةِ الْجِلْدِ إِذَا تُرِكَ عَلَى النَّارِ، مَأْخُوذٌ مِنْ حَشَفِ التَّمْرِ، وَهُوَ: شرَارُهُ الَّذِي يَبِسَ قَبْلَ إِدْرَاكِهِ، فَلَا يَكُونُ فِيهِ لَحْمٌ، وَلَا لَه (¬38) طَعْمٌ. قَوْلُهُ: "إِذا أَوْعِبَ مَارِنُهُ جَدْعًا" (¬39) أُوعِبَ وَاسْتُوعِبَ: اسُتُؤْصِلَ وَاسْتُقْصِىَ وَالْمَارِنُ: مَا لَانَ مِنَ الْأَنْفِ. وَالْجَدْعُ: قَطْعُ الْأَنْفِ، وَقَطْعُ الأُذُنِ. قَوْلُهُ: "مَضْعُوفٍ" (¬40) يَعْنِي: ضَعِيفَ الْعَقْل. قَوْلُهُ: "وَإنْ تقَلَّصَتَا" (¬41) أَىِ: ارْتفَعَتَا عَنِ الْأَسْنَانِ، يُقَالُ: قَلَصَ وَتقَلَّصَ فَهَوَ قَالِصٌ، وَقَلَصَ وَقَلَّصَ (¬42): بِمَعْنًى، يُشَدَّدُ وَيُخفَّفُ (¬43). وَقَلَصَتْ شَفَتُهُ: إِذَا انْزَوَتْ، وَشَفَةٌ قَالِصَةٌ. وَقَالَ فِي الْبَيَانِ: بِحَيْثُ لَا يَنْبَسِطَانِ، وَلَا تَنْقَبِضُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى. قَوْلُهُ: "بَهِيمَةُ مُهْمَلَةٌ" (¬44) بِلَا رَاعٍ، يُقَالُ: إِبِلٌ هَمَلٌ، بِالتَّحْرِيكِ، وَهَامِلَةٌ، وَهَوَامِلُ، وَترَكْتُهَا هَمَلًا، أَيْ: سُدًى: إِذَا ترَكْتَهَا لَيْلًا وَنَهَارًا بِلَا رَاع (¬45). ¬

_ (¬36) في المهذب 2/ 201: وإن ضرب أذنه فاستحشفت ففيه قولان. . . الخ. (¬37) ع: وانقبضت. (¬38) له: ساقط من ع. (¬39) روى طاووس قال: كان في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأنف "إذا أوعب ما رنه جدعا الدية. المهذب 2/ 202، وغريب أبي عبيد 3/ 203 والفائق 4/ 71. (¬40) في المهذب 2/ 203: وإن شهر سيفا على صبى أو بالِغٍ مَضْعُوفٍ أو صاح عليه صيحة عظيمة فزال عقله: وجبت عليه الدية. (¬41) في الشفتين إن جنى عليهما فتقلصتا: وجبت عليه الحكومة. المهذب 2/ 203. (¬42) وقَلَّص: ساقط من ع. (¬43) ع: مشدد ومخفف. (¬44) يقال: ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة أو بهيمة مهملة المهذب 2/ 203. (¬45) عن الصحاح (همل).

قَولُهُ: "فَصَارَ أَلْثَغَ" (¬46) اللُّثْغَةُ فِى اللِّسَانِ: أَنْ يُصَيِّرَ الرَّاءَ غَينًا، أَوْ لَامَا، أَوْ سِينًا، وَقَدْ لَثِغ- بِالكَسْرِ يَلْثغ لَثغًا، فَهُوَ أَلْثَغُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬47). وَ"التَّمْتَمَةُ" (¬48) التَّعَثُّرُ فِى التَّاءِ، وَقَدْ ذُكِرَت (¬49). وَ "اللِّثَةُ" (¬50) بِكَسْرِ اللَّامِ، وَالتّخْفِيفِ: مَا حَوْلَ الْأَسْنَانِ، وَأَصْلُهَا: لِثَىٌ، وَالْهَاءُ عِوَضُ مِنَ الْيَاءِ، وَجَمْعُها: لِثاتٌ وَلِثًى. وَ"السِّنخُ" الأَصْلُ، وَأَسْنَاخُ الأَسْنَانِ: أُصُولُها. قَوْلُهُ: "سِنًّا مُضْطرَبَةً" هِىَ الَّتِى تَتَحَرَّكُ مَعَ بَقَائِهَا فِى مَنْبِتِهَا. قَوْلُهُ: "حَصَلَ بِهَا شَيْنٌ" الشَّيْنُ: ضِدُّ الزَّيْنِ، يُقَالُ: شَانهُ يَشِينُهُ، وَالْمَشَاينُ: الْمَعَايبُ وَالْمَقَابِحُ. "الْبَطْشُ" الْأَخْذُ بِقُوةٍ، يُقَالُ: بَطَشَ يَبْطِشُ وَيَبْطُشُ. قَوْلُهُ: "يَدِ الْأَعْسَمِ" (¬51) العَسَمُ- بِالْفَتْحِ: فِى الْكَفِّ وَالْقَدَم: أَنْ يَيْبَسَ مَفْصِلُ الرُّسْغ حَتَّى يَعْوَج الكَفُّ وَالْقَدَمُ. يُقَالُ: رَجُلٌ أَعْسَمُ بَيَّنُ الْعَسَمِ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الجَوْهَرِىُّ (¬52). وَقَالَ فِى دِيوَانِ الْأَدَبِ: هُوَ يُبْس فِى الرِّجْلِ (¬53). وَالرُّسْغ: هُوَ مَا يَلِي الْكُوعَ إِلَى ظَهْرِ الْكَفِّ (وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ: هُوَ الْأَعْسَرُ الَّذِى يَعْمَلُ بِكِلْتَا يَدَيْه، وَبَطْشُهُ بِيَسَارِهِ أَكْبَرُ. ¬

_ (¬46) إن جنى على لسانه فصار ألثغ: وجب عليه دية الحرف الذي ذهب المهذب 2/ 203. (¬47) 1/ 101. (¬48) وإن جنى عليه فحصل في لسانه ثقل لم يكن أو عجلة لم تكن أو تمتمة: لم تجب عليه دية وتجب عليه حكومة المهذب 2/ 203. (¬49) 1/ 101. (¬50) وإن قلع ما ظهر وخرج من لحم اللثة وبقى السنخ لزمه دية السنن. المهذب 2/ 204. (¬51) ويجب فى قدِم الأعرج ويد الأعسم إذا كانتا سليمتين الدية. المهذب 2/ 206. (¬52) الصحاح (عسم). (¬53) كذا في خ وع وفي ديوان الأدب 2/ 269 , الأعسم: اليابس اليد.

وَقالَ ابْنُ الصَّبَّاغِ: الْأَعْسَمُ: الَّذِي فِى رُسْغِهِ مَيَلٌ وَاعوِجَاج) (¬54) وَقَدْ ذُكِرَ (¬55). قَوْلُهُ: "خَلَعَ كَفَّهُ" (¬56) أَيْ: فَكَّهَا مِنْ مِعْصَمِهَا حَتَّى اسْتَرْخَتْ، فَلَا يُطِيقُ رَفْعَهَا. وقَدْ شَلَّتْ يَدُهُ تشَلُّ- بِفَتحِ الشِّينِ فِيهِمَا: إِذَا يَبِسَتْ: وَقِيلَ: إِذَا اسْتَرْخَتْ. وَلَا تَشْلَلْ يَدُكَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَاللّام: إِذَا دَعَا لَكَ بالسَّلَامَةِ مِنَ الشَّلَلِ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬57): فَلَا تَشْلَلْ يَدٌ فَتَكَتْ بِعَمْرٍو ... فَإنكَ لَنْ تذِلَّ وَلَنْ تضَامَا قَوْلُهُ: "وَإنْ كَانا (¬58) نَاهِدَيْنِ" أَيْ: مُرْتفِعَيْنِ، وَالنُّهُودُ: الارْتِفَاعُ، نَهَدَ ثَدْىُ الْجَارِيَةِ: إِذَا ارتفَعَ "الْحَلَمَتَانِ" بِفَتْحِ اللَّامِ، الْوَاحِدَةٌ: حَلَمَةٌ- بالفتح أَيْضًا: رَأْسُ الثدْىِ، كَمَا ذَكَرَه (¬59). قوْلُهُ: "إِسْكَتَىِ الْمَرْأةِ" (¬60) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانِ السِّينِ، هُمَا جَانِبَا الْفَرْجِ. وَالْمَأْسُوكَةُ: الَّتِى أَخْطَأتْ خَافِضَتُهَا، فَأَصَابَتْ غَيْرَ مَوْضِعِ الْخفْضِ. الإِسْكَتَانِ: ناحِيَتَا الْفَرْجِ، وَالشُّفْرَان: طَرفَا النَّاحِيَتَيْنِ، وَالَّذِى يَلىِ الشُّفْرَيْنِ الأَشْعَرَانِ. ذَكَرَهُ الْأزْهَرِيُّ (¬61). ¬

_ (¬54) ما بين القوسين: ساقط من ع. (¬55) 2/ 250. (¬56) إِذا كسر الساعد فجبره مجبر أو خلع كفه فاعوجت ثم جبرها فجبرت وغادت مستقيمة وجبت الحكومة. المهذب 2/ 108، والثدى يذكر ويؤنث. (¬57) لرجل من بني بكر بن وائل. (¬58) ع: كانتا، وفي المهذب 2/ 208: وإن كانتا ناهدين فاسترسلتا وجبت الحكومة. (¬59) يعني الشيخ في المهذب 2/ 108. (¬60) ويجب في إسكتى المرأة وهما الشفران المحيطان بالفرج الدية. المهذب 2/ 208. (¬61) في الزاهر 359 وانظر خلق الإنسان للأصمعى 229.

قَوْلُهُ: "الإِفْضَاءِ" (¬62) مَأخُود مِنَ الْفَضَاءِ، وَهُوَ: الْمَكَانُ الْوَاسِعُ، وَيَكُونُ الْجِماعَ، كَقَوْلِىِ تَعَالَى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} (¬63) وَيَكُونُ اللَّمْسَ، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السّلَامُ: "إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ فَلْيَتَوَضأ" (¬64). قَوْلُهُ: "تَصْعِيرِ الْوَجْهِ" (¬65) الصَّعَرُ: الْمَيْلُ فِى الخَدِّ خَاصَّةً، وَقَدْ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَيْ: أَمَالَة مِنَ الْكِبرِ، قَالَ اللهُ تعَالَى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} (¬66). "التَّرْقُوَتَان" (¬67) الْعَظْمَانِ النَّاتِئَانِ أَعْلَى الصَّدْرِ (¬68)، وَالْجَمْعُ: تَرَاقِى، قَالَ اللهُ تعَالَى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ} (¬69) وَ "الضِّلَعُ" مِثَالُ الْعِنَبِ وَتسْكِينُ اللَّامِ جَائِزٌ، وَهِيَ وَاحِدَةُ الْأَضْلَاعِ. ¬

_ (¬62) قال الشافعي رحمه الله: إذا وطئ امرأة فأفضاها وجبت عليه الدية، قال أبو إسحاق: واختلف أصحابنا في الإفْضَاءِ فقال بعضهم: هو أن يزيل الحاجز الذي بين الفرج وثقبة البول. . . الخ المهذب 2/ 208. (¬63) النساء 21. (¬64) مسند الشافعي 1/ 35. (¬65) في المهذب 2/ 208: ويجب في تعويج الرقبة وتصعير الوجه الحكومة. (¬66) لقمان 18. (¬67) في المهذب 2/ 208: فإن كسر الترقوة أو كسر ضلعا: يجب فيه جمل لما روى أسلم مولى عمر عن عمر - رضي الله عنه - أنه قضى في الترقوة بجمل. (¬68) خلق الإنسان للأصمعى 215. (¬69) القيامة 26.

[ومن باب العاقلة وما تحمله من الديات]

[وَمِنْ بَابِ الْعَاقِلَةِ وَمَا تحْمِلُهُ مِنَ الدِّيَاتِ] الْعَاقِلَةُ: مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَقْلِ، وَهُوَ الدِّيَةُ, وَسُمِّيَتِ الدِّيَةُ عَقْلًا؛ لِأنَّ الإِبِلَ كَانَتْ تُعْقَلُ بِفِنَاءِ وَلِىِّ الْمَقْتُولِ، يُقَالُ: كَملْتُ الْمَقَتْوُلَ: إِذَا أَدَّيْتَ دِيَتَهُ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْعَقلُ عَقْلًا؛ لِأنَّهُ يَمْنَعُ مِنَ الْخَطأ كَمَا يَمْنَعُ الْعِقَالُ الدَّابَّةَ مِنَ الذَّهَابِ. وَ "أَجْحَفَ بِهِ" (¬1): أَذْهَبَ جَمِيعَ مَالِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬2). قَوْلُهُ: "بِعَمُودِ فُسْطَاطٍ" (¬3) الْعَمُودُ: الْخَشَبَةُ الَّتِى يُنْصَبُ بِهَا بَيْتُ الشَّعَرِ، يُجْعَلُ فِى وَسَطِهِ حَتَّى يَرْتَفِعَ. وَالْفُسْطَاطُ: بَيْتُ الشَّعَرِ، وَفِيهِ ثَلَاثُ لْغاتٍ: فُسْطَاطٌ، وَفْسْتَاطٌ، وَفُسَّاطٌ (¬4). قَوْلُهُ: "قَائلَ عَمَّارٌ فِى مِحَفَّةٍ" (¬5) الْمِحَفَّةُ: مَرْكَبٌ مِنْ مَرَاكِبِ النِّسَاءِ كَالْهَوْدَجِ، إِلَّا أَنَّهَا لَا تُقَبَّبُ كَمَا يُصَبَّبُ الْهَوْدَجُ. وَمَعْنَى يُقَبَّبُ. يُجْعَلُ عَلَيْهِ قُبَّةٌ. ¬

_ (¬1) في المهذب 2/ 211: الخطأ ومحمد الخطأ يكثر فلو أوجبنا ديتهما في مال الجاني أجحفنا به. (¬2) 1/ 146. (¬3) روى المغيرة بن شعبة قال: ضربت امرأة ضرة لها بعمود فسطاط فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بديتها على عصبة القاتلة. المهذب 2/ 211. (¬4) وكسر الفاء فيهن حكاه يعقوب في إصلاح المنطق 133، وابن قتيبة في أدب الكاتب 575. (¬5) حمل الدية على سبيل النصرة بدلا عما كان في الجاهلية من النمرة يالسيف، هو يعقل المريض والشيخ؛ لأنها من أهل النمرة بالتدبير وقد قاتل عمار في محفة. المهذب 2/ 213.

"الشَّيىْءِ التَّافِهِ" (¬6) اليَسِيرِ الْحَقِيرِ، وَقَدْ تَفِهَ يَتْفَهُ. قَوْلُهُ: "امْتُحِنَ فِى أَوْقَاتِ غَفَلَاِتهِ" (¬7) أَىِ: اخْتُبِرَ، وَالامْتِحَانُ: الاخْتِبَارُ. قَوْلُهُ: "تَصَنَّعَ لِذَلِكَ" (¬8) التَّصَنُّعُ: تكَلُّفُ حُسْنِ السَّمْتِ، وَتصَنَّعَتِ الْمَرأَةُ: إِذَا صَنَعَتْ نَفْسَهَا. (قَوْلُهُ: "الكُبْرُ الْكُبْرُ" (¬9) يُقَالُ: هُوَ كُبْرُ قَوْمِهِ - بِالضَّمِّ: إِذَا كَانَ أقْعَدَهُمْ فِى النَّسَبِ، وَهُوَ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى جَدِّهِ الْأَكْبَرِ بِآبَاءٍ قَلِيلٍ) (¬10). ¬

_ (¬6) قالت عائشة رضي الله عنها: "يد السارق لم تكن تقطع في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الشيئ التافة" المهذب 2/ 213. (¬7) إذا جنى على رجل حناية فادعى المجنى عليه أنه ذهب سمعه وأنكر الجاني امتحن في أوقات غفلاته بالصياح مرة بعد مرة. المهذب 2/ 216. (¬8) إن ادعى المجنى عليه ذهاب شمه، وأنكر الجانى امتحن في أوقات غفلاته بالروائح الطيبة والروائح المنتنة. . . لجواز أن يكون قد تصنع لذلك. المهذب 2/ 216. (¬9) هذا القول مقدم عن موطنه في المهذب في النسخة خ ومناسبته في المهذب 2/ 318، باب اليمين في الدعاوى: "فذهب محيصة يتكلم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكبر الكبر". (¬10) ما بين القوسين: ليس في ع.

ومن [كتاب] قتال أهل البغي

وَمِنْ [كِتَابِ] (¬1) قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ الْبَغْىُ: التَّعَدِّى، وَكُلُّ مُجَاوَزَةٍ وَإفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِي هُوَ حَدُّ الشَّيءِ فَهُوَ بَغىٌ، وَالْبَغىُ: الظُّلْمُ، وَالْبَغْىُ أَيْضًا: الفُجُورُ، وَالْبَاغِيَةُ: الَّتِى تعْدِلُ عَنِ الْحَقِّ، وَمَا عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ، يُقَالُ: بَغى الْجُرْحُ: إِذَا ترَامَى إِلَى الْفَسَادِ (¬2). قَوْلُهُ: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْس مِنَّا" (¬3) دَلِيلٌ عَلَى تكْفِيرِ الْخَوَارِجِ، وَمَنْ يُقالُ الْمسلِمِينَ بِغَيْرِ حَق، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ [مَعْنَاهُ] (¬4): فَلَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِنَا وَلَا مِمَّنْ يَتَدَيَّنُ بِدِيننَا، كَمَا قَالُوا فِى الْحَدِيثِ الآخَرِ: "مَنْ غَشَّنْا فَلَيْسَ مِنا" (¬5). قَوْلُهُ: "بِتَأْوِيلِ" (¬6) التَّأوِيلُ: تفْسِيرُ مَا يَؤُولُ إِلَيهِ الشّيْيءُ، وَقَدْ أَوَّلتُهُ تَأْوِيلًا. قَوْلُهُ: "وَامْتَنَعَتْ بِمَنَعَةٍ" السَّمَاعُ: سُكُونُ النُّونِ، وَالْقِيَاسُ: فَتْحُهَا، جَمْعُ مَانِع، مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَة. ¬

_ (¬1) خ: باب. والمثبت من ع والمهذب 2/ 217. (¬2) الصحاح (بغى). (¬3) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من حمل علينا السلاح فليس منا" المهذب 2/ 217. (¬4) من ع. (¬5) قال أبو عبيد: إنما وجهه عندي والله أعلم أنه أراد: ليس منا، أي ليس هذا من أخلاقنا ولا من فعلنا، إنما نفى الغش أن يكون من أخلاق الأنبياء والصالحين، وهذا شبيه بالحديث الآخر "يطبع المؤمن على كل شيئ إلا الخيانة والكذب" إنهما ليس من أخلاق الإيمان, وليس هو على معنى أنه من غش أو من كان خائنا فليس بمؤمن. غريب الحديث 3/ 192. (¬6) في المهذب 2/ 218: إذا خرجت على الإمام طائفة من المسلمين ورامت خلعه بتأويل أو منعت حقا توجه عليها بتأويل، وخرجت عن قبضة الإمام وامتنعت بمنعة قاتلها الإمام.

قَوْلُهُ تعَالَى: {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (¬7) أَيْ: حَتَّى ترْجِعَ، يُقَالُ: فَاءَ يفيىءُ فَيْأ: إِذا رَجَعَ. [قَوْلُهُ: "الْخَوَارِج" (¬8)] (¬9) سُمُّوا خَوَارِجَ؛ لِأنَّهُمْ خَرَجُوا عَنِ الطَّاعَةِ، الْوَاحِدُ: خَارِجِىٌّ. قَوْلُهُ: "يَنْقِمُونَ" (¬10) يَعْتِبُونَ وَيكْرَهُونَ وَيُنْكِرونَ وَيَسْخَطُونَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} (¬11). "انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ" (¬12) أَيْ: خَرَجْتَ مِنْهُ، كَمَا تنْسَلِخُ الْحَيَّةُ مِنْ جِلْدِهَا. قوله تَعَالى: {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬13) الْأُسْوَةُ: الْقُدْوَةُ الَّتِى يَجِبُ اتِّباعُهَا وَيُؤْتَمُّ (¬14) بِهَا وَيَهْتَدِى إِلَيْهَا الضَّالُّ، يُقَالُ: أَسْوَةٌ وَإِسْوَةٌ، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. قَوْلُهُ: "وَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ كِتَابَ اللهِ" (¬15) الْمُوَاضَعَةُ: الْمُرَاهَنَةُ، يُقَالُ: وَاضِعْنِي عَلَى كَذَا، أَيْ: ضَعْ رَهْنًا، وَأَضَعُ رَهْنًا عَلَى أَنَّ مَنْ غَلَبَ وَفَلَجَ: أَخَذَ الرَّهْنَ. قَوْلُهُ: "إِجْرَاءُ صَغارٍ" (¬16) أَيْ: ذُلٍّ وَهَوَانٍ. ¬

_ (¬7) سورة الحجرات آية 9. (¬8) قاتل على - رضي الله عنه - أهل البصرة يوم الجمل، وقاتل معاوية بصفين وقاتل الخوارج بالنهروان. المهذب 2/ 218. (¬9) ما بين المعقوفين من ع. (¬10) ولا يبدأ القتال حتى يسألهم ما ينقمون منه. المهذب 2/ 218. (¬11) سورة البروج آية 10. (¬12) من قول الخوارج لعلى - رضي الله عنه - انسلخت من قميص ألبسك الله وحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله. . . الخ المهذب 2/ 218. (¬13) سورة الأحزاب آية 21 وسورة الممتحنة الآيتان 4، 6. (¬14) ع: ويؤتمر: تحريف. (¬15) انظر المهذب 2/ 218. (¬16) إن بذلوا عليه مالا لم يقبل؛ لأن فيه إجراء صغار على طائفة من المسلمين. المهذب 2/ 218.

قَوْلُهُ: "وَلَا يُذَفَّفُ عَلَى جَرِيحِهِمْ " (¬17) الذَّفُّ: الإِجْهَازُ عَلَى الْجَرِيحِ، وَهُوَ: قَتْلُهُ، وَكَذَلِكَ الذِّفَافُ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬18): يُرْوَى بِالدَّالِ وَالذَّالِ. مَعًا، يُقَالُ: ذَفَّفَ عَلَى الْجَرِيحِ تذْفِيفًا. وَكَذَا قَوْلُهُ: "لَا يُجَازُ عَلَى جَرِيحِهِمْ" بِمَعْنَاهُ، أَيْ: لَا يُقْتَلُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الإِسْرَاعُ، يُقَالُ: أَجْهَزْتُ عَلَى الْجَرِيحِ: إِذَا أَسْرَعْتَ قَتْلَهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: فَرَسٌ جَهِيزٌ، أَيْ: سَرِيعُ الشَّدِّ، قَالَ هَذَا الْقَائِلُ: ويُقَالُ: ذَفَّفْتُ عَلَى الْقَتِيِلِ: إِذَا أَسْرَعْتَ قَتلَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: خَفِيفٌ ذَفِيفٌ (وَمِنْهُ اشْتُقَّ اسْمُ ذُفَافَةَ، اسْمُ رَجُل) (¬19). وَقَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬20): لَا يُجْهَزُ: لَا يُتَمَّمُ بِالْقَتْلِ (¬21)، وَيُقَالُ: ذَفَّفْتُ عَلَى الْجَرِيحِ: إِذَا عَجَّلْتَ قَتْلَهُ. قَوْلُهُ: "مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ السَّجَّادِ" (¬22) سُمِّىَ بِذَلِكَ؛ لِأَّنهُ كَانَ لَهُ أَلْفُ نَخْلَةٍ، يَسْجُدُ كُلَّ يَومٍ تَحْتَ كُلِّ نَخْلَةٍ سَجْدَةً. قَوْلُهُ: "صَاحِبَ الْبُرْنُسِ" قَالَ الْجَوْهَرِىُّ: الْبُرْنُسُ: قَلَنْسُوَة طَوِيلَةٌ، وَكَانَ النُّسَّاكُ يَلْبَسُونَهَا فِى صَدْرِ الإِسْلَامِ وَقَدْ تبَرْنَسَ الرجُلُ، قَالَهُ الْجَوْهَرِىُّ فِى صَحَاحِهِ، وَذَكَرَ غَيْرُهُ (¬23): أَنَّهُ مِثْلُ الْقَبَاءِ (¬24): إلَّا أَنَّ فِيهِ شَيْئًا مُتَّصِلًا يَكُون عَلَى الرَّأْسِ. وَقالَ فِى دِيوَانِ الْأَدَبِ (¬25): الْبُرْنُسُ كِسَاءٌ. ¬

_ (¬17) في المهذب 2/ 218: ولا يُتْبع في القتال مدبرهم ولا يذفف على جريحهم. (¬18) في غريب الحديث 4/ 33. (¬19) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬20) في الزاهر 376. (¬21) بالقتل: ساقط من ع. (¬22) في المهذب 2/ 118: ان عليا رضي الله عنه نهاهم عن قتل محمد بن طلحة السجاد وقال: إياكم وصاحب البرنس. (¬23) القلعى في اللفظ المستغرب 79، وانظر تهذيب اللغة 9/ 347. (¬24) (¬25) 2/ 48.

قوْلُهُ (¬26): "وَأَشْعَثُ قَوَّامٌ" الْأَشْعَثُ: مُغْبَرُّ الرأْسِ. "هَتَكْتُ" خَرَقْتُ. "بِصَدْرِ الرُّمْحِ" أَيْ: أَوَّلِهِ، وَهُوَ: السِّنانُ، وَصَدْرُ كُل شَيءٍ: أَوَّلُهُ، كَما أَنَّ عَجُزَهُ آخِرُهُ. "جَيْبَ قميصِهِ" كَنَى بِهِ عَنْ نَحْرِهِ، وَهُوَ: مَوْضِعُ الْجَيْبِ، اسْتِعارَةٌ، وَعَبَّرَ بِهِ عَنْهُ. "فَخَرَّ صَريعًا" أَىْ: سَقَطَ صَرِيعًا. "لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ" أَيْ: عَلَى الْيَدَيْنِ وَعَلى الْفَمِ، كَما يُقالُ أَيْضًا: خَرَّ لِوَجْهِهِ، أَيْ: عَلَى وَجْهِهِ. [قَوْلُهُ: "يُناشِدُنى حم" يُقالُ: نَشَدْتهُ اللهَ أَنْشُدُهُ نَشْدًا، وَناشَدْتُهُ: إِذَا قُلْتَ لَهُ: نَشَدْتُكَ اللهِ أَيْ: سَأَلتُكَ بِاللهِ، كَأَنَّكَ ذَكَّرْتَهُ إِيّاهُ فَنَشَدَ، أَيْ: تَذَكَّرَ] (¬27). قَوْلُهُ: "حَم" أَرادَ سُورَةَ حَم، أَيْ: طَلَبَ إلَيْهِ بِفَضْلِها وَحُرْمَتِها، جَعَلَها اسْمًا لِلسّورَةِ، مَنَعَهُ الصَّرْفَ؛ لِأنَّهُ عَلَمٌ مُؤَنَّثٌ. ذَكَرَهُ الزَّمَخشَرِىُّ (¬28)، قالَ: وَفِي الْحَدِيثِ: حَم لَا يُنْصَرُونَ". ¬

_ (¬26) الذي قتل محمد بن طلحة السجاد، وهو الأشتر النخعى، أو مدلج بن كعب السعدى، وقيل شداد بن معاوية العبسى, أو شريح بن أوفى العبسى وأنشد: وأشعث قوام بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم هتكت له بالرمح حبيب قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم يناشدني حم والرمح شاجر ... فهلا تلاقم حم قبل التقدم وانظر مجاز القرآن 2/ 193، وفتح الباري 8/ 425، وتفسير الطبرى 24/ 24، وطبقات ابن سعد 5/ 39. (¬27) ما بين المعقوفين ساقط من خ. (¬28) في الفائق 1/ 314، 315.

(وَقيلَ: إنَّ حمَ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ،: وَالْمَعْنى: اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرونَ) (¬29) قالَ: وَفِي هَذَا نظرٌ؛ لِأنّ حمَ لَيْسَ بِمَذْكورٍ فِى أَسَماءِ الله الْمَعْدودَةِ؛ لِأنَّ أَسمَاءَهُ تقَدَّسَتْ ما مِنْهَا شَيْيءٌ إِلَّا وَهُوَ صِفَةٌ مُفْصِحَةٌ عَنْ ثَناءٍ وَمَجْدٍ. وَ "حم" لَيْسَ إِلَّا اسْمَىْ حَرْفَيْنِ مِنْ حْرُوفِ الْمُعْجَمِ، فَلَا مَعْنَى تَحْتَهُ (¬30). وَأَمَّا أَهْلُ التَّفْسِيرِ فَذَكَرُوا مَعاني كَثِيرَةً (¬31) لَا يَحْتَمِلُ هَذَا الْمُخْتَصَرُ ذِكْرُهَا. قَوْلُهُ: "وَالرُّمْحُ شَاجِرٌ" يُقَالُ: شَجَرَهُ بِالرُّمْحِ: طَعَنَهُ، وَتشَاجَرُوا بِالرِّمَاحِ، أَيْ: تَطَاعَنُوا، وَقَدْ تَقَدّمَ ذِكْرُ "تشَاجَرُوا". قَوْلُهُ: "لَاتَ سَاعَةَ مَنْدَم" لَا هَا هُنَا بِمَعْنَى لَيْسَ، وَالتَّاءُ لِلتَّأْنِيثِ، وَقَدْ دَخَلَتْ عَلَى ثَلَاَثةِ أَحْرُفٍ، وَهِيَ: لَا وَلَاتَ، وَثُمَّ وَثُمَّت، وَرُبَّ وَرُبّتَ (¬32). قَوْلُهُ: "صَارَ رِدْءًا لَهُمْ" (¬33) أَيْ: عَوْنًا، وَأَرْادَأْتُهُ، أَيْ: أَعَنْتُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} (¬34) فِى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَهْمزْ، فَمَعْنَاهُ: الرِّيَادَةُ (¬35). ¬

_ (¬29) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬30) تتمته في الفائق: يصلح لأن يكون به بتلك المثابة. (¬31) انظر تفسير الطبرى 24/ 39، والقرطبى 15/ 289، ومعاني النحاس 6/ 201. (¬32) المغنى 1/ 254، ومعاني الفراء 2/ 397، ومجاز القرآن 2/ 176. (¬33) في المهذب 2/ 219: ولم ينكر على - رضي الله عنه - قتله ولأنه صَارَ رِدْءًا لهم. (¬34) القصص 34. (¬35) قرأ أبو جعفر، ونافع بغير همز، والباقون بالهمز. معاني الفراء 2/ 306، والمبسوط 340، والإتحاف 61، 342.

قَوْله: "الْمِنْجنِيق" (¬36) بِفَتْحِ المِيمِ وَكَسْرِهَا: ذَكَرَهُ (¬37) ابْنُ قُتَيْبَةَ فِى أَدَبِ الْكَاتِبِ (¬38)، وَهُوَ فَارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ (¬39). قَوْلُهُ: "عَصَمَ دَمَهُمْ" (¬40) أَيْ: أَمْسَك، {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (¬41) لَا مَانِعَ وَلَا مُمْسِكَ {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} (¬42) أَيْ: تمَسَّكُوا بِهِ. قوله: "الانْتِفَاعُ بِسِلَاحِهِمْ وَكُرَاعِهِمْ" (¬43) قاَلَ الْجَوْهَرِيُّ (¬44): الْكُرَاعُ: اسْم يَجْمَعُ الْخيْلَ. قَوْلُهُ: "فَاقْتُلُوه وَلَا تَمْثُلُوا" (¬45) أَيْ: لَا تُنَكِّلُوا، مُشَدَّدًا، وَمَثلَ بِالْقَتِيلِ- مُخَففًا: إِذَا جَدَعَهُ، والاسْمُ الْمُثْلَةُ، عَنِ- الجْوَهَرِىِّ (¬46). وَفِي الْحَدِيثِ: "نَهَى أَنْ يُمْثَّلَ بِالدَّوَابِّ، وَأَنْ يُؤْكَلَ المَمْثُولُ" (¬47) وَهُوَ أَنْ يُنْصَبَ فيرْمَى. قَوْلُهُ: "فَهَلْ يَتَحَتَّمُ" (¬48) حَتَمْتُ: أَوْجَبْتُ، وَالْحَتْمُ: الْقَضَاءُ، وَالْحَاتِمُ: الْقَاضِى. قَوْلُهُ: "قَتَلَ بِشَهْرِ السِّلَاحِ" يُقَالُ: شَهَرَ السِّلَاحَ يَشْهَرُهُ شَهْرًا (¬49): إِذَا سَلَّهُ. ¬

_ (¬36) في المهذب 9/ 212: ولا يجوز قتالهم بالنار والرمى عن المنجنيق من غير ضرورة. (¬37) ع: قاله. (¬38) 564. (¬39) الصحاح (جنق) ورسالتان في المعرب 64، 104، وانظر المعرب 571، تحقيق ف/ بعد الرحيم. (¬40) ولا يجوز أخذ مالهم. . . لأن الإِسلام عصم دمهم ومالهم. (¬41) هود 43. (¬42) آل عمران 103. (¬43) لا يجوز الانتفاع بسلاحهم وكراعهم من غير إذنهم من غير ضرورة. المهذب 2/ 220. (¬44) الصحاح (كرع). (¬45) من قول على - رضي الله عنه - في ابن ملجم: وإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به. (¬46) الصحاح (مثل). (¬47) كالفائق 3/ 344، والنهاية 4/ 294، وفيهما: وأن يؤكل الممثول بها. (¬48) في الخارج عن قبضة الإِمام: إن قَتَلَ، فهل يتحتم قتله فيه وجهان أحدهما: يتحمم، والآخر: لا يتحمم المهذب 2/ 221. (¬49) يشهره: ساقط من ع.

قَوْلُة. "خَرَقُوا الهَيْبَةَ" اسْتَهَانُوا بِهَا وَهَتَكُوهَا، مِنْ خَرَقْت الثَّوْبَ. قَوْئة: {لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} (¬50) أَي: يذهَب بَاطِلًا بِغيْرِ ثَوَابٍ، يقَالُ: حَبِطَ عَمَله حَبْطًا -بِالتَّسْكِينِ- وَحبوطًا: بَطَلَ ثَوَابه، قَالَ أَبو عَمْرٍو: الإحْبَاطُ: أَنْ يَذْهَبَ مَاءُ الرَّكِيَّةِ فَلَا يَعود كَمَا كَانَ. قَوْلهُ تعَالَى: {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (¬51) اسْتَخَفَّة: ضِدُّ اسْتَثْقَلَة، وَاسْتَخَفَّة: أَهَانَة، وَاسْتَخَفَّة عِنْ رَأْيِهِ: إذَا حَمَلَة عَلَى الْجَهْلِ، وَأَزَالَه عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّوَابِ، وَمَعْنَاه: لَا يَسْتَفِزنَّكَ وَلَا يَسْتَجْهِلَنَّكَ. ¬

_ (¬50) سورة الزمر آية 65. (¬51) سورة الروم آية 60.

ومن باب قتل المرتد

وَمِنْ بَابِ قَتْلِ الْمُرْتد الارْتِدَادُ: الرُّجُوعُ عَنِ الدِّينِ، وَالاسْمُ: الرِّدَّةُ، وَرَدَّ عَنِ الشَّيىْءِ: رَجَعَ عَنْهُ. قَوُلُهُ تعَالَى: {وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} (¬1) اطْمَأنَّ: سَكَنَ، يُقَالُ: اطْمَأنَّ الرَّجُلُ طُمَأنِينَةً، وَاطْمِئْنَانًا، وَاطْمَأَنَّ إِلَى كَذَا: إذَا سَكَنَ إلَيْهِ، وَقَبِلَهُ قَلْبُهُ، واسْتَأنَسَ بِهِ. قَوْلُهُ: "فَيُقْذَفَ فِيهَا" (¬2) أَيْ: يُرْمَى بِهَا وَيُطرحَ. قَوْلُهُ فِى الْحَدِيثِ (¬3): "فَيُجَاءُ بِمِنْشَارٍ" يُقَالُ: نَشَرْت الْخَشَبَةَ أَنْشُرُهَا: إِذَا قَطَعْتَهَا، وَكَذاَ وَشَرْتُ الْخشَبَةَ بالْمِيشَارِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَالْمِنْشَارُ: بالنُّونِ وَالْيَاءِ. ¬

_ (¬1) النحل 106، وقد ذكر الشيخ أن المكره لا تصح ردته لقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}. (¬2) من الحديث: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان" وفيه "وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن توقد نار فيقذف فيها" المهذب 2/ 222. (¬3) في الحديث: ليس في ع وفي المهذب 2/ 222: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن كان الرجل ممن كان قبلكم ليحفر له في الأرض فيجعل بها فيجاء بمنشار فتوضع على رأسه ويشق باثنتين فلا يمنعه ذلك عن دينه".

قَوْلُهُ: "يَرْجُو النِّكَايَةَ فِىْ العَدُوِّ" (¬4) يقال: نَكَيْتُ فِى الْعَدُوِّ أَنْكِى -بِكَسْرِ الْكَافِ (*) بِغَيْرِ هَمْزٍ-. نِكَايَةً: إِذَا قَتَلْتَ فِيهِمْ وَجَرَحْتَ، وَأَصْلُهُ: الْوَجَعُ وَالْأَلَمُ، وَقِيلَ: هُوَ قَشْرُ الْجُرْحِ، قَالَ (¬5): . . . . . . . . . . . . . ... - وَلَا تَنْكَئِى قَرْحَ الْفُؤَادِ فَيَيْجَعَا قَوْلُهُ: "هَلْ كَانَ مِنْ مُغَرِّبَةٍ خَبَرٌ" (¬6) قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬7): يَعْنِي الْخَبَرَ الَّذِي طَرَأ عَلَيْهِمْ مِنْ بَلَدٍ سِوَى بَلَدِهِمْ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬8): يُقَالُ: مُغرِّبَة - بِفَتْحِ الراءِ وَكَسْرِهَا، وَأَصْلُهُ: مِنْ الْغَرْبِ، وَهُوَ: الْبُعْدُ، يُقالُ: دارٌ غَرْبَةٌ، أَيْ: بَعِيدَة، وَشَأْوٌ مُغَرِّبٌ، وَمُغَرَّبٌ. وَغَرَّبَ الرَّجُلُ فِى الْأرْضِ: إِذَا أَمْعَنَ فِيهَا، وَغَرَّبتهُ: إِذَا نَحَّيْتَهُ عَنْ بَلَدِهِ، وَمِنْهُ تَغْرِيبُ الزَّانِي، يُقَالُ: اغْرُبْ عَنِّي، أَيْ: ابْعُدْ. وَالْمَعْنَى فِى الْحَدِيثِ هَلْ مِنْ خَبَرٍ جَدِيدٍ جَاءَ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ؟ قَوْلُهُ: "الارْتِيَاءُ وَالنَّظَرُ" (¬9) هُوَ الافْتِعَالُ مِنَ الرَّأىِ وَالتَّدْبيرِ وَالتَّفَكُّرِ فِى الأمْرِ وَعَاقِبَتِهِ وَصَلَاحِهِ، وَالنَّظَرُ هُوَ التَّفَكُرُ أَيْضًا. قَوْلُهُ: "وَالإِصْرَارِ عَلَيْهَا" (¬10) يُقَالُ: أَصْرَرْتُ عَلَى الشَّيْىءِ: إِذَا أَقَمْتَ وَدُمْتَ. قَوْلُهُ: "كَالتَّعْطِيلِ وَالزَّنْدَقَةِ" (¬11) وَالتَّعْطِيلُ: مَذْهَبُ قَوْم، يَذْهَبُونَ إِلَى أَنْ لَا إِلَهٌ يُعْبَدُ، وَلَا جَنَّة وَلَا نَارٌ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْمَرأةِ الْعَاطِلِ، وَهِيَ الَّتِى لَا حُلِىَّ ¬

_ (¬4) إن كان ممن يرجو النكاية في العدو أو القيام بأحكام الشرع فالأفضل له أن يدفع القتل عن نفسه ويتلفظ بكلمة الكفر. المهذب 2/ 222. (*) بكسر الكاف: ساقط من ع. (¬5) متمم بن نويرة. المفضليات 67، وصدره: فَعِيدَكِ أَلَّا تُسْمِعِنِى مَلَامَةً ... . . . . . . . . . . . . . (¬6) لما ورد على عمر - رضي الله عنه - فتح تَسْتُر فسألهم هل كان من مغربة خبر؟. . إلخ المهذب 2/ 222. (¬7) الصحاح (غرب). (¬8) في غريب الحديث 3/ 279، وانظر مجمع الأمثال 2/ 404، ومجالس ثعلب 1/ 215، ونوادر أبي زيد 241، وعيون الأخبار 1/ 8، 9، وتهذيب اللغة 8/ 115. (¬9) قدرت الاستتابة بثلاثة أيام؛ لأنها مدة قريبة يمكن فيها الارتياء والنظر. المهذب 2/ 222. (¬10) القتل يجب بالردة والإصرار عليها. المهذب 2/ 22. (¬11) إذا تاب المرتد قبلت توبته سواء كانت ردته إلى كفر ظاهر به أهله أو إلى كفر يستتر به أهله كالتعطيل والزندقة المهذب 2/ 222.

عَلَيْهَا، وَمِنَ الإِنَاء الْعَاطِلِ، أَىِ: الْفارِغِ، وَفِي الْقُرآنِ: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} (¬12) وَالزَّنْدَقَةُ: مَذْهَبُ الثَّنَوَيَّةِ، وَهُوَ مُعَرَّبٌ، الْوَاحِدُ (¬13): زِنْدِيق، وَالْجَمْعُ: زَنَادِقَةٌ، وَكَانَ مَذْهَبَ قَوْمٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِى الْجَاهِلِيَّةِ. وَالثَّنَويَّةُ يَزْعُمُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ إِلَاهًا (¬14) ثَانِيًا، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ. ذُكِرَ هَذَا فِى شَمسِ الْعُلُوم (¬15). وَالْمَشْهُورُ: أَنَّ الزنْدِيقَ: الَّذِي يُظْهِرُ الِإسْلَامَ وَيُخْفِى الْكُفْرَ، كَالْمُنَافِقِ. قَالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬16): وَالَّذِى يَقُولُ النَّاسُ: زِنْدِيق، فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيىَ زَعَمَ أَنَّ الْعَرَبَ لَا تَعْرِفُهُ، قَالَ: وَيُقَالُ: رَجُلٌ [زَنْدَقٌ وَزَنْدَقِى] (¬17) إِذَا كَانَ بَخِيلًا. قَوْلُهُ: "لِلْمُرَاءَاةِ وَالتَّقِيَّةِ" (¬18) هِىَ مَصْدَرُ رَاءَى يُرَائِى مُرَاعَاةً، وَهُوَ: أَنْ يُرِىَ النَّاسَ الِإسْلَامَ أَوِ النُّسُكَ وَيُبْطِنَ خِلَافَ ذَلِكَ. وَالتَّقِيَّةُ: فَعِيلَةٌ مِنَ الإِتِّقَاءِ، وَهُوَ: الدَّفْعُ بِمَا يَقِى عَنْهُ الْمَكْرُوهَ، وَتاؤهَا مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ، كَتَاء التَّقْوَى. قَوْلُهُ: "أَنَّهُ مُرَاعًى" (¬19) أَيْ: مُنْتَظَر، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} (¬20) قَدْ ذُكِرَ (¬21). ¬

_ (¬12) الحج 45. (¬13) ع: يقال له. وانظر المعرب 342، 343، بتحقيق ف/ عبد الرحيم. (¬14) إلاها: ساقط من ع. (¬15) 1/ 365. (¬16) في الزاهر 382. (¬17) خ وع: زنديق وزنْدَقٌ. والمثبت من زاهر الأزهرى. (¬18) في المهذب 2/ 223: إن صلى في دار الإِسلام لم يحكم بإسلامه؛ لأنه يحتمل أن تكون صلاته في دار الإِسلام للمراءاة والتقية. (¬19) في المرتد الذي له مال قيل: إنه مُرَاعى فإن أسلم لم يزل ملكه. المهذب 2/ 223. (¬20) البقرة 104. (¬21) 2/ 176.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (¬22) السَّوَاحِرُ، وَالنَّفَثُ: شَبِيهٌ بِالنَّفْخِ، وَهُوَ أَقَلُّ مِنَ التَّفْلِ: وَالْعُقَدُ: جَمْعُ عُقْدَةٍ؛ لِأنَّ السَّاحِرَةَ تعْقِدُ عُقَدًا فِى خَيْطٍ، وَتَنْفُثُ عَلَيْهَا بِرِيقهَا كَأنَّهَا ترْقِى. قَوْلُهُ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أو تُكِهِّنَ لَهُ؛ أَوْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطِيرَ لَهُ" (¬23) السِّحْرُ: صَرْف الشَّيْىءِ عَنْ جِهَتِهِ إِلَى غَيْرِهَا، قَالَ اللهُ تعَالى: {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} (¬24) أَيْ: مَصْرُوفًا عَنِ الْحَقِّ، وَقَوْلُهُ: {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} (¬25) أَىْ: أُزِلْنَا وَصُرِفْنَا بِالتَّخَيُّلِ (¬26) عَنْ مَعْرِفَتِنَا. وَقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا" (¬27) أَيْ: مَا يَصْرِفُ وَيُمِيلُ مَنْ يَسْمَعُهُ إِلَى قبولِ (¬28) قَوْلِهِ، وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِحَقٍّ. قَوْلُهُ: "تَكَهَّنَ أَوْ تُكِهِّنَ لَهُ" الْكِهَانَةِ: ادِّعَاءُ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَكَانَ فِى الْجاهِلِيَّةِ فَأبْطَلَهُ الِإسْلَامُ. وَالطِّيَرَةُ أَيضًا مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَهِيَ: التَّشَاؤُمُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى} (¬29) وَكَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِالْمَرْأةِ، وَالْفَرَسِ، وَالدَّارِ، وَأَصلُ الطِّيَرَةِ مِنْ زَجْرِ الطَّيْرِ، وَالْعِيَافَةِ، وَكَانُوا يَزْجُرُونَ الطَّيْرَ، أَيْ: يُثِيرُونَهَا مِنْ أَمَاكِنِهَا فَإنْ طَارَ الْغُرَابُ قالُوا: غُرْبَةٌ، وَإِنْ طَارَ الْحَمَامُ قَالُوا: حِمَامٌ، وَمَا أشْبَهَهُ. وَالْعِيَافَةُ (¬30): مِنْ عَافَ الشَّىْءَ: إِذَا كَرِهَهُ. ¬

_ (¬22) الفلق 4. (¬23) ع: قوله: ليس منا من سحر ولا سحر له. وانظر المهذب 2/ 224. (¬24) الإسراء 47. (¬25) الحجر 15. (¬26) ع: بالتخييل. (¬27) فتح الباري 9/ 201، ومسلم 2/ 594، وغريب أبي عبيد 2/ 33، 34، وانظر البيان والتبين 1/ 42، 43، والمستقصى 1/ 414، وجمهرة الأمثال 1/ 13، وثمار القلوب 346. (¬28) قبول ساقط من ع. (¬29) سورة الأعراف آية 131. (¬30) والعيافة: ساقط من ع.

ومن [باب] صول الفحل

وَمِنْ [بَابِ] (¬1) صَوْلِ الْفَحْلِ صَالَ الْفَحْلُ يَصُولُ: إِذَا وَثَبَ، وَالْمُصَاوَلَةُ: الْمُوَاثَبَةُ، وَذَلِكَ بِأَنْ (*) يَعْدُوَ عَلَى النَّاسِ وَيَقْتُلَهُمْ. قَوْلُهُ: "مَنْ قَاتَلَ دُونَ أَهْلِهِ [أَوْ مَالِهِ] (¬2) فَقْتِلَ فَهُوَ شَهيدٌ" أَصْلُ الشَّهَادَةِ: الْحُضُوِرُ، وَمِنهُ الشَّهَادةُ عَلَى الْخَصْمِ، وَكَأنَّ الشُّهَدَاءَ أُحْضِرَتْ أَنْفُسُهُمْ دَارَ السَّلَام، وَشَاهَدُوا الْجَنَّةَ، وَأَرْوَاحُ غَيْرِهِمْ لَا تَشْهَدُهَا إِلَّا بَعْدَ الْبَعْثِ. وَقِيلَ: سُمِّىَ شَهِيدًا؛ لِأنَّ اللهَ تعَالَى وَمَلَائِكَتَهُ يَشْهَدونَ لَهُ بِالْجَنَّةِ. وَقِيلَ: سُمُّوا شُهَدَاءَ؛ لِأَنَّهُمْ يُسْتَشْهَدُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأُمَمِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {الِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (¬3). {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬4) قَالَ الْيَزِيدىُّ: التَّهْلُكَةُ: مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِرِ، وَلَيْسَتْ مِمَّا يَجْرِى عَلَى الْقِيَاس (¬5). قَوْلُهُ: "بِالصُّيَاَحِ وَالاسْتِغَاثَةِ" (¬6) يُقَالُ: صُيَاحٌ وَصِيَاحٌ، بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِها. وَالاسْتِغَاثةُ: دُعَاءُ النَّاسِ وَالاسْتِنْصَارُ بِهِمْ. ¬

_ (¬1) خ: كتاب. (¬2) من ع وفي المهذب 2/ 224: روى سعيد بن زيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قاتل دون أهله أو ماله فقتل فهو شهيد". (*) ع: مثل أن. (¬3) البقرة 143. (¬4) البقرة 195، ووردت في المهذب 2/ 225، شاهدا على وجوب الدفع عن النفس. (¬5) نقله عن الصحاح (هلك) وانظر الخلاف في ذلك في الكشاف 1/ 343، والبحر المحيط 2/ 59، والكتاب 2/ 327. (¬6) وإذا أمكنه الدفع بالصياح والاستغاثة لم يدفع باليد. والمهذب 2/ 225.

قَوْلُهُ: "بِأَنْ يَبْعَجَ جَوْلَهُ" (¬7) بَعَجَ جَوْفَهُ بَعْجًا: إِذَا شَقَّهُ، فهُوْ مَبْعُوجٌ. "وَإِلَّا أعْطِىَ بِرُمَّتِهِ" (¬8) الرُّمَّةُ- بالضَّمُّ: الْحَبْلُ الْبَالِى، وَمَعْنَاهُ: يُعْطَى مَرْبُوطًا بِحَبْلِهِ فِى عُنُقِهِ أو يَدِهِ، فيدْفَعُ إِلى أَولِيَاءِ الْمَقْتُولِ فَيَقْتُلُونَهُ. قَالَ ابْنُ قُتَيِبَةَ (¬9): أَصْلُهُ أَنَّ أَعْرَابِيُّا بَاعَ بَعِيرًا، وَفِى عُنُقِهِ حَبْلٌ، فَقَالَ لِلْمُشْتَرِى: خُذْهُ برُمَّتِهِ، أَنْ: بحَبْلِهِ الَّذِي فِى عُنُقِهِ، ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ مَنْ أَخَذَ شيئًا بِجُمْلَتِهِ: قَدْ أَخَذَهُ بِرُمَّتِهِ، أَيْ: أَخَذَهُ كُلَّهُ. وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَبْلِ، وَبِهَا سُمِّىَ "ذَا الرُّمَّةِ" الشَّاعِرُ، وَاسْمُهُ: غَيْلَانُ، لِقَوْلِهِ (¬10): أَشْعَثَ باقِى رُمَّةِ التَّقْليدِ ... . . . . . . . . . . . . . يَصِف الْوَتِدَ. قوْلهُ: "وَبِيَدِهِ مِدْرَى يَحُكُّ بِهِ رَأُسَهُ" (¬11) الْمِدْرَى - بِغَيْرِ هَمْزٍ (¬12): شَيْىءٌ كَالْمِسَلَّةِ تَكُونُ مَعَ الْمَاشطَةِ تُصْلِحُ بِهِ شَعَرَ (¬13) النِّسَاءِ، وَرُبَّمَا قِيلَ الْمِدْرَاةُ، قَالَ طَرَفَةُ (¬14): تَهْلِكُ الْمِدْراةُ فِى أَكْنَافِهِ ... فَإذا مَا أَرسلْتَهُ يَنْعَفِرْ قَوْلُهُ: بِسِلَاحٍ شَاهِرٍ" (¬15) أَيْ: سَيْفٍ مَسْلُولٍ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬16). ¬

_ (¬7) وإن لم يندفع إلا بأن يبعج جوفه: بعج جوفه. والمهذب 2/ 225. (¬8) من حديث على - رضي الله عنه - في رجل وجد رجلا مع امرأته فقتله، فسئل فقال: إن جاء بأربعة شهداء يشهدون على الزنا وإلا أعطى برمته. المهذب 2/ 225. (¬9) في غريب الحديث 374/ 2 وأدب الكاتب 51. (¬10) ديوانه 330، 358، وانظر الشعر والشعراء 351. وعجزه: نَعَمْ فَأَنْتَ اليَومَ كَالمَعْمودِ. وفي ع: فِيهِ بَقايا رُمَّةِ التَّقْليدِ. (¬11) يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد اطلع رجل من جحر في حجرته، فقال: "لو علمت أنك تنظر لطعنت به عينك" المهذب 2/ 225، وانظر الحديث فتح الباري 10/ 367، ومسند أحمد 5/ 330، والفائق 1/ 421، وابن الجوزى 1/ 335. (¬12) حروف الممدود والمقصور 69، والمخصص 15/ 188. (¬13) شعر: ساقط من ع. (¬14) ديوانه 47، والصحاح (درى). (¬15) في المهذب 2/ 226: فإن أقام بينة أنه دخل داره مقبلا عليه بسلاح شاهِر: لم يضمن. (¬16) 1/ 116، 2/ 260.

ومن كتاب السير

وَمِنْ كتابِ السِّيَرِ السِّيَرُ: جَمْعُ سِيَرةٍ، وَهِيَ: الطَّرِيقَةُ (*)، يُقَالُ: سَارَ بِهِمْ سيرَةً حَسَنَةً، وَيُقاَلُ: هُمْ عَلَى سِيَرةٍ وَاحِدَةٍ، أَيْ: عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ. وَالْمُهَاجَرَةُ مِنَ أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ هِىَ: تَرْكُ الأُولَى لِلثَّانِيَةِ، مُشْتَق مِنَ الْهَجْرِ الذي هُوَ ضِدُّ الْوَصْلِ. وَالْجِهَادْ: مُشْتَقٌ مِنَ الْجَهْدِ، وَهُوَ: الْمَشَقَّةُ، يُقاَلُ: أَجْهَدَ دَابَّتَهَ: إِذَا حَمَلَ عَلَيْهَا فِى السَّيْرِ فَوْقَ طَاقَتِهَا. وَقِيلَ: هُوَ الْمُبَالَغَةُ وَاسْتِفْرَاغُ مَا فِى الْوُسْعِ، يُقَالُ: جَهَدَ الرَّجُلُ فِى كَذَا، أَيْ: جَدَّ فِيهِ وَبَالَغ، وَيُقَالَ: اجْهَدْ جَهْدَكَ فِى هَذَا الأَمْرِ، أَيْ: ابْلُغْ غَايَتَكَ (¬1). وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} (¬2)، {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} (¬3) أَىْ: بَالَغُوا فِى الْيَمِينِ وَاجْتَهَدُوا فِيهَا. وَالْغَزْوُ: أَصْلُهُ: الطَّلَبُ، يُقَالُ: مَا مَغْزَاكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، أَيْ: مَا مَطْلَبُكَ، وَسُمِّىَ الْغَازِى غَازِيًّا، لِطَلَبِهِ الْعَدُوَّ (¬4)، وَجَمْعُهُ: غُزَاةٌ، وَغُزًّى، كَنَاقِصٍ وَنُقَّصٍ (¬5). ¬

_ (*) ع: الطريق. (¬1) انظر معاني القرآن للفراء 1/ 447، وإصلاح المنطق 92، 93، 129، وجمهرة اللغة 2/ 71، وتهذيب اللغة 6/ 38، والغربيين 1/ 246. (¬2) الحج 78. (¬3) النور 53، وفاطر 42. (¬4) ع: الغزو. (¬5) ويجمع أيضًا على غَزِيٍّ مثل حَاجٍّ وحَجِيج ونادٍ ونَدِىٍّ، وغُزَّاء مثل فاسق وفُسَّاق. انظر المحتسب 1/ 175، والبحر المحيط 3/ 93، وابن يعيش 5/ 36، واللسان (غزا 15/ 123، 124).

قَوْلُهُ تَعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (¬6) هُمُ: الْأَعْمَى، وَالْأَعْرَجُ، وَالْمَرِيضُ, نَزَلَتُ فِى ابْنِ أُمِّ مَكْتُوم الأَعْمَى (¬7) "بَنُو لِحْيَانِ" (¬8) بَطْنٌ مِنْ هُذَيْلٍ، بِكَسْرِ اللَّامِ (¬9). قَوْلُهُ: "أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ فِى أَهلِهِ" يُقَالُ: خَلَفَهُ: إِذَا جَاءَ مِنْ بَعْدِهِ. وَأرَادَ بأَهْلِهِ هَا هُنَا: زوْجَتَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬10). قَوْلُهُ: "بَعَثَ خَمْسًا وَثلَاثِينَ سَرِيَّةً" (¬11) السَّرِيَّةُ: قِطْعَة مِنَ الْجَيْشِ، مِنْ خَمْسِين إِلَى أَرْبَعِمِائَةٍ، يَخْتَارُهُمُ (*) الأَمِيرُ. مَأْخُوذٌ مِنَ السَّرِىِّ، وَهُوَ: الْجَيِّدُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ (¬12): "خَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ" وَقِيلَ: سُمِّيَتِ السَّرِيَّةُ سَرِيَّةً؛ لِأنَّهَا تسْتَخْفِى فِى قَصْدِهَا، فَتَسْرِى لَيْلَهَا، وَهِيَ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ (¬13)، يُقَالُ: سَرَى [وَأَسْرَى] (¬14) وَلَا يَكُونُ إِلَّا بِالَّليْلِ. قَوْلُهُ: "بِالْهُدْنَةِ" (¬15) هِىَ: تَرْكُ الحَرْبِ، وَأَصْلُهَا: السُّكُونُ. ¬

_ (¬6) النساء 95. (¬7) عمرو بن قيس بن زائدة قرشى عامرى. وانظر الاستيعاب 1198، وتفسير الطبرى 5/ 228، وأسباب النزول 168. (¬8) روى أبو سعيد الخدرى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى بني لحيان وقال: ليخرج من كل رجلين رجل، ثم قال للقاعدين: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج. المهذب 2/ 227. (¬9) قلائد الجمان 133. (¬10) 1/ 49، 80، 2/ 161. (¬11) في المهذب 2/ 227: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا سبعا وعشرين غزوة وبعث خمسًا وثلاثين سرية 5 ع: اختارهم. (*) ع: اختارهم. (¬12) في الصحاح: يقال: "خير السرايا أربعمائة" ولم أجده حديثا. (¬13) انظر تهذيب اللغة 15/ 354، وغريب ابن قتيبة 1/ 227، والنهاية 2/ 363، 364. (¬14) خ: وانسرى: والمثبت من ع والصحاح والمراجع السابقة. (¬15) في المهذب 2/ 227: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخر قتال قريش بالهدنة.

قَوْلُهُ: "حَسْبُكُنَّ الْحَجُّ" (¬16) أَيْ: يَكْفِيكُنَّ الْحَجُّ، أَيْ: حَسْبُكُنَّ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ مَا تَجدْنَ مِنْ أَلَمِ السَّفَرِ وَمَشَقَّتِهِ (¬17)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ} (¬18) أَيْ: كَافِيكَ اللهُ، يُقَالَ: أَحْسبنِي الشَّيْىءُ أَيْ: كَفَانِى. قَوْلُهُ: "حُرَّةٍ عُطْبُولِ" (¬19) الْحُرَّةُ: الْخَالِصَةُ الْحَسَب الْبَرِيئَةُ مِنَ الرِّيَبِ، وَالْحُرُّ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ. الْعُطْبُولُ: الْمَرْأةُ الْحَسْنَاءُ مَعَ تَمَام خَلْقٍ وَتَمَامِ طُولٍ. وَهَذِهِ الْمَرْأة هِىَ ابنةُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ امْرأةُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ (¬20)، قَتَلَهَا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ حِينَ قَتَلَهُ، فَأنْكَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَأَعْظَمُوهُ، لِارْتِكَابِهِ مَا نَهَىْ عَنْهُ النَّبِىُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬21). قوْلُهُ: "كُتِبَ الْقَتْلُ" أَيْ: فُرِض وَأوجِبَ وَ "الْغانِيَاتُ" جَمْعُ غَانِيَةٍ، وَهِيَ الَّتِى اسْتَغنَتْ بِزَوْجِهَا عَنْ غَيْرِهِ، وَقِيلَ: اسْتَغْنَتْ بِحُسْنِهَا عَنْ لِبَاسِ الْحُلِىِّ ¬

_ (¬16) من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة وسألته عن الجهاد. المهذب 2/ 227. (¬17) ع: من ألم السير للحج ومشقته. (¬18) الأنفال: 64. (¬19) من قول عمر بن أبي ربيعة ورأى امرأة مقتولة: إنَّ مِنْ أَكبَرِ الكَبَائِرِ عِنْدِى ... قَتْلَ بَيضَاءَ حُرَّةٍ عُطْبُولِ كتِبَ القَتْلُ وَالقِتَالُ عَلَينَا ... وَعَلَى الْغَانِيَاتِ جَرُّ الذُّيُولِ (¬20) هي عَمْرَةُ بنت النعمان بن بشير، وهو أول مولود ولد للأنصار بعد الهجرة، ولى الكوفة لمعاوية، ثم ولى حمص ليزيد، ثم صار زبيريا بعد موت يزيد، فقتله أهل حمص. انظر نسب معد واليمن الكبير 406، والاستيعاب 3/ 522. (¬21) انظر الكامل 3/ 1171.

وَالزِّينَةِ. وَ"جَرِّ الذُّيُولِ" أَرَادَ: مَا تَجُرُّهُ الْمَرْأةُ خَلْفَهَا مِنْ فَضْلِ ثَوْبِهَا، وَهوَ مَنْهِى عَنْهُ مَكروه. وَبَعْدَ الْبَيْتَيْنِ: قُتِلَتْ بَاطِلًا عَلَى غَيْرِ شَيْىءٍ ... إنَّ لِلَّهِ دَرَّهَا من قَتِيلِ (¬22) قَوْلُهُ: "فَجَعَلَهُمْ حَرَسًا لِلذَّرارِىِّ" (¬23) جَمْعُ حَارِس، وَالْحِرَاسَةُ: هِىَ الْحِفْظُ، حَرَسَهُ حِرَاسَةً، أَيْ: حَفِظَهُ، وَمِنْه: حَرَسُ السُّلْطَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ. قَوْلُهُ: "صَابِرًا مُحْتَسِبًا" (¬24) أَيْ: طَالِبًا لِلثَّوَابِ. قَوْلُهُ: "الْتِقَاءِ الزَّحْفَيْنِ" الزَّحْفُ: الْجَيْش يَزْحَفُونَ إِلَى الْعَدُوِّ، أَيْ: يَمْشُونَ. قَوْلُهُ: ("فَإنْ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ") (¬25) التَّغْرِيرُ بِالنَّفْسِ: الْمُخَاطَرَةُ، وَالتَّقَدُّمُ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ، وَمَا يُؤَدِّى إلَى الْهَلَاكِ. قَوْلُهُ: "وَيَجبُ عَلَى الإِمَام- أَنْ يَشْحَنَ" (¬26) أَيْ: يَمْلَأ، يُقَالُ شَحَنْتُ الْبَلَدَ بِالْخَيْلِ: مَلأْتُهُ، وَبالْبَلَدِ شِحْنَة مِنَ الْخَيْلِ، أَيْ: رَابِطَة، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}. (¬27) أَيْ: الْمَمْلُوءِ. قَوْلُهُ: "أُمَرَاءَ مُدَبِّرِينَ" الْمُدَبِّرُ: الَّذِي يَنْظُرُ فِى دُبُرِ الْأَمْرِ، أَيْ: عَاقِبَتِهِ. ¬

_ (¬22) رويت الأبيات في الكامل على غير هذا الترتيب، وبألفاظ مختلفة، فبدلا من أكبر: أعظم، ومن حرة: غادة، ومن الغانيات: المحصنات، ومن ثم: ذنب. وانظر الكامل 3/ 1171، وملحق ديوان عمر ص 498. (¬23) يعني من استصغرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد كابن عمر، وأسامة بن زيد، والبراء بن عازب، وزيد ابن ثابت، وزيد بن أرقم، وغيرهم المهذب 2/ 228. (¬24) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله خطاياك إلا الدين" المهذب 2/ 228. (¬25) ما بين القوسين ليس في ع ولا في المهذب المطبوع وفي ع: قوله التغرير، وفي المهذب 2/ 229: التغرير بالنفس يجوز في الجهاد. (¬26) ع: ويجب أن يشحن. وفي المهذب 2/ 229: ويجب على الإِمام أن يَشْحَنَ ما يلى الكفار من بلاد المسلمين بجيوش يكفون من يليهم، ويستعمل عليهم امراء ثقات من أهل الإِسلام مدبرين. (¬27) الشعراء 119. 41 يس.

قَوْلُهُ: "فِى رَجَزِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ: * اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا * (¬28) فِيهِ خَزْمٌ مِنْ طَرِيقِ الْعَرُوضِ، وَيَسْتَقِيمُ وَزْنُهُ "لَا هُمَّ" وَالأَلِفُ وَاللَّام زَائِدَتَانِ عَلَى الْوَزْنِ، وَذَلِكَ يَجِيىءُ فِى الشِّعْرِ، كَمَا رُوِىَ عَنْ عَلَىٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ (¬29): اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْت ... فَإِنَّ الْمَوْتَ لَا قِيكَا وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْت ... إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَا فَإنَّ قَوْلَهُ: اشْدُدْ: خَزْمٌ كُلُّهُ، وَالْخَزْمُ -بِالزَّاىِ- وَزْنُهُ: مَفَاعِيلُنْ ثَلاثُ مَرَّاتٍ، وَهُوَ هَزَجٌ. قَوْلُهُ: "* فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا *". السَّكِينَةُ: فَعِيلَةٌ مِنَ السُّكُونِ، وَهُوَ: الوَقَارُ وَالطّمَأنِينَةُ، وَمَا يَسْكُنُ بِهِ الإِنْسَانُ، وَقِيلَ: هِىَ الرَّحْمَةُ فَيَكُونُ الْمَعْنَى: أَنْزِلْ عَليْنَا رَحْمَةً، أَوْ مَا تسْكُنُ بِهِ قُلْوبُنَا مِنْ خَوْفِ الْعَدُوِّ وَرُعْبِهِ، وَأَمَّا السَّكِينَةُ الَّتِى فِى الْقُرْآنِ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى: {التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} (¬30) قِيلَ: لهَا (¬31) وَجْة مِثْلُ وَجْهِ الإِنْسَانِ، ثُمَّ هِىَ بَعْدُ رِيحٌ هَفَّافُةٌ (¬32). وَقِيلَ: لَهَا رَأسٌ مِثْلُ رَأْسِ الْهِرِّ وَجَنَاحَانِ، وَهِيَ مِنْ أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا يَنْتَصِرُونَ بِهِا، كَمَا نُصِرَ بِهَا طَالُوتُ عَلَى جَالُوتَ. ¬

_ (¬28) في حديث البراء بن عازب: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق ينقل التراب حتى وارى التراب شعره، وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة: اللهم. . . . إلخ الأبيات. المهذب 2/ 229، 230، وانظر سيرة ابن هشام 3/ 342، وديوان ابن رواحة 139. (¬29) الكامل 1121، والتعازى والمرائي 223، وطبقات ابن سعد 3/ 33، والفتوح 2/ 278، والشعر المنسوب لعلى رضي الله عنه 95. (¬30) سورة البقرة آية 248. (¬31) ع: له. (¬32) ذكره الطبرى في تفسيره 2/ 610، وانظر تفسير ابن كثير 1/ 445، ومعاني النحاس 1/ 249.

قَوْئهُ-: "وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقِيْنَا". يُقَالُ: رَجُلٌ ثَبت فِىْ الْحَرْب وَثَبِيتٌ، أَىْ: لَا يَزْولُ عَنْ مَكَانِهِ عِنْدَ لِقَاءِ الْعَدُوِّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى. {وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} (¬33) وَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ ثَابِتَ الْقَلبِ، كَمَا قِيلَ (¬34): * ثبت إِذَا [مَاَ] (¬35) صِيِحَ بِالْقَوْم وَقَرْ * قَوْلُهُ: "عَرَضَ الْجَيْش" (¬36) يُقَالُ: عَرَضْتُ الْجَيْشَ، أَيْ: أَطْهَرْتهُمْ، فَنَظرتَ مَا حَالُهُمْ، وَكَذلِكَ: عَرَضتُ الْجَارِيَةَ عَلَى الْبَيْعِ عَرْضًا، أَىْ: أَظْهَرْتَها لِذَلِكَ قَوْلُهُ: "وَلَا يَأْذَنُ لِمُخَذِّلٍ" وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: بِالكُفَّارِ كَثْرَةٌ، وَخَيْلُهُمْ جَيدَةٌ، وَمَا شَاكَلَهُ، يَقْصِدُ بِذَلِكَ خِذْلَان الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ: التَّخَلُّفُ عَنِ النُّصْرَةِ وَتَرْكِ الإِعَانَةِ، يُقَالُ لِلظَّبْىِ إِذَا تخَلَّفَ عَنِ الْقَطِيعِ: خَذَلَ. وَيُقَالُ: خَذَلَتِ الْوَحْشِيَّةُ: إِذَا أقَامَتْ عَلَى وَلَدِهَا وتَخَلَّفَتْ، قَالَ طَرَفَةُ (¬37): خَذُولٌ تُرَاعِى رَبْرَبًا بِخَمِيلَةٍ ... . . . . . . . . . . . . . قَوْله: {مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} (¬38) أَيْ: فَسَادًا، وَقَدْ خَبَلَهُ وخَبَّلَهُ وَاخْتَبَلَهُ: إِذَا أَفْسَدَ عَقْلَهُ أَوْ عُضْوَهُ. {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ} (38) أَيْ: أَسْرَعُوا فِى ¬

_ (¬33) سورة البقرة آية 250، وآل عمران آية 147. (¬34) العجاح. ديوانه 34 وقبله: في الْغَمَراتِ بعْدَ مَنْ فَرَّ وَفَرْ. (¬35) ما: ساقط من خ وع. (¬36) في المهذب 2/ 230: وإذا أراد الخروج عَرَض الجيش، ولا يأذن لمخذل ولا لمن يعاون الكفار بالمكاتبة. (¬37) ديوانه 12، وعجزه: . . . . . . . . . . . . . ... تناوَلُ أَطْرافَ البَريرِ وَترْتدِى وذكره في حاشية خ وقال: الخذول: التي قد تخلفت من أصحابها، والربرب: القطيع من البقر والظباء وغير ذلك والخميلة: الأرض السهلة. . . والبرير: ثمر الأراك. من شرح السموط. (¬38) سورة التوبة آية 47.

السَّيْرِ، يُقَالُ: وَضَعَ الْبَعِيرُ يَضَعُ، وَأَوْضَعَهُ رَاكبُهُ: إِذَا حَمَلَهُ على العَدْوِ السَّرِيع. وَ {خِلَالَكُمْ} بَيْنَكُمْ، [وَالْخَلَلُ] (¬39) الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، وَالْجَمْعُ: الْخِلَالُ. قَوْلُهُ: "بِفِيكَ الْحَجَرُ" (¬40) يُقَالُ هَذَا لِمَنْ يَتَكَلَّمُ بِغيْرِ الْحَقِّ، دُعَاءٌ عَلَى طَرِيقِ التَّكْذِيبِ. قَوْلُهُ: "لَرَبٌّ منْ قُرَيْش" أَيْ: سَيِّدٌ، وَالرَّبُّ: السَّيِّدُ الرئيسُ، وكان يُقَالَ لِحُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ: رَبُّ مَعَدٍّ، أَيْ: سَيِّدُهَا. قَوْلُهُ: "وَيُوَجِّهُ الطَّلاِئِعَ ومَنْ يتَجَسَّسُ" (¬41) الطَّلائِعُ: جعُ طَليعَةٍ، وَهُوَ مَنْ يُبْعَثُ أَمامَ الْجَيْش، لِيَّطلِعَ طِلْعَ الْعَدُوِّ، أَيْ: يَنْظُرَ إِلَيْهِمْ. وَالتَّجَسُّسُ - بالجيم: طَلَبُ الأَخْبارِ وَالْبَحْث عَنْهَا، وَكَذَلِكَ تَحَسُّسُ الْخَبَر بِالْحَاءِ. وَمِنهُمْ مَن يفْرُقُ بَيْنَهُما، فيقول: تحَسَّسْتُ -بالحاء: فِي الْخَيْرِ وَالشر، وَبِالجِيمِ: فِي الشَّرِّ لَا غَيْرُ، قالوا: وَالْجاسوسُ: صَاحِبُ سِرِّ الشَّرِّ وَالنَّامُوسُ: صَاحِبُ سِرِّ الْخَيْرِ. وقيلَ: بالحاء: أَن تَطْلُبَهُ لِنَفْسِكَ، وبالجيم: لِغيْرِكَ (¬42). قَوْلُهُ: "إنَّ لِكُلِّ نَبِيِّ حَوَارِيا وَحَوَارِىِّ الزُّبَيْرُ" (¬43) قالوا (¬44): مَعْناه: أَنَّه مُخْتَص (¬45) مِنْ أَصْحابي وَمُفَضَّلٌ، مِنَ الْخُبْزِ الْحُوَّارَى، وَهُوَ: أَفْضَلُ الْخُبْزِ ¬

_ (¬39) خ، ع: الخُّلَّةُ تحريف، والمثبت من الصحاح واللسان (خلل 11/ 213). (¬40) في المهذب 1/ 230 أن صفوان بن أمية شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شركة حرب هوازن وسمع رجلا يقول: غلبت هوازن وقتل محمد، فقال: بفيك الحجر لرب من قريش أحب إلى من رب من هوازن. (¬41) المهذب 2/ 230. (¬42) انظر في ذلك الغريبين 1/ 361، وتهذيب اللغة 9/ 403، 10/ 448، والنهاية 1/ 272، 384، ونوادر أبي زيد 228، واللسان (جسس 7/ 337). (¬43) المهذب 2/ 230، وانظر الفائق 3/ 330، والنهاية 1/ 457، 458. (¬44) ع: قيل. (¬45) ع: مخصص.

وَأَرْفَعُهُ، وَحَوَارِىُّ عِيسى: هم الْمفَضَّلون عنده وخاصَّتُهُ. وقيل: لِأنَّهُمْ كانوا يُحَوِّرون ثِيابَهُم، أي: يُبَيِّضُونَهَا، وَالتَّحْويرُ: التَّبْييضُ. وَقيلَ: لأنهم كانوا قَصَّارين. وَقيلَ: الْحَوَارِىُّ (¬46): النَّاصِرُ. والصحيح: أنه الخالِصُ النّقِىُّ، مِنْ حَوَّرْتُ الدَّقِيقَ، أَيْ: أَخْلَصْتَهُ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الْحَشرَ (¬47)، ويقال لِنِسَاءِ الْحَضَرِ حَوَارِياتٌ، بَيَاضِهِنَّ وَنَعْمَتِهِنَّ. قَوْلُهُ: "فِى الْكَتيبةِ الْخَضْرَاءِ" (¬48) الْكَتيبَةُ: قِطْعَةُ مِنَ الْجَيشِ، مِنْ أَرْبَعِمِائَةٍ إِلَى أَلْفٍ، واشتِقاقُها مِنَ الْكَتْبِ، وَهُوَ: الْجَمْعُ والانْضِمامُ، وقد ذكر (¬49). وَسُمِّيَتْ خَضْرَاءَ؛ لِمَا يُرَى عَلَيْهَا مِنْ لَوْنِ الْحَدِيد، وَخُضْرَتُهُ: سَوَادُهُ (¬50)، وَالْخُضْرَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ: السَّوَادُ يُقَالُ: لَيْلٌ أَخْضَرُ، قالَهُ ابنْ الأعْرابِىِّ، وَأَنْشَدَ (¬51): يا ناقُ خُبِّى خَبَبُّا زِوَرّا ... وعارِضى اللَّيلَ إِذا ما اخْضَرَّا أَي: اسْوَدَّ. قَوْلُهُ: "مَا لِأحَدٍ بِهُؤُلاءِ مِنْ قِبَلٍ" (¬52) أَيْ: طَاقَةٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} (¬53). ¬

_ (¬46) ع: وقيل لأن الحواريَّ. (¬47) ع: الحشو: تحريف والحَشَرُج الحَشَرَة: القِشْرَةُ التي تلى الحبة. (¬48) في أبي سفيان: مر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكتيبة الخضراء. المهذب 2/ 231، وسيرة ابن هشام 4/ 46. (¬49) 1/ 6، 7. (¬50) ع: وسواده. (¬51) القطامى، ديوانه 65، واللسان (خضر 4/ 246). (¬52) خ: بهؤلاء قِبَلٌ، والمثبت من ع والمهذب 2/ 231. (¬53) سورة النمل آية 37.

قَوْلُهُ: "إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ" (¬54) بِكَسْرِ النُّونِ، أَيْ: كَتِيبَتَيْنِ أَخَذَتا الْجَانِبَيْنِ الْيَمِينَ وَالشِّمالَ مِنْ جَانِبَي الطرَّيقِ، وَيقَال: الْمجَنبة الْيمْنَى وَالْمجَنِّبَةُ الْيُسْرَى. قَوْلُة: "عَلَى السّاقَة" أَيْ: آخِرِ (¬55) الْعَسْكَرِ، كأنهم يسوقون الذين قبلهم. قَوْلُهُ: "حُمْرِ النَّعَمِ" (¬56) خَضَّ الْحُمْرَ دونَ غَيْرِهَا؛ لأنَّها عِندهُم خَيْرُ المالِ، وَالنَّعَم: هِى الإِبِلُ وَالأَنْعَامُ: الإبِل، وَالْبَقَر، وَالْغنَمُ، وَقَدْ تُسَمى (¬57) أَيْضًا نعَمًا، قَالَ اللهُ تعَالَى: {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} (¬58). قوْلُهُ "أَغَارَ [رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ] (¬59) عَلى بَنِي الْمصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّون" (¬60) أَيْ: غَافِلُون عَلى غَيْرِ عِلْمٍ وَلَا حَذَرٍ، يقالُ: رَجلٌ غِرٌّ: إِذَا لم يُجَرِّب الأُمورَ، بِالكَسْرِ، وَفِى الْحَدِيثِ: "الْمومِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ" (¬61) وَالْغِرَّةُ: الْغفْلَةُ، وَالغارُّ: الْغافِلُ. وَسُمِّىَ الْمصْطَلِقُ؛ لِحُسْن صَوْتِهِ، وَالصَّلْقُ: الصَّوْتُ الشَّديدُ عَنِ الْأَصْمَعِىِّ، وَفِى الْحَدِيثِ: "ليْسَ مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو (¬62) حَلَقَ". ¬

_ (¬54) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة فجعل خالد بن الوليد على إحدى المجنبتين، وجعل الزبير على الأخرى وجعل أبا عبيدة على الساقة. المهذب 1/ 231. (¬55) ع: على آخر. (¬56) من حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "فوالله لأن يهدى الله بهداك رجلًا واحدا خير لك من حمر النعم، المهذب 2/ 231. (¬57) ع: سمى. (¬58) سورة المائدة 95. (¬59) من ع. (¬60) المهذب 2/ 231. (¬61) ع: وكريم: تحريف والحديث في مسند أحمد 2/ 294، وسنن أبي داود 4/ 250، وصحيح الترمذي 4/ 344. (¬62) ع: ولا والحديث في غريب أبي عبيد 1/ 97، والفائق 9/ 302، وابن الجوزى 1/ 600، والنهاية 3/ 48.

قَوْلُهُ: "عَصَموا مِنّى دِماءَهُم وأَمْوَالَهُمْ" (¬63) أَيْ: مَنَعوا: وَالْعِصْمَة: الْمَنْعُ، يُقَالُ: عَصَمَهُ الطعامُ، أَيْ: مَنَعَهُ مِنَ الْجُوع {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ (¬64) مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [إِلَّا مَنْ رَحِمَ} (¬65)] أَيْ: لا مانِعَ (¬66). قَوْلُهُ: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (¬67) {عَنْ يَدٍ} أَىْ: عَنْ قُوَّةٍ وَقَهْرٍ. وَقِيلَ: عَنْ نِعْمَةٍ عَلَيْهِمْ بِتَرْكِ الْقَتْلِ. وقيلَ: عَنْ ذُلٍّ وَصَغارٍ. وَصَاغِرُون: أَذِلَّاءً والصَّغَارُ: الذُّلُّ. "الْأَعْرَابُ" (¬68) مَنْ سَكَنَ الْبادِيَةَ مِنَ الْعَرَبِ. قَوْلُهُ: "هَذِهِ أَوْبَاش قُرَيْش" (¬69) الْأَوْبَاش: الْجَماعاتُ والْأَخْلاطُ مِنْ قَبائِلَ شَتَّى، وَيُقالُ: أَوْ شابٌ بِتَقدِيمِ الشّينِ أَيْضًا. قَوْلُهُ: "فَاحْصُدُوهُمْ" أَيْ: اسْتَأْصِلُوهُمْ بِالْقَتْلِ، وَأَصْلُهُ مِنْ حَصادِ الزرْعِ، وَهُوَ: قَطْعُهُ، قَالَ اللهُ تعالَى: {جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا} (¬70) ¬

_ (¬63) في المهذب 2/ 231: فإن كانوا ممن لا يجوز إقرارهم على الكفر بالجزية قاتلهم إلى أن يسلموا، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها". (¬64) سورة هود آية 43. (¬65) ما بين المعقوفين من ع. (¬66) أى: لا مانع: ساقط من ع. (¬67) سورة التوبة آية 29. (¬68) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فأخبرهم أنهم كأعراب المؤمنين الذين يجرى عليهم حكم الله تعالى" المهذب 2/ 232. (¬69) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا معشر الأنصار هذه أوباش قريش قد جمعت لكم إذا لقيتموهم غدا فاحصدوهم حصدا" المهذب 2/ 232. (¬70) خ، ع: فجعلناهم: خطأ، وهو تداخل بين الآيتين 24 يونس وهذه الآية 15 الأنبياء.

قَوْلُهُ (فِى حَديثِ سَعْدٍ) (¬71): "نَثَلَ لِي كِنَانَتَهُ" أَيْ: صَبَّها وَاسْتَخْرَجَ ما فِيها مِنَ النَّبْلِ، بِمَنْزِلَةِ نَثَرَها. قَوْلُهُ: "إِنّا إِذا نَزَلْنا بساحَةِ قَوْم فساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِين" (¬72) ساحَةُ الْقَوْمِ: هِىَ الْعَرْصَةُ الَّتي يُديرون أَخْبِيَتَهُمْ حَوْلَها. وَسَاءَ: نَقِيضُ سَرَّ، يُقالُ: سَاعَهُ يَسُوْءُهُ سَوْعًا -بِالْفَتْحِ، وَسَاءَهُ نَقِيضُ سَرَّهُ. قَوْلُهُ: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا} (¬73) الزَّحْفُ: سَيْرُ الْقَوْم إِلى الْقَوْم فِى الْحَرْبِ، يُقالُ: زَحَفُوا وَدَلَفوا: إِذَا تقارَبوا دَنَوْا قَليلًا قَليلًا. وَقيلَ لِبَعْضِ نِساءِ الْعَرَبِ: مَا بَالُكُنَّ رُسْحًا؟ فَقُلْنَ: أَرْسَحَتْنَا نَارُ الزَّحْفَتَيْنِ (74) وَالرَّسْحاءُ: الَّتي لا عَجيزَةَ لها. وَمَعْنَى نَارِ الزَّحْفَتَينْ (¬74): أَنَّ النارَ إِذَا اشْتَدَّ لَهَبُهَا زَحَفْنَ (¬75) عَنْهَا، وَتباعدْنَ بِجَرِّ أَعْجازِهِنَّ ولا يَمْشين، فَإِذا سَكَنَ لَهَبُهَا وهان وَهيجُها (¬76) زَحَفْنَ إِلَيْها وَقربْنَ مِنْها. قَوْلُهُ: {إِلَّا (¬77) مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ} تحَرَّفَ وَانْحَرَفَ: إِذا مالَ، مَأْخوذ مِنْ حَرفِ الشَّيْىءِ، وَهُوَ طَرَفُهُ، أَيْ: مالَ عَنْ مُعْظَمِ الْقتَالِ وَوَسَطِ الصَّف إِلى مَكانٍ أَمْكَنَ لَهُ لِلْكَرِّ وَالْفَرِّ. {أَوْ مُتَحَيِّزًا} يُقَالُ: تَحَيَّزَ وانْحَازَ وَتَحَوَّزَ: إِذَا انْضَمَّ إِلى غَيْرِهِ، وَالحَيِّزُ: الْفَرِيقُ، والفِئَةُ: الجماعَةُ، مشْتَقٌّ مِنَ الْفَاء (¬78)، وَهُوَ القَطْعُ، كَأنَّهَا ¬

_ (¬71) ما بين القوسين ليس في ع وفي المهذب 2/ 232: روى سعد - رضي الله عنه - قال: نثل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنانته يوم أحد وقال: أرم فداك أبي وأمى. (¬72) قالها - صلى الله عليه وسلم - لما رأى قرية خيبر فقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا. . . المهذب 2/ 232. (¬73) سورة الأنفال آية 15. (¬74) ع: الزحفين. (¬75) ع: رجعن. (¬76) ع: وهجها. (¬77) إلا: ليس في ع. الآية 16 من سورة الأنفال. (¬78) ع: الفأو.

انْقَطَعَتْ عن غَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ: فِئَاتٌ وَفِئون (¬79). وَقَالَ الْهَرَوِىُّ (¬80): مَأخوذٌ مِن فَأيْتُ رَأْسَهُ وَفَأوْتُهُ: إِذا شَقَقْتَهُ فَانْفَأَى. قَوْلُهُ: {فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (¬81) أَىْ: لَزِمَهُ الْغَضَبُ وَرَجَعَ بِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "فَجاضَ الناسُ جَيْضَةً" (¬82) أَيْ: حادوا عَنِ الْقِتالِ وَانْهَزَموا، يُقالُ: جاضَ عَن الْقِتال يَجيضُ جَيْضًا: إِذَا حادَ عَنْهُ (¬83). "وَبُؤْنا بِغضَبِ رَبِّنا" أي: انْصَرَفْنا وَقَدْ لَزِمَنا الْغَضَبُ، وَتَبَوَّأَ الْمَنْزِلَ: إِذا لَزِمَهُ. وَرُوىَ "حَاصَ" بالحاء والصاد المهملتين، ومَعْناه: هَرَبوا، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا} (¬84) أَيْ: مَهْرَبًا (¬85) وَمَفَرًّا، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} (¬86) أَيْ: مَفَرٍّ. قَوْلُهُ: "بَلْ أَنْتُمُ الْعَكّارون" هُمُ: الْكَرّارون الْعَطّافون فِى الْقِتالِ، يُقال: عَكَرَ يَعْكَرُ عَكْرًا: إِذا عَطَفَ، وَالْعَكْرَةُ: الْكَرَّةُ. قَوْله: "وَانْقِلابٌ إِلى الأَعْرابِ" (¬87) لَعَلَّهُ تَرْكُ الْجُمُعَةِ، وَالْجَماعَةِ، وَالْجِهادِ. قَوْلهُ (¬88): "بِمُنْعَرَج اللِّوَى" مُنْعَرَجُ الْوَادِى: مُنْعَطَفُهُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً. ¬

_ (¬79) قال ابن برى: أصْلُهُ فِئْوٌ مثل فِعْوٍ فالهمزة عين لا لام، والمحذوف هو لامها وهو الواو، وقال: هو من فَأوْت، أي: فَرَّقْتُ؛ لأن الفئة كالفرقة. اللسان (فيأ 1/ 127). (¬80) فى الغريبين 2/ 496 خ. (¬81) سورة الأنفال آية 16. (¬82) ع: فحاص. . . حيصه بالصاد المهملة. وفي التهذيب 2/ 232 روى ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان في سرية من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاص الناس حيصة عظيمة، وكنت ممن حاص فلما برزنا قلت: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بغضب ربنا فجلسنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل صلاة الفجر فلما خرج قمنا وقلنا نحن الفرارون فقال: لا بل أنتم العكارون. (¬83) غريب أبي عبيد 4/ 267، 387، وغريب الخطابي 1/ 331. (¬84) سورة النساء آية 121. (¬85) ع: هربا. (¬86) سورة إبراهيم آية 21. (¬87) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الكبائر سبع. . . منها: انقلاب إلى الأعراب. المهذب 2/ 233. (¬88) درَيد بن الصمة، وقد أشار على هوازن يوم حنين أن لا يخرجوا معهم بالذرارى، فلما انهزموا قال: أمرتهم أمرى بمنعرج اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد المهذب 2/ 233.

قَوْلُهُ: "اللّوى" مُنْقَطَعُ الرَّمْلِ، وَهُوَ: الْجَدَدُ بَعْدَ الرَّمْلَةِ. قَوْلُهُ: "الرُّشْدَ" ضِدُّ الَغىِّ، شَبيةٌ بِالصَّوابِ ضِدِّ الْخَطَأ. قَوْلُهُ (فِى شِعْرِ الْمُتَنَبِّى) (¬89): . . . . . . . . . . لِنَفْس مُرَّةٍ ... . . . . . . . . . . . . . بِضَمِّ الميمِ وَالْخَفْضِ: صِفَةٌ لِنَفْسِ، أَيْ: قَوِيَّةٍ (¬90)، وَالْمِرَّةُ: الْقُوَّةُ، وَهُو مَضْبوطٌ فِى دِيوانِهِ هَكَذا، وَكَذا رَواهُ الْكِرْمَانِيُ بِالضَّمِّ، وَسَماعُنا بِفَتْحِ الْميمِ وَالنَّصْبِ. قَوْلُهُ: "أَقْرانَهُ" جَمْعُ قِرْنٍ بِكَسْرِ الْقافِ، وَهُوَ الْكُفْءُ فِى الشَّجاعَةِ، يُقالُ: فُلانٌ قِرْنُ فُلانٍ، أَيْ: نَظِيرُهُ وَكُفْؤُهُ عِنْدَ الْقِتالِ. قَوْلُهُ: "لَا نِكايَةَ لَهُ" (¬91) النِّكايَةُ: أَنْ يَقْتُلَ أَوْ يَجْرَحَ (¬92)، يقالَ: نَكَيْتُ فِى الْعَدُوِّ أَنْكِى نِكايَةً بِغَيْرِ هَمْزٍ (¬93): إِذَا بالَغْتَ فِيهِمْ قَتْلًا وَجَرْحًا (¬94)، وَقَد ذُكِرَ (¬95). ¬

_ (¬89) ما بين القوسين ليس في ع، وقد ذكر الشيخ قول المتنبي: الرأى قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس مرة ... بلغت من العلياء كل مكان ولربما طعن الفتى أقرانه ... بالرأى قبل تطاعن الفرسان المهذب 2/ 233. (¬90) ع: قوى: تحريف. (¬91) له: ليس في ع. وفي المهذب 2/ 234 في الراهب: لا نكاية له في المسلمين فلم يقتل بالكفر الأصل كالمرأة. (¬92) ع: يخرج: تصحيف. (¬93) في اللسان (نكأ 1/ 174) نكأْتُ العدوّ أنكؤهم لغة في نكيهم. وكذا ذكر الفيومي في المصباح (نكأ). (¬94) ع: قتلا وجرحا أو جرحا. (¬95) 2/ 263.

قَوْلُهُ: "أَوْ بَيَتَّهَمْ لَيْلًا" (¬96) يُقالُ: بَيَّتَ العَدُوَّ: إِذا أَوْقَعَ بِهِمْ لَيْلًا، والاسْمُ: الْبَيَاتُ. وَمِثْلُهُ "يُبَيَّتُونَ" (¬97). قَوْلُهُ: ["الذَّرارِىِّ"] (¬98) ذَرَارِىِّ الْمُشْرِكينَ (¬99): هُمُ الأَطْفَالُ وَالصِّغارُ الَّذينَ لَمْ يَبْلُغوا الْحلُمَ، وَأَصْلُها مِنْ ذَرَا اللهُ الْخَلْقَ، أَيْ: خَلَقَهُمْ، فترِكَ هَمْزُها اسْتِخْفافًا، كما تُرِكَ هُمزُ الْبَرِيَّةِ، وَأَصْلُها مِنْ بَرَأَ اللهُ الْخَلْقَ، وَوَزْنُها: فُعْلِيَّةٌ (¬100). وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِىَ مَأْخْوذةٌ مِنَ الذَّرِّ؛ لأنَّ اللهَ أَخْرَجَ الْخَلْقَ مِنْ صُلُبِ آدَمَ أَمْثالَ الذَّرِّ {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (¬101). وَقيلَ: أَصْلُها ذُرُّووَة عَلَى وَزْن فُعْلولَةٍ، فَأبْدِلَتِ الْوَاوُ الْأخيرَةُ ياءً، فَاجْتَمَعَت الْوَاوُ وَالْياءُ، وَسَكَنَتِ الْأولَى مِنْهُما، فَقُلِبت الْواوُ ياءً وَأُدْغِمَتْ (¬102). قَوْلُهُ (فِى الحْدَيثِ: "حَرَّقَ نَخْل بَنِي النَّضيرِ) (¬103) وَقَطعًّ الْبُوَيْرَةَ" بِغَيْرِ هَمْزٍ: اسْمُ مَوْضِع، وَلَيْسَ بِتَصْغيرِ بِئْرٍ (¬104). قَوْلُهُ تَعالَى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} (¬105) اللِّينُ: نُوْعٌ مِنَ النَّخْلِ، قيلَ: هُوَ الدَّقَلُ ¬

_ (¬96) من قول الشيخ: وإن نصب علهم منجنيقا أو بيتهم ليلا وفيهم نساء وأطفال جاز: المهذب 2/ 234. (¬97) في حديث الصعب بن جثامة، قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الذرارى من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال: هم منهم. المهذب 2/ 234. (¬98) من ع. (¬99) ذرارى المشركن: ليس في ع. (¬100) يعني الذرية مفرد الذرارى. (¬101) سورة لأعراف آية 172، وانظر معاني الزجاج 1/ 399، 400. (¬102) السابق وزاهر الأزهرى 382. (¬103) ما بين القوسين ليس في ع، وفي المهذب 2/ 235: روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حَرَّقَ علي بني النضير وقطع البُوَيْرَة فأنزل الله -عز وجل-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}. (¬104) معجم البلدان 1/ 512، ووفاء الوفى 1156، 1157. (¬105) سورة الحشر آية 5.

وَقيلَ: هُوَ الْجُعْرورُ، ضَرْبانِ رَدِيئَانِ مِنَ التَّمْرِ. واللينة: النخلة الْوَاحِدَةُ. وَأَصْلُهَا لِوْنَةٌ، فَقُلِبَت الْواوُ يَاءً، لِانْكِسارِ مَا قَبْلَها، وَأَصلُها مِنَ اللَّونِ عَلى هَذَا، وَهُوَ قَوْلُ العزيْزِيِّ (¬106) [قالوا] (¬107) أَلْوَانُ النَّخْل: مَا عَدَا الْبَرْنِيَ وَالْعَجْوَةَ. قَوْلُهُ: "فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا" (¬108) أَيْ: نَقَضَ عَهْدَهُ وَذِمَّتَهُ، يُقَالُ: أَخْفَرْتُ الرَّجُلَ: إِذَا نَقَضْتَ عَهْدَهُ، وَخَفَرْتُهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ: أجَرْتَهُ. قَوْلُهُ: "اصْطَفَى صَفِيَّةً مِنْ سَبْىِ خَيْبَرَ" (¬109) أَيْ: اخْتارَها، مَأخوذ مِنْ صَفْوِ (¬110) الْمالِ وَهُو خِيَارُهُ، وَسُمِّيَتْ صَفِيَّةً لِذَلِكَ، وَقيلَ: كانَ ذَلِكَ اسْمُهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُسْتَبَى (¬111) قَوْلُهُ: "اسْتَنْزَلَتْهُ هُوَازِنُ فَنَزَلَ (واسْتَنْزَلَ النَّاسَ") (¬112). يُقالُ: "اسْتُنْزِلَ فُلانٌ، أَيْ: حُطَّ عَنْ مَنْزِلَتِهِ، فَمَعْناهُ: طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَنْحَطَّ عَمَّا مَلَكَهُ، وَ"اشْتَنْزَلَ النّاسَ" طلَبَهُمْ أَنْ يَحُطُّوا وَيَتْرُكُوا ما مَلَكُوهُ مِنَ السَّبْىِ، وَمِثْلُهُ: اسْتَنْزَلُتُهُ مِنْ ثَمَنِ الْمَبِيعِ. قَوْلُهُ: "لَا تَغْدُرُوا" (¬113) لَا تَتْرُكوا الْوَفَاءَ بِالذِّمَةِ. ¬

_ (¬106) في تفسير غريب القرآن 156. (¬107) خ: قال والمثبت من ع؛ لأن النص بعده ليس نص العزيزى وإنما نص الزجاج وغيره انظر مجاز القرآن 2/ 256، ومعاني الفراء 3/ 144، ومعاني الزجاج 5/ 144. (¬108) روى عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: ما عندي شيئ إلا كتاب الله -عز وجل- وهذه الصحيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. المهذب 2/ 235. (¬109) في المهذب 2/ 235 إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم سبى بني المصطلق واصطفى صفية من سبى خيبر وقسم سبى هوازن ثم استنزلته هوازن فنزل واستنزل الناس فنزلوا. (¬110) ع: صفوة. (¬111) ع: تسبى. (¬112) ما بين القوسين ليس في ع. (¬113) روى بريدة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية قال: "أغزوا بسم الله قاتلوا من كفر بالله ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تغلوا" المهذب 2/ 236.

لا تمْثُلُوا" لا تَجْدَعوا الأنفَ، وَلَا تَصْلِمُوا الأُذُنَ، وَنَحْوُه. "وَلَا تَغُلوا" لا تَخُونُوا، فَتُخْفوا شَيْئًا مِنَ الْغَنيمَةِ. قَوْلُهُ: "بَعَثَا بَرِيدًا" (¬114) أَىْ: رَسولًا، وَقَدْ ذُكِرَ (¬115). قَوْلُهُ: "يَنَّاقَ الْبِطريقِ" (¬116) - بِتَقْديمِ الْياءِ عَلى النُّونِ وَالتَّشْديِد (¬117). والْبِطرْيقُ عِنْدَ الرّومِ: مِثْلُ الرّئيسِ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَجَمْعُهُ: بَطارِقَةٌ (¬118). قوله: "فمن أَحَبَّ [مِنْكمْ] (¬119) أَنْ يُطَيِّبَ (قَالُوا: طَيَبَّنْا لَكَ يا رَسولَ الله" (¬120). مَعْناه: مَنْ أَحبَّ أن يَهَبَ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْة. وَ "طَيَّبْنا لَكَ" وَهَبْنا لَكَ عَنْ طِيبِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْهُ: سبَىٌ طِيَبَةٌ (¬121) -بكَسْرِ الطّاءِ وَفَتْحِ الْيَاءِ: صَحيحُ السِّبَاءِ، لَمْ يَكُنْ عنْ غَدْرٍ وَلَا نَقْضِ عَهْدٍ (¬122). ¬

_ (¬114) روى أن شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص بعثا بريدا إلى أبي بكر - رضي الله عنه - برأس يناق البطريق. . . الخ المهذب 2/ 236. (¬115) 1/ 10. (¬116) في المهذب 2/ 236: روى عقبة بن عامر أن شرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص بعثا بريدا إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - برأس يناق البطريق، فقال: أتحملون الجيف إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. . . الخ. (¬117) في القاموس: كسحاب: بطريق قتل وأتى برأسه إلى الصديق رضي الله تعالى عنه، وكشداد: صحابي جد الحسن بن مسلم بن ينّاق. وفي تهذيب النووى 2/ 165، بالنون المشددة. وفي ع: قال الصغاني في التكملة: ويخفف نونه أيضا وهو جد الحسن بن مسلم بن يناق من تابع التابعين. وأظنه من تعليق المحشى، لعدم وجوده في خ، ولكون هذا غير المقصود في نص المهذب، ولم يذكر الصغانى البطريق حتى يتعين أن يكون هو المقصود في نص المهذب. وانظر التكملة 5/ 175. (¬118) المعرب 200 تحقيق ف/ عبد الرحيم وجمهرة اللغة 3/ 375، ومعجم شفاء الغليل 160. (¬119) منكم: ليس في خ. (¬120) ما بين القوسين ساقط من ع. (¬121) ع: طيبية تحريف. (¬122) قال الخطابي: هو ما طاب ملكه وجل. غريب الحديث 1/ 258.

قوله: "وَإنْ دَعا [مُشْرِكٌ] (¬123) إِلَى الْمُبارَزَةِ" أَصْلُ الْبُروزِ: الظُّهورُ فِى الْبَرَازِ، وَهُو الْمكانُ الْفَضاءُ الواسِعُ، وَهُوَ ها هنا ظُهورُ الْمُتحارِبَيْنِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ لَا يَسْتَتِرانِ بِغيْرِهِما مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ، قَال اللهُ تعالَى: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} (¬124) أَيْ: ظاهِرةً لَيْسَ فِيها ظِلٌّ وَلَا فَيىْءٌ. قَوْلُهُ: "مُختارًا أَوْ مُثْخنًا" (¬125) أَثْخنَتْهُ الجراحَةُ: إِذَا أَوْهَنَتْه (¬126) بِأَلَمِهَا، وَأَثْخنَهُ المَرَضُ: اشْتَدَّ عَلَيْهِ. وَقَال الْأزْهَرِيُّ (¬127): أَثْخنَهُ: ترَكَهُ وَقيذًا لَا حِرَاكَ بِهِ مَجْروحًا، وَقَوْلُهُ تَعالَى: {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} (¬128) أَيْ: يُكُثِرَ الْقَتْلَ وَالإِيقاعَ بِالْعَدُوِّ. وقالَ الْأَزْهَرِيُّ (¬129) {يُثْخِنَ} يُبالِغ فِى قَتْلِ أَعْدائِهِ. قَوْلُهُ: "إِذا (¬130) اسْتَنْجَدَ الْمُشْرِكُ" أَيْ: اسْتَعانَ، وَأَنْجَدْتُهُ: أَعَنْتُهُ، وَالنَّجدَةُ: الشَّجاعَةُ أَيْضًا، يُقالُ: رَجُلٌ نجُدٌ وَنَجِدٌ، أَيْ: شُجاعٌ. قَوْلُهُ: "حَبْلِ عَاتِقِهِ" (¬131) قالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬132): حَبْلُ الْعاتِقِ: عِرْقٌ يَظْهَرُ عَلَى عاتِقِ الرَّجُلِ يَتَّصِلُ بِحَبْلِ الْوَريد فِى باطِنِ الْعُنُقِ. ¬

_ (¬123) مشرك: ليس في خ، وهي في المهذب 2/ 237. (¬124) سورة الكهف آية 47. (¬125) في المهذب 2/ 237: فإن وَلَّى عنه مختارا أو مثخنا، أو وَلَّى عنه المسلم مختارا أو مثخنا: جاز لكل أحد رميه. (¬126) ع: وَهَنَتْهُ. ووهن وأوهن: بمعنى. (¬127) في الزاهر 395. (¬128) سورة الأنفال آية 67. (¬129) في تهذيب اللغة 7/ 335. (¬130) إذا: ليس في ع. وعبارة المهذب 2/ 237: وإن استنجد المشرك أصحابه في حال القتال فانجدوه. . . الخ. (¬131) روى أبو قتادة قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فرأيت رجلًا من المشركين على رجلا من المسلمين فاستدرت له حتى أتيته من ورائه فضربته على حبل عاتقه. . . الخ المهذب 2/ 237. (¬132) في الزاهر 282. وقال ثابت: العصبة الممتدة من العُنق إلى المَنْكِبِ. خلق الإِنسان 211.

قالَ: وَإِنَّما سُمِّىَ السَّلَبُ سَلَبًا؛ لِأَنً قاتِلَهُ يَسلُبُهُ فهُوَ مَسلوبٌ وَسَلَبُ (¬133) كَما يُقالُ: خَبَطْتُ الشَّجَرَ وَنَفَضْتُهُ، وَالْوَرَقُ الْمَخْبوطُ: خَبَطٌ وَنَفَضٌ. قَوْلُهُ: "فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِى بَنِي سَلِمَةَ (وَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالِ تَأَثَّلْتُهُ") (¬134). الْمَخْرَفُ -بالفتح: الْبُسْتانُ، وفي الْحَديث: "عائِدُ الْمَريضِ فِى مَخْرَفٍ مِنْ مَخَارِفِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ" (¬135) يُقالُ: خَرَفَ التَّمْرَ وَاخْتَرَفَهُ: إِذا جَناهُ، وَاشْتِقاقُهُ مِنَ الْخَريفِ، وَهُوَ الْفَصْلُ الْمَعْروفُ مِنَ السَّنَةِ؛ لأنَّ إِدْراكَهُ يَكون فِيهِ. قَوْلُهُ: "تَأثَّلْتُهُ" التَّأثُّلُ: اتِّخاذُ أَصْلِ الْمالِ، وَمَجْدٌ مُؤثَلٌ، أَيْ: أَصيلٌ، وَفِي الْحَديث، في وَصِىِّ الْيَتيمِ: "فَلْيَأكُلْ غَيْرَ مُتَأثِّلٍ مَالًا" (¬136) وَأَصْلُهُ: مِنَ الْأثْلَةِ الَّتِى هِىَ الشَّجَرَةُ، قَالَ امْرُو الْقَيْس (¬137): وَلَكِنَّما أَسْعَى لِمَجْدٍ مُؤثَّلٍ ... وَقَدْ يُدْرِكُ الْمَجْدَ الْمُوَثَّلَ أَمْثالِى قوْلُهُ: "مِمَّنْ (¬138) يُرْضَخُ لَهُ" الرَّضْخُ: أَنْ يُعْطِيَهُ أَقَلَّ مِنْ سَهْمِ الْمُقاتِلِ، وَالرَّضْخُ: الْعَطاءُ الْقَليلُ. قَوْلُهُ: "يَعْدُوَ أَوْ يُجْلِبَ" (¬139) الْجَلَبَةُ: رَفْعُ الصَّوْتِ، جَلَبَ وَأَجْلَبَ: إِذَا صَوَتَ. ¬

_ (¬133) ع: وسليب. خطأ. (¬134) ما بين القوسين ليس في ع، وهو في حديث أبي قتادة "فبعت الدرع فاتبعت به مَخْرَفًا في بني سلمة وإنه لأول مال تأثلته في الإِسلام" المهذب 2/ 238، والفائق 1/ 359. (¬135) صحيح مسلم 1989، وغريب أبي عبيد 1/ 81، والفائق 1/ 359. (¬136) صحيح مسلم 1255، وفتح الباري 4/ 491، 5/ 355، وغريب أبي عبيد 1/ 192، والفائق 1/ 22. (¬137) ديوانه 39. (¬138) مِمَّن: ليس في ع. وفي المهذب 2/ 238: فإن كان ممن يرضخ له كالصبى والمرأة والكافر إذا حضر بالإذن ففيه وجهان. . . الخ. (¬139) في المهذب 2/ 238: لأن بعد قطع اليدين يمكنه أن يعدو أو يُجْلب.

قَوْلُهُ: "جُنَّةِ الْحَرْبِ" (¬140) هُوَ: ما يَسْتُرُهُ وَيَمْنَعُهُ مِنْ وصولِ السِّلاحِ، وَكُلُّ ما استتِرَ بِهِ فَهُوَ جُنَّةٌ. قَوْلُهُ (فِى حَديث سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: "لَقَدْ حَكَمتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللهِ) (134) منْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ" (¬141). الرَّقيعُ: سَماءُ الدُّنْيا، وَكَذَلِكَ سَائِرُ السَّماوَاتِ، وَهِيَ: طِباقُهَا؛ لِأنَّ كُلَّ سَمَاءٍ مِنْهَا (¬142) رَقَعَت (¬143) الَّتِى تَلِيهَا كَما يُرْقَعُ الثَّوْبُ باِلرُّقْعَةِ، وَجَاءَ بِهِ عَلَى التَّذْكيرِ كَأنَّهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى السَّقْفِ. وَالزَّبِيرُ بْنُ بَاطَا: بِفَتْحِ الزَّاىِ وَكَسْرِ الْباءِ (¬144). قَوْلُهُ: "ابْنَا شَعْيَةَ" (¬145) بِالشينِ المُعْجَمةِ الْمَفْتُوحَةِ، وَالْياءِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحت (¬146). قَوْلُهُ: "زَهَّدوهُ" (¬147) أَيْ: قَلَّلوا رَغبَتَه فيهِ. ¬

_ (¬140) من قوله: والسلب: ما كان يده عليه من جنة الحرب كالثياب التي يقاتل فيا والسلاح الذي يقاتل به، والمركوب الذي يقاتل عليه. المهذب 2/ 238. (¬141) المهذب 2/ 238، وغريب أبي عبيد 1/ 124، 125، والفائق 2/ 77، وابن الجوزى 1/ 409، والنهاية 2/ 251. (¬142) منها: ليس في ع. (¬143) ع: رقعة. (¬144) ذكر في المهذب 2/ 239 أن سعد بن معاذ حكم بقتل رجال بني قريظة فسأل ثابت الأنصاري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يهب له الزبير بن باطا اليهودى ففعل. وانظر سيرة ابن هشام 3/ 270، 271، والروض الأنف 3/ 292، 293. (¬145) في حصار بني قريظة أسْلَمَ ابنا شعية فأحرزا بإسلامهما أموالهما وأولادهما. المهذب 2/ 239. (¬146) قال النووى: بفتح السين وإسكان العين المهملتين بعدهما ياء مثناة من تحت، هذا هو الصواب. تهذيب الأسماء واللغات 2/ 298، 299. وانظر الاستيعاب 1/ 96، والإصابة 1/ 80، وسيرة ابن هشام 3/ 249. (¬147) في أولاد الكفار: يحال بينه وبين أهله من الكفار إلى أن يبلغ؛ لأنه إذا ترك معهم خدعوه وزهدوه في الإِسلام. المهذب 2/ 239.

[قَوْلُهُ]: (¬148) "وَلِهَتْ" (¬149) أَىْ: حَزِنَتْ لِفَقْدِهِ، وَالولَهُ: ذَهابُ الْعَقْلِ مِنَ الْحُزنِ. قَوْلُهُ: "وَإِنْ فُتِحَتْ أَرْضٌ عَنْوَةً" أَيْ: قَهرًا، مَأْخُوذٌ مِنَ الْعانِي، وَهُوَ: الْأَسيرُ الْمَقْهورُ الذَّليلُ، قالَ اللهُ تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} (¬150) أَي: ذَلَّتْ وَخَضَعَتْ وَسُمِّىَ الْأَسيرُ أَسيرًا، لِأنَّهُ يُؤْسَرُ، أَيْ: يُشَد بِالْقِدِّ، ثُمَّ كثرُ حَتّى سُمِّىَ كُلُّ أَخيذٍ أَسيرًا، وَإِن لَمْ يُشَدّ. قَوْلُهُ: "فَإنَّ فيها ظَعينَةً" (¬151) الظَّعينَة: الْمَرْأَةُ فِى الْهَوْدَج، وَأَصْلُ الظَّعينَةِ: هُوَ الْهَوْدَجُ، ثُمَّ سُمِّيَت الْمَرْأةُ ظَعِينَةً، لِكَوْنِهَا فِيهِ، مَأَخوذٌ مِنَ الظَّعْنِ، وَهُوَ: الارْتِحالُ، قَالَ اللهِ تَعالَى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} (¬152) وَقالَ بَعْضُهُمْ: لا يُقالُ لِلْمَرْأةِ ظَعينَةٌ إِلا إِذا كَانَتْ في الْهَوْدَج (¬153). قَوْلُهُ: "فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقاصِهَا" عَقْصُ الشَّعَرِ: لَيُّهُ وَضَفْرُهُ على الرَّأسِ، وَمِنْهُ سُمِّيَت الشَّاةُ الْمُلْتَوِيَةُ الْقَرْنِ عَقْصَاءُ. والْعِقاصُ: جَمْعُ عِقْصَةٍ مِثْلُ رِهْمَةٍ وَرِهامٍ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْسِ (¬154): . . . . . . . . . . . . . ... تَضِلُّ الْعِقَاصُ فِى مُثَنًّى وَمُرْسَلِ ¬

_ (¬148) من ع. (¬149) إذا فرق بين الأم وولدها ولهت بمفارقته فحرم التفريق بينهما المهذب 2/ 240. (¬150) سورة طه آية 111. (¬151) ورى على - رضي الله عنه -، قال: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد وقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب فخذو منها. المهذب 2/ 242، وانظر غوامض الأسماء المبهمة 251 - 253. (¬152) سورة النحل آية 80. (¬153) ذكره ابن دريد في جمهرة اللغة 3/ 121، وانظر النهاية 3/ 157، واللسان (ظعن 17/ 141) وفقه الثعالبي 32. (¬154) ديوانه 133.

قَوْلُهُ: "كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا (فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَخِذَ عِنْدَلْهَمْ يَدًا يَحْمُونَ بِها قَرَابَتِى" (¬155) الْمُلْصَقُ بِالْقَوْم وَالْملْتَصِقُ: الْمُنْضَمُّ إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ. وَقَوْلُه: "يَدًا" أَرَادَ صَنِيعَةً وَمِنَّةً يَمْنَعونَ بِهَا قَرابَتِى، قَالَ (¬156): تَكُنْ لَكَ فِى قَوْمِى يَد يَشْكُرونَها ... وَأَيْدى النَّدى فِى الصَّالحِين قُرُوضُ قَوْلُهُ: "دَعْنى أَضْرِبْ عُنُقَ هَذا الْمُنافِقَ" (¬157) قَدْ ذَكَرْنا أَنَّ الْمُنافِقَ هُوَ (¬158) الَّذى يُظْهِرُ الإِيمان وَيَسْتُرُ الكُفْرَ، وَفِى اشْتِقاقِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ، أحَدُهَا: أَنَّهُ مُشْتَقُّ مِنَ النَّفَقِ، وَهُوَ: السَّرَبُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} (¬159) فَشُبِّهَ بِالَّذِى يدخلُ النَّفَقَ وَيَسْتَتِرُ فِيهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ مُشْتَقٌ مِنْ نَافِقاءِ الْيَرْبوعِ، وَهُوَ جُحْرُهُ؛ لَأنَّ لَهُ جُحْرًا يُسَمَّى النَّافِقاءَ، وَآخَرَ يُقاَلُ لَهُ الْقاصِعَاءُ، فَإذا طُلِبَ مِنَ النّافِقاءِ قَصَّعَ فَخرَجَ مِنَ الْقاصِعاءِ، وَإِذا (¬160) طُلِبَ مِن القَاصِعَاءِ نَفَقَ فَخَرَجَ مِنَ النّافِقاءِ (¬161)، وَكَذَلِكَ الْمُنَافِقُ يدخلُ فِى الكُفْرِ وَيَخْرُجُ مِنَ الِإسْلامِ مُرَاءَاةً لِلْكُفارِ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْكُفْرِ وَيَدْخُلُ فِى الإِسْلَام مُرَاءَاةً لِلْمُسْلِمين. وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ مُشْتَقُّ مِنَ النَّافِقَاءِ بِمَعْنًى آخَرَ، يذَلِكَ أَنَّهُ يَحْفِر فِى الْأرْضِ حَتَّى إِذا كادَ أنْ يَبْلُغ ظاهِرَها أَرَقَّ التُّرابَ، فَإذا خَافَ خَرَقَ الْأرْضَ، وَبَقِى فِىْ ظَاهِرِه تُرَابٌ، وَظَاهِرُ جُحْرِهِ تُرَاب وَباطِنهُ حَفْر، وَالْمنافِق بَاطِنُهُ كُفْرٌ وَظَاهِرُهُ إِيمَانٌ (¬162). ¬

_ (¬155) ما بين القوسين ليس في ع. (¬156) بشر بن أبي خازم. ديوانه 107. (¬157) قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبى - صلى الله عليه وسلم -. المهذب 2/ 242. (¬158) هو: ليس في ع. (¬159) سورة الأنعام آية 35. (¬160) ع: وإن. (¬161) انظر غريب أبي عبيد 3/ 13، وغريب ابن قتيبة 1/ 249، 250، واللسان (نفق 10/ 358). (¬162) كذا نقل عن الأصمعي. ذكره ابن قتيبة في غريبه 1/ 249، 250 وقال ابن برى: جحرة اليربوع سبعة: القاصعاء والنافقاء والدامّاء والراهطاء، والحانقاء، والحاثياء، واللُّغزُ. اللسان (نفق).

وَلِلْيَرْبوع أَربَعَةُ أَجْحِرَةٍ: الراهِطَاءُ، وَالنّافِقَاءُ، وَالْقاصِعاءُ، وَالدَّامَّاءُ (¬164). [قَوْلُهُ تَعَالى: {عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} (¬165)]، قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬166): الْعَداوَةُ: تَباعُدُ الْقُلُوبِ وَالنِّيَّاتِ. وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِىِّ: لِأَنَّهُ يعدو بالْمَكْروهِ وَالظُّلْمِ، يُقالُ: عَدا عَلَيْهِ عَدْوَا: إِذا ظَلَمَهُ قالَ اللهُ تَعالَى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} (¬167) أَيْ: ظُلْمًا، وَالْعَدُوُّ يَقَعُ عَلَى الْواحِدِ وَالاثْنَيْن وَالْجَميعِ (¬168) والْمُذَكَّرِ وَالْمُوَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، قالَ اللهُ تَعالَى: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} (¬169) وَقالَ: {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} (¬170) وَقالَ الشّاعِرُ (¬171): إِذا أَنا لَمْ أَنفَعْ خَليلى بِوُدِّهِ ... فَإِنَّ عَدُوى لَنْ يَضُرُّهُمُ بُغْضِى وَقَدْ يُجْمَعُ، فيقَالُ: أَعْداء، قاَلَ الله تَعالى: {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} (¬172). ¬

_ (¬164) ع: الدأماء: تحريف. (¬165) سورة الممتحنة آية 1 وفي خ قوله: "إذا لقيت عدوا من المشركين" وليس في المهذب والمثبت من ع. (¬166) في الغريبين 2/ 259 خ. (¬167) سورة الأنعام آية 108. (¬168) ع: والجمع. (¬169) سورة الشعراء آية 77. (¬170) سورة الكهف آية. (¬171) لم أعثر على قائلة. (¬172) سورة الأعراف آية 150.

قَوْلُهُ: "ذَهَبوا بِالْعَضْباء" (¬173) الْعَضبُ: الْقَطْعُ فِى الأُذُنِ، يُقالُ: بَعيرٌ أَعْضَبُ، وَناقَةٌ عَضْباءُ (¬174)، وَهُوَ هَا هُنَا (¬175): اسْمُ عَلَمٍ لَها, لِأجْل أَنَّها مَقْطوعَة (¬176). قَوْلُهِ: "وَخافَ (¬177) أَنْ يَغْتالَهُمْ" غَالَهُ وَاغْتَالَهُ: إِذا أَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ. وَقالَ الأَزْهَرِىُّ (¬178): الْغِيلَةُ: هُوَ أَنْ يُخْدَعَ بِالشَّىْءِ حَتَّى يَصيرَ إِلَى مَوضِع كَمَنَ لَهُ فِيهِ الرِّجالُ فيقْتَلَ. ¬

_ (¬173) روى عمران بن الحصين، قال: أغار المشركون على سرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهبوا به وذهبوا بالعضباء. . . الخ المهذب 2/ 242. (¬174) عن أبي زيد: إذا انكسر القرن الداخل فهو أَعْضبُ. قال أبو عبيد: وقد يكون العضب في الأذن أيضًا فأما المعروف ففي القرن، قال الأخطل: إن السيوف غدوها ورواحها ... تركت هوازن مثل قرن الأعْضَب غريب الحديث 2/ 207، ونقله في الفائق 2/ 444، عن ابن الأنبارى، وانظر النهاية 3/ 251. (¬175) ع: وهو هنا. (¬176) ذكره أبو عبيد في غريبه 2/ 207، والزمخشري في الفائق 2/ 444، والجوهرى في الصحاح (عضب). (¬177) وخاف: ليس في ع، وفي المهذب 2/ 242: وإن أخذ الكفار مسلما وأطلقوه من غير شرط فله أن يغتالهم في النفس والمال. . . الخ. (¬178) في الزاهر 358.

ومن باب الأنفال

ومن باب الأنفال الأَنفَالُ: جَمْعُ نَفَلٍ، بِالتَّحْرِيكِ -وَبِسُكونِها (¬1) -: الغَنِيمَةُ، قَالَ لَبيدٌ (¬2): إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خَيْرُ نَفَلْ ... . . . . . . . . . . . . . وَأَصْلُهُ: الْعَطِيَّةُ بغَيْرِ وَجُوبٍ عَلَى الْمُعْطِى، وَمِنْهُ قِيلَ لِصَلَاةِ التَّطَوُّعِ نَافِلَةٌ (¬3). وَقيلَ: أَصْلُهُ الزِّيادَةُ؛ لأنَّها زائِدَةٌ عَلَى الفرَائِضِ، وَلأنَّ الْغَنيمَةَ مِمَّا (¬4) زَادهَا اللهُ هَذِهِ الْأمَّةَ فِى الْحَلالِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} (¬5) أَيُّ: زِيادَةً عَلَى إسْحاقَ. وَسُمىَ وَلدُ الْوَلَدِ نَافِلَةً؛ لِأنَهُ زِيادَة عَلَى الْوَلَدِ. ¬

_ (¬1) كذا فى ع وخ: والمعروف أن أحد الأنفال نَفَلٌ بتحريك الفاء ذكره أبوه عبيدة في مجاز القرآن 1/ 240، والزجاج في معانيه 2/ 399، والخطابي في غريب الحديث 2/ 15 , وأجمعت عليه المعجمات وانظر الصحاح، واللسان، والقاموس والمصباح (نفل) أما الزيادة أو العطية فبالإسكان ولعله أراد الجمع بينهما، ثم استشهد للتحريك. (¬2) ديوانه 174 وذكر في المصادر السابقة في تعليق 1، وعجزه: . . . . . . . . . . . . . ... وبإذن الله ريثي وعَجَلْ (¬3) ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث 1/ 229، والأزهرى في التهذيب 15/ 354، وانظر اللسان (نفل 11/ 670 - 672). (¬4) مما: ليس في ع. (¬5) سورة الأنبياء آية 72.

وَقوْلُهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} (¬6) إِنَّما كانَ سُؤَالُهمْ عَنْها؛ لأنَّهَا كانَتْ حَرَامًا عَلَى مَنْ قَبْلَهُمْ، كَانَتْ تَنْزِلُ نَار مِنَ السَّمَاءِ فتَحْرِقها، فَأحَلَّها الله تَعالَى لهمْ (¬7). وَالغَنيمَةُ أَصْلُها: الرِّبْحُ وَالْفَضْل، وَمِنْهُ الْحَديثُ فِى الرَّاهِنِ (¬8) "له غُنْمُهُ" أَىْ: رِبْحُهُ وَفَضْلُهُ. وَالفيْىءُ أَصْلُهُ فِى اللُّغَةِ: الرُّجوع، يُقَالُ: فَاءَ إِلَى كذا، أَي: رجَعَ إِلَيْهِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ مَالٌ رَجَعَهُ الله إِلَى الْمُسْلِمينَ وَرَدَّهُ (¬9)، وَمِنْهُ قِيلَ لِلظلِّ فَيْىءٌ؛ لأنَّهُ يَرْجِعُ مِنْ جَانِب إِلى جَانِبٍ. [قَوْلُهُ: "لِأميرِ الْجَيْش" (¬10)] سُمِّىَ الْأَميرُ أَميرًا؛ لأنَّ أصحابَهُ يَفْزَعون فِي أَمرهِمْ إِلَى مُؤَامَرَتِهِ، أَيْ: مُشَاوَرَتِهِ. وَقيلَ: سُمِّىَ أَميرًا لِنَافاذِ أَمْرِهِ. وَقيلَ: إِنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ أَمِرَ بِكَسْرِ الْميمِ، أَيْ: كَثُرَ؛ لأنَّهُ فِي نَفسِهِ -وَإِنْ كانَ وَحْدَهُ- كثيرٌ، وَقَدْ فُسِّرَ قَوْله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} (¬11) أَىْ: كَثَرنَاهُمْ (¬12). قَوْلُهُ: "كانَ يُنَفل فِى الْبَدْأَة الرُبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ" (¬13) وفي بعضها (¬14) "الْقُفولِ". الْبَدْأُةُ: السَّرِيَّةُ الَّتِى يُنَفِذُهَا الِإمامُ أَوَّل مَا يَدخُلُ بِلَاد الُعَدُوِّ، وَأَرَادَ ¬

_ (¬6) سورة الأنفال آية 1. (¬7) ذكره ابن قتيبة حديثا عن أبي هريرة. غريب الحديث 1/ 299، 230، وانظر اللسان (فعل) وتهذيب اللغة 15/ 354. (¬8) كذا في خ وع: وفي غريب ابن قتيبة 1/ 192، 229: ومنه قيل في الرَّهْن: "له غنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ" أي: فضله للراهن ونقصانه عليه. (¬9) ع: قالَ: وَرَجَعَ وَرُدَّ والمثبت من خ وغريب ابن قتيبة 1/ 228. (¬10) من ع وفي المهذب 2/ 243، يجوز الأمير الجيش أن ينفل لمن فعلا يفضي إلى الظفر بالعدو. . . الخ. (¬11) الإسراء 16. (¬12) معاني الزجاج 3/ 232، والبحر المحيط 6/ 20، ومجاز القرآن 1/ 372 , 373، وانظر معاني الفراء 2/ 119. (¬13) المهذب 2/ 243. (¬14) أي: بعض نسخ المهذب.

بِالْبَدْأَةِ: ابْتِدَاءَ السَّفَرِ، يَعْنِي فِى الْغَزْوِ، يُقالُ: اكْتَرِ (¬15) لِلْبَدْأَةِ بِكَذَا وَلِلرَّجْعَةِ بِكَذَا. وَقيلَ: الرَّجْعَةُ: الَّتِى يُنْفِذُهَا بَعْدَ رُجوعِ الأولَى. وَقيلَ: الْبَدْأَةُ: الَّتِى يُنْفِذُهَا وَقْتَ دُخولِهِ، وَالرَّجْعَةُ: الَّتي يُنْفِذُها بَعْدَ رُجوعِهِ مِنْ بِلادِ الْعَدُوِّ. وَالْقُفولُ: هُوَ الرُّجُوع، يُقالُ: قَفَلَ مِنَ الْحَجِّ وَمِنَ الْغَزْوِ: إِذَا رَجَعَ مِنهُ، وَلَا يُقَالُ لِلرُّفْقَةِ فِى السَّفَرِ قَافِلَة إِلَّا إِذا كانوا راجِعينَ إلى بِلَادِهِم، وَلا يُقالُ ذَلكَ فِي ذَهابِهِمْ، وَهُوَ مِمَّا يَغلَطُ فِيهِ الْعَامَّةُ (¬16). قَالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬17): الْقَلْعَةُ الحِصْنُ عَلى الْجَبَلِ، وَمَرْجُ الْقَلَعَةِ - بِالتَّحرْيكِ: مَوْضِعٌ. قَوْلُهُ: "بِإِيجَافِ الْخيْلِ وَالرِّكابِ" (¬18) قيلَ: وَجِيفُها: سُرْعَتُها فِى سَيْرِها، وَقَدْ أَوْجَفَها رَاكِبُهَا. وَقَوْلُهُ تعالَى: {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} (¬19) أَيْ: شَديدَةُ الإِضْطِرابِ وَإِنَّمَا سُمِّىَ الْوَجيفُ فِى السَّيْرِ، لِشِدَّةِ هَزِّهِ وَاضْطِرابِهِ، ذَكَرَهُ الْعُزِيْزِيُّ (¬20)، وقال الجوهَرِي (¬21): هُوَ ضَرْبٌ مِنْ سيْرِ الِإبِل وَالْخَيْلِ، يُقالُ: وَجَفَ الْبَعيرُ يَجِفُ وَجْفًا وَوَجِيفًا، وَأَوْجَفْتُهُ أنا، وَيُقالُ: أَوْجَفَ فَأَعْجَفَ (¬22). ¬

_ (¬15) ع: أَكْثِرْ: تحريف. (¬16) أدب الكاتب 24. (¬17) الصحاح (قلع). (¬18) في المهذب 2/ 244: والغنيمة ما أخذ من الكفار بإيجاف. . . الخ. (¬19) سورة النازعات آية 8. ويومئذ: ساقط من ع. (¬20) في تفسير غريب القرآن 172. (¬21) الصحاح (وجف). (¬22) ع: فأتجف: تحريف.

قوْلُه: "فَإنْ حَضَرَ بِفَرَسٍ حَطِمٍ أَوْ ضَرَعٍ أَوْ أَعْجَفَ" (¬23) الْحَطِم: الْمُتَكَسر فِى نفْسِهِ، يُقَالُ لِلْفَرَسِ إِذَا تهَدمَ لِطُولِ عُمُرِهِ: حَطِمٌ، وَيُقالُ: حَطِمتِ الدابَّةُ: أَيْ: أَسَنَّتْ. والضَّرَعُ -بالتَّحْريكِ: الضَّعيفُ. [وَالْأَعْجَفُ] (¬24): المهزول. قَوْلُهُ: "لَا يُغنِي غَناء الخَيْلِ" (¬25) أَىْ: لَا يَكْفى كِفايَتَها، وَالْغَنَاءُ - بِالفَتْحِ وَالْمَدِّ: الْكِفايَةُ. قوله: "فَإنْ (¬26) نَفَقَ أَوْ باعَهُ" نفَقَت الدابَّةُ تَنَفُقُ نُفوقًا، أَي: ماتَتْ. قَوْلُهُ: "فَإنْ عَارَ فَرَسُهُ" أَىْ: ذَهَبَ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَفْلَتَ مِنْ يَدهِ، وَيُقالُ: سُمِّى العَيْرُ عَيْرًا لِتَفَلُّتِهِ، وَمِنْهُ قيلَ لِلْغلام الَّذي خَلَعَ عِذارَهُ وَذَهَبَ حَيْث شَاءَ: عَيَّارٌ، وَفَرَسٌ [عَيَّارٌ] (¬27) وَمِعْيارٌ: إِذَا كَانَ مُضَمَّرًا. وَ "نُفُورِ الطِّحالِ" (¬28) هُوَ وَرَمُهُ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬29): إِنَّمَا هُوَ مِنْ نُفورِ الشَّيْىءِ مِنَ الشَّيْىءِ، وَهُو: تَجافِيهِ عَنْهُ وَتبَاعُدُهُ. وَقَوْلُهُ: "لِمُخذِّلٍ" (¬30) قَدْ ذُكِرَ (¬31). ¬

_ (¬23) المهذب 2/ 245. (¬24) خ: والعجف. (¬25) في الفرس السابق: لا يُسْهَم له؛ لأنه لا يغنى غناء الخيل المهذب 2/ 345. (¬26) كذا في خ وع وفي المهذب: وإن حضر دار الحرب بفرس وانقضت الحرب ولا فرس معه بأن نفق أو باعه أو أجره. . . الخ. (¬27) من ع. (¬28) في المهذب 2/ 245: ومن حضر الحرب ومرض، فإن كان مرضا يقدر معه في القتال كالسعال ونفور الطحال والحمى الخفيفة أسهم له. (¬29) في غريب الحديث 3/ 247. (¬30) ولا حق في الغنيمة لمخذل ولا لمن يرجف بالمسلمين ولا لكافر حضر بغير إذن. . المهذب 2/ 245. (¬31) 2/ 273.

قَوْلُهُ: "لِمَنْ يُرْجِفُ بِالْمُسْلِمين" أَيْ: يُخَوِّفُهُمْ وَيُفْزِعُهُمْ، مِنْ قَوْلِهِ تعالَى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} (¬32) يَعْنِى يَوْمَ الفَزَعِ وَالْخَوْفِ. وَأَصْلُهُ: حَرَكَةُ الْأَرْضِ وَاضْطِرَابُهَا (¬33). وَأَمَّا الِإرْجافُ فَهُوَ وَاحِدُ أَراجِيفِ الْأَخْبارِ، وَمَعْنَاهُ: التَّخْوِيفُ وَالرُّعْبُ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَقدْ (¬34) أَرْجَفُوا فِى الشَّيْئِ: إِذا خَاضُوا فِيهِ. قَوْلُهُ: "وَيُرْضَخُ لِلصَّبىِّ" (¬35) قَدْ ذكَرْنَا أَنَّهُ الْعَطاءُ لَيْسَ بِالْكَثيرِ دونَ سِهام الْمُقاتِلين، وَأَصْلُهُ مأخوذٌ مِنَ الشَّيىْءِ الْمَرْضوخِ، وَهُوَ: الْمَرْضُوضُ الْمَشْدوخُ. قَوْلُهُ: "مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ" (¬36) الْخُرْثِىُّ: مَتاعُ الْبَيْتِ وَأَسْقاطُهُ. "نعْلُ السَّيْفِ" ما يَكونُ فِى أَسْفَلهِ مِنْ حَديد أَوْ غَيْرِهِ. قَوْلُهُ: "يُحْذَيْنَ مِنَ الْغنيمَةِ" (¬37) قالَ الجوهرى [أَحْذَيْتُهُ (¬38) مِنَ الْغنيمَةِ: إِذَا أَعْطَيْتَهُ مِنْهَا، والاسْمُ: الْحُذَيَّا عَلَى وَزْنِ (¬39) فُعَلَّى بِالضَّمِّ، وَهِيَ الْقِسْمَةُ مِنَ الْغنيمَةِ، وَكَذَلِكَ الْحُذْيَا، وَالْحَذِيَّةُ، وَالْحِذْوَةُ كُلُّهُ الْعَطِيَّةُ. ¬

_ (¬32) سورة النازعات آية 6. (¬33) انظر تفسير الطبري 30/ 31، 32، ومعاني الفراء 3/ 231، ومجاز القرآن 2/ 284، ومعاني الزجاج 5/ 278. (¬34) ع: وأرجفوا في الشيئ: إذا خاضوا فيه. (¬35) في المهذب 2/ 245: ويرضخ للصبى والمرأة والعبد والمشرك إذا حضر بالإذن. (¬36) روى عمير قال: غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا عبد مملوك. . . فأعطاني سيفا فتقلدته وكنت أخط بنعله في الأرض وأمر لي من خرثي المتاع. المهذب 2/ 245. (¬37) عن ابن عباس - رضي الله عنه -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة. المهذب 2/ 245. (¬38) ع، خ، حذيته والمثبت من الصحاح (حذا). (¬39) وزن ليس في ع ولا في الصحاح.

قَوْلُهُ: "وَإِنْ لَحِقَ بِالْجَيْشِ مَدَدٌ" (¬40) الْمَدَدُ: الزِّيادَةُ الْمُتَّصِلَةُ، وَأَمدَدْنا الْقَوْمَ، أَيْ: صِرْنَا مَدَدًا لَهُمْ (¬41). وَقَدْ ذَكَرْنا السَّرِيَّةَ أَنَّها قِطْعةٌ مِنَ الْجَيْشِ، قالَ القُتَيْبِىُّ (¬42): أَصْلُها مِنَ السُّرى، وهو: سَيْرُ اللَّيْلِ، وَكانَتْ تُخْفِى خُروجَها لِئَلَّا يَنْتَشِرَ الْخَبَرُ فَتَكْتب بِهِ الْعُيونُ، فَيُقال: سَرَتْ سَرِيَّةٌ، أَيْ: سارَتْ لَيْلًا. وَقالَ فِى الْبَيَانِ: بَلْ يَخْتَارُهُمُ الأَميرُ مِن السَّرِىِّ، وَهُوَ: الْجَوْدَةُ، كَأَنَّهُ يَخْتارُ خِيارَ الْخَيْلِ وَأَبْطالَ الرِّجال. قَوْلُهُ: "وَالْمُسْلِمون يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ" (¬43) قالَ الْهَرَوىُّ (*): يُقالُ لِلْقَوْمِ: هُمْ يَدٌ عَلى الْآخَرين، أَيْ: هُمْ قَادِرونَ عَلَيْهم، وَيَحْتَملُ أَنْ يَكونَ مِنَ الْيَدِ الَّتي هِىَ الْجَماعَةُ، يُقالُ: هُمْ عَلَيْهِ يَدٌ، أَيْ: مُجْتَمِعُونَ، لَا يَسَعُهُمُ التَّخاذُلُ، بَلْ يُعاوِنُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى جَميعِ أَهْلِ الْأَدْيَانِ وَالْمِلَلِ. قَوْلُهُ: "يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْناهُمْ" الذِّمَّةُ هَا هُنَا: الأَمانُ، وَيُسَمَّى الْمُعاهَدُ ذِمِّيًّا؛ لِأنَّهُ أَعْطِىَ الْأَمَانَ عَلَى ذِمَّةٍ. وَقالَ فِى الْفائِقِ (¬44): أَدْناهُمُ: الْعَبْدُ، مِنَ الدَّناءَةِ، وَهِى: الْخَساسَةُ، وَأَقْصاهُمْ: أَبْعَدُهُمْ، مِنَ الْقَصَا، وَهُوَ: الْبُعْدُ. وَهذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَدْناهُمْ أَقْرَبَهُمْ بَلَدًا مِنَ الْعَدُوِّ. قَوْلُهُ: "نَبْذَةً مِنَ الْأَرْضِ" (¬45) النَّبْذَةُ: الشَّيْىءُ الْيَسيُر، يُقالُ: فِى رَأْسِهِ نَبْذٌ مِنَ الشَّيْبِ، وَأَصابَ الْأَرْضَ نَبْذٌ مِنْ مَطرٍ، أَيْ: شَيىْءٌ يَسيرٌ. ¬

_ (¬40) في المهذب 2/ 246، وإذا لحق بالجيش مدد أو أفلت أسير ولحق بهم نظرت. . . الخ. (¬41) عبارة الصحاح: وأمددت الجيش بمدد. . قال أبو زيد: مددنا القوم، أي: صرنا مددا لهم وأمددناهم بغيرنا. وانظر فعلت وأفعلت لأبي حاتم 96، 162، 163، واللسان (مدد 3/ 398). (¬42) في غريب الحديث 1/ 227. (¬43) المهذب 2/ 246. (*) في الغريبين 3/ 388 خ. (¬44) 3/ 265 بتصرف من المصنف، وانظر غريب أبي عبيد 2/ 102 - 104، والنهاية 2/ 168. (¬45) روى جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صدر من خيبر تناول بيده نبذة من الأرض أو وبرة من بعيره وقال: والذي نفسى بيده مالى ما أفاء الله إلا الخمس والخمس مردود عليكم. المهذب 2/ 247.

قَوْلُهُ: "سَدُّ الثُّغورِ" (¬46) الثَّغرُ: مَوْضِعُ الْمَخافَةِ. وَقالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬47): أصل الثغر: الْهَدْمُ وَالْكَسْرُ. يُقالُ: ثَغرْتُ الجِدارَ: إِذَا هَدَمْتَهُ، وَقيلَ لِلْمَوْضِعِ الَّذى تَخَافُ مِنْهُ الْعَدُوَّ ثَغْرٌ، لِانْثِلَامِهِ، وَإِمْكانِ دُخُولِ الْعَدُوِّ مِنْهُ. وَقيلَ لِلنَّصيبِ سَهْمٌ؛ لِأنَّهُ يُعلَمُ عَلَيْهِ بِالسِّهَام. قَوْلُهُ: "بَنُوا هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْئٌ واحدٌ" بِالشينِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ: الْمِثْلُ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الزَّكاةِ (¬48). قَوْله: "انْجَلَوْا عَنْهُ" (¬49) أَيْ: هَرَبُوا، يُقالُ: جَلَا الْقَوْمُ عَنْ مَنَازِلِهِمْ: إِذَا هَرَبُوا، قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} (¬50). قَوْلُهُ: "وَمَؤْنَةِ عَامِلِى" (¬51) أَيْ: مُؤْنَةِ خَليفَتِى. وَالْعَامِلُ: هُوَ الَّذي يَتَوَلَّى أُمُورَ الرَّجُلِ فِى مَالِهِ وَمِلْكِهِ وَعَمَلِهِ، وَمِنْهُ قيلَ لِلَّذِي يَسْتَخرِجُ الزَّكاةَ: عَامِلٌ، وَالَّذِي يَأْخُذُهُ الْعَامِلُ مِنَ الْأَجْرَةِ يُقَالُ لَهُ: عُمَالَةٌ بِالضَّمِّ (¬52). قَوْلُهُ: "أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ" (¬53) أَيْ: أَسْالكُمْ بِاللهِ وَأُقْسِمُ عَلَيْكُمْ. ¬

_ (¬46) يصرف الخمس في مصالح المسلمين، وأهم المصالح: سد الثغور؛ لأنه يحفظ به الإِسلام. المهذب 2/ 247. (¬47) تهذيب اللغة 8/ 89. (¬48) 1/ 165. (¬49) في المهذب 2/ 247: الفيئ هو المال الذي يؤخذ من الكفار من غير قتال وهو ضربان أحدهما: ما أنجلوا عنه خوفا من المسلمين. . . الخ. (¬50) سورة الحشر آية 3. (¬51) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقتسم ورثتى دينارا ولا درهما ما تركته بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملى فإنه صدقة" المهذب 2/ 248. (¬52) الصحاح (عمل) والنهاية 3/ 300. (¬53) في حديث عمر - رضي الله عنه - أنه قال لعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف أنشدكم بالله أيها الرهط هل سمعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إنا لا نورث ما تركنا صدقة إن الأنبياء لا تورث فقال القوم: بلى قد سمعناه. المهذب 2/ 248.

قوْلُهُ: "فِى قُلُوب الْكُفّارِ مِنَ الرُّعْبِ" أَي: الْخَوْفِ، يُقَالُ: رَعَبْتُهُ فَهُوَ مَرْعُوبٌ: إِذَا أَفْزَعْتَهُ وَلَا يُقال أَرْعَبْتُهُ (¬54)، وَمِنْهُ الحَديثُ: "نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ" (¬55). قوْلُهُ: "يَضَعَ ديوانًا" (¬56) أَيْ: كِتابًا يَجْمَعُ فِيهِ أَسْماءَ الْجُنْدِ. وَأَصْلُهُ: دوَّانٌ فَعُوِّضَ مِنْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ يَاءً؛ لأنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى دَوَاوِينَ، وَلَوْ كانَتِ الْوَاوُ أَصْلِيَّةً لَقيلَ: دَيَاوينُ، بَلْ يُقالُ: دَوَّنْتُ دَوَاوِينَ (¬57). قَوْلُهُ: "لُويٍّ" (¬58) تَصْغيرُ لَأَى، وَهُوَ ثَوْرُ الْوَحْشِ، سُمِّىَ بِهِ الرَّجُلُ (¬59). قوْلُهُ: "ذِى بِرٍّ وَدِينٍ وَحَسَبْ" (¬60) الْبِرُّ: فِعْلٌ الْخَيْرِ. وَالْحَسَبُ: كَرَمُ الْآباءِ وَالْأَجْدَادِ. قَوْلُهُ: "يَتْلُو هَاشِمًا" (¬61) أَيْ: يَتْبَعُهُ فِى كَرَمِهِ وَفَخْرِهِ وَسائِرِ مَنَاقِبِهِ. قَوْلُهُ: "حِلْفُ الْمُطَيَّبينَ وَحِلْفُ الْفُضُولِ" (¬62) هُما حِلْفانِ كانا فِى الْجَاهِلِيَّةِ، مِنْ قُرَيْشٍ. وَسُمُّوا الْمُطَيَّبِينَ؛ لِأنَّ عَاتِكَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمِلَتْ لَهُمْ طِيبًا ¬

_ (¬54) الصحاح (رعب). (¬55) النهاية 2/ 233. (¬56) في المهذب 2/ 248، وينبغي للإمام أن يضع ديونا يثبت فيه أسماء المقاتلة وقدر أرزاقهم. (¬57) عن الصحاح (دون). (¬58) في نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى المهذب 2/ 248. (¬59) الاشتقاق للأصمعي 118، 119، والصحاح (لأى). (¬60) أنشد آدم بن عبد العزير بن عمر بن عبد العزيز: يا أمين الله إنى قائل ... قولَ ذى بِرٍّ ودين وحسبْ المهذب 2/ 248. (¬61) في قول آدم بن عبد العزنى: عبد شمس كان يتلو هاشما ... وهما بعد لأم ولأَبْ (¬62) في المهذب 2/ 248: ويقدم عبد العزى على عبد الدار لأن فيهم أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن خديجة بنت خويلد منهم ولأن فيهم حلف المطيبين وحلف الفضول.

فِى جَفْنَةٍ وَترَكَتْها فِى الْحِجْرِ، فَغَمَسوا ايديَهُمْ فيها وَتَحالَفُوا (¬63). وقيلَ: إِنَّهُمْ مَسَحوا بِهِ الْكَعْبَةَ توْكيدًا عَلى أَنْفسِهِمْ. وَلِأىِّ أَمْرٍ تَحالَفوا؟ قيلَ: عَلى مَنْعِ الظُّلْمِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ. وَقيلَ: لِأنَّ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَرادَتْ أَخْذَ السِّقَايَةِ وَالرِّفادَةِ مِنْ بَنى هَاشِمٍ، فَتَحالَفُوا عَلى مَنْعِهِم، وَنَحَرَ الآخَرُون جَزُورًا وَغَمَسوا. أَيْديَهُمْ فِي الدَّم. وَقيلَ: سُمُّوا المطيَّبين؛ لِأنهُمْ تَحالَفوا عَلَى أَنْ يُنْفِقوا أَوْ يُطْعِموا الْوُفودَ مِن طيبِ أَمْوَالِهِمْ. وَفي حِلْفِ الْفُضُولِ (¬64) وَجْهانِ، أَحَدُهُما: أَنَّه. اجْتَمَعَ فِيهِ الْفَضْلُ بْنُ الْحارِثِ، والفَضْلُ بْنُ وَدَاعَةَ، وَالْفَضْلُ بْنُ فَضَالَةَ، والفُضولُ: جَمْعُ الْفَضْلِ، قالَ الْهَرَوِىُّ (¬65): يُقالُ: فَضْل وَفُضول، يُقالُ: سَعدٌ وَسُعود. وقالَ الْوَاقِدِىُّ: هُمْ قَوْمٌ مِنْ جُرْهُمٍ تحالَفُوا، يُقالُ لَهُمْ: فَضْلٌ، وفُضَالٌ، وَفَضَالَةُ، فَلَما تَحَالَفَتْ قُرَيشٌ عَلَى مثْلِهِ سُمُّوا حِلْفَ الْفُضولِ. وَقيلَ: كانَ تَحالُفُهمْ عَلى أَنْ لَا يَجِدُوا بِمَكَّةَ مَظْلومًا مِنْ أَهْلِهَا وَمِنْ غَيْرِهِمْ إِلَّا قَامُوا مَعَهُ. وَالثانِي: أَنُّهمْ تَحالَفوا عَلى أَنْ يُنفِقوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ حِلفَ الفُضولِ، وَسُمُّوا حِلْفَ الْفُضُولِ، لِفاضِلِ ذَلِكَ الطِّيبِ. "وتَوَفَّرَ عَلَى الْجِهَادِ (¬66) " أَيْ: كَثُرَتْ رَغْبَتُهُ وَهِمَّتُهُ فيهِ، مِنَ الْوَفْرِ، وَهُوَ: كَثْرَةُ الْمَالَ. ¬

_ (¬63) المُحَبَّرُ 166، 167، ونشوة الطرب 1/ 326. (¬64) حلف عقدته قريش في دار عبد الله بن جُدْعان وذلك أن قريشا كانت تتظالم في الحرم فأنكر بعضهم ذلك كالزبير بن عبد المطلب وابن جدعان فعقدوا حلفا على ألا يظلموا وأن يتناصروا على الظالم. نشوة الطرب 1/ 335. (¬65) في الغريبين 2/ 434 خ. (¬66) في المهذب 2/ 249: فإن المجاهد إذا علم أنه يعطى عياله بعد موته توَفَّرَ على الجهاد.

ومن باب الجزية

وَمِنْ بابِ الجِزْيَةِ سُمِّيَتْ جِزْيَةً؛ لِأنَّها قَضاءٌ عَمّا عَلَيْهِم، مَأُخوذٌ مِنْ قَوْلِهِم: جَزَى يَجزِى: إِذا قَضَى، قَالَ اللهُ تعَالَى: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} (¬1) أَيْ: لا تَقْضِى وَلا تُغْنِي (¬2). وَفِي الْحديث: أَنَّهُ قالَ لِأبِى بُرْدَةَ بنِ نِيَارٍ (¬3) فِى الأَضْحِيَةِ بِالْجَذَعَةِ مِنَ الْمَعْزِ: "تَجْزِى عَنْكَ وَلَا تَجزى عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ" (¬4) وَالْمُتَجَازِى: الْمُتَقَاضِى عِنْدَ الْعَرَبِ (¬5). وَقيلَ الجَزَاءُ: الْفِدَاءُ، قَالَ الشَّاعِرُ (¬6): . . . . . . . . . . . . . ... مَتَيَّمُ عِنْدَها لَمْ يُجْزَ مَكْبُولُ أَيْ: لَمْ يُفْدَ. {يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ} (¬7) أَيْ: يُطيعُون، وَالدِّينُ: الطّاعَةُ وَالانْقِيادُ. قَوْلُهُ: "سُنّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتابِ" (¬8) أَيْ: خُذوهُمْ عَلَى طَرِيقَتِهمْ، أَيْ: أَمِّنوهُمْ وَخُذوا عَنْهُمْ الْجِزْيَةَ. وَالسُّنَّةُ: الطَّرِيق. ¬

_ (¬1) سورة البقرة آية 48. (¬2) ع: ولا تعين. وانظر تفسير الطبرى 1/ 265 - 267، ومعاني الفراء 1/ 31، ومعاني الزجاج 1/ 128، ومعاني الأخفش 1/ 88 - 90، والدر المصون 1/ 335 - 337. (¬3) هو هانئ بن عمرو بن عبيد بن كلاب من بَلِىّ مات في أولى خلافة معاوية، شهد بدرا وما بعدها وشهد مع على حروبه. تهذيب التهذيب 12/ 22، وطبقات ابن خياط 80. (¬4) غريب أبي عبيد 1/ 56 - 58، وابن الجوزى 1/ 155، والنهاية 1/ 270. (¬5) عن الأصمعي: أهل المدينة يقولون أمرت فلانا يتجازى ديني على فلان، أي: يتقاضاه. غريب الحديث 1/ 57، وانظر المراجع تعليق 2، والفائق 1/ 214. (¬6) كعب ابن زهر. ديوانه 6 وشرح قصيدته 49، وقصيدة البردة لابن الأنبارى 90. (¬7) من قوله تعالى: {وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]. (¬8) في المجوس: يجوز أخذ الجزية منهم لما روى عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سنوا بهم. . ." الحديث. المهذب 2/ 250.

قَوْلُهُ: "نَبَذَ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ" (¬9) أَيْ: رَمَى، وَالنَّبْذُ: الرَّمْىُ. قَوْلُهُ: "يَضْرِبُ عَلَيْهَا الْجِزْيَةَ" أَيْ: يَجْعَلُ ضَريبَةً تُؤَدَّى كُلَّ سَنَةٍ، مِثْلَ ضَرِيبَةِ الْعَبْدِ وَهِيَ: غَلَّتُهُ. قوْلهُ: "دومه" (¬10) اسْمُ حِصْنٍ (¬11). وَأَصْحابُ اللُّغَةِ يَقولون بِضَمِّ الدالِ، وَأَصْحابُ الحديثِ يَفْتَحونَها. قالَ ذَلكَ الْجَوْهَرِىُّ (¬12). وَقَدْ أَخطَأَ مَنْ هَمَزَها. قَوْلُهُ: "وَالأُدْم وَالْعُلُوفَةِ" (¬13) وَهِيَ عَلَفُ الدَّوَابِّ بِضَمِّ الْعَيْنِ (¬14)، فَأَمّا الْعَلُوفَةُ -بالفتح- فَهِىَ النَاقَةُ وَالشَّاةُ يَعْلِفُها وَلَا يُرْسِلُها تَرْعَى، وَكَذَلِكَ الْعَليفَةُ. قوْلُه (¬15): أَوْ عِدْلَه مَعافِريًّا" الْعِدْلُ- بالْكَسْرِ: الْمِثْلُ الْمُساوِى لِلشَّيْىءِ، وَمِنْهُ عِدْلُ الْحِمْلِ (¬16). قالَ ابْنُ الْأَنْبارِى (¬17): الْعِدْلُ بِالْكَسْرِ: مَا عَادَلَهُ الشَّيْىءُ مِنْ ¬

_ (¬9) في المهذب 2/ 250: وإن أسلم منهم اثنان وعدلا وشهدا أنهم من غير أهل الكتاب نبذ إليهم عهدهم؛ لأنه بان بطلان دعواهم. (¬10) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صالح أكيدر دومة من نصارى أيلة على ثلاثمائة دينار وكانوا ثلاثمائة رجل وأن يضيفوا من يمر بهم من المسلمين. المهذب 2/ 251. (¬11) حصنها ما رد وهو مبنى بالجندل في دومة وهي بين الشام والمدينة فأضيف الحصين إليها. وانظر معجم البلدان 2/ 487 - 489، والمغانم المطابة 139 - 142، ووفاء الوفاء 1212، 1213. (¬12) الصحاح (دوم) وأنكر ابن دريد الفتح وعده من أخطاء المحدثين. جمهرة اللغة 2/ 301. (¬13) ويجب أن يكون قدر الطعام والأدم والعلوفة معلوما. المهذب 2/ 251. (¬14) جمع علف كما ذكر الصغاني في العباب ف 453. (¬15) في حديث معاذ قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن آخذ من كل حالم دينارًا أو عدله معافريا. المهذب 2/ 252. (¬16) ذكره الفراء في معاني القرآن 1/ 320، وأبو عبيدة في مجاز القرآن 1/ 176، وقال الأخفش: وهو الوجه. معاني القرآن 1/ 265، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه 2/ 208. (¬17) في الزاهر 1/ 245، وانظر تهذيب اللغة 2/ 209 - 213، والمراجع السابقة في تعليق 2، والكتاب 4/ 40، وقال الزجاج: قال البصريون العَدل والعِدل في معنى المثل والمعنى واحد كان المثل من جنس الشيىء أو من غير جنسه مثل. معاني القرآن وإعرابه 2/ 208.

جِنْسِهِ. وَالْعَدْلُ بِالْفَتْح: مَا عَادَلَهُ مِنْ غَيْرِ جنْسِهِ، قالَ الْبَصْرِيُّونَ: الْعَدْلُ وَالْعِدْلُ لُغَتان، وَهُمَا: الْمِثْلُ (¬18). وَالْمَعَافِر: الْبُرُودُ، تُنْسَبُ إِلَى مَعَافِرَ بِالْيَمَنِ، وَهُمْ حَىٌّ مِنَ هَمْدانَ، أَيْ تنْسبُ إِلَيْهِمُ الثِّيابُ الْمَعَافِرِيَّةُ. قَوْلُهُ: "لَا تَضْرِبوا الْجِزْيَةَ" (¬19) وَفِي بَعْضِها: "لَا تَضَعوا" وَمَعْنَاهُ: لَا تُلْزِموهم وَلَا تَجْعَلوها ضَرِيبَةً. قَوْلُهُ: "الْفَقيرَ المُعْتَمِلَ" (¬20) يُقالُ: اعْتَمَلَ: اضْطرَبَ فِى الْعَمَلِ، قالَ (¬21): إِنَّ الْكَريمَ وَابِيكَ يَعْتَمِلْ ... إِنْ لَمْ يَجِدْ يَوْمًا عَلَى مَنْ يَتَّكِلْ وَالْمُعْتمِلُ قَدْ يَكُونُ ألْمُكْتَسِبُ بِالْعَمَلِ مِنَ الصِّناعَةِ وَغَيْرِهَا. قَوْلُهُ: "أَدْعَجُ العَيْنَيْنِ" (¬22) الدَّعَجُ: شِدَّةُ سَواد. الْمُقْلَةِ، وَشِدَّةُ بَيَاضِ بَيَاضِهَا (¬23). ¬

_ (¬18) جمهرة اللغة 3/ 447، وتهذيب اللغة 2/ 351، والمغرب (عفر). (¬19) روى أسلم أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى أمراء الجزية أن لا تضربوا الجزية على النساء. . . الخ المهذب 2/ 252. (¬20) جعل عمر - رضي الله عنه - أهل الجزية طبقات وجعل أدناهم الفقير المعتمل فدل على أنهما لا تجب على غير المعتمل. المهذب 2/ 253. (¬21) من شواهد سيبويه المجهولة ومن غير نسبة في المغنى 1/ 192، والصحاح، واللسان (عمل 11/ 475). (¬22) في المهذب 2/ 253: ويثبت الإِمام عدد أهل الذمَّة وأسماءهم ويحليهم بالصفات. . . فيقول: أدعج العينين أو مقرون الحاجبين أو أقنى الأنف. (¬23) فقه الثعالبي 101، وجمهرة اللغة 2/ 66، والمخصص 1/ 99، وتهذيب اللغة 1/ 347.

قَوْلُهُ: "مَقْرونُ الْحاجِبَيْنِ" هُوَ التِقاءُ طَرَفَيْهِما (¬24)، وَهُوَ مَذْمُومٌ، وَضِدُّهُ الْبَلَجُ، وَهُوَ: أَنْ يَنْقَطِعا حَتَّى يَكونَ مَا بَيْنَهُما نَقِيًّا مِنَ الشَّعَرِ، وَهُوَ مَحْمودٌ (¬25). وَالْقَنَا: احْدِيدَابُ الْأَنْفِ مَعَ ارتِفاع قَصَبَتِهِ (¬26). قَوْلُهُ: "وَيُحَلِّفُهُم استظْهارًا" (¬27) مَأْخوذٌ مِنَ الظهورِ، وَهُوَ: الظَّاهِرُ الَّذى لَا خَفاءَ بِهِ. والاستِظْهَارُ: الْأَخْذُ بِالْحَزْمِ وَالْيَقينِ، وَأَصْلُهُ عِنْدَ العَرب: أَنَّ الرَّجُلَ إِذا سَافَرَ أَخَذَ مَعَ بَعيرِهِ بَعيرًا آخَرَ خَوْفَ أَنْ يَعْيَا بَعيرُهُ فَيَرْكَب الآخَرَ. وَالْبَعيرُ هُوَ الظَّهرُ. ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِىُّ (¬28). ¬

_ (¬24) ورد في حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سوابغ في غير قُرَن" وفي حديث أم معبد: "أزج أقرن" والأول هو الصحيح في صفته. انظر الفائق 2/ 228، 229، والنهاية 4/ 54. (¬25) السابقان وخلق الإنسان لثابت 104، 105. (¬26) خلق الإنسان لثابت 149، والمخصص 1/ 132، وتهذيب اللغة 9/ 315، وفقه الثعالبى 104. (¬27) إن ولى عمر الإمام ولم يعرف مقدار ما عليهم من الجزية رجع إليهم. . . ويحلفهم استظهارا. المهذب 2/ 253. (¬28) في الزاهر 70.

ومن باب عقد الذمة

وَمِنْ بَابِ عَقْدِ الذِّمَّةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {عَنْ يَدٍ} (¬1) أَيْ: عَنْ قَهْرٍ، وَقَدْ تقَدَّمَ ذِكْرُهُ (¬2). قَؤْلُهُ: "أَخِذُوا بِلُبْسٍ الْغيَارِ" (¬3) بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الاسْمُ، وَأَمَّا الغيَارُ: بِالْكَسْرِ: فَهُوَ الْمَصْدَرُ، كَالْفَخارِ وَالْفِخَارِ. وَقَالَ الصَّغانِي فِى تكْمِلَتِهِ (¬4): الْغِيَارُ - بِالْكَسْرِ: عَلَامَةُ أَهْلِ الذِّمَّةِ، كَالزُّنَّارِ وَعَلَامَةُ الْمجُوسِ. جَعَلَهُ اسْمًا كالشِّعَارِ وَالدِّثَارِ. قَوْلُهُ: "الطيْلَسَانِ" (¬5) هُوَ الرِّدَاءُ يَشْتَمِلُ بِهِ الرَّجُلُ عَلَى كَتِفَيْهِ وَرَأْسِهِ وَظَهْرِهِ، وَقَدْ يَكُونُ مُقَوَّرًا (¬6). قَوْلُهُ: "رَكِبُوهَا عَلَى الأُكُفِ" (¬7) هُوَ جَمْعُ إِكَافٍ، آلةٌ تُجْعَلُ عَلَى الحِمارِ، يُرْكَبُ عَلَيْها بِمَنْزِلَةِ السَّرْجِ، قال (¬8): . . . . . . . . . . . . . ... كَالْكَوْدَنِ الْمَشْدُودِ بِالإِكَافِ (¬9) يُقَالُ: إِكَافٌ وَوِكَافٌ. ¬

_ (¬1) سورة التوبة آية 29. (¬2) 2/ 277. (¬3) في المهذب 2/ 254: وإن كان أهل الذمة في دار الإِسلام أخذوا بلبس الغيار وشد الزنار، والغيار: أن يكون فيما يظهر من ثيابهم ثوب يخالف لونه لون ثيابهم. (¬4) 3/ 174. (¬5) قال: ولا يمنعون من لبس العمائم والطيلسان. المهذب 2/ 254. (¬6) أعجمي معرب، قيل فارسى أصله تالسان أو تالشان وهو بالسريانية طاليسا. انظر المعرب تح ف. عبد الرحيم 447 ورسالتان في المعرب 178، والصحاح والمصباح (طلس). (¬7) في المهذب 2/ 254 وإن ركبوا الحمير والبغال ركبوها على الأكف دون السروج. (¬8) العجاج يشكو رؤبة. ديوانه 111 - 112 وقبله: حَتَّى إِذا مَا آضَ ذَا أَعْرافِ ... . . . . . . . . . . . . . (¬9) ع: كالبرذون المشدود بالأكف: تحريف.

"وَيُلْجَؤُونَ إِلى أَضْيَقِ الطُّرُقِ" (¬10) أَيْ: يُضْطَرُّونَ، يُقالُ: أَلْجَأْتُهُ إِلَى الشَّيىءِ: اضطَرَرْتُهُ إِليْهِ. قوله: "وَلَا يُصَدَّرونَ فِى الْمَجالِسِ" أَيْ: لَا يُجْعَلُون صَدُورًا، وَهُمُ: السَّادَةُ الذَّيِنَ يُصدَرُ عَن أَمْوِهِمْ وَنَهْيِهِمْ. قَوْلُهُ: "وَلَا نُخْرِجُ سَعانِينَنَا وَلَا بَاعُوثَنَا" (¬11) قالَ الزَّمَخشَرىُّ (¬12) وَالْخَطَّابِىُّ (¬13): السَّعَانِين: عِيدُهُمُ الْأَوَّلُ قَبْلَ فِصحِهِمْ بِأُسْبُوعٍ، يَخْرُجُونَ بِصُلْبَانِهِمْ. وَالْبَاعُوث- بِالْعَيْنِ الْمُهمَلَةِ، وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ: اسْتِسقَاؤُهُمْ، يَخرُجُونَ بِصُلْبَانِهِمْ إِلَى الصَّحْراءِ يَستَسْقُونَ. قَالَ (¬14): وَرُوِىَ: "وَلَا بَاغُوثِنَا" وَجَدْتُهُ مَضْبُوطًا بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ وَالثَّاءِ بِثَلَاثٍ فِيهِمَا، وَأَظُنُّ النّونَ خَطَأ تَصْحِيفٍ، قَالَ: وَهُوَ عِيدٌ لَهُمْ. صُولحُوا علَى أَنْ لَا يُظْهِرُوا زِيَّهُمْ لِلْمسْلِمِينَ فَيَفتِنُوهُمْ. قَوْلُهُ: "دَيْرًا وَلَا قَلايَةً" (¬15) قالَ الْخَطَّابِىُّ (¬16): الدَّيْرُ وَالْقَلَّايَةُ: مُتَعَبّدَاتُهُمْ، تُشْبِهُ الصَّوْمَعَةَ. وَرُوِىَ: "قَلِيَّةً" وَرُوِىَ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِاثْنَتَيْنِ مِن تَحْتِهَا. ¬

_ (¬10) في المهذب 2/ 254، ولا يبدأون بالسلام ويلجؤون. . . ولا يصدرون في المجالس. (¬11) في كتاب عمر - رضي الله عنه - على نصارى الشام. . . ولا تخرج. . . المهذب 2/ 255 ورواية الخطابي في غربية 2/ 73 "سَعانينا ولا باعوثًا" قال: وقال بعضهم: إنما هو الباغوت بالغين معجمة والتاء التي هي أخت الطاء. (¬12) في الفائق 3/ 220، 221. (¬13) في غريب الحديث 2/ 74. (¬14) الزمخشرى في الفائق 3/ 221 وروايته "ولا باغوتا" وهي توافق رواية الخطابي الثانية، ويحقق ظن المصنف الآتي. (¬15) وفي كتاب نصارى الشام: "شرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث على مدائننا ولا فيما حولها ديرا ولا قلاية ولا كنيسة ولا صومعة راهب. المهذب 2/ 255. (¬16) انظر غريب الحديث 2/ 74، والفائق 3/ 221، والنهاية 4/ 105.

قَوْلُهُ: "وَيَجبُ عَلَى الإِمَامِ الذَّبُّ عَنْهُمْ" (¬17) هُوَ الْمَنْعُ وَالدَّفْعُ عَنْهُم لِمَنْ يُريدُ ظُلْمَهُمْ وَهَلاَكَهُم. قوْلُهُ: "جَزيرَةِ العَرَب" (¬18) سُمِّيَتْ جَزِيرَةً؛ لَأنَّ البَحْرَيْنِ بَحْرَ فَارِسَ، وَبَحْر الْحَبَشَةِ وَالرافِدَيْنِ قَدْ أَحَاطَت بِهَا (¬19). والرَّافِدَان: دِجلَةُ وَالفُراتُ، قَالَ (¬20): وَوَلَّيْتَ الْعِرَاقَ وَرَافِدَيْهِ ... فَزَارِيَّا أَحَذَّ يَدِ الْقَميصِ قوْلُهُ: "رِيف الْعِرَاقِ" (¬21) حَيْثُ الْمَزَارِعُ وَمَوَاضِعُ الْخِصْبِ منْهَا. قَوْلُهُ: "أَطْرارِ الشّام" الجَوْهَرِىُّ (¬22): أَطْرَارُ الشام: أَطْرَافُهَا. وَ "حَفَرِ أَبِي مُوسَى" رَكَايَا احْتَفَرَهَا بِطَرِيقِ مَكَّةَ مِنَ البَصْرَةِ بَيْنَ مَاوِيَّةَ وَالْمَنْجَشَانِيَّاتِ (¬23)، وَكَانَ لَا يُوجَدُ بِهَا قَطرةُ مَاءٍ، وَلَهَا حِكَايَةُ. وَ "المِيرَةُ" (¬24) الطَّعامُ الَّذى يَمْتَارُهُ الإِنْسَانُ، أَيْ: يَجِىءُ بِهِ مِنْ بُعْدٍ، يُقالُ: مَارَ أَهْلَهُ يَمِيرُهُمْ: إِذَا حَمَلَ إِلَيْهِم الْمِيرَةَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} (¬25). ¬

_ (¬17) في المهذب 2/ 255، ويجب. . . ومنع من يقصدهم من المسلمين والكفار واستنقاذ من أسر منهم. . . الخ. (¬18) روى ابن عباس - رضي الله عنه - قال: اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب المهذب 2/ 257. (¬19) معجم البلدان 2/ 137، 138. (¬20) الفرزدق ديوانه 1/ 389 وروايته أأطعمت. ورواية الصحاح: أوليت. ورواية اللسان 3/ 183 رفد: بعثت إلى. (¬21) إن جزيرة العرب في قول الأصمعي: من أقصى عدن إلى ريف العراق في الطول، ومن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطرار الشرام في العرض، وفي قوله أبي عبيدة: ما بين حفر أبي موسى الأشعرى إلى أقصى اليمن. . . الخ المهذب 2/ 257. (¬22) الصحاح (طرر) وعبارته: أطرار البلاد: أطرافها. (¬23) ع: النجشانيات: تحريف وانظر معجم البلدان 2/ 275، واللسان (حفر 4/ 207). (¬24) في قول الشيخ: فإن كان للمسلمين فيه منفعة بدخوله لحمل ميرة أو أداء رسالة. . أُذِنَ فيه. المهذب 2/ 258. (¬25) سورة يوسف آية 65.

وَ "أَنْبَاطُ الشَّام" (¬26) قَوْمٌ (¬27) مِن الْعَجَمِ. وَ"الْقِطْنِيَّةُ" بِكَسْرِ الْقَافِ: هُوَ مَا سُوِىَ الطَّعامِ، كَالْعَدَس وَاللُّوبِيَاءِ وَالْحِمِّصِ، وَما شَاكَلَهُ" "وَبَصُرَ بِمَجُوسِىٍّ" (¬28) أَيْ: نَظَرَ، وَقِيلَ: عَلِمَ، قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (¬29) فِى قَوْلهِ تَعَالَى: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} (¬30) نَظَرْتُ، مِن الْبَصَرِ (¬31). وَقَالَ قَتَادَةُ: فَطِنْتُ, مِنَ الْبَصِيرَةِ (¬32). وَقالَ مُقَاتِلٌ: عَلِمتُ قَالَ الْهَرَوِىُّ (¬33): يقال: بَصُرَ يَبْصُرُ: إِذَا صَارَ عَلِيمًا بِالشَّيئِ، فَإذَا نَظَرْتَ قُلْتَ: أَبْصَرْتُ أَبْصِرُ (¬34). ¬

_ (¬26) أمر عمر - رضي الله عنه - أن يؤخذ من أنباط الشام من حمل القطنية من الحبوب العشر. المهذب 2/ 258. (¬27) ع: قسوم: تحريف. (¬28) روت أم غراب قالت: رأيت عليا - رضي الله عنه - على المنبر وبصر بمجوسى فنزل فضربه وأخرجه من باب كندة. المهذب 2/ 258. (¬29) ع: أبو عبيد. خطأ. (¬30) سورة طه آية 96. (¬31) عبارة أبي عبيدة، عَلِمْتُ ما لم تَعْلَمُوه. . . ولها موضع آخر قوم يقولون بَصُرت أبْصَرْت سواء. مجاز القرآن 2/ 26. (¬32) عن قتادة بمعنى أبصرت. تفسير الطبرى 16/ 205. (¬33) في الغريبين 1/ 81 خ. (¬34) كذا ذكر الزجاج في معانيه 3/ 374.

ومن باب الهدنة

وَمِنْ بَابِ الْهُدْنَةِ أَصْلُ الْهُدْنَةِ: السُّكونُ، يُقالُ: هَدَنَ يَهْدِنُ هُدونًا: إِذَا سَكَنَ. وَهَدَنهُ، أَيْ: سَكَّنَهُ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعدَّى. وَهَادَنْتُهُ: صَالَحْتُهُ، وَالاسْمُ مِنْهُ: الْهُدْنَةُ. وَالْمُوَادَعَةُ (¬1): الْمُهادَنَةُ، وَمَعْناها: الْمُتارَكَةُ، وَالْوَداعُ: مُفَارَقَة وَمُتارَكَة، يُقالُ: دَعْهُ، أَيْ: اتركْهُ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ مِنْهُ مَاض، وَلَا مَصْدَر، وَلَا اسْمُ فَاعِلٍ، وَلَا اسْمُ مَفْعُولٍ (¬2). قَوْلُهُ: "لا يَجُوزُ عَقْدُ الْهُدْنَةِ لِإقليم أَوْ صُقْعٍ" (¬3) الِإقْليمُ: وَاحِدُ أَقالِيمِ الْأَرْضِ السَّبْعَةِ (¬4). وَالصُّقْعُ: النَّاحِيَةُ، يُقالُ: فُلانٌ من أَهْلِ هذا الصُّقْعِ، أَي: مِن أَهْلِ هَذِهِ النّاحِيَةِ. قَوْلُهُ: "فَإِن كانَ الإِمَامُ مُسْتَظْهِرًا" (¬5) أَيْ: غالِبًا، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (¬6). ¬

_ (¬1) في المهذب 2/ 260: وإن هادن على أن له أن ينقض إذا شاء جاز؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وادع يهود خيبر وقال: أقركم ما أقركم الله. (¬2) قال الجوهرى: وربما جاء في ضرورة الشعر، وأنشد في الماضي قول أبي الأسود الدؤلى: لَيتَ شِعْرِى عَنْ خَلِيلِي مَا الَّذِى ... غَالَهُ فِى الحُبِّ حَتَّى وَدَعَة وأنشد لخُفاف بن ندبة على المفعول: إِذَا مَا اسْتَحَمَّتْ أَرْضُهُ مِنْ سَمَائِهِ ... جَرَى وَهُوَ مَوْدُوعٌ وَوَاعِدُ مَصْدَقِ الصحاح (وعد) وورد المصدر في الحديث ليَنْتَهِيَنَّ أَقومٌ عَنْ وَدعِهِم الجُمُعات أَو لَيُخْتَمَنَّ على قلوبهم. وانظر اللسان (ودع 8/ 384)، والنهاية 5/ 165، 166، والفائق 5/ 51. (¬3) المهذب 2/ 259. (¬4) كذا في الصحاح (قلم) وانظر مبحث مفصل عن الأقاليم في مقدمة معجم البلدان 1/ 25 - 32 وقال الفيوميّ: وأما في العرف فالإقليم: ما يختص باسم ويتميز به عن غيره، فمصر إقليم، والشام إقليم واليمن إقليم. المصباح قلم. (¬5) المهذب 2/ 259. (¬6) سورة الصف آية 14.

قَوْلُهُ تَعالَى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ} (¬7) لَا تَهِنُوا، أَيْ: لَا تَضْعُفُوا، وَالْوَهْنُ: الضَّعْفُ والسَّلْمُ: يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ (¬8)، وَهُوَ: الصُّلْحُ بِمَعْنَى الْمُسَالَمَةِ وَتَرْكِ الْحَرْبِ, وَقوْلُهُ تَعالَى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} (¬9) أَيْ: مَالُوا إِلَى جَانِبِ الصُّلْحِ، وَالْجِنْحُ: الْجانِبُ، وَجَنَحَت الشَّمْسُ لِلْغُروبِ: مَالَتْ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ} (¬10) البَراءَةُ: خُروجٌ مِنَ الشَّيْىءِ وَمُفارَقَةٌ لَهُ. قَوْلُهُ تَعالَى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} (¬11) اذْهَبُوا آمِنينَ فِى هَذِهِ الْمُدَّةِ (¬12). قَوْلُهُ: "مُجْحِفَةٍ" (¬13) أَيْ: تَذْهَبُ بِالْمَالِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬14). قَوْلُهُ: "وَقَدْ خَافُوا الاصْطِلَامَ" (¬15) هُوَ: الاسْتِئْصَالُ بِالْقَتْل وَغَيْرِهِ، وَالطَّاءُ بَدَلٌ مِنَ التَّاءِ، وَأَصْلُهُ: اسْتِئْصَالُ قَطْعِ الأذُنِ، يُقَالُ: ظَلِيمٌ مُصْطَلمٌ (¬16)، وَهُوَ خِلْقَةٌ فِيهِ. وَالظَّليمُ: ذَكَرُ النَّعَام. قَوْلُهُ تَعالَى: {وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا} (¬17) أَي: لَمْ يُعَاوِنُوا، وَالْمُظَاهَرَةُ: الْمُعَاوَنَةُ، وَالظَّهِيرُ: الْعَوْنُ (¬18)، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (¬19). ¬

_ (¬7) سورة محمد آية 35. (¬8) مجاز القرآن 1/ 104، 2/ 136، ومعاني الفراء 3/ 63، ومعاني الزجاج 5/ 16. (¬9) سورة الأنفال آية 61. (¬10) سورة التوبة آية 1. (¬11) سورة التوبة آية 2. (¬12) الفراء: تفرقوا آمنين أربعة أشهر مدتكم. معاني القرآن 1/ 420، وانظر معاني الزجاج 2/ 428، 429، ومعاني النحاس 3/ 180، 181. (¬13) من قوله: أو كان الإمام مستظهر لكن العدو على بعد ويحتاج إلى مؤنة محجفة جاز. المهذب 2/ 260. (¬14) 1/ 146، 2/ 253. (¬15) فإن دعت إلى ذلك ضرورة وخافوا الاصطلام. المهذب 2/ 260. (¬16) المشهور: مُصَلَّمٌ. وانظر الصحاح واللسان (سلم 12/ 340، 341) والنهاية 3/ 49. (¬17) سورة التوبة آية 4. (¬18) كذا وهو في اللسان (ظهر 4/ 525) قال: والمُعِين- وفي الصحاح: والظهير: المُعِين. (¬19) سورة الأحزاب آية 26.

قَوْلُهُ: "أَوْ يَنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ" (¬20) قَالَ الْمُفَسِّرونَ فِي تفْسيرِ قَوْلِهِ تعالَى: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} (¬21) أَيْ: اطْرَحْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ وَهُمْ فِى الْعِلْمِ سَوَاءً (¬22). وَأَصْلُهُ الْوَسَطُ، وَحَقِيقَتُهُ: الْعَدْلُ (¬23)، وَمِنْهُ {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} (¬24) أَيْ: وَسَطِهِ. قَوْلُهُ: "وَإنَّ عُمَرَ أَجْلَانَا مِنْ أَرْضِنَا" (¬25) أَيْ: أَخرَجَنَا مِنْهَا، قَالَ اللهُ تعالَى: {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} (¬26) وَهُوَ: الخُروجُ عَنِ الأَوْطانِ. تَقُولُ العَرَبُ. إِمَّا حَربٌ مُجلِيَةٌ أَوْ سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ، مَعْنَاهُ: إِمَّا حَرْبٌ أَوْ دَمَارٌ وَخُرُوجٌ عَنِ الدِّيَارِ، وَإمَّا صُلحٌ وَقَرَارٌ عَلَى صَغارِ (¬27). قَوْلُهُ: "زَهَّدُوهَا فِى الإِسْلَام" (¬28) أَيْ: قَلَّلُوا رَغبَتَهَا فِيهِ، زَهِدْتُ فِى الشَّيئ وَعَنِ الشّيىْءِ: لَمْ أَرغَبْ فِيهِ. قَوْلُهُ: "وَالمَالِ وَالْعِرْض" (¬29) [الأَمانُ فِى العِرض:] هُوَ أَنْ لَا يَذْكُرَ سَلَفَهُ وَآبَاءه، وَأَن لَا يَذْكُرَهُ نَفْسَهُ بِسُوء, وَبِمَا يُنْزِلُ قَدْرَهُ وَمَحَلَّهُ. ¬

_ (¬20) في حديث عمرو بن عنبسة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحل عقدة ولا يشدها حتى يمضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء" المهذب 2/ 261. (¬21) الأنفال 58. (¬22) مجاز القرآن 1/ 249، ومعاني الفراء 1/ 414، ومعاني الزجاج 2/ 420، ومعاني النحاس 3/ 165، وإعرابه 2/ 192. (¬23) في قوله تعالى: {عَلَى سَوَاءٍ} قال الجوهرى: السَّوَاءُ: العدل. (¬24) الصافات 55. (¬25) في حديث نصارى نجران إلى علي - رضي الله عنه -: إن الكتاب كان بيديك والشفاعة إليك وإن عمر أجلانا من أرضنا فررنا إليها. المهذب 2/ 261. (¬26) الحشر آية 3. (¬27) الفائق 1/ 225، والنهاية 1/ 291، واللسان جلا 14/ 149. (¬28) في المهذب 2/ 262، فإن جاءت صبية ووصفت الإِسلام لم ترد إليم وإن لم يحكم بإسْلامها. . . فإذا ردت إليهم خدعوها وزهدوها في الإِسلام. (¬29) في المهذب 2/ 263: ومن أتلف منهم على مسلم ما لا وجب عليه ضمانه. . . لأن الهدنة تقتضى أمان المسلمين في النفس والمال والعرض فلزمهم ما يجب في ذلك.

قَوْلُهُ تَعالى: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ} (¬30) قَالَ الجَوْهَرِىُّ (¬31): دَمْدَمْتُ الشَّيْىءَ: إِذَا أَلْصَقْتَهُ بِالأَرْض وَطَحطَحتَهُ. وَقَالَ العُزَيْزِىُّ (¬32): أَرْجَفَ أَرْضَهُمْ وَحَرَّكَهَا عَلَيهم. وَقَالَ الأَزْهَرِىُّ (¬33): أَطْبَقَ عَلَيْهِم العَذَابَ. وَالكُلُّ: مَعنَاهُ: أَهْلَكَهُمْ (¬34). {فَسَوَّاهَا} (30) أَيْ: سَوَّاهَا بِالأَرْضِ، قَالَ الشاعِرُ (¬35): فَدُمْدِمُوا بَعْدَمَا كَانوا ذَوِى نِعَمٍ ... وَعيشةٍ أُسُكِنُوا مِنْ بَعْدِهَا الحُفَرَا ¬

_ (¬30) الشمس آية 14 واستشهد بها في المهذب 2/ 263، على أن نقض البعض يوجب النقض على الجميع بدليل أن ناقة صالح عليه السلام عقرها واحد فأخذ به الجميع. (¬31) الصحاح (دمدم). (¬32) في تفسير غريب القرآن 179. (¬33) تهذيب اللغة 14/ 181. (¬34) انظر معاني الفراء 3/ 269، ومعاني الزجاج 5/ 333، وتفسير الطبرى 30/ 214، 215، وزاد المسير 9/ 143. (¬35) لم أعثر على قائلة ولعله للمصنف.

ومن باب خراج السواد

وَمِنْ بابِ خَراجِ السَّوَادِ الْخَراجُ: الإِتاوَةُ، وَهُوَ، مَا يُؤْخَدُ مِنَ الأَرْضِ (¬1)، أَوْ مِنَ الْكُفَّارِ بِسَبَبِ الأَمانِ. قالَ الأَزْهَرِىُّ (¬2): الْخَراجُ يَقَعُ عَلَى الضَّريبَةِ، وَيَقَعُ عَلَى مالِ الْفَيْىءِ، وَيَقَعُ عَلَى الْجِزْيَةِ. وَسَوادُ الْعِراقِ (¬3): قُراهَا وَمَزارِعُها، سُمِّيَتْ سَوادًا، لِكَثْرَةِ خُضْرَتِها، وَالْعَرَبُ تَقولُ لِكِلِّ أَخْضَرَ أَسْوَدُ. قَوْلُهُ: "جَرِيب" الْجَريبُ: قِطْعَةٌ مِنَ الأَرْضِ مَعْلُومَةُ الْمِساحَةِ. قِيلَ: إِنَّها قِطْعَةٌ مُربَّعَةٌ، كُلُّ جانبٍ، مِنْها سِتّونَ ذِراعًا، فَيَصِيرُ ثَلَاَثةَ آلافِ لَبِنَةٍ وَسِتّمائَةَ لَبِنَةٍ، وَالْجَمْعُ أَجْرِبَةٌ وَجُرْبانُ (¬4). قوْلُهُ: "أَرْضًا سَبِخَةً" (¬5) هِىَ المُتَغيِّرَةُ التُّرْبَةِ الَّتي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. ¬

_ (¬1) أي: من خلة الأرض. وانظر المصباح (خرج) واللسان (خرج 2/ 251) وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 61، أي: أتاوة وغلة كخرج العبد إلى مولاه أو الرعية إلى الوالى. وانظر معجم البلدان 1/ 40 وحاشية تحقيق الإيضاح والتبيان 80. (¬2) في التهذيب 14/ 165. (¬3) قال الشيرازى: سواد العراق: ما بين عبادان إلى الموصل طولا ومن القادسية إلى حلوان عرضا، قال الساجى: هو اثنان وثلائون ألف ألف جربب، وقال أبو عبيد: هو ستة وثلاثون ألف ألف جريب. المهذب 2/ 264. (¬4) قال الفيومي: في كتاب المساحة للسمؤل: الذراع: ست قبضات، وكل عشرة أذرع تسمى قصبة وكل عشر قصبات تسمى أَشْلًا وقد سمى مضروب الأَشْل في نفسه جرييا. . فحصل من هذا أن الجريب عشرة آلاف ذراع. ونقل عن قدامة الكاتب أن الأشْلَ ستون ذراعا وضرب الأشْل في نفسه يسمى جريبا فيكون ذلك ثلاثة آلافٍ وستِمائة ذراع .. المصباح (جرب) وانظر حاشية تحقيق الإيضاح والتبيان 80، 81. (¬5) كانت البصرة أرضا سبخة فأحياها عمرو بن أبي العاص الثقفى. المهذب 2/ 264.

قَوْلُهُ: "بنَهْرِ المُرةِ" (¬6) مَنْسوبٌ إِلى مُرَّة بْنِ عُثْمانَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِي اللهُ عَنْهُ أقْطَعَهُ [إيّاهُ] يَزيدُ بِوَصاةٍ مِنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللهُ عَنْها. ذَكَرَه ابنُ قُتَيبَةَ فِي الْمعارِفِ (¬7)، وَمَنْ قالَ: نَهْرُ المَرأةِ فَهُوَ خَطَأٌ. قَوْلُهُ: "حَافَةِ الشطِّ" حافَةُ كُلِّ شَيءٍ: جانِبُهُ. وَالشَّطُّ وَالشَّاطِىءُ: ما يَلِى النَّهرَ وَالبَحْرَ مِنَ البَرِّ الذى لَا يَصِلُهُ الماءُ. قَوْلُهُ: "لَا يُطيُّرُ" أَيُّ: لَا تُطَيَّرُ عَلَيهِ السِّهامُ فِى المُقاسَمَةِ بِالقُرعَةِ؛ لِأنَّهُمْ كانوا لَا يَرَونهُ حَلالًا، وَالتَّطير: القِسمَةُ، وَفِى حَديثِ عَلِيٍّ فِى الحُلَّةِ السيّرَاءُ (¬8): "فَأَطَرتهَا بَيْنَ نِسائِى" أَي: قَسَمتُهَا بَيْنَهُنَّ. وَقِيلَ: لَا يُزْجَرُ عَنْهُ الطَّيْرُ وَلَا يُمْنَعُ اسْتِهانةً بِهِ وَترْكًا لَهُ لِذَلِكَ. قَوْلُهُ: "القَضبِ" (¬9) سُمِّىَ قَضبًا؛ لأَنَّهُ يقْضَبُ كُلَّ حين، أَيُّ: يُقْطَعُ. قَوْله: "فَأجازَهُ" (¬10) أَيْ: قَبِلَهُ وَحَكَمَ بِهِ. وَالجائِزُ: ما قَبِلَهُ الشَّرعُ، وَساغَ فِيهِ الاجْتِهادُ. اهـ. ¬

_ (¬6) من قول الشيخ: إلا مواضع من شرقى دخلتها يسميها أهل البصرة الفرات، ومن غربي دخلتها نهر يعرف بنهر المرة. المهذب 2/ 264. (¬7) ص 178. (¬8) في المهذب 2/ 652 عن الطيالسي أنه قال: أدركت الناس بالبصرة ويحمل إليهم الثمر من الفرات فيؤتى به ويطرح على حافة الشط ويلقى عليه الحشيش ولا يطير ولا يشترى منه إلا أعرابي أو من يشتريه فينبذه. في الحديث: "أهديت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - حُلة سِيَراء فأرسل بها إلى فلبستها، فعرفا الغضب في وجهه، وقال: إني لم أعطكها لتلبسها، وأمرْ بها فأطرتها بين نسائي" سنن أبي داود 4/ 74، والنسائي 8/ 197، ومسند أحمد 1/ 90، وغريب الخطابي 2/ 168، والنهاية 12/ 52. (¬9) في المهذب 2/ 265: جعل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على جريب القضب ستة دراهم. القَضْبُ: الرَّطْبَةُ. (¬10) من حديث عثمان بن حنيف. . . فكتب به إلى عمر فأجازه. المهذب 2/ 265.

ومن كتاب الحدود

وَمِنْ كِتابِ الحُدودِ أَصْلُ الحَدِّ فِى اللُّغةِ: المَنْعُ، وَقيلَ لِلْبَوّابِ حَدّادٌ؛ لأنَّهُ. يَمْنَعُ مَنْ يَدْخُل الدَّارَ مِنْ غَيرِ أَهلِهَا، قالَ الأَعْشَى (¬1): فَقُمنَا ولَمَّا يَصِحْ دِيكُنَا ... إِلى جَوْنَةٍ عِندَ حَدَّادِهَا وَسُمِّىَ الحَديدُ حَديدًا، لِمَنْعِهِ مِنَ السِّلاحِ وَوُصولهِ إِلَى لَابِسِهِ، وَحَدُّ الشَّيْىءِ يَمْنَعُ أَنْ يَدخُلَ فيهِ ما لَيسَ مِنْهُ، وَأَنْ يَخرُجَ مِنْهُ مَا هُوَ فِيهِ. وَالحَدُّ فِى الشَّرْعِ يَمْنَعُ المَحْدودَ مِنَ العَودِ إِلَى مَا كانَ ارتكَبَهُ، وَكَذَلِكَ السَّجّانُ سُمِّىَ حَدّادًا لِهَذا المعنَى (¬2)، قالَ الشّاعِرُ (¬3): لَقَدْ أَلَّف الحَدّادُ بَيْنَ عِصابَةٍ ... تُسَائِلُ فِى الأَقْيَادِ مَاذَا ذُنُوبُهَا قَوْلُهُ: "أَنْ يجعَلَ للهِ نِدًّا" (¬4) النِّدُّ: المِثْلُ وَالنَّظيرُ، وَكَذَلِكَ الندِيدُ وَالنَّدِيدَةُ (¬5). ¬

_ (¬1) ديوانه 69 ق 8. (¬2) الصحاح (حدد) وتهذيب اللغة 3/ 419، 420، وإصلاح المنطق 276، والمغرب (حدد) والنهاية 1/ 352. (¬3) لم أهتد إلى قائله. (¬4) في حديث عبد الله - رضي الله عنه -: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله -عز وجل-؟ قال: "أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك" المهذب 2/ 266. (¬5) الصحاح (ندد) وأنشد على النديدة للبيد: لِكَيلَا يَكُونَ السَّنْدَرىُّ ندِيدَتِي ... . . . . . . . . . . . . . وانظر تهذب اللغة 14/ 71، واللسان (ندد) 4/ 419، والنهاية 5/ 35.

قَوْلُهُ: "وَجَبَ عَلَيْهِ الرَّجْمُ" (¬6) أَصْلُهُ: الرَّمْىُ بِالْرِّجام، وهِىَ: الْحِجارَةُ الضِّخامُ، وَكُل رَجْمٍ فِى الْقُرْآنِ، فَمَعنَاهُ: الْقَتْلُ (¬7). وَأَمَّا الْجَلْدُ: فَمَأْخوذٌ مِنْ جِلْدِ الإِنْسانِ، وَهُوَ: الضَّرْبُ الَّذى يَصِلُ إلَى جِلْدِهِ. قالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬8): جَلَدَهُ الْحَدَّ جَلْدًا، أَيْ: ضَرَبَهُ وَأَصابَ جِلْدَهُ، كَقَوْلِكَ: رَأَسَهُ وَبَطَنَهُ. وَإنَّما جُعِلَت الْعُقوبَةُ فِى الزِّنا بِذَلِكَ، وَلَمْ تُجْعَلْ بِقَطْعِ آلِة الزِّنا، كما جُعِلَت عُقوبَةُ السَّرِقَةِ وَالْمُحارَبَةِ بِقَطعِ آلةِ السرِقَةِ، وهىَ الْيَدُ وَالرِّجْلُ؛ لأنهُ يُؤَدِّى إِلَى قَطْعِ النسْلِ، وَلَعَلَّ قَطْعَ يَد السارِقِ يَكونُ عَامًّا فِى السَّارِقِ وَالسَّارِقَةِ، وَقَطْعُ الذَّكَرِ يَخْتَصُّ بِالرَّجُلِ دُونَ الْمَرْأَةِ. قَوْلُهُ: "كانَ عَسِيفًا" (¬9) الْعَسيفُ: الأَجيرُ، وَالْجَمْعُ عُسَفَاءُ، قال (¬10): أَطَعْتُ النَّفسَ فِى الشَّهَوَاتِ حَتَّى ... أَعَادَتنِي عَسيفًا عَبْدَ عَبْدِ قَوْلُهُ تعالى: {الْمُحْصَنَاتِ} (¬11) الإِحْصانُ الإعْفافُ عَنِ الزِّنا، وَالْمُحصَناتُ أَيضًا: المُزَوَّجاتُ، وَ {أُحْصِنَّ} زُوِّجنَ؛ لأنَّها تسْتَعِفُّ بِالزَّوْج عَنِ الزِّنا، وَأَصلُهُ: الامْتِناعُ، مَأْخوذٌ مِن الْحِصْنِ الَّذِي يُمتَنَعُ بِهِ مِنَ العَدُوِّ (¬12). ¬

_ (¬6) في الزاني: إن كان محصنا وجب عليه الرجم. المهذب 2/ 266. (¬7) في هذا نَظَر. (¬8) الصحاح (جلد). (¬9) قام رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته. . . الحديث. المهذب 2/ 266. (¬10) نبيه بن الحجاج كما في اللسان (عسف 9/ 246) وفي الفائق 2/ 229 من غير نسبة. وفي حاشية نسخة من الكامل: أنشد أبو زيد للأنصارى. انظر حاشية تحقيق الكامل 1/ 38. (¬11) سورة النساء آية 25. (*) ع: العفاف تحريف. (¬12) معاني الفراء 1/ 260، 261، ومعاني الزجاج 2/ 35، 37، 38.

قَوْلُة: "فَخفَقَها بِالدِّرَّةِ خَفَقَاتٍ" (¬13) أَيْ: ضَرَبَهَا ضَرْبًا خَفيفًا، يُقالُ: خَفَقَهُ يَخْفُقُة وَيَخْفِقة. وَالْمِخفَقَة: الدِّرةُ الَّتي يُخْفَق بِهَا، وَهِيَ: آلةٌ عَريضَةٌ فيهَا خلودٌ مَخْفوقَةٌ. قَوْلُهُ: "أَيْ لَكَاعِ" اللُّكَع: اللَّئيم، وَالْمَرْأَةُ لَكَاعِ، وَلَا يسْتَعْمَل إلَّا فِى النِّداءِ. وَقالَ أَبُو عُبَيْدٍ (¬14): اللُّكَع عِنْدَ الْعَرَبِ الْعَبْد. وَقالَ اللَّيْثُ: يُقالُ: امْرَأَةٌ لَكَاعٌ وَمَلْكَعَانَةٌ، وَرَجلُ لُكَعٌ وَمَلْكَعانٌ وَلَكِيعٌ، كُلُّ ذَلِكَ يُوصَفُ بِهِ الْأحْمَق (¬15). قَوْلُهُ: "مِنْ غَوْش بِدرهَمَيْنِ" هُوَ اسْمُ طَائِر سُمِّىَ بِهِ الرَّجُلُ. قَوْلُهُ: "أَرَاهَا تَسْتَهِلُ" (¬16) أُراهَا: أَظُنُّها. وَكُلُّ ما كانَ أُرَى بِالضَّمِّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، فَمعْناهُ: أَظُنُّ. وَكُلُّ ما كانَ مَفْتوحًا: فَهُوَ الَّذى مِنَ الرَّأْىِ، أَوْ رُؤيَة الْبَصَرِ. وَتسْتَهِلُ- بتَخْفيفِ اللامِ أَي: تَرَاهُ سَهْلًا لَا بَأْسَ بِهِ عِندَها، وَمَنْ رَوَاهُ بِالتَّشْديد فَهُوَ خَطأ، وَإن صَحَّ فَمُقْتَضَاهُ: تَضْحَكُ. قَوْلُهُ: "وَمَبناهُ عَلَى الدَّرْءِ وَالإِسْقاطِ" (¬17) الدَّرْءُ: الدَّفْعُ، وَدَرَأَهُ: دَفَعَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬18). قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} (¬19) الزُّلْفَةُ: الطّائِفَةُ مِنَ اللَّيْلِ، وَجَمْعُها: زُلَفٌ وَزُلْفَاتٌ (¬20). ¬

_ (¬13) روى أن جارية سوداء رفعت إلى عمر - رضي الله عنه - وقيل إنها زنت فخفقها بالدرة خفقات وقال: أي لكاع زنيت؟ فقالت: من غوش بدرهمين. المهذب 2/ 267. (¬14) غريب الحديث 2/ 223، 3/ 154. (¬15) الصحاح واللسان (لكع 8/ 322، 323) والفائق 3/ 329 والنهاية 4/ 268. (¬16) في حديث الجارية التي زنت: فقال لعثمان ما تقول، قال: أراها تستهل بالذى صنعت لا ترى به بأسًا وإنَّما حد الله على من عَلِمَ أمر الله عز وجل، فقال: صدقت. المهذب 2/ 268. (¬17) في المهذب 2/ 268: لأن مبنى الحد على الدرء والإسقاط. (¬18) 1/ 75. (¬19) سورة هود آية 114. (¬20) الصحاح (رلف) وانظر معاني الفراء 2/ 30، ومجاز القرآن 1/ 300، وتجمع أيضا على زُلُفات وزُلَفات وانظر اللسان (زلف 9/ 139).

قوله: "مُشَوَّهِ الْخَلْقِ" (¬21) أَيْ: قَبيحِ الْخَلْقِ، وَمِنهُ الْحديثُ "شَاهَتِ الْوُجُوهُ" (¬22) قَبُحَتْ. وَشَوَّهَهُ اللهُ فَهُوَ مُشَوَّهٌ، قالَ الشَّاعِرُ (¬23) يَصِفُ فَرَسًا: فَهْىَ شَوْهَاءُ كَالْجُوَالِقِ فُوهَا ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشَّكيمُ قَوْلُهُ: "يَضْرِبنون الْوَليدَةَ مِن وَلائِدِهِمْ" (¬24) الوَليدَةُ: الْأَمَةُ، وَجَمْعُها: وَلائِدُ، قيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأنَّها تُرَبَّى ترْبِيَةَ الْأوْلَادِ وَتُعَلَّمُ الآدابَ (¬25). قَوْلُهُ: "وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيها" (¬26) التَّثْريبُ: التَّعْبِيرُ وَالاسْتِقْصاءُ فِى اللَّوْمِ، قالَ اللهُ تَعالَى: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} (¬27) أَيْ: لَا تَوْبيخَ عَلَيْكُمْ وَلَا تعْدادَ لِذُنوبِكُمْ (¬28). قَوْلُهُ: "ليْسَ فِى هَذِهِ الأُمَّةِ مَدٌّ وَلَا تَجْرِيدٌ وَلَا غَلٌّ وَلَا صَفْدٌ" (¬29) الْغَلُّ- بِالْفَتْحِ: شَدُّ الْعُنُقِ بِحَبْلٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَالْغُلُّ- بِالضَّمِّ: الْحَبْلُ. وَالصَّفْدُ- بِإسْكانِ الْفاءِ: مَصْدَرُ صَفَدَهُ بالْحديد يَصْفِدُهُ، يُخَفَّفُ وَيُشَدَّدُ. وَالصَّفَدُ- بِالتَّحْريكِ: الْقَيْدُ، وَهُوَ الْغُلُّ فِى الْعُنُقِ أَيْضًا، وَجَمْعُهُ أَيْضًا: أَصفَادٌ وَصُفُدٌ (¬30)، قالَ اللهُ تعالَى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} (¬31). ¬

_ (¬21) فيمن وقع على بهيمة قال: يجب قتلها. . ولأنها ربما أتت بولد مشوه الخلق. . الخ المهذب 2/ 269. (¬22) غريب الحديث 2/ 112، 113. (¬23) أبو دواد الإيادى كما في اللسان (شوه 13/ 509). (¬24) في قول عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت بقايا الأنصار وهم يضربون الوليدة من ولائدهم في مجالسهم إذا زنت. المهذب 2/ 270. (¬25) الفائق 4/ 81، والنهاية 5/ 225. (¬26) روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها. المهذب 2/ 270. (¬27) سورة يوسف آية 92. (¬28) الغريبين 1/ 277 ومجاز القرآن 1/ 318، ومعاني الزجاج 3/ 128. (¬29) في المهذب 2/ 270، فيمن يُحَدُّ: ولا يجرد ولا يمد لما روى عن ابن مسعود أنه قال: ليس في هذه الأمة. . . الحديث. (¬30) لم أجد له جمعا إلا أصفاد. وقال ابن سيده: لا نعلمه بكر على غير ذلك، قصروه كل بناء أدنى العدد. اللسان (صفد 3/ 256). (¬31) سورة إبراهيم آية 49، وسورة ص آية 38.

قَوْلُهُ: "نِصْوَ الْخَلْقِ" (¬32) أَيْ: مُهْزولًا، وَأَصْلُ النِّضْوِ: الْبَعيرُ الْمَهْزولُ، وَالنّاقَةُ: نِضْوَة، وَقَدْ أَنْضاهُ السَّفَر: هَزَلَهُ. قوْلُهُ: "مِائَةَ شِمْراخ" الشِّمْرِاخُ: وَاحِدُ الشَّمارِيخِ، وَهُوَ: الْعِثْكالُ الَّذى يَكونُ عَلَيْهِ الْبُسْرُ وَالرُّطَبُ. قَوْلُهُ: "اشْتَكَى رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى أَضْنَى" (¬33) أَيْ: مَرِضَ، وَالضنَّىَ: الْمَرَضُ، يُقال: أَضْناهُ الْمَرَضُ، أَيْ: أَثْقَلَهُ. قوله: "مُسْرِفَ الْحَرِّ" (¬34) أي: مُفْرِطًا فِى شِدَّةِ الحَرِّ. وَأَصْلُ السَّرَفِ: ضِدُّ الْقَصْدِ. قَوْلُهُ: "الأَخِرَ زَنَى" (¬35) بِقَصْرِ الْأَلِفِ، وَكَسْرِ الْخاءِ، مَعْناهُ: الْأَبْعَدُ. وَيقالُ فِى الشَّتْمِ: أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ (¬36). وَقالَ فِى التَّلْوِيحِ (¬37): أَىْ: الْغَائِبَ البَعيدَ الْمُتَأَخِّرَ، وَيُقالُ هَذَا عِنْدَ شَتْمِ الإِنْسَانِ مَنْ يُخَاطِبهُ، كَأَّنهُ نَزَّهَهُ بِذَلِكَ. ¬

_ (¬32) في المهذب 2/ 270 وإن كان نضو الخلق لا يطيق الضرب أو مريضا لا يرجى برؤه جمع مائة شمراخ فضرب به دفعة واحدة. (¬33) روى سهل بن حنيف أنه أخبره بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار أنه اشتكى رجل منهم حتى أضنى قد خلت عليه جارية لبعضهم فوقع عليها. . . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذوا مائة شمراخ فيضربوه بها ضربة واحدة. المهذب 2/ 271. (¬34) وإن كان مريضا مرضا يرجى زواله، أو الزمان مسرف الحر أو البرد ففيه وجهان. . . المهذب 2/ 271. (¬35) روى أبو سعيد الخُدْريُّ قال: "جاء ماعز إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الأخر زنى. . . الحديث. المهذب 2/ 271. (¬36) المجموع المغيث 1/ 41، والنهاية 1/ 29، وابن الجوزى 1/ 14. (¬37) ................................

قَوْلهُ: "فَأَتَى بِنَاحَرَّةً" (¬38) الْحَرَّةُ: أَرْضٌ ذَاتُ. أَحْجارٍ كَثيرَةٍ سُودٍ نَخِرَةٍ كَأَنَّها أَحْرِقَتْ بِالنّارِ، وَالْجَمْعُ: الحِرارُ وَالْحرَّاتُ، وَإحَرُّونَ بالْواوِ وَالنّونِ، كَما قَالُوا: أَرَضون. وَإِحَرّون: جَمْع أَحِرَّةٍ، قالَ الرَّاجِزُ (¬39): لَا خَمسَ إلَّا جَنْدَلُ الإحَرِّينَ ¬

_ (¬38) في حديث غامد: فأتينا به مكانا قليل الحجارة فلما رميناه أشتد من بين أيدينا يسعى فتبعناه فأتى بنا حرة كثيرة الحجارة فقام ونصب نفسه فرميناه حتى قتلناه. . . المهذب 2/ 272. (¬39) زيد بن عتاهية التميمي لما فر من معركة صفين. وانظر اللسان (حرر 4/ 180) والرجز في غريب الخطابي 2/ 203، والفائق 1/ 396، والنهاية 1/ 365، والنقل هنا عن الصحاح (حرر).

ومن باب حد القذف

وَمِنْ بابِ حَدِّ القَذْفِ أَصْلُ الْقَذْفِ: الرَّمْىُ بِالْحِجارَةِ وَغَيْرِهَا، وَالْقَذْفُ بِالزِّنا: مَأْخوذٌ مِنْهُ. وَ "السَّبْعُ الْموبِقاتُ" (¬1) هي: الْمُهْلِكاتُ، وَأَوْبَقَهٌ اللهُ: أَهْلَكَهُ، يُقالُ منه: وَبَقَ يَبِقُ (¬2)، وَأَوْبَقَ يُوبِقُ: إِذا أَهْلَكَ، قالَ اللهُ تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا} (¬3). قَوْلُهُ: "التَّوَلِّى يَوْمَ الزَّحْفِ" التَّوَلِّى: الِإدْبارُ فِرارًا مِنَ الْقِتالِ. وَالزَّحْفُ: هَوَ الْمَشىُ إِلَى القِتالَ. قَوْلُهُ: "افْتَرَى عَلَى حُرٍّ" (¬4) أَي: كَذَبَ، قالَ اللهُ تعالَى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (¬5) وَقَدْ ذُكِرَ (¬6) قَوْلُه تَعَالَى: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ} (¬7) أَيْ: تَبَلَّغوِا بِالْعَيْشِ الْقَليلِ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ. قَوْلُهُ: "يا نَبَطِىُّ" (¬8) النَّبَطُ وَالنَّبِيطُ: قَوْمٌ يَنْزِلونَ بِالْبَطائِحِ بَيْنَ الْعِراقَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَنْبَاطٌ، يُقالُ: رَجُلٌ نَبَطِىٌّ وَنَباطِىٌّ وَنَباطٍ، مِثْلُ يَمَنِيٍّ وَيَمَانِيٍّ ¬

_ (¬1) في الحديث: "اجتنبوا السبع الموبقات" المهذب 2/ 272. (¬2) وفيه: وَبِقَ يَوْبَقُ، ووبِقَ يَبِقُ. (¬3) سورة الشورى آية 34، وانظر تفسير الطبرى 25/ 34، 35، وغريب الخطابي 3/ 384. (¬4) روى يحيى بن سعيد الأنصاري قال ضرب أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مملوكا افترى على حر ثمانين جلدة. المهذب 2/ 272. (¬5) سورة طه آية 61. (¬6) 1/ 112، 2/ 161. (¬7) سورة هود آية 65، وفي المهذب 2/ 273: وإن قال القاذف أمهلنى لأقيم البينة على الزنا أمهل ثلاثة أيام؛ لأنه قريب لقوله عز وجل: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} ثم قال: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}. (¬8) إن قال لعربي يا نبطى فإن أراد نبطى اللسان أو نبطى الدار لم يكن قذفا. المهذب 2/ 274.

وَيَمَانٍ (¬9). قالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬10): سُمُّوا نَبَطًا؛ لِأنَّهُمْ يَسْتَنْبِطونَ الْماءَ. أَيْ: يَسْتَخْرِجونَهُ مِنَ الأرضِ. وَمَعْنَى "نَبَطِى اللِّسان" الَّذى اشْتَبَهَ كَلامُهُ بِكَلَام الْعَرَبِ وَالعَجَمِ وَمَعْنَى نَبَطِىِّ الدّارِ: مَنْ دارُهُ بَيْنَ دورِ الْعَجَمِ وَهُوَ عَرَبىٌّ. قَوْلُهُ "تصَدَّقْتُ بِعِرْضِى" (¬11) قالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الْأَنْبارِىِّ (¬12): قالَ أَبو الْعَبّاس: الْعِرْضُ: مَوْضِعُ الذَّمِّ وَالْمَدحِ مِنَ الإِنْسانِ، وَمَعْناهُ: أُمورُهُ الَّتي يَرْتفِعُ بها أَوْ يَسْقُطُ بِذِكْرِهَا وَمِنْ جِهَتِهَا يُحْمَدُ أَوْ يُذَمُّ، وَيَجوزُ أَنْ يَكونَ ذِكْرَ أَسْلافِهِ؛ لِأنَّهُ يَلْحَقُهُ النَّقيصَةُ بِعَيْبِهِمْ (¬13). وَقالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (¬14): عِرْضُ الرَّجُلِ نَفسُهُ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ لَا يَبْولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطونَ إِنَّما هُوَ عَرَقٌ يَخْرُجُ مِنْ أَعْراضِهِمْ مِثْلُ الْمِسكِ" (¬15) أَيْ: أَبْدانِهِمْ، واحْتَجَّ بِهَذا الْحَديثِ الْمَذْكورِ "تصَدَّقْتُ بِعِرْضى" أَي: بِنَفْسِى وَأَحْلَلْتُ مَنْ يَغْتَابُنى، قالَ: وَلَوْ كانَ الْعِرْضُ الْأَسْلافُ لَمَا جَاز لَهُ أَنْ يُحِلَّ مَنْ يَغْتابُهُمْ، وَلَهُ كَلَامٌ طَوِيلٌ (¬16). قَوْلُهُ: "الْعَارَ يَلْحَقُ بِالْعَشيرَةِ" (¬17) هُمُ: الْقَبيلَةُ. ¬

_ (¬9) عن الصحاح (نبط). (¬10) الفائق 3/ 404، وذكره الخطابي في غريبه 2/ 521، 3/ 119. (¬11) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان يقول تصدقت بعرضى" المهذب 2/ 274. (¬12) في الزاهر 2/ 69. (¬13) انظر في ذلك الزاهر 2/ 69، وتهذيب اللغة 1/ 457، وأدب الكاتب 30 - 32، وغريب الخطابي 2/ 347، 348، والنهاية 3/ 208، 209، واللسان (عرض 7/ 171). (¬14) أدب الكاتب 31. (¬15) غريب أبي عبيد 1/ 154، وابن الجوزى 2/ 84، والنهاية 3/ 209. (¬16) وانظر أيضًا تفصيلا له في إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث 82 - 84، وشرح الجواليقي 139، والاقتضاب 2/ 18 - 21. (¬17) لو قال لغيره اقذفنى ففيه وجهان. . . الثاني يجب عليه الحد. لأن العار. . . المهذب 2/ 274.

قَوْلُهُ: "لَمْ يُؤْمَنْ أَنْ يَحيفَ" (¬18) الْحَيْفُ: الْجَوْرُ وَالظُّلْمُ، وَقَدْ ذُكِرَ مِرارًا. وَأَصْلُ التَّشَفِّى: مِنْ شَفاهُ اللهُ مِنَ الْمَرَضِ: إِذا زالَ عَنْهُ، فَكَأَنَّهُ يَزولُ ما يَجِدُ مِنَ الْغَيْظِ وَالْحُزْنِ. قَوْلُهُ: "جُعِلَ لِلرَّدْعِ" (¬19) الرَّدْعُ: الْكَفُّ، رَدَعْتُهُ فَارْتَدَعَ، أَيْ: كَفَفْتُهُ فَانْكَفَّ. قَوْلُهُ: "حِمَى الظَّفرِ" (¬20) أَيْ: مَنْعُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَمَى الْمَكانَ، أَيْ: مَنَعَهُ، وَحَمَى الْمَريضَ مِنَ الطَّعام: مَنَعَهُ إِيّاهُ. ¬

_ (¬18) من المهذب 2/ 275: من وجب له الحد لم يجز أن يستوفى إلا بحضرة السلطان؛ لأنه يحتاج إلى الاجتهاد ويدخله التخفيف، فلو فوض إلى المقذوف لم يؤمن أن يحيف للتشفى. (¬19) إن كان له وارثان فعفا أحدهما ثبت للآخر جميع الحد؛ لأنه جعل للردع ولا يحصل الردع إلا بما جعله الله عز وجل للردع. المهذب 2/ 275. (¬20) إذا قذف محصنا وقال: قذفته وأنا ذاهب العقل. . . ان علم له حال جنون ففيه قولان. . . الثاني أن القول قول القاذف؛ لأنه يحتمل ما يدعيه. المهذب 2/ 276.

ومن باب حد السرقة

وَمِنْ بابِ حدِّ السَّرِقَةِ السّارِقُ: الَّذى يَأخُذُ الشَّيىْءَ عَلَى وَجْهِ الاسْتِخْفاءِ بِحَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِهِ الْمَسْروقُ مِنْهُ، مَأْخُوذ مِنْ مُسارَقَةِ النَّظَرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} (¬1). وَالْمُنْتَهِبُ (¬2): الَّذى يَأْخُذُ بِالقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ مَعَ الْعِلْمِ بِهِ، وَأَصْلُ النَّهْبِ: الْغَنيمَةُ (¬3)، وَالانْتِهابُ: الافْتِعالُ مِنْ ذَلِكَ. وَالْمُختَلِسُ: الَّذى يَأَخُذُ الشَّيْىءَ عِيَانًا ثُمَّ يَهْرُبُ، مِثْل أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مِنْديلِ إِنْسانٍ فَيَأخُذَهُ، هَكَذا ذَكَرَهُ فِى الْبَيَانِ (¬4). قَوْلُهُ: "نِصابًا مِنَ الْمالِ" (¬5) النِّصابُ: الْأَصْلُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَريمُ النِّصابِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الزَّكاةِ (¬6). قَوْلُهُ: "مِنَ الْخِلَاصِ" (¬7) الخِلاصُ بِالْكَسْرِ: مَا أَخْلَصَتْهُ النّارِ مِنَ الذَّهَبِ، ومِثْلُهُ: الْخلَاصَةُ، وَهُوَ الَّذى أُخْلِصَ وَلَمْ يُضْرَبْ، وَالتَّبُر: غَيْرُ مُخْلَصٍ. ¬

_ (¬1) سورة الحجر آية 18. (¬2) لا يجب القطع على المنتهب ولا على المختلس، لما روى جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس على المنتهب قطع ولا على المختلس قطع ومن انتهب نهبة مشهورة فليس منا" المهذب 2/ 277. (¬3) أنشد عليه الخطابي في غريبه 2/ 15، 16، قول بشر بن أبي خازم: تُؤَمِّلُ أن أَوُبَ لَهَا بِنَهْبٍ ... وَلَمْ تَعْلَمْ بِأْن السَّهْمَ صَابَا وانظر المجموع المغيث 3/ 366 , 367، والنهاية 5/ 133. (¬4) وفي النهاية 2/ 61: ما يؤخذ سَلْبًا ومكابره. (¬5) ومن سرق وهو بالغ عاقل مختار التزم حكم الإِسلام نصابا من المال الذي يقصد إلى سرقة من حرز مثله لا شبهة له فيه: وجب عليه القطع. المهذب 2/ 277. (¬6) 1/ 142. (¬7) وإن سرَق ربع مثقال من الخلاص. وقيمته دون ربع دينار. . . لا يقطع. المهذب 2/ 277.

قَوْلُهُ: "مِنْ حِرْزٍ مَهْتوكٍ" (¬8) قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ أَصْلَ الْهَتْكِ: خَرْقُ السِّتْرِ (¬9). قَوْلُهُ: "حَريسَةِ الْجَبَلِ" (¬10) الْحريسَةُ: هِىَ الشَّاةُ الْمَسْروقَةُ مِنَ الْمَرْعَى، يُقالُ: فُلان يَأْكُلُ الْحرائِسَ (¬11) إِذا كانَ يَأْكُلُ أَغْنامَ النَّاسِ، وَالسّارِقُ يَحْتَرِسُ، قالَ (¬12): لَنا حُلَماءُ لَا يَشيبُ غُلامُنَا ... غريبًا وَلُا تُؤْوَى إِلَيْنَا الْحَرَائِسُ وَكَأَنَّها لا حارِس لَها هُناكَ إِلَّا الْجَبَلُ. وَقالَ ابْنُ السِّكِّيت (¬13): الْحريسَةُ: الْمَسْروقَةُ ليْلًا. قالَ فِى الشّامِلِ: حَريسَةٌ: بِمَعْنَى مَحْروسَةٍ، أَيْ: مَسْروقَةٍ, كَما يُقالُ: قَتيلٌ بِمَعْنَى مَقْتولٍ، وَسُمِّىَ السّارِق حارِسًا. قَوْلُهُ: "لَيْسَ فِى الثَّمْرِ الْمُعَلَّقِ قَطْعٌ إِلَّا ما أَوَاهُ الْجَرينُ" (¬14) الْمُعَلَّقُ: ما دامَ عَلى النَّخْلَةِ فَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَى الْقِنْوِ. وَالْجَرينُ: مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فيهِ التَّمْرُ، وَهُوَ الْجُرْنُ أَيْضًا، وَالْمِرْبَدُ، وَالْبَيْدَرُ، وَالْأَنْدَرُ (¬15). ¬

_ (¬8) وإذا نقب حرزًا وسرق منه ثمن دينار ثم عاد وسرق ثمنا آخر. . . لا يجب القطع؛ لأنه سرق تمام النصاب من حرز مهتوك. المهذب 2/ 277. (¬9) 1/ 35، 2/ 25. (¬10) روى عبد الله بن عمرو أن رجلا من مزينة قال يا رسول الله كيف ترى في حريسة الجبل؟ قال: ليس في شيئ من الماشية قطع إلا ما أواه المراح وليس في شيئ من الثمر المعلق قطع إلا ما أواه الجرين" المهذب 2/ 277. (¬11) في المغيث 1/ 428 هو يأكل الحريسات. وفي نسخة منه الحَرَسَات وفي اللسان (حرس 6/ 48) الحرَاسات مثل ما في النهاية 1/ 367. (¬12) لم أوفق إلى قائله. (¬13) إصلاح المنطق 352 قال: وجمعها حرائس. (¬14) ما أخذ من الجرين فبلغ ثمن المجن ففيه القطع. المهذب 2/ 278. (¬15) أبو عبيد: الجرين بسميه أهل العراق البيدر، وأهل الشام الأندر، ويسمى بالبصرة الجوخان ويقال أيضًا بالحجاز: المربد. غريب الحديث 1/ 287، وفي المغيث 1/ 323 جُرْن، وكذا في الصحاح (جر).

وَالمِجَنُّ: التُّرْسُ؛ لِأنَّهُ يَجُنُّ، أَيْ: يَسْتُترُ، وَالْجَمْعُ: الْمَجَانٌّ بِالْفَتْحِ، وَأَصلُهُ: مَجَانِنُ بِوَزْنِ مَفاعِلَ، فَأُدْغِمَ وَمنْهُ الْحَديثُ: "كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ" (¬15). قَوْلُهُ: "فَإِنْ سَرَقَ مالًا مُثْمَنًا" (¬16) يقالُ: شَيْئٌ مُثْمَنٌ وَثَمينٌ, أَيْ: مُرْتَفِعُ الثَّمَنِ، لا يُباعُ إلَّا بِالثَّمَنِ الْكَثْيرِ. وَالْخاناتُ: جَمْعُ خانٍ، حَيْثُ يَبيعُ التُّجارُ. وَالخانُ أَيْضًا: مَوْضِعٌ يَنْزِلُهُ الْمُسافِرونَ. قَوْلُهُ: "وَدونَها أَغْلاقٌ" جَمْعُ غَلَقٍ، وَهُوَ: الْمِغلاقُ الَّذى يُغْلَقُ بِهِ الْبابُ، مَعْروف، وَيُقالُ: الْمُغلوقُ (¬17) أَيْضًا بِالضَّمِّ. وَالرِّباطاتُ (¬18): جَمْعُ رِباطٍ، وَهُوَ: ما يَسْكُنُهُ النُّسّاكُ وَالْعُبّادُ. وَالْجَوَاسِقُ: جَمْعُ جَوْسَقٍ، وَهُوَ مَنْظَرٌ يُبْنَى فِى الْبَساتينِ. وَالْجَوْسَقُ: الْقَصْرُ أَيْضًا (¬19). قَوْلُهُ: "مَتاعَ الصَّيادِلَةِ" (¬20) هُمُ الَّذين يَبيعونَ الْعَقاقيرَ وَالْأَدْوِيَةَ، واحِدُهُمْ: صَيْدَلَانيٌّ، وَالصَّيْدَنانِيُّ بِالنّونِ أَيْضًا لُغةٌ فيهِ، وَزِيادَةُ الْأَلِفِ وَالنّونِ فِيهِ لِلْمُبالَغةِ، وَهُوَ فِى النَّسَبِ كَثيرٌ. ¬

_ (¬15) غريب الحديث 2/ 48، وغريب ابن الجوزى 2/ 33، والنهاية 3/ 122. (¬16) كالذهب والفضة والخز والقز من البيوت أو الخانات الحريزة والدور المنيعة في العمران ودونها أغلاق وجب القطع. المهذب 2/ 278. (¬17) الصحاح (غلق). (¬18) فإن سرق من بيوت في غير العمران كالرباطات والجواسق التي في البساتين فإن لم يكن فيها حافظ: لم يقطع. . المهذب 2/ 278. (¬19) المعرب 236. (¬20) وإن سرق متاع الصيادلة والبقالين من الدكاكين في الأسواق ودونها أغلاق أو درابات. . . المهذب 2/ 278.

قَوْلُهُ: "وَدونَها أَغْلاقٌ أَوْدَرّاباتٌ" هِى شِبَاكٌ مِنْ خُيُوطِ تجْعَلُ عَلَى الدَّكاكينِ بِالنَّهارِ. قَوْلُهُ: "شَرائِجُ الْقَصَبِ" (¬21) جَمْعُ شَريجَةٍ، هُوَ شَيئٌ يُنْسَجُ مِنَ الْقَصَبِ بَعْدَ أَنْ يُشَق، يكون مُشَبَّكًا، مِثْلُ الشَّريجَةِ الَّتي تُعْمَل مِنْ سَعَفِ النَّخلِ يُحْمَلُ فيها البِطّيخُ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَماثُلِها وَاسْتِوائِها، يُقال: "أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجًا" وَهَذَا مَثلٌ (¬22)، قيلَ: إِنَّ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ شَريجُ الْحَجَّاحِ (¬23)، أَىْ: مِثْلُهُ. وَتَشْريجُ الشَّيْئ بِالشيَّىْءِ: مُداخَلَتُهُ، وَتَشْريجُ الْعَيْبَةِ: مُداخَلَةَ عُراها. قَوْلُهُ: "وَإِنْ زَحَفَ عَنْهُ" (¬24) أَيْ: تَزَلَّجَ وانْسَلَّ قَليلًا قَليلًا، مِنْ زَحَفَ الصَّبِىُّ عَلى الْأَرْض قَبْلَ أَنْ يَمْشِىَ. وَالْفُسْطاطُ (¬25): قد ذكر (¬26). وَالْمِحْجَنُ (¬27): عودٌ مُعَقَّفُ الطرفِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْحَجَنِ -بِالتَّحْريكِ- وَهُوَ: الإِعْوِجاجُ. قَوْلُهُ: "طَعامٌ فَانْثالَ" (¬28) أَىِ: انْصَبَّ. قَوْلُهُ: "فَإن سَرَقَ جِذْعًا" أَرادَ الْخَشَبَةَ الَّتي يُبْنَى بِها، وَأَصْلُهُ: جِذْعُ النَّخْلِ. وَصَحْنُ الدَّارِ (¬29): وَسَطُهَا. ¬

_ (¬21) لو سرق أواني الخزف ودونها شرائح القصب فإن كان الأمن ظاهرا قطع السارق. المهذب 2/ 278. (¬22) أمثال أبي عبيد 148، والضبى 71، والعسكرى 1/ 62، والميداني 2/ 362، والزمخشرى 1/ 188. (¬23) ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث 1/ 296، وانظر وفيات الأعيان 7/ 109، والفائق 2/ 232. (¬24) إن نام رجل على ثوب فسرقه سارق قطع. . . وإن زحف عنه في النوم فسرق لم يقطع المهذب 2/ 279. (¬25) في قول الشيخ: وإن ضرب فُسْطاطا وترك فيه مالا فسرق وهو فيه أو على بابه نائم أو مستيقظ سرق. المهذب 2/ 279. (¬26) 2/ 235. (¬27) لو أدخل يده أو محجنا معه فأخرج المال قطع. المهذب 2/ 279. (¬28) لو نقب حرزا فيه طعام فانْثَال قطع. المهذب 2/ 279. (¬29) إن فتح بيتا وأخرج المال إلى صحن الدار قطع المهذب 2/ 280.

قَوْلُهُ: "فَأَنْزَلَهُ فِى مَشْرُبَةٍ" (¬30) الْمَشْرُبَةُ: الْغُرْفَةُ (¬31)، وَهِيَ الْخَلْوَةُ بلُغةِ أَهْلِ الْيَمَنِ، قالَ اللهُ تعالَى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ} (¬32). قَوْلُهُ: "أَبْكى لغِرَّتِهِ باللهِ" (¬33) الْغِرَّةُ: ها هنا: الْغَفْلَةُ وَقِفةُ التَّجْرِبَةِ، يُقالُ: رَجُلٌ غِرٌّ: إِذا لَمْ يُجَرِّبِ الأُمورَ. وَالْغارُّ: الْغافِلُ أَيْضًا، وَالاسْمُ: الْغِرَّةُ. قَوْلُهُ: "وَإنْ سَرَقَ صَنَمًا أَوْ بَرْبَطًا أَوْ مِزْمارًا (¬34) " الصَّنَمُ: ما كانَ عَلى صورَةِ حَيَوانٍ (¬35). وَالبَرْبَطُ: مِنْ آلاتِ اللَّهْوِ، قيلَ: إِنَّه عودُ الْغِنَاءِ، وَقيلَ: غَيْرُهُ (¬36). قَوْلُهُ: "وَإِنْ سَرَقَ رِتاج الْكَعْبَةِ" (¬37) الرِّتاج: الْبابُ؛ لِأنَّهُ يُرْتجُ، أَيْ: يُسَدُّ. تَأْزيرُ الْمَسْجدِ: هُوَ تزْيينُ حَائِطِهِ بِأَلْوانِ الْأَصْباغِ، وَقَدْ يَكُونُ بِالذَّهَبِ (¬38). قَوْلُهُ: "سَرَقَ قُبْطِيَّةً" (¬39) هِىَ عَباءةٌ مَنْسوبَةٌ إِلَى القِبْطِ، وَهُمْ جِنْسٌ مِنَ الْعَجَمِ بِمِصْرَ، مِنْهُمْ فِرْعَوْن مِصْرَ (¬40). ¬

_ (¬30) روى عن جابر قال: أضاف رجل رجلا فأنزله في مشربة له فوجد متاعا له قد اختانه فيه. . . المهذب 2/ 280. (¬31) غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 216. (¬32) سورة الزمر آية 20. (¬33) من قول أبي بكر - رضي الله عنه - في سارق أمر بقطعه وبكى، فقيل له: ما يبكيك من رجل سرق، فقال أبكى لغرته بالله تعالى. المهذب 2/ 280. (¬34) المهذب 2/ 281. (¬35) كتاب الأصنام 33، وجمهرة اللغة 2/ 52، وتهذيب اللغة 1/ 144، وشفاء الغليل 170. (¬36) المعرب 192، والمصباح (بربط). (¬37) في المهذب 2/ 281: وإن سرق رتاج الكعبة أو باب المسجد أو تأزيره قطع. (¬38) في المصباح: أزَّرْت الحائط: جعلت له من أسفله كالإزار. (¬39) روى عن عمر - رضي الله عنه - أنه قطع سارقا سرق قبطية من منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهذب 2/ 281. (¬40) في العين 5/ 109: الْقِبط: أهل مصر وبنكها، والنسبة إليهم قِبْطى وقبطية، ويجمع على قباطى وهو ثياب بيض من كتان يتخذ بمصر فلما ألزمت هذا الأسم غيروا اللفظ ليعرف، قالوا: إنسان قِبطى، وثوب قبطى. وانظر المصباح (قبط).

قَوْلُهُ: "مِنْ زاوِية" (¬41) زَوَيْتُ الشَّيىْءَ: جَمَعْتُهُ وَقَبَضْتُهُ، وفى الحديث: "زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ" (¬42) أَيْ: جُمِعَتْ، فَكَأَنَّها تَجْمَعُ الشَّيىْءَ وَتقْبِضُهُ. قَوْلُهُ: "وإنْ سَرَقَ الطَّعامَ عامَ الْمَجاعَةِ" (¬43) هِىَ مَفْعَلَةٌ مِنَ الْجوعِ، وَأَصْلُها: مَجْوَعَةٌ، فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْواوِ إِلى ما قَبْلَها، ثُمَّ قُلِبَتْ أَلِفًا، وَيُقال "مَجْوَعَةٌ" بفتح الواو مِنْ غَيْرِ قَلْبٍ. قَوْلُهُ: "السَّنَةِ" (¬44) هِىَ الْجَدْبُ وَالْقَحْطُ، يُقالُ: أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ، أَيْ: قَحْطٌ. قَوْلُهُ: "فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تأتِيَني بِهِ" (¬45) مَعْناهُ: فَهلَّا عَفَوْتَ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَني، فَحُذِفَ اخْتِصارًا. قَوْلُهُ: "مِنَ الْكُوعِ" (¬46) هُوَ الْعَظْمُ الَّذى يَلى الإِبْهامَ مِنَ الرُّسْغِ. "وَيُحْسَمُ مَوْضِعُ الْقَطْعِ" أَصْلُ الْحَسْمِ، الْقَطْعُ، حَسَمَهُ فَانْحَسَمَ، وَأَرادَ: قَطْعَ الدَّمِ، قطعه وحسمه، وفي الحديث: "اقطعوه ثم احسموه" أي: اكووه لينقطع الدم، والقصد به التنكيل، أي: التعذيب. ¬

_ (¬41) في الغلام الذي سرق مرآة مولاته. . . فيصير كما لو نقل ماله من زاوية داره إلى زاوية أخرى. المهذب 2/ 281. (¬42) غريب الحديث 1/ 3، 4، والفائق 2/ 128، والنهاية 2/ 320. (¬43) المهذب 2/ 282. (¬44) روى عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: لا قطع في عام المجاعة أو السنة. المهذب 2/ 282. (¬45) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر في سارق صفوان أن تقطع يده فقال صفوان إنى لم أرد هذا فقال - صلى الله عليه وسلم -: "فَهَلَّا. . ." الحديث. المهذب 2/ 282. (¬46) روى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما قالا: إذا سرق السارق فاقطعوا يمينه من الكوع. المهذب 2/ 283.

ومن باب حد قاطع الطريق

وَمِنْ بابِ حَدِّ قاطِع الطَّريقِ قَوْلُهُ: "مَن شَهَرَ السِّلاحَ" (¬1) أَيْ: سَلَّهُ وَأَخْرَجَهُ مِنْ غِمْدِهِ "وَأَخافَ السَّبيلَ" أَىِ: الطَّريقَ. وَالْمِصْرُ: الْبَلَدُ الْعَظيمُ. قَوْلُهُ: "قَوِيَتْ شَوْكَتُهُ" الشَّوْكَةُ: شِدَّةُ الْبَأْسِ وَالْحِدَّةُ فِى السِّلاحِ، وَقَدْ شَاكَ يَشَاكُ شَوْكًا (¬2)، أَيْ: ظَهَرَتْ شَوْكَتُهُ وَحِدَّتُهُ. قَوْلُهُ: "انْحَتَمَ قَتْلُهُ" أَيْ: وَجَبَ وَلَمْ يَسْقُطْ بِالْعَفْوِ وَلَا بِالْفِداءِ، وَالْحَتْمُ: قَطْعُ الْأَمْرِ وَإِبْرامُهُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلَا نَظَرٍ. قَوْلُهُ تَعالَى: {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} (¬3) أَيْ: يُطْرَدوا، نَفَيْتُ فُلانًا، أَيْ: طَرَدْتهُ (¬4). وَأَمَّا الْفُقَهاءُ فَقاَلَ بَعْضُهُمْ: نَفَيُهمْ: أَنْ يُطْلَبوا حَيْثُ كانوا فيؤْخَذوا. وَقالَ بَعضُهُمْ: نَفْيُهُمْ أَنْ يُحبَسُوا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَفْيُهُم: أَنْ يُقْتَلُوا فَلا يُبْقُوا (¬5). قَوْلُهُ: "فَأمّا مَنْ حَضَرَ رِدءًا" (¬6) أَيْ: عَوْنًا، قالَ اللهُ تعالَى: {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} (¬7) وَأَرْدَأْتُهُ: أَعَنْتُة قَوْلُهُ تَعالَى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا ¬

_ (¬1) من شهر السلاح وأخاف السبيل في مصر أو برية وجب على الإمام طلبه؛ لأنه إذا ترك قويت شوكته وكثر الفساد به. المهذب 2/ 284. (¬2) من باب خاف في المصباح (شوك) وفي الصحاح: شِيكَ يُشاك على ما لم يسم فاعله. (¬3) سورة المائدة آية 33. (¬4) وهذا ما رجحه الطبرى في تفسيره 6/ 219. (¬5) انظر هذه الأقوال في تفسير الطبرى 6/ 216 - 219، وانظر معاني الزجاج 2/ 170. (¬6) فأما من حضر ردءا لهم أو عينا فلا يلزمه الحد. المهذب 2/ 285. (¬7) سورة القصص آية 34.

عَلَيْهِمْ} (¬8) أَيْ: رَجَعوا عَمّا كانوا عَلَيْهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ إِلى الطاعَةِ وَفِعْلِ الخيْرِ، وَتوْبَةُ اللهِ تَعالى عَلى عِبادِهِ: رُجوعُهُ عن الْغضَبِ إلى الرِّضا، وَقَدْ تكونُ توْبَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ: الرُّجوع مِنَ التَّشْديدِ إِلَى التَّخْفيف، وَمِنَ الحَظْرِ إِلَى الإباحَةِ، كَقَولِه تَعالَى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} (¬9) أَيْ: رَجَعَ بِكُمْ إِلَى التَّخْفيفِ بَعْدَ التَّشْديد. وَقَوْلُهُ تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} (*) أَيُّ: أَباحَ لَكُمْ مَا حَظَرَ عَلَيْكُمْ. قَوْلُهُ: "الصَّلْبِ" (¬10) أَصْلُ الصَّلْبِ: سَيَلانُ الصَّليبِ، وَهُوَ: الصَّديدُ وَالْوَدَكُ (¬11)، قالَ الشَّاعِرُ (¬12): جَريمَةَ نَاهِض فِى رَأْسِ نِيقٍ ... تَرى لِعِظام مَا جَمَعَتْ صَليبًا وَقيلَ لِلْمَقْتولِ الَّذى يُرْبَطُ عَلى خَشَبَةٍ حَتَّى يَسيلَ صَليب: صَليبٌ وَمَصْلُوبٌ، وَسُمِّىَ ذَلِكَ الفِعْلُ صَلْبًا. قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: "التَّوْبَةُ تَجُبُّ ما قَبْلَهَا" (¬13) أَصْلُ التَّوْبَةِ: الرُّجوعُ، تابَ: إِذَا رَجَعَ. وَالْجَبُّ القَطْعُ وَلِهَذا قِيلَ لِمَقْطوعِ الذَّكَرِ: مَجْبوبٌ. قَوْلُهُ: "لِلتَّقِيَّةِ" (¬14) إِظهار مَا يُؤَمِّنُهُ مِنَ الخَوْفِ. ¬

_ (¬8) سورة المائدة آية 34. (¬9) سورة المزمل آية 20. (*) سورة البقرة آية 187. (¬10) وإن تاب قبل القدرة عليه سقط عنه ما يختص بالمحاربة وهو انحتام القتل والصلب. المهذب 2/ 285. (¬11) قال الفيومي: ويقال: إن المصلوب مشتق منه. المصباح (صلب). (¬12) أبو خراش الهذلي ديوان الهذليين 1205 والصحاح (صلب). (¬13) المهذب 2/ 286، والمغيث 1/ 291، والنهاية 1/ 234. (¬14) في المهذب 2/ 286: لأنه قد يظهر التوبة للتقية فلا يعلم صحتها 2/ 286.

ومن باب حد الخمر

وَمِن بابِ حدِّ الخَمْرِ فِى تَسْمِيَةِ الخَمْرِ خَمْرًا ثَلاثَةُ أَقَوْالٍ، أَحَدُها: أَنَّها تَخْمُرُ العَقْلَ، أَيْ: تَسْتُرُهُ، أُخِذَ مِنْ خِمارِ المَرأَةِ الَّذِي تَسْتُرُ بِهِ رَأْسَها. وَالْخمَرُ: الشَّجَرُ الكَثيرُ الَّذى يُغطىِّ الأَرْضَ (¬1)، قالَ (¬2): . . . . . . . . . . . . . ... فَقَدْ جَاوَزْتُمَا خَمَرَ الطَّريقِ الثَّانِي: أَنَّهَا تُخَمرُ نَفْسُها لِئَلَّا يَقَعَ فِيهَا شَيْىءٌ يُفْسِدُها، وَخُصَّتْ بِذَلِكَ، لِدَوَامِهَا تحْتَ الغِطاءِ لِتَزْدادَ جَوْدتُها وَشِدَّةُ سَوْرَتِها، وَمِنهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: "خَمِّروا الْآنِيَةَ" (¬3) أَيْ: غَطُّوها. الثّالثُ: لِأَنَّها تُخامِرُ العَقْلَ، أَيْ: تُخالِطُهُ، قالَ الشّاعِرُ (¬4): فَخامَرَ الْقَلْبَ مِنْ تَرْجيعِ ذِكْرَتِها ... رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهْنٌ مِنْكَ مَكْبولُ قَوْلُهُ تعالَى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} (¬5) المَيْسِرُ: الْقِمارُ، قالَ مُجاهِدٌ: كُلُّ شَيءٍ فِيهِ قِمارٌ فَهُوَ مَيْسِرٌ حَتَّى لَعِبِ الصِّبْيانِ بِالجَوْزِ (¬6). وَقالَ الْأَزْهَرِي (¬7): الْمَيْسِرُ: الْجَزورُ الَّتي كانوا ¬

_ (¬1) الزاهر 1/ 542، والدر النثير 2/ 404، 405، وغريب الخطابي 2/ 133. (¬2) أنشده الفراء عن بعض العرب في معاني القرآن 2/ 355، وصدره: أَلَا يَا عَمْرُو وَالضَّحاكَ سِيرَا ... . . . . . . . . . . . . . وذكر من غير نسبة في شرح المفصل 1/ 129، والهمع 2/ 142، والدرر 2/ 196، 197، وجمل الزجاجى 165، وفي حاشية نسخة من مجاز القرآن 2/ 143، والدر المصون 2/ 404. (¬3) غريب الحديث 1/ 238، والفائق 1/ 395، والنهاية 2/ 77. (¬4) لم أهتد إلى قائله. (¬5) سورة المائدة آية 90. (¬6) معاني النحاس 1/ 174، وتفسير الطبرى 2/ 357، والقرطبى 3/ 52. (¬7) في تهذيب اللغة.

يَتَقامَرُونَ عَلَيْها، وَسُمِّىَ مَيْسِرًا؛ لِأنَّهُ يُجَزَّأُ أَجْزاءً، وَكُلُّ ما أَجْزاءً أَجْزاءَ فَقَدْ يَسَرْتهُ، وَالْيَاسِرُ: الْجَزّارُ الَّذى يُجَزِّوهَا، وَالْجَمْعُ أَيْسَارٌ (¬8). وَالأَزْلَامُ: الْقِداحُ، وَاحِدُهَا زُلَمٌ بِفَتْحِ الزّاىِ وَضَمِّها، وَهِيَ: السِّهامُ الَّتِى كانَ أَهْلُ الْجاهِلِيَّةِ يَسْتَقْسِمُونَ بِها عَلَى المَيْسِرِ، قالَهُ الْعُزَيْزِيُّ (¬9) وَقالَ الْهَرَوِيُّ (¬10): كانَتْ زُلِّمَتْ وَسُوِّيَتْ، أَيْ: أُخِذَ مِنْ حُروفِها، وَكانَ أَحَدُ الْجاهِلِيَّةِ يَجْعَلُها فِى وِعاءٍ لَهُ، وَقَدْ كَتَبَ الأَمْرَ وَالنَّهْىَ، فَإذا أَرادَ سَفَرًا أَوْ حاجَةً أَدْخَلَ يَدَهُ فِى ذَلِكَ الْوِعاءَ، فَإنْ خَرَجَ الآمِرُ: مَضَى لِطِيِّتهِ، وَإِنْ خَرَجَ النّاهِى: كَفَّ وَانْصَرَفَ، وَفيها كَلامٌ يَطولُ (¬11). وَأَمّا {وَالْأَنْصَابُ} فَهِىَ: جَمْعُ نصْبٍ، بِفَتْحِ النّونِ وَضمِّها، وَهُوَ: حَجَر أَوْ صَنَم مَنْصوبٌ يَذْبَحونَ عِنْدَهُ (¬12)، يُقال: نَصْبٌ وَنُصْب وَنُصبٌ، ثَلاثُ لُغاتٍ. وَالرِّجْسُ: الْقَذَرُ وَالنَّتْنُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} (¬13) أَي: الْعَمَلَ الْخَبيثَ الْمُسْتَقْذَرَ (¬14). وقيلَ: الشَّكُّ. وَالرِّجْسُ أَيْضًا: الْعَذابُ (¬15)، وَسُمِّيَتِ الْأَصْنام رِجْسًا؛ لِأَنَّها سَبَبُ الرجْسِ، وَهُوَ الْعَذابُ. ¬

_ (¬8) الدر المصون 2/ 405، 406. (¬9) في تفسير غريب القرآن 41. (¬10) في الغريبين 1/ 469 خ. (¬11) انظر تفسير الطبري 6/ 76، 77، ومعاني الفراء 1/ 301، ومعاني الزجاج 2/ 146، 147. (¬12) معاني القرآن للفراء 1/ 480، وتفسير القرطبي 2283، وتهذيب اللغة 12/ 210، والصحاح (نصب) والنهاية 5/ 60. (¬13) سورة الأحزاب آية 33. (¬14) معاني الزجاج 2/ 203، 204، وانظر تفسير الطبرى 22/ 6 - 8، وتفسير القرطبي 2284. (¬15) معاني الفراء 1/ 480، وتهذيب اللغة 10/ 580 , 610.

قَوْلُهُ: "فِيهِ شِدَّةٌ مُطربَةٌ" (¬16) الطَّربُ: خِفَّةٌ تَعْتَرِى الإِنْسانَ مِنْ شِدَّةِ فَرَحٍ أَوْ حُزْنٍ، قالَ (¬17) فِى الطَّرَبِ بِمَعْنَى الْحُزْنِ: وَقَالوا (¬18) قَدْ بَكَيْتَ فَقُلْتُ كَلَّا ... وَهَلْ يَبْكى مِنَ الطَّرَبِ الْجَليدُ وَقالَ فِي مَعْنَى الْفَرَحِ (¬19): يا دِيارَ الزَّهْوِ وَالطَّرَبِ .. وَمَغانى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ قَوْلُهُ: "ما أَسْكَرَ الْفَرْقُ مِنْهُ" (¬20) الْفَرْقُ: بِإِسْكانِ الرّاءِ: مِائَةٌ وَعِشرونَ رِطْلًا، وَبِفَتْحِها: سِتَّةَ عَشرَ رِطْلًا (¬21). وَقال ثَعْلَبٌ (¬22): الْفَرَقُ بِفَتْحِ الرّاءِ: اثْنا عَشَرَ مدًّا (¬23)، وَلَا تَقُل: فَرْقٌ بِالإسْكانِ. وَقالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬24): هُمَا لُغَتانِ، وَالْفَتْحُ أَعْلَى. قَوْلُهُ: "وَهَنَتْ" (¬25) يُقالُ: وَهَنَ الِإنْسانُ، وَوَهَنَهُ غَيْرُهُ، يَتَعَدّى وَلا يَتَعَدَّى، وَوَهِنَ أَيْضًا بِالْكَسْرِ وَهْنًا، أَيْ: ضَعُفَ. ¬

_ (¬16) هذا القول ليس في هذا الموضع من المهذب. (¬17) نسب في الأقتضاب 2/ 17، إلى بشار وإلى عروة بن أذينة. وقال ابن الجواليقي في شرح أدب الكاتب 92: نسبه بعضهم إلى بشار، والصحيح أنه لأبي جنة الأسدي بالجيم والنون، كذا أخبرت عن الحسن بن بشر الآمدى، واسم أبي جنة حكيم بن عبيد وهو خال ذى الرمة. (¬18) في شرح الجواليقي، وأدب الكاتب 23: فقلن. وأورد الجواليقي. أبياتا تدل على صحة روايته. ورواية الأقتضاب: يقلن، وقال: والصواب: فقلن. والمذكور هنا رواية في نسخة أمن أدب الكاتب. (¬19) لم أهتد إلى قائله. (¬20) روت عائشة رضي الله عنها قالت: قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام" المهذب 2/ 286. (¬21) ذكره في المغيث 2/ 611 عن الشافعي، وفي النهاية 3/ 437، وذكر الخطابي الفرق بفتح الراء غريب الحديث 1/ 674. (¬22) عن الهروى في الغريبين 2/ 421 خ. (¬23) ستة عشر رطلا تساوى اثنى عشر مدا وهي: ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. وانظر الإيضاح والتبيان 69، 70، والنهاية 3/ 437. (¬24) في الفائق 3/ 104. (¬25) روى أبو ساسان قال: لما شهد على الوليد بن عقبة، فقال على - رضي الله عنه - قم يا حسن فاجلده، قال: فيم أنت وذاك وَلِّ هذا غيرى قال: ولكنك ضعفت وعجزت ووهنت. . . الخ المهذب 2/ 286.

قَوْلُهُ: "انْهَمَكوا فِى الْخَمْرِ وَتَحاقَروا الْعُقوبَةَ" (¬26) أَيْ: لَجُّوا فيها، يُقالُ: انْهَمَكَ الرَّجُلُ فِى الأَمْرِ، أَيْ: جَدَّ وَلجَّ، وَكَذَلكَ: تَهَمَّكَ. "وَتحاقَروا الْعُقوبَةَ" أَيْ: رَأَوْهَا حَقيرَةً صَغيرةً، وَحَقَرَهُ وَاسْتَحْقَرَهُ (¬27): اسْتَصْغَرَهُ، وَالْحَقيرُ: الصَّغيرُ. قَوْلُهُ: "إِذا سَكِرَ هَذَى" (¬28) أَيُّ: تكَلَّمَ بِالْهَذَيانِ، وَهُوَ: ما لَا حَقيقَةَ لَهُ منَ الكَلامِ، يُقالُ: هَذَى يَهْذِى وَيَهْذُو. قَوْلهُ: "افْتَرَى" أَيْ: كَذَبَ، وَالفِرْيَةُ: الْكِذِبُ، وَالْمُفْتَرى: الكاذِبُ، وَأَصْلُهُ: الخَلْقُ، فَرَى الْأَديم: خَلَقَهُ (¬29)، قالَ اللهُ تعالَى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} (¬30) أَيْ: تتَقَوَّلونَ وَتَفتَرونَ كَذِبًا (¬31). قَوْلُهُ: "أَخْزَاكَ الله" (¬32) أَيْ: أَذَلَّكَ وَأَهانَكَ، يُقالُ: خَزِىَ يَخزَى خِزيًا، أَيْ: ذَلَ وَهانَ، وَالخِزْىُ فِى الْقُرآنِ: بِمَعنَى الذُّلِّ فِى قَوْلِهِ تعالَى: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} (¬33) وَبِمَعْنَى الْهَلاكِ فِى قَوْلِهِ تَعالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} (¬34) أَىْ: نَهْلِكَ. ¬

_ (¬26) في رسالة خالد بن الوليد لعمر رضي الله عنهما. المهذب 2/ 287. (¬27) حَقَرَهُ واحْتَقَرَه واسْتَحْقَرَه: استصغره. الصحاح (حقر). (¬28) في قول على - رضي الله عنه -: "إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفترى ثمانون" المهذب 2/ 287. (¬29) عن الكسائي: أَفْرَيْتُ الأديم: قطعته على جهة الإفساد، وفريته: قطعته على جهة الإصلاح. الصحاح (فرى). (¬30) سورة العنكبوت آية 17. (¬31) مجاز القرآن 2/ 114، وقال الزجاج: وقيل: تعملون الأصنام ويكون التأويل: إنما تعبدون من دون الله أوثانا وأنتم تصنعونها، معاني القرآن وإعرابه 4/ 165. (¬32) روى أبو هريرة: أتى - صلى الله عليه وسلم - برجل قد شرب الخمر فقال: اضربوه. . . فلما انصرف المضروب قال بعض الناس: أخزاك الله. . . إلخ الحديث المهذب 2/ 287. (¬33) سورة البقرة آية 114، وسورة المائدة آية 41 وانظر معاني الفراء 1/ 74، ومعاني الزجاج 1/ 197. (¬34) سورة طه آية 134.

ومن باب التعزير

وَمِنْ بابِ التَّعْزيرِ التَّعْزيرُ: التَّأْديبُ وَالإِهانَةُ، وَالتَّعْزيرُ أَيْضًا: التَّعْظيمُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} (¬1) وَهُوَ مِنَ الأَضْدَادِ (¬2). قَوْلُهُ: "كَمُباشَرَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ" (¬3) وَكَذا الْمُبَاشَرَةُ فِى مَواضِعَ كَثيرَةٍ مِنَ الكِتابِ: هُوَ إِلْصَاقُ بَشَرَةِ الرَّجُلِ بِبَشَرَةِ الْمَرْأةِ، وَالبَشَرَةُ: ظاهِرُ الجِلْدِ. قَوْلُهُ: "فَهُوَ مِنَ الْمُعتَدينَ" (¬4) الْمُعْتَدى: هُوَ الَّذى تَجاوَزَ حَدهُ وَفَعَلَ ما لا يَجوزُ فِعلُهُ. قَوْلُهُ: "لَا تبلُغ بِنَكالٍ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرينَ سَوْطًا" (¬5) النَّكالُ هَا هُنا: العُقُوبَةُ الَّتى تُنْكِلُ عَنْ فِعلٍ جُعِلَتْ لَهُ جَزاءً، أَيْ: تَمْنَعُ عَنْ مُعاوَدَةِ فِعلِهِ. وَقَوْلُهُ تَعالَى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} (¬6) أَيْ: لِمَنْ يَأَتِى بَعْدهَا فَيَتَّعظُ بِها، فَتَمْنَعُة عَنْ فِعْلِ مِثْلِهَا (¬7)، وَسُمى اللِّجامُ نِكْلًا؛ لِأنهُ يَمْنَع الفَرَسَ، وَسُمِّىَ الْقَيْدُ نِكْلًا؛ لِأنَّهُ يَمْنَعُ المَحْبوسَ، قالَ اللهُ تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا} (¬8) أَيْ: قُيودًا (¬9). ¬

_ (¬1) سورة الفتح آية 9. (¬2) أضداد قطرب 90، وابن الأنباري 147، وأبي الطيب 507. (¬3) من أتى معصية لا حد فيها ولا كفارة كمباشرة الأجنبية فيما دون الفرج. . . عزر المهذب 2/ 288. (¬4) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بلغ بما ليس بحد حَدا فهو من المعتدين" المهذب 2/ 288. (¬5) روى عن عمر - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أبي موسى: لا تبلغ. . . المهذب 2/ 288. (¬6) سورة البقرة آية 66. (¬7) معاني الفراء 1/ 43، ومعاني الزجاج 1/ 149. (¬8) سورة المزمل آية 12. (¬9) مجاز القرآن 2/ 272، ومعاني الزجاج 5/ 241.

قَوْلُهُ: "أَقيلوا ذَوِى الْهَيْئاتِ" (¬10) الْهَيْئَةُ: الشّارَةُ، يُقالُ: فُلان حَسَن الْهَيْئَةِ وَالْهِيئَةِ. وَأَرادَ: ذَوِى الْمُروءاتِ وَالْأَحْسَابِ (¬11). قَوْلُهُ: "شِرَاجِ الحْرَّةِ" (¬12) هِىَ: مَسايِلُ الْماءِ مِنْ بَيْنِ الْحِجارَةِ إِلى السَّهْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬13). قَوْلُهُ: تعالَى: {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (¬14) أَيْ: فيما وَقَعَ فيهِ خِلافٌ بَيْنَهُمْ، يُقالُ: اشْتَجَرَ الْقَوْمُ وَتشاجَروا: إِذَا اخْتَلَفوا واخْتَصَموا وَتَنازَعوا، وَقَدْ ذُكِرَ أَيْضًا (¬15). قَوْلُهُ: "فَأَجِدُ فِى نَفْسى" (¬16) فيهِ حَذْفٌ وَاخْتِصار، أَيْ: فَأَجِدُ فِى نَفْسى مِنْهُ شَكًّا، وَيَحْصُلُ فِى صَدْرِى مِنْهُ ارْتياب، وَهَذَا يُشْبِهُ قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: "الإثْمُ مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ" (¬17). وَالسِّلْعَةُ (¬18): قَدْ ذُكِرَتْ (¬19). ¬

_ (¬10) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم إلا في الحدود" المهذب 2/ 288. (¬11) قال الشافعي: هم الذين ليس يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة، المغيث 3/ 520، وانظر النهاية 5/ 285. (¬12) في حديث ابن الزبير: أن رجلا خاصم الزبير عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرة. . . الخ الحديث. المهذب 2/ 288. (¬13) 2/ 72. (¬14) سورة النساء آية 65. (¬15) 2/ 130. (¬16) في حديث على - رضي الله عنه -: "ما من رجل أقمت عليه حدًا فمات فأجد في نفسى أنه لا دية له إلا شارب الخمر فإنه لو مات وَدَيْتُه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسنه". المهذب 2/ 289. (¬17) ويروى "ما حاك" وانظر الحديث في مسلم في كتاب البر 14، ومسند أحمد 4/ 182، والفائق 1/ 302، وابن الجوزى 1/ 230. (¬18) في قوله: "وإن كان على رأس بالغ عاقل سلعة: لم يجز قطعها بغير إذْنه" المهذب 2/ 289. (¬19) 2/ 233.

ومن كتاب الأقضية

وَمِنْ كِتابِ الْأَقْضيَةِ قالَ ابْنُ الأَعْرابِىِّ: الْقَضاءُ فِى اللُّغَةِ: إِحْكامُ الشَّىْءِ وَإمْضاؤُهُ وَالْفَرَاغُ مِنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} (¬1) أَيْ: افْرُغُوا مِنْ أَمْركُمْ وَأَمْضُوا ما فِى أَنْفُسِكُمْ (¬2). وَأَصْلُهُ: قَضَايٌ؛ لأنَّهُ مِن قَضَيتُ إِلَّا (¬3) أَنَّ الياءَ لمَّا جاءَتْ بَعْدَ الأَلِفِ أُبْدِلَت هَمْزَةً، وَالجَمْعُ: الأَقْضِيَةُ، وَالْقَضِيَّةُ مِثْلُهُ (¬4)، وَجَمعُها: قَضَايَا عَلَى فَعَالَى، وَأَصْلُهُ فَعائِلُ. وَقَضَى: أَيْ حَكَمَ، قالَ اللهُ تَعاَلى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (¬5) وَقَضىَ فِى الْقُرْآنِ وَاللُّغَةِ يأْتِى عَلَى وَجُوهٍ تَتَقَارَبُ مَعَانيها، وَمَرْجِحُهَا كُلُّها إِلَى انْقِطاعِ الشَّيْىءِ وَتَمامِهِ، وَالْفَراغِ مِنْهُ، مِنْها: قَوْلهُ تَعالَى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} (¬6) أَرادَ: قَطَعَهنَّ وَأَحْكَمَ خَلْقَهُنَّ وَفَرَغَ مِنْهُنَّ (¬7). وَقوْلهُ تعالَى: {فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ} (¬8) أَيْ: فُرِغَ مِن تِلاوَتِهِ (¬9). وَقَوْلُهُ تَعالَى: {(¬10) [إِلَى] أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} لَفَصَلَ الْحُكْمَ وَقَطَعَ (¬11). وَقالَ أَبُو ذُؤيْبٍ (¬12): ¬

_ (¬1) سورة يونس آية 71. (¬2) تفسير الطبرى 11/ 143، وانظر معاني الفراء 1/ 474، ومعاني الزجاج 3/ 29. (¬3) ع: لأن والمثبت من الصحاح واللسان (قضى). (¬4) ع: مثلها. والمثبت من الصحاح واللسان. (¬5) سورة الإسراء آية 23، قضى هنا بمعنى أمر وانظر تفسير الطبرى 15/ 62، 63، ومعاني الفراء 2/ 120، ومعاني الزجاج 3/ 233، وبعضهم يفسره بحكم. كما في الصحاح والنقل هنا عنه. (¬6) سورة فصلت آية 12. (¬7) معاني الفراء 3/ 13، ومعاني الزجاج 4/ 381. (¬8) سورة الأحقاف آية 29. (¬9) معاني الزجاج 4/ 447. (¬10) ع: ولولا أجل: سهو. والآية في سورة الشورى 14. (¬11) تفسير الطبرى 25/ 16، ومعاني الزجاج 4/ 396. (¬12) ديوان الهذليين 1/ 143، ومجاز القرآن 1/ 275، ومعاني الزجاج 4/ 381، 382، وتفسير الطبرى 11/ 56 وغيرها.

وَعَلَيْهِما مَسْرُودَتانِ قَضَاهُمَا ... دَاوُدُ أَوْ صَنَعُ السَّوَابغ (¬13) تُبَّعُ أَيْ. صَنَعَهُمَا وَأَحْكَمَ صَنْعتَهُمَا. قَوْله: "فَإنْ كانَ خامِلًا" (¬14) الخامِلُ: السّاقِطُ الَّذى لَا نَباهَةَ لَهُ، وَقَدْ خَمَلَ يَخمُلُ خُمولًا، وَأَخْمَلْتُهُ أَنا. قَوْلُهُ (¬15): "مَنِ اسْتُقْضِىَ فَكَأَنَّما ذُبِحَ بِغيْرِ سِكِّينِ" قالَ فِى الشّامِلِ: لَمْ يَخْرُجْ مَخْرَجٍ الذَّمِّ للِقَضاءِ، وَإِنَّما وَصَفَهُ بِالْمَشقَّةِ، فَكَأنَّ مَنْ قُلِّدَهُ فقد حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ مَشَقَّةً كَمَشَقَّةِ الذَّبْحِ. وَالْمَعْتوهُ: النَّاقِصُ الْعَقْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْوَصَايَا (¬16). قَوْلُهُ: "وَقَلَّدَهُ" (¬17) هُوَ مِنَ الْقِلادَةِ الَّتي تكُونُ فِى الْعُنُقِ. قَوْلُهُ: "بِرِزْمَةٍ إِلَى السّوقِ" (¬18) الرِّزْمَةُ: الْكارَةُ مِنَ الثِّيابِ، وَقَدْ رَزَّمَهَا تَرْزِيمًا، أَي: شَدَّ رَزْمَهَا (¬19). قَوْلُهُ: "جَبَّارًا" (¬20) قِيلَ: الْجَبّارُ: الَّذى يَقْتُلُ عَلَى الْغضَبِ، وَقِيلَ: هُوَ ذُو السَّطْوَةِ وَالْقَهْرِ، وَمِنْهُ يُقالُ: جَبَرْتُهُ عَلَى كَذَا وَأَجْبَرْتُهُ: إِذا أَكْرَهْتَهُ عَلَيْهِ قَهَرْتَهُ (¬21)، وَمِنْهُ جَبْرُ الْعَظْمِ؛ لِأَنَّهُ كَالإِكراهِ عَلَى الِإصلاحِ. ¬

_ (¬13) ع: التوابع: تحريف. (¬14) في القاضى: "إن خاملا وإذا ولى القضاء انتشر علمه استحب أن يطلبه". المهذب 2/ 290. (¬15) المهذب 1/ 290، في حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "من. . .". (¬16) 2/ 98. (¬17) في المهذب 2/ 290: وإن كان جماعة يصلحون للقضاء اختار الإِمام أفضلهم وأورعهم وقلده. (¬18) في المهذب: لما ولى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - خرج برزقة إلى السوق، فقيل: ما هذا، فقال: أنا كاسب أهلى فأجروا له كل يوم درهمين. (¬19) في الصحاح: وقد رَزَّمْتُها ترزيما: إذا شددتها رِزَمًا. (¬20) ويكره أن يكون القاضى جبارًا عسوفا وأن يكون ضعيفا مهينا المهذب 2/ 290. (¬21) فعلت وأفعلت للجواليقى 32، والصحاح (جبر) وأنكر الأصمى جبر. أنظر فعلت وأفعلت لأبي حاتم 104.

"عَسوفًا" أَيْ. ظَلومًا، وَالْعَسْفُ: الظُّلْمُ، وَأَصْل الْعَسْفِ: الْأَخْذُ علَى غَيْرِ الطَّريقِ، وَمِثْلُهُ: التَّعَسُّفُ وَالاعْتِسافُ. قَوْلُه: "مَهينًا" أَيْ: حَقيرًا، وَفُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالَى: {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} (¬22) أَيْ: حَقيرٍ. وَقالَ الفَرّاءُ: الْمَهينُ: الْعاجِزُ (¬23). وَأَرادَ بِالضَّعيفِ: ضَعيفَ الرَّأْىِ وَالتَّدْبيرِ، لَا ضَعيفَ الجِسْمِ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ عُنْفٍ" (¬24) الْعُنْفُ: ضِدُّ الرِّفْقِ، يُقالُ: عَنُفَ عَلَيْهِ وَعَنُفَ بِهِ أَيْضًا. قَوْلُهُ: "بُنِيَتْ عَلَى الاحْتِياطِ" (*) الاحْتِيَاطُ عَلَى الشَّيىْءِ. الِإحْداق بِهِ مِنْ جَميعِ جِهاتِهِ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْحائِطُ، وَأَصْلُهُ: الْحِفْظُ، حاطَهُ يَحوطُهُ، أَيُّ: حَفِظَهُ، وَالمعْنِيُ: أَنْ يَحْكُمَ بِالْيَقينِ والْقَطعِ مِنْ غَيْرِ تخْمين، وَيَأْخُذَ بِالثِّقَةِ فِى أُمورِهِ وَأَحْكامِهِ. ¬

_ (¬22) آية 8 من سورة السجدة وآية 20 من سورة المرسلات. (¬23) كذا وفي معاني الفراء 3/ 173: الفاجر -بالفاء والجيم- في سورة القلم وكذا الفاجر في اللسان (مهن) عن الفراء. وانظر تفسير الطبري 21/ 95، 29/ 22، 235، ومعاني الزجاج 4/ 205، 5/ 205. (¬24) في قول بعض السلف: وجدنا هذا الأمر لا يصلحه إلا شدة من غير عنف ولين من غير ضعف. المهذب 2/ 290. (*) النكاح والقصاص واللعان وحد القذف لا يجوز فيها التحكيم؛ لأنها حقوق بنيت على الاحتياط فلم يجز فيها التحكيم. المهذب 2/ 291.

قَوْلُهُ: "كَتَبَ لَهُ الْعَهْدَ" (¬25) أَصْلُ الْعَهْدِ: الْوَصِيَّةُ، وَقَدْ" عَهِدْتُ إِلَيْهِ، أَىْ: أَوْصَيْتَهُ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ العَهْدُ الَّذِي يُكْتَبُ لِلوُلَاةِ، قالَ اللهُ تعالَى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} (¬26) أَىْ: أَوْصَيْناهُ أَلَّا يَأْكَل مِنَ الشَّجَرَةِ فَنَسِىَ وَالْعَهْدُ: اليَمينُ، مِن قَوْلِهِ: عَلَىَّ عهدٌ (¬27)، وَالْعَهْدُ: اللِّقَاءُ، مِنْ قَوْلِكَ: عَهِدْتُهُ بِمَكَانِ كَذَا (¬28). قَوْلُهُ: "قاضِيًا وَوَزِيرًا" (¬29) الْوَزيرُ: مُشْتَقٌّ مِنَ الْوِزْرِ، وَهُوَ الْجَبَلُ وَالْمَلْجَأَ، كَأَنَّهُ يَسْتَنِدُ إِلَيْهِ فِى الْأُمُورِ، قالَ اللهُ تَعَالى: {كَلَّا لَا وَزَرَ} (*) أَىْ: لَا مَلجَأَ. وَقيلَ: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْوِزْرِ، وَهُوَ الثِّقْلُ، كَأَنَّهُ يحْمِلُ أَثْقَال أُمُورِهِ وَأَعْبَاءَهُ. وَالْوِزْرُ هُوَ الْحِمْلُ الْمُثْقِلُ لِلظَّهرِ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)} (¬30). قَوْلُهُ: "فَقَدْ آثرْتكُمْ بِهِمَا" (¬31) قِيلَ: فَضَّلْتُكُمْ بِهِمَا، وَقيلَ: اخْتَرْتكُمْ، وَالْمُرادُ هَا هُنَا: خَصَصْتُكُمْ بِهما دَونَ غَيْرِكُمْ، ¬

_ (¬25) وإذا ولى القضاء على بلد كتب له العهد مما ولى. المهذب 2/ 291. (¬26) سورة طه آية 115. (¬27) في الصحاح: يقال عَلى عَهْدُ الله لَأفْعَلَنَّ كذا. (¬28) أي: لقيته الصحاح (عهد). (¬29) كنت عمر - رضي الله عنه - إلى أهل الكوفة "بعثت إليكم عمارا أميرا وعبد الله قاضيا ووزيرا". المهذب 2/ 291. (*) سورة القيامة آية 11. (¬30) سورة الشرح آية 2، 3. (¬31) في كتاب عمر السابق: فاسمعوا لهما وأطيعا فقد. . .

يُقالُ: اسْتَأْثَرَ فُلانٌ بكذا, أَيْ: خُصَّ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ وَانْفَرَدَ بِهِ، قالَ الشَّاعِرُ (¬32): اسْتَأْثَرَ اللهُ بِالْبَقاءِ وَبِالْـ ... عدْلِ وَوَلَّى الْمَلَامَةَ الرَّجُلَا أَيْ: تَفَرَّدَ بِالْبَقاءِ جَلَّ وَعَزَّ. قَوْلُهُ: "ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ" (¬33) بضَمِّ اللّامِ، وَإسْكانِ التّاءِ (¬34)، مَنْسوبٌ إِلى بَنِي لُتَبٍ، وَهمْ حَىٌّ مِنْ أَزْدٍ (¬35). قَوْلهُ: "عائِدُ الْمَرِيضِ فِى مَخْرَفٍ مِنْ مَخارِفِ الْجَنَّةِ" (¬36) المَخْرَفُ- بِالْفَتْحِ: الْبُسْتانُ، قالَ الْأَصْمَعِىُّ: واحِدُ الْمخارِفِ: مَخرَفٌ، وَهُوَ [جَنَى] (¬37) النَّخل، سُمِّىَ بذَلِكَ؛ لِأنَّهُ [يُخْتَرَفُ] (¬38) أَيْ: يُجْتَنَى. قَوْلُهُ: "لَا يُؤْمَنُ أَنْ يُحابَى" (¬39) الْمُحاباةُ: أَنْ يَبِيعَ إِلَيْهِ بِأَقَلَّ مِنْ ثَمَنِ الْمِثلِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬40). ¬

_ (¬32) الأعشى. ديوانه 233، ق 35. (¬33) في المهذب 2/ 292: روى أبو حميد الساعدى قال: استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بني أسد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة. . . الحديث. (¬34) في تبصير المنتبه 1231، بالضم والفتح معا، ثم مثناة مفتوحة، ثم موحده مكسورة، ثم ياء مشددة وهو عبد الله الأزدى، له صحبة وانظر أسد الغابة 3/ 374، 6/ 344، والإصابة 2/ 220. (¬35) تهذيب الأسماء واللغات 2/ 301. (¬36) في المهذب 2/ 292: ويجوز أن يعود المريض ويشهد الجنائز ويأتى مقدم الغائب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عائد. . . حتى يرجع". (¬37) ع: جبس: تحريف. وانظر غريب الحديث 1/ 81، وقد أخذه القتيبى على أبي عبيد في إصلاح الغلط 101، قال: غلط بَيِّنٌ؛ لأنه ذكر أن المخرف: جَنَى النخل رطبه وثمره، وهذا مخروف الجنة. ورد عليه ابن الأنبارى بأن المخرف يقع على النخل وعلى المخروف، كما يقع المشرب على المشروب. انظر اللسان (خرف 9/ 64، 65). (¬38) ع: يُخْرَفُ. (¬39) في القاضى: لا يبيع ولا يشترى لأنه لا يؤمن أن يحابي فيميل إلى من حاباه. المهذب 2/ 293. (¬40) 2/ 29.

قَوْلُهُ: "وَالْمَرَضُ يُقْلِقُهُ" (¬41) قالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬42): القَلَقُ: "الانْزِعاجُ، يُقالُ: باتَ قَلِقًا، وَأَقْلَقَهُ غَيْرُهُ. قَوْلُهُ: "يُدافِعُ الأَخْبَثَيْنِ" تَثْنِيَةُ الأَخْبَثِ، وَهُما: الْبَوْلُ وَالْغائِطُ، وَمَعناهُ: الْخَبيثَيْنِ، أَىِ: النَّجَسَيْنِ الْمُسْتَقْذَرَيْنِ، لَكِنَّ لَفْظَةَ "أَفْعَلَ" أَبْلَع وَأَكْثَرُ. قَوْلُهُ: "فِى حَرٍّ مُزْعِجٍ" أَزْعَجَهُ، أَيْ: أَقْلَقَهُ مِنْ مَكانهِ، وَانْزَعَجَ بِنَفْسِهِ، وَالْمِزْعاجُ: الْمَرْأَةُ الَّتي لا تَسْتَقِرُّ فِي مَكانٍ. وَالْقَلَق: ضيقُ الصَّدْرِ وَقِلَّةُ الصَّبْرِ. قَوْلُهُ: "فَلا يَتَوَفَّرُ عَلَى الاجْتِهادِ" (¬43) أَيْ: لا يَسْتَوْفيهِ وَيُتِمُّهُ، وَالْمَوْفورُ: التَّامُّ، وَالْوُفورُ: التَّمامُ، وَالْوَفْرُ: الْمالُ الْكَثيرُ. وَ "شِراج الْحَرَّةِ" قَدْ ذُكِرَ (¬44). قَوْلُهُ: "فِى مَوْضِع بارِزٍ" (¬45) أَيْ: ظاهِير غَيْرِ مَسْتورٍ {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (¬46) أَيْ: ظَهَروا، وَلَمْ يَسْتُرْهُمْ عَنْهُ شَيْئٌ. قَوْلُهُ: "دون فاقَتِهِ وَفقْرِهِ" الْفاقَةُ: الْحاجَةُ. وَالْفَقْرُ: ضِدُّ الْغِنى، وَهُما مُتقارِبانِ. قَوْلُهُ: "يَحْضُرُهَا اللَّغَطُ وَالسَّفَهُ" (¬47) هُوَ: الْصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ، يُقالُ: لَغطوا يَلْغطونَ لَغْطًا وَلغَطًا وَلِغاطًا. وَالسَّفَهُ ها هُنا: التَّشاتُمُ وَذِكْرُ الْمَعايِبِ. قَوْلُهُ: "وَإِنِ احْتاجَ إِلى أَجْرِياءَ" الْأَجرِياءُ: جَمْعُ جَرِىٍّ، مُشَدَّدٍ غَيرِ مَهْموزٍ، وَهُوَ: الْوَكيلُ وَالرَّسولُ، يُقالُ جَرِىٌّ بَيِّنُ الْجَرَايَة وَالجِرَايَة، وَالْجَمْعُ أَجْرِيَاءُ. ¬

_ (¬41) لا يقضى والمرض يقلقه، ولا يقضى وهو يدافع الأخبثين، ولا يقضى وهو في حر مزعج ولا في برد مؤلم. المهذب 2/ 293. (¬42) في الصحاح (قلق). (¬43) في تعليل ما في تعليق 41: لأن في هذه الأحوال يشتغل قلبه فلا يوفر على الاجتهاد في الحكم. (¬44) 2/ 72، 366. (¬45) ويستحب أن يجلس في موضع بارز يصل إليه كل أحد ولا يحتجب، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من ولى من أمر الناس شيئًا فاحتجب دون حاجتهم وفاقتهم احتجب الله دون فاقته وفقره" المهذب 2/ 293. (¬46) سورة إبراهيم آية 48. (¬47) يعني الخصومة.

وَسُمِّىَ الْوكيلُ جَرِيًّا؛ لأنَّهُ يَجْرى مَجْرَى مُوَكِّلِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ: "قُولُوا بِقَوْلكُمْ وَلَا يَسْتَجْرِيَنَّكمُ الشَّيطانُ" (¬48). وَالْحاجبُ (¬49). مُشْتَقٌّ مِنَ الْحِجابِ، وَهُوَ: السِّتْرُ وَالْمَنْعُ، كَأَنَّهُ يَسْتُرُهُ وَيَمْنَعُ مِنَ الدُّخولَ إِلَيْهِ. وَ"بَرْفَا" (¬50) غَيْرُ مَهْموز، هَكَذا السَّماعُ. قَوْلُهُ: "الْحْطَيْئَةُ" (¬51) سُمِّىَ الحُطَيْئَةَ لِقِصَرِهِ، وَالْحُطَيْئَةُ: الرَّجُلُ الْقَصيرُ. وَقالَ ثَعْلبٌ: سمِّىَ الْحُطَيْئَةَ لِدَمامَتِهِ، وقيلَ: إِنَّه كانَ فِى صِغَرِهِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ، فَضَرِطَ، فَقيلَ لَهُ: ما هَذا؟ قالَ: حُطَيْئَةٌ، يُريدُ: ضَرْطَة، فَسُمِّىَ حُطَيْئَة. قَوْلُهُ: "بِذى مَرَخٍ" بالخاء: اسْمُ مَوْضِع بِعَينِهِ (¬52)، وَمَنْ رَواهُ "مَرْجٍ" بِالْجيمِ فَمُخطِىءٌ؛ لِأن الْمَرْجَ بِإسْكانِ الرَّاءِ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذى يَكونُ كَثيرَ المْاءِ وَالشَّجَرِ، وَقَدْ قالَ: . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ ¬

_ (¬48) سنن أبي داود 4/ 254، ومسند أحمد 3/ 241، وغريب الخطابي 3/ 264 وابن الجوزى 1/ 153، والنهاية 1/ 264. (¬49) في قوله: ويكره أن يتخذ حاجبا. . . المهذب 2/ 294. (¬50) من قوله: ولا يكره للإمام أن يتخذ حاجبا؛ لأن يرفا كان حاجب عمر والحسن البصري كان حاجب عثمان، وقنبر كان حاجب على - رضي الله عنه -. المهذب 2/ 294. (¬51) حبس عمر - رضي الله عنه - الحطيئة، فقال: ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر المهذب 2/ 294 وديوانه 208. (¬52) وادٍ بين فدك والوابشية خضر نضر كثير الشجر، وقد تسكن الراء. قاله المجد وأنشد البيت المذكور. المغانم المطابة 377، ووفاء الوفا 1305.

فَدَلَّ عَلَى غَيْرِهِ، وَلا يَسْتَقيمُ وَزْنُ الْبَيْتِ مَنْ غَيْرِ تَسْكينِ الراءِ أَيْضًا (¬53). قَوْلُهُ (¬54): "وَمَلَّ مِنِّى أُخْوَتِى وَعِرْسِى ... فِى حَدَثٍ لَمْ تَقْتَرِفْهُ نَفْسِى" العِرْسُ: الزَّوْجَةُ، وَلَمْ تَقْتَرِفْهُ: لَمْ تَكْتَسِبْهُ، وَالاقْتِرافُ: الاكْتِسابُ، وَفُلانٌ يَقْتَرِفُ لِعِيالِهِ، أَيْ: يَكْتَسِبْ "فِي حَدَثٍ" فِيَ أَمْرٍ وَقَعَ، وَلم يَكُنْ قَبْلُ. قَوْلُهُ: "برَآءَ مِنَ الشَّحْناءِ" (¬55) الشَّحْناء: الْعَداوَةُ، وَكَذلِكَ: الشِّحْنَةُ، وَعَدُوُّ مُشاحِنٌ، ولعل اشتقاقه مِنَ الشَّحْنِ، وَهُوَ: الْمَلْء، أَيْ: مُمتَلئٌ عَداوَةً، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (¬56) أَىِ: المَمْلوءِ. قَوْلُهُ: "عَلى جَرْحِ عَدْلٍ أَوْ تَزْكِيَةِ غَيْرِ عَدْلٍ" الْجَرْحُ. العَيْبُ وَالْفَسادُ، وَجَرْحُ الشَّاهِدِ: إِظْهارُ مَعَايِبِهِ. وَالْعَدْلُ: أَصْلُهُ مِن الاسْتِقامَةِ وَترْكِ الْمَيْلِ: وَالعَدلُ أَيْضًا: الْمَيْلُ وَالْجَوْرُ، يُقالُ: عَدَلَ عَنِ الطَّريق: إِذا مالَ عَنْها، وَهوَ مِن الْأَضْدادِ (¬57). وَالتَّزْكِيَةُ ها هنا: التَّطْهيرُ، مِنْ قَوْلِهِ تعالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (¬58) فَكأنَّ الْمُزَكِّى يَشْهَدُ لَهُمْ بِالطَّهارَةِ وَالْبَراءَةِ مِنَ الْعُيُوبِ. قَوْلُهُ: "وَافِرى الْعُقولِ" أَيْ: تَامِّى الْعُقولِ كامِلين بِالْوَفْرِ وَالتَّمام وَالْكَمالِ. ¬

_ (¬53) كذا, ولعله يقصد تحريك الراء والرواية عليه. (¬54) في المهذب 2/ 294: وحبس عمر آخر فقال:. . .. (¬55) في القاضى يتخذ من أصحاب المسائل لتعرف بهم أحوال من جهلت عدالته من الشهود وينبغي أن يكونوا عدولا برآء من الشحناء بينهم وبين الناس بعداء عن العصبية في نسب أو مذهب حتى لا يحملهم ذلك على جرح عدل أو تزكية غير عدل وأن يكونوا وافرى العقول. . ولا يسترسلوا. المهذب 2/ 195. (¬56) سورة الشعراء آية 119، وسورة يس آية 41. (¬57) فيه نظر؛ لأنه لا يأتي بمعنى الميل إلا مع ملازمة حرف الجر، ولم يذكر أحد العدل مجردا على أنه من ألفاظ الأضداد. (¬58) سورة التوبة آية 103.

قَوْلُهُ: "وَلا يَسْتَرْسلوا" استرْسَلَ إِلَيه , أَىْ: انبسَطَ وَاستَأْنَسَ بِهِ، وَأَرادَ: تَرْكَ التَّحَفُّظِ، وَأَخْذَ الْأَمْرِ بِالْحَزم وَالتَّيَقُّظِ. قَوْلُهُ: "جَاركَ الأَدْنَى؟ " (¬59) أَىِ: الأَقْرَبُ، وَالدُّنُوُّ: الْقُرْبُ ضِدُّ البُعْدِ. قولُهُ: "يُسْتَدَلُّ بِهِما عَلَى الْوَرَعٍ" الْوَرَعُ: التُّقَى، وَالْوَرِعُ: التَّقِىُّ، وَقَد وَرِعَ يَرِعُ بِالكَسْرِ فِيهِما وَرَعًا وَرِعَة، وَتوَرَّعَ مِنْ كَذا، أَيْ: تحَرَّجَ (¬60). قَوْلُة: "فَيَجْمَعُهُمُ الْهَوَى عَلى التَّوَاطُؤِ" (¬61) أَىْ: تَحْكُمُهُمُ الشَّهْوَةُ عَلَى التَّوافُقِ، وَطَأْهُ عَلى الأَمْرِ، أَىْ، وَافَقَهُ. قَوْلُهُ: "وَارْتابَ بِهِمْ" (¬62) أَىْ: شَكَّ فيهِمْ، وَالرَّيْبُ وَالارْتِيابُ: الشَّكُّ، وَكَذا الرِّيبَةُ. وَدانِيالُ (¬63): بِالدّالِ المُهْمَلَةِ وَكَسْم النُّونِ، وَكانَ مِمَّنْ أَسرَهُ بُخْتَنَصَّرُ وَحَبَسَهُ، ثُمَّ رَأَى رُؤْيا فَفَسَّرَها لَهُ فَأَكْرَمَهُ وَخَلَّاهُ (¬64). قَوْلُهُ: "إنَّ الطَّيْرَ لَتَخفِقُ بِأَجنِحَتِها وَترمِى بِما فِى حَوَاصِلِهَا" (¬65) يُقالُ: خَفَقَ الطّائِرُ: إِذا طارَ، وَأَخْفَقَ: إِذا ضَرَبَ بِجَناحَيْهِ. وَالْحَوْصَلَةُ مِنَ الطّائِرِ: بِمَنْزِلَةِ ¬

_ (¬59) من قول عمر - رضي الله عنه - لرجل زعم أنه يعرف الرجل الذي سأل عنه عمرُ: بأى شيئ تعرفه؟ قال: بالعدالة، قال: هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: فمعا ملك بالدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع. . . إلخ. المهذب 2/ 295. (¬60) عن الصحاح (ورع). (¬61) في المهذب 2/ 295: ويجتهد أن لا يعلم أصحاب المسائل بعضهم ببعض فيجمعهم الهوى على التواطؤ على الجرح والتعديل. (¬62) وإن شهد عنده شهود وارتاب بهم فالمستحب أن يسألهم عن تحمل الشهادة. . . الخ المهذب 2/ 296. (¬63) في المهذب 2/ 296: روى أن أربعة شهدوا على امرأة بالزنا عند دانيال ففرقهم وسألهم فاختلفوا فدعا عليهم فنزلت عليهم نار من السماء فأحرقتهم. (¬64) انظر تاريخ الطبرى 4/ 220، والبداية والنهاية 6/ 9. (¬65) روى ابن عمر قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الطير. . . من هول يوم القيامة وشاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوأ مقعده من النار" المهذب 2/ 296.

الْكَرِشِ مِمّا يَجْتَرُّ، يَجْمَعُ فِيها الطَّائِرُ الحَبَّ، وجَمعُها: حَوَاصِلُ، وَالتَّشْديدُ فِى اللَّام: لُغَةٌ فيها (¬66). قَوْلُهُ: "يَتَبَوَّأُ مَعْقَدَهُ مِنَ النَّارِ" أَيْ: يَلْزمُهُ وَيُقيمُ فيهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬67). قَوْلُهُ تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (¬68) أَصْلُهُ: مِنْ شُرْتُ العَسَلَ: إِذَا استخْرَجتَهُ مِنَ الخلِيَّةِ، وَهِيَ: بَنتُ النَّخلِ، كَأَنَّهُ يَسْتَخرِجُ ما عِنْدَهُ مِنَ الرَّأْىِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬69). قَوْلُهُ: "قَلَّدَ غَيْرَهُ" (¬70) التَّقْليدُ فِى الفُتْيَا وَالحُكْمِ وَالقِبْلَةِ وَغيْرِها: مَأْخُوذٌ مِنَ الْقِلادَةِ الَّتى تكونُ فِى العُنُقِ، كَأنَّ العامِّىَّ يَجعَلُ ما يَلْحَقُهُ مِنْ عُهْدَةِ العَمَلِ وَالإثْمِ الَّذى يَعْمَلُ فيهِ بفَتْوَى العالِمِ وَقَضاء القاضِى فِى عُنُقِ المُفْتِى وَالقَاضِى وَيَتَخلصُ مِنْ مَأثمِهِ؛ لأنَّ الأَعْمالَ تُوصَفُ بكَونِها فِى الأَعْناقِ، قالَ اللهُ تَعالَى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} (¬71) جَاءَ فِى التَّفْسيرَ أَنَّهُ عَمَلُهُ (¬72). وَإِن اجْتَهَدَ وَبَذَلَ الْجُهْدَ فَأَخْطَأَ فَلا وِزْرَ عَلَيْهِ، وَلَهُ أَجْرٌ، وَإِنْ تعَمَّدَ الفَتْوَى بِغيْرِ الْحَقِّ، أَوْ أَخْطَأ وَلَم يَجْتَهِدْ فِى فَتْوَاهُ كانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، ولا شَيىْءَ عَلى المُستَفْتِى، وَيَدُل عَلَيْهِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: "إِذا اجْتَهَدَ الْحاكمُ فَأَصابَ فَلَهُ أَجْرانِ وَإِن أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْر" (¬73). قَوْلُهُ: "أَوْلَى مِنَ التَّمادِى فِى الْباطِلِ" (¬74) التَّمادِى: اللَّجاجُ فِى الشَّيْىءِ وَالإِقامَة عَلَيْهِ، يُقالُ: تَمادَى فِى غَيِّهِ: إِذا أَقامَ عَلَيْهِ وَلَجَّ فِى اتِّباعِهِ. ¬

_ (¬66) الفرق لقطرب 52، والفرق لأبي حاتم 31، والمخصص 8/ 132. (¬67) 1/ 158، 2/ 191. (¬68) سورة آل عمران آية 159. (¬69) 1/ 56، 2/ 96. (¬70) إن كان الحكم بين مسافرين، وهم على الخروج ولم يتضح له الحكم: قلد غيره. المهذب 2/ 297. (¬71) سورة الإسراء آية 13. (¬72) تفسير الطبري 15/ 50، 51، ومعاني الفراء 2/ 118، ومعاني الزجاج 3/ 230. (¬73) سنن أبي داود 3/ 299، ومعالم السنن 4/ 160. (¬74) في كتاب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنهما: "وإن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل" المهذب 2/ 297.

قَوْلُهُ: "رُبَّما قَصَدَ أَنْ يَبتَذِلَهُ" (¬75) الابْتِذالُ: الامتِهانُ وَتَرْكُ الصَّوْنِ، وَثيابُ الْبِذْلَةِ: الَّتِى تُمتَهَنُ وَلا تُصانُ. قَوْلُهُ: "يَسوغُ فيهِ الاجْتِهادُ" (¬76) أَيْ: يَليقُ وَيَسهُلُ، مِنْ قَولِهِمْ: سَاغَ الطَّعامُ: إِذَا سَهُلَ مَدْخَلُهُ فِى الْحَلْقِ. قَوْلُهُ: "وَعَلَيْهِ السَّكينَةُ وَالْوَقارُ" (¬77) السَّكينَةُ: أَصْلُها مِنَ السُّكونِ، وَهوَ ضِدُّ الْحَرَكَةِ. وَالْوَقارُ: الْحِلْمُ وَالرَّزانَةُ، وَقدْ وَقَرَ الرَّجُلُ يقرُ وَقارًا وَقِرَةً فَهُوَ وَقورٌ. قَوْلُهُ: "وَيُتْركُ بَيَّنَ يَدَيْه القِمَطْرُ" وَهُوَ: وِعاءُ الْكُتُبِ، وَهوَ الَّذى يُتْرَكُ فيهِ الْمحاضِرُ وَالسِّجلَّاتُ. قالَ الْخليلُ: حَرْفٌ فِى صَدْرِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ فِى قِمَطْرِكَ، وَهُوَ أَيْضًا: الرَّجُلُ الْقَصيرُ. "المحاضِرِ وَالسِّجلّاتِ" الْمحاضِرُ: الَّتي يُكْتَبُ فيها قِصَّةُ الْمُتحاكِمَيْنِ عِنْدَ حُضورِهِمَا مَجْلِسَ الحُكْمِ وَما جَرَى بَيْنَهُمَا وَما أَظْهرَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما مِنْ حُجَّةٍ مِنْ غَيْرِ تنْفيذٍ وَلا حُكْمٍ مَقْطوع بِهِ. وَالسِّجِلاتُ: الكُتُبُ الَّتى تَجْمَعُ المحاضِرَ وَتزيدُ عَلَيْها بِتَنْفيذ الْحُكْمِ وَإِمْضائِهِ. وَأَصْلُ السِّجِلِّ: الصَّحيفَةُ الَّتى فيها الْكِتابُ، أَيُّ كِتابٍ كَانَ، ذكِرَ فِى تَفْسيرِ قَوْلِهِ تَعالى: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} (¬78) وَقيلَ: هُوَ كاتِبٌ لِلنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬79). وَهُوَ مُذَكَّرٌ، وَيُقالُ: عِنْدى ¬

_ (¬75) في المهذب 2/ 297: وإن تظلم منه متظلم فإن سأل احضاره لم يحضره حتى يسأله ما بينهم؛ لأنه ربما قصد أن بيتز له، ليحلف من غير حق. (¬76) إن كان مما يسوغ فيه الاجتهاد كثمن الكلب وضمان ما أتلف على الذمى كالخمر: لم ينقضه. المهذب 2/ 297. (¬77) في القاضى: والمستحب أن يقعد وعليه السكينة والوقار. . . ويترك بين يديه القمطر مختوما ليترك فيه ما يجتمع من المحاضر والسجلات. المهذب 2/ 298. (¬78) سورة الأنبياء آية 104، وانظر تفسير الطبرى 17/ 99 - 101، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 406. (¬79) ذكره الطبرى عن أبي الجوزاء عن ابن عباس. وكذا الزجاج في معانيه.

ثَلاَثةُ سِجِلّاتٍ، وَأَرْبَعَةُ سِجِلاتٍ، وَلَا يُؤَنَّثُ؛ لِأنَّ الْمرادَ بهِ الْكِتابُ، وَهُوَ مُذَكَر، وَلا يُقالُ: ثَلاثُ سِجِلّاتٍ عَلَى لَفْظِهِ (¬80). قَوْلُهُ: "آسِ بَيْنَ النَّاسِ" (¬81) أَيْ: أَصْلِحْ، يُقالُ: أَسَوْتُ بَينَهمْ، أَىْ: أَصْلَحْتُ بَيْنَهُمْ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ مَعْناهُ: سَرِّ بَيْنَهُمْ، حَتَّى يكونَ كُلُّ واحد مِنْهُمْ أُسْوَةً لِصاحِبهِ، وَالأُسْوَةُ: الْقُدْوَةُ (¬82). قَوْلُهُ: "حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَريفٌ فِى حَيْفِك" أَصْلُ الشَّرَفِ: الْعُلُوُّ وَالرِّفْعَةُ، مَأْخوذٌ من الْجَبَلِ الْمُشرِفِ، وَهُوَ الْعالِى، قالَ الشّاعِرُ (¬83): يَبْدو وَتُضْمِرُهُ الْبِلادُ كَأَنَّهُ ... سَيْفٌ عَلى شَرَفٍ يُسَلُّ وَيُغمَدُ أَيْ: مَوْضِعٍ عَالٍ. وَالشَّريفُ مِنْ الْقَوْم: الرَّفيعُ الْمَنْزِلَةِ الْعالِى الْقَدْرِ وَالْحَسَبِ. قَوْلُهُ: "فِى حَيْفِكَ" أَيْ: فِى جَوْرِكَ، وَالْحَيْفُ: الْجَوْرُ، حافَ، أَيْ:، جَارَ، قالَ اللهُ تعالَى: {أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} (¬84). قَوْلُهُ: "يَميلُ إِلَيْهِ طَبْعُهُ" (¬85) الطَّبْعُ وَالطِّباعُ: مَا رُكِّبَ فِى الإِنْسانِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَغيْرِهِمَا مِنَ الْأَخْلاقِ الَّتي لَا يُزايِلُها (¬86) يُقالُ: فُلانٌ كَريمُ الطِّباعِ وَالطبائِعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ عَلَى فِعالٍ نَحو مِثالٍ وَمِهادٍ (¬87). ¬

_ (¬80) هو أحد الأسماء المذكرة التي تجمع بالألف والتاء. (¬81) في كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعرى رضي الله عنهما: آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك" المهذب 2/ 299. (¬82) المجموع المغيث 1/ 71، والنهاية 1/ 50. (¬83) لم أقف على الشاهد ولا على قائله. (¬84) سورة النور آية 50. (¬85) هذه العبارة غير موجودة في هذا الموطن من المهذب. (¬86) ع: يزيلها تحريف. وفي النهاية "يزاولها" وفي الغريبين 257 خ: "يزايلها" والنقل عنه. (¬87) كذا في الغريبين 207، والنهاية 2/ 113، وفي اللسان (طبع) عن أبي القاسم الزجاجى: الطِّباع: واحد مذكر كالنحاس والنجار.

قَوْلُهُ: "أَوْ أَحَبَّ أَنْ يَفْلَجَ" (¬88) أَيُّ: يَغْلِبَ، يُقالُ: فَلَجَ خَصْمهُ، أَيْ: غَلَبَهُ. قَوْلُهُ: "لَدَدٌ" (¬89) اللَّدَدُ: شِدَّةُ الْخُصومَةِ، يُقالُ: رَجُل أَلدُّ بَيِّنُ اللَّدَدِ، وَهُوَ: الشَّديدُ الْخُصومَةِ، وَقَوم لُدٌّ، قالَ اللهُ تَعالَى: {أَلَدُّ الْخِصَامِ} (¬90) وقال: {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} (¬91). وَقالَ الْأَزْهَرِىُّ (¬92): اللَّدَدُ: الْتِوَاءُ الْخَصْمِ فِى مُحاكَمَتِهِ، مَأْخوذٌ مِنْ لَدِيدَىِ الْوَادِى، وَهُما: جَانِباهُ. قَوْلُهُ: "فإنْ عادَ زَبَرَهُ" الزَّبْرُ: الزَّجْرُ وَالمَنْعُ، يُقالُ: زَبَرَهُ يَزْبُرُهُ -بِالضَّمِّ- زَبْرًا: إِذا انْتَهَرَهُ. كَذا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬93). قَوْله: "وَلا يَتَعَنَّتُهُ" (¬94) أَىْ: يَطْلُبُ زَلَّتَهُ، تَقولُ: جاءَنِي فُلانٌ مُتَعَنِّتًا: إِذا جَاءَ يَطْلُبُ زَلَّتَكَ، وَأَصْلُ الْعَنَتِ: الْمَشَقَّةُ. وَ "اسْتَعْدَى عَلَيْهِ الْحاكِمَ" (¬95) أَيْ: اسْتَعانَهُ، يُقالُ: اسْتَعْدَيْتُ عَلى فُلانٍ الأَميرَ فَأَعْداني، أَىْ: اسْتَعَنْتُ: بِهِ فَأَعَانَنِي، وَالاسْمُ مِنْهُ: الْعَدْوى، وَهِيَ: الْمَعونَةُ، قالَ زُهَيْرٌ (¬96): وَإِنِّى لَتُعْدينِى عَلى الْهَمِّ جَسْرَةٌ ... تَخُبُّ بِوَصّالٍ صَرومٍ وَتُعْنِقُ وَ "صاحِبُ الشُّرْطَةِ" (¬97) يُقالُ: أَشْرَطَ فُلانٌ نَفْسَهُ لِأمْرِ كَذا، أَيْ: أَعْلَمَها وَأَعَدَّها. قالَ الأَصْمَعِىُّ: وَمِنْهُ سُمِّىَ الشُّرَطُ؛ لأنَّهمْ جَعلوا لأنْفُسِهِمْ ¬

_ (¬88) أو أحب أن يفلج أحدهما على خصمه ولم يظهر ذلك منه يقول ولا فعل: جاز. المهذب 2/ 299. (¬89) وإن ظهر من أحدهما لدد أو سوء أدب نهاه، فإن عاد ذبره وإن عاد عزره المهذب 2/ 299، 300. (¬90) سورة البقرة آية 204. (¬91) سورة مريم آية 97. (¬92) في الزاهر 420. (¬93) الصحاح (زبر). (¬94) ولا يزجر شاهدا ولا يتعنته؛ لأن ذلك يمنعه من الشهادة على وجهها. المهذب 2/ 300. (¬95) إن لم يحضر الخصم فاستعدى عليه الحاكم وجب عليه أن يعديه. المهذب 2/ 300. (¬96) ديوانه 183 فتح فخر الدين قباوة. (¬97) فإن استدعاه الحاكم فامتنع من الحضور تقدم إلى صاحب الشرطة ليحضره. المهذب 2/ 300

عَلامَةً يُعْرَفونَ بِبها، الْواحِدُ: شُرْطَةٌ وَشُرْطِىٌّ. وَقالَ أَبو عبَيدةَ: سُمُّوا شُرْطَةً؛ لِأَنَّهُمْ أُعِدُّوا (¬98). قَوْلُهُ: "مَا قَتلَ دَادَوَيْهِ" (¬99) ذَكَرَ الْقَلْعِىُّ (¬100) أَنَّه بِدالَيْن مُهْمَلَتَيْنِ مَفْتوحَتَيْنِ، وَتَخْفيفِ الْياءِ وَتَسْكِينِها. قَوْله: "فَإنْ كانَتْ بَرْزَةً" أَيْ: ظاهِرَةً غَيْرَ مُحْتَجبَةٍ، وَقد ذُكِرَ (¬101). قَوْلُهُ (¬102): "لا يَتَوَرَّعُ" لَا يَتَّقِى وَالْوَرَعُ: التَّقْوى وَاجْتِناب الظُّلْمِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬103). قَوْلُهُ: "أَنْ يُوَافِقَ قَدَرَ بَلاءٍ" الْقَدَرُ: مَا يُقَدَّرُ عَلى الإِنْسانِ وَيُقضى عَلَيْهِ مِن حُكْمِ اللهِ السّابِقِ فِى عِلْمِهِ. يُقالُ: قَدَرٌ، وَقدْرٌ، بِالْفَتْحِ وَالإِسْكانِ، وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ (¬104): أَلا يَالَقَوْمى لِلنَّوَائِبِ وَالْقَدْرِ ... وَلِلْأَمْرِ يَأْتى المَرْءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِى وَالْبَلاءُ: ما يُصيبُ الإِنسانَ مِنَ الشِّدَّةِ وَالتَّعَبِ فِى النَّفْسِ وَالْمالِ. قَوْلُهُ: "جَنَبَةِ الْمُدَّعَى" (¬105) جَنَبَةٌ بِمَعْنَى جانِبٍ. ¬

_ (¬98) عن الصحاح (شرط). (¬99) روى أن أبا بكر - رضي الله عنه - كتب إلى المهاجر بن أمية أن أبعث إلى بقيش بن مكشوح في وثاق فأحلفه خمسينا يمينا على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قتل دادويه. المهذب 2/ 300. (¬100) في اللفظ المستغرب 177، وانظر أسد الغابة 2/ 157، والاستيعاب 2/ 461. (¬101) في المهذب 2/ 300: فإن استعداه على امرأة فإن كانت برزة فهى كالرجل. وانظر: 2/ 342. (¬102) لما قال النبى - صلى الله عليه وسلم - لأحد الخصمين: "شاهداك أو يمينه" قال له: إنه لا يتورع عن شيئ. المهذب 2/ 301. (¬103) 2/ 345. (¬104) لهدبة بن خشرم. اللسان (قدره / 74). (¬105) تنتقل اليمين إلى جنبة المدعى عليه. المهذب 2/ 301.

قَوْلُهُ: "وَنَكَلَ عَنِ الْيَمينِ" قيلَ: جَبُنَ وَهابَ الإِقدامَ عَلَيْها، قالَ (¬106): . . . . . . . . . . . . . ... فَلَمْ أَنكُلْ عَنِ الضَّرْبِ مِسْمَعًا أَيْ: لَمْ أَجْبُنْ وَلمْ أَمْتَنِعْ. وَقيلَ: نكَلَ: امْتَنَعَ، وَمِنهُ سُمِّىَ الْقَيْدُ نِكْلًا؛ لِأنَّهُ يَمْنَعُ الْمَحْبُوسَ (¬107). قَوْلُهُ: "لِطِفْلٍ فِى حِجْرِهِ" (¬108) الحِجْرُ بِمَعْنَى الْحِضْنِ، وَهُوَ: مَا بَيْنَ الإِبْطِ إِلَى الْكَشْحِ، وَهُوَ: الْجَنْبُ؛ لأَنَّهُ يُحْمَلُ هُنالِكَ. قَوْلُهُ: "طَعْنًا فِى البَيِّنَةِ" (¬109) طَعَنَ فيهِ بِالْقَوْلِ يَطْعنُ: إِذا انْتَقَصَهُ وَجَرَحَهُ. قَوْلُهُ: "أَحَقُّ مِنَ الْيَمينِ الفَاجرَةِ" (¬110) مَعْناهُ: الْكاذِبَةُ، وَقَد ذَكَرْنا أَنَّ الفَجرَ أَصْلُهُ الشَّقُّ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الفَجْرُ (¬111) وَقِيلَ: إِنَّهُ الْمَيْلُ عَنِ القَصْدِ، فَقيلَ لِلْكاذِبِ فاجِرٌ؛ لِأَنَّهُ مالَ عَن الصِّدْقِ، وَقيلَ لِلْمائِلِ عَنِ الْخَيْرِ وَالْعادِل عَنْهُ: فاجِرٌ؛ لِأَنَّهُ مالَ عَنِ الرُّشْدِ. قَوْله: "مُلازَمَةُ الخَصْمِ" (¬112) هُوَ: أَنْ يَقْعُدَ مَعَهُ حَيْثُ قَعَدَ، وَيَذهَبَ مَعَهُ حَيْثُ ذَهَبَ، وَلا يُفارِقُهُ. قَوْلُهُ: "أَطْرَدْتُكَ جَرْحَهُمَا" (¬113) يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ، أَحَدُهُما: أنْ يَكونَ مِنَ الطَّردِ، بِالتَّحْريكِ، وَهُوَ: مُزاوَلَةُ الصَّيْدِ، كَأَنَّهُ يُزاوِلُ جَرْحَهُ، وَيَختلُهُ مِنْ ¬

_ (¬106) لم أهتد إليه. (¬107) المغيث 3/ 351، والفائق 4/ 23، 24، والنهاية 5/ 116، 117. (¬108) في المهذب 2/ 302: وإن ادعى وصى دينا لطفل في حجره على رجل وأنكر الرجل ونكل عن اليمين وقف إلى أن يبلغ الطفل فيحلف. (¬109) إن قال المدعى: أحلفوه أنه يستحق ما شهدت به البينة: لم يحلف؛ لأن في ذلك طعنا في البينة العادلة. المهذب 2/ 302. (¬110) في قول عمر: "البينة العادلة أحق من اليمين الفاجرة" المهذب 2/ 302. (¬111) 1/ 87. (¬112) إن قال المدعى: لي بينة بالحق لم يجز له ملازمة الخصم المهذب 2/ 302. (¬113) إن شهد له شاهدا عدلان. . . قال له: قد. . . المهذب 2/ 302.

حَيْثُ لا يَعْلَمُ. وَالثّانِي: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ مَعْناهُ: الْاتِّباعُ، أَيْ: جَعَلْتُ لَك أَنْ تَتَّبِعَهُ وَتَنْظُرَ زَلَّاتِهِ وَمَعايِبَهُ، مِن مُطارَدَةِ الْفُرْسانِ. قَوْلُهُ: "أَمَدًا يَنْتَهِى إِليهِ" (¬114) الْأَمَدُ: الْغايَةُ كَالْمَدى، يُقالُ: مَا أَمَدُكَ؟ أَيْ: مُنْتَهَى عُمُرِكَ. قَوْلُهُ: "وإِلَّا اسْتَحْلْلتَ عَلَيْهِ القَضِيَّةَ" يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ، أَحَدُهُما: أَنْ يَكونَ مِنَ الْحَلالِ ضِدِّ الْحرامِ، أَىْ: جَعَلَ لَكَ أَنْ تَقْضِىَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَحْرُمْ عَلَيْكَ، وَالثَّانِي: أَنْ يَكونَ مِنَ الْحُلولِ ضِدِّ التَّأْجِيلِ، أَيْ: قَدْ وَجَبَ القَضاءُ عَلَيْهِ، وَحانَ حُلولُهُ، وَلَمْ يَجُزْ تَأْجِيلُهُ. قَوْلُهُ: "أَنْفَى لِلشَّكِّ وَأَجلَى لِلْعَمَى" أَيْ: أَوضَحُ وَأَبْيَنُ، مِنْ جَلالِىَ الْخَبَرُ، أَىْ: وَضَحَ وَبانَ. وَالْعَمَى هَا هُنَا: أَرادَ بِهِ عَمَى الْقَلْب وَالتَّحيُّرَ عَنِ الصَّوابِ. قوْلُهُ: "هَيْبَهُ النّاسِ" (¬115) الْهَيْبَةُ: الِإجْلال وَالْمَخامةُ، وَهِبْتُ الشَّيْىءَ وَتَهَيَّبْتُهُ، أَيْ: خِفْتُهُ (¬116). قَوْلُهُ: "لَمْ يَقْبَلْ فِى التَّرْجَمَةِ إِلَّا عَدْلَيْنِ" (¬117) يُقالُ: تَرْجَمَ كَلامَهُ: إِذَا فَسَرّهَ بِلِسانٍ آخرَ، وَمِنْهُ التَّرْجَمانُ، وَالْجَمْعُ: التَّراجِمُ، مِثْلُ زَعْفَرانٍ وَزَعافِرَ. ¬

_ (¬114) في كتاب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنهما: واجعل لمن ادعى حقا غائبا أمدا ينتهى إليه، فإن أحضر بينته أخذت له حقه وإلا. . . فإنه أنفى للشك وأجلى للعمى. المهذب 2/ 302. (¬115) روى أبو سعيد الخدرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يمنع أحدكم هيبة الناس أن يقول في حق إذا رآه أو علمه أو سمعه" المهذب 2/ 303. (¬116) الصحاح (هيب). (¬117) إذا تحاكم إلى الحاكم أعجمى لا يعرف لسانه لم. . . لأنه إثبات قول يقف الحكم عليه. المهذب 2/ 303.

وَيُقال: تَرجُمانٌ، وَلَكَ أَنْ تَضُمَّ التَّاءَ بِضَمِّ الجيمِ، فَتَقولَ: تُرْجُمانٌ، مِثْلُ: يَسروع ويُسْروعٍ (¬118) , قالَ (¬119): *كَالتُّرْجُمانِ لَقِىَ الأَنْباطَا* "الْقِياسُ الْجَلِىُّ" (¬120) نَقيضُ الْخَفِىِّ،، جَلَوْت الشَّيْىءَ: أَظْهَرْتَهُ بَعْدَ خَفائِهِ، وَلِهَذا سُمِّىَ الصُّبْحُ: ابْن جَلَاءٍ (¬121)؛ لِأنَّهُ يَجلو الأَشْخاصَ وَيُظْهِرُها مِنْ ظُلَمِ اللَّيْلِ. قَوْلُهُ: "لَا يُؤْمَنُ أَنْ يحرفَ" (¬122) تَحْريفُ الْكَلامِ عَنْ مَواضِعِهِ: تَغْييرُه. قوله: "خَتْمُ الكِتاب" أَنْ يَجعَلَ عَلَيْهِ شيْئًا من شَمْع أَوْ ما شَاكلَه، وَيُعَلِّمَ عَلَيْهِ بِعَلامَةٍ مِنْ كِتابٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَأَصْلُهُ عِنْدَ الْعَرَب: خَتْمُ الدَّنِّ -وَهُوَ- وِعاءُ الْخَمْرِ- بِالطِّينِ، قالَ الْأعْشَى (¬123): وَصَهْباءُ طَافَ (¬124) يَهُودِيُّها ... وَأَبْرَزَها وَعَلَيْها خُتُم ¬

_ (¬118) ع: سروع وسروع تحريف. وانظر الصحاح (رجم). (¬119) من غير نسبة في الصحاح واللسان (رجم) وقبله: فَهُنَّ يُلْغِطنَ بِهِ إِلْغاطًا. (¬120) هذا القول لم يذكر في هذا الموطن من المهذب. (¬121) المرصع. (¬122) في مطبوع المهذب 2/ 304: لأن الخط يشبه الخط والختم يشبه الختم فلا يؤمن أن يزور على الخط والختم. (¬123) ديوانه 35 ق 4. (¬124) ع: يطاوف: تحريف.

ومن باب القسمة

وَمِنْ بابِ الْقِسْمَةِ قَوْلُة تَعالَى: {فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} (¬1) أَىْ: أَعْطوهُمْ، وَالرِّزْقُ: الْعَطاءُ، وَرِزْقُ الْجُنْدِ: عَطاؤهُمْ. {وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} قالَ فِى التَّفْسيرِ: قَوْلًا جَميلًا لِلاعْتِذارِ (¬2). قَوْلهُ: "وإنْ كانَ فِى الْقِسْمَةِ رَدٌّ" (¬3) الرَّدُ: ما يَرُدُّهُ أَحَدُ الشَّريكَيْنِ إِلى صاحِبِهِ إِذا لَمْ يَتَعادَلِ الْجُزْءانِ، فَيَرُدُّ صاحِبُ الْجُزْءِ الْكَثيرِ عَلى صاحِبِ الْقَليلِ، مِنْ رَدَّهُ: إِذا رَجَعَهُ إِلَيْهِ. قَوْلُهُ: "فَرْزُ النَّصيبَيْنِ" (¬4) الْفَرْزُ: مَصْدَرُ فَرَزْتُ الشَّيْىءَ أَفْرِزُهُ فَرْزًا: إِذا عَزَلْتَهُ عِنْ غَيْرِهِ: مِزْتَهُ (¬5)، وَالْقِطْعَة مِنْهُ: فِرْزَة بِالْكَسْرِ، وَكَذَلِكَ أَفْرَزْتُهُ بِالْهَمْزِ (¬6)، وَكَذَلِكَ التَّمْييزُ مِثْلُهُ. "لَا ضَرَرَ وَلَا إِضْرارَ" (¬7) وَقَدْ ذُكِرَ (¬8). ¬

_ (¬1) سورة النساء آية 8. (¬2) تفسير الطبرى 4/ 267 - 269. (¬3) بعده: فهو بيع؛ لأن صاحب الرد بذل المال في مقابلة ما حصل له من حق شريكه عوضا. المهذب 2/ 306. (¬4) إن لم يكن في القسمة رد ففي قول هي فرز النصيبين وتمييز الحقين المهذب 2/ 306. (¬5) ع. وميزته. والمثبت من الصحاح، والنقل عنه. (¬6) فعلت أو فعلت للجواليقى 57. (¬7) إن طلب أحد الشريكين القسمة فإن كان عليهما ضرر أجبر الممتنع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ضرر ولا إضرار" المهذب 2/ 307. (¬8) 1/ 265.

قَوْلُهُ: "صاحِبُ الطِّلْقِ" (¬9) بِكَسْرِ الطّاءٍ: هُوَ ضِدُّ الْوَقْفِ، سُمِّىَ طِلْقًا؛ لِأنَّ مالِكَهُ مُطْلَقُ التَّصَرُّفِ فيهِ، وَالْوَقْفُ: غيْرُ مُطْلَقِ التَّصَرُّفِ، بَلْ هُوَ مَمْنوع مِنْ بَيْعِهِ وَهِبَتِهِ. وَالطِّلْقُ (¬10) أَيْضًا الْحَلالُ. قَوْلُهُ: "أراضٍ" (¬11) قالَ أهْلُ النَّحْوِ: لَا يَجوزُ جَمْعُ إرْضٍ عَلى أراضٍ، وَالصَّوابُ: أَرَضونَ - بِفَتحِ الرّاءِ؛ لِأنَّ أَفاعِل جَمْعُ أَفعَلَ كَأحْمَرَ وَأَحامِرَ وَأَفْكَلَ وَأَفاكِلَ، وَلا يُجْمَع فَعْل عَلى أَفاعِلَ، بَلْ (¬12) يُجْمَع عَلى أَرَضينَ وَآرضٍ (¬13) فِى الْقَليلِ، وَأُروضٍ أَيْضًا، وَقالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬14): أَراضٍ: جَمْعُ آرُضٍ، جَمْعُ الْجَمعِ. قَوْلُهُ: "يُسْقَى بالسَّيْحِ" هُوَ الْماءُ الْجارِى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَقَد ذُكِرَ فِى الزَّكاةِ (¬15). وَ "النّاضِحُ" الْبَعيرُ الَّذى يُسْتَقَى عَلَيْهِ، وَالأُنْثى: ناضِحَةٌ وَسانِيَةٌ، وَالنَّضَّاحُ (¬16): الَّذى يَنْضَحُ عَلى الْبَعيرِ، أَيْ: يَسوقُ السَّانِيَةَ وَيَسْقى نَخْلًا (¬17). ¬

_ (¬9) إن وقف على قوم نصف أرض وأراد أهل الوقف أن يقاسموا صاحب الطلق. . . الخ المهذب 2/ 306. (¬10) ع: والمطلق. (¬11) في المهذب 2/ 307: وإن كان بينهما دور أو أراض مختلفة. . . إلخ. (¬12) في المصباح: أبو زيد: سمعت العرب تقول في جمع الأرض: الأراضي والأُرُوض مثل فلوس وجمع فَعْل فعالِى مثل أهْلٍ وأهالى وليل وليالى بزيادة الياء على غير قياس. (¬13) عن أبي الخطاب أن العرب تقول أَرْض وآراض مثل أهل وآهال. الأصول 3/ 29، وسيبويه 2/ 199، والصحاح (أرض). (¬14) السابق. (¬15) 1/ 150. (¬16) ع: والناضح. (¬17) ع: ويسقى بخلاف غيره: تحريف والنقل هنا عن الصحاح (نضح).

قَوْلُهُ: "وَإِنْ كانَ بَيْنَهُمَا عَضائِدُ" (¬18) أراد: دَكاكينَ مُتَلاصِقَةً مُتَوَالِيَةَ الْبِناءِ. قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬19): أَعْضادُ كُلِّ شَيْىءٍ: ما يُشَدُّ حَوالَيْهِ (¬20) مِنَ الْبِناءِ وَغَيْرِهِ كَأَعْضادِ الْحَوْضِ، وَهِيَ: حِجارَةٌ تُنْصَبُ حَوْلَ شَفيرِهِ. وَلَعَلَّها سُمِّيَتْ عَضائِدَ مِنْ هذا البِناءِ، وَيُقالُ: "عَضُدٌ مِنْ نَخْلٍ" (¬21) إِذا كانَتْ مُنْعَطِفَة مُتَساوِيَةً. والْعَرْصَةُ (¬22): هِىَ: ساحَةٌ فارِغَةٌ لا بِناءَ فيها، بَيْنَ الدُّورِ، وَالْجَمْعُ: الْعِراصُ، وَالْعَرَصاتُ. وَالْحائِطُ: معْروفٌ، وَهُوَ: الجِدارُ، سُمِّىَ حائِطا؛ لِأنَّهُ يُحيطُ بِما دونَهُ. قَوْلُهُ: "فَأَرادَا قِسمَتَها مُهايَأَةً" (¬23) الْمُهايَا أَصْلُها: الإِصْلاحُ، وَهَيَّأْتُ الشَّيْىءَ: أَصْلَحْتُهُ، وَهِيَ مُفاعَلَة مِنْ ذَلِكَ، فَإِذا تَصالَحا عَلى هَذِهِ الْقِسْمَةِ قيلَ: تَهايَآ مُهايَأَةً. وَ "الأَكسابُ النّادِرَةُ" (¬24) الَّتِى تَشِذُّ وَيُعْدَمُ وُجودُها فِى كُلِّ حِينٍ. قَوْلُهُ: "جُزْءٌ مُشاعٌ" (¬25) مِنْ أَشَعْتُ الْخَبرَ، أَيْ: أَذَعْتَهُ، فَهُوَ شائِعٌ فِى النّاسِ لَا يَعْلَمُهُ واحدٌ دون وَاحِدٍ، كَذَلكَ الشَّيْىءُ الْمُشاعُ بَيْن الشُّركاءِ لَا يَخْتَصُّ بِهِ وَاحِدٌ دونَ وَاحِدٍ. قَوْلُهُ: "التَّرِكَةُ" (¬26) ذَكَرْنا أَنَّ التَّرِكَةَ: ما يتْرُكُهُ الْمَيِّتُ تُراثًا، فَعِلَة مِنَ التَّرْكِ. ¬

_ (¬18) المهذب 2/ 730. (¬19) الصحاح (عضد). (¬20) ع: يستد حوله: تحريف. (¬21) في الحديث: "أن سمرة بن جندب كانت له عَضُدٌ من نخل" قال الخطابي: إنما هو عضيد من نخل، يريد: نخلا لم تبق ولم تطل. غريب الحديث 1/ 488، وانظر النهاية 3/ 252. (¬22) في قو له: "وإن كان بين ملكهما عرصة حائط. . . المهذب 2/ 307. (¬23) في المهذب 2/ 308: وإن كان بينهما منافع فأرادا قسمتها مهايأة، وهو: أن تكون العين في يد أحدهما مدة ثم في يد الآخر مثل تلك المدة: جاز؛ لأن المنافع كالأعيان فجاز قسمتها. (¬24) في قول الشيخ: وإن كسب العبد كسبا معتادا في مدة أحدهما كان لمن هو في مدته، وهل تدخل فيها الأكساب النادرة كاللقطة والركاز والهبة والوصية. . . إلخ المهذب 2/ 308. (¬25) في المهذب 2/ 309: وإذا استحق جزء مشاع: بطلت القسمة في المستحق. (¬26) في المهذب 2/ 310: إذا قسم الوارثان التركة ثم ظهر دين على الميت فإنه لكنى على بيع التركة قبل قضاء الدين.

ومن باب الدعوى والبينات

وَمِنْ بابِ الدَّعْوَى وَالْبَيِّناتِ الْمدَّعى فِى اللُّغَةِ: كلُّ مَنِ ادَّعَى نَسَبًا أَوْ عِلْمًا، أَوِ ادَّعى ملك شَيْىءٍ، نوُزِعَ فِيهِ أَوْ لَمْ ينازَعْ، وَلا يُقالُ فِى الشَّرْعِ: مدَّعٍ إِلّا إِذا نازَعَ غَيره. وَسمِّيَتِ البَيِّنَةَ بَيِّنَةً، وَهِيَ: الشُّهودُ؛ لِأنَّها تبِين عَنِ الْحَقِّ وَتُوضِحُهُ بَعْدَ خَفائِهِ، مِنْ بانَ الشَّيْىءُ: إِذا ظَهَرَ، وَأَبَنْتُهُ: أَظْهَرْتُهُ، وَتَبَيَّنَ لِي: ظَهَرَ وَوَضَحَ. قَوْلُهُ: "امْتِحانِ الشُّهودِ" (¬1) هُوَ اخْتِبارُهُمْ، مَحَنْت الشَّيْىءَ وَامْتَحَنْتة، أَيْ: اخْتَبَرْتة، وَالاسم: المِحْنَة، وَأَصْلُة: مِنْ مَحَنْت الْبِئْرَ مَحْنًا: إِذا أَخْرَجْتَ تُرابَها وَطِينَها. قَوْئهُ: "التَّرجِيحُ" (¬2) مَأْخوذٌ مِنْ رُجْحانِ الميزانِ، وَرجَحْت بِفُلانٍ: إِذا كُنْتَ أَرْزَنَ مِنهُ (¬3)، وَقَوْمٌ مَراجيحُ فِى الْحِلْمِ. وَمَعْناهُ: أَنْ تَكونَ إِحْدى الْحُجَّتَيْنِ أَقْوىَ بِزِيَادَةِ شَيْىءٍ لَيْس فِى الْأَخْرَى. قَوْلُة: "وَنَقَده الثَّمَنَ" (¬4) النَّقْدُ ضِدُّ الْفَقْدِ، وَهُوَ: إِحضارُهُ فِى الْمَجْلِسِ. قَولهُ: "وَعَزَيَا الدَّعْوَى" (¬5) يُقال: عَزَيْتُهُ إِلى أَبيهِ وَعَزَوْتُة، أَيْ: نَسَبْتَهُ إِلَيْهِ، وَاعْتَزى هوَ: أَىِ: انْتَمى وَانْتَسَبَ. ¬

_ (¬1) في المهذب 2/ 310: وما قاله الشافعي رحمه الله ذكره على سبيل الاستحباب، كما قال في امتحان الشهود إذا ارتاب بهم. (¬2) في المهذب 2/ 311: الحجتان إذا تعارضتا ومع إحداهما ترجيح قضى بالتى معها الترجيح. (¬3) في الصحاح واللسان (رجح): وراجحته فرجحته: كنت أرزن منه، وقوم مراجيح في الحلم. (¬4) في المهذب 2/ 313: إذا ادعى رجل أنه ابتاع دارا من فلان ونقده الثمن. . . إلخ. (¬5) في المهذب 2/ 314: إذا ادعى رجلان دارا في يد رجل وعزيا الدعوى إلى سبب يقتضى اشتراكهما كالإرث عن ميت والابتباع في صفقة. . . الخ.

وَفِي الْحديثِ: "مَنْ تَعَزَّى بِعَزاءِ الْجاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بِهَنِ أَبيهِ وَلا تَكْنُوا" (¬6) أَيْ: مَنِ انتسَبَ وَانتمى، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ: يا لَفُلانٍ (¬7). قَوْلُهُ: "قَدْحًا فِى الْبَيِّنَةِ" (¬8) الْقَدْحُ مِثْلُ الْجَرْحِ، يُقالُ: قَدَحْتُ فِى نَسَبِهِ، أَىْ: طَعَنْتُ. قَوْلُهُ: "أَزَجٌ" (¬9) عَلَى وَزْنِ فَعَلٍ، مُحَرَّكٌ مُخَفَّفٌ. الْأَزَجُ: ضَرْبٌ مِنَ الْأَبْنِيَةِ، وَالْجَمْعُ: آزُجٌ وَآزَاجٌ، قالَ الْأَعْشَى (¬10): بَناهُ سُلَيْمانُ بْنُ دَاوُدَ حِقْبَةً ... لَهُ آزُجٌ صُمٌّ وَطَىٌّ مُوَثَّقُ وَيروَى "أَزَجٌ عَالٍ" وَهُوَ كَالْعُقُودِ فِى مَحارِيبِ الْمَسَاجِدِ وَبَيْنَ الأَسَاطِينِ. قَوْلُهُ: "مَوْضِعُ جُبٍّ" هُوَ السِّردابُ وَوِعاءُ الْماءِ. وَقَدْ ذَكَرْنا أَنَّ صَحْنَ الدّارِ: وَسَطُها. قَوْلُهُ: "مُسَنَّاةً" (¬11) قالَ الْهَرَوِىُّ (¬12): الْمُسَنّاةُ: ضَفيَرةٌ (¬13) تُبْنَى لِلسَّيْلِ تَرُدُّهُ، سُمِّيَتْ مُسَنّاةً، لِأنَّ فِيهَا مَفاتِحُ لِلْماءِ (¬14)، ¬

_ (¬6) مسند أحمد 5/ 136، وغريب الحديث 1/ 301، وابن الجوزى 2/ 94، والنهاية 3/ 233. (¬7) ع: يا آل فلان تحريف. وفي غريب الحديث 1/ 301: قال الكسائي: كقولهم: يا لفلان ويا لبنى فلان. فقوله عزاء الجاهلية، الدعوى للقبائل، أن يقال: يالتميم ويالعامر وأشباه ذلك. (¬8) في المهذب 2/ 316: ولا يطالب فيما يدفع إليه بضمين؛ لأن ذلك قدحا في البينة. (¬9) إن تداعى رجلان حائطا بين داريهما. . . فإن كان لأحدهما عليه أزج فالقول قوله. المهذب 2/ 316. (¬10) ديوانه 103 ق 13 وروايته "أزج عالٍ" والرواية ها هنا مثل رواية الصحاح (أزج). (¬11) في المهذب 2/ 317: وإن تداعى رجلان مسناة بين نهر أحدهما وأرض الآخر حلقا وجعل بينهما؛ لأن فيهما منفعة لصاحب النهر؛ لأنها تجمع الماء في النهر ولصاحب الأرض منها منفعة؛ لأنها تمنع الماء من أرضه. (¬12) في الغريبين 1/ 63 خ. (¬13) ع: ضفين تحريف وفي الصحاح (ضفر) ويقال للحقف من الرمل ضفيرة، وكذلك المسناة. (¬14) ع: مفاتيح الماء. وقال الفراء: سيل العرم: كانت سناة كانت تحبس الماء على ثلاثة أبواب منها. . . معاني القرآن 2/ 358.

يُقالُ: سَنَّيْتُ الشَّيْىءَ: إِذا فَتَحْتَة، قالَ الشّاعِرُ: (¬15) . . . . . . . . . . . . . ... إِذا اللهُ سَنَّى عَقْدَ شَيْىءٍ تَيَسَّرَا وَذَكر فِى مَواضِعَ مِنَ الْكِتابِ ما يَدُلُّ أَنَّ الْمُسَنَّاةَ تَجَمُّعُ الْماءِ مِنَ النَّهْرِ، وَلَمْ أَقِفْ مِنْهُ عَلَى حَقيقَةٍ. وَقَد ذَكَرَ أَهْلُ التَّفْسيرِ فِى قَوْلِهِ تَعالَى: {سَيْلَ الْعَرِمِ} (¬16) أَنَّ الْعَرِمَ: الْمُسَنَّاة، وَكانَ ذَلِكَ سَدًّا يُجْمَعُ فيهِ مَاءُ السُّيُولِ (¬17). قَوْلُهُ: "مُرَاهِقًا" (¬18) هُوَ الَّذِي قارَبَ الْاحتِلامَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬19). قَوْلُهُ: "الْمَتاعَ الَّذِى فِى الدّارِ" هُوَ هَا هُنا: الْأَثاثُ وَآلاتُ الْبَيْتِ وَالْأَبْنِيَةُ. ¬

_ (¬15) من غير نسبة في اللسان، والتنبيه والإيضاح والنهاية 2/ 415، وصدره: وأعلم علمًا ليس بالظن أنه ... . . . . . . . . . . . . . وقال ابن برى: فلا تيأسا واستغفر الله إنه ... . . . . . . . . . . . . . (¬16) سورة سبأ آية 16. (¬17) معاني الفراء 2/ 358، ومجاز القرآن 2/ 246، ومعاني الزجاج 4/ 248. (¬18) في المهذب 2/ 317: وإن كان مراهقا وادعى أنه مملوكه وأنكر ففيه وجهان. . . إلخ. (¬19) 2/ 129. (¬20) في المهذب 2/ 317: وإن تداعى المكرى والمكترى المتاع الذي في الدار المكراة فالقوله قول المكترى؛ لأن يده ثابتة على ما في الدار.

ومن باب اليمين فى الدعاوى

وَمِنْ بابِ الْيَمينِ فِى الدَّعاوِىَ اللَّوْث - بِالْفَتْحِ: الْقُوَّة, قالَ الْأعْشى (¬1): بِذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إِذا عَثَرْت ... فَالتَّعْسُ أَدْنَى لَها مِنْ أَنْ يُقالَ لَعا وَمِنْهُ سُمِّىَ الْأَسَدُ ليْثًا (¬2)، فَالَّلوْثُ: قُوَّةُ جَنبَةِ الْمُدَّعِى (¬3). وَأَمَّا اللُّوثُ -بِالضَّمِّ- فُهُوَ الاسْتِرْخَاءْ. وَاللُّوثَةُ: مَسُّ جُنونٍ. وَسُمِّيَتِ الْأَيْمانُ هَا هُنا الْقَسامَةَ؛ لِتَكْرارِها وَكَثْرَتِها، وَإِنْ كانَتْ كُلُّ يَمينٍ قَسَمًا. وَقيلَ: لِأنَّها تُقْسَمُ عَلَى الْأَوْلياءِ فِى الدَّمَ. قَوْلُهُ: "مِنْ جَهْدٍ أَصابَهُما" (¬4) الْجَهْدُ - بِالْفَتْحِ: الْمَشَقَّةُ، وَجُهِدَ الرَّجُلُ فَهوَ مَجْهودٌ، مِنَ الْمَشَقَّةِ، يُقالُ: أَصابَهُمْ قَحْطٌ مِنَ الْمطرِ فَجُهِدُوا. قَوْلُهُ: "طُرِحَ فِى فَقيرٍ" الْفَقيرُ: مَخْرَجُ الْماءِ مِنَ الْقَناةِ، وَهُوَ حَفيرٌ كَالْبِئرِ. وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ: الْمَقْتولُ، وَأَخوهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سهلٍ، وَحُويِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ: ابْنا مَسْعودٍ (¬5). قَوْلُهُ: "الْكُبْرُ الْكُبْرُ" (¬6) مَعْناهُ: لِيَبْدَأَ الْكَلامَ الأَكبَرُ، وَكانَ عَبْدُ الرحْمنِ أَصْغَرَ صاحِبَيْهِ. ¬

_ (¬1) ديوانه 103 ق 13 وروايته: "من أن قول لعا". (¬2) فيه نظر لأن الليث يأبى واللوث وأوى. (¬3) في المهذب 2/ 318: لأن باللوث تقوى جنبة المدعى. (¬4) روى أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهما فأقى محيصة وذكر أن عبد الله طرح في فقير أو عين ماء. . . المهذب 2/ 318. (¬5) في حديث القسامة وهو في البخاري وانظر فتح الباري 6/ 276، وأعلام الحديث 1465، 1466 , والأم 6/ 78 وتهذيب التهذيب 6/ 174. (¬6) أقبل عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب محيصة يتكلم فقال - صلى الله عليه وسلم - الكبر الكبر فتكلم حويصة. الخ المهذب 2/ 318.

قَوْلة: "وَإِمَّا أَنْ يَأْذَنوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ" (¬7) يَأْذَنوا: يَعلَموا، وَالْأَذانُ (¬8): الِإعْلام، كأَنَّهُ الإِيقاع فِى الأُذُنِ. قَوْله: "لحُوَيِّصَةَ وَمحَيِّصَةَ" السَّماعُ فيهِمَا بسكونِ اليَاءِ وَبِالتَّخفيفِ، وَبرْهانُ الدّينِ بْنِ الْحَضْرَمِىِّ أَسْمَعَنَاه بِكَسْرِ الْياءِ وَبِالتَّشْديد (¬9). قوله: "تُبْرِئكُمْ يَهودُ" (¬10) أَيْ: يَحْلِفونَ فَيبْرَأونَ مِنَ الْقَتْلِ، يُقالُ: بَرِئَ مِنَ الدُّيْنِ، وَأَبْرَأْتُهُ أَنا فَهُوَ بَرىءٌ وَخَلِىٌّ مِنْهُ. قَوْلُهُ: "مُغَلَّظَةً" (¬11) الْغِلَظُ فِى الْجِسْمِ: الْكَثافَة وَالثُّخونَة وَالْامْتِلاءُ، وَفيما سواهُ: الْكَثْرَة، فَتَغْليظْ الْأَيْمانِ بِكَثْرَةِ الْعَدَدِ وَبِالصِّفاتِ، وَتَغْليظ الدِّية: تَكْثيرها بِالْأَسْنانِ الَّتي تَكْثُرُ قيمَتُها. قَوْلهُ: "تَواطَأوا عَلى الشَّهادَةِ" تَوَافَقوا. قَوْلهُ: "لأنَّ الْمُعَوَّل" أَىْ: الْمُعْتَمَدَ، وَالْعَرَبُ تَقول: عَوَّلْت عَلَيْهِ فِى الْأَمْرِ، أَىْ: اسْتَعَنْتُ بِهِ فيهِ وَاعْتَمَدْت عَلَيْهِ. قَوْلهُ: "لَقَدْ خَشيتُ أَنْ يَبْهَأَ النَّاسُ" أَيْ: يَأْنَسوا بِهِ، فَتَقِلَّ هَيْبَتُهُ عِنْدَهُمْ فَيَتَهاوَنوا بِهِ وَيَحْتَقِروهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬12). قَوْلُهُ: "مِنْ صِفاتِ الذّاتِ" (¬13) أَيْ: حَقيقَتِهِ وَثُبوتِ وُجودِهِ فِى النَّفْسِ مِنْ غَيْرِ صورةٍ وَلا شخْصٍ وَلا مِثالٍ. ¬

_ (¬7) في احديث: "إما أن يدوا صاحبكم أو يأذنوا بحرب من الله ورسوله" المهذب 2/ 318. (¬8) الأذان: اسم يقوم مقام الإيذان ومنه قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ}. (¬9) انظر الإصابة 3/ 69، 363، وفتح الباري 6/ 276. (¬10) في الحديث: "تبرئكم يهود منهم بخمسين يمينا" المهذب 2/ 319. (¬11) إن قال: قتله هذا عمدا ولا أعلم كيف قتله الآخران. . . فإن أقرأ بالخطأ وجب على الأول ثلث الدية مغلظة. المهذب 2/ 319. (¬12) 2/ 191. (¬13) في المهذب 2/ 322: وإن اقتصر في اليمين علي صفة من صفات الذات كقوله وعزة الله أجزأه.

ومن كتاب الشهادات

وَمِنْ كِتابِ الشَّهاداتِ أَصْلُ الشَّهادَةِ: الْحُضورُ، مِنْ قَوْلهِمْ: شَهِدَ الْمكانَ، وَشَهِدَ الْحَرْبَ، أَيْ: حَضَرها، وَالْمُشاهَدَةُ: الْمُعايَنَةُ مَعْ الْحضورِ، وَالشَّهادَةُ: خَبَرُ قَطْع بِما حَضَرَ وَعايَنَ، ثُمَّ قَدْ يَكونُ بِما عُلِم وَاسْتفاضَ. وَقيلَ: إِنَّ الشَّهادَةَ مَأخوذة مِنَ الْعِلْمِ مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {شَهِدَ اللَّهُ} (¬1) قيلَ: عَلِمَ وَبَيَّنَ (¬2)، كَأنَّ الشّاهِدَ يُبَيِّنُ ما يُوجِبُ حُكْمَ الحاكِمِ. قَوْلُهُ: "شَهِدَ أَبو بَكْرَةَ وَنافِعٌ" (¬3) وَزِيادٌ (¬4): هُمْ أُخْوَةٌ، أُمُّهُمْ سُمَيَّةُ جارِيَةٌ لِلْحارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الثَّقَفِىِّ (¬5)، وَكانَ أَبُو بَكْرَةَ يُنْسَبُ فِى الْمَوَالِى (¬6). قالَ الْبَيْهَقِىُّ (¬7): أَبو بَكْرَةَ بْنُ مَسْروح، وَقيلَ: اسْمُهُ نُفَيْعُ بْنُ الْحارِثِ، وَنافِعٌ ينسَبُ إِلَى الْحارِثِ، وَزِيادٌ يُنْسَبُ إِلى أَبى سُفْيانَ بْنِ حَرْبٍ، وَصَدَّقَهُ مُعاوِيَةُ رَضِي اللهُ عَنْهُ، وانتفَى عَنْ أَبيهِ عُبَيْدٍ (¬8) زَوْجِ سُمَيَّةَ أَمِّهِ، فَهَجَرَهُ أَخوهُ أَبو بَكْرَةَ إِلى ¬

_ (¬1) سورة آل عمران آية 18. (¬2) قال الزجاج: قال أبو عبيدة: معنى {شَهِدَ اللَّهُ} قضى الله، وحقيقته أنه علم وبين الله؛ لأن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه. معاني القرآن وإعرابه 1/ 385، وانظر مجاز القرآن 1/ 89. (¬3) شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد على المغيرة بن شعبة بالزنا عند عمر - رضي الله عنه - فلم ينكر عمر ولا غيره من الصحابة عليهم ذلك. المهذب 2/ 323. (¬4) أي: وزيادة رابعهم وهو الذي تلجلج في الشهادة. (¬5) انظر العقد الفريد 5/ 4 - 3، ووفيات الأعيان 2/ 294. (¬6) ولدت سمية للحارث بن كلدة أبا بكرة فأنكر لونه، وقيل له: إن جاريتك بغى فانتفى من أبي بكرة ومن نافع وزَوَّجَها عُبَيْدا، عبدا لابنته فولدت على فراشه زيادا، فلما كان يوم الطائف نادى منادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيما عبد نزل فهو جر وولاؤه لله ورسوله فنزل أبو بكرة وأسلم ولحق بالنبى - صلى الله عليه وسلم -. (¬7) ....................... (¬8) ع: غبيل تحريف.

أَنْ ماتَ (¬9) حِينَ انْتَسَبَ إِلى الزّانِي، وَصَدَّقَ أَنَّ أمَّهُ زَنَتْ؛ لأنَّ أبا سُفيانَ زَعَمَ أَنَّهُ زَنَى بِأُمِّهِ فِى الْجاهِلِيَّةِ. قَوْلهُ: "خَيْرُ النّاسِ قَرْنِي" (¬10) الْقَرْنُ مِنَ النَّاسِ: أَهْلُ زَمانٍ واحِدٍ، وَاشْتِقاقُهُ مِنَ الاقتران (¬11)، وَكُلُّ طَبَقَةٍ مُقْتَرِنينَ فِى وَقْتٍ فَهُمْ قَرْنٌ، قالَ (¬12): إِذا ذَهَبَ الْقَرْنُ الَّذى أَنْتَ مِنْهُمُ ... وَخُلِّفْتَ فِى قَرْنٍ فَأَنْتَ غَريبُ وَالْقَرْن: مِثْلُكَ فِى السِّنِّ، تَقولُ: هَذا عَلَى قَرْنِي، أَيْ: عَلى سِنِّى. قَوْلُهُ: "ثمَّ يَغْشو" أَيْ: يَكْثُرُ وَيُنْشَرُ، مِنْ فَشَا المالُ: إِذَا تَناسَلَ وَكَثُرَ، وَفَشا الْخَبَرُ أَيْضًا: إِذا ذاعَ. ¬

_ (¬9) قيل: مات سنة خمسين، وقيل إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثنتين وخمسين. تهذيب التهذيب 10/ 419. (¬10) في الحديث: "خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل قبل أن يستشهد" المهذب 2/ 323. (¬11) ع: الأقران. وفي معاني الزجاج 2/ 229: وإنما اشتقاق القرن من الاقتران، فتأويله أن القرن الذين كانوا مقترنين في ذلك الوقت، والذين يأتون بعدهم ذوو اقتران آخر. ونقله عنه الأزهرى في الزاهر 103. (¬12) من غير نسبة في الصحاح واللسان (قرن) وغريب الخطابي 1/ 224، 2/ 296، أنشده الزاهد عن ثعلب من غير عزو.

ومن باب من تقبل شهادته ومن لا تقبل

وَمِنْ بابِ مَنْ تُقْبَلُ شَهادَتُهُ وَمَن لا تُقْبَلُ قَوْلهُ تَعالَى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} (¬1) يُقالُ: أَشْهَدْتُ وَاسْتَشهَدْتُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. وَالشَّهيدُ وَالشَّاهدُ: سَوَاءٌ، بِمَعْنًى، كَالْعالمِ وَالْعَليمِ (¬2)، وَيُجْمَعُ علمًا أَشهادٍ وَشُهداءُ وَشُهودٍ وَشَهْدٍ. وَسُمِّىَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثابت ذَا الشَّهادَتَيْين (¬3)؛- لأنَّهُ حَكَمَ بِشهادَتِهِ وَحْدَهُ، وَأَقامَ شَهادَتهُ مَقامَ شاهِدَيْنِ. قَوْلهُ: "الْمُغَفَّلِ" (¬4) الَّذى تَكْثُرُ مِنْهُ الْغَفْلَةُ، وَلَيْس بِمْتَيَقِّظٍ وَلا ذاكِرٍ. قَوْلهُ: "لَا تَجوزُ شَهادَةُ خائِن وَلا خائِنَةٍ" (¬5) الْخائِنُ: الَّذى اوتُمِنَ فَأَخَذَ أَمانَتَة، وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قالَ: هُوَ السّارِقُ، وَقَدْ تَقَعُ الْخِيانةُ فِى غَيْرِ الْمالِ، وَذلِكَ بِأَنْ يُسْتَوْدَعَ سِرًّا فُيُفْشِيَهُ، أَوْ يُؤْمَنَ عَلى حُكْمٍ فَلا يَعْدِلُ فيهِ. قَوْلُهُ: "وَلا ذِى غِمْرٍ" الْغِمْرُ: الْحِقْدُ [وَالْغِلُّ] وَقَد غَمِرَ صَدْرُهُ عَلَىَّ -بِالْكَسْرِ- يَغْمَرُ غَمَرًا وَغِمْرًا، عَنْ يَعْقوب (¬6). ¬

_ (¬1) سورة البقرة آية 282. (¬2) انظر تفسير الطبرى 3/ 123، وفيه: يقال: فلان شاهدى على هذا المال وشهيدى عليه. (¬3) خزيمة بن ثابت بن فاكه بن ثعلبة بن ساعدة الأنصاري الخطمى شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ابتاع فرس الأعرابى حين أنكر الأعرابى وقال للنبى: هلم شهيدا, ولم يكن ثم شاهد. فقال له: بم تشهد؟ فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل شهادته بشهادتين، سنن أبي داود 3/ 308، وطبقات ابن خياط 83، وتهذيب التهذيب 3/ 121. (¬4) في المهذب 2/ 324: لا تقبل شهادة المغفل الذي يكثر منه الغلط. (¬5) في المهذب 2/ 324: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا زان ولا زانية ولا ذى غمر على أخيه" وانظر سنن أبي داود 3/ 306. (¬6) إصلاح المنطق 4 والنقل عن الصحاح (غمر).

قَوْلُهُ: "شَهِدَه بِالزّورِ" (¬7) الزّورُ: الْكذِبُ وَأَصْلُهُ: الْمَيْل، كَأَنَّهُ مالَ عَنِ الصِّدْقِ إِلَى الْكذِبِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالَىْ: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ} (¬8) وَقيلَ: هوَ مُشْتَقٌّ مِنْ قَولهِمْ: زَوَّرْتُ فِى نَفْسي حَديثًا: أَصْلَحْتُهُ وَهيَّأْتُهُ، كَأن شاهِدَ الزّورِ قدْ زَوَّرَ الشّهادَةَ فِى نَفْسِهِ وَهَيَّأْهَا وَلَمْ يَسمَعْ وَلَمْ يَرَ. قَوْلُهُ: "يُمْحِضُ الطاَّعَةَ" (¬9) أَي: يُخلِصُها، وَالْمحْضُ: الْخالِص من كُلِّ شَيْيءٍ. قَوْلُهُ: "يَخْبُثُ بَعْضٌ" (¬10) الْخَبيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ، وَقد خَبُثَ خَباثَةً وَخُبْثًا. قَوْلُهُ: "مَنِ استَجازَ" (¬11) أَىْ: رآهُ جائِزًا سائِغًا، يُقالُ: جَوَّزَ لَهُ ما صَنَعَ وَأَجازَ لَهُ، أَيْ: سَوَّغَ لَهُ ذَلِكَ. وَالْمروءَةُ (¬12): تُهْمَزُ وَتُخَفَّفُ، وَيَجوزُ التَّشْديدُ وَترْك الْهمْزِ فيهَا، وَهِىَ: الإِنسانِيِّةُ كَما ذَكَرَ (¬13). قالَ أَبو زَيْدٍ: مَرُؤَ الرَّجُلُ: صارَ ذَا مُروءَةٍ، فَهُوَ مَرىءٌ عَلَى فَعيلٍ، وتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ الْمُروءَةَ (¬14). ¬

_ (¬7) في المهذب 2/ 324: لا تقبل شهادة من شهد بالزور. (¬8) سورة الكهف آية 17. (¬9) في المهذب 2/ 324: لا يوجد من يمحض الطاعة ولا يخلطها بمعصية. (¬10) في المهذب 2/ 324، قال الشاعر: مَنْ لَكَ بِالمَحْضِ وَلَيسَ مَحْضُ ... يَخبُثُ بَعْضٌ وَيَطيبُ بَعْضُ (¬11) من استجاز الإِكثار من الصغائر استجاز أن يشهد بالزور. المهذب 2/ 325. (¬12) في قول الشيخ: لا تقبل شهادة من لا مروءة له كالقوال والرقاص ومن يأكل في الأسواق. . . إلخ. (¬13) أى: الشيخ في "التهذيب" 2/ 325. (¬14) عن الصحاح (مرأ).

قَوْلُهُ: "إِذا لَمْ تَسْتَحى فَاصْنَعْ ما شئتَ" (¬15) مَعْناهُ: إِنَّما يَمْنَعُ مِنْ فِعْلِ السّوءِ وَالْقَبيحِ الْحَيَاءُ، فَإِذَا عُدِمَ الْحَياءُ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْهُ مانِعٌ. وَقيلَ مَعْناهُ: إِذا لَمْ تَسْتَحى صَنَعْتَ ما شِئْتَ، وَقيلَ: اصْنَعْ مَا شِئْتَ فَأنْتَ مُجازىً (¬16). قَوْلُهُ: "الصَّنائِعِ الدَّنيئَةِ" (¬17) هِىَ: الْخَسيسَةُ، مَأْخوذَةٌ مِنَ الدَّنيىءِ، وَهُوَ: الْخَسيسُ، مَهْموزٌ. وَقَدْ دَنَأ الرجُلُ: إِذا صارَ دَنيئًا لَا خَيْرَ فِيهِ. قَوْلُهُ: "وَالزَّبّالِ" الَّذى يَحْمِلُ الزِّبْلَ، وَهُوَ: السِّرْجينُ، وَمَوْضِعُهُ: الْمَزْبَلَةُ. وَالنَّخّالُ: هُوَ الَّذى يَنْخُل التُّرابَ يَلْتَمِسُ فيهِ الشَّيْىءَ التّافِهَ. وَالشِّطرنْجُ (¬18): بِكَسْرِ الشِّينِ فِى اللُّغَةِ الْفَصيحَةِ (¬19). قَوْلُهُ: "يَلْعَبُ بِهِ اسْتِدْبارًا" الاسْتِدْبارُ: خِلافُ الاسْتِقْبالِ، أَيْ: يَجْعَلُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَوْلُهُ "تَكَلَّمَ فِى لَعِبِهِ بِما يَسْخُفُ" (¬20) هُوَ الْكَلامُ الْمُقْذِعُ السّاقِطُ، وَأَصْلُ السُّخْفِ: رِقَّةُ الْعَقْلِ، وَقَدْ سَخُفَ الرجُلُ -بِالضَّمِّ- سَخافَةً فَهُوَ سَخيفٌ. "وَيَحرُمُ اللَّعِبُ بِالنَّرْدِ" لَيْسَ النَّرْدُ بِعَرَبِىٍّ (¬21)، وَصورَتُهُ: أَنْ يَكونَ ثَلاثينَ بُنْدُقًا، مَعَ كُلِّ واحِدٍ مِنَ اللَّاعبينَ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَيَكون فيهِ ثَلاثُ ¬

_ (¬15) من حديث رواه أبو مسعود البدرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحى فاصنع ما شئت" المهذب 2/ 325، وانظر الحديث في الموطأ 1/ 158، ومسند أحمد 4/ 121، والبخاري 4/ 215، وسنن أبي داود 4/ 252، وابن ماجة 2/ 1400. (¬16) انظر الأقوال المختلفة في غريب أبي عبيد 3/ 31، 32، وغريب الخطابي 1/ 156، 157، وأعلام الحديث له 2198، 299، ومعالم السنن له 4/ 109، 110، والنهاية 1/ 470، 471. (¬17) في المهذب 2/ 325، واختلف أصحابنا في أصحاب الصنائع الدنيئة إذا حسنت طريقتهم في الدين، كالكناس والدباغ والزبال والنخال والحجام: القيم بالحمام. . .. (¬18) في قوله: ويكره اللعب بالشطرنج. . . ولا يحرم. . . وروى أن سعيد بن جبير كان يلعب به استدبارًا المهذب 2/ 325. (¬19) انظر معجم الألفاظ والتراكيب في شفاء الغليل 312، وأدى شير 100، 101، والمصباح (شطر). (¬20) في المهذب 2/ 325 فإن ترك فيه المروءة بأن. . . أو تكلم بما يسخف. . . ردت شهادته. (¬21) الألفاظ الفارسية المعربة 151، والمعرب 605، وشفاء الغليل 499.

كِعابٍ مُرَبَّعَةٍ، تَكونُ فِى أَرْباعِ كُلِّ واحِدَةٍ، فِى رُبُع سِتُّ نُقَطٍ، وَفِى الْمُقابِلَةِ نُقْطَة وَفِى الرُّبْعِ الثانِي خَمْسُ نُقَطٍ، وَفِى الْمُقابِلَةِ نُقْطتانِ، وَفِى الرُّبُعِ الثالِثِ أَرْبَعُ نُقَطٍ، وَفِى الْمُقابِلَةِ ثَلاثُ نُقَطٍ. وَ "الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ" (¬22) هِىَ: قِطْعَةٌ مِنْ خَشبٍ يُحْفَرُ فيها ثَلاثَةُ أَسْطُرٍ، فَيُجْعَلُ فِى تِلْكَ الْحُفَرِ حَصىً صِغارٌ يَلْعْبونَ بهَا ذَكَرهُ فِى البَيانِ. وَيَحْرُمُ اللَّعِبُ بِالأرْبَعَةَ عَشَرَ: هِىَ الَلُّعْبَةُ الَّتِى يُسَمِّيها الْعَامَّةُ: شَارْدُهْ، وَهُوَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ بِالْفارِسَّيةِ؛ لِأنَّ شَارْ أَرْبَعَةٌ، وَدُهْ: عَشرَةٌ بِلُغَتِهِمْ، وَهُوَ: حُفَيْراتٌ تُجْعَلُ فِى لَوْحٍ سَطرًا فِى أَحَدِ جَانِبَيْهِ، وَسَطرًا فِى الْجانِبِ الآخَرِ، وَتُجْعَلُ فِى الْحُفَرِ حَصىً صِغارٌ يَلْعَبونَ بِها، وقالَ فِى الشّامِلِ: ثَلاثَة أَسْطرُ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ آلةٍ مُطّرِبَةٍ" (¬23) قَدْ ذَكَرْنا (¬24) أَنَّ الطَّرَبَ: خِفَّةٌ تُصيبُ الإِنْسانَ؛ لِشِدَّةِ حُزْنٍ أَوْ سُرورٍ، وَقالَ الشَّاعِرُ (¬25): وَأَرانِى طَرِبًا فِى إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِهِ أَوْ كَالمُخْتَبَلْ وَبَيْتُ الْجارِية الَّتي تُنْشِد (¬26): هَلْ عَلَىَّ وَيْحَكُما ... إِنْ لَهَوتُ مِنْ حَرَجْ فَقالَ: "لا حَرَجَ إِنْ شاءَ اللهُ". ¬

_ (¬22) في قول الشيخ: ويحرم اللعب بالأربعة عشر؛ لأن المعول فيها على ما يخرجه الكعبان كالنرد. المهذب 2/ 326. (¬23) في المهذب 2/ 326: ويكره الغناء وسماعه من غير آلة مطربة. (¬24) 2/ 333. (¬25) النابغة الجعدى ديوانه 93. (¬26) في المهذب 2/ 326: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بجارية لحسان بن ثابت، وهي تقول. . . وانظر العقد الفريد 6/ 8.

قالَ ابْنُ الْأَنْبارِىِّ (¬27) فِى الْويّحِ قَوْلان، قالَ أَهْلُ التَّفْسير: الْوَيْحُ: الرَّحْمَةُ، وَقالوا: حَسَنٌ أَنْ يَقول الرَّجُلُ لِمَنْ يُخاطِبُهُ: وَيْحَكَ. وَالثَّانِي: قالهُ الْفَرّاءُ: الْوَيْحُ وَالْوَيْسُ: كِنايَتانِ عَنِ الْوَيْلِ، وَمَعْنَى وَيْحَكَ: وَيْلَكَ، بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ الْعَرَبِ: كَاتَعَهُ اللهُ، كِنايَة عَنْ قَولهِمْ: قاتَلَهُ اللهُ، وَكَنَّى آخَرونَ، فَقالوا: كاتَعَهُ اللهُ. وَقالَ غَيْرُهُ (28) وَيْحٌ: كَلِمَةُ رَحْمَةٍ ضِدُّ وَيْلٍ: كَلِمَةُ عَذَابٍ. وَقالَ الْيزِيدىُّ: هُما بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُقالُ: وَيْححٌ لِزَيْدٍ، وَوَيْلٌ لِزَيْدٍ بِرَفْعِهِما عَلَى الابْتِداءِ، وَلَكَ أَنْ تَقُول: وَيحًا لِزَيد وَوَيْلًا لِزَيْد، فَتَنْصِبَهُما بِإِضْمارِ فِعْلٍ، كَأنَّكَ قُلْتَ: أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحًا وَوَيْلًا (¬28). قَوْلُهُ: "لا حَرَجَ" أَيْ: لا ضيقَ أَوْ لا إِثْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬29). قَوْلُهُ: "يَرْنَمُ بِالْبَيْتِ وَالْبَيْتَيْنِ" (¬30) الرَّنَمُ -بالتَّحرِيكِ: الصَّوْتُ، وَقَدْ رَنِمَ -بِالكَسْرِ- وَتَرَنَّمَ: إِذا رَجَّعَ صَوْتَهُ، وَالتَّرْنيمُ: مِثْلُهُ، وَتَرَنَّمَ الطائِرُ فِى هَديرِهِ. وَقيلَ: إِنَّ البَيْتَ الَّذي أَنْشَدَهُ عُمَرُ (¬31) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَإِنَّ ثَوَائِى بِالْمَدينَةِ بَعْدَما ... قَضَى وَطرًا مِنْها جَميُل بْنُ مَعْمَرِ أَرادَ جَميلَ بْنَ مَعْمَرٍ الْجُمَحِىَّ، لَا الْعُذْرِىَّ، فَإِنَّهُ مُتَأَخِّرٌ. ¬

_ (¬27) في الزاهر 1/ 235. (¬28) الصحاح (ويح). (¬29) 1/ 65، 2/ 220. (¬30) في المهذب 2/ 326: كان عمر - رضي الله عنه - إذا دخل في داره يرنم. . .. (¬31) ذكره المبرد في الكامل 564، وابن عبد البر في الاستيعاب 248. وانظر ترجمته في نسب قريش 394، 395، والتبيين 400، وجمهرة الأنساب 161. وذكر ابن عبد البر: أن الذي كان يتغنى بالبيت هو عبد الرحمن بن عوف، وسمعه عمر، فقال: ما هذا يا أبا محمد؟ فقال: إنا إذا خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس.

قَوْلُهُ: "إِنِّي لَأُجِمُّ قَلْبِىَ" (¬32) أَيْ: أُريحُهُ، وَالْجَمامُ- بِالْفَتْحِ: الرّاحَةُ، يُقالُ: جَمَّ الْفَرَسُ جَمًّا وَجَمامًا: إِذا ذَهَبَ إِعْياؤهُ، وَكَذَلِكَ: إِذا تَرَكَ الضرِّابَ، يَجِمُّ وَيَجُمُّ. وَأُجِمَّ الْفَرسُ: إِذا تُرِكَ أَنْ يُرْكَبَ (¬33). وَقيلَ: يَجْمَعُهُ وَيُكْمِلُ صَلاحَهُ وَنَشاطَهُ. يُقالُ: جَمَّ الْماءُ يَجُمُّ: إِذا زادَ (¬34)، وَجَمَّ الْفَرسُ: إِذا زادَ جَرْيُهُ. قَوْلُهُ: "الْمِعْزَفَةِ" (¬35) بِكَسْرِ الميم مِنْ آلاتِ الْمَلَاهِى. وَالْمعازِفُ: الْمَلاهِى، وَالْعَزيفُ: صَوْتُ الْجِنِّ تَعْزِفُ عَزِيفًا. قَوْلُهُ تَعالَى: {لَهْوَ الْحَدِيثِ} (¬36) فُسِّر بِالْغِناءِ، وَسُمِّىَ لَهوا؛ لِأنَّهُ يُلْهِى عَنْ ذِكرِ اللهِ (¬37)، يقال: لَهِيتُ (¬38) عَنِ الشَّيْىء: إِذا اعرَضْتَ عَنْهُ. قَوْلُهُ: "إنَّ الله حَرَّمَ عَلى أُمَّتى الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْمِزْرَ وَالْكوبَةَ وَالْقِنِّينَ" (¬39) الْخَمْرُ. يَكونُ مِنَ الْعِنَبِ، وَيُقالُ لما سِوَاها مَجازًا وَاتِّساعًا. وَالْمَيْسِرُ: الْقِمارُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬40). وَالْمِزْرُ: خَمرَةُ الذُّرَةِ (¬41). وَأَمّا الْكوبَةُ وَالْقِنِّينُ، فَقَدْ ¬

_ (¬32) روى عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - وهو من زهاد الصحابة وفقهائها أنه قال: إنّى لأجم. . . شيئا من الباطل لأستعين به على الحق. المهذب 2/ 326. (¬33) عن الصحاح (جمم). (¬34) في الصحاح: إذا كثر في البئر واجتمع بعد ما استقى فيها. (¬35) في المهذب 2/ 327: يحرم استعمال التي تطرب من غير غناء كالعود والطنبور والمعزفة والطبل والمزمار. (¬36) سورة لقمان آية 6. (¬37) معانى الفراء 2/ 327، ومعاني الزجاج 4/ 194، وتفسير الطبرى 21/ 61 - 62. (¬38) ع: لهوت وفي الصحاح: ولهيت عن الشيىء بالكسر ألهى لُهِيًّا ولهيانا: إذا سلوت عنه وتركت ذكره وأضربت عنه ولهوت بالشيىء ألهو لَهْوًا: إذا لعبت به وتلهيت به: مثله. (¬39) المهذب 2/ 327. (¬40) 1/ 49، 2/ 57. (¬41) غريب الحديث 2/ 176، والصحاح (مزر).

فَسَرهُما الشَّيْخُ فِى الْكِتابِ (¬42)، وَفَسَرّ اَلْقِنِّينَ بِالْبَرْبَطِ، وَهُوَ: عودُ الْغِناءِ (¬43)، قالَ الزَّمَخْشَرِى (¬44): القِّنِّين بِوَزْنِ السِّكِّيتِ: الطُّنْبورُ، عَنِ ابْنِ الْأعْرَابِىِّ، وَقَنَّنَ: إِذا ضَرَبَ بِهِ، يُقالُ: قَنَنْتُهُ بِالْعَصا قَنًّا: إِذا ضَرَبتهُ، قالَ: وَقيلَ: لُعْبَةٌ لِلرّومِ يَتَقامَرونَ بِها. وَهُوَ قَوْل ابْنِ قُتَيْبَةَ (¬45). قالَ ابْنُ الْأَعْرابِىِّ: وَهُوَ: الطُّنْبورُ بِالْحَبَشِيَّةِ. وَالْكوبَةُ: النَّرْدُ، وَيُقالُ: الطَّبْلُ (¬46). وَقالَ فِى الْوَسيطِ: هُوَ طَبْلُ الْمُخَنَّثينَ دَقيقُ الْوَسَطِ غَليظُ الطَّرَفَيْنِ. وَقالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬47): الْكوبَةُ. الطَّبْلُ الصَّغيرُ الْمُخَصَّرُ، وَهُوَ قَريبٌ مِمّا قالَ فِى الْوَسيطِ. وقالَ فِى الْعَيْنِ (¬48): هُنَّ قَصَباتٌ يُجْمَعْنَ [فِى] قِطْعَةٍ مِنْ أَديمٍ، وَيُحْرَزُ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ يَنْفُخُ فيها اثْنانِ يَزْمِرانِ فيها، وَسُمِّيَتْ كوبَةً؛ لِأنَّ بَعْضَها كُوِّبَ عَلى بَعْضٍ، أَيْ: أُلْزِمَ. قَوْلُهُ: "تُمْسَخُ" (¬49) الْمَسْخُ: تَحْوِيلُ صُورَةٍ إِلى ما هُوَ أَقْبَحُ مِنْها، يُقالُ: مَسَخَهُ الله قِرْدًا، وَالْمَسيخُ مِنَ الرِّجال: الَّذى لا مَلاحَةَ لَهُ، وَمِنَ اللَّحْمِ: الَّذى لا طَعْمَ لَهُ. ¬

_ (¬42) قال في المهذب 2/ 327: فالكوبة: الطبل والقنين: البربط. (¬43) المعرب 192 ومعجم الألفاظ في شفاء الغليل 146، والألفاظ الفارسية المعربة 18، ورسالتان في المعرب 98 والنهاية لابن الأثير 1/ 112. (¬44) الفائق 3/ 284. (¬45) لم أقف عليه في غريب ابن قتيبة والنقل عن الغربيين 3/ 71 خ، وذكره الأزهرى في التهذيب 8/ 293، 294 ونقله في اللسان (قنن). (¬46) قال أبو عبيد: أخبرنى محمد بن كثير أن الكوبة النرد في كلام أهل اليمن، وقال غيره: الطبل. غريب الحديث 4/ 278. (¬47) الصحاح (كوب). (¬48) 5/ 417 ونصه: قصبات تجمع في قعة أديم ثم يخرز بها، ويزمر فيها،. . .. (¬49) روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تمسخ أمة من أمتي بشربهم الخمر وضربهم بالكوبة والمعازف" المهذب 2/ 327.

قَوْلُهُ: "أَعْلِنوا النِّكاحَ وَاضْرِبوا عَلَيْهِ بِالدُّف" (¬50) الإِعْلانُ وَالْعَلانِيَةُ: ضِدُّ الإِسْرارِ، وَهُوَ: إِظْهارُ الشَّيْىءِ وَتَرْكُ إِخْفائِهِ، لِيُخالِفَ الزِّنا الَّذى عَادَتُهُ أَنْ يُسْتَسَرَّ بِهِ وَيُخْفَى. وَالدُّفُّ -بِالضَّمِّ، وَحَكى أَبو عُبَيْدٍ (¬51) أَنَّ الْفَتحَ فيهِ لُغَةٌ. قَوْلُهُ: "الْحُداءُ" (¬52) الْحُداءُ وَالْحَدْوُ: سَوْقُ الإِبِلَ وَالْغِناءُ لَها، وَقَدْ حَدَوْتُ الإبِلُ حَدْوًا وَحُداءً. قَوْلُهُ: "فَأَعْنَقَتِ الإِبِلِ فِى السَّيْرِ" (¬53) أَيْ: أَسْرَعَتْ، وَالْعَنَقُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ سَريعٌ (¬54)، كأَن الإِبِلَ تَرْفَعُ أَعْناقَها فيهِ. قَوْلُهُ: "رُوَيْدَكَ" تَصْغيرُ رُوْدٍ (¬55)، وَقَدْ أَرْوَدَ بهِ، أَيْ: رَفَقَ بِهِ، وَقَدْ وُضِعَ مَوْضِعَ الْأَمْرِ، أَيْ: أَرْوِدْ بِمَعْنَى أَرْفِقْ. وَقيلَ: أَصْلُهُ مِنْ رادَتِ الرِّيح تَرودُ: إِذا تَحَرَّكَتْ حَرَكةً خَفيفَةً، قالَ اللهُ تَعالَى {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} (¬56) أَىْ: إِمْهالًا رُوَيْدًا (¬57). قَوْلُهُ: "رِفْقا بِالْقَواريرِ" شَبَّهَهُنَّ بِها، لِضَعْفِهِنَّ وَرِقَّةِ قُلوبِهِنَّ، وَالْقَواريرُ يُسْرِعُ إِلَيْها الْكَسْرُ، وَكانَ يُنْشِدُ مِنَ الرَّجَزِ ما فيهِ نسيبٌ، فَلَمْ يَأَمَنْ أَنْ يُصيبَهُنَّ، أَوْ يوقِعَ فِى قُلوبِهِنَّ حَلاوَةً، أَمْرٌ بِالْكَفِّ عَن ذَلِكَ. ¬

_ (¬50) المهذب 2/ 327. (¬51) غريب الحديث 3/ 64. (¬52) في المهذب 2/ 327: وأما الحداء فهو مباح. (¬53) في الحديث: "فقال - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن رواحة حرك بالقوم فاندفع يرتجز فتبعه أنجشه فأعنقت الإبل في السير، فقال - صلى الله عليه وسلم - يا أنجشة رويدك رفقا بالقوارير. (¬54) قال الأصمعي: أول المشى، يعني في الحيل. كتاب الخيل 257، وقال الخطابي: انبساط السير. غريب الحديث 1/ 420. (¬55) ذكره في الصحاح، وأنشد عليه قول الشاعر: تَكادُ لا تَثْلِمُ البَطْحاءَ وَطْأَتُها ... كَأَنَّها ثَمِلٌ يَنشى عَلَى رُودِ (¬56) سورة الطارق آية 17. (¬57) معاني القرآن وإعرابه للزجاج 5/ 313، وإملاء ما من به الرحمن 285.

يُقالُ: الْغِناءُ رُقْيَةُ الزِّنا (¬58)، وَيُقالُ: إِنَّ سُلَيْمانَ بْنَ عَبْد الْمَلِكِ سَمِعَ فِى مُعَسْكَرِهِ مُغَنِّيًا فَدَعا بِهِ فَخَصاهُ فَقالَ: إِنَّ الْغنِاءَ رُقْيَةُ الزنا، وَكانَ شَديدَ الْغَيْرَةِ (¬59). وَأَنْشَدَ بَعْض أَهْلِ الْعَصْرِ (¬60): يا حادِىَ الْعيسِ رِفْقًا بِالْقَواريرِ ... فَقَدْ أَذابَ سُراها بِالْقَوَى رِيرِى (¬61) وَشَفَّها السَّيْرُ حَتَّى ما بِها رَمَقٌ ... فِى مَهْمَهٍ لَيْسَ فيهِ لِلْقوَارِى رِى (¬62) جَمْعُ قارِيةٍ، وَهِيَ: الْفاخِتَةُ. قَوْلُهُ: "فَأنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقالَ: هِيهِ" (¬63) مَعْناهُ: زِدْ، وَهو اسْمُ فِعْلٍ يُؤْمَرُ بهِ، أَيْ: زِدْ فِى إِنْشادِكَ، يُنَوَّنُ، فَمَنْ نَوَّنَ، فَمَعْناهُ: زِدْنِي حَديثًا؛ لِأنَّ التَّنْوِينَ لِلتّكْثيرِ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ، فَمَعْناهُ: زِدْنِي مِنَ الْحَدِيثِ الْمَعْروفِ مِنْكَ. وَأَصْلُهُ: إِيه، وَالْهاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، تَقولُهُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَزَدْتَهُ مِن حَديثٍ أَوْ عَمَل (¬64)، قالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬65): وَقَفْنا فَقُلْنا إِيه عَنْ أُمِّ سَالمٍ ... وَما بالُ تَكْليمِ الدِّيارِ الْبَلاقِعِ وَأَمّا إِيهًا، فَمَعْناهُ: كُفّ، وَلَمْ يَجِىءْ إِلَّا مُنَكَّرًا، قالَ النَّابِغَةُ (¬66): إِيهًا فِدَاءٍ لَكَ الْأَقْوامُ كُلُّهُمُ ... وَمَا أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ وَمنْ وَلَدِ ¬

_ (¬58) ............................ (¬59) انظر العقد الفريد 6/ 66 - 69. (¬60) لم أهتد إليه ولعله للمصنف. (¬61) القَوَى: القفر الذي لا أنيس به. والرير: الشحم الذي في العظام. (¬62) ع: للقواريرى، ولا معنى له. (¬63) يعني الشريد بن سويد الثقفى وقد روى عنه ابنه عمرو قال: أردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه ثم قال: "أمعك شييء من شعر أمية بن أبي الصلت؟ " فقلت: نعم، فأنشد بيتا، فقال: "هيه". . . فأنشدته بيتًا آخر فقال: "هية" المهذب 2/ 328، وتهذيب التهذيب 4/ 292. (¬64) انظر إصلاح المنطق 291، ومجالس ثعلب 1/ 275، والخزانة 3/ 19، 4/ 283، والصحاح (أية). (¬65) ديوانه 2/ 778، والمراجع السابقة. (¬66) ديوانه 28، وروايته: مَهْلًا. . . . وكذا في الصحاح (ذوى) واللسان (قدى 15/ 150).

فِى الْحَديث: ما أَذِنَ اللهُ لِشَيْىءٍ أَذَنَهُ لِنَبِىٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ" (¬67) يُريدُ: ما اسْتَمَعَ اللهُ لِشَيْىءٍ، وَاللهُ تَعالَى لَا يَشْغَلُهُ سَمَعٌ عَنْ سَمْعِ، يُقالُ: أَذِنَ يَأْذَنُ أَذَنًا: إِذا سَمِعَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} (¬68) أي: اسْتَمَعَتْ، قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ (¬69): أَيُها الْقَلْبُ تمتع بِدَدَنْ ... إِنَّ هَمِّى فِى سَمَاع وَأَذَنْ وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَتِ الأُذُنُ. قَوْلُهُ: "مَنْ لَمْ يَتَغَنِّ بِالْقُرْآنِ" (¬70) مُفَسَّرٌ فِى الْكِتابِ، وَالأَوْلَى: الْجَمْعُ بَيْنَ التَّفْسيرَيْنِ: الاسْتِغْناءِ بِهِ وَالتَّأَدّبِ بِآدابِهِ، وَتَحْسينِ الصَّوْتِ بِهِ وَتَرْقيقِهِ، لِيَتَّعِظَ بِهِ مَنْ يَسْمَعُهُ، وَيَتَّعِظَ هُوَ بِهِ. قَوْلُهُ: "وَأَمّا الْقِراءَةُ بِالأَلْحانِ" (¬71) الأَلْحانُ وَاللُّحونُ: واحِدُها اللَّحْنُ، وَهُوَ: الْغِناءُ وَالتَّطرْيبُ، وَقَدْ لَحَنَ فِى قِراءَتِهِ: إِذَا طَرَّبَ بِها وَغَرَّدَ، وَفِى الْحَديثِ: "اقْرَأوا الْقُرْآنَ بِلُحونِ الْعَرَبِ" (¬72). ¬

_ (¬67) صحيح مسلم 1/ 546، وسنن ابن ماجة 1/ 425، والنسائي 2/ 180، وغريب الحديث 2/ 138، 139، والغريبين 1/ 33، وغريب الحديث للخطابي 3/ 256، وفتح الباري 9/ 68. (¬68) سورة الأنشقاق الآيتان 2، 5، وانظر مجاز القرآن 2/ 292، ومعاني الفراء 3/ 249، ومعاني الزجاج 5/ 303، وتفسير الطبرى 30/ 112، 113. (¬69) كذا، وفي غريب أبي عبيد 2/ 139، قال على بن زيد، وكذا في اللسان (أذن 10/ 13) (ددن 13/ 152) والصحاح (ددن)، وفي التهذيب 15/ 17 قال الأحمر: فيه ثلاث لغات وأنشد. . . فظنه لابن أحمر. والرواية: "تعلل" بدل "تمتع". (¬70) في المهذب 2/ 328: قال عليه السلام: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" وحمله الشافعي على تحسين الصوت، وقال: لو كان المراد به الاستغناء بالقرآن، لقال: من لم يتغان بالقرآن، وأما القراءة بالألحان، فقال في موضع أكرهه وفي موضع: لا أكرهه. (¬71) ما سبق عن الصحاح (لحن) وانظر غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 232، 233، وللخطابي 2/ 536 - 141، وللقتيبى 2/ 417، والفائق 308/ 3، 309، والأمالى 1/ 5، والنهاية 4/ 241، 242. (¬72) في المهذب 2/ 328: ويجوز قول الشعر. . . ولأنه وفد عليه - صلى الله عليه وسلم - كعب بن زهير وأنشده:. . . . .

قَوْلُهُ (73): بَانَتْ سُعادُ فَقَلْبِى الْيَوْمَ مَتْبولُ ... . . . . . . . . . . . . . بَانَتْ: فارَقَتْ، وَالْبَيْنُ: الْفِراقُ، وَالْبَيْنُ أَيْضًا: الْوَصْلُ {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} (¬74) وَهُوَ مِنَ الْأَضْدادِ (¬75). مَتْبولُ، أَيْ: سَقيمٌ فاسِدٌ، يُقالُ: أَتْبَلَهُ الْحبُّ، وَتَبَلَهُ، أَيْ: أَسْقَمَهُ وَأَفْسَدَهُ. قَوْلُهُ: "عَدَلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ الإِشْراكَ بِاللهِ" (¬76) أَيْ: ساوَتْهُ وَماثَلَتْهُ، تَقولُ: عَدَلْتُ فُلانًا بِفُلانٍ: إِذا سَاوَيْتَ بَيْنَهُما. قَوْلُهُ: "يَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ" ذُكِرَ (¬77). قَوْلُهُ: "وإِنْ رَأَى أَنْ يُشْهِرَ أَمْرَهُ" (¬78) أَيْ: يَكْشِفَهُ لِلنّاسِ وَيُوَضِّحَهُ، وَالشُّهْرَةُ: وُضوحُ الْأَمْرِ: يُقالُ: شَهَرْتُ الْأَمْرَ أَشْهَرُهُ شَهْرًا وَشُهْرَةً فَاشْتَهَرَ، وَكَذَلِك شَهَّرْتُهُ تَشْهيرًا. قَوْلُهُ: "أَهْلُ الصِّيانَةِ" (¬79) الَّذينَ يُصانونَ عَنِ التَّنْكيلِ وَالتَّأْديبِ بِالتَّعْزيرِ وَغَيْرِهِ. قَوْلُهُ: "أَقيلُوا ذَوِى الْهَيْئاتِ عَثَرَاتِهِمْ" هُمْ أَهْلُ الْمُروءاتِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬80). ¬

_ (¬74) سورة الأنعام آية 94 على قراءة الرفع، وهي قراءة حمزة ومجاهد. وانظر مجاز القرآن 1/ 200، ومعاني الفراء 1/ 345، ومعاني الزجاج 2/ 273، والدر المصون 5/ 48 - 56، والبحر المحيط 4/ 184. (¬75) أضداد قطرب 138، وابن الأنبارى 76 وثلاثة كتب في الأضداد 52، 204. (¬76) في المهذب 2/ 328: روى خريم بن فاتك قال: - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ولما انصرف قام قائما ثم قال وعدلت. . .". (¬77) 1/ 158، 2/ 191. (¬78) المهذب 2/ 329. (¬79) إن كان من أهل الصيانة لم يناد عليه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم". المهذب 2/ 329. (¬80) 1/ 116، 2/ 336.

قَوْلُهُ: "لَا تُقْبَلُ شَهادَةُ خَصْمٍ وَلا ظَنِين" (¬81) الظَّنينُ: الْمُتَّهَمُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} (¬82) أَىْ: بِمُتَّهَمٍ، فِى قِراءَةِ منْ قَرَأَ بِالظَّاءِ (¬83). وَالظِّنَّةُ: التُّهْمَةُ. قالَ ابْنُ سيرينَ: "لمْ يَكُنْ عَلِىٌّ يُظَنُّ فِى قَتْلِ عُثْمانَ" (¬84)، أَيْ: يُتَّهَمُ. وَأَمّا مَنْ قَرَأَ بِالضّادِ، فَإِنَّهُ أَرادَ: بِبَخيلٍ. قَوْلُهُ: "ذِى إِحْنَةٍ" يُقالُ: فِى صَدْرِهِ عَلَىَّ إِحْنَةٌ، أَيْ: حِقْدٌ، ولا تَقُلْ: حِنَةٌ (¬85)، وَالْجَمْعُ: إِحْنٌ وَقَدْ أَحِنْتُ عَلَيْهِ - بِالْكَسْرِ، قالَ (¬86): إِذا كانَ فِى صَدْرِ ابْنِ عَمِّكَ إِحْنَةٌ ... فَلا تَسْتَثِرْها سَوْفَ يَبْدو دَفينُها قَوْلُهُ: "الطَّبْعِ" (¬87) هُوَ: السَّجِيَّةُ بِما جُبِلَ عَلَيْهِ الإِنْسانُ مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ، وَالطَّبيعَةُ: مِثْلُهُ، وَالْجَمْعُ: الطِّباعُ. قَوْلُهُ - صلى الله عليه وسلم -: "فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي" (¬88) الْبَضْعَةُ - بِفَتْحِ الباءِ: هِىَ الْقِطْعَةُ مِنَ اللَّحْمِ، هَذِهِ وَحْدَها بِالْفَتْحِ، وَأَخَواتُها: بِالْكَسْرِ كَالْقِدَّةِ، وَالْفِدرَةِ (¬89)، وَالْخِرْقَةِ، وَالْكِسْفَةِ. ¬

_ (¬81) روى ابن عمر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقبل شهادة. . . ولا ذى احنة" المهذب 2/ 329 وغريب الحديث لأبي عبيد 2/ 153، وإصلاح الغلط 100، وغريب الخطابي 3/ 150، وابن الجوزى 2/ 57، والنهاية 3/ 163. (¬82) سورة التكوير آية 24. (¬83) الفراء عن عاصم عن زر بن حبيش: أنتم تقرأون {بِضَنِينٍ} ببخيل، ونحن نقرأ {بِظَنِين} بميم، وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت {بِضَنِينٍ} معاني القرآن 3/ 242، وانظر مجاز القرآن 2/ 288، ومعاني القرآن وإعرابه 5/ 293، والمبسوط في القراءات العشر 464. (¬84) غريب الحديث 4/ 464، والفائق 2/ 381، والنهاية 3/ 163. (¬85) إصلاح المنطق 282، وتهذيبه 612، والمشرف المعلم 56 والصحاح (أحن). (¬86) من غير نسبة في المصادر السابقة والفائق ونسب في أمالى المرتضى 1/ 259، لأبي الطحمان القينى وفي المؤتلف والمختلف 25، للأقيبل بن نبهان القينى، وفي اللسان والتاج. للأقييل بن شهاب القينى. (¬87) في المهذب 2/ 330: وهذا متهم؛ لأنه يميل إليه ميل الطبع؛ ولأن الولد بضعة من الوالد، ولهذا قال عليه السلام: "يا عائشة إن فاطمة بضعة مني يريبنى ما يريبها". (¬88) البخاري 5/ 62، ومسند أحمد 4/ 5، 326، والمغيث 1/ 165، والنهاية 1/ 133. (¬89) ع: كالغدة والقدرة: تحريف، وانظر الصحاح (بضع).

قَوْلُهُ: "يُريُبنى ما يُرِيبُها" أَيْ: يُدْخِلُ عَلَىَّ الشَّكَّ، كُلَّما أُدْخِلَ عَلَيْهَا الشَّكُ وَالتُّهْمَةُ، يُقالُ: رابَنِي فُلانٌ: إِذا رَأَيْتَ مِنْهُ مَا يَريبُكَ وَتَكْرَهُهُ. وَالرِّيبَةُ: الشَّكُّ، قالَ الْهَرَوِىُّ (¬90): يُقالُ: أَرابَنِي الشَّيْىءُ، أَىْ: شَكَّكنى وَأَوْهَمَنِي الرِّيبَةَ، فَإِذا اسْتَيْقَنْتَهُ، قُلْتَ: مَا رَابَنِي - بِغَيْرِ هَمزَةٍ (¬91). وَقالَ الْفَرّاءُ: رابَ وَأَرَابَ: بِمَعْنًى واحِدٍ. وَالضَّرَّةُ (¬92): قَدْ ذُكِرَت، وَهِيَ: إِحْدى الزَّوْجَتَيْنِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لإدْخالِ الضَرَّرَ عَلَيْها. قَوْلُهُ: "فَالتَّوْبَةُ أَنْ يُقْلِعَ عَنْها وَيَنْدَمَ" (¬93) وَقَدْ ذَكَرْنا التَّوْبَةَ، وَأَصْلُها: الرُّجوعُ. وَالِإقْلاعُ عَنِ الأَمْرِ: الْكَفُّ عَنْهُ، يُقالُ: أَقْلَعَ فْلانٌ عَمّا كانَ عَلَيْهِ: إِذا تَرَكَهُ فَكَفَّ عَنْهُ. قَوْلُهُ تَعالَى: {وَلَمْ يُصِرُّوا} (¬94) لَمْ يُقيموا، وَالإِصْرارُ: الإِقامَةُ عَلَىَ الذَّنْبِ، أَوْ تَرْكُ التَّوْبَةِ مِنْه (¬95). قَوْلُهُ: "أَجلْ" (¬96) بِمَعْنَى نَعَمْ، وَقَدْ ذُكِرتْ (¬97). ¬

_ (¬90) في الغريبين 1/ 455 خ. (¬91) انظر فعلت وأفعلت لأبي حاتم 167، وللزجاج 18، وللجواليقى 18، وتهذيب اللغة 15/ 252، والصحاح (ريب). (¬92) من قوله: وإن شهد بأنه طلق ضرة أمهما. . . المهذب 2/ 330. (¬93) في المعصية التي لا حد فيها لله تعالى كالاستمتاع بالأجنبية فيما دون الفرج فالتوبة. . . المهذب 2/ 330. (¬94) آل عمران 135. (¬95) تفسير الطبرى 4/ 98. (¬96) من قول عمر وقال له رجل: أرى ما كان مني قد أسرع فيك، قال: أجل. المهذب 2/ 331. (¬97) 1/ 38.

قَوْلُهُ: "مَنْ أَتَى مِنْ هَذِهِ الْقاذوراتِ شَيْئًا" (¬98) هِىَ جَمْعُ قاذورَة، وَهِيَ: الْفِعْلُ الْقَبيحُ وَاللَّفْظُ السَّيِّىءُ. وَقَذِرْتُ الشَّيْىءَ وَتَقَذَّرْتُهُ، أَيْ: عِفْتَهُ وَكَرِهْتَهُ (¬99). قَوْلُهُ: "مَنْ أَبْدى لَنا صَفْحَتَهُ" الصَّفْحَةُ: جانِبُ الْعُنُقِ، وَمَعْناهُ: مَنْ أَظْهَرَ لَنا أَمْرَهُ، أَيْ: أَقَرَّ بِهِ. أَقَمْنا عَلَيْهِ الْحَدَّ. قَوْلُهُ: "تَهيجُ فيها الطَّبائِعُ" (¬100) أَيْ: تَثورُ، يُقالُ: هاجَ الشَّيْىءُ يَهيجُ هَيْجًا وَهَيَجَانًا، أَىْ: ثارَ. وَالطَّبائِعُ: جَمْعُ طَبيعَةٍ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬101). قَوْلُهُ: "لَمْ تُرَدّ بِمَعَّرَّةٍ" (¬102) أَيْ: عَيْبٍ وَعارٍ لَحِقَهُ، وَالْمَعَرَّةُ أَيْضًا: الإِثْمُ، قالَ اللهُ تَعالَى: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ} (¬103) أَيْ: إِثْمٌ. ¬

_ (¬98) وإن تعلق بالمعصية حد لله تعالى كحد الزنا والشرب فإن لم يظهر ذلك فالأولى أن يستره على نفسه، لقوله عليه السلام: "من أتى من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله تعالى فإن من أبدى لنا صفحته أقمنا عليه الحد" المهذب 2/ 331. (¬99) الموطأ 2/ 226، والفائق 3/ 168، 169، وابن الجوزى 2/ 226 , والنهاية 4/ 280. (¬100) لا تظهر صحة التوبة في مدة قريبة، فكانت أولى المدد بالتقديره سنة؛ لأنه تمر فيها الفصول الأربعة التي تهيج فيها الطبائع وتغير فيها الأحوال. المهذب 2/ 331. (¬101) 2/ 348، 375. (¬102) إن شهد المولى لمكاتبه بمال فردت شهادته ثم أدى المكاتب مال المكاتبة وعتق وأعاد المولى الشهادة له بالمال، فقد قال أبو العباس: فيه قولان، أحدهما: أنه تقبل؛ لأن شهادته لم ترد بمعرة. . . المهذب 2/ 332. (¬103) سورة الفتح آية 25. وانظر معاني الفراء 3/ 68، ومعاني الزجاج 5/ 27، وتفسير الطبرى 16/ 102.

ومن باب عدد الشهود

وَمِنْ باب عَدَدِ الشُّهودِ قَوْلُهُ: "رَأَيْتُ اسْتَاتَنْبُو" (¬1) الاسْتُ: الْعَجزُ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ حَلْقَةُ الدُّبُرِ، وَأصْلُها: سَتَة عَلى وَزْنِ فَعَلٍ -بِالتَّحريك- يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ أَنَّ جَمْعَهُ أَسْتاهٌ، مِثْلُ جَمَلٍ وَأَجْمالٍ، وَلا يَجوزُ أَنْ يَكونَ مِثْلَ جِذعٍ وَقُفْلٍ اللَّذَيْنِ يُجْمعانِ أَيْضًا عَلى أَفعالٍ؛ لأنَّك إِذا رَدَدْتَ (¬2) الْهاءَ التي هِىَ لامُ الْفِعْلِ، وَحَذَفْتَ العَيْنَ، قلْتَ: سَهٌ- بِالْفَتْح، قالَ الشَّاعِرُ (¬3): شَأَنكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وَسَمينُها ... وَأَنْتَ السَّه السُّفْلى إِذا ذُكِرَتْ (¬4) نَصْرُ يَقولُ: أَنْتَ فيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الاسْتِ مِنَ النّاسِ. قَوْلُهُ: "تَنُبو" أَيْ: تَرْتَفِعُ، أَرادَ هَا هُنا: الْعَجُزَ دونَ حَلْقَةِ الدُّبُرِ. قَوْلُهُ: "وَإنَّما الْقِصاصُ فِى ضِمْنِهما " (¬5) أَيْ: فِيما يَشْتَمِلانِ عَلَيْهِ، مِنْ قَوْله: فَهِمْتُ ما تَضَمَّنَهُ كِتابُك، أَيْ: مَا اشْتمَلَ عَلَيْهِ، وَكانَ فِى ضِمْنِهِ. وَأَنْفَذْتُهُ ضِمْنَ كِتابِى، أَيْ: فِى طَيِّهِ. ¬

_ (¬1) شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة أبو بكرة، ونافع، وشبل بن سعيد، وقال زياد: رأيت استاتنبو ونفسا يعلو ورجلان كأنهما أذنا حمار، لا أدرى ما وراء ذلك. المهذب 2/ 332. (¬2) ع: زدت: تحريف وانظر الصحاح (سته) والنقل عنه هنا. (¬3) أوس، كما في اللسان، ومن غير نسبة في غريب الحديث 3/ 82، والصحاح (سته). (¬4) في المراجع السابقة "دعيت". (¬5) الهاشمة والمنقلة لا قصاص فيهما وإنما القصاص في ضمنهما. المهذب 2/ 333.

قولُهُ: "أَغْلبَ عَلَى ذِى لُبٍّ مِنْكُنَّ" (¬6) اللُّبُّ: الْعَقْلُ، وَالْجَمْعُ: الأَلْبابُ، قالَ اللهُ تَعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (¬7) أَيْ: لِذَوى الْعُقولِ. قَوْلُهُ تَعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (¬8) أَيْ: لَا تَتَّبِعْهُ، فَتَقولَ فيهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (¬9)، يُقالُ: قَفَوْتُهُ أَقْفوهُ، وَقُفْتُهُ أَقوفُهُ: إِذا اتَّبَعْتَ أَثرَهُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْقافَةُ، لِتَتَبعِهِم الآثارَ، وَأَصْلُهُ: مِنَ الْقَفا. قَوْلُهُ: "لِأنَّ الزّانِي هَتَك حُرْمَةَ اللهِ" (¬10) هَتَكَ: خَرَقَ، وَأَصْلُهُ: خَرْقُ السِّترِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬11). وَالْحُرْمَة، مَا يَحْرُمُ انِتْهَاكُهُ. قَوْلُهُ: "بِالاسْتِفاضَةِ" (¬12) هِىَ مَأْخوذَةٌ مِنْ فاضَ يَفيضُ: إِذا شاعَ، وَهُوَ حَديثٌ مُسْتَفيضٌ، أَيْ: مُنتَشرٌ فِى النّاسِ. قَوْلُهُ: "أَخبارُ الآحادِ" (¬13) الآحادُ: مَا انْحَطَّ عَنْ حَدِّ التَّوَاتُرِ، وَالتَّواتُر: غَيْرُ مَحْصورٍ عَلى الصَّحيح مِنَ الأَقوالِ. ¬

_ (¬6) روى عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب على ذى لب منكن" المهذب 2/ 334. (¬7) سورة الزمر آية 21. (¬8) سورة الإسراء آية 36. (¬9) معاني الفراء 2/ 32، ومجاز القرآن 1/ 379، ومعاني الزجاج 3/ 239، وقال الفراء: أكثر القراء يجعلونها من قفوت، وبعضهم يقول: {وَلَا تَقْفْ} والعرب تقول قُفْتُ أَثره وقَفَوْتُه. وقال الطبرى في تفسيره 15/ 87: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: لا تقل للناس وفيهم ما لا علم لك به فترميهم بالباطل وتشهد عليهم بغير الحق، فذلك هو القفو. (¬10) يجوز النظر إلى العورة في شهادة الزنا دون غيره؛ لأن الزانى هتك. . . بالزنا فجاز أن تهتك حرمته بالنظر إلى عورته. المهذب 2/ 335. (¬11) 1/ 35، 2/ 25. (¬12) إن كانت الشهادة على ما لا يعلم إلا بالخبر، وهو ثلاثة: النسب، والملك، والموت: جاز أن يشهد بالاستفاضة 2/ 335. (¬13) في عدد الاستفاضة قال الماوردى: لا يثبت إلا بعدد يقع العلم بخبرهم؛ لأن ما دون ذلك من أخبار الآحاد فلا يقع العلم من جهتهم. المهذب 2/ 335.

قَوْلُهُ: "فَضَبَطَهُ إِلى أَنْ حَضَرَ عِنْدَ الْحاكِم" (¬14) أَي: أَمْسَكَهُ، وَضَبَطَ الشَّيْىءَ: إِذا حَفِظَهُ بِالْحَزْمِ. قَوْلُهُ: "أَنْهَرَ دَمَهُ" (¬15) أَىْ: أَسَالَه، وَكُلُّ شَيْىءٍ جَرَى فَقَدْ نَهَرَ (¬16). قَوْلُهُ: "أَنْ يُعَرِّضَ" (¬17) التَّعْريضُ: التَّوْرِيَةُ بالشَّيْىء عَنِ الشَّيْىءِ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬18). قَوْلُة: "الْفَرْعِ" (¬19) مَأْخوذٌ مِنْ فُروع الشَّجَرَةِ، وَهِيَ: أَغْصانُها الَّتي تَنْمِى عَنِ الأُصولِ. وَفُروعُ كُلِّ شَيْىءٍ أَعْلاهُ أَيضًا. قَوْلُهُ: "أَنْ يَسْتَرْعِيَهُ" (¬20) الاسْتِرْعاءُ فِى الشّهاداتِ: مَأْخوذٌ مِنْ قَوْلهِم: أَرْعَيْتُهُ سَمْعِى، أَيْ: أَصْغَيْتُ إِلَيْهِ (¬21) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {رَاعِنَا} (¬22) قالَ الأَخْفَش: مَعْناهُ: أَرِعْنَا سَمْعَكَ (¬23). ¬

_ (¬14) في المهذب 2/ 335: إذا أقر رجل إلى أعمى ويد الأعمى على رأس الرجل فضبطه إلى أن حضر عند الحاكم فشهد عليه بما سمعه منه: قبلت شهادته. (¬15) في المهذب 2/ 336: وإن قال: ضربه بالسيف فأنهر دمه فمات مكانه: ثبت القتل بشهادته. (¬16) عبارة الصحاح: وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر، قال أبو ذُؤيب: أَقامتْ به فَابْتَنَتْ خَيْمَةً ... على قَصَب وَفُراتٍ نَهِرْ (¬17) في المهذب 2/ 336: وهل يجوز أن يعرض للشهود بالنوقف في الشهادة في حدود الله تعالى؟. . . إلخ. (¬18) 2/ 40. (¬19) لا تقبل الشهادة على الشهادة حتى يسمى شاهد الفرع شاهد الأصل بما يعرف به. المهذب 2/ 338. (¬20) ولا يصح تحمل الشهادة على الشهادة إلا من ثلاثة أوجه. . . الثالث: إن يسترعيه رجل بأن يقول أشهد أن لفلان على فلان كذا فاشهدو على شهادتي بذلك. المهذب 2/ 338. (¬21) فيه نظر؛ لأنه قد يكون مأخوذا من قولهم: استرعيت الشيىء فرعاه، وفي المثل: "من استرعى الذئب ظلم". (¬22) سورة البقرة آية 104. (¬23) معانى الأخفش 1/ 240، وانظر تفسير الطبرى 1/ 469، ومعاني الفراء 1/ 69، 70، ومعاني الزجاج 1/ 188.

ومن باب اختلاف الشهود فى الشهادة

وَمِن بابِ اختِلافِ الشُّهودِ فِى الشَّهادَةِ قَوْلُهُ: "فِى زاوِيةِ" (¬1) الزّاوِيَةُ: واحِدَةُ الزَّوَايَا، وَأَصْلُهُ: فاعِلَة، مِنْ زَوَيْتُ الشَّيْىءَ، أَىْ: قَبَضْتُهُ وَجَمْعتُهُ، كَأَنَّها تَقبِضُ وَتَجْمَعُ ما فيها. وَفِي الْحَديثِ: "زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ" (¬2). قَوْلُهُ: "سَرَقَ كَبْشًا" (¬3) هُوَ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالْباءِ بِواحِدَةٍ، وَمَنْ قالَ: "كِيسًا" بِالْياءِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِها وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ: فَقَدْ أَخْطَأ. قَوْلُهُ: "بِتَزْكِيَتهِمْ" (¬4) تَزْكِيَةُ الشُّهودِ: مَدْحُهُمْ وَالثَّناءُ عَلَيْهِمْ، يُقالُ: زَكَّى فُلان بَيِّنَتَهُ، أَنْ: مَدَحَها، وَزَكَا، أَىْ: نَما صَلاحُهُ، من زَكىَّ الْمالَ (¬5). وَيُقالُ: تَطْهيرُهُمْ، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ} (¬6) وَقَوْلُهُ تَعالَى: {غُلَامًا زَكِيًّا} (¬7) أَىْ: طَاهِرًا، وقَوْلُهُ تَعالَى: {مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} (¬8) أَىْ: ما طَهُرَ. ¬

_ (¬1) إن شهد شاهد على رجل أنه زنى بامرأة في زاوية من بيت. . . الخ المهذب 2/ 338. (¬2) صحيح مسلم 4/ 2215، وسنن ابن ماجه 2/ 1304، وسنن أبي داود 4/ 97، ومسند أحمد 4/ 123، 5/ 287، وغريب الحديث 1/ 3. (¬3) في المهذب 2/ 339: وإن شهد شاهد أنه سرق كبشا أبيض وشهد آخر أنه سرق ذلك الكبش بعينه عشية: لم يجب الحد. (¬4) إن شهد على رجل أربعة بالزنا وشهد اثنان بتزكيتهم فرجم ثم بان أن الشهود كانوا عبيدا أو كفارا: وجب الضمان على المزكيين. . . الخ المهذب 2/ 431. (¬5) عن الهروى في الغريبين 1/ 467 خ. (¬6) سورة التوبة آية 103. (¬7) سورة مريم آية 19. (¬8) سورة النور آية 21.

قَوْلُهُ: "وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَن يَكونَ أَلْحَنَ بِحُجَتِهِ" (¬9) أَىْ: أَفْطنَ وَأَقْوَمَ بِها، يُقالُ: لَحِنَ يَلْحَنُ لَحَنًا- بِفَتْحِ الْحاءِ: إِذا أَصابَ وَفَطِنَ (¬10). قالوا: وَأَمّا اللَّحْنُ- بِإِسْكانِ الْحاءِ: فَهُوَ الْخَطَأْ (¬11)، وَاللَّحْنُ أَيْضًا: اللُّغَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رَضِىَ الله عَنْهُ: "أُبَىٌّ أَقرَؤُنا وَإِنَّا لَنَرْغَبُ عَنْ كَثيرٍ مِنْ لَحْنِهِ" أَيْ: لُغَتِهِ، وَكانَ يَقْرَأُ {التَّابُوهُ} (¬12) قالَ (¬13): وَقَوْم لَهُمْ لَحْنٌ سِوَى لَحْنِ قَوْمِنا ... وَسَكْلٌ وَبَيْتِ اللهِ لَسْنا نُشاكِلُه وَاللَّحْنُ أَيْضًا: التَّعْريضُ وَالِإشارَةُ، قالَ أَبو زَيْد: يُقالُ: لَحَنْتُ لَهُ -بِالْفَتْحِ- لَحْنًا: إِذا قُلْتَ لَهُ قَوْلًا يفْهَمُهُ عَنْكَ، وَيَخْفَى عَنْ غَيْرِهِ، ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (¬14). قالَ ابْنُ الْأَنْبارِىِّ: مَعْناهُ: وَلَتَعْرِفنَهُمْ فِى مَعْنَى القَوْلِ. وَقالَ الْعُزَيْزِىُ (¬15): فَحْوَى الْقَوْلِ وَمَعْناهُ. وقالَ الْهَرَوِىُّ (¬16): فِى نَحْوِهِ وَقَصْدِهِ. وَأَنْشَدُوا لِلْقَتَّالِ الْكِلابِىِّ (¬17): وَلَقَدْ لَحَنْت لَكُمْ لِكَيْما تَفْهَموا ... وَوَحَيْتُ وَحْيَا لَيْسَ بِالْمُرْتابِ ¬

_ (¬9) روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنكم تختصمون إلى وإنما أنا بشر مثلكم ولعل. . . فاقضى له بما أسمع وأظنه صادقا فمن قضيت له بشييء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها". المهذب 2/ 343، وصحيح مسلم 3/ 1337، وفتح الباري 5/ 288، ومسند أحمد 6/ 203. (¬10) من باب تعب وانظر غريب الحديث 2/ 232، 233، وغريب الخطابي 2/ 540. (¬11) (¬12) سورة البقرة آية 248، وانظر البحر المحيط 2/ 261، والكشاف 1/ 380، والدر المصون 2/ 523، النقل هنا عن الغريبين 3/ 133 خ. (¬13) قال أبو عدنان: أنشدتنى الكلبية. تهذيب اللغة 5/ 62. (¬14) سورة محمد آية 30. (¬15) تفسير غريب القرآن 143. (¬16) 3/ 132 خ. (¬17) الصحاح واللسان (لحن).

ومن كتاب الإقرار

ومِنْ كتابِ الِإقْرارِ الإِقْرارُ: إِخْبارٌ عَمّا قَرَّ وَثَبَتَ وَتَقَدَّمَ , وَمَعْناهُ: الاعْتِرافُ وَتْرْكُ الِإنْكارِ، مِنَ: اسْتَقَرَّ بِالْمكانِ: إِذا وَقَفَ فيهِ وَلَمْ يَرْتَحِلْ عَنْهُ، وَقَرارُ الْماءِ وَقَرارَتُهُ: حَيثُ يَنْتهى جَرَيانُة وَيَسْتَقِرُّ، قالَ عَنْتَرَةُ (¬1): جَادَتْ عَلَيْهَا كُلُّ بَكْرٍ حُرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِّرهَمِ قَوْلُهُ تَعالى: {قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} (¬2) أَىْ: بالْعَدْلِ، بكَسْرِ الْقافِ، وَبفَتْحِها: الْجَوْرُ (¬3)، وَقالَ آخَر (¬4): لَيْتَهُمْ أَقْسَطُوا إِذْ أَقْسَطوا ... فَالزَّمانُ قِسْطٌ وَقَسْطٌ قَوْلُهُ تَعالى: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} (¬5) يُقالُ: أَمَلَّ عَلَيْهِ بِمَعْنَى أَمْلَى، وَأَمْلَلْتُ عَلَيْهِ الْكِتابَ. قَوْلُهُ: "فَإنْ أَقَرَّ مُراهِقٌ" (¬6) يُقالُ: راهَقَ الْغلامُ فهُوَ مُراهِقٌ: إِذا قَارَبَ الاحْتِلامَ. ¬

_ (¬1) ديوانه 75، والصحاح واللسان (قرر). (¬2) سورة النساء آية 135. (¬3) قسط: جار وعدل، وهو من الأضداد. انظر أضداد ابن السكيت 174، وقال ابن الأنبارى: والجور غالب على قسط. الأضداد 58، وفي اللسان: في العدل لغتان: قسط وأقسط وفي الجور لغة واحدة: قسط بغير الألف ومصدره القسوط. انظر أضداد قطر 107، 108، والصحاح والمصباح (قسط) وقول المصنف: القسط بالفتح فيه نظر، فقد اقتصر في الصحاح والمصباح واللسان على القسوط مصدرا لقسط. وذكر في القاموس القسط بالفتح. (¬4) لم أهتد إلى قائله ولعله للمصنف ومن عادته ذلك. (¬5) سورة البقرة 282. (¬6). . . . وادعى أنه غير بالغ: فالقول قوله. المهذب 2/ 343.

قَوْلُهُ: "فَإِنْ عَزاهُ إِلى إِرْثٍ" (¬7) أَىْ: نَسَبَهُ وَأَضافَهُ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬8). وَقَوْلُهُ: "مَصْنَع" (¬9) الْمَصْنَعُ: كَالْحَوْضِ يُجْمَعُ فيهِ ماءُ الْمَطرَ، وَكَذَلِكَ الْمَصْنُعَةُ -بِضَمِّ النونِ- هَكَذا ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِىُّ (¬10)، وَحَقيقَتُهُ: الْبِرْكةُ. وَحَدَّثَ أَبو الْحَسَن اللؤْلُؤىُّ، وَكانَ خَيرًا فاضِلًا، قالَ: كُنتُ وَلِعًا بِالْحَجِّ فَحَجَجْتُ فِى بَعْضِ السِّنينِ، وَعَطِشْتُ عَطَشًا شَديدًا، فَأجلَسْتُ عَديلى فِىي وَسَطِ الْمَحْمِلِ، ونزَلْتُ أَطْلُبُ الْماءَ، وَالنّاسُ قَدْ عَطِشوا، فَلَمْ أزَلْ أَسْأَلُ رَجُلًا رَجُلًا وَمَحْمِلًا مَحْمِلًا، مَعَكُمْ مَاءٌ؟ وإِذا النّاسُ شَرْعٌ واحِدٌ، حَتّى صِرْتُ فِى ساقَةِ الْقافِلَةِ بِمِيل أَوْ مِيلَمْنِ، فَمَرَرْتُ بِمَصْنَعِ مُصَهْرج، فَإِذا رَجُلٌ فَقيرٌ جالِسٌ فِى أَرضِ الْمَصْنَعِ، وَقَدْ غَرَزَ عَصاهُ فِى أَرْضِ الْمَصْنَعِ، وَالْماءُ يَنْبُعُ مِنْ مَوْضِعِ الْعَصا، وَهُوَ يَشْرَبُ، فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ، وَجِئْتُ إِلَى الْقافِلَةِ، وَالنّاسُ، قَدْ نَزَلوا، فَأَخْرَجْتُ قِرْبَةً وَمَضَيْتُ فَمَلأتُها، وَرَآنِي النّاسُ، فَتَبادَروا بِالْقِرَبِ فَرَوَّوْا عَنْ آخِرِهِمْ، فلما رَوِىَ النّاسُ وَسارَتِ الْقافِلَةُ جِئْتُ لِأَنْظُرَ، فَإِذا الْبِرْكَةُ مَلْأَى تَلْتَطِمُ أَمْواجُها. وَالْمَصانِعُ أَيْضًا: الْحُصونُ، وَقدْ فُسِّرَ قَوْلُهُ تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} (¬11) قالَ مُجاهِدٌ: قُصورًا مُشَيَّدَةً (¬12) قالَ (¬13): تَرَكنَ ديارَهُمْ مِنْهُمْ قِفارًا ... وَهَدَّ مْنَ الْمَصانِعَ وَالْبُروجَا ¬

_ (¬7) إن أقر لحمل بمال فإن عزاه إلى إرث أو وصية صح الإقرار. المهذب 2/ 344. (¬8) 2/ 357، 358. (¬9) وإن أقر لمسجد أو مصنع وعزاه إلى سبب صحيح من غلة وقف عليه صح. المهذب 2/ 345. (¬10) الصحاح (صنع). (¬11) سورة الشعراء آية 129. (¬12) تفسير الطبرى 29/ 95، 96. (¬13) لم أهتد إلى قائله.

وَقالَ قَتادَةُ (¬14): هِىَ بِرَكُ الْماءِ، وَقالَ لَبيدٌ (¬15): بَلينا وَمَا تَبْلَى النُّجومُ الطَّوالِعُ ... وَتبْقَى جِبالٌ بَعْدَنا وَمَصانِعُ وَقوْلهُ: "إِن الأَخِرَ زَنى" (¬16) ذُكِرَ (¬17). قَوْلُهُ: "فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ" أَيْ: أَتاهُ منْ ناحِيَتهِ الأَخْرى (¬18)، وَقيلَ: مالَ وَاعْتَمَدَ، وَكَذا الانْتِحاءُ: الاعْتِمادُ وَالْمَيْلُ. قَوْلُهُ: "ما إِخالُكَ سَرَقْتَ" (¬19) أَيْ: ما أَظُنُّكَ، يُقالُ: أَخالُ - بِفَتْحِ الْهَمْزَة، وإِخالُ بِكَسْرِها، وَالكسْرُ أَفْصَحُ، وَالْقِياسُ الْفَتْحُ (¬20). قَوْلُهُ: "فَلَمّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجارَةُ" (¬21) أَيْ: أَصَابَتْة بِحَدِّها، وَالْحِجارَةُ الْمُذَلَّقَةُ: الْمُحَدَّدَةُ، وَذَلْقُ كُلِّ شَيْىءٍ: حَدُّهُ، وَفُلان ذَلْقُ اللِّسانِ: حَديدُهُ. قَوْلُهُ: "تَجَمَّزَ" أَىْ: عدا وَأَسْرَعَ، وَالْجَمزُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ أَشَدُّ مِنَ الْعَنَقِ، وَالنَّاقَةُ تَعْدُو الْجَمَزَى. ¬

_ (¬14) تفسير الطبرى 29/ 95، 96. (¬15) ديوانه 87. (¬16) في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى رجل من أسلم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن الآخر زنى، فأعرض عنه - صلى الله عليه وسلم - فتنحى لشق وجهه الذي أعرض عنه. . . إلخ الحديث. المهذب 2/ 345. (¬17) 2/ 538. (¬18) يقال: انتحيت لفلان، أي: عرضت له، ونحيته عن موضعه تنحية فتنحى. الصحاح (نحا). (¬19) روى أبو أمية المخزومى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بلص قد اعترف، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما. . ." فقال له مرتين أو ثلاثة ثم أمر بقطعه. المهذب 2/ 345. (¬20) في الصحاح (خليل): تقول في مستقبله: إخال بكسر الألف، وهو الأفصح، وبنو أسد تقول: احتمال بالفتح وهو القياس. (¬21) في حديث جابر بن عبد الله قال: كنت فيمن رجم ما عزا فرجمناه في المصلى بالمدينة فلما أذلقته الحجارة تجمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه حتى مات. المهذب 2/ 345.

قَوْلُهُ: "فَإِنْ قالَ نَعَمْ أَوْ أَجَلْ" (¬22). قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬23) قَوْلُهُمْ: "أَجَلْ" إِنَّما هو جوابٌ مِثْلُ "نَعَمْ". قالَ الأَخْفَشُ: إِلَّا أَنَّهُ أَحْسَنُ مِنْ "نَعَمْ" فِى التَّصْديقِ، وَ "نَعَمْ" أَحْسَنُ مِنْهُ فِى الاسْتِفْهامِ، فَإِذا قالَ: أَنْت سوْفَ تَذْهَبُ، قُلْتَ: أَجَلْ، وَكانَ أَحْسَنَ مِنْ نَعَمْ، وَإِذا قالَ: أَتَذْهَبُ؟ قُلْتَ: نَعَمْ، وَكانَ أَحْسَنَ مِنْ أَجَلْ (¬24). قَوْلُهُ: "أَو لَعَمْرِى" لَعَمْرى، وَلَعَمْرُكَ: قَسَمٌ، كَأَنَّهُ حَلَفَ بِبَقائِهِ وَحَياتِهِ. وَالْعَمْرُ وَالْعُمْرُ: واحِدٌ فإِذا أَدْخَلْتَ اللَّامَ فَتَحْتَ لَا غَيْرَ (¬25). وَمَعْناهُ فِى الِإقْرارِ: كَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِثُبوتِهِ وَلُزومِهِ عَلَيْهِ. قَوْلُهُ: "عَلَىَّ شَيْىءٌ" (¬26) أَنْكَرُ النَّكِراتِ: شَيْىءٌ؛ لِأنَّهُ يَجْمَعُ الْمَعْرِفَةَ وَالنَّكِرَةَ، وَالْمُذَكَّرَ وَالْمُؤَنَّثَ، وَالْمَوْجودَ والْمَفْقودَ، فَهُوَ أَحَقُّ الْكَلام فِى التَّفْسيرِ. قَوْلُهُ: "سِتَّةُ دَوانِقَ" (¬27) جَمْعُ دانَقٍ، وَهُوَ: سُدُسُ الدِّرْهَمِ، يُقالُ: دانِقٌ وَدَانَق، بِفَتْحِ النّونِ وَكَسْرِها، وَرُبَّما قالُوا: دَاناقٌ، كَما قالوا لِلدِّرْهَمِ: دِرْهامٌ (¬28). ¬

_ (¬22) إن قال: لي عليك ألف فقال: نعم، أو أجل أو صدق أو لعمرى كان مقرا؛ لأن هذه الألفاظ وضعت للتصديق. (¬23) الصحاح (أجل). (¬24) انظر المغنى 1/ 29، طبع دمشق والجنى الداني 143، 144، 204، ورصف المباني 147، 148، 426، 427. (¬25) يعني العين، وانظر الصحاح واللسان (عمر) ومعاني الأخفش 2/ 380. (¬26) إذا قال: لفلان على شيىء: طولب بالتفسير، فإن امتنع عن التفسير جعل ناكلا. المهذب 2/ 347. (¬27) إن قال له على درهم من دراهم الإِسلام، وهو: ستة دوانق وزن كل عشرة سبعة مثاقيل. . . الخ المهذب 2/ 347. (¬28) عن الصحاح (دنق).

قَوْلُهُ: "الدِّرْهَمُ الْبَغْلِىُّ" (¬29) وَزْنُهُ: ثَمانِيَةُ دَوانِقَ (¬30)، وَالدَّانِقُ مِنْهُ: أَرْبَعَةُ قَراريطَ، مُشَبَّهٌ بِالدِّرْهَم الَّذى يَكونُ فِى يَد الْبَغْلِ (¬31)، وَالدِّرْهَمُ الْبَغْلِىُّ وَالشُّهْليلىُّ: كَبيرانِ. وَقالَ بَعْضُ المشايِخِ: لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ نُسِبَ إِلى بَغْلانَ، بَلَدٍ بِبَلْخَ (¬32)، كَالنَّسَب إِلى الْبَحْرَيْنِ، يُقالُ فيهِ: بَحْرِىٌّ، عَلى الصحَّيحِ. قَوْلُهُ: "فَإِنْ فَسَرّه بِدَراهِمَ مُزيَّفَةٍ" (¬33) أَىْ: رَديئَةٍ. قالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ: زافَتِ الدَّراهِمُ تَزيفُ زَيْفًا: بارَتْ (¬34) -وَلَعَلَّهُ لِرَداءَتها. وَدِرْهَمٌ زَيْفٌ وَزائِفٌ، وَالْجَمْعُ: زُيَّفٌ، مِثْلُ: ناقِصٍ وَنُقَّصٌ: إِذا لَمْ تَجُزْ بِأَنْ تَكونَ رَصاصًا أَوْ نُحاسًا مَغْشوشًا، وَزَيَّفْتُها أَنا. قَوْلُهُ: "بِدَراهِمَ مَغْشوشَةٍ" (¬35) مَأْخوذٌ مِنَ الْغِشِّ- بِالْكَسْرِ، وَهُوَ ضِدُّ النَّصيحَةِ. وَقيلَ: مَأْخوذٌ مِنَ الْغَشَشِ، وَهُوَ: الْمَشْرَبُ الْكَدِرُ، قالَهُ ابْنُ الأَنْبارِىِّ (¬36). قَوْلهُ: "وَفَسَرّهَا بِسِكَّةٍ" (¬37) السِّكَّةُ: الْحَديدَةُ الْمَنْقوشَةُ الَّتي يُطْبَعُ عَلَيْها، أَيْ: يُضْرَبُ، وَجَمْعُها: سِكَكٌ. ¬

_ (¬29) إن قال له: على درهم كبير: لزمه درهم من دراهم إسلام؛ لأنه درهم كبير في العرف، فإن فسره بما هو أكبر منه وهو الدرهم البغلى قبل منه. (¬30) في الإيضاح والتبيان 60: زنة البغلية فيما قاله الأول: أربعة دوانيق وفيما قاله الجمهور في كتاب الأوزان وغيره: ثمانية دوانيق. (¬31) في السابق 59: منسوبة إلى ملك يقال له: رأس البَغْلِ. (¬32) معجم البلدان 1/ 468 وبلخ: مدينة مشهورة بخراسان، وبين بغلان وبلخ ستة أيام. (¬33) إن قال له: على دراهم ففسرها بدارهم مزيفة لا فضة فيها: لم يقبل. المهذب 2/ 347. (¬34) انظر نصه في أفعال ابن القطاع 2/ 107. (¬35) وإن فسرها بدراهم مغشوشة فالحكم فيها كالحكم فيمن أقر بدراهم وقد فسرها بالدراهم الطبرية. المهذب 2/ 347. (¬36) عن الغريبين 2/ 371 خ. (¬37) إن قال: له عن دراهم وفسرها بسكة دون سكة دراهم البلد الذي أقر فيه. . . . يقبل منه. المهذب 2/ 248.

قَوْلُهُ: "وإنْ قالَ لَهُ عَلَىَّ كَذا وَكَذا" (¬38) هُوَ اسْمٌ مُبْهَمٌ، الْكافُ لِلتَّشْبيهِ، وَذا: اسْمُ إِشارَةٍ، تَقولُ: فَعَلْتُ كَذا، وَقَدْ تَجْرى مَجْرى "كَمْ" فَتَنْصِب ما بَعْدَهُ عَلى التَّمْييزِ، وَتَقَولُ: عِنْدى لهُ كَذا وكَذا دِرْهَمًا؛ لِأنَّهُ كَالْكِناية (¬39). قَوْلُهُ: الاسْتِثْناء" (¬40) مَأْخوذٌ مِنَ الثَّنىِ، وَهُوَ: الْكَفُّ وَالرَّدُّ، يُقالُ: حَلَفَ يَمينًا لا ثُنْيَا (*) فيها وَلَا مَثْنَوِيَّةَ. وَقيلَ: إِنَّهُ مَأخوذٌ مِنْ أَثْناءِ الْحَبْلِ، وَهِيَ: أَعْطافُهُ، كَأَنَّهُ رُجوعٌ عَنِ الشَّيْىءِ وَانْعِطافٌ إِلى غَيْرِهِ. قوْلُهُ: "وَعادَةُ أَهْلِ اللِّسانِ" أَيْ: أَهْلِ الْفَصاحَةِ. وَالَّسَنُ - بِالتَّحْريكِ: الْفَصاحَةُ، وَقَدْ لَسِنَ- بِالْكَسْرِ- فَهُوَ لَسِنٌ وَأَلْسَنُ. وَقَولُهُ فِى بَيْتِ الشِّعْرِ (¬41): "وَبَلْدَةٍ لَيْس بِها أَنيسُ ... إِلَّا الْيَعافيرُ وإلّا الْعيسُ" (¬42) أَيْ: رُبَّ بَلَدَةٍ، الْواوُ بِمَعْنَى رُبَّ، وَالْيَعافيرُ: جَمْعُ يَعْفورٍ، وَهُوَ: وَلَدُ الظَّبْيَةِ، وَوَلَدُ الْبَقَرَةِ الْوَحْشِيَّةِ. وَقالَ بَعْضُهُمْ: الْيَعافِيرُ: تُيُوسُ الظِّباءِ. وَالْعيسُ: الإِبِلُ الْبيضُ، واحِدُها: أَعْيس، وَالأُنْثَى عَيْساءُ بَيِّنَةُ الْعَيَسِ، وَهُوَ اسْتِثْناءٌ مُنْقَطِعٌ، مَعْناهُ: الَّذى يَقومُ مَقامَ الأَنيسِ، الْيَعافيرُ وَالْعِيسُ. ¬

_ (¬38) المهذب 2/ 248. (¬39) المغنى 1/ 247 - 249. (¬40) الاستثناء: لغة العرب وعادة أهل اللسان. المهذب 2/ 349. (*) ع: لا ثنى. تحريف. (¬41) في المهذب 2/ 249 وقد استشهد به الشيخ على أنه لو أقر فقال: على مائة درهم إلا ثوبا، وقيمة الثوب دون المائة لزمه باقى المائة، قال: لأن الاستثناء من غير جنس المستثنى منه لغة العرب. (¬42) لجران العود، ديوانه 52، وانظر الكتاب 2/ 322، وشرح أبيات سيبويه للسيرافى 2/ 136، ولابن النحاس 263، ورصف المبانى 480، وشرح المفصل 8/ 22، والهمع 1/ 225.

قَوْلُهُ: "فَصٌّ فِى خاتِم" (¬43) بِفَتْحِ الْفاءِ، وَالْعامَّةُ تَكْسِرُهُ، وَالْجَمْعُ: فُصوصٌ. وَفِي الْخاتَم ثَلاثُ لُغاتٍ: خاتَمٌ بِالْفَتْحِ، وَخاتِمٌ بِالْكَسْرِ، وَخاتامٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ زادَ لُغَةً رابِعَةً، فَقالَ: خَيْتامٌ (¬44). قَوْلُهُ: "ثَوْبٌ مُطرّزٌ" (¬45) أَىْ: مُعْلَمٌ، وَالطرِّازُ: عَلَمُ الثَّوْبِ، فارِسِىٌّ مُعَرَّب (¬46)، وَقَدْ طَرَّزْتُ الثَّوْبَ، فَهُوَ مُطرَّزٌ. وَالطِّرازُ: الْهَيْئَةُ، قالَ حسَّان (¬47): بِيضُ الْوُجُوهِ كَريمَة أَحْسابُهُمْ ... شُمُ الْأُنوفِ مِنَ الطِّرازِ الْأَوَّلَ أَىْ: مِنَ النَّمَطِ الْأَوَّلَ. قَوْلُهُ: "مُبْهَمٌ" (¬48) مَعْنى الْمُبْهَمِ فِى الِإقرارِ وَعَيْرِهِ: الَّذى خَفِىَ مَعْناهُ وَلَمْ يُعْلَمْ، وَاسْتَبْهَمَ الشَّيْىءُ: خَفِىَ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْبَهيمَةُ، لِاسْتِعْجامِها. وَاللَّيْلُ الْبَهيمُ: الَّذى يَخْفَى ما فيهِ، وَأَسُودُ بَهيمٌ: لَا بَياضَ فيهِ. قَوْلُهُ: "وَابْنُ وَليدَةِ أَبِي" (¬49) الْوَليدَةُ: الْجارِبَةُ، قالَ حَسّان (¬50): . . . . . . . . . . . . . ... تَغْدو وَلا ئِدُهُمْ لِنَقْفِ الْحَنْظَلِ ¬

_ (¬43) إن أقر لرجل بمال في ظرف بأن قال: له عندي زيت في جرة أو تبن في غرارة أو سيف في غمد أو فص في خاتم: لزمه المال دون الظرف دون ما فيه. المهذب 2/ 350. (¬44) المنتخب لكراع 539، وأدب الكاتب 573، 659، والصحاح (ختم). (¬45) إن قال: له عندي ثوب مطرز لزمه الثوب بطرازه. المهذب 2/ 350. (¬46) المعرب 441، وجمرة اللغة 2/ 321، والصحاح (طرز). (¬47) ديوانه 123. (¬48) في المهذب 2/ 503: إن قال: اشترى ثلاثة أو أربعة بألف في عقد واشتريت أنا الباقي بألف في عقد آخر قبل قوله؛ لأن إقراره مبهم. (¬49) في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ابن أمة زمعة فقال سعد بن أبي وقاص: أوصانى أخي عتبة إذا قدمت مكة أن انظر إلى ابن أمة زمعة واقبضه فإنه ابنه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه، قال - صلى الله عليه وسلم -: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" المهذب 2/ 352. (¬50) ديوانه 123 وصدره: يَسْقون دِرْياقَ المدُامِ وَلَمْ تكُنْ ... . . . . . . . . . . . . .

قَوْلُهُ: "الْوَلَدُ لِلْفِراش" أَىْ: لمالِكِ الْفِراشِ، وَهُوَ: الزَّوْج، أَوْ لمالِكِ الْأمَةِ؛ لأنَّهُ يَفْتَرِشُها بِالْحَقِّ، وَهَذا مِنْ مُخْتَصَرِ الْكَلامِ، وَهُوَ عَلى حَذفِ مُضافٍ، كَقَوْلِهِ تَعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬51) أَىْ: أَهْلَ الْقَرْية. وَالْفِراشُ: الزَّوْجَةُ، يُقالُ: افْتَرَشَ فُلانٌ فُلَانَةً: إِذا تَزَوَّجَها، وَيُقالُ لِامْرَأَةِ الرَّجُلِ: هِىَ فِراشُهُ، وَإِزارُهُ، وَلِحافُهُ. قَوْلُهُ: "وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ" الْعاهِرُ: الزّانِي: يُقالُ: عَهَرَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ يَعْهَرُ عَهْرًا (¬52): إِذا أَتاها لِفُجورٍ، وَالْعَهْرُ: الزِّنى، وفِى الْحَديثِ: "اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالْعَهْرِ الْعِفَّةَ" (¬53). وَمَعْنَى: "وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ" أَىْ: لا شَيْىءَ لَهُ فِى نَسب الْوَلَدِ، وإِنَّما يَسْتَحِقُّ الْحَجَرَ الَّذى لا يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ يُرْمَى بِالْحَجَرِ وَيُطْرَدُ. وَقَوْلُ مَنْ قالَ: إِنَّهُ يُرْجَمُ الْحَدَّ بِالْحَجَرِ لَيْسَ بِشَيْىءٍ؛ لأنَّهُ لَيْس كُلُّ زانٍ يَجِبُ رَجْمُهُ، وَهَذا كَما قالوا فِى مَعْنًى: لَهُ التُّرابُ، أَىْ: لَا شَيْىءَ لَهُ. وَرُوِىَ أَنَّ أَبا الْعَيْناءِ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ، وَكانَ أَعْمى، فَأَتاهُ النَّاس يُهَنِّئُونَهُ بِهِ، فَأَتَى الْجَمَّازُ فِى جُمْلَتِهِمْ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَجَرًا وَمَضَى، فَتَكَلَّم بِذَلِكَ فَقالَ: أَتَدْرونَ ما أَرادَ لَعَنَهُ اللهُ؟ قالوا: لا، قال: أَرادَ قَوْلَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -: "الْوَلَدُ لِلْفِراش وَلِلْعاهِرِ الْحَجَرُ". [تَمَّ الكِتابُ بِحَمْدِ اللهُ وَعَوْنِهِ، وَالْحَمْدُ لله أَوَّلًا وَآخِرًا، وَظاهِرًا وَباطِنًا، وَالْحَمْدُ لله وَحْدَهُ، وَصَلاتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِهِ، وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسلْيمًا كَثيرًا طَيَّبًا مُبارَكًا]. ¬

_ (¬51) سورة يوسف آية 82. (¬52) كذا في القاموس (عهر) وفي اللسان: عَهَر إِليها يَعْهَر عَهْرًا وفي المصباح: من باب تعب ومن باب قعد لغة وأكثر اللغويين على تعديته بالحرف، كأنه ضُمِّن معنى زنى. (¬53) غريب ابن الجوزى 2/ 137، والنهاية 3/ 326.

فهرس المصادر والمراجع

فهرس المصادر والمراجع 1 - الإبدال لابن السكيت- تحقيق الدكتور حسين محمد شرف- طبع الأميرية 1398 هـ- 1978 م- مطبوعات مجمع اللغة العربية. 2 - الإبل للأصمعى = الكنز اللغوى. 3 - الإتقان فى علوم القرآن -للسيوطى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975 م. 4 - أخبار النحويين البصريين- تحقيق طه الزينى، ومحمد عبد المنعم خفاجى طبع مصطفى الحلبى سنة 1374 هـ سنة 1955 م. 5 - أدب الكاتب لابن قتيبة تحقيق محمد الدالى الطبعة الأولى سنة 1402 هـ سنة 1982 م بيروت. 6 - الأزمنة وألامكنة للمرزوقى- طبع حيدر آباد الدكن سنة 1332 هـ. 7 - الأزهية فى علم الحروف -لعلى بن محمد الهروى- تحقيق عبد المعين الملوحى دمشق سنة 1981 م. 8 - أساس البلاغة -للزمخشرى- طبع الشعب. 9 - أسباب نزول القرآن للواحدى -تحقيق السيد صقر- دار القبلة للثقافة الإسلامية 1404 هـ. 10 - الاستيعاب فى معرفة الأصحاب -لابن عبد البر- تحقيق على محمد البجاوى- طبع نهضة مصر. 11 - أسد الغابة فى معرفة الصحابة لابن الأثر تحقيق د / محمد إبراهيم البنا، وآخرين- طبع الشعب. 12 - أسماء جبال تهامة وسكانها= نوادر المخطوطات. 13 - اشتقاق الأسماء للأصمعى -تحقيق الدكتور رمضان عبد التواب- والدكتور صلاح الهادى- الخانجى 1400 هـ.

14 - الاشتقاق -لابن دريد- تحقيق عبد السلام هارون- مطبعة السنة المحمدية القاهرة 1378 هـ. 15 - الاشتقاق -عبد الله أمين- طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر- طبعة أولى. 16 - الإصابة فى تمييز الصحابة -لابن حجر العسقلانى- تحقيق على محمد البجاوى- نهضة مصر. 17 - إصلاح خطأ المحدثين -للخطابى- تحقيق برهان الدين الداغستانى- نشر عزت العطار. 18 - إصلاح المنطق -لابن السكيت تحقيق أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون دار المعارف سنة 1970 م. 19 - الأصمعى اللغوى- د / عبد الحميد الشلقانى- دار المعارف. 20 - الأصنام -لابن السائب الكلبى- تحقيق د / أحمد زكى- مطبوعات الكتب المصرية 1343 هـ 1924 م. 21 - أصوات اللغة العربية -دكتور عبد الغفار هلال- الطبعة الثانية- مطبعة الجبلاوى 1408 هـ 1988 م. 22 - الأصول فى النحو -لابن السراج- تحقيق دكتور عبد الحسين الفتلى- ط أولى 1405 هـ- 1985 م. 23 - إضاءة الراموس وإفاضة الناموس على إضاءة القاموس- لابن الطيب الفاسى- الجزء الأبع- رسالة دكتوراه- تحقيق مصطفى عبد الحفيظ سالم 1404 هـ- 1984 م. 24 - الأضداد لابن الأنبارى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- الكويت 1960 م. 25 - الأضدام لأبى الطيب اللغوى- تحقيق الدكتور عزة حسن- دمشق 1963 م. 26 - الأضدام لقطرب- تحقيق الدكتور حنا حداد- دار العلوم للطباعة- الأردن 1405 هـ. 27 - أعلام الحديث فى شرح صحيح البخارى للخطابى- تحقيق الدكتور

محمد. سعد عبد الرحمن آل سعود- مطبوعات جامعة أم القرى 1409 هـ-1988 م. 28 - الأعلام للزركلى- القاهرة 1954، 1959 م. 29 - الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني -تحقيق محمد على البجاوى- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1389 هـ. 30 - الأفعال -لابن القطاع- دائرة المعارف العثمانية-1360 هـ الطبعة الأولى. 31 - الأفعال -للسرقسطى- تحقيق د / حسين محمد شرف- المطابع الأميرية- مطبوعات المجمع اللغوى. 32 - الاقتضاب فى شرح أدب الكتاب -للبطليوسى- تحقيق مصطفى السقا، وحامد- عبد الحميد الهيئة المصرية العامة للكتاب. 33 - الإكمال -لابن ماكولا- تحقيق عبد الرحمن العلمى حيدر آباد الهند- نسخة مصورة سنة 1962 م. 34 - الألفاظ الفارسية المعربة- لأدى شير طبع بيروت 1908 م. 35 - الأم -للشافعى- وعليه مختصر المزني- طبع الشعب. 36 - أمالى الزجاجى -تحقيق عبد السلام- هارون القاهرة 1382 هـ. 37 - الأمالى -للقالى- طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975 م. 38 - أمالى المرتضى -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- طبع الحلبى 1954م. 39 - الأمثال اليمانية -جمع وشرح إسماعيل الأكوع- بيروت 1405 هـ-1984 م. 40 - إنباه الرواة على أنباه النحاة -للقفطى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبع دار الكتب المصرية 1399 هـ- 1950 م. 41 - أنساب الأشراف -للبلاذرى- تحقيق د/ محمد حميد الله- دار المعارف- معهد الخطوطات 1959 م. 42 - أيام العرب فى الجاهلية- محمد أحمد جاد المولى وآخرين- طبع عيسى الحلبى بمصر.

43 - الأيام والليالى والشهور -للفراء- تحقيق إبرإهيم الإبيارى- الأميرية القاهرة 1956 م. 44 - الِإيضاح والتبيان فى معرفة المكيال والميزان لابن الرفعة- تحقيق محمد أحمد إسماعيل مطبوعات جامعة أم القرى 1400 هـ. 45 - إيضاح المكنون فى الذيل على كشف الظنون- لإِسماعيل البغدادى- بغداد 1952 م. 46 - الأيوبيون فى اليمن د/ محمد عبد العال أحمد- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1980 م. 47 - البارع في اللغة للقالى -تحقيق هاشم الطعان ـــــــ بيروت. 48 - البحر المحيط -لأبى حيان الأندلسي- ط السعادة 1328 هـ. 49 - البداية والنهاية لابن كثير -تحقيق جماعة بيروت-1408 هـ -1988 م. 50 - بغية الوعاة فى طبقات اللغويين والنحاة -للسيوطى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبع الحلبى 1384 هـ-1964 م. 51 - البلغة فى تاريخ أئمة اللغة -للفيروزآبادى- تحقيق محمد المصرى طبع دمشق 1392 هـ-1972 م. 52 - البلغة فى الفرق بين المذكر والمؤنث -لابن الأنبارى- تحقيق د / رمضان عبد التواب- طبع دار الكتب المصرية سنة 1970 م. 53 - البيان والتبيين للجاحظ -تحقيق عبد السلام هارون- لجنة التأليف والترجمة والنشر ط أولى سنة 1367 هـ-1948 م، طبع دار الكتب 1970 م. 54 - تأويل مشكل القرآن -لابن قتيبة- طبع عيسى الحلبى 1373 هـ. 55 - تاج العروس من جواهر القاموس -للزبيدى- الطبعة الأولى بالقاهرة 1302 هـ. 56 - تاريخ ثغر عدن -لأبي مخرمة- مطبعة برايل- ليدن 1926 م. 57 - تاريخ الطبرى للطبرى. تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعارف.

58 - تحفة الأحوذى بشرح جامع الترمذى- للريكفورى تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ط المدنى. 59 - تحفة الأريب -لأبي حيان الأندلسي- تحقيق سمير المجذوب- المكتب الإسلامى- بيروت 1403 هـ. 60 - تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب- للشيخ داود الأنطاكى- طبع صبيح. 61 - تصحيح التصحيف وتحريف التحريف للصفدى- تحقيق السيد الشرقاوى- الخانجى 1407 هـ -1987 م. 62 - تصحيح الفصيح -لابن دستوريه- تحقيق عبد الله الجبورى- بغداد 1395 هـ -1975 م. 63 - تفسير أبى السعود "إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم"- لأبي السعود العمادى- المطبعة المصرية 1347 هـ-1928 م. 64 - تفسير الطبرى "جامع البيان عن تأويل القرآن" للطبرى تحقيق محمود محمد شاكر -دار المعارف- الطبعة الثانية. 65 - تفسير العزيزى "تفسير غريب القرآن" للعزيزى- دار التراث العربى القاهرة. 66 - تفسير غريب القرآن لابن قتيبة -تحقيق السيد أحمد صقر- بيروت 1398 هـ-1978 م. 67 - تفسير القرطبى "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبى- طبع الشعب. 68 - تقريب النشر فى القراءات العشر- لابن الجزرى- تحقيق إبراهيم عطوة- طبع الحلبى 1961 م. 69 - تقويم اللسان لابن الجوزى- تحقيق د / عبد العزيز مطر- طبع دار المعارف- الطبعة الثانية. 70 - التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية- للصغانى. الأميرية- مطبوعات المجمع اللغوى. 71 - تمثال الأمثال -للعبدرى- تحقيق أسعد ذبيان- دار المسيرة 1402 هـ-1982 م.

72 - التمثيل والمحاضرة للثعالبى -تحقيق عبد الفتاح الحلو- ط عيسى الحلبى 1381 هـ. 73 - التنبيهات على أغاليط الرواة -لعلى بن حمزة الأصفهانى- تحقيق عبد العزيز الميمنى- دار المعارف بمصر 1967 م. 74 - التنبيه على أوهام أبى على القالى -للبكرى- ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975 م. 75 - التنبيه والإيضاح عما وقع فى الصحاح -لابن برى- تحقيق عبد العليم الطحاوى- مطبوعات مجمع اللغة العربية ط الهيئة المصرية العامة للكتاب 1981 م. 76 - تهذيب الأسماء واللغات للنووى- طبع المنيرية. 77 - تهذيب اللغة -للأزهرى- تحقيق نخبة من كبار المحققين- الدار القومية للطباعة والنشر. 78 - ثلاثة كتب فى الأضداد- للأصمعى، والسجستانى، وابن السكيت- أوغست هفنز. بيروت 1912 م. 79 - ثمار القلوب فى المضاف والمنسوب- للثعالبى تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- مطبعة المدنى 1384 هـ- 1965 م. 80 - الجبال والمياه والأمكنة- للزمخشرى- تحقيق د/ إبراهيم السامرائى- طبع بغداد. 81 - جمهرة أشعار العرب- لأبي زيد القرشي طبع بولاق 1308 هـ الطبعة الأولى. 82 - جمهرة الأمثال -لأبي هلال العسكرى- تحقيق أبو الفضل إبراهيم- وقطامش- مصر 1964 م. 83 - جهرة أنساب العرب -لابن حزم- تحقيق عبد السلام هارون طبع دار المعارف بمصر. 84 - جمهرة اللغة -لابن دريد- بيروت نسخة مصورة أوفست. 85 - الجنى الدانى فى حروف المعانى -للمرادى- تحقيق فخر الدين قباوة، ومحمد نديم فاضل- بيروت 1393 هـ.

86 - الجواهر المضية فى طبقات الحنفية- للقرشى تحقيق د/ عبد الفتاح الحلو- طبع عيسى الحلبى 1398 هـ. 87 - الجيم -لأبى عمر الشيباني- تحقيق إبراهيم الإِبيارى وآخرين- القاهرة- طبع الأميرية 1394 هـ-1974 م. 88 - حاشية ابن برى علي المعرب "فى التعريب والمعرب" لابن الجواليقى تحقيق إبراهيم السامرائى- بيروت. 89 - حماسة البحترى -تحقيق لويس شيخو- بيروت 1910 م. 90 - الحماسة البصرية -للبصرى تحقيق عادل جمال سليمان- طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 91 - حياة الحيوان للدميرى -المطبعة الأميرية 1274 هـ، وطبع صبيح، وطبع دار التحرير 1965 م. 92 - الحيوان للجاحظ -تحقيق عبد السلام هارون- الطبعة الثانية- مطبعة الحلبى 1387 هـ-1968 م. 93 - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب- للبغدادى تحقيق عبد السلام هارون الطبعة الثانية 1979 م الهيئة المصرية العامة للكتاب. 94 - الخصائص -لابن جنى تحقيق- الأستاذ محمد على النجار- الطبعة الثانية- بيروت. 95 - خلق الإنسان للأصمعى= الكنز اللغوى. 96 - خلق الإِنسان لثابت- تحقيق عبد الستار فراج طبع الكويت 1406 هـ-1985 م. 97 - خلق الإِنسان للزجاج- تحقيق د/ إبراهيم السامرائي طبع المجمع العلمى العراقى 1387 هـ- 1963 م. 98 - الدرر المبثثة فى الغرر المثلثة- للفيروزابادى- تحقيق د/ على حسين البواب- طبع السعودية 1401 هـ. 99 - درة الغواص فى أوهام الخواص -للحريرى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- طبع نهضة مصر. 100 - الدرة الفاخرة فى الأمثال السائرة لحمزة بن حسن الأصبهاني- تحقيق عبد المجيد قطامش- طبع دار المعارف 1971 م.

101 - الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبى- تحقيق الدكتور أحمد محمد الخراط دمشق 1406 هـ. 102 - دول الإِسلام -للذهبى- تحقيق فهيم محمد شلتوت، محمد مصطفى إبراهيم- طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1974 م. 103 - ديوان الأدب -للفارابى- تحقيق د / أحمد مختار عمر- مطبوعات مجمع اللغة العربية. 104 - ديوان الأعشى الكبير -ميمون بن قيس- شرح وتعليق محمد محمد حسين- طبع بيروت طبعة سابعة 1403 هـ-1983 م. 105 - ديوان امرىء القيس -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- طبع دار المعارف بمصر الطبعة الثالثة 1969 م. 106 - ديوان أمية بن أبى الصلت -نشر بشير يموت- بيروت 1934 م. 107 - ديوان أبى طالب "غاية المطالب فى شرح ديوان أبى طالب" جمع محمد الخطيب -طنطا-1950 م، 1951 م. 108 - ديوان أوس بن حجر- بيروت 1399 هـ-1979 م. 109 - ديوان بشار بن برد -لجنة التأليف والترجمة والنشر- الطبعة الثانية 1967 م. 110 - ديوان جران العود- مطبعة دار الكتب المصرية 1931 م. 111 - ديوان جميل بثينة- بيروت 1966 م. 112 - ديوان حسان بن ثابت- تحقيق د / سيد حنفى حسنين- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1974 م. 113 - ديوان الحطيئة- رواية ابن حبيب عن ابن الأعرابى وأبي عمرو الشيبانى- بيروت. 114 - ديوان حميد بن ثور الهلالى -تحقيق الميمنى- الدار القومية للطباعة والنشر 1965 م- نسخة مصورة من طبعة دار الكتب 1371 هـ-1951 م. 115 - ديوان ذى الرمة بشرح أبى نصر الباهلى رواية ثعلب تحقيق د / عبد القدوس أبو صالح -بيروت- 1982 م.

116 - ديوان الراعى النميرى تحقيق د/ نورى حمودى القيسى وهلال ناجى- طبع المجمع العلمى العراقى 1404 هـ- 1980 م. 117 - ديوان الشماخ بن ضرار -مطبعة السعادة- القاهرة. 118 - ديوان طرفة بن العبد- بيروت 1399 هـ-1979 م. 119 - ديوان الطرماح تحقيق د/ عزة حسن- طبع دمشق 1966 م. 120 - ديوان عبد الله بن رواحة -تحقيق وليد قصاب- الأردن- عمان 1408 هـ-1988 م. 121 - ديوان العجاج رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي وشرحه- تحقيق د/ عزة حسن- بيروت. 122 - ديوان على بن زيد= شعراء النصرانية. 123 - ديوان علقمة بن عبدة -المطبعة الوهبية- القاهرة. 124 - ديوان عمر بن أبى ربيعة- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1978 م. 125 - ديوان الفرزدق- بيروت 1386 هـ- 1966 م. 126 - ديوان القطامى- تحقيق ج. بارث- ليدن 2902. 127 - ديوان قيس بن الخطيم- مطبعة دار العروبة- القاهرة 1962 م. 128 - ديوان كعب بن زهر- دار الكتب المصرية 1369 هـ-1950 م. 129 - ديوان لبيد بن ربيعة طبع بيروت. 130 - ديوان النابغة الجعدى -تحقيق عبد العزيز رباح- المكتب الإِسلامى بدمشق 1964 م. 131 - ديوان النابغة الذبياني -تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعارف بمصر. 132 - ديوان أبي النجم العجلي- جمعه وشرحه علاء الدين أغا- الرياض 1401 هـ-1981 م. 133 - ديوان الهذليين -طبع دار الكتب- نسخة مصورة عنها 1385 هـ-1965 م. 134 - الزاهر للأزهرى -تحقيق الدكتور محمد جبر الألفى- الكويت 1399 هـ.

135 - الزاهر لابن الأنبارى- تحقيق د / حاتم صالح الضامن 1399 هـ-1979 م طبع بغداد. 136 - زهر الأكم فى الأمثال والحكم -لليوسى- تحقيق محمد حجى- محمد الأخضر بيروت 1401 هـ-1981 م. 137 - السبعة فى القراءات -لابن مجاهد- تحقيق د / شوقى ضيف- الطبعة الثانية- دار المعارف. 138 - سر صناعة الإعراب -لابن جنى- تحقيق مصطفى السقا وآخرين- الجزء الأول طبع مصطفى الحلبى سنة 1374 هـ. 139 - السلاح -لأبي عبيد القاسم بن سلام- تحقيق د / حاتم صالح الضامن- بيروت-1405 - 1985 م. 140 - السلوك فى طبقات العلماء والملوك للبهاء الجندى- مخطوط دار الكتب 1949 م. 141 - سمط اللآلى "شرح أمالى القالى" للبكرى -تحقيق الميمنى- طبع لجنة التأليف والترجة والنشر سنة 1936 م. 142 - سنن البيهقى طبع الهند 1354 هـ. 143 - سنن أبى داود -تعليق أحمد سعد على- الطبعة الأولى 1371 هـ-1952 م طبع الحلبى. 144 - سنن ابن ماجة- تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى- طبع الحلبى 1372 هـ ـــــ 1952 م. 145 - سنن النسائى- بشرح السيوطى وحاشية السندى- المطبعة المصرية. 146 - سيرة ابن هشام -تحقيق السقا والإِبيارى- وشلبى- الطبعة الثانية 1375 هـ- 1955 م طبع الحلبى. 147 - شذرات الذهب فى أخبار من ذهب- لابن العماد الحنبلى- مطبعة المقدسى 1351 هـ. 148 - شرح أسماء الله الحسنى للقشيرى- تحقيق عبد المنعم الحلوانى مطبعة الأزهر 1390 هـ.

149 - شرح أبيات سيبويه للسيرافى- تحقيق الدكتور محمد على سلطان- مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1396 هـ. 150 - شرح أبيات سيبويه للنحاس -تحقيق الدكتور وهبة متولى سالمة- القاهرة 1405 هـ. 151 - شرح ألفاظ الختصر -للأزهرى- رسالة دكتواره- تحقيق عبد المنعم بشناتى- إشراف الدكتور إبراهيم نجا- بعنوان "الزاهر". 152 - شرح الشافية -لابن الحاجب مع شرح شواهد الشافية للبغدادى- تحقيق محمد محيى الدين وآخرين- مطبعة حجازى سنة 1356 هـ. 153 - شرح ديوان جرير تحقيق إيليا الحاوى- بيروت. 154 - شرح ديوان زهير بن أبى سلمى صنعة أبى العباس ثعلب- الدار القومية للطباعة والنشر 1973 م. 155 - شرح شعر زهير بن أبى سلمى -تحقيق فخر الدين قباوة- بيروت 1402 هـ-1982 م. 157 - شرح ديوان عنترة -بيروت- الطبعة الأولى 1405 هـ-1985 م. 157 - شرح ديوان المتنبى -للبرقوقى- بيروت 1400 هـ-1980 م. 158 - شرح شواهد العينى- علما حاشة الصبان علما الأشمونى طبع عيسى الحلبى. 159 - شرح شواهد المغنى -للسيوطى- تصحيح وتعليق الشنقيطى- بيروت. 160 - شرح القصائد السبع الطوال -لابن الأنبارى- تحقيق عبد السلام هارون- طبعة ثانية. 161 - شرح القصائد العشر للتبريزى- طبع السعادة 1384 هـ-1964 م. 162 - شرح قصيدة كعب بن زهير -لابن هشام- تحقيق الدكتور محمود حسن أبو ناجى- دمشق 1402 هـ.

163 - شرح الكافية للرضى -دار الكتب العلمية- بيروت. 164 - شرح المفصل لابن يعيش- عالم الكتب- بيروت. 165 - شرح مقامات الحريرى للمطرزى- مخطوطة الجامع الأزهر. 166 - شعراء النصرانية فى الجاهلية -تحقيق لويس شيخو- طبع مكتبة الآداب. 167 - شعر الأحوص الأنصاري -تحقيق عادل سليمان جمال- الهيئة المصرية العامة للتأليف والترجمة والنشر- القاهرة-1390 هـ-1970 م. 168 - شعر الأخطل التغلبى -صنعة السكرى- تحقيق د / فخر الدين قباوه- بيروت-1399 هـ-1979 م- طبعة أولى. 169 - الشعر والشعراء لابن قتيبة تحقيق أحمد محمد شاكر طبع دار المعارف بمصر 1966 م. 170 - شعر الكميت بن زيد الأسدى- جع وتقديم د/ داوود سلوم- بغداد 1969 م. 171 - الشعر المنسوب إلى الإمام على بن أبى طالب جمع وشرح عبد العزيز الأهل- بيروت. 172 - شفاء الغليل فيما فى كلام العرب من الدخيل- للشهاب الخفاجى- تحقيق د / خفاجى طبع مكتبة الحرم الحسينى- الطبعة الأولى 1371 هـ-1952 م. 173 - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحمرى- طبع الحلبى 1403 هـ-1983 م. 174 - الصاحبى -لابن فارس- تحقيق سيد صقر- طبع الحلبى. 175 - صبح الأعشى -للقلقشندى- طبع الأميرية 1934 م القاهرة. 176 - الصبح المنير فى شعر أبى ميمون قيس بن جندل، والأعشيين الآخرين -تحقيق أودلف جابر- لندن- مطبعة آدلف هلز هوش- 1927 م. 177 - الصحاح "تاج اللغة وصحاح العربية -للجوهرى- تحقيق أحمد عبد

الغفور عطار- الطعة الثانية 1399 هـ-1979 م- بيروت. 178 - صحيح البخارى- طبع الشعب 1379 هـ. 179 - صحيح الترمذى بشرح ابن عربي -المطبعة المصرية- الطبعة الأولى 1350 هـ. 180 - صحيح مسلم- تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى- طبع عيسى الحلبى- الطبعة الأولى 1374 هـ. 181 - طبقات الخواص أهل الصدق والإخلاص للشرجى الزبيدى- طبع مصر- حجر 1321 هـ. 182 - طبقات ابن خياط- تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمرى- دار طيبة للنشر- الرياض. 183 - طبقات الشافعية الكبرى للسبكى- تحقيق د / محمود الطناحى، د/ عبد الفتاح الحلو- طبع الحلبى الطبعة الأولى 1383 هـ-1964 م. 184 - طبقات فقهاء اليمن- لابن سمرة الجعدى- تحقيق فؤاد سيد- طبع بيروت. 185 - طبقات القراء "غاية النهاية" للجزرى -تحقيق برجستراسر- القاهرة 1352 هـ مطبعة السعادة 1923 م. 186 - الطبقات الكبرى -لابن سعد- بيروت 1376 هـ- 1957 م. 187 - طبقات المفسرين للداويدى -تحقيق على محمد عمر- مطبعة الاستقلال 1392 هـ- 1972 م. 188 - الطرائف الأدبية- تحقيق عبد العزيز الميمنى- طبع بيروت. 189 - العباب الزاخر واللباب الفاخر للصغاني تحقيق الشيخ محمد آل ياسين- بغداد. 190 - العقد الفريد لابن عبد ربه- تحقيق أحمد زين، والإِبيارى- مكتبة النهضة المصرية 1962 م، الطبعة الثانية. 191 - العقود اللؤلؤية فى تاريخ الدولة الرسولية -للخزرجى- تصحيح الشيخ محمد بسيونى عسل- طبع الهلال- 1329 هـ-1911 م.

192 - العمدة فى غريب القرآن- لمكى بن أبى طالب القيسى- تحقيق يوسف المرعشلى- بيرروت- الطبعة الثانية 1404 هـ-1984 م بيروت. 193 - عناية القاضى وكفاية الراضى على تفسير البيضاوى- بيروت. 194 - العين للخليل بن أحمد الفراهيدى جـ 1 تحقيق د/ عبد الله درويش طبع المجمع العلمى- بغداد ومن جـ 2 - 8 تحقيق د/ مهدى الخزومى، د/ إبراهيم السامرائي- طبع الرشيد- بغداد. 195 - عيون الأخبار -لابن قتيبة- الهيئة المصرية العامة للكتاب- مصورة عن طبعة دار الكتب. 196 - عيون الأنباء فى طبقات الأطباء -لابن أبى أصيبعة- طبع مصر 1299 - 1300 هـ. 197 - غريب الحديث -للخطابى- تحقيق عبد الكريم العزباوى طبع دار الفكر- دمشق. 198 - غريب الحديث -لأبي عبيد القاسم بن سلام- طبع حيدر آباد- الهند-1384 هـ-1964 م. 199 - غريب الحديث -لأبي الفرج الجوزى- تحقيق د / عبد المعطى أمين قلعجى- بيروت الطبعة الأولى 1405 هـ- 1985 م. 200 - غريب الحديث -لابن قتيبة- تحقيق عبد الله الجبورى- مطبعة العاني- بغداد 1977 م. 201 - الغريبين- غريبى القرآن والحديث- لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروى- تحقيق د/ محمود الطناحى -الجزء الأول- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1390 هـ- 1970 م. 202 - الغريبين- غريبى القرآن والحديث مخطوط دار الكتب المصرية. 203 - غلط الضعفاء من الفقهاء -لابن برى- مخطوط ميكروفيلم بمعهد المخطوطات رقم 216 - لغة- فى ذيل لحن العوام للزبيدى. 204 - الفائق فى غريب الحديث -للزمخشرى- تحقيق على محمد البجاوى، ومحمد أبو الفضل إبراهيم الطبعة الثانية- عيسى الحلبى.

205 - الفاخر للمفضل بن سلمة- تحقيق عبد العليم الطحاوى- طبع الحلبى 1960 م. 206 - فتح البارى شرح صحيح البخارى لابن حجر- المطبعة السلفية القاهرة 1380 هـ. 207 - الفرق لابن فارس اللغوى- تحقيق د / رمضان عبد التواب- طبع الخانجى- القاهرة. 207 - الفروق اللغوية -لأبي هلال العسكرى- تحقيق حسام الدين القدسى بيروت 1401 هـ. 209 - فصل المقال فى شرح كتاب الأمثال -للبكرى- تحقيق د / إحسان عباس، د / عبد المجيد عابدين- الطبعة الثالثة 1403 هـ-1983 م بيروت. 210 - الفصيح- لثعلب- تحقيق د / عاطف مدكور- دار المعارف بمصر. 211 - فعلت وأفعلت لأبي حاتم -تحقيق خليل العطية- طبع بغداد. 212 - فعلت وأفعلت -للزجاج- تحقيق ماجد حسين الذهبى- بيروت 1404 هـ-1984 م. 213 - فقه اللغة وسر العربية -للثعالبى- تحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الإبيارى، وشلبى- طبع الحلبى 1392 هـ- 1972 م. 214 - فقه اللغة- د / على عبد الواحد وافى -طبعة سابعة- دار النهضة المصرية. 215 - القاموس المحيط -للمجد الفيروز آبادى- بيروت عن الطبعة المصرية. 216 - قصيدة البردة لكعب بن زهير- بشرح ابن الأنبارى- تحقيق الدكتور محمود حسن الليثى- السعودية 1400 هـ. 217 - القلب والإبدال = الكنز اللغوى. 218 - قلائد الجمان للقلقشندى -تحقيق إبراهيم الإبيارى- القاهرة 1383 هـ.

219 - قليوبى وعميرة -حاشيتان- إحداهما لشهاب القليوبى- وثانيتهما للشيخ عمارة- على شرح جلال الدين المحلى على منهاج الطالبين لفقه المذهب الشافعى- طبع الحلبى. 220 - الكاشف فى معرفة من له رواية فى الكتب الستة للذهبى- تحقيق عزت عيد، وموسى محمد- الطبعة الأولى 1392 هـ-1972 م. 221 - الكامل للمبرد- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،- والسيد شحاته- طبع نضهة مصر. 222 - كتاب أفعل حللقالى- تحقيق محمد الفاضل بن عشور- طبع تونس. 223 - كتاب الأمثال لأبي عبيد -تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش- مطبوعات جامعة الملك عبد العزيز 1400 هـ. 224 - الكتاب -لسيبويه- تحقيق عبد السلام هارون- طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1397 هـ- 1977 م. 225 - كشاف اصطلاحات الفنون -للتهانوى- تحقيق لطفى عبد البديع النهضة المصرية 1382 هـ- 1963 م. 226 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل فى وجوه التأويل- للزمخشرى- ومعه حاشية السيد الشريف الجرجاني، وكتاب الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال لابن المنير- تحقيق محمد الصادق قمحاوى طبع الحلبى 1392 هـ- 1972 م. 227 - كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون- لحاجى خليفة طبع أوفست- بغداد 1952 م. 228 - الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها- لمكى القيسى- تحقيق د/ محيى الدين رمضان- طبع المجمع العلمى- دمشق 1394 هـ-1974 م. 229 - كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ فى اللغة العربية -لابن الأحدابى- المطبعة الرحمانية. 230 - الكنز اللغوى فى اللسان العرلى د/ أوغست هفنر- طبع

الكاثوليكية- بيروت 1903 م. 231 - اللباب فى تهذيب الأنساب لابن الأثير الجزرى- بغداد. 232 - لسان العرب لابن منظور طبع دار المعارف- بتحقيق عبد الله الكبير وآخرين. 233 - لغات مختصر ابن الحاجب للأموى مخطوطة دار الكتب 47 لغة. 234 - اللغة العربية خصائصها وسماتها د/ عبد الغفار هلال- الطبعة الثالثة 1406 هـ-1986 م. 235 - اللفظ المستغرب فى شرح غريب المهذب للقلعى: رسالة ماجستير تحقيق مصطفى عبد الحفيظ سالم- إشراف د / عبد الغفار هلال 1980م. 236 - المأثور عن أبى العميثل الأعرابى "ما اتفق لفظه واختلف معناه" طبع أوروبا. 237 - ما بنته العرب على فعال- للصنعانى- تحقيق د/ عزة حسن دمشق-1383 هـ-1964 م. 238 - ما تلحق فيه العامة للكسائي- تحقيق د/ رمضان عبد التواب- مطبعة المدني. 239 - مبادىء اللغة للإسكافى- تصحيح النعسانى طبع الخانجى 1325 هـ. 240 - المبسوط فى القراءات العشر -للأصبهاني- تحقيق سبيع حمزة- دمشق 1407 هـ- 1986 م. 241 - المبسوط للسرخسى -مطبعة السعادة- القاهرة- الطبعة الأولى 1324 هـ. 242 - متخير الألفاظ لابن فارس -تحقيق هلال ناجى- بغداد طبعة أولى 1390 هـ-1970 م. 243 - المثلث لابن السيد البطليوسى- تحقيق صلاح مهدى على الفرطوسى- طبع العراق بغداد 1981 م. 244 - مجاز القرآن لأبي عميدة معمر بن المثنى التميمى -تحقيق سزكين- طبع الخانجى.

245 - مجالس ثعلب -تحقيق عبد السلام هارون- دار المعارف طبعة ثالثة. 246 - مجلة معهد الخطوطات العربية جـ 24/ 2/ 1978 م. 247 - مجمع الأمثال للميدانى- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم طبع عيسى الحلبى. 248 - مجمل اللغة لابن فارس تحقيق زهير عبد المحسن سلطان- بيروت الطبعة الأولى 1404 هـ-1984 م. 249 - مجموع أشعار العرب- ديوان رؤبة بن العجاج- تحقيق وترتيب وليم بن الورد البروسى طبع ليبزج 1953 م برلين. 250 - المجموع شرح المهذب للنووى- الطباعة المنيرية- القاهرة. 251 - المجموع المغيث لأبي موسى المديني -تحقيق العزباوى- مطبوعات جامعة أم القرى. 252 - المحتسب فى تبيين وجوه شواذ القراءات، والاحتجاج عنها لابن جنى- تحقيق على النجدى ناصف، د/ عبد الفتاح شلبى- القاهرة- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1389 هـ-1969 م. 253 - المحكم والمحيط الأعظم فى اللغة- لابن سيده جـ 1 تحقيق مصطفى السقا، وحسين نصار جـ 2، جـ 4 تحقيق عبد الستار أحمد فراج جـ 3 تحقيق عائشة عبد الرحمن جـ 5 تحقيق إبراهيم الإبيارى جـ 6 تحقيق مراد كامل جـ 7 تحقيق محمد على النجار- طبع دار المعارف ومعهد المخطوطات العربية. 254 - مختصر المذكر والمؤنث للمفضل بن سلمة- تحقيق د/ رمضان عبد التواب- طبع الشركة المصرية للطباعة والنشر 1972 م. 255 - مختصر المزنى- حاشية على كتاب الأم للشافعى طبع الشعب. 256 - المخصص لابن سيده- بيروت عن الطبعة الأولى- بولاق 1319 هـ. 257 - المذكر والمؤنث- لابن الأنبارى جـ 1 تحقيق د/ عضيمة- طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- القاهرة 1981 م. 258 - المذكر والمؤنث لابن التسترى- تحقيق أحمد عبد المجيد هريدى نشر

الخانجى بالقاهرة والرفاعى بالرياض طبعة أولى 1403 هـ-1983 م. 259 - المذكر والمؤنث لابن فارس- تحقيق د/ رمضان عبد التواب- طبع الخانجى- طبعة أولى 1969 م. 260 - المذكر والمؤنث للفراء- تحقيق د/ رمضان عبد التواب- دار التراث بالقاهرة 1975 م. 261 - مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع -للبغدادى- تحقيق على محمد البجاوى- طبع عيسى الحلبى- طبعة أولى 1373 هـ-1954 م. 262 - المرصع فى الآباء والأمهات والبنين والبنات والأولاد والذوات لابن الاثير. تحقيق: إبراهيم السامرائى- بغداد 1971 م. 263 - المزهر فى علوم اللغة وأنواعها -للسيوطى- تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين. طبع الحلبى. 264 - المسائل المشكلة "البغداديات" لأبي على الفارسى- تحقيق صلاح الدين عبد السنكاوى- طبع بغداد. 265 - المستقصى فى أمثال العرب للزمخشرى -بيروت- طبعة ثانية 1397 هـ-1977 م. 266 - المسند لابن حنبل -تحقيق أحمد شاكر- دار المعارف 1365 هـ-1946 م. 267 - مشارق الأنوار على صحاح الآثار -للقاضى عياض- طبع تونس ودار التراث بالقاهرة رقم 13. 268 - المشتبه فى الرجال أسمائهم وأنسابهم للذهبى- تحقيق محمد على البجاوى- طبع الحلبى طبعة أولى 1962 م. 269 - المشترك وضعًا والمفترق صقعا لياقوت الحموى- تحقيق فردينان ديستفلند طبع بغداد. 270 - مشكل الآثار -للطحاوى- الهند طبعة أولى 1333 هـ. 271 - المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح على حروف المعجم للعكبرى- تحقيق ياسين السواس مطبوعات جامعة أم القرى 1403 هـ.

272 - المصباح المنير- فى غريب الشرح الكبير للرافعى -للفيومى- تحقيق د/ عبد العظيم الشناوى طبع دار المعارف 1977 م. 273 - المعارف لابن قتيبة- تحقيق د / ثروت عكاشة- دار المعارف- الطبعة الثانية. 274 - معالم السنن للخطابى- شرح سنن أبى داود- تصحيح محمد راغب الطباخ- حلب- الطبعة الأولى 1351 هـ 1932 م. 275 - معانى القرآن للأخفش الأوسط- تحقيق د/ فايز فارس- الكويت طبعة ثانية 1401 هـ-1981 م. 276 - معانى القران وإعرإبه -للزجاج- تحقيق د /- عبد الجليل شلبى- بيروت. 277 - معانى القرآن للفراء -تحقيق أحمد يوسف نجاتى- ومحمد على النجار- الهيئة المصرية العامة للكتاب 1980 م. 278 - معانى القرآن الكريم لأبى جعفر النحاس- تحقيق الشيخ محمد على الصابونى- مطبوعات جامعة أم القرى. 279 - معجم الأدباء -لياقوت الحموى- طبع دار المأمون- الطبعة الأخيرة. 280 - معجم الأفعال اللازمة المتعدية- مجلة الموردم 12 ع 1 لسنة 1403 هـ. 281 - معجم الألفاظ والتراكيب المولدة فى شفاء الغليل للخفاجى- ترتيب الدكتور قصى الحسينى- لبنان 1987 م. 282 - معجم البلدان- لياقوت الحموى- بيروت 1397 هـ- 1977 م. 283 - معجم الشعراء للمرزبانى- القدسى 1354 هـ. 284 - معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع للبكرى- تحقيق مصطفى السقا- بيروت. 285 - معجم المؤلفين- عمر رضا كحالة- دمشق 1376 هـ- 1957 م.

286 - المعرب من الكلام الأعجمى على حروف المعجم للجواليقى- تحقيق أحمد محمد شاكر- دار الكتب المصرية الطبعة الأولى 1361 هـ-1942 م. 287 - المعرب للجواليقى- تحقيق الدكتور ف. عبد الرحيم- دار القلم دمشق 1410 هـ. 288 - معلقة عمرو بن كلثوم بشرح ابن كيسان- تحقيق د/ محمد إبراهيم البنا دار الاعتصام طبعة أولى 1400 هـ- 1980 م. 289 - المغانم المطابة فى معالم طابة -للفيروز آبادى- تحقيق أحمد الجاسر- الرياض 1389 هـ- 1969 م. 290 - المغرب فى ترتيب المعرب- للمطرزى طبع الهند 1328 هـ. 291 - المغنى "مغنى اللبيب من كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري- تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد- مطبعة المدنى. 292 - المغيث فى غريب القرآن والحديث لأبي موسى المدينى -مخطوط- ميكروفيلم معهد الخطوطات العربية "501 حديث". 293 - المفردات فى غريب القرآن للراغب الأصبهانى- إعداد محمد أحمد خلاف الله- مكتبة الأنجلو. 294 - المفضليات "ديوان العرب- مجموعات من عيون الشعر" تحقيق أحمد محمد شاكر -عبد السلام هارون- دار المعارف- طبعة سادسة. 295 - مقاييس اللغة- لابن فارس تحقيق عبد السلام هارون- طبع الحلبى- الطبعة الأولى. 296 - المقتضب للمبرد- تحقيق د/ عبد الخالق عضيمة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1392 هـ- 1972 م. 297 - المقصد الأسنى فى شرح أسماء الله الحسنى للغزالى- تحقيق بسام عبد الوهاب- السعودية 1407 هـ. 298 - مقدمتان فى علم القرآن- تحقيق آرثر جفرى- طبع الخانجى 1392 هـ - 1972 م.

299 - المقصور والممدود لابن السكيت- تحقيق الدكتور حسن شاذلى فرهود- السعودية 1405 هـ. 300 - المقصور والممدود -لنفطويه- تحقيق حسين الشاذلى فرهود- المطبعة العربية الحديثة بالقاهرة 1400 هـ-1980 م. 301 - المقصور والممدود للوشاء- تحقيق د / رمضان عبد التواب- طبع الخانجي 1979 م. 302 - المقصور والممدود لابن ولاد تصحيح السيد محمد النعساني مطبعة السعادة طبعة أولى 1326 هـ- 1908 م. 303 - الملمع -للنميرى- تحقيق وجيهة السطل- دمشق 1396 هـ. 304 - الممتع فى التصريف -لابن عصفور- تحقيق فخر الدين قباوة- بيروت طبعة رابعة 1399 هـ- 1979 م. 305 - منال الطالب فى شرح طوال الغرائب- لابن الأثير تحقيق محمود الطناحى- مطبعة المدني. 306 - منتخبات فى أخبار اليمن- طبع ليدن 1916 م. 307 - المنتخب لكراع النمل تحقيق الدكتور محمد العمرى- مطبوعات جامعة أم القرى 1409 هـ. 308 - المنجد فى اللغة لكراع- تحقيق د/ أحمد مختار عمر- د / ضاحى عبد الباقى- مطبعة الأمانة بالقاهرة. 309 - المنصف -لابن جنى- تحقيق إبراهيم مصطفى، وعبد الله أمين- طبع الحلبى- الطبعة الأولى 1370 هـ- 1960 م. 310 - المنقوص والممدود للفراء -تحقيق الميمنى- دار المعارف بمصر. 311 - المنقوص والممدود لنفطويه. 312 - المهذب -للشيرازى- طبع عيسى الحلبى. 313 - المؤتلف والمختلف للآمدى- تحقيق عبد الستار فراج- طبع الحلبى 1381 هـ -1961 م. 314 - الموطأ -للإِمام مالك- رواية الِإمام محمد بن الحسن الشيبانى- تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف- المجلس الأعلى للشئون

الإسلامية- الطبعة الثانية 1387 هـ- 1967 م. 315 - ميزان الاعتدال فى نقد الرجال -للذهبى- تحقيق على محمد البجاوى طبع الحلبى سنة 1382 هـ - 1963 م. 316 - النحوم الزهرة فى سلوك مصر والقاهرة- لابن تغرى بردى طبع دار الكتب المصرية 1353 هـ-1935 م. 317 - النخلة -لأبي حاتم- من مجلة المورد "م 14 ع 3". 318 - نسب عدنان وقحطان -للمبرد- تحقيق عبد العزيز الميمنى- طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر 1354 هـ-1936 م. 319 - نسب قريش- لمصعب الزبيرى تحقيق ليفى بروفنسال- دار المعارف- الطبعة الثانية. 320 - نصب الراية فى أحاديث الهداية للزيلعى- طبع الهند 1357 هـ-1938 م. 321 - نظام الغريب فى اللغة -للربعى- تحقيق محمد بن على الأكوع- دمشق 1400 هـ- 1980 م. 322 - النعم والبهائم -لابن قتيبة- طبع أوروبا. 323 - نهاية الأرب- للنويرى دار الكتب المصرية 1935 م. 324 - النهاية فى غريب الحديث والأثر لابن الأثير- تحقيق طاهر الزواوى، ومحمود الطناحى- طبعة أولى 1383 هـ- 1963 م. 325 - نوادر أبى مسحل الأعرابى- تحقيق د/ عزة حسن- دمشق 1380 هـ-1961 م. 326 - النوادر فى اللغة لأبي زيد الأنصاري- تحقيق محمد عبد القادر أحمد- بيروت 1401 هـ- 1981 م. 327 - نوادر المخطوطات- تحقيق عبد السلام هارون طبع الحلبى- طبعة ثانية 1392 هـ- 1972 م. 328 - هدية العارفين لأسماء المؤلفين وآثار المصنفين -للبغدادى- طبع بغداد 1952 م. 329 - همع الهوامع للسيوطى -تصحيح النعساني- طبع السعادة- القاهرة 1327 هـ.

330 - الوجيز للرافعى. 331 - وفاء الوفا بأخبار المصطفى للسمهودى- تحقيق الشيخ محيى الدين- بيروت. 332 - وفيات الأعيان وإنباء أبناء الزمان لابن خلكان- تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد- مطبعة السعادة- طبعة أولى 1367 هـ- 1948 م. 333 - يتيمة الدهر فى محاسن أهل العصر- للثعالبى- تحقيق مفيد محمد- بيروت 1403 هـ-1983 م.

§1/1